

سنة احدى عشرة
خلافة الصّدّيق رضياللهعنه
وأرضاه
قال هشام بن عروة ،
عن أبيه ، عن عائشة إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم توفّي وأبو بكر بالسّنح
، فقال عمر : والله
ما مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال عمر : والله
ما كان يقع في نفسي إلّا ذاك ، وليبعثنّه الله فيقطع أيدي رجال وأرجلهم ، فجاء أبو
بكر الصّدّيق فكشف عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقبّله ، وقال : بأبي
أنت وأمّي ، طبت حيّا وميتا ، والّذي نفسي بيده لا يذيقك الله موتتين أبدا ، ثم خرج
فقال : أيّها الحالف على رسلك ، فلمّا تكلّم أبو بكر جلس عمر ، فقال بعد أن حمد الله
وأثنى عليه : من كان يعبد محمّدا فإنّ محمّدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإنّ الله
حيّ لا يموت ، وقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ) . وقال (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ
عَلى أَعْقابِكُمْ) . الآية ، فنشج النّاس يبكون ، واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة
في سقيفة بني ساعدة ، فقالوا : منّا أمير
ومنكم أمير ، فذهب إليهم
__________________
أبو بكر وعمر وأبو
عبيدة ، فذهب عمر يتكلّم فسكّته أبو بكر ، فكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلّا
أنّي هيّأت كلاما قد اعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ، فتكلم فأبلغ ، فقال في كلامه
: نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، فقال الحباب بن المنذر
: لا والله لا نفعل أبدا ، منّا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر : لا ، ولكنّا الأمراء
وأنتم الوزراء ، قريش أوسط العرب دارا وأعزّهم أحسابا فبايعوا عمر بن الخطّاب أو أبا
عبيدة ، فقال عمر : بل نبايعك ، أنت خيرنا وسيّدنا وأحبّنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأخذ عمر بيده فبايعه
وبايعه النّاس. فقال قائل : قتلتم سعد بن عبادة ، فقال عمر : قتله الله. رواه سليمان
بن بلال عنه ، وهو صحيح السّند .
وقال مالك ، عن الزّهري
، عن عبيد الله ، عن ابن عبّاس ، أنّ عمر خطب النّاس فقال في خطبته : وقد بلغني أنّ
قائلا يقول : «لو مات عمر بايعت فلانا» فلا يغترّنّ أمرؤ أن يقول : كانت بيعة أبي بكر
فلتة ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، وإنّه كان من خيرنا حين توفّي
رسول الله صلىاللهعليهوسلم اجتمع المهاجرون ،
وتخلّف عليّ والزّبير في بيت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتخلّف الأنصار في
سقيفة بني ساعدة ، فقلت : يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ، فانطلقنا
نؤمّهم ، فلقينا رجلان صالحان من الأنصار فقالا : لا عليكم أن لا تأتوهم وأبرموا أمركم
، فقلت : والله لنأتينّهم ، فأتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا هم مجتمعون على رجل
__________________
مزمّل بالثياب ، فقلت : من
هذا؟ قالوا : سعد بن عبادة مريض ، فجلسنا ، وقام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله
، ثم قال : أمّا بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإيمان ، وأنتم معشر المهاجرين رهط منّا
، وقد دفّت إليكم دافّة يريدون أن يختزلونا
من أصلنا ويحضنونا
من الأمر.
قال عمر : فلمّا سكت
أردت أن أتكلّم بمقالة قد كانت أعجبتني بين يدي أبي بكر : فقال أبو بكر : على رسلك
، وكنت أعرف منه الجدّ ، فكرهت أن أغضبه ،
وهو كان خيرا منّي وأوفق وأوقر ، ثم تكلّم فو الله ما ترك كلمة أعجبتني إلّا قد قالها
وأفضل منها حتّى سكت ، ثم قال : أمّا بعد : ما ذكرتم من خير فهو فيكم معشر الأنصار
، وأنتم أهله وأفضل منه ، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلّا لهذا الحيّ من قريش ، هم أوسط
العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيّهما شئتم ، وأخذ بيدي
ويد أبي عبيدة بن الجرّاح ، قال : فما كرهت شيئا ممّا قاله غيرها. كان والله أن أقدّم
فتضرب عنقي لا يقرّبني ذلك إلى إثم أحبّ إليّ من أن أتأمّر على قوم فيهم أبو بكر إلا
أن تتغيّر نفسي عند الموت ، فقال رجل من الأنصار : أنا جذيلها المحكّك
وعذيقها المرجّب ، منّا أمير ومنكم
أمير معشر
__________________
المهاجرين ، قال :
وكثر اللّغط وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف ، فقلنا : أبسط يدك يا أبا بكر ، فبسط
يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ، ونزوا على سعد بن عبادة ،
فقال قائل : قتلتم سعدا. فقلت : قتل الله سعدا ، قال عمر : فو الله ما وجدنا فيما حضرنا
أمرا أوفق من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن نحن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا
بيعة ، فإمّا بايعناهم على ما لا نرضى ، وإمّا خالفناهم فيكون فساد. رواه يونس بن يزيد
، عن الزّهريّ بطوله
، فزاد فيه : قال عمر : «فلا يعتزل امرؤ أن يقول : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمّت
، فإنّها قد كانت كذلك إلّا أنّ الله وقى شرّها ، فمن بايع رجلا عن غير مشورة فإنّه
لا يتابع هو ولا الّذي بايعه تغرّة أن يقتلا». متّفق على
صحّته .
__________________
وقال عاصم بن بهدلة
، عن زرّ ، عن عبد الله قال
: لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت الأنصار : منا
أمير ومنكم أمير. فأتاهم عمر فقال : يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن أبا بكر قد أمره
النّبي صلىاللهعليهوسلم أن يؤمّ النّاس؟ قالوا
: بلى ، قال : فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكر؟ قلت : يعني في الصّلاة ـ فقالت
الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر. رواه النّاس عن زائدة عنه .
وقال يزيد بن هارون
: أنا العوّام بن حوشب ، عن إبراهيم التّيميّ قال : لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتى عمر أبا عبيدة
فقال : أبسط يدك لأبايعك ، فإنّك أمين هذه الأمّة على لسان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو عبيدة لعمر
: ما رأيت لك فهّة قبلها منذ أسلمت ،
أتبايعني وفيكم الصّدّيق وثاني اثنين ؟.
وروى نحوه عن مسلم
البطين عن أبي البختري.
وقال ابن عون ، عن
ابن سيرين ، قال أبو بكر لعمر : ابسط يدك نبايع لك ، فقال عمر : أنت أفضل منّي ،
فقال أبو بكر : أنت أقوى منّي ، قال : إنّ قوّتي لك مع فضلك .
وقال يحيى بن سعيد
الأنصاري ، عن القاسم ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لمّا توفّي اجتمعت
الأنصار إلى سعد ، فأتاهم أبو بكر وجماعة ، فقام الحباب بن
__________________
المنذر ، وكان بدريا
فقال : منا أمير ومنكم أمير .
وقال وهيب : ثنا داود
بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال
: لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام خطباء الأنصار
، فجعل منهم من يقول : يا معشر المهاجرين إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا استعمل رجلا
منكم قرن معه رجلا منّا ، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منّا ومنكم ، قال : وتتابعت
خطباء الأنصار على
ذلك ، فقام زيد بن ثابت فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان من المهاجرين ،
وإنّما يكون الإمام من المهاجرين ، ونحن أنصاره ، كما كنّا أنصار رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقام أبو بكر فقال
: جزاكم الله خيرا من حيّ يا معشر الأنصار وثبّت قائلكم ، أم والله لو فعلتم غير
ذلك لما صالحناكم ، ثم أخذ زيد بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، قال : فلمّا
قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليّا ، فسأل عنه ، فقام ناس من الأنصار
فأتوا به. فقال أبو بكر : ابن عمّ رسول الله وختنه أردت أن تشقّ عصا المسلمين! فقال
: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبايعه ، ثم لم ير الزّبير
، فسأل عنه حتّى جاءوا به ، فقال : ابن عمّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحواريّه أردت أن تشقّ
عصا المسلمين! فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله ، فبايعه.
روى منه أحمد في «مسندة»
إلى قوله (لمّا صالحناكم)
عن
__________________
عفّان عن وهيب ، ورواه بتمامه ثقة
، عن عفّان .
وقال الزّهريّ عن عبيد
الله ، عن ابن عبّاس ، قال عمر في خطبته : وإنّ عليا والزّبير ومن معهما تخلفوا عنّا
، وتخلّفت الأنصار عنّا بأسرها ، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، واجتمع المهاجرون إلى
أبي بكر ، فبينما نحن في منزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا رجل ينادي من وراء
الجدار : أخرج يا بن الخطّاب ، فخرجت فقال : إنّ الأنصار قد اجتمعوا فأدركوهم قبل أن
يحدثوا أمرا يكون بيننا وبينهم فيه حرب ، وقال في الحديث : وتابعه المهاجرون والأنصار
فنزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل : قتلتم سعدا ، قال عمر : فقلت وأنا مغضب : قتل
الله سعدا فإنّه صاحب فتنة وشرّ .
وهذا من حديث جويرية
بن أسماء ، عن مالك. وروى مثله الزّبير بن بكّار ، عن ابن عيينة ، عن الزّهري.
وقال أبو بكر الهذليّ
عن الحسن ، عن قيس
بن عباد ، وابن
__________________
الكواء ، أنّ عليّا
رضياللهعنه ذكر مسيره وبيعة المهاجرين
أبا بكر فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يمت فجأة ، مرض
ليالي ، يأتيه بلال فيؤذنه بالصّلاة فيقول : «مروا أبا بكر بالصّلاة» ، فأرادت امرأة
من نسائه أن تصرفه إلى غيره فغضب وقال : إنّكنّ صواحب يوسف ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم اخترنا واختار المهاجرون
والمسلمون لدنياهم من اختاره رسول الله صلىاللهعليهوسلم لدينهم ، وكانت الصّلاة
عظم الأمر وقوام الدّين .
وقال الوليد بن مسلم
: فحدّثني محمد بن حرب ، نا الزّبيديّ ، حدّثني الزّهريّ ، عن أنس أنّه سمع خطبة عمر
الآخرة قال : حين جلس أبو بكر على منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم غدا من متوفّى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فتشهّد عمر ، ثمّ قال
: أمّا بعد ، فإنّي قلت لكم أمس مقالة ، وإنّها لم تكن كما قلت ، وما وجدت المقالة
التي قلت لكم في كتاب
الله ولا في عهد عهده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولكن رجوت أنّه يعيش
حتّى يدبرنا ـ يقول حتّى يكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم آخرنا ـ فاختار الله
لرسوله ما عنده على الّذي عندكم ، فإن يكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد مات ، فإنّ الله
قد جعل بين أظهركم كتابه الّذي هدى به محمّدا ، فاعتصموا به تهتدوا بما هدي به محمّد
صلىاللهعليهوسلم ، ثم ذكر أبا بكر صاحب
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وثاني اثنين وأنه أحقّ
النّاس بأمرهم ، فقوموا فبايعوه ، وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني
ساعدة ، وكانت البيعة على المنبر بيعة العامّة. صحيح غريب .
وقال موسى بن عقبة
، عن سعد بن إبراهيم ، حدّثني أبي أنّ أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر ، وأنّ محمد
بن مسلمة كسر سيف
__________________
الزّبير ، ثم خطب أبو
بكر واعتذر إلى النّاس وقال : والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة ولا سألتها
الله في سرّ ولا علانية ، فقبل المهاجرون مقالته. وقال عليّ والزّبير : ما غضبنا إلّا لأنّا أخّرنا
عن المشاورة ، وإنّا نرى أبا بكر أحق النّاس بها بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إنّه لصاحب الغار
، وإنّا لنعرف شرفه وخيره ، ولقد أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالصّلاة بالنّاس وهو
حيّ .
وقد قيل إنّ عليّا
رضياللهعنه تمادى عن المبايعة
مدّة : فقال يونس ابن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدّثني صالح بن كيسان ، عن عروة ، عن عائشة
قالت : لمّا توفّيت فاطمة بعد أبيها بستّة أشهر اجتمع الى عليّ أهل بيته ، فبعثوا إلى
أبي بكر : ائتنا ، فقال عمر : لا والله لا تأتيهم ، فقال أبو بكر : والله لآتينّهم
، وما تخاف عليّ منهم! فجاءهم حتّى دخل عليهم فحمد الله ثمّ قال : إنّي قد عرفت رأيكم
، قد وجدتم عليّ في أنفسكم من هذه الصّدقات التي ولّيت عليكم ، وو الله ما صنعت ذلك
إلّا أنّي لم أكن أريد أن أكل شيئا من أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم كنت أرى أثره فيه وعمله
إلى غيري حتى أسلك به سبيله وأنفذه فيما جعله الله ، وو الله لأن أصلكم أحبّ إليّ من
أن أصل أهل قرابتي لقرابتكم من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولعظيم حقّه. ثم تشهّد
عليّ وقال : يا أبا بكر والله ما نفسنا عليك خيرا جعله الله لك أن لا تكون أهلا لما
أسند إليك ، ولكنّا كنّا من الأمر حيث قد علمت فتفوت به علينا ، فوجدنا في أنفسنا ،
وقد رأيت أن أبايع وأدخل فيما دخل فيه النّاس ، وإذا كانت العشيّة فصلّ بالنّاس الظّهر
، واجلس على المنبر حتّى آتيك فأبايعك ، فلمّا صلّى أبو بكر الظّهر ركب المنبر ، فحمد
الله وأثنى عليه ، وذكر الّذي كان من
__________________
أمر عليّ ، وما دخل
فيه من أمر الجماعة والبيعة ، وها هو ذا فاسمعوا منه ، فقام عليّ فحمد الله وأثنى عليه
، ثم ذكر أبا بكر وفضله وسنّه ، وأنّه أهل لما ساق الله إليه من الخير ، ثم قام إلى
أبي بكر فبايعه. أخرجه البخاري من حديث عقيل عن الزّهريّ
، عن عروة ، عن عائشة ، وفيه : «وكان لعليّ من النّاس وجه ، حياة فاطمة ، فلمّا توفّيت
استنكر عليّ وجوه النّاس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته. .
قصّة الأسود العنسيّ .
قال سيف بن عمر التّميمي
: ثنا المستنير بن يزيد النّخعي ، عن عروة ابن غزيّة ، عن الضّحّاك بن فيروز الدّيلميّ
، عن أبيه قال : أوّل ردّة كانت في
__________________
الإسلام على عهد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم على يد عبهلة بن كعب ، وهو الأسود
في عامّة مذحج : خرج بعد حجّة الوداع ، وكان شعباذا يريهم الأعاجيب ، ويسبي
قلوب من يستمع منطقه ، فوثب هو ومذحج
بنجران إلى أن صار إلى صنعاء فأخذها ، ولحق بفروة من تمّ على إسلامه
، لم يكاتب الأسود رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأنّه لم يكن معه أحد
يشاغبه ، وصفا له ملك اليمن.
فروى سيف ، عن سهل
بن يوسف ، عن أبيه ، عن عبيد بن صخر قال : بينما نحن بالجند قد أقمناهم على ما
ينبغي ، وكتبنا بيننا وبينهم الكتب ، إذ
جاءنا كتاب من الأسود أن أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ، ووفّروا ما جمعتم فنحن أولى
به ، وأنتم على ما أنتم عليه ، فبينا نحن ننظر في أمرنا إذ قيل هذا الأسود بشعوب ، وقد خرج إليه شهر
بن باذام ، ثم
__________________
أتانا الخبر أنّه قتل
شهرا وهزم الأبناء ، وغلب على صنعاء بعد نيّف وعشرين ليلة ، وخرج معاذ هاربا حتى مرّ
بأبي موسى الأشعري بمأرب ، فاقتحما حضر موت.
وغلب الأسود على ما
بين أعمال الطّائف إلى البحرين وغير ذلك ، وجعل يستطير استطارة الحريق ، وكان
معه سبعمائة فارس يوم لقي شهرا ، وكان قوّاده : قيس بن عبد يغوث ، ويزيد بن مخزوم ،
وفلان ، وفلان ، واستغلظ أمره وغلب على أكثر اليمن ، وارتدّ معه خلق ، وعامله المسلمون
بالتقية ، وكان خليفته في مذحج عمرو بن معديكرب ، وأسند أمر جنده إلى قيس بن
عبد يغوث ، وأمر الأبناء إلى فيروز الدّيلميّ
، وداذويه ، فلمّا أثخن في الأرض
استخفّ بهؤلاء ، وتزوّج امرأة شهر ، وهي بنت عمّ فيروز ، قال : فبينا نحن كذلك بحضر
موت ولا نأمن أن يسير إلينا الأسود ، وقد تزوّج معاذ في السّكون ، إذ جاءتنا كتب النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم يأمرنا فيها أن نبعث
الرجال لمجاولته ومصاولته ، فقام معاذ في ذلك ، فعرفنا القوّة ووثقنا بالنصر.
وقال سيف : فحدّثنا
المستنير ، عن عروة ، عن الضّحّاك بن فيروز ، عن جشنس ابن الدّيلميّ قال
: قدم علينا وبر بن يحنّس بكتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
فأمرنا فيه بالنّهوض
في أمر الأسود فرأينا أمرا كثيفا ، ورأينا الأسود قد تغيّر لقيس بن عبد يغوث ، فأخبرنا
قيسا وأبلغناه عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فكأنّما وقعنا عليه
من السماء فأجابنا ، وجاء وبر
وكاتبنا النّاس ودعوناهم ، فأخبر الأسود شيطانه فأرسل إلى قيس فقال : ما يقول الملك؟
يقول : عمدت إلى قيس فأكرمته ، حتّى إذا دخل منك كلّ مدخل مال ميل عدوّك ، فحلف له
وتنصّل ، فقال : أتكذّب الملك؟ قد صدق وعرفت أنّك تائب ، قال : فأتانا قيس وأخبرنا
فقلنا : كمن على حذر ، وأرسل إلينا
الأسود : ألم أشرّفكم على قومكم ، ألم يبلغني عنكم؟ فقلنا : أقلنا مرّتنا هذه ، فقال
: فلا يبلغني عنكم فأقتلكم ، فنجونا ولم نكد ، وهو في ارتياب من أمرنا ، قال : فكاتبنا
عامر بن شهر ، وذو الكلاع ، وذو ظليم ، فأمرناهم أن لا يتحرّكوا بشيء ، قال : فدخلت
على امرأته آذاد فقلت : يا بنت عمّ
قد عرفت بلاء هذا الرجل ، وقتل زوجك وقومك وفضح النّساء ، فهل من ممالأة عليه؟ قالت
: ما خلق الله أبغض إليّ منه ، ما يقوم على حقّ ولا ينتهي عن حرمة ، فخرجت فإذا فيروز
وداذويه ينتظراني ، وجاء قيس ونحن نريد
أن نناهضه ، فقال له رجل قبل أن يجلس : الملك يدعوك ، فدخل في عشرة فلم يقدر على قتله
، وقال يا عبهلة أمنّي تتحصّن بالرجال ، ألم
أخبرك الحقّ وتخبرني الكذب ، تريد قتلي! فقال : كيف وأنت رسول الله فمرني بما أحببت
، فأمّا الخوف والفزع فأنا فيهما فاقتلني وارحمني ، فرقّ له وأخرجه ، فخرج علينا وقال
:
__________________
اعملوا عملكم ، وخرج
علينا الأسود في جمع ، فقمنا له ، وبالباب مائة بقرة وبعير فنحرها ، ثم قال : أحقّ ما
بلغني عنك يا فيروز؟ لقد هممت بقتلك ، فقال : اخترتنا لصهرك وفضّلتنا على الأبناء ،
وقد جمع لنا أمر آخرة ودنيا ، فلا
تقبلن علينا أمثال ما يبلغك.
فقال : اقسم هذه ، فجعلت آمر للرهط بالجزور ، ثم اجتمع بالمرأة
فقالت : هو متحرّز ، والحرس محيطون بالقصر سوى هذا الباب فانقبوا عليه ، وهيّأت لنا
سراجا ، وخرجت ، فتلقّاني الأسود خارجا من القصر فقال : ما أدخلك؟ ووجأ رأسي فسقطت
، فصاحت المرأة وقالت : ابن عمّي زارني ، فقال : اسكتي لا أبا لك فقد وهبته لك ، فأتيت
أصحابي وقلت : النّجاء ، وأخبرتهم الخبر ، فأنا على ذلك إذ جاءني رسولها : لا تدعن
ما فارقتك عليه. فقلنا لفيروز : ائتها وأتقن أمرنا ، وجئنا بالليل ودخلنا ، فإذا سراج
تحت جفنة ، فاتّقيا بفيروز ، وكان أنجدنا ، فلمّا دنا من البيت سمع غطيطا شديدا ، وإذا
المرأة جالسة. فلمّا قام فيروز على الباب أجلس الأسود شيطانه وكلّمه فقال أيضا : فما
لي ولك يا فيروز ، فخشي إن رجع أن يهلك هو والمرأة ، فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل ،
فأخذ برأسه فدقّ عنقه وقتله ، ثم قام ليخرج فأخذت المرأة بثوبه تناشده ، فقال : أخبر
أصحابي بقتله ، فأتانا فقمنا معه ، فأردنا حزّ رأسه فحرّكه الشيطان واضطرب ، فلم
يضبطه فقال : اجلسوا على صدره ، فجلس اثنان وأخذت المرأة بشعره ، وسمعنا بربرة فألجمته بملاءة ،
__________________
وأمرّ الشّفرة على
حلقه ، فخار كأشدّ خوار ثور ، فابتدر الحرس الباب : ما هذا ما هذا؟ قالت : النّبيّ
يوحى إليه ، قال : وسمرنا ليلتنا كيف نخبر أشياعنا ، فأجمعنا على النّداء بشعارنا ثم
بالأذان ، فلما طلع الفجر نادى داذويه بالشعار ، ففزع المسلمون والكافرون ، واجتمع
الحرس فأحاطوا بنا ، ثم ناديت بالأذان ، وتوافت خيولهم إلى الحرس ، فناديتهم : أشهد
أنّ محمّدا رسول الله ، وأنّ عبهلة كذّاب ، وألقينا إليهم الرأس ، وأقام وبر الصّلاة
، وشنّها القوم غارة ، ونادينا : يا أهل صنعاء من دخل عليه داخل فتعلّقوا به ، فكثر
النّهب والسّبي ، وخلصت صنعاء والجند ، وأعزّ الله الإسلام ، وتنافسنا الإمارة ، وتراجع
أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاصطلحنا على معاذ
بن جبل ، فكان يصلّي بنا ، وكتبنا إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الخبر فقدمت رسلنا
، وقد قبض النّبيّ صلىاللهعليهوسلم
صبيحتئذ فأجابنا أبو بكر عنه.
وروى الواقديّ عن رجاله
قال : بعث أبو بكر قيس بن مكشوح إلى اليمن ، فقتل الأسود
العنسيّ ، هو وفيروز الدّيلميّ. ولقيس هذا أخبار ، وقد ارتدّ ، ثم أسره المسلمون فعفا
عنه أبو بكر ، وقتل مع عليّ بصفّين.
جيش أسامة بن زيد
قال هشام بن عروة ،
عن أبيه قال : جعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في مرضه : «أنفذوا
جيش أسامة ، فسار حتى بلغ الجرف ، فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس تقول : لا تعجل
فإنّ رسول الله ثقيل ، فلمّا يبرح حتى قبض
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلمّا قبض رجع إلى
أبي بكر فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثني وأنا على غير
حالكم هذه ، وأنا اتخوّف أن تكفر العرب ، وإن كفرت كانوا أوّل من يقاتل ، وإن لم تكفر
مضيت ، فإنّ معي سروات النّاس
__________________
وخيارهم ، قال : فخطب
أبو بكر النّاس ، ثم قال : والله لأن تخطفني الطّير أحبّ اليّ من أن أبدأ بشيء قبل
أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فبعثه أبو
بكر ، واستأذن لعمر أن يتركه عنده ، وأمر أن لا يجزر في القوم ، أن
يقطع الأيدي ، والأرجل والأوساط في القتال ، قال : فمضى حتى أغار ، ثم رجعوا وقد غنموا
وسلموا.
فكان عمر يقول : ما
كنت لأحيّي أحدا بالإمارة غير
أسامة ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبض وهو أمير ، قال
: فسار ، فلمّا دنوا من الشّام أصابتهم ضبابة شديدة فسترتهم ، حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم
، قال : فقدم بنعي رسول الله صلىاللهعليهوسلم على هرقل وإغارة أسامة
في ناحية أرضه خبرا واحدا ، فقالت الروم : ما بال هؤلاء يموت صاحبها ثمّ أغاروا على
أرضنا .
وعن الزهري قال : سار
أسامة في ربيع الأول حتى بلغ أرض الشام وانصرف ، فكان مسيره ذاهبا وقافلا أربعين يوما
.
وقيل كان ابن عشرين
سنة .
وقال ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن عروة قال : فلمّا فرغوا من البيعة ، واطمأنّ النّاس قال أبو بكر لأسامة
بن زيد : امض لوجهك. فكلّمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا : أمسك أسامة وبعثه
فإنّا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أنا أحبس
جيشا بعثهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم! لقد اجترأت على أمر عظيم ، والّذي نفسي بيده لأن تميل عليّ
العرب أحبّ إليّ من أن أحبس جيشا بعثهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، امض يا
__________________
أسامة في جيشك للوجه
الّذي أمرت به ، ثم أغز حيث أمرك رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ناحية فلسطين ،
وعلى أهل مؤتة ، فإنّ الله سيكفي ما تركت ، ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر فأستشيره وأستعين
به فافعل ، ففعل أسامة. ورجع عامّة العرب عن دينهم وعامّة أهل المشرق وغطفان وأسد وعامّة
أشجع ، وتمسّكت طيِّئ بالإسلام.
شأن أبي بكر وفاطمة رضياللهعنهما
قال الزّهري ، عن عروة
، عن عائشة أنّ فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقسم لها ميراثها
ممّا ترك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ممّا أفاء الله عليه
، فقال لها : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا نورث ما
تركنا صدقة» فغضبت وهجرت أبا بكر حتّى توفّيت .
وأرسل أزواج النّبي
صلىاللهعليهوسلم عثمان بن عفّان إلى
أبي بكر يسألنه ميراثهنّ مما أفاء الله على رسوله ، حتّى كنت أنا رددتهنّ فقلت لهنّ
: ألّا تتّقين الله ألم تسمعن من رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا نورث ما
تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال» .
__________________
وقال أبو الزّناد ،
عن الأعرج ، عن أبي هريرة إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يقتسم ورثتي
دينارا ، ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة ».
وقال محمد بن السّائب
ـ وهو متروك ـ عن أبي صالح مولى أمّ
__________________
هانئ إنّ فاطمة دخلت
على أبي بكر فقالت : يا أبا بكر أرأيت لو متّ اليوم من كان يرثك؟ قال : أهلي وولدي
، فقالت : مالك ترث رسول الله صلىاللهعليهوسلم من دون أهله وولده!
فقال : ما فعلت يا بنت رسول الله. قالت : بلى قد عمدت إلى فدك وكانت صافية لرسول
الله صلىاللهعليهوسلم فأخذتها ، وعمدت إلى
ما أنزل الله من السماء فرفعته منّا ، فقال : لم أفعل ، حدّثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّ يطعم النّبيّ الطّعمة
ما كان حيا فإذا قبضة رفعها ، فقالت : أنت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم أعلم ، ما أنا بسائلتك
بعد مجلسي هذا .
ابن فضيل ، عن الوليد
بن جميع ، عن أبي الطّفيل قال : لما قبض النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أرسلت فاطمة إلى أبي
بكر : أنت وريث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أم أهله؟ فقال : لا
بل أهله ، قالت : فأين سهمه؟ قال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ الله إذا
أطعم نبيّا طعمة ثمّ قبضة جعلها للذي
يقوم من بعده» ، فرأيت أن أردّه على المسلمين ، قالت : أنت وما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
رواه أحمد في مسندة»
، وهو منكر ، وأنكر
ما فيه قوله : «لا ، بل أهله».
__________________
وقال الوليد بن مسلم
، وعمر بن عبد الواحد : ثنا صدقة أبو معاوية ، عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد
الرحمن بن أبي بكر الصّديق ، عن يزيد الرقاشيّ ، عن أنس أنّ فاطمة أتت أبا بكر فقالت
: قد علمت الّذي خلّفنا عنه من الصّدقات أهل البيت. ثم قرأت عليه (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ
فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ) إلى آخر الآية ، فقال
لها : بأبي وأمّي أنت ووالدك وولدك ، وعليّ السمع والبصر كتاب الله وحقّ رسوله وحقّ
قرابته ، وأنا أقرأ من كتاب الله مثل الّذي تقرئين ، ولا يبلغ علمي فيه أن أرى لقرابة
رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذا السّهم كلّه من
الخمس يجري بجماعته عليهم ، قالت : أفلك هو ولقرابتك؟ قال : لا ، وأنت عندي أمينة مصدّقة
، فإن كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إليك في ذلك عهدا
ووعدك موعدا أوجبه لك حقّا وسلّمته إليك ، قالت : لا ، إلّا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين أنزل عليه في ذلك
قال : أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى.
فقال أبو بكر : صدقت
فلك الغنى ، ولم يبلغ علمي فيه ولا بهذه الآية أن يسلّم هذا السّهم كلّه كاملا ، ولكن
لكم الغنى الّذي يغنيكم ، ويفضل عنكم ، فانظري هل يوافقك على ذلك أحد منهم ، فانصرفت
إلى عمر فذكرت له كما ذكرت لأبي بكر ، فقال لها مثل الّذي راجعها به أبو بكر ، فعجبت
وظنّت أنّهما قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه.
وبالإسناد إلى محمد
بن عبد الله ـ من دون ذكر الوليد بن مسلم ـ قال : حدّثني الزّهريّ قال : حدّثني من
سمع ابن عبّاس يقول : كان عمر عرض علينا أن يعطينا من الفيء بحقّ ما يرى أنّه لنا من
الحقّ ، فرغبنا عن ذلك
__________________
وقلنا : لنا ما سمّى
الله من حقّ ذي القربى ، وهو خمس الخمس ، فقال عمر :
ليس لكم ما تدّعون أنّه لكم حقّ ، إنّما جعل الله الخمس لأصناف سمّاهم ، فأسعدهم فيه
حظا أشدّهم فاقة وأكثرهم عيالا ، قال : فكان عمر يعطي من قبل منّا من الخمس والفيء
نحو ما يرى أنّه لنا ، فأخذ ذلك منّا ناس وتركه ناس.
وذكر الزّهري أنّ مالك
بن أوس بن الحدثان النّصريّ قال : كنت عند عمر
، فقال لي : يا مالك إنّه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فاقسمه بينهم
، قلت : لو أمرت به غيري ، قال : أقبضه أيّها المرء ، قال : وأتاه حاجبه يرفأ فقال : هل لك في عثمان
، والزّبير ، وعبد الرحمن ، وسعد يستأذنون؟ قال : نعم ، فدخلوا وسلّموا وجلسوا ، ثم
لبث يرفأ قليلا ، ثم قال لعمر : هل لك في عليّ والعبّاس؟ قال : نعم ، فلمّا دخلا سلّما
فجلسا ، فقال عبّاس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الظّالم الفاجر الغادر الخائن
، فاستبّا ، فقال عثمان وغيره : يا أمير المؤمنين أقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر
، فقال : أنشدكما بالله هل تعلمان أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «: لا نورث ما
تركنا صدقة»؟ قالا : قد قال ذلك ، قال : فإنّي أحدّثكم عن هذا الأمر : إنّ الله كان
قد خصّ رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه غيره ، فقال تعالى : (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ
فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ
عَلى مَنْ يَشاءُ) ، فكانت هذه خالصة
لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم والله ما احتازها
دونكم ولا استأثر
__________________
بها عليكم ، لقد أعطاكموها
وبثّها فيكم حتّى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينفق على أهله نفقة
سنتهم من هذا المال ، ثم يجعل ما بقي مجعل مال الله ، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ،
قالوا : نعم ، ثم توفّى الله نبيّه ، فقال أبو بكر : أنا وليّ رسول الله ، فقبضها وعمل
فيها بما عمل به رسول الله صلىاللهعليهوسلم
فيها ، وأنتما تزعمان أنّ أبا بكر فيها كاذب فاجر غادر ، والله يعلم أنّه فيها لصادق
بارّ راشد ، ثم توفّاه الله فقلت : أنا وليّ رسول الله
صلىاللهعليهوسلم ووليّ أبي بكر ، فقبضتها
سنتين من إمارتي ، أعمل فيها بعمله ، وأنتم حينئذ تشهدون ، وأقبل عليّ عليّ
وعبّاس يزعمون أنّي فيها فاجر
كاذب ، والله يعلم أنّي فيها لصادق بارّ راشد تابع للحق ، ثم جئتماني وكلمتكما واحدة
وأمركما جميع ، فجئتني تسألني عن نصيبك من ابن أخيك ، وجاءني هذا يسألني عن نصيب امرأته
من أبيها ، فقلت لكما : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا نورث ما
تركنا صدقة» ، فلمّا بدا لي أن أدفعها إليكما قلت : إن شئتما دفعتها إليكما على أنّ
عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبما عمل فيها أبو
بكر ، وإلّا فلا تكلّماني ، فقلتما : ادفعها إلينا بذلك ، فدفعتها إليكما أنشدكم بالله هل دفعتها
إليهما بذلك؟ قال الرّهط : نعم ، فأقبل على عليّ وعبّاس فقال : أنشدكما بالله هل دفعتها
إليكما بذلك؟ قالا : نعم ، قال أفتلتمسان منّي قضاء غير ذلك! فو الّذي بإذنه تقوم السماء
والأرض لا أقضي فيها غير ذلك حتّى تقوم الساعة ، فإن عجزتما عنها فادفعاها إليّ أكفيكماها
.
__________________
وقال الزّهري : حدّثني
الأعرج أنّه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «والّذي نفسي
بيده لا يقتسم ورثتي شيئا ممّا تركت ، ما تركنا صدقة» فكانت هذه الصّدقة
بيد عليّ غلب عليها العبّاس ، وكانت فيها خصومتهما ، فأبى عمر أن يقسمها بينهما حتى
أعرض عنها عبّاس فغلبه عليها عليّ ، ثمّ كانت على يدي الحسن ، ثم كانت بيد الحسين
، ثم بيد عليّ ابن الحسين والحسن بن الحسن ، كلاهما يتداولانها ، ثم بيد زيد ، وهي
صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم حقا.
خبر الرّدّة
لما اشتهرت وفاة النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم بالنّواحي ، ارتدّت
طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام ومنعوا الزّكاة ، فنهض أبو بكر الصّديق رضياللهعنه لقتالهم ، فأشار عليه
عمر وغيره أن يفتر عن قتالهم. فقال : والله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدّونها إلى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقاتلتهم على منعها
، فقال عمر : كيف تقاتل النّاس وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمرت أن أقاتل النّاس
حتّى يقولوا لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله فمن قالها عصم منّي ماله ودمه إلّا
بحقّها وحسابه على الله» ، فقال أبو بكر : والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصّلاة والزّكاة
، فإنّ الزّكاة حقّ المال وقد قال : إلا بحقها فقال عمر : فو الله ما هو إلّا أن رأيت
الله شرح صدر أبي بكر للقتال ، فعرفت أنّه الحق ، فعن
__________________
عروة وغيره قال : فخرج
أبو بكر في المهاجرين والأنصار حتّى بلغ نقعا حذاء نجد ، وهربت الأعراب بذراريهم ،
فكلّم النّاس أبا بكر وقالوا : ارجع إلى المدينة وإلى الذّرّية والنّساء وأمّر رجلا
على الجيش ، ولم يزالوا به حتى رجع وأمّر خالد بن الوليد ، وقال له : إذا أسلموا وأعطوا
الصّدقة فمن شاء منكم فليرجع ، ورجع أبو بكر إلى المدينة.
وقال غيره : كان مسيره
في جمادى الآخرة فبلغ ذا القصّة ، وهي على بريدين وأميال
من ناحية طريق العراق ، واستخلف على المدينة سنانا الضّمري ، وعلى حفظ أنقاب المدينة
عبد الله بن مسعود .
وقال ابن لهيعة : أنا
أسامة بن زيد عن الزّهريّ ، عن حنظلة بن عليّ اللّيثي ، أنّ أبا بكر بعث خالدا ، وأمره
أن يقاتل النّاس على خمس ، من ترك واحدة منهنّ قاتله كما يقاتل من ترك الخمس جميعا.
على شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة
، وصوم رمضان ، وحجّ البيت.
وقال عروة ، عن عائشة
: لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها ، اشرأب النّفاق بالمدينة
وارتدّت العرب ، فو الله ما اختلفوا في نقطة إلّا طار أبي بحظّها من الإسلام .
وعن يزيد بن رومان
أنّ النّاس قالوا له : إنّك لا تصنع بالمسير بنفسك شيئا ، ولا تدري لمن تقصد ، فأمر
من تثق به وارجع الى المدينة ، فإنّك
__________________
تركت بها النّفاق يغلي
، فعقد لخالد على النّاس ، وأمّر على الأنصار خاصّة ثابت بن قيس بن شماس ، وأمر خالدا
أن يصمد لطليحة الأسدي .
وعن الزّهري قال :
سار خالد بن الوليد من ذي القصّة في ألفين وسبعمائة إلى ثلاثة آلاف ، يريد طليحة ،
ووجّه عكّاشة بن محصن الأسديّ حليف بني عبد شمس ، وثابت بن أقرم الأنصاري رضياللهعنهما فانتهوا إلى قطن فصادفوا فيها حبالا
متوجّها إلى طليحة بثقله ، فقتلوه وأخذوا ما معه ، فسار وراءهم طليحة وأخوه سلمة فقتلا
عكّاشة وثابتا .
وقال الوليد الموقّري
، عن الزّهريّ قال : فسار خالد لقتال طليحة الكذّاب فهزمه الله ، وكان قد بايع عيينة
بن حصن ، فلمّا رأى طليحة كثرة انهزام أصحابه قال : ما يهزمكم؟ فقال رجل : أنا أحدّثك
، ليس منّا رجل إلّا وهو يحبّ أن يموت صاحبه قبله ، وإنّا نلقى قوما كلهم يحبّ أن يموت
قبل صاحبه ، وكان طليحة رجلا شديد البأس في القتال ، فقتل طليحة يومئذ عكّاشة بن محصن
وثابت بن أقرم ، وقال طليحة :
عشيّة غادرت ابن
أقرم ثاويا
|
|
وعكّاشة الغنميّ
تحت مجالي
|
أقمت لهم صدر الحمالة إنّها
|
|
معاودة قبل الكماة نزالي
|
فيوما تراها في الجلال مصونة
|
|
ويوما تراها في ظلال
عوال
|
__________________
فما ظنّكم بالقوم
إذ تقتلونهم
|
|
أليسوا وإن لم يسلموا
برجال
|
فإن تك أذواد أصبن ونسوة
|
|
فلم ترهبوا فرغا
بقتل حبال
|
فلمّا غلب الحقّ طليحة ترجّل. ثم أسلم وأهلّ بعمرة ، فركب يسير في النّاس آمنا
، حتّى مرّ بأبي بكر بالمدينة ، ثم سار إلى مكة فقضى عمرته ، ثم حسن إسلامه .
وفي غير هذه الرواية
أنّ خالدا لقي طليحة ببزاخة ، ومع طليحة عيينة
بن حصن ، وقرّة بن هبيرة القشيريّ ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم هرب طليحة وأسر عيينة
وقرّة ، وبعث بهما إلى أبي بكر فحقن دماءهما .
وذكر أنّ قيس بن مكشوح
أحد من قتل الأسود العنسيّ ارتدّ. وتابعه جماعة من أصحاب الأسود
، وخافه أهل صنعاء ، وأتى قيس إلى فيروز الدّيلميّ وداذويه يستشيرهما في شأن أصحاب
الأسود خديعة منه ، فاطمأنّا إليه ، وصنع لهما من الغد طعاما ، فأتاه داذويه فقتله.
ثم أتاه فيروز ففطن بالأمر فهرب ، ولقيه جشيش بن شهر ومضى معه الى جبال خولان ، وملك
__________________
قيس صنعاء ، فكتب فيروز
إلى أبي بكر يستمدّه ، فأمدّه ، فلقوا قيسا فهزموه ثمّ أسروه وحملوه إلى أبي بكر فوبّخه
: فأنكر الرّدّة : فعفا عنه أبو بكر .
وقال ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن عروة قال : فسار خالد ـ وكان سيفا من سيوف الله تعالى ـ فأسرع السير
حتى نزل ببزاخة ، وبعثت إليه طيِّئ : إن شئت أن تقدم علينا فإنّا سامعون مطيعون ، وإن
شئت ، نسير إليك؟ قال خالد : بل أنا ظاعن إليكم إن شاء الله ، فلم يزل ببزاخة ، وجمع
له هناك العدوّ بنو أسد وغطفان فاقتتلوا ، حتّى قتل من العدو خلق وأسر منهم أسارى ،
فأمر خالد بالحظر أن تبنى ثمّ أوقد فيها
النّيران وألقى الأسارى فيها ، ثم ظعن يريد طيِّئا ، فأقبلت بنو عامر وغطفان والنّاس
مسلمين مقرّين بأداء الحقّ ، فقبل منهم خالد.
وقتل في ذلك الوجه
مالك بن نويرة التميمي في رجال معه من تميم ، فقالت الأنصار : نحن راجعون ، قد أقرّت
العرب بالذي كان عليها ، فقال خالد ومن معه من المهاجرين : قد لعمري آذن لكم ، وقد
أجمع أميركم بالمسير إلى مسيلمة بن ثمامة الكذّاب ، ولا نرى أن تفرّقوا على هذه الحال
، فإنّ ذلك غير حسن ، وإنّه لا حجّة لأحد منكم فارق أميره وهو أشدّ ما كان إليه حاجة
، فأبت الأنصار إلا الرجوع ، وعزم خالد ومن معه ، وتخلّفت الأنصار يوما أو يومين ينظرون
في أمرهم ، وندموا وقالوا : ما لكم والله عذر عند الله ولا عند أبي بكر إن أصيب هذا
الطّرف وقد خذلناهم ، فأسرعوا نحو خالد ولحقوا به ، فسار الى اليمامة ، وكان مجّاعة بن مرارة
سيّد بني حنيفة خرج
في ثلاثة وعشرين فارسا يطلب دماء في بني عامر ، فأحاط بهم المسلمون ، فقتل
__________________
أصحاب مجّاعة وأوثقه
.
وقال العطاف بن خالد
: حدّثني أخي عبد الله عن بعض آل عدي ، عن وحشيّ قال : خرجنا حتّى أتينا طليحة فهزمهم
الله ، فقال خالد : لا أرجع حتى آتي مسيلمة حتّى يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال له
ثابت بن قيس : إنّما بعثنا إلى هؤلاء وقد كفى الله مؤنتهم ، فلم يقبل منهم ، وسار ،
ثمّ تبعه ثابت بعد يوم في الأنصار.
[وقال الثّوريّ ، عن
قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال : لمّا قدم وفد بزاخة أسد وغطفان على أبي بكر يسألونه
الصّلح ، خيّرهم أبو بكر بين حرب مجلّية أو حطّة مخزية ، فقالوا : يا خليفة رسول الله
أمّا الحرب فقد عرفناها ، فما الحطّة المخزية؟ قال : تؤخذ منكم الحلقة والكراع وتتركون أقواما تتبعون
أذناب الإبل حتّى يري الله خليفة نبيّه والمؤمنين أمرا يعذرونكم به ، وتؤدّون ما أصبتم
منّا ولا نؤدّي ما أصبنا منكم ، وتشهدون أنّ قتلانا في الجنّة وأن قتلاكم في النّار
، وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم ، فقال عمر : أمّا قولك «تدون قتلانا» فإنّ قتلانا قتلوا
على أمر الله لا ديات لهم. فاتبع عمر ، وقال عمر في الباقي : نعم ما رأيت] .
مقتل مالك بن نويرة
التميميّ الحنظليّ اليربوعيّ
قال ابن إسحاق : أتي خالد بن الوليد
بمالك بن نويرة في رهط من
__________________
قومه بني حنظلة ، فضرب
أعناقهم ، وسار في أرض تميم ، فلمّا غشوا قوما منهم أخذوا السّلاح وقالوا : نحن مسلمون
، فقيل لهم : ضعوا السّلاح ، فوضعوه ، ثمّ صلّى المسلمون وصلّوا.
فروى سالم بن عبد الله
، عن أبيه قال : قدم أبو قتادة الأنصاريّ على أبي بكر رضياللهعنه فأخبره بقتل مالك بن
نويرة وأصحابه ، فجزع لذلك ، ثم ودى مالكا وردّ السّبي والمال .
وروي أنّ مالكا كان
فارسا شجاعا مطاعا في قومه وفيه خيلاء ، كان يقال له الجفول ، قدم على النبيّ صلىاللهعليهوسلم وأسلم فولّاه صدقة
قومه ، ثمّ ارتدّ ، فلمّا نازلة خالد قال : أنا آتي بالصّلاة دون الزّكاة ، فقال :
أما علمت أنّ الصّلاة والزّكاة معا؟ لا تقبل واحدة دون الأخرى! فقال : قد كان صاحبك
يقول ذلك ، قال خالد : وما تراه لك صاحبا! والله لقد هممت أن أضرب
__________________
عنقك ، ثم تحاورا طويلا
فصمّم على قتله : فكلّمه
أبو قتادة الأنصاري وابن عمر ، فكره كلامهما ، وقال لضرار بن الأزور : اضرب عنقه ،
فالتفت مالك إلى زوجته وقال : هذه التي قتلتني ، وكانت في غاية الجمال ، قال خالد :
بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام ، فقال : أنا على الإسلام ، فقال : اضرب عنقه ، فضرب
عنقه وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام ، ثم تزوّج خالد بالمرأة ، فقال أبو زهير
السّعديّ من أبيات :
قضي خالد بغيا عليه
لعرسه
|
|
وكان له فيها هوى
قبل ذلكا
|
__________________
__________________
وذكر ابن الأثير في
(كامله) وفي (معرفة الصحابة)
قال : لما توفّي النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم وارتدّت العرب ، وظهرت
سجاح وادّعت النّبوّة صالحها مالك ، ولم تظهر منه ردّة ، وأقام بالبطاح ، فلمّا فرغ
خالد من أسد وغطفان سار إلى مالك وبثّ سراياه فأتى بمالك. فذكر الحديث ، وفيه : فلمّا
قدم خالد قال عمر : يا عدوّ الله قتلت امرأ مسلما ثمّ نزوت على امرأته ، لأرجمنّك ،
وفيه أنّ أبا قتادة شهد أنّهم أذّنوا وصلّوا.
وقال الموقّريّ ، عن الزّهريّ قال
: وبعث خالد إلى مالك بن نويرة
__________________
سريّة فيهم أبو قتادة
، فساروا يومهم سراعا حتى انتهوا إلى محلّة الحيّ ، فخرج مالك في رهطه فقال : من أنتم؟
قالوا : نحن المسلمون ، فزعم أبو قتادة أنّه قال : وأنا عبد الله المسلم ، قال : فضع
السلاح ، فوضعه في اثني عشر رجلا ، فلمّا وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السّريّة وانطلق
بهم أسارى ، وسار معهم السّبي حتى أتوا بهم خالدا ، فحدّث أبو قتادة خالدا أنّ لهم
أمانا وأنّهم قد ادّعوا إسلاما ، وخالف أبا قتادة جماعة السّريّة فأخبروا خالدا أنّه
لم يكن لهم أمان ، وإنّما أسروا قسرا ، فأمر بهم خالد فقتلوا
وقبض سبيهم ، فركب أبو قتادة فرسه وسار قبل أبي بكر. فلمّا قدم عليه قال : تعلم أنّه
كان لمالك بن نويرة عهد وأنّه ادّعى إسلاما ، وإنّي نهيت خالدا فترك قولي وأخذ بشهادات
الأعراب الذين يريدون الغنائم ، فقام عمر فقال : يا أبا بكر إنّ في سيف خالد رهقا ،
وإنّ هذا لم يكن حقّا فإنّ حقا عليك أن تقيّده ، فسكت أبو بكر .
ومضى خالد قبل اليمامة
، وقدم متمّم بن نويرة فأنشد أبا بكر مندبة ندب بها أخاه ، وناشده في دم أخيه وفي سبيهم
، فردّ إليه أبو بكر السّبي ، وقال لعمر وهو يناشد في القود : ليس على خالد ما تقول
، هبه تأوّل فأخطأ.
قلت ومن المندبة :
وكنّا كندماني جذيمنة
حقبة
|
|
من الدّهر حتّى قيل
لن يتصدّعا
|
فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا
|
|
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
|
__________________
قتال مسيلمة الكذّاب
ابن لهيعة ، عن أبي
الأسود ، عن عروة قال : سار بنا خالد إلى اليمامة إلى مسيلمة ، وخرج مسيلمة بمجموعة
فنزلوا بعقرباء فحلّ بها خالد عليهم
، وهي طرف اليمامة ، وجعلوا الأموال خلفها كلّها وريف اليمامة وراء ظهورهم.
وقال شرحبيل بن مسيلمة
: يا بني حنيفة اليوم
يوم الغيرة ، اليوم إن هزمتم ستردف النّساء سبيّات وينكحن غير حظيات ، فقاتلوا عن أحسابكم
، فاقتتلوا بعقرباء قتالا شديدا ، فجال المسلمون جولة ، ودخل ناس من بني حنيفة فسطاط
خالد وفيه مجّاعة أسير ، وأمّ تميم امرأة خالد ، فأرادوا أن يقتلوها فقال مجّاعة :
أنا لها جار ، ودفع عنها ، وقال ثابت بن قيس حين رأى المسلمين مدبرين : أف لكم ولما
تعملون ، وكرّ المسلمون فهزم الله العدوّ ، ودخل نفر من المسلمين فسطاط خالد فأرادوا
قتل مجّاعة ، فقالت أمّ تميم : والله لا يقتل وأجارته. وانهزم أعداء الله حتى إذا كانوا
عند حديقة الموت اقتتلوا عندها ، أشدّ القتال. وقال محكّم بن الطّفيل : يا بني حنيفة
ادخلوا الحديقة
__________________
فإنّي سأمنع أدباركم
، فقاتل دونهم ساعة وقتل ، وقال مسيلمة : يا قوم قاتلوا عن أحسابكم ، فاقتتلوا قتالا
شديدا ، حتى قتل مسيلمة.
وحدّثني مولى بني نوفل
.
وقال الموقّريّ ، عن
الزّهري : قاتل خالد مسيلمة ومن معه من بني حنيفة ، وهم يومئذ أكثر العرب عددا وأشدّه
شوكة ، فاستشهد خلق كثير ، وهزم الله بني حنيفة ، وقتل مسيلمة ، قتله وحشيّ بحربة .
وكان يقال : قتل وحشيّ
خير أهل الأرض بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم شرّ أهل الأرض .
وعن وحشيّ قال : لم
أر قطّ أصبر على الموت من أصحاب مسيلمة ، ثمّ ذكر أنّه شارك في قتل مسيلمة.
وقال ابن عون ، عن
موسى بن أنس ، عن أبيه قال : لمّا كان يوم اليمامة دخل ثابت بن قيس فتحنّط ، ثم قام
فأتى الصّفّ والنّاس منهزمون فقال : هكذا عن وجوهنا ، فضارب القوم ثم قال : بئسما عوّدتم
أقرانكم ، ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستشهد رضياللهعنه .
وقال الموقّريّ ، عن
الزّهريّ قال : ثمّ تحصّن من بني حنيفة من أهل اليمامة ستة آلاف مقاتل في حصنهم ، فنزلوا
على حكم خالد فاستحياهم.
وقال ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن عروة قال : وعمدت بنو حنيفة حين انهزموا إلى الحصون فدخلوها ، فأراد
خالد أن ينهد إليهم الكتائب ، فلم
__________________
يزل مجّاعة حتّى صالحه
على الصّفراء والبيضاء والحلقة والكراع ، وعلى نصف الرقيق ، وعلى حائط من كلّ قرية
، فتقاضوا على ذلك .
وقال سلامة بن عمير
الحنفيّ : يا بني حنيفة قاتلوا ولا تقاضوا خالدا على شيء ، فإنّ الحصن حصين ، والطعام
كثير ، وقد حضر النّساء ، فقال مجّاعة : لا تطيعوه فإنّه مشئوم. فأطاعوا مجّاعة. ثمّ
إنّ خالدا دعاهم إلى الإسلام والبراءة ممّا كانوا عليه ، فأسلم سائرهم .
وقال ابن إسحاق ، إنّ
خالدا قال : يا بني حنيفة ما تقولون؟ قالوا : منّا نبيّ ومنكم نبيّ ، فعرضهم على السيف
، يعني العشرين الذين كانوا مع مجّاعة بن مرارة ، وأوثقه هو في الحديد ، ثم التقى الجمعان
فقال زيد بن الخطّاب حين كشف النّاس : لا نجوت بعد الرجال ، ثم قاتل حتى قتل .
وقال ابن سيرين : كانوا
يرون أنّ أبا مريم الحنفي قتل زيدا.
وقال ابن إسحاق : رمى
عبد الرحمن بن أبي بكر محكّم اليمامة بن طفيل بسهم فقتله .
قلت : واختلفوا في
وقعة اليمامة متى كانت : فقال خليفة بن خياط ، ومحمد بن جرير الطبري
: كانت في سنة إحدى
عشرة.
قال عبد الباقي بن
قانع : كانت في آخر سنة إحدى عشرة.
__________________
وقال أبو معشر : كانت
اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة. فجميع من قتل يومئذ أربعمائة وخمسون رجلا .
وقال الواقدي : كانت
سنة اثنتي عشرة ، وكذلك قال أبو نعيم ، ومعن ابن عيسى ، ومحمد بن سعد كاتب الواقديّ
وغيرهم.
قلت : ولعلّ مبدأ وقعة
اليمامة كان في آخر سنة إحدى عشرة كما قال ابن قانع ، ومنتهاها في أوائل سنة اثنتي
عشرة ، فإنّها بقيت أياما لمكان الحصار. وسأعيد ذكرها والشهداء بها في أوّل سنة اثنتي
عشرة إن شاء الله.
__________________
المتوفّون هذه السّنة
وفاة فاطمة رضياللهعنها
وهي سيّدة نساء هذه الأمّة
كنيتها فيما بلغنا
أمّ أبيها ، دخل بها عليّ بعد
وقعة بدر ، وقد استكملت خمس عشرة سنة أو أكثر.
روى عنها : ابنها الحسين
، وعائشة ، وأمّ سلمة ، وأنس ، وغيرهم.
وقد ذكرنا أنّ النّبي
صلىاللهعليهوسلم أسرّ إليها في مرضه.
وقالت لأنس : كيف طابت
أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟. ولها مناقب مشهورة ولقد جمعها أبو عبد الله الحاكم . وكانت أصغر من زينب ، ورقيّة ، وانقطع نسب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا منها ، لأنّ أمامة
__________________
بنت بنته زينب تزوّجت
بعليّ ، ثمّ بعده بالمغيرة بن نوفل ، وجاءها منهما أولاد.
قال الزّبير بن بكّار
: انقرض عقب زينب.
وصحّ عن المسور أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّما فاطمة
بضعة منّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها» .
وفي فاطمة وزوجها وبنيها
نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
فجلّلهم رسول الله
صلىاللهعليهوسلم بكساء وقال : «اللهمّ
هؤلاء أهل بيتي» . وأخرج التّرمذيّ ، من حديث عائشة أنّها
قيل لها : أيّ النّاس كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فاطمة من قبل النّساء ، ومن الرجال زوجها ، وإن كان
ما علمت قوّاما.
__________________
وفي التّرمذيّ ، عن زيد بن أرقم أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ وفاطمة وابنيهما
: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم».
وقد أخبرها أبوها أنّها
سيّدة نساء هذه الأمّة في مرضه كما تقدّم.
وخلّفت من الأولاد
: الحسن ، والحسين ، وزينب ، وأمّ كلثوم. فأمّا زينب فتزوّجها عبد الله بن جعفر ، فتوفّيت
عنده وولدت له عونا وعليّا. وأمّا أمّ كلثوم فتزوّجها عمر ، فولدت له زيدا ، ثمّ تزوجها
بعد قتل عمر عون بن جعفر فمات ، ثمّ تزوّجها أخوه محمد بن جعفر ، فولدت له بنته ، ثم
تزوّج بها أخوه عبد الله بن جعفر ،
فماتت عنده. قاله الزّهريّ.
وقال الأعمش ، عن عمرو
بن مرّة ، عن أبي البختريّ قال : قال عليّ لأمّه : اكفي فاطمة الخدمة خارجا ، وتكفيك
العمل في البيت : العجن والخبز والطّحن.
أبو العبّاس السّرّاج
: ثنا محمد بن الصبّاح ، ثنا عليّ بن هاشم ، عن كثير النّواء ، عن ، عمران بن حصين
، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عاد فاطمة وهي مريضة
فقال لها : «كيف تجدينك»؟ قالت : إنّي وجعة وإنّه ليزيدني أنّي ما لي طعام آكله ، قال
: «يا بنيّة أما ترضين أن تكوني سيّدة العالمين» ، قالت : فأين مريم؟ قال : «تلك سيّدة
نساء عالمها ، وأنت سيّدة نساء عالمك ، أما والله لقد زوّجتك سيّدا في الدنيا والآخرة».
هذا حديث ضعيف ، وأيضا فقد سقط بين
كثير وعمران رجل.
__________________
وقال علباء بن أحمر
، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفضل نساء أهل الجنّة
خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ، وآسية». رواه أبو داود .
وقال أبو جعفر الرازيّ
عن ثابت ، عن أنس مثله
مرفوعا ولفظه : (خير نساء العالمين أربع)
وقال معمر عن قتادة
، عن أنس رفعه : (حسبك من نساء العالمين أربع )
وذكرهنّ. ويروى نحوه
من حديث أبي هريرة وغيره.
وقال ميسرة بن حبيب
، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه
كلاما وحديثا برسول الله صلىاللهعليهوسلم من فاطمة ، وكانت إذا
دخلت عليه قام إليها فقبّلها ورحّب بها كما كانت هي تصنع به ، وقد شبّهت عائشة مشيتها
بمشية النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .
وقد كانت وجدت على
أبي بكر حين طلبت سهمها من فدك ، فقال : سمعت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما تركنا صدقة»
.
__________________
وقال أبو حمزة السّكري
، عن ابن أبي خالد ، عن الشّعبيّ قال : لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر فاستأذن ، فقال
عليّ : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له؟ قال : نعم ، فأذنت
له ، فدخل عليها يترضّاها وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلّا
ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت ، ثم ترضّاها حتى رضيت.
وقال الزهري عن عروة
، عن عائشة ، إنّ فاطمة عاشت بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستّة أشهر ، ودفنت
ليلا .
وقال الواقديّ : هذا أثبت الأقاويل
عندنا. وقال : وصلّى عليها العبّاس ، ونزل في حفرتها هو وعليّ ، والفضل بن العبّاس
.
وقال سعيد بن عفير
: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان ، وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها ، ودفنت ليلا.
وقال يزيد بن أبي زياد
، عن عبد الله بن الحارث قال : مكثت فاطمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستّة أشهر وهي تذوب
.
وقال أبو جعفر الباقر
: ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر .
وروي عن الزّهري أنّها
توفيت بعده بثلاثة أشهر .
__________________
وروي عن ابن أبي مليكة
، عن عائشة قالت : كان بينها وبين أبيها شهران. وهذا غريب .
قلت : والصحيح أنّ
سنّها أربع وعشرون سنة رضياللهعنها.
وقد روي عن أبي جعفر
محمد بن عليّ أنّها توفّيت بنت ثمان وعشرين سنة ، كان مولدها وقريش تبني الكعبة ، وغسّلها
عليّ.
قال قتيبة : نا محمد
بن موسى ، عن عون بن محمد بن عليّ بن أبي طالب ، عن أمّه أمّ جعفر ، وعن عمارة بن مهاجر
، عن أمّ جعفر ، أنّ فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يصنع بالنّساء : يطرح
على المرأة الثّوب فيصفها ، فقالت : يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟
فدعت بجرائد رطبة فحنّتها ثمّ طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله
، إذا متّ فغسّليني أنت وعليّ ، ولا يدخلنّ عليّ أحد. فلمّا توفّيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت أسماء
: لا تدخلي ، فشكت إلى أبي بكر ، فجاء فوقف على الباب فكلّم أسماء فقالت : هي أمرتني
، قال : فاصنعي ما أمرتك ، ثم انصرف.
قال ابن عبد البرّ
: فهي أوّل من غطّى
نعشها في الإسلام على تلك الصّفة.
وفاة أم أيمن
مولاة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وحاضنته
ورثها من أبيه ، واسمها
بركة ، من كبار المهاجرات ، وقد زارها أبو بكر وعمر بعد موت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فبكت ، فقال لها أبو
بكر : أتبكين! ما عند الله
__________________
خير لرسوله. فقالت
: ما أبكي لذلك ، ولكن أبكي لأنّ الوحي انقطع عنّا من السماء ، فهيّجتهما ، على البكاء
.
توفّيت بعد النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم بخمسة أشهر . وهي أمّ أسامة بن زيد.
ومن مناقب أمّ أيمن
، قال جرير بن حازم : سمعت عثمان بن القاسم يقول : لما هاجرت أمّ أيمن أمست بدون الرّوحاء
فعطشت وليس معها ماء
، فدلّي عليها من السّماء دلو فشربت ، فكانت تقول : ما عطشت بعدها ، عطشت ولقد تعرّضت
للعطش فأصوم في الهواجر فما عطشت .
وعن أبي الحويرث أنّ
أمّ أيمن قالت يوم حنين : «سبّت» الله أقدامكم ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اسكتي يا أمّ أيمن
فإنّك عثراء اللّسان» .
وذكر الواقديّ أنّها
بقيت إلى أوّل خلافة عثمان .
(وفاة عبد الله بن أبي بكر الصّدّيق) قيل : إنّه أسلم قديما
، لكن لم يسمع له بمشهد ، جرح يوم الطّائف ، رماه يومئذ بسهم أبو محجن الثّقفيّ ، فلم
يزل يتألّم منه ، ثمّ اندمل الجرح ، ثمّ إنّه انتقض عليه. وتوفّي في شوّال سنة إحدى
عشرة ، ونزل في حفرته عمر ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن أبي بكر أخوه. ذكره محمد بن جرير
وغيره . وقيل هو
__________________
الّذي كان يأتي بالطّعام
وبأخبار قريش الى الغار تلك اللّيالي الثلاث.
(عكّاشة
بن محصن الاسديّ)
أبو محصن ، من السّابقين الأوّلين ، دعا له النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالجنّة في حديث «سبقك
بها عكاشة» وهو أيضا بدريّ أحديّ ، استعمله النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على سريّة الغمر فلم يلقوا كيدا.
ويروى عن أمّ قيس بنت
محصن قالت : توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعكاشة ابن أربع وأربعين
سنة. وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في خلافة أبي بكر سنة
اثنتي عشرة ، وكان من أجمل الرجال.
__________________
كذا روي أنّ بزاخة
سنة اثنتي عشرة ، والصّحيح أنّها سنة إحدى عشرة. قتله طليحة الأسديّ . وقد أبلى عكاشة يوم بدر بلاء حسنا ، وانكسر في يده سيف ، فأعطاه
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عرجونا أو عودا فعاد
سيفا ، فقاتل به ، ثمّ شهد به المشاهد .
روى عنه أبو هريرة
وابن عبّاس.
(ثابت
بن أقرم
بن ثعلبة بن عديّ بن
عجلان ، وبنو العجلان حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف. شهد بدرا والمشاهد
، سيّره خالد بن الوليد مع عكاشة طليعة على فرسين ، فقتلهما طليحة وأخوه. وذكر
__________________
الواقديّ أنّ قتلهما
كان يوم بزاخة سنة اثنتي عشرة ، كذا قال . وكان ثابت من سادة الأنصار.
(الوليد بن عمارة بن الوليد
بن المغيرة المخزوميّ) أخو أبي عبيدة ، قتلا
بالبطاح مع عمّهما خالد في
سنة إحدى عشرة ، وأبوهما هو الّذي سار مع عمرو بن العاص إلى النّجاشيّ ، وقصّته مشهورة.
تأخّرت وفاته .
__________________
سنة اثنتي عشرة
في أوائلها ـ على الأشهر
ـ وقعة اليمامة ، وأمير المسلمين خالد بن الوليد ، ورأس الكفر مسيلمة الكذاب ، فقتله
الله. واستشهد خلق من الصّحابة.
(أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ) بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ. قيل اسمه مهشم ، أسلم قبل دخول النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم دار الأرقم ، وشهد
بدرا وما بعدها ، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة ، فولد له بها محمد
بن أبي حذيفة ـ الّذي حرّض المصريّين على قتال عثمان ـ من سهلة بنت سهيل بن عمرو.
وعن أبي الزّناد قال
: دعا أبو حذيفة بن عتبة يوم بدر أباه إلى البراز ، فقالت أخته هند بنت عتبة ، وهي
والدة معاوية :
__________________
الأحول الأثعل الملعون
طائره
|
|
أبو حذيفة شرّ النّاس
في الدين
|
أما شكرت أبا ربّاك من صغر
|
|
حتّى شببت شبابا
غير محجون
|
قال : وكان أبو حذيفة طويلا ، حسن الوجه ، مرادف الأسنان ـ وهو «الأثعل» ـ وكان
أحول ، وقتل يوم اليمامة وله ثلاث وخمسون سنة ، رضياللهعنه .
سالم مولى أبي حذيفة
ابن عتبة.
قال موسى بن عقبة :
هو سالم بن معقل ، أصله من إصطخر ، والى أبا حذيفة. وإنّما أعتقته ثبيتة بنت يعار الأنصاريّة زوجة أبي
حذيفة ، وتبنّاه أبو حذيفة.
قال ابن أبي مليكة
، عن القاسم بن محمد : إنّ سهلة بنت سهيل بن عمرو أتت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وهي امرأة أبي حذيفة
فقالت : سالم معي ، وقد أدرك ما
__________________
يدرك الرجال ، فقال
: «أرضعيه فإذا أرضعتيه فقد حرم عليك ما يحرم
من ذي المحرم» ، فعن أمّ سلمة قالت : أبى أزواج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يدخل أحد عليهنّ
بهذا الرّضاع ، وقلن : إنّما هذا رخصة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لسالم خاصّة .
وعن ابن عمر قال :
كان سالم مولى أبي حذيفة يؤمّ المهاجرين من مكة حتّى قدم المدينة لأنّه كان أقرأهم
.
وقال الواقديّ : حثّني
أفلح بن سعيد ، عن ابن كعب القرظيّ قال : كان سالم يؤمّ المهاجرين بقباء ، فيهم عمر
بن الخطّاب قبل أن يقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم .
وقال حنظلة بن أبي
سفيان ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عائشة قالت : استبطأني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات ليلة فقال : ما
حبسك؟ قلت : إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتا بالقرآن ، فأخذ رداءه وخرج يسمعه ، فإذا
هو سالم مولى أبي حذيفة فقال : «الحمد لله الّذي جعل في أمّتي مثلك ». إسناده قويّ.
__________________
وقال عبد الله بن نمير
، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : إنّ المهاجرين نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء
، فأمّهم سالم مولى أبي حذيفة ، لأنّه كان أكثرهم قرآنا ، فيهم عمر ، وأبو سلمة بن
عبد الأسد .
وعن محمد بن إبراهيم
التّيميّ : آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين سالم مولى أبي
حذيفة وأبي عبيدة بن الجرّاح .
في «مسند أحمد» : نا
عفّان ، نا حمّاد ، عن عليّ بن زيد ، عن أبي رافع ، أنّ عمر قال : من أدرك وفاتي من
سبي العرب فهو حرّ من مال الله ، فقال سعيد بن زيد : أما إنّك لو أشرت
برجل من المسلمين لائتمنك النّاس ، وقد فعل ذلك أبو بكر وائتمنه النّاس ، فقال : قد
رأيت من أصحابي حرصا سيّئا ، وإنّي جاعل هذا الأمر
إلى هؤلاء النّفر السّنّة ، ثمّ قال : لو أدركني أحد رجلين ثمّ جعلت إليه الأمر فوثقت
به : سالم مولى أبي
حذيفة ، وأبو عبيدة بن الجرّاح .
__________________
وقال عبد الله بن عمرو
: قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «استقرءوا القرآن
من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وأبيّ ، ومعاذ ، وسالم مولى أبي حذيفة» .
ومن طريق الواقديّ
بإسناده ، عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس قال : لمّا انكشف المسلمون يوم اليمامة قال
سالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنّا نفعل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فحفر لنفسه حفرة
، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ ، ثمّ قاتل حتّى قتل شهيدا سنة اثنتي عشرة .
وقال عبيد بن أبي الجعد
، عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد
: إنّ سالما باع عمر ميراثه ، فبلغ مائتي درهم
، فأعطاها أمّه فقال : كليها .
وقال غيره : وجد سالم
ومولاه رأس أحدهما عند رجلي الآخر صريعين .
وقد شهد سالم بدرا
والمشاهد.
(شجاع
بن وهب)
بن ربيعة الأسديّ أبو وهب ، مهاجريّ بدريّ.
__________________
كان رجلا طوالا نحيفا
أجنى ، وقد هاجر إلى الحبشة
، يقال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين أوس بن خوليّ
.
وبعثه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على سريّة أربعة وعشرين
رجلا ، فأصابوا نعما وشاء .
وكان رسول رسول الله
صلىاللهعليهوسلم إلى الحارث بن أبي
شمر الغسّانيّ ، بدمشق بالغوطة ، فلم يسلم ، وأسلم حاجبه مريّ .
وشهد شجاع بدرا والمشاهد
، واستشهد باليمامة عن بضع وأربعين سنة .
وكان من حلفاء بني
عبد شمس.
زيد بن الخطّاب
م د
ابن نفيل العدويّ القرشيّ أبو عبد الرحمن.
كان أسنّ من عمر ،
__________________
وأسلم قبله. وكان طويلا
بمرّة ، أسمر ، شهد بدرا
والمشاهد.
قال له عمر يوم أحد
. خذ درعي ، قال : إنّي أريد من الشهادة كما تريد ، فتركاها .
وكان له من لبابة بنت
أبي لبابة بن عبد المنذر ولد اسمه عبد الرحمن .
وقيل : آخى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم بين زيد ومعن بن عديّ
العجلاني ، واستشهد باليمامة .
وقد روى عاصم بن عبيد
الله ، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أرقّاءكم أرقّاءكم
أطعموهم ممّا تأكلون وألبسوهم ممّا تلبسون». الحديث .
وجاء أنّ راية المسلمين
يوم اليمامة كانت مع زيد ، فلم يزل يتقدّم بها في نحر العدوّ ، ثم قاتل حتّى قتل ،
فأخذها سالم مولى أبي حذيفة. وكان زيد يقول ويصيح : اللهمّ إنّي أعتذر إليك من فرار
أصحابي وأبرأ إليك ممّا جاء به مسيلمة ومحكّم بن الطّفيل .
__________________
وقال الواقديّ : حدّثني
عبد الله بن جعفر ، عن ابن أبي عون قال : وحدّثني عبد العزيز بن الماجشون قالا : قال
عمر لمتمّم بن نويرة : ما أشدّ ما لقيت على أخيك من الحزن؟ فقال : كانت عيني هذه قد
ذهبت ، فبكيت بالصّحيحة حتّى أسعدتها الذّاهبة وجرت بالدّمع ، فقال : إنّ هذا لحزن
شديد ، ثم قال عمر : يرحم الله زيد بن الخطّاب إنّي لأحسب أنّي لو كنت أقدر على أن
أقول الشّعر لبكيته كما بكيت أخاك ، فقال : لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل زيد ما
بكيته أبدا ، فأبصر عمرو وتعزّى عن أخيه
، وكان قد حزن عليه حزنا شديدا ، وكان يقول : إنّ الصّبا لتهبّ فتأتيني بريح زيد. قال
ابن أبي عون : ما كان عمر يقول من الشّعر ولا بيتا واحدا .
وعن عمر أنّه كان يقول
: أسلم قبلي واستشهد قبلي .
وقد روى عنه ابنه ،
وابن عمر ، له عنه النّهي عن قتل ذوات البيوت .
__________________
(حزن بن أبي وُهْب)
بن عمرو
بن عائذ بن عمران بن
مخزوم المخزوميّ ، له هجرة ، وقيل أسلم يوم الفتح ، وهو جدّ سعيد بن المسيّب ، أراد
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يغيّر اسمه وقال
: (أنت سهل) ، فقال : لا أغيّر اسمي .
قتل يوم اليمامة ،
وقتل يوم بزاخة.
(عبد الله بن سهيل)
بن عمرو بن عبد شمس
بن عبد ودّ القرشيّ العامريّ أبو سهيل. استشهد يومئذ وله ثمان وثلاثون سنة. وكان أقبل
يوم بدر مع قريش فانحاز إلى المسلمين وشهد بدرا .
وقال الواقديّ : لما
حجّ أبو بكر لقي أباه بمكّة فعزّاه به ، فقال سهيل : بلغني أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يشفع الشهيد
لسبعين من أهله»
، فأرجو أن يبدأ بي.
وقد كان عبد الله هاجر
إلى الحبشة الهجرة الأولى .
__________________
(مالك بن عمرو) حليف بني غنم. مهاجريّ
بدريّ ، استشهد يومئذ.
(الطّفيل بن عمرو الدّوسيّ
الأزديّ) . كان يسمّى ذا القطنتين ، وقدم المدينة في
خلافة أبي بكر ، وغزا اليمامة فاستشهد هو وابنه. وكان شريفا شاعرا لبيبا.
__________________
طوّل «ابن عبد البرّ»
ترجمة الطّفيل ، وساق
قصّة إسلامه بمكة ، وفي آخر الخبر قال : فلما بعث الصّدّيق بعثه إلى مسيلمة قال : خرجت
ومعي ابني عمرو فرأيت كأنّ رأسي حلق وخرج من فمي طائر ، وكأنّ امرأة أدخلتني فرجها
، فأوّلتها حلق رأسي قطعه ، وأمّا الطّائر فروحي ، وأمّا المرأة فالأرض أدفن فيها.
فاستشهد يوم اليمامة.
(يزيد
بن رقيش بن رباب الأسدي)
شهد بدرا. وقتل يوم
اليمامة.
* * *
[أسماء جماعة آخرين من الشهداء]
وممّن استشهد يومئذ
: الحكم بن سعيد بن العاص بن أميّة الأموي ، والسّائب بن عثمان بن مظعون ـ وهو شابّ
ـ أصابه سهم ، ويزيد بن ثابت بن الضّحّاك بن زيد الأنصاريّ أخو زيد بن ثابت. ومخرمة
بن شريح الحضرميّ حليف بني عبد شمس ، وجبير بن مالك ، وأمّه بحينة وهو أخو عبد الله
بن
__________________
مالك من الأزد ، وهم
حلفاء بني المطّلب بن عبد مناف ، والسّائب بن العوّام ابن خويلد الأسدي أخو الزّبير
، ووهب بن حزن بن أبي وهب المخزوميّ عمّ سعيد بن المسيّب ، وأخوه حكيم ، وأخوهما عبد
الرحمن بن حزن ، وأبوهم وقد ذكر ، وعامر بن البكير اللّيثي حليف بني عديّ ، وهو أحد
من شهد بدرا ، ومالك بن ربيعة حليف بني عبد شمس ، وأبو أميّة صفوان بن أميّة بن عمرو
، وأخوه مالك المتقدّم ، ويزيد بن أوس حليف بني عبد الدّار ، وحييّ ـ وقيل معلّى ـ بن جارية الثقفي ، وحبيب بن
أسيد بن جارية الثقفي ، والوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزوميّ ، وعبد الله بن عمرو
بن بجرة العدويّ ، وأبو قيس بن الحارث بن قيس السّهميّ ، وعبد الله بن الحارث بن قيس
السّهميّ أخوه ، وهما من مهاجرة الحبشة.
* * *
و (عبد الله بن مخرمة
بن عبد العزّي) بن أبي قيس بن عبد
ودّ بن نصر العامريّ من المهاجرين الأوّلين ، شهد بدرا والمشاهد ، كنيته أبو محمد ،
وعاش إحدى وأربعين سنة. ومن ذرّيته نوفل بن مساحق بن عبد الله
بن مخرمة.
* * *
وعمرو بن أويس بن سعد
بن أبي سرح العامريّ ، وسليط بن سليط بن عمرو العامريّ ، وربيعة بن أبي خرشة العامريّ
، وعبد الله بن الحارث بن رحضة من بني عامر.
* * *
__________________
و (السّائب بن عثمان
بن مظعون)
بن حبيب بن وهب بن
حذافة بن جمح ، وأمّه خولة بنت حكيم السّلميّة بنت ضعيفة بنت العاص بن أميّة بن عبد
شمس. هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة .
قيل آخى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبين حارثة بن
سراقة الأنصاريّ ، واستشهد حارثة ببدر ، وكان السّائب من الرّماة المذكورين ، شهد بدرا
على الصّحيح ، أصابه يوم اليمامة سهم فمات منه .
واستشهد من الأنصار
:
عبّاد بن بشر
ابن وقش بن زغبة بن
زعوراء بن عبد الأشهل الأوسيّ البدريّ أبو الربيع من فضلاء الصحابة ، عاش خمسا وأربعين
سنة ، وهو الّذي أضاءت عصاه ليلة حين انقلب إلى منزله ، وكان قد سمر عند النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .
__________________
أسلم عباد على يد مصعب
بن عمير ، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف .
واستعمله النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على صدقات مزينة وبني
سليم ، وعلى حرسه بتبوك. وأبلى يوم اليمامة بلاء حسنا ، وكان من الشّجعان.
وعن عائشة قالت : ثلاثة
من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا ، كلّهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ،
وأسيد بن حضير ، وعبّاد بن بشر . رواه ابن إسحاق ، عن يحيى بن عبّاد ، عن أبيه ، عن عائشة.
روي عن محمد بن جعفر
بن الزبير ، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : تهجّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيتي ، فسمع صوت
عبّاد بن بشر فقال : «يا عائشة هذا صوت عبّاد؟» قلت : نعم ، قال : «اللهمّ اغفر له»
. قلت : روى حديثا لعبّاد : حمّاد بن سلمة ، عن ابن إسحاق
، عن حصين بن عبد الرحمن بن عبد الله الخطميّ ، عن عبد الرحمن بن
__________________
ثابت الأنصاريّ عنه
مرفوعا : (يا معشر الأنصار أنتم الشّعار والنّاس الدّثار .
وقال ابن المديني :
لا أحفظ لعبّاد غيره.
معن بن عديّ بن الجدّ بن العجلان
الأنصاريّ أحد حلفاء بني مالك بن عوف ، وهو أحد من شهد العقبة وبدرا ، وكان يكتب العربيّة
قبل الإسلام ، وله عقب اليوم. قاله ابن سعد .
وقال الزّهريّ ، عن
عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عبّاس ، أنّ معن بن عديّ أحد اللّذين لقيا أبا بكر
وعمر ، وهما يريدان سقيفة بني ساعدة فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم واقضوا أمركم.
وقال عروة : بلغنا
أنّ النّاس بكوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وقالوا : ليتنا متنا قبله ، نخشى أن نفتتن بعده ، فقال معن : لكنّي
والله ما أحبّ أنّي متّ قبله حتّى أصدّقه ميتا كما أصدّقه حيّا . فقتل يوم مسيلمة .
__________________
عبد الله بن عبد الله بن أبيّ
ابن مالك بن الحارث
بن عبيد بن مالك بن سالم ـ الّذي يقال له الحبلى لعظم بطنه ـ بن غنم بن عوف بن الخزرج
الأنصاريّ المعروف بابن سلول ، وهي أمّ أبيّ بن مالك ، وكانت خزاعية ، وأبوه المنافق
المشهور.
كان عبد الله بن فضلاء
الصّحابة ، وكان اسمه الحباب ، وبه كان يكنى أبوه ، فلما أسلم سمّاه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عبد الله. شهد بدرا
وما بعدها.
وذكر ابن مندة أنّ
أنفه أصيب يوم أحد ، فأمره النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يتّخذ أنفا من ذهب
.
وروي عن عائشة ، عن
عبد الله بن عبد الله قال : ندرت ثنيّتي فأمرني النبيّ صلىاللهعليهوسلم أن أتّخذ ثنيّة من
ذهب . وهذا أثبت من قول ابن مندة. استشهد
__________________
يوم اليمامة .
خ
د (ثابت بن قيس بن شماس الأنصاريّ) من بني الحارث بن الخزرج
، لم يشهد بدرا ، وكان أمير الأنصاري في قتال أهل الرّدّة كما ذكرنا.
قال ابن إسحاق : قال
ثابت بن قيس : بئسما عوّدتم أنفسكم يا معشر المسلمين ، ثمّ قاتل حتّى قتل .
وزحف المسلمون حتّى
ألجئوهم إلى الحديثة وفيها مسيلمة عدوّ الله ، فقال البراء بن مالك : يا معشر المسلمين
ألقوني عليهم ، فاحتمل حتّى إذا أشرف على الجدار اقتحم إليهم فقاتلهم حتّى فتح الحديقة
للمسلمين .
__________________
أبو دجانة سماك بن خرشة
ابن لوذان بن عبد ودّ بن زيد
السّاعديّ.
كانت عليه يوم بدر
عصابة حمراء ، قيل آخى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبين عتبة بن
غزوان.
وقال الواقديّ : وثبت
أبو دجانة يوم أحد مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وبايعه على الموت ،
وهو ممّن شرك في قتل مسيلمة ، وقتل يومئذ .
وقال ابن سعد : لأبي دجانة عقب بالمدينة
وبغداد إلى اليوم.
وقال زيد بن أسلم :
دخل على أبي دجانة وهو مريض ـ وكان وجهه يتهلّل ـ فقيل له : ما لوجهك يتهلّل؟ فقال
: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين
: كنت لا أتكلّم فيما لا يعنيني ، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما .
وقال عن أنس : إنّ
أبا دجانة رمى بنفسه إلى داخل الحديقة فانكسرت
__________________
رجله ، فقاتل وهو مكسور
الرّجل حتّى قتل .
(عمارة بن حزم) بن زيد بن لوذان من
بني مالك بن النّجّار ، وهو أخو عمرو بن حزم.
شهد عمارة العقبة وبدرا
، وكانت معه راية بني مالك بن النّجّار يوم الفتح ، ولم يعقب .
(عقبة بن عامر) بن نابئ بن زيد بن
حرام السّلميّ.
شهد العقبة الأولى
، ويجعل في النّفر السّتّة الذين أسلموا بمكّة أوّل الأنصار ، وشهد بدرا والمشاهد ،
وليس له عقب .
(ثابت بن هزّال) من بني سالم بن عوف.
__________________
شهد بدرا في قول جماعة
، وقتل يومئذ .
(أبو عقيل بن عبد الله)
بن ثعلبة من بني جحجبا.
اسمه عبد الرحمن.
شهد بدرا والمشاهد
كلّها ، وكان من سادة الأنصار ، أصابه سهم يوم اليمامة فنزعه ، وتحزّم وأخذ السيف وقاتل
حتّى قتل ، فوجد به جراحات كثيرة .
* * *
وممّن استشهد يومئذ
من الأنصار : عبد الله بن عتيك ، ورافع بن سهل ، وحاجب بن يزيد الأشهليّ ، وسهل بن
عديّ ، ومالك بن أوس بن عتيك ، وعمير بن أوس أخوه ، وطلحة بن عتبة من بني جحجبا ، ورباح
مولى الحارث ، ومعن بن عديّ العجلاني بخلف.
واستشهد من الأنصار
يومئذ : جرو بن مالك بن عامر الأنصاريّ من بني جحجبا ، وقيل جزء بالزّاي ، وودقة بن
إياس بن عمرو الخزرجيّ الأنصاريّ أحد من شهد بدرا ، وجرول بن العبّاس ، وعامر بن ثابت
، وبشر بن عبد الله الخزرجيّ ، وكليب بن تميم ، وعبد الله بن عتبان ، وإياس بن ودقة
،
__________________
وأسيد بن يربوع ، وسعد بن
حارثة ، وسهل بن حمّان ، ومخاشن من حمير ، وسلمة بن
مسعود وقيل مسعود بن سنان ، وضمرة بن عياض ، وعبد الله بن أنيس ، وأبو حبة بن غزيّة
المازنيّ ، وحبيب بن زيد ، وحبيب بن
عمرو بن محصن ، وثابت بن خالد ، وفروة بن النّعمان ، وعائذ بن ماعص.
قال خليفة : فجميع من استشهد
من المهاجرين والأنصار ثمانية وخمسون رجلا ، يعني يوم اليمامة.
* * *
وقيل : إنّ مسيلمة
قتل عن مائة وخمسين سنة ، وكان قد ادّعى النّبوّة ، وتسمّى برحمان اليمامة فيما قيل
قبل أن يولد عبد الله أبو النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقرآن مسيلمة ضحكة
للسّامعين.
وقعة جواثا
بعث الصّدّيق رضياللهعنه العلاء بن الحضرميّ
إلى البحرين ، وكانوا قد ارتدّوا ـ إلّا نفرا ثبتوا مع الجارود ـ فالتقوا بجواثاء فهزمهم
الله .
قال ابن إسحاق : حاصرهم
العلاء بجواثاء حتّى كاد المسلمون يهلكون
__________________
من الجهد ، ثمّ إنّهم
سكروا ليلة في حصنهم ، فبيّتهم العلاء ، فقيل : إنّ عبد الله
بن عبد الله بن أبيّ استشهد يوم جواثا لا يوم اليمامة ، شهد بدرا .
وفيها بعث الصّدّيق
عكرمة بن أبي جهل إلى عمان وكانوا ارتدّوا. وبعث المهاجر بن أبي أميّة المخزوميّ إلى
أهل النّجير ، وكانوا ارتدّوا ،
وبعث زياد بن لبيد الأنصاريّ إلى طائفة من المرتدّة.
فقال ابن إسحاق : حدّثني
عبد الله بن أبي بكر أنّ زيادا بيّتهم فقتل ملوكا أربعة : حمدا ، ومخوصا ، ومشرحا
، وأبضعة .
وفيها أقام الحجّ أبو
بكر للنّاس .
ابو العاص بن الربيع
ابن عبد شمس العبشمي
، زوج زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وابن خالتها هالة بنت
خويلد بن أسد ، فولدت من أبي العاص عليّا ومات صغيرا ، وأمامة
__________________
وهي التي حملها النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم في الصّلاة .
وقد تزوّج عليّ أمامة
بعد موت خالتها فاطمة. وكان أبو العاص يسمّى جرو البطحاء.
أسلم قبل الحديبيّة
بخمسة أشهر ، ثم رجع إلى مكة.
وقال المسور بن مخرمة
: إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أثنى على أبي العاص
في مصاهرته وقال : (حدّثني فصدقني ووعدني فوفى لي) .
__________________
قلت : كان وعد النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم أن يبعث إليه زينب
بنت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم زوجته ، فوفى بذلك وفارقها
مع حبّه لها.
وكان من تجّار قريش
وأمنائهم ، [وقد تقدّم من شأنه بعد بدر] توفّي في ذي الحجّة
، وأوصى إلى الزّبير.
(الصّعب بن جثّامة)
الليثيّ الحجازيّ ،
وكان ينزل ودان ، وهو الّذي أهدى للنبيّ حمار وحش .
__________________
روى عنه حديثه ابن عبّاس.
توفّي في إمرة أبي
بكر.
م د ت ن (أبو مرثد الغنويّ) اسمه كنّاز بن الحصين
، حليف حمزة بن عبد المطلب.
شهد بدرا والمشاهد
، وابنه مرثد بدري أيضا. ولابن ابنه أنيس بن مرثد صحبة.
روى عن أبي مرثد :
واثلة بن الأسقع حديث (لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها) .
* * *
وفيها : بعد فراغ قتال
أهل الرّدّة بعث أبو بكر الصّدّيق خالد بن الوليد إلى أرض البصرة ، وكانت تسمّى أرض
الهند ، فسار خالد بمن معه من اليمامة إلى أرض البصرة ، فغزا الأبلّة فافتتحها ، ودخل ميسان
فغنم
__________________
وسبى من القرى ، ثمّ
سار نحو السّواد ، فأخذ على أرض كسكر وزندورد بعد أن استخلف على
البصرة قطبة بن قتادة السّدوسيّ ، وصالح خالد أهل ألّيس على ألف دينار في شهر
رجب من السّنة ، ثم افتتح نهر الملك ، وصالحه ابن بقيلة
صاحب الحيرة على تسعين ألفا ، ثمّ سار نحو أهل الأنبار فصالحوه .
ثم حاصر عين التّمر
ونزلوا على حكمه ،
فقتل وسبى.
* * *
وقتل من المسلمين بعين
التّمر : (بشير
بن سعد بن ثعلبة) أبو النّعمان الأنصاريّ
الخزرجيّ ، وكان من كبار الأنصار ، شهد بدرا والعقبة .
__________________
وقيل : إنّه أوّل من
أسلم من الأنصار .
* * *
وفيها لمّا استحرّ
القتل بقرّاء القرآن يوم اليمامة أمر أبو بكر بكتابة القرآن زيد بن ثابت ، فأخذ يتتبّعه
من العسب واللّخاف وصدور الرجال ، حتّى جمعه زيد في
صحف.
* * *
قال محمد بن جرير الطّبريّ
: ولمّا فرغ خالد من
فتوح مدائن كسرى التي بالعراق صلحا وحربا خرج لخمس بقين من ذي القعدة متكتّما بحجّته
، ومعه جماعة تعتسف البلاد حتّى أتى مكة
، فتأتّى له من ذلك ما لم يتأتّ لدليل ، فسار طريقا من طرق الحيرة لم ير قطّ أعجب منه
ولا أصعب ، فكانت غيبته عن الجند يسيرة ، فلم يعلم بحجّه أحد إلّا من أفضى إليه بذلك.
فلمّا علم أبو بكر
بحجّه عتبة وعنّفه وعاقبه بأن صرفه إلى الشّام ، فلمّا وافاه كتاب أبي بكر عند منصرفه
من حجّه بالحيرة يأمره بانصرافه إلى الشّام حتّى يأتي من بها من جموع المسلمين باليرموك
، ويقول له : إيّاك أن تعود لمثلها .
__________________
قلت : وإنّما جاء الكتاب
بأن يسير إلى الشّام في أوائل سنة ثلاث عشرة.
[قلت : سار خالد بجيشه
من العراق إلى الشّام في البرّيّة ، وكادوا يهلكون عطشا.
قال الواقديّ : ثنا
موسى بن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، عن أبيه قال : أشار عمر بن الخطّاب على أبي بكر
أن اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص مددا له ، فلمّا أتى كتاب
أبي بكر خالدا قال : هذا من عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي ، فأحبّ أن
يجعلني مددا لعمرو ، فإن كان فتح كان ذكره له دوني] .
__________________
سنة ثلاث عشرة
قال ابن إسحاق : لما
قفل أبو بكر عن الحجّ بعث عمرو بن العاص قبل فلسطين ، ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة
بن الجرّاح وشرحبيل بن حسنة ، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء .
وروى ابن جرير قال : قالوا لمّا وجّه
أبو بكر الجنود إلى الشام أوّل سنة ثلاث عشرة ، فأوّل لواء عقده لواء خالد بن سعيد
بن العاص ، ثمّ عزله قبل أن يسير خالد ، وقيل : بل عزله بعد أشهر من مسيره ، وكتب إلى
خالد فسار إلى الشّام ، فأغار على غسّان بمرج راهط ، ثم سار فنزل على
قناة بصرى ، وقدم أبو عبيدة وصاحباه فصالحوا أهل بصرى ، فكانت أوّل ما فتح من مدائن
الشام ، وصالح خالد في وجهه
ذلك أهل تدمر .
__________________
قال ابن إسحاق : ثمّ
ساروا جميعا قبل فلسطين ، فالتقوا بأجنادين بين الرّملة ، وبيت
جبرين ، والأمراء كلّ على
جنده ، وقيل : إنّ عمرا كان عليهم جميعا ، وعلى الروم القبقلار فقتل ، وانهزم المشركون
يوم السبت لثلاث من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة .
فاستشهد نعيم بن عبد
الله بن النّحّام ، وهشام بن العاص ، والفضل بن العبّاس ، وأبان بن سعيد .
وقال الواقديّ : الثّبت
عندنا أنّ أجنادين كانت في جمادى الأولى ، وبشّر بها أبو بكر وهو بآخر رمق .
وقال ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن عروة قال : قتل من المسلمين يوم أجنادين عمرو ، وأبان ، وخالد بنو
سعيد بن العاص بن أميّة ، والطّفيل بن عمرو ، وعبد الله بن عمرو الدوسيّان ، وضرار
بن الأزور ، وعكرمة بن أبي
__________________
جهل بن هشام ، وسلمة
بن هشام بن المغيرة عمّ عكرمة ، وهبّار بن سفيان المخزوميّ ، ونعيم بن النّحّام ، وصخر
بن نصر العدويّان ، وهشام بن العاص السّهميّ ، وتميم ، وسعيد ابنا الحارث بن قيس.
وقال محمد بن سعد : قتل يومئذ طليب بن
عمير ، وأمّه أروى هي عمّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وعن أبي الحويرث قال
: برز يوم أجنادين بطريق فبرز إليه عبد الله
بن الزّبير بن عبد المطّلب بن هاشم ، فقتله عبد الله ، ثمّ برز بطريق آخر فقتله عبد
الله بعد محاربة طويلة ، فعزم عليه عمرو بن العاص أن لا يبارز ، فقال : والله ما أجدني
أصبر ، فلمّا اختلطت السيوف وجد مقتولا .
قال الواقديّ : عاش
ثلاثين سنة ، ولا نعلمه روى عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقيل : إنه كان ممّن
ثبت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم حنين .
وقال ابن جرير : قتل
يوم أجنادين : الحارث بن أوس بن عتيك ،
__________________
وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدريّ
. كذا قال ابن جرير .
وقعة مرج الصّفّر
قال خليفة : كانت لاثنتي عشرة
بقيت من جمادى الأولى ، والأمير خالد بن سعيد .
قال ابن إسحاق : وعلى
المشركين يومئذ قلقط ، وقتل من المشركين مقتلة عظيمة وانهزموا .
وروى خليفة ، عن الوليد بن هشام
، عن أبيه قال : استشهد يوم مرج الصّفّر خالد بن سعيد بن العاص ، ويقال أخوه عمرو قتل
أيضا ، والفضل بن العبّاس ، وعكرمة بن أبي جهل
، وأبان بن سعيد يومئذ بخلف.
__________________
وقال غيره : قتل يومئذ
نميلة بن عثمان الليثي ، وسعد بن سلامة الأشهليّ ، وسالم بن أسلم الأشهليّ.
وقيل : إنّ وقعة مرج
الصّفّر كانت في أوّل سنة أربع عشرة ، والأوّل أصحّ.
وقال سعيد بن عبد العزيز
: التقوا على النّهر عند الطّاحونة ، فقتلت الروم يومئذ حتّى جرى النّهر وطحنت طاحونتها
بدمائهم فأنزل النّصر. وقتلت يومئذ أمّ حكيم سبعة من الروم بعمود فسطاطها ، وكانت تحت عكرمة
بن أبي جهل ، ثمّ تزوّجها خالد
بن سعيد بن العاص.
قال محمد بن شعيب :
فلم تقم معه إلّا سبعة أيّام عند قنطرة أمّ حكيم بالصّفّر ، وهي بنت الحارث بن
هشام المخزوميّ ، ثمّ تزوّجها فيما قيل عمرو.
وقعة فحل
قال ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن عروة قال : كانت وقعة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة .
وعن عبد الله بن عمرو
قال : شهدنا أجنادين ونحن
يومئذ عشرون
__________________
ألفا ، وعلينا عمرو
بن العاص ، فهزمهم الله ، ففاءت فئة إلى فحل في خلافة عمر ، فسار إليهم عمرو في الجيش
فنفاهم عن فحل.
* * *
خلافة عمر بن الخطاب رضياللهعنه
وفيها توفّي خليفة
رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو بكر الصّدّيق لثمان
بقين من جمادى الآخرة ، وعهد بالأمر بعده
إلى عمر ، وكتب له بذلك كتابا.
فأوّل ما فعل عمر عزل
خالد بن الوليد عن إمرة أمراء الشام ، وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجرّاح ، وكتب إليه بعهده
، ثمّ بعث جيشا من
المدينة إلى العراق أمّر عليهم أبا عبيد بن مسعود الثّقفيّ والد المختار الكذّاب ، وكان أبو عبيد من
فضلاء الصّحابة ، فالتقى مع أهل العراق كما سيأتي .
__________________
المتوفون في هذه السّنة على الحروف
(أبان
بن سعيد بن العاص) بن أميّة الأموي أبو
الوليد بن أبي أحيحة ، له صحبة ، وكان يتّجر إلى الشّام ، وتأخّر إسلامه ، وهو الّذي
أجار عثمان يوم صلح الحديبيّة حين بعثه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى مكة ، فتلقّاه
أبان هذا وهو يقول :
أقبل وأسهل ولا تخف
أحدا
|
|
بنو سعيد أعزّة البلد
|
فلمّا قدم أخواه من
هجرة الحبشة ، خالد وعمرو ، أرسلا إليه إلى مكّة يدعوانه إلى الإسلام فأجابهما ، وقدم
المدينة مسلما ، ثمّ خرج الإخوة الثلاثة
__________________
من المدينة حتّى قدموا
على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر. وقد استعمله
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في آخر سنة تسع على
البحرين ، ثمّ استشهد يوم أجنادين على الأصحّ.
(أنسة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم) من مولّدي السّراة.
روى الواقديّ بإسناده
، عن ابن عبّاس أنّه قتل يوم بدر وقال الواقديّ : رأيت
أهل العلم يثبتون أنّه لم يقتل ببدر ، وأنّه قد شهد أحدا وبقي بعد ذلك زمانا .
وحدّثني ابن أبي الزّناد
عن محمد بن يوسف قال : مات أنسة في خلافة أبي بكر ، وكان يكنى أبا مسرح.
وعن الزّهري أنّ أنسة
كان يأذن للنّاس على النّبيّ .
(الحارث
بن أوس
بن عتيك) قتل بأجنادين. وقد
أسلم قبل الهجرة.
(تميم بن
الحارث بن قيس ،
وأخوه سعيد) قتلا بأجنادين ،
__________________
وهما من بني سهم ،
لهما صحبة ، وللحارث الّذي قبلهما ، وهم من مهاجرة الحبشة.
خالد بن سعد بن العاص
ابن أميّة ، أبو سعيد
الأموي ، من السّابقين الأوّلين.
فعن أمّ خالد بنته
قالت : «كان أبي خامسا في الإسلام ، وهاجر الى أرض الحبشة وأقام بها بضع عشرة سنة.
وولدت أنا بها» .
وروى إبراهيم بن عقبة
عنها قالت : أبي أوّل من كتب (بسم الله الرحمن الرحيم).
__________________
وجاء أنّ النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم
استعمله على صنعاء ، وأنّ أبا بكر أمّره على بعض الجيش في فتوح الشام.
فقال موسى بن عقبة
: أخبرنا أشياخنا أنّه قتل مشركا ثم لبس سلبه ديباجا أو حريرا ، فنظر النّاس اليه وهو
مع عمرو فقال : ما تنظرون! من شاء فليعمل مثل عمل خالد ، ثم يلبس لباسه .
ويروى أنّ الّذي قتل
خالدا أسلم وقال : من هذا الرجل؟ فإنّي رأيت له نورا ساطعا إلى السّماء.
وقيل : كان خالد وسيما
جميلا ، قتل يوم أجنادين.
(سعد
بن عبادة) سيّد الخزرج ، توفّي
فيها في قول ، ويشهد له ما قال أبو صالح السّمّان ، وابن سيرين وغيرهما : إنّ سعدا
قسّم ماله وخرج إلى
__________________
الشّام فمات ، وولد
له بعد موته ، فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس فقالا : إنّ سعدا يرحمهالله توفّي وإنّا نرى أن
تردّوا على هذا الولد ، فقال : ما أنا بمغيّر شيئا صنعه سعد ولكنّ نصيبي له .
(سلمة
بن هشام بن المغيرة) أبو هاشم المخزوميّ
أخو أبي جهل.
كان قديم الإسلام ،
وهو الّذي كان يدعو له النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في القنوت ، وكان قد رجع من الحبشة
إلى مكة فحبسه أبو جهل وأجاعه ثمّ انسلّ فلحق برسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد الخندق .
استشهد يوم أجنادين
.
(السائب بن الحارث بن قيس) بن عديّ السّهميّ.
من مهاجرة الحبشة هو
وإخوته. قتل يوم فحل .
(ضرار بن الأزور الاسديّ) ، له صحبة.
كان من أبطال الأعراب
وفرسانهم.
__________________
مرّ به النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو يحلب فقال : «دع
داعي اللّبن» . قاله الأعمش عن عبد الله بن سنان ، عنه.
وقيل : إنّما اسمه
مالك بن أوس ، وكان على ميسرة خالد بن الوليد يوم بصرى ، وشهد حروبا وفتوحا كثيرة ،
ونزل الجزيرة ومات بها.
وأمّا موسى بن عقبة
وعروة فذكرا أنّه قتل بأجنادين.
(طليب بن عمير) بن وهب بن كثير بن عبد بن قصيّ القرشيّ
العبديّ.
__________________
وأمّه أروى بنت عبد
المطّلب ، من المهاجرين الأوّلين ، يقال شهد بدرا. قاله
ابن إسحاق ، والواقديّ ، والزّبير.
وقد هاجر الهجرة الثانية
إلى الحبشة .
قال الزّبير بن بكّار
: هو أوّل من دمّى مشركا فقيل : إنّ أبا جهل سبّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فأخذ طليب لحي جمل
فشجّ أبا جهل به .
استشهد يوم أجنادين
وقد شاخ .
وقد انقرض ولد عبد
بن قصيّ بن كلاب ، وآخر من
بقي منهم لم يكن له من يرثه من بني عبد ، فورثه عبد الصّمد بن عليّ العبّاسيّ ،
__________________
وعبيد الله بن عروة
بن الزّبير بالقعدد إلى قصيّ ، وهما سواء
.
(عبد الله بن الزّبير)
بن عبد المطلب بن هاشم
الهاشميّ.
قتل يوم أجنادين ،
ووجدوا حوله عصبة من الروم قتلهم ، ثمّ أثخنته الجراح فمات. وكان أحد الأبطال.
فعن الواقديّ قال :
أوّل من قتل من الروم يوم أجنادين بطريق برز وهو معلّم ، فبرز إليه عبد الله بن الزّبير
فقتله ، ولم يعرض لسلبه ، ثم برز آخر فبرز إليه عبد الله فاقتتلا بالرّمحين ، ثمّ بالسّيفين
، فحمل عليه عبد الله بالسّيف فضربه على عاتقه ، وذكر الحديث. فلما فرغوا وجد عبد الله
وحوله عشرة من الروم قتلى وهو مقتول بينهم. وعاش نحو ثلاثين سنة .
(عبد الله بن عمرو
الدّوسيّ) استشهد بأجنادين. مجهول
، وذكره
__________________
ابن سعد .
(عثمان بن طلحة الحجبيّ)
وهم من قال : إنّه
قتل بأجنادين ، بقي إلى بعد الأربعين.
(عتّاب بن أسيد) بن أبي العيص بن أميّة
الأمويّ أبو عبد الرحمن. أمير مكة.
__________________
أسلم يوم الفتح فاستعمله
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على مكة .
أرسل عنه سعيد بن المسيّب
حديثا خرّجوه في السّنن .
وأقرّه أبو بكر على
مكة فتوفّي بها فيما قيل يوم وفاة أبي بكر الصّدّيق ، ومات شابّا.
عكرمة بن أبي جهل
أبي الحكم عَمْرو بن
هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو عثمان
القرشيّ المخزوميّ.
__________________
كان من زؤوس الجاهليّة
كأبيه ، ثم أسلم وحَسُن إسلامُه.
قال ابن أبي مليكة
: كان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال : لا والّذي نجّاني يوم بدر .
أسلم بعد الفتح ، وقدم فقال له النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم. «مرحبا بالراكب المهاجر» .
واستعمله الصّدّيق
على عمان حين ارتدّوا ، فقاتلهم ، فأظفره الله بهم ، ثمّ خرج إلى الشام
مجاهدا ، فكان أميرا على بعض الكراديس.
__________________
أرسل عنه مصعب بن سعد
حديثا رواه التّرمذيّ وهو : «مرحبا بالراكب المهاجر»
فقلت : والله يا رسول
الله لا أدع نفقة أنفقتها عليك إلّا أنفقت مثلها في سبيل الله. والحديث ضعيف السّند
.
ولم يعقب عكرمة.
قال الشّافعيّ : كان
عكرمة محمود البلاء في الإسلام.
قال عروة وغيره : استشهد
بأجنادين.
وقال ابن سعد وخليفة : بها ، وقيل : باليرموك.
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
: نزل عكرمة يوم اليرموك فقاتل قتالا شديدا وقتل ، فوجدوا به بضعا وسبعين ما بين ضربة
ورمية وطعنة .
(عمرو بن سعيد بن العاص) بن أميّة الأمويّ.
أخو أبان ، وخالد أولاد أبي أحيحة.
__________________
أسلم عمرو ولحق بأخيه
خالد بالحبشة ، وقدم معه أيّام خيبر ، وشهد فتح مكة ، واستشهد يوم أجنادين.
(الفضل بن العبّاس)
الأصحّ موته سنة ثماني عشرة.
(نعيم بن عبد الله
النّحّام) أحد بني كعب بن عديّ
القرشيّ. من المهاجرين.
أسلم قبل عمر ، ولم يتهيّأ له هجرة
إلى زمن الحديبيّة ، وقيل : له رواية.
استشهد يوم أجنادين
، وقيل يوم اليرموك .
ويروى أنّه إنّما سمّي
النّحّام لأنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «دخلت الجنّة
فسمعت نحمة من نعيم» .
__________________
والنّحمة : السّعلة
، وقيل النّحنحة الممدود آخرها.
وكان ينفق على أرامل
بني عديّ وأيتامهم ، فقالت قريش : أقم عندنا على أيّ دين شئت ، فو الله لا يتعرّض إليك
أحد إلا ذهبت أنفسنا دونك .
ويقال : لمّا هاجر
إلى المدينة كان معه أربعون من أهل بيته .
أرسل عنه نافع ، ومحمد
بن إبراهيم التّيميّ.
(هبّار بن الأسود) بن المطلب بن أسد ،
أبو الأسود القرشيّ الأسديّ ، له صحبة ورواية.
روى عنه عروة بن الزّبير
، وسليمان بن يسار مرسلا ـ إن كان استشهد بأجنادين ـ وابناه عبد الملك ، وأبو عبد الله.
قال ابن عيينة ، عن
ابن أبي نجيح : إنّ هبّار بن الأسود تناول زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بطعنة رمح فأسقطت ،
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سريّة فقال :
«إن وجدتموه فاجعلوه
بين حزمتي حطب ثمّ أحرقوه» ، ثمّ قال : «سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يعذّب بعذاب الله»
.
__________________
ثمّ أسلم وهاجر ، فقيل
إنّه كان يسبّ ولا يسبّ من سبّه ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «من سبّك سبّه
».
(هبّار بن سفيان) بن عبد الأسد الأزدي المخزوميّ.
قديم الإسلام من مهاجرة
الحبشة. استشهد يوم أجنادين على الأصحّ ، ويقال يوم مؤتة قبل ذلك ، وهو ابن أخي أبي
سلمة.
هشام بن العاص
ابن وائل أبو مطيع
القرشيّ أخو عمرو ، وكان هشام الأصغر. شهد
__________________
لهما النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالإيمان فقال : «ابنا
العاص مؤمنان» .
وله عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حديث رواه عنه ابن
أخيه عبد الله.
وقد أرسله الصّدّيق
رسولا إلى ملك الروم ، وأسلم قبل عمرو ، وهاجر إلى الحبشة ، فلمّا بلغه هجرة النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم قدم مكة فحبسه أبوه
، ثم هاجر بعد الخندق. وجاء أنّه كان يتمنّى الشهادة فرزقها يوم أجنادين على الصّحيح
، وقيل يوم اليرموك ، وكان فارسا شجاعا مذكورا. ولم يعقب .
حمّاد بن سلمة ، عن
محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ابنا العاص
مؤمنان هشام وعمرو» .
جرير بن حازم ، عن
عبد الله بن عبيد بن عمير قال
: قال عمرو ابن العاص : شهدت أنا وأخي هشام اليرموك فبات وبتّ ندعو الله يرزقنا الشّهادة
، فلمّا أصبحنا رزقها وحرمتها.
وقيل إنّ هشام بن العاص
كان يحمل فيهم فيقتل النّفر منهم حتّى قتل
__________________
ووطئته الخيل. حتّى
جمع أخوه لحمه في نطع فواراه .
وعن زيد بن أسلم قال
: لمّا بلغ عمر قتله قال : رحمهالله فنعم العون كان للإسلام
.
أبو بكر الصّدّيق
خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. اسمه عبد الله ـ ويقال عتيق ـ بن أبي قحافة عثمان بن عامر
بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ
التّيميّ رضياللهعنه.
روى عنه خلق من الصّحابة
وقدماء التّابعين. من آخرهم أنس بن مالك ، وطارق بن شهاب ، وقيس بن أبي حازم ، ومرّة
الطّيب.
قال ابن أبي مليكة
وغيره : إنّما كان عتيق لقبا له .
وعن عائشة قالت : اسمه
الّذي سمّاه أهله به (عبد الله) ولكن غلب عليه (عتيق) .
وقال ابن معين : لقبه
عتيق لأنّ وجهه كان جميلا ، وكذا قال اللّيث بن سعد .
وقال غيره : كان أعلم
قريش بأنسابها.
__________________
وقيل : كان أبيض نحيفا
خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبة بالحنّاء والكتم
.
وكان أوّل من آمن من
الرجال .
وقال ابن الأعرابيّ
: العرب تقول للشيء قد بلغ النّهاية في الجودة : عتيق.
وعن عائشة قالت : ما
أسلم أبو أحد من المهاجرين إلّا أبو بكر.
وعن الزّهريّ قال :
كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفا جعدا مسترقّ الوركين ، لا يثبت
إزاره على وركيه .
وجاء أنّه اتّجر إلى
بصرى غير مرّة ، وأنّه أنفق أمواله على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وفي سبيل الله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما نفعني مال ما نفعني
مال أبي بكر» .
__________________
وقال عروة بن الزّبير
: أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار .
وقال عمرو بن العاص
: يا رسول الله أيّ الرّجال أحبّ إليك؟ قال «أبو بكر ».
وقال أبو سفيان ، عن
جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لا يبغض أبا بكر وعمر
مؤمن ولا يحبّهما منافق».
وقال الشّعبيّ ، عن
الحارث ، عن عليّ : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم نظر إلى أبي بكر وعمر
فقال : «هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين إلّا النّبيّين والمرسلين
، لا تخبرهما يا عليّ ».
وروي نحوه من وجوه
مقاربة عن زرّ ابن حبيش ، وعن عاصم بن ضمرة ، وهرم ، عن عليّ. وقال طلحة بن عمرو ،
عن عطاء ، عن ابن عبّاس مثله.
وقال محمد بن كثير
، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس مثله.
__________________
أخرجه التّرمذيّ ، وقال : حديث حسن
غريب ، ثمّ رواه من حديث الموقّريّ ، عن الزّهريّ ، ولم يصحّ .
وقال ابن مسعود : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو كنت متّخذا خليلا
لاتّخذت أبا بكر خليلا» .
روى مثله ابن عبّاس
فزاد : «ولكن أخي وصاحبي في الله ، سدّوا كلّ خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر ».
هشام بن عروة ، عن
أبيه ، عن عائشة ، عن عمر أنّه قال : أبو بكر سيّدنا وخيرنا وأحبّنا إلى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم. صحّحه التّرمذيّ .
وصحّ من حديث الجريريّ
، عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة : أيّ أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم كان أحبّ إلى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : أبو بكر ، قلت : ثمّ من؟ قال : عمر ، قلت : ثم من؟
قالت : أبو عبيدة ، قلت : ثمّ من؟ فسكتت .
__________________
مالك في «الموطّأ»
عن أبي النّصر ، عن
عبيد بن حنين ، عن أبي سعيد
الخدريّ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جلس على المنبر فقال
: «إنّ عبدا خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدّنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما
عنده» ، فقال أبو بكر : فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمّهاتنا ، قال : فعجبنا ، فقال
النّاس : انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن عبد خيّره الله
، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمّهاتنا ، قال : فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم هو المخيّر وكان أبو
بكر أعلمنا به .
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم «إنّ من أمنّ النّاس
عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متّخذا خليلا
لاتّخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام ، لا تبقينّ في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي
بكر». متّفق على صحّته .
وقال أبو عوانة عن
عبد الملك بن عمير ، عن ابن أبي المعلّى ، عن أبيه ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فذكر نحوه ، والأول أصحّ.
وعن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما لأحد عندنا يد
إلّا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر ، فإنّ له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة
، وما نفعني
__________________
مال قطّ ما نفعني مال
أبي بكر ، ولو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا ألا وإنّ صاحبكم خليل الله».
قال التّرمذي : حديث حسن غريب.
وكذا قال في حديث كثير
النّواء ، عن جميّع بن عمير ، عن ابن عمر أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لأبي بكر : «أنت
صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار» .
وروي عن القاسم ، عن
عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا ينبغي لقوم فيهم
أبو بكر أن يؤمّهم غيره» . تفرّد به عيسى بن ميمون ، عن القاسم ، وهو متروك الحديث .
قال محمد بن جبير بن
مطعم : أخبرني أبي أنّ امرأة أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكلّمته في شيء ، فأمرها
بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال : «إن لم تجديني
فأتي أبا بكر». متّفق على صحّته .
__________________
وقال أبو بكر الهذليّ
، عن الحسن ، عن عليّ قال : لقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر أن يصلّي بالنّاس
، وإنّي لشاهد وما بي مرض ، فرضينا لدنيانا من رضياللهعنه به النّبي صلىاللهعليهوسلم لديننا .
وقال صالح بن كيسان
، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مرضه : «ادعي لي
أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإنّي أخاف أن يتمنّى متمن ويقول قائل ، ويأبى الله والمؤمنون
إلّا أبا بكر». هذا حديث صحيح .
وقال نافع بن عمر :
ثنا ابن أبي مليكة ، عن عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في مرضه : «ادعوا
لي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنّى متمنّ» ، ثم قال
: «يأبى الله ذلك والمسلمون» . تابعه غير واحد ، منهم عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة
، ولفظه : «معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر» .
وقال زائدة ، عن عاصم
، عن زرّ ، عن عبد الله ، قال : لما قبض رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قالت الأنصار : منّا
أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمر أبا بكر فأمّ
النّاس ، فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكر؟ فقالوا : نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر
.
__________________
وأخرج البخاريّ من
حديث أبي إدريس الخولانيّ قال : سمعت أبا الدرداء يقول : كان بين أبي بكر وعمر محاورة
فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر مغضبا فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ، فلم
يفعل حتّى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو الدرداء
: ونحن عنده ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمّا صاحبكم هذا
فقد غامر» ، قال : وندم عمر على ما كان منه ، فأقبل حتّى سلّم وجلس إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقصّ على رسول الله
صلىاللهعليهوسلم الخبر ، قال أبو الدّرداء
: وغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعل أبو بكر يقول
: والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل أنتم تاركون
لي صاحبي؟ إنّي قلت
يا أيها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعا ، فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت ».
وأخرج أبو داود من
حديث عبد السلام بن حرب ، عن أبي خالد الدّالاني ، حدّثني أبو خالد مولى جعدة ، عن
أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أتاني جبريل فأخذ
بيدي فأراني الباب الّذي تدخل منه أمّتي الجنّة» ، فقال أبو بكر : وددت أنّي كنت معك
حتّى انظر إليه ، قال : «أما إنّك أوّل من يدخل الجنّة من أمّتي» . أبو خالد مولى جعدة لا يعرف إلّا بهذا الحديث.
وقال إسماعيل بن سميع
، عن مسلم البطين ، عن أبي البختريّ
قال : قال عمر لأبي عبيدة : أبسط يدك حتى أبايعك ، فإنّي سمعت رسول
__________________
الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أنت أمين هذه
الأمّة» ، فقال : ما كنت لأتقدّم بين يدي رجل أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يؤمنّا ، حتّى مات
رسول الله صلىاللهعليهوسلم .
وقال أبو بكر بن عيّاش
: أبو بكر خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم
في القرآن لأنّ في القرآن في المهاجرين : (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ، فمن سمّاه الله صادقا
لم يكذب ، هم سمّوه وقالوا : يا خليفة رسول الله.
وقال إبراهيم بن طهمان
، عن خالد الحذّاء ، عن حميد بن هلال قال : لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد
، فقال عمر : ما هذا؟ قال يعني لي عيال ، قال : انطلق يفرض لك أبو عبيدة ، فانطلقا
إلى أبي عبيدة فقال : أفرض لك قوت رجل من المهاجرين وكسوته ، ولك ظهرك إلى البيت .
وقالت عائشة : لمّا
استخلف أبو بكر ألقى كلّ دينار ودرهم عنده في بيت المال وقال : قد كنت أتّجر فيه وألتمس
به ، فلمّا ولّيتهم شغلوني
وقال عطاء بن السّائب
: لمّا استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب
__________________
يتّجر فيها ، فلقيه
عمر وأبو عبيدة فكلّماه فقال : فمن أين أطعم عيالي؟ قالا : انطلق حتّى نفرض لك ، قال
: ففرضوا له كلّ يوم شطر شاة ، وماكسوه في الرأس والبطن ، وقال عمر : إليّ القضاء ،
وقال أبو عبيدة : إليّ الفيء ، فقال عمر : لقد كان يأتي عليّ الشهر ما يختصم إليّ فيه
اثنان .
وعن ميمون بن مهران
قال : جعلوا له ألفين وخمسمائة .
وقال محمد بن سيرين
: كان أبو بكر أعبر هذه الأمّة لرؤيا بعد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقال الزّبير بن بكّار
عن بعض أشياخه قال : خطباء الصّحابة : أبو بكر ، وعليّ.
وقال عنبسة بن عبد
الواحد : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة أنّها كانت تدعو على من زعم
أنّ أبا بكر قال هذه الأبيات ، وقالت : والله ما قال أبو بكر شعرا في جاهليّة ولا في
إسلام ، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهليّة.
وقال كثير النّواء
، عن أبي جعفر الباقر : إنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعليّ : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
إِخْواناً) الآية.
وقال حصين ، عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى أنّ عمر صعد المنبر ثمّ قال : ألا إنّ أفضل هذه الأمّة بعد نبيّها
أبو بكر ، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر ، عليه ما على المفتري.
وقال أبو معاوية وجماعة
: ثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن ابن
__________________
عمر قال : كنّا نقول
على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا ذهب أبو بكر
، وعمر ، وعثمان استوى النّاس ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم ينكره ...
قال عليّ : «خير هذه
الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ، وعمر». هذا والله العظيم قاله عليّ وهو متواتر عنه ، لأنه
قاله على منبر الكوفة ، فقاتل الله الرّافضة ما أجهلهم.
وقال السّدّيّ ، عن
عبد خير ، عن عليّ قال : أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر ، كان أوّل من جمع القرآن
بين اللّوحين . إسناده حسن.
وقال عقيل ، عن الزّهري
إنّ أبا بكر والحارث بن كلده كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر ، فقال
الحارث : ارفع يدك يا خليفة رسول الله ، والله إنّ فيها لسمّ سنة ، وأنا وأنت نموت
في يوم واحد ، قال : فلم يزالا عليلين حتّى ماتا في يوم [واحد] عند انقضاء السنة .
وعن عائشة قالت : أوّل
ما بدئ مرض أبي بكر أنّه اغتسل ، وكان يوما باردا فحمّ خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة
، وكان يأمر عمر بالصّلاة ، وكانوا يعودونه ، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه. وتوفي
مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة. وكانت خلافته سنتين ومائة يوم .
وقال أبو معشر : سنتين
وأربعة أشهر إلّا أربع ليال ، عن ثلاث وستّين سنة .
__________________
وقال الواقديّ : أخبرني
ابن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن أبي سلمة قال : وأخبرنا بردان بن أبي النّضر
، عن محمد بن إبراهيم
التّيميّ ، وأنا عمرو بن عبد الله. عن أبي النّضر ، عن عبد الله البهيّ ، دخل حديث بعضهم في
بعض ، أنّ أبا بكر لما ثقل دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : أخبرني عن عمر ، فقال : ما
تسألني عن أمر إلّا وأنت أعلم به منّي ، قال : وإن ، فقال : هو والله أفضل من رأيك
فيه ، ثم دعا عثمان فسأله عن عمر ، فقال : علمي فيه أنّ سريرته خير من علانيته وأنّه
ليس فينا مثله ، فقال : يرحمك الله والله لو تركته ما عدوتك ، وشاور معهما سعيد بن
زيد ، وأسيد بن الحضير وغيرهما ، فقال قائل : ما تقول
لربّك إذا سألك عن استخلافك عمر وقد ترى غلظته؟ فقال : أجلسوني ، أبالله تخوّفوني ! أقول : استخلفت عليهم خير أهلك .
ثم دعا عثمان فقال
: اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا
خارجا منها ، وعند أوّل عهده بالآخرة داخلا فيها ، حيث يؤمن الكافر ، ويوقن الفاجر
، ويصدق الكاذب ، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطّاب فاستمعوا له وأطيعوا ، وإنّي
لم
__________________
آل الله ورسوله وديته
ونفسي وإيّاكم خيرا ، فإن عدل فذلك ظنّي به وعلمي فيه ، وإن بدّل فلكلّ امرئ ما اكتسب
، والخير أردت ولا
أعلم الغيب (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ
ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) .
وقال بعضهم في الحديث
: لمّا أن كتب عثمان الكتاب أغمي على أبي بكر ، فكتب عثمان من عنده اسم عمر ، فلمّا
أفاق أبو بكر قال : اقرأ ما كتبت ، فقرأ ، فلمّا ذكر (عمر) كبّر أبو بكر وقال : أراك
خفت إن افتلتت نفسي الاختلاف ، فجزاك الله عن الإسلام خيرا ، والله إن كنت لها أهلا
.
وقال علوان بن داود
البجلي ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن صالح ابن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
، عن أبيه ، وقد رواه اللّيث ابن سعد ، عن علوان ، عن صالح نفسه قال : دخلت على أبي
بكر أعوده في مرضه فسلّمت عليه وسألته كيف أصبحت؟ فقال : بحمد الله بارئا ، أما إني
على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا بعدي ، واخترت لكم خيركم
في نفسي فكلّكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له .
ثم قال : أما إنّي
لا آسى على شيء إلّا على ثلاث فعلتهنّ ، وثلاث لم أفعلهنّ
، وثلاث وددت أني سألت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم عنهنّ : وددت أنّي
لم
__________________
أكن كشفت بيت فاطمة
وتركته وأن أغلق عليّ الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق
عمر أو أبي عبيدة ، ووددت أنّي كنت وجّهت
خالد بن الوليد إلى أهل الرّدة وأقمت بذي القصّة ، فإن ظفر المسلمون وإلّا كنت لهم
مددا ورداء ، ووددت أنّي يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنّه يخيّل إليّ أنّه
لا يكون شر إلّا طار إليه ، ووددت أنّي يوم أتيت بالفجاءة السّلميّ لم أكن حرّقته وقتلته
أو أطلقته [نجيحا] ، ووددت أنّي حيث وجّهت
خالد بن الوليد إلى الشّام وجّهت عمر بن الخطّاب إلى العراق ، فأكون قد بسطت يميني
وشمالي في سبيل الله. ووددت أنّي سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في من هذا الأمر ولا
ينازعه أهله ، وأنّي سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء؟ وأنّي سألته عن العمّة وبنت
الأخ ، فإنّ في نفسي منها حاجة ، رواه هكذا وأطول من هذا ابن وهب ، عن اللّيث بن سعد
، عن صالح بن كيسان ، أخرجه كذلك ابن عائذ .
وقال محمد بن عمرو
بن علقمة بن وقّاص ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ عائشة قالت : حضرت أبي وهو يموت فأخذته
غشية فتمثّلت :
من لا يزال دمعه
مقنّعا
|
|
فإنّه لا بدّ مرّة
مدفوق
|
فرفع رأسه وقال : يا بنيّة ليس كذلك ، ولكن كما قال الله تعالى :
__________________
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ
بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) .
وقال موسى الجهنيّ
عن أبي بكر بن حفص بن عمر : إنّ عائشة تمثّلت لمّا احتضر أبو بكر :
لعمرك ما يغني الثّراء
عن الفتى
|
|
إذا حشرجت يوما وضاق
بها الصّدر
|
فقال : ليس كذلك ولكن
: (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ
بِالْحَقِ) ، إنّي نحلتك حائطا
وإنّ في نفسي منه شيئا فردّيه على الميراث ، قالت : نعم ، قال : أما إنّا منذ ولينا
أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنّا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ،
ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا ، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلّا هذا العبد
الحبشيّ وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة ، فإذا متّ فابعثي
بهنّ إلى عمر ، ففعلت .
وقال القاسم ، عن عائشة
: إنّ أبا بكر حين حضره الموت قال : إنّي لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقحة وغير
هذا الغلام الصّيقل ، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا ، فإذا متّ فادفعيه إلى عمر ،
فلمّا دفعته إلى عمر قال عمر : رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده .
وقال الزّهريّ : أوصى
أبو بكر أن تغسّله امرأته أسماء بنت عميس ، فإن
__________________
لم تستطع استعانت بابنه
عبد الرحمن .
وقال عبد الواحد بن
أيمن وغيره ، عن أبي جعفر الباقر قال : دخل عليّ على أبي بكر بعد ما سجّي فقال : ما
أحد ألقى الله بصحيفته أحبّ إليّ من هذا المسجّى .
وقال القاسم : أوصى
أبو بكر أن يدفن إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحفر له ، وجعل رأسه
عند كتفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم .
وعن عامر بن عبد الله
بن الزّبير قال : رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورأس عمر عند حقوي
أبي بكر .
وقالت عائشة : مات
ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل أن يصبح .
وعن مجاهد قال : كلّم
أبو قحافة في ميراثه من ابنه فقال : قد رددت ذلك على ولده ، ثمّ لم يعيش بعده إلّا
ستّة أشهر وأيّاما .
وجاء أنّه ورثه أبوه
وزوجتاه أسماء بنت عميس ، وحبيبة بنت خارجة والدة أمّ كلثوم ، وعبد الرحمن ، ومحمد
، وعائشة ، وأسماء ، وأمّ كلثوم .
ويقال : إنّ اليهود
سمّته في أرزّة فمات بعد سنة ، وله ثلاث وستّون سنة .
__________________
ذكر عمّال أبي بكر
قال موسى بن أنس بن
مالك : إنّ أبا بكر استعمل أباه أنسا على البحرين .
وقال خليفة : وجّه أبو بكر زياد
بن لبيد على اليمن أو المهاجر بن أبي أميّة
، واستعمل الآخر على كذا ، وأقرّ على الطّائف
عثمان بن أبي العاص.
ولمّا حجّ استخلف على المدينة قتادة
بن النّعمان.
وكان كاتبه عثمان بن
عفّان ، وحاجبه سديد مولاه ، ويقال كتب
له زيد بن ثابت ، وكان وزيره عمر بن الخطّاب وكان أيضا على قضائه ، وكان مؤذّنه
سعد القرظ مولى عمّار بن ياسر.
* * *
(أبو كبشة) مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، اسمه سليم من مولّدي
أرض دوس.
__________________
شهد بدرا والمشاهد
كلّها ، ولمّا هاجر إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة فيما قيل ، وتوفّي يوم الثلاثاء
صبيحة وفاة أبي بكر الصّدّيق رضياللهعنه .
__________________
سنة أربع عشرة
فيها فتحت دمشق ، وحمص
، وبعلبكّ ، والبصرة ، والأبلّة ، ووقعة جسر أبي عبيد بأرض نجران ، ووقعة فحل بالشّام
، في قول ابن الكلبيّ.
فأما دمشق فقال الوليد
بن هشام ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كان خالد على النّاس فصالح أهل دمشق ، فلم يفرغ
من الصّلح حتّى عزل وولّي أبو عبيدة ، فأمضى صلح خالد ولم يغيّر الكتاب. وهذا غلط لأنّ
عمر عزل خالدا حين ولّي. قاله خليفة بن خيّاط . وقال : ثنا عبد الله بن المغيرة ، عن أبيه قال : صالحهم أبو
عبيدة على أنصاف كنائسهم ومنازلهم وعلى رءوسهم ، وأن لا يمنعوا من أعيادهم .
وقال ابن الكلبيّ :
كان الصّلح يوم الأحد للنّصف من رجب سنة أربع عشرة.
وقال ابن إسحاق : صالحهم
أبو عبيدة في رجب .
__________________
وقال ابن جرير : سار أبو عبيدة إلى
دمشق ، وخالد على مقدّمة النّاس ، وقد اجتمعت الروم على رجل يقال له باهان بدمشق ، وكان عمر عزل
خالدا واستعمل أبا عبيدة على الجميع ، والتقى المسلمون والروم فيما حول دمشق ، فاقتتلوا
قتالا شديدا ، ثمّ هزم الله الروم ، ودخلوا دمشق وغلّقوا أبوابها ، ونازلها المسلمون
حتى فتحت ، وأعطوا الجزية ، وكان قدم الكتاب على أبي عبيدة بإمارته وعزل خالد ، فاستحيا
أبو عبيدة أن يقرئ خالدا الكتاب حتى فتحت دمشق وجرى الصّلح على يدي خالد ، وكتب الكتاب
باسمه ، فلمّا صالحت دمشق لحق باهان صاحب الروم بهرقل .
وقيل : كان حصار دمشق
أربعة أشهر .
وقال محمد بن إسحاق
: إنّ عمر كان واجدا على خالد بن الوليد لقتله ابن نويرة ، فكتب إلى أبي عبيدة أن أنزع
عمامته وقاسمه ماله ، فلمّا أخبره قال : ما أنا بالذي أعصي أمير المؤمنين ، فاصنع ما
بدا لك ، فقاسمه حتّى أخذ نعله الواحدة .
وقال ابن جرير : كان أوّل محصور بالشام
أهل فحل ثمّ أهل دمشق ، وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع حتّى كان بين دمشق وحمص ردءا ، وحصروا
دمشق ، فكان أبو عبيدة على ناحية ، ويزيد بن أبي سفيان على ناحية ، وعمرو بن العاص
على ناحية ، وهرقل يومئذ على حمص ،
__________________
فحاصروا أهل دمشق نحوا
من سبعين ليلة حصارا شديدا بالمجانيق ، وجاءت جنود هرقل نجدة لدمشق ،
فشغلتها الجنود التي مع ذي الكلاع ، فلمّا أيقن أهل دمشق أنّ الأمداد لا تصل إليهم
فشلوا ووهنوا.
وكان صاحب دمشق قد
جاءه مولود فصنع طعاما واشتغل يومئذ ، وخالد بن الوليد
الّذي لا ينام ولا ينيم قد هيّأ حبالا كهيئة السّلام ، فلمّا أمسى هيّأ أصحابه وتقدّم
هو والقعقاع بن عمرو ، ومذعور بن عديّ وأمثالهم وقالوا
: إذا سمعتم تكبيرنا على السّور فارقوا إلينا وانهدوا الباب. قال : فلمّا
انتهى خالد ورفقاؤه إلى الخندق رموا بالحبال إلى الشرف ، وعلى ظهورهم القرب التي سبحوا
بها في الخندق ، وتسلّق القعقاع ومذعور فلم يدعا أحبولة حتّى أثبتاها في الشّرف ، وكان
ذلك المكان أحصن مكان بدمشق ، فاستوى على السّور خلق من أصحابه ثم كبّروا ، وانحدر
خالد إلى الباب فقتل البوّابين ، وثار أهل البلد إلى مواقفهم لا يدرون ما الشّأن ،
فتشاغل أهل كلّ جهة بما يليهم ، وفتح خالد الباب ودخل أصحابه عنوة ، وقد كان المسلمون
دعوهم إلى الصّلح والمشاطرة فأبوا ، فلمّا رأوا البلاء بذلوا الصّلح ، فأجابهم من يليهم
، وقبلوا فقالوا : ادخلوا وامنعونا من أهل ذاك الباب ، فدخل أهل كلّ باب بصلح ممّا
يليهم ، فالتقى خالد والأمراء في وسط البلد ، هذا استعراضا ونهبا ، وهؤلاء صلحا ، فأجروا
ناحية خالد على الصّلح بالمقاسمة. وكتب إلى عمر بالفتح .
__________________
وكتب عمر إلى أبي عبيدة
أن يجهّز جيشا إلى العراق نجدة لسعد بن أبي وقّاص ، فجهّز له عشرة آلاف عليهم هاشم
بن عتبة ، وبقي بدمشق يزيد بن أبي سفيان في طائفة من أمداد اليمن ، فبعث يزيد دحية
بن خليفة الكلبيّ في خيل إلى تدمر ، وأبا الأزهر إلى البثنيّة وحوران فصالحهم ، وسار
طائفة إلى بيسان فصالحوا .
وفيها كان سعد بن أبي
وقّاص فيما ورد إلينا على صدقات هوازن ، فكتب إليه عمر بانتخاب ذي الرّأي والنّجدة
ممّن له سلاح أو فرس ، فجاءه كتاب سعد : إنّي قد انتخبت لك ألف فارس ، ثم قدم به عليه
فأمّره على حرب العراق ، وجهّزه في أربعة آلاف مقاتل ، فأبى عليه بعضهم إلّا المسير
إلى الشّام ، فجهّزهم عمر إلى الشام .
ثم إنّ عمر أمدّ سعدا
بعد مسيره بألفي نجديّ وألفي يمانيّ ، فشتا سعد بزرود ، وكان المثنّى بن
حارثة على المسلمين بما فتح الله من العراق ، فمات من جراحته التي جرحها يوم جسر أبي
عبيد ، فاستخلف المثنّى على النّاس بشير بن الخصاصيّة ، وسعد يومئذ بزرود ، ومع بشير
وفود أهل العراق. ثم سار سعد إلى العراق ، وقدم عليه الأشعث بن قيس في ألف وسبعمائة
من اليمانيّين .
وقعة الجسر
كان عمر قد بعث في
سنة ثلاث عشرة جيشا ، عليهم أبو عبيد الثّقفيّ ،
__________________
فلقي جابان في سنة
ثلاث عشرة ـ وقيل في أول سنة أربع عشرة ـ بين الحيرة والقادسيّة. فهزم الله المجوس
، وأسر جابان ، وقتل مردان شاه ، ثمّ إنّ جابان فدى نفسه بغلامين وهو لا يعرف أنّه
المقدّم ، ثم سار أبو عبيد إلى كسكر فالتقى هو ونرسيّ فهزمه
، ثم لقي جالينوس فهزمه.
ثم إنّ كسرى بعث ذا
الحاجب ، وعقد له على اثني عشر ألفا ، ودفع إليه سلاحا عظيما ، والفيل الأبيض ، فبلغ
أبا عبيد مسيرهم ، فعبر الفرات إليهم وقطع الجسر ، فنزل ذو الحاجب قسّ النّاطف ، وبينه
وبين أبي عبيد الفرات ، فأرسل إلى أبي عبيد : إمّا أن تعبر إلينا وإمّا أن نعبر إليك.
فقال أبو عبيد : نعبر إليكم ، فعقد له ابن صلوبا الجسر ، وعبر فالتقوا
في مضيق في شوّال. وقدم ذو الحاجب جالينوس معه الفيل. فاقتتلوا أشدّ قتال وضرب أبو
عبيد مشفر الفيل ، وضرب أبو محجن عرقوبه .
ويقال إنّ أبا عبيد
لمّا رأى الفيل قال :
يا لك من ذي أربع
ما أكبرك
|
|
لأضربنّ بالحسام
مشفرك
|
وقال : إن قتلت فعليكم
ابني جبر. فإن قتل فعليكم حبيب بن ربيعة أخو أبي محجن ، فإن قتل فعليكم أخي عبد الله.
فقتل جميع الأمراء ، واستحرّ القتل في المسلمين فطلبوا الجسر. وأخذ الراية المثنّى
بن حارثة فحماهم في جماعة ثبتوا معه. وسبقهم إلى الجسر عبد الله بن يزيد فقطعه ، وقال
: قاتلوا عن دينكم ، فاقتحم النّاس الفرات ، فغرق ناس كثير ، ثم عقد المثنّى الجسر
وعبرة النّاس.
__________________
واستشهد يومئذ فيما
قال خليفة ألف وثمانمائة ، وقال
سيف : أربعة آلاف ما بين قتيل وغريق.
وعن الشّعبيّ قال :
قتل أبو عبيد في ثمانمائة من المسلمين.
وقال غيره : بقي المثنّى
بن حارثة الشّيبانيّ على النّاس وهو جريح إلى أن توفّي ، واستخلف على النّاس ابن الخصاصيّة
كما ذكرنا.
حمص
وقال أبو مسهر : حدّثني
عبد الله بن سالم قال : سار أبو عبيدة إلى حمص في اثني عشر ألفا ، منهم من السّكون
ستّة آلاف فافتتحها.
وعن أبي عثمان الصّنعانيّ
قال : لما فتحنا دمشق خرجنا مع أبي الدّرداء في مسلحة برزة ، ثمّ تقدّمنا مع أبي
عبيدة ففتح الله بنا حمص .
وورد أنّ حمص وبعلبكّ
فتحتا صلحا في أواخر سنة أربع عشرة ، وهرب هرقل عظيم الروم
من أنطاكية إلى قسطنطنية .
وقيل إنّ حمص فتحت
سنة خمس عشرة .
__________________
البصرة
وقال عليّ المدائنيّ
عن أشياخه : بعث عمر في سنة أربع عشرة شريح بن عامر أحد بني سعد
بن بكر إلى البصرة ، وكان ردءا للمسلمين ، فسار إلى الأهواز فقتل بدارس ، فبعث عمر
عتبة بن غزوان المازنيّ في السنة ، فمكث أشهرا لا يغزو .
وقال خالد بن عمير
العدويّ : غزونا مع عتبة الأبلّة فافتتحناها ثم عبرنا إلى الفرات ، ثمّ مر عتبة بموضع
المربد ، فوجد الكذّان الغليظ فقال : هذه
البصرة أنزلوها باسم الله .
وقال الحسن : افتتح
عتبة الأبلّة فقتل من المسلمين سبعون رجلا في موضع مسجد الأبلّة ، ثم عبر إلى الفرات
فأخذها عنوة .
وقال شعبة ، عن عقيل
بن طلحة ، عن قبيصة قال : كنّا مع عتبة بالخريبة .
وفيها أمر عتبة بن
غزوان محجن بن الأدرع فخطّ مسجد البصرة الأعظم
وبناه بالقصب ، ثم خرج عتبة حاجّا وخلّف مجاشع بن مسعود وأمره بالغزو ، وأمر المغيرة
بن شعبة أن يصلّي بالنّاس حتى يقدم مجاشع ، فمات عتبة في الطّريق. وأمّر عمر المغيرة على البصرة.
* * *
__________________
وفيها ولد عبد الرحمن
بن أبي بكرة ، وهو أوّل من ولد
بالبصرة ، وبعث جرير بن عبد الله على السّواد ، فلقي جرير مهران ، فقتل مهران ، ثم
بعث عمر سعدا فأمر جريرا أن يطيعه .
__________________
المتوفّون في هذه السّنة
وفيها استشهد جماعة
عظيمة ، ومات طائفة.
* أوس بن أوس بن عتيك
استشهد يوم جسر أبي عبيد ، على يومين من الكوفة بينها وبين نجران.
* بشير بن عنبس بن
يزيد الظّفريّ شهد أحدا ، وهو ابن عمّ قتادة بن النّعمان ، وكان يعرف بفارس الحوّاء
وهو اسم فرسه ، قتل يومئذ.
* ثابت بن عتيك من
بني عمرو بن مبذول. أنصاريّ له صحبة ، قتل يومئذ.
* ثعلبة بن عمرو بن
محصن ، قتل يوم الجسر ، وهو أحد بني مالك بن النّجّار ، وكان بدريّا.
* الحارث بن عتيك بن
النّعّام أبو أخزم ، قتل يومئذ ، وهو من بني النّجّار ، شهد أحدا ، وهو أخو سهل الّذي
شهد بدرا.
* الحارث بن مسعود
بن عبدة .
* الحارث بن عديّ بن
مالك ، قتل يومئذ وقد شهد أحدا ، وكلاهما من الأنصار.
__________________
* خالد بن سعيد بن
العاص الأمويّ ، قيل استشهد يوم مرج الصّفّر ، وأنّ يوم مرج الصّفّر كان في المحرّم
سنة أربع عشرة وقد ذكر.
* خزيمة بن أوس بن
خزيمة الأشهليّ يوم الجسر.
* ربيعة بن الحارث
بن عبد المطلب ، ورّخه ابن قانع.
* زيد بن سراقة يوم
الجسر.
* سعد بن سلامة بن وقش الأشهليّ.
* سعد بن عبادة الأنصاريّ
، يقال مات فيها.
* سلمة بن أسلم بن
حريش ، يوم الجسر.
* سلمة بن هشام ، يوم
مرج الصّفّر ، وقد تقدّم.
* سليط بن قيس بن عمرو
الأنصاريّ ، يوم الجسر.
* ضمرة بن غزيّة ،
يوم الجسر.
* عبد الله ، وعبد
الرحمن ، وعبّاد بنو مربع بن قيظي بن عمرو ، قتلوا يومئذ.
م ت ق ـ عتبة بن غزوان
ابن جابر بن وهب بن
غزوان المازنيّ حليف بني عبد شمس ، من السّابقين الأوّلين.
__________________
أسلم سابع سبعة في
الإسلام. وهاجر إلى الحبشة وشهد بدرا وغيرها ، وكان من الرّماة المذكورين ، وقيل :
هو حليف لبني نوفل بن عبد مناف ، أمّره عمر على جيش ليقاتل من الأبلّة من فارس ، فسار
وافتتح الأبلّة.
وكان طويلا جميلا.
خطب بالبصرة فقال :
إنّ الدنيا قد ولّت حذّاء ولم يبق منها إلّا
صبابة كصبابة الإناء ، وقال في خطبة : لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما لنا طعام إلّا ورق
الشجر حتّى قرحت أشداقنا .
__________________
روى عنه خالد بن عمير
، وقبيصة ، والحسن البصري ، وهارون بن رئاب ، ولم يدركاه.
وغنيم بن قيس المازنيّ.
وهو الّذي اختطّ البصرة ، وقيل : كنيته أبو عبد الله ، عاش سبعا وخمسين سنة وقيل :
توفي سنة خمس عشرة ما بين الحجاز والبصرة ، وقيل : توفّي سنة سبع عشرة.
* * *
* عقبة ، وعبد الله
ابنا قيظي بن قيس ، حضرا مع أبيهما يوم جسر أبي عبيد وقتلا يومئذ.
* العلاء بن الحضرميّ
، يقال فيها ، وسيأتي.
* عمر بن أبي اليسر
، يوم الجسر.
قيس بن السّكن
ابن قيس بن زعوراء
بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجّار أبو زيد الأنصاريّ النّجّاري ،
مشهور بكنيته.
__________________
شهد بدرا ، واستشهد
يوم جسر أبي عبيد فيما ذكر موسى بن عقبة .
قال الواقديّ وابن
الكلبي : هو أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودليله قول أنس لأنّه
قال : أحد عمومتي ، وكلاهما يجتمعان في حرام .
وكذا ساق ابن الكلبي
نسب أبي زيد ، ولكنّه جعل عوض زعوراء زيدا ، ولا عبرة بقول من قال : إنّ الّذي جمع
القرآن أبو زيد سعد بن عبيد الأوسيّ ، فإنّ قول أنس بن مالك : أحد عمومتي ، ينفي قول
من قال : هو سعد بن عبيد ، لكونه أوسيّا ، ويؤيّده أيضا ما روى قتادة عن أنس قال :
افتخر الحيّان الأوس
والخزرج فقالت الأوس : منّا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر ، ومنّا الّذي حمته
الدّبر : عاصم بن ثابت ، ومنّا الّذي اهتزّ
__________________
لموته العرش سعد بن
معاذ ، ومنّا من أجيزت شهادته
بشهادة رجلين : خزيمة بن ثابت. فقالت الخزرج : منّا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : أبيّ ، ومعاذ بن
جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد .
* * *
* المثنّى بن حارثة
الشّيبانيّ الّذي أخذ الراية وتحيّز بالمسلمين يوم الجسر.
* نافع بن غيلان ،
يومئذ.
* نوفل بن الحارث ،
يقال توفّي فيها ، وكان أسنّ من عمّه العبّاس.
* واقد بن عبد الله
، يوم ؟.
__________________
* هند بنت عتبة بن
ربيعة بن عبد شمس أمّ معاوية بن أبي سفيان ، توفّيت في أوّل العام.
* يزيد بن قيس بن الخطيم
ـ بفتح الخاء المعجمة ـ الأنصاريّ الظّفريّ ، صحابيّ شهد أحدا والمشاهد وجرح يوم
أحد عدّة جراحات ، وأبوه من الشعراء الكبار ، قتل يزيد يوم الجسر.
(أبو عبيد بن مسعود
بن عمرو الثقفي) والد المختار وصفيّة
زوجة ابن عمر.
أسلم في عهد رسول الله
صلىاللهعليهوسلم ، واستعمله عمر وسيّره
على جيش كثيف إلى العراق ، وإليه ينسب جسر أبي عبيد ، وكانت الوقعة عند هذا الجسر كما
ذكرنا ، وقتل يومئذ أبو عبيد ، والجسر بين القادسية والحيرة [ولم يذكره أحد في الصّحابة
إلّا ابن عبد البر ، ولا يبعد أن له رؤية
وإسلام] .
(أبو قحافة) عثمان بن عامر التّيميّ
، في المحرّم عن بضع وتسعين سنة ، وقد أسلم يوم الفتح فأتى به ابنه أبو بكر الصّديق
يقوده لكبره وضرره
__________________
ورأسه كالثّغامة فأسلم ، فقال النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم : «هلّا تركت الشيخ
حتى نأتيه» ، إكراما لأبي بكر ، وقال : «غيّروا هذا الشّيب وجنّبوه السّواد» .
(عبد الله بن صعصعة) بن وهب الأنصاري ،
أحد بني عديّ بن النّجّار ، شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم جسر أبي عبيد. قاله ابن الأثير
.
__________________
سنة خمس عشرة
في أولها افتتح شرحبيل
بن حسنة الأردن كلّها عنوة إلّا طبريّة فإنّهم صالحوه ، وذلك بأمر أبي عبيدة .
يوم اليرموك
كانت وقعة مشهورة ،
نزلت الروم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة ، ـ وقيل سنة ثلاث
عشرة وأراه وهما ـ فكانوا في أكثر من
مائة ألف ، وكان المسلمون ثلاثين ألفا ، وأمراء الإسلام أبو
عبيدة ، ومعه أمراء الأجناد ، وكانت الروم قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستّة في السلسلة
لئلّا يفرّوا ، فلمّا هزمهم الله جعل الواحد يقع في وادي اليرموك فيجذب من معه
__________________
في السلسلة حتّى ردموا
الوادي ، واستووا فيما قيل بحافّتيه ، فداستهم الخيل ، وهلك خلق لا يحصون.
واستشهد يومئذ جماعة
من أمراء المسلمين.
وقال محمد بن إسحاق
: نزلت الروم اليرموك وهم مائة ألف ، عليهم السقلاب خصيّ لهرقل .
وقال ابن الكلبيّ :
كانت الروم ثلاثمائة ألف ، عليهم باهان ، رجل من أبناء فارس تنصّر ولحق بالروم ، قال
: وضمّ أبو عبيدة إليه أطرافه ، وأمدّه عمر بسعيد بن عامر بن حذيم ، فهزم الله المشركين
بعد قتال شديد في خامس رجب سنة خمس عشرة .
وقال سعيد بن عبد العزيز
: إنّ المسلمين ـ يعني يوم اليرموك ـ كانوا أربعة وعشرين ألفا ، وعليهم أبو عبيدة ،
والروم عشرون ومائة ألف ، عليهم باهان وسقلاب .
إبراهيم بن سعد ، عن
أبيه عن ابن المسيّب ، عن أبيه قال : خمدت الأصوات يوم اليرموك ، والمسلمون يقاتلون
الروم إلّا صوت رجل يقول : «يا نصر الله اقترب ، يا نصر الله اقترب» ، فرفعت رأسي فإذا
هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان .
الواقدي : نا عبد الحميد
بن جعفر ، عن أبيه ، عن ابن المسيّب ، عن
__________________
جبير بن الحويرث :
حضرت اليرموك فلا أسمع إلّا نقف الحديد إلّا أنّي سمعت صائحا يقول : يا معشر المسلمين
يوم من أيّام الله أبلوا لله فيه بلاء حسنا ، فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه .
قال سويد بن عبد العزيز
، عن حصين ، عن الشّعبيّ ، عن سويد بن غفلة قال : لما هزمنا العدوّ يوم اليرموك أصبنا
يلامق ديباج فلبسناها فقدمنا على عمر ونحن نرى أنّه يعجبه ذلك ، فاستقبلناه وسلّمنا
عليه ، فشتمنا ورجمنا بالحجارة حتّى سبقناه نعدو ، فقال بعضنا : لقد بلغه عنكم شر ،
وقال بعض القوم : لعلّه في زيّكم هذا ، فضعوه ، فوضعنا تلك الثّياب وسلّمنا عليه ،
فرحّب وساءلنا وقال : إنّكم جئتم في زيّ أهل الكفر ، وإنّكم الآن في زيّ أهل الإيمان
، وإنّه لا يصلح من الدّيباج والحرير إلّا هكذا ، وأشار بأربع أصابعه.
وعن مالك بن عبد الله
قال : ما رأيت أشرف من رجل رأيته يوم اليرموك إنّه خرج إليه علج فقتله ، ثمّ آخر فقتله
، ثمّ آخر فقتله ، ثم انهزموا وتبعهم وتبعته ، ثمّ انصرف الى خباء عظيم له فنزل ، فدعا
بالجفان ودعا من حوله ، قلت : من هذا؟ قالوا : عمرو بن معديكرب.
__________________
وعن عروة : قتل يومئذ
النّضر بن الحارث بن علقمة العبدريّ ، وعبد الله بن سفيان بن عبد الأسد المخزوميّ.
وقال ابن سعد : قتل يومئذ نعيم بن
عبد الله النّحّام العدويّ.
قلت : وقد ذكر.
وقيل : كان على مجنبة
أبي عبيدة يومئذ قباث بن أشيم الكنانيّ اللّيثي
.
ويقال : قتل يومئذ
عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الرحمن بن العوّام ، وعيّاش بن أبي ربيعة ، وعامر بن أبي وقّاص
الزّهري .
وقعة القادسيّة
كانت وقعة القادسيّة
بالعراق في آخر السنة فيما بلغنا ، وكان على النّاس سعد بن أبي وقّاص ، وعلى المشركين
رستم ومعه الجالينوس ، وذو الحاجب .
قال أبو وائل : كان
المسلمون ما بين السبعة إلى الثمانية آلافا. ورستم في ستّين ألفا ، وقيل : كانوا أربعين
ألفا ، وكان معهم سبعون فيلا .
__________________
وذكر المدائني أنّهم
اقتتلوا قتالا شديدا ثلاثة أيام في آخر شوّال ، وقيل في رمضان ، فقتل رستم وانهزموا
، وقيل إنّ رستم مات عطشا ، وتبعهم المسلمون فقتل جالينوس وذو الحاجب ، وقتلوهم ما
بين الخرارة إلى السّيلحين إلى النّجف ، حتى ألجئوهم
إلى المدائن ، فحصروهم بها حتى أكلوا الكلاب ، ثم خرجوا على حامية بعيالهم فساروا حتى
نزلوا جلولاء .
قال أبو وائل : اتّبعناهم
إلى الفرات فهزمهم الله ، واتّبعناهم إلى الصّراة فهزمهم الله ، فألجأناهم
إلى المدائن .
وعن أبي وائل قال :
رأيتني أعبر الخندق مشيا على الرجال ، قتل بعضهم بعضا .
وعن حبيب بن صهبان
قال : أصبنا يومئذ من آنية الذّهب حتّى جعل الرجل يقول : صفراء ببيضاء ، يعني ذهبا
بفضّة .
وقال المدائنيّ : ثم
سار سعد من القادسية يتبعهم. فأتاه أهل الحيرة فقالوا : نحن على عهدنا. وأتاه بسطام
فصالحه. وقطع سعد الفرات ، فلقي جمعا عليهم بصبهرا ، فقتله زهرة بن حويّة ، ثم لقوا
جمعا بكوثا عليهم
__________________
الفيرزان فهزموهم ، ثم لقوا
جميعا كثيرا بدير كعب عليهم الفرّخان فهزموهم ، ثم سار سعد بالنّاس حتّى نزل المدائن
فافتتحها .
وأما محمد بن جرير
فإنّه ذكر القادسيّة
في سنة أربع عشرة ، وذكر أنّ في سنة خمس عشرة مصّر سعد الكوفة ، وأنّ فيها فرض عمر
الفروض ودوّن الدواوين ، وأعطى العطاء على السّابقة.
قال : ولمّا فتح الله
على المسلمين غنائم رستم ، وقدمت على عمر الفتوح من الشام والعراق جمع المسلمين فقال
: ما يحلّ للوالي من هذا المال؟ قالوا : أمّا لخاصّته فقوته وقوت عياله لا وكس ولا
شطط ، وكسوته وكسوتهم ، ودابّتان لجهاده وحوائجه ، وحمّالته إلى حجّة وعمرته ،
والقسم بالسّويّة أن يعطى أهل البلاء على قدر بلائهم ، ويرمّ أمور المسلمين ويتعاهدهم
.
وفي القوم عليّ رضياللهعنه ساكت ، فقال : ما تقول
يا أبا الحسن؟ فقال : ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف .
وقيل إنّ عمر قعد على
رزق أبي بكر حتى اشتدّت حاجته ، فأرادوا أن يزيدوه فأبى عليهم .
* * *
وكان عمّاله في هذه
السنة : عتّاب بن أسيد ، كذا قال ابن جرير ،
__________________
وقد قدّمنا موت عتّاب
، قال : وعلى الطّائف يعلى بن منية ، وعلى الكوفة سعد
، وعلى قضائها أبو قرّة. وعلى البصرة المغيرة بن شعبة. وعلى اليمامة والبحرين عثمان
بن أبي العاص. وعلى عمان حذيفة بن محصن. وعلى ثغور الشّام أبو عبيدة بن الجرّاح.
__________________
المتوفّون فيها
(الحارث بن هشام) يقال
توفّي فيها. وسيأتي في طاعون عمواس .
ع سعد بن عبادة
ابن دليم بن حارثة
بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج [بن ساعدة بن كعب بن الخزرج. الأنصاريّ السّاعديّ.
سيّد الخزرج] أبو
__________________
ثابت ، ويقال أبو قيس
.
أحد النّقباء ليلة
العقبة. وقد اجتمعت عليه الأنصار يوم السّقيفة وأرادوا أن يبايعوه بالخلافة.
لم يذكر أهل المغازي
أنّه شهد بدرا. وذكر البخاري وأبو حاتم أنّه شهدها ، وروي
ذلك عن عروة.
قال الواقديّ : كان
سعد ، وأبو دجانة ، والمنذر بن عمرو لمّا أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة. وكان سيّدا
جوادا. لم يشهد بدرا. وكان يتهيّأ للخروج ، فنهش قبل أن يخرج ، فأقام ، فقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «لئن كان سعد لم
يشهد بدرا لقد كان عليها حريصا». هكذا حكاه ابن سعد في «الطبقات» بلا سند. وقد شهد أحدا
والمشاهد.
قال : وكان يبعث كل
يوم بجفنة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما قدم المدينة ،
وقال عروة : كان ينادي على أطم سعد : من أحبّ شحما
ولحما فليأت سعد بن عبادة. وقد أدركت ابنه يفعل ذلك .
وقال ابن عبّاس : إنّ
أمّ سعد توفّيت فتصدّق عنها بحائطه المخراف .
__________________
ولسعد ذكر في حديث
الإفك.
وقد حدّث عنه بنوه
: قيس ، وسعيد ، وإسحاق ، وابن عبّاس ، وأبو أمامة بن سهل ، وسعيد بن المسيّب ، ولم
يدركه.
وقال ابن سعد : أنا محمد بن عمر
حدّثني محمد بن صالح ، عن الزّبير بن المنذر بن أبي أسيد السّاعديّ أنّ أبا بكر بعث
إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع فقد بايع النّاس. فقال : لا والله لا أبايع حتّى أراميكم
بما في كنانتي وأقاتلكم بمن معي. وقال : فقال بشير بن سعد : يا خليفة رسول الله إنّه
قد أبى ولجّ وليس بمبايعكم أو يقتل ، ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته ، ولن يقتلوا
حتى تقتل الخزرج ، فلا تحرّكوه فقد استقام لكم الأمر وليس بضارّكم ، إنّما هو رجل واحد
ما ترك. فقبل أبو بكر نصيحة بشير.
قال : فلمّا ولي عمر
لقيه ذات يوم فقال له : إيه يا سعد. فقال : إيه يا عمر.
فقال عمر : أنت صاحب
ما أنت صاحبه. قال : نعم وقد أفضى إليك هذا الأمر. وكان والله صاحبك أحبّ إلينا منك
، وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر : إنّه من كره جوار جاره تحوّل عنه ، فقال
سعد : أما إنّي غير مستسر بذلك. وأنا متحوّل
إلى جوار من هو خير منك. فلم يلبث أن خرج مهاجرا إلى الشّام. فمات بحوران .
قال محمد بن عمر :
ثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعد بن عبادة ، عن أبيه قال : توفّي سعد بحوران لسنتين ونصف
من خلافة عمر. قال محمد بن عمر : كأنّه مات سنة خمس عشرة. قال عبد العزيز : فما علم
بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن ـ وهم يقتحمون نصف النّهار ـ
قائلا من البئر :
__________________
نحن قتلنا سيّد
|
|
الخزرج سعد بن عباده
|
فرميناه بسهمين
|
|
فلم نخط فؤاده
|
فذعر الغلمان ، فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الّذي مات فيه سعد ، وإنّما جلس يبول
في نفق فاقتتل فمات من ساعته ، وجدوه قد اخضرّ جلده .
وقال ابن أبي عروبة
: سمعت محمد بن سيرين يحدّث أنّه بال قائما ، فلمّا رجع قال لأصحابه : إنّي لأجد دبيبا
، فمات فسمعوا الجنّ تقول : نحن قتلنا سيّد الخزرج ـ البيتين .
وقال سعيد بن عبد العزيز
: أوّل مدينة فتحت بالشام بصرى ، وفيها مات سعد بن عبادة.
(سعد بن عبيد) بن النّعمان أبو زيد
الأنصاري الأوسيّ.
استشهد بوقعة القادسيّة
، وقيل إنّه والد عمير بن سعد الزّاهد أمير حمص لعمر ، شهد سعد بدرا وغيرها ، وكان
يقال له سعد القاري .
__________________
وذكر محمد بن سعد أنّ القادسيّة سنة
ستّ عشرة. وأنّه قتل بها وله أربع وستّون سنة.
وقال قيس بن مسلم ،
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن سعد بن عبيد أنّه خطبهم فقال : إنّا لاقوا العدوّ غدا
وإنّا مستشهدون غدا ، فلا تغسلوا عنّا دما ولا نكفّن إلّا في ثوب كان علينا .
(سعيد بن الحارث) بن قيس بن عديّ القرشيّ
السّهميّ ، هو وإخوته الحجّاج ، ومعبد ، وتميم ، وأبو قيس ، وعبد الله ، والسائب ،
كلّهم من مهاجرة الحبشة ، ذكرهم ابن سعد.
استشهد أكثرهم يوم
اليرموك ويوم أجنادين.
سهيل بن عمرو بن عبد شمس
ابن عبد ودّ بن نصر
بن مالك بن حسن بن عامر بن لؤيّ
أبو يزيد
__________________
العامريّ ، أحد خطباء
قريش وأشرافهم.
أسلم يوم الفتح وحسن
إسلامه ، وكان قد أسر يوم بدر ، وكان قد قام بمكة وحضّ على النّفير فقال : يا آل غالب
أتاركون أنتم محمدا والصّباة يأخذون عيركم؟ من أراد
مالا فهذا مال ، ومن أراد قوّة فهذه قوّة. وكان سمحا جوادا فصيحا ، قام خطيبا بمكة
أيضا عند وفاة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بنحو خطبة أبي بكر
فسكّنهم ، وهو الّذي مشى في صلح الحديبيّة.
وقال الزّبير بن بكّار
، كان سهيل بعد كثير الصّلاة والصّوم والصّدقة ، وخرج بجماعته إلى الشام مجاهدا ، وقيل
إنّه صام وقام حتّى شحب لونه وتغيّر ، وكان كثير البكاء عند قراءة القرآن.
قال المدائنيّ وغيره
: إنّه استشهد يوم اليرموك.
وقال الشافعيّ والواقديّ
: إنّه توفّي بطاعون عمواس.
روى عنه يزيد بن عميرة
الزّبيدي وغيره عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقيل كان أميرا على
كردوس يوم اليرموك.
__________________
(عامر بن مالك بن أهيب
الزّهريّ) أخو سعد بن أبي وقّاص
، من مهاجرة الحبشة.
قدم دمشق بكتاب عمر
على أبي عبيدة بإمرته على الشّام وعزل خالد ، استشهد يوم اليرموك على الصحيح .
(عبد الله بن سفيان) هذا ابن أخي أبي سلمة
بن عبد الأسد المخزوميّ.
له صحبة وهجرة إلى
الحبشة ورواية.
روى عنه عمرو بن دينار
منقطعا ، واستشهد باليرموك.
(عبد الرحمن أخو الزّبير
بن العوّام لأبيه ) حضر بدرا هو وأخوه عبيد الله الأعرج مشركين ، فهربا فأدرك
عبيد الله فقتل ، ثم أسلم فيما بعد هذا ، وصحب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، واستشهد باليرموك.
* * *
* عتبة بن غزوان رضياللهعنه ، يقال مات فيها ،
وقد تقدّم.
* عكرمة بن أبي جهل
المخزوميّ ، يقال استشهد يوم اليرموك ، وقد تقدّم.
د ن ق (عمرو بن أمّ
مكتوم) الضّرير.
__________________
مؤذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واستخلفه على المدينة
في غير غزوة ، قيل كان اللّواء معه يوم القادسيّة ، واستشهد يومئذ.
وقال ابن سعد : رجع إلى المدينة
بعد القادسيّة ، ولم نسمع له بذكر بعد عمر.
قلت : روى عنه عبد
الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو رزين الأسديّ ، وله ترجمة طويلة في كتاب ابن سعد.
* عمرو بن الطّفيل
بن عمرو بن طريف قتل باليرموك.
(عيّاش بن أبي ربيعة)
عمرو بن المغيرة بن
عيّاش المخزوميّ ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الّذي سمّاه في القنوت
ودعا له بالنّجاة .
__________________
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ،
وعنه ابنه عبد الله
وغيره ، وهو أخو أبي جهل لأمّه ، كنيته أبو عبد الله ، استشهد يوم اليرموك.
* فراس بن النّضر بن
الحارث ، يقال استشهد باليرموك.
* قيس بن عديّ بن سعد
بن سهم ، من مهاجرة
الحبشة ، قتل باليرموك.
(قيس بن أبي صعصعة) عمرو بن زيد بن عوف
الأنصاريّ المازنيّ.
شهد العقبة وبدرا ،
وورد له حديث من طريق ابن لهيعة عن حبّان بن واسع بن حبّان ، عن أبيه عنه ، قلت : في
كم أقرأ القرآن يا رسول الله؟ قال : «في خمس عشرة» ،
قلت : أجدني أقوى من
ذلك . وفيه دليل على أنّه جمع القرآن.
وكان أحد أمراء الكراديس
يوم اليرموك.
(نصير بن الحارث) بن علقمة بن كلدة بن
عبد مناف بن عبد الدّار
__________________
ابن قصيّ العبديّ القرشي.
من مسلمة الفتح ومن
حلماء قريش ، وقيل إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أعطاه مائة من الإبل
من غنائم حنين ، تألّفه بذلك. فتوقف في أخذها وقال : لا أرتشي على الإسلام ، ثم قال
: والله ما طلبتها ولا سألتها وهي عطيّة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخذها ، وحسن إسلامه
، واستشهد يوم اليرموك ، وأخوه النّضر قتل كافرا في نوبة بدر.
(نوفل بن الحارث) بن عبد المطلب بن هاشم
، أبو الحارث ابن عمّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وهو أسنّ من أسلم من
بني هاشم ، وقد أسر يوم بدر ففداه العبّاس ، فلمّا فداه أسلم .
وقيل إنّه هاجر أيام
الخندق ، وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين العبّاس
، وكانا شريكين في الجاهليّة متحابّين ، شهد نوفل الحديبيّة والفتح ، وأعان
__________________
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم حنين بثلاثة آلاف
رمح ، وثبت معه يومئذ .
توفّي سنة خمس عشرة
بخلف وقيل سنة عشرين.
(هشام بن العاص) السّهميّ.
عند ابن سعد أنّه قتل يوم اليرموك.
__________________
سنة ستّ عشرة
قيل : كانت وقعة القادسيّة
في أوّلها. واستشهد يومئذ مائتان ، وقيل : عشرون ومائة رجل.
قال خليفة : فيها فتحت الأهواز
ثم كفروا ، فحدّثني الوليد بن
هشام ، عن أبيه ، عن جدّه قال : سار المغيرة بن شعبة إلى الأهواز فصالحه الفيرزان على ألفي ألف درهم
وثمانمائة ألف درهم ، ثمّ غزاهم الأشعريّ بعده.
وقال الطبريّ : فيها دخل المسلمون
مدينة بهرسير وافتتحوا المدائن ، فهرب منها يزدجرد
بن شهريار.
__________________
فلمّا نزل سعد بن أبي
وقّاص بهرسير ـ وهي المدينة التي فيها منزل كسرى ـ طلب السّفن ليعبر بالنّاس إلى المدينة
القصوى ، فلم يقدر على شيء منها ، وجدهم قد ضمّوا السّفن ، فبقي أيّاما حتّى أتاه أعلاج
فدلّوه على مخاضة ، فأبى ، ثمّ إنّه
عزم له أن يقتحم دجلة ، فاقتحمها المسلمون وهي زائدة ترمي بالزّبد ، ففجئ أهل فارس أمر لم يكن
لهم في حساب ، فقاتلوا ساعة ثمّ انهزموا وتركوا جمهور أموالهم ، واستولى المسلمون على
ذلك كلّه ، ثم أتوا إلى القصر الأبيض ، وبه قوم قد تحصّنوا ثمّ صالحوا.
وقيل إنّ الفرس لمّا
رأوا اقتحام المسلمين الماء تحيّروا وقالوا : والله ما نقاتل الإنس ولا نقاتل إلّا
الجنّ ، فانهزموا .
ونزل سعد القصر الأبيض
، واتّخذ الإيوان مصلّى ، وإنّ فيه لتماثيل جصّ فما حرّكها .
ولمّا انتهى إلى مكان
كسرى أخذ يقرأ (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ) الآية.
__________________
قالوا : وأتمّ سعد
الصّلاة يوم دخلها ، وذلك أنّه أراد المقام بها ، وكانت أوّل جمعة جمعت بالعراق ، وذلك
في صفر سنة ستّ عشرة .
قال الطّبريّ : قسّم
سعد الفيء بعد ما خمّسه ، فأصاب الفارس اثنا عشر ألفا ، وكلّ الجيش كانوا فرسانا .
وقسّم سعد دور المدائن
بين النّاس وأوطنوها ، وجمع سعد الخمس وأدخل فيه كلّ شيء من ثياب كسرى وحليّه وسيفه.
وقال للمسلمين : هل لكم أن تطيب أنفسكم عن أربعة أخماس هذا القطف فنبعث به إلى عمر
، فيضعه حيث يرى ويقع من أهل المدينة موقعا؟ قالوا : نعم ، فبعثه على هيئته. وكان ستّين
ذراعا في ستّين ذراعا بساطا واحدا مقدار جريب . فيه طرق كالصّور. وفصوص كالأنهار ، وخلال ذلك كالدّرّ ، وفي حافّاته كالأرض
المزروعة ، والأرض كالمبقلة بالنّبات في الرّبيع من الحرير على قصبات الذّهب. ونوّاره بالذّهب
والفضّة ونحوه. فقطّعه عمر وقسّمه بين النّاس. فأصاب عليّا قطعة منه فباعها بعشرين
ألفا .
واستولى المسلمون في
ثلاثة أعوام على كرسيّ مملكة كسرى ، وعلى كرسيّ مملكة قيصر ، وعلى أمّي بلادهما. وغنم
المسلمون غنائم لم يسمع بمثلها قطّ من الذّهب والجوهر والحرير والرّقيق والمدائن والقصور.
فسبحان الله العظيم الفتّاح.
__________________
وكان لكسرى وقيصر ومن
قبلهما من الملوك في دولتهم دهر طويل ، فأمّا الأكاسرة والفرس وهم المجوس فملكوا العراق
والعجم نحوا من خمسمائة سنة ، [فأوّل ملوكهم دارا ، وطال عمره فيقال إنّه بقي في الملك
مائتي سنة] ، وعدّة ملوكهم خمسة
وعشرون نفسا ، منهم امرأتان ، وكان آخر القوم يزدجرد الّذي هلك في زمان عثمان ، وممّن
ملك منهم ذو الأكتاف سابور ، عقد له بالأمر وهو
في بطن أمّه ، لأنّ أباه مات وهذا حمل ، فقال الكهّان : هذا يملك الأرض ، فوضع التّاج
على بطن الأمّ ، وكتب منه إلى الآفاق وهو بعد
جنين ، وهذا شيء لم يسمع بمثله قطّ ، وإنّما لقّب بذي الأكتاف لأنّه كان ينزع أكتاف
من غضب عليه ، وهو الّذي بنى الإيوان الأعظم وبنى نيسابور وبنى سجستان .
ومن متأخّري ملوكهم
أنوشروان ، وكان حازما عاقلا ، كان له اثنا عشر ألف امرأة وسريّة ، وخمسون ألف دابّة
، وألف فيل إلّا واحدا ، وولد نبيّنا صلىاللهعليهوسلم في زمانه ، ثمّ مات أنوشروان
وقت موت عبد المطلب ، ولمّا استولى الصّحابة على الإيوان أحرقوا ستره ، فطلع منه ألف
ألف مثقال ذهبا.
وقعة جلولاء
في هذه السّنة قال
ابن جرير الطّبريّ : فقتل الله من الفرس
مائة
__________________
ألف ، جلّلت القتلى
المجال وما بين يديه وما خلفه ، فسمّيت جلولاء. وقال غيره : كانت في سنة سبع عشرة.
وعن أبي وائل قال : سمّيت جلولاء لما تجلّلها من الشّرّ.
وقال سيف : كانت سنة
سبع عشرة.
وقال خليفة بن خيّاط
: هرب يزدجرد بن كسرى
من المدائن إلى حلوان ، فكتب إلى الجبال ، فجمع العساكر ووجّههم إلى جلولاء ، فاجتمع
له جمع عظيم ، عليهم خرّزاذ بن خرهرمز ، فكتب سعد إلى عمر
يخبره ، فكتب إليه : أقم مكانك ووجّه إليهم جيشا ، فإنّ الله ناصرك ومتمّم وعده ، فعقد
لابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص ، فالتقوا ، فجال المسلمون جولة ، ثمّ هزم الله
المشركين ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وحوى المسلمون عسكرهم وأصابوا أموالا عظيمة وسبايا
، فبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف.
وجاء عن الشّعبيّ أنّ
فيء جلولاء قسّم على ثلاثين ألف ألف .
وقال أبو وائل : سمّيت
جلولاء «فتح الفتوح» .
وقال ابن جرير : أقام هاشم بن عتبة
بجلولاء ، وخرج القعقاع بن عمرو في آثار القوم إلى خانقين ، فقتل من أدرك منهم ، وقتل
مهران ، وأفلت الفيرزان ، فلما بلغ ذلك يزدجرد
تقهقر إلى الرّيّ.
* * *
__________________
وفيها جهّز سعد جندا
فافتتحوا تكريت واقتسموها ، وخمّسوا الغنائم ، فأصاب الفارس منها ثلاثة آلاف درهم .
* * *
وفيها سار عمر إلى
الشام وافتتح بيت المقدس ، وقدم إلى الجابية ـ وهي قصبة حوران ـ فخطب بها خطبة مشهورة
متواترة عنه .
قال زهير بن محمد المروزي
: حدّثني عبد الله بن مسلم بن هرمز أنّه سمع أبا الغادية المزني قال : قدم علينا عمر
الجابية ، وهو على جمل أورق ، تلوح صلعته للشمس
، ليس عليه عمامة ولا قلنسوة ، بين عودين ، ووطاؤه فرو كبش نجدي ، وهو فراشه إذا نزل
، وحقيبته شملة أو نمرة محشوّة ليفا وهي وسادته ، عليه قميص قد انخرق بعضه ودسم جيبه.
رواه أبو إسماعيل المؤدّب
، عن ابن هرمز فقال : عن أبي العالية الشّاميّ.
قنّسرين
وفيها بعث أبو عبيدة
عمرو بن العاص ـ بعد فراغه من اليرموك ـ إلى قنّسرين ، فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية
على الجزية ، وفتح سائر بلاد قنّسرين عنوة .
وفيها افتتحت سروج
والرّها على يدي عياض بن غنم .
وفيها قال ابن الكلبيّ
: سار أبو عبيدة وعلى مقدّمته خالد بن الوليد ، فحاصر أهل إيلياء ، فسألوه الصّلح على
أن يكون عمر هو الّذي يعطيهم
__________________
ذلك ويكتب لهم أمانا
، فكتب أبو عبيدة إلى عمر ، فقدم عمر إلى الأرض المقدّسة فصالحهم وأقام أيّاما ثم شخص
إلى المدينة .
وفيها كانت وقعة قرقيسياء
، وحاصرها الحارث بن
يزيد العامريّ ، وفتحت صلحا .
* * *
وفيها كتب التاريخ
في شهر ربيع الأول ، فعن ابن المسيّب قال : أوّل من كتب التاريخ عمر بن الخطّاب لسنتين
ونصف من خلافته ، فكتب لستّ عشرة من الهجرة بمشورة عليّ رضياللهعنهما .
وفيها ندب لحرب أهل
الموصل ربعيّ بن الأفكل.
* * *
(من توفّي فيها):
مارية أمّ إبراهيم
القبطية ، وكانت أهداها المقوقس
إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم سنة ثمان ، وعاش ابنها
إبراهيم عليهالسلام عشرين شهرا ، وصلّى
عليها عمر ، ودفنت بالبقيع في المحرّم.
* * *
__________________
ويقال توفّي فيها سعد
بن عبادة . وأبو زيد سعد بن عبيد القارئ .
__________________
سنة سبع عشرة
يقال كانت فيها وقعة
جلولاء المذكورة.
وفيها خرج عمر إلى
سرغ ، واستخلف على المدينة
زيد بن ثابت ، فوجد الطّاعون بالشام ، فرجع لمّا حدّثه عبد الرحمن بن عوف عن النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم في أمر الطّاعون .
وفيها زاد عمر في مسجد
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعمله كما كان في
زمان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .
وفيها كان القحط بالحجاز
، وسمّي عام الرّمادة ، واستسقى عمر للنّاس
بالعبّاس عمّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .
__________________
وفيها كتب عمر إلى
أبي موسى الأشعريّ بإمرة البصرة. وبأن يسير إلى كور الأهواز ، فسار واستخلف على البصرة
عمران بن حصين ، فافتتح أبو موسى الأهواز صلحا وعنوة ، فوظّف عمر عليها عشرة آلاف ألف
درهم وأربعمائة ألف ، وجهد زياد في إمرته أن يخلص العنوة من الصّلح فما قدر .
قال خليفة : وفيها شهد أبو بكرة
، ونافع ابنا الحارث ، وشبل بن معبد ، وزياد على المغيرة بالزّنى ثم نكل بعضهم ، فعزله
عمر عن البصرة وولّاها أبا موسى الأشعريّ .
وقال خليفة : ثنا ريحان بن عصمة
، ثنا عمر بن مرزوق ، عن أبي فرقد قال : كنّا مع أبي موسى الأشعريّ بالأهواز وعلى خيله
تجافيف الدّيباج.
وفيها تزوّج عمر بأمّ
كلثوم بنت فاطمة الزّهراء ، وأصدقها أربعين ألف درهم فيما قيل .
* * *
__________________
الوفيّات
وفيها توفّي جماعة
، الأصحّ أنّهم توفّوا قبل هذه السّنة وبعدها ، فتوفّي عتبة بن غزوان في قول سعيد بن
عفير ورواية الواقديّ. وتوفّي فيها الحارث بن هشام ، وإسماعيل بن عمرو في قول ابن عفير.
وفي قوله أيضا شرحبيل بن حسنة. ويزيد بن أبي سفيان بن حرب ، وفي قول هشام بن الكلبيّ
وابن عفير توفّي أبو عبيدة بن الجرّاح.
وقال أبو مسهر : قرأت
في كتاب يزيد بن عبيدة : توفّي أبو عبيدة ، ومعاذ بن جبل سنة سبع عشرة.
سنة ثماني عشرة
فيها قال ابن إسحاق
: استسقى عمر للنّاس وخرج ومعه العبّاس فقال : «اللهمّ إنّا نستسقيك بعمّ نبيّك» .
وفيها افتتح أبو موسى
جنديسابور والسّوس صلحا ، ثم رجع إلى
الأهواز .
وفيها وجّه سعد بن
أبي وقّاص جرير بن عبد الله البجليّ إلى حلوان بعد جلولاء ، فافتتحها عنوة .
ويقال بل وجّه هاشم
بن عتبة ، ثم انتقضوا حتّى ساروا إلى نهاوند ، ثمّ سار هاشم إلى ماه فأجلاهم إلى أذربيجان
، ثم صالحوا .
ويقال فيها افتتح أبو
موسى رامهرمز ، ثمّ سار إلى تستر
__________________
فنازلها .
وقال أبو عبيدة بن
المثنّى : فيها حاضر هرم بن حيّان أهل دست هرّ ، فرأى ملكهم امرأة
تأكل ولدها من الجوع فقال : الآن أصالح العرب ، فصالح هرما على أن يخلي لهم المدينة
.
وفيها نزل النّاس الكوفة
، وبناها سعد باللّبن
، وكانوا بنوها بالقصب فوقع بها حريق هائل.
وفيها كان طاعون عمواس
بناحية الأردنّ ، فاستشهد
فيه خلق من المسلمين. ويقال : إنّه لم يقع بمكة ولا بالمدينة طاعون.
__________________
ذكر من توفّي بهذا الطّاعون
بخ أبو عبيدة
عامر بن عبد الله بن
الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث
بن فهر القرشيّ الفهريّ ، أمين هذه الأمّة وأحد العشرة وأحد الرجلين اللذين عيّنهما
أبو بكر للخلافة يوم السّقيفة.
__________________
روى عنه جابر ، وأبو
أمامة ، وأسلم مولى عمر ، وجماعة.
ولي إمرة أمراء الأجناد
بالشّام ، وكان من السّابقين الأوّلين ، شهد بدرا ونزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر
في وجنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد بأسنانه رفقا
بالنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فانتزعت ثنيتاه ،
فحسّن ذهابهما فاه ، حتّى قيل : ما رئي أحسن من هتم أبي عبيدة .
وقد انقرض عقبه .
وقيل : آخى النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم بينه وبين محمد بن
مسلمة.
وعن مالك بن يخامر
أنّه وصف أبا عبيدة
فقال : كان نحيفا معروق الوجه خفيف اللّحية طوالا أجنى أثرم الثّنيتين .
وقال موسى بن عقبة
في غزوة ذات السّلاسل : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أمدّ عمرو ابن العاص
بجيش فيهم أبو بكر وعمر ، وأمّر عليهم أبا عبيدة .
وقال راشد بن سعد وغيره إنّ عمر قال
: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حيّ استخلفته ، فإن سألني الله لم استخلفته قلت : إنّي
سمعت نبيّك يقول :
__________________
«إنّ لكلّ أمّة أمينا
وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح ».
وقال عبد الله بن شقيق
: سألت عائشة : أيّ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان أحبّ إليه؟ فقالت
: أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ أبو عبيدة .
وقال عروة بن الزّبير
: قدم عمر الشام فتلقوه ، فقال : أين أخي أبو عبيدة؟ قالوا : يأتيك الآن ، فجاء على
ناقة مخطوطة بحبل ، فسلّم عليه ثمّ قال للناس : انصرفوا عنّا ، فسار معه حتّى أتى منزله
فنزل عليه ، فلم ير في بيته إلّا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتّخذت متاعا
ـ أو قال شيئا ـ قال : يا أمير المؤمنين إنّ هذا سيبلّغنا المقيل .
ومناقب أبي عبيدة كثيرة
ذكرها الحافظ أبو القاسم في «تاريخ
__________________
دمشق» .
وقال أبو الموجّه المروزيّ
: زعموا أنّ أبا عبيدة كان في ستّة وثلاثين ألفا من الجند : فلم يبق من الطّاعون ،
يعني إلّا ستّة آلاف .
وقال عروة : إنّ وجع
عمواس كان معافى منه أبو عبيدة وأهله فقال : «اللهمّ نصيبك في آل أبي عبيدة» فخرجت
به بثرة : فجعل ينظر إليها فقيل : إنها ليست بشيء ، فقال : إنّي لأرجو أن يبارك الله
فيها.
وعن عروة بن رويم أنّ
أبا عبيدة أدركه أجله بفحل فتوفّي بها ، وهي بقرب بيسان.
قال الفلّاس وجماعة
: إنّه توفّي سنة ثماني عشرة زاد الفلّاس : وله
ثمان وخمسون سنة .
وكان يخضب بالحنّاء
والكتم ، وله عقيصتان ، رضياللهعنه.
__________________
ع معاذ بن جبل
ابن عمرو بن أوس بن
عائذ بن عديّ من بني سلمة الأنصاري الخزرجيّ
أبو عبد الرحمن.
__________________
شهد العقبة وبدرا ، وكان إماما ربّانيا.
قال له النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «يا معاذ والله إنّي
أحبّك» .
وعن عمر ، عن النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم قال : «يأتي معاذ أمام
العلماء برتوة ».
__________________
وقال ابن مسعود : كنّا
نشبّه معاذا بإبراهيم الخليل. كان أمّة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين .
وقال محمد بن سعد : كان معاذ رجلا طوالا
أبيض ، حسن الثّغر ، عظيم العينين ، مجموع
الحاجبين ، جعدا قططا.
وقيل إنّه أسلم وله
ثماني عشرة سنة ، وعاش بضعا وثلاثين سنة وقبره بالغور.
وروى عنه أنس ، وأبو
الطّفيل ، وأبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولانيّ ، وأسلم
مولى عمر ، والأسود بن يزيد ، ومسروق ، وقيس بن أبي حازم ، وخلق سواهم.
واستشهد هو وابنه في
طاعون عمواس ، وأصيب بابنه عبد الرحمن قبله .
وقال بشير بن يسار
: لما بعث معاذ إلى
اليمن معلّما ، وكان رجلا أعرج ، فصلّى بالنّاس فبسط رجله فبسطوا أرجلهم ، فلمّا فرغ
قال : أحسنتم ولا تعودوا ، واعتذر عن رجله.
وفي الصحيح من حديث
أنس رفعه : «أعلم أمّتي بالحلال والحرام
__________________
معاذ بن جبل»
وعن جابر قال : كان
من أحسن النّاس وجها ، وأحسنهم خلقا ، وأسمحهم كفا ، فأدان دينا كثيرا فلزمه غرماؤه
حتّى تغيّب ، ثمّ طلبه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ومعه غرماؤه فقال :
«رحم الله من تصدّق عليه» فأبرأه ناس وقال آخرون : خذ لنا حقّنا منه ، فخلعه رسول الله
صلىاللهعليهوسلم من ماله ودفعه إلى
الغرماء ، فاقتسموه وبقي لهم عليه ، ثمّ بعثه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن وقال : «لعلّ
الله يجبرك» فلم يزل بها حتّى توفّي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقدم على أبي بكر
.
وقال شهر بن حوشب ،
عن الحارث بن عميرة الزّبيدي قال : إنّي
__________________
لجالس عند معاذ وهو
يموت ، فأفاق وقال : «أخنق عليّ خنقك فو عزّتك إنّي لأحبك» .
وعن عبد الله بن كعب
بن مالك أنّ معاذا توفّي في سنة ثماني عشرة وله ثمان وثلاثون سنة .
(ق) يزيد بن أبي سفيان .
ابن حرب بن أميّة الأمويّ
، ويقال له يزيد الخير ، أمّه زينب بنت نوفل الكنانيّة.
__________________
أسلم يوم الفتح وحسن
إسلامه ، وشهد حنينا ، وأعطاه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الغنائم فيما قيل
مائة بعير وأربعين أوقيّة ، وكان جليل القدر شريفا سيّدا فاضلا ، وهو أحد أمراء الأجناد
الأربعة الذين عقد لهم أبو بكر الصّدّيق وسيّرهم لغزو الشام ، فلمّا فتحت دمشق أمّره
عمر على دمشق ، ثم ولّى بعد موته أخاه معاوية .
له عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في الوضوء ، وعن أبي بكر.
روى عنه أبو عبد الله
الأشعريّ ، وجنادة بن أبي أميّة.
توفّي في الطّاعون.
وقال الوليد بن مسلم
: إنّه توفّي في سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيساريّة التي بساحل الشام.
[عوف الأعرابيّ : ثنا
مهاجر أبو مخلد ، حدّثني أبو العالية قال : غزا يزيد بن أبي سفيان بالنّاس ، فوقعت
جارية نفيسة في سهم رجل ، فاغتصبها يزيد ، فأتاه أبو ذرّ فقال : ردّ على الرجل جاريته
، فتلكأ فقال : لئن فعلت ذلك لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أوّل من يبدّل
سنّتي رجل من بني أميّة يقال له يزيد» ، فقال : نشدتك بالله أنا منهم؟ قال : لا ، فردّ
على الرجل جاريته. أخرجه الرّوياني في مسندة] .
__________________
ق (شرحبيل بن حسنة) وهي أمّه ، واسم أبيه
عبد الله بن المطاع ، حليف بني زهرة ، أبو عبد الله من كندة.
هاجر هو وأمّه إلى
الحبشة .
وله رواية حديثين .
روى عنه عبد الرحمن
بن غنم ، وأبو عبد الله الأشعريّ.
وكان أحد الأمراء الأربعة
الذين أمّرهم أبو بكر الصّدّيق.
__________________
(الفضل بن العبّاس)
بن عبد المطلب بن هاشم
، وكان جميلا مليحا وسيما.
توفّي شابّا لأنّه
يوم حجّة الوداع كان أمرد ، وكان يومئذ رديف النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .
له صحبة ورواية.
روى عنه أخوه عبد الله
، وأبو هريرة ، وربيعة بن الحارث.
توفّي بطاعون عمواس
في قول ابن سعد والزّبير بن بكّار
، وأبي حاتم ، وابن البرقي ، وهو
الصّحيح ، ويقال : قتل يوم مرج الصّفّر ، ويقال : يوم أجنادين ، ويقال : يوم اليرموك
، ويقال : سنة ثمان وعشرين .
__________________
(الحارث بن هشام) بن المغيرة المخزومي
أبو عبد الرحمن أخو أبي جهل.
أسلم يوم الفتح ، وكان
سيّدا شريفا ، تألّفه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لحسبه بمائة من الإبل
من غنائم حنين ، ثم حسن إسلامه .
ولمّا خرج من مكة إلى
الجهاد بالشّام جزع لذلك أهل مكة وخرجوا
__________________
يشيّعونه ويبكون لفراقه
.
وتزوج عمر بعده بامرأته
فاطمة.
وقال ابن سعد : تزوّج
عمر بابنته أمّ حكيم.
مات الحارث في الطاعون.
(سهيل بن عمرو العامريّ)
خطيب قريش.
في الطاعون بخلف ،
وقد مرّ سنة خمس عشرة.
(أبو جندل بن سهيل)
بن عمرو ، اسمه العاص.
من خيار الصّحابة ،
وهو الّذي جاء يوم صلح الحديبيّة يرسف في قيوده ، وكان أبوه قيّده لمّا أسلم ، فقال
أبوه للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم : هذا أوّل ما أقاضيك
عليه أن تردّه ، فردّه .
له صحبة وجهاد.
توفّي بطاعون عمواس
، وقتل أخوه عبد الله يوم اليمامة ، وكان بدريا.
__________________
م د س ق (أبو مالك الأشعري)
قدم مع أصحاب السفينتين
أيام خيبر ، ونزل الشام.
اسمه كعب بن عاصم ، وقيل عمرو ، وقيل
عامر بن الحارث ، روى عنه عبد الرحمن بن غنم ، وأمّ الدّرداء
، وربيعة الجرشيّ ، وأبو سلّام الأسود.
وأرسل عنه عطاء بن
يسار ، وشهر بن حوشب.
وقال شهر بن حوشب عن
ابن غنم : طعن معاذ وأبو عبيدة وأبو مالك في يوم واحد.
وقال ابن سعد وغيره : توفّي في خلافة
عمر.
وقد أعدت ذكر أبي مالك
في طبقة ابن عبّاس.
* * *
وفيها افتتح أبو موسى
الرّها وسميساط عنوة .
__________________
[بقيّة حوادث سنة ثماني عشرة]
وفي أوائلها وجّه أبو
عبيدة بن الجرّاح عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة ، فوافق أبا موسى قد قدم من البصرة
، فمضيا فافتتحا حرّان ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة ، وقيل صلحا .
وفيها سار عياض بن
غنم إلى الموصل فافتتحها ونواحيها عنوة .
وفيها بنى سعد جامع
الكوفة .
__________________
سنة تسع عشرة
قال خليفة : فيها فتحت
قيسارية ، وأمير العسكر معاوية
بن أبي سفيان وسعد بن عامر بن حذيم ، كلّ أمير على جنده ، فهزم الله المشركين وقتل
منهم مقتلة عظيمة ، ورّخها ابن الكلبي.
وأمّا ابن إسحاق فقال
: سنة عشرين .
وفيها كانت وقعة صهاب
ـ بأرض فارس ـ في ذي الحجّة. وعلى المسلمين الحكم بن أبي العاص ، فقتل شهرك مقدّم
المشركين.
قال خليفة : وفيها أسرت الروم
عبد الله بن حذافة السّهميّ.
وقيل : فيها فتحت تكريت
.
ويقال : فيها كانت
جلولاء وهي وقعة أخرى كانت بالعجم أو بفارس .
__________________
وفيها وجّه عمر عثمان
بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة ، فكان عندها شيء من
قتال ، أصيب فيه :
* * *
(صفوان بن المعطّل) بن رخصة السّلمي الذّكواني
، صاحب
__________________
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الّذي له ذكر في حديث
الإفك ، وقال فيه النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم : «ما علمت عليه إلّا
خيرا».
وقال هو : ما كشفت
كنف أنثى قطّ .
له حديثان .
روى عنه سعيد بن المسيّب
، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وسعيد المقبري ، وروايتهم عنه مرسلة إن كان توفّي
في هذه الغزوة ، وإن كان توفّي كما قال الواقديّ سنة ستين بسميساط فقد سمعوا منه.
وقال خليفة : مات بالجزيرة.
وكان على ساقة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وكان شاعرا.
__________________
وقال ابن إسحاق : قتل في غزوة أرمينية
هذه ، وكان أحد الأمراء يومئذ .
* * *
وفيما توفّي يزيد بن
أبي سفيان في قول ، وقد تقدّم.
__________________
الوفيّات
(ع) أبيّ بن كعب
ابن قيس بن عبيد بن
زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار ، أبو
__________________
المنذر الأنصاريّ ، وقيل :
يكنى أيضا أبا الطّفيل ، سيّد القراء.
شهد العقبة وبدرا.
روى عنه بنوه : محمد
، والطّفيل ، وعبد الله ، وابن عبّاس ، وأنس ، وسويد بن غفلة ، وأبو عثمان النّهديّ
، وزرّ بن حبيش ، وخلق سواهم.
عن عيسى بن طلحة بن
عبيد الله قال : كان أبي دحداحا ليس بالقصير ولا بالطّويل.
وعن عبّاس بن سهل قال
: كان أبيض الرأس واللحية.
وقال أنس : قال النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم لأبيّ : «إنّ الله
أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ
كَفَرُوا) » وقال : سمّاني لك؟ قال : «نعم» ، فبكى ،.
__________________
وقال أنس : جمع القرآن
على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعة كلّهم من الأنصار
: أبيّ ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد أحد عمومتي .
وقال ابن عبّاس : قال
أبيّ لعمر : إنّي تلقّيت القرآن ممّن تلقّاه من جبريل وهو رطب .
وقال ابن عبّاس : قال
عمر : أقرؤنا أبيّ ، وأقضانا عليّ ، وإنّا لندع من قول أبيّ ، وهو يقول :
لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد قال الله : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) .
وقال أنس : قال النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم : «أقرأ أمّتي أبيّ
بن كعب ».
وعن محمد بن أبيّ ،
عن أبيه ـ وروي من وجه آخر عن أبي سعيد الخدريّ ـ قال أبيّ : يا رسول الله ما جزاء
الحمّى ، قال : «تجري الحسنات
__________________
على صاحبها» ، فقال
: اللهمّ إنّي أسألك حمّى لا تمنعني خروجا في سبيلك ، فلم يمس أبيّ قطّ إلّا وبه حمّى
.
قلت : ولهذا يقول زرّ
: كان أبيّ فيه شراسة .
وقال أبو نضرة العبديّ
: قال رجل منّا يقال له جابر أو جويبر : طلبت حاجة إلى عمرو إلى جنبه رجل أبيض الثّياب
والشّعر ، فقال : إنّ الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة ، وفيها أعمالنا التي نجزي
بها في الآخرة ، فقلت : من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال : هذا سيّد المسلمين أبيّ بن
كعب .
وقال معمر : عامّة
علم ابن عبّاس من ثلاثة : عمر ، وعليّ ، وأبيّ.
قال الهيثم بن عديّ
: توفّي أبيّ سنة تسع عشرة.
وقال ابن معين : توفّي
سنة عشرين أو تسع عشرة.
وقال أبو عمر الضّرير
، وأبو عبيد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير
__________________
ورواه الواقديّ عن
غير واحد أنّه توفّي سنة اثنتين وعشرين. وقال خليفة والفلّاس : في خلافة
عثمان.
وقال ابن سعد : قد سمعت من يقول
: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين ، قال : وهو أثبت الأقاويل عندنا .
* * *
وفيها مات بالمدينة
:
(خبّاب مولى عتبة بن
غزوان ).
له صحبة وسابقة ، صلّى
عليه عمر.
لم يذكره ابن أبي حاتم
، وذكره الواقديّ فيمن شهد بدرا ، وكناه ، أبا يحيى.
وقال أبو أحمد الحاكم
: شهد بدرا ومات سنة تسع عشرة ، وله خمسون سنة.
__________________
سنة عشرين
فيها فتحت مصر.
روى خليفة ـ عن غير واحد ـ وغيره أنّ فيها كتب عمر إلى عمرو بن العاص
أن يسير إلى مصر ، فسار وبعث عمر الزّبير بن العوّام مددا له ، ومعه بسر بن أرطاة ، وعمير بن
وهب الجمحيّ ، وخارجة بن حذافة العدويّ ، حتى أتى باب أليون فتحصّنوا ، فافتتحها عنوة وصالحه
أهل الحصن ، وكان الزّبير أوّل من ارتقى سور المدينة ثمّ تبعه النّاس ، فكلّم الزّبير
عمرا أن يقسمها بين من افتتحها ، فكتب عمرو إلى عمر ، فكتب عمر : أكلة ، وأكلات خير
من أكلة ، أقرّوها .
__________________
وعن عمرو بن العاص
أنّه قال على المنبر : لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر عليّ عهد ولا عقد ،
إن شئت قتلت ، وإن شئت بعت ، وإن شئت خمّست إلّا أهل انطابلس فإنّ لهم عهدا نفي
به .
وعن عليّ بن رباح قال
: المغرب كلّه عنوة .
وعن ابن عمر قال :
افتتحت مصر بغير عهد . وكذا قال جماعة.
وقال يزيد بن أبي حبيب
: مصر كلّها صلح إلا الإسكندرية .
غزوة تستر
قال الوليد بن هشام
القحذميّ ، عن أبيه وعمّه أنّ
أبا موسى لمّا فرغ من الأهواز ، ونهر تيري ، وجنديسابور
، ورامهرمز ، توجّه إلى تستر ، فنزل باب الشرقي ، وكتب يستمدّ عمر ، فكتب إلى عمّار
بن ياسر أن أمدّه ، فكتب إلى جرير وهو بحلوان أن سر إلى أبي موسى ، فسار في ألف فأقاموا
أشهرا ، ثمّ كتب أبو موسى إلى عمر : إنّهم لم يغنوا شيئا. فكتب عمر إلى عمّار أن سر
بنفسك ، وأمدّه عمر من المدينة .
__________________
وعن عبد الرحمن بن
أبي بكرة قال : أقاموا سنة أو نحوها ، فجاء رجل من تستر وقال لأبي موسى : أسألك أن
تحقن دمي وأهل بيتي ومالي ، على أن أدلّك على المدخل ، فأعطاه ، قال : فابغني إنسانا
سابحا ذا عقل يأتيك بأمر بيّن ، فأرسل معه مجزأة
بن ثور السّدوسيّ ، فأدخل من مدخل الماء ينبطح على بطنه أحيانا ويحبو حتى دخل المدينة
وعرف طرقها ، وأراه العلج الهرمزان صاحبها ، فهمّ بقتله ثمّ ذكر قول أبي موسى : «لا
تسبقني بأمر» ورجع إلى أبي موسى ، ثمّ إنّه دخل بخمسة وثلاثين رجلا كأنّهم البطّ يسبحون
، وطلعوا إلى السّور وكبّروا ، واقتتلوا هم ومن عندهم على السّور ، فقتل مجزأة وفتح أولئك البلد ،
فتحصّن الهرمزان في برج.
وقال قتادة ، عن أنس
: لم نصلّ يومئذ الغداة حتّى انتصف النّهار فما يسرّني بتلك الصّلاة الدنيا كلها .
وقال ابن سيرين : قتل
يومئذ البراء بن مالك .
وقيل : أوّل من دخل
تستر عبد الله بن مغفّل المازنيّ.
وعن الحسن قال : حوصرت
تستر سنتين .
وعن الشّعبي قال :
حاصرهم أبو موسى ثمانية عشر شهرا ، ثمّ نزل
__________________
الهرمزان على حكم عمر
، فقال حميد ، عن أنس : نزل الهرمزان على حكم عمر.
فلما انتهينا إليه
ـ يعني إلى عمر بالهرمزان ـ قال : تكلّم ، قال : كلام حيّ أو كلام ميّت؟ قال : تكلّم
فلا بأس ، قال : إنّا وإيّاكم معشر العرب ما خلّى الله بيننا وبينكم ، كنّا نغصبكم
ونقتلكم ونفعل ، فلما
كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ، قال : يا أنس ما تقول؟ قلت : يا أمير المؤمنين
تركت بعدي عددا كثيرا وشوكة شديدة ، فإن تقتله ييأس القوم من الحياة ويكون أشدّ لشوكتهم
، قال : فأنا أستحيي قاتل البراء ومجزأة بن ثور! فلمّا أحسست بقتله قلت : ليس إلى قتله
سبيل ، قد قلت له : تكلّم بلا بأس ، قال : لتأتيني بمن يشهد به غيرك ، فلقيت الزّبير
فشهد معي ، فأمسك عنه عمر ، وأسلم الهرمزان ، وفرض له عمر ، وأقام بالمدينة .
وفيها هلك هرقل عظيم
الروم ، وهو الّذي كتب إليه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يدعوه إلى الإسلام
، وقام بعده ابنه يسطنطين.
وفيها قسّم عمر خيبر
وأجلى عنها اليهود ، وقسّم وادي القرى ، وأجلى يهود نجران إلى الكوفة. قاله محمد بن
جرير الطّبريّ .
* * *
__________________
الوفيّات
(ع) بلال بن رباح الحبشيّ
مولى أبي بكر الصّدّيق
، وأمّه حمامة.
كان من السّابقين الأوّلين
الذين عذّبوا في الله.
__________________
شهد بدرا ، وكان مؤذّن
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
روى عنه ابن عمر ،
وأبو عثمان النّهدي ، والأسود بن يزيد ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وجماعة.
كنيته أبو عبد الكريم
، وقيل أبو عبد الله ، ويقال أبو عمرو .
قال ابن مسعود في حديث
المعذّبين في الله قال : فأمّا بلال فهانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأعطوه
الولدان يطوفون به في شعاب مكة ، وهو يقول «أحد أحد» .
__________________
وقال هشام بن عروة
، عن أبيه قال : مرّ ورقة بن نوفل ببلال وهو يعذّب على الإسلام ، يلصق ظهره برمضاء
البطحاء وهو يقول : «أحد أحد» فقال ورقة : «أحد أحد ، يا بلال صبرا» ، والّذي نفسي
بيده لئن قتلتموه لأتّخذنّه حنانا .
ورواه بعضهم عن هشام
، عن أبيه ، عن أسماء. وهذا مشكل ، لم يثبت أنّ ورقة أدرك المبعث ولا عدّ صحابيّا.
وقال غيره : فلمّا
رأى أبو بكر بلالا يعذّبه قومه اشتراه منهم بسبع أواقيّ وأعتقه . وعن أبي أمامة ، وأنس يرفعانه قال : «بلال سابق الحبشة» .
وقال أبو حيّان التّيميّ
، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لبلال : «حدّثني بأرجى
عمل عملته في الإسلام ، فإنّي
__________________
سمعت اللّيلة خشفة
نعليك في الجنّة». قال :
ما تطهّرت إلّا صلّيت ما كتب لي .
ويروى عن زيد بن أرقم
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم المرء بلال
سيّد المؤذّنين يوم القيامة ».
وقال عروة : أمر رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بلالا عام الفتح فأذّن
فوق الكعبة .
وقال عليّ بن زيد ،
وغيره ، عن سعيد بن المسيّب : إنّ أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال
: أعتقتني لله أو لنفسك؟ قال : لله ، قال : فأذن لي حتّى أغزو في سبيل الله ، فأذن
له ، فذهب إلى الشام ، فمات هناك .
وقال زيد بن أسلم ،
عن أبيه قال ، قدمنا الشّام مع عمر فأذّن بلال ، فذكر النّاس النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فلم أر باكيا أكثر
من يومئذ.
وروى سليمان [بن بلال
بن أبي الدّرداء ، عن أمّ الدّرداء ، عن أبي الدّرداء ، قال : لما دخل عمر الشّام سأل
بلال عمر] أن يقرّه بالشّام ففعل
، قال : وأخي أبو رويحة الّذي آخى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبيني ، قال :
فنزلا داريّا في خولان ، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان ، فقالا : إنّا قد
__________________
أتيناكم خاطبين ، وقد
كنّا كافرين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله ، وفقيرين فأغنانا الله ، فإن تزوّجونا
فالحمد لله ، وإن تردّونا فلا حول ولا قوّة إلّا بالله ، فزوّجوهما.
ثم رأى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول له : «ما هذه
الجفوة أما آن لك أن تزورني»؟ فانتبه وركب راحلته حتّى أتى المدينة ، فذكر أنه أذّن
بها فارتجّت المدينة ، فما رئي يوم أكثر باكيا بالمدينة من ذلك اليوم .
وقال ابن المنكدر ،
عن جابر : كان عمر يقول : أبو بكر سيّدنا ، وأعتق سيّدنا ، يعني بلالا .
وقال إسماعيل بن أبي
خالد ، عن قيس قال : بلغ بلالا أنّ ناسا يفضّلونه على أبي بكر ، فقال : كيف وإنما أنا
حسنة من حسناته!.
وقال مكحول : حدّثني
من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة ،
نحيفا ، طوالا ، أجنى له شعر كثير ، خفيف
العارضين به شمط كثير .
قال يحيى بن بكير :
توفّي بلال بدمشق في الطّاعون سنة ثماني عشرة.
وقال محمد بن إبراهيم
التّيميّ ، وابن إسحاق ، وأبو عمر الضّرير ، وجماعة : توفّي سنة عشرين بدمشق.
وقال الواقديّ : دفن
بباب الصغير وله بضع وستّون سنة.
__________________
وقال عليّ بن عبد الله
التميميّ : دفن بباب كيسان
وقال ابن زبر : توفّي بداريّا ،
ودفن بباب كيسان ، وقال غيره : دفن بداريّا ، وروي أنّه مات بحلب. رواه عثمان بن خرّزاذ
عن شيخ له.
(ع) أسيد بن الحضير
ابن سماك الأوسي الأشهليّ
الأنصاريّ ، أبو يحيى ، وقيل أبو عتيك ، وقيل غير ذلك.
__________________
أحد النقباء ليلة العقبة
، وكان أبوه رئيس الأوس يوم بعاث ، فقتل يومئذ ، وذلك قبل الهجرة بستّ سنين ، وكان
يدعى حضير الكتائب وكان أسيد بعد أبيه
شريفا في قومه وفي الإسلام ، يعدّ من عقلائهم وذوي رأيهم.
قال ابن سعد : وآخى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبين زيد بن حارثة
، ولم يشهد بدرا.
روى عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عدّة أحاديث.
روى عنه كعب بن مالك
، وعائشة ، وأنس ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى .
وذكر الواقديّ أنّه
قدم الجابية مع عمر ، وأنّه جعله على ربع الأنصار ، وروى الواقديّ وغيره أنّه أسلم
على يد مصعب بن عمير هو وسعد بن معاذ في يوم.
وقال أبو هريرة : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم الرجل أبو بكر
، نعم الرجل عمر ، نعم الرجل أسيد بن الحضير» وذكر جماعة». أخرجه التّرمذيّ بإسناد
صحيح .
وورد أنّه كان من أحسن
النّاس صوتا بالقرآن.
وروى ابن إسحاق ، عن
يحيى بن عبّاد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار من بني عبد
الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سعد بن معاذ ، وأسيد
بن حضير ، وعبّاد بن بشر .
__________________
وقال يحيى بن بكير
: إنّه مات سنة عشرين ، وحمله عمر بن عمودي السّرير ، حتى وضعه بالبقيع ثم صلّى عليه
، وكذا ورّخ موته الواقدي
، وأبو عبيد ، وجماعة.
(أنيس بن مرثد) بن أبي مرثد الغنويّ
أبو يزيد.
كان عين النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في غزوة حنين ، وهو وأبوه وجدّه
صحابيّون.
قال إبراهيم بن المنذر
الحزاميّ وغيره : إنّه توفي في ربيع الأول سنة عشرين ، وقيل : إنّ اسمه
أنس ، وقيل : إنّه المذكور
في الرجم
في قوله عليهالسلام : «أغد يا أنيس على
امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها» .
__________________
روى عنه الحكم بن مسعود حديثا في
الفتنة.
البراء بن مالك
أخو أنس بن مالك الأنصاري
النّجّاري.
كان أحد الأبطال الأفراد
الذين يضرب بهم المثل في الفروسيّة والشّدّة ، وكان من فضلاء الأنصار وأحد السّادة
الأبرار ، قتل من المشركين مائة مبارزة.
__________________
روى ابن سيرين ، عن
أنس قال : دخلت على البراء وهو يتغنّى بالشّعر فقلت : يا أخي تتغنّى بالشّعر وقد أبدلك
الله به القرآن! فقال : أتخاف عليّ أن أموت على فراشي وقد تفرّدت بقتل مائة سوى من
شاركت في قتله ، إنّي لأرجو أن لا يفعل الله ذلك بي. وقد روى مثله ثمامة
بن أنس ، عن أبيه.
شهد البراء أحدا وما
بعدها .
وعن ابن سيرين قال
: كتب عمر أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش ، فإنّه مهلكة من المهالك تقدم بهم
.
قال ابن عبد البرّ
: استشهد البراء بتستر.
السّريّ بن يحيى ،
عن ابن سيرين ، أنّ المسلمين انتهوا إلى حائط فيه رجال من المشركين ، فقعد البراء على
ترس وقال : ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم ، فألقوه وراء الحائط ، قال : فأدركوه وقد
قتل منهم عشرة .
ابن عون ، عن ابن سيرين
قال : بارز البراء مرزبان الزّارة فطعنه
__________________
فصرعه وأخذ سلبه فباعه
بنيّف وثلاثين ألفا .
(ع) زينب بنت جحش
ابن رئاب الأسديّ أسد
خزيمة ، أمّ المؤمنين أخت أبي أحمد
__________________
وحمنة ، وأمّها أميمة بنت
عبد المطلب بن هاشم ، تزوّجها النبي صلىاللهعليهوسلم سنة ثلاث ، وقيل :
سنة خمس ، وقيل : سنة أربع وهو أصحّ ، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة ، قال الله
تعالى : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ
مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) ، فكانت زينب تفخر
على نساء النبيّ صلىاللهعليهوسلم وتقول زوّجكنّ أهليكنّ
وزوّجني الله من فوق عرشه .
وكانت ديّنة ورعة كثيرة
البرّ والصّدقة ، وكانت أوّل نسائه صلىاللهعليهوسلم
لحوقا به ، فصلّى عليها عمر.
أخرج مسلم من حديث
عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوما لنسائه :
«أسرعكن لحوقا بي أطولكنّ يدا». قالت : فكنّ يتطوّلن أيّتهنّ أطول يدا ، فكانت زينب
أطولنا يدا لأنّها كانت تعمل وتتصدّق .
__________________
[ابن عبد البرّ قال : روينا من وجوه
عن عائشة قالت : كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما رأيت امرأة قطّ
خيرا في الدّين من زينب وأتقى لله ، وأصدق ، حديثا ، وأوصل للرّحم ، وأعظم صدقة. رضياللهعنها.]
لها أحاديث. روى عنها
أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ، وزينب بنت أبي سلمة ، وابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش
، وأرسل عنها القاسم بن محمد.
توفّيت سنة عشرين ،
وكان عمر قد قسّم لأمّهات المؤمنين في السنة اثني عشر ألف درهم ، لكلّ واحدة إلّا جويرية
وصفيّة فقسّم لهما ستّة آلاف ، لكلّ واحدة ، لكونهما سبيتا. قاله الزّهري.
وقال الواقديّ : حدّثني
عمر بن عثمان الجحشي ، عن أبيه قال : تزوّج رسول الله صلىاللهعليهوسلم زينب بنت جحش لهلال
ذي القعدة سنة خمس وهي بنت خمس وثلاثين
سنة ، قال : وكانت امرأة
صالحة صوّامة قوّامة صنعا
__________________
تتصدّق بذلك كلّه على
المساكين .
قال الواقديّ : وحدّثني
موسى بن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أمّه عمرة ، عن عائشة قالت : يرحم الله
زينب لقد نالت شرف الدنيا الّذي لا يبلغه شرف ، إنّ الله زوّجها نبيّه ونطق به القرآن
، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لنا ونحن حوله
: «أطولكن يدا أسرعكنّ لحوقا بي» فبشّرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسرعة لحوقها به وهي
زوجته في الجنّة .
وقال خليفة وحده : توفّيت سنة
إحدى وعشرين.
سعيد بن عامر بن حذيم الجمحيّ
من أشراف بني جمح ،
له صحبة ورواية.
روى عنه عبد الرحمن
بن سابط ، وشهر بن حوشب وحسّان بن عطيّة مرسلا.
ذكر ابن سعد أنّه شهد خيبر.
__________________
وقال حسّان بن عطيّة
: بلغ عمر أنّ سعيد بن عامر ـ وكان قد استعمله على بعض الشّام يعني حمص ـ أصابته حاجة
فأرسل اليه ألف دينار ، فقال لزوجته : ألا نعطي هذا المال لمن يتّجر لنا فيه؟ قالت
: نعم ، فخرج فتصدّق به ، وذكر الحديث .
وروى يزيد بن أبي زياد
، عن عبد الرحمن بن سابط قال : أرسل عمر إلى سعيد بن عامر : إنّا مستعملوك على هؤلاء
تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم ، فقال : يا عمر لا تفتنّي. قال : والله لا أدعكم
، جعلتموها في عنقي ثمّ تخلّيتم عنّي ، إنّما أبعثك على قوم لست بأفضلهم .
__________________
وقال خليفة : فتحت قيسارية وأميرها
سعيد بن عامر بن حذيم ، ومعاوية بن أبي سفيان ، كلّ واحد أمير على جنده ، فهزم الله
المشركين وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وولي سعيد بن عامر حمص.
وذكر ابن سعد أنّه شهد خيبر. وكان
سعيد من سادة الصحابة.
(عياض بن غنم الفهريّ)
أبو سعد.
من المهاجرين الأولين
، شهد بدرا وغيرها ، واستخلفه أبو عبيدة عند وفاته على الشام ، وكان رجلا صالحا
زاهدا سمحا جوادا ، فأقرّه عمر على الشام ، وهو الّذي افتتح الجزيرة صلحا ، وعاش ستّين
سنة .
وهو عياض بن غنم بن
زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة.
__________________
وأمّا ابن سعد فقال : شهد الحديبيّة
وما بعدها ، وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك.
يروي عنه عياض بن عمرو
الأشعريّ.
أبو سفيان بن الحارث
ابن عبد المطلب ابن
عمّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، اسمه المغيرة ، وهو
الّذي كان آخذا يوم حنين بلجام بغلة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وثبت يومئذ معه ،
وهو أخو نوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث.
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
: لمّا حضر أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الموت قال : «لا تبكوا عليّ فإنّي لم
أنتطف بخطيئة منذ أسلمت ».
وقد روى عنه ابنه عبد
الملك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا بني هاشم إيّاكم
والصّدقة».
__________________
وقيل : إنّ نوفلا أخاه
توفّي في هذه السنة ، وقد مرّ.
وكان أبو سفيان أخا
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الرّضاعة ، أرضعتهما
حليمة السّعديّة ، سمّاه «المغيرة» ابن الكلبيّ والزّبير ، وقال آخرون
: اسمه كنيته وأخوه المغيرة. وبلغنا أنّ الذين كانوا يشبهون رسول الله صلىاللهعليهوسلم : جعفر بن أبي طالب
، والحسن بن عليّ ، وقثم بن العبّاس ، وأبو سفيان بن الحارث.
وكان أبو سفيان من
شعراء بني هاشم ، أسلم يوم الفتح ، وكان قد وقع منه كلام في النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وإيّاه عنى حسّان
بقوله :
ألا أبلغ أبا سفيان
عنّي
|
|
مغلغلة فقد برح الخفاء
|
هجوت محمّدا فأجبت عنه
|
|
وعند الله في ذاك
الجزاء
|
ثمّ أسلم وحسن إسلامه ، وحضر فتح مكة مسلما ، وأبلى يوم حنين بلاء حسنا .
فروى ابن إسحاق ، عن
عاصم بن عمر ، عمّن حدّثه قال : وتراجع الناس يوم حنين ، [وثبت أبو سفيان مع النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم مع من ثبت] ، ثمّ إنّ رسول الله
صلىاللهعليهوسلم أحبّ أبا سفيان وشهد
له بالجنّة وقال : «أرجو أن يكون خلفا من حمزة» .
__________________
قال ابن إسحاق : وقال
يبكي رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أرقت فبات ليلي لا
يزول
|
|
وليل أخي المصيبة
فيه طول
|
وأسعدني البكاء وذاك فيما
|
|
أصيب المسلمون به
قليل
|
فقد عظمت مصيبتنا وجلّت
|
|
عشيّة قيل قد قبض
الرسول
|
فقدنا الوحي والتنزيل فينا
|
|
يروح به ويغدو جبرئيل
|
وذاك أحقّ ما سالت عليه
|
|
نفوس النّاس أو كادت تسيل
|
نبيّ كان يجلو الشّكّ عنّا
|
|
بما يوحى إليه وما
يقول
|
ويهدينا فلا نخشى ضلالا
|
|
علينا والرسول لنا
دليل
|
فلم نر مثله في النّاس حيّا
|
|
وليس له من الموتى
عديل
|
أفاطم إن جزعت فذاك عذر
|
|
وإن لم تجزعي فهو
السّبيل
|
فعوذي بالعزاء فإنّ فيه
|
|
ثواب الله والفضل الجزيل
|
وقولي في أبيك ولا تملّي
|
|
وهل يجزي بفعل أبيك قيل
|
فقبر أبيك سيّد كلّ قبر
|
|
وفيه سيّد النّاس
الرسول
|
قيل : إنّ أبا سفيان حجّ فحلق رأسه ، فقطع الحلّاق ثؤلولا كان في
__________________
رأسه ، فمرض منه ومات
بعد مقدمه من الحجّ بالمدينة ، وصلّى عليه عمر .
توفّي بعد أخيه نوفل
بأربعة أشهر ، في قول .
(صفيّة عمّة رسول الله
صلىاللهعليهوسلم) وشقيقة حمزة ، وحجل
، والمقوّم ، وأمّهم زهرية تزوّجها الحارث بن
حرب بن أميّة فتوفّي عنها ، وتزوّجها العوّام بن خويلد فولدت له الزّبير حواريّ
رسول الله ، [والسائب] وعبد الكعبة.
والصّحيح أنّه لم يسلم
من عمّات رسول الله صلىاللهعليهوسلم سواها.
ووجدت على أخيها حمزة
وجدا شديدا ، وصبرت واحتسبت.
__________________
وكانت يوم الخندق في
حصن حسّان بن ثابت ، قالت : وهو معنا في الحصن مع الذّرّيّة ، فمرّ بالحصن يهوديّ فجعل
يطيف بالحصن والمسلمون في نحور عدوّهم ، فذكرت الحديث وأنّها نزلت وقتلت اليهوديّ بعمود
كما تقدّم في غزوة الخندق .
توفّيت صفيّة سنة عشرين
، ودفنت بالبقيع عن بضع وسبعين سنة .
(أبو الهيثم بن التّيهان)
البلويّ ، حليف بني
عبد الأشهل ، وكان أحد نقباء الأنصار.
شهد بدرا والمشاهد
كلّها ، وكان من خيار الصّحابة ، وهو الّذي أضاف النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في الحديث المشهور
.
__________________
واسمه مالك بن التّيهان
بن مالك بن عبيد البلوي
القضاعي حليف بني عبد الأشهل.
وقيل : هو انصاريّ
من أنفسهم ، شهد العقبتين .
وقيل بل توفّي سنة
إحدى وعشرين ، وأخطأ من قال قتل بصفّين مع عليّ ، بل ذاك أخوه عبيد.
والتّيهان بالتخفيف
كذا يقوله أهل الحجاز ، وشدّده ابن الكلبيّ.
__________________
سنة احدى وعشرين
فيها فتح عمرو بن العاص
الإسكندرية. وقد مرّت.
وفيها شكا أهل الكوفة
سعد بن أبي وقّاص وتعنّتوه ، فصرفه عمر وولّي عمّار بن ياسر على الصّلاة ، وابن مسعود
على بيت المال ، وعثمان بن حنيف على مساحة أرض السّواد .
وفيها سار عثمان بن
أبي العاص فنزل توّج ومصّرها .
وبعث سوار بن المثنّى
العبديّ إلى سابور
، فاستشهد ، فأغار عثمان بن أبي العاص على سيف البحر والسّواحل ، وبعث الجارود بن المعلّى
فقتل الجارود أيضا .
[عن المفضّل بن فضالة ،
عن عيّاش بن عبّاس القتبانيّ ، وعن غير
__________________
واحد أنّ عمرا سار
من فلسطين بالجيش من غير أمر عمر إلى مصر فافتتحها ، فعتب عمر عليه إذ لم يعلمه ، فكتب
يستأذن عمر بمناهضة أهل الإسكندرية ، فسار عمرو في سنة إحدى وعشرين ، وخلّف على الفسطاط
خارجة بن حذافة العدويّ ، فالتقى القبط فهزمهم بعد قتال شديد ، ثمّ التقاهم عند الكريون
فقاتلوا قتالا شديدا
، ثم انتهى إلى الإسكندرية ، فأرسل اليه المقوقس يطلب الصّلح والهدنة منه ، فأبى عليه
، ثم جدّ في القتال حتى دخلها بالسيف ، وغنم ما فيها من الروم ، وجعل فيها عسكرا عليهم
عبد الله ابن حذافة السّهميّ ، وبعث الى عمر بالفتح ، وبلغ الخبر قسطنطين بن هرقل فبعث
خصيّا له يقال له منويل في ثلاثمائة مركب حتى دخلوا الإسكندرية ، فقتلوا بها المسلمين
ونجا من هرب ، ونقض أهلها ، فزحف اليها عمرو في خمسة عشر الفا ، ونصب عليها المجانيق
، وجدّ في القتال حتى فتحها عنوة ، وخرّب جدرها ، رئي عمرو يخرّب بيده. رواه حمّاد
بن سلمة ، عن أبي عمران ، عن علقمة] .
نهاوند
وقال النّهّاس بن قهم
، عن القاسم بن عوف
الشّيبانيّ ، عن السّائب ابن الأقرع قال : زحف للمسلمين
زحف لم ير مثله قطّ ، رجف له أهل ماه وأهل أصبهان
وأهل همذان والرّيّ وقومس ونهاوند وأذربيجان ، قال فبلغ
__________________
ذلك عمر فشاور المسلمين
، فقال عليّ رضياللهعنه : أنت أفضلنا رأيا
وأعلمنا بأهلك. فقال : لأستعملنّ على النّاس رجلا يكون لأوّل أسنّة يلقاها ، يا سائب
اذهب بكتابي هذا إلى النّعمان بن مقرّن ، فليسر بثلثي أهل الكوفة ، وليبعث إلى أهل
البصرة ، وأنت على ما أصابوا من غنيمة ، فإن قتل النّعمان
فحذيفة الأمير ، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله ، فإن قتل ذلك الجيش فلا أراك .
وروى علقمة بن عبد
الله المزنيّ ، عن معقل بن يسار أنّ عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان بأيّتهنّ
يبدأ ، فقال : يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس ، وفارس وأذربيجان الجناحان ، فإن قطع
أحد الجناحين مال الرأس بالجناح الآخر ، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فدخل عمر المسجد
فوجد النّعمان بن مقرّن يصلّي فسرّحه وسرّح معه الزّبير بن العوّام ، وحذيفة بن اليمان
، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن معديكرب ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن عمر ، فسار
حتّى أتى نهاوند ، فذكر الحديث إلى أن قال النّعمان لمّا التقى الجمعان : إن قتلت فلا
يلوي عليّ أحد ، وإنّي داع بدعوة فأمّنوا. ثمّ دعا : اللهمّ ارزقني الشّهادة بنصر المسلمين
والفتح عليهم ، فأمّن القوم وحملوا فكان النّعمان أوّل صريع .
وروى خليفة بإسناد قال : التقوا
بنهاوند يوم الأربعاء فانكشفت مجنبة
__________________
المسلمين اليمنى شيئا
، ثم التقوا يوم الخميس فثبتت الميمنة وانكشف أهل الميسرة ، ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل
النّعمان يخطبهم ويحضّهم على الحملة ففتح الله عليهم.
وقال زياد الأعجم :
قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر إلى عثمان بن أبي العاص : أمّا بعد ، فإنّي قد أمددتك
بأبي موسى ، وأنت الأمير فتطاوعا والسّلام. فلمّا طال حصار إصطخر بعث عثمان بن أبي
العاص عدّة أمراء فأغاروا على الرّساتيق .
وقال ابن جرير في وقعة نهاوند : لمّا
انتهى النّعمان إلى نهاوند في جيشه طرحوا له حسك الحديد ، فبعث عيونا فساروا لا يعلمون
بالحسك ، فزجر بعضهم فرسه
وقد دخل في حافره حسكة ، فلم يبرح ، فنزل فإذا الحسك ، فأقبل بها ، وأخبر النّعمان
، فقال النّعمان : ما ترون؟ فقالوا : تقهقر حتّى يروا أنّك هارب فيخرجوا في طلبك ،
فتأخّر النّعمان ، وكنست الأعاجم الحسك وخرجوا في طلبه فعطف عليهم النّعمان
وعبّأ كتائبه وخطب النّاس وقال : إن أصبت فعليكم حذيفة ، فإن أصيب فعليكم جرير البجليّ
، وإن أصيب فعليكم قيس بن مكشوح ، فوجد المغيرة في نفسه إذ لم يستخلفه ، قال : وخرجت
الأعاجم وقد شدّوا أنفسهم في السلاسل لئلّا يفرّوا ، وحمل عليهم المسلمون ، فرمي النّعمان
بسهم فقتل ، ولفه أخوه سويد بن مقرّن في ثوبه وكتم قتله حتّى فتح الله تعالى عليهم
، ودفع الراية إلى حذيفة.
__________________
وقتل الله ذا الحاجب
يعني مقدّمهم ، وافتتحت
نهاوند ، ولم يكن للأعاجم بعد ذلك جماعة .
وبعث عمر السّائب بن
الأقرع مولى ثقيف ـ وكان كاتبا حاسبا ـ ، فقال : إن فتح الله على النّاس فأقسم عليهم
فيئهم واعزل الخمس. قال السّائب : فإنّي لأقسم بين النّاس إذ جاءني أعجميّ فقال : أتؤمّنني
على نفسي وأهلي على أن أدلّك على كنز يزدجرد يكون لك ولصاحبك؟ قلت : نعم ، وبعثت معه
رجلا ، فأتى بسفطين عظيمين ليس فيهما إلّا الدّرّ والزّبرجد واليواقيت ، قال : فاحتملتهما
معي ، وقدمت على عمر بهما ، فقال : أدخلهما بيت المال ، ففعلت ورجعت إلى الكوفة سريعا
، فما أدركني رسول عمر إلّا بالكوفة ، أناخ بعيره على عرقوبي بعيري فقال : الحق بأمير
المؤمنين ، فرجعت حتّى أتيته ، فقال ما لي ولابن أمّ السّائب ، وما لابن أمّ السّائب
وما لي ، قلت : وما ذاك؟ قال : والله ما هو إلّا أن نمت ، فباتت ملائكة تسحبني إلى
ذينك السّفطين يشتعلان نارا يقولون : «لنكوينّك بهما» ، فأقول : «إنّي سأقسمهما بين
المسلمين» ، فخذهما عنّي لا أبا لك فالحق بهما فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم ،
قال : فخرجت بهما حتّى وضعتهما في مسجد الكوفة ، وغشيني التّجّار ، فابتاعهما منّي
عمرو بن حريث بألفي ألف درهم ، ثم خرج بهما إلى أرض العجم فباعهما بأربعة آلاف ألف
، فما زال أكثر أهل الكوفة مالا .
* * *
__________________
وفيها سار عمرو بن
العاص إلى برقة فافتتحها ، وصالحهم على ثلاثة عشر ألف دينار .
وفيها صالح أبو هاشم
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس على أنطاكية وقلقيّة ، وغير ذلك.
* * *
__________________
الوفيّات
ت ن ق (وأبو هاشم)
من مسلمة الفتح حسن
إسلامه ، وله حديث في سنن النسائيّ وغيرها.
روى عنه أبو هريرة
، وسمرة بن سهم.
وهو خال معاوية. شهد
فتوح الشّام.
وفيها توفّي
(طليحة بن خويلد) بن نوفل الأسديّ.
__________________
أسلم سنة تسع ، ثمّ
ارتدّ وتنبأ بنجد وحارب المسلمين ، ثمّ انهزم ولحق بنواحي دمشق عند آل جفنة ، فلمّا
توفّي الصّدّيق ثاب وخرج محرما بالحجّ ، فلمّا رآه عمر قال : يا طليحة لا أحبّك بعد
قتل عكّاشة بن محصن ، وثابت بن أقرم . فقال : يا أمير المؤمنين رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يهنّي
بأيديهما.
ثمّ حسن إسلامه وشهد
القادسيّة ، وكتب عمر إلى سعد أن شاور طليحة في أمر الحرب ولا تولّه شيئا.
وقال ابن سعد : كان
طليحة يعدّ بألف فارس لشجاعته وشدّته.
وقال غيره : استشهد
طليحة بنهاوند
(سوى ت) خالد بن الوليد
ابن المغيرة بن عبد
الله عمر (٣) بن مخزوم القُرَشيّ المخزوميّ أبو
__________________
__________________
سليمان المكّيّ ، سيف
الله ، كذا لقّبه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم. وأمّه لبابة أخت ميمونة بنت الحارث الهلاليّة أمّ المؤمنين.
شهد غزوة مؤتة وما
بعدها.
وله أحاديث ، روى عنه
: ابن عبّاس ، وقيس بن أبي حازم ، وجبير بن نفير ، وأبو وائل ، وجماعة.
وكان بطلا شجاعا ميمون
النقيبة ، باشر حروبا كثيرة ، ومات على فراشه وهو ابن ستّين سنة ، ولم يكن في جسده
نحو شبر إلّا وعليه طابع الشّهداء.
وقال جويرية بن أسماء
: كان خالد من أمدّ النّاس بصرا .
وقال عروة بن الزّبير
: لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة : إنّي قد ولّيتك وعزلت خالدا .
قال خليفة : فولّى أبو عبيدة
لمّا افتتح الشام خالدا على دمشق.
وقال أبو عبيد ، وإبراهيم
بن المنذر ، وجماعة : إنّه توفّي سنة إحدى وعشرين بحمص .
وقال دحيم وحده : مات
بالمدينة.
مناقب خالد كثيرة ساقها
ابن عساكر ، من أصحها ما رواه ابن أبي
__________________
خالد ، عن قيس بن أبي
حازم قال : رأيت خالد بن الوليد أتي بسمّ فقال : ما هذا؟ قالوا : سمّ ، فقال : «باسم
الله» وشربه.
وروى يونس بن أبي إسحاق
، عن أبي السّفر قال : قالوا لخالد
: احذر الأعاجم لا يسقونك السّمّ ، فقال : ائتوني به ، فأتي به ، فاقتحمه وقال : «باسم
الله» فلم يضرّه شيئا .
وقال الأعمش ، عن خيثمة
قال : أتى خالدا رجل معه زقّ خمر ، قال : اللهمّ اجعله خلا ، فصار خلّا .
[جعفر بن أبي المغيرة
، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : وقع بين خالد بن الوليد وعمّار كلام ، فقال
عمّار : لقد هممت أن لا أكلّمك أبدا. فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : يا خالد مالك ولعمّار
، رجل من أهل الجنّة قد شهد بدرا. وقال : يا عمّار إنّ خالدا سيف من سيوف الله على
الكفّار. قال خالد : فما زلت أحبّ عمارا من يومئذ .
سفيان الثّوريّ ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل قال : بلغ عمر أنّ نسوة من نساء بني المغيرة قد اجتمعن
في دار يبكين على خالد بن الوليد ، فقال عمر : ما عليهنّ أن يبكين أبا سليمان ما لم
يكن نقع أو لقلقة .
__________________
وحشيّ بن حرب بن وحشيّ
، عن أبيه ، عن جدّه أنّ أبا بكر عقد لخالد وقال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «نعم عبد الله
وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سلّه الله على الكفّار والمنافقين. رواه
أحمد في مسندة] .
__________________
(ع) العلاء بن الحضرميّ
ـ واسم الحضرميّ عبد
الله ـ بن عبّاد بن أكبر بن ربيعة بن
مقنّع بن حضرموت ، حليف بني
أميّة ، وإلى أخيه تنسب بئر ميمون التي بأعلى مكة ، احتفرها في الجاهليّة ميمون بن
الحضرميّ ، ولهما أخوان : عمرو ، وعامر.
__________________
وكان العلاء من فضلاء
الصّحابة ، ولّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثمّ أبو بكر وعمر البحرين
، وقيل : إنّ عمر ولّاه البصرة فمات قبل أن يصل إليها ، واستعمل عمر بعد العلاء أبا
هريرة على البحرين.
له عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم «مكث المهاجر بعد قضاء
نسكه بمكة ثلاثا» .
روى عنه السّائب بن
يزيد ، وحيّان الأعرج ، وزياد بن حدير.
وقال منصور بن زاذان
، عن ابن سيرين [عن
ابن العلاء] إن العلاء بن الحضرميّ
كتب إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فبدأ بنفسه .
وقال محمد بن إسحاق
: كان الحضرميّ حليف حرب بن أميّة. وقيل له الحضرميّ لأنّه جاء من بلاد حضرموت.
وقال ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن عروة قال : بعث أبو بكر
__________________
الصّدّيق العلاء في
جيش قبل البحرين ، وكانوا قد ارتدّوا ، فسار إليهم وبينه وبينهم عرض البحر حتّى مشوا فيه بأرجلهم
، وقطعوا كذلك في مكان كانت تجري فيه السّفن
، وهي اليوم تجري فيه ، فقاتلهم وأظهره الله عليهم وسلّموا ما منعوا من الزّكاة.
أخبرنا إسحاق بن أبي
بكر ، أنا يوسف بن خليل ، أنا محمد بن أبي زيد ، أنا محمود ، أنا ابن فاذشاه ، ثنا
سليمان الطّبرانيّ ، ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الهرويّ
، ثنا أبي ، عن أبي كعب صاحب الحرير ، عن الجريريّ
، عن أبي السّليل ، عن أبي هريرة قال
: لمّا بعث النّبيّ صلىاللهعليهوسلم العلاء بن الحضرميّ
إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهنّ أعجب : انتهينا إلى شاطئ البحر
فقال : «سمّوا واقتحموا» ، فسمّينا واقتحمنا ، فعبرنا فما بلّ الماء إلّا أسفل خفاف
إبلنا ، فلمّا قفلنا صرنا بعد بفلاة من الأرض ، وليس
معنا ماء ، فشكونا إليه ، فصلّى ركعتين ، ثمّ دعا فإذا سحابة
مثل التّرس ، ثمّ أرخت عزاليها فسقينا واستقينا. ومات
بعد ما بعثه أبو بكر إلى البحرين لمّا ارتدّت ربيعة ، فأظفره الله بهم ، وأعطوا ما
منعوا من الزكاة [ومات فدفنّاه في الرمل ، فلمّا سرنا غير بعيد قلنا يجيء سبع فيأكله
، فرجعنا فلم نره . روى نحوه
__________________
مجالد بن سعيد ، عن
الشّعبيّ مرسلا بأطول منه .
مجالد ، عن الشّعبيّ
أنّ عمر كتب إلى العلاء بن الحضرميّ ـ وهو بالبحرين ـ أن سر إلى عتبة بن غزوان فقد
ولّيتك عمله ، إنّي ظننت أنّك أغنى عن المسلمين منه ، فمات العلاء قبل أن يصل إلى البصرة
.
كذا هذا عن أبي هريرة
قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى البحرين مع العلاء
بن الحضرميّ ، وكنت أؤذّن له .
وعن المسور بن مخرمة
أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بعث العلاء بن الحضرميّ
إلى البحرين ، ثمّ عزله بأبان بن سعيد .
وذكر ابن سعد أنّ أبا بكر استعمل
العلاء على سريّة فسبى وغنم] .
(الجارود العبديّ)
سيّد عبد القيس. هو
أبو عتّاب ، وقيل : أبو
__________________
غياث ، وقيل : أبو
المنذر ، الجارود بن المعلّى ، وقيل : اسمه بشر بن حنش . ولقّب جارودا لكونه أغار على بكر بن وائل فأصابهم وجردهم .
وفد في عبد القيس سنة
عشر من الهجرة ـ وكانوا نصارى ـ فأسلم الجارود ، وفرح النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بإسلامه وأكرمه.
روى عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أحاديث.
روى عنه عبد الله بن
عمرو بن العاص ، ومطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، وزيد بن عليّ القموصيّ ، وأبو مسلم الجذميّ
، وغيرهم.
اختطّ بالبصرة. وقتل
شهيدا ببلاد فارس سنة إحدى وعشرين ، وقيل : قتل مع النّعمان بن مقرّن .
ع (النّعمان بن مقرّن
المزنيّ) أبو عمرو ، ويقال :
أبو حكيم.
__________________
من سادة الصّحابة ،
كان معه لواء مزينة يوم الفتح.
روى عنه ابنه معاوية
، ومعقل بن يسار ، ومسلم بن الهيصم ، وجبير بن حيّة الثّقفيّ.
وكان أمير الجيش يوم
فتح نهاوند فاستشهد يومئذ ، ونعاه عمر على المنبر وبكى .
__________________
سنة اثنتين وعشرين
فيها فتحت أذربيجان
على يد المغيرة بن شعبة. قاله ابن إسحاق ، فيقال إنّه صالحهم على ثمانمائة ألف درهم
.
وقال أبو عبيدة : افتتحها
حبيب بن مسلمة الفهريّ بأهل الشام
عنوة ومعه أهل الكوفة ، وفيهم حذيفة ، فافتتحها بعد قتال شديد . فالله تعالى أعلم.
وفيها غزا حذيفة مدينة
الدّينور عنوة ، وقد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت .
ثم غزا حذيفة ماسبذان
فافتتحها عنوة ، على
خلف في ماه ، وقيل : افتتحها سعد فانتقضوا.
__________________
وقال طارق بن شهاب
: غزا أهل البصرة ماه فأمدّهم أهل الكوفة ، عليهم عمّار بن ياسر ، فأرادوا أن يشركوا
في الغنائم ، فأبى أهل البصرة ، ثم كتب إليهم عمر : الغنيمة لمن شهد الوقعة .
وقال أبو عبيدة : ثم
غزا حذيفة همذان ، فافتتحها عنوة ولم تكن فتحت. وإليها انتهى فتوح حذيفة. وكلّ هذا
في سنة اثنتين وعشرين.
قال : ويقال همذان
افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين ، ويقال : افتتحها جرير بن عبد الله بأمر
المغيرة .
وقال خليفة بن خيّاط
: فيها افتتح عمرو
بن العاص أطرابلس المغرب ، ويقال في السنة التي بعدها.
وفيها عزل عمّار عن
الكوفة .
وفيها افتتحت جرجان.
وفيها فتح سويد بن
مقرّن الرّيّ ، ثم عسكر وسار إلى قومس فافتتحها .
* * *
[الوفيات]
وفيها توفّي : أبيّ
بن كعب ، في قول الواقديّ ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ،
والتّرمذيّ ، وقد مرّ سنة تسع عشرة.
__________________
(معضد بن يزيد الشّيبانيّ)
استشهد بأذربيجان ،
ولا صحبة له.
* * *
[بقيّة حوادث السنة]
وولد فيها يزيد بن
معاوية .
وقال محمد بن جرير
: إنّ عمر أقرّ على
(فرج الباب) عبد الرحمن بن ربيعة الباهليّ وأمره بغزو التّرك ، فسار بالنّاس حتى قطع
الباب ، فقال له شهريران : ما تريد أن تصنع؟
قال : أناجزهم في ديارهم ، وبالله إنّ معي لأقواما لو يأذن لنا أميرنا في الإمعان لبلغت
بهم السّدّ.
ولمّا دخل عبد الرحمن
على التّرك حال الله بينهم وبين الخروج عليه وقالوا : ما اجترأ على هذا الأمر إلّا
ومعهم الملائكة تمنعهم من الموت ، ثم هربوا وتحصّنوا ، فرجع بالظّفر والغنيمة ، ثمّ
إنّه غزاهم مرّتين في خلافة عثمان فيسلم ويغنم ، ثمّ قاتلهم فاستشهد ـ أعني عبد الرحمن
بن ربيعة ـ فأخذ أخوه سلمان بن ربيعة الراية ،
وتحيّز بالنّاس ، قال : فهم ـ يعني التّرك ـ يستسقون بجسد عبد الرحمن حتى الآن.
خبر السّدّ
الوليد : ثنا سعيد
بن بشير ، عن قتادة ، أخبرني رجلان ، عن أبي بكرة الثّقفيّ ، أنّ رجلا أتى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم فقال : إنّي قد رأيت
السّدّ ، قال : كيف
__________________
رأيته؟ قال : رأيته
كالبرد المحبّر . رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلا ، وزاد : طريقة سوداء
وطريقة حمراء ، قال : قد رأيته. قلت : يريد حمرة النّحاس وسواد الحديد.
سعيد بن أبي عروبة
، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، يروي ذلك عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ يأجوج ومأجوج
يحفرونه كلّ يوم ، حتى إذا كادوا أن يروا شعاع الشمس قال الّذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه
غدا ، فيعيده الله كأشدّ ما كان ، حتّى إذا بلغت مدّتهم حفروا ، حتى إذا كادوا
أن يروا الشمس قال الّذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه إن شاء الله غدا ، فيعودون إليه
كهيئته حين تركوه فيحفرونه ، فيخرجون على النّاس ، ويتحصّن النّاس منهم
في حصونهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع فيها كهيئة الدماء ، فيقولون : قهرنا
أهل الأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله نغفا فيقتلهم بها .
وذكر ابن جرير في تاريخه
من حديث عمرو بن معديكرب عن مطر بن ثلج التميميّ قال : دخلت على عبد الرحمن
بن ربيعة بالباب وشهريران عنده ، فأقبل رجل عليه
شحوبة حتى دخل على عبد الرحمن
__________________
فجلس إلى شهريران ،
وكان على مطر قباء برد يمنّي أرضه حمراء ووشيه أسود. فتساءلا ، ثم إنّ شهريران قال
: أيّها الأمير أتدري من أين جاء هذا الرجل؟ هذا رجل بعثته نحو السّدّ منذ سنتين ينظر ما حاله ومن دونه
، وزوّدته مالا عظيما ، وكتبت له إلى من يليني وأهديت له ، وسألته أن يكتب له إلى من
وراءه ، وزوّدته لكلّ ملك هديّة ، ففعل ذلك بكلّ ملك بينه وبينه ، حتّى انتهى إلى الملك
الّذي السّدّ في ظهره ، فكتب له إلى عامله
على ذلك البلد فأتاه ، فبعث معه بازياره ومعه عقابه وأعطاه حريرة ، قال : فلمّا انتهينا
إذا جبلان ، بينهما سدّ مسدود حتى ارتفع على الجبلين ، وإنّ دون السّدّ خندقا أشدّ
سوادا من اللّيل لبعده ، فنظرت إلى ذلك كلّه وتفرّست فيه ، ثم ذهبت لأنصرف ، فقال لي
البازيار على رسلك أكافئك إنّه لا يلي ملك بعد
ملك إلّا تقرّب إلى الله بأفضل ما عنده من الدنيا فيرمي به هذا اللهب ، قال : فشرّح
بضعة لحم معه وألقاها في ذلك الهواء ، وانقضّت عليها العقاب ، وقال : إن أدركتها قبل
أن تقع فلا شيء ، فخرج عليه العقاب باللّحم في مخاليبه ، فإذا قد لصق فيه ياقوتة فأعطانيها
وها هي ذه ، فتناولها شهريران فرآها حمراء ، فتناولها عبد الرحمن ثم ردّها ، فقال شهريران.
إنّ هذه لخير من هذا ـ يعني الباب ـ وايم الله لأنتم أحبّ إليّ ملكة من آل كسرى ، ولو
كنت في سلطانهم ثمّ بلغهم خبرها لانتزعوها منّي ، وايم الله لا يقوم لكم شيء ما وفيتم
أو وفى ملككم الأكبر.
__________________
فأقبل عبد الرحمن على
الرسول وقال : ما حال السّدّ وما شبهه؟ فقال : مثل
هذا الثوب الّذي على مطر ، فقال مطر : صدق والله الرجل لقد بعد ورأى ووصف صفة الحديد
والصّفر.
فقال عبد الرحمن لشهريران
: كم كانت قيمة هاتيك ؟ قال : مائة ألف في بلادي هذه ، وثلاثة آلاف ألف في تلك البلدان.
وحدّث سلام التّرجمان
قال : لمّا رأى الواثق بالله كأنّ السّدّ الّذي بناه ذو القرنين قد فتح وجّهني وقال
لي : عاينه وجئني بخبره ، وضمّ إليّ خمسين رجلا ، وزوّدنا ، وأعطانا مائتي بغل تحمل
الزّاد ، فشخصنا من سامرّاء بكتابه إلى إسحاق وهو بتفليس ، فكتب لنا إسحاق إلى
صاحب السرير ، وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللّان ، وكتب لنا ملك اللّان إلى فيلان
شاه ، وكتب لنا إلى ملك
الخزر ، فوجّه معنا خمسة أدلّاء ، فسرنا من عنده ستة وعشرين يوما ، ثم صرنا إلى أرض
سوداء منتنة ، فكنّا نشتمّ الخلّ ، فسرنا فيها عشرة
أيام ، ثمّ صرنا إلى مدائن خراب ليس فيها أحد ، فسرنا فيها سبعة وعشرين يوما ، فسألنا
الأدلّاء عن تلك المدن فقالوا : هي التي كان يأجوج ومأجوج يطرقونها فأخربوها. ثم صرنا
إلى حصون عند السّدّ
__________________
بها قوم يتكلّمون بالعربية
[والفارسية ، مسلمون يقرءون القرآن ، لهم
مساجد وكتاتيب ، فسألونا ، فقال] : نحن رسل أمير المؤمنين ، فأقبلوا يتعجّبون ويقولون
: أمير المؤمنين! فنقول : نعم ، فقالوا : شيخ هو أم شاب؟ قلنا : شاب ، فقالوا : أين
يكون؟ فقلنا : بالعراق بمدينة يقال لها سرّ من رأى ، فقالوا : ما سمعنا بهذا قطّ .
ثم صرنا إلى جبل أملس
ليس عليه خضراء ، وإذا جبل مقطوع بواد عرضه مائة ذراع ، فرأينا عضادتين
مبنيّتين ممّا يلي الجبل من جنبتي الوادي عرض كلّ عضادة خمسة وعشرون ذراعا ، الظاهر
من تحتها عشرة أذرع خارج الباب ، وكلّه بناء بلبن من حديث مغيّب في نحاس في سمك خمسين ذراعا
، قد ركب على العضادتين على كلّ واحدة بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة ، وفوق الدروند
بناء بذلك اللّبن الحديد إلى رأس الجبل ، وارتفاعه مدّ البصر ، وفوق ذلك شرف حديد لها
قرنان يلج كلّ واحد منهما إلى صاحبه ، وإذا باب حديد له مصراعان مغلقان عرضهما مائة
ذراع في طول مائة ذراع في ثخانة خمسة أذرع. وعليه قفل طوله سبعة أذرع في غلظ باع ،
وفوقه بنحو قامتين غلق طوله أكثر من طول القفل ، وقفيزاه كلّ واحد منهما ذراعان ، وعلى
الغلق مفتاح معلّق طوله ذراع ونصف ، في سلسلة طولها ثمانية أذرع ، وهي في حلقة كحلقة
المنجنيق.
__________________
ورئيس تلك الحصون يركب
في كلّ جمعة في عشرة فوارس ، مع كلّ فارس مرزبّة من حديد فيضربون القفل بتلك المرازب
ثلاث ضربات ، يسمع من وراء الباب الضّرب فيعلمون أنّ هناك حفظة ، ويعلم هؤلاء أنّ أولئك
لم يحدثوا في الباب حدثا ، وإذا ضربوا القفل وضعوا آذانهم يتسمّعون ، فيسمعون دويّا
كالرّعد.
وبالقرب من هذا الموضع
حصن كبير ، ومع الباب حصنان يكون مقدار كلّ واحد منهما مائتي ذراع ، في مائتي ذراع
، وعلى باب كلّ حصن شجرة ، وبين الحصنين عين عذبة ، وفي أحد الحصنين آلة بناء السّدّ
من قدور ومغارف وفضلة اللّبن قد التصق بعضه ببعض من الصّدإ ، وطول اللّبنة ذراع ونصف
في مثله في سمك شبر. فسألنا أهل الموضع هل رأوا أحدا من يأجوج ومأجوج ، فذكروا أنّهم
رأوا مرّة أعدادا منهم فوق الشرف ، فهبّت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم ، وكان مقدار
الرجل منهم شبرا ونصفا ، فلمّا انصرفنا أخذ
بنا الأدلّاء ، إلى ناحية خراسان ، فسرنا إليها حتى خرجنا خلف سمرقند بتسعة فراسخ ،
وكان أصحاب الحصون زوّدونا ما كفانا.
ثم صرنا إلى عبد الله
بن طاهر. قال سلام التّرجمان : فأخبرته خبرنا ، فوصلني بمائة ألف درهم ، ووصل كلّ رجل
معي بخمسمائة درهم ، ووصلنا إلى سرّ من رأى بعد خروجنا منها بثمانية وعشرين شهرا. قال
مصنّف كتاب «المسالك والممالك» : هكذا أملى عليّ سلام
التّرجمان .
__________________
سنة ثلاث وعشرين
فيها : بينما عمر رضياللهعنه يخطب إذ قال : (يا
سارية الجبل) ، وكان عمر قد بعث سارية بن زنيم الدّئليّ إلى فسا ودارا بجرد فحاصرهم ، ثمّ إنّهم
تداعوا وجاءوه من كلّ ناحية والتقوا بمكان ، وكان إلى جهة المسلمين جبل لو استندوا
إليه لم يؤتوا إلّا من وجه واحد ، فلجئوا إلى الجبل ، ثم قاتلوهم فهزموهم. وأصاب سارية
الغنائم فكان منها سفط جوهر ، فبعث به إلى عمر فردّه وأمره أن يقسّمه بين المسلمين
، وسأل النّجّاب أهل المدينة عن الفتح وهل سمعوا شيئا ، فقال : نعم (يا سارية الجبل
الجبل) وقد كدنا نهلك ، فلجأنا إلى الجبل ، فكان النّصر. ويروى أنّ عمر سئل فيما بعد
عن كلامه (يا سارية الجبل) فلم يذكره .
__________________
وفيها كان فتح كرمان
، وكان أميرها سهيل بن عديّ .
وفيها فتحت سجستان
، وأميرها عاصم بن عمرو .
وفيها فتحت مكران ،
وأميرها الحكم بن عثمان ، وهي من بلاد الجبل .
وفيها رجع أبو موسى
الأشعريّ من أصبهان ، وقد افتتح بلادها .
وفيها غزا معاوية الصّائفة
حتى بلغ عمّورية .
__________________
الوفيّات
خ ت ن ق (قتادة بن
النّعمان) بن زيد بن عامر بن
سواد بن كعب ـ واسمه ظفر ـ بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ، أبو عمر الأنصاريّ
__________________
الظّفريّ ، أخو أبي
سعيد الخدريّ لأمّه ، وقتادة الأكبر.
شهد بدرا وأصيبت عينه
ووقعت على خدّه يوم أحد ، فأتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فغمز حدقته وردّها
إلى موضعها ، فكانت أصحّ عينيه .
وكان على مقدّمة عمر
في مقدمه إلى الشام ، وكان من الرّماة المذكورين.
وله أحاديث ، روى عنه
أخوه أبو سعيد ، وابنه عمر بن قتادة ،
__________________
ومحمود بن لبيد ، وغيرهم.
وعاش خمسا وستّين سنة.
توفّي فيها على الصّحيح ، ونزل عمر في قبره وقيل توفّي في التي
قبلها.
(ع) عمر بن الخطّاب رضياللهعنه
ابن نفيل بن عبد العزّى
بن رياح بن قرط بن رزاح بن
عديّ بن كعب بن لؤيّ . أمير المؤمنين أبو حفص القرشي العدويّ ، الفاروق ..
استشهد في أواخر ذي
الحجّة. وأمّه حنتمة بنت هشام المخزوميّة أخت أبي
جهل. أسلم في السنة السادسة من النّبوّة وله سبع وعشرون سنة.
روى عنه عليّ ، وابن
مسعود ، وابن عبّاس ، وأبو هريرة ، وعدّة من
__________________
الصّحابة ، وعلقمة
بن وقّاص ، وقيس بن أبي حازم ، وطارق بن شهاب ، ومولاه أسلم ، وزرّ بن حبيش ، وخلق
سواهم.
وعن عبد الله بن عمر
قال : كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالا ، أصلع ، أشيب .
وقال غيره : كان أمهق
طوالا ، آدم ، أعسر
يسر .
وقال أبو رجاء العطارديّ
: كان طويلا جسيما
شديد الصّلع ، شديد الحمرة ، في عارضيه خفّة.
وسبلته كبيرة وفي أطرافها
صهبة ، إذا حزبه أمر قتلها .
وقال سماك بن حرب :
كان عمر أروح كأنّه راكب والنّاس يمشون ، كأنّه من رجال بني سدوس .
والأروح : الّذي يتدانى
قدماه إذا مشى.
__________________
وقال أنس : كان يخضب
بالحنّاء .
وقال سماك : كان عمر
يسرع في مشيته .
ويروى عن عبد الله
بن كعب بن مالك قال : كان عمر يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ويثب على فرسه فكأنما خلق
على ظهره .
وعن ابن عمر وغيره
ـ من وجوه جيّده ـ أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «اللهمّ أعزّ
الإسلام بعمر بن الخطّاب» .
وقد ذكرنا إسلامه في
(الترجمة النّبويّة).
وقال عكرمة : لم يزل
الإسلام في اختفاء حتّى أسلم عمر.
وقال سعيد بن جبير
:
(وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) نزلت في عمر خاصّة.
وقال ابن مسعود : ما
زلنا أعزّة منذ أسلم عمر .
__________________
وقال شهر بن حوشب ،
عن عبد الرحمن بن غنم ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له أبو بكر وعمر
: إنّ النّاس يزيدهم حرصا على الإسلام أن يروا عليك زيّا حسنا من الدنيا. فقال : «أفعل
، وايم الله لو أنّكما تتفقان لي على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدة» .
وقال ليث بن أبي سليم
، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ لي وزيرين من
أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض ، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ، ووزيراي
من أهل الأرض أبو بكر وعمر ،
وروى نحوه من وجهين
عن أبي سعيد الخدريّ.
قال التّرمذيّ في حديث
أبي سعد : حديث حسن.
قلت : وكذلك حديث ابن
عبّاس حسن.
وعن محمد بن ثابت البناني
، عن أبيه ، عن أنس نحوه.
وفي «مسند أبي يعلى»
من حديث أبي ذرّ يرفعه : «إنّ لكلّ نبيّ وزيرين ، ووزيراي أبو بكر وعمر».
وعن أبي سلمة ، عن
أبي أروى الدّوسيّ قال : كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فطلع أبو بكر وعمر
فقال : «الحمد لله الّذي أيّدني بكما».
تفرّد به عاصم ابن
عمر ، وهو ضعيف .
__________________
وقد مرّ في ترجمة الصّدّيق
أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم نظر الى أبي بكر وعمر
مقبلين فقال : «هذان سيّدا كهول أهل الجنّة» الحديث .
وروى التّرمذيّ من
حديث ابن عمر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج ذات يوم فدخل المسجد
، وأبو بكر وعمر معه وهو آخذ بأيديهما فقال : «هكذا نبعث يوم القيامة» . إسناده ضعيف.
وقال زائدة ، عن عبد
الملك بن عمير ، عن ربعيّ ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقتدوا باللّذين
من بعدي أبي بكر وعمر». ورواه سالم أبو العلاء ـ وهو ضعيف ـ عن عمرو بن هرم ، عن ربعيّ
، وحديث زائدة حسن .
وروى عبد العزيز بن
المطلب بن حنطب ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كنت جالسا عند النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إذ طلع أبو بكر وعمر
فقال : «هذان السّمع والبصر»
ويروى نحوه من حديث
ابن عمر وغيره.
وقال يعقوب القمّي
، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير قال : جاء جبريل إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «أقرئ عمر السّلام
وأخبره أنّ غضبه
__________________
عزوجل ورضاه حكم». والمرسل
أصحّ ، وبعضهم يصله عن ابن عبّاس .
وقال محمد بن سعد بن أبي وقّاص ، عن
أبيه ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إيها يا بن
الخطّاب فو الّذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجّا إلّا سلك فجّا غير
فجّك» .
وعن عائشة ، أنّ النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الشيطان
يفرق من عمر» .
__________________
رواه مبارك بن فضالة
، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة.
وعنها أنّ النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم قال في زفن الحبشة
لمّا أتى عمر : «إنّي لأنظر إلى شياطين الجنّ والإنس قد فرّوا من عمر». صحّحه التّرمذيّ
.
وقال حسين بن واقد
: حدّثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه أنّ أمة سوداء أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد رجع من غزاة ،
فقالت : إنّي نذرت إن ردّك الله صالحا أن أضرب عندك بالدّفّ ، قال : «إن كنت نذرت فافعلي
فضربت ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل عمر فجعلت دفّها خلفها وهي مقنعة. فقال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الشّيطان ليفرق
منك يا عمر» .
وقال يحيى بن يمان
، عن الثّوريّ ، عن عمر بن محمد ، عن سالم بن عبد الله قال : أبطأ خبر عمر على أبي
موسى الأشعريّ ، فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه فقالت : حتّى يجيء شيطاني ،
فجاء فسألته عنه فقال : تركته مؤتزرا وذاك رجل لا يراه شيطان إلّا خرّ لمنخريه ، الملك
بين عينيه وروح القدس ينطق بلسانه .
__________________
وقال زرّ : كان ابن
مسعود يخطب ويقول : إنّي لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثا فيردّه ، وإنّي لأحسب
عمر بين عينيه ملك يسدّده ويقوّمه.
وقالت عائشة قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «قد كان في الأمم
محدّثون فإن يكن في أمّتي أحد
فعمر بن الخطاب». رواه مسلم .
وعن ابن عمر قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله وضع الحقّ
على لسان عمر وقلبه». رواه جماعة عن نافع ، عنه ، وروي نحوه عن جماعة من الصّحابة .
وقال الشّعبيّ : قال
عليّ رضياللهعنه : ما كنّا نبعد أنّ
السّكينة تنطق على لسان عمر .
__________________
وقال أنس : قال عمر
: وافقت ربي في ثلاث : في مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي قوله (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ) .
وقال حيوة بن شريح
، عن بكر بن عمرو ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو كان بعدي نبيّ
لكان عمر» .
وجاء من وجهين مختلفين
عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله تعالى
باهى بأهل عرفة عامّة وباهى بعمر خاصّة» .
ويروى مثله عن ابن
عمر ، وعقبة بن عامر. وقال معن القزّاز : ثنا الحارث بن عبد الملك اللّيثي ، عن القاسم
بن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبيه ، عن عطاء
، عن ابن عبّاس ، عن أخيه الفضل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحقّ بعدي مع عمر
حيث كان» .
وقال ابن عمر : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «بينما أنا
نائم أتيت بقدح من لبن فشربت منه حتّى إنّي لأرى الرّيّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت
فضلي عمر» قالوا : فما أوّلت ذلك؟ قال : «العلم» .
__________________
وقال أبو سعيد : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بينا أنا نائم رأيت
النّاس يعرضون عليّ وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثّدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، ومرّ
عليّ عمر عليه قميص يجرّه ، قالوا : ما أوّلت ذلك يا رسول الله؟ قال «الدين» .
وقال أنس : قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «أرحم أمّتي أبو
بكر ، وأشدّها في دين الله عمر» .
وقال أنس : قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم «دخلت الجنّة فرأيت
قصرا من ذهب فقلت : «لمن هذا»؟ قيل : لشابّ من قريش ، فظننت أني أنا هو ، فقيل : لعمر
بن الخطّاب . وفي الصّحيح أيضا من حديث جابر مثله .
وقال أبو هريرة ، عن
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «بينا أنا نائم رأيتني
في الجنّة ، فإذا امرأة تتوضّأ إلى جانب قصر فقلت : لمن هذا القصر؟ قالوا : لعمر ،
فذكرت
__________________
غيرة عمر ، فولّيت
مدبرا». قال فبكى عمر وقال : بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار؟ .
وقال الشّعبي وغيره
: قال عليّ رضياللهعنه : بينا أنا مع رسول
الله صلىاللهعليهوسلم إذ طلع أبو بكر وعمر
فقال : «هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين إلّا النّبيّين والمرسلين
لا تخبرهما يا عليّ» . هذا الحديث سمعه الشّعبيّ من الحارث الأعور ، وله طرق حسنة
عن عليّ منها عاصم ، عن زرّ. وأبو إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة.
قال الحافظ ابن عساكر
: والحديث محفوظ عن عليّ رضياللهعنه.
قلت : وروي نحوه من
حديث أبي هريرة ، وابن عمر ، وأنس ، وجابر.
وقال مجالد عن أبي
الوداك ، وقاله جماعة عن عطية ، كلاهما عن أبي سعيد ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إن أهل الدرجات
العلا ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء ، وإنّ أبا بكر وعمر منهم
وأنعما» .
__________________
وعن إسماعيل بن أميّة
، عن نافع ، عن ابن عمر أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم دخل المسجد وعن يمينه
أبو بكر وعن يساره عمر فقال : «هكذا نبعث يوم القيامة ». تفرّد به سعيد بن مسلمة الأموي وهو ضعيف عن إسماعيل.
وقال عليّ رضياللهعنه بالكوفة على منبرها
في ملأ من النّاس أيّام خلافته : خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ، وخيرها بعد أبي
بكر عمر ، ولو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيته . وهذا متواتر عن عليّ رضياللهعنه ، فقبّح الله الرافضة.
وقال الثّوريّ ، عن
أبي هاشم القاسم بن كثير ، عن قيس الخارفي سمعت عليّا يقول :
سبق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وصلّى أبو بكر ،
وثلّث عمر ، ثم خبطتنا فتنة فكان ما شاء الله . ورواه شريك ، عن الأسود بن قيس ، عن عمرو بن سفيان ، عن عليّ
مثله.
وقال ابن عيينة ، عن
زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعيّ ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقتدوا باللّذين
من بعدي أبي بكر وعمر» .
وكذا رواه سفيان بن
حسين الواسطيّ عن عبد الملك
، وكان سفيان
__________________
ربّما دلّسه وأسقط
منه زائدة ، ورواه سفيان الثّوريّ ، عن عبد الملك ، عن هلال مولى ربعيّ عن ربعيّ .
وقالت عائشة : قال
أبو بكر : ما على ظهر الأرض رجل أحبّ إليّ من عمر .
وقالت عائشة : دخل
ناس على أبي بكر في مرضه فقالوا : يسعك أن تولّي علينا عمر وأنت ذاهب إلى ربك فما ذا
تقول له؟ قال : أقول : ولّيت عليهم خيرهم .
وقال الزّهريّ : أوّل
من حيّا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة .
وقال القاسم بن محمد
: قال عمر : ليعلم من ولي هذا الأمر من بعدي أن سير يده عنه القريب والبعيد ، إنّي
لأقاتل النّاس عن نفسي قتالا ، ولو علمت أنّ أحدا أقوى عليه منّي لكنت أن أقدم فتضرب
عنقي أحبّ إليّ من أن أليه .
وعن ابن عبّاس قال
: لمّا ولي عمر قيل له : لقد كاد بعض النّاس أن يجيد هذا الأمر عنك ، قال : وما ذاك؟
قال : يزعمون أنّك فظّ غليظ ، قال : الحمد لله الّذي ملأ قلبي لهم رحما وملأ قلوبهم لي رعبا
.
__________________
وقال الأحنف بن قيس
: سمعت عمر يقول : لا يحلّ لعمر من مال الله إلّا حلّتين : حلّة للشتاء وحلّة للصيف
، وما حجّ به واعتمر ، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ، ثم أنا رجل من المسلمين
.
وقال عروة : حجّ عمر
بالنّاس إمارته كلّها .
وقال ابن عمر : ما
رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حين قبض أجدّ ولا أجود من عمر .
وقال الزّهري : فتح
الله الشام كلّه على عمر ، والجزيرة ومصر والعراق كلّه ، ودوّن الدواوين قبل أن يموت
بعام ، وقسّم على النّاس فيئهم.
وقال : عاصم بن أبي النّجود ، عن رجل
من الأنصار ، عن خزيمة ابن ثابت : إنّ عمر كان إذا استعمل عاملا كتب له واشترط عليه
أن لا يركب برذونا ، ولا يأكل نقيا ، ولا يلبس رقيقا ، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات
، فإن فعل فقد حلّت عليه العقوبة .
وقال طارق بن شهاب
: إن كان الرجل ليحدّث عمر بالحديث فيكذبه الكذبة فيقول : احبس هذه ، ثم يحدّثه بالحديث
فيقول : احبس هذه ، فيقول له : كلّ ما حدّثتك حقّ إلّا ما أمرتني أن أحبسه .
__________________
وقال ابن مسعود : إذا
ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ، إنّ عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله .
وقال ابن مسعود : لو
أنّ علم عمر وضع في كفّة ميزان ووضع علم أحياء الأرض في كفّة لرجح علم عمر بعلمهم .
وقال شمر عن حذيفة
قال : كان علم النّاس مدسوسا في جحر مع عمر .
وقال ابن عمر : تعلّم
عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة ، فلمّا تعلّمها نحر جزورا.
وقال العوّام بن حوشب
: قال معاوية : أمّا أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده ، وأمّا عمر فأرادته الدنيا ولم
يردها ، وأمّا نحن فتمرّغنا فيها ظهرا لبطن .
وقال عكرمة بن خالد
وغيره : إنّ حفصة ، وعبد الله ، وغيرهما كلّموا عمر فقالوا : لو أكلت طعاما طيّبا كان
أقوى لك على الحقّ ، قال : أكلّكم على هذا الرأي؟ قالوا : نعم ، قال : قد علمت نصحكم
ولكنّي تركت صاحبي على جادّة فإن تركت جادّتهما لم أدركهما في المنزل .
قال : وأصاب النّاس
سنة فما أكل عامئذ سمنا
ولا سمينا .
__________________
وقال ابن أبي مليكة
: كلّم عتبة بن فرقد عمر في طعامه ، فقال : ويحك آكل طيّباتي في حياتي الدنيا وأستمتع
بها !.
وقال مبارك ، عن الحسن
: دخل عمر على ابنه عاصم وهو يأكل لحما فقال : ما هذا؟ قال : قرمنا إليه ، قال : أو كلّما
قرمت إلى شيء أكلته! كفى بالمرء سرفا أن يأكل كلّ ما اشتهى .
وقال عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال عمر : لقد خطر على قلبي شهوة السمك الطّريّ
، قال ورحّل «يرفأ» راحلته وسار أربعا
مقبلا ومدبرا ، واشترى مكتلا فجاء به ، وعمد إلى الراحلة فغسّلها ، فأتى عمر فقال :
انطلق حتّى انظر إلى الراحلة ، فنظر وقال : نسيت أن تغسل هذا العرق الّذي تحت أذنها
، عذّبت بهيمة في شهوة عمر ، لا والله لا يذوق عمر مكتلك .
وقال قتادة : كان عمر
يلبس ، وهو خليفة ، جبّة من صوف مرقوعا بعضها بأدم ، ويطوف في الأسواق على عاتقه الدّرّة
يؤدّب النّاس بها ، ويمرّ بالنّكث والنّوى فيلقطه ويلقيه
في منازل النّاس لينتفعوا به .
قال أنس : رأيت بين
كتفي عمر أربع رقاع في قميصه .
__________________
وقال أبو عثمان النّهديّ
: رأيت على عمر إزارا مرقوعا بأدم .
وقال عبد الله بن عامر
بن ربيعة : حججت مع عمر ، فما ضرب فسطاطا ولا خباء ، كان يلقي
الكساء والنّطع على الشجرة ويستظلّ تحته .
وقال عبد الله بن مسلم
بن هرمز ، عن أبي الغادية الشاميّ قال : قدم عمر الجابية على جمل أورق تلوح
صلعته للشمس ، ليس عليه قلنسوة
ولا عمامة ، قد طبّق رجليه بين شعبتي الرحل بلا ركاب ، ووطاؤه كساء أنبجانيّ من صوف وهو فراشه إذا
نزل ، وحقيبته محشوّة ليفا ، وهي إذا نزل وساده
، وعليه قميص من كرابيس قد دسم وتخرّق جيبه
، فقال : ادعوا لي رأس القرية ، فدعوه له فقال : اغسلوا قميصي وخيّطوه وأعيروني قميصا
، فأتي بقميص كتّان فقال : ما هذا؟ قيل : كتّان ، قال : وما الكتّان؟
فأخبروه فنزع قميصه
فغسلوه ورقّعوه ولبسه ، فقال له رأس القرية : أنت ملك العرب وهذه بلاد لا تصلح فيها
الإبل. فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل ، فلمّا سار هنيهة قال : احبسوا
، ما كنت أظنّ النّاس يركبون الشيطان ، هاتوا جملي .
وقال المطّلب بن زياد
، عن عبد الله بن عيسى : كان في وجه عمر بن
__________________
الخطّاب خطّان أسودان
من البكاء .
وعن الحسن قال : كان
عمر يمرّ بالآية من ورده فيسقط حتّى يعاد منها أياما .
وقال أنس : خرجت مع
عمر فدخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار : عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين والله
لتتّقينّ الله بني الخطّاب أو ليعذّبنّك
.
وقال عبد الله بن عامر
بن ربيعة : رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض فقال : يا ليتني هذه التبنة ، ليتني لم أك شيئا
، ليت أمّي لم تلدني .
وقال عبيد الله بن
عمر بن حفص : إنّ عمر بن الخطّاب حمل قربة على عنقه ، فقيل له في ذلك فقال : إنّ نفسي
أعجبتني فأردت أن أذلّها .
وقال الصّلت بن بهرام
، عن جميّع بن عمير التّيمي ، عن ابن عمر قال : شهدت جلولاء فابتعت من المغنم بأربعين
ألفا ، فلمّا قدمت على عمر قال : أرأيت لو عرضت على النّار فقيل لك : افتده ، أكنت
مفتديّ به؟
قلت : والله ما من
شيء يؤذيك إلّا كنت مفتديك منه ، قال : كأنّي شاهد النّاس حين تبايعوا فقالوا : عبد
الله بن عمر صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وابن أمير المؤمنين
وأحبّ النّاس إليه ، وأنت كذلك فكان أن يرخصوا عليك أحبّ إليهم من أن يغلوا عليك ،
وإنّي قاسم مسئول وأنا معطيك أكثر ما ربح تاجر من
__________________
قريش ، لك ربح الدّرهم
درهم ، قال : ثمّ دعا التّجّار فابتاعوه منه بأربعمائة ألف درهم ، فدفع إليّ ثمانين
ألفا وبعث بالباقي إلى سعد بن أبي وقّاص ليقسمه.
وقال الحسن : رأى عمر
جارية تطيش هزالا فقال : من هذه؟ فقال عبد الله : هذه إحدى بناتك. قال : وأيّ بناتي
هذه؟ قال : بنتي ، قال : ما بلغ بها ما أرى؟ قال عملك! لا تنفق عليها ، قال : إنّي
والله ما أعول ولدك فاسع عليهم أيّها الرجل .
وقال محمد بن سيرين
: قدم صهر لعمر عليه فطلب أن يعطيه عمر من بيت المال فانتهره عمر وقال : أردت أن ألقى
الله ملكا خائنا! فلمّا كان بعد ذلك أعطاه من صلب ماله عشرة آلاف درهم .
قال حذيفة : والله
ما أعرف رجلا لا تأخذه في الله لومة لائم إلّا عمر .
وقال حذيفة : كنّا
جلوسا عند عمر فقال : أيّكم يحفظ قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الفتنة؟ قلت : أنا.
قال : إنّك لجريء ، قلت : فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفّرها الصّلاة والصيام
والصّدقة والأمر بالمعروف
والنّهي عن المنكر ، قال : ليس عنها أسألك ولكن الفتنة التي تموج موج البحر ، قلت :
ليس عليك منها بأس إنّ بينك وبينها بابا مغلقا ، قال : أيكسر أم يفتح؟ قلت : بل يكسر
، قال : إذا لا يغلق أبدا ، قلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم من الباب؟ قال : نعم كما يعلم
أنّ دون غد الليلة ، إنّي حدّثته حديثا ليس بالأغاليط ،
__________________
فسأله مسروق : من الباب؟
قال : الباب عمر. أخرجه البخاريّ .
وقال إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف : أتي عمر بكنوز كسرى ، فقال عبد الله بن الأرقم : أتجعلها في بيت المال
حتى تقسمها؟ فقال عمر : لا والله لا آويها إلى سقف حتى أمضيها ، فوضعها في وسط المسجد
وباتوا يحرسونها ، فلمّا أصبح كشف عنها فرأى من الحمراء والبيضاء ما يكاد يتلألأ ،
فبكى فقال له أبي : ما يبكيك يا أمير المؤمنين فو الله إنّ هذا ليوم شكر ويوم سرور!
فقال : ويحك إنّ هذا لم يعطه قوم إلّا ألقيت بينهم العداوة والبغضاء.
وقال أسلم مولى عمر
: استعمل عمر مولى له على الحمى فقال : يا هنيّ اضمم جناحك عن المسلمين واتّق دعوة
المظلوم فإنّها مستجابة ، وأدخل ربّ الصّريمة والغنيمة ، وإيّاي ونعم ابن عوف ونعم
ابن عفّان فإنّهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى زرع ونخل ، وإنّ ربّ الصّريمة والغنيمة
إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول : يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا لا أبا لك! فالماء
والكلأ أيسر عليّ من الذهب والفضة ، وايم الله إنّهم ليرون أنّي قد ظلمتهم ، إنّها
لبلادهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام ، والّذي نفسي بيده لو
لا المال الّذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا. أخرجه البخاريّ
.
وقال أبو هريرة : دوّن
عمر الدّيوان ، وفرض للمهاجرين الأوّلين خمسة
__________________
آلاف خمسة آلاف ، وللأنصار
أربعة آلاف أربعة آلاف ، ولأمّهات المؤمنين اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا .
وقال إبراهيم النّخعيّ
: كان عمر يتّجر وهو خليفة .
وقال الأعمش ، عن أبي
صالح ، عن مالك الدّار قال : أصاب النّاس قحط في زمان عمر ، فجاء رجل إلى قبر رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله
استسق الله لأمّتك فإنّهم قد هلكوا. فأتاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام وقال : ائت
عمر فأقرئه منّي السّلام وأخبره أنّهم مسقون وقل له : عليك الكيس الكيس ، فأتى الرجل
فأخبر عمر فبكى وقال : يا ربّ ما آلو ما عجزت عنه.
وقال أنس : تقرقر بطن
عمر من أكل الزّيت عام الرّمادة ، كان قد حرم نفسه السّمن ، قال : فنقر بطنه بإصبعه
وقال : إنّه ليس [لك] عندنا غيره حتّى يحيا
النّاس .
وقال الواقديّ : ثنا
هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : لمّا كان عام الرّمادة جاءت العرب من
كلّ ناحية فقدموا المدينة ، فكان عمر قد أمر رجالا يقومون بمصالحهم ، فسمعته يقول ليلة
: «أحصوا من يتعشّى عندنا» فأحصوهم من القابلة فوجدوهم سبعة آلاف رجل ، وأحصوا الرّجال
المرضى والعيالات فكانوا أربعين ألفا. ثمّ بعد أيام بلغ الرجال والعيال ستّين ألفا
، فما برحوا حتّى أرسل الله السّماء ، فلمّا مطرت رأيت عمر قد وكل بهم من يخرجونهم
إلى البادية ويعطونهم قوتا وحملانا إلى باديتهم
، وكان قد
__________________
وقع فيهم الموت فأراه
مات ثلثاهم ، وكانت قدور عمر تقوم إليها العمّال من السّحر يعملون الكركور ويعملون العصائد .
وعن أسلم قال : كنّا
نقول : لو لم يرفع الله المحل عام الرّمادة لظننا أنّ عمر يموت .
وقال سفيان الثّوريّ
: من زعم أنّ عليّا كان أحقّ بالولاية من أبي بكر وعمر فقد خطّأ أبا بكر وعمر والمهاجرين
والأنصار .
وقال شريك : ليس يقدّم
عليّا على أبي بكر وعمر أحد فيه خير .
وقال أبو أسامة : تدرون
من أبو بكر وعمر؟ هما أبو الإسلام وأمّه .
وقال الحسن بن صالح
بن حيّ : سمعت جعفر بن محمد الصّادق يقول : أنا بريء ممّن ذكر أبا بكر وعمر إلّا بخير
.
ذكر نسائه وأولاده
تزوّج زينب بنت مظعون
، فولدت له عبد الله ، وحفصة ، وعبد الرحمن . وتزوّج مليكة الخزاعيّة ، فولدت له عبيد الله ، وقيل أمّه
وأمّ زيد الأصغر أمّ كلثوم بنت جرول. وتزوّج أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام
__________________
المخزوميّة ، فولدت
له فاطمة. وتزوّج جميلة بنت عاصم بن ثابت فولدت له عاصما. وتزوّج
أمّ كلثوم بنت فاطمة الزّهراء وأصدقها أربعين ألفا
، فولدت له زيدا ورقيّة. وتزوّج لهيّة
امرأة من اليمن فولدت له عبد الرحمن الأصغر . وتزوّج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل الّتي تزوّجها بعد موته
الزّبير .
وقال الليث بن سعد
: استخلف عمر فكان فتح دمشق ، ثم كان اليرموك سنة خمس عشرة ، ثمّ كانت الجابية سنة
ستّ عشرة ، ثمّ كانت إيلياء وسرغ لسنة سبع عشرة ، ثمّ كانت الرّمادة وطاعون عمواس سنة
ثماني عشرة ، ثمّ كانت جلولاء سنة تسع عشرة ، ثمّ كان فتح باب ليون وقيسارية بالشام
، وموت هرقل سنة عشرين ، وفيها فتحت مصر ، وسنة إحدى وعشرين فتحت نهاوند ، وفتحت الإسكندرية
سنة اثنتين وعشرين. وفيها فتحت إصطخر وهمذان. ثم غزا عمرو بن العاص أطرابلس المغرب.
وغزوة عمّورية وأمير مصر وهب بن عمير الجمحيّ ، وأمير أهل الشام أبو الأعور سنة ثلاث
وعشرين. ثم قتل عمر مصدر الحاجّ في آخر السّنة.
* * *
قال خليفة : وقعة جلولاء سنة
سبع عشرة.
* * *
__________________
وقال سعيد بن المسيّب
: إنّ عمر لما نفر من منى أناخ بالأبطح ، ثم كوّم كومة من بطحاء واستلقى ورفع يديه
إلى السّماء ، ثمّ قال : «اللهمّ كبرت سنّي وضعفت قوّتي وانتشرت رعيّتي فاقبضني إليك
غير مضيّع ولا مفرّط» فما انسلخ ذو الحجّة حتّى طعن فمات .
وقال أبو صالح السّمّان
: قال كعب لعمر : أجدك في التّوراة تقتل شهيدا ، قال :
وأنّى لي بالشّهادة وأنا بجزيرة العرب ؟ وقال أسلم ، عن عمر أنّه قال : اللهمّ ارزقني شهادة في سبيلك
، واجعل موتي في بلد رسولك. أخرجه البخاريّ .
وقال معدان بن أبي
طلحة اليعمريّ : خطب عمر يوم جمعة وذكر نبيّ الله وأبا بكر ثمّ قال : رأيت كأنّ ديكا
نقرني نقرة أو نقرتين ، وإنّي لا أراه إلّا حضور أجلي ، وإنّ قوما يأمروني أن استخلف
وإنّ الله لم يكن ليضيّع دينه ولا خلافته فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستّة
الّذين توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنهم راض .
وقال الزّهريّ : كان
عمر لا يأذن لسبيّ قد احتلم في دخول المدينة حتّى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة
يذكر له غلاما عنده صنعا
__________________
ويستأذنه أن يدخل المدينة
ويقول : إنّ عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للنّاس : إنّه حدّاد نقّاش نجّار ، فأذن
له أن يرسل به ، وضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشّهر ، فجاء إلى عمر يشتكي شدّة
الخراج ، قال : ما خراجك بكثير. فانصرف ساخطا يتذمّر ، فلبث عمر ليالي ثمّ دعاه فقال : ألم
أخبر أنّك تقول : لو شاء لصنعت رحى تطحن بالرّيح؟ فالتفت إلى عمر عابسا وقال : لأصنعنّ
لك رحى يتحدّث النّاس بها ، فلمّا ولّي قال عمر لأصحابه : أوعدني العبد آنفا. ثمّ اشتمل
أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه ، فكمن في زاوية من زوايا المسجد في الغلس
.
وقال عمرو بن ميمون
الأوديّ : إنّ أبا لؤلؤة عبد المغيرة طعن عمر بخنجر له رأسان وطعن معه اثني عشر رجلا
، مات منهم ستّة ، فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوبا ، فلمّا اغتمّ فيه قتل نفسه .
وقال عامر بن عبد الله
بن الزّبير عن أبيه قال : جئت من السّوق وعمر يتوكّأ عليّ ، فمرّ بنا أبو لؤلؤة ، فنظر
إلى عمر نظرة ظننت أنّه لو لا مكاني لبطش به ، فجئت بعد ذلك إلى المسجد الفجر فإنّي
لبين النّائم واليقظان ، إذ سمعت عمر يقول : قتلني الكلب ، فماج النّاس ساعة ، ثمّ
إذا قراءة عبد الرحمن بن عوف.
وقال ثابت البناني
، عن أبي رافع : كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة يصنع الأرحاء ، وكان المغيرة يستغلّه كلّ يوم أربعة دراهم
، فلقي عمر فقال : يا
__________________
أمير المؤمنين إنّ
المغيرة قد أثقل عليّ فكلّمه ، فقال : أحسن إلى مولاك ، ومن نيّة عمر أن يكلّم المغيرة
فيه ، فغضب وقال : يسع النّاس كلّهم عدله غيري ، وأضمر قتله واتّخذ خنجرا وشحذه وسمّه
، وكان عمر يقول : «أقيموا صفوفكم» قبل أن يكبّر ، فجاء فقام حذاءه في الصّفّ وضربه
في كتفه وفي خاصرته ، فسقط عمر ، وطعن ثلاثة عشر رجلا معه ، فمات منهم ستّة ، وحمل
عمر إلى أهله وكادت الشمس أن تطلع ، فصلّى ابن عوف بالنّاس بأقصر سورتين ، وأتي عمر
بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يتبيّن ، فسقوه لبنا فخرج من جرحه فقالوا : لا بأس عليك
، فقال : إن يكن بالقتل بأس فقد قتلت ، فجعل النّاس يثنون
عليه ويقولون : كنت وكنت ، فقال : أما والله وددت أنّي خرجت منها كفافا لا عليّ ولا
لي وأنّ صحبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلمت لي .
وأثنى عليه ابن عبّاس
، فقال : لو أنّ لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من هول
المطّلع ، وقد جعلتها شورى
في عثمان وعليّ وطلحة والزّبير وعبد الرحمن وسعد. وأمر صهيبا أن يصلّي بالنّاس ، وأجّل
الستّة ثلاثا .
وعن عمرو بن ميمون
أنّ عمر قال : «الحمد لله الّذي لم يجعل منيّتي
__________________
بيد رجل يدّعي الإسلام»
ثمّ قال لابن عبّاس : كنت أنت وأبوك تحبّان أن يكثر العلوج بالمدينة. وكان العبّاس
أكثرهم رقيقا .
ثمّ قال ، يا عبد الله!
انظر ما عليّ من الدّين ، فحسبوه فوجدوه ستّة وثمانين ألفا أو نحوها ، فقال : إن وفّى
مال آل عمر فأدّه من أموالهم وإلّا فاسأل في بني عديّ فإن لم تف أموالهم فسل في قريش
، اذهب إلى أمّ المؤمنين عائشة فقل : يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه ، فذهب إليها فقالت
: كنت أريده ـ تعني المكان ـ لنفسي ولأؤثرنّه اليوم على نفسي ، قال : فأتى عبد الله
فقال : قد أذنت لك ، فحمد الله.
ثمّ جاءت أمّ المؤمنين
حفصة والنّساء يسترنها ، فلمّا رأيناها قمنا ، فمكثت عنده ساعة ، ثمّ استأذن الرجال
فولجت داخلة ثمّ سمعنا بكاءها.
وقيل له : أوص يا أمير
المؤمنين واستخلف ، قال : ما أرى أحدا أحقّ بهذا الأمر من هؤلاء النّفر الذين توفّي
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنهم راض ، فسمّى
السّتّة وقال : يشهد عبد الله بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء ـ كهيئة التعزية له
ـ فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلّا فليستعن به أيّكم ما أمّر ، فإنّي لم أعزله
من عجز ولا خيانة ، ثمّ قال : أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله ، وأوصيه بالمهاجرين
والأنصار ، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا ، في مثل ذلك من الوصيّة .
فلمّا توفّي خرجنا
به نمشي ، فسلّم عبد الله بن عمر وقال : عمر يستأذن ، فقالت عائشة : أدخلوه ، فأدخل
فوضع هناك مع صاحبيه .
__________________
فلمّا فرغ من دفنه
ورجعوا اجتمع هؤلاء الرّهط ، فقال عبد الرحمن بن عوف : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم
، فقال الزّبير : قد جعلت أمري إلى عليّ وقال سعد : قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن ،
وقال طلحة : قد جعلت أمري إلى عثمان ، قال : فخلا هؤلاء الثلاثة فقال عبد الرحمن :
أنا لا أريدها فأيّكما تبرّأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرنّ
أفضلهم في نفسه وليحرصنّ على صلاح الأمّة ، قال : فسكت الشيخان عليّ وعثمان ، فقال
عبد الرحمن : اجعلوه إليّ والله عليّ لا آلو عن أفضلكم ، قالا : نعم فخلا بعليّ وقال
: لك من القدم في الإسلام والقرابة ما قد علمت ، الله عليك لئن امّرتك لتعدلنّ ولئن
أمّرت عليك لتسمعنّ ولتطيعنّ ، قال : ثم خلا بالآخر فقال له كذلك ، فلمّا أخذ ميثاقهما
بايع عثمان وبايعه عليّ .
وقال المسور بن مخرمة
: لما أصبح عمر من الغد ، ـ وهو مطعون ـ فزّعوه فقالوا : الصّلاة ،
ففزع وقال : نعم ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصّلاة ، فصلّى وجرحه يثقب دما .
وقال النّضر بن شميل
: ثنا أبو عامر الخزّاز ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عبّاس قال : لما طعن عمر جاء كعب
فقال : والله لئن دعا أمير المؤمنين ليبقينّه الله وليرفعنّه لهذه الأمّة حتّى يفعل
كذا وكذا. حتّى ذكر المنافقين فيمن ذكر ، قال : قلت : أبلّغه ما تقول؟ قال : ما قلت
إلّا وأنا أريد أن تبلّغه ، فقمت وتخطّيت النّاس حتّى جلست عند رأسه فقلت : يا أمير
المؤمنين ، فرفع رأسه فقلت : إنّ كعبا يحلف بالله لئن دعا أمير المؤمنين ليبقينه الله
وليرفعنّه لهذه الأمّة ، قال : ادعوا كعبا فدعوه فقال : ما تقول؟ قال : أقول
__________________
كذا وكذا ، فقال :
لا والله لا أدعو الله ولكن شقي عمر إن لم يغفر الله له ، قال : وجاء صهيب
فقال : وا صفيّاه وا خليلاه وا عمراه ، فقال : مهلا يا صهيب أو ما بلغك أنّ المعوّل
عليه يعذّب ببعض بكاء أهله عليه .
[وعن ابن عبّاس قال
: كان أبو لؤلؤة مجوسيّا .
وعن زيد بن أسلم ،
عن أبيه] قال : قال ابن عمر
: يا أمير المؤمنين ما عليك لو أجهدت نفسك ثمّ أمّرت عليهم رجلا؟ فقال عمر : أقعدوني.
قال عبد الله : فتمنّيت أنّ بيني وبينه عرض المدينة فرقا منه حين قال : أقعدوني ، ثمّ
قال : من أمّرتم بأفواهكم؟ قلت : فلانا ، قال : إن تؤمّروه فإنّه ذو شيبتكم ، ثمّ أقبل
على عبد الله فقال : ثكلتك أمّك أرأيت الوليد ينشأ مع الوليد وليدا وينشأ معه كهلا
، أتراه يعرف من خلقه؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فما أنا قائل لله إذا سألني
عمّن أمّرت عليهم فقلت : فلانا ، وأنا أعلم منه ما أعلم! فلا والّذي نفسي بيده لأردنها
إلى الّذي دفعها إليّ أوّل مرّة ، ولوددت أنّ عليها من هو خير منّي لا ينقصني ذلك ممّا
اعطاني الله شيئا.
وقال سالم بن عبد الله
، عن أبيه قال : دخل على عمر عثمان ، وعلي ، والزّبير ، وابن عوف ، وسعد ـ وكان طلحة
غائبا ـ فنظر إليهم ثمّ قال : إنّي قد نظرت لكم في أمر النّاس فلم أجد عند النّاس شقاقا
إلّا أن يكون فيكم ، ثمّ قال : إنّ قومكم إمّا يؤمّروا أحدكم أيّها الثلاثة ، فإن كنت
على شيء من أمر النّاس يا عثمان فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب النّاس ، وإن كنت
على شيء من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحملنّ أقاربك
__________________
على رقاب الناس. وإن
كنت على شيء من أمر النّاس يا عليّ فلا تحملنّ بني هاشم على رقاب النّاس ، قوموا فتشاوروا
وامّروا أحدكم ، فقاموا يتشاورون .
قال ابن عمر : فدعاني
عثمان مرّة أو مرّتين ليدخلني في الأمر ولم يسمّني عمر ، ولا والله ما أحبّ أني كنت
معهم علما منه بأنّه سيكون من أمرهم ما قال أبي ، والله لقلّما سمعته حوّل شفتيه بشيء
قطّ إلّا كان حقا ، فلمّا أكثر عثمان دعائي قلت : ألا تعقلون! تؤمّرون وأمير المؤمنين
حيّ! فو الله لكأنّما أيقظتهم ، فقال عمر : أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصلّ للنّاس صهيب
ثلاثا ثمّ اجتمعوا في اليوم الثالث أشراف النّاس وأمراء الأجناد فأمّروا أحدكم ، فمن
تأمّر عن غير مشورة فاضربوا عنقه .
وقال ابن عمر : كان
رأس عمر في حجري فقال : ضع خدي على الأرض ، فوضعته فقال : ويل لي وويل أمّي إن لم يرحمني
ربّي .
وعن أبي الحويرث قال
: لمّا مات عمر ووضع ليصلّي عليه اقتتل عليّ وعثمان أيّهما يصلّي عليه
، فقال عبد الرحمن : إنّ هذا لهو الحرص على الإمارة ، لقد علمتما ما هذا إليكما ولقد
أمّر به غيركما ، تقدّم يا صهيب فصلّ عليه. فصلّى عليه .
وقال أبو معشر ، عن
نافع ، عن ابن عمر قال : وضع عمر بين القبر والمنبر ، فجاء عليّ حتّى قام بين الصّفوف
فقال : رحمة الله عليك ما من خلق أحبّ إليّ من أن ألقى الله بصحيفته بعد صحيفة النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم من هذا
__________________
المسجّى عليه ثوبه.
وقد روي نحوه من عدّة وجوده عن عليّ .
وقال معدان بن أبي
طلحة : أصيب عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجّة ، وكذا قال زيد بن أسلم وغير
واحد.
وقال إسماعيل بن محمد
بن سعد بن أبي وقاص : إنّه دفن يوم الأحد مستهلّ المحرّم .
وقال سعيد بن المسيّب
: توفّي عمر وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة ، كذا رواه الزّهريّ عنه .
وقال أيّوب ، وعبيد
الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : مات عمر وهو ابن خمس وخمسين سنة . وكذا قال سالم بن عبد الله ، وأبو الأسود يتيم عروة وابن شهاب.
وروى أبو عاصم ، عن
حنظلة ، عن سالم ، عن أبيه : سمعت عمر قبل أن يموت بعامين أو نحوهما يقول : أنا ابن
سبع أو ثمان وخمسين. تفرّد به أبو عاصم.
وقال الواقديّ : نا
هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : توفّي عمر وله ستّون سنة .
قال الواقديّ : هذا
اثبت الأقاويل ، وكذا قال مالك .
__________________
وقال قتادة : قتل عمر
وهو ابن إحدى وستّين سنة .
وقال عامر بن سعد البجليّ
، عن جرير بن عبد الله سمع معاوية يخطب ويقول : ات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ابن ثلاث وستّين
، وأبو بكر وعمر وهما ابنا ثلاث وستين .
وقال يحيى بن سعيد
: سمعت سعيد بن المسيّب قال : قبض عمر وقد استكمل ثلاثا وستين. وقد تقدّم لابن المسيّب
قول آخر.
وقال الشّعبي مثل قول
معاوية .
وأكثر ما قيل قول ابن
جريج ، عن أبي الحويرث ، عن ابن عبّاس : قبض عمر وهو ابن ست وستّين سنة والله تعالى أعلم .
__________________
ذكر من توفّي في خلافة عمر رضياللهعنه
«مجملا»
(الأقرع بن حابس) التميمي المجاشعي ،
أحد المؤلّفة قلوبهم وأحد الأشراف ، أقطعه أبو بكر له ولعيينة بن بدر ، فعطّل عليهما عمر
ومحا الكتاب الّذي كتب لهما أبو بكر ، وكانا من كبار قومهما
، وشهد الأقرع مع خالد حرب أهل العراق وكان على المقدّمة .
__________________
وقيل إنّ عبد الله
بن عامر استعمله على جيش سيّره إلى خراسان فأصيب هو والجيش بالجوزجان وذلك في خلافة
عثمان .
وقال ابن دريد : اسمه
فراس بن حابس بن عقال ،
ولقّب الأقرع لقرع برأسه .
(الحباب بن المنذر)
بن الجموح أبو عمرو
الأنصاريّ ، أحد بني سلمة بن سعد ، وقيل كنيته أبو عمر ، وكان يقال له ذو الرأي.
أشار يوم بدر على النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم أن ينزل على آخر ماء
ببدر ليبقى المشركون على غير ماء ، وهو الّذي قال يوم سقيفة بني ساعدة : أنا جذيلها
المحكّك وعذيقها المرجّب منّا أمير ومنكم أمير . والجذل : هو عود ينصب للإبل الجربي لتحتكّ به. والعذق : النّخلة
، والمرجّب : أن تدعّم النّخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لكثرة
حملها أن تقع ، يقال : رجّبتها فهي مرجّبة.
__________________
روى عنه أبو الطّفيل.
توفّي بالمدينة في خلافة عمر .
ت ن
(ربيعة بن الحارث)
بن عبد المطّلب بن
هاشم الهاشميّ أبو أروى. وأمّه غزيّة بنت قيس الفهريّة.
له صحبة ، وهو من مسلمة
الفتح.
روى عنه ابنه عبد المطّلب
، وله أيضا صحبة.
(خ د ن ) سودة بنت زمعة بن قيس
أمّ المؤمنين القريشية
العامريّة ، أوّل من تزوّج بها النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بعد موت
__________________
خديجة وكانت قبله عند السّكران
أخي سهيل بن عمرو العامري ، ولمّا تكهّلت وهبت يومها لعائشة لتكون من زوجات النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم في الجنّة .
روى عنها ابن عبّاس
، ويحيى بن عبد الله الأنصاري.
وتوفّيت في آخر خلافة
عمر ، وقد انفردت بصحبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربع سنين لا تشاركها
فيه امرأة ولا سريّة ، ثم بنى بعائشة بعد ، ولها تسع سنين ، وكانت سودة من سادات النّساء.
قال هشام بن عروة ،
عن أبيه ، عن عائشة قالت : ما رأيت امرأة أحبّ إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة من امرأة فيها
حدّة ، فلمّا كبرت جعلت يومها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعائشة .
وقال الواقديّ : ثنا
محمد بن عبد الله بن مسلم ، ثنا أبي قال : تزوّج رسول الله صلىاللهعليهوسلم سودة في رمضان سنة
عشر من النّبوة بعد وفاة خديجة ، وهاجر بها. وتوفّيت بالمدينة في شوّال سنة أربع وخمسين
.
قال الواقديّ : وهذا
الثّبت عندنا.
__________________
وروى عمرو بن الحارث
عن سعيد بن أبي هلال قال : توفّيت سودة زمن عمر .
(عتبة بن مسعود الهذليّ)
أخو عبد الله لأبويه
، وهو جدّ الفقيه عبيد الله بن عبد الله شيخ الزّهري.
أسلم بمكّة وهاجر إلى
الحبشة مع أخيه ، وشهد أحدا وكان فقيها فاضلا.
توفّي في إمرة عمر
على الصّحيح ، ويقال زمن معاوية.
(علقمة بن علاثة) بن عوف العامري الكلابيّ
، من المؤلّفة قلوبهم.
__________________
أسلم على يد النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، وكان من أشراف قومه
، وكان يكون بتهامة ، وقد قدم دمشق قبل فتحها في طلب ميراث له ، ووفد على عمر في خلافته.
روى عنه أنس.
(علقمة بن مجزّز) بن الأعور المدلجيّ.
استعمله النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على بعض جيوشه ، وولّاه
الصّدّيق حرب فلسطين ، وحضر الجابية مع عمر ، ثم سيّره عمر في جيش إلى الحبشة في ثلاثمائة
، فغرقوا كلّهم ، وقيل كان ذلك في أيام عثمان بن عفّان. وأبوه مجزّز هو المعروف بالقيافة
.
خ م ت ن ق (عمرو بن عوف) حليف بني عامر من لؤيّ
، من مولّدي مكة ، سمّاه ابن إسحاق عمرا ، وسمّاه موسى بن عقبة عميرا.
شهد بدرا وأحدا. وروى
عنه المسور بن مخرمة حديث قدوم أبي عبيدة بمال من البحرين ، أخرجه البخاريّ ، وصلّى
عليه عمر.
__________________
ق (عويم بن ساعدة بن عائش أبو عبد الرحمن الأنصاريّ
، أحد بني عمرو بن عوف.
بدريّ مشهور ، وقيل
هو من بليّ ، له حلف في بني أميّة بن زيد ، وقد شهد العقبة أيضا . وله حديث في «مسند أحمد» من رواية شرحبيل بن سعد عنه ، ولم
يدركه .
__________________
وقال ابن عبد البرّ
: توفي في حياة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقيل مات في خلافة
عمر فقال وهو واقف على قبره : لا يستطيع أحد أن يقول : أنا خير من صاحب هذا القبر ،
ما نصبت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم راية إلّا وعويم تحتها
.
(عمارة بن الوليد)
أخو خالد بن الوليد
المخزوميّ.
قال الواقديّ : حدثني
عبد الله بن جعفر ، عن ابن أبي عون قال : لمّا كان من أمر عمرو بن العاص ما كان بالحبشة
، وصنع النّجاشيّ بعمارة بن الوليد ما صنع ، وأمر السواحر فنفخن في إحليله ، فهام مع
الوحش ، فخرج إليه في خلافة
عمر عبد الله بن أبي ربيعة ابن عمّه فرصده على ماء بأرض الحبشة كان يرده فأقبل في حمر
الوحش ، فلمّا وجد ريح الإنس هرب حتّى إذا جهده العطش ورد فشرب ، قال عبد الله : فالتزمته
فجعل يقول : يا بحير أرسلني إنّي أموت إن
أمسكوني. وكان عبد الله يسمّى بحيرا ، قال :
__________________
فصككته فمات في يدي مكانه
، فواريته ثمّ انصرفت ، وكان شعره قد غطّى كلّ شيء منه.
(غيلان بن سلمة الثقفي)
له صحبة ورواية ، وهو
الّذي أسلم وتحته عشر نسوة .
وكان شاعرا محسنا.
وفد قبل الإسلام على
كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف .
أسلم زمن الفتح.
روى عنه ابنه عروة
، وبشر بن عاصم.
(معمر بن الحارث) بن معمر بن حبيب بن
وهب الجمحيّ ، أخو
__________________
حاطب وخطّاب ، وأمّهم
قتيلة أخت عثمان بن مظعون.
أسلم معمر قبل دخول
دار الأرقم ، وهاجر ، وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين معاذ بن
عفراء ، وشهد بدرا .
(ميسرة بن مسروق العبسيّ
شيخ صالح ، يقال :
له صحبة شهد اليرموك.
وروى عن أبي عبيدة.
وعنه أسلم مولى عمر.
ودخل الروم أميرا على
ستّة آلاف ، فوغل فيها وقتل وسبى وغنم فجمعت له الروم ، وذلك في سنة عشرين ، فواقعهم
ونصره الله عليهم ، وكانت وقعة عظيمة .
الهرمزان صاحب تستر
قد مرّ من شأنه في
سنة عشرين ، وهو من جملة الملوك الذين تحت يد يزدجرد.
قال ابن سعد : بعثه
أبو موسى الأشعريّ إلى عمر ومعه اثنا عشر نفسا من العجم ، عليهم ثياب الدّيباج ومناطق
الذّهب وأساورة الذّهب ، فقدموا بهم المدينة ، فعجب النّاس من هيئتهم ، فدخلوا فوجدوا
عمر في المسجد
__________________
نائما متوسّدا رداءه
، فقال الهرمزان : هذا ملككم؟ قالوا : نعم ، قال : أما له حاجب ولا حارس؟! قالوا :
الله حارسه حتّى يأتيه أجله ، قال : هذا الملك الهنيّ.
فقال عمر : الحمد لله
الّذي أذلّ هذا وشيعته بالإسلام ، ثمّ قال للوفد : تكلّموا ، فقال أنس بن مالك : الحمد
لله الّذي أنجز وعده وأعزّ دينه وخذل من حادّه ، وأورثنا أرضهم وديارهم ، وأفاء علينا
أبناءهم وأموالهم ، فبكى عمر ثم قال للهرمزان : كيف رأيت صنيع الله بكم؟ فلم يجبه ،
قال : مالك لا تتكلّم؟ قال : أكلام حيّ أم كلام ميّت؟ قال : أولست حيّا! فاستسقى الهرمزان
، فقال عمر : لا يجمع عليك القتل والعطش ، فأتوه بماء فأمسكه ، فقال عمر : اشرب لا
بأس عليك ، فرمى بالإناء وقال : يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نستعبدكم ونقتلكم وكنتم أسوأ
الأمم عندنا حالا ، فلمّا كان الله معكم لم يكن لأحد بالله طاقة ، فأمر عمر بقتله ،
فقال : أو لم تؤمّنّي! قال : وكيف؟ قال : قلت لي : تكلّم لا بأس عليك ، وقلت : وقلت
: اشرب لا أقتلك حتّى تشربه ، فقال الزّبير وأنس : صدق ، فقال عمر : قاتله الله أخذ
أمانا وأنا لا أشعر ، فنزع ما كان عليه ، فقال عمر لسراقة بن مالك بن جعشم وكان أسود
نحيفا : البس سواريّ الهرمزان ، فلبسهما ولبس كسوته.
فقال عمر : الحمد لله
الّذي سلب كسرى وقومه حليّهم وكسوتهم وألبسها سراقة ، ثمّ دعا الهرمزان إلى الإسلام
فأبى ، فقال عليّ بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين فرّق بين هؤلاء ، فحمل عمر الهرمزان
وجفينة وغيرهما في البحر وقال : اللهمّ اكسر بهم ، وأراد أن يسير بهم إلى الشام فكسر
بهم ولم يغرقوا فرجعوا فأسلموا ، وفرض لهم عمر ألفين ألفين ، وسمّى الهرمزان عرفطة.
.
__________________
قال المسور بن مخرمة
: رأيت الهرمزان بالرّوحاء مهلّا بالحجّ مع عمر.
[وروى إبراهيم بن سعد
، عن أبيه ، عن جدّه قال : رأيت الهرمزان مهلّا بالحجّ مع عمر ، وعليه حلّة حبرة] .
وقال عليّ بن زيد بن
جدعان ، عن أنس قال : ما رأيت رجلا أخمص بطنا ولا أبعد ما بين المنكبين من الهرمزان.
عبد الرّزّاق ، عن
معمر ، عن الزّهريّ : أخبرني سعيد بن المسيّب ، أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر ـ ولم تجرّب
عليه كذبة قطّ ـ قال : انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي فتبعتهم ، وسقط
من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه ، فقال عبد الرحمن : فانظروا بم قتل عمر ، فنظروا
فوجدوه خنجرا على تلك الصّفة ، فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطّاب مشتملا على السّيف
حتّى أتى الهرمزان فقال : اصحبني ننظر فرسا لي ـ وكان بصيرا بالخيل ـ فخرج يمشي بين
يديه فعلاه عبيد الله بالسيف ، فلما وجد حدّ السّيف قال : لا إله إلّا الله فقتله.
ثمّ أتى جفينة وكان نصرانيا ، فلمّا أشرف له علاه بالسّيف فصلّب بين عينيه . ثمّ أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدّعي الإسلام فقتلها ،
وأظلمت الأرض يومئذ على أهلها ، ثم أقبل بالسّيف صلتا في يده وهو يقول : والله لا أترك
في المدينة سبيا إلّا قتلته وغيرهم ، كأنّه يعرّض بناس من المهاجرين ، فجعلوا يقولون
له : ألق السّيف ، فأبى ، ويهابونه أن يقربوا منه ، حتّى أتاه عمرو بن العاص فقال :
أعطني السّيف يا بن أخي. فأعطاه إيّاه. ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصيا حتّى حجز النّاس بينهما.
فلمّا ولّي عثمان قال : أشيروا عليّ في هذا الّذي فتق في الإسلام ما فتق ، فأشار المهاجرون
بقتله ، وقال جماعة النّاس : قتل عمر
__________________
بالأمس ويتبعونه ابنه
اليوم! أبعد الله الهرمزان وجفينة ، فقال عمرو : إنّ الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر
في ولايتك فاصفح عنه ، فتفرّق النّاس على قول عمرو ، وودى عثمان الرّجلين والجارية.
رواه ابن سعد عن الواقدي عن معمر
، وزاد فيه : كان جفينة من نصارى الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي وقّاص يعلّم النّاس
الخطّ بالمدينة ، وقال فيه : وما أحسب عمرا كان يومئذ بالمدينة بل بمصر إلّا أن يكون
قد حجّ ، قال : وأظلمت الأرض فعظم ذلك في النّفوس
وأشفقوا أن تكون عقوبة.
وعن أبي وجزة ، عن أبيه قال : رأيت
عبيد الله يومئذ وإنّه ليناصي عثمان ، وعثمان يقول له : قاتلك الله قتلت رجلا يصلّي
وصبيّة صغيرة وآخر له ذمّة ، ما في الحقّ تركك . وبقي عبيد الله بن عمر وقتل يوم صفين مع معاوية.
معمر ، عن الزّهري
: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر ، أنّ أباه قال : يرحم الله حفصة إن كانت لمن شيّع
عبيد الله على قتل الهرمزان وجفينة .
قال معمر : بلغنا أنّ
عثمان قال : أنا وليّ الهرمزان
وجفينة والجارية ، وإنّي قد جعلتها دية.
وذكر محمد بن جرير
الطّبريّ بإسناد له أنّ عثمان أقاد ولد الهرمزان من
__________________
عبيد الله ، فعفا ولد
الهرمزان عنه .
(هند بنت عتبة) بن ربيعة بن عبد شمس
العبشميّة أمّ معاوية بن أبي سفيان. أسلمت يوم الفتح وشهدت اليرموك. وهي القائلة للنّبيّ
صلىاللهعليهوسلم إنّ أبا سفيان رجل
شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي ، قال : «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف» .
وكان زوجها قبل أبي
سفيان حفص بن المغيرة عمّ خالد بن الوليد ، وكان من الجاهليّة. وكانت هند من أحسن نساء
قريش وأعقلهنّ ، ثمّ إنّ أبا
__________________
سفيان طلّقها في آخر
الأمر ، فاستقرضت من عمر من بيت المال أربعة آلاف درهم ، فخرجت إلى بلاد كلب فاشترت
وباعت. وأتت ابنها معاوية وهو أمير على الشام لعمر فقالت : أي بنيّ إنّه عمر وإنّما
يعمل الله .
ولها شعر جيّد .
(واقد بن عبد الله)
بن عبد مناف بن عزيز
الحنظليّ اليربوعيّ حليف بني عديّ ، من السّابقين الأوّلين.
أسلم قبل دار الأرقم
، وشهد بدرا والمشاهد كلّها ، وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين بشر بن البراء
بن معرور ، وكان واقد في سريّة عبد الله بن جحش إلى نخلة فقتل واقد عمرو بن الحضرميّ
، فكانا أوّل قاتل ومقتول في الإسلام. وتوفّي واقد في خلافة عمر .
(أبو خراش الهذليّ
الشّاعر) اسمه خويلد بن مرّة
، من بني قرد بن
__________________
عمرو الهذليّ ، وكان
أبو خراش ممّن يعدو على قدميه فيسبق الخيل ، وكان في الجاهلية من فتّاك العرب ثم أسلم.
قال ابن عبد البرّ
: لم يبق عربيّ بعد حنين والطّائف إلّا أسلم ، فمنهم من قدم ومنهم من لم يقدم ، وأسلم أبو خراش وحسن
إسلامه. وتوفّي في زمن عمر ، أتاه حجّاج فمشى إلى الماء ليملأ لهم فنهشته حيّة ، فأقبل
مسرعا فأعطاهم الماء وشاة وقدرا ولم يعلمهم بما تمّ له ، ثمّ أصبح وهو في الموت ، فلم
يبرحوا حتّى دفنوه.
(أبو ليلى المازنيّ)
واسمه عبد الرحمن بن
كعب بن عمرو ، شهد أحدا وما بعدها ، وكان أحد البكّاءين الذين نزل فيهم (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ
الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) .
أبو محجن الثّقفي
في اسمه أقوال ، قدم مع وفد ثقيف
فأسلم ، ولا رواية له ، وكان
__________________
فارس ثقيف في زمانه
إلّا أنّه كان يدمن الخمر زمانا ، وكان أبو بكر يستعين به ، وقد جلد مرارا ، حتّى إنّ
عمر نفاه إلى جزيرة ، فهرب ولحق بسعد بن أبي وقّاص بالقادسيّة ، فكتب عمر إلى سعد فحبسه.
فلمّا كان يوم قسّ النّاطف والتحتم القتال سأل
أبو محجن من امرأة سعد أن تحلّ قيده وتعطيه فرسا لسعد ، وعاهدها إن سلم أن يعود إلى
القيد ، فحلّته وأعطته فرسا فقاتل وأبلى بلاء جميلا ثمّ عاد إلى قيده.
قال ابن جريج : بلغني
أنّه حدّ في الخمر سبع مرّات.
وقال أيّوب ، عن ابن
سيرين قال : كان أبو محجن لا يزال يجلد في الخمر ، فلمّا أكثر سجنوه ، فلمّا كان يوم
القادسيّة رآهم فكلّم أمّ ولد سعد فأطلقته وأعطته فرسا وسلاحا ، فجعل لا يزال يحمل
على رجل فيقتله ويدقّ صلبه ، فنظر إليه سعد فبقي يتعجّب ويقول : من الفارس؟ فلم يلبثوا
أن هزمهم ورجع أبو محجن وتقيّد ، فجاء سعد وجعل يخبر المرأة ويقول : لقينا ولقينا ،
حتّى بعث الله رجلا على فرس أبلق لو لا أنّي تركت أبا محجن في القيود لظننت أنّها بعض
شمائله ، قالت : والله إنّه لأبو محجن ، وحكت له ، فدعا به وحلّ قيوده وقال : لا نجلدك
على خمر أبدا ، فقال : وأنا والله لا أشربها أبدا ، كنت آنف أن أدعها لجلدكم ، فلم
يشربها بعد .
__________________
روى نحوه أبو معاوية
الضرير ، عن عمرو بن مهاجر ، عن إبراهيم بن محمد بن سعد ، عن أبيه قال : لمّا كان يوم
القادسيّة أتي بأبي محجن سكران [يمشي بين] النّاس يبتغي عند أحد من أولئك الرّهط رأيا
ولا يطئون عقبه ، ومال النّاس فقيّده سعد ، وذكر الحديث.
ونقل أهل الأخبار أنّ
أبا محجن هو القائل :
إذا متّ فادفني إلى
جنب كرمة
|
|
تروّي عظامي بعد
موتي عروقها
|
ولا تدفنّي بالفلاة فإنّني
|
|
أخاف إذا ما متّ
ألّا أذوقها
|
فزعم الهيثم بن عديّ أنّه أخبره من رأى قبر أبي محجن بأذربيجان ـ أو قال في نواحي
جرجان ـ وقد نبتت عليه كرمة وظلّلت وأثمرت ، فعجب الرجل وتذكّر شعره .
__________________
سنة أربع وعشرين
خلافة عثمان رضياللهعنه
دفن عمر رضياللهعنه في أوّل المحرّم ،
ثمّ جلسوا للشّورى : فروي عن عبد الله بن أبي ربيعة أنّ رجلا قال قبل الشّورى : إن
بايعتم لعثمان أطعنا ، وإن بايعتم لعلي سمعنا وعصينا.
وقال المسور بن مخرمة
: جاءني عبد الرحمن بن عوف بعد هجع من الليل فقال : ما ذاقت عيناي كثير نوم ثلاث ليال
فادع لي عثمان وعليّا والزّبير وسعدا ، فدعوتهم ، فجعل يخلو بهم واحدا واحدا يأخذ عليه
، فلمّا أصبح صلّى صهيب بالنّاس ، ثمّ جلس عبد الرحمن فحمد الله وأثنى عليه ، وقال
في كلامه : إنّي رأيت النّاس يأبون إلّا عثمان .
وقال حميد بن عبد الرحمن
بن عوف : أخبرني المسور إنّ النّفر الذين ولّاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال عبد الرحمن
: لست بالّذي أنافسكم هذا الأمر ولكن إن شئتم اخترت لكم منكم ، فجعلوا ذلك إلى عبد
الرحمن ،
__________________
قال : فو الله ما رأيت
رجلا بذّ قوما أشدّ ما بذّهم حين ولّوه أمرهم ، حتّى ما من رجل من على عبد الرحمن يشاورونه
ويناجونه تلك اللّيالي ، لا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحدا ، وذكر الحديث إلى
أن قال : فتشهّد وقال : أمّا بعد يا عليّ فإنّي قد نظرت في النّاس فلم أرهم يعدلون
بعثمان فلا تجعلنّ على نفسك سبيلا ، ثمّ أخذ بيد عثمان فقال : نبايعك على سنّة الله
وسنّة رسوله وسنّة الخليفتين بعده. فبايعه عبد الرحمن بن عوف وبايعه المهاجرون والأنصار
.
وعن أنس قال : أرسل
عمر إلى أبي طلحة الأنصاريّ فقال : كن في خمسين من الأنصار مع هؤلاء النّفر أصحاب الشّورى
فإنّهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت ، فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل
عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتّى يؤمّروا أحدهم ، اللهمّ أنت خليفتي عليهم
.
وفي زيادات «مسند أحمد»
من حديث أبي وائل قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : كيف بايعتم عثمان وتركتم عليّا! قال
: ما ذنبي قد بدأت بعليّ فقلت : أبايعك على كتاب الله وسنّة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر
، فقال : فيما استطعت. ثمّ عرضت ذلك على عثمان فقال : نعم .
وقال الواقديّ : اجتمعوا
على عثمان لليلة بقيت من ذي الحجّة .
ويروى أنّ عبد الرحمن
قال لعثمان خلوة : إن لم أبايعك فمن تشير
__________________
عليّ؟ فقال : عليّ
، وقال لعليّ خلوة : إن لم أبايعك فمن تشير عليّ؟ قال : عثمان ، ثمّ دعا الزّبير فقال
: إن لم أبايعك فمن تشير عليّ؟ قال : عليّ أو عثمان ، ثمّ دعا سعدا فقال : من تشير
عليّ فأما أنا وأنت فلا نريدها؟ فقال : عثمان ، ثمّ استشار عبد الرحمن الأعيان فرأى
هوى أكثرهم في عثمان .
ثمّ نودي : (الصّلاة
جامعة) وخرج عبد الرحمن عليه عمامته التي عمّمه بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم. متقلّدا سيفه ، فصعد المنبر ووقف طويلا يدعو سرّا ، ثمّ تكلّم
فقال : أيّها النّاس إنّي قد سألتكم سرّا وجهرا على أمانتكم فلم أجدكم تعدلون عن أحد
هذين الرجلين : إمّا عليّ وإما عثمان ، قم إليّ يا عليّ ، فقام فوقف بجنب المنبر فأخذ
بيده وقال : هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنّة نبيّه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال : اللهم
لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي ، فقال : قم يا عثمان ، فأخذ بيده في موقف عليّ فقال
: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنّة نبيّه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال : اللهمّ نعم ،
قال فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يده ثمّ قال : اللهمّ اشهد اللهمّ إنّي قد جعلت
ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان.
فازدحم النّاس يبايعون
حتّى غشوه عند المنبر وأقعدوه على الدّرجة الثانية ، وقعد عبد الرحمن مقعد رسول الله
صلىاللهعليهوسلم من المنبر. قال : وتلكّأ
عليّ ، فقال عبد الرحمن : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما
يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً
عَظِيماً) . فرجع عليّ يشقّ النّاس حتّى بايع عثمان وهو يقول : خدعة وأيّما
خدعة .
__________________
ثمّ جلس عثمان في جانب
المسجد ودعا بعبيد الله بن عمر بن الخطّاب ، وكان محبوسا في دار سعد ، وسعد الّذي نزع
السّيف من يد عبيد الله بعد أن قتل جفينة والهرمزان وبنت أبي لؤلؤة ، وجعل عبيد الله
يقول : والله لأقتلنّ رجالا ممّن شرك في دم أبي ، يعرّض بالمهاجرين والأنصار ، فقام
إليه سعد فنزع السيف من يده وجبذه بشعره حتّى أضجعه وحبسه ، فقال عثمان لجماعة من المهاجرين
، أشيروا عليّ في هذا الّذي فتق في الإسلام ما فتق ، فقال عليّ : أرى أن تقتله ، فقال
بعضهم : قتل أبوه بالأمس ويقتل هو اليوم ، فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين إنّ
الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث ولك على المسلمين سلطان
، إنّما تمّ هذا ولا سلطان لك ، قال عثمان : أنا وليّهم وقد جعلتها دية واحتملتها من
مالي .
قلت : والهرمزان هو
ملك تستر ، وقد تقدّم إسلامه ، قتله عبيد الله بن عمر لما أصيب عمر ، فجاء عمّار بن
ياسر فدخل على عمر فقال : حدث اليوم حدث في الإسلام ، قال : وما ذاك؟ قال قتل عبيد
الله الهرمزان ، قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ راجِعُونَ) عليّ به ، وسجنه.
قال سعيد بن المسيّب
: اجتمع أبو لؤلؤة وجفينة ، رجل من الحيرة ، والهرمزان ، معهم خنجر له طرفان مملكة
في وسطه ، فجلسوا مجلسا فأثارهم
__________________
دابّة فوقع الخنجر
، فأبصرهم عبد الرحمن بن أبي بكر ، فلمّا طعن عمر حكى عبد الرحمن شأن الخنجر واجتماعهم
وكيفيّة الخنجر ، فنظروا فوجدوا الأمر كذلك ، فوثب عبيد الله فقتل الهرمزان ، وجفينة
، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة ، فلما استخلف عثمان قال له عليّ : أقد عبيد الله من الهرمزان
، فقال عثمان : ما له وليّ غيري ، وإنّي قد عفوت ولكن أديه .
ويروى أنّ الهرمزان
لمّا عضّه السّيف قال : لا إله إلّا الله. وأمّا جفينة فكان نصرانيّا ، وكان ظئرا لسعد
بن أبي وقّاص أقدمه للمدينة للصّلح الّذي بينه وبينهم وليعلّم النّاس الكتابة .
* * *
وفيها افتتح أبو موسى
الأشعريّ الرّيّ ، وكانت قد فتحت على يد حذيفة ، وسويد بن مقرّن ، فانتقضوا .
* * *
وفيها أصاب النّاس
رعاف كثير ، فقيل لها سنة الرّعاف ، وأصاب عثمان رعاف حتّى تخلّف عن الحجّ وأوصى. وحجّ
بالنّاس عبد الرحمن بن عوف .
__________________
الوفيات
خ ٤ (سراقة بن مالك)
بن جعشم أبو سفيان
المدلجيّ. توفّي في هذه السّنة ، وكان ينزل قديدا ، وهو الّذي ساخت قوائم فرسه . ثم أسلم وحسن إسلامه ، وله حديث في العمرة.
روى عنه جابر بن عبد
الله ، وابن عبّاس ، وسعيد بن المسيّب ،
__________________
وطاوس ، ومجاهد ، وجماعة.
وكان إسلامه بعد غزوة
الطّائف ، وقيل : توفّي بعد مقتل عثمان.
* * *
وفيها عزل عثمان عن
الكوفة المغيرة بن شعبة وولّاها سعد بن أبي وقّاص .
* * *
[بقيّة حوادث السنة]
وفيها غزا الوليد بن
عقبة أذربيجان وأرمينية لمنع أهلها ما كانوا صالحوا عليه ، فسبى وغنم ورجع .
* * *
وفيها جاشت الروم حتّى
استمدّ أمراء الشّام من عثمان مددا فأمدّهم بثمانية آلاف من العراق ، فمضوا حتّى دخلوا
إلى أرض الروم مع أهل الشّام. وعلى أهل العراق سلمان بن ربيعة الباهليّ ، وعلى أهل
الشام حبيب بن مسلمة الفهريّ ، فشنّوا الغارات وسبوا وافتتحوا حصونا كثيرة .
* * *
وفيها ولد عبد الملك
بن مروان الخليفة.
__________________
سنة خمس وعشرين
فيها عزل عثمان سعدا
عن الكوفة واستعمل عليها :
الوليد بن عقبة بن
أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة الأمويّ ، أخو عثمان لأمّه ، كنيته أبو وهب .
له صحبة ورواية .
روى عنه أبو موسى الهمذاني
، والشّعبيّ.
قال طارق بن شهاب :
لما قدم الوليد أميرا أتاه سعد فقال : أكست بعدي أو استحمقت بعدك؟ قال : ما كسنا ولا
حمقت ولكنّ القوم استأثروا عليك بسلطانهم . وهذا ممّا نقموا على عثمان كونه عزل سعدا وولّى الوليد بن
عقبة ، فذكر حصين بن المنذر أنّ الوليد صلّى بهم الفجر أربعا وهو
__________________
سكران ، ثمّ التفت
وقال : أزيدكم !
* * *
ويقال : فيها سار الجيش
من الكوفة عليهم سلمان بن ربيعة إلى برذعة ، فقتل وسبى .
* * *
وفيها انتقض أهل الإسكندرية
فغزاهم عمرو بن العاص أمير مصر وسباهم ، فردّ عثمان السّبي إلى ذمّتهم ، وكان ملك الروم
بعث إليها منويل الخصيّ في مراكب فانتقض أهلها ـ غير المقوقس ـ فغزاهم عمرو في ربيع
الأول ، فافتتحها عنوة غير المدينة فإنّها صلح.
* * *
وفيها عزل عثمان عمرا
عن مصر ، واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح . والصّحيح أنّ ذلك في سنة سبع وعشرين. واستأذن ابن أبي سرح
عثمان في غزو إفريقية فأذن له .
* * *
__________________
ويقال فيها ولد يزيد
بن معاوية .
وحجّ بالنّاس عثمان
رضياللهعنه .
__________________
سنة ستّ وعشرين
فيها زاد عثمان في
المسجد الحرام ووسّعه ، واشترى الزّيادة من قوم ، وأبى آخرون ، فهدم عليهم ووضع الأثمان
في بيت المال ، فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس وقال : ما جرّأكم عليّ إلّا حلمي
، وقد فعل هذا بكم عمر فلم تصيّحوا عليه ، ثم كلّموه فيهم فأطلقهم .
وفيها فتحت سابور وأميرها
عثمان بن أبي العاص الثّقفي ، فصالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاثمائة ألف .
وقيل عزل عثمان سعدا عن
الكوفة لأنّه كان تحت دين لابن مسعود فتقاضاه واختصما ، فغضب عثمان من سعد وعزله [واستعمل
الوليد بن عقبة] ، وقد كان الوليد عاملا
لعمر على بعض الجزيرة وكان فيه رفق برعيّته .
__________________
سنة سبع وعشرين
فيها غزا معاوية قبرس
فركب البحر بالجيوش ، وكان معه عبادة بن الصّامت ، وزوجة عبادة أم حرام بنت ملحان الأنصاريّة
خالة أنس ، فصرعت عن بغلتها فماتت شهيدة ، وكان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يغشاها ويقيل عندها وبشّرها
بالشّهادة ، فقبرها بقبرس يقولون
هذا قبر المرأة الصالحة.
__________________
روت عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
روى عنها أنس بن مالك
، وعمير بن الأسود العنسيّ ، ويعلى بن شدّاد ابن أوس ، وغيرهم.
* * *
وقال داود بن أبي هند
: صالح عثمان بن أبي العاص وأبو موسى سنة سبع وعشرين أهل أرّجان على ألفي ألف ومائتي
ألف ، وصالح أهل دارابجرد على ألف ألف وثمانين
ألفا .
وقال خليفة : فيها عزل عثمان عن
مصر عمرا وولّى عليها عبد الله بن سعد ، فغزا إفريقية ومعه
عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن الزّبير ، فالتقى هو وجرجير
بسبيطله على يومين من القيروان
، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل ، وقيل في مائة وعشرين ألفا ، وكان المسلمون في عشرين
ألفا.
قال مصعب بن عبد الله
: ثنا أبي ، والزّبير بن خبيب قالا : قال ابن الزّبير
: هجم علينا جرجير في معسكرنا في عشرين ومائة ألف ، فأحاطوا بنا
__________________
ونحن في عشرين ألفا.
واختلف النّاس على عبد الله بن أبي سرح ، فدخل فسطاطا له فخلا فيه ، ورأيت أنا غرّة
من جرجير بصرت به خلف عساكره على برذون أشهب معه جاريتان تظلّلان عليه بريش الطّواويس
، وبينه وبين جنده أرض بيضاء ليس بها أحد ، فخرجت إلى ابن أبي سرح فندب لي النّاس ،
فاخترت منهم ثلاثين فارسا وقلت لسائرهم : البثوا على مصافّكم ، وحملت في الوجه الّذي
رأيت فيه جرجير وقلت لأصحابي : احملوا لي ظهري ، فو الله ما نشبت أن خرقت الصّف إليه
فخرجت صامدا له ، وما يحسب هو ولا
أصحابه إلّا أنّي رسول إليه ، حتّى دنوت منه فعرف الشّر ، فوثب على برذونه وولّى مدبرا
، فأدركته ثمّ طعنته
، فسقط ، ثمّ دففت عليه بالسّيف ، ونصبت رأسه على رمح وكبّرت ، وحمل المسلمون ، فارفضّ
أصحابه من كلّ وجه ، وركبنا أكتافهم .
وقال خليفة : ثنا من سمع ابن لهيعة
يقول : ثنا أبو الأسود ، حدّثني أبو إدريس أنّه غزا مع عبد الله بن سعد إفريقية فافتتحها
، فأصاب كلّ إنسان ألف دينار.
وقال غيره : سبوا وغنموا
فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار ، وفتح الله إفريقية
سهلها وجبلها ، ثمّ اجتمعوا على الإسلام وحسنت طاعتهم.
وقسّم ابن أبي سرح
ما أفاء الله عليهم وأخذ خمس الخمس بأمر
__________________
عثمان ، وبعث إليه
بأربعة أخماسه ، وضرب فسطاطا في موضع القيروان ووفّدوا وفدا ، فشكوا عبد الله فيما
أخذ فقال : أنا نقلته ، وذلك إليكم الآن ، فإن رضيتم فقد جاز ، وإن سخطتم فهو ردّ ،
قالوا : إنّا نسخطه ، قال : فهو ردّ ، وكتب إلى عبد الله بردّ ذلك واستصلاحهم.
قالوا : فاعزله عنّا.
فكتب إليه أن استخلف على إفريقية رجلا ترضاه واقسم ما نفّلتك فإنّهم قد سخطوا ، فرجع
عبد الله بن أبي سرح إلى مصر ، وقد فتح الله إفريقية ، فما زال أهلها أسمع النّاس وأطوعهم
إلى زمان هشام بن عبد الملك .
وروى سيف بن عمر ،
عن أشياخه ، أنّ عثمان أرسل عبد الله بن نافع ابن الحصين ، وعبد الله بن نافع الفهريّ
من فورهما ذلك إلى الأندلس ، فأتياها من قبل البحر ، وكتب عثمان إلى من انتدب إلى الأندلس
: أمّا بعد فإنّ القسطنطينية
إنّما تفتح من قبل الأندلس ، وإنّكم إن افتتحتموها كنتم شركاء في فتحها في الأجر ،
والسلام . فعن كعب قال : يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون
بنورهم يوم القيامة .
قال : فخرجوا إليها
فأتوها من برّها وبحرها ، ففتحها الله على المسلمين ، وزاد في سلطان المسلمين مثل إفريقية.
ولم يزل أمر الأندلس كأمر إفريقية
، حتّى أمر هشام فمنع البربر أرضهم.
__________________
ولما نزع عثمان عمرا
عن مصر غضب وحقد على عثمان ، فوجّه عبد الله بن سعد فأمره أن يمضي إلى إفريقية ، وندب
عثمان النّاس معه إلى إفريقية ، فخرج إليها في عشرة آلاف ، وصالح ابن سعد أهل إفريقية
على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار . وبعث ملك الروم من قسطنطينية أن يؤخذ من أهل إفريقية ثلاثمائة
قنطار ذهبا ، كما أخذ منهم عبد الله بن سعد ، فقالوا : ما عندنا مال نعطيه ، وما كان
بأيدينا فقد افتدينا به ، فأمّا الملك فإنّه
سيّدنا فليأخذ ما كان له عندنا من جائزة كما كنّا نعطيه كلّ عام ، فلمّا رأى ذلك منهم
الرسول أمر بحبسهم ، فبعثوا إلى قوم من أصحابهم فقدموا عليهم فكسروا السّجن وخرجوا
.
وعن يزيد بن أبي حبيب
قال : كتب عبد الله بن سعد إلى عثمان يقول : إنّ عمرو بن العاص كسر الخراج ، وكتب عمرو
: إنّ عبد الله بن سعد أفسد عليّ مكيدة الحرب.
فكتب عثمان إلى عمرو : انصرف وولّى عبد الله الخراج والجند ، فقدم عمرو مغضبا ، فدخل
على عثمان وعليه جبّة له يمانيّة محشوّة قطنا ، فقال له عثمان : ما حشو جبّتك؟ قال
: عمرو ، قال : قد علمت أنّ حشوها
عمرو ، ولم أر هذا ، إنّما سألتك أقطن هو أم غيره ؟
وبعث عبد الله بن سعد
إلى عثمان مالا من مصر وحشد فيه ، فدخل
__________________
عمرو ، فقال عثمان
: هل تعلم أنّ تلك اللّقاح درّت بعدك؟ قال عمرو : إنّ فصالها هلكت .
وفيها حجّ عثمان بالنّاس
.
__________________
سنة ثمان وعشرين
قيل في أوّلها غزوة قبرس ، وقد مرّت.
فروى سيف ، عن رجاله قالوا : ألحّ معاوية في إمارة عمر عليه في غزو البحر وقرب الرّوم
من حمص ، فقال عمر : إنّ قرية من قرى حمص
يسمع أهلها نباح كلابهم وصياح ديوكهم [قالوا : كتب عمر إلى معاوية : إنّا سمعنا أنّ
بحر الشام يشرف على أطول شيء على الأرض ، يستأذن الله في كل يوم وليلة في أن يقبض على
الأرض فيغرقها ، فكيف أحمل الجنود في هذا البحر الكافر المستعصب ، وتالله لمسلم] أحبّ إليّ من كلّ ما
في البحر ، فلم يزل بعمر حتّى كاد أن يأخذ بقلبه. فكتب عمر إلى عمرو بن العاص أن صف
لي البحر وراكبه ، فكتب إليه : إنّي رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير ، إن ركد حرّق
القلوب ، وإن تحرّك
أزاغ العقول ، يزداد فيه اليقين قلّة ، والشّكّ كثرة ، وهم
__________________
فيه كدود على عود ،
إن مال غرق ، وإن نجا برق . فلمّا قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية : والله لا أحمل فيه
مسلما أبدا .
وقال أبو جعفر الطّبريّ
: غزا معاوية قبرس
فصالح أهلها على الجزية.
* * *
وقال الواقديّ : في
هذه السنة غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم .
* * *
وفيها تزوّج عثمان
نائلة بنت الفرافصة فأسلمت قبل أن يدخل بها .
* * *
وفيها غزا الوليد بن
عقبة أذربيجان فصالحهم مثل صلح حذيفة .
* * *
وقلّ من مات وضبط موته
في هذه السنوات كما ترى.
* * *
__________________
سنة تسع وعشرين
فيها عزل عثمان أبا
موسى عن البصرة بعبد الله بن عامر بن كريز ، وأضاف إليه فارس .
* * *
وفيها افتتح عبد الله
بن عامر إصطخر عنوة فقتل وسبى ، وكان على مقدّمة عبيد الله بن عمر بن عثمان التّيميّ
أحد الأجواد وكلّ منهما رأى النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم.
وكان على إصطخر قتال
عظيم قتل فيه عبيد الله بن معمر ، وكان من
كبار الأمراء ، افتتح سابور عنوة وقلعة شيراز ، وقتل وهو شاب ، فأقسم ابن عامر لئن
ظفر بالبلد ليقتلنّ حتّى يسيل الدّم من باب المدينة ، وكان بها يزدجرد
بن شهريار بن كسرى فخرج منها في مائة ألف وسار فنزل مرو ،
__________________
وخلّف على إصطخر أميرا
من أمرائه في جيش يحفظونها. فنقّب المسلمون المدينة فما دروا إلّا والمسلمون معهم في
المدينة ، فأسرف ابن عامر في قتلهم وجعل الدّم لا يجري من الباب ، فقيل له : أفنيت
الخلق ، فأمر بالماء فصبّ على الدّم حتّى خرج من الباب ، ورجع إلى حلوان فافتتحها ثانيا
فأكثر فيه القتل لكونهم
نقضوا الصّلح .
* * *
وفيها انتقضت أذربيجان
فغزاهم سعيد بن العاص فافتتحها .
* * *
وفيها غزا ابن عامر
وعلى مقدّمته عبد الله بن بديل الخزاعيّ فأتى أصبهان ، ويقال افتتح أصبهان سارية بن
زنيم عنوة وصلحا.
وقال أبو عبيدة : لما
قدم ابن عامر البصرة قدم عبيد الله بن معمر إلى فارس ، فأتى أرّجان فأغلقوا في وجهه
، وكان عن يمين البلد وشماله الجبال والأسياف. وكانت الجبال لا تسلكها الخيل ولا تحمل
الأسياف ـ يعني السواحل ـ الجيش ، فصالحهم أن يفتحوا له باب المدينة فيمرّ فيها مارّا
ففعلوا ، ومضى حتّى انتهى إلى النّوبندجان فافتتحها ، ثم نقضوا الصّلح ، ثم سار فافتتح
قلعة شيراز ، ثم سار إلى جور فصالحهم وخلّف فيهم رجلا من تميم ، ثم انصرف إلى إصطخر
فحاصرها مدّة ، فبينما هم في الحصار إذ قتل أهل جور عاملهم ، فسار ابن عامر إلى جور
فناهضهم فافتتحها عنوة فقتل منها أربعين ألفا يعدّون بالقصب ، ثمّ خلّف عليهم مروان
بن الحكم أو غيره ، وردّ
__________________
إلى إصطخر وقد قتلوا
عبيد الله بن معمر فافتتحها عنوة. ثمّ مضى إلى فسا فافتتحها. وافتتح رساتيق من كرمان.
ثمّ إنّه توجه نحو خراسان على المفازة فأصابهم الرّمق فأهلك خلقا.
وقال ابن جرير : كتب ابن عامر إلى عثمان بفتح فارس
، فكتب عثمان يأمره أن يولّي هرم بن حسان اليشكريّ ، وهرم بن
حيّان العبديّ ، والخرّيت بن راشد على كور فارس.
وفرّق خراسان بين ستّة نفر : الأحنف ابن قيس على المروين ، وحبيب بن قرّة اليربوعيّ
على بلخ ، وخالد بن زهير على هراة ، وأمين بن أحمد اليشكريّ على طوس ،
وقيس بن هبيرة السلمي على نيسابور.
* * *
وفيها زاد عثمان في
مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوسّعه وبناه بالحجارة
المنقوشة وجعل عمده من حجارة وسقفه بالسّاج ، وجعل طوله ستّين ومائة ذراع
، وعرضه خمسين ومائة ذراع ، وجعل أبوابه كما كانت زمن عمر ستّة أبواب .
__________________
وحجّ عثمان بالنّاس
وضرب له بمنى فسطاط ، وأتمّ الصّلاة بها وبعرفة ، فعابوا عليه ذلك ، فجاءة عليّ فقال
: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد ، ولقد عهدت نبيّك صلىاللهعليهوسلم يصلّي ركعتين ، ثم
أبا بكر ، ثمّ عمر ، ثم أنت صدرا من ولايتك ، فقال : رأي رأيته .
وكلّمه عبد الرحمن
بن عوف فقال : إنّي أخبرت عن جفاة النّاس قد قالوا : إنّ الصّلاة للمقيم ركعتان وقالوا
: هذا عثمان يصلّي ركعتين فصليت أربعا لهذا ، وإنّي قد اتّخذت بمكّة زوجة ، فقال عبد
الرحمن : ليس هذا بعذر ، قال : هذا رأي رأيته .
* * *
__________________
سنة ثلاثين
فيها عزل الوليد بن
عقبة عن الكوفة بسعيد بن العاص ، فغزا سعيد طبرستان ، فحاصرهم ، فسألوه الأمان ، على
ألا يقتل منهم رجلا واحدا ، فقتلهم كلّهم إلّا رجلا واحدا ، يعني نفسه بذلك .
وفيها فتحت جور من أرض فارس على يد
ابن عامر فغنم شيئا كثيرا. وافتتح ابن عامر في هذا القرب بلادا كثيرة من أرض خراسان
.
قال داود بن أبي هند
: لمّا افتتح ابن عامر أرض فارس سنة ثلاثين هرب يزدجرد بن كسرى فاتبعه ابن عامر ، ومجاشع
بن مسعود السّلمي ، ووجّه ابن عامر ، فيما ذكر خليفة زياد بن الربيع الحارثيّ
الى سجستان
__________________
فافتتح زالق وشرواذ وناشروذ ، ثمّ صالح أهل مدينة
زرنج على ألف وصيف مع كلّ
وصيف جام من ذهب. ثمّ توجّه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدّمته الأحنف بن قيس ، فلقي
أهل هراة فهزمهم.
ثم افتتح ابن عامر
أبرشهر ـ وهي نيسابور ـ صلحا ويقال عنوة . وكان بها فيما ذكر غير خليفة بنتا كسرى بن هرمز . وبعث جيشا فتحوا طوس وأعمالها صلحا. ثمّ صالح من جاءه من أهل
سرخس على مائة وخمسين ألفا. وبعث الأسود بن كلثوم العدويّ الى بيهق. وبعث أهل مرو يطلبون
الصّلح ، فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف .
وسار الأحنف بن قيس
في أربعة آلاف ، فجمع له أهل طخارستان وأهل الجوزجان والفارياب ، وعليهم طوقان شاه
، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم هزم الله المشركين ، وكان النّصر .
ثم سار الأحنف على
بلخ ، فصالحوه على اربعمائة ألف. ثمّ أتى خوارزم فلم يطقها ورجع. وفتحت هراة ثمّ نكّسوا
.
__________________
وقال ابن إسحاق : بعث
ابن عامر جيشا إلى مرو فصالحوا وفتحت صلحا .
ثم خرج ابن عامر من
نيسابور معتمرا وقد أحرم منها ، واستخلف على خراسان
الأحنف بن قيس ، فلمّا قضى عمرته أتى عثمان رضياللهعنه واجتمع به ، ثمّ إنّ
أهل خراسان نقضوا وجمعوا جمعا كثيرا وعسكروا بمرو ، فنهض لقتالهم الأحنف وقاتلهم فهزمهم
، وكانت وقعة مشهورة.
ثمّ قدم ابن عامر من
المدينة إلى البصرة ، فلم يزل عليها إلى أن قتل عثمان وكذا معاوية على الشام.
ولما فتح ابن عامر
هذه البلاد الواسعة كثر الخراج على عثمان وأتاه المال من كلّ وجه اتّخذ له الخزائن
وأدرّ الأرزاق ، وكان يأمر للرجل بمائة ألف بدرة في كل بدرة أربعة آلاف وافية.
وقال أبو يوسف القاضي
: أخرجوا من خزائن كسرى مائتي ألف بدرة في كلّ بدرة أربعة آلاف.
__________________
ذكر من توفّى في سنة ثلاثين
أبيّ بن كعب ، وقال
الواقديّ : هو أثبت الأقاويل عندنا.
(جبّار بن صخر) بن أميّة بن خنساء
أبو عبد الله الأنصاريّ السّلمي.
شهد بدرا والعقبة ،
وبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم خارصا إلى خيبر.
توفّي بالمدينة ، وله
ستّون سنة.
(حاطب بن أبي بلتعة)
اللّخميّ حليف بني
أسد بن عبد العزّى.
__________________
شهد بدرا والمشاهد
، وهو الّذي كتب إلى المشركين قبل الفتح يخبرهم ببعض أمر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، والقصّة مشهورة ،
فعفا عنه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم واعتذر فقبل عذره ،
ثمّ كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية.
واسم أبي بلتعة : عمرو
بن عمير.
(الطّفيل بن الحارث)
بن المطّلب المطّلبيّ
ـ فيما قاله سعيد بن عفير ـ وهو أخو عبيدة بن الحارث والحصين بن الحارث.
كان من السّابقين الأوّلين
، شهد بدرا.
__________________
(عبد الله بن كعب) بن عمرو المازنيّ الأنصاريّ البدريّ.
كان على الخمس يوم
بدر. يكنى أبا الحارث ، وقيل أبا يحيى ، وصلّى عليه عثمان ، وهو أخو أبي ليلى المازنيّ.
(عبد الله بن مظعون)
بن حبيب الجمحيّ القرشيّ
أخو عثمان وقدامة.
كان أحد من شهد بدرا
وممّن هاجروا إلى الحبشة.
(عياض بن زهير) بن أبي شدّاد بن ربيعة
بن هلال ، أبو سعد القرشيّ الفهريّ.
شهد بدرا والمشاهد
بعدها. هكذا ذكره ابن سعد ، وفرّق بينه وبين ابن أخيه عياض بن غنم بن زهير الفهري أمير
الشام المتوفّى سنة عشرين.
(معمر بن أبي سرح)
ربيعة بن هلال القرشي
أبو سعد الفهريّ ،
__________________
وقيل اسمه عمرو ، كذا
سمّاه ابن إسحاق وغيره ، وهو بدريّ قديم الصّحبة.
(مسعود بن ربيعة) وقيل ابن الربيع ،
أبو عمير القاريّ ، والقارة حلفاء بني زهرة.
شهد بدرا وغيرها ،
وعاش نيّفا وستّين سنة ، تقدّم.
(أبو أسيد) مالك بن ربيعة السّاعديّ
، والأصحّ سنة أربعين ، وهذا قول أبي حفص الفلّاس وأوردنا أنّه سنة ستّين ، فالله أعلم.
__________________
فصل
فيه ذكر من توفى في خلافة عثمان «تقريبا»
(أوس بن الصّامت) بن قيس بن أصرم الأنصاريّ
أخو عبادة ، وكلاهما قد شهد بدرا ، وأوس هو زوج المجادلة في زوجها خولة ـ ويقال لها
خويلة ـ بنت ثعلبة ، وقد آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين مرثد بن
أبي مرثد الغنويّ.
(أنس بن معاذ) بن أنس بن قيس الأنصاريّ
النّجّاريّ ، ويقال : اسمه أنيس ، ربّما صغّر.
شهد بدرا والمشاهد
، وتوفّي في خلافة عثمان.
__________________
(أوس بن خولي) من بني الحبلى ، أنصاريّ شهد بدرا.
وهو الّذي حضر غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونزل في قبره .
توفي قبل مقتل عثمان.
(الجدّ بن قيس) يقال إنه تاب من النّفاق
وحسن أمره.
(الحارث بن نوفل) بن الحارث بن عبد المطّلب
بن هاشم الهاشميّ.
__________________
استعمله النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ إنّه نزل البصرة
واختطّ بها دارا ، وهو والد عبد الله بن الحارث الّذي يقال له ببّة .
(الحطيئة الشاعر) أبو مليكة العبسيّ
، قيل اسمه جرول.
عاش دهرا في الجاهلية
وصدرا في الإسلام ، ودخل على عمر وأنشده :
من يفعل الخير لا يعدم
جوازيه لا يذهب العرف بين
الله والنّاس
__________________
وكان جوّالا في الآفاق
يمتدح الكبار ويستجديهم ، وكان سئولا بخيلا ، ركب مرّة ليفد على الملوك فقال لأهله
:
عدّي السّنين إذا
خرجت لغيبة
|
|
ودعي الشّهور فإنّهنّ
قصار
|
(خبيب بن يساف) بن عنبة الأنصاريّ الخزرجيّ.
شهد بدرا ، وهو جدّ
شيخ شعبة خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب.
زيد بن خارجة
ابن زيد بن أبي زهير
الأنصاريّ الخزرجيّ المتكلّم بعد الموت.
له صحبة ورواية ، قتل
أبوه يوم أحد.
__________________
قال سليمان بن بلال
، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، إنّ زيد بن خارجة توفّي زمن عثمان ، فسجّي
بثوب ثمّ إنّهم سمعوا جلجلة في صدره ، ثمّ تكلّم فقال : أحمد أحمد في الكتاب الأوّل
، صدق صدق أبو بكر الضّعيف في نفسه القويّ في أمر الله في الكتاب الأوّل ، صدق صدق
عمر القويّ الأمين في الكتاب الأوّل ، صدق صدق عثمان على منهاجهم ، مضت أربع سنين وبقيت
سنتان ، أتت الفتن وأكل الشّديد الضّعيف ، وقامت السّاعة ، وسيأتيكم خبر بئر أريس وما
بئر أريس .
قال ابن المسيّب :
ثمّ هلك رجل من بني خطمة ، فسجّي بثوب فسمعوا جلجلة في صدره ، ثمّ تكلّم فقال : إنّ
أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق.
قال ابن عبد البرّ
: هذا هو الّذي تكلّم
بعد الموت لا يختلفون في ذلك ، وذلك أنّه غشي عليه وأسري بروحه ، ثمّ راجعته نفسه فتكلّم
بكلام في أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ثمّ مات لوقته.
رواه ثقات الشّامين
عن النّعمان بن بشير.
م (سلمان
بن ربيعة الباهليّ) يقال له صحبة ، وقد
سمع من عمر.
__________________
روى عنه أبو وائل ،
والصّبيّ بن معبد ، وعمرو بن
ميمون.
وكان بطلا شجاعا فاضلا
عابدا ، ولّاه عمر قضاء الكوفة ، ثمّ ولي زمن عثمان غزو أرمينية فقتل ببلنجر ، وقيل بل الّذي قتل
بها أخوه عبد الرحمن ، وقيل إنّ التّرك إذا قحطوا يستسقون بقبر سلمان ، وهو مدفون عندهم
، وقد جعلوا عظامه في تابوت.
روى له مسلم.
م
(عبد الله بن حذافة
بن قيس القرشيّ السّهميّ) أبو حذافة ، من المهاجرين
الأوّلين.
__________________
هاجر مع أخيه قيس إلى
الحبشة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه إلى كسرى ، وكانت فيه دعابة
، وقد أسره الروم زمن
عمر فأرادوه على الكفر فأبى عليهم ، فقال له ملكهم : قبّل رأسي حتّى أطلقك ومن معك
، ففعل فأطلقه وثمانين أسيرا ، فلمّا قدم قال له عمر : حقّ على كلّ مسلم أن يقبّل رأسك
وأنا أبدأ ، فقام فقبّل رأسه.
له حديث.
روى عنه أبو وائل ،
وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وسليمان بن يسار ، ولم يدركاه.
(عبد الله بن سراقة)
بن المعتمر العدويّ
، له صحبة ورواية ، شهد أحدا وغيرها ، وقال الزّهريّ إنّه شهد بدرا. روى عنه عبد الله
بن شقيق ، وعقبة بن وساج ، وغيرهما.
__________________
وروى أيضا عن أبي عبيدة
، وهو أخو عمرو.
[وقيل إنّ الّذي روى
عن أبي عبيدة وروى عنه عبد الله بن شقيق في الدّجّال . أزديّ شريف من أهل دمشق. قاله الغلابيّ وغيره] .
(عبد الله بن قيس)
بن خالد الأنصاريّ
النّجّاريّ المالكي ، شهد بدرا.
قال الواقديّ : لم
يبق له عقب ، وتوفّي في زمن عثمان.
(عبد الرحمن بن سهل)
بن زيد الأنصاريّ الحارثيّ.
قال ابن عبد البرّ
: شهد بدرا.
وقال أبو نعيم : شهد
أحدا ، والخندق ، وهو الّذي نهش فرقاه عمارة بن حزم . استعمله عمر على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان.
وعن القاسم بن محمد
قال : جاءت جدّتان إلى أبي بكر فأعطى السّدس أمّ الأمّ دون أمّ الأب ، فقال له عبد
الرحمن بن سهل ، رجل من بني حارثة قد شهد بدرا : أعطيت التي لو ماتت لم يرثها ، وتركت
التي لو ماتت
__________________
لورثها ، فجعله أبو
بكر بينهما . وقد ورد أنّ هذا غزا في خلافة عثمان.
(عمرو بن سراقة) بن المعتمر بن أنس
القرشيّ العدويّ. بدريّ كبير ، وهو أخو عبد الله.
روى عامر بن ربيعة
قال : بعثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سريّة ومعنا عمرو
بن سراقة ـ وكان لطيف البطن طويلا ـ فجاع ، فانثنى صلبه فأخذنا صفيحة من حجارة
فربطناها على بطنه ، فمشى يوما ، فجئنا قوما فضيّفونا ، فقال عمرو :كنت أحسب الرّجلين تحملان البطن فإذا البطن يحمل الرّجلين.
ت ن
(عمير بن سعد) بن شهيد بن قيس الأنصاريّ
__________________
الأوسيّ ، له صحبة
ورواية.
روى عنه أبو طلحة الخولانيّ
، وحبيب بن عبيد ، وغيرهما ، وكان من زهّاد الصّحابة. يقال له (نسيج وحده).
روى عبد الرحمن بن
عمير بن سعد قال : قال لي ابن عمر : ما كان بالشّام من المسلمين رجل من
أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم أفضل من أبيك.
وشهد عمير فتح الشّام
مع أبي عبيدة ، وولّي إمرة حمص ودمشق لعمر ، فلمّا ولي الخلافة عثمان عزله عن حمص واستعمل
معاوية على جميع الشام. وله أخبار في «الحلية» .
(عروة بن حزام) أبو سعيد ، شابّ عذريّ
قتله الغرام ، وهو الّذي كان يشبّب
بابنة عمّه عفراء بنت مهاصر ، خرج أهلها من الحجاز
إلى الشّام فتبعهم عروة وامتنع عمّه من تزويجه بها لفقره وزوّجها بابن عمّ آخر غنيّ
فهلك في محبّتها عروة.
ومن قوله فيها :
وما هو إلّا أن أراها
فجاءة
|
|
فأبهت حتّى ما أكاد
أجيب
|
__________________
وأصرف عن رأيي الّذي
كنت أرتئي
|
|
وأنسى الّذي أعددت
حين تغيب
|
(قطبة بن عامر أبو زيد) الأنصاريّ السّلميّ.
شهد بدرا والعقبتين .
عيينة بن حصن
ابن حذيفة بن بدر بن
عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة
بن عديّ بن
__________________
فزارة الفزاريّ ، من
قيس عيلان ، واسم عيينة حذيفة ، فأصابته لقوة فجحظت عيناه فسمّي
عيينة. ويكنّى أبا مالك [وهو سيّد بني فزارة وفارسهم.
قال الواقديّ : حدّثني
إبراهيم] بن جعفر ، عن أبيه
: أجديت بلاد آل بدر ، فسار عيينة في نحو مائة بيت من آله حتّى أشرف على بطن نخل فهاب
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فورد المدينة ولم
يسلم ولم يبعد ، وقال : أريد أدنو من جوارك فوادعني. فوادعه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ثلاثة أشهر ، فلمّا
فرغت انصرف عيينة إلى بلادهم فأغار على لقاح النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالغابة ، فقال له
الحارث بن عوف : عاهدت محمدا في بلاده ثمّ
غزوته؟!.
وقال الواقديّ : حدّثني
عبد العزيز بن عقبة بن سلمة ، عن عمّه إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : أغار عيينة في
أربعين رجلا على لقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت عشرين لقحة فساقها
وقتل ابنا لأبي ذرّ كان فيها ، فخرج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في طلبهم إلى ذي قرد
فاستنقذ عشر لقاح وأفلت القوم بالباقي ، وقتلوا حبيب بن عيينة ، وابن عمّه مسعدة ،
وجماعة .
الواقديّ ، عن محمد
بن عبد الله ، عن الزّهريّ ، عن ابن المسيّب ، قال : كان عيينة بن حصن أحد رءوس الأحزاب
، فأرسل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إليه وإلى الحارث بن
عوف : أرأيتما إن جعلت لكم ثلث تمر المدينة ، أترجعان بمن معكما؟ فرضيا بذلك ، فبينا
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يريد أن يكتب لهم الصّلح
جاء أسيد بن حضير ، وعيينة مادّ رجليه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا عين
__________________
الهجرس اقبض رجليك ، والله
لو لا رسول الله صلىاللهعليهوسلم خضبتك بالرّمح ، ثم أقبل على النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم وقال : إن كان أمر
من السماء فامض له ، وإن كان غير ذلك فو الله لا نعطيهم إلّا السّيف ، متى طمعتم بهذا
منّا. وقال السّعدان كذلك .
فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : شقّ الكتاب ، فشقّه
، فقال عيينة : أما والله للّتي تركتم خير لكم من الحطّة التي أخذتم ، وما لكم بالقوم
طاقة ، فقال عبّاد بن بشر : يا عيينة ، أبالسّيف
تخوّفنا! ستعلم أيّنا أجزع ، والله لو لا مكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما وصلتم إلى قومكم
، فرجعا وهما يقولان : والله ما نرى أنّا ندرك منهم شيئا .
قال الواقديّ : فلما انكشف الأحزاب
ردّ عيينة إلى بلاده ، ثمّ أسلم قبل الفتح بيسير .
ابن سعد : أنا عليّ
بن محمد ، عن عليّ بن سليم ، عن الزّبير بن خبيب قال : أقبل عيينة بن
حصن ، فتلقّاه ركب خارجين من المدينة ، فسألهم فقالوا : النّاس ثلاثة : رجل أسلم فهو
مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقاتل
__________________
العرب ، ورجل لم يسلم
فهو يقاتله ، ورجل يظهر الإسلام ويظهر لقريش أنّه معهم ، قال : ما يسمّى هؤلاء؟ قال
: يسمّون المنافقين ، قال : ما في من وصفتم أحزم من هؤلاء ، اشهدوا
أنّني منهم .
ثم ساق ابن سعد قصة
طويلة بلا إسناد في نفاق عيينة يوم الطّائف ، وفي أسره عجوزا يوم
هوازن يلتمس بها الفداء ، فجاء ابنها فبذل فيها مائة من الإبل ، فتقاعد عيينة ، ثمّ
غاب عنه ، ونزّله إلى خمسين ، فامتنع ثمّ لم يزل به إلى أن بذل فيها عشرة
من الإبل ، فغضب وامتنع ، ثمّ جاءه وقال : يا عمّ أطلقها وأشكرك ، قال : لا حاجة لي
بمدحك ، ثمّ قال : ما رأيت كاليوم أمرا أنكد ، وأقبل يلوم نفسه ، فقال الفتى :
أنت صنعت هذا : عمدت إلى عجوز والله ما ثديها بناهد ، ولا بطنها بوالد ، ولا فوها ببارد
، ولا صاحبها بواجد فأخذتها من بين من
ترى ، فقال : خذها لا بارك الله لك فيها. قال الفتى : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد كسا السّبي فأخطأها
من بينهم الكسوة ، فهلّا كسوتها؟ قال : لا والله. فما فارقه حتّى أخذ منه سمل ثوب ،
ثمّ ولّى الفتى وهو يقول : إنّك لغير بصير بالفرص.
وأعطى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عيينة من الغنائم مائة
من الإبل .
الواقديّ : حدّثنا
موسى بن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : دخل عيينة
بن حصن على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وأنا عنده ، فقال :
من هذه الحميراء؟ قال : «هذه عائشة بنت أبي بكر» ،
__________________
فقال : ألا أنزل لك
عن أحسن النّاس : ابنة جمرة ؟ قال : لا ، فلمّا خرج ، قلت : يا رسول الله من هذا؟ قال :
«هذا الحمق المطاع» .
قال ابن سعد : قالوا
وارتدّ عيينة حين ارتدّت العرب ، ولحق بطليحة الأسديّ حين تنبّأ فآمن به
، فلمّا هزم طليحة أخذ خالد بن الوليد عيينة فأوثقه وبعث به إلى الصّدّيق ، قال ابن
عبّاس ، فنظرت إليه والغلمان ينخسونه بالجريد ويضربونه ويقولون : أيّ عدوّ الله كفرت
بعد إيمانك! فيقول : والله ما كنت آمنت ، فلمّا كلّمه أبو بكر رجع إلى الإسلام فأمّنه
.
المدائنيّ ، عن عامر
بن أبي محمد قال : قال عيينة لعمر : احترس أو أخرج العجم من المدينة فإنّي لا آمن أن
يطعنك رجل منهم.
المدائنيّ عن عبد الله
بن فائد قال : كانت أمّ البنين بنت عيينة عند عثمان ، فدخل عيينة على عثمان بلا إذن
فعتبه عثمان ، فقال : ما كنت أرى أنّني أحجب عن رجل من مضر ، فقال عثمان : أذن فأصب من العشاء ، قال
: إنّي صائم ، قال : تصوم اللّيل! قال : إنّي وجدت صوم اللّيل أيسر عليّ.
__________________
قال المدائنيّ : ثمّ
عمي عيينة في إمرة عثمان.
أبو الأشهب ، عن الحسن
قال : عاتب عثمان عيينة فقال : ألم أفعل وكنت تأتي عمر ولا تأتينا ، فقال : كان عمر
خيرا لنا منك ، أعطانا فأغنانا ، وأخشانا فأتقانا .
(قيس بن قهد) بن قيس بن ثعلبة الأنصاريّ
، أحد بني مالك بن النّجّار ، قال مصعب الزّبيريّ : هو جدّ
يحيى بن سعيد الأنصاريّ. وخالفه الأكثر وقيل : هو جدّ أبي
مريم عبد الغفّار بن القاسم الكوفيّ.
وقال ابن ماكولا : إنّه شهد بدرا ،
روى عنه ابنه سليمان ، وقيس بن أبي حازم.
وله حديث في الرّكعتين
بعد الفجر .
__________________
(لبيد بن ربيعة)
العامريّ الشاعر المشهور
الّذي قال فيه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : أصدق كلمة قالتها العرب
كلمة لبيد.
* ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل
*
__________________
قال مالك : بلغني أنّ
لبيدا عمّر مائة وأربعين سنة ، ويكنّى أبا عقيل.
قال ابن أبي حاتم : بعث الوليد بن عقبة
إلى منزل لبيد عشرين جزورا فنحرت.
وقيل : إنّه توفّي
سنة إحدى وأربعين. فسأعيده .
خ م د س
(المسيّب بن حزن) بن أبي وهب المخزوميّ.
ممّن بايع تحت الشّجرة.
روى عنه ابنه سعيد
بن المسيّب
(معاذ بن عمرو) بن الجموح الأنصاريّ
، شهد بدرا وغيرها.
__________________
وروى عنه ابن عبّاس
، وهو الّذي قال : جعلت يوم بدر أبا جهل من شأني ، فلمّا أمكنني حملت عليه فضربته فقطعت
قدمه بنصف ساقه ، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي ، فبقيت معلّقة بجلدة بجنبي
، وأجهضني عنه القتال ، فقاتلت عامّة يومي
، وإنّي لأسحبها خلقي ، فلمّا آذتني وضعت قدمي عليها ، ثمّ تمطّيت عليها حتّى طرحتها
.
محمد بن جعفر
ابن أبي طالب ، أبو
القاسم الهاشميّ. ولدته أسماء بنت عميس بالحبشة في أيّام هجرة أبويه إليها ، وتوفّي
شابّا .
قال أبو أحمد الحاكم
: إنّه تزوّج بأمّ كلثوم بنت عليّ بعد عمر بن الخطّاب.
وقال ابن عبد البرّ
: إنّه استشهد بتستر
، والله أعلم.
__________________
قال جرير بن حازم :
ثنا محمد بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله بن جعفر ، أنّ النّبي صلىاللهعليهوسلم لمّا نعى أباه جعفرا
أمهل ثلاثا لا يأتيهم ، ثمّ أتاهم ، فقال : «لا تبكوا على أخي بعد اليوم» ، ثمّ قال
: «ادعوا لي بني أخي» ، فجيء بنا كأنّنا
أفرخ ، فأمر بحلّاق فحلق رءوسنا ، ثمّ قال : «أمّا محمد فيشبه عمّنا أبا طالب ، وأمّا
عبد الله فيشبه خلقي وخلقي» ، ثمّ أخذ بيدي فأشالها وقال : «اللهمّ اخلف جعفرا في أهله
وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، ثلاثا ، ثمّ جاءت أمّنا أسماء ، فذكرت يتمنا ، فقال
: «العيلة تخافين عليهم ، وأنا وليهم في الدّنيا والآخرة» !
(معبد بن العبّاس بن
عبد المطّلب) أبو العبّاس الهاشميّ.
قتل شابّا بالمغرب في وقعة إفريقية.
ع
(معيقيب) بن أبي فاطمة الدّوسيّ
حليف بني عبد شمس.
__________________
قديم الإسلام ، له
هجرة إلى الحبشة ، شهد خيبر وما بعدها ، وقيل : شهد بدرا. [انفرد به ابن مندة ، وكان
على خاتم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
واستعمله أبو بكر ،
وعمر على بيت المال] وسيأتي في سنة أربعين.
(منقذ بن عمرو الأنصاري)
أحد بني مازن بن النّجّار
، كان قد أصابته آمة في رأسه فكسرت لسانه
ونازعت عقله.
وهو الّذي كان يغبن
في البيوع فقال له النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إذا بعت فقل لا
خلابة» .
__________________
د
(نعيم بن مسعود) أبو سلمة الغطفانيّ
الأشجعي ، أسلم زمن الخندق ، وهو الّذي خذل بين الأحزاب و [بين بني قريظة] ، وكان يسكن المدينة.
وله عقب.
روى عنه ابنه سلمة.
(أبو خزيمة) بن أوس بن زيد أحد
بني النّجّار ، شهد بدرا والمشاهد ، وهو الّذي وجد زيد بن ثابت معه الآيتين من آخر
سورة براءة.
توفّي زمن عثمان.
(أبو ذؤيب الهذليّ)
خويلد بن خالد الشاعر
المشهور ، أدرك
__________________
الجاهلية وأسلم في
خلافة الصّدّيق ، وكان أشعر هذيل ، وكانت هذيل أشعر العرب. ومن شعره :
وإذا المنيّة أنشبت
أظفارها
|
|
ألفيت كلّ تميمة
لا تنفع
|
وتجلّدي للشّامتين أريهم
|
|
أنّي لريب الدّهر
لا أتضعضع
|
توفّي غازيا بإفريقية في خلافة عثمان وقد شهد سقيفة بني ساعدة وصلّى على النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم.
(أبو رهم سبرة بن أبي بن عبد
العزّى القرشيّ العامريّ .
ذكره ابن سعد وحده
.
(أبو زيد الطّائيّ)
الشاعر ، اسمه حرملة
بن المنذر النّصرانيّ.
__________________
أنشد عثمان قصيدة في
الأسد بديعة فقال له : تفتأ تذكر الأسد ما حييت إنّي لأحسبك جبانا ، وكان أبو زبيد
يجالس الوليد بن عقبة.
(أبو سبرة) بن أبي رهم بن عبد
العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ القرشيّ العامريّ ، قديم الإسلام ، يقال إنّه هاجر إلى
الحبشة. وقد شهد بدرا والمشاهد بعدها. وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد ، وأمّهما برّة
بنت عبد المطّلب عمّة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أبي سبرة وبين
سلمة بن سلامة بن وقش .
قال الزّبير بن بكّار
: ولا نعلم أحدا من أهل بدر رجع إلى مكة فنزلها ، غير أبي سبرة فإنّه سكنها بعد وفاة
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وولده ينكرون ذلك
.
وتوفّي في خلافة عثمان.
__________________
خ م د ق
(أبو لبابة) بن عبد المنذر بن زبير
بن زيد بن أميّة الأنصاريّ
، اسمه بشير ، وقيل رفاعة.
ردّه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في غزوة بدر من الرّوحاء
، فاستعمله على المدينة وضرب له بسهمه وأجره . وكان من سادة الصّحابة.
توفّي في خلافة عثمان
، وقيل في خلافة عليّ ، وقيل في خلافة معاوية ، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة.
روى عنه ابناه السّائب
، وعبد الرحمن ، وعبد الله بن عمر ، وسالم بن عبد الله ، ونافع مولى ابن عمر ، وعبيد
الله بن أبي يزيد ، وعبد الله بن كعب ابن مالك ، وسلمان الأغرّ ، ورواية بعض هؤلاء
عنه مرسلة لعدم إدراكهم إيّاه.
__________________
(أبو هاشم بن عتبة)
بن ربيعة. تقدّم في
سنة إحدى وعشرين ، وتوفّي في خلافة عثمان ، اسمه خالد ، وقيل شيبة ، وقيل هشيم ، وقيل
مهشم ، وهو أخو أبي حذيفة.
كان صالحا زاهدا ،
وهو أخو مصعب بن عمير لأمّه ، أسلم يوم الفتح وذهبت عينه يوم اليرموك .
* * *
__________________
__________________
الطبقة الرّابعة
(ثمّ دخلت سنة احدى وثلاثين)
قال أبو عبد الله الحاكم
: أجمع مشايخنا على أنّ نيسابور فتحت صلحا ، وكان فتحها في سنة إحدى وثلاثين. ثمّ روى
بإسناده إلى مصعب بن
__________________
أبي الزّهراء أنّ كنارى
صاحب نيسابور كتب إلى
سعيد بن العاص والي الكوفة ، وإلى عبد الله بن عامر والي البصرة ، يدعوهما إلى خراسان
ويخبرهما أنّ مرو قد قتل أهلها يزدجرد.
فندب سعيد بن العاص
الحسن بن عليّ وعبد الله بن الزّبير لها ، فأتى ابن عامر دهقان فقال : ما تجعل لي إن
سبقت بك؟ قال : لك خراجك وخراج أهل بيتك إلى يوم القيامة ، فأخذ به على قومس ، وأسرع
إلى أن نزل على نيسابور ، فقاتل أهلها سبعة أشهر ثمّ فتحها ، فاستعمله عثمان عليها
أيضا ، وكان ابن خالد عثمان.
ويقال : تفل النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم في فيه وهو صغير.
وفيها قال خليفة : أحرم عبد الله بن
عامر من نيسابور ، واستخلف قيس بن الهيثم وغيره على خراسان ، وقيل إنّ ذلك كان في السنّة
الماضية.
وفيها غزوة الأساود
، فغزا عبد الله بن
سعد بن أبي سرح من مصر في البحر ، وسار فيه إلى ناحية مصّيصة.
* * *
__________________
الوفيّات
الحكم بن أبي العاص
وفيها توفّي الحكم
بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ أبو مروان ، وكان له من الولد
عشرون ذكرا وثمان بنات ، أسلم يوم الفتح وقدم المدينة فكان فيما قيل يفشي سرّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فطرده وسبّه
__________________
وأرسله الى بطن وجّ
فلم يزل طريدا إلى
أن ولّي عثمان ، فأدخله المدينة ووصل رحمه وأعطاه مائة ألف درهم ، لأنّه كان عمّ عثمان
بن عفان ، وقيل إنّما نفاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الطّائف لأنّه
كان يحكيه في مشيته وبعض حركاته.
وقد رويت أحاديث منكرة
في لعنة لا يجوز الاحتجاج بها ، وليس له في الجملة خصوص الصّحبة بل عمومها.
قال حمّاد بن سلمة
، وجرير ، عن عطاء بن السّائب ، عن أبي يحيى النّخعيّ قال : كنت بين مروان ، والحسن
، والحسين ، والحسين يسابّ مروان ، فقال مروان : إنّكم أهل بيت ملعونون ، فغضب الحسن
وقال : والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيّه وأنت في صلبه. أبو يحيى مجهول .
وقال العلاء ، عن أبيه ، عن أبي
هريرة ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى في المنام كأنّ
بني الحكم ينزون على منبره ، فأصبح كالمتغّيظ وقال : «ما لي أريت بني الحكم ينزون على
منبري نزو القردة ».
وقال معتمر بن سليمان
، عن أبيه ، عن حنش بن قيس ، عن عطاء ،
عن ابن عمر قال : كنت عند النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فدخل عليّ يقود الحكم
بأذنه فلعنه نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثا. قال الدّار
الدّارقطنيّ : تفرّد به معتمر .
__________________
وقال جعفر بن سليمان
الضّبعيّ : ثنا سعيد أخو حمّاد بن زيد ، عن عليّ ابن الحكم ، عن أبي الحسن الجزريّ
، عن عمرو بن مرّة ـ وله صحبة ـ قال : استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ائذنوا له
لعنة الله وكلّ من خرج من صلبه إلّا المؤمنين» . إسناده فيه من يجهل .
وعن عبد الله بن عمرو
قال : كان الحكم يجلس إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وينقل حديثه إلى قريش
، فلعنه رسول الله ومن يخرج من صلبه إلى يوم القيامة. تفرّد به سليمان بن قرم ، وهو
ضعيف . وقال أحمد في «مسندة» : ثنا ابن نمير ، ثنا
عثمان بن حكيم ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنّا جلوسا عند النّبي
صلىاللهعليهوسلم فقال : ليدخلنّ عليكم
رجل لعين ، فما زلت أتشوّف حتّى دخل فلان يعني الحكم.
__________________
وقال الشّعبي : سمعت
ابن الزّبير يقول : وربّ هذا البيت إنّ الحكم ابن أبي العاص وولده ملعونون على لسان
محمد صلىاللهعليهوسلم. إسناده صحيح .
وعن إسحاق بن يحيى
، عن عمّته عائشة بنت طلحة ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجرته فسمع حسّا
فاستنكره ، فذهبوا فنظروا فإذا الحكم يطّلع على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فلعنه وما في صلبه
ونفاه. رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عبادة بن زياد أنّ مدرك بن سليمان الطّائيّ
حدّثه عن إسحاق فذكره.
وقال أبو سلمة التّبوذكي
: ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا عثمان بن حكيم ، ثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو
، عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يدخل عليكم رجل
لعين» ، قال : وكنت تركت أبي يلبس ثيابه ، فأشفقت ، فدخل الحكم بن أبي العاص .
أبو سفيان بن حرب
سوى ق
ابن أميّة بن عبد شمس
بن عبد مناف الأموي ، واسمه صخر. أحد دهاة العرب ، وشيخ قريش ، وقائدهم نوبة الأحزاب
، ثمّ أسلم يوم الفتح
__________________
وشهد حنينا. وأعطاه
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الغنائم مائة من
الإبل وأربعين أوقيّة
وقد فقئت عينه يوم
الطّائف ، ثم شهد اليرموك ، فكان يذكر يومئذ ويحضّ على القتال.
__________________
روى عنه ابن عبّاس
، وقيس بن أبي حازم.
وقيل : فقئت عينه الأخرى
يوم اليرموك في سبيل الله ، وكان مقدّم جيش الجاهليّة يوم أحد.
وكان أسنّ من رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بعشر سنين ، وكان يتّجر
إلى الشّام وغيرها.
وكان يوم اليرموك تحت
راية ابنه يزيد بن أبي سفيان ، فكان يقاتل ويقول : (يا نصر الله اقترب) . وكان يقف على الكراديس يقصّ ويقول : (الله الله إنّكم دارة
العرب أنصار الإسلام
، وهؤلاء دارة الروم وأنصار المشركين ، اللهمّ هذا يوم من أيّامك اللهمّ أنزل نصرك
على عبادك).
وتوفّي سنة إحدى وثلاثين
، وقيل سنة اثنتين ، وقيل سنة ثلاث ، وقيل سنة أربع وثلاثين وله نحو تسعين سنة.
* * *
ويقال : توفّي فيها
: المقداد ، والعبّاس ، وابن عوف ، وعامر بن ربيعة ، وسيأتون بعدها .
[يزدجرد بن شهريار
بن برويز المجوسيّ كسرى زمانه ، انهزم من المسلمين في دار ملكه إلى مرو ، وضعفت دولة
الأكاسرة وولّت أيّامهم ، فكان هذا خاتمتهم. ثار عليه أمراء مرو ، وقيل : بل بيّته
التّرك وقتلوا خواصّه ، فهرب والتجأ إلى بيت رجل فقتله غدرا ثم قتل به. والله أعلم]
.
__________________
سنة اثنتين وثلاثين
فيها كانت وقعة المضيق
بالقرب من قسطنطينيّة ، وأميرها معاوية.
[الوفيات]
وتوفّي فيها أبيّ بن
كعب ، قاله خليفة وحده.
وأوس بن الصّامت أخو عبادة ، وقد تقدّما.
(سنان بن أبي سنان
بن محصن الأسديّ) حليف
بني عبد شمس. وكان أسنّ من عمّه عكاشة ، هاجر هو وأبوه وشهدا بدرا.
توفّي أبوه والنّبيّ
صلىاللهعليهوسلم يحاصر بني قريظة ،
وكان سنان من سادة الصّحابة.
قال الواقدي : هو أوّل من بايع
تحت الشّجرة.
(الطّفيل بن الحارث
بن المطّلب) فيها في قول ، وقد
ذكر.
__________________
وأخوه الحصين توفّي
بعده بأربعة أشهر ، وقد شهدا بدرا.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنّما بنو هاشم وبنو
المطّلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهليّة ولا إسلام».
__________________
العبّاس بن عبد المطّلب
ع
ابن هاشم أبو الفضل
عمّ النّبي صلىاللهعليهوسلم ، ولد قبل النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم بسنتين أو ثلاث ، وحضر
بدرا فأسره المسلمون ، ثمّ أسلم بعد أن فدى نفسه وقدم مكّة ، له أحاديث.
__________________
روى عنه ابناه : عبد
الله وعبيد الله ، والأحنف بن قيس ، وعامر بن سعد ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، ونافع
بن جبير بن مطعم ، وأمّ كلثوم بنته ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وله فضائل ومناقب
رضياللهعنه.
قال الكلبيّ : كان
العبّاس شريفا مهيبا عاقلا.
وقال غيره : كان أبيض
بضّا جميلا طويلا فخما مهيبا
، له ضفيرتان ، عاش ثمانيا وثمانين سنة ، وصلّى عليه عثمان ، ودفن بالبقيع ، وعلى ضريحه قبّة
عظيمة .
__________________
وقال خليفة وحده :
توفّي سنة أربع وثلاثين.
وقال الزّبير بن بكّار
: كان للعبّاس ثوب لعاري بني هاشم وجفنة لجائعهم ، وكان يمنع الجار ، ويبذل المال ،
ويعطي في النّوائب ، وكان نديم أبي سفيان بن حرب في الجاهلية .
وعن سهل بن سعد قال
: لما رجع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من بدر استأذنه العبّاس
أن يرجع إلى مكة حتّى يهاجر منها ، فقال : «اطمئنّ يا عمّ فإنّك خاتم المهاجرين كما
أنا خاتم النّبيّين» . رواه أبو يعلى والهيثم بن كليب في مسنديهما.
وروى يزيد بن أبي زياد
، عن عبد الله بن الحارث ، عن المطّلب بن ربيعة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنّ عمّ الرجل صنو
أبيه ومن آذى العبّاس فقد آذاني» [وصحّح التّرمذي من
حديث يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث هذا الحديث الى آخره.
وقال محمد بن طلحة
التّيميّ ـ وهو ثقة ـ عن أبي سهيل بن مالك ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سعد قال : كنّا
مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأقبل العبّاس فقال
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «هذا العبّاس عمّ
نبيّكم أجود قريش كفّا وأوصلها». أخرجه النّسائيّ] . وروى عبد الأعلى الثّعلبيّ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن
__________________
العبّاس ، أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قال : «العبّاس منّي
وأنا منه» .
وقال ثور بن يزيد ،
عن مكحول ، عن كريب عن ابن عبّاس ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم جعل على العبّاس وولده
كساء ثم قال : «اللهمّ اغفر للعبّاس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا ، اللهمّ
أخلفه في ولده». تفرّد به عبد الوهاب بن عطاء ، عن ثور. حسّنه التّرمذي . وقال عبد الرحمن بن أبي الزّناد ، عن
__________________
هشام بن عروة ، عن أبيه
، عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجلّ أحدا ما يجلّ
العبّاس ، أو يكرم العبّاس .
وقال أنس : قحط النّاس
، فاستسقى عمر بالعبّاس وقال : اللهمّ إنّا كنّا إذا قحطنا نتوسّل إليك بنبيّك فتسقينا ، وإنّا نتوسّل
إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا. قال : فسقوا .
وقال أبو معشر ، عن
زيد بن أسلم ، عن أبيه ، وعن غيره ، أنّ عمر فرض لمن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف
، وفرض للعبّاس اثني عشر ألفا .
[وروى ابن أبي الزّناد
، عن أبيه ، عن الثّقة قال : كان العبّاس إذا مرّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان نزلا
حتّى يجاوزهما إجلالا لعمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم .
__________________
وقال عمرو بن مرّة
، عن أبي صالح السّمّان ، عن صهيب مولى العبّاس قال : رأيت عليّا يقبّل يد العبّاس
ورجله ويقول : يا عمّ ارض عنّي .
وقال ثور بن يزيد ،
عن مكحول ، عن سعيد بن المسيّب ، أنّه قال : العبّاس خير هذه الأمّة وارث النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وعمّه. إسناده صحيح]
.
وقال الضّحّاك بن عثمان
الحزاميّ : كان يكون للعبّاس
الحاجة إلى غلمانه وهم بالغابة ، فيقف على سلع في آخر الليل فيناديهم فيسمعهم ، والغابة
على نحو من تسعة أميال .
وقال عليّ بن عبد الله
بن عبّاس : أعتق العبّاس عند موته سبعين مملوكا
.
وقال المدائني : إنّه
توفّي سنة ثلاث وثلاثين.
__________________
عبد الله بن مسعود
ع
ابن غافل بن حبيب أبو
عبد الرحمن الهذليّ حليف بني زهرة. وأمّه أمّ
__________________
عبد هذليّة أيضا.
كان من السّابقين الأوّلين
، شهد بدرا والمشاهد كلّها ، وكان له أصحاب سادة ، منهم علقمة ، والأسود ، ومسروق ،
وعبيدة السّلمانيّ ، وأبو
وائل ، وطارق بن شهاب ، وزرّ بن حبيش ، وأبو عمرو الشّيبانيّ ، وأبو الأحوص ، وزيد
بن وهب ، وخلق سواهم ، وكان صاحب نعل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فكان إذا خلعها حملها
أو شالها. وكان يدخل على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ويخدمه ويلزمه. وتلقّن
من في رسول الله صلىاللهعليهوسلم سبعين سورة .
قال ابن سيرين : قال
عبد الله بن مسعود : لو أعلم أحدا أحدث بالعرضة الأخيرة منّي تناله الإبل لرحلت إليه
.
__________________
وقال عمرو بن مرّة
، عن أبي البختريّ ، عن عليّ وسئل عن
عبد الله فقال : علّم القرآن والسّنة ثمّ انتهى .
وعن ابن مسعود قال
: كناني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أبا عبد الرحمن قبل
أن يولد لي .
وعن ابن المسيّب قال
: رأيت ابن مسعود عظيم البطن أحمش السّابقين.
وقال قيس بن أبي حازم
: رأيته آدم خفيف اللّحم .
وعن عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة قال : كان نحيفا قصيرا ، شديد الأدمة وكان لا يخضب .
وعن غيره قال : كان
ابن مسعود لطيف القدّ ، وكان من أجود النّاس ثوبا ، أبيض ، وأطيب النّاس ريحا
.
وقال ابن إسحاق : أسلم
بن مسعود بعد اثنتين وعشرين نفسا.
وقال أبو الأحوص :
سمعت أبا مسعود البدريّ وأبا موسى حين مات ابن مسعود ، وأحدهما يقول لصاحبه : أتراه
ترك بعده مثله؟ قال : لئن قلت ذاك لقد كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا .
وقال أبو موسى : مكثت
حينا وما أحسب ابن مسعود وأمّه إلّا من أهل
__________________
بيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من كثرة دخولهم وخروجهم
عليه .
وقال القاسم بن عبد
الرحمن : كان عبد الله بن مسعود يلبس رسول الله صلىاللهعليهوسلم نعليه ويمشي أمامه
بالعصا ، حتّى إذا أتى مجلسه نزع نعليه ، فأخذهما عبد الله وأعطاه العصا ، وكان يدخل
الحجرة أمامه بالعصا .
وعن عبيد الله بن عبد
الله قال : كان عبد الله
صاحب سواد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ يعني سرّه ، وصاحب وساده يعني فراشه ، وصاحب سواكه ونعليه وطهوره ، وهذا
يكون في السّفر .
وعن عبد الله قال :
كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حائط فبشّرني بالجنّة.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أحبّ أن يقرأ
القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أمّ عبد» .
قال ابن مسعود : ثمّ
قعدت أدعو فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «سل تعطه» ،
فكان فيما قلت : اللهمّ
إنّي أسألك إيمانا لا يرتدّ ، ونعيما لا ينفذ ،
ومرافقة نبيّك محمد في أعلى جنان الخلد .
__________________
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
، عن الحارث ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو كنت مؤمّرا أحدا
عن غير مشورة لأمّرت عليهم ابن أمّ عبد». رواه أحمد في «مسندة» والتّرمذيّ .
وعن عليّ قال : أمر
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابن مسعود فصعد شجرة
فنظر الصّحابة إلى ساقي عبد الله ، فضحكوا من حموشة ساقيه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما تضحكون لهما
في الميزان يوم القيامة أثقل من أحد.» رواه مغيرة ، عن أمّ موسى ، عن عليّ .
وقال عبد الملك بن
عمير ، عن مولى لربعيّ ، عن ربعيّ ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقتدوا باللّذين
من بعدي : أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن أمّ عبد» . حسّنه التّرمذيّ
__________________
لكنّ لفظه : «وما حدّثكم
ابن مسعود فصدّقوه».
وقال منصور ، عن القاسم
بن عبد الرحمن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رضيت لأمّتي ما
رضي لها ابن أمّ عبد» . وروى نحوه من طرق أخر.
وقال علقمة : كان ابن
مسعود يشبه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في هديه ودلّه وسمته
.
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول : قلنا لحذيفة : أخبرنا برجل قريب السّمت والدّلّ برسول
الله حتّى نلزمه ، قال : ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ولا دلّا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى يواريه جدار بيته
من ابن أمّ عبد ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم أنّ ابن أمّ عبد من
أقربهم إلى الله زلفة .
__________________
وقال أبو إسحاق ، عن
حارثة بن مضرّب قال : كتب عمر إلى أهل الكوفة : إنّني قد بعثت إليكم عمّار بن ياسر
أميرا ، وابن مسعود معلّما ووزيرا ، وهما من النّجباء من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أهل بدر ، فاسمعوا
لهما ، واقتدوا بهما ، فقد آثرتكم بعبد الله على نفسي .
وقال عبد الله بن عمرو
: سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «استقرءوا القرآن
من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، ومعاذ
بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة» .
وقال مسروق ، عن عبد
الله قال : ما من آية إلّا أعلم فيم أنزلت ، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله منّي تبلّغنيه
الإبل لأتيته .
__________________
وقال الزّهري : أخبرني
عبيد الله بن عبد الله ، أنّ ابن مسعود كره لزيد نسخ المصاحف وقال : يا معشر المسلمين
أعزل عن نسخ المصاحف ويتولّاها رجل غيري ، والله لقد أسلمت وإنّه لفي صلب أبيه ، يا
أهل الكوفة : اكتموا المصاحف التي عندكم وغلّوها .
قلت : قال ذلك لما
جعل عثمان زيد بن ثابت على كتابة المصاحف ، وتطلّب سائر مصاحف الصحابة ليغسلها أو يحرّقها
، فعل ذلك ليجمع الأمّة على مصحف واحد.
قال أبو وائل : خطب
ابن مسعود وقال : غلّوا مصاحفكم ، كيف يأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت ، وقد قرأت من في رسول
الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
بضعا وسبعين سورة ،
وإنّ زيدا ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان .
وقال أبو وائل : إنّي
لجالس مع عمر ، إذ جاء ابن مسعود ، فكاد الجلوس يوازونه من
قصره ـ يعني وهو قائم ـ فضحك عمر حين رآه ، وجعل يكلّم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه ،
ثم ولّى فأتبعه عمر بصره حتّى توارى فقال : كنيف مليء علما .
وقال الأعمش ، عن أبي
عمرو الشّيبانيّ ، عن أبي
موسى أنّه قال : لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم ، يعني ابن مسعود .
__________________
وقال أبو إسحاق ، عن
أبي عبيدة بن عبد الله : سمعت أبا موسى يقول : مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي
من عمل سنة .
وقال الأعمش ، عن عمارة
بن عمير ، عن حريث بن ظهير قال : جاء نعي عبد
الله إلى أبي الدّرداء فقال : ما ترك بعده مثله .
وقال مسروق : انتهى
علم الصّحابة إلى عليّ وابن مسعود .
وقال زيد بن وهب :
رأيت بعيني عبد الله أثرين أسودين من البكاء .
وعن ابن مسعود قال
: حبّذا المكروهان الموت والفقر ، وايم الله ما هو إلّا الغنى والفقر ، وما أبالي بأيّهما
ابتدئت .
وقال سيف بن عمر ،
عن عطيّة ، عن أبي سيف قال : اتّخذ ابن مسعود ضيعة براذان ، ومات عن تسعين ألف
مثقال ، سوى رقيق وعروض وماشية.
__________________
وقال عامر بن عبد الله
بن الزّبير إنّ ابن مسعود أوصى إلى الزّبير بن العوّام.
وقال قيس بن أبي حازم
: دخل الزّبير على عثمان بعد وفاة ابن مسعود فقال : أعطني عطاء عبد الله فعيال عبد
الله أحقّ به من بيت المال ، فأعطاه خمسة عشر ألفا .
همّام ، عن قتادة ،
عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، في الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوّجها
قال : هما زانيان ما اجتمعا ، قال قتادة : فقلت لسالم : أيّ رجل كان أبوك؟ قال : كان
قارئا لكتاب الله.
الأعمش ، عن مالك بن
الحارث ، عن أبي الأحوص :
سمعت أبا مسعود الأنصاريّ يقول : والله ما أعلم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ترك أحدا أعلم بكتاب
الله من هذا ، يريد عبد الله بن مسعود .
الطّيالسيّ : ثنا شعبة
، عن سلمة بن كهيل ، حدّثني حبّة العرني قال : كتب عمر : يا أهل الكوفة أنتم رأس العرب
وجمجمتها ، وسهمي الّذي أرمي به ، قد بعثت إليكم بعبد الله وخرت لكم وآثرتكم به على
نفسي .
توفّي عبد الله بالمدينة
، وكان قدمها فمرض أيّاما ودفن بالبقيع ، وله ثلاث وستّون سنة.
__________________
عبد الرحمن بن عوف
ع
ابن عبد عوف بن عبد
الحارث بن زهرة بن كلاب ، أبو محمد القرشيّ
__________________
الزّهريّ ، أحد العشرة
المشهود لهم بالجنّة ، وأحد الثّمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد السّتّة أصحاب
الشّورى.
روى عنه بنوه إبراهيم
، وحميد ، وعمرو ، ومصعب ، وأبو سلمة ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وأنس بن مالك ، ومحمد
بن جبير بن مطعم ، وغيلان بن شرحبيل ، وآخرون.
وكان اسمه في الجاهليّة
عبد عمرو ، وقيل عبد الكعبة. وكان على ميمنة عمر في قدمته إلى الجابية ، وعلى ميسرته
في نوبة سرغ .
مولده بعد الفيل بعشر
سنين. وقد أسقط البخاريّ وغيره (عبدا) من نسبه.
وقال الهيثم بن كليب
وغيره : (عبد الحارث) في (عبد بن الحارث).
وعن عبد الرحمن قال
: كان اسمي عبد عمرو ، فسمّاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الرحمن . وعن سهلة بنت عاصم قالت : كان
عبد الرحمن أبيض ، أعين ، أهدب الأشفار ، أقنى ، طويل النّابين الأعليين ، ربّما أدمى
نابه شفته. له جمّة أسفل أذنيه ، أعنق ، ضخم الكفّين
.
__________________
__________________
وقال ابن إسحاق : كان
عبد الرحمن ساقط الثّنيتين ، أهتم أعسر ، أعرج ، كان قد أصيب يوم أحد فهتم ، وجرح عشرين
جراحة ، بعضها في رجله فعرج .
وعن يعقوب بن عتبة
قال : كان طوالا ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، فيه جنأ أبيض بحمرة ، لا يغيّر شيبة .
وقال صالح بن إبراهيم
بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : كنّا نسير مع عثمان ، فرأى أبي فقال عثمان : ما يستطيع
أحد أن يعتدّ على هذا الشيخ ، فضلا في الهجرتين جميعا.
وعن أنس قال : قدم
عبد الرحمن المدينة فآخى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبين سعد بن الربيع
الخزرجيّ ، فقال : إنّ لي زوجتين ، فانظر أيّهما شئت حتّى أطلّقها لتتزوجها وأشاطرك
نصف مالي ، فقال : بارك الله لك في أهلك ومالك ، ولكن دلّوني على السّوق ، فذهب ورجع
وقد حصّل شيئا .
وقد روى أحمد في «مسندة» من حديث
أنس ، أنّ عبد الرحمن أثرى وكثر ماله حتّى قدمت له مرّة سبعمائة راحلة تحمل البرّ والدقيق
، فلما قدمت سمع لها أهل المدينة رجّة ، فبلغ ذلك عائشة فقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «عبد الرحمن
بن عوف لا يدخل الجنّة إلّا حبوا». فلمّا بلغه قال : يا أمّه أشهدك أنّها بأحمالها
وأحلاسها في سبيل الله .
__________________
قلت : كان تاجرا سعيدا
فتح عليه في التّجارة وتموّل ، حتّى إنّه باع مرّة أرضا بأربعين ألف دينار فتصدّق بها
، وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ، ثمّ على خمسمائة راحلة .
وفي «الصّحيح» أنّ
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم غاب مرّة فقدّموا عبد
الرحمن يصلّي بالنّاس ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يصلّي بالنّاس
، فأراد أن يتأخّر ، فأومأ إليه أن اثبت مكانك. فصلّى وصلّى رسول الله خلفه . وهذه منقبة عظيمة.
وقال محمد بن عمرو
، عن أبي سلمة ، عن أبيه قال : رأيت الجنّة ، وأنّي دخلتها حبوا ، ورأيت أنّه لا يدخلها
إلّا الفقراء.
وعن عبد الله بن أبي
أوفى قال : شكا عبد الرحمن خالدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا خالد لا
تؤذ رجلا من أهل بدر ، فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله» .
__________________
وقال محمد بن عمرو
، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «خياركم خياركم
لنسائي» ، قال : فأوصى عبد الرحمن لهنّ بحديقة قوّمت بأربعمائة ألف .
وقال عبد الله بن جعفر
: حدّثني أمّ بكر بنت المسور ، أنّ عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له من عثمان بأربعين
ألف دينار ، فقسّمها في فقراء بني زهرة ، وفي المهاجرين ، وأمّهات المؤمنين ، فقالت
عائشة : سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنّة ، زاد يحيى الحمّاني فيه : عن عبد الله
أنّها قالت : أما إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لن يحنو عليكنّ
بعدي إلّا الصّالحون» .
وقال ابن إسحاق ، عن
محمد بن عبد الرحمن بن حصين ، عن عوف بن الحارث ، عن أمّ سلمة قالت : قال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم لأزواجه : «إنّ الّذي
يحنو عليكنّ بعدي لهو الصّادق البارّ ، اللهمّ اسق ابن عوف من سلسبيل الجنّة» .
وعن نيار الأسلميّ
قال : كان عبد الرحمن ممّن يفتي في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال يزيد بن هارون
: ثنا المعلّى الجزريّ ، عن ميمون بن مهران ،
__________________
عن ابن عمر ، أنّ عبد
الرحمن قال لأصحاب الشّورى : هل لكم أن أختار لكم وأنفصل منها؟ قال عليّ : أنا
أوّل من رضي ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّك أمين
في أهل السّماء والأرض» .
وقال ابن لهيعة ، عن
يحيى بن سعيد ، عن أبي عبيد بن أزهر ، عن أبيه أنّ عثمان اشتكى رعافا
، فدعا حمران فقال : اكتب لعبد الرحمن العهد من بعدي ، فكتب له ، فانطلق حمران إلى
عبد الرحمن فقال : لك البشرى ، إنّ عثمان كتب لك العهد من بعده ، فقام بين القبر والمنبر
فقال : اللهمّ إن كان من تولية عثمان إيّاي هذا الأمر فأمتني قبل
عثمان ، فلم يعش إلّا ستّة أشهر.
وعن سعد بن الحسن قال : كان عبد الرحمن
بن عوف لا يعرف من بين عبيده .
وعن الزّهريّ قال :
أوصى عبد الرحمن بن عوف لمن شهد بدرا ، فوجدوا مائة ، لكلّ رجل أربعمائة دينار ، وأوصى
بألف فرس في سبيل الله .
__________________
وقال إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف : سمعت عليّا يقول يوم مات أبي : اذهب يا بن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت
رنقها .
وقال محمد بن سيرين
: اقتسم نساء ابن عوف ثمنهنّ فكان ثلاثمائة وعشرين ألفا .
توفّي سنة اثنتين وثلاثين
، وله خمس وسبعون سنة ، ودفن في البقيع رضياللهعنه.
__________________
كعب الأحبار
أبو إسحاق بن ماتع الحميري اليمانيّ
الكتابيّ. أسلم في خلافة أبي بكر ، أو أوّل خلافة عمر.
وروى عن عمر ، وصهيب
، وعن كتب أهل الكتاب ، وكان في الغالب يعرف حقّها من باطلها لسعة علمه وكثرة اطّلاعه.
روى عنه ابن امرأته
تبيع الحميريّ ، وأسلم مولى عمر ، وأبو سلّام الأسود ، وآخرون. ومن الصّحابة أبو هريرة
، وابن عبّاس ، ومعاوية.
وسكن الشّام وغزا بها.
وتوفّي بحمص طالب غزاة.
__________________
قال خالد بن معدان
، عن كعب الأحبار : لأن أبكي من خشية الله أحبّ إليّ من أن أتصدّق بوزني ذهبا .
أبو الدّرداء (ع)
واسمه عويمر بن عبد
الله ، وقيل ابن زيد ، وقيل ابن ثعلبة الأنصاريّ الخزرجيّ. وقيل عويمر بن قيس بن زيد
، ويقال عامر بن مالك ، حكيم هذه الأمّة.
__________________
له عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عدّة أحاديث.
روى عنه أنس ، وأبو
أمامة ، وجبير بن نفير ، وعلقمة ، وزيد بن وهب ، وقبيصة بن ذؤيب ، وأهله أمّ الدّرداء
، وابنه بلال بن أبي الدّرداء ، وسعيد بن المسيّب ، وخالد بن معدان ، وخلق سواهم.
ولي قضاء دمشق.
وداره بباب البريد
وتعرف اليوم بدار الغزّي . كذا قال ابن عساكر .
وقيل : كان اقنى ،
اشهل ، يخضب بالصّفرة .
وقال الأعمش ، عن خيثمة
، قال أبو الدّرداء : كنت تاجرا قبل المبعث ، فلمّا جاء الإسلام جمعت التّجارة والعبادة
، فلم يجتمعا ، فتركت التّجارة ولزمت العبادة .
تأخّر إسلام أبي الدّرداء
، فقال سعيد بن عبد العزيز إنّه أسلم يوم بدر وشهد أحدا ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره أن يردّ من على
الجبل يوم أحد ،
__________________
فردّهم وحده ، وكان
يومئذ حسن البلاء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم الفارس عويمر»
.
وعنه صلىاللهعليهوسلم قال : «حكيم أمّتي
عويمر».
وفي البخاريّ من حديث أنس قال :
مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يجمع القرآن غير
أربعة : أبو الدّرداء ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد الأنصاريّ.
وقال الشّعبي : جمع
القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستّة ، فسمّي الأربعة
وأبيّ بن كعب ، وسعد بن عبيد قال : وكان بقي على مجمّع بن جارية سورة أو سورتان ، حين
توفّي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .
وكان ابن مسعود أخذ
من في رسول الله صلىاللهعليهوسلم بضعا وسبعين سورة ،
وتعلّم بقيّة القرآن من مجمّع ، ولم يجمع أحد من خلفاء الصّحابة القرآن غير عثمان .
وعن أبي الزّاهريّة
قال : كان أبو الدّرداء من آخر الأنصار إسلاما .
وقال معاوية بن صالح
، عن أبي الزّاهرية ، عن جبير بن نفير قال :
__________________
قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله وعدني
إسلام أبي الدّرداء» قال : فأسلم .
وقال ابن إسحاق : كان
الصّحابة يقولون : أتبعنا للعلم والعمل أبو الدّرداء .
وقال أبو جحيفة السّوائيّ
: آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين سلمان وأبي الدّرداء
، فجاءه سلمان يعوده ، فإذا أمّ الدّرداء مبتذّلة ، فقال : ما شأنك؟ قالت : إنّ أخاك
أبا الدّرداء يقوم اللّيل ويصوم النهار ، وليس له في شيء من الدنيا حاجة ، فجاء أبو
الدّرداء فرحب بسلمان وقرّب إليه طعاما ، فقال سلمان : كل ، قال : إنّي صائم ، قال
: أقسمت عليك لتفطرنّ ، فأفطر ، ثمّ بات سلمان عنده ، فلمّا كان من اللّيل أراد أبو
الدّرداء أن يقوم ، فمنعه سلمان وقال : إنّ لجسدك عليك حقّا ، ولربّك عليك حقا ، ولأهلك
عليك حقّا ، صم وأفطر وصلّ وأت أهلك وأعط كلّ
ذي حقّ حقّه ، فلمّا كان وجه الصّبح قال : قم الآن إن شئت ، فقاما وتوضّئا ثمّ ركعا
ثمّ خرجا ، فدنا أبو الدّرداء ليخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالذي أمره سلمان ، فقال «له يا
أبا الدّرداء إنّ لجسدك عليك حقا مثل ما قال لك سلمان» .
وقال سالم بن أبي الجعد
: قال أبو الدّرداء : سلوني فو الله لئن فقدتموني لتفقدنّ رجلا عظيما .
__________________
وقال يزيد بن عميرة
: لمّا احتضر معاذ قالوا : أوصنا ، قال : التمسوا العلم عند أربعة : أبي الدّرداء ،
وسلمان ، وابن مسعود ، وعبد الله بن سلام .
وعن أبي ذرّ أنّه قال
: ما أظلّت خضراء أعلم منك يا أبا الدّرداء .
قال أبو عمرو الدّانيّ
: عرض على أبي الدّرداء القرآن : عبد الله بن عامر ، وخليد بن سعد القارئ ، وراشد بن
سعد ، وخالد بن معدان .
قلت : في عرض هؤلاء
عليه نظر.
قال الأعمش ، عن إبراهيم
، عن همّام بن الحارث قال : كان أبو الدّرداء يقرئ رجلا أعجميا فقرأ : (طعام الأثيم)
طعام اليتيم ، فقال
أبو الدّرداء : (طعام الأثيم) ، فلم يقدر يقولها ، فقال أبو الدّرداء : «طعام الفاجر»
فأقرأه «طعام الفاجر» .
__________________
وقال خالد بن معدان
: كان ابن عمر يقول : حدّثونا عن العاقلين ، فيقال : من العاقلان؟ فيقول : معاذ ، وأبو
الدّرداء .
روى الأعمش. عن عمرو
بن مرّة ، عن خيثمة قال : كان أبو الدّرداء يصلح قدرا له ، فوقعت على وجهها فجعلت تسبّح
، فقال : يا سلمان تعال إلى ما لم يسمع أبوك مثله قطّ ، فجاء سلمان وسكن الصّوت ، فأخبره
، فقال سلمان : لو لم تصح لرأيت أو لسمعت من آيات الله الكبرى . حديث صحيح.
وقال مالك ، عن يحيى
بن سعيد قال : كان أبو الدّرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما فقال :
ارجعا إليّ أعيدا عليّ قضيّتكما .
وقال أبو وائل ، عن
أبي الدّرداء قال : إنّي لآمركم بالأمر وما أفعله ولكن لعلّ الله أن يأجرني فيه.
وقال ميمون بن مهران
: قال أبو الدّرداء : ويل للذي لا يعلم مرّة ، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرّات .
وقال عون بن عبد الله
قلت لأمّ الدّرداء : أيّ عبادة أبي الدّرداء كانت أكثر؟ قالت : التّفكّر والاعتبار
.
وعن أبي الدّرداء أنّه
قيل له : كم تسبّح في كلّ يوم ، وكان لا يفتر من
__________________
الذّكر؟ قال : مائة
ألف ، إلّا أن تخطئ الأصابع .
وقال معاوية بن قرّة
: قال أبو الدّرداء : ثلاثة أحبّهن ويكرههنّ النّاس : الفقر والمرض والموت.
وعنه قال : أحبّ الموت
اشتياقا لربي ، وأحبّ الفقر تواضعا لربّي ، وأحبّ المرض تكفيرا لخطيئتي .
وقال عكرمة بن عمّار
، عن أبي قدامة محمد بن عبيد الحنفي ، عن أمّ الدّرداء قالت : كان لأبي الدّرداء ستّون
وثلاثمائة خليل في الله يدعو لهم في الصّلاة ، قالت : فقلت له في ذلك ، فقال : إنّه
ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلّا وكّل الله به ملكين يقولان : ولك بمثل. [أفلا أرغب
أن تدعو لي الملائكة ] .
قال الواقديّ وأبو
مسهر : مات أبو الدّرداء سنة اثنتين وثلاثين.
__________________
أبو ذرّ الغفاريّ ع
اسمه جندب بن جنادة
[على الصّحيح ، وقيل : جندب بن سكن ،
__________________
وقيل : برير بن عبد
الله ، أو ابن جنادة] .
أحد السّابقين الأوّلين
، يقال ، كان خامسا في الإسلام ، ثمّ انصرف إلى بلاد قومه ، وأقام بها بأمر النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ لمّا هاجر النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم هاجر أبو ذرّ إلى المدينة.
وروي أنّه كان آدم
جسيما ، كثّ اللّحية.
قال أبو داود : لم
يشهد أبو ذرّ بدرا ، وإنما ألحقه عمر مع القرّاء.
وكان يوازي ابن مسعود
في العلم والفضل ، وكان زاهدا أمّارا بالمعروف ، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وعن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «ما أقلّت الغبراء
ولا أظلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذرّ». حسّنه التّرمذيّ من حديث عبد الله بن
عمرو.
وعن عليّ رضياللهعنه ، وسئل عن أبي ذرّ
فقال : وعى علما عجز النّاس عنه ، ثمّ أوكى عليه ، فلم يخرج منه شيئا .
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم «يا أبا ذرّ إنّي أراك
ضعيفا ، وإني أحبّ لك ما أحبّ لنفسي لا تأمرنّ على اثنين ، ولا تولّينّ مال يتيم» .
وقال أبو غسّان النّهدي
: ثنا مسعود بن سعد ، عن الحسن بن
__________________
عبيد الله ، عن رياح
بن الحارث ، عن ثعلبة ، أنّ عليا قال : لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم
غير أبي ذرّ ولا نفسي ، ثمّ ضرب بيده على صدره .
وقال بريدة بن سفيان
، عن محمد بن كعب القرظيّ ، عن ابن مسعود قال : لمّا سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى تبوك ، جعل لا
يزال يتخلّف الرجل ، فيقولون : يا رسول الله تخلّف فلان ، فيقول : «دعوه فإن يكن فيه
خير فسيخلفه الله بكم» حتّى قيل : يا رسول الله تخلّف أبو ذرّ ، فقال : ما كان يقوله
، فتلوّم عليه بعيره ، فلمّا أبطأ عليه أخذ أبو ذرّ متاعه فجعله على ظهره ، ثمّ خرج
يتبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ماشيا ، ونظر ناظر
من المسلمين فقال : إنّ هذا الرجل يمشي على الطّريق ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كن أبا ذرّ» ، فلمّا
تأمّله القوم قالوا : يا رسول الله هو والله أبو ذرّ ، فقال : «يرحم الله أبا ذرّ يمشي
وحده ، ويموت وحده ، ويحشر وحده» فضرب الدّهر من ضربه ، وسيّر أبو ذرّ إلى الرّبذة
فمات بها.
واتّفق مرور عبد الله
بن مسعود به من الكوفة فصلّى عليه وشهده .
ومناقب أبي ذر كثيرة.
* * *
روى عنه أنس ، وجبير
بن نفير ، وزيد بن وهب ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو سالم الجيشانيّ سفيان بن هانئ ، والأحنف
بن قيس ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعريّ ، وأبو مراوح ، وقيس بن عباد ، وسويد بن
__________________
غفلة ، وأبو إدريس
الخولانيّ ، وعبد الله بن الصّامت ، والمعرور بن سويد وأبو عثمان النّهدي ، وخلق سواهم.
وقد استوعب ابن عساكر
في «تاريخ دمشق» أخباره وأحواله.
قال حسين المعلّم ،
عن ابن بريدة : كان أبو ذرّ رجلا أسود ، كثّ اللّحية ، كان أبو موسى يكرمه ويقول : مرحبا بأخي.
فيقول : لست بأخيك إنّما كنت أخاك قبل أن تستعمل .
ومن أخبار أبي ذرّ
أنّه كان شجاعا مقداما.
قال محمد بن سعد : أنا محمد بن عمر
، ثنا ابن أبي سبرة ، عن يحيى بن شبل ، عن خفاف بن إيماء بن رحضة قال : كان أبو ذرّ
رجلا يصيب ، وكان شجاعا ينفرد وحده ويقطع الطريق ويغير على الصّرم كأنّه السّبع ، ثمّ
إنّ الله قذف في قلبه الإسلام .
ثنا فضيل بن مرزوق
، حدّثتني جبلة بنت مصفّح ، عن حاطب قال : قال
أبو ذرّ [ما ترك رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا مما صبّه جبريل
وميكائيل في صدره إلّا وقد صبّه في صدري ، ولا] تركت شيئا ممّا صبّه
رسول الله صلىاللهعليهوسلم في صدري إلّا وقد صببته
في صدر مالك بن ضمرة .
__________________
أبو إسحاق السّبيعيّ
، عن هانئ ، سمع عليّا يقول : أبو ذرّ وعاء مليء علما ، ثمّ وكى عليه ، فلم يخرج منه
شيء حتّى قبض. أخرجه أبو داود .
شريك ، عن أبي ربيعة
الإيادي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أمرت بحبّ أربعة لأنّ
الله يحبّهم : عليّ ، وأبي ذرّ ، وسلمان ، والمقداد» . أبو ربيعة هذا خرّج له أبو داود وغيره ، قال أبو حاتم : منكر
الحديث.
عبد الحميد بن بهرام
: ثنا شهر ، حدّثتني أسماء أنّ أبا ذرّ كان يخدم
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فإذا فرغ من خدمته
أوى إلى المسجد ، وكان هو بيته [يضطجع فيه] ، فدخل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم المسجد ليلة فوجده
نائما ، فنكته برجله ، فجلس فقال
له : «ألا أراك نائما» ، قال : فأين أنام؟ [هل لي من بيت غيره] فجلس إليه رسول الله
صلىاللهعليهوسلم فقال : «كيف أنت إذا
أخرجوك منه»؟ قال : الحق بالشّام [فإنّ الشّام أرض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء
، فأكون رجلا من أهلها] قال : «كيف أنت إذا
أخرجوك منها»؟ قال : إذا أرجع إلى المسجد فيكون بيتي ومنزلي ، قال : فكيف أنت إذا أخرجوك
منه الثانية؟ قال : إذا آخذ سيفي فأقاتل [عني] حتى أموت ، قال : فكشر
إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «أدلّك على
خير من ذلك : تنقاد لهم حيث قادوك [وتنساق لهم حيث
__________________
ساقوك] حتّى تلقاني وأنت على
ذلك». أخرجه الإمام أحمد .
الأوزاعيّ ، حدّثني
أبو كثير ، عن أبيه قال : أتيت أبا ذرّ ، وقد اجتمعوا عليه عند الجمرة الوسطى يستفتونه
، فأتاه رجل فقال : ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فرفع رأسه وقال : أرقيب أنت
عليّ! لو وضعتم الصّمصامة على هذه ثمّ ظننت أنّي أنفذ
كلمة سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن تجيزوا عليّ لأنفذتها . رواه غير واحد عن الأوزاعيّ. واسم أبي كثير مرثد ، صدوق.
عن ثعلبة بن الحكم
عن عليّ قال : لم يبق
أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذرّ ولا نفسي. ثمّ ضرب بيده على صدره .
الجريريّ ، عن أبي
العلاء بن الشّخّير ، عن الأحنف قال : رأيت أبا ذرّ قام بالمدينة على ملأ من قريش فقال
: بشّر الكنّازين برضف يحمى عليه فيوضع على
حلمة ثدي أحدهم حتّى يخرج من نغض كتفه ، فما رأيت أحدا
ردّ عليه شيئا ، وذكر الحديث وهو حديث صحيح.
__________________
ابن لهيعة : ثنا أبو
قبيل : سمعت مالك بن عبد الله الزّياديّ يحدّث عن أبي ذرّ أنّه دخل على عثمان ، فقال
عثمان ، يا كعب إنّ عبد الرحمن توفّي وترك مالا فما ترى؟ قال : إن كان ـ يعني زكّى
ـ فلا بأس ، فرفع أبو ذرّ عصاه فضرب كعبا وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما أحبّ أنّ
لي هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبّل منّي أذر خلفي منه
ستّ أواق . أنشدك الله يا عثمان أسمعته مرارا؟ قال : نعم .
جعفر بن برقان ، عن
ثابت بن الحجّاج ، عن عبد الله بن سيدان قال : تناجي عثمان وأبو ذرّ حتّى ارتفعت أصواتهما
، ثمّ انصرف أبو ذرّ مبتسما وقال : سامع مطيع ولو أمرني أن آتي عدن . وأمره أن يخرج إلى الرّبذة .
الأعمش ، عن ميمون
بن مهران ، عن عبد الله بن سيدان ، عن أبي ذرّ قال : لو أمرني عثمان أن أمشي على رأسي
لمشيت .
وعن أبي جويرية ، عن
زيد بن خالد الجهنيّ أنّ أبا ذرّ قال لعثمان : والله لو أمرتني أن أحبو لحبوت ما استطعت.
__________________
أبو عمران الجونيّ
، عن عبد الله بن الصّامت قال : قال أبو ذرّ لعثمان : يا أمير المؤمنين افتح الباب
لا تحسبني من قوم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة ، يعني الخوارج.
العوّام بن حوشب :
حدّثني رجل عن شيخ وامرأته من بني ثعلبة قالا
: نزلنا بالرّبذة ، فمرّ بنا شيخ أشعث فقالوا : هذا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاستأذنّاه أن نغسل
رأسه ، فأذن لنا واستأنس بنا ، فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق فقالوا :
يا أبا ذرّ فعل بك هذا الرجل وفعل ، فهل أنت ناصب لك راية ، فقال : لا تذلّوا السّلطان
فإنّه من أذلّ السّلطان فلا توبة له ، والله لو أنّ عثمان صلبني على أطول خشبة لسمعت
وصبرت ورأيت أنّ ذلك خير لي .
حميد بن هلال ، عن
عبد الله بن الصّامت ، قالت أمّ ذرّ : والله ما سيّر عثمان أبا ذرّ ـ تعني إلى الرّبذة
ـ ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له : «إذا بلغ
البناء سلعا فاخرج منها».
ابن شوذب ، عن غالب القطّان
قال : يا أبا سعيد أعثمان أخرج أبا ذرّ؟ قال : معاذ الله.
أبو سعيد هو الحسن.
أبو هلال ، عن قتادة
، عن سعيد بن أبي الحسن ، أن أبا ذرّ كان عطاؤه أربعة آلاف ، فإذا أخذه دعا خادمه فسأله
ما يكفيه للسنة فاشتراه ، ثمّ اشترى فلوسا بما بقي ، وقال : إنه ليس من وعاء ذهب ولا
فضّة يوكأ عليه إلّا
__________________
وهو يتلظّى على صاحبه
.
الأوزاعي ، عن يحيى
قال : كان لأبي ذرّ ثلاثون فرسا يحمل عليها ، فكان يحمل على خمسة عشر منها يغزو عليها
ويريح بقيتها ، فإذا رجعت حمل على الخمسة عشر الأخرى.
ثابت البنانيّ قال
: بنى أبو الدّرداء مسكنا فمرّ عليه أبو ذرّ فقال : ما هذا تعمر دارا أمر الله بخرابها
!؟
حسين المعلّم ، عن
ابن بريدة قال : كان أبو موسى
يكرم أبا ذر ، وكان أبو موسى خفيف اللّحم ، قصيرا ، وكان أبو ذرّ رجلا أسود ، كثّ الشّعر
، فكان أبو موسى ، يقول : مرحبا بأخي ، فيقول : لست بأخيك ، إنّما كنت أخاك قبل أن
تستعمل .
قيل : لم يعش بعده
ابن مسعود إلّا نحو عشرة أيام.
وقال الجريريّ : ثنا
أبو العلاء بن عبد الله ، عن نعيم
بن قعنب قال : أتيت أبا ذرّ فجاءت امرأته بثريدة ، فقال : كل فإنّي صائم ، ثمّ قام
يصلّي ، ثمّ انفتل فأكل ، فقلت : إنّا لله ما كنت أخاف أن تكذبني! قال : ما كذبت ،
إني صمت من هذا الشّهر ثلاثة أيّام ، فكتب لي أجره وحلّ لي الطّعام.
__________________
سنة ثلاث وثلاثين
فيها كانت غزوة قبرس.
قال ابن إسحاق وغيره .
وغزوة إفريقية ، وأمير
النّاس عبد الله بن سعد بن أبي سرح. قاله اللّيث .
وفيها قال خليفة : جمع قارن جميعا عظيما
بباذغيس وهراة ، وأقبل في أربعين ألفا فترك قيس بن الهيثم البلاد وهرب ، فقام بأمر
المسلمين عبد الله بن خازم السّلميّ ، وجمع أربعة
آلاف مقاتل ، والتقى هو وقارن ، ونصره الله وقتل وسبى ، وكتب إلى ابن عامر بالفتح ،
فاستعمله ابن عامر على خراسان ، ثمّ وجّه ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة على سجستان ،
فصالحه صاحب زرنج وبقي بها حتّى حوصر
عثمان.
قال خليفة : وفيها غزا معاوية
ملطية وحصن المرة من أرض الرّوم.
__________________
قال : وفيها غزا عبد
الله بن أبي سرح الحبشة ، فأصيبت فيها عين معاوية بن حديج .
__________________
الوفيّات
وفيها توفّي عبد الله
بن كعب الأنصاري المازنيّ أحد البدريين ، ورّخه المدائنيّ ، وقد تقدّم ذكره في سنة
ثلاثين.
وعبد الله بن مسعود
في قول ، وقد تقدّم.
المقداد بن الأسود ع
الكندي البهراني . كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزّهري ،
__________________
فيقال تبنّاه ، وقيل
: كان عبدا حبشيّا له فتبنّاه ، واسم أبيه عمرو بن ثعلبة بن مالك من ولد الحاف بن قضاعة
وقيل : إنّه أصاب دما في كندة ، فهرب إلى مكة ، وحالف الأسود بن عبد يغوث.
كان من السّابقين الأوّلين
، شهد بدرا ، ولم يصحّ أنّه كان في المسلمين فارس يومئذ غيره ، واختلفوا في الزّبير.
روى عنه : عليّ بن
أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وابن عبّاس ، وجبير بن نفير ، وعبد الرحمن بن أبي
ليلى ، وهمّام بن الحارث ، وعبيد الله بن عديّ بن الخيار ، وآخرون.
عاش سبعين سنة ، وصلّى
عليه عثمان.
وكان رجلا آدم طوالا
، ذا بطن كبير ، أشعر الرأس ، أعين ، مقرون الحاجبين . وكان يوم فتح مكة على ميمنة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقال ابن عون ، عن
عمير بن إسحاق ، عن المقداد : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه مبعثا ، فلما
رجع قال : كيف وجدت الإمارة؟ قلت : يا رسول الله ما ظننت إلّا أنّ النّاس كلّهم لي
خول ، والله لا ألي على عمل ما عشت .
__________________
وقال ثابت البناني
: كان عبد الرحمن والمقداد يتحدّثان ، فقال له ابن عوف : مالك لا تزوّج؟ قال زوّجني
بنتك ، قال : فأغلظ له وجبهه ، فشكا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعرف الغمّ في وجهه
فقال : «لكنّي أزوّجك ولا فخر» ، فزوّجه بابنة عمّه ضباعة بنت الزّبير بن عبد المطلب
. وكان بها من الجمال والعقل التّام مع قرابتها من رسول
الله صلىاللهعليهوسلم.
وعن بريدة قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمرني الله بحبّ
أربعة : عليّ ، وأبي ذرّ ، وسلمان ، والمقداد». رواه أحمد في «مسندة» .
وعن ابن عبّاس قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الجنّة تشتاق إلى
أربعة» فذكرهم. إسناده ضعيف.
وعن كريمة بنت المقداد
أنّ المقداد وصّى للحسن والحسين لكلّ واحد منهما بثمانية عشر ألف درهم ، وأوصى لأمّهات
المؤمنين لكلّ واحدة بسبعة آلاف درهم.
وعن أبي فائد ، أنّ
المقداد بن عمرو شرب دهن الخروج فمات .
وقيل : إنّه مات بالجرف
على ثلاثة أميال من المدينة. ودفن بالبقيع.
__________________
سنة أربع وثلاثين
فيها وثب أهل الكوفة
على أميرهم سعيد بن العاص فأخرجوه ، ورضوا بأبي موسى الأشعريّ ، وكتبوا فيه إلى عثمان
فولّاه عليهم ، ثمّ إنّه بعد قليل ردّ إليهم على الإمرة سعيد بن العاص فخرجوا ومنعوه
وفيها كانت غزوة ذات
الصّواري في البحر من ناحية
الإسكندرية ، وأميرها ابن أبي سرح.
* * *
__________________
الوفيّات
وفيها توفّي إياس بن
أبي البكير بن عبد يا ليل الكناني
حليف بني عديّ ، كان من المهاجرين. شهد بدرا هو وإخوته خالد ، وعاقل ، وعامر ، ولم
يشهد بدرا إخوة أربعة سواهم ، وقد شهد إياس فتح مصر.
* * *
وفيها توفّي أخوه عاقل
بن البكير ويقال : ابن أبي البكير
، كأنّه كان يسمّى باسمه. قال ابن سعد
: كان اسم عاقل (غافلا)
فغيّره النّبيّ
__________________
صلىاللهعليهوسلم ، وكان أبو معشر والواقديّ
يقولان : ابن أبي البكير ، وكان موسى بن عقبة ، وابن إسحاق ، وابن الكلبيّ يقولون :
ابن البكير.
وعن يزيد بن رومان
أنّ الإخوة الأربعة أسلموا في دار الأرقم .
عبادة بن الصّامت ع
ابن قيس بن أصرم أبو
الوليد الأنصاريّ الخزرجيّ ، أحد النّقباء ليلة العقبة ، شهد بدرا والمشاهد ، وولّي
قضاء فلسطين ، وسكن الشام.
__________________
روى عنه أبو أمامة
، وأنس بن مالك ، وجبير بن نفير ، وحطّان بن عبد الله الرّقاشيّ ، وأبو الأشعث شراحيل
الصّنعانيّ ، وأبو إدريس عائذ الله الخولانيّ ، وخلق سواهم.
وكان فيما بلغنا رجلا
طوالا جسيما جميلا ، توفّي بالرّملة ، ويقال : توفي ببيت المقدس.
وقال محمد بن كعب القرظيّ
: جمع القرآن في زمن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم خمسة من الأنصار :
معاذ ، وأبيّ ، وأبو أيّوب ، وأبو الدّرداء ، وعبادة ، فلمّا استخلف عمر ، كتب يزيد
بن أبي سفيان إليه : إنّ أهل الشام كثير ، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقّههم
، فقال : أعينوني بثلاثة ، فخرج معاذ ، وأبو الدّرداء ، وعبادة .
وروى إسحاق بن قبيصة
بن ذؤيب ، عن أبيه ، أنّ عبادة بن الصّامت أنكر على معاوية شيئا ، فقال : لا أساكنك
بأرض ، ورحل إلى المدينة ، فقال له عمر : ما أقدمك؟ فأخبره بفعل معاوية ، فقال له :
أرحل إلى مكانك فقبّح الله أرضا لست فيها وأمثالك ، فلا إمرة له عليك .
وقال عبادة : بايعنا
رسول الله صلىاللهعليهوسلم على السّمع والطّاعة
، وأن نقوم بالحقّ حيثما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم .
وفي «مسند أحمد» من
حديث إسماعيل بن عبيد بن رفاعة قال : كتب
__________________
معاوية إلى عثمان :
إنّ عبادة قد أفسد عليّ الشّام وأهله ، فإمّا أن يكفّ ، وإمّا أن أخلّي بينه وبين الشّام
، فكتب إليه أن رحّل عبادة حتّى تردّه إلينا ، قال : فدخل على عثمان فلم يفجأه إلّا
وهو معه في الدّار ، فالتفت إليه فقال : يا عبادة ما لنا ولك؟ فقام عبادة بين ظهري
النّاس فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «سيلي أموركم
بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا طاعة لمن عصى ، ولا
تضلّوا بربّكم» .
وقال الهيثم بن عديّ
وحده : إنّ عبادة توفّي سنة خمس وأربعين ، ولا متابع له ، وقال جماعة إنّه توفّي سنة
أربع وثلاثين.
(كعب الأحبار) توفّي
فيها ، قاله شريح بن عبيد ، وقد تقدّم.
(مسطح بن أثاثة) بن عبّاد بن المطّلب
بن عبد مناف المطّلبيّ
،
__________________
المذكور في حديث الإفك
، شهد بدرا والمشاهد بعدها ، وكان فقيرا ينفق عليه أبو بكر الصّدّيق.
قال ابن سعد : كان قصيرا شثن الأصابع
، غائر العينين ، عاش ستّا وخمسين سنة.
(أبو سفيان بن حرب)
فيما قال المدائنيّ ، وقد تقدّم.
أبو طلحة الأنصاريّ ع
واسمه زيد بن سهل بن
الأسود ، أحد بني مالك بن النّجّار ، كان من النّقباء ليلة العقبة ، شهد بدرا والمشاهد
بعدها.
__________________
روى عنه ابن زوجته
أنس بن مالك ، وزيد بن خالد الجهنيّ ، وابنه عبد الله بن أبي طلحة ، وابن عبّاس ، وغيرهم.
وسرد الصّوم بعد النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، وغزا بحر الشّام
فمات فيه في السّفينة ، وقيل : توفّي بالمدينة ، وصلّى عليه عثمان.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صوت أبي طلحة في
الجيش خير من مائة» .
وقال أنس : قتل أبو
طلحة يوم حنين عشرين رجلا وأخذ أسلابهم ، وكان أكثر الأنصار
مالا.
وقال عليّ بن زيد :
سمعت أنسا يقول : كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وينثر كنانته ويقول
: وجهي لوجهك الوقاء ، ونفسي لنفسك الفداء
.
قال ابن سعد : كان
آدم مربوعا يغيّر شيبة .
وعن أنس قال : كان
أبو طلحة يأكل البرد وهو صائم ويقول : ليس
__________________
بطعام ولا شراب. إسناده
صحيح .
وقال عليّ بن زيد بن
جدعان ، عن أنس قال : قرأ أبو طلحة : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) فقال : ما استمع الله
عذر أحد ، فخرج إلى الغزو وهو شيخ كبير .
وصحّ عن أنس أنّه غزا
البحر فمات ، فلم يجدوا جزيرة إلّا بعد سبعة أيّام ، فدفنوه ولم يتغيّر .
وقال أنس : إنّ النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم حلق رأسه وأعطى شقّ
رأسه أبا طلحة .
وقد أبلى أبو طلحة
بلاء عظيما يوم أحد كما تقدّم.
قال الواقديّ [والمدائنيّ]
وجماعة : توفّي سنة
أربع وثلاثين.
وقال خليفة : سنة اثنتين وثلاثين.
__________________
(أبو عبس) ـ خ ت ن ـ بن جبر بن عمرو الأنصاريّ
الأوسيّ.
اسمه على الأصحّ عبد
الرحمن ، وكان اسمه عبد العزّى فغيّره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان من قتلة كعب
بن الأشرف اليهوديّ. شهد بدرا وغيرها .
روى عنه ابنه زيد ،
وحفيده أبو عبس بن محمد ، وعباية بن رفاعة ، وغيرهم.
وتوفّي بالمدينة ،
وصلّى عليه عثمان.
* * *
وفيها ولد (زين العابدين)
عليّ بن الحسين .
__________________
سنة خمس وثلاثين
فيها غزوة ذي خشب وأمير المسلمين عليها
معاوية .
وفيها حجّ بالنّاس
وأقام الموسم عبد الله بن عباس .
وفيها مقتل عثمان رضياللهعنه : خرج المصريون وغيرهم
على عثمان وصاروا إليه ليخلعوه من الخلافة.
قال إسماعيل بن أبي
خالد : لمّا نزل أهل مصر الجحفة ، وأتوا يعاتبون عثمان صعد عثمان المنبر فقال : جزاكم
الله يا أصحاب محمد عنّي شرّا : أذعتم السّيّئة وكتمتم الحسنة ، وأغريتم بي سفهاء النّاس
، أيّكم يذهب إلى هؤلاء القوم فيسألهم ما نقموا وما يريدون؟ قال ذلك ثلاثا ولا يجيبه
أحد.
فقام عليّ فقال : أنا
، فقال عثمان : أنت أقربهم رحما ، فأتاهم فرحّبوا به ، فقال : ما الّذي نقمتم عليه؟
قالوا : نقمنا أنّه محا كتاب الله ـ
__________________
يعني كونه جمع الأمّة
على مصحف ـ ، وحمى الحمى ، واستعمل أقرباءه
، وأعطى مروان مائة ألف ، وتناول أصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوسلم.
قال : فردّ عليهم عثمان
: أمّا القرآن فمن عند الله ، إنّما نهيتكم عن الاختلاف فاقرءوا عليّ أيّ حرف شئتم
، وأمّا الحمى فو الله ما حميته لإبلي ولا لغنمي ، وإنّما حميته لإبل الصّدقة. وأمّا
قولكم : إنّي أعطيت مروان مائة ألف. فهذا بيت ما لهم فليستعملوا عليه من أحبّوا ، وأمّا
قولكم : تناول أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فإنّما أنا بشر أغضب وأرضى ، فمن ادّعى قبلي حقّا أو مظلمة
فها أنا ذا ، فإن شاء قودا وإن شاء عفوا. فرضي النّاس واصطلحوا ودخلوا المدينة.
وقال محمد بن سعد :
قالوا رحل من الكوفة إلى المدينة : الأشتر النّخعيّ ـ واسمه مالك بن الحارث ـ ، ويزيد
بن مكفّف ، وثابت بن قيس ، وكميل
بن زياد ، وزيد ، وصعصعة ابنا صوحان ، والحارث الأعور ،
__________________
وجندب بن زهير ، وأصفر
بن قيس ، يسألون عثمان عزل سعيد بن العاص عنهم. فرحل سعيد أيضا إلى عثمان فوافقهم عنده
، فأبى عثمان أن يعزله ، فخرج الأشتر من ليلته في نفر ، فسار عشرا إلى الكوفة واستولى
عليها وصعد المنبر عليها فقال : هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أنّ السّواد بستان
لأغيلمة من قريش ، والسّواد مساقط رءوسكم ومراكز رماحكم ، فمن كان يرى لله عليه حقا
فلينهض إلى الجرعة ، فخرج النّاس فعسكروا
بالجرعة ، فأقبل سعيد حتى نزل العذيب ، فجهّز الأشتر إليه
ألف فارس مع يزيد بن قيس الأرحبيّ ، وعبد الله بن كنانة العبديّ ، فقال : سيروا وأزعجاه
وألحقاه بصاحبه ، فإن أبى فاضربا عنقه ، فأتياه ، فلمّا رأى منهما الجدّ رجع.
وصعد الأشتر منبر الكوفة
وقال : يا أهل الكوفة ما غضبت إلّا لله ولكم ، وقد ولّيت أبا موسى الأشعريّ صلاتكم
، وحذيفة بن اليمان فيئكم ، ثمّ نزل وقال : يا أبا موسى اصعد ، فقال : ما كنت لأفعل
، ولكن هلمّوا فبايعوا لأمير المؤمنين وجدّدوا البيعة في رقابكم ، فأجابه النّاس. وكتب
إلى عثمان بما صنع ، فأعجب عثمان ، فقال عتبة بن الوعل شاعر الكوفة :
تصدّق علينا يا بن
عفّان واحتسب
|
|
وأمر علينا الأشعريّ
لياليا
|
فقال عثمان : نعم وشهورا
وسنين إن عشت ، وكان الّذي صنع أهل الكوفة بسعيد أول وهن دخل على عثمان حين اجترئ عليه.
وعن الزّهريّ قال :
ولّي عثمان ، فعمل ستّ سنين لا ينقم عليه النّاس شيئا ، وإنّه لأحبّ إليهم من عمر ،
لأنّ عمر كان شديدا عليهم ، فلمّا وليهم
__________________
عثمان لان لهم ووصلهم
، ثمّ إنّه توانى في أمرهم ، واستعمل أقرباءه وأهل بيته في السّتّ الأواخر ، وكتب لمروان
بخمس مصر أو بخمس إفريقية ، وآثر أقرباءه بالمال ، وتأوّل في ذلك الصّلة التي أمر الله
بها. واتّخذ الأموال ، واستسلف من بيت المال ، وقال : إنّ أبا بكر وعمر تركا من ذلك
ما هو لهما ، وإنّي أخذته فقسّمته في أقربائي ، فأنكر النّاس عليه ذلك .
قلت : وممّا نقموا
عليه أنّه عزل عمير بن سعد عن حمص ، وكان صالحا زاهدا ، وجمع الشام لمعاوية ، ونزع
عمرو بن العاص عن مصر ، وأمّر ابن أبي سرح عليها ، ونزع أبا موسى الأشعريّ عن البصرة
، وأمر عليها عبد الله بن عامر ، ونزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة وأمّر عليها سعيد
بن العاص.
وقال القاسم بن الفضل
: ثنا عمرو بن مرّة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : دعا عثمان ناسا من الصّحابة فيهم
عمّار فقال : إنّي سائلكم وأحبّ أن تصدقوني : نشدتكم الله أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يؤثر قريشا على
سائر النّاس ، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكتوا ، فقال : لو أنّ بيدي مفاتيح الجنّة
لأعطيتها بني أميّة حتّى يدخلوها.
وعن أبي وائل أنّ عبد
الرحمن بن عوف كان بينه وبين عثمان كلام فأرسل إليه : لم فررت يوم أحد وتخلّفت عن بدر
وخالفت سنّة عمر؟ فأرسل إليه : تخلّفت عن بدر لأنّ بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم شغلتني بمرضها ، وأمّا
يوم أحد فقد عفا الله عنّي ، وأمّا سنّة عمر فو الله ما استطعتها أنا ولا أنت. وقد
كان بين عليّ وعثمان شيء فمشى بينهما العبّاس فقال عليّ : والله لو أمرني
__________________
أن أخرج [من داري]
لفعلت ، فأمّا أداهن
أن لا يقام بكتاب الله فلم أكن لأفعل.
وقال سيف بن عمر ،
عن عطيّة ، عن يزيد الفقعسيّ قال : لمّا خرج ابن
السّوداء إلى مصر نزل على كنانة بن بشر مرّة ، وعلى سودان بن حمران مرّة ، وانقطع إلى
الغافقيّ فشجّه الغافقيّ فكلمه ، وأطاف به خالد بن ملجم ، وعبد الله بن رزين ، وأشباه لهم ، فصرف
لهم القول ، فلم يجدهم يجيبون إلى الوصيّة ، فقال : عليكم بناب العرب وحجرهم ، ولسنا
من رجاله ، فأروه أنّكم تزرعون ، ولا تزرعوا العام شيئا حتّى تنكسر مصر ، فتشكوه إلى
عثمان فيعزله عنكم ، ونسأل من هو أضعف منه ونخلو بما نريد ، ونظهر الأمر بالمعروف والنّهي
عن المنكر ، وكان أسرعهم إلى ذلك محمد بن أبي حذيفة ، وهو ابن خال معاوية ، وكان يتيما
في حجر عثمان ، فكبر ، وسأل عثمان الهجرة إلى بعض الأمصار ، فخرج إلى مصر ، وكان الّذي
دعاه إلى ذلك أنّه سأل عثمان العمل فقال : لست هناك.
قال : ففعلوا ما أمرهم
به ابن السّوداء ، ثمّ إنّهم خرجوا ومن شاء الله منهم ، وشكوا عمرا واستعفوا منه ،
وكلما نهنه عثمان عن عمرو قوما
وسكّتهم انبعث آخرون بشيء آخر ، وكلّهم يطلب عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فقال لهم
عثمان : أمّا عمرو فسننزعه عنكم ونقرّه على الحرب ، ثمّ ولّى ابن أبي سرح خراجهم ،
وترك عمرا على الصّلاة فمشى في ذلك سودان ، وكنانة بن بشر ، وخارجة ، فيما بين عبد
الله بن سعد ، وعمرو بن العاص ، وأغروا بينهما حتّى تكاتبا على قدر ما أبلغوا كلّ واحد.
وكتبا إلى
__________________
عثمان ، فكتب ابن أبي
سرح : إنّ خراجي لا يستقيم ما دام عمرو على الصّلاة. وخرجوا فصدّقوه واستعفوا من عمرو
، وسألوا ابن أبي سرح ، فكتب عثمان إلى عمرو : إنّه لا خير لك في صحبة من يكرهك فأقبل.
ثم جمع مصر لابن أبي سرح.
وقد روي أنّه كان بين
عمّار بن ياسر ، وبين عبّاس بن عتبة بن أبي لهب كلام ، فضربهما عثمان.
وقال سيف ، عن مبشّر
، وسهل بن يوسف ، عن محمد بن سعد بن أبي وقّاص قال : قدم عمّار بن ياسر من مصر وأبي
شاك ، فبلغه ، فبعثني إليه أدعوه ، فقام معي وعليه عمامة وسخة وجبّة فراء. فلمّا دخل
على سعد قال له : ويحك يا أبا اليقظان إن كنت فينا لمن أهل الخير ، فما الّذي بلغني
عنك من سعيك في فساد بين المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين ، أمعك عقلك أم لا :
فأهوى عمّار إلى عمامته وغضب فنزعها وقال : خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه ، فقال
سعد (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ راجِعُونَ) ويحك حين كبرت سنّك
ورقّ عظمك ونفد عمرك خلعت ربقة الإسلام من عنقك وخرجت من الدّين عريانا ، فقام عمّار
مغضبا موليا وهو يقول : أعوذ بربّي من فتنة سعد ، فقال سعد : ألا في الفتنة سقطوا ،
اللهمّ زد عثمان بعفوه وحلمه عندك درجات ، حتّى خرج عمّار من الباب ، فأقبل على سعد
يبكي حتّى اخضلّ لحيته وقال : من يأمن الفتنة يا بنيّ لا يخرجنّ منك ما سمعت منه ،
فإنّه من الأمانة ، وإنّي أكره أن يتعلّق به النّاس عليه يتناولونه ، وقد قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «الحقّ مع عمّار
ما لم تغلب عليه دلهة الكبر» ، فقد دله وخرف.
__________________
وممّن قام على عثمان
محمد بن أبي بكر الصّدّيق ، فسئل سالم بن عبد الله فيما قيل عن سبب خروج محمد ، قال
: الغضب والطّمع ، وكان من الإسلام بمكان ، وغرّه أقوام فطمع ، وكانت له دالّة ، ولزمه حقّ ، فأخذه
عثمان من ظهره.
وحجّ معاوية ، فقيل
إنّه لمّا رأى لين عثمان واضطراب أمره قال : انطلق معي إلى الشّام قبل أن يهجم عليك
من لا قبل لك به ، فإنّ أهل الشّام على الطّاعة ، فقال : أنا لا أبيع جوار رسول الله
صلىاللهعليهوسلم بشيء وإن كان فيه قطع
خيط عنقي ، قال : فأبعث إليك جندا ، قال : أنا أقتّر على جيران رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأرزاق بجند تساكنهم!
قال : يا أمير المؤمنين والله لتغتالنّ ولتغزينّ ، قال : (حسبي الله ونعم الوكيل) .
وقد كان أهل مصر بايعوا
أشياعهم من أهل الكوفة والبصرة وجميع من أجابهم ، واتّعدوا يوما حيث شخص أمراؤهم ،
فلم يستقم لهم ذلك ، لكنّ أهل الكوفة ثار فيهم يزيد بن قيس الأرحبيّ واجتمع عليه ناس
، وعلى الحرب يومئذ القعقاع بن عمرو ، فأتاه وأحاط النّاس بهم فناشدوهم ، وقال يزيد
للقعقاع : ما سبيلك عليّ وعلى هؤلاء ، فو الله إنّي لسامع مطيع ، وإنّي لازم لجماعتي
إلّا أنّي أستعفي من إمارة سعيد ، ولم يظهروا سوى ذلك ، واستقبلوا سعيدا فردّوه من
الجرعة ، واجتمع النّاس على أبي موسى فأقرّه عثمان.
__________________
ولمّا رجع الأمراء
لم يكن للسّبائيّة سبيل إلى الخروج من
الأمصار ، فكاتبوا أشياعهم أن يتوافوا بالمدينة لينظروا فيما يريدون ، وأظهروا أنّهم
يأمرون بالمعروف ، وأنّهم يسألون عثمان عن أشياء لتطير في النّاس ولتحقّق عليه ، فتوافوا
بالمدينة ، فأرسل عثمان رجلين من بني مخزوم ومن بني زهرة فقال : انظرا ما يريدون ،
وكانا ممّن ناله من عثمان أدب ، فاصطبرا للحقّ ولم يضطغنا ، فلمّا رأوهما أتوهما وأخبروهما ، فقالا
: من معكم على هذا من أهل المدينة؟ قالوا : ثلاثة ، قالا : فكيف تصنعون؟ قالوا : نريد
أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب النّاس ، ثمّ نرجع إليهم ونزعم لهم أنّا قرّرناه
بها ، فلم يخرج منها ولم يتب ، ثمّ نخرج كأنّنا حجّاج حتّى نقدم فنحيط به فنخلعه ،
فإن أبي قتلناه.
فرجعا إلى عثمان بالخبر
، فضحك وقال : اللهمّ سلّم هؤلاء فإنّك إن لم تسلّمهم شقّوا . فأمّا عمّار فحمل علي عبّاس بن أبي لهب وعركه ، وأمّا محمد بن أبي
بكر فإنّه أعجب حتّى رأى أنّ الحقوق لا تلزمه ، وأما ابن سارة فإنّه يتعرّض للبلاء
.
وأرسل إلى المصريّين
والكوفيّين ، ونادى
: الصلاة جامعة ـ وهم عنده في أصل المنبر ـ فأقبل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحمد الله وأثنى عليه
، وأخبرهم بالأمر ، وقام الرجلان ، فقال النّاس : اقتل هؤلاء فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
قال : «من دعا إلى
نفسه أو إلى أحد ، وعلى النّاس إمام فعليه لعنة الله ، فاقتلوه» .
وقال عثمان : بل نعفو
ونقبل ، ونبصّرهم بجهدنا ، إنّ هؤلاء قالوا : أتمّ الصلاة في السّفر ، وكانت لا تتمّ
، ألا وإنّي قدمت بلدا فيه أهلي فأتممت لهذا.
قالوا : وحميت الحمى
، وإنّي والله ما حميت إلّا ما حمي قبلي ، وإنّي قد ولّيت وإنّي لأكثر العرب بعيرا
وشاء ، فما لي اليوم غير بعيرين لحجّتي ، أكذلك؟ قالوا : نعم.
قال : وقالوا : كان
القرآن كتبا فتركها إلّا واحدا ، ألا وإنّ القرآن واحد جاء من عند واحد ، وإنّما أنا
في ذلك تابع هؤلاء ، أكذلك؟ قالوا : نعم.
وقالوا : إنّي رددت
الحكم وقد سيّره رسول الله
صلىاللهعليهوسلم إلى الطّائف ثمّ ردّه
، فرسول الله صلىاللهعليهوسلم سيّره وهو ردّه ، أفكذاك؟
قالوا : نعم.
وقالوا : استعملت الأحداث.
ولم أستعمل إلّا مجتمعا مرضيّا ، وهؤلاء أهل عملي
فسلوهم ، وقد ولّى
من قبلي أحدث منه ، وقيل في ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أشدّ ممّا قيل لي في
استعماله أسامة ، أكذلك؟ قالوا : نعم.
وقالوا : إنّي أعطيت
ابن أبي سرح ما أفاء الله عليه ، وإنّي إنّما نفلته
__________________
خمس الخمس ، فكان مائة
ألف ، وقد نفل مثل ذلك أبو بكر وعمر
، وزعم الجند أنّهم يكرهون ذلك فرددته عليهم ، وليس ذلك لهم ، أكذلك؟ قالوا : نعم.
وقالوا : إنّي أحبّ
أهلي وأعطيهم ، فأمّا حبّهم فلم يوجب جورا ، وأمّا إعطاؤهم ، فإنّما أعطيهم من مالي.
ولا أستحلّ أموال المسلمين لنفسي ولا لأحد. وكان قد قسم ماله وأرضه في بني أميّة ،
وجعل ولده كبعض من يعطى .
قال : ورجع أولئك إلى
بلادهم وعفا عنهم ، قال : فتكاتبوا وتواعدوا إلى شوّال ، فلمّا كان شوّال خرجوا كالحجّاج
حتّى نزلوا بقرب المدينة ، فخرج أهل مصر في أربعمائة ، وأمراؤهم عبد الرحمن بن عديس
البلويّ ، وكنانة بن بشر اللّيثيّ ، وسودان بن حمران السّكونيّ ، [وقتيرة السّكونيّ]
، ومقدّمهم الغافقيّ
بن حرب العكّي ، ومعهم ابن السّوداء.
وخرج أهل الكوفة في
نحو عدد أهل مصر ، فيهم زيد بن صوحان العبديّ ، والأشتر النّخعيّ ، وزياد بن النّضر
الحارثيّ ، وعبد الله بن الأصمّ ، ومقدّمهم عمرو بن الأصمّ.
وخرج أهل البصرة وفيهم
حكيم بن جبلة ، وذريح بن عبّاد العبديّان ، وبشر بن شريح القيسيّ ، وابن محرّش الحنفيّ
، وعليهم حرقوص بن زهير السّعديّ.
__________________
فأمّا أهل مصر فكانوا
يشتهون عليّا ، وأمّا أهل البصرة فكانوا يشتهون الزّبير ، وأمّا أهل الكوفة فكانوا
يشتهون طلحة ، وخرجوا ولا تشكّ كلّ فرقة أنّ أمرها سيتمّ دون الأخرى ، حتّى كانوا من
المدينة على ثلاث ، فتقدّم ناس من أهل البصرة فنزلوا ذا خشب. وتقدّم ناس من أهل الكوفة
فنزلوا الأعوص ، وجاءهم أناس من أهل
مصر ، ونزل عامّتهم بذي المروة ، ومشى فيما بين أهل البصرة وأهل مصر زياد بن النّضر
، وعبد الله بن الأصمّ ليكشفوا خبر المدينة ، فدخلا فلقيا أزواج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وطلحة ، والزّبير
، وعليّا ، فقالا : إنّما نؤمّ هذا البيت ، ونستعفي من بعض عمّالنا ، واستأذنوهم للنّاس
بالدخول ، فكلّهم أبى ونهى. فرجعا ، فاجتمع من أهل مصر نفر فأتوا عليّا ، ومن أهل البصرة
نفر فأتوا الزّبير ، ومن أهل الكوفة نفر فأتوا طلحة ، وقال كلّ فريق منهم
: إن بايعنا صاحبنا وإلّا كدناهم وفرّقنا جماعتهم ، ثمّ كررنا حتّى نبغتهم.
فأتى المصريّون عليّا
وهو في عسكر عند أحجار الزّيت ، وقد سرّح ابنه الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع اليه ، فسلّم
على عليّ المصريّون ، وعرضوا له ، فصاح بهم وطردهم وقال : لقد علم الصّالحون أنّكم
ملعونون ، فارجعوا لا صحبكم الله ، فانصرفوا ، وفعل طلحة والزّبير نحو ذلك.
فذهب القوم وأظهروا
أنّهم راجعون إلى بلادهم ، فذهب أهل المدينة إلى منازلهم ، فلمّا ذهب القوم إلى عساكرهم
كرّوا بهم ، وبغتوا أهل المدينة
__________________
ودخلوها ، وضجّوا بالتّكبير
، ونزلوا في مواضع عساكرهم ، وأحاطوا بعثمان وقالوا
: من كفّ يده فهو آمن.
ولزم النّاس بيوتهم
، فأتى عليّ رضياللهعنه فقال. ما ردّكم بعد
ذهابكم؟ قالوا : وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا ، وقال الكوفيّون والبصريّون : نحن نمنع
إخواننا وننصرهم. فعلم النّاس أنّ ذلك مكر منهم.
وكتب عثمان إلى أهل
الأمصار يستمدّهم ، فساروا اليه على الصّعب والذّلول ، فبعث معاوية اليه حبيب بن مسلمة
، وبعث ابن أبي سرح معاوية بن حديج وسار إليه من الكوفة
القعقاع بن عمرو.
فلمّا كان يوم الجمعة
صلّى عثمان بالنّاس وخطب فقال : يا هؤلاء الغزّاء الله الله ، فو الله
إنّ أهل المدينة ليعلمون أنّكم ملعونون على لسان محمد صلىاللهعليهوسلم ، فامحوا الخطأ بالصّواب
، فإنّ الله لا يمحو السّيّء إلّا بالحسن ، فقام محمد بن مسلمة فقال : أنا أشهد بذلك
، فأقعده حكيم بن جبلة ، فقام زيد بن ثابت فقال : ابغني الكتاب ، فثار اليه من ناحية
أخرى محمد بن أبي قتيرة فأقعده وتكلّم فأفظع
، وثار القوم بأجمعهم. فحصبوا النّاس حتّى أخرجوهم ، وحصبوا عثمان حتّى
صرع عن المنبر مغشيّا عليه ، فاحتمل وأدخل الدّار.
__________________
وكان المصريّون لا
يطمعون في أحد من أهل المدينة أن ينصرهم إلّا ثلاثة ، فإنّهم كانوا يراسلونهم ، وهم
: محمد بن أبي بكر الصّدّيق ، ومحمد بن جعفر ، وعمّار بن ياسر.
قال واستقتل أناس :
منهم زيد بن ثابت ، وأبو هريرة ، وسعد بن مالك ، والحسن بن عليّ ، ونهضوا لنصرة عثمان
، فبعث إليهم يعزم عليهم لمّا انصرفوا ، فانصرفوا ، وأقبل عليّ حتّى دخل على عثمان
هو وطلحة والزّبير يعودونه من صرعته ، ثم رجعوا إلى منازلهم .
وقال عمرو بن دينار
، عن جابر قال : بعثنا عثمان خمسين راكبا ، وعلينا محمد بن مسلمة حتّى أتينا ذا خشب
، فإذا رجل معلّق المصحف في عنقه ، وعيناه تذرفان ، والسيف بيده وهو يقول : ألا إنّ
هذا ـ يعني المصحف ـ يأمرنا أن نضرب بهذا ، يعني السيف ، على ما في هذا ، يعني المصحف
، فقال محمد بن مسلمة : اجلس فقد ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك ، فجلس فلم يزل يكلّمهم
حتّى رجعوا .
وقال الواقديّ : حدّثني
ابن جريج وغيره ، عن عمرو ، عن جابر ، أنّ المصريّين لما أقبلوا يريدون عثمان دعا عثمان
محمد بن مسلمة فقال : اخرج إليهم فارددهم وأعطهم الرّضا ، وكان رؤساؤهم أربعة : عبد
الرحمن بن عديس ، وسودان بن حمران ، وعمرو بن الحمق الخزاعيّ ، وابن النّباع ،
__________________
فأتاهم ابن مسلمة ،
فلم يزل بهم حتّى رجعوا ، فلمّا كانوا بالبويب رأوا جملا عليه ميسم
الصّدقة ، فأخذوه ، فإذا غلام لعثمان ، ففتّشوا متاعه ، فوجدوا قصبة من رصاص ، فيها
كتاب في جوف الإداوة في الماء : إلى عبد
الله بن سعد بن أبي سرح أن أفعل بفلان كذا ، وبفلان كذا ، من القوم الذين شرعوا في
قتل عثمان ، فرجع القوم ثانية ونازلوا عثمان وحصروه .
قال الواقديّ : فحدّثني
عبد الله بن الحارث ، عن أبيه قال : أنكر عثمان أن يكون كتب ذلك الكتاب وقال : فعل
ذلك بلا أمري .
وقال أبو نضرة ، عن
أبي سعيد مولى أبي أسيد ، فذكر طرفا من الحديث ، إلى أن قال : ثم
رجعوا راضين ، فبينما هم بالطّريق ظفروا برسول إلى عامل مصر أن يصلّبهم ويفعل ، فردّوا إلى المدينة
، فأتوا عليّا فقالوا : ألم تر إلى عدوّ الله ، فقم معنا ، قال : والله لا أقوم معكم
، قالوا : فلم كتبت إلينا؟ قال : والله ما كتبت إليكم ، فنظر بعضهم إلى بعض.
وخرج عليّ من المدينة
، فانطلقوا إلى عثمان فقالوا : أكتبت فينا بكذا؟ فقال : إنّما هما اثنان ، تقيمون رجلين
من المسلمين ـ يعني شاهدين ـ ، أو
__________________
يميني بالله الّذي
لا إله إلّا هو ما كتبت ولا علمت ، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم ، فقالوا : قد أحلّ
الله دمك ، ونقض العهد والميثاق ، وحصروه
في القصر .
وقال ابن سيرين : إنّ
عثمان بعث إليهم عليّا فقال : تعطون كتاب الله وتعتّبون من كلّ ما سخطتم ، فأقبل معه
ناس من وجوههم ، فاصطلحوا على خمس : على أنّ المنفيّ يقلب ، والمحروم يعطى ، ويوفّر
الفيء ، ويعدل في القسم ، ويستعمل ذو الأمانة والقوّة ، كتبوا ذلك في كتاب ، وأن يردّوا
ابن عامر إلى البصرة وأبا موسى إلى الكوفة .
وقال أبو الأشهب ،
عن الحسن قال : لقد رأيتهم تحاصبوا في المسجد حتّى ما أبصر السّماء ، وإنّ رجلا رفع
مصحفا من حجرات النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ثمّ نادى : ألم تعلموا
أنّ محمدا قد بريء ممّن فرّقوا دينهم وكانوا شيعا .
وقال سلّام : سمعت
الحسن قال : خرج عثمان يوم الجمعة ، فقام إليه رجل فقال : أسألك كتاب الله ، فقال :
ويحك ، أليس معك كتاب الله! قال : ثمّ جاء رجل آخر فنهاه ، وقام آخر ، وآخر ، حتّى
كثروا ، ثمّ تحاصبوا حتّى لم أر أديم السّماء .
وروى بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلّام
قال : بينما عثمان
__________________
يخطب ، فقام رجل فنال
منه ، فوذأته فاتّذأ فقال رجل : لا يمنعك
مكان ابن سلّام أن تسبّ نعثلا ، فإنّه من شيعته ، فقلت له : لقد قلت القول العظيم في
الخليفة من بعد نوح .
وذأته : زجرته وقمعته.
وقالوا لعثمان «نعثلا»
تشبيها له برجل مصريّ اسمه نعثل كان طويل اللّحية.
والنّعثل : الذّكر
من الضّباع ، وكان عمر يشبّه بنوح في الشّدّة.
وقال ابن عمر : بينما
عثمان يخطب إذ قام إليه جهجاه الغفاريّ ، فأخذ من يده العصا فكسرها على ركبته ، فدخلت
منها شظيّة في ركبته ، فوقعت فيها الأكلة .
وقال غيره : ثمّ إنّهم
أحاطوا بالدّار وحصروه ، فقال سعد بن إبراهيم ، عن أبيه : سمعت عثمان يقول : إن وجدتم
في الحقّ أن تضعوا رجليّ في القيد فضعوهما .
وقال ثمامة بن حزن
القشيريّ : شهدت الدّار وأشرف عليهم عثمان فقال : ائتوني بصاحبيكم اللّذين ألّباكم
، فدعيا له كأنّهما جملان أو حماران ، فقال : أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قدم المدينة وليس فيها
ماء
__________________
عذب غير بئر رومة ،
فقال : «من يشتريها فيكون دلوه كدلاء المسلمين ، وله في الجنّة خير منها» فاشتريتها
، وأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها حتّى أشرب من الماء المالح؟ قالوا : اللهمّ
نعم ، قال : أنشدكم الله والإسلام ، هل تعلمون أنّ المسجد ضاق بأهله ، فقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «من يشتري بقعة بخير
له منها في الجنّة» ، فاشتريتها وزدتها في المسجد ، وأنتم تمنعوني اليوم أن أصلّي فيها؟
قالوا : اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان على ثبير مكّة ، فتحرّك وعليه
أبو بكر وعمر وأنا ، فقال : «أسكن فليس عليك إلّا نبيّ وصدّيق وشهيدان». قالوا : اللهمّ
نعم ، فقال : الله أكبر شهدوا وربّ الكعبة أنّي شهيد .
ورواه أبو سلمة بن
عبد الرحمن بنحوه ، وزاد فيه أنّه جهّز جيش العسرة .
ثم قال : ولكن طال
عليكم أمري فاستعجلتم ، وأردتم خلع سربال سربلنيه الله ، وإنّي لا أخلعه حتّى أموت
أو أقتل .
وعن ابن عمر قال :
فأشرف عليهم وقال : علام تقتلونني؟ فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يحلّ دم
امرئ مسلم إلّا بإحدى ثلاث : كفر بعد إسلام ، أو رجل زنى بعد إحصان ، أو رجل قتل نفسا»
، فو الله ما زنيت في جاهليّة ولا إسلام ، ولا قتلت رجلا ولا كفرت .
__________________
قال أبو أمامة بن سهل
بن حنيف : إنّي لمع عثمان وهو محصور ، فكنّا ندخل اليه مدخلا ـ أو أدخل إليه الرجل
ـ نسمع كلام من على البلاط ، فدخل يوما فيه وخرج إلينا وهو متغيّر اللّون فقال : إنّهم
يتوعّدوني بالقتل ، فقلنا : يكفيكهم الله .
وقال سهل السّرّاج
، عن الحسن ، قال عثمان : لئن قتلوني لا يقاتلون عدوّا جميعا أبدا ، ولا يقتسمون فيئا
جميعا أبدا ، ولا يصلّون جميعا أبدا :
وقال مثله عبد الملك
بن أبي سليمان ، عن أبي ليلى الكنديّ ، وزاد فيه : ثمّ أرسل إلى عبد الله بن سلّام
فقال : ما ترى؟ قال : الكفّ الكفّ ، فإنّه أبلغ لك في الحجّة ، فدخلوا عليه فقتلوه
وهو صائم رضياللهعنه وأرضاه .
وقال الحسن : حدّثني
وثّاب قال : بعثني عثمان ، فدعوت له الأشتر فقال : ما يريد النّاس؟ قال : إحدى ثلاث
: يخيّرونك بين الخلع ، وبين أن تقتصّ من نفسك ، فإن أبيت فإنّهم قاتلوك ، فقال : ما
كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله ، وبدني ما يقوم لقصاص .
وقال حميد بن هلال
: ثنا عبد الله بن مغفّل قال : كان عبد الله بن سلّام يجيء من أرض له على حمار يوم
الجمعة ، فلمّا حصر عثمان قال : يا أيّها النّاس لا تقتلوا عثمان ، واستعتبوه ، فو
الّذي نفسي بيده ما قتلت أمّة نبيّها
__________________
فصلح ذات بينهم حتّى
يهريقوا دم سبعين ألفا ، وما قتلت أمّة خليفتها فيصلح الله بينهم حتّى يهريقوا دم أربعين
ألفا ، وما هلكت أمّة حتّى يرفعوا القرآن على السلطان ، قال : فلم ينظروا فيما قال
: وقتلوه ، فجلس على طريق عليّ بن أبي طالب ، فقال له : لا تأت العراق والزم منبر رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، فو الّذي نفسي بيده
لئن تركته لا تراه أبدا ، فقال من حول عليّ : دعنا نقتله ، قال : دعوا عبد الله بن
سلّام ، فإنّه رجل صالح .
قال عبد الله بن مغفّل
: كنت استأمرت عبد الله بن سلّام في أرض أشتريها. فقال بعد ذلك : هذه رأس أربعين سنة
، وسيكون بعدها صلح فاشترها. قيل لحميد بن هلال : كيف ترفعون القرآن على السّلطان؟
قال : ألم تر إلى الخوارج كيف يتأوّلون القرآن على السّلطان ؟
ودخل ابن عمر على عثمان
وهو محصور فقال : ما ترى؟ قال : أرى أن تعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك غير أن لا
تخلع نفسك ، فقال : دونك عطاءك ـ وكان واجدا عليه ـ فقال : ليس هذا يوم ذاك. ثمّ خرج
ابن عمر إليهم فقال : إيّاكم وقتل هذا الشيخ ، والله لئن قتلتموه لم تحجّوا البيت جميعا
أبدا ، ولم تجاهدوا عدوّكم جميعا أبدا ، ولم تقتسموا فيئكم جميعا أبدا إلّا أن تجتمع
الأجساد والأهواء مختلفة ، ولقد رأيتنا وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم متوافرون نقول : أبو
بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان. رواه عاصم بن محمد العمريّ ، عن أبيه ، عن ابن عمر .
وعن أبي جعفر القاري
قال : كان المصريّون الذين حصروا عثمان
__________________
ستمائة : رأسهم كنانة
بن بشر ، وابن عديس البلويّ ، وعمرو بن الحمق ، والّذين قدموا من الكوفة مائتين ، رأسهم
الأشتر النّخعيّ ، والّذين قدموا من البصرة مائة ، رأسهم حكيم بن جبلة ، وكانوا يدا
واحدة في الشّرّ ، وكانت حثالة من النّاس قد ضووا إليهم ، وكان أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الذين خذلوه كرهوا
الفتنة وظنّوا أنّ الأمر لا يبلغ قتله ، فلمّا قتل ندموا على ما ضيّعوا في أمره ، ولعمري
لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوه أولئك التّراب لا نصرفوا خاسئين .
وقال الزّبير بن بكّار
: حدّثني محمد بن الحسن قال : لمّا كثر الطّعن على عثمان تنحّى عليّ إلى ماله بينبع
، فكتب اليه عثمان
: أمّا بعد فقد بلغ الحزام الطّبيين ، وبلغ السّيل الزّبى ، وبلغ
الأمر فوق قدره ، وطمع في الأمر من لا يدفع عن نفسه :
فإن كنت مأكولا فكن
خير آكل
|
|
وإلّا فأدركني ولمّا
أمزّق
|
والبيت لشاعر من عبد
القيس .
الطّبي : موضع الثّدي
من الخيل.
__________________
وقال محمد بن جبير
بن مطعم : لمّا حصر عثمان أرسل الى عليّ : إنّ ابن عمّك مقتول ، وإنّك لمسلوب .
وعن أبان بن عثمان
قال : لمّا ألحّوا على عثمان بالرّمي ، خرجت حتّى أتيت عليّا فقلت : يا عمّ أهلكتنا
الحجارة ، فقام معي ، فلم يزل يرمي حتّى فتر منكبه ، ثم قال : يا بن أخي ، أجمع حشمك
، ثمّ يكون هذا شأنك .
وقال حبيب بن أبي ثابت
، عن أبي جعفر محمد بن عليّ : إنّ عثمان بعث إلى عليّ يدعوه وهو محصور ، فأراد أن يأتيه
، فتعلّقوا به ومنعوه ، فحسر عمامة سوداء عن رأسه وقال : اللهمّ لا أرضى قتله ولا آمر
به .
وعن أبي إدريس الخولانيّ
قال : أرسل عثمان إلى سعد ، فأتاه ، فكلّمه ، فقال له سعد أرسل إلى عليّ ، فإن أتاك
ورضي صلح الأمر ، قال : فأنت رسولي إليه ، فأتاه ، فقام معه عليّ ، فمرّ بمالك الأشتر
، فقال الأشتر لأصحابه : أين يريد هذا؟ قالوا : يريد عثمان ، فقال : والله لئن دخل
عليه لتقتلنّ عن آخركم ، فقام إليه في أصحابه حتّى اختلجه عن سعد وأجلسه في أصحابه
، وأرسل الى أهل مصر : إن كنتم تريدون قتله فأسرعوا. فدخلوا عليه فقتلوه .
وعن أبي حبيبة قال
: لمّا اشتدّ الأمر ، قالوا لعثمان ـ يعني الذين عنده
__________________
في الدّار ـ ائذن لنا
في القتال ، فقال : أعزم على من كانت لي عليه طاعة أن لا يقاتل .
أبو حبيبة هو مولى
الزّبير ، روى عنه موسى بن عقبة .
قال محمد بن سعد :
ثنا محمد بن عمر ، حدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه. وحدّثني عبد الحميد بن عمران
، عن أبيه ، عن مسور ابن مخرمة.
(ح) ، وحدّثني موسى بن
يعقوب ، عن عمّه ، عن ابن الزّبير.
(ح) ، وثنا ابن أبي
حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قالوا : بعث عثمان المسور بن
مخرمة إلى معاوية يعلمه أنّه محصور ، ويأمره أن يجهّز إليه جيشا سريعا. فلمّا قدم على
معاوية ، ركب معاوية لوقته هو ومسلم بن عقبة ، وابن حديج ، فساروا من دمشق إلى عثمان
عشرا.
فدخل معاوية نصف الليل
، وقبّل رأس عثمان ، فقال : أين الجيش؟ قال : ما جئت إلّا في ثلاثة رهط ، فقط عثمان
: لا وصل الله رحمك ، ولا اعزّ نصرك ، ولا جزاك خيرا ، فو الله لا أقتل إلّا فيك ،
ولا ينقم عليّ إلّا من أجلك ، فقال : بأبي أنت وأمّي ، لو بعثت إليك جيشا فسمعوا به
عاجلوك فقتلوك ، ولكنّ معي نجائب ، فاخرج معي ، فما يشعر بي أحد ، فو الله ما
__________________
هي إلّا ثلاث حتّى
نرى معالم الشّام ، فقال : بئس ما أشرت به ، وأبى أن يجيبه ، فأسرع معاوية راجعا ،
وورد المسور يريد المدينة بذي المروة راجعا. وقدم على عثمان وهو ذامّ لمعاوية غير عاذر
له.
فلمّا كان في حصره
الآخر ، بعث المسور ثانيا إلى معاوية لينجده
فقال : إنّ عثمان أحسن فأحسن الله به ، ثمّ غيّر فغيّر الله به ، فشددت عليه فقال :
تركتم عثمان حتى إذا كانت نفسه في حنجرته قلتم : اذهب فادفع عنه الموت ، وليس ذلك بيدي
، ثمّ انزلني في مشربة على رأسه ، فما دخل
عليّ داخل حتى قتل عثمان .
وأمّا سيف بن عمر ،
فروى عن أبي حارثة ، وأبي عثمان قالا : لمّا أتى معاوية الخبر أرسل الى حبيب بن مسلمة
الفهريّ فقال : أشر عليّ برجل منفّذ لأمري ، ولا يقصّر ، قال : ما أعرف لذاك غيري ،
قال : أنت لها. وجعل على مقدّمته يزيد بن شجعة الحميريّ في ألف وقال
: إن قدمت يا حبيب وقد قتل ، فلا تدعنّ أحدا أشار إليه ولا أعان
عليه إلّا قتلته ، وإن أتاك الخبر قبل أن تصل ، فأقم حتّى انظر ، وبعث يزيد بن شجعة
في ألف على البغال ، يقودون الخيل ، معهم الإبل عليها الرّوايا فأغذّ السّير ، فأتاه
قتله بقرب خيبر. ثمّ أتاه النّعمان بن بشير ، معه القميص الّذي فيه الدّماء وأصابع
امرأته نائلة ، قد قطعوها بضربة سيف ، فرجعوا ، فنصب معاوية القميص
__________________
على منبر دمشق ، والأصابع
معلّقة فيه ، وآلى رجال من أهل الشّام لا يأتون النّساء ولا يمسّون الغسل إلّا من حلم
، ولا ينامون على فراش حتّى يقتلوا قتلة عثمان ، أو تفنى أرواحهم ، وبكوه سنة .
وقال الأوزاعيّ : حدّثني
محمد بن عبد الملك بن مروان ، أنّ المغيرة ابن شعبة ، دخل على عثمان وهو محصور فقال
: إنّك إمام العامّة ، وقد نزل بك ما نرى ، وإني أعرض عليك خصالا : إمّا أن تخرج تقاتلهم
، فإنّ معك عددا وقوّة. وإمّا أن تخرق لك بابا سوى الباب الّذي هم عليه ، فتقعد على
رواحلك فتلحق بمكة ، فإنّهم لن يستحلّوك وأنت بها ، وإمّا أن تلحق بالشّام ، فإنّهم
أهل الشّام ، وفيهم معاوية. فقال : إنّي لن أفارق دار هجرتي ، ولن أكون أوّل من خلف
رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أمّته بسفك الدّماء
.
وقال نافع ، عن ابن
عمر : أصبح عثمان يحدّث النّاس قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم اللّيلة في المنام
، فقال : «أفطر عندنا غدا» فأصبح صائما ، وقتل من يومه .
وقال محمد بن سيرين
: ما أعلم أحدا يتّهم عليّا في قتل عثمان ، وقتل وإنّ الدّار غاصّة ، فيهم ابن عمر
، والحسن بن عليّ ، ولكنّ عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا .
ومن وجه آخر. عن ابن
سيرين قال : انطلق الحسن والحسين وابن عمر ، ومروان ، وابن الزّبير ، كلّهم شاك السّلاح
، حتّى دخلوا على عثمان ،
__________________
فقال : أعزم عليكم
لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم ، فقال ابن الزّبير ، ومروان : نحن نعزم على
أنفسنا أن لا نبرح ، وخرج الآخرون .
وقال ابن سيرين : كان
مع عثمان يومئذ في الدّار سبعمائة ، لو يدعهم لضربوهم حتّى يخرجوهم من أقطارها .
وروي أنّ الحسن بن عليّ ما راح حتّى
خرج .
وقال عبد الله بن الزّبير
: قلت لعثمان : قاتلهم ، فو الله لقد أحلّ الله لك قتالهم ، فقال : لا أقاتلهم أبدا
، فدخلوا عليه وهو صائم. وقد كان عثمان أمّر ابن الزّبير على الدّار ، وقال : أطيعوا
عبد الله بن الزّبير .
وقال ابن سيرين : جاء
زيد بن ثابت في ثلاثمائة من الأنصار ، فدخل على عثمان فقال : هذه الأنصار بالباب. فقال
: أمّا القتال فلا .
وقال أبو صالح ، عن
أبي هريرة قال : دخلت على عثمان يوم الدّار فقلت : طاب الضّرب ، فقال : أيسرّك أن يقتل
النّاس جميعا وأنا معهم؟ قلت : لا ، قال فإنّك إن قتلت رجلا
واحدا ، فكأنّما قتلت النّاس جميعا ،
__________________
فانصرفت ولم أقاتل
.
وعن أبي عون مولى المسور
قال : ما زال المصريّون كافّين عن القتال ، حتّى قدمت أمداد العراق من عند ابن عامر
، وأمداد ابن أبي سرح من مصر ، فقالوا : نعاجله قبل أن تقدم الأمداد .
وعن مسلم أبي سعيد
قال : أعتق عثمان عشرين مملوكا ، ثمّ دعا بسراويل ، فشدّها عليه . ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام ، وقال إنّي رأيت رسول الله
صلىاللهعليهوسلم البارحة ، وأبا بكر
، وعمر ، فقال : «اصبر فإنّك تفطر عندنا القابلة» ثمّ نشر المصحف بين يديه ، فقتل وهو
بين يديه .
وقال ابن عون ، عن
الحسن : أنبأني وثّاب مولى عثمان قال : جاء رويجل كأنّه ذئب ، فاطّلع من باب ، ثمّ
رجع ، فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا ، فدخل حتّى انتهى إلى عثمان ، فأخذ
بلحيته ، فقال بها حتّى سمعت وقع أضراسه ، فقال : ما أغنى عنك معاوية ، ما أغنى عنك
ابن عامر ، ما أغنت عنك كتبك ، فقال : أرسل لحيتي يا بن أخي ، قال : فأنا رأيته استعدى
رجلا من القوم عليه يعينه ، فقام إلى عثمان بمشقص ، حتّى وجأ به في رأسه ثمّ تعاوروا عليه حتّى
قتلوه .
وعن ريطة مولاة أسامة
قالت : كنت في الدّار ، إذ دخلوا ، فجاء محمد فأخذ بلحية عثمان فهزّها ، فقال : يا
بن أخي دع لحيتي لتجذب ما يعزّ على أبيك أن تؤذيها. فرأيته كأنّه استحى ، فقام ، فجعل
بطرف ثوبه هكذا : ألا
__________________
ارجعوا. قالت : وجاء
رجل من خلف عثمان بسعفة رطبة ، فضرب بها جبهته فرأيت الدّم يسيل ، وهو يمسحه ويقول
: «اللهمّ لا يطلب بدمي غيرك» ، وجاء آخر فضربه بالسّيف
على صدره فأقعصه ، وتعاوروه بأسيافهم
، فرأيتهم ينتهبون بيته .
وقال مجالد ، عن الشّعبي قال :
جاء رجل من تجيب من المصريّين ، والنّاس حول عثمان ، فاستلّ سيفه ، ثمّ قال : أفرجوا
، ففرجوا له ، فوضع ذباب سيفه في بطن عثمان ، فأمسكت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان
السّيف لتمنع عنه ، فحزّ السّيف أصابعها .
وقيل : الّذي قتله
رجل يقال له حمار .
وقال الواقديّ : حدّثني
عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد ، أنّ محمد بن أبي بكر تسوّر
من دار عمرو بن حزم على عثمان ، ومعه كنانة بن بشر ، وسودان ، وعمرو بن الحمق ، فوجدوه
عند نائلة يقرأ في المصحف ، فتقدّمهم محمد ، فأخذ بلحيته وقال :
__________________
يا نعثل قد أخزاك الله
، فقال : لست بنعثل ولكنّني عبد الله ، وأمير المؤمنين ، فقال محمد : ما أغنى عنك معاوية
وفلان وفلان ، قال : يا بن أخي دع لحيتي ، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت ، فقال :
ما يراد بك أشدّ من قبضتي ، وطعن جنبه بمشقص ، ورفع كنانة مشاقص فوجأ بها في أذن عثمان
، فمضت حتى دخلت في حلقه ، ثمّ علاه بالسّيف ، قال عبد الرحمن بن عبد العزيز : فسمعت
ابن أبي عون يقول : ضرب كنانة بن بشر جبينه بعمود حديد ، وضربه سودان المراديّ فقتله
، ووثب عليه عمرو بن الحمق ، وبه رمق ، وطعنه تسع طعنات وقال : ثلاث لله ، وستّ لما
في نفسي عليه .
وعن المغيرة قال :
حصروه اثنين وعشرين يوما ، ثمّ احرقوا الباب ، فخرج من في الدّار.
وقال سليمان التّيميّ
، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه ، فدخل عليه
رجل فقال : بيني وبينك كتاب الله ، فخرج وتركه ، ثمّ دخل عليه آخر ، فقال : بيني وبينك
كتاب الله ، فأهوى إليه بالسّيف ، فاتّقاه بيده فقطعها ، فقال : أما والله إنّها لأوّل
كفّ خطّت المفصّل ، ودخل عليه رجل يقال
له : الموت الأسود ، فخنقه قبل أن يضرب بالسّيف ، قال : فو الله ما رأيت شيئا ألين
من حلقه ، لقد خنقته حتّى رأيت
نفسه مثل الجان تردّد في جسده .
__________________
وعن الزّهري قال :
قتل عند صلاة العصر ، وشدّ عبد لعثمان على كنانة ابن بشر فقتله ، وشدّ سودان على العبد
فقتله .
وقال أبو نضرة ، عن
أبي سعيد قال : ضربوه فجرى الدّم على المصحف على : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
وقال عمران بن حدير
، إلّا يكن عبد الله بن شقيق حدّثني : أنّ أوّل قطرة قطرت [من دمه] على : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) فإنّ أبا حريث ذكر
أنّه ذهب هو وسهيل المرّيّ ، فأخرجوا إليه المصحف ، فإذا قطرة الدّم على (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) قال : فإنّها في المصحف
ما حكت .
وقال محمد بن عيسى
بن سميع عن ابن أبي ذئب ، عن
الزّهري : قلت لسعيد بن المسيّب : هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان؟ قال : قتل مظلوما
، ومن خذله كان معذورا ، ومن قتله كان ظالما ، وإنّه لمّا استخلف كره ذلك نفر من الصّحابة
، لأنه كان يحبّ قومه ويولّيهم ، فكان يكون منهم ما تنكره الصّحابة فيستعتب [فيهم ،
فلا يعزلهم ، فلمّا كان في السّتّ الحجج الأواخر استأثر ببني عمّه فولّاهم] وما أشرك معهم ، فولّى
عبد الله بن أبي سرح مصر ، فمكث عليها سنين ، فجاء أهل مصر يشكونه
ويتظلّمون منه. وقد كان قبل ذلك من عثمان هنات إلى ابن مسعود ، وأبي ذرّ
__________________
وعمّار فحنق عليه قومهم
، وجاء المصريّون يشكون ابن أبي سرح ، فكتب إليه يتهدّده فأبى أن يقبل ، وضرب بعض من
أتاه ممّن شكاه فقتله.
فخرج من أهل مصر سبعمائة
رجل ، فنزلوا المسجد ، وشكوا إلى الصّحابة ما صنع ابن أبي سرح بهم ، فقام طلحة فكلّم
عثمان بكلام شديد ، وأرسلت إليه عائشة تقول له : أنصفهم من عاملك ، ودخل عليه عليّ
، وكان متكلّم القوم فقال : إنّما يسألونك رجلا مكان رجل ، وقد ادّعوا قبله دما ، فاعزله
، واقض بينهم ، فقال : اختاروا رجلا أوله ، فأشاروا عليه بمحمد بن أبي بكر ، فكتب عهده
، وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح ، فلمّا
كان محمد على مسيرة ثلاث من المدينة ، إذا هم بغلام أسود على بعير مسرعا ، فسألوه ،
فقال : وجّهني أمير المؤمنين إلى عامل مصر ، فقالوا له : هذا عامل أهل مصر ، وجاءوا
به إلى محمد ، وفتّشوه فوجدوا إداوته تتقلقل ، فشقّوها ، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى
ابن أبي سرح ، فجمع محمد ، من عنده من الصّحابة ، ثمّ فكّ الكتاب ، فإذا فيه : إذا
أتاك محمد ، وفلان ، وفلان فاستحلّ قتلهم ، وأبطل كتابه ، واثبت على عملك. فلمّا قرءوا
الكتاب رجعوا الى المدينة ، وجمعوا طلحة ، وعليّا ، والزّبير ، وسعدا ، وفضّوا الكتاب
، فلم يبق أحد إلّا حنق على عثمان ، وزاد ذلك غضبا وحنقا أعوان أبي ذرّ ، وابن مسعود
، وعمّار.
وحاصر أولئك عثمان
وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم ، فلمّا رأى ذلك عليّ بعث إلى طلحة ، والزّبير
، وعمّار ، ثمّ دخل إلى عثمان ، ومعه الكتاب والغلام والبعير فقال : هذا الغلام والبعير
لك؟ قال : نعم ، قال : فهذا كتابك؟ فحلف أنّه ما كتبه ولا أمر به ، قال : فالخاتم خاتمك؟
قال : نعم.
فقال : كيف يخرج غلامك
ببعيرك بكتاب عليه خاتمك ولا تعلم به!.
وعرفوا أنّه خطّ مروان.
وسألوه أن يدفع إليهم مروان ، فأبى وكان عنده في الدّار ، فخرجوا من عنده غضابا ، وشكّوا
في أمره ، وعلموا أنّه لا يحلف بباطل ولزموا بيوتهم.
وحاصره أولئك حتّى
منعوه الماء ، فأشرف يوما فقال : أفيكم عليّ؟ قالوا : لا ، قال : أفيكم سعد؟ قالوا
: لا ، فسكت ، ثم قال : ألا أحد يسقينا ماء. فبلغ ذلك عليّا ، فبعث إليه بثلاث قرب
فجرح في سببها جماعة حتّى وصلت إليه ، وبلغ عليّا أنّ عثمان يراد قتله فقال : إنّما
أردنا منه مروان ، فأمّا عثمان ، فلا ندع أحدا يصل إليه.
وبعث إليه الزّبير
ابنه ، وبعث طلحة ابنه ، وبعث عدّة من الصّحابة أبناءهم ، يمنعون الناس منه ، ويسألونه
إخراج مروان ، فلمّا رأى ذلك محمد بن أبي بكر ، ورمى النّاس عثمان بالسّهام ، حتّى
خضب [الحسن] بالدّماء على بابه
، وأصاب مروان سهم ، وخضب محمد بن طلحة ، وشجّ قنبر مولى عليّ.
فخشي محمد أن يغضب
بنو هاشم خال الحسن ، فاتّفق هو وصاحباه ، وتسوّروا من دار ، حتّى دخلوا عليه ، ولا
يعلم أحد من أهل الدّار ، لأنّهم كانوا فوق البيوت ، ولم يكن مع عثمان إلّا امرأته.
فدخل محمد فأخذ بلحيته ، فقال : والله لو رآك أبوك لساءه مكانك منّي ، فتراخت يده ،
ووثب الرجلان عليه فقتلاه ، وهربوا من حيث دخلوا ، ثمّ صرخت المرأة ، فلم يسمع صراخها
لما في الدّار من الجلبة. فصعدت إلى النّاس وأخبرتهم ، فدخل الحسن والحسين وغيرهما
، فوجدوه مذبوحا.
وبلغ عليّا وطلحة والزّبير
الخبر ، فخرجوا ـ وقد ذهبت عقولهم ـ ودخلوا
__________________
فرأوه مذبوحا ، وقال
عليّ : كيف قتل وأنتم على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين ، وشتم ابن الزّبير ،
وابن طلحة ، وخرج غضبان إلى منزله ، فجاء النّاس يهرعون إليه ليبايعوه ، قال : ليس
ذاك إليكم ، إنما ذاك إلى أهل بدر ، فمن رضوه فهو خليفة ، فلم يبق أحد من البدريّين
إلّا أتى عليّا ، فكان أوّل من بايعه طلحة بلسانه ، وسعد بيده ، ثمّ خرج إلى المسجد
فصعد المنبر ، فكان أوّل من صعد طلحة ، فبايعه بيده ، ثمّ بايعه الزّبير وسعد والصّحابة
جميعا ، ثمّ نزل فدعا النّاس ، وطلب مروان ، فهرب منه هو وأقاربه.
وخرجت عائشة باكية
تقول : قتل عثمان ، وجاء عليّ إلى امرأة عثمان فقال : من قتله؟ قالت : لا أدري ، وأخبرته
بما صنع محمد بن أبي بكر. فسأله عليّ ، فقال : تكذب ، قد والله دخلت عليه ، وأنا أريد
قتله ، فذكر لي أبي ، فقمت وأنا تائب إلى الله ، والله ما قتلته ولا أمسكته ، فقالت
: صدق ، ولكنّه أدخل اللّذين قتلاه .
وقال محمد بن عمرو
بن علقمة بن وقّاص ، عن أبيه ، عن جدّه
قال : اجتمعنا في دار مخرمة للبيعة بعد قتل عثمان ، فقال أبو جهم بن حذيفة : أمّا من
بايعنا منكم فلا يحول بيننا وبين قصاص ، فقال عمّار : أمّا دم عثمان فلا ، فقال : يا
بن سميّة ، أتقتصّ من جلدات جلدتهنّ ، ولا تقتصّ من دم عثمان! فتفرّقوا يومئذ عن غير
بيعة.
وروى عمر بن عليّ بن
الحسين ، عن أبيه قال : قال مروان : ما كان في القوم أدفع عن صاحبنا من صاحبكم ـ يعني
عليّا ـ عن عثمان ، قال :
__________________
فقلت : ما بالكم تسبّونه
على المنابر! قال : لا يستقيم الأمر إلّا بذلك. رواه ابن أبي خيثمة. بإسناد قويّ ،
عن عمر .
وقال الواقديّ ، عن
ابن أبي سبرة ، عن سعيد بن أبي زيد ، عن الزّهريّ ، عن عبيد الله بن عبد الله قال :
كان لعثمان عند خازنة يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم ، وخمسون ومائة ألف دينار ، فانتهبت
وذهبت ، وترك ألف بعير بالرّبذة ، وترك صدقات بقيمة مائتي ألف دينار .
وقال ابن لهيعة ، عن
يزيد بن أبي حبيب قال : بلغني أنّ الرّكب الذين ساروا إلى عثمان عامّتهم جنّوا .
وقال ليث بن أبي سليم
، عن طاووس ، عن ابن عبّاس سمع عليّا يقول : والله ما قتلت ـ يعني عثمان ـ ولا أمرت
، ولكن غلبت ، يقول ذلك ثلاثا . وجاء نحوه عن عليّ من طرق . وجاء عنه أنّه لعن قتلة عثمان .
وعن الشّعبيّ قال :
ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك :
__________________
فكفّ يديه ثمّ أغلق
بابه
|
|
وأيقن أنّ الله ليس
بغافل
|
وقال لأهل الدّار : لا تقتلوهم
|
|
عفا الله عن كلّ
امرئ لم يقاتل
|
فكيف رأيت الله صبّ عليهم ـ
|
|
العداوة والبغضاء
بعد التّواصل
|
وكيف رأيت الخير أدبر بعده
|
|
عن النّاس إدبار
النّعام الجوافل
|
ورثاه حسّان بن ثابت بقوله :
من سرّه الموت صرفا
لا مزاج له
|
|
فليأت مأدبة في دار عثمانا
|
ضحّوا بأشمط عنوان السّجود به
|
|
يقطّع اللّيل تسبيحا
وقرآنا
|
صبرا فدى لكم أمّي وما ولدت
|
|
قد ينفع الصّبر في
المكروه أحيانا
|
لتسمعنّ وشيكا في ديارهم :
|
|
الله أكبر يا ثارات
عثمانا
|
* * *
__________________
الوفيات
وممّن توفّي في هذه السنة
:
س ـ (الحارث بن نوفل)
بن الحارث بن عبد المطلب
بن هاشم الهاشميّ.
له صحبة. واستعمله
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على بعض صدقات مكّة
، وبعض أعمال مكة. ثم استعمله أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، على مكة. ثم انتقل إلى البصرة
، وبنى بها دارا. وتوفّي في هذه السّنة.
وإنّما للحارث حديث
واحد عند النّسائيّ ، عن عائشة.
__________________
عامر بن ربيعة ع
ابن كعب بن مالك العنزيّ
، عنز بن وائل. كان حليف آل الخطّاب العدويّ. أسلم قبل عمر ، وهاجر الهجرتين ، وشهد
بدرا. وله عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وأبي بكر ، وعمر.
وعنه ابنه عبد الله
، وابن الزّبير ، وابن عمر ، وأبو أمامة بن سهل.
وكان الخطّاب قد تبناه.
وكان معه لواء عمر لما قدم الجابية.
وقال ابن إسحاق : أوّل
من قدم المدينة مهاجرا أبو سلمة بن عبد الأسد ، وبعده
عامر بن ربيعة .
__________________
وقال الواقديّ : كان
موت عامر بن ربيعة بعد قتل عثمان بأيّام. وكان لزم بيته ، ولم يشعر النّاس إلّا بجنازته
قد أخرجت .
وقال يحيى بن سعيد
الأنصاريّ ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، أنّ أباه أتي في المنام ، حين طعنوا على
عثمان ، فقيل له : «قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة» .
قيل : توفّي قبل مقتل
عثمان بيسير.
(عبد الله بن وهب)
بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد القرشيّ الأسديّ. وأمّه
قريبة أخت أمّ سلمة أمّ المؤمنين. قيل له صحبة. والأصحّ أنّه لا صحبة له.
روى عنه عروة ، وغيره.
وقتل يوم الدّار مع عثمان.
عبد الله بن أبي ربيعة س ق
ابن المغيرة بن عبد
الله المخزومي. والد الشّاعر المشهور عمر ، وأخو
__________________
عيّاش. كان اسمه بحير
، فسمّاه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عبد الله. وكان أحد
الأشراف ، ومن أحسن النّاس صورة. وهو الّذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النّجاشيّ
لأذيّة مهاجرة الحبشة. ثمّ أسلم وحسن إسلامه.
ولّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجند ومخاليفها ، فبقي فيها
إلى أيّام فتنة عثمان ، فجاء لينصره ، فوقع عن راحلته فمات بقرب مكة .
وقد استقرض منه النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم أربعين ألفا ، فأقرضه
.
له حديث عند حفيده
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن أبيه.
الواقديّ : ثنا كثير
بن زيد ، عن المطّلب بن حنطب قال : قال لهم عمر : إنّ هذا الأمر لا يصلح للطلقاء ،
فإن اختلفتم فلا تظنّوا عبد الله بن أبي ربيعة عنكم غافلا.
الواقديّ عن رجل :
إنّ عبد الله بن أبي ربيعة قال : أدخلوني معكم في الشّورى فلا يعدمكم منّي رأي. قالوا
: لا تدخل معنا. فقال : إن بايعتم
__________________
لعليّ سمعنا وعصينا
، وإن بايعتم [لعثمان] سمعنا وأطعنا .
ولمّا حصر عثمان ،
أقبل عبد الله مسرعا ينصره من صنعاء. فلقيه صفوان بن أميّة على فرس وهو على بغلة فجفلت
من الفرس ، فطرحت عبد الله فكسرت فخذه ، فوضع في سرير ، ثمّ جهّز ناسا كثيرة في الطّلب
بدم عثمان .
عثمان بن عفّان
رضياللهعنه
ابن أبي العاص بن أميّة
بن عبد شمس ، أمير المؤمنين ، أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشيّ الأمويّ.
روى عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعن الشّيخين.
قال الدّانيّ : عرض
القرآن على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعرض عليه أبو عبد
الرحمن السّلميّ ، والمغيرة بن أبي شهاب ، وأبو الأسود ، وزرّ بن حبيش.
روى عنه بنوه : أبان
، وسعيد ، وعمرو ، ومولاه حمران ، وأنس ، وأبو أمامة بن سهل ، والأحنف بن قيس ، وسعيد
بن المسيّب ، وأبو وائل ، وطارق بن شهاب ، وعلقمة ، وأبو عبد الرحمن السّلميّ ، ومالك
بن أوس بن الحدثان ، وخلق سواهم.
أحد السّابقين الأوّلين
، وذو النّورين ، وصاحب الهجرتين ، وزوج الابنتين. قدم الجابية مع عمر. وتزوّج رقيّة
بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل
__________________
المبعث ، فولدت له
عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبابنه عمرو.
وأمّه أروى بنت كريز
بن حبيب بن عبد شمس ، وأمّها
البيضاء بنت عبد المطّلب بن
هاشم ، فهاجر برقيّة إلى الحبشة ، وخلّفه النّبي صلىاللهعليهوسلم عليها في غزوة بدر
ليداويها في مرضها ، فتوفّيت
بعد بدر بليال ، وضرب له النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم بسهمه من بدر وأجره
، ثمّ زوّجه بالبنت الأخرى أمّ كلثوم.
ومات ابنه عبد الله
، وله ستّ سنين سنة أربع من الهجرة.
وكان عثمان فيما بلغنا
لا بالطّويل ولا بالقصير ، حسن الوجه ، كبير اللّحية ، أسمر اللّون ، عظيم الكراديس
، بعيد ما بين المنكبين يخضب بالصّفرة ، وكان قد شدّ أسنانه بالذّهب .
وعن أبي عبد الله مولى
شدّاد قال : رأيت عثمان يخطب ، وعليه إزار غليظ ثمنه أربعة دراهم ، وريطة كوفيّة ممشّقة
، ضرب اللّحم ـ أي خفيفة ـ ، طويل اللّحية ، حسن الوجه .
وعن عبد الله بن حزم
قال : رأيت عثمان ، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه .
__________________
وعن الحسن قال : رأيته
وبوجهه نكتات جدريّ ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه .
وعن السّائب قال :
رأيته يصفّر لحيته ، فما رأيت شيخا أجمل منه .
وعن أبي ثور الفهميّ
قال : قدمت على عثمان فقال : لقد اختبأت عند ربّي عشرا : إنّي لرابع أربعة في الإسلام
، وما تعنّيت ولا تمنّيت ، ولا وضعت يميني على
فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا مرّت بي جمعة
منذ أسلمت إلّا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلّا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا
زنيت في جاهليّة ولا إسلام قطّ ، [وجهزت جيش العسرة ، وأنكحني النّبيّ ابنته ، ثمّ
ماتت ، فأنكحني الأخرى ، وما سرقت في جاهليّة ولا إسلام] .
وعن ابن عمر ، أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّا نشبّه
عثمان بأبينا إبراهيم صلىاللهعليهوسلم» .
وعن عائشة نحوه إن
صحّا.
وعن أبي هريرة ، أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتى عثمان عند باب
المسجد ، فقال : «يا عثمان هذا جبريل يخبرني أنّ الله زوّجك أمّ كلثوم بمثل صداق
__________________
رقيّة ، وعلى مثل صحبتها».
أخرجه ابن ماجة .
ويروى عن أنس أو غيره
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أبو أيّم ،
ألا أخو أيّم يزوّج عثمان ، فإنّي قد زوّجته ابنتين ، ولو كان عندي ثالثة لزوّجته وما
زوّجته إلّا بوحي من السّماء» .
وعن الحسن قال : إنّما
سمّي عثمان «ذا النّورين» لأنّا لا نعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبيّ غيره .
وروى عطيّة ، عن أبي
سعيد قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم رافعا يديه يدعو لعثمان
.
وعن عبد الرحمن بن
سمرة قال : جاء عثمان إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بألف دينار في ثوبه
، حين جهّز جيش العسرة ، فصبّها في حجر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فجعل يقلّبها بيده
ويقول : «ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم» رواه أحمد في «مسندة» ، وفي «مسند أبي يعلى»
، من حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنّه جهّز جيش العسرة بسبعمائة أوقيّة من ذهب .
وقال خليد ، عن الحسن
قال : جهّز عثمان بسبعمائة وخمسين ناقة ، وخمسين فرسا ، يعني في غزوة تبوك .
__________________
وعن حبّة العرنيّ ،
عن عليّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله عثمان
تستحييه الملائكة» .
وقال المحاربيّ ، عن
أبي مسعود ، عن بشر بن بشير الأسلميّ ، عن أبيه قال : لمّا قدم المهاجرون المدينة استنكروا
الماء ، وكانت لرجل من بني غفار ، عين يقال لها رومة ، وكان يبيع منها القربة بمدّ
، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تبيعها بعين في
الجنّة» ، فقال : ليس لي يا رسول الله عين غيرها ، لا أستطيع ذلك ، فبلغ ذلك عثمان
، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ، ثمّ أتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : أتجعل لي مثل
الّذي جعلت له عينا في الجنّة إن اشتريتها؟ قال : «نعم» قال : قد اشتريتها وجعلتها
للمسلمين .
وعن أبي هريرة قال
: اشترى عثمان من رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجنّة مرّتين : يوم
رومة ، ويوم جيش العسرة .
وقالت عائشة : كان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم مضطجعا في بيته كاشفا
عن ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، ثمّ عمر ، وهو على تلك الحال فتحدّثا ، ثمّ استأذن عثمان
، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسوّى ثيابه ، فدخل
فتحدّث ، فلمّا خرج قلت : يا رسول الله دخل أبو بكر ، فلم تجلس له ، ثمّ دخل عمر ،
فلم تهشّ له ، ثمّ دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك ، قال : «ألا استحيي من رجل تستحيي
منه الملائكة»؟ رواه مسلم .
وروي نحوه من حديث
عليّ ، وأبي هريرة ، وابن عبّاس.
__________________
وقال أنس : قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «أرحم أمّتي بأمّتي
أبو بكر ، وأشدّهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان» .
وعن طلحة بن عبيد الله
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لكلّ نبيّ رفيق
، ورفيقي عثمان» . أخرجه التّرمذيّ .
وفي حديث القفّ : ثمّ جاء عثمان ،
فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ائذن له وبشّره
بالجنّة على بلوى تصيبه» .
__________________
وقال شعيب بن أبي حمزة
، عن الزّهريّ قال : قال الوليد بن سويد : إنّ رجلا من بني سليم قال : كنت في مجلس
فيه أبو ذرّ ، وأنا أظنّ في نفسي أنّ في نفس أبي ذرّ على عثمان معتبة لإنزاله إيّاه
بالرّبذة ، فلمّا ذكر له عثمان عرض له بعض أهل المجلس بذلك ، فقال أبو ذرّ : لا تقل
في عثمان إلّا خيرا ، فإنّي أشهد لقد رأيت منظرا ، وشهدت مشهدا لا أنساه ، كنت التمست
خلوات النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لأسمع منه ، فجاء أبو
بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان ، قال : فقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم على حصيات ، فسبّحن
في يده حتّى سمع لهنّ حنين كحنين النّحل ، ثمّ ناولهنّ أبا
بكر ، فسبّحن في كفّه ، ثمّ وضعهنّ في الأرض فخرسن ، ثمّ ناولهنّ عمر ، فسبّحن في كفّه
، ثمّ أخذهنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوضعهنّ في الأرض فخرسن
، ثمّ ناولهنّ عثمان فسبّحن في كفّه ، ثمّ أخذهنّ منه ، فوضعهنّ فخرسن .
__________________
وقال سليمان بن يسار
: أخذ جهجاه الغفاريّ عصا عثمان التي كان يتحصّر بها ، فكسرها على ركبته ، فوقعت في
ركبته الأكلة .
وقال ابن عمر : كنّا
نقول على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أبو بكر ، ثمّ عمر
، ثمّ عثمان. رواه جماعة عن ابن عمر .
وقال الشّعبيّ : لم
يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصّحابة غير عثمان ، ولقد فارق عليّ الدّنيا وما جمعه
.
وقال ابن سيرين : كان
أعلمهم بالمناسك عثمان ، وبعده ابن عمر .
وقال ربعيّ ، عن حذيفة : قال لي عمر
بمنى من ترى النّاس يولّون بعدي؟ قلت : قد نظروا إلى عثمان .
وقال أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرّب
قال : حججت مع عمر ، فكان الحادي يحدو.
* إنّ الأمير بعده
ابن عفان.
* وحججت مع عثمان ،
فكان الحادي يحدو.
* إنّ الأمير بعده
عليّ .
__________________
وقال الجريريّ ، عن
عبد الله بن شقيق ، عن الأقرع مؤذّن عمر ، أنّ عمر دعا الأسقف فقال : هل تجدونا في
كتبكم؟ قال : نجد صفتكم وأعمالكم ، ولا نجد أسماءكم ، قال : كيف تجدني؟ قال : قرن من
حديد ، قال : ما قرن من حديد؟ قال : أمير شديد ، قال عمر : الله أكبر ، قال : فالّذي
بعدي؟ قال : رجل صالح يؤثر أقرباءه ، قال عمر : يرحم الله ابن عفّان ، قال : فالذي
من بعده؟ قال : صدع ـ وكان حمّاد بن سلمة يقول : صدأ ـ من حديد ، فقال عمر : وا
دفراه وا دفراه ، قال مهلا يا أمير
المؤمنين ، إنّه رجل صالح ، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدّماء .
وقال حمّاد بن زيد
: لئن قلت إنّ عليّا أفضل من عثمان ، لقد قلت إنّ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم خانوا .
وقال ابن أبي الزّناد
، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان قال : كان نقش خاتم عثمان «آمنت بالذي خلق فسوّى» .
وقال ابن مسعود حين
استخلف عثمان : أمّرنا خير من بقي ولم نأل .
وقال مبارك بن فضالة ، عن الحسن
قال : رأيت عثمان نائما في المسجد ، ورداؤه تحت رأسه ، فيجيء الرجل فيجلس إليه ، [ويجيء
الرجل
__________________
فيجلس إليه] ، كأنّه أحدهم ، وشهدته
يأمر في خطبته بقتل الكلاب ، وذبح الحمام .
وعن حكيم بن عبّاد
قال : أوّل منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام ، والرّمي ، يعني بالبندق ، فأمر عثمان
رجلا فقصّها ، وكسر الجلاهقات .
وصحّ من وجوه ، أنّ
عثمان قرأ القرآن كلّه في ركعة .
وقال عبد الله بن المبارك
، عن الزّبير بن عبد الله ، عن جدّته ، أنّ عثمان كان يصوم الدّهر .
وقال أنس : إنّ حذيفة
قدم على عثمان ، وكان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية ، فاجتمع في ذلك الغزو أهل الشّام
، وأهل العراق ، فتنازعوا في القرآن حتّى سمع حذيفة من اختلافهم ما يكره ، فركب حتّى
أتى عثمان فقال : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف
اليهود والنّصارى في الكتب. ففزع لذلك عثمان ، فأرسل إلى حفصة أمّ المؤمنين : أن أرسلي
إليّ بالصّحف التي جمع فيها القرآن ، فأرسلت إليه بها ، فأمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن
العاص ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف
، وقال : إذا
__________________
اختلفتم أنتم وزيد
في عربيّة فاكتبوها بلسان قريش ، فإنّ القرآن إنّما نزل بلسانهم.
ففعلوا حتّى كتبت المصاحف
، ثمّ ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف ، وأمرهم
أن يحرقوا كلّ مصحف يخالف المصحف الّذي أرسل إليهم به ، فذلك زمان حرّقت فيه المصاحف
بالنّار .
وقال مصعب بن سعد بن
أبي وقّاص : خطب عثمان النّاس فقال : أيّها الناس ، عهدكم بنبيّكم بضع عشرة ، وأنتم
تميّزون في القرآن ، وتقولون قراءة أبيّ ، وقراءة عبد الله ، يقول الرجل : والله ما
نقيم قراءتك ، فأعزم على كلّ رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به. فكان الرجل
يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن ، حتّى جمع من ذلك كثيرا ، ثمّ دخل عثمان ، فدعاهم
رجلا رجلا ، فناشدهم : أسمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو أملاه عليك؟
فيقول : نعم ، فلمّا فرغ من ذلك قال : من أكتب النّاس؟ قالوا : كاتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد بن ثابت ، قال
: فأيّ النّاس أعرب؟ قالوا : سعيد بن العاص ، قال عثمان : فليمل سعيد وليكتب زيد ،
فكتب مصاحف ففرّقها في النّاس .
وروى رجل ، عن سويد
بن غفلة قال عليّ في المصاحف : لو لم يصنعه عثمان لصنعته .
وقال أبو هلال : سمعت
الحسن يقول : عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ،
__________________
ما ينكرون من إمارته
شيئا .
وقال سعيد بن جمهان
، عن سفينة قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الخلافة بعدي ثلاثون
سنة ، ثمّ تكون ملكا .
وقال قتادة ، عن عبد
الله بن شقيق ، عن مرّة البهزيّ قال : كنت عند النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «تهيج فتنة
كالصّياصي ، فهذا ومن معه على الحقّ». قال : فذهبت وأخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان
.
ورواه الأشعث الصّنعانيّ
، عن مرّة. ورواه محمد بن سيرين ، عن كعب ابن عجرة ، وروي نحوه عن ابن عمر.
وقال قيس بن أبي حازم
، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم جعل يسار عثمان ، ولون
عثمان يتغيّر ، فلمّا كان يوم الدّار وحصر فيها ، قلنا : يا أمير المؤمنين ألا تقاتل؟
قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إليّ عهدا ، وإنّي
صابر نفسي عليه .
أبو سهلة وثّقه أحمد
العجليّ .
وقال الجريريّ : حدّثني
أبو بكر العدويّ قال : سألت عائشة : هل عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أحد من أصحابه
عند موته؟ قالت : معاذ الله إلّا أنّه
__________________
سارّ عثمان ، أخبره
أنّه مقتول ، وأمره أن يكفّ يده .
وقال شعبة : أخبرني
أبو حمزة : سمعت أبي يقول : سمعت عليّا يقول : قتل الله عثمان وأنا معه ، قال أبو حمزة
: فذكرته لابن عبّاس فقال : صدق يقول : قتل الله عثمان ويقتلني معه ، قلت : قد كان
عليّ يقول : عهد إليّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لتخضبنّ هذه من هذه.
وقد روى شعبة ، عن
حبيب بن الزّبير ، عن عبد الرحمن بن الشّرود ، أنّ عليّا قال : إنّي لأرجو أن أكون
أنا وعثمان ممّن قال الله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ
مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) .
ورواه عبد الله بن
الحارث ، عن عليّ .
وقال مطرّف بن الشّخّير
: لقيت عليّا فقال : يأبا عبد الله ما
بطّأ بك ، أجب عثمان ، ثمّ قال : لئن قلت ذاك ، لقد كان أوصلنا للرّحم ، وأتقانا للرّبّ
.
وقال سعيد بن عمرو
بن نفيل : لو انقضّ أحد لما صنعتم بابن عفّان لكان
حقيقا .
وقال هشام : ثنا محمد
بن سيرين ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله
بن عمرو قال : يكون على هذه الأمّة اثنا عشر خليفة ، منهم أبو بكر
__________________
الصّدّيق ، أصبتم اسمه
، وعمر الفاروق قرن من حديد ، أصبتم اسمه ، وعثمان ذو النّورين ، وأوتي كفلين من الرّحمة
قتل مظلوما ، أصبتم اسمه رواه غير واحد عن محمد.
وقال عبد الله بن شوذب
: حدّثني زهدم الجرميّ قال : كنت
في سمر عند ابن عبّاس فقال : لأحدّثنّكم حديثا : إنّه لما كان من أمر هذا الرجل ما
كان ، قلت لعليّ : اعتزل هذا الأمر ، فو الله لو كنت في جحر لأتاك النّاس حتّى يبايعوك
، فعصاني ، وايم الله ليتأمّرنّ عليه معاوية ، ذلك بأنّ الله يقول : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا
لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) .
وقال أبو قلابة الجرميّ
: لمّا بلغ ثمامة بن عديّ قتل عثمان ـ وكان أميرا على صنعاء ـ بكى فأطال البكاء ، ثمّ
قال : هذا حين انتزعت خلافة النّبوّة من أمّة محمد ، فصار ملكا وجبريّة ، من غلب على
شيء أكله .
وقال يحيى بن سعيد
الأنصاريّ : قال أبو حميد السّاعديّ ـ وكان بدريا ـ لمّا قتل عثمان : اللهمّ إنّ لك
عليّ أن لا أضحك حتّى ألقاك .
قال قتادة : ولي عثمان
ثنتي عشرة سنة ، غير اثني عشر يوما . وكذا قال خليفة بن خيّاط وغيره .
__________________
وقال أبو معشر السّنديّ
: قتل لثماني عشرة خلت من ذي الحجّة ،
يوم الجمعة ، زاد غيره فقال :
بعد العصر ، ودفن بالبقيع بين العشاءين ، وهو
ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو الصّحيح ، وقيل عاش ستا وثمانين سنة .
وعن عبد الله بن فرّوخ
قال : شهدته ودفن في ثيابه بدمائه ، ولم يغسّل. رواه عبد الله بن أحمد في «زيادات المسند
» وقيل : صلّى عليه مروان ، ولم يغسّل.
وجاء من رواية الواقديّ
: أنّ نائلة خرجت وقد شقّت جيبها وهي تصرخ ، ومعها سراج ، فقال جبير بن مطعم : أطفئي
السّراج لا يفطن بنا ، فقد رأيت الغوغاء ، ثمّ انتهوا إلى البقيع
، فصلّى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه أبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم ، وزوجتا عثمان
نائلة ، وأمّ البنين ، وهمّا دلّتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره. ولحدوا
له وغيّبوا قبره ، وتفرّقوا .
ويروى أنّ جبير بن
مطعم صلّى عليه في ستّة عشر رجلا ، والأوّل أثبت .
__________________
وروي أنّ نائلة بنت
الفرافصة كانت مليحة الثّغر ، فكسرت ثناياها بحجر ، وقالت : والله لا يجتليكنّ أحد
بعد عثمان ، فلمّا قدمت على معاوية الشّام ، خطبها ، فأبت .
[وقال فيها حسّان بن
ثابت :
قتلتم وليّ الله
في جوف داره
|
|
وجئتم بأمر جائر
غير مهتدي
|
فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا
|
|
على قتل عثمان الرّشيد
المسدّد
|
وقال كعب بن مالك :
يا للرّجال لأمر
هاج لي حزنا
|
|
لقد عجبت لمن يبكي
على الدّمن
|
إنّي رأيت قتيل الدّار مضطهدا
|
|
عثمان يهدى إلى الأجداث
في كفن
|
وقال بعضهم :
لعمر أبيك فلا تكذبن
|
|
لقد ذهب الخير إلّا
قليلا
|
لقد سفه النّاس في دينهم
|
|
وخلّى ابن عفّان
شرّا طويلا ]
|
* * *
__________________
سنة ستّ وثلاثين
وقعة الجمل
لمّا قتل عثمان صبرا
، سقط في أيدي أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وبايعوا عليّا ، ثمّ
إنّ طلحة بن عبيد الله ، والزّبير بن العوّام
، وأمّ المؤمنين عائشة ، ومن تبعهم رأوا أنّهم لا يخلّصهم ممّا وقعوا فيه من توانيهم
في نصرة عثمان ، إلّا أن يقوموا في الطّلب بدمه ، والأخذ بثأره من قتلته ، فساروا من
المدينة بغير مشورة من أمير المؤمنين عليّ ، وطلبوا البصرة.
قال خليفة : قدم طلحة ، والزّبير
، وعائشة البصرة ، وبها عثمان بن حنيف الأنصاريّ واليا لعليّ ، فخاف وخرج منها ، ثمّ
سار عليّ من المدينة ، بعد أن استعمل عليها سهل بن حنيف أخا عثمان ، وبعث ابنه الحسن
، وعمّار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران النّاس ، ثمّ إنّه وصل إلى البصرة ،
وكان قد خرج منها قبل قدومه إليها حكيم بن جبلة العبديّ في سبعمائة ، وهو أحد الرءوس
الذين خرجوا على عثمان كما سلف ، فالتقى هو وجيش طلحة والزّبير ، فقتل الله حكيما في
طائفة من قومه ، وقتل مقدّم
__________________
جيش الآخرين أيضا مجاشع
بن مسعود السّلميّ .
ثمّ اصطلحت الفئتان
، وكفّوا عن القتال ، على أن يكون لعثمان بن حنيف دار الإمارة والصّلاة ، وأن ينزل
طلحة والزّبير حيث شاءا من البصرة ، حتّى يقدم عليّ رضياللهعنه.
وقال عمّار لأهل الكوفة
: أما والله إنّي لأعلم أنّها ـ يعني عائشة ـ زوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة ، ولكنّ
الله ابتلاكم بها لينظر أتتّبعونه أو إيّاها .
قال سعد بن إبراهيم
الزّهريّ : حدّثني رجل من أسلم قال : كنّا مع عليّ أربعة آلاف من أهل المدينة .
وقال سعيد بن جبير
: كان مع عليّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار ، وأربعمائة ممّن شهد بيعة الرّضوان.
رواه جعفر بن أبي المغيرة
عن سعيد.
وقال المطّلب بن زياد
، عن السّدّيّ : شهد مع عليّ يوم الجمل مائة وثلاثون بدريا وسبعمائة من أصحاب النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، وقتل بينهما ثلاثون
ألفا ، لم تكن مقتلة أعظم منها.
وكان الشّعبيّ يبالغ
ويقول : لم يشهدها إلّا علي ، وعمار ، وطلحة ، والزّبير من الصحابة.
وقال سلمة بن كهيل
: فخرج من الكوفة ستّة آلاف ، فقدموا على عليّ
__________________
بذي قار ، فسار في
نحو عشرة آلاف ، حتّى أتى البصرة .
وقال أبو عبيدة : كان
على خيل عليّ يوم الجمل عمّار ، وعلى الرّجّالة محمد بن أبي بكر الصّدّيق ، وعلى الميمنة
علباء بن الهيثم السّدوسيّ ، ويقال : عبد الله بن جعفر ، ويقال : الحسن بن عليّ ، وعلى
الميسرة الحسين بن عليّ وعلى المقدّمة عبد الله بن عبّاس ، ودفع اللّواء إلى ابنه محمد
بن الحنفيّة وكان لواء طلحة والزّبير
مع عبد الله بن حكيم بن حزام ، وعلى الخيل طلحة
، وعلى الرّجّالة عبد الله بن الزّبير ، وعلى الميمنة عبد الله بن عامر بن كريز ، وعلى
الميسرة مروان بن الحكم .
وكانت الوقعة يوم الجمعة
، خارج البصرة ، عند قصر عبيد الله بن زياد .
قال اللّيث بن سعد
وغيره : كانت وقعة الجمل في جمادى الأولى.
وقال أبو اليقظان :
خرج يومئذ كعب بن سور الأزديّ في عنقه المصحف ، ومعه ترس ، فأخذ بخطام جمل عائشة ،
فجاءه سهم غرب فقتله .
[قال محمد بن سعد : وكان كعب قد طيّن
عليه بيتا ، وجعل فيه كوّة يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالا للفتنة ، فقيل لعائشة
: إن خرج معك لم يتخلّف من الأزد أحد ، فركبت إليه فنادته وكلّمته فلم يجبها ، فقالت
:
__________________
ألست أمّك؟ ولي عليك
حقّ ، فكلّمها ، فقالت : إنّما أريد أن أصلح بين النّاس. فذلك حين خرج ونشر المصحف
، ومشى بين الصّفّين يدعوهم إلى ما فيه ، فجاءه سهم فقتله] .
وقال حصين بن عبد الرحمن
: قام كعب بن سور فنشر مصحا بين الفريقين ، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم ، فما زال
حتّى قتل .
وقال غيره : اصطفّ
الفريقان ، وليس لطلحة ولا لعليّ رأسي الفريقين قصد في القتال ، بل ليتكلّموا في اجتماع
الكلمة ، فترامى أوباش الطّائفتين بالنّبل ، وشبّت نار الحرب ، وثارت النّفوس ، وبقي
طلحة يقول : (أيّها النّاس أنصتوا) ، والفتنة تغلي ، فقال : أفّ فراش النّار ، وذئاب
طمع ، وقال : اللهمّ خذ لعثمان منّي اليوم حتّى ترضى ، إنّا داهنّا في أمر عثمان ،
كنّا أمس يدا على من سوانا ، وأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ،
ولكنّه كان منّي في أمر عثمان ما لا أرى كفّارته ، إلّا بسفك دمي ، وبطلب دمه .
فروى قتادة ، عن الجارود
بن أبي سبرة الهذليّ قال : نظر مروان بن الحكم إلى طلحة يوم الجمل ، فقال : لا أطلب
ثأري بعد اليوم ، فرمى طلحة بسهم فقتله .
وقال قيس بن أبي حازم
: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم ، فوقع في ركبته ، فما زال يسحّ حتّى
مات . وفي بعض
__________________
طرقه : رماه بسهم ،
وقال : هذا ممّن أعان على عثمان.
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري
، عن عمّه ، أنّ مروان رمى طلحة ، والتفت إلى أبان بن عثمان وقال : قد كفيناك بعض قتلة
أبيك .
وروى زيد بن أبي أنيسة
، عن رجل ، أنّ عليّا قال : بشّروا قاتل طلحة بالنّار .
وعن عكرمة ، عن ابن
عبّاس قال : خرجنا مع عليّ إلى الجمل في ستمائة رجل ، فسلكنا على طريق الرّبذة ، فقام
إليه الحسن ، فبكى بين يديه وقال : ائذن لي فأتكلّم ، فقال : تكلّم ، ودع عنك أن تحنّ
حنين الجارية ، قال : لقد كنت أشرت عليك بالمقام ، وأنا أشير عليك الآن : إنّ للعرب
جولة ، ولو قد رجعت إليها غوارب أحلامها ، لضربوا إليك آباط الإبل ، حتّى يستخرجوك
، ولو كنت في مثل حجر الضّبّ .
فقال عليّ : أتراني
لا أبا لك كنت منتظرا كما تنتظر الضّبع اللّدم .
وروي نحوه من وجهين
آخرين .
وعن يحيى بن سعيد الأنصاريّ
عن عمّ له قال : لمّا كان يوم الجمل نادى عليّ في النّاس : لا ترموا أحدا بسهم ، وكلّموا
القوم ، فإنّ هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة ، قال
: فتوافقنا حتّى أتانا حرّ الحديد ، ثمّ إنّ
__________________
القوم نادوا بأجمعهم
: (يا لثارات عثمان) ، قال : وابن الحنفيّة أمامنا رتوة معه اللّواء ، فمدّ
عليّ يديه وقال : اللهمّ أكبّ قتلة عثمان على وجوههم ، ثمّ إنّ الزّبير قال لأساورة
معه : ارموهم ولا تبلغوا ، وكأنّه إنّما أراد أن ينشب القتال. فلمّا نظر أصحابنا إلى
النّشّاب لم ينتظروا أن يقع إلى الأرض ، وحملوا عليهم فهزمهم الله. ورمى مروان طلحة
بسهم فشكّ ساقه بجنب فرسه.
وعن أبي جرو المازنيّ قال : شهدت
عليّا والزّبير حين تواقفا ، فقال له عليّ : يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّك تقاتلني
وأنت ظالم لي»؟ قال : نعم ولم أذكره إلّا في موقفي هذا ، ثمّ انصرف .
وقال الحسن البصريّ
، عن قيس بن عبّاد قال : قال عليّ يوم الجمل : يا حسن ، ليت أباك مات منذ عشرين سنة
، فقال له : يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا ، قال : يا بنيّ لم أر أنّ الأمر يبلغ هذا.
[وقال ابن سعد : إنّ محمد بن طلحة
تقدّم فأخذ بخطام الجمل
، فحمل عليه رجل ،
فقال محمد : أذكركم (حم) فطعنه فقتله ، ثمّ قال في محمد :
وأشعث قوّام بآيات
ربّه
|
|
قليل الأذى فيما
ترى العين مسلم
|
هتكت له بالرّمح جيب قميصه
|
|
فخرّ صريعا لليدين
وللفم
|
__________________
يذكّرني (حم) والرّمح شاجر
|
|
فهلّا تلا (حم) قبل
التّقدّم
|
على غير شيء غير أن ليس تابعا
|
|
عليّا ومن لا يتبع
الحقّ يندم
|
فسار عليّ ليلته في القتلى ، معه النّيران ، فمرّ بمحمد بن طلحة قتيلا ، فقال ،
يا حسن (محمّد السّجّاد وربّ الكعبة) ، ثمّ قال : أبوه صرعة هذا المصرع ، ولو لا برّه
بأبيه ما خرج. فقال الحسن : ما كان أغناك عن هذا ، فقال : ما لي وما لك يا حسن ] .
وقال شريك ، عن الأسود
بن قيس : حدّثني من رأى الزّبير يوم الجمل ، وناداه عليّ يأبا عبد الله ، فأقبل حتّى
التقت أعناق دوابّهما ، فقال : أنشدك بالله ، أتذكر يوم كنت أناجيك ، فأتانا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم فقال : «تناجيه فو
الله ليقاتلنّك وهو لك ظالم». قال : فلم يعد أن سمع الحديث ، فضرب وجه دابّته وانصرف
.
وقال هلال بن خبّاب
، فيما رواه عنه أبو شهاب الحنّاط ، وغيره ، عن عكرمة
، عن ابن عبّاس أنّه قال يوم الجمل للزّبير : يا بن صفيّة ، هذه عائشة تملك طلحة ،
فأنت على ما ذا تقاتل قريبك عليّا؟ فرجع الزّبير ،
__________________
فلقيه ابن جرموز فقتله
.
وقال يزيد بن أبي زياد
، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : انصرف الزّبير يوم الجمل عن عليّ ، وهم في المصافّ
، فقال له ابنه عبد الله : جبنا جبنا ، فقال : قد علم النّاس أنّي لست بجبان ، ولكن
ذكّرني عليّ شيئا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فحلفت أن لا أقاتله
، ثمّ قال :
ترك الأمور التي
أخشى عواقبها
|
|
في الله أحسن في
الدّنيا وفي الدّين
|
[وكيع ، عن عصام بن
قدامة ـ وهو ثقة ـ عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أيّتكنّ صاحبة الجمل
الأديب ، يقتل حواليها قتلى كثيرون ، وتنجو بعد ما كادت» ].
وقيل : إنّ أوّل قتيل
كان يومئذ مسلم الجهنيّ ، أمره عليّ فحمل مصحفا ، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب
الله ، فقتل. وقطعت يومئذ سبعون يدا من بني ضبّة بالسيوف ، صار كلّما
أخذ رجل بخطام الجمل الّذي لعائشة ، قطعت يده ، فيقوم آخر مكانه ويرتجز ، إلى أن صرخ
صارخ اعقروا الجمل ، فعقره رجل مختلف في اسمه ، وبقي الجمل والهودج الّذي عليه ، كأنّه
قنفذ من النّبل ، وكان الهودج ملبّسا بالدّروع ، وداخله أمّ المؤمنين ، وهي تشجّع الذين
حول الجمل : (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) .
ثمّ إنّها ندمت ، وندم
عليّ لأجل ما وقع.
* * *
__________________
ذكر من توفي في هذه السّنة
[
الأسود بن عوف الزّهريّ)
له صحبة وهجرة قبل
الفتح. وهو أخو عبد الرحمن بن عوف.
قتل يوم الجمل. وقد
ولي ابنه جابر المدينة لعبد الله بن الزّبير.
(جندب بن زهير الغامديّ
الأزديّ) كوفيّ ، يقال : له صحبة. يأتي في السنة الآتية].
حذيفة بن اليمان (ع)
واسم اليمان حسل ـ ويقال حسيل على التصغير ـ بن جابر
بن
__________________
__________________
أسيد ، وقيل ابن عمرو
، أبو عبد الله العبسيّ ، حليف الأنصار ، وصاحب سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأحد المهاجرين.
وكان أبوه أصاب دما
في قومه ، فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل ، فسمّاه قومه اليمان لحلفه لليمانية
، فاستشهد يوم أحد . وشهد حذيفة أحدا وما بعدها من المشاهد ، واستعمله عمر على
المدائن ، فبقي عليها إلى حين وفاته. وتوفّي بعد عثمان بأربعين يوما.
روى عنه زيد بن وهب
، وزرّ بن حبيش ، وأبو وائل ، وربعيّ بن حراش ، وجماعة.
قال خيثمة بن عبد الرحمن
: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسّر لي جليسا صالحا ، فيسّر لي أبا هريرة ، فجلست إليه
، فقلت : جئت من الكوفة ألتمس الخير ، فقال : أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدّعوة [وابن
مسعود صاحب طهور رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونعليه ، وحذيفة] صاحب سرّ رسول الله
، وعمّار الّذي أجاره الله على لسان نبيّه من الشيطان ، وسلمان صاحب الكتابين ، يعني
الإنجيل والقرآن. صحّحه التّرمذيّ .
وقال أبو اليقظان ،
عن زاذان ، عن حذيفة قالوا : يا رسول الله لو استخلفت ، قال
: إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذّبتم ، ولكن ما حدّثكم عبد
الله فاقرءوه. حسّنه التّرمذيّ .
__________________
أبو نعيم ، عن مالك
بن مغول عن طلحة : قدم حذيفة
المدائن على حمار ، عليه إكاف سادلا رجليه ، ومعه عرق ورغيف وهو يأكل. وأخباره
مستوفاة في «تاريخ ابن عساكر» .
عن حذيفة قال : ما
منعني أن أشهد بدرا إلّا أنّي خرجت أنا وأبي الحسيل ، فأخذنا كفار قريش فقالوا : إنّكم
تريدون محمدا ، فقلنا : ما نريد إلّا المدينة ، فأخذوا علينا عهد الله لننصرفنّ إلى
المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبرناه فقال : «فوالهم
بعهدهم ونستعين الله عليهم». رواه مسلم .
وحذيفة أحد أصحاب النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم الأربعة عشر النّجباء
، كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم أسرّ إليه أسماء المنافقين
، وحفظ عنه الفتن التي تكون بين يدي السّاعة ، وناشده عمر بالله : (أنا من المنافقين؟)
اللهمّ لا ، ولا أزكّي أحدا بعدك .
وقد (ذكرنا ما) أبلى حذيفة ليلة الأحزاب.
وافتتحت الدّينور عنوة على يديه . وحديثه في الكتب السّتّة.
__________________
حكيم بن جبلة العبديّ
كان متديّنا عابدا
شريفا مطاعا ، بعثه عثمان على السّند ، ثمّ إنّه ظنّ أنّ أهلها نقضوا فقدم منها ، فسأله
عثمان عنها ، فقال : ماؤها وشل ، ولصّها بطل ، وسهلها جبل ، إن أثر الجند بها جاعوا
، وإن قلّوا بها ضاعوا. فلم يوجّه عثمان عليها أحدا بعده .
ثمّ إنّه نزل البصرة.
وقد ذكرنا أنّه أحد من سار إلى الفتنة ، ثمّ قتل في فتنة الجمل ، سامحه الله. قيل إنّه
لم يزل يقاتل حتّى قطعت رجله. فأخذها وضرب بها الّذي قطعها فقتله بها ، ثمّ أخذ يقاتل
ويقول :
يا ساق لن تراعي
|
|
إنّ معي ذراعي
|
|
|
|
|
|
|
|
أحمي بها كراعي
حتى نزفه الدّم ، فاتّكأ
على المقتول الّذي قطع رجله ، فمرّ به رجل ، فقال له : من قطع رجلك؟ قال : وسادتي ،
فما رئي أشجع منه ، ثمّ قتله سحيم الحدّاني
.
__________________
الزّبير بن العوّام ع
ابن خويلد
بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب ، أبو عبد الله
__________________
القرشيّ الأزديّ المكّي
، حواريّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وابن عمّته صفيّة ،
وأحد العشرة المشهود لهم بالجنّة ، وأحد السّتّة أهل الشّورى ، شهد بدرا والمشاهد كلّها
، أسلم وهو ابن ستّ عشرة سنة ، وكان من السّابقين إلى الإسلام. وهو أوّل من سلّ سيفه
في سبيل الله.
له أحاديث يسيرة ،
روى عنه أبناه عبد الله ، وعروة ، ومالك بن أوس ابن الحدثان ، والأحنف بن قيس ، وحكيم
مولى الزّبير وغيرهم.
قال اللّيث : حدّثني
أبو الأسود ، عن عروة قال : أسلم أبي وله ثماني سنين. ونفحت نفحة من الشيطان أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم أخذ بأعلى مكّة ،
__________________
فخرج الزّبير وهو غلام
ابن اثنتي عشرة سنة ، ومعه السّيف ، فمن رآه عجب وقال : الغلام معه سيف ، حتّى أتى
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «مالك»؟ فأخبره
، فقال : أتيت أضرب بسيفي من أخذك» .
وقد روي أنّه كان طويلا
إذا ركب تخطّ رجلاه الأرض ، وأنّه كان خفيف العارضين واللّحية .
وذكر يعقوب بن شيبة
بإسناد ليّن ، عن الزّهريّ قال : كان الزّبير طويلا أزرق أخضر الشّعر.
وقال أبو نعيم : كان
ربعة. خفيف اللّحم واللّحية ، أسمر أشعر لا يخضب.
وقال الواقديّ : ليس
بالقصير ولا بالطويل خفيف اللّحية أسمر] .
وقد ذكرنا أنّه انصرف
عن القتال يوم الجمل ، فلحقه ابن جرموز فقتله غيلة.
وثبت في «الصحيح» أنّ
الزّبير خلّف أملاكا بنحو أربعين ألف ألف درهم وأكثر ، وما ولي إمارة قطّ ولا خراجا
، بل كان يتّجر ويأخذ عطاءه ، وقيل : إنّه كان له ألف مملوك يؤدّون إليه الخراج ، فربّما
تصدّق بخراجهم
__________________
كلّه في مجلسه قبل
أن يقوم .
وقال اللّيث بن سعد
، عن أبي فروة أخي إسحاق قال : قال عليّ رضياللهعنه : حاربني خمسة : حاربني
أطوع النّاس في النّاس عائشة ، وأشجع النّاس الزّبير ، وأمكر النّاس طلحة بن عبيد الله
، لم يدركه ماكر قطّ ، وحاربني أعبد النّاس محمد بن طلحة بن عبيد الله ، كان محمودا
حتّى استزلّه أبوه ، فخرج به ، وحاربني
أعطى النّاس يعلى بن منية ، كان يعطي الرّجل الواحد الثلاثين دينارا والسّلاح والفرس
على أن يقاتلني .
وعن موسى بن طلحة بن
عبيد الله ، أنّ عليّا والزّبير ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص ولدوا في عام واحد .
وقال اللّيث ، عن أبي
الأسود ، إنّ الزّبير أسلم وهو ابن ثماني سنين .
وقد ذكرنا أنّ الزّبير
كان يوم بدر على فرس ، وأنّه كان لابسا ، عمامة صفراء ، فنزلت الملائكة عليهم عمائم
صفر .
__________________
وفيه يقول حسّان بن
ثابت :
أقام على عهد النّبيّ
وهديه
|
|
حواريّه والقول بالفعل
يكمل
|
أقام على منهاجه وطريقه
|
|
يوالي وليّ الحقّ
والحقّ أعدل
|
هو الفارس المشهور والبطل الّذي
|
|
يصول إذا ما كان
يوم محجّل
|
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشّها
|
|
بأبيض سبّاق إلى
الموت يرقل
|
فما مثله فيهم ولا كان قبله
|
|
وليس يكون الدّهر
ما دام يذبل
|
ثناؤك خير من فعال معاشر
|
|
وفعلك يا بن الهاشميّة
أفضل
|
فكم كربة ذبّ الزّبير بسيفه
|
|
عن المصطفى والله
يعطي فيجزل
|
__________________
وفيه يقول عامر بن
عبد الله بن الزّبير :
جدّي ابن عمّه أحمد
ووزيره
|
|
عند البلاء وفارس
الشّقراء
|
وغداة بدر كان أوّل فارس
|
|
شهد الوغى في اللّأمة
الصّفراء
|
نزلت بسيماه الملائك نصرة
|
|
بالحوض يوم تألّب
الأعداء
|
وعن عروة ـ وهو في الصّحيح ـ أنّ عائشة قالت : يا بن أختي كان أبي تعني أبا بكر الصّدّيق
ـ والزّبير من الذين استجابوا لله وللرّسول من بعد ما أصابهم القرح .
وقال محمد بن المنكدر
، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الخندق : «من يأتينا
بخبر بني قريظة»؟ فقال الزّبير : أنا ، فذهب على فرس فجاء بخبرهم ، ثمّ ندب النّاس
ثانيا وثالثا ، فانتدب الزّبير وقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لكلّ نبيّ حواريّا
وحواريي الزّبير ».
وقال ابن المنكدر ،
عن جابر أيضا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الزّبير ابن عمّتي
وحواريي من أمّتي» .
__________________
وقال عاصم ، عن زرّ استأذن ابن جرموز
على عليّ [وأنا عنده] ، فقال : بشّر قاتل
ابن صفيّة بالنّار ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لكلّ نبيّ
حواريّ وحوارييّ الزّبير ».
الحواريّ : النّاصر.
وقال الكلبيّ : الحواريّ : الخليل ، وقال مصعب الزّبيريّ : الحواريّ : الخالص من كلّ
شيء.
وقال عروة ، عن أخيه
عبد الله بن الزّبير ، عن أبيه قال : جمع لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبويه قال : إرم فداك
أبي وأمّي» .
وقال عبد الرحمن بن
أبي الزّناد : ضرب الزّبير يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف فقدّه إلى
القربوس ، فقالوا : ما أجود
سيفك ، فغضب ، يعني أنّ العمل ليده لا لسيفه .
وعن الزّبير أنّه دخل
يوم الفتح ومعه لواءان : لواؤه ، ولواء سعد بن عبادة .
__________________
وقال عبد الرحمن بن
أبي الزّناد ، عن هشام ، عن أبيه قال : أعطى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الزّبير يلمق حرير ، محشوّ بالقزّ
يقاتل فيه .
وقال سفيان الثّوريّ
: كان هؤلاء الثّلاثة نجدة أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حمزة وعليّ والزّبير.
وقال عروة : كان في
الزّبير ثلاث ضربات بالسّيف ، إحداهنّ في عاتقه ، إن كنت لأدخل أصابعي فيها ، ضرب ثنتين
يوم بدر ، وواحدة يوم اليرموك. وقال عروة : أخذ بعضنا سيف الزّبير بثلاثة آلاف .
وقال سهيل ، عن أبيه
، عن أبي هريرة : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان على حراء فتحرّك
الجبل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اسكن حراء فما عليك
إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد ،
وكان عليه هو ، وأبو
بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، والزّبير ، وسعد .
وقد قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في العشرة إنّهم في
الجنّة فذكر منهم الزّبير .
__________________
وقال عروة : قال عمر
بن الخطّاب : لو عهدت أو تركت تركة ، كان أحبّهم إليّ الزّبير ، [إنّه ركن من أركان
الدّين .
وقال عروة : أوصى سبعة
من الصّحابة إلى الزّبير] منهم عثمان وابن مسعود
، وعبد الرحمن بن عوف ، فكان ينفق على الورثة من ماله ، ويحفظ عليهم أموالهم .
وقال هشام بن عروة
: لمّا قتل عمر محا الزّبير بن العوّام نفسه من الدّيوان .
وروى أحمد في «مسندة»
من حديث مطرّف قال
: قلت للزّبير : يا أبا عبد الله ما شأنكم ضيّعتم عثمان حتّى قتل ، ثمّ جئتم تطلبون
بدمه؟! فقال الزّبير : إنّا قرأناها على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبي بكر ، وعمر
، وعثمان : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا
تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ، لم نكن نحسب أنّا
أهلها ، حتّى وقعت منّا حيث وقعت.
يزيد بن هارون ، عن
عمرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه قال : كانت
__________________
أمّ كلثوم بنت عقبة
بن أبي معيط تحت الزّبير
، وكانت فيه شدّة على النّساء ، وكانت له كارهة ، تسأله الطّلاق ، فيأبى حتّى ضربها
الطّلق وهو لا يعلم ، فألحّت عليه وهو يتوضّأ ، فطلقها تطليقة ، ثمّ خرج ، فوضعت ،
فأدركه إنسان من أهله ، فأخبره ، فقال خدعتني خدعها الله. وأتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فذكر ذلك له ، فقال
: «سبق فيها كتاب الله فاخطبها» قال : لا ترجع إليّ أبدا.
قال الواقديّ : ثمّ
تزوّجها عبد الرحمن بن عوف ، فولدت له إبراهيم وحميدا. قاله يعقوب بن شيبة .
وروى هشام بن عروة
، عن أبيه قال : قال الزّبير : إنّ طلحة يسمّي بنيه بأسماء الأنبياء. وقد علم أنّه
لا نبيّ بعد محمد صلىاللهعليهوسلم ، وإنّي أسمّي بأسماء
الشّهداء لعلّهم يستشهدون : عبد الله بعبد الله بن جحش ، والمنذر بالمنذر بن عمرو ،
وعروة بعروة بن مسعود ، وحمزة بحمزة ، وجعفر بجعفر بن أبي طالب ، ومصعب بمصعب بن عمير
، وعبيدة بعبيدة بن الحارث ، وخالد بخالد بن سعيد ، وعمرو بعمرو بن سعيد بن العاص قتل
باليرموك .
وقال فضيل بن مرزوق
: حدّثني شقيق بن عقبة ، عن قرّة بن الحارث ، عن جون بن قتادة قال : كنت
مع الزّبير يوم الجمل ، فكانوا يسلّمون عليه بالإمرة.
وقال حصين بن عبد الرحمن
، عن عمرو بن جاوان قال : كان أوّل قتيل
__________________
طلحة ، وانهزموا ،
فانطلق الزّبير فلقيه النّعر المجاشعيّ فقال : تعال
يا حواريّ رسول الله فأنت في ذمّتي ، فسار معه ، وجاء رجل إلى الأحنف بن قيس ، فذكر
أنّه رأى الزّبير بسفوان فقال : حمل بين المسلمين
، حتّى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسّيف ، أراد أن يلحق ببنيه ، قال : فسمعها عمير
بن جرموز المجاشعيّ ، وفضالة بن حابس ، ورجل ، فانطلقوا حتّى لقوة
مع النّعر ، فأتاه ابن جرموز من خلفه ، فطعنه طعنة ضعيفة. فحمل عليه الزّبير ، فلمّا
استلحمه وظنّ أنّه قاتله ، قال : يا فضالة يا فلان ، فحملوا على الزّبير
فقتلوه ، وقيل : طعنه ابن جرموز ثانية فوقع .
وقال ابن عون : رأيت
قاتل الزّبير ، وقد أقبل على الزّبير ، فأقبل عليه الزّبير ، فقال الزّبير : أذكّرك
الله ، فكفّ عنه الزّبير حتّى صنع ذلك غير مرّة ، فقال الزّبير : ما له ـ قاتله الله
ـ يذكّرنا بالله وينساه.
وعن أبي نضرة قال :
جاء أعرابيّ برأس الزّبير إلى عليّ ، فقال : يا أعرابيّ تبوّأ مقعدك من النّار .
وقال أبو جعفر محمد
بن عليّ الباقر : قال عليّ : إنّي لأرجو أن أكون أنا ، وطلحة ، والزّبير من الذين قال
الله : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ
مِنْ غِلٍ
__________________
إِخْواناً
عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) .
وقال منصور بن عبد
الرحمن الغدّانيّ : سمعت الشّعبيّ يقول. أدركت خمسمائة أو أكثر من أصحاب رسول الله
صلىاللهعليهوسلم يقولون : عليّ ، وعثمان
، وطلحة ، والزبير في الجنّة .
وفيه يقول جرير :
إنّ الرّزيّة من
تضمّن قبره
|
|
وادي السّباع لكلّ
جنب مصرع
|
لمّا أتى خبر الزّبير تواضعت
|
|
سور المدينة والجبال
الخشّع
|
وقال عروة : ترك أبي من العروض خمسين ألف ألف درهم ، ومن العين خمسين ألف ألف درهم.
هذه رواية أبي أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، وروى ابن عيينة عنه ، عن أبيه قال : اقتسم
مال الزّبير على أربعين ألف ألف .
وادي السّباع على سبعة
فراسخ من البصرة.
__________________
وقال البخاريّ : إنّه
قتل في رجب .
وقال ابن عيينة : جاء
ابن جرموز إلى مصعب بن الزّبير ، يعني أيّام ولي العراق لأخيه فقال : أقدني بالزّبير
، فكتب في ذلك إلى عبد الله بن الزّبير ، فكتب إليه : أنا أقتل ابن جرموز بالزّبير؟
ولا بشسع نعله .
وعن عبد الله بن عروة
، أنّ ابن جرموز مضى من عند مصعب ، حتّى إذا كان ببعض السّواد ، لحق بقصر هناك ، عليه
زجّ ، ثمّ أمر إنسانا أن
يطرحه عليه ، فطرحه عليه فقتله ، وكان قد كره الحياة لما كان يهوّل عليه ، ويرى في
منامه ، وذلك دعاه إلى ما فعل.
[(زيد بن صوحان العبديّ)
أخو صعصعة ، يقال :
له وفادة على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وسمع من عمر ، وعليّ.
__________________
روى عنه أبو وائل ،
والعيزار بن حريث.
وكان صوّاما قوّاما
، فقال له سلمان الفارسيّ : إنّ لبدنك عليك حقّا ، ولزوجك عليك حقّا ، فأقلّ ممّا تصنع
.
قتل يوم الجمل] .
__________________
سلمان الفارسيّ ع
أبو عبد الله الرامهرمزيّ
، وقيل الأصبهانيّ
، سابق الفرس إلى
__________________
الإسلام ، خدم النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم وصحبه.
روى عنه ابن عبّاس
، وأنس أبو الطّفيل ، وأبو عثمان النّهديّ ، وأبو عمر زاذان ، وجماعة سواهم.
ثقبان : ثنا يعقوب
بن سفيان الفسويّ ، ثنا زكريّا بن نافع الأرسوفيّ ، ثنا السّريّ بن يحيى
، عن سليمان التّيميّ ، عن أبي عثمان النّهديّ قال : كان سلمان من أهل رامهرمز ، فجاء
راهب إلى جبالها يتعبّد ، فكان يأتيه ابن دهقان القرية ، قال : ففطنت
له ، فقلت : اذهب بي معك ، فقال : لا ، حتّى أستأمره ، فاستأمره ، فقال : جيء به معك
، فكنّا نختلف إليه ، حتّى فطن لذلك أهل القرية ، فقالوا : يا راهب ، إنّك قد جاورتنا
فأحسنّا جوارك ، وإنّا نراك تريد أن تفسد علينا غلماننا ، فاخرج عن أرضنا ، قال : فخرج
، وخرجت معه ، فجعل لا يزداد ارتفاعا في الأرض ، إلّا ازداد معرفة وكرامة ، حتّى أتى
الموصل ، فأتى جبلا من جبالها ، فإذا رهبان سبعة ، كلّ رجل في غار يتعبّد فيه ، يصوم
ستّة أيّام ولياليهنّ ، حتّى إذا كان يوم السّابع ، اجتمعوا فأكلوا وتحدّثوا.
فقلت لصاحبي : اتركني
عند هؤلاء [إن شئت ، قال : فمضى وقال : إنّك لا تطيق ما يطيق هؤلاء ، وكان ملك بالشّام
يقتل] النّاس ، فأبى عليّ
__________________
إلّا أن ننطلق ، فقلت
: فإنّي أخرج معك ، قال : فانطلقت معه. فلمّا انتهينا إلى باب بيت المقدس ، فإذا على
باب المسجد رجل مقعد قال : يا عبد الله تصدّق عليّ ، فلم يكن معه شيء يعطيه إيّاه ،
فدخل المسجد فصلّى ثلاثة أيّام ولياليهنّ ، ثمّ إنّه انصرف ، فخطّ خطّا وقال : إذا
رأيت الظّلّ بلغ هذا الخطّ فأيقظني ، فنام ، وقال : فرثيت له من طول ما سهر ، فلم أوقظه
حتّى جاوز الخطّ ، فاستيقظ فقال : ألم أقل لك! قلت : إنّي رثيت لك من طول ما سهرت ،
فقال : ويحك إنّي أستحي من الله أن تمضي ساعة من ليل أو نهار لا أذكره فيها ، ثمّ خرج
، فقال له المقعد : أنت رجل صالح دخلت وخرجت ولم تصدّق عليّ ، فنظر يمينا وشمالا فلم
ير أحدا ، قال : أرني يدك ، قم بإذن الله ، فقام ليس به علّة ، فشغلني النّظر إليه
، ومضى صاحبي في السّكك ، فالتفتّ فلم أره ، فانطلقت أطلبه.
قال : ومرّت رفقة من
العراق ، فاحتملوني ، فجاءوا بي إلى المدينة ، فلمّا قدم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم المدينة قال : ذكرت
قولهم : «إنّه لا يأكل الصّدقة ويقبل الهديّة» ، فجئت بطعام إليه ، فقال : «ما هذا
،؟ قلت : صدقة ، فقال لأصحابه : «كلوا» ولم يذقه ، ثمّ إنّي رجعت وجمعت طعيما ، فقال
: «ما هذا يا سلمان»؟ قلت : هديّة ، فأكل ، قلت : يا رسول الله أخبرني عن النّصاري
، قال : «لا خير فيهم» ، فقمت وأنا مثقل ، قال : فرجعت إليه رجعة أخرى ، فقلت له :
يا رسول الله أخبرني عن النّصاري ، قال : «لا خير فيهم ولا فيمن يحبّهم» ، فقمت وأنا
مثقل ، فأنزل الله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) فأرسل إليّ فقال :
«يا سلمان إنّ صاحبك أو أصحابك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى» . إسناده جيّد ، وزكريا
__________________
الأرسوفيّ صدوق إن
شاء الله.
وقد ذكرنا قصّته وكيف
[تنقّل في البلدان في طلب الهدى ، إلى أن وقع في الأسر بالمدينة ، وكيف] كاتب مولاه.
قال أبو عبد الرحمن
القاسم : إنّ سلمان زار الشّام
، فصلّى الإمام الظّهر ، ثمّ خرج ، وخرج النّاس يتلقّونه كما يتلقّى الخليفة ، فلقيناه
وقد صلّى بأصحابه العصر وهو يمشي ، فوقفنا نسلّم عليه ، فلم يبق فينا شريف إلّا عرض
عليه أن ينزل به ، فقال : جعلت على نفسي مرّتي هذه أن أنزل على بشير بن سعد ، وسأل
عن أبي الدّرداء ، فقالوا : هو مرابط ، قال : أين مرابطكم؟ قالوا : بيروت ، فتوجّه
قبله .
وقال أبو عثمان النّهديّ
، عن سلمان ، تداولني بضعة عشر من ربّ إلى ربّ. أخرجه البخاريّ .
__________________
وقال يونس بن عبيد
، عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سلمان سابق الفرس»
.
وقال الواقديّ : أوّل
غزوة غزاها سلمان الخندق .
وقال شريك : ثنا أبو
ربيعة ، عن ابن بريدة ، عن
أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله يحبّ من
أصحابي أربعة ، وأمرني أن أحبّهم : عليّ ، وأبو ذرّ ، وسلمان ، والمقداد بن الأسود»
.
وعن أنس قال : «الجنّة
تشتاق إلى ثلاثة : عليّ ، وعمّار ، وسلمان» . رفعه.
__________________
وعن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الجنّة لأشوق
إلى سلمان من سلمان إليها» .
وقال عليّ : سلمان
أدرك العلم الأوّل والعلم الآخر ، بحر لا يدرك قعره
، وهو منّا أهل البيت .
وقال العلاء بن عبد
الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم تلا هذه الآية : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً
غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) . قالوا : يا رسول الله من هؤلاء؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسيّ
، ثمّ قال : «هذا وقومه ، ولو كان الدّين عند الثّريّا لتناوله رجال من الفرس» .
وقال الأعمش ، عن أبي
صالح قال : بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قول سلمان لأبي الدّرداء
: إنّ لأهلك عليك حقّا ، فقال : «ثكلت سلمان أمّه لقد اتّسع من العلم» .
__________________
وقال قتادة : (ومن
عنده علم الكتاب) هو سلمان ، وعبد الله
بن سلّام .
وعن عليّ ، وذكر سلمان
فقال : ذاك مثل لقمان الحكيم بحر لا ينزف .
وقال أبو إدريس الخولانيّ
، عن يزيد بن خمير قال : قلنا لمعاذ :
أوصنا ، قال : التمسوا
العلم عند أربعة : أبي الدّرداء ، وسلمان ، وابن مسعود ، وعبد الله بن سلّام .
ويروى أنّ سلمان قال
مرّة : لو حدّثتهم بكل ما أعلم لقالوا رحم الله قاتل سلمان.
وقال حجّاج بن فرّوخ
الواسطيّ ـ وقد ضعّفه النّسائيّ ـ ثنا ابن جريح ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال : قدم سلمان من
غيبة ، فتلقّاه عمر ، فقال لسلمان : أرضاك لله عبدا ، قال : فزوّجني ، فسكت عنه ، فقال
: أترضاني لله عبدا ولا ترضاني لنفسك ، فلمّا أصبح أتاه قوم عمر
__________________
ليضرب عن خطبة عمر
، فقال : والله ما حملني على هذا إمرته ولا سلطانه ، ولكن قلت : رجل صالح عسى الله
أن يخرج منه ومنّي نسمة صالحة ، قال : فتزوّج في كندة ، فلمّا جاء ليدخل على أهله ،
إذا البيت منجّد ، وإذا فيه نسوة ، فقال : أتحوّلت الكعبة إلى كندة أم حمّ ، يعني :
بيتكم! أمرني خليلي أبو القاسم صلىاللهعليهوسلم إذا تزوّج أحدنا أن
لا يتّخذ من المتاع إلّا أثاثا كأثاث المسافر ، ولا يتّخذ من النّساء إلّا ما ينكح
، فقام النّسوة وخرجن
، وهتكن ما في البيت ، ودخل بأهله فقال : أتطيعيني؟ قالت : نعم ، قال : إنّ خليلي صلىاللهعليهوسلم أمرنا إذا دخل أحدنا
على أهله أن يقوم فيصلّي ، ويأمرها فتصلّي خلفه ، ويدعو وتؤمن ، ففعل وفعلت ، فلمّا
أصبح جلس في كندة ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله كيف أصبحت ، كيف رأيت أهلك؟ فسكت
، فأعاد القول ، فسكت عنه. ثمّ قال : ما بال أحدكم يسأل عن الشّيء قد وارته الأبواب
والحيطان ، إنّما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشّيء ، أجيب أو سكت عنه .
وقال عقبة بن أبي الصّهباء :
ثنا ابن سيرين ، ثنا عبيدة ، أنّ سلمان الفارسيّ مرّ بجسر المدائن غازيا ، وهو أمير
الجيش ، وهو ردف رجل من كندة ، على بغل موكوف ، فقال أصحابه : أعطنا اللّواء أيّها
الأمير نحمله ، فيأبى ويقول : أنا أحقّ من حمله ، حتّى قضى غزاته ورجع ، وهو ردف ذلك
__________________
الرجل ، حتّى رجع إلى
الكوفة .
وعن رجل قال : رأيت
سلمان على حمار عريّ ، وكان رجلا طويل السّاقين ، وعليه قميص سنبلانيّ ، فقلت للصبيان : تنحّوا
عن الأمير ، فقال : دعهم فإنّ الخير والشّرّ فيما بعد اليوم .
وقال عطاء بن السّائب
، عن ميسرة ، إنّ سلمان كان إذا سجدت له العجم طأطأ رأسه وقال : خشعت الله ، خشعت لله
.
وقال جرير بن حازم
: سمعت شيخا من عبس يحدّث عن أبيه قال : أتيت السّوق ، فاشتريت علفا بدرهم ، فرأيت
رجلا فسخّرته ، فحمّلت عليه العلف ، فمرّ بقوم فقالوا : نحمل عنك يأبا عبد الله ، فقلت
: من هذا؟ قالوا : هذا سلمان صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : لم أعرفك
، فضعه عافاك الله ، فأبى حتّى أتى منزلي به .
وقال الحسن البصريّ
: كان عطاء سلمان خمسة آلاف ، وكان أميرا على ثلاثين ألفا ، يخطب في عباءة ، يفترش
نصفها ويلبس نصفها ، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده .
وقال النّعمان بن حميد
: رأيت سلمان وهو يعمل الخوص ، فسمعته
__________________
يقول : أشتري خوصا
بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدّق
بدرهم ، ولو أنّ عمر نهاني عنه ما انتهيت ، رواها بعضهم فزاد
فيها : فقلت له : فلم تعمل؟ يعني : لم وليت ، قال : إنّ عمر أكرهني ، فكتبت إليه فأبى
عليّ مرّتين. وكتبت إليه فأوعدني.
وقال عبد العزيز بن
رفيع ، عن أبي ظبيان ، عن جرير بن عبد الله قال : نزلت بالصّفاح في يوم شديد الحرّ
، فإذا رجل نائم مستظلّ بشجرة ، معه شيء من الطّعام في مزود تحت رأسه ، وقد التفّ في
عباءة. فأمرت أن يظلّل عليه ، ونزلنا ، فانتبه ، فإذا هو سلمان ، فقلت : ما عرفناك
، فقال : يا جرير تواضع في الدّنيا فإنّه من تواضع في الدّنيا يرفعه الله يوم القيامة
، ومن يتعظّم في الدّنيا يضعه الله يوم القيامة. يا جرير لو حرصت على أن تجد عودا يابسا
في الجنّة لم تجده ، لأنّ أصول الشّجر ذهب وفضّة ، وأعلاها الثّمار ، يا جرير تدري
ما ظلمة النّار؟ قلت : لا ، قال : ظلم النّاس بعضهم بعضا .
وقال عبد الله بن بريدة
: كان سلمان يعمل بيديه ، فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما أو سمكا ، ثمّ يدعو المجذومين
فيأكلون معه .
وفي «الموطّأ» عن يحيى
بن سعيد ، أنّ أبا الدّرداء كتب إلى سلمان :
__________________
أن هلم إلى الأرض المقدّسة
، فكتب إليه : إنّ الأرض لا تقدّس أحدا ، وإنّما يقدّس الإنسان عمله ، وقد بلغني أنّك
جعلت طبيبا ، فإن كنت تبرئ فنعمّا لك ، وإن كنت متطبّبا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل
النّار ، فكان أبو الدّرداء إذا قضى بين اثنين ثمّ أدبرا عنه نظر إليهما وقال : متطبّب
والله ، ارجعا إليّ أعيدا عليّ قصّتكما .
وقال سليمان بن قرم
، عن الأعمش ، عن أبي وائل قال : ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان فقال : لو لا أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم نهانا عن التّكلّف
لتكلّفت لكم ، ثمّ جاءنا بخبز وملح ، فقال صاحبي : لو كان في ملحنا صعتر ، فبعث سلمان
بمطهرته فرهنها ، وجاء بصعتر ، فلمّا أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الّذي قنّعنا بما
رزقنا ، فقال سلمان : لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة .
حبيب بن الشّهيد ،
عن ابن بريدة قال : كان سلمان يصنع الطّعام للمجذومين ، ثمّ يجلس فيأكل معهم .
وقال أبو عثمان النّهديّ
: كان سلمان لا يفقه كلامه من شدّة عجمته ، وكان يسمّي الخشب خشبان .
__________________
وعن ثابت قال : بلغني
أنّ سلمان لم يخلّف إلّا بضعة وعشرين درهما .
قال أبو عبيدة وابن زنجويه : توفّي
سلمان بالمدائن سنة ست وثلاثين ، زاد ابن زنجويه : قبل الجمل.
وقال الواقديّ : توفّي
في خلافة عثمان.
ذكر ما يدلّ على انه
توفّي في خلافة عثمان كما قال الواقديّ :
فروى جعفر بن سلمان
، عن ثابت ، عن أنس قال : دخل سعد ، وابن مسعود على سلمان عند الموت ، فبكى ، فقيل
: ما يبكيك؟ قال : عهد عهده إلينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم نحفظه : قال : «ليكن
بلاغ أحدكم كزاد الرّاكب ».
وقال خليفة : توفّي سنة سبع وثلاثين.
وقيل عاش مائتين وخمسين
سنة ، وأكثر ما قيل : إنّه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة ، والأول أصحّ .
* * *
__________________
طلحة بن عبيد الله ع
ابن عثمان بن عمرو
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة التّيميّ ،
أبو
__________________
محمد ، أحد السّابقين
الأوّلين ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنّة.
روى عنه بنوه يحيى
، وموسى ، وعيسى ، وقيس بن أبي حازم ، والأحنف بن قيس ، والسّائب بن يزيد ، وأبو عثمان
النّهديّ ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
وغاب عن بدر في تجارة
بالشّام ، فضرب له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسهمه وأجره ، وخرج
مع عمر إلى الجابية ، وكان على المهاجرين.
وكان رجلا آدم ، كثير
الشّعر ، ليس بالجعد ، ولا بالسّبط ، حسن الوجه ، إذا مشى أسرع ، ولا يغيّر شيبة .
__________________
روى الترمذي بإسناد حسن ، أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم أحد : «أوجب
طلحة».
وقال الصّلت بن دينار
، عن أبي نضرة ، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أراد أن ينظر
إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة ».
وقال عبد العزيز بن
عمران : حدّثني إسحاق بن يحيى ، حدثني موسى ابن طلحة قال : كان طلحة أبيض يضرب إلى حمرة ، مرعوبا
، إلى القصر أقرب ، رحب الصّدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم القدمين إذا التفت التفت
جميعا .
وعن عائشة ، وأمّ إسحاق
ابنتي طلحة قالتا : جرح أبونا يوم أحد
__________________
أربعا وعشرين جراحة
، وقع منها في رأسه شجّة ، وقطع نساه وشلّت أصابعه.
وعن معاوية قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طلحة ممّن قضى نحبه»
رواه الطّيالسي في
«مسندة» .
وفي «مسلم» من حديث
أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان على حراء هو وأبو
بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزّبير ، فتحرّكت الصّخرة ، فقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «أثبت حراء ، فما
عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد ».
وعن عليّ : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «طلحة والزّبير
جاراي في الجنّة». رواه الترمذيّ .
وعن سلمة بن الأكوع
قال : ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل ، ونحر جزورا فأطعم النّاس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنت طلحة الفيّاض»
.
__________________
وقال مجالد ، عن الشّعبي
، عن قبيصة بن جابر : صحبت طلحة ، فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه .
وقال أبو إسماعيل التّرمذي
: ثنا سليمان بن أيّوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة التّيميّ ، حدّثني أبي ،
عن جدّي ، عن موسى بن طلحة ، أنّ أباه أتاه مال من حضرموت سبعمائة ألف ، فبات ليلته
يتململ ، فقالت له زوجته : مالك؟ فقال : تفكّرت فقلت : ما ظنّ رجل بربّه يبيت وهذا
المال في بيته ، قالت : فأين أنت عن بعض أخلّائك ، فإذا أصبحت فاقسمها ، فقال : إنّك
موفّقة ـ وهي أمّ كلثوم بنت الصّديق ـ فقسّمها بين المهاجرين والأنصار
، فبعث إلى عليّ منها ، وأعطى زوجته ما فضل ، فكان نحو ألف درهم.
أخبرنا عبد الرحمن
بن أبي عمرو وجماعة كتابة ، أنّ
عمر بن طبرزد [أخبرهم : نا هبة الله
بن الحصين ، أنا ابن غيلان ، ثنا أبو بكر الشافعيّ ، ثنا إبراهيم الحربيّ] قال : ثنا عبد الله
بن عمر ، ثنا محمد بن يعلى ، ثنا الحسن بن دينار ، عن عليّ بن زيد قال : جاء أعرابيّ
إلى طلحة ، فسأله وتقرّب إليه برحم ، فقال : إنّ هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك ،
إنّ لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاثمائة ألف ، فإن شئت الأرض ، وإن شئت ثمنها ، قال
: لا بل الثّمن ، فأعطاه.
وروي أنّه فدى عشرة
من أسارى بدر بماله .
__________________
ولطلحة حكايات سوى
هذه في السّخاء.
وعن محمد بن إبراهيم
التّيميّ قال : كان يغلّ طلحة بالعراق أربعمائة ألف ، ويغلّ بالسّراة عشرة آلاف دينار
، وكان يكفي ضعفاء بني تيم ، ويقضي ديونهم ، ويرسل إلى عائشة كلّ سنة بعشرة آلاف .
وقال عمرو بن دينار
: حدّثني مولى لطلحة أنّ غلّته كانت كلّ يوم ألف درهم .
وقال الواقديّ : حدّثني
إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة ، أنّ معاوية سأله : كم ترك أبو محمد من العين؟ قال
: ترك ألف ألف ومائتي درهم ، ومائتي ألف دينار ، فقال : عاش سخيّا حميدا ، وقتل فقيدا
.
قد ذكرنا أنّ مروان
كان في جيش طلحة والزّبير يوم الجمل وأنّه رمى بسهم على طلحة فقتله ، فقال مجالد ، عن
الشّعبي قال : رأى عليّ طلحة في بعض الأودية ملقى ، فنزل فمسح التّراب عن وجهه ، ثمّ
قال : عزيز عليّ أبا محمد أنّ أراك مجدّلا في الأودية ، ثمّ قال : إلى الله أشكو عجري
وبجري. قال الأصمعيّ : معناه : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .
وقال ليث ، عن طلحة
بن مصرّف ، إنّ عليا انتهى إلى طلحة وقد مات ، فنزل وأجلسه ، ومسح الغبار ، عن وجهه
ولحيته ، وهو يترحم عليه
__________________
ويقول : ليتني متّ
قبل هذا اليوم بعشرين سنة .
قال أبو أسامة : ثنا
إسماعيل بن أبي خالد ، ثنا قيس قال : رمى مروان يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته ، فجعل
الدّم يسيل ، فإذا أمسكوه استمسك ، وإذا تركوه سال ، فقال دعوه ، فإنّما هو سهم أرسله
الله ، قال : فمات ، فدفنّاه على شاطئ الكلا ، فرأى بعض أهله أنّه أتاه في المنام فقال
: ألا تريحوني من هذا الماء ، فإنّي قد غرقت ـ ثلاث مرّات يقولها ـ قال : فنبشوه ،
فإذا هو أخضر كأنّه السّلق ، فنزعوا عنه الماء فاستخرجوه ، فإذا ما يلي الأرض من لحيته
ووجهه قد أكلته الأرض. فاشتروا له دارا من دور آل أبي بكرة ، بعشرة آلاف فدفنوه فيها
.
الكلّاء بالمدّ والتّشديد
: مرسى المراكب ، ويسمّى الميناء.
وقال أبو معاوية وغيره
: حدّثنا أبو مالك الأشجعيّ ، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال : دخلت على عليّ مع عمران
بن طلحة بعد (الجمل) ، فرحّب به وأدناه منه ثمّ قال : إنّي لأرجو الله أن يجعلني وأباك
ممّن قال فيهم : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ
مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) الآية . فقال رجلان عنده : الله أعدل من
ذلك ، فقال : قوما أبعد أرض وأسحقها ، فمن هو إذا لم أن أنا وطلحة ، يا بن أخي إذا
كانت لك حاجة فأتنا .
وعن أمّ يحيى قالت
: قتل طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ، ومائتا
__________________
ألف درهم ، وقوّمت
أصوله وعقاره بثلاثين ألف ألف درهم .
وقد مضى من أخباره
في وقعة الجمل ، حشرنا الله معه.
عبد الله بن سعد بن أبي سرح
القرشيّ العامريّ ،
أبو يحيى ، أخو عثمان من الرّضاعة. له صحبة.
ولّاه عثمان مصر ،
ولمّا مات عثمان اعتزل الفتنة. وجاء من مصر إلى الرّملة ، فتوفّي بها. وكان صاحب ميمنة
عمرو بن العاص في حروبه.
__________________
وكان بطلا شجاعا مذكورا.
غزا بالجيش غير مرّة المغرب . وكان أمير غزوة ذات الصّواري من أرض الروم ، غزاها في البحر
.
وكان قد أسلم وكتب
للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ ارتدّ ولحق بالمشركين.
فلما كان يوم الفتح أهدر دمه ، فأجاره عثمان. ثم حسن إسلامه وبلاؤه.
وقال اللّيث بن سعد
: إنّه كان محمود السّيرة ، وإنه غزا إفريقية ، وقتل جرجير صاحبها ، وغزا ذات الصّواري
، فالتقى الرّوم وكانوا في ألف مركب ، فقتلهم مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها .
ولمّا احتضر قال :
اللهمّ اجعل آخر عملي صلاة الصّبح ، فلمّا طلع الفجر توضّأ وصلّى فلمّا ذهب يسلّم عن
يساره فاضت نفسه.
وقيل : شهد صفّين مع
معاوية.
وقال أبو سعيد بن يونس
المصريّ : توفّي بعسقلان .
(عبد الرحمن بن عتّاب) بن أسيد بن أبي العيص
الأمويّ. ولد
__________________
قديما. وأمّه جويرية
بنت أبي جهل بن هشام الّتي كان قد خطبها عليّ ، ثمّ تزوّجها عتّاب بن أسيد أمير مكة.
كان عبد الرحمن يوم
الجمل مع عائشة ، فكان يصلّي بهم ، وقتل يومئذ. وقيل لمّا رآه عليّ قتيلا قال : هذا
يعسوب القوم. .
وقيل إنّ يده قطعت
فحملها الطّير حتّى ألقتها بالمدينة ، فعرفوا أنها يده بخاتمه ، فصلّوا عليه .
(عبد الرحمن بن عديس)
أبو محمد البلويّ.
له صحبة. وبايع تحت الشّجرة. وله رواية. سكن مصر.
وكان ممّن خرج على
عثمان وسار الى قتاله. نسأل الله العافية. ثمّ ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة
، ثمّ هرب من السّجن ، فأدركوه بجبل لبنان فقتل. ولمّا أدركوه قال لمن قتله : ويحك
اتّق الله في دمي ، فإنّي من أصحاب الشّجرة ، فقال : الشّجر بالجبل كثير ، وقتله .
قال ابن يونس : كان
رئيس الخيل التي سارت من مصر الى عثمان .
__________________
وعن محمد بن يحيى الذّهليّ
قال : لا يحلّ أن يحدّث عنه بشيء ، هو رأس الفتنة.
(عمرو بن أبي عمرو) الحارث بن شدّاد. وقيل
: الحارث بن زهير ابن شدّاد القرشيّ الفهريّ. أحد من شهد بدرا في قول الواقديّ وابن
عقبة.
(قدامة بن مظعون) أبو عمر الجمحيّ ،
توفّي فيها عن عثمان وستّين سنة. شهد بدرا. واستعمله عمر على البحرين. وهو خال عبد
الله وحفصة ابني عمر ، وزوج عمّتهما صفيّة بنت الخطّاب. وله هجرة إلى الحبشة.
ثمّ إنّ عمر عزله عن
البحرين لمّا شرب الخمر ، وتأوّل : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) وحدّه عمر .
__________________
(كعب بن سور الأزديّ) قاضي البصرة لعمر بن
الخطّاب. أتاه وهو يذكّر النّاس يوم الجمل سهم فقتله.
(كنانة بن بشر التجيبيّ) أحد رءوس المصريّين
الذين ساروا إلى
__________________
حصار عثمان ، ثمّ إنّه
هرب وقتل في هذه المدّة.
(مجاشع بن مسعود) خ م د ق ـ بن ثعلبة السّلميّ. له صحبة.
روى عنه أبو عثمان
النّهديّ. وكليب بن وائل ، وغيرهما.
قتل في هذه السنة كما
ذكرنا.
(مجالد بن مسعود) خ م أخو مجاشع المذكور.
له رواية عن أخيه.
روى عنه أبو عثمان
النّهديّ. وقتل مع أخيه.
(محمد بن طلحة بن عبيد
الله التّيميّ) ولد في حياة رسول الله
__________________
صلىاللهعليهوسلم ، فسمّاه محمّدا ،
وكناه أبا سليمان. وكان يلقّب (السّجّاد) لكثرة صلاته وعبادته. لم يزل به أبوه حتّى
وافقه وخرج معه على عليّ. وأمّه حمنة بنت جحش. قتل يوم الجمل.
(مسلم الجهنيّ) أمره عليّ يوم الجمل
بحمل مصحف ، فطاف به على القوم يدعوهم إلى الطّاعة ، فقتل.
هند بن أبي هالة التّميمي
ربيب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأخو أولاده من أمّهم
خديجة. اختلف في اسم أبيه فقيل : نبّاش بن زرارة ، وقيل مالك بن زرارة ، وقيل مالك
بن النّبّاش
__________________
ابن زرارة. والأوّل
أكثر. شهد هند أحدا ويقال : وبدرا. وكان وصّافا لحلية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولشمائله.
روى عنه ابن أخته الحسن
بن عليّ. وقتل يوم الجمل مع عليّ. وقتل ابنه هند بن هند مع مصعب بن الزّبير.
* * *
يقال انفرجت (وقعة
الجمل) عن ثلاثة عشر ألف قتيل.
وعن قتادة قال : قتل
يوم الجمل عشرون ألفا . وممّن قتل يومئذ : عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر بن كريز
، وعبد الله بن مسافع بن طلحة العبدريّ ، وعبد الله بن حكيم بن حزام الأسديّ ، ومعبد بن
مقداد بن الأسود الكندي. والله أعلم .
* * *
__________________
سنة سبع وثلاثين
وقعة صفّين
قال محمد بن سعد :
أنبأ محمد بن عمر قال : لمّا قتل عثمان ، كتبت نائلة زوجته إلى الشام إلى معاوية كتابا
تصف فيه كيف دخل على عثمان وقتل ، وبعثت إليه بقميصه بالدّماء ، فقرأ معاوية الكتاب
على أهل الشّام ، وطيّف بالقميص في أجناد الشّام ، وحرّضهم على الطّلب بدمه ، فبايعوا
معاوية على الطّلب بدمه.
ولمّا بويع عليّ بالخلافة
قال له ابنه الحسن وابن عبّاس : اكتب الى معاوية فأقره على الشّام ، وأطمعه فإنّه سيطمع
ويكفيك نفسه وناحيته ، فإذا بايع لك النّاس أقررته أو عزلته ، قال : فإنّه لا يرضى
حتّى أعطيه عهد الله تعالى وميثاقه أن لا أعزله ، قالا : لا تعطه ذلك. وبلغ ذلك معاوية
فقال : والله لا ألي له شيئا ولا أبايعه ، وأظهر بالشّام أنّ الزّبير بن العوّام قادم
عليهم ، وأنّه مبايع له ، فلمّا بلغه (أمر الجمل) أمسك ، فلمّا بلغه قتل الزّبير ترحّم عليه وقال :
لو قدم علينا لبايعناه وكان أهلا.
__________________
فلمّا انصرف عليّ من
البصرة ، أرسل جرير بن عبد الله البجليّ إلى معاوية ، فكلّم معاوية ، وعظّم أمر عليّ
ومبايعته واجتماع النّاس عليه
، فأبى أن يبايعه ، وجرى بينه وبين جرير كلام كثير ، فانصرف جرير إلى عليّ فأخبره ،
فأجمع على المسير إلى الشام ، وبعث معاوية أبا مسلم الخولانيّ إلى عليّ بأشياء يطلبها
منه ، منها أن يدفع إليه قتلة عثمان ، فأبى عليّ ، وجرت بينهما رسائل.
ثمّ سار كلّ منهما
يريد الآخر ، فالتقوا بصفّين لسبع بقين من المحرّم ، وشبّت الحرب بينهم في أوّل صفر
، فاقتتلوا أيّاما.
فحدّثني ابن أبي سبرة
، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : استعملني
عثمان على الحجّ ، فأقمت للناس الحجّ ، ثمّ قدمت وقد قتل وبويع لعليّ ، فقال : سر إلى
الشّام فقد ولّيتكها ، قلت : ما هذا برأي ، معاوية ابن عمّ عثمان وعامله على الشام
، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان ، وأدنى ما هو صانع أن يحبسني ، قال عليّ : ولم؟ قلت
: لقرابتي منك ، وأنّ كلّ من حمل عليك حمل عليّ ، ولكن اكتب الى معاوية فمنّه وعده.
فأبى عليّ وقال : والله لا كان هذا أبدا.
روى أبو عبيدة القاسم
بن سلّام ، عمّن حدّثه ، عن أبي سنان العجليّ قال : قال ابن عبّاس لعليّ : ابعثني إلى
معاوية ، فو الله لأفتلنّ له حبلا لا ينقطع وسطه ، قال : لست من مكرك ومكره في شيء
، ولا أعطيه إلّا السّيف ، حتّى يغلب الحقّ الباطل ، فقال ابن عبّاس : أو غير هذا؟
قال : كيف؟ قال : لأنه يطاع ولا يعصى ، وأنت عن قليل تعصى ولا تطاع ، قال : فلمّا جعل
أهل العراق يختلفون على عليّ رضياللهعنه قال : لله درّ
__________________
ابن عبّاس ، إنّه لينظر
إلى الغيب من ستر رقيق.
وقال مجالد ، عن الشّعبي
قال : لمّا قتل عثمان ، أرسلت أمّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان
إلى أهل عثمان : أرسلوا اليّ بثياب عثمان التي قتل فيها ، فبعثوا إليها بقميصه مضرّجا
بالدّم ، وبخصلة الشّعر التي نتفت من لحيته ، ثمّ دعت النّعمان بن بشير ، فبعثته إلى
معاوية ، فمضى بذلك وبكتابها ، فصعد معاوية المنبر ، وجمع النّاس ، ونشر القميص عليهم
، وذكر ما صنع بعثمان ، ودعا إلى الطّلب بدمه.
فقام أهل الشام فقالوا
: هو ابن عمّك وأنت وليّه ، ونحن الطّالبون معك بدمه ، وبايعوا له.
وقال يونس ، عن الزّهري
قال : لمّا بلغ معاوية
قتل طلحة والزّبير ، وظهور عليّ ، دعا أهل الشّام للقتال معه على الشّورى والطّلب بدم
عثمان ، فبايعوه على ذلك أميرا غير خليفة.
وذكر يحيى الجعفيّ
في (كتاب صفّين) بإسناده أنّ معاوية قال لجرير ابن عبد الله : اكتب الى عليّ أن يجعل
لي الشّام ، وأنا أبايع له ، قال : وبعث الوليد بن عبد الله : اكتب إلى عليّ أن يجعل
لي الشّام ، وأنا أبايع له ، قال : وبعث الوليد بن عقبة اليه يقول :
معاوي إنّ الشّام
شامك فاعتصم
|
|
بشامك لا تدخل عليك
الأفاعيا
|
وحام عليها بالقبائل والقنا
|
|
ولا تك محشوش الذّراعين
وانيا
|
فإنّ عليّا ناظر ما تجيبه
|
|
فاهد له حربا تشيب
النّواصيا
|
__________________
وحدّثني يعلى بن عبيد : ثنا أبي قال : قال أبو مسلم الخولانيّ وجماعة لمعاوية : أنت
تنازع عليّا! هل أنت مثله؟ فقال : لا والله إنّي لأعلم أنّ عليّا أفضل منّي وأحقّ بالأمر
، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمّه ، وإنّما أطلب بدمه ، فأتوا
عليّا فقولوا له : فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له ، فأتوا عليّا فكلّموه بذلك ، فلم
يدفعهم إليه.
وحدّثني خلّاد بن يزيد
الجعفيّ ، ثنا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفيّ ، عن الشّعبيّ ـ أو أبي جعفر الباقر شكّ
خلّاد ـ قال : لمّا ظهر أمر معاوية دعا عليّ رضياللهعنه رجلا ، وأمره أن يسير
إلى دمشق ، فيعتقل راحلته على باب المسجد ، ويدخل بهيئة السّفر ، ففعل الرجل ، وكان
قد وصّاه بما يقول ، فسألوه : من أين
جئت؟ قال : من العراق : قالوا : ما وراءك؟ قال : تركت عليّا قد حشد إليكم ونهد في أهل
العراق.
فبلغ معاوية ، فأرسل
أبا الأعور السّلميّ يحقّق أمره ، فأتاه فسأله ، فأخبره بالأمر الّذي شاع ، فنودي :
الصّلاة جامعة ، وامتلأ النّاس في المسجد ، فصعد معاوية المنبر وتشهّد ثمّ قال : إنّ
عليّا قد نهد إليكم في أهل العراق ، فما الرّأي؟ فضرب النّاس بأذقانهم على صدورهم ،
ولم يرفع إليه أحد طرفه ، فقام ذو الكلاع الحميريّ فقال : عليك الرأي وعلينا أمّ فعال
ـ يعني الفعال ـ فنزل معاوية ونودي في النّاس : اخرجوا إلى معسكركم ، ومن
تخلّف بعد ثلاث أحلّ بنفسه .
فخرج رسول عليّ حتّى
وافاه ، فأخبره بذلك ، فأمر عليّ فنودي : الصّلاة جامعة ، فاجتمع النّاس ، وصعد المنبر
فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ
__________________
قال : إنّ رسولي الّذي
أرسلته إلى الشّام قد قدم عليّ ، وأخبرني أنّ معاوية قد نهد إليكم في أهل الشّام فما
الرأي؟ قال : فأضبّ أهل المسجد يقولون
: يا أمير المؤمنين الرأي كذا ، الرأي كذا ، فلم يفهم على كلامهم من كثرة من تكلّم
، وكثر اللّغط ، فنزل وهو يقول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ راجِعُونَ ،) ذهب بها ابن آكلة الأكباد
، يعني معاوية.
وقال الأعمش : حدّثني
من رأى عليّا يوم صفّين يصفّق بيديه ويعضّ عليهما ويقول : وا عجبا أعصى ويطاع معاوية.
وقال الواقديّ اقتتلوا
أيّاما حتّى قتل خلق وضجروا ، فرفع أهل الشّام المصاحف وقالوا : ندعوكم إلى كتاب الله
والحكم بما فيه ، وكان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص ، يعني لمّا رأى ظهور جيش عليّ.
فاصطلحوا كما يأتي.
وقال الزّهريّ : اقتتلوا
قتالا لم تقتتل هذه الأمّة مثله قطّ ، وغلب أهل العراق على قتلى أهل حمص ، وغلب أهل
الشّام على قتلى أهل العالية ، وكان على ميمنة عليّ الأشعث بن قيس الكندي ، وعلى الميسرة
عبد الله بن عبّاس ، وعلى الرّجّالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ ، فقتل يومئذ.
ومن أمراء عليّ يومئذ الأحنف بن قيس التّيميّ ، وعمّار بن ياسر العنسيّ وسليمان بن صرد الخزاعيّ
، وعديّ بن حاتم الطّائيّ ، والأشتر النّخعي ، وعمرو بن الحمق الخزاعيّ ، وشبث بن ربعيّ الرّياحيّ
، وسعيد بن قيس
__________________
الهمدانيّ ، وكان رئيس
همدان المهاجر بن خالد بن الوليد المخزوميّ
، وقيس بن مكشوح المرادي ، وخزيمة بن ثابت الأنصاريّ ، وغيرهم.
وكان عليّ في خمسين
ألفا ، وقيل : في تسعين ألفا ، وقيل : كانوا مائة ألف .
وكان معاوية في سبعين
ألفا ، وكان لواؤه مع عبد الرحمن بن خالد بن خالد بن الوليد المخزوميّ ، وعلى ميمنته
عمرو بن العاص ، وقيل ابنه عبيد الله بن عمرو ، وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة الفهريّ
، وعلى الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطّاب ، ومن أمرائه يومئذ أبو الأعور السّلميّ
، وزفر بن الحارث ، وذو الكلاع الحميريّ ، ومسلمة بن مخلد ، وبسر بن أرطاة العامريّ
، وحابس بن سعد الطّائي ، ويزيد بن هبيرة السّكونيّ ، وغيرهم .
قال عمرو بن مرّة ،
عن عبد الله بن سلمة قال : رأيت عمّار بن
ياسر بصفّين ، ورأى راية معاوية فقال : إنّ هذه قاتلت بها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربع مرّات. ثم قاتل
حتّى قتل .
وقال غيره : برز الأشعث
بن قيس في ألفين ، فبرز لهم أبو الأعور في خمسة آلاف ، فاقتتلوا : ثمّ غلب الأشعث على
الماء وأزالهم عنه .
__________________
ثمّ التقوا يوم الأربعاء
سابع صفر ، ثمّ يوم الخميس والجمعة وليلة السّبت ، ثمّ رفع أهل الشّام لمّا رأوا الكسرة
المصاحف بإشارة عمرو ، ودعوا إلى الصّلح والتّحكيم ، فأجاب عليّ إلى تحكيم
الحكمين ، فاختلف عليه حينئذ جيشه وقالت طائفة : لا حكم إلّا لله. وخرجوا عليه فهم
(الخوارج) وقال ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه قال : قتل مع عليّ بصفّين خمسة وعشرون
بدريا. ثوير متروك.
قال الشّعبيّ : كان
عبد الله بن بديل يوم صفّين عليه درعان ومعه سيفان ، فكان يضرب أهل الشام ويقول :
لم يبق إلّا الصّبر
والتّوكل
|
|
ثمّ التمشّي في الرعيل الأوّل
|
مشي الجمال في حياض المنهل
|
|
والله يقضي ما يشا
ويفعل
|
فلم يزل يضرب بسيفه
حتّى انتهى إلى معاوية فأزاله عن موقفه ، وأقبل أصحاب معاوية يرمونه بالحجارة حتّى
أثخنوه وقتل ، فأقبل اليه معاوية ، وألقى عبد الله بن عامر عليه ، عمامته غطّاه بها
وترحّم عليه ، فقال معاوية لعبد الله : قد وهبناه لك ، هذا
كبش القوم وربّ الكعبة
، اللهمّ أظفر
__________________
بالأشتر والأشعث ،
والله ما مثل هذا إلّا كما قال الشاعر :
أخو الحرب إن عضّت
به الحرب عضّها
|
|
وإن شمّرت يوما به
الحرب شمّرا
|
كليث هزبر كان يحمي ذماره
|
|
رمته المنايا قصدها
فتقصّرا
|
ثمّ قال : لو قدرت نساء خزاعة أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت .
وفي الطبقات لابن سعد ، من حديث عمرو بن شراحيل ، عن حنش بن عبد الله الصّنعاني
عن عبد الله بن زرير
الغافقيّ قال : لقد
رأيتنا يوم صفّين ، فاقتتلنا نحن وأهل الشّام ، حتّى ظننت أنّه لا يبقى أحد ، فأسمع
صائحا يصيح : معشر النّاس ، الله الله في النّساء والولدان من الروم ومن التّرك ، الله
الله .
والتقينا ، فأسمع حركة
من خلفي ، فإذا عليّ يعدو بالرّاية حتّى أقامها ، ولحقه ابنه محمد بن الحنفيّة ، فسمعته يقول : يا
بنيّ الزم رايتك ، فإنّي متقدّم في القوم ، فأنظر إليه يضرب بالسّيف حتّى يفرج له ،
ثمّ يرجع فيهم.
__________________
وقال خليفة : شهد مع عليّ من البدريّين
: عمّار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ، وخوّات بن جبير ، وأبو سعد السّاعديّ ، وأبو اليسر
، ورفاعة بن رافع الأنصاريّ ، وأبو أيّوب الأنصاريّ بخلف فيه ، قال : وشهد معه من الصّحابة
ممّن لم يشهد بدرا : خزيمة بن ثابت ذو الشّهادتين ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وأبو قتادة
، وسهل بن سعد السّاعدي ، وقرظة بن كعب ، وجابر بن
عبد الله ، وابن عبّاس ، والحسن ، والحسين ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأبو
مسعود عقبة بن عمرو ، وأبو عيّاش الزّرقيّ ، وعديّ بن حاتم ، والأشعث بن قيس ، وسليمان
بن صرد ، وجندب بن عبد الله ، وجارية بن قدامة السّعديّ.
وعن ابن سيرين قال
: قتل يوم صفّين سبعون ألفا يعدّون بالقصب .
وقال خليفة وغيره :
افترقوا عن ستّين ألف قتيل ، وقيل ، عن سبعين ألفا ، منهم خمسة وأربعون ألفا من أهل
الشام .
وقال عبد السلام بن
حرب ، عن يزيد بن عبد الرحمن ، عن جعفر ـ أظنّه ابن أبي المغيرة ـ عن عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبزى ، عن أبيه قال : شهدنا مع عليّ ثمانمائة ممّن بايع بيعة الرّضوان ،
قتل منهم ثلاثة وستّون رجلا ، منهم عمّار .
وقال أبو عبيدة وغيره
: كانت راية عليّ مع هاشم بن عتبة بن أبي
__________________
وقّاص ، وكان على الخيل
عمّار بن ياسر .
وقال غيره : حيل بين
عليّ وبين الفرات ، لأن معاوية سبق إلى الماء ، فأزالهم الأشعث عن الماء .
قلت : ثمّ افترقوا
وتواعدوا ليوم الحكمين.
وقتل مع عليّ : خزيمة
بن ثابت ، وعمّار بن ياسر ، وهاشم بن عتبة ، وعبد الله بن بديل ، وعبد الله بن كعب
المراديّ ، وعبد الرحمن بن كلدة الجمحيّ ، وقيس بن مكشوح المراديّ
، وأبيّ بن قيس النّخعيّ أخو علقمة ، وسعد بن الحارث بن الصّمّة الأنصاريّ ، وجندب
بن زهير الغامديّ ، وأبو ليلى الأنصاريّ .
وقتل مع معاوية : ذو
الكلاع ، وحوشب ذو ظليم ، وحابس بن سعد الطّائي
قاضي حمص ، وعمرو بن الحضرميّ ، وعبيد الله بن عمر بن الخطّاب العدويّ ، وعروة بن داود
، وكريب بن الصّبّاح
الحميريّ أحد الأبطال ، قتل يومئذ جماعة ، ثمّ بارزه عليّ فقتله .
قال نصر بن مزاحم الكوفيّ
الرافضيّ : ثنا عمر بن سعد ، عن الحارث بن حصيرة ، وإنّ ولد ذي الكلاع
أرسل إلى الأشعث بن قيس
__________________
يقول : إنّ ذا الكلاع
قد أصيب ، وهو في الميسرة ، أفتأذن لنا في دفنه؟ فقال الأشعث لرسوله أقرئه السّلام
، وقل إنّي أخاف أن يتّهمني أمير المؤمنين ، فاطلبوا ذلك إلى سعيد بن قيس الهمدانيّ
فإنّه في الميمنة ، فذهب إلى معاوية فأخبره فقال : ما عسيت أن أصنع ، وقد كانوا منعوا
أهل الشّام أن يدخلوا عسكر عليّ ، خافوا أن يفسدوا أهل العسكر ، فقال : معاوية لأصحابه
: لأنا أشدّ فرحا بقتل ذي الكلاع منّي بفتح مصر لو افتتحتها ، لأنّ ذا الكلاع كان
يعرض لمعاوية في أشياء كان يأمر بها ، فخرج ابن ذي الكلاع الى سعيد ابن قيس ، فاستأذنه
في أبيه فأذن له ، فحملوه على بغل وقد انتفخ.
وشهد صفّين مع معاوية
من الصّحابة : عمرو بن العاص السّهميّ ، وابنه عبد الله ، وفضالة بن عبيد الأنصاري
، ومسلمة بن مخلد ، والنّعمان بن بشير ، ومعاوية بن حديج الكندي ، وأبو غادية الجهنيّ
قاتل عمّار ، وحبيب ابن مسلمة الفهري ، وأبو الأعور السّلميّ ، وبسر بن أرطاة العامريّ .
تحكيم الحكمين
عن عكرمة قال : حكّم
معاوية عمرو بن العاص ، فقال الأحنف بن قيس لعليّ : حكّم أنت وابن عبّاس ، فإنّه رجل
مجرّب ، قال : أفعل ، فأبت اليمانيّة وقالوا : لا ، حتّى يكون منّا رجل ، فجاء ابن
عبّاس إلى عليّ لمّا رآه قد همّ أن يحكّم أبا موسى الأشعريّ ، فقال له : علام تحكّم
أبا موسى ، فو الله لقد عرفت رأيه فينا ، فو الله ما نصرنا ، وهو يرجو ما نحن فيه ،
فتدخله
__________________
الآن في معاقد أمرنا
، مع أنّه ليس بصاحب ذاك ، فإذ أبيت أن تجعلني مع عمرو ، فاجعل الأحنف بن قيس ، فإنّه
مجرّب من العرب ، وهو ، قرن لعمرو ، فقال عليّ أفعل ، فأبت اليمانيّة أيضا. فلمّا غلب
جعل أبا موسى ، فسمعت ابن عبّاس يقول : قلت لعليّ يوم الحكمين : لا تحكّم أبا موسى
، فإنّ معه رجلا حذر فرس فاره ، فلزّني إلى جنبه ، فإنّه لا يحلّ عقدة إلّا عقدتها
ولا يعقد عقدة إلّا حللتها. قال : يا بن عبّاس ما أصنع : إنّما أوتى من أصحابي ، قد
ضعفت بينهم وكلّوا في الحرب ، هذا الأشعث بن قيس يقول : لا يكون فيها مضريّان أبدا
حتّى يكون أحدهما يمان ، قال : فعذرته وعرفت أنّه مضطهد ، وأنّ أصحابه لا نيّة لهم
.
وقال أبو صالح السمان
: قال عليّ لأبي موسى : أحكم ولو على حزّ عنقي.
وقال غيره : حكّم معاوية
عمرا ، وحكّم عليّ أبا موسى ، على أنّ من ولّياه الخلافة فهو الخليفة ، ومن اتّفقا
على خلعه خلع. وتواعدا أن يأتيا في رمضان ، وأن يأتي مع كلّ واحد جمع من وجوه العرب
.
فلمّا كان الموعد سار
هذا من الشّام ، وسار هذا من العراق ، إلى أن التقى الطّائفتان بدومة الجندل وهي طرف
الشّام من جهة زاوية الجنوب والشرق.
فعن عمر بن الحكم قال
: قال ابن عبّاس لأبي موسى الأشعريّ : احذر عمرا ، فإنّما يريد أن يقدّمك ويقول : أنت
صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأسنّ منّي فتكلّم
حتّى أتكلّم ، وإنّما يريد أن يقدّمك في الكلام لتخلع عليّا. قال : فاجتمعا على إمرة
، فأدار عمرو أبا موسى ، وذكر له معاوية فأبى ، وقال أبو
__________________
موسى : بل عبد الله
بن عمر ، فقال عمرو : أخبرني عن رأيك؟ فقال أبو موسى : أرى أن نخلع هذين الرجلين ،
ونجعل هذا الأمر شورى بين المسلمين ، فيختاروا لأنفسهم من أحبّوا.
قال عمرو : الرّأي
ما رأيت ، قال : فأقبلا على النّاس وهم مجتمعون بدومة الجندل ، فقال عمرو : يا أبا
موسى أعلمهم أنّ رأينا قد اجتمع ، فقال : نعم ، إنّ رأينا قد اجتمع على أمر نرجو أن
يصلح الله به أمر الأمّة ، فقال عمرو : صدق وبرّ ، ونعم النّاظر للإسلام وأهله. فتكلّم
يا أبا موسى. فأتاه ابن عبّاس ، فخلا به ، فقال : أنت في خدعة ، ألم أقل لك لا تبدأه
وتعقّبه ، فإنّي أخشى أن يكون أعطاك أمرا خاليا ، ثم ينزع عنه على ملأ من النّاس ،
فقال : لا تخشى ذلك فقد اجتمعنا واصطلحنا.
ثمّ قام أبو موسى فحمد
الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيها النّاس ، قد نظرنا في أمر هذه الأمّة ، فلم نر شيئا
هو أصلح لأمرها ولا ألمّ لشعثها من أن لا نغيّر أمرها ولا بعضه ، حتّى يكون ذلك عن
رضا منها وتشاور ، وقد اجتمعت أنا وصاحبي على أمر واحد : على خلع عليّ ومعاوية ، وتستقبل
الأمّة هذا الأمر فيكون شورى بينهم يولّون من أحبّوا ، وإنّي قد خلعت عليّا ومعاوية
، فولّوا أمركم من رأيتم. ثمّ تأخّر.
وأقبل عمرو فحمد الله
وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هذا قد قال ما سمعتم ، وخلع صاحبه ، وإنّي خلعت صاحبه وأثبت
صاحبي معاوية ، فإنّه وليّ عثمان ، والطّالب بدمه ، وأحقّ النّاس بمقامه ، فقال سعد
بن أبي وقّاص : ويحك يا أبو موسى ما أضعفك عن عمرو ومكايده ، فقال : ما أصنع به ، جامعني
على أمر ، ثمّ نزع عنه ، فقال ابن عبّاس : لا ذنب لك ، الذّنب للّذي قدّمك ، فقال :
رحمك الله غدر بي ، فما أصنع : وقال أبو موسى : يا عمرو إنّما مثلك كمثل الكلب إن تحمل
عليه يلهث أو تتركه
يلهث ، فقال عمرو :
إنّما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا. فقال ابن عمر : إلى ما صير أمر هذه الأمّة! إلى
رجل لا يبالي ما صنع ، وآخر ضعيف .
قال المسعوديّ في «المروج»
: كان لقاء الحكمين
بدومة الجندل في رمضان ، سنة ثمان وثلاثين ، فقال عمرو لأبي موسى : تكلّم ، فقال :
بل تكلّم أنت ، فقال : ما كنت لأفعل ، ولك حقوق كلّها واجبة. فحمد الله أبو موسى وأثنى عليه ، ثمّ قال
: هلمّ يا عمرو إلى أمر يجمع الله به الأمّة ، ودعا عمرو بصحيفة
، وقال للكاتب : اكتب وهو غلام لعمرو ، وقال : إنّ للكلام أوّلا وآخرا ، ومتى تنازعنا
الكلام لم نبلغ آخره حتّى ينسى أوّله ، فاكتب ما نقول ، قال : لا تكتب شيئا يأمرك به
أحدنا حتّى تستأمر الآخر ، فإذا أمرك فاكتب ، فكتب : هذا ما تقاضى عليه فلان وفلان.
إلى أن قال عمرو : وإنّ عثمان كان مؤمنا ، فقال أبو موسى : ليس لهذا قعدنا ، قال عمرو
: لا بدّ أن يكون مؤمنا أو كافرا. قال : بل كان مؤمنا. قال : فمره أن يكتب ، فكتب.
قال عمرو : فظالما قتل أو مظلوما؟ قال [أبو موسى : بل قتل مظلوما ، قال] عمرو : أفليس قد جعل
الله لوليّه سلطانا يطلب بدمه؟ قال أبو موسى : نعم ، قال عمرو : فعلى قاتله القتل ،
قال : بلى. قال : أفليس لمعاوية أن يطلب بدمه حتّى يعجز؟ قال : بلى ، قال عمرو : فإنّا
نقيم البيّنة على أنّ عليّا قتله.
__________________
قال أبو موسى : إنّما
اجتمعنا لله ، فهلمّ إلى ما يصلح الله به أمر الأمّة ، قال : وما هو؟ قال : قد علمت
أنّ أهل العراق لا يحبّون معاوية أبدا ، وأهل الشّام لا يحبّون عليّا أبدا ، فهلم نخلعهما
معا ، ونستخلف ابن عمر ـ وكان ابن عمر على بنت أبي موسى ـ قال عمرو : أيفعل ذلك عبد
الله؟ قال : نعم إذا حمله النّاس على ذلك. فصوّبه عمرو وقال : فهل لك في سعد؟ وعدّد
له جماعة ، وأبو موسى يأبى إلّا ابن عمر ، ثمّ قال : قم حتّى نخلع صاحبينا جميعا ،
واذكر اسم من تستخلف ، فقام أبو موسى وخطب وقال : إنّا نظرنا في أمرنا ، فرأينا أقرب
ما نحقن به الدّماء ونلم به الشّعث خلعنا معاوية وعليّا ، فقد خلعتهما كما خلعت عمامتي
هذه ، واستخلفنا رجلا قد صحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنفسه ، وله سابقة
: عبد الله بن عمر ، فأطراه ورغب النّاس فيه.
ثمّ قام عمرو فقال
: أيّها النّاس ، إنّ أبا موسى قد خلع عليّا ، وهو أعلم به ، وقد خلعته معه ، وأثبّت
معاوية عليّ وعليكم ، وإنّ أبا موسى كتب في هذه الصّحيفة أنّ عثمان قتل مظلوما ، وأنّ
لوليّه أن يطلب بدمه ، فقام أبو موسى فقال : كذب عمرو ، [لم نستخلف معاوية ، ولكنّا
خلعنا معاوية وعليّا معا] .
قال المسعوديّ : ووجدت
في رواية أنّهما اتّفقا وخلعا عليّا ومعاوية ، وجعلا الأمر شورى ، فقام عمرو بعده ،
فوافقه على خلع عليّ ، وعلى إثبات معاوية ، فقال له : لا وفّقك الله ، غدرت. وقنّع
شريح بن هانئ عمرا بالسّوط. وانخذل
أبو موسى ، فلحق بمكّة ، ولم يعد إلى الكوفة ، وحلف لا
__________________
ينظر في وجه عليّ ما
بقي.
ولحق سعد وابن عمر
ببيت المقدس فأحرما ، وانصرف عمرو ، فلم يأت معاوية ، فأتاه وهيّأ طعاما كثيرا ، وجرى
بينهما كلام كثير ، وطلب الأطعمة ، فأكل عبيد عمرو ، ثمّ قاموا ليأكل عبيد معاوية ،
وأمر من أغلق الباب وقت أكل عبيده ، فقال عمرو : فعلتها؟ قال : إي والله بايع وإلّا
قتلتك. قال : فمصر ، قال : هي لك ما عشت .
وقال الواقديّ : رفع
أهل الشّام المصاحف وقالوا : ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه. فاصطلحوا ، وكتبوا
بينهما كتابا على أن يوافوا رأس الحول أذرح ويحكّموا حكمين ، ففعلوا
ذلك فلم يقع اتّفاق ، ورجع عليّ بالاختلاف والدّغل من أصحابه ، فخرج منهم الخوارج ،
وأنكروا تحكيمه وقالوا : لا حكم إلّا لله ، ورجع معاوية بالألفة واجتماع الكلمة عليه
.
ثم بايع أهل الشّام
معاوية بالخلافة في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين. كذا قال :
وقال خليفة وغيره إنّهم
بايعوه في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين ، وهو أشبه ، لأنّ
ذلك كان إثر رجوع عمرو بن العاص من التحكيم.
وقال محمد بن الضّحّاك
الحزاميّ ، عن أبيه قال : قام عليّ على منبر الكوفة ، فقال : حين اختلف الحكمان : لقد
كنت نهيتكم عن هذه الحكومة
__________________
فعصيتموني ، فقام إليه
شاب آدم فقال : إنّك والله ما نهيتنا ولكن أمرتنا ودمّرتنا ، فلمّا كان منها ما تكره
برّأت نفسك ونحلتنا ذنبك. فقال عليّ : ما أنت وهذا الكلام قبّحك الله ، والله لقد كانت
الجماعة فكنت فيها خاملا ، فلمّا ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم الماغرة. ثمّ قال : لله
منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر ، والله لئن كان ذنبا إنّه لصغير مغفور ، وإن
كان حسنا إنّه لعظيم مشكور.
قلت : ما أحسنها لو
لا أنّها منقطعة السّند.
وقال الزّهريّ ، عن
سالم ، عن أبيه قال : دخلت على حفصة وقلت : قد كان من النّاس ما ترين ، ولم يجعل لي
من الأمر شيء ، قالت : فالحق بهم ، فإنّهم ينتظرونك ، وإنّي أخشى أن يكون في احتباسك
عنهم فرقة ، فذهب ...
فلمّا تفرّق الحكمان
خطب معاوية فقال : من كان يريد أن يتكلّم في هذا الأمر فليطلع إلى قرنه فلنحن أحقّ
بهذا الأمر منه ومن أبيه ـ يعرّض بابن عمر ـ قال ابن عمر : فحللت حبوتي وهممت أن أقول
: أحقّ به من قاتلك وأباك على الإسلام. فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجمع وتسفك الدّم
، فذكرت ما أعدّ الله في الجنان .
قال جرير بن حازم ،
عن يعلى ، عن نافع قال : قال أبو موسى : لا أرى لها غير ابن عمر ، فقال عمرو لابن عمر
: أما تريد أن نبايعك؟ فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص
عليه منك.
__________________
فغضب ابن عمر وقام.
رواه معمر ، عن الزّهريّ .
* * *
وفيها أخرج عليّ سهل
بن حنيف على أهل فارس ، فمانعوه ، فوجّه عليّ زيادا ، فصالحوه وأدّوا الخراج .
وفيها قال أبو عبيدة
: خرج أهل حروراء في عشرين ألفا ، عليهم
شبث بن ربعيّ ، فكلّمهم عليّ فحاجّهم ، فرجعوا .
وقال سليمان التّيميّ
، عن أنس قال : قال شبث بن ربعيّ : أنا أوّل من حرّر الحروريّة ، فقال رجل : ما في
هذا ما تمتدح به .
وعن مغيرة قال : أوّل
من حكم ابن الكوّاء وشبث.
قلت : معنى قوله «حكم»
هذه كلمة قد صارت سمة للخوارج. يقال «حكم» إذا خرج فقال : لا حكم إلّا لله.
__________________
الوفيّات
أويس القرنيّ
ابن عامر بن جزء بن مالك المرادي القرنيّ
الزّاهد ، سيّد التّابعين ، في نسبة أقوال مختلفة ، وكنيته أبو عمرو.
__________________
قال ابن الكلبيّ :
استشهد أويس يوم صفّين مع علي.
وقال يزيد بن أبي زياد
، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : إنّ أويسا شهد صفّين مع عليّ ، ثمّ روى عن رجل أنّه
سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أويس خير التّابعين
بإحسان ».
وقال غيره : إنّ أويسا
وفد على عمر من اليمن ، وروى عنه ، وعن عليّ.
روى عنه يسير بن عمرو ، وعبد الرحمن
بن أبي ليلى ، وأبو عبد ربّ الدمشقيّ.
وسكن الكوفة ، وليس
له حديث مسند بل له حكايات.
قال أسير بن جابر ، عن عمر بن
الخطّاب ، أنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «خير التّابعين
رجل يقال له أويس بن عامر ، كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلّا موضع الدّرهم في
سرّته ، لا يدع باليمن غير أمّ له ، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم».
قال عمر : فقدم علينا
رجل فقلت له : من أين أنت؟ قال : من اليمن ، قلت : ما اسمك؟ قال : أويس. قلت : فمن
تركت باليمن؟ قال : أمّا لي ، قلت : أكان بك بياض ، فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال : نعم
، قلت : فاستغفر لي ، قال : أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين! قال : فاستغفر
لي ، وقلت له : أنت أخي لا تفارقني ، قال : فانملس منّي.
فأنبئت أنّه قدم عليكم
الكوفة ، قال : فجعل رجل كان يسخر بأويس
__________________
بالكوفة ويحقّره يقول
: ما هذا فينا ولا نعرفه ، فقال عمر : بلى إنّه رجل كذا وكذا ، فقال كأنّه يضع شأنه
: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس ، فقال عمر : أدركه فلا أراك تدركه ، قال
: فأقبل ذلك الرجل حتّى دخل على أويس قبل أن يأتي أهله ، فقال له أويس : ما هذه عادتك
، فما بدا لك؟ قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : فيك كذا وكذا فاستغفر لي ، قال : لا
أفعل حتّى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد ، وأن لا تذكر ما سمعته من عمر لأحد
، قال : نعم ، فاستغفر له ، قال أسير : فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة ، قال : فدخلت
عليه فقلت : يا أخي إنّ أمرك لعجب ونحن لا نشعر ، فقال
: ما كان في هذا ما أتبلّغ به في النّاس ، وما يجزى كلّ عبد إلّا بعمله قال : وانملس
منّي فذهب. رواه مسلم
.
وفي أوّل الحديث :
قال أسير : كان رجل بالكوفة يتكلّم بكلام لا أسمع أحدا يتكلّم به ، ففقدته فسألت عنه
، فقالوا : ذاك أويس فاستدللت عليه وأتيته ، فقلت : ما حبسك عنّا؟ قال : العري. قال
: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه ، فقلت : هذا برد فخذه ، فقال : لا تفعل فإنّهم إذن
يؤذونني ، فلم أزل به حتّى لبسه ، فخرج عليهم فقالوا : من ترون خدع عن هذا البرد! قال
: فجاء فوضعه ، فأتيت فقلت : ما تريدون من هذا الرجل؟ فقد آذيتموه والرجل يعرى مرّة
ويكتسي أخرى ، وآخذتهم بلساني ، فقضى أنّ
أهل الكوفة وفدوا على عمر ، فوفد رجل ممّن كان يسخر به ، فقال عمر : ما ها هنا أحد
من القرنيّين؟ فقام ذلك الرجل ، فقال عمر : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
قال : «إنّ رجلا يأتيكم
من اليمن يقال له أويس» فذكر الحديث.
وروى نحو هذه القصّة
عثمان بن عطاء الخراسانيّ ، عن أبيه ، وزاد فيها : ثمّ إنّه غزا أذربيجان ، فمات ،
فتنافس أصحابه في حفر قبره .
وعن علقمة بن مرثد
عن عمر ـ وهو منقطع
ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يدخل الجنّة بشفاعة
أويس مثل ربيعة ومضر» .
وقال فضيل بن عياض
: ثنا أبو قرّة السّدوسيّ ، عن سعيد بن المسيّب قال : نادى عمر بمنى على المنبر : يا
أهل قرن ، فقام مشايخ ، فقال : أفيكم من اسمه أويس ؟ فقال شيخ : يا أمير المؤمنين ذاك مجنون يسكن القفار لا يألف
ولا يؤلف ، قال : ذاك الّذي أعنيه ، فإذا عدتم فاطلبوه وبلّغوه سلامي وسلام رسول الله
صلىاللهعليهوسلم [فعادوا إلى قرن ،
فوجدوه في الرمال ، فأبلغوه سلام عمر ، وسلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم] قال : فقال : عرّفني
أمير المؤمنين وشهّر باسمي ، اللهمّ صلّ على محمد وعلى آله ، السلام على رسول الله
، ثمّ هام على وجهه ، فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ، ثمّ عاد في أيام عليّ فاستشهد
معه بصفّين ، فنظروا فإذا عليه نيّف وأربعون جراحة .
وقال هشام بن حسّان
، عن الحسن قال : يخرج من النّار بشفاعة أويس أكثر من ربيعة ومضر .
__________________
وقال خالد الحذّاء
، عن عبد الله بن شقيق ، عن ابن أبي الجدعاء : سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «يدخل الجنّة
بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» .
وقال يزيد بن أبي زياد
، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لمّا كان يوم صفّين ، نادى منادي أصحاب معاوية : أفيكم أويس القرنيّ؟
قالوا : نعم ، فضرب دابّته ودخل معهم وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «خير التّابعين
أويس القرنيّ». قال : فوجد في قتلى صفّين رضياللهعنه .
قال ابن عديّ : أويس ثقة صدوق ،
ومالك ينكر أويسا. قال : ولا يجوز أن يشكّ فيه.
قلت : وروى قصّة أويس
مبارك بن فضالة ، عن مروان الأصغر ، عن صعصعة بن معاوية. ورواه هدبة ، عن مبارك عن
أبي الأصفر ، وقد ذكر ابن حبّان أبا الأصفر في «الضّعفاء» ، وساق الحديث بطوله.
وأخبار أويس مستوعبة
في «تاريخ دمشق» ، ليس في التّابعين
أحد أفضل منه ، وأمّا أن يكون أحد مثله في الفضل فيمكن كسعيد بن المسيّب ، وهم قليل.
__________________
(جندب بن زهير) بن الحارث الغامديّ
الأزدي ، كوفيّ ، يقال : له
صحبة. وله حديث تفرّد به السّري بن إسماعيل ، وهو ضعيف . وكان يوم صفّين على الرّجّالة مع عليّ ، فقتل.
(جهجاه بن قيس) وقيل بن سعيد ـ الغفاريّ
، مدني ، له صحبة. شهد بيعة الرّضوان ، وكان في غزوة المريسيع أجيرا لعمر ، ووقع بينه
__________________
وبين سنان الجهنيّ
، فنادى : يا للمهاجرين : ونادى سنان : يا للأنصار .
وعن عطاء بن يسار ،
عن جهجاه أنّه هو الّذي شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم ، فلمّا أسلم لم يتمّ حلاب شاة
.
وقال ابن عبد البرّ
: هو الّذي تناول العصا
من يد عثمان رضياللهعنه وهو يخطب ، فكسرها
على ركبته ، فوقعت فيها الآكلة ، وكانت عصا رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
توفّي بعد عثمان بسنة
.
(حابس بن سعد الطّائي) ولي قضاء حمص زمن عمر
، وكان أبو بكر قد وجّهه إلى الشام ، وكان من العبّاد.
روى عنه جبير بن نفير.
قتل يوم صفّين مع معاوية.
__________________
خبّاب بن الأرتّ ع
ابن جندلة بن سعد بن
خزيمة التميميّ ، مولى أمّ
سباع بنت أنمار ، أبو عبد الله. من المهاجرين الأوّلين. شهد بدرا والمشاهد بعدها ،
وروى عدّة أحاديث.
وعنه أبو وائل ، ومسروق
، وعلقمة ، وقيس بن أبي حازم ، وخلق سواهم.
__________________
قيل : كان أصابه سبي
، فبيع بمكة ، فاشترته أمّ سباع بنت أنمار الخزاعية من حلفاء بني زهرة ، ويقال : كانت
ختّانة بمكة ، أسلم قبل دخول دار الأرقم ، وكان من المستضعفين بمكة الذين عذّبوا في
الله .
وقال أبو إسحاق السّبيعي
، عن أبي ليلى الكنديّ قال : جاء خبّاب إلى عمر فقال : أدنه ، فما أحد أحقّ بهذا المجلس
منك إلّا عمّار بن ياسر ، قال : فجعل خبّاب يريه آثارا في ظهره ممّا عذّبه المشركون
.
وقال مجالد ، عن الشّعبيّ
: دخل خبّاب بن الأرتّ على عمر ، فأجلسه على متّكئه وقال : ما على الأرض أحد أحقّ بهذا
المجلس من هذا ، إلّا رجل واحد وهو بلال ، فقال : ما هو بأحقّ به منّي ، إنّه كان من
المشركين من يمنعه ، ولم يكن لي أحد يمنعني ، لقد رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا
، ثمّ سلقوني فيها ، ثمّ وضع رجل رجله على صدري ، فما اتّقيت الأرض إلّا بظهري ، قال
: ثمّ كشف عن ظهره ، فإذا هو قد برص .
وقال حارثة بن مضرّب
: دخلت على خبّاب وقد اكتوى سبع كيّات ، فسمعته يقول : لو لا أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا ينبغي لأحد
أن يتمنّى الموت» لألفاني قد تمنّيته ، قال : وقد أتي بكفنه قباطيّ ، فبكى ، ثمّ قال
: لكنّ حمزة عمّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم كفّن في بردة ، إذا
مدّت على قدميه قلصت عن رأسه ، وإذا مدّت على رأسه قلصت عن قدميه ، ولقد رأيتني مع
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أملك دينارا ولا
درهما ، وإنّ في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف ، ولقد خشيت أن تكون عجّلت لنا
طيّباتنا في حياتنا الدّنيا .
__________________
وقال الواقديّ : سمعت
من يقول : هو أوّل من قبره عليّ بالكوفة ، وصلّى عليه منصرفه من صفّين .
وقال الأعمش ، عن إبراهيم
، عن علقمة : إنّ خبّاب بن الأرتّ لبس خاتما من ذهب ، فدخل به على ابن مسعود ، فقال
له أما آن لهذا الخاتم أن يطّرح ، فقال : لا تراه عليّ بعد اليوم.
(خزيمة بن ثابت) م ٤ ـ بن الفاكه أبو
عمارة الأنصاريّ الخطميّ
__________________
ذو الشهادتين ، يقال
إنّه بدريّ ، والصّحيح أنّه شهد
أحدا وما بعدها. له أحاديث.
روى عنه إبراهيم بن
سعد بن أبي وقّاص ، وعمرو بن ميمون الأودي ، وابنه ، عمارة بن
خزيمة ، وأبو عبد الله الجدليّ ، وغيرهم.
شهد صفّين مع عليّ
، وقاتل حتّى قتل.
ذو الكلاع الحميريّ
اسمه السّميفع ، ويقال
: سميفع بن ناكور . وقيل : اسمه أيفع ، كنيته أبو شرحبيل . أسلم في حياة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : له صحبة ،
فروى ابن لهيعة ، عن كعب بن علقمة ، عن حسّان بن كليب ، سمع ذا الكلاع يقول : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اتركوا التّرك
ما تركوكم ».
__________________
كان ذو الكلاع سيّد
قومه ، شهد يوم اليرموك ، وفتح دمشق ، وكان على ميمنة معاوية يوم صفّين .
روى عن عمر ، وغير
واحد.
روى عنه أبو أزهر بن
سعيد ، وزامل بن عمرو ، وأبو نوح الحميريّ.
والدليل على أنّه لم
ير النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ما روى إسماعيل بن
أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير قال : كنت باليمن ، فلقيت رجلين من أهل اليمن : ذا الكلاع
، وذا عمرو ، فجعلت أحدّثهم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأقبلا معي ، حتّى
إذا كنّا في بعض الطّريق ، رفع لنا ركب من قبل المدينة ، فسألناهم ، فقالوا : قبض النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم واستخلف أبو بكر. الحديث
رواه مسلم .
وروى علوان بن داود
، عن رجل قال : بعثني أهلي بهديّة إلى ذي الكلاع ، فلبثت على بابه حولا لا أصل إليه
، ثمّ إنّه أشرف من القصر ، فلم يبق حوله أحد إلّا سجد له ، فأمر بهديّتي فقبلت ، ثمّ
رأيته بعد في الإسلام ، وقد اشترى لحما بدرهم فسمطه على فرسه .
وروي أنّ ذا الكلاع
لمّا قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتنن أحد بحسنة . وكان عظيم الخطر عند معاوية ، وربّما كان يعارض معاوية ، فيطيعه
معاوية .
__________________
(عبد الله بن بديل
بن ورقاء) بن عبد العزّى الخزاعيّ
، كنيته أبو عمرو. روى البخاري في «تاريخه» أنّه ممّن دخل على عثمان ، فطعن عثمان في
ودجه ، وعلا التنوخيّ عثمان بالسّيف ، فأخذهم معاوية فقتلهم .
أسلم مع أبيه قبل الفتح
، وشهد الفتح وما بعدها ، وكان شريفا وجليلا. قتل هو وأخوه عبد الرحمن يوم صفّين مع
عليّ ، وكان على الرّجّالة.
قال الشّعبيّ : كان
على عبد الله يومئذ درعان وسيفان ، فأقبل يضرب أهل الشام حتّى انتهى إلى معاوية ، فتكاثروا
عليه فقتلوه ، فلمّا رآه معاوية صريعا قال : والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا
فضلا عن رجالها .
__________________
(عبد الله بن كعب المراديّ) من كبار عسكر عليّ
، قتل يوم صفّين ، ويقال إنّ له صحبة .
عبيد الله ابن أمير المؤمنين عمر
ابن الخطّاب القرشيّ
العدويّ المدنيّ. ولد في زمان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وسمع أباه ، وعثمان
، وأرسل عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم. كنيته أبو عيسى. غزا في أيّام أبيه. وأمّه أمّ كلثوم الخزاعيّة.
وعن أسلم ، أنّ عمر
ضرب ابنه عبيد الله بالدّرّة وقال : أتكتني بأبي عيسى ، أوكان لعيسى أب!
وقد ذكرنا أنّ عبيد
الله لمّا قتل عمر أخذ سيفه وشدّ على الهرمزان فقتله ، وقتل جفينة ، ولؤلؤة بنت أبي
لؤلؤة ، فلمّا بويع عثمان همّ بقتله ، ثمّ عفا عنه. وكان قد أشار عليّ على عثمان بقتله
، فلمّا بويع ذهب عبيد الله هاربا منه إلى الشام . وكان مقدّم جيش معاوية يوم صفّين ، فقتل يومئذ.
__________________
ويقال : قتله عمّار
بن ياسر ، وقيل رجل من همدان ، ورثاه بعضهم بقصيدة مليحة.
عمّار بن ياسر ع
ابن عامر بن مالك بن
كنانة بن قيس بن الحصين المذحجيّ
__________________
العنسيّ أبو اليقظان مولى بني
مخزوم ، من نجباء أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، شهد بدرا والمشاهد
كلّها ، وعاش ثلاثا وتسعين سنة ، وكان من السّابقين إلى الإسلام ، وممّن عذّب في الله
في أوّل الإسلام.
وأمّه سميّة أوّل شهيدة
في الإسلام ، طعنها أبو جهل في قلبها بحربة فقتلها. له نحو ثلاثين حديثا.
روى عنه ابن عبّاس
، وجابر ، ومحمد بن الحنفيّة ، وزرّ بن حبيش ، وهمّام بن الحارث ، وآخرون.
قدم ياسر بن عامر وأخواه
من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم ، فرجع أخواه وحالف ياسر أبا حذيفة بن المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم ،
__________________
فزوّجه أمة اسمها سميّة
، فولدت له عمّارا ، فلمّا بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسلم عمّار وأبواه
وأخوه عبد الله ، وقتل أخوهما حريث في الجاهلية.
وعن عمّار قال : لقيت
صهيبا على باب دار الأرقم ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فيها ، فدخلنا فأسلمنا
.
وعن عمر بن الحكم قال
: كان عمّار يعذّب حتّى لا يدري ما يقول ، وكذا صهيب ، وعامر بن فهيرة. وفيهم نزلت
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا
فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) .
وقال أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال
: أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنّار ، فكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يمرّ به ويمرّ يده
على رأسه فيقول : «(يا نارُ كُونِي بَرْداً
وَسَلاماً) على عمّار كما كنت
على إبراهيم ، تقتلك الفئة الباغية». رواه ابن سعد ، عن يحيى بن حمّاد
، أنبأ أبو عوانة ، عنه.
وقال القاسم بن الفضل
: ثنا عمرو بن مرّة ، عن سالم
بن أبي الجعد ، عن عثمان بن عفّان قال : أقبلت أنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم آخذ بيدي نتماشى في
البطحاء حتّى أتينا على أبي عمّار ، وعمّار ، وأمّه ، وهم
__________________
يعذّبون ، فقال ياسر
: الدّهر هكذا ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اصبر ، اللهمّ أغفر
لآل ياسر ، وقد فعلت ». كذا رواه مسلم بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل ، وأبو قطن
عمرو بن الهيثم ، عن القاسم ، وهو الحدّاني ، ورواه معتمر بن سليمان
، عن القاسم الحدّاني ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختريّ ، عن سلمان الفارسيّ.
وقال هشام الدّستوائيّ
: ثنا أبو الزّبير أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم مرّ بآل عمّار وهم
يعذّبون ، فقال : «أبشروا آل عمّار ، فإنّ موعدكم الجنّة». مرسل .
وقال ابن سيرين : لقي
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عمّارا وهو يبكي ،
فجعل يمسح عن عينيه ويقول : «أخذك الكفّار فغطّوك في النّار ، فقلت كذا وكذا ، فإن
عادوا فقل ذاك لهم ».
قلت : حين تكلّم يعني
بالكفر ، فرخّص له في ذلك لأنّه مكره.
وقال المسعوديّ ، عن
القاسم بن عبد الرحمن : أوّل من بنى مسجدا يصلّي فيه عمّار .
وقال ابن سعد : قالوا : وهاجر عمّار
إلى الحبشة الهجرة الثانية.
__________________
وقال فطر بن خليفة وغيره ، عن
كثير النّواء ، سمع عبد الله بن مليك قال : سمعت عليّا يقول : قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم
: «إنّه لم يكن نبيّ قطّ
إلّا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء ، وإنّي أعطيت أربعة عشر : حمزة ، وأبو بكر ،
وعمر ، وعليّ ، وجعفر ، وحسن ، وحسين ، وابن مسعود ، وأبو ذرّ ، والمقداد ، وعمّار
، وبلال ، وسلمان» .
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ قال : استأذن
عمّار على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «مرحبا بالطّيّب
المطيّب» . صحّحه التّرمذيّ.
وقال الأعمش ، عن أبي
عمّار الهمذانيّ ، عن عمرو بن شرحبيل قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عمّار مليء إيمانا
إلى مشاشه» .
وقال عبد الملك بن
عمير ، عن مولى لربعيّ ، عن ربعيّ ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقتدوا باللّذين
من بعدي أبي بكر وعمر ،
__________________
واهتدوا بهدي عمّار
، وتمسّكوا بعهد ابن أمّ عبد . حسنة التّرمذيّ.
وقال ابن عون ، عن
الحسن ، قال عمرو بن العاص : كنّا نرى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحبّ رجلا ، قالوا
: من هو؟ قال : عمّار بن ياسر ، قالوا : فذاك قتيلكم يوم صفّين ، قال : قد والله قتلناه
. رواه جرير بن حازم ، عن الحسن.
وقال سلمة بن كهيل
، عن علقمة ، عن خالد بن الوليد قال : كان بيني وبين عمّار كلام ، فأغلظت له ، فشكاني
إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «من عادى
عمّارا عاداه الله ، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله». رواه أحمد في «مسندة» ، عن يزيد بن هارون
، ثنا العوّام عنه. وأخرجه النّسائي ـ لكن له علّة ـ وهو ما رواه عمرو بن مرزوق ، عن
شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبيه ، عن الأسود قال
: كان بين عمّار وخالد كلام ، فذكر الحديث.
روى أبو ربيعة الإياديّ
، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الجنّة تشتاق إلى
ثلاثة : عليّ ، وعمّار ، وسلمان» . حسّنه التّرمذيّ.
__________________
وعن عليّ قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دم عمّار ولحمه
حرام على النار» .
وقال عمّار الدّهني
، عن سالم بن أبي الجعد
قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : أرأيت إن أدركت فتنة ، قال : عليك بكتاب الله ،
قال : أرأيت إن كان كلّهم يدعو إلى كتاب الله ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا اختلف
النّاس كان ابن سميّة مع الحق ». فيه انقطاع.
وعن عائشة قالت : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عمّار ما عرض عليه
أمران إلّا اختار أرشدهما» . أخرجه النّسائيّ والتّرمذيّ ، وإسناده صحيح.
وقال أبو نعيم : ثنا
سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى ، أنّ حذيفة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أبو اليقظان
على الفطرة ، لن يدعها حتّى يموت ، أو يلبسه الهرم» هذا منكر ، وسعد ضعيف.
__________________
ويروى عن عائشة ، وعن
سعد «إنّ عمّارا على الفطرة إلّا أن تدركه هفوة من كبر ».
وقال علقمة : سمعت
أبا الدّرداء يقول : أليس فيكم صاحب السّواك والوساد ـ يعني ابن مسعود ـ ، أليس فيكم
الّذي أعاذه الله على لسان نبيّه من الشيطان ـ يعني عمّارا ـ ، أليس فيكم صاحب السّرّ
حذيفة . أخرجه البخاريّ.
__________________
وقال داود بن أبي هند
، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببناء المسجد ، فجعل
ينقل عمّار لبنتين لبنتين ، فترب رأسه ، فحدّثني أصحابي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعل ينفض رأسه ويقول
: «ويحك يا بن سميّة! تقتلك الفئة الباغية» . روى آخره شعبة ، عن أبي مسلمة ، عن أبي نضرة ، عن
أبي سعيد قال : حدثني من هو خير منّي أبو قتادة ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قاله .
وقال شعبة : أخبرني
عمرو بن دينار ، سمعت أبا هشام يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمّار : «تقتلك الفئة
الباغية» .
وقال أحمد بن المقدام
العجليّ ، عن عبد الله بن جعفر ، حدّثني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، نحوه.
وقال عبد العزيز الدّراورديّ
، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أبشر عمّار تقتلك
الفئة الباغية». قال التّرمذيّ : صحيح غريب من حديث
العلاء.
__________________
وقال : خالد الحذّاء
، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّه قال لي ولابنه عليّ : انطلقا إلى أبي سعيد الخدريّ
واسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط له ، فحدّثنا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ويح عمّار تقتله
الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النّار» ، فجعل عمّار يقول : أعوذ بالله
من الفتن . أخرجه البخاريّ.
وروى ورقاء ، عن عمرو
بن دينار ، عن زياد مولى عمرو بن العاص ، عن مولاه ، سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «تقتل عمّارا
الفئة الباغية» . رواه شعبة عن عمرو بن دينار ، فقال ، عن رجل ، عن عمرو بن
العاص.
وقال الأعمش ، عن عبد
الرحمن بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث قال : إنّي لأسير مع معاوية منصرفه من صفّين
، بينه وبين عمرو ، فقال عبد الله بن عمرو : يا أبه ، أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لعمّار : «ويحك
يا بن سميّة! تقتلك الفئة الباغية»؟ قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما
__________________
يقول هذا؟! فقال :
لا تزال تأتينا بهنة ، ما نحن قتلناه ، إنّما قتله الّذين جاءوا به .
وقال جماعة عن الحسن
، عن أمّه ، عن أمّ سلمة ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لعمّار : «تقتلك
الفئة الباغية» .
وقال عبد الله بن طاووس
، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه قال : لمّا قتل عمّار دخل عمرو بن حزم
على عمرو بن العاص فقال : قتل عمّار ، وقد قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «تقتله الفئة الباغية»
، فدخل عمرو بن العاص على معاوية فقال : قتل عمّار ، قال معاوية : فما ذا! قال : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «تقتله الفئة
الباغية». قال : دحضت في بولك أو نحن قتلناه ، إنّما قتله عليّ وأصحابه .
وعن عثمان بن عفّان
، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «تقتل عمّارا
الفئة الباغية» . رواه أبو عوانة في «مسندة».
وقال عبد الله بن أبي
الهذيل وغيره ، عن عمّار قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تقتلك الفئة الباغية»
. وله طرق عن عمّار.
وروي هذا الحديث عن
ابن عبّاس ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وأبي
__________________
رافع ، وابن أبي أوفى
، وجابر بن سمرة ، وأبي اليسر السّلميّ ، وكعب بن مالك ، وأنس ، وجابر ، وغيرهم ، وهو
متواتر عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، قال أحمد بن حنبل
: في هذا غير حديث صحيح عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقد قتلته الفئة
الباغية.
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
، عن أبي ليلى الكنديّ قال : جاء خبّاب ، فقال عمر : ادن ، فما أحد أحقّ بهذا المجلس
منك ، إلّا عمّار .
وقال حارثة بن مضرّب
: قرئ علينا كتاب عمر : إنّي بعثت إليكم ـ يعني إلى الكوفة ـ عمّار بن ياسر أميرا ،
وابن مسعود معلّما ووزيرا ، وإنّهما لمن النّجباء من أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، من أهل بدر ، فاسمعوا
لهما ، واقتدوا بهما ، وقد آثرتكم بهما على نفسي .
وعن سالم بن أبي الجعد
، أنّ عمر جعل عطاء عمّار ستّة آلاف.
وعن ابن عمر قال :
رأيت عمّارا يوم اليمامة على صخرة ، وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنّة
تفرّون ، أنا عمّار بن ياسر ، هلموا إليّ ، وأنا انظر إلى أذنه وقد قطعت ، فهي تذبذب
، وهو يقاتل أشدّ القتال .
وعن عبد الله بن أبي
الهذيل قال : رأيت عمّار بن ياسر اشترى قتّا بدرهم ، فاستزاد حبلا
، فأبى ، فجاذبه حتّى قاسمه نصفين ، وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة .
وقد روي أنّهم قالوا
لعمر : إنّ عمّار غير عالم بالسياسة ، فعزله.
__________________
قال الشّعبيّ : قال
عمر لعمّار : أساءك عزلنا إيّاك؟ قال : لئن قلت ذاك ، لقد ساءني حين استعملتني ، وساءني
حين عزلتني .
وقال نوفل بن أبي عقرب
: كان عمّار قليل الكلام ، طويل السّكوت ، وكان عامّة أن يقول : عائذ بالرحمن من
فتنة ، عائذ بالرحمن من فتنة ، قال : فعرضت له فتنة عظيمة . يعني مبالغته في القيام في أمر عثمان وبعده.
وعن ابن عمر قال :
[ما أعلم أحدا خرج في الفتنة يريد الله إلّا عمّار ابن ياسر ، وما أدري ] ما صنع .
وعن عمّار أنّه قال
وهو يسير إلى صفّين : اللهمّ لو أعلم أنّه أرضى لك عنّي أن أرمي بنفسي من هذا الجبل
لفعلت ، وإنّي لا أقاتل إلّا أريد وجهك .
وقال حبيب بن أبي ثابت
، عن أبي البختريّ قال : قال عمّار يوم صفّين : ائتوني بشربة لبن ، قال : فشرب ، ثمّ
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ آخر شربة تشربها
من الدّنيا شربة لبن ، ثمّ تقدّم فقاتل حتّى قتل .
__________________
وقال سعد بن إبراهيم
، عن رجل ، سمع عمّارا بصفّين ينادي : أزفت الجنان ، وزوّجت الحور العين ، اليوم نلقى
حبيبنا صلىاللهعليهوسلم.
وقال حمّاد بن سلمة
: ثنا أبو حفص كلثوم بن جبر ، عن أبي غادية الجهنيّ. قال : سمعت عمّار بن ياسر يقع
في عثمان يشتمه بالمدينة ، فتوعّدته بالقتل ، فلمّا كان يوم صفّين جعل يحمل على النّاس
، فحملت عليه وطعنته في ركبته فوقع ، فقتلته. تمام الحديث. فقيل : قتل عمّار.
وأخبر عمرو بن العاص
فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قاتل عمّار
وسالبه في النّار ».
وقال أيّوب ، عن مجاهد
، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «قاتل عمّار وسالبه
في النّار» .
وقال الواقديّ وغيره
: استلحمت الحرب بصفّين ، وكادوا يتفانون ، فقال معاوية : هذا يوم تفانى فيه العرب
إلّا أن تدركهم خفّة العبد ، يعني عمّارا ، وكان القتال الشديد ثلاثة أيام ولياليهنّ
آخرهنّ ليلة الهرير ، فلمّا كان اليوم الثالث ، قال عمّار لهاشم بن عتبة ومعه اللّواء
: احمل فداك أبي وأمي ، فقال هاشم : يا عمّار إنّك رجل تستخفّك الحرب ، وإنّي إنّما
أزحف باللواء رجاء أن أبلغ بذلك بعض ما أريد .
وقال قيس بن أبي حازم
: قال عمار : ادفنوني في ثيابي ، فإنّي رجل مخاصم .
قال أبو عاصم النّبيل
: توفي عن ثلاث وتسعين سنة. وكان لا يركب
__________________
على سرج ، وكان يركب
راحلته من الكبر.
* * *
وفيها غزا الحارث بن
مرّة العبديّ أرض الهند ، إلى أن
جاوز مكران ، وبلاد قندابيل ، ووغل في جبل القيقان
، فآب بسبي وغنائم
، فأخذوا عليه بمضيق فقتل هو وعامّة من معه في سبيل الله تعالى .
(قيس بن المكشوح ) أبو شدّاد المرادي ، أحد شجعان
العرب ، أدرك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم باليمن ولم يره. وهو
أحد من أعان على قتل الأسود العنسيّ ، وشهد اليرموك ، وأصيبت عينه يومئذ .
__________________
وقد ارتدّ بعد موت
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فيما قيل ، وقتل دادويه
الأبناوي. ثمّ حمل عليه المهاجر بن أبي أميّة فأوثقه ، وبعث به إلى أبي بكر رضياللهعنه ، فهمّ بقتله وقال
: قتلت الرجل الصالح ، فأنكر وحلف خمسين يمينا قسامة أنّه ما قتله ، فقال : يا خليفة
رسول الله استبقني لحربك ، فإنّ عندي بصرا بالحرب ومكيدة للعدوّ ، فخلّاه ، ثمّ إنّه
كان من أعوان عليّ ، وقتل يوم صفّين رحمهالله تعالى.
(هاشم بن عتبة بن أبي
وقّاص الزّهريّ) ابن أخي سعد ، ويعرف
بالمرقال . ولد في حياة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ولم تثبت له صحبة
، وشهد اليرموك وأصيبت عينه يومئذ
، وشهد فتح دمشق ، وكان أحد الأشراف ، كانت معه راية عليّ يوم صفّين فيما ذكر حبيب
بن أبي ثابت .
__________________
وقال : كان أعور
فجعل عليّ يقول له
: أقدم يا أعور ، لا خير في أعور لا يأتي الفرج. فيستحي فيتقدّم.
قال عمرو بن العاص
: إنّي لأرى لصاحب الرّاية السّوداء عملا ، لئن دام على ما أرى لتقتلنّ العرب اليوم
، قال : فما زال أبو اليقظان حتّى لفّ بينهم.
وعن الشّعبيّ أنّ عليّا
صلّى على عمّار بن ياسر ، وهاشم بن عتبة ، فجعل عمّارا ممّا يليه ، فلمّا قبرهما جعل
عمارا أمام هاشم.
(أبو فضالة الأنصاري) بدريّ. قتل مع عليّ
يوم صفّين. انفرد بهذا القول محمد بن راشد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، وليسا بحجّة.
(أبو عمرة الأنصاري) س ـ بشير بن عمرو بن
محصن الخزرجيّ النّجّاريّ. وقيل اسم أبي عمرة : بشير ، وقيل : ثعلبة ، وقيل : عمرو.
بدريّ كبير. له رواية في النّسائيّ.
روى عنه ابنه عبد الرحمن
بن أبي عمرة ، ومحمد بن الحنفيّة. وقتل يوم صفّين مع عليّ. قاله ابن سعد.
__________________
سنة ثمان وثلاثين
فيها وجّه معاوية من
الشام عبد الله بن الحضرميّ في جيش إلى البصرة ليأخذها ، وبها زياد ابن أبيه من جهة
عليّ ، فنزل ابن الحضرميّ في بني تميم وتحوّل زياد إلى الأزد ، فنزل على صبرة بن شيمان
الحدّانيّ . وكتب إلى عليّ فوجّه عليّ أعين بن ضبيعة المجاشعيّ ، فقتل
أعين غيلة على فراشه. فندب عليّ جارية بن قدامة السّعديّ ، فحاصر ابن الحضرميّ في الدّار
التي هو فيها ، ثمّ حرّقها عليه .
وفي شعبان ثارت (الخوارج)
وخرجوا على عليّ ، وأنكروا عليه كونه حكّم الحكمين ، وقالوا : حكّمت في دين الله الرجال
، والله يقول : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا
لِلَّهِ) ، فناظرهم ، ثمّ أرسل
إليهم عبد الله بن عبّاس ، فبيّن لهم فساد شبهتهم ، وفسر لهم ، واحتجّ بقوله تعالى
: (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ
مِنْكُمْ) ، وبقوله (فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً
مِنْ أَهْلِها) ، فرجع إلى
__________________
الصّواب منهم خلق ،
وسار الآخرون ، فلقوا عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ ، ومعه امرأته فقالوا : من أنت؟
فانتسب لهم ، فسألوه عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، فأثنى عليهم كلّهم ، فذبحوه
وقتلوا امرأته ، وكانت حبلى ، فبقروا بطنها ، وكان من سادات أبناء الصّحابة .
وفيها سارت الخوارج
لحرب عليّ ، فكانت بينهم (وقعة النّهروان) ، وكان على الخوارج عبد الله بن وهب السبائي
، فهزمهم عليّ وقتل أكثرهم ، وقتل ابن وهب. وقتل من أصحاب عليّ اثنا عشر رجلا .
وقيل في تسميتهم (الحروريّة)
لأنّهم خرجوا على عليّ من الكوفة ، وعسكروا بقرية قريبة من الكوفة يقال لها
(حروراء) ، واستحلّ عليّ قتلهم لما فعلوا بابن خبّاب وزوجته.
وكانت الوقعة في شعبان
سنة ثمان ، وقيل : في صفر.
قال عكرمة بن عمّار
: حدّثني أبو زميل أنّ ابن عبّاس قال : لمّا اجتمعت الخوارج في دارها ، وهم ستّة آلاف
أو نحوها ، قلت لعليّ : يا أمير المؤمنين أبرد بالصّلاة لعلّي ألقى هؤلاء ، فإنّي أخافهم
عليك ، قلت : كلّا ، قال : فلبس ابن عبّاس حلّتين من أحسن الحلل ، وكان جهيرا جميلا
، قال : فأتيت القوم ، فلمّا رأوني قالوا : مرحبا بابن عبّاس وما هذه الحلّة؟ قلت :
وما تنكرون من ذلك؟ لقد رأيت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم حلّة من أحسن الحلل
، قال : ثم تلوت عليهم : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ
اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ) .
__________________
قالوا : فما جاء بك؟
قلت : جئتكم من عند أمير المؤمنين ، ومن عند أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أرى فيكم أحدا
منهم ، ولأبلغنّكم ما قالوا ، ولأبلغنّهم ما تقولون : فما تنقمون من ابن عمّ رسول الله
صلىاللهعليهوسلم وصهره؟ فأقبل بعضهم
على بعض ، فقالوا : لا تكلّموه فإنّ الله يقول : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) وقال بعضهم : ما يمنعنا
من كلامه ، ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويدعونا إلى كتاب
الله ، قال : فقالوا : ننقم عليه ثلاث خلال : إحداهنّ أنّه حكّم الرّجال في دين الله
، وما للرّجال ولحكم الله ، والثانية : أنّه قاتل فلم يسب ولم يغنم ، فإن كان قد حلّ
قتالهم فقد حلّ سبيهم ، وإلّا فلا ، والثالثة ، محا نفسه من (أمير المؤمنين) ، فإن
لم يكن أمير المؤمنين ، فهو أمير المشركين. قلت : هل غير هذا؟ قالوا : حسبنا هذا.
قلت : أرأيتم إن خرجت
لكم من كتاب الله وسنّة رسوله أراجعون أنتم؟ قالوا : وما يمنعنا ، قلت : أمّا قولكم
إنّه حكّم الرّجال في أمر الله ، فإنّي سمعت الله يقول في كتابه : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) وذلك في ثمن صيد أرنب
أو نحوه قيمته ربع درهم فوّض الله الحكم فيه إلى الرجال ، ولو شاء أن يحكّم لحكّم.
وقال : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ
بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ) الآية. أخرجت من هذه؟
قالوا : نعم.
قلت : وأمّا قولكم
: قاتل فلم يسب ، فإنّه قاتل أمّكم ، لأنّ الله يقول : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) فإن زعمتم أنّها ليست
بأمّكم فقد كفرتم ، وإن زعمتم أنّها أمّكم فما حلّ سباؤها ، فأنتم بين ضلالتين ، أخرجت
من هذه؟ قالوا : نعم.
__________________
قلت : وأمّا قولكم
إنّه محا اسمه من أمير المؤمنين ، فإنّي أنبئكم عن ذلك : أما تعلمون أنّ رسول الله
صلىاللهعليهوسلم يوم الحديبيّة جرى
الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو ، فقال يا عليّ اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله
فقالوا : لو علمنا أنّك رسول الله ما قاتلناك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ، فقال اللهمّ
إنّك تعلم أنّي رسولك ، ثمّ أخذ الصّحيفة فمحاها بيده ، ثمّ قال : يا عليّ اكتب : هذا
ما صالح عليه محمد بن عبد الله ، فو الله ما أخرجه ذلك من النّبوّة ، أخرجت من هذه؟
قالوا : نعم.
قال : فرجع ثلثهم ،
وانصرف ثلثهم ، وقتل سائرهم على ضلالة .
قال عوف : ثنا أبو
نضرة ، عن أبي سعيد قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تفترق أمّتي فرقتين
، تمرق بينهما مارقة تقتلهم ، أولى الطّائفتين بالحقّ» . وكذا رواه قتادة وسليمان التّيميّ ،
عن أبي نضرة.
وقال ابن وهب : أنبأ
عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشجّ ، عن بسر بن سعيد ، عن عبيد
الله بن أبي رافع ، أنّ الحروريّة لمّا خرجت على عليّ قالوا : لا حكم إلّا لله ، فقال
عليّ : كلمة حقّ أريد بها باطل ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصف ناسا إنّي لأعرف
صفتهم في هؤلاء الذين يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجاوز حناجرهم ـ وأشار إلى حلقه ـ من
أبغض خلق الله إليه ،
__________________
منهم أسود إحدى يديه
طبي شاة أو حلمة ثدي ، فلمّا قاتلهم عليّ
قال : انظروا ، فنظروا فلم يجدوا شيئا ، قال : ارجعوا ، فو الله ما كذبت ولا كذبت ،
ثمّ وجدوه في خربة ، فأتوا به حتّى وضعوه بين يديه ،
قال عبيد الله : أنا
حاضر ذلك من أمرهم وقول عليّ فيهم .. وقال يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن عبيد الله بن
عياض ، أنّ عبد الله بن شدّاد بن الهاد دخل على عائشة ونحن عندها ليالي قتل عليّ ،
فقالت : حدّثني عن هؤلاء الذين قاتلهم عليّ ، قال : إنّ عليا لمّا كاتب معاوية وحكّم
الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء النّاس ـ يعني عبّادهم ـ فنزلوا بأرض حروراء
من جانب الكوفة وقالوا : انسلخت من قميص ألبسك الله وحكّمت في دين الله الرّجال ، ولا
حكم إلّا لله.
فلمّا بلغ عليّا ما
عتبوا عليه ، جمع أهل القرآن
، ثمّ دعا بالمصحف إماما عظيما ، فوضع بين يديه ، فطفق يحرّكه بيده ويقول : أيّها المصحف
حدّث النّاس ، فناداه النّاس ، ما تسأل؟ إنّما هو مداد وورق ، ونحن نتكلّم بما روينا
منه ، فما ذا تريد؟
فقال : أصحابكم الذين خرجوا ، بيني وبينهم كتاب الله تعالى : يقول الله في كتابه :
(فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ
أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) ، فأمّة محمد أعظم
حقّا وحرمة من رجل وامرأة ، وذكر الحديث شبه ما تقدّم ، قال : فرجع منهم أربعة آلاف
، فيهم ابن الكوّاء ، ومضى
__________________
الآخرون ، قالت عائشة
فلم قتلهم؟ قال : قطعوا السّبيل ، واستحلّوا أهل الذّمّة ، وسفكوا الدّم .
__________________
الوفيّات
الأشتر النّخعيّ
س
واسمه مالك بن الحارث
، شريف كبير القدر في النّخع.
روى عن عمر ، وخالد
بن الوليد. وشهد اليرموك ، وقلعت عينه
__________________
يومئذ. وكان ممّن ألّب
على عثمان ، وسار إليه وأبلى شرّا. وكان خطيبا بليغا فارسا. حضر صفّين وبين يومئذ ،
وكاد أن يظهر على معاوية ، فحلّ عليه أصحاب عليّ لمّا رأوا المصاحف على الأسنّة ، فوبّخهم
الأشتر ، وما أمكنه مخالفة عليّ ، وكفّ بقومه عن القتال .
قال عبد الله بن سلمة
المراديّ : نظر عمر بن الخطّاب إلى الأشتر ، وأنا عنده فصعّد فيه عمر النّظر ، ثمّ
صوّبه ، ثمّ قال : إنّ للمسلمين من هذا يوما عصيبا. ثمّ إنّ عليّا لما انصرف من صفّين
أو بعدها ، بعث الأشتر على مصر ، فمات في الطّريق مسموما ، وكان عليّ يتبرّم به ويكرهه
، لأنّه كان صعب المراس ، فلمّا بلغه موته قال : للمنخرين والفم.
وقيل : إنّ عبدا لعثمان
لقيه فسمّ له عسلا وسقاه ، فبلغ عمرو بن العاص فقال : إنّ لله جنودا من عسل .
وقال عوانة بن الحكم
وغيره : لمّا جاء نعي الأشتر إلى عليّ رضياللهعنه قال : إنّا لله : مالك
، وما مالك وكلّ هالك ، وهل موجود مثل ذلك ، لو كان من حديد لكان قيدا ، أو كان من
حجر لكان صلدا ، على مثل مالك فلتبك البواكي .
__________________
سهل بن حنيف ع
ابن واهب بن عكيم الأنصاريّ
الأوسيّ ، والد أبي أمامة ، وأخو عثمان. شهد بدرا والمشاهد ، وله رواية.
روى عنه ابناه أبو
أمامة ، وعبد الله ، وأبو وائل ، وعبيد بن السّبّاق ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، ويسير
بن عمرو.
__________________
وقال ابن سعد : قالوا : آخى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بين سهل بن حنيف ،
وعليّ بن أبي طالب.
وثبت مع رسول الله
صلىاللهعليهوسلم يوم أحد ، وبايعه على
الموت ، وجعل ينضح يومئذ بالنّبل عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «نبّلوا سهلا
فإنّه سهل» .
وقال الزّهريّ لم يعط
رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أموال بني النّضير
أحدا من الأنصار ، إلّا سهل بن حنيف ، وأبا دجانة. وكانا فقيرين .
وقال أبو وائل : قال
سهل بن حنيف يوم صفّين : أيّها النّاس اتّهموا رأيكم ، فإنّا والله ما وضعنا سيوفنا
على عواتقنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأمر يفظعنا إلّا أسهل
بنا إلى أمر نعرفه
، إلّا أمرنا هذا .
وعن أبي أمامة قال
: مات أبي بالكوفة سنة ثمان وثلاثين ، وصلّى عليه عليّ رضياللهعنه .
وقال الشّعبيّ ، عن
عبد الله بن معقل قال : صلّيت مع عليّ على سهل ، فكبّر عليه ستّا .
وروى نحوه عن حنش بن
المعتمر ، وزاد : فكأنّ بعضهم أنكر ذاك ، فقال عليّ : إنّه رضياللهعنه .
__________________
(صفوان بن بيضاء) وهي أمّه ، وأبوه وهب
بن ربيعة بن هلال القرشيّ الفهريّ ، أبو عمرو ، أخو سهل وسهيل.
قال ابن سعد : قالوا ، آخى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بين صفوان ورافع بن
المعلّى. وقتلا يوم بدر.
قال الواقديّ : قد
روي لنا أنّ صفوان بن بيضاء لم يقتل يوم بدر ، وأنّه شهد المشاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وتوفّي في رمضان سنة ثمان وثلاثين ، والله أعلم.
صهيب بن سنان ع
الرّوميّ ، لأنّ الروم
سبته من نينوى بالموصل ، وهو من النّمر بن قاسط ، كان أبوه أو عمّه عاملا بنينوى لكسرى
، ثمّ إنّه جلب إلى مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان التّيميّ ، وقيل : بل هرب من الروم
فقدم مكة ،
__________________
وحالف ابن جدعان.
كان صهيب من السّابقين
الأوّلين ، شهد بدرا والمشاهد.
روى عنه من أولاده
: حبيب ، وزياد ، وحمزة ، وسعيد بن المسيّب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وكعب الأحبار
، وغيرهم.
وكنيته أبو يحيى ،
توفّي بالمدينة في شوّال ، ونشأ صهيب بالرّوم ، فبقيت فيه عجمة ، وكان رجلا أحمر شديد
الحمرة ليس بالطّويل ولا بالقصير ، وكان كثير شعر الرأس ، ويخضب بالحنّاء .
صحّ من مراسيل الحسن
أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «صهيب سابق الروم
».
__________________
وورد أيضا أنّ النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم كناه أبا يحيى .
وعن صيفيّ بن صهيب قال : إنّي صحبت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يوحى إليه .
وقال منصور ، عن مجاهد
قال : أوّل من أظهر الإسلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر ، وبلال
، وخبّاب ، وصهيب .
وعن عمر بن الحكم قال
: كان صهيب يعذّب حتّى لا يدري ما يقول .
وقال عوف الأعرابيّ
، عن أبي عثمان النّهديّ إنّ صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة ، قال له أهل مكة :
أتيتنا صعلوكا حقيرا فتنطلق بنفسك ومالك ، والله لا يكون هذا أبدا ، قال : أرأيتم إن
تركت مالي ، أمخلّون أنتم سبيلي؟ قالوا : نعم ، فترك لهم ماله أجمع ، فبلغ ذلك النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «ربح صهيب
ربح صهيب» .
وروي أنّهم أدركوه
، وقد سار عن مكّة ، فأطلق لهم ماله ، ولحق رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بعد بقباء ، قال
: فلما رآني قال : «ربح البيع أبا يحيى» قالها ثلاثا ، فقلت : يا رسول الله ما أخبرك
إلّا جبريل .
__________________
وعن محمد بن إبراهيم
التّيمي قال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين صهيب والحارث بن
الصّمّة .
وقد ذكرنا أنّ صهيبا
استخلفه عمر على الصلاة ، حتّى يتّفق أهل الشّورى على خليفة ، وأنّه الّذي صلّى على
عمر .
وقال الواقديّ : كان
صهيب أحمر ، شديد الصّهبة ، تحتها حمرة ، وعاش سبعين سنة .
وقال المدائنيّ : عاش
ثلاثا وسبعين سنة.
محمد بن أبي بكر الصّدّيق س ق
خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووزيره ومؤنسه في الغار
، وصدّيق الأمّة أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر القرشيّ التّيميّ المدني.
الّذي ولدته أسماء
بنت عميس في حجّة الوداع ، وكان أحد الرءوس
__________________
الذين ساروا إلى حصار
عثمان كما قدّمنا ، ثمّ انضمّ إلى عليّ ، فكان من أعيان أمرائه ، فبعثه على إمارة مصر
في رمضان سنة سبع وثلاثين ، وجمع له صلاتها وخراجها ، فسار إليها في جيش من العراق.
وسيّر معاوية من الشام
معاوية بن حديج على مصر أيضا ، وعلى حرب محمد. فالتقى الجمعان ، فكسره ابن حديج ، وانهزم
عسكر محمد ، واختفى هو بمصر في بيت امرأة ، فدلّت عليه فقال : احفظوني لأبي بكر ، فقال
معاوية بن حديج : قتلت ثمانين رجلا من قومي في دم عثمان ، وأتركك وأنت صاحبه ، فقتله
ثمّ جعله في بطن حمار وأحرقه .
وقال عمرو بن دينار
: أتي عمرو بن العاص بمحمد بن أبي بكر أسيرا ، فقال : هل معك عقد من أحد؟ قال : لا.
فأمر به فقتل .
روى محمد عن أبيه مرسلا.
وعنه ابنه القاسم بن محمد ، ولم يسمع منه.
(محمد بن أبي حذيفة) بن عتبة بن ربيعة بن
عبد شمس القرشيّ
__________________
العبشميّ أبو القاسم.
كان أبوه من السابقين إلى الإسلام ، وهاجر إلى الحبشة فولد له هذا بها. واستشهد يوم
اليمامة ، فنشأ محمد في حجر عثمان ، ثمّ إنّه غضب على عثمان لكونه لم يستعمله أو لغير
ذلك ، فصار إلبا على عثمان . فلمّا وفد أمير مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى عثمان
، وكان محمد بمصر ، فتوثّب على مصر ، وأخرج عنها نائب ابن أبي سرح عقبة بن مالك ، وخلع
عثمان واستولى على مصر ، فلم يتمّ أمره ، وكان يسمّى مشئوم قريش.
وقيل : إنّه كان مع
عليّ ، فسيّره على مصر ، فقتلته شيعة عثمان بفلسطين. وقيل : قتلوه سنة ستّ وثلاثين
، وقيل بعدها.
(أبو قتادة الأنصاريّ)
فارس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فارس شجاع ، له شأن
مذكور في سنة أربع وخمسين.
__________________
وأمّا أهل الكوفة فيقولون
: توفّي بالكوفة ، وصلّى عليه عليّ رضياللهعنهما .
قال غسّان بن الربيع
: توفّي سنة ثمان وثلاثين .
__________________
سنة تسع وثلاثين
فيها كانت وقعة الخوارج
بحروراء بالنّخيلة ، قاتلهم عليّ فكسرهم ، وقتل رءوسهم وسجد شكرا لله تعالى لمّا أتي
بالمخدّج إليه مقتولا ، وكان
رءوس الخوارج زيد بن حصن الطّائيّ ، وشريح بن أوفى العبسيّ ، وكانا على المجنّبتين
، وكان رأسهم عبد الله بن وهب السّبئيّ ، وكان على رجّالتهم حرقوص بن زهير .
* * *
وفيها بعث معاوية يزيد
بن شجرة الرّهاويّ ليقيم الحجّ
، فنازعه قثم ابن العبّاس ومانعه ، وكان من جهة عليّ ، فتوسّط بينهما أبو سعيد الخدريّ
وغيره ، فاصطلحا ، على أن يقيم الموسم شيبة بن عثمان العبدريّ
حاجب الكعبة .
* * *
__________________
وقيل توفّي فيها (أمّ
المؤمنين ميمونة) ، وحسّان بن ثابت الأنصاري ، وسيأتيان.
* * *
وكان عليّ قد تجهّز
يريد معاوية ، فردّ من عانات ، واشتغل بحرب الخوارج الحروريّة ، وهمّ العبّاد والقرّاء
من أصحاب عليّ الذين مرقوا من الإسلام ، وأوقعهم الغلوّ في الدّين إلى تكفير العصاة
بالذّنوب ، وإلى قتل النّساء والرجال ، إلّا من اعترف لهم بالكفر وجدّد إسلامه.
ابن سعد : أنا محمد
بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمع محمد
بن الحنفيّة يقول : كان أبي يريد الشّام ، فجعل يعقد لواءه ، ثمّ يحلف لا يحلّه حتّى
يسير ، فيأبى عليه النّاس ، وينتشر عليه رأيهم ، ويجبنون فيحله ويكفّر عن يمينه
، فعل ذلك أربع مرّات ، وكنت أرى حالهم فأرى ما لا يسرّني. فكلّمت المسور بن مخرمة
يومئذ ، وقلت : ألا تكلّمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى عندهم طائلا ، قال : يا أبا
القاسم يسير الأمر قد حمّ ، قد كلّمته فرأيته يأبى إلّا المسير.
قال ابن الحنفيّة :
فلمّا رأى منهم ما رأى قال : اللهمّ إنّي قد مللتهم وقد ملّوني ، وأبغضتهم وأبغضوني
، فأبدلني خيرا منهم ، وأبدلهم شرّا منّي.
__________________
سنة أربعين
فيها بعث معاوية إلى
اليمن بسر بن أبي أرطاة القرشيّ العامريّ في جنود ، فتنحّى عنها عامل عليّ عبيد الله
بن عبّاس ، وبلغ عليّا فجهّز إلى اليمن جارية بن قدامة السّعديّ
فوثب بسر على ولدي عبيد الله بن عبّاس صبيّين ، فذبحهما بالسّكين وهرب ، ثمّ رجع عبيد
الله على اليمن .
قال ابن سعد : قالوا
انتدب ثلاثة من الخوارج ، وهم : عبد الرحمن ابن ملجم المراديّ ، والبرك بن عبد الله
التميميّ ، وعمرو بن بكر التميميّ ، فاجتمعوا
بمكّة ، فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلنّ هؤلاء الثّلاثة عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه ، ومعاوية بن أبي سفيان
، وعمرو بن العاص ، ويريحوا العباد منهم .
فقال ابن ملجم : أنا
لعليّ ، وقال البرك : أنا لمعاوية ، وقال الآخر :
__________________
أنا أكفيكم عمرا ،
فتواثقوا أن لا ينكصوا ، واتّعدوا بينهم أن يقع ذلك ليلة سبع عشرة من رمضان ، ثمّ توجّه
كلّ رجل منهم إلى بلد بها صاحبه ، فقدم ابن ملجم الكوفة ، فاجتمع بأصحابه من الخوارج
، فأسرّ إليهم ، وكان يزورهم ويزورونه. فرأى قطام بنت شجنة من بني تيم الرّباب ، وكان
عليّ قتل أباها وأخاها يوم النّهروان ، فأعجبته ، فقالت : لا أتزوّجك حتّى تعطيني ثلاثة
آلاف درهم ، وتقتل عليّا ، فقال : لك ذلك ، ولقي شبيب بن بجرة الأشجعيّ ، فأعلمه ودعاه
إلى أن يكون معه فأجابه.
وبقي ابن ملجم في اللّيلة
التي عزم فيها على قتل عليّ يناجي الأشعث [بن قيس في مسجده] حتّى طلع الفجر ، فقال
له الأشعث : فضحك الصّبح ، فقام هو وشبيب ، فأخذا أسيافهما ، ثمّ جاءا حتّى جلسا مقابل
السّدّة التي يخرج منها عليّ ، فذكر مقتل عليّ رضياللهعنه ، فلمّا قتل أخذوا
عبد الرحمن بن ملجم ، وعذّبوه وقتلوه .
وقال حجّاج بن أبي منيع
: نبأ جدّي ، عن الزّهري ، عن أنس قال : تعاهد ثلاثة من أهل العراق على قتل معاوية
، وعمرو بن العاص ، وحبيب بن مسلمة ، وذكره.
__________________
من توفي فيها
(الأشعث بن قيس) أبو محمد الكنديّ نزيل
الكوفة. له صحبة
__________________
ورواية ، وقد ارتدّ
أيام الردة ، فحوصر وأخذ بالأمان له ولسبعين من قومه ، وقيل لم يأخذ لنفسه أمانا ،
فأتي به أبو بكر ، فقال أبو بكر : إنّا قاتلوك. لا أمان لك. فقال : أتمنّ عليّ وأسلم؟
قال : نعم. فمنّ عليه وزوّجه بأخته فروة بنت أبي قحافة .
وكان سيّد كندة ، وأصيبت
عينه يوم اليرموك.
روى عنه قيس بن أبي
حازم ، وأبو وائل ، وجماعة ، وكان على ميمنة عليّ (يوم صفّين). وقد استعمله معاوية
على أذربيجان . وكان سيّدا جوادا. وهو أوّل من مشت الرجال في خدمته وهو راكب
وتوفّي بعد عليّ بأربعين
ليلة ، وصلّى عليه الحسن رضياللهعنه .
تميم الدّاريّ
ابن أوس بن خارجة بن
سود بن جذيمة ، أبو رقيّة اللّخميّ الدّاري.
صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم واختلف في نسبه إلى
الدّار بن هانئ أحد بني لخم ،
__________________
ولخم من يعرب بن قحطان.
وفد تميم الدّاريّ
سنة تسع فأسلم ، وحدّث النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على المنبر بقصّة (الجسّاسة)
في أمر الدّجّال عن
تميم الدّاريّ.
ولتميم عدّة أحاديث
، روى عنه أنس ، وابن عبّاس ، وكثير بن مرّة ، وعطاء بن يزيد اللّيثي ، وعبد الله بن
موهب ، وزرارة بن أوفى ،
وشهر بن حوشب ، وطائفة.
قال ابن سعد : لم يزل بالمدينة
حتّى تحوّل بعد قتل عثمان إلى الشام.
وقال البخاريّ : هو أخو أبي هند الدّاريّ.
__________________
وروى ابن سعد بإسنادين أنّ وفد الدّاريّين
قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
منصرفه من تبوك ، وهم
عشرة ، فيهم تميم.
وقال ابن جريج : قال
عكرمة : لمّا أسلم تميم قال : يا رسول الله ، إنّ الله مظهرك على الأرض كلّها ، فهب
لي قريتي من بيت لحم ، قال : «هي لك» وكتب له بها ، قال : ثمّ جاء تميم بالكتاب إلى عمر فقال : أنا
شاهد ذلك ، وأعطاه إيّاه .
وذكر اللّيث بن سعد
، أنّ عمر قال لتميم : ليس لك أن تبيع ، فهي في أيدي أهل بيته إلى اليوم .
وقال الواقديّ : ليس
لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بالشام قطيعة غير حبرى
وبيت عينون ، أقطعهما
تميما الدّاريّ وأخاه نعيما .
وفي «البخاري» من حديث
ابن عبّاس قال : خرج رجل من بني سهم مع تميم الدّاريّ وعديّ بن بدّا ، فمات السّهميّ
بأرض ليس بها مسلم ، فلمّا قدما بتركته فقدوا جاما من فضّة ، فأحلفهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ وجدوا الجام
بمكة ، فقيل : اشتريناه من تميم وعديّ ، فقام رجلان من أولياء السّهميّ ، فحلفا لشهادتنا
أحقّ من شهادتهما ، وأنّ الجام لصاحبهم.
__________________
وفيهم نزلت هذه الآية
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) .
وقال قتادة في قوله
: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ
الْكِتابِ) قال : سلمان ، وابن
سلّام ، وتميم الدّاريّ . وقال قرّة بن خالد ، عن ابن سيرين : جمع القرآن على عهد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم أبيّ ، وعثمان ، وزيد
، وتميم الدّاريّ .
أيّوب ، عن أبي قلابة
، عن أبي المهلّب قال : كان تميم الدّاريّ يختم القرآن في سبع .
وقال عاصم بن سليمان
، عن ابن سيرين : إنّ تميما الدّاريّ كان يقرأ القرآن في ركعة .
وقال عمرو بن مرّة
، عن أبي الضّحى ، عن مسروق قال : قال لي رجل من أهل مكة : هذا مقام أخيكم تميم الدّاريّ
، صلّى ليلة حتّى أصبح
__________________
أو كاد ، يقرأ آية
يردّدها ويبكي : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) الآية .
وقال أبو نباتة يونس
بن يحيى ، عن المنكدر بن محمد ، عن أبيه ، إنّ تميما الدّاريّ نام ليلة لم يقم بتهجّد
، فقام سنة لم ينم فيها ، عقوبة للذي صنع .
الجريريّ ، عن أبي
العلاء ، عن رجل قال : أتيت تميما الدّاريّ فتحدثنا حتّى استأنست إليه ، فقلت : كم
جزؤك؟ قال : لعلّك من الذين يقرأ أحدهم القرآن ثمّ يصبح فيقول : قد قرأت القرآن في
هذه اللّيلة ، فو الّذي نفسي بيده لأن أصلّي ثلاث ركعات نافلة أحبّ إليّ من أن أقرأ
في ليلة ، فأصبح فأقول : قرأت القرآن اللّيلة ، فلمّا أغضبني قلت : والله إنّكم معاشر
صحابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم من بقي منكم لجدير
أن تسكتوا ، فلا تعلموا وتعنوا من سألكم ، فلمّا رآني قد غضبت
لان وقال : ألا أحدّثك يا بن أخي ، أرأيت إن كنت أنا مؤمنا قويّا ، وأنت مؤمن ضعيف
، فتحمل قوّتي على ضعفك ، فلا تستطيع فتنبتّ ، أو رأيت إن كنت مؤمنا قويا وأنا مؤمن
ضعيف [أتيتك بنشاطي حتى] أحمل قوّتك على ضعفي
، فلا أستطيع ،
__________________
فأنبتّ ، ولكن خذ من
نفسك لدينك ، ومن دينك لنفسك ، حتّى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها. رواه ابن المبارك
في «كتاب الزهد» ، عن الجريريّ .
وروى حمّاد بن سلمة
، عن الجريريّ ، عن أبي العلاء ، عن معاوية بن حرمل قال : قدمت المدينة فلبثت في المسجد
ثلاثا لا أطعم ، فأتيت عمر ، فقلت : يا أمير المؤمنين تائب من قبل أن يقدر عليّ ، قال
: من أنت؟ قلت : معاوية بن حرمل ، قال : اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه.
قال : وكان تميم الدّاريّ
إذا صلّى ضرب بيده عن يمينه وشماله ، فأخذ رجلين فذهب بهما ، فصلّيت إلى جنبه ، فأخذني
، فأتينا بطعام ، فأكلت أكلا شديدا ، وما شبعت من شدة الجوع. فبينا نحن ذات ليلة إذ
خرجت نار بالحرّة ، فجاء عمر إلى تميم فقال : قم إلى هذه النّار. فقال : يا أمير المؤمنين
، ومن أنا ، وما أنا ، فلم يزل به حتّى قام معه ، وتبعتهما ، فانطلق إلى النّار ، فجعل
تميم يحوشها بيده ، حتّى دخلت الشّعب ، ودخل تميم خلفها ، فجعل عمر يقول : ليس من رأى
كمن لم ير ، قالها ثلاثا . رواه عفّان عنه. ومعاوية هذا لا يعرف .
قتادة ، عن ابن سيرين
، أنّ تميما الدّاريّ اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه إلى الصّلاة .
__________________
الأصح همّام ، عن قتادة
، عن أنس ، فذكره ، فقال حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، أنّ تميما الدّاريّ اشترى حلّة
بألف ، كان يلبسها في اللّيلة التي ترى فيها ليلة القدر .
الزّبيديّ ، عن الزّهريّ
، عن السّائب بن يزيد قال : أوّل من قصّ تميم الداريّ ، استأذن عمر فأذن له فقصّ قائما
.
وعن سهيل بن مالك ،
عن أبيه ، أنّ تميما استأذن عمر في القصص فأذن له ، ثمّ مرّ عليه بعد فضربه بالدّرّة
، ثمّ قال له : بكرة وعشيّة ! عبد الله بن نافع ، عن أسامة ، عن الزّهريّ ، عن حميد بن عبد
الرحمن ، أنّ تميما استأذن عمر في القصص سنين ، ويأبى عليه. فلما أكثر عليه قال : ما
تقول؟ قال : أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير ، وأنهاهم عن الشّرّ ، قال عمر : ذلك
الذّبح ، ثمّ قال : عظ قبل أن أخرج للجمعة ، فكان يفعل ذلك ، فلما كان عثمان استزاده
فزاده يوما آخر .
وقال عبد العزيز بن
أبي رواد ، عن نافع ، أنّ تميما الدّاريّ استأذن عمر في القصص ، فقال له : على مثل
الذّبح ، قال : إنّي أرجو العاقبة ، فأذن له.
وقال خالد بن عبد الله
، عن بيان ، عن وبرة قال : رأى عمر تميما
__________________
الدّاريّ يصلّي بعد
العصر ، فضربه بدرّته على رأسه ، فقال له تميم : يا عمر تضربني على صلاة صلّيتها مع
رسول الله ! قال : يا تميم ليس كلّ النّاس يعلم ما تعلم . خالد بن إياس ، وهو واه ، عن يحيى بن عبد الرحمن ، عن أبي
سعيد الخدريّ قال : أوّل من أسرج المسجد تميم الدّاريّ. أخرجه ابن ماجة .
قيل : وجد على نصيبة
قبر تميم أنّه مات سنة أربعين.
(الحارث بن خزمة) بن عديّ أبو بشير الأنصاريّ
الأشهليّ. شهد بدرا والمشاهد كلّها. وهو من حلفاء بني عبد الأشهل. توفّي بالمدينة سنة
أربعين وله سبع وستّون سنة.
وخزمة بفتحتين. قيّده
ابن ماكولا .
(خارجة بن حذافة) د ت ق ـ بن غانم. قال
ابن ماكولا : له
__________________
صحبة ، وشهد فتح مصر
، وكان أمير ربع المدد الذين أمدّ بهم عمر بن الخطّاب عمرو بن العاص ، وكان على شرطة
مصر في خلافة عمر ، وفي خلافة معاوية ، قتله عمرو بن بكير الخارجيّ بمصر ، وهو يعتقد
أنّه عمرو بن العاص .
روى عنه عبد الله بن
أبي مرّة حديثا.
خوّات بن جبير م
ابن النّعمان الأنصاريّ.
شهد بدرا والمشاهد بعدها.
__________________
(فائدة) لم يشهد خوّات
بن جبير بدرا. قال عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيره : أصابه في ساقه حجر بالصّفراء ، فرجع
فضرب له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسهمه .
يونس بن محمد : أنبأ
فليح بن سليمان ، عن ضمرة بن سعيد ، عن قيس بن أبي حذيفة ، عن خوّات بن جبير قال :
خرجنا حجّاجا مع عمر ، فسرنا في ركب ، فيهم أبو عبيدة ، وعبد الرحمن بن عوف ، فقال
القوم : غنّنا فقال ، عمر : دعوا
أبا عبد الله فليغنّ من شعره ، فما زلت أغنّيهم حتّى كان السّحر ، فقال عمر : ارفع
لسانك يا خوّات ، فقد أسحرنا .
وكان أحد الأبطال المشهورين.
له أحاديث.
روى عنه عبد الرحمن
بن أبي ليلى ، وعطاء بن يسار وابنه صالح بن خوّات
، وبسر بن سعيد.
روى له البخاري في
كتاب «الأدب» ، خارج الصّحيح.
وقيل : هو صاحب ذات
النّحيين .
__________________
قال زيد بن أسلم :
قال خوّات نزلنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرّ الظّهران ، فإذا
بنسوة يتحدّثن ، فأعجبنني ، فرجعت ، فأخرجت حلّة لي فلبستها ، وجئت فجلست معهنّ ، وخرج
رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قبّته فقال : «أبا
عبد الله ما يجلسك معهنّ؟» وذكر الحديث .
توفّي خوّات بن جبير
بن النّعمان سنة أربعين. وقيل سنة اثنتين وأربعين ، بعد أن كفّ بصره.
روى له «البخاري» في
«الأدب» موقوفا «النّوم أوّل النّهار خرق ، وأوسطه خلق ، وآخره حمق» .
(شرحبيل بن السّمط)
م ٤ بن الأسود الكندي ،
أبو يزيد ، ويقال
__________________
أبو السّمط. له صحبة
ورواية. وروى أيضا عن عمر ، وسلمان الفارسيّ.
وعنه جبير بن نفير
، وكثيّر بن مرّة ، وجماعة.
قال البخاريّ : كان على حمص ، وهو
الّذي افتتحها. وكان فارسا بطلا شجاعا ، قيل : إنّه شهد القادسيّة . وكان قد غلب الأشعث بن قيس على شرف كندة . واستقدمه معاوية قبل صفّين يستشيره.
وقد قال الشّعبي :
إنّ عمر استعمل شرحبيل بن السّمط على المدائن ، واستعمل أباه بالشام ، فكتب الى عمر
: إنك تأمر أن لا يفرّق بين السّبايا وأولادهنّ ، فإنّك قد فرّقت بيني وبين ابني ،
قال : فألحقه بابنه .
قال يزيد بن عبد ربّه
الحمصيّ : توفّي شرحبيل سنة أربعين .
عليّ بن أبي طالب ع
عبد مناف بن عبد المطّلب
بن هاشم بن عبد مناف. أمير المؤمنين أبو الحسن القرشي الهاشمي ، وأمّه فاطمة بنت أسد
بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية ، وهي بنت عمّ أبي طالب ، كانت من المهاجرات ، توفّيت
في حياة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالمدينة.
قال عمرو بن مرّة ،
عن أبي البختريّ ، عن عليّ : قلت لأمي اكفي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم سقاية الماء والذّهاب
في الحاجة ، وتكفيك هي الطّحن والعجن ، وهذا يدلّ على أنّها
توفّيت بالمدينة.
__________________
روى الكثير عن النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، وعرض عليه القرآن
وأقرأه.
عرض عليه أبو عبد الرحمن
السّلميّ ، وأبو الأسود الدّؤليّ ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وروى عن عليّ : أبو
بكر ، وعمر ، وبنوه الحسن والحسين ، ومحمد ، وعمر ، وابن عمّه ابن عبّاس ، وابن الزّبير
، وطائفة من الصّحابة ، وقيس بن أبي حازم ، وعلقمة بن قيس ، وعبيدة السّلمانيّ ، ومسروق
، وأبو رجاء العطارديّ ، وخلق كثير.
وكان من السّابقين
الأوّلين ، شهد بدرا وما بعدها ، وكان يكنى أبا تراب أيضا.
قال عبد العزيز بن
أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل ، إنّ رجلا من آل مروان
استعمل على المدينة ، فدعاني وأمرني أن أشتم عليّا فأبيت ، فقال : أما إذا أتيت فالعن
أبا تراب ، فقال سهل : ما كان لعليّ اسم أحبّ إليه منه ، إن كان ليفرح إذا دعي به.
فقال له : أخبرنا عن قصّته لم سمّي أبا تراب؟ فقال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيت فاطمة ، فلم يجد
عليّا في البيت ، فقال : أين ابن عمّك؟ فقالت : قد كان بيني وبينه شيء فغاظني ، فخرج ولم يقل عندي
، فقال لإنسان : «اذهب انظر أين هو». فجاء فقال : يا رسول الله هو راقد في المسجد ،
فجاءه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو مضطجع قد سقط
__________________
رداؤه عن شقّه ، فأصابه
تراب ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمسح عنه التّراب ويقول
: «قم أبا تراب قم أبا تراب». أخرجه مسلم .
وقال أبو رجاء العطارديّ
: رأيت عليّا شيخا أصلع كثير الشّعر ، كأنّما اجتاب إهاب شاة ، ربعة عظيم البطن
، عظيم اللّحية.
وقال سوادة بن حنظلة
: رأيت عليّا أصفر اللّحية .
وعن محمد بن الحنفيّة
قال : اختضب عليّ بالحنّاء مرّة ثم تركه .
[وعن الشّعبيّ قال
: رأيت عليّا ورأسه ولحيته بيضاء ، كأنّهما قطن ] .
__________________
وعن الشّعبيّ قال :
رأيت عليّا أبيض اللّحية ، ما رأيت أعظم لحية منه ، وفي رأسه زغبات .
وقال أبو إسحاق : رأيته
يخطب ، وعليه إزار ورداء ، أنزع ، ضخم البطن ، أبيض
الرأس واللّحية .
وعن أبي جعفر الباقر
قال : كان عليّ آدم ، شديد الأدمة ، ثقيل العينين ، عظيمهما ، وهو إلى القصر أقرب .
قال عروة : أسلم عليّ
وهو ابن ثمان .
وقال الحسن بن زيد
بن الحسن : أسلم وهو ابن تسع .
وقال المغيرة : أسلم
وله أربع عشرة سنة. رواه جرير عنه. وثبت عن ابن عبّاس قال : أول من أسلم عليّ .
وعن محمد القرظيّ قال
: أوّل من أسلم خديجة ، وأوّل رجلين أسلما
__________________
أبو بكر ، وعليّ ،
وإنّ أبا بكر أوّل من أظهر الإسلام ، وكان عليّ يكتم الإسلام فرقا من أبيه ، حتّى لقيه
أبو طالب فقال : أسلمت؟ قال : نعم ، قال : وازر ابن عمّك وانصره ، وأسلم عليّ قبل أبي
بكر .
وقال قتادة إنّ عليّا
كان صاحب لواء رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر ، وفي كلّ
مشهد .
وقال أبو هريرة وغيره
: إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : «لأعطينّ
الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه». قال عمر
: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، قال : فدعا عليّا فدفعها إليه ، وذكر الحديث ، [كما تقدّم في غزوة
خيبر بطرقه] .
وقال محمد بن عبد الرحمن
بن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن عبد الله ابن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر مع عليّ ، وكان عليّ
يلبس ثياب الصّيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصّيف ، فقلت لأبي : لو سألته فسأله
، فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث إليّ وأنا ارمد
العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد ، فتفل في عيني ، فقال : «اللهمّ أذهب
عنه الحرّ والبرد» ، فما وجدت حرّا ولا بردا منذ يومئذ .
__________________
وقال جرير ، عن مغيرة
، عن أمّ موسى : سمعت عليّا يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجهي وتفل في عيني
.
وقال المطّلب بن زياد
، عن ليث ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله ، إنّ عليّا حمل الباب على ظهره يوم
خيبر ، حتّى صعد المسلمون عليه ففتحوها يعني خيبر ، وأنّهم جرّوه بعد ذلك ، فلم يحمله
إلّا أربعون رجلا . تفرّد به إسماعيل ابن بنت السّدّي ، عن المطّلب.
وقال ابن إسحاق في
«المغازي» : حدّثني عبد الله
بن الحسن ، عن بعض أهله ، عن أبي رافع مولى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم
قال : خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم برايته ، فلمّا دنا
من الحصن ، خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه رجل من اليهود ، فطرح ترسه من يده ، فتناول
عليّ بابا عند الحصن ، فتترّس به عن نفسه ، فلم يزل في يده ، وهو يقاتل : حتّى فتح
الله علينا ، ثمّ ألقاه ، فلقد رأيتنا ثمانية نفر ، نجهد أن نقلب ذلك الباب ، فما استطعنا
أن نقلبه.
وقال غندر : عوف ،
عن ميمون أبي عبد الله ، عن البراء ، وزيد بن أرقم ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ : «أنت منّي
كهارون من موسى ، غير أنّك لست بنبيّ» . ميمون صدوق.
__________________
وقال بكير بن مسمار
، عن عامر بن سعد ،
عن أبيه قال : أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ قال : أمّا ما ذكرت
ثلاثا قالهنّ له رسول الله صلىاللهعليهوسلم [فلن أسبّه] ، لأن تكون لي واحدة
منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ، وخلّف عليّا
في بعض مغازيه ، فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتخلّفني مع النّساء
والصّبيان! قال : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ
بعدي». أخرجه التّرمذي ، وقال : صحيح غريب .
وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يوم خيبر : لأعطينّ
الرّاية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» ، فدفعها إليه ، ففتح الله عليه
.
ولمّا نزلت هذه الآية
: (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ
أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، دعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفاطمة ، وحسنا وحسينا
فقال : «اللهمّ هؤلاء أهلي» . بكير احتجّ به مسلم.
وقال إبراهيم بن المنذر
الحزاميّ : ثنا إبراهيم بن مهاجر
بن
__________________
مسمار ، عن أبيه ،
عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : أما والله أشهد لقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعليّ يوم غدير خم
، وأخذ بضبعيه : «أيّها
النّاس من مولاكم»؟ قالوا : الله ورسوله ، قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ
وال من والاه ، وعاد من عاداه»
الحديث.
إبراهيم هذا ، قال
النّسائيّ : ضعيف.
ويروى عن أنس أنّ النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم قال لابنته فاطمة :
«قد زوّجتك أعظمهم حلما ، وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما » وروى نحوه جابر الجعفيّ ـ وهو متروك ـ عن ابن بريدة عن أبيه.
وقال الأجلح الكنديّ
، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «يا بريدة لا
تقعنّ في عليّ فإنّه منّي
وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي» .
__________________
وقال الأعمش ، عن سعد
بن عبيدة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كنت وليّه فعليّ
وليّه» .
وقال غندر : حدّثنا
شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : من كنت مولاه
فعليّ مولاه ». هذا حديث صحيح.
وقال أبو الجوّاب :
ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن البراء قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم مجنّبتين على إحداهما عليّ ،
وعلى الآخرة خالد بن الوليد ، وقال : «إذا كان قتال فعليّ على النّاس» ، فافتتح عليّ
حصنا ، فأخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد في ذلك ، فلمّا قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكتاب قال : «ما تقول
في رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» قلت : أعوذ بالله من غضب الله.
أبو الجوّاب ثقة ،
أخرجه التّرمذيّ ، وقال : حديث حسن.
__________________
قرأت على أبي المعالي
أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح بن عبد الله بن محمد. (ح).
وأخبرنا يحيى بن أبي
منصور ، وجماعة إجازة قالوا : أنا أبو الفتوح
محمد بن عليّ بن الجلاجليّ قالا : أنا أبو القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب ، أنبأ
أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقور ، ثنا عيسى بن عليّ بن الجرّاح إملاء سنة تسع وثمانين
وثلاثمائة ، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا شريك ، عن أبي
إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «عليّ منّي
وأنا من عليّ ، لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو هو».
رواه ابن ماجة عن سويد ، ورواه الترمذي
، عن إسماعيل بن موسى ، عن شريك ، وقال : صحيح غريب ، ورواه يحيى
بن آدم ، عن إسرائيل ، عن جدّه. أخرجه النّسائيّ في الخصائص .
وقال جعفر بن سليمان
الضّبعيّ : ثنا يزيد الرّشك ، عن مطرّف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول
الله صلىاللهعليهوسلم سريّة ، واستعمل عليهم
عليّا ، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزوا ، أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يأتوا رحالهم
، فأخبروه بمسيرهم ، فأصاب عليّ جارية فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنخبرنّه ، قال : فقدمت
السّريّة فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبروه بمسيرهم ،
فقام إليه أحد الأربعة فقال : يا رسول الله قد أصاب عليّ جارية ، فأعرض عنه ، ثمّ قام
الثاني فقال : صنع كذا وكذا ، فأعرض
__________________
عنه ، ثمّ الثالث كذلك
، ثمّ الرابع ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهم مغضبا فقال :
«ما تريدون من عليّ ، عليّ منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي». أخرجه أحمد في
«المسند» والتّرمذي ، وحسّنه ، والنّسائيّ.
وقالت زينب بنت كعب
بن عجرة ، عن أبي سعيد قال : اشتكى النّاس عليّا ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا خطيبا ، فقال
: «لا تشكوا عليّا ، فو الله إنّه لأخيشن في ذات الله ـ أو في
سبيل الله» . رواه سعد بن إسحاق ، وابن عمّه سليمان بن محمد أبو كعب ، عن
عمّتهما.
ويروى عن عمرو بن شاس
الأسلميّ : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من آذى عليّا
فقد آذاني» .
وقال فطر بن خليفة ، عن أبي
الطّفيل قال : جمع عليّ النّاس في الرّحبة ، ثمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ سمع
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يوم غدير خمّ
ما سمع لمّا قام ، فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال للنّاس : «أتعلمون
أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : «من كنت مولاه فهذا
مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» ثمّ قال لي زيد بن
أرقم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ذلك له.
__________________
قال شعبة عن سلمة بن
كهيل قال : سمعت أبا الطّفيل يحدّث عن أبي سريحة ـ أو زيد بن أرقم ، شكّ شعبة ـ عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من كنت مولاه
فعلي مولاه». حسّنه التّرمذيّ ولم يصحّحه لأنّ شعبة
رواه عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم نحوه ، والظّاهر أنّه عند شعبة من طريقين
، والأوّل رواه بندار ، عن غندر ، عنه.
وقال كامل أبو العلاء
، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ يوم غدير
خمّ «من كنت مولاه فعليّ مولاه» .
وروى نحوه يزيد بن
أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنّه سمع عليّا ينشد النّاس في الرّحبة. وروى
نحوه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه ، من حديث سماك بن عبيد ، عن ابن أبي ليلى ، وله
طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة عليّ يصدّق
بعضها بعضا.
وقال حمّاد بن سلمة
، عن عليّ بن زيد ، وأبي هارون ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء قال : كنّا مع رسول الله
صلىاللهعليهوسلم تحت شجرتين ، ونودي
في النّاس : (الصّلاة جامعة) ، ودعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليّا فأخذ بيده ،
وأقامه عن يمينه ، فقال : «ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا : بلى ، فقال : «فإنّ هذا مولى من
أنا مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه». فلقيه عمر بن
__________________
الخطّاب فقال : هنيئا
لك يا عليّ ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة .
ورواه عبد الرزّاق
، عن معمر ، عن عليّ بن زيد.
وقال عبيد الله بن
موسى ، وغيره ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السّدّيّ قال : ثنا أنس بن مالك ، قال :
أهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أطيار ، فقسّمها ،
وترك طيرا فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك [يأكل معي] » فجاء عليّ ، وذكر حديث الطّير . وله طرق كثيرة عن أنس متكلّم فيها ، وبعضها على شرط السّنن
، من أجودها حديث قطن بن نسير شيخ مسلم ، ثنا جعفر
بن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنّى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس قال :
أهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حجل مشويّ فقال : «اللهُمّ
ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي». وذكر الحديث .
وقال جعفر الأحمر ،
عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحبّ النّساء إلى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم فاطمة ، ومن الرّجال
عليّ. أخرجه التّرمذيّ وقال : حسن غريب.
__________________
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
، عن أبي عبد الله الجدليّ قال : دخلت على أمّ سلمة ، فقالت لي : أيسبّ فيكم رسول الله
صلىاللهعليهوسلم! قلت : معاذ الله قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من سبّ عليا
فقد سبّني». رواه أحمد في «مسندة» .
وقال الأعمش ، عن عديّ
بن ثابت ، عن زرّ ، عن عليّ قال : إنّه لعهد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إليّ أنّه لا يحبّك
إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق». أخرجه مسلم ، والترمذيّ وصحّحه.
وقال أبو صالح السّمان
، وغيره ، عن أبي سعيد قال : إن كنّا لنعرف المنافقين ببغضهم عليّا .
وقال أبو الزّبير ،
عن جابر قال : ما كنّا نعرف منافقي هذه الأمّة إلّا ببغضهم عليّا .
قال المختار بن نافع
ـ أحد الضعفاء ـ ثنا أبو حيّان التّيميّ ، عن أبيه
، عن عليّ قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله أبا بكر
، زوّجني
__________________
ابنته ، وحملني إلى
دار الهجرة ، وأعتق بلالا. رحم الله عمر ، يقول الحقّ ، وإن كان مرّا ، تركه الحقّ
وما له من صديق. رحم الله عثمان ، تستحييه الملائكة. رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحقّ
معه حيث دار». أخرجه التّرمذيّ وقال : غريب لا نعرفه
إلّا من هذا الوجه.
وقال الأعمش ، عن عمرو
بن مرّة ، عن الحارث ، عن عليّ قال : يهلك فيّ رجلان ، مبغض مفتر ، ومحبّ مطر .
وقال يحيى الحمّاني
: ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير
، عن عائشة قالت : كنت قاعدة مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، إذ أقبل عليّ فقال
: «يا عائشة هذا سيّد العرب» قلت : يا رسول الله ، ألست سيّد العرب؟ قال : «أنا سيّد
ولد آدم ، وهذا سيّد العرب» . وروي من وجهين مثله ، عن عائشة. وهو غريب.
قال أبو الجحّاف ،
عن جميّع بن عمير التّيميّ قال : دخلت مع عمّتي على عائشة ، فسئلت : أيّ النّاس كان
أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرّجال ، فقالت : زوجها ، إن كان
ما علمت صوّاما قوّاما. أخرجه التّرمذيّ
وقال : حسن غريب.
__________________
قلت : (جميع) كذّبه
غير واحد .
وقال عبد الله بن محمد
بن عقيل ، عن جابر قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى نخيل امرأة من
الأنصار ، فقال : «يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة» فطلع أبو بكر ، فبشّرناه ، ثمّ قال
: يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة» فطلع عمر ، فبشّرناه ، ثمّ قال : «يطلع عليكم رجل
من أهل الجنّة» وجعل ينظر من النّخل ويقول : «اللهمّ إن شئت جعلته عليّا». فطلع عليّ
رضياللهعنه. حديث حسن .
وعن سعيد بن زيد أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أثبت حراء فما
عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد» وعليه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ. وذكر بقيّة
العشرة .
وقال محمد بن كعب القرظي
: قال عليّ : لقد رأيتني مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنّي لأربط الحجر
على بطني من الجوع ، وإنّ صدقة مالي لتبلغ اليوم أربعين ألفا. رواه شريك ، عن عاصم
بن كليب ، عنه. أخرجه أحمد في «مسندة» .
__________________
وعن الشّعبيّ قال :
قال عليّ : ما كان لنا إلّا إهاب كبش ننام على ناحيته ، وتعجن فاطمة على ناحيته ، يعني
ننام على وجه ، وتعجن على وجه.
وقال عمرو بن مرّة
، عن أبي البختريّ ، عن عليّ قال : بعثني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، وأنا حديث
السنّ ، ليس لي علم بالقضاء ، فضرب صدري وقال : اذهب فإنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك
قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد .
وقال الأعمش عن إبراهيم
التّيميّ ، عن أبيه قال : خطبنا عليّ فقال : من زعم أنّ عندنا شيئا نقرؤه إلّا كتاب
الله وهذه الصّحيفة ، وفيها أسنان الإبل وشيء من الجراحات ، فقد كذب.
وعن سليمان الأحمسيّ
، عن أبيه قال : قال علي : والله ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت ،
وعلى من نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا ناطقا .
وقال محمد بن سيرين
: لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبطأ عليّ عن بيعة
أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟! فقال : لا ، ولكن آليت لا أرتدي بردائي
إلّا إلى الصلاة ، حتّى أجمع القرآن ، فزعموا أنّه كتبه على تنزيله فقال محمد : لو أصبت
ذلك الكتاب كان فيه العلم .
__________________
وقال سعيد بن المسيّب
: لم يكن أحد من الصّحابة يقول : «سلوني» إلّا عليّ .
وقال ابن عبّاس : قال
عمر : عليّ أقضانا ، وأبيّ أقرؤنا .
وقال ابن مسعود : كنّا
نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ .
وقال ابن المسيّب ،
عن عمر قال : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن .
وقال ابن عبّاس : إذا
حدّثنا ثقة بفتيا عن عليّ لم نتجاوزها .
وقال سفيان عن كليب
، عن جسرة ، قالت : ذكر عند عائشة صوم عاشوراء ، فقالت : من يأمركم بصومه؟ قالوا :
عليّ قالت : أما إنّه أعلم من بقي بالسّنّة .
وقال مسروق : انتهى
علم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى عمر ، وعليّ ،
وعبد الله .
وقال محمد بن منصور
الطّوسيّ : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الفضائل ما ورد
لعليّ .
__________________
وقال أبو إسحاق ، عن
عمرو بن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن ، فذكر قصّة الشّورى ، فلمّا خرجوا من عنده قال
عمر : إن يولّوها الأصيلع يسلك بهم الطّريق المستقيم
، فقال له ابنه عبد الله فما يمنعك؟! ـ يعني أن تولّيه ـ قال : أكره أن اتحمّلها حيّا
وميتا .
وقال سفيان الثّوريّ
، عن الأسود بن قيس ، عن سعيد بن عمرو ، قال : خطبنا عليّ
فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يعهد إلينا في الإمارة
شيئا ، ولكن رأي ، رأيناه ، فاستخلف
أبو بكر ، فقام واستقام ، ثمّ استخلف عمر ، فقام واستقام ، ثمّ ضرب الدّين بجرانه ، وإنّ أقواما طلبوا
الدنيا ، فمن شاء الله أن يعذّب منهم عذّب ، ومن شاء أن يرحم رحم .
وقال عليّ بن زيد بن
جدعان ، عن الحسن ، عن قيس بن عبّاد قال : سمعت عليّا يقول : والله ما عهد إليّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم عهدا إلّا شيئا عهده
إلى النّاس ، ولكنّ النّاس وقعوا في عثمان فقتلوه ، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا
منّي ، ثمّ إنّي رأيت أنّي أحقّهم بهذا الأمر ، فوثبت عليه ، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا.
قرأت على أبي الفهم
بن أحمد السّلميّ ، أخبركم أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه سنة سبع عشرة وستمائة
، أنبأ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ،
__________________
أنبأ مالك بن أحمد
سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، ثنا عليّ بن محمد بن عبد الله المعدّل إملاء سنة ستّ
وأربعمائة ، ثنا أبو عليّ أحمد بن الفضل بن خزيمة ، ثنا عبد الله بن
روح ، ثنا شبابة ، ثنا أبو بكر الهذليّ ، عن الحسن قال : لمّا قدم عليّ البصرة قام
إليه ابن الكوّاء ، وقيس بن عبّاد فقالا له : ألا تخبرنا عن مسيرك هذا الّذي سرت فيه
، تتولّى على الأمّة ، تضرب بعضهم ببعض ، أعهد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهده إليك ، فحدّثنا
فأنت الموثوق المأمون على ما سمعت ، فقال : أمّا أن يكون عندي عهد من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في ذلك فلا ، والله
إن كنت أوّل من صدّق به ، فلا أكون أوّل من كذب عليه ، ولو كان عندي من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عهد في ذلك ، ما تركت
أخا بني تيم بن مرّة ، وعمر بن
الخطّاب يقومان على منبره ، ولقاتلتهما بيدي ، ولو لم أجد إلّا بردي هذا ، ولكنّ رسول
الله صلىاللهعليهوسلم لم يقتل قتلا ، ولم
يمت فجأة ، مكث في مرضه أيّاما وليالي ، يأتيه المؤذّن فيؤذّنه بالصّلاة ، فيأمر أبا
بكر فيصلّي بالنّاس ، وهو يرى مكاني ، [ثمّ يأتيه المؤذّن فيؤذّنه بالصّلاة ، فيأمر
أبا بكر فيصلّي بالنّاس ، وهو يرى مكاني] ، ولقد أرادت امرأة
من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى وغضب وقال : «أنتنّ صواحب يوسف ، مروا أبا بكر يصلّي
بالنّاس».
فلمّا قبض الله نبيّه
، نظرنا في أمورنا ، فاخترنا لدنيانا من رضيه نبيّ الله لديننا. وكانت الصّلاة أصل
الإسلام ، وهي أعظم الأمر ، وقوام الدّين.
__________________
فبايعنا أبا بكر ،
وكان لذلك أهلا ، لم يختلف عليه منّا اثنان ، ولم يشهد بعضنا على بعض ، ولم نقطع منه
البراءة ، فأدّيت إلى أبي بكر حقّه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جنوده ، وكنت آخذ
إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي ، فلمّا قبض ، ولّاها
عمر ، فأخذ بسنّة صاحبه
، وما يعرف من أمره ، فبايعنا عمر ، لم يختلف عليه منّا اثنان ، ولم يشهد بعضنا على
بعض ، ولم نقطع البراءة منه. فأدّيت إلى عمر حقّه ، وعرفت طاعته ، وغزوت معه في جيوشه
، وكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزوا إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي.
فلمّا قبض تذكّرت في
نفسي قرابتي وسابقتي وسالفتي وفضلي ، وأنا أظنّ أن لا يعدل بي ، ولكن خشي أن لا يعمل
الخليفة بعده ذنبا إلا لحقه في قبره ، فأخرج منها نفسه وولده ، ولو كانت محاباة منه
لآثر بها ولده فبرئ منها إلى رهط من قريش ستّة ، أنا أحدهم.
فلمّا اجتمع الرّهط
تذكّرت في نفسي قرابتي وسابقتي وفضلي ، وأنا أظنّ أنّ لا يعدلوا بي ، فأخذ عبد الرحمن
مواثقنا على أن نسمع ونطيع لمن ولّاه الله أمرنا ، ثمّ أخذ بيد ابن عفّان فضرب بيده
على يده ، فنظرت في أمري ، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي ، وإذا ميثاقي قد أخذ لغيري ،
فبايعنا عثمان ، فأدّيت له حقّه ، وعرفت له طاعته ، وغزوت معه في جيوشه ، وكنت آخذ
إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي.
فلمّا أصيب نظرت في
أمري ، فإذا الخليفتان اللّذان أخذاها بعهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهما بالصّلاة قد
مضيا ، وهذا الّذي قد أخذ له الميثاق ، قد
__________________
أصيب ، فبايعني أهل
الحرمين ، وأهل هذين المصرين .
روى إسحاق بن راهويه
نحوه ، عن عبدة بن سليمان ، ثنا أبو العلاء سالم المراديّ ، سمعت الحسن ، وروى نحوه
وزاد في آخره : فوثب فيها من ليس مثلي ، ولا قرابته كقرابتي ، ولا علمه كعلمي ، ولا
سابقته كسابقتي ، وكنت أحقّ بها منه .
قالا : فأخبرنا عن
قتالك هذين الرجلين ـ يعنيان : طلحة والزّبير ـ قال : بايعاني بالمدينة ، وخلعاني بالبصرة ، ولو أنّ
رجلا ممّن بايع أبا بكر وعمر خلعه لقاتلناه.
وروى نحوه الجريريّ
، عن أبي نضرة.
[وقال أبو عتّاب الدّلّال
: ثنا مختار بن نافع التّيمي ، ثنا أبو حيّان التّيميّ ، عن أبيه عن عليّ قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم «رحم الله أبا بكر
، زوّجني ابنته ، وحملني إلى دار الهجرة ، وأعتق بلالا. رحم الله عمر ، يقول الحقّ
، ولو كان مرّا ، تركه الحقّ وما له من صديق. رحم الله عثمان تستحييه الملائكة. رحم
الله عليّا ، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار .
وقال إسماعيل بن رجاء
، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ منكم من
يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله»
__________________
فقال أبو بكر : أنا
هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النّعل ، وكان أعطى عليّا
نعله يخصفها .
قلت : فقاتل الخوارج الذين
أوّلوا القرآن برأيهم وجهلهم.
وقال خارجة بن مصعب
، عن سلّام بن أبي القاسم ، عن عثمان بن أبي عثمان قال : جاء أناس إلى عليّ فقالوا
: أنت هو ، قال : من أنا! قالوا : أنت هو ، قال : ويلكم من أنا؟ قالوا : أنت ربّنا
، قال : ارجعوا ، فأبوا ، فضرب أعناقهم ، ثمّ خدّ لهم في الأرض ، ثمّ
قال : يا قنبر ائتني بحزم الحطب ، فحرّقهم بالنّار وقال :
لما رأيت الأمر امرا
منكرا
|
|
أوقدت ناري ودعوت
قنبرا
|
وقال أبو حيّان التّيمي : حدّثني مجمّع ، أنّ عليا كان يكنس بيت المال ثمّ يصلّي
فيه ، رجاء أن يشهد له أنّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين .
وقال أبو عمرو بن العلاء
، عن أبيه قال : خطب عليّ فقال : أيّها
__________________
النّاس ، والله الّذي
لا إله إلّا هو ، ما رزأت من مالكم قليلا ولا
كثيرا ، إلّا هذه القارورة ، وأخرج قارورة فيها طيب ، ثمّ قال : أهداها إليّ دهقان
.
وقال ابن لهيعة : ثنا
عبد الله بن هبيرة ، عن عبد الله بن زرير الغافقي قال : دخلت على عليّ يوم الأضحى فقرّب
إلينا خزيرة ، فقلت : لو قرّبت
إلينا من هذا الإوزّ ، فإن الله قد أكثر
الخير ، قال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يحلّ للخليفة
من مال الله إلّا قصعتان ، قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدي النّاس ».
وقال سفيان الثّوريّ
: إذا جاءك عن عليّ شيء فخذ به ، ما بنى لبنة ، على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ، ولقد
كان يجاء بجيوبه في جراب.
وقال عبّاد بن العوّام
، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه قال : دخلت
على عليّ بالخورنق ، وعليه سمل قطيفة ، فقلت : يا
أمير المؤمنين إنّ الله قد جعل لك لأهل بيتك في هذا المال نصيبا ، وأنت تفعل هذا بنفسك!
فقال : إنّي والله ما أرزؤكم شيئا ، وما هي إلّا قطيفتي
التي أخرجتها من بيتي .
__________________
وعن عليّ أنّه اشترى
قميصا بأربعة دراهم فلبسه ، وقطع ما فضل عن أصابعه من الكمّ .
وعن جرموز قال : رأيت
عليّا وهو يخرج من القصر ، وعليه إزار إلى نصف السّاق ، ورداء مشمّر ، ومعه درّة يمشي
بها في الأسواق ، ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع ، ويقول : أوفوا الكيل والميزان ،
ولا تنفخوا اللّحم .
وقال الحسن بن صالح
بن حيّ : تذاكروا الزّهاد عند عمر بن عبد العزيز ، فقال : أزهد النّاس في الدّنيا عليّ
بن أبي طالب.
وعن رجل أنّه رأى عليّا
قد ركب حمارا ودلّى رجليه إلى موضع واحد ، ثمّ قال : أنا الّذي أهنت الدّنيا.
وقال هشيم ، عن إسماعيل
بن سالم ، عن عمّار الحضرميّ ، عن أبي عمر زاذان ، أنّ رجلا حدّث عليّا بحديث ، فقال
: ما أراك إلّا قد كذبتني ، قال : لم أفعل ، قال : إن كنت كذبت أدعو عليك ، قال : ادع
، فدعا ، فما برح حتّى عمي .
وقال عطاء بن السّائب
، عن أبي البختريّ ، عن عليّ قال : وأبردها على الكبد إذا سئلت عمّا لا أعلم أن أقول
: والله أعلم .
وقال خيثمة بن عبد
الرحمن : قال عليّ : من أراد أن ينصف النّاس ،
__________________
من نفسه فليحبّ لهم
ما يحبّ لنفسه.
وقال عمرو بن مرّة
، عن أبي البختريّ قال : جاء رجل إلى عليّ فاثنى عليه ، وكان قد بلغه عنه أمر ، فقال
: إنّي لست كما تقول ، وأنا فوق ما في نفسك .
وقال محمد بن بشر الأسدي
ـ وهو صدوق ـ ثنا موسى بن مطير ـ وهو واه ـ عن أبيه ، عن صعصعة بن صوحان قال : لمّا
ضرب عليّ أتيناه ، فقلنا : استخلف ، قال : إن يرد الله بكم خيرا استعمل عليكم خيركم
، كما أراد بنا خيرا واستعمل علينا أبا بكر .
وروى الحسن بن عمارة
، عن الحكم ، عن أبي وائل قال : قيل لعليّ : ألا توصي؟ قال : ما أوصى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأوصي ، ولكن إن يرد
الله بالنّاس خيرا سيجمعهم على خيرهم ، [كما جمعهم بعد نبيّهم على خيرهم] .
وروي بإسناد آخر ،
عن الشّعبي ، عن أبي وائل ، روى عبد الملك بن سلع الهمدانيّ ، عن عبد خير ، عن عليّ
قال : استخلف أبو بكر ، فعمل بعمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسنّته ، الحديث .
وقال الأعمش ، عن سالم
بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبع ، سمع عليّا يقول : لتخضبنّ هذه من هذه ، فما ينتظرني
إلّا شقيّ ، قالوا : يا أمير
المؤمنين ، فأخبرنا عنه نبرّ ، عترته ، قال : أنشدكم
بالله أن تقتلوا
__________________
غير قاتلي ، قالوا : فاستخلف
علينا ، قال : لا ، ولكنّي أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قالوا : فما تقول
لربّك إذا أتيته؟ قال : أقول : اللهمّ تركتني فيهم ما بدا لك ، ثمّ قبضتني إليك ، وأنت
فيهم ، إن شئت أصلحتهم ، وإن شئت أفسدتهم .
وقال الأعمش ، عن حبيب
بن أبي ثابت ، عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني سمعت عليّا يقول :
أشهد أنّه كان يسرّ إليّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «لتخضبنّ هذه من
هذه ، يعني لحيته من رأسه ، فما يحبس أشقاها» .
وقال شريك ، عن عثمان
بن أبي زرعة ، عن زيد بن وهب قال : قدم على عليّ قوم من البصرة من الخوارج ، فقال منهم
الجعد من نعجة : اتّق الله يا عليّ
فإنّك ميّت ، فقال عليّ : بل مقتول : ضربة على هذه تخضب هذه ، عهد معهود وقضاء مقضيّ
، وقد خاب من افترى ، قال : وعاتبه في لباسه فقال : ما لكم وللباسي هو أبعد من الكبر
، وأجدر أن يقتدي بي المسلم .
__________________
وقال فطر ، عن أبي الطّفيل :
إنّ عليّا رضياللهعنه تمثّل :
اشدد حيازيمك للموت
|
|
فإنّ الموت لاقيكا
|
ولا تجزع من القتل
|
|
إذا حلّ بواديكا
|
وقال ابن عيينة ، عن
عبد الملك بن أعين ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤليّ ، عن أبيه ، عن عليّ قال :
أتاني عبد الله بن سلّام ، وقد وضعت قدمي في الغرز ، فقال لي ، لا تقدم العراق فإنّي
أخشى أن يصيبك بها ذباب السّيف ، قلت : وايم الله لقد اخبرني به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال أبو الأسود :
فما رأيت كاليوم قطّ محاربا يخبر بذا عن نفسه .
قال ابن عيينة : كان
عبد الملك رافضيّا.
وقال يونس بن بكير
: حدّثني عليّ بن أبي فاطمة ، حدّثني الأصبغ
الحنظليّ قال : لمّا كانت اللّيلة التي أصيب فيها عليّ أتاه ابن النّبّاح حين طلع الفجر ، يؤذنه
بالصّلاة ، فقام يمشي ، فلمّا بلغ الباب الصغير ، شدّ عليه عبد الرحمن بن ملجم ، فضربه
، فخرجت أمّ كلثوم فجعلت تقول :
__________________
ما لي ولصلاة الصّبح
، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة.
وقال أبو جناب الكلبيّ
: حدّثني أبو عون الثّقفي ، عن ليلة قتل عليّ قال : قال الحسن بن عليّ : خرجت البارحة
وأمير المؤمنين يصلّي فقال لي : يا بنيّ إنّي بتّ البارحة أوقظ اهلي لأنّها ليلة الجمعة
صبيحة بدر ، لسبع عشرة من رمضان ، فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : يا رسول الله
، ما ذا لقيت من أمّتك من الأود واللّدد ، فقال : «ادع عليهم»
فقلت : اللهمّ أبدلني بهم من هو خير منهم ، وأبدلهم بي من هو شرّ منّي. فجاء ابن النّبّاح
فآذنه بالصّلاة ، فخرج ، وخرجت خلفه ، فاعتوره رجلان : أمّا أحدهما فوقعت ضربته في
السّدّة ، وأمّا الآخر فأثبتها في رأسه .
وقال جعفر بن محمد
، عن أبيه ، إنّ عليّا كان يخرج إلى الصّلاة ، وفي يده درّة يوقظ النّاس بها ، فضربه
ابن ملجم ، فقال عليّ أطعموه واسقوه فإن عشت فأنا وليّ دمي .
رواه غيره ، وزاد :
فإن بقيت قتلت أو عفوت فإن متّ فاقتلوه قتلتي ، ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين
.
وقال محمد بن سعد : لقي ابن ملجم شبيب
بن بجرة الأشجعيّ ،
__________________
فأعلمه بما عزم عليه
من قتل عليّ ، فوافقه ، قال : وجلسا مقابل السّدة التي يخرج منها عليّ ، قال الحسن
: وأتيته سحرا ، فجلست إليه فقال : إنّي ملكتني عيناي وأنا جالس ، فسنح لي النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم ، فذكر المنام المذكور.
قال وخرج وأنا خلفه ، وابن النّبّاح بين يديه ، فلمّا خرج من الباب نادى : أيّها النّاس
الصّلاة الصّلاة ، وكذلك كان يصنع كلّ يوم ، ومعه درّته يوقظ النّاس ، فاعترضه الرجلان
، فضربه ابن ملجم على دماغه ، وأمّا سيف شبيب فوقع في الطّاق ، وسمع النّاس عليّا يقول
: لا يفوتنّكم الرجل ، فشدّ الناس عليهما من كلّ ناحية ، فهرب شبيب ، وأخذ عبد الرحمن
، وكان قد سمّ سيفه.
ومكث عليّ يوم الجمعة
والسبت ، وتوفّي ليلة الأحد ، لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان . فلمّا دفن أحضروا ابن ملجم ، فاجتمع النّاس ، وجاءوا بالنّفط
والبواري ، فقال محمد بن الحنفيّة ، والحسين ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : دعونا
نشتفّ منه ، فقطع عبد الله يديه ورجليه ، فلم يجزع ولم يتكلّم ، فكحل عينيه ، فلم يجزع
، وجعل يقول : إنّك لتكحل عيني عمّك ، وجعل يقرأ : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ) حتّى ختمها ، وإنّ
عينيه لتسيلان ، ثمّ أمر به فعولج عن لسانه ليقطع ، فجزع ، فقيل له في ذلك. فقال :
ما ذاك بجزع ، ولكنّي أكره أن أبقى في الدّنيا فواقا لا أذكر الله ، فقطعوا لسانه ،
ثمّ أحرقوه في قوصرة ، وكان أسمر ، حسن الوجه ، أفلج ، شعره مع شحمة أذنيه ، وفي جبهته
أثر السّجود .
ويروى أنّ عليّا رضياللهعنه أمرهم أن يحرّقوه بعد
القتل.
وقال جعفر بن محمد
، عن أبيه قال : صلّى الحسن على عليّ ، ودفن
__________________
بالكوفة ، عند قصر
الإمارة ، وعمّي قبره .
وعن أبي بكر بن عيّاش
قال : عمّوه لئلّا تنبشه الخوارج .
وقال شريك ، وغيره
: نقله الحسن بن عليّ إلى المدينة .
وذكر المبرّد عن محمد
بن حبيب قال : أوّل من حوّل من قبر إلى قبر عليّ .
وقال صالح بن أحمد
النّحويّ : ثنا صالح بن شعيب ، عن الحسن بن شعيب الفرويّ ، أنّ عليّا صيّر في صندوق
، وكثّروا عليه من الكافور ، وحمل على بعير ، يريدون به المدينة ، فلمّا كان ببلاد
طيِّئ ، أضلّوا البعير ليلا ، فأخذته طيِّئ وهم يظنّون أنّ في الصّندوق مالا فلمّا
رأوه خافوا فدفنوه ونحروا البعير فأكلوه .
وقال مطيّن : لو علمت
الرافضة قبر من هذا الّذي يزار بظاهر الكوفة لرجمته ، هذا قبر المغيرة بن شعبة .
__________________
قال أبو جعفر الباقر
: قتل عليّ وهو ابن ثمان وخمسين .
وعنه رواية أخرى أنّه
عاش ثلاثا وستّين سنة
، وكذا روي عن ابن
الحنفيّة ، وقاله أبو إسحاق السّبيعيّ ، وأبو بكر بن عيّاش ، وينصر ذلك ما رواه ابن
جريج ، عن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، أنّه أخبره أنّ عليّا توفّي لثلاث أو
أربع وستّين سنة .
وعن جعفر الصّادق ،
عن أبيه قال : كان لعليّ سبع عشرة سريّة .
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ
، عن هبيرة بن يريم قال : خطبنا الحسن بن عليّ فقال : لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه
إلّا الأوّلون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعطيه الراية ، فلا
ينصرف حتّى يفتح له ، ما ترك بيضاء ولا صفراء ، إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، كان
أرصدها لخادم لأهله .
وقال أبو إسحاق ، عن
عمرو الأصمّ قال : قلت للحسن بن عليّ إن الشيعة يزعمون أنّ عليّا مبعوث قبل يوم القيامة
، فقال : كذبوا والله ما هؤلاء بشيعة ، لو علمنا أنّه مبعوث ما زوّجنا نساءه ، ولا
قسّمنا ميراثه . ورواه شريك عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، بدل عمرو.
ولو استوعبنا أخبار
أمير المؤمنين لطال الكتاب. والله تعالى أعلم.
__________________
عبد الرحمن بن ملجم المراديّ
قاتل عليّ رضياللهعنه : خارجيّ مفتر ، ذكره
ابن يونس في (تاريخ مصر) فقال : شهد فتح مصر ، واختطّ بها مع الأشراف. وكان ممّن قرأ
القرآن ، والفقه. وهو أحد بني تدول وكان فارسهم بمصر.
قرأ القرآن على معاذ بن جبل. وكان من العبّاد. ويقال : هو الّذي أرسل صبيغا التميميّ الى عمر رضياللهعنه ، فسأله عمّا سأله
مستعجم القرآن .
وقيل إنّ عمر كتب إلى
عمرو بن العاص : أن قرّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلّم النّاس القرآن والفقه
، فوسّع له مكان داره ، وكانت إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس البلويّ ، يعني أحد
من أعان على قتل عثمان. ثمّ كان ابن ملجم من شيعة عليّ بالكوفة سار إليه إلى الكوفة
، وشهد معه صفّين.
قلت : ثمّ أدركه الكتاب
، وفعل ما فعل ، وهو عند الخوارج من أفضل الأمّة ، وكذلك تعظّمه النّصيريّة.
قال الفقيه أبو محمد
بن حزم : يقولون إنّ ابن ملجم أفضل أهل
__________________
الأرض ، خلّص روح اللّاهوت
من ظلمة الجسد وكدرة .
فاعجبوا يا مسلمين
لهذا الجنون.
وفي ابن ملجم يقول
عمران بن حطّان الخارجيّ :
يا ضربة من تقى ما
أراد بها
|
|
إلّا ليبلغ من ذي
العرش رضوانا
|
إنّي لأذكره حينا فأحسبه
|
|
أوفى البريّة عند
الله ميزانا
|
وابن ملجم عند الروافض
أشقى الخلق في الآخرة. وهو عندنا أهل السّنّة ممّن نرجو له النّار ، ونجوّز أن الله
يتجاوز عنه ، لا كما يقول الخوارج والروافض فيه. وحكمه حكم قاتل عثمان : وقاتل الزّبير
، وقاتل طلحة ، وقاتل سعيد بن جبير ، وقاتل عمّار ، وقاتل خارجة ، وقاتل الحسين. فكلّ
هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم في الله ، ونكل أمورهم إلى الله عزوجل.
(معيقيب) ع ـ بن أبي فاطمة الدّوسيّ
حليف بني عبد شمس ، من مهاجرة الحبشة.
__________________
قال ابن مندة وحده
: إنّه شهد بدرا.
كان معيقيب على خاتم
النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، واستعمله أبو بكر
وعمر على بيت المال. له عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حديثان .
روى عنه حفيده إياس
بن الحارث ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
أبو أسيد السّاعديّ
واسمه مالك بن ربيعة
بن البدن الأنصاري. من كبار
الصّحابة. شهد
__________________
بدرا والمشاهد كلّها
، وذهب بصره في آخر عمره. له عدّة أحاديث.
روى عنه بنوه المنذر
، والزّبير ، وحمزة ، وأنس بن مالك ، وعبّاس بن سهل (بن سعد) ، وأبو سلمة بن عبد
الرحمن ، وعلي بن عبيد السّاعدي مولاه.
توفّي سنة أربعين ،
قاله خليفة وغيره ، وهو الصّحيح.
وقال المدائني : توفّي
سنة ستين.
وقال ابن مندة ، سنة
خمس وستّين.
وقال أبو حفص الفلّاس
: توفّي سنة ثلاثين.
وقال ابن سعد : كانت
مع أبي أسيد راية بني ساعدة يوم الفتح .
وأخبرني محمد بن عمر
، حدّثني أبيّ بن عبّاس بن سهل ، عن
أبيه قال :
رأيت أبا أسيد بعد
أن ذهب بصره قصيرا دحداحا أبيض الرّأس واللّحية
.
وقال ابن عجلان عن
عبيد الله بن أبي رافع قال : رأيت أبا أسيد يحفي شاربه كأخي الحلق .
وقال ابن أبي ذئب ،
عن عثمان بن عبيد الله قال : رأيت أبا أسيد ، وأبا هريرة ، وأبا قتادة ، وابن عمر ،
يمرّون بنا ونحن في الكتّاب ، فنجد منهم ريح
__________________
العبير ، وهو الخلوق
يصفّرون به لحاهم .
وقال عبد الرحمن بن
الغسيل ، عن حمزة بن أبي أسيد ، والزّبير بن المنذر بن أبي أسيد أنّهما نزعا من يد
أبي أسيد خاتما من ذهب حين مات. وكان بدريا .
قيل إنّه عاش ثمانيا
وسبعين سنة ، وله عقب بالمدينة وبغداد . رضياللهعنه.
أبو مسعود البدريّ ع
ولم يكن بدريّا بل سكن ماء ببدر فنسب
إليه ، بل شهد العقبة ، وكان أصغر من السّبعين حينئذ.
اسمه عقبة بن عمرو
بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة الأنصاري. نزل
__________________
الكوفة ، وكان من الفقهاء.
روى عنه ابنه بشير
بن أبي مسعود ، وأوس بن ضمعج ، وربعيّ بن حراش ، وعلقمة ، وهمّام بن الحارث ، وقيس
بن أبي حازم ، وأبو وائل ، وآخرون.
وقال الحكم بن عتيبة
: كان بدريّا.
وقال ابن أبي ذئب : قال عمر ، لأبي مسعود
الأنصاريّ : نبّئت أنّك تفتي النّاس ، ولست بأمير ، فولّ حارّها من تولّى قارّها .
وقال خليفة : لمّا
خرج عليّ يريد معاوية استخلف أبا مسعود على الكوفة .
حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ
قال : لمّا خرج عليّ إلى صفّين استخلف أبا مسعود الأنصاريّ على الكوفة ، فكانوا يقولون
له : قد والله أهلك الله أعداءه وأظهر أمير المؤمنين ، فيقول : إنّي والله ما أعدّه
ظفرا أن تظهر إحدى الطّائفتين على الأخرى. قالوا : فمه؟ قال : الصّلح. فلمّا قدم عليّ
ذكروا له ذلك ، فقال له عليّ : اعتزل عملنا. قال : ممّه؟ قال : إنّا وجدناك لا تعقل
عقلة. فقال أبو مسعود : أمّا أنا فقد بقي في عقلي أنّ الآخر شرّ.
عبيد الله بن عمرو
، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن
عمرو بن مرّة ، عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : قام أبو مسعود على منبر الكوفة فقال :
من كان
__________________
تخبّأ فليظهر ، فإن كان إلى
الكثرة ، فإنّ أصحابنا أكثر ، وما يعدّ فتحا أن يلتقي هذان الحيّان ، فيقتل هؤلاء هؤلاء
، حتّى إذا لم يبق إلّا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ،
ظهرت إحدى الطّائفتين. ولكنّ الفتح أن يحقن الله دماءهم ، ويصلح بينهم.
قال المدائنيّ وغيره
: توفّي سنة أربعين. وقال خليفة توفّي قبل الأربعين.
وقال الشيخ محيي الدّين
النّوويّ في شرحه للبخاريّ : الجمهور على أنّه سكن بدرا ، ولم يشهدها. وقال : أربعة
كبار شهدوها. قاله الزّهريّ ، وابن إسحاق ، والبخاريّ ، والحكم.
وقال الواقديّ : مات
في آخر خلافة معاوية بالمدينة.
وله مائة حديث وحديثان
، اتّفقا منها على
تسعة ، وانفرد البخاريّ بحديث ، ومسلم بسبعة.
__________________
المتوفّون في خلافة علي رضياللهعنه
تحديدا وتقريبا على الحروف
(رفاعة بن رافع بن
مالك بن العجلان) خ ٤ ـ أبو معاذ الأنصاريّ
الزّرقيّ ، أخو مالك ، وخلّاد. شهد بدرا هو وأخوه خلّاد ، وكان أبوه من نقباء الأنصار.
له أحاديث .
روى عنه ابناه : عبيد
، ومعاذ ، وابن أخيه يحيى بن خلّاد ، وغيرهم.
وله عقب كثير بالمدينة
، وبغداد.
__________________
توفّي في حدود سنة
أربعين. وقال ابن سعد توفّي في أوّل خلافة
معاوية.
(سراقة بن مالك) بن جعشم الكنانيّ المدلجيّ
، أبو سفيان. أسلم بعد حصار الطّائف ، وقيل بل شهد حنينا. وهو المذكور في هجرة النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم وهو الّذي سأل عن متعة
الحج أللأبد هي؟ وكان ينزل قديدا .
توفّي بعد عثمان بعامين
، أو في سنة أربع وعشرين كما مرّ.
(صفوان بن عسّال المراديّ) ت ن ق ـ غزا مع رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ثنتي عشرة غزوة. وله
أحاديث .
روى عنه زرّ بن حبيش
، وعبد الله بن مسلمة المراديّ وأبو الغريف عبيد الله بن خليفة
، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. وسكن الكوفة.
(قرظة بن كعب الأنصاريّ الخزرجيّ) ق ـ أحد فقهاء الصّحابة.
__________________
وهو أحد العشرة الذين
وجّههم عمر إلى الكوفة ليعلّموا النّاس ، ثمّ شهد فتح الرّيّ زمن عمر. وولّاه عليّ
على الكوفة. ثمّ سار إلى (الجمل) مع عليّ ، ثمّ شهد صفّين.
توفّي بالكوفة ، وصلّى
عليه عليّ على الصحيح. وهو أوّل من نيح عليه بالكوفة. وقيل : توفّي بعد عليّ.
(القعقاع بن عمرو التّميميّ )قيل إنّه شهد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وله أثر عظيم في قتال الفرس في القادسيّة وغيرها. وكان أحد
الأبطال المذكورين.
يقال : إنّ أبا بكر
قال : صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل . وشهد (الجمل) مع عليّ وكان الرسول في الصّلح يومئذ بين الفريقين.
وسكن الكوفة.
__________________
(هشام بن حكيم بن حزام
) م د ن بن خويلد بن أسد بن
عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشيّ الأسديّ. هو وأبوه من مسلمة الفتح. ولهذا رواية.
وعنه جبير بن نفير
، وعروة بن الزّبير ، وغيرهما.
وهو الّذي صارعه النّبيّ
صلىاللهعليهوسلم فصرعه.
قال ابن سعد : كان
صليبا مهيبا.
وقال الزّهري : كان
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وكان عمر إذا رأى منكرا قال : أمّا ما عشت أنا وهشام
بن حكيم ، فلا يكون هذا .
وقال ابن سعد : توفّي
في أوّل خلافة معاوية. وقيل : إنّه قتل بأجنادين ، ولا يصحّ.
الوليد بن عقبة د
ابن أبي معيط ، واسم
أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد
__________________
شمس ، القرشيّ الأمويّ
، أبو وهب. له صحبة يسيرة ، وهو أخو عثمان لأمّه.
روى عنه الشّعبيّ ،
وأبو موسى الهمدانيّ.
وولي الكوفة لعثمان.
ولمّا قتل عثمان سكن الجزيرة ، ولم يشهد الفتنة . وكان سخيّا جوادا شاعرا شريفا.
قال ابن سعد : إنّه
أسلم يوم الفتح ، وبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم على صدقات بني المصطلق
، وولّاه عمر صدقات بني تغلب . وولّاه عثمان
__________________
الكوفة بعد سعد ، ثمّ
عزله عنها ، فقدم المدينة ، ولم يزل بها حتّى بويع عليّ ، فخرج إلى الرّقّة فنزلها
، واعتزل عليّا ومعاوية. وقبره بعين الروحيّة على بريد من الرّقّة ، وولده بالرّقّة
إلى اليوم .
وقال ابن أبي نجيح
، عن مجاهد ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسل الوليد بن عقبة
إلى بني المصطلق ليصدقوه ، فتلقّوه بالصّدقة ، فتوهّم منهم ، ورجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إنّ بني المصطلق
قد جمعوا لك ليقاتلوك. فنزلت : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ
بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) الآية . وكذا قال قتادة ،
__________________
ويزيد بن رومان ، وزاد
يزيد فقال : كان رجلا جبانا ، فلمّا ركبوا يتلقّونه ظنّ أنّهم يريدون قتله.
وقال محمد بن عبد الرحمن
بن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال الوليد بن عقبة
لعليّ : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك. فقال عليّ : اسكت
فإنّما أنت فاسق ، فنزلت (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً
كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) .
وقال طارق بن شهاب
: لمّا قدم الوليد أميرا على الكوفة ، أتاه سعد فقال : يا أبا وهب ، أكست بعدي أو استحمقت
بعدك .
وقال الأعمش ، عن إبراهيم
، عن علقمة قال : كنّا في جيش بالروم ، ومعنا حذيفة ، وعلينا الوليد ، فشرب الخمر ،
فأردنا أن نحدّه ، فقال حذيفة : أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوّكم ، فبلغه فقال :
لأشربنّ وإن كانت
محرّمة
|
|
وأشربنّ على رغم
أنف من رغما
|
وقال سعيد بن أبي عروبة
، عن عبد الله الدّاناج ، عن أبي ساسان
__________________
حصين بن المنذر قال
: صلّى الوليد بن عقبة بالنّاس الفجر أربع ركعات وهو سكران ، ثمّ التفت إليهم وقال
: أزيدكم. فركب ناس من الكوفة إلى عثمان فكلّمه عليّ في ذلك ، فقال له عثمان : دونك
ابن عمّك فخذه. قال : قم يا حسن فاجلده. قال : فيم أنت وهذا؟ قال : بل ضعفت ووهنت ،
قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده ، فقام فجلده عليّ يعدّ حتّى بلغ أربعين. رواه مسلم
.
وقيل : إنّ أهل الكوفة
كذبوا عليه.
وذكر أبو مخنف لوط
ـ وهو واه ـ عن خاله الصّعق بن زهير ، عن محمد
بن مخنف قال : كان أوّل عمّال عثمان أحدث الوليد بن عقبة : كان يدني السّحرة ، ويشرب
الخمر ، ويجالسه أبو زبيد الطائي النّصرانيّ. قال : وجاء ساحر من أهل بابل ، فأخذ يريهم
حبلا في المسجد مستطيلا ، وعليه فيل يمشي ، وناقة تخبّ ، والنّاس يتعجّبون ، ثمّ يريهم
حبلا يشتدّ حتى يدخل في فيه ، فيخرج من دبره ، ثمّ يضرب رأس رجل فيقع ناحية ، ثمّ يقول
: قم. فيقوم. فرأى جندب بن كعب ذلك ، فأخذ سيفا وضرب عنق السّاحر وقال : أحيي نفسك
، فأمر الوليد بقتله ، فقام رجال من الأزد فمنعوه ، وقالوا : نقتله بعلج ساحر ، فسجنه
، وساق القصّة بطولها .
__________________
(أبو رافع القبطيّ) ع ـ مولى رسول الله
صلىاللهعليهوسلم ، اسمه إبراهيم ، وقيل
: أسلم. وكان عبدا للعبّاس ، فوهبه للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فلمّا بشّره بإسلام
العبّاس أعتقه .
روى عنه ابنه عبيد
الله ، وحفيده الحسن بن عليّ بن أبي رافع ، وحفيده الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع
، وعليّ بن الحسين ، وأبو سعيد المقبريّ ، وعمرو بن الشّريد الثّقفيّ ، وجماعة كثيرة.
وشهد أحدا والخندق.
توفّي بعد مقتل عثمان . ورواية عليّ بن الحسين عنه مرسلة. وقيل : توفّي سنة أربعين
بالكوفة.
(أبو لبابة بن عبد
المنذر)قيل : بقي إلى خلافة عليّ. وقد تقدّم.
وممّن كان في هذا الوقت
:
__________________
(سحيم عبد بني الحسحاس) شاعر مفلق ، بديع القول
، لا صحبة له.
روى معمر ، عن سعيد
بن عبد الرحمن ، عن السّائب قال : قيل لعمر رضياللهعنه : هذا عبد بني الحسحاس
يقول الشّعر ، فدعاه فقال : كيف قلت؟
فقال :
ودّع سليمى إن تجهّزت
غاديا
|
|
كفى الشّيب والإسلام
للمرء ناهيا
|
قال : حسبك ، صدقت
صدقت. هذا حديث صحيح .
__________________
وهذه قصيدة طنّانة
يقول فيها :
جنونا بها فيما اعتلقنا
علاقة
|
|
علاقة حبّ ما استسرّ
وباديا
|
ليالي تصطاد الرجال بفاحم
|
|
تراه أثيثا ناعم النّبت عافيا
|
وجيد كجيد الرّيم ليس بعاطل
|
|
من الدّرّ والياقوت
أصبح حاليا
|
كأنّ الثريّا علقت فوق نحرها
|
|
وجمر غضى هبّت له
الرّيح زاكيا
|
إذا اندفعت في ريطة وخميصة
|
|
وألقت بأعلى الرأس
سبّا يمانيا
|
تريك غداة البين كفّا ومعصما
|
|
ووجها كدينار الأعزّة
صافيا
|
فلو كنت وردا لكونه لعشقتني
|
|
ولكنّ ربّي شانني
بسواديا
|
أتكتم حييتم على النّاي تكتّما
|
|
تحيّة من أمسى بحبّك
مغرما
|
وماشية مشي القطاة اتّبعتها
|
|
من السير تخشى أهلها أن تكلّما
|
فقالت له : يا ويح غيرك إنّني
|
|
سمعت كلاما بينهم يقطر الدّما
|
__________________
وله من قصيدة :
وإن لا تلاقي الموت
في اليوم فاعلمن
|
|
بأنّك رهن أن تلاقيه
غدا
|
رأيت المنايا لم يدعن محمّدا
|
|
ولا أحدا إلّا له
الموت أرصدا
|
وقيل إنّ سحيما لمّا أكثر التّشبيب بنساء الحيّ عزموا على قتله ، فبكت امرأة كان
يرمى بها ، فقال :
أمن سميّة دمع العين
مذروف
|
|
لو أنّ ذا منك قبل
اليوم معروف
|
المال مالكم والعبد عبدكم
|
|
فهل عذابك عنّي اليوم
مصروف
|
كأنّها يوم صدّت ما تكلّمنا
|
|
ظبي بعسفان ساجي
الطّرف مطروف
|
ثم قتل عفا الله عنه.
__________________
كان الفراغ من تحقيق
هذا الجزء وتخريج أحاديثه وضبط نصّه ، والإحالة إلى مصادره ، في يوم الجمعة الواقع
في ١٥ من ربيع الآخر سنة ١٤٠٦ ه. الموافق ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ١٩٨٥ م. على يد
طالب العلم : «عمر بن عبد السلام تدمري» الطرابلسيّ مولدا وموطنا. بمنزله بساحة النجمة
بطرابلس الشام المحروسة. والحمد لله رب العالمين.
يليه الجزء الرابع
وفيه
حوادث ووفيات
(٤١ ـ ٨٠ ه)
الفهارس
١
ـ فهرس مصادر ومراجع التحقيق.
٢
ـ فهرس الآيات الكريمة.
٣
ـ فهرس الأحاديث الشريفة.
٤
ـ فهرس الأشعار والأراجيز.
٥
ـ فهرس الأمم والقبائل والشعوب.
٦
ـ فهرس الألفاظ اللغوية والمصطلحات.
٧
ـ فهرس الأعوام والأيام والليالي.
٨
ـ فهرس أعلام الرجال.
٩
ـ فهرس أعلام النساء.
١٠
ـ فهرس الأماكن.
١١
ـ فهرس الموضوعات.
١٢
ـ فهرس الوفيات على حروف المعجم.
(١)
مصادر ومراجع التّحقيق
ـ أ ـ
١ ـ أباطيل يجب
أن تُمحى من التاريخ ، للدكتور إبراهيم شَعْوَط.
٢ ـ أحوال الرجال
، للجوزجاني.
٣ ـ أخبار شعراء
الشيعة ، للمرزباني.
٤ ـ الأخبار الطوال
، لابن قتيبة.
٥ ـ أخبار العباس
وولده ، لمؤرّخ مجهول.
٦ ـ أخبار القضاة
، لوكيع.
٧ ـ أخبار مكة ،
للأزرقيّ.
٨ ـ الأخبار النساء
لابن قيم الجوزية.
١٠ ـ الإرشاد إلى
معرفة البلاد ، للخليلي.
١١ ـ الأسامي والكُنى
، للحاكم النيسابوري (مخطوطة دار الكتب المصرية).
١٢ ـ الاستبصار.
١٣ ـ الاستيعاب
في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البرّ.
١٤ ـ أسد الغابة
، لابن الأثير.
١٥ ـ أسماء المغتالين
، لابن حبيب.
١٦ ـ الإرشادات
إلى معرفة الزيارات ، للهروي.
١٧ ـ الأشباه والنظائر.
١٨ ـ الاشتقاق ،
لابن دُرَيْد.
١٩ ـ أشهر مشاهير
الإسلام.
٢٠ ـ الإصابة في
تمييز الصحابة ، لابن حجر.
٢١ ـ الأعلام ،
للزركلي.
٢٢ ـ أعيان الشيعة
، لمحسن الأمين.
٢٣ ـ الأغاني ،
لأبي الفرج الأصفهاني.
٢٤ ـ الإكليل ،
للهمذاني.
٢٥ ـ الإكمال ،
لابن ماكولا.
٢٦ ـ الأمالي ،
للقالي.
٢٧ ـ الأمالي ،
للمرتضى.
٢٨ ـ الأمالي ،
لليزيدي.
٢٩ ـ الإمامة والسياسة
، لابن قبيبة.
٣٠ ـ أمراء دمشق
في الإسلام ، للصفدي.
٣١ ـ الأموال ،
لأبي عبيد بن سلام.
٣٢ ـ الأنساب ،
لابن السمعاني.
٣٣ ـ أنساب ، الأشراف
، للبلاذري (الطبعات المختلفة).
٣٤ ـ الأوائل ،
لابن أبي عاصم.
٣٥ ـ الإيناس بعلم
الأنساب ، للوزير المغربي.
ـ ب ـ
٣٦ ـ البدء والتاريخ
، للمقدسي.
٣٧ ـ البداية والنهاية
في التاريخ ، لابن كثير.
٣٨ ـ البرصان والعُرْجان
، للجاحظ.
٣٩ ـ بصائر ذوي
التمييز ، للفيروز أبادي.
٤٠ ـ بُغْية الوُعاة
في أخبار النُّحاة ، للسيوطي.
٤١ ـ البيان المغرب
، لابن عذارى المرّاكشي.
٤٢ ـ البيان والتبيين
، للجاحظ.
ـ ت ـ
٤٣ ـ تاج العروس
، للزّبيدي.
٤٤ ـ التاريخ ،
لأب زُرْعة الدمشقي.
٤٥ ـ التاريخ ،
لبن معين.
٤٦ ـ تاريخ الأدب
العربي ، لكارل بروكلمان.
٤٧ ـ تاريخ بغداد
، للخطيب البغداد ..
٤٨ ـ تاريخ بيروت
وأمراء بني بُحْتُر ، لصالح بن يحيى.
٤٩ ـ تاريخ ثغر
عدن ، لابي مَخْرَمة.
٥٠ ـ تاريخ الخلفاء
، للسيوطي.
٥١ ـ تاريخ خليفة
بن خياط.
٥٢ ـ تاريخ الخميس
لأنفس نفيس ، للديار بكري.
٥٣ ـ تاريخ دمشق
، لابن عساكر الدمشقي (مخطوط الأزهرية ، والتيمورية ، والظاهرية ، والمطبوعة).
٥٤ ـ تاريخ الرسل
والملوك ، للطبري.
٥٥ ـ تاريخ سِنِيّ
ملوك الأرض والأنبياء ، لحمزة الأصبهاني.
٥٦ ـ التاريخ الصغير
، للبخاري.
٥٧ ـ تاريخ طرابلس
السياسي والحضاري عبر العصور (الجزء الثاني) ، للمحقّق د. عمر تدمري.
٥٨ ـ التاريخ الكبير
، للبخاري.
٥٩ ـ تاريخ واسط
، لبحشل.
٦٠ ـ تاريخ اليعقوبي.
٦١ ـ تبصير المنتبه
بتحرير المشتبه ، لابن حجر.
٦٢ ـ تتمّة طبقات
المالكية ، لابن مخلوف.
٦٣ ـ تجريد أسماء
الصحابة ، للذهبي.
٦٤ ـ تحسين القبيح
وتقبيح الحَسَن ، للثعالبي.
٦٥ ـ تحفة الأشراف
بمعرفة الاطراف ، للمزّي.
٦٦ ـ التحفة اللطيفة
، للسخاوي.
٦٧ ـ تذكرة الحُقّاظ
، للذهبي.
٦٨ ـ التذكرة الحمدونية
، لابن حمدون.
٦٩ ـ التذكرة السعدية.
٧٠ ـ التذكرة الفخرية
، للإربلي.
٧١ ـ ترتيب الثقات
، للعِجْلي.
٧٢ ـ تسمية أزواج
النبي وأولاده ، لاب عُبَيْدة.
٧٣ ـ تعجيل المنفعة
، لابن حجر.
٧٤ ـ التعليقات
والنوادر ، لأبي على الهجري.
٧٥ ـ التفسير ،
لابن كثير.
٧٦ ـ التفسير ،
للطبري.
٧٧ ـ تقريب التهذيب
، لابن حجر.
٧٨ ـ تلخيص المستدرك
على الصحيحين ، الذهبي.
٧٩ ـ تلقيح فهوم
أهل الأثر ، لابن الجوزي.
٨٠ ـ التمهيد والبيان.
٨١ ـ التنبيه والإشراف
، للمسعودي.
٨٢ ـ تهذيب الأسماء
واللغات ، للنووي.
٨٣ ـ تهذيب تاريخ
دمشق ، لابن عساكر (هذّبه ابن بدران).
٨٤ ـ تهذيب التهذيب
، لابن حجر.
٨٥ ـ تهذيب سيرة
ابن هشام.
٨٦ ـ تهذي الكمال
في أسماء الرجال ن للمزّي (المطبوع والمصوَّر).
ـ ث ـ
٨٧ ـ الثقات ، لابن
حبّان.
٨٨ ـ ثمار القلوب
في المضاف والمنسوب ، للثعالبي.
ـ ج ـ
٨٩ ـ الجامع ، لبامطرف.
٩٠ ـ جامع الأصول
لأحاديث الرسول ن لابن الأثير.
٩١ ـ الجامع الصحيح
، للترمذي.
٩٢ ـ الجرح والتعديل
، لابن أبي حاتم الرازي.
٩٣ ـ الجمع بين
رجال الصحيحين ، لابن القُيْسرانيّ.
٩٤ ـ جمهرة الأمثال.
٩٥ ـ جمهرة أنساب
العرب ، لابن حزم.
٩٦ ـ جمهرة النسب
، لابن الكلبي.
ـ ح ـ
٩٧ ـ حذف من نسب
قريش ، للزبيري.
٩٨ ـ حسن المحاضرة
ف أخبار مصر والقاهرة ، للسيوطي.
٩٩ ـ الحلّة السّيراء
، لابن الأبّار.
١١٠ ـ حلية الأولياء
وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الأصبهاني.
١٠١ ـ حلية الفرسان.
١٠٢ ـ الحماسة البصرية.
١٠٣ ـ حور العين
، للحِمْيَري.
١٠٤ ـ حياة الحيوان
، للدميري.
ـ خ ـ
١٠٥ ـ الخراج وصناعة
الكتابة ، لقُدامة بن جعفر.
١٠٦ ـ خزانة الأدب
ولبّ لباب العرب ، للبغدادي.
١٠٧ ـ خلاصة تذهيب
التهذيب ، للخزرجي الأنصاري.
١٠٨ ـ الخيل ، لأبي
عُبَيْدة.
ـ د ـ
١٠٩ ـ دائرة المعارف
الإسلامية ، لجماعة من المستشرقين.
١١٠ ـ الدُّر المنثور
، للسيوطي.
١١١ ـ دلائل النّبُوّة
، للبَيْهقيّ.
١١٢ ـ دُوَل الإسلام
، للذهبي.
١١٣ ـ ديوان أبي
محجن.
١١٤ ـ ديوان جرير.
١١٥ ـ ديوان حاتم
الطائي.
١١٦ ـ ديوان حسّان
بن ثابت.
١١٧ ـ ديوان الضعفاء
والمتروكين ، للذهبي.
١١٨ ـ ديوان عبد
بني الحسحاس ، للميمني.
١١٩ ـ ديوان كعب
بن مالك.
١٢٠ ـ ديوان لبيد.
١٢١ ـ ديوان الهذليّين.
ـ ذ ـ
١٢٢ ـ ذخائر العُقْبي
في مناقب ذوي القربي ، لمحبّ الدين الطبري.
١٢٣ ـ الذريعة إلى
تصانيف الشيعة ، لآغا بُزُرْك الطهراني.
١٢٤ ـ ذكْر أخبار
أصبهان ن لأبي نعيْم الأصبهاني.
١٢٥ ـ ذيل الأمالي
، للقالي.
ـ ر ـ
١٢٦ ـ ربيع الأبرار
نصوص الأخبار ، للزمخشري.
١٢٧ ـ الرجال ،
للطوسي.
١٢٨ ـ الرجال ن
للكشّي.
١٢٩ ـ رسائل ابن
حزم.
١٣٠ ـ الروضُ الأُنُفُ
، للسهيلي.
١٣١ ـ الرياض النّضرة
ن للمحبّ الطبري.
ـ ز ـ
١٣٢ ـ الزاهر ،
للأنباري.
١٣٣ ـ الزهد ، لابن
المبارك.
١٣٤ ـ الزهد ، لأحمد
بن حنبل.
١٣٥ ـ زهر الاداب
، للحصري.
ـ س ـ
١٣٦ ـ سرح العيون.
١٣٧ ـ سمط اللآللي.
١٣٨ ـ سمط النجوم.
١٣٩ ـ السنن ، لابن
ماجه.
١٤٠ ـ السُنن ،
لأبي داود.
١٤١ ـ السُنن ن
للدارميّ.
١٤٢ ـ السُنن ،
للنّسائيّ.
١٤٣ ـ السنن الكبرى
، للبيهقي.
١٤٤ ـ سير أعلام
النبلاء ، للذهبي.
١٤٥ ـ السيرة ،
لابن هشام.
١٤٦ ـ السيرة الحلبية.
١٤٧ ـ سيرة عمر
بن الخطاب ، لعلي وناجي الطنطاوي.
١٤٨ ـ السيرة النبويّة
، لابن كثير.
١٤٩ ـ السير والمغازي
، لابن إسحاق.
ـ ش ـ
١٥٠ ـ شذرات الذهب
في اخبار من ذهب ، لابن العماد الحنبلي.
١٥١ ـ شرح أشعار
هذيل ، لمسكري.
١٥٢ ـ شرح الحماسة
، للتبريزي.
١٥٣ ـ شرح السُّنّد
، للّالكائي.
١٥٤ ـ شرح شواهد
المغني.
١٥٥ ـ شرح صحيح
مسلم ، للنوري.
١٥٦ ـ شرح القاموس
، للزبيدي.
١٥٧ ـ شرح المفضّليّات.
١٥٨ ـ شرح المقامات
الحريرية.
١٥٩ ـ شرح نهج البلاغة
، لابن أبي الحديد.
١٦٠ ـ شعراء النصرانية
بعد الإسلام ، للأب لويس شيخو.
١٦١ ـ شعر الهذليّين.
١٦٢ ـ الشعر والشعراء
، لابن قُتيبة.
١٦٣ ـ شفاء الغرام
بأخبار البلد الحرام ، للقاضي الفاسي (بتحقيقنا).
ـ ص ـ
١٦٤ ـ الصحيح ،
لابن حِبّان.
١٦٥ ـ الصحيح ،
لابن خُزَيْمَة.
١٦٦ ـ الصحيح ،
للبخاري.
١٦٧ ـ الصحيح ،
لمسلم.
١٦٨ ـ صفة الصفوة
، لابن الجَوْزي.
ـ ض ـ
١٦٩ ـ الضعفاء الصغير
، للبخاري.
١٧٠ ـ الضعفاء الكبير
، للعُقيليّ.
١٧١ ـ الضعفاء والمتروكين
، للدارقُطْني.
١٧٢ ـ الضعفاء والمتروكين
، للنسائي.
ـ ط ـ
١٧٣ ـ الطبقات ،
لخليفة بن خيّاط.
١٧٤ ـ الطبقات ،
للشعراني.
١٧٥ ـ طبقات الحُفّاظ
، لابن سلّام.
١٧٦ ـ طبقات الشعراء
، لابن سلّام.
١٧٧ ـ طبقات فُحُول
الشعراء ، للمرزباني.
١٧٨ ـ طبقات الفقهاء
، للشيرازي.
١٧٩ ـ الطبقات الكبرى
، لابن سعد.
١٨٠ ـ طبقات المفسّرين
، للداودي.
١٨١ ـ الطرائف الأدبية.
ـ ع ـ
١٨٢ ـ العبر في
أخبار من ذهب ، للذهبي.
١٨٣ ـ العبر في
ديوان المبتدأ والخبر ، لابن خلدون.
١٨٤ ـ عثمان بن
عفّان الخليفة المفترى عليه ، لصادق عرجون.
١٨٥ ـ عُجَالة المبتدي.
١٨٦ ـ العِقد الثمين
في تاريخ البلد الأمين ، للقاضي الفاسي.
١٨٧ ـ العِقْد الفريد
، لابن عبد ربّه الأندلسيّ.
١٨٨ ـ عيون الأثر
في فنون الشمائل والسّير ، لابن سيّد الناس.
١٨٩ ـ عيون الأخبار
، لابن قتيبة.
١٩٠ ـ عيون التواريخ
، لابن شاكر الكُتُبي.
ـ غ ـ
١٩١ ـ غاية النهاية
في طبقات القرّاء ، لابن الجزري.
١٩٢ ـ غريب الحديث
، لأبي عُبَيْد.
ـ ف ـ
١٩٣ ـ فتح الباري
بشرح صحيح البخاري ، لابن حجر.
١٩٤ ـ فتوح البلدان
، للبلاذُريّ.
١٩٥ ـ فتوح الشام
، للأزْدي.
١٩٦ ـ فتوح مصر
وأخبارها ، لابن عبد الحَكَم.
١٩٧ ـ الفرج بعد
الشدّة ، للتنوخي.
١٩٨ ـ فصل المقال
، للمامقاني.
١٩٩ ـ فضائل الصحابة
لخَيْثَمَة الأطرابلسي (مخطوط).
٢٠٠ ـ الفهْرست
، لابن النديم.
٢٠١ ـ فوات الوفيات
، لابن شاكر الكتبي.
ـ ق ـ
٢٠٢ ـ القاموس الإسلامي
، لأحمد عطيّة الله.
٢٠٣ ـ قاموس الرجال
، للتُسْتريّ.
٢٠٤ ـ القاموس المحيط
، للفيروز أبادي.
٢٠٥ ـ قيام الليل
، لابن نصر.
ـ ك ـ
٢٠٦ ـ الكاشف ،
للذهبي.
٢٠٧ ـ الكامل في
الأدب ، للمبرّد.
٢٠٨ ـ الكامل في
التاريخ ، لابن الأثير.
٢٠٩ ـ الكامل في
ضعفاء الرجال ، لابن عديّ.
٢١٠ ـ الكشف الحثيث
عمّن رُمي بوضع الحديث ، للبرهان الحلبي.
٢١١ ـ كنز العمّال.
٢١٢ ـ الكنى والأسماء
، للدولابي.
ـ ل ـ
٢١٣ ـ لباب الآداب
، لُّسامة بن منقذ.
٢١٤ ـ اللّباب في
تحرير الأنساب ، لابن الأثير.
٢١٥ ـ لسان العرب
، لابن منظور.
٢١٦ ـ اللؤلؤ والمرجان
فيما اتّفق عليه الشيخان ، لمحمد فؤآد عبد الباقي.
ـ م ـ
٢١٧ ـ مآثر الإنافة
في معالم الخلافة ، للقلقشندي.
٢١٨ ـ مالك ومتمم
ابنا نويرة اليربوعيّ ، للدكتورة ابتسام مرهون الصّفّار.
٢١٩ ـ المجروحين
والضعفاء والمتروكين ، لابن حبّان.
٢٢٠ ـ مجمع الأمثال
، للميْداني.
٢٢١ ـ مجمع البحرين.
٢٢٢ ـ مجمع الزوائد
، للهيثمي.
٢٢٣ ـ مجمل اللغة
، لابن فارس.
٢٢٤ ـ محاضرات الأدباء
، لراغب الأصبهاني.
٢٢٥ ـ المحبّر ،
لابن حبيب البغدادي.
٢٢٦ ـ مذاهب الإسلاميّين
، للدكتور عبد الرحمن بدوي.
٢٢٧ ـ مراصد الاطّلاع
على أسماء الأماكن والبقاع ، لصفيّ الدين البغدادي.
٢٢٨ ـ مرآة الجنان
وعبرة اليقظان ، لليافعيّ.
٢٢٩ ـ المرصّع ،
لابن الأثير.
٢٣٠ ـ مسالك الأبصار
في ممالك الأمصار ، لابن فضل الله العمري.
٢٣١ ـ المسالك والممالك
، لابن خُرْداذَبَة.
٢٣٢ ـ المُسْتَدْرك
على الصحيحين ، للحاكم النيْسابوري.
٢٣٣ ـ المستطرف.
٢٣٤ ـ المُسْنَد
، لأحمد بن حنبل.
٢٣٥ ـ المُسْنَد
، للبزّار.
٢٣٦ ـ المُسْنَد
، للحُمَيْدي.
٢٣٧ ـ المُسْنَد
، للكلابيّ.
٢٣٨ ـ مشاهير علماء
الأمصار ، لابن حِبّان.
٢٣٩ ـ المشتبه في
أسماء الرجال ، للذهبي.
٢٤٠ ـ مشكل الآثار
، للطحاوي.
٢٤١ ـ المَشْيخة
، لابن طهمان.
٢٤٢ ـ المصاحف ،
لابن أبي داود السجستاني.
٢٤٣ ـ مصارع العشّاق
، لابن السرّاج.
٢٤٤ ـ المصنّف ،
لعبد الرزّاق.
٢٤٥ ـ الطالب العالية
، لابن حجر.
٢٤٦ ـ المعارف ،
لابن قُتَيْبة.
٢٤٧ ـ معالم الإيمان
، للدبّاغ.
٢٤٨ ـ معاهد التنصيص
، للعبّاسي.
٢٤٩ ـ معجم الأدباء
، لياقوت الحموي.
٢٥٠ ـ معجم الألفاظ
الفارسيّة المعرّبة ، للسيد أدّي شير.
٢٥١ ـ معجم البلدان
، لياقوت الحموي.
٢٥٢ ـ معجم بن أميّة
، للدكتور صلاح الدين المنجّد.
٢٥٣ ـ معجم الشعراء
، للمرزباني.
٢٥٤ ـ معجم الشعراء
في لسان العرب ، للدكتور ياسين الأيّوبي.
٢٥٥ ـ معجم الشيوخ
، لابن جُمَيْع الصيداوي (بتحقيقنا).
٢٥٦ ـ المعجم الكبير
، للطبراني.
٢٥٧ ـ معجم ما استعجم
، للبكري.
٢٥٨ ـ المعجم المفهرس
لألفاظ الحديث ، لجماعة من المستشرقين.
٢٥٩ ـ معجم المؤلّفين
، لكحّالة.
٢٦٠ ـ معرفة علوم
الحديث ، للحاكم النَّيسابوريّ.
٢٦١ ـ معرفة القرّاء
الكبار ، للذهبي.
٢٦٢ ـ المعرفة والتاريخ
، للفسوي.
٢٦٣ ـ المعمّرون
، للسجستاني.
٢٦٤ ـ المعين في
طبقات المحدّثين ، للذهبي.
٢٦٥ ـ المغازي ،
للعُرْوَة.
٢٦٦ ـ المغازي ،
للواقديّ.
٢٦٧ ـ المغازي النبويّة
، للزُّهْريّ.
٢٦٨ ـ المغني في
ضبط أسماء الرجال ، للهندي.
٢٦٩ ـ المغني في
الضعفاء ، للذهبي.
٢٧٠ ـ المفضّيليّات
، للضبّي.
٢٧١ ـ مقاتل الشالبيين
، للاصبهاني.
٢٧٢ ـ مقدّمة المسْنَد
، لبقيّ بن مَخْلَد.
٢٧٣ ـ المِلَل والنِّحل
، للشهرستاني.
٢٧٤ ـ المنازل والديار
، لأسامة بن منقذ.
٢٧٥ ـ مناقب أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، لابن المَغَازليّ.
٢٧٦ ـ مناقب عمر
بن الخطّاب ، لابن الجوْزي.
٢٧٧ ـ المنتخب من
ذيل المُذَيّل ، للطبري.
٢٧٨ ـ المنتقى من
تاريخ الإسلام ، لابن المُلّا (مخطوط).
٢٧٩ ـ من حديث خيثمة
بن سليمان الأطرابلسي (بتحقيقنا).
٢٨٠ ـ المؤتلف والمختلف
، للآمدي.
٢٨١ ـ موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ، (تأليفنا).
٢٨٢ ـ الموضوعات
، لابن الجوْزي.
٢٨٣ ـ المُوَطّا
، للإمام مالك.
٢٨٤ ـ ميزان الأعتدال
في نقد الرجال ، للذهبي.
ـ ن ـ
٢٨٥ ـ النجوم الزاهرة
في ملوك مصر والقاهرة ، لابن تغري يردي.
٢٨٦ ـ نزهة الألباب
في الألقاب ، لابن حجر.
٢٨٧ ـ نسب قريش
، لمُصعَب الزبيري.
٢٨٨ ـ النقاص ،
لجرير.
٢٨٩ ـ نقد علميّ
لكتاب الإسلام وأصول الحكم ، لمحمد الطاهر بن عاشور.
٢٩٠ ـ النُكَت الظراف
، لابن حجر.
٢٩١ ـ النُكَت الهميان
في نكت العُمْيان ، للصفدي.
٢٩٢ ـ نهاية الأرب
في فنون الأدب ، للنويري.
٢٩٣ ـ نهاية الأرب
في معرفة أنساب العرب ، للقلقشندي.
٢٩٤ ـ النهاية في
غريب الحديث ، لابن الأثير.
٢٩٥ ـ نوادر الأصول.
ـ و ـ
٢٩٦ ـ الوافي بالوفيات
، للصفدي.
٢٩٧ ـ الوثائق السياسية
للعهد النبويّ والخلفاء الراشدين ، للدكتور محمد حميد الله.
٢٩٨ ـ الوزراء والكُتّاب
، للجهشياري.
٢٩٩ ـ وفاء الوفا
في أخبار المصطفى ، للسمهودي.
٣٠٠ ـ الوُفيات
، لابن قنفذ.
٣٠١ ـ وفيات الأعيان
، لابن خلّكان.
٣٠٢ ـ وُلاة مصر
، للكِنْدي.
٣٠٣ ـ الولاة والقُضاة
، للكِنْدي.
(٢)
فهرس الآيات الكريمة
مرتّبة حَسَب ورودها في
الكتاب
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم
مَّيِّتُونَ) (الزمر ٣٠)............................................ ٥
(وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) (آل عمران ١٤٤)........................................ ٥
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا
غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ) (الأنفال ٤١).................................... ٢٤
(وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ) (الحشر ٦)..................................... ٢٥
(وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) (الكهف ٥١)................................ ٣٤
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ) (الأحزاب ٣٣)............................ ٤٤
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) (الأعراف ١٥٨)...................... ١١٢
(أُولَٰئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ) (الحجرات ٤٩ الحشر ٥٩)............................. ١١٣
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم
مِّنْ غِلٍّ) (الحجرات ٤٧)....... ١١٤ و ٤٧٩
و ٥٠٦ و ٥٢٨
(سَعلَمُ الّذنَ
ظَلَموا أَ مَنقَلَبٍ نقَلِبونَ) (الشعراء ٢٢٧)...................... ١١٧
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ) (ق ١٩)........................................... ١١٩
(كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ) (الدخان ٢٥).................................. ١٥٨
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ
كَفَرُوا) (البيّنة ١)............................................ ١٩٢
(فَلَمَّا قَضَىٰ
زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا) (الأحزاب ٣٧)................................... ٢١٢
(وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (التحريم ٤).............................................. ٢٥٥
(عَسَىٰ رَبُّهُ
إِن طَلَّقَكُنَّ) (التحريم ٥).......................................... ٢٦١
(فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ
أَنْ يَتَطَهَّرُوا) (التوبة ١٠٨)................................. ٢٩١
(تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) (التوبة ٩٢)................................. ٣٠٠
(فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا
يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ) (الفتح ١٠).............................. ٣٠٥
(طَعَامُ الْأَثِيمِ) (الدخان ٤٣)................................................. ٤٠٢
(انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا) (التوبة ٤١)............................................ ٤٢٧
(فَسَيَكْفيكَهُمُ اللَّهُ) (البقرة ٤٥٧)............................................ ٤٥٧
(وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا
فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ) (الإسراء ٣٣).............................. ٤٨٠
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا
تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا) (الأنفال ٢٥)............................. ٥٠٤
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَدَاوَةً) (المائدة ٨٢)..................................... ٥١٢
(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ
قَوْمًا غَيْرَكُمْ) (كجك ٣٨)............................... ٥١٥
(وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ
الْكِتَابِ) (الرعد ٤٣)................................ ٥١٦
و ٦١٣
(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ) (المائدة ٩٣).................. ٥٣٢
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا
فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا) (النحل ٤١)........................ ٥٧١
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل ١)................................................ ٥٧٦
(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا
لِلَّهِ) (الأنعام ٥٧)............................................ ٥٨٧
(يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ
مِّنكُمْ) (المائدة ٤٥)...................................... ٥٨٧
(فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ
أَهْلِهِ) (المائدة ٩٥)................................. ٥٨٧
و ٥٩١
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ
اللَّهِ) (الأعراف ٣٢)........................................ ٥٨٨
(بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) (الزخرف والنساء ٣٥)................................. ٥٨٩
(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ
بَيْنِهِم) (النساء ٣٥)....................................... ٥٨٩
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) (الأحزاب ٦)............................................. ٥٨٩
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ) (المائدة ١٠٦).............................. ٦١٣
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ
كُلَّ شَيْءٍ) (الأعراف ٧).................................... ٦١٣
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ) (الجاثية ٢١)............................. ٦١٤
(فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُم) (آل عمران ٦١)............................. ٦٢٧
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ) (العلق ١)....................................... ٦٥٠
(إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات ٦)................................... ٦٥٠
(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا
كَمَن كَانَ فَاسِقًا) (السجدة ١٨) ............................ ٦٦٦
(٣)
فهرس الأحاديث الشريفة
مُرتّبة على الأحرف حسب
ورودها في الكتاب
(أ)
الصفحة
أمرت أن أقاتل الناس........................................................... ٢٧
إنّما فاطمة بضعة مني ........................................................... ٤٤
اللهم هؤلاء أهل بيتي........................................................... ٤٤
أنا حرب لمن حاربكم........................................................... ٢٥
أفضل نساء أهل الجنة خديجة.................................................... ٤٦
أسكبي يا أم الأيمن............................................................. ٤٩
استقرئوا القرآن من أربعة.................................................. ٥٧،
٣٨٥
إرقاءكم أرقاءكم................................................................ ٥٩
ابنا العاص مؤمنان............................................................ ١٠٤
أبو بكر سيّدنا وخيرنا......................................................... ١٠٨
إنّ عبداً خيره الله............................................................. ١٠٩
إنّ من أمن الناس عليّ
في صحبته............................................... ١٠٩
أنت صاحبي على الحوض...................................................... ١١٠
إنء لم تجدني فأتي أبا
بكر..................................................... ١١٠
إدعي لي اباك وأخاك حتى
أكتب............................................... ١١١
أنت أمين هذه الأمة.......................................................... ١١٣
إنّ لكلّ أمّة أميناُ............................................................. ١٧٣
أعلم أمّتي بالحلال والحرام...................................................... ١٧٧
إنّ الله أمر لي أن أقرأ عليك.................................................... ١٩٢
أغْدُ يا أنيس على امرأة
هذا.................................................... ٢١٦
أسرعكنّ لحوقاً بن أطولكنّ
يدا................................................. ٢١٦
إنّ لي وزيرين من أهل السماء................................................... ٢٥٦
أن الشيطان يفرق من عمر..................................................... ٢٥٨
إنّي لأنظر إلى شياطين
الجنّ والإنس............................................. ٢٦٠
إن الله وضع الحق على لسان
عمر.............................................. ٢٦٠
إن الله تعالى باهى بأهل
عرفة عامّة.............................................. ٢٦١
أرحم أمّتي أبو بكر............................................................ ٢٦٢
إنّ أهل الدرجات العُلا........................................................ ٢٦٣
اقتدوا باللذين من بعدي....................................... ٢٦٣
و ٣٨٣ و ٥٧٣
أصدق كلمة قالتها العرب..................................................... ٣٥٣
اللهم اخلف جعفراً في أهله.................................................... ٣٥٦
إذا بعت فقل لا خلابة........................................................ ٣٥٧
إنّ عمّالرجل صنو أبيه......................................................... ٣٥٧
اللهم اغفر للعباس............................................................ ٣٥٧
أمرت بحبّ أربعة............................................................. ٤٠٩
أمرني الله بحبّ أربعة........................................................... ٤١٩
ألا أبو أيّم................................................................... ٤٧٠
ألا أستحي من رجل تستحي
منه............................................... ٤٧١
أرحم أمّتي بأمّتي أبو
بكر...................................................... ٤٧٢
إن استخلفت عليكم فعصيتموه................................................ ٤٩٣
إنّ لكلّ نبيّ حواريّا.................................................... ٥٠١
و ٥٠٢
إرْم فداك أبي وأمّي............................................................ ٥٠٢
أسكن حِراء.......................................................... ٥٢٥
و ٦٣٦
انت طلحة الفيّاض........................................................... ٥٢٥
أويس خير التابعين............................................................ ٥٥٦
اتركوا الترك ما
تركوكم.......................................................... ٥٦٥
اللهم اغفر لآل ياسر.......................................................... ٥٧٢
أبشروا آل عمّار.............................................................. ٥٧٢
إذا اختلق الناس كان ابن
سميّة مع الحق.......................................... ٥٧٥
أبو اليقظان على الفطرة........................................................ ٥٧٦
إنّ عمّاراً على الفطرة.......................................................... ٥٧٦
أبشر عمّار تقتلك الفئة
الباغية......................................... ٥٧٧
و ٥٧٩
إنّ آخر شربة تشربها من
الدنيا.................................................. ٥٨١
اللهمّ أذهب عنه الحرّ
والبرد.................................................... ٦٢٥
أنت منّي كهارون من موسى................................................... ٦٢٦
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون............................................ ٦٢٧
اللهم هؤلاء أهلي............................................................. ٦٢٧
أُهدي إلى رسول الله أطيار..................................................... ٦٣٣
إنّه لعهد النبيّ إليّ............................................................. ٦٣٤
إن كنّا لنعرف المنافقين
ببغضهم عليّاً............................................ ٦٣٤
أنا سيّد ولد آدم.............................................................. ٦٣٥
إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن............................................ ٦٤٢
(ب)
بلال سابق الحبشة............................................................ ٢٠٣
بينا انا نائم أتيت بقدح
من لبن................................................. ٢٦١
بينا أنا نائم رأيت الناس
يعرضون عليّ........................................... ٢٦٢
بينا أنا نائم رأيتني في الجنة...................................................... ٢٦٢
(ت)
تجري (الحُمي) الحسنات على صاحبها........................................... ١٩٣
تهيج فتنة كالصياصي......................................................... ٤٧٨
تناجيه فوالله ليقاتلنّك.......................................................... ٤٨٩
تفترق أمّتي فرقتين............................................................. ٥٩٠
(ث)
ثكلت سلمان أمّه............................................................ ٥١٥
(ج)
الجنّة تشتاق إلى
ثلاثة.................................................. ٥١٤،
٥٧٤
(ح)
حسبك من نساء العالمين أربع.................................................... ٤٦
الحمد لله الذي جعل في
أمّتي مثلك............................................... ٥٥
حدّثني فصدقني ووعدني فوقى
لي................................................. ٧٥
الحق بقدي مع عمر حبث كان................................................ ٢٦١
حديث القف................................................................ ٤٧٢
(خ)
خير نساء العالمين أربع.......................................................... ٤٦
خياركم خياركم لنسائي........................................................ ٣٩٤
خير التابعين رجل يقال له أُويْس................................................ ٥٥١
(د)
دخلت الجنة فسمعت نحمة.................................................... ١٠١
(ر)
رضيت لأمّتي ما رضي لها ابن
أم عبد............................................ ٣٨٤
رحم الله عثمان تستحييه
الملائكة .............................................. ٤٧١
رحم الله أبا بكر زوّجني
ابنته............................................ ٦٣٤
و ٦٤٢
(ز)
الزبير ابن عمّتي............................................................... ٥٠١
(س)
سبحان الله ما ينبغي لأحد
أن يعذّب............................................ ١٠٢
سلمان سابق الفرس .......................................................... ٥١٤
(ص)
صهيب سابق الروم........................................................... ٥٩٨
(ط)
طلحة ممّن قضى نحبه.......................................................... ٢٥٢
طلحة والزبير جاراي........................................................... ٥٢٥
(ع)
عمّار مليء إيماناً.............................................................. ٥٧٦
عليّ مني وأنا من عليّ.................................................. ٦٣٠،
٦٣١
(غ)
غيّروا هذا الشيب
وجنّبوه السواد................................................ ١٣٨
(ف)
فوالهم بعهدهم................................................................ ٥٩٤
(ق)
قد كان في أمّتي محدّثون....................................................... ٢٦٠
قاتل عمّار وسالبه في لنار...................................................... ٥٨٢
قم أبا تراب.................................................................. ٦٢٣
(ك)
كيف طابت أنفسكم أن تحثوا
التراب............................................. ٤٣
كيف وجدت الإمامة......................................................... ٤١٨
كان أحبّ النساء الى رسول الله فاطمة.......................................... ٦٣٣
(ل)
لو كنت متّخذاً
خليلاً......................................................... ١٠٨
لئن كان سعد لم يشهد بدراً................................................... ١٤٧
لو كان بعدي نبيّ لكان
عمر.................................................. ٢٦١
لو كنت مؤمّراً أحداً عن
غير مشورة............................................. ٣٨٣
لن نحنو عليكنّ بعديّ إلّا
الصالحون............................................. ٣٩٤
لكل نبي رفيق................................................................ ٤٧٢
ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب............................................... ٥٢١
لأعطينّ الراية رجلا يحب
الله........................................... ٦٢٥
و ٦٢٧
(م)
مرحباً بالركب المهاجر................................................... ٩٩
و ١٠٠
ما نفعني مال ما نفعني
مال أبي بكر............................................. ١٠٦
ما لأحدٍ عندنا يد إلّا
وقد كافأناه.............................................. ١٠٩
ومكث المهاجر بعد قضاء
نسكه................................................ ٢٣٦
من أحبّ أن يقرأ القرآن
غضّاً.................................................. ٣٨٢
ما تضحكون لهما في الميزان
يوم القيامة........................................... ٣٨٣
ما أعلم أحداً أقرب سمتاً
ولا هدْياً............................................... ٣٨٤
ما أقلّت الغبراء ولا أقلّت
الخضراء............................................... ٤٠٦
ما أحبّ أنّ لي هذا الجبل
ذهباً................................................. ٤١١
ما ضرّ عثمان ما عمل بعد
اليوم................................................ ٤٧٠
مرحباً بالطيّب المطيّب......................................................... ٥٧٣
من عادى عمّاراً عاداه
الله...................................................... ٥٧٤
من كنت مولاه فعليّ مولاه................................ ٦٢٨، ٦٢٩،
٦٣١، ٦٣٢
من كنت وليّه فعليّ وليّه...................................................... ٦٢٩
ما تقول في رجل يحبّ الله
ورسوله............................................... ٦٣١
من آذى عليّاً فقد آذاني....................................................... ٦٣١
من سبّ عليّاً فقد سبّني....................................................... ٦٣٤
(ن)
نحن الأمراء وأنتم الوزراء........................................................... ٦
نعم المرء بلال................................................................ ٢٠٤
نعم الرجل أبو بكر........................................................... ٢٠٧
نعم عبد الله وأخو العشيرة
خالد................................................ ٢٣٤
نبّلوا سهلاً فإنّه سهل.......................................................... ٥٩٦
(ه)
هلّا تركت الشيخ حتى نأتيه.................................................... ١٣٨
هكذا نبعث يوم القيامة........................................................ ٢٥٧
هذان السمع والبصر.......................................................... ٢٥٧
هذان سيّدا كهول أهل الجنة................................................... ٢٦٣
هذا العباس عمّ نبيكم......................................................... ٣٧٥
(و)
والذي نفسي بيده لا يقتسم
ورثتي شيئاً............................................ ٢٧
ويحك يا بن سميّة...................................................... ٥٧٧
و ٥٧٨
ويح عمّار تقتله الفئة
الباغية................................................... ٥٧٨
(لا)
لا نورث ما تركنا صدقة.......................................................... ٢١
لا يقتسم ورثتي ديناراً............................................................ ٢٢
لا تجلسوا على القبور ولا
تصلّوا إليها.............................................. ٧٧
لا تشكوا عليّاً................................................................ ٦٣١
(ي)
يا بنيّة أما ترضين ان
تكوني سيّدة العالمين.......................................... ٤٥
يشفع الشهيد لسبعين من
أهله................................................... ٦٦
يا معشر الأنصار أنتم الشعار.................................................... ٦٧
يا معاذ الله إنّي احبّك......................................................... ١٧٦
يأتي معاذ أمام العلماء
برتوة..................................................... ١٧٦
يا اباذرّ إنّي أراك ضعيفاً........................................................ ٤٠٦
يرحم الله أباذر............................................................... ٤٠٧
يا عثمان هذا حبريل يخبرني..................................................... ٤٦٩
يدخل الجنّة بشفاعة أويس..................................................... ٥٥٨
يدخل الجنة بشفاعة رجل
من أمّتي.............................................. ٥٥٩
يا بريدة لا تقعنّ في علي....................................................... ٦٢٨
يا عائشة هذا سيّد العرب...................................................... ٦٣٥
يطلع عليكم رجل من أهل
الجنة................................................ ٦٣٦
(٤)
فهرس الأشعار والأراجيز
مُرتّبة حسَب ورودها في الكتاب
عشيّة غادرت ابن
أقرم ثاويا
|
|
وعكّاشة الغنميّ
تحت مجالي٢٩
|
قضي خالد بغيا عليه لعرسه
|
|
وكان له فيها هوى
قبل ذلكا٣٤
|
وكنّا كندماني جذيمنة حقبة
|
|
من الدّهر حتّى قيل
لن يتصدّعا٣٧
|
الأحول الأثعل الملعون
طائره
|
|
أبو حذيفة شرّ النّاس
في الدين٥٤
|
أقبل وأسهل ولا تخف أحدا
|
|
بنو سعيد أعزّة البلد٨٩
|
من لا يزال دمعه مقنّعا
|
|
فإنّه لا بدّ مرّة
مدفوق١١٨
|
لعمرك ما يغني الثّراء عن الفتى
|
|
إذا حشرجت يوما وضاق
بها الصّدر١١٩
|
يا لك من ذي أربع ما أكبرك
|
|
لأضربنّ بالحسام
مشفرك١٢٧
|
نحن قتلنا سيّد
|
|
الخزرج سعد بن عباده١٤٩
|
ألا أبلغ أبا سفيان عنّي
|
|
مغلغلة فقد برح الخفاء٢١٨
|
أرقت فبات ليلي لا يزول
|
|
وليل أخي المصيبة
فيه طول٢١٩
|
إذا متّ فادفني إلى
جنب كرمة
|
|
تروّي عظامي بعد
موتي عروقها٣٠٢
|
وما هو إلّا أن أراها فجاءة
|
|
فأبهت حتّى ما أكاد
أجيب٣٤٦
|
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها
|
|
ألفيت كلّ تميمة
لا تنفع٣٥٩
|
تصدّق علينا يا بن عفّان واحتسب
|
|
وأمر علينا الأشعريّ
لياليا٤٣١
|
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل
|
|
وإلّا فأدركني ولمّا
أمزّق٤٤٨
|
فكفّ يديه ثمّ أغلق بابه
|
|
وأيقن أنّ الله ليس
بغافل ٤٦٢
|
من سرّه الموت صرفا لا مزاج له
|
|
فليأت مأدبة
في دار عثمانا٤٦٢
|
قتلتم وليّ الله في جوف داره
|
|
وجئتم بأمر جائر
غير مهتدي٤٨٢
|
يا للرّجال لأمر هاج لي حزنا
|
|
لقد عجبت لمن يبكي
على الدّمن٤٨٢
|
لعمر أبيك فلا تكذبن
|
|
لقد ذهب الخير إلّا
قليلا٤٨٢
|
وأشعث قوّام بآيات ربّه
|
|
قليل الأذى فيما
ترى العين مسلم٤٨٨
|
يا ساق لن تراعي
|
|
إنّ معي ذراعي٤٩٥
|
أقام على عهد النّبيّ وهديه
|
|
حواريّه والقول بالفعل
يكمل٥٠٠
|
جدّي ابن عمّه أحمد ووزيره
|
|
عند البلاء وفارس
الشّقراء٥٠١
|
إنّ الرّزيّة من تضمّن قبره
|
|
وادي السّباع لكلّ
جنب مصرع٥٠٧
|
معاوي إنّ الشّام شامك فاعتصم
|
|
بشامك لا تدخل عليك
الأفاعيا٥٣٩
|
لم يبق إلّا الصّبر والتّوكل
|
|
ثمّ التمشّي في الرعيل
الأوّل٥٤٣
|
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها
|
|
وإن شمّرت يوما به
الحرب شمّرا٥٥٤
|
لما رأيت الأمر امرا منكرا
|
|
أوقدت ناري ودعوت
قنبرا٦٤٣
|
اشدد حيازيمك للموت
|
|
فإنّ الموت لاقيكا٦٤٨
|
يا ضربة من تقى ما أراد بها
|
|
إلّا ليبلغ من ذي
العرش رضوانا٦٥٤
|
لأشربنّ وإن كانت محرّمة
|
|
وأشربنّ على رغم
أنف من رغما٦٦٦
|
ودّع سليمى إن تجهّزت غاديا
|
|
كفى الشّيب والإسلام
للمرء ناهيا٦٦٩
|
جنونا بها فيما اعتلقنا علاقة
|
|
علاقة حبّ ما استسرّ
وباديا٦٧٠
|
وإن لا تلاقي الموت في اليوم فاعلمن
|
|
بأنّك رهن أن تلاقيه
غدا٦٧١
|
أمن سميّة دمع العين مذروف
|
|
لو أنّ ذا منك قبل
اليوم معروف٦٧١
|
(٥)
فهرس الأمم والقبائل والطّوائف
(آ)
آل أبي بكرة ٥٢٨.
آل أبي عبيدة ١٧٤.
آل جفنة ٢٣٠.
آل الخطّاب ٤٦٤.
آل عديّ ٣٢.
آل عمّار ٥٧٢.
آل مروان ٦٢٢.
آل ياسر ٥٧٢.
(أ)
الأحباش ٣٠٣.
الأزد ٤٨٥، ٥٨٧، ٦٦٧.
أسد ٢١، ٣٢، ٣٦، ٢١١.
أسلم ٤٨٤.
أشجع ٢١.
الأعراب ٢٨، ٣٧، ٩٣.
الاكاسرة ١٦٠.
الأنصار ٦، ٧، ٨، ٩ِ، ١٠، ١١، ٢٠، ٢٨،
٢٩، ٣١، ٣٢، ٦٥، ٦٦، ٦٧، ٦٩، ٧١، ٧٢، ٧٣، ٧٨
|
|
٧٩، ١١١، ١٣١، ١٤٧، ١٩٣، ٢٠٧، ٢٠٩، ٢٢١،
٢٦٦، ٢٧٣، ٢٧٤، ٢٧٩، ٣٠٤، ٠٦، ٤٠٠، ٤٥٣، ٤٥٨، ٤٨٤، ٤٩٣، ٥٣٦، ٦١، ٦٣٦، ، ٦٦٠.
أهل ارّجان ٣١٨.
أهل الإسكندرية ٢٢٤، ٣١٢.
أهل أصبهان ٢٢٤.
أهل إفريقية ٣٢١.
أهل اليس٧٨.
أهل الأنبار ٧٨.
أهل بابل ٦٦٧.
أهل البصرة ٢٢٥، ٢٤٢، ٤٣٩.
أهل بصرى ٨١.
أهل البيت ٢٤، ٤٤.
أهل تدمر ٨١.
أهل الحجاز ٢٢٢.
أهل الحرمين ٦٤٢.
أهل حروراء ٥٥٤.
أهل حمص ٥٤١.
|
أهل دشت هرّ ١٧٠.
أهل دمشق ١٢٣،
١٢٥، ٣٤٤.
أهل الردّة ٦٩،
٧٧، ١١٨.
أهل السُّنة ٦٥٤.
أهل الشام ٢٧٥،
٣٠٩، ٤٢٣، ٤٣٥، ٤٥٢، ٤٧٦، ٥٣٧، ٥٣٩، ٥٤١، ٥٤٣، ٥٤٤، ٥٤٥، ٥٤٧، ٥٥١، ٥٥٢، ٥٦٧.
أهل صنعاء ٣٠.
أهل العراق ٨٧،
١٢٦، ٢٨٥، ٣٠٩، ٤٧٦، ٥٣٨، ٥٤٠، ٦٠٨.
أهل فارس ١٥٨،
٥٥٤.
أهل فحْل ١٢٤.
أهل قرن ٥٥٨.
أهل الكوفة ٢٢٣،
٢٢٧، ٢٤١، ٢٤٢، ٣٨٩، ٤٣٥، ٤٣٨، ٤٣٩، ٦٠٣، ٦٦٧.
أهل المدينة ٤٣٩،
٤٤١، ٤٨٤.
أهل المشرق ٢١.
أهل مصر ٤٢٩،
٤٣٥، ٤٣٨، ٤٣٩، ٤٤٩، ٤٥٧، ٤٥٨.
أهل مكة ٦١٣.
أهل يمامة ٣٩.
أهل اليمن ٥٦٦.
الأوس ١٣٥، ٢٠٧.
(ب)
البربر ٣٢٠.
بُزاخة ٣٢.
البصْريون ٤٤٠.
بليّ٢٩١.
بنو أسد ٣١.
|
|
بنو أميّة ٢٣٥.
بنو تدول ٦٥٣.
بنو تغلب ٦٦٤.
بنو تميم ٥٥٩.
بنو تيم ٤٥٨،
٥٢٧.
بنو جحجبا ٧٢.
بنو الحُبُلى
٣٣٨.
بنو الحسحاس ٦٦٩.
بنو حنظلة ٣٣.
بنو حنيفة ٣٨،
٣٩، ٤٠.
بنو زهرة ٣٣٦،
٣٧٩، ٣٩٤، ٤٣٦، ٥٦٣.
بنو ساعدة ١٤٧.
بنو سالم بن عوف
٧١.
بنو سدوس ٢٥٤.
بنو سُليم ٦٦،
٤٧٣.
بنو عامر بن لؤيّ
٣١.
بنو عبد ٩٥.
بو عبد الأشهل
٦٦، ٢٢١، ٢٢٢، ٦١٧.
بنو عبد شمس ٥٨،
٣٥٦، ٣٧١.
بنو العجلان ٥١.
بنو عديّ بن النّجّار
١٠٢، ٢٧٩.
بنو غطفان ٣١.
بنو قريظة ٣٥٨،
٥٠١.
بنو لخم ٦١٠.
بنو مازن النجّار
٣٥٧.
بنو مالك من عوف
٦٧.
بنو مالك بن النجّار
٧١، ١٣١، ٣٥٢، ٤٢٥.
بنو مخزوم ٥٧٠.
بنو المصطلق ٦٦٤،
٦٦٥.
بنو المطّلب ٣٧٢.
بنو النجّار ١٣١،
٣٥٨.
|
بنو النضير
٥٩٦.
بنو هاشم
٣٧٢، ٤٣٢.
(ت)
التُرك ٢٤٣،
٥٤٤.
تميم ٣١، ٣٣.
(ث)
ثقيف ٢٢٧،
٦٠٦.
(ح)
الحرورية
٥٨٨، ٦٠٦.
ثقيف ٢٢٧،
٣٠٠، ٣٠١.
(خ)
خزاعة ٥٤٤،
٥٦٧.
الخزرج ١٣٥،
١٤٦، ١٤٨.
خزيمة ٢١١.
الخوارج ٥٥٤،
٥٨٧، ٥٨٨، ٦٠٥، ٦٠٦، ٦٠٨، ٦٥٤، ٦٥٤.
خولان ٢٠٤.
(ذ)
دَوْس ١٢١.؟؟
(ر)
ربيعة ٥٥٨.
الروائض ٦٥٤.
الروم ٨٥،
٩٦، ١٠٤، ١٢٤، ١٣٩، ١٤٠، ١٨٧، ٢٩٤، ٣٠٩، ٣٢١، ٣٤٣، ٣٧٠، ٤١٥، ٥٣٠، ٥٤٤، ٥٩٧،
٥٩٨، ٦٦٦.
(س)
السَّكُون
١٦، ١٢٨.
|
|
(ط)
طيء ٢١، ٣١،
٦٥١.
(ع)
عبد القيس
٢٣٩.
العجم ١٨٧،
٢٢٦، ٢٢٧، ٢٩٤.
(غ)
غطفان ٢١،
٣١، ٣٢، ٣٦.
(ف)
الفرس ١٤٠،
١٥٨، ١٦٠، ١٨٧، ٥١٠، ٥١٤، ٦٦٢.
(ق)
القارة ٢٣٦.
قبط مصر ٦،
٤٨، ٥١، ٦١، ٧٦، ١٠٢، ١٠٥، ١٥١، ١٥٥، ١٨٤، ٢٦٢، ٢٧٩، ٢٩٨، ٣٥٠، ٣٦٧، ٣٦٨، ٣٧٥،
٤٣٢، ٤٧٧، ٤٩٤، ٦٠٢، ٦٤١.
(ك)
الكلّابيون
٢٩٩.
كِنْدة ١٨١،
٥١٧.
الكفيّون
٤٣٦، ٤٤٠.
(ل)
الّلان ٢٤٦.
لخم ٦١١.
(م)
المجوس ١٢٧،
١٦٠.
مَذْحج ١٥،
١٦.
مزينة ٦٦.
|
المصريّون
٥٣، ٤٣٦، ٤٣٩، ٤٤١، ٤٤٧، ٤٥٨، ٥٣٣.
مُضر ٣٥١،
٥٥٨.
المهاجرون ٦،
٧، ٨، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ٢٠، ٢٨، ٣١، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٧٣، ٩٥، ١٠٦، ١١٣، ٢٧٢، ٢٧٤،
٢٧٩، ٣٠٦، ٣٤٢، ٣٩٤، ٤٢١، ٤٥٨، ٤٩٣، ٥٢٣، ٥٢٦، ٥٦١، ٥٦٢، ٦٢١.
|
|
(ن)
النصارى ٢٣٩،
٥١٢.
النُّصيْريّة
٦٥٣.
(ه)
هُذَيل ٣٥٩.
همدان ٥٤٢،
٥٦٩.
(ي)
اليهود ٢٠٠،
٦٢٦.
يهود نجران
٢٠٠.
|
(٦)
فهرس المصطلحات والالفاظ اللّغويّة
(آ)
آباط الإبل ٤٨٧.
آدم ٢٠٥، ٢٥٤،
٤٢٦، ٥٢٣.
(أ)
إبل الصدقة ٤٣٠.
الأبناء ١٦.
أثاف القِدْر
٣٤.
الأثرم ١٧٢.
الأثعل ٥٤.
أجناد الشام ٥٣٧.
أجنى ٥٨، ١٧٢،
٢٠٥.
إحرام ٥٥٢.
أذان ١٩، ٢٠٤.
أرض السواد ٢٢٣.
أرْوَح ٢٥٤.
أزج ٥٠٨.
إستسقاء ١٦٥،
١٦٩.
إسناد ٥٥، ٥٧،
١٠٠، ٢٢٥، ٤٩٨
|
|
٦١٢، ٥٥٣.
أضبّ ٥٤١.
أطم ١٤٧.
الأكاسرة ٣٧٠.
إكاف ٤٩٤.
أمراء الأجناد
١٣٩، ١٧٢، ١٨٠.
أم المؤمنين ٢١١،
٢١٣، ٢٣٢، ٢٧٩، ٢٨٧، ٣٩٤، ٤٧٦، ٤٨٣، ٤٩٠، ٥٣٩، ٦٠٦.
أمهق ٢٥٤.
أمير الجيش ٢٤٠.
أمير المؤمنين
٢٢٧، ٢٤٧، ٢٥٣، ٢٨٠، ٤١٢، ٤٣٤، ٤٧٦، ٤٨٣، ٥٥٨، ٥٨٩، ٥٩٠، ٦٠٥، ٦٥٢، ٦٥٨.
أمين الأمّة ٩،
١١٣، ١٧١، ١٧٣.
إهلال ٣٠، ٢٩٦.
أوباش ٤٨٦.
أيّم ٤٧٠.
إيوان ١٦٠.
|
(ب)
البازيار ٢٤٥.
البريد ٢٨، ٦٦٥.
البطريق ٨٣.
البندق ٤٧٦.
بيت المال ١١٣،
٢٩٩، ٣١٥، ٣٥٧، ٤٣٢، ٦٤٣، ٦٥٥.
البيعة ٨، ٩،
١٢، ١٤، ٣٠٥، ٤٣١، ٤٦٦، ٤٦٧، ٤٨٠، ٤٨٣، ٥٣٧، ٥٣٨، ٥٣٩، ٥٥٣.
بيعة الرضوان
٤٨٤، ٥٤٥، ٥٦٠.
(ت)
التابعون ١٠٥،
٥٥٥، ٥٥٦، ٥٥٩.
التجفاف ١٦٦.
الترس ٢١٠، ٤٨٥،
٦٢٦.
تعنّى وتمنّى
٤٦٩.
التمصير ١٤٤،
٢٢٣.
التهجُّد ٦٦،
٦١٤.
(ث)
ثغور الشام ١٤٥.
(ج)
الجُذَيل المحكَّك
٧.
الجُريب ١٥٩.
الجزور ١٨، ٥٢٥.
الجزية ١٢٤.
الجلاهقات ٤٧٦.
الجماعة ١٤.
الجمرة الوسطى
٤١٠.
جمل أورق ٢٦٩.
جيش العُسْرة
٤٤٥، ٤٦٩، ٤٧٠، ٤٧١
|
|
(ح)
الحاجب ٢٥، ١٢١.
حاجب الكعبة ٦٠٥.
حجّة الوداع ١٥،
١٨٢.
حديث الإفك ١٤٨،
١٨٩.
حسك الحديد ٢٢٦.
الحمار الوحشيّ
٧٦.
حواريّ ١٠، ٢٢٠،
٤٩٧، ٥٠١، ٥٠٢.
(خ)
الختن ١٠.
خراج ٢٧٧، ٤٩٨،
٥٥٤.
الخطام ٤٨٥، ٤٨٨،
٤٩٠.
الخوخة ١٠٨، ١٠٩.
(د)
دار الإمارة ٤٨٤.
دار الهجرة ٦٤٢.
الدّرّة ٥٦٨.
دهقان ٦٤٤.
ديّة ٣٣.
(ذ)
ذات السلاسل ١٧٢.
ذات الصواري ٥٣٠.
ذات النحيين ٦١٩.
ذو الاكتاف ١٦٠.
ذو الحاجب ١٤٢،
١٤٣.
ذو الشهادتين
٥٤٥، ٥٦٥.
ذو الظليم ٥٤٦.
ذو القطنتين ٦٢.
ذو النورين ٤٦٧،
٤٧٠، ٤٨٠.
|
(ر)
راهب ٥١١
رباط ٥١٣
رتوة ١٧٦، ٣٢٧
الرّجالة ٤٨٥، ٥٤١، ٥٦٠
الرًّدَّ ١٤، ٤٥
الرستاق ٢٢٦، ٣٢٧
الرضف ٤١٠
الركعة ٣٢٨، ٣٥٢، ٦١٣
رهط ١٨، ٣٢، ٣٧، ٢٨٠، ٤٥٠، ٦٤١
الروح القُدُس ٢٥٩
ربطة كوفية ممشَّقة ٤٦٨
(ز)
زكاة ٢٧، ٣٣، ٢٣٧
(س)
السَّيطرة ٥٢٣
السَّبي ٣٣، ٣٧، ٣٨، ٥٦
السُدَّة ٦٥٠
سروات الناس ١٩
سريَّة ٣٦، ٣٧، ٥٨، ٦٣٠
سمل قطيفة ٦٤٤
سهم غرب ٤٨٥
سيف البحر ٢٢٣
(ش)
شئق النحل ٥٠٨
شرطة مصر ٦١٨
الشعباذ ١٥
الشَمَط ٢٠٥
شملة ١٦٢
الشهادة ١٢
|
|
(ص)
الصابيء ١٥١
صاحب السرّ ٥٧٦
صاحب الغار ١٣
الصحابة ٥٣، ٦٥، ١٠٥، ١١٤، ١٦٠، ٢٢١،
٢٣٦، ٢٤٠، ٣٤٦، ٣٦١، ٣٧١، ٤٠٠، ٤٠١، ٤٥٩، ٤٨٤، ٥٨٨، ٦٥٥، ٦٦١
صلح الحُدَيبية ٨٩ ،١٥١، ١٨٤، ٣٢٤
(ض)
ضَرَب الدين بجّرانه ٦٣٩
ضرِب اللحم ٤٦٨
(ط)
طاعون عمواس ١٤٦، ١٥١، ١٧٠، ١٧٧، ١٨٢،
١٨٧، ٢٧٥
طلاق ٥٠٥
طُوال ٥٨، ١٧٢، ١٧٧، ٢٠٥، ٢٥٤، ٣٩٢
(ع)
العُذَيق المرجَّب ٧
العقيصة ١٧٤
علْج ١٥٨، ١٩٩، ٦٦٧
العُمُرة ٣٠
العناق ٢٧
(غ)
غوارب الأحلام ٤٨٧
(ف)
فرسخ ٥٠٨
فروكبش نجدّي ١٦٢
فسطاط ٣٨، ٨٥، ٢٢٤، ٢٦٩، ٣٢٠، ٣٢٨،
|
فقيه ٢٨٩، ٦٥٨،
٦٦١.
فيء ٢٤، ٢٥، ١٥٩،
٢٢٧.
(ق)
قباء بُرد يمني
٢٤٥.
القُرْبوس ٥٠٢.
القطط ١٧٧.
قَلَنْسُوَة ١٦٢،
٢٦٩.
قميص سُنْبُلاني
٥١٨.
القنوت ١٥٣.
القود ٣٧.
قوصرة ٦٥٠.
(ك)
كاهن ١٦٠.
كبش القوم ٥٤٣.
كتّاب ٦٥٦.
الكتم ١٠٦، ١٧٤.
الكتيبة ٣٩.
الكذّان ١٢٩.
الكراع ٣٢، ٤٠.
الكردوس ٩٩، ١٥١،
١٥٤، ٣٧٠، ٤٦٨.
كساء أنبجاني
٢٦٩.
الكلّأ ٥٢٩.
كورة ٤٦٦، ٣٢٧.
(ل)
لاهوت ٦٥٤.
الَّدْم ٤٨٧.
اللواء ١٥٣، ٢٤٠،
٤٨٥، ٤٨٨، ٥٠٢، ٥١٧، ٥٤٢، ٥٨٢، ٦٠٦.
(م)
المجانيق ١٢٥،
٢٢٤، ٢٤٧.
المحرم ٥٥.
|
|
مخاليف ٤٦٦.
المُدّ ٤٧١.
المِرْبد ١٢٩.
المرزُبان ٢١٠.
مرْزبّة ٢٤٨.
مرقال ٥٨٤.
مُزّمّل ٧.
مَسْلحة ١٢٨.
مُسْند ١٠، ٢٣،
٥٦، ١٨٠، ٢٣٤، ٢٩١، ٣٠٤، ٣٦٧، ٣٨٣، ٤١٩، ٤٧٠، ٤٨١، ٥٠٤، ٥٥٦، ٥٧٩، ٦٣١، ٦٣٢.
مشاش ٥٧٣.
مغفر ١٧٢.
مملوك ٤٩٨.
منبر ١٠١٢، ١٣،
١٠٩، ١١٤، ١٩٨، ١٩٨، ٢٨٢، ٣٠٥، ٤٢٩، ٥٣٩، ٥٤٠، ٥٥٢، ٥٥٨، ٥٦١، ٦٥٨.
ميل ٢٨.
(ن)
النّسأ ١٩٣.
النّطع ١٠٥، ٢٦٩.
نعثل ٤٤٤.
النُّغض ٤١٠.
نقيب ١٤٧، ٢٠٧،
٢٢١، ٣٦١، ٤٢٢، ٦٦٠.
نمرة ١٦٢.
هودج ٤٩٠.
(ي)
يعسوب القوم ٥٣١.
يلمق حرير ٥٠٣.
|
(٧)
فهرس الأعوام والأيّام واللّيالي
(ع)
عام الرمادة ١٦٥،
٢٧٤.
(ل)
ليلة الأحزاب
٤٩٤.
ليلة العَقَبَة
٢٠٧، ٣٦١، ٤٢٥.
(ي)
يوم ألجنادين
٨٣، ٩٠، ٩٢، ٩٣، ٩٥، ٩٦، ١٠١، ١٠٣، ١٠٤، ١٥٠، ١٨٢.
يوم أحُد ٥٩،
٦٨، ٧٠، ١٣٧، ١٧٢، ٢٥٢، ٣٤٠، ٣٧٠، ٣٩٩، ٤٢٧، ٤٣٢، ٤٩٣، ٥٢٤.
يوم الأضحى ٦٤٤.
يوم بدر ٥١، ٥٣،
٦١، ٧٠، ٩٠، ٩٩، ١٥١، ١٥٥، ٣٩٩، ٤٨٨، ٥٠٣، ٥٩٧، ٦٢٥.
يوم بزاخة ٥٢،
٦١.
يوم بعاث ٢٠٧.
يوم جسر أبي عبيد
١٢٦، ١٣١، ١٣٢
|
|
١٣٤، ١٣٥، ١٣٦،
١٣٧، ١٣٨.
يوم الجمل ٤٨٤،
٤٨٥، ٤٨٦، ٤٨٧، ٤٨٨، ٤٨٩، ٤٩١، ٤٩٨، ٥٠٥، ٥٠٩، ٥٢٧، ٥٢٨، ٥٣٣، ٥٣٥، ٥٣٦.
يوم جواثا ٧٤.
يوم حجّة الوداع
١٨٢.
يوم الحُديبية
١٥٥، ٥٩٠.
يوم حُنين ٨٣،
١٥٦، ٢١٧، ٢١٨، ٤٢٦،.
يوم الخندق ١٥٥،
٢٢١، ٥٠٢.
يوم خيبر ١٠١،
١٨٥، ٦٢٦.
يوم الدار ٤٧٨.
يوم الرّدة ٦١٠.
يوم السقيفة ١٤٧،
١٧١، ٢٨٦.
يوم صفّين ٢٩٧،
٥٥٩، ٥٦٠، ٥٦١، ٥٦٦، ٥٦٧، ٥٦٨، ٥٧٤، ٥٨١، ٥٨٢، ٥٨٤، ٥٨٥، ٥٩٦، ٦١٠.
يوم الطائف ٤٩،
٣٦٩.
يوم غدير خُم
٦٢٨، ٦٣١، ٦٣٢
|
يوم الفتح ٦١،
١٥١، ١٥٥، ١٨٠، ١٨٣، ٢١٨، ٢٩٨، ٣٦٢، ٤١٨، ٥٠٢، ٦٥٦، ٦٦٤.
يوم فِحْل ٩٣.
يوم القادسية
١٥٣.
يوم القيامة ١٠٩.
يوم مرج الصُّفَّر
٨٤، ١٣٢، ١٨٢.
يوم مسَيْلمة
٦٧.
يوم مؤتة ١٠٣
|
|
يوم هوازن ٣٥٠.
يوم اليرموك ١٠٤،
١٤٠، ١٤١، ١٥٠، ١٥١، ١٥٢، ١٥٤، ١٥٥، ١٥٦، ١٨٢، ٢١٧، ٣٦٢، ٣٧٠، ٥٠٣، ٦١٠.
يوم اليمامة ٥٤،
٦٠، ٦١، ٦٣، ٦٥، ٦٦، ٦٩، ٧٢، ٧٣، ٧٤، ٧٩، ١٠٠، ١٠١، ١٨٤، ٥٨٠
|
(٨)
فهرس أعلام الرّجال
(آ)
آدم (عليه السلام)
٦٥٣
آدم بن ابي إياس
٢٢٢
(أ)
أبان بن أبي عمرو
بن أميّة بن عبد شمس ٦٦٣.
أبان بن سعيد
بن العاس ٨٢، ٨٤، ٨٩، ١٠٠، ٢٣٨.
أبان بن عثمان
بن عفّان ٤٤٩، ٤٦٧، ٤٨٧
إبراهيم (عليه
السلام) ١٧٧، ٢٦١، ٤٦٩، ٤٧١
إبراهيم (ابن
النبي صلىاللهعليهوسلم) ١٦٣
إبراهيم بن جعفر
بن محمود ٣٤٨
إبراهيم بن حميد
٣٥٢
إبراهيم بن سعد
١٤٠، ٢٦٠، ٢٩٦، ٥٦٥، ٦٦٦
إبراهيم بن سعيد
الجوهري ٣٧٦، ٦٣٣
إبرهيم بن طهمان
١١٣
إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عبدالله ٤٦٦
إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف ٢٧٢
|
|
٩١٠، ٣٩٦، ٥٠٥
إبراهيم بن عقبة
٩١
إبراهيم بن محمد
بن سعد ٣٠٢
إبراهيم بن منذر
الخزامي ٢٠٨، ٢١٨، ٢٣٢، ٦٢٧
إبراهيم بن مهاجر
بن مسمار ٦٢٧، ٦٢٨
إبراهيم بن موسى
٥٠٣
إبراهيم بن التيمي
٩، ١١٣، ٦٣٧
إبراهيم بن الحربي
٥٢٦
إبراهيم بن الفروي
٦٢٢
إبراهيم النخعي
٢٧٣، ٣٥١
أبضعة (الملك)
٧٤
ابن أبي أوفى
٥٨٠
ابن أبي بُكير
٢٠٢
ابن ابي الجدعاء
٥٥٩
ابن أبي حاتم
١٩٥، ٣٠٤
ابن أبي حبيبة
٤٥٠
ابن أبي خالد
٤٧، ٢٣٢، ٢٣٣، ٣٩٤
ابن أبي خيثمة
٦٧، ٤٦١
ابن أبي ذئب ٤٥٧،
٦٥٦، ٦٥٨
|
ابن أبي
الزناد ٩٠، ٣٧٧، ٤٧٥
ابن أبي
سَبْرة ١١٦، ٤٠٨، ٤٦١، ٥٣٨
ابن أبي شيبة
(عثمان) ٢٠٢
ابن أبي
عروبة (سعيد) ١٤٨، ١٧٦، ٢٤٤، ٢٩٣، ٦٦٦
ابن أبي عون
٦٠، ٢٩٢، ٤٥٦
ابن أبي ليلى
٦٣٢
ابن أبي
المُعلّي ١٠٩
ابن أبي
مُلَيْكة ٤٨، ٥٥، ٩٩، ١٠٥، ١١١، ٢٠٤، ٢٦٥، ٢٦٨، ٢٨٠
ابن أبي نجيح
١٠٢، ٦٦٥
ابن الأثير
٣٦، ١٣٨، ٢٠٨
ابن إدريس
٣٩٤
ابن إسحاق
(محمد) ١٣، ٣٢، ٤٠، ٦٦، ٦٩، ٧٣، ٧٤، ٨١، ٨٢، ٨٤، ٩٥، ١٢٣، ١٢٤، ١٤٠، ١٦٩، ١٨٧،
١٩٠، ٢٠٥، ٢٠٧، ٢١٠، ٢١٨، ٢١٩، ٢٣٦، ٢٤١، ٢٥٢، ٢٩٠، ٣٣١، ٣٩٤، ٤٠١، ٤١٥، ٤٢٢،
٤٦٤، ٥٠٧، ٦٢٦، ٦٥٩
ابن الأعرابي
٧٣، ١٠٦، ٢٤٩، ٤٧٥
ابن بالويه
١٠٢
ابن البرقي
١٨٢
ابن بريدة
(عبد الله) ٤٠٨، ٤٠٩، ٤١٣، ٥١٤، ٥١٩، ٥٢٠، ٦٢٨، ٦٣٣
ابن بُقَيْلة
٧٨
ابن تغزي
بردي ١٩٧
ابن جُدْعان
٥٩٨
ابن جرموز
٤٩٠، ٤٩٨، ٥٠٢، ٥٠٨
ابن جُرَيْج
٥٥، ١٢٠، ٢٦١، ٢٨٤، ٣٠١، ٤٤١، ٥١٦، ٦١٢، ٦٥٢
|
|
ابن جميق
الصيداوي ٧٦، ٥٨٧
ابن حبّان
٥٥٩
ابن خثيم ٥٩١
ابن خرداذبه
٢٤٨
ابن الخصاصية
= بشير
ابن دُريْد
٢٨٦
ابن زَبْر
٢٠٦
ابن زنجويه
٥٢١
ابن سارة ٤١٦
ابن سعد ٤١،
٦٧، ٧٠، ١٠٠، ١٤٢، ١٤٧، ١٤٨، ١٥٠، ١٥٣، ١٥٦، ١٧٧، ١٨٢، ١٨٥، ١٩٥، ٢٠٧، ٢١٤، ٢١٦،
٢١٧، ٢٣٠، ٢٣٨، ٢٩٤، ٢٩٧، ٣٣٥، ٣٤٩، ٣٥٠، ٣٥١، ٣٥٩، ٤٠٨، ٤٢١، ٤٢٥، ٤٢٦، ٤٣٠،
٤٥٠، ٤٩٥، ٤٨٨، ٥٣٧، ٥٤٤، ٥٧١، ٥٧٢، ٥٨٥، ٥٩٦، ٦٠٦، ٦٠٧، ٦١١، ٦١٢، ٦٥٦، ٦٦١،
٦٦٣، ٦٦٤
ابن سلّام
٦١٣
ابن السوداء
٤٣٣، ٤٣٨
ابن سيرين
(محمد) ٩، ٤٠، ٩٢، ١١٤، ١٤٩، ١٩٩، ٢١٠، ٢١١، ٢٣٦، ٢٧١، ٣٠١، ٣٨٠، ٣٩٦، ٤٤٣، ٤٥٢،
٤٥٣، ٤٧٤، ٤٧٨، ٤٧٩، ٥١٧، ٥٤٥، ٤٧٤، ٤٧٨، ٤٧٩، ٥١٧، ٥٤٥، ٥٧٣، ٧١٣، ٦١٥، ٦٣٧
ابن شوذب ٤١٢
ابن صلوبا
١٢٧
ابن عائذ ١١٨
ابن عبّاس
(عبد الله) ٦، ١١، ٢٤، ٤٦
|
٥١، ٦٣، ٦٧،
٧٦، ٧٧، ٩٠، ١٠٧، ١٠٨، ١٠٩، ١٤٧، ١٨٥، ١٩٢، ١٩٣، ١٩٤، ٢٣٢، ٢٣٣، ٢٥٣، ٢٥٥، ٢٥٦،
٢٥٨، ٢٦١، ٢٦٥، ٢٧٨، ٢٧٩، ٢٨٠، ٢٨١، ٢٨٤، ٢٨٨، ٣٠٨، ٣٥١، ٣٥٥، ٣٧٠، ٣٧٦، ٣٩٧،
٤١٨، ٤١٩، ٤٢٦، ٤٥٠، ٤٦١، ٤٧١، ٤٧٩، ٤٨٠، ٤٨٧، ٤٨٩، ٥١١، ٥١٦، ٥٣٧، ٥٣٨، ٥٣٩،
٥٤٥، ٥٤٧، ٥٤٨، ٥٤٩، ٥٧٠، ٥٧٨، ٥٧٩، ٥٨٧، ٥٨٨، ٦١١، ٦١٢، ٦٢٢، ٦٣٨، ٦٦٦
ابن عبد
البرّ ٤٨، ٦٣، ١٣٧، ٢١٠، ٢١٢، ٢٩٢، ٣٠٠، ٣٤١، ٣٤٤، ٣٥٥٥٦١
ابن عجلان
٢٥٠، ٦٥٦
ابن عديّ
٢٠٤، ٥٥٩
ابن عربي
(أبو بكر) ٣١٢
ابن عساكر
١٧٣، ٢٣٢، ٢٦٣، ٣٩٩، ٤٠٨، ٤٩٤، ٦٣٢
ابن العلاء
الحضرميّ ٢٣٦
ابن عَوْن ٩،
٣٩، ٢١٠، ٤١٨، ٤٥٤، ٦٣٢
ابن عيينة
١١، ٥٥، ٩٤، ١٠٢، ٢٦٤، ٥٠٧، ٥٠٨، ٦٤٨
ابن غيلان
٥٢٦
ابن فاذشاه
٢٣٧
ابن فضيل ٢٣
ابن قانع =
عبد الباقي
ابن كثير
القارىء ١٩٣
|
|
ابن الكلبي
٧٣، ١٢٣، ١٣٥، ١٤٠، ١٦٢، ١٦٧، ١٨٧، ٢١٨، ٢٢٢، ٤٢٢، ٥٥٦
ابن الكوّاء
٥٥٤، ٥٩١، ٦٤٠
ابن لهيعة
٢٠، ٢٨، ٣١، ٣٨، ٣٩، ٨٢، ٨٥، ١٥٤، ١٧٩، ١٩٧، ٢٣٦، ٣١٩، ٣٩٥، ٤١١، ٤٦١، ٥٦٥، ٦٤٤
ابن ماجة
٤٧٠، ٦١٧، ٦٣٠
ابن ماكولا
٣٥٢، ٦١٧
ابن محرّش
الحنفي ٤٣٨
ابن المديني
٦٧، ٣٧٦
ابن مسعود
(عبد الله) ٩، ٢٨، ٢٠٨، ١١١، ١٣٦، ١٧٧، ٢٠٢، ٢٢٣، ٢٥٣، ٢٥٥، ٢٥٦،
٢٥٧، ٢٦٠، ٢٦٧، ٢٨٩، ٣١٥، ٣٢٨، ٣٧٩، ٣٨٠، ٣٨١، ٣٨٢، ٣٨٣، ٣٨٤، ٣٨٥، ٣٨٦، ٣٨٧،
٣٨٨، ٣٨٩، ٤٠٠، ٤٠٢، ٤٠٦، ٤٠٧، ٤١٣، ٤١٧، ٤١٨، ٤٥٧، ٤٥٨، ٤٧٥، ٤٩٣، ٥٠٤، ٥١٦،
٥١٨، ٥٦٤، ٥٧٣، ٥٧٥، ٥٧٦، ٥٧٩، ٥٨٠، ٦٥٨
ابن معين
١٠٥، ١٩٤
ابن مُلْجِم
٦٠٧، ٦٠٨، ٦٤٩، ٦٥٠، ٦٥٣، ٦٥٤
ابن منده ٦٨،
٣٥٧، ٦٥٥، ٦٥٦
ابن المنكدر
٢٠٥
ابن منيع ٢٦٠
ابن النّباح
٦٥٠
ابن نبّاع
٤٤٦
ابن نُمَير
٣٦٧
|
ابن وهب ١١٨، ٢٤٩، ٢٦٠، ٢٨٩، ٥٩٠،
ابن يونس ٦٥٣
أبو أحمد الحاكم ١٩٥، ٣٥٥
أبو أحمد العسكري ١٤٩
أبو الأحوص ٣٨٠، ٣٨١، ٣٨٩
أبو أحيحة (سعيد بن العاص) ١٠٠
أبو إدريس الخولاني ١١٢، ٣١٩، ٤٠٨، ٤٤٩،
٥١٦
أبو أروى الدّوْسي ٢٥٦
أبو الأزهر بن سعيد ١٢٦، ٥٦٦
أبو أسامة ٢٧٤، ٥٠٧، ٥٢٨، ٥٧٥
أبو إسحاق السبيعي ١٠٠، ٢١٧، ٢٦٣، ٢٦٤،
٣٨٣، ٣٨٤، ٣٨٦، ٣٨٨، ٣٨٨، ٤٠٩، ٤٧٤، ٤٦٣، ٤٧٣، ٥٨٠، ٦٣٤، ٦٣٠، ٦٣٤، ٦٣٩، ٦٥٢
أبو الأسود (يتيم عُرْوة) ٢٠، ٣١، ٣٨،
٣٩، ٨٢، ٨٥، ٢٣٦، ٢٨٣، ٣١٩، ٤٦٧، ٤٩٧، ٤٩٩، ٦١٧، ٦٢٤، ٦٤٨
أبو الأسود الدؤلي ٦٢٢
أبو أسيد الساعدي (مالك بن ربيعة) ٦٤،
٣٣٦، ٦٥٥، ٦٥٦
أبو الأصفر ٥٥٩
أبو الأشهب ٣٥٢
أبو الأعور السلمي أمير أهل الشام ٢٧٥،
٥٤٠، ٥٤٢، ٥٤٧
أبو أمامة (أسعد بن زرارة) ٣٩٩، ٤٢٣
أبو أمامة بن سهل ١٤٨، ١٧٢، ٢٠٣، ٣٦٧،
٤٤٦، ٤٦٤، ٤٦٧، ٥٩٥، ٥٩٦
أبو أُوَيْس ٢٩١
|
|
أبو أيّوب الأنصاري ٢٩١، ٤٢٣، ٥٤٥، ٥٧٨
أبو البختري بن هاشم بن الحارث ٩، ٤٥،
١١٢، ٣٨١، ٥٧٢، ٥٧٥، ٥٨١، ٦٢١، ٦٢٢، ٦٣٧، ٦٤٥، ٦٤٦
أبو بشر ٦٣٥
أبو بكر بن أبي الدنيا ٤٦٩
أبو بكر بن حفص بن عمر ١١٩
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
١٨٣، ١٨٩
أبو بكر بن عبدالله بن أبي جهم العدوي
١٠١
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ٦٢٤
أبو بكر بن عيّاش ١١٣، ٦٥١، ٦٥٢
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ٥٧٩
أبو بكر الشافعي ٥٢٦
أبو بكر الصِّدِّيق ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠،
١١، ١٢، ١٣، ١٤، ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٣، ٢٤، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٣٠، ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٧، ٤٦، ٤٧، ٤٨،
٥٠، ٦١، ٦٢، ٦٣، ٦٧، ٧٣، ٧٤، ٧٧، ٧٩، ٨٠، ٨١، ٨٢، ٨٧، ٩٠، ٩٢، ٩٣، ٩٨، ٩٩، ١٠٤، ١٠٥،
١٠٦، ١١٢، ١١٣، ١١٤، ١١٥، ١١٦، ١١٧، ١١٩، ١٢٠، ١٢١، ١٢٢، ١٣٧، ١٧٨، ١٨٠، ١٨١، ٢٠١،
٢٠٣، ٢٠٤، ٢٠٥، ٢٠٧، ٢٢١، ٢٢٢، ٢٣٠، ٢٣٤، ٢٣٢، ٢٣٧، ٢٥٦، ٢٥٧، ٢٨٩، ٢٦٣، ٢٦٤، ٢٦٥،
٢٦٧، ٢٧٤، ٢٧٦
|
٢٨٥، ٢٩٠، ٣٠١، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٤١،
٣٤٤، ٣٤٥، ٣٥١، ٣٥٧، ٣٥٩، ٣٨٣، ٣٩٧، ٤٢٥، ٤٣٢، ٤٣٨، ٤٤٥، ٤٤٧، ٤٥٤، ٤٦٣، ٤٦٤،
٤٧١، ٤٧٢، ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٩، ٥٠١، ٥٠٣، ٥٠٤، ٥٢٥، ٥٦١، ٥٦٦، ٥٧٣، ٥٧٤، ٥٨٨، ٥٩٩،
٦٠٠، ٦٠١، ٦٢٢، ٦٢٥، ٦٣٤، ٥٣٦، ٦٣٧، ٦٣٩، ٦٤٠، ٦٤١، ٦٤٢، ٦٤٦، ٦٥٥، ٦٦٢
أبو بكر
العدوي ٤٧٨
أبو بكر
الهُذْلي ١١، ١١١، ٦٤٠
أبو بكرة بن
الحارث الثقفي ١٦٦، ٢٤٣
أبو بلج
الفزاري الكوفي الواسطي ٥٧١
أبو ثور
الفهمي ٤٦٨
أبو الجحّاف
٤٤، ٢٥٦، ٦٣٥
أبو جحيفة
السوائي ٤٠١
أبو جرو
المازني ٤٨٨
أبو جعفر
الباقر (محمد بن علي) ٤٧، ٤٨، ١١٤، ١٢٠، ٦٢٤، ٦٥٢،
أبو جعفر
الرازي ٤٦
أبو جعفر
القاري ٤٤٧
أبو جناب
الكلبي ٦٤٩
أبو جندل بن
سهيل بن عمرو ١٨٤
أبو جهل ٩٣،
٩٥، ١٥٤، ١٨٣، ٢٥٣، ٢٥٤، ٣٥٥، ٥٧٠
أبو جهم بن
حذيفة ٤٦٠، ٤٨١،
أبو الجوّاب
٦٢٩
أبو جويرية
٤١١
أبو حاتم
١٤٧، ١٨٢، ٤٠٩
أبو حارثة
٤٥١
أبو حازم ٢٢١
|
|
أبو حبّة بن
غزيّة المازني ٧٣
أبو حبيبة بن
الأزعر (مولى الزبير) ٤٤٩، ٤٥٠
أبو حبيبة
مولى طلحة بن عبيد الله ٥٢٨
أبو حذيفة بن
عُتبة ٥٣، ٥٤، ١٠٠، ٣٦٢، ٣٨٥
أبو حرب بن
أبي الأسود الدؤلي ٦٤٨
أبو الحسن
الجزري ٣٦٧
أبو حفْض
الفلّاس ٣٣٦، ٦٥٦
أبو حمزة
السكري ٤٧، ٤٧٩
أبو حُمّيْد
الساعدي ٤٨٠
أبو
الحُوَيْرث ٤٩، ٨٣، ٢٨٢، ٢٨٤
أبو حيّان
التيمي ٢٠٣، ٦٣٤، ٦٤٢، ٦٤٣
أبو خالد
الدلاني ١١٢
أبو خالد
مولى جعدة ١١٢
أبو خراش
الهذلي ٢٩٩، ٣٠٠
أبو خزيمة بن
أوس بن زيد ٣٥٨
أبو داود ٤٦،
١١٢، ٤٠٦، ٤٠٩.
أبو داود
الطيالسي = الطيالسي
أبو دجانة
(سِماك) ٧٠، ١٤٧، ٥٩٦
أبو الدرداء
(عُوَيمر الأنصاري) ٦١، ١١٢، ١٢٨، ٢٠٤، ٣٨٨، ٣٩٨، ٣٩٩، ٤٠٠، ٤٠١، ٤٠٢، ٤٠٣، ٤٠٤،
٤١٣، ٤٢٣، ٥١٣، ٥١٥، ٥١٦، ٥١٩، ٥٧٦
أبو ذَرّ
١٨٠، ٢٥٦، ٣٤٨، ٤٠٢، ٤٠٥، ٤٠٦، ٤٠٧، ٤٠٨، ٤٠٩، ٤١٠، ٤١١، ٤١٢، ٤١٣، ٤١٩، ٤٥٧،
٤٥٨، ٤٧٣، ٥١٤، ٥٧٣
أبو ذُؤَيب
الهذلي (خويلد بن خالد الشاعر)
|
أبو رافع
مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ٥٦، ٢٤٤،
٢٧٧، ٥٧٨، ٥٧٩، ٦٢٦، ٦٦٨
أبو ربيعة
الأيادي ٤٠٩، ٥١٤، ٥٧٤، ٥٧٥
أبو رجاء
العُطاردي ٢٥٤، ٦٢٢، ٦٢٣،
أبو رزين
الأسدي ١٥٣
أبو رغال ٢٩٣
أبو رُهْم
(سبرة بن ابي عبد العُزّى) ٣٥٩
أبو
رُوَيْحَة ٢٠٤
أبو الزاهرية
٤٠٠
أبو زبيد
الطائي النصراني ٦٦٧
أبو الزبير
٥٧٢، ٦٣٤
أبو زرْعة
الدمشقي ٢٠٣
أبو الزعراء
٣٨٣
أبو زُمَيْل
٥٨٨
أيو الزناد
٢٢، ٥٣
أبو زهير
السعدي ٣٤
أبو زيد
الأنصاري ٤٠٠
أبو زيد
الطائي (حرملة) ٣٥٩
أبو سبرة بن
أب رهم بن عبد العُزّى ٣٦٠
أبو سعد
الساعدي ٥٤٥
أبو سعيد بن
يونس ٥٣٠، ٥٣١
أبو سقيد
الخُدْري ١٠، ١٠٨، ١٠٩، ١٩٣، ١٩٤، ٢٥٢، ٢٥٦، ٢٦٢،٤٧٠، ٥٧٧، ٥٧٨، ٥٩٠، ٦٠٥، ٦١٧،
٦٣١، ٥٣٤، ٦٤٣
أبو سعيد
المقبري ٦٦٨
أبو سعيد
مولى أسيد ٤٤٢، ٤٥٦، ٤٥٧
أبو السفر
٢٣٣
أبو سفيان بن
حرب١٣٥، ١٣٦، ١٤٠، ١٤٠، ٢٩٨، ٢٩٩، ٣١٨، ٣٧٥، ٤٢٥
|
|
أبو سفيان بن
حرب ١٣٥، ١٣٦، ١٤٠، ١٤١، ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٦٨، ٣٧٥، ٤٢٥
أبو سلام
الأسود ١٨٠، ١٨٥، ٣٩٧
أبو سلمة بن
عبد الأسد ٥٦، ١٠٣، ١٠٤، ١١٦، ١٥٢، ٢٥٦، ٢٦٠، ٣٥٠، ٣٩١، ٣٩٣، ٣٨٤، ٤٦٤
أبو سلمة بن
عبد ارحمن٢٢٢، ٣٤٣، ٤٤٥، ٥٢٣، ٦٥٥، ٦٥٦، ٦٦١
أبو سلمة
التبوذكي ٣٦٨
أبو السليل
٢٣٧
أبو سنان
العجلي ٥٣٨
أبو سهلة
مولى عثمان ٤٧٨
أبو سهل بن
مالك ٣٧٥
أبو سيف ٣٨٨
أبو شعيب
الحرّاني ٢١٥
أبو شهاب
نالحنّاط ٤٨٩
أبو صالح
الأشعري ١٨٠
أبو صالح
السمّان ٩٢، ٢٧٦، ٣٧٨، ٤٥٣، ٥١٥، ٥٤٨، ٥٣٤
أبو صالح
مولى أم هاني ٢٢، ٦٣، ١٠٦، ١٣٦، ٢٧٣،.
أبو الضحى
٦١٣، ٦٢٩
أبو الطُفيل (أنس) ٢٣، ١٧٧، ٢٨٧، ٥١١،
٥٣١، ٥٣٢، ٦٤٨
أبو طلحة الأنصاري ٢١١، ٣٠٤، ٤٢٥، ٤٢٦،
٤٢٧
أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس ٧٤، ٧٥،
أبو عاصم النّبيل ٢٨٣، ٥٨٢
|
أبو العالية
الشامي ١٦٢، ١٨٠
أبو عامر
اخزّاز ٢٨٠
أبو العبّاس
السرّاج ٤٥
أبو عبد ربّ
الدمشقي ٥٥٦
أبو عبد
ارحمن الحُبُلي ١٧٦
أبو عبد
الرحمن السُّلمي ٤٦٧، ٦٢٢
أبو عبد الله
الأشعري ١٨٠، ١٨١
أبو عبدالله
بن المثنى ٣٧٧
أبو عبدالله
بن هبّار بن الأسود ١٠٢
أوب عبد الله
الجَدلي ٥٦٥، ٦٣٤
أبو عبد الله
مولى شدّاد ٤٦٨
أبو عبس بن
جبر الحارثي ٤٢٨
أبو عبس بن
محمد ٤٢٨
أوب عبيد بن
أزهر ٢٠٨، ٢٣٢، ٣٩٥
أبو عبيد بن
مسعود الثقفي ٨٧، ١٢٦، ١٢٧، ١٢٨، ١٣٧، ٣٠١
أبو عبيدة
(القاسم بن سلّام) ٦، ٧، ٩، ٢٤١، ٢٤٢، ٣٢٦، ٣٤٤، ٤٨٥، ٥٣٨، ٥٤٥، ٥٥٤
أبو عبيدة بن
الجرّاح ٥٦، ٨١، ٨٧، ١٠٨، ١١٢، ١١٣، ١١٤، ١١٨، ١٢٣، ١٢٤، ١٢٨، ١٣٩، ١٤٠، ١٤٢،
١٤٥، ١٥٢، ١٦٢، ١٦٣، ١٦٧، ١٧١، ١٧٢، ١٧٣، ١٧٤، ١٨٥، ١٨٦، ١٩٣، ٢١٦، ٢١٦، ٢٣٢،
٢٩٠، ٢٩٤، ٣٤٤، ٣٤٦، ٦١٩
أبو عبيدة بن
عبدالله ٣٨٨
أبو عبيدة بن
عمارة بن الوليد بن المغيرة ٥٢
أبو عبيدة بن
المثنى ١٧٠، ٥٢١
أبو عتّاب
الدلّال ٣٨٣، ٦٤٢
أبو عثمان
النَّهْدي ١٩٢، ٢٠٢، ٢٤٩
|
|
٢٦٩، ٤٠٨،
٤٥١، ٥١١، ٥١٣، ٥٢٠، ٥٢٠، ٥٢٣، ٥٣٤، ٥٩٩
أبو عقيل بن
عبد الله بن ثعلبة (عبد الرحمن) ٧٢
وأبو العلاء
بن الشخّير ٤١٠، ٦١٤، ٦١٥
أبو العلاء
بن عبدالله ٤١٣
أبو عمّار
الهمداني ٥٧٣
أبو عمران
الجوني ٢٢٤، ٤١٢
أبو عمر
البزّاز ٦٢٣
أبو عمر
الضرير ١٩٤، ٢٠٥
أبو عمرة
الأنصاري ٥٨٥
وأبو عمرو بن
جنيف ٥٩٧
أبو عمرو بن
العلاء ٦٤٣
أبو عمرو بن
العلاء ٦٤٣
أبو عمرو
الداني ٤٠٢
أبو عمرو
الشيباني ٣٨٠، ٣٨٧
أبو عمرو
العاري بن العلاء ١٩٣، ٢٤٩
أبو عوانة
١٠٩، ١٣٦، ٥٧١، ٥٧٩، ٦٣٥
أبو عون الثقفي
٦٤٩
أبو عون مولى
المِسْور ٤٥٤
أبو عيّاش
الزُرْقي ٥٤٥
أبو الغادية
الجُهَني ٥٤٧، ٥٨٢
أبو الغادية
المُزيني الشامي ١٦٢، ٢٦٩
أبو غسّان
النَّهدي ٤٠٦
أبو الغوث
٥١٥
أبو فائدة
٤١١٩
أبو فرقد ١٦٦
أبو فروة ٤٩٨
أبو فضالة
الأنصاري ٥٨٥
أبو الفهم بن
أحمد السلمي ٦٣٩
أبو قبيل ٤١١
أبو قتاادة
الأنصاري ٦٠٢
|
أبو قتادة بن
ربعي ٣٣، ٣٤، ٣٦، ٣٧، ٧٥، ٥٤٥، ٦٥٦
أبو قتيْبَة ٢١٢
أبو قُحافة (عثمان
بن عامر) ١٢٠، ١٣٧، ١٣٨
أبو قرَّة السَّدُوسي
١٤٥، ٥٥٨
أبو قلابة الجرمي
١٧٣، ١٩٣، ٤٨٠، ٦١٣،
أبو قيس بن الحارث
بن قيس السهمي ٦٤، ١٥٠
أبو كبشة (سليم
مولى النبيّ صلىاللهعليهوسلم) ١٢١
أبو كثير (مَرْثَد)
٤١٠
أبو كعب صاحب
الحرير ٢٣٧
أبو لبابة بن
عبد المنذر ٣٦١، ٦٦٨
أبو لؤلؤة عبد
المغيرة ٢٧٧، ٢٨١، ٢٩٦، ٣٠٦، ٣٠٧
أبو ليلى الأنصاري
٥٤٦
أبو ليلى الكنْدي
٤٦٦، ٤٦٣، ٥٨٠، ٦٢٦
أبو ليلى المازني
٣٠٠، ٣٣٥
أبو مالك الأشجعي
٥٢٨
أبو مالك الأشعري
= كعب بن عاصم
أبو مِحْجَن الثقفي
٤٩، ١٢٧، ٣٠٠، ٣٠١، ٣٠٢
أبو محمد بن حزم
٦٥٣
أبو مراوح ٤٠٧
أبو مرثد الغنوي
(كناز بن الحصين) ٧٧
أبو مريم الحنفي
٤٠
أبو مسرح = أنسة
أبو مسعود الأنصاري
٣٨٩، ٤٧١، ٦٥٨
أبو مسعود البدري
٣٨١، ٦٥٧
أبو مسلم الجَذْميّ
٢٣٩
أبو مسلم الخولاني
٥٣٩، ٥٤٠
|
|
أبو مسلم الكشّي
١٠٠
أبو مَسْلَمَة
٥٧٧
أبو مسهر ١٢٨،
١٦٧، ٤٠٤
أبو المعالي (أحمد
بن إسحاق) ٦٣٠
أبو معاوية الضرير
١٠٦، ١١٤، ٣٠٢، ٣٥١، ٣٩٩، ٥٢٨، ٦٢٢
أبو معشر السندي
٤١، ١١٥، ٢٥٢، ٢٨٢، ٣٧٧، ٤٢٢، ٤٨١
أبو معين ٢٨١
أبو مُلَيْكَة
العبسي = الحطيئة
أبو المهلّب ٦١٣
أبو الموجّه المروزي
١٧٤
أبو موسى الأشعري
١٦، ١٥٧، ١٦٦، ١٦٩، ١٨٥، ١٨١، ١٩٨، ١٩٩، ٢٢٦، ٢٥٠، ٢٥٩، ٢٩٤، ٣٠٧، ٣١٨، ٣٢٥، ٣٨١،
٣٨٧، ٣٨٨، ٤٠٨، ٤١٣، ٤٢٠، ٤٣١، ٤٣٢، ٤٣٥، ٤٤٣، ٥٤٧، ٥٤٨، ٥٤٩، ٥٥٠، ٥٥١، ٥٥٣
أبو موسى الهمداني
٣١١، ٦٦٤
أبو نضرة العبدي
١٠، ١٩٤، ٤٤٢، ٤٥٦، ٤٥٧، ٥٠٦، ٥٢٤، ٥٧٧، ٥٩٠، ٦٤٢
أبو نُعَيْم ٤١،
٣٤٤، ٤٩٤، ٤٩٨، ٥٧٥
أبو نوح الحميري
٥٦٦
أبو نوفل بن عقرب
٥٧٤
أبو هارون ٦٣٢،
٦٣٤
أبو قاسم بن عتبة
بن ربيعة ٢٢٨، ٢٢٩، ٣٦٢
أبو هُرَيْرة
٢٢، ٢٧، ٤٦، ٥١، ١٠٣، ١٠٤، ١٠٦، ١٠٩، ١١٢، ١٨٢، ٢٠٣، ٢٠٧، ٢٢١، ٢٢٢، ٢٢٩
|
٢٣٧، ٢٣٨،
٢٤٤، ٢٥٣، ٢٦٠، ٢٦٢، ٢٦٣، ٢٧٢، ٣٦٦، ٣٩٤، ٣٩٧، ٤٤١، ٤٥٣، ٤٦٩، ٤٧١، ٤٩٣، ٥٠٣،
٥١٥، ٥٢٥، ٥٧٧، ٦٢٥، ٦٥٦
أبو هلال
٤١٢، ٤٧٧، ٤٢٣
أبو همام ٣٩٥
أبو هند
الداري ٦١١
أبو الهيثم
بن التيهان ٢٢١
أبو وائل
١٤٢، ١٤٣، ١٦٠، ١٦١، ٢٣٢، ٢٣٣، ٢٣٤، ٣٠٤، ٣٤٢، ٣٤٣، ٣٨٠، ٣٨٦، ٣٨٧، ٤٠٣، ٤٣٢،
٤٦٧، ٤٩٣، ٥٠٩، ٥٦٢، ٥٩٢، ٥٩٥، ٥٩٦، ٦٤٦، ٦٥٩
أبو وجزة ٢٩٧
أبو الوداك
٣٦٣
أبو الوليد
بن كثير ٧٥
أبو اليُسْر
٥٤٥، ٥٧٨، ٥٨٠
أبو يعلى
المَوْصلي ٦٦، ٢٥٦، ٣٧٥، ٣٧٧، ٤٧٠
أبو اليقظان
مولى بني مخزوم ٤٨٥، ٤٩٣، ٥٧٠، ٥٧٥، ٥٨٥
أبو اليمان
٤٢٤
أبو يوسف
القاضي ٣٣١
أبيّ بن
عبّاس بن سهل ٦٥٦
أُبَيّ بن
قيس النخعي ٥٤٦
أبي بن كعب
٥٧، ١٣٦، ١٩٣، ١٩٤، ١٩٤، ١٩٥، ٢٤٢، ٣٣٣، ٣٧١، ٣٨٥، ٤٠٠، ٤٢٣، ٦١٣، ٦٣٨
الأجلح
الكندي ٦٢٨
أحمد بن
إسحاق الورّاق ٦٢٦
|
|
أحمد بن حنبل
١٠، ٢٣، ٥٦، ٧٥، ١٩٧، ٢٣٤، ٢٩١، ٣٠٤، ٣٦٧، ٣٨٣، ٣٩٢، ٤١٠، ٤١٩، ٤٢٣، ٤٧٠، ٥٠٤،
٥٧٤، ٥٨٠، ٦٣١، ٦٣٤، ٦٣٦، ٦٣٨
أحمد بن صالح
٣٧٦
أحمد بن عمر
بن محمد بن شبيب البالسي ٣٦٢
أحمد بن
الفضل بن خزيمة أبو علي ٦٤٠
أحمد بن
القاسم بن مساور الجوهري ٩٩
أحمد بن محمد
بن عيسى البغدادي ٦٢١
أحمد بن محمد
بن النقور ، أبو الحسين ٦٣٠
أحمد بن
محمود الحرّاني ٣٦٢
أحمد بن
المُعَلّى الدمشقي ١٠٥
أحمد بن
المقدام العجلي ٥٧٧
أحمد بن
منصور ٦٦٩
أحمد بن نعمة
بن محمد بن علي الأنصاري المعروف بزحلق ٣٦٢
الأحنف بن
قيس ٢٦٦، ٣٢٧، ٣٣٠، ٣٣١، ٣٧٤، ٤٠٧، ٤١٠، ٤٦٧، ٤٩٧، ٥٦، ٥٢٣، ٥٤١، ٥٤٧، ٥٤٨
الأرقم ٥٣
أسامة ٦١٦
أسامة بن زيد
١٩، ٢٠، ٢١، ٢٨، ٤٩، ٢٤٩
أسباط بن
محمد ٦٢٣
إسحاق بن أبي
بكر ٢٣٧
إسحاق بن
إسرائيل ١٠٧
إسحاق بن
إسماعيل صاحب أرمينية ٢٤٦
إسحاق بن
راهويه ٦٤٢
إسحاق بن عبد
الله بن أبي فروة ٦٢٤
|
إسحاق بن قبيصة
بن ذؤيب ٤٢٣
إسحاق بن يحيى
٣٦٨، ٥٢٤، ٥٢٧
إسحاق بن يحيى
٣٦٨، ٥٢٤، ٥٢٧
أسد بن خزيمة
١٤٩
أسد بن عبد العُزّى
٣٣٣
إسرائيل ٦٢٣،
٦٣٠
الإسكندر ١٥٨
أسلم مولى عمر
بن الخطّاب ١٧٢، ١٧٧، ٢٥٤، ٢٧٢، ٢٧٤، ٢٧٦، ٢٩٤، ٣٩٧
إسماعيل ابن بنت
السُّدّي ٦٢٦
إسماعيل بن إبراهيم
بن عقبة صاحب الهروي ٢٠٣، ٢٣٧
إسماعيل بن أبي
خالد ١٩٤، ٢٠٥، ٣٨٩، ٤٠٠، ٤٢٩، ٥٢٨، ٥٦٦
إسماعيل بن أميّة
٢٥٧، ٢٦٤
إسماعيل بن رجاء
٦٤٢
إسماعيل بن زرارة
٦٨
إسماعيل بن سالم
٦٤٥
أسماعيل بن سلمان
الأزرق ٦٢٣
إسماعيل بن سميع
١١٢
إسماعيل بن عبدالله
بن ابي أويس ٦٢٤
إسماعيل بن عبيد
بن رفاعة ٤٢٣، ٤٢٤
إسماعيل بن عمرو
١٦٧
إسماعيل بن عيّاش
٤٢٤
إسماعيلبن قيس
٣٥٢
إسماعيل بن محمد
بن سعد بن ابي وقّاص ٢٨٣
إسماعيل بن موسى
٦٣٠
الأسود بن شيبان
٣٨٠، ٥٧٤
الأسود بن عبد
يغوث الزُّهري ٤١٧، ٤١٨
|
|
الأسود بن عوف
الزُّهري ٤٩١
الأسود بن قيس
٢٦٤، ٤٨٩، ٦٣٩
الأسود بن كلثوم
العدوي ٣٣٠
الأسود بن يزيد
١٧٧، ٢٠٢
الأسود العَنْسي
١٤، ١٥، ١٦، ١٧، ١٨، ١٩، ٣٠، ٥٧٣
أسَيْد بن حُضَيْر
٦٥، ٦٦، ١١٦، ٢٠٦، ٢٠٧، ٣٤٨
أسيد بن يربوع
٧٣
أسَير بن جابر
٥٥٦، ٥٥٧
الأشتر النّخعي
٤٣٠، ٤٣١، ٤٣٨، ٤٤٦، ٤٤٨، ٥٤١، ٥٤٤، ٥٩٣، ٥٩٤
الأشعث بن سوار
٢٥٥
الأشعث بن قيس
٤٣١، ٦٠٨، ٦٠٩، ٦٢١
الأشعث الصنعاني
٤٧٨
الأصبغ الحنظلي
٦٤٨
الأصمعّي ٣٧٨،
٥٢٧
الأعمش ٤٥، ٩٤،
١٠٦، ١٣٦، ٢٣٣، ٢٧٣، ٣٥١، ٣٨٧، ٣٨٨، ٣٨٩، ٣٩٩، ٤٠٢، ٤١١، ٥٠٣، ٥١٥، ٥٢٠، ٥٤١، ٥٦٤،
٥٧٣، ٥٧٨، ٦٢٩، ٦٣٤، ٦٣٥، ٦٣٧، ٤٦، ٦٤٧، ٦٤٧، ٦٦٦
أعين بن ضُبيْعة
المجاشعيّ ٥٨٧
أفلح بن سعيد
٥٥
الأقرع بن حابس
٢٨٥، ٤٧٥
أقش بن عبد الله
عتيق دادا ٣٦٣
أُمَيْن بن أحمد
اليشْكري ٣٢٧
أميّة بن زيد
٢٩١
أنس بن مالك ١٢،
٢٤، ٤٣، ٤٦، ٦٦، ٧٠، ١٠٥، ١٠٧، ١٠٨، ١٢١
|
١٣٥، ١٤٩،
١٦٥، ١٧٣، ١٧٧، ١٩٢، ١٩٣، ١٩٩، ٢٠٠، ٢٠٣، ٢٠٧، ٢٠٩، ٢١٠، ٢١١، ٢١٣، ٢٥٥، ٢٥٦،
٢٦١، ٢٦٢، ٢٦٣، ٢٦٨، ٢٧٠، ٢٧٣، ٢٩٠، ٢٩١، ٢٩٥، ٢٩٦، ٣٠٤، ٣١٧، ٣١٨، ٣٧٧، ٣٩١،
٣٩٢، ٣٨٨، ٤٠٠، ٤٠٧، ٤٢٣، ٤٢٦، ٤٢٧، ٤٦٧، ٤٧٠، ٤٧٢، ٤٧٦، ٥١٤، ٥٥٤، ٥٧٤، ٥٨٠،
٦٠٨، ٦١١، ٦٢٨، ٦٣٣، ٦٥٦
أنس بن معاذ
بن أنس بن قيس الأنصاري ٣٣٧
أَنَسَة بن
مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ٩٠
أنو شروان
١٦٠
أُنس بن
مَرْثَد ٧٧، ٢٠٨
الأوزاعي
١٠٧، ٢١٥، ٢١٠، ٤١٣، ٤٥٢
أوس بن أوس
بن عتبك ١٣١
أوس بن خولي
٥٨، ٣٣٨
أوس بن
الصامت بن قيس بن أصرم الأنصاري ٣٣٧، ٣٧١
أويس بن
ضَمْعَج ٦٥٨
أوَيْس
القرني ٥٥٥ ـ ٥٥٩
إياس بن
الحارث ٦٥٥
إياس بن سلمة
الأكوع ٣٤٨
إياس بن
وَدَقة ٧٢
أيوب بن
مسلمة ٩٩، ٢٠٤، ٢١٠، ٢٨٣، ٣٠١، ٣٨٧، ٥٨٢، ٦٢٣
(ب)
الباغندي ٣٧٦
|
|
الباقر ، أبو
جعفر ٥٤٠، ٦٢٤، ٦٥٢
باهان ١٢٤،
١٤٠
البخاري ١٤،
١١٢، ١٤٧، ٢٧٢، ٢٧٦، ٢٩٠، ٣٩١، ٤٠٠، ٥٠٨، ٥١٣، ٥٦٧، ٥٧٨، ٦١١، ٦١٢، ٦٢١، ٦٥٩
البدر
البشتكي ٣٧٠
البراء بن
عازب ٦٢٨، ٦٢٩، ٦٣٢
البراء بن
مالك ٦٩، ١٩٩، ٢٥٠، ٢٠٩، ٢١٠، ٢١١، ٦٢٦
بردان بن أبي
الن ر ١١٦
البُرك بن
عبد الله التميمي ٦٠٧
بُرَيْدة بن
سفيان بن فروة ٤٠٧، ٤١٩، ٦٢٨
بُسْر بن
أرطأة ١٩٧، ٥٤٢، ٥٤٧، ٦٠٧
بُسْر بن
سعيد ٥٩٠
بسطام ١٤٣
بشّار عوّاد
معروف (الدكتور) ١٩٢
بشر بن البراء
بن معرور ٢٩٩
بشر بن بشير
الأسلمي ٤٧١
بشر بن حنش
٢٣٩
بشر بن شريح
القيسي ٤٣٨
بشر بن شغاف
٤٤٣
بشر بن عاصم
٢٩٣
بشر بن عبد
الله ٧٢
بشير بن أبي
مسعود ٦٥٨
بشير بن
الخصاصية ١٢٦، ١٢٨
بشير بن سعد
بن ثعلبة ٧٨، ١٤٨، ٥١٣
بشير بن عمرو
بن محصن = أبو عمرة الأنصاري
بشير بن عنبس
بن يزيد الظفري ١٣١
بشير بن يسار
١٧٧
بَصْبَهْرا
١٤٣
|
البغوي ٣٧٦،
٦١٤، ٦١٥
بعيّ بن
مَخْلَد ٦٩
بقية بن
الوليد ٦١٦
بكر بن
سليمان ٦٩، ٢١٠
بكر بن عمرو
٢٦١
بكير بن
الأشج ١٠٢، ٥٩
بكير بن
مسمار ٦٢٧
بلال بن أبي
الدرداء ٣٩٩
بلال بن وائل
٢٣٩
بلال بن يحيى
٥٧٥
بلال الحبشي
١٢، ٢٠١، ٢٠٣، ٢٠٤، ٢٠٥، ٥٦٣، ٥٧٣، ٥٩٩، ٦٣٥
بهز بن أسد
٦٥
بهْمَن ٢٢٧
بيان ٦١٦
(ت)
تبيع الحميري
٣٩٧
الترمذي ٤٤،
٤٥، ١٠٠، ١٠٨، ١١٠، ٢٠٧، ٢٤٢، ٢٥٦، ٢٥٧، ٢٥٩، ٣٧٥، ٣٧٦، ٣٨٣، ٤٠٦، ٤٧٢، ٤٩٣،
٥٢٤، ٥٢٥، ٥٢٦، ٥٧٣، ٥٧٤، ٥٧٥، ٥٧٧، ٦٢٧، ٦٣٠٦٣١،
٦٣٢، ٦٣٣، ٦٣٤، ٦٣٥
تميم بن الحارث بن قيس ٨٣، ٩٠، ١٥٠،
تميم الداري ٦١٠، ٦١١، ٦١٢، ٦١٣، ٦١٥،
٦١٦، ٦١٧، ٦٢٩
(ث)
ثابت بن أقرم ٢٩، ٥١، ٢٣٠
ثابت البناني ٤٦، ٦٥، ٦١، ١١٩، ٢٠٣، ٢١٢،
٢٧٧، ٣٩٢، ٤١٣، ٤١٩، ٥٢١، ٦٠٦
|
|
ثابت بن
الحجاج ١٧٣، ٤١١
ثابت بن خالد
٧٣
ثابت بن عتيك
١٣١
ثابت بن قيس
بن شماس ٢٩، ٣٢، ٣٨، ٣٩، ٦٩، ٤٣٠
ثابت بن هزال
٧١
الثعالبي ٦٣
ثعلبة بن
الحكم ٤١٠
ثعلبة بن
عمرو بن محصن ١٣١
ثعلبة بن
يزيد الحمّاني ٦٤٧
ثقبان ٥١١
ثمامة بن أنس
٢١٠، ٣٧٧
ثمامة بن
حَزْن القشيري ٤٤٤
ثمامة بن
عديّ ٤٨٠
ثور بن يزيد
٣٧٦، ٣٧٨، ٤٠٣، ٥١٥
ثوير بن أبي
فاختة ٥٤٣
(ج)
جابان ١٢٧
جابر بن
الأسود عَوْف الزُّهري ٤٩١
جابر بن
سمُرَة ٥٨٠
جابر بن عامر
٦٢٣
جابر بن
عبدالله ١٠٧، ١٣٦، ١٧٢، ١٧٨، ٢٠٥، ٢٦٢، ٢٦٣، ٢٩١، ٣٠٨، ٤٤١، ٥٠١، ٥٢٤، ٥٤٥، ٥٨٠،
٥٨٠، ٥٢٦، ٦٣٤، ٦٣٦،
جابر الجعفي
٥٤٠، ٦٢٨
الجارود بن
أبي سبرة الهذلي ٤٨٦
الجارود بن
المُعَلّى ٧٣، ٢٢٣، ٢٣٨، ٢٣٩، ٥٣٢
جارية بن
قدامة السعدي ٥٤٥، ٥٨٧
جالينوس ١٢٧،
١٤٢، ١٤٣
|
جبّار بن صخر
بن أميّة بن خنساء الأنصاري السلمي ٣٣٣
جبربن أبي عبيد
الثقفي ١٢٧
جبريل (عليه السلام)
١١٢، ١٩٣، ٢٥٦، ٢٥٧، ٤٦٩، ٥٩٩
جُبَيْر بن الحويرث
١٤١
جبير بن حية الثقفي
٢٤٠
جبير بن مالك
٦٣
جبير بن مطعم
٤٨١
جبير بن نفير
٢٣٢، ٣٩٩، ٤٠٠، ٤٠٧، ٤١٨، ٤٢٣، ٥٦١، ٦٢١، ٦٦٣
الجدّ بن قيس
الخزرجي ٣٣٨
جُرْجير ٣١٨،
٣١٩، ٥٣٠
جرموز ٦٤٥
جرو بن مالك بن
عامر الأنصاري ٧٢
جرول = الحُطَيْئة
جرول بن العبّاس
٧٢
جرير (الشاعر)
٥٠٧
جرير بن حازم
٤٩، ١٠٤، ٥٧٤
جرير بن عبد الحميد
٢٠٢
جرير بن عبد الله
البجلي ١٣، ١٦٩، ١٩٨، ٢٢٥، ٢٢٦، ٢٤٢، ٢٨٤، ٣٦٦، ٥١٩، ٥٣٨، ٥٣٩، ٥٦٦، ٦٢٦
جرير بن عبد الله
بن يزيد الصهباني ٣٨٣
جرير الضبّي ٣٨٨
الجريري ١٠٧،
١٠٨، ٢٣٧، ٤١٣، ٤٧٥، ٤٧٨، ٦١٤، ٦١٥، ٦٤٢
جسرة ٦٣٨
جشنس بن الدّيلميّ
١٦
جُشّيْش بن شهر ٣٠
|
|
الجعد بن نعجة
٦٤٧
جعفر الأحمر ٦٣٣
جعفر بن أبي طالب
٢١٨، ٥٠٥
جعفر بن أبي المغيرة
٢٣٣، ٢٥٧، ٤٨٤، ٥٤٥
جعفر بن برقاق
١٧٣، ٤١١
جعفر بن سلمان
٥٢١
جعفر بن سليمان
الضبعي ٣٦٧، ٦٣٠، ٦٣٣
جعفر بن عون ٤٠١
جعفر بن محمد
الصادق ٢٧٤، ٥٧٣، ٦٤٩، ٦٥٠، ٦٥٢
جفينة ٢٩٥، ٢٩٦،
٢٩٧، ٣٠٦، ٣٠٧
جميف بن عمير
التيمي ٤٤، ١١٠، ٢٧٠، ٦٣٥
جنادة بن أبي
أميّة ١٨٠
جندب بن زهير
الغامدي الأزدي ٤٩١، ٥٤٦، ٥٦٠
جندب بن عبدالله
٥٤٥
جهجاه بن قيس
٥٦٠، ٥٦١
جون بن قتادة
٥٠٥
جويبر ١٩٤
جويرية بن اسماء
٢١١، ٢٣٢
(ح)
حابس بن سعد الطائي
٥٤٢، ٥٤٦، ٥٦١
حاجب بن يزيد
الأشهلي ٧٢
الحارث الأعور
١٠٧، ٢٦٣، ٤٣٠
الحارث بن أبي
شمر الغسّاني ٥٨
|
الحارث بن أوس
بن عتيك ٨٣، ٨٤، ٩٠، ٩١
الحارث بن حرب
بن أُميّة ٢٢٠
الحارث بن حصيرة
٥٤٦
الحارث بن خزرج
٦٩، ٣٤١
الحارث بن خزمة
بن عديّ ، أبو بشير ٦١٧
الحارث بن زهير
بن شداد القرشي الفهري ٥٣٢
الحارث بن الصّمة
٦٠٠
الحارث بن عبد
الملك الليثي ٢٦١
الحارث بن عتيك
بن النعام ١٣١
الحارث بن عديّ
بن مالك ١٣١
الحارث بن عميرة
الزبيدي ١٧٨
الحارث بن عون
٣٤٨
الحارث بن كلدة
١٥
الحارث بن مُرّة
العبدي ٥٨٣
الحارث بن مسعود
بن عبدة ١٣١
الحارث بن نوفل
بن الحارث ٣٣٨، ٤٦٣
الحارث بن هشام
المخزومي ٨٥، ١٤٦، ١٦٧، ١٨٢، ١٨٤، ٢٥٤، ٢٧٤
الحارث بن يزيد
العامري ١٦٣
حارثة بن سراقة
الأنصاري ١٥
حارثة بن مضرّب
٣٨٥، ٤٧٤، ٥٦٣، ٥٨٠
حاطب بن أبي بلتعة
٣٣٣، ٤٠٨
حاطب بن معمر
بن الحارث الجمحي ٢٩٤
الحاف بن قضاعة
٤١٨
الحاكم ، أبو
عبدالله ٤٣، ٣٦٣
الحُبَاب بن المنذر
بن عمرو ٦، ٧، ٩، ٢٨٦
حبّان بن منقذ
٣٥٧
حبّان بن هلال
٦٥
حبّان بن واسع
١٥٤
حبة العُرّني
٣٨٩، ٤٧١
|
|
حبّة بن أبي ثابت
٢٣٣، ٤٤٩، ٥٨١، ٥٨٤، ٦٤٧
حبيب بن ربيعة
١٢٧
حبيب بن الزبير
٤٧٩
حبيب بن زيد ٧٣
حبيب بن سالم
٣٤١
حبيب بن الشهيد
٤٢٠
حبيب بن صهبان
١٤٣
حبيب بن صُهَيْب
٥٩٨
حبيب بن عمرو
بن محصن ٧٣
حبيب بن عُتَيْبَة
بن حصن ٤٨
حبيب بن قرّة
اليربوعي ٣٢٧
حبيب بن مَسْلَمة
الفهري ٢٤١، ٣٠٩، ٣٢٤، ٤٤٠، ٤٥١، ٥٤٢، ٥٤٧، ٦٠٨
حجّاج بن أبي
منيع ٦٠٨
الحجّاج بن الحارث
بن قيس بن عديّ ١٥٠
حجّاج بن فرّوخ
الوسطي ٥١٦
حجّاج بن محمد
المصيصي ٦١٢
حجل بن عبد المطلب
٢٢٠
حُذَيفة ٢٥٧،
٢٦٤، ٢٦٧، ٢٧١، ٣٨٣، ٥٧٣، ٥٧٤، ٥٧٥، ٥٧٦، ٥٧٩
حذيفة بن مِحْصن١٥٤
حذيفة بن اليمان
٢٢٥، ٢٢٦، ٢٤١، ٢٤٢، ٣٠٧، ٣٢٤، ٤٣١، ٤٧٤، ٤٧٦، ٤٩١، ٤٩٣، ٤٩٤
حرام بن جندب
١٣٤، ١٣٥
حرب بن أُميّة
٢٣٦
حرقوص بن زهير
السعدي ٤٣٨
حريث بن ظهير
٣٨٨
حريث بن عامر
٥٧١
|
حَزَن بن أبي
وهب بن عمرو بن عائذ ٦١
حسام بن مصك
٢٠٤
حسّان بن
ثابت ٢١٨، ٢٢٠، ٤٦٢، ٤٨٢، ٥٠٠، ٦٠٦
حسّان بن
عطيّة ٢١٤، ٢١٥
حسّان بن
كليب ٥٦٥
الحسحاس بن
هند بن سفيان ٦٦٩
الحسن أبو
سعيد ٤١٢
حسن البصري
١١، ١٣٤، ١٩٩، ٣٥٢، ٤٨٨، ٥١٨
الحسن بن
أحمد بن الحسن بن سعيد ، أبو محمد الصيداوي ٥٧٨
الحسن بن
الحسن بن علي ٢٧
الحسن بن
دينار ٥٢٦
الحسن بن زيد
حسن ١٠٨، ٢٦٣، ٦٢٤
الحسن بن سعد
١٠٣، ٣٥٦
الحسن بن
شعيب الفروي ٦٥١
الحسن بن
صالح بن حيّ ٢٧٤، ٦٤٥
الحسن بن
الصباح البزّار ٢٥٩
الحسن بن
عبيد الله ٤٠٦، ٤٠٧
الحسن بن
عرفة ٣٧٧
الحسن بن علي
بن أبي رافع ٦٦٨
الحسن بن علي
بن أبي طالب ٢٧، ٤٤، ٤٥، ١١١، ٢١٨، ٣٦٤، ٣٦٦، ٤١٩، ٤٣٩، ٤٤١، ٤٤٣، ٤٤٦، ٤٥٢،
٤٥٤، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٦٨، ٤٧٠، ٤٧٠، ٤٧٥، ٤٧٧، ٤٨٣، ٤٨٥، ٤٨٧، ٤٨٨، ٤٨٩، ٥٣٦، ٥٣٧،
٥٤٥، ٥٥٨، ٥٧٣، ٦٢٢، ٦٢٧، ٦٣٩، ٦٤٠، ٦٤٢، ٦٤٩، ٦٥٠، ٦٥٢
|
|
الحسن بن علي
بن شبيب المعمري ١٠٢
الحسن بن
عمارة ٦٤٦
الحسن بن
محمد ٣٧٧
الحسن بن
موسى ٦٦٩
حسيل بن جبير
أبو حُذَيفة ٤٩٤، ٥١٤
الحسين بن
أحمد بن بسطام ٢٣٧
الحسين بن
أحمد بن علي بن أبي طالب ٢٧، ٤٣، ٤٤، ٤٥، ٧٥، ٣٦٦، ٤١٩، ٤٥٢، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٨٥،
٥٤٥، ٥٧٣، ٦٢٢، ٦٢٧، ٦٥٠، ٦٥٢
الحسين بن
علي الجعفي ٩
حسين بن محمد
٢٩١
حسين المعلّم
٤٠٨، ٤١٣
حسين بن واقد
٢٥٩
حسين بن يزيد
الكوفي ٤٤
حُصَين ١١٤،
١٤١
الحُصَين بن
الحارث ٣٣٤، ٣٧٢
الحُصَين بن
عدب الرحمن بن عبدالله الخطمي ٦٦، ٤٨٦، ٥٠٥
حُصَين بن
المنذر أبو ساسان ٦٦٧، ٣١١، ٦٦٧
حطّان بن
عبدالله الرقاشي ٤٢٣
الحُطَيئة
الشاعر ٣٣٩
الحكَم بن
سعيد بن العاص بن أميّة ٦٣
الحكم بن
عتيبة ٦٥٨
الحكم بن
عثمان ٢٥٠
الحكم بن
مسعود ٢٠٩
الحكم بن
نافع ٤٢٤
حكيم بن جبلة
العبدي ٤٣٨، ٤٤٠، ٤٤٨، ٤٨٣، ٤٩٥
حُكَيم بن
حَزْن بن أبي وهْب المخزومي ٦٤
|
حُكِم بن
عبّاد ٤٧٦
حُكيم مولى
الزبير ٤٩٧
حمّاد بن زيد
٩٩، ٢٠٤، ٢١٢، ٢٣٤، ٣٦٧، ٥٩٩، ٦٥٨
حمّاد بن
سَلَمة ٥٦، ٦٥، ٦٦، ١٠٤، ١٠٧، ١١٩، ٢١٠، ٢٢٤، ٣١٧، ٣٦٦، ٤٧٥، ٥٨٢، ٦١٥، ٦١٦،
٦٢٨، ٦٣٢، ٦٦٩
حمد الملك ٧٤
حمدي عبد
المجيد السلفي ١٩٤
حمران بمولى
عثمان ٣٩٥، ٤٩٧
حُمران بن
أبي أسيد ٦٥٧
حمزة بن عبد
المطلب ٧٧، ٢١٨، ٢٢٠، ٢٦١، ٥٠٣، ٥٠٥، ٥٧٣، ٦٥٦
حمزة بن عبد
الله بن عمر ٢٩٧، ٥٠٠
حُميد بن
هلال الطويل ١١٣، ١٣٣، ٢٠٠، ٣١٢، ٤٤٦، ٤٤٧
حنش بن
عبدالله الصنعاني ٥٤٤
حنش بن قيس
٣٦٦
حنشبن
المعتمر ٥٩٦
حنظلة بن أبي
سفيان بن حرب ٥٥، ٢٨٣
حنظلة بن أبي
عامر الراهب ١٣٥
حنظلة بن علي
الليثي ٢٨
حوشب ذو
ظُليم ٥٤٦
حيّان الأعرج
٢٣٦
حَيَويه بن
شريح المصري ١٧٦، ٢٦١، ٦٠٦
حُيَيّ بن
جارية الثقفي ٦٤
(خ)
خارجة بن
حُذافة العدوي ١٩٧، ٢٢٤، ٦١٧
|
|
خارجة بن
عبدالله بن سليمان بن زيد بن ثابت ٢٥٩
خارجة بن
مصعب ٦٤٣
خالد بن أبي
البُكَيْر ٤٢١
خالد بن خداش
٩٩
خالد بن زهير
٣٢٧
خالد بن سعيد
بن العاص ٨١، ٨٢، ٨٢، ٨٤، ٨٩، ٩١، ٩٢، ١٠٠، ١٣٢، ٥٠٥
خالد بن
طهمان ٦٢٨
خالد بن
عبدالله ٦١٦، ٦٢٨
خالد بن
عُمير العدوي ١٢٩، ١٣٣، ١٣٤
خالد بن
معدان ٣٩٨، ٣٩٩، ٤٠٢، ٤٠٣
خالد بن ملجم
٤٣٣
خالد بن نزار
الأيلي ٩٨
خالد بن
الوليد ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٦، ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٠، ٥١، ٥٢، ٥٣، ٧٧، ٧٨،
٧٩، ٨٠، ٨١، ٨٧، ٩٤، ١٠١، ١١٨، ٢٣٠، ٢٣٢، ٢٣٣، ٢٣٤، ٢٨٥، ٢٩٨، ٣٥١، ٣٩٣، ٥٧٤،
٥٩٣، ٦٢٩
خالد بن يزيد
بن معاوية ٥١٣
خالد الحذّاء
١١٣، ١٧٣، ١٩٣، ٥٥٩، ٥٧٨
خبّاب بن
الارتّ ٥٦٢، ٥٦٣، ٥٦٤، ٥٨٠، ٥٨٨، ٥٩٩
خُبيب بن عبد
الرحمن بن خبيب الأنصاري ٣٤٠
خبيب بن يساف
٣٤٠
الخرائطي
٣٧٥، ٣٧٦
|
خُرّزاذ بن
خُرّ هُرْمُز ١٦١
الخرّيت بن
راشد ٣٢٧
خُزيمة بن
أوس بن خزَيمة الأشهلي ١٣٢
خُزَيْمِة بن
ثابت ١٣٦، ٢٦٦، ٥٤٢، ٥٤٥، ٥٤٧، ٥٦٤، ٥٧٨
خطّاب بن
مَعْمَر الحارث بن مَعْمر الجمحي ٢٩٤
الخطيب
البغدادي ٣٧٥، ٣٧٦،
الخفاف ٣٧٧
خُفاف بن
إيماء بن رحضة ٤٠٨
خلّاد بن
رافع بن مالك ٦٦٠
خلّاد بن
يزيد الجُعْفي ٥٤٠
خلف بن
حَوْشب ٢٦٤
خلف بن خليفة
٢٢١
خُليد بن
دعلج السدوسي ٤٧٠
خليفة بن
خيّاط ٤٠، ٦٩، ٧٣، ٨٤، ١٠٠، ١٢١، ١٢٣، ١٢٨، ١٥٧، ١٦٠، ١٦٦، ١٨٧، ١٨٩، ١٩٥، ١٩٧،
٢١٣، ٢١٦، ٢٢٥، ٢٣٢، ٢٤٢، ٢٧٥، ٣١٨، ٣١٩، ٣٢٩، ٣٣٠، ٣٦٤، ٣٧١، ٣٧٥، ٤١٥، ٤٢٧،
٤٨٠، ٤٨٣، ٥٢١، ٥٤٥، ٥٥٢، ٦٥٦، ٦٥٨، ٦٥٩
خليل بن أيبك
٥٢، ١٢٢، ١٦٤، ٢٤٠، ٢٨٤، ٣٤٩
خليل بن
كيكلدي ٣٦٣
خوّات بن
جبير ٥٤٥، ٦١٨، ٦١٩، ٦٢٠
خويلد بن
مُرَّة = أبو خراش
خيثمة بن
سليمان الأطرابلسي ٧٧، ٤٧٢
خيثمة بن عبد
الرحمن ٢٣٣، ٣٩٩، ٤٠٣، ٤٩٣، ٦٤٥، ٦٥٨
|
|
(د)
داذَويْه
الأبناوي ١٦، ١٧، ١٩، ٣٠، ٥٨٤
دارا ١٦٠
الدار بن
هانىء ٦١٠
الدارقطني
٣٦٦
الداني ٤٦٧
دانيال (عليه
السلام) ١٦٩
داود
الانطاكي ٢٤٥
داود بن أبو
عوف = أبو الجحّاف
داود بن أبي
هند ١٠، ٣١٨، ٣٢٩، ٥٧٧
داود بن
الحصين ٤٥
داود بن يزيد
الأودي ١٠٦
دُحْيَم ٢٣٢
دحْية بن
خليفة الكلبي ١٢٦
الدير عاقولي
٢٤٩
الديس بن
محلم بن غالب ١٤٩
(ذ)
ذريح بن
عبّاد لاعبدي ٤٣٨
الذُهلي
(محمد بن يحيى) ٢٤٢، ٥٣٧
ذو الأكتاف
سابور ١٦٠
ذو الحاجب
١٢٧، ١٤٢، ١٤٣، ٢٢٧
ذو ظليم ١٧
ذو عمرو ٥٦٦
ذو القرنين
٢٤٦
ذو الكلاع
الحِمْيري (السّمَيْفَع) ١٧، ١٢٤، ١٢٥، ٥٤٠، ٥٤٢، ٥٤٦، ٥٤٧، ٥٦٥، ٥٦٦
راشد بن سعد
١٧٢، ١٧٣، ٤٠٢
رافع بن سهل
٧٢
رباح مولى
الحارث ٧٢
|
ربعي بن
الأفكل ١٦٣
رِبْعي بن
حراش ٢٥٧، ٢٦٤، ٢٦٥، ٣٨٣، ٤٧٤، ٤٩٣، ٥٧٣، ٥٧٤، ٦٥٨
ربيعة بن أبي
خرشة العامري ٦٤
ربيعة بن
الحارث بن عبد المطّلب ١٣٢، ١٨٢، ٢١٧، ٢٨٧
ربيعة
الجُرشي ١٨٥
رستم ١٤٢،
١٤٣، ١٤٤، ٢٢٧
رفاعة بن
رافع الأنصاري ٥٤٥، ٦٦٠
روح بن الفرج
، أبو الزنباع ١٧٤، ٢٠٨
الروياني ١٨٠
رُوَيْم ١٧٤
رياح بن
الحارث ٤٠٥
ريحان بن
عصمة ١٦٦
(ز)
زائدة ٩،
١١١، ٢٠٢، ٢٥٧، ٢٦٤، ٢٦٥، ٣٩٥، ٥٧٤
زاذان ، أبو
عمر ٤٨٣، ٥١١
زامل بن عمرو
٥٦٦
زبيد ٤٤
الزُبيدي ١٢،
٦١٦
الزُبير بن
بكّار ١١، ٤٤، ٩٥، ١١٤، ١٥١، ١٨٢، ٢٠٣، ٢١٨، ٣٦٠، ٣٧٥، ٤٤٨، ٤٩٩
الزُبير بن
خبيب ٣١٨، ٣٤٩
الزُبَيْر بن
عبدالله ٤٧٦
الزُبير بن
العوّام ٦، ١٠، ١١، ١٣، ٢٥، ٦٤، ٧٦، ١٥٢، ١٩٧، ٢٠٠، ٢٢٠، ٢٢١، ٢٢٥، ٢٧٨، ٢٨٠،
٢٨١، ٢٩٥، ٣٠٣، ٣٠٤، ٣٨٩
|
|
٤١٨، ٤٣٩،
٤٥٨، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٨٣، ٤٨٤، ٤٨٥، ٤٨٨، ٤٨٩، ٤٩٠، ٤٩٦، ٤٩٨، ٤٩٩، ٥٠٠، ٥٠١، ٥٠٢،
٥٠٣، ٥٠٤، ٥٠٥، ٥٠٦، ٥٠٧، ٥٠٨، ٥٢٥، ٥٢٧، ٥٣٧، ٥٣٩، ٥٤٢، ٦٥٤، ٦٥٦
الزبير بن
الكواء ١١، ١٢
الزُبَيْر بن
المنذر بن أبي أسيد ١٤٨
زرارة بن
أوفى ٦١١
زِرً بن
حُبَيش ٩، ١٠٧، ١١١، ١٩٢، ١٩٤، ٢٠٢، ٢٥٤، ٢٦٠، ٢٦٣، ٣٨٠، ٤٦٧، ٤٩٣، ٥٠٢، ٦٣٤،
٦٦١
زُفَر بن
الحارث ٥٤٢
زكريّا بن
أبي زائدة ٢٦٠
زكريّا بن
نافع الأرسوفي ٥١١، ٥١٢
الزمخشري ١٤٦
زمعة بن قيس
٢٨٧
زهدم الجرمي
٤٨٠
زهرة بن
حويّة ١٤٣
الزُّهري
(ابن شهاب) ٦، ٨، ١١، ١٢، ١٤، ٢٠، ٢١، ٢٤، ٢٥، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٦، ٣٩، ٤٥، ٤٧، ٥٥،
٦١، ٦٧، ٩٠، ٩٨، ١٠٦، ١٠٨، ١١، ١١٤، ١١٥، ١١٩، ١٧٩، ٢١٣، ٢٦١، ٢٦٥، ٢٦٦، ٢٧٦،
٢٨٣، ٢٨٩، ٢٩٣، ٢٩٦، ٢٩٧، ٣٤٨، ٣٨٦، ٣٩٥، ٤٣١، ٤٥٧، ٤٦١، ٤٧٣، ٤٩٨، ٥٣٢، ٥٣٩،
٥٤١، ٥٥٣، ٥٥٤، ٥٩٦، ٦٠٨، ٦١٦، ٦٥٩، ٦٦٣
|
زهير بن محمد
المروزي ١٦٢
زياد ابن
أبيه ٥٨٧
زياد الأعجم
٢٢٦
زياد البكائي
٣٨٨
زياد بن
الحارث الصُدائي ١٦٦
زياد بن حدير
٢٣٦
زياد بن
الربيع الحارثي ٣٢٩
زياد بن
صُهَيب ٥٩٨
زياد بن لبيد
الأنصاري ٧٤، ١٢١
زياد بن
النضر الحارثي ٤٣٨، ٤٣٩
زياد مولى
عمرو بن العاص ٥٧٨
زيد بن أنيسة
٤٨٧، ٦٥٨
زيد بن أبي
عبس بن جبر الأوسي ٤٢٨
زيد بن أرقم
٤٥، ٢٠٤، ٦٢٦، ٦٢٩، ٦٣٢
زيد بن أسلم
٧٠، ١٠٥، ٢٠٤، ٢٥٢، ٢٥٥، ٢٧٣، ٢٨١، ٢٨٣، ٣٧٧، ٦٢٠
زيد بن أسلم
٧٠، ١٠٥، ٢٠٤، ٢٥٢، ٢٥٥، ٢٧٣، ٢٨١، ٢٨٣، ٣٧٧، ٦٢٠
زيد بن ثابت
١٠، ٦٣، ٧٩، ١٢١، ١٣٦، ١٦٥، ١٩٣، ٣٥٨، ٣٨٦، ٤٠٠، ٤٤٠، ٤٤١، ٤٥٣، ٤٧٦، ٤٧٧، ٦١٣
زيد بن حارثة
٢٧، ٢٠٧، ٢١٣
زيد بن
الحباب ٢٥٩
زيد بن حصن
الطائي ٦٠٥
زيد بن خارجة
بن زيد الأنصاري الخزرجي ٣٤٠، ٣٤١
زيد بن خالد
الجُهني ٤١١، ٤٢٦
زيد بن
الخطّاب بن نفيل العدوي ٤٠، ٥٨، ٥٩، ٦٠
زيد بن سراقة
١٣٢
زيد بن سهل =
أبو طلحة
|
|
زيد بن صوحان
٤٣٠، ٤٣٨، ٥٠٨
زيد بن علي
القموصي ٢٣٩
زيد بن عمر
بن الخطّاب ٤٥، ٢٧٤، ٢٧٥
زيد بن عمرو
بن نفيل ٢٧٥
زيد بن غنم
بن سالم بن عوف ٥١
زيد بن مالك
بن عوف ٥١
زيد بن نافع
٣٤١
زيد بن وهْب
٣٨٠، ٣٨٧، ٣٨٨، ٣٩٩، ٤٠٧، ٤٩٣، ٦٤٧
(س)
السّائب بن
أبي لبابة بن عبد المنذر ٣٦١
السّائب بن
الأقرع ٢٢٤، ٢٢٥، ٢٢٧، ٦٦٩
السّائب بن
عثمان بن مظعون ٦٣، ٦٥
السّائب بن
العوّام بن خويلد الأسدي ٦٤، ٢٢٠
السّائب بن
يزيد ٢٣٦، ٥٢٣، ٦١٦
سارية بن
زنيم الدئلي ٢٤٩، ٣٢٦
سالم ، أبو
العلاء ٢٥٧
سالم بن أبي
الجعد ٣٨٩، ٤٠١، ٤٣٢، ٥٠٣، ٥٧١، ٥٧٢، ٥٧٥، ٥٨٠، ٦٤٦
سالم بن أبي
سالم الجيشاني ٤٠٦
سالم بن اسلم
الأشهلي ٨٥
سالم بن عبد
الله بن عمر ٣٣، ٦٧، ٢٥٩، ٢٨١، ٣٨٣، ٢٩٣، ٣٦١، ٤٣٥، ٥٥٣
سالم بن معقل
(مولى أبي حذيفة) ٣٩، ٥٤، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٥٩، ١٣٦، ٣٨٥
سالم المرادي
، أبو العلاء ٦٤٢
|
سُحيم
الحدّاني ٤٩٥
سحيم عبد بني
الحسحاس ٦٦٩
السُّدي ١١٥،
٤٨٤، ٦٣٣
سُديد مولى
أبي بكر ١٢١
سراقة بن
مالك بن جُعْشم ٢٩٥، ٣٠٨، ٦٦١
السريّ بن
إسماعيل ٥٦٠
السريّ بن
يحيى ٢١٠، ٥١١
سعد بن
إبراهيم الزهري ١٢، ٤٤٤، ٤٨٤، ٥٨٢
سعد بن أبي
وقّاص ٢٥، ٩٥، ١٢٦، ١٣٠، ١٤٢، ١٤٣، ١٤٤، ١٤٥، ١٤٧، ١٥٢، ١٥٨، ١٥٩، ١٦١، ١٦٢،
١٦٩، ١٧٠، ١٨٦، ٢٢٣، ٢٣٠، ٢٤١، ٢٧١، ٢٧٨، ٢٧٩، ٢٨٠، ٢٨١، ٢٩٧، ٣٠١، ٣٠٢، ٣٠٣،
٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٧، ٣٠٩، ٣١١، ٣١٥، ٣٧٥، ٤٤٩، ٤٥٥، ٤٥٨، ٤٦٠، ٤٩٩، ٥٠٣، ٥٤٩، ٥٥٢،
٦٢٩
سعد بن إسحاق
١٩٤، ٦٣١
سعد بن أوس
٥٧٥، ٥٧٦
سعد بن بكر
١٢٩
سعد بن
الحارث بن الصمّة الأنصاري ٥٤٦
سعد بن حارثة
٧٣
سعد بن الحسن
٣٩٥
سعد بن خيثمة
الأوسي ١٢٢
سعد بن احارث
بن الصمّة الأنصاري ٥٤٦
سعد بن حارثة
٧٣
سعد بن الحسن
٣٩٥
سعد بن خيثمة
الأوسي ١٢٢
سعد بن
الربيع الخزرجي ٣٩٢
سعد بن سلامة
الأشهلي ٨٥، ١٣٢
سعد بن طريف
٤٩٩
سعد بن عامر
بن حِذْيم ١٨٧
|
|
سعد بن عبادة
٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١١، ٩٢، ٩٣، ١٤٦، ١٤٧، ١٤٨، ١٤٩، ١٦٤، ٣٤٦، ٥٠٢
سعد بن عبيد
الأوسي ١٣٥، ١٤٩، ١٦٤، ٤٠٠
سعد بن عبيدة
١٥٠، ٦٢٩
سعد بن عمير
١٣٥
سعد بن مالك
بن خالد بن ثعلبة الخزرجي ١٣٣، ٤٤١، ٤٩٣، ٥٥٣
سعد بن معاذ
٦٦، ١٣٦، ٢٠٧، ٣٤٩
سعد القرظ
مولى عمّار بن ياسر ١٢١
سعدويه ٣٨٧
سعيد بن أبي
أيّوب ٤٠٦
سعيد بن ابي
الحسن ٤١٢
سعيد بن أبي
زيد ٤٦١
سعيد بن أبي
هلال ٢٨٩
سعيد بن بشير
٢٤٣
سعيد بن جبير
٢٣٣، ٢٥٥، ٢٥٧، ٣٧٥، ٤٨٤، ٦٣٥
سعيد بن
جمهان ٤٧٨
سعيد بن
الحارث بن قيس ٨٣، ٩٠، ١٥٠،
سعيد بن زيد
١١٦، ٣٦٧، ٥٠٣، ٦٣٦
سعيد بن سعد
بن عبادة ١٤٨
سعيد بن
العاص ٣٢٦، ٣٢٩، ٣٦٤، ٤٢٠، ٤٣١، ٤٧٦، ٤٧٧
سعيد بن عامر
بن حذْيم ١٤٠، ٢١٤، ٢١٥، ٢١٦
سعيد بن عبد
الرحمن ٦٦٩
سعيد بن عبد
العزيز ٨٥، ١٤٠، ١٤٩، ٣٨٩
سعيد بن
عثمان بن عفّان ٤٦٧
|
سعيد بن عمرو
بن نفيل ٤٧٩، ٦٣٩
سعيد بن قيس
الهمداني ٥٤١، ٥٤٧
سعيد بن كثير
بن عفير ٤٧، ١٦٧، ٣٣٤
سعيد بن
مَسْلَمَة ٢٥٧
سعيد بن
المسيّب ٦١، ٦٤، ٩٨، ١٤٠، ١٤٨، ١٦٣، ١٨٩، ٢٠٤، ٢٧٦، ٢٨٣، ٢٨٤، ٢٩٦، ٣٠٦، ٣٠٨،
٣٤١، ٣٤٨، ٣٥٤، ٣٧٠، ٣٧٥، ٣٧٨، ٣٨١، ٣٩٩، ٤٠٧، ٤٢٧، ٤٥٧، ٤٦٧، ٥٥٨، ٥٥٩، ٥٩٨،
٥٩٩، ٦٣٨
سقيد بن
منصور ٣٥١، ٤٢٤
سعيد بن هاشم
المخزومي ٦٧
سعيد المقبري
١٨٩
سفيان بن
حبيب ٣٧٨
سفيان بن
حسين الواسطي ٢٦٤
سفيان بن
هاني ٤٠٧
سفيان الثوري
٣٢، ١٠٠، ٢٣٣، ٢٥٦، ٢٥٧، ٢٥٩، ٢٦٤، ٢٦٥، ٢٧٤، ٣٢٨٧، ٣٨٨، ٤٠٣، ٥٠٣، ٥٧٨، ٥٨١،
٦٣٨، ٦٣٩، ٦٤٤
سفينة ٤٧٨
السقلاب ١٤٠
السكاران بن
عمرو ٢٨٨
السكن بن
أشرس بن ثور ١٦
سلام ٤٤٣
سلام بن أبي
القاسم ٦٤٣
سلام
الترجمان ٢٤٦، ٢٤٨
سلامة بن
عمير الحنفي ٤٠
سلمان الأغرّ
٣٦١
سلمان بن
ربيعة الباهلي ٢٤٣، ٣٠٩، ٣١٢، ٣٤١، ٣٤٢
|
|
سلمان
الفارسي ٤٠١، ٤٠٢، ٤٠٣، ٤٠٩، ٤١٩، ٤٩٣، ٥٠٩، ٥١٠، ٥١١، ٥١٢، ٥١٣، ٥١٤، ٥١٥، ٥١٦،
٥١٧، ٥١٨، ٥١٩، ٥٢٠، ٥٢١، ٥٧٢، ٥٧٣، ٥٧٤، ٦٢١
سلمة الأسدي
٢٩
سلمة بن أسلم
١٣٢
سلمة بن
الأكوع ٥٢٥
سلمة بن سعد
٢٧٦
سلمة بن
سلامة بن وقش ٣٦٠
سلمة بن
كُهَيْل ٣٨٣، ٣٨٩، ٤٨٤، ٥٧٤، ٦٣٢
سلمة بن
مسعود ٧٣
سلمة بن نعيم
بن مسعود الغطفاني ٣٥٨
سلمة بن هشام
بن المغيرة ٨٣، ٩٣، ١٣٢
سُليط بن
سُليط بن عمرو العامري ٦٤
سُلَيط بن
قيس المازني ١٣٢
سليمان
الأحمسي ٦٣٧
سليمان بن
أبي شيخ ٤٦٩
سليمان بن
أيّوب ٥٢٦
سليمان بن
بلال ٦، ٢٠٤، ٣٤١، ٥٠٣
سليمان بن
حرب ٥٩٩، ٦٢٣
سليمان بن
صرد ٥٤١، ٥٤٥
سليمان بن
قرم ٣٦٧، ٥٢٠
سليمان بن
قهد ٣٥٢
سليمان بن
محمد ، أبو كعب ٦٣١
سليمان بن
المغيرة ١١٣
سليمان بن
يسار ١٠٢، ٣٤٣، ٤٧٤
سليمان بن
قيس ٣٥٢
سُليم بن
منصور بن عكرمة بن مخصفة ١٨٨
سماك بن حرب
٢٥٤، ٢٥٥
|
سماك بن عبيد
٦٣٢
سَمُرَة بن سهم
٢٢٩
سنان بن أبي سنان
بن محصن ٣٧١
سنان بن حبيب
٦٤٧
سنان الجهني ٥٦١
سنان الضمري ٢٨
سهل بن حمّان
٧٣
سهل بن حنيف ٤٨٣،
٥٤٥، ٥٥٤، ٥٩٥، ٥٩٦
سهل بن سعد ٣٧٥،
٥٤٥، ٦٢٢
سهل بن عتيك ١٣١
سهل بن عديّ ٧٢
سهل بن وهب بن
ربيعة الفهري ٥٩٧
سهل بن يوسف ١٥،
٤٣٤
سهل السّرّاج
٤٤٦
سهل بن أبي صالح
١١٤، ٥٠٣
سهيل بن عديّ
٢٥٠
سهيل بن معمرو
بن عبد شمس ٦١، ٤٥٠، ١٥١، ١٨٤، ١٨٨
سهيل بن مالك
٦١٦
سهيل بن وهب بن
ربيعة بن هلال الفهري ٥٩٧
سوادة بن حنظلة
٦٢٣
سوار بن المثني
العبدي ٢٢٣
سودان بن حمران
المرادي ٤٣٣، ٤٣٨، ٤٤١، ٤٥٥، ٤٥٦، ٤٥٧
سويد بن سعيد
٦٣٠
سويد بن عبد العزيز
١٤١، ٤٠٢
سويد بن غفلة
١٤١، ١٩٢، ٤٠٧، ٤٧٧،
سُويد بن مقرّن
٢٢٦، ٢٤٢، ٣٠٧
سيف بن عمر التميمي
١٤، ١٥، ١٦، ١٢٨، ١٣٩، ١٦٠، ٣٢٠، ٣٢٣
|
|
٣٨٨، ٤٣٣، ٤٣٤،
٤٥١
(ش)
الشافعي ١٠٠،
١٥١
شبابة ٦٤٠
شبث بن ربعي الرياحي
٥٤١، ٥٥٤
شبل بن معبد ١٦٦
شبيب بن بجرة
الأشجعي ، ابن ملجم ٦٤٩، ٦٥٠
شجاع بن وهب بن
ربيعة الأسدي ٥٧، ٥٨
شدّاد بن الأسود
١٣٥
شراحيل الصنعاني
، أبو الأشعث ٤٢٣
شرحبيل بن أبي
عون ٤٥٠
شرحبيل بن حسنة
٨١، ١٣٩، ١٦٧، ١٨٠، ١٨١
شرحبيل بن سعد
٢٩١
شرحبيل بن السمط
٦٢٠، ٦٢١
شرحبيل بن مسيلمة
٣٨
شريح بن أوفى
العبسي ٦٠٥
شريح بن عامر
١٢٩
شريح بن عبيدة
١٧٣، ٤٠٠، ٤٢٤
شريح بن هاني
٥٥١
شريك ٢٦٤، ٢٧٤،
٤٠٩، ٢٨٢، ٥١٤، ٦٣٠، ٦٤٧، ٦٥١
شعبة ١٢٩، ١٧٣،
٣٤٠، ٣٧٨، ٣٨٣، ٣٨٧، ٣٨٩، ٤٧٩، ٤٧٩، ٥٧٧، ٥٧٨، ٦١٤، ٦٢٩، ٦٣٢، ٦٣٤
الشعبي ٤٧، ١٠٧،
١٢٨، ١٤١، ١٦١، ١٩٩، ٢٣٨، ٢٥٥، ٢٦٩، ٢٦٣، ٢٨٤، ٣١١، ٣٦٨، ٣٩٤، ٤٠٠، ٤٥٥، ٤٦١، ٤٨٤،
٤٧٤، ٥٠٧
|
٥٢٦، ٥٢٧،
٥٣٩، ٥٤٠، ٥٤٣، ٥٦٣، ٥٦٧، ٥٨١، ٥٨٥، ٥٩٦، ٦٢١، ٦٢٣، ٦٢٤، ٦٣٧، ٦٤٦، ٦٥٨، ٦٦٤
شعيب بن أبي
حمزة ٢٩٣، ٤٧٣
شعيب بن طلحة
بن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ١٠٦، ١٢٠
شعيب بن
ميكائيل بن عبدالله الجاكيري الكتبي ٣٦٢
شعيب بن محمد
بن عبد الله بن عمرو ٣٦٨
شقيق بن عقبة
٣٨٥، ٥٠٥
شمر ٢٦٧
شمس الدين بن
أبي بكر بن محب الدين ١٦٤
شهاب بن
عبّاد ٣٥٢
شهر براز
٢٤٣، ٢٤٤
شهر بن حوشب
٤٤، ١٧٦، ١٧٨، ١٨٥، ٢١٤، ٢٥٦، ٤٠٩، ٦١١
شهرك ١٨٧
شهريران ٢٤٣،
٢٤٤، ٢٤٥، ٢٤٦
شيبة بن
الأحنف ١٨٠
شيبة بن
عثمان العبدري ٦٠٥
(ص)
صالح بن
إبراهيم بن عبد الرحمن ٣٩٢
صالح بن أحمد
النحوي ٦٥١
صالح بن
حوّات ٦١٩
صالح بن رستم
٢٦٥
صالح بن
كيسان ١٣، ٦٣، ١١١، ١١٧، ١١٨
صالح بن محمد
٢٣٤
صالح بن يحيى
٣١٧
|
|
صالح جزرة
٣٧٦
صبرة بن
شيمان الحُدّاني ٥٨٧
الصُبي بن
معبد ٣٤٢
صبيغ التميمي
٦٥٣
صخر بن نصر
العدوي ٨٣
صدقة ، أبو
معاوية ٢٤
الصعب بن
جثّامة ٧٦، ٧٧
صعصعة بن
صوحان ٤٣٠، ٥٠٨، ٦٤٦
صعصعة بن
معاوية ٥٥٩
الصعق بن
زهير ٦٦٧
صفوان ١٣٣
صفوان بن
أميّة ٦٤، ٤٦٧
صفوان بن
بيضاء ٥٩٧
صفوان بن
عسّال ٦٦١
صفوان بن
المعطل السلمي الذكواني ١٨٨
الصلت بن
بهرام ٢٧٠
الصلت بن
دينار ٥٢٤
الصُنابحي
١٧٦
صهيب الرومي
٢٥٨، ٢٨١ٍ، ٢٨٢، ٣٠٣، ٣٩٧، ٥٩٧، ٥٩٨، ٥٩٩، ٦٠٠
صُهَيْب مولى
العبّاس بن عبد المطلب ٣٧٨
الصوري =
محمد بن علي
صيفي بن
صُهيب ٥٩٩
(ض)
الضّحّاك بن عثمان
الحزامى ٢٠٣، ٣٧٨
الضّحّاك بن
فيروز الديلمي ١٤، ١٦
ضرار بن
الأزور ٣٤، ٨٢، ٩٣، ٩٤
ضريب بن
نُفير = أبو السليل
ضمرة بن
ربيعة ١٠٥
ضمرة بن سعيد
٦١
ضمرة بن عياض
٧٣
|
ضمرة بن
غزيّة ١٣٢
(ط)
طارق بن شهاب
٣٢، ١٠٥، ٢٤٢، ٢٥٤، ٢٦٦، ٣١١، ٣٨٠، ٤٦٧، ٦٦٦
طاووس ٣٠٩، ٤٦١
الطبراني
(سليمان) ٢٣٧
الطبري (محمد
بن جرير) ٤٠، ٤٩، ٧٩، ٨١، ٨٣، ٨٤، ١٢٤، ١٤٤، ١٥٧، ١٥٩، ١٦٠، ١٦١، ٢٠٠، ٢٠٤، ٢٢٦،
٢٤٣، ٢٤٤، ٢٩٧، ٣٢٤، ٣٢٧
الطفيل بن
أبي بن كعب ١٩٢
الطفيل بن
الحارث بن المطّلب ٤٤٣، ٣٧١
الطفيل بن
معمرو الدّوسي الأزدي ١٢، ٦٣، ٨٢، ٩٦
طلحة بن عبيد
الله ٤٩، ٢٧٨، ٢٨٠، ٤٣٩، ٤٤١، ٤٥٨، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٧٢، ٤٨٣، ٤٨٤، ٤٨٥، ٤٨٦، ٤٨٧،
٤٨٨، ٤٨٩، ٤٩٤، ٤٩٩، ٥٠٣، ٥٠٥، ٥٠٦، ٥٠٧، ٥٢٢، ٥٢٤، ٥٢٥، ٥٢٦، ٥٢٧، ٥٢٨، ٥٣٩
طلحة بن عتبة
٧٢
طلحة بن عمرو
١٠٧
طلحة بن
مصرّف ٥٢٧
طلحة بن نافع
٢٩١
طليحة بن
خويلد بن نوفل الأسدي ٢٩، ٣٠، ٣٢، ٥١، ٣٣٩، ٢٣٠، ٣٥١
الطيالسي
٣٨٩، ٥٢٥
(ع)
عائذ الله
الخولاني أبو إدريس ٤٢٣
|
|
عائذ بن ماعص
٧٣
عرم بن الفضل
٢١٢
العاص بن
هشام ١٠٤
العاص بن أبي
النجود ٢٦٦، ٥٠٢
عاصم بن
بهدلة ٩، ١١١، ٢٣٤
عاصم بن ثابت
بن أبي الأقلح ١٣٥، ١٣٦
عاصم بن
سليمان ٦١٣
عاصم بن سويد
٢٩٢
عاصم بن ضمرة
١٠٧، ٢٦٣، ٦٥٢
عاصم بن عبيد
الله ٥٩
عاصم بن
عمارة ٦٨
عاصم بن عمر
بن قتادة ٢٠٢، ٢١٨، ٢٥٢، ٢٥٦، ٢٦٣
عاصم بن عمر
بن الخطّاب ٢٦٨
عاصم بن عمرو
٢٥٠
عاصم بن كليب
٦٣٦
عاصم بن محمد
العمري ٤٤٧
عاقل بن أبي
البكير ٤٢١
عامر بن أبي
محمد ٣٥١
عامر بن أبي
وقاص ١٤٢
عامر بن
البكير الليثي ٦٤
عامر بن ثابت
٧٢
عامر بن
الحارث ١٨٥
عامر بن
الحضرمي ٢٣٥
عامر بن
ربيعة ٣٤٥، ٣٧٠، ٤٦٤، ٤٦٥
عامر بن سعد
٦٢٧، ٦٢٨
عامر بن سعيد
البجلي ٢٨٤، ٣٧٤
عامر بن شهر
١٧
عامر بن
عبدالله بن الزبير ٧٥، ١٢٠، ٢٧٧، ٣٨٩، ٢٠١
عامر بن
فهيرة ٥٧١
عامر بن مالك
بن أهيب الزهري ١٥٢
|
عبّاد بن بشر
٦٥، ٦٦، ٦٧، ٢٠٧، ٣٤٩
عبّاد بن تميم
٦٧
عبّاد بن عبدالله
بن الزبير ٥٠٠
عبّاد بن مربع
بن قيظي بن عمرو ١٣٢
عبادة بن زياد
٣٦٨
عُبادة بن الصامت
٣١٧، ٣٣٧، ٣٧١، ٤٢٢، ٤٢٣، ٤٢٤
عبّاد بن العوّام
٦٤٤
عبّاس بن أبي
لهب ٤٣٦
عبّاس بن سهل
١٩٢، ٦٥٦
العبّاس بن عبد
المطّلب ٢٥، ٢٧، ٤٧، ١٥٥، ١٦٥، ١٦٩، ٢٧٩، ٣٧٠، ٣٧٣، ٣٧٤، ٣٧٦، ٣٧٧، ٣٧٨، ٦٦٨
عبّاس بن عتبة
بن أبي لهب ٤٣٤
عباية بن رفاعة
٤٢٨
عبد الأعلى بن
مسهر ١٧٤
عبد الأعلى الثعلبي
٣٧٥
عبد الباقي بن
قانع ٤٠، ٤١، ١٣٢
عبد بن قصيّ بن
كلاب ٩٥
عبد الحكيم بن
صهيب ٥٧١
عبد الحميد بن
بهرام ٤٠٩
عبد الحميد بن
عمران ٤٥٠
عبد خير ١١٥،
٢٦٤، ٦٤٦
عبد ربه صاحب
الحرير = أبو كعب
عبد الرحمن بدوي
(الدكتور) ٦٥٤
عبد الرحمن بن
إبراهيم ٥١٣
عبد الرحمن بن
أبزى ٥٨١
عبد الرحمن بن
أبي بكر ٤٠، ٤٩، ١٢٠، ٢٩٦، ٣٠٧
عبد الرحمن بن
أبي بكرة ١٣٠، ١٩٩
عبد الرحمن بن
أبي الزناد ٢٠٣، ٣٧٦
|
|
٥٠٢، ٥٠٣
عبد الرحمن بن
أبي عمرة ٥٨٥
عبد الرحمن بن
أبي عمرو ٥٢٦
عبد الرحمن بن
أبي لبابة بن عبد لمنذر ٣٦١
عبد الرحمن بن
أبي ليلى ١١٤، ١٥٠ـ١٥٣، ٢٠٢، ٢٠٧، ٤١٨، ٤٩٠، ٥٥٦، ٥٩٥، ٥٩٨، ٦١٩، ٦٢٢، ٦٢٦، ٦٣٢
عبد الرحمن بن
أبي الموالي ٦٠٦
عبد الرحمن بن
بديل بن ورقاء ٥٦٧
عبد الرحمن بن
البعلبكي ٢٧٦
عبد الرحمن
بن ثابت بن الأنصاري ٦٦
عبد الرحمن بن
ثابت بن هشام ٤٧٦
عبد الرحمن بن
حزن بن أبي وهب المخزومي ٦٤
عبد الرحمن بن
خالد بن الوليد ٥٤٣
عبد الرحمن بن
ربيعة الباهلي ٢٤٣، ٢٤٤
٢٤٥، ٢٤٦، ٣٤٢
عبد الرحمن بن
زياد ٥٧٨
عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب ٥٩، ٢٦٨
عبد الرحمن بن
سابط ٥٥، ٢١٤، ٢١٥
عبد الرحمن بن
سليمان الغسيل ٢٥٢
عبد الرحمن بن
سمرة ٤١٥، ٤٧٠
عبد الرحمن بن
سهل بن زيد ٣٤٤
عبد الرحمن بن
الشرود ٤٧٩
عبد الرحمن بن
عبد العزيز ٤٥٥، ٤٥٦
عبد الرحمن بن
عبدالله ١٠٣، ٥٣٦
عبد الرحمن بن
عتاب بن أسيد ٥٣٠، ٥٣١
عبد الرحمن بن
عديس البلوي ٤٣٨، ٤٤١، ٤٤٨، ٥٣١، ٦٥٣
عبد الرحمن بن
عمر بن الخطاب ٢٧٤
عبد الرحمن بن
عمير بن سعد ٣٤٦
|
عبد الرحمن
بن عوف ١٢، ٢٥، ١١٦، ١٦٥، ٢٧٢، ٢٧٧، ٢٧٨، ٢٨٠، ٢٨١، ٢٨٢، ٣٠٣، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٦،
٣٠٧، ٣٢٨، ٣٧٠، ٣٩٠، ٣٩١، ٣٩٢، ٣٩٣، ٣٩٤، ٣٩٥، ٣٩٦، ٤١١، ٤١٩، ٤٣٢، ٤٧٠، ٤٩١،
٥٠٤، ٥٠٥، ٥١٩، ٦٤١، ٦٥٠
عبد الرحمن
بن الغسيل ٦٥٧
عبد الرحمن
بن غنم ١٨١، ١٨٥، ٢٥٦، ٤٠٧
عبد الرحمن
بن القاسم ٥٥
عبد الرحمن
بن كعب بن عمرو = أبو ليلى المازني
عبد الرحمن بن
كلدة الجمحي ٥٤٦
عبد الرحمن
بن المبارك ٣٧٨
عبد الرحمن
بن محمد بن عبد ٤٥٥
عبد الرحمن
بن محمد بن عبد الرحمن البعلي ٣٦٣
عبد الرحمن
بن مربع بن قيظي ١٣٢
عبد الرحمن
بن معاذ ١٧٧
عبد الرحمن
بن ملجم المرادي ٦٠٧، ٦٠٨، ٦٤٨، ٦٥٣، ٦٥٤
عبد الرحمن
بن يحيى العُذري ٢٥٢
عبد الرحمن
بن يزيد ٣٨٤
عبد الرحيم
الزريراني الحنبلي ٢٨٤
عبد الرزاق
الصنعاني ٢١٠، ٢١١، ٢٩٦، ٣٨٧، ٦٣٣
عبد السلام
بن حرب ٤٤، ١١٢، ٥٤٥
عبد الصمد بن
علي العباسي ٩٥
عبد العزيز
بن أبي حازم ٦٢٢
عبد العزيز
بن أبي رواد ٦١٦
|
|
عبد العزيز
بن الخطاب ٦٤٩
عبد العزيز
بن رفيع ١١١، ٥١٩
عبد العزيز
بن سعد بن عبادة ١٤٨
عبد العزيز
بن عبد المطّلب بن حنطب ٢٥٧
عبد العزيز
بن عُقبة بن سلمة ٣٤٨
عبد العزيز
بن عمران ٥٢٤
عبد العزيز
بن العوّام بن خُوَيلد ٢٢٠
عبد العزيز
بن الماجشون ٦٠
عبد العزيز
بن محمد ٥٠٣
عبد العزيز
بن المختار ٦٦٧
عبد العزيز
الدراوردي ٥٧٧
عبد الغفار
بن القاسم الكوفي أبو مريم ٣٥٢
عبدالله (أبو
النبي صلىاللهعليهوسلم) ٧٣
عبد الله بن
أبي أوفى ٣٩٣
عبدالله بن
أبي بكر الصّدّيق ٤٩، ٧٤
عبدالله بن
أبي بن كعب ١٩٢
عبدالله بن
أبي جعفر القرشي ٤٠٦
عبدالله بن
أبي ربيعة ٢٩٢، ٣٠٣، ٤٦٥، ٤٦٦، ٤٦٧
عبدالله بن
أبي سفيان ٣٧٤
عبدالله بن
أبي طلحة ٤٢٦
عبدالله بن
أبي عبيد بن محمد بن عمّار بن ياسر ٥٧١
عبد الله بن
أبي ليلى ٦٢٥
عبدالله بن
أبي مرة ٦١٨
عبدالله بن
أبي الهذيل ٥٧٩، ٥٨٠
عبدالله بن
أحمد ٤٨١، ٦٣٢، ٦٣٩
عبدالله بن
الأرقم ٢٧٢
عبدالله بن
الأصمّ ٤٣٨، ٤٣٩
عبدالله بن
أنس بن مالك ٦٣٣
عبدالله بن
أنس ٧٣
|
عبدالله بن بديل
بن ورقاء الخزاعي ٣٢٦، ٥٤١، ٥٤٣، ٥٤٦، ٥٦٧
عبدالله بن بريدة
٢٥٨، ٢٥٩، ٦٢٨، ٦٢٩
عبدالله بن ثوب
١٧٧
عبدالله بن جحش
الأسدي ٢٩٩، ٥٠٥
عبدالله بن جدعان
التيمي ٥٩٧، ٥٩٨
عبدالله بن جعفر
٤٥، ٦٠، ٢٩٢، ٣٥٦، ٣٩٤، ٤٨٥، ٥٤٥، ٥٧٧، ٦٥٠، ٦٦٧
عبدالله بن الحارث
ببة ٣٣٩، ٤٤٢
عبدالله بن الحارث
بن رحضة ٦٤، ٤٧٩
عبدالله بن الحارث
بن الفضل ٤٧، ٣٧٥، ٥٧٨
عبدالله بن الحارث
بن قيس السهمي ٦٤، ١٥٠
عبدالله بن الحارث
بن نوفل ٣٧٤
عبدالله بن حذافة
السهمي ١٨٧، ٢٢٤، ٣٤٢
عبد الله بن حزم
٤٦٨
عبدالله بن الحسن
٦٢٦
عبدالله بن الحضرمي
٥٨٧
عبدالله بن حكيم
٣٨٥، ٥٣٦
عبدالله بن حنطب
٢٥٧
عبدالله بن خازم
السلمي ٤١٥
عبدالله بن خالد
٣٢
عبدالله بن خبّاب
بن الأرتّ ٥٨٨
عبدالله بن خثيم
٤٢٤
عبدالله بن رزين
٤٣٣
عبدالله بن روح
٦٤٠
عبدالله بن الزبير
٨٣، ٩٦، ٣١٨، ٣٦٤، ٣٦٨، ٤٥٠، ٤٥٢، ٤٥٣، ٤٦٠، ٤٧٦، ٤٨٥، ٤٩٠، ٤٩٣، ٤٩٧
|
|
٥٠٢، ٥٠٨
عبدالله بن الزبير
بن عبد المطّلب بن هاشم ٩٦
عبد الله بن زرير
الغافقي ٥٤٤، ٦٤٤
عبدالله بن زيد
بن عاصم ٦٧
عبدالله بن سالم
١٢٨
عبدالله بن سبع
٦٤٦
عبدالله بن سراقة
بن المعتمر العدوي ٣٤٣، ٣٤٥
عبدالله بن سعد
بن أبي سرح ٣١٢، ٣١٨، ٣١٩، ٣٢٠، ٤٣٢، ٤٣٣، ٤٣٤، ٤٣٧، ٤٤٠، ٤٤٢، ٤٥٤، ٤٥٧، ٤٥٨، ٥٢٠،
٦٠٢
عبدالله بن سفيان
بن عبد الأسد المخزومي ١٤٢، ١٥٢
عبدالله بن سلام
٤٠٢، ٤٤٣، ٤٤٤، ٤٤٦، ٤٤٧، ٥١٦
عبدالله بو سلمة
العجلاني ٥٤٢
عبدالله بن
سلمة المرادي ٥٩٤
عبدالله بن سنان
٩٤
عبدالله بن سهل
بن حنيف ٥٩٥
عبدالله بن سهيل
بن عمرو عبد شمس ٦١، ١٨٤
عبدالله بن سيدان
٤١١
عبدالله بن شدّاد
بن الهاد ٥٧، ٥٩١
عبدالله بن شقيق
١٠٧، ١٠٨، ١٧٣، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٥٧، ٤٧٥، ٤٧٨، ٥٥٩
عبدالله بن شوذب
٤٨٠
عبدالله بن صالح
٤٠٠، ٦١٧
عبدالله بن الصامت
٤٠٨، ٤١٢
|
عبد الله بن
صعصعة ١٣٨
عبدالله بن
طاهر ٢٤٨
عبدالله بن
طاووس ٥٧٩
عبدالله بن
الطفيل بن عمرو الدوسي ٦٢، ٦٣
عبدالله بن
عامر بن ربيعة ٢٦٩، ٢٧٠، ٢٨٦، ٣٦٤، ٤٠٢، ٤١٥، ٤٣٢، ٤٤٣، ٤٥٤، ٤٦٥٤، ٤٦٥
عبدالله بن
عامر بن كريز ٣٢٥، ٣٢٦، ٣٢٧، ٣٢٩، ٣٣٠، ٣٣١، ٤٨٥، ٥٤٣
عبدالله بن
العباس بن عبد المطّلب ١٨٢، ٤٢٩
عبدالله بن
عبد الرحمن بن أبزي ٥٤٥
عبدالله بن
عبدالله بن أبيّ ٦٨، ٧٤
عبدالله بن
عبيد بن عمير ١٠٤
عبدالله بن
عتبان ٧٢
عبدالله بن
عثمان بن عامر القرشي ٦٠٠
عبدالله بن
عثمان بن عفان ٤٦٨
عبد الله بن
عروة بن الزبير ٥٠٨
عبدالله بن
عطاء ٦٣٢
عبدالله بن
عمّار ٢٣٥
عبدالله بن
عمر بن الخطّاب ٣٤، ٣٩، ٥٥، ٥٦، ٦٠، ١١٠، ١١٥، ١٣٧، ١٩٨، ٢٠٢، ٢٢٥، ٢٥٠، ٢٥٤،
٢٥٥، ٢٥٧، ٢٦٠، ٢٦١، ٢٦٣، ٢٥٥، ٢٥٧، ٢٦٠، ٢٦١، ٢٦٣، ٢٦٤، ٢٦٦، ٢٦٧، ٢٧٤، ٢٧٩،
٢٨١، ٢٨٣، ٢٩٣، ٣٠٨، ٣١٨، ٣٤٦، ٣٦١، ٣٦٦، ٣٩٥، ٤٠٣، ٤٤٤، ٤٤٥، ٤٤٧، ٤٥٢، ٤٦٤،
٤٦٩، ٤٧٤، ٤٧٨، ٥٢٦
|
|
٥٣٢، ٥٤٩،
٥٥٠، ٥٥١، ٥٥٢، ٥٥٣، ٥٥٤،
عبدالله بن
عمرو بن العاص ٥٧، ٣٦٧، ٣٨٥، ٤٠٦، ٤٧٩، ٥٧٨
عبد الله بن
عمرو بن بجرة العدوي ٦٤
عبد الله بن
عمرو بن الطُفّيل الدّوسي ٦٣، ٨٢، ٩٦
عبدالله بن
معمرو بن العاص ٨٥، ١٣٦، ٢٣٨، ٣١٨، ٥٤٧
عبدالله بن
عمرو المازني ٣٣٥، ٤١٧
عبدالله بن
عوف ٢١٠
عبدالله بن
عيسى ٢٦٩
عبدالله بن
عيّاش بن أبي ربيعة ١٥٤
عبدالله بن
فائد ٣٥١
عبدالله بن
فروة ٤٨١
عبدالله بن
فيروز ٦٦٧
عبدالله بن
قيس بن خالد الأنصاري ٣٤٤
عبدالله بن
قيس بن زائدة بن الأصمّ ١٥٢
عبدالله بن
قيظي بن قيس ١٣٤
عبدالله بن
كعب بن مالك ١٧٩، ٢٢٥، ٣٦١، ٥٤٦، ٥٦٨
عبدالله بن
مالك الأزدي ٦٣
عبدالله بن
المثنّى ٦٣٣
عبدالله بن
محمد بن عقيل ٦٠٦، ٦٣٠، ٦٣٦
عبدالله بن
المختار ٢٣٤
عبدالله بن
مخرمة بن عبد العُزّى ٦٤
عبدالله بن
مربع بن قيظي ١٣٢
عبدالله بن
مسافع بن طلحة ٥٣٦
عبدالله بن
مسعود ٩، ٥٧
عبدالله بن
مسلم بن هرمز ١٦٢، ٢٦٩
عبدالله بن
مسلمة بن قعنب ٥٠٧
|
عبدالله بن مسلمة
المرادي ٦٦١
عبدالله بن المطاع
١٨١
عبدالله بن مظعون
٣٣٥
عبدالله بن معقل
٥٩٦
عبدالله بن مغفل
المازني ١٩٩، ٤٤٦، ٤٤٧
عبدالله بن المغيرة
١٢٣
عبدالله بن مليك
٥٧٣
عبدالله بن موهب
٦١١
عبدالله بن نافع
بن الحصين ٣٢٠
عبدالله بن نافع
الفهري ٣٢٠، ٦١٦
عبدالله بن نمير
٥٦، ١٩٥، ٥١٥
عبدالله بن هبيرة
٦٤٤
عبدالله بن واقد
٤٢٤
عبدالله بن وهب
السبائي ٤٦٥، ٥٨٨، ٦٠٥
عبدالله بن ياسر
أخو عمّار ٥٧١
عبدالله بن يزيد
١٢٧
عبدالله البهيّ
١١٦، ٥٨١
عبدالله الداناج
٦٦٦
عبد المجيد بن
سهيل ١١٦، ٥٣٨
عبد المطّلب
١٦٠، ٢١٢
عبد المطّلب بن
ربيعة ٢٨٧
عبد الملك أبي
سفيان بن الحارث ٢١٧
عبد الملك بن
أبي سليمان ٤٤٦
عبد الملك بن
أعين ٦٤٨
عبد الملك بن
سلع الهمداني ٦٤٦
عبد الملك بن
عمير ١٠٩، ٢٢٢، ٢٥٧، ٢٦٤، ٢٦٥، ٣٨٣، ٥٧٣
عبد الملك بن
مروان ٣٨
عبد الملك بن
هبّار بن الأسود ١٠٢
عبد الواحد بن
أيمن المخزومي ١٢٠
عبد الواحد بن
زياد ٣٦٨
|
|
عبدة ٢٩٣
عبدة بن سيمان
٦٤٢
عبد الوهاب بن
عبد المجيد الثقفي ١٩٣
عبد الوهاب بن
عطاء ٣٧٦
عبهلة بن كعب
١٥، ١٧، ١٩
عبيد بن أبي الجعد
٥٧
عبيد بن التيهان
٢٢٢
عبيد بن حنين
١٠٩
عبيد بن السباق
٥٩٥
عبيد بن رفاعة
بن رافع ٦٦٠
عبيد بن صخر ١٥
عبيد الله بن
أبي رافع ٥٩٠، ٥٩١
عبيد الله بن
أبي سفيان ٣٧٤
عبيد الله بن
أبي يزيد ٣٦١
عبيد الله بن
خليفة ٦٦١
عبيد الله بن
الزبير بن الوام الأعرج ١٥٢
عبيد الله بن
زياد ٤٨٥
عبيد الله بن
عباس ٦٠٧
عبيد الله بن
عبدالله بن خرداذبه = ابن خرداذبه
عبيد الله عبد
الله بن عقبة بن مسعود ٦، ١١، ٥٦، ٦٧، ٢٨٩، ٣٨١، ٣٨٢، ٣٨٦، ٤٦١، ٥٣٨
عبيد الله بن
عديّ بن الخيار ٤١٨
عبيد الله بن
عمر ٢٥٥، ٢٥٩، ٢٧٠، ٢٧٤، ٢٩٦، ٢٩٨، ٣٠٦، ٣٠٧، ٥٤٢، ٥٤٦، ٥٦٨
عبيد الله بن
عمرو ٦٥٨
عبيد الله بن
عياض ٥٩١
عبيد الله بن
محمد بن شاكر ٥٧٥
عبيد الله بن
محمد بن عقيل ٥٨٥
|
عبيد الله بن
معاذ ٤٢٧
عبيد الله بن
معمر بن عثمان التيمي ٣٢٢، ٣٢٦، ٣٢٧
عبيد الله بن
موسى ٦٣٣
عبيد الله بن
الوليد ٢٦٨
عُبيدة بن الحارث
٣٣٤، ٥٠٥
عبيدة السلماني
٣٨٠، ٦٢٢
عتّاب بن اسيْد
٩٧، ٩٨، ١٤٤، ١٤٥، ٥٣١
عُتبة أبو العُميس
٤٠١
عتبة بن أبي حكيم
٢٩١
عتبة بن
غزوان ٧٠، ١٢٩، ١٣٢، ١٣٣، ١٥٢، ١٦٧، ١٩٥، ٢٣٨، ٣٤٤
عتبة بن فرقد
٢٦٨
عتبة بن مسعود
الهذلي ٢٨٩
عثمان بن أبي
زرعة ٦٥٧
عثمان بن أبي
شيبة ٦٢٦
عثمان بن أبي
العاص ١٢١، ١٤٥، ١٨٨، ٢٢٣، ٢٢٦، ٢١٥، ٣١٨
عثمان بن أبي
عثمان ٦٤٣
عثمان بن حكيم
٣٦٧، ٣٦٨
عثمان بن طلحة
بن أبي طلحة العبدري ٨٤
عثمان بن حنيف
٢٢٣، ٤٨٣، ٤٨٤
عثمان بن الحويرث
٦٣
عثمان بن خرزاذ
٢٠٦
عثمان بن طلحة
الحجبي ٩٧
عثمان بن عامر
التيمي = أبو قحاقة
عثمان بن عبد
الله بن المغيرة ٥٠٢
عثمان بن عبيدالله
٦٥٦
عثمان بن عطاء
الخراساني ٥٥٨
عثمان بن عفّان
٢١، ٢٥، ٤٩، ٥٣، ٥٩، ١١٤، ١١٥، ١١٦، ١١٧، ١٢١
|
|
١٣٦، ١٦٠، ١٩٣،
١٩٥، ٢٤٣، ٢٧٢، ٢٧٨، ٢٨٠، ٢٨١، ٢٨٢، ٢٨٦، ٢٩٠، ٢٩٦، ٢٩٧، ٣٠٣، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٧،
٣٠٩، ٣١١، ٣١٢، ٣١٣، ٣١٥، ٣١٨، ٣٢٠، ٣٢١، ٣٢٢، ٣٢٤، ٣٢٥، ٣٢٧، ٣٢٨، ٣٣١، ٣٣٥، ٣٣٧،
٣٣٨، ٣٤١، ٣٤٢، ٣٤٥، ٣٤٦، ٣٥١، ٣٥٢، ٣٥٨، ٣٥٩، ٣٦٠، ٣٦١، ٣٤٢، ٣٦٤، ٣٦٦، ٣٧٤، ٣٧٧،
٣٨٦، ٣٨٩، ٣٩٢، ٣٩٤، ٤٠٠، ٤١١، ٤١٢، ٤١٥، ٤١٨، ٤٢٠، ٤٢٤، ٤٢٨، ٤٢٩، ٤٣٠، ٣١، ٤٣٢،
٤٣٣، ٤٣٤، ٤٣٥، ٤٣٦، ٤٣٧، ٤٣٩، ٤٤٠، ٤٤١، ٤٤٢، ٤٤٢، ٤٤٦، ٤٤٧، ٤٤٨، ٤٤٩، ٤٥٠، ٤٥١،
٤٥٢، ٤٥٣، ٤٥٤، ٤٥٥، ٤٥٦، ٤٥٧، ٤٥٨، ٤٥٩، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٦١، ٤٦٢، ٤٦٣، ٤٦٥، ٤٦٦، ٤٦٧،
٤٦٨، ٤٦٩، ٤٧٠، ٤٧١، ٤٧٢، ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٥، ٤٧٦، ٤٧٧، ٤٧٨، ٤٧٩، ، ٤٨٠، ٤٨٢، ٤٨٣، ٤٨٦،
٤٨٧، ٤٨٨، ٤٩٣، ٤٩٥، ٥٠٣، ٥٠٤، ٥٠٧، ٥٢١، ٥٢٥، ٥٢٩، ٥٣٠، ٥٣١، ٥٣٣، ٥٣٧، ٥٣٨، ٥٣٩،
٥٤٠، ٥٥١، ٥٦١، ٥٦٧، ٥٦٨، ٦٠١، ٥٩٤، ٥٨٨، ٥٨٢، ٥٨٢، ٥٨٢، ٦٥٣، ٦٤٢، ٦٣٥، ٦١٣، ٦٠٢،
٦٥٤، ٦٦١، ٦٦٤، ٦٦٧، ٦٦٨
عثمان بن القاسم
٤٩
|
عثمان بن
محمد ٥٧١
عثمان بن
مظعون ٩٤، ٣٣٥
العجلي ،
أحمد ٤٧٨
عديّ بن بدّا
٦١٢
عديّ بن ثابت
٦٢٨، ٦٣٢، ٦٣٤
عديّ بن حاتم
الطائي ٥٤١، ٥٤٥
عديّ بن
النجار ١٣٨
عرفجة التيمي
السعدي ٦٨
عرفطة =
الهرمزان
عُروة بن
حزام ٣٤٦
عروة بن داود
٥٤٦
عروة بن
رُوَيم ١٧٤
عروة بن
الزبير ١٣، ١٤، ١٦، ٢٠، ٢١، ٢٨، ٣١، ٣٨، ٣٩، ٤٧، ٥٥، ٦٧، ٨٢، ٨٥، ٩٤، ١٠٠، ١٠٢،
١٠٧، ١١١، ١١٤، ١٤٢، ١٤٧، ١٧٣، ١٧٤، ٢٠٣، ٢٠٤، ٢٣٦، ٢٥٩، ٢٦٦، ٢٦٥، ٤٦٥، ٤٩٧،
٥٠١، ٥٠٢، ٥٠٣، ٥٠٤، ٥٠٧، ٥١٧، ٦١٧، ٦٢٤، ٦٦٣
عروة بن غزية
١٤
عروة بن
غيلان ٢٩٣
عروة بن
مسعود الثقفي ٥٠٥
عصام بن
قدامة ٤٩٠
عصمة ٢٦١
عطاء بن مسلم
الخفّاف ٥٧٥
عطاء بن يزيد
الليثي ٦١١
عطاء بن يسار
١٨٥، ٢٦١، ٥٦١، ٦١٩
العطاف بن
خالد ٣٢
|
|
عطية ٢٥٦
عطيّة القرظي
٣٨٨، ٤٣٣، ٤٧٠
عفّان بن
مسلم الصفّار البصري ١١، ٥٦، ١١٣، ١١٩، ٢١٠، ٣١٧، ٢١٣، ٤٢٧، ٥٧٤، ٥٩٩، ٦٢٣، ٦٢٥،
٦٢٧
عقبة بن أبي
الصهباء ٥١٧
عقبة بن أوس
٤٧٩
عقبة بن عامر
٧١، ٢٦١
عقبة بن عمرو
(أبو مسعود) ٥٤٥، ٦٥٧
عقبة بن قيظي
بن قيس ١٣٤
عقبة بن مالك
٦٠٢
عقبة بن مسلم
١٧٦
عقبة بن مكرم
٤٩٩
عقبة بن
وسّاج ٣٤٣
عقيل ١١٥
عقيل بن أبي
طالب ١٤
عقيلبن طلحة
١٢٩
عُكّاشة بن
محصن الأسدي ٢٩، ٥٠، ٥١، ٢٣٠، ٣٧١
عكرمة بن أبي
جهل ٤٦، ٧٤، ٨٢، ٨٤، ٨٥، ٩٨، ٩٩، ١٠٠، ١٤٢، ٤٥٢، ٢٥٥، ٣٥٥، ٤٥٠، ٤٨٧، ٤٨٩، ٤٩٠،
٥٤٧، ٥٧٨، ٦١٣
عكرمة بن
خالد ٢٦٧
عكرمة بن
عمّار العجلي ٤٠٤، ٥٨٨
علياء بن
أحمد ٤٦
علياء بن
الهيثم السدوسي ٤٨٥
العلاء بن
الحضرمي ٧٣، ٧٤، ١٣٤، ٢٣٥، ٢٣٦، ٢٣٧، ٢٣٨
العلاء بن
عبد الرحمن ٣٦٦، ٥١٥، ٥٧٧
|
علقمة بن
عبدالله المزني ٢٢٥
علقمة بن علاثة
٢٨٩
علقمة بن قيس
النخعي ٥٤٦، ٦٢٢
علقمة بن
مجزّز ٢٩٠
علقمة بن
مرثد ٥٥٨
علقمة بن
وقّاص الليثي ٢٢٤، ٢٥٤، ٣٨٤، ٤٩٩، ٤٦٧، ٥٧٤، ٦٥٨، ٦٦٦
علوان بن
داود البجلي ١١٧، ٥٦٦
علي بن أبي
طالب ٦، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ١٤، ١٩، ٢٥، ٢٧، ٤٣، ٤٤، ٤٥، ٤٧، ٤٨، ١٠٧، ١٠٨، ١١١،
١١٤، ١١٥، ١٢٠، ١٣٦، ١٤٤، ١٦٣، ١٩٣، ١٩٤، ٢٢٢، ٢٥٣، ٢٦٠، ٢٦٣، ٢٦٤، ٢٧٤، ٢٧٨،
٢٨٠، ٢٨١، ٢٨٣، ٢٩٥، ٣٠٣، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٧، ٣٢٨، ٣٥٥، ٣٦١، ٣٧٨، ٣٨١، ٣٨٣،
٣٨٨، ٣٩٥، ٣٩٦، ٤٠٦، ٤٠٧، ٤٠٩، ٤١٠، ٤١٨، ٤٢٩، ٤٣٢، ٤٣٩، ٤٤٠، ٤٤٢، ٤٥٨، ٤٥٩،
٤٦٠، ٤٦١، ٤٧١، ٤٧٤، ٤٧٥، ٤٧٧، ٤٧٩، ٤٨٠، ٤٨٣، ٤٨٤، ٤٨٥، ٤٨٦، ٤٨٧، ٤٨٨، ٤٨٩،
٤٩٠، ٤٩١، ٥٠٢، ٥٠٣، ٥٠٦، ٥٠٧، ٥٠٨، ٥١٤، ٥١٥، ٥١٦، ٥٢٥، ٥٢٧، ٥٢٨، ٥٣٢، ٥٣٥،
٥٣٦، ٥٣٧، ٥٣٨، ٥٣٩، ٥٤٠، ٥٤١، ٥٤٢، ٥٤٣، ٥٤٤، ٥٤٥، ٥٤٦، ٥٤٧، ٥٤٨، ٥٤٩، ٥٥١،
٥٥٢، ٥٥٣، ٥٥٤، ٥٥٦
|
|
٥٥٨، ٥٦٠،
٥٦٤، ٥٦٥، ٥٦٧، ٥٦٨، ٥٧٣، ٥٧٤، ٥٧٥، ٥٨٤، ٥٨٥، ٥٨٧، ٥٨٨، ٥٩٠، ٥٩١، ٥٩٤، ٥٩٦،
٦٠١، ٦٠٢، ٦٠٣، ٦٠٥، ٦٠٦، ٦٠٧، ٦٠٨، ٦١٠، ٦٢١، ٦٢٢، ٦٢٣، ٦٢٤، ٦٢٥، ٦٢٦، ٦٢٧،
٦٢٨، ٦٢٩، ٦٣٠، ٦٣١، ٦٣٢، ٦٣٣، ٦٣٤، ٦٣٥، ٦٣٦، ٦٣٧، ٦٣٨، ٦٣٩، ٦٤٠، ٦٤٢، ٦٤٣،
٦٤٤، ٦٤٥، ٦٤٦، ٦٤٧، ٦٤٩، ٦٤٩، ٦٤٩، ٦٥٠، ٦٥١، ٦٥٢، ٦٥٣، ٦٥٩، ٦٦٠، ٦٦٢، ٦٦٥،
٦٦٧
علي بن أبي
العاص بن الربيع ٧٤
علي بن أبي
فاطمة ٦٤٨
عل بن الحسن
الكوفي ١٠٦
علي الحسين
بن علي بن أبي طالب ٢٧، ٧٥، ٤٢٨، ٦٦٨
علي بن الحكم
٣٦٧
علي بن رباح
١٩٨
علي بن زيد
بن جدعان ٥٢٦، ٥٩٩، ٦٢٨، ٦٣٢، ٦٣٣، ٦٣٩، ٦٦٩
علي بن عبد
العزيز ١٠٠
علي بن
عبدالله بن جعفر ٤٥
علي بن
عبدالله بن عبّاس ٣٧٨
علي بن
عبلأدالله التيميمي ٢٠٦
علي بن عبيد
الساعدي ٦٥٦
علي بن عيسى
النوقلي ١٥٥
علي بن غراب
٦٤٩
علي بن محمد
بن عبدالله المعدّل ١٠٦، ٢٥٢، ٣٤٩، ٦٤٠
علي بن هاشم
٤٥
|
علي المدائني
١٢٩، ١٤٣، ١٥١
عمّار بن
ياسر ١٢١، ١٩٨، ٢٢٣، ٢٣٣، ٢٤٢، ٣٠٦، ٣٨٣، ٣٨٥، ٤٣٢، ٤٣٤، ٤٣٦، ٤٤١، ٤٥٨، ٤٦٠،
٤٨٣، ٤٨٤، ٤٨٥، ٤٩٣، ٥١٤، ٥٤١، ٥٤٢، ٥٤٥، ٥٤٦، ٥٤٧، ٥٦٣، ٥٦٩، ٥٧١، ٥٧٢، ٥٧٣،
٥٧٤، ٥٧٥، ٥٧٦، ٥٧٧، ٥٧٨، ٥٧٩، ٥٨٠، ٥٨١، ٥٨٢، ٥٨٣، ٦٥٤
عمّار
الحضرمي ٦٤٥
عمّار الذهني
٥٧٥
عمارة بن حزم
٧١، ٣٤٤
عمارةبن
زاذان الصيدلاني ٢٠٣، ٣٩٣
عمارة بن
عُمير ٣٨٨
عمارة بن
غزية ١٧٦، ٥٦٥
عمارة بن
مهاجر ٤٨
عمارة بن
الوليد المخزومي ٢٩٢
عمران بن حدير
٤٥٧
عمران بن حصين
٤٥، ١٦٦، ٦٢٨، ٦٣٠
عمران بن حطّان
الخارجي ٦٥٤
عمران بن طلحة
٥٢٨
عمر بن أبي
ربيعة الشاعر ٤٦٥
عمر بن اليُسر
١٣٤
عمر بن حفص
٣٨٥
عمر بن الحكم
٥٤٨، ٥٧١، ٥٩٩
عمر بن
الخطّاب ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١١، ١٢، ١٣، ٢٠، ٢١، ٢٤، ٢٥، ٢٧، ٣٢، ٣٦، ٣٧، ٤٥، ٤٨،
٤٩، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٥٨، ٥٩، ٦٠، ٦٧، ٨٠، ٨٦، ٨٧، ٩٧، ١٠١، ١٠٥، ١٠٧، ١٠٨، ١١١، ١١٢
|
|
١١٣، ١١٤،
١١٥، ١١٦، ١١٧، ١١٨، ١١٩، ١٢٠، ١٢١، ١٢٤، ١٢٥، ١٢٦، ١٢٩، ١٣٠، ١٣٣، ١٣٦، ١٤٠،
١٤١، ١٤٤، ١٤٨، ١٤٩، ١٥٢، ١٥٣، ١٥٩، ١٦١، ١٦٢، ١٦٣، ١٦٥، ١٦٦، ١٦٩، ١٧٢، ١٧٣،
١٧٦، ١٨٠، ١٨٤، ٤٨٥، ٤١٨٨، ١٩٣، ١٩٤، ١٩٥، ١٩٧، ١٩٨، ٢٠٠، ٢٠٤، ٢٠٥، ٢٠٧، ٢٠٨،
٢١٠، ٢١١، ٢١٣، ٢١٥، ٢١٦، ٢٢٠، ٢٢١، ٢٢٢، ٢٢٣، ٢٢٤، ٢٢٥، ٢٢٦، ٢٢٧، ٢٣٠، ٢٣٣،
٢٣٦، ٢٣٨، ٢٤٠، ٢٤٢، ٢٤٣، ٢٥٥، ٢٥٦، ٢٥٧، ٢٦٣، ٢٦٤، ٢٦٥، ٢٦٦، ٢٦٧، ٢٦٨، ٢٦٩،
٢٧٠، ٢٧١، ٢٧٢، ٢٧٣، ٢٧٤، ٢٧٥، ٢٧٦، ٢٧٧، ٢٧٨، ٢٧٩، ٢٨١، ٢٨٢، ٢٨٣، ٢٨٤، ٢٧٥،
٢٧٦، ٢٧٧، ٢٧٨، ٢٧٩، ٢٨١، ٢٨٢، ٢٨٣، ٢٨٤، ٢٨٥، ٢٨٧، ٢٨٨، ٢٨٩، ٢٩٠، ٢٩٢، ٢٩٤،
٢٩٥، ٢٩٦، ٢٩٩، ٣٠٠، ٣٠١، ٣٠٣، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٧، ٣١٥، ٣٢٣، ٣٢٧، ٣٢٧، ٣٢٨،
٣٣٩، ٣٤١، ٣٤٢، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٦، ٣٥١، ٣٥٢، ٣٥٥، ٣٥٧، ٣٧٧، ٣٨٣، ٣٨٥، ٣٨٧، ٣٨٩،
٣٩١، ٣٩٧، ٤٠٦، ٤٢٣، ٤٣١، ٤٣٢، ٤٣٨، ٤٤٥، ٤٤٧، ٤٥٤، ٤٦١، ٤٦٣، ٤٦٤، ٤٦٦، ٤٦٧،
٤٧١، ٤٧٢، ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٥، ٤٨٠، ٤٩٣، ٤٩٤، ٥٠٣، ٥٠٤، ٥٠٨، ٥١٦، ٥١٧
|
٥١٩، ٥٢٣،
٥٢٥، ٥٣٢، ٥٣٣، ٥٥٦، ٥٥٧، ٥٥٨، ٥٦٠، ٥٦٣، ٥٦٦، ٥٦٨، ٥٧٣، ٥٨٠، ٥٨١، ٥٨٨، ٥٩٣،
٥٩٤، ٦٠٠٦١٢، ٦١٤، ٦١٥، ٦١٦، ٦١٧، ٦١٨، ٦١٩، ٦٢١، ٦٢٢، ٦٢٥، ٦٣٢، ٦٣٥، ٦٣٨، ٦٣٩،
٦٤٠، ٦٤١، ٦٤٢، ٦٤٣، ٦٤٨، ٦٤٩، ٦٥٣، ٦٥٥، ٦٥٨، ٦٦٢، ٦٦٣، ٦٦٤، ٦٦٩
عمر بن سعد
٥٤٦
عمر بن طبرزد
٤٤٦
عمر عبد
السلام تدمري (المحقق) ٦٢، ١٩٤
عمر بن عبد
العزيز ٦٤٥
عمر بن عبد
الواحد ٢٤
عمر بن عثمان
بن الجحشي ٢١٣
عمر بن عثمان
الخشني ٥١
عمر بن علي
بن الحسين ٤٦٠
عمر بن قتادة
٥٢٥
عمر بن محمد
٢٥٩
عمر بن مرزوق
١٦٦
عمرو بن أبي
عمرو الحارث بن شداد ٥٣٢
عمرو بن الأصمّ
٤٣٨، ٦٥٢
عمرو بن أمّ
مكتوم ١٥٢
عمرو بن أويس
بن سعد بن أبي سرح العامري ٦٤
عمرو بن بكر
التميمي ٦٠٧
عمرو بن
ثعلبة بن مالك ٤١٨
عمرو بن
جاوان ٥٠٥
عمرو بن حارث
٢٨٩، ٥٩٠
عمرو بن حبشي
٦٥٢
|
|
عمرو بن حبيب
بن عمرو بن عمير = أبو محجن
عمرو بن حريث
٢٢٧
عمرو بن حزم
١٠٤، ٤٥٥، ٤٧٩
عمرو بن
الحضرمي ٢٣٥، ٢٩٩، ٥٤٦
عمرو بن حكام
١٠٤
عمرو بن
الحمق ٤٤١، ٤٤٨، ٤٥٥، ٤٥٦، ٥٤١
عمرو بن
دينار ١٥٢، ٤٤١، ٥٢٧، ٥٧٧، ٥٧٨، ٦٠١
عمرو بن
زائدة ١٥٢
عمرو بن
سراقة بن المعتمر العدوي ٣٤٤، ٣٤٥
عمرو بن سعيد
بن العاص بن أميّة ٨٢، ٨٤، ٨٩، ١٠٠، ١٠١، ٥٠٥
عمرو بن
سفيان ٢٦٤
عمرو بن سليم
الزرقي ٧٥
عمرو بن شاس
الأسلمي ٦٣١
عمرو بن
شراحيل ٥٤٤
عمرو بن
شرحبيل ٥٧٣
عمرو بن
الشريد الثقفي ٦٦٨
عمرو بن شمر
٥٤٠
عمرو بن ضمرة
٦٥٢
عمرو بن
الطفيل ٦٣، ٤٥٣
عمرو بن
العاص ٥٢، ٨٠، ٨١، ٨٢، ٨٣، ٨٥، ٨٦، ٩٢، ١٠٤، ١٠٧، ١٢٤، ١٦٢، ١٧٢، ١٨٠، ١٩٧، ١٩٨،
٢٢٣، ٢٢٤، ٢٢٨، ٢٤٢، ٢٧٥، ٢٩٢، ٢٩٦، ٢٩٧، ٣٠٦، ٣١٢، ٣١٨، ٣٢١، ٣٢٢، ٣٢٣، ٤٣٢،
٤٣٣، ٤٣٤، ٤٦٦، ٥٢٩، ٥٤١، ٥٤٢، ٥٤٣، ٥٤٧، ٥٤٨، ٥٤٩، ٥٥٠، ٥٥٢، ٥٥٣، ٥٧٤
|
٥٧٨، ٥٧٩،
٥٨٢، ٥٨٥، ٦٠١، ٦٠٧، ٦٠٨، ٦١٨، ٦٥٣
عمرو بن عاصم
الكلابي ٥٠٠
عمرو بن عبد
الرحمن بن عوف ٣٩١
عمرو بن عثما
ن بن عفّان ٤٦٧، ٤٦٨، ٤٧٥
عمرو بن علي
١٧٤
عمرو بن
عمير، أبو بلتعة ٣٣٤
عمرو بن معوف
٢٩٠
عمرو بن قُرة
٦١٤
عمرو بن
مبذول ١٣١
عمرو بن
مرزوق ٥٧٤
عمرو بن مرّة
٤٥، ٣٦٧، ٣٧٨، ٣٨١، ٤٠٣، ٤٣٢، ٥٤٢، ٥٧١، ٥٧٢، ٦١٣، ٥٦٢١، ٦٢٢، ٦٣٥، ٦٣٧، ٦٤٦،
٦٥٨
عمرو بن معد
بكرب ١٦، ١٤١، ٢٢٥، ٢٤٤
عمرو بن
مهاجر ٣٠٢
عمرو بن
ميمون الأودي ٢٧٧، ٢٧٨، ٣٤٢، ٥٠٤، ٥٦٥، ٥٧١، ٦٣٩
عمرو بن هرم
٢٥٧، ٥٧٤
عمرو بن
الهيثم ٥٧٢
عمرو بن يحيى
٦٧
عُمير بن
إسحاق ٤١٨
عمير بن
الأسود العنْسي ٣١٨
عمير بن أوس
بن عتيك ٧٢
عمير بن
جرموز المجاشعي ٥٠٦
عمير بن سعد
بن شهيد بن قيس الأنصاري ٣٤٥، ٣٤٦
|
|
عميربن سعد
بن عبيد بن النعمان ١٤٩، ٤٣٢
عمير بن وهب
الجمحي ١٩٧
عنبسة بن عبد
الواحد ١١٤
عنس بن مالك
بن أدد ١٤
العوّام بن
جويرية ٢٦٨
العوّام بن
حوشب ٩، ١١٣، ٢٦٧، ٤١٢، ٥٧٤
العوّام بن
خويلد ٢٢٠
عوانة بن
الحكم ٥٩٤
عوف الأعرابي
١٨٠، ٥٩٠، ٥٩٩، ٦٢٦
عوف بن
الحارث ٣٩٤
عوف بن صبرة
السهمي ٩٥
عون بن أبي
جحيفة ١٠٨، ٢٦٣، ٤٠١
عون بن
عبدالله بن جعفر ٤٥، ٤٠٣
عون بن محمد
بن بن علي بن أبي طالب ٤٨
عويم بن
ساعدة ٢٩١
عياش بن أبي
ربيعة ١٤٢، ١٥٣، ٤٦٦
عيّاش بن أبي
عبّاس القتباني ٢٢٣
عياض بن زهير
٣٣٥
عياض بن عبد
الله بن سعد بن أبي سرح ٢٥٢
عياض بن عمرو
الأشعري ٢١٧
عياض بن
غُنْم ١٦٢، ١٨٦، ٢١٦، ٣٣٥
العيزار بن
حريث ٥٠٩
عيسى بن
دينار ٦٦٥
عيسى بن طلحة
بن عبيد الله ١٩٢، ٥٢٣
عيسى بن
طهمان ٢١٢
عيمى بن علي
بن الجراح ٦٣٠
عيسى بن عمر
القاري ٦٣٣
عيسى بن ميمون
١١٠
عيسى بن
النعمان ١٧٨
|
عيينة بن بدر
الفزاري ٢٨٥
عيينة بن حصن
٢٩٦، ٣٤٧، ٣٤٨، ٣٤٩، ٣٥٠، ٣٥١، ٣٥٢
(غ)
الغافقي بن حرب
العكّي ٤٣٣، ٤٣٨
غالب القطّان
٤١٢
غسّان بن الربيع
٦٠٣
الغلابي ٣٤٤
غُنْذَر ٦٢٦،
٦٢٩
غنيم بن قيس المازني
١٣٤
غيلان بن سلمة
الثقفي ٢٩٣
غيلان بن شرحبيل
٣٩١
(ف)
الفجاءة السُلمي
١١٨
فدك بن حام ٢٣
فراس بن حابس
بن عقال = الأقرع
فراس بن النضرب
بن الحارث ١٥٤
الفرّخان ١٤٤
فروة مُسَيّبك
١٥
فروة بن النعمان
٧٣
فضالة بن عبيد
الأنصاري ٤٥٧
الفضل بن دكين
٦٢٣
الفضل بن العباس
٤٧، ٨٢، ٨٤، ١٠١، ١٨٢، ٢٦١
فضل بن عبيدالله
بن أبي رافع ٦٦٨
فضل بن سماور
١٣٦
فضيل بن عياض
٥٥٨
فضيل بن مرزوق
٤٠٨، ٥٠٥
فطر بن خليفة
٥٧٣، ٦٣١، ٦٤٨
الفلّاس ١٧٤،
١٩٥
|
|
فليح بن سليمان
٦١٩
الفيرزان ١٤٤،
١٥٧، ١٦١
فيروز الديلمي
١٦، ١٧، ١٨، ١٩، ٣٠، ٣١
فيلانشاه ٢٤٦
(ق)
قارن ٤١٥
القاسم ٩، ١١٠،
١١٩، ١٢٠
قاسم بن ربيعة
٢٠٤
القاسم بن عبد
الرحمن بن رافع الأنصاري ٣٨٢، ٣٨٤، ٥٧٢
القاسم بن عبد
الرحمن الاشامي ٥١٢
القاسم بن عوف
الشيباني ٢٢٤
القاسم بن الفضل
٣٤٢، ٥٧١، ٥٧٢
القاسم بن كثير
، أبو هاشم ٢٦٤
القاسم بن محمد
٥٥، ٢١٣، ٢٥٩، ٢٦٥، ٣٤٤
القاسم بن يزيد
بن عبد الله بن قسيط ٢٦١
القاسم الحدّاني
٥٧٢
قباث بن أشيم
الكناني ١٤٢
القُبُقلار ٨٢
قبيصة بن جابر
١٢٩، ١٣٤، ٥٢٦
قبيصة بن ذؤيب
٣٩٩
قبيصة بن عقبة
٤٠٣
قتادة ٤٦، ٦٥،
١٠٧، ١٣٥، ١٩٩، ٢٠٤، ٢٤٣، ٢٤٤، ٢٦٨، ٢٨٤، ٣٨٩، ٤١٢، ٤١٣، ٤٧٨، ٤٨٠، ٤٨٦، ٥١٦، ٥٣٦،
٥٩٠، ٦١٣، ٦١٥، ٦١٦، ٦٢٥
قتادة بن نعمان
١٢١، ١٣١، ٢٥١، ٢٥٢
|
قتيبة بن
سعيد ٤٨، ١٠٢، ٤٧١، ٥٠٣، ٥٠٧
قتيرة
السكوني ٤٣٨
قثم بن
العباس ٢١٨
قدامة بن
مظعون ٣٣٥، ٥٣٢
قرد بن عمرو
الهذلي ٢٩٩، ٣٠٠
قرظة بن كعب
٥٤٥، ٦٦١
قرة بن
الحارث ٥٠٥
قرّة بن خالد
٦١٣
قرّة بن هبيرة القشيريّ
٣٠
قسطنطين بن هرقل
٢٢٤
قصيّ بن كلاب ٩٦
قُطبة بن قتادة
السدوسي ٧٨
قطن بن نُسَير
٦٣٣
القعقاع بن عمرو
١٢٥، ١٦١، ٤٣٥، ٤٤٠، ٦٦٢
القعنبي ١٠٩
قلقط ٨٤
قنبر مولى عليّ
٤٥٩
قيس بن أبي حازم
١٠٥، ١٧٧، ٢٣٢، ٢٣٣، ٢٥٤، ٢٥٦، ٣٥٢، ٣٧٠، ٣٨١، ٣٨٩، ٤٧٨، ٤٨٦، ٥٢٣، ٥٢٨، ٥٦٢،
٥٦٦، ٥٨٢، ٥٩٢، ٦٢٢، ٦٥٨
قيس بن أبي
حذيفة ٦١٩
قيس بن أبي
صعصعة عمرو بن زيد الأنصاري ١٥٤
قيس بن حذافة بن
قيس ٣٤٣
قيس بن سعد بن
عبادة ٩٣، ١٤٨، ٥٤٥
قيس بن السكن بن
قيس بن زعوراء ١٣٤، ١٣٥، ١٣٦
|
|
قيس بن عباد
١١، ٤٠٧، ٤٨٨، ٦٣٩، ٦٤٠
قيس بن عبد
يغوث ١٦، ١٧
قيس بن عديّ
بن سعد بن سهم ١٥٤، ٤٩٩
قيس بن عصمة
٢٧٥
قيس بن قهد
بن قيس بن ثعلبة ٣٥٢، ٣٥٣
قيس بن مسلم
٣٢، ١٥٠
قيس بن هبيرة
المكشوح ١٩، ٣٠، ٣١، ٢٢٦، ٣٢٧، ٥٤٢، ٥٤٦، ٥٨٣
قيس بن
الهيثم ٣٦٤، ٤١٥
قيس الخارفي
٢٦٤
قيصر ١٥٩،
١٦٠
(ك)
كامل ، أبو
العلاء ٦٢٣
كثير بن زيد
٣٦٦
كثير بن مرّة
٦١١، ٦٢١
كثير بن هشام
١٧٢
كثير النواء
٤٥، ١١٠، ١١٤، ٥٧٣
كريب بن
الصباح الحِمْيَري ٣٧٦، ٥٤٦
كسرى ١٢٧،
١٥٨، ١٥٩، ١٦٠، ٢٤٥، ٢٧٢، ٢٩٣، ٢٩٥، ٣٣٠، ٣٤٣
كعب الأحبار
٣٩٧، ٣٩٨، ٤٢٤، ٥٩٨
كعب بن
الأشرف ٦٦، ٤٢٨
كعب بن سور
٤٨٥، ٤٨٦، ٥٣٣
كعب بن عاصم
، أبو مالك الأشعري ١٨٥
كعب بن عجرة
٤٧٨
كعب بن عديّ
القُرَشي ١٠١
كعب بن علقمة
٦٥٦
كعب بن لؤيّ
بن غالب ٢٥٣
كعب بن مالك
١٨٥، ٢٠٧، ٢٧٦، ٢٨٠، ٣٢٠، ٤٦١، ٤٨٢، ٥٨٠
|
الكلبي ٣٧٤، ٥٠٢
كلثوم بن جبر
، أبو حفص ٥٨٢
كليب بن تميم
٧٢
كليب بن وائل
٥٣٤
كميل بن زياد
٣٨٣، ٤٣٠
كنارى صاحب نيسابور
٣٦٤
كنانة بن بشر
٤٣٣، ٤٣٨، ٤٤٨، ٤٥٥، ٤٥٦، ٤٥٧، ٥٣٣
كيسان بن معاوية
٢٠٦
(ل)
لبيد بن ربيعة
العامري ٣٥٣، ٣٤٥
لقمان (عليه السلام)
٥١٦
لقيط بن الربيع
بن عبد العُزّى = أبو العاص
لوط أبو مخنف
٦٦٧
ليث بن أبي سليم
٢٥٦، ٤٦١
الليث بن سعد
١٠٢، ١٠٥، ١١٧، ١١٨، ٢٧٥ج ٣٩٥، ٤١٥، ٤٨٥، ٤٩٧، ٤٩٩، ٥٢٧، ٥٣٠، ٦١٢، ٦١٧، ٦٢٤، ٦٢٦
ليث بن مجاهد
٥٧٨
مأجوج ٢٤٤، ٢٤٧،
٢٤٨
مالك الأشتر
٤٤٩
مالك بن أميّة
٦٤
مالك بن أنس ٦،
١١، ٦٧، ٧٥، ١٠٩، ١٧٦، ٢٥٢، ٤٠٣
مالك بن أوس ٩٤،
٣٩١، ٤٩٧
مالك بن أوس بن
الحدثان النصري ٢٥، ٣٧٤، ٤٦٧
مالك بن أوس بن
عتيك ٧٢
مالكبن التيهان
٢٢٢
مالك بن الحارث
٣٨٩، ٥٩٣
|
|
مالك بن حبيب
= أبو محجن
مالك بن ربيعة
= أبو أسيد الساعدي
مالك بن زرارة
٥٣٥
مالك بن ضمرة
٤٠٨
مالك بن طوق ١٦٣
مالك بن عبدالله
الزيادي ١٤١، ٤١١
مالك بن عمرو
حليف بني غنم ٦٢
مالك بن عوف ٦٧
مالك بن مغول
٢٦٣، ٤٩٤
مالك بن النّبّاش
٥٣٥
مالك بن النّجّار
٧١، ١٣١، ٣٥٢
مالك بن نُوَيرة
التميمي ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٦، ٣٧، ١٢٤
مالك بن يخامر
١٧٢
المبارك بن فضالة
٢٥٥، ٢٥٩، ٢٦٨، ٤٧٥، ٥٥٩
المبرّد ٦٥١
مبشر بن عبد المنذر
٤٣٤
متمّم بن نويرة
٣٧، ٦٠
المثنى بن حارثة
١٢٦، ١٢٧، ١٢٨، ١٣٦
مجاشع بن مسعود
١٢٩، ٣٢٩، ٤٨٤، ٥٣٤
مجّاعة بن مرارة
٣١، ٣٢، ٣٨، ٤٠
مجالد بن سعيد
٢٣٨، ٢٦٣، ٤٥٥، ٥٠٧، ٥٢٦، ٥٢٧، ٥٣٩، ٥٦٣، ٦٤٩، ٦٥٨
مجاهد بن مسعود
٥٣٤
مجاهد ١٢٠، ٢٠٢،
٢٥٦، ٣٠٩، ٥٨٢، ٥٩٩، ٦٦٥
مجزأة بن ثور
السدوسي ١٩٩، ٢٠٠
مجزّز بن الأعور
المدلجي ٢٩٠
مجمّع بن جارية
٤٠٠، ٦٤٣
المحاربي ٤٧١
|
محبّ الدين الخطيب
٣١٢
محبوب بن محرز
القواريري ١٠٦
محجن بن الأدرع
١٢٩
محكّم بن الطفيل
٣٨، ٤٠، ٥٩
محمد بن إبراهيم
التيمي ٥٦، ١٠٢، ١١٦، ٢٠٥، ٥٢٧، ٦٠٠
محمد بن أبي بكر
الصدّيق ١٢٠، ٤٣٥، ٤٣٦، ٤٤١، ٤٥٤، ٤٥٥، ٤٥٨، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٨٥، ٦٠٠، ٦٠١
محمد بن كعب ١٩٢،
١٩٣
محمد بن أبي حذيفة
بن عُتبة ٥٣، ٤٣٣، ٦٠١
محمد بن أبي زيد
٣٢٧
محمد بن ابي قتيرة
٤٤٠
محمد بن ابي يعقوب
٣٥٦
محمد بن أحمد
بن عمر بن سلمان البالسي ٣٦٣
محمد بن إسماعيل
٢٩٣
محمد بن أنس ٥٠٣
محمد بن الانفي
المالكي ، أمين الدين ١٦٤
محمد بن بشّار
بن عثمان بن داود العبدي ٤٠١
محمد بن بشر الأسدي
٦٤٦
محمد بن ثابت
البناني ٢٥٦
محمد بن ثابت
بن قيس شماس ٥٧
محمد بن ثور ٦١٣
محمد بن جبير
بن مطعم ١١٠، ٣٩١، ٤٤٩
محمد بن جعفر
بن أبي طالب ٤٥، ٣٥٥، ٤٤١
محمد بن حبيب
٦٥١
محمد بن حرب ١٢
محمد بن حريث
١٧٤
|
|
محمد بن الحسن
بن اشكاب ١٩٤، ٤٤٨
محمد بن الحنفية
٤٨٥، ٤٨٨، ٥٤٤، ٥٧٠، ٥٨٥
محمد بن خلف بن
المرزبان ٦٦٩
محمد بن راشد
٥
محمد بن الحنفية
٤٨٥، ٤٨٨، ٥٤٤، ٥٧٠، ٥٨٥، ٦٠٦، ٦٢٢، ٦٢٣، ٦٥٠
محمد بن السائب
٢٢، ٤٦٩
محمد بن سعد بن
أبي وقّاص ١٥٥، ٢٥٨، ٤٣٤
محمد بن سويد
الثقفي ٢٩٣
محمد بن شعيب
بن شابور ٨٥، ٢٩١
محمد بن صالح
التمّار ٩٨، ١٤٨
محمد بن الصباح
٤٥
محمد بن الضّحاك
الحزامي ٥٥٢
محمد بن طلحة
التيمي ٣٧٥، ٣٧٦، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٨٨، ٤٨٩، ٥٢٤
محمد بن عبد الباقي
٦٣٩
محمد بن عبد الأعلى
٦١٣
محمد بن عبد الرحمن
بن أبي ليلى ٦٢٥، ٦٦٦
محمد بن عبد الرحمن
بن حصين ٦٩٤
محمد بن عبد الرحمن
بن يزيد ٥٧٤
محمد بن عبد الرحمن
العطار الشافعي ٣٦٣
محمد بن عبدالله
بن أزهر ١٧٦
محمد بن عبد الله
بن جحش ٢١٣
محمد بن عبدالله
بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ٢٤
محمد بن عبدالله
بن نُمَير ١٩٤
محمد بن عبد الملك
بن مروان ٤٥٢
محمد بن عبيد
الحنفي ٤٠٤
محمد بن عبيد
الطنافسي ٥٧٢
|
محمد بن عثمان
بن أبي شيبة ٣٦٨
محمد بن علي ،
أبو جعفر ٤٤٩، ٥٠٦، ٦٢٤
محمد بن علي الجلاجليّ
، أبو الفتوح ٦٣٠
محمد بن علي الصوري
١٤٢
محمد بن عمر بن
علي بن أبي طالب ٦٥٢
محمد بن عمرو
بن حلحلة ٧٥
محمد بن عمرو
بن علقمة ١١٨، ٤٦٠
محمد بن عيسى
بن سميع ٤٥٧
محمد بن الفضل
بن جابر ٦٨
محمد بن القاسم
٦٢٥، ٦٢٦
محمد بن كثير
الكوفي ١٠٧، ١٩٤
محمد بن كعب القرظي
٥٥، ١٧٦، ٤٠٧، ٤٢٣، ٦٢٤، ٦٣٦
محمد بن المبارك
الصوري ٥١٣
محمد بن المثنّي
العنزي ١٣٦
محمد بن مخنف
٦٦٧
محمد بن مسلمة
الأشهلي ١٢، ١٧٢، ٤٤٦، ٤٤٢
محمد بن معمر
٢١٥
محمد بن
منصور الطوسي ٦٣٨
محمد بن
المنكدر ٥٠١
محمد بن موسى
العطري ٤٨
محمد بن يحيى
الذهلي = الذهلي
محمد بن يزيد
الواسطي ٤٠٠
محمد بن
يعقوب أبو العباس ١١
محمد بن يعلى
٥٢٦
محمد بن يوسف
الفريابي ٩٠، ٣٩٥
محمود ٢٣٧
محمود بن
لبيد ٢٥٢، ٢٥٣
مخاشن الحِمْيَري
٧٣
|
|
المختار بن أبي
عبيد الثقفي ١٣٧
المخدّج ٦٠٥
المختار بن نافع
٦٣٤، ٦٤٢
مخرمة بن شريح
الحضرمي ٦٣، ٤٦٠
مِخْوض الملك
٧٤
المدائني ٣٥١،
٣٥٢، ٣٧٨، ٤١٧، ٤٢٥، ٤٢٧، ٦٥٦، ٦٥٩
مدرك بن سلمان
الطائي ٣٦٨
المديني (عبد
الله بن جعفر) ٥١٥
مذعور بن عديّ
١٢٥
مَرْثَد بن أبي
مرثد الغنوي ٧٧، ٣٣٧
مردانشاه ١٢٧،
٢٢٧
مرّة البهزي ٤٧٨
مرّة الطيب ١٠٥
مروان الأصغر
٥٥٩
مروان بن الحكم
٣٢٦، ٤٣٠، ٤٣٢، ٤٥٢، ٤٥٣، ٤٥٩، ٤٦٠، ٤٨١، ٤٨٥، ٤٨٦، ٤٨٦، ٤٨٧، ٤٨٨، ٥٢٧، ٥٢٨
مُريّ حاجب الحارث
بن أبي شمر ٥٨
المستنير بن يزيد
النخعي ١٤، ١٦
مسدّد ٣٨٨
مسروق المدائني
١٧٧، ١٥٥، ٢٧٢، ٣٨٠، ٣٨٥، ٣٨٨، ٥٦٢، ٦١٣، ٦٢٢، ٦٣٨
مسطح بن أثاثة
بن عباد بن المطّلب ٤٢٤
مسعدة الفزاري
٣٤٨
مسعود بن ربيعة
أبو عمير القاري ٣٣٦
مسعود بن سعد
الزُرقي ٤٠٦
مسعود بن سنان
٧٣
المسعودي ٥٥٠،
٥٥١، ٥٧٢
مسلم أبو سعيد
٤٥٤
|
مسلم أبو الضحى
٣٨٥
مسلم (الإمام)
٢١٢، ٢٦٠، ٣٤٢، ٤٩٤، ٥٢٥، ٥٥٧، ٥٦٦، ٦٣٣، ٦٥٩، ٦٦٧
مسلم البطين ٩،
١١٢
مسلم بن إبراهيم
٥٧٢، ٦١٣
مسلم بن خالد
الزنجي ٤٢٤، ٥١٥
مسلمبن عبدالله
الأعور ٥٧٥
مسلم بن عُتْبة
٤٥٠
مسلم بن الهيصم
٢٤٠
مسلم الجهني ٤٩٠،
٥٣٥
مسلمة بن مخلد
٥٤٢، ٥٤٧
المِسْور بن مَخْرمة
٤٤، ٧٥، ٢٣٨، ٢٨٠، ٢٩٠، ٢٩٦، ٣٠٣، ٣٩٤، ٤٥٠، ٤٥١
المسيّب بن حَزْن
بن أبي وهب المخزومي ٣٥٤
مسيلمة بن ثمامة
الكذّاب ٣١، ٣٨، ٣٩، ٥٣، ٥٩، ٦٣، ٥٩، ٦٣، ٦٧، ٦٩، ٧٠، ٧٣، ٦١٥
مشرح ٧٤، ٢٦١
مصعب بن أبي الزهراء
٣٦٣، ٣٦٤
مصعب بن الزبير
٥٧٣
مصعب بن سعد ١٠٠،
٤٧٧
مصعب بن سلام
٤٩٩
مصعب بن عبد الرحمن
بن عوف ٣٩١
مصعب بن عبدالله
الزبيري ١٠٢، ٣١٨، ٣٥٢، ٥٠٢، ٥٠٨، ٥٣٦
مُصْعب بن عُمير
٦٦، ٢٠٧، ٢٦٢، ٢٤٦
مطرّف بن عبدالله
بن الشخّير ٢٣٩، ٤٧٩، ٥٠٤، ٦٢٨، ٦٣٠
المطّلب بن حنطب
٤٦٦
المطّلب بن ربيعة
٣٧٥
|
|
مطّلب بن زياد
٢٦٩، ٤٨٤، ٦٢٦
مطلب بن شعيب
الأزدي ٦١٧
المطّلب بن عبد
مناف ٦٤
مطين ٦٥١
مظفر بن مرجّا
٦٢٢
معاذ بن جبل ١٦،
١٩، ١٣٦، ١٦٧، ١٧٣، ١٧٤، ١٧٥، ١٧٦، ١٧٧، ١٧٨، ١٧٩، ١٨٥، ١٩٣، ٣٨٥، ٤٠٠، ٤٠٢، ٤٢٣،
٥١٦، ٦٥٣
معاذ بن رفاعة
٦٦٠
معاذ بن عفراء
٢٩٤
معاذ بن محمد
بن معاذ بن أبي بن كعب ١٩٤
معاوية بن أبي
سفيان ٥٣، ١٣٧، ١٨٠، ١٨٧، ١٩٠، ٢١٥، ٢١٦، ٢٢٩، ٢٥٠، ٢٦٧، ٢٨٤، ٢٨٩، ٢٩٧، ٢٩٩، ٣١٧،
٣٢٣، ٣٢٤، ٣٣١، ٣٤٦، ٣٦١، ٣٧١، ٣٩٧، ٣٩٩، ٤٣٢، ٤٣٣، ٤٣٥، ٤٤٠، ٤٥٠، ٤٥١، ٤٥٢، ٤٥٤،
٤٥٦، ٤٨٠، ٤٨٢، ٥٢٥، ٥٢٧، ٥٣٠، ٥٣١، ٥٣٧، ٥٣٨، ٥٣٩، ٥٤٠، ٥٤١، ٥٤٢، ٥٤٣، ٥٤٦، ٥٤٧،
٥٤٨، ٥٥١، ٥٥٢، ٥٥٣، ٥٥٩، ٥٦٢، ٦٠٥، ٥٠٧، ٦١٠، ٦١٨، ٦٥٨، ٦٦٥
معاوية بن إسحاق
١٠٥
معاوية بن حُدَيج
٤١٦، ٤٤٠، ٤٥٠، ٥٤٧، ٦٠١
معاوية بن حرمل
٦١٥
معاوية بن صالح
٤٠٠
معاوية بن قرة
٣٨٣، ٤٠٤
معاوية بن النعمان
بن مقرّن ٢٤٠
|
معبد بن
الحارث بن قيس بن عديّ ١٥٠
معبد بن
العبّاس بن عبد المطّلب ٣٥٦
معبد بن
مقداد بن الأسود الكندي ٥٣٦
معتمر بن
سليمان ٣٦٦، ٥٧٢
معدان بن أبي
طلحة اليعمري ٢٧٦، ٢٨٣
المعرور بن
سويد ٤٠٨
معضة بن يزيد
الشيباني ٢٤٣
معقل بن يسار
٢٢٥، ٢٤٠، ٦٢٨
مُعَلّى بن
جارية الثقفي ٦٤
المُعَلّى
الجزري ٣٩٤
مَعْمَر ٤٦، ٦١،
١٩٤، ٢١٠، ٢١١، ٢٩٣، ٢٩٦، ٢٩٧، ٥٣٢، ٥٥٤، ٦٣٣، ٦٦٩
معمر بن أبي
سرح ربيعة بن هلال القرشي الفهري ، أبو سعد ٣٣٥
مَعْمَر بن
الحارث بن معمر الجُمَحي ٢٩٣
معمر بن عديّ
العجلاني ٥٩، ٦٧، ٧٢
معن بن عيسى
الأشجعي ٤١، ٧٠
معن القزّاز
٢٦١
معيقيب بن
ابي فاطمة الدّوْسي ٣٥٦، ٦٥٤، ٦٥٥
المغيرة بن
الأخنس ٤٦١
المغيرة بن
شعبة ١٢٩، ١٤٥، ١٥٧، ١٦٦، ٢٢٥، ٢٢٦، ٢٤١، ٢٤٢، ٢٦٥، ٢٧٦، ٢٧٧، ٢٧٨، ٣١٩، ٣٨٣،
٤٣٢، ٤٥٢، ٤٥٦، ٥٥٤، ٥٧٦، ٦٢٤، ٦٢٦، ٦٥١
المغيرة بن
نوفل ٤٤
المفضّل بن
فضالة ٢٢٣
المقبري =
ابو سعيد
المِقداد بن
الأسود ٢٧٠، ٤٠٩، ٤١٧
|
|
٤١٨، ٤١٩،
٥١٤، ٥٧٣
المقداد بن
عمرو البهراني ٤١٩
المقوقس ١٦٣،
٢٢٤
المقوّم بن
عبد المطّلب ٢٢٠
مكحول ٢٠٥،
٣٧٦، ٣٧٨
الممزّق
العبدي (شأس بن نهار) ٤٤٨
المنذربن
عمرو الساعدي (أعنق ليموت) ١٤٧، ٥٠٥، ٦٥٦
منصور بن
زاذان ٢٠٢، ٢٣٦، ٣٨٤، ٥٢١، ٥٩٩
منصور بن عبد
الرحمن الغُدّاني ٥٠٧
منقذ بن عمرو
الأنصاري ٣٥٧
المنكدر بن
محمد ٦١٤
المنهال بن
عمرو ٤٦، ٦٢٥
منويل ٢٢٤،
٣١٢
مهاجر ، أبو
مَخْلَد ١٨٠
المهاجر بن
أبي أميّة ٧٤، ١٢١، ٥٨٤
مهران ١٣٠،
١٦١
مهشم بن عتبة
بن ربيعة = ابو حذيفة بن عتبة
موسى بن أبي
عوانة ٥٧٦
موسى بن
إسماعيل ٥٧٢، ٥٩٩
موسى بن أنس
مالك ٣٩، ١٢١
موسى بن جلال
بن شبل النابلسي ٣٦٣
موسى بن طلحة
بن عبيد الله ٤٩٩، ٥٢٣، ٥٢٤، ٥٢٦، ٥٢٧
موسى بن
عُقْبة ١٢، ٥٤، ٩٢، ٩٤، ١٣٥، ١٧٢، ٢٩٠، ٤٢٢، ٤٥٠، ٥٣٢
موسىبن محمد
بن إبراهيم التيمي ٨٠، ٣٥٠، ٤٩٩
موسى بن محمد
بن عبد الرحمن ٢١٤
موسى بن
مسعود ١٠٠
موسى بن مطير
٦٤٦
|
موسى بن نافع
٣٨٧
موسى بن يعقوب
الزمعي ٤٥٠
موسى الجُهَني
١١٩
الموقري ٢٩، ٣٦،
٣٩، ١٠٨
مولى بني نوفل
٣٩
ميسرة بن حبيب
٤٦، ٥١٨
ميسرة بن مسروق
٢٩٤
ميكائيل ٢٥٦
ميمون بن عبدالله
بن عبّاد الحضرمي ٢٣٥، ٦٢٦، ٦٢٩، ٦٣٢
ميمون بن مهران
١١٤، ٣٩٤، ٤٠٣، ٤١١
(ن)
نافع بن أبي نافع
٦٢٨
نافع بن جبير
٥٦، ٢٥٠، ٢٥٥، ٢٥٧، ٢٦٠، ٢٦١، ٢٦٤، ٢٨٢، ٢٨٣، ٣٧٤، ٤٥٢، ٥٥٣، ٦١٦
نافع بن الحارث
١٦٦
نافع بن عمر ١١١
نافع بن غيلان
١٣٦
نافع بن مالك
٣٧٦
نافع بن العدوي
١٠١، ١٠٢
نافع مولى ابن
عمر ٣٦١
نافع بن زرارة
٥٣٥
النجاشي ٥٢، ٤٦٦
نرسيّ ١٢٧
النسائي ٣٧٥،
٤٦٣، ٥١٦، ٥٧٤، ٥٧٥، ٦٢٨، ٦٣٠، ٦٣١
نصر بن مزاحم
الكوفي ٥٤٦
نصيربن الحارث
بن علقمة ١٥٤
نضر بن الحارث
١٤٢
النصر بن شميل
٢٨٠
|
|
النعر المجاشعي
٥٠٦
النعمان بن بشير
٣٤١، ٤٥١، ٥٣٩، ٥٤٧
النعمان بن حُمَيد
٥١٨
النعمان بن مقرّن
٢٢٥، ٢٢٦، ٢٣٩
نعيم بن عبد الله
بن النّحّام ٨٢، ٨٣، ١٠١، ١٤٢
نعميم بن قعنب
٤١٣
نعيم بن مسعود
الغطفاني ٣٥٨
نمران بن عتبة
الذماري ٦١
النمر بن واسط
٥٩٧
نميلة بن عثمان
الليثي ٨٥
النّهاس بن قهم
٢٢٤
نوح (عليه السلام)
٤٤٤
نوفل بن أبي عقرب
٥٨١
نوفل بن الحارث
١٣٣، ١٣٦، ١٥٥، ٢١٧، ٢٢٠
نوفل بن عبد المناف
١٣٣
نوفل بن مساحق
بن عبد الله بن مخرمة ٦٤
النووري ، محيي
الدين ٦٥٩٥
نيار الأسلمي
٣٩٤
(ه)
هارون بن رئاب
١٣٤
هارون بن عنترة
٦٤٤
هاشم بن عتبة
١٢٦، ١٦١، ١٦٩، ٥٤٥، ٥٤٦، ٥٨٤، ٥٨٥
هاشم بن المغيرة
٢٥٤
هانيء بن هانيء
٤٠٩، ٥٧٣
هبّار بن الأسود
١٠٢
هبّار بن سفيان
المخزومي ٨٣، ١٠٣
هبة الله بن الحسين
الحاسب ٦٣٠
هبة الله بن الحصين
٥٢٦
هُبيرة بن يريم
٦٥٢
|
هدبة ٥٥٩
هذيل بن شرحبيل
٣٨٧
هرقل ٢٠، ١٢٤،
١٢٥، ١٢٨، ١٤٠، ٢٠٠، ٢٧٥
هرم بن حسّان
اليشكري ١٠٧، ١٧٠، ٣٢٧
هرم بن حيّان
العبدي ٣٢٧
الهرمزان ١٩٩،
٢٠٠، ٢٩٤، ٢٩٥، ٢٩٦، ٢٩٧، ٢٩٨، ٣٠٦، ٣٠٧، ٤٩٨
الهروي ٢٣٧
هشام بن حسّان
٥٥٨
هشام بن حكيم
بن حزام بن خويلد ٦٦٣
هشام بن خالد
١٠٥
هشام بن سعد ٧٠،
٢٧٣، ٢٨٣
هشام بن العاص
السهمي ٨٢، ٨٣، ١٠٣، ١٠٤، ١٥٦
هشام بن عبد الملك
٣٢٠
هشام بن عروة
٥، ١٩، ٦٨، ١٠٨، ١١٩، ٢٠٣، ٢٨٨، ٣٧٧، ٤٧٩، ٥٠٠، ٥٠٤، ٥٠٥، ٥٠٧
هشام بن المغيرة
٢٥٤
هشام بن يحيى
١٥٥
هشام الدستوائي
٥٧٢
هشيم بن بشير
بن القاسم بن دينار السلمي ٥٢١، ٦٤٥
هلال بن خبّاب
٤٨٩
هلال بن مولى
ربعي ٢٦٥
همّام بن الحارث
٦٥، ٣٨٩، ٤٠٢، ٤١٨، ٥٠٠، ٥٧٠، ٦١٥، ٦١٦، ٦٥٨
همّام بن يحيى
٤١٣
هنّاد ٢٩٣
هند بن أبي هالة
التميمي ٥٣٥
|
|
هند بن هند ٥٣٦
هُنَيّ مولى لعمر
٢٧٢
هوذَة بن خليفة
٥٩٩
الهيثم بن عديّ
١٩٤، ٣٠٢، ٤٢٤
الهيثم بن كلاب
٣٧٥، ٣٩١
(و)
الواثق بالله
٢٤٦
وائلة بن الأسقع
٧٧
الواحدي ٦٦٦
واقد بن عبد الله
التيمي ١٣٦، ٢٩٩
الواقدي (محمد
بن عمر) ١٩، ٤١، ٤٧، ٤٩، ٥٢، ٥٧، ٦٠، ٦١، ٧٠، ١١٦، ١٣٥، ١٤٠، ١٤٧، ١٤٨، ١٥١، ١٦٧،
١٧٨، ١٨٩، ١٩٥، ٢٠٥، ٢٠٧، ٢٠٨، ٢١٣، ٢١٤، ٢٤٢، ٢٤٩، ٢٧٣، ٢٨٣، ٢٨٨، ٢٩٢، ٢٩٧، ٣٠٤،
٣٢٤، ٣٣٣، ٣٤٤، ٣٤٨، ٣٤٩، ٣٥٠، ٣٧١، ٤٠٤، ٤٠٨، ٤٢٢، ٤٢٧، ٤٤١، ٤٤٢، ٤٥٠، ٤٥٥، ٤٦١،
٤٦٥، ٤٦٦، ٤٨١، ٤٩٨، ٥٠٥، ٥١٤، ٥٢١، ٥٢٧، ٥٣٢، ٥٣٧، ٥٤١، ٥٥٢، ٥٦٤، ٥٨٢، ٥٩٧، ٦٠٠،
٦٠٦، ٦١٢، ٦٢٤، ٦٥٦، ٦٥٩
وبر بن يحنّس
١٦، ١٧، ١٩
وبرة ٦١٦
وحشي ٣٢، ٣٩
وحشي بن حرب بن
وحشي ٢٣٤
ورقاء ٥٧٨
ورقة بن إياس
بن عمرو الخزرجي الأنصاري ٧٢
|
ورقة بن نوفل
٢٠٣
وكيع بن٤٩٠، ٥٠٠،
٥٨٢، ٦١٥، ٦٢٤، ٦٢٦، ٦٥٢
الوليد بن جميع
٢٣
الوليد بن رباح
الذماري ٦١
الوليد بن سويد
٤٧٣
الوليد بن عبد
شمس بن المغيرة المخزومي ٦٤
الوليد بن عبدالله
٥٣٩
الوليد بن عقبة
٣٩، ٣١١، ٣٢٤، ٣٢٩، ٣٥٤، ٣٦٠، ٤٦١، ٥٣٩، ٦٦٣، ٦٦٥، ٦٦٦، ٦٦٧
الوليد بن عمارة
بن الوليد بن المغيرة ٥٢
الوليد بن محمد
الموقري = الموقري
الوليد بن مسلم
١٢، ٢٤، ١٨٠، ٢٤٣
الوليد بن هشام
القحذمي ٨٤، ١٢٣، ١٥٧، ١٩٨
وهبان ٦٢٩
وهب بن حزن بن
أبي وهب المخزومي ٦٤
وهب بن ربيعة
بن هلال القرشي الفهري ٥٩٧
وهب بن عمير الجمحي
٢٧٥
وهيب بن جرير
٦٢٣، ٦٢٥، ٦٢٧
وُهيب بن خالد
بن عجلان ١٠، ١١، ١٧٣، ٦١٣
(ي)
يأجوج ٢٤٤، ٢٤٦،
٢٤٨
ياسر بن عامر
٥٧٠، ٥٧٢
ياسين الأيوبي
(الدكتور) ٣٥٣
يحيى بن آدم ٦٣٠
يحيى بن أبي منصور
٦٣٠
يحيى بن أيّوب
٢٤٩، ٤٧١
|
|
يحيى بن بكير
١٧٤، ١٧٦، ١٩٤، ٢٠٥، ٢٠٨
يحيى بن جعدة
٦٣٢
يحيى بن حسّان
٦١
يحيى بن حمّاد
٥٧١
يحيى بن حمزة
١٧٤
يحيى بن خلّاد
٦٦٠
يحيى بن سعيد
الأموي ١٦٩
يحيى بن سعيد
الأنصاري ٩، ١٧٤، ٢٨٤، ٣١٧، ٣٤١، ٣٥٢، ٣٩٥، ٤٠٣، ٤١٣، ٤٦٥، ٤٨٠، ٤٨٧، ٥٠٣، ٥١٩، ٦٢٨
يحيى بن سليم
٥٩١
يحيى بن سليمان
٢٨٩
يحيى بن شبل ٤٠٨
يحيى بن طلحة
بن عبيد الله ٥٢٣
يحيى بن عبّاد
بن عبدالله ٦٦، ١٣٨، ٢٠٧، ٥٠٠٥٢٤
يحيى بن عبد الرحمن
٦١٧
يحيى بن عبد العزيز
بن سعد ١٤٨
يحيى بن عبدالله
الأنصاري ٢٨٨
يحيى بن عبدالله
الحراني ٢١٥
يحيى بن يحيى
٧٥، ٤٧١
يحيى بن يمان
٢٥٩
يحيى الجعفي ٥٣٩
يحيى الحمّاني
٢٥٢، ٣٩٤، ٦٣٥
يحيى القطّان
٣٨٨
يرفأ حاجب عمر
بن الخطاب ٢٥، ٢٦٨،
يزدجرد بن شهرزاد
١٥٧، ٣٢٥، ٣٧٠
يزدجرد بن كسرى
١٦٠، ١٦١، ١٢٧، ٢٩٤، ٣٢٩، ٣٦٤
يزيد بن أبي حبيب
١٩٨، ٣٢١، ٤٦١
|
يزيد بن أبي سفيان
٨١، ١٢٤، ١٢٦، ١٤٠، ١٦٧، ١٧٩، ١٨٠، ١٩٠، ٣٧٠، ٤٢٣
يزيد بن أوس ٦٤
يزيد بن ثابت
بن الضّحاك ٦٣
يزيد بن خمير
٥١٦
يزيد بن رقيش
بن رباب الأسدي ٦٣
يزيد بن رومان
٢٨، ٢٥٩، ٤٢٢
يزيد بن شجعة
الحميري ٤٥١
يزيد بن عبد ربه
الحمصي ٦٢١
يزيد بن عبد الرحمن
٥٤٥
يزيد بن عبيدة
١٦٧
يزيد بن عميرة
الزبيدي ١٥١، ٤٠٢
يزيد بن قيس الأرحبي
٤٣١، ٤٣٥
يزيد بن قيس بن
الخطيم ١٣٧
يزيد بن كيسان
٢٢١
يزيد بن مخزوم
١٦
يزيد بن معاوية
٧٥، ٢٤٣، ٣١٣، ٥١٣
يزيد بن مكنف
٤٣٠
يزيد بن هارون
٥٧٤
يزيد بن هبيرة
السكوني ٥٤٢
يزيد الرشك ٦٢٨،
٦٣٠
يزيد الرقاشي
٢٤
يزيد الفقعسي
٤٣٣
|
|
يسطينطين ٢٠٠
يُسير بن عمرو
٥٥٦، ٥٩٥
يعقوب بن إبراهيم
٧٥
يعقوب بن بحير
٩٤
يعقوب بن سفيان
١٧٦، ٣٧٠، ٥١١، ٥٨٤
يعقوب بن شيبة
٤٩٨، ٥٠٥، ٥٨٤
يعقوب بن عتبة
٣٩٢
يعقوب بن عمر
١٠١
يعقوب بن محمد
الزهري ٣٧٦
يعقوب القمّي
٢٥٧
يعلى بن شدّاد
بن أوس ٣١٨
يعلى بن عبيد
٥٤٠، ٥٥٣
يعلى بن مُنية
١٤٥
يوسف بن حمّاد
المعني ٦٢٣
يوسف بن خليل
٢٣٧
يوسف العسقلاني
٣٧٠
يونس بن أبي إسحاق
٢٣٣، ٦٢٩
يونس بن بكير
١٣، ١١٤، ٢٦١، ٥٣٩، ٥٩٨، ٦٤٨
يونس بن عبيد
٥١٤
يونس بن محمد
٦١٩
يونس بن يحيى
أبو نباتة ٦١٤
يونس بن يزيد
٨
|
(٩)
فهْرسُ أعْلَام النِّسَاءْ
(آ)
آذاد ١٧
آسية ٤٦
(أ)
أروى أم طليب
عمّة الرسول صلىاللهعليهوسلم ٨٣
أروي بنت كريز
بن حبيب (أم كلثوم) ٤٦٨
أسماء بنت عميس
٤٨، ١١٩، ١٢٠، ٢٠٣، ٣٥٥، ٣٥٦، ٦٠٠
أسماء بنت يزيد
بن السكن ٤٠٩
أمامة بنت أبي
العاص بن الربيع ٧٤، ٧٥
أمامة بنت زينب
٤٣
أم إسحاق بنت طلحة ٥٢٤
أم أيمن ٤٨، ٤٩
أم بكر بنت المسور
٣٩٤
أم بكر بنت عيينة
٣٥١
أم البنين زوجة
عثمان ٤٨١
أم تميم امرأة
خالد بن الوليد ٣٨
|
|
أم جعفر (أم عون
بن محمد بن علي بن أبي طالب) ٤٨
أم حبيبة بنت
أبي سفيان ٢١٣
أم حرام بنت ملحان
الانصارية ٣١٧
أم حكيم بنت الحارث
بن هشام ٨٥، ١٨٤، ٢٧٤
أم خالد بنت خالد
بن سعيد بن العاص ٩١
أم الدرداء ٦١،
١٨٥، ٢٠٤، ٣٩٩، ٤٠١، ٤٠٤
أم ذرّ ٤١٢
أم السائب بن
الأقرع ٢٢٧
أم سباع بنت أنمار
٥٦٢، ٥٦٣
أم سعد بن عبادة
١٤٧
أم سَلَمَة ٤٣،
٤٤، ٥٥، ٣٩٤، ٣٦٥، ٦٣٤
أم عبد الهذلية
٣٨٠، ٣٨٢، ٣٨٣، ٣٨٤
أم قيس بنت مِحْصن
٥٠
أم كلثوم بنت
أبي بكر ١٢٠، ٥٢٦
أم كلثوم بنت
أبي سفيان ٣٧٤
أم كلثوم بنت
جرول ٢٧٤
|
أم كلثوم بنت
عقبة بن أبي معيط ٥٠٥
ام كلثوم بنت
علي بن أبي طالب ٦٤٨
أم طلثوم بنت
النبي صلىاللهعليهوسلم ٤٦٨، ٤٦٩
أم كلثوم الخزاعية
٥٦٨
أم موسى ٣٨٣
أم هانيء ٢٣
أم يحيى ٥٢٨
أميمة بنت عبد
المطّلب ١٢
(ب)
بحينة أم جبير
بن مالك ٦٣
بركة = أم أيمن
(مولاة النبي صلى لله عليه وسلم)
بَرّة بنت عبد
المطّلب ٣٦٠
البيضاء بنت عبد
المطلب ٤٦٨
(ث)
ثبيتة بنت يعار
الأنصارية زوجة أبي حذيفة ٥٤
(ج)
جبلة بنت مصفّح
٤٠٨
جسرة ٦٣٨
جميلة بنت ثابت
بن أبي الأقلح ٢٧٥
جميلة بنت عاصم
بن ثابت ٢٧٥
جويرية بنت أبي
جهل بن هشام ٥٣١
جويرية بنت أبي
سفيان ٥١٣
جويرية بنت الحارث
٢١٣
(ح)
حفصة (ام المؤمين)
٢٧٩، ٢٩٧، ٤٧٦، ٤٧٧
حفصة بنت عمر
بن الخطّاب ٢٦٧، ٥٣٢، ٥٥٣
حليمة السعديّة
٢١٨
|
|
حمامة أم بلال
بن رباح ٢٠١
حمنة بنت جحش
٢١٢، ٥٣٥
حنتمة بنت هشام
٢٥٣، ٢٥٤
(خ)
خديجة بنت خويلد
(أم المؤمنين) ٤٦، ٢٢١، ٢٨٨، ٥٣٥، ٦٢٤
خولة بنت ثعلبة
٣٣٧
خولة بنت حكيم
السُلمية ٦٥
(ر)
رقية بنت عمر
بنت الخطاب ٢٧٥
رقيّة بنت النبي
صلىاللهعليهوسلم ٤٣، ٤٦٧، ٤٦٨،
٤٨٠
ريطة مولاة أسامة
٤٥٤
(ز)
زينب بنت أبي
سلمة ٢١٣
زينب بنت جحش
بن رئاب ٢١١، ٢١٣، ٢١٣، ٢١٤
زينب بنت النبي
صلىاللهعليهوسلم ٤٣، ٤٤، ٧٤، ٧٦،
١٠٢
زينب بنت كعب
بن عجرة ١٩٤، ٦٣١
زينب بنت مظعون
٢٧٤
(س)
سجاح المتنبئة
٣٤، ٣٦
سلافة بنت سعد
بن شهيد ١٣٦
سلول أم أبيّ
بن مالك ٦٨
سُمَيّة ١١٩،
٤٦٠، ٥٧٠، ٥٧١، ٥٧٥
سهلة بنت سهيل
بن عمرو ٥٣، ٥٤
سَوْدَة (أم المؤمنين)
٢١٣، ٢٨٧، ٢٨٨، ٢٨٩
سهلة بنت عاصم
٣٩١
|
(ص)
الصفراء بنت
عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة ٢٩٢
صفيّة أم
الزبير بن العوّام ٤٨٩، ٤٩٧
صفيّة بنت
أبي عبيد ١٣٧
صفيّة بنت
حُيي بن أخطب ٢١٣
صفيّة بنت
الخطّاب ٥٣٢
صفيّة بنت
عبد المطلب ٢٢٠، ٢٢١
(ض)
ضباعة بنت
الزبير بن عبد المطّلب ٤١٩
عائشة (أم
المؤمنين) ٥، ١٤، ٢١، ٢٨، ٤٣، ٤٤، ٤٧، ٤٨، ٥٥، ٦٦، ٦٨، ١٠٥، ١٠٦، ١٠٨، ١١٠، ١١١،
١١٣، ١١٤، ١١٥، ١١٨، ١١٩، ١٢٠، ١٧٣، ١٩٠، ٢٠٧، ٢١٢، ٢١٣، ٢١٤، ٢٥٥، ٢٥٨، ٢٥٩،
٢٦٠، ٢٦٥، ٢٧٩، ٢٨٨، ٣٥٠، ٣٦٨، ٣٧٧، ٣٩٤، ٤٦٠، ٤٦٣، ٤٦٩، ٤٧١، ٤٧٨، ٤٨٣، ٤٨٤،
٤٨٥، ٤٨٩، ٤٩٠، ٤٩٩، ٥٠١، ٥٢٤، ٥٢٧، ٥٣١، ٥٧٣، ٥٧٥، ٥٧٦، ٥٩١، ٥٩٢، ٦٣٥، ٦٣٨
عائشة بنت
طلحة ٤٦، ١٠٥، ٢١٢، ٣٦٨
عائشة بنت
زيد بنت عمرو بن نفيل ٢٧٥
عفراء بنت
مهاصر ٣٤٦
عقيلة بنت
أبي الحقيق ٦٦
عمرة أم موسى
بن محمد ٢١٤
(غ)
غُزَيّة بنت
قيس الفهرية ٢٨٧
|
|
(ف)
فاطمة بنت
أسد بن هاشم ٦٢١
فاطمة بنت
عمر ٢٧٥
فاطمة بنت
قيس ١٩
فاطمة بنت
النبي صلىاللهعليهوسلم ٦، ١٣، ٢١،
٢٣، ٢٤، ٤٣، ٤٤، ٤٥، ٤٦، ٤٧، ٤٨، ٧٥، ١١٨، ١٦٦، ٢٧٤، ٦٢٧، ٦٣٣، ٦٣٧
فاطمة زوجة
الحارث بن هشام ١٨٤
فروة بنت أبي
قحافة ٦١٠
(ق)
قتيلة بنت
مظعون ٢٩٤
قريبة أخت أم
سلمة ٤٦٥
قطام بنت
شجنة ٦٠٨
(ك)
كريمة بنت
المقداد ٤١٩
(ل)
لبابة بنت
أبي لبابة بنت عبد المنذر ٥٩
لبابة بنت
الحارث بنت حزن ٢٣٢
لهيّة زوجة
عمر ٢٧٥
لؤلؤة بنت
أبي لؤلؤة ٣٠٧، ٥٦٨
(م)
مارية
القبطية ١٦٣
مريم بنت
عمران ٤٥، ٤٦
مليكة
الخزاعية زوجة عمر ٢٧٤
ميمونة بنت
الحارث بن حزن العامرية ٢٣٢، ٦٠٦
|
(ن)
نائلة بنت الفارفصة
٣٢٤، ٤٥١، ٤٥٥، ٤٨١، ٤٨٢، ٤٨٢، ٥٣٧
نُبَل بنت بدر
٦٤٧
|
|
(ه)
هالة بنت خويلد
٧٤
هالة بنت وهيب
بن عبد مناف ٢٢٠
هداية أو هزلية
ذات النحيين ٦١٩
هند بنت عتبة
بن ربيعة ٥٣، ١٣٧، ٢٩٨
|
(١٠)
فهرْسُ الأمَاكِن وَالبُلَدان
(أ)
أبْر شَهْر
٣٣٠
الأبطح ٢٧٦
الأبلّة ٧٧،
١٢٣، ١٢٩، ١٣٣
أجنادين ٨٢،
٨٣، ٨٥، ٩٠، ٩٢، ٩٣، ٩٤، ٩٥، ٩٦، ٩٧، ١٠٠، ١٠١، ١٠٢، ١٠٤، ١٥٠، ١٨٢، ٦٦٣
أُحُد ٩٠،
١٣١، ١٣٨، ١٤٧، ٢٩٠٣٠٠، ٣٤٠، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٩٢، ٣٩٩، ٤٩٧، ٥٢٤، ٥٣٦، ٥٦٥، ٦٦٨
أذربيجان
١٦٩، ٢٢٤، ٢٢٥، ٢٤١، ٢٤٣، ٣٠٢، ٣٠٩، ٣٢٦، ٥٥٨، ٦١٠
أرّجان ٣١٨
أرجيش ١٨٨
أرض بني أسد
٢٩
أرض دوس ١٢١
أرض الروم
٣٢٤، ٤١٥، ٥٣٠
أرمينية ١٨٨،
١٩٠، ٣٠٩، ٣٤٢، ٤٧٦
|
|
أسفانير ١٥٨
الإسكندرية
١٩٨، ٢٢٣، ٢٢٤، ٢٧٥، ٣١٢، ٣٣٤، ٤٢
أصبهان ٢٢٤،
٢٢٥، ٢٥٠، ٣٢٦
إصطخر ٥٤،
٢٧٥، ٣٢٥، ٣٢٦، ٣٢٧
أطرابلس
المغرب ٢٤٢، ٢٧٥
الأعوص ٤٣٩
إفريقية ٣١٢،
٣١٩، ٣٢٠، ٣٢١، ٣٥١، ٣٥٩، ٤١٥، ٤٣٢، ٥٣٠
أليْس ٧٨
الأنبار ٧٨
الأندلس ٣٢٠
أنطابلس ١٩٨
أنطاكية ١٢٨،
١٦٢، ٢٢٨
الأهواز ١٢٩،
١٥٧، ١٦٦، ١٦٩، ١٩٨
إيليا ١٦٢،
٢٧٥
(ب)
باب اليون
١٩٧، ٢٧٥
باب البريد
٣٩٩
|
باب الجابية ٢٣٢
باب الصغير ٢٠٥
باب كيسان ٢٠٦
بابل ٦٦٧
باجنيس ١٨٨
بادوريا ١٤٣
باذغيس ٤١٥
بئر أريس ٤٤١
بئر رومة ٤٤٥
بئر سكن ١٤٨
بئر منبه ١٤٨
البثنيّة ١٢٦
بحر الشام ٣٢٣، ٤٢٦
البحرين ٢٦، ٧٣، ٩٠، ١٢١، ١٤٥، ٢١٠، ٢٣٦،
٢٣٧، ٢٣٨، ٢٩٠، ٥٣٢
بدر ٦١، ٦٤، ٦٩، ٧١، ٧٢، ٧٤، ٧٨، ١٢٢،
١٣١، ١٣٥، ١٤٧، ١٥٢، ١٥٤، ١٩٢، ٩٩٥، ٢٠٢، ٢٠٧، ٢١٦، ٢٢١، ٢٥٢، ٢٨٦، ٢٩٠، ٢٩٤، ٢٨٦،
٢٩٩، ٣٣٣، ٣٣٤، ٣٣٥، ٣٣٦، ٣٣٧، ٣٣٨، ٣٤٠، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٧، ٣٥٢، ٣٥٤، ٣٥٧، ٣٥٨، ٣٦٠،
٣٦١، ٣٧١، ٣٧٢، ٣٧٣، ٣٧٥، ٣٧٧، ٣٨٠، ٣٨٥، ٣٩٥، ٤٠٦، ٤١٨، ٤٢١، ٤٢٢، ٤٢٥، ٤٢٨، ٤٣٢،
٤٦٤، ٥٢٣، ٥٣٢، ٥٣٦، ٥٤٥، ٥٦٢، ٥٧٠، ٥٨٠، ٥٩٥، ٥٩٨، ٦١٨، ٦٢٢، ٦٥٥، ٦٥٦، ٦٥٩
بَرْزة ١٢٨
|
|
باب الجابية ٢٣٢
باب الصغير ٢٠٥
باب كيسان ٢٠٦
بابل ٦٦٧
باجنيس ١٨٨
بادوريا ١٤٣
باذغيس ٤١٥
بئر أريس ٤٤١
بئر رومة ٤٤٥
بئر سكن ١٤٨
بئر منبه ١٤٨
البثنيّة ١٢٦
بحر الشام ٣٢٣، ٤٢٦
البحرين ٢٦، ٧٣، ٩٠، ١٢١، ١٤٥، ٢١٠، ٢٣٦،
٢٣٧، ٢٣٨، ٢٩٠، ٥٣٢
بدر ٦١، ٦٤، ٦٩، ٧١، ٧٢، ٧٤، ٧٨، ١٢٢،
١٣١، ١٣٥، ١٤٧، ١٥٢، ١٥٤، ١٩٢، ٩٩٥، ٢٠٢، ٢٠٧، ٢١٦، ٢٢١، ٢٥٢، ٢٨٦، ٢٩٠، ٢٩٤، ٢٨٦،
٢٩٩، ٣٣٣، ٣٣٤، ٣٣٥، ٣٣٦، ٣٣٧، ٣٣٨، ٣٤٠، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٧، ٣٥٢، ٣٥٤، ٣٥٧، ٣٥٨، ٣٦٠،
٣٦١، ٣٧١، ٣٧٢، ٣٧٣، ٣٧٥، ٣٧٧، ٣٨٠، ٣٨٥، ٣٩٥، ٤٠٦، ٤١٨، ٤٢١، ٤٢٢، ٤٢٥، ٤٢٨، ٤٣٢،
٤٦٤، ٥٢٣، ٥٣٢، ٥٣٦، ٥٤٥، ٥٦٢، ٥٧٠، ٥٨٠، ٥٩٥، ٥٩٨، ٦١٨، ٦٢٢، ٦٥٥، ٦٥٦، ٦٥٩
بَرْزة ١٢٨
|
تعز ١٥
تفليس ٢٤٦
تكريت ١٦٢، ١٨٧
تهامة ٥٠، ٢٩٠
توّج ٢٢٣
(ث)
ثبير مكة ٤٤٥
(ج)
الجابية ١٦٢،
٢٠٧، ٢٧٥، ٢٩٠، ٤٦٤، ٤٦٧، ٥٢٣
جبل خولان ٣٠
جبل لبنان ٥٣١
الجُحْفة ٤٢٩،
٦٢٨
جُرْجان ٢٤٢،
٣٠٢
الجَرَعَة ٤٣١،
٤٣٥
الجُرْف ١٩، ٤٣١
الجزيرة الفراتية
٩٤، ١٨٦، ١٨٩، ٢٢٦، ٢٦٦، ٣١٥، ٦٦٤
جسر أبي عبيد
١٢٣، ١٢٦، ١٣١، ١٣٢، ١٣٤، ١٣٥، ١٣٦، ١٣٧، ١٣٨
جلولاء ١٤٣، ١٦٠،
١٦١، ١٦٥، ١٦٩، ١٨٧، ٢٧٠، ٢٧٥
الجند ١٥، ١٩
جُنْدَيْسابور
١٦٩، ١٩٨
جُوَاثا ٧٣، ٧٤
الجَوْزَجان ٢٨٦،
٣٣٠
(ح)
حبرون ٦١٢
|
|
الحبشة ٥٢، ٦١،
٦٤، ٦٥، ٨٩، ٩١، ٩٥، ١٠١، ١٠٣، ١٠٤، ١٣٣، ١٥٢، ١٥٤، ١٨١، ٢٠٣، ٢٨٩، ٢٩٠، ٢٩٢، ٣٣٥،
٣٤٣، ٣٥٥، ٣٥٧، ٣٦٠، ٤١٦، ٤٦٦، ٤٦٨، ٥٣٢، ٥٧٢، ٦٠٢، ٦٥٢
الحديبية ٧٥،
٨٤، ٨٩، ١٠١، ١٥١، ١٥٥، ١٨٤، ٢١٧
الحُدَيثة ٦٩
حراء ٥٠٣، ٥٢٥،
٦٠٠
حرّان ١٨٦
حروراء ٥٥٤، ٥٨٨،
٦٠٥
حصن المرة ٤١٥
حضر موت ١٦، ٧٤،
٢٣٦، ٥٢٦
حلب ١٦٢، ٢٠٦
حلوان ١٦١، ١٦٩،
١٩٨، ٣٢٦
حمص ١٢٣، ١٢٤،
٢١٥، ٢٣٢، ٢٣٤، ٣٢٣، ٣٤٦، ٣٩٧، ٤٣٢، ٥٤١، ٥٤٦، ٥٦١، ٦٢١
حُنَيْن ٨٣، ١٥٥،
١٥٦، ١٨٠، ١٨٣، ٢٠٨، ٢١٧، ٢١٨، ٣٠٠، ٣٦٩، ٣٢٦، ٤٢٦، ٦٦٠
حوران ١٢٦، ١٤٨،
١٦٢
الحيرة ٧٨، ٧٩،
١٢٧، ١٣٧، ١٤٣، ٢٩٧، ٣٠٦
(خ)
الخرّارة ١٤٣
خراسان ٢٧٦، ٣٢٧،
٣٢٩، ٣٣٠، ٣٣١، ٣٦٤، ٤١٥
الخُرَيبة ١٢٩
|
الخطّ ٧٣
الخليج
العربي ٧٧
خوارزم ٣٣٠
خوزستان ١٦٩
خيبر ١٠١،
١٨٥، ٢٠٠، ٢١٤، ٣٥٧، ٤٥١
(د)
دار ابجرد
٢٤٩، ٣١٨
دار الأرقم
٢٩٤، ٢٩٩، ٤٢٢، ٥٧١
دار سعد بن
عبادة ٥
داريّا ٢٠٤،
٢٠٦
دجلة ٧٧، ١٥٨
دمشق ٥٨،
١٢٣، ١٢٤، ١٢٥، ١٢٦، ١٢٨، ١٥٢، ١٨٠، ٢٠٥، ٢٣٠، ٢٣٢، ٢٧٥، ٢٩٠، ٣٤٤، ٣٤٦، ٣٩٩،
٤٠٨، ٤٥٠، ٤٥٢، ٥٤٠، ٥٥٩، ٥٦٦، ٥٨٤
دست هرّ ١٧٠
دومة الجندل
٥٤٨، ٥٥٠
ديار بني أسد
٥٢
الدينَوَر
٢٤١
ذو خُشُب
٤٢٩، ٤٢٩، ٤٤١
ذو قَدَر ٣٤٨
ذو القصَّة ١٤،
٢٨، ٢٩، ١١٨
ذو المروة
٤٥١
(ر)
رامهرمز ١٦٩،
١٩٨، ٥١١
الربذة ٤١٢،
٤٨٧
الرَّحبة
٤١٢، ٤٨٧
رضْوى ٤٤٨
|
|
الرقّة ٦٦٥
الرملة ٨٢،
٤٢٣، ٥٢٩
الرُّها ١٦٩،
١٨٥
الروحاء ٢٩٦،
٣٦١
الرُّمة ٢٩
رومية
الريّ ١٦١،
٢٢٤، ٣٠٧، ٦٦٢
(ز)
الزاب ١٥٨
الزارة ٢١٠،
٢١١
زالق ٣٣٠
زرنج٣٣٠، ٤٢٥
زرود ١٢٦
زنُدَوَرْد
٧٨
(س)
سابور ٣٢٥
ساحل الشام
١٨٠
سامرّاء ٢٤٦
سُبيطلة ٣١٨
سجستان ١٦٠،
٢٥٠، ٣٢٩، ٤١٥
سرخس ٣٣٠
سرغ ١٦٥، ٢٧٥
سروج ١٦٢
سقيفة بني
ساعدة ٥، ٦، ١١، ١٢، ٦٧، ١١٨، ١٤٧، ٢٨٦
سميساط ١٨٥،
١٨٩
السنُح ٥
سورية ٣٢٤
السوس ١٦٩
سوق عكاظ ١٦٩
|
السيلحين ١٤٣
(ش)
الشام ٢٠،
٧٩، ٨٠، ٨١، ٨٧، ٨٩، ٩٢، ٩٣، ٩٩، ١١٨، ١٢٣، ١٢٦، ١٤٤، ١٤٥، ١٤٨، ١٤٩، ١٥١، ١٦٢،
١٦٥، ١٧٢، ١٧٣، ١٨٠، ١٨٣، ١٨٥، ٢٠٤، ٢١٥، ٢١٦، ٢٢٩، ٢٣٢، ٢٤١، ٢٥٢، ٢٦٦، ٢٧٥،
٢٩٥، ٢٩٩، ٣٠٩، ٣١١، ٣٣٥، ٣٤٦، ٣٧٠، ٣٩٧، ٤٠٩، ٤٢٢، ٤٢٣، ٤٢٤، ٤٣٢، ٤٧٣٥، ٤٥١،
٤٥٢، ٤٧٦، ٤٨٢، ٥١١، ٥١٣، ٥٢٣، ٥٣٧، ٥٣٨، ٥٣٩، ٥٤١، ٥٤٣، ٥٤٤، ٥٤٥، ٥٤٧، ٥٤٨،
٥٥١، ٥٥٢، ٥٦١، ٥٦٧، ٥٦٨، ٥٨٧، ٦٠١، ٦١١، ٦١٢، ٦٢١
شرواذ ٣٣٠
شمشاط ١٨٨
شيراز ٣٢٥،
٣٢٦
(ص)
الصّراة ١٤٣
الصفراء ٦١٨
صفّين ١٩،
٢٢٢، ٢٩٧، ٥٣٠، ٥٣٩، ٥٤١، ٥٤٢، ٥٤٣، ٥٤٤، ٥٤٥، ٥٥٦، ٥٥٨، ٥٦٠، ٥٦١، ٥٦٦، ٥٦٧،
٥٦٨، ٥٨١، ٥٨٢، ٥٨٤، ٥٨٥، ٥٩٤، ٥٩٦، ٦١٠، ٦٢١، ٦٦٢
صنعاء ١٥،
١٦، ٣٠، ٣١، ٩٢، ٤٦٧، ٤٨٠
|
|
صُهاب ١٨٧
(ط)
الطائف ١٦،
١٢١، ١٤٥، ٢٩٣، ٣٠٠، ٣٠٩، ٣٥٠، ٣٦٦، ٣٦٩، ٤٣٧، ٦٦١
طبرستان ٣٧٩
طبرية ١٣٩
طخارستان ٢٣٠
طوس ٣٢٧، ٣٣٠
طيسفون ١٥٨
(ع)
العالية ٥٤١
العجم ١٨٧، ٢٢٧
عدن ١٥
العُذَيب ٤٣١
العراق ٢٨،
٧٨، ٧٩، ٨٠، ٨٧، ١١٨، ١٢٦، ١٣٧، ١٤٢، ١٤٤، ١٥٩، ١٦٠، ٢٦٦، ٢٧٧، ٢٨٥، ٣٠٩، ٤١٢،
٤٤٧، ٤٥٤، ٤٧٦، ٥١٢، ٥٢٧، ٥٤٠، ٥٤٨، ٥٥١، ٦٠١، ٦٠٨
عرقة ٢٧١،
٣٢٨
عسقلان ٥٣٠
عَمَواس ١٤٦،
١٥١، ١٧٠، ١٧٤، ١٨٢، ١٨٤، ٢٧٥
عمّورية ٢٥٠،
٢٧٥
عين التمر ٧٨
عين الروحية
٦٦٥
عين رومة ٤٧١
(غ)
غدير خمّ
٦٢٨، ٦٣٢
الغَمْر ٥٠
|
الغَور ١٧٧
الغوطة ٥٨
(ف)
فارس ١٣٣، ١٨٧،
٢٢٣، ٢٢٥، ٢٣٩، ٣٢٥، ٣٢٧، ٣٢٩، ٥٥٤
الفارياب ٣٣٠
فحْل ٨٥، ٨٦،
٩٣، ١٢٣، ١٢٤، ١٧٤،
الفُرات ١٢٧،
١٢٩، ٥٤٦
فَسا ٢٤٩، ٣٢٧
الفُسطاط ١٩٧،
٢٢٤
فلسطين ٢١، ٨١،
٨٢، ٢٢٤، ٢٩٠، ٤٢٧، ٥٣١، ٦٠٢
(ق)
القادسيّة ١٢٧،
١٣٧، ١٤٢، ١٤٣، ١٤٤، ١٤٩، ١٥٣، ١٥٧، ٢٣٠، ٣٠١، ٤٣١، ٦٢١، ٦٦٢
قاليقلا ١٨٨
قباء ٥٥، ٥٦
قبرس ٣١٧، ٣٢٣،
٣٢٤
قُدَيد ٣٠٨، ٦١١
قرقيسياء ١٦٣
قسطنطينية ١٢٨،
٣٢٠، ٣٢١، ٣٧١
قَطَن ٢٩
قلقية ٢٢٨
قندابيل ٥٨٣
قنّسرين ١٦٢
قنطرة أم حكيم
٨٥
قومس ٢٢٤، ٢٤٢
القَيْروان ٣١٨،
٣٢٠
قيسارية ١٨٠،
١٨٧، ٢١٦، ٢٧٥
|
|
القيقان ٥٨٣
(ك)
كازرون ٢٢٣
كرمان ٢٥٠، ٣٢٧
الكِرْيوْن ٢٢٤
كسكر ٧٨، ١٢٧
الكعبة ٤٨، ٢٠٤،
٥٤٣، ٦٠٥
كوثا ١٤٣
الكوفة ٧٨، ١٣١،
١٤٤، ١٧٠، ١٨٦، ٢٠٠، ٢٢٣، ٢٢٥، ٢٢٧، ٢٤١، ٢٤٢، ٢٦٤، ٢٧٦، ٣٠٩، ٣١١، ٣١٢، ٣١٥، ٣٢٩،
٣٤٢، ٣٦٤، ٣٨٥، ٣٨٦، ٤٠٧، ٤٢٠، ٤٣٠، ٤٣١، ٤٣٢، ٤٣٥، ٤٣٨، ٤٣٩، ٤٤٠، ٤٤٣، ٤٤٨، ٤٨٤،
٤٩٣، ٥١٨، ٥٥١، ٥٥٢، ٥٥٦، ٥٥٧، ٥٦٤، ٥٨٨، ٥٩١، ٥٩٦، ٦٠٣، ٦٠٨، ٦٠٩، ٦٥١، ٦٥٣، ٦٥٨،
٦٦١، ٦٦٢، ٦٦٤، ٦٦٥، ٦٦٦، ٦٦٧، ٦٦٨
(م)
مأرب ١٦
ما سبذان ٢٤١
ماه ١٦٩، ٢٢٤،
٢٤١
المحوّل ١٤٣
المخدّج ٦٠٥
المدائن ١٤٣،
١٤٤، ١٥٧، ١٥٨، ١٥٩، ١٦١، ٥٢١
المدينة المنوّرة
١١، ٢٨، ٣٠، ٥٠، ٥٥، ٦٢، ٧٠، ٧٥، ٨٧، ٨٩، ١٠٢
|
١٢٢، ١٤٧،
١٤٨، ١٥٣، ١٦٣، ١٦٣٥، ١٧٠، ١٩٨، ٢٠٠، ٢٠٥، ٢٢٠، ٢٣٢، ٢٣٤، ٢٧٣، ٢٧٦
، ٢٧٧، ٢٨٧،
٢٨٨، ٢٩٤، ٢٩٦، ٢٩٧، ٣٠٧، ٣٣١، ٣٣٣، ٣٤٨، ٣٤٩، ٣٥١، ٣٥٨، ٣٦١، ٣٦٥، ٣٦٦، ٣٨٩،
٣٩٢، ٤٠٦، ٤١٠، ٤١٩، ٤٢٣، ٤٢٦، ٤٢٨، ٤٢٩، ٤٣٠، ٤٣٦، ٤٣٨، ٤٣٩، ٤٤١، ٤٤٢، ٤٤٨،
٤٥١، ٤٥٨، ٤٦٤، ٤٧٦، ٤٨٣، ٤٨٤، ٤٩١، ٤٩٣، ٤٩٤، ٥١٣، ٥٦٦، ٥٨٢، ٥٩٨، ٦١١، ٦١٥،
٦١٧، ٦٢١، ٦٢٢، ٦٢٨، ٦٣٨، ٦٤٢، ٦٤١، ٦٤٧، ٦٥٩، ٦٦٠، ٦٦٥
مرج راهط ٨١
مرج الصُفَّر
٨٤، ١٣٢، ١٨٢
مرج الظهران
٦٢٠
مَرو ٣٢٥،
٣٣٠، ٣٣١، ٣٦٤، ٣٧٠
المُرَيسيع
٥٦٠
المسجد
الحرام ٣١٥
المشقّر ٧٣
مصر ١٩٧،
١٩٨، ٢١٨، ٢٢٤، ٢٦٦، ٢٧٥، ٢٩٧، ٣١٢، ٣١٨، ٣٢٠، ٣٢١، ٣٦٤، ٤٢١، ٤٢٩، ٤٣٢، ٤٣٣،
٤٣٤، ٤٣٥، ٤٣٨، ٤٣٩، ٤٤٢، ٤٤٩، ٤٥٤، ٤٥٧، ٤٥٨، ٥٢٩، ٥٣١، ٥٤٨، ٦٠١، ٦٠٢، ٦١٨،
٦٥٣
مصر القديمة
١٩٧
المضّيصة ٣٦٤
|
|
المضيق ٣٧١
المغرب ٩٩٨،
٣٥٦، ٥٣٠
المُغَيْثة
١٦٥، ٤٣١
مكران٢٥، ٥٨٣
مكّة
المكرّمة ٣٠، ٥٠، ٥٥، ٦٣، ٧١، ٧٥، ٧٩، ٨٩، ٩٧، ٩٨، ١٠١، ١٠٤، ١٥١، ١٧٠، ١٨٣،
٢٠٢، ٢٣٥، ٢٩٠، ٣٢٨، ٣٦٠، ٣٧٣، ٣١٨، ٣٦٣، ٤٦٦، ٤٩٧، ٥٣١، ٥٥١، ٥٦٣، ٥٦٦، ٥٧٠،
٥٩٧، ٥٩٩، ٦١٣، ٦٢٨
مَلَطية ٤١٥
مَنْبِج ١٦٢
مِنى ٢٧٦،
٣٢٨، ٥٥٨
مُؤتة ١٠٣،
٢٣٢
المْوصل ١٦٣،
١٨٦، ٥٩٧
مَيْسان ٧٧
(ن)
ناشروذ ٣٣٠
نجد ٢٨، ٣٠،
٥٠
نجران ١٥،
١٢٣، ١٣١، ٢٠٠
النجف ١٤٣
النُجَيْر ٧٤
نخلة ٢٩٩
النُخيْلة
٦٠٥
نصيّين ١٨٦
نقع ٢٨
نهاوند ١٦٩،
٢٢٤، ٢٢٥، ٢٢٦، ٢٢٧، ٢٣٠، ٢٤٠، ٢٧٥
نهر تيرى ١٩٨
نهر عيسى ٧٨،
١٤٣
|
نهر الملك ٧٨
الههروان ٥٨٨
النوبندجان ٣٢٦
نيسابور ١٦٠،
٣٢٧، ٣٣٠، ٣٣١، ٣٦٣، ٣٦٤
نِينَوَى ٥٩٧
(ه)
هجر ٧٣
هراة ٣٢٧، ٣٣٠،
٤١٥
هَمَذان ٢٢٤،
٢٤٢، ٢٧٥، ٥٦٩
الهند ٧٧، ٥٨٣
(و)
وادي السباع ٥٠٧
وادي القرى ٢٠٠
واسط ٧٧، ٧٨
|
|
وجّ ٣٦٦
(ي)
اليرموك ٧٩،
١٠٠، ١٠٤، ١٣٩، ١٤٠، ١٤١، ١٥٠، ١٥١، ١٥٢، ١٥٣، ١٥٤، ١٥٥، ١٥٦، ١٦٢، ١٨٢، ٢١٧،
٢٧٥، ٢٩٤، ٢٩٨، ٣٦٢، ٣٦٩، ٣٧٠، ٥٠٣، ٥٠٥، ٥٦٦، ٥٨٣، ٥٨٤، ٥٩٣، ٦١٠
اليمامة ٣٠، ٣٧،
٣٨، ٣٩، ٤٠، ٤١، ٥٣، ٥٤، ٥٧، ٥٨، ٥٩، ٦١، ٦٣، ٦٥، ٦٦، ٧٢، ٧٣، ٧٤، ٧٧، ٧٩، ١٤٥، ١٨٤،
٥٨٠
اليمن ١٥، ١٦،
١٩، ٧٤، ١٢١، ١٢٦، ١٧٧، ١٧٨، ٥٥٨، ٥٦٦، ٥٧٠، ٦٠٧
ينُبع ٤٤٨
|
(١١)
فهْرسُ
المَوْضُوعَاتِ
(سنة إحدى عشرة)
(خلافة
الصِّدِّيق)
قصّة الأسود
العَنْسي............................................................ ١٤
جيش أُسامة بن
زيد ............................................................ ١٩
شأن أبي بكر
وفاطمة .......................................................... ٢١
خبر الرّدّة...................................................................... ٢٧
مقتل مالك بن
نُوَيْرَة ........................................................... ٣٢
قتال
مُسَيْلَمة الكذّاب........................................................... ٣٨
(الوَفَيَات)
وفاة فاطمة رضي
الله عنها....................................................... ٤٣
وفاة أمّ
أيْمَن مَوْلاة النبيّ.......................................................... ٤٨
وفاة عبد الله
بن أبي بكر الصّدّيق................................................. ٤٩
عُكّاشة بن
محْصن الأسديّ...................................................... ٥٠
ثابت بن أقرم.................................................................. ٥١
الوليد بن
عُمارة بن الوليد....................................................... ٥٢
(سنة اثنتي
عشرة)
وقعة
اليَمَامَة................................................................... ٥٣
(الوَفَيَات)
أبو حذيفة بن
عتبة بن ربيعة..................................................... ٥٣
سالم مولى أبي
حُذَيْفَة........................................................... ٥٤
شجاع بن وَهْب................................................................ ٥٧
زيد بن الخطّاب................................................................ ٥٨
حَزْن بن ابي
وَهْب.............................................................. ٦١
عبد الله بن
سُهَيل.............................................................. ٦١
مالك بن عَمْرو
الدُّوسي......................................................... ٦٢
يزيد بن رُقَيش
بن رباب.......................................................... ٦٣
(أسماة آخرين
من الشهداء)
عبد الله بن
مخرمة............................................................... ٦٣
(أسماء آخرين)
السّائب بن
عثمان بن مظعون.................................................... ٦٥
عبّاد بن بشر.................................................................. ٦٥
معن بن عديّ.................................................................. ٦٧
عبد الله بن
عبد الله بن أبيّ...................................................... ٦٨
ثابت بن قيس بن
شمّاس........................................................ ٦٩
أبو دُجانة
سماك بن خَرَشَة....................................................... ٧٠
عُمارة بن حزم.................................................................. ٧١
عقبة بن عامر.................................................................. ٧١
ثابت بن هزّال................................................................. ٧١
أبو عقيل بن
عبد الله بن ثعلبة.................................................... ٧٢
(أسماة آخرين
من الشهداء)
مقتل
مُسَيْلَمَة.................................................................. ٧٣
وقعة جُواثا..................................................................... ٧٣
وفاة أبي العاص
بن الربيع........................................................ ٧٤
الصَّعْب بن
جثّامة.............................................................. ٧٦
أبو مَرْثَد
الغَنَويّ................................................................ ٧٧
غزوة الأبلّة.................................................................... ٧٧
حصار عين التمر.............................................................. ٧٨
مقتل بشير بن
سعد بن ثعلبة..................................................... ٧٨
جمع زيدٍ
للمُصْحَف............................................................. ٧٩
خالد يجّج من
العراق............................................................ ٧٩
مسير خالد من
العراق إلى اليرموك................................................ ٨٠
(سنة ثلاث عشرة)
مسير المسلمين
إلى الشام........................................................ ٨١
وقعة أجنادين.................................................................. ٨٢
وقعة مرج
الصُّفَّر............................................................... ٧٤
وقعة فخل..................................................................... ٨٥
وفاة الخليفة
أبي بكر............................................................ ٨٧
(خلافة عمر بن
الخطاب
(المتوفّون في
هذه السنة على الحروف)
أبان بن سعيد
بن العاص........................................................ ٨٩
أنسة مولى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم........................................................ ٩٠
الحارث بن أوس
بن عتيك....................................................... ٩٠
تميم بن الحارث
بن قيس......................................................... ٩٠
خالد بن سعيد
بن العاص....................................................... ٩١
سعد بن عُبادة................................................................. ٩٢
سَلَمَة بن
هشام بن المغيرة........................................................ ٩٣
السّائب بن
الحارث بن قيس..................................................... ٩٣
ضرار بن الأزور
الأسديّ........................................................ ٩٣
طُلَيْب بن
عُمَيْر بن وهْب........................................................ ٩٤
عبد الله بن
الزُبَيْر............................................................... ٩٦
عبد الله بن
عَمْرو الدّوْسيّ....................................................... ٩٦
عثمان بن طلخة
الحجبي......................................................... ٩٧
عتّاب بن أسيد................................................................ ٩٧
عِكْرِمَة بن
ابي جهْل............................................................. ٩٨
عمْرو بن سعيد
بن العاص..................................................... ١٠٠
الفضل بن
العبّاس............................................................. ١٠١
نعيم بن عبد
الله النّخّام........................................................ ١٠١
هبّاربن سفيان................................................................ ١٠٣
هشام بن العاص
بن وائل...................................................... ١٠٣
أبو بكر
الصّدّيق............................................................. ١٠٥
ذكر عمّال أبي
بكر........................................................... ١٢١
أبو كبشة مولى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم.................................................. ١٢١
(سنة أربع عشرة)
فتح دمشق.................................................................. ١٢٣
نجدة سعد بن
ابي وقّاص بالعراق................................................ ١٢٦
وقعة الجسر.................................................................. ١٢٦
فتح حمص
وبعلبكّ............................................................ ١٢٨
فتح البصرة.................................................................. ١٢٩
(أسماء
المستشهدين هذه السنة)
أوْس بن أوس بن
عتيك........................................................ ١٣١
بشير بن عنبس
بن يزيد........................................................ ١٣١
ثابت بن عتيك............................................................... ١٣١
ثعلبة بن عمْرو............................................................... ١٣١
الحارث بن عتيك............................................................. ١٣١
الحارث بن
مسعود............................................................ ١٣١
خالد بن سعيد
بن العاص...................................................... ١٣٢
خُزَيمة بن
أوْس................................................................ ١٣٢
ربيعة بن
الحارث.............................................................. ١٣٢
زيدبن سُرَاقة.................................................................. ١٣٢
سعد بن سلامة
بن وقش...................................................... ١٣٢
سعد بن عبادة
الأنصاريّ...................................................... ١٣٢
سَلَمَة بن
هشام............................................................... ١٣٢
سُلَيْط بن قيس............................................................... ١٣٢
ضَمْرَة بن
غزِيّة................................................................ ١٣٢
عبد الله بن
مربع.............................................................. ١٣٢
عبد الرحمن بن
مربع........................................................... ١٣٢
عبّاد بن مربع................................................................. ١٣٢
عُتْبَة بن
غَزُوان............................................................... ١٣٢
عُقْبَة بن
قيْظي............................................................... ١٣٤
عبد الله بن
قَيْظي............................................................. ١٣٤
العلاء بن
الحَضْرميّ........................................................... ١٣٤
عمر بن أبي
اليُسْر............................................................ ١٣٤
قيس بن السَكَن.............................................................. ١٣٤
المثنّى بن
حارثة................................................................ ١٣٦
نافع بن غيلان............................................................... ١٣٦
نوفل بن الحارث.............................................................. ١٣٦
واقد بن عبد
الله ............................................................. ١٣٦
هند بنت عُتْبة............................................................... ١٣٧
يزيد بن قيس بن
الخطيم....................................................... ١٣٧
يزيد بن مسعود............................................................... ١٣٧
أبو قُحافة................................................................... ١٣٧
عبد الله بن
صعصعة.......................................................... ١٣٨
(سنة خمس عشرة)
فتح الأردن.................................................................. ١٣٩
يوم اليرموك.................................................................. ١٣٩
وقعة القادسيّة................................................................ ١٤٢
عمّال الخليفة
عمر............................................................ ١٤٤
(المتوفّون
فيها)
الحارث بن هشام
............................................................. ١٤٦
سعد بن عُبادَة............................................................... ١٤٦
سع بن عُبَيْد................................................................. ١٤٩
سعيد بن الحارث.............................................................. ١٥٠
سُهَيْل بن
عمرو بن عبد شمس.................................................. ١٥٠
عامر بن مالك
بن أهْيَب...................................................... ١٥٢
عبد الله بن
سُفيان............................................................ ١٥٢
عبد الرحمن بن
أخو الزبير...................................................... ١٥٢
عُتْبة بن
غزوان............................................................... ١٥٢
عِكْرِمة بن
أبي جهل........................................................... ١٥٢
عَمْرو بن أمّ
مكتوم............................................................ ١٥٢
عُمْرو بن
الطُفَيْل.............................................................. ١٥٣
عيّاش بن أبي
ربيعة............................................................ ١٥٣
فِراس بن
النّضْر............................................................... ١٥٤
قيس بن عدِيّ............................................................... ١٥٤
قيس بن أبي
صعصعة.......................................................... ١٥٤
نصَيْر بن
الحارث.............................................................. ١٥٤
نوفل بن الحارث.............................................................. ١٥٥
هشام بن العاص.............................................................. ١٥٦
(سنة ستّ عشرة)
فتح الأهواز
والمدائن .......................................................... ١٥٧
وقعة جَلُولاء.................................................................. ١٦٠
فتح تكريت.................................................................. ١٦٢
فتح بيت المقدس............................................................. ١٦٢
فتح قنّسرين وسَرُود
والرُّها...................................................... ١٦٢
صُلْح إيلياء.................................................................. ١٦٢
وقعة قَرْ
قيسْياء............................................................... ١٦٣
كتابة التأريخ................................................................. ١٦٣
(من تُوُفّي
فيها)
مارية أمّ
إبراهيم القبطيّة ....................................................... ١٦٣
(سنة سبع عشرة)
خروج عمر إلى
سَرْعَ.......................................................... ١٦٥
زيادة مسجد
النبيّ............................................................. ١٦٥
القحط بالحجاز.............................................................. ١٦٥
فتح الاهواز.................................................................. ١٦٦
عَزْل المُغيرة
عن البصرة......................................................... ١٦٦
زواج عمر بأمّ
كلثوم........................................................... ١٦٦
(الوفيات)
عُتْبة بن
غزوان............................................................... ١٦٧
الحارث بن هشام............................................................. ١٦٧
إسماعيل بن
عمرو............................................................. ١٦٧
شُرَحْبيل بن
حَسَنَة............................................................ ١٦٧
يزيد بن أبي
سفيان............................................................ ١٦٧
أبو عبيدة بن
الجرّاح........................................................... ١٦٧
مُعَاذ بن جبل................................................................ ١٦٧
(سنة ثماني
عشرة)
استسقاء عمر
للناس.......................................................... ١٦٩
فتح
جُنْدَيْسابور والسوس....................................................... ١٦٩
فتح حلْوان................................................................... ١٦٩
صُلح أذْربَيْجان............................................................... ١٦٩
فتح
رامَهُرْمُز وتُستَر............................................................ ١٦٩
صُلح دَسْت................................................................. ١٧٠
بناء الكوفة.................................................................. ١٧٠
طاعون عَمَواس............................................................... ١٧٠
(ذِكْر من
تُوُفّي بطاعون عَمَواس)
أبو عُبَيْدة
بن الجرّاح........................................................... ١٧١
مُعاذ بن جبل................................................................ ١٧٥
يزيد بن ابي
سفْيان............................................................ ١٧٩
شُرَحْبيل بن
حَسَنة ........................................................... ١٨١
الفضل بن
العبّاس............................................................. ١٨٢
الحارث بن هشام............................................................. ١٨٣
سُهَيْل بن
عمرو العامريّ....................................................... ١٨٤
أبو جندل بن
سُهَيْل........................................................... ١٨٤
أبو مالك
الأشعريّ............................................................ ١٨٥
(بقيّة حوادث
السنة)
فتح الرُها
وسُمَيْساط........................................................... ١٨٥
فتح حَرّان
ونصيبّين........................................................... ١٨٦
فتح المَوْصِل.................................................................. ١٨٦
بناء جامع
الكوفة............................................................. ١٨٦
(سنة تسع عشرة)
فتح
قَيْسَاريّة................................................................. ١٨٧
وقعة صُهاب ................................................................ ١٨٧
فتح تكريت.................................................................. ١٨٧
وقعة جَلُولاء
العجم........................................................... ١٨٧
وقعة أرمينية.................................................................. ١٨٨
وفاة صفوان بن
المعطّل......................................................... ١٨٨
(الوَفَيَات)
أُبَيّ بن كعْب................................................................. ١٩١
خبّاب مولى
عُتْبة بن غَزوان..................................................... ١٩٥
(سنة عشرين)
فتح مصر.................................................................... ١٩٧
غزوة تُسْتَر................................................................... ١٩٨
موت هِرقُل.................................................................. ٢٠٠
إجلاء اليهود
عن خَبْيَر ونّجْران.................................................. ٢٠٠
(الوَفَيَات)
بلال بن رباح................................................................. ٢٠١
أسيد بن الحُضَيْر.............................................................. ٢٠٦
أُنيس بن
مَرْثَد................................................................ ٢٠٨
البراء بن مالك............................................................... ٢٠٩
زينب بن جحش.............................................................. ٢١١
سعيد بن عامر
بن حِذْيم....................................................... ٢١٤
عياض بن غَنْم
الفِهْريّ........................................................ ٢١٦
أبو سُفيان بن
الحارث......................................................... ٢١٧
صفيّة عمّة
الرسول............................................................ ٢٢٠
أبو الهيثم بن
التّيهان........................................................... ٢٢١
(سنة إحدي
وعشرين)
عزْل سعد عن
الكوفة......................................................... ٢٢٣
تمصير تَوَّج................................................................... ٢٢٣
الغارة على سيف
البحر........................................................ ٢٢٣
فتح الإسكندرية.............................................................. ٢٢٤
وقعة نهاوند.................................................................. ٢٢٤
فتح بَرْقَة..................................................................... ٢٢٨
صُلح انطاكية
وقِلِقِيّة.......................................................... ٢٢٨
(الوَفَيَات)
أبو هاشم خال
معاوية......................................................... ٢٢٩
طُلَيْحة بن
خُوَيْلد............................................................. ٢٢٩
خالد بن الوليد............................................................... ٢٣٠
العلاء بن
الحضْرميّ........................................................... ٢٣٥
الجارود
العبْديّ............................................................... ٢٣٨
النُّعمان بن
مُقرِّن.............................................................. ٢٣٩
(سنة اثنتين وعشرين)
فتح
أذْرَبَيْجان................................................................ ٢٤١
فتح
الدِّينَوَر.................................................................. ٢٤١
فتح ماسَبَذَان................................................................. ٢٤١
غزوة ماه..................................................................... ٢٤٢
غزوة هَمَدَان.................................................................. ٢٤٢
فتح أطرابلس
المغرب........................................................... ٢٤٢
عزْل عمّار عن
الكوفة......................................................... ٢٤٢
فتح جُرْجان.................................................................. ٢٤٢
فتح الرّيّ
وقومس............................................................. ٢٤٢
(الوَفَيَات)
أُبَيّ بن كعب................................................................. ٢٤٢
معضد بن يزيد
الشيباني........................................................ ٢٤٣
(بقيّة حوادث
السنة)
مولد يزيد بن
معاوية .......................................................... ٢٤٣
غزو التُرْك................................................................... ٢٤٣
خبر السّدّ................................................................... ٢٤٣
(سنة ثلاث
وعشرين)
قول عمر : «يا
سارية الجبل».................................................. ٢٤٩
فتح كرمان................................................................... ٢٥٠
فتح سجستان................................................................ ٢٥٠
فتح مُكَرْان................................................................... ٢٥٠
فتح بلاد
أصبهان............................................................. ٢٥٠
غزوة معاوية
إلى عَمّورية........................................................ ٢٥٠
(الوَفَيَات)
قتادة بن
النُّمان............................................................... ٢٥١
عمر بن الخطّاب
............................................................. ٢٥٣
ذكر بنسائه
وأولاده........................................................... ٢٧٤
(ذكر من تُوُفي
في خلافة عمر مُجْمَلاً)
الأقرع بن حابس............................................................. ٢٨٥
الحُباب بن
المنذر.............................................................. ٢٨٦
ريعة بن الحارث............................................................... ٢٨٧
سَوْدَة بنت
زَمْعَة.............................................................. ٢٨٧
عُتْبة بن
مسعود.............................................................. ٢٨٩
علقمة بن
عُلاثة.............................................................. ٢٨٩
علقمة بن مجزّز............................................................... ٢٩٠
عويم بن ساعدة............................................................... ٢٩٢
عُمارة بن
الوليد.............................................................. ٢٩٢
غَيْلان بن
سَلَمة.............................................................. ٢٩٣
مَعْمَر بن
الحارث.............................................................. ٢٩٣
مَيْسَرة بن
مسروق............................................................. ٢٩٤
الهُرْمُزَان
صاحب تُسْتَر......................................................... ٢٩٤
هيد بنت عُتبة............................................................... ٢٩٨
واقد بن عبد
الله.............................................................. ٢٩٩
أبو خراش
الهُذْليّ.............................................................. ٢٩٩
أبو ليلى
المازنيّ............................................................... ٣٠٠
أبو محْجَن
الثقفي............................................................. ٣٠٠
(سنة أربع
وعشرين)
(خلافة عثمان)
قصّة الشورى ................................................................ ٣٠٣
مُبايعة عثمان ................................................................ ٣٠٣
فتح الرّيّ.................................................................... ٣٠٧
سنة الرُّعاف................................................................. ٣٠٧
(الوَفَيَات)
سُرَاقة بن
مالك............................................................... ٣٠٨
(بقيّة حوادث
السنة)
عزْل المُغيرة
عن الكوفة......................................................... ٣٠٩
غزوة
أذْبَيَجْان وأرمينية......................................................... ٣٠٩
غارات المسلمين
في أرض الروم.................................................. ٣٠٩
مولد عبد الملك
بن مروان...................................................... ٣٠٩
(سنة خمس
وعشرين)
عزْل سعد عن
الكوفة ......................................................... ٣١١
ولاية الوليد
بن عُقْبَة.......................................................... ٣١١
غزوة بَرْذَعَة.................................................................. ٣١٢
انتقاض أهل
الإسكندرية....................................................... ٣١٢
عزل عمْرو بن
العاص عن مصر................................................. ٣١٢
غزو إفريقية.................................................................. ٣١٢
مولد يزيد بن
معاوية........................................................... ٣١٣
عثمان يحجّ
باناس............................................................. ٣١٣
(سنة ستّ
وعشرين)
توسيع المسجد
الحرام ......................................................... ٣١٥
فتح سابور................................................................... ٣١٥
استعمال الوليد
على الكوفة.................................................... ٣١٥
(سنة سبع
وعشرين)
غزْو قبرس................................................................... ٣١٧
صلح أهل أرّجان
ودار ابجرْد.................................................... ٣١٨
فتْح إفريقية.................................................................. ٣١٨
حجّ عثمان
بالناس............................................................ ٣٢٣
(سنة ثمانٍ
وعشرين)
معاوية يلحّ
على عمر بركوب البحر............................................. ٣٢٣
صُلح قبرس.................................................................. ٣٢٤
غزرة سورية................................................................... ٣٢٤
زواج عثمان
بنائلة............................................................. ٣٢٤
غزْو
أذْرَبَيْجان................................................................ ٣٢٤
(سنة تسع
وعشرين)
عزْل أبي موسى
عن البصرة..................................................... ٣٢٥
فتح إصْطَخر................................................................. ٣٢٥
انتقاض
أذربيجان............................................................. ٣٢٦
فتح بلاد فارس............................................................... ٣٢٦
الزيادة في
مسجد الرسول...................................................... ٣٢٧
عثمان يحج
بالناس............................................................ ٣٢٨
(سنة ثلاثين)
غزْوة
طَبَرسْتان................................................................ ٣٢٩
فتح جُور.................................................................... ٣٢٩
فتح
نَيْسَابُور................................................................. ٣٣٠
قتال أهل
طَخَارسْتان.......................................................... ٣٣٠
صلح أهل بلْخ............................................................... ٣٣٠
فتح مَرْو..................................................................... ٣٣١
انقاض أهل
خُراسان.......................................................... ٣٣١
ازدياد الخراج
على عثمان....................................................... ٣٣١
(ذِكر من
تُوُفّي في سنة ثلاثين)
أُبيّ بن كعب ................................................................ ٣٣٣
جبّار بن صخر............................................................... ٣٣٣
حاطب بن أبي
بَلْتعة.......................................................... ٣٣٣
الطُفيْل بن
الحارث............................................................ ٣٣٤
عبد الله بن
كعْب............................................................. ٣٣٥
عبد الله بن
مظعون............................................................ ٣٣٥
عياض بن زُهير............................................................... ٣٣٥
مَعْمَر بن أبي
سرْح............................................................ ٣٣٥
مسعود بن ربيعة.............................................................. ٣٣٦
أبو أسَيْد.................................................................... ٣٣٦
(فصل فيه دكر م
تُوُفّي في خلافة عثمان)
أوْس بن الصامت............................................................. ٣٣٧
أنس بن معاذ................................................................ ٣٣٧
أوس بن خوْلي................................................................ ٣٣٨
الجدّ بن قيس................................................................. ٣٣٨
الحارث بن نوفل.............................................................. ٣٣٨
الحُطَيئة
الشاعر............................................................... ٣٣٩
خُبيب بن يساف............................................................. ٣٤٠
زيد بن خارجة................................................................ ٣٤٠
سلمان بن ربيعة
الباهليّ....................................................... ٣٤١
عبد الله بن
حُذافة بن قيس.................................................... ٣٤٢
عبد الله بن
سرُاقة............................................................. ٣٤٣
عبد الله بن
قيس.............................................................. ٣٤٤
عبد الرحمن بن
سهْل.......................................................... ٣٤٤
عَمْرو بن سعد............................................................... ٣٤٥
عُروة بن حزام................................................................ ٣٤٦
عُروة بن عامر................................................................ ٣٤٧
عُيَيْنَة بن
حِصْن.............................................................. ٣٤٧
قيس بن قهد................................................................. ٣٥٢
لَبِيد بن
ربيعة................................................................. ٣٥٣
المسيَّب بن
حَزْن.............................................................. ٣٥٤
مُعاذ بن
عَمْرو................................................................ ٣٥٤
محمد بن جعفر............................................................... ٣٥٥
مَعْبَد بن
العبّاس.............................................................. ٣٥٦
مُعَيقيب بن
أبي فاطمة......................................................... ٣٥٦
منقذ بن عَمْرو
الأنصاري...................................................... ٣٥٧
نُعيم بن مسعود.............................................................. ٣٥٨
أبو خزيمة بن
أوْس............................................................ ٣٥٨
أبو ذُؤيْب
الهُذَلي.............................................................. ٣٥٨
أبو رُهم..................................................................... ٣٥٩
أبو زيد الطائي............................................................... ٣٥٩
أبو سَبْرَة..................................................................... ٣٦٠
أبو لُبابة..................................................................... ٣٦١
أبو هاشم بن
عُتْبة............................................................ ٣٦٢
(الطبقة
الرابعة)
(سنة إحدي
وثلاثين)
فتح نيسابور................................................................. ٣٦٣
غزوة الأساود................................................................. ٣٦٤
(الوفيات)
الحكم بن أبي
العاص.......................................................... ٣٦٥
أبو سُفيان بن
حرب........................................................... ٣٦٨
يزدجرد بن
شهريار............................................................ ٣٧٠
(سنة اثنتين
وثلاثين)
وقعة المضيق.................................................................. ٣٧١
(الوفيات)
سنان بن أبي
سنان............................................................ ٣٧١
الطُفيل بن
الحارث............................................................ ٣٧١
الحصين بن
الحارث............................................................ ٣٧٢
العبّاس بن عبد
المطّلب........................................................ ٣٧٣
عبد الله بن
مسعود............................................................ ٣٧٩
عبد الرحمن بن
عَوْف.......................................................... ٣٩٠
كعب الأحبار................................................................ ٣٩٧
أبو الدرداء................................................................... ٣٩٨
أبو ذَرّ
الغفاريّ............................................................... ٤٠٥
(سنة ثلاث
وثلاثثين)
غزوة قبرس................................................................... ٤١٥
غزوة إفريقية.................................................................. ٤١٥
قتال أهل باذ
غيس وهُراة...................................................... ٤١٥
غزوة مَلَطْية وحصن
المرة........................................................ ٤١٥
غزوة الحبشة.................................................................. ٤١٦
(الوفيات)
عبد الله بن
كعب ............................................................ ٤١٧
عبد الله بن
مسعود............................................................ ٤١٧
المقداد بن
الأسود............................................................. ٤١٧
(سنة أربعٍ
وثلاثين)
وثوب أهل
الكوفة على واليهم.................................................. ٤٢٠
غزوة ذات
الصّواري........................................................... ٤٢٠
(الوفيات)
إياس بن أبي
البُكَيْر........................................................... ٤٢١
عاقل بن
البُكَير............................................................... ٤٢١
عُبادة بن
الصّامت............................................................ ٤٢٢
مسطح بن أثاثة.............................................................. ٤٢٤
ابو سفيان بن
حرب........................................................... ٤٢٥
أبو طلحة
الأنصاري.......................................................... ٤٢٥
ابو عبْس بن جبر............................................................. ٤٢٨
مولد زين
العابدين............................................................ ٤٢٨
(سنة خمس
وثلاثين)
غزوة ذي خُشُب............................................................. ٤٢٩
ابن عبّاس يحجّ
بالناس......................................................... ٤٢٩
مقتل عثمان رضي
الله عنه..................................................... ٤٢٩
(الوفيات)
الحارث بن نوفل
............................................................. ٤٦٣
عامر بن ربيعة................................................................ ٤٦٤
عبد الله بن
وهب............................................................. ٤٦٥
عبد الله بن
أبي ربيعة.......................................................... ٤٦٥
عثمان بن عفّان.............................................................. ٤٦٧
(سنة ستّ
وثلاثين)
وقعة الجمل.................................................................. ٤٨٣
(الوفيات)
الأسود بن عوف ............................................................ ٤٩١
جُنْدُب بن
زُهير.............................................................. ٤٩١
حُذَيفة بن
اليَمَان............................................................. ٤٩١
حُكَيْم بن
جَبَلَة............................................................... ٤٩٥
الزبير بن العوّام............................................................... ٤٩٦
زيد بن صوحان............................................................... ٥٠٨
سلمان الفارسيّ.............................................................. ٥١٠
طلحة بن عبيد
الله ........................................................... ٨٢٢
عبد الله بن
سعد بن أبي سرح.................................................. ٥٢٩
عبد الرحمن بن
عُدَيْس......................................................... ٥٣١
عَمْرو بن أبي
عمرو........................................................... ٥٣٢
قُدامة بن
مظعون............................................................. ٥٣٢
كعب بن سور
الأزدي........................................................ ٥٣٣
كنانة بن بشْر
التُجيْبي......................................................... ٥٣٣
مُجَاشع بن
مسعود............................................................. ٥٣٤
مُجالد بن
مسعود.............................................................. ٥٣٤
محمدبن طلحة بن
عبيد الله..................................................... ٥٣٤
مسلم الجُهني................................................................. ٥٣٥
هند بن ابي
هالة.............................................................. ٥٣٥
قتلى يوم الجمل............................................................... ٥٣٦
(سنة سبعٍ
وثلاثين)
وقعة صفّين.................................................................. ٥٣٧
تحكيم الحكمين.............................................................. ٥٤٧
صُلح أهل فارس.............................................................. ٥٥٤
خروج أهل
حَرُوراء............................................................ ٥٥٤
(الوفيات)
أويس القرني................................................................. ٥٥٥
جُندب بن زهير.............................................................. ٥٦٠
جهجاه بن قيس.............................................................. ٥٦٠
حابس بن سعد
الطائي........................................................ ٥٦١
خبّاب بن الأرت.............................................................. ٥٦٢
خُزَيْمة بن
ثابت............................................................... ٥٦٤
ذو الكلاع
الحميري........................................................... ٥٦٥
عبد الله بن
بُديل بن ورقاء...................................................... ٥٦٧
عبد الله بن
كعب المراديّ...................................................... ٥٦٨
عبيد بن عبد
الله بن عمر بن الخطّاب........................................... ٥٦٨
عمّار بن ياسر............................................................... ٥٦٩
(غزوة الهند).................................................................. ٥٨٣
قيس بن المكشوح............................................................. ٥٨٣
هاشم بن عتبة.............................................................. ٥٨٧٤
أبو فضالة
الأنصاريّ.......................................................... ٥٨٥
ابو عمرة
الأنصاريّ........................................................... ٥٨٥
(سنة ثمانٍ
وثلاثين)
توجيه الوُلاة
إلى البصرة........................................................ ٥٨٧
ثورة الخوارج.................................................................. ٥٨٧
وقعة
النَّهروان................................................................. ٥٨٨
مناظرة ابن
عبّاس والحَروريّة...................................................... ٥٨٨
(الوفيات)
الأشتر النّخعي............................................................... ٥٩٣
سهل بن حُينف.............................................................. ٥٩٥
صفوان بن بيضاء............................................................. ٥٩٧
صهيب بن سنان............................................................. ٥٩٧
محمد بن أبي
بكر الصّدّيق..................................................... ٦٠٠
محمد بن أبي
حذيفة........................................................... ٦٠١
أبو قتادة
الأنصاري........................................................... ٦٠٢
(سنة تسع
وثلاثين)
وقعة الخوارج
بالنُّخيْلة.......................................................... ٦٠٥
النزاع حول
موسم الحجّ........................................................ ٦٠٥
مسير عليّ لقتال
الحروريّة....................................................... ٦٠٦
(سنة أربعين)
النزاع على
ولاية اليمن......................................................... ٦٠٧
مؤامرة الخوارج
لقتل عليّ ومعاوية وعمرو.......................................... ٦٠٧
(الوفيات)
الأشعث بن قيس............................................................. ٦٠٩
تميم الداري.................................................................. ٦١٠
الحارث بن حزمة.............................................................. ٦١٧
خارجة بن حذافة............................................................. ٦١٧
خوّات بن جُبير............................................................... ٦١٨
شُرَحْبيل بن
السّمط........................................................... ٦٢٠
عليّ بن أبي
طالب............................................................ ٦٢١
عبد الرحمن بن
ملجم.......................................................... ٦٥٣
مُعيقيب بن أبي
فاطمة......................................................... ٦٥٤
أبو أسيد
الساعدي........................................................... ٦٥٥
أبو مسعود
البدْريّ............................................................ ٦٥٧
(المتوفّون في
خلافة عليّ)
رفاعة بن رافع................................................................ ٦٦٠
سراقة بن مالك............................................................... ٦٦١
صفوان بن عسّال............................................................. ٦٦١
قرظة بن كعب............................................................... ٦٦١
القعقاع بن
عمرو............................................................. ٦٦٢
هشام بن حكيم.............................................................. ٦٦٣
الوليد بن عقبة............................................................... ٦٦٣
ابو رافع
القبطيّ............................................................... ٦٦٨
ابو لبابة بن
عبد المنذر......................................................... ٦٦٨
سُحَيْم عبد
بني الحسحاس..................................................... ٦٦٩
(الفهارس)
مصادر ومراجع
التحقيق (١)................................................... ٦٧٥
فهرس الىيات
الكريمة (٢)..................................................... ٦٩١
فهرس الأحاديث
الشريفة (٣).................................................. ٦٩٣
فهرس الأشعار
والأراجيز (٤).................................................. ٧٠١
فهرس الامم
والقبائل (٥)...................................................... ٧٠٣
فهرس الألفاظ
اللغوية والمصطلحات (٦)......................................... ٧٠٧
فهرس الأعوام
والأيام والليالي (٧)............................................... ٧١١
فهرس أعلام
الرجال (٨)...................................................... ٧١٣
فهرس اعلام
النساء (٩)...................................................... ٧٥٩
فهرس الاماكن
والبلدان (١٠).................................................. ٧٦٣
فهرس الموضوعات
(١١)...................................................... ٧٧١
فهرس الوفيات
على حروف المعجم (١٢)....................................... ٧٩٥
(١٢)
فهرس الوفيّات على حروف
المعجم
(أ)
|
أبو عبس بن جبر
|
٤٢٨
|
أبان بن سعيد بن العاص
|
٨٩
|
أبو عبيد بن مسعود
|
١٣٧
|
أبو اسيد الساعدي
|
٦٥٥
|
أبو عبيدة بن الجرّاح *
|
١٦٧
و ١٧١
|
ابو بكر الصّديق
|
١٠٥
|
أبو عقيل بن عبد الله بن ثعلبة
|
٧٢
|
أبو جندل بن سهيل
|
١٨٤
|
أبو عمرة الأنصاري
|
٥٨٥
|
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة
|
٥٣
|
أبو فضالة الأنصاري
|
٦٠٢
|
ابو خراش الهذلي
|
٢٩٩
|
أبو قتادة الأنصاري
|
١٣٧
|
أبو خزيمة بن أوس
|
٣٥٨
|
أبو قحافة
|
١٣٧
|
با ودجانة ماك بن خرشة
|
٧٠
|
أبو كبشة مولى النبي صلىاللهعليهوسلم
|
١٢١
|
ابو الدرداء
|
٣٩٨
|
أبو لبابة بن عبد المنذر
|
٣٦١
و ٦٦٨
|
ابو ذرّ الغفاري
|
٤٠٥
|
أبو ليلى المازني
|
٣٠٠
|
أبو ذؤيب الهذلي
|
٣٥٨
|
أبو مالك الأشعري
|
١٨٥
|
أبو رافع القبطي
|
٦٦٧
|
أبو محجن الثقفي
|
٣٠٠
|
أبو رُهْم
|
٣٥٩
|
أبو مرثد الغنوي
|
٧٧
|
أبو زيد الطائي
|
٣٥٩
|
أبو مسعود البدري
|
٦٥٧
|
أبو سبرة
|
٣٦٠
|
أبو هاشم بن عُتبة
|
٣٦٢
|
أبو سفيان بن الحارث
|
٢١٧
|
أبو هاشم خال معاوية
|
٢٢٩
|
ابو سفيان بن حرب
|
٣٦٨
و ٤٢٥
|
أبو الهيثم بن التيهان
|
٢٢١
|
أبو طلحة الأنصاري
|
٤٢٥
|
أبي كعب *
|
١٩١
و ٢٤٢ و ٣٣٣
|
أبو العاص بن الربيع
|
٧٤
|
اسماعيل بن عمرو
|
١٦٧
|
الأسود بن عوف
|
٤٩١
|
جندب بن زهير
|
٤٩١ و ٥٦٠
|
أُسيد بن الحضير
|
٢٠٦
|
جهجاه بن قيس
|
٥٦٠
|
الأشتر النخعي
|
٥٩٣
|
(ح)
|
الأشعث بن قيس
|
٦٠٩
|
حابس بن سعد الطائي
|
٥٦١
|
الأقرع بن حابس
|
٢٨٥
|
الحارث بن
أوس بن عتيك
|
٩٠
|
أم أيمن
مولاة النبي صلىاللهعليهوسلم
|
٤٨
|
الحارث بن
حزمة
|
٦١٧
|
أنس بن معاذ
|
٣٣٧
|
الحارث بن
عتيك
|
١٣١
|
أنسة مولى
النبي صلىاللهعليهوسلم
|
٩٠
|
الحارث بن
مسعود
|
١٣١
|
أنيس بن مرثد
|
٢٠٨
|
الحارث بن
نوفل
|
١٣١ و ٣٣٨ و ٤٦٣
|
أوس بن أوس
بن عتيك
|
١٣١
|
الحارث بن
هشام
|
١٤٦ و ١٦٧ و ١٨٣
|
أوس بن خولي
|
٣٣٨
|
حاطب بن أبي
بلتعة
|
٣٣٣
|
أوس بن
الصامت
|
٣٣٧
|
الحُباب بن
المنذر
|
٢٨٦
|
أوَيس
القَرَني
|
٥٥٥
|
حُذيفة بن
اليمان
|
٤٩١
|
إياس بن أبي
البكير
|
٤٢١
|
حزن بن أبي
وهب
|
٦١
|
(ب)
|
الحصين بن
الحارث
|
٣٧٢
|
البراء بن مالك
|
٢٠٩
|
الحُطَيْئة
الشاعر
|
٣٣٩
|
بشيربن سعد
بن ثعلبة
|
٧٨
|
الحكم بن أبي
العاص
|
٣٦٥
|
بشيربن عنبس
بن يزيد
|
١٣١
|
حكيم بن جبلة
|
٤٩٥
|
بلال بن رباح
الحبشي
|
٢٠١
|
(خ)
|
|
(ت)
|
خارجة بن
حذافة
|
٦٦٧
|
تميم بن
الحارث بن قيس
|
٩٠
|
خالد بن سعيد
بن العاص
|
٩١
|
تميم الداريّ
|
٦١٠
|
خالد بن
الوليد
|
٢٣٠
|
(ث)
|
خبّاب بن
الأرت
|
٥٦٢
|
ثابت بن أقرم
|
٥١
|
خبّاب مولى
عتبة بن غزوان
|
١٩٥
|
ثابت بن عتيك
|
١٣١
|
خبيب بن يساف
|
٣٤٠
|
ثابت بن قيس
|
٦٩
|
خزيمة بن أوس
|
١٣٢
|
ثابت بن
هزّال
|
٧١
|
خزيمة بن
ثابت
|
٥٦٤
|
ثعلبة بن
عمرو
|
١٣١
|
خوّات بن
جُبير
|
٦١٨
|
(ج)
|
(ذ)
|
الجارود
العبْديّ
|
٢٣٨
|
ذو الكلاع
الحميري
|
٥٦٥
|
جبّار بن صخر
|
٣٣٣
|
(ر)
|
الجدّ بن قيس
|
٣٣٨
|
ربيعة بن
الحارث
|
١٣٢ و ٢٨٧
|
|
|
|
|
|
رفاعة بن رافع
|
٦٦٠
|
(ص)
|
(ز)
|
الصَّب بن جَثّامة
|
٧٦
|
الزبير بن العوّام
|
٤٩٦
|
صفوان بن بيضاء
|
٥٩٧
|
زيد بن خارجة
|
٣٤٠
|
صفوان بن عسّال
|
٦٦١
|
زيد بن الخطّاب
|
٥٨
|
صفوان بن المعطّل
|
٢٢٠
|
زيدبن سُراقة
|
١٣٢
|
صفية عمّة الرسول
|
٢٢٠
|
زيد بن صوحان
|
٥٠٨
|
صهيب بن سِنان
|
٥٩٧
|
زينب بنت جحش
|
٢١١
|
(ض)
|
(س)
|
ضرار بن الأزْوَر
|
٩٣
|
السّائب بن الحارث
بن قيس
|
٩٣
|
ضمرة بن غَزِية
|
١٣٢
|
السائب بن عثمان
بن مظعون
|
٦٥
|
(ط)
|
سالم مولى أبي
حُذيفة
|
٥٤
|
الطُفَيل بن الحارث
|
٣٣٤ و ٣٧١
|
سحيم عبج بني
الحسحاس
|
٦٦٩
|
الطُفيل بن عمرو
الدوْسي
|
٦٢
|
سراقة بن مالك
|
٣٠٨ و ٦٦١
|
طُليب بن عُمَير
بن وهْب
|
٩٤
|
سعد بن سلامة
بن وقش
|
١٣٢
|
طلحة بن عُبَيْد
الله
|
٥٢٢
|
سعد بن عُبادة
|
٩٢ و ١٣٢ و ١٤٦
|
طليحة بن خُوَيْلد
|
٢٢٩
|
سعد بن عبيد
|
١٤٩
|
(ع)
|
سعيد بن الحارث
|
١٥٠
|
عاقل بن البُكَيْر
|
٤٢١
|
سعيد بن عامر
بن حِذُيَم
|
٢١٤
|
عامر بن ربيعة
|
٤٦٤
|
سلمان بن ربيعة
|
٣٤١
|
عامر بن مالك
بن أهْيب
|
١٥٢
|
سلمان الفارسي
|
٥١٠
|
عبّاد بن بشْر
|
٦٥
|
سلمة بن أسلم
|
١٣٢
|
عبّاد بن مربع
|
١٣٢
|
سَلَمَة بن هشام
بن المغيرة
|
٩٣ و ١٣٢
|
عبّادة بن الصّامت
|
٤٢٢
|
سُلَيْط بن قيس
|
١٣٢
|
العبّاس بن عبد
المطّلب
|
٣٧٣
|
سنان بن أبي سنان
|
٣٧١
|
عبد الرحمن أخو
الزبير
|
١٥٢
|
سهل بن حنيف
|
٥٩٥
|
عبد الرحمن بن
سهل
|
٣٤٤
|
سهيل بن عمرو
بن عبد شمس
|
١٥٠ و ١٨٤
|
عبد الرحمن بن
عتّاب
|
٥٣٠
|
سودة بنت زمعة
|
٢٨٧
|
عبد الرحمن
بن عديس
|
٥٣١
|
(ش)
|
عبد الرحمنبن
عَوْف
|
٣٩٠
|
شجاع بن وهْب
|
٥٧
|
عبد الرحمن بن
مربع
|
١٣٢
|
شُرحبيل بن حسنة
|
١٦٧ و ١٨١
|
عبد الرحمن بن
مُلْجَم
|
٦٥٣
|
شُرحبيل بن السِّمْط
|
٦٢٠
|
عبد الله بن أبي
بكر الصدّيق
|
٤٩
|
عبد الله بن أبي ربيعة
|
٤٦٥
|
عَلْقَمة بن مجزّز
|
٢٩٠
|
عبد الله بن بُدَيْل
|
٥٦٧
|
عليّ بن أبي طالب
|
٦٢١
|
عبد الله بن حذافة
|
٣٤٢
|
عمّار بن ياسر
|
٥٦٩
|
عبد الله بن الزبير
|
٩٦
|
عمارة بن حَزْم
|
٧١
|
عبد بن سراقة
|
٣٤٣
|
عمارة بن الوليد
|
٢٩٢
|
عبد الله بن سعدبن
أبي سرح
|
٥٢٩
|
عمر بن أبي اليُسْر
|
١٣٤
|
عبد الله بن سفيان
|
١٥٢
|
عمر بن الخطّاب
|
٢٥٣
|
عبد الله بن سهيل
|
٦١
|
عمرو بن أبي عمرو
|
٥٣٢
|
عبد الله بن صعصعة
|
١٣٨
|
عَمرو بن أمّ
مكتوم
|
١٥٢
|
عبد الله بن عبد
الله بن أُبَيّ
|
٦٨
|
عمرو بن سراقة
|
٣٤٥
|
عبد الله بن عمرو
الدَّوّسيّ
|
٩٦
|
عمرو بن سعيد
بن العاص
|
١٠٠
|
عبد الله بن قيس
|
٣٤٤
|
عَمرو بن الطُفَيْل
|
١٥٣
|
عبد الله بن قيظي
|
١٣٤
|
عُمَيْر بن سعد
|
٣٤٥
|
عبد الله بن كعب
|
٣٣٥ و ٤١٧ و ٥٦٨٩
|
عويم بن ساعدة
|
٢٩١
|
عبد الله بن مَخْرَمَة
|
٦٣
|
عيّأش بن أبي
ربيعة
|
١٥٣
|
عبد الله بن مربع
|
١٣٢
|
عِياض بن زهير
|
٣٣٥
|
عبد الله بن مسعود
|
٣٧٩ و ٤١٧
|
عياض بن غَنْم
|
٢١٦
|
عبد الله بن مظعون
|
٣٣٥
|
عُيَيْنة بن حصْن
|
٣٤٧
|
عبد الله بن وهب
|
٤٦٥
|
(غ)
|
عُبَيْد الله
بن عمر بن الخطاب
|
٥٦٨
|
غيلان بن سَلَمَة
|
٢٩٣
|
عتّاب بن أسيد
|
٩٧
|
(ف)
|
عُتْيَبة بن غزوان
|
١٣٢ و ١٥٢ و ١٦٧
|
فاطمة بنت الرسول
|
٤٣
|
عتيبة بن مسعود
|
٢٨٩
|
فِراس بن النَّضْر
|
١٥٤
|
عثمان بن طلْحة
الحجبيّ
|
٩٧
|
الفضْل بن العبّاس
|
١٠١ و ١٨٢
|
عثمان بن غفّان
|
٤٦٧
|
(ق)
|
|
عُرْوة بن حِذام
|
٣٤٦
|
قَتَادة بن النّعمان
|
٢٥١
|
عقبة بن عامر
|
٧١
|
قدامة بن مظعون
|
٥٣٢
|
عُقْبة بن قيظي
|
١٣٤
|
قرظة بن كعب
|
٦٦١
|
عُكاشة بن محصن
|
٥٠
|
قُطْبَة بن عامر
|
٣٤٧
|
عِكْرمة بن أبي
جهل
|
٩٨ و ١٥٢
|
القعقاع بن عُمْرو
|
٦٦٢
|
العلاء بن الحضْرمي
|
١٣٤ و ٢٣٥
|
قيس بن أبي صعصعة
|
١٥٤
|
عَلْقَمة بن علاثة
|
٢٨٩
|
قيس بن السكن
|
١٣٤
|
قيس بن عدِيّ
|
١٥٤
|
معمر بن الحارث
|
٢٩٣
|
قيس بن قهد
|
٣٥٢
|
معن بن عديّ
|
٦٧
|
قيس بن المكشوح
|
٥٨٣
|
مُعَيقيب بن أبي
فاطمة
|
٣٥٦ و ٦٥٤
|
(ك)
|
المِقْداد بن
الأسود
|
٤١٧
|
كعْب الأحبار
|
٣٩٧
|
مقذ بن عمرو الأنصاري
|
٣٥٧
|
كعْب بن سور الأزدي
|
٥٣٣
|
مَيْسَرَة بن
مسروق
|
٢٩٤
|
كنانة بن بِشْر
|
٥٣٣
|
(ن)
|
(ل)
|
نافع بن غيلان
|
١٣٦
|
لَبيد بن ربيعة
|
٣٥٣
|
نُصَيْر بن الحارث
|
١٥٤
|
(م)
|
النُّمان بن مُقَرّن
|
٢٣٩
|
مارية أمّ إبراهيم
القبطيّة
|
١٦٣
|
نُعيْم بن عبد
الله النّحّام
|
١٠١
|
مالك بن عمرو
|
٦٢
|
نُعَيم بن مسعود
|
٣٥٨
|
مالك بن نُوَيْبرة
|
٣٢
|
نَوْفل بن الحارث
|
١٣٦ و ١٥٥
|
المثَنّي بن حارثة
|
١٣٦
|
هاشم بن عتبة
|
٥٨٤
|
مجاشع بن مسعود
|
٥٣٤
|
هبّا بن الأسود
|
١٠٢
|
مجاهد بن مسعود
|
٥٣٤
|
هبّار بن سفيان
|
١٠٣
|
محمد بن أبي بكر
الصّديق
|
٦٠٠
|
الهرمزان
|
٢٩٤
|
محمد بن أبي حُذَيْفة
|
٦٠١
|
هشام بن حكيم
|
٦٦٣
|
محمد بن جعفر
|
٣٥٥
|
هشام بن العاص
|
١٠٣ و ١٥٦
|
محمد بن طلحة
بن عُبَيد الله
|
٥٣٤
|
هند بن أبي هالة
|
٣٧٥
|
مسطح بن أثاثة
|
٤٢٤
|
هندبنت عتبة
|
١٣٧ و ٢٩٨
|
مسعود بن ربيعة
|
٣٣٦
|
(و)
|
مسلم الجُهني
|
٥٣٥
|
واقد بن عبد الله
|
١٣٦ و ٢٩٩
|
المسيّب بن حزْن
|
٣٥٤
|
الوليد بن عقبة
|
٦٦٣
|
مُسَيْلمة الكذّاب
|
٣٨
|
الوليد بن عمارة
بن الوليد
|
٥٢
|
مُعاذ بن جبل
|
١٦٧ و ١٧٥
|
(ي)
|
معاذ بن عمرو
|
٣٥٤
|
يزد جرد بن شهريار
|
٣٧٠
|
معبد بن العبّاس
|
٣٥٦
|
يزيد بن أبي سفيان
|
١٦٧ و ١٧٩
|
معضد بن يزيد
بن الشيباني
|
٢٤٣
|
يزيد بن رُقَيش
بن رباب
|
٦٣
|
مَعْمَر بن أبي
سرْح
|
٣٣٥
|
يزيد بن قيس بن
الخطيم
|
١٣٧
|
صدر للمحقّق
١ ـ الحياة الثقافية
في طرابلس الشام خلال لاعصور الوسطى ـ طبعة دار فلسطين للتأليف والترجمة ـ بيروت ١٩٧٣
(نقد).
٢ ـ تاريخ آثار
مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك ـ طبعة دار البلاد للطباعة والإعلام ـ طرابلس
١٩٧٤ (نقد).
٣ ـ تاريخ وآثار
مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك ـ طبعة دار البلاد للطباعة والإعلام ـ طرابلس
١٩٧٤ (نقد).
٤ ـ من حديث خيثمة
بن سليمان القُرشي الأطرابلسي (٢٥٠ ـ ٣٤٣ ه). ـ دراسة وتحقيق ٤ مخطوطات :
١ ـ الفوائد من
المنتخب من حديث خيثمة ـ الجزء الأول.
٢ ـ فضائل أبي بكر
الضّديق ـ الجزء الثالث.
٣ ـ فضائل الصحابة
ـ الجزء السادس.
٤ ـ الرقائق والحكايات
ـ الجزء العاشر.
طبعة دار الكتاب
العربي ـ بيروت ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م.
٥ ـ تاريخ طرابلس
السياسي والحضاري عبر العصور ـ الجزء الثاني (عصر دولة المماليك) ـ طبعة المؤسسة العربية
للدراسات والنشر ـ بيروت ١٩٨١.
٦ ـ النور اللّائح
والدُّر الصّادح في اصطفاء الملك الصالح (إسماعيل بن محمد بن قلاوون)
(٧٤٣ ـ ٧٤٦ ه)
ـ تأليف إبراهيم بن عبد الرحمن بن القيسراني القُرشي الخالدي (توفي ٧٥٣ ه) ـ دراسة
وتحقيق ـ طبعة دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر ـ طرابلس ١٩٨٢.
٧ ـ دار العلم بطرابلس
في القرن الخامس الهجري ـ طبعة دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر ـ طرابلس ١٩٨٢.
٨ ـ وثائق المحكمة
الشرعية بطرابلس (من تاريخ لبنان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي) ـ السجل الأول ١٠٧٧
ـ ١٠٧٨ ه / ١٦٦٦ ـ ١٦٦٧ م.
بالإشتارك مع د.
خالد زيادة ، ود. فردريك معتوق نشره معهد العلوم الإجتماعية ، بالجامعة اللبنانية ،
طرابلس ١٩٨٢.
٩ ـ البدر الزاهر
في نصرة الملك الناصر (محمد بن قايتباي) (٩٠١ ـ ٩٠٤ ه/١٤٩٥ ـ ١٤٩٩ /) يُنسب إلى ابن
الشحنة ـ دراسة وتحقيق ـ طبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٩٨٣.
١٠ ـ القول المستظرف
في سفر مولانا الملك الأشرف (أو رحلة قايتباي غلى بلاد الشام) ٨٨٢ ه. /١٤٧٧ م. تأليف
القاضي بدر الدين ابي البقاء محمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني المعروف بابن الجيعان
(٨٤٧ ـ ٩٠٢ ه) ـ دارسة وتحقيق ـ طبعة جرّوس برس ـ طرابلس ١٩٨٤.
١١ ـ موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (عبر ١٤ قرناً هجرياً) ـ القسم الأوّل في ٥ مجلّدات
(تراجم العلماء من الفتح الإسلامي حتى سنة ٤٩٩ ه) ـ صدرت عن المركز الإسلامي للإعلام
والإنماء ـ بيروت ١٤٠٤ ه/١٩٨٤ م.
١٢ ـ معجم الشيوخ
ـ تأليف أبي الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيع الصيداوي (٣٠٥ ـ ٤٠٢ ه) وبذيله :
«المنتقى من المعجم».
و «حديث السَّكن
بن جُميع الصيداوي» (توفي ٤٣٧ ه).
دراسة وتحقيق ـ
طبعة مؤسّسة الرسالة، بيروت ، ودار الإيمان ، طرابلس ١٤٠٥ ه/ ١٩٨٥ م.
١٣ ـ تاريخ طرابلس
السياسي والحضاري عبر العصور ـ (عصر الصراع العربي ـ المبيزنطي والحروب الصليبية)
ـ الطبعة الثانية (مزيدة ومنقّحة) ـ طبعة مؤسّسة الرسالة ، ودار الإيمان ، طرابلس ١٤٠٥ه
/ ١٩٨٥ م.
١٤ ـ شفاء الغرام
بأخبار البلد الحرام ـ تألف تقيّ الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي المالكي قاضي مكة
(٧٧٥ ـ ٨٣٢ ه). ـ تحقيق في مجلَّدين ـ طبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥
م.
١٥ ـ الفوائد العوالي
المؤرّخة من الصحاح والغرائب ـ للقاضي ابي القاسم علي بن المحسّن التنوخي (توفي ٤٤٧
ه) ـ بتخريج أبي عبدالله محمد بن علي الصوري (توفي ٤٤١ ه). ـ الجزء الخامس ـ دارسة
وتحقيق ـ طبعة مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ودار الإيمان ، طرابلس ١٤٠٦ ه / ١٠٨٥ م.
١٦ ـ ديوان إبن
منير الطرابلسي ـ لمهذّب الدين أبي الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي
الرَّفا (٤٧٣ ـ ٥٤٨ ه) ـ جمع وتقديم ـ طبعة دار الجيل ، بيروت ، ومكتبة السائح ، طرابلس
١٩٨٦.
١٧ ـ المنتخب من
تاريخ المنبجي ـ لأغابيوس بن قسطنطين المنبجي اسقف منبج ـ من أهل القرن الرابع الهجري
ـ دراسة وتحقيق ـ طبعة دار المنصور ، طرابلس ١٤٠٧ ه/ ١٩٨٥.
١٨ ـ تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام ـ تأليف الحافظ شمس الدين محمد بن أحمدبن عثمان بن قيماز
الذهبي (توفي ٧٤٨ ه) ـ تحقيق ـ (السيرة النبويّة) طبعة دار الكتاب العربي ١٤٠٧ ه /١٩٨٦.
|