تراثنا

صاحب الامتیاز:

مؤسسة آل البيت لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العددان الأوّل والثاني [٩٣ ـ ٩٤]

السنة الرابعة والعشرون

محتويات العدد

* كلمة العدد

* الإساءة إلى النبي والقرآن الكريم منهج الحذف أم حذف المنهج

.............................................................. هيئة التحرير ٧

* مشيخة ابن شهرآشوب (١).

............................................ الشيخ عبد المهدي الإثنا عشري ١١

* إنقاذ كتاب «الذريعة» مما أُدرج فيه من الأخطاء والتصرفات الشنيعة.

............................................ السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي ٩٦

* قراءة سريعة في كتاب رجال النجاشي.

................................................... الشيخ حميد البغدادي ١٢٠

* النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (١).

.................................................... السيّد زهير الأعرجي ١٦٢

* مدرسة الحلّة وتراجم علمئها من النشوء إلى القمّة (٢).

.............................................. السيد حيدر وتوت الحسيني ٢١٥

محرّم الحرام ـ جمادى الآخرة

١٤٢٩ هـ

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين / النجف الأشرف (٢٤).

............................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي ٢٧٧

* من ذخائر التراث :

* الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي.

...................................... تحقيق : الدكتور عمّار عبّودي نصّار ٣١١

* شرحُ لفظِ الجلالةِ معارضة ومناظرة للشّيخ علي بن عبدالله البحراني مع المحقّق سعد الدّين التّفتازاني في توجيه علَميّة الاسم الجليل (الله)

........................................ تحقيق : الدكتور عماد جبّار كاظم ٤٣٩

* من أنباء التراث.

........................................................... هيئة التحرير ٥٠٦

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن» للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي. والمنشورة في هذا العدد.

كلمة العـدد :

الإساءة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) والقرآن الكريم

منهج الحذف أم حذف المنهج

هيئة التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

اتّخذت مناهج السماء منحىً تصاعدياً في دفع الإنسان شطر الكمال والفلاح ، فكان النصّ والخطاب يتعمّقان بمؤنهما وأدواتهما وآلياتهما مقطعاً مقطعاً تبعاً لتهيّؤ الإنسان عقلياً واجتماعياً وشعورياً ودينياً ، وكانت الذروة في القرآن الكريم والنبي الأكرم محمّـد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين ، فأغلق الدين الإسلامي الملفّ إلى الأبد وتربّع على عرش الرسالات الإلهية بنسخه كلّ المشاريع السابقة له.

هذا الحسم الواضح والانتخاب القاطع لم يكن وليد صدفة أو عبث أو هوى ، بل كان قراراً إلهياً جليّاً يحمل معه كلّ متطلّبات التكامل والتكيّف والاستمرار والتجدّد وتلبية الحاجات المشروعة ، فبقي الإسلام شجرةً مباركةً تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها.

الإسلام الذي جاء بمنظومة قيَمية مصيرية هدفها قيادة الإنسان وبرمجة شؤونه المعرفية والاجتماعية والاقتصادية ، فكان من الطبيعي وهو

 

بهذا الحجم الكبير والمهامّ العظام أن يثير قلق الآخرين وخوفهم على كياناتهم ومنافعهم ، فانطلقت ردود الأفعال المتفاوتة ضعفاً وشدّة ـ تبعاً لكيفية الآليات والمناهج وعدّتها ـ من أجل مجابهة هذا القادم الجديد والجارف المهيب.

فلا عجب أن يتحوّل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بفعل مشروعه المثير بين ليلة وضحاها إلى عدّو خطير لقريش النوع وأقرانها بعد ما كان النموذج الأخلاقي الأرقى والعزيز المدلّل الأدنى ، فتجرّع وقاسى وعانى حتى قال : «ما اُوذي نبيٌّ مثلما اُوذيت» وكان لابُدّ أن يستمّر الدين وتستمرّ المنافسات مادامت هناك حياة وقيم ومراكز قرار وسلطة وهيمنة ومنافع.

لم يصب النبي (صلى الله عليه وآله) بإحباط أبداً رغم كلّ محاولات الحذف والهدم والترويع ، الأمر الذي انعكس إيجابياً على سير الرسالة وثبوتها في مواجهة عناصر النفي والتغييب والتشويه ، التي تعلو كالزبد بين الفترة والاُخرى بأدوات وآليات مختلفة بتناسب الزمان والمكان ، والتي آخرها وليس نهاية مطافها : تلك الرسوم المسيئة لرحمة الله للعالمين النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، والتطاول على حرمة القرآن الكريم بالتجاسر على محتواه المبارك ومضامينه المقدّسة ، المنشورة بذريعة حرية البيان والقلم المعهودة ، ذات الصيت السيّئ.

لا شكّ أنّ هذه الأساليب التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والحضارية والثقافية ستخلق ردّ فعل معرفي كبير يحمل معه استفهاماً واعياً ضمن شعاع سؤال الأنا والآخر ، استفهاماً عريضاً لدى المثقّف والباحث والطامح العلمي ، يرشح مراجعةً تحفّز وتبعثر الذهن وتقارن وتستنطق الحكم الجائر

 

على كيان عظيم ساد البشرية ولا زال يحمل بين طياته الإجابة الوافية عن سؤال الحياة الكبير ولوازمه ، كيان يخوض في المفكَّر واللا مفكَّر فيه ، ينشد التجديد والتحديث لا بفعل التقليد والالتقاط بل بفعل البناء والتأسيس ، كيان يلفظ الإرهاب ويؤمن بالحوار ويحترم حقوق الأقليات والمرأة والطفل والإنسان عموماً ويقصد الرقي والتقدّم العلمي التقني وتوفير الأمن والخير والأزدهار لكافّة شعوب المعمورة.

هذا إن كانوا لازلوا يؤمنون بقيم الدين واللاهوت ، بل حتى بالقيم الأخلاقية التي نادى بها رينيه ديكارت في مراسلاته مع اليزابيث أميرة بوهيميا ، ومبادئ ديفيد هيوم حين يقول : الهدف من البحث الأخلاقي هو الكشف عن المبادئ الكلّية التي يقوم عليها المدح أو الذمّ الأخلاقيان ، ومحتويات الباب الرابع من نتاجات فرانسيس بيكون في الصفات الأخلاقية ، لا فرانسيس بيكون الذي نافق وخدع وغدر وخان حتى بأقرب أصدقائه ووليّ نعمته ايرل اسكس كي ينال مجد الدنيا. هؤلاء الثلاثة هم روّاد التجريبية وقادة النهضة الاُوربية والغربية الحديثة ، لاسيّما الأخير الذي حُفر اسمه على إحدى بوّابات الكونغرس الأميركي الذهبية كونه أبرز الذين قادوا البشرية ـ كما يرون ـ إلى العصر والعلم الحديثين.

ربّما سيدركون حينها ـ قليلاً ـ معنى المشروع الإسلامي الأصيل وشخصية رائده العظيم النبي الأكرم محمّـد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) ، الرسالة والرسول الإلهيّين اللذين أوجبا على كلّ فرد مسلم تقديس واحترام الأنبياء والرسل السماويين بلا استثناء ، من منطلق وحدة الانتماء التوحيدية.

إنّ «الإنسان البدائي» الذي نالوا منه بكلّ قسوة وتحقير في سلسلة مناهجهم وأدبياتهم حين اعتلوا منصّة القرار ـ ظاهرياً ـ بنشوة النصر

 

والغرور هو في الواقع ذلك الذي طغى على القيم الأخلاقية ورفض العمل بها ، وهو غير الإنسان المسلم الحقيقي بلا أدنى شكّ وشبهة.

نعم ، إنّه الذي يجاهر بالإساءة لمبعوث السماء إلى البشرية جمعاء ، متمّم مكارم الأخلاق ، ذي الخُلُق العظيم ، وهو أيضاً ذلك الذي يتطاول بهتك حرمة كتاب الله المقدس القرآن الكريم ، وينعتهما بأقبح الصفات ، ممّا ينمّ عن جهل مركّب ، وبغض تاريخي يتفاعل بين الحين والآخر ، وقفز على القيم الصحيحة والمنهج العلمي السليم.

(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَـرَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(١)

صدق الله العليّ العظيم وصدق رسوله الكريم

* * *

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ١٢٠.

  

مشيخة ابن شهرآشوب(١)

محمّـد بن علي بن شهرآشوب قدس‌سره

(٤٨٨ ـ ٥٨٨ هـ)

(١)

الشيخ عبـد المهدي الاثناعشري

بسم الله الرحمن الرحيم

المشيخة(٢) :

__________________

(١) هذا المقال مستلٌّ من المقدّمة المفصّلة عن شيخنا المازندراني طاب ثراه المدرجة في أوّل كتاب مثالب النواصب الذي سيصدر بإذن الله في ثمانية مجلّدات ـ عدا المقدّمة والفهارس ـ وهو يمرّ فعلا بمراحله النهائية.

هذا ؛ ومن الواضح أنّ هذا البحث يفتقر إلى بعض التعاليق التي استغني عنها لذكرها في ما قبل هذا البحث أو في ما سيأتي بعد من فصول المقدّمة من أصل الكتاب.

(٢) كنت أحسبني سبّاقاً في دراسة مشيخة شيخنا رحمه‌الله ، إلاّ أنّي قد حصلت أخيراً على مصورة صغيرة في (١٢) صفحة ـ من الحجم الصغير ـ لشيخنا العلاّمة الأميني طاب ثراه باسم مشيخة ابن شهرآشوب أو نظرة تنقيب علّق فيها تصحيحاً على تسع صفحات من المجلّد الأوّل من الموسوعة الرائعة بحار الأنوار [من صفحة : ٦٢ ـ ٧٠ الطبعة الثانية] التي نقل فيها مشيخة المناقب ، وجاء عليها : «هذا تصحيح مشيخة الحافظ ابن شهرآشوب في مقدّمة كتابه مناقب آل أبي طالب والمنقولة عنه في مقدّمة كتاب بحار الأنوار والتصحيح لشيخنا العلاّمة الحجّة الأميني صاحب الغدير بخطّه الشريف». ولعلّ هذا التعليق للعلاّمة السيّد عبـد العزيز الطباطبائي رحمه الله وبخطّه الشريف ، وقد حصلت عليها من مكتبة السيّد الطباطبائي رحمه‌الله ، وهي عبارة

  

لا ريب أنّ دراسة مشيخة(١) الرجل ـ وخصوصاً مثل شيخنا العظيم

__________________

عن تعاليق جيّدة نوعاً لشيخنا طاب ثراه على المشيخة ، وقد أوردتها كلاًّ في رسالتي هذه ضمناً ، مشيراً لمواطن وجودها غالباً ، وعلّقت عليها نوعاً.

وقد رتّبها طاب ثراه بشكل جدول خطأ وصواب. وجاء في أواخرها [صفحة : ١٠] ما نصّه :

«هذا ما تأتّى لنا من سبر هذه المشيخة على عجل ، وقد ذكر شيخنا الحبر العلم الأوحد ابن شهرآشوب في أسانيده هذه جمعاً من مشايخه من الفريقين تناهز عدّتهم ثلاثة وستّين رجلا من الذين تنتهي إليهم حلقات سلسلة المسانيد ، ألا وهم على ترتيب الأسانيد ...» ثمّ عدّد بعضهم.

وختم الرسالة بقوله قدّس سرّه ـ بعد عدّه للمشايخ ولم يستوف طبعاً ـ :

«من المأسوف عليه جدّاً أنّ هذه المشيخة مع ما فيها من [فوائد] جمّة ودروس عالية لا منتدح عن عرفانها لرجال الحديث والفنّ قد جاءت مبثوثة في الأسانيد مذكورة في الأخبار منشورة في المعاجم ... كلّ ذلك على علاّتها من دون أيّ مأخذ وتصحيح وتحقيق ، وقد مرّ بها أعلام القرون الغابرة منهم وهلمّ جرّاً حتّى العصر الحاضر مرور عابر خاطف ... [كلمة ساقطة]من تصدّى لتصحيح البحار ، ذاهلا عمّا فيها من الغلط والخلط والتصحيف».

ثمّ قال : «نعم ، كم ترك الأوّل للآخر ، وإنّي قائل : لكلّ امرىء ... [كلمة مطموسة] من أين تؤكل الكتف ، فالحمد لله أوّلا وآخراً».

أقول : علامة الحذف أو السقط هي : (...) لكلّ الكلمات المطموسة في الرسالة أو التي لم يمكن قراءتها فيها ، فلاحظ.

وعلى كلّ ، فهي رسالة موجزة جدّاً على نحو الفهرس ، بل هي أشبه بكونها تصويباً للأخطاء منها بكونها تعليقة ، لم يستوعبها ولم يعطها حقّها شيخنا طاب رمسه ، وحقّ له ذلك مع كلّ ما له من مشاغل ومهامّ ، فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.

(١) المشيخة ـ بفتح الميم وكسر الشين ـ اسم مكان ، ومعناه عند أصحاب الرجال : محلّ ذكر الأشياخ والأسانيد.

وبسكون الشين بين الميم والياء المفتوحتين : جمع شيخ كالشيوخ والأشياخ والمشايخ ، وقد نسبه السيّد الداماد إلى الأشهر [انظر : الرواشح السماوية : ١١٥

  

طاب ثراه ـ تعطي رؤية واسعة عن عظمة الرجل العلمية ومقامه الاجتماعي ونفوذه وسيرته الثقافية والعملية وما له من سعة اطلاع في فنون العلم والرواية وكثرة ارتباطاته وعلاقاته.

فالمشيخات ـ بل الإجازات مطلقاً ـ ما هي إلاّ أسفار تاريخية رجالية ومجاميع علمية فنّية يمكن من خلالها الاطّلاع على تراجم العلماء الحاملين للأحاديث بما لهم من الخصوصيات ، ومن قرأ عليهم أو أقرأهم ، بالإضافة إلى معرفة حالاتهم وأوصافهم ، وكيفية شهادة الشيخ للطالب أو العكس

__________________

[المحقّقة ، وفي الحجرية : ٧٤ ـ ٧٥ (الراشحة العشرون)]

وذكر المطرزي في المغرب [صفحة : ١٥٠ مادّة (شيخ)]أنّها بفتح الميم وكسر الشين اسم للجمع ، والمشايخ جمعهما.

وقال في المصباح المنير [١ / ٣٢٩ مادّة (شيخ)] : «والمشيخة : اسم جمع للشيخ ، وجمعها : مشايخ».

كما وقد عدّ الفيروزآبادي في القاموس المحيط [١ / ٢٧٢] للشيخ أحد عشر جمعاً ، فراجع.

وقد جاءت هذه اللفظة في بعض الأسانيد كما في الكافي (الفروع) ٥ / ٤١١ حديث ٨ باب الرجل يدلّس نفسه والعنّين بالإسناد عن عبـد الله بن الفظل الهاشمي عن بعض مشيخته ، قال : قالت امرأة لأبي عبـد الله عليه‌السلام ...

انظر : الفوائد الرجاليه للكلباسي ٤ / ١٣٠ ـ ١٣١

والمشيخة ـ اصطلاحاً ـ تطلق على عدّة من شيوخ صاحب الكتاب روى الأحاديث عنهم [لاحظ : مقباس الهداية ٣ / ٤٣ ، وما جاء في ذيله ومستدركاته] ، وتطلق أحياناً على الكتاب المشتمل على ترجمة المشايخ من الرواة وذكر الراوين عنهم والمرويّين و.. ويذكرون فيه ـ أحياناً ـ حديثاً واحداً ممّا رواه ذلك الشيخ لهم ، ويقال لها أحياناً : الإجازة [انظر : مستدرك مقباس الهداية ٦ / ٢٨٨] ، وبين المشيخة والإجازة عموم من وجه.

وعليه ، فالمشيخة عليها بيان أسانيد الأحاديث مقابل الفهرس الذي هو مجموعة تنظّم أسماء المؤلّفين والمصنّفين ، وكذا تخالف علم الرجال والتراجم ، ولعلّ عملنا هذا يحوي مفهوماً جديداً للمشيخة أعمّ ممّا ذكروه كلاًّ ، فلاحظ.

 

ـ وإن ندر ـ ، ومعرفة عصرهم وزمن تحمّلهم للأحاديث ومكانه ، ومكانة معاصريهم ، وتمييزهم في الطبقة عمّن لم يكن فيها ... إلى غير ذلك من فنون التاريخ والرجال والأنساب والطبقات ، وكلّ ما له دخل في قبول روايتهم أو الوثوق والاطمئنان بها أو بهم ، وهذا ـ ولا شكّ ـ ممّا له الأثر الكبير في صحّة الأصل الخاصّ المعيّن وحصول الاعتماد عليه.

فكانت دراسة مشيخة كتاب مناقب آل أبي طالب عليهم‌السلام أحد السبل المهمّة للاطّلاع على غالب مشايخه من العامة والخاصّة ، وقد استفدت في معرفة باقي مشايخه من تتبّع جملة مصادر روائية والسبر في المجاميع الرجالية وبعض مصنّفاته المطبوعة.

وبعد كلّ هذا فلنرجع إلى شيخنا المصنّف طاب ثراه ، حيث بعد دراسة لنا في مقدّمة مناقبه وطرقه وما أورده في معالمه(١) وسبر تراجم الأعلام السابقين عليه واللاحقين به لمعرفة من درس عليه أو درّسه أو استجاز منه أو أجازه أمكن تحصيل هذه المجموعة من المشايخ(٢).

وقد أوردها العلاّمة المجلسي في مقدّمات بحار الأنوار(٣) في الفصل الخامس ـ الذي خصّصه لذكر بعض ما لابدّ من ذكره ممّا ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها ـ وهو أوّل من ذكر منهم المصنّف رحمه‌الله ، حيث قال : «قال ابن شهرآشوب في المناقب : كان جمع ذلك الكتاب بعد

__________________

(١) أعني معالم العلماء ، له طاب رمسه.

(٢) وهي بنظرنا ناقصة لعدم حصولنا على كتابه ـ الذي أحال عليه مشيخته مفسّريه ـ وهو كتاب أسباب النزول ، وفّقنا الله لإتمامها وإكمالها.

(٣) بحار الأنوار ١ / ٦٢ ـ ٧٠ ، وقد طبّقناه على مقدّمة المناقب ـ بطبعتيه النجفية والبيروتية ـ وذكرنا غالب الفروق المهمّة بينهما وعلى نسخة خطّية جيّدة من المناقب.

  

ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحّ لي الرواية عنهم بأن أقول : حدّثني وأخبرني وأنبأني وسمعت ...»

ثمّ قال : «فأمّا طرق العامّة فقد صحّ لي ...» إلى آخره.

ومن هنا قال صاحب الرياض(١) : «... وهذا الشيخ كثير الرواية والإجازة عن جماعة كثيرة من الخاصّة والعامّة كما يظهر من المناقب».

وقال العلاّمة التستري(٢) : «... وقد روى عن جمّ غفير من الأصحاب ـ أشرنا إلى كثير منهم ـ وعن كثير من المخالفين ، ذكر جماعة منهم في المناقب ... ثمّ إنّه لم يذكر إلاّ دون العشرة من الفريقين».

واقتصر التفريشي في نقده(٣) على ذكر اثنين من مشايخه وواحد من تلامذته.

قال شيخنا النوري في مستدركه(٤) : «... وهذا الحبر القمقام يروي عن جماعة من المشايخ العظام يعسر علينا إحصاؤهم ، فلنقتصر بذكر بعض الأعلام(٥) ...» ثم عدّ منهم سبعة وعشرين شيخاً(٦).

__________________

(١) رياض العلماء ٥ / ١٢٦ ، وبنصّه في تعليقته على أمل الآمل : ٢٨٤.

(٢) مقابس الأنوار ـ المقدّمة ـ : ١٢ [الطبعة الحجرية].

(٣) نقد الرجال : ٣٣٣ برقم ٥٧٥ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٤ / ٢٧٦ برقم (٤٩٣١)] ، وعنه في معجم رجال الحديث ١٦ / ٣٢٩ برقم ١١٣٠٥.

(٤) مستدرك وسائل الشيعة (الخاتمة) ٣ / ٤٨٥ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٢١(٣) / ٦٠].

(٥) وبنصّه في فهرس الصدرية في الإجازات العلية للهمداني ١١ / ٤٣٢ [من سلسلة ميراث حديث الشيعة] ، وذكر منهم اثنين وعشرين شيخاً تبعاً لاستاذه.

(٦) انظر : المصدر السالف ٣ / ٤٨٤ ـ ٤٩٣ [الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٦٠ ـ ١٢٥] ، إلاّ

  

قال الشيخ عبّاس القمّي في سفينة البحار(١) : «... يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام ...» ثمّ ذكر منهم عشرة.

وفي الكنى والألقاب(٢) قال : «ويروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام ، منهم ...» وذكر منهم عشرة أيضاً.

قال في المناقب(٣) : «وأمّا أسانيد التفاسير والمعاني فقد ذكرتها في الأسباب والنزول(٤) ، وهي : تفسير البصري ، والطبري ، والقشيري ، والزمخشري ، والجبائي ، والطائي ، والسدّي ، والواقدي ، والواحدي ، والماوردي ، والكلبي ، والثعلبي ، والوالبي ، وقتادة ، والقرطي(٥) ، ومجاهد ، والخركوشي ، وعطاء بن رباح(٦) ، وعطاء الخراساني ، ووكيع ، وابن

__________________

أنّه رحمه‌الله في المشجّرة عدّ سبعة عشر شيخاً ، وكرّر ذكرهم كلّهم في المستدرك عدا اثنين منهم ، وهما :

١ ـ إلياس بن هاشم الحائري.

٢ ـ السيّد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين ، وذلك بالتدبيج.

وجاء هذا العدد في مقدّمة موسوعة بحار الأنوار ١ / ١١١ ـ ١١٢ من المشايخ ، وقد أخذها من صاحب المستدرك.

وتبعه تلميذه القمّي في الفوائد الرضوية : ٥٦٨ ـ ٥٦٩ بنصّ العبارة ، وعدّ منهم ثلاثة وعشرين شيخاً ، ونقل عبارة صاحب المستدرك بنصّها في صفحة : ٥٦٩ ـ ٥٧٠.

(١) سفينة البحار ٥ / ٥٣٣.

(٢) الكنى والألقاب ١ / ٣٣٣.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢] ، وحكاه عنه بنصّه في بحار الأنوار ١ / ٦٧.

(٤) سيأتي الحديث عن هذا الكتاب مفصّلاً في مؤلّفات المصنّف رحمه‌الله. ويا حبّذا من يرشدنا إلى نسخة منه لمسيس حاجتنا لها.

(٥) كذا ، والصحيح : القرطبي.

(٦) في بحار الأنوار وكذا الخطّية من المناقب : رياح ، وهو سهو أو تصحيف.

  

جريح(١) ، وعكرمة ، والنقّاش(٢) ، وأبي العالية ، والضحّاك ، وأبي عيينة ، وأبي صالح ، ومقاتل ، والقطّان ، والسمّان ، ويعقوب بن سفيان ، والأصمّ ، والزجّاج ، والفرّاء ، وأبي عبيد ، وأبي العبّاس ، والنجاشي ، والدمياطي ، والعوفي ، والنهدي ، والثمالي ، وابن فورك ، وابن حبيب ...».

هذا ، وقد روى كتب ابن شاذان(٣) وابن فضّال(٤) وابن الوليد(٥) وابن

__________________

(١) كذا في طبعات المناقب ، إلاّ أنّ في الخطّية المعتمدة منه : جريج ، وهو الذي استصوبه شيخنا العلاّمة الأميني رحمه‌الله في رسالته : نظرة تنقيب.

(٢) في طبعات المناقب : النقاشي ، وما هنا جاء في المخطوطة المعتمدة منه.

(٣) هو الفضل بن شاذان النيشابوري المتكلّم الفقيه ، جليل القدر ، له كتب ومصنّفات ، عدّها الشيخ في فهرسته : ٣٦١ ـ ٣٦٣ برقم ٥٦٤ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة المرتضوية : ١٢٤ ـ ١٢٥ برقم ٥٥٢ ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٥٠ ـ ١٥١ برقم ٥٦٤] ، وهو المنصرف ، وقد ذكر الشيخ طرقه إليه.

ويحتمل أن يكون أبو الحسن محمّـد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمّي ، من مشايخ أبي الفتح الكراجكي ، وقد قال به العلاّمة الأميني رحمه‌الله ، وهو سهو ظاهراً.

(٤) هو عليّ بن الحسن [بن عليّ] بن فضّال ، فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم ، أدركه النجاشي وهو ابن ثمانية عشر عاماً.

انظر : رجال النجاشي : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ برقم (٦٧٦) [طبعة جماعة المدرّسين ، وفي طبعة بيروت ٢ / ٨٢ ـ ٨٥ برقم (٦٧٤)].

وقد ذكر الشيخ رحمه‌الله في فهرسته : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ برقم ٣٩٢ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ٩٣ برقم ٣٨١ ، وفي الطبعة المرتضوية : ١١٨ ـ ١١٩ برقم ٣٩٣]طريقه إليه ، ثمّ قال : «فطحيّ المذهب ، ثقة ، كوفيّ ، كثير العلم ، واسع الأخبار ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر».

ثمّ قال : «أخبرنا بكتبه قراءة عليه أكثرها ـ والباقي إجازة ـ أحمد بن عبدون عن علي بن محمّـد بن الزبير ـ سماعاً وإجازة ـ عن عليّ بن الحسن بن فضّال ...».

(٥) ابن الوليد ؛ هو أبو جعفر محمّـد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، شيخ القمّيّين

  

الحاشر(١) وعليّ بن إبراهيم(٢) والحسن بن حمزة(٣) والكليني(٤)

__________________

وثقتهم ووجههم ، توفّي سنة ٣٤٣ هـ.

انظر : فهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٤٤٢ برقم ٧٠٩ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٥٦ برقم ٦٩٤ ، والطبعة المرتضوية : ١٨٤ برقم ٧٠٨]. وقال عنه : «جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به ...».

(١) في البحار : ابن الحاسر ، وهو تصحيف ، وهو أبو عبـد الله أحمد بن عبـد الواحد ابن أحمد البزّاز المعروف بـ : ابن عبدون ، من مشايخ الشيخ الطوسي رحمه‌الله والنجاشي.

ترجمه النجاشي في رجاله ١ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩ برقم ٢٠٩ [طبعة بيروت ، وفي طبعة جماعة المدرّسين : ٨٧ برقم ٢١١] ، وذكر كتبه وطرقه ، ولاحظ ترجمته مفصّلا في تنقيح المقال ١ / ٦٦ ـ ٦٧ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٦ / ٢٨٩ ـ ٣٠٠ برقم (١١٣٠)].

(٢) هو القمّي صاحب التفسير المعروف.

انظر عنه : فهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ برقم : ٣٨٠ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١١٥ برقم ٣٨٢ ، والطبعة المرتضوية : ٨٩ برقم ٣٧٠] ، وذكر طرقه هناك إليه.

(٣) هو الحسن بن حمزة بن عليّ بن عبـد الله المرعشي المتوفّى سنة ٣٥٨ هـ كما صرّح بذلك الشيخ النجاشي في رجاله : ٦٤ برقم ١٥٠ [طبعة جماعة المدرّسين ، وفي طبعة بيروت ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣ برقم ١٤٨] ، وناقشه البعض في ذلك ، وله كتب كثيرة ، ويعدّ من مشايخ الشيخ المفيد رحمه‌الله.

ويحتمل أن يكون الحسن بن حمزة العلوي الطبري المكنّى بـ : أبي محمّـد ، كان فاضلا أديباً عارفاً فقيهاً زاهداً ورعاً كثير المحاسن ، ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست : ١٣٥ برقم ١٩٥ [طبعة السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة المرتضوية : ٥٢ برقم ١٨٤ ، والطبعة الحيدرية : ٧٧ ـ ٧٨ برقم ١٩٥] ، وذكر طرقه هناك.

(٤) هو محمّـد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي البغدادي أبو جعفر المعروف بـ : السلسلي ، والأعور ، وثقة الإسلام ، ومحدّث الطائفة ، ويعدّ من عيونها وثقاتها ، روى عن جمع وروى عنه آخرون ، توفّي ـ على المشهور ـ سنة تناثر النجوم (٣٢٩ هـ).

  

والصفواني(١) والعبدكي(٢) والفلكي(٣) وغيرهم ، كلّها بما نصّ عليه الشيخ الطوسي رحمه‌الله في الفهرست من طرقه إليهم ، كما هو نصّ كلام شيخنا المازندراني في المناقب(٤).

__________________

انظر عنه : رجال النجاشي : ٢٦٦ [وفي طبعة جماعة المدرّسين : ٣٧٧ برقم (١٠٢٦) ، وفي طبعة بيروت ٢ / ٢٩٠ ـ ٢٩٢ برقم (١٠٢٧)] ، وفهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٣٩٣ ـ ٣٩٥ برقم ٦٠٣ [طبعة السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٦١ برقم ٦٠٣ ، والطبعة المرتضوية : ١٣٥ برقم ٥٩١] ، وذكر طرقه هناك مفصّلا ، وكذا في خلاصة العلاّمة : ٧١ ، ومعالم العلماء : ٨٨ ، وتنقيح المقال ٣ / ٢٠٢[الطبعة الحجرية] ، وغيرها ، وراجع مقدّمة كتابه أصول الكافي للاستاذ حسين محفوظ ، إذ فيها غنىً.

(١) ويراد به محمّـد بن أحمد بن عبـد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال أبو عبـد الله الصفواني ، من مشايخ الشيخ المفيد رحمهما الله.

انظر عنه : فهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٣٩٠ ـ ٣٩١ برقم ٦٠٠ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٥٩ برقم ٦٠٠ ، والطبعة المرتضوية : ١٣٣ برقم ٥٨٨] ، وقال : «وكان حفظة كثير العلم جيّد اللسان ...» وذكر كتبه وطرقه إليه.

(٢) والمقصود منه هو أبو محمّـد بن علي العبدكي ، من أهل جرجان ، له تصانيف كثيرة ، منها تفسير كبير حسن ، ويقال له : محمّـد بن عليّ بن عبدك أبو جعفر الجرجاني.

ترجمه الشيخ النجاشي رحمه‌الله في رجاله ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ برقم ١٠٤١ [طبعة بيروت ، وفي طبعة جماعة المدرّسين : ٣٨٢ برقم ١٠٤٠] ، قال : «جليل القدر ، من أصحابنا ، فقيه ، متكلّم ، له كتب ...».

(٣) في المناقب : الفكلي. وهو تصحيف.

وهو أبو العباس أحمد بن الحسن بن عليّ الفلكي الطوسي المفسّر ، صاحب كتاب منار الحقّ فيما جاء في التنزيل من مناقب آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم.

انظر عنه : تنقيح المقال ١ / ٥٦ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٥ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠ برقم (٨٩٩)].

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٩.

  

وعلى كلّ ، فهذا الحبر القمقام والسند الإمام وشيخ المشايخ يروي عن جماعة من المشايخ العظام ـ من العامّة والخاصّة ـ يعسر علينا إحصاؤهم وإن أدرجنا هنا جلّهم ممّا لم يدرجه غيرنا ولا نعرف من أحصاهم قبلنا.

وها هو طاب ثراه ـ بعد كلّ ما سيأتي في مشيخته(١) ـ يعترف بالعجز عن الإحاطة أو إحصاء مشايخه ، فيقول : «... وما هذا إلاّ جزء من كلّ ، ولا أنا ـ علم الله تعالى ـ إلاّ معترف [كذا] بالعجز والتقصير ...»(٢).

ثمّ إنّا سنذكر ـ أيضاً ـ ما جاء منهم بعناوين متعدّدة مع الإحالة إلى ترجمتهم.

ولا أحسب أعلام الفنّ وأبناء المعرفة يجهلون ما في هذا العمل من جهد ودقّة وما لاقيت فيه من صعوبة وعناء جمعاً لهم وتشخيصاً لأفرادهم وتقييماً لوضعهم إلى حدٍّ ما و..

وممّا حداني لنشره هو مدّ يد الاستعانة بهم لإرشادي إلى ما فيه من مواطن ضعف وزلاّت وهفوات لا أحسبني أخلو منها.

والله المسدّد للصواب ، وعلى الله التكلان ، ومنه نستمدّ العون ونرجو الغفران.

فنقول :

الآبنوسي = أحمد بن عبـد الله(٣).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤].

(٢) أقول : لعلّه يريد من عبارته هذه التقصير في عدّ مناقب آل أبي طالب لا عدّ شيوخه كما يقتضيه الحال وإن كان يخالف السياق ، فتأمّل.

(٣) انظر : طرائف المقال ٢ / ٦٧٦ ، والكامل لابن عديّ ١ / ٢٣ ، وغيرهما.

  

الآمدي = عبـد الواحد بن محمّـد التميمي.

ابن الرضا الحسني = السيّد فضل الله بن عليّ الراوندي(١).

ابن زريق = عبـد الرحمن بن بهريق.

ابن زهراء = أحمد بن عليّ.

ابن طحال = الحسين بن أحمد.

ابن الفارس = محمّـد بن الحسن الفتّال.

ابن كياكي = شهرآشوب بن أبي نصر السروي.

ابن مسكويه = أحمد بن محمّـد بن يعقوب.

ابن الناصر البغدادي = محمّـد بن ناصر.

ابن الناظر = ابن الناصر.

ابن ياسر = محمّـد بن عليّ الجبائي.

ابنا عبـد الصمد(٢) = محمّـد وعلي ابنا عبـد الصمد(٣).

أبو بكر الأنصاري الأندلسي = محمّـد بن عليّ.

أبو بكر الجبائي = محمّـد بن عليّ بن ياسر.

أبو بكر الشيرازي = محمّـد بن مؤمن.

أبو بكر الطرثيثي(٤) = أحمد بن عليّ.

أبو بكر القرطبي = يحيى بن سعدون.

أبو بكر النقاش = محمّـد بن الحسن.

__________________

(١) لاحظ مقدّمة كتاب النوادر لقطب الدين الراوندي رحمه‌الله.

(٢) علّق الميرزا عبـد الله أفندي على كلام أمل الآمل : ٢٨٤ في قوله : ابني عبـد الصمد ، بقوله : «بل ابني عليّ بن عبـد الصمد».

(٣) انظر : بحار الأنوار ١٠٤ / ١٠٧ ، وكذا رجال ابن داود : ٢٧ ، وغيرهما.

(٤) كذا في المناقب ، والصحيح : الطريثيثي.

  

أبو تراب الحسني = المرتضى بن الداعي.

أبو جعفر الحلبي = محمّـد بن علي.

أبو جعفر القائني = المهدي بن أبي حرب.

* أبو جعفر بن كميح(١).

من مشايخ الشيخ المصنّف أعلى الله مقامه ، حيث يروي جميع كتب الشيخ المفيد رحمه‌الله عنه وعن أخيه(٢) عن أبيهما عن ابن البرّاج عن الشيخ المفيد(٣).

قال في رياض العلماء(٤) : «فاضل ، عالم ، جليل ، من أعاظم علماء الأصحاب» ثمّ قال : «يروي عن القاضي ابن البرّاج عن الشيخ المفيد ، ويروي عنه ولداه أبو جعفر وأبو القاسم ، وعنهما يروي ابن شهرآشوب على ما يظهر من كتاب مناقبه».

وقال في الرياض(٥) ـ أيضاً ـ : «فقيه ، فاضل ، من مشايخ ابن شهرآشوب».

وفي المقابس(٦) : «... الاستاذين أبي القاسم وأبي جعفر ابني كنج

__________________

(١) كميح بالتصغير ، والكمح : ردّ الدابّة باللجام ، لاحظ : لسان العرب ٢ / ٥٧٥ ، والقاموس المحيط ١ / ٢٤٦ ، وتاج العروس ٢ / ٢١٢ ، وغيرها.

وعنونه ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ١٦ برقم (١٧) بإضافة كلمة : الاستاذ.

(٢) في المناقب : وعن أبيه ، وهو سهو بعد قوله : عن أبي جعفر وأبي القاسم ابني كميح.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٩.

(٤) رياض العلماء ٤ / ٤١٤. وعنه في خاتمة مستدرك الوسائل ٣ (٢١) / ٨٨.

(٥) رياض العلماء ٥ / ٤٣١.

(٦) المقابس : ١١ [الطبعة الحجرية].

  

[كذا] ، روى عنهما السروي».

واقتصر شيخنا النوري(١) في ترجمة المصنّف رحمهما‌الله على قوله : «السابع عشر : الاستاذ أبو جعفر» ثمّ نقل عبارة المناقب في أخيه أبي القاسم.

وقال شيخنا الطهراني في طبقاته(٢) : «... يروي عن والده كميح عن ابن البرّاج ، ويروي أيضاً عن جعفر بن محمّـد الدوريستي ... ويأتي أخوه : مرزبان».

أبو جعفر النيسابوري = محمّـد بن عليّ.

أبو حامد الغزالي = محمّـد بن محمّـد.

أبو الحرب = المجتبى بن الداعي.

أبو حذيفة = إسحاق بن بشر.

أبو الحسن الأبنوسي = أحمد بن عبـد الله.

* أبو الحسن(٣) ابن الشيخ أبي القاسم (القسم) بن الحسين البيهقي ، ويقال له : عليّ بن أبي القاسم زيد بن محمّـد بن الحسين.

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩١ [الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٩٠] ، وتبعه تلميذه في الفوائد الرضوية : ٥٦٨ ، وأخذ عنه في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ عند تعداد مشايخه ، وكذا بنصّه في الإجازة الكبيرة : ٣٩٦ ، وأعيان الشيعة ٢ / ٣١٦ ، وقبلهم تلميذه الهمداني في فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٤١ [ميراث حديث شيعة (١١)]مقتصراً على كلمة (الأُستاذ) والاسم فقط.

(٢) الثقات العيون في سادس القرون : ٤ ، وفي ترجمة والده : ٢٣١ ـ ٢٣٢ ..

(٣) واحتمل في فهرس الصدرية : الحسن بدون (أبو) ، ذكره نسخة ، ولعلّه قد أخذ من أُستاذه الميرزا النوري في مستدركه ، فراجع.

  

هو فريد خراسان ، ويعدّ من أولاد الصحابي الكبير خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وقد نزل بنيسابور وتوفّي بها سنة ٥٦٥ هـ.

قال في المناقب(١) : «وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف»(٢).

وقال في معالم العلماء(٣) ذيل ترجمة والده : «... ولابنه أبي الحسن(٤) فريد خراسان كتب ، منها ...».

وجاء في أوّل شرحه لنهج البلاغة ـ وقد أسماه : معارج نهج

__________________

(١) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٩.

(٢) وعلّق في رياض العلماء ٥ / ٤٤٧ ـ ذيل عنوان الشيخ أبي الحسن بن الشيخ أبي القاسم زيد بن الحسن البيهقي ـ بقوله : «... ولا تظنّن أنّ مراده منه هو هذا الشيخ ؛ لأنّ حلية الأشراف لوالده لا له ، ولو حمل على أنّ لولده ـ أيضاً ـ كتاب حلية الأشراف لكان بعيداً من القول ...» ثمّ ذكر وجوه البعد ، فلاحظ.

وعليه ؛ فالكنية ـ أبو الحسن ـ للولد وحلية الأشراف للوالد ، والوالد كنيته : أبو القاسم.

ولعلّ الصواب في العبارة أن يقال : إنّ الولد ناولني كتاب والده حلية الأشراف. ويشهد له قوله : (ناولني) لا (أجازني) أو (حدّثني) أو (أخبرني) ، فتأمّل.

بل قد نصّ ابن شهرآشوب بنفسه على ذلك في معالم العلماء : ٥١ برقم ٣٤٣ ، فراجع.

وانظر : رياض العلماء ١ / ١٨٨ تحت عنوان : الحسن بن أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي.

أقول : لقد علّق شيخنا الطهراني طاب ثراه هنا على هامش خاتمة المستدرك ٣ (٢١) / ٩٩ بقوله : «أقول : هو الإمام أبو الحسن علي ابن الإمام أبي القاسم زيد المعروف بـ : ابن فندق ، نسبة إلى جدّه أبي سليمان فندق ، وله تاريخ بيهق المطبوع سنة ١٣١٧ شمسي المطابق ـ لسنة ١٣٥٧ قمري ـ وترجمه في معجم الأدباء ١٣ / ٢١٩ برقم ٣٢ ، وأورد ترجمته في كتاب مشارب التجارب ...» إلى آخره.

(٣) معالم العلماء : ٥١ برقم (٣٤٣).

(٤) في بعض النسخ : ولابنه الحسين.

  

البلاغة(١) ، ويعدّ أوّل الشروح عليه ـ : «قال الشيخ الإمام السيّد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن ابن الإمام أبي القسم ابن الإمام محمّـد ابن ...» إلى آخره.

وفي رياض العلماء(٢) قال : «كان من أجلّة مشايخ ابن شهرآشوب ومن كبار أصحابنا كما يظهر من بعض المواضع».

قال عنه شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(٣) : «... العالم المتبحّر أبو الحسن ـ أو الحسن ـ ابن الشيخ أبي القسم (القاسم) بن الحسين البيهقي الفاضل المتكلّم الجليل المعروف بـ : فريد خراسان ...».

أبو الحسن البيهقي = زيد بن الحسين (الحسن).

أبو الحسن التميمي = عليّ بن عليّ.

أبو الحسن السبزواري = عليّ بن عليّ.

* أبو الحسن العاصمي الخوارزمي.

__________________

(١) المعارج : ٢. ولاحظ نصّ عبارته في بيان طريقه إلى نهج البلاغة في آخر كتابه معارج نهج البلاغة : ٣٠٢ التي نقلها واقتصر عليها في فهرس الصدرية : ٤٤٣ ـ ٤٤٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)].

(٢) رياض العلماء ٥ / ٤٤٧.

(٣) مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة (الخاتمة) ٣ (٢١) / ٩٩ ، ولاحظ صفحة : ١٠٢] ، وذكر الأقوال فيه وفي مشايخه وطرقه. وتبعه الشيخ القمّي في الكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، والفوائد الرضوية : ٥٦٩ ، ولاحظ : الإجازة الكبيرة : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، وغيرها.

ولخّص الهمداني الترجمة من المستدرك في رسالته فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٤٣ ـ ٤٤٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)].

  

قال في المناقب(١) : «... وكثيراً ما أسند إلى أبي الحسن العاصمي ...»(٢) إلى آخره.

أبو الحسن النيسابوري = عليّ بن عليّ.

أبو الحسن النيسابوري = محمّـد بن عليّ.

أبو الحسين قطب الدين = سعيد بن هبة الله.

أبو الحسين (الحسن) الراوندي = سعيد بن هبة الله (عبـد الله) ابن عبـد الله.

أبو الرضا = الحسين بن عليّ.

أبو الرضا = فضل الله بن عليّ الراوندي.

أبو الرضا الحسني = فضل الله الراوندي.

أبو السعادات القاضي = هبة الله بن عليّ.

* أبو سعد بن عبـد الله المالكي الدجاجي.

من مشايخ شيخنا المعظّم طاب ثراه من العامّة ، روى عنه مسند أحمد بن حنبل والفضائل ـ كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٣) ـ عن

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٧ عنه.

(٢) أقول : لعلّه أبو الحسن (أبو الحسين) عاصم بن الحسن بن محمّـد بن عليّ بن عاصم بن مهران العاصمي البغدادي المولود سنة سبع وتسعين وثلاثمائة والمتوفّى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة على المشهور ، كما في الأنساب للسمعاني ٨ / ٣١٤ ، وله ترجمة مفصّلة في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٨ ـ ٦٠٠ برقم ٣١٦ أسندها في الهامش إلى عدّة مصادر ، ولا أعرف غيره ، وإن كان لا يمكن أن يروي عنه شيخنا المصنّف طاب ثراه بدون واسطة ، فتدبّر.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١/٧ ـ ٨ [طبعة بيروت ١/٢٢] ، وأورد في بحار الأنوار ١/٦٣ عنه.

  

أبي الحسن(١) بن عليّ المذهّب(٢) ، عن أبي بكر بن مالك(٣) القطيفي(٤) ، عن عبـد الله بن أحمد بن محمّـد بن حنبل ، عن أبيه (المتوفّى سنة ٢٤١ هـ).

أبو سعيد البغوي = محمّـد بن عليّ.

أبو سعيد (سعد) الخركوشي = عبـد الملك بن أبي عثمان محمّـد.

أبو سعيد الرازي = عبـد الجليل بن عيسى.

أبو سعيد الشاشي = الهيثم بن كليب.

أبو سعيد الصفّار = محمّـد بن أحمد.

أبو الصمصام (الحسني) = ذوالفقار بن معبد (محمّـد).

أبو طالب الطبرسي = أحمد بن عليّ.

أبو العبّاس الإصفهاني = أحمد الإصفهاني.

أبو عبـد الرحمن الحازمي = عبـد الله بن سلمة.

أبو عبـد الرحمن القعنبي = عبـد الله بن سلمة.

أبو عبـد الله بن أحمد = محمّـد بن أحمد النطنزي.

__________________

(١) كذا في المناقب المطبوع ، وفي خطيّته بدون (أبي) ، أي : عن الحسن بن عليّ.

(٢) هو عليّ بن محمّـد بن عليّ بن الحسين التميمي النيسابوري ، كذا. والصواب أنّه ولده الحسن.

(٣) كذا ، والصواب : أبو بكر بن مالك ، وهو أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك (المتوفّى سنة ٣٦٥ هـ) ، إذ أحمد لا يكنى بـ : ابن مالك [كذا] كما أفاده في نظرة تنقيب : ٢.

(٤) كذا في المناقب مطبوعه وخطيته ، والصواب : القطيعي ـ كما سيأتي ـ نسبة إلى قطيعة الرقيق ببغداد ، وسيتكرّر هذا الاسم مغلوطاً.

  

أبو عبـد الله الأنباري = وهب بن منبّه.

أبو عبـد الله البغدادي = الحسين بن أحمد.

أبو عبـد الله الجمّال = محمّـد بن أحمد.

أبو عبـد الله الخبازي = محمّـد بن علي النيشابوري.

أبو عبـد الله المالكي = محمّـد بن عليّ بن عمر.

أبو عبـد الله المقدادي = الحسين بن أحمد.

أبو عبـد الله النطنزي = محمّـد بن أحمد.

أبو عثمان الصعلوكي = سعيد بن عبـد الله.

أبو العزّ ابن كاوش = أحمد بن عبيـد الله.

أبو العزيز(١) كلاش العكبري = أحمد بن عبيـد الله.

* أبو العلاء بن أبي الفضل الحسن بن زيد.

من مشايخ شيخنا السروي رحمه‌الله ، حيث روى عنه عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن(٢) مردويه الإصفهاني(٣) كتاب المناقب له ،

__________________

(١) كذا في المناقب بطبعاته الأربعة ، وفي النسخة الخطّية المعتمدة منه : أبو العزّ بن كاوش ، وفي بحار الأنوار : الغرين. وقيل : الصواب ـ كما أفاده في نظرة تنقيب ـ هو : إلى أبي العزّ بن كاوش. وليس كذلك ، بل الصحيح أنّه : أبو العزّ أحمد بن عبيـد الله بن محمّـد بن عبيدالله السلمي العكبري المعروف بـ : ابن كادش (المتوفّى سنة ٥٢٦ هـ) ، وسيأتي.

(٢) لا توجد : (بن) في المناقب.

(٣) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني (المتوفّى سنة ٤١٠ هـ).

  

كما صرّح بذلك في أول المناقب(١).

أبو العلاء العطّار = الحسن بن أحمد بن الحسن.

أبو العلاء الهمداني = الحسن بن أحمد بن الحسن.

أبو عليّ الإصفهاني = حميد بن أحمد.

أبو عليّ الجياني = الحسين بن محمّـد.

أبو عليّ الطبرسي = محمّـد بن الفضل.

أبو عليّ الطبرسي = الفضل بن الحسن.

أبو عليّ الغساني = الحسين بن محمّـد.

أبو عليّ الفتال = محمّـد بن الحسن.

أبو عليّ مسكويه = أحمد بن محمّـد بن يعقوب.

* أبو عمرو الصوفي(٢).

وهو عثمان بن عمران بن الحارث بن أسد المقدسي.

يُعدّ من مشايخ شيخنا المصنّف طاب ثراه من العامّة ، روى عنه كتاب

__________________

صنّف تاريخ إصفهان وتفسير المسند للقرآن وغيرهما ، انظر : هدية العارفين ١ / ٧١ ـ ٧٢.

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٧] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٥ عنه.

(٢) هناك جمع بهذا الاسم والكنية أوردهم ابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد ٢ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، والخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية : ٤٢٤ ، وغيرهما.

  

الفضائل لأبي جعفر(١) عمر بن شاهين المروزي (المتوفّى سنة ٣٨٥ هـ)(٢)ـ كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٣) ـ عن القاضي(٤) عن(٥) أبي محمّـد المرصدي(٦) عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي صاحب الفضائل ، روى عنه الحاكم أبو عبـد الله(٧).

أبو الفرين = أبو العزيز.

أبو الفتّاح الرازي = أحمد بن عليّ.

__________________

(١) في البحار : أبو حفص ، وهو الصواب.

(٢) قيل : هو عمر بن أحمد بن عثمان العكبري البزّاز ، صاحب ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً. وليس بصحيح ، حيث وفاته ـ كما أرّخه الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ٢٧٣ ـ في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

(٣) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٤ عنه.

(٤) ممّا يلزم العلم به هو أنّه متى أُطلق القاضي في كتب متأخّري العامّة من الخراسانيين ـ كالنهاية والتتمّة والتهذيب وكتب الغزالي ونحوها ـ فالمراد منه القاضي حسين ، وهو الظاهر المراد هنا ، حيث توفّي بمرو الروذ في شهر محرّم من سنة اثنتين وستّين واربعمائة.

ومتى أُطلق القاضي في كتب متوسّط العراقيّين فالمراد به القاضي أبو حامد المروزي.

ومتى أُطلق في كتب الأُصول للمالكية فالمراد منه أبو بكر الباقلاّني إمام المالكية في الفروع.

ومتى أُطلق في كتب المعتزلة أو كتب الأُصول للمالكية وغيرهم ـ حكاية عن المعتزلة ـ فالمراد به القاضي الجبائي ، كما أفاده النووي في تهذيب الأسماء واللغات ١/١٦٤ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨/٢٦٠ في ترجمة القاضي حسين.

(٥) لا توجد : (عن) في بحار الأنوار.

(٦) في المناقب بطبعاته الأربعة : المرمدي ، وفي خطّيته المعتمدة : المزيدي ـ بدون نقط ـ ، وكذا في بحار الأنوار : المزيدي ، وقد جاء نسخة في غيره.

(٧) انظر عنه تاريخ مدينة دمشق ٤٠ / ٧ برقم ٤٦٢٢.

  

أبو الفتّاح النيسابوري = الحسين بن عليّ.

أبو الفتح الآمدي = عبـد الواحد بن محمّـد.

أبو الفتح النيسابوري = الحسين بن عليّ.

أبو الفتوح الرازي = أحمد بن عليّ.

أبو الفتوح الرازي = الحسين بن عليّ.

أبو الفتوح الطوسي = أحمد بن محمّـد.

أبو الفتوح الغزالي = أحمد بن محمّـد.

أبو الفتوح النيسابوري = الحسين بن عليّ.

أبو الفضائل اليهيني = محمّـد.

أبو الفضائل الحسيني = المنتهى بن أبي زيد.

أبو الفضل الحسيني = الداعي بن عليّ.

* السيّد أبو الفضل الحسيني السروي.

كان من أجلاّء مشايخ ابن شهرآشوب ويروي عنه في كتاب المناقب(١) ، قاله في الرياض(٢). ثمّ قال : «ولم أعثر على اسمه ، ولعلّ اسمه مذكور في مطاوي هذا القسم ، فلاحظ»(٣).

__________________

(١) كما في المناقب ٢ / ٢٧٩ ، قال : «وحدّثني [ابن] شيرويه الديلمي وأبو الفضل الحسيني السروي» في (فصل : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام النور والهدى والهادي).

(٢) رياض العلماء ٥ / ٤٩٤.

(٣) أقول : الظاهر أنّه السيّد الجليل أبو الفضل الداعي بن عليّ الحسيني السروي الذي يروي عن الشيخ الطوسي رحمه‌الله بواسطة الشيخ المفيد عبـد الجبّار المقري ، كما في

  

أبو الفضل الداعي = الداعي بن عليّ.

أبو القاسم الزمخشري = محمود بن عمر.

أبو القاسم (القسم) الشحّامي = زاهر بن طاهر.

* أبو القاسم (القسم) بن صفوان الموصلي.

الظاهر هو الشيخ المعمّر أبو القاسم نصر بن محمّـد بن أحمد بن صفوان الموصلي ، وقد قتل أبو القاسم الموصلي في ٢٢ شوال سنة ٥٤٢ هـ (١).

من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٢) ، روى عنه مسند أبي حنيفة ، عن أحمد بن طوق(٣) ، عن نصر

__________________

(الأربعون حديثاً) للشهيد الأوّل : ٤٢.

ولاحظ : بحار الأنوار ١ / ٦٧ و ١٠٤ / ١٥٧ وسيأتي منّا ، وكذا أمل الآمل ٢ / ١٠٨ و١١٢ ، ومعجم رجال الحديث ٨ / ٩٢ برقم ٤٣٦٨ بعنوان : الداعي بن عليّ ، وأعيان الشيعة ٢ / ٢٩٨ ، بل صرّح ابن شهرآشوب في مدخل مناقبه ١ / ١٣ بذلك.

(١) كما قاله ابن عساكر في تاريخه ٤٧ / ٢٨٧ برقم ٥٤٨٨ ، فراجع.

وهو الراوي عن أبي يعلى الموصلي ، بل هو خاتمة من روى عنه. لاحظ اللباب ٣ / ١٩٤ ، ومعجم البلدان ٥ / ١٠١ ، وغيرهما.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢١] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٣ عنه.

ولاحظ المناقب ٢ / ٢٧٩.

(٣) قيل : هو أبو نصر أحمد بن عبـد الباقي الموصلي (المتوفّى سنة ٤٥٩ هـ) ، وهناك أبو بكر أحمد بن عبـد الباقي أخو ابن البطي (المتوفّى سنة ٥٦٥ هـ).

لاحظ عنه : الوافي بالوفيات ٧ / ١٣ ، ولسان الميزان ١ / ٢١٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٣.

  

ابن المرجي(١) ، عن أبي القاسم (القسم) الشاهد العدل البغار(٢).

* أبو القاسم (القسم) بن الحسين البيهقي(٣) بن الحسين ووالد الشيخ أبي الحسن أو حسن.

وسيأتي تحت عنوان : زيد بن محمّـد بن الحسين ، ويقال له : زيد ابن الحسين.

له كتاب : حلية الأشراف ، ولباب اللباب ، وحدائق الحدائق ، ومفتاح باب الأُصول. ويظهر من كتبه روايته عن جملة من المشايخ كأبي عبـد الله جعفر الدوريستي وغيره ، وكان من أكابر علمائنا ، روى عن أبي الحسين النحوي سنة خمس وثلاثمائة ، له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيّد علي ابن طاوس في مؤلّفاته كما صرّح بذلك غير واحد كالهمداني في فهرس الصدرية(٤) وغيره.

* أبو القاسم بن كميح.

يعدّ من مشايخ شيخنا المازندراني طاب رمسه(٥) ، حيث روى جميع كتب شيخنا المفيد أعلى الله مقامه عنه وعن أخيه أبي جعفر عن أبيهما عن

__________________

(١) في بحار الأنوار : المرخي ، وهو سهو أو تصحيف. وهو أبو القاسم نصر بن أحمد ابن محمّـد بن الخليل الموصلي المرجي ، يروي عن أبي يعلى الموصلي (المتوفّى سنة ٣٠٧ هـ).

(٢) كذا ، والكلمة لا توجد في مشيخة البحار.

(٣) كذا جاء العنوان في بعض المصادر ، كما في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١٢.

(٤) فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٤٤ [سلسلة ميراث حديث الشيعة برقم (١١)].

(٥) عنونه في معالم العلماء : ١٦ برقم (١٨) مضيفاً لاسمه كلمة : الاستاذ.

  

ابن البرّاج عن الشيخ المفيد كما مرّ كلامه في أخيه وجاء في مناقب آل أبي طالب(١) ، وأضاف : «ومن طريق أبي جعفر الطوسي أيضاً عنه».

واقتصر شيخنا النوري رحمه‌الله في خاتمته(٢) على ما ذكره في المشيخة بعد أن أضاف في أوّل الترجمة : «الثامن عشر : الأستاد ...» إلى آخره(٣). ونقل عبارة المناقب. وأورد قبل ذاك(٤) عبارة صاحب الرياض(٥) من التعبير عنه : «فاضل ، عالم ، كامل ، يروي عن المفيد ، ويروي عنه ابن شهرآشوب».

إلاّ أن شيخنا الطهراني في طبقاته(٦) عين اسمه بـ : مرزبان بن كميح ، وترجمه هناك(٧) بقوله : «مرزبان بن الحسين (كميح) بن محمّـد الشيخ الأُستاذ أبو القاسم المدعوّ بـ : ابن كميح(٨) ... وهو من مشايخ السيّد الراوندي والقطب الراوندي ، وهو يروي عن والده وعن جعفر بن محمّـد الدوريستي».

__________________

(١) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣] ، وأورده في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ٦٩ عنه.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩١ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٩٠] ، وتبعه تلميذه في الفوائد الرضوية : ٥٦٩ ، وجاء في الإجازة الكبيرة : ٣٩٦ وغيرها. ولاحظ : خاتمة المستدرك ٢١(٣) / ٨٥.

(٣) ومثله تلميذه الهمداني في رسالته فهرس الصدرية في الإجازات العلمية : ٤٤٢ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] مضيفاً لذلك وصفه بـ : (العالم).

(٤) خاتمة مستدرك الوسائل ٢١(٣) / ٨٥.

(٥) رياض العلماء ٥ / ٥٠٢.

(٦) الثقات العيون في سادس القرون : ٧.

(٧) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٩٩ ، وكرّره في ترجمة والده كميح : ٢٣١ ـ ٢٣٢.

(٨) أقول : يظهر من بعض الإجازات أن (كميح) لقب والده.

  

قال عنه في الرياض(١) : «فاضل ، عالم ، كامل ، يروي عنه ابن شهرآشوب ...».

أبو المحاسن = مسعود بن عليّ.

أبو محمّـد الأسترآبادي = الحسن بن محمّـد.

أبو محمّـد الحلواني (الحوائي) = عبـد العزيز بن أحمد.

أبو محمّـد القاضي = الحسن بن محمّـد.

أبو منصور الإصفهاني = محمود بن أحمد.

أبو منصور الطبرسي = أحمد بن عليّ.

أبو منصور العطّاري = محمّـد بن حفدة.

أبو منصور ماشادة = محمود بن أحمد.

أبو المؤيّد = الموفّق بن أحمد.

أبو الوضّاح = ذوالفقار بن معبد (محمّـد).

أبو الوقت = عبـد الأوّل بن عيسى.

أبو الهيثم(٢) الكشمهيني (الكشمينهي) = محمّـد بن المكّي.

أبو يحيى المدني = معن بن عيسى.

أحمد بن أبي طالب(٣) = أحمد بن عليّ الطبرسي.

__________________

(١) رياض العلماء ٥ / ٥٠٢ ، وذكر أخاه ومشايخه ، وعنه في أعيان الشيعة ٢ / ٤٠٩ ، ولاحظ : خاتمة مستدرك الوسائل ٢١(٣) / ٨٥ ـ ٨٦.

(٢) في بحار الأنوار ١ / ٦٢ : أبو الميثم.

(٣) قال في المناقب : «قال شيخي أحمد بن أبي طالب». ومثله في تعليقة الأفندي على كتاب أمل الآمل : ٩٣.

  

* أحمد الإصفهاني أبو العبّاس.

من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب من العامّة ، روى كتاب الترغيب والترهيب عنه عن أبي القاسم (القسم) الإصفهاني ـ المؤلّف له ـ كما صرح بذلك في أوّل المناقب(١).

ويحتمل في أحمد أبي العبّاس الإصفهاني عدّة من الأعلام ـ مع حفظ الطبقة وإمكان اللقاء والرواية ـ وهم :

١ ـ أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمّـد ـ يقال له : أبو العباس الإصفهاني ـ المتوفّى في شعبان سنة ٥٨٥ هـ وله نيف وتسعون سنة.

٢ ـ الحافظ أبو العبّاس أحمد بن ثابت بن محمّـد الإصفهاني الطرقي المتوفّى في شوّال سنة ٥٢١ هـ.

٣ ـ أبو العباس أحمد بن محمّـد بن عبـد الله بن بشرويه الإصفهاني (٤١٥ ـ ٤٩١ هـ) ، وقد حدّث عن هذا إسماعيل بن محمّـد التيمي المحتمل فيه كونه صاحب الترغيب والترهيب ، والأصل العكس أوّلا ، ولا يتلائم مع رواية المصنّف عنه ثانياً.

٤ ـ ابن أشته أبو العبّاس أحمد بن عبـد الغفّار بن أحمد بن عليّ بن أشته الإصفهاني الكاتب المتوفّى سنة ٤٩١ هـ وله اثنتان وثمانون سنة ، وقيل فيه : إنّه روى عن صاحب الترغيب والترهيب ، وفيه كلام.

ولم أستثبت واحداً منهم.

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٦ عنه.

  

والظاهر أنّ المراد من أبي القاسم الإصفهاني هنا صاحب الترغيب والترهيب ، وهو إسماعيل بن محمّـد بن الفضل بن عليّ بن أحمد القرشي التيمي الإصبهاني (٤٥٧ ـ ٥٣٥ هـ).

أحمد بن الحسين بن علي = الحسين بن علي.

* أحمد بن جعفر(١) بن حمدان(٢) بن مالك بن شبيب بن عبـد الله البغدادي القطيعي(٣) ، المتوفّى سنة ٣٦٧ هـ عن عمر ناهز (٩٦) سنة ، راوي مسند أحمد ، والزهد ، والفضائل(٤).

__________________

(١) عبّر عنه الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية في علم الرواية مكرّراً بـ : أحمد بن أبي جعفر القطيعي كما في : ٦٢ و٧٢ و١٠١ ، وكذا في كتابه نصيحة أهل الحديث : ٣٢ ، وموارد أخرى. وهذا بخلاف سائر كتبه ، كما في كتابه حديث الستّة من التابعين ، وأدب الإملاء والاستملاء في موارد عدّة فيهما.

وفي تاريخ بغداد ١ / ٣٥ قال : «أبو الحسن أحمد بن أبي جعفر القطيعي» وكذا في موارد عديدة أخرى ، إلاّ أنّ فيه ـ أيضاً ـ كما في ١ / ١٣٣ و١٥٩ و٢٥٢ و٢٦٨ : أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي. وجاء مكرّرا ، وذكره أحياناً [١ / ٣٢٧ و٣٥١]بعنوان : أبو الحسن أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، وغيرها.

(٢) في بعض التراجم بدلاً من حمدان : حيّان ، كما في إكمال الإكمال ٥ / ٣ ، وفي بعضها : بطاح ، كما في الإكمال ٣ / ٢٨ ، وكذا جاء في ٧ / ١٤٩ ـ ١٥١ منه.

(٣) في المشيخة ـ بطبعتيها ـ والبحار : القطيفي ، وهو سهو قطعاً ، إذ لم نجد بهذا الاسم من أعلام ذاك القرن أحداً ، وعبّر عنه ابن عساكر في الأربعين : ٨٦ : الدقيقي ، والصحيح ما أثبتناه.

والقطيعة : محلّة ببغداد ، قال الخطيب في تاريخه ٤ / ٢٩٣ : «كان يسكن قطيعة الدقيق ، فإليها ينسب» وزاد ابن ماكولا في الإكمال ٧ / ١٥٠ قوله : «... في أعلى غربي بغداد».

(٤) انظر عنه مثلاً : تاريخ بغداد ٤ / ٧٤ و٢٩٣ ، وتاريخ ابن كثير ١١ / ٢٩٣ وإكمال

  

من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامة كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(١) حيث روى عنه تاريخ الطبري وتاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري بواسطة أبي عبـد الرحمن السلمي(٢) عن عمرو بن محمّـد بإسناده عن محمّـد بن جرير بن بريد(٣) الطبري.

وكذا روى عنه تاريخ علي بن مجاهد(٤) ، قال(٥) : «عن القطيفي [كذا]عن السلمي عن أبي الحسن عليّ بن محمّـد دلوية(٦) القنطري عن المأمون

__________________

الإكمال ٥ / ١٢٦ ، وقد ترجمه العلاّمة الأميني في الغدير ١ / ١٠٥ ـ ١٠٦ برقم ١٨٢ وغيره وغيرهم.

(١) المناقب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٣].

(٢) هو أبو عبـد الرحمن محمّـد بن الحسين بن محمّـد بن موسى الأزدي النيسابوري (المتوفّى سنة ٤١٢ هـ).

أقول : ويبعد جدّاً روايته عن القطيعي بملاحظة طبقتهما وتاريخ وفاتهما ، وقد تنبّه لذلك ـ أيضاً ـ صاحب رسالة نظرة تنقيب : ٣.

(٣) كذا ، والصحيح : يزيد.

(٤) وهو صاحب كتاب المغازي المتوفّى سنة بضع وثمانين ومائة.

وهو علي بن محمّـد بن مسلم أبو مجاهد القاضي الرازي المعروف بـ : ابن الكابلي ، قيل : كان حيّاً سنة ١٨٢ هـ ، روى عنه أحمد بن حنبل ، وجاء في أسانيد العامّة كثيراً ، قيل : كان يضع الحديث ويركّب الأسناد.

انظر عنه : تحفة الأحوذي ١ / ١٤٧ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٠٥ ، وغالب أسانيد كتب الحديث والسير والتاريخ.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ / ٩ [طبعة قم ، وفي طبعة بيروت ١ / ٢٣].

وحكى عنه ابن شهرآشوب في مناقبه في أكثر من مورد ، كما في ٣ / ٤٦ ، ولاحظ : بحار الأنوار ٣٩ / ٦٣.

(٦) جاء في حاشية على المناقب ١ / ٨ ـ ولا نعلم لمن هي ـ ما يلي :

«قال : حكي عن ابن حجر أنّه قال في التقريب : دلوية لقب زياد بن أيّوب الطوسي.

  

ابن أحمد عن عبـد الرحمن بن محمّـد الدجّاج عن ابن جريح عن مجاهد»(١).

وروى عنه عن أبيه عن أبي بكر محمّـد بن عزيز العزيزي السجستاني كتاب غريب القرآن كما صرّح بذلك في المناقب(٢) أيضاً.

وعنه عن أبي عبـد الله طاهر بن محمّـد بن أحمد الخربلّوي(٣) روى كتاب عيون المجالس ، كما صرّح بذلك ـ أيضاً ـ في المناقب(٤).

وعنه روى كتاب غريب الحديث عن السلمي(٥) عن أبي محمّـد دعلج(٦) عن أبي عبيد القاسم [القسم] بن سلام.

__________________

وقال ـ أيضاً ـ فيه في زياد بن أيّوب بن زياد : يلقّب دلوية ، وكان يغضب منها ، ثقة ، حافظ ، من العاشرة ، مات سنة : ٢٥٢». ثمّ قال : وعلى هذا يحتمل سقط كلمة (عن) من البين».

(١) في بحار الأنوار : ابن مجاهد.

(٢) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٨].

(٣) كذا في المناقب بطبعاته ، إلاّ أنّ في الخطّية المعتمدة منه : الخونلوي. وفي بحار الأنوار ١ / ٦٦ : الخريلوي ، والصحيح : الحدّادي.

(٤) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٨].

(٥) يطلق على جمع ، وينصرف إلى محمّـد بن الحسين بن محمّـد بن موسى الأزدي ـ السلميّ الأُم ـ أبو عبـد الرحمن النيسابوري الصوفي الحافظ المحدّث شيخ خراسان (٣٢٥ وقيل : ٣٣٠ ـ ٤١٢) له جملة مصنّفات.

(٦) هو دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي البغدادي (المتوفّى سنة ٣٥١ وله نيف وتسعون سنة).

علّق شيخنا الأميني في نظرته على المشيخة : ٥ فقال : «ربّما يستبعد القارئ رواية دعلج (المتوفّى ٣٥١ هـ) عن أبي عبيد (المتوفّى ٢٢٤ هـ) غير أنّ دعلج كان من المعمّرين ، يروي عن عبـد الله بن حنبل (المتوفّى ٢٤١ هـ) وعمّن في طبقته ، ومع ذلك يحتمل قويّاً سقط واسطة من الإسناد ، إذ لم نجد في المعاجم من يصرّح برواية دعلج عن أبي عبيد».

  

وكذا بهذا الإسناد بعينه روى كتاب الكامل لأبي العبّاس المبرّد محمّـد ابن يزيد بن عبـد الأكبر الأزدي(١).

وعنه روى كتاب نزهة القلوب(٢) للثعلبي(٣) كما صرّح بذلك في المناقب(٤) ، ورواه بطريق جدّه شهرآشوب أيضاً.

وعنه عن أبيه عن أبي القاسم [القسم] الحسن بن محمّـد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السيّاري روى كتاب قوت القلوب له كما جاء في مشيخة المناقب(٥).

وروى كتاب أبي الحسن المدائني(٦) عنه عن أبي بكر محمّـد بن عمر

__________________

(١) إمام النحو ، أخذ عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني ، كان أعلم باللغة ، له تصانيف كثيرة ، مات في أوّل سنة ست وثمانين ومائتين.

انظر عنه : النجوم الزاهرة ٣ / ١١٧ ، بغية الوعاة ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ ، شذرات الذهب ٢ / ١٩٠ ـ ١٩١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٧٦ ـ ٥٧٧ برقم (٢٩٩) ، وغيرها.

(٢) كذا ، والصحيح : فرحة القلوب ، كما صرّح بذلك في نظرة تنقيب : ٥.

(٣) ويقال له : الثعالبي أيضاً ، وهو أحمد بن محمّـد بن إبراهيم النيسابوري أبو إسحاق (المتوفّى ٤٢٧ هـ).

لاحظ عنه : معجم الأدباء ٥ / ٣٦ ـ ٣٩ ، وفيات الأعيان ١ / ٧٩ ـ ٨٠ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٣٥ ـ ٤٣٧ برقم (٢٩١) ، وغيرها.

قال في نظرة تنقيب : ٥ : «ولم نقف على من يذكر له كتاب نزهة القلوب».

ولا نحتمل أن يكون المراد منه عبـد الملك بن محمّـد بن إسماعيل أبا منصور الثعالبي (المتوفّى سنة ٤٢٩ هـ) ؛ إذ لا يعرف له كتاب بهذا الاسم ، كما لا نعلم بوجود طريق لشيخنا له ولا تصريح بذلك.

(٤) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٩].

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٠].

(٦) وهو عليّ أبو سيف محمّـد بن عبـد الله المؤرّخ المعروف (المولود سنة ١٢٥) ابن محمّـد بن عبـد الله البصري (المتوفّى سنة ٢٢٥ هـ).

  

ابن حمدان عن إبراهيم بن محمّـد بن سعيد(١) النحوي ، صرّح بذلك في المشيخة(٢).

* أحمد بن أبي محمّـد عبـد الله بن عليّ بن الآبنوسي(٣)البغدادي الشافعي الوكيل (٤٦٦ ـ ٥٤٢ هـ) أبو الحسن الآبنوسي(٤) ، ويقال له : ابن الآبنوسي.

فقيه ، مفت ، زاهد ، جمع وصنّف ، وروى عن جمع ، وروى عنه آخرون(٥).

وهناك : محمّـد بن أحمد بن محمّـد أبو الحسن الآبنوسي (٣٨١ ـ ٤٥٧ هـ) سمع من الدارقطني وغيره(٦).

هذا ، وقد يرد : أبو الحسن ابن الآبنوسي ، كما يقال له : ابن

__________________

قال ابن داود في رجاله : ٣١٢ برقم (٤) : «إنّه عامّي كثير التصنيف». ومثله في نقد الرجال ٥ / ١٣٩.

(١) كذا ، والصواب : سعدان. وقد توفّي نحو سنة ٢٥٠ هـ.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١].

(٣) في الإجازة الكبيرة للعلامة الحلي لبني زهرة ـ التي أوردها العلاّمة المجلسي في البحار ١٠٧ / ١٠٩ قال : «عن أبي الحسن الاسوسي» وهو سهو أو تصحيف.

(٤) في بحار الأنوار : الأنبوسي ، وهو سهو.

لاحظ عنه : شذرات الذهب ٤ / ١٣٠ المنتظم ١٠ / ١٢٦ العبر ٤ / ١١٤ ، الوافي بالوفيات ٧ / ١١٤ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٧٨ برقم ١٧٧ و٢٠ / ١٦٢ ـ ١٦٣ برقم (٩٧) ، وغيرها.

(٥) ترجم في بعض المعاجم الرجالية ، كـ : شذرات الذهب ٤ / ١٣٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ برقم (١٧٧) ـ وفي ذيله عدّة مصادر ـ وتذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٩٤ ، وغيرها.

(٦) ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه ١ / ٣٥٦ ، وغيره.

  

الأبنوس(١).

وعلى كلّ ؛ فالظاهر أنّ المراد هو الأوّل ، وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب من العامة ، وقد صرّح في أوّل مشيخة المناقب(٢) أنّه روى سنن السجستاني عنه [أي عن أبي الحسن الآبنوسي] عن أبي العباس(٣) ابن(٤) علي التستري(٥) عن الهاشمي(٦) عن اللؤلؤي(٧) عن صاحب السنن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.

* أحمد بن عبيـد الله بن محمّـد السلمي العكبري أبو العزّ بن كاوش(٨) ، (المتوفّى سنة ٥٢٨ هـ).

__________________

(١) لاحظ ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار ١ / ٧.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٤].

(٣) كذا ، والظاهر أنّ الكنية هي : أبو الحسن ، فراجع.

(٤) ما هنا في المناقب ـ بطبعاته الأربع ـ وفي البحار : (أبي) بدلا من : ابن.

وفي المناقب الخطّي : عن أبي العبّاس ابن أبي عليّ التستري.

(٥) وهو محمّـد بن أحمد البصري التستري (المتوفّى سنة ٤٧٩ هـ) كما قاله ابن الجوزي ، وقال غيره : علي بن أحمد بن علي البصري السقطي (المتوفّى سنة ٤٧٩ هـ).

(٦) هو القاسم بن جعفر بن عبـد الواحد أبو عمر الهاشمي البصري (المتوفّى سنة ٤١٤ هـ).

لاحظ : تاريخ بغداد ١٢ / ٤٥١ ، شذرات الذهب ٣ / ٢٠١ ، وغيرهما.

(٧) هو أبو علي محمّـد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي.

لاحظ : تاريخ بغداد ١٢ / ٤٥١ ، وغيره.

(٨) كذا في المناقب بطبعاته الأربع ، وفي النسخة الخطّية المعتمدة منه : أبو العزّ بن كاوش. وفي بحار الأنوار : الغرين. وفي المناقب ٢ / ٣١٠ [طبعة قم] : أبو العزيز كادش العبري ، وعنه في مستدرك الوسائل ٨ / ٢٦٧ حديث ٩٤١٢ وفيه : أبو العزيز

  

وهو من مشايخ الشيخ المازندراني كما صرّح بذلك.

قال في المناقب(١) : «وكثيراً ما أسند إلى الغرين كلاش العكبري ...»(٢) إلى آخره.

* الشيخ أحمد بن علي أبو الفتّاح (أبو الفتوح)(٣) الرازي.

__________________

كاوش العكبري. وفي إكمال الكمال ٢ / ٥٢٧ : أبو العزّ أحمد بن عبيدالله بن كاوش العكبري. وفي لسان الميزان ٤ / ٢٦٠ : أبو العزا أحمد بن كاوش. وفي هامش الأنساب للسمعاني ١ / ٣٨٠ : أبو العزيز كاوش.

وفي تاريخ مدينة دمشق ١ / ٢٤٧ : أبو العزّ أحمد بن عبيدالله بن محمّـد بن كادش السلمي العكبري. ومثله فيه ٢١ / ١٦٧ : أبو العزّ بن كادش. وفي سير أعلام النبلاء ٢٩ / ٥٥٨ ـ ٥٦٠ برقم ٣٢٤ : المعروف بـ : ابن كادش.

قيل : إنّ الصواب ـ كما أفاده في نظرة تنقيب المشيخة ـ هو : إلى أبي العزّ بن كاوش ... ، وقد سلف أنّه ليس كذلك ، بل الصحيح أنّه أبو العزّ أحمد بن عبيـد الله ابن محمّـد السلمي العكبري. ويعرف بـ : أبي العزّ ، وابن كادش ، قيل : ولد في صفر سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، ومات في جمادى الأُولى سنة ست وعشرين وخمسمائة ، سمع جمعاً وحدّث عنه آخرون ، قيل عنه : إنّه مخلّط.

حكى عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٥٩ أنّه قال : «وضع فلان حديثاً في حقّ عليّ [عليه السلام] ووضعت أنا في حقّ أبي بكر حديثاً ... ثمّ قال : بالله أليس فعلت جيّداً».

انظر عنه : لسان الميزان ١ / ٢١٨ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٥٠ ، شذرات الذهب ٤ / ٧٨ ، وغيرها.

(١) المناقب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٧ ، عنه.

(٢) على ما هناك من اختلاف في الاسم ، وقد سلف منّا مفصّلاً.

(٣) والأوّل من الكنيتين أصحّ وأشهر ، وهو غير أبي الفتوح المفسّر ؛ إذ ذاك اسمه : الحسين بن علي بن محمّـد الخزاعي ، واحتمل البعض أُخوّتهما ، إلاّ أنّ المبعّد لذلك اتّحاد الكنية ، والله العالم.

  

قال في أمل الآمل(١) : «كان عالماً فاضلا فقيهاً ، روى عنه ابن شهرآشوب». وقريب منه في الرياض(٢).

أقول :

صرّح الميرزا عبـد الله أفندي في تعليقته على الأمل(٣) فقال :

«... والظاهر أنّ هذا غير أبي الفتوح الرازي صاحب التفسير الفارسي المشهور ... وإن كان هذا أيضاً من مشايخه ، فليراجع».

ثمّ قال : «ولعلّه ابن أخي الشيخ أبي الفتوح الرازي».

أقول :

الحقّ أنّه بعينه الشيخ أبو الفتوح الرازي واشتبه الحال في اسمه على الناقلين كما يلوح من الإجازة الطويلة للشيخ حسن ، فلاحظ.

والعجب أنّ الميرزا عبـد الله أفندي رحمه‌الله نفسه قد ذكر في تعليقته(٤)ـ على ما قاله في الأمل ـ : شيخي أبو الفتوح ابن عليّ الرازي : «قاله ابن شهرآشوب ـ يعني في معالم العلماء(٥) ـ.

وقال في المناقب : وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن ...».

ثمّ قال : «وقد ينسب إليه الرسالة المشهورة رسالة يوحنّا في المباحث

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٨ برقم (٤١).

(٢) رياض العلماء ١ / ٤٦. ولاحظ المقابس : ٩ [الطبعة الحجرية].

(٣) تعليقة الميرزا عبـد الله أفندي على أمل الآمل : ٩٣ ـ ٩٤ برقم (٤١).

(٤) تعليقة الميرزا عبـد الله أفندي على أمل الآمل : ٣٣٨.

(٥) معالم العلماء : ١٤١.

  

على بطلان المذاهب الأربعة ، وكذا رسالة الحسنية».

وجاء في خاتمة المستدرك(١) : «الثامن : الشيخ الجليل أبو الفتاح [كذا]أحمد بن عليّ الرازي».

وعنونه في الطبقات(٢) وقال : «إنّه من تلامذة الشيخ المفيد أبي الوفاء عبـد الجبّار المقرئ الرازي والشيخ أبي علي ابن الطوسي».

أقول :

صرّح ابن شهرآشوب بروايته عنه في المناقب(٣) ، وقال : «إنّه يروي عن أبي علي ولد الشيخ الطوسي وعن أبي الوفاء عبـد الجبّار بن عليّ المقرئ الرازي ، كلاهما عن الشيخ الطوسي ...». ومثله في الرياض(٤).

* الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي طالب أبو منصور الطبرسي

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٣٨٦ [الطبعة المحقّقة (٣)٢١ / ٦٦ ـ ٦٧] ، ومنه أخذ العنوان والعدد (الثامن) ، ومثله في فهرس الصدرية في الإجازات العلية للهمداني : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] ، وزاد عليه : «العالم ، العامل ، الفقيه ...» وكذا عنونه في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، ولاحظ : الإجازة الكبيرة : ٣٨٩ ، والفوائد الرضوية : ٥٦٨ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، وغيرها.

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٢ ـ ١٣.

ولاحظ : موسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٢٤ برقم (٢٠٧٤).

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١] ، ولم يرد هو بل جاء : الحسين بن علي أبو الفتوح ، فلاحظ. وفي بحار الأنوار ١ / ٦٧ ـ ٦٨ ذكره ثمّ استظهر في حاشيته كونه الحسين بن عليّ بن محمّـد بن أحمد الرازي.

(٤) رياض العلماء ١ / ٤٦.

  

صاحب كتاب الاحتجاج(١) ـ ويقال له : أحمد بن أبي طالب(٢) ـ من أعلام المائة الخامسة(٣).

وهو عالم فاضل محدّث ثقة ، قاله شيخنا الحرّ العاملي في أمل الآمل(٤).

وقال في مشيخة المناقب(٥) ما نصّه : «ووجدت بخطّ أبي طالب الطبرسي كتاب(٦) الاحتجاج» ثمّ قال : «وذلك ممّا يكثر تعداده ولا يحتاج إلى ذكره لاجتماعهم عليه».

__________________

(١) وله غيره ؛ كـ : كتاب الكافي في الفقه ، ومفاخر الطالبية ، وتاريخ الأئمّة عليهم‌السلام ، وفضائل الزهراء عليها‌السلام ، وغيرها.

قال الشيخ البحراني في لؤلؤته : ٣٤٢ ـ ٣٤٣ : «وقد غلط جملة من متأخّري أصحابنا رضوان الله عليهم في نسبة كتاب الاحتجاج المذكور إلى أبي عليّ الطبرسي صاحب التفسير ، منهم المحدّث الأمين الاسترآبادي ، وقبله صاحب رسالة مشايخ الشيعة ، وقبله الفاضل المتكلّم محمّـد بن أبي جمهور الأحسائي في كتاب غوالي اللئالي ...».

(٢) كما في معالم العلماء : ٢٥ برقم ١٢٥ [طبعة النجف الأشرف : ٤٥]. ولاحظ التعليقة الآتية.

(٣) في هدية العارفين ١ / ٩١ قال : «توفّي حدود سنة ٦٢٢» ، وهو سهو قطعاً. وفي الأعلام ١ / ١٧٣ قال : «نحو ٥٦٠».

(٤) أمل الآمل ٢ / ٩ ـ ١٠ [٢ / ١٧ برقم ٣٦] بعنوان : أحمد بن أبي طالب الطبرسي ، وأحال على أحمد بن عليّ في ٢ / ١٧ ، ولاحظ التعليقة عليه للميرزا عبـد الله أفندي : ٩٣ ، وكذا صفحة : ٢٨٦.

وراجع : روضات الجنّات ١ / ٦٤ ـ ٦٦ ترجمة (١٤) ، ومثله في فهرس الصدرية في الإجازات العلية للهمداني : ٤٣٢ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] ، وعدّه أوّل مشايخه ، ثمّ ذكر إسناده وطريقه.

(٥) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٩ عنه ، ولاحظ : ٩ و٢٦ عنه.

(٦) كذا في المناقب بطبعاته الأربعة ، وفي النسخة الخطّية المعتمدة منه وبحار الأنوار : كتابه.

  

وقد ترجمه شيخنا السروي المازندراني في معالم العلماء(١) وعدّه من مشايخه وأنّه قد أجازه رواية كتابه ، وقال : «شيخي ...» ثمّ ذكر تصانيفه ، فهو قد روى كتبه عنه وأجازه بها.

وفي الرياض(٢) قال : «الفاضل العالم المعروف بـ : الشيخ أبي منصور الطبرسي صاحب الاحتجاج وغيره ، كان من أجلاّء العلماء ومشاهير الفضلاء» ثمّ قال : «وهو غير أبي عليّ الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان وغيره وإن كان عصرهما متّحداً ، وهما شيخا ابن شهرآشوب وأستاداه ، وظنّي أنّ بينهما قرابة ...».

قال ميرزا عبـد الله أفندي في تعليقته على الأمل(٣) : «وأقول : صاحب الاحتجاج أيضاً من مشايخه على ما مرّ في ترجمته ، فلعلّه لمّا لم يجز له هذا الكتاب بخصوصه قال : وجدت ...» إلى آخره ، فلاحظ.

وقال البحراني في لؤلؤة البحرين(٤) ـ بعد أن عنون الشيخ أبا منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي من مشايخ ابن شهرآشوب ـ : «وقد ذكره في كتابه المعالم ...» ثمّ نقل نصّ كلامه.

__________________

(١) معالم العلماء : ٢٥ برقم (١٢٥) بعنوان : أحمد بن أبي طالب الطبرسي ... نسبةً إلى جدّه.

(٢) رياض العلماء ١ / ٤٨ برقم (٧١).

(٣) تعليقة أمل الآمل : ٢٨٦ ، وبنصّه في رياض العلماء ٥ / ٢٨ برقم (٣٦) ، وذكر من روى عنه ويروي عنه إلاّ أنّه في آخره أمر بالتأمّل.

ولاحظ : الإجازة الكبيرة : ٣٨٨ ، روضات الجنّات ١ / ٦٤ برقم (١٤) ، كشكول البحراني ١ / ٣٠٠ ، أعيان الشيعة ٣ / ٢٩ ـ ٣٠ ، منتهى المقال : ٣٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١ / ٢٨٥ برقم ١٤] ، الذريعة ١ / ١٨١ برقم (١٤٧٢) ، كشف المحجّة : ٣٤ ، هدية الأحباب : ١٩٤ ، تنقيح المقال ١ / ٦٩ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٦ / ٣٣٣ ـ ٣٤١ برقم (١١٦١)] ، روضات الجنّات ١ / ٦٤ ـ ٦٦ ، وغيرها.

(٤) لؤلؤة البحرين : ٣٤١. وانظر المقابس : ١٠ [الطبعة الحجرية].

  

وقد ترجمه شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(١) ثمّ ذكر طريقه على أنّه أوّل مشايخه ، وأنّه يروي عن السيّد مهدي الحسيني المرعشي عن الشيخ أبي عليّ عن والده الشيخ الطوسي بطرقه.

وقد زاد في المشجّرة بين (المرعشي) و (الطوسي) : السيّد فضل الله الراوندي.

وأخذ منه العنوان في مقدّمة بحار الأنوار(٢) ، وعنونه شيخنا الطهراني في الطبقات(٣).

وعلى كلّ ، فهو يروي عن جمع ، منهم السيّد مهدي بن أبي الحرب الحسيني المرعشي عن الشيخ أبي عليّ عن والده الشيخ الطوسي رحمه‌الله عن الشيخ الصدوق أبي عبـدالله جعفر بن محمّـد الدوريستي بما له من أسانيد.

* أحمد بن عليّ بن الحسين بن زكريّا البغدادي الصوفي المعروف بـ : ابن زهراء أبو بكر الطرثيثي(٤) (٤١٠(٥) ـ ٤٩٧ هـ).

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٥ [الطبعة المحقّقة (٢١) ٣ /٦٠ ـ ٦١] ، وتبعه تلميذه في كتابيه الفوائد الرضوية : ٥٦٨ والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ [٢ / ٤٤٤ ـ ٤٤٦].

(٢) مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١.

(٣) الثقات العيون في سادس القرون : ١١ ـ ١٢.

(٤) كذا في المناقب المطبوع مكرّراً وبحار الأنوار ، والظاهر : الطريثيثي ، وهو الذي جاء في مخطوطة من المناقب.

وعلى كلّ ، فهي نسبة إلى طرثيت : ناحية كبيرة من نواحي نيسابور. لاحظ هامش سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٣٢.

راجع : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٤٤ ، وفيات الأعيان ١ / ٧٧ [مطبعة السعادة] ، إكمال الكمال ٦ / ٢٨٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٥ / ١٣٥ ، ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار ١ / ٦٩ و٢ / ١٢٧ ، وموارد أخرى هناك وفي غيرها.

(٥) وقيل : سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، كما جاء عن خطّ السلفي.

  

من مشايخ الصوفية ، وله سماع عن جمع وسمع منه آخرون ، ولهم فيه كلام ، كما وقد ورد فيهم ذمّ(١).

وهو من مشايخ شيخنا المؤلف طاب ثراه من العامة كتاب حيث روى بواسطته كتاب سنن اللالكائي ـ كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٢) ـ عن أبي بكر أحمد بن عليّ الطرثيثي عن أبي القاسم [القسم] هبة الله بن الحسن(٣) الطبري اللالكائي.

أقول :

هو هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الشافعي اللالكائي(٤) أبو القاسم ، قيل عنه : إنّه مفيد بغداد في وقته(٥) ، توفّي في شهر رمضان سنة ٤١٨ هـ في دينور(٦).

__________________

(١) له ترجمة مع مصادرها في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٦٠ ـ ١٦٢ برقم (٨٧) ، معجم المؤلّفين ٢ / ١٠ ، وجاء في ميزان الاعتدال ١ / ١٢٢ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢١٣ ، ولسان الميزان ١ / ٢٢٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٥ ، وكشف الظنون ٢ / ٢٥٩ ، وغيرها.

وعبّر عنه الخطيب البغدادي في الكفاية : ١١ بـ : الشيخ أبي بكر بن زهراء الصوفي ، وجاء في أسناد ابن الجوزي في الموضوعات ٣ / ٥٦.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٨ ـ ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٣ ـ ٢٤] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٤ عنه.

(٣) في بحار الأنوار : الحسين.

(٤) وهي نسبة إلى بيع اللوالك التي تلبس في الأرجل ـ كما في اللباب ٣ / ٤٠١ ـ أي صانع النعال.

(٥) لاحظ : تاريخ بغداد ١٤ / ٧٠ ـ ٧١ ، المنتظم ٨ / ٣٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٣١١ ، وغيرها.

(٦) علّق شيخنا الأميني طاب ثراه في رسالته عن مشيخة ابن شهرآشوب المسمّاة بـ :

__________________

نظرة تنقيب : ٣ ـ ٤ الخطّية ـ بما نصّه ـ : «لا تصحّ رواية الطرثيثي عن الحافظ اللالكائي وإن عدّه الذهبي من الرواة عنه [كما في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٢٠] ، إذ الطرثيثي ولد في شوّال سنة ٤١٢ والحافظ اللالكائي توفّي سنة ٣١٨ ، ولعلّ هذا دليل على صدق قول بعضهم من أنّ الطرثيثي روى ما لم يسمع وادّعى أنّه سمع من أبي الحسن ، وما يصحّ ذلك.

نعم ؛ هذه كلّها نظراً إلى العقل والمنطق والطبيعة ، وأمّا أخذاً بما جاء به القوم في الأخذ والسماع والرواية والحفظ والقراءة فلا طريق ... [بياض في الأصل] عن مثل ذلك ولا عمّا فوقه ، هذه زينب بنت الشيخ محيي الدين [ابن] العربي تجيب عن مسألة فقهية سألها عنها أبوها ـ وهي في سنِّ الرضاعة قريباً عمرها من سنة ـ فقال : ما تقولين في الرجل يجامع حليلته ولم ينزل؟ فقالت : يجب عليه الغسل.

وهذه المسألة هي التي كان يجهل بها عمر بن الخطّاب أيّام خلافته كما فصّلنا القول في ذلك في نوادر الأثر من الغدير [٦ / ٢٦١ (الطبعة الثانية)].

وهذا ابن أبي عاصم قال أبوه : أتيت به إلى ابن جريح وسنّه أقلّ من ثلاث سنين فحدّثه.

وسمع القاضي أبو عمرو الهاشمي سنن أبي داود عن اللؤلؤي وله خمس سنين. واعتدّ الناس بسماعه وحملوه عنه.

وحفظ سفيان بن عيينة القرآن وهو ابن أربع سنين. وكتب الحديث وهو ابن سبع سنين.

وأدرك عبـد الله بن الزبير غزوة الخندق وله أقلّ من أربع سنين فحدّث بما رآه يوم ذاك ...[بياض] تاريخاً.

وقال القاضي أبو محمّـد عبـد الله بن محمّـد الإصفهاني : حفظت القرآن ولي خمس سنين ، وأُحضرت عند أبي بكر ابن المقري لأسمع عنه ولي أربع سنين ، فقال ابن المقري : اسمعوا له والعهدة عليّ.

وقال إبراهيم الجوهري : رأيت صبيّاً ابن أربع سنين وقد حمل إلى المأمون وقد قرأ القرآن ونظر في الرأي ، غير أنّه إذا جاع بكى.

وأخذ سهل من خاله محمّـد بن سوار وكان ابن ثلاث سنين.

وسمع أبو بكر محمّـد بن شيبة السدوسي من جدّه مسند العشرة ومسند العبّاس

  

أحمد بن عمر = أحمد بن جعفر بن حمدان.

* أحمد بن محمّـد بن محمّـد بن أحمد شهاب الدين أبو الفتوح الغزالي الطوسي(١) ، المتوفّى بقزوين سنة ٥٢٠ هـ(٢).

وهو واعظ مشهور عرف برقّة الدين والإباحة ، قيل عنه : إنّه فقيه ، كان يتعصّب لابليس ويعذره ، وناب عن أخيه في تدريس النظامية ببغداد.

وله جملة مؤلّفات ، ويعدّ من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب ، روى عنه كتاب إحياء علوم الدين لأخيه أبي حامد محمّـد بن محمّـد بن محمّـد(٣) الغزالي الطوسي (المتوفّى سنة ٥٠٥ هـ) بخراسان كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٤).

أخ أحمد = عليّ بن عليّ.

الأزدي = يحيى بن سعدون.

__________________

وهو ابن سبع سنين ... إلى أمثال هذه من نوادر الطبيعة».

أقول : لعلماء الدراية بحث مسهب في المقام في السنّ التي يسمع بها أو يحدّث ، لاحظ : المستدرك رقم (٢١٤) من مستدركات مقباس الهداية ٦ / ٢٧٠ ـ ٢٧٤ [الطبعة المحقّقة الأُولى].

(١) في بحار الأنوار : أحمد الغزالي ، بدل الاسم كلّه.

(٢) كما نصّ على ذلك ضمناً في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٤٣ و٤٩٦ ، ولاحظ : وفيات الأعيان ١ / ٣٤ ـ ٣٥ ، لسان الميزان ١ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، شذرات الذهب ٤ / ٦٠ ـ ٦١ ، روضات الجنّات ١ / ٢٧٥ ـ ٢٧٧ [صفحة : ٧٥ ـ ٧٦ من الطبعة الحجرية] ، الغدير ٥ / ٢١٥ ، وغيرها.

(٣) لا توجد : (بن محمّـد) الثانية في البحار.

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٥] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٤ عنه.

  

الأسترآبادي = الحسن بن محمّـد.

* إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري القرشي ، مولى بني هاشم (المتوفّى ببخارا سنة ٢٠٦ هـ)(١).

يعدّ من مشايخ شيخنا السروي طاب ثراه على نسخة بحار الأنوار(٢)من مشيخته ، حيث جاء فيها إسناده إلى كتابي المبتدأ ... هكذا : «عن وهب بن منبّه اليماني وأبي حذيفة ، حدّثنا ...» إلى آخره(٣).

وستأتي عبارته في وهب ، وعليه يكون اشتراك في الشيخوخة لا في طريق الإسناد كما هو ظاهر ، فتأمّل.

ويؤيّد ما اخترناه ما جاء في آخر الإسناد من قوله : عنهما ... ، فتدبّر.

أقول :

الصواب كونه شيخاً بالواسطة ، حيث روى عنه بواسطة القطيعي عن الثعلبي عن الأزهري عن العبدي عن عبـد المنعم بن إدريس.

وعليه ؛ فإنّ المقارنة بين سنة وفاته ووفاة الشيخ ابن شهرآشوب رحمه‌اللهتكشف عن عدم شيخوخته المباشرة له قطعاً ، فتدبّر.

* إلياس بن محمّـد بن هاشم(٤) الحائري أبو محمّـد ، ويقال له :

__________________

(١) قاله ابن النديم في الفهرست : ١٤٣. ولاحظ : لسان الميزان ١ / ٣٥٤ ، ميزان الاعتدال ١ / ١٨٤ ـ ١٨٦ برقم (٧٣٩) ، وغيرهما.

(٢) بحار الأنوار ١ / ٦٣.

(٣) وصرّح في هدية العارفين ١ / ١٩٦ بأنّ له كتاب المبتدأ.

(٤) في فهرست الشيخ منتجب الدين ـ بطبعتيه ـ والأمل : هشام ، وفي بعض النسخ :

  

إلياس بن هاشم أيضاً(١).

ثقة عين ، كما قاله الشيخ منتجب الدين في الفهرست(٢).

وهو العالم الفاضل الجليل ، كما عبّر عنه في المستدرك(٣) ـ أخذاً من الأمل ـ يروي عن جمع ، منهم الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ الطوسي ، ويروي عنه آخرون ، منهم الشيخ أبو محمّـد عربي بن مسافر العبادي الحلّي كما صرّح في المستدرك بشيخوخته لشيخنا المصنّف قدس‌سره.

وقد ذكره شيخنا النوري رحمه‌الله في مشجّرته النسبية وأهمل ذكره في خاتمته الدرائية ، وإن كان فيها لم يوعد بالاستيفاء ، وأنّى له(٤).

قال شيخنا الطهراني في طبقاته(٥) ـ بعد عنوانه ونقل كلام الشيخ

__________________

همّام ، كما جاء في أمل الآمل وصرّح به في الأعيان ، وفي طبقات الشيعة : إلياس ابن محمّـد بن محمّـد بن هشام.

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة (٣) ٢١ / ٧ و١٠٥.

وعنونه في أمل الآمل ٢ / ٤٠ برقم ١٠١ أوّلا ، فقال : الشيخ أبو محمّـد إلياس ابن محمّـد بن هشام [همّام] ، وأُخرى : الشيخ إلياس بن هشام الحائري[برقم : ١٠٢] ثمّ قال : ويحتمل اتحاده مع سابقه بأن تكون النسبة هنا إلى الجدّ.

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٢ برقم (١٠) [في طبعة طهران ، وفي طبع مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٣٤ (١٠)] ، وفي بعض الإجازات وصف بـ : الفقيه ، كما قاله السيّد الأمين في الأعيان ٣ / ٤٧٣ ، وترجمه مكرّراً.

(٣) خاتمة مستدرك الوسائل (٣) ٢١ / ٧ ، وقارن بالمشجّرة منه (مشايخ المشايخ) ٣ (٢١) / ٣٨٦ برقم ٧٨١. ولاحظ : أعلام القرن السادس : ٢٤ ، ومعجم رجال الحديث ٤ / ١٤٢ ، وغيرهما.

(٤) انظر عنه : أمل الآمل : ٤٦٣ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢ / ٤٠ برقم (١٠١) و (١٠٢)] ، روضات الجنّات : ٧٣٨ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية ٨ / ١٨٥ ـ ١٨٧ برقم ٧٣٨] ، جامع الرواة ١ / ١٠٨ ، تنقيح المقال ١ / ١٥٣ [الحجرية ، وفي المحقّقة ١٩٥١١ ـ ١٩٦ برقم (٢٦٤٨)] ، وغيرها.

(٥) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٤.

  

منتجب الدين ـ : «أقول : هو من تلاميذ أبي عليّ الطوسي ، يروي عنه عن أبيه ، ويروي عنه الفقيه عربي بن مسافر العبادي الحلّي ...» إلى آخره.

* أميركا(١) بن أبي الجيم (اللجيم)(٢) بن أميرة (أعيرة) القزويني المصدري(٣) العجلي معين الدين.

ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته(٤).

وقال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(٥) : «الفقيه الثقة ... مناظر ، حاذق ، وجه ، أستاد الشيخ الإمام رشيد الدين عبـد الجليل الرازي المحقّق ، وله تصانيف ...».

وعدّه الشيخ القزويني في كتاب مثالب النواصب ـ فارسي ـ من جملة أكابر علماء الشيعة ومعاصراً لولد الشيخ الطوسي رحمه‌الله(٦).

واحتمل صاحب الرياض(٧) أنّه من مشايخ ابن شهرآشوب وكذا الراوندي ، ولم يرد له ذكر في مشيخة المناقب والتراجم ، والظاهر عدم صحّة الاحتمال ، فتدبّر.

__________________

(١) لعلّه مخفّف : أميركيا ، كلمة مركّبة بمعنى الأمير الكبير ، حيث إنّ (كيا) في شمال إيران بمعنى التعظيم ، وقد سمّي به جمع من أصحابنا ، والغريب أنّ صاحب الرياض جعل أميركا لقباً له ، ولا وجه له بعد تصريحهم بكونه اسماً له ، فلاحظ.

(٢) في حجرية خاتمة المستدرك : ابن أبي اللحيم ـ بالحاء المهملة ـ.

(٣) كذا في الطبعة المحقّقة من أمل الآمل ، وفي الطبعة الحجرية : الصدري.

(٤) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٥ برقم ١٥ [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٣٥ برقم ١٥] وفيه : «الفقيه الثقة معين الدين ...».

(٥) أمل الآمل ٢ / ٤٠ برقم (١٠٣).

(٦) لا يخفى ما فيه مع ماهناك من اختلاف الطبقة.

(٧) رياض العلماء ٧ / ٢١.

  

وقال شيخنا الطهراني في طبقاته(١) ـ بعد عنوانه ـ : «... الفقيه الثقة معين الدين العجلي ، حاذق ، وجه ، وهو أستاذ رشيد الدين عبـد الجليل الرازي».

وقد أخذ هذه العبارة من الفهرست للشيخ منتجب الدين(٢).

أمين الإسلام = الفضل بن الحسن.

أمين الدين = الفضل بن الحسن.

* بركة بن محمّـد بن بركة الأسدي أبو الخير ، وهو الآتي.

قال الشيخ منتجب الدين(٣) : «فقيه ، ديّن ، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي ، له كتاب حقائق الإيمان في الأُصول ، وكتاب الحجج في الإمامة ، وكتاب عمل الأديان والأبدان».

__________________

(١) النابس في أعلام القرن الخامس : ٣٣ ـ ٣٤ ، ولم يذكر شيخوخته لشيخنا المصنّف رحمه‌الله.

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين ١٥ برقم ١٥ [طبعة مكتبة السيّد المرعشي : ٣٥ برقم ١٧].

ولاحظ : روضات الجنّات ٦ / ٣٢٣ [الحجرية ٦٣٠] ، وزاد لفظ : المفيد ، خاتمة مستدرك الوسائل ٣(٢١) / ٢٣٩ ، النقض : ١٧٣ و١٩١ ، أمل الآمل ٢ / ٤٠ ، وغيرها.

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٢٧ برقم ٥٤ [وفي طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٤٢] ولاحظ : جامع الرواة ١ / ١١٦ ، وأمل الآمل : ٤٦٣ [٢ / ٣٤ برقم ١١٤] ، وخاتمة مستدرك الوسائل ٣ (٢١) / ١١٥ ، وكذا صفحة : ٤٠٦ برقم ١٠٠١ ، طرائف المقال ١ / ١٢٢ برقم ٥٢٠ ، معجم رجال الحديث ٤ / ١٩١ برقم ١٦٧٢ ، وغيرها.

  

* بركة بن يحيى الكاتبي.

قال ابن حجر في لسان الميزان(١) : «ذكره الرشيد المازندراني في رجال الشيعة ، وأنّه قرأ عليه بطبرستان سنة ثلاثة وأربعين وخمسمائة».

وجاء في أمل الآمل(٢) ما نصّه : «الشيخ أبو الخير بركة بن محمّـد بن بركة الأسدي ، فقيه ، ديّن ، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي ، وله كتاب حقائق الإيمان في الأُصول ... أخبرنا بها السيّد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني (الحسني) المروزي عنه ، وقاله منتجب الدين»(٣).

أقول :

لم يتعرّض له المصنّف طاب ثراه في مشيخة المناقب ولا في رجاله المعالم ، وربّما أورده في سائر مصنّفاته رحمه‌الله(٤).

البغوي = محمّـد بن عليّ.

البلدجي = السيّد حيدر بن محمّـد.

__________________

(١) لسان الميزان ٢ / ٩ برقم (٢٨).

(٢) أمل الآمل : ٤٦٣ [الطبعة الحروفية ٢ / ٤٣ برقم (١١٤)].

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٢٧ برقم ٥٤ [من طبعة طهران ، وفي طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٤٢].

(٤) لاحظ : جامع الرواة ١ / ٥٣ ، الفوائد الرضوية : ٥٦٨ ، رياض العلماء ١ / ٩٦ ، تنقيح المقال ١ / ١٦٤ [الحجرية ، وفي المحقّقة ١٢ / ١١٠ ـ ١١١ برقم (٢٩٤٣)] ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٣٥ ، معجم رجال الحديث ٣ / ٢٧٧ ، و٤ / ١٤٣ برقم ١٥٤٤ ، وغيرها.

  

البيهقي = حسن السلامي.

البيهقي = عليّ بن زيد.

التميمي = عبـد الواحد بن محمّـد الآمدي.

التميمي = عليّ بن عليّ.

جار الله الزمخشري = محمود بن عمر.

الجبائي = الحسين بن محمّـد.

الجبائي = محمّـد بن عليّ بن ياسر.

الجثي = المنتهى بن أبي زيد.

الجرجاني = المنتهى بن أبي زيد.

الجرجاني = المهدي بن أبي حرب.

الجنازي = محمّـد بن عليّ.

الجيالي = محمّـد بن عليّ بن ياسر.

الجياني = محمّـد بن عليّ بن ياسر.

الحارثي = عبـد الله بن مسلمة القعنبي.

الحافظ الفتّال = محمّـد بن الحسن.

الحبّاني = محمّـد بن عليّ بن ياسر.

حجّة الإسلام = محمّـد بن محمّـد الغزالي.

الحدّاد الإصفهاني = حميد بن أحمد.

الحسين بن طحّال = الحسين بن أحمد بن محمّـد.

الحلبي = محمّـد بن عليّ.

الحلواني (الحلوائي) = عبـد العزيز بن أحمد.

حيدر الحسيني = حيدر بن محمّـد.

الحسن الاسترآبادي = الحسن بن محمّـد بن أحمد.

 

الحسن بن أبي القاسم (القسم) بن الحسين البيهقي(١) = أبو الحسن البيهقي.

* الحسن بن أحمد بن الحسن(٢) بن أحمد بن محمّـد الهمداني ، ويقال له : أبو العلاء العطّار الهمداني(٣) ، صدر الحفّاظ ، صاحب كتاب زاد المسافر (٤٨٨ ـ ٥٦٩ هـ).

شيخ همدان بلا مدافعة ، وشيخ الإسلام عندهم ، سمع عن جمع ورحل لطلب الحديث إلى خراسان وبغداد وغيرهما ، قيل عنه : إنّه حافظ متقن ومقرئ فاضل و.. ، له تصانيف في الحديث والقرآن وغيرهما(٤).

قال شاذان بن جبرئيل القمّي في الفضائل(٥) : «أخبرنا الشيخ الإمام

__________________

(١) كذا ذكره في مقدّمة البحار ١ / ١١٢ ، وجاء أيضاً : الحسن البيهقي ...

لاحظ : المناقب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٣ ـ ٢٤] ، وقد وقع خلط كثير في الاسم والكنية والأب والجدّ ، فلاحظ.

(٢) في الغدير ٤ / ٤٠٠ : الحسين ، بدلاً من : الحسن.

(٣) كما نصّ عليه العلاّمة الأميني في غديره ١ / ١٥٨ نقلاً عن العلوي الهدّار في القول الفصل ١ / ٤٤٥.

(٤) كما في سير أعلام النبلاء للذهبي ٢١/٤٠ ـ ٤٧ برقم ٢ عن عدّة مصادر في هامشه.

ولاحظ : شذرات الذهب لابن عماد ٤ / ١٣١ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٢ / ٢٨٦ ، وغيرهما.

وانظر ترجمته في : بغية الوعاة للسيوطي : ٢١٥ ـ ٢١٦ ، وطبقات القرّاء للجزري ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦ وقد عدّد مجموعة من مصنّفاته ، وتذكرة الحفّاظ للذهبي ٤ / ١١٨ ، إِنباء الرواة بأنباء النحاة : ٢٠٦ (طبعة مصر ١٣٧٦ هـ) ، وغيرها.

وقد ترجم في موسوعات الخاصّة ، مثل : جامع الرواة ١ / ١٨٩ ، تنقيح المقال ١ / ٢٦٨ [الحجرية ، وفي المحقّقة ١٨ / ٣٦٠ ـ ٣٦٤ برقم (٤٩٥٤)] ، معجم رجال الحديث ٤ / ٢٩١ ، رياض العلماء ١ / ١٥١ ، روضات الجنّات ٢ / ٩٠ ، وغيرها.

(٥) كتاب الفضائل : ٥٤.

  

العالم الورع الناقل ضياء الدين شيخ الإسلام أبو العلاء الحسن بن أحمد بن يحيى العطّار الهمداني رحمه الله في همدان ـ في مسجده ـ في الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ...» وتكرّر ذكره في أسانيد كتاب اليقين لابن طاوس(١).

أقول :

مشايخه كثيرون ، كما وقد قرأ عليه وتخرّج به وروى عنه خلق كثير ، وله مصنّفات ، منها : مولد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وزاد المسافر في خمسين مجلّداً ، وغيرهما.

قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست(٢) : «صدر الحفّاظ ... العلاّمة في الحديث والقراءة ...» وقد أخذه منه الشيخ الحرّ العاملي في الأمل(٣).

قال في الطبقات(٤) : «العلاّمة في علم الحديث والقراءة ، وله تصانيف

__________________

(١) اليقين : ٤٦٢ و٤٨٥ ، وغيرهما.

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٦٥ برقم ١٤٢ [تحقيق مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٥٩ برقم ١٤٢ ، ولاحظ صفحة : ٢٢٠ و٣٥٢] ، وقال : «كان من أصحابنا ... شاهدته وقرأت عليه».

(٣) أمل الآمل ٢ / ٦٢ برقم (١٦٠) [الطبعة الحجرية : ٤٧٢] ، وقال : «وكان من أصحابنا ...».

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٥٣ ـ ٥٤ ، ولم يذكر شيخوخته لشيخنا ابن شهرآشوب رحمه‌الله.

ونقل في هامش الذريعة ١٢ / ١٤٥ ـ ١٤٦ عن العلاّمة المجلسي رحمه‌الله ـ في فهرسته المطبوع آخر موسوعته ـ ما لفظه : «صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني العلاّمة في علم الحديث والقراءة ، كان من أصحابنا ، وله تصانيف في الأخبار والقراءة ، منها : كتاب الهادي في معرفة المقاطع

  

فيهما ، وهو من مشايخ منتجب الدين ابن بابويه».

هذا ، وقد أجاز شيخنا المصنّف رحمه‌الله أن يروي كتابه عنه كما صرّح بذلك في المناقب(١) قال : «وأنبأني أبو العلاء العطّار الهمداني بـ : زاد المسافر».

ثمّ إنّه قد روى شيخنا بإسناد عنه مجموع ابن عقدة أبي العبّاس أحمد ابن محمّـد ، وكذا كتاب معجم أبي القاسم (القسم) سليمان بن أحمد الطبراني ـ بحقّ ـ روايته عنه بإسناده عنهما كما صرّح بذلك أيضاً في أوّل المناقب(٢).

الحسن البيهقي = أبو الحسن البيهقي.

* الحسن بن محمّـد بن أحمد أبو محمّـد عماد الدين القاضي الأسترآبادي ، ويقال له : قاضي القضاة(٣) ، و : قاضي الريّ(٤).

__________________

والمبادي ، شاهدته وقرأت عليه ...» كما نسبه له في الذريعة [١٥ / ١٥٢ برقم ٩٥٥] كتاب طبقات القرّاء ، الانتصار في معرفة قرّاء المدن والأمصار ، وكذا كتابه الآخر : الهادي الى معرفة المقاطع والمبادي [الذريعة ٢٥ / ١٥٠ ـ ١٥١ برقم (٩)] ...

وعلى كُلٍّ ، الكلّ مصرِّح بشيخوخته للشيخ منتجب الدين ولم يذكروا شيخنا السروي طاب ثراهما.

(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٥ عنه.

(٢) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٧] ، ولاحظ صفحة : ٢٠ ، و٣٦٢ ـ ٣٦٣.

(٣) كما وصفه به تلميذه الشيخ منتجب الدين في أربعينه ، ولم يورد له ترجمة في فهرسته ممّا يوهم كونه من علماء العامّة ، فتأمّل.

(٤) كذا في الرياض ١ / ١٥٩ ، وفيه ١ / ٣١١ عبّر عنه بـ : قاضي القضاة ، وقال : «وكان من أكابر العلماء ومن مشايخ الشيخ منتجب الدين ابن بابويه».

  

العالم الفقيه الجليل ، من مشايخ السيّد الراوندي وأبي الفتوح الخزاعي صاحب التفسير الكبير ، ويروي عنه الشيخ منتجب الدين الحديث الحادي والثلاثين من أربعينه(١).

قال في الأمل(٢) : «فاضل ، فقيه ، جليل ، يروي عن المفيد والمرتضى والرضي رحمهم‌الله».

وفي رياض العلماء(٣) قال : «فاضل ، عالم ، فقيه ، جليل ، وهو من مشايخ ابن شهرآشوب».

وأورده شيخنا النوري في خاتمة مستدرك الوسائل(٤).

وذكر ثلّة من تلامذته ومشايخه شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة(٥).

أقول :

يعدّ هذا من مشايخه رحمه‌الله لما صرّح به في أوّل المناقب(٦) بروايته لجميع كتب الشريفين السيّد المرتضى والرضي ورواياتهما عنه عن ابن

__________________

(١) كما أفاده في نظرة تنقيب : ٧ [من النسخة الخطّية].

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٩ برقم (٤٥) ، وانظر : بحار الأنوار ١٠٩ / ٤٧.

(٣) رياض العلماء ١ / ١٥٩ ، عنونه ثمّ نقل مشايخه ومن يروي عنه.

(٤) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٢ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٩٦ ـ ٩٧] ، وعدّه الثاني والعشرين من مشايخ شيخنا المصنّف طاب ثراه ، وذكر طرقه إلى شيوخه ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة البحار ١ / ١١١ والفوائد الرضوية : ٥٦٨ والإجازة الكبيرة : ٣٩٧ ، ولخّص الترجمة الهمداني منه في رسالته : فهرس الصدرّية في الإجازات العلية : ٤٤٢ ـ ٤٤٣ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] وغيرهم في غيرها.

(٥) الثقات العيون في سادس القرون : ٦٥ ـ ٦٦.

(٦) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٩ عنه.

  

المعافي بن قدامة(١) عن السيّد المرتضى. ثمّ قال في المناقب : «وما صحّ لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه ...».

وقال أيضاً : «وما سمعناه من القاضي الحسن الأسترآبادي عن ابن المعافي بن قدامة عنه أيضاً ، وما صحّ لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه».

أقول :

صرّح الشيخ السروي في المناقب(٢) بقوله : «إسناد شوف العروس(٣) عن القاضي عزيزي عن أبي عبـدالله الدامغاني» ولعلّه هذا ، فتأمّل.

الحسين بن أحمد بن طحّال = الحسين بن أحمد بن محمّـد.

__________________

(١) الظاهر أنّه : ابن المعالي أحمد بن علي بن قدامة (المتوفّى سنة ٤٨٦ هـ) الذي يروي عن السيّدين الرضيّين ، إذ لا بُعد في رواية الأب والابن عن السيّد المرتضى ، لكن يبعد تسميته بابن المعافي ، والصحيح أنّه : أبو المعالي.

قال في كتاب نزهة الألباء : ٢٧٠ ـ لعبـد الرحمن بن محمّـد الأنباري تلميذ أبي السعادات ابن الشجري ـ : «أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة ، كان قاضي الأنبار ، له معرفة بالفقه والشعر ، وكان أديباً ، توفّي لستّ عشر من شوّال سنة ستّ وثمانين وأربعمائة في خلافة المقتدي».

أقول : احتمل السيّد الأمين في الأعيان ٢ / ٢٧٢ غير ذلك ، إذ قال : «... ولا يبعد أن يكون لفظ (عن) قد سقط من البين في رواية ابن شهرآشوب عن القاضي حسن الأسترآبادي ، وأصله هكذا : عن ابن المعافي عن القاضي ابن قدامة بواسطة واحدة ، فكيف يروي ابن شهرآشوب المعاصر له عنه بواسطتين؟!» ثمّ استدرك عليه وقال : «ولعلّه غير بعيد ؛ إذ مثل ذلك كثير».

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٠ [طبعة قم].

(٣) كذا ، وقيل : شوق العروس وأنس النفوس ، للحسين بن محمّـد الدامغاني (المتوفّى سنة ٤٧٨ هـ) ، قاله في كشف الظنون ٢ / (عمود)١٠٦٧.

  

* الحسين بن أحمد بن محمّـد(١) بن عليّ بن طحّال أبو عبـد الله المقدادي البغدادي ـ المعروف بـ : ابن طحّال ـ تلميذ الشيخ الطوسي المجاور بمشهد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كان حيّاً سنة ٥٣٥ هـ ، قيل : توفّي سنة ٥٣٩ هـ.

ويقال له : الحسين بن طحّال(٢) ، كما يقال له : الحسين بن أحمد بن طحّال(٣) ، و : الحسين بن محمّـد بن طحّال(٤).

عالم فقيه صالح ، ذكره الشيخ الحرّ في أمل الآمل(٥) قائلا : «كان عالماً جليلا ، روى عنه ابن شهرآشوب».

وقال الشيخ منتجب الدين في فهرسته(٦) : «... فقيه صالح ، قرأ على الشيخ أبي علي الطوسي» من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب وأبي محمّـد عربي بن مسافر وغيرهما(٧).

__________________

(١) كذا في رسالة فهرس الصدرية وغيرها ، ولا يوجد : (بن محمّـد) في بحار الأنوار وتعليقة الأمل للأفندي.

(٢) كما في الثقات العيون : ٢٥٦ ، وجاء هكذا في المشجّرة النَسبيّة لشيخنا النوري رحمه‌الله.

(٣) كما في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ وقد أخذه من خاتمة المستدرك ، وسبقه صاحب المقابس : ٩ [الطبعة الحجرية] ، وجاء في الإجازة الكبيرة : ٣٩٠ ، وأشار له في رياض العلماء ٢ / ٨٤ وقال : «أحدهما من باب النسبة إلى الجدّ ، فتأمّل».

(٤) كما في رياض العلماء ٢ / ٨٤.

(٥) أمل الآمل ٢ / ٩٠ ـ ٩٣ [الطبعة الحجرية : ٤٧٣] ، ولاحظ تعليقة الميرزا عبـد الله أفندي عليه : ١٣٢ ـ ١٣٣ برقم (٢٤٠).

(٦) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٤٦ برقم (٨٠) [تحقيق مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٤٨].

(٧) وقريب منه في رياض العلماء ٢ / ٢١ ـ ٢٢ وقد ذكر مشايخه وطرقه وذرّيّته ، وفي

  

وقد صرّح في المناقب(١) أنّه من مشايخه الخاصّة ، روى بواسطته جميع كتب الشيخ الطوسي رحمه‌الله بواسطة الشيخين المفيدين : أبي علي الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي ولد الشيخ ، والشيخ أبي الوفاء عبـد الجبار بن علي المقري الرازي ، عن الشيخ الطوسي.

كما وروى عنه جميع كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق ـ رضوان الله عليهم ـ ومرويّاتهم.

وذكره في خاتمة مستدرك الوسائل(٢) بقوله : «الثالث عشر : الشيخ الجليل الفقيه الحسين بن أحمد بن طحّال المتقدّم ذكره»(٣).

وعنونه شيخنا الطهراني في الطبقات(٤) ، وعدّ من روى عنهم ومن يروي عنه ، وقال : «وكذا يروي عنه الشيخ رشيد الدين محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب في ٥٣٩ ...».

__________________

المقابس : ٩ [الطبعة الحجرية] قال : «العالم الجليل النبيل أبو عبـد الله ... الذي يروي عنه السروي».

(١) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٢ ـ ٣٣] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٨ عنه.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ٦٩] ، وتابعه تلميذه الهمداني في العنوان والعدد في رسالته فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] ، وكذا تلميذه الآخر الشيخ القمي في الفوائد الرضوية : ٥٦٨.

(٣) وكرّر ذكره في المستدرك (الخاتمة) ٢١(٣) / ١٩ بعنوان : أبو عبـد الله الحسين بن أحمد بن طحّال المقدادي.

(٤) الثقات العيون في سادس القرون : ٧٣ ـ ٧٤ ، وصرّح كذلك في صفحة : ٢٥٦.

وانظر : رياض العلماء ٢ / ٢١ ، جامع الرواة ١ / ٢٣٢ وقال : «فقيه صالح» ، روضات الجنّات : ١٤٦ [الطبعة الحجرية] ، تنقيح المقال١ / ٣٣١ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة] ، موسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٨٤ ـ ٨٥ برقم ٢١٣٥ ، وغيرها.

  

الحسين بن طحّال = الحسين بن أحمد.

* الحسين بن رطبة السوراوي.

كما فى أمل الآمل(١) ، ويقال له : الحسين بن هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي ، وكذا : الشيخ جمال الدين(٢) ، وكذا : الحسين بن هبة الله ابن رطبة السوراوي ، كما في فهرست منتجب الدين(٣) ، وقال : «فقيه صالح ، كان يروي عن الشيخ أبي علي الطوسي» ولقّبه في رياض العلماء(٤) بـ : جمال الدين.

وقد جاء في طريق أسناد الصحيفة السجادية(٥) أنّ شيخنا المصنّف

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٩٣ ذيل رقم (٢٥٦) [الطبعة الحجرية : ٤٧٤] ، وقال : «فاضل» ثمّ قال : «ويأتي : ابن هبة الله بن رطبة ، والظاهر الاتحاد» وقال بعد ذلك [٢ / ١٠٤ ـ ١٠٥ برقم (٢٩٠)] : «الشيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي ...» ثمّ قال : «فقيه صالح وكان روى عن الشيخ أبي عليّ الطوسي ، قاله منتجب الدين».

وجزم صاحب رياض العلماء بالاتحاد لأنّهما في درجة واحدة ، والنسبة إلى الجدّ شائعة ، وقال عنه : «من أجلاّء طائفة الإمامية وفقهائهم ...».

وعبّر عنه في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢١ (٣) / ٦٩ بـ : «الشيخ الجليل الفقيه ..».

(٢) يظهر من صاحب الرياض ٢ / ١٩٢ أنّ كنيته : أبو عبـد الله.

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٥٢ برقم (٩٨) [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي ، وطبعة طهران : ٥٢ برقم (٩٨)].

(٤) إلاّ أنّ في رياض العلماء ٢ / ١٩٢ صرّح بأنّ لقب والده جمال الدين أيضاً ، وقال : «الشيخ الفقيه الجليل أبو عبـد الله جمال الدين الحسين ابن الشيخ جمال الدين هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي» ووصفه بكونه من أكابر مشايخ أصحابنا.

(٥) الذي أورده العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ١١٠ / ٥٦ ـ ٥٧.

  

طاب ثراه رواها عن الحسين بن رطبة عن الشيخ أبي عليّ عن والده شيخ الطائفة أعلى الله مقامه(١).

* الحسين(٢) بن عبـد الله المروزي.

من مشايخ شيخنا صاحب المناقب ، حيث روى عنه عن أبي النصر(٣) العاصمي عن أبي العباس البغوي عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (المتوفّى سنة ٥٤٨ هـ) كتابه : دلائل النبوة ، وكذا الجامع(٤) كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٥).

الحسين بن عليّ الرازي = الحسين بن عليّ بن محمّـد ـ الآتي ـ.

* الحسين بن عليّ بن مهدي.

السيّد علاء الدين الحسيني السبزواري(٦).

__________________

(١) وله ترجمة مفصّلة ـ مع تعداد مشايخه ـ في : أعيان الشيعة ٦ / ١٩٠ ، وجامع الرواة ١ / ٢٥٨ ، وتنقيح المقال ١ / ٣٤٨ [الحجرية ، وفي المحقّقة ٢٢ / ٦٧ برقم (٦٠٩٦)] ، ولسان الميزان ٢ / ٣١٦ برقم (١٢٩٠) ، وغيرها.

(٢) كذا في طبعات المناقب الأربعة ، إلاّ أنّ في خطّية المناقب المعتمدة : يحيى.

(٣) في خطّية المناقب المعتمدة : النضر.

(٤) وهو الكتاب المعروف بـ : السنن الكبرى.

(٥) المناقب ١/٩ ـ ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٧] ، وعنه في بحار الأنوار ١/٦٥ ، إلاّ أنّه في المناقب ١ / ٢٩١ أيضا ذكر أمالي سهل بن عبـد الله المروزي ، وعنه في بحار الأنوار ٢٣١٣٨.

أقول : احتمل في الاسم نوع تحريف وتصحيف ، إذ الظاهر أنّه الحسين بن الحسن بن حرب السلمي أبو عبـد الله المروزي ، وهو في العاشرة كما عن التقريب.

ولاحظ : تهذيب الكمال ٦ / ٣٦١ ـ ٣٦٢ برقم ١٣٠٤ ، الكاشف ١ / ٢٣٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٣٤ ، وغيرها.

(٦) في فهرست منتجب الدين : بسبزوار.

  

قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته(١) : «صالح ، ديّن».

وبنصّه نقله الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(٢).

واقتصر شيخنا الطهراني في الطبقات على نقل عبارتيهما(٣).

قيل بشيخوخته له رحمه الله ، وهو غريب جدّاً ، إذ من نعرفه بهذا الاسم هو من أعلام القرن الثامن والتاسع ، فراجع.

* الحسين(٤) بن عليّ بن محمّـد بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الفتوح (الفتح) الشيخ جمال الدين الرازي النيسابوري الخزاعي نزيل الريّ والشهير بـ : أبي الفتوح الرازي (المتوفّى سنة ٥٥٢ هـ).

صاحب تفسير روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن الموسوم بـ : روح الأحباب(٥).

ترجمه الشيخ المازندراني في معالم العلماء(٦) وقال : «شيخي» وعبّر عن كتابه أنّه عجيب.

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٥٣ برقم ٩٩ [تحقيق مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٥٢].

(٢) أمل الآمل ٢ / ٩٨ برقم ٢٦٦ [الطبعة الحجرية : ٤٧٣]. ولاحظ : رياض العلماء ٢ / ١٦٥.

(٣) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٧٨. ولاحظ : تراجم الرجال ١ / ١٧٧.

وانظر : جامع الرواة ١ / ٢٤٨ ، وتنقيح المقال ١ / ٣٣٨ ، وغيرهما.

(٤) كذا في المناقب بطبعاته ، وفي الخطّية المعتمدة : أبو الفتوح أحمد بن علي بن عالم الرازي ، وفي بحار الأنوار : أحمد بن الحسين ، وفي نظرة تنقيب : ١١ [من النسخة الخطّية] : أبو الفتوح أحمد بن حسين بن عليّ الرازي.

(٥) لاحظ : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ برقم (١٦٩٤).

(٦) معالم العلماء : ١٤١ برقم (٩٨٧).

  

كما وقد ترجمه الشيخ منتجب الدين في الفهرست(١) وعدّه من مشايخه ، وقال : «عالم ، واعظ ، مفسّر ، ديّن ، له تصانيف ...».

وعنه أخذ في الرياض(٢) ، والأمل(٣) ، والطبقات(٤).

وقال في الرياض(٥) : «... ثمّ في بعض الكتب ـ ومن جملتها المناقب لابن شهرآشوب ـ وقع هكذا : أبو الفتوح أحمد بن عليّ الرازي ، ولعلّه غير الشيخ أبي الفتوح المذكور وإن اتّحد الكنية والنسبة والعصر ، فلاحظ».

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٤٨ برقم (٧٨) [من طبعة مكتبة السيّد المرعشي ، وصفحة : ٤٥ من طبعة المرتضوية ـ طهران].

(٢) رياض العلماء ٢ / ١٥٦ ، وكذا تحت كنية الشيخ أبي الفتوح الرازي قال : «الفاضل العالم الفقيه المفسّر الكامل المعروف بـ : الشيخ أبي الفتوح الرازي ... من أجلّة علماء الإمامية وعظمائهم ...» ثمّ حكى كلام ابن شهرآشوب في معالم العلماء قائلا : «مورداً له في باب الكنى ظنّاً منه أنّ كنيته اسمه ...» ثمّ قال : «وهو مع كونه تلميذه غريب».

ثمّ ذكر مشايخه ومؤلّفاته وبيته إلى صفحة : ١٦٣.

وقال أيضاً فيه ٥ / ٤٨٨ ـ ٤٨٩ : «الفاضل العالم العلم المعروف أُستاد الشيخ منتجب الدين وغيره من الأفاضل».

(٣) أمل الآمل ٢ / ٩٩ ـ ١٠٠ برقم ٢٧١ [الطبعة الحجرية : ٤٧٣] ، وذكره أيضاً في ٢ / ٣٥٦ في باب الكنى تبعاً لشيخنا السروي في معالم العلماء : ١٤١ برقم (٩٨٧).

(٤) طبقات أعلام الشيعة (ثقات العيون في سادس القرون) : ٧٩ ـ ٨٠.

ولاحظ : جامع الرّواة ١ / ٢٤٩ ، روضات الجنّات : ١٨٤ [الطبعة الحجريّة ، وفي الحروفيّة ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٧ برقم (٣١٢)] ، منتهى المقال : ١١٣ [الطبعة الحجريّة ، وفي المحقّقة ٣ / ٦٣ ـ ٦٤ برقم (٩٠٨)] ، وتعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٣٨٢ [الطبعة الحجريّة] ، تنقيح المقال ١ / ٢٣٥ [الطبعة الحجريّة وفي المحقّقة ٢٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٨ برقم (٦٣٥٩)] ، وانظر : مجالس المؤمنين ١ / ٤٩٠ ، وغيرها.

(٥) رياض العلماء ٢ / ١٦٠ ، وقد سلف أن ترجمناه قريباً ، وله هناك كلام يلاحظ.

  

وقال في المقابس(١) : «ومنها : الرّازي ؛ الشيخ الفاضل الورع الكامل الواعظ المفسّر النحرير المتبحّر جمال الدين أبو الفتوح ... وهو شيخ المنتجب والسروي».

وقال شيخنا النّوري في خاتمة المستدرك(٢) : «الخامس عشر : الشيخ الإمام السعيد قدوة المفسّرين ترجمان كلام الله جمال الدين أبو الفتوح ... الفاضل العالم الفقيه المفسّر الأديب العارف الكامل البليغ المعروف بـ : أبي الفتوح الرازي ...».

ثمّ قال : «وتفسيره الفارسي ممّا لا نظير له في وثاقة التحرير وعذوبة التقرير ودقّة النظر ...».

ثمّ قال : «ولم أتحقّق تاريخ وفاته ، إلاّ أنّ قبره الشريف في صحن السيّد حمزة بن موسى بن جعفر عليهما‌السلام في مزار عبـد العظيم الحسني وعليه اسمه ونسبه بخطّ قديم ...» ثمّ ذكر طرق روايته وعدّ جمعاً من مشايخه(٣).

قال في المناقب(٤) : «... وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان

__________________

(١) المقابس : ١٠ [الطبعة الحجرية].

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٧ ـ ٤٨٩ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ / ٧٢]باختلاف بينهما بتقديم وتأخير ، وأخذ العنوان منه في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، والفوائد الرضوية : ٥٦٨ ، وقبلهم في روضات الجنّات ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٧ برقم (١٢١٢).

(٣) لاحظ : خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢١ (٣) / ٧٢ ـ ٧٩ [من الطبعة المحقّقة] ، وكذا أجمل ما ذكره هناك في الإجازة الكبيرة : ٣٩١ ـ ٣٩٣ ، وذكر من مشايخه خمسة ، ولعلّه أخذه من الهمداني في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة : ٤٣٦ ـ ٤٣٨ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] حيث عدّ هناك مشايخه.

(٤) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٢ ـ ٣٣ ، و٣٤].

  

وروح الجنان في تفسير القرآن»(١).

وصرّح فيه ـ أيضاً ـ أنّه روى عنه وعن جمع عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي ـ ولد الشيخ ـ وأبي الوفاء عبـد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي جميع كتبه.

وروى عنه بإسناده جميع كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق ومرويّاتهم.

* الحسين بن محمّـد بن أحمد أبو علي الغسّاني الأندلسي المعروف بـ : الجيّاني (المتوفّى سنة ٤٩٨ هـ) صاحب كتاب تقييد المهمل.

مولده في محرّم الحرام سنة ٤٢٧ هـ.

حدّث عن جمع ولم يرحل من الأندلس(٢) ، ووصفوه بالجلالة والنباهة والحفظ ، وقد روى عنه كثيرون.

قيل : إنّه من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة ، روى عنه مسند الشافعي ـ كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٣) ـ عن أبي القاسم [القسم]الصوفي ، عن محمّـد بن عليّ الساوي ، عن أبي العبّاس الأصمّ(٤) ، عن

__________________

(١) بعد ما نقل في الرياض ٥/٤٨٩ عبارتي المعالم والمناقب تعجّب منه بأنّه حسب أنّ أبا الفتوح اسمه لا كنيته ، وأنت إذا تأمّلت فيهما لا تجد وجهاً لهذا التخيّل والتعجّب.

(٢) أقول : وعليه فمع قولنا بعدم سفره من الأندلس وعدم علمنا بسفر شيخنا المازندراني إلى هناك كيف أمكن اللقاء والرواية؟! ويحتمل كونها إجازة أو وصيّة أو وجادة ، فتأمّل. ولعلّه غيره ، فراجع.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢٢].

(٤) هو محمّـد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النيسابوري أبو العبّاس

  

الربيع(١) ، عن محمّـد بن إدريس الشافعي (المتوفّى سنة ٢٠٤ هـ)(٢).

* حميد بن أحمد بن الحسن الحدّاد الإصفهاني أبو علي.

نقل صاحب الرياض(٣) في ترجمة ابن بطريق ـ يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلّي ـ عن كتابه الخصائص ، حيث ذكر فيها مشيخته ، وذكر في سنده إلى حلية الأولياء طرقاً. قال : «ومنها : طريق آخر أخبرنا [به]الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب السروي المازندراني عن أبي عليّ حميد بن أحمد بن الحسن الحدّاد الإصفهاني ...» إلى آخره.

ولم يتعرّض له ابن شهرآشوب في مشيخة المناقب ولا غيرها ، فلاحظ.

__________________

الأموي (المتوفّى سنة ٣٤٦ هـ) ، كثير الرواية والمشايخ والرحلة ، ولد سنة سبع وأربعين ومائتين ، وتوفّي في الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة.

انظر عنه : سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٥٢ ـ ٤٦٠ برقم ٢٥٨ عن جملة مصادر ، تذكرة الحفّاظ ٨٦٠٣ ـ ٨٦٤ ، الوافي بالوفيات ٥ / ٢٢٣ ، المنتظم ٦ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧ الأنساب للسمعاني ٢٩٥١ .. وغيرها.

(١) الظاهر هو أبو محمّـد الربيع بن سليمان المرادي الذي سمع منه بمصر ، وهو صاحب الشافعي وناقل علمه ، ولذا قال الذهبي في سيره [سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٥٤ ، وكرّر ذلك مصرّحاً باسم الأب في صفحة : ٤٥٨] في ترجمة أبي العبّاس الأصمّ : «إنّه حدّث بكتاب الأمّ للشافعي عن الربيع ... ولد سنة أربع وسبعين ومائة أو قبلها بعام ، وتوفّي سنة سبعين ومائتين».

لاحظ : طبقات الشافعية للسبكي ٢ / ١٣٤ ، طبقات الحفّاظ : ٢٥٢ ، الجرح والتعديل ٣ / ٤٦٤ ، وغيرها.

(٢) لاحظ ترجمته في تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٣٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٤٨ ـ ١٥١ برقم ٧٧ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٣) رياض العلماء ٥ / ٣٥٨.

  

أقول :

الظاهر انه يروي عنه بواسطة ؛ إذ المعروف بهذا الاسم هو : حمد [لا حميد] بن أحمد بن الحسن بن محمّـد بن مهران [مهرة] الإصبهاني الحدّاد الذي ولد بعد عام أربعمائة ـ كما صرّح بذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء(١) ـ والمتوفّى سنة ٤٨٦ ـ أي قبل ولادة ابن شهرآشوب قدس‌سره ـ وهو الذي حدّث بكتاب الحلية كما حدّثنا بذلك ابن النجار(٢).

الخازن = أحمد بن محمّـد بن يعقوب.

الخبّازي = محمّـد بن عليّ.

خطيب خوارزم = الموفّق بن أحمد

الخوارزمي = الموفّق بن أحمد المكّي.

* الداعي بن عليّ بن الحسن(٣) الحسيني السروي السيّد أبو الفضل الحسيني ، ويقال له : أبو الفضل الداعي.

قال في مقدّمة المعالم(٤) : «وكان عالماً فاضلا ، قرأ كتاب تفسير التبيان للشيخ الطوسي على الشيخ أبي الوفاء عبـد الجبّار بن عبـد الله بن عليّ الرازي فأجازه وولده أبا القاسم بخطّه(٥) ، وصورة الإجازة هكذا : قرأ عليّ هذا الجزء ـ وهو السابع من التفسير إلى آخر سورة لقمان ـ ولدي

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٩/٢٠ برقم (١٣) ، وكذا في كتابه الآخر : تذكرة الحفّاظ ٣/١١٩٩.

(٢) لاحظ عنه : شذرات الذهب ٣ / ٣٧٧ ، والمنتظم ٩ / ٨٨ ، وغيرهما.

(٣) لا توجد في الأمل : بن الحسن.

(٤) مقدّمة معالم العلماء : ١٤.

(٥) جاء في الرياض ـ وعنه في المستدرك ـ : «... الرازي ، بخطّه لولده أبي القاسم عليّ».

  

أبو القاسم عليّ بن عبـد الجبّار ، وأجزت له روايته عنّي عن مصنّفه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّـد بن الحسن بن عليّ الطوسي ـ رحمة الله عليه ـ كيف شاء وأحبّ ، وسمع قراءته السيّد الموفّق أبو الفضل داعي بن عليّ بن الحسن الحسيني أدام الله توفيقهما»(١).

وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب السروي ، روى هو وجمع عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي وأبي الوفاء عبـد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي كتبه كما صرّح بذلك في المناقب(٢).

وذكره في الأمل(٣) وقال : «كان عالماً فاضلا من مشايخ ابن شهرآشوب ...» وعنه في الرياض(٤) ، وقريب منه في مستدرك الوسائل(٥).

وعلى كلّ ؛ هو من تلامذة الشيخ المفيد أبي الوفاء عبـد الجبّار بن عبـد الله المقري الرازي تلميذ الشيخ الطوسي.

قال في الطبقات(٦) : «... وليس صاحب الترجمة والد المرتضى

__________________

(١) وهذا ما أخذه السيّد محمّـد صادق بحر العلوم رحمه‌الله من صاحب رياض العلماء ٤ / ٨٥ بنصّه ، وحكاه صاحب مستدرك الوسائل عنه.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٢].

(٣) أمل الآمل ٢ / ١١٣ برقم (٣١٧).

(٤) رياض العلماء ٢ / ٢٦٨. ولاحظ : المقابس : ٩ [الطبعة الحجرية].

(٥) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٦٧ ـ ٦٨] ، وقد عدّه عاشر مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب ، وتابعه تلميذه الهمداني بنصّه في فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٣٤ [من سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)].

(٦) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٩٥ ـ ٩٦ ، ولاحظ

  

والمجتبى ابني الداعي ، فهما معاصران مع صاحب الترجمة ، وكلّهم يروون عن أبي الوفاء ...»(١).

* ذو الفقار بن معبد (محمّـد)(٢) بن الحسن بن أبي جعفر أحمد ـ الملقّب بـ : حميدان ـ أمير اليمامة ابن إسماعيل ـ قتيل القرامطة ـ

__________________

ما ذكره ميرزا عبـد الله أفندي في رياض العلماء ٢ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ فقد أخذه منه ، وعنونه في جملة مشايخه في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ وكذا في الإجازة الكبيرة : ٣٩٠ أيضاً مقتصراً على الاسم.

(١) لاحظ : معجم رجال الحديث ٨ / ٩٢ رقم (٤٣٦٨).

(٢) في فهرست الشيخ منتجب الدين : «ذو الفقار بن محمّـد بن معبد ...» ومنه أخذ في الإجازة الكبيرة : ٤٠٠ ، ومثله ما جاء في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ، إلاّ أنّه لا يوجد : (معبد) في أمل الآمل.

أقول : جاء في إسناد إجازة الشيخ الشهيد الثاني ـ التي أوردها له العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ١٠٨ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ـ قوله : «عن السيّد أبي الصمصام ذي الفقار بن محمّـد بن معبد الحسني عن الشيخ الطوسي ...» إلاّ أنّ في إجازة الشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي ـ الحسين بن عبـد الصمد ـ التي أوردها في بحار الأنوار ١٠٨ / ١٠٦ قال : «وعنه عن السيّد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني المروزي ...».

وفي طريق أسناد الصحيفة السجادية الذي أورده في بحار الأنوار ١٠٨ / ١٣١ هكذا : «... عن أبي الصمصام ذي الفقار الحسني عن الشيخ ...».

وفي إجازة المحقّق الكركي للقاضي معين الدين التي أوردها في بحار الأنوار ١٠٨ / ٦٩ ـ ٨١ قوله [صفحة : ٧٨] : «... عن السيّد الفقيه مجد الدين أبي القاسم علي بن العريضي ، عن الشيخ السعيد رشيد الدين أبي جعفر محمّـد بن شهرآشوب المازندراني ، عن السيّد العالم ذي الفقار محمّـد بن معبد الحسيني كلاهما [كذا!] ، عن الإمام عماد الفرقة الناجية أبي جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي ...» ولاحظ صفحة : ٤٦.

وفي تعليقة أمل الآمل للميرزا عبـد الله أفندي : ١٤٨ ـ ١٤٩ برقم (٣٢٥) قال : «ذو الفقار بن محمّـد بن معبد ... كذا في أوّل شرح نهج البلاغة للقطب الراوندي ، وفي قصص الأنبياء : ذو الفقار بن أحمد بن معبد الحسيني».

  

الحسني(١) ـ وينتهي نسبه إلى الإمام المجتبى عليه‌السلام ـ السيّد عماد الدين المروزي الضرير(٢) أبو الصمصام(٣) (أبو الوضّاح)(٤) (المتوفّى سنة ٥٢٠ هـ).

ذكره السيّد عليّ خان في الدرجات الرفيعة(٥) وأثنى عليه وقال فيه : «إنّه كان فقيهاً عالماً متكلّماً ، وكان ضريراً».

وعنونه الشيخ منتجب الدين في فهرسته(٦) وقال : «عالم ديّن ... وقد

__________________

(١) فى الطبقات وتعليقة الأمل للأفندي : (الحسيني) وهو سهو إلاّ على قول ابن عنبة في عمدة الطالب.

وفي روضات الجنّات١/٦٣ [الطبعة الحروفية] ـ في ترجمة النجاشي ـ قال : «منهم السيّد الجليل أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني المروزي أحد مشايخ ابن شهرآشوب ...».

أقول : قال شيخنا الطهراني في هامش خاتمة مستدرك وسائل الشيعة : «هكذا نسبه في عمدة الطالب ، وحكي عن نظام الأقوال أنّه ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام».

لاحظ : عمدة الطالب : ٩٣ [طبعة لكنهو] ، وصفحة : ١٨٩ منها.

(٢) في المناقب : .. السيّد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني المروزي.

(٣) في رياض العلماء ٥ / ٤٦٥ (باب الكنى) قال في كنية أبي الصمصام : «قد تطلق هذه الكنية على جماعة ، أشهرها السيّد العماد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني الفاضل المشهور الذي يروي عن النجاشي رجاله ويروي عنه ... ، وقد يطلق على السيّد عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن محمّـد الحسيني المروزي ، وهو الذي يروي عن السيّد المرتضى والشيخ الطوسي». ثمّ قال : «وظنّي أنّهما واحد وإن حسبه شيخنا المعاصر اثنين ...» إلى آخره.

(٤) في الإجازة الكبيرة : ٤٠٠ : أبو الرضا بدلا من : أبو الوضّاح ، ولم يتابعه أحد ممّا نعلم ، ولعلّه تصحيف.

(٥) الدرجات الرفيعة : ٥١٩.

(٦) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٧٣ برقم (١٥٧) [تحقيق مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٦٢].

  

صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة».

ووصفه في عمدة الطالب(١) بقوله : «الفقيه العالم المتكلّم الضرير ...» إلى آخره.

وفي الرياض(٢) : «فقيه ، متكلّم ، عالم ، فاضل ، كامل ...».

وهو من مشايخ شيخنا المصنّف رحمه‌الله ، حيث صرّح بذلك في أوّل المناقب(٣) برواية كتب الشريفين المرتضى والرضي وروايتهما عنه عن أبي عبـد الله محمّـد بن عليّ الحلواني عنهما(٤) ، وروى عنهم كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق رضوان الله عليهم ومرويّاتهم.

ونقل كلامهما شيخنا النوري في خاتمته(٥) ومدحه وذكر طرقه ومشايخه.

__________________

(١) عمدة الطالب : ١١٥.

(٢) رياض العلماء ٢ / ٢٧٨.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

(٤) سقطت كلمة (عنهما) من المناقب المطبوع ، وجاءت في البحار والنسخة الخطّية المعتمدة من المناقب.

(٥) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٥ ـ ٤٩٦ [الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ١١٤ ـ ١١٦] ، وكان قد عدّه الشيخ العشرين من مشايخ شيخنا السروي المازندراني رحمه‌الله في صفحة : ٤٩١ [الطبعة المحقّقة ٢١ / ٩١] وقال : «السيّد الصمصام الآتي في مشايخ الرواندي» وهنا مثله عيناً فعل السيّد المرعشي في الإجازة الكبيرة : ٤٠٠ ، وقبله بنصّه في رسالة الهمداني فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٤٢ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)]ولاحظ صفحة : ٤٤٦ ـ ٤٤٧ حيث ترجمه وعدّد مشايخه ، وعنونه في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ والفوائد الرضوية : ٥٦٨ ، وعمدة الطالب : ٩٣ ، وصفحة : ١٨٩ (الهامش ، طبعة الهند) ، وغيرها.

  

وجاء عنوانه في الطبقات(١) هكذا : «ذو الفقار بن محمّـد بن معبد السيّد عماد الدين أبو الصمصام وأبو الوضّاح الحسيني المروزي ...» ثمّ قال : «عالم ديّن ، يروي عن السيّد المرتضى علم الهدى والشيخ أبي جعفر الطوسي ...» ونقل عين كلام الشيخ منتجب الدين ، ولعلّه منه أخذه.

قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(٢) : «... عالم ، ديّن ، يروي عن السيّد المرتضى والشيخ الطوسي ، وترجمه في الرياض»(٣).

ثمّ قال : «وقد صادفته وكان ابن مائة وخمس عشرة سنة ، قاله منتجب الدين».

ثمّ قال في الترجمة بعده(٤) : «السيّد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد [معيد]الحسيني ، كان عالماً فاضلاً من مشايخ ابن شهرآشوب ، يروي عن أبي العبّاس أحمد بن علي بن العبّاس النجاشي كتابه الرجال ...».

وقبل الحرّ العاملي في عمدة الطالب(٥) وغيره(٦).

ذو الفقار أحمد بن سعيد الحسني أبو الصمصام(٧) = ذوالفقار بن

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٩٩ ـ ١٠٠.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١١٥ برقم (٣٢٤) [الطبعة الحجرية : ٤٧٥].

(٣) رياض العلماء ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨٠ وذكر الأقوال فيه وعدّد مشايخه ومن روى عنه.

(٤) أمل الآمل ٢ / ١١٦ برقم (٣٢٥).

(٥) عمدة الطالب : ٩٣ و١٨٩ (الهامش ، طبعة الهند).

(٦) كما في تعليقة الميرزا عبـد الله أفندي على الأمل : ١٤٨ ـ ١٤٩ برقم (٣٢٥) ، وفيها سقط. وانظر عنه : جامع الرواة ١ / ٣١٤ ، روضات الجنّات ٨ / ١٨٥ ـ ١٨٦ [الطبعة الحجرية : ٧٢٧] ، الكنى والألقاب ١ / ١٠٠ ، تنقيح المقال ٣ / ٦٣ (الطبعة الحجرية ـ باب الكنى) ، وغيرها.

وقال عنه ابن الفوطي في كتابه تلخيص مجمع الآداب ٢ / ٧٢٢ : «... وكان له ظاهر حسن وكلام حلو ...».

(٧) كما جاء غلطاً في كتاب سعد السعود لابن طاوس ، ونبّه عليه في رياض العلماء ٥/٣١١.

  

محمّـد بن معبد الحسني.

الرازي = أحمد بن عليّ أبو الفتّاح.

الرازي = الحسين بن عليّ.

الرازي = عبـد الجليل بن عيسى.

الرازي = المجتبى بن الداعي.

الراوندي = الحسين بن عليّ.

الراوندي = سعيد بن هبة الله.

الراوندي = السيّد فضل الله بن عليّ.

الراونديّان(١) = هما : السيّد أبو الرضا فضل الله ، والشيخ قطب الدين أبو الحسين (المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ).

رشيد الدين = عبـد الجليل بن عيسى.

ركن الدين = عليّ بن عليّ.

* زاهر بن طاهر الشحّامي(٢) أبو القاسم (المتوفّى سنة ٥٣٣ هـ)(٣).

من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب من العامّة الذين روى عنهم مسند أبي يعلى ، كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٤) عنه عن أبي سعيد(٥)

__________________

(١) كذا جاء في طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٧٦.

(٢) قال في حاشية المشيخة : ٢ : «... ومن هذه الأُسرة جمع من الأعلام مترجمون في المعاجم كلّ منهم يعرف بـ : الشحّامي».

(٣) في شذرات الذهب ٢ / ٢٩١ أنّه توفّي في صفر ٤٥٣ هـ ، وهو سهو.

(٤) مناقب ابن شهرآشوب ١/٨ [طبعة بيروت ١/٢٢] ، وجاء في بحار الأنوار ١/٦٣ عنه.

(٥) كذا ـ كما في اللباب والوافي وبغية الوعاة ـ والظاهر : عن أبي سعد.

  

الكنجرودي(١) عن أبي عمرو الحيري(٢) عن أبي يعلى أحمد بن(٣) المثنّى الموصلي صاحب المسند(٤).

زكي الدين = عليّ بن عليّ.

__________________

(١) هو محمّـد بن عبـد الرحمن بن محمّـد النيسابوري الفقيه النحوي (المتوفّى سنة ٤٥٣ هـ) ، واللقب نسبة إلى كنجرود من قرى نيسابور. والصحيح : الكنجروذي والجنزروذي ، وجنزروذ محلّة.

ولد بعد الستين وثلاثمائة ، وتوفّي في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وحدّث عن جمع وحدّثوا عنه ، ويقال له : مسند خراسان ..

انظر عنه : شذرات الذهب ٣ / ٢٩١ ، الأنساب ١٠ / ٤٧٩ ، بغية الوعاة ١ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ، اللباب ٣ / ١١٣ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٠١ ـ ١٠٢ برقم ٤٨ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٢) خ. ل : ابن الجبزي ، وفي بحار الأنوار : الجبري ، وما في المتن هو الصحيح ، إذ هو محمّـد بن أحمد بن حمدان أبو عمرو الحيري النيسابوري محدّث خوارزم.

ويقال له : أبو عمرو بن حمدان ، كما في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٠١

ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، وتوفّي حادي عشر صفر سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة.

انظر عنه : شذرات الذهب ٣ / ٣٨ ، العبر ٢ / ٣٢٢ ، وغيرهما.

وهناك أبو عمرو الحيري ، الذي ترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ برقم (٢٧٦).

(٣) لا توجد : بن ، في مشيخة البحار ، والصواب : أحمد بن علي بن المثنّى ، وفي حاشية إجازات بحار الأنوار ١٠٧ / ١٠٨ : أبو يعلى أحمد بن عليّ المثنّى.

ويقال له : محدّث الموصل وصاحب المسند والمعجم ، ولد في ثالث شوّال سنة عشر ومائتين ، وعاش سبعاً وتسعين سنة ، سمع من جمع كثير وحدّث عنه جمع أكثر.

انظر عنه : مرآة الجنان ٢ / ٢٤٩ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٢٤١ ، العبر ٢ / ١٣٤ ، البداية والنهاية ١١ / ١٣٠ ، وغيرها.

(٤) وأورده في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ تحت عنوان : الأُستاذ أبو القاسم ... وعدّه من مشايخ أبي بكر البيهقي في روضات الجنّات ١ / ٢٥١.

  

الزمخشري = محمود بن عمر.

* زيد بن الحسين (الحسن)(١) بن محمّـد أبو القاسم البيهقي(٢) ـ والد أبي الحسن عليّ ـ المتوفّى آخر جمادى الثانية سنة ٥١٧ هـ في سبزوار.

قال في المناقب(٣) : «وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف»(٤).

وقد ترجمه في معالم العلماء(٥) وقال : «له حلية الأشراف ، وهي أنّ أولاد الحسين عليه‌السلام أولاد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)»(٦).

وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(٧) : «الشيخ أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي فقيه صالح ...».

__________________

(١) كما في أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم (٣٤٤).

(٢) في الرياض : الشيخ أبو الحسين زيد بن الحسين بن محمّـد البيهقي.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

(٤) أشكل شيخنا النوري رحمه‌الله في خاتمته هنا بإشكالين :

الأوّل : إنّ كنية البيهقي هذا أبو القاسم لا أبو الحسين أو أبو الحسن.

والثاني : اسم والده محمّـد لا الحسين.

لاحظ : خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٣ [الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ١٠٢] ، حيث ذكرهما وأجاب عنهما ، وقد أخذهما من ميرزا عبـد الله أفندي في رياض العلماء ٢ / ٣٥٨ ، فراجع.

وعلى كلٍّ ؛ فإنّ هناك اختلاف كبير في اسمه واسم أبيه وكنيتهما ، فلاحظه. كما وقد ذكرت طرقه ومشايخه في الخاتمة.

(٥) معالم العلماء : ٥١ ـ ٥٢ برقم (٣٤٣).

(٦) لاحظ عنه : الذريعة ٧ / ٨٠. وكذا له كتاب : حدائق الحدائق ، ومفتاح باب الأصول ، ولباب الألباب.

(٧) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٨١ برقم (١٧٦) [تحقيق مكتبة السيّد المرعشي : ٦٦].

  

وهو سهو ، إذ هو أبو القاسم أوّلا ، واسم جدّه الحسين ـ مصغّراً ـ لا الحسن ، فتدبّر.

وعنونه في الأمل(١) ونقل كلام الشيخ منتجب الدين ، وأظهر في الرياض(٢) ما هناك من تهافت بين الكلامين ؛ لأنّ الذي في معالم العلماء : أبو القاسم زيد بن الحسين (الحسن) البيهقي له حلية الأشراف ... ولابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب ، منها : تلخيص مسائل الذريعة للمرتضى رضي الله عنه ... إلى آخره. ثمّ قال : «أقول : ظنّي أنّ ما في المعالم أظهر».

وعنونه في الخاتمة(٣) بـ : أبي القاسم البيهقي. وقد سلف لنا كلام تحت هذا العنوان.

وقال في الطبقات(٤) : «زيد بن الحسين البيهقي ، مؤلّف حلية الأشراف كما في معالم العلماء لابن شهرآشوب ، والصحيح : زيد بن محمّـد بن الحسين ...».

ثمّ قال : «وراجع : زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي»(٥).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم (٣٤٤).

(٢) رياض العلماء ٢ / ٣٥٨.

(٣) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢١(٣) / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، ومثله ـ بل لعلّه عنه ـ في فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٤٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة(١١)].

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٢.

ولاحظ : أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم ٣٤٤ [الطبعة الحجرية : ٤٧٦].

وقال الميرزا عبـد الله أفندي في تعليقته على الأمل : ١٥٣ برقم ٣٤٤ ـ بعد عنوانه بـ : الشيخ أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي ـ ما نصّه : «وذكره ابن شهرآشوب ولكنّه بعنوان : أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي ... إلى آخره». وقد حكاه عن معالم العلماء : ٥١ ، فراجعهما.

وانظر : جامع الرواة ١ / ٣٤١ ، وتنقيح المقال ١ / ٤٦٢ ، وغيرهما.

(٥) إلاّ أنّ الحقّ هو المغايرة ، فلاحظ الطبقات صفحة : ١١٤ ، وقارن بصفحة : ١١٢.

  

وقال بعد ذلك(١) : «زيد بن محمّـد بن الحسين بن فندق ... هو العالم الجليل أبو القاسم البيهقي والد الشيخ المتكلّم فريد خراسان أبي الحسن عليّ بن زيد البيهقي ، وقد ذكر الولد تمام نسبه في أوّل تاريخه(٢) ، فلاحظ».

وعبّر عنه في المناقب بـ : أبي الحسن البيهقي ، ومراده صاحب الترجمة ، كما جزم بذلك شيخنا النوري في الخاتمة(٣) ، واحتمل شيخنا الطهراني في الثقات العيون(٤) أن يكون مراده الولد وقد ناوله كتاب والده(٥).

* زيد بن محمّـد بن الحسين بن فندق أبو القاسم البيهقي والد

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٣ ـ ١١٤.

(٢) انظر : تاريخ بيهقي : ٢.

(٣) قال في الإجازة الكبيرة : ٣٩٨ : «... ويظهر أنّه يروي عن الشيخ الفقيه أبي عبـد الله جعفر بن محمّـد الدوريستي وعن السيّد أبي الحسن عليّ بن محمّـد المتقدّم عن والده السيّد محمّـد بن جعفر وعن السيّد عليّ بن أبي طالب الحسيني أو الحسني عن السيّد أبي طالب يحيى بن الحسين ـ أو الحسن ـ بن هارون الحسيني الهروي وكان من أكابر علمائنا يروي عن أبي الحسين النحوي سنة خمس وثلاثمائة ، له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيّد عليّ بن طاوس في مؤلّفاته ...».

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٤.

(٥) لاحظ : أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم ٣٤٤ [الطبعة الحجرية : ٤٧٦] ، وجامع الرواة ١ / ٣٤١ ، وتنقيح المقال ١ / ٤٦٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٢٩ / ١٦٣ برقم (٨٧٥٦)]. وقال الميرزا عبـد الله أفندي في تعليقته على الأمل : ١٥٣ برقم ٣٤٤ ـ بعد عنوانه الشيخ أبا الحسين زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي ـ : «وذكره ابن شهرآشوب ولكنّه بعنوان : أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي ...» إلى آخره ولعلّه أخذه عن معالم العلماء : ٥١ ، فراجعهما.

  

الشيخ المتكلّم فريد خراسان أبي الحسن عليّ بن زيد البيهقي (المتوفّى سنة ٥٦٥ هـ)(١). وقد توفّي والده في سلخ جمادى الأولى سنة ٥١٧ هـ.

وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب.

وقد سلف أنّا قلنا : إنّه قد ناوله كتاب حلية الأشراف ، وعبّر عنه في المناقب بـ : أبي الحسن البيهقي كما سلف ـ ومراده صاحب الترجمة ـ كما ذكره شيخنا الطّهراني في الطبقات(٢) ، وجزم بذلك الميرزا النّوري في الخاتمة(٣) ، وقال الأوّل : «ويحتمل أن يكون مراده الولد قد ناوله كتاب والده ...».

وله جملة مؤلفات منها : لباب اللباب ، وحدائق الحدائق ، ومفتاح باب الأُصول ...

والأقوى أنّه السالف ، بل هو عندنا كذلك قطعاً ، وقد كرّرناه حفظاً لحرمة نظر المشايخ قدّس الله أسرارهم ، فتأمّل.

* سعيد بن عبـد الله أبو عثمان الصعلوكي المعروف بـ : العيّار(٤).

__________________

(١) ذكر الولد نسبه في أوّل كتابه تاريخ بيهق : ٢ مفصّلا ، وجاء باختلاف كثير في معجم الأدباء ٥ / ٢٠٨.

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٤ ـ ١١٥.

(٣) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢١(٣) / ١٠٢ ـ ١٠٤.

(٤) أقول : كذا اسمه في المناقب ، والظاهر أنّه أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد أحمد ابن محمّـد بن نعيم النيسابوري الصوفي (٣٤٥ ـ ٤٥٧ هـ) ، وسمع صحيح البخاري عن جمع في مرو ونيسابور.

  

عدّه في مقدّمة المناقب(١) من مشايخه من العامّة ، وأنّه صحّ إسناده به في رواية صحيح البخاري عنه عن أبي الهيثم(٢) الكشمينهي(٣) عن أبي عبـد الله محمّـد العزيري(٤) عن البخاري أبي عبـد الله محمّـد بن اسماعيل بن المغيرة (المتوفّى سنة ٢٥٦ هـ).

* سعيد بن هبة الله بن الحسن (الحسين) بن هبة الله بن الحسن الراوندي أبو الحسين (وقيل : أبو الحسن)(٥) ، وهو : قطب الدين المعروف بـ : قطب الراوندي ، ويقال له : قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبـد الله بن الحسين بن هبة الله (المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ) ، وقبره في قم.

ترجمه ابن شهرآشوب في معالم العلماء(٦) وقال : «شيخي أبو الحسين ...». ثمّ عدّد مؤلّفاته.

وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(٧) قال : «فقيه ، عين ، صالح ،

__________________

وله ترجمة في الإكمال ٦ / ٢٨٧ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٦ ـ ٨٩ برقم (٣٩) ، ولا يعرف (عيّار) غيره ، كما لا تناسب بين طبقته مع طبقة شيخنا ، فتدبّر جيّداً.

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٦ [طبعة بيروت ١ / ١٩].

(٢) في بحار الأنوار : أبي ميثم ، وهو سهو.

(٣) في بحار الأنوار : الكشمهيني ، والصواب : الكشميهني.

(٤) في البحار : الفربري ، وهو الصواب ، وهو محمّـد بن يوسف (المتوفّى سنة ٣٢٠ هـ).

(٥) ذكره على الترديد في رياض العلماء ٧ / ١٠٢ ، وفي ٢ / ٤١٩ منه قال : أبو الحسن ، خاصّة.

(٦) معالم العلماء : ٥٥ برقم (٣٦٨).

(٧) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٨٧ ـ ٩٠ برقم (١٨٦) [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٦٨].

  

ثقة ، له تصانيف ...».

وقد عدّ جملة من مؤلّفاته وفصّل في ترجمته نسْبيّاً. ونقل عنه الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(١).

وقال في الرياض(٢) : «فاضل ، عالم ، متبحّر ، فقيه ، محدّث ، متكلّم ، بصير بالأخبار ، شاعر ، ويقال : إنّه رحمه‌الله كان تلميذ تلامذة شيخنا المفيد ، وقد يُنسب إلى جدّه كثيراً اختصاراً فيقال : سعيد بن هبة الله الراوندي ، فلا تظنّ المغايرة».

وفي المقابس(٣) : «الراوندي قطب الدين أبو الحسين (الحسن) سعيد ابن هبة الله شيخ السروي».

وقال شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(٤) : «الشيخ الإمام ... العالم المتبحّر النقّاد والمفسّر الفقيه و (٥) المحدّث المحقّق صاحب المؤلّفات الرائقة النافعة الشائعة جملة منها ، وعثرنا عليها ؛ كالخرائج ، وقصص الأنبياء ، وفقه القرآن ، ولبّ اللباب ، والدعوات و..(٦).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٢٥ ـ ١٢٦ برقم (٣٥٦).

(٢) رياض العلماء ٢ / ٤١٩ ، وله ترجمة مفصّلة هناك ، وقد ذكر مؤلّفاته ومشايخه وما قيل فيه إلى صفحة : ٤٣٧.

(٣) المقابس : ١١ [الطبعة الحجرية].

(٤) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٩ ـ ٤٩١ [الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ٧٩ ـ ٩٠] ، وقد عدّه السادس عشر من مشايخ شيخنا المصنّف رحمهما‌الله ، وذكر جملة من أشعاره وقصصه ، ثمّ عدّ طرق روايته ومشايخه ، ومنه أخذ في الإجازة الكبيرة : ٣٩٣ ـ ٣٩٦ ، وعدّ له ثلاثاً وعشرين شيخاً ، وعنونه في مقدّمة بحار الأنوار ١/١١١ مقتصراً على الاسم ، وكذا في الفوائد الرضوية : ٥٦٩ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، وغيرهما.

(٥) لا توجد الواو هذه والتي سبقتها في الطبعة المحقّقة من المستدرك.

(٦) وبألفاظ مقاربة جدّاً في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة للهمداني ـ تلميذ

  

وبالجملة ؛ ففضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب ـ بأنواع المؤلّفات المتعلّقة به ـ أظهر وأشهر من أن يذكر».

وعدّ له في الطبقات(١) عدّة مشايخ يناهزون العشرين روى عنهم في كتبه : الخرائج ، وقصص الأنبياء ، وفقه القرآن ، ولبّ اللباب ، والدعوات ، وغيرها(٢).

السبزواري = الحسين بن عليّ.

السجري (السجزي) = عبـد الأوّل بن عيسى.

السرخسي = محمّـد بن منصور.

السروي = شهرآشوب بن أبي نصر المازندراني.

السروي = عليّ بن شهرآشوب المازندراني.

السروي = الداعي بن عليّ.

السلامي = حسن البيهقي.

السلامي = محمّـد بن ناصر.

__________________

الميرزا النوري رحمهما‌الله ـ : ٤٣٨ ـ ٤٤١ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] ثمّ عدّد له ـ تبعاً للمستدرك ـ نحواً من ثلاث وعشرين شيخاً.

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٢٤.

(٢) لاحظ حول ترجمته ما جاء في ذيل فهرست الشيخ منتجب الدين من مصادر منها : تنقيح المقال ٢ / ٢١ الطبعة الحجرية ، الكنى والألقاب ٣ / ٦٢ ، منتهى المقال : ١٤٨ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٣ / ٣٤٨ برقم ١٣١٠] ، جامع الرواة ١ / ٣٦٤ ، رياض العلماء ٢ / ٤١٩ ـ ٤٣٧ ، الغدير ٥ / ٣٨٠ ، روضات الجنّات ٤ / ٥ ـ ٩ برقم ٣١٤ ، تكملة الرجال ١ / ٢٣٦ ، أعيان الشيعة ٣٥ / ١١٧ [طبعة بيروت ٩ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، وكذا فيه ٩ / ٢٣٩ ـ ٢٤١] ، لؤلؤة البحرين : ٣٠٤ ، المقابس : ١٤ [الطبعة الحجرية] ، وغيرها.

وجاء أيضاً في لسان الميزان ٣ / ٤٨ وغيره من مصادر العامّة.

  

السوراوي = محمّـد نجيب الدين.

السيّد ضياء الدين الرّاوندي = فضل الله بن عليّ.

الشاشي = الهيثم بن كليب.

شمس الأئمّة = عبـد العزير بن أحمد.

الشوهاني = محمّـد بن الحسين.

شهاب الدين = أحمد بن محمّـد بن محمّـد.

* شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المحدّث المازندراني المعروف بـ : ابن كياكي(١) ، الجدّ الأكبر لشيخنا المصنّف طاب ثراهما.

قال عنه في أمل الآمل(٢) : «إنّه فاضل محدّث ، روى عنه ابنه عليّ

__________________

(١) الكيكة : البيضة ، وجمعها : كياكي ، حكاه في لسان العرب ١٠ / ٤٨١ عن ابن فارس ، ولاحظ : القاموس المحيط ٣ / ٣١٧ ، وتاج العروس ٧ / ١٧٢ ، وغيرهما.

أقول : الكلمة فارسية ، استعملت غالباً في مناطق طبرستان وجيلان ومازندران من إيران ولفترة زمنية محدودة ، وتأتي بمعنى الحاكم والملك والكبير ، ولها معان اُخر ، وقد أُطلقت على بعض الاعلام.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٣٣ برقم (٣٧٨) [تذكرة المتبحّرين ترجمة برقم ٨٥١] ، وحكاه عنه العلاّمة المامقاني رحمه‌الله في تنقيح المقال ٢ / ٨٩ [الطبعة الحجرية].

ثمّ قال : «قلت : وتصديق ذلك ما هو تحت نظري الآن من قوله في أبواب أحوال الإمام الباقر عليه‌السلام : أخبرني جدّي شهرآشوب والمنتهى بن كيابكي [الحسيني الكجي الجرجاني]بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ...» إلى آخره.

انظر : المناقب ٤ / ٢١٢.

وفي سفينة البحار ٤ / ٥٣٣ ـ عند تعداد مشايخ ابن شهرآشوب ـ قال : «ووالده الشيخ عليّ بن شهرآشوب العالم الفاضل الفقيه عن والده الفاضل المحدّث

  

وابن ابنه محمّـد بن عليّ ...».

وبنصّه في الرياض(١) بإضافة قوله : «كما ذكره في مناقبه».

قال في خاتمة المستدرك(٢) : «السابع : جدّه الجليل شهرآشوب كما نصّ عليه في أوّل المناقب»(٣).

وجدّه هذا يروي عن شيخ الطائفة الطوسي رحمه‌الله كتبه ، ولعلّ هذا علوّاً في إسناد شيخنا المصنّف طاب ثراه إلى كتب الشيخ.

قال شيخنا الطّهراني في مصفّى المقال(٤) : «... ومن مشايخه جدّه شهرآشوب الذي يروي هو عن شيخ الطائفة ... وهذا سند عال يظهر من المناقب وغيره».

وقال في الثقات العيون في سادس القرون(٥) : «الشيخ المحدّث ...» ثمّ قال : «فالظاهر بقاؤه إلى هذه المائة ، وقد ذكرته في المائة الخامسة».

__________________

شهرآشوب ...».

وقال في مستدركها ٦ / ٩٠ في ترجمة حفيده : «وجدّه شهرآشوب شيخ فاضل محدّث جليل من تلاميذ الشيخ الطوسي رحمهم‌الله ...».

(١) رياض العلماء ٣ / ١٣ ـ ١٤ وأضاف : «أقول : هو ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي ، كذا عن ابن شهرآشوب عن جدّه في المناقب ، وهو يروي عن جماعة من العامّة والخاصّة ...» ثمّ عدّد بعضهم.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ [الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ٦٦] ، وأخذ منه العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والإجازة الكبيرة : ٣٨٩ ، وغيرهما ، وبنصّه في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)].

(٣) لاحظ ترجمته في : تنقيح المقال ٢ / ٨٩ [الطبعة الحجرية] ، طبقات أعلام الشيعة ٢ / ٩١ و٣ / ١٣٤ ، وموسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ برقم (٢٣١٩) في ترجمة المصنّف رحمه‌الله ، وغيرها.

(٤) مصفّى المقال (عمود) : ٤١٥.

(٥) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٣٤.

  

وقال ـ قبل ذلك ـ في النابس(١) : «ولعلّه بقي إلى المائة السادسة أيضاً مثل جمع من تلاميذ الطوسي».

وقال العلاّمة التستري(٢) : «... وروى عن الشيخ بواسطتين وبواسطة جدّه شهرآشوب وغيره عنه».

وقال العلاّمة المامقاني(٣) : «... ويروي عن الشيخ بواسطتين ، وربّما روى عنه بواسطة واحدة كما ذكره العلاّمة رحمه‌الله في إجازته الكبيرة لأولاد زهرة(٤) وغيره في غيرها كما صرّح به الحائري في المنتهى»(٥).

أقول :

روى المصنّف طاب ثراه عنه كتاب الفضائل لأبي المظفّر عبـد الملك السمعاني(٦) كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(٧).

وروى بواسطته عن أبي إسحاق الثعلبي كتابه نزهة القلوب(٨) كما قاله

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) : ٩١.

(٢) مقابس الأنوار : ١٢ [الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ٣ / ١٥٧ [الطبعة الحجرية].

(٤) لم نجد في الإجازة الكبيرة للعلاّمة لأولاد زهرة ، نعم وردت في الإجازة الكبيرة لبعض الأفاضل التي ذكرها العلاّمة المجلسي في بحاره ١٠٧ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، فراجع.

(٥) منتهى المقال : ٢٨٣ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٦ / ١٢٤ ـ ١٢٥ برقم (٢٧٦٨)]. وفي مستدرك السفينة ٦ / ٩٠ قال : «... وجدّه شهرآشوب شيخ فاضل محدّث جليل من تلامذة الشيخ الطوسي رحمهما‌الله».

(٦) لقد صرّح شيخنا الأميني في رسالته : نظرة تنقيب : ٤ [النسخة الخطّية] أنّ الصحيح كونه لأبي سعيد عبـد الكريم ، قال : «إذ من المتسالم عليه أنّ كتاب فضائل الصحابة لأبي سعد صاحب الأنساب (المتوفّى سنة ٥٦٢ هـ».

(٧) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦].

(٨) كذا ، وقد صرّح شيخنا الأميني رحمه‌الله في نظرة تنقيب : ٥ [النسخة الخطّية] بأنّ الصحيح : فرحة القلوب ، كما سلف في ترجمة أحمد القطيعي.

  

أيضاً في المناقب(١) ، وقد رواه أيضاً بواسطة القطيفي [كذا] ... وعن شهرآشوب عن القاضي أبي المحاسن الرؤياني(٢) عن أبي الحسين(٣) علي ابن مهدي المامطيري(٤) روى كتاب نزهة الأبصار كما صرّح بذلك في المشيخة(٥).

كما وقد روى كتب الشيخ الطوسي عنه ، وصرّح بذلك في مقدّمة المناقب أيضاً(٦) ، قال : «سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته»

__________________

(١) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٩] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٦.

(٢) هو عبـد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّـد الطبري الآملي أبو المحاسن ، قالوا عنه : فخر الإسلام وشيخ الشافعية (٤١٥ ـ ٥٠١ هـ ، وقيل : قتل سنة ٥٠٢ هـ). كذا قيل ، الاّ أنّ هنا قد حصل نوع من الخلط ؛ إذ أنّ أبا الحسن الروياني له كتاب الجعفريات ، وقال عنه المصنّف رحمه‌الله : «إنّه عامّي» إلاّ أنّ شيخنا الطّهراني في الذريعة ٥ / ١١١ برقم ٤٥٩ قال : «هو الإمام عبـد الواحد بن اسماعيل بن أحمد بن محمّـد الروياني الشيعي المتستّر بالشافعية ...» الى آخره ، فعليه هو واحد ، وذاك القاضي شافعي له جملة مؤلّفات نقل عنه أصحابنا ، مثل كتاب البحر ، قتل بآمل محرّم سنة ٥٠٢ من قبل الباطنية.

انظر عنه : مرآة الجنان ٣ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، طبقات الشافعية لابن شهبة ١ / ٢٨٧ ، مرآة الزمان ٨ / ١٨ البداية والنهاية ١٢ / ٢١٠ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٩٧ ، شذرات الذهب ٤ / ٤ والكنى والألقاب للقمي ١ / ١٥٢ ، وغيرها.

(٣) كذا في بعض طبعات المناقب ، إلاّ أنّ في النسخة الخطّية المعتمدة منه وكذا في بحار الأنوار : أبي الحسن.

(٤) المعروف بـ : ابن المهدي ، روى عنه في مستدرك الوسائل ١٨ / ٣١٦ ـ ٣١٧ حديث ٢٢٨٣٠.

كذا ، إلاّ أنّ الذي ترجمه المرحوم الشيخ ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ١٠٦ برقم ٤٨٢ [في الطبعة الحيدرية : ٨١] هو : أبو الحسن عليّ بن مهدي المامطيري ، وقال : زيدي ؛ وذكر أنّ له كتاب : نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ، فراجع.

(٥) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٣٠].

(٦) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

  

وروى عنه بإسناده كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والصدوق ومرويّاتهم.

هذا ؛ ولقد سمع من جدّه شهرآشوب من لفظه في صغره ـ كما ذكره للسيّد حيدر بن محمّـد بن زيد الحسيني الراوي عنه ـ حيث صرّح بذلك السيّد حيدر في إجازته المؤرّخة سنة ٦٢٩ هـ لتلميذه الشيخ حسن بن محمّـد بن يحيى.

وجاء في أوائل أسانيد كتاب سليم بن قيس الهلالي(١) هكذا(٢) :

«... وأخبرني(٣) الشيخ الفقيه أبو عبـد الله محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب قراءة عليه بحلّة الجامعين في شهور سنة سبع وستّين وخمسمائة عن جدّه شهرآشوب عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه ...».

شيخ السادة = المجتبى بن الداعي.

شيخ همدان = الحسن بن أحمد بن الحسن.

* شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني أبو شجاع الملقب بـ : الكيا صاحب كتاب الفردوس (٤٤٥ ـ ٥٠٩ هـ).

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ٦٩ [الطبعة المحقّقة ٢ / ٥٥٦] ، وكذا نقل العبارة بنصّها في الكتاب ١ / ٣١٧ [من الطبعة المحقّقة].

(٢) كما أورده في بحار الأنوار ١ / ٧٧ ، ورياض العلماء ٥ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ، وأشار له في الذريعة أيضاً ١٥ / ٩٥ تحت رقم (٦٢٦).

(٣) لعلّه القائل لـ : (أخبرني) هو ابن إدريس ، فلاحظ.

  

قال في المناقب(١) : «وأخبرني الكباشين وغير(٢) شهردار الديلمي بـ : الفردوس ...»(٣).

أقول :

هو كتاب فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب في الحديث لأبي الشجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو الهمداني الديلمي (المتوفّى سنة ٥٠٩ هـ) ، وشهردار هذا هو أبو منصور ولده (٤٨٣ ـ ٥٥٨ هـ) ، له أسانيد كتاب الفردوس وقد رتّبها ترتيباً حسناً في أربعة مجلّدات وسمّاه : مسند الفردوس.

صائن الدين = يحيى بن سعدون.

صاحب كتاب الاحتجاج = أحمد بن عليّ.

صاحب كتاب تجارب الأمم = أحمد بن محمّـد مسكويه.

صاحب كتاب تقييد المهمل = الحسين بن محمّـد الجيّاني.

صاحب كتاب تفسير روض الجنان = الحسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي.

صاحب كتاب التنوير = محمّـد بن الحسن.

صاحب كتاب تهذيب الأخلاق = أحمد بن محمّـد بن مسكويه.

صاحب كتاب حلية الأشراف = زيد بن الحسين (الحسن).

__________________

(١) المناقب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١].

(٢) كذا في طبعات المناقب الأربع ، وفي النسخة الخطّية المعتمدة منه وبحار الأنوار : نمير.

(٣) لقد جاء سهواً في مشيخة المناقب ـ وعنه في بحار الأنوار ـ : الكباشين وغير شهردار الديلمي بالفردوسي والصواب ما أثبتناه.

  

صاحب كتاب الخرائج والجرائح = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب الدرر والغرر = السيّد حيدر بن محمّـد.

صاحب كتاب الدعوات = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب دلائل النبوّة = الحسن بن عبـد الله.

صاحب كتاب روض الجنان = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب روضة الأحباب = محمّـد بن الحسن الفتّال.

صاحب كتاب روضة الواعظين = محمّـد بن الحسن.

صاحب كتاب زاد المسافر = الحسن بن أحمد.

صاحب كتاب شرح الشهاب = الحسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي.

صاحب كتاب شفاء الصدور = محمّـد بن الحسن النقّاش.

صاحب كتاب غرر الحكم ودرر الكلم = عبـد الواحد بن محمّـد الآمدي.

صاحب كتاب فقه القرآن = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب قصص الأنبياء = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب مجمع البيان = الفضل بن الحسن.

صاحب كتاب مراتب الأفعال = عبـد الجليل بن عيسى.

الصاعدي = محمّـد بن الفضل.

صدر الحفّاظ = الحسن بن أحمد.

 

الصعلوكي = سعيد بن عبـد الله.

الصفّار = محمّـد بن أحمد.

الصفواني = محمّـد بن أحمد.

الصوابي (الصواني) = مسعود بن عليّ.

الطبرسي = أحمد بن عليّ.

الطبرسي = محمّـد بن الفضل.

الطرثيثي = أحمد بن عليّ.

الطوسي = أحمد بن محمّـد بن محمّـد.

ضياء الدين (السيّد) = الحسين بن عليّ.

ضياء الدين الراوندي = فضل الله بن عليّ.

* عبـد الأوّل بن عيسى السجزي (السجري)(١) الهروي أبو الوقت (٤٥٨ ـ ٥٥٣ هـ).

هو حفيد شعيب بن إبراهيم السجزي الهروي الماليني ، وقد سمع عن مشايخ كثيرين ، وحدّث في خراسان وإصبهان وكرمان وهمدان وبغداد و.. وتكاثر عليه الطلبة ، وانتهى إليه علوّ الإسناد ، ولذا روى عنه جمع كثير(٢).

__________________

(١) كذا في المناقب المطبوع ـ دون الخطّية ـ وفي بحار الأنوار : السنجري ، وما أثبت أظهر ، بل هو الصحيح.

(٢) كما ذكر ذلك في تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣١٥ وشذرات الذهب ٤ / ١٦٦ ـ وعبّر عنه : مسند الدنيا ـ ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٤ ، وغيرها ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٣ ـ ٣١١ برقم (٢٠٦) ، وفي ذيله عدّة مصادر لترجمته.

  

ويعدّ من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة ، حيث روى عنه صحيح البخاري ـ كما صرّح في أوّل المناقب(١) ـ عن الداودي(٢) عن السرخسي(٣) عن الغريري(٤) عن صاحب الصحيح محمّـد بن إسماعيل البخاري.

للبحث صلة ...

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٦ ـ ٧ [طبعة بيروت ١ / ١٩].

(٢) هو أبو الحسن عبـد الرحمن بن محمّـد بن المظفّر الداودي البوشنجي ، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وتوفّي سنة سبع وستين وأربعمائة ، وقد سمع سنة خمس وستّين وأربعمائة الصحيح ـ كما قاله الذهبي ـ وقيل : ٤٩٧ هـ.

انظر عنه : اللباب ١ / ٤٨٧ ، والمنتظم ٨ / ٢٩٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٢٧ ، وغيرها.

(٣) هو أبو محمّـد عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف السرخسي ، يقال له : خطيب سرخس ، مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وتوفّي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

قال الذهبي : «سمع في سنة ستّ عشرة وثلاثمائة الصحيح من أبي عبد الله الفربري».

انظر عنه : سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ برقم (٣٦٣) ، وشذرات الذهب ٣ / ١٠٠ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، وغيرها.

(٤) في المناقب المطبوع : الفزيري ، وفي الخطّية منه : الفريري .. وفي بحار الأنوار ١ / ٦٢ : الفربري ، وهو الصواب ، إذ هو أبو عبـد الله محمّـد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري (٢٣١ ـ ٣٢٠ هـ) راوي الجامع الصحيح عن البخاري ، سمعه منه مرّتين وقد أشرف على التسعين.

انظر عنه : الأنساب ٩ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٩٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٨٠ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٨٦ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٠ ـ ١٣ برقم (٧) ، عن عدّة مصادر ، وغيرها.

  

إنقاذ كتاب «الذريعة»

مما أُدرج فيه من الأخطاء

والتصرفات الشنيعة(١)

السيّد محمّـد رضا الحسينيّ الجلاليّ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الأمين وعلى الأئمّة حجج الله المعصومين من آله الطاهرين وعلى أصحابهم أولياء الله المجاهدين وعلى أوليائهم عباد الله المخلصين.

وبعد : فإنّ كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة تأليف العلاّمة الحجّة شيخنا الإمام محمّـد مُحسن الشهير بالشيخ آقا بُزُرگ الطهراني (١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ هـ) هي الموسوعة الكبرى المعتمَدة لدى الباحثين والدارسين والعلماء والمحقّقين في العالم ، لمعرفة ما يمتّ إلى الشيعة والتشيّع من الآثار المكتوبة ، بالإضافة إلى جامعيّتها وسعة الرُقعة الزمنية التي غطّتها منذ طلوع شمس الإسلام وحتى عام (١٣٧٧ هـ) تمتازُ بأنّها رُصّفَتْ بيد أكبر خبير أمين ، وثقة عدل ، وعالم نحرير من أعلام الطائفة نفسها.

__________________

(١) أخذنا هذا المقال من صفحة (تراثيات) للكاتب على موقع kateban.com بعد أخذ الاذن من سماحته وهو موقع مكتبة العلامة المحقق السيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس‌سره بإدارة نجله السيد علي الطباطبائي حفظه الله.

  

وليس قصدنا هُنا التعريف بالكتاب والمؤلّف ، فهما من الشُهرة والمعروفية بما لا يحتاج معهما إلى المزيد ، ولا تُضفي كلماتُ التمجيد على حقيقتهما وعظمتهما بشيء جديد ، ويكفي عن ذلك كلّه اعترافُ الخبراء من أهل الشرق والغرب لهما بما ليس عليه مزيد.

والمهمّ الذي قصدنا هُنا ذكره هو أنّ الشيخ مع ما كان عليه من العلم والمعرفة والخبرة في شؤون الطائفة وعلومها ودراساتها ، وبما له من قَدَم قديمة راسخة في هذا الفنّ ، ممّا تدلّ عليه ترجمته واتصالاته برجالات الطائفة منذُ أن انخرط في سلك طلاب العلم في مولده مدينة (طهران) عاصمة البلاد الإيرانية ، كان مهتمّا بهذا الفنّ ، حيث نجدُ في بواكير أعماله وآثاره مستنسَخات لبعض مؤلّفات القدماء وذلك قبل هجرته إلى العراق في سنة (١٣١٣ هـ).

وقد حطّ رحلَهُ في مدينة العلم النجف الأشرف ، واتصل مباشرةً بالعَلَم الفذّ المؤلّف الموسوعيّ الشيخ حسين النوريّ ، الذي كان من أعمدة التُراث الشيعيّ في عصره ، كما يستشفُّ ذلك من خاتمة كتابه العظيم مستدرك الوسائل وقد كان لهذا الاتّصال أثرُهُ العميقُ في ثقافة الشيخ الطهراني ، حيث فتحَ أمامَه الآفاقَ الواسعةَ ، اهتماماً وضرورات وتحسُّساً وتصميماً وعزماً على متابعة الأمر ، وملء الفراغاتِ المحسوسةَ والثغراتِ الملموسةَ ورأبِ الصدعِ وسدِّ الثغور حسبَ الإمكاناتِ المتوفّرةِ لديه ، طالتْ مدّةَ اتصاله بشيخه النوريّ حتى وفاة النوريّ في (١٣٢٠ هـ).

وقد اقترن ذلك بدخول الشيخ الطهراني في حلقات الدراسات العُليا عند مجتهدي العصرمن أمثال الفقيه السيّد محمّـد كاظم الطباطبائيّ اليزديّ والأصوليّ الشيخ محمّـد كاظم الخراسانيّ الآخوند ، وشيخ الشريعة

 

الأصفهاني ، فبلغ رتبةً ساميةً من العلم أهّلتْهُ للقيام بالأعمال الكبرى ، وبعدَ وفاة أستاذه الخراساني في (١٣٢٩ هـ) شدّ الرحال وهاجر إلى سامراء ، وهناك ـ وفي نفس السنة ـ بدأ بتأليف كتاب الذريعة مع دخوله في حوزة درس المحقّق الفقيه النحرير الإمام المجاهد الشيخ الميرزا محمّـد تقي الشيرازي (ت ١٣٣٧ هـ) وبقي الشيخ الطهراني هناك مدرساً(١) ومحققاً وباحثاً ، واستمرّ في متابعة تأليف الذريعة حتى استنفد جهده في التتبّع والتنقير في مراكز العلم ومخازن الكتب الخاصّة والعامّة في مُدُن العراق ، وفي أسفاره الكثيرة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز في الحرمين الشريفين ، وإلى بلاد إيران حيث كنوز المخطوطات المكتظّة بالكتب ، واعتمد على المراسلات والمعلومات الشخصيّة من زملائه وتلامذته ، مع المسح الكامل والواسع لما تيسّر آنذاك من فهارس المكتبات والمخطوطات ، والكتب الخاصّة بهذا الشأن. وعند رجوعه إلى النجف قبل عام (١٣٥٥ هـ) بدأ العمل في طبع الكتاب في مطبعة خاصّة ، فطبع الجزءين الأوّل والثاني سنة (١٣٥٥ هـ) هناك ، وكان لظهور الكتاب دلالته الواضحة على مدى ما بذله من جهدِ وما قام به من تتبّع واسع ومثابرة مع التحقيق والضبط والتأكّد من المعلومات وتوثيقها. وكذلك الحال مع ظهور الجزء (الثالث عشر والرابع عشر) من الكتاب الذي أشرف على طبعهما المؤلفُ نفسُهُ ثمّ أوعز إلى العلامة الحجّة المحقّق السيّد محمّـد صادق بحر العلوم القيام بإتمامهما فطبعا في النجف على التوالي سنة (١٣٧٨ و١٣٨١ هـ).

فهذه الأجزاء التي طبعت على يد المؤلّف ؛ وبإشرافه المباشر ، هي

__________________

(١) أخبرني المرحوم السيد صادق بن السيد هاشم آل المجدّد الشيرازي أنه حضر عند الشيخ الطهراني كتاب (المطول) للتفتازاني هناك.

  

نماذجُ من عمله العظيم بما فيه من الدلالات المذكورة.

لكن ـ ومع كلّ الأسف ـ اضطرّ المؤلّف إلى إيكال أمر طباعة الكتاب إلى أولاده الذين كانوا في طهران ، ليُطبع هُناك بعيداً عن إشراف المؤلّف نفسه ، فطُبع باقي الأجزاء هناك ، وبعمل (علينقي منزوي ، وأحمد منزوي).

ولو كانا يلتزمان بطبع ما جاء في نسخة الشيخ المؤلّف وما كتبه بخطه فقط ولم يتصرّفا فيه بالزيادة والنقصان ، لكانت خدمةً رائعةً للعلم والعلماء وللكِتاب.

ولكنّهما ـ مع كلّ الأسف ـ تجاوزا قواعدَ الأمانةِ المقرّرة والمعروفة عندَ من يقوم بمثل عملهما بالالتزام بالمراجعة والتصحيح المطبعيّ للكتب ، فلم يُحافظا على نصّ الشيخ ، وتدخّلا في عباراته بالزيادة والنقصان وأدرجا ما عَنّ لهُما من أنظار وآراء في متنِ الكتابِ من دُون تمييز وتعيين ، ولم يجعلا مثلَ ذلك في الهوامش كما هو المتعارف ُ لمراجعي الكتب ، وكذلك تصرّفا في إملاء الكتاب ونثره ، وغيّرا ما التزم به المؤلّف من ألقاب وأوصاف وتعاريفَ للمؤلّفين والأعلام ، مما لم يِرُقْ لهما ، ولم يلتزما بالأعراف والقوانين المتداولة في تحقيق أعمال الآخرين.

والشيخ المؤلّف الطهراني لم يتمكّنْ من صدّهما عن ذلك :

أوّلاً : لضعفهِ عن المُتابعة جِسمياً ، بعدَ أنْ تجاوزَ الثمانين من العمر ، مع بعده عن بلاد إيران حيث يطبع الكتاب.

وثانياً : إنّه كان يتغاضى عن ذلك ، هادفاً إلى إتمام طباعة الكتاب ، رغبةً في صدوره في عصره ، خوفاً من أداء التأخير إلى عدم طبع الكتاب.

 

وثالثاً : إنّه كان يقفُ على أمر واقع لا حيلة لهُ في تغييره ، مع تأكيده المستمر على فصل ما يكتبه المصحّحون والطابعون عن المتون ، وجعلها في الهوامش ، لكن دون جدوى!

كما كان الشيخ يعترضُ على ما يراه من التجاوزات ، لكن الطابعين كانوا يَعِدُونه بالإصلاح والاستدراك ، ولا يَفُونَ!

وقد قامَ هو بإصلاح ما يراه في نسخته الخاصّة ، وأعدّ مستدركاً على جميع الكتاب يتلافى فيه بعضَ تلك الأمور.

كما كان يحثّ تلامذتَهُ ومن يعرفُ من الفُضلاء على القيام بما يجبُ من الإصلاح والاستدراك ، وكتبَ بذلك تصريحاً هذا نصّه :

بسم الله الرحمن الرحيم

قد شرعتُ في تأليف هذا الفهرس يومَ دَحْو الأرض ، الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ١٣٢٩ لكنّه لم يكن مرتّبا إلاّ بالنسبة إلى الحرف الأوّل ، فشرعتُ في ترتيبه كذلك في هذه النسخة في أوائل سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف ، وقد كمل ترتيبُه كذلك في ستّة مجلّدات هذا المجلد أوّل الستّة ، وأبقيتُ البياضات للإلحاقات ، راجياً ممّن يلحقني أن يُلحق ما فاتَ منّي كاملا في محلّه ويتمّم هذا الكتاب بقدر وُسعه واطّلاعه ، ويجعل له خطبةً وديباجةً يذكرُ فيها اسمه الشريف إنْ شاء الله تعالى ، فإنّ روحي بذلك راضيةٌ ، وأنا على هذا العمل متشكّر ، نسأل الله حسنَ النيّةِ والعاقبةِ ، والمغفرةَ لي ولوالديّ ولمن شاركني في

 

هذه الخدمة.

وأنا المؤلّف الكاتب الجاني المسيئ محمّـد مُحسن الشريف المدعوّ بآقا بُزُرگ ابن الحاجّ عليّ بن محمّـدرضا ابن الحاجّ محمّـد مُحسن الطهراني(١).

إنّ مثل هذا النصّ يدعو الواقف عليه إلى القيام بتكميل عمل المؤلّف والاستدراك عليه ومتابعة العمل فيه تلبيةً لرغبته وإسهاماً في إقامة هذا الصرح العظيم ، ولذلك قامَ كثيرٌ من تلامذة المؤلّف ومريديه من أهل فنّ الفهرسة والمعتنين بها ، وكذلك المهتمّين بالتراث الشيعيّ بالاستدراك عليه ، نذكر منهم :

١ ـ الفقيد الراحل العلاّمة الحجّة المحقّق صديقُنا السيّد عبدُالعزيز الطباطبائيّ اليزديّ (ت ١٤١٦ هـ) فقد كانت له عنايةٌ فائقةٌ بآثار شيخه الطهرانيّ الذي لازمهُ طوال رُبع قرن أو أكثر ، فأكملَ الذريعةَ واستدركَ عليها ، ومُستدركاتُه مُحررّة ، يقومُ بإعدادها نجلُهُ الفاضلُ السيّد عليّ الطباطبائيّ وفقه الله ، كما أنّ له تعليقات ضافيةً مكتوبةً على هوامش النسخة المطبوعة من الذريعة ، وهي لم تحرّر بعدُ.

وممّا يجدرُ ذكرُه أنّ سماحة المرحوم السيّد الطباطبائيّ رحمه الله قام باستنساخ أجزاء من الذريعة (من حرف النون إلى آخرها) بخطّ يده من نسخة المؤلّف ، قبل أن تطبعَ ، وذلك «حذراً من أن يتأخّر طبعهُ ولايمكنُ الوقوفُ على نسخة الأصل» كما صرّح رحمه الله بذلك ، ونسخته هذه موجودةٌ في مكتبته العامّة العامرة في قُمّ المقدّسة.

__________________

(١) طبعت صورة هذا النصّ في مجموعة (نسخه پژوهى) دفتر يكم ص ٥٩٦.

  

كما أنّ لسيّدنا الطباطبائيّ تعليقات واستدراكات ضافيةً على كتاب طبقات أعلام الشيعة للشيخ الطهرانيّ ، وهي مكتوبةٌ على هوامش النسخة المطبوعة من مجلّدات الطبقات ، نرجو أن يوفق من يقوم بتحريرها وطبعها.

٢ ـ وقام العلامة المجاهد المرحوم السيّد سعيد أختر الرضويّ الهنديّ (١٣٤٥ ـ ١٤٢٣ هـ) بعملين قيّمين حول الذريعة :

أحدهما : تكملة الذريعة ، آورد فيه مستدركا على الذريعة بإيراد ما فاته ، وتكميله بما تأخّر عن سنة (١٣٧٧ هـ) من مؤلّفات ، وخاصّة مؤلّفات علماء القارّة الهنديّة.

وقد قمتُ بإعداد هذا العمل ، وطبع في نشرة (نسخه پژوهي) السنوية التي يصدرها الأخُ الفاضلُ المفهرس الشيخ أبوالفضل حافظيان بابُلي ، في العدد (الثاني) سنة (١٤٢٦ هـ) في الصفحات (٥٣٧ ـ ٥٩٣).

وثانيهما : (التعليقات على الذريعة) أورد فيه التصويبات لما ورد فيها من أخطاء وهفوات ، وتكميل ما ورد فيه من نقص في التراجم والعناوين.

وقد أعددتُهُ أيضاً وطُبع في نشرة (نسخه پژوهي) العدد (الثالث) الصفحات (٦٢٧ ـ ٦٨٢) الصادر سنة (١٤٢٧ هـ).

وبعث السيّد الرضوي هذين العملين إلى السيّد الطباطبائيّ ليدرجهما في عمله على الذريعة ، ويشترك معه في الأجر.

٣ ـ العلامة المفهرس القدير الاستاذ السيّد أحمد الحسينيّ الاشكوريّ دام ظله وقد ركّز في عمله على تصحيح بعض الهفوات ونشر بعنوان (على

 

هامش الذريعة) في العدد الأوّل من نشرة (نسخه پژوهى) الصفحات (٥٩٧ ـ ٦٦١) وقد استفاد فيه من عمل السيّد الرضوي الهندي ورمز له بالحرف (ض).

٤ ـ شقيقي العلامة المحقّق البحّاثة السيّد محمّـد حسين الحسينيّ الجلاليّ دام ظلّه حيث أعلن ضمن مؤلفاته عن (مستدرك على الذريعة).

ولكثير من أصحاب الفنّ تعاليق على الذريعة مكتوبة في هوامش النسخ ، وغير محرّرة ، وقد رأيتُ من أوسعها ما علّقه العلامة الحجّة المدقّق النيقد السيّد محمّـد عليّ الروضاتيّ الأصفهانيّ دام ظلّه ، نرجو من الله أن يوفّقه لتحريره وإصداره.

هذا بعض ما وقفتُ عليه مما قام به أصحاب الشيخ الطهراني وأحبّاؤه من الأعمال الطيّبة حول الكتاب ، امتثالا ً لرغبته تلك.

لكن أولاده (أحمد منزوي ، وعلينقي منزوي) استغلا إرادة الشيخ تلك ليعبثا بالكتاب ، ويتصرّفا فيه بما يشينُ ولا يزينُ ، وفي بعض ما قاما به ما شوّه سمعة المؤلّف البرئ ، ولعلّ القارئ اللبيب يتمكّنُ من الوقوف على ما نقول بنظرة عابرة في صفحات ما طبعاه من مجلّدات الكتاب.

ولو قاس أحد ما طبعاه معَ ما طبعَ بإشراف المؤلّف ، وهوالمجلّدات (١ و٢ و١٣ و١٤) كما سبق ، لوجد الفرق واضحاً والتمييز ممكنا وسهلاً.

وكنتُ خلال مراجعاتي الكثيرة أقف على بعض العبارات ممّا لا يمكن تصحيح مضمونها بوجه من الوجوه! فتستوقفني ، ونظرا لما أعرفه من دقّة الشيخ الطهرانيّ وورعه وتقواه وعلمه وفضله ووثاقته ، فلا يكون ما في المطبوع متناسباً مع ما عليه الشيخ من صفات وسيرة ، وقد عرضتُ

 

بعض ذلك الهاجس على العلامة الفقيد الطباطبائيّ رحمه الله ، فقال لي بصراحة : «إنّه من تصرّفات المنزوي! فإنّه كان يتدخّل في كتب الشيخ».

وكذلك أخبرنا صديقنا العلامة الحسينيّ الاشكوريّ بأنّ المنزويّ قال له بكلّ صراحة : إِنّه يتصرّف في كتب والده بالزيادة والنقصان.

وبذلك يتحمّل هذان الولدان (أحمد منزوي ، وعلينقي منزوي) مسؤوليّة ما في كتاب الذريعة من أوهام وتصوّرات باطلة ، مضافاً إلى الأغلاط الإملائية والإعرابيّة ، والتعبيرات الناقصة والهزيلة ، ممّا نربؤ بالمؤلّف وعلمه وفضله أن تصدر من قلمه الشريف.

وكذلك لم نجد من تنبّهَ إلى هذا الأمر الخطير أو نبّهَ عليه! ويزيد الأمر خُطُورةً إذا لاحظنا تداوُلَ الكتاب منذُ صُدُوره وحتى اليوم مع هذا الوضع المُزري ، مضافاً إلى تكرّر طباعته بالتصوير(الأوفست) لعدّة مرّات!

وكذلك نزوله على ألواح البرامج الكمپيوترية من الطبعة نفسها ، مع تلك المشاكل والمهازل.

ولنعرضْ هُنا مثالاً واحداً من تلك التصرّفات الشاينة ، وهو من أخطرها ، وقد وقفنا عليه خلال عملنا في كتابنا عن (سعد بن عبـد الله الأشعريّ القمّيّ : حياته ونشاطه العلميّ) حيثُ تحدّثنا عن مؤلّفاته بتفصيل ، ومنها كتابه النوادر الذي ذكره له الشيخ النجاشي وأسند إليه.

فقد عنون في كتاب الذريعة في حرف النون ، في الجزء ٢٤ الصفحة ٣٣١ من المطبوع المكتوب عليه (نقّحه ابن المؤلّف الدكتور علينقي المنزوي) من الطبعة الأولى في المطبعة الاسلامية ـ طهران (١٣٩٨ هـ) ما هذا نصه :

«(١٧٣٩ : النوادر) لسعد بن عبـد الله ابن أبي خلف القميّ الاشعريّ ،

 

قم ٣٦ و٥٣ ب ، سمع الحديث من العامّة ، ولقي وجوههم ، ذكره النجاشيّ وقال : له خمسة كتب موافق الشيعة ، ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءَهُ معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ ، وله (الردّ على المحمّـدية والجعفرية) ومرّ له : (الردّ على الغلاة) ومات ٢٩٩.

ويظهرأنّه كان ممّن سمّاهم المفيد بالمقصّرين ، وهم : المتظاهرون بالتشيّع ، والمتستّرون بعدائهم للغُلاة ، والذين لفّقوا كتاب الضُعفاء لجرح علماء الشيعة ، ونسبوهُ إلى ابن الغضائري. (ذ ٤ : ٢٨٨ ـ ٢٩٠) و (١٠ : ٨٨) كما مرّ في قم ١٦٧١ و١٧٢٨. وقد ينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي ، ومرّ تبويب النوادر ذ = ٣ : ٣٢٧» انتهى ما في المطبوع.

إنّ من يقرأ هذا النصّ ، ولم يكن يعرف شخصيّة (سعد بن عبـد الله القمّيّ الأشعريّ) ولا مكانته في الطائفة ، ولا كثرة رواياته وآثاره في التراث الفقهيّ والعقيديّ والحديثيّ عند الشيعة الإمامية ، إنّ من يقرأ هذا النصّ تحصل لديه القناعة التامّة بأنّ كاتب هذا النصّ سيّئ الظنّ بسعد الأشعريّ ، وأنّه يتّهمُهُ بِتُهَم عديدة على أثر أنّه لا يعتقدُ بكونه شيعيّاً واقعاً ، وأنّه يستدلّ بكلماته هذه على ذلك ، وهي :

١ ـ أنّ سعداً سمع الحديث من العامّة ولقي وجوههم.

وهذا ـ وإنْ لم يكنْ لوحده دليلاً على شيء سيّئ ـ إلاّ أنّ ضمّه إلى ما يليه من التهم يُشير إلى فرض كونه من العامّة.

٢ ـ أنّ النجاشيّ قال : لهُ خمسةُ كتب تُوافق الشيعةَ.

وكأنّه يوحي إلى أنّه عامّيّ لكون هذه الخمسة فقط من كتبه تُوافق الشيعة.

 

٣ ـ أنّ النجاشي نقل عن بعض الأصحاب : إنّ لقاءه للعسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ.

٤ ـ وأنّ له كتاب الردّ على المحمّـديّة والجعفريّة ، وله الردّ على الغُلاة.

٥ ـ (ويظهر) أنّه كان ممّن سمّاهم المفيدُ بالمقصّرين.

٦ ـ وأنّه من المتظاهرين بالتشيّع.

٧ ـ وأنّه من المتستّرين بعدائهم للغُلاة.

٨ ـ وأنّه من الذين لفّقوا وضع كتاب الضُعفاء لجرح علماء الشيعة ونسبوه إلى ابن الغضائريّ ، وأرجع إلى الذريعة (٤/٢٨٨ ـ ٢٩٠) و (١٠/٨٨).

٩ ـ وينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي.

إنّ من يقرأ هذه الأُمور ، ويرى أنّ سعداً كان يلتزمها أو متّهماً بها ، لابدّ أن يُسيءَ الظنَّ بهِ ، ويراهُ شخصيّة غيرَ شيعيّة ، بل هو من أعداء الشيعة ، وهو يُحاول التلبّس بالتشيّع لضرب الغُلاة وسائر فرقهم. مع نسبة الوضع إليه ونسبة التقصير بلوازمه إليه.

هذا مجمل ما يُوحيه النصّ الوارد في المطبوع من الذريعة.

بينما من يقرأ ترجمة (سعد بن عبـد الله ابن أبي خلف القمّيّ الأشعريّ) عند علماء الطائفة وعند علماء الرجال منهم خاصة ، كالشيخ الطوسيّ ، يجد أمراً مخالفا لذلك وتماماً بالعكس.

فهذا الشيخ الطوسيّ يقول في الفهرست : سعد بن عبـد الله القمّيّ

 

يكنّى أبا القاسم : جليلُ القدر واسعُ الأخبار ، كثيرُ التصانيف ... وذكر من كتبه (أحد عشر كتاباً).

وأمّا الشيخ النجاشي فقد ذكرفي ترجمته قوله : سعدُ بن عبـد الله ابن أبي خلف الأشعريّ القمّيّ أبوالقاسم ، شيخُ هذه الطائفة وفقيهُها ووجهُها ، كان سمعَ من حديث العامة شيئاً كثيراً ، وسافر في طلب الحديث ، ولقيَ من وُجوههم الحسنَ بن عرفة ، ومحمّـد بن عبدالملك الدقيقيّ ، وأبا حاتم الرازيّ ، وعبّاس الترقفي.

ولقيَ مولانا أبا محمّـد عليه‌السلام ، ورأيتُ بعض أصحابنا يضعّفون لقاءَه لأبي محمّـد عليه‌السلام ويقولون : هذه حكايةٌ موضوعةٌ عليه ، والله أعلم.

ثمّ قال النجاشي ـ بعد ذكر أبيه عبـد الله ـ ما نصّه : وصنّفَ سعدٌ كتباً كثيرةً ، وقع إلينا منها : ... (فذكر ٢٧ كتاباً).

فالذي يقف على هذه النصوص من أعيان أهل فنّ الرجال في الطائفة في حقّ سعد ، يعلمُ بالقطع أنّ ما جاء في كلام ذلك الكاتب باطلٌ ، وبعيدٌ عن الحقيقة.

ونحنُ نربؤُ بالشيخ الطهراني مؤلّف الذريعة أن يكتبَ عن سعد مثل ذلك الكلام الباطل ، ويتجاوز كلمات الأعلام الخُبراء أولئك ، فإنّ ثقتنا التامّة بشيخنا الطهرانيّ ، وهو شيخُ مشايخ الحديث في القرن الرابع عشر ، وشيخ إجازتنا وإجازة المئآت من علماء الطائفة في عصرنا ، وكذلك معرفتنا المباشرة بعدالته وورعه وتقواه ، وحرصه على حفظ تراث الطائفة ، وتعظيم رجالها ، كلّ ذلك يدعونا إلى اليقين بعدم صحّة نسبة ذلك المطبوع في الذريعة إلى سماحته.

وقد وقع في روعي ـ بتوفيق من الله وفضل ـ أمرٌ مهمٌ في مجال

 

التوثّق من نسبة النصوص ، وهو مراجعة النسخة الأُمّ ، والأصل الذي بخطّ المؤلّف صاحب الذريعة للتأكدّ من صحة النصّ المطبوع وعدمه؟

ومن حسن الحظّ أني وقفت على صورة من نسخة الأصل بخطّ الشيخ الطهرانيّ ، وهي لتمام كتاب الذريعة.

كما وقفت على نسخة أخرى منقولة عن خطّ صاحب الذريعة ، كتبها سماحة العلامة المحقّق الثبت الحجّة المرحوم صديقنا السيّد عبدالعزيز الطباطبائي اليزدي (المتوفى ١٤١٦ هـ) قدّس الله روحه الذي قام بكتابة قسم من الذريعة كما سبق ، ونسخته محفوظة في مكتبته العامرة في قُمّ المقدّسة.

وبعد مراجعة هاتين النسختين ، وقفتُ على الحقيقة المُذهلة التالية :

إنّ الشيخ الطهراني ، في أصل نسخته ، وفي حرف النون ، وتحت عنوان النوادر أثبت ما نصّه :

كتاب النوادر لسعد بن عبـد الله بن أبي خلف الأشعريّ القمّيّ ، الشيخ الثقة ، المتوفّى (٣٠١) أو (٢٩٩) يروي ابن قولويه عن أبيه وأخيه به ، و (جش) بإسناده إلى ابن قولويه.

وكذلك جاء النصّ في نسخة السيد الطباطبائي تماماً.

 

هذا تمام ما في نصّ المؤلّف الطهرانيّ ، ولا أثرَ لما في المطبوع فيه أصلاً وفرعاً ، وبهذا ثبتتْ براءةُ ساحة سماحة الشيخ الطهراني من كلّ ما في نصّ المطبوع من التهم والتّرهات ، كما اتضح مدى ما اقترفه (المنزوي) بإثبات ذلك الهُراء من الاعتداء على الذريعة وعلى مؤلّفها العظيم ، وما فعله من الخيانة والجرأة على العلم والعلماء ، بدعوى (تنقيح) الكتاب.

هذا ، عدا ما لفّقهُ بخياله الواهي الباطل من التُهم والدعاوي الخاوية على شخص المحدّث الأقدم سعد بن عبـد الله الأشعريّ القميّ رحمه‌الله.

 

ولابدّ من بيان بطلان تلك المزاعم والأوهام جميعاً ، ليتبيّن للقراء الكرام :

أولاً : قوله : «سمع الحديث من العامة ولقي وجوههم».

نقول :

هذا مقطعٌ من عبارة الشيخ النجاشي ، وتمامه : «كان سمعَ من حديث العامّة شيئاً كثيراً ، وسافرَ في طلب الحديث ولقيَ من وجوههم الحسنَ بنَ عرفة ، ومحمّـد بن عبدالملك الدقيقيّ ، وأبا حاتم الرازيّ ، وعبّاس الترقفيّ».

إنّ كلام الشيخ النجاشي هذا ـ بَعدَ وَصفِه سعداً «بشيخ الطائفة وفقيهها ووجهها» ـ لابدّ أن يكون بصدد تعظيم سعد ومدحه ، والتأكيد على سعة علمه ، وسعيه في التزوّد من المعرفة بالرحلة في طلب الحديث ، ولابدّ أن يكون لغرض علميّ هامّ ، فروايته عن وجوه العامّة ـ وهم من كبار المحدّثين في بغداد وسامراء كما يظهر من تراجمهم ـ تدلّ على طُموح مبكّر ، وجهد متميّز من ابن مدينة قُمٍّ ، معدن التشيّع ، وبما يتميّز به من تشدّد من محدّثيه في رفض الغُلوّ وسائر الانتماءات غير الحقّة.

فقيام سعد من مثل هذه البيئة بعمل نادر وهو الرحلة إلى مراكز العامّة ، وأخذ الحديث (الكثير) من وجوه أعلامهم ، لهو محاولةٌ جريئةٌ ونادرةٌ لم تُعرف من محدّثي قُمّ.

وقد جرى عليها الشيخُ الصدوقُ ـ وهو منْ هو في مقامه وشخصيته ـ حيثُ روى عن العامّة ونشر حديثهم في كتبه ، واعتمد الصدوق على كتاب الرحمة لسعد ـ الذي سيأتي الحديث عنه وعن منهجه فيه ـ فجعله في

 

مقدّمة كتاب من لا يحضره الفقيه من مصادره التي قال عنها : «لم أقصد فيه قصد المُصنّفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدتُ إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته ، وأعتقدُ فيه أنّه حجّة في ما بيني وبين ربّي تقدّس ذكره وتعالت قدرته ، وجميع ما فيه مستخرَجٌ من كتب مشهورة عليها المعوّلُ وإليها المرجعُ ، مثل كتاب حَريز ... وكتاب الرحمة لسعد بن عبـد الله ... وغيرها من الأُصول والمصنّفات».

إنّ قيام سعد بتلك الرحلة ، وجمعه الحديث الكثير من العامّة يدلّ على هدف سام ، سنشرحه في الفقرة التالية.

ثانياً : قوله : «إنّ النجاشيّ قال : له خمسةُ كتب تُوافقُ الشيعةَ».

نقول :

وهنا أيضاً نقل كلام الشيخ النجاشيّ بصورة مبتورة ومحرّفة ، ففي عداد كتبِ سعد ذكر النجاشيُّ كتابَ الرحمة ، ومحتوياته وهي خمسةُ كتب : كتابُ الوضوء ، وكتابُ الصلاة ، وكتابُ الزكاة ، وكتابُ الصوم ، وكتابُ الحجّ ، وعقّب ذلك بقوله : «كتبه في ما رواه ممّا يُوافقُ الشيعةَ خمسةُ كتب : كتابُ الوضوء ، كتابُ الصلاة ، كتابُ الزكاة ، كتابُ الصيام ، كتابُ الحجّ».

وكلمة (كُتُبُهُ) إنْ كانت مستأنفةً ، فتدلّ على أنّ هذه الكتب ـ المذكورة ثانياً ـ هي أحاديث مرويّة عن العامة تدلّ على ما يوافق فقه الشيعة في أبواب : الوضوء ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحجّ.

وإنْ كانت بصيغة الفعل (كَتَبَهُ) فهي تدلّ على أنّ كتابَ الرحمة مؤلّفٌ ليجمع بينَ رواياتِ الشيعة ورواياتِ العامّة الموافقة للشيعة في أحكام هذه الأبواب الفقهيّة.

 

وفي بعض نسخ النجاشي ما يدلّ على هذا المعنى الثاني. ومهما يكنْ ، فإنّ الكلامَ يدلّ على أنّ سعداً حاولَ أنْ يكتبَ في هذه الأبواب الفقهية فقهاً مقارناً بينَ الشيعة والعامّة ، ويقوم بما حاولنا تسميته بـ : (فقه الوِفاق) الذي قصدنا فيه الجمعَ بينَ الأحكام المتّفق عليها بينَ المسلمين ، بمحوريّة فقهِ أهل البيت عليهم السلام ، وجمع آراء منْ يتّفقُ معهم على فقههم ، ليدلّ على عدم انفرادهم بهذا الفقه.

إنّ عمل سعد إذنْ يكونُ من بوادر هذا المنهج الفقهيّ ، الحاوي على هذا الهدف السامي ، وهو التوحيد بين المسلمين على فقه جامع موحّد ، ينبذُ الخلافَ وفقهَهُ والشقاقَ وشأنَهُ.

وقد ذكرنا في أطروحتنا عن (فقه الوِفاق) أسماء الجهود التي بذلتْ في هذا السبيل ، ويُعدّ سعدٌ من الطليعة الذين قاموا بهذا العمل العظيم ذي الهدف السامي القويم ، كما أنّ كتابه الرحمة ذلك يُعدّ في صدر التراث المؤلّف في «فقه الوفاق».

فكيف يسعى طابع الذريعة أن يسيئ الاستفادة من عبارة النجاشي ببترها وتقطيع أوصالها حتى يمهّد لغرضهِ من جعل سعد رجلاً عامياً يريد التنكيل بالشيعة!

وثالثاً : قال : «ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءه معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ».

نقول :

ومرّة أُخرى قطّع أوصال كلام النجاشي ، فإنّه إنّما قال : «ولقيَ مولانا أبا محمّـد عليه‌السلام ، ورأيتُ بعضَ أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّـد عليه‌السلام

 

ويقولون : هذه حكايةٌ موضوعةٌ عليه».

وقد قال النجاشي هذا الكلام بعد ذكر رحلة سعد في طلب الحديث ولقائه بوجوه أعلام العامّة.

وقد عرفنا أنّ أولئك العامّة كانوا من علماء بغداد وسامراء ، فعطف النجاشي مسألة لقاء سعد للإمام الحسن العسكريّ عليه‌السلام ، كأنّه من تتمة مهمّاته في تلك الرحلة العلميّة ، وهذا يكون إشارة إلى تقريب مسألة اللقاء ، ونفي استبعاده.

ثمّ إنّ كلام النجاشي وقوله : «ولقيَ مولانا أبا محمّـد عليه‌السلام» هو حكمٌ إثباتيّ مطلقٌ ، يقتضي قبوله وكونه من المفروغ عنده ، وإنّ ما ذكرهُ من رأي بعض الأصحاب إنّما هو للتبرؤ من ذمّته بعد ما بلغه ورآه يقوله ، ولم يؤكّده.

معَ أنّ المنقول عن بعض الأصحاب ليس الحكم بكون مسألة اللقاء (حكايةً موضوعةً) بقول مطلق ، ممّا يُوهمُ أنْ يكون هو واضعها ، وإنّما قوله هو : «إنّها حكايةٌ موضوعةٌ عليهِ» وهذا يعطي معنىً غير ذلك ، ويعني أنّ بعضهم افتعلها ونسبها إلى سعد ، فما ذنبُ سعد وما دخله في هذا الوضع والجعل ، حتى يُذكر كاتّهام له؟!

ورابعاً : قال : «وأنّ له كتاب الردّ على المحمّـديّة والجعفريّة وله الردّ على الغلاة».

نقول :

يظهرُ منه أنّه يعتبرُ سعداً مُعارضاً لطوائف الشيعة المختلفة ، ومنها طائفة الغلاة خاصة ، وذلك بتصدّيه للردّ عليهم ، فهو يمهّد بهذا إلى ما يأتي

 

من اتهامه بالتقصير أو دعوى التشيع ، أو الهجوم على علماء الشيعة.

ودلّ هذا الكاتب بكلامه على عدم معرفته أنّ (المحمّـديّة) و (الجعفرية) فرقتان من الغلاة ، والأهم في الأمر ان الكاتب إنما ذكر هذه الكتب الثلاثة لسعد من بين الـ (٢٧) كتاباً التي ذكرها النجاشي ، وهذا أيضاً من تمهيداته لاتهام سعد بالأُمور التالية.

وخامساً : يقول : «ويظهرُ أنّه كانَ ممّن سمّاهم المفيدُ بالمقصّرين».

نقول :

ومع أنّ هذا مجرّد استظهار من الكاتب إلاّ أنّه اتّهامٌ خطيرٌ ، وليس هو إلاّ من نسج خياله ، وسيراً على هواه ، وإلاّ فلماذا لم يذكر نصّ عبارة المفيد التي توحي ما يريد ، ولا أشار إلى مصدر كلامه ، حتى يمكن معرفة وجه هذا الاستظهار ، بل لم نجدْ ذكراً لسعد بن عبـد الله الأشعري في مؤلّفات المفيد ـ غير ما جاء في أسانيده ـ حتى يمكن البحث في كلامه عن سعد وعقيدته.

وسادساً : قال : «المتظاهرون بالتشيّع».

نقول :

وهنا صرّح الكاتب بما مهّد له مكرّراً من اعتقاده بأنّ سعداً ليس شيعياً واقعياً ، بل هو مُتظاهرٌ بالتشيّع! ولهذا قام بما قام به من الأُمور السابقة ، وهذا الاتّهام يُبرّر للكاتب اتهامه بالأُمور التالية :

وسابعاً : قوله : «المتسترون بعدائهم للغُلاة».

نقول :

يدلّ الكاتب بكلامه هذا على اعتقاده في سعد أنّه ليس بشيعيّ واقعيّ

 

بل هو متظاهرٌ يتسترُ بذلك للردّ على الغلاة!

وهذه دعوى سخيفة في نفسها ، لأنّ الردّ على الغلاة لا يحتاج إلى التسترّ بالتشيّع ، فإنّ العامّة أيضاً يردّون على الغلاة ، لأنّ الغُلوّ كفرٌ يردّه كلّ مسلم ، بل منهم من يردّ على جميع الشيعة! لأنّهم يعتبرون أصل التشيّع من الغلوّ الباطل عندهم ، وأمّا المؤلّفات الشيعيّة في الردّ على الغلاة فهي أكثر وأشدّ وطأً عليهم ، فردّ سعد على الغلاة لايتوقف على فرض كونه عامياً تلبّس بالتشيّع ، كما يحاول الكاتب أن يفرض؟!

وثامناً : يقول : «ولفّقوا كتاب الضعفاء لجرح علماء الشيعة ، ونسبوه الى ابن الغضائري».

نقول :

في هذا جهات من الردّ!

١ ـ إنّ كتابَ الرجال لابن الغضائري المسمّى بـ : الضعفاء من أهم كتب الرجال المعتمدة على أسدّ المناهج الرجالية ، وقد صحّح نسبته إلى ابن الغضائري شخصيّاتٌ كبيرةٌ من علماء الطائفة ، وقد حققنا الكتاب وأثبتنا جميع ذلك في مقدمته.

٢ ـ ناقشنا في تحقيقنا لكتاب الغضائري جميع ما قيل في الكتاب ، ورددنا على من زعم مثل ما ذكره الكاتب.

٣ ـ إنّ كتاب الغضائري لم يشتمل على ما ذكر من (جرح علماء الشيعة) نعم ذكر المجروحين من الرواة ، ممن جرحهم رجاليو الشيعة في كتبهم ، وإنّما تفرّد بجرح ما لايتجاوز أكثر جمع القلة ، وهم فقط (١٠) أنفس ، وليس فيهم من هو من علماء الشيعة المعروفين.

 

وقد فصّل عن هذا الأمر العالمُ المحققُ القديرُ السيدُ أبو الحسن الموسوي العاملي في مقال (براءة الغضائري من التسرع بالجرح) نشر في مجلة علوم الحديث الفصلية الصادرة من كلية علوم الحديث في العدد (١٠) الصفحات (٢٠٦ ـ ٢٢٦).

وتاسعاً يقول : «وينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي».

نقول :

وهذا أيضاً من التزيّد في الهجوم على سعد ، بلا موجب ، حيثُ إنّ الكاتب يتصوّر أنّ عنوان كتاب فرق الشيعة خاصّ بما كتبه النوبختيّ فقط ، وكأنّه ليس لأحد من معاصريه أو من سبقه أو لحقه أنْ يؤلّف كتاباً باسم فرق الشيعة إلاّ أن يكون كتاب النوبختي.

ومع تصريح الشيخ النجاشي بأنّ سعداً له كتاب فرق الشيعة فأيّ وجه لتلك المزعومة السخيفة؟

ثمّ إنّ لسعد بن عبـد الله كتاباً باسم مقالات الإماميّة ذكره له الشيخان الطوسي والنجاشي وغيرهما ، وقد طبع في طهران باسم المقالات والفرق بتحقيق الدكتور محمّـد جواد مشكور.

وأمّا النسبة بين كتاب سعد هذا ، وكتاب فرق الشيعة المنسوب إلى النوبختي ، فقد أثاره الدكتور عباس إقبال الآشتياني الطهرانيّ ، في كتابه خاندان نوبختي وناقشه الدكتور مشكور المذكور وغيره ، ودخلنا في هذه المعمعة وتوصّلنا إلى نتيجة متفاوتة حاصلها : إنّ كتاب سعد هو (أصيلٌ) ومستقلّ ، وهو من عينة تُراثنا في موضوعه.

 

وأمّا فرق الشيعة المطبوع منسوباً إلى النوبختي ، فهو ليس كتاب النوبختي ، بل ليس إلاّ نسخةً مشوّهةً ممسوخةً من كتاب سعد المذكور ، وأثبتنا كلّ هذا في مقال بعنوان «فرق الشيعة أو مقالات الإماميّة؟ للنوبختي أو للاشعري» طبع في مجلّة (تراثنا) الفصلية في العدد الأوّل من السنة ١٤٠٥ هـ.

وبعد ظهور بطلان هذه المزاعم التي كدّسها (منزوي) وأدرجها في متن كتاب الذريعة نقول له :

إذا كان سعدٌ بهذه المنزلة عندك ، وهو صاحب هذه البلايا في رأيك ، فلماذا أدخلتَ كتابه النوادر وسائر كتبه في موسوعة الذريعة التي هي (في تصانيف الشيعة)!

فكان الواجب وأنت (تنقّح) الكتاب أنْ تحذف هذا وأمثاله ، ولا ترقّم لكتابه في عداد كتب الشيعة ، أو أنْ تصرِّح بواضح العبارة بعدم كونها من كتب الشيعة!

وبعد هذا كلّه تبيّن أنّ القائمين على طبع كتاب الذريعة في طهران ، قد قاموا بتجاوزات شنيعة على الكتاب وعلى مؤلّفه ، فهم قاموا بـ :

١ ـ إثبات ما لم يكتبه صاحب الذريعة ، من دون أدنى إشارة إلى كون النصّ الوارد هو لهم وليس لصاحب الذريعة.

٢ ـ إغفال نصّ صاحب الذريعة وحذفه كليّاً ، أو جزئياً أحياناً من دون إشارة إلى ذلك.

٣ ـ محاولة الإرجاع إلى مواضع من الذريعة ، للإيهام إلى توثيق ما كتبوه.

 

مع عدم أدنى ارتباط لتلك المواضع بما كتبها صاحب الذريعة.

وهذه الأُمور كلّها تعتبرُ في عُرف العُلماء ومحققي النصوص خيانةً لا تغتفر.

لكن ـ ومع كلّ الأسف ـ هذا هو الواقع الذي بُلينا به في هذا العصر وبليتْ به عيون تراثنا العزيز ، حيث يعبثُ به الجاهلون والتجّار الطامعون ، بأسماء رنانة ، وبعناوين التحقيق والتصحيح ، مما ليس إلاّ التخفيق والتغليط.

والعجب أن ذلك يتمّ باسم مؤسسات ضخمة ذات عناوين فخمة وليس ما ينتجون إلاّ إمائةً وقتلاً وفضيحةً واتهاماً للعلم والدين.

نسأل الله أنْ يحفظَ ديننا وتراثه من أيدي العابثين ، وأن يوفق رجال العلم والدين للقيام بنهضة كبرى لتلافي ما يقع من ذلك ، إنه الموفّقُ والمُعينُ.

وبالنسبة إلى كتاب الذريعة العظيم فإنّي أهيبُ بتلامذة الإمام الطهرانيّ ، وأحبّائهِ ، ومَن يمتّ إليه بصلة المودّة والعلم والتعظيم أن يهبِّوا لتلافي ما أفسده أُولئك الطابعون ، وأنْ يقفوا أمامَ هذا الضياع لأكبر موسوعة علميّة ، هيَ من مفاخر العصر ، وأن يذبّوا عنه هذا الركام من التصرّفات البشعة الشانية لوجهه الناصع ، ويقوموا بتحقيقه من جديد اعتماداً على نسخة (الأصل) المخطوطة بخطّ الشيخ الطهراني نفسه ، واستعانة بنسخة (الفرع) التي كتبها العلامة الطباطبائيّ ، وأن يخرجوها نسخةً محققةً موثوقة ، مستفيدين من كلّ الملاحظات والمستدركات والتعاليق التي كتبها  

مُحبّو الشيخ والمعرفة ، ليخرجَ عملاً كاملاً يليق بالطائفة ، ويليق بمكانة الشيخ الطهراني الذي هوعَلَمٌ في هذا الشأن ، ومن الخالدين في خدمة الطائفة وتراثها المجيد رحمه‌الله وأثابه ، ونسأله تعالى أنْ يوفّق العاملين لخدمة العلم والدين ، إنه مجيب الدعاء ومنه التوفيق والتسديد.

حرّر في ١٥ شهر رمضان المبارك من سنة ١٤٢٨ هـ في قم المقدسة

وكتب السيّد محمّـد رضا الحسينيّ الجلاليّ

كان الله له.

* * *

 

قـراءة سريعة في كتاب

رجـال النجـاشي رحمه‌الله

(٣٧٢ ـ ٤٥٠ هـ)

الشيخ حميد البغدادي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :

هو الشيخ الجليل المتمرّس في علم الرجال والمحقق الأكبر فيه أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن عباس بن محمّـد بن عبـد الله بن إبراهيم بن محمّـد بن عبـد الله النجاشي والي الأهواز بن غنيم أو عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر بن مساحق بن بجير بن اسامة بن نصر ابن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن اليسع بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

في ضبط كلمة النجاشي :

ذكر في الصحاح : «أنّ النجاشي ـ بالفتح ـ اسم ملك الحبشة»(١).

وقال الفيروزآبادي في القاموس في مادّة النجش : «والنجاشي بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها وهو أفصح : أصحمةُ [بن بحر] ملكُ

__________________

(١) الصحاح ٣ / ١٠٢١ (نجش).

  

الحبشة [الذي أسلم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)]»(١).

نسبه وأُسرته :

عن أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي(٢) في قبس المصباح : «أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي»(٣).

وفي رجال السيد بحر العلوم : «وقول الصهرشتي : «ابن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي» ، لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في ذلك الوقت»(٤).

جده عبـد الله النجاشي كان والياً على الأهواز وقد كتب رسالة إلى الإمام الصادق عليه‌السلام وكتب إليه الإمام جواباً وهي (الرسالة الأهوازية).

وأُسرته آل أبي السمال من الأُسر الكبيرة والمعروفة في الكوفة.

قال السيد بحر العلوم في رجاله : «آل أبي السمال بيت كبير بالكوفة قديم التشيع وفيهم العلماء والمصنفون ورواة الحديث من زمن عبـد الله صاحب الرسالة إلى النجاشي صاحب الرجال»(٥).

__________________

(١) القاموس المحيط ٢ / ٢٨٩ (نجش).

(٢) من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة ـ عليه الرحمة ـ كما عن العلاّمة المجلسي. وعن فهرست الشيخ منتجب الدين : فقيه درس قواعد الشيخ الطوسي ، وجلس مجلس درس السيّد المرتضىرحمه‌الله.

(٣) حكاه عنه السيّد بحرالعلوم في رجاله ٢ / ٤٠ ؛ والحائري في منتهى المقال ١ / ٢٨٧.

(٤) رجال السيد بحر العلوم ٢ / ٤٢.

(٥) رجال السيد بحر العلوم ٢ / ٣٢.

  

كنيته :

أبو العباس وأبو الحسين ، قال السيّد ابن طاووس في أوّل كتاب رجاله ـ على ما نقله صاحب المعالم في ديباجة التحرير الطاووسي ـ : «وقد عزمتُ أن أجمعَ في كتابي هذا أسماء الرجال من كُتب خمسة : كتابِ الرجال لشيخنا أبي جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي ـ إلى أن قال ـ وكتابِ أبي الحسين أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي»(١).

وذكرَ ذلك العلامة في ترجمة السيّد المرتضى حيث قال : «إنّه تولّى غُسله أبو الحسين أحمد بن العبّاس النجاشي»(٢).

وكناه العلاّمة رحمه‌الله أيضاً بأبي العباس(٣).

ولادته :

ولد النجاشي في سنة ٣٧٢ هـ في مدينة الكوفة(٤) وكان أبوه من محدثي الشيعة المعروفين.

ومما يؤيد كون ولادته في هذه السنة أو ما يقاربها ، أنّ النجاشي رحمه‌اللهكان يحضر مجلس هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة ٣٨٥ هـ ، ويدخل مع ابنه محمّـد بن هارون في بيته عندما يقرأ الناس عليه. ذكر ذلك في ترجمته (ترجمة رقم ١١٨٧) ، وأيضا إدراكه رحمه‌الله ولقائه لكثير من أكابر عصره ، كما ستقف عليه إن شاء الله.

__________________

(١) انظر : التحرير الطاووسي : ٥ من المقدّمة.

(٢) خلاصة الأقوال : ١٧٩.

(٣) خلاصة الأقوال : ٧٢.

(٤) خلاصة الأقوال : ٧٢.

  

من أقوال العلماء فيه :

عن كتاب قبس المصباح للصهرشتي : «أنّه كان شيخاً بهيّاً ، ثقةً صدوقَ اللسان عند المخالف والموافق»(١).

وجاء في رجال السيد بحر العلوم : «أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثقات والعدول الاثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال اليه وقد صرح بتعظيمه وتوثيقه العلامة وغيره ممن تقدم عليه أو تأخر وأثنوا عليه بما ينبغي أن يذكر ، وإن أغنى العلم به عن الخبر»(٢).

قال السيد الداماد في الرواشح : «إنّ أبا العبّاس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر ، السنَد المُعتمد عليه ، المعروف أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّـد بن عبـد الله بن إبراهيم بن محمّـد بن عبـد الله بن النجاشي ، الذي ولي الأهواز»(٣).

وفي شرح مشيخة الفقيه للمولى التقيّ المجلسي : «أنّه وثّقه العلاّمة عليه‌السلام بل أكثر الأصحاب ؛ لأنّهم يَعتمدون عليه في الجرح والتعديل ، وهو ثَبْتٌ كما يظهر من التتبّع»(٤).

وفي مقدمة كتاب البحار في أوّل الكتاب عند ذكر الكتب المأخوذ منها : «وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين :

__________________

(١) حكاه عنه السيّد بحر العلوم في رجاله ٢ / ٤٠ ؛ والحائري في منتهى المقال ١ / ٢٨٧.

(٢) رجال السيد بحر العلوم ٢ / ٣٥.

(٣) الرواشح السماويّة : ١٢٧ ، الراشحة العشرون.

(٤) روضة المتّقين ١٤ / ٣٣١.

  

محمّـد بن عمر بن عبدالعزيز الكشّي ، وأحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي»(١).

وفي أمل الآمل : «أنّ أحمد بن العبّاس النجاشي ثقةٌ ، جليل القدر ، يروي عن المفيد»(٢).

وفي تعليقات العلاّمة البهبهاني في ترجمة إبراهيم بن عمر : «أنّ النجاشي في غاية الضبط ونهاية المعرفة»(٣).

وعن الوجيزة : «أنّه ثقة مشهور»(٤).

وفي خاتمة مستدركات الوسائل للميرزا النوري : «العالم النقاد البصير المضطلع الخبير الذي هو أفضل من خط في فن الرجال بقلم أو نطق بفم فهو الرجل كل الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه كلّما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقاً وهو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب إلى أن قال وبالجملة فجلالة قدره وعظيم شأنه في الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات»(٥).

سفراته :

لقد أمضى أحمد بن علي النجاشي أكثر عمره في مدينة بغداد وسافر عدة مرات لزيارة المراقد المقدسة ومن جملة أسفاره سفرته سنة ٤٠٠ هـ إلى النجف الأشرف حيث بقي مدة من الزمن بجوار مرقد أمير المؤمنين عليه السلام وعند ذلك لقى شيخه الجليل الحسين بن جعفر بن محمّـد

__________________

(١) بحارالأنوار ١ / ١٦.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٥.

(٣) تعليقات الوحيد البهبهاني : ٢٤ ـ ٢٥.

(٤) الوجيزة للمجلسي : ١٥٢.

(٥) مستدرك الوسائل ٣ / ١٤٧.

  

المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري ، وسمع منه ـ (ذيل ترجمة رقم ٥٨٧) ـ ، وأجازه في المشهد الغروي الشريف بروايته كتاب عمل السلطان لأبي عبـد الله البوشنجي الحسين ابن أحمد بن المغيرة ، كما نص عليه رحمه‌اللهفي ترجمته ـ (ترجمة رقم ١٦٥) ـ.

ودخل الكوفة كراراً ، قال في ترجمة جعفر بن بشير البجلي ـ (ترجمة رقم ٣٠٤) ـ : «وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا بالكوفة نصلي فيه مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها»(١).

«وقد زار مشهد الإمامين العسكريين عليهما‌السلام. وبها سمع من القاضي أبي الحسن علي بن محمّـد بن يوسف نسخة كتاب محمّـد بن إبراهيم الإمام بن محمّـد بن علي بن عبـد الله بن عباس بن عبـد المطلب ، كما نص رحمه‌الله عليه في ترجمته (ترجمة رقم ٩٥٤).

قلت : ولعل وفاته رحمه‌الله بمطيرآباد كانت بعد هذه الزيارة ، ورجوعه من سامراء إلى تلك الناحية»(٢).

أساتذته :

لقد سمع النجاشي رحمه‌الله الرواية من كثير من العلماء ومن جملة هؤلاء :

١ ـ أبوه علي بن أحمد النجاشي.

٢ ـ الشيخ المفيد وهو المراد بقوله : شيخنا أبو عبـد الله ، وقوله : محمّـد بن محمّـد ، ومحمّـد بن النعمان.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٩.

(٢) تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي ١ / ١٧.

  

٣ ـ أحمد بن عبـد الواحد البزاز ، المعروف بابن حاشر.

٤ ـ أحمد بن علي السيرافي.

٥ ـ ابن الغضائري الحسين بن عبيـد الله وابنه احمد بن الحسين.

٦ ـ هارون بن موسى التلعكبري وابنه أبو جعفر بن هارون.

٧ ـ أحمد بن محمّـد بن عمران المعروف بابن الجندي.

٨ ـ محمّـد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني أبو الفرج الكاتب.

من تلامذته :

لا شك أنّ الكثير قد استفاد من هذا الشيخ الجليل ولكن لم تسلط الأضواء على ذلك في كتب التراجم ونذكر منهم :

١ ـ الشيخ أبو الحسن الصهرشتي.

٢ ـ السيد عماد الدين بن معبد الحسني المروزي.

مؤلفاته :

ما وصل إلينا من كتب النجاشي هو ما يلي :

١ ـ كتاب الجمعة وما ورد فيه من الأعمال.

٢ ـ كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل.

٣ ـ كتاب أنساب بني نصر بن قعين.

٤ ـ كتاب مختصر الأنواء ومواضع النجوم.

٥ ـ كتاب الرجال أو فهرست أسماء مصنفي الشيعة.

 

وفاته :

توفي هذا العالم الجليل والرجالي الخبير والنسابة البارع كما في خلاصة العلاّمة في سنة ٤٥٠ هـ(١) في مطيرآباد(٢) من نواحي سامراء وعاش ٧٨ عاماً ملؤها الخير والبركة والعطاء.

ولابأس بالإشارة إلى أنّ الموجود في ترجمة محمّـد بن الحسن الجعفري ـ (ترجمة رقم ١٠٧٠ في رجال النجاشي) ـ أنّ الجعفري مات يوم السبت ١٦ / رمضان / ٤٦٣ هـ ، أي بعد ١٣ سنة من سنة وفاة النجاشي التي ذكرها العلاّمة في خلاصة الأقوال ولعلها إضافة من النساخ في ما بعد.

وأول من أشـار إلى تاريخ ومحـل وفاته هو العلامـة الحلي في خلاصته ولم يتعرض له أحد قبله في مصادر الشيعة لفقد كثير منها ، وكذلك مصادر السنة لتجاهلهم للكثير من علمائنا ورواتنا وهو واضح للمتتبع.

وجاء في رجال السيد بحر العلوم : «توفي قبل الشيخ بعشر سنين لأنه توفي ٤٦٠ وكان قد ولد قبله بثلاث عشرة سنة وقدم الشيخ العراق وله ثلاث وعشرون سنة وللنجاشي ست وثلاثون وكان السيد الأجل المرتضى (رضي الله عنه) أكبر منه بست عشرة سنة وأشهر وهو الذي تولى غسله ومعه الشريف أبو يعلى محمّـد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبـد العزيز

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٧٢.

(٢) ومطيرآباد لم تذكر في المعاجم ، لكن ذكر ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ١٨٠ طبع الهند ، وقال : «وقع وباء بالأهواز وأعمالها وبواسط وبالنيل ومطيرآباد والكوفة». وورد في المعاجم كمعجم البلدان ٥ / ١٥١ : «قرية مطيرة ، وهي من نواحي سامراء».

  

كما ذكر في ترجمته»(١).

مطالعات في فهرست النجاشي :

كتابه المشتهر برجال النجاشي واسمه فهرست أسماء مصنّفي الشيعة على ما ذكره في أوّل الجزء الثاني ، وقد ذكر السبب الذي دعاه لتأليف هذا الفهرست قائلاً : «فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف (أطال الله بقائه وأدام توفيقه) من تعيير قوم من مخالفينا أن لا سلف لكم ولا مصنّف ، وهذا قول من لا علم له بالناس ولا وقف على أخبارهم ولا عرف منازلهم وتاريخ أهل العلم ولا لقي أحداً فيعرف منه ، ولا حجّة علينا لمن لم يعلم ولا عرف ، وقد جمعت من ذلك ما استطعته ولم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب ، وإنّما ذكرت ذلك عذراً إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره»(٢).

ويتميّز هذا الكتاب بمميّزات منها :

١ ـ تعرضه لترجمة أكثر من (١٢٤٠) راوياً ووثق أو مدح (٦٤٠) وضعف ما يقارب (١٠٠) وغالباً ما يوثّق بلا نسبة ويضعف بنسبته إلى الغير وقد وثّق جماعة في غير تراجمهم(٣). وقد تعرض في كتابه هذا للجرح والتعديل لأغلب الرواة الذين ذكرهم فيه.

٢ ـ إنّه مختص على ما ذكر في ديباجة الكتاب بمصنّفي الشيعة ولم يشذّ عن هذا الاختصاص إلاّ نادراً كما في عبـد الله بن بكير والسكوني مثلاً.

٣ ـ تثبته في مقالاته ، وتأمله في إفاداته ، فإنه أثبت علماء الرجال

__________________

(١) رجال السيد بحر العلوم (الفوائد الرجالية) ٢ / ٣٧.

(٢) رجال النجاشي : ٣ مقدمة الكتاب.

(٣) وقد استخرجتها بالتفصيل ورتّبتها على شكل جدول راجع كتابنا دراسات في علم الرجال.

  

وأضبطهم ، كما صرح به الكثير من العلماء الذين تعرضوا لذلك حتى عرف أنه لا يروي إلاّ عن ثقة.

٤ ـ دقّته في البحث واطلاعه الواسع خصوصاً في الأنساب والرجال.

٥ ـ إنّ مشايخه من أجلاّء ونقّاد هذا العلم وقد أكسبه ذلك خبرة كثيرة ، فمنهم الشيخ أحمد بن الحسين الغضائري ، والشيخ أحمد بن علي بن عباس بن نوح السيرافي ، والشيخ أحمد بن محمّـد بن الجندي ، ومحمّـد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن أبي قرّة الكاتب ، وقد انعكس هذا الامر على كتابه الذي دون فيه عصارة أفكاره وخلاصة تحقيقاته ، والذي يبدو واضحا للمتتبع المتأمل في صفحات الكتاب.

وهنا نشير إلى بعض النكات التي يجدها المتتبع في هذا الكتاب الجليل والتي تكشف عن الدقة والتتبع عند مصنفه :

١ ـ تعرض لأنساب الكثير من الرواة ، وهذا كما يكشف بشكل جلي عن تبحره واطلاعه الواسع على الأنساب والرجال ، وقدم بذلك ثروة مهمة للباحثين ، وقد تقدم أنّ من مؤلفاته كتاب أنساب بني نصر بن قعين ونصر بن قعين ، أحد أجداده.

فقد تعرض الشيخ النجاشي في تراجمه للرواة إلى ذكر أنساب البعض منهم ونحن نشير إليهم على نحو الإجمال :

(٧) أبان بن تغلب بن رباح ، (٣٠) إبراهيم السمال ، (١٦٧) الحسين المغربي ، (١٩٤) أحمد بن الحسن بن علي ، (١٩٨) احمد بن محمّـد بن عيسى ، (٢٠٠) أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل أبو جعفر كوفي ، (٢٠١) أحمد الزراري ، (٢٣٣) احمد بن محمّـد بن سعيد السبيعي ، (٢٣٩) أحمد بن إبراهيم بن المعلى ، (٢٥٠) أحمد بن

 

عامر ، (٣٠٦) جعفر بن عبـد الله ، (٣١٤) جعفر بن محمّـد والد أبي قراط ، (٣١٩) جعفر بن ورقاء ، (٣٣٢) جابر الجعفي ، (٣٤٦) حفص بن غياث ، (٣٧٦) حصين بن المخارق ، (٤٢٨) دعبل بن علي الخزاعي ، (٤٣٦) ريان بن شبيب ، (٤٦٣) زرارة بن أعين ، (٥٤٩) طلاب بن حوشب ، (٥٨٥) عبـد الله بن الفضل ، (٦٠٦) عبـد الله بن أحمد ، (٦٣٢) عبـد الرحمن بن عمرو العائذي ، (٦٧٦) علي بن الحسن بن علي بن فضال ، (٦٩٢) علي بن عبـد الله الخديجي ، (٧١٣) علي بن محمّـد بن حفص القمي ـ وابنه الحسن بن أبي قتادة الشاعر ، (٨٨٠) محمّـد بن قيس ، (٨٨٦) محمّـد بن علي بن النعمان ، (٨٩٣) محمّـد بن إسماعيل بن بزيع ، (١٠٥٨) محمّـد بن الجواني ، (١٠٥٩) محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد ، (١٠٦٠) محمّـد بن وهبان ، (١٠٦٧) المفيد ، (١١٢٤) سمع بن عبـد الله ، (١١٥٥) وهب أبو البختري ، (١١٥٦) وهب بن عبـد ربه ، (١١٦٦) هشام بن السائب ، (١١٨٣) هارون بن عبـد العزيز ، (١٢٠٧) يونس بن يعقوب أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار.

وهو في النسب يتعرض إلى نسب الراوي إلى أجداده تارة وأخرى لعلاقته النسبية بأحد الرواة أو الشخصيات أو الشعراء ، فمن مثال الأول ما ذكره في نسب الشيخ المفيد رحمه‌الله حيث قال في ترجمته (١٠٦٧) : «محمّـد بن محمّـد بن النعمان بن عبـد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبدالدار بن الريان بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة بن خلد بن مالك بن أدد بن زيد بن

 

يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان».

ومثال العلاقة بأحد الشخصيات ما ذكره في ترجمة (٤٣٦) ريان بن شبيب ، حيث قال : «خال المعتصم» ، أو ما تعرض له في ترجمة (١١٨٣) هارون بن عبـد العزيز : «جد والد الوزير أبي قاسم» وأخيرا نذكر مثالا على ما يذكره النجاشي في بعض الأحيان من علاقة نسبية أو سببية ببعض الرواة ، فمن الأول ما ذكره في ترجمة يونس بن يعقوب : «أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار» ، ومن الثاني ما أشار إليه في ترجمة (٩٥٨) محمّـد بن مارد التميمي : «ختن محمّـد بن مسلم».

ولا تخفى أهمية هذه المعلومات القيمة في أزمنتنا حيث الأهمية القصوى للقرائن التي يمكن جمعها للوصول إلى توثيق أو تضعيف أحد الرواة أو الاستفادة منها في تشخيص بعض الرواة أو موارد أخرى ، فهي وإن كانت خارجة عن حريم التقييمات الرجالية بالمعنى الأخص إلاّ أنّها دخيلة في ذلك بشكل غير مباشر.

٢ ـ تعرض أيضا لذكر سنة الولادة أو الوفاة لكثير من الرواة (يناهز السبعين)وأفاد بذلك دارسي علم الرجال لتحديد الرواة وطبقاتهم ، راجع الجدول رقم (١).

٣ ـ ذكر محل الوفاة أو السكن أو محل الرواية لما يقارب الثمانين راوياً ، راجع الجدول رقم (٢).

٤ ـ تعرض لأُمور أو قصص مهمة وطريفة عند ترجمته لبعض الرواة ، والتي تسلط الضوء على أُمور لها أهميتها في تشخيص الرواة أو توثيقهم أو ما شابه ، منها :

 

ـ ما في ترجمة (رقم ٧) : «أبان بن تغلب بن رباح أبو سعيد البكري الجريري مولى بني جرير بن عبادة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ... وكان قارئاً من وجوه القراء ، فقيهاً ، لغوياً ، سمع من العرب وحكى عنهم ... ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ... وكان أبان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق ، وأخليت له سارية».

ومنها ماذكره عند ترجمته ـ (رقم ٣٧٠) ـ حماد بن عيسى : «وكان ثقة في حديثه صدوقاً قال : سمعت من أبي عبـد الله عليه السلام سبعين حديثا فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين ... ومات حماد بن عيسى غريقاً بوادي قناة ـ وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة وهو غريق الجحفة ـ في سنة تسع ومائتين ، وقيل : سنة ثمان ومائتين ، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله».

ومانقله في ترجمة (رقم ٣٧٥) : «حريز بن عبد الله السجستاني أبو محمّد الازدي من أهل الكوفة ، أكثر السفر والتجارة إلى سجستان ، فعرف بها ، وكانت (كان) تجارته في السمن والزيت ... وكان ممن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبد الله عليه السلام ، وروى أنه جفاه وحجبه عنه».

وما ذكره في ترجمة ـ (رقم ٥٧٥) ـ عبـد الله بن عبدالرحمن الزبيري : «والزبيريون في أصحابنا ثلاثة هذان ـ (عبـد الله بن عبـد الرحمن الذي نحن بصدده وعبـد الله بن هارون) ـ ومحمّـد بن عمرو بن عبـد الله بن مصعب بن الزبير رأيت بخط أبي عباس بن نوح في ما أُوصي به إليَّ من كتبه».

 

ما ذكره في ترجمة ـ (رقم ٥٨٨) ـ عبـد الله بن طلحة النهدي : «عربي ، كوفي ... وليس هو أخا يحيى بن طلحة».

نقله قصة عبـد العظيم الحسني في ترجمته (رقم ٦٥٣) : «كان عبـد العظيم ورد الري هاربا من السلطان ، وسكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، وكان (فكان) يعبد الله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وكان (فكان) يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره ، وبينهما الطريق ، ويقول : «هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليهما‌السلام». فلم يزل يأوى إلى ذلك السرب ، ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمّـد عليهم السلام حتى عرفه أكثرهم. فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : «إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالـي ، ويدفن عند شجرة التفـاح ، في باغ عبـد الجبار بن عبـد الوهاب» ـ وأشار إلى المكان الذي دفن فيه ـ فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لاي شيء تطلب الشجرة ومكانها. فأخبر بالرؤيا ، فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنه قد جعل موضـع الشجرة مع جميع الباغ وقفا على الشريف والشيـع يدفنون فيه. فمرض عبـد العظيم ومات رحمه الله ، فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة ، فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : «أنا أبو القاسم عبـد العظيم بن عبـد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام».

٥ ـ هناك تعابير استخدمها النجاشي لها مداليل حَرِية بالانتباه :

أ ـ من بيت الشيعة (٥٠).

ب ـ من بيت الثقات (٤٤٧).

 

ج ـ يعرف وينكر : (٦٩) ـ (١٨٣) ـ (١٩٩) ـ (٢٢٧) ـ (٤٦٨)

ـ (٥٢٧) ـ (٦٢٤) ـ (٧٤٠) ـ (٧٥٣) ـ (٩٠٣).

د ـ قريب السن (٢١٢).

هـ ـ روى عن الرجال (٢٤٩).

و ـ قريب الموت (١٢٥).

ز ـ يروي عن الرجال (٧٢٩) ف (١٠٨٧) ف (١١٨١).

ح ـ روى عن الثقات ورووا عنه (٣٠٤) ـ (٩٣٣).

٦ ـ تعرض الشيخ النجاشي لترجمة مجموعة من الرواة في غير عنوانهم بمناسبة وقد وثق بعضهم وضعف آخرين وإتماماً للفائدة سنذكر هؤلاء الرواة مع ذكر رقم الترجمة ، راجع جدول رقم (٣).

فهذه بعض النكات الذي يلاحظها المتتبع في هذا الكتاب القيّم والتي تكشف عن الدّقة والتّتبع والتّخصص عند مؤلّفـه وقد ذكرت رقم الترجمة أمام اسم كلّ راو ليتسنى للمحقق مراجعتها ، والطبعة التي اعتمدتها هي تحقيق : الحجة السيد موسى الشبيري الزنجاني ، الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم ، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٧ هـ.

* * *

 

جدول رقم (١)

سنة الولادة أو الوفاة

للرواة في رجال النجاشي

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

١

(٧) أبان بن تغلب بن رباح

١٤١ هـ

٢

(١٩) إبراهيم الثقفي

٢٨٣ هـ

٣

(٨٤) الحسن بن محمّـد بن سماعة

ليلة خميس ٥ / جمادي الأول / ٢٦٣ هـ

دفن في جعفي

٤

(١٤٩) الحسن بن محمّـد بن يحيى

ربيع الاول / ٣٥٨ ه

دفن بمنزله بسوق العطش

٥

(١٥٠) الحسن بن حمزه الطبري

سنة ٣٥٨ هـ

٦

(١٦٦) الحسين بن عبيـد الله الغضائري

نصف صفر سنة ٤١١ هـ

٧

(١٦٧) الحسين المغربي

١٥ / رمضان / ٤١٨ هـ

٨

(١٨٠) أحمد بن محمّـد بن أبي نصر البزنطي

٢٢١ بعد وفاة الحسن بن علي بثمانية أشهر

٩

(١٨٢) أحمد البرقي

توفي ٢٧٤ قاله أحمد بن الحسين. ـ توفي ٢٨٠ هـ قاله علي بن

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

محمّـد ماجيليوه

١٠

(١٩٤) أحمد بن الحسن بن علي

ت ٢٦٠ هـ

١١

(١٩٩) أحمد بن هلال أبو جعفر العبرتائي

١٨٠ هـ

سبع وستين ومائتين

١٢

(٢٠١) أحمد الزراري

٢٨٥ هـ

٣٦٨ هـ

١٣

(٢٠٧) أحمد الجوهري

٤٠١ هـ

١٤

(٢١٦) أحمد بن ميثم

٣٥٠ هـ

١٥

(٢٢٣) أحمد بن محمّـد بن دول

٣٥٠ هـ

١٦

(٢٢٨) أحمد بن ادريس القمي

٣٠٦ هـ

بالقرعاء من طريق مكة

١٧

(٢٣٣) أحمد بن محمّـد بن سعيد السبيعي

٣٣٣ هـ

١٨

(٢٥٠) أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح

١٥٧ ه

١٩

(٢٧٩) بكر بن محمّـد

٢٤٨ هـ

٢٠

(٢٨٧) بريد العجلي

١٥٠ هـ

٢١

(٢٩٦) ثابت بن

١٥٠ هـ

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

دينار

٢٢

(٣٠٤) جعفر بن بشير

٢٠٨ هـ

٢٣

(٣١٤) جعفر بن محمّـد والد أبي قراط

ولد بسر من رأى ٢٢٤ هـ

توفى في ذي القعدة ٣٠٨ هـ وله نيف وتسعون سنة.

٢٤

(٣٢٣) جعفرالكاهلي

الثلاثاء ٧ / ع / ٢٦٤ هـ وصلى عليه محمّـد إبراهيم العلوي.

٢٥

(٣٣٢) جابر الحعفي

توفى ١٢٨ ه

٢٦

(٣٣٩) حميد بن زياد

توفى ٣١٠ هـ

٢٧

(٣٤٦) حفص بن غياث

مات في الكوفة سنة ١٩٤ هـ

٢٨

(٣٥٦) حمدان بن المعافي

مات حمدان سنة ٢٦٥ هـ لما دخل أصحاب العلوي البصري قسين وأحرقوها

٢٩

(٣٧٠) حماد بن عيسى

سنة ٢٠٩ هـ وقيل ٢٠٨ هـ

توفى غريقاً بوادي قناة (وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ، وهو غريق الجحفة

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

ؤ وله نيف وتسعون.

٣٠

(٣٧١) حماد بن عثمان

١٩٠ هـ

٣١

(٣٨٢) حاتم المدني

سنة ١٨٦ ه

٣٢

(٤١٠) داود الرقي

بعد المائتين بقليل بعد وفاة الرضا عليه‌السلام

٣٣

(٤٦٣) زرارة بن أعين

١٥٠ هـ

٣٤

(٤٦٧) سعد الأشعري

توفى ٣٠١ هـ أو ٢٩٩ هـ

٣٥

(٤٨٥) سليمان المسترق

عمّر إلى ٢٣١ هـ

٣٦

(٥٠٠) سالم بن أبي حفص

١٣٧ هـ

٣٧

(٥١٤) سلام بن محمّـد

٣٣٩ هـ

٣٨

(٥١٧) سماعة بن مهران

١٤٥ هـ

٣٩

(٥٢٤) صفوان بن يحيى

٢١٠ هـ

٤٠

(٥٥٦) عبـد الله العبدي

توفى في أيام أبي عبد الله عليه‌السلام

٤١

(٥٥٩) عبـد الله بن مسكان

مات في أيام أبي الحسن قبل الحادثة

٤٢

(٥٦٣) عبد بن جبلة

٢١٩

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

٤٣

(٥٦٥) عبـد الله بن سعيد

عمّر إلى ٢٤٠ هـ

٤٤

(٦٢٠) عبيد بن كثير بن محمّـد

رمضان ٢٩٤ هـ

٤٥

(٦٦٥) علي بن الحسين المسعودي

بقي إلى سنة ٣٣٣ هـ

٤٦

(٨٨٢) محمّـد بن مسلم بن رباح أبو جعفر

سنة ١٥٠ ه

٤٧

(٨٨٨) محمّـد بن سنان

سنة ٢٢٠ هـ

٤٨

(٨٩٧) محمّـد بن الحسين بن أبي الخطاب

٢٦٢ هـ

٤٩

(٨٩٩) محمّـد بن الحسن بن شمون

عاش ١١٤ سنة ومات سنة ٢٥٨.

٥٠

(٩٢٠) محمّـد بن أحمد

توفي سنة ٢٦٦

في طريق مكة ودفن بذات عرق

٥١

(٩٣٦) محمّـد بن زكريا مولي بني غلاب

٢٩٨ هـ

٥٢

(٩٣٧) محمّـد بن سليمان الزراري

٢٣٧ هـ

٣٠١ هـ

٥٣

(٩٤٨) محمّـد بن الحسن بن فروخ

سنة ٢٩٠ هـ

توفي بقم

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

الصفار

٥٤

(٩٦٦) محمّـد بن عذافر بن عيسى الصيرفي المدائني

مات وله ثلاث وتسعون سنة

٥٥

(١٠٢٠) محمّـد بن جعفر الاسدي

ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الاولى سنة اثنتا عشرة وثلاثمائة

٥٦

(١٠٣٢) محمّـد بن أبي بكر الاسكافي

الاثنين ٦ / ذي الحجة / ٢٥٨ هـ

الخميس ١٩ / الاخره / ٣٣٦ هـ

٥٧

(١٠٤٤) محمّـد بن الحسن بن الوليد

٣٤٣ هـ

٥٨

(١٠٤٥) محمّـد بن أحمد بن داود القمي

مات سنة ٣٦٨ هـ

بمقابر قريش.

٥٩

(١٠٤٩) الصدوق

توفي بالري ٣٨١ هـ

٦٠

(١٠٦٥) الشريف الرضي

٦ / محرم / ٤٠٦ هـ

٦١

(١٠٦٧) المفيد

ولد ١١ / ذي القعده / ٣٣٦ هـ وقيل ٣٣٨ هـ

٣ / رمضان / ٤١٣ هـ

٦٢

(١٠٦٩) محمّـد بن عبـد الملك بن محمّـد التبان

ومات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة تسع عشرة وأربع مائة.

ت

الرواة

الولادة

الوفاة

محل الوفاة

٦٣

(١٠٧٠) محمّـد بن الحسن الجعفري

يوم السبت ١٦ / رمضان / ٤٦٣ هـ

ملاحظه هذا اضافه علي الكتاب إذ وفاة النجاشي ٤٥٠ هـ

٦٤

(١٠٩٦) معاوية الدهني

١٧٥ هـ

٦٥

(١١٣٠) مظفر بن محمّـد

٣٦٧ هـ

٦٦

(١١٦٣) وريزة بن محمّـد الغساني

٢٤٥ هـ

حدثنا وريزة بن محمّـد بن وريزة بالبصرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، وله ثمانون سنة.

٦٧

(١١٦٤) هشام بن الحكم

انتقل إلى بغداد سنة ١٩٩ هـ وقيل انه مات بهذه السنة

٦٨

(١١٨٧) يحيي بن القاسم

١٥٠ هـ

٦٩

(١٢٥٨) أبو عصام

مات محمّـد بن الحسين بن خازم سلخ رجب ٢٦١ هـ

الجدول رقم (٢)

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

التي ذكرها النجاشي في رجاله

ت

الرواة

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

١

(٨) أبان بن عثمان

يسكن الكوفة تارة والبصرة تارة وأصله كوفي.

٢

(١٩) إبراهيم الثقفي

كوفي وانتقل إلى أصفهان وأقام بها.

٣

(٨٤) الحسن بن محمّـد بن سماعة

توفي بالكوفة ودفن في جعفى

٤

(١٠٦) الحسن بن علي بن أبي المغيرة

الزبيدي الكوفي.

٥

(١٤٩) الحسن بن محمّـد بن يحيي

دفن بمنزله بسوق العطش.

٦

(١٥٠) الحسن بن حمزه الطبري

قدم بغداد ولقيه شيوخنا سنة ٣٥٦ هـ

٧

(١٥١) الحسن بن أحمد العجلي

من آهل الري جاور في اخر عمره بالكوفة ورتبه بها.

٨

(١٥٥) الحسين بن علي المصري

سكن مصر.

٩

(١٦٥) الحسين بن أحمد

أجازنا روايته ابن الخمري في مشهد الإمام أمير المومنين (عليه السلام) سنة ٤٠٠ هـ عنه

١٠

(١٨٢) أحمد البرقي

أصله كوفي

١١

(٢٠٢) أحمد الصولي

قدم بغداد سنة ٣٥٣ هـ وسمع الناس منه

١٢

(٢٢٨) أحمد بن ادريس القمي

توفي سنة ٣٠٦ هـ بالقرعاء من طريق مكة

١٣

(٢٣٢) أحمد بن

أصله كوفي وسكن بغداد

ت

الرواة

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

محمّـد بن أحمد

١٤

(٣٠٤) جعفر بن بشير

له مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم.

١٥

(٣١٤) جعفر بن محمّـد والد أبي قراط

ولد بسر من رأى ٢٢٤ هـ

١٦

(٣٣٩) حميد بن زياد

سكن سورا وانتقل إلى نينوى (قرية علي العلقمي).

١٧

(٣٤٦) حفص بن غياث

مات في الكوفة سنة ١٩٤ هـ

١٨

(٣٧٠) حماد بن عيسى

ـ أصله كوفي وسكن البصرة ، توفي غريقا بوادي قناة (وهو واد يسيل من الشجرة الى المدينة) وهو غريق الجحفة ، سنة ٢٠٩ هـ وقيل ٢٠٨ هـ.

١٩

(٣٧١) حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم

كوفي ، كان يسكن عرزم فنسب إليها ، ومات حماد بالكوفة

٢٠

(٣٧٥) حريز السجستاني

من أهل الكوفة

٢١

(٤٣٦) ريان بن شبيب

سكن قم وروى عن أهلها

٢٢

(٤٧٢) سعيد بن أبي الجهم

آل أبي الجهم بيت كبير بالكوفة

٢٣

(٣٧٨) حنان بن سدير الصيرفي

وكان دكان حنان في سدة الجامع على بابه في موضع البزازين

٢٤

(٤٨١) سعيد بن جناح

بغدادي

٢٥

(٤٨٢) سليمان الديلمي

قيل : أصله من بجيلة الكوفة سمي بالديلمي لأنه يكثر شراء سبي الديلم ويحملهم الى الكوفة

٢٦

(٤٩٧) سلمة بن الخطاب

الازدورقاني قرية من سواد الري

٢٧

(٥١٢) سعيد بن جناح

أصله كوفي نشأ ببغداد ومات بها مولى جهينة

٢٨

(٥١٤) سلام بن محمّـد

دفن بمقابر قريش

٢٩

(٥٣٨) صباح بن صبيح

إمام مسجد دار اللؤلؤ بالكوفة

ت

الرواة

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

٣٠

(٥٤٦) الضحاك الحضرمي

كوفي

٣١

(٥٥٣) ظريف بن ناصح

أصله كوفي نشأ ببغداد

٣٢

(٥٦٣) عبد بن جبلة

بيت جبلة بيت مشهور بالكوفة

٣٣

(٥٦٥) عبـد الله بن سعيد

ان منهم بيت بالكوفة أطباء.

٣٤

(٥٦٩) عبـد الله بن احمد

بنو مهزم بيت كبير بالبصرة في عبـد القيس شيعة

٣٥

(٥٩٠) عبـد الله الغفاري

سكن مزينة بالمدينة فتارة يقال له الغفاري وأخرى الأنصاري وثالثة المدني

٣٦

(٥٨٨) عبـد الله الهندي

كوفي

٣٧

(٦١٥) عبيـد الله بن أحمد بن نهيك

ال نهيك بالكوفه بيت من اصحابنا. كان في الكوفة وخرج إلى مكة. جلود قرية في البحر ، وقال قوم جلود بطن من الازد ، ولا يعرف النسابون ذلك.

٣٨

(٦٣٠) عبـد الرحمن بن الحجاج

كوفي سكن بغداد

٣٩

(٦٣٣) عبـد الرحمن الكوفي

كوفي انتقل إلى قم

٤٠

(٦٥٨) علي بن منصور

كوفي سكن بغداد

٤١

(٦٦٢) علي بن جعفر

سكن العريض من نواحي المدينة

٤٢

(٦٦٤) علي بن مهزيار

دورقي الاصل

٤٣

(٦٩٨) علي بن عبـد الله المخرومي

كان قديما قاضياً بمكة سنين كثيرة

٤٤

(٨٥٠) فضاله بن أيوب الأزدي

سكن الأهواز

٤٥

(٨٦٠) القاسم بن عروة

بغدادي ، وبها مات

٤٦

(٨٦٥) القاسم بن الحسن

سكن قم

ت

الرواة

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

٤٧

(٨٨٧) ابن أبي عمر

بغدادي الاصل والمقام.

٤٨

(٨٩٥) محمّـد بن سلم اليشكري

وهذا بيت بالكوفة فيهم فضل وتمييز ومنهم قوم كتاب إلى وقتنا هذا.

٤٩

(٨٩٦) محمّـد بن عيسى بن عبيد

يسكن بغداد

٥٠

(٨٩٨) محمّـد بن خالد البرقي

ينسب إلى برقة رود قرية من سواد قم على واد هناك

٥١

(٨٩٩) محمّـد بن الحسن بن شمون

ورد داود الرقي البصرة بعقب احتياز أبي الحسن موسى (عليه السلام) بها في سنة تسع وسبعين ومائة.

٥٢

(٩١٠) محمّـد بن خالد بن عمر

يسكن بالكوفة في صحراء جرم

٥٣

(٩٢٠) محمّـد بن أحمد

كوفي يسكن طاقات عرينة

توفي سنة ٢٦٦ في طريق مكة ودفن بذات عرق

٥٤

(٩٢٧) محمّـد بن بشير

مات بقم

٥٥

(٩٢٨) محمّـد بن علي بن إبراهيم

وكيل الناحية وأبوه وجده الوكلاء بهمدان

٥٦

(٩٣٦) محمّـد بن زكريا مولى بني غلاب

وبنو غلاب قبيلة بالبصرة من بني نصر بن معاوية وقيل انه ليس له بغير البصرة منهم احد

٥٧

(٩٤٨) محمّـد بن الحسن الصفار

توفي بقم سنة ٢٩٠ هـ

٥٨

(٩٥٨) محمّـد بن مارد التميمي

الكوفي

٥٩

(٩٥٩) محمّـد بن مسعود الكائي

كوفي

٦٠

(٩٩٩) محمّـد بن أسلم الطبري

أبو جعفر أصله كوفي كان يتجر إلى طبرستان

ت

الرواة

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

٦١

(١٠١٠) محمّـد بن علي بن عيسى القمي

كان وجها بقم ، وأميراً عليها من قبل السلطان ، وكذالك كان ابوه

٦٢

(١٠١٩) محمّـد بن جعفر بن بطة

وأجازنا ببغداد في النوبختية وقد سكنها.

٦٣

(١٠٢٠) محمّـد بن جعفر الأسدي

ساكن الري ، صحيح الحديث إلاّ أنه روي عن الضعفاء

٦٤

(١٠٢٩) محمّـد بن علي الشلمغاني

حدثنا الشلمغاني في استتاره بمعلثايا بكتبه

٦٥

(١٠٣٣) محمّـد بن عبـد الله الاصبهاني

أصله جرجان وسكن اصبهان

٦٦

(١٠٤٤) محمّـد بن بحر الروهني

ساكن نرماشير من أرض كرمان

٦٧

(١٠٤٥) محمّـد بن أحمد بن داود القمي

ورد بغداد فأقام بها وحدّث. مات سنة ٣٦٨ هـ بمقابر قريش

٦٨

(١٠٤٩) الصدوق

نزيل الري ، وجد الطائفة بخراسان ، ورد بغداد سنة ٣٥٥ هـ.

توفي بالري ٣٨١ هـ.

٦٩

(١٠٥١) محمّـد بن محمّـد الكوفي

وكانت له رياسة في الكرخ وتقدم الجماعة وأضر وخرج إلى الكوفة ، فجاور إلى أن مات هناك.

٧٠

(١٠٥٢) محمّـد بن بكر أن الرازي

سكن الكوفة ، وجاور بقيه عمره.

٧١

(١٠٥٨) محمّـد بن الجواني

ساكن آمل الطبرستان

٧٢

(١٠٦٠) محمّـد بن وهبان

سكن البصرة

٧٣

(١٠٦٧) المفيد

صلى عليه المرتضى بميدان الاشنان ودفن

ت

الرواة

محل السكنى أو الوفاة أو محل الرواية

ؤ في دار ونقل الى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر عليه‌السلام

٧٤

(١٠٧٧) موسى بن جعفر الكميذاني

من قرية من قرى قم

٧٥

(١١٠٢) منصور بن عباس

سكن بغداد ومات بها

٧٦

(١١٢٤) سمع بن عبـد الله

شيخ بكر بن وائل بالبصرة ، ووجهها وسيد المسامعة.

٧٧

(١١٢٨) معمر بن خلاد

بغدادي.

٧٨

(١١٤٧) نصر الصيرفي

انتقل الى بغداد.

٧٩

(١١٦٣) وريزة بن محمّـد الغساني

حدثنا وريزة بن محمّـد بن وريزة بالبصرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، وله ثمانون سنة

٨٠

(١١٦٤) هشام بن الحكم

مولده الكوفة ومنشأه واسط وتجارته بغداد وثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح

انتقل إلى بغداد سنة ١٩٩ هـ وقيل انه مات بهذه السنة.

٨١

(١٢٠٩) يونس القطان

كان ينزل بالكوفة طاق حيان ، هو بيطار حيان.

جدول رقم (٣)

فيمن ترجم لهم النجاشي أو تعرّض لهم بذكر

في كتابه في غير عنوانهم

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

١

إبراهيم بن أبي البلاد (٣٢)

١٢٠٥

يحيى بن إبراهيم

٢

إبراهيم بن محمّـد بن سماعة

٨٩٠

محمّـد بن سماعة

٣

إبراهيم بن محمّـد بن علي

٥٦٢

عبـد الله بن إبراهيم

٤

إبراهيم بن محمّـد العلوي

٨٤

الحسن بن محمّـد بن سماعة

٥

إبراهيم بن المُعلّى

٢٣٩

أحمد المُعلّى

٦

أحمد بن أبي عبـد الله البرقي

٩٤٧

محمّـد البرقي

٧

أحمد بن أبي قتادة

٧١٣

علي بن محمّـد

٨

أحمد بن عبـد الله الحميري

٩٤٩

محمّـد الحميري

٩

أحمد بن عبـد الله الكرخي

٩٣٥

محمّـد بن أحمد

١٠

أحمد بن علي بن عبيد النضري

٢٤٤

أحمد بن النضر الخزار

١١

أحمد بن علي بن النعمان

٧١٩

علي بن النعمان

١٢

أحمد بن محمّـد بن الهيثم

١٥١

الحسن بن أحمد

١٣

أديم بن الحرّ (٢٦٧)

٤٥٩

زكريا بن الحرّ

١٤

إسحاق بن جريد البجلي (١٧٠)

٣٨٩

خالد البجلي

١٥

إسحاق بن جعفر الصادق

٦٠

إسماعيل بن محمّـد بن إسحاق

١٦

إسحاق بن رباط البجلي

٩٤

الحسن بن رباط

١٧

إسحاق بن غالب (١٧٣)

٥٨٢

عبـد الله بن غالب

١٨

إسحاق بن الفضل

١٣١

الحسين بن محمّـد بن الفضل

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

١٩

أسد بن الحفر (أبو الأحوص)

٤١٤

داود بن أسد

٢٠

إسماعيل بن أبي السمال

٣٠

إبراهيم بن أبي بكر

٢١

إسماعيل بن عباد

٧٢

الحسن بن علي بن فضال

٢٢

إسماعيل بن عبـد الرحمن الجعفي

٢٨١

بسطام الجعفي

٢٣

إسماعيل بن علي بن علي (٦٩)

٧٢٧

علي بن علي بن رزين

٢٤

إسماعيل بن عمار

١٦٩

إسحاق بن عمار

٢٥

إسماعيل بن الفضل

١٣١

الحسن بن الفضل

٢٦

أيوّب بن الحرّ (٢٥٦)

٤٥٩

زكريا بن الحرّ

٢٧

بشر بن إسماعيل بن عمار

١٦٩

إسحاق بن عمار

٢٨

جعفر بن إبراهيم بن محمّـد

٥٦٢

عبـد الله بن ابراهيم

٢٩

جعفر بن أبي حمزة (سالم) البطائني

٦٥٦

علي بن أبي حمزة

٣٠

جعفر بن عبـد الله الحميري

٩٤٩

عبـد الله بن عبـد الله الحميري

٣١

جعفر بن عطية الحنّاط

٩٥٢

محمّـد الحنّاط

٣٢

جعفر بن مُبَشَر

٣٧٩

حُبَيْش بن مُبَشِّر

٣٣

جعفر بن محمّـد الأسدي

١٠٢٠

محمّـد بن جعفر بن محمّـد

٣٤

جعفر بن محمّـد بن سماعة (٣٠٥)

٨٩٠

محمّـد بن سماعة

٣٥

جعفر بن يحيى بن سعد الأحول

١٣٦ ـ ١٣٧

الحسن والحسين ابنا سعيد

٣٦

حُبشي السلولي (صحابي)

٣٧٦

حصين المخارق

٣٧

حديد بن حكيم (٣٥٨)

١١٣٨

مرازم بن حكيم

٣٨

حرب بن الحسن الطحان (٣٨٦)

٨٤

الحسن بن محمّـد بن سماعة

٣٩

الحسن بن أبي سادة

٨٨٣

محمّـد بن الحسن الرواسي

٤٠

الحسن بن أبي قتادة (٧٤)

٧١٣

علي بن محمّـد

٤١

الحسن بن حذيفة الخزاعي

٣٨٣

حذيفة بن منصور

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

٤٢

أبو الحسن السِمْسِي

١٠٥٠

محمّـد بن جعفر الهمداني

٤٣

الحسن بن سيف بن سليمان

٥٠٥

سيف بن سليمان

٤٤

الحسن بن شجرة

٧٢٠

علي بن شجرة

٤٥

الحسن بن عبـد الله الحميري

٩٤٩

محمّـد الحميري

٤٦

الحسن بن عطية الحناط (٩٣)

٩٥٢

محمّـد الحناط

٤٧

الحسن بن علوان الكلبي

١١٦

الحسين بن علوان

٤٨

الحسن بن علي بن بنت الياس

٢٧٢

الياس بن عمرو

٤٩

الحسن بن علي بن عبـد الله البجلي (١٤٧)

٤٤٥

رقيم بن الياس

٥٠

الحسن بن علي بن النعمان (٨١)

٧١٩

علي بن النعمان

٥١

الحسن بن محمّـد بن سماعة (٨٤)

٨٩٠

محمّـد بن سماعة

٥٢

الحسن بن المختار القلانسي الكوفي

١٢٣

الحسين بن المختار

٥٣

الحسن الطيالسي

٥٧٢

عبـد الله الطيالسي

٥٤

الحسين بن سيف (١٣٠)

٧٢٩

علي بن سيف

٥٥

الحسين بن عثمان (١١٩)

٣٢٠

جعفر بن عثمان

٥٦

الحسين بن مهران

٥٢٥

صفوان بن مهران

٥٧

الحسين بن يزيد السورائي

١٣٦ ـ ١٣٧

الحسن والحسين ابنا سعيد

٥٨

الحصين بن عبـد الرحمن الجعفي

٢٨١

بسطام الجعفي

٥٩

حفص بن سابور الزيات

٢٨٠

بسطام بن سابور الزيات

٦٠

حفص بن سالم السابري (٣٤٧)

٧٥٨

عمر بن سالم السابري

٦١

حكيم بن عمار الدُهني

١٠٩٦

معاوية بن عمار

٦٢

حمادة بنت الحسن (قيل حمادة بنت رجاء)

٤٤٩

زياد بن عيسى

٦٣

حمادة بنت رجاء (قيل حمادة بنت الحسن)

٤٤٩

زياد بن عيسى

٦٤

حمزة بن بزيع

٨٩٣

محمّـد بن إسماعيل

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

٦٥

حمزة بن ثابت الثمالي

٢٩٦

ثابت الثمالي

٦٦

حُمَيْد مولى السائب بن مالك

٧٤

٩٠٢

الحسن بن أبي قتادة ، محمّـد بن أحمد بن أبي قتادة

٦٧

حيان بن علي العنزي

١١٣١

مندل بن علي

٦٨

خالد بن الحجاج الكرخي

١٢٠٤

يحيى بن الحجاج

٦٩

خيثمة بن عبـد الرحمن (صاحب عبـد الله بن مسعود)

٢٨١

بسطام الجعفي

٧٠

خيثمة بن عبـد الرحمن الجعفي(عم بسطام)

٢٨١

بسطام الجعفي

٧١

أبو داود الطيالسي

١٥٥

الحسين المصري

٧٢

دواد بن النعمان (٤١٩)

٧١٢

علي بن النعمان

٧٣

رقيم بن عمرو

٧٧٣

عمرو بن الياس

٧٤

رقيم بن الياس

٢٧٢

الياس بن عمرو

٧٥

زكريا بن سابور الزيّات

٢٨٠

بسطام الزيّات

٧٦

زكريا بن شيبان

١١٩٠

يحيى بن زكريا

٧٧

زياد بن سابور الزيّات

٢٨٠

بسطام الزيّات

٧٨

زياد بن سوقة (خال بن سوقة العمري)

٣٤٨

حفص العمري

٧٩

سالم بن عبـد الرحمن

٦٢٩

عبـد الرحمن بن سماعة

٨٠

سعيد بن سيار

٢٩٠

بشار بن سيار

٨١

سُكين بن عمار النخعي

٩٦٩

محمّـد بن مسكين

٨٢

سلامة بن محمّـد الأرزني (٥١٤)

١٠٤٥

محمّـد بن أحمد بن داود

٨٣

سلمة بن محمّـد (٤٩٩)

١٠٩٩

منصور بن محمّـد

٨٤

أبو سلمة

١٥٥

الحسين المصري

٨٥

شاذان بن الخليل

٨٤٠

الفضيل بن شاذان

٨٦

شجرة بن ميمون النبال

٧٢٠

علي بن شجرة

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

٨٧

شديد بن عبـد الرحمن

٢٧٣

بكر بن محمّـد الأزدي

٨٨

أبو شعبة الحلبي

٦١٢

عبـد الله الحلبي

٨٩

شهاب بن عبـد ربّه (٥٢٣)

٥٠

١١٥٦

إسماعيل بن عبـد الخالق بن عبـد ربّه ، وهب بن عبـد ربّه

٩٠

صباح بن موسى الساباطي

٧٧٩

عمار الساباطي

٩١

صفوان بن مهران (٥٢٥)

٣٨١

حسان بن مهران

٩٢

طلاب بن حوشب (٥٤٩)

٨٢٦

العوام بن حوشب

٩٣

أبو عامر بن جناح

٥١٢

سعيد بن جناح

٩٤

عامر بن عبـد الملك

١١٢٤

مسمع بن عبـد الملك

٩٥

عَبّاد الرواجني

١٠١

الحسن بن محمّـد بن أحمد

٩٦

عبـد الأعلى الحلبي

٢٤٥

أحمد الحلبي

٩٧

عبـد الأعلى بن علي بن أبي شعبة

٨٨٥

محمّـد بي أبي شعبة

٩٨

عبـد الحميد بن سالم

٦٢٩

عبـد الرحمن بن سالم

٩٩

عبـد الحميد بن أبي العلاء (٦٤٧)

١١٧

الحسين بن أبي العلاء

١٠٠

عبـد الحميد بن عَوّاض

١١٣٨

مُرازم بن حكيم

١٠١

عبـد الحميد بن فرقد

٤١٨

داود بن فرقد

١٠٢

عبـد الخالق بن عبـد ربّه

٥٠

١١٥٦

إسماعيل بن عبـد الخالق بن عبـد ربّه ، وهب بن عبـد ربّه

١٠٣

عبـد الرحمن السمري

٦١٥

عبيـد الله النخعي

١٠٤

# عبـد الرحمن بن أبي عبـد الله البصري

٦٢

إسماعيل بن همام البصري

١٠٥

عبـد الرحمن بن فرقد

٤١٨

داود بن فرقد

١٠٦

عبـد الرحمن بن محمّـد بن علي

١٨٢

أحمد بن محمّـد بن خالد

١٠٧

عبـد الرحمن بن عبـد ربّه

٥٠

إسماعيل بن

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

عبـد الخالق بن عبـد ربّه

١٠٨

عبـد السلام بن عبـد الرحمن

٢٧٣

بكر الغامدي

١٠٩

عبـد الصمد بن محمّـد بن الأشعري

١٤٦

الحسن بن عبـد الصمد

١١٠

عبـد الغفار بن القاسم الأنصاري (أبو مريم)

٦٥٥

عبـد المؤمن بن القاسم

١١١

عبـد الله بن أبي خلف

٤٦٧

سعد بن عبـد الله الأشعري

١١٢

# عبـد الله بن اسحاق بن غالب الأسدي

١٧٣

عبـد الله بن غالب الأسدي

١١٣

عبـد الله بن رباط البجلي

٩٥٥

٩٤

محمّـد البجلي ، الحسن بن رباط

١١٤

عبـد الله بن السمري

٦١٥

عبيـد الله النخعي

١١٥

عبـد الله بن شريك

٣٢٠

جعفر بن عثمان

١١٦

عبـد الله بن عثمان

٣٧١

حماد بن عثمان

١١٧

عبـد الله بن محرز

٨١٥

عقبة بن محرز

١١٨

عبـد الله بن محمّـد الجعفي

٣٣٢

جابر الجعفي

١١٩

عبـد الملك بن سعيد

٥٦٥

عبـد الله بن سعيد

١٢٠

عبـد الملك بن محمّـد بن العلاء

٨١١

العلاء بن رزين

١٢١

عبـد الملك بن مسمع

١١٢٤

مسمع بن عبـد الملك

١٢٢

عبيـد الله بن الحسن الجوهري

٢٠٧

أحمد بن محمّـد الجوهري

١٢٣

عبيـد الله الحلبي

٢٤٥

أحمد الحلبي

١٢٤

عبيـد الله بن علي بن أبي شعبة (٦١٢)

٨٨٥

محمّـد بن علي بن أبي شعبة

١٢٥

عبيـد الله بن عمران البرقي (أبو القاسم يلقب بـ (بُندار))

٩٤٧

محمّـد البرقي

١٢٦

عبيد بن يقطين

٧١٥

علي بن يقطين

١٢٧

أبو عتاب بن بسطام

٧٩

الحسين بن بسطام

١٢٨

عثمان بن حاتم بن منتاب

١١٧

الحسين بن أبي العلاء

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

١٢٩

عقبة بن حمران

٣٦٥

حمزة بن حمران

١٣٠

عقبة بن خالد الأسدي

٧١٠

علي بن عقبة

١٣١

علاء بن الفضيل (٨١٠)

٩٧٣

محمّـد بن القاسم

١٣٢

علي بن إبراهيم بن الحسن

٩٣

الحسن بن عطية

١٣٣

علي بن أبي العلاء الخفاف

١١٧

الحسين بن أبي العلاء

١٣٤

علي بن أبي شعبة الحلبي

٦١٢

عبـد الله بن علي الحلبي

١٣٥

علي بن إسماعيل بن عمار

١٦٩

إسحاق بن عمار

١٣٦

علي بن بشير

٩٢٧

محمّـد بن بشير

١٣٧

علي بن الحسين المغربي

١١٨٣

هارون بن عبـد العزيز

١٣٨

علي بن السَريّ

٩٧

الحسن بن السَريّ

١٣٩

علي بن عبـد المنعم بن هارون الخديجي

٦٩٢

علي بن عبـد الله

١٤٠

علي بن عبـد الواحد الخمري (أبو الحسن)

٣٥٤

حكم بن أيمن

١٤١

علي بن عثمان

١٤١

الحسن بن أبي عثمان

١٤٢

علي بن عطية

٩٣

الحسن بن عطية

١٤٣

علي بن عيسى القمي

١٠١٠

محمّـد بن علي

١٤٤

علي بن قادم

١٥٥

الحسين بن علي المصري

١٤٥

علي بن محمّـد البرقي

٩٤٧

محمّـد البرقي

١٤٦

علي بن محمّـد بن علي القلاء (أبو القاسم)

٢٢٩

أحمد القلاء

١٤٧

علي بن المغيرة

١٠٦

الحسن بن علي بن أبي المغيرة

١٤٨

علي بن ميمون (المعروف بأبي الأقراد) (٧١٢)

٨٤١

الفضل بن عثمان

١٤٩

علي بن نعيم الصحاف

١٢٠

الحسين بن نعيم

١٥٠

علي بن هارون

١١٨٣

هارون بن عبـد العزيز

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

١٥١

عمار الدُهني

١٠٩٦

معاوية بن عمار

١٥٢

عمران بن الحلبي

٢٤٥

أحمد الحلبي

١٥٣

عمران بن علي بن أبي شعبة

٨٨٥

محمّـد بن أبي شعبة

١٥٤

أبو عمران الهلالي

٥٠٦

سفيان بن عُيَيْنَة

١٥٥

عمر بن رباح القَلاّء

٢٢٩

أحمد القَلاّء

١٥٦

عمرو بن ثابت

٢٩٨

ثابت بن هرمز

١٥٧

عمرو بن شمر (٧٧٦)

٣٣٢

جابر الجعفي

١٥٨

عمرو بن مروان

٧٨٠

عمار بن مروان

١٥٩

عمرو بن منهال بن مقلاص (٧٧٦)

١٣٣

الحسن بن عمرو

١٦٠

عمرو بن الياس

٤٤٥

٢٧٢

رقيم بن الياس ، الياس بن عمرو البجلي

١٦١

عوف بن عبـد الله

٥١٢

سعيد بن جناح

١٦٢

عيسى الجلودي

٦٤٠

عبـد العزيز بن يحيى الجلودي

١٦٣

غنيمة بنت عبـد الرحمن الغامدية الأزدية

٢٧٣

بكر الغامدي الأزدي

١٦٤

الفضل بن جعفر البزاز

٦١٩

عبيد بن الحسن

١٦٥

الفضل بن محمّـد الأشعري (٨٤٥)

٤٢

ابراهيم بن محمّـد الأشعري

١٦٦

فضيل بن غزوان

٤٧٩

سعيد بن غزوان

١٦٧

الفضيل بن يسار (٨٤٦)

٩٧٣

محمّـد بن القاسم

١٦٨

فُقّاعة الخمْري أحمد بن علي بن الحكم

٣٥٤

حكم بن أيمن الحنّاط

١٦٩

القاسم بن بُرَيْد

١٠٨٤

موسى بن بُرَيْد

١٧٠

القاسم بن خازم

١٢٥٨

أبو عصام

١٧١

القاسم بن عمار الدُهني

١٠٩٦

معاوية بن عمار

١٧٢

القاسم بن الفضيل (٨٥٦)

٩٧٣

محمّـد بن القاسم

١٧٣

القاسم بن محمّـد بن أيوب بن

١٥٧

الحسين بن القاسم

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

شَمُّون

١٧٤

أبو القيراط

٣١٤

جعفر بن محمّـد بن جعفر

١٧٥

قيس بن عمار

١٦٩

إسحاق بن عمار

١٧٦

قيس بن فَهْد الأنصاري

٦٥٥

عبـد المؤمن بن القاسم

١٧٧

قيس بن موسى الساباطي

٧٧٩

عمار الساباطي

١٧٨

كثير الرقي أبو خالد

٤١٠

داود الرقي

١٧٩

أبو مالك الحضرمي

١٠٥

الحسن بن محمّـد

١٨٠

محمّـد بن بحر الرُهْني (١٠٤٤)

٨٤٩

فارس بن سليمان

١٨١

محمّـد بن جعفر بن موسى بن قولون (مَسْلمة)

٣١٨

جعفر بن محمّـد بن جعفر بن قولون

١٨٢

محمّـد بن جمهور (٩٠١)

١٤٤

الحسن بن محمّـد بن جمهور

١٨٣

محمّـد بن حذيفة الخزاعي

 ٣٨٣

 حذيفة الخزاعي

١٨٤

محمّـد بن الحسين

 ١٠١

 الحسن محمّـد بن أحمد

١٨٥

محمّـد بن الحسين بن خازم

 ١٢٥٨

 أبو عصام

١٨٦

محمّـد بن حكيم (٩٥٧)

 ١١٣٨

 مرازم بن حكيم

١٨٧

محمّـد الحلبي

 ٢٤٥

 أحمد الحلبي

١٨٨

محمّـد بن سعيد بن غزوان (١٠١٧)

 ٤٧٩

 سعيد بن غزوان

١٨٩

محمّـد بن سليمان الديلمي

 ٤٨٢

 سليمان بن عبـد الله الديلمي

١٩٠

محمّـد بن سنان (٨٨٨)

 ١١٤٠

 مَيْاح المدائني

١٩١

محمّـد بن سوقة (خال حفص العمري)

 ٣٤٨

 حفص العمري

١٩٢

محمّـد بن عبـد الله بن زرارة بن أعين

 ٧٢

 الحسن بن علي بن فضال

١٩٣

محمّـد بن عبيـد الله الجوهري

 ٢٠٧

 أحمد بن محمّـد بن عبيـد الله

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

١٩٤

محمّـد بن عطية الحنّاط (٩٥٢)

 ٩٣

 الحسن بن عطية الحنّاط

١٩٥

محمّـد بن علي البرقي

 ١٨٢

 أحمد بن محمّـد بن خالد

١٩٦

محمّـد بن عمار الدُهني

 ١٠٩٦

 معاوية بن عمار

١٩٧

محمّـد بن عمرو بن عبـد الله (٩٠٩)

 ٥٧٥

 عبـد الله الزبيري

١٩٨

محمّـد بن عمرو بن عثمان

 ٧٦٦

 عمرو بن عثمان

١٩٩

محمّـد بن عيسى بن عبيد (٨٩٦)

 ٩٣٩

 محمّـد بن أحمد بن يحيى

٢٠٠

محمّـد بن قيس (أبو أحمد)

 ٨٨٠

 محمّـد بن قيس (أبو نصر)

٢٠١

محمّـد بن قيس الأسدي (مولى بني نصر)

 ٨٨٠

 محمّـد بن قيس (أبو نصر)

٢٠٢

محمّـد بن قيس البجلي

 ٨٨٠

 محمّـد بن قيس (أبو نصر)

٢٠٣

محمّـد بن محمّـد بن علي بن عمرو القَلاّء

 ٢٢٩

 أحمد بن محمّـد القَلاّء

٢٠٤

محمّـد بن مهاجر الأزدي (أبو خالد)

 ٤٦

 إسماعيل بن أبي خالف محمّـد الأزدي

٢٠٥

محمّـد بن نسيم

 ١٠١

 الحسن بن محمّـد بن أحمد

٢٠٦

محمّـد بن نعيم الصحاف

 ١٢٠

 الحسين بن نعيم

٢٠٧

محمّـد بن الهيثم العجلي (٩٧٢)

 ١٥١

 الحسن بن محمّـد

٢٠٨

مراد بن خارجة

 ١١٧٦

 هارون بن خارجة

٢٠٩

مرازم بن حكيم الساباطي (١١٣٨)

 ٩٨٦

 محمّـد بن مرازم

٢١٠

مسكين بن مهران

 ٥٢٥

 صفوان بن مهران

٢١١

معاذ بن مسلم بن أبي سارة

 ٨٨٣

 محمّـد الروّاسي

٢١٢

المُعلّى بن أسد

 ٢٣٩

 أحمد المُعلّى

٢١٣

مُعلّى بن الحسن بن محمّـد

 ٨٩٠

 محمّـد بن سماعة

٢١٤

معمر بن خيثم

 ٤٧٤

 سعيد بن خيثم

٢١٥

مُغَلّس بن يحيى

 ٩٦٣

 محمّـد بن يحيى

٢١٦

مفضل بن صالح

 ٣٣٢

 جابر الجُعْفي

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

٢١٧

مُنَخّل بن جميل

 ٣٣٢

 جابر الجُعْفي

٢١٨

منصور بن ثابت الثمالي

 ٢٩٦

 (أبو حمزة) ثابت الثمالي

٢١٩

موسى بن عبـد السلام بن نعيم الغامدي

 ٢٧٣

 بكر الأزدي الغامدي

٢٢٠

مُيَسِّر بن عبـد العزيز النخعي

 ٩٩٧

 محمّـد بن مُيَسَّر

٢٢١

نوح بن ثابت بن دينار الثمالي

 ٢٩٦

 أيوب بن نوح

٢٢٢

نوح بن دَرّاج

 ٢٥٤

 نوح بن دَرّاج

٢٢٣

وهب بن عبـد ربّه (١١٥٦)

 ٥٠

 إسماعيل بن عبـد الخالق بن عبـد ربّه

٢٢٤

الهلال بن علاء

 ٨١١

 العلاء بن رزين

٢٢٥

همام بن عبـد الرحمن البصري

 ٦٢

 إسماعيل بن همام البصري

٢٢٦

الهيثم التميمي

 ٩٧٢

 محمّـد بن الهيثم

٢٢٧

الياس بن عمرو

 ٤٤٥

 رقيم بن الياس

٢٢٨

يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد (١٢٠)

 ٩١٧

 محمّـد بن إبراهيم

٢٢٩

يحيى بن جعفر

 ٣١٤

 جعفر بن محمّـد بن جعفر

٢٣٠

يحيى بن زكريا النرماشيري (١١٩٣)

 ٨٤٩

 فارس بن سليمان

٢٣١

يحيى بن طلحة

 ٥٨٨

 عبـد الله بن طلحة

٢٣٢

يزيد الأشجّ

 ٢٧٨

 بكر بن أحمد بن إبراهيم

٢٣٣

يزيد بن فرقد

 ٤١٨

 داود بن فرقد

٢٣٤

يعقوب بن عمرو

 ٧٧٣

 عمرو بن الياس

٢٣٥

يعقوب بن الفضل

 ١٣١

 الحسين بن محمّـد بن الفضل

٢٣٦

يعقوب بن الياس البجلي

٢٧٢

٤٤٥

الياس بن عمرو ، رقيم بن الياس

٢٣٧

يقطين بن موسى البغدادي

 ٧١٥

 علي بن يقطين

٢٣٨

يوسف بن عمار

 ١٦٩

 إسحاق بن عمار

ت

الاسم

الرقم

الترجمة

٢٣٩

يوسف بن يعقوب (١٢١٩)

٣٣٢

جابر الجعفي

٢٤٠

يوسف بن رباط البجلي (١٢١١)

٩٤

الحسن بن رباط

٢٤١

يوسف بن عمار

١٦٩

إسحاق بن عمار

                    

المصـادر

١ ـ أمل الآمل ، الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، دار الكتاب الاسلامي ، قم / إيران ١٩٨٢ م.

٢ ـ بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت / لبنان ١٤٠٣ هـ.

٣ ـ التحرير الطاووسي ، حسن بن زين الدين (ت ١٠١١ هـ) ، مكتبة المرعشي ، قم / إيران ١٤١١ هـ.

٤ ـ تعليقات ، الوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٦ هـ)، طبعة حجرية.

٥ ـ تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي ، السيد محمّـد علي الابطحي ، قم ، إيران ١٤١٧ هـ.

٦ ـ خلاصة الأقوال ، العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم / إيران ١٤١٧ هـ.

٧ ـ رجال السيد بحر العلوم (الفوائد الرجالية) ، السيد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢ هـ) ، مكتبة الصادق ، طهران / إيران ١٩٨٣ م.

٨ ـ رجال النجاشي ، أحمد بن علي النجاشي (ت ٤٥٠ هـ) ، مؤسّسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم / إيران ١٤١٦ هـ.

٩ ـ الرواشح السماويّة ، ميرداماد محمّـد باقر الأسترآبادي (ت ١٠٤١ هـ) ، دار الحديث ، قم / إيران ١٤٢٢ هـ.

١٠ ـ روضة المتّقين ، التقي المجلسي (ت ١٠٧٠ هـ)، بنياد فرهنك اسلامي، قم، إيران / ١٣٩٩ هـ.

١١ ـ الصحاح ، الجوهري (ت ٣٩٣ هـ) ، دار العلم للملايين ، بيروت / لبنان ١٤٠٧ هـ.

١٢ ـ القاموس المحيط ، الفيروزآبادي (ت ٨١٧ هـ)

١٣ ـ مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري (ت ١٣٢٠ هـ) ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلاملاحياء التراث ، قم / إيران ١٤١٦ هـ.

١٤ ـ معجم البلدان ، الحموي (ت ٦٢٦ هـ) ، دار احياء التراث العربي ، بيروت / لبنان ١٣٩٩ هـ.

١٥ ـ المنتظم ، ابن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) ، الهند.

١٦ ـ منتهى المقال ، أبو علي الحائري (ت ١٢١٦ هـ) ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلاملاحياء التراث ، قم ، إيران / ١٤١٦ هـ.

١٧ ـ الوجيزة ، للمجلسي (ت ١١١١ هـ)، منشورات مؤسسة الاعلمي، بيروت، لبنان ١٤١٥ هـ.

* * *

 

النظرية التفسيرية

في المدرسة الإمامية

(١)

السـيّد زهير الأعرجي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة :

نعني بالنظرية التفسيرية المسلك الذي سلكه المفسّرون من علماء أهل البيت عليهم‌السلام في بيان المعاني القرآنية عبر التفسير النقلي الروائي الصادر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، فهو تفسيرٌ بالمأثور في مقابل التفسير بالرأي الذي تمسّكت به مدرسة الحديث والرأي.

لقد نبع الاهتمام بالقرآن الكريم في المدرسة الإمامية من كونه كتاب الله المجيد المصون المحفوظ بين الدفّتين الذي لا تطاله يد التحريف والتزوير ، وقد قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الكريم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(١) ، وقال عزّ من قائل : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْح مَحْفُوظ)(٢) ، وقال تعالى : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب

__________________

(١) سورة الحجر ١٥ : ٩.

(٢) سورة البروج ٨٥ : ٢١ ـ ٢٢.

  

مَكْنُون)(١) ، وأوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين ، وهو من الأحاديث الصحيحة المتواترة التي رواها الفريقان(٢).

ولذلك أجمع فقهاء المدرسة الإمامية على أنّ أشرف العلوم قدراً وأعلاها منـزلة هو العلم بمعاني القرآن الكريم ، وقد اهتمّ علماؤنا بتفسير كلام الله المجيد ، وأصبح القرآن الكريم في المدرسة الإمامية محور المعرفة الإسلامية في التشريع والفقه والفلسفة والكلام والعرفان والأخلاق.

وعندما نتحدّث عن نشأة التفسير وتطوّره وعن مناهج المفسّرين وطرقهم فإنّنا نريد أن نبيّن اهتمام المدرسة العلمية السائرة على هدى أهل البيت عليهم‌السلام بالقرآن الكريم باعتباره الأصل الأوّل من أصول مباني الإسلام في المعرفة والتشريع ، فـ : التفسير هو : «إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز ، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان ولا على شيء لم يثبت أنّه حجّة من طريق العقل أو من طريق الشرع ، للنّهي عن اتّباع الظنّ وحرمة إسناد شيء إلى الله بغير إذنه ، قال الله تعالى : (قُلْ ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)(٣) ... إلى غير ذلك من الآيات والروايات الناهية عن العمل بغير العلم. والروايات الناهية عن التفسير بالرأي مستفيضة من الطريقين ... ولابدّ للمفسّر من أن يتّبع الظواهر التي يفهمها العربي الصحيح ، أو يتّبع ما حكم به العقل الفطري الصحيح ، فإنّه حجّة من الداخل

__________________

(١) سورة الواقعة ٥٦ : ٧٧ ـ ٧٨.

(٢) الأُصول الستّة عشر : ٨٨ ، بصائر الدرجات : ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ح ٣ ـ ٥ ، دعائم الإسلام ١/٢٨ ، مسند أحمد ٣/١٤ و١٧ و٢٦ و٥٩ ، سنن الدارمي ٢/٤٣٢ ، فضائل الصحابة للنسائي : ١٥ ، المستدرك للحاكم ٣/١٠٩ و١٤٨ ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧.

(٣) سورة يونس ١٠ : ٥٩.

  

كما أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حجّة من الخارج»(١).

ولاشكّ أنّ النظرية التفسيرية الإمامية تستخدم العقل للاستدلال بالحكم ومعرفة المعاني باعتبار أنّ العقل يعدُّ طريقاً موصلاً إلى العلم القطعي ، أي إنّ العقل يدعو إلى اعتماد تفسير القرآن بالقرآن وردّ المتشابه إلى المحكم واستخدام السنّة الصحيحة في استنباط المعاني والأحكام أو تأويلها ، ولذلك أصبح مبنى المدرسة الإمامية قائماً على أصل مهمٍّ وهو أنّ المفسّر لا يرتقي إلى مستوى التفسير إلاّ إذا كان عالماً مجتهداً بأحكام الشريعة عارفاً بالمباني الأصولية واللغوية والعقلية.

وعندما نستخدم العقل طريقاً لمعرفة المعاني والأحكام فإنّنا نقصد به الحكم النظري بالملازمة بين الحكم الثابت شرعاً أو عقلاً وبين حكم شرعيٍّ آخر ، كالملازمة بين المقدّمة والواجب في ذي المقدّمة ، أو الحكم باستحالة التكليف بلا بيان الذي يلزم منه حكم الشارع بالبراءة ، أو الملازمة بين عقيدة قطعية وعقيدة أُخرى كاستحالة التجسيم الملازمة لاستحالة رؤيته عزّ وجلّ.

وبناءً على ذلك نلحظ أنّ تفاسير المدرسة الإمامية تعدُّ من أدقّ التفاسير القرآنية وأقربها إلى المعنى الواقعي في فهم القرآن الكريم لأنّها مستندة على ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام الذين هم أدرى بمعاني القرآن الكريم من غيرهم من المسلمين ، وأصبحت كتب الشيعة التفسيرية نجوماً متلألئة في سماء المعرفة القرآنية ، كـ : التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، ومجمع البيان للطبرسي (ت

__________________

(١) البيان في تفسير القرآن : ٣٩٧.

  

٥٤٨ هـ) ، وزبدة البيان في أحكام القرآن للمقدّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ) ، وآيات الأحكام للاسترآبادي (ت ١٠٢٨ هـ) ، ومسالك الأفهام إلى آيات الأحكام للكاظمي (ت ١٠٦٥ هـ) ، وتفسير الميزان للسيّد الطباطبائي (ت ١٤٠٢ هـ) ، والبيان في تفسير القرآن للسيّد الخوئي (ت ١٤١٣ هـ) والذي لم يظهر منه بكلِّ أسف إلاّ مجلّدٌ واحد.

ولا ننسى أنّ تلك التفاسير قد استعانت بالعلوم الأدبية من صرف ونحو ولغة كأدوات لبيان المعنى ، واستعانت أيضاً بالأسلوب الجمالي لعرض فنون كلام الله المجيد وتبيين خصائص القرآن وكنوزه المعنوية ، واستعانت بالبلاغة لعرض الكناية والاستعارة والتشبيه والمجاز والتمثيل والتقديم والتأخير والتنكير والتعريف والفصل والوصل والمجاز اللغوي والمجاز العقلي.

والأصل في تفسير القرآن هو إرشاد الناس إلى كلام الله عزّ وجلّ وإدراك حكمة التشريع في العقائد والأخلاق والأحكام على وجه يسوق الإنسان إلى معرفة ربِّه وطاعته.

وقبل أن نتحدّث عن التاريخ التفسيري في المدرسة الإمامية لابدّ من إلقاء الضوء على علاقة أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام بالقرآن الكريم وجهادهم المتواصل من أجل صيانة ذلك الكتاب الإلهي المجيد.

* * *

 

الفصل الأوّل

العلاقة بين القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام

القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام :

من الأمور المبنائية عند الإمامية هو الربط بين القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وبالخصوص علاقة الإمام علي عليه‌السلام بالقرآن الكريم ، فقد اهتمّ الإمام عليه‌السلام عند ملازمته النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن ، فلا عجب أن يقول عليه‌السلام : «والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمتُ فيما أنزلت وأين نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً»(١).

وكان من اختصاصه عليه‌السلام جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(٢)حتّى يُصان من التحريف بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يختصّ بعليّ عليه‌السلام ويعلّمه معاني القرآن الكريم وأسراره وخفاياه ، وكان الإمام عليه‌السلام يجهر بذلك مصرّحاً : «ما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليَّ ، فكتبتها بخطّي ، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ، ودعا الله عزّ وجلّ أن يعلّمني فهمها وحفظها ، فما نسيتُ آيةً من كتاب الله عزّ وجلّ ولا علماً أملاه عليَّ فكتبته ، وما ترك شيئاً علّمه الله عزّ وجلّ من حلال وحرام ولا أمر ولا نهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنسَ منه حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله تبارك وتعالى بأن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكمةً ونوراً ،

__________________

(١) مناقب الخوارزمي. الفصل السابع : ٤٦.

(٢) توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل: ٤١٨.

  

ولم أنس من ذلك شيئاً ولم يفتني من ذلك شيءٌ لم أكتبه ...»(١).

وكان الإمام عليه‌السلام يعلّم المسلمين القراءة وأحكام الدين ، ويؤيّده رواية عن الإمام الباقر عليه‌السلام يقول فيها : «كان علي عليه‌السلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقّباً إلى أن تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلّمهم الفقه والقرآن»(٢).

وهذا عبـد الله بن مسعود يقول : «قرأتُ سبعين سورة من فيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقرأتُ البقية على أعلم هذه الأمّة بعد نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام»(٣).

مقدّمات حول كتابة القرآن الكريم(٤) :

لا شكّ أنّ الثقافة المكتوبة لم تكن متداولة بشكل واسع قبل الإسلام بل كانت الثقافة الاجتماعية ثقافة شفهية ، ولذلك فقد اُشير إلى المعلّقات السبعة التي علّقها العرب على جدار الكعبة قبل الإسلام بشيء من الاهتمام والإكبار لأنّه كان من النادر كتابة المواد الثقافية أو قراءتها ، وعندما جاء الإسلام أحدث ثورة حقيقية في الثقافة المكتوبة ، خصوصاً عند كتابة القرآن زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ومن أجل فهم الأجواء التي كانت سائدة زمن كتابة القرآن الكريم لابدّ من ترتيب النقاط التالية :

١ ـ إنّ الذين كانوا يعرفون الكتابة في الصدر الأوّل من الإسلام

__________________

(١) بحار الأنوار ـ رواه المجلسي باسناده عن سليم بن قيس الهلالي ـ ١٩/٢٦ الطبعة القديمة.

(٢) شرح نهج البلاغة ٤/١٠٩.

(٣) ينابيع المودّة ـ المودّة الثالثة : ٢٤٧.

(٤) انظر التفصيل في كتاب الصّدّيق الأكبر : ٢٦٩ ـ ٢٨٤ ، ٥٩٩ ـ ٦١٠.

  

قليلون ، وكان منهم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأبيّ بن كعب الأنصاري ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية بن أبي سفيان (بعد عام الفتح) ، وعبـد الله بن سعد بن أبي سرح (الذي ارتدّ في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتله) ، وعثمان بن عفّان ، وآخرون.

٢ ـ انتشرت الكتابة في المدينة بعد هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فعندما وقعت غزوة بدر الكبرى وتمّ تأسير سبعين رجلاً من مشركي قريش وكان فيهم عدد من الكتّاب قَبِلَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأُمّيّين الفدية بالمال وجعل فدية الكاتبين منهم تعليمهم المسلمين القراءة والكتابة ، فكلّف كلّ أسير بتعليم عشرة من المسلمين. وبذلك انتشرت الثقافة المكتوبة للقرآن في تلك المرحلة ، وازدهرت الأمصار الإسلامية بنعمة الثقافة الإسلامية ، وبقيت الأُمّية الصرفة بين الأعراب من البدو في الصحراء العربية.

٣ ـ لابدّ من التمييز بين من كان يكتب الرسائل والعهود زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين من كان يكتب الوحي ويجمع القرآن ، فإنّ في كتابة القرآن وجمعه أثراً عظيماً في حفظ الإسلام وعدم تحريف الكتاب المجيد ، بينما لم يكن ذلك الأثر في كتابة الرسائل ، فهذا عبـد الله بن أرقم كان كاتباً للرسائل فقط ولم يرد أنّه كان كاتباً للقرآن. قال في الاستيعاب في ترجمة عبـد الله بن الأرقم : «إنّه كان من المواظبين على كتابة الرسائل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عبـد الله بن الأرقم الزهري ...»(١).

وقد وقع في خطأ عدم التمييز بين كتابة الرسائل وكتابة القرآن بعض كبار المؤرّخين ومنهم اليعقوبي في تاريخه ، حيث أطلق الكلام حول كتّاب

__________________

(١) الاستيعاب ١/٦٩.

  

الوحي ولم يقيّده بكتابة الوحي أو الرسائل أو العهود ، فقال : «وكان كتّابه الذين يكتبون الوحي والكتب والعهود عليّ بن أبي طالب ، وعثمان بن عفّان ، وعمرو بن العاص بن أمية ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وعبـد الله بن سعد بن أبي سرح ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وحنظلة بن الربيع ، وأبي بن كعب ، وجهيم بن الصلت ، والحصين النميري»(١).

٤ ـ إنّ الكتابة إذا كانت مجرّدة من مضامينها الرسالية فإنّها لا توجب شرفاً ولا منـزلةً ولا تثمر في صيانة كتاب الله المجيد ، فقد كان عبـد الله بن سعد كاتباً لكنّه ارتدّ وبات يشهّر بالنبوّة لعدم إيمانه بعمله الذي كان يؤدّيه ، وكان معاوية قد أعلن إسلامه قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمسة أشهر فقط وطرح نفسه إلى العبّاس ليشفع له إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيعفو عنه(٢) ومع ذلك فقد زعم بأنّه كان من كتّاب الوحي ، نعم ربّما كتب شيئاً من الرسائل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في أواخر حياته ولكن لم تتّفق الأخبار أنّه كان كاتباً للوحي.

عليّ عليه‌السلام وجمع القرآن الكريم :

كان موضوع كتابة القرآن المجيد زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً في غاية الأهمّية ، ذلك أنّ القرآن إذا لم تتمّ كتابته وامضاؤه من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته فإنّه سيكون عرضة للأخذ والردّ واختلاف المسلمين عندما يرحل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى العالم الآخر ، فكان من اهتمامات عليٍّ عليه‌السلام الرئيسية كتابة القرآن المجيد في المدينة خلال حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

__________________

(١) تأريخ اليعقوبي ٢/٦٤.

(٢) نهج الحقّ وكشف الصدق : ١١.

  

١ ـ كاتب الوحي عليه‌السلام :

تعلّم أمير المؤمنين عليه‌السلام القراءة والكتابة في مكّة ، ولكن المصادر التأريخية لم تذكر لنا طريقة التعلّم ولا أسلوبها. وعلى أيّ تقدير فإنّ الذي يهمّنا من قدرة عليٍّ عليه‌السلام على الكتابة والقراءة هو كتابته عليه‌السلام للقرآن الكريم وجمعه له في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وحسبما يساعد عليه الدليل فقد ثبت أنّ عليّاً عليه‌السلام كان كاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد نقل العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) عن بصائر الدرجات : «عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان جبريل يُملي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يُملي على عليٍّ عليه‌السلام ...»(١).

وكتب ابن شهرآشوب في المناقب قائلاً : «أفلا يكون عليٌّ عليه‌السلام أعلم الناس وكان مع النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيت والمسجد يكتب وحيه ومسائله ويسمع فتاواه ويسأله. وروي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا نزل عليه الوحي ليلاً لم يصبح حتّى يخبر به عليّاً عليه‌السلام وإذا اُنزل عليه نهاراً لم يمس حتّى يُخبر به عليّاً»(٢).

وإلى ذلك أشار ابن عبد ربّه في فصل صناعة الكتاب : «فمن أهل هذه الصناعة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتب الوحي»(٣).

والغريب استغرابه بالقول : «وكان مع شرفه ونبله وقرابته من

__________________

(١) بحار الأنوار ـ الطبعة الجديدة ١٨/٢٧٠. نقلها عن بصائر الدرجات عن العبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيسى بن ربعي عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٢/باب المسابقة إلى العلم.

(٣) العقد الفريد ٣/٥ فصل صناعة الكتاب.

  

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتب الوحي»! وهل كتابة الوحي إلاّ شرف لا يستحقّه إلاّ علي عليه‌السلام؟!

وقد احتجّ عليه‌السلام حول معرفته بالقرآن المجيد وعلومه على جماعة من المهاجرين والأنصار فقال : «يا طلحة إنّ كلّ آية أنزلها الله تعالى على محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطّ يدي ، وتأويل كلِّ آية أنزلها الله تعالى على محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلّ حلال وحرام أو حدٍّ أو حكم أو شيء تحتاج إليه الأُمّة إلى يوم القيامة فهو عندي مكتوب بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطِّ يدي ، حتّى أرش الخدش»(١).

ويمكن عطف ما ورد عنه عليه‌السلام على ما تقدّم : «ما دخل رأسي نوم ولا غمض [جفني] على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى علمتُ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنّة أو أمر أو نهي وفيما نزل وفيمن تنـزّل ...»(٢).

وما ورد في كتاب سليم بن قيس : «جلستُ إلى عليٍّ عليه‌السلام بالكوفة في المسجد والناس حوله فقال : سلوني قبل ان تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما نزلت آية من كتاب الله إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلّمني تأويلها. فقال ابن الكوّاء : فما كان ينـزل عليه وأنت غائب؟ فقال : بلى ، يحفظ عليَّ ما غبتُ ، فاذا قدمتُ عليه قال لي : يا عليّ أنزلَ الله بعدك كذا وكذا ، فيُقرِئُنيه ، وتأويله كذا وكذا فيعلّمنيه»(٣).

فنستنتج من كلِّ ما تقدّم أنّ عليّاً عليه‌السلام كان يكتب الوحي في كلّ مرّة

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس الكوفي : ٢١١ ، الاحتجاج للطبرسي ١/٢٢٣.

(٢) مقدّمة (تفسير مرآة الأنوار) عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن عليّ.

(٣) كتاب سليم بن قيس : ١٧١.

  

ينـزل فيه ، وكان يحفظ آياته عن ظهر قلب ، وكان يدوّن القرآن مع هامش يذكر فيه العامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد والمجمل والمبيّن والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والرخص والعزائم والآداب والسنن.

قال الرافعي في إعجاز القرآن : «واتفقوا على أنّ من كتب القرآن وأكمله وكان قرآنه أصلاً للقرآنات المتأخّرة : عليّ بن أبي طالب ، وأُبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبـد الله بن مسعود»(١).

وبذلك فلم يكن عليٌّ عليه‌السلام وحده كاتباً للوحي ، بل كان معه آخرون ممّن كتبوا الوحي بدقّة ، وفي ذلك نكتة مهمّة وخطيرة نتعرّض لها بعد قليل.

٢ ـ كتّابٌ آخرون :

كتب القرآن المجيد بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفرادٌ آخرون بجانب عليٍّ عليه‌السلام ، منهم : زيد بن ثابت ، واُبيّ بن كعب الأنصاري ، وعثمان بن عفّان ، وعبـد الله بن مسعود ، وعبـد الله بن سعد بن أبي سرح.

والكتابة في ذاتها ليست منقبة إذا لم تكن نابعة من الإيمان بقيمة المكتوب وقداسته ، فهذا عبـد الله بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان من الرضاعة نزلت فيه آية : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَاأَنْزَلَ الله ...)(٢) ، فعندما أسلم عبـد الله بن أبي سرح «قدم المدينة ، وكان له خطُّ حسن ، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعاه فكتب ما

__________________

(١) إعجاز القرآن : ٣٥.

(٢) سورة الأنعام ٦ : ٩٣.

  

يمليه عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكان إذا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : سميع بصير ، يكتب : سميع عليم. وإذا قال له : والله بما تعملون خبير ، يكتب : بصير. ويفرّق بين التاء والياء. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : هو واحد. فارتدّ كافراً ورجع إلى مكّة وقال لقريش : والله ما يدري محمّـد ما يقول ، أنا أقول مثل ما يقول فلا ينكر عليَّ ذلك وأنا أُنزل مثل ما ينزل. فأنزل الله على نبيِّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَاأَنْزَلَ الله ...)(١).

فلمّا فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكّة أمر بقتله. فجاء به عثمان بن عفّان فأخذ بيده ـ ورسول الله في المسجد ـ فقال : يا رسول الله اعفو عنه ، فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثمّ أعاد ، فسكت ، ثمّ أعاد ، فقال : هو لك ، فلمّا مرّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه : ألم أقل من رآه فليقتله؟ فقال رجل : عيني إليك يا رسول الله أن تشير إليَّ بقتله فأقتله ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ الأنبياء لا يقتلون بالإشارة. فكان من الطلقاء(٢).

ثمّ أورد عن معاني الأخبار حديثاً قال الصدوق في ذيله : «وإنّما كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له فيما يغيره : هو واحد. لأنّه لا ينكتب ما يريد عبـد الله بن أبي سرح إنّما ينكتب ما كان يمليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : هو واحد غيّرت أم لم تغيّر لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أُمليه عن الوحي وجبرئيل يصلحه. وفي ذلك دلالة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدق نبوّته.

وقال الصدوق : ووجه الحكمة في استكتاب النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحي

__________________

(١) سورة الأنعام ٦ : ٩٣.

(٢) بحار الأنوار ـ الطبعة القديمة ـ ١٩/ باب ٣. وتفسير القمّي ١/٢١٠ في تفسيره لسورة الأنعام ٦ : ٩٣.

  

معاوية وعبـد الله بن سعد بن أبي سرح وهما عدوّان هو أنّ المشركين قالوا : إنّ محمّـداً يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه ويأتي في كلِّ حادثة بآية ... إلى أن قال : فاستعان في كتب ما ينـزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوّين له في دينه عدلين عند أعدائه ليعلم الكفّار والمشركون أنّ كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأوّل غير مغيّر ولا يزال عن جهة فيكون أبلغ للحجّة عليهم ، ولو استعان بوليّين مثل سلمان وأبي ذر وأشباههما لكان الأمر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع وكان يتخيّل فيه التواطي والتطابق ، فهذا هو وجه الحكمة في استكتابهما»(١).

٣ ـ العلّة في تعدّد كتّاب الوحي :

وكانت العلّة الرئيسية في تعدّد كتّاب الوحي هو أن لا تختلف الأُمّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قضية القرآن كما اختلفت في قضية الولاية الشرعية والإمامة ، وقد وعد الله سبحانه وتعالى بحفظه من كلّ تحريف كما نستظهر من قوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(٢).

لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أُميّاً لا يقرأ ولا يكتب بدلالة نصِّ القرآن المجيد : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّورَاةِ وَالأنْجِيلِ ...)(٣) ، (وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَاب وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)(٤). وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٤٧ ذيل الحديث ١.

(٢) سورة الحجر ١٥ : ٩.

(٣) سورة الاعراف ٧ : ١٥٧.

(٤) سورة العنكبوت ٢٩ : ٤٨.

  

لا يستطيع كتابة ما ينـزل إليه من وحي ، بل كان بعد نزول الوحي إليه يحفظ القرآن النازل من آية أو سورة ويبلّغها الناس ، ثمّ يُقري عليّاً عليه‌السلام ونخبة من الفائزين بشرف صحبته (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستحفظهم إيّاها.

وكانوا إذا نقلوا عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً من القرآن تردّدوا عليه غير مرّة يتلونها أمامه حتّى يزداد تثبّتهم من حفظها ، ثمّ يذهبون وعلى رأسهم عليٌّ عليه‌السلامفيكتبونها ثمّ يعلّمون الناس الآيات الجديدة النازلة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم).

وبسبب تعدّد كتّاب الوحي فقد حُفظ القرآن الكريم من التحريف والتزييف ، وقد كانت كلّ العوامل الاجتماعية خلال القرن الأوّل الهجري مهيّأةً للتلاعب بالكتاب الكريم ، ولكن وعد الله تعالى بحفظه جنّب الأُمّة تلك الجناية العظمى ، وكان تعدّد كتّاب الوحي من العوامل التي حفظت القرآن.

٤ ـ فنّية كتابة القرآن :

ومن شدّة اهتمام النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بكتابة القرآن الذي كتب في عهده وفي حضرته أنّه كان يُنسَخ على الصحف. وفي رواية إسلام عمر بن الخطّاب دلالة بليغة على ذلك : «قال له رجل من قريش : إنّ أختك قد صبأت (أي خرجت عن دينك) فذهب إلى بيتها ولطم أُخته لطمة شجّ بها وجهها ، فلمّا سكت عنه الغضب نظر فإذا صحيفة في ناحية البيت فيها : (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيـمِ سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمـاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ... إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ)(١) ، واطّلع على صحيفة اُخرى فوجد

__________________

(١) سورة الحديد ٥٧ : ١ ـ ٨.

  

فيها : (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ... لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى)(١)»(٢).

وإذا صحّت هذه الرواية فهذا يعني أنّ القرآن كان متداولاً بين المسلمين مستنسخاً على شكل صحف.

وإذا كانت العرب زمن الجاهلية قد اهتمّت بكتابة الشعر ووضعه على جدران الكعبة المشرّفة كالمعلّقات السبعة فهل يصحّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لم يهتمّ بكتابة القرآن الكريم وهو الكتاب السماوي الذي بحفظه مصوناً بين الدفّتين يتمّ حفظ الدين إلى يوم القيامة؟!

وكان عليٌّ عليه‌السلام يكتب القرآن على جرائد النخل وأكتاف الإبل والصحف والحرير والقراطيس وما تيسّر من أدوات للكتابة والتصحيف ، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)يأمره بوضع الآيات في مواضعها في القرآن. وبكلمة ، فإنّ نصَّ القرآن وترتيبه كان أمراً توقيفيّاً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الوحي.

فقد روى العيّاشي (ت ٣٢٠ هـ) ـ وهو من كبار محدّثي الإمامية ـ في تفسيره في ذيل رواية له : «قال علي عليه‌السلام : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصاني إذا واريته في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أُؤلّف كتاب الله ، فإنّه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل»(٣).

وفي رواية عليّ بن إبراهيم (ت ٣٠٧ هـ) ـ وهو من ثقات المحدّثين ـ عن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام قال : «إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليٍّ عليه‌السلام : يا عليّ إنّ القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير

__________________

(١) سورة طه ٢٠ : ١ ـ ٨.

(٢) أسد الغابة ٤/٥٤ (ترجمة عمر بن الخطّاب).

(٣) تفسير العيّاشي ٢/٦٦ ضمن الحديث ٧٦.

  

والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، وانطلق عليٌّ عليه‌السلامفجمعه في ثوب أصفر ثمّ ختم عليه»(١).

وما روي أنّ عليّاً عليه‌السلام قد جمع القرآن بعد وفاة النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرةً يُردّ عليه بأنّه لم يكن جمعاً اصطلاحيّاً بل أمر تدقيق وحفظ وصيانة وعناية.

ففي كتاب سليم بن قيس عن سلمان رضي‌الله‌عنه : «إنّ علياً عليه‌السلام بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه ... وكان في الصحف والشظاظ(٢) والأسيار(٣) والرقاع ... إلى أن قال : فجمعه في ثوب واحد وختمه»(٤).

وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً عليه‌السلام : «يا عليّ هذا كتاب الله خذه إليك ، فجمعه عليٌّ عليه‌السلام في ثوب ومضى إلى منـزله ، فلمّا قبض النبيٌّ (صلى الله عليه وآله وسلم)جلس عليه‌السلام فألّفه كما أنزل الله وكان به عالماً»(٥).

ومعنى التأليف : الجمع ، ومنه قوله تعالى : (... فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(٦).

والخلاصة : إنّ عليّاً عليه‌السلام كان قد كتب القرآن الكريم في حياة

__________________

(١) تفسير القمّي ٢/٤٥١ (سورة الناس) رواها عن أبي بكر الحضرمي عن الإمام الصادقعليه‌السلام.

(٢) شظاظ : خشبة عقفاء تدخل في عروتي الجواليق (الوعاء).

(٣) السيار : مجمع السير وهو القدّة المستطيلة من الجلد. والقدُّ هو جلد المعز المشقوق طولاً.

(٤) كتاب سليم بن قيس : ٦٥.

(٥) مناقب ابن شهرآشوب ١/٣١٩ (باب درجات أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فصل في المسابقة بالعلم).

(٦) سورة آل عمران ٣ : ١٠٣.

  

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية آية ، وكان يُعرض ذلك عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيُمضيه ، وكان على الإمام عليه‌السلام بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقوم بجمع تلك الصحف وتدقيقها من أجل الاطمئنان على سلامتها ، مصداقاً لوعده تعالى بحفظ الكتاب المجيد من التلاعب والتزييف.

صيانة القرآن :

ذكرنا آنفاً أنّ عليّاً عليه‌السلام مع كتاب آخرين كتبوا القرآن الكريم في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صحف وبأمر منه (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة ، ثمّ قام عليٌّ عليه‌السلامبعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بتدقيق الصحف المكتوبة على الجلود والأقتاب.

نقل السيوطي في الاتقان عن ابن حجر :

«إنّه قد ورد عن عليٍّ عليه‌السلام أنّه جمع القرآن على ترتيب النـزول عقب موت النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(١) ، أخرجه ابن أبي داود.

وفي شرح الكافي للمولى صالح القزويني عن كتاب سليم بن قيس بعد أن ذكرَ جمْعَ عليٍّ عليه‌السلام القرآن في ثلاثة أيّام ، قال : «فلم يخرج من بيته حتّى جمعه كلّه ... وكتبه بيده على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه»(٢).

والمستفاد من ذلك أنّ مكوث عليٍّ عليه‌السلام في بيته ثلاثة أيّام(٣) كان من

__________________

(١) الإتقان ١ / ٩٥ ، فتح الباري ٩/٤٧ باب القرّاء من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

(٢) كتاب سليم بن قيس : ١٤٦.

(٣) قال ابن النديم في (الفهرسـت) : قال ابن المنادي : حدّثني الحسن بن العبّاس قال : أخبرت عن عبد الرحمن بن أبي حمّاد عن الحكم بن ظهيـر السدوسي عن

  

أجل التأكّد من وجود القرآن مكتوباً بكامله ، فيكون الأمر من قبيل مراجعة نصوص القرآن المجيد ، وإلاّ فإنّه لو لم يكن مكتوباً لتعذّرت كتابته في تلك الفترة القصيرة.

وبعد أن أشار الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) في أثره المسائل السروية(١)بأنّ عليّاً عليه‌السلام قدّم في مصحفه المنسوخ على الناسخ قال : «وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل».

وأورد مسلم أنّ عليّاً عليه‌السلام قد جمع القرآن المنـزل من أوّله إلى آخره وألّفه على حسب النزول ، فقدّم المكّي على المدني والمنسوخ على الناسخ ، وأضاف شرحاً وتفسيراً بما يناسبه ، وذكر فيه بيان المحكم والمتشابه والسبب في النزول(٢).

وإذا كان جمع القرآن حسب النزول فهذا يعني أن يبتدئ بسورة العلق إلى آخر ما نزل من القرآن على اختلاف الروايات ، ولم نعثر على نسخة خطّية للقرآن الكريم بهذا المعنى. قال ابن سيرين : «لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم»(٣).

وإذا لم يكن ابن سيرين قادراً على اقتناء ذلك الكتاب أو رؤيته فكيف بنا وقد ابتعدنا عن ذلك العصر أكثر من أربعة عشر قرناً؟!

يقول الشهرستاني في مقدّمة تفسيره : «كان الصحابة متّفقين على أنّ

__________________

عبد خير عن عليٍّعليه‌السلام أنّه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فأقسـم أن لا يضع عن ظهره رداءه حتَّى يجمع القرآن. فجلس في بيته ثلاثـة أيّام حتّى جمع القرآن.

(١) انظر : المسائل السروية : ٧٩ المسألة التاسعة.

(٢) لم نعثر عليه ولكن انظر : الاستذكار ٢/٤٨٥ ، وفتح الباري ٩/٣٨.

(٣) مؤلّفوا الشيعة : ١٣.

  

علم القرآن مخصوص لأهل البيت عليهم‌السلام ، إذ كانوا يسألون عليَّ بن أبي طالب عليه‌السلام : هل خصصتم أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن؟»(١).

فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأنّ علوم القرآن مخصوصة بهم عليهم‌السلام.

ومع كلّ ذلك فقد حُذف اسم عليٍّ عليه‌السلام من باب جمع القرآن من مصادر مدرسة الصحابة عدا ما شذّ.

فقال البخاري فيمن جمع القرآن على عهد النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أُبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد».

وروى في موضع آخر مكان أبيّ بن كعب : أبا الدرداء(٢).

وقال السيوطي في الاتقان نقلاً عن ابن أبي داود بسند حسن : «إنّهم خمسة : معاذ ، وعبادة بن الصامت ، وأبيّ بن كعب ، وأبو الدرداء ، وأبو أيّوب الأنصاري».

وعن ابن سيرين أنّهم أربعة : معاذ ، وأُبيّ ، وأبو زيد ، وأبو الدرداء أو عثمان أو هو مع تميم الداري.

وخرّج البيهقي وابن أبي داود عن الشعبي أنّهم ستّة : أبيّ ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد ، ومجمع بن جارية(٣).

نعم قد أنصف صاحب الفهرس محمّـد بن إسحاق (ابن النديم)

__________________

(١) مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار : المقدّمة.

(٢) صحيح البخاري ٦/١٠٣ باب القرّاء من أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).

(٣) الإتقان في علوم القرآن ١/١٩٥ رقم ٩٨٥ ـ ٩٨٧.

  

فساق اسم عليٍّ عليه‌السلام فيمن جمعوا القرآن(١).

وكذلك فعل الخوارزمي في مناقبه فقال : «جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأبيّ بن كعب»(٢).

ولكن علماؤنا اتّفقوا على أنّ علياً عليه‌السلام هو أوّل من جمع القرآن وقام بتدقيقه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). والمشهور في مدرسة الصحابة أنّه تأخّر عن بيعة أبي بكر انشغالاً او تشاغلاً بالقرآن.

قال السيّد شرف الدين : «الاجماع قائم على أن ليس لهم في العصر الأوّل تأليف أصلاً ، وأمّا عليّ عليه‌السلام وخاصّته فإنّهم تصدّوا لذلك في القرن الأوّل ، وأوّل شيء سجّله أمير المؤمنين عليه‌السلام كتاب الله العزيز ، فإنّه بعد الفراغ من أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) آلى على نفسه أن لا يرتدي إلاّ للصلاة أو يجمعه ، فجمعه مرتّباً على حسب ترتيبه في النـزول ، وأشار إلى عامّه وخاصّه ومطلقه ومقيّده ومجمله ومبيّنه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وآدابه وسننه ، ونبّه على أسباب النـزول في آياته البيّنات ، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات»(٣).

آثار صيانة الإمام عليه‌السلام للقرآن :

وكانت صيانة القرآن الكريم والاعتناء بسلامته من كلِّ تحريف من مهمّات الإمام عليّ عليه‌السلام الرئيسية ، فهو وإن تألّم لما آلت إليه أوضاع المسلمين بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّه لم يألُ جهداً في الحفاظ على كتاب

__________________

(١) الفهرس لابن النديم : ٥٧.

(٢) المناقب للخوارزمي : ٩٣ ح ٩١.

(٣) المراجعات : ٤١١ المراجعة ١١٠.

  

الله المجيد مصوناً بين الدفّتين ، وكان له عليه‌السلام ذلك ، فقد بقي القرآن الكريم محفوظاً طبقاً للوعد الإلهي : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(١).

١ ـ شخصيّة عليٍّ عليه‌السلام والقرآن الكريم :

ويؤيّد اهتمام عليٍّ عليه‌السلام بجمع القرآن الكريم زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)المساجلة بينه عليه‌السلام وبين طلحة.

«قال طلحة : ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك عنه من القرآن ألا تظهره للنّاس؟ قال عليه‌السلام : يا طلحة عمداً كففتُ عن جوابك ، فأخبرني عمّا كتب عمر وعثمان أقرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة : بل قرآن كلّه. قال عليه‌السلام : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النّار ودخلتم الجنّة ...»(٢).

ووجه الدلالة أنّ عليّاً عليه‌السلام كان يخشى أن تترك الثقافة الاجتماعية التي تربّى عليها البعض من الذين أسلموا لاحقاً آثارها على القرآن ، ولكن عندما اطمأنّ إلى صحّة جمعه قال : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النّار. وهذا دليل على أنّ القرآن محفوظ بين الدفّتين لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف.

وشخصيّة كعليٍّ عليه‌السلام اهتمّت بالقرآن منذ نزوله تعلم أنّ المخرج من الفتن هو كتاب الله ، فهو القائل عليه‌السلام عندما سُئل بأنّ اُناساً يخوضون في الأحاديث في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أما إنّي قد سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ستكون بعدي فتن ، قلتُ : وما المخرج منها؟

__________________

(١) سورة الحجر ١٥ : ٩.

(٢) كتاب (سليم بن قيس) : ١٠٠.

  

قال : كتاب الله ، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي من تركه من جبّار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله ، فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم ينته الجنّ إذ سمعته أن قالوا : إنّا سمعنا قرآناً عجباً ، هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أُجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم»(١).

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «هو الذي من تركه من جبّار قصمه الله» فيه دلالة على أنّ ترك العمل بالقرآن الكريم وأحكامه يكون فيه هلاك الجبّارين. وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة» يعني أنّ الأهواء لا تستطيع أن تغيّر معاني القرآن وألفاظه ، فالقرآن هو الفصل والحكم العدل بين الحقِّ والباطل.

وقريبٌ منه قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في صفة القرآن : «ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضلّ نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وتبياناً(٢) لا تهدم أركانه ، وشفاءً لا تخشى أسقامه ، وعزّاً لا تهزم أنصاره ، وحقّاً لا تخذل أعوانه ؛ فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع

__________________

(١) سنن الدارمي ـ كتاب فضائل القرآن ٢/٤٣٥. وبحار الأنوار ٩/٧ عن تفسير العيّاشي. رواه الحارث الهمداني وهو من أعاظم أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلاموأفقههم.

(٢) في (بحار الانوار) : وبنياناً.

  

العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ(١) الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقِّ وغيطانه ، وبحر لا ينـزفه المنتزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون ؛ جعله الله ريّاً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ لطرق الصلحاء ، ودواءً ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة ، وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزّاً لمن تولاّه ، وسلماً لمن دخله ، وهدىً لمن ائتمّ به ، وعذراً لمن انتحله ، وبرهاناً لمن تكلّم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلْجاً لمن حاجّ به ، وحاملاً لمن حمله ، ومطيّةً لمن أعمله ، وآية لمن توسَّم ، وجُنّةً لمن استلأم ، وعلماً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى وحكماً لمن قضى»(٢).

وهذه المعاني الجليلة تحتاج شيئاً من التدبّر. فقوله عليه‌السلام : «ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ...» أي لا تنتهي معانيه ، فإنّ موارد النزول لا تخصّص الوارد ، بل إنّ معانيه عامّة تنطبق على كل زمان ومكان. وقوله عليه‌السلام : «ومنهاجاً لا يضلّ نهجه» أي إنّه كتاب هداية ورحمة للعباد. وقوله عليه‌السلام : «وينابيع العلم وبحوره» يعني أنّ مصادر العلم التي تحتاجها الأمّة في سيرها المتواصل نحو الكمال قد اجتمعت في القرآن.

٢ ـ المصحف الحقّ المحفوظ بين الدفّتين :

وعلى أيّ تقدير فقد بقي القرآن الذي كتبه أمير المؤمنين عليه‌السلام هو

__________________

(١) الأثافيّ : كأمانيّ جمع أثفية ـ بالضمّ والكسر : وهي الحجارة التي يوضع عليها القدر.

(٢) نهج البلاغة : ٣٩٧ خطبة ١٩٨.

  

المصحف الحقّ الذي حفظ ما بين الدفّتين وكان مصداقاً لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(١). وهناك دليلان على ذلك :

الأوّل : ما رواه ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) في كتاب سعد السعود نقلاً عن كتاب أبي جعفر محمّـد بن منصور ورواية محمّـد بن زيد بن مروان في اختلاف المصاحف : «إنّ القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت وخالفه في ذلك أبيّ وعبـد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ، ثمّ عاد عثمان فجمع المصحف برأي مولانا عليِّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأخذ عثمان مصاحف أُبيّ وعبـد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها [وفي بعض النسخ : فاحرقها] ، وكتب عثمان مصحفاً لنفسه ومصحفاً لأهل المدينة ومصحفاً لأهل مكّة ومصحفاً لأهل الكوفة ومصحفاً لأهل البصرة ومصحفاً لأهل الشّام»(٢).

الثاني : ما ذكره الشهرستاني في مقدّمة تفسيره برواية سويد بن علقمة ، قال : «سمعتُ عليَّ بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : أيّها الناس الله الله إيّاكم والغلوّ في أمر عثمان وقولكم حرّاق المصاحف ، فوالله ما حرّقها إلاّ عن ملأ منّا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، جمعنا وقال : ما تقولون في هذه القراءة التي اختلف الناس فيها؟ يلقى الرجلُ الرجلَ فيقول : قراءتي خيرٌ من قراءتك ، وهذا يجرّ إلى الكفر. فقلنا بالرأي. قال : أريد أن أجمع الناس على مصحف واحد فإنّكم إن اختلفتم اليوم كان مَن بعدكم أشدّ اختلافاً ، فقلنا : نعمَ ما رأيت. فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص ، قال : يكتب أحدكما ويُملي الآخر. فلم يختلفا في شيء إلاّ في حرف واحد ...

__________________

(١) سورة الحجر ١٥ : ٩.

(٢) سعد السعود : ٢٧٨.

  

واختار قراءة زيد بن ثابت لأنّه كتب الوحي»(١).

وفيما ذكره الشهرستاني دلالات :

١ ـ إنّ عليّاً عليه‌السلام كان شاهداً ومشرفاً على كتابة القرآن في عهد عثمان ، ولذلك فقد فصّل في طبيعة الكتابة والإملاء والأخذ بقراءة زيد بن ثابت.

٢ ـ إنّ عليّاً عليه‌السلام أكّد أنّ زيد بن ثابت كان كاتباً للوحي كما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام ذاته ، وقد كان اختياره لكتابة الوحي مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلامحتّى لا تختلف الأُمّة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن كما اختلفت في ولاية أهل البيت عليه‌السلام كما ذكرنا ذلك سابقاً.

٣ ـ تلاميذ الإمام عليه‌السلام :

وذكر ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) في سعد السعود أنّه اشتهر بين أهل الإسلام أنّ ابن عبّاس كان تلميذ عليٍّ عليه‌السلام.

وذكر محمّـد بن عمر الرازي في كتاب الأربعين أنّ ابن عبّاس رئيس المفسّرين كان تلميذ عليِّ بن أبي طالب عليه‌السلام(٢).

وكان للإمام عليه‌السلام تلميذ آخر هو أبو الأسود الدُّؤلي الذي تعلّم أصول النحو من أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقد كانت العرب في البادية تنطق بكلام فصيح وتنشد أشعاراً بليغة وتفقه فصاحة القرآن وبلاغته الإعجازية ولكن اختلاط الأُمم الأُخرى بالعرب أبرزت اللحن على لسان الفصحاء من العرب ، ولذلك أشار الإمام عليه‌السلام على الدؤلي بكتابة النحو حفظاً على سلامة

__________________

(١) مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار : المقدّمة.

(٢) سعد السعود : ٢٦٦ (رأي الفرّاء في قوله تعالى : (إِنْ هذَانِ لَسَاحِرَانِ)).

  

القرآن وصيانته. قيل للدؤلي : من أين لك هذا العلم ـ يعنون النحو ـ؟ فقال : لقّنتُ حدوده من عليٍّ عليه‌السلام(١).

وكان للدؤلي تلاميذ في علم النحو ، منهم : يحيى بن يعمر العدواني قاضي خراسان ونصر بن عاصم الليثي ، وهما اللذان وضعا النقط أفراداً وأزواجاً لتمييز الأحرف المتشابهة بالأسلوب الذي نتداوله اليوم وهو ما يسمّى بالإعجام ، فقد بات صعباً على القارئ التمييز بين (نُنْشِزُهَا)(٢)بالراء المعجمة أو (ننشرها) بالراء المهملة ، أو (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً)(٣) بالفاء أو (لمن خلقك) بالقاف.

أمّا أبو الأسود الدؤلي فقد قام بإعراب القرآن بعد أن سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(٤) بجرِّ اللام من كلمة (رسوله) ، فأعظم أبو الأسود ذلك وقال : عزّ وجه الله أن يبرأ من رسوله. فأمر كاتباً من الكتّاب وقال له : خذ المصحف وصبغاً يخالف لون المداد ، فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدة فوقه ، وإذا كسرتهما فانقط واحدة أسفله ، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة بين الحرف ، فإن تبعت شيئاً من هذه الحركات غنّةٌ(٥) فانقط نقطتين. وأخذ يقرأ القرآن بالتأنّي والكاتب يضع النقط ، وكلّما أتمّ الكاتب صحيفةً أعاد أبو الأسود نظره عليها ، واستمرّ على ذلك حتّى أعرب المصحف كلّه ، وجرى الناس على

__________________

(١) وفيات الأعيان ١/٢٤٠.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٥٩.

(٣) سورة يونس ١٠ : ٩٢.

(٤) سورة التوبة ٩ : ٣.

(٥) الغنّة : مخصوصة بحرفي : ن ، م. وهي عملية تلفّظ لكلمات يمرّ فيها الصوت بالأنف ، مثل : إنَّ ، أنعمتَ ، منهم ، ممّا.

  

طريقته(١). وكانت الحركات تُكتب بلون مختلف ، فالسواد للحروف والحمرة للأشكال أو الحركات بطريقة النقط.

وبكلمة ، فإنّ عليّاً عليه‌السلام لم يألُ جهداً في حفظ القرآن وصيانته ، فقد جهد في صيانة القرآن المجيد عن طريق الكتابة المباشرة وجمع السور والآيات المتفرّقة وترتيب القرآن ووضع قواعد النحو من أجل أن لا يختلط على الناس فوضع الإعراب والإعجام(٢) ، وعلّم الناس تفسير القرآن والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، وكان من قبل قد قاتل المشركين ثمّ قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعد ، من أجل أن يبقى القرآن محفوظاً بين الدفّتين إلى يوم القيامة.

القرآن ومبدأ الرجوع إلى أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام :

كان الصحابة والتابعون يرجعون إلى الإمام عليٍّ عليه‌السلام في ضبط قراءة القرآن الكريم وفهم معانيه ، ونذكر منهم بالخصوص عبـد الله بن عبّاس وعبـد الله بن مسعود.

لقد نزل القرآن الكريم ببيان عربيٍّ مبين يأخذ بألباب الناس ويفتح قلوبهم للنور ، وكان الإنسان من جزيرة العرب إذا سمع القرآن شرح الله صدره للإسلام. والأغلب أنّه كان هناك فهم إجماليٌّ عامٌّ لمعاني القرآن الكريم ومقاصده ، ولكن مع ذلك الفهم الإجمالي كان من الناس زمن النـزول من لم يدرك النصوص القرآنية ولم يستوعب معانيها العظيمة ،

__________________

(١) تاريخ القرآن : ٩٦.

(٢) الإعراب هو وصل الخطِّ مضبوطاً بالحركات والسكنات. والإعجام هو تمييز الحروف المتشابهة بوضع نقط لمنع اللبس.

  

خصوصاً وإنّ المعنى القرآني يحتمل وجوهاً عديدة لنفس النصّ ، لذلك كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عندما يُسأل عن معنى الآية يُجيب السائل ، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)مأموراً بذلك بنصّ القرآن : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(١).

وفي مقابل ذلك كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلّم عليّاً عليه‌السلام معاني القرآن الكريم وتفسيره وتأويله ، فلا عجب أن نسمع البخاري ينقل في صحيحه في باب قوله تعالى : (مَا نَنَسَخْ مِنْ آيَة أَوْ نُنْسِهَا ...)(٢) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس حديثاً عن عمر قال : «وأقضانا عليّ ...»(٣).

وينقل ابن ماجة في صحيحه حديثاً بسندين عن أنس بن مالك قال فيه : «إنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : وأقضاهم علي بن أبي طالب»(٤).

و (أقضاهم) في لغة العرب هو أعلمهم في طبيعة الفصل بين الحقِّ والباطل.

ويروي أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود قال : «إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ له ظهر وبطن ، وإنّ عليَّ بن أبي طالب عليه السلام عنده علم الظاهر والباطن»(٥).

ولا شكّ أنّ القرآن كان المحور الأساس في استفهام المسلمين عن معاني العقيدة والتشريع ، ويؤيّد ذلك رواية عن سُليم بن قيس الهلالي قال : «قلتُ لأمير المؤمنين عليه‌السلام : إنّي سمعتُ من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً

__________________

(١) سورة النحل ١٦ : ٤٤.

(٢) سورة البقرة ٢ : ١٠٦.

(٣) فضائل الخمسة ٢/٢٩٦.

(٤) صحيح ابن ماجة ١/٥٥ ح ١٥٢.

(٥) حلية الأولياء ١/٦٥.

  

من تفسير القرآن وأحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) غير ما في أيدي الناس ثمّ سمعتُ منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون بأنّ ذلك كلّه باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)متعمّدين ويفسّرون القرآن بآرائهم؟ قال : فأقبل عليَّ وقال : قد سألتَ فافهم الجواب : إنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً وصدقاً وحفظاً ووهماً ، وقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على عهده حتّى قام خطيباً فقال : أيّها الناس قد كثرت عليَّ الكذابة فمن كذب عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار. ثم كُذب عليه من بعد ، وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :

رجل منافق يظهر الإيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمّداً ، فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ولكنّهم قالوا : هذا صحبَ رسول الله ورآه وسمع منه ، وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عزّوجلّ : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)(١).

ورجل سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يحفظه على وجهه ووَهَمَ فيه ولم يتعمّد كذباً ، فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ، فيقول : أنا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلو علم المسلمون أنّه وهم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنّه وهم لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو

__________________

(١) سورة المنافقون ٦٣ : ٤.

  

يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيء ثمّ أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه.

وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وعلمَ الناسخ من المنسوخ ، فعملَ بالناسخ ورفض المنسوخ ، فإنّ أمر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ وخاصٌّ وعامٌّ ومحكم ومتشابه ، قد كان يكون من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)الكلام له وجهان كلام عامّ وكلام خاصّ مثل القرآن.

وقال الله عزّ وجلّ في كتابه : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)(١) ، فيشتبه على من لم يعرف ولم يدرِ ما عنى الله به ورسوله.

وليس كلّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسأله عن الشيءِ فيفهم ، وكان منهم من لا يسأله ولا يستفهمه ، حتّى أنّهم كانوا يحبّون أن يجيء الأعرابي والطارئ فيسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى يسمعوا.

وقد كنتُ أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّ يوم دخلة وكلّ ليلة دخلة فيخلّيني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ، فربّما كان في بيتي يأتيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه فلا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة معي في منـزلي لم تقم عنّي

__________________

(١) سورة الحشر ٥٩ : ٧.

  

فاطمة عليها‌السلام ولا أحد من بنيّي ، وكنت إذا سألته أجابني وإذا سكتُ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ...»(١).

لقد أمضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم الإمام علي عليه‌السلام بالقرآن في الروايات التالية :

١ ـ على ما رواه الحاكم في المستدرك ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(٢).

٢ ـ ما رواه الحاكم في المستدرك أيضاً ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها فمن أراد المدينة فليأتِ الباب»(٣).

٣ ـ إنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليٍّ عليه‌السلام : «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه بعدي»(٤).

٤ ـ ما رواه الترمذي في صحيحه بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن ثابت عن زيد بن أرقم قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(٥).

والمروي عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه قال : «سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلاّ حدّثتكم ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل نزلت أم

__________________

(١) الأصول من الكافي ١/٦٤ باب اختلاف الحديث ح ١.

(٢) المستدرك ٣/١٢٤.

(٣) المستدرك ٣/١٢٦.

(٤) المستدرك ٣/١٢٢.

(٥) صحيح الترمذي ٢/٣٠٨.

  

في جبل ...»(١).

وجاءت الأحداث السياسية التي أعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتبعد أئمّة أهل بيت النبوّة عليهم‌السلام عن موقع القيادة الظاهرية للأمّة الإسلامية ، وبذلك انفتح باب الرأي والاستحسان في قضايا فهم القرآن ، وأصبحت المعرفة التفسيرية تتأرجح بين التفسير بالمأثور الصحيح أو التفسير بالرأي والمصالح المرسلة والاستحسان.

والفارقة التأريخية أنّنا قرأنا للتوِّ أنّ عليّاً عليه‌السلام كان أفقه الصحابة بالقرآن وأقضاهم ، مع أنّك لو بحثت بإنصاف ما وجدت ممّا رواه عليّ بن طالب عليه‌السلامفي كتب الأخبار من مدرسة الحديث إلاّ النادر ، فأين ذهبت أحاديث باب مدينة العلم في الوقت الذي تجد فيه اشخاصاً لم يصحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر أعشار صحبة الإمام عليٍّ عليه‌السلام له (صلى الله عليه وآله وسلم)تملأ رواياتهم كتب الصحاح كأبي هريرة وغيره؟!

وفي هذا المقام لابدّ أن نؤكّد على النقاط التالية :

١ ـ إنّ القرآن المجيد الذي نقرأه اليوم هو نفس المصحف الذي أنزله الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتبه أمير المؤمنين عليه‌السلام بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمضاه لاحقاً الخليفة الثالث أو الثاني حسب لون الروايات المتداولة في مدرسة الحديث والرأي ، ومن يزعم أنّ عند المدرسة الإمامية قرآناً آخر فهو يخالف من دون أن يشعر أمر الله تعالى الذي وعد بحفظ القرآن الكريم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(٢).

٢ ـ إنّ القرآن الكريم هو المرجع الأوّل والمصدر الأساس عند الشيعة

__________________

(١) كنـز العمّال ١/٢٢٨.

(٢) سورة الحجر ١٥ : ٩.

  

الإمامية كغيرهم من المسلمين ، وما أكّده أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام على أهمّية سلوك طريق العلم والمنهج العلمي لفهم القرآن هو الذي دفع علماء الإمامية إلى الاهتمام بتفسير القرآن المجيد على مدى القرون الطويلة الماضية ، ولا شكّ أنّ المنهج العلمي مستوحىً من القرآن الكريم ذاته ، يقول تعالى : (إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(١) ، (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ الْسَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(٢).

٣ ـ إنّ تفسير القرآن الكريم في المدرسة الإمامية له ضوابط وأصول ، مثل القدرة على استنباط الأحكام الشرعية ، والورع ، والضبط ، والاستيعاب ، ومعرفة الرجال وطرق الإسناد ، وإدراك أصول الحديث وقواعده ، ومعرفة الناسخ والمنسوخ ، والمجمل والمبيّن ، والمحكم والمتشابه ، واستيعاب سيرة أهل بيت النبوّة عليهم‌السلام وأقوالهم وإمضاءاتهم.

* * *

__________________

(١) سورة يونس ١٠ : ٣٦.

(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٣٦.

  

الفصل الثاني

المدارس التفسيرية في التاريخ الإمامي

منذ القرن الرابع وحتّى فجر القرن الخامس عشر الهجري

مقدّمة :

القرآن الكريم كتاب الله المجيد والحبل الممدود من السماء إلى الأرض ، وهو أكبر الثقلين الذين أوصى بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأوّل من تمسّك بالقرآن بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام ، وصدرت تعليماتهم بذلك فقالوا وهم في مقام مخاطبة المؤمنين : «تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث ، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص»(١).

وصرّح أمير المؤمنين عليه‌السلام في قضيّة التحكيم بأنّ العمل بهذا القرآن موقوف على تفسيره وكشف المراد منه ، فقال : «هذا القرآن إنّما هو خطّ مسطور بين الدفّتين لا ينطق بلسان ولابدَّ له من ترجمان وإنّما ينطق عنه الرجال»(٢).

وإذا كان كتاب الله المرشد الصامت فإنّه يحتاج إلى لسان وترجمان يقوم بكشف مراده ، فلم يكن هناك مفرٌّ من أن يقوم العارفون بالمراد من بيانه والكشف عنه ، وهذا البيان هو (التفسير).

__________________

(١) نهج البلاغة ١/٢١٥.

(٢) الإرشاد ١/٢٧١ ، مناقب آل أبي طالب ٢/٣٧٠ ، تاريخ الطبري ٤/٤٨.

  

قال مصنّف القاموس : «الفسر : الإبانة وكشف المغطّى كالتفسير»(١).

وقال مصنّف مجمع البحرين : «التفسير في اللغة كشف معنى اللفظ وإظهاره ، مأخوذ من الفسر وهو مقلوب السفر ، يقال : أسفرت المرأة عن وجهها إذا كشفته»(٢).

فالمراد من التفسير إذن هو بيان ظواهر الآيات القرآنية على مبنى لغة العرب.

وقد مدح القرآن الكريم قوماً استنبطوا ظواهر ألفاظ القرآن فقال : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(٣) ، وذمّ آخرين لم يتدبّروا في القرآن ولم يدركوا معناه ، فقال :(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا)(٤).

ولكن نزول القرآن بلغة العرب واستخدامه الحقيقة والمجاز والكناية لا يعني أنّ كلّ من يتكلّم العربية قد يدرك معاني القرآن ، بل أنّ في القرآن المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وقد منعنا القرآن الكريم من الحكم على حجّية جميع ظواهر الكتاب المجيد ، فقال : (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرَ مُتَشَابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ...)(٥).

فالمحكمات هنّ أُمّ الكتاب والحجّة التي يرجع إليها ويؤخذ

__________________

(١) القاموس المحيط : مادة فسر.

(٢) مجمع البحرين ٣/٤٠١ (فسر).

(٣) سورة النساء ٤ : ٨٣.

(٤) سورة محمّـد ٤٧ : ٢٤.

(٥) سورة آل عمران ٣ : ٧.

  

بظواهرها ، وهي وظيفة العارفين باللغة وقواعد الفقه والأحكام ، أمّا المتشابهات فقد اُرجع تأويلها إلى الله تعالى وإلى من خصّهم الله سبحانه بالعلم الذين عُبّر عنهم بالراسخين في العلم وهم أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام كما ورد في الروايات المتواترة.

ومن هنا قال فقهاء الإمامية بوجوب الأخذ من الراسخين في العلم (وهم أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام) في فهم المتشابهات ، لأنّهم عدل القرآن وحملته ، وقد خوطبوا به ، وقد نزل القرآن في بيوتهم عليهم‌السلام.

وقد استنكر أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام تفسير القرآن على أساس الرأي والقياس والاستحسان والظنّ والتخمين ، لأنّه يبعد المسلم عن بيان المراد الواقعي للمولى عزّ وجلّ.

أشار الشيخ البلاغي (ت ١٣٥٢ هـ) في معرض بيان الحاجة إلى التفسير ، فقال : «إنّ للتفسير مقامات ، منها :

الأوّل : في مفردات ألفاظه وبيان معناها بالعربية ، فيرجع في التفسير لمفردات الفاظه إلى ما يحصل به الاطمئنان والوثوق من مزاولة علم اللغة العربية والتدبّر في موارد استعمالها في كلام العرب.

الثاني : يحتوي القرآن على أرقى وجوه البلاغة العربية وتفنّنها بمحاسن المجاز والاستعارة والكناية وغيرها ممّا كان مأنوس الفهم في عصر النزول ، غير أنّ عوامل تأريخية أدّت إلى اختلاط الأمم الأخرى بالعرب فتغيّر أسلوب الكلام العربي في عامّة الناس ، فعاد ذلك لدى العامّة يحتاج إلى معرفته إلى التعلّم والتدرّب ، فالحاجة إلى التفسير هي حاجة إلى الكشف عن هذه الأسرار والنكت البلاغية المستعملة في القرآن.

الثالث : في معرفة شأن النـزول ، فقد جاء في القرآن شيءٌ كثير من

 

الألفاظ العامّة التي يراد بها الخاصّ ، أو التي هي نصّ في خاصّ باعتبار نزولها في شأنه ، وغير ذلك ممّا كان معروفاً في عصر نـزوله ، ثمّ صارت أسباب الخفاء تختلسه شيئاً فشيئاً وتعمل ضدّه.

والمفزع في تفسير ذلك هو ما يحصل به العلم من إجماع المسلمين في الرواية للتفسير ، أو في الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدلالة على من يفزع إليه بعده في تفسير كتاب الله كحديث الثقلين المتواتر القطعي بين الفريقين ...»(١).

لقد أخذ علماء الإمامية علوم القرآن من أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام الذين هم أبواب علم النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، خصوصاً علم التفسير والقراءة ، والناسخ والمنسوخ ، وأحكام القرآن ، والنحو والصرف ، وغريب القرآن ، ومجازات القرآن ، وفضائله.

وقد أشار ابن أبي الحديد إلى علم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : «وما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة وتنتهي إليه كلّ فرقة وتتجاذبه كلّ طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلِّي حَلْبتها ، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى ... ومن العلوم علم تفسير القرآن ، وعنه أُخذ ومنه فُرّغ ، وإذا رجعتَ إلى كتب التفسير علمتَ صحّة ذلك ، لأنّ أكثره عنه عليه‌السلام وعن عبـد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنّه تلميذه وخرّيجه. وقيل له : أين علمك من علم ابن عمِّك؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط»(٢).

__________________

(١) آلاء الرحمن ١/٣٢ ـ ٤٧.

(٢) شرح نهج البلاغة ١/١٧ ـ ١٩.

  

فأوّل من صنّف في التفسير هو عبـد الله بن العبّاس (ت ٦٨ هـ) ، ثمّ استمرّت تفاسير القرآن في المدرسة الإمامية تزدهر على مدى خمسة عشر قرناً ، بذل فيها فقهاء الشيعة مهجهم من أجل الحفاظ على القرآن وإيصال مفاهيمه الواقعية ـ على قدر مقدرتهم العلمية الهائلة ـ إلى المكلّفين.

وسوف نرصد بإذنه تعالى تفاسير المدرسة الإمامية على مدى القرون الماضية ، ونبدأ بمدرسة القرن الأوّل الهجري.

١ ـ مدرسة القرن الأوّل الهجري :

نعِمَ القرن الأوّل الهجري بنعمة نزول القرآن الكريم على صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتنعّم المسلمون بقربهم من عصر النصّ ووجود النبيّ محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين بين ظهرانيهم. وكان العلم في ذلك العصر هو حفظ الرواية بالسماع مباشرة أو بسند صحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، ولذلك كان التفسير هو إمّا أن يحفظ الراوي رواية ما تفصّل آية من آيات كتاب الله ، أو أن يأخذ القلم ويضعه في المداد ليكتب الآية الكريمة ويكتب رواية تفسيرها عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام. ومع أنّ كتب التأريخ والحديث والرجال تذكر اسماء العديد من الرواة إلاّ أنّها خصّصت اسمين في عالم التفسير ، هما : عبـد الله بن عبّاس وسعيد بن جبير ، وبدرجة أضيق ورد اسم ميثم التمّار في المصنّفات التفسيرية.

عبـد الله بن عبّاس :

قيل : أوّل من صنّف في التفسير كان الصحابي عبـد الله بن العبّاس

 

(المتوفّى سنة ٦٨ هـ). ذكره ابن النديم في الفهرس في كتب التفاسير وسمّى كتابه كتاب التفسير للإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، وقال : «روى التفسير عن ابن عبّاس : مجاهد بن جبر وهو أبو الحجّاج المقري (ت ١٠٢ أو ١٠٣ هـ) ، وذكر أنّه رواه عن مجاهد حميد بن قيس (المتوفّى زمن الحجّاج) ؛ وأبو نجيح ، ورواه عن أبي نجيح ورقاء وعيسى بن ميمونة»(١).

وابن عبّاس هو عبـد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لازم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حداثته ، وتوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وله من العمر ثلاث عشرة سنة ، وقيل : خمس عشرة ، وشهد مع عليٍّ عليه‌السلام الجمل وصفّين والنهروان(٢) كما ذكره الشيخ المفيد ، ولاّه الإمام علي عليه‌السلام البصرة بعد حرب الجمل ، واستمرّ والياً عليها حتّى استشهاد الإمام عليه‌السلام في سنة أربعين للهجرة.

وكان ابن عبّاس يقول : «ما أخذتُ من تفسير القرآن فعن عليِّ بن طالب»(٣). قال فيه ابن مسعود قدس‌سره : «نِعمَ ترجمان القرآن ابن عبّاس»(٤). وكان من تلامذته : سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وطاووس بن كيسان اليماني ، وعطاء بن أبي رباح(٥).

ليس لابن عبّاس تفسير مطبوع ، ولكن هناك كتاب يُنسب إليه عنوانه تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس جمعه أبو طاهر محمّـد بن يعقوب الفيروزآبادي الشافعي صاحب القاموس المحيط (ت ٨١٧ هـ). قال الشيخ

__________________

(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥١.

(٢) تاريخ بغداد ١/١٨٥ ضمن الترجمة رقم ١٤.

(٣) المحرّر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز ١/٤١.

(٤) المصنّف ٧/٥١٩ ح ٥.

(٥) تهذيب الكمال ١٥/١٥٦ ضمن الترجمة ٣٣٥٨.

  

آغا بزرك الطهراني : «تفسير ابن عبّاس الموسوم بتنوير المقباس من تفسير عبـد الله بن عبّاس في أربعة أجزاء الذي نسبه الحافظ شمس الدين محمّـد بن عبد الرحمن السخاوي في الضوء اللامع إلى محمّـد بن يعقوب الفيروزآبادي»(١). ولم يصرّح الشيخ آغا بزرك قدس‌سره بصحّة نسبة الكتاب إلى ابن عبّاس. والظاهر أنّ كتاب تنوير المقباس منسوب إلى ابن عبّاس ، ولم نجد دليلاً على صحّة كون تنوير المقباس من مصنّفاته.

سعيد بن جبير :

وسعيد بن جبير الشهيد (ت ٩٥ هـ) الذي قتله الحجّاج بن يوسف الثقفي له تفسيرٌ للقرآن. ذكر تفسير سعيد بن جبير ابن النديم(٢). قال مصنّف الشيعة وفنون الإسلام : «وأوّل من صنّف في علم تفسير القرآن سعيد بن جبير التابعي رضي‌الله‌عنه ، كان أعلم التابعين في التفسير كما حكاه السيوطي في الإتقان ، ولم ينقل تفسيراً لأحد قبله. وكان ابن جبير من خلّص الشيعة ، نصّ على ذلك علماؤنا في كتب الرجال ، كالعلاّمة الحلّي جمال الدين بن المطهّر في الخلاصة ، وابن عمر الكشّي في كتابه الرجال ، وروى روايات عن الأئمّة في مدحه وتشيعه واستقامته ، قال : وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ـ يعني التشيّع ـ ويُعدُّ سعيد بن جبير من أئمّة علم القرآن عند الشيعة»(٣).

والظاهر أنّ سعيد بن جبير هو أوّل من نقل روايات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)

__________________

(١) الذريعة ٤/٢٤٤.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥١.

(٣) الشيعة وفنون الإسلام : ٢٥ ، ٣٥.

  

وأهل البيت عليهم‌السلام الخاصّة بتوضيح معاني القرآن الكريم أو تفصيلها في كتاب روائي قرآني ، وإذا استثنينا ابن عبّاس ـ لأنّه لم يكتب تفسيراً بل روى روايات في تفسير القرآن ـ يكون سعيد بن جبير هو أوّل من كتب تفسيراً للقرآن الكريم.

ميثم التمّار :

ومن التفاسير التي ورد ذكرها في الكتب الرجالية : تفسير ميثم التمّار. وهو ميثم بن يحيى التمّار الكوفي من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلاموالشهيد (سنة ٦٠ هـ) بعد قطع يديه ورجليه وصلبه وقطع لسانه بأمر [عبيد الله]بن مرجانة كما أخبره به مولاه أمير المؤمنين عليه‌السلام. وتفسيره بعض ما تعلّمه من أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأملاه التمّار على ترجمان القرآن حبر الأمّة ابن عبّاس (ت ٦٨ هـ) كما في رواية الكشّي في ترجمة ميثم ، وإنّه بعد إلقاء التفسير على ابن عبّاس أخبره بكيفية قتله على يد ابن مرجانة فظنّ ابن عبّاس أنّه كهانة ، فأراد أن يخرق ما كتبه عن إملائه من التفسير فقال له ميثم : احتفظ بما سمعته منّي فإن كان ما قلته حقّاً أمسكته وان يكُ باطلاً خرقته. وبعد مضيِّ أيّام وقع تمام ما أخبر به(١).

٢ ـ مدرسة القرن الثاني الهجري :

ومدرسة هذا القرن تشكّلت من أصحاب أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام الذين صحبوهم عليهم‌السلام وكتبوا رواياتهم ، ثمّ جمعوا الروايات الخاصّة بتفسير

__________________

(١) الذريعة ٤/٣١٧.

  

الكتاب المجيد في مصنّفات مستقلّة ، كالسدّي ، وابن أبي هند ، وأبان بن تغلب ، والكلبي ، وأبي بصير ، وأبي حمزة الثمالي ، وأبي الجارود أيّام استقامته ، والبطائني ، والجواليقي.

ولمّا كان أغلب مفسّري هذا القرن ممّن صاحب أئمّة الهدى عليهم‌السلاموكتبوا مصنّفاتهم نقلاً عن أحاديث سمعوها عن أئمّتهم عليهم‌السلام كان لكتب التفسير تلك أهميةٌ بالغة عند فقهاء الإمامية. والظاهر أنّ تلك الكتب أو على الأقلّ جزء منها كان قد أدرج ضمن المتون الحديثية الكبرى كـ : الكافي ومن لا يحضره الفقيه والاستبصار والتهذيب التي جمعت في القرن الرابع والخامس ، أو ربّما بقيت بعضها إلى حدّ عصر العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) حيث أضافها إلى كتابه الكبير بحار الأنوار.

ومن تلك التفاسير :

١ ـ تفسير السدّي ، لأبي إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة القرشي التابعي الكوفي (ت ١٢٧ هـ). كان من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام. قال السيوطي : «إنّ تفسير إسماعيل السدّي من أمثل التفاسير»(١). إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ذمّ منهج السدّي في التفسير(٢) ، ولا نعلم سبب الذمّ ، لأنّ التفسير لم يصلنا بشكله المستقلّ.

٢ ـ تفسير ابن أبي هند(٣) ، لأبي بكر داود بن دينار السرخسي (ت ١٣٩ هـ) ، وهو من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام.

٣ ـ تفسير أبان بن تغلب بن رباح ، وأبان هو أبو سعيد البكري

__________________

(١) انظر : الإتقان ٢/٤٩٧ رقم ٦٣٨٩.

(٢) التبيان ١/٦.

(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥١.

  

الجريري (ت ١٤١ هـ). توفّي في حياة الإمام الصادق عليه‌السلام ، ونعاه الإمام عليه‌السلامبقوله : «لقد أوجع قلبي موت أبان»(١). كانت له منـزلة عظيمة عند أهل البيت عليهم‌السلام ، عاصر الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام. ذكره ابن النديم في أكثر من موضع ، فقال خلال عدّه لكتبه : «كتاب التفسير لابن تغلب»(٢). ثمّ في موضع آخر قال : «كتاب معاني القرآن لطيف وكتاب القراءآت»(٣). وعن كتاب القراءآت قال النجاشي : «ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القرّآء»(٤). وأشار الشيخ الطوسي : «هذه ثلاثة كتب في القرآن لأبان ، والرابع : كتاب الغريب في القرآن»(٥).

٤ ـ أحكام القرآن ، لأبي نصر محمّـد بن السائب بن بشر الكلبي (ت ١٤٦ هـ) من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام ، والكتاب هو شرح آيات الأحكام. والمصنّف والد هشام الكلبي النسّابة الشهير وصاحب التفسير الكبير(٦).

قال ابن النديم عند ذكره المصنّفات في علم أحكام القرآن : «كتاب أحكام القرآن للكلبي رواه عن ابن عبّاس»(٧).

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : «هو أوّل من صنّف في هذا الفنّ كما يظهر من تأريخه ، لا الإمام الشافعي محمّـد بن إدريس المتوفّى سنة

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٤/٤٣٥ الخاتمة.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥٠.

(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٣٠٨.

(٤) رجال النجاشي : ١١ رقم ٧.

(٥) انظر : الفهرس ـ للشيخ الطوسي ـ : ٥٧ رقم ٦١.

(٦) الذريعة ١/٤٠ التسلسل ١٩٢.

(٧) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٨١ الفنّ الثالث من المقالة الأولى.

  

٢٠٤ هـ كما ذكره العلاّمة السيوطي ـ ولذا صرّح به في كشف الظنون في عنوان أحكام القرآن ـ لأنّ الشافعي ولد بعد وفاة الكلبي بتسع سنين ... ولا القاسم بن أصبغ بن محمّـد بن يوسف البياني القرطبي الأندلسي الأخباري اللغوي المتوفّى سنة ٣٤٠ المولود بعد وفاة الشافعي بثلاث وأربعين سنة ، لأنّه ولد سنة ٢٤٧ كما ذكره أيضاً السيوطي في بغية الوعاة. ثمّ إنّ جمعاً من أصحابنا تابعوا الكلبي في إفراد آيات الأحكام وتفسيرها ...»(١).

إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ذمّ منهجه في التفسير أيضاً(٢).

٥ ـ تفسير أبي بصير ، وهو يحيى بن أبي القاسم الأسدي (ت ١٥٠ هـ) الثقة المعدود من أصحاب الإجماع والراوي عن الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

٦ ـ تفسير أبي حمزة الثمالي ، وهو أبو حمزة ثابت بن أبي صفية دينار الثمالي (ت ١٥٠ هـ) ، تشرّف بخدمة الأئمّة الأربعة : الإمام السجّاد والباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام.

٧ ـ تفسير أبي الجارود ، وأبو الجارود هو زياد بن منذر (ت ١٥٠ هـ) ، كان أعمى من حين ولادته ، وتنسب إليه الزيدية الجارودية ، وكان من أصحاب الأئمّة الثلاثة : الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام ، ولكن يروي تفسيره عن الإمام الباقر عليه‌السلام بالخصوص أيّام استقامته ، وكأنّه كان يتلّقى إملاء الإمام عليه‌السلام له مباشرة ويوكّل من يستنسخه له ، ولذلك يقال

__________________

(١) الذريعة ١/٤٠ ـ ٤١.

(٢) تفسير التبيان ١/٦.

  

لتفسير أبي الجارود : «كتاب الباقر عليه‌السلام رواه عنه أبو الجارود»(١).

ولهذا التفسير طريقان : أحدهما ضعيف ، وهو أبو سهل كثير بن عيّاش القطّان وقد ضعّفه علماء الرجال ، والطريق الثاني صحيح ، وهو عن طريق تلميذ علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي رواه بإسناده إلى أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي (ت ١٥٠ هـ) المصرّح بتوثيقه في علم الرجال.

وبالنتيجة ، فإنّ هذا التفسير من التفاسير المعتبرة في المدرسة الإمامية لسببين :

الأوّل : إنّ طريقه إلى الإمام الباقر عليه‌السلام صحيح بإسناده إلى أبي بصير.

الثاني : إنّ المصنّف كتبه أيّام استقامته وقبل انحرافه عن خطّ الإمامة ، وبالتالي فإنّ الروايات المروية فيه لم تمسّها يد التحريف ظاهراً.

٨ ـ تفسير مقاتل ، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن زيد بن أدرك الرازي (ت ١٥٠ هـ) ، عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام. له كتاب التفسير الكبير ، والناسخ والمنسوخ ، وتفسير الخمسمائة آية ، وكتاب القراآت ، ومتشابه القرآن ، ونوادر التفسير ، وكتاب الجوابات في القرآن ، والآيات المتشابهات ، وغير ذلك. وحكى اليافعي عن الشافعي أنّ النّاس كلّهم عيالُ مقاتل بن سليمان في التفسير(٢).

٩ ـ تفسير البطائني ، لعليّ بن أبي حمزة سالم البطائني الكوفي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ويروي أكثر تفسيره عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ

__________________

(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥٠.

(٢) الذريعة ٤/٣١٥.

  

عنه ، روى النجاشي تفسيره وسائر كتبه عنه بأربع وسائط(١).

١٠ ـ تفسير الجواليقي ، لهشام بن سالم الجواليقي الثقة ، من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ويروي عنه محمّـد بن أبي عمير ، ويروي النجاشي تفسيره عنه بأربع وسائط(٢).

ومن المحزن أنّ أكثر تفاسير المدرسة الإمامية في القرنين الأوّل والثاني قد فقدت ، مثل تفسير سعيد بن جبير (ت٩٥ هـ) ، وتفسير السدي (ت ١٢٧ هـ) ، وتفسير محمّـد بن السائب الكلبي (ت ١٤٦ هـ) ، وتفسير أبي بصير (ت ١٥٠ هـ) ، وتفسير أبي الجارود (ت ١٥٠ هـ) ، وتفسير جابر بن يزيد الجعفي (ت ١٢٧ أو ١٣٢ هـ).

ونقصد بفقدانها أي فقدان أثرها كمصنّفات مستقلّة ، والأرجح أنّها أدخلت في الموسوعات الحديثية الكبرى كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.

٣ ـ مدرسة القرن الثالث الهجري :

امتاز هذا القرن بكثرة التفاسير الروائية ، كـ : تفسير ابن همّام الصنعاني ، وابن وضّاح ، وابن محبوب ، وابن فضّال ، وابن مهزيار ، وابن أبي شعبة ، وابن بابويه ، وابن أسباط ، وابن أرومة ، والبرقي. ولم تصلنا أغلب تلك التفاسير بصورتها المستقلّة وإنّما وصلتنا ضمن المجاميع الحديثية ، وربّما التفسير الوحيد الذي وصلنا بصورته المستقلّة هو التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

فمن تفاسير تلك الفترة :

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٤٩ رقم ٦٥٦.

(٢) رجال النجاشي : ٤٣٤ رقم ١١٦٥.

  

١ ـ تفسير ابن همّام الصنعاني ، وهو أبو بكر عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (ت ٢١١ هـ). ترجمه الذهبي وأطراه ونقل عن الذين وثّقوه ، وقال : «ونقموا عليه التشيّع ، وما كان يغلو فيه بل كان يحبّ عليّاً ويبغض قاتله»(١). روى عنه سفيان بن عيينة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين. وحكى ابن خلّكان عن السمعاني أنّه زعم أنّه ما رحل النّاس إلى أحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل ما رحلوا إليه(٢).

أقول : هي مبالغة في تعظيمه ، وإلاّ فإنّ الناس رحلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، خصوصاً الإمام الصادق عليه‌السلامالذي كان يعجُّ درسه بالآلاف من طلبة العلم كما نقله لنا التأريخ.

ليس له ترجمة مفصّلة في كتبنا الرجالية عدا ذكر الشيخ الطوسي له في عداد أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام(٣). ويعدُّ هذا التفسير من أقدم تفاسير الشيعة الإمامية.

٢ ـ تفسير ابن وضّاح ، لم نعرف اسم المصنّف ، وإنّما ذكره الشيخ الطوسي في باب الكنى من الفهرست وذكر أنّه يرويه عنه أحمد بن ميثم حفيد الفضل بن دكين الحافظ الثبت الكوفي (المستشهد سنة ٢١٩ هـ)(٤) ، فيظهر أنّه من رجال القرن الثالث.

٣ ـ تفسير ابن محبوب ، لأبي علي الحسن بن محبوب السرّاد أو الزرّاد (ت ٢٢٤ هـ). عدّه الكشّي من أصحاب الإجماع(٥) ، وفي الفهرست

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ١/٣٦٤.

(٢) وفيات الأعيان ٣/٢١٦ رقم ٣٩٨.

(٣) رجال الطوسي : ٢٦٥ رقم ٣٨٠٥.

(٤) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٨٢ رقم ٩٠٦.

(٥) رجال الكشّي ١/٨٣٠ رقم ١٠٥٠.

  

للشيخ الطوسي أنّه كان يعدُّ في الأركان الأربعة في عصره وروى عن ستّين رجلاً من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام(١). والمصنّف من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم‌السلام(٢).

قال الشيخ آغا بزرك : «والعجب أنّ الرجل (أي ابن محبوب) على جلالة قدره وقد ذكره أبو العبّاس النجاشي فيما يقرب من عشرين موضعاً من رجاله ـ استقصاها المولى عناية الله القهبائي في كتابه مجمع الرجال ـ وذكر كتابه المشيخة مكرّراً في عدّة مواضع منه ومع هذا كلّه نسى أن يعقد له ترجمة مستقلّة في رجاله الذين هم العمدة من الأصول الرجالية لنا ، وإهمال مثل هذا الرجل فيه من أقوى البراهين على صحّة ما شرحناه من ذهاب تراجم كثير من أصحابنا على أئمّة الرجال ، وبفوات التراجم ضاعت عنّا أسماء كتبهم المقروءة عليهم أو المسموعة عنهم ، وأسانيد الأحاديث المروية في كتبنا الموجودة اليوم تدلّنا على وجود تلك الكتب في أعصارهم ، فإنّ الرواية عن أحد في تلك الأعصار لم تكن إلا بالقراءة أو السماع من كتابه ، وما كانوا يكتفون بالسماع عن ظهر القلب كما لا يخفى»(٣).

٤ ـ تفسير ابن فضّال الكبير ، لأبي محمّـد الحسن بن علي بن فضّال الكوفي التيملي مولى تيم الله بن ثعلبة (ت ٢٢٤ هـ) ، أعتقد بالفطحية ثمّ تركها ورجع عن ذلك في آخر عمره ، ذكره ابن النديم في فهرسه(٤). وله

__________________

(١) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٩٧ رقم ١٦٢.

(٢) رجال الطوسي : ٣٣٤ رقم ٤٩٧٨ و٣٥٤ رقم ٥٢٥١.

(٣) الذريعة ٤/٢٤٨.

(٤) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ١٧١ الفنّ الخامس من المقالة السادسة.

  

كتابان آخران هما : الشواهد من كتاب الله ، والناسخ والمنسوخ.

٥ ـ تفسير ابن مهزيار ، لأبي الحسن علي بن مهزيار الدورقي الأهوازي (توفّي بعد سنة ٢٢٩ هـ) الثقة الوكيل للأئمّة الثلاثة : أبي الحسن الرضا وأبي جعفر الجواد وأبي الحسن الثالث عليهم‌السلام. وله أيضاً كتاب حروف القرآن كما في فهرست الشيخ الطوسي(١). ومصنف هذا الكتاب هو غير علي بن إبراهيم بن مهزيار الذي تشرّف بخدمة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

٦ ـ تفسير ابن أبي شعبة ، لأبي جعفر محمّـد بن علي بن أبي شعبة الحلبي الثقة ، وهو فقيه بين الأصحاب ، يرويه عنه ابن عقدة (ت ٣٣٣ هـ) بواسطتين ، فصنّفناه من أعلام القرن الثالث الهجري.

٧ ـ تفسير ابن بابويه ، لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، وهو والد الشيخ الصدوق (ت ٣٢٩ هـ) ، يرويه النجاشي عنه بواسطة واحدة ، «وهذا سندٌ عال»(٢). والواسطة هو شيخه المعمّر عبّاس بن عمر الكلوذاني. ويطلق على المصنّف وولده : (الصدوقان).

٨ ـ تفسير ابن أسباط ، لأبي الحسن علي بن أسباط بن سالم الكوفي الثقة الراوي عن الإمام الرضا عليه‌السلام وأبي جعفر الجواد عليه‌السلام ، يرويه عنه ابن عقدة بواسطة واحدة ، ذكره النجاشي في رجاله(٣).

٩ ـ تفسير ابن أرومة ، لأبي جعفر محمّـد بن أرومة القمّي الذي خرج التوقيع من الإمام الهادي عليه‌السلام إلى أهل قم في براءته ممّا نسب إليه من

__________________

(١) الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٢ رقم ٣٧٩.

(٢) الذريعة ٤/٢٤١.

(٣) رجال النجاشي : ٢٥٢ رقم ٦٦٣.

  

الغلوّ. عدّ النجاشي كتاب تفسير القرآن من تصانيفه(١).

١٠ ـ تفسير البرقي الصغير ، لأبي جعفر أحمد بن أبي عبـد الله محمّـد بن خالد البرقي مؤلّف كتاب الرجال وكتاب المحاسن (ت ٢٧٤ أو ٢٨٠ هـ). وهناك كتاب تفسيري آخر لوالده يسمّى تفسير البرقي الكبير الذي كان من أجلاّء الأصحاب.

وكتاب المحاسن يشتمل على عدّة كتب ، منها كتاب التفسير وكتاب التأويل كما قاله الشيخ الطوسي في الفهرست(٢). أمّا النجاشي فقد ذكر كتاب التفسير فقط(٣). وقد روى الشيخ الطوسي والنجاشي عنه كتبه بثلاث وسائط.

التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام :

تفسير العسكري الذي أملاه الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام القائم بأمر الإمامة سنة ٢٥٤ هـ والمستشهد سنة ٢٦٠ هـ ، وهو برواية الشيخ أبي جعفر محمّـد بن علي بن بابويه القمّي ، واعتمد عليه الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ، والطبرسي في الاحتجاج ، وابن شهرآشوب في المناقب ، والمحقّق الكركي في إجازته لصفيّ الدين ، والشهيد الثاني في المنية ، والمولى محمّـد تقي المجلسي في شرح المشيخة ، وولده العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.

وقد أثير جدلٌ واسعٌ بين علماء الإمامية حول هذا التفسير المنسوب

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٠ رقم ٨٩١.

(٢) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٦٣ رقم ٦٥.

(٣) رجال النجاشي : ٧٦ رقم ١٨٢.

  

إلى الإمام العسكري عليه‌السلام ، فهل أنّ الكتاب المسمّى بـ : تفسير الإمام العسكري عليه‌السلاممنسوب إلى الإمام عليه‌السلام وليس من إملائه؟

لو تفحّصتَ الكتب الرجالية لاستخلصتَ أنّ للإمام العسكري عليه‌السلامكتابين في التفسير :

الأوّل : جمعه الحسن بن خالد البرقي كما ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء(١) ، وهو تفسير يقع في مائة وعشرين مجلّداً ، ولم يصلنا هذا الكتاب.

الثاني : جمعه يوسف بن محمّـد بن زياد وعلي بن محمّـد بن سيار (وهما مجهولان في علم الرجال) ورواه عنهما الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسّر (وهو مجهول الحال أيضاً) ، وهذا الكتاب المتداول هو المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

وقد انقسم الرأي العلمي حول هذا الكتاب وتخندق حول معسكرين :

الأوّل : قال بأنّ الكتاب ضعيف ولا يمكن أن يصدر من عالم من العلماء فضلاً عن المعصوم عليه‌السلام. ومن روّاد هذا المعسكر : العلاّمة الحلّي ، والمحقّق الداماد ، والشيخ البلاغي ، والسيّد الخوئي. نقده السيّد الخوئي قدس‌سرهبالقول : «... هذا مع أنّ الناظر في هذا التفسير لا يشكّ في أنّه موضوع ، وجلّ مقام عالم محقّق أن يكتب مثل هذا التفسير فكيف بالإمام عليه السلام»(٢).

الثاني : قال بأنّ الكتاب أثر من آثار أهل البيت عليهم‌السلام وينبغي أن

__________________

(١) معالم العلماء لابن شهرآشوب : ٧٠ رقم ١٨٩.

(٢) معجم رجال الحديث ١٣/١٥٧ رقم ٨٤٤٢.

  

يؤخذ بعين الاعتبار. ومن روّاد هذا المعسكر : المجلسي الأوّل (الأب) والمجلسي الثاني (الإبن). قال المجلسي : «وتوهّم أنّ مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصوم مردود ، ومن كان مرتبطاً بكلام الأئمّة يعلم أنّه كلامهم عليهم‌السلام ، واعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني ونقل أخباراً كثيرة منه في كتبه ، واعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق يكفي ، عفا الله عنّا وعنهم»(١).

وروى الشيخ الصدوق عن هذا التفسير أخباراً في الأمالي والتوحيد ومعاني الأخبار.

والملاحظ أنّ الروايات في هذه الكتب الثلاثة تشمل الصحيحة والضعيفة ، فلا يعني ذلك صحّة اعتماد الشيخ الصدوق عليه.

أمّا في من لا يحضره الفقيه الذي قال فيه الصدوق بأنّه لا يذكر فيه إلاّ الروايات التي يراها حجّة بينه وبين ربِّه عزّوجلّ فقد روى رواية في التلبية اختلف الفقهاء في كونها من هذا التفسير أو من غيره. وبالإجمال ، فإنّ موقف الشيخ الصدوق لا يساعد على توثيق التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

وقد أفرد الشيخ البلاغي (ت ١٣٥٢ هـ) رسالة خاصّة في إبطال نسبة هذا التفسير إلى الإمام العسكري عليه‌السلام ، قال : «وأمّا التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنّه مكذوب موضوع ، وممّا يدلّ على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين وما يزعمان أنّه رواية ، وما فيه من مخالفة

__________________

(١) روضة المتّقين ١٤/٢٥٠ باب الميم.

  

الكتاب المجيد ومعلوم التاريخ ، كما أشار إليه العلاّمة في الخلاصة وغيره»(١).

وبالإجمال ، فإنّه لا يمكن الاعتماد على صحّة نسبة هذا الكتاب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام. وأقلّ ما يقال في المقام هو : إنّه ينبغي تمييز الروايات الصحيحة عن السقيمة عبر مطابقتها بالروايات الصحيحة في الكتب الروائية الأُخرى.

وللبحث صلة ...

__________________

(١) آلاء الرحمن ١/٤٩.

  

مدرسة الحلّة وتراجم علمائها

من النشوء إلى القمّة

(٥٠٠ ـ ٩٥٠ هـ)

(٢)

السـيّد حيدر وتوت الحسيني

لقد تعرضنا في القسم الأوّل من هذا الموضوع إلى تاريخ تأسيس مدينة الحلّة والنهضة العلميّة والأسر والبيوت العلميّة فيها والتلاقح العلمي بين مدينة الحلّة ومدن العالم الاسلامي الأخرى ونواصل البحث هنا في الموضوع ...

٧ ـ بيهق :

قال ابن خلّكان في وفيات الأعيان(١) : «ونسبته إلى بَيْهَق : بفتح الباء الموحّدة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعد الهاء المفتوحة قاف ، وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخاً منها ، وخسرو جرد من قراها ...».

من علمائها المنتسبين لها الشيخ حيدر بن علي بن أبي علي محمّـد بن إبراهيم البيهقي ، قال فيه صاحب أمل الآمل(٢) : «فاضل جليل ، صنَّف الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة رسالة في النية بالتماسه وأثنى

__________________

(١) وفيات الأعيان ١ / ٧٦.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٠٧.

  

عليه ...».

٨ ـ جبل عامل :

وهي من المدن الشهيرة في بلاد الشام وتقع اليوم ضمن دولة لبنان ، ينتمي إليها الجمّ الغفير من العلماء الفقهاء والأدباء الكبار ، وتلاقحها العلمي مع مدينة الحلّة سابقاً ومع مدينة النجف الأشرف تلاقحاً متواصلاً يكاد لا ينقطع وإلى يومنا هذا ، من أبرز علمائها الأعلام بل أشهرهم على الإطلاق الشهيد الأوّل الشيخ محمّـد بن مكّي العاملي ، وهو من تلامذة فخر المحقّقين ابن العلاّمة الحلّي ، وكذلك تلمَّذ على السيّد تاج الدين محمّـد مُعَيَّة الحسني. قال الشيخ محمّـد مهدي الآصفي في مقدّمته على كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية(١) متحدّثا عن سيرة الشهيد الأوّل محمّـد بن مكّي العاملي :

«زار كثيراً من حواضر العالم الإسلامي في وقته كـ : مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وبغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم واجتمع فيها بمشايخ العامّة ، وتاحت له هذه الأسفار نوعاً من التلاقح الفكري بين مناهج البحث الفقهي والأصولي عند الشيعة والسنّة».

٩ ـ جُرْجان :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٢) : «جرجان مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ... وقيل : إنّ أوّل من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة ، وقد خرج منها خلق من الأدباء ...».

من علمائها المنتسبين إليها الشيخ محمّـد بن علي الجرجاني تلميذ

__________________

(١) الروضة البهية ١ / ٧٢.

(٢) معجم البلدان ٢ / ١١٩.

  

العلاّمة الحلّي قدس‌سره وشارح كتاب المبادئ ، ورد ذلك في مقدّمة كتاب رجال العلاّمة الحلّي(١) بقلم السيّد محمّـد صادق بحر العلوم.

١٠ ـ حلب :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٢) : «حَلَب بالتحريك مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيّبة الهواء صحيحة الأديم والماء ، وهي قصبة جند قنّسرين في أيّامنا هذه ...».

وحلب اليوم هي إحدى مدن البلاد السورية من بلاد الشام ، وقد أخرجت هذه المدينة المباركة العدد الكثير من العلماء الكبار والأدباء ممّن كان له صلات علمية مع علماء الحلّة كالسادة بني زهرة الحلبيّين العلماء الأفاضل الذين تلمّذوا على العلاّمة الحلّي قدس‌سره ، وإجازة العلاّمة لهم مشهورة ومثبتة في كتب الإجازات.

١١ ـ الحاير الحسيني (كربلاء) :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٣) عند ذكره للحائر الحسيني الشريف : «... وهو في الأصل حوض يصبّ إليه مسيل الماء من الأمطار ، سمي بذلك لأنّ الماء يتحيّر فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه ، والحائر : قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام ...».

من علمائه المشهورين الشيخ محمّـد بن طحال المقدادي الحائري. جاء في أمل الآمل(٤) :

__________________

(١) رجال العلاّمة الحلّي : ١٧.

(٢) معجم البلدان ٢ / ٢٨٢.

(٣) معجم البلدان ٢ / ٢٠٨.

(٤) أمل الآمل ٢ / ٢٧٨.

  

«الشيخ محمّـد بن طحال المقدادي الحائري ، فاضل ، فقيه ، يروي عنه علي بن ثابت بن عصيدة».

١٢ ـ طوس :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(١) : «مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، تشتمل على بلدتين يقال لأحدهما : (الطبران) والأخرى : (نوقان) ، وبها قبر علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وبها قبر هارون الرشيد ...».

من أشهر علمائها الشيخ الفيلسوف الخواجة نصير الدين محمّـد بن محمّـد الحسن الطوسي ، قال عنه صاحب أمل الآمل(٢) :

«... يروي عنه العلاّمة ، وقال في إجازة له عند ذكره : كان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية ...».

١٣ ـ استرآباد :

وهي من البلدان الشهيرة. قال القمّي في الكنى والألقاب(٣) : «والاسترابادي نسبة إلى استراباد : بليدة من أعمال مازندران بين سارية وجرجان».

من علمائها الشيخ نجيب الدين الاسترآبادي. قال صاحب أمل الآمل(٤) : «الشيخ نجيب الدين بن مذكي الاسترآبادي ، فاضل ، يروي العلاّمة عن أبيه عن علي بن ثابت بن عصيدة عنه».

__________________

(١) معجم البلدان ٢ / ٢٠٨.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٩٩.

(٣) الكنى والألقاب ٣ / ٢٧.

(٤) أمل الآمل ٢ / ٣٣٥.

  

١٤ ـ قم :

قال ياقوت الحموي(١) : «قُمّ ـ بالضمّ والتشديد ـ مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها ، وأوّل من مصَّرها طلحة بن الأحوص الأشعري ، موقعها بين أصبهان وساوه ، وأهلها كلّهم شيعة إمامية ، وكان مبدأ تمصيرها في أيّام الحجّاج بن يوسف سنة (٨٣ هـ) ...».

وهذه المدينة الطيّبة قد أنجبت الفطاحل من الفقهاء والعلماء ممّن ملأت آثارهم ومآثرهم الخالدة كتب التراجم والسير التي لا تزال وإلى يومنا الحاضر تُخرج المئات من العلماء والأفاضل لنشر العلم والدين ، من علمائها المشهورين الذي له صلة علمية بعلماء الحلّة الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن بابويه القمّي صاحب كتاب الفهرست في الرجال المشهور ، وهو من تلامذة الشيخ سديد الدين محمود بن علي الحمصي الحلّي.

١٥ ـ كاشان :

وهي من البلدان المعروفة ، وتقع اليوم ضمن دولة إيران الإسلامية ، من علمائها المشهورين المنتسبين إليها الشيخ الفيلسوف علي بن محمّـد الكاشاني المعروف بالقاشي الحلّي ، وهو من مشايخ السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة ومن تلامذة المحقّق الحلّي جعفر بن سعيد الهذلي.

١٦ ـ الكوفة :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٢) : «الكُوفة ـ بالضم ـ المصر

__________________

(١) معجم البلدان ٤ / ٣٩٧.

(٢) معجم البلدان ٤ / ٤٩٠.

  

المشهور بأرض بابل من سواد العراق ، ويسمّيها قوم (خدّ العذراء). قال أبو بكر محمّـد بن القاسم : سُمّيت الكوفة كوفة لاستدارتها أخذاً من قول العرب : (رأيت كوفاناً) ، وكوفاناً بضمّ الكاف وفتحها للرميلة المستديرة. وقيل : سمّيت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم : قد تكوّف الرمل. وأمّا تمصيرها فكان في أيّام عمر بن الخطّاب في سنة (١٧ هـ) ، وقال قوم : مصِّرت في سنة (١٩ هـ) ...».

وهذه المدينة المباركة متخمة بالعلماء والأدباء وعلى مرِّ التاريخ ، من علمائها البارزين الذين كانت لهم صلة علمية مع علماء الحلّة الشيخ الإمام جمال الدين محمّـد بن محمّـد بن أحمد الكوفي الهاشمي الحارثي وكان من مشاهير تلامذة المحقّق الحلّي وممّن يروي عنهم ابن مُعَيَّة الحسني.

١٧ ـ المدينة المنوّرة :

وهي لا تحتاج إلى تعريف لشهرتها ، وكانت قبل الإسلام تسمّى (يثرب) ، وبعد دخول النبي الأعظم محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها مهاجراً سمّيت بالمدينة المنوّرة ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سمّاها (طيبة). من علمائها المشهورين ممّن كانت له صلة علمية بعلماء الحلّة السيّد مهنّا بن سنان المدني الذي أرسل إلى العلاّمة الحلّي يسأله الإجابة عن مجموعة من الأسئلة ، وهي مذكورة ضمن مؤلّفات ومصنّفات العلاّمة الحلّي بعنوان : أجوبة مسائل مهنّا بن سنان المدني أو : أجوبة المسائل المهنائية.

١٨ ـ ورامين :

وهي بلدة من أعمال بلاد الري ، انتسب إليها الكثير من العلماء والأدباء ، منهم الشيخ الأجلّ أبو جعفر محمّـد بن محمّـد البويهي الحكيم

 

الفقيه الملقّب بـ : قطب الدين الرازي صاحب كتاب شرح الشمسية وشرح المطالع ، قال الشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب(١) بعد ذكره : «أصله من ورامين الري من جهة المولد والبلد وينتهي نسبه إلى آل بويه سلاطين الديالمة ...».

أقول :

وهناك من ينسبه من أصحاب المعاجم إلى ابن بابويه القمّي وليس لسلاطين آل بويه أمثال صاحب أمل الآمل وصاحب رياض العلماء وغيرهم ، والله سبحانه العالم.

علماء الحلّة والمعارف الإسلامية :

لم تقتصر مشاركة علماء الحلّة في العلوم والمعارف الإسلامية على مجال فكري محدّد أو على علم معيّن من علوم الإسلام ، بل كانت مشاركة واسعة شملت العديد من مجالات العلم والأدب ، ولا يكاد يخلو علم من العلوم من وضوح بصماتهم عليه ووجود آثارهم فيه والإشارة من بعيد أو قريب إلى ذكرهم وإلى أهمّية دورهم فيه ، ويجد الباحث المتتبّع أنّ مشاركة هؤلاء العلماء الأجلاّء في علوم الإسلام كان على درجات متفاوتة من حيث تنوّع المشاركة في مجالات العلوم والآداب المختلفة ، فهناك بعض العلماء من اقتصرت مساهمته في علم من العلوم ، وهناك من شارك في أكثر من مجال علمي ، وهناك من تعدّدت مشاركته حتّى شملت الكثير من العلوم والآداب الإسلامية وهو في أغلبها قد تميَّز بالإبداع والرُقي كالعلاّمة

__________________

(١) الكنى والألقاب ٣ / ٦١.

  

الحلّي قدس‌سره الذي قيل : إنّه وجد بخطّه الشريف أكثر من خمسمائة مجلّد وأنّه صنَّف وألّف في أكثر العلوم الإسلامية.

وهناك بعض من علماء الحلّة من ساعد وساهم في تطوير علوم الإسلام وإنضاجها من خلال الابتكار والإيداع في بعض مجالاتها العلمية والأدبية وكان لهم بها السبق في ذلك على باقي علماء المسلمين والذين شهدوا لهم بهذه الإنجازات المتميّزة ، ومن أمثال هؤلاء العلماء السيّد الفقيه أحمد بن موسى بن طاووس صاحب كتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال ، وهو أوّل من وضع الاصطلاحات الجديدة للإمامية في علم الحديث من صحيح وحسن وموثّق وضعيف ، وكذلك الشيخ تقي الدين الحسن بن داود صاحب كتاب الرجال المشهور الذي سلك فيه استخدام الرموز والأحرف بدل الكلمات والأسماء ، وكان مسلكاً لم يسبقه إليه أحد ، وفي مجالات الفنون الأدبية برز الشيخ صفيّ الدين الحلّي الذي اخترع الموشّح المضمّن وكان له تطويراً متميّزاً لعلم البيان والبديع. قال السيّد حسن الصدر في كتابه الشيعة وفنون الإسلام(١) : «... وأوّل من اخترع الموشّح المضمّن صفيّ الدين الحلّي الشاعر الوحيد المتوفّى سنة (٧٥٠ هـ) لم يسبق إليه ...».

وللتعرّف على مشاركات علماء وأدباء الفيحاء في العلوم والمعارف الإسلامية نذكر هنا بعض هذه العلوم وأبرز من شارك فيها من علماء الحلّة وكما يلي :

في علم الفقه : وهو أشرف العلوم وأكثرها أهمّية في بناء الكيان

__________________

(١) الشيعة وفنون الإسلام : ١١٠.

  

الإسلامي الصحيح ، وقد برز في هذا العلم الجمّ الغفير من فقهاء الفيحاء ، أمثال العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، والشيخ جعفر بن سعيد الهذلي المعروف بالمحقّق الحلّي ، والشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي ، وغيرهم كثير.

في علم أصول الفقه : وقد برز فيه علماء أجلاّء ، منهم الشيخ آية الله العلاّمة الحلّي ، والشيخ المحقّق الحلّي جعفر بن سعيد ، والشيخ الجليل سديد الدين محمود بن علي الحمصي.

في علم الفلسفة : وقد برز في هذا العلم من علماء الحلّة العلاّمة الحلّي ، وسديد الدين محمود بن علي الحمصي ، والشيخ نصير الدين القاشي الحلّي ، وغيرهم. جاء في كتاب الكشكول(١) للشيخ بهاء الدين العاملي عند تعريف الفلسفة : «الفلسفة لغة يونانية ومعناها محبّة الحكمة ، وفيلسوف أصله : فيلا سوف ، أي : مُحبّ الحكمة ، وفيلا : المحبّ ، وسوف : الحكمة».

في علم الكلام : وقد برز فيه من علماء الفيحاء الشيخ الجليل سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح الحلّي ، والعلاّمة آية الله الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، والشيخ نصير الدين القاشي الحلّي ، والشيخ جعفر بن سعيد المحقّق الحلّي.

في علم دراية الحديث : من أبرزهم في هذا العلم السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن طاووس ، وكذلك العلاّمة الجليل السيّد علي بن عبـد الحميد الحسيني النيلي.

__________________

(١) كشكول الشيخ البهائي ٢ / ٣٩.

  

ـ في علم الرجال : وقد برز فيه أيضاً السيّد أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس ، والعلاّمة الحلّي ، والشيخ تقي الدين الحسن بن داود صاحب كتاب الرجال ، وغيرهم.

في علم النحو : برز في هذا العلم عدد كبير من علماء الفيحاء ، من أشهرهم الشيخ شميم الحلّي ، والشيخ ابن السكون الحلّي ، وعميد الرؤساء الشيخ هبة الله بن حامد ، والشيخ أبو العبّاس أحمد بن علي المهلّبي ، وغيرهم كثير.

في علم المعاني والبديع : وقد برز فيه الشاعر الأديب صفيّ الدين الحلّي الذي يعتبر أحد روّاد هذا الفنّ المتقدّمين.

في علم العروض : من أبرزهم في هذا العلم الشيخ تقي الدين الحسن بن داود ، له في علم العروض كتاب الإكليل التاجي ، وكتاب قرّة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن الحاجب(١).

في فنون الشعر : وقد تميّز في هذا المجال عدد ضخم من الشعراء والأدباء الحلّيّين قديماً وحاضراً وغصَّت كتب التراجم والشعر والأدب بنتاجاتهم وآثارهم الشعرية والأدبية ، ومن أشهرهم الشيخ صفيّ الدين الحلّي ، وابن العرندس ، والخليعي ، والشفهيني ، وغيرهم كثير.

في علم الأخلاق : وقد برز فيه الشيخ الزاهد ورّام بن أبي فراس الحلّي صاحب كتاب نزهة النواظر وتنبيه الخواطر ، وبرز فيه أيضاً الشيخ أحمد بن فهد الحلّي.

في علم التاريخ : وقد كتب في هذا المجال العلاّمة النسّابة السيّد

__________________

(١) الشيعة وفنون الإسلام : ١٠٦.

  

تاج الدين محمّـد بن مُعَيَّة ، له كتاب أخبار الأمم ، وهو كتاب ضخم كما وصفه تلميذه ابن عِنَبة الحسني ، وبرز فيه أيضاً الشيخ الحسن بن راشد الحلّي ، له أرجوزة في تأريخ الملوك والخلفاء وأُرجوزة في تاريخ القاهرة ، وغيرهم(١).

في علم المنطق : وقد تميّز فيه كلّ من العالمين الأفخرين المحقّق جعفر بن سعيد الحلّي والعلاّمة الحسن بن مطهّر الحلّي ، وكذلك الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلّي ، له في المنطق كتاب إحكام القضية في أحكام القضية ، وغيرهم من العلماء.

في علم الهيئة والحساب : وظهر في هذا العلم العلاّمة النسّابة السيّد تاج الدين محمّـد بن مُعَيَّة الحسني ، له عدّة مؤلّفات في الحساب ذكرها له تلميذه السيّد ابن عِنَبة الحسني في كتابه عمدة الطالب(٢) ، وبرز في هذا العلم أيضاً الشيخ إسماعيل بن الحسن بن غني الحاسب الحلّي الملقّب بـ : علم الدين.

في علم العرفان : وقد برز في هذا العلم وبشكل واسع وكبير السيّد العابد الزاهد جمال الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني الذي صنَّف وألفّ العديد من كتب الأدعية والزيارات والأخلاق ، مثل كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر ، وكتاب فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة ، وكتاب الإقبال بصالح الأعمال ، وكتاب جمال الأسبوع بكمال العقل المشروع ، وغيرها كثير من كتب الأدعية والزيارات. وبرز في هذا العلم أيضاً الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلّي صاحب كتاب عدّة

__________________

(١) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٢٧٥.

(٢) عمدة الطالب : ١٦٩.

  

الداعي ونجاح الساعي ، وغيرها من الكتب.

في علم النسب : من أبرز علماء هذا العلم السيّد النسّابة العلاّمة تاج الدين محمّـد بن مُعَيَّة ، وتلميذه السيّد ابن عِنَبة الحسني صاحب كتاب عمدة الطالب ، وكذلك السيّد العلاّمة النسابة بهاء الدين علي بن عبـد الكريم بن عبـد الحميد الحسيني النيلي أُستاذ ابن فهد الحلّي.

المرأة ودورها العلمي في مدرسة الحلّة :

قد يتبادر إلى بعض الأذهان أنّ تحصيل العلوم والمعارف الإسلامية المختلفة هي حكرٌ على الرجال فقط دون النساء وأنّه ليس لهُنَّ أدنى مشاركة فيها ، وهذا في حقيقة الحال رأي قاصر وغير صحيح ، فالإسلام بمفاهيمه السامية وقيمه وتعاليمه المقدّسة يؤكّد وبصورة مستمرّة على ضرورة تثقيف المرأة وتعليمها ومشاركة العنصر النسائي في كلّ ميادين العمل والجهاد ، يقول الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز مبيّناً لأجر العاملين في سبيل الله من رجل أو امرأة على السواء : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِل مِنْكُم مِن ذَكَر أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِن بَعْض)(١) وقوله سبحانه : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَر أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(٢).

لذا فبناء المجتمع الإسلامي الصحيح يحتاج إلى مشاركة حقيقية وفعّالة للمرأة المتعلّمة الفاضلة التي لابدّ أن تكون قطب الرحى في بناء

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ١٩٥.

(٢) سورة النحل ١٦ : ٩٧.

  

الأسرة الصالحة التي تتميّز بالخير والفضيلة والتي بدورها تساهم في بناء المجتمع الإنساني المتكامل الذي يسوده العدل وتغمره الطمأنينة ، ونجد في حقيقة الحال أنّ السبّاقين لتعلّم المرأة وتثقيفها أولئك العلماء الأفذاذ الذين كان لالتزامهم الكامل وحرصهم الشديد على تطبيق تعاليم الشريعة المقدّسة والاقتداء بإرشادات أهل البيت عليهم‌السلام وبما يمتلكون أيضاً من الذهنية المتفتّحة والإدراك العقلي العميق جعلهم من المبادرين لهذا المنهج المبارك مبتدئين في ذلك بنساء بيوتهم الشريفة ساعين بكلّ جدّ واجتهاد في نشر العلم والفضيلة وداعمين لكلّ نهضة علمية نسوية ، ومن أعلام أولئك العلماء الفطاحل شيخ الطائفة أبو جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي قدس‌سره الذي كان له بنتان فاضلتان عالمتان ، ذُكرن في مطاوي الكتب ضمن ترجمة والدهنَّ الشيخ الطوسي قدس‌سره. وعند التفكير في هذا الأمر ولو بشكل بسيط نجد أنّ تعليم النساء كان من الضروريّات المهمّة لدى العلماء الأعلام لمساعدتهنّ في اكتساب العلم والمعرفة. وبناء مجتمع كريم ترفرف عليه رايات العلم والمعرفة.

ولقد كان لعلماء مدرسة الحلّة أيضاً آثاراً واضحة في دعم الحركة العلمية النسوية فيها مبتدئين في ذلك بنساء بيوتهم وبناتهم أمثال زوجة الشيخ ورّام الحلّي وبناته.

يقول السيّد هادي كمال الدين في كتابه فقهاء الفيحاء(١) عند ذكره للشيخ ورّام الحلّي :

«... ولشيوع الثقافة في عصره لم تكن الحركة الثقافية مقتصرة في

__________________

(١) فقهاء الفيحاء ١ / ١٧٧.

  

الحلّة على الرجال وحدهم وإنّما شملت النساء أيضاً ، فكانت النهضة النسوية أشبه بنهضة الرجال وتسايرها جنباً إلى جنب حتّى احتفظ تاريخ الحلّة بأسماء فضليّات النساء ، ومنهنّ من بلغت درجة الاجتهاد كزوجة صاحب الترجمة ...».

وكذلك ابنة الشيخ ورّام الحلّي ، وهي والدة السيّدين السندين جمال الدين أحمد ورضي الدين علي ابني طاووس رضي الله عنهما.

قال الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين(١) عند ذكره لابني طاووس :

«وهما أخوان من أمٍّ وأب ، وأُمّهما ـ على ما ذكره بعض علمائنا ـ بنت الشيخ مسعود ورّام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان ...» إلى آخر ما قاله حول علاقة النسب المزعومة بينهما وبين الشيخ الطوسي قدس‌سره من جهة وبين الشيخ الطوسي والشيخ ابن إدريس من جهة أخرى ، وسنتعرّض لتفصيل ذلك عند ذكر ترجمة الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي ، فلاحظ.

ومن النساء العالمات الفاضلات أيضاً ابنة الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي التي هي زوجة الشيخ أحمد بن سعيد عم المحقّق الحلّي نجم الدين ووالدة الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد.

وهناك نساء عالمات أُخريات قد تخرّجن على علماء مدرسة الحلّة ، أمثال الحاجّة فاطمة المدعوّة بـ : ستّ المشايخ ، وهي بنت الإمام الفقيه محمّـد بن مكّي العاملي المعروف بالشهيد الأوّل ، حيث أجازها وأباها وأخواها(٢) السيّد العلاّمة النسّابة تاج الدين محمّـد بن مُعَيَّة الحسني الحلّي.

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٣٦.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٩٤.

  

وغيرهنّ من فضليات النساء اللآتي لأسباب أو لضروف معيّنة لم تصلنا أسماءهنّ أو ما هي آثارهنَّ العلمية ، ورغم هذا العدد القليل من الأسماء إلاّ أنّه يمكننا القول : إنّه كان لهنَّ دور متميّز في نشوء نهضة علمية نسوية سارت جنباً إلى جنب مع نهضة الرجال العلمية ، وكانت نواة هذه النهضة بيوت العلماء والفقهاء الأعلام كمصادر للإشعاع الفكري لا يفرّق في نشر العلم واكتسابه بين المرأة والرجل ويساهم في بناء مجتمع سليم يتميّز بأعلى المراتب الخير والفضيلة.

تطوّر الفقه الإسلامي في مدرسة الحلّة :

إنّ نشوء مدرسة الحلّة العلمية بداية القرن السادس الهجري ووضوح ملامحها الفكرية والأدبية وما كانت عليه من اهتمام كبير وواضح بمادّة الفقه الإسلامي والشيعي الإمامي على وجه الخصوص أدّى إلى تطوّر ملموس في نضوج وتهذيب هذا العلم الذي كانت له قبل نشوء مدرسة الحلّة وفي عهد الشيخ الطوسي قدس‌سره بالتحديد قفزات نوعية متميّزة ساهمت في القضاء على رتابة البحث الفقهي قبل عصر الشيخ وتحريك الجمود العلمي ، معيداً صياغة الفقه والاستنباط بصورة مستحدثة وجديدة ، فكان عصر الشيخ الطوسي عصر العطاء الفقهي المتميّز.

يقول الشيخ محمّـد مهدي الآصفي في مقدّمته لكتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية(١) :

«... ووجد ثانياً جمود الفقهاء المتقدّمين على ألفاظ ومباني وأصول

__________________

(١) الروضة البهية ١ / ٦٧.

  

خاصّة ـ حتّى أنّ أحدهم يستوحش لو بُدِّل لفظ مكان لفظ آخر ـ فحاول أن يقضي على هذا الجمود ويعيد صياغة الفقه والاستنباط من جديد بما يراه من موازين وأُصول وقواعد تلائم مصادر التشريع».

وبعد وفاة الشيخ الطوسي في النجف الأشرف حدود عام (٤٦٠ هـ) بقيت آراؤهُ وأفكاره المتجدّدة والمستحدثة موضع العمل والتطبيق لدى الفقهاء الذين جاؤوا بعده ومنهم علماء وفقهاء مدينة الفيحاء ، وكما هو معروف وذكرناه آنفاً من بقاء هؤلاء العلماء على فتاوى الشيخ قدس‌سره عقوداً من الزمن من دون المساس أو التعرّض لهذه الفتاوى تقديساً وإجلالاً للشيخ الطوسي ، ولمّا كانت مدرسة الحلّة أحد إشراقات وامتدادات مدرسة الشيخ الطوسي ، فقد حاول بعض علمائها كسر الجمود الحاصل على فتاوى الشيخ ، وتمّ ذلك من قبل الشيخ المجتهد محمّـد بن إدريس الحلّي صاحب كتاب السرائر حيث تعرّض لفتاوى الشيخ ، وبالرغم من المعارضة الشديدة من قبل الفقهاء المعاصرين له ـ أي لابن إدريس الحلّي ـ في فعله هذا إلاّ أنّها تعتبر خطوة ذات أهمّية كبيرة في استمرار حيوية ونشاط الفقه الإسلامي ، والذي بدأ يأخذ في مدرسة الحلّة الفقهية خطوات مهمّة وتكميلية لمدرسة الشيخ الطوسي ، والتي كانت من نتائجها بروز كبار الفقهاء وأعاظم المجتهدين ممّن ينتمون إلى مدرسة الحلّة كالشيخ جعفر بن سعيد المعروف بـ : المحقّق الحلّي والشيخ الحسن بن المطهّر المعروف بـ : العلاّمة الحلّي ـ والذين أبدعوا وتفنّنوا في تطوير المناهج الفقهية وعمل البحوث الفقهية العملاقة في مختلف المسائل الشرعية وشمولية تناول هذه البحوث للمسائل الخلافية بين فقهاء المسلمين عموماً ككتاب التذكرة للعلاّمة الحلّي وكتاب المختلف الذي درس فيه المسائل الخلافية بين فقهاء

 

الشيعة أنفسهم.

قال العلاّمة السيّد محمّـد كلانتر في تعليقته على كتاب الروضة البهية(١) وعند ذكره للعلاّمة الحلّي :

«... وهو المؤسّس للفقه المقارن بين المذاهب الإسلامية ، وصاحب التحرير والقواعد الفقهية ، في منتهى الإتقان والإجادة».

وتوضّحت ملامح المدرسة الحلّية بأعمال هؤلاء العمالقة المجتهدين وكيفية تطويرهم لمناهج البحث الفقهي الإسلامي عموماً والفقه الشيعي الإمامي خصوصاً.

يقول الشيخ محمّـد مهدي الآصفي في مقدّمته لكتاب الروضة البهية(٢) :

«وقد قُدِّر للمحقّق الحلّي أن يجدّد كثيراً في مناهج البحث الفقهي والأُصولي وأن يكون رائد هذه المدرسة ، ويكفي في فضله على المدرسة الفقهية أنّه ربَّى تلميذاً بمستوى العلاّمة الحلّي ، وأنّه خلّف كتباً قيّمة في الفقه لا يزال الفقهاء يتناولوها ويتعاطونها باعتزاز كـ : شرائع الإسلام في مجلّدين وكتاب النافع ... إلى قوله : وقد قُدِّر للعلاّمة الحلّي بفضل ما أوتي من نبوغ وبفضل أستاذه الكبير المحقّق الحلّي وجهوده الخاصّة أن يساهم مساهمة فعّالة في تطوير مناهج الفقه والأُصول وأن يوسّع دراسة الفقه ، وتعتبر موسوعة العلاّمة الحلّي الفقهية الجليلة التذكرة أوّل موسوعة فقهية من نوعها في تاريخ تطوّر الفقه الشيعي من حيث السعة والمقارنة والشمول وتطوّر مناهج البحث».

__________________

(١) الروضة البهية ١ / ٥٧.

(٢) الروضة البهية : ٧٠ ، المقدمة.

  

ثمّ تحدّث الشيخ الآصفي(١) عن ملامح مدرسة الحلّة قائلاً :

«... ومهما يكن من أمر فقد كانت مدرسة الحلّة امتداداً لمدرسة بغداد وتطويراً لمناهجها وأساليبها ، فبالرغم من الفتح الفقهي الكبير الذي قُدِّر لمدرسة بغداد على يد الشيخ الطوسي كانت المدرسة بداية لفتح جديد ومرحلة جديدة الاستنباط لم تخل من بدائية ، فقُدِّر لمدرسة الحلّة ـ نتيجة لممارسة هذا اللون الجديد من التفكير والاستنباط ـ أن تمسح عنها مظاهر البدائية وان تسوَّى من مسالكها وأن توسّع الطريق للسالكين وتمهّدها لهم ، ولئن كان الشيخ الطوسي بلغ قمّة الفكر الفقهي لمدرسة بغداد فقد بلغ العلاّمة الحلّي قمّة الفكر الفقهي لمدرسة الحلّة ، ولولا جهود علماء هذا العصر لظلّت مدرسة بغداد على المستوى الذي خلّفها الشيخ من ورائه ولما قطعت هذه المراحل الطويلة التي قطعتها فيما بعد على أيدي علماء كبار ، أمثال المحقّق والعلاّمة والشهيد وغيرهم».

أقول :

قد ذكر الشيخ محمّـد مهدي الآصفي (دامت بركاته) متابعاً لما سلف من قوله : إنَّ مدرسة الحلّة هي امتداد لمدرسة بغداد التي بلغت قمّة عطائها الفقهي على يد الشيخ الطوسي قدس‌سره وإنّها ـ أي مدرسة الحلّة ـ قد برزت بعد سقوط بغداد عام (٦٥٦ هـ). وفي حقيقة الحال لابدّ لنا من الإشارة هنا إلى أنّ مدرسة بغداد التي بلغت القمّة في عهد الشيخ الطوسي لم ترتقِ بعد رحيله عنها إلى منزلة علمية أعلى ممّا كانت عليه في عهد الشيخ الذي رحل عنها لاجئاً إلى مدينة النجف الأشرف ، وكلّ من أعقبه من علماء بغداد لم

__________________

(١) الروضة البهية : ٧٥ ، المقدمة.

  

يصل إلى منزلته العلمية الكبيرة ، ويتبيّن لنا هذا بوضوح عند الاطلاع على طرق الإسناد والإجازات العلمية لرواية الأحاديث والأحكام المعمول بها عند علماء المذهب الشيعي الإمامي ، حيث تمرّ معظم تلك الطرق والأسانيد بالشيخ الطوسي قدس‌سره ولا نجد لعلماء بغداد الذين جاؤوا بعده أثراً يذكر ، أي أنّ مدرسة بغداد بعد خروج الشيخ الطوسي منها قد خَفَتَ نورها وأفل نجمها ولم تصل بعده إلى ما وصلت إليه في عهده. وإنّ مدرسة الحلّة في حقيقة الحال لم تبرز بعد سقوط بغداد ، بل كان لها آثار واضحة قبل سقوط بغداد نلمسها من خلال ظهور فقهاء كبار قبل سقوطها بعشرات السنين ، منهم على سبيل المثال الشيخ الجليل محمّـد ابن إدريس الحلّي المولود عام (٥٤٣ هـ) والمتوفّى حدود عام (٥٩٨ هـ) ـ أي أنّ وفاته كانت قبل سقوط بغداد عام (٦٥٦ هـ) بحدود (٥٨ عاماً) تقريباً ـ ، ومنهم أيضاً الشيخ الفقيه سديد الدين محمود بن علي الحمصي المتوفّى عام (٥٨٣ هـ) تقريباً ، ومنهم أيضاً السادة الأعلام من آل طاووس الكرام ، وكذلك منهم علم الأعلام وشيخ فقهاء الإسلام في وقته الشيخ جعفر بن سعيد الهذلي المعروف بـ : المحقّق الحلّي المولود عام (٦٠٢ هـ) والمتوفّى عام (٦٧٦ هـ) ـ أي أنّ عطاءه العلمي الكبير كان له أثر واضح قبل سقوط بغدادـ ، وهناك أيضاً العديد من العلماء والفقهاء من مدرسة الحلّة ممّن ترك بصمات واضحة على مشوار الفقه الإسلامي وقبل سقوط بغداد بالتحديد.

وبناءً على هذا الأساس يمكننا القول : إنّ مدرسة الحلّة هي امتداد لمدرسة الشيخ الطوسي قدس‌سره المتمثّلة في مدرسة النجف الأشرف حاضرة العلم الكبرى ، والله سبحانه العالم.

 

القرن السادس الهجري

(٥٠٠ ـ ٦٠٠ هـ)

وهو القرن الذي شهد بناء مدينة الحلّة وتأسيسها ، وكما ذكر سالفاً من قيام الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي بتشييد المدينة وإنشاء مرافق الحياة فيها وتشجيعه للعلم والعلماء وبذل الأموال وإجراء الجرايات لهم وتوفير الأمن والاستقرار حتّى تقاطروا على المدينة من كلّ حدب وصوب ، فكانت هذه الظروف والأجواء أذاناً ببدء النهضة العلمية ونشوء الحركة العلمية والأدبية فيها ، وقد برز خلال هذا العصر أساطين من العلماء الأعلام والأدباء الكبار أمثال الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي والشيخ سديد الدين الحمصي والشيخ ورّام الحلّي وغيرهم ممّن ستأتي تراجمهم لاحقاً وكما يلي :

١ ـ الشيخ أحمد بن أبي زنبور الحلّي :

جاء في كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(١) : «ومنهم أحمد بن علي بن أبي زنبور إمام الأدب أبو الرضا النيلي اللغوي النحوي الشاعر. قال السيوطي : قال الذهبي : قرأ على يحيى بن سعدون القرطبي ، وتأدّب على سعيد بن الدهّان ، ومدح الصلاح بن أيّوب بقصيدة طويلة فوصله عليها بخمسمائة دينار ، وكان من غلاة الرافضة ، عمّر دهراً ، ومات في الموصل سنة ثلاثة عشر وستمائة».

__________________

(١) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٧.

  

٢ ـ السيّد أحمد بن معد الموسوي :

جاء في غاية الاختصار(١) ما نصّه :

«ومن بني معد أحمد الزاهد ، كان شاعراً شيخاً خيِّراً مُسنَّاً متقشّفاً ، أنشدني الفقيه يحيى بن سعيد نجيب الدين رحمه‌الله ، قال : أنشدني أحمد بن معد لنفسه :

لولا هنيدة تحدوها ثمانية

ما كان يدعى جرير شاعر الأدب

لكن جور بني مروان ألبسه

ثوباً من النبع لا ثوباً من الغرب

وأنشدني الإمام الفاضل المحقّق مولانا فخر الدين علي بن يوسف البوقي ، قال : أنشدني أحمد بن معد من أبيات :

ورأيت أنّ الله معط عبده

وسع الإناء وفي القناعة زادي

إنّي أُرمّق عيشتي وأشُدّها

بقناعة الآباء والأجدادِ»

٣ ـ الشيخ علم الدين إسماعيل بن نما :

وهو من فقهاء آل نما المشهورين. قال العلاّمة السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في هامش تعليقته على لؤلؤة البحرين(٢) :

«ومنهم علم الدين أبو محمّـد إسماعيل بن محمّـد بن نما الحلّي. ذكره ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب وقال : الفقيه من بيت الفقهاء وسلالة العلماء. ثمّ قال : ولأخيه شيخنا نجم الدين بن نما فيه مقامة أنشأها في ذمّه تشتمل على النثر الفصيح والشعر المليح».

٤ ـ الأمير شمس الدولة بدران المزيدي :

هو الأمير أبو النجم شمس الدولة بدران ابن الأمير سيف الدولة

__________________

(١) غاية الاختصار : ٨٦.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٧٦ ، الهامش.

  

صدقة بن منصور بن دبيس المزيدي الأسدي الحلّي ، كان من الشعراء المجيدين والأُدباء المعروفين.

قال الخاقاني في شعراء الحلّة(١) :

«هو أبو النجم بدران بن صدقة بن منصور الأسدي الحلّي الملقّب شمس الدولة ، من مشاهير أمراء العرب في عصره ، المتوفّى عام (٥٣٠ هـ)».

وذكره العماد في الخريدة(٢) فقال :

«شمس العلى وبدر الندي والندى ، فبدران لحسن منظره وطيب مخبره بدران ولعلمه وجوده بحران ، تغرب بعد أن نكب والده وتفرّقت في البلاد مقاصده ، فكان برهة في الشام يَشيم بارقة السعادة من الأيّام ، وآونة ورد بلاد مصر فأولاده كانوا بها إلى هذا العصر ، وعادوا بأجمعهم إلى مدينة السلام وظهر عليه أثر الإعدام ، وتوفّي بمصر سنة ثلاثين وخمسمائة هجرية».

قال الخاقاني معقّباً : «والحقّ أنّك إذا وقفت على شعره الذي ضاع معظمه وبقي منه النزر الذي يُشكر على تدوينه صاحب الخريدة تعتقد أنّه على وحلّق ، ومنه قوله من قصيدة :

فوا عجباً كيف اهتدى الطيف في الدجى

إلى مضجع لم يبق فيه سوى الجنب

__________________

(١) شعراء الحلّة ٣ / ٤٦.

(٢) الخريدة : ٤ / ق١.

  

وله في أبيه صدقة :

ولمّا التقى الجمعان والنقع ثائر

حسبت الدجى غطّاهم بجناحه

كشّف عنه سدفة النقع في الورى

أبو حسن في سمره وصفاحه

فلم يستضأ إلاّ ببرق سيوفه

ولم يهتدوا إلاّ بشهب رماحه

ومن شعره أيضاً :

إنّي من الشاكريـن لكن

بغيـر (راء) فكن ذكيـا

وإنني مُبغـضٌ مُعـاد

لكل من لم يـرد عليـا

ظلـلت لآل النبـي عبـدا

ومن معاديهم بريـاً»

٥ ـ الشيخ جعفر بن هبة الله بن نما :

هو العلاّمة الجليل نجم الدين جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي الربعي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً : «الشيخ نجم الدين جعفر بن نما كان فاضلاً جليلاً».

وقال السيّد محمّـد صادق بحر العلوم(٢) : «ومنهم ولده جعفر بن أبي البقاء هبة الله ، كان فقيهاً ، يروي عن أبيه ، ويروي عنه ولده نجيب الدين محمّـد ، ذكره صاحب مستدرك الوسائل».

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٥٦.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٧٥.

  

٦ ـ شرف الدين حبشي الحلّي :

جاء في شعراء الحلّة(١) : «هو أبو الغنائم حبشي بن محمّـد بن أبي طالب بن حبشي المعروف بـ : شرف الدين الحلّي من مشاهير كتاب وشعراء عصره ، كان حيّاً عام (٥٥٩ هـ)».

وذكره العماد في الخريدة(٢) فقال :

«كان أجلّ الكتّاب قدراً وإذا عُدُّوا نجوماً عُدَّ بدراً سمعت أبا البدر الكاتب الواسطي وكان معي في عمل الوزير كاتباً أنّ حبشياً كان ناظر واسط غير ناظر فيها إلى قاسط ، قال : وهو أكتب من رأيته وأملأ ضرع في الكرم مريته ، وخدمته بواسط مدّة وصادفت ظلاله بالنعم ممتدّة ، وما رأيت أحداً أوضح بهجة وأفصح لهجة وأكثر منه بشراً للقاء العافي وأرشد الناس إلى طريق المعروف الخافي ، كهف الخائف ولهف العائف. وسمعت مجد العرب العامري يترحّم عليه وإذا جرى ذكره تحدّر دمع عينه ، ويقول : «ما رأيت في الدنيا أجود منه يداً وأعمّ منه ندى وأحسن منه رأيا واشمل منه عطايا وأشعر منه بالشعر ...».

وذكره الصفدي في الوافي(٣) فقال :

«من أهل الحلّة السيفية ، ولي النظر بواسط ، وكان أديباً فاضلاً كاتباً شاعراً ، سافر إلى ماردين وولي الوزارة لصاحبها تمرتاش ، ثمّ وزر بالشام لزنكي إلى أن قتله الملاحدة.

__________________

(١) شعراء الحلّة ٣ / ٤٤.

(٢) الخريدة ٤ / ق١.

(٣) الوافي ١١ / ١٢٩.

  

من شعره :

ما لي على صرف الزمان

وريبه يا صاح أمر

لو كان ذلك لم يبت

خلف الثرى والترب حصر

واغتاله مع ذلك القد

الرشيق الغض عُمر

لكنّ ليل صبابتي

مذ بان لا يتلوه فجر»

٧ ـ النقيب السيّد الحسن بن مُعَيَّة :

هو السيّد الجليل والعلاّمة النبيل نقيب العلويّين أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ابن أبي الطيّب محمّـد الديباجي الحسني أحد أعلام آل مُعَيَّة الأجلاّء ، ذكره صاحب عمدة الطالب(١) قائلاً :

«ومنهم النقيب ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ، وهو الزكي الأوّل».

وفي موارد الإتحاف(٢) : «ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ابن أبي الطيب محمّـد بن الحسين الفيومي ابن علي بن الحسين بن علي المعروف بابن مُعَيَّة ... إلى قوله : الشريف الزكي الأوّل النقيب ، ولي نقابة البلاد الفراتية ، وعرف بالزكي الأوّل لصلاحه وتقواه».

وذكره العلاّمة شمس الدين فخار بن معد في كتابه المسمّى الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب(٣) وعدَّه من مشايخه الذين يروي عنهم.

__________________

(١) عمدة الطالب : ١٦٤.

(٢) موارد الاتحاف ١ / ١٧٥.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٨١ ، الهامش.

  

٨ ـ الشيخ الحسن ابن الدربي الحلّي :

هو العالم الجليل الفاضل الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي ، ذكره ابن داود الحلّي في رجاله(١) عند تعداد طرقه إلى المشايخ قائلاً :

«... عن الشيخ الصالح تاج الدين الحسن بن الدربي ...».

وقال فيه صاحب أمل الآمل(٢) : «الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي ، عالم ، جليل القدر ، يروي عنه المحقّق».

وحكى الشيخ يوسف كركوش مقالة صاحب رياض العلماء في المترجم له قائلاً :

«وقال فيه صاحب الرياض : من أجلّة العلماء وقدوة الفقهاء من مشايخ المحقّق والسيّد رضي الدين بن طاووس. وقال في موضع آخر : كان من مشائخ السيّد فخار بن معد العلوي ...».

أقول :

لم أعثر على ترجمة وافية له تبيّن تاريخ ولادته أو وفاته وما هي آثاره ومؤلّفاته أعلى الله مقامه.

٩ ـ الشيخ الحسين بن أحمد بن ردة :

ذكره صاحب أمل الآمل(٣) قائلاً : «الشيخ أبو جعفر الحسين بن أحمد بن ردة ، فاضل ، فقيه ، روى الشهيد عن محمّـد بن جعفر المشهدي عنه».

__________________

(١) رجال ابن داود ٢ / ٦٥.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٦٥.

(٣) أمل الآمل ٢ / ٩٠.

  

أقول :

وسيأتي ضمن أعلام القرن السابع الهجري ترجمة للشيخ مهذّب الدين الحسين بن ردة ، وهو على ما اعتقد غير صاحب الترجمة ، والله سبحانه العالم.

١٠ ـ الشيخ الحسين بن أحمد البغيديدي :

جاء في شعراء الحلّة(١) : «هو الحسين بن أحمد البغيديدي الحلّي المعروف بالجمال المتوفّى عام (٦٠٤ هـ) ، شاعر مجيد. ذكره ابن سعيد في كتاب الغصون اليانعة فقال : لم أجد ذكره في تاريخ وإنّما أخذت ترجمته من الحافظ أبي المحاسن الدمشقي ومن أدباء العراق : هو من بغيديد ، قرية من قرى الحلّة المشهورة في العراق ، وأوّل ما عرفت من أمره أني أوّل ما سافرت إلى بغداد بتّ ليلة على شاطئ دجلة في بستان فسمعت في هدوء الليل شخصين يغنّيان بهذه الأبيات في أحسن صوت وأبدع لحن ... إلى قوله : ثمّ تذاكرت مع الحافظ أبي المحاسن الدمشقي بعد ذلك في شأنه فأخبرني أنّه عمَّر وانتقل عن المجون والاستهتار إلى طريقة الفقراء ولزم الزوايا والربط ، وقال :

أرعشت كفّه على الكأس حينا

ثمّ قد أرعشت على القنديل

ومحا مِنْ صحائف اللهو ما أثـ

ـبته في صحائف التنزيل

وذكر أنه مات في سنة أربع وستمائة هجرية ...».

__________________

(١) شعراء الحلّة ٢ / ١٨٤.

  

١١ ـ الشيخ الحسين بن عقيل الخفاجي :

ذكره السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء(١) قائلاً :

«الحسين بن عقيل بن سنان الخفاجي الأصولي الحلّي ، عالم متبحّر ومؤلّف مبدع وكاتب مترسّل وأديب لامع ، كان من البارزين بين مفكّري المسلمين وأشحذهم رأياً واحدَّهم ذكاء وفطنة ... إلى قوله : وقد قال فيه صاحب كتاب الميزان (الذهبي) : إنّه من رؤوس الشيعة ، صنَّف في مذهبهم كتاباً سمّاه المنجي من الضلال في الحرام والحلال في عشرين مجلّداً ذكر فيه الخلاف وأوسع وقد دلَّ على تبحّره ، مات سنة ٥٥٧ هـ ...».

١٢ ـ الشيخ الحسين بن نما الحلّي :

هو الأديب الفاضل الشاعر الماهر الشيخ أبو عبـد الله كافي الدين الحسين بن علي بن حمدون بن نما الحلّي ، ذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(٢) فقال :

«هو كافي الدين أبو عبـد الله الحسين بن علي بن حمدون بن نما الحلّي أحد شعراء وأدباء عصره ، ذكره الدكتور مصطفى جواد في مقالته التكملة في شعراء الحلّة فقال : هو من بيت نما الحلّيين المشهورين بالفضل والأدب والرواية والدراية والفقه والعلم ، منهم الشيخ الرئيس أبو البقاء هبة الله بن نما مؤلّف كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية ، وأكثره في شمائل سيف الدولة صدقة بن منصور مؤسّس الحلّة وأكبر ملوك العرب في القرن الخامس الهجري».

__________________

(١) فقهاء الفيحاء ١ / ٧٠.

(٢) شعراء الحلّة ٢ / ٢٦٦.

  

قال الخاقاني متابعاً : «ولم أجد لأبي عبـد الله بن نما في المطبوعات ما يوضّح سيرته إلاّ نبذة ذكرها ابن الفوطي في تلخيص معجم الألقاب فقال : ولد أبو عبـد الله الحسين بالحلّة في الثلث الأوّل من القرن السادس ونشأ فيها نشأة الأدباء والكتّاب ، ومنها إتقانه في التصرّف والترسّل والحساب ، ثمّ قدم بغداد واستوطنها ، وخدم الدولة العباسية على عهد الخليفة العظيم أبي العبّاس الناصر لدين الله مع الأُمراء ، ومنهم بدر الدولة أبو الحسن علي بن اقسنقر التركي الناصري الأمير أحد مماليك الناصر ...».

وقال ابن النجّار : «هو الحسين بن علي بن نما بن حمدون الكاتب ، من أهل الحلّة السيفية ، له شعر ورسائل دوَّنهما ، والغالب عليها ركاكة الألفاظ وقلّة المعاني ، وكان رافضياً ، وكانت وفاته ببغداد في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة ٦١٨. هو من شعره :

أوميض برق بالأبيرق أومضا

أم ثغرُ غانية بليل قد أضا

أسكنتم الأجفان فيّاض الحيا

وكسوتم الأحشاء الهوب الفضا

يا جامعي الأضداد لم لم تجمعوا

سخطاً ممضَّا للفؤاد به الرضا

زمن الوصال تقوَّضَت أيّامه

ياليت دهر الهجر كان تقوّضا ...»

أقول :

وصف ابن النجّار شعر المترجم له بالركاكة في الألفاظ وقلّة المعاني وأنّه كان رافضيّاً ، فما علاقة المعتقد بركاكة الشعر وقلّة المعاني؟! ولكن كما يقول المثل القديم : هي شنشنة أعرفها من أخزم ، نعوذ بالله من التعصّب وسوء الظنّ.

 

١٣ ـ الشيخ الحسين بن رطبة السوراوي :

هو الفقيه الفاضل الشيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي. قال عنه صاحب أمل الآمل(١) : «الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة السوراوي ، كان فاضلاً فقيهاً عابداً ، يروي عنه ابن إدريس ، له كتب».

وفي موضع آخر من أمل الآمل(٢) : «الشيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي ، فقيه ، صالح ، وكان روى عن الشيخ أبي علي الطوسي». وذكره البحراني في لؤلؤة البحرين(٣) ضمن ترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي قائلاً : عن الشيخ حسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي أيضاً ، وكان أيضاً عالماً فاضلاً فقيهاً محدّثاً صدوقاً ...».

وذكره النوري في مستدرك الوسائل(٤) قائلاً : «أبو عبـد الله الحسين بن رطبة السوراوي الفقيه الجليل الموصوف في الإجازات بكلّ جميل ...».

١٤ ـ الشيخ الحسين بن هدّاب النوري الحلّي :

هو الفقيه الفاضل والأديب اللغوي الشاعر الماهر الشيخ أبو عبـد الله الحسين بن هدّاب بن محمّـد النوري الحلّي. ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء(٥) قائلاً :

«الحسين بن هدّاب بن محمّـد بن ثابت الدَّيْري الأصل ـ نسبة إلى

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٨٠.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٠٥.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٩٩.

(٤) مستدرك الوسائل ٣ / ٤٧٧.

(٥) معجم الأدباء : ٤.

  

الدَّير : قرية من قرى النعمانية ـ ويعرف بالنوري ـ والنورية : قرية من قرى الحلّة السيفية من سيف الفرات ، نزل بها أبو عبـد الله الضرير ـ توفّي يوم الأربعاء ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستّين وخمسمائة ، كان نحوياً لغوياً مُقرئاً فقيهاً شاعراً متفنّناً ، قرأ بالروايات على أبي العزّ محمّـد بن الحسين بن بندار الواسطي وأبي بكر محمّـد بن الحسين بن علي المزرفيِّ ، سكن بغداد منعكفاً على نشر العلم والإقراء فكان يُقري النحو واللغة والقراءات ، وكان يحفظ عدّة دواوين من شعر العرب ، وكان كثير الإفادة والعبادة عفيفاً ديِّناً ، وله شعر جيّد ، منه :

فيك يا إغلوطة الفكر

تاه عقلي وانقضى عمري

سافَرتْ فيك العقول فما

ربحت إلاّ عنا الشعر

رجعت حسرى وما وقفت

لا على عين ولا أثر

وقال :

قال لي مَنْ رأى صباح شيبي

عن شمال من لمَّتي ويمينِ

أيُّ شيء هذا فقلت مُجيباً

ليلُ شكٍّ مّحاهُ صبحُ يقينِ»

وفي شعراء الحلّة(١) قال الخاقاني :

«هو أبو عبـد الله الحسين بن هدّاب بن محمّـد بن ثابت النوري الضرير ، فقيه أديب شاعر. ذكره السيوطي في بغية الوعاة نقلاً عن الصفدي فقال : من أهل الحلّة سكن بغداد ، وكان يقرىء النحو واللغة والقراءات ، متفنّناً فقيهاً شاعـراً عفيفاً صَيّناً كثير الإفادة ، قرأ بالروايات على أبي العزيـز ابن بنـدار الواسطي وغيره ، مات يوم الأربعاء ثاني عشر رجب من عام

__________________

(١) شعراء الحلّة ٢ / ٣٤٣.

  

(٥٦٢ هـ). وقد نبَّه ابن الدبيثي عند ترجمته له في تاريخ بغداد فقال : والنوري منسوب إلى قرية تعرف بالنورية من قرى الحلّة السيفية».

١٥ ـ الشيخ خزيمة بن محمّـد الأسدي :

هو الفاضل الشاعر النحوي الشيخ خزيمة بن محمّـد الأسدي الحلّي. جاء في شعراء الحلّة(١) عند ذكره :

«هو خزيمة بن محمّـد الأسدي النحوي الحلّي ، ذكـره الصفدي فقال : من أهل الحلّة المزيدية ، يقال : إنّه أوّل من انتشر عنه النحـو بتلك البلاد وتخرّج به جماعة منهم ابن جياء ، وكان له شعر كثيـر ، وكذلك ذكره السيوطي في البغية نقلاً عن ابن النجّار وأثبت ما تقدّم حرفيّاً».

قال الخاقاني معقّباً : «أقول : من المؤسف له جدّاً أنّه لم يذكر له بيتاً واحداً».

١٦ ـ الأمير دبيس بن صدقة المزيدي :

هو الشاعر الأديب الأمير نور الدولة أبو الأغر دبيس بن الأمير سيف الدولة ملك العرب صدقة بن منصور المزيدي الأسدي ، كان من مشاهير عصره كرماً وجوداً وسخاءً مع شجاعة فائقة ونبل وشهامة ، ورد ذكره في العديد من كتب التراجم والتاريخ معطّراً بثناء جميل ومُشاراً فيه إلى صفاته النبيلة وكرم أخلاقه وجوده. ذكره ابن خلّكان في وفيات الأعيان(٢) قائلاً :

«ملك العرب ، صاحب الحلّة المزيدية ، كان جواداً كريماً ، عنده معرفة بالأدب والشعر ، وتمكّن في خلافة المسترشد واستولى على كثير من بلاد العراق ، وهو من بيت كبير. ودبيس هو الذي عناه ابن الحريري

__________________

(١) شعراء الحلّة : ١.

(٢) وفيات الأعيان ٢ / ٢٦٣.

  

صاحب المقامات في المقامة التاسعة والثلاثين بقوله : (أو الأسدي دبيـس) لأنّه كان معاصره فرام التقرّب إليه بذكره في مقاماته ، ولجلالة قدره أيضـاً. وله نظم حسن ، ورأيت العماد الكاتب في الخريدة وابـن المستوفي في تاريخ إربل وغيرهما قد نسبوا إليه الأبيات اللامية :

أسلمه حبُّ سليمانكم

إلى هوىً أيسره القتل

قالت لنا جند ملاحاته

لمّا بدا ما قالت النمل

قوموا ادخلوا مسكنكم قبل أن

تحطمكم أعينه النُّجل ...»

وذكر السمعاني في تاريخه(١) شعراً للأمير دبيس قائلاً : وقرأت في الوشاح : أنشدني أبو الفتوح السرخسي : أنشدني دبيس لنفسه :

حبّ عليِّ بن أبي طالب

للناس مقياس ومعيار

يخرج ما في أصلهم مثلما

تخرج غشَّ الذهب النار

وجاء في شذرات الذهب(٢) :

«... وفيها دبيس بن صدقة ملك العرب نور الدولة أبو الأغرّ ولد الأمير سيف الدولة الأسدي صاحب الحلّة ، كان فارساً شجاعاً مقداماً جواداً ممدحاً أديباً كثير الحروب والفتن ، خرج على المسترشد بالله غير مرّة ، ودخل خراسان والشام والجزيرة واستولى على كثير من العراق ، وكان مسعر حرب وجمرة بلاء ، قتله السلطان مسعود بمراغة في ذي الحجّة وأظهر أنّه قتله آخذاً بثأر المسترشد ، فلله الحمد على قتله ، وله نظم حسن ، منه :

تمتّع بأيّام السرور فإنّما

عذار الأماني بالهموم يشيب».

__________________

(١) تاريخ السمعاني ١ / ٢٣.

(٢) شذرات الذهب ٤ / ٩٠.

  

وفي شعراء الحلّة(١) قال الخاقاني :

«هو دبيس ابن سيف الدولة صدقة بن منصور الناشري الأمير العربي الذي حرص على خلق جوٍّ وحريّة للعرب ، كنيته أبو الأغرّ ولقبه نور الدولة ، المتوفّى عام (٥٢٩ هـ) ... إلى قوله : وذكر ابن المستوفي في تاريخه أنّ بدران أخا دبيس كتب إلى أخيه المذكور وهو نازح عنه :

ألا قل لمنصور وقل لمسيَّب

وقل لدبيس إنّني لغريب

هنيئاً لكم ماء الفرات وطيبه

إذا لم يكن لي في الفرات نصيب

فكتب إليه دبيس :

ألا قل لبدران الذي حلَّ نازحاً

إلى أرضه والحرّ ليس يخيب

تمتّع بأيّام السرور فإنّما

عذار الأماني بالهموم مشيب

ولله في تلك الحوادث حكمه

وللأرض من كأس الكرام نصيب

وكان دبيس ينشد كثيراً هذين البيتين :

إنّ الليـالي للأنام منـاهل

تطوى وتبسـط بينها الأعمار

فقصارهنّ مع الهموم طويلة

وطوالهنّ مع السرور قصار».

قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(٢) :

«لمّا وقع المسترشد العبّاسي أسيراً في جيش السلطان مسعود قتله غدراً ، وأراد أن يقتل دبيس متّهماً إيّاه أنّه قتل المسترشد وبذلك يتخلّص

__________________

(١) شعراء الحلّة ٢ / ٤٤٠.

(٢) تاريخ الحلّة : ١.

  

منهما ، وقد أحسّ دبيس بتغيّر نيّة السلطان فيه وحاول الهرب مراراً ولكن حالت أمور دون ذلك. ذات يوم وهم نازلون على باب مراغة جاء دبيس وجلس في باب خيمة السلطان ، فسيّر إليه بعض غلمانه ، فجاء من ورائه وضرب رأسه بالسيف فأبانه ، وكان ذلك في رابع عشر ذي الحجّة سنة (٥٢٩ هـ) ، وقيل : إنّ قتله كان على باب خوي ، وقيل : إنّه كان على باب تبريز. ولمّا قتل حمل إلى زوجته كهار خاتون في ماردين ، فدفن بالمشهد عند نجم الدين الغازي والد كهار خاتون».

أقول :

كم من شريف أصيل نبيل قتلته الخيانة وأفنى عطاءه الغدر وكثرة أهل الحقد والحسد ، وصاحب الترجمة أحد أولئك النبلاء الذين بذلوا الكثير من أجل رفعة الدين والعقيدة وإعلاء شأن المسلمين ، وإنّ ما ذكر هنا في هذه الترجمة الموجزة لهو نزر يسير من حياة هذا الأمير النبيل رحمه الله تعالى.

١٧ ـ الشيخ سالم ابن العودي النيلي :

هو أبو المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي العودي التغلبي الحلّي ، من مشاهير شعراء عصره. ذكره العماد الأصبهاني في الخريدة(١)فقال :

«شاب شبَّت له نار الذكاء وكأنّما شاب لنظمه صرف الصهباء بصافي الماء ، ونثر فيه شؤبوب الفصاحة يسقي من ينشد شعره راح الراحة ... إلى قوله : وأنشدني الشريف قطب الدين أبو يعلى محمّـد بن علي بن حمزة ببغداد في ربيع الآخر سنة (٥٥٩ هـ) قال : أنشدني الربيب الأقساسي

__________________

(١) الخريدة ٤ / ق١ / ١٨٩.

  

أبو المعالي ابن العودي لنفسه بالكوفة في منزلي مستهلّ صفر سنة خمسين وخمسمائة :

ما حبست الكتاب عنك لهجر

لا ولا كان عبدكم ذا تجاف

غير أنّ الزمان يحدث للمر

ء أموراً تنسبه كلّ مصاف

شيم مرّت الليالي عليها

والليالي قليلة الإنصاف».

وذكره السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء ضمن ترجمة الشيخ أبي القاسم ابن العودي الحلّي وهو غير المترجم له قائلاً :

«... وهنالك شخصية أدبية أخرى تدعى بابن العود أو بابن العودي ، وهو أبو المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي التغلبي النيلي المولود سنة ٤٧٨ هـ بقرية النيل من رساتيق الحلّة ، اشتهر بالشعر ، مدحه عماد الدين الأصفهاني وكان ممّن عاصره واختبره بنفسه ...».

أقول :

ذكر الخاقاني والسيّد كمال الدين أنّ ولادته كانت عام ٤٧٨ هـ ، أمّا وفاته فلم يُشيروا إليها إلاّ أنّه كان حيّاً عام ٥٥٤ هـ ، والله سبحانه العالم.

١٨ ـ الشيخ سعيد بن مكّي النيلي.

هو العالم النحوي الفاضل والأديب الكامل الشاعر الشيخ سعيد (سعد) بن أحمد بن مكّي النيلي الحلّي ، ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء(١) قائلاً :

«سعد بن أحمد بن مكّي النيلي المؤدّب الشيعي ، كان نحويّاً فاضلاً

__________________

(١) معجم الأدباء ١١ / ١٩٠.

  

عالماً بالأدب مغالياً في التشيَّع ، له شعر جيّد أكثره في مديح أهل البيت ، وله غزل رقيق ، مات سنة خمس وستين وخمسمائة وقد ناهز المائة ، ومن شعره :

قمرٌ أقام قيامتي بقوامه

لِمَ لا يجود لمهجتي بذمامه

ملَّكْتهُ كبدي فأتلف مهجتي

بجمال بهجته وحسن كلامه»

وحكى الخاقاني في شعراء الحلّة قول العماد الأصبهاني في المترجم له قائلاً :

«مغالياً في التشيّع حالياً بالتورّع ، غالياً في المذهب ، عالياً في الأدب ، معلّماً في المكتب ، مقدّماً في التعصّب ، ثمّ أسنّ حتّى جاوز حدّ الهرم وذهب بصره وعاد وجوده شبيه العدم ، وأناف على التسعين ، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد سنة (٥٦٢ هـ). وقال : ثمّ سمعت بأنّه لحق بالأوّلين.

قال الخاقاني معقّباً : وجاء ذكره في بعض المقالات للدكتور مصطفى جواد أنّه كان أديباً شاعراً ونحويّاً فاضلاً ومؤدّباً بارعاً من أدباء الشيعة المشهورين ، أقام بعد النيل ببغداد لقيام سوق الأدب فيها في أواسط القرن السادس وهو من أهله. وقال : وكلّ من ذكره بعد عماد الدين الأصبهاني إنّما عيال عليه وطالب إليه ...».

وذكره السيّد حسن الصدر في كتاب الشيعة وفنون الإسلام(١) قائلاً :

«... ومنهم سعد بن أحمد بن مكّي النيلي المؤدّب الكاتب المعروف والشاعر الموصوف ، عالم بالأدب والنحو واللغة ، ذكره العماد

__________________

(١) الشيعة وفنون الإسلام : ٩٩.

  

الكاتب ، قال : وكان غالياً في التشيّع حالياً بالتورّع ...».

من شعره :

دع يا سعيد هواك واستمسك بمن

تسعد بهم وتزاح من آثامه

بمحمّد وبحيـدر وبفاطـم

وبولدهم عقد الولا بتمامه

وترى وليّ وليِّهم وكتابه

بيمينه والنور من قدّامه

يسقيه من حوض النبيّ محمّـد

كأساً بها يشفي غليل أوامه

بيدي أمير المؤمنين وحسب من

يسقى به كأساً بكفّ إمامه

ذاك الذي لولاه ما اتّضحت لنا

سُبل الهدى في غوره وشامه

عَبَدَ الإله وغيره من جهله

ما زال منعكفاً على أصنامه

ما آصف يوماً وشمعون الصفا

مع يوشع في العلم مثل غلامه

ومن شعره أيضاً في مدح النبي والأئمّة عليهم‌السلام :

ومحمّـد يوم القيـامة شافـع

للمؤمنيـن وكلِّ عبـد مقنتِ

وعلي والحسنـان ابنـا فاطـم

للمؤمنيـن الفائزيـن الشيعـة

وعلي زيـن العابديـن وباقـر الـ

ـعلم التقيُّ وجعفـر هو منيتـي

والكاظـم الميمون موسـى والرضـا

علم الهدى عند النوائب عدّتي

ومحمّـد الهادي إلى سبل الهدى

وعليّاً المهدي جعلت ذخيرتي

والعسكريين اللذين بحبِّهم

أرجو إذا أبصرت وجه الحجّةِ

ولادته ووفاته :

ولد الشيخ المترجم له عام (٤٦٧ هـ) وتوفّي عام (٥٦٥ هـ) رحمه الله تعالى.

 

١٩ ـ الشيخ سعيد بن عبدالعزيز النيلي :

هو العالم الفاضل والأديب النحوي الشاعر الشيخ أبو سهل سعيد بن عبدالعزيز بن عبـد الله بن محمّـد بن إبراهيم بن عبدالمؤمن بن طيفور النيلي الحلّي. ذكره ياقوت في معجم الأدباء(١) قائلاً :

«سعيد بن عبدالعزيز بن عبـد الله بن محمّـد بن إبراهيم بن عبدالمؤمن بن طيفور أبو سهل النيلي ، كان شاعراً نحوياً فقيهاً طبيباً عالماً بصناعة الطبّ ، وله من التصانيف : اختصار كتاب المسائل لحنين ، وتلخيص شرح فصول بُقراط لجالينوس ، مع نكت من شرح أبي بكر الرازي ، وغير ذلك ، مات سنة عشرين وأربعمائة ، ومن شعره :

يا مفدَّى العذار والخدِّ والقدد

بنفسي وما أراها كثيرا

ومعيِّري من سقم عينيه سُقماً

دُمتُ مضنىً به ودمت مُعيرا

اسقني الراح تشفِ لوعة قلب

بات مُذ بنت للهموم سميرا».

وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(٢) ناقلاً قول ياقوت فيه رحمه الله تعالى.

٢٠ ـ الشيخ سعيد الهذلي الحلّي :

وهو من العلماء الأفاضل ، قال فيه صاحب أمل الآمل(٣) : «الشيخ سعيد الحلّي جدّ المحقّق جعفر بن الحسن بن سعيد ، كان فاضلاً فقيهاً ، يروي عنه ولده ويروي هو عن عربي بن مسافر كما ذكره ابن داود في طريقه».

__________________

(١) معجم الأُدباء ١١ / ٢١٨.

(٢) شعراء الحلّة ٣ / ١٤.

(٣) أمل الآمل : ٢.

  

أقول :

إنّ المترجم له هو جدّ جدّ المحقّق جعفر الحلّي وليس جدُّه المباشر ، فالمحقّق هو جعفر بن الحسن بن يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الهذلي ، وإنّ نسبه هذا أشار إليه معظم أرباب المعاجم وخصوصاً عند ذكر جدّه الشيخ الفقيه يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الهذلي صاحب كتاب الجامع ، فلاحظ ، والله سبحانه العالم.

٢١ ـ القاضي عبدالرحمن بن الحسين النيلي :

جاء في تاريخ الحلّة(١) : «... ممّن خدم في الأعمال الحلّية مع طاشتكين أبو منصور عبدالرحمن بن الحسين بن عبـد الله ابن النعماني النيلي المعروف بشريح ، كان يتولّى القضاء ببلده ، والتحق بأمير الحاج طاشتكين وخدمه مدّة متولّياً بعض الأعمال له ، وكان فيه فضل وتمييز ، وله رسائل ، توفّي ليلة الأربعاء ثاني عشر ربيع الأوّل سنة (٦٠٣ هـ)».

٢٢ ـ الشيخ عربي بن مسافر العبادي :

هو الفقيه العالم الفاضل العابد الشيخ أبو محمّـد عربي بن مسافر العبادي الحلّي. ذكره الحرّ العاملي في أمل الآمل(٢) قائلاً :

«الشيخ عربي بن المسافر العبادي ، فاضل ، جليل ، فقيه ، عالم ، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كإلياس بن هشام الحائري وغيره ، ويروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في

__________________

(١) تاريخ الحلّة ١ / ٥٤.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٦٩.

  

أوّلها ، قال منتخب الدين عند ذكره : فقيه صالح بحلّة».

وذكره الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين(١) ناقلاً لقول صاحب أمل الآمل فيه.

وقال العلاّمة السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(٢) :

«ذكر ابن مسافر (هذا) العلاّمة المحدّث النوري في مستدرك الوسائل ... إلى قوله : وفي الرياض : شيخ جليل من أصحابنا رضي الله عنهم. ثمّ قال وهذا الشيخ يروي عن جماعة أولهم :

١ ـ الشيخ الجليل عماد الدين الطبري صاحب بشارة المصطفى.

٢ ـ الشيخ الأمين حسين بن طحال.

٣ ـ الشيخ الفقيه الجليل أبو عبـد الله الحسين ابن الشيخ جمال الدين هبة الله بن رطبة السوراوي ، كان من أكابر مشايخ أصحابنا.

٤ ـ الشيخ أبو محمّـد الياس بن محمّـد بن هشام الحائري العالم الفاضل.

وأمّا من يروي عن ابن مسافر من الأعلام فهم جماعة ، منهم :

١ ـ الشيخ شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي الفاضل الفقيه الجليل.

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٨٢.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٨٢ ، الهامش.

  

٢ ـ الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الفقيه الجليل الخيّاط.

٣ ـ الشيخ أبو زكريّا يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الحلّي.

٤ ـ الشيخ محمّـد بن جعفر المشهدي الحائري صاحب المزار.

٥ ـ الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي صاحب السرائر.

٦ ـ الشيخ الصالح تاج الدين الحسن بن علي الدربي».

أقول :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته أو ما هي آثاره العلمية رحمه الله تعالى.

٢٣ ـ الشيخ علوي بن عبـد الله الأشهب :

جاء في شعراء الحلّة(١) : «هو علوي بن عبـد الله بن عبيد المعروف بالباز الأشهب من أهل الحلّة السيفية. ذكره ابن النجّار في ذيله فقال : كان شاعراً محسناً من أرباب المعاني متفنّناً في علم الأدب مليح الإيراد للشعر ، قدم بغداد ومدح بها قاضي القضاة الشهرزوري وغيره وروى بها شيئاً من شعره ، أنشدني علوي بن عبيد لنفسه ببغداد :

سل البانة الغنّاء هل مطر الحمى

وهل أنّ للورقاء أن تترنّما

وهل عذبات الرند نبّهها الصبا

لذكر الصبا قدما فقد كُنَّ نوّما

وان كانت الأيام قصَّت جناحها

فقد طالما مدّت بناناً ومعصما

بكتها الغوادي رحمة فتنفّست

وأعطت رياض الحزن سرّاً مكتّما

وشقّت ثياباً كنّ سِتراً لأمرها

فلمّا رآها الأُقحوان تبسّما

__________________

(١) شعراء الحلّة ٣ / ٣٦٠.

  

خليلي هل من سامع ما أقوله

فقد منع الجهّال أن أتكلّما

قال الخاقاني : توفّي علوي ببغداد يوم الأحد لسبع خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة (٥٩٦ هـ) ودفن بمقابر قريش ـ أي : الكاظمية ـ فيما حول قبر الإمام موسى بن جعفر عليه السلام».

٢٤ ـ الشيخ علي بن أفلح الشاعر :

هو الأديب الشاعر الألمعي والكاتب الفاخر اللوذعي أبو القاسم علي بن أفلح العبسي الحلّي الملقّب بـ : جمال الدولة.

ذكره ابن الجوزي في المنتظم(١) قائلاً :

«علي بن أفلح أبو القاسم الكاتب كان فيه فضل حسن وله شعر مليح إلاّ أنّه كان متجرّئاً كثير الهجو ، وكان قد خلع عليه المسترشد بالله ولقّبه جمال الملك وأعطاه أربعة أدر في درب الشاكرية ، وكان هو قد اشترى دوراً إلى جانبها ، فهدم الكلّ وأنشأ داراً كبيرة ، وأعطاه الخليفة خمسمائة دينار وأطلق له مائة جذع ومائتي ألف آجرة وأجرى له إدراراً في كلّ سنة ، فظهر أنّه يكاتب دبيساً ، وسبب ظهور ذلك ... إلى قوله : ومن شعره يذكر به اشتياقهُ إلى أبي الحسن ابن التلميذ قوله بعد كلام جميل :

وإنّي وحقّك منذ ارتحلت

نهاري حنين وليلي أنين

وما كنت أعرف قبل امرأً

بجسم مقيم وقلب يبين

وكيف السلوّ إلى سلوتي

وحزني وفيٌّ وصبري خؤون»

وجاء في شعراء الحلّة(٢) : «هو جمال الدولة أبو القاسم علي بن أفلح العبسي الحلّي ، ولد في الحلّة في الثلث الأخير من القرن الخامس للهجرة

__________________

(١) المتنظم ١٠/٨٠.

(٢) شعراء الحلّة ٣/٣٦٤.

  

وبها نشأ وتأدّب في عهد الدولة المزيدية ، وأتقن فنّ الترسّل ونظم الشعر وصار كاتباً شاعراً ، واتصل بالدولة المزيدية في أيّام ملك العرب أبي الحسن سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي المزيدي مؤسّس الحلّة وصار كاتباً بين يديه في شبابه ـ أعني شباب ابن أفلح ـ ثمّ انتقل إلى بغداد بعد قتل سيف الدولة ـ وكان قتله سنة (٥٠١ هـ) على ما هو معروف ـ وخالط أرباب الدولة السلجوقية وأعيان الدولة العباسية ، وجاب البلاد ولقي أكابرها ورؤساءها ، واشتهر فضله وذاع شعره ...».

من شعره :

دع الهوى لأناس يعرفون به

قد مارسوا الحبَّ حتّى لان أصعبه

بلوت نفسك فيما لست تخبره

والشيء صعب على من لا يجرّبه

أهن اصطباراً وإن لم تستطع جلدا

فربّ مدرك أمر عزَّ مطلبه

أحنو الضلوع على قلب يحيّرني

في كلّ يوم ويعييني تقلّبه

تنازعُ الريح من نجد يُهيّجه

ولا مع البرق من نعمان يطربه(١)

قال الخاقاني : «وكان قويّاً في الهجاء والوصف ، وقال في هجو ضياء الملك أبي نصر أحمد بن نظام الملك الوزير وكان قد وصل إلى بابه فمنعه البوّاب من الدخول عليه :

حمدت بوّابك إذ ردّني

وذمّه غيري على ردّه

لأنّه قلّدني نعمةً

تستوجب الإغراق في حمده

أراحني من قبح ملقاك لي

وكبرك الزائد في حدّه

فعدت لا أضرع خدّي لمن

ماء الحيا قد غاض من خدّه»

__________________

(١) تاريخ الإسلام ٣٦/٣٢٧.

  

قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) :

«كان المترجم له يوالي دبيساً صاحب الحلّة ، لذا كان يراسله سرّاً ويكشف له الخطط التي تدبّرها حكومة بغداد للقضاء على الإمارة المزيدية. اتفق أن غضب ابن أفلح على بوّابه مرّةً فضربه وطرده ، فاستشفع بالناس ليعفو عنه ويرجعه ، فلم يردّه إلى عمله ، فوشى عليه عند الخليفة : أنّه يراسل دبيساً سرّاً ، فأمر الخليفة بالقبض عليه ، فهرب إلى تكريت واستجار بعاملها بهروز المملوك السلجوقي ، وفي المحرّم سنة (٥١٧ هـ) أمر المسترشد بنقض داره الآنفة الذكر ، فنقضت ، وبقي ابن أفلح مدّة بتكريت ، ثمّ عفا عنه ورجع إلى بغداد. توفّي المترجم له سنة (٥٣٣ هـ) ـ وقيل سنة (٥٣٥ هـ) ، وقيل : (٥٣٧ هـ) ـ وعمره ٦٤ سنة ودفن بمقبرة قريش (المشهد الكاظمي)».

أقول :

يمكننا أن نستنتج تاريخ ولادة المترجم له من طرح سني عمره من تاريخ وفاته ، وعلى فرض أنّها عام (٥٣٣ هـ) فيكون تاريخ ولادته حدود عام (٤٦٩ هـ) ، وإن صحّ هذا التقدير فيمكننا استبعاد ما ذكره الشيخ يوسف كركوش(٢) عند ترجمة الأمير دبيس بن علي المزيدي جدّ الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي حيث قال : «كان أبو الحسن علي بن افلح الشاعر الشهير كاتباً بين يديه في شبيبته» ، لأنّ وفاة الأمير دبيس بن علي المزيدي كانت عام (٤٧٤ هـ) والتي يكون فيها عمر ابن أفلح الشاعر حدود الـ(٥)

__________________

(١) تاريخ الحلّة ٢/٤٧.

(٢) تاريخ الحلّة ١/١٦.

  

سنوات ، والله سبحانه العالم.

٢٥ ـ الشيخ علي بن الحسن (شُمَيم الحلّي) :

هو العالم العابد والورع الزاهد الأديب الشاعر من أكابر العلماء وأعلام المشايخ النجباء الشيخ أبو الحسن مهذّب الدين علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت المعروف بـ : شُمَيم الحلّي. ترجم له ياقوت الحموي في معجم الأدباء(١) قائلاً :

«علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت المعروف بشُمَيم الحلّي أبو الحسن النحوي اللغوي الشاعر ، مات في ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة ، أخبرني به العماد بن الحدوس العدل ، وبمنزله مات بالموصل عن سنٍّ عالية ، وهو من أهل الحلّة المزيدية ، قدم بغداد وبها تأدّب ، ثمّ توجّه تلقاء الموصل والشام وديار بكر ، وأظنّه قرأ على أبي نزار ملك النحاة. قال مؤلّف الكتاب ـ أي : ياقوت الحموي ـ : وكنت قد وردت إلى آمِدَ في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ، فقصدت إلى مسجد الخَضِر ودخلت عليه فوجدته شيخاً كبيراً قضيف الجسم في حجرة من المسجد وبين يديه جامدانٌ مملوءٌ كتباً من تصانيفه فحسب ، فسلّمت عليه وجلست بين يديه ، فأقبل علي وقال : من أين أنت؟ قلت : من بغداد ، فهشَّ بي وأقبل يسائلني عنها وأُخبره ، ثمّ قلت له : إنّما جئت لاقتبس من علوم المولى شيئاً ، فقال لي : وأيّ علم تحبّ؟ قلت له : أحبّ علوم الأدب ، فقال : إنّ تصانيفي في الأدب كثيرة ...».

__________________

(١) معجم الأدباء ١٣/٥٠.

  

أقول :

عند اطلاع الباحث المنصف على ما ذكره ياقوت في ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي يجد أنّه قد نسب إليه أقوالاً وأفعالاً لا تتناسب ومكانة المترجم له العلمية والأدبية وأنّه قد أساء إليه في ذلك إساءة بالغة ، ويمكن للباحث المتتبّع أن يلمس ذلك التناقض الواضح في أقواله عند ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي ، وإليك بعض الفقرات المهمّة من هذه الترجمة :

قال ياقوت : «وكنت قد وردت إلى آمد في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ، فقصدت إلى مسجد الخضر ...».

وقال في موضع آخر(١) : «حدّثني محمّـد بن حامد بن محمّـد بن جبريل بن محمّـد بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشر وستمائة في ربيع الأوّل منها ، قال : لمّا ورد شميم الحلّي إلى الموصل بلغني فضله ، فقصدته لأقتبس من علومه ، فدخلت عليه ، فجرى أمري على ما هو معروف به من قلّة الاحتفال بكلِّ أحد ...».

وقال في موضع آخر أيضاً(٢) : «حدّثني الآمدي الفقيه قال : بلغني أنّه لمّا قدم الحلّي إلى الموصل إنثال إليه الناس يزورونه ، وأراد نقيب الموصل (وهو ذو الجلالة المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد) زيارته فقيل له : إنّه لا يعبأ بأحد ولا يقوم من مجلسه لزائر أبداً ، فجاءه رجل وعرَّفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلوِّ منزلته من الملوك فلم يردَّ جواباً ، وجاءهُ النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال له ولم يقم عن

__________________

(١) معجم الأُدباء ١٣/٦٣.

(٢) معجم الأُدباء ١٣/٦٥.

  

مجلسه ، فجلس النقيب ساعة ثمّ انصرف مُغضباً ، فعاتبه ذلك الرجل الذي كان أشار عليه بإكرامه فلم يردُّ عليه جواباً ، فلمّا كان من الغد جاءهُ وفي يد الحلّي كسرة خبز يابسة وهو يعضّ من جنبها ويأكل ، فلمّا دخل الرجل عليه قال له : بسم الله ، فقال له : وأي شيء هاهنا حتّى آكل؟! فقال له : يا رقيع من يقنع من الدنيا بهذه الكسرة اليابسة لأي معنى يَذلُّ للناس مع غناه عنهم واحتياجهم إليه».

أقول :

إنّ قصد الناس إليه أينما ذهب وعلى اختلاف طبقاتهم من أُدباء وعلماء وأشراف وأعيان وسعيهم للاستفادة من علومه ومعارفه لهو الدليل الواضح على منزلة الشيخ وعلوّ شأنه في العلم والدين ، وإنّ زهده وورعه الواضح لهو أسمى وأعلى من أن يتجاوز على الآخرين أو يشتمهم.

قال ياقوت(١) وهو يشير إلى ورع الشيخ وتقواه : «... وقلت له : فأنشدني شيئاً ممّا قلت ، فابتدأ وقرأ عليّ خطبة كتاب الخمريّات ، فعلق بخاطري من الخطبة قوله : ولمّا رأيت الحكمي قد أبدع ولم يدع لأحد في اتّباعه مطمعاً وسلك في إفشاء سرّ الخمرة ما سلك آثرت أن أجعل لها نصيباً من عنايتي مع ما أنني علم الله لم المُمْ لها بلثم ثغر إثم مُذ رضعت ثديَ أُم ...».

ومن الممكن القول أيضاً : إنّه لم يجد في بعض أولئك الناس من يرتقي إلى مصاف العلماء والأُدباء وتقديرهم لجهوده في العلم والأدب ، وقد حكى ياقوت(٢) قول الشيخ شميم له حين طلب منه تقييم شعره ولم

__________________

(١) معجم الأدباء ١٣/٥٤.

(٢) معجم الأُدباء ١٣/٥٦.

  

يجد عنده التقدير المناسب : «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرّقون بين الدُّرِّ والبعر والياقوت والحجر».

وأمّا تسميته بـ : شُمَيم فقد ذكر ياقوت(١) لهذه التسمية سبباً له فيها مآدب ، فذكر قائلاً :

«قلت : لم سمّيت بالشُمَيم؟ فشتمني ثمّ ضحك وقال : اعلم أنّي بقيت مدّة من عمري (ذكرها هو ونسيتها أنا) لا آكل في تلك المدة إلاّ الطيِّب (الطين) فحسب قصداً لتنشيف الرطوبة وحدِّة الحفظ ، وكنت أبقى أيّاماً لا يجيئني الغائط ، فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين ، وكنت آخذه وأقول لمن أنبَسِطُ إليه : شُمَّهُ فإنّه لا رائحة له ، فكثر ذلك حتّى لقبت به ، أرضيت يابن الفاعلة. هذا آخر ما جرى بيني وبينه».

أقول :

من البعيد أن يكون لقب (شُمَيم) قد أتاه من هذا الفعل الذي لا يتناسب مع أخلاقه وجلالة قدره. وإنّ هناك باعتقادي سبباً آخراً لهذه التسمية أعرض عن ذكره ياقوت لسوء عقيدته في المترجم له والذي قد يكون أنّه لُقِّب بـ : شُمَيم لتمتّعه مثلاً بحاسّة شمٍّ قوية ، أو أنّ أحد آبائه لقّب بهذا اللقب نسبة إلى حادثة معيّنة ، والله سبحانه العالم.

وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(٢) قائلاً :

«هو أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الملقّب بمهذّب الدين والمعروف بـ : شُمَيم الحلّي ، من مشاهير الأدباء الذين حفلت بذكرهم كتب السير والرجال ، وحياته مليئة بالأعاجيب والصور الغريبة

__________________

(١) معجم الأُدباء ١٣/٥٩.

(٢) شعراء الحلّة ٣/٣٨٣.

  

والنكات العجيبة ، والحق أنّه استطاع في وقته أن ينشر اسم بلده بين البلدان ويعرّفه لدى العالم الذي كان يجهل اسم الحلّة ... إلى قوله : عرفت ممّا تقدّم من الأحاديث التي نقلها ياقوت عن شميم وما جاء فيها من إجحاف بحقّ المترجم له ، ومن يعرف ياقوت ونفسيته وعقيدته لا يستغرب منه أن يكون سلبيّاً إزاء شميم وأمثاله ممّن اختلفوا معه في الرأي ، وإذا أمعن القارئ النظر فيما مرّ يتأسّف أن يقع ذلك بين الأدباء ممّا يدعونا أن نتصوّر كثيراً من الأحاديث التي نقف عليها كهذه لا نصيب لها من الصحّة ، وقد لاحظ جمع من المترجمين كالشيخ القمّي في الكنى والألقاب(١) ما قد ذكره ابن خلّكان ونسب إليه ما لا يليق به ، ونقل عن البركات المستوفي أنّه نسب إليه ما لا يلصق به كترك الصلاة المكتوبة والمعارضة للقرآن الكريم العياذ بالله وقلّة الدين ونحو ذلك ، ولا ريب أنّ هذا بهتان عظيم ، ومنشأ ذلك أنّه كان يتشيّع ، (شنشنة أعرفها من أخزم) ...».

وذكره الخوانساري في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل قائلاً :

«... وهو غير علي بن الحسن بن عنترة المعروف بشُمَيم ـ كزُبَير ـ الحسن الحلّي الشيعي النحوي الشاعر صاحب المصنّفات الجمَّة في مطالب مهمّة ...».

وجاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(٣) للسيّد حسن الصدر ما نصّه : «ومنهم شميم الحلّي النحوي اللغوي من جبال العلم ، واسمه

__________________

(١) الكنى والألقاب ٢/٣٧٠.

(٢) روضات الجنات ٥/٢٠٥.

(٣) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٦.

  

علي بن الحسن بن عتبة(١) بن ثابت ، كان شاعراً مشهوراً نحويّاً لغويّاً أديباً مُنشياً متبحّراً في العلوم ، قال ياقوت : كان من أهل الحلّة المزيدية ـ يعني : من الشيعة الإمامية ، لأنّ كلّ أهل الحلّة المزيدية إمامية ـ قدم بغداد وبها تأدّب ...».

نماذج من شعره :

امزج بمسبوك اللُجين

ذهباً حكته دموع عيني

لمّا نعى ناعي الفراق ببين

من أهوى وبيني

كانت ولم يُقدر لشيء

قبلها إيجاب كونِ

وأحالها التحريم لمّا

شبهت بدم الحسين

خفقت لنا شمسان من

لألائها في الخافقين

وبدت لنا في كأسها

من لونها في حُلَّتين

ومن قوله أيضاً :

ليت من طوَّل بالشام

نواه وثوى به

جعل العَوْد إلى الزوراء

من بعض ثوابه

أترى يُوطئني الدَّهر

ثرى مسك ترابه

وأرى أي نور عيني

موطئاً لي وتُرى به

مؤلّفاته :

وهي كثيرة(٢) :

__________________

(١) الأشهر في اسم جد المترجم له هو عنترة وليس عتبة ، فلاحظ.

(٢) أُنظر : معجم الأدباء ١٣/٧٠.

  

١ ـ كتاب النكت المعجمات في شرح المقامات.

٢ ـ كتاب أرى المشتار في القريض المختار.

٣ ـ كتاب الحماسة ، من نظمه ، مجلّد.

٤ ـ كتاب مَنَّاح المنى في إيضاح الكنى.

٥ ـ كتاب دُرّة التأميل في عيون المجالس والفصول.

٦ ـ كتاب نتائج الإخلاص في الخطب.

٧ ـ كتاب أُنس الجليس في التجنيس.

٨ ـ كتاب أنواع الرقاع في الأسجاع.

٩ ـ كتاب التعازي في المرازي.

١٠ ـ كتاب خطب نسق حروف المعجم.

١١ ـ كتاب الأماني في التهاني.

١٢ ـ كتاب المفاتيح في الوعظ.

١٣ ـ كتاب معاياة العقل في معاناة النقل.

١٤ ـ كتاب الإشارات المعرِّية.

١٥ ـ كتاب المرتجلات في المساجلات.

١٦ ـ كتاب المخترع في شرح اللمع.

١٧ ـ كتاب المحتسب في شرح الخطب.

١٨ ـ كتاب المُهتصر في شرح المختصر.

١٩ ـ كتاب التحميض في التغميض.

٢٠ ـ كتاب بداية الفكر في بدائع النظم والنثر.

٢١ ـ كتاب خلق الآدمي.

٢٢ ـ كتاب رسائل لزوم ما لا يلزم.

 

٢٣ ـ كتاب اللزوم.

٢٤ ـ كتاب لهنة الضيف المصحر في الليل المسحر.

٢٥ ـ كتاب منتزه القلوب في التصحيف.

٢٦ ـ كتاب المنائح في المدائح.

٢٧ ـ كتاب نزهة الراح في صفات الأفراح.

٢٨ ـ كتاب الخطب المستضيئة.

٢٩ ـ كتاب حرز النافث من عيث العائث.

٣٠ ـ كتاب الخطب الناصرية.

٣١ ـ كتاب الركوبات.

٣٢ ـ كتاب شِعر الصبي.

٣٣ ـ كتاب القام الإلحام في تفسير الأحلام.

٣٤ ـ كتاب سمط الملك المفضَّل في مدح المليك الأفضل.

٣٥ ـ كتاب مناقب الحِكم في مثالب الأمم.

٣٦ ـ كتاب اللُّماسة في شرح الحماسة.

٣٧ ـ كتاب الفصول الموكبية.

٣٨ ـ كتاب مجتنى ريحانة الهمّ في استئناف المدح والذمّ.

٣٩ ـ كتاب المناجاة.

٤٠ ـ خطبة في غاية الفصاحة ، مبدؤها : الحمد لله فالقِ قِمَم حبِّ الحبيب بحسام سحِّ السُحب ، صابغ خدِّ الأرض بقاني رشيق يانع العشب ....

 

وفاته :

ذكر أرباب المعاجم ومنهم ابن خلّكان(١) أنّ المترجم له توفّي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة (٦٠١ هـ) بالموصل ودفن بمقبرة المعافي بن عمران ، وقال ياقوت(٢) : إنّه توفّي عن سنٍّ عالية ، رضوان الله تعالى عليه.

٢٦ ـ الشيخ علي الجوزي الحلّي :

جاء في أمل الآمل(٣) : الشيخ أبو البركات علي بن الحسين الجوزي الحلّي ، عالم ، صالح ، محدّث ، يروي عن أبي جعفر ابن بابويه.

٢٧ ـ القاضي أبو الحسن علي الحلّي :

جاء في تاريخ الحلّة(٤) : «... وفي سنة (٥٩٨ هـ) يوم الخميس (١٤) صفر قُلِّد أبو الحسن علي بن سليمان الحلّي قضاء القضاة شرقاً وغرباً وخلع عليه بعد صلاة الجمعة وسلم عهده بذلك فقرئ بجامع القصر الشريف واسكن دار الزينبي بباب عليان ، وفي سنة (٦٠٠ هـ) جمادى الأوّل عقد مجلس في دار الوزير نصير الدين ناصر بن مهدي حضر فيه القضاة والفقهاء والعدول والولاة وأحضر قاضي القضاة أبو الحسن علي بن عبد الله بن سليمان الحلّي وقرئ محضر يتضمّن ما كان يعتمده من أشياء تنافي العدالة ، منها أخذ الرشا على الحكم ، ووقف على ذلك وانتصب له شخص يعرف بالوكيل النيلي وحاققه [حقّق معه] وناضره بحيث ثبت عليه ،

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣/٣٤٠.

(٢) معجم الأدباء ٤/٢٧ / الترجمة رقم (٥٦٤).

(٣) أمل الآمل ٢/١٧٩.

(٤) تاريخ الحلّة ١/٥٦.

  

واستفتى الفقهاء فأفتوا بفسق من ارتكب ذلك ووجوب عزله ...».

قال السيّد هادي كمال الدين(١) عند ترجمته للقاضي أبي الحسن علي صاحب الترجمة معقّباً :

«إنّ منصب القضاء حسّاس للغاية ومهمّ جدّاً ، فإذا كان القاضي كصاحب الترجمة فاسقاً مرتشياً فماذا ينتظر منه المجتمع سوى الضرر الفادح ، سوى التفسّخ والانحطاط ، فصلاح القاضي هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع السليم ، لأنّه يحكم بالأموال والأعراض والنسب والرشد والحجر وأمثال هذه الأحكام المهمّة ...».

٢٨ ـ الشيخ علي بن شعرة الحلّي :

قال الخوانساري في روضات الجنّات(٢) ضمن ترجمة الشيخ العالم محمّـد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ونقلاً عن بحار الأنوار :

«ورأيت في بعض المواضع المعتبرة صورة إجازة منه رحمه‌الله للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن شعرة الحلّي الجامعاني وكان من أجلّة فقهاء الأصحاب كما يستفاد من ثناء شيخنا المذكور عليه (يقصد ابن شهرآشوب). قال المجلسي ... إلى قوله : استخرت الله وأجزت له بجميع ما كتبنا من كتب المشايخ وبجميع مسموعاتي وقراءاتي ومصنّفاتي وأشعاري. ثمّ قال في آخر ما ذكره : كتب ذلك محمّـد بن علي بن شهرآشوب المازندراني بخطّه في منتصف جمادى الآخر سنة احدى وثمانين وخمسمائة».

__________________

(١) فقهاء الفيحاء ١/١٥٦.

(٢) روضات الجنّات ٦/٢٩٢.

  

٢٩ ـ الشيخ علي بن حمدون الحلّي :

هو الأديب الشاعر الفاضل أبو الحسن علي بن علي بن حمدون الحلّي.

حكى يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) قول صاحب كتاب إنسان العيون في مشاهير سادس القرون في المترجم له قائلاً :

«علي بن علي بن حمدون أبو الحسن بن أبي قاسم الكاتب ، من أهل الحلّة السيفية ، وهو أخو الحسين ، وكان الأكبر تصرّف في الأعمال الديوانية ، وكان فاضلاً أديباً ، مدح الأكابر ، وسافر إلى الشام ، وكان غالياً في التشيّع مبالغاً في الرفض خبيث العقيدة مجاهراً بتكفير الصحابة».

قال يوسف كركوش : «هذا المؤلّف أورد في ترجمة ابن حمدون قصيدة مستدلاًّ بها على خبث عقيدته ، وهذه القصيدة هي في مدح الإمام علي عليه‌السلام ، منها :

أصف السيّد الذي يعجز الواصف

عن عدِّ فضله في السنين

خاصف النعل خائض الدم في بدر

وأحد والفتح خوض السفين

والقضايا التي بها حصل التمييز

بين المفروض والمسنون

سل براءة عمّن تولّت وفكِّر

إن طلبت النجاة فِكْرَ ضنين

__________________

(١) تاريخ الحلّة ٢/٦٥.

  

أيولّى على البرية من ليس

على حمل سورة بأمين

إنّ في مرحب وخيبر والباب

بلاغاً لكلِّ عقل رصين

ورجوع التيميِّ أخيب بالراية

كفّاً من صفقة المغبون

وكفى فتح مكّة لمن استيقظ

أو نال رشده بعد حين

حين ولّى النبي رايته سعد

المفدّى من قومه بالعيون

فرأى أنّ عزله بعلي

هو أحمى لمجده من أفون»

٣٠ ـ الشيخ علي بن نما :

هو الفاضل العالم الشيخ علي بن علي بن نما أحد أعلام أسرة آل نما الحلّيّين. ذكره صاحب روضات الجنّات(١) قائلاً :

«... ثمّ إنّ في رياض العلماء ترجمة أخرى للشيخ علي بن علي بن نما ، وذكر أنّه كان من مشايخ أصحابنا من آل نما الحلّي ، وأنّه يروي عن أبي محمّـد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي المعروف بابن الأقساس الشاعر ، ويروي عنه السيّد الأجلّ الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني كما يظهر من مجموعة ورّام ابن أبي فراس ، فهو

__________________

(١) روضات الجنّات ٢/١٨١.

  

في درجة الشيخ علي ولد شيخنا الطوسي لرواية ورّام المذكور عنه بهذه الواسطة ...».

وذكره العلاّمة السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(١) قائلاً :

«ومنهم علي بن علي بن نما ، ترجم له صاحب رياض العلماء وقال ...».

٣١ ـ الشيخ علي بن محمود الحمصي :

هو الفقيه الفاضل أحد أعلام آل الحمصي الرازي الشيخ جمال الدين علي ابن الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي الحلّي. ذكره صاحب روضات الجنّات(٢) ضمن ترجمة والده الشيخ سديد الدين محمود الحمصي قائلاً :

«... ثمّ إنّ في رياض العلماء ترجمة بالخصوص للشيخ جمال الدين علي بن محمود الحمصي الأصل ثمّ الرازي ، مذكوراً فيها بعد وصفه بهذه النسبة ما صورته هكذا : فاضل عالم متكلّم كامل له كتاب مشكاة اليقين في أصول الدين ، وقد يقال : إنّه من تصانيف والده الشيخ سديد الدين محمود الحمصي أُستاذ الشيخ منتجب الدين وصاحب كتاب التعليق العراقي في الكلام».

٣٢ ـ السيّد علي بن عرفة الحسيني :

جاء في فقهاء الفيحاء(٣) : «هو السيّد فخر الدين علي أبو الحسن بن

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٧٦.

(٢) روضات الجنّات ٧/١٦٢.

(٣) فقهاء الفيحاء ١/٧٥.

  

عرفة الحسيني نسباً والحلّي وطناً ومولداً ، من صدور علماء الفيحاء وفطاحل فقهائها ... إلى قوله : وقد وصفه بعض مترجميه بأنّه فاضل صالح ، يروي عنه ابن مُعَيَّة ، ولعلي بن عرفة هذا ولد نجيب هو الشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن عرفة من مشايخ تاج الدين محمّـد ابن السيّد جلال الدين ...».

أقول :

الاسم الوارد في إجازة ابن مُعَيَّة هو الشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن يوسف بن عروة الحلّي وليس كما ذكره صاحب فقهاء الفيحاء من أنّه ابن عرفة ، وهو من المشايخ وليس من السادات ، فلاحظ.

٣٣ ـ الشيخ علي بن السكون الحلّي :

هو العالم الفاضل والأديب اللغوي النحوي الشاعر الشيخ أبو الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي بن السكون الحلّي. ذكره ابن الساعي في تاريخه(١) قائلاً :

«أبو الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي بن السكون الحلّي ، كان عارفاً بالنحو واللغة العربية ، حسن الفهم ، جيّد النقل ، حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع في كتابه قطّ إلاّ ما وعاه قلبه وفهمه لُبُّه ، وكان يجيد قول الشعر ، توفّي في سنة ستٍّ وستمائة ...».

وقال عنه ياقوت في معجم الأدباء(٢) :

«علي بن محمّـد بن علي بن السكون الحلّي أبو الحسن من حلّة بني مزيد بأرض بابل ، كان عارفاً بالنحو واللغة ، حسن الفهم ، جيّد النقل ،

__________________

(١) الجامع المختصر ٩/٣٠٦.

(٢) معجم الأدباء ١٥/٧٥.

  

حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع قطّ في طِرسِه إلاّ ما وعاه قلبه وفهمه لُبُّه ، وكان يجيد قول الشعر ، وحكى لي عنه الفصيحُ بن علي الشاعر أنّه كان نصيريّاً ، قال لي : ومات في حدود سنة ستمائة ، وله تصانيف».

وجاء في أمل الآمل(١) :

«الشيخ علي بن محمّـد بن علي بن محمّـد بن السكون ، فاضل ، صالح ، شاعر ، أديب».

وقال الخوانساري في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن محمّـد النحوي :

«... ثمّ ليعلم أنّ هذا الرجل غير أبي الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي السكوني الحلّي اللغوي النحوي الشيعي الإمامي الذي نقل في حقّه عن معجم الأدباء أنّه كان عارفاً بالنحو واللغة حسن الفهم جيّد النقل حريص على تصحيح الكتب ...».

وذكره القمّي في الكنى والألقاب(٣) قائلاً :

«ابن السَكون ـ بفتح السين ـ أبو الحسن علي بن محمّـد بن محمّـد بن علي الحلّي العالم الفاضل العابد الورع النحوي اللغوي الشاعر الفقيه من ثقاة علمائنا الإماميّة ، ذكره السيوطي في الطبقات ومدحه مدحاً بليغاً ، وكان رحمه‌الله حسن الفهم جيّد الضبط حريصاً على تصحيح الكتب ، كان معاصراً لعميد الرؤساء راوي الصحيفة الكاملة ، وحُكي عن شيخنا البهائي أنّه قال : إنّ قائلَ : (حدّثنا) في أوّل الصحيفة السجّادية على منشئها آلاف

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٢٠٣.

(٢) روضات الجنّات ٥/٢٥١.

(٣) الكنى والألقاب ١/٣١٤.

  

السلام والتحية هو ابن السكون ، توفّي في حدود سنة (٦٠٦ هـ)».

أقول :

قد ذكرنا له ترجمة أخرى في كتابنا المزارات ومراقد العلماء في الحلّة الفيحاء عند تعيين مرقده في الحلّة رضوان الله تعالى عليه.

٣٤ ـ الشيخ علي بن الكال الحلّي :

جاء في أمل الآمل(١) : «الشيخ علي بن نصر الله بن هارون المعروف جدّه بالكال الحلّي ، فاضل ، جليل ، يروي عنه الشيخ علي بن يحيى الخيّاط».

٣٥ ـ الشيخ علي بن يحيى الخيّاط الحلّي :

جاء في أمل الآمل(٢) : «الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى الخيّاط ، فاضل ، جليل ، يروي عن العلاّمة عن أبيه عن محمّـد بن معد عنه عن ابن إدريس وابن البطريق وغيرهما».

أقول :

الأصحّ أنّ العلاّمة يروي عن أبيه عن محمّـد بن معد عنه ، ولعلَّ عبارة أمل الآمل : «يروي عن العلاّمة» هي من الأغلاط المطبعية ، والله سبحانه العالم.

٣٦ ـ الشيخ نظام الدين كتائب الحلّي :

جاء في أمل الآمل(٣) : «الشيخ نظام الدين كتائب بن فضل الله بن كتائب الحلّي ، فقيه ، ديّن ، ورع ، قاله منتجب الدين».

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٢٠٨.

(٢) أمل الآمل ٢/٢١٠.

(٣) أمل الآمل ٢/٢٢١.

  

أقول :

قد ذكره السيّد الخوئي في رجاله(١) ونقلاً أيضاً عن أمل الآمل ولكن بلقب الحلبي ، فلاحظ.

٣٧ ـ الشيخ محمّـد بن أبي الفوارس :

جاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(٢) :

«ومنهم محمّـد بن أبي الفوارس أبو عبد الله الحلّي النحوي الإمامي ، كان من أئمّة الأدب ومهرة علم العربية ، ترجمه الجلال السيوطي ، وحكى عن ابن المستوفي في تاريخه تاريخ إربل أنّه قرأ النحو على أبي البقاء العكبري وصعد إلى الموصل فقرأ على مكّي بن ريّان ، قال : وأقام بأربل معلّماً ثمّ ترك التعليم واتصل بخدمة بعض الأمراء فنقل عنه أشياء قبيحة من شرب وغيره فعاد إلى الموصل في رجب سنة ثمان وستمائة ، قال : وكان غالياً في التشيّع إماميّاً تاركاً للصلاة».

قال السيّد حسن الصدر معقّباً : نعوذ بالله من سوء المقال وبذاءة اللسان في علماء الإسلام.

للموضوع صلة ...

__________________

(١) معجم الرجال ١٤/١٠٩.

(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٥.

  

فهرس مخطوطات

مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّـة

النجف الأشرف

(٢٤)

السـيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس‌سره

(١٣٩٨)

قواعد المرام

لابن ميثم البحراني ، وهو : الشيخ المحقّق كمال الدين ميثم بن علي ابن ميثم البحراني ، تلميذ المحقّق الطوسي وشيخ العلاّمة الحلّي ، توفّي سنة ٦٧٩.

كتبه لأبي المظفّر عزّ الدين عبد العزيز بن جعفر ، وفرغ منه ٢٠ ربيع الأوّل سنة ٦٧٦.

وقد ألّف الشيخ سليمان الماحوزي رسالة في ترجمة المؤلّف سمّاها : السلافة البهية في الترجمة الميثمية ، أدرجها الشيخ يوسف البحراني في أوائل كشكوله ، ذكر شيخنا أيضاً في الذريعة ج ١٧ ص ١٧٩ : إنّه طبع على هامش المنتخب للطريحي ، وذكر من نسخه القديمة نسخة كتبت سنة ٦٩٦ عند محمّـد رضا المنشي الهندي بالكاظمية ، ونسخة كتبت سنة ٩٤٤ عند السيّد هبة الدين ، ونسخة كتبت ٦٩٩ عند فخر الدين النصيري.

 

نسخة بخطّ ضياء الدين بن سديد الدين الإسترابادي العربي ، فرغ منها أوائل شهر رمضان سنة ٨٤٣ ، وقبله قواعد العقائد للمحقّق الطوسي بخطّ هذا الكاتب ، وبينهما فوائد أدبية وأشعار عربية لطيفة ، وبآخرها تملّك محمّـد علي بن حيدر علي الخطيب الشاهرودي وختمه ، وتاريخ ختمه ١٠٨١ ، وبأوّلها خطّ حاجي محمود بن جلال الدين الجرجاني ، ملّكه بالبيع في القرن العاشر ، وتملّك السيّد حيدر بن إبراهيم الحسيني من أعلام القرن الثالث عشر ، رقم ٢٣٠٨.

(١٣٩٩)

القواميس

في صناعة الأُصول والكلّيّات من علم الرجال

تأليف المولى آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الدربندي ، المشتهر بالفاضل الدربندي ، المتوفّى سنة ١٢٨٦.

أوّله : (سبحانك اللّهم اجعلنا من الآخذين دينهم من كتابك وسنّة رسولك ...) ، مرتّب على أحد عشر فصلاً.

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف سنة ١٢٨٦ ، وبآخرها كتاب في الدراية للمؤلّف أيضاً ، وهو كبير مبسوط ، وعليها تملّك الشيخ محمّـد باقر الدامغاني مؤلّف كتاب الوجيزة الموجودة في المكتبة ، تاريخ تملّكه سنة ١٣٠٤ ، رقم ١٩٠٧.

(١٤٠٠)

القوانين المحكمة

في أُصول الفقه ، للمحقّق القمّي ميرزا أبو القاسم الجيلاني نزيل قم ، المتوفّى سنة ١٢٤ ، فرغ منه سلخ ربيع الثاني سنة ١٢٠٥.

 

نسخة كتابة القرن الثالث عشر في عهد المؤلّف أو قريباً منه ، في ٢٣٧ ورقة ، رقم ٣٩٦.

(١٤٠١)

القيـاس

رسالة في إبطال القياس وحرمة العمل به ، للأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني محمّـد باقر بن محمّـد أكمل البهبهاني الأصفهاني الحائري ، المتوفّى سنة ١٢٠٦ ، شرحاً على هذا المورد من مقدّمة كتاب مفاتيح الشرائع للمحدّث المحقّق الفيض الكاشاني محسن بن مرتضى ، المتوفّى سنة ١٠٩١ ، وهو : قوله رحمه‌الله : (على أُصول مبتدعة ... قياسات عاميّة).

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف الأُصولية وغيرها ، بخطّ خليل ابن الشيخ إبراهيم الزاهد ، تاريخ بعضها ، سنة ١٢٢٠ ، رقم المجموعة ٣٩٣.

(١٤٠٢)

الكائنات الجوّيّة

رسالة في الكائنات الجوّيّة من فلك ورعد وبرق وغيم وما شاكل ذلك وأسباب حدوثها ، ألّفها العلاّمة الجليل السيّد محمّـد باقر بن السيّد إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، لأجل السلطان حسين الصفوي في خمسة فصول ، أوّلها : (لطائف حمد وثناى از آلايش پاك وتحايف سپاس فزون از حوصله وهم وإدراك ...).

 

نسخة بخطّ نسخ جيّد كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن مجموعة في رسائل المؤلّف ، رقم ٧٠٠.

(١٤٠٣)

كاشف الحقّ

هو في الحقيقة كتاب حديقة الشيعة للمولى المحقّق المقدّس الأردبيلي ، انتحله بعضهم وسمّاه بأسماء مختلفة ، منها : كاشف الحقّ.

والمنتحل سمّى نفسه محمّـد الأردستاني.

نسخة أُخرى اسمها كشف الحقّ ، رقمها ١٦٠٩.

نسخة عتيقة قديمة قريبة من عهد المنتحل ، مكتوبة سنة ١٠٩٢ ، كتبها أحد خطّاطي ذلك العصر من مهرة الخطّاطين ، كتبها بخطّ نستعليق جميل بديع ، ولعلّه من خطّاطي الهند حيث كان يعيش الأردستاني بها ، ولعلّه في حياته ؛ فإنّه فرغ من الكتاب سنة ١٠٥٨ ، يقع في ٤٤٣ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٢ × ١٩ ، تسلسل ٥٩٥.

(١٤٠٤)

كاشف الخافية

الكافية في النحو لابن الحاجب أبي عمرو عثمان بن عمر ، المتوفّى سنة ٦٤٦.

وهذا الشرح بالفارسية لمحمّـد سعد أوّله : (سپاس بى قياس وحمد بي حدّ صانعى راست كه قوانين وضوابط علم نحو ... فقيه سرا پا تقصير محمّـد سعد ... اندك حذاقت وفي الجمله مهارت در أكثر فنون منقول ومعقول دست داد ... كاشف الخافيه من مسائل الكافيه نام كردم). وهو شرح مزجي.

 

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، المتن مكتوب بالشنجرف ، في ١٣٦ ورقة ، رقم ١٨٢٨.

(١٤٠٥)

كاشف الرمـوز

ومظهر المكنوز

هو شرح مختصر ابن الحاجب الذي هو مختصر منتهى السؤول والأمل في علمي الأُصول والجدل ، والأصل والمختصر كلاهما لابن الحاجب ، والشرح هذا لضياء الدين عبد العزيز الطوسي ، المتوفّى سنة ٧٠٦.

أوّله : (اللّهم طهّرني عن الأرجاس واحرسني عن الوسواس بحقّ محمّـد خير الناس الحمد لله الذي قلّد رقاب العباد بقلائد خطابه ... وسميته بكاشف الرموز ...) ، ذكره كشف الظنون في جملة الشروح في كلمة المنتهى ج ٢ ص ١٨٥٥ ، وأرّخ وفاته في معجم المؤلّفين ج ٥ ص ٢٦٠.

نسخة بخطّ فارسي جيّد فرغ منها الكاتب في غرّة رجب سنة ٩٧١ ، ١٨١ ورقة ، رقم ٢٢٧١.

(١٤٠٦)

الكافي

أوّله : (أمّا بعد فهذا تأليف كافي في علمي العروض والقوافي والله الموفّق الأوّل أي العروض فيه مقدّمة وبيان وخاتمة فالمقدّمة في أشياء لابدّ منها ، أحرف التقطيع التي تتألّف منها الأجزاء العشرة ...).

 

نسخة بخطّ عبد الكريم بن الشيخ عزيز العذاري ، فرغ منها ٢٤ محرّم سنة ١٣١٨ بآخر مجموعة رسائل لغوية أدبية ، رقم ٣٩٥.

(١٤٠٧)

الكافي

نسخة تبدأ بأوائل كتاب النكاح إلى آخر الفروع ثمّ الروضة ناقصة الآخر بخطّ علي بن محمّـد بن حسن بن محمّـد بن حسن خور اسكباني جي الأصفهاني كتبها في القرن العاشر وعليها تصحيحات وحواش في ٤١٧ ورقة ، رقم ٢١٠٧.

نسخة تبدأ بكتاب الصلاة وتنتهي بنهاية كتاب النكاح بخطّ نسخ جيّد جميل كتبها بابا بن فرامرز التستري وفرغ منها ٦ صفر سنة ١٠٦٢ وعليها تعليقات كثيرة أكثرها للمولى ميرزا الشيرواني رحمه‌الله وتعليقات المجلسي الثاني رحمه‌الله وتعليقات حيدر علي عفي عنه ولعلّها بخطّه رقم ٢١٠٤.

نسخة من الفروع تبدأ بباب أنّ الحكومة أنّما هي للإمام من كتاب القضاء إلى آخر المواريث كتبها لنفسه علي بن أبي الميامين علي بن أحمد ابن علي بن أمينا وفرغ من كتاب الوقوف في جمادى الآخرة سنة ٩٥٨ وخطّه فارسي جيّد ، يقع في ١١٠ ورقة ، رقم ٢٢٦٥.

(١٤٠٨)

الكـافي

أُصول بخطّ ميرزا ولي بن مير محمّـد رضا الحسيني السمناني الشيرازي كتبه في شيراز سنة ١٠٩٦.

 

نسخة مصحّحة بهوامشها تصحيحات وبلاغات وحواش وبآخره مختصر في علم الدراية مرتّب على مقدّمة وأبواب ، تقع في ٣٤٣ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٨ × ٥ / ٣٢ تسلسل ٨١١.

نسخة من الفروع تبدأ بالجنائز وتنتهي بأواسط كتاب النكاح ، نسخة القرن الحادي عشر بخطّ نسخ جيّد عليها تصحيحات ، وبلغ مقابلة ، تقع في ٣٥٨ ورقة ، رقم ٢٣١٩.

(١٤٠٩)

الكـافي

تصنيف ثقة الإسلام أبي جعفر محمّـد بن يعقوب الكليني ، المتوفّى سنة ٣٢٩ ، أحد الكتب الأربعة الحديثية عند الشيعة ، ومن أوثق الجوامع الحديثية عندهم لقدم تأليفه ومكانة مؤلّفه.

نسخة تتضمّن الأُصول والروضة بخطّ نسخ جيّد مجدول ، وعلى الصفحة الأُولى من الأُصول والروضة زروقة وتزويق لطيف ، وعليها آثار التصحيح وخصوصاً على أوائلها ، لم يذكر الكاتب ولا تاريخ الكتابة ، إلاّ أنّ على ظهر الكتاب وقفية تاريخها سنة ١٠٩٩ ، والظاهر أنّها بخطّ كاتب النسخة أو بعد كتابة النسخ بقليل ، وهو مجلّد كبير ٢٩ × ٥ / ٤٩ تسلسل ٦٧٨.

نسخة تتضمّن الأُصول فحسب بخطّ عبد الصمد بن محمّـد اللاهيجاني ، فرغ منها غرّة جمادى الثانية سنة ١٠٧٣ ، وبقطع كبير ٥ / ٢٦ × ٥ / ٤٥ ، بخطّ نسخ جيّد في الغاية من أجمل الخطوط الموجودة في المكتبة ، على الصفحة الأُولى من جزئيه الأوّل والثاني زروقة وتزويق لطيف ، وعلى الهوامش تصحيحات بسيطة بقلم الكاتب ، تسلسل ٥٥٥.

 

نسخة تتضمّن الأُصول والروضة ، ليس فيها اسم الكاتب ولا تاريخ الكتابة وإنّما في آخرها : بلغ مقابلة ، قوبل كتاب الروضة من الفاتحة إلى الخاتمة وفّقنا الله تعالى لمقابلة ما بقي والعمل بها سنة ١٠٦٩ ، وعلى الهوامش تصحيحات وتعليقات قيّمة ملتقطة من كتب اللغة والتفسير والحديث ، تسلسل ٤٦٣.

وكتب المهدي : إنّ عليها حواش بخطّ جدّه السيّد صدر الدين العاملي.

(١٤١٠)

الكـافي

أُصول من أوّله إلى آخره ، بخطّ قوام الدين حسين بن رضي الدين محمّـد الحسيني ، فرغ منه سنة ١٠٥٨ ، يقع في ٣٤٦ ورقة ، مقاسها ٢٠ × ٥ / ٢٥ ، تسلسل ١٧٦٤.

أُصول : نسخة تامّة ثمينة ، بخطّ السيّد محمّـد ربيع بن شرفجهان بن أبي الصلاح بن جعفر الحسيني الأردستاني ، وكتب في آخره : إنّه فرغ منه أوائل شهر رجب سنة ١٠٧٧ ، في ٣٤٣ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٩ × ٢٦ ، تسلسل ٤٦٩.

(١٤١١)

الكـافي

أُصول : من أوائل كتاب الكفر والإيمان إلى آخر الأُصول ، كتبه عبد الحميد بن محمّـد مقيم الخطيب العبد العظيمي ، وفرغ منه ١٩ جمادى الثانية سنة ١٠٤٩ ، وعليه تصحيحات وبعض الحواشي المختصرة ، يقع في ٢٢٧ ورقة ، مقاسها ٦ / ١٩ × ٥ / ٢٥ ، تسلسل ١٩٤.

 

وبخطّ بعض أحفاده ، وهو محمّـد مقيم بن محمّـد موسى الخطيب العبد العظيمي الرازي في مكتبة أنوار التنزيل للبيضاوي ، فرغ منه سنة ١١٧٨ ، تسلسل ٨٩٢.

أُصول : من أوّله إلى آخر كتاب العشرة ، نسخة قيّمة ثمينة بخطوط مختلفة ، وهي مصحّحة عدّة مرّات بأيدي العلماء ومقروّة على المشايخ ، عليها بلاغات كثيرة بخطوط وعبارات مختلفة ، وممّن قرأ المولى محمّـد باقر القزويني قرأه مرّتين على أخيه المولى خليل القزويني شارح الكافي ، وفيه : ثمّ كتاب الإيمان والكفر ... ابن شرف الدين علي ضحى يوم السبت ، في غرّة شهر صفر سنة ٩٨٧.

وهنا بالهامش : بلغت المقابلة إلى هنا ـ في محروسة قزوين صانها الله تعالى ـ في جمادى الأُولى سنة ١٠٥٣ ، وقد وفّقت ثانياً بسماع معانيه وتصحيح ألفاظه إلاّ ما شذّ عند الأُستاد الشارح خليل الله بن الغازي القزويني ، ... نمّقه محمّـد باقر بن الغازي ... ٧ جمادى الثانية سنة ١٠٦٧ ، وفرغ من فضل القرآن ١٢ محرّم سنة ٩٨٧.

وفي نهاية فضل القرآن بخطّ المولى خليل بن الغازي : قد بلغ سماع أخي وفلذة كبدي محمّـد باقر ـ وفّقه الله تعالى للسعادتين ـ هنا ، وأنا الفقير خليل بن الغازي القزويني عفي عنه ، وبالهامش أيضاً بلغ المقابلة من البداية إلى النهاية سنة ١٠٦٨ ، كتبه في جمادى الثانية سنة ١٠٥٤.

وبخطّ المولى محمّـد باقر ـ هنا ـ أيضاً ، قد وفّقت بسماعه ثانياً ... عند الانشاء ... الشارح في تاسع شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٠٦٨ ، يقع في ٢٥٠ ورقة ، رقم ٢٣٣٢.

 

(١٤١٢)

الكـافي

روضة الكافي بخطّ نظر علي ، كتبها سنة ١٠٧٨ ، وبهوامشها حواش وتصحيحات في ٢٠٣ ورقة ، مقاسها ١٨ × ٨ / ٣٨ ، تسلسل ٩٩٦.

مجلّد يحتوي خمس كتب من الفروع ، أوّلها كتاب الصوم بخطّ علي خان ، فرغ منه أوّل شوّال عام ١٠٥٠ ، وثمّ كتاب الحج بخطّه أيضاً وعليه بلاغات وتصحيحات ، ثمّ كتاب المعيشة ناقص من آخره بخطّ آخر ، ثمّ باب الغناء إلى آخر كتاب الأشربة بخطّ آخر ، ثمّ كتاب الزي والتجمّل بخطّ آخر وعليه حواش وبلاغات وتصحيحات ، ثمّ كتاب الدواجن تام بخطّ آخر وعليه أيضاً حواش وتصحيحات ، وبأوّل كتاب الدواجن وآخره بخطّ العلاّمة المجلسي : بلغ سماعاً أيّده الله تعالى.

والمجموع كتابة القرن الحادي عشر ، وقبله في ٢٨٧ ورقة ، مقاسها ٥ / ٢٠ × ٥ / ٢٥ ، تسلسل ١٩٥.

وبظهر الورقة الأُولى خطّ العلاّمة آخوند ملاّ هادي بن ملاّ حسن خان الزنجاني ، كتب وقفية الكتاب : وإنّه ممّا وقفه ... مولى الأتقياء شاهويردي پيكا دام ظلّه وأهدى ثوابه إلى روح والده محمّـد علي پيك عليه الرحمة ، وتاريخ هذه الكتابة جمادى الثانية سنة ١١٣٧ ، وبأسفله ختم شاه ويردى ، تاريخ الختم سنة ١١٢٨.

نسخة من الروضة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمّـد صادق بن محبّ علي الترواسكاني من أراضي جي من نواحي أصفهان ، وفرغ منها سلخ ربيع الأوّل سنة ١٠٩٠ ، والنسخة مقروّة مصحّحة ، وعليها بلاغات

 

وتصحيحات ، ومل هوامشها حواش وتعليقات من شرح الكافي للمولى صالح المازندراني وغيره من الأعلام تقع في ١٤٠ ورقة ، رقم ١٩٨٠.

نسخة من الروضة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمّـد صادق الكرماني ، وفرغ منها ذي الحجّة سنة ١٠٧١ تقع في ١٦٢ ورقة ، وهي مصحّحة مقابلة عليها بلاغات وتصحيحات وتعليقات ، رقم ١٩٥٧ ، وبأوّلها فهرس للكتاب وبهوامش تخريج آياتها الواردة في ضمن الحديث.

(١٤١٣)

الكـافي

نسخة تحتوي الأُصول والروضة ما عدا كتاب العشرة من الأُصول ، وهذه النسخة بخطّ عبد الباقي بن محمّـد القمّي ، فرغ منها يوم الاثنين غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٠٦٩ ، وعليها تصحيحات بقلم الكاتب ، تقع في ٣٠٥ ورقة ، مقاسها ٢٥ × ٣٩ ، تسلسل ٦٢١.

الأُصول : نسخة القرن الحادي عشر ، كتبها محمّـد قلي بخطّ نسخ جيّد ، بأوّلها لوحة وبأوّل كتاب الحجّة أيضاً لوحة ، وعليها بلاغات وتصحيحات ومل هوامشها تعليقات ، رقم ١٧٩٦.

نسخة تحتوي الأُصول والفروع والروضة ، بقطع كبير بخطّ نسخ جميل ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، فرغ منها الكاتب ١٤ شوّال سنة ١٠١٨ ، وعليها تصحيحات وبعض التعليقات ، رقم ٢١١٧.

(١٤١٤)

الكـافي

نسخة كاملة أُصولاً وفروعاً وروضة في مجلّد كبير ٤٩٢ ورقة ، بقطع

 

٥ / ٢٥ × ٥ / ٢٩ ، جاء في آخرها : شرعت في كتابة الكافي في روضة الرضا عليه التحيّة والثناء ، في ثالث وعشرين من شهر صفر ختم بالخير والظفر سنة ست وخمسين بعد الألف ، وقد وقع الفراغ منها في آواخر عشر الثالث من شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين بعد الألف ، وأنا أقلّ عباد الله عبد الله بن حسن علي شيخ رقّة من توابع التون.

(١٤١٥)

الكـافي

المجلّد الآخر : يحتوي أربعة عشر كتاباً من كتب فروع الكافي مع الروضة فيبتدئ بكتاب العتق والتدبير إلى آخر الروضة مكتوبة في القرن العاشر ، فرغ منها الكتاب ٢٧ رجب من سنة ٩٩٣ أو سنة ٩٧٣ ، شرع فيه يوم السبت ١٧ جمادى الأُولى من تلك السنة ، فقد كتبه في سبعين يوماً ، والتاريخ موجود في أوّله وآخره كتابة ، ولم أتأكّد أنّها سبعين أو تسعين لمشابهتهما خطأ ، واسم الكاتب ممحي وقد تناول العلماء من أعلام القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر هذا الكتاب ، وكتبوا بأوّله تملّكاتهم ، منهم : من لا يقرأ من توقيعه إلاّ كلمة الشامي ، وتاريخه سنة ٩٩٨.

ومنهم : السيّد جلال الدين محمّـد الحسيني ، تاريخ كتابته ثاني محرّم سنة ١٠٣٣.

ومنهم : درويش علي الخراساني المشهور بأفندي.

ومنهم : محمّـد تقي من أعلام القرن الحادي عشر في حيدر آباد ، تاريخ خطّه بالتملّك صفر سنة ١٠٦١ وعليه ختمه.

 

ومنهم : السيّد زين العابدين الحسيني وخطّه بالتملّك ، تاريخه سنة ١١٧٦ ، وعليه ختمه وعليه تملّكات وختوم أُخر ممحية ، وعليه خطّ سيّدنا العلاّمة السيّد شهاب الدين الحسيني النجفي بالإهداء إلى المكتبة ١٩ ذي الحجّة ١٣٧٦ ، وهو من أقدم نسخ الكافي في المكتبة في ٣٧٤ ورقة ، وعلى الجلد بطاقة مطبوعة لمكتبة ضياء لشكر تقي دانش حين كان في شيراز ، مقاسها ٧ / ١٦ × ٥ / ٢٨ تسلسل ٥١٥.

(١٤١٦)

الكـافي

نسخة تبدأ من كتاب الجهاد إلى آخر الروضة بخطّ محمّـد علي بن حاج فتح الدين ، دون تاريخ إلاّ أنّ النسخة كتابة القرن الحادي عشر ، عليه ختم يلوح منه تاريخ سنة ١٠٦١ ، وختم آخر (محمّـد أمين طريح) التسلسل ٨٦٠ (٢٣ × ٣٨) ٥٥ ـ ١١ (٣٢١) ورقة ، وفي صفحة ٢٠٦ منه نصّ على مقابلة الكتاب بخطّ بعض العلماء كتبه بالأحمر.

نسخة بخطّ نسخ ممتاز كتبه الخطّاط هداية الله الشريف ابن محمّـد زمان بخطّه الجميل البديع ، وفرغ منه في ذي الحجّة الحرام سنة ١٠٩٩ ، وبأوّله أُصوله وأوّل فروعه لوحتان مزوّقة مذهّبة ، وبآخره بخطّ هذا الكتاب الحديث المنقول عن الإمام العسكري : صعد نادري الحقائق ذكر له في الذريعة شرحاً.

والكتاب من أوّل أُصول الكافي ثمّ فروعه إلى آخر العبادات منها أي إلى آخر كتاب الجهاد ، وكأنّه كتب الفروع قبل الأُصول إذ تاريخ فراغه عن الأُصول في ذي الحجّة سنة ١١٠١ ، والمجموع في ٤٣٣ ورقة ١٩ × ٣٠ ، تسلسل ٧٦١.

 

نسخة تبتدئ من كتاب العشرة وهو آخر كتب أصول الكافي ، ثمّ فروع الكافي تمام العبادات إلى آخر الجهاد ، ثمّ كتاب المعيشة الذي هو أوّل كتب المعاملات من فروع الكافي كلّه في هذا المجلّد ، من أوّل كتاب العشرة إلى آخر كتاب المعيشة بخطّ الشيخ عبد الله بن سعيد الجزائري كتبها سنة ١٠٥٤ ، وفرغ منها في ١٥ ربيع الثاني سنة ١٠٥٥ ، في ٣٧٦ ورقة ، مقاسها ٣ / ٢١ × ٤ / ٢٩ ، عليها تصحيحات وحواش طفيفة ، تسلسل ١٧٦٦.

نسخة تبدأ بكتاب الصلاة وتنتهي بانتهاء كتاب الحج بخطّ أقلّ الطلبة محمّـد بن عبد الباقي الكرماني ، فرغ منها ١١ شوّال سنة ١١٤٧ ، وعليها حواش كثيرة ، رمزها م ق ر ره وهي كثيرة كتبها بخطّه هذا الكاتب ، وفرغ من نسخها في ذي القعدة سنة ١١٤٧ ، في ٣٤١ ورقة ، رقم ١٠٧٥.

نسخة الفروع من أوّل الطهارة إلى آخر المعيشة بخطّ آقا ميرزا الديزه جردي فرغ منها سنة ١٠٦٦ وعليها تصحيحات وبلاغات كثيرة وبآخرها بلاغان أحدهما : بلغ سماعاً وفّقه الله ... رقم ٢١٢٩.

(١٤١٧)

الكـافي

أُصول : نسخة ثمينة قيّمة ، كتبها الشيخ أحمد بن شرف الدين ـ من آل بنچه ـ بن ناصر الدين بن راشد النجفي الحلّي أصلاً ومولداً ، في عصر يوم السبت ١١ ذي الحجّة سنة ٩٨٤ ، كتبها لنفسه ، يظهر أنّه كان من أعلام النجف في القرن العاشر معاصراً للمقدّس الأردبيلي وأضرابه ، وعليه بلاغات وتصحيحات بخطّه وبخطّ غيره ، وعليه حواشي المولى خليل

 

القزويني ، توقيعها ملاّ خليل سلّمه الله. والحواشي فارسية مقروّة على أحد العلماء ، مكتوب بخطّه بلغ سماعاً أيّده الله تعالى ، تقع في ٣٨٨ ورقة ، مقاسها ٤ / ١٨ × ٥ / ٢٤ ، تسلسل ١٧٦٣.

نسخة من أُصول الكافي من أوّله إلى آخر كتاب الحجّة ، بخطّ العلاّمة الأديب المحقّق السيّد علي الغدقوئي البروجردي ، من أعلام القرن الحادي عشر وعليه تصحيحات وحواش قليلة ، كتب بآخره الخطيب المصقّع الشيخ جواد العراقي : إنّ هذا الكتاب خطّ يد السيّد علي الغدقوئي البروجردي ، وأثنى عليه كثيراً وبالغ في الإطراء ، وتملّكه هو سنة ١٣٢٣ ، يقع في ٢٠٤ ورقة ، مقاسها ١٧ × ٢٤ خطّ نسخ جيّد ، تسلسل ٢٢.

نسخة من أوّل أُصول الكافي إلى آخره ، تامّ إلى آخر أُصول الكافي أي إلى نهاية كتاب العشرة ، كتبه الخطّاط الماهر أبو المعالي محمّـد مهدي ابن محمّـد سعيد الحسيني بخطّه النسخ الممتاز الفاخر ، فرغ منه يوم الأربعاء ١٢ ربيع الأوّل سنة ١٢٨٦ ، وميّز أوائل كلّ سند بالحمرة ، كتبه حسب أمر العلاّمة الحجّة آقا محمّـد طاهر الرضوي ، وعليه ختمه بأوّله ثلاث لوحات مزوّقة منقّشة وأوراقه مؤطّرة بالذهب ، ظهر الصفحة وبأوّله خطّ العلاّمة الحجّة المحقّق ، أخو ملاّ علي الهمداني دام ظلّه ، بإهداء النسخة إلى المكتبة وأوراقه ٢٨٨ ورقة ، مقاسها ٨ / ١٥ × ٢ / ٢٤ ، تسلسل ٢٧٩.

(١٤١٨)

الكـافي

أُصول : بخطّ الخطّاط محمّـد أمين بن محمّـد حسين الخونساري ـ أحد خطّاطي القرن الثاني عشر ـ نسخة قيّمة جميلة الخطّ ، كتبت بالنسخ

 

الممتاز مؤطّرة بالذهب ، بأوّلها لوحة مزوّقة فنّية ، وعليها تصحيحات وبلاغات وحواش كثيرة بخطوط العلماء مختلفة الخطوط ، تقع في ٢٩١ ورقة ، بقطع ٥ / ١٨ × ٣ / ٣٠ ، تسلسل ٩٩٥.

مجلّد في الأُصول والعبادات ، من أوّل كتاب الكافي إلى آخر كتاب الجهاد ، فهو يتضمّن تمام الأُصول وتمام كتب العبادات من فروع الكافي بخطوط مختلفة ، فالأُصول بتمامه ومن أوّل كتاب الطهارة إلى أوائل الصلاة بخطّ موسى ابن الملاّ عبد الحقّ ابن الملاّ جار الله بن حسين بن علاء الدين اليثربي الشيباني ، كتبه في النجف الأشرف وكتب بخطّه لنفسه أربعة أبيات من الشعر ، فرغ منه في شوّال سنة ١١٢٠.

ثمّ من أوائل كتاب الصلاة يتغيّر الخطّ إلى آخر الصوم ، بخطّ إبراهيم ابن حسن بن علي بن الحسين بن يحيى بن سالم المنصوري.

ومن الحج إلى آخر الجهاد ، بخطّ إبراهيم بن حسن بيگ ولعلّه نجل الشيخ حسين ابن أفضل بيگ ، فرغ منه يوم الخميس سلخ ربيع الأوّل سنة ١١٢٢ ، وكلّهم كتبوا هذا الكتاب للعلاّمة الشيخ خليفة بن بشارة ـ من آل أبو دبيس ـ وبأمره ، وأطرى عليه الكاتب ، وكتب تملّكه للكتاب في عدّة مواضع منه ، ثمّ قرأ الشيخ خليفة بن بشارة هذا الكتاب وصحّحه ، وعلّق عليه بعض الحواشي حين قراءة الكتاب على شيخه وأُستاذه العلاّمة الشيخ إبراهيم بن محمّـد الخمايسي في النجف الأشرف ، ثمّ كتب له شيخه إجازة في الرواية عنه بآخر الكتاب بخطّه الشريف ، وأطرى عليه تاريخ الإجازة ٢٤ محرّم سنة ١١٢٤ ، ويقع في ٣٢٢ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٦ / ٣١ ، ثمّ كتب بعد ذلك بأوّله فهرساً لطيفاً بخطّ نسخ جميل مع تعيين أرقام الصفحات تسلسل ٩٩٤.

 

(١٤١٩)

الكافية

كتاب في النحو

كتب عليه إنّه الأُنموذج ، وهو يشبهه وليس به ، أوّله : (الكلمة لفظ وضع لمعنى مفرد وهي أمّا اسم كرجل وأمّا فعل كضرب وأمّا حرف كقد لأنّ الكلمة أمّا أن تدلّ على معنى في نفسه).

نسخة بخطّ رحمة الله بن عبد الكريم ، فرغ منها سنة ٩٧٦ ، ضمن مجموعة بخطّه ، رقم ٨٦٣.

(١٤٢٠)

الكافي في الطـبّ

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمّـد وآله الطيبين الطاهرين وبعد فيقول الجاني محمّـد المازندراني المتخلّص بالأماني : المطلب الثاني من المقالة الثانية من (الكافي) في الأدوية المركّبة وهو يشتمل على مقصدين المقصد الأوّل في قوانين تركيب الأدوية وفيه فصول ... المقصد الثاني في الأدوية المركّبة وهي مرتّبة على حروف التهجّي حرف الألف ...) ، في آخره تتمّة في ذكر الأوزان والمكاييل.

آخره : (ولمّا كان هذا القدر كافياً من كلامنا في الأدوية فاقتصرت المقالة الثانية بهذا القدر من الأدوية وشرعت المقالة الثالثة في الأمراض والفلاج وقد فرغت من تسوية هذه النسخة الشريفة الطيّبة في سلخ جمادى

 

الثانية سنة ١٠٤٦ وكنت باذل الجهد في تحصيل العلوم المتعارفة والدينية في مدرسة من مدارس أصفهان ... وقد بلغ عمري ٣٥ ...) ، ذكرت الكلام بطوله لأنّي رأيت كشف الظنون والذريعة قد أهملا ذكره.

نسخة كما ترى تحوي المقالة الثانية من الكتاب فحسب ، والظاهر أنّ الفراغ من التسويد من كلام كاتب النسخة المنتسخ عنها هذه النسخة وليس من كلام المؤلّف ، وأمّا نسختنا هذه فهي بخطّ معتاد كتبها السيّد آقا بزرگ ابن محمّـد باقر الحسيني الساوي في مدرسة الصفوية من مدارس أصفهان ، وفرغ منها في صفر سنة ١٠٥١ ، تقع في ١١١ ورقة ، رقم ٦٦٠ من المكتوب في حياة المؤلّف.

ترجم له شيخنا دام ظلّه في الذريعة ج٩ ق١ بعنوان الأماني وذكر وفاته ١٠٦٥ عن تاريخ الأدب الفارسي لـ : براون ج٤ فراجعه.

(١٤٢١)

كامل التعبير

في تعبير الأحلام ، للشيخ شرف الدين الحكيم أبي الفضل حسين [حبيش] بن إبراهيم بن محمّـد التفليسي ، المتوفّى سنة ٦٢٩ ، ألّفه للسلطان أبي الفتح قلج أرسلان بن مسعود الرومي ٥٥٨ ـ ٥٧٨ فارسي ، رتّبه على خمسة عشر فصلاً ، ورتّبه المفصل الأخير على حروف المعجم ، وعدد من مصادره في المقدّمة ثلاثة وعشرين كتاباً في هذا الموضوع قال في كشف الظنون ج ٢ ص ١٣٨٠ ، ترجمة خضر بن الهادي البواريحي مولداً الموصلي مسكناً ، الكاتب من الفارسية للسلطان سليمان.

 

والظاهر أنّه السلطان سليمان العثماني ، والترجمة من الفارسية إلى التركية والأصل الفارسي مطبوع مكرّراً في الهند وإيران.

نسخة دون تاريخ من كتابة القرن الثالث عشر عليه تملّك ١٢٦٩ في ١٦٥ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٣٠ ، تسلسل ١٦٢١.

نسخة كتبها أحد الخطّاطين بخطّ فارسي جميل بأمر نصر الله خان خواجة نوري من كبار الأعيان وفي رجال الدولة في عصره ، وفرغ منها في ربيع الأوّل سنة ١٢١٧ ، وبأوّلها لوحة جميلة والأوراق مؤطّرة والعناوين مكتوبة بالشنجرف والجلد مطلي بالمينا المزوّق المنقوش ، ٣١٢ ورقة ، رقم ١٦٩١.

(١٤٢٢)

الكبرى

في المنطق فارسي ، للسيّد الشريف الجرجاني علي بن محمّـد المتوفّى سنة ٨١٦.

نسخة بخطّ أقلّ الطلاّب السيّد رضا ابن السيّد مهدي الموسوي پيشنماز الأردبيلي ، ضمن مجموعة في المنطق كلّها بخطّه ، فرغ منها في محرّم سنة ١٢٧٦ ، رقم ٤٣١.

نسخة لم يعلم كاتبها ، وقبلها حاشية ميرزا علي رضا على حاشية المولى عبد الله ، فرغ منها الكاتب رضا في ٢٧ ربيع الأوّل سنة ١٢٦٦ ، ولعلّ هذا أيضاً بخطّه ، رقم ١٦٠٤.

نسخة بخطّ الشيخ باقر الدامغاني وقبله الألفية لابن مالك وبعده

 

حاشية المولى عبد الله على التهذيب ، له عليهما بعض الحواشي يظهر منها فضله ، فرغ منها في جمادى الآخرة ، في مشهد الرضا في مدرسة النوّاب سنة ١٢٤٣ ، في ١٦٢ ورقة ، تسلسل ١٩٠٤.

(١٤٢٣)

الكبرى في المنطق

للسيّد الشريف الجرجاني.

نسخة بخطّ أقلّ الطلاّب محمّـد يوسف بن مهدي ، فرغ منها ١١ جمادى الآخرة سنة ١٢٢٧ ، ضمن مجموعة كلّها بخطّه وهذا آخر ما فيها ، رقمها ٦٧١.

نسخة كتبها محمّـد صادق بخطّ نسخ معتاد ، وفرغ منها في جمادى الأُولى سنة ١٧١ ، وكتب بعده بخطّه الفوائد الصمدية ، رقم ٢٢١٨.

(١٤٢٤)

كبريت أحمر

في الأوراد = أوراد موظّفه

مرتّب على مقدّمة وفصلين أوّلها : (الحمد لله الحليم الكريم العلي العظيم ... چون مقتضاي عبوديّت حقيقي اشتغال قلب وقالب عبد است بعبادت ...).

 

مؤلّفها معلوم اسألني أُجيبك في موقعه (كبريت أحمر است).

نسخة بآخر ديوان نور علي شاه المكتوب سنة ١٢٦٤ ، بخطّ فارسي جيّد ، ولعلّ الرسالة من تأليفاته أيضاً ، رقم ١٤١٦.

(١٤٢٥)

كتاب الإرث

للشيخ محمّـد تقي بن حسين علي الهروي الحائري المتوفّى سنة ١٢٩٩.

أوّله : (الحمد لله ربّ ... وبعد هذه نبذ متعلّقة بأحكام الميراث كتبتها لإيضاح مهامّ كلّ واحد من الورّاث ...).

نسخة في مجموعة ، كتبها يحيى بن محمّـد شفيع الأصفهاني بخطّ فارسي جيّد سنة ١٢٧٨ ، فهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، وعليها تصحيحات رقم المجموعة ٧٢٢.

(١٤٢٦)

كتاب الإرث

تصنيف الشيخ زين الملّة والحقّ والدين أبي الحسن بن الحسن بن علي بن جعفر بن عثمان الخطّي تلميذ ابن المتوّج البحراني الذريعة ج ١ ص ٤٤٠.

نسخة بخطّ مفضّل بن حبيب الله ، فرغ منها ٢١ رجب سنة ١٠٩٨ ، والنسخة مصحّحة وعليها حواش بعضها (لمحرّره رحمه‌الله) ، فيظهر أنّ الناسخ من أهل الفضل كما دعا لنفسه عند فراغه منها بقوله : ونفعه الله باشتغاله حال حلّه وترحاله ، رقم٨٦٩.

 

(١٤٢٧)

كتاب التعجّب

للكراجكـي.

كتابة القرن الثاني عشر ، بأوّل مجموعة قيّمة ، كتبت بخطّ نسخ جيّد جميل ، رقم ٢٠٤٥.

(١٤٢٨)

كتاب التوحيد

للشيخ الصدوق ابن بابويه ، وهو شيخ المحدّثين أبو جعفر محمّـد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة ٣٨١.

نسخة من باب القضاء والقدر والفتنة والأرزاق والأسعار والآجال إلى نهاية الكتاب ، بخطّ العلاّمة محمّـد صالح نزيل الري ، فرغ منها سلخ رجب سنة ١٠٥٥ ، والنسخة مصحّحة بغاية الدقّة والإتقان ، وعليها بلاغات وتصحيحات وجاء في آخرها : فرغ من مقابلته يوم الخميس تاسع شهر المولولد سنة ١٠٥٩ ، وقابلته مع نسخ متعدّدة من أوّله إلى آخره فصحّ إلاّ ما زاغ عنه البصر وغفل عنه النظر ، أنا الفقير إلى عفو مولاه الآيس عمّن سواه محمّـد صالح نزيل الري ، بآخر مجموعة من رسائل الشيخ المفيد ، رقم ٤١٠.

نسخة قيّمة جدّاً من أحسن ما يوجد من نسخ الكتاب ، بخطّ علي أصغر بن محمّـد صالح معاد الحسيني الترشيزي ، كتبها في مشهد الرضا عليه‌السلام ، وفرغ منها ٣ ذي القعدة سنة ١٠٨٣ ، وعليها تصحيحات وتعليقات كثيرة ، وجاء في آخرها ما ملخّصه : عارفت الكتاب من أوّله إلى أوّل الباب الأخير ... بنسخ متعدّدة تزيد على اثني عشر ، وبالغت في تصحيحه قدر الوسع والطاقة ... في شهور سنة ١٠٨٣ ، موسى الحسيني

 

المدرّس الخادم ، وأوّل أسانيده مكتوبة بالشنجرف ، وبأوّلها فائدة في حساب العقود ، وتقع في ٢٥٧ ورقة ، رقم ٤٥.

نسخة بخطّ علي أكبر بن محمّـد فاضل التوني ، كتبها بنسخ جيّد في مشهد الرضا ، وفرغ منها في ذي القعدة سنة ١٠٨٣ ، وعليها ختم لطف الله ابن معزّ الدين محمّـد الحسيني وخطُّه بأوّله وآخره ، تاريخ ختمه ١١١٤ ، وتاريخ تملّكه وخطّه ١١١٧ ، وخطّ السيّد لطف الله الحسيني التوني ، وختمه وتاريخ ختمه سنة ١١٢٤ ، وبأوّلها قطعة من اعتقادات الصدوق ، وتقع في ١٨٢ ورقة ، برقم ٤٩٢.

نسخة بخطّ العلاّمة حاج محمّـد بن حاج محمّـد قاسم الطبسي ، وأظنّه تلميذ الشيخ البهائي ، وفي المكتبة الحبل المتين بخطّه فليراجع ويشبه خطّه هذا ، وعلى كلّ فالنسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، وتقع في ١٧٢ ورقة ، رقم ٩٨٦.

(١٤٢٩)

كتاب الحج

للشيخ الفقيه ميرزا أبو القاسم بن محمّـد تقي الغروي الأردوبادي المتوفّى ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ ، وللمؤلّف ثلاث مؤلّفات في الحجّ ، أحدها : مناسك الحجّ المقتصر فيه على الفتوى لعمل المقلّدين. الثاني : ما كتبه في الحجّ والمزار من أجزاء موسوعته الفقهية الكبيرة ، ذكرناه باسم سبيل الرشاد. والثالث : هذا وهو أكبر الثلاثة وأوسعها استدلالاً وبسطاً وفروعاً ، في مجلّد ضخم ٣٣٧ ورقة.

أوّله : (الحمد لله الملك القدوّس السلام المؤمن المهيّمن العزيز الجبّار المتكبّر ...).

 

نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف ، في ٣٣٧ ورقة ، ناقص من آخرها ورقة ، وبأوّلها شعر فارسي الحادي منسوب إلى ناصر خسرو ، وشعر فارسي في الردّ عليه ، والفائدة الرجالية للشيخ بهاء الدين العاملي : كلّ جميل جميل كلّ حميد حميد ... ، رقم ١٨٧٧.

(١٤٣٠)

كتاب الخمس

شرح على هذين الكتابين من كتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي ، والظاهر أنّ الشارح هو العلاّمة بحر العلوم السيّد مهدي الطباطبائي ، المتوفّى سنة ١٢١٢ ، كما نسبه إليه العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه‌الله بخطّه ضمن مجموعة ، وقبله شرح كتاب الصلاة من الشرايع أيضاً الظاهر أنّه له ، رقم المجموعة ٣٨٧.

(١٤٣١)

كتاب الدرايـة

للفاضل الدربندي ، المولى آغا بن رمضان بن عابد بن زاهد الشيرواني الدربندي الحائري ، المتوفّى سنة ١٢٨٦.

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّد المرسلين وخاتم النبيّين وعلى أهل بيته ...) ، وله كتاب في الرجال سمّاه القواميس في صناعة الرجال.

نسخة بخطّ الشيخ علي أكبر الخراساني ، فرغ منها ٢٥ ذي الحجّة سنة ١٢٨٠ ، كتبها للشيخ محمّـد باقر الدامغاني مؤلّف الوجيزة الموجودة في المكتبة ، وقبله كتاب الرجال أيضاً للدربندي ، سمّاه القواميس في

 

صناعة الرجال ، وبأوّلها تملّك الدامغاني ، تاريخه سنة ١٣٠٤ ، رقم ١٩٠٧.

(١٤٣٢)

كتاب دزد وقاضي

رواية فارسية تمثّل سارقاً وقاضياً وما جرى بينهما ، أظنّه تأليف فوق الدين أحمد اليزدي ، المشتهر بفوقي من شعراء وكتّاب القرن الحادي عشر.

نسخة ضمن مجموعة هزلية بخطّ محمّـد تقي ، فرغ منها سنة ١٢٤٩ ، رقم ١٦٣٤.

(١٤٣٣)

كتاب الدعاء

مجموعة في الأذكار والأدعية

تأليف السيّد بديع الحسيني التويسركاني ، وهي بأوّلها مجموعة آيات منتخبة من السور حسب ترتيب السور من كلّ سورة عدّة آيات ، وهذه للأوراد وتختم هذه الأوراد كأنّها رسالة مفردة ، وتاريخها سنة ١٠٧٣.

ثمّ يبدأ بالأدعية والزيارات وأوراد وختوم ، ثمّ أدعية وزيارات أيّام الأسبوع ، ثمّ يقول : صحيفة دوّم در أعمال هفته ودر اين چند فصل است.

والنسخة بخطّ السيّد صالح بن السيّد حسين الحسيني ، فرغ منها سنة ١٠٧٣ ، وبجانبيها وحواشيها فوائد كثيرة في الموضوع نفسه ، وبأوّله خطّ المؤلّف السيّد بديع الحسيني ، وتاريخه شهر ربيع الأوّل سنة ١٠٧٣ ، تسلسل ٨٢٩.

 

(١٤٣٤)

كتاب الديّات

لظريف بن ناصح ، ذكره شيخنا دام ظلّه في ج ٢ ص ١٥٩ ، وج ٨ ص ٢٨٦.

نسخة منه ملحقة بباب الديّات من كتاب جامع الشرائع ليحيى بن سعيد الحلّي بأسانيده إلى الكتاب ، ومؤلّفه ، رقم ٧٩٩.

وكذا أورده الشيخ في التهذيب ، والصدوق في الفقيه.

(١٤٣٥)

كتاب الزهد

للحسين بن سعيد الأهوازي.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، في آخر المجموعة رقم ١٩٨٩ ، وأوّل المجموعة الأشعثيّات.

(١٤٣٦)

كتاب الصـلاة

للمحقّق الأعظم الشيخ الأنصاري ، مرتضى بن محمّـد أمين الدزفولي النجفي ، المتوفّى سنة ١٢٨١.

نسخة كتبت عن النسخة المكتوبة على نسخة الأصل ، فرغ منها الكاتب في صفر سنة ١٢٨٧ ، وعليها خطّ تلميذ المؤلّف ، موسى بن جعفر ، تقع في ٢٣٢ ورقة ، رقم ١٧٩٩.

(١٤٣٧)

كتاب الطهارة

للشيخ الفقيه ، ميرزا أبو القاسم بن محمّـد تقي الغروي الأُردوبادي ،

 

المتوفّى ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ في مجلّدين ضخمين ، وللمؤلّف كتاب في الفقه فارسي في محض الفتوى لعمل المقلّدين سمّاه منهج السداد ، وآخر باللغة العربية ممزوجاً بشيء من الاستدلال سمّاه ملخّص الأحكام ، ولم يخرج منه سوى كتاب الطهارة في مجلّد ضخم ، وله موسوعة فقهيّة استدلالية مبسوطة سمّاها سبيل الرشاد في عدّة مجلّدات ، مجلّده الأوّل كتاب الطهارة ، يقع في ٣٩٥ ورقة.

وهذا الكتاب ، وهو أوسع وأبسط من الجميع في مجلّدين ضخمين ، فللمؤلّف سوى الكتاب الفارسي ثلاثة كتب في مباحث كتاب الطهارة ، الأوّل : سمّاه ملخّص الأحكام. والثاني : الأوسط أوسع منه ، وهو من مجلّدات موسوعة الفقه الاستدلالي سبيل الرشاد. والثالث : أكبر الثلاثة ، وهو هذا.

أوّله : (الحمد لله والصلاة على رسول الله وأهل بيته المعصومين كتاب الطهارة وفيه فصول الأوّل في المياه وفيها أبحاث الأوّل كلّ ماء طاهر ومطهّر عن الأحداث والأخباث).

المجلّد الأوّل : بلغ إلى أحكام الجبائر ، نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف ، تقع في ٢٨٧ ورقة ، رقم ١٨٧٢.

المجلّد الثاني : يبتدئ حيث انتهى في المجلّد الأوّل وبلغ إلى الأغسال المسنونة ، ولم يتمّ كتاب الطهارة آخره فصل في الأغسال المسنونة ، نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، تقع في ٢٤٥ ورقة ، رقم ١٨٧٣.

(١٤٣٨)

كتاب الطهارة

للفقيه المحقّق والعلاّمة المشارك في العلوم النقليّة والعقليّة الشيخ

 

محمّـد حسين الغروي الأصفهاني المتوفّى سنة ١٣٦١.

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد رسله محمّـد وآله الطاهرين ...) ... كتاب الطهارة من الأحداث والأخباث تنطبق على الغسل والوضوء والتيمّم والغسل بالفتح وغيره ...).

آخره : (فلا ينبغي الريب في عدم كراهة التطهير بالماء المسخّن بالإضافة إلى الحي).

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، تقع في ٨٧ ورقة ، رقم ٢٠٩٣.

(١٤٣٩)

كتاب الطهارة والصوم

مبسوط ، لم أعرف المؤلّف ، إلاّ أنّه الفراغ من بعض مباحث الطهارة بعام ١٢٨٧ ، وهو لأحد أعلام النجف الأشرف في هذه الفترة ، ينقل فيه عن الجواهر.

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في بعض مواضعها شطوب وإضافات بالهامش ، وهو كتاب الطهارة بتمامه وكتاب الصوم إلى آخر الاعتكاف ، فرغ منه في شهر رمضان ، ولعلّه في تلك السنة أي سنة ١٢٨٧ ، يقع في ٢٤٩ ورقة ، رقم ٤١٦.

(١٤٤٠)

كتاب الغصب

شرح على هذا الكتاب من الروضة البهية للشهيد الثاني ، تأليف العلاّمة السيّد مير فتّاح ، مؤلّف كتاب العناوين.

تقرير لبحث أُستاذه الفقيه الشيخ موسى نجل الفقيه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي.

 

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة فقهيّة ، رقم ٣٨٧.

(١٤٤١)

كتاب الغيبـة

تأليف شيخ الطائفة وعميد الفرقة الشيخ أبي جعفر محمّـد بن الحسن ابن علي الطوسي ، المتوفّى سنة ٤٦٠.

نسخة بخطّ الخطّاط محمّـد مهدي بن مير حيدر الكرهرودي ، فرغ منه يوم الخميس سلخ ذي القعدة الحرام سنة ١٠٦٧ ، بخطّ نستعليق حسن جيّد ، يقع في ١٠٥ ورقة ، في قطع ٥ / ١٤ × ٨ / ٢٣ ، تسلسل ٣٣٧.

(١٤٤٢)

كتاب الفهرست

لشيخ الطائفة وعمادها ، وهو الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي.

نسخة بخطّ نسخ جيّد والعناوين وأسماء الرجال مكتوبة بالحمرة ، وهي بخطّ علي بن محمّـد باقر ، فرغ منها في شعبان سنة ١٣٠٢ ، وعلى النسخة تصحيحات وتعليقات ، رقم ١٢٠٠.

(١٤٤٣)

كتاب في الأخـلاق

مبوّب على أربعين باباً ، وكلّه حديث حذف أسانيدها ، وأكثرها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سوى قليل معدود منها عن الأئمّة عليهم‌السلام ، وهو من تأليف بعض القدماء ، وأكثر أبوابه يحتوي على أربعة عشر حديثاً ، وهذا الكتاب

 

في اللغة العربية كثيرة الشبه بأخلاق محسني للمولى حسين الكاشفي ، المتوفّى سنة ٩١١.

أوّله : (إنَّ أحسن حديث حدث من المبدأ إلى المنتهى حمد منعم أنعم على الخلق برسالة ...) ، وأسأل الله أن يجعلني ممّن حفظ على أُمّة نبيّه أربعين حديثاً من أمر الدين ...) ، وأوّل أحاديثه وآخرها : كلمة لا إله إلاّ الله حصني ... رواها في أوّل الكتاب مرسلاً وآخره مسنداً. الباب الأوّل : في التهليل الباب الأربعون في الحكم المتفرّقة ، نسخة كتابة القرن العاشر معها التنبيهات العليّة للشهيد الثاني ، تسلسل ٥١١.

(١٤٤٤)

كتاب في أُصـول الدين

للسيّد مصطفى ابن السيّد حسين الموسوي آل درّاج الكربلائي ، ترجم له شيخنا الرازي في الكواكب المنتثرة ، وقال : رأيت له كتاباً في أُصول الدين والكلام كبير مبسوط ومبحث الإمامة منه في غاية البسط ، فرغ منه ٣ ذي القعدة سنة ١١٧٥ ، انتهى.

وهذه النسخة في الإمامة فحسب ، وليس من أوّل مباحث الإمامة بل من الباب الثالث في تعيين الإمام إلى آخر أحوال الحجّة عليه‌السلام ، جاء في آخرها : قد فرغت من هذا (المختصر) ، في ضحى يوم الخميس ثالث شعبان سنة ١١٧٦ ، وهي بخطّ المؤلّف. فأمّا هذا هو قسم من كتابه الكبير الذي رآه شيخنا الرازي ، كتبها نسخة ثانية بعد عام من تأليفه ، أو أنّ هذا مختصر من ذاك الكتاب الكبير الذي رآه شيخنا وفرغ منه سنة ١١٧٥ ، اختصره بعد عام وفرغ من اختصاره سنة ١١٧٦.

 

نسخة بخطّ المؤلّف ، تقع في ٩٣ ورقة ، مقاسها ١١ × ٥ / ١٦ ، تسلسل ١٥٢.

(١٤٤٥)

كتاب في أُصول الدين

متن موجز متين لبعض القدماء ، لم أعرف المؤلّف ولا اسم الكتاب.

أوّله : (الحمد لله حقّ حمده وصلاته على خير خلقه محمّـد وآله.

اعلم أنّ الذي يجب على كلّ مكلّف أن يعرف الله تعالى وتوحيده وعدله وصدق وعده ووعيده ، وهذه الجملة تشتمل على ثلاثة فصول أوّلها التوحيد والثاني العدل والثالث الوعد والوعيد ...).

نسخة في ٩ ورقات منضمّة إلى جعفرية المحقّق الكركي ومفتاح الغرر ، فرغ منها الكاتب في غرّة شهر رمضان سنة ١٠٥٨ ، رقم ١٩٧٩.

(١٤٤٦)

كتاب في أُصول الدين

للعلاّمة الجليل ، المحقّق القمّي ميرزا أبي القاسم بن حسن الجيلاني ، المتوفّى (١١٥١ ـ ١٢٣١).

نسخة بخطّ الشيخ حسن التوني الخراساني ، كتبها في حياة المؤلّف ، وفرغ منها ٥ محرّم سنة ١٢٢٠ ، والظاهر أنّه من تلامذة المؤلّف ، منضمّة إلى عجائب البلدان ، رقم ٢٢١٣.

(١٤٤٧)

كتاب في أُصول الدين

للشيخ حسن عبد الرزاق اللاهيجي ، سبط صدر الدين الشيرازي.

 

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين حقّ حمده والصلاة والسلام على محمّـد وآله الطاهرين خير خلقه أجمعين.

أمّا بعد بدانكه أُصول دين يعنى جبرهائى كه بناى دين بر آنهاست ...) ، مرتّب على فصول خمسة.

نسخة بخطّ فارسي معتاد ، فرغ منها الكاتب ٢٨ شوّال سنة ١٢٣٢ ، وبعده شرح أحاديث الطينة للمحقّق الخونساري ، رقم ١٩٩٨.

(١٤٤٨)

كتاب في أُصول الفقه

متن موجز بليغ العبارة ، إلاّ أنّه ناقص من أوّله لعلّه بمقدار نصفه ، ولهذا لم يعلم مؤلّفه.

وليست هي الزبدة ولعلّها تهذيب العلاّمة أو المعارج أو ما شاكل ذلك ، والظاهر أنّه متأخر عنهما حيث يذكر أنّ تنويع الحديث لطول المدّة.

نسخة مكتوبة في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة من تأليفات الشيخ حسن بن محمّـد من تلامذة الوحيد البهبهاني ، بخطّ نسخ جيّد ، رقم ٧١٢.

(١٤٤٩)

كتاب في أُصول الفقه

للسيّد علي محمّـد من أهل القرن الثالث عشر ، كتبه على ضوء كتاب معالم الدين للشيخ حسن بن زين الدين ، فيعتبر كشرح عليه بخطّ المؤلّف ، بلغ فيه إلى مباحث خبر الواحد ، يقع في ١٢٩ ورقة بخطّه الدقيق ، مقاسها ١٨ × ٣ / ٢٣ ، تسلسل ٢٦١.

 

(١٤٥٠)

كتاب في أُصول الفقه

قطعة من كتاب في أُصول الفقه في مباحث الألفاظ ، منه عناوينه أصل أصل ، يبدأ بمباحث مقدّمة الواجب ، وينتهي بأوائل القطع.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، بآخر مجموعة أُصولية ، رقم ٣٩١.

(١٤٥١)

كتاب في أُصول الفقه

الموجود منه من أوّل المفاهيم ، أوّله : (الحمد لله ربّ ... البحث في المفهوم والمنطوق وهما وصفان من أوصاف المدلول كالكلّي والجزئي ...).

ثمّ بعده أصل ، في أنّ العامّ المخصّص حجّة فيما بقى ، فيظهر أنّ عناوينه أصل أصل.

أوّله : (أصل المشهور بين أصحابنا أنّ العامّ المخصّص بالمبيّن باق على حجيّته في الباقي كما كان قبل التخصيص ...).

والمؤلّف متأخّر عن الشيخ محمّـد تقي صاحب الحاشية ، وكثيراً ما ينقل آراء صاحب الإشارات.

قطعة فيها بحث المفاهيم والعامّ المخصّص ، كتبها يحيى بن محمّـد شفيع الأصفهاني ، سنة ١٢٧٨ ضمن المجموعة ، رقم ٧٢٢.

(١٤٥٢)

كتاب في أُصول الفقه

عناوينه أصل أصل ، كتب بظهر الورقة الأُولى : قد حرّرته في أرض

 

كربلاء. محمّـد مهدي بن حسين الموسوي ، وعليه وقفية أقلّ الطلاّب السيّد مهدي الموسى ، تاريخها صفر سنة ١٢٤٦.

وكتب على الكتاب أنّه المناهج وليس به ، وكتب على مجلّده الثاني : تقريرات شريف العلماء ، وكتب الواقف اسم أبيه السيّد مهدي بن ميرزا موسى الطهراني.

وخطوط الكتاب تختلف ، كما أنّه ربّما اختلفت عناوين فيه أيضاً ، فيعنون فصلاً أو درساً ، ولعلّ الكتاب تقريرات شريف العلماء المازندراني ، كتبها في كربلاء عن بحوث أُستاذه السيّد المجاهد ، وربّما كان تقريرات السيّد محمّـد مهدي بن حسين الموسوي ، كتبها عن تقرير شيخه شريف العلماء ، ولم أجد ترجمة لهذا السيّد ولا أثر لهذا التقرير.

المجلّد الأوّل : يشبه المسودّة الأصلية ، من أوّل تعريف علم الأُصول إلى أوائل بحث المفاهيم ، يقع في ٢٣٠ ورقة ، وبظهر الورقة الأخيرة قاعدة في كيفية الاستدلال رقم ١٨١٤ ، وتنبيه في بيان موارد النزاع اللفظي وأقسامه. توقيعه م ٥ دي ، وهو مهدي صاحب التقريرات.

المجلّد الثاني : من أوّل المفاهيم ، بعبارات مغايرة صاحب التقريرات وآخره التعادل والترجيح ، وهنا الخطوط مختلفة بعضها يشبه خطّ المجلّد الأوّل مسودّة ، وبعضها مبيضّة بخطّ الغير ، يقع في ٣٢٣ ورقة ، رقم ١٨١٦.

مجلّد من أوّل الأدلّة العقلية إلى آخر التعادل والترجيح ، مبيضّة بخطّ كاتب ردئ الخطّ ، مقروّة ، يقع في ١٨١ ورقة ، رقم ١٨١٥.

للموضوع صلة ...

 

من ذخائر الترّاث

الـدرّة البهيـة

في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا

بعد الثلثمائة إلى الآن

تأليف

الشيخ مرزوق بن محمّـد بن عبـد الله الشويكي

كان حيّاً عام (١٢١٤ هـ)

تحقيق

الدكتور عمّار عبّودي نصّار

 

مقـدّمة التحقيـق

بسم الله الرحمن الرحيم

تحتلّ كتب التراجم والرجال والإجازات العلمية أهمّية بالغة في تعرّف المختصّ على مقدار المكانة والوثاقة التي يحتلّها رواة العلم ونقلته ، إذ من خلال تلك الكتب نستطيع أن نضع أيدينا على النصوص التي توصّلنا إلى الحكم على الشخصيّات المترجمة في تلك الكتب.

ونلاحظ أنّ قيمة هذه المصنّفات تكمن في الآراء التي يبديها مؤلّفوها في الشخصيّات المترجمة في تضاعيف كتبهم ، ومدى معاصرتهم للشخصيّات التي ترجم لها أو واسطته بها.

إنّ الرسالة التي بين أيدينا هي من هذا النوع من المؤلّفات إذ حشد فيها مؤلّفها (الشيخ مرزوق الشويكي) أكثر من ١٠٠ ترجمة ، اشتملت على ذكر أبرز علماء الشيعة منذ عام ٣٠٠ هـ وحتّى عصر المؤلّف ، إذ قال في مقدّمة رسالته «فإنّني مورد في هذه الرسالة ... بيان تاريخ بعض من ولد أو مات من من علمائنا المتمسّكين بحبل الأئمّة الاثني عشريّة ... وذلك من بعد الثلاثمائة من تلك الهجرة النبوية. لأجل ما تقدّم فقد كانت الرسالة بمسلكها هذا سائرة على منهج الأقدمين في سرد تراجم من سبقهم ومن ثمّ من عاصرهم من العلماء ، والتركيز عليهم ، وإن كان المسلك الأوّل قد

 

لا يأتي فيه بشيء جديد ، ولكن طبيعة اختيار الشخصيّات والنصوص التي يثبتها في كتابه هي المعيار في موازنة التراجم السابقة عن عصر المؤلّف والمعاصرة له.

النشاط الفكري لعلماء الشيعة في البحرين :

أنجبت البحرين مجموعة كبيرة من أعاظم علماء الإمامية في مختلف صنوف المعرفة وتكوّنت أسر علمية توارثت العلم كابراً عن كابر ، فضلاً عن خروج علماء منها ذاع صيتهم في الآفاق أمثال الشيخ ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ) والسيّد هاشم البحراني (ت ١١٠٩ هـ) والشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ). وغيرهم ممّن خدموا الثقافة والفكر الإسلامي بما أنتجته يراعاتهم من مصنّفات علمية ضخمة ظلّت مورداً لناهلي المعرفة إلى الوقت الحاضر.

شهدت قرى البحرين وضواحيها نهضة فكرية ملحوظة في بدايات القرن الثاني عشر الهجري وآواخر القرن الثامن عشر الميلادي إذ تعرّضت مدن الساحل الشرقي للجزيرة العربية إلى هجمات متكرّرة من قبائل العتوب والعمانيّين ممّا جعلها أماكن للجوء النازحين من الأحساء والقطيف بعد أن اضطهدوا من قبل المحتلّين من العمانيّين بسبب انتمائهم إلى مذهب شيعة أهل البيت عليهم السّلام ، وهذا ممّا جعل البحرين مكاناً لتلاقح الخبرات العلمية ونجد أنّ العصر الذهبي لهذه المنطقة كان في السنوات تلك ، إذ أنّ معظم التراث الفكري لعلماء البحرين قد صنّف في تلك الحقبة.

كان علم الرجال واحداً من صنوف المعرفة التي برع فيها علماء البحرين ، فنجد في ثنايا فهارس الكتب وجود أسماء عديدة لمصنّفات رجالية كتبها علماء البحرين أظهرت مكانة هذا البلد ومقامه العلمي

 

والشخصيّات التي تعاقبت على تناقل العلم ودراسته فيه ، إذ تقف أمامنا مصنّفات الشيخ سليمان الماحوزي (ت ١١٢١ هـ) عن رجال البحرين ، إذ ألّف رسالة مهمّة عن أحوال رجال البحرين ومكانتهم العلمية ثمّ تأتي الإجازة المهمّة التي كتبها الشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ) لولده وابن أخيه الشيخ حسين آل عصفور (ت ١٢١٦ هـ) والمسمّاة لؤلؤة البحرين والتي تعدّ من أوسع الإجازات العلمية التي كتبها علماء الشيعة في القرون المتأخّرة.

شكّلت رسالة (الدرّة البهية) أحد اللّبنات المهمّة التي تركها علماء البحرين في مجال المصنّفات الرجالية ، إذ ردمت هذه الرسالة الفجوة بين كلٍّ من كتاب لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ) وكتاب أنوار البدرين للشيخ علي بن الحسن البلادي البحراني (ت ١٣٤٠ هـ).

مؤلِّف الرسالة :

هو الشيخ مرزوق بن محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد بن حسين بن محمّـد الشويكي.

أعطى مؤلِّف هذه الرسالة ترجمة وافية عن نفسه كتبها بقلمه وضمّنها في آخر رسالته هذه ، فبيّن فيها نشأته وأحواله وأساتذته الذين تلمّذ عليهم منذ نعومة أظفاره وكان أن بلغ مبلغ في العلم ، ولكنّ الذي نلاحظه في هذه الرسالة أنّه لم يذكر سنة ولادته ولكنّنا نستطيع أن نحدّدها بتقريب يكاد يكون أقرب للصواب من خلال إجازات المحدِّثين الذين أجازوه والرواية وسنوات وفياتهم ، إذ ذكر البحراني أنّ أحد أساتذته وهو جدّه لأبيه الذي ذكر تلمّذه عليه ، مع العلم أنّ وفاة جدّه هذا (عبـد الله بن محمّـد الشويكي)

 

قد ذكرت المصادر أنّه توفّي (١١٨٥ هـ)(١).

وهذا ما يعطينا بصيصاً من الضوء حول سنوات ولادته فما دام معلّمه الأوّل جدّه فيقتضي أن يكون عمره من حين تلمّذه عليه (١١٨٥ هـ) وكتابة الرسالة (١٢١٤ هـ) ٤٢ سنة ونضيف عليها سنوات طفولته وتلمّذه على شيخه لا تتعدّى الخمسة عشر عاماً فيكون العقد السادس هو على أغلب الاحتمالات قد ولد فيه شيخنا المؤلِّف.

أمّا في ما يتعلّق بنشأته العلمية فقد كان لمدينته الشويكة مسكنه الأوّل أثر بارز في نشأته العلمية ، إذ كانت هذه القرية من القرى العلمية المهمة في البحرين تليها الخطّ ، إذ نبغ فيها العديد من علماء الإماميّة وشيوخهم ، إذ أوردت كتب التراجم أسماء عدد غفير منهم أسهموا برفد التراث الشيعي بالعديد من المصنّفات(٢).

كان للظروف السياسية وبسبب الحروب أثر فاعل في تغيّر سكن هذا الشيخ ، فقد كانت لغزوات العتوب على مدينة الخطّ أثر في تغيّر سكن هذا الرجل(٣) ، فقد اتّخذ من الشاخورة(٤) ، مسكن والده موطناً له فكان لهذه المدينة أثر فاعل حسبما يقول في رسالته (وذلك من فضل الله علينا).

__________________

(١) ينظر صفحة ٤٢٠ ـ ٤٢١.

(٢) ينظر أنوار البدرين في تراجم علماء الإحساء والقطيف والبحرين للشيخ علي البلادي.

(٣) حكم الفرس البحرين في العصور الحديثة طيلة الفترة (٦٠٢ ـ ١٧٨٢ م) وانتهت تلك السيطرة عام ١٧٨٣ ـ ١١٩٨ هـ) حيث استطاعت قبيلة العتب أن تضع نهاية للحكم الفارسي على يد محمّـد بن خليفة شيخ قبيلة العتب الذي ضمّ البحرين إلى إمارته ، وقد مهّد لذلك التفكّك السياسي الذي عانته بلاد فارس على أثر اغتيال كريم خان الزندي عام ١٧٧٧ م ، ينظر قاسم ، جمال زكريّا ، دراسة لتاريخ الإمارات العربية ، دار البحوث العلمية ط٢ ، الكويت : ١٩٧٤ ، ٣٩.

(٤) الشاخورة : قرية من قرى البحرين.

  

إذ نجد أنّ لهذه المدينة أثر علمي واضح فقد التقى بالعديد من المشايخ الذين يذكرهم بالإجلال والإكبار في ترجمته لهم.

أساتذته :

فقد ترجم لهم في رسالته هذه وهم على التوالي :

١ ـ الشيخ عليّ بن سليمان بن فضائل الشويكي.

٢ ـ السيّد محمّـد بن سليمان المقابي البحراني ، توفّي ١٢١٣ هـ.

٣ ـ الشيخ عبـد الرضا بن حسين العصفوري ولد سنة ١١٨٥.

٤ ـ الشيخ حسن بن حسين العصفوري ولد سنة ١١٨٠ وتوفّي سنة ١٢٦١.

٥ ـ وشيخه على الإطلاق الشيخ حسين آل عصفور المستشهد سنة ١٢١٦ هـ.

أمّا تلامذته فلم تذكر المصادر له تلاميذ درسوا عنده أو تعلّموا منه والظاهر أنّ الشيخ مرزوق الشيويكي لم يكن انتُدِبَ للتدريس حتّى يكون له تلاميذ ، فضلاً عن ذاك فإنّ عمله الذي غلب عليه (نسخ الكتب) قد هيمن عليه ، فقد كان ينسخ كتب شيخه الشيخ حسين آل عصفور حتّى إنّ جلّ كتب هذا الشيخ قد كتبها بنفسه.

إذ قال الشيخ حسين آل عصفور في خاتمة تتمّة الحدائق ما نصّه «وجرى ذلك الختام ... مستعيناً بقلم الموفّق إن شاء الله تعالى للجري بسفينة عزمه على الإعانة لنا في هذا التأليف وغيره ممّا يوجب الإجلال والإكرام وفيوض الملك العلاّم الولد الشفوق مرزوق بن محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد بن حسين الشيويكي مولداً والنعيمي أصلاً والإصبعي مسكناً ...»(١).

__________________

(١) عيون الحقائق من تتمة الحدائق ٢/٣٧٦ ـ ٣٧٧.

  

وهذا ممّا يدلّل على مكانة صاحب الترجمة عند شخصية مثل الشيخ حسين آل عصفور الذي يعدّ من أكابر علماء البحرين وزعمائهم المشار لهم بالبنان.

فضلاً عمّا تقدّم فإنّنا نجد في فهارس المكتبات الخطّية وجود نسخ متعدّدة من مؤلّفات الشيخ حسين آل عصفور مكتوبة بخطّ الشيخ مرزوق ، فقد وردت في فهرس مكتبة الشيخ محمّـد علي آل عصفور في بوشهر بإيران : إنّ كتاب الأنوار اللوامع في شرح الشرائع قد كتب بخطّ الشيخ مرزوق ووالده محمّـد وكذلك كتاب السوانح النظرية في شرح البداية الحرية لنفس المؤلَّف ، إذ كانت هذه المخطوطة بخطّ الشيخ مرزوق وكتبها سنة ١٢١٢ هـ(١).

وفاته :

لم تتطرّق الكتب التي ترجمت له إلى ذكر سنة وفاته والظاهر إنّها كانت بعد كتابة رسالته هذه بقليل إذ لم يتطرّق إلى حادثة استشهاد شيخه الشيخ حسين آل عصفور سنة ١٢١٦ هـ بعد أن قتله أحد النواصب والتي هزّت البحرين ومدن العلم الشيعية في العراق وإيران ، فلو عاصر هذه الحادثة المروّعة لسجّلها حتماً وأضافها في رسالته هذه وهذا احتمال نذهب إليه ، فضلاً عن ذهاب أحد الباحثين إلى هذا الرأي أيضاً(٢).

مؤلّفاته :

لم يترك الشيخ مرزوق الشويكي مؤلّفاً آخر غير رسالته (الدرّة البهية)

__________________

(١) ينظر فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الشيخ محمّـد علي آل عصفور ، بقلم حبيب آل جميع ، مجلّة الذخائر ، العدد ١٥ ، ١٦ السنة الرابعة ٢٠٠٣ ، بيروت / لبنان : ١٤٣ ، ١٥٨.

(٢) ينظر النويرجي ، اعلام الثقافة الاسلامية في البحرين ٣/١٢١.

  

والتي بقيت نسخته التي كتبها بخطّه محفوظة من الضياع في مكتبات النجف ، إذ كانت هذه النسخة من موقوفات مدرسة البروجردي الدينية في النجف(١).

ثم انتقلت بعد ذلك إلى مكتبة دار العلم للسيّد الخوئي قدس‌سره وبعد تهديم المكتبة على يد جلاوزة النظام البعثي حفظت أحد المكتبات الخاصّة في النجف تلك الكتب إلى أن قيّض لها الانتشار والظهور إلى العلن بعد أن قامت مؤسّسة كاشف الغطاء بتصويرها وخزنها على أقراص ليزرية مدمجة لتكون بمتناول الباحثين فالنسخة التي نحن بصددها الآن هي من مصوّرات مكتبة كاشف الغطاء في النجف الأشرف وعلى القرص (٦٢) من مجموعة المؤسّسة.

وصف النسخة :

تقع النسخة في ١٧ ورقة بـ : ٣٤ صفحة ، مكتوبة بخطّ نسخي جميل وبمداد أسود عدا العنوانات قد برّزت بالمراد الأحمر ، وبقياس للصفحة الواحدة ٢٢ سم طولاً و١٦ سم عرضاً و٢٠ سطراً ، وبورق اعتيادي. والصفحات سليمة من الخروم والمسح عدا وجود نقص صفحة في أواخر الكتاب.

إنّ هذه النسخة التي بين أيدينا هي نسخة المؤلّف وكما أشارت الكلمات الموجودة في أواخرها والتي أثبتت فيها ، فضلاً عن تأكيد الشيخ آغا بزرك على صحّة نسبة هذه النسخة إلى مؤلّفها(٢).

حاولنا جاهدين أن نسدّ النقص الحاصل في الصفحة ما قبل الأخيرة

__________________

(١) ينظر آقا بزرك مصفى المقال : ٤٥٨ ـ ٤٥٩.

(٢) ينظر آقا بزرك مصفى المقال : ٤٥٩.

  

لهذه النسخة فلم نوفق لعدم وجود نسخة أخرى لها بعد أن فتّشت معظم فهارس المخطوطات الموجودة في إيران والعراق والبحرين بل وحتّى بعض المكتبات الخاصّة.

ذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني أنّه قد كتب نسخة من هذا الكتاب ولكنّني لم أهتدِ إلى هذه النسخة حيث سألتُ أحد المتّصلين بالأستاذ المنزوي ابن الشيخ الطهراني فأجابه بعدم علمه بوجود هذه النسخة الآن في مقتنيات والده ، إذ أنّ بعض خزانة الشيخ قدس‌سره قد تعرّضت للضّياع والفقدان ، ويحتمل أنّ هذه النسخة هي ممّا ضاع منها.

طريقة التحقيق :

اتّبعنا في تحقيق هذه الرسالة ضبط متنها ، وتصحيح بعض الأخطاء الإملائية الموجودة فيها مع ترجمة الشخصيّات الواردة فيها والتعريف بالبلدان المذكورة فيها ، والرجوع بالإحالات الواردة فيها إلى المصادر المقتبسة منها ، فضلاً عن تخريج الأحاديث والروايات التي ضمّنها المؤلّف من كتب الحديث والأخبار ، وترقيم التراجم الواردة فيها.

وختاماً نشكر العاملين على مجلّة تراثنا الغرّاء ونخصّ بالذكر منهم سماحة الشيخ الفاضل نصير الدين كاشف الغطاء وأسرة المجلة على إتاحة فرصة نشر هذا الأثر خدمةً لتراثنا الإسلامي الخالد ، وأتقدّم بالشّكر الجزيل للأستاذ الفاضل حامد المؤمن على مراجعته عملي وتصويب بعض الهفوات الحاصلة فيه ، ونتمنّى أن يلقى هذا الجهد المتواضع قبول القارئ الكريم.

العراق النجف الأشرف

غرّة ربيع الأوّل ١٤٢٧ هـ

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا للتمسّك بالعروة الوثقى والحبل المتين ونظمنا في سلك ولاء الأئمّة(١) المعصومين ، وجعلنا من المتّبعين لآثارهم ، والمستضيئين بأنوارهم ، والآخذين جميع الأحكام من أخبارهم ، صلّى الله عليهم صلاةً دائمةً بدوام الأعوام والسنين ، وسلّم عليهم تسليماً دائماً كلّ وقت وحين وعلى شيعتهم ومحبّيهم المؤمنين.

وبعد ، فإننّي مورد في هذه الرسالة المسمّاة بـ : (الدرّة البهية) ، بيان تاريخ بعض من ولد أو مات من علمائنا المتمسّكين بحبل الأئمّة الاثني عشرية ، ممّن وقفت على تاريخ له في أيّ عام ولد أو مات من الأعوام الكائنة من هجرة محمّـد خير البرية ، وذلك من بعد الثلاثمائة من تلك الهجرة النبويّة(٢) وقد اشتملت هذه الرسالة على مقدّمة وفصول عشرة وخاتمة نسأل الله حسن الخاتمة والثبات على الولاية الجعفرية والحيدرية(٣) وبه نستعين إنّه خير موفِّق ومعين.

مقدّمة :

تشتمل على فائدتين : الأولى في بيان الفرقة الناجية من النار والفائزة

__________________

(١) اعتمد النسّاخ القدماء الهمزة ياء فكلّ ما ورد على كرسي في الكلمة فإنّ أصلها كان ياء ، مثال : الأئمّة ـ الأيمة.

(٢) في الأصل وردت عبارة غير متناسقة «الهجرية النبوية».

(٣) يقصد بها ولاية عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ومذهب جعفر بن محمّـد الصادقعليه‌السلام.

  

بالدخول في دار القرار.

اعلم ـ هداك الله ـ للطريق القويم ، وثبّتك على الصراط المستقيم ، أنّ الله من ألطافه وعدله وحكمته ، أن خلق الخلق لغاية لا للعبث ، وجعل تلك الغاية هي الطاعة له والانقياد ، فمن أطاعه وانقاد فاز بالسداد ، وحصّل الغاية والمراد ، وتبوَّأ منازل الجنان وعانق الحور ، وخدم بالولدان ، ومن حاد عن ذلك هوى في الجحيم ، ونال العذاب الأليم ، وقد أوجب على نفسه وجود الألطاف للعباد أجمعين ، فمن لطفه أن أرسل لهم الرسل مبشّرين ومنذرين(١) ، ودالّين وهادين ، فلمّا انتهت النوبة لسيّد البشر وأبي الأئمّة الاثني عشر محمّـد أفضل النبيّين والمرسلين ، وأشرف العالمين ، والملائكة المقرّبين ، أمره الله تعالى بتبليغ الرسالة وتبيين الحجّة والدلالة ، فصدع بما أمر ، وأعرض عمَّن أشرك(٢) وكفر ، فبلّغ عن الله جميع الأحكام ، وأوضح لنا دينَ الإسلام ، وكان من ذلك أن نصَّ على الإمامة والولاية بعده لأمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين وبين ذلك غير مكان(٣) وأوضح ذلك وبيّنه غاية

__________________

(١) عملاً بقوله تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) ، سورة النساء ، الآية : ١٦٥.

(٢) اقتبس هذا الكلام من قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)، سورة الحجر، الآية: ٩٤.

(٣) من ذلك قوله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّعليه‌السلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» ، ينظر النيسابوري ، أبي الحسن مسلم بن الحجّاج ، صحيح مسلم ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأولى ، بيروت : ٢٠٠٠ ، الحديث ١٧٥٩ ، صفحة ٧٨٨ ، وكذلك ما رواه ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ خليلي ووزيري وخليفتي وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي ، عليّ بن أبي طالب» ، ينظر ، ابن مردويه ، أبي بكر بن موسى ، مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، دار الحديث ، قم : ١٤٢٠ ، ص٧٣.

  

البيان ، لا سيّما في يوم الغدير(١) مع حضور ذلك الجمّ الغفير ، وقال أيضاً : «إنّ الإمامة بعد عليّ عليه‌السلاملابنه الحسن عليه‌السلام ثمّ للحسين عليه‌السلام ثمّ إلى باقي الأئمّة التسعة الذين آخرهم صاحب الأمر(٢) ، وإمام الدهر والعصر الإمام المؤتمن الحجّة ابن الحسن ، لما علم أنّ (الأُمّة ستفترق بعده على نيف وسبعين فرقة ، كما افترقت الأُمم السابقة)(٣) ولا تنجو من تلك إلاّ الفرقة المحقّة وهي من اتّبعت الأئمّة الميامين وأخذت أحكامها من المعصومين وتبرّأت من الفرقة العدوية(٤) والتيمية(٥) والأُمويّة(٦) وغيرها من الفرق الرديّة(٧) ، يؤيّد ذلك بياناً ويكشفُه برهاناً ، قولُ أصدق القائلين : (وَمَا

__________________

(١) وهو يوم ثماني عشر من ذي حجّة ، أخذ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بيد عليّ بن أبي طالب فقال : «ألست وليّ المؤمنين؟» ، قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فقال عمر بن الخطّاب بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. ينظر ، الأميني ، عبـد الحسين بن أحمد ، الغدير ، دار الكتاب العربي ، بيروت : ١٩٧٧ ، ١/٩ ـ ١٤.

(٢) ينظر ، الطبرسي ، أحمد بن عليّ ، الاحتجاج ، دار الاُسوة للطباعة والنشر ، قم : ١٤٢٤ ، ١/١٦٨ ـ ١٦٩.

(٣) ينظر الكليني ، محمّـد بن يعقوب ، الكافي ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران : ١٣٨٨ هـ ، ٨/٢٢٤ ، الصدوق ، محمّـد بن بابويه ، الخصال ، مكتبة الصدوق ، طهران : ١٣٨٩ ، ٥٨٤.

(٤) الفرقة العدوية : يقصد بهم قوم عمر بن الخطّاب الذي ينتسب إلى الخطّاب بن نفيل بن عبـد العزّى بن رباح بن عبـد الله قُرط بن رزاح بن عديّ بن كعب.

(٥) وأمّا التيمية يقصد بهم قوم أبو بكر الصديق الذي ينتسب إلى أبي قحافة (واسمه كتمان) بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة.

(٦) أمّا الأُموية يقصد به عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أُميّة بن عبـد شمس بن عبـد مناف بن قصيّ بن كلاب ، ينظر : الزبيري ، نسب قريش الطبعة الثانية ، دار المعارف ، مصر : ١٩٧٦ ، ص ٣٤٧ ، ٢٧٥ ، ١٠٠.

(٧) الفرق الرديّة : الفرق المضلّة التي نصبت العداء للأئمّة أمثال الخوارج والغلاة والمنتحلين لمذهب الإمامية مثل الإسماعيلية والزيدية وغيرهم.

  

محمّـد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)(١) الآية.

فلمّا قبضه الله إليه وأسكنه لديه ، كان الأمر كما أخبر وأوضح ، فافترقت بعده على تلك كما هو متَّضح ، وقد ارتدّوا على أعقابهم ، وانقلبوا على أدبارهم ، وكان ممّن لم ينقلب بالإجماع عليّ أمير المؤمنين ، حيث ثبتت له العصمة(٢) المانعة له من تلك الأدناس المدلهمّة(٣) ، وكلّ فرقة من هؤلاء تدعي النجاة وهيهات هيهات :

وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى

وليلى لا تقرّ لهم بذاكا(٤)

فليس الناجون من النار أو الفائزون بدار القرار ، إلاّ من اعتصم بعروة الأطهار وحبل الذريّة الأبرار(٥).

__________________

(١) (وَمَا محمّـد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ الله شَيْئاً وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ) آل عمران : ١٤٤.

(٢) العصمة : لغة هي المنع ـ العاصم : المانع ـ اصطلاحاً عرفها الشيخ المفيد بأنّها : لطف يقوله الله تعالى بالمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة ، مع قدرته عليها. وقال أيضاً : العصمة من الله لحججه هي التوفيق واللّطف ، والاعتصام من الحجج بها على الذنوب والغلط في دين الله. ينظر : العصمة ، أدلّتها ، حيقيتها ، سلسلة المعارف الإسلامية ، مركز الرسالة ، الطبعة الأُولى ، ١٤٢٠ ، صفحة ١١ ـ ١٢.

(٣) المدلهمّ الأسود ، والدلهم الليل والظلام : كشف وأسودّ. ينظر ، ابن منظور ، جمال الدين ، لسان العرب ، دار صادر ، بيروت ١٣٧٥ هـ ، ١٣/٢٠٦.

(٤) إنّ هذا الشعر لم تتحقّق نسبته إلى قائل.

(٥) اقتباساً من قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا) آل عمران : ١٠٣.

أخرج الإمام الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبان بن تغلب عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام قال : «نحن حبل الله الذي قال (واعتصموا بحبل   

فالفرقة الناجية هي نحن ليس إلاّ ـ وأُمّ الكتاب(١) ، بغير شكٍّ وارتياب ، حيث هبّت علينا النفحة القدسية ، وأفيضت علينا السوانح الإلهية والرواشح الملكوتية ونظمنا في سلك ولاء الأئمّة الاثني عشرية ، وصرنا من المحبّين لتلك الذريّة العلوية ، وتبرّأنا من أعدائهم الغوية. إذ كان نور مأخذ أحكامنا وما نعتمد عليه في حلالنا وحرامنا ومكروهنا ومندوبنا ومباحنا ، مقتبساً من مشكاة أنوارهم ، ومستنبطاً من رواياتهم وأخبارهم ، وقد تواتر بين الفريقين ، من غير شكٍّ ومَيْن عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى»(٢).

فليس ركوبها إلاّ متابعتهم ، ولا التخلّف عنها إلاّ مجانبتهم ، فكان ممّن ركب في تلك السفينة ، وتعلّق بحبالها المتينة ، نحن المستخرجون من بحارها الثمينة ، وقد تواتر أيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي مخلِّف فيكم الثقلين كتاب الله الذي هو الثقل الأكبر ، وذرّيّتي الذين هم الثقل الأصغر أنّهما لن

__________________

الله جميعا ...) ، ينظر : الطبرسي ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت : ١٣٧٩ ، ٢/٣٥٦.

(١) اقتباساً من قوله تعالى : (وإنّهُ في أُمّ الكتاب لَدينَا لعليٌّ حكيم) الزخرف : ٤ (أُمّ الكتاب) أي اللوح المحفوظ وأنّه سمّي أمّا لأنّه سار الكتب تنسخ منه وقبل لأنّ أصل كلّ شيء أُمّه والقرآن فثبت عند الله في اللوح المحفوظ .. وهم الكتاب الذي كتب الله فيه ما يكون إلى يوم القيامة. ينظر ، الطبرسي ، مجمع البيان ، ٥/٣٩.

(٢) ذكر ابن مردويه أنّ هذا الحديث رواه السيوطي في تفسير الدرّ المنثور ٣ : ٣٣٤ ، وقال : أخرجه الحاكم عن أبي ذرّرضي‌الله‌عنه. ينظر : ابن مردويه ، مناقب عليّعليه‌السلام ، ٢١٤ ، شرف الدين عبـد الحسين ، المراجعات ، ط٣ ، دار التعارف ، بيروت : ٢٠٠٣ ، ١٦٩.

  

يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(١).

إذ مبنى كلٍّ منهما على صاحبه وكان الكتاب هو الصامت ، والذرّيّة هي الناطقة فاحتاج الكتاب لمن يكشف عن مبهماته ويوضّح محكماته ومتشابهاته(٢) ولن يصلح لذلك سواهم؟ إذ هم الراسخون في العلم أوّلاً هم وآخراً هم.

قال تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٣)فهم الذين أخذوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبريل عن الله.

ووالِ أُناساً أن يقال حديثهم

عن المصطفى عن جبرائيل عن الباري(٤)

فأئمّتنا عليهم‌السلام لم يعملوا إلاّ بالكتاب والسنّة ونحن متّبعون لهم ، ولله الحمد والمنّة ، ترى الكلّ منّا لا يقول إلاّ بقول الإمام ولا يقول بقول الأنصاب والأزلام(٥) ، يقول : قال الباقر قال الصادق قال الكاظم ، لا قال

__________________

(١) صحيح مسلم : ١٠٤٣ الحديث ٢٤٠٨ ، ابن مردويه ، مناقب عليعليه‌السلام صفحة ٢٢٨.

(٢) المحكم من الآيات : ما يدلّ على مفهوم معيّن لا تجد صعوبة أو تردّداً في تجسيد صورته أو تسخيره في مصداق معيّن. أي ما كان حكمه واضح في القرآن الكريم وهو قطعيّ أي لا يبقى المكلّف مردوداً بأمر آخر ، كقوله تعالى : (أقيموا الصلاة).

المتشابه : ما يدلّ على مفهوم معيّن تختلط علينا صورته الواقعية ومصداقه الخارجي أي ما كان في القرآن الكريم بألفاظ يبقى معها المكلّف مردّد بين أمرين فيعود إلى السنّة ومشهور العلماء من ثمّ العقل مثل (الرحمن على العرش استوى) طه : ٥. ينظر ، الحكيم ، محمّـد باقر ، علوم القرآن ، مجمع الفكر الإسلامي ـ الطبعة الرابعة ، قم : ١٤١٩ ، ص١٧١.

(٣) سورة آل عمران : ٧.

(٤) لم نجد أصل هذا الشعر.

(٥) الأنصاب : حجارة كانت حول الكعبة تنصب فيهلّ عليها ويذبح لغير الله تعالى.

  

فلان وفلان كما أنّ من اعتمد على إمام من الـ : (أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)(١). يقول قال فلان وقال فلان كذا وهو أي كذا.

وأئمّتنا لم تأمرنا إلاّ بالعمل بالسنّة والكتاب ، فنحن لهم متّبعون ، ولأنوارهم مقتبسون في جميع الأبواب.

الفائدة الثانية :

في ذكر اثني عشر خبراً تتبرّك به هذه الرسالة تبرّكاً بهذا العدد الشريف(٢).

الأوّل : ما روي في كتاب مشكاة الأنوار(٣) بسند لا يخلو عن اعتبار عن عليّ الهادي عليه‌السلام أنّه قال : «لولا من تبقَّى بعد غيبة قائمكم من العلماء الدالّين عليه والهادين إليه والذائدين عن دينه والمنقذين لضعفاء عباد الله من شياطين إبليس ومردته لما بقى أحد إلاّ ارتدّ عن دين الله ، ولكنّهم الذين يمسكون قلوب الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها أولئك هم الأفضلون عند الله».

__________________

وأنصاب الحرم : حدود ، ينظر ، ابن منظور ، لسان العرب ، ٢/٧٥٩.

الأزلام : وهي السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها. لسان العرب ، ١٤/٢٧.

(١) سورة القصص : ٤١.

(٢) يقصد بهم أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام الاثني عشر.

(٣) مشكاة الأنوار في غرر الأخبار للشيخ عليّ بن الحسن الطبرسي ، ألّفه تتميماً لكتاب والده (مكارم الأخلاق) بيّن فيه المناهج الأخلاقية التي تأخذ الفرد إلى برّ الأمان من خلاف عرضه لوصايا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة المعصومينعليهم‌السلام في مجال الأدب والأخلاق ، ينظر ، الطبرسي ، عليّ بن الحسن ، مشكاة الأنوار ، قم ، ١٤٢٠ ، ١/١٥ ـ ١٩.

  

الثاني : ما روي فيه أيضاً عنه عليه‌السلام قال : «يأتي يوم القيامة علماء شيعتنا القوّامون بضعفاء محبّينا والأنوار تسطع من تيجانهم»(١).

الثالث : ما روي في الكافي(٢) بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء»(٣).

الرابع : ما روي في الخصال عن عليّ عليه‌السلام قال : «إيّاكم والغلوَّ (٤) فينا إنّا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم إلى أن قال خالطوا الناس بما يعرفونه ، وادعوهم وما ينكرون ولا تحمّلوهم على أنفسكم وعلينا إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلاّ مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان أنامع رسول الله وعترتي معي وسيطي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا فإنّ لكلّ أهل بيت نجبا ولنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه أعداءَنا»(٥).

الخامس : ما رواه حبيب السجستاني قال الصادق عليه‌السلام : «إنّ الناس سلكوا سبلاً شتّى فمنهم من أخذ برأيه ، ومنهم من أخذ بهواه ، وأنتم

__________________

(١) لم أجد هذه الأحاديث في كتاب مشكاة الأنوار لأبي الفضل الطبرسي إذ أورده أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج ١/١٥ ـ ١٦ بنفس السند المذكور ، أمّا الأحاديث المسندة عن الإمام الهاديعليه‌السلام فهما حديثان الأوّل في العمل والثاني في فضل قضاء حوائج الناس ، ينظر ، مشكاة الأنوار ، ١/٢٢٦ ، الحديث ٤٧٩ ـ ٤٨١.

(٢) اختصر المؤلّف أسماء الكتب برموز فكتب الكافي (كا).

(٣) هذا الحديث في الكافي للكليني إذ ورد عن البرقي في المحاسن ، ينظر صفحة ٦١١.

(٤) غلا في الدين والأمر ـ جاوز حدّه ـ وغلوت الأمر غلوّاً إذا جاوزت فيه الحد وأفرطت ، ينظر ، ابن منظور ، لسان العرب ، ١٩/٣٦٨ ـ ٣٦٩.

(٥) الخصال : ٦١٤.

  

أخذتم بما له أصل» يعني الكتاب والسنّة(١).

السادس : ما رواه أبو بكر الحضرمي عما في المحاسن. قال سمعت الباقر عليه‌السلام يقول : «من أراد أن يعلم أنّه من أهل الجنّة فَلْيَعْرِضْ حبّنا على قلبه فإنّ قبله فهو مؤمن»(٢).

السابع : ما روي في المحاسن(٣) عن موسى بن بكر قال : كنّا عند أبي عبـد الله عليه‌السلام قال رجلٌ في المجلس : أسأل الله الجنّة ، فقال : «أنتم من أهل الجنّة فاسألوا الله أن لا يُخرجكم منها». فقالوا : جعلنا الله فداك نحن في الدنيا. فقال : «ألستم تقرّون بإمامتنا؟». قالوا : نعم. فقال : «هذا والله معنى الجنّة التي من أقرّ به كان من أهل الجنّة».

الثامن : ما روي عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من شكّ في الله فقد كفر ، ومن شكَّ في رسول الله فقد كفر ، ومن شكَّ في الأئمّة فقد كفر ، وكذلك في واحد منهم ، ومن شكّ أنّ مبغضنا في النّار فقد كفر ، ومن شكّ أنّ محبّنا في الجنّة فقد كفر ، ومن شكّ فينا في قول أو فعل فقد كفر»(٤).

التاسع : ما رواه مصقلة الطحّان ، عن الصادق عليه‌السلام قال : «ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر ، أنّه من أهل الجنّة؟ إنّ الله

__________________

(١) البرقي ، أبي جعفر محمّـد بن خالد ، المحاسن ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٩٦٤ ـ ١/١٥٦.

(٢) ابن قولويه ، عليّ بن بابويه ، كامل الزيارات ، ٣٥٦.

(٣) البرقي ، المحاسن ، ص١٢٢.

(٤) الكليني ، محمّـد بن يعقوب ، أُصول الكافي ، ط٢ ، طهران ١٣٨٨ ، ٢/٣٨٦ باب الكفر.

  

يقول : (وَكَانَ حَقّاً عَلَينا نَصرُ المُؤمِنينَ)(١) أتشهدون على عدوِّكم بالنّار ولا تشهدون لوليّكم بالجنّة؟ ما يمنعكم من ذلك إلاّ الضعف»(٢).

العاشر : ما رواه موسى بن عليّ القرشي كما في العيون(٣) ، قال الرضا عليه‌السلام : «رفع القلم عن شيعتنا» فقلت : يا سيّدي كيف ذلك؟ قال : «لأنّهم أخذ عليهم العهد بالتقيّة(٤) في دولة الباطل ، يأمن الناس ، ويخافون ويَكفَّرون فينا ولا نُكفَّر فيهم ، ويُقتَلون بنا ، ولا نُقْتل بهم ، ما أحد من شيعتنا ارتكب ذنباً أو خطأً إلاّ أناله الله في ذلك بغمٍّ يمحّصُ عنه ذنوبه ، ولو أنّه أتى بذنوب بعدد القطر والمطر والرمل فينا فإن لم ينله في نفسه ففي أهله وماله ، فإن لم ينله في دنياه تخايل له في منامه ما يغتمّ به ، فيكون ذلك تمحيصاً لذنوبه»(٥).

الحادي عشر : ما رواه ابن شهرآشوب(٦) ، عن جابر الجعفي أنّه

__________________

(١) سورة الروم : ٤٧.

(٢) العيّاشي ، محمّـد بن مسعود ، التفسير ، ط٢ ، إيران ـ د ت ، ٢/١٣٨.

(٣) عيون أخبار الرضا ، للشيخ الصدوق ، كتاب يتضمّن طائفة من أخبار إمامته وحتّى وفاته وبعض كراماته ، وقد أهداه لخزانة الصاحب بن عبّاد كما أوضح ذلك في مقدّمة الكتاب. ينظر ، الصدوق ، محمّـد بن عليّ بن بابويه ، عيون أخبار الرضا ، المطبعة الحيدرية ، النجف : ١٩٧٠ ، ١/٢٦.

(٤) التقيّة في اللغة : الحيطة والحذر من الضرر والتوخّي منه ، في الاصطلاح : عرّفها جمع من العلماء بألفاظ متقاربة فهي عند الشيخ المفيد عبارة عن : كتمان الحقّ وستر الاعتقاد فيه. ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعيق ضراراً في الدين والدنيا ، وعرّفها الشيخ الأنصاري (ت ١٢٨٢) : الحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحقّ. ينظر ، التقية في الفكر الإسلامي ، سلسلة المعارف الإسلامية ـ مركز الرسالة ، الطبعة الأولى ، قم : ١٤١٩ ، ص ١٢.

(٥) الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا ، ٢/٢٣٧ ـ ٢٣٨.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣/٣٣٦.

  

قال : قال الباقر عليه‌السلام : «نحن ولاة أمر الله ، وخزّان علم الله ، وورثة وحي الله ، وحملة كتاب الله ، طاعتنا فريضة وحبّنا إيمان ، وبغضنا كفر ، محبُّنا في الجنّة ومبغضنا في النار»(١).

الثاني عشر : ما رواه أبو بصير ، كما في العلل(٢) ، قال : دخلت على الصادق عليه‌السلام ومعي رجل من أصحابنا ، فقلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله إنّي أغتمّ وأحزن من غير أن أعرف لذلك سبباً؟ فقال : «إنّ ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منّا لأنّا إذا دخل علينا حزن وسرور؛ كان ذلك داخلاً عليكم ، إنّا وإيّاكم من نور الله ، جعلنا الله وإيّاكم من طينة واحدة ، ولو تركت طينتكم كما أُخذت لكنّا وأنتم سواء ، لكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلولا ذلك ما ذنبتم ذنباً أبداً». قال : فقلت : جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا قال : «إي والله يا عبـد الله أخبرني عن هذا أشعاع من القرص إذا طلع أهو متّصل به أو بائن؟» قالت : بائن. قال : «أليس إذا غابت الشمس وسقط(٣) القرص عاد إليه كما بصل به كما بدأ منه» فقال له : نعم. فقال : «كذلك والله شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون والله إنّكم لتلحقون بنا يوم القيامة»(٤).

تذنيب : قد أذكر بعض المشايخ وإن لم يكن له ذكر وفاة أو ميلاد

__________________

(١) القمّي ، بصائر الدرجات ، ٨١.

(٢) علل الشرائع ١/٩٣.

(٣) في المخطوط : سقطت مع تاء التأنيث الساكنة.

(٤) ينظر ، محمّـد بن عليّ بن بابويه ، الشيخ الصدوق ، علل الشرائع/ المكتبة الحيدرية النجف : ١٩٦٢ وص ٩٣ ـ ٩٤.

  

وذلك للاستطراد ، أمّا لشهرته أو بيان نكتة ، أو لبيان مَنْ يأخذ عنه ومنه ، أو لكونه مصنِّفاً ، فيعلم تاريخ بعض الكتب وغير ذلك وهذا لا يخلّ بالمقصود.

* * *

 

الفصل الأوّل

في ذكر من مات بعد هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

١ ـ منهم شيخنا الإمام الأعظم ذو المجد والشرف سعد بن عبـد الله بن أبي خلف ، فإنّه جليل القدر كثير الرواية ، كان شيخاً للكليني ، وشيخ الطائفة وفقيهها ولقي الإمام العسكري عليه‌السلام توفّي رحمه‌الله سنة(١) الحادية بعد الثلاثمائة ، وقيل سنة الثلاثمائة ، وقيل السنة التاسعة والتسعين بعد المائتين(٢).

٢ ـ ومنهم : شيخنا محمّـد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن فإنّه كان ثقة عيناً حسن الطريقة وله إلى العسكري عليه‌السلاممسائل وجوابات له كتب كثيرة مات رحمه‌الله السنة الحادية بعد الثلاثمائة وولد سنة سبع وثلاثين ومائتين(٣). روى عنه جماعة منهم

__________________

(١) الصواب أن يقول : السَّنة. مع (ال) ، وكذلك فيما يأتي.

(٢) سعد بن أبي خلف الأشعري القمّي : أبو القاسم شيخ الطائفة وفقيهها ، له جملة مؤلّفات منها : كتاب الرحمة وكتاب الوضوء وكتاب الصلاة ، كتاب الضياء في الردّ على المحمّـدية والجعفرية ، توفّي سنة إحدى وثلاثمائة وقيل سنة تسع وتسعين ومائتين. ينظر في ترجمته ، الحرّ العاملي ، محمّـد بن الحسن ، أمل الآمل في علماء جبل عامل ، مطبعة الآداب ، النجف : ١٣٨٥ ، ٢/١٣٣ ـ ١٣٤؛ المجلسي محمّـد باقر ، بحار الأنوار ، المطبعة الإسلامية ، طهران : ١٣٨٤ ، ١/١٥٤.

(٣) محمّـد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين : أبو طاهر الزراري ، قال عنه النجاشي حسن الطريقة ثقة عين ، له إلى مولانا أبي محمّـدعليه‌السلام مسائل وجوابات ، مات سنة إحدى وثلاثمائة.

وبعض أصحابنا أثبته الرازي وهو غلط وإنّما هو الزراري له كتب كثيرة منها كتاب الآداب والمواعظ ، كتاب الدعاء. ينظر ، الحلّي ، الحسن بن داوُد ، كتاب الرجال ،  

الغضائري.

٣ ـ ومنهم : شيخنا جعفر بن عليّ بن شهريار : أبو محمّـد المؤمن القمّي ، فإنّه كان شيخاً من أصحابنا القمّيّين(١) ثقة عيناً ، انتقل إلى الكوفة ومات بها سنة أربعين بعد الثلاثمائة.

٤ ـ ومنهم : شيخنا أبو جعفر محمّـد بن عثمان بن سعيد العَمْري الأسدي ، فلقد كان هو وأبوه(٢) وكيلين لصاحب الأمر عجّل الله فرجه ، ولهما منزلة عظيمة عند الطائفة ، وكان محمّـد لمّا حضرته الوفاة حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج(٣) ، وكان يتولّى هذا الأمر نحواً من خمسين سنة ، وقال عند موته : قد أمرت من قبل صاحب الأمر أن أُوصي إلى أبي القسم

__________________

المطبعة الحيدرية النجف : ١٩٧٢ ، ١٧٣؛ الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/٢٦٧. الطهراني ، آقا بزرك طبقات أعلام الشيعة ، القرن السابع ، دار الكتاب العربي بيروت : ١٩٧١.

(١) أبي محمّـد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي ، الذي توطّن الري ، وكان في عداد علماء الشيعة ومؤلّفيهم الذين استوطنوا قم وحدّثوا بها ، ينظر ، جعفريان ، رسول ، الشيعة في إيران ، مؤسّسة الطبع التابعة للآستانة الرضوية ، ط١ ، ١٤٢٠ ، ص ٢٤٠.

(٢) وهما من السفراء الأربعة الذين ذكرتهم مصادرنا وهم على التوالي : أبو عمرو عثمان بن سعيد القمّي ، أمّا الثاني فهو المترجم أبو جعفر محمّـد بن عثمان العمري أمّا الثالث القاسم الحسين بن روح النوبختي والرابع أبو الحسن علي بن محمّـد السمري ولم يقم أحد منهم بنصّ عليه من قبل صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه ولم تقبل الشيعة قولهم إلاّ آية معجزة تظرّه على يد كلِّ واحد منهم من قبل صاحب الأمر ينظر ، الطوسي ، محمّـد بن الحسن ، الغيبة ، الطبعة الأولى تبريز : ١٣٢٣ ، ٢٢٨.

(٣) الساج : شجر يجلب من الهند واحدته ساجة والساج شجر عظيم جدّاً ويذهب طولاً وعرضاً وله أوراق يتخطّى الرجل بورقه منه فتكنّه من المطر. ابن منظور ، لسان العرب ٢/٣٠٣.

  

الحسين بن روح(١) ، فأوصى إليه ، وقال : «هذا وكيل صاحب الأمر وإليه ارجعوا» ، مات رحمه‌الله السنة الخامسة أو الرابعة بعد الثلاثمائة.

٥ ـ ومنهم : شيخنا أحمد بن إدريس الأشعري شيخ القمّيّين ، فإنّه ثقة جليل كثير الحديث(٢) ، مات رحمه‌الله سنة ستّ وثلاثمائة بالقرعاء(٣) في طريق مكّة.

٦ ـ ومنهم : شيخنا محمّـد بن أحمد بن عبـد الله بن إسماعيل الكاتب ، المعروف بابن أبي الثلج ، وأبو الثلج. هو : عبـد الله سمع منه التلعكبري ، وأجاز له مات رحمه‌الله السنة الخامسة والعشرين بعد الثلاثمائة(٤).

٧ ـ ومنهم : شيخنا الجليل العالم النبيل عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، فإنّه كان فاضلاً عالماً ، فقيهاً ، صنّف فأكثر(٥) ، وقدم العراق ،

__________________

(١) أبو القاسم : الحسين بن روح النوبختي وهو النائب الثالث استقرّت نيابته أكثر من ٢١ سنة إلى أن توفّي عام ٣٢٦ هـ ، ينظر ، الشيرازي ، محمّـد الموسوي ، الفرقة الناجية ، دار الأمين ، ٤٤.

(٢) أحمد بن إدريس الأشعري القمّي : أبو عليّ قال عنه الشيخ الطوسي : كان ثقة في أصحابنا فقيهاً كثير الحديث صحيحه وله كتاب النوادر ، كتاب كثير الفوائد ، ينظر في ترجمته الطوسي ، محمّـد بن الحسن ، فهرست كتب الشيعة وأُصولهم ، الطبعة الأولى ، ١٤٢٠ هـ ، ١٠٩.

(٣) القرعاء : عرفها ياقوت بأنّها منزل في طريق مكّة من الكوفة بعد المغيثة وقبل واقعة ، ينظر ، الحموي ، ياقوت ، معجم البلدان ، دار صادر بيروت ، دت ، ٤/٣٢٥.

(٤) محمّـد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب له كتاب التنزيل في أمير المؤمنينعليه‌السلاموله كتاب البشرى والرفقة ، وصفة الشيعة وفضلهم وكتاب أسماء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٤٢٦ ، الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة القرن الرابع ، ٩.

(٥) عليّ بن موسى بن الحسين بن بابويه القمّي قال عنه النجاشي ، شيخ القمّيّين في

  

واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح ، وسأله أن يوصل له رقعة إلى صاحب الأمر عجّل الله فرجه يدعوه أن يسأل الله يرزقه الولد ، فكتب قد دعونا لك ، فولد له ابنان أحدهما شيخنا الصدوق ، وكان يقول : أنا ولدت بدعوة القائم عجّل الله فرجه(١) وقد خرج له توقيعات(٢) من لدن العسكري عليه‌السلام ، مات رحمه‌اللهالسنة الثامنة والعشرين بعد الثلاثمائة ودفن بقم وهي السنة التي تناثرت فيها النجوم(٣).

__________________

عصره ومتقدّمهم وفقيههم له كتب كثيرة منها : كتاب التوحيد ، كتاب الصلاة ، كتاب الجنائز كتاب الإمامية ، كتاب الشرائع ، ورسالة إلى ابنه محمّـد بن عليّ. ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، النجاشي ، أبو العبّاس ، كتاب الرجال ، منشورات مركز نشر كتاب قم د ت ، ٢١٠ ، رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ١٣١.

(١) ورد في مقدّمة كتاب الخصال للصدوق نقلاً عن مقابس الأنوار قول المصنّف : حدّثنا جعفر محمّـد بن عليّ الأسود قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويهرحمه‌اللهبعد موت محمّـد بن عثمان العمري أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان عجّل الله فرجه أن يدعو الله عزّوجلّ أن يرزقه ولد ذكراً قال : فسألته فأنهى ذلك فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين وأنّه يولد ولد مبارك قوله لعليّ بن الحسين ، محمّـد بن عليّ وبعده أولاد. ينظر ، الصدوق ، الخصال ، ٧.

(٢) التوقيعات : هي مجموعة من جوابات المسائل التي كان الإمام الحجّة بن الحسن المنتظر يخرجها إلى شيعته من خلال سفرائه الأربعة.

(٣) سمّيت تلك السنة بسنة تناثر نجوم الأرض لأنّ العلماء هم نجوم الأرض وقد توفّي في تلك السنة أعيان العلماء وقال البعض إنّها سمّيت بتناثر نجوم الأرض لأنّهم رأو شهباً كثيرة تسقط على الأرض في تلك السنّة ، ففسّروها بموت العلماء وقد كان ذلك. فقد مات في تلك السنة جملة من العلماء منهم الشيخ المذكور ومنهم الشيخ الكليني كما سيأتي لاحقاً وعليّ بن محمّـد السمري آخر السفراء ، وغيرهم. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف. ص٣٨٤ ، التنكابني ،

  

٨ ـ ومنهم شيخنا ثقة الإسلام محمّـد بن يعقوب الكليني ، فإنّه من أجلّ علمائنا وأوثقهم وأفقههم في الحديث ، صنّف فأكثر(١) وقد عرض كتابه الكافي على صاحب الأمر عجّل الله فرجه فأقرّ بالعمل به(٢) ، وقد جدّد مذهب الإمامية على رأس الثلاثمائة نقل ابن الأثير من خواصّ الشيعة أنّ لهم على رأس كلّ مائة من يجدّد لهم دينهم فعلى رأس المائتين عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلاموعلى رأس الثلاثمائة الكليني وعلى رأس الأربعمائة المرتضى(٣) ، مات سنة تسع أو ثمان وعشرين وثلاثمائة ودفن بباب الكوفة بمقبرتها.

__________________

محمّـد بن سليمان ، قصص العلماء ، دار المحجّة البيضاء ، بيروت : ١٩٩٢ ، في ترجمة عليّ بن حسن بن موسى بن بابويه القمّي ٤١٠ ـ ٤١١.

(١) أبو جعفر محمّـد بن يعقوب بن إسحاق الرازي ، كهف العلماء الأعلام ومفتي طوائف الإسلام ومروّج المذهب في غيبة الإمامعليه‌السلام كان له نشاط ثقافي في إيران توفّي ٣٢٩.

وهو مؤلّف كتاب الكافي الذي وضعه في غضون عشرين سنة وخلال أسفار متوالية وكان له أثر كبير في توسيع النطاق الثقافي للشيعة بوصفه أوثق راوي للأحاديث الشيعية ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٣٦٣ ، القمّي ، عبّاس ، هديّة الأحباب مؤسّسة النشر الإسلامي ، ١٤٢٠ ، ٣٠٧ ، رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ٢٨٠.

(٢) يرى بعض العلماء أنّ هذا الكتاب الذي أراده الكليني أن يكون مرجعاً للعلماء في معرفة أحاديث أهل البيت قد عرضها على الإمام محمّـد بن الحسن المهدي عجّل الله فرجه لاستخبار حاله منه ليعلم اعتبار أحاديثه ويتميّز الصحيح منها عن غير ما يستحسنه قائلاً (كاف لشيعتنا) ومع احتمال صحّة صدور هذا الأثر عنهعليه‌السلامفإنّه لم يكن صريحاً بصحّة جميع محتوياته وصدورها عن الأئمّةعليهم‌السلام ينظر ، العميدي ، ثامر هاشم ، الشيخ الكليني وكتابه الكافي في الفروع ، رسالة ماجستير ، منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّيّة الفقه ، ١٩٨٩ ، ١٢٨.

(٣) جامع الأُصول ١١/٣٢٠ ـ ٣٢٣.

  

وقيل ـ وهو الأصحّ ـ إنّه دفن ببغداد ، قبره الآن مشهور مزار(١).

ونقل بعض الثقات : أنّ بعض حكّام بغداد رأى بناء قبر ، فسأل عنه فقيل هو قبر بعض علماء الشيعة فأمر بهدمهِ فهدم فرئي بكفنه ومعه صبيٌّ آخر بكفنه أيضاً(٢) ، وهذا الشيخ يروي عن جماعة من الثقات كشيخه وخاله علاّن(٣) وغيره وتروي عنه جماعة كابن قولويه(٤) وغيره.

٩ ـ ومنهم شيخنا أبو الحسن عليّ بن محمّـد السمري فإنّه ثقة جليل فاضل عالم أوصى إليه أبو القاسم الحسين بن روح السفير وأمر باتّباعه

__________________

(١) اختلف العلماء في مكان قبر الشيخ الكليني فهنالك عدّة آراء الأوّل بأنّه دفن في بغداد في مقبرة باب الكوفة بعراة الطائي وكان ابن عبدون يعرف قبره حيث قال : رأيت قبره وعليه لوح مكتوب فيه اسمه واسم أبيه. وقد دُرِس في أواخر القرن الرابع الهجري أمّا الرأي الثاني فمفاده هو تشخيص موقع القبر المنسوب للشيخ الكليني في الجانب الشرقي من بغداد الرصافة في مكان يقال له المولى قريب من باب الجسر ـ وهو الآن مشهور يزوره الخاصّة والعامّة. ينظر ، مقدّمة كتاب الكافي ، ١/٤٠ ـ ٤١؛ العميدي ، الشيخ الكليني وكتابه الكافي في الفروع ، ص ٧٣ ـ ٧٤.

(٢) ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٤٢٠.

(٣) أبو الحسن عليّ بن محمّـد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني الشهير بعلاّن. خال ثقة الإسلام الكليني وشيخ روايته، وأكثر الرواية عنه بغير واسطة. وقتل علاّن بطريق مكّة وكان استأذن الصاحبعليه‌السلام في الحجّ فخرج. توقّف عنه في هذه السنة فخالف. ذكر المترجم له في أغلب الكتب الرجالية منها : كتاب النجاشي ولؤلؤة البحرين حيث ذكر بالثقة في جميع هذه الكتب وأمّا حجّته فلم يكن عن مخالفة عمدية لأمر الإمامعليه‌السلام، ينظر، الأميني، عبد الحسين بن أحمد، شهداء الفضيلة، مطبعة الغريّ، النجف: ١٩٣٦، ٩ ـ ١٠.

(٤) أبو القاسم جعفر بن محمّـد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي ، صاحب كتاب كامل الزيارات واستاذ الشيخ المفيد ، توفّي ٣٦٩ ودفن في الحضرة الكاظمية المطهّرة في طرف أرجل مولانا الإمام الكاظمعليه‌السلام ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ١٠٩.

  

مات رحمه‌الله سنة تسع وعشرين بعد الثلاثمائة(١) ولمّا حضرته الوفاة سئل أن يوصي فقال لله أمراً هو بالغه ، والغيبة التامّة هي التي وقعت بعده(٢).

١٠ ـ ومنهم الشيخ أبو العبّاس أحمد بن محمّـد بن سعيد الهمذاني المعروف بابن عقدة ، فإنّه عالم جليل كثير الحديث عن أهل العصمة(٣) ، فمن ذلك اعتمدت أصحابنا على روايته وإلاّ هو كان زيديّاً جاروديّاً(٤). لقد صنّف فأكثر ولد السنة التاسعة والأربعين بعد المائتين ومات رحمه‌الله السنة الثالثة والثلاثين والثلاثمائة.

١١ ـ ومنهم شيخنا أبو عليّ محمّـد بن همّام بن سهل فإنّه كان كثير الحديث والرواية ثقة شيخ أصحابنا وفقيههم له منزلة عظيمة عند

__________________

(١) أبو الحسن عليّ بن محمّـد السمري آخر سفراء الإمام المهدي ، قبل وفاة الحسين بن روح أوصى إلى عليّ بن محمّـد السمري بأمر النيابة. كما أمره الإمام المهديعليه‌السلامبذلك وأبلغ الحسين بن روح بذلك الأمر إلى كبار الشيعة عند ، ذكر أنّه توفّي سنة ٣٢٩ ، ينظر ، الخوئي أبو القاسم ، معجم رجال الحديث ، ط١ ، مطبعة الآداب ، النجف ١٩٧٣ ، ١٢/١٨٦.

(٢) ذكر الشيخ الطوسي أنّه لمّا حضرت الوفاة عليّ بن محمّـد حضرت الشيعة عنده وسئل عن الموكّل بعده ولمن يقوم مقامه فلم يظهر شيئاً من ذلك وذكر أنّه لم يؤمر بأن يوصي إلى أحد بعده في هذا الشأن. ينظر ، الطوسي ، محمّـد بن الحسن ، الغيبة ، تبريز : ١٣٢٣ ، ٢٥٦.

(٣) أحمد بن محمّـد بن سعيد بن زياد بن عبـد الله المعروف بابن عقدة الحافظ ذكر النجاشي أنّه كان كوفياً زيديّاً جاروديّاً وعلى ذلك مات وله كتب كثيرة منها ـ : التاريخ ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٦٨ ، النجاشي ، الرجال ، ٧٣ ـ ٧٤.

(٤) الزيدية فرقة كانوا من بسطاء الشيعة أوّل أمرهم ثمّ انخدعوا ببعض الأقوال وقالوا بإمامة زيد بن عليّ. أمّا الجاروديّة فقد قالوا بفضل عليّعليه‌السلام وجعلوا الإمامة بعده للحسن ثمّ للحسين ثمّ في شورى بين أولادهم. ينظر ، النوبختي ، الحسن بن موسى ، فِرق الشيعة ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ص٤٣.

  

أصحابنا(١) ، قال التلعكبري إنّه كتب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حمل يولد له ويعرفه أنّ له حملاً وسأله أن يدعو له في سلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من مواليهم فوقّع بخطّ يده قد فعل ذلك فصحّ الحمل ذكراً فأراني الرقعة والخطّ فكان ذلك محقّقاً(٢) ولد رحمه‌الله السنة الثامنة والخمسين بعد المائتين وتوفّي السنة السادسة والثلاثين والثلاثمائة.

١٢ ـ ومنهم شيخنا أحمد بن محمّـد بن عمّار أبو عليّ الكوفي(٣) فإنّه ثقة جليل عالم فاضل شيخ أصحابنا كثير الحديث توفّي رحمه‌الله السنة السادسة والأربعين والثلاثمائة(٤).

١٣ ـ ومنهم شيخنا هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد : أبو محمّـد التلعكبري ، فإنّه ثقة فاضل عالم صنّف فأكثر(٥) ، واجتمع مع كثير من

__________________

(١) محمّـد بن همّام بن سهل : أبو عليّ الكاتب الإسكافي شيخ الأصحاب ثقة جليل ، ولد سنة ٢٥٨ هـ وتوفّي ٣٣٦. وكان معاصراً للشيخ الكليني. ينظر في ترجمته ، القمّي ، هدية الأحباب ١٣٦ ، الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن الرابع ، ٣١٢.

(٢) ذكر ابن داوُد في كتاب الرجال أنّه قال : قال أبو عليّ (كتب إلى أبي محمّـد العسكريعليه‌السلاميعرفه أنّه ما صحّ له حمل يولد ، ويعرفه أنّ له حملاً ويسأله الدعاء بصحّته وسلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من موالهيم ـ فوقّععليه‌السلام على رأسها بخطّ يده «قد وقع ذلك» فصحّ الحمل ذكراً. قال هارون بن موسى : رأيت الرقعة والخطّ وكان محقّقاً. ينظر ، ابن داود ، الرجال ، ١٨٠.

(٣) في الأصل : الكوفة.

(٤) أحمد بن محمّـد بن عمّار : أبو علي الكوفي قال عنه الطوسي : شيخ من أصحابنا ثقة جليل كثير الحديث والأُصول ، وصنّف كتب منها : كتاب العلل ، كتاب أخبار آباء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وفضائلهم. وغيرها توفّي سنة ٣٤٦ ـ ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٧٠.

(٥) أبو محمّـد هارون بن موسى الشيباني ، التلعكبري : نسبة إلى تل عكبر أو عكبرى اسم بليدة من نواحي دجيل. قرب بغداد ، ثقة جليل القدر ، عظيم المنزلة واسع

  

أصحابنا فأجازوا له.

١٤ ـ منهم شيخنا الجليل شيخنا حيدر بن نعيم بن محمّـد السمرقندي من غلمان محمّـد بن مسعود العيّاشي وتلاميذه يروي جميع مصنّفات الشيعة وأُصولهم(١). سمع منه المشار إليه السنة الأربعين بعد الثلاثمائة وله أَجَازَ ، مات التلعكبري السنة الخامسة والثمانين والثلاثمائة.

١٥ ـ ومنهم شيخنا أبو غالب الزراري أحمد بن محمّـد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بأبي غالب البكريّون وقد خرج له توقيع من العسكري عليه‌السلام. وأنّه ثقة جليل عالم كثير الحديث ولد سنة خمس وثمانين ومائتين ومات رحمه‌الله سنة ثمان وستين بعد الثلاثمائة(٢).

١٦ ـ ومنهم شيخنا محمّـد بن أحمد بن داوُد بن عليّ أبو الحسن شيخ هذه الطائفة وفقيهها وعالمها وشيخ القمّيّين في وقته وفقيههم مات

__________________

الرواية. توفّي سنة ٣٨٥ له كتب منها : كتاب الجوامع في علوم الدين. ينظر ، القمّي ، هدية الأحباب ، ١٥٧.

(١) حيدر بن محمّـد بن نعيم السمرقندي ، جليل القدر فاضل من غلمان محمّـد بن مسعود العيّاشي وقد روى ألف كتاب من كتب الشيعة بقراءة وإجازة ، وله مصنّفات كثيرة منها : كتاب تنبيه عالم قتله علمه الذي هو معه ، كتاب النور لمن تدبّر. ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ١٦٦ ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/١٠٨.

(٢) أحمد بن محمّـد بن محمّـد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكر بن أعين بن سنسن : أبو غالب الزراري وهو البكريّون وبذلك كان يعرف إلى أن خرج توقيع أبي محمّـد عليه‌السلام فيه ذكر أبي طاهر الزراري : (فأمّا الزراري رعاه الله ...) فذكروا أنفسهم : بذلك. له كتب كثيرة منها : كتاب التاريخ ، رسالة إلى ابن ابنه ... في ذكر آل أعين ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٧٤؛ البحراني ، الكشكول ، مطبعة النعمان ، النجف : ١٩٦١ ، ١٨٠ ـ ٢٠٢.

  

السنة الثامنة والستّين والثلاثمائة(١).

١٧ ـ ومنهم شيخنا المظفّر بن محمّـد الخراساني المكنّى بأبي الحسن فإنّه فاضل متكلّم له كتب في الإمامة عارف بالأخبار من غلمان أبي سهل النوبختي(٢) وكان مشهور الأمر سمع الحديث وأكثر مات سنة سبع وستين وثلاثمائة(٣).

١٨ ـ ومنهم شيخنا حسن بن حمزة بن عليّ بن عبـد الله بن محمّـد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فإنّه ثقة جليل لَقِيهُ جماعة من أصحابنا وأخذوا عنه منهم التلعكبري مات سنة سبع وخمسين بعد الثلاثمائة.

١٩ ـ ومنهم شيخنا الإمام الأعظم أبو جعفر محمّـد بن عليّ بن بابويه القمّي فإنّه من أجلّ علماء الإمامية وأفضلهم وأكثرهم لنقل الأخبار ، صنّف فأكثر ، له نحو ثلاثمائة مُصَنَّف(٤) ولد بدعوة

__________________

(١) أحمد بن داوُد بن عليّ : أبو الحسن القمّي توفّي ٣٦٨. له كتب منها : كتاب المزار قال عنه الطوسي : كبير حسن ، كتاب الذخائر ـ كتاب الممدوحين والمذمومين وغير ذلك ينظر في ترجمته الطوسي ، الفهرست ، ٣٩ ـ ٣٩٦؛ الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن الرابع ، ٢٣٦.

(٢) إسماعيل بن عليّ بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت شيخ المتكلّمين من أصحابنا ببغداد ومتقدّم النوبختيّين في زمانه. صنّف كتب كثيرة جملة منها في الردّ على أرباب المقالات الفاسدة ومنها كتاب الأنوار في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام رأى مولانا الحجّة عجّل الله فرجه عند وفاة أبيه الحسنعليه‌السلام. ينظر ، القمّي ، هدية الأحباب ، ٣٥.

(٣) المظفّر بن محمّـد الخراساني يكنّى أبا الجيش ، له كتب في الإمامة وكان عارفاً بالأخبار. وكان من غلمان أبي سهل النوبختي ومن كتبه ـ المثالب سمّاه قد فعلت فلا تلّم ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٤٧٣ ، النجاشي ، الرجال ، ٣٣٠ ـ ٣٣١.

(٤) أبو جعفر محمّـد بن عليّ بن الحسن بن موسى بن بابويه القمّي المتوفّي سنة

  

القائم عجّل الله فرجه(١) ، ومات رحمه‌اللهسنة إحدى وثمانين بعد الثلاثمائة ودفن بالرّي(٢). نقل شيخنا البهائي أنّه قال سئلت قديماً عن الصدوق وزكريّا بن آدم(٣) أيّهما أفضل؟ فقلت : زكريّا أفضل لتواتر الأخبار بمدحه فرأيت الصدوق بالنوم فقال لي : من أين ظهر لك فضله عليَّ فعتب عليّ ومضى عنّي(٤).

٢٠ ـ ومنهم شيخنا أبو عليّ بن أحمد بن الجنيد الكاتب فإنّه ثقة جليل ، صنّف فأكثر كان عنده مال وسيف للصاحب(٥) ، جيّد التصنيف قيل

__________________

٣٨١ ولد هو أو أخوه أبو عبـد الله الحسين بدعوة القائمعليه‌السلام له نحو من ثلاثمائة مصنّف منها : كتاب دعائم الإسلام ، المقنع ، كتاب المرشد ، كتاب الفضائل ، علل الشرائع ، من لا يحضره الفقيه ، عيون أخبار الرضا ، الخصال ، الأمالي ، وغيرها. ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٤٤٢ ، الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا ، ٧ ، الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، ٢٨٧ ، رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ٢٨٦.

(١) ينظر : في صفحة ٣٤٠.

(٢) الري : قال عنها ياقوت : مدينة مشهورة من أُمّهات البلاد وأعلام المدن بينها وبين نيسابور مائة وسبعون فرسخاً وذكر أنّ سكّانها ثلاث طوائف : شافعية وهم الأقلّ وحنفية وهم الأكثر وشيعة وهو السواد الأعظم لأنّ أهل البلد كان نصفهم شيعة ، ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٣/١١٦.

(٣) زكريّا بن آدم بن عبـد الله بن إبراهيم بن سعد الأشعري القمّي ، ثقة جليل وكان له وجه عند الرضاعليه‌السلام له كتاب أخبرني غير واحد .. كتاب المسائل للرضا. ينظر ، النجاشي ، الرجال ، ١٣١.

(٤) ينظر التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٥٥.

(٥) يقصد به صاحب الأمر ـ الإمام المهدي المنتظر ـ وذكر ذلك جلّة من العلماء منهم ابن داوُد الحلّي في كتاب الرجال ترجمته ص ١٦١ ، وأورده التنكابني في قصص العلماء نقلاً عن النجاشي أنّه قال سمعت من بعض مشايخي يقول : كان عنده مال من صاحب الأمر عجّل الله فرجه وسيف أيضاً أوصى به إلى جاريته ثمّ ضاع المال والسيف ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٤٥٦.

  

أنّه نسب إلى العمل بالقياس(١) فتركت تصانيفه لذلك ، ولم نقف له ما يدلّ على هذا النقل مات السنة الحادية والثمانين بعد الثلاثمائة(٢).

٢١ ـ ومنهم شيخنا جعفر بن محمّـد بن موسى بن قولويه المكنّى أبا القاسم فإنّه ثقة جليل ، صنّف فأكثر يروي عن الكليني وكان شيخ المفيد مات رحمه‌اللهسنة تسع وستّين وثلاثمائة(٣).

* * *

__________________

(١) القياس : يقصد به التسوية في الحكم بين أصل منصوص عليه ، وفرع له ينصّ عليه لمشابهة بينهما. ينظر ، جمال الدين مصطفى ، القياس حقيقته وحجّيته ، مطبعة النعمان النجف : ١٩٧٠ ، ٥٧.

(٢) محمّـد بن أحمد بن الجنيد : أبو عليّ الإسكافيـ الإسكاف من نواحي النهروان بين بغداد وواسط كان استاذ النجاشي وذكر له قرابة أربعين كتاباً منها : كتاب الساهي بالعلم الإلهي وتهذيب الشيعة وهو عشرون جزء اشتمل على كتب الفقه واختصره وسمّي المختصر بالأحمدي في الفقه المحمّـدي. ينظر ، ابن داوُد ، الرجال ، ١٦١؛ التنكابني قصص العلماء ، ٤٥٦؛ القمّي ، هدية الأحباب ، ١٣٦.

(٣) جعفر بن محمّـد بن قولويه القمّي : أبا القاسم توفّي ٣٦٨ له كتاب جامع الزيارات وما روى في ذلك من الفضل عن الأئمّةعليهم‌السلام مداواة الجسد لحياة الأبد. وغيرها ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ، ٩ ـ ١٠؛ الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، ٧٦.

  

الفصل الثاني

في ذكر من مات بعد الأربعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٢٢ ـ فمنهم شيخنا السيّد الرضي محمّـد بن الحسين بن موسى بن محمّـد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، فإنّه أجلّ من أن يوصف ، ولد سنة تسع وخمسين بعد الثلاثمائة ببغداد ، ومات رحمه‌الله يوم الأحد لثلاث بقين من المحرّم سنة ست وأربعمائة ، ودفن بداره بمسجد الأنباريّين بالكرخ ، ومضى أخوه المرتضى لمشهد الإمام الكاظم عليه‌السلام من جزعه عليه؛ لأنّه لا يستطيع النظر إلى جنازته ، ثمّ نقل إلى كربلاء(١) ، وقد رثاه أخوه المذكور بقصيدة منها :

يا للرجال لفجعة جذمت يدي

وودت لو ذهبت عليّ براسي

ما زلت أحذر ورْدَها حتّى أتت

فحسوتها في بعض ما أنا حاسي

ومطلتها زمناً فلمّا صمّمت

لم يثنها مطلي وطول مكاسي(٢)

__________________

(١) اختلف في مكان قبره فقسم يقول إنّه دفن في مشهد الحسين في كربلاء وقسم في الكاظمية ذكر ذلك السيّد الحسن الصدر الكاظمي في (تحيّة القبور بالمأثور) عند ذكره المدفونين في كربلاء من الأعلام «منهم إبراهيم الأصغر بن الإمام الكاظمعليه‌السلامقبره خلف ظهر الحسينعليه‌السلام بتسعة أذرع وهو الملقّب بالمرتضى وهو المعقّب المكثر ، جدّ المرتضى والرضي ومعه جماعة من أولاده ـ وكانت قبورهم ظاهرة ولمّا عمر الحرم العمارة الأخيرة محو آثارهم ومعهم قبر السيّد المرتضى والسيّد الرضي وأبيهما وجدّهما موسى الأبرش ، ومال الشيخ حرز الدين إلى القطع بدفن الشريفة بالكاظمية مراقد المعارف ١/٣٠٥ ـ ٣٠٦.

(٢) القصيدة في ديوانه وهي مكوّنة من ٦١ بيت مطلعها :

قدني إليك فقد أمنت سماسي

وكفيت مني اليوم خدق مراسي

ولقيتني متخشّعاً لا يرتجى

نفعي ولا يخشى بعيشة باسي

ينظر ، ديوان السيّد المرتضى ، مصر : ١٩٥٨ ، ٢/١٣١.

  

نقل أبو الحسن العامري قال : دخلت على المرتضى فأراني له هذين البيتين :

سرى طيفُ سُعْدى طارقاً فاستفزنّي

هبوباً وصحبي بالفلاة رقودُ

فقلت لعيني عاودي النوم واهجري

لعلّ خيالاً طارقاً سيعود(١)

فخرجت من عنده ودخلت على الرضي فعرضتها عليه فأنشد بديهاً :

فردَّتْ جواباً والدموعُ ذوارفٌ

وقد آن للشمل المشتِّ ورود

فهيهات من لقيا حبيب تعرّضت

له دون لقياه مهامهُ بيدُ(٢)

فعدت إلى المرتضى بالخبر فقال يعزّ عليّ أخي قتله الذكاء(٣).

٢٣ ـ ومنهم ، شيخنا الإمام الأعظم المفيد محمّـد بن محمّـد بن النعمان عبـد الله بن المعلّم ، من أجلّ مشايخ الشيعة ، وأنّه رئيسهم وإمامهم ، قد انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه ، ولد يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ثلاث أو ثمان وثلاثين بعد الثلاثمائة ، ومات رحمه‌الله السنة الثالثة عشرة بعد الأربعمائة(٤) وصلّى عليه الشريف المرتضى ودفن في داره سنين ونقل إلى

__________________

(١) ورد في كتاب لؤلؤة البحرين أنّ الأبيات ثلاثة والأخير هو :

فلمّا انتهينا للخيال الذي سرى

إذا الدار قفرى والمزار بعيد

ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، هامش ٣٢٦.

(٢) لم أجد الأبيات في دواوينهما المطبوعة.

(٣) ينظر الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/٢٦٥؛ البحراني : لؤلؤة البحرين ، ٣٢٦ ـ ٣٢٧؛ الكشكول ، ١/٣١٤.

(٤) أبو عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن محمّـد بن النعمان بن عبدالسلام الحارثي العبكري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد وابن المعلّم. ولد سنة ٣٣٨ وتوفّي في

  

مقابر قريش(١) ، بالقرب من الجواد عليه‌السلام ، إلى جانب قبر شيخه ابن قولويه ، وفي تاريخ ابن كثير ، بعد أن أثنى عليه غاية الثناء ، ذكر أنّ له أكثر من مائتي مصنّف ، وكان يوم وفاته مشهوراً ، وشيّعه ثمانون ألفاً من السنّة والرافضة(٢)انتهى(٣).

وقد خرجت له توقيعات(٤) من صاحب الأمر عجّل الله فرجه ،

__________________

شهر رمضان سنة ٤١٣ له عدّة مصنّفات منها : المقنعة في الفقه الأركان في الفقه ، الإرشاد ، المثير في الإمامة المسائل الصاغانية ، المسائل الجرجانية وغيرها ـ ينظر في ترجمته ، الطوسي ، الفهرست ٤٤٥ الخوئي ، أبو القاسم ، معجم رجال الحديث ، ١٧/٢٢٧ ، نصّار ، صاحب محمّـد حسين جهود الشيخ المفيد ومصادر استنباطه ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة كلّية الفقه ، ١٩٨٩.

(١) مقابر قريش من المقابر القديمة في بغداد وعدّها ياقوت ضمن التصميم الأساس للمدينة وهي التي دفن فيها موسى الكاظم عليه‌السلام. ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٥/١٦٣.

(٢) الرافضة: الرفض يعني إنكار خلافة الشيخين والاعتقاد بإمامة عليّعليه‌السلام ينظر، رسول جعفريان، الشيعة في إيران، ٤١٧.

(٣) لم أجد هذا الكلام نصّاً في تاريخ ابن كثير وإنّما ورد ذكر الشيخ المفيد في حوادث ٤١٣ كالآتي «شيخ الإمامية الروافض ، المصنّف لهم والمحامي عن حوزتهم كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف ، لميل كثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيّع وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف وكان من جملة تلاميذه الشريف الرضي والمرتضى وقد رثاه بقصيدة بعد وفاته في هذه السّنة. ينظر ، ابن كثير ، البداية والنهاية ، دار ابن كثير ، بيروت ـ د ت ، ١٢/١٠.

(٤) أورد نصّ هذه التوقيعات الطبرسي في الاحتجاج حيث ذكر أنّ أحدها ورد في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة ، نسخته للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن النعمان أدام الله إعزازه ، من مستودع العدّ المأخوذ على العباد ... أمّا الآخر فقد ورد من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشر وأربعمائة نسخته من عبـد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله .. ينظر الطبرسي ، الاحتجاج ، ٢/٥٩٦ ـ ٦٠٢.

  

ووجد على قبره مكتوباً هذه الأبيات للقائم عجّل الله فرجه :

لا صوّت الناعي بفقدك إنه

يوم على آل الرسول عظيمُ

إن كان قد غيّبت في جدث الثرى

فالعلم والتوحيد فيه مقيمُ

فالقائم المهديّ يفرح كلّما

تليت عليك من الدروس علوم(١)

نقل في كتاب مجالس المؤمنين(٢) ما حاصله أنّ القاضي عبـد الجبّار(٣) كان ذات يوم بمجلسه ببغداد ومعه جماعة إذ دخل عليه المفيد وكان في أوّل اشتهاره وقد سمع به القاضي ولم يره فجلس بصفِّ النعال ثمّ قال : إنّ لي سؤالاً أيّها الشيخ إن أجزت لي بحضرة هؤلاء تكلّمت فقال : سل ، فقال : ما تقول في الخبر الذي يرويه الشيعة [من كنت مولاه فعليّ مولاه](٤) أهو صحيح عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا؟ فقال : صحيح ، فقال : ما المراد بالمولى ، قال القاضي : إنّ هذا الخبر رواية وخلاف الشيء دراية(٥) والعاقل لا يعدلها بالرواية ، فعد إلى مسألة أُخرى فقال : ما تقول

__________________

(١) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٦٣.

(٢) مجالس المؤمنين : فارسي طبع مكرّراً سنة ١٢٦٨ هـ في أحوال المشاهير من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام من الصحابة والتابعين والرواة والمجتهدين والحكماء والمتكلّمين والأُمراء والسلاطين والشعراء للسيّد السعيد القاضي نوّر الله المرعشي التستري الشهيد سنة ١٠١٩ ، ينظر الطهراني ، آقا بزرك ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ط١ ، طهران : ١٩٥٦ ، ١٩/٣٧١.

(٣) هو قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبّار بن أحمد بن الخليل بن عبـد الله الهمذاني الأسدآبادي شيخ المعتزلة ومتكلّمهم وكبيرهم له كتب مهمّة أشهرها المغني في العدل والتوحيد وشرح الأصول الخمسة وتثبيت دلائل النبوّة توفّي سنة ٤١٥ هـ. الكامل في التاريخ ٩/١١٩ ، المنية والأمل : ١١١ ـ ١١٣.

(٤) ينظر ، القمّي ، شاذان بن جبرئيل ، الفضائل ، قم : ١٣٨١ ، ص١٢.

(٥) الدراية : علم يبحث فيه عن متن الحديث وطرقه من صحيحها وسقيمها وعليلها

  

في قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)[لعليّ حربك حربي وسلمك سلمي](١)؟.

قال الحديث صحيح ، فقال : ما تقول في أصحاب الجمل فإنّهم بناء على ماتقول كفّار؟ ، فقال القاضي : تابوا ، فقال : الحرب دراية والتوبة رواية وقد قرَّرت في حديث الغدير أنّ الرواية لا تعارض الدراية ، فتحيّر القاضي وصار مبهوتاً ، فقال : من أنت؟ قال : خادمك محمّـد بن محمّـد بن النعمان ، فقام وأخذ بيده وأجلسه مكانه ، فقال له : أنت المفيد حقّاً ، والحكاية طويلة أخذنا بعضها ، أو روي في نقل آخر بغير هذه الكيفية(٢).

٢٤ ـ ومنهم شيخنا عليّ بن عبدالرحمن بن عيسى بن عروة بن الجرّاح القنّاني(٣) ، أبو الحسن الكاتب ، فإنّه ثقة جليل ، سليم الاعتقاد ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، مات سنة ثلاثة عشرة بعد الأربعمائة(٤).

٢٥ ـ ومنهم شيخنا أبو عبـد الله الغضائري ، الحسين بن عبيدالله ، فإنّه ثقة جليل ، نبيل عالم فاضل ، كثير السماع ، عارف بأحوال الرجال(٥) ، له

__________________

وما يحتاج إليه من شرائط القبول والردّ ليعرف المقبول والمردود. ينظر ، العاملي زين الدين ، الدراية في علم مصطلح الحديث ، ٥.

(١) ينظر. الطبري ، محمّـد بن القاسم ، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، المطبعة الحيدرية التحقيق : ١٣٦٩ ، ٢٤.

(٢) مجالس المؤمنين ١/٤٦٤ ـ ٤٦٥.

(٣) في الاصل الفتّاني والصواب ما أثبتاه.

(٤) هو عليّ بن عبدالرحمن بن عيسى بن الجرّاح القناني : أبو الحسن الكتاب توفّي ٤١٣ له كتب منها : كتاب نوادر الأخبار. كتاب طرق خبر الولاية. ينظر ، ابن داوُد الحلّي ، الرجال ١٣٩ ، الخوئي ، أبو القاسم ، معجم رجال الحديث ، ١٢/٧٦.

(٥) صنّف كتابين في الرجال أحدهما فهرست المصنّفات والآخر فهرست الأُصول. ينظر الطهراني ، الذريعة ، ١٠/٨٧.

  

تصانيف كثيرة ، سمع منه الشيخ وأجاز له ، مات نصف شهر صفر السنة الحادية عشرة بعد الأربعمائة.

٢٦ ـ ومنهم شيخنا الحسين بن عليّ بن الحسين بن محمّـد بن يوسف المعروف بأبي القسم فإنّه ثقة جليل شيخ من شيوخ أصحابنا مات السنة السابعة عشرة بعد الأربعمائة(١).

٢٧ ـ ومنهم شيخنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر المكنّى بأبي محمّـد فهو ثقة جليل أحد مشايخ الشيخ الطوسي صنّف فأكثر مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة(٢).

٢٨ ـ ومنهم شيخنا السيّد المرتضى عليّ بن الحسين أخو الرضي لأبويه فهو ممّن انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه كان فاضلاً محقّقاً مجتهداً صنّف فأكثر ولد في رجب سنة خمس وخمسين بعد الثلاثمائة ومات رحمه‌اللهلخمس بقين من ربيع الأوّل سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة(٣) ودفن بداره ونقل إلى كربلاء ودفن مع أبيه وأخذ الرضي وكان يلقّب بذي المجدين

__________________

(١) الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم : أبو عبـد الله توفّي ٤١١ له كتب منها كتاب كشف التمويه والغمّة ، النوادر في الفقه وغيرها. ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٥٢ ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٤٠٧.

(٢) أبو عبـد الله أحمد بن عبدالواحد أحمد بن عبدون البزّاز المعروف بابن الحاشر توفّي ٤٢٣ له عدّة كتب منها : تفسير خطبة فاطمة الزهراءعليها‌السلام عمل الجمعة. ينظر ، الطوسي ، الفهرست/٣٧؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٠٠.

(٣) عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّـد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفرعليه‌السلام : أبو القاسم المرتضى ولد سنة ٣٥٥ توفّي سنة ٤٣٦ له عدّة تصانيف منها : الشافي ، تنزيه الأنبياء وله ديوان شعر وغيرها ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٢٨٨؛ البحراني ، الكشكول ، ١/٣٢٤ الأميني ، الغدير ، ٤/٢٦٤ ـ ٢٦٥.

  

وعلم الهدى وأُمّه فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن بن الناصر الأصمّ(١) وقد خلّف ثمانين ألف مجلّد ، وصنّف كتاباً سمّاه الثمانيني ، وخلّف من كلّ شيء ثمانين ، وعمره ثمانين سنة ، وثمانية أشهر ، فمن أجل ذلك سمّي بالثمانيني(٢) لقد قرأ مع أخيه على المفيد وعلى ابن نباتة(٣).

حكي أنّ المفيد رأى(٤) في منامه فاطمة الزهراء عليها‌السلام دخلت عليه ، وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها الحسن والحسين ، وهما صغيران فسلّمتهما إليه ، وقالت له : علّمهما الفقه ، فانتبه متعجّباً ، فلمّا تعالى نهار ذلك اليوم ، دخلت عليه فاطمة بنت الناصر ، ومعها المرتضى والرضي صغيرين ، فقام فسلّم عليها فقالت له : علّم ابني هذين الفقه ، فبكى وقصّ عليها المنام وتولَّى تعليمهما وكان المرتضى يجري على تلامذته رزقاً ، فكان للشيخ الطوسي كلّ شهر اثنا عشر ديناراً ولابن البرّاج ثمانية(٥) ومن

__________________

(١) فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسين الناصر الأصمّ ، وهو أبو محمّـد الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهي أمّ أخيه الرضي ، ينظر ، البحراني لؤلؤه البحرين؛ الكشكول ١/٣٢٤.

(٢) خلّف المرتضى ثمانين ألف مجلّد من مقروءاته ومصنّفاته ومحفوظاته وصنّف كتاب يقال له الثمانيني وخلّف من كلّ شيء ثمانين وعمر إحدى وثمانين سنة. ينظر ، الطهراني الذريعة ، ٥/١١.

(٣) هو أبو يحيى عبدالرحيم بن محمّـد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي صاحب الخطب المعروفة توفّي سنة ٣٧٤ أو سنة ٣٩٤ وكان يلقّب بالخطيب المصري ، وقد ذكر ابن أبي الحديد بعض خطبه في شرح النهج في شرح خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلامفي الجهاد ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٢٥.

(٤) ينظر في نصّ الرؤيا ، النوري ، ميرزا حسين ، دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام ، قم : ١٣٧٨ ، ١/٣١٩.

(٥) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣١٧.

  

تلامذته سلاّر بن عبـد العزيز الديلمي(١) ، وقد تلمّذ سلار أيضاً على المفيد وعلى الشيخ ، وأصاب الناس قحط في بعض السنين ، فاحتال رجل يهودي على تحصيل قوت لحفظ نفسه ، فحضر مجلسه ، واستأذن أن يقرأ عليه شيئاً من علم النجوم ، فإذن له وأمر له بجائزة تجري عليه فقرأ عليه ، برهة ثمّ أسلم(٢).

٢٩ ـ ومنهم شيخنا الإمام الأعظم شيخ الطائفة ورئيسها محمّـد بن الحسن بن عليّ الطوسي ، فإنّه ممّن انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه واشتهر بشيخ الطائفة(٣) ، وقد اذعن له المخالف والموالف ، تلمّذ على جماعة منهم المفيد والمرتضى ، صنّف فأكثر ، ولد في النصف من شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وقدم العراق في سنة ثمانين

__________________

(١) حمزة بن عبـد العزيز الديلمي الطبرستاني الشيخ الأجلّ أبو عليّ ، ثقة عظيم الشأن له عدّة تصانيف منها : المقنع في المذهب والتغريب في الأصول والفقه ، والمراسيم في الفقه وغير ذلك وكان تلميذ للشيخ المفيد والسيّد المرتضى توفّي سنة ٤٤٨ وقيل سنة ٤٦٣ وقبره في قرية خسرو شاه من قرى تبريز ينظر في ترجمته ، الديلمي ، حمزة بن عبدالعزيز ، مقدّمة تحقيق كتاب المراسيم في الفقه الإمامي ، دار الزهراء ، للطباعة والنشر الطبعة الأولى ، بيروت : ١٩٨٠ ، ص٧؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ص٢١٠.

(٢) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣١٧.

(٣) أبو جعفر محمّـد بن الحسن بن عليّ الطوسي. إمام الفرقة بعد الأئمّة المعصومينعليهم‌السلامثقة عين صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه ولد سنة ٣٨٥ بطوس وقدم إلى بغداد سنة ٤٠٨ توفّي سنة ٤٦٠ ودفن في داره بالنجف الأشرف وقبره مزار معروف ، ومسجده وأثاره باقية إلى الآن ويعرف بالمسجد الطوسي له مصنّفات منها تهذيب الأحكام الاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار وله كتاب الرجال وكتاب فهرست كتب الشيعة وأُصولهم. ينظر ، الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٧/٤٤٧ ـ ٤٥٠ ، القمّي ، هدية الأحباب ، ١٨.

  

وأربعمائة ومات رحمه‌اللهليلة الثانية والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالغريّ(١) ودفن بداره.

نقل في كتاب [حياة القلوب] ، وكتاب [مجالس المؤمنين](٢) ، أنّ بعض المعاندين من المخالفين عرضوا على الخليفة العبّاسي أنّ الشيخ الطوسي سبّ الصحابة في كتاب [المصباح](٣) في دعاء عاشوراء ، فأمر الخليفة بإحضاره مع الكتاب فأحضر معه واستفسر منه الأمر فأنكر ففتح الكتاب وأراه العبارة وهي :

[اللّهمّ خصّ أوّل ظالم باللّعن وابدأ به الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثم الرابع والعن يزيد الخامس](٤) ، فقال الشيخ بديهة : ليس المراد ما عرض به المعاندون؛ بل المراد بأوّل ظالم قابيل قاتل هابيل وهو أوّل من بدأ بالقتل وسنّه ، والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح واسمه قيدار بن سالف ، وبالثالث قاتل يحيى بن زكريّا ، وبالرابع ابن مجلم قاتل عليٍّ عليه‌السلام ، فلما سمع منه

__________________

(١) يقصد به النجف وقال ياقوت : الغريّ الحسن من كلّ شيء وتثنّيه الغريّان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٤/١٨٨ ـ ١٩٩.

(٢) مجالس المؤمنين ١/٤٨١ ـ ٤٨٢.

(٣) مصباح المتهجّد الكبير في أعمال السنة للشيخ الطوسي ذكر فيه ما يتكرّر من الأدعية وما لا يتكرّر وقدم فصولاً في أقسام العيادات وما يتوقّف منها على شرط وما لا يتوقّف ... (المصباح) من أجل الكتب في الأعمال والأدعية وقدوتها ـ الطهراني الذريعة ، ٢١/١١٨.

(٤) ورد الدعاء في المصباح كالآتي : [اللّهمّ خصّ أوّل ظالم باللعن منّي وابدأ أوّلاً ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثمّ الرابع اللهم العن يزيد بن معاوية خامساً والعن عبيدالله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمراً وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة]ينظر ، الطوسي ، محمّـد بن الحسن ، مصباح المتهجّد ، دار مطبعة علمي ، د ت ـ ٥٤١.

  

الخليفة ذلك رفع شأنه وأكرمه وقتل من سعى به.

٣٠ ـ ومنهم شيخنا أبو العبّاس النجاشي ، أحمد بن عليّ بن العبّاس ، فإنّه كان شيخاً فاضلاً عالماً محقّقاً(١) ، عارفاً بأحوال الرجال(٢) ، معاصراً للشيخ الطوسي والمرتضى ، قرأ على المفيد ولد في صفر سنة اثنتين وسبعين بعد الثلاثمائة ، ومات رحمه‌الله في جمادى الأولى السنة الخامسة بعد الأربعمائة(٣).

* * *

__________________

(١) أحمد بن العبّاس بن محمّـد بن عبـد الله بن إبراهيم بن محمّـد بن عبـد الله النجاشي ولد في سنة ٣٧٢ وكان جدّه عبـد الله النجاشي زيديّاً ، ثمّ أدرك الحقّ وتبعه وكان والياً على الأهواز فكتب له الإمام الصادقعليه‌السلام الرسالة الأهوازية نقلها الشهيد الثاني في كشف الريبة. ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣٣٨.

(٢) صنّف كتاباً في هذا العلم ـ علم الرجال. وكان المسند الذي كان أحد مصادر الشيعة في علم الرجال وطبقات الرواةـ ويعتبرونه أفضل كتاب رجالي ويقدّمون قوله على سائر الأقوال.

(٣) كانت وفاته قبل الشيخ الطوسي بعشر سنوات في قرية مطير آباد (قرية بنواحي سامرّاء) سنة ٤٥٠ ينظر ، النجاشي ، الرجال ، ١٤؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣٣٨.

  

الفصل الثالث

في ذكر من مات بعد الخمسمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٣١ ـ فمنهم : شيخنا الشيخ أمين الدين أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، فإنّه شيخ فاضل عالم ثقة جليل محقّق صنّف فأكثر مات رحمه‌اللهسنة ثمان وأربعين وخمسمائة(١) ، ونقل إلى المشهد الرضوي(٢) ، يروي عنه جماعة منهم الشيخ منتجب الدين(٣) وابن شهرآشوب زين الدين محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني السروي(٤) ، ومن مشايخ ابن شهرآشوب الشيخ

__________________

(١) الفضل بن الحسن بن الفضل أبو علي الطبرسي ولد سنة ٤٧١ وتوفّي سنة ٥٤٨ له عدّة تصانيف أهمّها مجمع البيان لعلوم القرآن ، قال عنه الطهراني : تفسير لم يعمل مثله عيّن كلّ سورة أنّها مكّيّة أو مدنية ، ثمّ يذكر مواضع الاختلاف في القراءة. ثمّ ذكر في أسباب النزول ثمّ المعنى والتأويل ، وهو في عشر مجلّدات ، وكذلك صنّف كتاب جواهر الجمل في النحو والوسيط في التفسير أربع مجلّدات وغيرها ، ينظر ، الطبرسي ، الاحتجاج ، ١/٢٤؛ الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن السادس ، ٢١٦ ـ ٢١٧؛ الذريعة ، ٢٠/٢٤؛ رسول جعفريان الشيعة في إيران ، ٤٥٢.

(٢) مرقد الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام.

(٣) أبو الحسن عليّ بن عبـد الله بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن بابويه القمّي كان مولده في سنة ٥٠٤ وتوفّي سنة ٥٨٥ له كتاب الفهرست الذي جمع فيه علماء الإمامية من زمن الشيخ الطوسي إلى زمانه وله أيضاً الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣٣٢؛ الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٢/٩٤ رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ٢١٦.

(٤) محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب السروي المازندراني توفّي سنة ٥٨٨ ودفن خارج حلب في جبل جوشن قرب قبر المحسن بن الإمام الحسينعليه‌السلام السبط ، له عدّة

  

أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي(١) ، صاحب كتاب «الاحتجاج»(٢) ، ولقد غلط من نسب الاحتجاج لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي(٣) ، ويروي أيضاً عن أبي جعفر مهدي بن أبي حرب الحسين المرعشي ، عن الصدوق جعفر بن محمّـد بن أحمد الدورويستي ، عن أبيه عن الصدوق محمّـد بن بابويه ، وكان جعفر بن محمّـد بن الدورويستي(٤) ثقة عيناً معاصراً

__________________

مصنّفات منها : المناقب ، المعالم ، الأسباب والنزول ، وغيرها ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن السادس ، ٢٧٣.

(١) أحمد بن عليّ بن أبي طالب المعروف بالطبرسي من علماء القرن السادس من مشايخ (ابن شهرآشوب ٥٨٨) ، له عدّة تصانيف منها : الاحتجاج ، تاريخ الأئمّةعليهم‌السلام ، كتاب الصلاة ، الكافي في الفقه ، مفاخر الطالبية ، ينظر ، الطبرسي الاحتجاج ، ١/٢٢ ـ ٢٣.

(٢) الاحتجاج كتاب مشتمل على كلّ من اطّلع عليه من احتجاجات النبيّ والأئمّة وكثير من أصحابهم مع جملة من المخالفين وفي خواتيمه توقيعات كثيرة خرجت من الناحية المقدّسة إلى بعض أكابر الشيعة ، ينظر ، الطبرسي ، الاحتجاج ١/١٧ ـ ٢٢ ، الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ، ١١.

(٣) ربّما نسب كتاب الاحتجاج إلى الشيخ أبي علي الطبرسي مؤلّف مجمع البيان ، ويظهر من روضات الجنّات أنّ ابن أبي جمهور الإحسائي مؤلف «الغوالي ت ٩٠٩» والمحدّث الأميني الاسترآبادي (ت ١٠٣٥) نسبا الكتاب الى صاحب التفسير روضات الجنّات ١/٦٥ ، وقال العلاّمة المجلسي في مقدّمة البحار : وينسب هذا الكتاب «الاحتجاج» إلى أبي علي الطبرسي وهو خطأ ، بل هو تأليف أبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب كما صرّح به السيّد ابن طاووس في كتابه «كشف المحجّة» وابن شهرآشوب في «معالم العلماء». بحار الأنوار ١/٩.

(٤) أبو عبـد الله جعفر بن محمّـد بن أحمد بن العبّاس الرازي كان معاصراً للشيخ الطوسي ذكر ترجمته القمّي في هديّة الأحباب ، وقال : له مصنّفات لكنّه لم يورد اسمائها وكذلك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٨٩ ، الطهراني طبقات أعلام الشيعة ، القرن السادس ، ٤٤.

  

للشيخ يروي عن المفيد والمرتضى وله أولاد وأولاد أولاد فضلاء علماء.

٣٢ ـ منهم الشيخ نجم الدين عبـد الله بن جعفر(١).

٣٣ ـ ومنهم الحسن بن جعفر(٢) فإنّه فاضل شاعر صاحب هذين البيتين :

بغض الوصيِّ(٣) علامة مكتوبة(٤)

كتبت على جبهات أولاد الزنا

من لم يوالِ في الأنام وليَّه

سيّان عند الله صلّى أم(٥) زنى(٦)

٣٤ ـ والشيخ منتجب الدين يروي عن المرتضى والمجتبى ابني الداعي الحسيني ، عن المفيد عبدالرحمن بن أحمد الحسيني النيسابوري

__________________

(١) عبـد الله بن جعفر بن محمّـد بن موسى بن جعفر بن محمّـد تميم : أبو محمّـد الدوريستي قال عنه ياقوت في معجم البلدان : إنّه من فقهاء الشيعة الإمامية قدم بغداد سنة ٥٦٦ وأقام بها مدّة وحدّث بها من أخبار الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلامثمّ عاد إلى بلده وتوفّي بعد سنة ٦٠٠ ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٨٩ ـ ١٩٠؛ الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة ـ القرن السادس ـ ، ١٦٢.

(٢) الحسن بن جعفر بن محمّـد بن موسى الدوريستي فاضل جليل مدحه القاضي نورالله في مجالس المؤمنين وأثنى عليه وذكر أنّه عالم شاعر. مجالس المؤمنين ١/٤٨٢.

(٣) في مجالس المؤمنين بغض الوليّ.

(٤) في أمل الآمل ـ معروفة.

(٥) في مجالس المؤمنين أو زنى.

(٦) ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/٦٤؛ البحراني لؤلؤة البحرين ، ٣٤٥.

  

جميع مصنّفات الرضي والمرتضى والشيخ سلاّر وابن البرّاج(١)والكراجكي(٢).

* * *

__________________

(١) القاضي عبـد العزيز بن تحرير بن عبـد العزيز ، وجه الأصحاب وفقيههم ، لقّب بالقاضي لكونه قاضياً في طرابلس مدّة عشرين سنة ، توفّي ٤٨١ ، ينظر ، القمّي هديّة الأحباب ، ٧١.

(٢) أبو الفتح محمّـد بن عليّ بن عثمان ، توفّي سنة ٤٤٩ وله مصنّفات كثيرة منها : كنز الفوائد من الكتب المشهورة وقد طبع وانتشرت نسخه ، وكتاب معدن الجواهر ، ينظر في ترجمته ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣٠٣.

  

الفصل الرابع

في ذكر من مات بعد الستمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٣٥ ـ فمنهم شيخنا السيّد فخار بن معد بن فخار الموسوي الحائري ، فإنّه فاضل ، يروي عنه المحقّق(١) ، وهو يروي عن شاذان بن جبرئيل القمّي(٢) ، وعن ابن إدريس(٣) ، مات رحمه‌الله سنة ثلاثين وستمائة(٤) ، ذكر محمّـد بن أحمد بن صالح شمس الدين السبعي العيني الإحسائي(٥) أنّ هذا السيّد قدم إلى بلادنا وخدمته ، وقد أجاز لي ، وقال ستعرف فيما بعد حلاوة ما خصصتُك به.

__________________

(١) يقصد بالمحقّق ـ المحقّق الحلّي ، أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن (ت ٦٧٢ هـ).

(٢) شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب : أبو الفضل القمّي من أعلام القرن السادس نزيل المدينة المنورة. له عدّة مصنّفات منها : الفضائل ألّفه في فضائل أهل البيتعليهم‌السلام ، كتاب إزاحة العلّة في معرفة القبلة الذي كتبه سنة ٥٥٨ ينظر ، القمّي ، شاذان بن جبرئيل ، الفضائل ، ١٥؛ الطهراني : طبقات أعلام الشيعة ١٢٨.

(٣) محمّـد بن أحمد بن إدريس العجلي الحليّ ولد سنة ٥٤٣ وتوفّي سنة ٥٩٨ هـ ومرقده في الحلّة وكان له قديماً مسجد وقد تهدّم واندرس وأعيد بناؤه سنة ١٣٨١ هـ ، له كتب منها : السرائر ، ينظر ، القمّي ، شاذان بن جبرئيل ، الفضائل ١٥.

(٤) فخر بن معد بن فخار الموسوي الحائري عالماً أديباً محدّثاً له كتب منها : الردّ على الذاهب إلى تكفير أبي طالب وقد طبع في النجف سنة ١٣٥١ هـ وكذلك ١٣٥٨ ، توفّي المترجم سنة ٦٣٠ هـ ينظر ، طبقات الأعلام ، ١١٧.

(٥) فخر الدين أحمد بن محمّـد بن عبـد الله بن عليّ بن حسن بن عليّ بن سبع بن رفاعة السبعي صاحب كتاب شرح قواعد الأحكام ، خرج منه إلى كتاب الوصية وفرغ منه سنة ٦٣٨ اسمه (سديد الأفهام). ينظر ، البحراني ، الكشكول ، ١/٣٠٤؛ الطهراني ، الذريعة ، ١٤/١٨ ، طبقات أعلام الشيعة ـ القرن السابع ـ ١٤٨.

  

٣٦ ـ ومنهم شيخنا المحقّق نجيب الدين بن نما ، فإنّه رئيس هذه الطائفة وفقيههم ، كان محقّقا مدقّقاً ، يروي عن ابن إدريس الحلّي ، مات السنة الخامسة والأربعين بعد الستمائة(١) ، وله أولاد فضلاء علماء منهم جعفر(٢) مصنّف مقتل أبي عبـد الله(٣).

٣٧ ـ ومنهم أحمد(٤) ، وهذا ابن فاضل عالم ، يروي عن أبيه عن جدّه ، ويروي عنه الشيهد الأوّل.

٣٨ ـ ومنهم شيخنا الشيخ حسن بن عليّ بن داوُد الحلّي(٥) ، فإنّه فقيه عالم جليل القدر كامل أديب ، صنّف فأكثر ، تروي عنه جماعة ، منهم : المحقّق والسيِّد جمال الدين بن طاووس(٦) ، ولد خامس جمادى(٧) الآخر سنة سبع وأربعين وستمائة.

__________________

(١) محمّـد بن جعفر بن نما الحلّيّ توفّي بالنجف الأشرف سنة ٦٤٥ كما في هديّة الأحباب بينما ورد اللؤلؤة أنّ وفاته في الحلّة سنة ٦٤٥ ، وحمل نعشه إلى كربلاء فدفن بها ، وفي نفس المصدر نقل ترجمته عن أمل الآمل وذكر أنّ له كتباً ولم يورد لها أسماء ، ينظر في ترجمته ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ـ القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣٣٩.

(٢) جعفر بن محمّـد يلقّب بنجم الملّة والدين توفّي على ما قيل سنة ٦٨٠. ينظر ، البحراني. لؤلؤة ، ٢٧٤.

(٣) وصفه صاحب اللؤلؤة بأنّه جيّد الوضع. البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٢٧٣.

(٤) نظام الدين أحمد بن محمّـد بن جعفر قال عنه صاحب اللؤلؤة : كان فاضلاً صالحاً يروي عن أبيه عن جدّه. لؤلؤة البحرين ، ٢٧٣.

(٥) تقيّ الدين الحسن بن عليّ بن داوُد الحلّي (٦٤٧ ـ ٧٠٧) صاحب كتاب الرجال المعروف ، وقد جعله في قسمين الممدوحين وغيرهم ، ورتّبه على الحروف ، وذكر مصادره ، وجعل لها رموزاً ، ينظر في ترجمته ابن داوُد ، الرجال ١٠ ، الطهراني ، الذريعة ٧/٨٤.

(٦) في الأصل طاوس.

(٧) في الأصل جميدي.

  

٣٩ ـ ومنهم شيخنا الأجلّ ، الإمام رضي الدين ، الأنبل السيّد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّـد بن أحمد بن محمّـد الطاووسي(١).

٤٠ ـ ومنهم أخوه لأبويه شيخنا السيّد أحمد(٢) ، أُمّهما بنت الشيخ مسعود الورّام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان المالكي الأشتري(٣)والشيخ مسعود تلميذ سديد الدين الحمصي(٤) وأُمّ أُمّهما بنت الشيخ الطوسي وأجاز لها ولاُختها(٥).

__________________

(١) عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّـد بن طاووس الحسني الحسيني ولد بالحلّة سنة ٥٨٩ وهاجر إلى مشهد الرضاعليه‌السلام سنة ٦٠٢ وأقام في بغداد خمسة عشر سنة ، وبعد فتح بغداد ٦٥٦ هـ تولّى نقابة الطالبيّين من ٦٦١ ـ ٦٦٤ أي حتّى وفاته. ينظر في ترجمته ، ابن طاووس ، عليّ بن موسى فلاح السائل ، النجف ، ١٩٦٠ ، ١٠؛ الجابري ، عليّ حسين ، الفكر السلفي عند الشيعة ، بيروت ١٩٧١ ، ٢٢٧.

(٢) أحمد بن موسى بن جعفر بن محمّـد الطاووسي ، جمال الدين أبو الفضائل ، توفّي ٦٧٣ له عدّة مصنّفات منها : البشرى ، المزار ، نقض الرسالة العثمانية وغيرها ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٩٩.

(٣) أبو الحسن ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري من أولاد مالك بن الحرث الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين. وهذا الشيخ فاضل جليل القدر جدّ السيّد رضيّ الدين بن طاووس لأُمّه ت ٦٠٥ هـ له كتاب تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٤٩، ولكن الميرزا النوري يقول في ترجمة هذه الشخصية ثم إنّ تعبيرها عن الشيخ ورّام بالمسعود الورّام أو مسعود بن ورّام اشتباه آخر، فإنّ المسعود الورّام أو مسعود ابن ورّام غير الشيخ ورّام الزاهر صاحب تنبيه الخواطر خاتمة المستدرك ٢/٤٥٨ ـ ٤٥٩.

(٤) محمود بن عليّ بن الحسن الحمصي الرازي. كان حيّاً سنة ٥٨١ له كتاب التعليق العراقي ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٤٨.

(٥) بنت الشيخ مسعود ورّام بن أبي فراس هي أُمّ السيّد رضي الدين وأخيه أحمد أُمّ أمّهما بنت الشيخ الطوسي وقد أجاز لها الشيخ ورّام ولاختها والدة ابن إدريس ولهذا يعبّر السيّد رضي الدين في بعض المواقع عنه الشيخ الطوسي بجدّي. ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٤٤٢ ، ولكن الميرزا النوري له رأي في ذلك من حيث

  

له كتب ، منها كتاب [فلاح السائل](١) ، وكتاب [غياث الورى](٢) ، وله ابن عالم فاضل ، اسمه محمّـد مجد الدين(٣) ، وآخر اسمه قوام الدين أمير الحاجّ درج(٤) ، وأمّا السيّد أحمد فإنّه مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، لقد صنّف فأكثر من ذلك كتاب [البشرى](٥).

٤١ ـ ومنهم شيخنا ابن السيّد أحمد المذكور ، السيّد الأجلّ عبـد الكريم فإنّه سيّدنا الأعظم غياث الدين الزاهد العابد صاحب كتاب

__________________

نسبه حمزة السيّدة وهذا ممّا يجعل ترجمة هذه الشخصية وصحّة نسبه محلّ جدل وشكّ إذ يصرّح في مكان من كتابه هذا والمسعود الورّام أو مسعود بن ورّام الموجود فيها غير مذكور في كلمات أحد من الأقدمين ولا يبعد أنّه وقع تحريف في النقل ، خاتمة المستدرك ٣/٤٥.

(١) كتاب فلاح السائل للسيّد رضي الدين بن طاووس ـ يحتوي على مجموعة أعمال يزاولها المرء في يومه وليلته مقرونة بآداب وأدعية تعالج كثير من مشاكل الروح وما يحيطها من أزمات. ينظر ، ابن طاووس ، عليّ بن موسى ، فلاح السائل ، المطبعة الحيدرية النجف ، ١٩٦٠ ، ١٠.

(٢) غياث سلطان الورى لسكّان الثرى في قضاء الصلاة عن الأموات.

(٣) مجد الدين محمّـد : ذكر صاحب اللؤلؤة أنّ هذا السيّد الجليل هو ابن عزّ الدين الحسن بن موسى بن جعفر بن محمّـد بن طاووس وليس ابن السيّد عليّ رضي الدين بن موسى كما ورد أعلاه ـ وقد توفّي السيّد مجد الدين محمّـد بن عزّ الدين ٦٥٦ وقد خرج إلى السلطان هولاكو خان وسلّم الحلّة والكوفة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب وردّ إليه حكم نقابة البلاد القرانية ثمّ مات دارجاً وأخاه السيّد قوام الدين أحمد أمير الحاج ، درج أيضاً وانقرض السيّد عزّ الدين الحسن سنة ٧٠٤ هـ. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة ، ٣٤٩.

(٤) توفّي قوام الدين أبو طاهر أحمد بن عزّ الدين الحسن سنة ٧٠٤ هـ. ينظر البحراني ، لؤلؤة ، ٤٩.

(٥) بشرى المحقّين : في الفقه نقل الحسن بن داود الحلّي (ت ٦٧٣) في رجاله أنّه في ستّ مجلّدات وقال صاحب الذريعة : ينقل عنه في الكتب الفقهيّة. ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ٣/٢٠.

  

[فرحة الغري] ، ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة ومات رحمه‌الله في شوّال سنة ثلاث وتسعين وستمائة(١).

له ابن عالم فاضل محقّق ، اسمه رضي الدين أبو القاسم عليّ درج وأولد رضيّ الدين الإمام العالم ، محمّـد جمال الدين الملقّب بالمصطفى.

٤٢ ـ ومنهم شيخنا الأعظم العلاّمة الخواجة(٢) نصير الملّة والحقّ والدين محمّـد بن محمّـد بن الحسن الطوسي فإنّه عالم فاضل جليل نبيل له مصنّفات كثيرة(٣) في الحكمية(٤) والشرعية(٥) ولد يوم السبت حادي عشر شهر جمادى الأولى سنة السابعة والتسعين بعد الخمسمائة ، وتوفّي رحمه‌اللهببغداد ثامن عشر ذي الحجّة سنة الثالثة والسبعين بعد الستمائة ، قد تلمّذ عليه الشيخ ميثم(٦) في الحكمة وتلمّذ هو عليه في الأحكام ، الشرعية كان

__________________

(١) غياث الدين السيّد عبـد الكريم بن جلال الدين أحمد بن سعد الدين بن إبراهيم بن طاووس ولد سنة ٦٤٨ وتوفّي ٦٩٣ له كتاب فرحة الغريّ في تعيين قبر أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام. أبدع المؤلّف فيما جمعه من البراهين على إثبات قبر سيد الأوصياء في الغريّ. ينظر ، ابن طاووس ، عبـد الكريم ، فرحة الغري ، ١ ـ ٢.

(٢) في الأصل الإخواجة والصواب ما أثبتاه في المتن وسترد بعد ذلك بهذا التصويب فلاحظ.

(٣) محمّـد بن محمّـد بن الحسن الطوسي ، انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمانه كان أصله من جهرود من توابع قم ، وقد كان له دور كبير في تشيجيع البحث الحرّ عند الاثنا عشرية ، وفي مدرسة الحلّة بالذات ، وعرف برعايته المدارس العلمية وله عدّة مصنّفات أهمّها : تجريد الاعتقاد التذكرة ، وغيرها ، ولد سنة ٥٩٧ وتوفّي سنة ٦٧٢ ، ينظر في ترجمته ، الخوئي معجم رجال الحديث ١٧/٢١٧. الجابري : الفكر السلفي ، ٢٣٢ ، رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ٣٧٢ ـ ٣٩٠.

(٤) يقصد بها علوم الحكمة والفلسفة.

(٥) يقصد بها علوم الشريعة والفقه والرجال.

(٦) يقصد به الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني صاحب شرح نهج البلاغة ت ٦٧٩ هـ.

  

كلّ منهما شيخ الآخر.

كان هذا الشيخ الطوسي له يد في علم الرصد(١) ، قد أمره بتعليمه هولاكو خان(٢) ، واختار مراغة من تبريز لبناء الرصد فرصد فيها(٣) ، واستنبط في عدّة من الآلات الرصدية ، وكان من أعوانه على الرصد جماعة من العلماء ، أرسل إليهم هولاكو خان وأحضرهم.

٤٣ ـ ومنهم مؤيّد الدين شيخنا العالم الفاضل فإنّه كان طبيباً حاذقاً متبحّراً في جميع العلوم مات سنة أربع وستّين وستمائة(٤).

__________________

(١) علم الرصد هو فرع من علوم الهيئة ومن خلاله يتعرّف على كيفية تحصيل الآلات الرصدية قبل الشروع في رصد الكواكب وحركاتها حاجي خليفة ، تحف الظنون ١/١٤٥ ونقل حاجي خليفة نفسه محاورة لنصير الدين الطوسي مع هولاكوخان حول حقيقة هذا العلم فقال هذا العلم النجومي له الفائدة بحيث يعلم المتحدّث فيه ما يحدث فلا يحصل له من الروعة والاكتراث ما يحصل للغافل الذاهل منه ، كشف الظنون ١/٩٠٦.

(٢) هولاكو خان : حفيد جنكيز خان سلطان الدولة الإيلخانية والذي سقطت على يده الخلافة العبّاسية واحتلّ بغداد (٦٥٦ هـ ١٢٥٨ م).

(٣) تمّ بناء المرصد على تلّ شمالي مراغة وتمّ هذا العمل في ١٢ سنة حيث باشر بانشائه سنة ٦٥٧ وظلّ الطوسي يعمل به حتّى وفاته وسمّي الزيج المستنبط من هذا المرصد بـ(الزيج الإيلخاني) ونشره في كتاب خاصّ احتوى على جداول وطرائف حسابية لم تكن معروفة من قبل لذلك كان هذا الزيج هو المعتمد في أوربّا عصر النهضة ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ٢/١٠٨ ، الأمين ، محسن ، أعيان الشيعة ، بيروت ١٩٥٩ م ٤٦/٩ ـ ١٠.

(٤) مؤيّد الدين العروضي الدمشقي ابن بريك بن مبارك زاول الأعمال الفلكية وصناعة آلات الرصد وعمل مع الحكيم الطوسي في بناء مرصد مراغة من سنة ٦٥٧ هـ حتّى آخر حياته توفّي فجأة في السابع عشر من رجب سنة ٦٦٤ هـ ، وتدلّ رسالته في شرح آلات مرصد مراغة على مكانة نصير الطوسي لدى هذا العالم. مختصر الدول لابن العربي ٥٠١ ـ ٥٠٢ ، بحار الأنوار ٥٥/٢١٤ ، أعيان الشيعة ٩/٤١٧

  

٤٤ ـ ومنهم العلاّمة قطب الدين محمود الشيرازي ، صاحب [شرف الأشراف] [والكلّيّات](١).

٤٥ ـ ومنهم شيخنا العلاّمة الفيلسوف ، الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني فإنّه عالم فاضل محقّق مدقّق ، يكفيك شاهداً على جلالة قدره تسميته بالعالم الربّاني(٢) ، لقد صنّف فأكثر ، له على نهج البلاغة ثلاثة شروح(٣) مات رحمه‌اللهسنة تسع وسبعين بعد الستمائة ودفن بهلتا(٤) قرية بالبحرين ، تروي عنه جماعة ، كالعلاّمة والخواجة والسيِّد عبـد الكريم بن طاووس ، نقل في مجالس المؤمنين ما حاصله : أنّ الشيخ كان معتكفاً في زوايا الخمول مشتغلاً بالتحقيق ، فكتب إليه أهل العراق يلومونه على الجلوس في زوايا الخمول ، فكتب في جوابهم هذين البيتين :

__________________

، محمّـد تقي رضوي ، الخواجة نصير الدين الطوسي : ١٧٢. والمستغرب من السيّد عليّ أصغر البروجردي أن يذكر حادثة وفاته ووقتها بالقول توفّي بمراغة فجأة في سنة أربع وسبعمائة ، طرائف المقال ٢/٤٤٨.

(١) محمود بن مسعود بن مصلح الكازروني الفارسي الشافعي تلميذ الخواجة نصير الدين الطوسي. شرح القسم الثالث من المفتاح ، مختصر الحاجي ، وكلّيّات ابن سينا. توفّي سنة ٧١٠ ودفن بقرب البيضاوي. ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٢٩٦ ـ ٢٩٧ ، وقال السيّد علي البروجردي : «الاّ أنّه قيل في تشيّعه إشكال» طرائف المقال ٢/٤٤٨ وهذا ممّا يؤخذ على المؤلف في ذكره غير الشيعة في رجالات سنة.

(٢) ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني الفيلسوف المحقّق والعالم الربّاني توفّي سنة ٦٧٩ له عدّة مصنّفات منها : المعراج السماوي ، ورسالة في الوحي والإلهام وغيرها ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٢٥٤ ـ ٢٥٩؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٢٤.

(٣) له على نهج البلاغة ثلاثة شروح (الكبير والمتوسّط والصغير) أمّا الأكبر فهو المطبوع بايران، والأوسط فهو موجود عنه أهل القطيف في خزانة الحاج أحمد بن مسعود الجشّي. ينظر، مجلّة التراث، العدد ٣، ١٩٩٩، ص٢٣.

(٤) إحدى القرى الثلاثة من الماحوزة هي (الدوهج ـ هلتا ـ الغريفة).

  

طلبت فنون العلم أبغي بها العلا

فقصّرني عما سموت به القلُّ

تبيّن لي أنّ العلوم(١) بأسرها

فروع وأنّ المال فيها هو الأصل

فلمّا وصلهم ذلك كتبوا إليه : أنّك أخطأت فلو قلبت لأصبت. فكتب لهم جواب الكتاب وكتب فيه هذه الأبيات وهي قديمة :

قد قال قومٌ بغير علم(٢)

ما المرءُ إلا بأكبريهِ

فقلتُ قولَ امرء حكيم

ما المرءُ إلا بدرهميهِ

من لم يكنْ درهم لديهِ

لم تلتفتْ عرسُهُ إليه(٣)

ثمّ إنّه سافر لزيارة أئمّة العراق ، وقدم الحلّة ليقيم على أُولئك الحجّة ، فدخل بعض المدارس المشحونة بالعلماء فسلّم ، فردّ عليه بعضهم السلام بالاستثقال حين دخل عليهم بثياب خلقة ، فجلس في صفِّ النّعالِ ولم يلتفتوا إليه ، فوقعت بينهم مسألة مشكلة كلّت فيها أفهامهم ، فأجابهم بتسعة أجوبة جيّدة. فقال بعضهم بطريق السخرية : أخليلك(٤) طويلب علم؟ ثمّ حضر الطعام فلم يواكلوه؛ بل أفردوه على حدة ، ثمّ إنه عاد إليهم في اليوم الثاني لابساً أفخر الثياب ، فلمّا سلَّم قاموا له تعظيماً وبالغوا في ملاطفته وأجلسوه في صدر المجلس ، ولمّا شرعوا في المباحثة تكلّم معهم بكلمات عليلة لا وجه لها فاستحسنوها ، فلمّا حضرت المائدة ، بادروا معه بأنواع الأدب ، فألقى في الطعام كمّه ، فلمّا شاهدوا منه ذلك تعجّبوا واستفسروه عن هذا الخطاب ، فقال : إنّكم ما أتيتم بهذا إلاّ لأجل الثياب ،

__________________

(١) في كتاب مجالس المؤمنين (المحاسن).

(٢) في المجالس (فهم).

(٣) مجالس المؤمنين ٢/٢١٠ ـ ٢١١.

(٤) في الأصل «يا خليلك» والصواب ما أثبتاه في المتن.

  

وإلاّ فأنا صاحبكم أمس مع أنّي جئتكم أمس بهيئة الفقراء بسجيّة العلماء ، واليوم بلباس الجبّارين ، وتكلّمت بكلمات الجاهلين ، فقد رجّحتم الجهل على العلم ، والغنى على الفقر ، وأنا صاحب الأبيات التي في أصالة المال وفرعية العلم ، فاعترفوا له بخطئهم واعتذروا له(١).

٤٦ ـ ومنهم شيخنا العلاّمة نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الهذلي ، ابن عمّ المحقّق المجتهد يحيى بن سعيد ، فإنّه فاضل عالم محقّق مدقّق. مصنّف ، ماتَ رحمه‌الله شهر ذي الحجة السنة التاسعة والثمانين بعد الستمائة(٢) ، وعنه تروي جماعة كالعلاّمة.

٤٧ ـ ومنهم شيخنا المحقّق نجم الدين أبو القاسم جعفر بن يحيى بن سعيد ، الملقّب بالمحقّق ، فإنّه عالم فاضل انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه صنّف فأكثر(٣) ، كان يروي عن أبيه وجدّه وجماعة وتروي عنه جماعة كالعلاّمة ، وهو ابن اخته ، ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة توفّي سنة ستّ وعشرين وسبعمائة وفي (أمل الآمل)(٤) أنّه مات سنة ستّ وسبعين

__________________

(١) مجالس المؤمنين ٢/٢١٠ ـ ٢١١.

(٢) أبو زكريّا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي ولد سنة ٦٠١ ووفاته ليلة عرفة سنة ٦٨٩ وقبره في الحلّة ، من مصنّفاته : جامع الشرائع ونزهة الناظر ، ينظر في ترجمته ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٨٧.

(٣) أبي القاسم نجم الدين جعفر بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الشهير بالمحقّق الحلّي توفّي سنة ٦٧٦ هـ وهو خال واستاذ العلاّمة وأحد أساطين رجال الشيعة وفقهاء آل محمّـدعليهم‌السلام ، له كتاب ، شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام ، والمختصر النافع في فقه الإمامية ، ينظر ، الحلّي ، جعفر بن يحيى ، المختصر النافع ، الطبعة الثانية ، القاهرة : ١٩٥٨ ، المقدّمة ، الطهراني ، الذريعة ، ١٣/٤٧.

(٤) وهو كتاب الحرّ العاملي ت ١١١١ هـ الذي ترجم فيه للعلماء وقد سمّاه أمل الآمل في علماء جبل عامل.

  

وستمائة ولقد كان في أوّل زمانه شاعراً فمن شعره قوله :

يا راقداً والمنايا غير راقدة

وغافلاً وسهام الموت ترميه

بم اكتراثك والأيّام مرصدة

والدهر قد ملأ الأسماع داعيه

أما رأتك الليالي قبح رحلتها

وغدرها بالذي كانت تصافيه

رفقاً بنفسك يا مغرور أنّ لها

يوماً تشيب النواصي من دواهيه

ومنه ما كتب لأبيه :

ليهنك أَنّي كلُّ يوم إلى العلا

أُقدِّمُ رجلاً لا يزلُّ لها النعل

وغير بعيد أن تراني مقدَّماً

على الناس حتّى قيل ليس له مثل

تطاوعني بكر المعاني وعونها

وتنقاد لي حتّى كأنّي لها بعل

ويشهد لي بالفضل كلّ مبرّز

ولا فاضل إلاّ ولي فوقه فضل(١)

فكتب إليه أبوه لئن أحسنت في شعرك فقد أسأت في حقِّ نفسك وذكر له ذمّاً في الشعر ، قال المحقّق رحمه‌الله فوقفت عن الشعر واشتغلت بما هو أهمّ منه(٢).

* * *

__________________

(١) لم أجد له ديوان شعر. الأبيات موجودة في كتاب الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/٥١.

(٢) ينظر ، أمل الآمل ، ٢/٤٩.

  

الفصل الخامس

في ذكر من مات بعد السبعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٤٨ ـ فمنهم شيخنا آية الله في العالمين المشتهر بالعلاّمة الحسن بن يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّي(١) فإنّه فاضل عالم جليل نبيل محقّق ومدقّق صنّف ما يزيد على ستمائة مصنّف قد انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه وقد أذعن له المخالف والمؤالف ولد تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة ومات رحمه‌الله حادي عشر المحرّم سنة [ستّ] وعشرين وسبعمائة كان يروي عن جماعة كثيرة منهم والده وتروي عنه جماعة منهم محمّـد بن جهم الحلّي(٢) ومنهم ابنه وغيرهما كالسيّدين الأعظمين ضياء الدين والسيِّد عميد الدين(٣) ابني المرتضى محمّـد بن عليّ بن محمّـد الأعرج الحسيني(٤).

__________________

(١) جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن زين الدين عليّ بن محمّـد بن المطهّر الحلّي المشهور بالعلاّمة ولد في شهر رمضان سنة ٦٤٨ هـ وتوفّي في محرّم سنة ٧٢٦ ودفن في النجف الأشرف قرب قبر الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام في الأيوان الذهبي. أصبح من أعلام الاثنا عشرية الكلاميّين بفضل الحرّية التي تمتّع بها زمن الحكم الإيلخاني. ينظر ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٧؛ الشيرازي ، محمّـد الموسوي ، الفرقة الناجية ، ٣٧٧ الجابري ، عليّ حسين ، الفكر السلفي ، ٢٣٩.

(٢) أبو القاسم مفيد الدين محمّـد بن عليّ بن محمّـد بن جهم الأسدي الحلّي ، ويعبّر عنه في طرق الإجازات بالمفيد ابن الجهم تلميذ العلاّمة الحلّي ووالده فخر المحقّقين توفّي سنة ٧٢٦ هـ ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، هامش ٢٦٥.

(٣) عميد الدين عبـد المطّلب بن محمّـد (ت ٧٥٤) صاحب منية اللبيب في شرح التهذيب ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٧٧.

(٤) السيّد مجد الدين أبو الفوارس ، محمّـد بن فخر الدين عليّ بن عزّ الدين

  

والعلاّمة خالهما ، ومن لطائفه العجيبة أنّه ناظر أهل الخلاف في مجلس سلطان خدابنده(١) ، وبعد إتمام المناظرة وحقّية مذهب الإمامية ، خطب خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة على نبيّه والأئمّة ، فلمّا سمع منه ذلك السيّد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين ، قال : ما الدليل على جواز الصلاة على آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال العلاّمة : (الذين إذا أصابتهم مصيبة) الآيتين(٢).

فقال بطريق المكابرة : ما المصيبة التي أصابت آله حتّى يستحقّون بها الصلاة؟ فقال : من أشنعها أن حصل من ذراريهم مثلك يرجّح المنافقين الجهّال عليهم! فضحك الحاضرون وتعجّبوا من بداهته(٣).

إذا العلويّ تابع ناصبيّاً

بمذهبه فما هو من أبيه

وصار الكلب خيراً منه طبعاً

لأنّ الكلب طبع أبيه فيه(٤)

وفي هذه المناظرة ، صنّف كتاب (كشف الحقّ ونهج الصدق)(٥) ، ثمّ

__________________

محمّـد بن الأعرج الحسيني ، قال عنه الخوئي في معجم رجال الحديث ، فاضل جليل القدر يروي عنه ابن معيّة ، ينظر ، معجم رجال الحديث ١٧/٢٧.

(١) السلطان خدابنده هو الملقّب الجايتوين أرغون خان بن بغا بن هولاكو خان (٦٨٠ ـ ٧٠٢ هـ) ينظر في سبب تشيّعه ، رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ص ٤٧٦ ـ ٤٧٨.

(٢) (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة ، الآيتان : ١٥٦ ـ ١٥٧.

(٣) ينظر : البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٢١٠.

(٤) لم أقف على قائل هذه الأبيات وهي موجودة في لؤلؤة البحرين ، ٢٢٤.

(٥) صنّف هذا الكتاب باسم السلطان خدابنده حيث ذكر في مقدّمة الكتاب ما نصّه : امتثلت فيه أمر سلطان وجه الأرض الباقية دولته إلى يوم النشر ... غياث الحقّ

  

أسلم السلطان وأتباعه وانتشر مذهب الإمامية ، ورجعت المذاهب الأربعة بالخزي والدمار ، فيا لها من فضيلة ومنقبة ، قيل إنّه وزع تصنيفه على أيّام عمره من ولادته إلى موته ، فكان قسط كلّ يوم كرّاساً(١) ، نقل بعض المتأخّرين أنّه ذكر لشيخنا المجلسي فقال : ونحن الحمد لله لو عدت تصانيفنا على أيّامنا لكانت كلذلك فقال له بعض الحاضرين : إلاّ أنّ تصانيف مولانا الآخوند(٢) مقصورة على النقل وتصانيف شيخنا العلاّمة مشتملة على التحقيق فسلّم له ذلك(٣).

٤٩ ـ ومنهم شيخنا الأجلّ طمّان ، وقيل : طومان بن أحمد العاملي فإنّه فاضل عالم محقّق(٤) ، يروي عن نجيب الدين بن نما وعن السيّد

__________________

والدين الجايتو خدابنده محمّـد ، ينظر ، العلاّمة الحلّي ، كشف الحقّ ونهج الصدق ، بغداد : ١٣٢١ هـ ، ص٣.

(١) كتب السيّد عبـد العزيز الطباطبائي دراسة موسّعة عن مصنّفات العلاّمة وإعدادها وأماكن وجود المخطوطات منها وما ظهر للطبع وما بقي مخطوطاً في مصنّف أسماه مكتبة العلاّمة الحلّي ، نشرتها مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤١٦ هـ.

(٢) وردت هذه المحاورة بصورة أخرى، إذ جرى حديث في بعض الأيّام عن العلاّمة الحلّي ـ في محضر من العلاّمة المجلسي ـ وأنّ حاصل تأليفاته وتصنيفاته بكلّ يوم من عمره ألف بيت فقال الملاّ محمّـد باقر ونحن أيضاً لا تكون تأليفاتنا أقلّ من ذلك، فقال له بعض تلاميذه كلامك صدق ولكن تأليفات العلاّمة تصنيف وفكر وتحقيق أمّا تأليفاتكم فتجميع ويقلّ فيها التصنيف فقد جمعت الأخبار وترجمتها فقال الملاّ صحيح اشتغل في الأثر في التصنيف وأنا في الأكثر تأليف، ينظر، التنكابني، قصص العلماء: ٢٢١.

(٣) كتب الدكتور محمّـد مفيد آل ياسين دراسة موسّعة عن العلاّمة ودوره العلمي والسياسي في رسالته الموسوعة العلاّمة الحلّي في جامعة بغداد سنة ١٩٧٤.

(٤) نجم الدين طمّان بن أحمد العاملي توفّي بطيبة سنة ٧٢٨ هـ كان فاضلاً محقّقاً ،

  

فخار بن معد الموسوي ، وعن الشيخ شمس الدين محمّـد بن صالح ، وعن ابن إدريس ، وجماعة غيرهم ، وقد ذكر الشهيد الأوّل : أنّ والده محمّـد يروي عنه ، والشيخ أيضاً يروي عن شيخنا السيّد عليّ بن محمّـد بن الحسن بن زهرة(١) ، وهذا السيّد قد أجاز له مع أخويه ، العلاّمة المقال على الجميع أولاد بن زهرة(٢) ، مات رحمه‌الله السنة الثامنة والعشرين بعد السبعمائة(٣).

٥٠ ـ ومنهم شيخنا السيّد عميد الدين عبـد المطّلب ، فإنّه فاضل ، أثنى عليه مشايخنا في إجازاتهم ، وكذا أخوه ضياء الدين عبـد الله ، وكذا والدهما السيّد محمّـد بن عليّ بن محمّـد الأعرج الحسيني(٤).

فإنّهم كلّهم أجلاّء ، مات السيّد المذكور عاشر شعبان السنة الرابعة والخمسين بعد السبعمائة ببغداد ، ودفن بالغريّ وكان مولده السنة الحادية

__________________

روى عن الشيخ شمس الدين محمّـد بن صالح عن السيّد فخار بن معد الموسوي ، وذكر الشهيد في بعض إجازته أنّ والده جمال الدين أبا محمّـد مكّي من تلاميذه الشيخ العلاّمة نجم طمان والمتردّدين إليه إلى حيث مسفره (أي الشيخ نجم الدين طمان) إلى الحجاز الشريف ووفاته بطيبة سنة ٦٢٨ وينظر ، الخوانساري ، روضات الجنّات ، ١٠٣ ، ١٠٤.

(١) السيّد علاء الدين أبو الحسن عليّ بن محمّـد بن زهرة الحسيني الحلّي فاضل فقيه ، جليل القدر يروي عن الشيخ طمان بن أحمد العاملي. ينظر في ترجمته ، الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٢/١٥٣.

(٢) «آل زهرة» من أشراف الاُسر الكريمة في الملأ الشيعي العلوي نسباً ومذهباً. وقد برز منهم علماء نشروا الحديث والفقه قروناً عديدة ، منهم السيّد الأجلّ أبو المحاسن زهرة بن الحسين بن زهرة والسيّد علي بن أبي المحاسن ، والفقيه أبو المكارم حمزة بن عليّ بن الحسن بن زهرة ، ينظر ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٧١ ـ ٧٢.

(٣) في الأصل التسعمائة.

(٤) مرت ترجمتهم في ص ٣٧٣.

  

والثمانين بعد الستمائة.

٥١ ـ ومنهم شيخنا قطب الدين محمّـد بن محمّـد بن محمّـد الرازي ، البويهي ، فإنّه عالم فاضل محقّق(١) ، روى عن العلاّمة ، وروى عن جماعة منهم الشهيد الأوّل ، وكان من أولاد الصدوق ، لقد صنّف فأكثر له كتاب [المطالع](٢) و [القطبي](٣) توفّي رحمه‌الله السنة ستّة وستّين وسبعمائة بدمشق.

٥٢ ـ ومنهم شيخنا فخر الملّة والحقّ والدين ، أبو طالب محمّـد بن العلاّمة ، فإنّه سلطان العلماء وخاتمة المجتهدين ، صنّف فأكثر(٤) ولد ليلة العشرين من جمادى الأولى السنة الثانية والثمانين بعد الستمائة ، وتوفّي رحمه‌اللهيوم الجمعة خامس عشر جمادى الثانية ، سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.

نقل أنّه في السنة العاشرة فاز برتبة الاجتهاد كما يشعر به كلامه في

__________________

(١) محمّـد بن محمّـد بن أبي جعفر بن بابويه الرازي المعروف بـ(قطب الدين) وجه من وجوه هذه الطائفة جليل القدر ، عظيم المنزلة من تلاميذ الإمام الحلّي له كتب منها ، المحاكمات وشرحي المطالع والشمسية ، شرح القواعد ، شرح المفتاح وغيرها ينظر ، الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٧/٢١٠.

(٢) المطالع : في الحكمة والمنطق فهو تأليف القاضي سراج الدين محمود بن أبي بكر الأرموي توفّي سنة ٦٨٢ هـ واسمه مطالع الأنوار وقد شرحه كثيرون منهم القطب الرازي وسمّى شرحه لوامع الأسرار ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٩٨.

(٣) ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٧/١٥٦.

(٤) أبو طالب محمّـد بن آية الله العلاّمة الملقّب في الكتب الفقهية بفخر الدين وفخر الإسلام ، له عدّة كتب منها : شرح القواعد سمّاه أيضاً إيضاح الفوائد في حلّ مشكلات القواعد ، وشرح خطبة القواعد ، والفخرية في السنة ، وحاشية الإرشاد والكافية والوافية في الكلام وغيرها ، ينظر ، المجلسي ، بحار الأنوار ، ١/٢٢٢؛ الأمين ، أعيان الشيعة ، ٦/٤٥٣.

  

شرحه قواعد(١) أبيه ، ولقد تعجّب الشهيد الثاني(٢) من ذلك؛ بل العجب من تعجبه حيث نقل أسامي كثيرين رزقهم الله العلم في أقلّ من هذه السنّ(٣) ، فمنه : ما نقله عن الشيخ تقيّ الدين الحسن بن داود إنّ السيّد غياث الدين ـ وكان صديقاً له ـ قد استقلّ بالكتابة في أربعين يوماً ، واستغنى عن المعلّم وهو ابن أربع سنين ، ومنه ما نقله عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ، أنّه قال : رأيت صبياً له أربع سنين حمل إلى المأمون العبّاسي وكان قارئاً للقرآن وناظر في الرأي والاجتهاد ، ولكن يبكي كلّما جاع.

كان هذا الشيخ يروي عن جماعة ، منهم والده ، وتروي عنه جماعة ، منهم المحقّق المدقّق الشيخ أحمد بن عبـد الله البحراني(٤) ، ومنهم الشيخان المحقّقان نظام الدين وظهير الدين عليّ بن عبـد الحميد النيلي(٥) ، وعليّ بن

__________________

(١) يقصد بها قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام للعلاّمة الحلّي ت ٧٢٦ وهي من الكتب المتداولة المشهورة وقيل إنّ عدد مسائل القواعد ستمائة وستّين في الفقه لخّص فيه فتاواه وبيّن قواعد الأحكام بالتماس من ولده فخر المحقّقين وقد فرغ منه سنة ٦٩٣ أو ٦٩٣ ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٤/١٧ ، ١٧/١٧٦.

(٢) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٩٣.

(٣) من هؤلاء الفيلسوف المعروف ابن سينا ـ كان من صغر سنّه أُعجوبة زمانه لما بلغ اثني عشر سنة كان يفتي في بخارى على مذهب أبي حنيفة ، ثمّ شرع في علم الطبّ وصنّف (القانون) ، وهو ابن ستّ عشر سنة ، ومنهم أيضاً غياث الدين منصور بن محمّـد الحسيني الدشتكي. قيل إنّه فرغ من ضبط العلوم وهو في سنّ العشرين وظهر في مقام الناظرة للعلاّمة الدواني وهو ابن أربعة عشر سنة توفّي سنة ٩٤٨ ، ينظر القمّي ، هديّة الأحباب ، ٩٣ ـ ٢٨.

(٤) أحمد بن عبـد الله بن سعيد البحراني العالم الفاضل له كتاب النهاية في خمسمائة آية ، الوسيلة ، الناسخ والمنسوخ ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/١٧٨.

(٥) نظام الدين علي بن عبـد الحميد النيلي نسبة إلى نيلا بلفظ نهر مصر ـ بلدة

  

يوسف بن عبـد الجليل النيلي ، هذان الشيخان يروي عنهما ابن فهد الحلّي(١) ومنهم الشهيد الأوّل.

٥٣ ـ ومنهم شيخنا الإمام الأعظم الشهيد السعيد شمس الدين محمّـد ابن مكّي العاملي الجزيني(٢) ، فإنّه محقّق مجتهد ، وكذا والده ، لقد صنّف فأكثر مات مقتولاً سنة ستّ وثمانين وسبعمائة(٣) ، نقل أن سبب قتله كان بفتوى ابن جماعة الشافعي ، بعدما حبس سنةً وفي مدة الحبس صنّف [اللمعة](٤) ، وكان لم يحضره غير كتاب [المتخصر النافع] ، ثمّ بعد القتل صلب ورجم وحرق ، وحكى الشهيد الثاني في [اللمعة](٥) ، كلاماً في سبب

__________________

في العراق على الفرات بين بغداد والكوفة أنشأها الحجّاج وشقّت لها الأنهار وهي اليوم خراب ويسمّونها النيليات. توفّي نظام الدين بحدود ٨٠٠ هـ ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/١٩٢.

(١) جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الحلّي الأسدي توفّي ٩٤٨ له شرح مختصر النافع وعدّة الداعي والمقتصر والموجز وشرح الألفية للشهيد ـ والمقتصر هو شرحه على الإرشاد للعلاّمة ، ينظر ، البحراني ، الكشكول ، ١/٣٠٤.

(٢) جزين ـ قرية من قرى جبل عامل في لبنان.

(٣) محمّـد بن جمال الدين بن مكّي بن محمّـد بن حامد أحمد العاملي النبطي الجزيني المستشهد سنة ٧٨٦ المنعوت بالشهيد المطلق في كلمات علمائنا وهو أوّل من اشتهر بهذا اللقب عند الشيعة الإمامية ، ينظر في ترجمته الأميني شهداء الفضيلة ، ٨٠ ، الطهراني ، الذريعة ، ١٣/١٠٧؛ الخوئي معجم رجال الحديث ، ١٧/٣٠٣.

(٤) اللمعة الدمشقية : رسالة فقهية جليلة جمع فيها الشيهد أبواب الفقه ولخّص فيها أحكامه ومسائله وقد ألّف الشهيد الرسالة مدّة سبعة أيّام ، ولم يحضره من المراجع الفقهية غير المختصر النافع للمحقّق الحلّي ، ينظر ، العاملي ، زين الدين ، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، ١/١٠١.

(٥) الروضة البهية.

  

قتله وما فعل به ، ونقل شيخنا الشيخ سليمان بن عبـد الله أنّ سببه أن وشيَ به تقي الدين الجبلي(١) ، بعد ارتداده عن مذهب الإمامية ، ثمّ أقام مقامه شخصاً آخر ... اسمه يوسف بن يحيى ، وكتب محضر شنّع فيه على الشهيد بأقاويل شنيعة على العامّة صحيحة عندنا ، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفساً من أهل الجبل من الشيعة ، وارتدّوا وكتبوا تعصّباً مع ابن يحيى ، وكتب في المحضر ما يزيد على الألف من أهل السواحل والمتسنّنة ، وأثبتوا ذلك عند القاضي ـ قاضي بيد مرو ـ وقاضي صيدا ، وأتوا به إلى ابن جماعة ، فنفذه إلى القاضي وقال له احكم فيه بمذهبك وإلاّ عزلتك.

وجمع الملك (بيدمرو) جميع القضاة وأحضر الشهيد ، وقرأ عليه المحضر فأنكره ، وذكر أنّه لم يعتقده مراعياً للتقية فلم يقبل منه ، فقالوا : ثبت عليك شرعاً فقال : الغائب مع حجّته ، وما أنا أبطل شهادة هؤلاء ، فلم يقبل منه ، فقال الشهيد للقاضي : أنا شافعي وأنت إمام المذهب احكم فيّ بمذهبك ـ وإنّما قال : أنا شافعي لأنّ الشافعي يجوّز توبة المرتدّ ـ فقال على مذهبي يجب حبسك سنة ثمّ تستتاب ، أمّا الحبس فقد حبست ولكن تب إلى الله واستغفر فقال : ما فعلت ما يوجب خوفاً من أن يستغفر فيثبت عليه الذنب فاستغلطه ، فأبى فسارّه ساعةً. ثمّ قال استغفرت. قد ثبت الحدّ

__________________

(١) تقيّ الدين الجبلي أو الخيّامي من أهالي الجبل تزعم إلى مذهب جديد حاول به توسيع فجوة الخلاف بين السنّة والشيعة ولم تتحدّث كتب التاريخ عن شكل الدعوة ومحتواها إلاّ أنّ الذي يغلب عليه الظنّ أنّها كانت مطبوعة بطابع التصوّف والإيمان بوحدة الوجود وتزعم الدعوة بعد وفاته شخص يدعى يوسف بن يحيى الذي كان له يد في شهادة (الشهيد الأوّل) ينظر ، زين الدين العاملي ، اللمعة ١/٣٧.

  

عليك ، ثمّ قال للمالكي قد استغفر فاحكم فيه أنت فقام المالكي وصلّى ركعتين ثمّ قال : حكمت بإهراق دمه ففعل به ما ذكرنا(١).

كان يروي عن جماعة منهم : السيّد تاج الدين أبو عبـد الله محمّـد بن معيّة الحسيني الديباجي ، الفاضل العالم الشاكر الماهر(٢) ، قد أجاز له ولولديه محمّـد وعليّ(٣) ولأُختهما ستّ المشايخ(٤) ، وكان السيّد يروي عن العلاّمة وأولاد ابن طاووس وجماعة ، ومن شعر هذا السيّد قوله :

يَعزُّ على أسلافكم يا بني العلا

إذا نال من أعراضكم شتم شاتم

بنوا لكم مجد الحياة فما لكم

أسأتم إلى تلك العظام الرمائم

__________________

(١) ينظر : زين الدين العاملي : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ١/١٤٦ ـ ١٤٧؛ الأميني شهداء الفضيلة ، ٨١ ـ ٨٣؛ الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٧/٣٠٣.

(٢) السيّد محمّـد بن القاسم بن مُعية الحلّي شيخ الإمام الشهيد الأوّل توفّي سنة ٧٧٦ بالحلّة وحملت جنازته إلى مشهد أمير المؤمنين من مصنّفاته : معرفة الرجال ، ونهاية الطالب في أنساب آل أبي طالب ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/١٨٦؛ الأميني شهداء الفضيلة ، ٧٩؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ١١٩.

(٣) الشيخ رضي الدين أبو طالب محمّـد أكبر أبناء الشهيد الأوّل أجازه أبوه مرّتين والشيخ ضياء الدين أبو القاسم عليّ ابن الشهيد المتوسّط وله عن أبيه الشهيد الأوّل إجازة ، ينظر ، زين الدين العاملي ، اللمعة ، ١/١١٢.

(٤) الفقيهة الفاضلة فاطمة المدعوّة بستّ المشايخ تروي عن أبيها وعن السيّد تاج الدين بن معية وكان أبوها يثني عليها ويأمر النساء بالاقتداء بها والرجوع إليها فكانت مثال للمرأة المؤمنة المثقّفة وكانت موضع احترام وعناية الفقهاء والنّاس عامّة حتّى أنّها عندما توفّيت في قرية جزين حضر تشييعها سبعون مجتهد من جبل عامل ، ينظر ، زين الدين العاملي ، مقدّمة شرح اللمعة ، ١/١١٢ الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٩١.

  

أرى ألف بان لا يقوم بهادم

فكيف ببان خلفه ألف هادم(١)

وتروي عن الشهيد جماعة ، منهم الشيخ زين الدين بن عليّ الحلّي الفاضل العالم المصنّف له كتاب [التنقيح](٢) ، و [نهج المسترشدين](٣) ، وكان فراغه منه سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وغيرهما ، ومنهم السيّد حسن بن نجم الدين(٤) والشيخ عليّ بن الخازن(٥).

* * *

__________________

(١) هذه الأبيات من شعرهرحمه‌الله لما وقف على بعض الشباب العلويّين ورأى قبيح أفعالهم. ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/١٨٦.

(٢) تنقيح قواعد الأحكام أو تنقيح قواعد الدين في عدّة أجزاء لآية الله العلاّمة الحلّي ت ٧٢٦ كما في بعض نسخ الخلاصة ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ٤/٤٦٤.

(٣) نهج المسترشدين في أُصول الدين للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف كتبه بالتماس ولده فخر المحقّقين مرتّب على ١٣ فصل لخّص فيها المباحث الكلامية قال صاحب الذريعة (رأيت نسخة عصر المؤلّف وتمّ سنة ٧٢٢. وهي موجودة في مكتبة الطهراني في سامرّاء. ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٤/٤٢٤.

(٤) بدر الدين الحسن بن أيّوب بن نجم الدين الأطراوي العاملي له مسائل تعرف بمسائل ابن نجم ـ تلميذ عميد الدين الأعرجي ابن أُخت العلاّمة ت ٧٥٤ ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/٣٣٣.

(٥) الشيخ زين الدين عليّ بن الخازن الحائري قال عنه الخوئي ـ كان فاضلاً عابداً ، صالحاً ، من تلاميذ الشهيد الأوّل ـ ينظر ، الأمين ، أعيان الشيعة ، ٦/٣٠٢ ، الخوئي ، معجم رجال ا لحديث ، ١٢/٩.

  

الفصل السادس

في ذكر من مات بعد الثمنمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٥٤ ـ منهم شيخنا الشيخ أحمد بن شمس الدين بن محمّـد بن فهد العبّاس جمال الدين الحلّي ، فإنّه فاضل عالم محقّق ، صنّف فأكثر توفّي رحمه‌اللهالسنة الحادية والأربعين بعد الثمانمائة ، وقد بلغ من العمر خمساً وثمانين سنة(١) وكان قد أجاز له الشهيد الأوّل ، ويروي هو أيضاً عن السيّد المرتضى بهاء الدين عليّ بن عبـد الكريم الحسيني النجفي(٢) ، وعن ظهير الدين عليّ بن يوسف النيلي ، وتروي عنه جماعة منهم الشيخ عليّ بن هلال الجزيني(٣) ، والشيخ رضيّ الدين حسين الشهير بابن راشد

__________________

(١) فخر الدين أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الحلّي الأسدي له شرح مختصر النافع وعدّة الداعي والمقتصر والموجز وشرح الألفية للشهيد والمحرّر والتحصين والدرّ الفريد في التوحيد ـ توفّي ٨٤١ ودفن في جوار أبي عبـد اللهعليه‌السلامفي كربلاء قرب سان الخيام وقبره مشهور يزار ، ينظر في ترجمته ، البحراني ، الكشكول ١/٣٠٤ ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١١٠.

(٢) السيّد الأجلّ عليّ بن عبـد الكريم بن عبـد الحميد : بهاء الدين الحسيني النجفي النسّابة المحدّث الرجالي له مؤلّفات منها : الأنوار المضيئة في الحكمة والشريعة في مجلّدات عدّة قيل أنّها خمسة كما ذكر المجلسي في بحاره وقال عثرنا بحمد الله تعالى على المجلّد الأوّل وهو في الأصول الخمسة وفي ظهره فهرست جميع المجلّدات وتاريخ جمادى الأولى ٧٧٧ هـ ، ينظر ، المجلسي ، بحار الأنوار ، ١/١٨٩.

(٣) عليّ بن هلال الجزائري وليس الجزيني كما ورد في المتن ، كان فاضلاً جليلاً ورعاً له كتاب الدرّ الفريد في التوحيد ، ينظر ، البحراني لؤلؤة البحرين ص ١٠٤.

  

القطيفي(١).

وكان ابن فهد معاصراً للشيخ أحمد بن فهد بن محمّـد بن حسن بن إدريس الإحسائي(٢) ، وكانا كلاهما شرحا [إرشاد](٣) العلاّمة ، فكثيراً ما يحصل الاشتباه عنهما(٤) والنقل ، وكان ابن فهد الإحسائي له كتاب [خلاصة التنقيح](٥) ، فرغ منه سنة ستّ وثمانمائة ، كان يروي عن جمال الدين ويقال فخر الدين ، وشهاب الدين أحمد بن متوّج ، وكان يروي هو عن شيخنا الشيخ أحمد بن محمّـد بن عبـد الله بن حسن ، وعليّ بن محمّـد بن

__________________

(١) حسن بن راشد القطيفي أورد له صاحب الأنوار ترجمة وقال ذكره المحدّثان الفاضلان الشيخ عبـد الله بن صالح والشيخ يوسف في اللؤلؤة وقبلهم الشيخ ابن أبي جمهور الإحسائي ولم يذكروا له شيئاً من المصنّفات ولا تاريخ وفاة ، ينظر ، البلادي ، عليّ بن حسن ، أنوار البدرين ، النجف ص ٨٠.

(٢) شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس الإحسائي معاصر سمّيه الشيخ أحمد بن فهد الحلّي الذي توفّي ٨٤٠ ولكلّ منهما شرح على إرشاد العلاّمة ، ينظر ، البحراني الكشكول ، ١/٣٠٣.

(٣) إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان تأليف آية الله العلاّمة الحلّي ت ٧٢٦ وهو من أجلّ كتب الفقه وأعظمها عند الشيعة لذلك تلقّاه علماؤنا بالشرح والتعليق عبر قرون من عصر المؤّلف حتّى الآن ـ أثبت الطهراني فهرساً بأسماء ٣٨ ممّن شرحه ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٣/٧٤.

(٤) شرح الإرشاد الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد الإحسائي اسمه [خلاصة التنقيح في مذهب الحقّ الصحيح] وشرح الإرشاد : للشيخ جمال الدين أحمد بن محمّـد بن فهد الحلّي وقد يشتبه شرحه على الإرشاد بشرح سميّه المعاصر له والمشارك معه في الرواية عن الشيخ أحمد بن المتوّج ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٣/٧٤.

(٥) خلاصة التنقيح في مذهب الحقّ الصحيح ، شرح لإرشاد العلاّمة الحلّي في الفقه في مجلّدين كبيرين من أوّل الفقه إلى آخره وهو تأليف أحمد بن محمّـد بن فهد بن إدريس الإحسائي وقد فرغ منه (٨٠٦) قال صاحب الذريعة رأيت المجلّد الثاني من أوّل النكاح إلى آخر الديّات في مكتبة (سيّدنا الشيرازي) ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ٧/٢٢٣.

  

سبع المشتهر بالسبعي ، الفقيه المصنّف(١) له كتاب [شرح القواعد](٢) ، فرغ منه سنة ستّ وثلاثين وثمانمائة وغَيرهُ وكان ابن المتوّج يروي عن ابن العلاّمة ، وكان ابن متوّج تروي عنه جماعة : منهم الشيخ عليّ بن إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور الإحسائي ، وهذا الشيخ يروي عنه ابنه المحقّق الفيلسوف العلاّم الربّاني محمّـد المشتهر بابن أبي جمهور الإحسائي ، فإنّه كان متكلّماً عالماً فقيهاً صنّف فأكثر له كتاب [شرح زاد المسافرين](٣) ، وقد فرغ منه سنة ثمان وسبعين وثمانمائة(٤).

* * *

__________________

(١) أحمد بن محمّـد بن عبـد الله بن عليّ بن محمّـد بن سبع بن رفاعة السبعي له كتاب شرح القواعد ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/١٦٨.

(٢) شرح قواعد الأحكام فرغ منه سنة ٦٣٨ اسمه [سديد الأفهام] خرج منه إلى كتاب الوصية ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٤/١٧.

(٣) شرح زاد المسافرين في أُصول الدين ألّفه في مشهد الرضاعليه‌السلام سنة ٨٧٨ هـ بالتماس تلميذه الأمير محسن بن محمّـد الرضوي المشهدي وسمّاه بـ : [كشف البراهين] ، ينظر الطهراني ، الذريعة ، ١٣/٢٩٧.

(٤) محمّـد بن عليّ بن إبراهيم الإحسائي صاحب كتاب المجلي وعوالي اللآلي وقد فرغ من تصنيف المجلي سنة ٨٩٥ هـ ـ ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٦٥.

  

الفصل السابع

في ذكر من مات بعد التسعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٥٥ ـ فمنهم شيخنا الجليل ، الشيخ عليّ بن أحمد بن محمّـد بن جمال الدين بن تقي الدين ، فإنّه كان فاضلاً عالماً محقّقاً ، تروي عنه جماعة منهم ابنه شيخنا زين الدين الشهيد الثاني ، مات رحمه‌الله السنة الخامسة والعشرين بعد التسعمائة(١).

٥٦ ـ ومنهم شيخنا نور الدين عليّ بن عبـد العالي الميسي ، فإنّه فاضل عابد ورع تقيّ زاهد ، توفّي رحمه‌الله السنة الثامنة والثلاثين بعد التسعمائة(٢) ، ولم نرَ له مصنَّفا ، كان يروي عن جماعة منهم : السعيد بن عمّ الشهيد محمّـد بن محمّـد بن داوُد الشهير بابن الجزيني المؤذّن(٣) ، عن الشهيد الأوّل وكان يروي عن جماعة منهم الشهيد الثاني.

٥٧ ـ ومنهم شيخنا نور الدين عليّ بن عبـد العالي الكركي الشهير

__________________

(١) نور الدين عليّ بن أحمد بن محمّـد بن جمال الدين بن تقيّ الدين بن صالح الجبعي العاملي المعروف بابن الحجّة أو الحاجة ، من كبار أفاضل عصره ، ينظر الخوانساري ، وروضات الجنّات ، ٣/٣٠٣.

(٢) نور الدين عليّ بن عبـد العالي العاملي الميسي : كان فاضلاً عالماً متبحّراً محقّقاً وغيرها توفّي سنة ٩٣٣ هـ ، ينظر في ترجمته ، الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٢/٧٩.

(٣) الشيخ شمس الدين محمّـد بن محمّـد بن داود المؤذّن الجزيني كان فاضلاً جليلاً نبيلاً شاعراً يروي عن الشيخ ضياء الدين عليّ بن الشهيد محمّـد بن مكّي العاملي عن أبيه ، وكان ابن عمّ الشهيد عمّا ذكر الشهيد الثاني في بعض إجازاته. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٧١.

  

بالمحقّق الثاني ، فإنّه عالم موفّق مدقّق مجتهد ، صنّف فأكثر كان معاصراً للشيخ عليّ المتقدّم ، مات رحمه‌الله السنة الأربعين بعد التسعمائة(١) ، وهو يروي عن عليّ بن هلال الجزائري ، عن ا بن فهد عن الشهيد الأوّل ، ويروي عنه درويش محمّـد بن حسن النظري(٢) كان أوّل من نشر الحديث بعد دولة الصفوية(٣) ، وكان من علماء طهماسب الصفوي ، وقد جعل أمور مملكته كلّها بيده ، وكتب رقماً(٤) إلى جميع مملكته بامتثال ما يأمر به الشيخ عليّ ، وكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان بدستور العمل في الخراج(٥) ، وما يصلح به أُمور الرعية ، وأمر بإخراج جميع علماء المخالفين ، وأمر كلّ بلاد وقرية بأن ينصبوا لهم إماماً للجماعة.

__________________

(١) عليّ بن عبـد العالي الكركي : أمره بالثقة والعلم والفضل وجلالة القدر وعظم الشأن وكثرة التحقيق أشهر من أن يذكر ومصنّفاته كثيرة مشهورة منها شرح القواعد ستّ مجلّدات ، والجعفرية وغيرها ، كانت وفاته سنة ٩٢٧ وقد زاد عمره على السبعين سنة ينظر ، القمّي ، عبّاس ، الكنى والألقاب ، مطبعة العرفان ، صيدا ١٣٥٨ ، ١٣٣؛ الحسون ، محمّـد ، حياة المحقق الكركي وآثاره ، ط١ ، قم : ١٤٢٣ ، ٣٦.

(٢) كمال الدين درويش محمّـد بن الشيخ حسن العاملي ثمّ الإصفهاني من أكابر ثقات العلماء ، أجازه الشيخ الكركي سنة ٩٣٩ ـ ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٥١.

(٣) تأسّست الدولة الصفوية على يد إسماعيل الصفوي (٩٠٥ ـ ٩٢٠) وبعد وفاته جاء للحكم ابنه طهماسب الأوّل (٩٢٠ ـ ٩٨٤) الذي كان بحاجة إلى من يرشده في أمر دينه ودنياه فترك أمر بثِّ التشيُّع بيد المعاصرين من الفقهاء فكلّف الشيخ الكركي لينهض بأعباء المهمّة. ينظر ، الجابري ، الفكر السلفي ص٥٦.

(٤) ينظر في صورة الحكم الصادر من الشاه طهماسب إلى الشيخ الكركي ، الحسّون ، حياة المحقّق الكركي ، ١/٤٣١.

(٥) ألّف في ذلك رسالة سمّاها قطع اللجاج في حلّ الخراج وقد حقّقها الدكتور عبـد العظيم البكّاء في رسالة جامعية في جامعة بغداد ١٩٧٢.

  

وكان معاصراً أيضاً للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي(١) ، إلا أنّ هذا الشيخ جاء العراق فأقام بالحلّة.

نقل أنّ الشيخ إبراهيم دخل عليه صاحب الأمر في صورة رجل يعرفه ، الشيخ فسأله أي الآيات في المواعظ أعظم؟ قال : (إنّ الذين يلحدون في آياتنا) الآية(٢) ، فقال : صدقت يا شيخ فخرج عنه فسأل بعض أهل بيته خرج فلان؟ فقالوا : ما رأينا أحداً دخل ولا خرج(٣) ، كان يروي عن الشيخ عليّ بن عبـد العال ، وكان له معه معارضات ومنقاضات ورسائل وجوابات(٤).

تروي عنه جماعة ، منهم شيخنا معزّ الدين محمّـد بن تقي الحسيني الإصفهاني ، وله أجاز ، ويظهر من الإجازة أنّ الشيخ عليّ بن هلال كان

__________________

(١) إبراهيم بن سليمان البحراني المعاصر للشيخ علي الكركي العاملي وكان زاهداً عابداً ورعاً مشهوراً قال القمّي : كان عندي رسالة منه موسومة بالنجفية وكان في آخرها خطّه الشريف وتاريخ كتابته سنة ٩٢٧ ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٢٩٨.

(٢) (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة فصلت الآية : ٤٠.

(٣) ينظر ، البحراني الكشكول ، ١/٢٩٢.

(٤) عثرت المعارضات في المسائل بينهما وقد بدأ النزاع بعد أن رفض القطيفي هديّة الشاه طهماسب ، وقد انتقد الكركي رفض زميله الهديّة ، وقد ألّف في كلِّ موضع ألّف فيه الشيخ عليّ الكركي للردّ عليه ، ومن جملة ذلك الرسالة الخراجية المسمّاة بالسراج الوهّاج لدفع قاطعة اللجاج ، وقد وضعها في حرمة الخراج ردّاً على رسالة قاطعة اللجاج التي أطلقها في حلّ الخراج وله رسالة في حرمة صلاة الجمعة في زمن الغيبة مطلقاً ، ردّاً على القول بوجوبها مع وجود المجتهد الجامع لشرائط الفتوى ، وله رسالة الرضاعة ردّاً على الشيخ عليّ في رضاعيّته ، ينظر ، البحراني ، الكشكول ، ١/٢٩١.

  

عمّه ، ومنهم شيخنا شمس الدين محمّـد بن الحسن الأسترآبادي(١) ، والسيِّد شريف الدين الحسيني المرعشي التستري ، وأبو القاضي نور الله التستري والسيِّد نعمة الله الجزائري.

٥٨ ـ ومنهم شيخنا الإمام الأعظم ، الشهيد الثاني زين الدين بن عليّ المعروف (بابن الحجّة) فإنّه من أعيان هذه الطائفة وشيوخها وفقهائها ، لقد صنّف فأكثر(٢) ، وقد ألّف تلميذه الشيخ محمّـد بن عليّ بن الحسن العودي العاملي(٣) كتاباً ذكر فيه جملة من أحوال الشيخ من مبدئه وإلى مآله(٤) وذكر أنّه كان ينقل الحطب بالليل على حمار لعياله ، ولد ثالث عشر شهر شوّال

__________________

(١) محمّـد بن الحسن الأسترآبادي المعروف بالشيخ الرضيّ نجم الأئمّة شارح الكافية توفّي في أواخر المائة السابعة وفي مجالس المؤمنين أنّه توفّي سنة ٦٨٦ إلا أنّ فراغه من شرح الكافية كان سنة ٦٨٦ أو سنة ٦٨٨ وفي خزانة الأدب أنّ شرحه للشافية متأخّر عن شرحه للكافية الذي قال عنه صاحب أمل الآمل إنّه لم يؤلّف مثله في علم العربية ولا بعده .. طبع مراراً في إيران ومصر أما شرح الشافية لابن الحاجب فهو في الصرف. ينظر في ترجمته الأمين ، أعيان الشيعة ، ٤٤/١٢.

(٢) زين الدين بن نور الدين عليّ بن أحمد بن محمّـد جمال الدين الجبعي العاملي الشامي المعروف بابن الحجّة المنعوت عند فقهاء الإمامية بالشهيد الثاني المستشهد سنة ٩٦٥ ، نقل أنّه خلّف ألفي كتاب ومن مولّفاته رسالة في عشرة مباحث من عشرة علوم ، منار القاصدين في أسرار معالم أحكام الدين ، رسالة في الاجتهاد ، الدراية ، الروضة البهية ... وغيرها ، ينظر ، العاملي ، زين الدين ، الروضة البهية ، ١/١٧٦ ـ ١٧٧ ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ١٣٢.

(٣) بهاء الدين محمّـد بن عليّ بن الحسن العودي العاملي الجزيني من تلامذة الشهيد الثاني له رسالة في أحوال شيخه المذكور قال صاحب أمل الآمل رأينا قطعة منها ونقلنا قطعة منها في هذا الكتاب ، ينظر ، العاملي ، الروضة البهية ، ١/١٦٤؛ الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ١/١٦٦.

(٤) كتب رسالة في أحوال الشهيد تسمّى «بغية المريد في أحوال الشيخ زين الدين الشهيد» ، ينظر ، العاملي ، الروضة البهية ، ١/١٦٧؛ الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ١/١٦٦.

  

السنة الحادية عشرة بعد التسعمائة ، ومات مقتولاً السنة السادسة والستّين بعد التسعمائة ، قال بعض الأُدباء في تاريخ وفاته :

تاريخ وفاة ذلك الأوّاه

الجنّة مستقرّهُ والله(١)

قرأ على جماعة ، منهم والده ، ومنهم الشيخ عليّ بن عبدالعالي الكركي ، ومنهم السيّد حسن بن جعفر(٢) ، ومنهم شمس الدين محمّـد بن مكّي(٣) ، والشيخ أحمد بن جابر ، وقرأ على جماعة من العامّة ، وقرأ بمصر على ستّة عشر رجلاً ، وسافر إلى قسطنطينة ، فأعطوه المدرسة العظمى ببعلبك ، ودرَّس في المذاهب الخمسة ، نقل في سبب قتله أنّه قبض بمكّة بأمر السلطان سليم ملك الروم(٤) ، في المسجد الحرام وأُخرج إلى بعض دور مكّة وحبس شهراً وعشرة أيّام ثمّ ساروا به إلى قسطنطينة وقتلوه ، وبقي مطروحاً ثلاثة أيّام ، ثمّ ألقوا جسده بالبحر ، كذا وجد بخطّ البهائي(٥).

وفي أمل الآمل أنّ سببه أنّه ترافع رجلان فحكم لأحدهما وغضب الآخر ، فوشي فيه قاضي صيدا واسمه معروف ، وكان الشهيد مشتغلاً بشرح اللمعة ، مختفياً عن الناس في كرم له ، فأرسل القاضي بطلبه فأتوا

__________________

(١) ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٣٢.

(٢) بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين بن نجم الدين بن الأعرج الحسني العاملي الكركي توفّي ٩٣ هـ ، له مصنّفات منها : التهذيب والعمدة وكلاهما في أصول الفقه. ينظر في ترجمته ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٠.

(٣) شمس الدين محمّـد بن مكّي العاملي توفّي سنة ٩٣٨ ، له غاية القصد في معرفة القصد قرأه عليه الشهيد الثاني بالشّام كما حكاه العودي في رسالته. ينظر ، الأمين ، أعيان الشيعة ، ٤٧/٣٥.

(٤) السلطان سليم الأوّل الذي حكم الدولة العثمانية (١٥١٢ ـ ١٥٢٠ م).

(٥) نقل الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة نصّ حكاية قتل الشهيدرحمه‌الله نقلاً من خطّ الشيخ البهائي. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٤.

  

(جبع)(١) ، فقالوا إنّه سافر ، ثمّ أنّ الشيخ أراد الحجّ ، وكان قد حجّ مراراً ، فسافر في محمل مغطّى ، فكتب القاضي إلى سلطان الروم : أنّ هنا رجلاً مبدعاً خارجاً عن الأديان الأربعة ، فأرسل السلطان في طلبه ، وقال : أتوا به حيّاً حتّى نباحثه ، فاجتمعوا به في مكّة ، فقال لمن اجتمع معه : تكون معي نحجّ وأفعل ما تريد ، فلمّا فرغ سار معه لبلاد الروم ، فلمّا وصل ، جاء رجل فقال من هذا؟ فقال رجل من الإمامية أريد توصيله للسلطان ، فقال له أما تخاف أنّك إن وصلته سالماً يكون فيه سبب هلاكك؟ لأنّ له أُناساً قريبين من السلطان ، والرأي أن تقتله هنا ، وتأخذ رأسه فقتله في مكانه في ساحل البحر ، وكان هناك جماعة من التركمان ، فرأو الأنوار تلك الليلة تنزل من السماء إلى ا لأرض ، فدفنوه هناك وبنوا عليه قبّة ، ولمّا رأى السلطان رأس الشيخ ، قال لمن أتى به إنّي أمرتك تأتي به حيّاً لم قتلته؟ فقتله(٢).

٥٩ ـ ومنهم شيخنا الأجلّ : عزّ الدين الحسين بن عبـد الصمد بن محمّـد الحارثي الهمذاني العاملي الجبعي ، فهو عالم فاضل محقّق صنّف فأكثر ، ولد حادي المحرّم السنة الثامنة عشرة بعد التسعمائة ، ومات رحمه‌اللهالسنة الرابعة والثمانين بعد التسعمائة(٣) ، كان يروي عن جماعة منهم الشهيد الثاني.

__________________

(١) قرية في جبل عامل.

(٢) ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ١/٩٠.

(٣) الحسين بن عبـد الصمد محمّـد الحارثي المهذاني توفّي ٩٨٤ سافر إلى خراسان وبقي مدّة في هرات وكان فيها شيخاً للإسلام ثمّ جاء إلى البحرين وتوفّي فيها وله ٦٦ سنة من تآليفه العقد الطهماسية كتبه للشّاه طهماسب وشرح على ألفيّة الشهيد الأوّل ورسالة صلاة الجمعة ذكرها في شرح الألفية ، ينظر في ترجمته ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٦٦.

  

نقل أنّه سافر لمكّة قاصداً الجوار بها إلى أن يموت ، فرأى في المنام أنّ القيامة قد قامت ، وجاء الأمر من الله أن ترفع أرض البحرين ومن فيها ، إلى الجنّة ، فلمّا رأى هذه الرؤيا رجع عن مكّة وأتى البحرين(١) ، ولمّا سمع به علماء البحرين أحبّوا الاجتماع معه يوم الدرس ، وكان يوماً تجتمع فيه جملة العلماء ، وكان منهم الشيخ داوود بن شافيز(٢) ، وكان كثير الجدل وبينه وبينهم منافرة ، فلم يحضر معهم ، فلمّا سمعوا بذكر الشيخ اصطلحوا معه فحضروا جميعاً ، وكان الشيخ أعلم الجميع ، فصار بينه وبين الشيخ داوُد منازعة ، مع أنّه لا نسبة بينه وبينه ، فلمّا انقضى المجلس انشدّ الشيخ :

أناس في أوال قد تصدَّوا

لمحو العلم واشتغلوا بلم لم

متى ما جئتهم لم تلق فيهم

سوى حرفين لم لم لا نسلم(٣)

فأقام بالبحرين حتّى مات بقرية المصلّى(٤) ، ورثا ابنه البهائي بقصيدة أوّلها :

قف بالطلول وسلها أين سلماها

وروِّ من جرع الأجفان جرعاها

ومنها :

يا جيرة هجروا واستوطنو هجرا

واهاً لقلبي المعنّى بعدكم واها

__________________

(١) ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٦٦.

(٢) داوُد بن محمّـد بن عبـد الله بن أبي شافيز له في علوم الأدب اليد الطولى وشعره في غاية الجزالة له رسائل منها ، رسالة وجيزة في علم المنطق اختار فيها مذهب الفارابي ، ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ، ٨٠.

(٣) ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ، ٤٥؛ التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٦٧.

(٤) قرية من قرى البحرين معروفة الآن.

  

أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت

ثلاثة كنَّ أمثالاً وأشباها

ثلاثة أنت أنداها وأغزرها

جوداً وأعذبها طعماً وأصفاها

حويت من درر العلياء ما حويا

لكنَّ دَرَّك أعلاها وأغلاها(١)

٦٠ ـ ومنهم شيخنا الزاهد العابد الشيخ أحمد بن محمّـد الأردبيلي ، فإنّه عالم فاضل ورع ، لم يسمع بمثله في الزهد والورع ، صنّف فأكثر(٢) ، وله كرامات كثيرة ، نقل شيخنا المجلسي في (بحاره) في جملة من رأى القائم عجّل الله فرجه ، أنّ شيخنا الأردبيلي ممّن تفتّحت له أبواب الروضة الغروية ، وكلّمه الإمام عليّ عليه‌السلام ، وأمره بالمضي إلى الكوفة ، فمضى فرأى بها القائم ، فسأله عن مسائل فأجابه عنها(٣).

أيضاً إنّه كان في عام الغلاء يقاسم الفقراء من عنده ، وقد فعل ذلك مراراً فغضبت امرأته وعاتبته ، ومضى عنها للكوفة للاعتكاف ، فلمّا كان

__________________

(١) القصيدة في ثلاثة وعشرين بيتاً مطلعها :

قف بالطلول وسلها أين سلماها

وروّ من جرع الأجفان جرعاها

وردّد الطرف في أطراف ساحتها

وأرّج الروح من أرواح أرجاها

ينظر ، العاملي ، بهاء الدين ، الكشكول ، دار إحياء الكتب العربية ، ١٩٦١ ، ١/٢٦٨.

(٢) أحمد بن محمّـد الأردبيلي النجفي اشتهر بالمقدّس الأردبيلي ثقة عدل محقّق فقيه أُصولي صاحب الكرامات الباهرة فقيه النجف في عصره بل فقيه الإمامية وعالم من علمائها البارزين له مصنّفات ، آيات الأحكام ، عقائد الإسلام في علم الكلام وغيرها ـ ينظر ، حرز الدين ، معارف الرجال ، ١/٥٣.

(٣) ينظر ، المجلسي ، بحار الأنوار ، ٥٢/١٨٦ ـ ١٨٧.

  

اليوم الثاني جاء رجل بدواب محمّلة حنطة وشعيراً طيّباً فقال : هذا بعثه لكم صاحب المنزل ، وهو معتكف في المسجد ، فلمّا جاء من الاعتكاف أخبرته بذلك ، فحمد الله ولم يكن له من خبر(١) ، توفّي رحمه‌الله السنة الثالثة والتسعين بعد التسعمائة ، كان يروي عنه جماعة ، منهم : السيّد محمّـد «صاحب المدارك ومحقّق المعالم» ، وعبـد الله بن الحسين التستري.

* * *

__________________

(١) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٤٩.

  

الفصل الثامن

في ذكر من مات بعد الألف من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٦١ ـ فمنهم شيخنا الإمام الأعظم بهاء الملّة والحقّ والدين ، محمّـد بن الحسين العاملي ، فإنّه عالم فاضل فقيه محقّق مدقّق غائص بحار جميع العلوم العقلية والنقلية والحكمية ، ولد رحمه‌الله ببعلبك السنة الثالثة والخمسين بعد التسعمائة ، ومات رحمه‌الله السنة الحادية والثلاثين بعد الألف(١) ، باصبهان(٢) ، ودفن بمشهد الرضا عليه‌السلام ، وقد صنّف فأكثر ، كان شاعراً ماهراً ، وقد اجتمع مع أبي البحر جعفر الخطّي(٣) ، وكان البهائي منشئاً قصيدة غرّاء اعتجبت بها أوّلها(٤) :

__________________

(١) محمّـد بن الحسين بن عبـد الصمد الملقّب ببهاء الدين الحارثي العاملي ـ الهمذاني ت ١٠٣١ وقيل ١٠٣٠ ونقل إلى طوس ودفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية. له عدّة مصنّفات منها : الجامع العبّاسي ، خلاصة الحساب ، الكشكول ، الأربعون حديثاً وغيرها ، ينظر في ترجمته البهائي ، الكشكول ، المقدّمة؛ البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٩؛ التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٢.

(٢) إصبهان : وصفها ياقوت بأنّها مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها وهي اسم للإقليم بأسره وهي في الموقع بشهرستان ، ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ١/٢٠٦.

(٣) أبو البحر جعفر بن محمّـد بن حسن بن عليّ بن ناصر بن الإمام الشهير بالخطّي البحراني العبيدي توفّي سنة ١٠٢٨ ـ أثنى عليه صاحب السلافة ووصفه (بالحكيم الشعر الساحر البيان) ينظر ، المدني ، عليّ صدر الدين ، سلافة العصر في محاسن الشعراء بكلّ مصر ، ط١ ، ١٣٢٤ ، ٥٣٢.

(٤) في الأصل بياض ولم يكتب المؤلّف هذه القصيدة وقد أورد صاحب السلافة الرواية وذكر القصيدة ومطلعها :

سرى البرق من نجد فجدّد تذكاري

عهوداً بحزوى والعندليب وذي قارِ

  

فأعرضها على جماعة كان الشيخ معهم ولم يعرفه ، فقال : هل أحد في هذا العصر يجاريها؟ فقال الشيخ : نعم أنا أُجاريها فأخذ في إنشاء قصيدة أوّلها :

هي الدار تستقيك مدمعها الجاري(١)

وقد أثنى على شيخنا البهائي فيها بما لا مزيد عليه ، ولم تمض إلاّ ساعة فعرضها عليه فتعجّب ، وأنشد :

قصيدتك الغرّاء يا فرد عصره

تنوب عن الماء الزلال لمن يظما

فنروى متى نروي بدائع نظمها

ونظما إذا لم تروِ يوماً لما نظما(٢)

ويعجبني نقل حكاية للبهائي ، وهي مباحثة جرت بينه وبين عالم من أعلم أهل مصر ، وكان البهائي يظهر له دين السنّة ، فقال له : ما تقول الرافضة الذين من قبلكم في الشيخين؟ فقال : ذكروا لي حديثين عجزت عن جوابهما فقال : ما هما؟ قلت : يقولون إنّ مسلماً روى في صحاحه أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «من آذى فاطمة الزهراء عليها‌السلام فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد كفر»(٣).

وروى بعد هذا الحديث بخمس أوراق إنّ فاطمة عليها‌السلام خرجت من

__________________

(١) القصيدة مكوّنة من ٣٤ بيت مطلعها :

هي الدار تستقيك مدمعك الجاري

فسقيا فخير الدمع ما كان للدار

ينظر ، المدني ، سلافة العصر ، ٥٣٢ ، ٥٣٣.

(٢) ينظر ، المدني ، سلافة العصر ، ٥٣٥.

(٣) الحديث أورده المصنّف بالمعنى ، إذ نقل مسلم في صحيحه عن المسوّر بن محزمة قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّما فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما آذاها» ينظر ، صحيح مسلم ، الحديث ٢٤٤٩.

  

الدنيا ساخطة عليهما(١) فما التوفيق بينهما؟

فقال له : دعني الليلة ، فلمّا جاء الصبح ، جاء ذلك العالم فقال للبهائي ألم أقل لك إنّ الرافضة تكذب في نقل الأحاديث! البارحة طالعت الكتاب فرأيت بين الحديثين أكثر من ذلك ، وهذا غاية اعتذاره عنهما(٢).

٦٢ ـ ومنهم شيخنا المولى عبـد الله التستري بن حسين ، فإنّه فاضل عالم ، فقيه عالم قد أثنى عليه تلميذه المجلسي ، وتلميذه الآخر السيّد مصطفى ، له كتب كثيرة ، توفّي رحمه‌الله سنة الحادية والعشرين بعد الألف(٣).

٦٣ ـ ومنهم شيخنا الميرزا محمّـد بن عليّ بن إبراهيم ، فإنّه عالم فقيه فاضل محقّق مدقّق عارف بأحوال الرجال ، له كتب كثيرة توفّي رحمه‌الله بمكّة

__________________

(١) ورد في صحيح مسلم قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) «لا نورث ، ما تركناه فهو صدقة» عن عروة بن الزبير عن عائشة ، أنّها أخبرته ، أنّ فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إنّ رسول الله قال : «لا نورّث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمّـد(صلى الله عليه وآله وسلم)في هذا المال» وإنّي والله لا أغيّر شيئاً من صدقة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عن حالها التي كانت عليها ، في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا عملت فيها بما عمل به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك. قال فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت وعاشت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ستّة أشهر فلمّا توفّيت دفنها زوجها عليّ بن أبي طالب ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها عليّ. ينظر ، صحيح مسلم ، الحديث ١٧٥٩.

(٢) ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٥٣ ـ ٢٥٤.

(٣) عبـد الله بن حسين الشوشتري الأصفهاني ، قال في وصفه الشيخ أسد الله الكاظمي هو صاحب الرياضات والمجاهدات والكرامات والمقامات وكانت وفاته سنة ١٠٢١ هـ ، وله مصنّفات منها شرح القواعد وشرح الألفية ، وشرح قواعد المحقّق الكركي المسمّى بجامع الفوائد في سبعة مجلّدات وغيرها ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٥٩ ـ ٣٦٠.

  

سنة ثمان وعشرين بعد الألف(١) ، يروي عن الشيخ إبراهيم بن عبـد العالي الميسي(٢).

٦٤ ـ ومنهم شيخنا المولى محمّـد أمين بن محمّـد شريف الأسترآبادي ، فإنّه كان عالماً فاضلاً(٣) محقّقاً مدقّقاً فقيهاً أخباريّاً(٤) أوّل من

__________________

(١) الميرزا محمّـد بن عليّ بن إبراهيم الأسترآبادي أصلاً ، الغروي ثمّ المكّي جواراً ومدفناً ، ذكره تلميذه المولى محمّـد أمين الأسترآبادي واصفاً إيّاه : بأعلم المتأخّرين بعلم الحديث والرجال وأورعهم ، توفّي في مكة المكرمة سنة ١٠٢٨ له مصنّفات عدّة منها : منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال تلخيص المقال ، توضيح المقال ، آيات الأحكام حاشية على التهذيب وغيرها ، ينظر ، الأسترآبادي ، محمّـد بن عليّ ، منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ، مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم : ١٤٢٢ هـ ، ١/١٧.

(٢) إبراهيم بن عليّ بن عبـد العال الميسي ـ نسبة إلى ميس وهي قرية من قرى جبل عامل ، فاضل فقيه من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ص١٢٠.

(٣) محمّـد أمين بن محمّـد شريف الأسترآبادي المدعوّ بالمولى الأخباري المحدّث ولد في أسترآباد ، وغادر إلى مكّة حيث التقى هناك بميرزا محمّـد الأسترآبادي الذي كان آخر من قرأ عليه الفقه والحديث والرجال ، وقد أشار إلى ذلك في كتاب الفوائد المدنية حيث أعلن موقفه السلفي قائلاً عن استاذه بأنّه قال له : «إِحي طريقة الأخباريّين وادفع الشبهات المعارضة لها» وكأنّه أناط به مهمّة تنقية العقيدة من المستحدثات التي علقت بها. توفّي في مكّة المكرّمة سنة ١٠٣٣. له عدّة مصنّفات منها : الفوائد المدنية ، الفوائد المكّية ، شرح أُصول الكافي ، شرح التهذيب ، وغيرها. ينظر ، الأسترآبادي ، محمّـد أمين ، الفوائد المدنية ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، ط١ ، قم : ١٤٢٤ هـ ، ص ٥ ـ ١٤ ، الجابري ، الفكر الإسلامي ، ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٤) الأخبارية : اتجاه لاستنباط الأحكام الشرعية الفقهية عند الإمامية عن طريق الكتاب والسنّة فقط؛ ويؤكّد هذا الاتجاه : على أنّ الاحكام انتقلت من الرسول إلى الأئمّةعليهم‌السلامفهي لا تنال بالاجتهاد والرأي ، وأنّ كلّ ما تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عليه

  

فتح باب الطعن على المجتهدين ، وقسّم الفرقة المحقّة إلى مجتهد وأخباري(١) ، صنّف فأكثر ، توفّي رحمه‌الله السنة الثالثة وقيل السادسة والثلاثين بعد الألف ، تلمّذ على سيّد المدارك(٢) ومحقّق المعالم(٣).

٦٥ ـ ومنهم شيخناالشيخ الأجلّ السيّد ماجد بن هاشم بن عليّ بن مرتضى بن عليّ بن ماجد الحسيني الجدّ حفصيّ(٤) فإنّه كان عالماً فاضلاً محقّقاً أوّل من نشر علم الحديث بشيراز ، صنّف فأكثر كان شاعراً ماهراً

__________________

دلالة قطعية من قبله تعالى ... وأنّه لا يجوز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السنّة النبوية ما لم يعلم أحوالها من جهة أهل الذكرعليه‌السلامـ ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ١/٢٤؛ الأسترآبادي ، الفوائد المدنية ، ١٠٤ ، الجابري ، الفكر السلفي ، ٤٥ ـ ٨٩.

(١) من اطّلع على كتاب الفوائد المدنية يعرف مدى الطعن والتشنيع على المجتهدين إذ ابتدأ كتابه هذا في ذكر ما أحدثه العلاّمة الحلّي وموافقته خلافاً لمعظم الإمامية أصحاب الأئمّة ، ينظر الفوائد المدنية : ٣٠ ـ ٣١ ، وقد ألّف السيّد نور الدين العاملي كتاب في ردّه سمّاه الشواهد المكّية في مداحض حجج الخيالات المدنية قال في مقدّمته واصفاً هذا الشيخ لكنّه كفى الله عنه أساء الأدب وأفحش في حقّ العلماء والأجلاّء .... فتارة ينسبهم إلى الجهل وتارة إلى الغفلة وقلّة التدبّر. الشواهد المكّية بهامش كتاب الفوائد المدنية : ٢٨ ـ ٢٩.

(٢) سيّد المدارك : سيّد محمّـد بن عليّ بن الحسين بن أبي الحسن العاملي صاحب كتاب مدارك الأحكام درس المصنّف عنده في المشهد الغرويّ المقدّس توفّي السيّد العاملي سنة ١٠٠٩ هـ روضات الجنّات ٧/٤٦.

(٣) محقّق المعالم الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن بن زين الدين (ابن الشهيد الثاني) صاحب كتاب (معالم الدين وملاذ المجتهدين) توفّي الشيخ حسن سنة ١٠١١ هـ ، أمل الآمل ١/٧٥ ، روضات الجنّات ٢/٢٩٦.

(٤) وردت في الأصل الجدّ جفصيّ والأصوب ما أثبتناه قال الشيخ يوسف البحريني في أصل هذه التسمية ينسبه إلى جدّ حفص بتشديد الدال قرية من قرى البحرين ، لؤلؤة البحرين ١٣٦.

  

توفّي بشيراز السنة الثامنة والعشرين بعد الألف(١).

٦٦ ـ كان شيخاً لشيخنا ملاّ محسن الكاشي ، محمّـد مرتضى المحدّث الفقيه الأخباري الكثير(٢) الطعن على المجتهدين(٣) لا سيّما في رسالته «سفينة النجاة»(٤) حتّى أنّ فيها نسبة كثير من العلماء إلى الكفر ، لا سيّما قوله فيها (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تُكُن مَعَ الْكَافِرِينَ)(٥) ، وهو تفريط وغلوّ بحت. صنّف ما يزيد على مائتي كتاب ورسالة كان فراغه من المفاتيح(٦) عام اثنين وأربعين وألف ومن كتابه (الكلمات المكنونة في بيان التوحيد)(٧) سنة تسعين بعد الألف وتتلمذ في الأُصول على السيِّد

__________________

(١) ماجد بن هاشم بن مرتضى بن عليّ بن ماجد الحسيني البحراني الجدحفصي وهي قرية من قرى تلك البلاد وكان هذا السيّد محقّقاً مدقّقاً شاعراً أديباً أوّل من نشر الحديث بشيراز وله مصنّفات منها ، السلاسل الحديد ، ورسالة اليوسفية ، وله ديوان شعر ، وكانت وفاته في شيراز سنة ١٠٢٢ ، وقبره في جوار السيّد أحمد بن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلامالمعروف بشاه جراغ ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٣٥ ـ ١٣٦ ، البلادي ، أنوار البدرين ، ص ٨٥.

(٢) في الأصل (كثير) والصواب ما أثبتناه.

(٣) محمّـد بن مرتضى المدعوّ بمحسن كان فاضلاً محدّثاً أخبارياً صلباً له مصنّفات كثيرة منها : كتاب الأصفى ، كتاب الوافي ، معتصم الشيعة في أحكام الشريعة ، قرّة العيون ، المحجّة البيضاء في إحياء الأحياء وغيرها ، توفّي سنة ١٠٩١ ودفن في كاشان ، ينظر ، المدني ، سلافة العصر ، ٤٩٩ ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٢١ ، القمّي ، هدية الأحباب ، ٣٨٥.

(٤) كتاب سفينة النجاة في أنّ مآخذ الأحكام الشرعية ليس إلاّ محكمات الكتاب والسنّة ، يقرب من ألف وخمسمائة بيت ، وقد صنّفه سنة ١٠٥٨ ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٢٦.

(٥) سورة هود ، الآية : ٤٢.

(٦) مفاتيح الشرائع فرغ منه سنة ١٠٤٢ ـ لؤلؤة البحرين ، ١٢٣.

(٧) الكلمات المكنونة طبع بالفارسي والعربي في المعارف الدينية وكلمات العرفاء

  

صدرا(١) ، وكان قد زوّجه ابنته ، حكى شيخنا السيّد نعمة الله الجزائري تلميذه : أنّه كان نشوؤه بقم(٢) ، ولمّا سمع بقدوم السيّد ماجد إلى شيراز ، أراد الارتحال لأخذ العلوم منه ، فردّد والده في الرخصة ، ثمّ بنوا الرخصة ، وعدمها على الاستخارة؛ ففتح القرآن فخرجت :

(فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَة)(٣).

ثمّ تفاءَل أيضاً بالديوان المنسوب إلى عليّ عليه‌السلام فخرج :

تغرّب عن الأوطان في طلب العلا

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرّج همٍّ واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

وإن قيل في الإسفار همٌّ وغربة

وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد

فموت الفتى خير له من حياته

بدار هوان بين واش وحاسدِ(٤)

__________________

أربعة آلاف بيت ، للفيض الكاشاني فرغ منه سنة ١٠٥٧ ، طبع في إيران ١٢٩٦ ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٨/١١٩.

(١) محمّـد بن إبراهيم الشيرازي صاحب شرح أُصول الكافي ، وله الأسفار الأربعة وتفسير بعض السور القرآنية وكسر أصنام الجاهلية ، توفّي في البصرة ودفن بها سنة ١٠٥٠ هـ ، ينظر ، القمّي ، هدية الأحباب ، ٢٥٢.

(٢) قم قال عنها ياقوت مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها ... وهي كبيرة حسنة طيّبة وأهلها كلّهم شيعة إمامية ، ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٤/٣٩٧.

(٣) سورة التوبة ، الآية : ١٢٢.

(٤) ينظر ، ديوان الإمام عليّعليه‌السلام ، ص ٤٥.

  

فسافر إليه ، وقرأ عليه جملة من العلوم(١). كان يروي عنه المجلسي ، والسيّد نعمة الله الجزائري.

٦٧ ـ ومنهم شيخنا الأعلم ، الشيخ محمّـد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، فإنّه فاضل عالم محقّق مدقّق ، صنّف فأكثر ، قرأ أوّلاً على أبيه ، ثمّ على سيّد المدارك ، ثمّ سافر إلى مكّة ، فاجتمع فيها بالميرزا محمّـد الأسترآبادي ، فقرأ عليه الحديث ، ولد عاشر شعبان سنة ثمانين وتسعمائة بمشهد الحسين ، وتوفّي سنة الثلاثين بعد الألف(٢).

٦٨ ـ ومنهم شيخنا الشيخ علي ابنه ، فإنّه فاضل عالم جليل ، صنّف فأكثر(٣) كان معاصراً لصاحب الذخيرة(٤) والكفاية(٥) ، ولد سنة ثلاث عشر بعد الألف.

٦٩ ـ ومنهم شيخنا محمّـد باقر الأسترآبادي المعروف بـ : الداماد ، فإنّه عالم فاضل محقّق ، معاصر للبهائي ، صنّف فأكثر ، مات سنة الحادية

__________________

(١) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٣٠.

(٢) محمّـد بن حسن بن زين الدين الشهيد الثاني توفّي ١٠٣٠ هـ ، سافر إلى مكّة المكرّمة واجتمع بالميرزا محمّـد بن إبراهيم الأسترآبادي ، صاحب الرجال وقرأ عليه الحديث ـ له مصنّفات منها : شرح الاستبصار برز منه ثلاث مجلّدات وحاشية على شرح اللمعة في الطهارة وغيرها ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٨٣.

(٣) عليّ بن محمّد ، كان فاضلاً جليلاً متبحّراً ، له كتاب حاشية على شرح اللمعة مجلّدان ، وشرح الكافي خرج منه كتاب العقل والعلم مجلّد ، توفّي بإصبهان سنة ١١٠٣ ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٨٥؛ التنكابني ، قصص الأنبياء ، ٣٢٢.

(٤) ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد. لمحمّـد باقر الخراساني السبزواري ت ١٠٩٠. ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٠/١٩٩.

(٥) كفاية الفقه أو كفاية الأحكام للشيخ محمّـد باقر السبزواري ألّفها بعد الذخيرة وهذا أصغر منها. ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١٨/٩٧ ، حقّقه أخيراً الشيخ مرتضى الواعظي في قم ١٤٢٣ هـ.

  

والأربعين بعد الألف(١).

٧٠ ـ ومنهم شيخنا محمّـد بن إبراهيم صدر الدين المشهور بملاّ صدرا فإنّه كان عالماً حكيماً فلسفيّاً محقّقاً مدقّقاً توفّي رحمه‌الله في دولة السلطان شاه عبّاس(٢) سنة الخمسين بعد الألف.

٧١ ـ ومنهم شيخنا الشيخ زين الدين بن الشيخ محمّـد بن الشيخ حسن الشهيد الثاني ، فإنّه عالم فاضل محقّق ، مدقّق زاهد ورع ماهر شاعر(٣) ، قرأ على أبيه ، ومحمّـد أمين الأسترآبادي ، وقرأ عليه الحرّ العاملي محمّـد بن الحسن ، وكان يتعجّب من جدّه الشهيد والشهيد الأوّل ومن العلاّمة من قرّائهم على العامّة(٤) وهو كذلك ، وقد أثنى عليه أخوه الشيخ عليّ وذكر أنّه سافر إلى مكّة ، وأقام بها ثمّ سافرت أنا إلى مكّة ، وقرأت

__________________

(١) محمّـد باقر ابن السيّد شمس الدين محمّـد الحسيني الأسترآبادي المعروف بالميرداماد توفّي ١٠٤١ ودفن بالنجف له مصنّفات منها ، الاعضالات العويصات في فنون العلم ، الأنموذج ، الإيقاعات ، ينظر ، الخوانساري ، روضات الجنّات ، ٢/٦٥؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٨٦.

(٢) يقصد به الشاه عبّاس الصفوي الذي حكم الدولة الصفوية (٩٩٦ ـ ١٠٣٨ هـ/١٥٨٧ ـ ١٦٢٨ م).

(٣) زين الدين محمّـد بن حسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي ، كان عالماً فاضلاً جاور مكّة وتوفّي بها ودفن عند خديجة الكبرى ، ولم يؤلّف كتاباً مدوّناً لشدّة احتياطه ، والخوف من الشهرة ، توفّي سنة ١٠٦٢. ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣١٥ ؛ الاميني ، شهداء الفضيلة ، ١٥٦.

(٤) من جملة علماء العامّة الذين قرأ عليهم الشهيد الثاني الشيخ شمس الدين ابن طولون الدمشقي الحنفي قرأ عليه في علم الحديث .. وبمصر على الشيخ شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي قرأ عليه في عدّة فنون وله منه إجازة سنة ٩٤٣. والشيخ شهاب الدين ابن النجّار الحنبلي. والشيخ زين الدين الحري المالكي وغيرهم كثير. ينظر ، الأميني شهداء الفضيلة ، ١٣٣.

  

عليه ، ولد سنة التاسعة بعد الألف ومات سنة الرابعة والستّين بعد الألف ، ودفن بمكّة مع أبيه(١).

٧٢ ـ ومنهم شيخنا الثقة الأمين السيّد نور الدين بن السيّد عليّ ، أخو السيّد محمّـد صاحب المدارك لأبيه ، وأخو الشيخ حسن لأُمّه ، فإنّه فاضل جليل محقّق مدقّق توطّن مكّة(٢) ، ذكره السيّد علي خان في (السلافة)(٣) ، وأثنى عليه ، صنّف فأكثر ، قرأ على أبيه وأخويه ، وكان له ابنان فاضلان عالمان ، أحدهما السيّد جمال الدين والآخر السيّد حيدر(٤) ، ولد سنة السبعين بعد التسعمائة ، ومات سنة ثمان وستّين وألّف.

٧٣ ـ ومنهم شيخنا الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، عالم فاضل محقّق

__________________

(١) ودفن مع والده في المعلّى في مقابر مكّة المشرّفة ـ ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٨٢.

(٢) نور الدين عليّ بن عليّ بن الحسن بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي له مصنّفات منها شرح المختصر النافع والفوائد المكّية وشرح الإثنى عشرية. ولد سنة ٩٧٠ وتوفّي سنة ١٠٦٨ وعمره ٩٨ سنة إلاّ أيّاماً ، ينظر ، الفوائد المكّية المطبوع في ذيل الفوائد المدنية لمحمّـد أمين الأسترآبادي ، ص ١٦؛ التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٠٠ ، الخوانساري ، روضات الجنّات ، ٢/٢٩٦.

(٣) قال عنه صاحب السلافة السيّد نور الدين عليّ بن عليّ العاملي ، «طود العلم المنيف وعضد الدين الحنيف ومالك أزمة التأليف والتصنيف الباهر بالرواية والدراية والرافع لخميس المكارم أعظم راية ، كانت وفاته لثلاث عشر بقين من ذي الحجّة الحرام سنة ثمان وستّين وألف» ينظر ، المدني ، سلافة العصر ، ٣٠٢.

(٤) السيّد جمال الدين بن السيّد نور الدين توفّي ١٠٩٨ وله شعر كثير من معمّيات وغيرها وله حواش وفوائد كثيرة أمّا السيّد حيدر بن السيّد نور الدين له كتاب اسمه الكشكول وله شرح خلاصة الحساب البهائية ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٤٣ ـ ٤٤.

  

مدقّق ، صنّف فأكثر(١) كان مولده شهر رمضان سنة تسع وخمسين وتسعمائة ، كان معاصراً لشيخنا الأمجد السيّد محمّـد صاحب المدارك ، وكانا يرويان عن الأردبيلي ووالد البهائي ، ووالد السيّد محمّـد ، وكانت بينهما ألفة شديدة ، كانا في حياتهما إذا سبق أحدهما إلى المسجد يجيئ الآخر يصلّي خلفه مقتدياً به ، ولمّا توفّي السيّد محمّـد وقف الشيخ على قبره وكتب(٢) : (رِجَالٌ صَدَقُوا) الآية(٣). نقل أنّه لمّا ورد كتاب المدارك(٤) وكتاب المنتقى(٥) النجف الأشرف ورآهما الأردبيلي قال : هذه بضاعتنا ردّت إلينا.

٧٤ ـ ومنهم شيخنا الإمام الأعظم مصنّف كتاب الوسائل(٦) الشيخ

__________________

(١) أبو منصور جمال الدين حسن بن زين الدين صاحب المعالم توفّي ١٠١١ هـ من مصنّفاته كتاب منتقى الجمان ومعالم الدين والاثني عشرية ومنسك الحجّ ، ينظر ، المدني ، سلافة العصر ، ٣٠٤؛ الخوانساري ، روضات الجنّات ، ٢/٢٩٦ ـ ٣٠٠ ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ١٤٤ ـ ١٤٥.

(٢) ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ٢٤٦ ـ ٢٤٨.

(٣) (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٣.

(٤) مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام للسيّد محمّـد بن عليّ بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي ت ١٠٠٩ خرج منه العبادات إلى آخر كتاب الحجّ في ثلاث مجلّدات فرغ منه سنة ٩٩٨ ينظر ، الطهراني ، الذريعة ٢٠/٢٣٩.

(٥) منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان نظير الدرّ والمرجان للعلاّمة خرج منه أبواب العبادات إلى آخر الحجّ مجلّد من ثلاثين ألف بيت في جزءين من كتب راجه فيض آباد الماري ـ ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ٢٣/٥.

(٦) وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة : يعتبر من أحاسن الجوامع الحديثية قد جمع مؤلّفه من الأحاديث المروية عن النبيّ والوصيّ والأئمّةعليهم‌السلام جملة وافية وعدّة كثيرة ممّا يتعلّق بالأحكام والقواعد والسنن والآداب. ينظر ، محمّـد بن الحسن ، الحرّ العاملي وسائل الشيعة لتحصيل الشريعة ، ١/ المقدّمة.

  

محمّـد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الحرّ العاملي المشغري ، فإنّه عالم فاضل محقّق مدقّق ، محدّث أخباري ، شاعر ماهر ، صنّف فأكثر(١) ولد سنة الثالثة والثلاثين بعد الألف ، قرأ على جماعة ، منهم والده وعمّه الشيخ محمّـد بن عليّ(٢) ، وجدّه لأُمّه عبـد السلام(٣) ، وخاله لأبيه الشيخ عليّ بن محمود والشيخ حسين الظهري ، وقد اجتمع مع شيخنا الشيخ سليمان بن عبـد الله جدّ شيخنا الشيخ حسن.

٧٥ ـ ومنهم شيخنا العلاّمة الشيخ علي بن سليمان بن حسن بن سليمان بن درويش البحراني القدمي الملقّب بـ : زين الدين ، المشتهر في ديار العجم بـ : أُمّ الحديث ، فإنّه فاضل عالم ، أوّل من نشر علم الحديث بالبحرين ، صنّف فأكثر ، توفّي سنة الرابعة والستّين والألف(٤) ، ثمّ سافر إلى

__________________

(١) محمّـد بن الحسن بن عليّ بن محمّـد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري ينتسب إلى بني الحرّ ولد في قرية مشغرى (على مشرفها سلام الله) وأعطي فيه منصب قضاة القضاء وشيخوخة الإسلام ، له كتب كثيرة منها : الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ، هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة عليهم‌السلام ثلاث مجلّدات ، من لا يحضره الإمام ، الفوائد الطوسية ، ينظر ، الحرّ العاملي الوسائل ، ١/ المقدّمة ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٢١٠.

(٢) الشيخ محمّـد بن عليّ أطراه ابن أخيه في (الأمل) وقال كان فاضلاً عالماً ماهراً محقّقاً مدقّقاً قرأت عليه جملة من كتب العربية والفقهية وغيرها ت ١٠٨١ له رسالة من ذكر ما تتّفق له في أسفاره سمّاها الرحة وله حواش وفوائد كثيرة وله ديوان شعر ينظر ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٢٠٨.

(٣) عبـد السلام بن محمّـد بن الحسين قال عنه صاحب (الأمل) كان عالماً عظيم الشأن جليل القدر ، له رسالة سمّاها إرشاد المصنّف البصير إلى طريق الجمع بين أخبار التفخير. ورسالة في المفطرات. ورسالة في الجمعة. وغيرها. ينظر الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٢١١.

(٤) علي بن سليمان بن درويش بن حاتم البحراني القدمي الملقّب بزين الدين وهو

  

العجم وأخذ علم الحديث عن البهائي ، ورجع للبحرين ونشره فيها ، وكان الشيخ محمّـد استاذه السابق يحضر حلقة هذا الشيخ فعوتب على ذلك بأنّه بالأمس كان استاذه واليوم تلميذه؟ ، فقال : إنّه فاق عليَّ وعلى غيري في علم الحديث(١).

٧٦ ـ ومنهم شيخنا الشيخ جعفر بن كمال الرويسي البحراني ، فإنّه كان فاضلاً عالماً فقيهاً محدّثاً موفّقاً ، توفّي رحمه‌الله في بلاد حيدر آباد ، سنة الثانية والتسعين بعد الألف(٢).

كان معاصراً لشيخنا الشيخ عبـد الكريم الكزركاني(٣) وقد خرجا من البحرين لضيق المعيشة ، ومضيا إلى شيراز ، وكانت مشحونة بالعلماء ، ثمّ اتفقا على أن يمضي كلّ منهما لناحية ، فمضى شيخنا الشيخ جعفر للهند في

__________________

أوّل من نشر علم الحديث في البحرين ولم يكن قبله أثر لتهذيب وترويج الحديث ، وكتب قيود لكتاب التهذيب والاستبصار ، وقد اشتهر في بلاد العجم بأمّ الحديث وكان في بلاد البحرين الرئيس والمتولّي للأُمور الحسبية وواجه الظلم والفساد وقمعها ودفع البدع وبسط العدل توفي ١٠٦٤ له مؤلّفات عدّة منها : رسالة في الصلاة ورسالة في جواز التقليد وحاشية على المختصر النافع مختصرة جدّاً ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٤ ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٩٧؛ البلادي ، أنوار البدرين ١١٩.

(١) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٤.

(٢) جعفر بن كمال البحراني أثنى عليه صاحب اللؤلؤة وذكر أنّه لم يقف له على شيء من المصنّفات ، بينما ذكر له صاحب أنوار البدرين تصانيف شتّى وتعليقات لا تحصى في علمي التفسير والحديث وعلوم العربية منها اللباب ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٧٠؛ البلادي ، أنوار البدرين ، ١٢٨.

(٣) صالح بن عبـد الكريم الكازركاني البحراني كان متوطّناً في شيراز وتوفّي فيها وله مصنّفات منها رسالة في تفسير أسماء الله الحسنى والرسالة في المجايرة ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٨٨؛ البلادي ، أنوار البدرين ، ١٢٧.

  

حيدر آباد ، وبقي الثاني بشيراز ، فكان من الوفق الإلهي ، أن صار كلّ واحد منهما بعد الافتراق مرجعاً لتلك البلاد وعالمها ورئيسها(١).

٧٧ ـ ومنهم شيخنا الشيخ سليمان بن صالح(٢) ، عمّ الشيخ أحمد وآل الشيخ يوسف ، فإنّه كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً ، وكان مع اشتغاله بالتدريس مشغولاً بأمر التجارة ، وكان تجّار البحرين يشترون اللؤلؤ ويقصدونه أوّلاً ويبيعون عليه قبل غيره ، نقل أنّه اشترى لؤلؤة من رجل من بني جمرة ، وهي لؤلؤة كبيرة بقيمة قليلة ، فاتّفق أنّ الشيخ أعطاها من يصلحها ، فأصلحها فباعها بخمسين توماناً ، فأرسل للذي اشتراها منه سابقاً ، وقال له : أنا أخذت رأسمالي منها وخذ أنت الفائدة ، فأبى فاتّفقا على الصلح بشيء منها(٣) ، توفّي رحمه‌الله سنة الخامسة والثمانين بعد الألف(٤).

* * *

__________________

(١) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٧٠.

(٢) سليمان بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني كان فاضلاً فقيهاً محدّثاً ، وكان مع كونه فقيهاً يشتغل بتجارة اللؤلؤ والغوص ، وكان مرجع البلاد وكان أهل الغوص يبيعون الجواهر ويقسمون الربح ـ توفّي في كربلاء المعلّى في سنة ١٠٨٥. ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٣٠ ، البلادي ، أنوار البدرين ١٥٩.

(٣) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٨٧ ـ ٨٨.

(٤) اشتهرت البحرين بتجارة اللؤلؤ وهي في الوقت ذاته مركز هامّ لصيده وكانت سرّ أهمّية البحرين منذ آلاف السنين حيث جذب بريق اللؤلؤ أنظار من يشتغل في صيد اللؤلؤ ما يقرب من عشرين ألف شخص وكان ما يستخرج من اللؤلؤ يرسل إلى بلاد الهند ومن هناك يصدر إلى العالم الخارجي ـ ينظر ، محمّـد متولّي جغرافية الخليج العربي ، ط٢ ، الكويت ، ١٩٨٥ ، ٣٠٢ ـ ٣٠٧؛ العبيدي خضير نعمان ، البحرين ، ١٥٧ ـ ١٥٨.

  

الفصل التاسع

في ذكر من مات بعد المائة والألف من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)

٧٨ ـ ومنهم شيخنا الشيخ سليمان بن عليّ بن راشد أبي ظبية الشاخوري البحراني ، فإنّه كان مجتهداً صرفاً محقّقاً مدقّقاً ، توفّي السنة الحادية بعد المائة والألف(١) ، ورثاه السيّد عبـد الرؤوف الجدحفصي(٢)بقصيدة تضمّنت تاريخ وفاته ، وهي قوله :

صاح الغراب بغاقَ في رجب على

موت الفقيه فأيّ دمع يدخر(٣)

والتأريخ هو لفظ غاق.

صنّف فأكثر ، إلاّ أنّ له رسالة في تحريم صلاة الجمعة في زمن الغيبة مطلقاً(٤) ، وقد نقضها شيخنا الشيخ أحمد بن يوسف ، وقد أجاده ووافق الصواب في نقضه ، كان شيخنا سليمان بن عبـد الله جدّ شيخنا لاُمّه ملازماً له للقراءة ، فعيب عليه ، فأنشد في ردّهم يقول :

عاتبوني لمّا لزمت سليمان

وجانبت جملة العلماءِ

__________________

(١) سليمان بن راشد بن أبي ظبية البحراني الإصبعيّ الأصل الشاخوري المسكن. وهذا الشيخ مجتهد صرف توفّي سنة ١١٠١ هـ له عدّة مصنّفات منها رسالة في تحريم صلاة الجمعة في عصر الغيبة. ورسالة في حلّية التتن والقهوة وغيرها. ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٩٧.

(٢) السيّد عبـد الرؤوف بن الحسن بن عبـد الرؤوف بن أحمد بن حسين بن محمّـد ... ينتسب للإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ولد سنة ١٠١٣ وتوفّي ١١٠٦ وهذا السيّد من أجلاّء السادة ورؤسائهم في زمانه في البحرين ، من أهل جدحفص القرية المشهورة ، وكان شيخ الإسلام أي قاضي القضاة في بلاد البحرين ، ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ، ١٠٢.

(٣) موسوعة طبقات الفقهاء ١٢ / ١٣٨.

(٤) كتب الشيخ أحمد بن يوسف رسالة في وجوب صلاة الجمعة عتباً ردّاً على رسالة الشيخ سليمان بن علي ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٣.

  

فتمثّلت في المقال ببيت

قاله مفلقٌ من الشعراءِ

ينزِلُ الطيرُ حيث يلتقط الحبّ

ويأبى منازل الكرماء(١)

هكذا سمعت من شيخنا الشيخ حسين أيّده الله.

٧٩ ـ ومنهم شيخنا العلاّمة الربّاني الشيخ سليمان بن عبـد الله بن عليّ بن حسين بن يوسف بن عمّار البحراني السراوي(٢) ، ساكن ماحوز(٣)جدّ شيخنا لأُمّه ، فإنّه جليل فاضل متكلّم محقّق مدقّق ، صنّف فأكثر ، انتهت إليه رئاسة بلاد البحرين في زمنه ، ولقد كان شاعراً ماهراً بليغاً فصيحاً ، ولد سنة الخامسة والسبعين بعد الألف ، وتوفّي سنة الحادية والعشرين والمائة بعد الألف.

وسمعت من شيخنا : أنّ جدّه المزبور اجتمع مع عالم من العامّة فتباحث معه فأذعن لشيخنا بالفضل ، فقال : يا حيف إنّك بحراني! فقال الشيخ : بأيّ شيء؟ فقال : ما سمعنا بحديث في مدح البحرين؟ فقال الشيخ : الله إلى الآن ما وفقت على الحديث الذي يدلّ على مدحها؟ فقال :

__________________

(١) قال الشيخ سليمان الماحوزي تلك الأبيات ، ردّاً على ما وجّه إليه من اللوم لشدّة ملازمته للشيخ سليمان الشاخوري ؛ بسبب آرائه الغريبة في رسائله المذكور. ينظر ، المهتدي ، عبـد العظيم ، علماء البحرين دروس وعبر ـ مؤسّسة البلاغ الإسلامي ، ط١ بيروت : ١٩٩٤ ، ١٨٠.

(٢) أبو الحسن شمس الدين سليمان بن عبـد الله بن عليّ بن الحسن بن أحمد بن عمّار البحراني السرّي الماحوزي أصله من سرّه من قرية الخارجية انتهت إليه رئاسة بلاد البحرين في وقته توفّي ١١٢١ ، له عدّة مصنّفات منها : الأربعين في الإمامة قال عنه صاحب أنوار البدرين. جيّد حسن مشروح من أحسن مصنّفاته عندنا نسخة منه أهداه السلطان حسين الصفوي. أزهار الرياض. الفوائد النجفية وغيرها. ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ١٥٠ ـ ١٥٣.

(٣) قرية الماحوز قرية من قرى البحرين مشتملة على ثلاث قرى (الغريقة ، وهرتا ، والدوغ) ، أنوار البدرين ص ١٣٢.

  

لا ، فقال له : قد روي في كتاب «مشكاة الأخبار»(١) من يدلّ على مدحها ، وحاصله : أنّ الله قد خيّر نبيّه بين المهاجرة من مكّة إلى المدينة وقنّسرين والبحرين ، فاختار المدينة لقربها ، ولم يختر قنّسرين لبعدها ، والبحرين من حيث البحر ، فلو لم تكن البحرين أرضاً مقدّسة لما أمره بالمهاجرة إليها! فقال العامّي : إنّي قد قرأت هذا الكتاب أربعين مرّة فلم أر هذا الحديث ، فقال : شيخنا عليَّ بالكتاب فقال : إنّه لم يوجد الآن عندي ، وكان الكتاب يصحبه شيخنا فقام فأراه الحديث فكأنّما ألقمه حجراً(٢).

وذكر أيضاً أنّه مرّ برجل عامّي يدرس بمكّة المشرّفة في تفسير القرآن في هذه الآية : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ)(٣) ، فقال : هذه الآية تبطل ما قالته الشيعة من عدم مجاهدة المنافقين كما هو ظاهر منها ،

__________________

(١) لم أعثر على كتاب مشكاة الأخبار ، ولم يرد له ذكر في كتب فهارس الكتب (البيوغرافيا) ولا حتّى مؤلّفه.

(٢) لم يرد هذا الحديث بهذه الصورة في المصادر الحديثية المتقدّمة بل ورد معناه في روايتين مفادهما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : أُريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّتين فأمّا أن تكون هجراً أو يثرب». المستدرك على الصحيحين ٣/٤٠٠ ، المعجم الكبير ٨/٣٧ ، دلائل النبوّة ٢/٥٢٢ ، وقد عرف الصالحي (هجر) على أنّهات عدّة البحرين وهي مساكن عبـد القيس. سبل الهدى والرشاد ٣/٢٣٧ ، أمّا أصل مورده فهو ما نقله شيوخ البحرين المتأخّرين شفاهاً ، إذ أورده البلادي في أنوار البدرين ص ٢ ، قال : حدّثني أحد مشايخي ... الشيخ أحمد بن صالح البحراني أنّه لما أمر الله رسوله محمّـد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) بالهجرة من مكّة بعد موت عمّه وكافله سيّد البطحاء بيضة البلد أبي طالب ، وتظاهر المشركين عليه نزل عليه الأمين جبرئيل عليه‌السلام من الربّ الجليل وخيّره في الهجرة إلى البحرين أو فلسطين أو المدينة ، فترك(صلى الله عليه وآله وسلم)البحرين من أجل البحر ، وترك فلسطين لبعدها ، واختار المدينة لقربها من مكّة.

(٣) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)سورة التوبة ، الآية : ٧٣.

  

فقال له شيخنا : وكان الشيخ لم يعرفه أنّ سيبويه ذكر في مواضع كثيرة من كتابه أنّ الواو بمعنى الباء ، والمعنى جاهد الكفّار بالمنافقين(١).

فقال العامّي : إن كان لي حدس فهذا هو الشيخ سليمان البحراني المشهور.

٨٠ ـ ومنهم شيخنا الشيخ أحمد بن الشيخ محمّـد بن الشيخ يوسف ، صاحب كتاب «الحياض»(٢) ، الخطّي أصلاً البحراني مسكناً ، فإنّه كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً ، كان في زمنه مشاراً إليه ببلاد البحرين ، وقد سافر إلى أصبهان واجتمع مع شيخنا المجلسي ، وقد أجاز له ، واجتمع مع محمّـد باقر الخراساني صاحب الكفاية ، وكان يخلو معه يومين في الإسبوع للمذاكرة والاستفادة توفّي رحمه‌الله بالطاعون في العراق(٣) مع أخويه الفاضلين العالمين الشيخ يوسف والشيخ حسين في حياة أبيهم سنة الثانية بعد المائة والألف ، وتوفّي والدهم سنة الثالثة بعد المائة والألف في مقابي ، وكان له أيضاً ابن فاضل عالم كان يروي عنه اسمه الشيخ محمّـد ، وقد قرأ هذا على شيخنا

__________________

(١) ينظر ، كتاب سيبويه ، أبي بشر بن عمر بن عثمان بن قنبر ، ط٣ ، القاهرة : ١٩٨٨ ، ١/٣٩٣ ـ ٣٩٤.

(٢) يقصد به كتاب رياض الدلائل وحياظ المسائل قال عنه صاحب اللؤلؤة لم نجد منه إلاّ قطعة من الطهارة ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٨.

(٣) في عام (١٦٩٠ م/١١٠٢ هـ) تفشّى في البصرة ومنه إلى مدن العراق الجنوبية طاعون وبيل أخذ فيها الحياة وأخلى شوارعها المكتظّة. فقد كان الناس يموتون بمقدار خمسمائة في اليوم وتكدّست الجثث في الأزقّة وبقيت غير مدفونة وعمّت الويلات من وطأته جميع الطبقات غنيها وفقيرها. ينظر ، لونكريك ، ستيفن همسلي ، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، ترجمة جعفر الخيّاط ، ط٦ ، ١٩٨٥ ، ١٤٩ ـ ١٥٠ ، وأرّخ السيّد نعمة الله الجزائري (ت ١١١٢ هـ) هذا الطاعون وما جرى على العراق في أيّامه من الكوارث والبليّات في كتابه مسكّن الشجون في حكم الفرار من الطاعون وهو الآن بين أيدينا قيد التحقيق.

  

الشيخ جدّ شيخنا لأبيه.

٨١ ـ ومنهم شيخنا الشيخ محمّـد بن ماجد بن مسعود البحراني الماحوزي(١) ، فإنّه فقيهاً مجتهداً محقّقاً مدقّقاً(٢) ، قال شيخنا الشيخ عبـد الله بن صالح رأيته في أوّل عمره وصلّيت معه مقتدياً به ، وكان الشيخ سليمان العلاّمة زوّجه ابنته.

نقل أنّه قد وقع بينهما بحث في أنّ وضع الجبهة هل هو جزء من السجود أم لا؟ فلو تليت العزيمة على ساجد فهل يكفيه الاستمرار على السجود أو يرجع رأسه ثمّ يضعه؟ فادّعى الشيخ أنّه غير جزء والاستمرار غير كاف ، وخالفه الشيخ سليمان فوقعت بينهما مشاجرة عظيمة إلى أن قال الشيخ (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)(٣). يريد هذا اعتقادك لأنّك مجتهد لا يجوز ذلك تقليدي ، وهذا اعتقادي ، فقال له بكلام خشن : هذا كلام جهل ، حيث التفت إلى أصل نزول الآية ، فقال شيخنا : إنّما هو بالحجج لا بالتشنيع ، ولم يمكنه الردّ عليه فافترقا على غضب ، ثمّ إنّ الشيخ محمّـد عرض له مرض عظيم فعاده شيخنا وتوفّي رحمه‌الله في ذلك المرض سنة الخامسة بعد المائة والألف(٤) ، كان

__________________

(١) ماحوز ـ قرية من قرى البحرين ، البلادي ، أنوار البدرين ، ١٢٦.

(٢) محمّـد بن ماجد بن مسعود البحراني الماحوزي كان فقيهاً مجتهداً محقّقاً من أعيان وعلماء ذلك البلاد إمام الجمعة والجماعة له الرسالة المسمّاة بالصوفية توفّي عن عمر يناهز السبعين سنة ١١٠٥ هـ وهي سنة جلوس الشاه حسين بن سليمان على العرش ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٠٦ ، البلادي ، أنوار البدرين ، ١٣٣.

(٣) سورة الكافرون ١٠٩ : ٦.

(٤) أورد هذه الحادثة جملة من العلماء منهم صاحب اللؤلؤة ص ٦٢ وصاحب أنوار البدرين ص ١٣٢ وقد علّق التنكابني على هذه المسألة بقوله الحقّ مع الشيخ

  

يروي عن المجلسي وغيره(١).

٨٢ ـ ومنهم شيخنا العالم العلاّمة ، المشتهر بآية الله السيّد هاشم بن السيّد سليمان بن السيّد إسماعيل بن السيّد عبـد الجواد الكتكاني البحراني ، فإنّه عالم فاضل ، فقيه محدّث ، متتبّع للأخبار ، صنّف فأكثر ، إلاّ أنّا لم نقف له على كتاب فتاوى في الأحكام الشرعية ، وإنّما كتبه مجرّد نقل أخبار وجمع ، وذلك من شدّة ورعه ، وتوفّي رحمه‌الله في نعيم ودفن بتوبلي سنة السابعة بعد المائة والألف(٢).

سمعت من شيخي أنّ جماعة يسيرون بالشطّ فوق عن البصرة فرأوا مشحوفاً(٣) يسير فقالوا : من فيه؟ فقالوا : السيِّد هاشم نريد أن ندفنه بالنجف ، فأرّخوا ذلك اليوم ، فلمّا أتوا البحرين سألوا عن أيّ يوم مات فيه السيّد؟ فقالوا لهم : يوم كذا ساعة كذا ، فرأوا التاريخ فإذا هو ذلك اليوم الذي رأوا فيه المشحوف هو يوم وفاته ، وليس من الغريب ، وإن كان من الغريب ، وهذا يدلّ على أنّ الملائكة تنقل أرواح المؤمنين لقبور

__________________

سليمان لأنّ السجدة ليست لها حقيقة شرعية بل هي على معناها اللغوي ، وفي اللغة والعرف لا يقال سجدة ما لم يضع الرأس إضافة إلى أنّ كلمات العلماء مطلقة في أنّه يجب في السجدة وضع الرأس محل السجود ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٠٦.

(١) ذكره السيّد أحمد الحسيني في من تتلمذ على العلاّمة المجلسي وروى عنه تلامذة العلاّمة المجلسي : ٦٨ ـ ٦٩.

(٢) هاشم بن إسماعيل بن عبـد الجواد الكتكاني نسبه إلى كتكان من قرى توبلي توفّي ١١٠٩ هـ وله مصنّفات منها : البرهان في تفسير القرآن في ستّة مجلّدات جمع فيه أخبار الواردة في التفسير من الكتب القديمة وكتاب مدينة المعجزات وغيرها ، ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ، ١٣٦.

(٣) المشحوف : قارب صغير يستخدم في الأهوار والمناطق الضحلة وغير العميقة جنوب العراق.

  

الأئمّة عليهم‌السلام ، كما هو متواتر من مذهبنا(١).

٨٣ ـ ومنهم شيخنا المجلسي(٢) صاحب كتاب (بحار الأنوار)(٣)محمّـد باقر بن محمّـد تقي بن مقصود عليّ ، فإنّه كان إماماً في وقته في علم الحديث ، شيخ الإسلام (بسلطة إصفهان)(٤) ، وقد روّج علم الحديث ونشره في بلاد العجم ، لقد صنّف ما يزيد على مائة كتاب ، وقد برز من كتاب بحار الأنوار خمسة وعشرون مجلّداً ، ولد رحمه‌الله سنة السابعة والثلاثين بعد الألف وتوفّي رحمه‌اللهسنة الحادية عشر بعد المائة والألف ، كان يروي عن جماعة منهم والده المحقّق المدقّق الفيلسوف ، وتروي عنه جماعة ، حتّى

__________________

(١) نقل الكليني والطوسي روايات مسندة إلى الامام عليعليه‌السلام والصادقعليه‌السلام تدلّ في حوارات مع أصحابها بأنّ الأئمّة قالوا لهم ذلك فقد تحاور حبّة العرني مع الإمام عليّ حول هذا الأمر وقال له الإمام واصفاً تجمع أرواح المؤمنين في وادي السلام واصفاً إيّاه بنعم المضجع ، كذلك الحال مع صاحب الإمام الصادق خشي أن يتوفّى أخاه في بغداد فردّ عليه الإمام قائلاً : «ما تبالي حينما مات أما إنّه لا يبقى مؤمن شرق الأرض وغربها إلاّ حشر الله روحه إلى وادي السلام» ، فردّ عليه : وأين وادي السلام؟! قال : «ظهر الكوفة ...». الكافي ٣/٢٤٣ ، تهذيب الأحكام ١/٤٦٦.

(٢) هو الإمام العلاّمة شيخ الإسلام المولى محمّـد باقر بن المولى محمّـد تقي المجلسي قد أجمع العلماء على جلالة قدره وتبرّزه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والأدب توفّي ١١١١ وقبره الشريف في إصفهان في جامع العتيق ينظر ، المجلسي ، محمّـد باقر ، بحار الأنوار ، ١/٢٤؛ القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣١٢؛ الجابري ، الفكر السلفي ، ٣٦١.

(٣) بحار الأنوار ، موسوعة حافلة في العلم والدين والكتاب والسنّة والفقه والحديث والحكمة والفلسفة والتاريخ إلى الذكر والدعاء. فهو دائرة معارف بجميع فنون العلوم الإسلامية وتحوي أصولها إلى فروعها. ينظر ، بحار الأنوار ، ١/١ ـ ٢.

(٤) يقصد بها الدولة الصفوية التي عاصمتها إصفهان وقد كان شيخاً للإسلام في وقته متولّي عن ميرزا حسين الصفوي (١١٠٦ هـ ـ ١١٣٥/١٦٩٤ ـ ١٧٢٢ م).

  

أنّه قيل إنّ في زمنه صار من تلاميذه ألف مجتهد(١).

٨٤ ـ ومنهم شيخنا الشيخ أحمد بن صالح الدرازي البحراني ، فإنّه كان فاضلاً عالماً زاهداً ورعاً فقيهاً محقّقا مدقّقاً ، ولد سنة السابعة والخمسين بعد الألف ، ومات رحمه‌الله في صفر سنة الرابعة والعشرين بعد المائة والألف(٢).

٨٥ ـ ومنهم شيخنا الشيخ أحمد بن إبراهيم بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبـد الحسين بن عطيّة بن شيبة ، جدّ شيخنا لأبيه ، فإنّه كان فاضلاً محقّقاً مجتهداً صرفاً ، لا يملّ من البحث ، ولا يغتاظ ، لقد صنّف فأكثر(٣) ، توفّي رحمه‌الله في بلدة الخطّ(٤) ، بعد أخذ الخوارج

__________________

(١) بلغ عدد الذين تتلمذوا عند العلاّمة المجلسي قدس‌سره أو رووا عنه حسب قول الميرزا عبـد الله إنّهم ألف نفر ، بل قال المحدّث الجزائري : أكثر من ألف ، ينظر القمّي ، هديّة الأحباب ، ٣١٢ ، ولكن السيّد أحمد الحسيني سرد أسماء تلامذة الشيخ المجلسي من خلال البحث في المصادر والمضانّ والإجازات الخطّية فضلاً عن الاستيعاب للمشاريع السابقة عليه في هذا المضمار من جمع تلامذة المجلسي فلم يظفر سوى بترجمة (٢١١) شخص تتلمذ على يد العلاّمة المجلسي مع وجود الشكّ في تلمّذه البعض منهم ينظر الحسيني ، تلامذة العلاّمة المجلسي والمجازون منه : ٥.

(٢) أحمد بن صالح الدرازي البحراني عالم زاهد ورع توفّي سنة ١١٢٤ له مؤلّفات منها : كتاب الطّبّ الأحمدي ورسالة في الاستخارة ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٠٩.

(٣) أحمد بن إبراهيم بن صالح بن أحمد بن عصفور ، كان شخصاً فاضلاً مجتهداً فقيهاً لا يملّ المباحثة ولا يغضب ولا يتعجّب ولا يضيق منها ، وعادة من لا يقدرون على المباحثة أن يتغيّظوا ، وللشيخ مصنّفات منها رسالة في القول بحياة الأموات بعد الموت ، ورسالة الجوهر والعرض ، وذكر ولده الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة أنّ وفاته كانت سنة ١١٣١ هـ ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٩٥ ـ ٩٦؛ التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٣٠.

(٤) الخطّ يقصد بها بلدة القطيف.

  

البحرين(١) ، في صفر سنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف ودفن بمقبرة الحياكة(٢).

٨٦ ـ ومنهم شيخنا الشيخ عليّ بن الشيخ جعفر بن الشيخ عليّ بن سليمان القدمي ، فإنّه عالم فاضل ، قد تولّى الأمور الحسبية في بلاد البحرين(٣) ، وقد توفّي بكازرون(٤) سنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف.

٨٧ ـ ومنهم شيخنا الشيخ محمّـد بن يوسف بن كنبار ، النعيمي أصلاً ، البلادي مسكناً ، فإنّه عالم فاضل فقيه مجتهد محدّث ، توفّي رحمه‌اللهبالخطّ ، ودفن بمقبرة الحياكة ، في ذي القعدة سنة الثلاثين بعد المائة والألف(٥).

__________________

(١) تمكّن سلطان بن سيف الثاني حاكم عمان من أسرة اليعاربة العمانية بقيادة حملة كبيرة على البحرين عام ١٧١٨ م وأخضعها لدولة اليعاربة بعد أن كانت تابعة للدولة الصفوية ، ينظر ، حميدي ، جعفر عبّاس وآخرون ، تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر بغداد : ١٩٩١ ، ٦٤؛ عبـد الحسين ، فاضل محمّـد ، عمان في عهد أحمد بن سعيد ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلّية التربية ، ١٩٨٨ ، ص ١٢٣.

(٢) مقبرة في بلدة القطيف.

(٣) عليّ بن جعفر بن عليّ بن سليمان بن حسن القدمي من قرية القدم إحدى قرى البحرين في الجنوب الغربي من جدحفص وقد توطّن بآخر حياته بلاد كازران في إيران وبها توفّي ١١٣١ هـ من آثاره العلمية رسالة في مناسك الحجّ ورسالة في أحكام الصلاة ، ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ، ١٢٣ النويدري ، سالم ، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال ١٤ قرن ، ط١ ، بيروت : ١٩٩٢ ، ٢/١٥٣.

(٤) كازرون ، قال عنها ياقوت : مدينة بفارس بين البحر وشيراز وقيل عنها أنّها دمياط الأعاجم ، ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٤/٤٢٩.

(٥) محمّـد بن يوسف بن كنيار الضبيري النعمي توفّي في بلدة القطيف في سنة

  

٨٨ ـ ومنهم شيخنا المحدّث الصالح الشيخ عبـد الله بن صالح بن جمعة بن عليّ بن أحمد السماهيجي ، الإصبعي مسكناً ، فإنّه كان فاضلاً عالماً أخباريّاً صرفاً ، صنّف فأكثر(١) ، ذكر مصنّفاته في إجازته للشيخ الفاخر الشيخ ناصر الجارودي الخطّي ، كان معاصراً لشيخنا الشيخ أحمد جدّ شيخنا ، وقد وقع بينهما مسائل وجوابات ومعارضات ومناقضات ، توفّي رحمه‌الله ببهبهان لمّا أخذت الخوارج البحرين(٢) سنة الخامسة والثلاثين بعد المائة والألف ، كان يروي عن جماعة منهم الشيخ سليمان بن عبـد الله.

٨٩ ـ ومنهم شيخنا السيّد محمّـد بن السيّد عليّ بن السيّد حيدر الدائر على الألسن بالسيّد محمّـد حيدر ، وهذا السيّد كان فاضلاً عالماً متبحراً صنّف فأكثر(٣) ، قد اجتمع معه شيخنا الشيخ أحمد بمكّة سنة الخامسة عشر بعد المائة والألف ، فكان يصفه بجليل الوصف ، وكان هذا السيّد يروي عن جماعة منهم الفاضل الشريف أبو الحسن محمّـد طاهر النباطي(٤) ، الفاضل

__________________

١١٣٠ وله ديوان شعر حسن في مراثي أهل البيت عليهم‌السلام وله مقتل الحسين عليه‌السلام ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١١٠.

(١) عبـد الله بن صالح بن جمعة السمهاجي نسبة إلى سماهيج قرية في جزيرة صغيرة شرقي البحرين كان أخبارياً صرفاً كثير التشنيع على المجتهدين ، له مصنّفات عدّة منها : جواهر البحرين في أحكام الثقلين ورياض الجنان المشحون باللؤلؤ والمرجان وغيرها ، ينظر ، البحراني لؤلؤة البحرين ، ٩٦ ـ ١٠٣.

(٢) الجابري ، الفكر السلفي ، ٣٨١.

(٣) السيّد محمّـد حيدر الموسوي العاملي أصلاً ثمّ المكّي موطناً قال عنه صاحب اللؤلؤة كان هذا السيّد فاضلاً محقّقاً مدقّقاً حسن التعبير والتقرير وقفت له على كتاب في آيات القرآن الكريم توفّي سنة ١١٣٩. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٠٣ ـ ١٠٧.

(٤) أبو الحسن بن محمّـد طاهر النباطي العاملي ، المجاور بالنجف حيّاً وميّتاً توفّي ١١٣٨ هـ له كتاب الفوائد الغروية ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٠٨.

  

العالم وقد اجتمع معه أيضاً الشيخ أحمد في النجف الأشرف سنة الخامسة والعشرين بعد المائة والألف ، قد صنّف فأكثر كان يروي عن المجلسي وغيره.

٩٠ ـ ومنهم شيخنا أحمد بن الشيخ عبـد الله بن حسن البلادي ، فإنّه فاضل عالم ، وكان أبوه فاضلاً عالماً محقّقاً ، صنّف فأكثر ، وقد قرأ عليه شيخنا ، الشيخ يوسف عمّ شيخنا توفّي الشيخ أحمد رحمه‌الله في شهر رمضان سنة السابعة والثلاثين بعد المائة والألف(١).

٩١ ـ ومنهم شيخنا الشيخ عبـد الله بن عليّ البلادي البحراني ، فإنّه فاضل عالم فقيه متبحّر مصنّف ، توفّي رحمه‌الله سنة الثامنة والأربعين بعد المائة والألف(٢) ، سنة جلوس نادر شاه(٣) في السلطنة ، ودفن بشيراز وتاريخ تلك السنة (الخير فيما وقع) ، وقد عكس التاريخ فقيل (لا خير فيما وقع).

٩٢ ـ ومنهم شيخنا الشيخ حسين بن محمّـد بن جعفر الماحوزي ،

__________________

(١) أحمد بن عبـد الله بن حسن بن جمال البلادي وهو من أجداد عليّ بن حسن البلادي صاحب أنوار البدرين ، ينتسب إلى قرية البلاد القديم وهي من القرى العريقة في البحرين ، له رسالة في إثبات الدعوى على الميّت بشاهد ويمين ، شرح رسالة في الصلاة ، توفّي سنة ١١٣٧ هـ ، ينظر البلادي ، أنوار البدرين ، ١٦٥؛ النويدري ، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين ، ٢/٥١ ـ ٥٢.

(٢) عبـد الله بن عليّ بن أحمد البحراني البلادي كان فاضلاً سيّما في الحكمة المعقولات إلاّ أنّه ـ كما نقل صاحب اللؤلؤة كان قليل الرغبة في التدريس والمطالعة في وقتنا الذي رأيناه فيه ـ له رسالة في علم الكلام ورسالة في نفي الجزء الذي لا يتجزّء توفّي في شيراز في سنة تسلّم نادر شاه للحكم وهو عام ١١٤٨ هـ ودفن في قبّة السيّد أحمد بن مولانا الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٧٣ ـ ٧٤.

(٣) نادر شاه الأفشاري حكم إيران (١٧٣٦ ـ ١٧٤٧ م / ١١٤٨ ـ ١١٦٠ هـ) بعد اغتصابه للحكم الصفوي.

  

شيخ الشيخ يوسف ، فإنّه فاضل محقّق مدقّق ، عاش تقريباً من تسعين سنة ، ولم يتغيّر ذهنه ، إلاّ إنّا لم نقف له على مصنّف ، مات رحمه‌الله سنة الحادية والسبعين بعد المائة والألف(١) ، كان قد قرأ عليه جماعة كثيرة : كشيخنا الشيخ يوسف وكشيخي الأوحد الأوّاه جدّي لأبي.

٩٣ ـ الشيخ عبـد الله بن محمّـد بن حسين بن محمّـد النعيمي البحراني ساكن الخطّ المشتهر بالشويكي(٢) ، ولهذا كان كثيراً ما يشير في قصائده إلى نسبته لها كقوله في قصيدة يمدح بها الأئمّة :

لئن كنت شويكيّاً فلا

عجب فالشوك منه الورد يجنا

كقوله في قصيدة يُرثي بها الحسينعليه‌السلام :

أهديتكم من ورد الشوكي مدحة

دانت لها البلغاء والشعراء

__________________

(١) حسين بن محمّـد بن جعفر البحراني الماحوزي ـ نسبة إلى ماحوز عمّر الشيخ ما يقارب من تسعين سنة ولم يتغيّر ذهنه ولم يختلّ أي من حواسّه ـ كما أنّ هذا الشيخ مع ما له من الفضل لم تكن عنده ملكة التصنيف ولم يؤلّف شيئاً. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٦ ـ ٧؛ البلادي ، أنوار البدرين ، ١٧٦؛ التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٩٤.

(٢) عبـد الله بن محمّـد بن حسين بن محمّـد الشويكي الإصبعي البحراني من علماء القرنين الثاني عشر والثالث عشر معاصر للعلاّمة الشيخ حسن العصفوري ت ١٢١٦ هـ ينتسب إلى الشويكية بالقطيف دار هجرة المترجم له فهو أوّل مهاجر من هذه الأُسرة من بلاد البحرين إلى القطيف وكان موطنهم في الأصل قرية (أبي أصبع) البحرانية. من أثاره العلمية ، كتاب في فضائل النبيّ وآل بيته الطاهرين ، الاقتباس والتصنيف لمائة آية من القرآن المبين في إثبات عقائد الدين وهي منظومة قال الطهراني : إنّه رأى نسخة من تلك المنظومة بخطّ ناظمها مؤرّخة في سنة ١١٤٩ هـ ، ينظر ، آل أبي المكارم ، سعيد بن عليّ ، أعلام العوامية في القطيف ، النجف : ١٣٨١ ، ص ١٧؛ النويدي ، أعلام الثقافة في البحرين ، ٣/٧٩ ـ ٨١.

  

ولقد كان فاضلاً عالماً شاعراً ماهراً ، له من الشعر ما ينيف على خمسة عشر ألف بيت ، وله بنود(١) كلّها في مدح الأئمّة الاثني عشر وفاطمة وسيّد البشر ، مات رحمه‌الله سنة الخامسة والثمانين بعد المائة والألف.

٩٤ ـ ومنهم شيخنا الأعظم البهيّ : الشيخ عبـد عليّ بن الشيخ أحمد ، فإنّه كان عالماً فاضلاً محققاً مدقّقاً أخباريّاً ، صاحب كتاب «الإحياء»(٢) ، كان عمّاً لشيخنا ، وأباً لزوجته وكان كثير التتبّع للأخبار ، ولد رحمه‌الله سنة السادسة عشرة بعد المائة والألف ، وتوفّي رحمه‌الله سنة السبعين بعد المائة والألف(٣).

وقد كان له ابنان ، أحدهما : الشيخ أحمد(٤) ، فقد كان هذا الشيخ أوّل عمره فاضلاً عالماً محقّقاً ، قد قرأ عليه شيخنا برهة ، إلاّ أنّه اشتغل بصلاح

__________________

(١) البند من الفنون الشعرية المعرّبة ظهر على يد شهاب الدين ابن معتوف إذ وجدت في ديوانه (خمسة بنود) وهو فنّ يزاوج بين الشعر والنثر إذ لا يتّقي إلى بحر معيّن أو قافية بل عبارة عن جملة متّصلة ذات إيقاع موسيقي متوازن وقد شاع في العراق ولا سيّما بعد سقوط بغداد وتقترب تفعيلاته من بحر الهزج ، ينظر ، عليّ ، محمّـد أحمد ، الأوزان الشعرية المعربة ، مطبعة النعمان ، النجف : ١٩٧٣ ، ١٠ ـ ١٢.

(٢) إحياء معالم الشيعة بأخبار الشريعة. وهو فقه مبسوط خرج منه كتاب الطهارة مشمتلاً على تحقيقات وله مقدّمة نظير مقدّمة الحدائق (للشيخ يوسف) نقل عنه الميرزا محمّـد الأخباري في كتابه منية المرتاد ونقل عنه أيضاً صاحب الجواهر. ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ١/٣٠٩.

(٣) عبـد عليّ بن أحمد بن إبراهيم من آل عصفور الدرازي البحراني أخ العلاّمة المحدّث الشيخ يوسف صاحب الحدائق والذي وصفه بالمقدّس وكان من كبار العلماء العاملين له كتاب معالم الدين ويسمّى إحياء علوم الدين ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٩٣؛ المهتدي ، علماء البحرين ، ٣٤٢.

(٤) أحمد بن عبـد علي العصفور : أثنى عليه السيّد محمّـد آل شبانة البحراني في كتابه نسمة الأمل وقال إنّه قد حاز من العلم أكثره ومن الحلم أوقره ومن الأدب أفخره اختصر عمره فمات شابّاً لم يعش بعد أبيه الشيخ عبـد عليّ إلاّ قليلاً. ينظر ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٣١٦؛ المهتدي علماء البحرين ، ٣٤٥.

  

أمور البحرين عن الدرس والتدريس ، فعاشوا تحت ضلاله في غاية السرور والاطمئنان حتّى أخذت العتوب بلاد البحرين(١) من سلطان العجم(٢) ، فرفع الأمر من يده ، مات في ذي الحجّة سنة الثامنة بعد المائتين والألف(٣).

وثانيهما شيخنا ذو الفخر والشرف الشيخ خلف ، العالم الفاضل المحقّق المدقّق ، غائص بحار الأخبار ، كان قد سكن القطيف ، قرأ عليه جماعة منهم والدي الأمجد الشيخ محمّـد الفاضل المتكلّم الشاعر الماهر الفصيح(٤) ، ثمّ سكن الدروق مدّة ومات رحمه‌الله بالبصرة ، ودفن بالنجف سنة

__________________

(١) العتوب قبيلة متباينة النسب لا تنتمي إلى أصل واحد وقد ظهر منها أُسرة آل خليفة التي لا تزال تمارس الحكم في البحرين حتّى وقتنا الحاضر ، ينظر ، قاسم ، جمال زكريّا ، دراسة لتاريخ الإمارات العربية (١٨٤٠ ـ ١٩١٤) ، دار البحوث العلمية ، ط٢ الكويت ، ١٩٧٤ ، ٣٩.

(٢) حكم الفرس البحرين في العصر الحديث طيلة الفترة (١٦٠٢ ـ ١٧٨٣ م) وانتهت تلك السيطرة عام (١٧٨٣ م / ١١٩٨ هـ) حيث استطاعت قبيلة العتب أن تضع نهاية للحكم الفارسي على يد محمّـد بن خليفة شيخ قبيلة العتب الذي ضمّ البحرين إلى إمارته وقد مهّد لذلك التفكّك السياسي الذي عانته فارس على أثر اغتيال كريم خان الزندي عام ١٧٧٧ م ، ينظر ، جمال زكريّا ، دراسة لتاريخ الإمارات العربية ، ٣٩؛ الكردي ، على عظم ، العلاقات العمانية الفارسية ١٨٠٦ ـ ١٩١٣ ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلّية التربية ، ١٩٨٩ ، ٤٣.

(٣) لكن بعض كتب التراجم تذكر أنّه كان حيّاً سنة ١٢١٢ هـ. ينظر الأميني ، شهداء الفضيلة : ٣١٦ ، المهتدي ، علماء البحرين : ٣٤٥.

(٤) أبو الحسن محمّـد بن عبـد الله بن الحسين بن محمّـد الشويكي الخطّي والد المؤلّف الشيخ مرزوق ، أحد تلامذة العلاّمة الشيخ حسين آل عصفور ت ١٢١٦ ومن المجازين منه ، ينظر ، القطيفي ، فرج العمران ، الأزهار الأرجية في الآثار الغربية ، النجف ، ١٩٦٨ ، ١١/١٧٢ ـ ١٧٥.

  

الثامنة بعد المائتين والألف(١) ، وقد كان له ابنان فاضلان عالمان أحدهما الشيخ محمّـد(٢) ، والثاني الشيخ يوسف(٣) ، وله ابن ابن فاضل عالم اسمه الشيخ حسن بن الشيخ محمّـد ، ولقد توفّي الشيخ محمّـد ابنه بحياته سنة السابعة بعد المائتين والألف ، ولقد عاصرنا هؤلاء الأولاد الثلاثة واستفدنا منهم حرسهم الله تعالى.

٩٥ ـ ومنهم شيخنا الإمام الأعظم المحقّق العلاّمة الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد ، عمّ شيخنا ، فإنّه كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً ، لم يكن له في عصر ثان ، لقد صنّف فأكثر ، واشتهرت مصنّفاته وكتبه لا سيّما كتاب (الحدائق)(٤) ، فإنّه كتاب لم يكن له نظير ، ولا ينبئك مثل خبير ، كان شيخاً

__________________

(١) خلف بن عبـد عليّ العصفور وهو مجاز من عمّه صاحب الحدائق ، تصدّر للافتاء في حياة أبيه في منطقة فلاحية ، ثمّ رحل إلى المحمّرة ، وله مصنّفات : رسالة في صلاة الجمعة ، ورسالة في الرضاع ، ورسالة في السلام ، ورسالة في أنّ الفرقة الناجية هي الإمامية ، ينظر ، المهتدي ، علماء البحرين ، ٣٤٧.

(٢) محمّـد بن خلف بن عبـد علي بن أحمد آل عصفور. لم تنقل كتب التراجم تفاصيل أكثر ممّا ذكره عنه الشيخ مرزوق الشويكي في الدرّة البهية حيث اعتمدت أكثر الكتب التي ذكرته على ترجمته بها على ما نقله الشيخ عنه واستفادته من معاصرته له في المجال العلمي ، ينظر ، النيويدري ، أعلام الثقافة في البحرين ، ٢/٥١٥.

(٣) يوسف بن الشيخ خلف العصفور تصدّر للإفتاء وإمامة الجمعة والجماعة في منطقتي الفلاحية والمحمّرة توفّي سنة ١٢٥٥ ـ ليس له مؤلّفات سوى بعض الحواشي على كتب الحديث والروايات ، ينظر ، المهتدي ، علماء البحرين ، ٣٩٠ ـ ٣٩١.

(٤) الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة للمحدّث الفقيه الربّاني يوسف بن أحمد البحراني ، أوّله (الحمد لله الذي هدانا بواضح الدليل ...) ويبدأ باثني عشر مقدّمة في مباني الأحكام آخرها في الفرق بين الأخباري والأصولي ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ٦/٢٨٦.

  

لشيخنا ، وقد أجاز له ، وكتب له مع ابن عمّه الشيخ خلف إجازة لم يكن مثلها ، جمعت أحوال العلماء(١). ولد سنة السابعة بعد المائة والألف ومات رحمه‌اللهسنة السادسة والثمانين بعد المائة والألف(٢) ، وقد كان لهذا الشيخ ابن عالم فاضل محقّق اسمه الشيخ محمّـد ، وقد كان للشيخ محمّـد(٣) ، ابنان فاضلان عالمان ، قد اجتمعنا بهما في حدود سنة الرابعة عشر بعد المائتين والألف ، أحدهما : الشيخ موسى(٤) ، والآخر الشيخ عبـد عليّ(٥) ، حرسهما الله تعالى ، الآن مسكنهما مع والدهما في فسا(٦).

__________________

(١) وهذه الإجازة هي كتاب لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرّتي العين وهي من أوسع الإجازات وأهمّها في القرون المتأخّرة.

(٢) يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني ، الدرازي : نسبة إلى قرية الدراز إحدى قرى البحرين ، ولد سنة ١١٠٧ هـ كما صرّح في خاتمة اللؤلؤة ، حيث ترجم لحياته وما جرى عليه ، وقد انتقل إلى كربلاء ، وتوفّي بها سنة ١١٨٦ هـ ، من آثاره العلمية أعلام القاصدين إلى مناهج أُصول الدين ، تدارك المدارك ، جليس الحاضر وأُنس المسافر (الكشكول) ، وغيرها ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٤٤٢ ـ ٤٥١؛ البحراني ، الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ، ط١ ، قم : ١٤١٩ ، ص٢٦؛ البلادي ، أنوار البدرين ، ١٩٣.

(٣) محمّـد بن يوسف بن أحمد أحد المجتهدين في علوم الدين خصوصاً بالفقه حتّى لقّبه علماء عصره بابن الفقيه ت ١٢٢٠ هـ ، من آثاره العلمية ، السرّ المكتوم ، ينظر ، المهتدي علماء البحرين ، ٣٧٠ ـ ٣٧١.

(٤) موسى بن محمّـد العصفور أخذ العلم من أبيه عن جدّه صاحب الحدائق من آثاره العلمية كتاب الإجماع ورسالة له في المنطق ورسالة في معنى الخبر المتواتر ، توفّي سنة ١٢٣٦ هـ ينظر المهتدي ، علماء البحرين ، ٣٧٩.

(٥) عبـد علي بن محمّـد بن يوسف العصفور من آثاره كتاب النفحة ولعلّه في الفقه ولم يذكر غيره توفّي في بلاد فارس سنة ١٢٢٠ هـ. ينظر ، النويدري ، أعلام الثقافة في البحرين ، ٣/٧٢.

(٦) فسا ، كلمة أعجمية وعندهم بسا (بالباء) : مدينة بفارس مقاربة في الكبر شيراز ، ينظر ، ياقوت ، معجم البلدان ، ٤/٢٦٠.

  

٩٦ ـ ومنهم شيخنا الأمجد والد شيخنا الشيخ حسين ، أخو الشيخ يوسف لأبيه ، والشيخ عبـد علي لأبويه ، فإنّه فاضل عالم محقّق ، مدقّق غائص للأخبار ، صاحب كتاب (مرآت الأخبار في أحكام الأسفار)(١) ، فإنّه كتاب جليل ، ولد سنة الثالثة عشر بعد المائة والألف ، وقد كان له أربعة أولاد ، وأحدهم شيخنا الشيخ حسين الآتي ذكره ، وثانيهم الشيخ أحمد(٢) ، فإنّه عالم فاضل فقيه محقّق مدقّق ، وثالثهم الشيخ عليّ(٣) فإنّه كان متكلّماً فاضلاً شاعراً ، كان له ابن فاضل عالم اسمه الشيخ محمّـد(٤). قد عاصرناه ، وأفدناه واستفدنا منه ، ورابعهم الشيخ عبـد الله ، وقد كان لوالد شيخنا ثلاثة أخوة ، كلّهم أبناء الشيخ أحمد غير الشيخ يوسف ، والشيخ عبـد عليّ ، أحدهم : قد شاهدناه في آخر عمره ، وهو الشيخ عبد الله ، وقد اختلّ عقله

__________________

(١) مرآة الأخبار في أحكام الأسفار ، مبسوط فيما يتعلّق بالمسافر في الأحكام للشيخ محمّـد بن أحمد بن إبراهيم البحراني ، أخي صاحب الحدائق ، ذكر الشيخ آقا بزرك إن الشيخ محمّـد صالح بن أحمد بن إبراهيم البحراني المتوفّى سنة ١٣٣٣ بكربلاء أخبره ، أنّه موجود في القطيف ويعرف بالرسالة السفرية ، ينظر ، الطهراني ، الذريعة ، ٢٠/٢٦١ ـ ٢٦٢.

(٢) أحمد بن محمّـد آل عصفور ذكره الأميني في شهداء الفضيلة وقال كان يروي عن أبيه العلاّمة وأخيه الشيخ حسين ويروي عنه العلاّمة أحمد بن زين الدين الإحسائي ، ينظر ، الأميني شهداء الفضيلة ، ٣١٤.

(٣) الشيخ عليّ أطراه صاحب الأنوار بالعلم والفضل كما ذكر ذلك الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٣١٥.

(٤) محمّـد بن عليّ بن أحمد بن إبراهيم العصفور إمام الجمعة والجماعة والقضاء في الشاخورية له كتاب من الأصول الخمسة ورسالة في وجوب الجمعة عيناً ، ينظر ، الأميني ، شهداء الفضيلة ، ٣١٥ ، النويدري أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين ، ٢/٥٢٦.

  

إلاّ عن ذكر(١) مات رحمه‌الله سنة بعد المائتين والألف ودفن بشاخورة(٢) ، والآخران الشيخ عليّ(٣) ، والشيخ عبـد النبيّ(٤) ، إلا أنّهما ماتا وقد بلغ كلٌّ منهما تقريباً أربعين سنة ، وقد كانوا هؤلاء الثلاثة علماء فضلاء محقّقين.

خاتمة :

في ذكر مشايخي الأعلام الذين قرأت عليهم وذكر بعض من أحوالي ، يقول جامع هذه الرسالة : فقير ربّه السبحاني مرزوق بن محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد بن حسين بن محمّـد البحراني.

كان مولدي بالخطّ في المدارس ، ومسكني الشويكية. مسكن أبي وجدّي ، وقد كان والد جدّي بحرانيّاً ، إلاّ أنّ الأقضية ساقته للخطّ ، وسكن الشويكية ، فبقى مدّة قليلة بالخطّ ، وكان أوّل قراءتي على يدي شيخي الأوحد العليّ ، الشيخ عبـد عليّ بن سليمان بن فضائل الشويكي ،

__________________

(١) لقد وضع الشيخ مرزوق خطّاً على هذه العبارة السابقة وربّما أراد حذفها ظنّاً منه أنّها تشهير بهذا الرجل!!

(٢) يقصد به الشيخ عبـد الله بن أحمد بن إبراهيم العصفور اعتمدت أكثر كتب التراجم التي أوردت له ذكر على ما قاله الشيخ مرزوق في (الدرّة البهية) ينظر ، النويدري ، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين ، ١٢/٤١٩.

(٣) عليّ بن أحمد بن إبراهيم أخو الشيخ يوسف صاحب الحدائق من قرية الدراز وصف الشيخ محمّـد المقابي في رسالته الجهر والإخفات بالفاضل ، ينظر ، النويدري ، أعلام الثقافة ، ٢/٤٦٣.

(٤) عبـد النبي بن أحمد العصفور توفّي سنة ١١٧٣ وقبره في المصلّى وله تحقيقات على كتب الأخبار وحاشية على كتاب ابنه الحدائق الناظرة ، ينظر ، المهتدي ، علماء البحرين ، ٢٩١.

  

ولقد كان هذا الشيخ عالماً فاضلاً ورعاً ، كانت قراءته على شيخنا : الشيخ عبـد عليّ عمّ شيخنا ، وعلى السيّد محمّـد المقابي(١) ، وكان أوّل من حثّني على سلوك هذا المسلك فجزاه الله خير الجزاء.

قد قرأت عليه (قطر النّدى)(٢) ، وشيئاً من (ابن الناظم)(٣) ، ولقد كنت عنده يوماً من الأيّام ، فأخبرني برؤيا من مدّة بعيدة ، وقال : إنّي كنت ليلة نائماً فرأيت كأنّ رجلاً ناولني قدحاً فيه لبن ، فقال لي : اشرب فأخذته وشربت ، وكان جدّك الشيخ عبـد الله عندي حاضراً مع أبيك ، فناولته فشرب منه ، ثمّ ناولته إيّاك ، فشرب أيضاً ، فبقي في القدح شيء من اللبن ، فتعجّبت من الرؤيا والآن انكشف لي حقيقة ذلك ، وذلك أنّ جدّك كان يقرأ عليَّ في علم الحديث ، وبعده قرأ أبوك على يدي شيئاً من الإلهيات ثمّ قرأت أنت الآن عليَّ ، فهذا بقيّة قد كان ذلك ، مات رحمه‌الله سنة الثالثة عشر بعد المائتين والألف بالبحرين.

ولقد سافر والدي للبحرين ، فبقي مدّة في خدمة شيخنا بالشاخروة ،

__________________

(١) محمّـد بن سليمان المقابي البحراني ، ذكره الشيخ عبـد الله بن صالح السمهاجي في إجازته الشيخ ناصر الجارودي الخطّي سنة ١١٢٨ هـ وقال ياقوت : له رئاسة الأُمور الحسبية والقضاء وإمامة الجماعة ، ت ١٢١٣ هـ ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، هامش ٨٨؛ البلادي ، أنوار البدرين ، ١٢٥.

(٢) قطر الندى وبل الصدى ، كتاب في علم النحو ، تصنيف أبي عبـد الله جمال الدين ابن هشام الأنصاري توفّي ٧٦٦ هـ.

(٣) يقصد به الشرح الذي ألّفه بدر الدين أبي عبـد الله محمّـد ويعتبر أشهر الشروح على ألفية ابن مالك وتسمّى ألفية ابن مالك (الخلاصة) لكنّها اشتهرت بالألفية لكونها ألف بيت وهي من أحسن الأراجيز النحوية بل أحسنها وأفضلها ، وقد توفّي ابن الناظم سنة ٦٨٦ هـ ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٢٤؛ الطهراني ، الذريعة ، ١٣/١٠٥.

  

حيث إنّ شيخنا يصنّف ووالدي يكتب ما يملي عليه ، فصار في الخطّ بعض الخوف ، فطرّش لنا الوالد ، فسرنا نحوه مع العيال ، وسكنّا بالشاخورة ، وذلك من فضل الله علينا ، فكان قراءتي فيها عند شيخي الأمجد الفاضل الأوحد المحقّق الشيخ عبـد الرضا(١) بن شيخنا في ابن الناظم ، ولقد كان مولده أيّده الله تعالى سنة الخامسة والثمانين بعد المائة والألف ، ثمّ انتقلت بالقراءة على يد أخيه لأبويه العلاّمة المحقّق الورع المدقّق الأجلّ المؤتمن الشيخ حسن(٢) حرسه الله من صروف الزمن ولقد كان هذا الشيخ عالماً فاضلاً له كتاب شرح منظومة والده ، شارحة الصدور(٣) وكتاب شرح النفحة القدسية(٤) لم يكمل وله كتاب الدروس في

__________________

(١) الشيخ عبـد الرضا بن الشيخ حسين العصفوري قال عنه الطهراني في طبقات أعلام الشيعة ـ عالم فاضل ـ وأورد ترجمته نقلاً عن الشيخ مرزوق في (الدرّة البهية) حيث ذكر أنّ الشيخ مرزوق الشويكي تلميذه ذكره في (الدرّة البهية) وأنّه قد قرأ عنده وأنّ ولادته كانت سنة ١١٨٥ هـ. ينظر ، الطهراني ، طبقات أعلام الشيعة.

(٢) حسن ابن الشيخ حسين العصفور ولد في البحرين سنة ١١٨٠ هـ وهاجر بعد وفاة والده العلامة سنة ١٢١٦ من البحرين إلى شيراز في إيران من آثاره : رسالة عملية في الطهارة والصلاة مجلّد واحد، منظومة في علم الكلام، رسالة في عدم تقليد الأموات ابتدأ لا ضرورة. توفّي سنة ١٢٦١ ـ ينظر، النويدري، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين، ٢/٣٢٠ ـ ٣٢٣.

(٣) شارحة الصدور منظومة في أصول الدين وإسمها شارحة الصدور ورافعة المحذور للشيخ حسين عصفور (ت ١٢١٦ هـ) أوّلها :

حمداً لربّي واجب الوجود

العالم القدير والمريد

وخاتمتها :

تم الختام ثامن العشرينا

من شهر شعبان من السنينا

الذريعة ١٣/٤.

(٤) شرح نفحة القدسية في الفقه واسمها : النفحات القدسية في فقه الصلوات اليومية

  

النحو لم يكمل قرأت عليه بقية علم النحو وكذا علم الصرف والآن أقرأ عليه شرح زاد المسافرين(١) تصنيف شيخنا ابن أبي الجمهور ، ولد سلّمه الله تعالى وأبقاه سنة الثانية والثمانين بعد المائة والألف وقد قرأت على أخيه لأبويه الأوحد العالم الأمجد شخينا الشيخ محمّـد(٢) مضى من الشرائع وقابلت عنده شيئاً من اللمعة ، وله أيّده الله تعالى سنة التاسعة والستّين بعد المائة والألف.

وقد قرأت على شيخنا الفاخر المحقّق الباهر السيّد عبـد القاهر بن السيّد حسين بن السيّد عليّ عليّ التوبلي البحراني(٣) زبدة البهائي(٤) ولقد كان هذا السيّد عالماً فاضلاً محقّقاً مدقّقاً له يد طولى في الآليّات سيّما في الأُصول والحساب ، شديد المحبّة والملازمة لشيخنا.

__________________

مع ذكر أدلّتها الإجمالية وقد اعتمد عليها الكثير من المتأخّرين ولاسيّما الشيخ أحمد الإحسائي. الذريعة ١٦/١٥٧.

(١) هذا الكتاب هو كشف البراهين في شرح زاد المسافرين في أصول الدين وكتبه لتلميذه الأمير محسن بن محمّـد الرضوي والمتن والشرح لنفس المؤلّف (أبو الجمهور الإحسائي) إذ كتب المتن في أثناء سفره إلى زيارة مشهد ثامن الحجج الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام الذريعة ٢٢/١٠ ، ١٨/٢٢.

(٢) الشيخ محمّـد بن الشيخ حسين آل عصفور.

(٣) لم تذكر كتب التراجم سيرة أو وصفاً لهذ الرجل باستثناء ترجمة تلميذه الشيخ مرزوق الشويكي هذه وما ذكره الشيخ علي البحراني بالقول «كان رحمه الله من أفاضل تلامذة الشيخ حسين آل عصفور مشهوراً بالعلم والفضل إلاّ أنّي لم أقف على شيء من أحواله ولا شيئاً من مصنّفاته والحوادث التي وقعت على بلاد البحرين أذهبت أكثر آثارها في البين» ونقل تفسيراً لرؤيا رآها أستاذه الشيخ حسين دلّت على مكانته عند شيخه وطول باعه في تعبير الرؤيا. ينظر أنوار البدرين ٣٤٥ ـ ٣٤٦.

(٤) الزبدة للبهائي هي : زبدة الأصول ، وجيزة مشتملة على جل قواعد أصول الفقه للشيخ البهائي (ت ١٠٣٠ هـ) الذريعة ١٢/١٩.

  

ولد حرسه الله سنة الحادية والخمسين بعد المائة والألف ولقد كان له ابن فاضل عالم محقّق(١) عاصرناه وإستفدنا منه.

وله أيّده الله تعالى .......(٢) بعد المائة والألف.

ولقد كنت من سنة الثامنة بعد المائتين والألف إلى سنة الرابعة عشرة بعد المائتين والألف ملازمة لخدمة شيخي وأُستاذي ومن عليه في جميع أحوالي اعتمادي ، الشيخ المتبرّأ من الريب شيخ الكلّ في الكلّ ونور العين الشيخ حسين بن الشيخ محمّـد بن الشيخ أحمد المشتهر بابن عصفور بالملآب على حالة تصنيفه ، حيث كان والدي ملازماً للكتابة عنده ، كنت إذا غبت حضر أبي كنت معه ألتقط منه درر الأحكام وأسلكها في نظام ، عقد خاطري أي نظام ، ملازماً للدرس بمجلسه الشريف حرسه الله من جميع الأخاويف ، وقد قرأت عليه من الإلهيّات والفقه كثيراً.

كان هذا الشيخ أجلّ من أن يذكر فضله ، وشرفه أعظم من أن يشتهر ، قد أنتهت إليه رئاسة الأمامية في زمانه ودهره حيث لم تسمع الآذان ولم تبصر الأعيان مماثلاً له في عصره قد بلغ النهاية وجاز الغاية كان محقّقاً مدقّقاً مصنّفاً شاعراً ماهراً ورعاً زاهداً أديباً ، ملاذاً للأنام وحرزاً للأيتام ، لم نره قطّب في وجه أحد إلاّ حالة غضبه للأحد(٣).

صار لي آثر وأعطف من الوالد العطوف ، والأب الرؤوف. يؤيّد ذلك

__________________

(١) لم نعثر على اسم هذا الولد في كتب التراجم التي بين أيدينا.

(٢) بياض في الأصل.

(٣) الظاهر إنّ هنالك سقط في المخطوط لأنّ الكلمة التي بعدها غير منتظمة في العبارة.

  

إنّي كنت يوماً من الأيّام معي بعض المرض ، وكنت معه فلمّا فرغ من التصنيف وقت الظهر إنصرفت عنه نحو البيت فنمت فرأيت كأنّي جالس وأبي معي وفي يده رمّانة جيّدة فقال لي كلها حيث إنّك مريض وكان والدي مسافراً للخطّ لبعض الحوائج فأكلتها ، ولمّا أتيت لخدمة شيخي وفهم أنّي مريض لم أتغدّ أمر برمّانة كأنّها تلك بعينها ، فقال لي : كلها. فأكلتها فأخبرته بعد بالرؤيا فقال لي : أنا أبوك الحقيقي.

بل أشفق عليك منه ، وهو في مقاله صادق كفاه الله شرّ العوائق.

كان أيّده الله كثيراً ما يخبرنا بالأشياء التي لم تقع فتكون على وفق ما يخبرنا به ، كان عنده من علم الغيب ، وقد شاهدنا منه كرامات لا تحصى ، كان رحيماً رؤوفاً كثير الغضِّ عمّن أساء إليه صابراً على أعظم الأحوال ، جواداً كريماً ، يكلّ عنه وصف الواصفين ونعت الناعتين ، لقد صنّف فأكثر وقد ذكر أكثر كتبه معدّدة في إجازاته إليّ(١) ، لا زال محروساً من الشرور وكيد الدهور.

ولد أيّده الله وأبقاه سنة السابعة والأربعين بعد المائة والألف ، وكان(٢) له أولاد ثلاثة غير أولئك الثلاثة (٣) أحدهم اسمه الشيخ عبـد علي ،

__________________

(١) تعدّ هذه الإجازة من الإجازات المهمّة للشيخ حسين آل عصفور ذلك إنّها كانت أشبه ترجمة لنفسه فضلاً عن إيرادها لمجمل الكتب والمصنّفات التي حصل عليها عن طريق الوجادة والسماع ، وللأسف لم نعثر على نصّ هذه الإجازة في المصادر التي ترجمت لهاتين الشخصيتين ، وهي تعبّر عن المكانة التي حظي بها الشيخ مرزوق عند الشيخ حسين آل عصفور. أنوار البدرين : ٣٣١.

وهنالك إجازة أخرى صغيرة من قبل الشيخ حسين للشيخ مرزوق رآها الشيخ البلادي على ظهر أحد الكتب.

(٢) في الأصل (كانت).

(٣) وهم المارّ ترجمتهم.

  

ولقد كان هذا الشيخ عالماً فاضلاً محقّقاً متكلّماً مجتهداً إلاّ أنّ الدهر لم يسمح به مات رحمه الله الثامنة بعد المائتين والألف ، ولقد خلّف ابناً اسمه خلف تاريخ ولادته.

لا شكّ فيه لابنه خلف ، وثانيهم اسمه الشيخ عليّ ولقد كان عالماً فاضلاً متكلّماً مات في العام الذي(١) مات فيه أخوه الشيخ عبـد علي إلاّ أنّه بشهر رجب وذلك بذي القعدة.

وثالثهم العالم الأوحد الشيخ أحمد حرسه الله الأحد ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً قد عاصرناه واستفدنا منه.

ولد أيّده الله سنة التسعين بعد المائة والألف وفّقه الله للسلوك في جادّة هذه المسالك وكفانا وإيّاه شرّ العوانف والمهالك بمحمّـد وآله الميامين الطاهرين.

كتب الشيخ في نهاية هذه الرسالة : «وجرى ذلك وحرّر بقلم مؤلّفه أقلّ البشر علماً وعملاً المتمسّك بحبل الأئمّة الاثني عشر فعلاً وقولاً المحتاج لرحمة ربّه الجاني مرزوق بن محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد بن حسين بن محمّـد البحراني باليوم الخامس من شهر جمادى الأولى سنة ١٢١٤ هـ جامعاً مصلّياً مستغفراً.

* * *

__________________

(١) في الأصل أني.

  

فهرس المصادر

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ الاحتجاج ، لأحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي ، تحقيق إبراهيم البهادري ، ط ٥ ، قم ١٤٢٤.

٣ ـ أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، لستيفن همسلي لونكريك ، ترجمة جعفر الخيّاط ، ط٦ ، ١٩٨٠.

٤ ـ الأزهار الأرجية في الآثار الغرجية ، لفرج العمران القطيفي ، النجف : ١٩٦٨.

٥ ـ أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال ١٤ قرناً ، لسالم النويدري ، ط١ ، بيروت : ١٩٩٢.

٦ ـ أعيان الشيعة ، لمحسن الأمين ، مطبعة الإتقان ، بيروت : ١٩٥٩.

٧ ـ أمل الآمل في علماء جبل عامل ، لمحمّـد بن الحسن الحرّ العاملي ، تحقيق أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ، النجف ١٣٨٥ هـ.

٨ ـ أمل الآمل ، لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، تحقيق ، أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ، النجف : ١٣٨٥ هـ.

٩ ـ أنوار البدرين في تراجم علماء الإحساء والقطيف والبحرين ، لعلي البلادي (ت ١٣٤٠ هـ) ، مطبعة النعمان ، النجف ١٣٧٧ هـ.

١٠ ـ بحار الأنوار ، لمحمّـد باقر المجلسي ، تحقيق جواد العلوي ، دار الكتب الإسلامية ، دت.

١١ ـ البداية والنهاية ، لابن كثير ، دار ابن كثير ، بيروت د. ت.

١٢ ـ بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، لمحمّـد بن القاسم الطبري ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٣٦٩ هـ.

١٣ ـ بصائر الدرجات ، لمحمّـد بن الحسن الصفّار القمّي ، تصحيح ميرزا محسن ، منشورات الأعلمي ، طهران ١٤٠٤ هـ.

١٤ ـ تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر ، لجعفر عبّاس الحميدي وآخرون ، جامعة بغداد : ١٩٩١.

١٥ ـ تذييل سلافة العصر ، لعبـد الله الجزائري ، تحقيق ، هادي الموسوي ، المكتبة الأدبية المختصّة ، ط١ ، قم : ١٤٢٠ هـ.

١٦ ـ التفسير العيّاشي ، لمحمّـد بن مسعود العيّاشي ، إيران ، د ت.

١٧ ـ جامع الأصول في أحاديث الرسول ، لابن الأثير مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمّـد ، تحقيق : عبـد القاهر الأرناؤوط ، دار الفكر ، بيروت ٢٠٠٠.

١٨ ـ جغرافية الخليج العربي ، لمحمّـد متولّي ، محمود أبو العلا ، ط٢ ، الكويت : ١٩٨٥.

١٩ ـ جهود الشيخ المفيد ومصادر استنباطه ، لصاحب محمّـد حسين نصّار ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّية الآداب ، ١٩٨٩.

٢٠ ـ حياة المحقّق الكركي ، لمحمّـد الحسّون ، ط١ ، قم : ١٤٢٣ هـ.

٢١ ـ الخصال ، لعليّ بن محمّـد بن بابويه الصدوق ، تحقيق عليّ أكبر غفّاري ، طهران ١٣٨٩.

٢٢ ـ خطط بغداد في كتاب ياقوت الحموي ، لعبّاس عاجل ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّية الآداب ، ٢٠٠١.

٢٣ ـ خطط بغداد وأنهارها القديمة ، لشريك مكسمليان ، ترجمة خالد إسماعيل ، المجمع العلمي العراقي ، ١٩٨٦.

٢٤ ـ دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام ، لميرزا حسين النوري ، قم : ١٣٧٨ هـ.

٢٥ ـ الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لعبـد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت ٩١١ هـ) ، دار الفكر ، بيروت.

٢٦ ـ دراسة لتاريخ الإمارات العربية ، قاسم ، جمال زكريّا ، دار البحوث العلمية ، الكويت ١٩٧٤.

٢٧ ـ الدراية في علم مصطلح الحديث ، لزين الدين بن محمّـد العاملي ، مطبعة النعمان ، النجف ، د ت.

٢٨ ـ ديوان الإمام عليّ ، جمع وترتيب عبـد العزيز الكرم ، دت.

٢٩ ـ ديوان الشريف المرتضى ، لمحمّـد بن الحسين المرتضى ، تحقيق رشيد

الصفّار ، دار إحياء الكتب العربية ، ١٩٥٨.

٣٠ ـ الديوان ، للشريف المرتضى عليّ بن الحسين بن موسى (ت ٤٣٦ هـ) ، القاهرة ١٩٥٨.

٣١ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني ، ط١ ، طهران : ١٩٥٦.

٣٢ ـ رجال النجاشي ، لأبي العبّاس النجاشي ، طهران ، دت.

٣٣ ـ الرجال ، للحسن بن داود الحلي ، المطبعة الحيدرية النجف ١٩٧٢.

٣٤ ـ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، لزين الدين بن محمّـد العاملي ، منشورات جامعة النجف الدينية ، الآداب ، النجف : ٨٦.

٣٥ ـ سلافة العصر في محاسن الشعراء بكلّ مصر ، لعليّ خان المدني ، المكتبة المرتضوية ، طهران ١٣٢٤ هـ.

٣٦ ـ سلسلة المعارف الإسلامية ، التقية في الفكر الإسلامي ، مركز الرسالة ، ١٤٢٠ هـ.

٣٧ ـ سلسلة المعارف الإسلامية ، العصمة ، أدلّتها ، حقيقتها ، مركز الرسالة ، ط١ ، ١٤٢٠ هـ.

٣٨ ـ شهداء الفضيلة ، لعبـد الحسين بن أحمد الأميني ، مطبعة العربي النجف ١٩٣٦.

٣٩ ـ الشيخ الكليني وكتابه الكافي في الفروع ، لثامر هاشم العميدي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّية الفقه ، ١٩٨٩.

٤٠ ـ الشيعة في إيران ، لرسول جعفريان ، مؤسّسة الطبع للأستانة الرضوية ١٤٢٠.

٤١ ـ صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجّاج النيسابوري ، بيروت ٢٠٠٠ م.

٤٢ ـ طبقات أعلام الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني ، دار الكتاب العربي ، ط١ ، بيروت : ١٩٧١.

٤٣ ـ العبيدي ، لخضير لقمان البحرين ، مطبعة الزمان ، بغداد ، دت.

٤٤ ـ العلاقات العمانية الفارسية ، لعليّ عظم محمّـد الكردي ، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة بغداد ، كلّية التربية ، ١٩٨٩.

٤٥ ـ العلاّمة الحلّي ، لمحمّـد مفيد آل ياسين ، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة بغداد ١٩٧٤.

٤٦ ـ علل الشرائع ، للصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت ٣٨١ هـ) ، تحقيق ، محمّـد صادق بحر العلوم ، المكتبة الحيدرية ، النجف : ١٩٦٣.

٤٧ ـ علماء البحرين ، لعبـد العظيم المهتدي ، دروس وعبر ، مؤسّسة البلاغ الإسلامي ، ط١ ، بيروت ، ١٩٩٤.

٤٨ ـ علوم القرآن ، لمحمّـد باقر الحكيم ، مجمع الفكر الإسلامي ، قم ١٤١٩.

٤٩ ـ عمان في عهد أحمد بن سعيد ، لفاضل محمّـد عبـد الحسين ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلّية الآداب ١٩٩٠.

٥٠ ـ عيون أخبار الرضا ، للصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت ٣٨١ هـ) ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٩٧٠.

٥١ ـ الغدير ، لعبـد الحسين بن أحمد الأميني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ١٩٧٧.

٥٢ ـ الغيبة ، لمحمّـد بن الحسن الطوسي ، ط ١ ، تبريز : ١٣٢٣ هـ.

٥٣ ـ فرحة الغريّ ، لجمال الدين ابن طاووس ، تحقيق : تحسين الموسوي ، مركز الغدير ، قم ١٤١٩ هـ.

٥٤ ـ فرق الشيعة ، للحسين بن موسى النوبختي ، الطبعة الحيدرية ، النجف ، دت.

٥٥ ـ الفرقة الناجية ، لمحمّـد الموسوي الشيرازي ، دار الأمين ، ط٢ ، بيروت : ٢٠٠٤.

٥٦ ـ الفضائل ، لشاذان بن جبرئيل القمّي ، تحقيق ، محمود البدري ، قم ١٣٨١.

٥٧ ـ الفكر السلفي عند الشيعة ، لعليّ حسين الجابري ، مؤسّسة الكتاب الجامعي ، بيروت ١٩٧١.

٥٨ ـ فلاح السائل ، لعليّ بن موسى ابن طاووس ، النجف ١٩٦٠.

٥٩ ـ الفنون الشعرية غير المعرّبة ، لرضا محسن حمّود القريشي ، وزارة

الإعلام العراقية : ١٩٧٦.

٦٠ ـ الفوائد المدنية ، لمحمّـد أمين الأسترآبادي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤٢٤ هـ.

٦١ ـ الفهرست ، لمحمّـد بن الحسن الطوسي ، تحقيق ، عبـد العزيز الطباطبائي ، ١٤٢٠.

٦٢ ـ الكافي في الاصول ، لمحمّـد بن يعقوب الكليني ، طهران : ١٣٨٨ هـ.

٦٣ ـ كامل الزيارات ، لجعفر بن محمّـد ابن قولويه ، تحقيق جواد القيّومي ، مؤسّسة النشر الاسلامي ، ١٤١٧ هـ.

٦٤ ـ كتاب سيبويه ، لسيبويه ، تحقيق عبـد السلام محمّـد هارون ، ط٣ ، القاهرة ١٩٨٨.

٦٥ ـ كشف الحقّ ونهج الصدق ، للعلاّمة الحلّي ، بغداد ١٣٢١ هـ.

٦٦ ـ الكشكول ، ليوسف البحراني ، مطبعة النعمان ، النجف ١٩٦١.

٦٧ ـ الكنى والألقاب ، لعبّاس القمّي ، مطبعة العرفان ، صيدا : ١٣٥٨ هـ.

٦٨ ـ لسان العرب ، لابن منظور جمال الدين ، دار صادر ، بيروت ١٣٧٥ هـ.

٦٩ ـ لؤلؤة البحرين ، ليوسف البحراني ، مطبعة النعمان ، النجف ١٩٦٤.

٧٠ ـ مجالس المؤمنين ، لنور الله المرعشي التستري (ت ١٠١٩ هـ) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ١٣٦٧ هـ.

٧١ ـ مجلّة التراث ، العدد ٣ سنة ١٩٩٨.

٧٢ ـ مجلّة التراث ، بيروت ١٩٩٩.

٧٣ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي ، دار إحياء التراث العربي بيروت ـ ١٣٧٩ هـ.

٧٤ ـ المحاسن ، لأبي جعفر محمّـد بن خالد البرقي ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٩٦٤.

٧٥ ـ المراجعات ، لعبـد الحسين شرف الدين ، مؤسّسة النعمان ، النجف الأشرف ١٩٦٩.

٧٦ ـ المراسم في الفقه الإمامي ، لحمزة بن عبـد العزيز سلاّر الديلمي (ت ٤٦٣ هـ) ، تحقيق : محمود البستاني ، دار الزهراء ، بيروت ١٩٨٠.

٧٧ ـ مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، لعليّ بن الحسن الطبرسي ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لاحياء التراث ، قم : ١٤٢٠ هـ.

٧٨ ـ مصباح المتهجّد ، لمحمّـد بن الحسن الطوسي ، دار مطبعة علمي ، د ت.

٧٩ ـ مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال ، لآغا بزرك الطهراني ، ط١ ، إيران ١٩٥٩.

٨٠ ـ معارف الرجال ، لمحمّـد حسن حرز الدين ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ١٩٦٤.

٨١ ـ معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، دار صادر ، بيروت.

٨٢ ـ معجم رجال الحديث ، لأبو القاسم الخوئي ، مكتبة الآداب ، النجف ١٩٧٣.

٨٣ ـ مكتبة العلاّمة الحلّي ، لعبـد العزيز الطباطبائي ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام، قم ١٤١٦.

٨٤ ـ مكتبة العلاّمة الحلّي ، لعبـد العزيز الطباطبائي ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم : ١٤١٦ هـ.

٨٥ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب ، لابن مردويه أبي بكر بن موسى ، دار الحديث ، قم ١٤٢٠ هـ.

٨٦ ـ منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ، لمحمّـد بن عليّ الأسترآبادي ، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قم ١٤٢٢ هـ.

٨٧ ـ موسوعة طبقات الفقهاء ، تأليف اللّجنة العلمية في مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام باشراف العلاّمة جعفر السبحاني ، قم ، إيران.

٨٨ ـ نسب قريش ، للمصعب الزبيري ، دار المعارف مصر ١٩٧٦.

٨٩ ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، لمحمّـد بن الحسن الحرّ العاملي ، تحقيق ، عبـد الرحمن الربّاني ، طهران : ١٣٧٦ هـ.

٩٠ ـ هدية الأحباب ، لعبّاس بن محمّدرضا القمّي (ت ١٣٥٩ هـ) ، ترجمة هاشم الصالحي ، ط ١ ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم : ١٤٢٠ هـ.

 

من ذخائر الترّاث شرحُ لفظِ الجلالةِ

معارضة ومناظرة للشّيخ علي بن عبـدالله البحراني مع المحقّق سعد الدّين التّفتازاني في توجيه علَميّة الاسم الجليل (الله)

تأليف

الشيخ عليّ بن عبـد الله البحرانيّ

(ت ١٣١٩ هـ)

دراسة وتحقيـق

الدكتور عماد جبّار كاظم

 

مقـدّمة التحقيـق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّـد وآله الطيّبين الطّاهرين.

قال الله جلّ شأنُه : (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(١).

وبعد :

فقد ثبت في فنّ العرفان النظريّ أنّ اسم الله تعالى «أجلُّ لفظ في الممكنات ، لأعظم معنى في الموجودات جميعاً ، بَهَتَ في عذوبة لفظه كلّ سالك مجذوب ، وتحيّرَ في عظمة معناه جميعُ أرباب القلوب ، تتدفّقُ المحبّةُ عن الاسم ، فكيف بالمعنى؟ فكأنّ نفس المعنى يتجلّى فيه ويقول : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا)(٢)(٣).

ولذا ، فقد شغل هذا الاسم العظيم أفكار العلماء والعارفين ، فكثر القول فيه ، وتعدّدت الآراء في أصله واشتقاقه ، وكلّ أعرب عن رأيه ، ومن

__________________

(١) سورة الأعراف ٧ : ١٨٠.

(٢) سورة طه ٢٠ : ١٤.

(٣) مواهب الرّحمن في تفسير القرآن : ١٢.

  

هذا الخضمّ الفكري هذه المحاورة والمناظرة بين الشّيخ عليّ البحرانيّ مع سعد الدين التفتازاني ـ مع الفارق الزّمني بين العلَمين ـ ضمن منهج لبيان فكرة ، ومخالفة رأي في علميّة اللفظ الجليل (الله) سبحانه ، يتّصل بعرض الأدلّة ، والتّأكيد على متابعة السبيل بالبرهان والدليل : نقلاً وعقلاً ، والإفادة منهما في مقارعة الحجّة ، والصّدق العلمي والموضوعي.

وقد وضعتها ـ وأنا على هدي طريق التّحقيق ـ في فقرتين :

الأولى : تناولت فيها حياة المؤلّف ـ البحراني ـ بشيء من الإيجاز ، بالإفادة من المظانّ الّتي ترجمت له. ومن بعْدُ ، دراسة الرّسالة ، وذلك بعرضها منهجاً وأسلوباً.

أمّا الفقرة الثانية : فقد جعلتها في متن النّصّ نفسه وتحقيقه ، وبذل الجهد في الوصول به إلى صورة قريبة من مراد المؤلّف ؛ تمثيلاً لمبدأ التّحقيق العلمي الدّقيق.

ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت أرحم الرّاحمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

* * *

 

الفقرة الأولى

الشيخ علي بن عبـدالله البحراني

اسمه ونسبه(١) :

هُوَ العالم الرّبّانيّ الجليل ، الشّهيد الشّيخ عليّ بن عبـد الله بن علي بن عبـدالله بن علي ، الستري البحراني ، نزيل مسقط(٢).

مولده ونشأته :

ولد الشيخ فِي قرية تدعى (مهزة) فِي جزيرة (سترة) البحرانيّة ، سنة ١٢٥٦ هـ ، ونشأ فيها(٣).

دراسته وثقافته العلمية :

وتربّى تربية علمية تحت رعاية والده الشّريف ، فقرأ عليه قدس‌سره أوّليات العلم ، وأبجديات اللغة ، وفنون الأدب ، في النّحو ، والصّرف ، والمعاني ،

__________________

(١) ينظر ترجمته فِي : أنوار البدرين ـ وهُوَ من أفضل المراجع التي ترجمت له ـ : ٢٠٤ ـ ٢٠٦ رقم ١٠٩ ، وأعيان الشيعة ٨/٢٦٨ ، ومستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦ رقم ٣٠٧ ، وشهداء الفضيلة : ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، ومنتظم الدرّين (مخطوط) ٣/٩٤ ـ ٩٧ ، وتاريخ البحرين (مخطوط) : ٢٢٥ ، والأعلام ٤/٣٠٨ ، ومعجم المؤلّفين ٧/١٣٧ ـ ١٣٨ ، ومقدّمة مشتاق المظفّر ؛ محقّق حديث (حبّنا أهل البيت) ، للمؤلّف (البحراني) ، نُشِر في مجلّة تراثنا ، العدد : ٥٧ ، ص : ٢١٨ ـ ٢٣٤.

(٢) ينظر : أنوار البدرين : ٢٠٤ ، ومستدرك أعيان الشيعة ٤/١٨٤ ، والأعلام ٤/٣٠٨.

(٣) ينظر : أنوار البدرين : ٢٠٤.

  

والبيان ، والمنطق ، ومن بعد ذلك مراحل البحث المتقدّمة ، ومراتبه العالية في الفقه والأصول وغيرها ، وقرأ على نخبة من أفاضل علماء البحرين ، قال صاحب أعيان الشيعة : «كان شريكاً في البحث مع الشّيخ أحمد بن صالح آل طعّان ، والسيّد ناصر آل أبي شبانة حتّى بلغ درجة سامية في العلم والفضل ..»(١).

وقد وُهِب الشيخ علي قدس‌سره ـ علاوة على ذلك ـ خصائص ومؤهّلات علميّة جعلته مميّزاً في ميادين المعرفة ، وبارعاً في مجالات الفنون والأدب ، حاذقاً فيها ، غير مقتصر على فنّ دون آخر ، بل أخذ يغرف من روافد المعرفة ما استطابت به نفسه ، يقول البلادي عنه في أنوار البدرين : «سمعت مستفيضاً أنّ له قدس‌سره حافظة عظيمة في التّواريخ والحديث والسير والأدب وأشعار العرب وله أشعار رائقة جيّدة بليغة ، قرأ عند والده الشيخ عبـد الله بن الشيخ علي (المتقدّم ذكره) .. وقراءته بالنسبة إلى علمه وتحصيله قليل يسير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل الكبير ، وسمعت شيخنا العلاّمة الصّالح يذكر أنّ قراءته على أبيه قليلة جدّاً ، ولكنّه ذو حافظة وذكاء مفرط ...»(٢).

تنقّلاته :

وفي تنقّلاته تذكر المصادر أنّه هاجر قدس‌سره في حياة والده من البحرين إلى عمان وسكن مدينة (مطرح) إحدى المدن العُمانية المطلّة على الخليج ، واستقرّ فيها ، فتصدّر كرسيّ الفتوى والإمامة ، وسائر الأمور الدينيّة ، فكان

__________________

(١) مستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦.

(٢) ينظر : أنوار البدرين : ٢٠٦.

  

مرجع التقليد في تلك النواحي(١) ، وهدى الله به أهل تلك الدّيار ، وأخرجهم من الضّلال ، ولاسيّما الطّائفة المعروفة بـ : (الحيدرآبادية) ، فكانوا ببركته ذوي معرفة ودين ، وثبات ويقين ، بعد أن كانوا أصحاب جهل وتهاون بالدين ، وأقام بها مدّة مديدة في غاية الإعزاز والإكرام ، مشتغلاً بالتصنيف والعبادة والمطالعة والتأليف والتّدريس ، متصدّياً لأجوبة المسائل وإيضاح الدلائل ، ثمّ بعد ذلك حدثت قضية أوجبت خروجه منها ، وسكن بلدة (لنجة) من توابع إيران على الخليج ، إلى أن أدركه الأجل المحتوم ؛ بسبب مـن أيد آثمة قاتلة دسّت له السمّ ؛ فقضى نحبه مظلوماً ، شهيداً ، صابراً ، محتسباً(٢).

مكانته وأقوال العلماء فِيه :

حفل ذكر الشيخ ومكانته العلمية بالتبجيل والتّعظيم والمدح وثناء العلماء وتقديرهم ، فكلّ من ذكره من علماء التّراجم أشار إلى مكانته المميّزة ، وثقافته الواسعة ، وعلمه الغزير ، وتحقيقه النافع ، وجهاده الطويل.

فقد قال عنه البلادي ، هو : «العالم العامل ، والمجتهد الكامل ، المحقّق المجاهد لأعداء الدين ، والمرابط في سبيل الله في الثغر الذي يلي إبليس الغوي اللعين .. كان رحمه الله تعالى من العلماء الأعلام ، والفقهاء الكرام والنقّاد الكـرام العظام ومن رؤساء أهل النقض والإبرام والاجتهاد التامّ ، ومن نظر إلى مصنّفاته وتحقيقاته عرف صدق ما قلناه وحقيقة ما

__________________

(١) ينظر : مستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٥.

(٢) ينظر : أنوار البدرين : ٢٠٥ ، ومستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦.

  

ذكرناه ...»(١).

وقال عنه صاحب مستدركات أعيان الشيعة : «فقيه متبحّر ، أصوليّ محقّق ، أديب شاعر»(٢). وقال عنه مصنّف تاريخ البحرين : «تصدّر القضاء في اللنجة ، وهو من فضلاء المعاصرين ، ومجاز من علماء عصره»(٣).

إجازته العلمية :

وأمّا في إجازته ووصفه ، فقد قال الميرزا حبيب الله الرشتي عنه في إجازة له ، قال : «قد استجازني العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، محقّق الحقائق ، ومستخرج الدقائق ، ومهذّب القواعد المحكمة ، وموضّح الإشارات المبهمة»(٤).

وفاته ومدفنه :

وبعد أن أفنى الشيخ الجليل علي البحراني عمره في العلم والتأليف ، ورحاب المعرفة وخدمة الملّة والمذهب ، قضى نحبه رحمه‌الله شهيداً مسموماً في بلدة (لنجة) ، في شهر جمادى الأولى من سنة ١٣١٩ هـ(٥) ، وقيل(٦) : في سنة ١٣١٨ هـ ، ودفن في المقبرة المعروفة بـ : (مقبرة الحرم) الّتي تقع

__________________

(١) أنوار البدرين : ٢٠٤.

(٢) مستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦.

(٣) تاريخ البحرين (مخطوط) عن مقدّمة مشتاق المظفّر ، محقّق حديث (حبّنا أهل البيت) : ٢١٩.

(٤) عن المصدر نفسه : ٢١٩.

(٥) ينظر : شهداء الفضيلة : ٣٤٢ ، وأنوار البدرين : ٢٠٥.

(٦) ينظر : الذريعة ١/٤٧٧ و١٩/٦٦.

  

جنوباً من قرية (جد علي)(١).

آثاره ومؤلّفاته :

لقد كان لحذق الشيخ قدس‌سره ، وفرط ذكائه ، وقوّة حافظته ، أن ترك مؤلّفات كثيرة ، وتصنيفات رشيقة ، وتحقيقات أنيقة ، تدلّ على غزارة علمه ، وسعة اطّلاعه ، وطول باعه ، وجامعيّته في العلوم والفنون ، كالعقائد والأصول والفقه والنحو والمنطق والأخلاق والأدب ، فاشتهرت وذاع صيتها في البلاد الإسلامية ، قال البلادي البحراني بعد أن ذكر من مؤلّفاته ـ الّتي سنأتي على ذكرها ـ اثني عشر مؤلّفاً بين كتاب ورسالة ، قال : «والظّاهر أنّ له عندنا من المصنّفات غير ما ذكرناه لكن عدّدنا ما رأيناه ، وأكثرها ولله الحمد عندنا ، وأكثر كتبه مطبوع الآن ...»(٢).

ومن هذه المؤلّفات(٣) :

١ ـ الأجوبة العلية للمسائل المسقطية(٤) ، في الأصول الدينية والفقهية.

قال البلادي : «قد جمعها تلميذه وابن أخته الشابُّ الأسعد الشيخ أحمد ابن الحاجّ محمّـد بن سرحان البحراني ورتّبها على ترتيب الفقه وهو

__________________

(١) ينظر : منتظم الدرّين (المخطوط) عن ترجمة المؤلّف ، للمحقّق : مشتاق المظفّر :٢٢٠.

(٢) أنوار البدرين : ٢٠٦.

(٣) ينظر : المصدر نفسه : ٢٠٦ ، ومستدركات أعيان الشيعة ٨/٢٤٠ ، والقائمة التي أعدّها الأستاذ مشتاق المظفّر ، محقّق حديث (حبّنا أهل البيت) ، المتقدّم ذكره : ٢٢٠.

(٤) ينظر : الذريعة ١/٤٧٧.

  

كتاب نفيس وجامع أنيس ...»(١).

٢ ـ إعجاز القرآن.

٣ ـ ديوان شعر.

٤ ـ رسالة عملية في الطهارة والصلاة.

٥ ـ رسالة في بعض مسائل التوحيد.

٦ ـ رسالة في التقيّة وأحكامها.

٧ ـ رسالة في الفرق بين الإسلام والإيمان وتحقيقهما.

٨ ـ رسالة في تحريم التشبيه.

٩ ـ رسالة في المتعة وفضلها(٢).

١٠ ـ رسالة في نفي الاختيار في الإمامة عقلاً ونقلاً ، قال البلادي عنها : «هي رسالة حسنة جيّدة محكمة الأدلّة»(٣).

١١ ـ رسالة في وجوب الإخفات بالبسملة في الأخيرتين وثالثة المغرب لمن قرأ الفاتحة ، خلافاً للمشهور وفاقاً لابن إدريس رحمه‌الله الحلّي ، قال البلادي : «وهذه الرسالة قد نقضها العلاّمة الشيخ أحمد بن صالح البحراني نقضاً جيّداً وهو عندنا»(٤).

١٢ ـ شرح الحدود في النحو.

١٣ ـ قامعة أهل الباطل(٥) ، في الردّ على بعض الحنفيّين المحرّمين لتعزية الإمام الحسين عليه‌السلام.

__________________

(١) أنوار البدرين : ٢٠٦.

(٢) ينظر : الذريعة ١٩/٦٦.

(٣) أنوار البدرين : ٢٠٦.

(٤) المصدر نفسه : ٢٠٦.

(٥) ينظر : الذريعة ١٧/١٥.

  

١٤ ـ لسان الصدق في الردّ على كتاب لبعض أحبار النصارى ، قال البلادي : «لقد أجاد بما أجاب وطابق الواقع والصواب وقد ذكر في آخره خاتمة جيّدة في الإمامة وختمه بقصيدة فريدة متضمّنة لما قرّره في الكتاب»(١). وقد طبع في الهند ، ثمّ أُعيد طبعه في مصر(٢).

١٥ ـ منار الهدى في إثبات النّصّ على الأئمّة الأمناء ، قال البلادي في وصفه وتقريضه : «تعرّض فيه لنقض كلام ابن أبي الحديد المعتزلي وأصحابه ، ولردّ كلام القوشجي في شرح التجريد وأضرابه من معتزلة وأشاعرة ، وهو كتاب جليل ، ومصنّف عديم المثيل ، محكم الدليل ، هاد إلى سواء السبيل ، يستحقّ أن يكتب بالتبر على الأحداق ، لا بالمداد على الأوراق ، كما لا يخفى على أولي الفضل والحُذّاق ، وقد قلت فيه مادحاً ، وله مقرّظاً ؛ نصرة للحقّ وأهله وتقرّباً لله ورسوله وآل رسوله وإن لم أجتمع بصاحبه :

هذا منار الهدى حقّاً وذا علمه

هذا لسان الهدى حقّاً وذا قلمه

فالزم محجّته واسـلك طريقته

تلق النّجاة يقيناً حيـن تلتزمه

فالحقّ نور عليه للهـدى علم

من أمَّه مستنيراً قـاده علمـه

ولنا عليه أيضاً تقريظ آخر في أبيات جيّدة تقارب عشرين بيتاً ذكرناها في كتابنا المسمّى بـ : جنّات تجري من تحتها الأنهار في المناظيم العلمية والمدائح والمراثي وسائر الأشعار ...»(٣).

__________________

(١) أنوار البدرين : ٢٠٥.

(٢) ينظر : مستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦.

(٣) أنوار البدرين : ٢٠٥.

  

١٦ ـ واسطة العقد الثمين في الصلاة(١).

١٧ ـ وله مجلّد كبير يحتوي على مجموعة من الرسائل في مجموعة من العلوم بلغت سبع وعشرين رسالة كلّها بخطّ المؤلّف رحمه‌الله ، المتميّز بالدّقّة والوضوح ، وهي نسخة فريدة توجد في مركز إحياء التّراث الإسلامي بقم(٢) ، والمخطوط الذي نعمل على تحقيقه ـ الآن ـ من هذه المجموعة ، قال البلادي ـ بعد أن فرغ من ذكر بعض من مصادره ـ قال : «وله أجوبة مسائل كثيرة وجوابه في غاية البسط والإيضاح والاستدلال كما هو الغالب في أجوبة أمثاله من علماء بلادنا الأبدال ، شكر الله سعيهم الجميل وأثابهم بالأجر الجزيل»(٣).

الدراسة :

وصف الرسالة :

وهي عبارة عن رسالة مختصرة في محاورة السعد التفتازاني ، ومعارضته في الاسم المعظّم (الله) ، حـوت ثلاث فوائد ، ذكرها المؤلّف في بداية الرّسالة ، إذ قال(٤) : «إنّ هَذَا كَلامٌ أَلّفْتُهُ ، وَجَمَعْتُهُ فِي مُنَاظَرَةِ

__________________

(١) ينظر : الذريعة ٢٥/١١.

(٢) ينظر : المخطوطات العربية ، مركز إحياء التراث الإسلامي ١/١٠٥ المجموعة المرقّمة : (١٤٦).

(٣) أنوار البدرين : ٢٠٦.

(٤) لم أشر إلى أرقام الصفحات من الدّراسة ؛ احترازاً من التغيير فيها بعد النشر ، إن شاء الله تعالى.

  

الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي(١) ، فِي مَبْحث مِن مَبَاحِثِهِ» ، أي : في مبحث تعريف المسند إليه من مباحث علم المعاني في شرح المطوّل على تلخيص المفتاح.

ومن ثمّ بنى الفوائد الثلاث على قوله : «وَلَمّا كَانَ البَحْثُ يَتَعَلَّقُ بالاسْمِ الجَلِيْلِ ، وَهُوَ لَفْظُ الجَلالةِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِعْمَالِ ، فَبِالحَرِيّ بِنَا أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ المَبَاحِثِ الرّاجِعَةِ إِلَى لَفْظِهِ عِنْدَ أهْلِ عُلُومِ العَرَبِيَّة ، وَبَعْضِ مَا يَكُونُ لِكَلامِنَا فِي المُنَاظَرَةِ ، كَالأصْلِ الّذي يَرجِعُ إِلَيْهِ فِي تَوْجِيْهِ الحُجَّةِ ، وَإِصْـدَارِ الدَّلِيْلِ ؛ لِتَحَصُّلِ تَمَامِ الفَائِدَةِ ، وإيضاحِ السَّبِيلِ ، وَيُتَصَوّرُ ذَلِكَ فِي فَوَائِدَ». وهي :

الفَائِدَةُ الأُولَى : في اختلاف علماء العربية فِي لفظ الجلالة (الله) ، وفي أصله الاشتقاقي ، وعلّته الإعلالية ، وعزو بعض الآراء إلى أصحابها ، وترجيح بعضها بالدليل النّقلي ، ومن هناك ختم الفائدة بإطباق علماء العربية على القول باختصاصه بالحقّ سبحانه.

الفَائِدَةُ الثانية : في معنى وضع الألفاظ ، وتناول فيها الوضع وحدّه ، وطريق معرفته عند علماء العربيّة والأصوليّين ، .. قال : «الوَضْعُ فِي اصْطِلاحِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّة ، والأصُولِ : هُوَ تَعْيينُ اللفْظِ لِلدّلالةِ عَلَـى المَعْنَى بِنَفْسهِ».

الفَائِدَةُ الثالثة : في الكلّيّ وحقيقته وتقسيمات المنطقيّين والأصوليّين فيه ...

وفي خاتمـة الرّسالة جعل البحراني إيراد نصّ التّفتازاني ، والجواب

__________________

(١) ستأتي ترجمة التفتازاني فيما بعد ؛ وإنّما أخّرناها ، ولم نفردها في المقدّمة ؛ للمحافظة على جوهر الموضوع في الرسالة.

  

عن إشكالية التّوجيه فيه.

منهج الرّسالة وأسلوبـها :

عندما نتصفّح الرّسالة نجد مجموعة من الأسس والمراجع الّتي قد أفاد منها المؤلّف في بناء هيكلها العلمي ، ومِن ثَمّ في الطّرح والمناقشة ، منها :

ما هو نقلي متمثّلاً بأصول نحويّة كالسماع ، والاستشهاد اللغوي ، والاستعمال عند علماء العربيّة ، والأصول.

والآخر عقليّ ، في كلّيّات القياس المنطقي والأصولي .. وكذا في العرفان على سبيل الإشارة أو اللمحة العابرة ، وقد تقدّم شيءٌ من ذلك ، في بيان الغرض من تأليف هذه الرسالة.

لقد كانت سبيل البحراني في عرض المادّة موزّعة بين توضيح الأصول والكُلّيّات ، ومن بعدُ الحوار والمناقشة وبيان الرّأي : من ذلك ، مثلاً في الكُلّي وحقيقته ، قوله : «الكلّيّ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ كُلّيٌّ ، أَيْ : مَفْهُومٌ لا يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوّرهِ مِنْ وُقُوعِ الشّركةِ فِيْهِ. وَحَقِيْقَتُهُ : هُو مَا يَصْدقُ فِي الذِّهْنِ عَلَى أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة بِالحَقَائِقِِ ، كـ : (الجِنْسِ ، والعَرْضِ العَامِّ) ، أَوْ مُتّفِقَة بِالحَقَائِقِ ، كـ : (النَّوعِ ، والفَصْلِ ، والخَاصّةِ) ، بِوَضْع وَاحد هُو مِن هَذهِ الحَيْثِيَّةِ ...».

ثم يوضّح بعض مفاصل الحدّ مع مراجعه ، فيقول : «وَقَوْلِي فِي التّعريفِ : (بِوَضْع وَاحِد) ؛ لإخْرَاجِ المُشْتَركِ ؛ فَإِنّهُ ، وَإِنْ صَدَقَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ فَرْد وَاحد ، إلاّ أنّهُ يَصْدُقُ عَلَى كُلّ وَاحِد مِنْ مَعَانِيهِ ، بِتَعْيين خَاصّ لِذَلِكَ المَعْنَى ، فَهُوَ مُتَعَدِّدُ الوَضْعِ ، بِخِلافِ الكُلِّيّ ، كـ : (حَيْوَان ، إِنْسَان) ،

 

فَإنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا مَوْضُـوعٌ لِمَعْنىً مُفْرَد ، يُوْجدُ ذَلِكَ المَعْنَى فِي أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة ، فَيَصْدُقُ ذَلِكَ المَوضُوعُ عَلَى كُلّ مِنْها بِوَضْعهِ الأوّلِ ، مِنْ غَيْرِ احْتِيَاج إِلَى اسْتِئْنَافِ وَضْع آخَرَ ، وَيُحْمَلُ عَلَى كُلّ مِنْها حَمْلاً حَقِيقِيّاً ، كَمَا يُقالُ : الإنْسانُ حَيوانٌ ، والفَرَسُ حَيْوَانٌ ، وزَيْدٌ إنْسانٌ ، وَعَمْرٌو إنْسانٌ. وَهَذَا ، أيْضاً ، وَاضِحٌ بَيّنٌ فِي مَبْحَثِ الوَضْعِ مِن مَبْسُوطاتِ كُتُبِ المَنْطِقِ ، والأصُولِ».

أو الإشارة إلى الفكرة ، وعدم التفصيل فيها ؛ لأنّها معروفة ، كقوله : «وهَذَا الحُكْمُ مَعْلومٌ بَيْنَ أَهْلِ العِرْفَانِ ، وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الشّيخُ الرَّئِيْسُ ابنُ سِيْنَا فِي مَواضِعَ مِنْ كِتَابِ الشِّفَاءِ». وقوله : «إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَعَانِي المَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ المَنْطِقِ ، والأُصُولِ».

أو تلخيص رأي وتصحيحه ، ومن ثمّ اتخاذه ، ومن ذلك قوله : «ويُعْزَى هَذَا المَذْهَبُ إِلَى الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَـدَ الفَرَاهِيدِي. وَعَلَى مَا أَفَادَ يَكُونُ الاسْمُ عَلَماً مُرْتَجَلاً مِنْ جُمْلَةِ الأعْلامِ المُرْتَجَلَةِ ، كَـ : (زَيْد ، وَعَمْرو)».

وكذلك قوله في اشتقاق الاسم المعظّم من : (إِله) ، قال : «وَيُصَحّحُ هَذَا المَذْهَبَ قَوْلُ مَوْلانَا أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفرِ بنِ مُحَمَّـد الصّادقِ عليهما‌السلام ، فِي خَبَرِ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ. يَاهِشَامُ ، اللهُ مُشتَقٌّ مِن : إلِه ، وإِله يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، والاِسْمُ غَيرُ المُسمّى ، .. الخبر» ، ثمّ قال : «وَأَصَحُّ مَذاهِبِ الاشْتِقَاقِ الأوّلُ».

أمّا طريقته في مناقشة التفتازاني ، فقد اتّسمت بالموضوعية ، والحوار العلمي المبني على الأدلّة المتنوّعة ، نقلاً وعقلاً ، كإيراد النّصّ كُلّه ، وتلخيص رأيه ، ومساجلة فقراته ، قال : «وَإِذَا اتّضحَ مَا أَفَدْنَاهُ مِنَ الفَوائِدِ ،

 

فَاعْلَمْ أَنّ سَعْدَ الدّين التّفْتَازَانِي قَالَ فِي مَبْحَثِ إِيَرادِ المُسْنَدِ إِلَيْهِ مُعَرَّفاً بِالعَلَميّة مَعَ لَفْظِ التّلخِيْصِ ...». ثمّ يورد النّصّ كاملاً.

ثمّ قال : «وَحَاصِلُهُ الاسْتِدْلالُ عَلَى ثُبُوتِ العَلَميَّةِ فِي الاسْمِ الكَرِيْمِ بِوَجْهَيْنِ :

أَحَدِهْمَا : عَدَمُ إفَادَةِ كَلِمَةِ : (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ : بِعَلَمِيَّتِهِ.

وَالثَّانِي : لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشَّيءِ مِنْ نَفْسهِ ، أَو الكَذِبُ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ بِهِ أَيْضاً ، وَكُلّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ ؛ فَيَثْبُتُ المَطْلُوبُ».

ثمّ يدحض رأي التفتازاني بعد الحوار وجدل الأدلّة ، فيثبت رأيه بالموضوع على أصل لغويٍّ باعتماد السّماع ، لا التّعليل والقياس المنطقي البعيد عن واقع الاستعمال اللغوي ، قال : «وَأَقُولُ : إنّ مِنَ المَقْطوعِ بِهِ عِنْدِي كَوْنُ الاسْمِ الكَرِيمِ عَلَماً عَلَى ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ ـ جلّ وعلا ـ ؛ لِنَقْلِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّةِ ذَلِكَ ، كَمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي الفَائِدَةِ الأُوْلَى ، لا لِمَا ذَكَرَهُ المُشَارُ إِلَيْهِ. [ويعني : التفتازاني] وَالجَوَابُ عَنِ الوَجْهَيْنِ مَعاً ، فَإِنَّهُمَا : إِثْبَاتٌ لِلْوَضْعِ اللُّغَويِّ بِالقِيَاسِ ، وَالْلُّغَةُ لا تَثْبُتُ قِيَاساً بِاتّفَاق».

وهو نتيجة لمقدّمة قد فرغ منها في الفائدة الثانية ، عندما ذكر الوضع ، وطريق معرفته ، فقال : «وَطَرِيْقُ مَعْرِفَتِهِ النَّقْلُ ، أَيْ : نَقْلُ أَهْلِ اللّغةِ : أَنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ، وَلا يَثْبُتُ بِالتّعْلِيْلِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ العُلُومِ ، فَقَدْ صَرَّحَ الأصُوُلِيّونَ : بِأَنّ اللُغَةَ لا تَثْبُتُ قِيَاساً. يَعْنِي ؛ لا يُقَالُ : إِنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ؛ لِعِلّةِ كَذَا ، بَلْ يَكُونُ ثُبُوتُهُ مَوْقُوفاً عَلَى السَّمَاعِ المُسْتَفَادِ مِنْ نَقْلِ أَهْلِ اللُغَةِ فَقَطْ».

 

رأيه في الموضوع :

ومن ثمّ خلص إلى رأي أعرب عنه قولـه : «وَالحَاصِلُ : أَنَّ عَلَمِيَّةَ الاسْمِ المُعَظَّمِ ثَابِتَةٌ بِالنَّقْلِ لا بِمَا ذَكَرَهُ التِّفْتَازَانِي مِنَ التَّعْلِيْلِ المَرْدُودِ بِمَا سَمِعْتَهُ ، وَفِيْهِ كِفَايَةٌ لِمَنْ عَرَفَ وَأَنْصَفَ».

النسخة المعتمدة :

لقد كان الاعتماد في التّحقيق على نسخة واحدة فريدة مكتوبة بخطّ المؤلّف رحمه‌الله ، مع مجموعة من الرّسائل بلغت (٢٧) السبع والعشرين رسالة ، وقد وقعت النّسخة المخطوطة منها برقم (٢٤) الرابعة والعشرين ، من المجموعة كلّها ، المرقّمة بـ : (١٤٦) ، المحفوظة في خزانة مركز إحياء التّراث الإسلامي في قم المقدّسة في إيران ، والمذكورة في فهرست المخطوطات العربية في المركز : ١/١١٦.

وصف المخطوط :

تقع الرسالة في ثماني صفحات بقياس : (٢٥×١٦ سم) ، في متوسّط عدد كلمات (١٦) كلمة في السطر الواحد ، وفي كلّ صفحة (١٧) سطراً.

مكتوبة بخطّ النسخ الاعتيادي كتابة واضحة مقروءة ، مع قلّة الأخطاء النّحوية والإملائية ، وقد ذيّلت الصّفحات بكلمة أو كلمتين ؛ للتصفّح أو التعقيب في أسفل الجهة اليسرى من جهة القارئ ، فضلاً عن ترقيمها في أعلاها.

 

نسبة الرسالة :

أمّا نسبتها ، فقد جاءت واضحة في المخطوط ـ فضلاً عن إشارة مركز إحياء التراث الإسلامي إليها ـ بعنوانها مع ذكر مؤلّفها مرّتين : الأولى : في بداية الرّسالة ، فقد جاء فيها : «فَيَقُولُ المُفْتَقِرُ إِلَى وُجُودِ رَبّهِ الصَّمَدانِّي عَليّ ابن عَبْدِ اللهِ البَحْرَانِي : إنّ هَذَا كَلامٌ أَلّفْتُهُ ، وَجَمَعْتُهُ فِي مُنَاظَرَةِ الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي ، فِي مَبْحث مِن مَبَاحِثِهِ».

والمرّة الثانية : في نهايتها مع تعيين تأريخ نسخها بالنّصّ : «حَـرَّرَهُ تُرَابُ أَقْدامِ العُلَمَـاءِ علىُّ بن عبدِ اللهِ البَحْـرَاني ، عَاشِـر ذِي القُعْـدَةِ الحَـرَامِ ، سَنَـة ١٣١٥ هـ».

وقد خُتِمَت بختم المركز في منتصف الجهة اليمنى من على جهة القارئ.

تسمية الرسالة :

يبدو أنّ مركز إحياء التّراث الإسلامي قد طاب له انتخاب وسم الرّسالة بـ : (شرح لفظ الجلالة) على الرّغم من أنّها ليست كذلك ، وإنّما هي بالعنوان الّذي تصدّرها وهو : «هَذِه معارضة ومناظرة للعلاّمة المحقّق المدقّق الشّيخ علي خلف المرحوم الشيخ عبـدالله بن الشّيخ علي مع الفاضل المحقّق سعد الدين التفتازاني».

وهو أمر بارز في الرّسالة كموضوع لها ، بيد أنّ العنوان الّذي اتُّخِذَ ـ على بلاغته ـ من باب تسمية كلّ موضوع باسم جزئه ؛ لأنّ الرّسالة قد تناولت لفظ الجلالة في منحاه الاشتقاقي ، وشرحه اللغوي ، وهو ما أعربت

 

عنه الفائدة الأولى منها ، لكنّنا سوف نضيف للعنوان الذي آثره المركز تسمية الرّسالة بالمناظرة أيضاً ؛ على ما جاء في معنى الأصل.

منهجنا فِي التّحقيق :

كان اقتضاء العملية التحقيقيّة في الرسالة ؛ إخراجاً لنصّها بصورة علمية على ما يرضاه المؤلّف رحمه‌الله ؛ على ما يأتي :

تحرير النّصّ على وفق القواعد الإملائيّة النحوية المعروفة ، وضبط ما يحتاج إِلَى ذَلِكَ.

تحريك النّصّ ، بنية وتركيباً ، قدر المستطاع.

توثيق الآيات القرآنيّة ووضعها بَين قوسين مشجّرين ، هكذا : [(....)] فِي المتن ، والإشارة إِلَى مكانها من السّورة مع رقمها فِي الهامش ، ومن ثمّ إثبات تمام الآية كاملاً.

تخريج الأبيات الشعرية التي تمثّل بها المؤلّف ، والإحالة على المصادر الّتي وردت فيها.

الإحالة على المصادر الرئيسة الّتي أفاد منها المؤلّف ، فِي مسائل كثيرة ، مِنْهَا آراء العلماء ، وكذلك الخلاف ..

ترجمة الأعلام الّذين أخذ عنهم المؤلّف ، والتّعريف بهم ، مع مظانّ ذلك.

المقارنة في عدد من المسالك الّتي وردت في الكتب العربية : المعجمية والصّرفيّة والنّحويّة ، وكتب علوم القرآن.

التّعقيب على ما يشكل من الأمور.

جعلنا عنوانات جانبية فِي بداية الفوائد ، وقد وضعناها بَيـن قوسين

 

معقوفين ، هكذا : [...].

ما أضفناه على النّصّ صيّرناه بين قوسين معقوفين ، هكذا : [...] ، مع الإشارة إليه فِي الهامش.

وضعنا خطّين مائلين مع قوسين معقوفين ، هكذا : ([....]//) ووضعنا أرقام الصفحات الّتي كَانَت فِي أعلى كلّ صفحة ، داخل القوسين ؛ فكان بذلك توضيحاً لرقم الصّفحة مع نهايتها ، وبداية الأخرى الّتي تليها من المخطوط.

وبعد :

فالله ندعو أن يمنّ علينا بمعرفة اسمه ورسمه ، ويجعلنا من العرفاء به ، بمحمّـد وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) آمين ربّ العالمين.

عماد جبّار كاظم

 

 

 

الفقرة الثانية

بِسْم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيْمِ

الحَمْدُ للهِ القَدِيْمِ الأزلىِّ ، الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي وُجُوبِ وُجُودِهِ ثَان(١) ، الأَحَدِي الذَّاتِ ، الَّذِي لا تَلْحَقُهُ الأَحْوَالُ ، وَلا المَعَانِي ، وَالصَّلاةُ وَالسّلامُ عَلَى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ بِالقُرْآنِ العَظِيْمِ ، وَالسَّبْعِ المَثَانِي ، نَبِيِّنَا مُحَمَّـد ، وَآلِهِ المُبَرَّزِيْنَ بِالفَضْلِ عَلَى كُلِّ قَاص وَدَان(٢).

وَبَعْـدُ :

فَيَقُولُ المُفْتَقِرُ إِلَى وُجُودِ رَبّهِ الصّمداني عَليّ بْن عَبْدِاللهِ البَحْرَانِي : إنّ هَذَا كَلامٌ أَلّفْتُهُ ، وَجَمَعْتُهُ فِي مُنَاظَرَةِ الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي(٣) ، فِي مَبْحث مِن

__________________

(١) في الأصل : (ثاني).

(٢) في الأصل : (داني).

(٣) هو سعد الدين مسعود بن عمر بن عبـد الله التفتازاني ، الهروي ، الشافعي صاحب المطوّل وشرح الشمسية ، عالم مشارك في النحو ، والتصريف ، والمعاني ، والبيان والفقه ، والأصول ، والمنطق ، وغير ذلك .. ولد بتفتازان إحدى قرى نواحي نسا في بلاد خراسان سنة ٧١٢ هـ ، وأخذ عن القطب والعضد ، وأقام بسرخس ، وأبعده تيمورلنك إلى سمرقند ، فتوفّي فيها ، ودفن في سرخس ، سنة ٧٩١ هـ. وقيل : سنة ٧٩٢ هـ. ويقال : إنه كانت في لسانه لكنة. له مؤلّفات كثيرة انتفع النّاس بها ، منها : شرح تلخيص المفتاح في المعاني والبيان ، وحاشية على الكشّاف للزمخشري في التّفسير ، و : التهذيب في المنطق ، والمقاصد في علم الكلام ، .. ينظر ترجمته في : الدرر الكامنة ٤/ ٣٥٠ ، وبغية الوعاة : ٧١٢ ، ومفتاح السعادة ١/ ١٦٥ ـ ١٦٧ ، وشذرات الذهب ٦/٣١٩ ـ ٣٢٢ ، وخلاصة عبقات الأنوار ٨/٨٠ ، وهديّة العارفين ٢/٤٢٩ ، والكنى والألقاب ٢/١٢١ ، ومستدرك سفينة البحار ٥/٢٥٢

  

مَبَاحِثِهِ(١).

وَلَمّا كَانَ البَحْثُ يَتَعَلَّقُ بالاسْمِ الجَلِيْلِ ، وَهُوَ لَفْظُ الجَلالةِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِعْمَالِ(٢) ، فَبِالحَرِيّ(٣) بِنَا أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ المَبَاحِثِ الرّاجِعَةِ إِلَى لَفْظِهِ عِنْدَ أهْلِ عُلُومِ(٤) العَرَبِيَّة ، وَبَعْضِ مَا يَكُونُ لِكَلامِنَا فِي المُنَاظَرَةِ ، كَالأصْلِ الّذي يَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي تَوْجِيْهِ الْحُجَّةِ ، وَإِصْدَارِ الدَّلِيْلِ ؛ لِتَحَصُّلِ تَمَامِ الفَائِدَةِ ، وإيْضَاحِ السَّبِيلِ ، وَيُتَصَوّرُ ذَلِكَ فِي فَوَائِدَ.

الفَائدَةُ الأُولَى :

[اختلاف علماء العربية فِي لفظ الجلالة (الله)]

إِنّ عُلَمَاءَ العَرَبِيَّةِ قَدِ اخْتَلَفُوا(٥) فِي لَفْظِ الاسْمِ المُعَظَّمِ ، فَـمِنْهُم مَنْ

__________________

، والأعلام ٧/٢١٩ ، ومعجم المؤلّفين ١٢/ ٢٢٨ ، وتأريخ آداب اللغة العربيّة ٣/٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، ومعجم المطبوعات العربية ١/٦٣٥ ، ومقدّمة محقّق كتابه المطوّل : ٨ ـ ١٠.

(١) أي : في مبحث تعريف المسند إليه بالعلمية في المباحث البلاغية من علم المعاني لشرح تلخيص المفتاح ، وقد ذكر المؤلّف شيئاً من ذلك في الرّسالة ، سيأتي إن شاء الله تعالى.

(٢) من هذه الجهة فحسب وليس من حيثياته الكثيرة.

(٣) قد يحدّث الرّجلُ الرجلَ فيقول : بالحَريّ أن يكون كذا. وهذا الأمر مَحْراةٌ لذلك ، أي مَقْمَنَةٌ ، وما أَحْراهُ ، وأحْرِ به ، ويقال : هو حَريّ أن يفعل بالفتح ، أي خليقٌ وجديرٌ. ينظر : لسان العرب ١٥/١٧٣ مادّة (حرى).

(٤) في المخطوط بـ : (أل) ، هكذا : (العلوم العربية) ، والأصحّ ما أثبتناه.

(٥) اختلف العلماء في اللفظ المعظّم (الله) ، وأصله الإعلالي ، وتكلّموا على الألف واللام التي فيه ، هل هي للتعريف أو زائدة أو أنّها من جنس الكلمة؟ وهل هو عربيّ أو أعجميّ؟

فالجمهور على القول إنّه عربيّ ، ومنهم من أشار إلى أنّ له أصولاً في اللغة

  

ذَهَبَ إِلَى أَنّهُ اسْمٌ أَصْلِيٌّ ، غَيْرُ مُشْتَقّ مِـنْ شَيء ، جُعِلَ ابْتِدَاءً عَلَماً عَلَـى

__________________

العبرية والسريانية ، قال أبو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) : «والله عَلَمٌ لا يطلق إلاّ على المعبود بحقّ مرتجل غير مشتقّ عند الأكثرين ، وقيل : مشتقّ .. ومن غريب ما قيل : إنّ أصله لاها بالسريانية فَعُرِّب .. قال أبو يزيد البلخي : هو أعجمي ، فإنّ اليهود والنّصارى يقولون : لاها ، وأخذت العرب هذه اللفظة وغيّروها فقالوا : الله» البحر المحيط ١/١٢.

وجاء في تفسير روح المعاني ؛ الآلوسي (ت ١٢٧٠ هـ) ١/٥٥ ـ ٥٨ : «زعم البلخي أنّه ليس بعربيّ بل هو عبراني أو سرياني معرّب لاها ومعناه ذو القدرة ولا دليل عليه فلا يصار إليه واستعمال اليهود والنصارى لا يقوم دليلاً ، إذ احتمال توافق اللغات قائم مع أنّ قولهم : (تَألّه وأَله) يأباه على أن التّصرف فيه كما قيل بحذف المدّة وإدخال (أل) عليه ، وجعله بهذه الصفة دليل على أنّه لم يكن علماً في غير العربيّة ؛ إذ اشترطوا في منع الصرف للعجمة كون الأعجمي علماً في اللغة الأعجمية والتّصرّف مضعّف لها ، فهذا الزّعم ساقط عن درجة الاعتبار لا يساعده عقل ولا نقل والذي عليه أكابر المعتبرين .. ونُقل عن اختيار الخليل وسيبويه والمازني وابن كيسان أنّه عربيّ وعَلَم متأصّل لذاته تعالى المخصوصة ؛ لأنّه يوصف ولا يوصف به ولأنّه لا بدّ له من اسم تجري عليه صفاته ولا يصلح له ممّا يطلق عليه سواه ؛ ولأنّه لو كان وصفاً لم يكن قول : (لا إله إلا الله) توحيداً مثل : (لا إله إلا الرحمن) ، فإنّه لا يمنع الشركة ، والأظهر أنّه وصف في أصله لكنّه لَمّا غلب عليه بحيث لا يستعمل في غيره وصار له كالعلم مثل الثريّا والصعق أُجري مجراه في إجراء الأوصاف عليه وامتناع الوصف به ، وعدم تطرّق احتمال الشركة إليه ؛ لأنّ ذاته من حيث هو بلا اعتبار أمر آخر حقيقيّ أو غيره غير معقول للبشر فلا يمكن أن يدلّ عليه بلفظ ، ولأنّه لو دلّ على مجرّد ذاته المخصوصة لما أفاد ظاهر قوله سبحانه وتعالى : (وَهُوَ الله فِي السَّماوَاتِ) [سورة الأنعام ٦ : ٣] معنىً صحيحاً ، ولأنّ معنى الاشتقاق هو كون أحد اللفظين مشاركاً للآخر في المعنى والتّركيب ، وهو حاصل بينه وبين الأصول المذكورة ...». وينظر : تفسير أسماء الله : ٢٥ ، والزينة ٢/١٢ ـ ١٣ ، وتفسير الثعلبي ١/٩٦ ، وأنوار التنزيل ١/٣٣ ، والدرّ المصون ١/٢٨ ، وتفسير القُرآن العظيم ١/٢٠ ، وشرح التصريح ١/٨ ، والاقتراح في علم أصول النحو : ٤٩ ـ ٥٠ ، وتفسير أبي السعود ١/١٠ ، وخزانة الأدب ٣/٢٢٣ ، وما بعدها ، وفيض القدير ١/٦

ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ ـ جَلّ وَعَلاَ ـ ؛ إذْ لا يُشتَرَطُ فِي كُلِّ اسْم أَنْ يَكُونَ مُشْتَقّاً(١).

__________________

ؤ ـ ٧ ، ومواهب الرحمن ١/١٢ ـ ١٥.

واختلافهم في أصله الاشتقاقي ، غير قادح في إطباقهم على اختصاصه بالواجب العليّ القدير ، لا يطلق إلاّ عليه ، ولا يسمّى به غيره ، بل لا يجوز ذلك بأيّ حال من الأحوال ، ينظر : المصادر المتقدّمة.

(١) قال الخليل بن أحمد (ت ١٨٠ هـ) : «إنّ اسم الله الأكبر هو : الله ، لا إله إلا هو وحده .. و (الله) لا تُطْرَحُ الألفُ من الاسْمِ إنّما هو (الله) على التّمام ، وليس الله من الأسماء الّتي يجوز منها اشتقاق فِعْل ، كما يجوز في (الرحمن الرحيم)» العين : مادّة (أله) ٤/٩٠ ـ ٩١ ، وجاء في تفسير أسماء الله ؛ للزجّاج (ت ٣١١ هـ) : ٢٥ : «واختلفوا فيه هل هو مشتقّ أم غير مشتقّ؟ فذهبت طائفة إلى أنّه مشتقّ ، وذهب جماعة ممّن يوثّق بعلمه إلى أنّه غير مشتقّ وعلى هذا القول المعوّل ولا تعرج على قول من ذهب إلى أنّه مشتقّ من : وَلِه يَوْلَه ؛ وذلك لأنّه لو كان منه لقيل في تفعّل منه : تولّه ؛ لأنّ الواو فيه واو في تولّه ، وفي إجماعهم على أنّه تألّه بالهمز ما يبيّن أنّه ليس من وَلِه ...».

وقال السهيلي (ت ٥٨١ هـ) : «إنّ الاسم [الله] غير مشتقّ من شيء ، وإنّ الألف واللام من نفس الكلمة ألا أنّ الهمزة وصلت لكثرة الاستعمال ، على أنّها فيه جاءت مقطوعة من القسم ، وحكى سيبويه : (أفالله لأفعلنّ) ، في النّداء نحو قولهم : (يالله). فهذا يقوّي أنّها من نفس الكلمة ويدلّك على أنّه غير مشتقّ أنّه سبق الأشياء التي زعموا أنّه مشتقّ منها ، ولا نقول : إن اللفظ قديم ، ولكنّه متقدّم على كلّ لفظ وعبارة ويشهد بصحة ذلك قوله عزّ وجلّ : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) [مريم ١٩ : ٦٥]فهذا تنبيه على عدم المادّة المأخوذة منها الاسم» نتائج الفكر في النحو : ٤١.

وفي تاج العروس : مادّة (أله) ٩/٣٧٤ ـ ٣٧٥ : «قال الليث : بلغنا أنّ اسم الله الأكبر هو الله لا إله إلاّ هو وحده ، قلت : وهو قول كثير من العارفين واختلف فيه على عشرين قولاً .. قال شيخنا : بل على أكثر من ثلاثين قولاً ذكرها المتكلّمون على البسملة ، وأصحّها أنّه علم للذّات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال غير مشتقّ ، وقال ابن العربي : علم دالّ على الإله الحقّ دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى الإلهية الأحدية ، جمَع جميع الحقائق الوجودية ، وأصله : إلاه ،          

ويُعْـزَى(١) هَـذَا المَذْهَبُ إِلَـى الخَلِيْلِ بـنِ أَحْمَـدَ

__________________

كفِعال ، بمعنى : مَألوه ؛ لأنّه مألوه ، أي : معبود ، كقولنا : إِمام فِعال ، بمعنى : مَفعول ؛ لأنّه مؤتمّ به ، فلمّا أُدخلت عليه الألف واللام حُذفت الهمزة ؛ تخفيفاً لكثرته في الكلام ، ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوّض منه في قولهم : الإلاه وقطعت الهمزة في النّداء ؛ للزومها تفخيماً لهذا الاسم ، هذا نصّ الجوهري ، قال ابن برّي : قول الجوهري : (ولو كانتا عوضاً ... إلى آخره هذا ردّ على أبي علي الفارسي ، لأنّه كان يجعل الألف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم : الإلاه ؛ لأنّ اسم الله لا يجوز فيه الإلاه ولا يكون إلاّ محذوف الهمزة ، تفرّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره ، فإذا قيل : الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأصنام ، وإذا قلت : الله لم ينطلق إلاّ عليه سبحانه وتعالى ، ولهذا جاز أن ينادى اسم الله وفيه لام التّعريف وتقطع همزته ، فيقال : يا الله ، ولا يجوز يا الإلاه على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة ..». وينظر : كتاب سيبويه ٢/١٩٥ ، والزينة ٢/١٢ ـ ١٣ ، ومجالس العلماء : ٥٧ ، واشتقاق أسماء الله : ٢٦ ـ ٢٧ ، وتهذيب اللغة : ٦/٤٢١ ـ ٤٢٤ مادّة (أله) ، ومجمع البيان في تفسير القرآن ١/٥٠ ، ومفاتيح الغيب ٢٩/٨٢ ـ ٨٣ ، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ ، وشرح الكافية ١/٢٨٠ ، ولسان العرب ١٣/٤٦٧ مادّة (أله) ، وما بعدها ، وتفسير البحر المحيط ١/١٢٤ ـ ١٢٥ ، الإنسان الكامل : ٣٣ ، وشرح المراح : ١٣ ـ ١٤ ، والإتقان ٢/١٠٩ ، والبيان : ٤٥٠ ـ ٤٥٢ ، ومواهب الرحمن ١/١٣.

(١) عزى الطبرسي المذهب هَذَا إِلَى الخليل ، إذ قال ـ بعد أن أورد قولي سيبويه في أصله الاشتقاقيّ ووزنه ـ قال : «فأمّا الكلام في اشتقاقه : فمنهم من قال : إنّه اسم موضع غير مشتقّ ، إذ ليس يجب في كلّ لفظ أن يكون مشتقّاً ، لأنّه لو وجب ذلك لتسلسل ، هذا قول الخليل» مجمع البيان في تفسير القرآن ١/٥١. وكذا في زاد المسير ١/٥ ، ونسبه ابن يعيش إِلَى سيبويه في بعض من أقواله ، قال : «اختلف العلماء فيه [يقصد اللفظ الجليل (الله)]هل هو اسم موضوع أو مشتقّ فذهب سيبويه في بعض أقواله إلى أنّه اسم مرتجل للعلمية غير مشتقّ ، فلا يجوز حذف الألف واللام منه ..» شرح المفصّل ١/٣ ، ونسبه ابن سيده إلى الزجّاج مع الاعتداد به ، فقال : «قال أبو إسحاق إبراهيم بن السرّي الزجّاج .. أكره أن أذكر ما قال النّحويّون

  

الفَرَاهِيْـدِي(١).

وَعَلَـى مَا أَفـَادَ يَكُونُ الاسْمُ عَلَماً مُرْتَجَلاً(٢) مِـنْ جُمْلَةِ الأعْلامِ المُرْتَجَلَةِ ، [٣٥٩]// كَـ : (زَيْد ، وَعَمْرو).

وَجَمْهُورُ النّحْويّينَ أَثْبَتُوا أنّهُ مُشْتَقٌ(٣) ، ثُمّ اخْتَلَفُوا أَيْضاً ،

__________________

في هذا الاسم تنزيهاً لاسم الله ..» المخصّص ١٧/١٣٦ ، وينظر : الأشباه والنظائر ٤/٣.

ومن غير نسبة إلى أحد في مفردات ألفاظ القرآن ؛ الرّاغب الأصفهاني ٨٢ ، ومشكل إعراب القرآن : ٦٦ ـ ٦٧ ، والنكت في تفسير كتاب سيبويه : ١٠ ، ونتائج الفكر : ٤٠ ـ ٤١ ، و : تفسير البحر المحيط ١/١٢٤ ـ ١٢٥ ، خزانة الأدب ٣/٢٢٣ ، وما بعدها.

(١) هو أبو عبـد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي ، من أئمّة اللغة والأدب ، وواضع علم العروض ، أخذه من الموسيقى وكان عارفاً بها. وهو أستاذ سيبويه النحوي. ولد في البصرة ، وعـاش فقيراً صابراً. قال النضر بن شميل : ما رأى الراؤون مثل الخليل ولا رأى الخليل مثل نفسه. تـوفّي سنة (١٧٥ هـ). لـه كتاب (العين) فِي اللغة ، و (معاني الحروف) ، و (تفسير حروف اللغة) ، وكتاب (العروض) ، و (النقط والشكل) ، و (النغم). ينظر : ترجمته فِي : أخبار النحويّين البصريّين : ٣٨ ، والفهرست : ٤٨ ، والأنساب ٤/١٨٤ ، ونزهة الألباء : ٤٥ ـ ٤٨ ، ومعجم الأدباء ١١/٧٢ ـ ٧٧ ، وأنباه الرواة ١/٣٤١ ، ووفيات الأعيان ٢/٢٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٧/٤٢٩ ، وتهذيب التهذيب ٣/١٤١ ، وبغية الوعاة : ٤٥ ـ ٤٥١ ، وهدية العارفين ١/٣٥٠ ، والأعلام ٢/٣١٤ ، ومعجم المؤلّفين ٤/١١٢ ، والفراهيدي عبقري من البصرة : ٣٠.

(٢) أي : أنه وضع من أوّل الأمر على هذه الصيغة واستعمل فيه ، غير مشتقّ من أوّليات لفظية. ينظر : شرح الكافية الشافية ١/١٠٧ ، وشرح المفصّل ١/٢٧.

(٣) ينظر : كتاب سيبويه ٢/١٩٥ ، وإعراب القرآن ١/ ٥٢ ـ ٥٤ ، والمقتضب ٤/٢٤٠ ، ومجالس العلماء : ٥٦ ، واشتقاق أسماء الله : ٢٣ ـ ٣١ ، وتهذيب اللغة ٦/٤٢٢ ، وإعراب ثلاثين سورة : ٢٢ ، التصريف الملوكي : ٥٨ ، والصّحاح ٦/٢٢٢٣ مادّة (أله) ، ومفردات ألفاظ القرآن : ٨٢ ـ ٨٣ ، ومشكل إعراب القرآن : ٦٦ ـ ٦٧ ،

  

فَمِنْهُم(١) مَـنْ ذَهَبَ إِلَى أنّهُ مُشْتَقٌّ مِـنْ : (أَلِهَ إلهة) ، فَهُوَ : (إلآه) ، عَلَى

__________________

والمخصّص : مج : ٥/ س : ١٧/١٣٦ ، ومجمع البيان ١/٥٠ ، وأسرار العربية : ٢١١ ، والتبيان في إعراب القرآن ١/٥ ، واللباب في علل البناء والأعراب ٢/٣٦٥ ، وشرح المفصّل ١/٣ ـ ٤ و٢/٩ ، والمقرّب : ٥٥٩ ، وأنوار التنزيل ١/٣٣ ، ولسان العرب ١٣/٤٦٧ مادّة (أله) ، وارتشاف الضرب ١/١٢٤ ، والبحر المحيط ١/١٢٤ ، وشرح جمل الزجّاجي : ٨٤ ، والقاموس المحيط ٤/٢٨٠ ، وشرح التّصريح ١/٨ ، وخزانة الأدب ٣/٢٢٣ ، وروح المعاني ١/٥٥ ـ ٥٨ ، وحاشية القونوي على تفسير البيضاوي ١/١١٤. والتطوّر النحوي للغة العربية : ٦٩.

(١) قال سيبويه (ت ١٨٠ هـ) : «وكان الاسم ـ والله أعلم ـ إِلهٌ على مثال فِعال ، فلمّا أُدخل فيه الألف واللام حذفوا الألف وصارت الألف خلفاً منهما» كتاب سيبويه ٢/١٩٥ ، وينظر : العين ٤/٩٠.

وجاء في شرح المفصّل ؛ لابن يعيش (ت ٦٤٣ هـ) : قوله : «لسيبويه في اشتقاقه قولان : أحدهما : إن أصله إلاه على زنة فِعال ، من قولهم : أَلِهَ الرجل يَأله ألاهة ، أي : عبد عبادة .. ومعنى الإله : المعبود ، لا إله إلاّ الله أي : لا معبود إلاّ الله ، وحذفوا منه الهمزة لكثرة وروده واستعماله ثمّ أدخلت الألف واللام للتعظيم ودفع الشياع الذي ذهبوا إليه من تسمية أصنامهم وما يعبدونه آلهة فصار لفظه الله ثمّ لزمت الألف واللام كالعوض من الهمزة المحذوفة وصارتا كأحد حروف الاسم لا تفارقانه ؛ ولذلك قد يقطعون الهمزة في النداء والقسم ، نحو قولهم : يا الله اغفر لي ، وقولهم : أنا الله لأفعلنّ. وقيل : العوض ألف فِعال ..» شرح المفصّل ١/٣ ـ ٤ ، وفي لسان العرب ؛ لابن منظور (ت ٧١١ هـ) ، في مادّة (أله) ١٣/٤٦٧ : «روى المنذري عن أَبي الهيثم أَنّه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال : كان حقّه إلاهٌ ، أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً ، فقيل : أَلإلاهُ ، ثمّ حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها ، فلمّا تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف ، وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا : أَلِلاهٌ ، فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة ، ثمّ التقى لامان متحرّكتان فأَدغموا الأُولى في الثانية ، فقالوا : الله ، كما قال الله عزّ وجلّ : (لكِنّا هُوَ الله رَبِّي) ؛ معناه : لكنْ أَنا. [الكهف ١٨ : ٣٨] ...».

وقال البغدادي (ت ١٠٩٣ هـ) : «قال ابن الشجري : أصل هذا الاسم الذي هو الله تعالى مسمّاه : إلاه ، في أحد قولي سيبويه بوزن فِعال ، ثمّ لاهِ بوزن عال. ولمّا حذفوا فاءه عوّضوا منها لام التعريف ، فصادفت وهي ساكنة اللام التي هي عينٌ ، وهي متحرّكة ،       

وَزْنِ : (فِعَال) ، مَكْسُورِ الفَاءِ ، كَـ : (عِصَام ، وَزِمَام) ، بِمَعْنى : مَأْلُوه ، أَيْ : مَعْبُود ، كَـ : (كِتَاب) ، بِمَعْنَى : مَكْتُوب. ثُمّ زِيْدَتْ فِيْهِ (أَلْ) ، وَحُذِفَتْ(١) مِنْهُ الهَمْزَةُ ، الّتِي هِي فَاؤُهُ ، فَصَارَ (الله) عَلَى وَزْنِ : (العَال) ، ثُمّ جُعِلَ عَلَماً على الذّاتِ الوَاجِبِ الوُجُودِ.

وَيُصَحّحُ هَذَا المَذْهَبَ قَوْلُ مَوْلانَا أَبِي عَبْدِاللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّـد الصّادقِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)(٢) ، في خَبَرِ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ(٣).

__________________

فأدغمت فيها. إلى أن قال : وهذا قول يونس بن حبيب ، وأبي الحسن الأخفش ، وعلي ابن حمزة الكسائي ، ويحيى بن زياد الفرّاء ، وقطرب بن المستنير. وقال بعد وفاقه لهذه الجماعة : وجائز أن يكون أصله : لاه ، وأصل : لاه لَيَه ، على وزن جَبَل ، ثمّ أدخل عليه الألف واللام ، فقيل : الله. واستدلّ على ذلك بقول العرب : لَهىَ أبوك ، يريد لاهِ أبوك. قال : فتقديره على هذا القول : فَعْل ، والوزن وزن بَابَ ودَار» خزانة الأدب ٣/٢٢٣ ، وينظر : مفردات ألفاظ القرآن : ٨٣ ، ومشكل إعراب الْقُرآن : ٦٧ ، ومجمع البيان ١/٥٠ ، واللباب ٢/٣٦٥ ، والتبيان في إعراب القرآن ١/٥ ، والممتع في التصريف ١/٦١٩ ، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ ، وارتشاف الضرب ١/١٢٤ ، وشرح جمل الزجّاجي : ٨٤ ، وتفسير القرآن العظيم ١/٢٠ ، ومجمع البحرين ١/٩٤.

(١) في المخطوط : (حذف) من غير التاء ، وما أثبتناه ، أنسب.

(٢) في الأصل رمز مختصر ، هكذا : (ع).

(٣) هو أبو محمّـد هشام بن الحكم الشيباني بالولاء ، الكوفي ، فقيه ، متكلّم ، مناظر ، من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما‌السلام. ولد بالكوفة ، ونشأ بواسط ، وسكن بغداد ، كان حاذقاً بصناعة الكلام ، حاضر الجواب ... من مؤلّفاته : (الإمامة) و (القدر) ، و (الدلالات على حدوث الأشياء) ، و (الردّ على الزنادقة) ، و (الردّ على من قال بإمامة المفضول) ، و (الشيخ والغلام في التوحيد) ، ولمّا حدثت نكبة البرامكة استتر ، وتوفّي على أثرها بالكوفة سنة ١٩٠ هـ. ويُقال : إنّه عاش إلى خلافة المأمون هشام بن الحكم بن عبـد الرحمن الناصر. ينظر ترجمته في : رجال ابن داوود : ٢٠٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٠/٥٤٣ ، ولسان الميزان ٥/٣٠١ ، ونقد الرجال ٢/١٤٥ ، والذريعة : ١١١ ، وطرائف المقال ١/٣٠٢ و٤/١٦ ، وتهذيب

  

يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشتَقٌّ مِن : إلِه ، وإِله(١) يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، والاِسْمُ غَيْرُ المُسَمَّى ، فَمَنْ عَبَدَ الاسْمَ دُوْنَ المُسَمَّى ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَمْ يَعْبُدْ شَيئاً. وَمَنْ عَبَدَ الاِسْمَ ، والمُسَمَّى ، فَقَدْ أَشْرَكَ. وَمَنْ عَبَدَ المُسَمَّى بِوُقُوعِ الاِسمِ عَلَيْهِ ، فَقَدْ وَحّدَ اللهَ ...(٢) الخَبَر.

__________________

المقال ٣/١١٨ ، وهديّة العارفين ٢/٥٠٧ ـ ٥٠٨ ، والأعلام ٨/٨٥ ، ومعجم المؤلّفين ٣١/١٤٨ ، وهشام بن الحكم : ٣٩ ، وما بعدها.

(١) في الأصل : (أله) ، وما أثبتناه من نصّ الحديث الآتي ، مع مناسبة المتقدّم من المعنى الاشتقاقي له.

(٢) نصّ الحديث كما في أصول الكافي في (كتاب التوحيد ، باب المعبود ، الحديث الثاني) هكذا : نقل «علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أسماء الله واشتقاقها : الله ممّا هو مشتقّ؟ قال : فقال لي : يا هشامُ ، الله مشتقّ من : إله ، والإله يقتضي مألوهاً ، والاسم غَيْر المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى ، فقد كفر ولم يعبد شيئاً ، ومن عبد الاسم والمعنى ، فقد كفر وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم ، فذاك التوحيد ، أفهمت يا هشام؟

قال : فقلت : زدني. قال : إنّ لله تسعة وتسعين اسماً فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كلّ اسم منها إلهاً ، ولكن الله معنى يُدلّ عليه بهذه الأسماء ، وكلّها غيره ، يا هِشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنّار اسم للمحرق ، أفهمت يا هشام ، فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتّخذين مع الله عزّ وجلّ غيره؟. قلت : نعم ، قال : فقال : نفعك الله به ، وثّبتك يا هشام ، قال هشام : فوالله ما قهرني أحدٌ في التّوحيد حتّى قمت مقامي هذا». الكافي ١/٨٧. وينظر : التوحيد : ٢٢١ ، والاحتجاج ٢/٧٢ ، والفصول المهمّة ١/١٦٤ ، بحار الأنوار ٤/١٥٧ ، ونور البراهين ١/٥١٨ ، ومستدرك سفينة البحار ١/١٧٠.

قال محمّد صالح المازندراني (١٠٨١ هـ) في شرح أصول الكافي ٣/ ٩٩ ـ ١٠١ : وهو في معرض معنى الحديث وشرحه ، والاشتقاق ودلالته ، قال : «أي : سأل عن كلّ واحد منهما أو سأل عن اشتقاقها وذكر أسماء من باب التّمهيد على أن يكون هذا الكلام من قبيل سأل عن زيد وحاله أي : سأل عن حاله ، ولعلّ ذلك السؤال          

وَمِنْهُم(١) مَنْ ذهَبَ إلى أنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ : لاه ، بِمْعنَى : اسْتَتَرَ ، فَهُوَ لاه.

__________________

نشأ من العلم بأنّ أسماءه تعالى لا تدلّ على ذاته بذاته بل إنّما تدلّ عليها مع ملاحظة صفاته ، فلذلك سأل عن اشتقاقها ، والاشتقاق هو كون أحد اللفظين مشاركاً للآخر في المعنى والتركيب ، فيفيد ذلك أنّ الأوّل مأخوذ من الثاني وأنّ الثاني أصله. (الله ممّا هو مشتقّ من إله) بكسر الهمزة على فِعال بمعنى : مفعول ، فلمّا أُدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تحقيقاً لكثرته في الكلام ، ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوّض منه في قولهم : الإله ، وإنّما قطعت الهمزة مع كونها زائدة غير أصلية في النداء ، مثل : يا الله ؛ للزومها تفخيماً لهذا الاسم الشريف ، وقال أبو علي النحوي : الألف واللام عوض منها ، ولهذا قيل : يا ألله ـ بقطع الهمزة ـ ؛ لكونها عوضاً عن الهمزة الأصليّة المحذوفة التي هي همزة قطع ، لكونها جزء كلمة ، وردّ الأوّل بأنّه لا يجوز أن يكون قطعها ؛ لكثرة الاستعمال لأنّ ذلك يوجب أن يقطع الهمزة في غير هذا الاسم ممّا يكثر استعمالهم له ، فعلمنا أنّ ذلك لمعنى اختصّت به ليس في غيرها ولا شيء أولى بذلك المعنى من أن يكون عوضاً من الحرف المحذوف الذي هو الألف. والفرق بين المشتقّ والمشتقّ منه أنّ المشتقّ ـ وهو الله ـ مختصّ بالمعبود بالحقّ لا يطلق على غيره أصلاً ، والمشتقّ منه ـ وهو الإله ـ اسم جنس يقع على كلّ معبود بحقّ أو باطل ، ثمّ غلب على المعبود بالحقّ ، ومع الغلبة يستعمل في المطلق أيضاً ، كما في قولنا : (لا إله إلا الله) ...». إلى أن قال : «وبالجملة : المستفاد من هذا الحديث أنّ الله أصله : إِله على فِعال ، أو فعَل ، بفتح العين أو كسرها ، وأنّه يجري فيه ما يجري في أصله من المعاني المذكورة ، وأنّه صفة كأصله ، وإن صار علماً لذاته المقدّسة كالنّجم للثريّا ، وبذلك يظهر بطلان قول من قال : إنّ اللّه غير مشتقّ من شيء ، وأنّه علَم في الأصل لذاته المخصومة ، لأنّه يوصف ، ولا يوصف به ، ولأنّه لا بدّ له من اسم يجري عليه صفاته ، ولا يصلح لذلك ما يطلق عليه من الأسماء سوى الله ، ولأنّه لو كان وصفاً لم يكن : (لا إله إلا الله) توحيداً ، مثل : (لا إله إلاّ الرحمن) ، فإنّه لا يمنع الشّركة بحسب أصل الوضع الوصفي ..».

(١) قال الطبرسي وقد ذكر القول الثاني لسيبويه ، قال : «إنّ أصله لاه ، ووزنه فَعَل ، فألحق به الألف واللام ، يدلّ عليه قول الأعشى :

كحلفة من أبي رباح

يسمعها لاهه الكبار

  

وَأصْلُهُ : لَيِهَ ، فَهُوَ لَيِهٌ ، كـ : (فَرِحَ ، فهو فَرِحٌ). قُلِبَتْ يَاؤُهُ فِي الفِعْلِ وَالصِّفَةِ ألِفاً ؛ لِتَحَرّكِهَا ، وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فِيْهِمَا مَعاً. فَوَزْنُهُ : (فَعِل) ، ثُمّ زِيدَتْ فِيْهِ (أَلْ) ، فَصَارَ (الله) ، عَلَى وَزْنِ : (اَلْفَعِلُ) ، ثُمّ جُعِلَ عَلَماً عَلَى ذَاتِ البَارِئِ القَادِرِ ـ تَبَاركَ وَتَعَالى.

وَقَدْ يَجيئ فِي كَلامِ العَرَبِ بِحَذْفِ (أَلْ) فِي النِّدَاءِ ، كَقَوْلِ عَبْدِ المُطّلِبِ(١) :

__________________

وإنّما أدخلت عليه الألف واللام للتفخيم والتعظيم فقط. ومن زعم أنّها للتعريف ، فقد أخطأ لأنّ أسماء الله تعالى معارف ، والألف من لاه منقلبة عن ياء ، فأصله إليه كقولهم في معناه : لَهْيَ أبوك. قال سيبويه : نقلت العين إلى موضع اللام ، وجعلت اللام ساكنة إذ صارت في مكان العين ، كما كانت العين ساكنة ، وتركوا آخر الاسم الذي هو (لهي) مفتوحاً ، كما تركوا آخران [آخرابن] مفتوحاً ، وإنّما فعلوا ذلك حيث غيّروه لكثرته في كلامهم ، فغيّروا إعرابه كما غيّروا بناءه. وهذه دلالة قاطعة لظهور الياء في (لهي) : والألف على هذا القول منقلبة كما ترى ، وفي القول الأوّل زائدة ، لأنّها ألف فعال. وتقول العرب أيضا : لاه أبوك ، تريد لله أبوك» مجمع البيان ١/٥٠ ، وقال ابن يعيش (ت ٦٤٣ هـ) : «والقول الثاني من قولي سيبويه أنّ أصله لاه ، ثمّ أدخلت الألف عليه لما ذكرناه ، وجرى مجرى العلم نحو : الحسن والعبّاس ، ونحوهما ممّا أصله الصفة ووزن لاه فَعْل واشتقاقه من : لاه يليه ، إذا تستّر كأنّه سبحانه يسمّى بذلك لاستتاره ، واحتجابه عن إدراك الأبصار ، وألف لاه منقلبة عن ياء يدلّ على ذلك قولهم : لَهْي أبوك. ألا ترى كيف ظهرت الياء لمّا نقلت إلى موضع اللام ؛ وتفخّم اللام تعظيماً إلاّ أن يمنع مانع من كسرة أو ياء قبلها ، نحو : بالله ، ورأيت عبدي الله» شرح المفصّل ١/٣ ـ ٤. ينظر : معاني القرآن ١/٥٣ ، ومفردات ألفاظ القرآن : ٨٣ ، ومشكل إعراب القرآن : ٦٧ ، والتبيان في إعراب القرآن ١/٥ ، واللباب في علل البناء والإعراب ٢/٣٦٥ ، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ ، وتفسير ابن كثير ١/٢٠ ، وحاشية الجرجاني على الكشّاف : ٣٥ ، والإتقان ٢/١٠٧ ، وخزانة الأدب ٣/٢٢٤.

(١) هو جدّ النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) واسمه : شيبة بن هاشم ، وقد قال البيت في

  

لاهُمَّ إنَّ المَرْءَ يَمْـ

ـنَعُ رِحْلَهُ(١) ، فَامْنَعْ حِلالَـك(٢)

يَعْنِي : يَا اللهُ.

وَفِي غَيْرِهِ ، كَقَوْلِ(٣) ذِي الإصْبِعِ العُدْوَانِي(٤) :

لاهِ ابنِ عَمِّكَ لا أَفْضَلتَ فِي حَسَب

عَنِّي وَلا أَنْتَ ديّانِي فَتَخْزُونِي(٥)

__________________

أصحاب الفيل عندما قصدوا الكعبة الشريفة ، ينظر البيت في : تاريخ الطبري ١/٥٥٧ ، وجامع البيان ٣/٣٨٩ ، والكشّاف ٤/٢٨٦ ، والفائق في غريب الحديث ١/٢٧١ ، ومجمع البيان ١/٤٤٣ ، وزاد المسير ٨/٣١٠ ، والنّهاية في غريب الحديث ١/٤١٥ ، والجامع لأحكام القرآن ١/٣٨٢ ، ولسان العرب ١١/١٦٥ مادّة (إله) ، والدرّ المنثور ٦/٣٩٤ ، وروح المعاني ٣٠/٣٣٥.

(١) في الأصل : (حلّه). والمصادر تذكره بـ : (رحله) ، كما أثبتناه.

(٢) الحِلال ، بالكسر : القوم المقيمون المتجاورون ، يريد بهم سكّان الحرم. ينظر : لسان العرب ١١/١٦٥ مادّة (حل).

(٣) فِي الأصل (كقول) مكررة.

(٤) هو حرثان بن الحارث بن محرث بن ثعلبة من قيس ، شاعر وفارس من شعراء ما قبل الإسلام ، وقيل له ذو الإصبع ؛ لأنّ أفعى ضربت إبهام رجله فقطعتها ، وقيل : لأنّ له إصبعاً زائدة فِي رجله ، وهو أحد الحكماء ، عمّر طويلاً حتّى قيل : إنّه بلغ ١٧٠ سنة ، وله شعر مليئ بالحكمة والعظة والفخر. ينظر في ترجمته : الأعلام ؛ الزركلي ٢/١٧٣.

(٥) تخزوني : تسوسني.

قال البغدادي (ت ١٠٩٣ هـ) في توجيه لفظ : (لاه) وإعرابه ، وخلاف النحويّين فيه ، قال : «إنّ أصل لاه ابن عمّك : لله ابن عمّك ، فحذف لام الجرّ ؛ لكثرة الاستعمال ، وقدّر لام التعريف ، فبقي : لاه ابن عمّك ، فبني لتضمّن الحرف. وصريحه أنّ كسرة الهاء كسرة بناء ، وظاهر كلام المفصّل أنّها كسرة إعراب ، .. قال ابن يعيش في شرحه : اعلم أنّهم يقولون : لاه أبوك ، ولاه ابن عمِّك ، يريدون : لله أبوك ، ولله ابن عمّك. قال الشاعر :

لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب

 .................. البيت

  

أي : للهِ.

__________________

أي : لله ابن عمّك ، فحذفت لام الجرّ ولام التعريف ، وبقيت اللام الأصلية. هذا رأي سيبويه.

وأنكر ذلك المبرّد ، وكان يزعم أنّ المحذوف لام التعريف واللام الأصلية ، والباقية هي لام الجرّ ، وإنّما فُتِحَت لئلاّ ترجع الألف إلى الياء ، مع أنّ أصل لام الجرّ ، الفتح. وربّما قالوا : لهي أبوك ، فقلبوا اللام إلى موضع العين وسكّنوا ؛ لأنّ العين كانت ساكنة ، وهي الألف ، وبنوه على الفتح ، لأنّهم حذفوا منه لام التّعريف وتضمّن معناها ، فبني لذلك كما بني أمس والآن ، وفتح آخره تخفيفاً ، لما دخله من الحذف والتغيير. انتهى.

وقال ابن السيّد في شرح أبيات أدب الكاتب : قولـه لاه أراد : لله ، حذف لام الجرّ ، واللام الأولى من الله ... وكان المبرّد يرى أنّه حذف اللامين من الله وأبقى لام الجرّ وفتحها. وحجّته أنّ حرف الجرّ لا يجوز أن يحذف. انتهى.

وقال ابن الشجري في أماليه : قوله : (لاه ابن عمّك) ، أصله لله ، فحذف لام الجرِّ وأعملها محذوفة ، كما في قوله ، الله لأفعلنّ ، وأتبعها في الحذف لام التعريف ، فبقي لاه بوزن عال. ولا يجوز أن تكون اللام في لاه لام الجرّ وفتحت لمجاورتها للألف ، كما زعم بعض النحويّين ، لأنّهم قالوا : لهي أبوك ، بمعنى لله أبوك ، ففتحوا اللام ولا مانع لها من الكسر في لهي ، لو كانت الجارّة ، وإنّما يفتحون لام الجرّ مع المضمر في نحو : لك ولنا ، وفتحوها في الاستغاثة إذا دخلت على الاسم المستغاث به ، لأنّه أشبه الضمير من حيث كان منادى ، والمنادى يحلّ محلّ الكاف من نحو : أدعوك. فإن قيل : فكيف يتّصل الاسم بالاسم في قوله (لاه ابن عمّك" بغير واسطة ، وإنّما يتصل الاسم بالاسم في نحو : لله زيد ولأخيك ثوب ، بواسطة اللام؟ فالجواب : أنّ اللام أوصلت الاسم بالاسم ، وهي مقدّرة ، كما تجمّلت الجرّ ، وهي مقدّرة). انتهى.

فهؤلاء كلّهم صرّحوا بأنّ الكسرة إعراب ، وأنّ لاه مجرورة باللام المضمرة. وكأنّه ، والله أعلم ، اختصر كلامه من أمالي ابن الشجري فوقع فيما وقع. وهذه عبارة ابن الشجري : أقول : إنّ الاسم الذي هو لاه على هذا القول تامّ ، وهو أن يكون أصله : ليه على وزن جبل ، فصارت ياؤه ألفاً لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

  

وَعَلَى هَذَيْنِ المَذْهَبَيْنِ(١) ، فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنَ الوَصْفِيّةِ إِلَى العَلَمِيَّةِ.

وَفِي اشْتِقَاقِهِ ، أَيْضاً أَقْوَالٌ أُخَرُ(٢) :

مِنْهَا : إنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ : الوَلَهِ(٣) ، وَهُوَ : التَّحَيّرُ(٤).

__________________

ومن قال : لهي أبوك فهو مقلوب من لاه ، فقدّمت لامه التي هي الهاء على عينه التي هي الياء ، فوزنه فلع. وكان أصله بعد تقديم لامه على عينه : للهي ، فحذفوا لام الجرّ ، ثمّ لام التعريف ، وضمّنوه معنى لام التعريف فبنوه ، كما ضمّنوا معناها أمس ، فوجب بناؤه ، وحرّكوا الياء لسكون الهاء قبلها ، واختاروا لها الفتحة لخفّتها. انتهى» خزانة الأدب :٣/٢٢٣ ، وما بعدها.

وينظر البيت في : إصلاح المنطق : ٣٧٣ ، وأدب الكاتب : ٤٠٤ ، وحروف المعاني : ٧٩ ، وإعراب القرآن ١/٥٣ ، والأغاني ٣/١٠١ ، والخصائص ٢/٢٨٨ ، والأمالي ١/١٨٢ ، والمخصّص ١٤/٦٦ ، والاقتضاب في شرح أدب الكتّاب ٣/٣٦١ ، ومجمع البيان ١/٥١ ، والإنصاف ١/٣٩٤ ، وشرح المفصّل ٨/٥٣ ـ ٥٤ ، وشرح التسهيل ٣/٢٩ ، ولسان العرب ١١/٥٢٥ مادة (أله) و١٣/١٧٠ ، والجنى الداني : ٢٤٦ ، وأوضح المسالك ٣/٤٦ ، ومغني اللبيب ١/١٩٦ ، وشرح ابن عقيل ٣/٢٣ ، وروح المعاني ١٠/٨. وفي الأُزهية : ٩٧ ، البيت لكعب الغنوي.

(١) أي : مذهب القول بأنّ أصله (إلاه) ، من (أله) ، والآخر بأنّ أصله (لاه).

(٢) ينظر تفصيل هذه الأقوال في : الزينة ٢/١٣ ، وما بعدها ، واشتقاق أسماء الله : ٢٣ وما بعدها ، ومجالس العلماء : ٥٦ ، وما بعدها ، ومفردات ألفاظ القرآن : ٨٢ ، وما بعدها ، ومشكل إعراب القرآن : ٦٦ ـ ٦٧ ، ومجمع البيان ١/٥٠ ، والتبيان في إعراب القرآن ١/٥ ، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ ، وأنوار التنزيل ١/٣٣ ، ولسان العرب ١٣/٤٦٧ مادّة (أله) ، والبحر المحيط ١/ ١٢٤ ، وبصائر ذوي التمييز ٢/١٢ ، وخزانة الأدب ٣/٢٢٣ ، وروح المعاني ١/٥٥ ، وما بعدها. ومن الكتب الحديثة : التطوّر الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن : ٨٩ ـ ٩٥.

(٣) ينظر : المصادر المتقدّمة ، والأمالي الشجرية ٢/١٦ ، وشرح المراح : ١٤ ، وفيض القدير ١/٦.

(٤) قال الجوهري (ت ٣٩٥ هـ) : «التَأْليهُ : التعبيد. والتَأَلُّهُ : التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة : سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي وتقول : أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً ، أي : تَحَيَّرَ ؛ وأصله : وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً. وقد ألِهْتُ على فلان ، أيْ اشتدَّ جزعي عليه ، مثل ولِهْتُ» الصِّحاح

  

وَمِنْهَا : إنّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ : أَلِهَ ، إِلَيْهِ ، بِمَعْنَى : فَزِعَ إِلَيْهِ ، عَلَى قَوْل(١) ، أَوْ بِمَعْنَى : سَكَنَ إِلَيْهِ ، عَلَى قَوْل آخَرَ(٢).

__________________

٦/٢٢٢٤ مادّة : (أله) ، وجاء في مجمع البيان ١/٥٠ : «إنّه مشتقّ من الوَلَه : وهو التّحيّر ، يقال : أَلِه يَأْلَه إذا تحيّر ـ عن أبي عمرو ـ فمعناه : أنّه الذي تتحيّر العقول في كنه عظمته». وفي الجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ : «قيل : هو مشتقّ من وِله إذا تحيّر ، والولَه ذهاب العقل ، يُقال : رجل واله وامرأة والهة وواله وماء مولّه : أرسل في الصحاري ، فالله سبحانه تتحيّر الألباب وتذهب في حقائق صفاته والفكر في معرفته ، فعلى هذا أصل إلاه وِلاه ، وأنّ الهمزة مبدّلة من واو ، كما أبدلت في : إشاح ووِشاح وإسادة ووسادة. وروي عن الخليل ، وروي عن الضحّاك ، أنّه قال : إنّما سمّي الله إلهاً ؛ لأنّ الخلق يتألّهون إليه في حوائجهم ويتضرّعون إليه عند شدائدهم ، وذُكِر عن الخليل بن أحمد أنّه قال : لأنّ الخلق يأهلون إليه بنصب اللام ، ويأهلون أيضاً بكسرها ، وهما لغتان ، وقيل : إنّه مشتقّ من الارتفاع فكانت العرب تقول لكلِّ شيء مرتفع : لاها ، فكانوا يقولون إذا طلعت الشمس : لاهت ..». وينظر : مجمع البيان ١/٥٠ ، ولسان العرب ١٣/٤٧٠ مادّة (أله) ، والبحر المحيط ١/١٢٤ ، وتفسير القرآن العظيم ١/٢٠ ، وروح المعاني ١/٥٦.

(١) جاء في تفسير البحر المحيط ١/١٢٤ ، في بعض من نسبة هذه الآراء ، قوله : «وقيل : الألف زائدة ومادّته همزة ولام من أله ، أي : فَزِعَ ، قاله ابن إسحاق ، أو أَلِه : تحيّر ، قاله أبو عمرو ، وأَلِه : عَبَد ، قاله النّضر ...». وأنوار التنزيل ١/٣٤. وروح المعاني ١/٥٥ وما بعدها.

وجاء في تفسير الثعلبي (ت ٤٢٧ هـ) : ١/٩٧ : «قال أبو عمرو بن العلاء : هو من (ألهت في الشيء) إذا تحيّرت فيه فلم تهتد إليه .. ومعناه : أنّ العقول تتحيّر في كُنه صفته وعظمته والإحاطة بكيفيته فهو : إِلهٌ كما قيل للمكتوب : كِتاب ، وللمحسوب : حساب ...».

(٢) وهو ما ذهب إليه المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) بدليل من قول العرب ، جاء في تفسير الثعلبي : ١/٩٧ : «قال المبرّد : هو من قول العرب : (أَلِهْتُ إلى فلان) أي : سكنتُ إليه ، قال الشاعر :

ألهت إليها والحوادث جمّة

 ...................... البيت

فكأنّ الخلق يسكنون إليه ، ويطمئنّون بذكره ، قال الله تعالى : (أَلاَ بِذِكْرِ الله

  

وَلِكُلّ مِنْ هَذهِ [٣٦٠]// المَذَاهِبِ وَجْهٌ. وَأَصَحُّ مَذاهِبِ الاشْتِقَاقِ الأوّلُ(١).

وكُلُّهُم مُتَّفِقُونَ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بالوَاجِبِ الحَقِّ ، لا يُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ بِوَجْه مِنَ الوُجُوهِ(٢).

الفَائِـدَةُ الثَّانِيَةُ :

[فِي الوضع ومعناه]

فِي مَعْنَى وَضْعِ الألفاظِ.

الوَضْعُ فِـي اصْطِلاحِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّة ، والأصُولِ : هُوَ تَعْيينُ اللفْظِ ؛ لِلدّلالةِ عَلَـى المَعْنَـى بِنَفْسهِ(٣).

__________________

تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [سورة الرعد ١٣ : ٢٨].

وفي تفسير مجمع البيان ١/٥٠ : من أقوال اشتقاقه : «إنّه مشتقّ من أَلِهْتُ إِلَيه أي : سكنت إليه ، عن المبرّد ، ومعناه : أنّ الخلق يسكنون إلى ذكره ...». وينظر : إعراب ثلاثين سورة : ٢٢ ، وأنوار التنزيل ١/٣٣ ، ولسان العرب ١٣/٤٧٠ مادّة (أله) ، وتفسير البحر المحيط ١/١٢٤ ، وروح المعاني ١/٥٥ ، ما بعدها.

(١) أي : الذي يرى أنّه مشتقّ من (أله) بمعناه الوصفي مألوه الذي يتجاذبه وزنان : (فعال) و (العال) ، بعد دخول الألف واللام عليه.

(٢) ينظر : الزينة ٢/١٩ ـ ٢٠ ، ومجمع البيان ١/٥٠ ، وكشف المعنى عن سرّ أسماء الله الحسنى : ٢٦ ، والجامع لأحكام القرآن ١/ ١٠٢ ، وأنوار التنزيل ١/٣٣ ، والبحر المحيط ١/١٢٤ ، وتفسير ابن كثير ١/٢٠ ، وحاشية الشريف الجرجاني على المطوّل : ١٩٢ ، وخزانة الأدب ٣/٢٢٣ ، وروح المعاني ١/٥٥ ، وما بعدها ، والبيان في تفسير القرآن : ٤٥٠.

(٣) جاء في المزهر في علوم اللغة وأنواعها : ١/٣٤ : في (حدّ الوضع) في المسألة الرابعة ، جاء فيه : «حدّ الوضع : قال التاج السبكي في شرح منهاج البيضاوي الوضع : عبارة عن تخصيص الشيء بالشيء بحيث إذا أُطلِق الأوّل فُهِم منه الثاني.

  

والقَيْدُ الأَخِيْرُ ، لإخْراجِ المَجازِ ؛ لأنّهُ يَدُلُّ عَلَى مَا أُريدَ بِهِ بالقَرِيْنةِ(١) ، ولا فَـرْقَ فِي المَعْنى بَينَ أنْ يَكونَ مُفْرَداً ، أَو مُرَكّباً ، وَبَيْنَ أَن يَكونَ شَخْصِيّاً حَقِيْقِيّاً ، كـ : (زَيْد) ، أَوْ جُزْئِيّاً مُطْلَقاً ، كـ : (بَعْض) ، أَو كُلّيّاً ، كـ : (إنْسان) ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَعَانِي المَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ المَنْطِقِ(٢) ، والأُصُولِ(٣).

وَهُو أَخَصُّ مِنَ الاسْتِعْمَالِ مُطْلَقاً عَلَى مَا يَذْهَبُ إِلَيهِ مُعْظَمُ الأصُولِيّينَ.

__________________

قال : وهذا تعريف سديد ، فإنّك إذا أطلقت قولك : قام زيد ، فهم منه صدور القيام منه ، قال : فإن قلت : مدلول قولنا : قام زيد ، صدور قيامه سواء أطلقنا هذا اللفظ أم لم نطلقه فما وجه قولكم بحيث إذا أطلق ، قلت الكلام قد يخرج عن كونه كلاماً وقد يتغيّر معناه بالتّقييد فإنّك إذا قلت : قام الناس اقتضى إطلاق هذا اللفظ إخبارك بقيام جميعهم ، فإذا قلت : إن قام الناس خرج عن كونه كلاماً بالكليّة ، فإذا قلت : قام الناس إلاّ زيداً لم يخرج عن كونه كلاماً ، ولكن خرج عن اقتضاء قيام جميعهم إلى قيام ما عدا زيداً ، فعلم بهذا أنّ لإفادة قام الناس الإخبار بقيام جميعهم شرطين : أحدهما ألاّ تبتدئه بما يخالفه ، والثاني : ألاّ تختمه بما يخالفه ، وله شرط ثالث أيضاً وهو أن يكون صادراً عن قصد فلا اعتبار بكلام النائم والساهي ، فهذه ثلاثة شروط لابدّ منها وعلى السامع التنبّه لها ، فوضح بهذا أنّك لا تستفيد قيام الناس من قوله : قام الناس إلا بإطلاق هذا القول ، فلذلك اشترطنا ما ذكرناه». وينظر : مختصر المعاني ١/٢١٦ ، والتّعريفات : ٣٢٦ ، ومن الكتب الأصوليّة ينظر : المحصول ١/١٨١ ، وتقريب الوصول إلى علم الأصول : ١٥٥ ، والفصول الغرويّة : ١٤ ، وكفاية الأصول : ٩ ، ونهاية النهاية : ٧ ، وأصول الفقه ١/٩ ، وما بعدها.

(١) مع المناسبة.

(٢) ينظر : الإشارات والتنبيهات : ٤٢ ، ٤٥ ، ومجموعة شروح الشمسية ١/ ٢٨٨ ، وحاشية ملاّ عبـد الله على التهذيب : ٩٧ ، والمنطق المظفّر : ٣٦ ، ونقد الآراء المنطقيّة وحلّ مشكلاتها : ١١٧.

(٣) ينظر : الفصول الغرويّة : ١٤ ، وكفاية الأصول : ١٤ ، وأصول الفقه ١/٩ وما بعدها ، دروس في علم الأصول : حلقة ١/٧٥ ، وما بعدها.

  

وَطَرِيْقُ مَعْرِفَتِهِ النَّقْلُ ، أَيْ : نَقْلُ أَهْلِ الّلغةِ : أَنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ، وَلا يَثْبُتُ بِالتّعْلِيْلِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ العُلُومِ ، فَقَدْ صَرَّحَ الأُصُوْلِيّونَ : بِأَنّ اللُغَةَ لا تَثْبُتُ قِيَاساً(١). يَعْنِي ؛ لا يُقَالُ : إِنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ؛ لِعِلّةِ كَذَا ، بَلْ يَكُونُ ثُبُوتُهُ مَوْقُوفاً عَلَى السَّمَاعِ المُسْتَفَادِ مِنْ نَقْلِ أَهْلِ اللُغَةِ فَقَطْ.

الفَائِـدَةُ الثّالثةُ :

[فِي الكلّي وحقيقته]

الكُلِّيّ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ كُلّيٌّ ، أَيْ : مَفْهُومٌ لا يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوّرهِ مِـنْ وُقُوعِ الشّركةِ فِيْهِ(٢).

وَحَقِيْقَتُهُ : هُو مَا يَصْدقُ فِي الذِّهْنِ عَلَى أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة بِالحَقَائِقِِ ، كـ : (الجِنْسِ ، والعَرْضِ العَامِّ) ، أَوْ مُتّفِقَة بِالحَقَائِقِ ، كـ : (النَّوعِ ، والفَصْلِ ، والخَاصّةِ) ، بِوَضْع وَاحد هُـوَ مِنْ هَذهِ الحَيْثِيَّةِ ، لا يَجِبُ أَنْ يَكونَ لهُ أفرادٌ مَوْجودةٌ في الخَارِجِ ، بَلْ جَازَ أن يَكُونَ لهُ أَفْرَادٌ خَارِجِيَّةٌ ، وَجَازَ ألاّ يَكُونَ ، وَجَازَ أنْ ينْحَصِرَ فِي فَرْد وَاحِد.

وهَذَا الحُكْمُ مَعْلومٌ بَيْـنَ أَهْلِ العِرْفَانِ ، وَقَـدْ صَـرَّحَ بِذَلِكَ الشّيخُ

__________________

(١) ينظر : المستصفى : ٣٥١ ، والمنخول في تعليقات الأصول : ٣٢ ، والمحصول في علم الأصول ١/٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، والإحكام في أصول الأحكام ١/٥٧ ، والاقتراح في علم أصول النحو : ٤٩ ـ ٥٠ ، والمزهر ١/٣٧ ، وزبدة الأصول : ٥٣ ، وقوانين الأصول : ٢٤٧ ، والفصول الغرويّة : ٢١٠ ، وخلاصة عبقات الأنوار ٨/١٦٨ ، ونفحات الأزهار ٨/١٥٩.

(٢) ينظر : الإشارات والتنبيهات : ٤٥ ، والمنطق المظفّر ١/٦٨.

  

الرَّئِيْسُ ابـنُ سِيْنَا(١) فِي مَواضِعَ مِنْ كِتَابِ الشِّفَاءِ(٢).

وَقَدْ قَسّمَ المَنْطِقِيّونَ في مُقَدِّماتِ المَنْطِقِ الكُلِّيَّ إِلَى : مَا لَيْسَ لَهُ فِي الخَارِجِ أَفْرَادٌ [٣٦١]// أَصـْلاً ، كَـالعَنْقَاءِ عَلَى القَوْلِ بِعَدَمِ وُجُودِهَا(٣) ، وَإِلَى مَا لَه فِي الخَارِجِ أَفْرَادٌ غَيْرُ مُتَنَاهِية ، كَـالنّفوسِ البشريّةِ ، عَلَى مَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ جَمْهُورُ الحُكَمَاءِ ، أَوْ جَمِيْعُهُمْ ، وَإِلَى مَا لَهُ فِيهِ أَفْرَادٌ مُتَنَاهِيَةٌ ، كَالكَوَاكِبِ السّيّارةِ ، وَإِلَى مُنْحَصِر فِي فَرْد وَاحد ، كَالشَّمْسِ ، وَالقَمَرِ.

وَيَجْرِي مَجْرَى كُلّ مِنْ هَذهِ الأقْسامِ مَا أَشْبَهَهُ مِنَ المَفْهُومَاتِ الكُلّيّةِ ، كَمَا لا يخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ فِي تِلْكَ الصِّناعَةِ يَدٌ ، وَلَهُ بِهَا خِبْرَةٌ.

وَقَوْلِي فِي التّعريفِ(٤) : «بِوَضْع وَاحِد» ؛ لإخْرَاجِ المُشْتَركِ ؛ فَإِنّهُ ، وَإِنْ صَدَقَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ فَرْد وَاحد ، إلا أنّهُ يَصْدُقُ عَلَى كُلّ وَاحِد مِنْ

__________________

(١) هو أبو علي الحسين بن عبـد الله بن سينا ، الفيلسوف الملقّب بالشيخ الرئيس ، أصله من بلخ ، ومولده في إحدى قرى بخارى سنة ٣٧٠ هـ. نشأ وتعلّم في بخارى ، وطاف البلاد ، وناظر العلماء ، واتّسعت شهرته ، وتقلّد الوزارة في همذان ، وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته ، فتوارى ، ثمّ صار إلى أصفهان ، وصنّف بها أكثر كتبه. وعاد في أواخر أيّامه إلى همذان ، فمرض في الطريق ، ومات بها سنة ٤٢٨ هـ .. صنّف نحو مائة كتاب ، بين مطوّل ومختصر ، من أشهرها : القانون في الطبّ ، والمعاد رسالة في الحكمة ، والشفاء ، وأرجوزة في المنطق ، ورسالة حيّ ابن يقظان ، وأسباب حدوث الحروف ، والإشارات والتنبيهات .. ينظر ترجمته في : الكامل في التاريخ ٩/٤٣٦ ، ووفيات الأعيان ٢/١٥٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٧/٥٣١ ، وتأريخ الإسلام ٢٩/٣١٨ ، والبداية والنهاية ١٢/٥٣ ، وشذرات الذهب : ٣/٢٣٣ ، والذريعة ٢/١١ ، والأعلام ٢/٢٤١ ـ ٢٤٢ ، ومعجم المؤلّفين ٤/٢٠ ، وابن سينا : ١٩ ، وما بعدها.

(٢) ينظر : الشفاء ، المنطق ، (٣ ـ العبارة) : ٥٩ ، وما بعدها. وكذا : الإشارات والتنبيهات : ٥٧ ، والرسالة الشمسية : ٢٩٠ ، وشروح الشمسية ١/٢٨٧.

(٣) ينظر : الرسالة الشمسية : ٢٩٠ ، وشروح الشمسية ١/٢٨٧.

(٤) أي : في تعريف الكلّيّ المتقدّم الذكر.

  

مَعَانِيهِ ، بِتَعْيين خَاصّ لِذَلِكَ المَعْنَى ، فَهُوَ مُتَعَدِّدُ الوَضْعِ ، بِخِلافِ الكُلِّيّ ، كـ : (حَيْوَان ، إِنْسَان) ، فَإنَّ كُلاً مِنْهُمَا مَوْضُوعٌ لِمَعْنىً مُفْرَد ، يُوْجدُ ذَلِكَ المَعْنَى فِي أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة ، فَيَصْدُقُ ذَلِكَ المَوضُوعُ عَلَى كُلّ مِنْها بِوَضْعهِ الأوّلِ ، مِنْ غَيْرِ احْتِيَاج إِلَى اسْتِئْنَافِ وَضْع آخَرَ ، وَيُحْمَلُ عَلَى كُلّ مِنْها حَمْلاً حَقِيقِيّاً ، كَمَا يُقالُ : الإنْسانُ حَيوانٌ ، والفَرَسُ حَيْوَانٌ ، وزَيْدٌ إنْسانٌ ، وَعَمْرٌو إنْسانٌ.

وَهَذَا ، أيْضاً ، وَاضِحٌ بَيّنٌ فِي مَبْحَثِ الوَضْعِ مِن مَبْسُوطاتِ كُتُبِ المَنْطِقِ(١) ، والأصُولِ(٢).

وإذَا تقرّرَ هَذا ، فَاعْلَمْ أنّ الكُلّيَّ المُنْحَصِرَ خَارِجاً فِي فَرْد وَاحِد ـ إذا أُطْلِقَ ـ انْصَرَفَ الذِّهنُ مِنْهُ إِلَى ذَلِكَ المُفْرَدِ المَعْرُوفِ مِنْهُ ، وَلا يَنْصَرِفُ إِلَى غَيْرِهِ ، وَلا يَتَرَدَّدُ فِيهِ ، أَلا تَرَى أنّهُ لَو قَالَ إنْسانٌ لآخَرَ : لا أُكَلِّمُكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ ، أَوْ غَربَتْ. أَوْ قَالَ لَهُ : لا أَصْحَبُكَ مَا بَزَغَ قَمَرٌ ، وَأَفَلَ ، لا يَنْصَرِفُ ذِهْنُ المُخَاطَبِ وَالسّامِعِ إلاّ إِلَى ذَيْنِك الجِسْمَيْنِ المُنِيْرَينِ ، ولا يَتَوَهَّمُ أَحَدٌ مِنَ العَارِفِيْنَ بانْحِصَارِ مَعْنَاهُمَا فِيْهِمَا ؛ إِرَادَةَ المُتَكَلّمِ غَيْرَهُمَا مِنْ نَوْعَيْهِمَا ؛ لِعِلْمِهِ بِعَدَمِ وُجُودِ فَرْد غَيْرِهِمَا يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ اللفْظُ ، بَلْ يَجْرِيَانِ فِي انْصِرَافِ الإطْلاقِ إِليْهِمَا خَاصّةً ، مَجْرَى العَلَمِ بِالغَلَبَةِ(٣) ، مِثْلُ : (البَيْت) فِي [٣٦٢]//

__________________

(١) ينظر : الإشارات والتنبيهات : ٤٥ ، وما بعدها. وشروح الشمسية ١/١٧٣ ، وما بعدها.

(٢) ينظر : قوانين الأصول : ٢٤٧ ، و : الفصول الغرويّة : ١٤ ، والكفاية في الأصول : ١٤ ، وأصول الفقه ١/٩.

(٣) قال رضي الدين الاسترآبادي (ت ٦٨٦ هـ) في بيان العلم بالغلبة ، قال : «قد يكون بعض الأعلام اتفاقياً ، أي يصير علماً ، لا بوضع واضع معيّن بل لأجل الغلبة ،

  

قَوْلِهِ تَعَالى : (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)(١) لا مَجْرَى النَّكِرَةِ المَحْضَةِ ، وَاسْمِ الجِنْسِ ، وإنْ كَانَ مِثْلُهُمَا(٢) نَكِرَةً.

واسْمُ الجِنْسِ فِي اصطلاحِ النُّحَاةِ(٣) ؛ لِشيوعهِ فِي أَفْرَاد ذِهْنِيَّة ، أَوْ تَقْدِيريَّة. وَهَذا ظَاهِرٌ لِكُلّ ذِي فَهْم ، وَمَعْرِفَة.

وَإِذَا اتّضَحَ مَا أَفَدْنَاهُ مِنَ الفَوائِدِ ، فَاعْلَمْ أَنّ سَعْدَ الدّين التّفْتَازَانِي قَالَ فِي مَبْحَثِ إِيَرَادِ المُسْنَدِ إِلَيْهِ مُعَرَّفاً بِالعَلَمِيَّةِ مَعَ لَفْظِ التّلخِيْصِ(٤) ، [قال](٥) : «نَحْو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٦) ، فَاللهُ أَصْلُهُ الإلَهُ ، حُذِفَتْ الهَمْزَةُ ، وَعُوّضَ

__________________

وكثرة استعماله في فرد من أفراد جنسه ... ثمّ اعلم أنّ اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن : بأداتي التعريف ، وهما : اللام والإضافة ، فالعلم الغالب : إمّا مضاف ، أو ذو لام ...» ، ثمّ قال : «وذو اللام ، [وهو مطلبنا] كالصَّعِق ، والنجم ، واللام في الأصل لتعريف العهد ، وقد تقدّم أنّ العهد قد يكون جري ذكر المعهود قبل ، وقد يكون بعلم المخاطب به قبل الذكر ؛ لشهرته ، فاللام التي في الأعلام الغالبة من القسم الثاني ، فإن معنى النجم ، قبل العلمية : الذي هو المشهور المعلوم للسامعين من النجوم ، لكون هذا الاسم أليق به من بين أمثاله ، وكذا : البيت في بيت الله ، لأنّ غيره كأنّه بالنسبة إليه ، ليس بيتاً ...» شرح الكافية ٣/٢٠٦.

(١) سورة آل عمران ٣ : ٩٧. وتمام الآية : (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).

(٢) أي : الكلّي المنحصر خارجاً في فرد واحد.

(٣) ينظر : شرح المفصّل ١/٣٧ ، وأمالي ابن الحاجب ١/٣٢٥ ، و٤٧٣ ، وشرح الكافية ٣/١٩٨ ، وشرح قطر الندى : ٩٧ ، وهمع الهوامع ١/٢٨١. والأشباه والنظائر ٢/١٧٥.

(٤) مفتاح العلوم ؛ للسكاكي (ت ٦٢٦ هـ) ، لخّصه القزويني (ت ٧٣٩ هـ) ، ينظر ترجمتهما في : الأعلام ٦/١٩٢ و٨/٢٢٢ ، ومعجم المؤلّفين ١٣/٢٨٢.

(٥) زيادة للسياق.

(٦) سورة الإخلاص ١١٢ : ١.

  

عَنْهَا(١) حَرْفُ التَّعْرِيْفِ ، ثُمَّ جُعِلَ عَلَماً لِلذَّاتِ الوَاجَبِ الوُجُودِ الخَالِقِ لِكُلِّ شَيء. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ اِسمٌ لِمَفْهُومِ الوَاجِبِ لِذَاتِهِ ، أَو المُسْتَحِقِّ لِلعُبُوديّةِ لَهُ ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا كُلّيّ انْحَصَرَ فِي فَرْد ، وَاحِد(٢) ، فَلا يَكُونُ عَلَماً ؛ لأنّ مَفْهُومَ العَلَمِ جُزْئِيٌّ ، فَقَدْ سَهَا(٣).

ألا يَرَى(٤) أَنّ قَوْلَنا : (لا إِلَهَ إلاّ اللهُ) كَلِمَةُ تَوْحِيْد بالاِتّفَاقِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَوَقّفَ عَلَى اعْتِبَارِ عَهْد ، فَلَوْ كَانَ (اللهُ) اسْماً لِمَفْهُومِ المَعْبُودِ بِالحَقِّ ، أَوِ الوَاجِبِ لِذَاتِهِ ، لا عَلَماً لِلْفَرْدِ المَوْجُودِ مِنْهُ لَمَا أَفَادَ التَّوْحِيْدَ ؛ لأنَّ المَفْهُومَ مِنْ حَيْثُ هُوَ يَحْتَمِلُ الكَثْرَةَ.

وَأَيْضاً فَالمُرَادُ بالإلهِ فِي هَذِهِ الكَلِمَةِ(٥) : إمّا المَعْبُودُ بِالحَقِّ ، فَيَلْزِمُ اسْتِثْنَاءُ الشَّيءِ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مُطْلَقُ المَعْبُودِ ، فَيَلْزِمُ الكَذِبُ ، لِكَثْرَةِ المَعْبُودَاتِ البَاطِلَةِ ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِلَه ، بِمَعْنَى : المَعْبُودِ بِحَقٍّ(٦).

وَاللهُ عَلَماً لِلْفَرْدِ المَوْجُودِ مِنْهُ(٧) ، والمَعْنَى : لا مُسْتَحِقَّ لِلْعُبُودِيَّةِ لَهُ فِي الوُجُودِ ، أَوْ مَوْجُودٌ إلاّ الفَرْدُ الَّذِي هُوَ خَالِقُ العَالمِ.

وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ(٨) صَاحِبِ الكَشَّافِ(٩) : إِنّ اللهَ مُخْتَصٌّ بِالمَعُبُودِ

__________________

(١) في المطوّل : (عُوّضتَ مِنْها).

(٢) خلت كلمة (واحد) من نصّ المطوّل.

(٣) في الأصل رسمت بالياء ، هكذا : (سهي) ، وما أثبتناه من المطوّل.

(٤) في الأصل : (ترى) ، وما أثبتناه من المطوّل ؛ لأنّه حكاية عن مَن زعم ذلك.

(٥) أي : في كلمة التوحيد : (لا إله إلاّ الله).

(٦) في الأصل : (بالحقّ) ، وما أثبتناه من المطوّل.

(٧) سقطت (منه) من الأصل ، وما أثبتناه من المطوّل.

(٨) سيأتي في الهامش ، وإنّما أخّرناه ؛ لتحقيق الفائدة المرجوّة من ردّ البحراني على التفتازاني في توجيه قول الزمخشري في تفسير الكشّاف.

(٩) يقصد أبا القاسم ، جار الله محمود بن عمر بن محمّـد الخوارزمي ، الزّمخشري ،

  

بِالحَقِّ ، لَمْ يُطْلَقْ عَلَى غَيْرِهِ ، أَيْ : بِالفَرْدِ المَوْجُودِ الَّذِي يُعْبَدُ بِالحَقِّ ـ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ(١)»(٢) ، هَذَا كَلامُهُ(٣) فِي المَقَامِ بِتَمَامِهِ.

وَحَاصِلُهُ : الاسْتِدْلالُ عَلَى ثُبُوتِ العَلَميَّةِ فِي الاسْمِ الكَرِيْمِ بِوَجْهَيْنِ :

أَحَدِهْمَا : عَدَمُ إفَادَةِ كَلِمَةِ : [٣٦٣]// (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ : بِعَلَمِيَّتِهِ.

وَالثَّانِي : لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشَّيءِ مِنْ نَفْسهِ ، أَو الكَذِبُ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ بِهِ أَيْضاً ، وَكُلّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ ؛ فَيَثْبُتُ المَطْلُوبُ.

وَأَقُولُ : إنّ مِنَ المَقْطوعِ بِهِ عِنْدِي كَوْنُ الاسْمِ الكَرِيمِ عَلَماً عَلَى ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ ـ جلّ وعلا ـ ؛ لِنَقْلِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّةِ ذَلِكَ ، كَمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي الفَائِدَةِ الأُوْلَى ، لا لِمَا ذَكَرَهُ المُشَارُ إِلَيْهِ(٤).

وَالجَوَابُ عَنِ الوَجْهَيْنِ مَعاً ، فَإِنَّهُمَا : إِثْبَاتٌ لِلْوَضْعِ اللُّغَويِّ بِالقِيَاسِ ،

__________________

وهو مفسّر ، محدّث ، متكلّم ، نحويّ ، لغويّ ، بيانيّ ، أديب ، ناظم ، ناثر ، مشارك في عدّة علوم .. ولد بزمخشر من قرى خوارزم في رجب سنة ٤٦٧ هـ ، وقدم بغداد ، وسمع الحديث وتفقّه ، ورحل إلى مكة فجاور بها وسُمّي جار الله ، وتوفّي بجرجانية خوارزم ليلة عرفة بعد رجوعه من مكّة سنة ٥٣٨ هـ. له مؤلّفات كثيرة منها : ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ، والفائق في غريب الحديث ، والمفصّل في صنعة الإعراب ، وتفسير الكشّاف عن حقائق التنزيل ، وديوان شعر. ينظر ترجمته في : طبقات المفسّرين : ١٠٤ ، والكنى والألقاب ٢/٢٩٨ ، والأعلام ١/١٧٨ ، ومعجم المؤلّفين ٢١/١٨٦.

(١) في الأصل : (تقدّس وتعالى) ، ما أثبتناه من المطوّل.

(٢) المطوّل ؛ شرح تلخيص مفتاح العلوم : ٢١٦ ـ ٢١٧.

(٣) يعني : سعد الدين التفتازاني.

(٤) يعني : سعد الدّين التفتازاني.

  

وَالْلُّغَةُ لا تَثْبُتُ قِيَاساً بِاتّفَاق(١).

وَالجَوَابُ عَنِ الأوّلِ بِخُصُوصِهِ : إِنَّ إِفَادَةَ كَلِمَةِ : (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لا تَتَوَقّفُ عَلَى عَلَمِيَّةِ الاسْمِ الشَّرِيْفِ ، وَإنَّمَا تَتَوَقَّفُ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بِذَاتِ الوَاجِبِ بِوَجْه مِنَ وُجُوهِ الاخْتِصَاصِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا :

__________________

(١) جاء في المزهر ؛ للسيوطي (ت ٩١١ هـ) ١/٤٩ ، في المسألة الثالثة عشرة ـ في اللغة ـ هل تثبت بالقياس؟ ، قال : «قال الكيا الهراسي في تعليقه الذي استقرّ عليه آراء المحقّقين من الأصوليّين : إنّ اللغة لا تثبت قياساً ، ولا يجري القياس فيها. وقال كثير من الفقهاء : القياس يجري في اللغة ، وعزي هذا إلى الشّافعي رضي الله عنه ولم يدلّ عليه نصّه إنّما دلّت عليه مسائله فنصدر المسألة بتصويرها فنقول : أمّا أسماء الأعلام الجامدة ، والألقاب المحضة فلا يجري القياس فيها ؛ لأنّه لا يفيد وصفاً للمسمّى ؛ وإنّما وُضعت لمجرّد التعيين والتعريف ، ولو قلبت فسمّيت زيداً بعمرو وعكسه لصحّ ؛ إذ كلّ اسم منها لم يختصّ بمن سمّي به لمعنى ، حتّى لا يجوز أن يعدل به إلى غيره. فليست هذه الصورة من محلّ الخلاف. ولا يجوز أيضاً أن يكون محلّ الخلاف المصادر التي يقال هي مشتقّة من الأفعال ، نحو : ضرب ضرباً ، فهو ضارب ، وقتل قتلاً ، فهو قاتل ، فهذا ليس بقياس ، بل هو معلوم ضرورة من لغتهم ونطقهم به على هذا الوجه ، ولكن محلّ الخلاف الأسماء المشتقّة من المعاني كما يقال في الخمر : إنّه مشتقّ من المُخَامرة أو التخمير ؛ فإذا سمّي خمراً من هذا الاشتقاق كان ما وجد فيه ذلك خمراً كالنبيذ وغيره.

قال : وهذا عندنا باطل ؛ والدليل عليه أنّ إجراء القياس في اللغة لا يخلو إمّا أن يعلم عقلاً أو نقلاً ، أمّا العقل ، فلا مجال له في ذلك لأنّه يجوز أن يكون واضع اللغة قد قصد بهذا الاسم أن يختصّ بما سمّي به ويجوز أن يكون لم يقصد الاختصاص بل يسمّى به كلّ ما في معناه ؛ وإذا كان الأمران جائزين في العقل لم يرجّح أحدهما على الآخر من غير مرجّح وإن كان بطريق النقل ، فالنقل إمّا تواتر أو آحاد ، أمّا التواتر ، فلا مطمع فيه ؛ إذ لو كان لعلمناه ولكان مخالفه مكابراً ؛ وأمّا الآحاد ، فظنّ وتخمين لا يستند إلى أصل مقطوع به».

وينظر : المستصفى : ٣٢٨ ، والمنخول في تعليقات الأصول : ١٣٢ ، والمحصول في علم الأصول ١/٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، والإحكام في أصول الأحكام ١/٥٧ ، والاقتراح في علم أصول النّحو : ٤٩ ، وزبدة الأصول : ٥٣.

 

عَدَمُ إطْلاقِ هَذَا الاسْمِ عَلَى غَيْرِهِ. وَالقَائِلُ بأنّه اسْمٌ لِمَفْهُوم كُلّيّ ، يَقُولُ بِانْحِصَارِ ذَلِكَ المَفْهُومِ فِيْهِ ، وَعَدَمِ وُجُودِ فَرْد غَيْرِهِ فِي الخَارِجِ لِذَلِكَ الكُلِّيِّ ، فَحَصَلَ الاختصاصُ الَّذِي تَتَوقّفُ عَلَيْهِ تِلْكَ مالإفَادَةُ المَذْكُورةُ ، كَمَا يَحْصُلُ الاخْتِصَاصُ المُجَوّزُ لِلابْتِدَاءِ بِالنَّكِرَةِ ، فِي نَحْوِ : (فِي الدَّارِ رَجُلٌ) ، بِجَعْلِ الخَبَرِ ظَرْفاً مُقَدَّماً ، فَزَالَ الإِيرَاد بِهَا.

وَأَمَّا اعْتِبَارُ العَهْدِ ، فَيَقُومُ مَقَامَهُ سَبْقُ العِلْمِ بِانْحِصَارِ هَذَا المَفْهُومِ فِـي ذَلِكَ الشَّخْصِ ؛ فَيُعْلَمُ عِنْدَ الإطلاق إِرَادتُهُ مِنْهُ بِخُصُوصِهِ ؛ لاِنْتِفَاءِ غَيْرِهِ ، فَيَكُونُ فَهْمُهُ مِنْهُ مُتَعَيّناً ، وَأَسْبَقَ إِلَى الذّهْنِ فِي المَعْهُودِ.

وَأمّا قَوْلُهُ : «لأنّ المَفْهُومَ مِنْ حَيْثُ هُوَ يَحْتَمِلُ الكَثْرَةَ»(١) ، فَهُوَ صَحِيْحٌ ، لَكِنْ لا يَصْلُحُ دَلِيْلاً عَلَى مَا رَامَه(٢) ، وَهُوَ عَدَمُ إِفَادَةِ : (لا إلهَ إلا اللهُ) التّوْحِيْدَ ، إِذَا قِيْلَ : بِأنَّ اللهَ اسمٌ لِمَفْهُوم كُلّيّ انْحَصَرَ فِي فَرْد ؛ وَذَلِكَ لأنّ احْتِمَالَ المَفْهُومِ لِلْكَثْرَةِ لا يَعْنِي إِرَادَةَ [٣٦٤]// الكَثْرَةِ مِنْهُ ، وَالعِلْمُ بِانْحِصَارِهِ فِي فَرد خَاصّ ، يُزِيْلُ عَنْهُ ذَلِكَ الاحْتِمَالَ ، فَلا يَبْقَى فِيْهِ احْتِمَالُ كَثْرَة أَصْلاً. وَالمَفْرُوضُ فِيْمَا نَحْنُ فِيْهِ ذَلِكَ ، فَالتّوحِيْدُ مُسْتَفادٌ مِنَ الْكَلِمَةِ الجَلِيْلَةِ يَقِيْناً ؛ لِزَوَالِ احْتِمَالِ الكَثْرَةِ بِتَعَيّنِ الفَرْدِ ألبَتَّةَ.

وَالجَوَابُ عَنِ الثَّانِي ، بِخُصُوصِهِ : فَبِاخْتِيَارِ الشّقِّ الأوّلِ مِنْ شَقّي التّرْدِيْدِ ، وَضْعِ لُزُومِ مَا ذَكَرَهُ(٣).

__________________

(١) المطوّل : ٢١٦.

(٢) سعد الدّين التّفتازاني.

(٣) أي : في قول التفتازاني المتقدّم : «فَالمُرَاد بالإلهِ فِي هَذِهِ الكَلِمَةِ : إمّا المَعْبُودُ بِالحَقِّ ، فَيَلْزِمُ اسْتِثْنَاءُ الشَّيءِ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مُطْلَقُ المَعْبُودِ ، فَيَلْزِمُ الكَذِبُ ، لِكَثْرَةِ

  

وَإِيْضَاحُ المَرَامِ يَتَوَقَّفُ عَلَى تَمْهِيْدِ كَلام ، فَنَقُولُ : لا مُنَافَاةَ بَيْنَ كَوْنِ المَعْنَى كُلَّيّاً ذِهْناً ، وَجُزْئِيّاً حَقِيْقِيّاً خَارِجاً ، فَيَجُوْزُ أَنْ يَكُونَ مَفْهُومٌ مِنَ المَفْهُومَاتِ كُلّيّاً مِنْ جِهَةِ التَّصَوّرِ الذِّهْنِيّ ، بِمَعْنَى : حُكْمِ الذِّهْنِ بِصِحّةِ وُجُودِهِ فِي أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة ، وَمِصْدَاقُهُ شَخْصِيّاً مِنْ جِهَةِ الخَارِجِ ، بِمَعْنَى : أَنّ ذَلِكَ المَفْهُومَ الكُلِّيَّ فِي الذِّهْنِ لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي نَفْسِ الأمْرِ إلاّ فِي ذَلِكَ الفَرْدِ ، وَلَمْ يُطْلَقْ إلاّ عَلْيِـهِ ، وَلا يَلْزِمُ مِـنْ ذَلِكَ تَنَاقُضٌ ؛ لاخْتِلافِ الجِهَتَينِ ، وَهَـذَا مَـعَ جَوَازِهِ عَقْـلاً وَاقِعٌ فِي الاسْتِعْمَالِ ، كَمَا فِـي (شَمْس ، وقَمَـر) ، فَـإنَّ مَفْهُومَيْهِمَا الذِّهْنِيّيـنِ كُلّيّانِ باتّفَاقِ النُّحَاةِ(١) ،

وَالمَنْطِقِيّينَ(٢) ، وَغَيْـرِهِم(٣) ، وَمِصْدَاقَيْهِمَا الخَارِجِيَّينِ اللّذَينِ(٤) لا يُسْتَعْمَلُ كُلٌّ مِنْهُمَا إلاّ فِيْهِ ، وَلا يُطْلَقُ إلاّ عَلَيْهِ شَخْصِيَّانِ بِاتِّفَاق أَيْضاً.

فَقُوْلُنَا : لا مَعْبُودَ بِالحَقِّ إلاّ اللهُ ، وَإِنْ كَانَ المَعْبُودُ بِالحَقِّ ، وَاللهُ مُتّحِدَينِ فِي الخَارِجِ ؛ لِوُقُوعِهِمَا فِيْهِ عَلَى شَيء وَاحِد ، وَهُوَ الوَاجِبُ الحَقُّ ـ جَلّ اسْمُهُ ـ إلاّ أنّهُ مَفْهُومُ المُعْبُودِ بِالحَقِّ ـ هُنَا ـ أَعَمُّ مِنَ (الله) بِالنَّظَرِ إِلَى

__________________

المَعْبُودَاتِ البَاطِلَةِ ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ إلهَ ، بِمَعْنَى : المَعْبُودُ بِحَقّ». أي : الترديد الحاصل في التفصيل بعد (إمّا).

(١) شرح المفصّل ١/٢٧ ، وشرح الكافية ٣/١٩٨ ، ومغني اللبيب ١/٦٣ ، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ١/١١٢ ، وشرح التصريح على التوضيح ١/١١٣ ، ومجيب الندا في شرح قطر الندى : ١٥٧ ، وحاشية الصّبّان على شرح الأشموني ١/٢١٢.

(٢) الإشارات والتنبيهات : ٤٥ ، وشروح الشمسيّة ١/٢٨٦ ، والمنطق المظفّر ١/ ٦٨ ، ونقد الآراء المنطقية : ١٧٤ ، والمنطق التقليدي : ٤٩.

(٣) كالأصوليّين ، ينظر : المنخول من تعليقات الأصول : ٢١٩ ، والإحكام في أصول الأحكام ١/٥٤.

(٤) في الأصل : (الذي).

  

الخَارِجِ ، فَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ جُزْئِيٌّ حَقِيْقِيٌّ فِي الخَارِجِ مِنْ مَفْهُوم كُلِّيّ فِي الذِّهْنِ ، فَمَرْجِعُهُ إِلَى اسْتِثْنَاء خَاصّ مِـنْ عَامّ بِاخْتِلافِ الجِهَتَينِ ، وَلَيْسَ فِي مِثْلِ هَذَا اسْتِحَالةٌ ، وَلا لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشّيء مِنْ نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا يَلْزِمُ ذَلِكَ لَوْ قُصِدَ اسْتِثْنَاءُ مُسَمَّى (الله) [٣٦٥]// فِي الخَارِجِ مِنْ مُسَمَّى المَعْبُودِ بِالحَقِّ فِيْهِ ؛ لأنّ قَضِيَّةَ اتّحَادِهِمَا خَارِجاً حَاكِمَةٌ عِنْدَ إِرَادَةِ هَذَا بِلُزُومِ اسْتِثْنَاءِ الشّيء مِنْ نَفْسِهِ ، لَكِنَّهُ غَيْرُ مَقْصُود ، وإنّمَا المَقْصُودُ اسْتِثَناءُ مُسَمَّى (الله) فِي الخَارِجِ مِنْ مَفْهُومِ المَعْبُودِ بِالحَقِّ فِي الذِّهْنِ ، وَلَيْسَ هُمَا بِمُتَّحِدَينِ ؛ فَمَا ذَكَرَهُ غَيْرُ لازم ، وَهَذَا غَيْرُ خَفِيّ عَلَى العَارِفِ المُنْصِفِ.

وأمّا دَعْوَاهُ أنّ مَا ذَكَرَهُ مَعْنَى كَلامِ الكشّافِ(١) ، فَغَيْرُ مُتّجِه ؛ لأنّ أَقْصَى

__________________

(١) قال الزّمخشري (ت ٥٣٨ هـ) في الكشّاف ١/١٦ : «وأمّا الله بحذف الهمزة فمختصّ بالمعبود بالحقّ لم يطلق على غيره. ومن هذا الاسم اشتق : تألّه وأله واستأله كما قيل استنوق واستحجر في الاشتقاق من الناقة والحجر.

فإن قلت : أاسم هو أم صفة؟.

قلتُ : بل اسم غير صفة. ألا تراك تصفه ولا تصف به لا تقول : شيء إله كما لا تقول : شيء رجل. وتقول : إله واحد صمد كما تقول : رجل كريم خير.

وأيضاً فإنّ صفاته تعالى لا بدّ لها من موصوف تجري عليه فلو جعلتها كلّها صفات بقيت غير جارية على اسم موصوف بها ، وهذا محال. فإن قلت : هل لهذا الاسم اشتقاق؟

قلتُ : معنى الاشتقاق أن تنتظم الصيغتان فصاعداً معنىً واحداً ، وصيغة هذا الاسم وصيغة قولهم : أله إذا تحيّر ومن أخواته : دلّه وعلّه ، ينتظمهما معنى التحيّر والدهشة ، وذلك أنّ الأوهام تتحيّر في معرفة المعبود وتدهش الفطن ؛ ولذلك كثر الضلال ، وفشا الباطل ، وقلّ النظر الصحيح.

فإن قلتَ : هل تفخّم لامه؟

قلتُ : نعم ، قد ذكر الزجّاج أنّ تفخيمها سنة ، وعلى ذلك العرب كُلّهم ، وإطباقهم عليه دليل أنّهم ورثوه كابراً عن كابر».

  

مَـا يَدُلُّ عَلَيْهِ

كَلامُ الكَشَّافِ ، [هُو (١)] اخْتِصَاصُ الاسْمِ الكَرِيْـمِ بِالمَعْبُودِ بِالحَقِّ ، وَعَدَمُ إِطْلاقِهِ عَلَى غَيْرِهِ. يَعْنِي : عَدَمُ اَسْتِعْمَالِهِ فِي غَيْرِهِ ، وَالاخْتِصَاصُ أَعَمُّ مِنَ العَلَمِيَّة ؛ لأنَّه يَكُونُ بِهَا(٢).

وَانْحِصَارُ الكُلّيِّ فِي فَرْد وَاحِد ، كَمَا فِي : (شَمْس) ، وَبِالعَهْدِ ، وَبالإِشَارَةِ ، وَالمَوْصُولِيَّةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَلا دَلالَةَ للأعَمِّ عَلَى الأَخَصِّ ، وَأَكْثَرُ هِذِهِ الوُجُوهِ(٣) ، وَإِنْ كَانَ مَفْقُوداً فِي المَقَامِ ، إِلاّ أَنَّ الأوّلَيْنِ لا دَلالَةَ عَلَى نَفْيهِمَا ، وَكَلامُهُ(٤) يَحْتَمِلُ إِرَادَةَ كُلّ مِنْهُمُا ، وَالتَّخْصيصُ بِأَحَدِهِمَا فِي كَلامِهِ فَاقِدُ الدَّلِيْلِ.

وَالحَاصِلُ : أَنَّ عَلَمِيَّةَ الاسْمِ المُعَظَّمِ ثَابِتَةٌ بِالنَّقْلِ لا بِمَا ذَكَرَهُ التِّفْتَازَانِي مِنَ التَّعْلِيْلِ المَرْدُودِ بِمَا سَمِعْتَهُ ، وَفِيْهِ كِفَايَةٌ لِمَنْ عَرَفَ وَأَنْصَفَ.

حَـرَّرَهُ تُرَابُ أَقْدامِ العُلَمَـاءِ علىُّ بن عبدِاللهِ البَحْـرَاني ، عَاشِـر ذِي القُعْـدَةِ الحَـرَامِ ، سَنَـة ١٣١٥ هـ.

* * *

__________________

(١) زيادة للسياق.

(٢) أي : لأنّ العلميّة تكون بالاختصاص.

(٣) أي : وجوه الاختصاص ، في : اختصاص الاسم الكريم به سبحانه ، وعدمية إطلاقه على غيره.

(٤) يقصد أبا القاسم الزّمخشري.

  

ثبت مصادر التّحقيق ومراجعه

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ ابن سينا ، تأليف الدكتور: أحمد فؤاد الأهواني ، سلسلة نوابغ الفكر العربي ، ٢٢ ، دار المعارف ، مصر ، ١٩٥٨ م.

٣ ـ الإتقان فِي علوم القرآن ، السّيوطي (جلال الدين عبـد الرحمن بن أبي بكر ، ت ٩١١ هـ) ، تح: طه عبـد الرؤوف سعد ، المكتبة التوفيقية ، مصر ، القاهرة ، (د. ت).

٤ ـ الاحتجاج ، الطبرسي (أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب) ، تعليق: السيّد محمّـد باقر الخرسان ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ، ١٣٨٦ هـ ، ١٩٦٦ م.

٥ ـ الإحكام في أصول الأحكام ، الآمدي (سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمّـد ت ٦٣١ هـ) ، علّق عليه: الشّيخ عبـد الرزاق عفيفي ، ط ٢ ، مؤسسة النور ، بيروت ، ١٤٠٢ هـ.

٦ ـ أخبار النّحويّين البصريّين ، السيرافي (أبو سعيد الحسن بن عبـد الله ت ٣٦٨ هـ) ، اعتنى بنشره: فريتس كرنكو ، بيروت المطبعة الكاثوليكية ـ خزانة الكتب العربية ، ١٩٣٦ م.

٧ ـ أدب الكاتب ، ابن قتيبة (أبو محمّـد عبـد الله بن مسلم الدينوري ، ت ٢٧٦ هـ) ، تح: محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ، المطبعة الرحمانية ، مصر ، (د. ت).

٨ ـ ارتشاف الضرب من لسان العرب ، أبو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) ، تحقيق وتعليق ، د. مصطفى أحمد النماس ، ط ١ ، مطبعة النسر الذهبي ، القاهرة ، ١٤٠٤ هـ ، ١٩٨٤ م.

٩ ـ الأزهية في علم الحروف ، الهروي (علي بن محمّـد) ، تح: عبـد المعين الملوحي ، مطبوعات مجمع اللغة العربية ، بدمشق ، ط ١ ، ١٩٨١ م.

١٠ ـ أسرار العربيّة ، أبو بركات الأنباري (عبـد الرّحمن مُحَمَّـد بن أبي سعيد ،

 

ت ٥٧٧ هـ) ، تح: مُحَمَّـد بهجت البيطار ، مطبعة التّرقّي ، دمشق ، ١٣٧٧ هـ ـ ١٩٥٧ م.

١١ ـ الإشارات والتنبيهات ، ابن سينا (الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبـدالله بن سينا ت ٤٢٨ هـ) ، تح: مجتبى الزارعي ، ط ١ ، مكتب الإعلام الإسلامي ، قم ، ١٤٢٣ هـ.

١٢ ـ الأشباه والنظائر فِي النّحو ، السيوطي (جلال الدين عبـد الرحمن بن أبي بكر ، ت ٩١١ هـ) ، وضع حواشيه: غريد الشيخ ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ١٤٢٢ هـ ، ٢٠٠١ م.

١٣ ـ اشتقاق أسماء الله ، الزجاجي (أبو القاسم عبـد الرحمن بن إسحاق) تح: د. عبـد الحسين المبارك ، ط ٢ ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، لبنان ، ١٩٨٦ م.

١٤ ـ إصلاح المنطق ، ابن السكّيت (أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ، ت ٢٤٤ هـ) ، تح: عبـد السلام هارون ، ط ٤ ، دار المعارف ، القاهرة ، ١٩٤٩ م.

١٥ ـ أصول الفقه ، تأليف: الشيخ محمّـد رضا المظّفر ، ط ٣ ، بغداد ، ١٩٧١ م.

١٦ ـ أصول الكافي ، الكليني (ثقة الإسلام أبو جعفر محمّـد بن يعقوب بن إسحاق ت ٣٢٩ هـ) ، صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري ، ط ٣ ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ١٣٨٨ هـ.

١٧ ـ إعراب الْقُرآن ، النحّاس (أحمد بن محمّـد بن إسماعيل ، ت ٣٣٧ هـ) ، ط ١ ، دار الضياء ، دار إحياء التراث الإسلامي ، بيروت ٢٠٠٥ م.

١٨ ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ، ابن خالويه (أبو عبـدالله الحسين بن أحمد ت ٣٧٠ هـ) ، دار التربية للطباعة والنشر والتوزيع ، (د. ت).

١٩ ـ الأعلام ، (تراجم) ، خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ١٩٨٤ م.

٢٠ ـ أعيان الشّيعة ، السّيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق وتخريج: حسن الأمين: دار التّعارف للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م.

٢١ ـ الأغاني ، أبو فرج الأصفهاني (ت ٣٥٦ هـ) ، ط ٢ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤٠٩ هـ ، ١٩٨٩ م.

 

٢٢ ـ الاقتراح في علم أصول النحو ، السيوطي (جمال الدين عبـد الرحمن بن أبي بكر ، ت ٩١١ هـ) ، تح: محمّـد حسن محمّـد إسماعيل ، ط٢ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ٢٠٠٦ م.

٢٣ ـ الاقتضاب في شرح أدب الكتاب ، ابن السيّد البطليوسي (أبو محمّـد عبـد الله بن محمّـد ، ت ٥٢١ هـ) ، تح: أ. مصطفى السقّا ، ود. حامد عبـد المجيد ، دار الشؤون الثقافية العامّة ، بغداد ، ١٩٩٠ م.

٢٤ ـ أمالي ابن الحاجب ، ابن الحاجب (أبو عمرو عثمان بن الحاجب ت ٦٤٦ هـ) ، دراسة وتحقيق: د. فخر صالح سليمان قداره ، دار عمّار ، الأردن ، دار الجيل ، بيروت ، (د. ت).

٢٥ ـ الأمالي الشجرية ، ابن الشجري (أبو السعادات هبة الله بن علي) ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت لبنان ، (د. ت).

٢٦ ـ أمالي الشريف المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي (شريف المرتضى ، ت ٤٣٦ هـ) ، تح: السيّد محمّـد بدر الدين النعساني ، ط ١ ، مطبعة آية الله المرعشي النجفي ، قم ، ١٤٠٣ هـ.

٢٧ ـ إنباه الرواة على أنباء النحاة ، القفطي (جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف ، ت ٦٤٦ هـ) ، تح: محمّـد أبو الفضل إبراهيم ، دار الكتب بالقاهرة ، ١٩٥٠ م.

٢٨ ـ الأنساب ، السمعاني (أبو سعد عبـد الكريم بن محمّـد بن منصور التميمي السمعاني ، ت ٥٦٢ هـ) ، تقديم وتعليق: عبـدالله عمر البارودي ، ط ١ ، دار الجنان ، بيروت ، ١٤٠٨ هـ.

٢٩ ـ الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل ، تأليف عبـد الكريم بن إبراهيم الجيلي (ت ٨٠٥ هـ) ، تصحيح وتعليق: فاتن محمّـد خليل اللبون ، ط ١ ، مؤسّسة التاريخ العربي ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٠ هـ ، ٢٠٠٠ م.

٣٠ ـ الإنصاف فِي مسائل الخلاف بَيْن النّحويّين البصريّين والكوفيّين ، الأنباري (أبو بركات كَمَال الدين عبـد الرحمن بن محمّـد بن أبي سعيد ، ت ٥٧٧ هـ) ، تح: محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ، دار إحياء التراث الإسلامي ،

 

(د. ت).

٣١ ـ أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين ، تأليف الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني (ت ١٣٤٠ هـ) ، ط ١ ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان ، ١٤١٤ هـ ، ١٩٩٤ م.

٣٢ ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي (عبـد الله بن عمر بن محمّـد بن علي الشيرازي ، أبو سعيد ت ٦٩١ هـ) ، تح: عبـد القادر عرفات العشا حسّونة ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤١٦ هـ ، ١٩٩٦ م.

٣٣ ـ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام الأنصاري (جمالُ الدّينِ عَبْدُ اللهِ بن يوسف ، ت ٧٦١ هـ) ، تح: محيي الدين عبـد الحميد ، المكتبة العصرية ، صيدا ، بيروت ، ٢٠٠٤ م.

٣٤ ـ بحار الأنوار ، محمّـد باقر المجلسي (ت ١١١١ هـ) ، ط ٢ ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت لبنان ، ١٤٠٢ هـ ، ١٩٨٣ م.

٣٥ ـ البحر المحيط (تفسير) ، أبو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) ، حقّقه: عادل أحمد عبـد الموجود ، وآخرون ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤٢٢ هـ ، ٢٠٠١ م.

٣٦ ـ البداية والنهاية ، ابن كثير (أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ، ت ٧٧٤ هـ) ، تح: علي شيري ، ط ١ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ١٤٠٨ هـ.

٣٧ ـ بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، الفيروزآبادي (مجد الدين محمّـد بن يعقوب ت ٨١٧ هـ) ، تح: محمّـد علي النجّار ، القاهرة ، ١٩٦٤ م.

٣٨ ـ بغية الوعاة في طبقات الّلغويّين والنّحاة ، السّيوطيّ (جلال الدين عبـد الرحمن ، ت ٩١١ هـ) ، تح: مُحَمَّـد عبـد الرحيم ، ط ١ ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٦ هـ ، ٢٠٠٥ م.

٣٩ ـ البيان في تفسير القرآن ـ المدخل ، السيّد أبو القاسم الخوئي ، مطبعة العمال المركزية ، بغداد ، ١٤١٠ هـ ، ١٩٨٩ م.

٤٠ ـ تاج العروس من جواهر القاموس ، محمّـد مرتضى الزبيدي (ت

 

١٢٠٥ هـ) ، دار الحياة ، بيروت.

٤١ ـ تأريخ آداب اللغة العربية ، جرجي زيدان ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، ١٩٦٧ م.

٤٢ ـ تاريخ الأمم والملوك ، الطبري (أبو جعفر محمّـد بن جرير) ، راجعه وصحّحه نخبة من العلماء الأجلاّء ، مطبعة بريل بمدينة ليدن ، ١٨٧٩ م.

٤٣ ـ تاريخ البحرين ، الشيخ محمّـد آل عصفور ، (مخطوط). عن حديث (حبّنا أهل البيت) ، للبحراني.

٤٤ ـ التّبيان في إعراب الْقُرآن ، العكبري (أبو البقاء محبّ الدين عبـدالله بن أبي عبـدالله الحسين ، ت ٦١٦ هـ) ، تح: علي محمّـد البجاوي ، ط ١ ، إحياء الكتب العربية ، بيروت ، ١٩٨٨ م.

٤٥ ـ التّطوّر الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن ، تأليف: د. عودة خليل عودة ، ط ١ ، مكتبة المنار ، الأردن ، ١٤٠٥ هـ ، ١٩٨٥ م.

٤٦ ـ التطوّر النحوي للغة العربية ، المستشرق الألماني ، مجموعة من المحاضرات ألقيت في الجامعات المصرية ، سنة ١٩٢٩ ، ترتيب ، د. رمضان عبـد التواب ، ط ٤ ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ٢٠٠٣ م.

٤٧ ـ التّعريفات ، الجرجاني (علي بن محمّـد بن علي ت ٨١٦ هـ) ، تح: إبراهيم الأبياري ، ط ١ ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٤٠٥ هـ.

٤٨ ـ تفسير أبي السعود ، المسمّى (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) ، تأليف: أبو السعود محمّـد بن محمّـد العمادي ، ت ٩٥١ هـ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.

٤٩ ـ تفسير أسماء الله الحسنى ، الزجّاج (أبو إسحاق إبراهيم بن محمّـد ت ٣١١ هـ) ، دار الثقافة العربية ، دمشق ، ١٩٧٤ م.

٥٠ ـ تفسير البغوي ، البغوي ، ت٥١٠ هـ ، تح: خالد عبـد الرحمن العك ، دار المعرفة ، بيروت ، (د. ت).

٥١ ـ تفسير الثعلبي ، الثعلبي (ت٤٢٧ هـ) ، مراجعة الأستاذ: نظير الساعدي ، ط ١ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٢ هـ ، ٢٠٠٢ م.

 

٥٢ ـ تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير (عماد الدين أبو الفداء إسماعيل الدمشقي ت ٧٧٤ هـ) ، قدم له: د. يوسف عبـد الرحمن المرعشلي ، دار المعرفة بيروت ، لبنان ، ١٤١٢ هـ ، ١٩٩٢ م.

٥٣ ـ التفسير الكبير ، المسمّى بـ(مفاتيح الغيب) ، الرازي (فخر الدين محمّـد بن عمر بن الحسين بن الحسن ، ت٦٠٤ هـ) ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ٢٠٠٠ م.

٥٤ ـ تقريب الوصول إلى علم الأصول ، المالكي (أبو القاسم محمّـد بن أحمد الغرناطي ت ٧٤١ هـ) ، تح: محمّـد حسن إسماعيل ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٤ هـ ، ٢٠٠٣ م.

٥٥ ـ تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي ، ت ٨٥٢ هـ) ، ط ١ ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، ١٩٨٤ م.

٥٦ ـ تهذيب اللغة ، الأزهري (أبو منصور محمّـد بن أحمد ت٣٧٠ هـ) ، عبـد السلام محمّـد هارون ، مراجعة محمّـد علي النجّار ، (د. ت).

٥٧ ـ تهذيب المقال فِي تنقيح كتاب الرجال ، السيّد محمّـد علي الموحّد الأبطحي ، ط ١ ، نكارش ، قم ، ١٤١٢ هـ.

٥٨ ـ التوحيد ، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمّـد علي بن الحسين بن بابويه القمّي ت ٣٨١ هـ) ، صحّحه وعلّق عليه: السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية في قم.

٥٩ ـ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) ، القرطبي (أبو عبـدالله محمّـد بن أحمد الأنصاري ٦٧١ هـ) ، تح: أحمد عبـد العليم البردوني ، دار إحياء التراث العربي ، لبنان.

٦٠ ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري (أبو جعفر محمّـد بن جرير ت ٣١٠ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان ، ١٤٠٨ هـ ، ١٩٨٨ م.

٦١ ـ الجنى الداني ، المرادي (الحسن بن القاسم المرادي ، ت ٧٤٩ هـ) ، تح: د. فخر الدين قباوة ، أ. محمّـد نديم فاضل ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ١٩٩٢ م.

 

٦٢ ـ حاشية الشريف الجرجاني على المطوّل شرح تلخيص المفتاح ، السيّد الشريف الجرجاني (ت ٨١٦ هـ) ، صحّحه وعلّق عليه: أحمد عرفة عناية ، ط ١ ، دار إحياء التراث العربي ، ١٤٢٥ هـ ، ٢٠٠٤ م.

٦٣ ـ حاشية الصبّان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ، الصبّان (أبو العرفان محمّـد بن عليّ ، ت ١٢٠٦ هـ) ، تح: محمّـد بن الجميل ، ط ١ ، مكتبة الصفا ، القاهرة ، ١٤٢٣ هـ ، ٢٠٠٢ م.

٦٤ ـ حاشية القونوي على تفسير البيضاوي ، القونوي (عصام الدين إسماعيل بن محمّـد الحنفي ت ١١٩٥ هـ) ، صحّحه وضبطه وخرّج آياته: عبـدالله محمود محمّـد ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٢ هـ ، ٢٠٠١ م.

٦٥ ـ حاشية ملاّ عبـدالله على التهذيب في المنطق ، الملاّ عبـد الله ، ط ٢ ، مطبعة أمير ، قم ، إيران.

٦٦ ـ حديث (حبّنا أهل البيت) ، للمؤلّف (علي البحراني) ، تح: مشتاق المظفّر ، نُشِر في مجلّة تراثنا ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم المقدّسة ، إيران ، العدد: ٥٧ ، ١٤٢٠.

٦٧ ـ حروف المعاني ، الزجّاجي (أبو القاسم عبـد الرحمن بن إسحاق الزجّاجي ٣٤٠ هـ) ، تح: د. علي توفيق الحمد ، ط ١ ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ١٩٨٤ م.

٦٨ ـ خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب على شواهد شرح الكافية ، البغدادي (الشيخ عبـد القادر بن عمر ، ت ١٠٩٣ هـ) ، مكتبة المثنّى ، بغداد ، (د. ت).

٦٩ ـ الخصائص ، ابن جنّي (أبو الفتح عثمان ، ت ٣٩٢ هـ) ، تح: محمّـد علي النجّار ، ط ١ ، دار الكتب ، بيروت ، ١٩٨٨ م.

٧٠ ـ خلاصة عبقات الأنوار ، تأليف: السيّد حامد النقوي مطبعة الخيّام ، مؤسّسة البعثة قسم الدراسات الإسلامية ، طهران ، إيران ، ١٤٠٥ هـ.

٧١ ـ الدّرر الكامنة فِي أعيان المائة الثامنة ، ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي ت ٨٥٢ هـ) ، دار الكتب الحديثة ، مصر ، (د. ت).

 

٧٢ ـ الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون ، الحلبي (أحمد بن يوسف ت ٧٥٦ هـ) ، تح: أحمد محمّـد الخراط ، ط ١ ، دار العلم ، دمشق ، ١٩٨٦ م.

٧٣ ـ الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، السيوطي (عبـد الرحمن جلال الدين ت ٩١١ هـ) دار الفكر ، بيروت ، ١٩٩٣ م.

٧٤ ـ دروس في علم الأصول ، الحلقة الأولى؛ تأليف السيّد محمّـد باقر الصدر ، ط ٥ ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، ١٤١٨ هـ.

٧٥ ـ الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة ، محمّـد محسن آغا بزرك الطهرانيّ (ت ١٣٨٩ هـ) ، ط ١ ، دار الأضواء بيروت ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م.

٧٦ ـ رجال ابن داوود ، ابن داوود الحلّي (ت ٧٤٠ هـ) ، تحقيق وتقديم: السيّد محمّـد صادق آل بحر العلوم ، منشورات مطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ،١٣٩٢ هـ ، ١٩٧٢ م.

٧٧ ـ روح المعاني فِي تفسير الْقُرآن العظيم والسبع المثاني ، أبو الفضل محمود الآلوسي (ت ١٢٧٠ هـ) ، تح: د. محمّـد السيِّد ،ط ٣ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ١٤٠٤ هـ.

٧٨ ـ زاد المسير في علم التفسير ، ابن الجوزي (أبو الفتح جمال الدين عبـد الرحمن بن علي ت ٥٩٧ هـ) ، المكتب الإسلامي للطباعة ، دمشق ، ١٩٦٤ م.

٧٩ ـ زبدة الأصول ، الشيخ البهائي (محمّـد بن حسين بن عبـد الصمد العاملي ت ١٠٣١ هـ) ، تح: فارس حسّون كريم ، ط ١ ، مدرسة ولي العصر عليه‌السلام ، العلمية ، قم ، ١٤٢٢ هـ.

٨٠ ـ الزينة في معاني الكلمات الإسلامية ، الرازي (أبو حاتم أحمد بن محمّـد بن حمدان ت ٣٢٢ هـ) ، تح: حسن فيض الله ، ط ٣ ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ، ١٩٨٥ م.

٨١ ـ سير أعلام النبلاء ، الذهبي (شمس الدين محمّـد بن أحمد ، ت ٧٤٨ هـ) ، تح: شعيب الأرنؤوطي ، ومأمون الصاغي ، ط ١ ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ـ لبنان ، ١٩٨١ م.

 

٨٢ ـ شذرات الذّهب في أخبار من ذهب ، ابن عماد الحنبلي (أبي الفلاح عبـد الحي ، ت ١٠٨٩ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، (د. ت).

٨٣ ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، ابن عقيل (بهاء الدين عبـدالله بن عقيل ، ت ٧٦٩ هـ) ، تح: محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ، ط ٢ ، دار الفكر ، دمشق ، ١٩٨٥ م.

٨٤ ـ شرح أصول الكافي ، محمّـد صالح المازندراني (ت ١٠٨١ هـ) ، مع تعاليق الميرزا أبي الحسن الشعراني ، ضبط وتصحيح: السيِّد علي عاشور ، ط ١ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢١ هـ ، ٢٠٠٠ م.

٨٥ ـ شرح التّسهيل ، ابن مالك (أبو عبـدالله محمّـد جمال الدين ، ت ٦٧٢ هـ) ، تح: عبـد الرحمن السيّد ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ٢٠٠٥ م.

٨٦ ـ شرح التصريح على التوضيح ، الأزهري (خالد بن عبـدالله ، ت ٩٠٥ هـ) ، دار إحياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي وشركاؤه ، (د. ت).

٨٧ ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن هشام الأنصاري (عبـدالله جمال الدّين بن يوسف ، ت ٧٦١ هـ) ، دراسة وتحقيق: د. علي محسن عيسى مال الله ، ط ١ ، عالم الكتب ، بيروت ، ١٩٨٥ م.

٨٨ ـ شرح قطر الندى وبل الصدى ، ابن هشام الأنصاري (أبو محمّـد عبـد الله جمال الدّين بن يوسف ، ت ٧٦١ هـ) ، تح محيي الدين عبـد الحميد ، ط ٧ ، منشورات الفيروزآبادي ، قم ، ١٣٨٢ هـ.

٨٩ ـ شرح الكافية الشافية ، ابن مالك (عبـد الله بن مالك الأندلسي النحوي ت ٦٧٢ هـ) ، محمّـد علي معوّض ، عادل أحمد عبـد الموجود ، ط ١ ، دار الكتب العلمية بيروت ، لبنان ، ٢٠٠٠ م.

٩٠ ـ شرح الكافية في النحو ، لابن الحاجب (جمال الدّين أبي عمرو عثمان بن عمر ، ت ٦٤٦ هـ) ، شرحه رضيّ الدين الاسترآباذي (محمّـد بن الحسن ، ت ٦٨٦ هـ) ، وضع هوامشه: د. أميل يعقوب؛ ط ١ ، مؤسّسة التأريخ العربي ، بيروت ، لبنان ،١٤٢٧ هـ ، ٢٠٠٦ م.

٩١ ـ شرح مراح الأرواح في التّصريف ، بدر الدّين محمّـد بن أحمد العيني ،

 

تح: أحمد عبـد الستّار الجواري ، مطبعة الرشيد ، بغداد ، ١٩٩٠ م.

٩٢ ـ شرح المفصّل ، للزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) ، ابن يعيش (أبو البقاء موفّق الدين بن عليّ ، ت ٦٤٣ هـ) ، عالم الكُتُب ، بيروت ، (د. ت).

٩٣ ـ شروح الشمسية ، للقزويني ، مجموعة حواشي وتعليقات ، وهي لكلّ من: القطب الرازي ، والشريف الجرجاني والعلاّمة السيالكوتي ، والدسوقي ، والدواني ، والشربيني ، مع الرسالة الشمسية نفسها ، في ذيل الكتاب ، ط ١ ، مطبعة قلم ، قم ، إيران ، ١٤٢٧ ، ٢٠٠٧ م.

٩٤ ـ الشفاء ، المنطق ، ٣ ـ العبارة ، ابن سينا ، تح: محمود الخضري ، مراجعة: د. إبراهيم مدكور ، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، القاهرة ، ١٣٩٠ هـ ، ١٩٧٠ م ..

٩٥ ـ شهداء الفضيلة ، الشيخ عبـد المحسن الأميني ، دار الشهاب ، قم المقدّسة ، إيران.

٩٦ ـ الصّحاح ، تاج الّلغة وصحاح العربيّة؛ الجوهري (أبو نصر إسماعيل بن حمّاد ، ت ٣٩٥ هـ) ، تحقيق: عبـد الغفور عطّار ، ط ٤ ، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ، ١٤٠٧ هـ ، ١٩٨٧ م.

٩٧ ـ طبقات المفسّرين ، السيوطي (جلال الدين عبـد الرحمن بن أبي بكر ، ت ٩١١ هـ) ، تح: لجنة من العلماء بإشراف دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، (د. ت).

٩٨ ـ طرائف المقال ، السيّد علي البروجردي ت١٣١٣ هـ ، تح: السيِّد مهدي الرجائي ، ط ١ ، م مطبعة: بهمن ، قم ، ١٤١٠ هـ.

٩٩ ـ العين (معجم) ، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥ هـ) ، تح: د. مهدي المخزومي ، ود. إبراهيم السامرّائي ، ط ٤ ، مؤسّسة دار الهجرة ، إيران ، ١٤٠٩ هـ.

١٠٠ ـ الفائق في غريب الحديث ، الزمخشري (جار الله محمود بن عمر ت ٥٣٨ هـ) ، وضع حواشيه: إبراهيم شمس الدين ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، ١٤١٧ هـ ، ١٩٩٦ م.

١٠١ ـ الفراهيدي عبقري من البصرة ، تأليف: د. مهدي المخزومي ، ط ٢ ، دار

 

الشؤون الثقافية العامّة ، بغداد ، ١٩٨٩ م.

١٠٢ ـ الفصول الغرويّة في الأصول الفقهية ، الشيخ محمّـد حسين بن عبـد الرحيم الطهراني الحائري (ت ١٢٥٠ هـ) ، دار إحياء العلوم الإسلامية ، قمـ إيران ، ١٤٠٤ هـ.

١٠٣ ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمّة ، تأليف محمّـد بن الحسن الحرّ العاملي ، تح: محمّـد بن محمّـد الحسن القائيني ، ط ١ ، مؤسّسة معارفة الإسلامية للإمام الرضا عليه‌السلام ، ١٤١٨ هـ.

١٠٤ ـ الفهرست ، ابن النديم (محمّـد بن إسحاق ، ت ٣٨٥ هـ) ، تح: رضا تجدّد ، قم ، (د. ت).

١٠٥ ـ فيض القدير فِي شرح الجامع الصغير ، محمّـد عبـد الرؤوف المناوي (ت ١٣٣١ هـ) ، تح: عبـد السلام هارون ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤١٥ هـ ، ١٩٩٤ م.

١٠٦ ـ القاموس المحيط ، الفيروزآبادي (مجد الدّين محمّـد بن يعقوب الشّافعي ، ت ٨١٧ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، (د. ت).

١٠٧ ـ قوانين الأصول ، المحقّق الفقيه الميرزا أبو القاسم القمّي (ت ١٢٣١ هـ) ، نشر المطبعة العلمية الإسلامية.

١٠٨ ـ الكامل في التاريخ ، ابن الأثير (ت ٦٣٠ هـ) ، دار صادر ، دار بيروت ، ١٣٨٦ هـ ، ١٩٦٦ م.

١٠٩ ـ كتاب سيبويه ، (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ، ت ١٨٠ هـ) ، تح: عبـد السّلام محمّـد هارون ، ط ٣ ، الناشر مكتبة الخانجي ، مطبعة المدنيّ ، القاهرة ، ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م.

١١٠ ـ الكشّاف عَن حقائق غوامض التنزيل فِي وجوه التأويل ، الزّمخشري (جار الله محمود بن عمر ت ٥٣٨ هـ)؛ منشورات محمّـد علي بيضون ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ١٤١٥ هـ ، ١٩٩٥ م.

١١١ ـ كشف المعنى عن سرّ أسماء الله الحسنى ، ابن العربي (محيي الدين أبو عبـدالله محمّـد ت ٦٣٨ هـ) ، تح: د. بابلو بينيتوُ ، تقديم: آية الله حسن الممدوحي ، مراجعة: فارس حسّون ، ط١ ، منشورات مكتبة بخشايش ، إيران.

 

١١٢ ـ كفاية الأصول؛ الآخوند محمّـد كاظم الخراساني ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم المشرّفة ، ١٤٠٩ هـ.

١١٣ ـ الكنى والألقاب ، الشيخ عبّاس القمّي ، مكتبة الصدر ، طهران. (د ، ت).

١١٤ ـ اللباب في علل البناء والإعراب ، العكبري (أبو البقاء محبّ الدين ، ت ٦١٦ هـ) ، تح: غازي مختار طليمات ، ط ١ ، دار الفكر ، دمشق ، ١٩٩٥ م.

١١٥ ـ لسان العرب (معجم) ، ابن منظور (أبو الفضل جمال الدّين محمّـد بن مكرم ، ت ٧١١ هـ) ، ط ١ ، دار إحياء التراث العربي ، قم ، إيران ، ١٤٠٥ هـ.

١١٦ ـ لسان الميزان ، ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي ، ت ٨٥٢ هـ) ، ط ٢ ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان ، ١٣٩٠ هـ ، ١٩٧١ م.

١١٧ ـ مجالس العلماء ، الزجّاجي (أبو القاسم عبـد الرحمن بن إسحاق) ، تح: عبـد السلام محمّـد هارون ، ط ٢ ، مطبعة المدني ، القاهرة ، ١٤٠٣ هـ ، ١٩٨٣ م.

١١٨ ـ مجمع البحرين ، فخر الدّين الطّريحي ، ت ١٠٨٥ هـ ، تح: السيّد أحمد الحسيني ، ط ٢ ، مكتب نشر الثقافة الإسلاميّة ، ١٤٠٨ هـ.

١١٩ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي (أبو علي الفضل بن الحسن) ، من أعلام القرن السادس ، تح: لجنة من العلماء والمحقّقين الإحصّائيّين ، ط ١ ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ،بيروت ، لبنان ، ١٤١٥ هـ ، ١٩٩٥ م.

١٢٠ ـ مجيب الندا في شرح قطر الندى ، الفاكهي (جمال الدين عبـدالله بن أحمد بن علي ت ٩٧٢ هـ) ، تعليق وتخريج: محمود عبـد العزيز محمود ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٦ هـ ، ٢٠٠٦ م.

١٢١ ـ مختصر المعاني ، سعد الدين التفتازاني ، ط ١ ، دار الفكر ، قم ، ١٤١١ هـ.

١٢٢ ـ المخصّص ، ابن سيده الأندلسي (أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي ، ت ٤٥٨ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٩٨ هـ ، ١٩٧٨ م.

١٢٣ ـ المخطوطات العربيّة في مركز إحياء التراث الإسلامي ، تأليف السيّد أحمد الحسيني ، ط١ ، سرور ، إيران ، ١٤٢٤ هـ.

١٢٤ ـ المزهر فِي علوم اللغة وأنواعها ، السيوطي (جمال الدين عبـد الرحمن بن

 

أبي بكر ، ت ٩١١ هـ) ، ضبطه وصحّحه: فؤاد علي منصور ، دار الكتب العلمية ، ط ١ ، ١٩٩٨ م.

١٢٥ ـ مستدركات أعيان الشيعة ، تأليف: حسن الأمين ، دار المعارف للمطبوعات بيروت ، ١٤١٨ هـ ، ١٩٩٧ م.

١٢٦ ـ مستدرك سفينة البحار ، الشيخ علي النمازي الشاهرودي ، تحقيق ونشر: حسن علي النمازي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، التابعة لجماعة المدرّسين في قم المشرّفة ، ١٤١٨ هـ.

١٢٧ ـ المستصفى في علم الأصول ، الغزالي (أبو حامد محمّـد بن محمّـد ت ٥٠٥ هـ) ، صحّحه محمّـد عبـد السلام عبـد الشافي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، (د. ت).

١٢٨ ـ مشكل إعراب الْقُرآن ، القيسي (أبو محمّـد مكّي بن أبي طالب ، ت ٤٣٧ هـ) ، دراسة وتحقيق: حاتم صالح الضامن ، بغداد ، ١٩٧٣ م.

١٢٩ ـ المطوّل ، شرح تلخيص مفتاح العلوم ، التفتازاني (سعد الدين مسعود بن عمر ت ٧٩٢ هـ) ، تح: عبـد الحسين الهنداوي ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان ، ٢٠٠١ م.

١٣٠ ـ معاني القرآن ، الزجّاجي (أبو إسحاق إبراهيم بن السري ت ٣١١ هـ) ، شرح وتحقيق: د. عبـد الجليل عبده شلبي ، دار الحديث ، القاهرة ، ١٤٢٤ هـ ـ ٢٠٤ م.

١٣١ ـ معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ، مراجعة وزارة المعارف العمومية ، دار مأمون ، (د. ت).

١٣٢ ـ معجم المؤلّفين ، عمر رضا كحالة ، دار إحياء التّراث العربي ، بيروت ، (د ، ت).

١٣٣ ـ معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ، تأليف يوسف إليان سركيس ، منشورات آية الله العظمى المرعشي النجفي ، (د. ت).

١٣٤ ـ مغني اللبيب عن كُتُب الأعاريب ، ابن هشام الأنصاريّ (أبو محمّـد عبـدالله جمال الدّين بن يوسف ، ت ٧٦١ هـ) ، تحقيق وتعليق: د. مازن المبارك ، د. محمّـد علي حمد الله ، ط ١ ، مؤسّسة الصّادق ، طهران.

 

١٣٥ ـ مفتاح السّعادة ، طاش كبري زادة؛ تح: كامل بكري وعبـد الوهاب أبو النور ، مطبعة الاستقلال ، مصر ، ١٩٦٨ م.

١٣٦ ـ مفردات ألفاظ القرآن ، العلاّمة الرّاغب الأصفهاني المتوفّى في حدود ٤٢٥ هـ ، تح: صفوان عدنان داوودي ، دار القلم ، دمشق ، دار الشامية ، بيروت ، ط ٤ ، ١٤٢٥ هـ.

١٣٧ ـ المقتضب ، المبرّد (محمّـد بن يزيد المبرد ، ت ٢٨٥ هـ) ، تح: عبـد الخالق عضمية ، القاهرة ، مصر ، ١٣٨٦ هـ.

١٣٨ ـ المقرّب ، ابن عصفور (علي بن مؤمن بن محمّـد الإشبيلي ، ت ٦٦٩ هـ) ، د. عبـد الستّار الجواري ، و : عبـدالله الجبوري ، ط ٢ ، مطبعة العاني ، بغداد ، ١٩٧١ م.

١٣٩ ـ منتظم الدرّين ، في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين ، الشيخ محمّـد علي آل نشرة البحراني ، (المخطوط).

١٤٠ ـ المنخول من تعليقات الأصول ، الغزالي (أبو حامد محمّـد بن محمّـد ت ٥٠٥ هـ) ، ط ٣ ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، لبنان ، ١٤١٩ هـ ، ١٩٩٨ م.

١٤١ ـ المنطق ، تأليف الشيخ محمّـد رضا المظفّر ، ط ٣ ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ، ١٣٨٨ هـ.

١٤٢ ـ المنطق التقليدي ، المدخل؛ تأليف: د. مهدي فضل الله ، ط ٢ ، دار الطليعة ، بيروت ، ١٩٧٩ م.

١٤٣ ـ مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، السيّد عبـد الأعلى الموسوي السبزواري ، ط ٣ ، مطبعة الديواني ، بغداد ، ١٤٠٩ هـ ، ١٩٨٩ م.

١٤٤ ـ نتائج الفكر في النّحو ، السهيلي (أبو القاسم عبـد الرحمن بن عبـدالله ت ٥٨١ هـ) ، حقّقه وعلّق عليه: الشيخ عادل أحمد عبـد الموجود ، وعلي محمّـد معوّض ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ١٤١٢ هـ ، ١٩٩٢ م.

١٤٥ ـ نزهة الألباء فِي طبقات الأدباء ، الأنباري (أبو بركات كَمَال الدين عبـد الرحمن بن محمّـد بن أبي سعيد ، ت ٥٧٧ هـ) ، تح: محمّـد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة المدني ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر الفجالة ، القاهرة ، (د. ت).

١٤٦ ـ نفحات الأزهار ، السيِّد علي الميلاني ، ط ١ ، سنة ١٤١٤ هـ.

 

١٤٧ ـ نقد الآراء المنطقية وحلّ مشكلاتها ، تأليف: الحجّة الشيخ علي كاشف الغطاء ، ط ١ ، مطبعة سليمان زاده ، قم ، ١٤٢٧ هـ.

١٤٨ ـ نقد الرجال ، السيِّد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي ، ط ١ ، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، لإحياء التراث ، قم ، ١٤١٨ هـ.

١٤٩ ـ النكت في تفسير كتاب سيبويه ، الأعلم الشنتمري (يوسف بن سليمان ابن عيسى ت ٤٧٦ هـ) ، ضبط نصّه: د. يحيى مراد ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ١٤٢٥ هـ ، ٢٠٠٤ م.

١٥٠ ـ النّهاية في غريب الحديث والأثر ، ابن الأثير (مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمّـد ت ٦٠٦ هـ) ، خرّج أحاديثه وعلّق عليه: أبو عبـد الرحمة صلاح ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، ١٤١٨ هـ ، ١٩٩٨ م.

١٥١ ـ نهاية النهاية ، المولى محمّـد كاظم الخراساني ، (د. ط. ت)

١٥٢ ـ نور البراهين ، نعمة الله الموسوي الجزائري ت ١١١٢ هـ ، تح: السيّد مهدي الرجائي ، ط ١ ، مؤسّسة النشر الإسلامي في قم المقدّسة ، ١٤١٧ هـ.

١٥٣ ـ هديّة العارفين أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين ، إسماعيل باشا البغدادي ، (ت ١٣٣٩ هـ) ، دار إحياء التراث الإسلامي ، بيروت ، (د. ت).

١٥٤ ـ هشام بن الحكم ، رائد الحركة الكلامية في الإسلام ، تأليف الشيخ عبـدالله نعمة ، ط ٢ ، دار الفكر اللبناني ، ١٤٠٥ هـ ، ١٩٨٥ م.

١٥٥ ـ همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، السّيوطيّ (جلال الدين عبـد الرحمن بن أبي بكر ، ت٩١١ هـ) ، تح: عبـد الحميد الهنداوي ، المكتبة التوفيقية ، مصر ، القاهرة (د ، ت).

١٥٦ ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان ، ابن خلّكان (أبو العبّاس شمس الدّين أحمد بن محمّـد بن أبي بكر ، ت٦٨١ هـ) ، تح: د. إحسان عبّاس ، دار الثّقافة ، بيروت ، لبنان ، ١٣٩٧ هـ ، ١٩٧٧ م.

* * *

 

من أنبـاء التـراث

هيئة التحرير

كتب صدرت محقّقة

* سلوة الحزين وتحفة العليل.

تأليف : قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت ٥٧٣ هـ).

هو الكتاب المعروف بـ : دعوات الراوندي ، من سلسلة مصادر بحار الأنوار ، يعدّ من جملة المصادر الحديثية عند الشيعة ، معتمدٌ عليه عند المحدّثين ، اعتنى بذكر الأدعية والصلوات والتسبيحات والعوذات ، ومدى الالتزام بها في مختلف المجالات ، تزكيةً للنفس وتقويةً لمعنوية الروح وطهارتها ، اشتمل على مقدّمة في المرض والابتلاء وأربعة أبواب في : الدعاء ، ذكر الصحّة وحفظها وما يتعلّق بها ، وذكر المرض ومنافعه العاجلة

والآجلة وما يجري مجراها ، وأحوال الموت وأهواله. كما قدّمت له مقدّمة للتعريف بالكتاب وما تضمّنه ، وترجمة المولّف ، ومنهجية التحقيق.

تحقيق : عبد الحليم عوض الحلّي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٤٣.

نشر : منشورات (دليل ما) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* كتاب فكّر.

هو الكتاب المعروف بـ : توحيد المفضّل ، أملاه الإمام الصادق عليه‌السلام على أبي محمّـد المفضّل بن عُمَر الجعفي الكوفي ، يعدّ من الكتب المعتمدة لدى علمائنا في علم الكلام يحتوي على أهمّ

 

المطالب الحقّة في التوحيد المطابقة لما ورد عن أهل البيت عليهم‌السلام ، اشتمل على خمس مجالس تتكلّم عن أحوال العالم المادّي والاستدلال من خلالها على وجود الخالق ، وأنّ المخلوقات في هذا العالم تخضع لنظام علمي بتدبير العزيز الحكيم ، كما ذكرت مقدّمة مفيدة في ما هدف إليه الكتاب مع ذكر منهجية التحقيق العلمية وما اعتمد فيها من النسخ.

تحقيق : الشيخ قيس العطّار.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٢٠.

نشر : منشورات (دليل ما) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم.

تأليف : الشيخ باقر شريف القرشي.

كتاب يتناول بدراسة تحليلية سيرة الإمام المهدي (عج) ، ولادته وغيبته وظهوره وما يجري من أحداث وفتن ، فتناول في بحوثه إعطاء لمحة عن صفات الإمام المهدي (عج) ، وعناصره النفسية ؛ كما يعرض ما لاقاه السادة العلويّون وشيعتهم من صنوف التنكيل والاضطهاد من حكّام عصورهم ؛ ويستعرض كذلك سياسة الإمام (عج) ،

ومنهج حكمه عند ظهوره ؛ وكذلك يبحث عن أصحابه الذين يستعين بهم الإمام (عج).

يضمّ هذا الكتاب عدّة عناوين رئيسية هي : مشرق النور ؛ عناصره النفسية وسيرته ؛ من تراثه الرائع ؛ الغيبة الصغرى والكبرى ، أضواء على غيبة الإمام (عج) ؛ المبشّرون بظهوره ؛ ظهور المصلح العظيم فكرة مقدّسة وقديمة ؛ مؤمنون ومنكرون ، علامات ظهوره (عج) ؛ زمان ظهوره (عج) ومكانه.

عمد المحقّق الى مراجعة النصوص والأخبار في الكتاب واستخراج مصادرهاوتوثيقها ، بالإضافة إلى تقويم النصّ.

تحقيق : مهدي باقر القرشي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٥٢.

نشر : مجمع الذخائر الإسلامية ـ قم ـ إيران/ ١٤٢٧ هـ.

* مقالة في تحقيق إقامة الحدود في هذه الأعصار.

تأليف : السيِّد محمّـد باقر الشفتي (ت ١٢٦٠ هـ).

كتاب فقهي استدلالي ، يتناول أحد

المباحث الفقهية المهمّة ، والتي تعدّ من شؤون الدولة الإسلامية ، ألا وهو مبحث إقامة الحدود في عصر الغيبة ، وقد اعتمد فيه على أُسلوب طرح الأسئلة ثمّ الإجابة عليها بالأدلّة والأقوال الواردة في المسألة ويناقشها بما يحتمل النصّ من جميع الوجوه ، ثمّ يتبنّى رأياً يسنده بالأدلّة والأقوال الصريحة.

تضمّ هذه المقالة بين طيّاتها ـ بعد سرد مقدّمة في حياة المؤلّف والتحقيق ، تتألّف من فصلين ـ أربعة مقامات بعد ذكر معنى الحدّ في اللغة والشرع ، والأقوال في جواز إقامة الحدّ وعدمه ، هي : في جواز إقامة المولى الحدود على مماليكه ؛ في جواز إقامة الزوج الحدود على زوجته ، وفيه ثلاثة مطالب ؛ في جواز إقامة الوالد الحدّ على ولده وعدمه ؛ في أصل المطلب.

اعتمد في تحقيق هذه المقالة على نسختين خطّيّتين ، بالإضافة الى تقويم النصّ ، واستخراج الروايات من الكتب الأربعة ، كما وضع للكتاب فهارس فنّية تسهيلاً للطالب.

تحقيق : علي أوسط ناطقي ولطيف مرادي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٢٣٢.

نشر : منشورات (بوستان كتاب) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* الردّ على النصارى.

تأليف : الشيخ محمّـد بن عبـدالله آل عيثان (ت ١٣٣١ هـ).

كتاب عقائدي ، هدفه الردّ على كتاب ألّفه أحد قضاة النصارى واسمه (الباكورة) ، والذي خلط فيه لإثبات دعواه بين الآيات القرآنية وكلام الإنجيل ، زيادة في تشكيك وتضليل مَنْ لا معرفة له ولا بصيرة ، أو السيطرة على عقول بعض العوامّ من المسلمين ، خصوصاً الذين هم بمنأى عن البلاد الإسلامية ، فانبرى المؤلف للردّ على الكتاب ومؤلّفه بل وحتّى معتقده ، نصرةً للرسالة وصاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بدلائل وبراهين.

أسفر هذا الكتاب عن أربعة مقامات ، الأوّل : في إثبات الدين الإسلامي ونبوّة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الثاني : في الاستدلال على أفضلية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الثالث : في الردّ على دعوى سلامة التوراة من التحريف ؛ الرابع : في بيان اعتقاد صاحب الكتاب

وأتباعه ؛ وخاتمة تضمّ بين طيّاتها بعض المسائل المهمّة.

اعتمد في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة له ، ثمّ قام باستخراج الأحاديث والآيات والأقوال ، وترجمة للأعلام ، وفهارس للآيات والأحاديث والمواضيع في آخره ، وتصدّرت الكتاب مقدّمة تناولت حياة المؤلّف بقلم السيّد هاشم الشخص.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٠٧.

نشر وتحقيق : مؤسّسة أمّ القرى للتحقيق والنشر ـ بيروت ـ لبنان.

* البرهان على وجود صاحب الزمان.

تأليف : السيّد محسن الأمين العاملي الحسيني.

كتاب عقائدي ، يهتمّ في الردّ على قصيدة صدرت لأحد الشعراء في حقّ صاحب العصر والزمان (عج) ، يستدلّ فيها بأنّ المهدي (عج) لم يولد بعد ، بل سيولد في آخر الزمان ، متجاهلاً كلّ الأحاديث الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته عليهم‌السلام في ولادته وآبائه ، وأنّه الثاني عشر من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقام المصنّف بإنشاء قصيدة يردّ بها

مزاعم من كتب تلك القصيدة ، مشفّعاً لها ببعض الأدلّة من الروايات ، وحوادث ، وآثار تدلّ على وجوده (عج) ، بالإضافة إلى من قال بوجوده (عج) من علماء العامّة.

يشتمل هذا الكتاب على : قصيدة الناظم ؛ القصيدة الجوابية للسيّد ؛ في المعمّرين ؛ شرح القصيدة ؛ الاتّفاق على خروج المهدي (عج) ؛ القائلون بوجود المهدي (عج) من علماء السنّة ؛ بعض الأدلّة على وجود المهدي (عج) ؛ في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

نشر وتحقيق : مركز الدراسات التخصّصيّة في الإمام المهدي ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٧ هـ.

* مختصر كفاية المهندي لمعرفة المهدي (عج).

تأليف : السيّد محمّـد مير لوحي الأصفهاني.

كتاب عقائدي ، وسيرة ، يضمّ الروايات المتعلّقة بالإمام الثاني عشر (عج) بالخصوص ، وقد تميّز عن غيره بأنّه جمع عشرات الأحاديث التي رواها الفضل بن شاذان والتي أوردها في كتابيه إثبات الرجعة والغيبة ، والتي تثبت عقيدة

الشيعة في المهدي(عج).

اشتمل هذا الكتاب على ثلاث مقدّمات للمركز ، والمحقّق ، والمؤلّف ؛ بالإضافة إلى أربعين حديثاً عن المهدي (عج) ، وعدد من الحكايات والتشرّفات لمن رأى المهدي (عج) ، والعلامات في اشتراط الساعة.

اعتمد في تحقيق هذا الكتاب على مراحل هي : ترجمة الكتاب من اللغة الفارسية إلى العربية ؛ استخراج الروايات والأحاديث الواردة فيه من مصادرها ؛ الاعتماد في تحقيق الكتاب على نسختين إحداهما مخطوطة والاُخرى مطبوعة للكتاب.

تحقيق وترجمة : السيّد ياسين الموسوي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٢٦٦.

نشر : مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي (عج) ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٧ هـ.

* النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

تأليف : الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني.

وهو الكتاب الأوّل من سلسلة (الغدير الموضوعية) ، وهي فهرسة

موضوعية لكتاب الغدير تقع ضمن المواضيع السبعة والعشرين المختارة منه ، والذي أحد مواضيعها هو هذا الكتاب ، فجمع فيه كلّ ما يتعلّق بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).

اعتمد في إعداد هذا الكتاب على الطبعة المحقّقة من قبل مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، وكذلك على مصادر تحقيقها.

ضمّ هذا الكتاب الكثير من المباحث أهمّها : فضله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ زواجه (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ استحباب التسمية باسمه (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ روايات تستلزم حطّاً من مقام النبوّة ؛ الاجتهاد في مقابل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الكذّابين والوضّاعين والموضوعات على النبي الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ رحلته (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جرى على أهل بيته عليهم‌السلام بعده ؛ حول زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ كلماته (صلى الله عليه وآله وسلم).

إعداد وتحقيق : محمّـد حسن الشفيعي الشاهرودي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٨٩٦.

نشر : مؤسّسة ميراث النبوّة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* * *

 

طبعات جديدة

لمطبوعات سابقة

* الدعاء .. حقيقته ـ آدابه ـ آثاره.

تأليف : علي موسى الكعبي.

دراسـة مبسّطة عن «مخّ العبادة ، الذي لا يهلك معه أحد» ، تعكس بأُسلوب بسيط ما يتعلّق بموضوع الدعاء ، الوسيلة التي تتجلّى فيها معاني العبودية لله تعالى والتقرّب إليه سبحانه ، وتذلّل الإنسان وافتقاره الدائم لرحمته ولطفه جلّ وعلا.

تعتمد هذه الدراسة على ما ورد من آيات الذكر الحكيم ، وما جاء من أحاديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وروايات أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام.

تضمّنت أربعة فصول : مفهوم الدعاء وعلاقته بالعبادة ، آداب الدعاء وشروطه ، العوامل المؤثّرة في استجابة الدعاء وأسباب تأخّر الإجابة ، والدعوات المستجابة وغير المستجابة ، وآثار الدعاء العاجلة في الدنيا ، والآجلة في الآخرة ، وأنّ الدعاء يردّ القضاء المبرم ويدفع البلاء عن الإنسان ، ولا يتنافى مع الاعتقاد بالقضاء والقدر.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١١٦.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* آداب الأُسرة في الإسلام.

تأليف : السيّد سعيد كاظم العذاري.

بحث يعتمد النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة وروايات المعصومين عليهم‌السلام ، لبيان ما وضعه دين الإسلام للأُسرة من آداب وقواعد وفقه ، ونظام متكامل شامل لجميع جوانبها النفسية والسلوكية ؛ لضمان تكوين الأُسرة السليمة ـ إذ هي اللبنة الأُولى في بناء المجتمع ـ ابتداءً بمقدّماتها ، مروراً بمراحل نشأتها وتكوينها ونموّها ، وصولاً إلى الثمرات والنتائج الطيّبة المرجوّة للفرد والمجتمع ، دنياً وآخرة.

اشتملت فصوله على : مقدّمات تشكيل الأُسرة ، الأحكام العملية لبنائها ، الحقوق الأُسرية ، الخلافات الزوجية ومعالجاتها ، الأُسرة والمجتمع ، وأحكام العلاقة بين الجنسين.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٤٤.

 

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

كتب صدرت حديثاً

* تطوّر كتابة السيرة النبوية عند المؤرّخين المسلمين حتّى نهاية العصر العبّاسي.

تأليف : عمّار عبّودي محمّـد حسين نصّار.

رسالة جامعية ، اهتمّت بدراسة المصنّفات والأبحاث التي تناولت سيرة الرسول الأكرم محمّـد بن عبـدالله (صلى الله عليه وآله وسلم)منذ صدر الإسلام وحتّى نهاية العصر العبّاسي ، ثمّ الأبحاث التي تناولت مولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأهل بيته ، وأزواجه ، وشمائله ، وأخلاقه ، وأعلام النبوّة ، ودلائلها ، وأورد في ثنايا بحثه أسماء عدد من المؤلّفين والمؤلّفات في هذه المواضيع ، وأشار إلى بعض الآراء والتعليقات.

يحتوي هذا الكتاب أو الرسالة على مقدّمة وأربعة فصول ، وكلّ فصل يحتوي على مبحثين ، وربّما ضمّ مدخلاً كذلك والفصول عبارة عن : السيرة النبوية ومصادرها الأولى حتّى ظهور السيرة الشاملة ؛ كتابة السيرة

الشاملة المستقلّة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتطوّرها ؛ السيرة النبوّية المدمجة ضمن المصنّفات التاريخية ؛ التصنيف المستقلّ لجوانب السيرة ومفرداتها.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٢٣.

نشر : دار الشؤون الثقافية العامّة ـ بغداد ـ العراق / ٢٠٠٥ م.

* العصمة حقيقتها ـ أدلّتها.

تأليف : الشيخ محمّـد حسين الأنصاري.

قدّم الكتاب بحثاً في موضوع العصمة في الإمامة ، واعتمد أوّلاً في تقديم الدليل العقلي ، ثُمَّ الكتاب ، ثمّ السنّة ومدى دلالة ومطابقة الدليل العقلي للشرع ، كما حاول أن يمزج بين الدليلين في مواضع مهمّة اُخرى ليكون الدليل أقوى وأوضح حين يأتي النقل مطابقاً للعقل.

اشتمل على أربعة فصول في تعريف العصمة ، ودراسة الأقوال المختلفة فيها ، والأدلّة العقلية عليها ، وإثبات عن طريق الكتاب والسنّة ، ثمّ أُلحق ذلك بتتمّة في إثبات عصمة الزهراء عليها‌السلام.

 

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٤٢.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* حديث الاقتداء بالشيخين.

تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني.

كتاب من سلسلة أبحاث (اعرف الحقّ تعرف أهله) برقم (٦).

تناول فيه المؤلّف الحديث المعتمد عليه عند أهل السنّة في صحاحهم : (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) ، حيث استندوا إليه في بحوثهم العلمية وجعلوه من أقوى الحجج في مبحث الإمامة ، كما رجّحوا به فتوى الشيخين في المسألة إذا خالفهما غيرهما من الأصحاب ، واحتجّوا به لحجّية اتفاقهما وعدم جواز مخالفتهما في ما اتفقا عليه من مباحث الاُصول ، فنقده المؤلّف من حيث السند ، ودقّق النظر في كتبهم على ضوء كلمات أساطينهم ، كما عثر على تصريحات لجماعة من كبار أئمّتهم تطعن في شأنه ، وقد كانت للمؤلّف تأمّلات في معناه ومتنه.

اشتمل الكتاب على : نظرات في

أسانيد حديث الاقتداء ، كلمات الأئمّة وكبار العلماء حول سند حديث الاقتداء ، تأمّلات في متن ودلالة الحديث.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٨٤.

نشر : مركز الحقائق الإسلامية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* لمحات في أحكام الشريعة الإسلامية.

تأليف : السيّد فاضل الموسوي الجابري.

الكتاب هو رسالة قدّمت عرضاً موجزاً علميّاً في أحكام الشريعة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد عرّفت الفقه في اللغة والاصطلاح ، ودوره في الحياة ، وأحكامه الأوّليّة والثانوية ، ومميّزات فقه أهل البيت ، ودور الاجتهاد في خلود الشريعة ، وهيكلية الفقه الإمامي. وقد تناولت أبواب الفقه بدءاً من باب الطهارة وانتهاءاً بالقصاص والديّات من باب المعاملات ، وقد أعرضت عن العبيد وإلاماء وغيرها من الأبواب التي تغرّبت عن عصرنا الحاضر تقريباً ، كما أعرضت عن التفاصيل وذكر الآراء والاجتهادات ،

 

واعتمدت في عرضها على الرأي المشهور ؛ ليكون هذا العرض كلّيّاً.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٤٦.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* موسوعة الحسنيّين ج (١ ـ ٥).

تأليف : السيّد أبو مقداد الميّالي.

قدّم الكتاب دراسة تاريخية للنسب العلوي الشريف ومذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، تناول من خلالها سلالة المنحدرين من نسل الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، وثوراتهم وتضحياتهم لرسالة السماء الخالدة ، محلّلاً فيها مواقفهم المشرّفة عبر التاريخ ، وقد ركّز البحث فيها على السيّدين الجليلين محمّد ذو النفس الزكيّة وإبراهيم شهيد باخمرى رضي‌الله‌عنه.

اشتمل كلّ جزء من هذه المجموعة على مقدّمة ومواضيع ، وكانت عناوين الأجزاء كالتالي بحسب ترتيبها : النسب العلوي الشريف ونسب الحسنيّين ، حول العباسيّين وبدء حركتهم وشخصيّاتهم ، قبسات من حياة الإمام الصادق عليه‌السلام ولمع من سيرته ، دراسات وثائقية وبحوث

تحليلية عن حياة محمّد النفس الزكية ، وعن حياة إبراهيم بن عبدالله شهيد باخمرى.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٣٩١ ، ج ٢ : ٦٢٧ ، ج ٣ : ٣١٢ ، ج ٤ : ٥١٤ ، ج ٥ : ٤٦٧.

نشر : رشيد ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* آفاق الإحياء والتجديد في الفكر الإسلامي ج (١ ـ٢).

تأليف : السيّد عمّار أبو رغيف.

كتاب في جزءين مستقلّين ، يدور البحث فيهما حول مواجهة التراث الإسلامي الأصيل لموجة الفكر المعاصر والحداثة ، حيث عدّه المؤلّف صراعاً تكوينيّاً ، معتمداً في بحثه على ثلاث ركائز : الإسلام والفكر الإسلامي ، مرجعية الفكر في هذا التراث الذي لا يمكن تجاوزه والفكر الذي يصحّ نقده واستبداله ، ضرورة التجديد ومواكبة الزمكانية في طرح الإسلام والفكر الإسلامي.

اشتمل الجزء الأوّل على : الرأي السديد ، التجديد في ضوء إشكالية الزمان والمكان ، ضمور ونموّ التنظير

الإسلامي ، أسلمة المعرفة ، ومحاولات تطبيقها ، وخاتمة البحث في ثلاث ملاحظات : ضرورة التواصل الفكري ، ضرورة الروح العملي ، التقدير السليم لواقع التحدّي الغربي.

وقد اشتمل الجزء الثاني على : أسلمة العلوم وأدلجة المعرفة ، الآيديولوجيا ، أسلمة التاريخ ، أسلمة علمي الاجتماع والنفس ، مفهوم أسلمة المعرفة ، إشكالية ردنر ، الرؤية الكونية وأسلمة المعرفة ، فلسفة العلم المعاصر وميتافيزيقيا المعرفة ، الحكمة الخالدة والعلوم المقدّسة ، مفهوم العلم والمعرفة العلمية ، قيمة العناصر الميتافيزيقية ، علم الاجتماع نموذجاً ، أين يقف مشروع أسلمة المعرفة في هذا المشهد؟

الحجم : رُقعي.

عدد الصفحات : ج ١ : ٧٤ ، ج ٢ : ٦٩.

نشر : دار الفقه للطباعة والنشر ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* مدخل إلى دراسة الشريعة الإسلامية.

تأليف : الشيخ محمّد جعفر شمس الدين.

أعدّ الكتاب بحوثاً كانت هي المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية ، كان قد ألقاها

المؤلّف بشكل محاضرات على طلاّب السنة الأُولى في كلّيّة الحقوق في الجامعة الإسلامية في لبنان ، ليبيّن من خلالها تبلور فكر الإسلام وثقافته ، ومدى تأثيره على الفكر البشري المعاصر والقوانين العالمية ، بعد أنْ أقرّ مؤتمر القانون الدولي في لاهاي عام ١٩٣٢ م : أنّ التشريع الإسلامي مستقلٌّ قائمٌ بذاته وليس مأخوذاً من غيره.

اشتمل على مقدّمة وتمهيد وأربعة مباحث بمواضيعها في : العقيدة الإسلامية ، الشريعة ، مصادر الشريعة الإسلامية ، والاجتهاد والتقليد.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ١٦٨.

نشر : دار الهادي ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٦ هـ.

* حكم الأرجل في الوضوء.

تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني.

كتاب من سلسلة أبحاث (اعرف الحقَّ تعرف أهله) برقم (٤) ، أعدّه المؤلّف بمناسبة ذكرى مرور ألف عام على وفاة الشيخ أبي عبدالله المفيد البغدادي قدس‌سره ، وقد تناول فيه بحثاً فقهيّاً لا يزال محلّ

اختلاف المسلمين ، أثبت فيه المسح على الرجلين في الوضوء استناداً إلى الكتاب والسنّة والإجماع ، بعد أن كانت مسألة المسح شعاراً ورمزاً لمذهب الإمامية ، وقد استند في بحثه على أخبار الفريقين ، حيث كان أكثر اعتماده على النقل من كتب السنّة.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١١٨.

نشر : مركز الحقائق الإسلامية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* صلاة أبي بكر في مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني.

كتاب من سلسلة أبحاث (اعرف الحقّ تعرف أهله) برقم (١٠) ، عبارة عن رسالة وجيزة تناول فيها المؤلّف البحث عن الخبر القائل بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر في أيّام مرضه قبل ارتحاله أبا بكر بالصّلاة بالمسلمين ، وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج إلى المسجد وصلّى خلفه معهم ؛ فقد بحثه من جميع جوانبه لاسيّما سنده وما قيل فيه حتّى توصّل إلى حقيقة الأمر.

اشتمل الكتاب على المواضيع

التالية : أسانيد الحديث ونصوصه ، نظرات في أسانيد الحديث ، حديث عائشة ، تأمّلات في متن الحديث ومدلوله.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١١٨.

نشر : مركز الحقائق الإسلامية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* سبحة كربلاء.

تأليف : الشيخ علي الكوراني.

كتاب يضمّ مجموعة مقالات في مواضيع متعدّدة ، ففيها الموضوع الأدبي ، والموضوع الفقهي ، والعقائدي ، والاجتماعي ؛ والمصنّف بدوره أخذ عنوان الكتاب من عنوان أحد مقالاته ، وعدد هذه المقالات ثمانية ، تُفهم موضوعاتها من عناوينها والتي هي : سُبحة كربلاء ، صنعوها في البحرين ، بحثاً عن النور ، عليّ الأكبر شبيه جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الوحدة الإسلامية من وجهة نظر أهل البيت عليهم‌السلام ، كلمة حول الزيارة الجامعة ، أجوبة على أسئلة بعض علماء الطالبان ، ما روي في سهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونومه عن الصّلاة.

الحجم : وزيري.

 

عدد الصفحات : ١٨٥.

نشر : دار جواد الأئمّة ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٦ هـ.

* موسوعة الوقف في الفقه الإسلامي ج (١ ـ ١١).

إعداد : يعقوب جعفري.

كتاب ، فقهي ، يهتمّ ـ كما يظهر من عنوانه ـ بمسألة الوقف ، وأحكامه ، والآراء التي تطرح حوله من علماء المسلمين ؛ بحيث يطرح في هذا الكتاب كلّ ما يتعلّق بالوقف من الفتاوى من جميع المذاهب الإسلامية ، فالكتاب مقسّم إلى سبعة أقسام ، يتضمّن كلّ قسم الوقف لدى أحد المذاهب الإسلامية ، مرتّبة حسب حروف الهجاء وهي : الإمامية ، الحنابلة ، الحنفية ، الزيدية ، الشافعية ، المالكية ، والمتفرّقات.

مع ذكر المصادر المأخوذة منها مواضيع المسألة ؛ حيث استفيد من مئة وخمسة وتسعين كتاباً في هذا الباب ، منها ثمانية وستّون كتاباً من كتب الإمامية ، وثلاثة وعشرون للحنابلة ، وأربعة وعشرون للحنفية ، وللزيدية اثنا عشر ، وللشافعية أربعة وثلاثون ، وللمالكية سبعة وعشرون ، وستّة كتب

متفرّقة.

إشراف ومراجعة : محمّد علي خسروي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : كلّ جزء ما يقارب ٦٠٠ صفحة.

نشر : منظّمة الأوقاف والشؤون الخيرية ـ طهران ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* المقتل الحُسينيّ المأثور.

تأليف : الشيخ محمّد جواد الطبسي.

قدّم الكتاب عرضاً تاريخيّاً لنهضة الإمام الحسين عليه‌السلام ، وما جرى له على أرض كربلاء ، برواية المعصومين عليهم‌السلاموسيرتهم في تعظيم شعائر الإمام الحسين عليه‌السلام وتخليدها ، والبكاء على الحسين عليه‌السلام ، معتمداً في ذلك على الكتب الروائية والتاريخية المعتبرة.

اشتمل على ستّة فصول في : سيرة المعصومين عليهم‌السلام حول مأساة الإمام الحسين عليه‌السلام ، الأخبار الغيبية بشهادة الإمام الحسين عليه‌السلام ، أحداث كربلاء ومأساة الإمام الحسين عليه‌السلام ، أحداث ما بعد الشهادة ، أهل البيت عليهم‌السلام وأحداث الكوفة والشام ، أهل البيت عليهم‌السلام في المدينة المنوّرة.

 

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٠٣.

نشر : سلمان آزاده للطباعة والنشر ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* السجود على التربة الحسينية.

تأليف : السيّد محمّـد مهدي الموسوي الخرسان.

كتاب يتناول بأسلوب علمي واحتجاجي عقيدة الشيعة الاثني عشرية في مسألة السجود على التربة الحسينية ، باعتبارها مصداق من مصاديق السجودٌ على الأرض ، وأنّها سنّة معهودة للأمّة ، كما ناقش موضوع التقارب بين المذاهب وأنّ الاختلاف الفقهي بين الشيعة وغيرهم ماهو إلاّ كسائر الاختلافات الفقهية السائدة بين سائر المذاهب من غير الشيعة مع وجود المشتركات بينها فلا يوجب الاختلاف الفقهي الرفض والتكفير.

اشتمل الكتاب على تمهيد في التقارب بين المذاهب وعلى بابين لكلِّ باب خمسة مباحث وخاتمة ؛ الباب الأوّل في معنى السجود لغةً وشرعاً ، وجوب السجود كتاباً وسنّةً ، واجبات السجود في الشريعة الإسلامية ، ذكر

الصحابة الذين كانوا يرون وجوب السجود على الأرض ، ذكر التابعين الذين كانوا يرون وجوب السجود على الأرض والخاتمة في : نبذة تاريخية عن المسجد والسجّادة والسجّاد. الباب الثاني في : ماهية التربة ، الشيعة يسجدون على الأرض وهي طاهرة ، تفاضل البقاع من الأرضين ، وجه تفضيل التربة الحسينية بالسجود عليها ، خصائص التربة الحسينية ، والخاتمة في : مسائل شرعية إسلامية أجمع المسلمون على شرعيّتها فعمل بها الشيعة وتركها غيرهم.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٠٨.

نشر : قلم الشرق ـ كربلاء ـ العراق / ١٤٢٦ هـ.

* الخلفاء الاثنا عشر.

تأليف : الشيخ جعفر الباقري.

دراسة مستقلّة تمتاز بالموضوعية ، وبحث مستفيض من خلال مصادر أهل العامّة ، وخصوصاً الكتاب الذي يعتبر من أكثر المصادر اعتباراً ووثاقة عندهم ألا وهو صحيح البخاري ؛ وهذه الدراسة تتمحور حول بيان حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يفصح فيه عن

 

خلفائه من بعده وعددهم كما أسفر عنه عنوان الكتاب أعلاه ، وقد تمّ تقسيم البحث فيه إلى أربعة فصول تضمّ : نظرة على رواة حديث (الخلفاء) في مصادر (مدرسة الخلفاء) ؛ الهياكل اللفظية لحديث (الخلفاء) في مصادر (مدرسة الخلفاء) ؛ القواسم المشتركة لحديث (الخلفاء) الاثني عشر من مصادر (مدرسة الخلفاء) ؛ كتمان أسماء الخلفاء الاثني عشر في مصادر (مدرسة الخلفاء).

علماً أنّ هذا الكتاب هو الرابع من سلسلة (ردّ الشبهات) لمركز الأبحاث العقائدية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٢٣٣.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ، قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* حياة الإمام المهدي (عج) وهم أم حقيقة.

تأليف : السيّد محمود الموسوي.

كتاب عقائدي استدلالي ، تدور أحداثه حول حياة الإمام الثاني عشر من أئمّة آل البيت عليهم‌السلام ، وردّ ما قيل : من أنّه لا حقيقة على ما تدّعيه الشيعة

بوجوده وأنّه وهم ، بأدلّة عقلية ونقلية ، وذلك من خلال ما أورده العلماء. من أقوال حول المهدي (عج) في مختلف العصور.

ضمّت هذه الرسالة أربعة فصول هي : في التنبيهات والأُمور المهمّة ويشتمل على ثمانية تنبيهات ، خامسها فيه مباحث ، الاستدلال العقلي على وجود المهدي (عج) فعلاً ، الاستدلال النقلي ، خاتمة في بيان الاعترافات بحياته (عج).

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ١٨٣.

نشر : دار الهادي للطباعة والنشر ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٧ هـ.

* الموسوعة الفقهية الميسرة ج ٧.

تأليف : الشيخ محمّـد علي الأنصاري.

موسوعة تشتمل على عرض الفكر الفقهي والأُصولي ، وفق الترتيب الهجائي للموضوعات الفقهية ، مع موضوعات علم الأُصول كملحق خاصّ ، بأُسلوب مختصر وخال من التعقيد والاستدلالات إلاّ نادراً ؛ متعرّضـةً لأقوال ثلاثة من كبار الفقهاء المعاصرين في الفقه ، وثلاثة من

 

أعلام المدرسة الأُصولية الحديثة في الأُصول ، مع ترجمة مختصرة للفقهاء والأُصوليّين الّذين تذكر آراؤهم في كلِّ جزء من أجزاء هذه الموسوعة ..

وهذا هو الجزء السابع من هذه الموسوعة ، ويبدأ هذا الجزء في الفقه بكلمة (بلوغ) وينتهي بكلمة (تثويب) ، والأصول بكلمة (بناء) وينتهي بكلمة (تبعية) بالإضافة إلى الملحق الأصولي.

الحجم : رحلي.

عدد الصفحات : ٦٦٩.

نشر : مجمع الفكر الإسلامي ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* موجز دائرة معارف الغيبة.

إعداد وتأليف : مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي (عج).

كتاب تناول بعض المصطلحات والعناوين الخاصّة ببحث الغيبة ، وإمامة المهدي المنتظر عجّل الله فرجه الشريف وتعدّ هذه العناوين بـ : خمسة آلاف عنوان ، جمع منها في هذا الموجز خمسمائة عنوان ، وهو مقدّمة لمشروع موسوعي كبير في هذا الباب.

يبدأ هذا الموجز بحرف الألف ، وينتهي بحرف الياء ، فمن موضوعاته

المدرجة في هذا الكتاب : الأبدال ؛ بئر معطّلة ؛ تكريت ؛ ثورة صاحب الزنج ؛ جيش الخسف ؛ حمش الساقين ؛ خوز ؛ دابّة الأرض ؛ ذي الذنب ؛ ركود الشمس ؛ سبايا الكوفة ؛ الشيصباني ؛ الصيحة ؛ طلوع الشمس من مغربها ؛ العصائب ؛ ...

نشر : مركز الدراسات التخصّصيّة في الإمام المهدي (عج) ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٧ هـ.

* تهذيب شرح نهج البلاغة ج (١ ـ ٢).

تأليف : السيّد عبد الهادي الشريفي.

وهو كما يظهر من العنوان تهذيب ، واختصار لشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، عن طريق استخلاص المحور الرئيسي وهو الخطبة ، أو الكلام ، أو الرسالة مع الشرح ، دون الالتفات إلى سائر المحاور ، التي أسهب فيها المؤلّف.

اعتمد في تثبيت النصّ ، وتقويمه ، وضبطه على عدد من النسخ المطبوعة والتي قد قوبلت مع مجموعة من النسخ الخطّية.

وقد تمّ في هذا الكتاب شرح الألفاظ

 

الغريبة التي أهمل الشارح بيان معانيها ، مع مناقشة بعض البحوث التي تبنّاها الشارح ، مناقشة موضوعية موجزة بالإضافة إلى تخريج الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة من مصادرها ، وإرجاع النصوص التاريخية والكلامية والأدبية لأصحابها.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٧١٢ ، ج ٢ : ٨٠٠.

نشر : مركز بحوث دار الحديث ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* جزاء الأعمال ونكال الأفعال في القرآن.

تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.

هذا الكتاب هو الكتاب العشرون من موسوعة (جزاء الأعمال في دار الدنيا) ، يذكر فيه الآيات القرآنية التي تتضمّن ذكر الآثار الوضعية للأعمال السيّئة وجزائها في دار الدنيا.

يحتوي هذا الكتاب على أربعة عناوين موضوعية هي : جزاء الأعمال والمعاريف ، جزاء الأشخاص والأفراد الذين لم يُصرَّح بأسمائهم ، جزاء الأقوام

والأُمم والملل والأهالي ، جزاء الأقوام والأُمم والملل التي لم يُصرَّح بأسمائها.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٢٤٨ ، ج ٢ : ٦٠٠.

نشر : منشورات ناجي الجزائري ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* التنظير المنهجي عند السيِّد محمّـد تقي الحكيم رحمه‌الله.

تأليف : الدكتور عبـد الأمير كاظم زاهد.

يستعرض الكتاب مسألة المعضل الفكري في الأُمّة الإسلامية ، ويناقشها قديماً وحديثاً ، وكيف تحوّلت إلى مذاهب تنتهج ، ويعالجها بالأُسلوب العلمي عند العلاّمة السيّد محمّـد تقي الحكيم رحمه‌الله ، في تنظيراته لحلّ المعضل الفكري على الأُصول والقواعد العامّة للفقه المقارن ، بعدما قدّم بحثاً تمهيديّاً عن النجف الأشرف وعن شخصيّته العلمية اشتمل الكتاب على مبحثين ، الأوّل في : إشكالية المنهج العلمي ، والثاني في : تنظيرات السيّد محمّـد تقي الحكيم لحلّ المعضل الفكري.

الحجم : وزيري.

 

عدد الصفحات : ١٥٢.

نشر : المؤسّسة الدولية للدراسات والنشر ـ العراق.

* تاريخ المراقد (الحسين وأهل بيته وأنصاره) ج (١ ـ ٣).

تأليف : الشيخ محمّـد صادق محمّـد الكرباسي.

هذه الأجزاء الثلاثة من دائرة المعارف الحسينية التي تناولت تاريخ مرقد أبي الأحرار أبي عبـدالله الحسين عليه‌السلاموآثاره المعنوية الخالدة في أمّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم تقتصر عليه فحسب بل عمد المؤلّف إلى جميع المراقد المرتبطة به عليه‌السلام وبنهضته المباركة حتّى مدفن الرأس الشريف وما وقع فيه من خلاف ، كما تطرّق إلى ذكر المقامات كمقام ابن سعد ومقام السيّدة زينب عليها‌السلاموالأماكن الأثرية كمكان ولادته ومسكنه وأمثالهما ، كما بحث المؤلّف عن صحّة انتساب المراقد إلى أصحابها وما دار حولها من معالم أثرية وتاريخية وسياسية ونشاطات ومشاريع ، وقد وضع جدولين يحصي أحدهما القيّمين على هذه المراقد وعدد الزائرين ونوعيّاتهم والآخر يختصّ بملوك ورؤساء الدول الإسلامية الذين

كان لهم الدور المؤثّر في إحياء هذه المراقد أو طمس معالمها.

هذا وقد صدر الجزء الأوّل من هذه المجموعة سنة ١٤١٩ هـ والجزء الثاني سنة ١٤٢٤ هـ والجزء الثالث سنة ١٤٢٦ هـ.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٤١٣ ، ج ٢ : ٦٤٩ ، ج ٣ : ٦١٤.

نشر : المركز الحسيني للدراسات ، لندن.

* مقدّمة في علم الأخلاق.

تأليف : السيّد كمال الحيدري.

كتاب في علم الأخلاق ، يبيّن المساوئ والمحاسن الأخلاقية اعتماداً على ما أشار إليه القرآن الكريم ، من خلال آياته التي تحثّ على تعالي النفس الإنسانية ورقيّها بتزكيتها وتقواها ، ومن خلال الآيات التي تشير إلى سيرة الرَّسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخلاقه الكريمة.

اشتمل الكتاب على تمهيد وثلاثة بحوث في : تعريف علم الأخلاق ، إمكانية تغيير الأخلاق ، طرق إصلاح أخلاق الإنسان.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ١٥٣.

 

نشر : دار فراقد ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* الرّفق في المنظور الإسلامي.

تأليف : أبو زلفى الخزاعي.

كتيِّب بيَّن مفهوم الرفق في الإسلام بعرض موجز من خلال الآيات الكريمة والآحاديث الشريفة ، ودور الدين الحنيف في تربية الإنسان ، وقد تناول الرفق في القرآن الكريم ، والسنّة المطهّرة ، وآفاقه وفلسفته ، بالإضافة إلى خاتمة بهذا المعنى.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٦٩.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* أخلاقيّات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

تأليف : الشيخ عبـدالله أحمد اليوسف.

كتاب يتناول السيرة الأخلاقية للرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) في دراسة تحليلية ، لترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية ، والدعوة للتحلّي بأخلاقيّات الإسلام الفاضلة في الاقتداء بسيرة رسول الأخلاق ، والإنسانية ، والرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم).

يشتمل هذا الكتاب على أربعة فصول هي : أخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في التعامل والسلوك ؛ أخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في التعامل مع الشباب ، أخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تربية الأطفال ، وأخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في العمل الإسلامي.

الحجم : رُقعي.

عدد الصفحات : ١٢٤.

نشر : دار القارئ ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٦ هـ.

* الحسين الكريم في القرآن العظيم.

تأليف : الشيخ محمّـد صادق الكرباسي.

الكتاب هو جزء من دائرة المعارف الحسينية ، يستعرض فيه المؤلّف الآيات القرآنية في شأن أهل البيت عامّة وبشأن الحسين عليه‌السلام خاصّة ، اعتماداً على الأحاديث النبوية الشريفة لدى الفريقين والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم‌السلام ، فقد أورد الآية أوّلاً ثمّ تفسيرها ومن ثمّ عمد إلى سرد الأحاديث الداعمة لتأويلها حسب عصر المروي عنه ، كما ناقش الأحاديث ، وقد رقّم الآيات برقم تسلسلي ، هذا وقد قدَّم مقدّمة

في التفسير وماهيته والتأويل وماهيّته ، كما أجاب فيها عن العديد من التساؤلات.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٤٨.

نشر : المركز الحسيني للدراسات ، لندن / ١٤٢٦ هـ.

* جواهر الحكمة.

تأليف : محمّـد محمّدي الري شهري.

كتاب حكم ، ومعرفة ، يجمع أحاديث الإمام الحسين عليه‌السلام الحكمية من مصادر الفريقين ، ويعرضها بطريقة جديدة وسهلة.

كما تحتوي هذه المجموعة على بعض الأحاديث ، والروايات التي رواها عليه‌السلام عن جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام.

يقع هذا المبحث في عشرة أبواب هي : الحكم العقلية والعلمية ؛ الحكم العقائدية والسياسية ، الحكم العبادية ؛ الحكم الأخلاقية والعملية ؛ جوامع «الحكم ؛ نوادر الحكم ؛ الحكم المنظومة ؛ التمثيل في كلام الإمام عليه‌السلام ؛ الديوان المنسوب إلى الإمام عليه‌السلام.

علماً أنّ كلّ باب يحتوي على عدّة فصول تابعة لها. هذا وساعده في الإعداد

السيّد محمود طباطبائي نژاد ، السيّد روح الله الطبائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٥٩٨.

نشر : مؤسّسة دار الحديث ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* تصحيح القراءة في نهج البلاغة ردّاً على (قراءة في نهج البلاغة) للدليمي.

تأليف : الشيخ خالد البغدادي.

هذا هو الكتاب الثاني من (سلسلة ردّ الشبهات) التي تعنى بالردّ على من يحاول النيل من مذهب أهل البيت عليهم‌السلاموذلك بأُسلوب علمي ، ومن خلال مصادر أهل العامّة أنفسهم ، ومن تلك السلسلة الكتاب المشار إليه والذي ارتأى مؤلّفه توضيح بل تصحيح ما نمّقه صاحب كتاب قراءة في نهج البلاغة من مقطوعات اقتطعها من خطب وكلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام في نهج البلاغة ، ليوحي أنّ ما تدّعيه الشيعة في حقّ أهل البيت عليهم‌السلام باطل ، فقام المؤلّف بمناقشة ذلك كلّه بروية ، وتأنّ ، وشفّافية ، وذلك من خلال نفس كتاب نهج البلاغة ليعلم الجميع بأنّ الدليمي إمّا أنّه لم يقرأ

الكتاب بكامله ، أو أنّه لم يفهم معانيه ، أو أنّه اتّبع هواه.

خرج هذا الكتاب باثني عشر فصلاً هي : مع الدليمي في مقدّمته ؛ عدالة الصحابة ؛ موقف الإمام عليه‌السلام من الصحابة ؛ موقف الإمام عليه‌السلام من الشورى والنصّ ؛ موقف الإمام عليه‌السلام من أهل الجمل ؛ موقف الإمام عليه‌السلام من معاوية وحزبه ؛ العلوم التي رزقها الإمام عليه‌السلاموأهل البيت عليهم‌السلام عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الفرق بين الوحي والإلهام ؛ علّة وجود الحجج بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الاستدلال على عصمة الإمام عليه‌السلام ؛ الوسائط المشروعة بين الخالق والمخلوق ؛ مهمّة ولاة الأمر في الإسلام.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٨٢.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* حِكَم لقمان.

تأليف : محمّـد محمّدي الري شهري.

كتاب أخلاق ، ومواعظ ، وحكمة ؛ فهو يجمع بين دفّتيه ما جاء عن لقمان الحكيم عليه‌السلام ، من حِكَم ووصايا ودروس

أخلاقية في كتاب الله الكريم ، أو في غيره من الأحاديث والروايات ، وما تناقلته الكتب عنه ، بالإضافة إلى إرجاع الأحاديث ، والأقوال إلى مصادرها.

يحتوي هذا الكتاب على عشرة فصول بالإضافـة إلى المدخـل ، وهي : حياة لقمان ؛ حِكَم لقمان في القـرآن الكريم ؛ قصص من حِكَم لقمان حِكَم حـول العلم والمعرفة ؛ عوامل بناء النفس ؛ آفات بناء النفس ؛ الآداب الأخلاقية والاجتماعية ؛ أمثال من الحِكَم ؛ نوادر الحِكَم ؛ جوامع الحِكَم.

الحجم : رُقعي.

عدد الصفحات : ٢٠٠.

نشر : دار الحديث للطباعة والنشر ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* من بلاغة الإمام علي عليه‌السلام في نهج البلاغة.

تأليف : عادل حسن الأسدي.

دراسة وشرح لأهمّ الصور البلاغية للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في نهج البلاغة خاصّة ، حيث يورد الخطبة أو الرسالة أو الحكمة ويبيّن صورها البلاغية ليكون شاملاً

لجميع ما ورد في النهج ، بالإضافة إلى شرح معاني بعض المفردات من الخطبة

أو الرسالة ، وكذلك الإشارة الى بعض التعليقات لشارحي النهج الشريف ، بالإضافة إلى بيان بعض الاستعارات وتقويم النصّ.

يضمّ هذا الكتاب تمهيداً ، وثلاثة أبواب ، وملحقاً للمصطلحات البلاغية ؛ أمّا التمهيد فيشتمل على : مميّزات الخطب وأنواعها ، مميّزات الرسائل وأنواعها ، مميّزات الأقوال والحكم ، أقوال العلماء والأُدباء في بلاغة الإمام علي عليه‌السلام أثر نهج البلاغة في الأدب العربي ؛ والأبواب هي : الصور البلاغية في الخطب ، الصور البلاغية في الرسائل ؛ الصور البلاغية في الحكم.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٦٦٠.

نشر : مؤسّسة المحبّين ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* موسوعة عبدالله بن عباس ج (١ ـ ٥).

تأليف : السيد محمّـد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان.

قراءة في التاريخ الإسلامي ، ودراسة تحليلة لشخصيّة الصحابي الجليل ابن عمِّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحَبر الأُمّة وترجمان القرآن عبـد الله بن عبّاس رضي‌الله‌عنه ، اعتنت بتنزيه هذه الشخصية الفذّة من الملابسات والمتناقضات القائمة حولها ، كما بيّنت مقامه الشامخ ، ومدى تأثيره وسبره في مجالات التفسير والحديث والفقه والأدب.

اشتملت الأجزاء الخمسة حسب ترتيبها على العناوين التالية : أحداث ربع قرن منذ ولادة ابن عباس وحتّى وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أحداث ما بعد وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى نهاية عهد عثمان ، ومن أوّل خلافة الإمام علي عليه‌السلامحتّى شهادته سنة ٤٠ هـ ، وسيرة ابن عباس في ولايته على البصرة وما رافقها من أحداث ، وبداية حكومة بني اُمية وحتّى وفاته رضي‌الله‌عنه سنة ٦٨ هـ.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٤٨٨ ، ج ٢ : ٣٥٨ ، ج ٣ : ٢٨٦ ، ج ٤ : ٣٨٢ ، ج ٥ : ٥٢١.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٨ هـ.

تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

المؤلف: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الصفحات: 526
  • * كلمة العدد
  • * الإساءة إلى النبي والقرآن الكريم منهج الحذف أم حذف المنهج
  • هيئة التحرير 7
  • * مشيخة ابن شهرآشوب (1)
  • الشيخ عبد المهدي الإثنا عشري 11
  • * إنقاذ كتاب «الذريعة» مما أُدرج فيه من الأخطاء والتصرفات الشنيعة
  • السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي 96
  • * قراءة سريعة في كتاب رجال النجاشي
  • الشيخ حميد البغدادي 120
  • * النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (1)
  • السيّد زهير الأعرجي 162
  • * مدرسة الحلّة وتراجم علمئها من النشوء إلى القمّة (2)
  • السيد حيدر وتوت الحسيني 215
  • * فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين / النجف الأشرف (24).
  • السيّد عبد العزيز الطباطبائي 277
  • * من ذخائر التراث :
  • * الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي
  • تحقيق : الدكتور عمّار عبّودي نصّار 311
  • * شرحُ لفظِ الجلالةِ معارضة ومناظرة للشّيخ علي بن عبدالله البحراني مع المحقّق سعد الدّين التّفتازاني في توجيه علَميّة الاسم الجليل (الله)
  • تحقيق : الدكتور عماد جبّار كاظم 439
  • * من أنباء التراث
  • هيئة التحرير 506