
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
٤١ ـ باب ما جرى فى ليلة عاشوراء
١ ـ قال الصدوق :
فقام الحسين عليهالسلام فى أصحابه خطيبا فقال اللهمّ انّى لا أعرف أهل بيت أبرّ
ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتى ، ولا أصحابا هم خير من أصحابى ، وقد نزل بى ما قد
ترون ، وأنتم فى حلّ من بيعتى ليست لى فى أعناقكم بيعة ، ولا لى عليكم ذمّة ، وهذا
اللّيل قد غشيكم ، فاتّخذوه جملا وتفرقوا فى سواده فان القوم إنمّا يطلبونى ولو
ظفروا بى لذهلوا عن طلب غيرى.
فقام إليه عبد
الله بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب ، فقال يا ابن رسول الله ما ذا يقول لنا الناس
ان نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيّدنا وابن سيّد الاعمام وابن نبيّنا سيد الأنبياء ،
لم نضرب معه بسيف ولم نقاتل معه برمح لا والله أو نرد موردك ونجعل أنفسنا دون نفسك
ودماءنا دون دمائك فاذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا ممّا لزمنا.
وقام إليه رجل
يقال له زهير بن القين البجلى ، فقال يا ابن رسول الله وددت أنى قتلت ثمّ نشرت ،
ثمّ قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت ثم نشرت ، فيك وفى الدين معك
مائة قتله وأن
الله دفع بى عنكم أهل البيت ، فقال له ولاصحابه جزيتم خيرا .
٢ ـ قال المفيد :
فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه عند قرب المساء ، قال علىّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام فدنوت منه لا سمع ما يقول لهم ، وأنا اذ ذاك مريض ، فسمعت
أبى يقول لأصحابه : أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضرّاء ،
اللهمّ إنّى أحمدك على أن كرّمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا فى الدّين
وجعلت لنا أسماء وأبصارا وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد فانّى لا
أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ، ولا أهل بيت أبّر ولا أوصل من أهل بيتى ،
فجزاكم الله عنّى خيرا ألا وانّى لا أظنّ يوما لنا من هؤلاء إلّا وانّى قد أذنت
لكم ، فانطلقوا جميعا فى حلّ ليس عليكم منّى ذمام ، هذا اللّيل قد غشيكم ،
فاتّخذوه جملا ، فقال له اخوته وابناؤه وبنوا أخيه وابنا عبد الله ابن جعفر لم
نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا ، بدأهم بهذا القول العبّاس ابن على عليهماالسلام واتّبعه الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام يا بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا أنتم فقد أذنت
لكم ، قالوا سبحان الله فما يقول الناس يقولون : إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبنى
عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف
، ولا ندرى ما صنعوا لا والله ما نفعل ، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا
ونقاتل معك حتّى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك وقام إليه مسلم بن عوسجة.
فقال أنحن نخلّى
عنك وبما نعتذر إلى الله فى أداء حقّك ، أما والله حتّى أطعن
__________________
فى صدورهم برمحى
وأضربهم بسيفى ما ثبت قائمه فى يدى ولو لم يكن معى سلاح أقاتلهم به لقذفتهم
بالحجارة والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله انّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك ، أما
والله لو قد علمت أنّى اقتل نمّ أحيى ثمّ أحرق ثمّ أحيى ثمّ اذرى يفعل ذلك بى
سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامى دونك ، وكيف لا أفعل ذلك وإنمّا هى فتلة
واحدة ثمّ هى الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا ، وقام زهير ابن القين رحمة الله
عليه.
فقال والله لوددت
انّى قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى اقتل هكذا ألف مرّة ، وانّ الله عزوجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء ، الفتيان من أهل
بيتك ، وتكلّم جماعة من أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا فى وجه واحد فجزاهم الحسين عليهالسلام خيرا وانصرف الى مضربه.
قال علىّ بن
الحسين عليهماالسلام : انّى جالس فى تلك العشية التي قتل أبى فى صبيحتها وعندى
عمّتى زينب تمرّضنى إذ اعتزل أبى فى خباء له وعنده جون مولى أبى ذر الغفّارى وهو
يعالج سيفه ويصلحه وأبى يقول :
يا دهر افّ لك
من خليل
|
|
كم لك بالاشراق
والأصيل
|
من صاحب أو طالب
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنمّا الأمر
إلى الجليل
|
|
وكلّ حىّ سالك
سبيل
|
فاعادها مرّتين أو
ثلثا حتّى فهمتها وعرفت ما أراد ، فخنقتنى العبرة ، فرددتها ولزمت السكوت وعلمت
أنّ البلاء قد نزل ، وأمّا عمّتى ، فانّها سمعت ما سمعت وهى امرأة ومن شان النساء
الرقّة والجزع ، فلم تملك نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها وإنّها لحاسرة حتّى انتهت إليه
فقالت وا ثكلاه ليت الموت أعد منى الحياة ، اليوم ماتت امّى فاطمة وأبى علىّ وأخى
الحسن عليهمالسلام يا خليفة الماضين وثمال
الباقين.
فنظر إليها الحسين
عليهالسلام فقال لها يا أخية لا يذهبنّ حلمك الشيطان ، وترقرقت عيناه
بالدّموع ، وقال لو ترك القطا لنام ، فقالت يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا ، فذاك
أقرح لقلبى وأشدّ على نفسى ، ثمّ لطمت وجهها ، وهوت الى جيبها فشقّته وخرّت مغشيا
عليها ، فقام إليها الحسين عليهالسلام فصبّ على وجهها الماء وقال لها أيها.
يا أختاه اتّقى
الله وتعزّى بعزاء الله واعلمى أنّ أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون ، وأنّ
كلّ شيء هالك إلّا وجه الله الّذي خلق الخلق بقدرته ، ويبعث الخلق ويعيدهم ، وهو
فرد وحده ، جدّى خير منّى وأبى خير منّى وامّى خير منّى ، وأخى خير منّى ، ولى
ولكلّ مسلم برسول الله صلىاللهعليهوآله أسوة فعزّاها بهذا ونحوه وقال لها يا أخيّة انّى اقسمت
عليك فأبرّى قسمى لا تشقّى علىّ جيبا ولا تخمشى علىّ وجها ولا تدعى علىّ بالويل
والثبور إذا أنا هلكت.
ثمّ جاء بها حتّى
أجلسها عندى ، ثمّ خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يقرب بعضهم بيوتهم من بعض وأن يدخلوا
الأطناب بعضها فى بعض وأن يكونوا بين البيوت فيستقبلون القوم من وجه واحد ،
والبيوت من ورائهم ، وعن ايمانهم ، وعن شمالهم ، قد حفّت بهم إلّا الوجه الّذي
يأتيهم منه عدوّهم ، ورجع عليهالسلام إلى مكانه فقام الليل كلّه يصلّى ويستغفر ويدعو ويتضرّع
وقام أصحابه كذلك يصلّون ويدعون ويستغفرون.
قال الضحّاك بن
عبد الله ومرّ بنا خيل لابن سعد تحرسنا وانّ حسينا عليهالسلام ليقرأ «ولا تحسبنّ ... (الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ، ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ
الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ
الطَّيِّبِ) فسمعها من تلك الخيل رجل يقال له عبد الله بن سمير وكان
مضحاكا ، شجاعا بطلا فارسا فاتكا فقال نحن وربّ الكعبة الطيّبون ، ميّزنا منكم
فقال له : برير بن خضير : يا فاسق أنت يجعلك الله من الطّيبين ، فقال له من أنت ،
ويلك فقال له أنا برير بن خضير فتسابّا .
٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه ، وحمد الله واثنى عليه ثمّ قال بعد دعاء وكلام
كثير ، وإنّى قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا فى حلّ ، ليس عليكم منّى ذمام ، هذا
اللّيل قد غشيكم فاتّخذوه جملا ، وليأخذ كلّ رجل بيد رجل من أهل بيتى ، وتفرّقوا
فى سوادكم ومدائنكم ، فانّ القوم إنّما يطلبوننى ولو قد أصابونى لهوا عن طلب غيرى
، فأبوا ذلك كلّهم.
فقال مسلم بن
عوسجة الأسدي : والله لو علمت انّى اقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق ، ثمّ اذرى يفعل بى ذلك
سبعين مرّة ، ما تركتك ، فكيف وإنمّا هى قتلة واحدة ثمّ الكرامة إلى الأبد ،
وتكلّم سعد بن عبد الله الحنفى وزهير بن القين وجماعة من أصحابه بكلام يشبه بعضه
بعضا.
فاوصى الحسين عليهالسلام أن لا يشقّوا عليه جيبا ولا يخمشوا وجها ولا يدعى بالويل
والثبور ، وباتوا قارءين راكعين ساجدين ، قال علىّ بن الحسين عليهماالسلام انّى لجالس فى تلك اللّيلة الّتي قتل فى صبيحتها وكان يقول
:
يا دهر افّ لك
من خليل
|
|
كم لك بالاشراق
والأصيل
|
من صاحب وطالب
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنمّا الأمر
إلى الجليل
|
|
وكلّ حىّ فالى
سبيل
|
__________________
ما اقرب الوعد من
الرحيل
قالت زينب كأنّك
تخبر أنّك تغصب نفسك اغتصابا ، فقال لو ترك القطا ليلا لنام ، فلمّا اصبحوا عبّى
الحسين عليهالسلام أصحابه وأمر بأطناب البيوت فقربت حتّى دخل بعضها فى بعض ،
وجعلوها وراء ظهورهم ، ليكون الحرب من وجه واحد ، وأمر بحطب وقصب كانوا أجمعوه
وراء البيوت فطرح ذلك فى خندق جعلوه وألقوا فيه النار وقال لا تؤتى من ورائنا .
٤ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى وجلس الحسين عليهالسلام فرقد ثمّ استيقظ ، فقال : يا اختاه إنّى رأيت الساعة جدّى
محمّد صلىاللهعليهوآله وأبى عليّا وأمّى فاطمة وأخى الحسن وهم يقولون يا حسين انك
رائح إلينا عن قريب وفى بعض الروايات غدا ، قال الراوى فلطمت زينب وجهها وصاحت
وبكت ، فقال لها الحسين مهلا لا تشمتى القوم بنا ثمّ جاء اللّيل فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه فحمد الله واثنى عليه ثمّ أقبل عليهم فقال :
أمّا بعد فانّى لا
أعلم أصحابا أصلح منكم ، ولا أهل بيت أبّر ولا أفضل من أهل بيتى ، فجزاكم الله
جميعا عنّى خيرا وهذا اللّيل قد غشيكم ، فاتّخذوه جملا ، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد
رجل من أهل بيتى وتفرّقوا فى سواد هذا اللّيل وذرونى وهؤلاء القوم ، فانّهم لا
يريدون غيرى ، فقال له إخوته وأبناؤه وابناء عبد الله بن جعفر ، ولم نفعل ذلك
لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، بدأهم بذلك القول العبّاس ابن علىّ عليهالسلام ثمّ تابعوه.
قال الراوى ثمّ
نظر إلى بنى عقيل فقال : حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم
__________________
اذهبوا فقد أذنت
لكم .
٥ ـ عنه روى من
طريق آخر ، قال فعندها تكلّم إخوته وجميع أهل بيته وقالوا : يا ابن رسول الله فما
يقول الناس لنا وما ذا نقول لهم إنّا تركنا شيخنا وكبيرنا وابن بنت نبيّنا لم نرم
معه بسهم ، ولم نطعن معه برمح ، ولم نضرب بسيف ، لا والله يا ابن رسول الله لا
نفارقك أبدا ولكنّا نقيك بأنفسنا حتّى نقتل بين يديك ، ونردّ موردك ، فقبح الله
العيش بعدك.
ثمّ قام مسلم بن
عوسجة وقال : نحن نخليك هكذا وننصرف عنك ، وقد أحاط بك هذا العدوّ لا والله لا
يرانى الله أبدا وأنا أفعل ذلك حتّى اكسر فى صدورهم رمحى وأضاربهم بسيفى ، ما ثبت
قائمه بيدى ، ولو لم يكن لى سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، ولم أفارقك أو
أموت معك ، قال وقام سعيد بن عبد الله الحنفى.
فقال : لا والله
يا ابن رسول الله لا نخليك أبدا حتّى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصية رسوله محمّد
صلىاللهعليهوآله ولو علمت انّى اقتل فيك ، ثمّ أحيى ثمّ أخرج حيا ثمّ أذرى
يفعل ذلك بى سبعين مرّة ما فارقتك حتّى القى حمامى دونك وكيف لا أفعل ذلك وإنمّا
هى قتلة واحده ثمّ أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.
ثمّ قام زهير بن
القين وقال والله يا ابن رسول الله لوددت انّى قتلت ثمّ نشرت ألف مرّة ، وأنّ الله
تعالى قد دفع القتل عنك وعن هؤلاء الفتية ، من إخوانك وولدك ، وأهل بيتك وتكلّم
جماعة من أصحابه بنحو ذلك وقالوا : أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا فإذا
نحن قتلنا بين يديك نكون قد وفّينا لربنا وقضينا ما علينا.
__________________
قيل لمحمّد بن
بشير الحضرمى فى تلك الحال قد اسر ابنك بثغر الرّى ، فقال عند الله احتسبه ونفسى
ما كنت أحبّ أن يوسر وأنا أبقى بعده ، فسمع الحسين عليهالسلام قوله ، فقال: رحمك الله أنت فى حلّ من بيعتى ، فاعمل فى
فكاك ابنك ، فقال اكلتنى السباع حيا إن فارقتك ، قال فأعط ابنك هذه الأثواب البرود
يستعين بها فى فداء أخيه فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
قال الراوى : وبات
الحسين عليهالسلام وأصحابه تلك اللّيلة ولهم دوىّ كدوىّ النحل ، ما بين راكع
وساجد وقائم وقاعد ، فعبر عليهم فى تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون
رجلا وكذا كانت سجيّة الحسين عليهالسلام فى كثرة صلاته وكمال صفاته
٦ ـ قال الفتال :
فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه عند قرب المساء قال علىّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام : فدنوت منهم لأسمع ما يقول لهم ، وأنا إذ ذاك مريض ،
فسمعت أبى عليهالسلام يقول لأصحابه : اثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على
السرّاء والضرّاء ، اللهمّ انّى أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن
وفهّمتنا فى الدين ، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد فإنّى لا
أعلم أصحابا ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أصحابى ، وأهل بيتى ، فجزاكم الله عنّى
خيرا ألا وإنّى لأظنّ يوما لنا من هؤلاء ، إلّا وقد أذنت لكم ، فانطلقوا جميعا فى
حلّ ليس عليكم من ذمام ، هذا اللّيل ، قد غشيكم فاتّخذوه جملا ، فقال إخوته
وأبناءه وبنى أخيه وابنا عبد الله بن جعفر لم نفعل لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك
اليوم أبدا بدأهم بهذا القول العبّاس بن على رضى الله عنه ، واتبعته
__________________
الجماعة عليه
فتكلّموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام : يا بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم ، فاذهبوا أنتم فقد
أذنت لكم ، قالوا سبحان الله ما نقول للنّاس نقول انّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبنى
عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف
، ولا ندرى ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل
معك حتّى نرد موردك فقبّح الله العيش بعدك.
قال مسلم بن عوسجة
والله لو علمت أنّى اقتل ثمّ أحيا ثمّ احرق ثمّ أحيا ثمّ احرق ثمّ أذرى ، يفعل بى
ذلك سبعين مرّة ما فارقتك ، حتّى ألقى حمامى من دونك ، وكيف لا أفعل ذلك ، وإنّما
هى قتلة واحدة ، ثمّ هى الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا ، وقام زهير بن القينرحمهالله.
فقال والله لوددت
انّى قتلت حتّى أقتل ، هكذا ألف مرّة ، وإنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك ، وعن
أنفس هؤلاء الفتيان ، من أهل بيتك ، وتكلّم بعض أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا فى وجه
واحد ، فجزاهم الحسين خيرا وانصرف الى مضربه ، قال علىّ بن الحسين عليهماالسلام بينا أنّى جالس فى تلك العشية الّتي قتل فى صبيحتها أبى ،
وعندى عمّتى زينب تمرّضنى إذا اعتزل أبى فى خباء وعنده فلان مولى أبى ذر الغفارى
رضى الله عنه وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبى يقول :
يا دهر افّ لك
من خليل
|
|
كم لك فى
الاشراق والأصيل
|
من صاحب وطالب
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنّما الامر
الى الجليل
|
|
وكلّ حىّ سالك
سبيل
|
فأعادها مرّتين أو
ثلثا حتّى فهمتها وعلمت ما أراد فخنقتنى العبرة فرددتها ولزمت السكوت ، وعلمت انّ
البلاء قد نزل ، قال الضحّاك بن عبد الله ومرّ بنا
خيل لابن سعد ،
يحرسنا وأنّ حسينا عليهالسلام ليقرأ «ولا تحسبنّ ... (الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ، ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ
الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ
الطَّيِّبِ) .
٧ ـ قال أبو الفرج
: كان عبيد الله بن زياد ـ لعنه الله ـ قد ولى عمر بن سعد الرى فلمّا بلغه الخبر
وجه إليه أن سر إلى الحسين أوّلا فاقتله فاذا قتلته رجعت ومضيت الى الرى فقال له :
اعفنى أيّها الأمير قال : قد أعفيتك من ذلك ومن الرى ، قال : اتركنى أنظر فى أمرى
فتركه ، فلمّا كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش ، لقتال الحسين ، فلمّا
قاربه وتوافقوا قام الحسين فى أصحابه خطيبا فقال :
اللهمّ إنّك تعلم
انّى لا أعلم أصحابا خيرا من أصحابى ، ولا أهل بيت خيرا من أهل بيتى فجزاكم الله
خيرا ، فقد آزرتم وعاونتم والقوم لا يريدون غيرى ولو قتلونى لم يبتغوا غيرى أحدا ،
فاذا جنكم اللّيل فتفرّقوا سواده وانجوا بأنفسكم فقام إليه العبّاس بن على أخوه
وعلىّ ابنه وبنو عقيل فقالوا له : معاذ الله والشهر الحرام ، فما ذا نقول للنّاس
إذا تركنا سيدنا وابن سيدنا وعمادنا وتركناه غرضا للنبل ودريئة للرماح وجزرا
للسباع ، وفررنا عنه رغبة فى الحياة معاذ الله بل نحيا بحياتك ونموت معك فبكى
وبكوا عليه ، وجزاهم خيرا ثم نزل صلوات الله عليه .
٨ ـ عنه حدّثنى
عبد الله بن زيدان البجلى ، قال حدّثنا محمّد بن زيد التميمى ، قال حدّثنا نصر بن
مزاحم ، عن أبى مخنف ، عن الحرث بن كعب ، عن علىّ بن الحسين عليهالسلام قال : انّى والله لجالس مع أبى فى تلك اللّيلة وأنا عليل
وهو يعالج سهاما له وبين يديه جون مولى أبى ذر الغفارى إذ ارتجز الحسين عليهالسلام :
__________________
يا دهر أف لك من
خليل
|
|
كم لك فى
الاشراق والأصيل
|
من صاحب وما جد
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنّما الأمر
الى الجليل
|
|
وكلّ حىّ سالك
السبيل
|
قال : وأمّا أنا
فسمعته ورددت عبرتى ، وأمّا عمّتى فسمعته دون النساء فلزمتها الرقة والجزع فشقت
ثوبها ولطمت وجهها ، وخرجت حاسرة تنادى : وا ثكلاه وا حزناه ، ليت الموت أعدمنى
الحياة يا حسيناه يا سيّداه يا بقيّة أهل بيتاه استقلت ويئست من الحياة ، اليوم
مات جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمّى فاطمة الزهرا وأبى على وأخى الحسن يا بقيّة الماضين
وثمال الباقين.
فقال لها الحسين
يا اختى ، لو ترك القطا لنام ، قالت : فانّما تغتصب نفسك اغتصابا ، فذاك اطول
لحزنى وأشجى لقلبى وخرّت مغشيا عليها فلم يزل يناشدها واحتملها حتّى أدخلها الخباء
.
٩ ـ قال اليعقوبى
: فروى عن علىّ بن الحسين عليهالسلام أنّه قال : أنى جالس فى العشية التي قتل أبى الحسين بن على
فى صبيحتها وعمّتى زينب تمرّضنى إذ دخل أبى وهو يقول :
يا دهر أف لك من
خليل
|
|
كم لك فى
الاشراق والاصيل
|
من صاحب وما جد
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنمّا الأمر
الى الجليل
|
|
وكلّ حىّ سالك
السبيل
|
ففهمت ما قال
وعرفت ما أراد وخنقتنى عبرتى ورددت ، دمعى وعرفت أنّ البلاء قد نزل بنا فأمّا
عمّتى زينب فانّها لما سمعت ما سمعت والنساء من شأنهنّ
__________________
الرقة والجزع ،
فلم تملك أن وثبت تجرّ ثوبها حاسرة وهى تقول وا ثكلاه ليت الموت أعدمنى الحياة
اليوم ماتت فاطمة وعلىّ والحسن بن على أخى فنظر إليها فردّد غصّته ، ثمّ قال يا
أختى اتقى الله فانّ الموت نازل لا محالة فلطمت وجهها وخرّت مغشيا عليها وصاحب وا
ويلاه وا ثكلاه.
فتقدّم إليها فصبّ
على وجهها الماء وقال لها يا أختاه تعزّى بعزاء الله فانّ لى ولكلّ مسلم أسوة
برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال : انّى أقسم عليك فأبرى قسمى لا تشقى علىّ جيبا
ولا تخمشى علىّ وجها ولا تدعى علىّ بالويل والثبور ، ثمّ جاء بها حتّى أجلسها عندى
وانّى لمريض مدنف وخرج الى أصحابه ، فلمّا كان من الغد خرج فكلم القوم وعظم عليهم
حقّه وذكرهم الله عزوجل ورسوله وسألهم أن يخلوا بينه وبين الرجوع.
فأبوا إلّا قتاله
أو أخذه حتّى يأتوا به عبيد الله بن زياد ، فجعل يكلّم القوم بعد القوم والرجل بعد
الرجل فيقولون ما ندرى ما تقول ، فأقبل على أصحابه ، فقال : إنّ القوم ليسوا
يقصدون غيرى وقد قضيتم ما عليكم ، فانصرفوا فأنتم فى حلّ فقالوا لا والله يا ابن
رسول الله حتّى تكون أنفسنا قبل نفسك فجزاهم الخير .
١٠ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : حدّثنى عبد الله بن عاصم الفائشى ، عن الضحاك بن عبد الله المشرقى
بطن من همدان ، أنّ الحسين بن على عليهماالسلام جمع أصحابه ، قال أبو مخنف : وحدّثنى أيضا الحارث بن حصيرة
، عن عبد الله بن شريك العامرى ، عن علىّ بن الحسين قالا : جمع الحسين أصحابه بعد
ما رجع عمر بن سعد وذلك عند ، قرب المساء ، قال علىّ بن الحسين : فدنوت منه لأسمع
وأنا مريض
__________________
فسمعت أبى وهو
يقول لأصحابه.
أثنى على الله
تبارك وتعالى أحسن الثناء وأحمده على السّراء والضرّاء اللهمّ إنّى أحمدك على أن
أكرمتنا بالنبوّة وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا فى الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا
وأفئدة ، ولم تجعلنا من المشركين ، أمّا بعد ، فانّى لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا
من أصحابى ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتى ، فجزاكم الله عنّى جميعا خيرا
ألا وانى أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غدا ألا وإنّى قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا
فى حلّ ، ليس عليكم منّى ذمام هذا ليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا .
١١ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنا عبد الله بن عاصم الفائشى ـ بطن من همدان ـ عن الضحّاك بن عبد الله
المشرقى ، قال : قدمت ومالك بن النضر الأرحبى على الحسين فسلّمنا عليه ، ثمّ جلسنا
إليه فردّ علينا ورحّب بنا ، وسألنا عما جئنا له فقلنا : جئنا لنسلّم عليك ،
وندعوا الله لك بالعافية ونحدث بك عهدا ونخبرك خبر الناس وإنّا نحدّثكم أنّهم قد
جمعوا على حربك فرأيك.
فقال الحسين عليهالسلام : حسبى الله ونعم الوكيل قال : فتذممنا وسلّمنا عليه
ودعونا الله له قال : فما يمنعكما من نصرتى ، فقال مالك ابن النضر : علىّ دين ولى
عيال ، فقلت له : انّ علىّ دينا وانّ لى لعيالا ، ولكنّك ان جعلتنى فى حلّ من
الانصراف ، إذا لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا وعنك دافعا.
قال : فأنت فى حلّ
، فأقمت معه فلمّا كان الليل قال : هذا الليل قد غشيكم ، فاتّخذوه جملا ثمّ ليأخذ
كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتى تفرّقوا فى سوادكم ومدائنكم حتّى يفرج الله ،
فانّ القوم إنّما يطلبونى ولو قد أصابونى لهوا ، عن طلب
__________________
غيرى ، فقال له
إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : لم نفعل لنبقى بعدك ، لا أرانا
الله ذلك أبدا ، بدأهم بهذا القول العبّاس بن على ، ثمّ انّهم تكلّموا بهذا ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام : يا بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم
قالوا : فما يقول الناس! يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبنى عمومتنا ، خير
الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا
ندرى ما صنعوا! لا والله لا نفعل ، ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ، ونقاتل
معك حتّى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك !
١٢ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى عبد الله بن عاصم ، عن الضحاك بن عبد الله المشرقى ، قال : فقام
إليه مسلم بن عوسجة الأسدي ، فقال : أنحن نخلّى عنك ولمّا نعذر الى الله فى أداء
حقّك! أما والله حتّى أكسر فى صدورهم رمحى ، وأضربهم بسيفى ، ما ثبت قائمه فى يدى
، ولا أفارقك ، ولو لم يكن معى سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، دونك حتّى أموت
معك.
قال : وقال سعيد
بن عبد الله الحنفى : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنا حفظنا غيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله فيك ، والله لو علمت أنى أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق حيّا ثمّ
أذرى ، يفعل ذلك بى سبعين مرّة ما فارقتك ، حتّى ألقى حمامى دونك ، فكيف لا أفعل
ذلك! وإنّما هى قتلة واحدة ثمّ هى الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا.
قال : وقال زهير
بن القين : والله لوددت أنى قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل كذا ألف قتلة ، وأنّ
الله يدفع بذلك القتل ، عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية
__________________
من أهل بيتك ، قال
: وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا فى وجه واحد ، فقالوا : والله لا
نفارقك ، ولكنّ أنفسنا لك الفداء ، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا ، فاذا نحن قتلنا
كنّا وفّينا ، وقضينا ما علينا .
١٣ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى الحارث بن كعب ، عن الضحّاك ، عن علىّ ابن الحسين بن علىّ قال :
إنّى جالس فى تلك العشية التي قتل أبى فى صبيحتها ، وعمّتى زينب عندى تمرّضنى ، اذ
اعتزل أبى بأصحابه فى خباء له ، وعنده حوىّ ، مولى أبى ذر الغفارى ، وهو يعالج
سيفه ويصلحه وأبى يقول :
يا دهر أفّ لك
من خليل
|
|
كم لك فى
الاشراق والأصيل
|
من صاحب وماجد
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنمّا الأمر
الى الجليل
|
|
وكلّ حىّ سالك
السبيل
|
قال : فأعادها
مرّتين أو ثلاثا حتّى فهمتها ، فعرفت ما أراد ، فخنقتنى عبرتى ، فرددت دمعى ولزمت
السكون ، فعلمت أنّ البلاء قد نزل ، فأمّا عمّتى فانّها سمعت ما سمعت ، وهى امرأة
، وفى النساء الرقّة والجزع ، فلم تملك نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها ، وإنّها لحاسرة
حتّى انتهت إليه ، فقالت : وا ثكلاه! ليت الموت أعدمنى الحياة! اليوم ماتت فاطمة
أمّى وعلىّ أبى ، وحسن أخى ، يا خليفة الماضى ، وثمال الباقى ، قال : فنظر إليها
الحسين عليهالسلام فقال :
يا أخيّة ، اتّقى
الله وتعزّى بعزاء الله ، واعلمى أنّ أهل الأرض يموتون ، وأنّ أهل السماء لا يبقون
، وأنّ كلّ شيء هالك إلّا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون ،
وهو فرد وحده ، أبى خير منّى ، وأمّى خير منّى ، وأخى
__________________
خير منّى ، ولى
لهم ولكلّ مسلم برسول الله أسوة ، قال : فعزّاها بهذا ونحوه ، وقال لها :
يا أخيّة ، إنّى أقسم عليك فأبرّى قسمى
، لا تشقّى علىّ ، جيبا ، ولا تخمشى علىّ وجها ، ولا تدعى علىّ بالويل والثبور إذا
أنا هلكت ، قال : ثمّ جاء بها حتّى أجلسها عندى ، وخرج إلى أصحابه فأمرهم أن
يقرّبوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الأطناب بعضها فى بعض ، وأن يكونوا هم بين
البيوت إلّا الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم .
١٤ ـ عنه قال أبو
مخنف : عن عبد الله بن عاصم ، عن الضحّاك بن عبد الله المشرقى ، قال : فلمّا أمسى
حسين وأصحابه قاموا اللّيل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون قال : فتمرّ
بنا خيل لهم تحرسنا ، وإنّ حسينا ليقرأ : (وَلا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي
لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ، ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ
الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ
الطَّيِّبِ) فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا ، فقال : نحن
وربّ الكعبة الطيّبون ، ميّزنا منكم.
قال : فعرفته فقلت
لبرير بن خضير : تدرى من هذا؟ قال : لا : قلت هذا أبو حرب السبيعى عبد الله بن شهر
ـ وكان مضحاكا بطالا ، وكان شريفا شجاعا فاتكا ، وكان سعيد بن قيس ربما حبسه فى
جناية ـ فقال له برير بن خضير : يا فاسق ، أنت يجعلك الله فى الطيّبين! فقال له :
من أنت؟ قال : أنا برير بن خضير ، قال : إنّا لله! عزّ علىّ! هلكت والله هلكت
والله يا برير!
قال : يا أبا حرب
، هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام! فو الله إنّا لنحن الطيّبون ، ولكنّكم
لأنتم الخبيثون ، قال : وأنا على ذلك من الشاهدين ، قلت :
__________________
ويحك! أفلا ينفعك
معرفتك! قال : جعلت فداك! فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزى من عنز بن وائل! قال : ها
هو ذا معى ، قال : قبح الله رأيك على كلّ حال! أنت سفيه ، ثمّ انصرف عنّا .
١٥ ـ قال عبد
الرزاق المقرم : وفى هذا الحال قيل لمحمّد بن بشير الحضرمى ، قد أسرا ابنك بثغر
الرى فقال : ما أحبّ أن يؤسر وأنا أبقى بعده حيّا فقال له الحسين : أنت فى حلّ من
بيعتى ، فاعمل فى فكاك ولدك ، قال : لا والله لا أفعل ذلك أكلتنى السباع حيّا إن
فارقتك ، فقال عليهالسلام : إذا اعط ابنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل فى فكاك أخيه
وكان قيمتها ألف دينار.
ولما عرف الحسين
منهم صدق النية والاخلاص فى المفاداة دونة أوقفهم على غامض القضاء فقال : إنّى غدا
اقتل وكلّكم تقتلون معى ولا يبقى منكم أحد حتّى القاسم وعبد الله الرضيع إلّا ولدى
على زين العابدين لأنّ الله لم يقطع نسلى منه ، وهو أبو أئمة ثمانية.
فقالوا بأجمعهم
الحمد لله الّذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك أو لا ترضى أن نكون معك فى درجتك
يا ابن رسول الله ، فدعا لهم بالخير وكشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم الله من نعيم
الجنان ، وعرفهم منازلهم فيها وليس ذلك فى القدرة الإلهية بعزيز ، ولا فى تصرّفات
الامام بغريب ، فان سحرة فرعون لما آمنوا بموسى عليهالسلام وأراد فرعون قتلهم أراهم النبيّ موسى منازلهم فى الجنّة.
فى حديث أبى جعفر
الباقر عليهالسلام قال لأصحابه : أبشروا بالجنّة فو الله إنّا نمكث ما شاء
الله بعد ما يجرى علينا ثمّ يخرجنا الله وإيّاكم حتّى يظهر قائمنا فينتقم من
__________________
الظالمين ، وأنا
وأنتم نشاهدهم فى السلاسل والأغلال وأنواع العذاب فقيل له من قائمكم يا ابن رسول
الله قال : السابع من ولد ابنى محمّد بن على الباقر وهو الحجّة بن الحسن بن على بن
محمّد بن على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن على ابنى وهو الّذي يغيب مدّة طويلة ثمّ
يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .
١٦ ـ عنه خرج عليهالسلام فى جوف اللّيل إلى خارج الخيام ، يتفقّد التلاع والعقبات
فتبعه نافع بن هلال البجلى ، فسأله الحسين عمّا أخرجه ، قال : يا ابن رسول الله
أفزعنى خروجك الى جهة معسكر هذا الطاغى ، فقال الحسين : انّى خرجت أتفقد التلاع
والروابى ، مخافة أن تكون مكمنا لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون ثمّ رجع عليهالسلام وهو قابض على يد نافع ويقول : هى هى والله وعدا لا خلف
فيه.
ثمّ قال له : ألا
تسلك بين هذين الجبلين فى جوف اللّيل ، وتنجو بنفسك فوقع نافع على قدميه يقبلهما
ويقول : ثكلتنى امى إن سيفى بألف وفرسى مثله ، فو الله الذي منّ بك علىّ لا فارقتك
حتّى يكلأ عن فرى وجرى ، ثمّ دخل الحسين خيمة زينب ووقف نافع بازاء الخيمة ينتظره
فسمع زينب تقول له : هل استعلمت من أصحابك نياتهم ، فانى أخشى أن يسلّموك عند
الوثبة ، فقال لها : والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلّا الأشوس الأقعس يستأنسون
بالمنية دونى استيناس الطفل الى محالب امّه.
قال نافع : فلمّا
سمعت هذا منه بكيت وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ، ومن اخته زينب.
قال حبيب : والله
لو لا انتظار أمره لعاجلت بسيفى هذه اللّيلة ، قلت : إنّى
__________________
خلفته عند اخته
وأظنّ النساء أفقن وشاركنها فى الحسرة ، فهل لك أن تجمع أصحابك وتواجهوهنّ بكلام
يطيب قلوبهنّ فقام حبيب ونادى يا أصحاب الحميّة وليوث الكريهة فتطالعوا من مضاربهم
كالاسود الضارية.
فقال لبنى هاشم
ارجعوا الى مقرّكم لا سهرت عيونكم ، ثمّ التفت إلى أصحابه وحكى لهم ما شاهده وسمعه
نافع ، فقالوا بأجمعهم : والله الّذي منّ علينا بهذا الموقف ، لو لا انتظار أمره
لعاجلناهم بسيوفنا الساعة فطب نفسا وقرّ عينا فجزاهم خيرا ، وقال هلمّوا معى
لنواجه النسوة ، ونطيب خاطرهنّ فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح يا معشر حرائر رسول
الله ، هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها إلّا فى رقاب من يريد السوء فيكم ،
وهذه أسنّة غلمانكم أقسموا ألّا يركزوها إلّا فى صدور من يفرق ناديكم.
فخرجن النساء إليهم ببكاء وعويل ، وقلن
أيّها الطيّبون حاموا عن بنات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين. فضجّ القوم بالبكاء
حتّى كأنّ الأرض تميد بهم ، وفى السحر من هذه اللّيلة خفق الحسين خفقة ثمّ استيقظ
وأخبر أصحابه بأنّه رأى فى منامه كلابا شدّت عليه تنهشه وأشدّها عليه كلب أبقع
وانّ الّذي يتولّى قتله من هؤلاء رجل أبرص. وإنّه رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعد ذلك ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول له :
أنت شهيد هذه
الامّة وقد استبشر بك أهل السموات وأهل الصفيح الأعلى وليكن افطارك عندى اللّيلة
عجّل ولا تؤخّر فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك فى قارورة خضراء .
__________________
٤٢ ـ باب ما جرى فى يوم عاشوراء
١ ـ قال الصدوق :
انّ الحسين عليهالسلام أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق وأمر فحشيت حطبا
وأرسل عليّا ابنه عليهالسلام فى ثلثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل
شديد ، وأنشأ الحسين عليهالسلام يقول :
يا دهر أف لك من
خليل
|
|
كم لك فى
الاشراق والأصيل
|
من صاحب وما جد
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنمّا الأمر
الى الجليل
|
|
وكلّ حىّ سالك
السبيل
|
ثمّ قال لأصحابه :
قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم وتوضئوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم ، لتكون
اكفانكم ، ثمّ صلى بهم الفجر ، وعبأهم تعبية الحرب وأمر بحفيرته التي حول عسكره
فاضرمت بالنار ، ليقاتل القوم من وجه واحد وأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس
له يقال له ابن أبى جويرية المزنى فلمّا نظر الى النار تتقد صفق بيده ونادى يا
حسين وأصحاب حسين ابشروا بالنار فقد تعجلتموها فى الدنيا.
فقال الحسين عليهالسلام : من الرجل فقيل ابن أبى جويرية المزنى ، فقال الحسين عليهالسلام : اللهمّ أذقه عذاب النار فى الدنيا فنفر به فرسه وألقاه
فى تلك النار ، فاحترق ، ثمّ برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن الحصين
الفزارى ، فنادى يا حسين ويا أصحاب حسين أما ترون الى ماء الفرات يلوح كأنّه بطون
الحيات والله لاذقتم منه قطرة حتّى الموت جرعا.
فقال الحسين عليهالسلام من الرجل؟ فقيل تميم بن حصين ، فقال الحسين عليهالسلام هذا وأبوه من أهل النار اللهمّ اقتل هذا عطشا فى هذا اليوم
، قال فخنقه العطش حتّى سقط عن فرسه فوطئته الخيل بسنابكها فمات ثمّ أقبل آخر من
عسكر عمر بن سعد ، يقال له محمّد بن أشعث بن قيس الكندى ، فقال يا حسين بن فاطمة
أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك.
قال الحسين عليهالسلام : هذه الآية (إِنَّ اللهَ اصْطَفى
آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً) الآية ، ثمّ قال : والله ان محمّدا لمن آل إبراهيم وإنّ
العترة الهادية لمن آل محمّد من الرجل فقيل محمّد بن اشعث بن قيس الكندى فرفع
الحسين عليهالسلام رأسه الى السماء فقال : اللهم أر محمّد بن الأشعث ذلّا فى
هذا اليوم لا تعزّه بعد هذا اليوم أبدا فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز فسلّط
الله عليه عقربا فلدغه فمات بادى العورة.
فبلغ العطش من
الحسين عليهالسلام وأصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحصين
الهمدانيّ ، قال إبراهيم بن عبد الله راوى الحديث هو خال أبى إسحاق الهمدانيّ ،
فقال يا ابن رسول الله أتأذن لى فأخرج إليهم ، فاكلّمهم فاذن له فخرج إليهم ، فقال
يا معشر الناس إنّ الله عزوجل بعث محمّدا بالحقّ بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه
وسراجا منيرا ، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد ، وكلابها وقد حيل بينه
وبين ابنه فقالوا يا يزيد فقد اكثرت الكلام فاكفف فو الله ليعطش الحسين كما عطش من
كان قبله.
فقال الحسين اقعد
يا يزيد ثمّ وثب الحسين عليهالسلام متوكّيا على سيفه فنادى بأعلى صوته فقال : انشدكم الله هل
تعرفونى قالوا نعم أنت ابن رسول الله وسبطه ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدّى
رسول الله صلىاللهعليهوآله قالوا اللهم نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون ان امّى
فاطمة بنت محمّد قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله
هل تعلمون ان أبى
على بن أبى طالب قالوا : اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون ان جدّتى خديجة
بنت خويلد أوّل نساء هذه الامّة إسلاما قالوا اللهم نعم.
قال : أنشدكم الله
هل تعلمون أنّ سيد الشهداء حمزة عمّ أبى قالوا : اللهم نعم قال : أنشدكم الله هل
تعلمون أن جعفر الطيّار فى الجنّة عمّى قالوا : اللهم نعم ، قال : فانشدكم الله هل
تعلمون ان هذا سيف رسول الله وانا متقلّده قالوا : اللهم نعم ، قال : فانشدكم الله
هل تعلمون أنّ هذه عمامة رسول الله أنا لابسهما قالوا : اللهم نعم. قال : فانشدكم
الله هل تعلمون انّ عليا كان أولهم اسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما وانّه ولىّ
كلّ مؤمن ومؤمنة قالوا : اللهم نعم ، قال فبم تستحلّون دمى وابى الذائد عن الحوض ،
غدا يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد فى يدى جدّى يوم
القيمة ، قالوا قد علمنا ذلك كلّه ونحن غير تاركيك حتّى تذوق الموت عطشا.
أخذ الحسين عليهالسلام بطرف لحيته وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ، ثمّ قال : اشتدّ
غضب الله على اليهود حين قالوا : عزير بن الله واشتدّ غضب الله على النصارى حين
قالوا : المسيح بن الله ، واشتد ، غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون
الله ، واشتدّ غضب الله على قوم قتلوا نبيّهم واشتدّ غضب الله على هذه العصابة
الذين يريدون قتل ابن نبيّهم .
٢ ـ قال المفيد :
واصبح الحسين عليهالسلام فعبّأ أصحابه بعد صلاة الغداة وكان معه اثنان وثلثون فارسا
وأربعون راجلا ، فجعل زهير بن القين فى ميمنة أصحابه وحبيب بن مظاهر فى ميسرة
أصحابه وأعطى رايته العبّاس أخاه ، وجعلوا البيوت فى ظهورهم وأمر بحطب وقصب كان من
وراء البيوت ان يترك فى خندق كان قد
__________________
حفر هناك وأن يحرق
بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم.
أصبح عمر بن سعد
فى ذلك اليوم وهو يوم الجمعة وقيل يوم السبت فعبّأ أصحابه وخرج فيمن معه من الناس
نحو الحسين عليهالسلام ، وكان على ميمنته عمرو بن الحجّاج ، وعلى ميسرته شمر بن
ذى الجوشن ، وعلى الخيل عروة بن قيس ، وعلى الرجالة شبث بن ربعى ، وأعطى الراية
دريدا مولاه فروى عن علىّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام انّه قال :
لمّا أصبحت الخيل
تقبل على الحسين عليهالسلام رفع يديه وقال : اللهمّ أنت ثقتى فى كلّ كرب وأنت رجائى فى
كلّ شدّة وأنت لى فى كلّ أمر نزل بى ثقة وعدّة ، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقلّ
فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منّى
إليك ، عمّن سواك ففرّجته عنّى وكشفته فانت ولىّ كلّ نعمة وصاحب كلّ حسنة ومنتهى
كلّ رغبة.
قال وأقبل القوم
يجولون حول بيوت الحسين عليهالسلام فيرون الخندق فى ظهورهم ، والنار تضطرم فى الحطب والقصب
الّذي كان القى فيه ، فنادى شمر بن ذى الجوشن بأعلى صوته يا حسين أتعجّلت النار
قبل يوم القيامة فقال الحسين عليهالسلام من هذا كأنّه شمر بن ذى الجوشن فقالوا له : نعم ، فقال له
يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه
الحسين عليهالسلام من ذلك.
فقال له دعنى حتّى
أرميه فانّه الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبّارين ، وقد أمكن الله منه ، فقال له
الحسين عليهالسلام لا ترمه فانّى أكره أن أبدأهم ثمّ دعى الحسين عليهالسلام براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته يا أهل العراق وجلّهم
يسمعون ، فقال : أيّها الناس أسمعوا قولى ، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ لكم
علىّ وحتّى اعذر إليكم فان أعطيتمونى النصف كنتم بذلك أسعد وإن لم تعطونى النصف من
أنفسكم فاجمعوا رأيكم.
(ثُمَّ لا يَكُنْ
أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ إِنَّ
وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) ثمّ حمد الله وأثنى عليه وذكر الله تعالى بما هو أهله ،
وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعلى ملائكته وأنبيائه فلم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده
أبلغ فى منطق منه ، ثمّ قال : أمّا بعد فانسبونى فانظروا من أنا ثمّ ارجعوا إلى
أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلى وانتهاك حرمتى ألست ابن بنت نبيّكم وابن
وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين المصدّق لرسول الله صلىاللهعليهوآله بما جاء به من عند ربّه.
أو ليس حمزة سيّد
الشهداء عمّى أو ليس جعفر الطيّار فى الجنّة بجناحين عمّى ، أو لم يبلغكم ما قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله لى ولأخى هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ، فان صدّقتمونى بما
أقول ، وهو الحقّ والله ما تعمّدت كذبا منذ علمت انّ الله يمقت عليه أهله وان
كذبتمونى فانّ فيكم من ان سألتموه عن ذلك أخبركم سلوا جابر بن عبد الله الانصارى
وأبا سعيد الخدرى ، وسهل بن سعد الساعدىّ وزيد بن أرقم وأنس بن مالك ، يخبروكم
أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلىاللهعليهوآله لى ولأخى ، أما فى هذا حاجز لكم عن سفك دمى.
فقال له شمر بن ذى
الجوشن هو يعبد الله على حرف ان كان يدرى ما يقول فقال له حبيب بن مظاهر : والله
انّى لأراك تعبد الله على سبعين حرفا وأنا أشهد أنّك صادق ما تدرى ما يقول قد طبع
الله على قلبك ، ثمّ قال لهم الحسين عليهالسلام فان كنتم فى شك من هذا فتشكّون انّى ابن بنت نبيّكم ، فو
الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبىّ غيرى فيكم ، ولا فى غيركم ، ويحكم أتطلبوني
بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو بقصاص جراحة فاخذوا لا يكلّمونه.
فنادى يا شبث بن
ربعى ويا حجّار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا الىّ
أن قد أينعت الثمار واخضرّ الجنات ، وإنمّا تقدم
على جند لك مجنّد
، فقال له قيس بن الأشعث ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بنى عمّك فانّهم لم
يروك إلّا ما تحبّ فقال له الحسين عليهالسلام : لا والله لا أعطيكم بيدى إعطاء الذليل ولا افرّ فرار
العبيد ، ثمّ نادى يا عباد الله (إِنِّي عُذْتُ
بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) أعوذ (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ
مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ثمّ انّه اناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها فأقبلوا
يزحفون نحوه .
٣ ـ قال الطبرسى :
أصبح عليهالسلام وعبّاء أصحابه بعد صلاة الغداة وكان معه اثنان وثلاثون
فارسا وأربعون راجلا فجعل زهير بن القين فى ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظهّر فى
ميسرة أصحابه ، وأعطى الراية العبّاس أخاه ، وجعل البيوت فى ظهورهم وأمر بحطب وقصب
كان من وراء البيوت أن يترك فى خندق كان هناك قد حضروه أن يحرق بالنار مخافة أن
يأتوهم من ورائهم.
أصبح عمر بن سعد
فى ذلك اليوم وهو يوم الجمعة وقيل : يوم السبت فعبّأ أصحابه فجعل على ميمنته عمرو
بن الحجّاج ، وعلى ميسرته شمر بن ذى الجوشن ، وعلى الخيل عروة بن قيس ، وعلى
الرجالة شبث بن ربعى ، ونادى شمر ـ لعنه الله ـ بأعلى صوته ـ يا حسين تعجّلت
بالنار قبل يوم القيامة فقال : يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا ، ورام
مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم.
فمنعه الحسين عليهالسلام من ذلك ، فقال له : دعنى حتّى أرميه فانّ الفاسق من عظماء
الجبّارين ، وقد أمكن الله منه فقال : أكره أن أبدأهم ، ثمّ دعا الحسين عليهالسلام براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته وكلّهم يسمعونه فقال :
أيّها النّاس اسمعوا قولى ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ عليكم ، وحتّى أعذر
إليكم فإن أعطيتمونى النصف كنتم بذلك أسعد وان لم تعطونى النصف من أنفسكم ،
فاجمعوا رأيكم ثمّ لا يكن
__________________
أمركم عليكم غمّة
ثمّ اقضوا إلىّ ولا تنظرون ، إنّ وليّى الله الّذي نزّل الكتاب وهو يتولّى
الصالحين.
ثمّ حمد الله
وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ فلم يسمع متكلّم قطّ بعده ولا قبله أبلغ فى منطق
منه ، ثمّ قال : أمّا بعد فانسبونى وانظروا من أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم ،
وعاتبوها ، فانظروا هل يصلح لكم قتلى وانتهاك حرمتى؟ ألست ابن بنت نبيّكم وابن
وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين المصدّقين لرسول الله وبما جاء به من عند ربّه؟ أو
ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبى؟ أو ليس جعفر الطيّار بجناحين عمّى ، أو لم يبلغكم
ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لى ولأخى : «هذان سيّدا شباب أهل الجنّة».
فان صدقتمونى بما
أقول وهو الحقّ فو الله ما تعمّدت كذبا منذ علمت أنّ الله تعالى يمقت عليه وإن
كذّبتمونى فإنّ فيكم من إذا سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله
الأنصاري ، وأبا سعيد الخدرى ، وسهل بن سعد الساعدى ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك
يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلىاللهعليهوآله لى ولأخى ، أما فى هذا حاجز لكم عن سفك دمى؟ فقال له شمر :
هو يعبد الله على حرف إن كان يدرى ما تقول :
فقال له حبيب بن
مظهّر : والله انّى لأراك تعبد الله على سبعين حرفا ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدرى
ما تقول قد طبع الله على قلبك ، فقال لهم الحسين : فان كنتم فى شكّ من هذا أفتشكّون
أنّى ابن بنت نبيّكم فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبىّ غيرى فيكم ويحكم أتطلبوني
بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو بقصاص جراحة؟ فأخذوا لا يكلّمونه.
فنادى يا شبث بن
ربعى ، يا حجّار بن أبجر ، يا قيس بن الأشعث ، يا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا
الىّ أن قد أينعت الثمار واخضرّ الجنات ، وإنّما تقدم على جند لك مجنّد؟ فقال له
قيس بن الأشعث : ما ندرى ما تقول ، ولكن انزل على حكم ابن
عمّك ، فانّهم لم يريدوا
بك الّا ما تحبّ ، فقال الحسين عليهالسلام : لا والله لا أعطيكم بيدى إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار
العبيد ، ثمّ نادى يا عباد الله (إِنِّي عُذْتُ
بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) وأعوذ (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ
مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ثمّ انّه نزل عن راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها وأقبلوا
يزحفون نحوه .
٤ ـ قال ابن طاوس
: فلمّا كان الغداة أمر الحسين عليهالسلام بفسطاط فضرب فأمر بجفنة فيها مسك كثير وجعل عندها نورة ثمّ
دخل ليطلى ، فروى انّ برير بن خضير الهمدانيّ وعبد الرحمن بن عبد ربه الانصارى ،
وقفا على باب الفسطاط ليطليا بعد فجعل برير يضاحك عبد الرحمن ، فقال له عبد الرحمن
يا برير أتضحك ما هذه ساعة ضحك ولا باطل فقال برير لقد علم قومى اننى ما أحببت
الباطل كهلا ولا شابا وإنمّا افعل ذلك استبشارا بما نصير إليه ، فو الله ما هو الا
ان نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة ، ثمّ نعانق الحور العين .
٥ ـ عنه قال
الراوى : وركب أصحاب عمر بن سعد لعنهم الله فبعث الحسين عليهالسلام برير بن خضير ، فوعظهم فلم يستمعوا وذكرهم فلم ينتفعوا ،
فركب الحسين عليهالسلام ناقته وقيل فرسه فاستنصتهم فانصتوا ، فحمد الله واثنى عليه
، وذكره بما هو أهله وصلّى على محمّد صلىاللهعليهوآله وعلى الملائكة والأنبياء والرسل وأبلغ فى المقال ثمّ قال :
تبّا لكم أيتها
الجماعة وترحا حين استصرختمونا والهين ، فاصرخنا لكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا
فى أيمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم ألباء
لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل افشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلّا لكم
الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والراى
__________________
لما يستحصف ، ولكن
أسرعتم إليها كطيرة الدبا وتداعيتم إليها كتهافت الفراش.
فسحقا لكم يا عبيد
الامّة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ، ومحرّفي الكلم وعصبة الآثام ونفثة الشيطان ،
ومطفئ السنن أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون أجل والله غدر فيكم قديم وشجت إليه
اصولكم ، وتأزرت عليه فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر شجا للناظر وأكلة للغاصب ، ألا وأن
الدعىّ ابن الدعىّ قد ركز بين اثنين بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة يأبى الله
ذلك لنا ورسوله ، والمؤمنون وحجور طابت وطهرت ، وانوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر
طاعة اللئام على مصارع الكرام ألا وإنّى زاحف بهذا الأسرة مع قلّة العدد ، وخذلة
الناصر ، ثمّ أوصل كلامه بابيات فروة بن مسيك المرادى :
فان نهزم
فهزامون قدما
|
|
وان نغلب فغير
مغلبينا
|
وما ان طبّنا
جبن ولكن
|
|
منايانا ودولة
آخرينا
|
إذا ما الموت
رفع عن اناس
|
|
كلا كله أناخ
بآخرينا
|
فأفنى ذلكم
سرواة قومى
|
|
كما افنى القرون
الاوّلينا
|
فلو خلد الملوك
إذا خلدنا
|
|
ولو بقى الكرام
إذا بقينا
|
فقل للشامتين
بنا أفيقوا
|
|
سيلقى الشامتون
كما لقينا
|
ثمّ أيم الله لا
تلبثون بعدها الاكريث ما يركب الفرس حتّى تدور بكم دور الرحى ، وتقلق بكم قلق المحور
عهد عهده الىّ أبى عن جدّى ، (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي
وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
اللهمّ احبس عنهم
قطر السماء ، وابعث عليهم سنين كسنى يوسف وسلّط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأسا
مصبرة ، فانّهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ،
ثمّ نزل عليهالسلام ودعا بفرس رسول الله صلىاللهعليهوآله المرتجز
فركبه وعبّى
أصحابه للقتال .
٦ ـ عنه باسناده ،
عن الباقر عليهالسلام انّهم كانوا خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل وروى غير ذلك .
٧ ـ عنه قال
الراوى فتقدم عمر بن سعد فرمى نحو عسكر الحسين عليهالسلام بسهم ، وقال : اشهد والى عند الامير أنى أول من رمى وأقبلت
السهام من القوم كانها القطر ، فقال عليهالسلام لأصحابه قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بدّ منه ، فان
هذه السهام رسل القوم إليكم ، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة ، حتّى قتل من
أصحاب الحسين عليهالسلام جماعة.
قال فعندها ضرب
الحسين عليهالسلام بيده الى لحيته وجعل يقول اشتدّ غضب الله تعالى على اليهود
اذ جعلوا له ولدا واشتدّ غضب الله تعالى على النصارى ، اذ جعلوه ثالث ثلاثة واشتدّ
غضبه على المجوس اذ عبدوا الشمس والقمر دونه ، واشتدّ غضبه على قوم اتفقت كلمتهم
على قتل ابن بنت نبيّهم ، أما والله لا أجيبهم الى شيء ممّا يريدون حتّى ألقى الله
تعالى وانا مخضب بدمى .
٨ ـ عنه روى عن
مولانا الصادق عليهالسلام انّه قال : سمعت أبى يقول : لما التقى الحسين عليهالسلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب أنزل الله تعالى النصر
حتّى رفرف على رأس الحسين عليهالسلام ، ثمّ خيّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله فاختار
لقاء الله رواها أبو طاهر محمّد بن الحسين النرسى فى كتاب معالم الدين .
٩ ـ عنه قال
الراوى ثمّ صاح عليهالسلام أما من مغيث
يغيثنا لوجه الله أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ، قال فإذا الحرّ بن يزيد قد
أقبل الى عمر بن سعد ، فقال
__________________
أمقاتل أنت هذا
الرجل قال : اى والله قتالا أيسره أن تطير الرءوس وتطيح الأيدى .
١٠ ـ أبو جعفر
المشهدى باسناده : عن الصادق صلوات الله عليه ، قال : لمّا تهيّأ الحسين عليهالسلام للقتال أمر باضرام النار فى الخندق الذي حول عسكره ،
ليقاتل القوم من وجه واحد ، فأقبل رجل من عسكر ابن سعد لعنه الله ، يقال له : ابن
أبى جويرية المزنىّ ، فلمّا نظر إلى النار تتقد صفق بيده ونادى : يا حسين ، ويا
أصحاب الحسين ، أبشروا بالنار ، فقد تعجّلتموها فى الدنيا.
فقال الحسين صلوات
الله عليه : من الرجل؟ فقيل : ابن أبى جويرية المزنىّ ، فقال صلوات الله عليه :
اللهمّ أذقه عذاب النار فى الدنيا قبل الآخرة. فنفر به فرسه ، فألقاه فى تلك النار
فاحترق .
١١ ـ عنه ، قال :
ثمّ برز من عسكر عمر بن سعد لعنه الله رجل يقال له : تميم ابن الحصين فنادى : يا
حسين ، ويا أصحاب الحسين ، أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنّه بطون الحيات ،
والله لاذقتم منه قطرة ، حتّى تذوقوا الموت جزعا ، فقال الحسين صلوات الله عليه :
هذا وأبوه من أهل النار ، اللهمّ اقتل هذا عطشا فى هذا اليوم ، قال : فخنقه العطش
حتّى سقط عن فرسه فوطأته الخيل بسنابكها حتّى مات لعنه الله .
١٣ ـ قال الدينورى
: قالوا : وأمر الحسين أصحابه أن يضمّوا مضاربهم بعضهم من بعض ، ويكونوا أمام
البيوت ، وأن يحفروا من وراء البيوت أخدودا ، وأن يضرموا فيه حطبا وقصبا كثيرا ،
لئلّا يؤتوا من أدبار البيوت ، فيدخلونها.
__________________
قالوا : ولما صلّى
عمر بن سعد الغداة نهد بأصحابه ، وعلى ميمنته عمرو بن الحجّاج ، وعلى ميسرته شمر
بن ذى الجوشن ـ واسمه شرحبيل بن عمرو بن معاوية ، من آل الوحيد ، من بنى عامر بن
صعصعة ـ وعلى الخيل عزرة بن قيس ، وعلى الرجالة شبث ابن ربعى ، والراية بيد زيد
مولى عمر بن سعد .
١٣ ـ عنه عبّى
الحسين عليهالسلام أيضا أصحابه ، وكانوا اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا ،
فجعل زهير بن القين على ميمنته ، وحبيب بن مظاهر على ميسرته ، ودفع الراية الى
أخيه العباس بن على ، ثمّ وقف ، ووقفوا معه أمام البيوت .
١٤ ـ قال اليعقوبى
: خرج زهير بن القين على فرس له فنادى : يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار
، عباد الله ولد فاطمة أحقّ بالودّ والنصر من ولد سميّة فان لم تنصروهم فلا
تقاتلوهم. أيّها الناس انّه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبى الا الحسين ، فلا
يعين أحد على قتله ولو بكلمة إلّا نغصه الله الدنيا وعذبه أشد عذاب الآخرة ، ثمّ
تقدموا رجلا رجلا حتّى بقى وحده ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه .
١٥ ـ قال الطبرى :
عبّأ الحسين أصحابه ، وصلّى بهم صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا
وأربعون راجلا ، فجعل زهير بن القين فى ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظاهر فى ميسرة
أصحابه ، وأعطى رأيته العبّاس بن علىّ أخاه ، وجعلوا البيوت فى ظهورهم ، وأمر بحطب
وقصب كان من وراء البيوت يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم.
قال : وكان الحسين
عليهالسلام أتى بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض
__________________
كأنّه سياقة ،
فحفروه فى ساعة من الليل ، فجعلوه كالخندق ، ثمّ ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب ،
وقالوا : إذا عدوا علينا فقاتلونا ألقينا فيه النار كيلا تؤتى من ورائنا ، وقاتلنا
القوم من وجه واحد. ففعلوا ، وكان لهم نافعا .
١٦ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى فضيل بن خديج الكندى ، عن محمّد بن بشر عن عمرو الحضرمى ، قال : لما
خرج عمر بن سعد بالناس كان على ربع أهل المدينة يومئذ عبد الله بن زهير بن مسلم
الأزدى ، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبى سبرة الجعفىّ ، وعلى ربع ربيعة
وكندة قيس بن الأشعث بن قيس ، وعلى ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد الرياحى.
فشهد هؤلاء كلّهم
مقتل الحسين إلّا الحرّ بن يزيد فانّه عدل الى الحسين ، وقتل معه ، وجعل عمر على
ميمنته عمرو بن الحجّاج الزبيدىّ ، وعلى ميسرته شمر ابن ذى الجوشن بن شرحبيل بن
الأعور بن عمر بن معاوية ـ وهو الضبّاب بن كلاب ـ وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسى
، وعلى الرجالة شبث بن ربعى الرياحى ، وأعطى الراية ذويدا مولاه .
١٧ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى عمرو بن مرّة الجملى ، عن أبى صالح الحنفى ، عن غلام لعبد الرّحمن
بن عبد ربه الأنصاري ، قال : كنت مع مولاى ، فلمّا حضر الناس وأقبلوا الى الحسين ،
أمر الحسين بفسطاط فضرب ، ثمّ أمر بمسك فميث فى جفنة عظيمة أو صحفة ؛ قال ثمّ دخل
الحسين ذلك الفسطاط فتطلى بالنورة. قال : ومولاى عبد الرحمن بن عبد ربه وبرير ابن
خضير الهمدانيّ على باب الفسطاط تحتكّ مناكبهما ، فازدحما أيهما يطلى على أثره ، فجعل
بريرها زل عبد الرحمن.
فقال له عبد
الرحمن : دعنا ، فو الله ما هذه بساعة باطل ، فقال له برير : والله
__________________
لقد علم قومى أنا
ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا ، ولكن والله إنّى لمستبشر بما نحن لاقون ، والله
إن بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ، ولوددت أنّهم قد
مالوا علينا بأسيافهم. قال : فلمّا فرغ الحسين دخلنا فاطّلينا ؛ قال : ثمّ إنّ
الحسين ركب دابّته ودعا بمصحف فوضعه أمامه ، قال : فاقتتل أصحابه بين يديه قتالا
شديدا ، فلمّا رأيت القوم قد صرعوا أفلت وتركتهم .
١٨ ـ عنه قال أبو
مخنف : عن بعض أصحابه ، عن أبى خالد الكابلى ، قال : لما صبّحت الخيل الحسين رفع
الحسين يديه ، فقال : اللهمّ أنت ثقتى فى كلّ كرب ، ورجائى فى كلّ شدّة ، وأنت لى
فى كلّ أمر نزل بى ثقة وعدّة ، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد ، وتقلّ فيه الحيلة ،
ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدوّ ، أنزله بك ، وشكوته إليك ، رغبة منى إليك
عمّن سواك ، ففرّجته وكشفته ، فأنت ولىّ كلّ نعمة ، وصاحب كلّ حسنة ، ومنتهى كلّ
رغبة .
١٩ ـ عنه قال أبو
مخنف : فحدّثنى عبد الله بن عاصم ، قال : حدّثنى الضحّاك المشرقى ، قال : لما
أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم فى الحطب والقصب ، الذي كنّا ألهبنا فيه
النار من ورائنا ، لئلّا يأتونا من خلفنا ، إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس
كامل الأداة ، فلم يكلّمنا حتّى مرّ على أبياتنا ، فنظر إلى أبياتنا فاذا هو لا
يرى إلّا حطبا تلتهب النار فيه ، فرجع راجعا ، فنادى بأعلى صوته ، يا حسين ،
استعجلت النار فى الدنيا قبل يوم القيامة.
فقال الحسين : من
هذا؟ كأنّه شمر بن ذى الجوشن! فقالوا : نعم ، أصلحك الله هو هو ، فقال : يا ابن
راعية المعزى ، أنت أولى بها صليّا ، فقال له مسلم بن عوسجة : يا ابن رسول الله ،
جعلت فداك! ألّا أرميه بسهم! فإنّه قد أمكننى ، وليس يسقط :
__________________
منّى سهم ،
فالفاسق من أعظم الجبّارين ؛ فقال له الحسين : لا ترمه ، فإنّى أكره أن أبدأهم ،
وكان مع الحسين فرس له يدعى لاحقا حمل عليه ابنه علىّ بن الحسين.
قال : فلمّا دنا
منه القوم عاد براحلته فركبها ، ثمّ نادى بأعلى صوته يسمع جلّ الناس: أيّها الناس
، اسمعوا قولى ، ولا تعجلونى حتّى أعظكم بما الحقّ لكم علىّ ، وحتّى أعتذر إليكم
من مقدمى عليكم ، فان قبلتم عذرى ، وصدّقتم قولى ، وأعطيتمونى النّصف ، كنتم بذلك
أسعد ، ولم يكن لكم علىّ سبيل ، وإن لم تقبلوا منّى العذر ، ولم تعطوا النصف من
أنفسكم (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ، إِنَّ
وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).
قال : فلمّا سمع
أخواته كلامه هذا صحن وبكين ، وبكى بناته فارتفعت أصواتهنّ ، فأرسل إليهنّ أخاه
العبّاس بن على وعليّا ابنه ، وقال لهما : أسكتاهنّ ، فلعمرى ليكثرنّ بكاؤهنّ ،
قال : فلمّا ذهبا ليسكتاهنّ قال : لا يبعد ابن عبّاس ، قال : فظنّنا أنّه إنّما
قالها حين سمع بكاؤهنّ ، لأنّه قد كان نهاه أن يخرج بهنّ ، فلمّا سكتن حمد الله
وأثنى عليه ، وذكر الله بما هو أهله ، وصلّى على محمّد صلى الله عليه وعلى ملائكته
وأنبيائه ، فذكر من ذلك ما الله أعلم وما لا يحصى ذكره.
قال : فو الله ما
سمعت متكلّما قطّ قبله ولا بعده أبلغ فى منطق منه ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فانسبونى
فانظروا من أنا ، ثمّ ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا ، هل يحلّ لكم قتلى
وانتهاك حرمتى؟ ألست ابن بنت نبيّكم صلىاللهعليهوآله وابن وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين بالله والمصدّق
لرسوله بما جاء به من عند ربّه! أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبى! أو ليس جعفر
الشهيد الطيّار ذو الجناحين عمّى! أو لم يبلغكم قول مستفيض فيكم : إنّ رسول الله
صلّى الله تعالى عليه وآله قال لى ولأخى : «هذان سيّدا شباب أهل الجنّة».
فان صدّقتمونى بما
أقول ـ وهو الحق ـ فو الله ما تعمّدت كذبا مذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ،
ويضرّ به من اختلقه ، وان كذّبتمونى فانّ فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا
جابر بن عبد الله الانصارى ، أو أبا سعيد الخدرى ، وسهل ابن سعد الساعدى ، أو زيد
بن أرقم ، أو أنس بن مالك ، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلىاللهعليهوآله لى ولأخى ، أفما فى هذا حاجز لكم عن سفك دمى!
فقال له شمر بن ذى
الجوشن : هو يعبد الله على حرف إن كان يدرى ما يقول! فقال له حبيب مظاهر : والله
إنّى لأراك تعبد الله على سبعين حرفا ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدرى ما يقول ، قد
طبع الله على قلبك.
ثمّ قال لهم
الحسين : فان كنتم فى شكّ من هذا القول أفتشكون أثرا ما أنّى ابن بنت نبيّكم! فو
الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبىّ غيرى منكم ولا من غيركم ، أنا ابن بنت
نبيّكم خاصّة ، أخبرونى ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته ، أو
بقصاص من جراحة؟ قال : فأخذوا لا يكلّمونه ، قال : فنادى : يا شبث بن ربعى ، ويا
حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا يزيد بن الحارث.
ألم تكتبوا الىّ
أن قد أينعت الثمار ، واخضرّ الجنات ، وطمّت الجمام ، وإنّما تقدّم على جند لك
مجنّد ، فأقبل! قالوا له لم نفعل ، فقال : سبحان الله! بلى والله ، لقد فعلتم ،
ثمّ قال : أيّها النّاس ، إذ كرهتمونى فدعونى أنصرف عنكم إلى مأمنى من الأرض ، قال
: فقال له قيس بن الأشعث : أو لا تنزل على حكم بنى عمّك ، فإنّهم لم يروك الّا ما
تحبّ ، ولن يصل إليك منهم مكروه؟
فقال الحسين : أنت
أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك ، بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل ، لا والله لا
أعطيهم بيدى اعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد عباد الله «انّى عذت بربّى وربّكم
أن ترجمون أعوذ بربّى وربّكم من كلّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب» قال : ثمّ انّه
أناخ راحلته ، وأمر عقبة بن سمعان فعقلها ، واقبلوا
يزحفون نحوه .
٢٠ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى علىّ بن حنظلة بن أسعد الشبامى ، عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين
حين قتل يقال له كثير بن عبد الله الشعبى ، قال : لما زحفنا قبل الحسين خرج إلينا
زهير بن قين على فرس له ذنوب ، شاك فى السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة ، نذار لكم
من عذاب الله نذار! إنّ حقّا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتّى الآن إخوة
، وعلى دين واحد وملّة واحدة ، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منا
أهل ، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة ، وكنا أمّة وأنتم أمّة.
إنّ الله قد
ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنّا ندعوكم الى نصرهم وخذلان
الطاغية عبيد الله بن زياد ، فانّكم لا تدركون منهما الّا بسوء عمر سلطانهما كلّه
، ليسملان أعينكم ويقطّعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثّلان بكم ، ويرفعانكم على جذوع
النخل ، ويقتّلان أماثلكم وقرّاءكم ، أمثال حجر بن عدىّ وأصحابه ، وهانى بن عروة
وأشباهه ، قال : فسبّوه ، وأثنوا على عبيد الله بن زياد ، ودعوا له وقالوا : والله
لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومن معه ، أو نبعث به وبأصحابه الى الأمير عبيد الله
سلما.
فقال لهم : عباد
الله ، إنّ ولد فاطمة رضوان الله عليها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة ، فان لم
تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم ، فخلّوا بين الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن
معاوية ، فلعمرى إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، قال : فرماه شمر بن
ذى الجوشن بسهم وقال : اسكت أسكت الله نامتك ، أبرمتنا بكثرة كلامك! فقال له زهير
: يا ابن البوّال على عقبيه ، ما ايّاك أخاطب ، إنّما أنت
__________________
بهيمة ، والله ما
أظنّك تحكم من كتاب الله آيتين ، فابشر بالخزى يوم القيامة والعذاب الاليم.
فقال له شمر : إنّ
الله قاتلك وصاحبك عن ساعة ، قال : أفبالموت تخوّفنى! فو الله للموت معه أحبّ إلىّ
من الخلد معكم ، قال : ثمّ أقبل على الناس رافعا صوته ، فقال : عباد الله ، لا
يغرّنكم من دينكم هذا الجلف الجافى ، وأشباهه ، فو الله لا تنال شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآله هراقوا دماء ذرّيته ، وأهل بيته ، وقتلوا من نصرهم وذبّ عن
حريمهم ، قال: فناداه رجل فقال له : إنّ أبا عبد الله يقول لك : أقبل ، فلعمرى لئن
كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ فى الدعاء ، لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع
النصح والابلاغ! .
٢١ ـ روى ابن عبد
ربه : عن علىّ بن عبد العزيز قال : حدّثنى الزبير قال : حدّثنى محمّد بن الحسن قال
: لما نزل عمر بن سعد بالحسين وأيقن أنّهم قاتلوه ، قام فى أصحابه خطيبا ، فحمد
الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : قد نزل بى ما ترون من الأمر ، وإنّ الدنيا قد تغيّرت
وتنكّرت ، وأدبر معروفها واشمعلّت ، فلم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء الأخنس
، عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، والباطل لا ينهى عنه؟ ليرغب
المؤمن فى لقاء الله ، فإنّى لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة مع الظالمين الا
ذلّا وندما .
٢٢ ـ الحافظ ابن
عساكر : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى : أنبأنا أبو محمّد الشيرازى ، أنبأنا
أبو عمر الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمّد أنبأنا محمّد
بن سعد ، أنبأنا علىّ بن محمّد عن أبى الأسود العبدى : عن الأسود بن قيس العبدى ،
قال : قيل لمحمّد بن بشير الحضرمى وهو مع الحسين فى كربلا : قد أسر
__________________
ابنك بثغر الرى ،
قال : عند الله احتسبه ونفسى ، ما كنت أحبّ أن يؤسر ولا أن أبقى بعده ، فسمع قوله
الحسين عليهالسلام فقال له : رحمك الله أنت فى حلّ من بيعتى فاعمل فى فكاك
ابنك! قال : أكلتنى السباع حيّا إن فارقتك! قال : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود
تستعين بها فى فداء أخيه ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار
٢٣ ـ قال عبد
الرزّاق المقرّم : قال ابن قولويه والمسعودى : لما أصبح الحسين يوم عاشوراء وصلّى
بأصحابه صلاة الصبح قام خطيبا فيهم ، حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : إنّ الله
تعالى أذن فى قتلكم وقتلى فى هذا اليوم فعليكم بالصبر والقتال ، ثمّ صفّهم للحرب
وكانوا اثنين وثمانين ما بين فارس وراجل ، فجعل زهير بن القين فى الميمنة وحبيب بن
مظاهر فى الميسرة ، وثبت هو عليهالسلام وأهل بيته فى القلب وأعطى رأيته أخاه العبّاس.
اقبل عمر بن سعد
نحو الحسين عليهالسلام فى ثلاثين ألفا وكان رؤساء الأربعة بالكوفة يومئذ : عبد
الله بن زهير بن سليم الأزدى على ربع أهل المدينة ، وعبد الرحمن بن أبى سبرة
الحنفى على ربع مذحج وأسد ، وقيس بن الأشعث على ربع ربيعة وكندة ، والحرّ بن يزيد
الرياحى على ربع تميم وهمدان ، وكلّهم اشتركوا فى حرب الحسين الّا الحرّ الرياحى وجعل
ابن سعد على الميمنة عمرو بن الحجّاج الزبيدى ، وعلى الميسرة شمر بن ذى الجوشن
العامرى ، وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسى وعلى الرجالة شبث بن ربعى والراية مع
مولاه ذويد.
ثمّ أقبلوا يجولون
حول البيوت فيرون النار تضطرم فى الخندق ، فنادى شمر بأعلا صوته يا حسين تعجلت
بالنار قبل يوم القيامة ، فقال الحسين من هذا كأنه شمر ابن ذى الجوشن ، قيل نعم ،
فقال عليهالسلام : يا ابن راعية المعزى أنت اولى بها منّى صليّا
__________________
ورام مسلم بن
عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين وقال أكره أن أبدأهم بقتال.
لما نظر الحسين عليهالسلام إلى جمعهم كأنّه السيل رفع يديه بالدعاء وقال : اللهم أنت
ثقتى فى كلّ كرب ورجائى فى كلّ شدّة ، وأنت لى فى كلّ أمر نزل بى ثقة وعدّة ، كم
من همّ يضعف فيه الفؤاد ، وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو أنزلته
بك وشكوته إليك رغبة منّى إليك ، عمّن سواك فكشفته وفرجته فأنت ولى كلّ نعمة
ومنتهى كلّ رغبة.
ثمّ دعا براحلته
فركبها ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم : أيّها الناس اسمعوا قولى ولا تجعلوا حتّى
أعظكم بما هو حق لكم علىّ وحتّى اعتذر إليكم من مقدمى عليكم فان قبلتم عذرى وصدقتم
قولى وأعطيتمونى النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم علىّ سبيل ، وإن لم
تقبلوا منى العذر ، ولم تعطوا النصف من أنفسكم (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ
الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).
فلمّا سمعن النساء
هذا منه صحن وبكين وارتفعت أصواتهنّ ، فأرسل إليهنّ أخاه العبّاس وابنه على الأكبر
، وقال لهما اسكتاهنّ فلعمرى ليكثر بكاؤهنّ ، ولما سكتن حمد الله واثنى عليه وصلّى
على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء وقال فى ذلك ما لا يحصى ذكره ولم يسمع متكلّم
قبله ولا بعده أبلغ منه فى منطقه ، ثمّ قال :
الحمد لله الّذي
خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال ، فالمغرور من غرّته
والشقىّ من فتنته فلا تغرّنكم هذه الدنيا فانّها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع
من طمع فيها ، واراكم قد اجتمعتم على أمر قد اسخطتم الله فيه عليكم واعرض بوجهه
الكريم عنكم وأحلّ بكم نقمته وجنبكم رحمته فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم أقررتم
بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلىاللهعليهوآله ، ثمّ انّكم زحفتم الى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم لقد
استحوذ عليكم الشيطان ،
فأنساكم ذكر الله
العظيم ، فتبا لكم ولما تريدون إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
هؤلاء قوم كفروا
بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين ، أيّها الناس انسبونى من أنا ثمّ ارجعوا إلى
أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلى وانتهاك حرمتى ، ألست ابن بنت نبيّكم
وابن وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربّه ،
أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبى ، أو ليس جعفر الطيّار عمّى ، أو لم يبلغكم قول
رسول الله لى ولاخى: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ، فان صدقتمونى بما أقول وهو
الحقّ والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه
وان كذّبتمونى فان فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم.
سلوا جابر بن عبد
الله الانصارى ، وأبا سعيد الخدرى ، وسهل بن سعد الساعدى وزيد بن أرقم وأنس بن
مالك يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لى ولأخى ، أما فى هذا حاجز
لكم عن سفك دمى ، فقال الشمر ، هو يعبد الله على حرف إن كان يدرى ما تقول ، فقال
له حبيب بن مظاهر : والله إنّى أراك تعبد الله على سبعين حرفا وأنا أشهد أنّك صادق
ما تدرى ما يقول قد طبع الله على قلبك.
ثمّ قال الحسين عليهالسلام : فان كنتم فى شك من هذا القول أفتشكّون إنّى ابن بنت
نبيّكم ، فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبىّ غيرى فيكم ولا فى غيركم ،
ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو بقصاص جراحة ، فأخذوا لا
يكلّمونه ، فنادى : يا شبث بن ربعى ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ويا
زيد بن الحارث ألم تكتبوا إلىّ أن أقدم قد أينعت الثمار واخضر الجنات ، وإنّما
تقدم على جند لك مجنّدة؟
فقالوا : لم نفعل.
قال : سبحان الله بلى والله لقد فعلتم ، ثمّ قال : أيّها الناس إذا
كرهتمونى فدعونى
أنصرف عنكم الى مأمنى من الارض ، فقال له قيس بن الأشعث : أولا تنزل على حكم بنى
عمّك؟ فانّهم لن يروك الّا ما تحبّ ولن يصل إليك منهم مكروه ، فقال الحسين عليهالسلام : أنت أخو أخيك أتريد أن يطلب بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن
عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدى اعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد عباد الله (إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ
أَنْ تَرْجُمُونِ) ، أعوذ (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ
مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ثمّ أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها.
ثمّ إنّ الحسين عليهالسلام ركب فرسه وأخذ مصحفا ونشره على رأسه ووقف بإزاء القوم وقال
: يا قوم إنّ بينى وبينكم كتاب الله وسنّة جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة ما عليه من سيف النبيّ صلىاللهعليهوآله ودرعه وعمامته فأجابوه بالتصديق ، فسألهم عما أقدمهم على
قتله قالوا : طاعة للأمير عبيد الله بن زياد.
فقال عليهالسلام : تبا لكم أيتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا والهين
فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا فى أيمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها
على عدوّنا وعدوّكم فأصبحتم ألبا لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ،
ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلّا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن
والرأى لما يستحصف ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ،
ثمّ نفضتموها ، فسحقا لكم يا عبيد الأئمّة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرّفي
الكلم وعصبة الاثم ونفثة الشيطان ومطفى السنن.
ويحكم أهؤلاء
تعضدون وعنا تتخاذلون أجل والله غدر فيكم قديم وشجت عليه أصولكم وتأزرت فروعكم
فكنتم أخبث ثمر شجى للناظر وأكلة للغاصب ، ألا وإنّ الدعىّ بن الدعىّ قد ركز بين
اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون
، وحجور طابت وطهرت وأنوف
حمية ونفوس أبية
من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا وإنّى زاحف بهذه الأسرة على قلّة
العدد وخذلان الناصر ، ثمّ أنشد أبيات فروة بن مسيك المرادى :
فان نهزم
فهزامون قدما
|
|
وإن نغلب فغير
مغلّبينا
|
وما أن طبنا جبن
ولكن
|
|
منايانا ودولة
آخرينا
|
فقل للشامتين
بنا أفيقوا
|
|
سيلقى الشامتون
كما لقينا
|
إذا ما الموت
رفع عن أناس
|
|
بكلكله أناخ
بآخرينا
|
أما والله لا
تلبثون بعدها إلّا كريثما يركب الفرس حتّى تدوركم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور
عهد عهده إلىّ أبى عن جدّى رسول الله (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي
وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
ثمّ رفع يديه نحو
السماء وقال : اللهمّ احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسنى يوسف وسلّط
عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبّرة ، فانّهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك
توكّلنا وإليك المصير ، والله لا يدع أحدا منهم الّا انتقم لى منه قتلة بقتلة ،
وضربة بضربة ، وإنّه لينتصر لى ولأهل بيتى وأشياعى.
استدعى عمر ابن
سعد فدعى له وكان كارها لا يحبّ أن يأتيه فقال : أى عمر أتزعم أنّك تقتلنى ويولّيك
الدعى بلاد الرى وجرجان ، والله لا تتهنأ بذلك عهد معهود ، فاصنع ما أنت صانع
فانّك لا تفرح بعدى بدنيا ولا آخرة ، وكأنّى برأسك على قصبة يتراماه الصبيان
بالكوفة ويتّخذونه غرضا بينهم فصرف بوجهه عنه مغضبا
__________________
٢٤ ـ الحافظ أبو
نعيم : حدّثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علىّ بن عبد العزيز ، ثنا الزبير بن بكّار ،
حدثني محمّد بن الحسين ، قال : لما نزل القوم بالحسين وأيقن أنّهم قاتلوه ، قام فى
أصحابه خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : قد نزل من الأمر ما ترون ، وأنّ
الدنيا قد تغيّرت وتنكرت وأدبر معروفها ، وانشمرت ، حتّى لم يبق منها إلّا كصبابة الإناء
، إلّا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى
عنه ، ليرغب المؤمن فى لقاء الله وإنّى لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة مع
الظالمين إلّا جرما .
٢٥ ـ الهيتمى
باسناده : عن محمّد بن الحسن ، قال لما نزل عمر بن سعد بالحسين ، وأيقن أنهم
قاتلوه قام فى أصحابه خطيبا فحمد الله عزوجل وأثنى عليه ثمّ قال : قد نزل ما ترون من الأمر ، وأنّ
الدنيا تغيرت وتنكّرت وأدبر معروفها وانشمر حتّى لم يبق منها إلّا صبابة الإناء
إلّا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقّ لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه
، ليرغب المؤمن فى لقاء الله ، فانّى لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين
إلّا برما .
٤٣ ـ باب شهادة الحرّ بن يزيد
١ ـ قال الصدوق :
فضرب الحرّ بن يزيد فرسه وجاز عسكر عمر بن سعد لعنه الله إلى عسكر الحسين عليهالسلام واضعا يده على رأسه وهو يقول : اللهمّ إليك أنبت فتب علىّ
فقد ارعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك ، يا ابن رسول الله هل لى من توبة
__________________
قال نعم تاب الله
عليك ، قال يا ابن رسول الله أتأذن لى فأقاتل عنك ، فأذن له فبرز وهو يقول :
أضرب فى أعناقكم
بالسيف
|
|
عن خير من حلّ
بلاد الخيف
|
فقتل منهم ثمانية
عشر رجلا ، ثمّ قتل فاتاه الحسين عليهالسلام ودمه يشخب ، فقال بخّ بخّ يا حرّ أنت حرّ كما سميت فى
الدنيا والآخرة ، ثمّ أنشأ الحسين يقول :
لنعم الحرّ حرّ
بنى رياح
|
|
ونعم الحرّ عند
مختلف الرماح
|
ونعم الحرّ اذ
نادى حسينا
|
|
فجاد بنفسه عند
الصباح
|
٢ ـ قال المفيد : فلمّا رأى الحرّ بن
يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين عليهالسلام ، قال لعمر بن سعد : أى عمر أمقاتل أنت هذا الرجل قال : أى
والله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح الأيدى قال : أفما لكم فيما عرضه
عليكم رضى قال عمر : اما لو كان الأمر الىّ لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى ، فأقبل
الحرّ حتّى وقف من الناس موقفا ومعه رجل من قومه يقال له قرّة بن قيس فقال له يا
قرّة هل سقيت فرسك اليوم ، قال لا قال : فما تريد أن تسقيه قال قرّة وظننت والله
انّه يريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال :
فكره أن أراه حين
يصنع ذلك فقلت له لم اسقه وأنا منطلق لأسقيه ، فاعتزل ذلك المكان الّذي كان فيه ،
فو الله لو أنّه اطّلعنى على الّذي بريد لخرجت معه الى الحسين عليهالسلام ، فاخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا ، فقال له المهاجرين
أوس ما تريد يا ابن يزيد تريد أن تحمل فلم يجبه وأخذه مثل الا فكل وهى الرّعدة
فقال له المهاجر انّ أمرك لمريب والله ما رأيت منك فى موقف قطّ مثل هذا ولو قيل لى
من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك فما هذا الّذي أرى منك.
__________________
فقال له الحرّ :
انّى والله اخيّر نفسى بين الجنّة والنار ، فو الله لا اختار على الجنّة شيئا ،
ولو قطّعت وحرقت ، ثمّ ضرب فرسه ولحق بالحسين عليهالسلام ، فقال له جعلت فداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك الّذي
حبستك عن الرجوع وسايرتك فى الطريق وجعجعت بك فى هذا المكان ، وما ظننت أنّ القوم
يردّون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة ، والله لو علمت أنّهم
ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت مثل الّذي ركبت ، فانّى تائب إلى الله ممّا صنعت
فترى لى من ذلك توبة.
فقال له الحسين عليهالسلام نعم يتوب الله عليك فانزل ، قال فأنا لك فارسا خير منّى
راجلا اقاتلهم لك على فرسى ساعة وإلى النزول آخر ما يصير أمرى ، فقال له الحسين عليهالسلام فاصنع يرحمك الله ، ما بدا لك ، فاستقدم أمام الحسين عليهالسلام ، فقال يا أهل الكوفة لامّكم الهبل والعبر أدعوتم هذا العبد
الصالح ، حتّى إذا جاءكم أسلمتموه وزعمتم انّكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثمّ عدوتم
عليه لتقتلوه وأمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه واحطتم به من كلّ جانب لتمنعوه التوجّه
فى بلاد الله العريضة.
فصار كالأسير فى
أيديكم لا يملك لنفسه نفعا ولا تدفع عنها ضرّا وجلأتموه ونسائه وصبيته وأهله عن
ماء الفرات الجارى يشربه اليهود والنصارى والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد ،
وكلابه ، فها هم قد صرعهم العطش بئس ما خلّفتم محمّدا فى ذرّيته لا سقاكم الله يوم
الظّماء ، فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل ، فاقبل حتّى وقف أمام الحسين عليهالسلام .
٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : فحرّك الحرّ دابّته حتّى استامن الى الحسين وقال له : بأبى وأمّى ما
ظننت أنّ الامر ينتهى بهؤلاء القوم إلى ما أرى ، فامّا الآن جئتك
__________________
تائبا ومواسيا لك
حتّى أموت بين يديك ، أترى إلى ذلك توبة قال : نعم يتوب الله عليك ويغفر لك. ثمّ
برز وهو يرتجز :
إنّى أنا الحرّ
ومأوى الضيف
|
|
أضرب فى أعناقكم
بالسيف
|
عن خير من حلّ
بلاد الخيف
|
|
أضربكم ولا أرى
من حيف
|
فقتل نيفا وأربعين
رجلا .
٤ ـ قال ابن طاوس
: فمضى الحرّ ووقف موقفا من أصحابه وأخذه مثل الافكل ، فقال له المهاجر بن أوس :
والله إنّ أمرك لمريب ، ولو قيل لى من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الّذي
أرى منك ، فقال والله إنّى أخير نفسى بين الجنّة والنار ، فو الله لا أختار على
الجنّة شيئا ، ولو قطعت واحرقت ، ثمّ ضرب فرسه قاصدا الى الحسين عليهالسلام ويده على رأسه هو يقول : اللهم إليك أنبت ، فتب علىّ فقد
أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك.
قال للحسين عليهالسلام جعلت فداك أنا صاحبك الّذي حبسك عن الرجوع وجعجع بك وما
ظننت أنّ القوم يبلغون منك ما أرى وأنا تائب الى الله تعالى ، فهل ترى لى من توبة
، فقال الحسين عليهالسلام : نعم يتوب الله عليك فنزل فقال أنا لك فارسا خير منّى لك
راجلا وإلى النزول يصير آخر أمرى.
ثمّ قال فاذا كنت
أوّل من خرج عليك ، فأذن لى أن أكون أوّل قتيل بين يديك لعلّى أكون ممّن يصافح
جدّك محمّدا صلىاللهعليهوآله غدا فى القيامة وإنّما أراد أوّل قتيل من الآن ، لأنّ
جماعة قتلوا قبله ، كما ورد ، فأذن له فجعل يقاتل أحسن قتال حتّى قتل جماعة من
شجعان وأبطال ، ثمّ استشهد فحمل الى الحسين عليهالسلام فجعل يمسح التراب عن وجهه يقول أنت الحرّ كما سمتك أمك
حرّا فى الدنيا والآخرة
__________________
٥ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : عن أبى جناب الكلبى ، عن عدى بن حرملة ، قال : ثمّ انّ الحرّ بن
يزيد لما زحف عمر بن سعد ، قال له : أصلحك الله! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال : إى
والله قتالا أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح الأيدى قال : أفما لكم فى واحدة من الخصال
الّتي عرض عليكم رضا؟ قال عمر بن سعد ، أما والله لو كان الأمر إلىّ لفعلت ، ولكنّ
أميرك قد أبى ذلك ، قال : فأقبل حتّى وقف من الناس موقفا ، ومعه رجل من قومه يقال
له قرّة بن قيس.
فقال : يا قرّة ،
هل سقيت فرسك اليوم؟ قال : لا ، قال : إنّما تريد أن تسقيه؟ قال : فظننت والله أنه
يريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال ، وكره أن أراه حين يصنع ذلك ، فيخاف أن أرفعه
عليه ، فقلت له : لم اسقه ، وأنا منطلق فساقيه ، قال : فاعتزلت ذلك المكان الذي ،
كان فيه ، قال : فو الله لو أنّه اطلعني على الّذي يريد لخرجت معه إلى الحسين ،
قال : فأخذ يدنو من حسين قليلا قليلا.
فقال له رجل من
قومه يقال له المهاجر بن أوس : ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فسكت وأخذه
مثل العرواء ، فقال له يا ابن يزيد ، والله إنّ أمرك لمريب ، والله ما رأيت منك فى
موقف قطّ مثل شيء أراه الآن ، ولو قيل لى : من أشجع أهل الكوفة رجلا ما عدوتك ،
فما هذا الّذي أرى منك! قال : إنّى والله أخير نفسى بين الجنّة والنار ، وو الله
لا أختار على الجنّة شيئا ولو قطّعت وحرّقت ، ثمّ ضرب فرسه فلحق بحسين عليهالسلام.
فقال له : جعلنى
الله فداك يا ابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وسائرك فى الطريق ،
وجعجعت بك فى هذا المكان ، والله الّذي لا إله إلّا هو ما ظننت أنّ القوم يردّون
عليك ما عرضت عليهم أبدا ، ولا يبلغون منك هذه المنزلة ، فقلت فى نفسى : لا أبالى
أن أطيع القوم فى بعض أمرهم ، ولا يرون أنى خرجت من طاعتهم ، وأما هم فيقبلون من
حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم.
والله لو ظننت
أنهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك ، وإنّى قد جئتك تائبا ممّا كان منى إلى ربّى
، ومواسيا لك بنفسى حتّى أموت بين يديك ، أفترى ذلك لى توبة؟ قال : نعم ، يتوب
الله عليك ، ويغفر لك ، ما اسمك؟ قال : أنا الحرّ بن يزيد ، قال : أنت الحرّ كما
سمّتك أمك ، أنت الحرّ ان شاء الله فى الدنيا والآخرة ، انزل ، قال : أنا لك فارسا
خير منّى راجلا ، أقاتلهم على فرسى ساعة ، وإلى النزول ما يصير آخر أمرى قال
الحسين : فاصنع يرحمك الله ما بدا لك. فاستقدم أمام أصحابه ثمّ قال :
أيّها القوم ، ألا
تقبلون من حسين خصلة من هذه الخصال الّتي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه وقتاله؟
قالوا : هذا الأمير عمر بن سعد فكلّمه ، فكلّمه بمثل ما كلمه به قبل ، وبمثل ما
كلّم به أصحابه ، قال عمر : قد حرصت ، لو وجدت الى ذلك سبيلا فعلت ، فقال : يا أهل
الكوفة ، لامّكم الهبل والعبر إذ دعوتموه حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزعمتم أنكم
قاتلو أنفسكم دونه.
ثمّ عدوتم عليه
لتقتلوه ، أمسكتم بنفسه ، وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كلّ جانب ، فمنعتموه
التوجّه فى بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته ، وأصبح فى أيديكم كالأسير
لا يملك لنفسه نفعا ، ولا يدفع ضرّا ، وحلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء
الفرات الجارى الذي يشربه اليهودىّ والمجوسىّ والنصرانيّ ، وتمرّغ فيه خنازير
السواد وكلابه ، وها هم أولاء قد صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمّدا فى ذرّيته! لا
سقاكم الله يوم الظماء إن لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا فى ساعتكم
هذه ، فحملت عليه رجّالة لهم ترميه بالنبل ، فأقبل حتّى وقف أمام الحسين .
٦ ـ قال الدينورى
: وانحاز الحرّ بن يزيد الّذي كان جعجع بالحسين إلى
__________________
الحسين ، فقال له
: قد كان منّى الّذي كان ، وقد أتيتك مواسيا لك بنفسى ، أفترى ذلك لى توبة ممّا
كان منّى؟ قال الحسين : نعم ، إنّها لك توبة ، فابشر ، فأنت الحرّ فى الدنيا ،
وأنت الحرّ فى الآخرة ، إن شاء الله .
٤٤ ـ باب شهادة أصحاب الحسين عليهالسلام
١ ـ قال الشيخ أبو
عبد الله المفيد : فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس يا حمقاء أتدرون من تقاتلون
تقاتلون فرسان أهل المصر وتقاتلون قوما مستميتين لم يبرز إليهم منكم أحد فانّهم
قليل وقلّ ما يبقون ، والله لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم ، فقال له عمر
بن سعد صدقت ، الرأى ما رأيت ، فأرسل الى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل
منكم رجلا منهم.
ثمّ حمل عمرو بن
الحجاج وأصحابه على الحسين عليهالسلام ، من نحو الفرات فاضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي
رحمة الله عليه ، وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة فوجدوا مسلما صريعا ، فمشى
إليه الحسين عليهالسلام ، فاذا به رمق ، فقال رحمك الله يا مسلم «منهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا» ودنى منه حبيب بن مظاهر ، فقال عزّ علىّ مصرعك
يا مسلم ، ابشر بالجنّة فقال له مسلم قولا ضعيفا بشرك الله بخير ، فقال له حبيب لو
لا أنّى أعلم أنّى فى أثرك من ساعتى هذه لا حببت ان توصينى بكلّ ما اهمّك.
ثمّ تراجع القوم
إلى الحسين عليهالسلام فحمل شمر بن ذى الجوشن فى الميسرة
__________________
على أهل الميسرة
فثبتوا له وطاعنوه وحمل على الحسين عليهالسلام وأصحابه من كلّ جانب ، وقاتلهم أصحاب الحسين عليهالسلام قتالا شديدا ، فاخذت خيلهم تحمل ، وإنمّا هى اثنان وثلثون
فارسا ، فلا تحمل على جانب من خيل الكوفة إلّا كشفته ، فلمّا رأى ذلك عروة بن قيس
، وهو على خيل أهل الكوفة ، بعث الى عمر بن سعد أما ترى ما يلقى خيلى هذا اليوم من
هذه العدّة اليسيرة ، ابعث إليهم الرجال والرماة فبعث إليهم بالرماة فعقر بالحرّ
بن يزيد فرسه ونزل عنه فجعل يقول :
ان تعقرونى فانا
ابن الحرّ
|
|
اشجع من ذى لبد
هزبر
|
ضربهم بسيفه
فتكاثروا عليه فاشترك فى قتله أيّوب بن مسرح ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة وقاتل
أصحاب الحسين عليهالسلام القوم أشدّ قتال حتّى انتصف النهار ، فلمّا رأى الحصين بن
نمير وكان على الرماة صبر أصحاب الحسين عليهالسلام ، تقدّم إلى أصحابه وكانوا خمسمائة نابل ان يرشقوا أصحاب
الحسين عليهالسلام بالنبل فرشقوهم ، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا
الرجال وأرجلوهم ، واشتدّ القتال بينهم ساعة وجاءهم شمر بن ذى الجوشن فى أصحابه.
فحمل عليهم زهير
بن القين فى عشرة رجال من أصحاب الحسين عليهالسلام فكشفوهم عن البيوت وعطف عليهم شمر بن ذى الجوشن فقتل من
القوم وردّ الباقين إلى مواضعهم ، وكان القتل بيّن فى أصحاب الحسين عليهالسلام لقلّة عددهم ، ولا تبيّن فى أصحاب عمر بن سعد ، لكثرتهم
واشتدّ القتال والتحم وكثر القتل والجراح فى أصحاب أبى عبد الله الحسين عليهالسلام ، الى أن زالت الشمس فصلّى الحسين عليهالسلام بأصحابه صلاة الخوف .
٢ ـ قال الطبرسى :
ثمّ حمل عمرو بن الحجّاج بأصحابه على أصحاب الحسين
__________________
من نحو الفرات ،
واضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي ـ رحمهالله ـ وانصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه وانقطعت الغبرة فوجدوا
مسلما صريعا ، فسعى إليه الحسين عليهالسلام ، فاذا به رمق فقال له : رحمك الله يا مسلم «منهم (مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً). وحمل شمر بن ذى الجوشن فى الميسرة على أهل الميسرة وحمل
على الحسين عليهالسلام وأصحابه من كلّ جانب.
قاتلهم أصحاب
الحسين قتالا شديدا وأخذت خيلهم تحمل وإنّما هى اثنان وثلاثون فارسا ، فلا تحمل
على جانب من خيل الكوفة إلّا كشفته فلمّا رأى ذلك عروة بن قيس ، وهو على خيل
الكوفة بعث الى عمر بن سعد أما ترى ما تلقى خيلى منذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة
، فابعث عليهم الرجال من الرماة ، فبعث عليهم بالرماة ، فعقر بالحرّ بن يزيد فرسه
فنزل عنه وهو يقول :
ان تعقرونى فأنا
ابن الحرّ
|
|
أشجع من ذى لبد
هزير
|
فجعل يضربهم بسيفه
وتكاثروا عليه حتّى قتلوه ، وقاتل الأصحاب القوم أشدّ قتال حتّى انتصف النّهار ،
فلمّا رأى الحصين بن نمير وكان على الرماة صبر أصحاب الحسين عليهالسلام تقدّم إلى أصحابه وكانوا خمسمائة فأمر أن يرشقوا أصحاب
الحسين بالنبل فرشقوهم ، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا الرّجال حتّى أرحلوهم
واشتدّ القتال بينهم ساعة وجاءهم شمر بن ذى الجوشن فى أصحابه.
فحمل عليهم زهير
بن القين فى عشرة رجال وكشفوهم عن البيوت وعطف عليه شمر فقتل من القوم وردّ
الباقين الى مواضعهم ، وكان القتل بيّن فى أصحاب الحسين عليهالسلام ، لقلّة عددهم ولا يبين فى أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم ،
واشتدّ القتال وكثر القتل فى أصحاب أبى عبد الله عليهالسلام الى أن زالت الشمس فصلّى الحسين
بأصحابه صلاة
الخوف .
٣ ـ قال عبد
الرزّاق المقرّم : تقدّم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين ورمى يسهم وقال : اشهدوا لى
عند الأمير أنّى أوّل من رمى ثمّ رمى الناس ، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد الا
أصابه ، من سهامهم ، فقال عليهالسلام لأصحابه : قوموا رحمكم الله إلى الموت الّذي لا بدّ منه
فان هذه السهام رسل القوم إليكم فحمل أصحابه حملة واحدة واقتتلوا ساعة فما انجلت
الغبرة إلّا عن خمسين صريعا .
٤ ـ عنه خرج يسار
مولى زياد وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فطلبا البراز فوثب حبيب وبرير ، فلم
يأذن لهما الحسين فقام عبد الله بن عمير الكلبى من «بنى عليم» وكنيته أبو وهب وكان
طويلا شديد الساعدين ، بعيد ما بين المنكبين شريفا فى قومه شجاعا مجرّبا فأذن له
وقال : أحسبه للاقران ، قتالا فقالا له من أنت؟ فانتسب لهما فقالا : لا نعرفك
ليخرج إلينا زهير أو حبيب أو برير وكان يسار قريبا منه.
فقال له : يا ابن
الزانية أو بك رغبة عن مبارزتى ، ثمّ شدّ عليه بسيفه يضربه ، وبينا هو مشتغل به اذ
شدّ عليه سالم فصاح أصحابه قد رهقك العبد فلم يعبأ به فضربه سالم فاتقاها عبد الله
بيده اليسرى فأطار أصابعه ومال عليه عبد الله فقتله وأقبل الى الحسين يرتجز وقد
قتلهما.
أخذت زوجته أمّ
وهب بنت عبد الله من النمر بن قاسط عمودا وأقبلت نحوه تقول له : فداك أبى وامى
قاتل دون الطيبين ذرية محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فأراد أن يردها إلى الخيمة فلم تطاوعه وأخذت تجاذبه ثوبه
وتقول : لن أدعك دون أن أموت معك ، فناداها الحسين جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيرا
ارجعى الى
__________________
الخيمة فانه ليس
على النساء قتال فرجعت .
٥ ـ عنه لما نظر
من بقى من أصحاب الحسين الى كثرة من قتل منهم ، أخذت الرجلان والثلاثة والاربعة
يستأذنون الحسين فى الذب عنه والدفع عن حرمه ، وكل يحمى الآخر من كيد عدوه ، فخرج
الجابريان وهما : سيف بن الحارث بن سريع ، ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عم
وأخوان لأمّ وهما يبكيان قال ما يبكيكما انى لارجو أن تكونا بعد ساعة قريرى العين
قالا : جعلنا الله فداك ما على أنفسنا نبكى ولكن نبكى عليك نراك قد أحيط بك ولا
نقدر أن ننفعك فجزاهما الحسين خيرا.
فقاتلا قريبا منه
حتى قتلا وجاء عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا : قد حازنا الناس
إليك ، فجعلا يقاتلان بين يديه حتى قتلا ، وخرج عمرو بن خالد الصيداوى وسعد مولاه
وجابر بن الحارث السلمانى ومجمع بن عبد الله العائذى وشدوا جميعا على أهل الكوفة
فلما أوغلوا فيهم عطف عليهم الناس وقطعوهم عن أصحابهم فندب إليهم الحسين أخاه
العباس فاستنقذهم بسيفه وقد جرحوا بأجمعهم ، وفى أثناء الطريق اقترب منهم العدو
فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح وقاتلوا حتى قتلوا فى مكان واحد .
٦ ـ عنه لما نظر
الحسين كثرة من قتل من أصحابه قبض على شيبته المقدسة وقال : اشتد غضب الله على
اليهود اذ جعلوا له ولدا واشتد غضبه على النصارى اذ جعلوه ثالث ثلاثة ، واشتد غضبه
على المجوس اذ عبدوا الشمس والقمر دونه ، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل
ابن بنت نبيهم أما والله لا اجيبهم الى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضب
بدمى ، ثم صاح أما من مغيث يغيثنا أما
__________________
من ذابّ يذب عن
حرم رسول الله فبكت النساء وكثر صراخهنّ. وسمع الانصاريان سعد بن الحارث وأخوه ابو
الحتوف استنصار الحسين ، واستغاثته وبكاء عياله وكانا مع ابن سعد فما لا بسيفهما
على أعداء الحسين وقاتلا حتى قتلا .
٧ ـ عنه ، أخذ
أصحاب الحسين بعد أن قلّ عددهم وبان النقص فيهم ، يبرز الرجل بعد الرجل ، فأكثروا
القتل فى أهل الكوفة فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه : أتدرون من تقاتلون؟ فرسان
المصر ، وأهل البصائر ، وقوما مستميتين لا يبرز إليهم أحد منكم الا قتلوه على
قلتهم ، والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم ، فقال عمر بن سعد : صدقت ،
الرأى ما رأيت أرسل فى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم ولو خرجتم
إليهم وحدانا لآتوا عليكم.
ثم حمل عمرو بن
الحجاج على ميمنة الحسين ، فثبتوا له وجثوا على الركب ، وأشرعوا الرماح ، فلم تقدم
الخيل ، فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين بالنبل ، فصرعوا رجالا وجرحوا آخرين
، وكان عمرو بن الحجاج يقول لاصحابه : قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة ،
فصاح الحسين : ويحك يا حجاج أعليّ تحرض الناس أنحن مرقنا من الدين وأنت تقيم عليه
ستعلمون اذا فارقت أرواحنا أجسادنا من أولى بصلى النار
٨ ـ عنه ، التفت
أبو ثمامة الصائدى الى الشمس قد زالت فقال للحسين : نفسى لك الفداء انى أرى هؤلاء
قد اقتربوا منك ، لا والله لا تقتل حتى أقتل دونك ، وأحب أن ألقى الله وقد صلّيت
هذه الصلاة الّتي دنا وقتها ، فرفع الحسين رأسه الى السماء وقال : ذكرت الصلاة
جعلك الله من المصلّين ، الذاكرين نعم هذا أوّل وقتها
__________________
سلوهم أن يكفّوا
عنا حتّى نصلّى فقال الحصين : إنّها لا تقبل .
٩ ـ عنه قال حبيب
بن مظاهر : زعمت أنّها لا تقبل من آل الرسول وتقبل منك يا حمار فحمل عليه الحصين ،
فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشب به ووقع عنه واستنقذه أصحابه فحملوه ، وقاتلهم حبيب
قتالا شديدا فقتل على كبره اثنتين وستين رجلا ، وحمل عليه بديل بن صريم ، فضربه
بسيفه وطعنه آخر من تميم برمحه إلى الأرض فذهب ليقوم وإذا الحصين يضربه بالسيف ،
على رأسه فسقط لوجهه ونزل إليه التميمى واحتزّ رأسه فهد مقتله الحسين ، فقال عند
الله أحتسب نفسى وحماة أصحابى واسترجع كثيرا .
١٠ ـ قام الحسين
الى الصلاة ، فقيل إنّه صلّى بمن بقى من أصحابه صلاة الخوف ، وتقدّم أمامه زهير بن
القين وسعيد بن عبد الله الحنفى ، فى نصف من أصحابه ويقال إنّه صلّى وأصحابه فرادى
بالايماء .
١ ـ شهادة نافع بن
هلال
١١ ـ قال المفيد :
وبرز نافع بن هلال وهو يقول :
أنا ابن هلال
البجلى
|
|
أنا على دين على
|
فبرز إليه مزاحم
بن حريث ، فقال له أنا على دين عثمان ، فقال له نافع أنت على دين الشيطان وحمل
عليه فقتله .
١٢ ـ قال ابن شهرآشوب
: ثمّ برز نافع بن هلال البجلى ، قائلا.
__________________
أنا الغلام
اليمنيّ البجلى
|
|
دينى على دين
حسين بن على
|
أضربكم ضرب غلام
بطل
|
|
ويختم الله بخير
عملى
|
فقتل اثنى عشر
رجلا وروى سبعين رجلا .
١٣ ـ قال المقرم :
ورمى نافع بن هلال الجملى المذحجى ، بنبال مسوّمة ، كتب اسمه عليه وهو يقول :
أرمى بها معلمة
أفواقها
|
|
مسمومة تجرى بها
أخفاتها
|
ليملأنّ أرضها
رشاقها
|
|
والنفس لا
ينفعها إشفاقها
|
فقتل اثنى عشر
رجلا سوى من جرح ، ولما فنيت نباله جرّد سيفه يضرب فيهم ، فأحاطوا به يرمونه
بالحجارة والنصال حتّى كسروا عضديه وأخذوه أسيرا فأمسكه الشمر ومعه أصحابه يسوقونه
، فقال له ابن سعد : ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ قال : إنّ ربّى يعلم ما أردت ،
فقال له رجل وقد نظر إلى الدماء تسيل على وجهه ولحيته : أما ترى ما بك؟
فقال : والله لقد
قتلت منكم اثنى عشر رجلا سوى من جرحت وما ألوم نفسى على الجهد ولو بقيت لى عضد ما
أسرتمونى وجرّد الشمر سيفه فقال له نافع : والله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم
عليك أن تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدى شرار خلقه ثمّ
قدمه الشمر وضرب عنقه .
١٤ ـ قال الطبرى :
قال هشام بن محمّد ، عن أبى مخنف ، قال حدّثنى يحيى بن هانئ بن عروة ، أنّ نافع بن
هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول : «أنا الجملى ، أنا على دين على». قال : فخرج إليه
رجل يقال له مزاحم بن حريث ، فقال : أنا على دين عثمان ، فقال له : أنت على دين
شيطان ، ثمّ حمل عليه فقتله ، فصاح عمرو ابن
__________________
الحجّاج بالناس :
يا حمقى ، أتدرون من تقاتلون! فرسان المصر ، قوما مستميتين لا يبرزنّ لهم منكم أحد
، فانّهم قليل ، وقلّما يبقون ، والله لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم :
فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأى ما رأيت ، وأرسل إلى الناس يعزم عليهم ألّا يبارز
رجل منكم رجلا منهم .
١٥ ـ عنه عن أبى
مخنف : كان نافع بن هلال الجملى قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فجعل يرمى بها
مسوّمة وهو يقول : «أنا الجملى ، أنا على دين على». فقتل اثنى عشر من أصحاب عمر بن
سعد سوى من جرح ، قال : فضرب حتّى كسرت عضداه وأخذ أسيرا ، قال : فأخذه شمر بن ذى
الجوشن ومعه أصحاب له يسوقون نافعا ، حتّى أتى به عمر بن سعد ، فقال له عمر بن سعد
: ويحك يا نافع! ما حملك على ما صنعت بنفسك! قال : إنّ ربّى يعلم ما أردت.
قال : والدماء
تسيل على لحيته وهو يقول : والله لقد قتلت منكم اثنى عشر سوى من جرحت ، وما ألوم
نفسى على الجهد ، ولو بقيت لى عضد وساعد ما أسرتمونى ، فقال له شمر : اقتله أصلحك
الله! قال : أنت جئت به ، فإن شئت فاقتله ، قال : فانتضى شمر سيفه ، فقال له نافع
: أما والله أن لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا ، فالحمد لله
الّذي جعل منايانا على يدى شرار خلقه ، فقتله.
قال : ثمّ أقبل
شمر يحمل عليهم وهو يقول :
خلّوا عداة الله
خلّوا عن شمر
|
|
يضربهم بسيفه
ولا يفرّ
|
وهو
لكم صاب وسمّ ومقر
|
__________________
٢ ـ شهادة مسلم بن
عوسجة
١٦ ـ قال المفيد :
فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس يا حمقاء أتدرون من تقاتلون ، تقاتلون فرسان أهل
المصر وتقاتلون قوما مستميتين لم يبرز إليهم منكم أحد فإنّهم قليل وقلّ ما يبقون ،
والله لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم ، فقال له عمر بن سعد ، صدقت ، الراى
ما رأيت ، فارسل الى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم ثمّ حمل
عمرو بن الحجّاج وأصحابه على الحسين عليهالسلام من نحو الفرات فاضطربوا ساعة.
فصرع مسلم بن
عوسجة الأسدي رحمة الله عليه ، وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة ، فوجدوا مسلما
صريعا فمشى إليه الحسين عليهالسلام فاذا به رمق ، فقال رحمك الله يا مسلم «منهم (مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) ودنى منه حبيب بن مظاهر فقال عزّ علىّ مصرعك يا مسلم ابشر
بالجنّة ، فقال له مسلم قولا ضعيفا بشّرك الله بخير.
فقال له حبيب لو
لا انّى فى أثر من ساعتى هذه لأحببت ان توصينى بكلّ ما أهمّك ثمّ تراجع القوم الى
الحسين عليهالسلام. .
١٧ ـ قال الطبرسى
: ثمّ حمل عمرو بن الحجّاج بأصحابه على أصحاب الحسين من نحو الفرات ، واضطربوا
ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي ـ رحمهالله ـ وانصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه وانقطعت الغبرة فوجدوا
مسلما صريعا فسعى إليه الحسين عليهالسلام فاذا به رمق ، فقال له : رحمك الله يا مسلم «منهم من قضى
__________________
نحبه ومنهم من
ينتظر وما بدّلوا تبديلا» .
١٨ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز مسلم بن عوسجة مرتجزا :
إن تسألوا عنّى
فانّى ذو لبد
|
|
من فرع قوم فى
ذرى بنى أسد
|
فمن بغانا حائد
عن الرشد
|
|
وكافر بدين
جبّار صمد
|
فقاتل حتّى قتله
مسلم الضبابى وعبد الرحمن البجلى .
١٩ ـ قال ابن طاوس
: ثمّ خرج مسلم بن عوسجة فبالغ فى قتال الاعداء ، وصبر على أهوال البلاء ، حتّى
سقط الى الأرض وبه رمق فمشى إليه الحسين عليهالسلام ، ومعه حبيب بن مظاهر ، فقال له الحسين عليهالسلام : رحمك الله يا مسلم «منهم (مَنْ قَضى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) ودنا منه حبيب وقال عزّ علىّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنّة
فقال له مسلم قولا ضعيفا بشّرك الله.
ثمّ قال له حبيب
لو لا أننى أعلم انى فى الاثر لأحببت أن توصى الىّ بكلّ ما أهمك فقال له مسلم فانى
اوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليهالسلام ، فقاتل دونه حتّى تموت ، فقال له حبيب لأنعمنّك عينا ثمّ
مات رضوان الله عليه .
٢٠ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : حدّثنى الحسين بن عقبة المرادى ، قال الزبيدى : إنّه سمع عمرو بن
الحجّاج حين دنا من أصحاب الحسين ، يقول : يا أهل الكوفة ، الزموا طاعتكم وجماعتكم
، ولا ترتابوا فى قتل من مرق من الدين ، وخالف الامام ، فقال له الحسين : يا عمرو
بن الحجّاج ، أعليّ تحرّض الناس؟ أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه؟ أما والله لتعلمنّ
لو قد قبضت أرواحكم ، ومتّم على
__________________
أعمالكم ، أيّنا
مرق من الدّين ، ومن هو أولى بصلى النار! قال : ثمّ إنّ عمرو بن الحجّاج حمل على
الحسين فى ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات ، فاضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة
الأسدي أوّل أصحاب الحسين.
ثمّ انصرف عمرو بن
الحجّاج وأصحابه ، وارتفعت الغبرة ، فاذا هم به صريع ، فمشى إليه الحسين فاذا به
رمق ، فقال : رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة ، (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى
نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) ودنا منه حبيب بن مظاهر ، فقال : عزّ علىّ مصرعك يا مسلم ،
أبشر بالجنّة فقال له مسلم قولا ضعيفا : بشرك الله بخير! فقال له حبيب : لو لا
انّى أعلم أنّى فى أثرك لا حق بك من ساعتى هذه ، لأحببت أن توصينى بكلّ ما أهمّك
حتّى أحفظك فى كلّ ذلك بما أنت أهل له فى القرابة والدين ، قال : بل أنا أوصيك
بهذا رحمك الله ـ وأهوى بيده إلى الحسين ـ أن تموت دونه ، قال : أفعل وربّ الكعبة.
قال : فما كان
بأسرع من أن مات فى أيديهم ، وصاحت جارية له فقالت : يا ابن عوسجاه! يا سيّداه!
فتنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج : قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي ، فقال شبث لبعض من
حوله من أصحابه : ثكلتكم أمهاتكم! إنمّا تقتلون أنفسكم بأيديكم ، وتذلّلون أنفسكم
لغيركم ، تفرحون أن يقتل مثل مسلم ابن عوسجة! أما والّذي أسلمت له لربّ موقف له قد
رأيته فى المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستّة من المشركين قبل أن
تتامّ خيول المسلمين ، أفيقتل منكم مثله ، وتفرحون! قال : وكان الّذي قتل مسلم بن
عوسجة مسلم بن عبد الله الضبّابى وعبد الرحمن بن أبى خشكارة البجلى
__________________
٣ ـ شهادة حبيب بن
مظاهر الاسدى
٢١ ـ روى الطبرى
عن أبى مخنف أن زهير بن القين فى رجال من أصحابه حمل على شمر بن ذى الجوشن وأصحابه
، فكشفهم عن البيوت حتّى ارتفعوا عنها ، فصرعوا أبا عزّة الضّبابى فقتلوه ، فكان
من أصحاب شمر ، وتعطّف الناس عليهم فكثروهم ، فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد
قتل ، فاذا قتل منهم الرجال والرّجلان تبيّن فيهم ، وأولئك كثير لا تبيّن فيهم ما
يقتل منهم ، قال : فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدى قال للحسين.
يا أبا عبد الله ،
نفسى لك الفداء! إنّى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتّى اقتل
دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّى وقد صلّيت هذه الصلاة الّتي دنا وقتها ،
قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين
نعم ، هذا أوّل وقتها ، ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّى ، فقال لهم
الحصين بن تميم : إنّها لا تقبل.
فقال له حبيب بن
مظاهر : لا تقبل زعمت الصلاة من آل الرسول صلىاللهعليهوآله لا تقبل وتقبل منك يا حمار! قال : فحمل عليهم حصين بن تميم
، وخرج إليه حبيب بن مظاهر ، فضرب وجه فرسه بالسيف ، فشبّ ووقع عنه ، وحمله أصحابه
فاستنقذوه ، وأخذ حبيب يقول :
أقسم لو كنّا
لكم أعدادا
|
|
أو شطركم ولّيتم
أكتادا
|
يا
شرّ قوم حسبا وادا
|
قال وجعل يقول
يومئذ :
أنا حبيب وأبى
مظاهر
|
|
فارس هيجاء وحرب
تسعر
|
أنتم أعدّ عدّة
وأكثر
|
|
ونحن أوفى منكم
وأصبر
|
ونحن أعلى حجّة
وأظهر
|
|
حقّا وأتقى منكم
وأعذر
|
قاتل قتالا شديدا
، فحمل عليه رجل من بنى تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله ـ وكان يقال له : بديل
بن صريم من بنى عقفان ـ وحمل آخر من بنى تميم فطعنه فوقع ، فذهب ليقوم ، فضربه
الحصين بن تميم ، على رأسه بالسيف ، فوقع ، ونزل إليه التميمى فاحتزّ رأسه ، فقال
له الحصين : إنّى لشريكك فى قتله ، فقال الآخر : والله ما قتله غيرى ، فقال الحصين
: اعطنيه أعلّقه فى عنق فرسى كيما يرى الناس ويعلموا أنى شركت فى قتله.
ثمّ خذه أنت بعد
فامض به الى عبيد الله بن زياد ، فلا حاجة لى فيما تعطاه على قتلك إياه. قال :
فأبى عليه ، فأصلح قومه فيما بينهما على هذا ، فدفع إليه رأس حبيب ابن مظاهر ،
فجال به فى العسكر قد علّقه فى عنق فرسه ، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه ، فلمّا رجعوا
الى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه فى لبان فرسه ، ثمّ أقبل به إلى ابن زياد فى
القصر ، فبصر به ابنه القاسم بن حبيب ، وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا
يفارقه ، كلّما دخل القصر دخل معه ، وإذا خرج خرج معه ، فارتاب به.
فقال مالك يا بنىّ
تتبعنى! قال : لا شيء ، قال : بلى ، يا بنىّ أخبرنى ، قال له : إنّ هذا الرأس الذي
معك رأس أبى ، أفتعطينيه حتّى أدفنه؟ قال : يا بنىّ لا يرضى الامير أن يدفن ، وأنا
أريد أن يثيبنى الأمير على قتله ثوابا حسنا ، قال له الغلام : لكنّ الله لا يثيبك
على ذلك إلّا أسوأ الثواب ، أما والله لقد قتلت خيرا منك وبكى ، فمكث الغلام حتّى
اذا أدرك لم يكن له همّة إلّا اتّباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه.
فلمّا كان زمان
مصعب بن الزبير وغزا مصعب باجميرا ، دخل عسكر مصعب فاذا قاتل أبيه فى فسطاطه ،
فأقبل يختلف فى طلبه والتماس غرّته ، فدخل عليه وهو
قائل نصف النهار
فضربه بسيفه حتّى برد .
٢٢ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى محمّد بن قيس ، قال : لما قتل حبيب بن مظاهر ، هدّ ذلك حسينا وقال
عند ذلك ، أحتسب نفسى وحماة أصحابى .
٢٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز حبيب بن مظاهر الأسدي ، قائلا :
إنّى حبيب وأبى
مظاهر
|
|
فارس هيجاء وحرب
تسعر
|
وأنتم عند
العديد أكثر
|
|
ونحن أعلى حجّة
وأقهر
|
فقتل اثنين وستّين
رجلا قتله الحصين بن نمير ، وعلّق رأسه فى عنق فرسه ثمّ صلّى الحسين عليهالسلام بهم الظّهر ، صلاة شدّة الخوف .
٤ ـ شهادة زهير بن
القين
٢٤ ـ قال المفيد :
فحمل عليهم زهير بن القين فى عشرة رجال من أصحاب الحسين عليهالسلام ، فكشفوهم عن البيوت وعطف عليهم شمر بن ذى الجوشن ، فقتل
من القوم وردّ الباقين إلى مواضعهم ، وكان القتل يبيّن فى أصحاب الحسين عليهالسلام لقلّة عددهم ولا يتبيّن فى أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم ،
واشتدّ القتال والتحم وكثر القتل والجراح فى أصحاب أبى عبد الله الحسين عليهالسلام ، إلى أن زالت الشمس ، فصلّى الحسين عليهالسلام بأصحابه صلاة الخوف.
٢٥ ـ قال الفتال :
ثمّ خرج زهير بن القين البجلى ، وهو يقول مخاطبا للحسينعليهالسلام.
__________________
اليوم نلقا جدك
النبيّا
|
|
وحسنا والمرتضى
عليّا
|
فقتل منهم تسعة
عشر رجلا ثمّ صرع وهو يقول :
أنا زهير وأنا
ابن القين
|
|
أذبّكم بالسيف
عن حسين
|
٢٦ ـ قال ابن طاوس : حضرت صلاة الظهر
، فأمر الحسين عليهالسلام زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفى ، أن يتقدّما
أمامه بنصف من تخلّف معه ، ثمّ صلّى بهم صلاة الخوف ، فوصل الى الحسين عليهالسلام سهم ، فتقدّم سعيد بن عبد الله الحنفى ، ووقف يقيه بنفسه
ما زال ولا تخطّى ، حتّى سقط إلى الارض ، وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود
، اللهمّ ابلغ نبيّك عنى السلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فانّى أردت
ثوابك فى نصر ذرّية نبيّك ثمّ قضى نحبه رضوان الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهما
سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح .
٢٧ ـ قال اليعقوبى
: خرج زهير بن القين على فرس له فنادى : يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار
، عباد الله ولد فاطمة أحقّ بالودّ والنصر من ولد سميّة ، فان لم تنصروهم ، فلا
تقاتلوهم ، أيّها الناس إنّه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبى إلّا الحسين فلا
يعين أحد على قتله ولو بكلمة إلّا نغصه الله الدنيا وعذبه أشدّ عذاب الآخرة ثمّ
تقدّموا رجلا رجلا حتّى بقى وحده ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه .
٢٨ ـ قال المقرم :
وخرج بعده زهير بن القين فوضع يده على منكب الحسين وقال مستأذنا :
أقدم هديت هاديا
مهديا
|
|
فاليوم ألقى
جدّك النبيا
|
__________________
وحسنا والمرتضى
عليا
|
|
وذا الجناحين
الفتى الكميّا
|
وأسد
الله الشهيد الحيا
|
فقال الحسين :
وأنا ألقاهما على أثرك وفى حملاته يقول :
أنا زهير وأنا
ابن القين
|
|
أذودكم بالسيف
عن حسين
|
فقتل مائه وعشرين
، ثمّ عطف عليه كثير بن عبد الله الشعبى ، والمهاجرين أوس ، فقتلاه ، فوقف الحسين
وقال : لا يبعدنّك الله يا زهير ، ولعن قاتليك لعن الّذين مسخوا قردة وخنازير .
٢٩ ـ قال الطبرى :
وقاتل زهير بن القين قتالا شديدا ، وأخذ يقول :
أنا زهير وأنا
ابن القين
|
|
أذودهم بالسيف
عن حسين
|
قال وأخذ يضرب على
منكب حسين ويقول :
أقدم هديت هاديا
مهديا
|
|
فاليوم ألقى
جدّك النبيا
|
وحسنا والمرتضى
عليا
|
|
وذا الجناحين
الفتى الكميّا
|
وأسد
الله الشهيد الحيّا
|
قال : فشدّ عليه
كثير بن عبد الله الشعبى ومهاجر بن أوس فقتلاه .
٥ ـ شهادة حنظلة
بن اسعد
٣٠ ـ قال المفيد
وتقدّم حنظلة بن أسعد الشبامى بين يدى الحسين عليهالسلام ، فنادى يا أهل الكوفة (يا قَوْمِ إِنِّي
أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ
يَوْمَ التَّنادِ) يا قوم لا تقتلوا حسينا (فَيُسْحِتَكُمْ) الله (بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ
__________________
مَنِ
افْتَرى) ثمّ تقدّم فقاتل حتّى قتل رحمة الله عليه .
٣١ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى وجاء حنظلة بن اسعد الشبامى فوقف بين يدى الحسين يقيه السهام ،
والرماح والسيوف بوجهه ونحره ، وأخذ ينادى (يا قَوْمِ إِنِّي
أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ
وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ،
وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ
مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) يا قوم لا تقتلوا حسينا (فَيُسْحِتَكُمْ) الله (بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ
مَنِ افْتَرى) ثمّ التفت الى الحسين عليهالسلام فقال له أفلا نروح الى ربّنا ، ونلحق باخواننا فقال : بلى
رح الى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى ، فتقدّم فقاتل قتال
الابطال وصبر على احتمال الأهوال حتّى قتل رضوان الله عليه .
٣٢ ـ قال الطبرى :
جاء حنظلة بن أسعد الشبامىّ فقام بين يدى حسين ، فأخذ ينادى : (يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ
مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ
وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ، وَيا
قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ. يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ
ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) يا قوم لا تقتلوا حسينا (فَيُسْحِتَكُمْ) الله (بِعَذابٍ (وَقَدْ
خابَ مَنِ افْتَرى).
فقال له حسين : يا
ابن أسعد ، رحمك الله ، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إليه
من الحقّ ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك
الصالحين! قال : صدقت ، جعلت فداك! أنت أفقه منّى وأحقّ بذلك ، أفلا نروح الى
الآخرة ونلحق بأخواتنا؟ فقال : رح إلى خير من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى
، فقال : السلام عليك أبا عبد الله ، صلى الله عليك و
__________________
على أهل بيتك ،
وعرّف بيننا وبينك فى جنّته ، فقال : آمين آمين ، فاستقدم فقاتل حتّى قتل .
٦ ـ شهادة شوذب
مولى شاكر
٣٣ ـ قال المفيد :
تقدّم بعده شوذب مولى شاكر فقال : السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته
استودعك الله ثمّ قاتل حتّى قتل رحمة الله عليه .
٧ ـ شهادة عابث بن
شبيب
٣٤ ـ قال المفيد :
وتقدّم عابس بن شبيب الشاكرى ، فسلّم على الحسين عليهالسلام وودّعه وقاتل حتّى قتل .
٣٥ ـ قال المقرّم
: أقبل عابس بن أبى شبيب الشاكرى على شوذب مولى شاكر ، وكان شوذب من الرجال
المخلصين وداره مألفا للشيعة يتحدّثون فيها فضل أهل البيت ، فقال : يا شوذب ما فى
نفسك أن تصنع؟ قال : اقاتل معك حتّى اقتل فجزاه خيرا وقال له: تقدّم بين يدى أبى
عبد الله عليهالسلام حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك وحتّى أحتسبك ، فان هذا يوم
نطلب فيه الأجر ، بكلّ ما نقدر عليه ، فسلم شوذب على الحسين وقاتل حتّى قتل.
فوقف عابس امام
أبى عبد الله عليهالسلام ، وقال : ما أمسى على ظهر الأرض
__________________
قريب ولا بعيد
أعزّ علىّ منك ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعزّ علىّ من نفسى لفعلت ، السلام
عليك أشهد أنى على هداك وهدى أبيك ومشى نحو القوم مصلتا سيفه وبه ضربة على جبينه
فنادى ألا رجل فاحجموا عنه لأنّهم عرفوه أشجع الناس.
فصاح عمر بن سعد :
ارضخوه بالحجارة فرمى بها فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره وشدّ على الناس وانّه
ليطرد أكثر من مائتين ثمّ تعطفوا عليه من كلّ جانب فقتل فتنازع ذووا عدّة فى رأسه
، فقال ابن سعد : هذا لم يقتله واحد وفرّق بينهما بذلك .
٣٦ ـ قال الطبرى :
جاء عابس بن أبى شبيب الشاكرى ، ومعه شوذب مولى شاكر ، فقال : يا شوذب ، ما فى
نفسك أن تصنع؟ قال : ما أصنع! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حتّى أقتل ، قال : ذلك الظنّ بك ، فتقدّم بين يدى أبى
عبد الله حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه ، وحتّى أحتسبك أنا ، فانّه لو كان
معى الساعة أحد أنا أولى به منّى بك لسرّنى أن يتقدّم بين يدى حتّى أحتسبه ، فان
هذا يوم ينبغى لنا أن نطلب الأجر فيه بكلّ ما قدرنا عليه ، فانّه لا عمل بعد اليوم
، وإنمّا هو الحساب.
قال : فتقدّم
فسلّم على الحسين ، ثمّ مضى فقاتل حتّى قتل. ثمّ قال عابس بن أبى شبيب : يا أبا
عبد الله ، أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ علىّ ولا أحبّ الىّ
منك ، ولو قدرت على أن أنفع عنك الضّيم والقتل بشيء أعزّ علىّ من نفسى ودمى لفعلته
، السلام عليك يا أبا عبد الله ، أشهد الله أنى على هديك وهدى أبيك ، ثمّ مشى
بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه
__________________
٣٧ ـ عنه قال أبو
مخنف حدّثنى نمير بن وعلة ، عن رجل من بنى عبد ، من همدان يقال له ربيع بن تميم
شهد ذلك اليوم ، قال : لما رأيته مقبلا عرفته وقد شاهدته فى المغازى ، وكان أشجع
الناس ، فقلت : أيّها الناس ، هذا الأسد الأسود ، هذا ابن أبى شبيب ، لا يخرجنّ
إليه أحد منكم ، فأخذ ينادى : ألا رجل لرجل! فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة ،
قال : فرمى بالحجارة من كلّ جانب فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ، ثمّ شدّ على
الناس ، فو الله لرأيته يكرد أكثر من مأتين من الناس ، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من
كلّ جانب فقتل.
قال : فرأيت رأسه
فى أيدى رجال ذوى عدّة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا
عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله انسان واحد ، ففرّق بينهم بهذا القول
.
٨ ـ شهادة يزيد بن
الحصين
٣٨ ـ قال الفتال :
فبلغ العطش من الحسين عليهالسلام وأصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحصين
الهمدانيّ ، فقال : يا ابن رسول الله أتأذن لى أن أخرج إليهم فأكلّمهم ، فاذن له
فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس إنّ الله عزوجل بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله بالحقّ بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ،
وهذا ماء الفرات يقع فيه خنازير السواد ، وكلابها وقد حيل بينه وبين ابنه فقالوا
يا يزيد فقد اكثرت الكلام فاكفف عنّا فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله
فقال الحسين عليهالسلام : اقعد يا يزيد
__________________
٩ ـ شهادة برير بن
الخضير
٣٩ ـ قال الفتال :
ثمّ برز من بعده برير بن الخضير الهمدانيّ ، وكان أقرأ أهل زمانه ، وهو يقول :
أنا برير وأبى
خضير
|
|
لا خير فيمن ليس
فيه خير
|
فقتل منهم ثلثين
رجلا ثمّ قتل رضوان الله عليه .
٤٠ ـ قال ابن
شهرآشوب : فقال الحسين عليهالسلام لبرير : احتجّ عليهم ، فتقدّم إليهم ووعظهم فضحكوا منه
ورشقوه .
٤١ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى : وخرج برير بن خضير وكان زاهدا عابدا فخرج إليه يزيد بن المغفل ،
فاتفقا على المباهلة إلى الله تعالى فى أن يقتل المحقّ منها المبطل وتلاقيا فقتله
برير ولم يزل يقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه .
٤٢ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : حدّثنى يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبى الأخنس ، وكان قد شهد
مقتل الحسين قال : وخرج يزيد بن معقل من بنى عميرة بن ربيعة وهو حليف لبنى سليمة
من عبد القيس ، فقال : يا برير بن خضير ، كيف ترى الله صنع بك! قال : صنع الله
والله بى خيرا ، وصنع الله بك شرّا ، قال : كذبت ، وقبل اليوم ما كنت كذّابا ، هل
تذكر وأنا أماشيك فى بنى لوذان وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا
، وإنّ معاوية بن أبى سفيان ضالّ مضلّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ علىّ بن أبى طالب؟
__________________
فقال له برير :
أشهد أنّ هذا رأيى وقولى ، فقال له يزيد بن معقل ، فانّى أشهد أنّك من الضالّين ،
فقال له برير بن خضير ، هل لك فلأباهلك ، ولندع الله أن يلعن الكاذب وأن يقتل
المبطل ، ثمّ أخرج فلأبارزك ، قال : فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن
الكاذب ، وأن يقتل المحقّ المبطل ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه ، فاختلفا
ضربتين ، فضرب يزيد بن معقل برير بن خضير ضربة خفيفة لم تضرّه شيئا ، وضربه برير
بن خضير ضربة قدّت المغفر ، وبلغت الدماغ ، فخرّ كأنّما هوى من حالق ، وانّ سيف
ابن خضير لثابت فى رأسه.
فكأنّى أنظر إليه
ينضنضه من رأسه ، وحمل عليه رضى بن منقذ العبدىّ ، فاعتنق بريرا ، فاعتركا ساعة ،
ثمّ إنّ بريرا قعد على صدره فقال رضى أين أهل المصارع والدفاع؟ قال : فذهب كعب بن
جابر بن عمرو الأزدى ، ليحمل عليه ، فقال : إنّ هذا برير بن خضير القارى الذي كان
يقرئنا القرآن فى المسجد ، فحمل عليه بالرمح حتّى وضعه فى ظهره ، فلمّا وجد مسّ
الرمح برك عليه فعضّ بوجهه ، وقطع طرف أنفه ، فطعنه كعب ابن جابر حتّى القاه عنه ،
وقد غيّب السنان فى ظهره.
ثمّ أقبل عليه
يضربه بسيفه حتّى قتله ، قال عفيف : كأنّى أنظر إلى العبدى الصريع قام ينفض التراب
عن قبائه ، ويقول : أنعمت علىّ يا أخا الأزد نعمة لن أنساها أبدا ، قال : فقلت :
أنت رأيت هذا؟ قال : نعم ، رأى عينى وسمع أذنى ، فلمّا رجع كعب بن جابر ، قالت له
امرأته ، أو أخته النوار بنت جابر ، أعنت على ابن فاطمة ، وقتلت سيّد القراء ، لقد
أتيت عظيما من الامر ، والله لا اكلّمك من رأسى كلمة أبدا
__________________
١٠ ـ شهادة مالك
بن انس الكاهلى
٤٢ ـ قال الفتال :
برز مالك ابن أنس الكاهلى وهو يقول :
قد علمت كاهلها
ودودان
|
|
والخندفيّون
وقيس عيلان
|
بأنّ قومى قصم
الاقران
|
|
يا قوم كونوا
كاسود الجان
|
آل علىّ شيعة
الرّحمن
|
|
وآل حرب شيعة
الشيطان
|
فقتل منهم ثمانية
عشر رجلا ثمّ قتل رحمة الله عليه .
٤٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز مالك بن أنس الكاهلى ، وقال :
آل علىّ شيعة
الرّحمن
|
|
وآل حرب شيعة
الشيطان
|
فقتل أربعة عشر
رجلا .
١١ ـ شهادة يزيد
زياد بن المهاصر
٤٤ ـ قال الفتال :
وبرز من بعده يزيد زياد بن مهاجر أو مهاصر الكندى فحمل عليهم وأنشأ يقول :
أنا زياد وأبى
مهاصر
|
|
أشجع من ليس
القرين الحادر
|
يا ربّ انّى
للحسين ناصر
|
|
ولابن سعد تارك
مهاجر
|
فقتل منهم تسعة
ثمّ قتل رضوان الله عليه .
__________________
٤٥ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : حدّثنى فضيل بن خديج الكندى أنّ يزيد بن زياد ، وهو أبو الشعثاء
الكندىّ من بنى بهدلة جثا على ركبتيه بين يدى الحسين ، فرمى بمائة سهم ما سقط منها
خمسة أسهم ، وكان راميا فكان كلّما رمى قال : أنا ابن بهدلة ، فرسان العرجلة ، ويقول
حسين : اللهمّ سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنّة ، فلمّا رمى بها قام فقال : ما سقط
منها إلّا خمسة أسهم ، ولقد تبيّن لى أنى قد قتلت خمسة نفر ، وكان فى أوّل من قتل
، وكان رجزه يومئذ :
أنا يزيد وأبى
مهاصر
|
|
أشجع من ليث
بغيل خادر
|
يا ربّ انّى
للحسين ناصر
|
|
ولابن سعد تارك
وهاجر
|
وكان يزيد بن زياد
بن المهاصر ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين ، فلمّا ردّوا الشروط على الحسين
مال إليه فقاتل معه حتّى قتل .
١٢ ـ شهادة وهب بن
وهب
٤٦ ـ قال الفتال : برز وهب بن وهب وكان
نصرانيّا أسلم على يد الحسين عليهالسلام
هو وامّه فاتبعوه إلى كربلا فركب فرسا وتناول بيده عود الفسطاط ، فقاتل وقتل من
القوم سبعة أو ثمانية ثمّ استوسر ، فاتى عمر بن سعد لعنه الله فامر بضرب عنقه ،
ورمى به إلى عسكر الحسين عليهالسلام
، فاخذت امّه سيفه وبرزت فقال لها الحسين عليهالسلام
: يا أمّ وهب اجلسى فقد وضع الله الجهاد عن النساء ، انّك وابنك مع جدّى محمّد صلىاللهعليهوآله
فى الجنّة .
٤٧ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز وهب بن عبد الله الكلبى وهو يرتجز :
__________________
إن تنكرونى فانا
ابن الكلب
|
|
سوف ترونى وترون
ضربى
|
وحملتى وصولتى
فى الحرب
|
|
أدرك ثارى بعد
ثارى صحبى
|
وأدفع الكرب
امام الكرب
|
|
ليس جهادى فى
الوغى باللعب
|
فلم يزل يقاتل
حتّى قتل منهم جماعة ثمّ قال لامّه يا امّاه أرضيت أم لا فقالت ما أرضى أو تقتل
بين يدى الحسين فرجع قائلا :
إنّى زعيم لك
أمّ وهب
|
|
بالطعن فيهم
تارة والضّرب
|
ضرب غلام موقن
بالرب
|
|
حتّى يذوق القوم
مرّ الحرب
|
أنّى امرؤ ذو
مرّة وغضب
|
|
حسبى إلهى من
عليم حسبى
|
فلم يزل حتّى قتل
تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا ثمّ قطعت يمينه واخذ اسيرا .
١٣ ـ شهادة عمرو
بن خالد
٤٨ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز عمرو بن خالد الازدى قائلا :
اليوم يا نفسى
الى الرحمن
|
|
تمضين بالروح
وبالريحان
|
اليوم تجزين على
الإحسان
|
|
ما خطّ فى اللوح
لدى الديّان
|
لا
تجزعى فكلّ حىّ فان
|
__________________
١٤ ـ شهادة خالد بن عمرو
٤٩ ـ ثمّ برز خالد
بن عمرو وهو يقول :
صبرا على الموت
بنى قحطان
|
|
كيما تكونوا فى
رضى الرّحمن
|
ذى المجد
والعزّة والبرهان
|
|
وذو العلى
والطول والاحسان
|
فى
قصر درّ حسن البنيان.
|
١٥ ـ شهادة سعد بن حنظلة
٥٠ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز سعد بن حنظلة التميمى مرتجزا :
صبرا على
الاسياف والأسنّة
|
|
صبرا عليها
لدخول الجنّة
|
وحور عين ناعمات
منّة
|
|
يا نفس للرّاحة
فاجهدنّه
|
وفى
طلاب الخير فارغبنّه
|
١٦ ـ شهادة عبد الله المذحجى
٥١ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز عبد الله المذحجى قائلا :
قد علمت سعد
وحىّ مذحج
|
|
إنّى لدى
الهيجاء غير مخرج
|
اعلوا بسيفى
هامة المدجّج
|
|
واترك القرن لدى
التعرّج
|
__________________
فريسة الذّئب
الأذلّ الأعرج .
١٧ ـ شهادة عبد
الرحمن اليزني
٥٢ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز عبد الرّحمن بن عبد الله اليزني قائلا :
أنا ابن عبد
الله من آل يزن
|
|
دينى على دين
حسين وحسن
|
أضربكم ضرب فتى
من اليمن
|
|
أرجو بذاك الفوز
عند المؤتمن
|
١٨ و ١٩ و ٢٠ ـ شهادة مجمع بن عبد
الله ، وسعد مولى عمرو بن خالد وجابر بن الحارث
٥٣ ـ قال الطبرى :
أمّا الصيداوى عمرو بن خالد ، وجابر بن الحارث السلمانىّ ، وسعد مولى عمرو بن خالد
، ومجمع بن عبد الله العائذى ، فانّهم قاتلوا فى أوّل القتال ، فشدّوا مقدمين
بأسيافهم على الناس ، فلمّا وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من
أصحابهم غير بعيد ، فحمل عليهم العبّاس بن علىّ فاستنقذهم ، فجاءوا قد جرحوا ،
فلمّا دنا منهم عدوّهم شدّوا بأسيافهم فقاتلوا فى أوّل الآمر حتّى قتلوا فى مكان
واحد
__________________
٢١ ـ شهادة سويد
بن عمرو
٥٤ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : حدّثنى عبد الله بن عاصم ، عن الضحّاك ابن عبد الله المشرقىّ ، قال
: لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا ، وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ، ولم يبق معه
غير سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمى وبشير بن عمرو الحضرمى ، قلت له : يا ابن
رسول الله ، قد علمت ما كان بينى وبينك ، قلت لك : أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا ،
فاذا لم أر مقاتلا فأنا فى حلّ من الانصراف ، فقلت لى : نعم ، قال : فقال : صدقت ،
وكيف لك بالنجاء! إن قدرت على ذلك فأنت فى حلّ.
قال فأقبلت الى
فرسى وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ، أقبلت بها حتّى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا
بين البيوت ، وأقبلت أقاتل معهم راجلا ، فقتلت يومئذ بين يدى رجلين ، وقطعت يد آخر
، وقال لى الحسين يومئذ مرارا ، لا تشلل لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيرا عن أهل
بيت نبيّك صلىاللهعليهوآله ، فلمّا أذن لى استخرجت الفرس من الفسطاط ، ثمّ استويت على
متنها ، ثمّ ضربتها حتّى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم.
فأفرجوا لى ،
واتبعنى منهم خمسة عشر رجلا حتّى انتهيت إلى شفية ، قرية قريبة من شاطئ الفرات ،
فلمّا لحقونى عطفت عليهم ، فعرفنى كثير بن عبد الله الشعبىّ وأيّوب بن مشرح
الخيوانىّ وقيس بن عبد الله الصائدىّ ، فقالوا : هذا الضحّاك بن عبد الله المشرقى
، هذا ابن عمّنا ، ننشدكم الله لما كففتم عنه! فقال ثلاثة نفر من بنى تميم كانوا
معهم : بلى والله لنجيبنّ إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم ،
قال : فلمّا تابع التميميّون أصحابى كفّ الآخرون ، قال : فنجّانى
الله .
٥٥ ـ قال المقرم :
لما أثخن بالجراح سويد بن عمرو بن أبى المطاع سقط لوجهه وظنّ أنّه قتل ، فلمّا قتل
الحسين وسمعهم يقولون قتل الحسين ، أخرج سكينة كانت معه فقاتل بها وتعطفوا عليه ،
فقتلوه وكان آخر من قتل من الأصحاب بعد الحسين عليهالسلام .
٢٢ ـ ٢٣ ـ شهادة مالك بن عبد وسيف بن الحارث
٥٦ ـ روى الطبرى
عن أبى مخنف : قال : وجاء الفتيان الجابريان : سيف بن الحارث بن سريع ، ومالك بن
عبد بن سريع ، وهما ابنا عمّ ، وأخوان لأمّ ، فأتيا حسينا فدنوا منه وهما يبكيان ،
فقال : أى ابنى أخى ، ما يبكيكما؟ فو الله إنّى لأرجو أن تكونا عن ساعة قريرى عين
، قالا : جعلنا الله فداك! لا والله ما على أنفسنا نبكى ، ولكنّا نبكى عليك ، نراك
قد أحيط بك ، ولا نقدر على أن نمنعك ، فقال : جزاكما الله يا بنى أخى بوحدكما من
ذلك ومواساتكما ايّاى بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين .
٢٤ ـ شهادة عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة
٥٧ ـ قال الطبرى :
فلمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كثروا ، وأنّهم لا
__________________
يقدرون على أن
يمنعوا حسينا ولا أنفسهم ، تنافسوا فى أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبد الله وعبد
الرحمن ابنا عروة الغفاريان ، فقالا : يا أبا عبد الله ، عليك السلام ، حازنا
العدوّ إليك ، فأحببنا أن نقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ، قال : مرحبا بكما!
ادنوا منّى ، فدنوا منه ، فجعلا يقاتلون قريبا منه ، وأحدهما يقول :
قد علمت حقّا
بنو غفار
|
|
وخندف بعد بنى
نزار
|
لنضربنّ معشر
الفجّار
|
|
بكلّ عضب صارم
بتّار
|
يا قوم ذودوا عن
بنى الأحرار
|
|
بالمشرفىّ
والقنا الخطّار
|
٢٦ ـ شهادة يحيى المازنى
٥٨ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز يحيى بن سليم المازنى وهو يقول :
لأضربنّ القوم
ضربا فيصلا
|
|
ضربا شديدا فى
العدا معجّلا
|
لا عاجزا فيها
ولا مولولا
|
|
ولا أخاف اليوم
موتا مقبلا
|
٢٧ ـ شهادة قرة الغفارى.
٥٩ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز قرّة بن أبى قرّة الغفارى وهو يرتجز :
قد علمت حقّا
بنو غفار
|
|
وخندف بعد بنى
نزار
|
بانّنى الليث
لدى الغبار
|
|
لاضربنّ معشر
الفجّار
|
ضربا
وجيعا عن بنى الأخيار
|
__________________
فقتل ثمانية
وستّين رجلا .
٢٨ ـ شهادة عمرو
بن مطاع
٦٠ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز عمرو بن مطاع الجعفى ، وقال :
اليوم قد طاب
لنا الفراع
|
|
دون حسين الضّرب
والسطاع
|
نرجو بذاك الفوز
والدّفاع
|
|
من حرّ نار حين
لا امتناع
|
٢٩ ـ شهادة جون مولى أبى ذر
٦١ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز جون بن أبى مالك مولى أبى ذرّ مرتجزا :
كيف يرى الفجّار
ضرب الأسود
|
|
بالمشرفىّ
القاطع المهنّد
|
أذبّ عنهم
باللّسان واليد
|
|
بالسّيف صلتا عن
بنى محمّد
|
فقتل خمسا وعشرين
رجلا .
٦٢ ـ قال ابن طاوس
: ثمّ برز جون مولى أبى ذر وكان عبدا أسود فقال له الحسين عليهالسلام أنت فى اذن منّى فانّما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل
بطريقنا ، فقال يا ابن رسول الله أنا فى الرخاء ألحس قصاعكم وفى الشدّة أخذ لكم ،
والله إن ريحى لمنتن وان حسبى للئيم ولونى لأسود فتنفّس علىّ بالجنّة فتطيب ريحى ،
ويشرف حسبى ويبيّض وجهى ، لا والله لا افارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع
دمائكم ، ثمّ
__________________
قاتل رضوان الله
عليه حتّى قتل .
٦٣ ـ قال المقرّم
: ووقف جون مولى أبى ذر الغفارى أمام الحسين يستأذنه فقال عليهالسلام : يا جون إنّما تبعتنا طلبا للعافية فأنت فى أذن منّى فوقع
على قدميه يقبلها ويقول : أنا فى الرخاء ألحس قصاعكم ، وفى الشدّة أخذ لكم إنّ
ريحى لنتن وحسبى للئيم ، ولونى لأسود ، فتنفّس على بالجنّة ليطيب ريحى ويشرف حسبى
ويبيض لونى والله لا افارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم فأذن له الحسين
، فقتل خمسا وعشرين ، وقتل.
فوقف عليه الحسين وقال : اللهمّ بيّض
وجهه ، وطيّب ريحه واحشره مع محمّد صلىاللهعليهوآله
وعرّف بينه وبين آل محمّد صلىاللهعليهوآله
فكان من يمرّ بالمعركة يشمّ منه رائحة طيبة أذكى من المسك .
٣٠ ـ شهادة انيس
بن معقل
٦٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أنيس بن معقل الأصبحى وهو يقول :
أنا أنيس وانا
بن معقل
|
|
وفى يمينى نصل
سيف مصقل
|
أعلو بها
الهامات وسط القسطل
|
|
عن الحسين
الماجد المفضّل
|
ابن
رسول الله خير مرسل
|
فقتل نيفا وعشرين
رجلا
__________________
٣١ ـ شهادة الحجاج
بن مسروق
٦٥ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز الحجّاج بن مسروق الجعفى وهو يقول :
اقدم حسينا
هاديا مهديّا
|
|
فاليوم نلقى
جدّك النبيّا
|
ثمّ أباك ذا
النّدى عليّا
|
|
ذاك الّذي نعرفه
وصيّا
|
فقتل خمسا وعشرين
رجلا .
٦٦ ـ قال المقرم :
وقاتل الحجّاج بن مسروق الجعفى حتّى خضب بالدماء فرجع إلى الحسين يقول :
اليوم القى جدّك
النبيا
|
|
ثمّ أباك ذا
الندى عليّا
|
ذاك
الذي نعرفه الوصيا
|
فقال الحسين :
وأنا ألقاهما على أثرك فرجع يقاتل حتّى قتل .
٣٢ ـ شهادة عبد
الله بن عمير الكلبى
٦٧ ـ قال أبو مخنف
: حدّثنى أبو جناب ، قال : كان منّا رجل يدعى عبد الله بن عمير ، من بنى عليم ،
كان قد نزل الكوفة ، واتّخذ عند بئر الجعد من همدان دارا ، وكانت معه امرأة له من
النمر بن قاسط يقال لها أمّ وهب بنت عبد ، فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرّحوا
إلى الحسين ، قال : فسأل عنهم ، فقيل له : يسرّحون إلى
__________________
حسين بن فاطمة بنت
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإنّى
لارجو ألّا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثوابا إيّاى فى جهاد
المشركين.
فدخل الى امرأته
فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد ، فقالت : أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك ،
أفعل وأخرجنى معك ، قال : فخرج بها ليلا حتّى أتى حسينا ، فأقام معه ، فلمّا دنا
منه عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس ، فلمّا ارتموا خرج يسار مولى زياد بن أبى
سفيان ، وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا : من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم ،
قال : فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير ، فقال لهما حسين : اجلسا ، فقام عبد الله
بن عمير الكلبى فقال أبا عبد الله ، رحمك الله! ائذن لى فلأخرج إليهما ، فرأى حسين
رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين.
فقال حسين : إنّى
لأحسبه للأقران قتّالا ، اخرج إن شئت ، قال : فخرج إليهما فقالا له : من أنت؟
فانتسب لهما ، فقالا ، لا نعرفك ، ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر ،
أو برير بن خضير ، ويسار مستنتل أمام سالم ، فقال له الكلبى : يا ابن الزانية ،
وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ، وما يخرج إليك أحد من الناس الّا وهو خير منك ،
ثمّ شدّ عليه فضربه بسيفه حتّى برد ، فانّه لمشتغل به يضربه بسيفه إذ شدّ عليه
سالم.
فصاح به قد رهقك
العبد ، قال : فلم يأبه له حتّى غشيه فبدره الضربة ، فاتّقاه الكلبى بيده اليسرى ،
فأطار أصابع كفّه اليسرى ، ثمّ مال عليه الكلبىّ فضربه حتّى قتله ، وأقبل الكلبىّ
مرتجزا وهو يقول ، وقد قتلهما جميعا :
إن تنكرونى فأنا
ابن كلب
|
|
حسبى بيتى فى
عليم حسبى
|
إنّى امرؤ ذو
مرّة وعصب
|
|
ولست بالخوّار
عند النكب
|
إنّى زعيم لك
أمّ وهب
|
|
بالطعن فيهم
مقدما والضرب
|
ضرب
غلام مؤمن بالربّ
|
فأخذت أمّ وهب
امرأته عمودا ، ثمّ أقبلت نحو زوجها ، فقال له : فداك أبى وأمّى! قاتل دون
الطيّبين ذرّية محمّد ، فأقبل إليها يردّها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه ، ثمّ
قالت ، إنّى لن أدعك دون أن أموت معك ، فناداها حسين ، فقال : جزيتم من أهل بيت
خيرا ، ارجعى رحمك الله إلى النساء فاجلسى معهنّ ، فانّه ليس على النساء قتال ،
فانصرفت إليهنّ.
٦٨ ـ قال المقرّم
: حمل الشمر فى جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين ، فثبتوا لهم حتّى كشفوهم وفيها
، قاتل عبد الله بن عمير الكلبى فقتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا ، وشدّ عليه
هانى بن ثبيت الحضرمى فقطع يده اليمنى ، وقطع بكر ابن حىّ ساقه. فاخذ أسيرا وقتل
صبرا ، فمشت إليه زوجته أمّ وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول : هنيئا لك
الجنّة اسأل الله رزقك الجنّة أن يصحبنى معك ، فقال الشمر لغلامه رستم : اضرب
رأسها بالعمود فشدخها وماتت مكانها ، وهى أوّل امرأة قتلت من أصحاب الحسين ، وقطع
رأسه ورمى به الى جهة الحسين ، فأخذته أمّه ومسحت الدم عنه ثمّ أخذت عمود خيمته وبرزت الى الأعداء
فردّها الحسين وقال ارجعى رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد ، فرجعت وهى تقول : اللهمّ
لا تقطع رجائى فقال الحسين لا يقطع رجاك
__________________
٣٣ ـ محمّد بن
بشير الحضرمى
٦٩ ـ الحافظ ابن
عساكر : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى ، أنبأنا أبو محمّد الشيرازى ، أنبأنا
أبو عمر الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمّد ، أنبأنا
محمّد بن سعد ، أنبأنا علىّ بن محمّد ، عن أبى الأسود العبدى ، عن الأسود بن قيس
العبدى ، قال : قيل لمحمّد بن بشير الحضرمى ، وهو مع الحسين فى كربلاء : قد أسر
ابنك بثغر الرى. قال : عند الله احتسبه ونفسى ، ما كنت أحبّ أن يؤسر ولا أن أبقى
بعده ، فسمع قوله الحسين عليهالسلام فقال له : رحمك الله أنت فى حلّ من بيعتى ، فاعمل فى فكاك
ابنك! قال : أكلتنى السباع حيّا ان فارقتك! قال : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود
تستعين بها فى فداء أخيه. فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار .
٣٤ ـ شهادة سعيد
بن عبد الله
٧٠ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز سعيد بن عبد الله الحنفى مرتجزا :
اقدم حسين اليوم
تلق أحمدا
|
|
وشيخك الخير
عليا ذا الندى
|
وحسنا
كالبدر وافى الأسعدا
|
٧١ ـ قال المقرّم : وقام الحسين الى
الصلاة ، فقيل انّه صلى بمن بقى من أصحابه صلاة الخوف ، وتقدّم أمامه زهير بن
القين ، وسعيد بن عبد الله الحنفى فى نصف من
__________________
أصحابه ، ويقال
إنّه صلّى وأصحابه فرادى بالايماء.
لما اثخن سعيد
بالجرح سقط الى الارض وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود وأبلغ نبيك منّى
السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فانّى أردت بذلك ثوابك فى نصرة ذرية نبيّك صلىاللهعليهوآله ، والتفت الى الحسين قائلا : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال
نعم أنت أمامى فى الجنّة وقضى نحبه فوجد ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن .
٣٥ ـ ٣٦ ـ شهادة
جنادة بن الحارث وابنه
٧٢ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز جنادة بن الحارث الانصارى مرتجزا :
أنا جناد وأنا
ابن الحارث
|
|
لست بخوار ولا
بناكث
|
عن بيعتى حتّى
يرثنى وارثى
|
|
اليوم ثارى فى
الصعيد ماكثى
|
فقتل ستة عشر رجلا
ثمّ برز ابنه واستشهد .
٣٧ ـ شهادة عمرو بن
جناده
٧٣ ـ قال المقرّم
: جاء عمرو بن جنادة الأنصاري : بعد أن قتل أبوه ، وهو ابن احدى عشر سنة ، يستأذن
الحسين فأبى وقال : هذا غلام قتل أبوه فى الحملة الاولى ولعلّ أمه تكره ذلك ، قال
الغلام : انّ امّى أمرتنى ، فأذن له فما أسرع أن قتل ورمى برأسه إلى جهة الحسين ،
فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلا قريبا
__________________
منها فمات وعادت
الى المخيم فأخذت عمودا وقيل سيفا وانشأت :
إنى عجوز فى
النساء ضعيفة
|
|
خاوية بالية
نحيفة
|
أضربكم بضربة
عنيفة
|
|
دون بنى فاطمة
الشريفة
|
فردّها الحسين الى
الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجلين .
٣٨ ـ شهادة مالك
بن دودان
٧٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز مالك بن دودان وأنشأ يقول :
إليكم من مالك
الضرغام
|
|
ضرب فتى يحمى عن
الكرام
|
يرجو
ثواب الله ذى الأنعام
|
٣٩ ـ شهادة أبو ثمامة الصائدى
٧٥ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أبو ثمامة الصائدى وقال :
عزاء لآل
المصطفى وبناته
|
|
على حبس خير
الناس سبط محمّد
|
عزاء لزهراء
النبيّ وزوجها
|
|
خزانة علم الله
من بعد أحمد
|
عزاء لاهل الشرق
والغرب كلّهم
|
|
وحزنا على حبس
الحسين المسدد
|
فمن مبلغ عنّى
النبيّ وبنته
|
|
بان ابنكم فى
مجهد أىّ مجهد
|
٧٦ ـ قال الطبرى : فلا يزال الرجل من
أصحاب الحسين قد قتل ، فاذا قتل
__________________
منهم الرجل
والرجلان تبيّن فيهم ، واولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يقتل منهم ، قال : فلمّا رأى
ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدى قال للحسين يا أبا عبد الله ، نفسى لك
الفداء! انّى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتّى اقتل دونك إن شاء
الله ، وأحبّ أن ألقى ربّى وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
قال : فرفع الحسين
رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين نعم ، هذا أوّل
وقتها ، ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّى ، فقال لهم الحصين بن تميم :
إنّها لا تقبل ، فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت! الصلاة من آل الرسول الله صلىاللهعليهوآله لا تقبل وتقبّل منك يا حمار! قال فحمل عليهم حصين بن تميم .
٧٧ ـ قال المقرم :
خرج أبو ثمامة الصائدى ، فقاتل حتّى اثخن بالجراح ، وكان مع عمر بن سعد ابن عم له
، يقال له قيس بن عبد الله بينهما عداوة ، فشدّ عليه وقتله .
٤٠ ـ شهادة
ابراهيم بن الحصين
٧٨ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز إبراهيم بن الحصين الأسدي يرتجز قائلا :
اضرب منكم مفصلا
وساقا
|
|
ليهرق اليوم دمى
اهراقا
|
ويرزق الموت أبو
اسحاقا
|
|
اعنى بنى
الفاجرة الفسّاقا
|
__________________
فقتل منهم أربعة
وثمانين رجلا .
٤٢ ـ شهادة عمرو
بن قرضة الانصارى
٧٩ ـ قال ابن
شهرآشوب : وبرز عمرو بن قرظة الانصارى وهو يقول :
قد علمت كتيبة
الانصار
|
|
انّى سأحمى حوزة
الذمار
|
ضرب غلام غير
نكس شار
|
|
دون حسين مهجتى
ودارى
|
٤٢ ـ شهادة أحمد بن محمّد الهاشمى.
٨٠ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أحمد بن محمّد الهاشمى وهو ينشد :
اليوم ابلو حسبى
ودينى
|
|
بصارم تحمله
يمينى
|
أحمى
به يوم الوغى عن دينى.
|
٤٣ ـ شهادة وهب بن جناح الكلبى
٨١ ـ قال ابن طاوس
: خرج وهب بن جناح الكلبى ، فأحسن فى الجلاد ، وبالغ فى الجهاد ، وكان معه امرأته
ووالدته فرجع إليهما ، وقال يا أمه أرضيت أم لا ، فقالت الامّ ما رضيت حتّى تقتل
بين يدى الحسين عليهالسلام ، وقالت امرأته بالله عليك ولا تفجعنى ، فرجع فلم يزل
يقاتل حتّى قطعت يداه.
__________________
فاخذت امرأته
عمودا فاقبلت نحوه وهى تقول فداك أبى وأمّى قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله فاقبل كى يردّها الى النساء فاخذت بجانب ثوبه وقالت لن
أعود دون أن أموت ، معك ، فقال الحسين عليهالسلام : جزيتم من أهل بيتى خيرا ارجعى الى النساء رحمك الله
فانصرفت إليهم ولم يزال الكلبى يقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه .
٤٤ ـ شهادة عمرو
بن خالد الصيداوى
٨٢ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى : ثمّ برز عمرو بن خالد الصيداوى ، فقال للحسين عليهالسلام يا أبا عبد الله جعلت فداك قد هممت أن ألحق بأصحابك ،
وكرهت أن أتخلف فاراك وحيدا بين أهلك قتيلا ، فقال له الحسين عليهالسلام : تقدّم فانّا لاحقون بك عن ساعة فتقدّم فقاتل حتّى قتل
رضوان الله عليه .
٤٥ ـ شهادة غلام
تركى
٨٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : وروى انّه برز غلام تركى للحرّ وجعل يقول :
البحر من طعنى
وضربى يصطلى
|
|
والجوّ من نبلى
وسهمى يمتلى
|
إذا حسامى عن
يمينى ينجلى
|
|
ينشقّ قلب
الحاسد المبجّل
|
__________________
فقتل سبعين رجلا .
٤٦ ـ شهادة عجوز
٨٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برزت قائلة :
أنا عجوز سيّدى
ضعيفة
|
|
خاوية بالية
نحيفة
|
اضربكم بضربة
عنيفة
|
|
دون بنى فاطمة
الشريفة
|
٤٧ ـ شهادة فتى
٨٥ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برزفتى قائلا :
أميرى حسين ونعم
الأمير
|
|
سرور فؤاد
البشير النذير
|
علىّ وفاطمة
والده
|
|
فهل تعلمون له
من نظير
|
فقاتل حتّى قتل
ورمى برأسه الى امّه فاخذته ورمته إلى رجل فقتله .
٤٨ ـ شهادة أنس بن
الحارث
٨٦ ـ قال المقرم :
وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلى ، شيخا كبيرا صحابيا رأى النبيّ وسمع حديثه
وشهد معه بدرا وحنينا ، فاستأذن الحسين وبرز شادّا
__________________
وسطه بالعمامة
رافعا حاجبيه بالعصابة ، ولمّا نظر إليه الحسين بهذه الهيئة بكى وقال :
شكرا لك يا شيخ
فقتل على كبره ثمانية عشر رجلا وقتل .
٤٩ ـ ٥٠ ـ شهادة
واضح وأسلم
٨٧ ـ قال المقرم : ولمّا صرع واضح
التركى مولى الحرث المذحجى استغاث بالحسين ، فأتاه أبو عبد الله واعتنقه فقال : من
مثلى وابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
واضع خدّه على خدّى ، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة ، ومشى الحسين إلى أسلم مولاه واعتنقه
وكان به رمق فتبسّم وافتخر بذلك ومات .
٥١ ـ شهادة رجل من
بنى أسد
٨٨ ـ قال ابن
عساكر : قال ابن سعد : أنبأنا علىّ بن محمّد ، عن عامر بن أبى محمّد ، عن الهيثم
بن موسى ، قال : قال العريان بن الهيثم : كان أبى يتبدّى فينزل قريبا من الموضع
الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنّا لا نبد وإلّا وجدنا رجلا من بنى أسد هناك ،
فقال له أبى : أراك ملازما هذا المكان! قال : بلغنى أن حسينا يقتل هاهنا فأنا أخرج
إلى هذا المكان لعلّى أصادفه فاقتل معه! قال ابن الهيثم فلمّا قتل الحسين قال أبى
: انطلقوا بنا ننظر هل الأسدي فيمن قتل مع الحسين؟ فأتينا المعركة وطوّفنا فإذا
الأسدي مقتول .
__________________
٥٢ ـ شهادة سوار
٨٩ ـ قال المقرم :
وقاتل سوار بن أبى حمير ، من ولد فهم بن جابر بن عبد الله ابن قادم الفهمى
الهمدانيّ ، قتالا شديدا حتّى ارتثّ بالجرح ، وأخذ أسيرا فأراد ابن سعد قتله ،
وتشفّع فيه قومه وبقى عندهم جريحا إلى أن توفّى على رأس أشهر .
٤٥ ـ باب شهداء أهل البيت عليهمالسلام
١ ـ قال المفيد :
اسماء من قتل مع الحسين عليهالسلام من أهل بيته بطفّ كربلا ، وهم سبعة عشر نفسا ، الحسين بن
على عليهماالسلام ، العبّاس وعبد الله وجعفر وعثمان بنو أمير المؤمنين عليه
وعليهمالسلام أمّهم أمّ البنين وعبد الله وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين عليهالسلام أمّهما ليلى بنت مسعود الثقفيّة ، وعلىّ وعبد الله ابنا
الحسين بن علىّ عليهماالسلام ، والقاسم وأبو بكر ، وعبد الله بنو الحسن بن علىّ عليهماالسلام.
محمّد وعون ابنا
عبد الله بن جعفر بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ، وعبد الله وجعفر وعبد الرحمن
بنو عقيل بن أبى طالب رضى الله عنهم ، ومحمّد بن أبى سعيد بن عقيل بن أبى طالب
رحمة الله عليهم أجمعين ، فهؤلاء سبعة عشر نفسا من بنى هاشم رضوان الله عليهم
أجمعين اخوة الحسين عليه وعليهمالسلام وبنو أخيه وبنو عمّيه جعفر وعقيل وهم كلّهم مدفونون ممّا
يلى رجلى الحسين عليهالسلام فى
__________________
مشهده.
حفر لهم حفيرة
والقوا فيها جميعا وسوّى عليهم التراب إلّا العباس بن على عليهماالسلام ، فانّه دفن فى موضع مقتله ، على المسنّاة بطريق الغاضريّة
وقبره ظاهر وليس لقبور إخوته وأهله الّذين سمّيناهم أثر وإنمّا يزورهم الزائر من
عند قبر الحسين عليهالسلام ، ويومئ الى الأرض الّتي نحو رجليه بالسلام عليهم وعلىّ بن
الحسين عليهماالسلام فى جملتهم ، ويقال إنّه أقربهم دفنا الى الحسين
٢ ـ قال محمّد بن
سعد فى الطبقات : قتل مع الحسين بن على بن أبى طالب عليهالسلام.
١ ـ العبّاس بن
علىّ بن أبى طالب الأكبر ، قتله زيد بن رقاد الجنبى وحكيم السنبسى من طىء.
٢ ـ جعفر بن علىّ
بن أبى طالب الأكبر ، قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.
ـ عبد الله بن
علىّ بن أبى طالب قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.
٣ ـ عثمان بن علىّ
بن أبى طالب رماه خولى بن يزيد بسهم فأثبته وأجهز عليه رجل من بنى أبان بن دارم.
٥ ـ أبو بكر بن
علىّ بن أبى طالب يقال : انّه قتل فى ماقيه .
٦ ـ محمّد بن على
بن أبى طالب الاصغر ، امّه أمّ ولد ، قتله رجل من بنى أبان ابن دارم.
٧ ـ علىّ بن
الحسين الاكبر قتله مرّة بن النعمان العبدى.
٨ ـ عبد الله بن
الحسن قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.
٩ ـ جعفر بن
الحسين قتله عبد الله بن عقبة الغنوى.
__________________
١٠ ـ أبو بكر بن
الحسن قتله عبد الله بن عقبة الغنوى.
١١ ـ عبد الله بن
الحسن قتله ابن حرملة الكاهلى من بنى أسد.
١٢ ـ القاسم بن
الحسن قتله سعيد بن عمرو الأزدى.
١٣ ـ عون بن عبد
الله بن جعفر ، قتله عبد الله بن قطبة الطائى.
١٤ ـ محمّد بن عبد
الله بن جعفر ، قتله عامر بن نهشل التميمى.
١٥ ـ مسلم بن عقيل
بن أبى طالب ، قتله عبيد الله بن زياد بالكوفة صبرا.
١٦ ـ جعفر بن عقيل
، قتله بشر بن حوط الهمدانيّ.
١٧ ـ عبد الرحمن
بن عقيل ، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهنى.
١٨ ـ عبد الله بن
عقيل امّه أمّ ولد ، قتله عمرو بن صبح الصدائى.
١٩ ـ عبد الله بن
عقيل أمه أم ولد ، قتله عمرو بن صبح ويقال اسيد بن مالك الحضرمى.
٢٠ ـ محمّد بن أبى
سعيد بن عقيل ، قتله لقيط الجهنى.
وقد كان ابناء عبد
الله بن جعفر لجئا الى امرأة عبد الله بن قطبة الطائى ثمّ النبهانى ، وكانا غلامين
لم يبلغا ، وقد كان عمر بن سعد أمر مناديا فنادى : من جاء برأسهما فله ألف درهم ،
فجاء ابن قطبة الى منزله ، فقالت له امرأته : إن غلامين لجئا إلينا ، فهل لك تشرف
بهما فتبعث بهما الى المدينة.
قال : نعم أرنيهما
، فلمّا رآهما ذبحهما وجاء برءوسهما إلى عبيد الله بن زياد ، فلم يعطه شيئا ، فقال
عبيد الله : وددت أنّه كان جاءنى بهما حيّا ، فمننت بهما على أبى جعفر يعنى عبد
الله بن جعفر ، وبلغ ذلك عبد الله بن جعفر ، فقال : وددت أنّه كان جاءنى بهما
فأعطيته ألفى ألف.
لم يفلت من أهل
بيت الحسين بن على الّذين معه الّا خمسة نفر.
١ ـ علىّ بن
الحسين الاصغر وهو أبو بقية ولد الحسين بن على اليوم وكان
مريضا فكان مع
النساء.
٢ ـ حسن بن حسن بن
على وله بقية.
٣ ـ عمرو بن حسن
بن على ولا بقية له.
٤ ـ القاسم بن عبد
الله بن جعفر.
٥ ـ محمّد بن عقيل
الأصغر .
١ ـ شهادة على
الاكبر
٢ ـ قال الصدوق :
برز علىّ بن الحسين عليهالسلام ، فلمّا برز إليهم دمعت عين الحسين عليهالسلام ، فقال : اللهمّ كن أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم ابن
رسولك وأشبه الناس وجها وسمتا به ، فجعل يرتجز وهو يقول :
أنا علىّ بن
الحسين بن على
|
|
نحن وبيت الله
أولى بالنبىّ
|
أما
ترون كيف أحمى عن أبى
|
فقتل منهم عشرة ثمّ رجع إلى أبيه ، فقال
: يا أبه العطش فقال له الحسين عليهالسلام
صبرا يا بنىّ يسقيك جدّك بالكأس الأوفى ، فرجع فقاتل حتّى قتل ، منهم أربعة
وأربعين رجلا ثمّ قتل صلىاللهعليهوآله
.
٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ تقدّم علىّ بن الحسين الاكبر عليهالسلام وهو ابن ثمان عشر سنة ويقال : ابن خمس وعشرين وكان يشبه
برسول الله صلىاللهعليهوآله خلقا وخلقا ونطقا وجعل يرتجز ويقول :
__________________
أنا علىّ بن
الحسين بن علىّ
|
|
من عصبة جدّ
أبيهم النبيّ
|
نحن وبيت الله
أولى بالوصىّ
|
|
والله لا يحكم
فينا ابن الدعى
|
اضربكم بالسيف
أحمى عن أبى
|
|
اطعنكم بالرمح
حتّى ينثنى
|
طعن
غلام هاشمىّ علوى
|
فقتل سبعين مبارزا
ثمّ رجع الى أبيه وقد أصابته جراحات فقال يا أبة العطش فقال الحسين عليهالسلام يسقيك جدّك فكر أيضا عليهم وهو يقول :
الحرب قد بانت
لها حقايق
|
|
وظهرت من بعدها
مصادق
|
والله ربّ العرش
لا نفارق
|
|
جموعكم أو تغمد
البوارق
|
فطعنه مرّة بن
منقذ العبدى على ظهره غدرا فضربوه بالسيف ، فقال الحسين عليهالسلام على الدنيا بعدك العفا وضمّه إلى صدره وأتى به الى باب
الفسطاط .
٤ ـ قال المفيد :
ولم يزل يتقدّم رجل رجل من أصحابه ، فيقتل حتّى لم يبق مع الحسين عليهالسلام ، إلّا أهل بيته خاصّة ، فتقدّم ابنه علىّ بن الحسين عليهماالسلام ، وامّه ليلى بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى ، وكان
من أصبح الناس وجها وله يومئذ تسع عشرة سنة فشدّ على الناس وهو يقول :
أنا علىّ بن
الحسين بن على
|
|
نحن وبيت الله
أولى بالنبىّ
|
تالله لا يحكم
فينا ابن الدعى
|
|
اضرب بالسيف أحمى
عن أبى
|
ضرب
غلام هاشمىّ قرشىّ
|
ففعل ذلك مرارا
وأهل الكوفة يتّقون قتله ، فبصر به مرّة بن منقذ العبدى ، فقال علىّ آثام العرب ،
ان مرّ بى يفعل مثل ما فعل ، ذلك ، إن لم أثكله أباه فمرّ يشدّ على الناس كما مرّ
فى الأوّل ، فاعترضه مرّة بن منقذ وطعنه فصرع واحتواه القوم
__________________
فقطعوه بأسيافهم فجاء
الحسين عليهالسلام
حتّى وقف عليه فقال قتل الله قوما قتلوك يا بنىّ ما اجرأهم على الرّحمن وعلى
انتهاك حرمة الرسول صلىاللهعليهوآله
وانهملت عيناه بالدّموع.
ثمّ قال على الدنيا بعدك العفا وخرجت
زينب أخت الحسين عليهالسلام
مسرعة تنادى يا أخيّاه وابن أخيّاه وجاءت حتّى اكبّت عليه فاخذ الحسين عليهالسلام
برأسها فردّها إلى الفسطاط ، وأمر فتيانه فقال احملوا اخاكم فحملوه حتّى وضعوه بين
يدى الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه .
٥ ـ قال ابن طاوس : فلمّا لم يبق معه
سوى أهل بيته خرج علىّ بن الحسين عليهالسلام
، وكان من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا فاستأذن أباه فى القتال ، فأذن له ، ثمّ
نظر إليه نظر آيس منه وأرخى عليهالسلام
عينه وبكى ، ثمّ قال : اللهمّ اشهد فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا
ومنطقا برسولك صلىاللهعليهوآله
وكنّا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا إليه فصاح وقال يا ابن سعد قطع الله رحمك كما
قطعت رحمى ، فتقدّم نحو القوم فقاتل قتالا شديدا وقتل جمعا كثيرا ، ثمّ رجع إلى
أبيه وقال :
يا أبت العطش قد
قتلنى وثقل الحديد قد أجهدنى ، فهل إلى شربة من الماء ، سبيل ، فبكى الحسين عليهالسلام وقال : وا غوثاه يا بنىّ قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك
محمّد صلىاللهعليهوآله فيسقيك ، بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا ، فرجع الى
موقف النزال ، وقاتل أعظم القتال فرماه ، منقذ بن مرّة العبدى لعنه الله تعالى
بسهم فصرعه ، فنادى يا أبتاه عليك منّى السلام هذا جدّى يقرئك السلام ويقول لك
عجّل القدوم علينا ثمّ شهق شهقة فمات.
فجاء الحسين عليهالسلام حتّى وقف عليه ووضع خدّه على خدّه ، وقال قتل الله
__________________
قوما قتلوك ، ما
أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفاء ، قال الراوى
وخرجت زينب بنت على عليهالسلام تنادى يا حبيباه يا ابن أخاه وجاءت فاكبّت عليه فجاء
الحسين عليهالسلام فاخذها وردّها الى النساء ، ثمّ جعل أهل بيته صلوات الله
وسلامه عليهم يخرج الرجل منهم بعد الرجل حتّى قتل القوم منهم جماعة ، فصاح الحسين عليهالسلام فى تلك الحال صبرا يا بنى عمومتى صبرا يا أهل بيتى فو الله
لا رأيتم هو انا بعد هذا اليوم أبدا.
٦ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف حدّثنى زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمى ، قال : كان آخر من بقى
مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمى ، قال : وكان أوّل قتيل
من بنى أبى طالب يومئذ علىّ الأكبر بن الحسين بن علىّ ، وأمّه ليلى ابنة أبى مرّة
بن عروة بن مسعود الثقفى ، وذلك أنّه أخذ يشدّ على الناس وهو يقول :
أنا علىّ بن
حسين بن علىّ
|
|
نحن وربّ البيت
أولى بالنبىّ
|
تالله
لا يحكم فينا ابن الدّعى
|
قال : ففعل ذلك
مرارا ، فبصر به مرّة بن منقذ بن النعمان العبدىّ ثمّ الليثىّ ، فقال : علىّ آثام
العرب إن مرّ بى يفعل مثل ما كان يفعل إن لم أثكله أباه ، فمرّ يشدّ على الناس
بسيفه ، فاعترضه مرّة بن منقذ ، فطعنه فصرع ، واحتوله الناس فقطّعوه بأسيافهم .
٧ ـ عنه قال أبو
مخنف حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم الأزدى ، قال : سماع أذنى يومئذ
من الحسين يقول : قتل الله قوما قتلوك يا بنىّ! ما أجرأهم على الرحمن ، وعلى
انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفاء ، قال :
__________________
وكأنّى أنظر الى
امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادى : يا أخيّاه! ويا ابن أخيّاه! قال :
فسألت عنها ، فقيل هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله
فجاءت حتّى اكبّت عليه.
فجاءها الحسين فأخذ بيدها فردّها إلى
الفسطاط ، وأقبل الحسين إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ،
فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدى الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه .
٨ ـ قال أبو الفرج الاصفهانى : على بن
الحسين وهو علىّ الأكبر ولا عقب له يكنى أبا الحسن ، وأمّه ليلى بنت أبى مرّة بن
عروة بن مسعود الثقفى وأمّها ميمونة بنت أبى سفيان بن حرب بن أميّة وتكنى أم شيبة
، وأمها بنت أبى العاص ابن أميّة ، وهو أوّل من قتل فى الواقعة ، وإيّاه عنى
معاوية فى الخبر الذي حدّثنى به محمّد بن محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا يوسف بن
موسى القطان ، قال : حدّثنا جرير ، عن مغيرة قال : قال معاوية : من أحقّ الناس
بهذا الامر؟ قالوا : أنت.
قال لا ، أولى الناس بهذا الأمر علىّ بن
الحسين بن على ، جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وفيه شجاعة بنى هاشم ، وسخاء بنى أميّة وزهو ثقيف ، وقال يحيى بن الحسن العلوى :
وأصحابنا الطالبيّون يذكرون أن المقتول لأمّ ولد وأنّ الّذي أمّه ليلى هو جدّهم
حدّثنى بذلك أحمد بن سعيد عنه .
٩ ـ عنه حدّثنى
أحمد بن سعيد عن يحيى ، عن عبيد الله بن حمزة ، عن الحجّاج بن المعتز الهلالى ، عن
أبى عبيدة وخلف الأحمر ، أنّ هذه الابيات قيلت فى علىّ بن الحسين الأكبر :
لم تر عين نظرت
مثله
|
|
من محتف يمشى
ومن ناعل
|
__________________
يغلى نئىّ
اللّحم حتّى إذا
|
|
انضج لم يغل على
الآكل
|
كان إذا شبّت له
ناره
|
|
أوقدها بالشرف
القابل
|
كيما يراها بائس
مرمل
|
|
أو فرد حىّ ليس
بالآهل
|
أعنى ابن ليلى
ذا السدى الندى
|
|
أعنى ابن بنت
الحسب الفاضل
|
لا يؤثر الدنيا
على دينه
|
|
ولا يبيع الحقّ
بالباطل
|
ولد علىّ بن
الحسين عليهالسلام فى خلافة عثمان ، وقد روى عن جدّه علىّ بن أبى طالب عليهالسلام ، وعن عائشة احاديث كرهت ذكرها فى هذا الموضع لأنّها ليست
من جنس ما قصدت له .
١٠ ـ عنه قال
المدائنى عن العبّاس بن محمّد بن رزين ، عن علىّ بن طلحة ، وعن أبى مخنف ، عن عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن حميد بن مسلم ، وقال عمر بن سعد البصرى ، عن أبى مخنف
، عن زهير بن عبد الله الخثعمى ، وحدثنيه أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسن العلوى
، عن بكر بن عبد الوهاب ، عن إسماعيل ابن أبى إدريس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد
، عن أبيه دخل حديث بعضهم فى حديث الآخرين : انّ أوّل قتيل قتل من ولد أبى طالب مع
الحسين ابنه على عليهالسلام قال : فأخذ يشدّ على الناس وهو يقول :
أنا علىّ بن
الحسين بن على
|
|
نحن وبيت الله
أولى بالنبى
|
من شبث ذاك ومن
شمر الدنيّ
|
|
أضربكم بالسيف
حتّى يلتوى
|
ضرب غلام هاشمى
علوى
|
|
ولا أزال اليوم
أحمى عن أبى
|
والله
لا يحكم فينا ابن الدعى
|
ففعل ذلك مرارا
فنظر إليه مرّة بن منقذ العبدى ، فقال : علىّ آثام العرب إن
__________________
هو فعل مثل ما
أراه يفعل ومرّ بى أن أثكله أمّه ، فمرّ يشدّ على الناس ويقول ، كما كان يقول ، فاعترضه
مرّة وطعنه بالرمح فصرعه واعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم .
١١ ـ عنه قال أبو مخنف : عن سليمان بن
أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : سماع أذنى يومئذ الحسين وهو يقول : قتل الله
يوما قتلوك ، يا بنىّ ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول صلىاللهعليهوآله
، ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفاء ، قال حميد : وكأنّى انظر الى امرأة خرجت
مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادى : يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها.
فقالوا : هذه زينب بنت علىّ بن أبى طالب
، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها الى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه
، وأقبل فتيانه إليه فقال : احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك ثمّ جاء به حتّى
وضعه بين يدى فسطاطه .
١٢ ـ حدّثنى أحمد بن سعيد ، قال :
حدّثنى يحيى بن الحسن العلوى ، قال : حدّثنا غير واحد ، عن محمّد بن عمير ، عن
أحمد بن عبد الرحمن البصرى ، عن عبد الرحمن بن مهدى ، عن حمّاد بن سلمة ، عن سعيد
بن ثابت قال : لمّا برز على بن الحسين إليهم أرخى الحسين ـ صلوات الله عليه وسلامه
ـ عينيه فبكى ثمّ قال : اللهمّ كن أنت الشهيد عليهم فبرز إليهم غلام أشبه الخلق
برسول الله صلىاللهعليهوآله.
فجعل يشدّ عليهم ثمّ يرجع الى أبيه
فيقول : يا أبه العطش ، فيقول له الحسين : اصبر حبيبى فانّك لا تمسى حتّى يسقيك
رسول الله صلىاللهعليهوآله
بكأسه ، وجعل يكرّ كرّة بعد كرّة حتّى رمى بسهم فوقع فى حلقه فخرقه وأقبل ينقلب فى
دمه ، ثمّ نادى. يا ابتاه عليك السلام ، هذا جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقرئك السلام ويقول : عجل القوم
__________________
إلينا وشهق شهقه
فارق الدنيا .
١٣ ـ قال الدينورى
: فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون ويقتلون ، حتّى لم يبق معه غير أهل بيته ، فكان
أوّل من تقدّم منهم ، فقاتل علىّ بن الحسين ، وهو علىّ الأكبر ، فلم يزل يقاتل
حتّى قتل ، طعنه مرّة بن منقذ العبدى ، فصرعه ، وأخذته السيوف فقتل .
١٤ ـ قال المقرم :
ولما لم يبق مع الحسين إلّا أهل بيته عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد وحفاظ حر
ونفوس أبية وأقبل بعضهم يودّع بعضا وأوّل من تقدم أبو الحسن على الأكبر وعمره سبع
وعشرون سنة ، فانّه ولد فى الحادى عشر من شعبان سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة ، وكان
مرآة الجمال النبوى ومثال خلقه السامى ، وانموذجا من منطقه البليغ واذا كان شاعر
رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول فيه :
وأحسن منك لم تر
قطّ عينى
|
|
وأجمل منك لم
تلد النساء
|
خلقت مبرّءا من
كلّ عيب
|
|
كأنّك قد خلقت
كما تشاء
|
فعلىّ الأكبر هو
المتفرّع من الشجرة النبوية الوارث للمآثر الطيبة وكان حريا بمقام الخلافة ، لو لا
انّها منصوصة من إله السماء وقد سجل سبحانه أسماءهم فى الصحيفة النازل بها جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ولما يمّم الحرب
عزّ فراقه على مخدّرات الامامة لأنّه عماد أخبيتهنّ وحمى أمنهنّ ومعقد آمالهنّ بعد
الحسين فكانت هذه ترى هتاف الرسالة فى وشك الانقطاع عن سمعها ، وتلك تجد شمس النبوّة
فى شفا الانكساف وأخرى تشاهد الخلق المحمّدى قد آذن بالرحيل فأحطن به وتعلقن
بأطرافه وقلن : ارحم غربتنا لا طاقة لنا على فراقك فلم يعبأ بهنّ لأنّه يرى حجّة
الوقت. مكثورا قد اجتمع أعداؤه
__________________
على إراقة دمه
الطاهر.
فاستأذن أباه وبرز
على فرس للحسين يسمّى «لاحقا» ومن جهة أنّ ليلى أمّ الأكبر بنت ميمونة ابنة أبى
سفيان صاح رجل من القوم : يا على إنّ لك رحما بأمير المؤمنين يزيد ونريد أن نرعى
الرحم ، فان شئت آمنّاك قال عليهالسلام : إنّ قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآله أحقّ أن ترعى ، ثمّ شدير تجز معرّفا بنفسه القدسية وغايته
السامية ولم يتمالك الحسين عليهالسلام دون أن أرخى عينيه بالدموع.
صاح بعمر بن سعد
مالك : قطع الله رحمك ، كما قطعت رحمى ، ولم تحفظ قرابتى من رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلّط عليك من يذبحك على فراشك ، ثمّ رفع شيبته المقدّسة
نحو السماء وقال : اللهمّ اشهد على هؤلاء فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمّد
وكنّا إذا اشتقنا الى رؤية نبيّك نظرنا إليه اللهمّ فامنعهم بركات الارض وفرّقهم
تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانّهم دعونا لينصرونا ثمّ
عدوا علينا يقاتلوننا.
تلا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً
وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ
بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ولم يزل يحمل على الميمنة ويعيدها على الميسرة ويغوص فى
الأوساط ، فلم يقابله جحفل إلّا ردّه ولا برز إليه شجاع إلّا قتله ، فقتل مائة
وعشرين فارسا وقد اشتدّ به العطش ، فرجع إلى أبيه يستريح ويذكر ما أجهده من العطش
فبكى الحسين وقال : وا غوثاه ما أسرع الملتقى بجدّك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ
بعدها وأخذ لسانه فمصّه ودفع إليه خاتمه ليضعه فى فيه
__________________
٢ ـ شهادة قاسم بن
الحسن عليهالسلام
١٥ ـ قال المفيد :
قال حميد بن مسلم : فبينا كذلك إذ خرج علينا غلام كانّ وجهه شقّة قمر فى يده سيف
وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع إحداهما فقال لى عمر بن سعد بن نفيل الأزدى
: والله لأشدّنّ عليه فقلت سبحان الله وما تريد بذلك دعه يكفيكه هؤلاء القوم الذين
ما يبقون على أحد منهم ، فقال والله لأشدّنّ عليه ، فشدّ عليه فما ولىّ حتّى ضرب
رأسه بالسيف ففلقه ووقع الغلام لوجهه فقال يا عمّاه.
فجلا الحسين عليهالسلام كما يجلى الصّقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث أغضب فضرب عمر بن سعد
بن نفيل بالسيف فاتّقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر
، ثمّ تنحى عنه الحسين عليهالسلام وجعلت خيل الكوفة لتستنقذوه ، فتوطأته بأرجلها حتّى مات
وانجلت الغبرة فرأيت الحسين قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين عليهالسلام يقول : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك.
ثمّ قال عليهالسلام عزّ والله على عمّك ان تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا
ينفعك ، صوت ، والله كثر واتره وقلّ ناصره ثمّ حمله على صدره وكانّى أنظر إلى رجلى
الغلام يخطّان الأرض فجاذبه حتّى ألقاه مع ابنه علىّ بن الحسين عليهماالسلام والقتلى من أهل بيته فسئلت عنه فقيل لى : هو القاسم بن
الحسن بن علىّ بن أبى طالب عليهمالسلام .
__________________
١٦ ـ قال الفتال :
برز من بعده القاسم بن الحسن بن على عليهمالسلام ، وهو يقول :
لا تجزعى نفسى
وكلّ فان
|
|
اليوم تلقين ذرى
الجنان
|
فقتل منهم ثلاثة
ثمّ رمى عن فرسه عليهالسلام .
١٧ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز القاسم وعليه ثوب وإزار ونعلان فقط ، وكأنّه فلقة قمر وأنشأ
يقول :
إنّى أنا القاسم
من نسل علىّ
|
|
نحن وبيت الله
أولى بالنبىّ
|
من
شمر ذى الجوشن أو ابن الدّعى
|
فقتله عمرو بن
سعيد الازدى فخرّ وصاح يا عمّاه ، فحمل الحسين عليهالسلام فقطع يده وسلبه أهل الشام من يد الحسين ، فوقف الحسين على
رأسه وقال : عزّ على عمّك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا تنفعك إجابته
١٨ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى وخرج غلام كأنّ وجهه شقّة قمر فجعل يقاتل ، فضربه ابن فضيل الأزدى
على رأسه ففلقه فوقع الغلام لوجهه وصاح يا عمّاه فجلى الحسين عليهالسلام كما يجلى الصقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث أغضب فضرب ابن فضيل
بالسيف ، فاتّقاها بالساعد ، فأطنّه من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر
وحمل أهل الكوفة يستنقذوه ، فوطأته الخيل حتّى هلك.
قال وانجلت الغبرة
فرأيت الحسين عليهالسلام قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين عليهالسلام يقول بعد القوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك
وأبوك ، ثمّ قال : عزّ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ، فلا ينفعك ،
صوته هذا يوم والله كثر واتره ، وقلّ ناصره ، ثمّ حمل صلوات الله عليه الغلام على
__________________
صدره حتّى ألقاه
بين القتلى من أهل بيته .
١٩ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : حدّثنى سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم ، قال : خرج إلينا غلام
كأنّ وجهه شقة قمر ، فى يده السيف عليه قميص وإزار ، ونعلان قد انقطع شسع أحدهما
ما أنسى أنّها اليسرى ، فقال لى عمرو بن سعد بن نفيل الأزدى : والله لأشدّنّ عليه
، فقلت له : سبحان الله وما تريد ذلك يكفيك قتل هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه ،
قال : فقال : والله لأشدّنّ عليه ، فشدّ عليه فما ولى حتّى ضرب رأسه بالسيف.
فوقع الغلام لوجهه
، فقال يا عماه قال : فجلى الحسين كما يجلى الصقر ثمّ شدّ شدّة ، ليث إذا غضب فضرب
عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد ، فأطنّها من لدن المرفق فصاح ثمّ تنحى عنه وحملت خيل
لأهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من حسين ، فاستقبلت عمرا بصدورها فحرّكت حوافرها وجالت
الخيل بفرسانها عليه فوطئته حتّى مات ، وانجلت الغبرة ، فاذا بالحسين قائم على رأس
الغلام والغلام يفحص برجليه وحسين يقول :
بعدا لقوم قتلوك
ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك ، ثمّ قال عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك
أو يجيبك ثمّ لا ينفعك صوت والله كثر واتره وقلّ ناصره ، ثمّ احتمله فكأنّى انظر
إلى رجلى الغلام يخطّان فى الأرض وقد وضع حسين صدره على صدره ، قال فقلت فى نفسى
ما يصنع به فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه علىّ ابن الحسين ، وقتلى قد قتلت حوله من
أهل بيته فسألت عن الغلام فقيل : هو القاسم ابن الحسن بن على بن أبى طالب.
٢٠ ـ قال أبو
الفرج : والقاسم بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب عليهالسلام ، وهو
__________________
أخو أبى بكر بن
الحسن المقتول قبله لأبيه وامّه
٢١ ـ حدّثنى أحمد
بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن نصر قال حدّثنا أبى قال حدّثنا عمر بن سعيد عن أبى
مخنف : عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم قال : خرج إلينا غلام كأنّ وجهه
شقّة قمر فى يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنس أنّه
اليسرى فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الازدى : والله لأشدّنّ عليه ، فقلت له : سبحان
الله وما تريد إلى ذلك يكفيك قتله هؤلاء الّذين تراهم قد احتوشوه من كلّ جانب.
قال : والله
لأشدنّ عليه فما ولى وجهه حتّى ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا
عماه ، قال : فو الله لتجلى الحسين كما يتجلّى الصقر ، ثمّ شدّ شدّة الليث إذا غضب
فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنّها من لدن المرفق ، ثمّ تنحّى عنه وحملت خيل
عمر بن سعد ، فاستنقذوه من الحسين ولما حملت الخيل استقبله بصدورها وجالت فتوطأته
فلم يرم حتّى مات.
فلمّا تجلت الغبرة
اذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه وحسين يقول : بعد القوم قتلوك خصمهم
فيك يوم القيامة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال : عزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ،
ثمّ لا تنفعك اجابته يوم كثر واتره وقلّ ناصره ، ثمّ احتمله على صدره وكأنّى أنظر
إلى رجلى الغلام تخطّان فى الأرض حتّى ألقاه مع ابنه علىّ بن الحسين فسألت عن
الغلام ، فقالوا : هو القاسم بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليهم
أجمعين
__________________
٣ ـ شهادة عبد الله بن الحسن عليهالسلام
٢٢ ـ قال المفيد :
فخرج إليهم عبد الله بن الحسن بن على عليهماالسلام ، وهو غلام لم يراهق من عند النساء ، فشدّ حتّى وقف إلى
جنب عمّه الحسين عليهالسلام فلحقته زينب بنت علىّ عليهالسلام لتحبسه ، فقال لها الحسين عليهالسلام : احبسه يا اختى فأبى وامتنع عليهما امتناعا شديدا ، وقال
: والله لا أفارق عمّى وأهوى أبجر بن كعب الى الحسين عليهالسلام بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّى
فضربه أبجر بالسيف فاتقاها الغلام بيده وأطنّها الى الجلد فاذا يده معلّقة ونادى
الغلام يا امّاه.
فأخذه الحسين عليهالسلام فضمّه إليه وقال : يا ابن أخى اصبر على ما نزل بك واحتسب
فى ذلك الخير ، فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ثمّ دفع الحسين عليهالسلام يده وقال : اللهم فان متّعتم إلى حين ففرّقهم فرقا واجعلهم
طرائق قددا ولا ترض الولاة منهم أبدا فانّهم دعونا لينصرونا ، ثمّ عدوا علينا
فقتلونا وحملت الرجالة يمينا وشمالا على من كان بقى مع الحسين عليهالسلام فقتلوهم حتّى لم يبق معه الّا ثلاثة نفر أو أربعة .
٢٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز عبد الله بن الحسن بن على عليهماالسلام ، وهو يقول:
ان تنكرونى فأنا
بن الحسن
|
|
سبط النبيّ
المصطفى المؤتمن
|
هذا الحسين
كالأسير المرتهن
|
|
بين اناس لا
سقوا صوب المزن
|
فقتل أربعة عشر
رجلا قتله هانى بن شبيب الحضرمى فاسودّ وجهه .
__________________
٢٤ ـ قال ابن طاوس
فخرج عبد الله بن الحسن بن على عليهماالسلام وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتدّ حتّى وقف إلى جنب
الحسين فلحقته زينب بنت علىّ عليهالسلام لتحبسه فأبى وامتنع امتناعا شديدا ، فقال لا والله لا
افارق عمّى ، فأهوى بحر ابن كعب وقيل حرملة بن كاهل الى الحسين عليهالسلام بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّى
فضربه بالسيف.
فاتقا الغلام بيده
، فاطنّها الى الجلد فاذا هى معلّقة فنادى الغلام يا اماه فأخذ الحسين عليهالسلام وضمّه إليه وقال يا ابن أخى اصبر على ما نزل بك واحتسب فى
ذلك الخير ، فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ، قال فرماه حرملة بن كاهل بسهم
فذبحه وهو فى حجر عمه الحسين عليهالسلام .
٢٥ ـ قال أبو
الفرج : عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهماالسلام ، امّه بنت السليل بن عبد الله أخى جرير بن عبد الله
البجلى ، وقيل : ان أمه أمّ ولد ، وكان أبو جعفر محمّد بن على ـ فيما رويناه عنه ـ
يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله .
٢٦ ـ عنه ذكر
المدائنى فى أسناده عن جناب بن موسى ، عن حمزة بن بيض ، عن هانى بن ثبيت الفائضى
أنّ رجلا منهم قتله .
٢٧ ـ قال الطبرى :
قال هشام : حدّثنى أبو الهذيل ـ رجل من السكون ـ عن هانى بن ثبيت الحضرمى ، قال :
رأيته جالسا فى مجلس الحضرميّين فى زمان خالد بن عبد الله وهو شيخ كبير ، قال
فسمعته وهو يقول : كنت ممّن شهد قتل الحسين قال : فو الله انى لواقف عاشر عشرة ليس
منا رجل إلّا على فرس وقد جالت الخيل و
__________________
تصعصعت اذ خرج
غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية عليه إزار وقميص وهو مذعور يلتفت
يمينا وشمالا.
فكأنّى انظر الى
درّتين فى اذنيه تذبذبان كلما التفت إذ اقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن
فرسه ، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف قال هشام : قال السكونى هانى بن ثبيت ، هو
صاحب الغلام فلمّا عتب عليه كنى عن نفسه .
٢٨ ـ عنه عن أبى
مخنف : ، ثمّ انّ شمر بن ذى الجوشن أقبل فى الرجالة نحو الحسين فاخذ الحسين يشدّ
عليهم فيكشفون عنه ، ثمّ انّهم أحاطوا به إحاطة ، وأقبل الى الحسين غلام من أهله ،
فأخذته أخته زينب ابنة على لتحبسه فقال لها الحسين : احبسيه فأبى الغلام وجاء
يشتدّ إلى الحسين فقام الى جنبه قال : وقد أهوى بحر بن كعب بن عبيد الله ـ من بنى
تيم الله بن ثعلبة بن عكابة ـ الى الحسين بالسيف.
فقال الغلام يا
ابن الخبيثة أتقتل عمّى فضربه بالسيف فاتّقاه الغلام بيده فأطنّها إلى الجلدة فاذا
يده معلّقة فنادى الغلام يا أمّاه فأخذه الحسين فضمّه إلى صدره وقال يا ابن أخى
اصبر على ما نزل بك ، واحتسب فى ذلك الخير فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين برسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وعلىّ بن أبى طالب وحمزة وجعفر والحسن بن على صلّى الله
عليهم أجمعين .
٢٩ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال: سمعت الحسين يومئذ وهو
يقول : اللهمّ أمسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الأرض اللهمّ فان متّعتهم الى
حين ففرّقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فانّهم دعونا
لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا ، قال : وضارب
__________________
الرجالة حتّى
انكشفوا عنه .
٤ ـ شهادة عبد
الله بن مسلم
٣٠ ـ قال الفتال :
قد برز عبد الله بن مسلم بن عقيل وأنشأ يقول :
أقسمت لا أقتل
إلّا حرّا
|
|
وقد وجدت الموت
شيئا نكرا
|
أكره أن أدعا
جبانا فرّا
|
|
ان الجبان من
عصى وفرّا
|
فقتل منهم ثلاثة
ثمّ قتل رحمة الله عليه .
٣١ ـ قال أبو
الفرج : عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب عليهالسلام امّه رقية بنت علىّ بن أبى طالب وأمّها أمّ ولد ، قتله
عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن على بن محمّد المدائنى ، وعن حميد بن مسلم وذكر أن
السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته فى راحته وجبهته .
٣٢ ـ روى الطبرى
عن أبى مخنف : قال : ثمّ إنّ عمرو بن صبيح الصدائى رمى عبد الله بن مسلم بن عقيل
بسهم فوضع كفه على جبهته فأخذ لا يستطيع أن يحرّك كفيه ثمّ انتحى له بسهم آخر فغلق
قلبه فاعتورهم الناس من كلّ جانب
٣٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : برز من بنى هاشم عبد الله بن مسلم وهو يقول :
اليوم ألقى
مسلما وهو أبى
|
|
وفتية بادوا على
دين النبيّ
|
من
هاشم السادات أهل الحسب
|
فقاتل ، حتّى قتل
ثمانية وتسعين رجلا بثلاث حملات ثمّ قتله عمرو بن صبيح
__________________
الصيداوى وأسد بن
مالك .
٦ ـ شهادة جعفر بن
عقيل
٣٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز جعفر بن عقيل قائلا :
أنا الغلام
الأبطحى الطالبى
|
|
من معشر فى هاشم
من غالب
|
ونحن حقّا سادة
الذوائب
|
|
هذا حسين أطيب
الأطايب
|
فقتل رجلين وفى
قول خمسة عشر فارسا قتله بشير بن سوط الهمدانيّ .
٣٥ ـ قال أبو
الفرج : جعفر بن عقيل بن أبى طالب امّه أمّ الثغر بنت عامر بنت الهضاب العامرى من
بنى كلاب قتله عروة بن عبد الله الخثعمى فيما رويناه عن أبى جعفر محمّد بن على بن
حسين وعن حميد بن مسلم ، ويقال امّه الخوصاء بنت الثغرية واسمه عمرو بن عامر بن
الهضاب بن كعب بن عبد بن أبى بكر بن كلاب العامرى .
٣٦ ـ روى الطبرى
عن أبى مخنف : أنّ عبد الله بن عزرة الخثعمى رمى جعفر ابن عقيل بن أبى طالب فقتله .
٧ ـ شهادة عبد
الرحمن بن عقيل
٣٧ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز عبد الرحمن بن عقيل وهو يرتجز :
__________________
أبى عقيل
فاعرفوا مكانى
|
|
من هاشم وهاشم
إخوانى
|
كهول صدق سادة
الأقران
|
|
هذا حسين شامخ
البنيان
|
وسيّد
الشّيب مع الشبّان
|
فقتل سبعة عشر
فارسا قتله عثمان بن خالد الجهنى .
٣٨ ـ قال الطبرى :
وشدّ عثمان بن خالد بن أمير الجهنى وبشر بن سوط الهمدانيّ على عبد الرحمن بن عقيل
بن أبى طالب فقتلاه .
٨ ـ شهادة عبد
الله بن عقيل
٣٩ ـ قال ابن
شهرآشوب : روى انّ عبد الله بن عقيل الأكبر قاتل فقتله عثمان بن خالد الجهنى .
٤٠ ـ قال أبو
الفرج : عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبى طالب عليهالسلام ، أمّه أمّ ولد
قتله ـ فيما ذكره المدائنى ، عثمان بن خالد بن أشيم الجهنى ورجل من همدان .
٩ ـ شهادة محمّد
بن عبد الله بن جعفر
٤١ ـ قال أبو
الفرج : محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عليهالسلام ، أمّه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة بن عثمان بن
ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على
بن بكر بن وائل وامها
__________________
هند بنت سالم بن
عبد الله بن عبد الله بن مخزوم بن سنان بن مولة بن عامر بن مالك بن تيم اللات بن
ثعلبة ، وأمّها ميمونة بنت بشر بن عمرو بن الحارث بن نهل بن شيبان بن ثعلبة بن
الحصين بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل.
قتله عامر بن نهشل
التميمى فيما روى عن سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم بالإسناد الذي قدمناه ،
وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :
وسمى النبيّ
غودر فيهم
|
|
قد علوه بصارم
مصقول
|
فاذا ما بكيت
عينى فجودى
|
|
بدموع تسيل كلّ
مسيل
|
٤٢ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز محمّد
بن عبد الله بن جعفر وهو ينشد :
اشكو الى الله
من العدوان
|
|
فعال قوم فى
الردى عميان
|
قد بدّلوا معالم
القرآن
|
|
ومحكم التنزيل
والتبيان
|
واظهروا
الكفر مع الطغيان
|
فقتل عشرة أنفس ،
قتله عامر بن نهشل التميمىّ .
٤٣ ـ قال الطبرى :
وحمل عامر بن نهشل التيمىّ على محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب فقتله .
١٠ ـ شهادة عون بن
عبد الله بن جعفر
٤٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عون قائلا :
ان تنكرونى فانا
بن جعفر
|
|
شهيد صدق فى
الجنان أزهر
|
__________________
يطير فيها بجناح
أخضر
|
|
كفى بهذا شرفا
فى المحشر
|
فقتل ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ،
قتله عبد الله بن قطة الطائى .
٤٥ ـ قال أبو الفرج : وعون بن عبد الله
بن جعفر بن أبى طالب الأكبر ، أمه زينب العقيلة بنت علىّ بن أبى طالب ، وأمها
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :
واندبى إن بكيت
عونا أخاه
|
|
ليس فيما ينو
بهم بخذول
|
فلعمرى لقد أصبت
ذوى القر
|
|
بى فبكى على
المصاب الطويل
|
والعقيلة هى التي روى ابن عباس عنها
كلام فاطمة فى فدك ، فقال : حدثتنى عقيلتنا زينب بنت على عليهالسلام
.
٤٦ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى قال :
حدثنا الحسين بن ، نصر عن أبيه ، عن عمر بن سعد ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى
راشد ، عن حميد بن مسلم : أنّ عبد الله بن قطنة التيهانى التميمى قتل عون بن عبد
الله بن جعفر .
١١ ـ شهادة أبو
بكر بن على عليهالسلام
٤٧ ـ قال ابن شهرآشوب
: ثمّ برز أبو بكر بن على عليهالسلام قائلا :
شيخى علىّ ذو
الفخار الأطول
|
|
من هاشم الخير
الكريم المفضل
|
هذا حسين ابن
النبيّ المرسل
|
|
نفديه نفسى من
أخى مبجّل
|
فلم يزل يقاتل
حتّى قتله زجر بن بدر الجحفى ويقال عقبة الغنوى
__________________
٤٨ ـ قال الطبرى
ورمى عبد الله بن عقبة الغنوى أبا بكر بن علىّ بسهم فقتله فلذلك يقول الشاعر ، وهو
ابن أبى عقب :
وعند غنىّ قطرة
من دمائنا
|
|
وفى أسد اخرى
تعدّ وتذكر
|
٤٩ ـ قال أبو الفرج : أبو بكر بن علىّ
بن أبى طالب عليهالسلام ، لم يعرف اسمه ، وأمّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن
ربعى بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، وأمّ
ليلى بنت مسعود عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر سيّد أهل الوبر بن
عبيد بن الحارث وهو مقاعس وأمها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بن منقر ، وأمّها
بنت سفيان بن خالد بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
ولسلمى يقول الشاعر :
تسوّد أقوام
وليسوا بسادة
|
|
بل السيد
الميمون سلم بن جندل
|
٥٠ ـ عنه ذكر أبو جعفر محمّد بن علىّ
بن الحسين فى الاسناد الّذي تقدّم : أن رجلا من همدان قتله .
٥١ ـ عنه ذكر
المدائنى أنه وجد فى ساقية مقتولا لا يدرى من قتله .
٥٢ ـ عنه وقد ذكر
محمّد بن على بن حمزة : أنّه قتل يومئذ إبراهيم بن على بن أبى طالب عليهالسلام وأمه أم ولد ، وما سمعت بهذا من غيره ، ولا رأيت لإبراهيم
فى شيء من كتب الانساب ذكرا
__________________
١٢ ـ شهادة عمر بن
على عليهالسلام
٥٣ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عمر وهو يرتجز :
خلّوا عداة الله
خلّوا من عمر
|
|
خلّوا عن اللّيث
الهصور المكفهر
|
يضربكم بسيفه
ولا يفرّ
|
|
يا زجر يا زجر
تدان من عمر
|
وقتل زجرا قاتل
أخيه ثمّ دخل حومة الحرب
١٣ ـ شهادة عثمان
بن على عليهالسلام.
٥٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عثمان وهو ينشد :
انّى أنا عثمان
ذو المفاخر
|
|
شيخى علىّ ذو
الفعال الطاهر
|
هذا حسين سيّد
الأخاير
|
|
وسيّد الصغار
والأكابر
|
رماه خولى بن يزيد
الأصبحى على جنبه فسقط عن فرسه ، وجز رأسه رجل من بنى أبان بن حازم .
٥٥ ـ قال أبو
الفرج : عثمان بن على بن أبى طالب عليهالسلام ، وأمه أم البنين أيضا ، قال يحيى بن الحسن عن على بن
ابراهيم ، عن عبيد الله بن الحسن ، وعبد الله بن العبّاس ، قالا : قتل عثمان بن
على وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، وقال الضحاك المشرقى : أن خولى بن يزيد رمى عثمان
بن على بسهم فأوهطه وشدّ عليه رجل من بنى أبان بن دارم ، فقتله ، وأخذ رأسه ،
وعثمان بن علىّ الذي روى عن على أنّه قال :
__________________
إنّما سمّيته باسم
أخى عثمان بن مظعون .
٥٦ ـ قال الطبرى :
رمى خولى بن يزيد الأصبحى ، عثمان بن علىّ بن أبى طالب بسهم ، ثمّ شدّ عليه رجل من
بنى أبان بن دارم فقتله ، وجاء ، برأسه .
١٤ ـ شهادة جعفر
بن على عليهالسلام
٥٧ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أخوه جعفر منشئا :
إنّى انا جعفر
ذو المعالى
|
|
ابن علىّ الخير
ذو النوال
|
ذاك الوصىّ ذو
السّنا والوالى
|
|
حسبى بعمّى جعفر
والخال
|
أحمى
حسينا ذى الندى المفضال
|
رماه خولى الأصبحى
فاصاب شقيقته أو عينه .
٥٨ ـ قال الطبرى :
شدّ هانى بن ثبيت الحضرمى على عبد الله بن على بن أبى طالب فقتله ، ثمّ شدّ على
جعفر بن علىّ فقتله وجاء ، برأسه .
٥٩ ـ قال أبو
الفرج : جعفر بن علىّ بن أبى طالب عليهالسلام أمّه أمّ البنين أيضا ، قال يحيى بن الحسن عن على بن
ابراهيم بالاسناد الذي قدّمته فى خبر عبد الله قتل جعفر بن علىّ بن أبى طالب ، وهو
ابن تسع عشرة سنة .
٦٠ ـ عنه قال أبو
مخنف فى حديث الضحّاك المشرقى : إنّ العبّاس بن علىّ قدّم أخاه جعفرا بين يديه
لأنّه لم يكن له ولد ليحوز ولد العبّاس بن على ميراثه فشدّ عليه هانى بن ثبيت الذي
قتل أخاه فقتله ، هكذا قال الضحّاك
__________________
٦١ ـ عنه قال نصر
بن مزاحم. حدّثنى عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ أنّ خولى بن
يزيد الأصبحى ـ لعنه الله ـ قتل جعفر بن على .
١٥ ـ شهادة محمّد
بن مسلم بن عقيل
٦٢ ـ قال أبو
الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب عليهالسلام أمّه أمّ ولد. قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمد بن على
أبو مرهم الأزدى ولقيط بن إياس الجهنى .
١٦ ـ شهادة محمّد
الاصغر بن على عليهالسلام
٦٣ ـ قال أبو
الفرج : محمّد الاصغر بن على بن أبى طالب عليهالسلام ، وأمّه أمّ ولد ، حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنا
الحسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر وحدّثنى أحمد
بن شيبة عن أحمد بن الحارث ، عن المدائنى ، أنّ رجلا من تميم من بنى أبان بن دارم
قتله ـ رضوان الله عليه ـ ولعن الله قاتله
__________________
١٧ ـ شهادة أبى
بكر بن الحسن عليهالسلام
٦٤ ـ قال أبو
الفرج : أبو بكر بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهالسلام ، أمّه أمّ ولد ولا نعرف أمّه ، ذكر المدائنى فى إسنادنا
عنه ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد : أن عبد الله بن عقبه الغنوى قتله .
٦٥ ـ فى حديث عمرو
بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر : أن عقبة الغنوى قتله. وإيّاه عنى سليمان بن قتة
بقوله :
وعند غنى قطرة
من دمائنا
|
|
وفى أسد أخرى
تعدّ وتذكر
|
١٨ ـ شهادة عبيد الله بن عبد الله بن
جعفر
٦٦ ـ قال أبو
الفرج : عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عليهالسلام ، امّه الخوصاء بنت حفصة ، ذكر يحيى بن الحسن العلوى فيما
حدّثنى به أحمد بن سعيد عنه : أنّه قتل مع الحسين بالطفّ رضوان الله عليه وصلواته
على الحسين وآله
١٩ ـ شهادة محمّد
بن مسلم بن عقيل
٦٧ ـ قال أبو
الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب عليهالسلام ، أمّه أمّ ولد ،
__________________
قتله فيما رويناه
عن أبى جعفر محمّد بن على أبو مرهم الازدى ولقيط بن إياس الجهنى .
٢٠ ـ شهادة عدى بن
عبد الله بن جعفر
٦٨ ـ قال الدينورى
: ثمّ قتل عدى بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، قتله عمرو بن نهشل التميمى .
٢١ ـ شهادة عبد
الله بن على عليهالسلام
٦٩ ـ قال ابن
شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عبد الله قائلا :
انا ابن ذى
النجدة والافضال
|
|
ذاك علىّ الخير
ذو الفعال
|
سيف رسول الله
ذو النكال
|
|
فى كلّ يوم ظاهر
الأهوال
|
قتله هانى بن ثبيت
الحضرمى .
٧٠ ـ عنه روى أنّه
خرج أخوه القاسم : فقال :
يا عصبة جارت
على نبيّها
|
|
وكدّرت من عيشها
ما قد نقى
|
فى كلّ يوم
تقتلون سيّدا
|
|
من أهله ظلما
وذبحا من قفا
|
فضرب على رأسه
عمرو بن سعيد الازدى ، فحمل عليه الحسين وضربه ، ثمّ أتى الغلام وهو يفحص برجله ،
فقال بعد القوم قتلوك وخصمهم يوم القيامة فيك
__________________
جدّك .
٧١ ـ قال أبو
الفرج : عبد الله بن علىّ بن أبى طالب عليهالسلام وأمّه أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل ،
وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
أمّها ثمامة بنت
سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.
أمّها عمرة بنت
الطفيل فارس فرزل بن مالك الأحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب.
أمّها كبشة بنت
عروة الرجال بن عتبة بن جعفر بن كلاب.
أمّها أم الخشف
بنت أبى معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن
صعصعة.
أمّها فاطمة بنت
جعفر بن كلاب.
أمّها عاتكة بنت
عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب.
أمّها آمنة بنت
وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دونان أسد بن خزيمة.
أمّها بنت جحدر بن
ضبيعة الاغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن ربيعة بن
نزار.
أمها بنت مالك بن
قيس بن ثعلبة.
أمّها بنت ذى
الراسين وهو خشيش ابن أبى عصم بن سمح بن فزارة.
أمها بنت عمر بن
صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن تفيض بن الريث بن
__________________
غطفان .
٧٢ ـ عنه ، أخبرنى
أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا يحيى بن الحسن ، قال : حدّثنا علىّ بن ابراهيم
، قال : حدّثنى عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العبّاس قالا : قتل عبد الله بن
على بن أبى طالب عليهالسلام ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له .
٧٣ ـ عنه حدّثنى
أحمد بن عيسى قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبى عن عمر بن سعد ، عن أبى
مخنف عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك المشرقى قال : قال العبّاس بن على لأخيه من
أبيه وأمّه عبد الله بن على : تقدم بين يدى حتّى أراك واحتسبك فانّه لا ولد لك
فتقدّم بين يديه وشدّ عليه هانى بن ثبيت الحضرمى فقتله .
٢٢ ـ شهادة عبّاس
بن على عليهالسلام
٧٤ ـ فلمّا رأى
العبّاس بن علىّ كثرة القتلى ، فى أهله قال لإخوته من امّه وهم عبد الله وجعفر ،
وعثمان : يا بنى أمّى تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فانّه لا ولد لكم ،
فتقدّم عبد الله رحمة الله عليه ، فقاتل قتالا شديدا ، فاختلف هو وهانى بن ثبيت
الحضرمىّ ضربتين ، فقتله هانى ، وتقدّم بعده جعفر بن على عليهالسلام فقتله أيضا هانى ، وتعمّد خولى بن يزيد الاصبحى لعنة الله
عليه عثمان بن على عليهالسلام
__________________
وقد قام مقام
إخوته فرماه بسهم فصرعه وشدّ عليه رجل من بنى دارم فاجتزّ رأسه وحملت الجماعة على
الحسين عليهالسلام فغلبوه على عسكره واشتدّ به العطش.
فركب المسنّاة
يريد الفرات وبين يديه العبّاس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله ، وفيهم رجل من
بنى دارم ، فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء فقال
الحسين عليهالسلام : اللهمّ اظمأه فغضب الدارمى ورماه بسهم فأثبته فى حنكه
فانتزع الحسين عليهالسلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ،
ثمّ قال :
اللهمّ انّى أشكو
إليك بما يفعل بابن بنت نبيّك ، ثمّ رجع الى مكانه وقد اشتدّ به العطش وأحاط القوم
بالعبّاس فاقطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتّى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولّى
لقتله زيد بن ورقا الحنفى ، وحكيم بن الطفيل السنبسى بعد أن اثخن بالجراح فلم
يستطع حراكا ، ولمّا رجع الحسين عليهالسلام من المسنّاة الى فسطاطه تقدّم إليه شمر بن ذى الجوشن فى
جماعة من أصحابه فأحاطوا به فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن اليسر الكندى.
فشتم الحسين عليهالسلام وضربه على رأسه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطعها ، حتّى وصل
الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسين عليهالسلام لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك الله مع القوم الظالمين
، ثمّ ألقى القلنسوة ودعى بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة أخرى فلبسها ،
واعتمّ عليها ورجع عنه شمر بن ذى الجوشن ومن كان معه الى مواضعهم ، فمكث هنيئة ثمّ
عاد وعادوا إليه وأحاطوا به.
٧٥ ـ قال ابن
شهرآشوب : وكان عبّاس السقّاء قمر بنى هاشم صاحب لواء الحسين عليهالسلام ، وهو أكبر الاخوان مضى يطلب الماء فحملها عليه وحمل هو
عليهم ،
وجعل يقول :
لا أرهب الموت
إذا الموت رقى
|
|
حتّى أو ارى فى
المصاليت لقاء
|
نفسى لنفس
المصطفى الطهر وقاء
|
|
أنّى أنا
العبّاس اغدوا بالسقاء
|
ففرّقهم ، فكمن له
زيد بن ورقاء الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسى فضربه على يمينه
فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو يرتجز :
والله إن قطعتم
يمينى
|
|
إنّى أحامى أبدا
عن دينى
|
وعن إمام صادق
اليقين
|
|
نجل النبيّ
الطاهر الأمين
|
فقاتل حتّى ضعف ،
فكمن له الحكيم بن الطفيل الطاعى من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :
يا نفس لا تخشى
من الكفّار
|
|
وأبشرى برحمة
الجبّار
|
مع النبيّ سيّد
المختار
|
|
قد قطعوا ببغيهم
يسارى
|
فأصلهم
يا ربّ حرّ النار
|
فقتله الملعون
بعمود من حديد ، فلمّا رآه الحسين عليهالسلام مصروعا على شطّ الفرات بكى وأنشأ يقول :
تعدّيتم يا شرّ
قوم بفعلكم
|
|
وخالفتم قول
النبيّ محمّد
|
أما كان خير
الرسل وصّاكم بنا
|
|
أما نحن من نسل
النبيّ المسدّد
|
أما كانت
الزهراء امّى دونكم
|
|
أما كان من خير
البريّة أحمد
|
لعنتم وأخزيتم
بما قد جنيتم
|
|
فسوف تلاقوا حرّ
نار توقد
|
٧٦ ـ قال أبو الفرج : العبّاس بن علىّ
بن أبى طالب عليهالسلام ، يكنى أبا الفضل ،
__________________
أمّه أمّ البنين
أيضا وهو أكبر ولدها وهو آخر من قتل من اخوته لامّه وأبيه ، لانّه كان له عقب ،
ولم يكن لهم فقدّمهم بين يديه ، فقتلوا جميعا
٧٧ ـ عنه قال جرمى
بن العلاء ، عن الزبير عن عمّه ، ولد العبّاس بن على عليهالسلام يسمّونه السقّاء ، ويكنونه أبا قربة وما رأيت أحدا من ولده
ولا سمعت عمن تقدم منهم هذا عليهالسلام وفى العبّاس بن على عليهالسلام يقول الشاعر :
أحقّ الناس أن
يبكى عليه
|
|
فتى أبكى الحسين
بكربلاء
|
أخوه وابن والده
علىّ
|
|
أبو الفضل
المضرّج بالدماء
|
ومن واساه لا
يثنيه شيء
|
|
وجادله على عطش
بماء
|
وفيه يقول الكميت
بن زيد :
وأبو الفضل إنّ
ذكرهم الحلو
|
|
شفاء النفوس من
أسقام
|
قتل الأدعياء إذ
قتلوه
|
|
أكرم الشاربين
صوب الغمام
|
وكان العبّاس رجلا
وسيما جميلا ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطّان فى الأرض ، وكان يقال له ، قمر بنى
هاشم ، وكان لواء الحسين بن على عليهماالسلام معه يوم قتل .
٧٨ ـ عنه حدّثنى
أحمد بن سعيد ، قال حدّثنى يحيى بن الحسين ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الوهاب ، قال
: حدّثنى ابن أبى أويس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، قال : عبأ الحسين بن علىّ
أصحابه فأعطى رايته أخاه العبّاس بن على عليهالسلام .
٧٩ ـ عنه حدّثنى
أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا
__________________
أبى قال : حدّثنا
عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر ، أن زيد بن رقاد الجنبى وحكيم بن الطفيل
الطائى قتلا العبّاس بن على عليهالسلام .
٨٠ ـ عنه ـ كانت
أمّ البنين أمّ هؤلاء الأربعة الاخوة القتلى تخرج الى البقيع فتندب بنيها أشجى
ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجىء فيمن يجىء لذلك ،
فلا يزال يسمع ندبتها ويبكى ، ذكر ذلك على بن محمّد بن حمزة ، عن النوفليّ ، عن
حماد بن عيسى الجهنى عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر بن محمّد .
٨١ ـ الصدوق :
حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ، رضى الله عنه قال : حدّثنا علىّ بن
إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن
أسباط ، عن علىّ بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن أبى صفية قال : قال علىّ بن
الحسين عليهماالسلام : رحم الله العباس يعنى ابن علىّ فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه
بنفسه حتّى قطعت يداه.
فأبدله الله بهما
جناحين يطير بهما مع الملائكة فى الجنّة كما جعل لجعفر بن أبى طالب ، وإنّ للعبّاس
عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.
قال الصدوق :
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه مع ما رويته فى فضائل
العبّاس بن علىّ عليهماالسلام فى كتاب مقتل الحسين بن على عليهماالسلام
__________________
٨٢ ـ قال الدينورى
: قالوا : ولما رأى ذلك العبّاس بن علىّ قال لإخوته عبد الله ، وجعفر ، وعثمان ،
بنى علىّ ، عليه وعليهمالسلام ، وأمّهم جميعا أمّ البنين العامرية من آل الوحيد: تقدّموا
، بنفسى أنتم ، فحاموا عن سيّدكم حتّى تموتوا دونه ، فتقدّموا جميعا. فصاروا أمام
الحسين عليهالسلام ، يقونه بوجوههم ونحورهم ، فحمل هانى بن ثويب الحضرمى على
عبد الله بن علىّ ، فقتله ، ثمّ حمل على أخيه جعفر بن علىّ ، فقتله أيضا ، ورمى
يزيد الاصبحى عثمان بن علىّ بسهم ، فقتله.
ثمّ خرج إليه ،
فاحتزّ رأسه ، فأتى عمر بن سعد ، فقال له : أثبنى فقال عمر : عليك بأميرك ـ يعنى
عبيد الله بن زياد ـ فسله أن يثيبك ، وبقى العبّاس بن على قائما أمام الحسين يقاتل
دونه ، ويميل معه حيث مال ، حتّى قتل ، رحمة الله عليه .
٨٣ ـ قال المقرّم
: ولم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن تفانى صحبه وأهل بيته ويرى حجة الوقت
مكثورا قد انقطع عنه المدد وملء مسامعه عويل النساء وصراخ الأطفال من العطش ، فطلب
من أخيه الرخصة ، ولما كان عليهالسلام أنفس الذخائر عند السبط الشهيد عليهالسلام ، لأنّ الأعداء تحذر صولته وترهب اقدامه ، والحرم مطمئنّة
بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا ، فلم تسمح نفس أبى الضيم القدسية بمفارقته فقال
له : يا أخى أنت صاحب لوائى قال العبّاس : قد ضاق صدرى من هؤلاء المنافقين وأريد
أن آخذ ثارى منهم.
فأمره الحسين عليهالسلام أن يطلب الماء للأطفال ، فذهب العبّاس الى القوم ووعظهم
وحذرهم غضب الجبّار ، فلم ينفع ، فنادى بصوت عال : يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن
بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله و
__________________
أولاده عطاشى ،
فاسقوهم من الماء الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول : دعونى أذهب الى الروم أو الهند
وأخلو لكم الحجاز والعراق فأثر كلامه فى نفوس القوم حتّى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح
بأعلى صوته ، يا ابن أبى تراب لو كان وجه الارض كلّه ماء وهو تحت أيدينا لما
سقيناكم منه قطرة الّا أن تدخلوا فى بيعة يزيد.
فرجع الى أخيه
يخبره فسمع الاطفال يتصارخون من العطش ، فلم تتطأ من نفسه على هذا الحال وثارت به
الحمية الهاشمية ، ثمّ انّه ركب جواده وأخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف ورموه
بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الجماهير وحده ولواء الحمد يرف على رأسه
ولم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصى يزار فى الميدان فلم تثبت له
الرجال ونزل الى الفرات مطمئنّا غير مبال بذلك الجمع ، ولما اغترف من الماء ليشرب
تذكّر عطش الحسين ومن معه فرمى الماء وقال :
يا نفس من بعد
الحسين هونى
|
|
وبعده لا كنت أن
تكونى
|
هذا الحسين وارد
المنون
|
|
وتشربين بارد
المعين
|
تالله
ما هذا فعال دينى
|
ثمّ ملأ القربة
وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتّى أكثر القتل فيهم
وكشفهم عن الطريق وهو يقول :
لا أرهب الموت
إذا الموت زقا
|
|
حتّى أوارى فى
المصاليت لقى
|
نفسى لنفس
المصطفى الطهر وقا
|
|
إنّى أنا
العبّاس أغد بالسقا
|
ولا
أخاف الشرّ يوم الملتقى
|
فكمن له زيد بن
الرقاد الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسى فضربه على يمينه فبراها
فقال عليهالسلام :
والله ان قطعتم
يمينى
|
|
إنّى أحامى أبدا
عن دينى
|
وعن امام صادق
اليقين
|
|
نجل النبيّ
الطاهر الأمين
|
فلم يعبأ بيمينه
بعد ان كان همه ايصال الماء الى أطفال الحسين ، وعياله ولكن حكيم بن الطفيل كمن له
من وراء نخلة فلمّا مرّ ضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه وأمّه السهام ،
كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه
ففلق هامته : وسقط على الأرض ينادى : عليك منى السلام يا أبا عبد الله.
فأتاه الحسين عليهالسلام ، ثمّ رجع الى المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفف دموعه بكمه
وقد تدافعت الرجال على مخيمه ، فنادى : أما من مغيث يغيثنا أما من مجير يجيرنا أما
من طالب حقّ ينصرنا أما من خائف من النار فيذبّ عنّا فأتته سكينة وسألته عن عمها
فأخبرها بقتله وسمعته زينب فصاحت : وا أخاه وا عبّاساه وا ضيعتنا بعدك ، وبكين
النسوة وبكى الحسين معهنّ وقال : وا ضيعتنا بعدك .
٢٣ ـ شهادة عبد
الله الرضيع
٨٤ ـ قال المفيد :
ثمّ جلس الحسين عليهالسلام امام الفسطاط فأتى بابنه عبد الله بن الحسين عليهالسلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد بسهم فذبحه
، فتلقّى الحسين عليهالسلام دمه فى كفّه ، فلمّا امتلاء كفّه صبّه فى الأرض ثمّ قال يا ربّ أن يكن حبست عنّا النّصر من السماء فاجعل
ذلك لما هو خير منه وانتقم لنا
__________________
من هؤلاء القوم
الظالمين ، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته .
٨٥ ـ قال الفتال :
ثمّ جلس الحسين عليهالسلام امام الفسطاط ، فأتى بابنه عبد الله بن الحسين عليهالسلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد فذبحه
فتلقّى الحسين صلوات الله عليه دمه ، فلمّا ملأ كفه صبّه فى الأرض .
٨٦ ـ قال ابن
شهرآشوب : فبقى الحسين عليهالسلام وحيدا فى حجره علىّ الأصغر ، فرمى إليه بسهم ، فأصاب حلقه
فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول : لا
يكون أهون عليك من فصيل .
٨٧ ـ قال ابن طاوس
: لمّا رأى الحسين عليهالسلام مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى هل
من ذابّ يذب عن حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله
باغاثتنا ، هل من معين يرجو ما عند الله فى إعانتنا فارتفعت أصوات النساء بالعويل
، فتقدم الى باب الخيمة وقال لزينب ناولينى ولدى الصغير حتّى أودّعه فأخذه وأومأ
إليه ليقبله فرماه حرملة بن الكاهل الاسدى لعنه الله تعالى ، بسهم فوقع فى نحره
فذبحه فقال لزينب خذيه ، ثمّ تلقى الدم بكفيه ، فلمّا امتلأ فارمى بالدم نحو
السماء ، ثمّ قال هون علىّ ما نزل بى إنّه بعين الله.
٨٨ ـ عنه قال
الباقر عليهالسلام فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الارض .
٨٩ ـ قال الطبرى :
قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لى أبو جعفر محمّد بن علىّ بن
الحسين : إنّ لنا فيكم يا بنى أسد دما ، قال : قلت : فما ذنبى أنا فى ذلك رحمك
الله يا أبا جعفر! وما ذلك؟ قال : أتى الحسين بصبىّ له ، فهو فى
__________________
حجره ، إذ رماه
أحدكم يا بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين دمه ، فلمّا ملأ كفيه صبّه فى الارض
، ثمّ قال : ربّ إن تك حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم
لنا من هؤلاء الظالمين .
٩٠ ـ قال أبو
الفرج : عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهالسلام ، أمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس بن جابر بن
كعب بن عليم بن جناب ابن كلب.
أمّها هند الهنود
بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم ابن جناب.
أمّها ميسون بنت
عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم.
أمّها الرباب بنت
حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائى بن عمرو ابن طريف بن عمرو بن ثمامة بن
مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طىء ، وهى التي
يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن على بن أبى طالبعليهماالسلام :
لعمرك انّنى
لأحبّ دارا
|
|
تكون بها سكينه
والرباب
|
أحبّهما وابذل
جلّ مالى
|
|
وليس لعاتب عندى
عتاب
|
سكينة الّتي ذكرها
ابنته من الرباب ، واسم سكينة أمينة ، وقيل أميمة وإنما غلب عليها سكينة وليس
باسمها ، وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيرا جاءته نشابة وهو فى حجر أبيه
فذبحته .
٩١ ـ عنه حدّثنى
أحمد بن شبيب قال : حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنى ، عن أبى مخنف ، عن سليمان
بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم قال : دعى الحسين
__________________
بغلام فأقعده فى
حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه .
٩٢ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسين الأشنانى ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال: أخبرنا مورع بن
سويد بن قيس ، قال : حدّثنا من شهد الحسين ، قال : كان معه ابنه الصغير فجاء سهم
فوقع فى نحره ، قال : فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبّه فيرمى به الى السماء
فما يرجع منه شيء ، ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح.
٩٣ ـ قال اليعقوبى
: إنّه لواقف على فرسه إذا أتى بمولود قد ولد فى تلك الساعة ، فأذن فى اذنه وجعل
يحنكه إذ أتاه سهم فوقع فى حلق الصبى فذبحه فنزع الحسين عليهالسلام السهم من حلقه وجعل يلطخه بدمه ويقول : والله لأنت أكرم
على الله من الناقة ولمحمّد أكرم على الله من صالح ، ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبنى
أخيه .
٩٤ ـ قال المقرّم
: دعا بولده الرضيع يودعه ، فأتته زينب بابنه عبد الله وأمّه الرباب فأجلسه فى
حجره يقبله ، ويقول : بعدا لهؤلاء القوم إذا كان جدّك المصطفى خصمهم ، ثمّ أتى به
نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة ابن كاهل الأسدي بسهم ، فذبحه فتلقّى
الحسين الدم بكفه ورمى به نحو السماء قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : فلم يسقط منه قطرة وفيه يقول : حجّة آل محمّد عجّل الله
فرجه :
السلام على عبد
الله الرضيع المرمى الصريع المتشحط دما والمصعد بدمه الى السماء المذبوح بالسهم فى
حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدى وذويه.
ثمّ قال الحسين عليهالسلام هوّن ما نزل به أنّه بعين الله تعالى ، اللهمّ لا يكون
أهون عليك من فصيل ، الهى ان كنت حبست عنّا النصر فاجعله لما هو خير منه ، وانتقم
__________________
لنا من الظالمين
واجعل ما حلّ بنا فى العاجل ذخيرة لنا فى الآجل ، اللهمّ أنت الشاهد على قوم قتلوا
أشبه الناس برسولك محمّد صلىاللهعليهوآله
، وسمع عليهالسلام
قائلا يقول : دعه يا حسين فان له مرضعا فى الجنّة ، ثمّ نزل عليهالسلام
عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلّى عليه ويقال وضعه مع قتلى أهل
بيته .
٤٦ ـ باب وصيّته عليهالسلام
١ ـ الصفّار :
حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن أبى الجارود ، عن
أبى جعفر عليهالسلام قال : إنّ الحسين لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى ،
فاطمه فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، ووصيّة باطنة ، وكان علىّ ابن
الحسين مبطونا لا يرون الّا انّه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين
، ثمّ صار ذلك إلينا فقلت فما فى ذلك فقال فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم
الى أن تفنى الدنيا .
٢ ـ عنه حدّثنا
موسى بن جعفر ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبى نجران ،
عن أبى الجارود ، قال لما حضر من أمر الحسين ، ما حضر دفع وصيّة ظاهرة فى كتاب
مدرج الى ابنته ، فلمّا كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان دفعت ذلك الى علىّ بن الحسين عليهالسلام ، قال : قلت وما فيه يرحمك الله؟ قال : ما يحتاج إليه ولد
آدم منذ كانت الدنيا الى أن تفنى
__________________
٣ ـ عنه حدّثنا
أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن أبى الجارود ، قال سمعت أبا
جعفر عليهالسلام ، يقول : إنّ الحسين بن على عليهماالسلام لمّا حضره الّذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة ابنة الحسين
، فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة وكان علىّ بن الحسين مبطونا معهم لا يرون
الّا لما به فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك الكتاب والله
إلينا ، قال : قلت : فما فى ذلك الكتاب جعلنى الله فداك؟ قال فيه والله ما يحتاج
إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا والله انّ فيه الحدود حتّى انّ فيه أرش الخدش .
٤ ـ حدّثنا محمّد
بن خالد الطيالسى ، عن سيف ، عن منصور أو عن يونس قال : حدّثنى أبو الجارود قال :
سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لما حضر الحسين عليهالسلام ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتابا ، ملفوفا ووصيّة
ظاهرة ، فقال يا بنى ضعى هذا فى أكابر ولدى ، فلمّا رجع علىّ بن الحسين دفعته إليه
، وهو عندنا قلت : ما ذاك الكتاب؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا
حتّى تفنى .
٥ ـ عنه حدّثنا
أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرحمن بن أبى
نجران ، جميعا عن محمّد بن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفر عليهالسلام ، قال : لمّا حضر الحسين ما حضر دفع وصيّته الى فاطمة
ابنته ظاهرة فى كتاب مدرّج ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، دفعت ذلك إلى علىّ
بن الحسين ، قال : قلت : فما فيه يرحمك الله قال : ما تحتاج إليه ولد آدم منذ كانت
الدنيا الى أن ينتهى
__________________
٢٥ ـ باب شهادة الامام الحسين عليهالسلام
١ ـ قال الكلينى : قبض عليهالسلام
فى شهر المحرّم من سنة إحدى وستّين من الهجرة وله سبع وخمسون سنة وأشهر ، قتله
عبيد الله بن زياد لعنه الله فى خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله ، وهو على الكوفة
، وكان على الخيل الّتي حاربته وقتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلاء ، يوم الإثنين
لعشر خلون من المحرّم ، وأمّه فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٢ ـ عنه ، عن سعد
وأحمد بن محمّد جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن
الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد
الله عليهالسلام قال : قبض الحسين بن علىّ عليهماالسلام يوم عاشورا وهو ابن سبع وخمسين سنة .
٣ ـ عنه ، عن أحمد
بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علىّ بن أسباط ، عن
سيف بن عميرة ، عن محمّد بن حمران ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان ، ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت : يفعل هذا
بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال : فأقام الله لهم ظلّ القائم عليهالسلام وقال : بهذا أنتقم لهذا .
٤ ـ عنه عدّة من
أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ،
__________________
عن سيف بن عميرة ،
عن عبد الملك بن أعين ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال : لمّا نزل النصر على الحسين بن علىّ حتّى كان بين
السّماء والأرض ثمّ خيّر : النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله .
٥ ـ عنه ، عن
الحسين بن محمّد قال : حدّثنى أبو كريب وأبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عبد الله بن
إدريس ، عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودى قال : لمّا قتل الحسين عليهالسلام أراد القوم أن يوطّئوه الخيل ، فقالت فضّة لزينب يا سيّدتى
إنّ سفينة كسر به فى البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد ، فقال : يا أبا الحارث
أنا مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهمهم بين يديه حتّى وقفه على الطريق والأسد رابض فى ناحية
، فدعينى أمض إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا.
قال : فمضت إليه
فقالت : يا أبا الحارث فرفع رأسه ثمّ قالت : أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبى
عبد الله عليهالسلام؟ يريدون أن يوطّئوا الخيل ظهره ، قال : فمشى حتّى وضع يديه
على جسد الحسين ، فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ
: فتنة لا تثيروها انصرفوا ، فانصرفوا .
٦ ـ عنه ، عن علىّ
بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن
مصقلة الطحّان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لمّا قتل الحسين عليهالسلام أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم
حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت فبينا هى كذلك اذا رأت جارية عن جواريها تبكى ودموعها
تسيل فدعتها فقالت لها مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت انّى لما أصابنى الجهد
شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام والأسوقة فاكلت وشربت وسقت وقالت : إنّما نريد
بذلك ان نتقوى على البكاء على الحسين عليهالسلام.
__________________
قال واهدى الى
الكلبية جونا لتستعين بها على مأتم الحسين عليهالسلام ، فلما رأت الجون قالت ما هذه قالوا : هدية أهداها فلان
لتستعينى على مأتم الحسين فقالت لسنا فى عرس فما نصنع بها ، ثمّ أمرت بهنّ فاخرجن
من الدار فلمّا أخرجن من الدار لم يحسّ لها حسّ كانّما طرن بين السماء والأرض ولم
ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر .
٧ ـ قال الصدوق :
نظر الحسين عليهالسلام يمينا وشمالا ولا يرى أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال :
اللهم إنّك ترى ما يصنع بولد نبيّك وحال بنو كلاب بينه وبين الماء ورمى بسهم فوقع
فى نحره ، وخرّ عن فرسه فاخذ السهم فرمى به فجعل يتلقّى الدم بكفيه فلمّا امتلأت
لطخ بها رأسه ولحيته ويقول ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطّخ
بدمى ثمّ خرّ على خدّه الأيسر صريعا وأقبل عدوّ الله سنان الأيادي وشمر ابن ذى
الجوشن العامرى لعنه الله فى رجال من أهل الشام حتّى وقفوا على رأس الحسين عليهالسلام.
فقال بعضهم لبعض
ما تنظرون أريحوا الرجل فنزل سنان بن أنس الأيادي لعنه الله وأخذ بلحية الحسين عليهالسلام وجعل يضرب بالسيف فى حلقه ويقول : والله إنّى لاجتز رأسك
وأنا أعلم انّك ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله وخير الناس أمّا وأبا وأقبل فرس الحسين عليهالسلام حتّى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل فسمعت
بنات النبيّ صلىاللهعليهوآله صهيله فخرجن فاذا الفرس بلا راكب فعرض انّ حسينا صلى الله
عليه قد قتل وخرجت أمّ كلثوم بنت الحسين واضعة يدها على رأسها تندب وتقول وا
محمّدا هذا الحسين بالعراء وقد سلب العمامة والرداء .
٨ ـ الشيخ الفقيه
أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى
__________________
رحمهالله ، قال حدّثنى أبى رحمهالله ، قال حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى
، عن أبى عبد الله محمّد بن خالد البرقي ، عن داود بن أبى يزيد ، عن أبى الجارود
وابن بكير وبريد بن معاوية العجلى ، عن أبى جعفر الباقر عليهالسلام قال اصيب الحسين بن على عليهماالسلام ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو
رمية بسهم ، فروى انّها كانت كلّها فى مقدمه لأنّه عليهالسلام كان لا يولّى .
٩ ـ عنه ، حدّثنا
محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله ، قال حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق ، قال حدثنا يعقوب بن
يزيد ، عن علىّ بن الحسن بن علىّ ابن فضّال عن الديلمى ، وهو سليمان ، عن عبد الله
بن لطيف التفليسىّ قال قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام لمّا ضرب الحسين بن على عليهماالسلام بالسيف ثمّ ابتدر ليقطع رأسه نادى من قبل رب العزّة تبارك
وتعالى من بطنان العرش فقال : ألا أيتها الأمّة المتحيّرة الظالمة بعد نبيّها لا
وفّقكم الله لأضحى ولا فطر ، قال : ثمّ قال أبو عبد الله لا جرم والله ما وفقوا
ولا يوفقون أبدا حتّى يقوم ثائر الحسين عليهالسلام .
. ١٠ ـ عنه
باسناده ، عن على عليهالسلام قال قال النبيّ صلىاللهعليهوآله يقتل الحسين شر الامّة ويتبرّأ من ولده من يكفر بى .
١١ ـ عنه ، حدثنا
تميم بن عبد الله بن تميم القرشى ، قال حدّثنى أبى عن أحمد ابن على الانصارى ، عن
أبى الصلت الهروىّ قال قلت : للرضا عليهالسلام يا ابن رسول الله إن فى سواد الكوفة قوما يزعمون انّ
النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يقع عليه السهو فى صلاته فقال كذّبوا لعنهم الله إنّ
الّذي لا يسهو هو الله الذي لا إله الّا هو ، قال : قلت يا ابن رسول
__________________
الله وفيهم قوما
يزعمون انّ الحسين بن على عليهماالسلام لم يقتل وانّه القى شبهه على حنظلة بن اسعد الشبامى وانّه
رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم عليهالسلام ، ويحتجّون بهذه الآية (وَلَنْ يَجْعَلَ
اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).
فقال : كذّبوا
عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبىّ الله صلىاللهعليهوآله فى إخباره بانّ الحسين بن على عليهالسلام سيقتل والله لقد قتل الحسين عليهالسلام وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن على عليهمالسلام وما منا الا مقتول وانّى والله لمقتول بالسمّ باغتيال من
يغتالنى اعرف ذلك بعهد معهود إلىّ من رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزوجل.
أمّا قول الله عزوجل (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ
لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) فانّه يقول لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة ولقد أخبر
الله عزوجل عن كفار قتلوا النّبيين بغير الحق ومع قتلهم إيّاهم لن
يجعل الله لهم على أنبيائه عليهمالسلام سبيلا من طريق الحجّة .
١٢ ـ عنه ، حدّثنا
محمّد بن على بن بشّار القزوينى رضى الله عنه قال حدّثنا أبو الفرج المظفّر بن
أحمد القزوينى ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفى الأسدي ، قال : حدّثنا سهل بن
زياد الأدمى قال حدثنا سليمان بن عبد الله الخزاز الكوفى قال حدثنا عبد الله بن
الفضل الهاشمى ، قال قلت لأبى عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام يا ابن رسول الله كيف صار يوم عاشورا يوم يوم مصيبة وغمّ
وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليهاالسلام واليوم الّذي قتل فيه أمير المؤمنين عليهالسلام واليوم الذي قتل فيه الحسن عليهالسلام بالسمّ.
فقال انّ يوم
الحسين عليهالسلام اعظم مصيبة من جميع ساير الايّام وذلك أن
__________________
أصحاب الكساء
الذين كانوا اكرم الخلق على الله عزوجل كانوا خمسة فلمّا مضى عنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بقى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة فلمّا مضت فاطمة عليهاالسلام كان فى أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة
فلمّا مضى منهم أمير المؤمنين عليهالسلام ، كان للناس فى الحسن والحسين عليهالسلام عزاء وسلوة.
فلمّا قتل الحسين
صلى الله عليه لم يكن بقى من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فكان ذهابه
كذهاب جميعهم كما كان بقاءه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الايّام مصيبة قال
عبد الله بن الفضل الهاشمى : فقلت له يا ابن رسول الله فلم يكن للناس فى علىّ بن
الحسين عليهالسلام عزاء وسلوة مثل ما كان لهم فى آبائه عليهمالسلام فقال بلى انّ علىّ بن الحسين كان سيد العابدين واماما
وحجّة على الخلق بعد آبائه الماضين ولكنّه لم يلق رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يسمع منه وكان علمه وراثة عن أبيه عن جدّه ، عن النبيّ
صلىاللهعليهوآله.
كان أمير المؤمنين
وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام قد شاهدهم النّاس مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فى أحوال فى أن يتوالى فكانوا متى نظروا الى أحد منهم
تذكروا حاله مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله له وفيه فلمّا مضوا فقد الناس مشاهدة الاكرمين على الله عزوجل ، ولم يكن فى أحد منهم فقد جميعهم ، الا فى فقد الحسين عليهالسلام لانّه مضى آخرهم فلذلك صار يومه أعظم الايّام مصيبة ، قال
عبد الله ابن الفضل الهاشمى فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف سمّت العامة يوم عاشورا
يوم بركة.
فبكى عليهالسلام ثمّ قال : لمّا قتل الحسين عليهالسلام تقرب الناس بالشام الى يزيد فوضعوا له الأخبار واخذوا عليه
الجوايز من الاموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وانه يوم بركة ليعدل الناس
فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن الى الفرح
والسرور والتبرّك
والاستعداد فيه ، حكم الله بيننا وبينهم قال ثمّ قال عليهالسلام يا ابن عمّ وانّ ذلك لأقل ضررا على الاسلام وأهله مما وضعه
قوم انتحلوا مودّتنا وزعموا أنّهم يدينون بموالاتنا ويقولون بإمامتنا.
زعموا ان الحسين عليهالسلام لم يقتل وانّه شبه للناس أمره كعيسى بن مريم ، فلا لائمة
إذن على بنى اميّة ولا عتب على زعمهم يا ابن عم من زعم ان الحسين عليهالسلام لم يقتل فقد كذب رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّا وكذب من بعده الأئمّة عليهمالسلام فى إخبارهم بقتله ومن كذبهم فهو كافر بالله العظيم ودمه
مباح لكلّ من سمع ذلك منه ، قال عبد الله بن الفضل فقلت له يا ابن رسول الله فما
تقول فى قوم من شيعتك يقولون به.
فقال عليهالسلام ما هؤلاء فى شيعتى وأنّى برىء منهم كذا وكذا وكذا وكذا
إبطال القرآن والجنّة والنار قال فقلت فقول الله عزوجل «ولقد علمتم الذين
اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين» قال إن اولئك مسخوا ثلاثة
أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا وأنّ القردة اليوم مثل اولئك وكذلك الخنازير وساير
المسوخ ما وجد منها اليوم من شيء فقد مثله لا يحلّ أن يؤكل لحمه ثمّ قال عليهالسلام لعن الله الغلاة والمفوضة فانّهم صغروا عصيان الله وكفروا
به واشركوا وضلّوا وأضلّوا فرارا من إقامة الفرائض واداء الحقوق .
١٢ ـ عنه ، حدّثنا
محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ عن علىّ بن الحسن
بن فضّال عن أبيه ، عن أبى الحسن علىّ بن موسى الرضا عليهماالسلام قال من ترك السعى فى حوايجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج
الدنيا والآخرة ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه يجعل الله عزّ
__________________
وجلّ يوم القيامة
يوم فرحه وسروره وقرّت بنا فى الجنان عينه ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر
لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد
وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار .
١٣ ـ عنه حدّثنا
الحسين بن أحمد بن إدريس ، رحمهالله ، قال حدثنا أبى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن
نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن أرطاة بن حبيب ، عن فضيل الرسان عن جبلة المكية
، قالت سمعت ميثم التمّار قدس الله روحه يقول : والله لتقتل هذه الامّة ابن نبيّها
فى المحرم لعشر يمضين منه وليتّخذنّ أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وان ذلك لكائن
قد سبق فى علم الله تعالى ذكره أعلم ذلك بعهد عهده إلىّ مولاى أمير المؤمنين عليهالسلام
لقد أخبرنى أنّه
يبكى عليه كلّ شيء حتى الوحوش فى الفلوات والحيتان فى البحر والطير فى السماء
ويبكى عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض ومؤمنو الإنس والجنّ وجميع ملائكة
السموات والأرضين ورضوان ومالك وحملة العرش وتمطر السماء دما ورمادا ثمّ قال وجبت
لعنة الله على قتلة الحسين عليهالسلام كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله الها آخر وكما
وجبت على اليهود والنصارى والمجوس.
قالت جبلة فقلت له
: يا ميثم فكيف يتّخذ الناس ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين عليهالسلام يوم بركة فبكى ميثم رضى الله عنه ثمّ قال يزعمون لحديث
يضعونه أنّه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنمّا تاب الله على آدم فى ذى
الحجّة ويزعمون أنّه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وإنمّا قبل الله عزوجل توبته فى ذى الحجّة ، ويزعمون أنّه اليوم الذي أخرج الله
فيه يونس من بطن الحوت وإنمّا أخرج الله
__________________
عزوجل يونس من بطن الحوت فى ذى الحجّة ويزعمون انه اليوم الذي
استوت فيه سفينة نوح عليهالسلام على الجودى وإنمّا استوت على الجودى يوم الثامن عشر فى ذى
الحجّة.
يزعمون انّه اليوم
الذي فلق الله عزوجل فيه البحر لبنى اسرائيل وإنمّا كان ذلك فى ربيع الأوّل ثمّ
قال ميثم : يا جبلة اعلمى انّ الحسين بن على عليهماالسلام سيّد الشهداء يوم القيامة ، ولأصحابه على ساير الشهداء
درجة ، يا جبلة إذا نظرت السماء حمراء كأنّها دم عبيط فاعلمى انّ سيّد الشهداء
الحسين قد قتل قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنّها الملاحف
المعصفرة فضجيت حينئذ وبكيت وقلت قد والله قتل سيّدنا الحسين عليهالسلام .
١٤ ـ عنه ، حدّثنا
محمّد بن ابراهيم بن إسحاق رضى الله عنه ، قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودى ،
قال حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهرى قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن
أبيه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قلت له أخبرنى عن أصحاب الحسين عليهالسلام وإقدامهم على الموت فقال انّهم كشف لهم الغطاء حتّى رأوا
منازلهم من الجنّة فكان الرجل منهم يقوم على القتل ليبادر الى حوراء يعانقها والى
مكان فى الجنّة .
١٥ ـ عنه ، حدّثنا
محمّد بن الحسن ، قال حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن السيارى ، عن
محمّد بن اسماعيل الرازى ، عن أبى جعفر الثانى عليهالسلام قال قلت جعلت فداك ما تقول فى العامة فانه قد روى انهم لا
يوفقون لصوم فقال لى أما إنّه قد اجيبت دعوة الملك فيهم قال قلت وكيف ذلك جعلت
فداك ، قال انّ النّاس لما قتلوا الحسين بن على صلوات الله عليهما أمر الله عزوجل ملكا ينادى أيّتها
__________________
الامة الظالمة
القاتلة عترة نبيها لا وفقكم الله لصوم ولا فطر وفى حديث آخر لفطر ولا أضحى .
١٦ ـ عنه ، حدّثنا
علىّ بن أحمد رحمهالله قال حدّثنى محمّد بن يعقوب ، عن علىّ بن محمّد ، عمّن ذكره
عن محمّد بن سليمان ، عن عبد الله بن الجنيد اللطيف التفليسى عن رزين قال قال أبو
عبد الله عليهالسلام لما ضرب الحسين بن على صلوات الله وسلامه عليه بالسيف فسقط
ثمّ ابتدر ليقطع رأسه نادى مناد من بطنان العرش ألا أيتها الامة المتجبرة الضالة
بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر قال ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام فلا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون حتّى يثور ثائر الحسين عليهالسلام .
١٧ ـ عنه ، حدّثنا
الحسن بن محمّد بن يحيى العلوى رضى الله عنه قال : حدّثنى جدّى قال حدثنا داود ،
قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا أبو مالك الجنبىّ عن عمر بن بشر
الهمدانيّ قال قلت لأبى إسحاق متى ذلّ الناس قال حين قتل الحسين بن على عليهماالسلام وادّعى زياد وقتل حجر بن عدى .
١٨ ـ قال الشيخ
المفيد : فقتلوهم حتّى لم يبق مع الحسين عليهالسلام الا ثلاثة نفر أو أربعة ، فلمّا رأى ذلك الحسين عليهالسلام دعى بسراويل يمانية يلمع فيها البصر ففزرها ثم لبسها وانما
فزرها لكيلا يسلبها بعد قتله ، فلمّا قتل الحسين عليهالسلام عمد أبجر بن كعب إليه فسلبه السراويل وتركه مجردا وكانت
يدا أبجر بن كعب لعنه الله بعد ذلك تتيبسان فى الصيف حتّى كأنّهما عودان ،
وتترطبان فى الشتاء فتنضحان دما وقيحا الى أن أهلكه الله.
__________________
فلما لم يبق مع
الحسين أحد إلّا ثلاثة رهط من أهله أقبل على القوم يدفعهم عن نفسه والثلاثة يحمونه
حتى قتل الثلاثة وبقى وحده وقد اثخن بالجراح فى رأسه وبدنه فجعل يضاربهم بسيفه وهم
يتفرقون عنه يمينا وشمالا ، فقال حميد بن مسلم فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل
ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشا ولا أمضى جنانا منه عليهالسلام ان كانت الرجالة لتشد عليه عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف
عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى اذا شد فيها الذئب.
فلما راى ذلك شمر
بن ذى الجوشن استدعى الفرسان فصاروا فى ظهور الرجالة وامر الرماة أن يرموه فرشقوه
بالسهام حتى صار كالقنفذ ، فاحجم عنهم فوقفوا بازائه وخرجت اخته زينب الى باب
الفسطاط فنادت عمر بن سعد بن ابى وقاص ويلك يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر
إليه فلم يجبها عمر بشيء فنادت ويحكم أما فيكم مسلم فلم يجبها أحد بشيء ونادى شمر
بن ذى الجوشن الفرسان والرجالة فقال ويحكم ما تنتظرون بالرجل ثكلتكم أمهاتكم
فحملوا عليه من كل جانب.
فضربه زرعة بن
شريك على كتفه اليسرى ففلقها وضربه آخر منهم على عاتقه فكبا منها لوجهه وطعنه سنان
بن أنس النخعي بالرمح فصرعه وبدر إليه خولى بن يزيد الاصبحى فنزل ليجتز رأسه فارعد
فقال له شمر فت الله فى عضدك مالك ترعد ونزل شمر إليه فذبحه ثم دفع راسه الى خولى
بن يزيد فقال احمله الى الامير عمر بن سعد ثم اقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام فأخذ قميصه اسحاق بن الحياة الحضرمى ، وأخذ سراويله ابجر
بن كعب ، واخذ عمامته اخنس بن مرثد ، وأخذ سيفه رجل من بنى دارم وانتهبوا رحله
وابله واثقاله وسلبوا نسائه
قال حميد بن مسلم
فو الله لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته واهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب
عليه فتذهب به منها ، ثمّ انتهوا الى على بن الحسين عليهالسلام
وهو منبسط على
فراش وهو شديد المرض ومع شمر جماعة من الرجال فقالوا له : الا نقتل هذا العليل
فقلت سبحان الله أيقتل الصبيان انما هذا صبىّ وانه لما به ، فلم ازل حتى دفعتهم
عنه وجاء عمر بن سعد.
فصاح النساء فى
وجهه وبكين ، فقال لاصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة ولا تتعرضوا لهذا
الغلام المريض وسألته النسوة ليسترجع ما اخذ منهن ليستترنّ به فقال من أخذ من
متاعهنّ شيئا فليرده عليهن ، فو الله ما رد أحد منهم شيئا ، فوكل بالفسطاط وبيوت
النساء وعلىّ بن الحسين عليهالسلام جماعة ممن كانوا معه وقال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد ولا
تسؤن إليهم ثم عاد الى مضربه فنادى فى أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه.
١٩ ـ الشيخ المفيد
أبو على الحسن بن محمّد الطوسى رحمهالله قال حدثنا الشيخ الوالد السعيد أبو جعفر رحمهالله قال حدثنا محمّد بن محمّد ، قال أخبرنا ابو عبد الله محمّد
بن عمران المرزبانى قال : حدثنا أحمد بن محمّد قال حدثنا الحسين بن عليل العنزى
قال حدثنا عبد الكريم بن محمّد قال حدثنا على بن سلمة عن أبى أسلم محمّد بن مخلد ،
عن أبى هياج عبد الله بن عامر ، قال لما أتى نعى الحسين عليهالسلام الى المدينة خرجت بنت عقيل بن ابى طالب رضى الله عنهما فى
جماعة من نسائها حتى انتهت الى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فلاذت به وشهقت عنده ثم التفتت الى المهاجرين والانصار وهى
تقول :
ما ذا تقولون ان
قال النبيّ لكم
|
|
يوم الحساب وصدق
القول مسموع
|
خذلتم عترتى أو
كنتم غيبا
|
|
والحقّ عند ولى
الأمر مجموع
|
أسلمتموهم بايدى
الظالمين فما
|
|
منكم له اليوم
عند الله مشفوع
|
__________________
ما كان عند غداة
الطف اذ حضروا
|
|
تلك المنايا ولا
عنهنّ مدفوع
|
قال : فما رأينا
باكيا ولا باكية اكثر مما رأينا ذلك اليوم .
٢٠ ـ الشيخ المفيد
ابو على الحسن بن محمّد الطوسى رحمهالله ، قال أخبرنا الشيخ السعيد الوالد رضى الله عنه ، قال
أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال أخبرنى أبو عبد الله محمّد بن عمران المرزبانى : قال
حدثنا أحمد بن محمّد الجوهرى قال حدثني حسن بن عليل العنزى ، عن عبد الكريم بن
محمّد ، قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوى ، عن عبد العظيم بن عبد الله العلوى عن
الحسن بن محمّد بن الحسين العرنى عن غياث بن ابراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : أصبحت يوما أمّ سلمة رضى الله عنها تبكى فقيل لها مم
بكاؤك؟ فقالت لقد قتل ابنى الحسين الليلة وذلك أننى ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله منذ مضى الا الليلة فرأيته شاحبا كئيبا فقالت قلت ما لي
اراك يا رسول الله شاحبا كئيبا قال ما زلت الليلة احفر القبور للحسين وأصحابه عليه
وعليهمالسلام .
٢١ ـ عنه باسناده
عن الحسين ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سألته عن صوم يوم عرفة فقال عيد من أعياد المسلمين
ويوم دعاء ومسألة قلت فصوم عاشورا قال : ذاك يوم قتل فيه الحسين عليهالسلام ، فان كنت شامتا ، فصم ثم قال ان آل أمية عليهم لعنة الله
ومن أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام نذرو انذرا إن قتل الحسين وسلم من خرج الى
الحسين عليهالسلام وصارت الخلافة فى آل أبى سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا
لهم أن يصوموا فيه شكرا ويفرحون أولادهم.
فصارت فى آل ابى
سفيان سنة الى اليوم فى الناس ، واقتدى بهم الناس جميعا
__________________
فلذلك يصومونه
ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح ذلك اليوم ، ثم قال : ان الصوم لا يكون
للمصيبة ، ولا يكون إلا شكرا للسلامة ، وان الحسين عليهالسلام أصيب فان كنت ممّن أصبت به فلا تصم ، وان كنت شامتا ممن
سرّك سلامة بنى أميّة فصم شكر الله تعالى .
٢٢ ـ عنه قال
أخبرنا أحمد بن عبدون ، وعن أبن الزبير ، عن على بن الحسن ابن فضال ، عن العباس ،
عن ابى عمارة ، عن معاذ بن مسلم ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول وجد بالحسين بن على صلوات الله عليهما نيف وسبعون
ضربة بالسيف .
٢٣ ـ عنه باسناده
عن ابى عمارة عن عبيد الله بن طلحة ، عن عبد الله بن سيابة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال لما قدم على بن الحسين وقد قتل الحسين بن على صلوات
الله عليهما استقبله ابراهيم بن طلحة بن عبيد الله قال يا على بن الحسين من غلب
وهو مغطى رأسه وهو فى المحمل قال فقال له على بن الحسين اذا أردت أن تعلم من غلب
ودخل وقت الصلاة فأذن ثم أقم .
٢٤ ـ قال الطبرى
الامامى : قال ابو محمّد الحسن بن على الثانى ولد الحسين بالمدينة يوم الثلاثاء
لخمس خلون من جمادى الأولى سنته ثلاث من الهجرة وعلقت بالحسين أمه بعد ولادة الحسن
بخمسين ليلة سنة ثلاث من الهجرة وحملت به سته أشهر فولدته ولم يولد مولود سواه
لستة أشهر سوى عيسى بن مريم ، قيل ويحيى ابن زكريا وكان مقامه مع جده ست سنين وأربعة
أشهر وبعد جده مع أبيه تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر ومع اخيه بعد ابيه عشر سنين
وعشره أشهر
__________________
بعد أخيه أيام
امامته بقية ملك معاوية ومن ايام يزيد عشر سنين وستة أشهر وصار الى كرامة الله عزوجل وقد كمل عمره سبعا وخمسين سنة فى عام الستين من الهجرة فى
المحرم يوم عاشورا وهو يوم الاثنين وكان بينه وبين اخيه ستة أشهر وكان أشبه الناس
بالنبى صلىاللهعليهوآله ما بين الصدر الى الرجلين.
قتل فى كربلا غربى
الفرات قتله عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذى الجوشن بأمر يزيد بن معاويه
أتوه ومعهم اثنان وثلاثون فارسا واربعون راجلا منهم ثمانية وعشرون من رهط بنى عبد
المطلب والباقون من سائر الناس ، وقال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام وجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وأربعون ضربة ورمية
وروى مائة وعشرون .
٢٥ ـ قال الفتال :
حملت ، الجماعة على الحسين فغلبوه على عسكره واشتدّ به العطش فركب المسناة يريد
الفرات فاعترضه خيل ابن سعد لعنهم الله وفيهم رجل من بنى دارم فقال لهم ويلكم
حولوا بينه وبين الماء ولا تمكنوه من الفرات فقال الحسين عليهالسلام اللهم اظمه فغضب الدارمى ورماه بسهم فاثبته فى حنكه فانتزع
الحسين عليهالسلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلات راحتاه بالدم فرماه ولما
رجع الحسين عليهالسلام من المسناة الى فسطاطه تقدم إليه شمر بن ذى الجوشن فى
جماعة من أصحابه وأحاطوا به
فأسرع منهم رجل
يقال له مالك بن أنس فشتم الحسين عليهالسلام فضربه على رأسه بالسيف ، وكان على راسه قلنسوة فقطعها حتى
وصل الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسين عليهالسلام لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك الله مع الظالمين ثم
ألقى القلنسوة ودعا بخرقة فشد بها رأسه واستدعى
__________________
قلنسوة أخرى
فلبسها واعتمّ عليها ونظر يمينا وشمالا لا يرى أحدا فرفع رأسه الى السماء فقال :
اللهم انك ترى ما تصنع بولد نبيك وحال بنو كلاب بينه وبين الماء.
قال حميد بن مسلم
فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى
جنانا منه ، ان كانت الرجال ليشد عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه وشماله
انكشاف المعزى اذا أشد فيها الذئب ، فلما راى ذلك شمر بن ذى الجوشن استدعى الفرسان
فصاروا فى ظهور الرجالة وأمر الرماة ان يرموه فرشقوه بالسهام حتى صار كالقنفذ
ونادى شمر الفرسان والرجاله فقال ويلكم ما تنتظرون بالرجل ثكلتكم أمهاتكم فحمل
عليه من كل جانب.
فضربه ذرعة بن
شريك على كتفه اليسرى فقطعها وضربه أخرى منه على عاتقة فكبا منه على وجهه فطعنه
سنان بن أونس بالرمح فصرعه وبدر إليه خولى بن يزيد الأصبحى فنزل ليجتز ، رأسه
فارعد فقال له شمر فتّ الله فى عضدك مالك ترعد فنزل إليه فذبحه ثمّ دفع رأسه الى
خولى بن يزيد فقال أحمله الى الامير عمر ابن سعد ، ثمّ أقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام وجاء عمر بن سعد فصاح النساء فى وجهه وبكين.
فقال لأصحابه لا
يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء ولا تعرضوا لهذا الغلام المريض يعنى علىّ بن
الحسين ، فسألته أن يسترجع ما أخذ منهم ليستترنّ به فقال : من أخذ من متاعهنّ شيئا
فليردّه فو الله ما ردّ أحد منهم شيئا ونادى عمر لعنه الله من ينتدب للحسين فيوطيه
فرسه فانتدب عشرة منهم فداسوا الحسين صلوات الله عليه بخيولهم حتّى رضّوا ظهره ،
وأقبل فرس الحسين عليهالسلام حتّى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين عليهالسلام وجعل يركض ويصهل.
فسمع بنات النبيّ
صلوات الله وسلامه عليه صهيله فخرجن فاذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسينا عليهالسلام قد قتل وخرج أمّ كلثوم بنت الحسين واضعة يدها
على رأسها تندب ،
وتقول وا محمّداه هذا حسين بالعرا قد سلب العمامة والرّداء.
قال الباقر عليهالسلام أصيب الحسين بن على عليهماالسلام ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو
رمية بسهم ، وروى انّها كانت كلّها فى مقدمته لأنّه عليهالسلام كان لا يولّى .
٢٦ ـ قال ابن
شهرآشوب : فبقى الحسين وحيدا وفى حجره علىّ الاصغر فرمى إليه بسهم فأصاب حلقه فجعل
الحسين ياخذ الدّم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول لا يكون أهون
عليك من فصيل ، ثمّ قال عليهالسلام ائتونى بثوب لا
يرغب فيه البسه غير ثيابى لا أجرد فانّى مقتول مسلوب فاتوه بتبان فأبى أن يلبسه
وقال هذا الباس أهل الذمّة ثمّ أتوه بشيء أوسع منه دون السراويل وفوق التبّان
فلبسه ، ثمّ ودّع النساء وكانت سكينة تصيح فضمّها إلى صدره وقال :
سيطول بعدى يا
سكينة فاعلمى
|
|
منك البكاء اذا
لحمام دهانى
|
لا تحرقى قلبى
بدمعك حسرة
|
|
ما دام منّى
الروح فى جثمان
|
واذا قتلت فأنت
أولى بالذى
|
|
تأتينه يا خيرة
النسوان
|
ثمّ برز عليهالسلام فقال يا أهل الكوفة قبحا لكم وترحا وبؤسا لكم وتعسا حين
استصرختمونا ولهين ، فآتيناكم موجفين فشحذتم علينا سيفا كان فى ايماننا وحششتم
لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم ولا ذنب كان منا إليكم فهلّا لكم الويلات
اذكرهتمونا تركتمونا والسيف مشيم والجاش طامن والرّأى لما يستحصد لكنّكم أسرعتم
إلى بيعتنا كسرع الدبا وتهافتم إليها كتهافت الفراش.
ثمّ نقضتموها سفها
وضلة وفتكا لطواغيت الامّة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب ، ثمّ انتم تتخاذلون عنا
وتقتلوننا ألا لعنة الله على الظالمين قال ثمّ أنشأ : كفر
__________________
القوم وقدما رغبو
الأبيات.
ثمّ استوى على
راحلته وقال : أنا ابن على الخير من آل هاشم ، الابيات ، ثمّ حمل على الميمنة وقال
الموت خير من ركوب العار ، ثمّ حمل على الميسرة وقال :
انا الحسين بن
على
|
|
أحمى عيالات أبى
|
آليت أن لا
انثنى
|
|
أمضى على دين
النبيّ
|
جعل يقاتل حتّى
قتل ألف رجل وتسعمائة وخمسين سوى المجروحين ، فقال عمر بن سعد لقومه : الويل لكم أتدرون
من تبارزون هذا ابن البطين هذا ابن قتال العرب فاحملوا عليه من كلّ جانب فحملوا
بالطعن مائة وثمانين وأربعة آلاف بالسهام ، قال الطبرى قال أبو مخنف عن جعفر بن
محمّد بن على قال وجدنا بالحسين ثلاثا وثلثين طعنة وأربعا وثلثين ضربة.
قال الباقر عليهالسلام وأصيب ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة
بسيف أو رمية بسهم ، وروى ثلاثمائة وستون جراحة وقيل ثلثا وثلثين ضربة ، سوى
السهام وقيل ألف وتسعمائة جراحة وكانت السهام فى درعه كالشوك فى جلد القنفذ وروى
انّها كانت كلّها فى مقدمه قال العونى :
يا سهاما بدم
ابن المصطفى منقسمات
|
|
ورماحا فى ضلوع
ابن النبيّ متّصلات
|
فقال شمر ما
وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد اثخنتة السهام احملوا عليه ثكلتكم امهاتكم ، فحملوا
عليه من كلّ جانب فرماه أبو الحنوق الجعفى فى جبينه والحصين بن نمير فى فيه ، وأبو
أيّوب الغنوى بسهم مسموم فى حلقه ، فقال بسم الله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله
وهذا قتيل فى رضى الله ، وكان ضربه زرعة بن شريك التميمى على كتفه الأيسر وعمرو بن
خليفة الجعفى على حبل عاتقة ، وكان طعنه صالح بن وهب المزنى على جنبه وكان رماه
سنان بن أنس النخعي فى صدره.
فوقع على الأرض
واخذ دمه بكفيه وصبه على رأسه مرارا فدنا منه عمرو
وقال جزّوا رأسه
فقصد إليه نضر بن خرشة فجعل يضربه بسيفه فغضب عمرو قال لخولى بن يزيد الأصبحى انزل
فجز رأسه فنزل وجزّ رأسه .
٢٧ ـ روى أبو
منصور الطبرسى عن الناحية المقدّسة : أما قول من زعم ان الحسين لم يقتل فكفر
وتكذيب وضلال .
٢٨ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى واشتد العطش بالحسين عليهالسلام فركب المسنّاة بريد الفرات والعبّاس أخوه بين يديه
فاعترضته خيل ابن سعد فرمى رجل من بنى دارم الحسين عليهالسلام بسهم فأثبته فى حنكه الشريف فانتزع صلوات الله عليه السهم
وبسط يديه تحت حنكه حتّى امتلأت راحتاه من الدم ثمّ رمى به وقال : اللهمّ انّى
اشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيّك ، ثمّ اقتطعوا العبّاس عنه وأحاطوا به من كلّ
جانب حتّى قتلوه قدس الله روحه ، فبكى الحسين عليهالسلام لقتله بكاء شديدا وفى ذلك يقول الشاعر :
أحقّ الناس أن
يبكى عليه
|
|
فتى أبكى الحسين
بكربلاء
|
أخوه وابن والده
علىّ
|
|
أبو الفضل
المضرج بالدماء
|
ومن واساء لا
يثنيه شيء
|
|
وجادله على عطش
بماء
|
٢٩ ـ عنه قال الراوى : ثمّ انّ الحسين
دعا الناس الى البراز فلم يزل يقتل كلّ من برز إليه حتّى قتل مقتلة عظيمة وهو فى
ذلك يقول :
القتل أولى من
ركوب العار
|
|
والعار اولى من
دخول النار
|
٣٠ ـ قال بعض الرواة : فو الله ما
رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا منه وان كانت الرجال
لتشدّ عليه فيشد : عليها بسيفه
__________________
فتنكشف عنه انكشاف
المعزى إذا شدّ فيه الذئب ولقد كان يحمل فيهم ولقد تكملوا ثلاثين ألفا فيهزمون بين
يديه كانّهم الجراد المنتشر ثمّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : لا حول ولا قوّة الّا
بالله .
٣١ ـ قال الراوى :
ولم يزل عليهالسلام يقاتلهم حتّى حالوا بينه وبين رحله ، فصاح عليهالسلام ويلكم يا شيعة آل أبى سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا
تخافون المعاد فكونوا احرارا فى دنياكم هذه وارجعوا إلى أحسابكم ان كنتم عربا كما
تزعمون قال فناداه شمر لعنه الله ما تقول يا ابن فاطمه فقال أنى أقول اقاتلكم
وتقاتلوننى والنساء ليس عليهنّ جناح فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم من التعرض
لحرمى ما دمت حيا فقال شمر لعنه الله لك ذلك يا ابن فاطمة فقصدوه بالحرب.
فجعل يحمل عليهم
ويحملون عليه وهو فى ذلك يطلب شربة من ماء ولا يجدى حتّى أصابه اثنان وسبعون جراحة
فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال فبينا هو واقف اذ أتاه حجر فوقع على جبهته
فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع على قلبه فقال
بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : الهى أنت
تعلم أنّهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن بنت نبى غيره.
ثمّ أخذ السهم
فاخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كأنّه ميزاب فضعف عن القتال ، ووقف فكلما اتاه
رجل انصرف عنه كراهة أن يلقى الله بدمه حتّى جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن
النسر فشتم الحسين عليهالسلام وضربه على رأسه الشريف بالسيف فقطع البرنس ووصل السيف إلى
رأسه فامتلأ البرنس دما ، قال الراوى فاستدعى الحسين عليهالسلام بخرقة فشدّ بها رأسه فاستدعى بقلنسوة فلبسها
__________________
واعتمّ فلبثوا هنيئة
ثمّ مادوا إليه وأحاطوا به.
ثمّ انّ شمر بن ذى
الجوشن حمل على فسطاط الحسين عليهالسلام ، فطعنه بالرمح ، ثمّ قال علىّ بالنار أحرقه على من فيه
فقال له الحسين عليهالسلام : يا ابن ذى الجوشن أنت الداعى بالنار لتحرق على أهلى
أحرقك الله بالنار وجاء شبث فوبخه فاستحا فانصرف .
٣٢ ـ قال الراوى
قال الحسين عليهالسلام ابغوا لي ثوبا لا يرغب فيه اجعله تحت ثيابى لئلا اجرّد منه
، فأتى بتبان فقال لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلّة فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا
قتل عليهالسلام جردوه منه ثمّ استدعى الحسين عليهالسلام بسراويل من حبرة ففرزها ولبسها وإنمّا فرزها لئلّا يسلبها
فلمّا قتل عليهالسلام سلبها بحر بن كعب لعنه الله وترك الحسين صلوات الله عليه
مجرّدا فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان فى الصيف كانّهما عودان يابسان وتترطبان فى
الشتاء فتنضحان دما وقيحا الى ان أهلكه الله تعالى.
قال ولمّا اثخن
الحسين عليهالسلام بالجراح وبقى كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المرى على خاصرته
طعنة فسقط الحسين عليهالسلام عن فرسه الى الارض على خدّه الأيمن وهو يقول بسم الله
وبالله وعلى ملّة رسول الله ، ثمّ قام صلوات الله عليه. قال الراوى وخرجت زينب من
باب الفسطاط وهى تنادى وا أخاه وا سيّداه وا أهل بيتاه ليت السماء اطبقت على الارض
وليت الجبال تدكدكت على السهل.
قال وصاح شمر
بأصحابه ما تنتظرون بالرجل قال وحملوا عليه من كلّ جانب فضربه زرعة بن شريك على
كتفه اليسرى وضرب الحسين عليهالسلام زرعة فصرعه وضرب آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربة كبا عليهالسلام بها لوجهه ، و
__________________
كان قد أعيا وجعل
ينوء ويكبت فطعنه سنان ابن أنس النخعي فى ترقوته ، ثمّ انتزع الرمح فطعنه فى بوانى
صدره ثمّ رماه سنان أيضا بسهم.
فوقع السهم فى
نحره فسقط عليهالسلام وجلس قاعدا فنزع السهم من نحره وقرن كفّيه جميعا فكلّما
امتلاتا من دمائه خضب بهما رأسه ولحيته وهو يقول : هكذا ألقى الله مخضبا بدمى
مغصوبا على حقّى ، فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه انزل ويحك الى الحسين فارحه قال:
فبدر إليه خولى بن يزيد الأصبحى ليحتز رأسه فارعد فنزل إليه سنان بن أنس النخعي
لعنه الله فضرب بالسيف فى حلقه الشريف وهو يقول والله انى لأجتزّ رأسك واعلم انك
ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله وخير الناس أبا وأما ثم اجتز رأسه المقدس المعظم وفى ذلك
يقول الشاعر :
فأىّ رزية عدلت
حسينا
|
|
غداة تبيره كفا
سنان
|
٣٣ ـ عنه ، روى أبو طاهر محمّد بن
الحسن النرسى فى كتاب معالم الدين قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لما كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان ضجّت الملائكة الى الله بالبكاء وقالت يا رب هذا
الحسين عليهالسلام صفيك وابن بنت نبيّك قال فأقام الله ظلّ القائم عليهالسلام وقال بهذا انتقم لهذا
قال الراوى :
فارتفعت فى السماء فى ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا ترى
فيها عين ولا أثر حتّى ظنّ القوم انّ العذاب قد جاءهم فلبثوا كذلك ساعة ثمّ انجلت
عنهم .
٣٤ ـ عنه ، روى
هلال بن نافع قال : انى كنت واقفا مع أصحاب عمر بن سعد لعنه الله اذ صرخ صارخ أبشر
أيها الامير فهذا شمر قتل الحسين عليهالسلام قال فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وانّه ليجود بنفسه فو
الله ما رأيت قط قتيلا مضمخا بدمه
__________________
أحسن منه ولا أنور
وجها ولقد شغلنى نور وجهه وجمال هيئته عن الفكرة فى قتله ، فاستسقى فى تلك الحال
ماء فسمعت رجلا يقول والله لا تذوق الماء حتّى ترد الحاميه فتشرب من حميمها فسمعته
يقول :
يا ويلك أنا لا
أرد الحامية ولا أشرب من حميمها بل أرد على جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله واسكن معه فى داره فى مقعد صدق عند مليك مقتدر واشرب من
ماء غير آسن واشكو إليه ما ارتكبتم منى وفعلتم بى قال فغضبوا بأجمعهم حتّى كان
الله لم يجعل فى قلب أحد منهم من الرحمة شيئا فاجتزّوا رأسه وانّه ليكلّمهم فتعجبت
من قلة رحمتهم وقلت والله لا أجامعكم على أمر أبدا .
٣٥ ـ روى المجلسى
، عن بعض كتب المناقب روى ، عن الحسن بن أحمد الهمدانيّ ، عن هبة الله بن محمّد
الشيبانى ، عن الحسن بن على التميمى ، عن أحمد بن جعفر القطيفى ، عن إبراهيم بن
عبد الله ، عن سليمان بن حرب ، عن حمّاد ، عن عمّار انّ ابن عبّاس رأى النبيّ صلىاللهعليهوآله فى منامه يوما بنصف النهار ، وهو أشعث أغبر فى يده قارورة
فيها دم ، فقال يا رسول الله ما هذا الدم قال : دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم
فأحصى ذلك اليوم فوجد أنّه قتل فى ذلك اليوم .
٣٦ ـ عنه قال :
روى عن أبى الحسن العاصمى ، عن اسماعيل بن أحمد عن والده ، عن علىّ بن أحمد بن
عبدان ، عن أحمد بن عبيد ، عن تمتام ، عن أبى سعيد ، عن أبى خالد الاحمر ، عن زرّ
بن حبيش ، عن سلمى قالت دخلت على أمّ سلمة وهى تبكى ، فقلت لها ما يبكيك ، قالت
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فى المنام وعلى رأسه ولحيته أثر التراب فقلت مالك يا رسول
الله مغبّرا قال شهدت قتل الحسين آنفا
__________________
٣٧ ـ عنه قال :
وجاء فى المراسيل ان سلمى المدنيّة قالت وضع رسول الله صلىاللهعليهوآله الى أمّ سلمة قارورة فيها رمل من الطفّ ، وقال لها اذا
تحول هذا دما عبيطا فعند ذلك يقتل الحسين ، قالت سلمى فارتفعت واعية من حجرة أمّ
سلمة فكنت أوّل من أتاها فقلت ما دهاك يا أمّ المؤمنين ، قالت رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فى المنام والتراب على رأسه فقلت مالك فقال وثب الناس على
ابنى فقتلوه وقد شهدته قتيلا الساعة فاقشعرّ جلدى فوثبت الى القارورة فوجدتها تفور
دما قالت سلمى فرأيتها موضوعة بين يديها .
٣٨ ـ عنه من كتاب
الجمع بين الصحاح الستة قال ان النبيّ رئى فى المنام وهو يبكى فقيل له مالك يا
رسول الله قال قتل الحسين عليهالسلام .
٣٩ ـ قال أبو
الفرج : قتل يوم الجمعة ، لعشر خلون من المحرّم سنة إحدى وستين من الهجرة وكانت
سنة يوم قتل ستّا وخمسين سنة وشهورا ، وقيل : ان مقتله كان يوم السبت روى ذلك عن
أبى نعيم الفضل بن دكين والذي ذكرناه اولا أصحّ ، فاما ما تقوله العامة انّه قتل
يوم الاثنين فباطل وهو شيء قالوه بلا رواية وكان أوّل المحرّم الذي قتل فيه يوم
الأربعاء اخرجنا ذلك بالحساب الهندى من سائر الزيجات وإذا كان ذلك كذلك فليس يجوز
أن يكون اليوم العاشر يوم الاثنين .
٤٠ ـ قال أبو
الفرج : هذا دليل صحيح واضح تنضاف إليه الرواية أخبرنا به ، أحمد بن عيسى ، قال :
حدّثنا أحمد بن الحرث ، عن الحسن بن نصر قال : حدّثنا أبى عن عمر بن سعد ، عن أبى
مخنف ، وحدّثنى به أحمد بن محمّد بن شيبة ، قال حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز ، قال
: حدّثنا على بن محمّد المدائنى ، عن أبى مخنف و
__________________
عوانة بن الحكم ،
ويزيد بن جعدبة وغيرهم فأمّا ما تعارفه العوام من أنه قتل يوم الاثنين فلا أصل له
ولا حقيقة ولا وردت به رواية .
٤١ ـ عنه روى
سفيان الثورى ، عن جعفر بن محمّد أن الحسين بن على عليهمالسلام قتل وله ثمان وخمسون سنة وأن الحسن عليهالسلام كذلك كانت سنوه يوم مات ، وأمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب
، وعلىّ بن الحسين وأبو جعفر محمّد بن على ، حدّثنى بذلك العبّاس بن على قال
حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة ، قال حدّثنا وكيع ، عن سفيان الثورى ، عن جعفر بن
محمّد بن على ، قال أبو الفرج : وهذا وهم لأنّ الحسن ولد فى سنة ثلاث من الهجرة
وتوفّى فى سنة إحدى وخمسين ولا خلاف فى ذلك وسنة على هذا ثمان وأربعون سنة أو
نحوها .
٤٢ ـ عنه قال وجعل
الحسين يطلب الماء ، وشمر ـ لعنه الله ـ يقول له والله لا ترده أو ترد النار :
فقال له رجل ألا ترى إلى الفرات يا حسين كانه بطون الحيات والله لا تذوقه أو تموت
عطشا ، فقال الحسين عليهالسلام اللهمّ أمته عطشا قال والله لقد كان هذا الرجل يقول:
اسقونى ماء فيؤتى بماء فيشرب ، حتّى يخرج من فيه وهو يقول : اسقونى قتلنى العطش
فلم يزل حتّى مات لعنه الله .
٤٣ ـ عنه قال أبو
مخنف : فحدّثنى سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم ، قال لما اشتدّ العطش على
الحسين دعا أخاه العبّاس بن على فبعثه فى ثلاثين راكبا وثلاثين راجلا وبعث معه
بعشرين قربة فجاءوا حتّى دنوا من الماء فاستقدم أمامهم نافع بن هلال الجملى فقال
له عمرو بن الحجّاج من الرجل قال : نافع بن هلال قال
__________________
مرحبا بك يا أخى
ما جاء بك قال جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلّاتمونا عنه ، قال اشرب قال لا
والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان.
فقال له عمرو لا
سبيل إلى ما أردتم إنمّا وضعونا بهذا المكان لنمنعكم من الماء فلمّا دنا منه
أصحابه قال للرجالة املأ واقربكم فشدت الرجالة فدخلت الشريعة فملئوا قربهم ثمّ
خرجوا ونازعهم عمرو بن الحجّاج ، وأصحابه فحمل عليهم العبّاس بن على ونافع بن هلال
الجملى جميعا فكشفوه ثمّ انصرفوا الى رجالهم وقالوا للرجالة انصرفوا فجاء أصحاب
الحسين عليهالسلام بالقرب حتّى ادخلوها عليه .
٤٤ ـ عنه ، قال
المدائنى أبو غسان ، عن هارون بن سعد ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال رأيت
رجلا من بنى أبان بن دارم اسود الوجه ، وكنت أعرفه جميلا شديد البياض ، فقلت له ما
كدت أعرفك قال : انى قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود فما نمت ليلة
منذ قتلته إلّا أتانى فيأخذ بتلابيبى حتّى يأتى جهنّم فيدفعنى فيها فأصيح فما يبقى
أحد فى الحىّ إلّا سمع صياحى قال والمقتول العبّاس ابن على عليهالسلام .
٤٥ ـ قال المدائنى
: فحدثنى مخلد بن حمزة بن بيض وحباب بن موسى ، عن حمزة بن بيض قال حدثني هانى بن
ثبيت الفائضى زمن خالد ، قال : قال كنت ممّن شهد الحسين فانى لواقف على خيول اذ
خرج غلام من آل الحسين مذعورا يلتفت يمينا وشمالا فأقبل رجل منا يركض حتّى دنا منه
فمال عن فرسه فضربه فقتله.
قال وحمل شمر ـ لعنه
الله ـ على عسكر الحسين فجاء الى فسطاطه لينهبه فقال الحسين ويلكم ان لم يكن لكم
دين فكونوا احرارا فى الدنيا فرحلى لكم عن
__________________
ساعة مباح ، قال
فاستحيا ورجع قال وجعل الحسين يقاتل بنفسه وقد قتل ولده واخوته وبنو أخيه وبنو
عمّه فلم يبق منهم أحد وحمل عليه ذرعة بن شريك ـ لعنه الله ـ فضرب كتفه اليسرى
بالسيف فسقطت ـ صلوات الله عليه ـ وقتله ابو الجنوب زياد بن عبد الرحمن الجعفى ،
والقثعم وصالح بن وهب اليزني ، وخولى بن يزيد كلّ قد ضربه وشرك فيه ونزل سنان بن
أنس النخعي فاحتز رأسه صلوات الله عليه ويقال ان الّذي أجهز عليه شمر بن ذى الجوشن
الضبابى لعنه الله .
٤٦ ـ قال خليفة بن
خياط ، قتل الحسين بن علىّ بن أبى طالب يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرّم يوم
عاشورا سنة إحدى وستين وقتل معه جعفر بن علىّ بن أبى طالب الذي ولى قتل الحسين شمر
بن ذى الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد ابن مالك .
٤٧ ـ قال الدينورى
: بقى الحسين وحده فحمل عليه مالك بن بشر الكندى ، فضربه بالسيف على رأسه وعليه
برنس خز فقطعه وأفضى السيف إلى رأسه فجرحه ، فالقى الحسين البرنس ودعا بقلنسوة
فلبسها ثمّ اعتم بعمامة وجلس فدعا بصبىّ له صغير فاجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى
أسد وهو فى حجر الحسين بمشقص فقتله ، وبقى الحسين عليهالسلام مليّا جالسا ولو شاءوا ان يقتلوه قتلوه غير أن كلّ قبيلة
كانت تتكل على غيرها وتكره الاقدام على قتله وعطش الحسين فدعا بقدح من ماء.
فلمّا وضعه فى فيه
رماه الحصين بن نمير بسهم فدخل فمه وحال بينه وبين شرب الماء فوضع القدح من يده
ولمّا رأى القوم قد احجموا عنه قام يتمشى على
__________________
المسناة نحو
الفرات فحالوا بينه وبين الماء فانصرف الى موضعه الذي كان فيه ، فانتزع له رجل من
القوم بسهم فاثبته فى عاتقه فنزع عليهالسلام السهم فضربه زرعة بن شريك التميمى بالسيف واتقاه الحسين
بيده ، فاسرع السيف فى يده ، وحمل عليه سنان بن أوس النخعي فطعنه فسقط ، ونزل إليه
خولى بن يزيد الاصبحى ليحتزّ رأسه ، فارعدت يداه ، فنزل أخوه شبل بن يزيد فاحتز
رأسه فدفعه الى أخيه خولى ثمّ مال الناس على ذلك الورس الذي كان أخذه من العير والى
ما فى المضارب فانتهبوه.
لم ينج من أصحاب
الحسين عليهالسلام وولده وولد أخيه الا ابنه على الأصغر وكان قد راهق ، وإلّا
عمر ، وقد كان بلغ أربع سنين ، ولم يسلم من أصحابه الا رجلان أحدهما المرقع بن
ثمامة الاسدى بعث به عمر بن سعد الى ابن زياد ، فسيره الى الربذة فلم يزل بها حتّى
هلك يزيد وهرب عبيد الله إلى الشام فانصرف المرقع الى الكوفة والآخر مولى لرباب أم
سكينه أخذوه بعد قتل الحسين فارادوا ضرب عنقه فقال لهم انى عبد مملوك فخلّوا سبيله
.
٤٨ ـ قال سبط ابن
الجوزى : قال هشام بن محمّد : لما رآهم الحسين مصرّين على قتله أخذ المصحف ونشره
وجعله على رأسه ونادى بينى وبينكم كتاب الله وجدّى محمّد رسول الله يا قوم بم
تستحلّون دمى الست ابن بنت نبيّكم ، ألم يبلغكم قول جدّى فىّ وفى أخى هذان سيّدا
شباب أهل الجنّة إن لم تصدقونى ، فسألوا جابرا وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدرى أليس
الطيّار عمّى فناداه شمر الساعة ترد الهاوية فقال الحسين الله أكبر أخبرنى جدّى
رسول الله ، فقال رأيت كانّ كلبا ولغ
__________________
فى دماء أهل بيتى
وما اخالك الا إيّاه ، فقال شمر أنا أعبد الله على حرف إن كنت أدرى ما تقول :
فالتفت الحسين
فاذا بطفل له يبكى عطشا فاخذه على يده وقال يا قوم إن لم ترحمونى فارحموا هذا
الطفل فرماه رجل منهم بسهم ، فذبحه فجعل الحسين يبكى ، ويقول : اللهمّ احكم بيننا
وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ، فنودى من الهوى دعه يا حسين فان له مرضعا فى
الجنّة ورماه حصين بن تميم بسهم فوقع فى شفتيه فجعل الدم يسيل من شفتيه ، وهو يبكى
ويقول : اللهمّ إنّى أشكو إليك ما يفعل بى وباخوتى وولدى وأهلى ، ثمّ اشتدّ به
العطش فهمّ ان يلقى نفسه بين القوم ثمّ شرفت نفسه عن ذلك.
ثمّ جاء وقت صلاة
الظهر فصلّى بأصحابه صلاة الخوف فبيناهم فى الصلاة تكالبوا عليه فحمل زهير بن
القين يذبّ عن الحسين ويقول :
أنا زهير وأنا
ابن القين
|
|
أردّكم بالسيف
عن حسين
|
ثمّ صاح زهير
بالحسين :
أقدم هديت هاديا
مهديا
|
|
اليوم نلقى جدّك
النبيّا
|
وحسنا
والمرتضى عليّا
|
فخفق الحسين برأسه
خفقه ثمّ انتبه وهو يقول رأيت الساعة جدّى رسول الله وهو يقول يا بنى اصبر الساعة
تأتى إلينا ، وصاح شمر ما تنتظرون به احملوا عليه فتشدد الحسين ولبس سراويلا ضيقا
فاعجلوه فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فسقط وضربه زرعة بن شريك التميمى
على كتفه اليسرى فأبانها فجعل يبكى وحمل عليه سنان بن أنس النخعي فطعنه برمح فى
ترقوته ، ثمّ نزل فحزّ رأسه بعد أن ذبحه.
قد اختلفوا فى
قاتله على أقوال أحدها سنان بن أنس النخعي قاله هشام بن محمّد والثانى الحصين بن
نمير رماه بسهم ثمّ نزل فذبحه وعلق رأسه فى عنق فرسه ليقترب به الى ابن زياد
والثالث مهاجر بن اوس التميمى ، والرابع كثير بن عبد الله الشعبى ، والخامس شمر بن
ذى الجوشن والاصحّ انّه سنان بن أنس النخعي ، وشاركه شمر بن ذى الجوشن.
لما دخل سنان على
الحجاج قال له أنت قاتل الحسين قال نعم قال أبشر فانك أنت واياه لا تجتمعان فى دار
أبدا قالوا فما سمع من الحجاج كلمة خيرا منها ، ثم عدّوا ما فى جسده فوجدوه ثلاثا
وثلاثين طعنة برمح وأربعا وثلاثين ضربة بسيف ووجدوا فى ثيابه مائة وعشرين رمية
بسهم .
٤٩ ـ قال الترمذى
: حدثنا ابو سعيد الاشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، حدثنا رزين قال حدثني سلمى ،
قالت دخلت على أمّ سلمة وهى تبكى فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله تعنى فى المنام وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت مالك يا
رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا .
٥٠ ـ قال الطبرى :
قال هشام : حدثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفى ، قال : عطش الحسين حتى اشتد عليه
العطش ، فدنا ليشرب من الماء ، فرماه حصين بن تميم بسهم ، فوقع فى فمه ، فجعل
يتلقى الدم من فمه ، ويرمى به الى السماء ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم جمع يديه
فقال : اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تذر على الأرض منهم أحدا.
__________________
٥١ ـ عنه قال هشام
، عن أبيه محمّد بن السائب ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال : حدثني من شهد
الحسين فى عسكره أن حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات ، قال : فقال
رجل من بنى أبان بن دارم : ويلكم حولوا بينه وبين الماء ، لا تتام إليه شيعته ،
قال : وضرب فرسه ، وأتبعه الناس حتى حالوا بينه وبين الفرات ، فقال الحسين : اللهم
أظمه ، قال : وينتزع الأبانى بسهم ، فأثبته فى حنك الحسين ، قال : فانتزع الحسين
السهم ، ثم بسط كفيه فامتلأت دما.
ثم قال الحسين ،
اللهم انى أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ، قال : فو الله ان مكث الرجل الا
يسيرا حتى صب الله عليه الظما ، فيجعل لا يروى ، قال القاسم ابن الأصبغ : لقد
رأيتنى فيمن يروح عنه والماء يبرد له فيه السكر وعساس فيها اللبن ، وقلال فيها
الماء ، وانه ليقول : ويلكم! اسقونى قتلنى الظما ، فيعطى القلة أو العس كان مرويا
أهل البيت فيشربه ، فاذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ثم يقول : ويلكم! اسقونى قتلنى
الظمأ ، قال : فو الله ما لبث الا يسيرا حتى اتقد بطنه انقداد بطن البعير .
٥٢ ـ عنه قال أبو
مخنف فى حديثه : ثم ان شمر بن ذى الجوشن أقبل فى نفر نحو من عشرة من رجالة أهل
الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله وعياله ، فمشى نحوه ، فحالوا بينه وبين رحله
، فقال الحسين : ويلكم! ان لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا
فى أمر دنياكم أحرارا ذوى أحساب امنعوا رحلى وأهلى من طغامكم وجهالكم ، فقال ابن
ذى الجوشن : ذلك لك يا بن فاطمة ، قال : وأقدم عليه بالرجالة ، منهم أبو الجنوب ـ واسمه
عبد الرحمن الجعفى ـ والقشعم بن عمرو بن
__________________
يزيد الجعفى ،
وصالح بن وهب اليرنى ، وسنان بن أنس النخعي ، وخولى بن يزيد الأصبحى.
فجعل شمر ابن ذى
الجوشن يحرضهم ، فمر بأبى الجنوب وهو شاك فى السلاح فقال له : أقدم عليه ، قال :
وما يمنعك أن تقدم عليه أنت! فقال له شمر : ألي تقول ذا! قال : وأنت لى تقول ذا!
فاستبّا ، فقال له أبو الجنوب ـ وكان شجاعا : والله لهممت أن أخضخض السنان فى عينك
، قال : فانصرف عنه شمر وقال : والله لئن قدرت على أن أضرك لأضرنّك .
٥٣ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدثني سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال: سمعت الحسين يومئذ وهو
يقول : اللهم أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض ، اللهم فان متّعتهم الى
حين ففرّقهم فرقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فانهم دعونا
لينصرونا ، فعدوا علينا فقتلونا. قال : وضارب الرجالة حتى انكشفوا عنه ، قال :
ولما بقى الحسين فى ثلاثة رهط أو أربعة ، دعا بسراويل محققة يلمع فيها البصر ، يمانى
محقق ففزره ونكثه لكيلا يسلبه ، فقال له بعض أصحابه : لو لبست تحته تبانا! قال:
ذلك ثوب مذلة ، ولا ينبغى لى أن ألبسه ، قال : فلما قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه
اياه فتركه مجردا .
٥٤ ـ عنه قال أبو
مخنف فحدثنى عمرو بن شعيب ، عن محمّد بن عبد الرحمن أن يدى بحر بن كعب ، كانتا فى
الشتاء تنضحان الماء ، وفى الصيف تيبسان كأنهما عود .
٥٥ ـ عنه قال أبو
مخنف : عن الحجاج ، عن عبد الله بن عمار بن عبد يغوث البارقى ، و
__________________
عتب على عبد الله
بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين ، فقال عبد الله بن عمار : ان لى عند بنى هاشم
ليدا ، قلنا له : وما يدك عندهم؟ قال : حملت على حسين بالرمح فانتهيت إليه ، فو
الله لو شت لطعنته ، ثم انصرفت عنه غير بعيد ، وقلت : ما أصنع بأن أتولى قتله
يقتله غيرى قال : فشدّ عليه رجالة ممن عن يمينه وشماله ، فحمل على من عن يمينه حتى
ابذعرّوا ، وعلى من شماله حتى ابذعرّوا ، وعليه قميص له من خز وهو معتم.
قال : فو الله ما
رأيت مكسورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ، ولا أمضى جنانا ولا
أجرا مقدما منه ، والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله ، أن كانت الرجالة لتنكشف من
عن يمينه وشماله انكشاف المعزى اذا شد فيها الذئب ، قال : فو الله انه لكذلك اذ
خرجت زينب ابنة فاطمة أخته ، وكأنى أنظر الى قرطها يجول بين أذنيها وعاتقها وهى
تقول : ليت السماء تطابقت على الأرض! وقد دنا عمر بن سعد من حسين ، فقالت : يا عمر
بن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! قال فكأنّى انظر إلى دموع عمر وهى
تسيل على خدّيه ولحيته ، قال : وصرف بوجهه عنها .
٥٦ ـ عنه ، قال
أبو مخنف : حدّثنى الصقعب بن زهير ، عن حميد بن مسلم ، قال : كانت عليه جبّة من خزّ
، وكان معتما ، وكان مخضوبا بالوسمة ، قال : وسمعته يقول قبل أن يقتل ، وهو يقاتل
على رجليه قتال الفارس الشجاع يتّقى الرمية ، ويفترص العورة ، ويشدّ على الخيل ،
وهو يقول : أعلى قتلى تحاثّون! أما والله لا تقتلون بعدى عبدا من عباد الله الله
أسخط عليكم لقتله منّى ، وأيم الله إنّى لأرجو أن يكرمنى الله بهوانكم ، ثمّ ينتقم
لى منكم من حيث لا تشعرون ، أمّا والله أن لو قد
__________________
قتلتمونى لقد ألقى
الله بأسكم بينكم ، وسفك دمائكم ، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يضاعف لكم العذاب الأليم.
قال : ولقد مكث
طويلا من النهار ولو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا ، ولكنّهم كان يتقى بعضهم ببعض ،
ويحبّ هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء ، قال : فنادى شمر فى الناس ، ويحكم ما ذا تنتظرون
بالرجل! اقتلوه ثكلتكم أمّهاتكم! قال فحمل عليه من كلّ جانب ، فضربت كفّه اليسرى
ضربة ، ضربها زرعة بن شريك التميمى ، وضرب على عاتقه ثمّ انصرفوا وهو ينوء ويكبو ،
قال : وحمل عليه فى تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرّمح فوقع ،
ثمّ قال لخولى بن يزيد الأصبحى ، احتزّ رأسه ، فأراد أن يفعل ، فضعف فارعد ، فقال
له سنان بن أنس : فتّ الله عضديك ، وأبان يديك! فنزل إليه فذبحه واحتزّ رأسه ، ثمّ
دفع إلى خولى بن يزيد ، وقد ضرب قبل ذلك بالسيوف .
٥٧ ـ عنه قال أبو
مخنف ، عن جعفر بن محمّد بن علىّ ، قال : وجد بالحسين عليهالسلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ، قال :
وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلّا شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه ،
حتّى أخذ رأس الحسين فدفعه الى خولى .
٥٨ ـ الخطيب
البغدادى : أخبرنا ابن رزق قال نا أبو بكر محمّد بن عمر الحافظ نا الفضل بن الحباب
بالبصرة ، نا محمّد بن عبد الله الخزاعى ، قال : نا حماد بن سلمة ، عن عمّار بن
أبى عمار ، عن ابن عبّاس ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما يرى النائم نصف النهار ، أشعث أغبر ، بيده قارورة ،
فقلت ما هذه القارورة؟ قال : دم الحسين و
__________________
أصحابه ما زلت
ألتقطه منذ اليوم ، فنظرنا فاذا هو فى ذلك اليوم قتل .
٥٩ ـ أخبرنا محمّد
بن الحسين الأزرق ، قال : أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدى ، قال : نا محمّد بن عبد
الله بن سليمان ، قال نا أحمد بن يحيى بن زكريا قال نا إسماعيل ابن أبان ، قال :
أخبرنى حبان بن على عن سعد بن طريف ، عن أبى جعفر ، عن أمّ سلمة. قالت قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله : يقتل حسين على رأس ستّين من مهاجرى .
٦٠ ـ أخبرنا عبيد
الله بن عمر الواعظ ، قال : حدثني أبى ، قال : نا عبد الله محمّد ، قال : حدّثنى
هارون بن عبد الله ، قال : سمعت أبا نعيم يقول : قتل الحسين بن على سنة ستّين ،
يوم السبت يوم عاشورا ، وقتل وهو ابن خمس وستّين ، أو ستّ وستين أخبرنا عبيد الله
بن عمر ، قال قال لى أبى ، وهذه الرواية لأبى نعيم وهم من جهتين فى القتل والمولد
، فأمّا مولد الحسين : فانّه كان بينه وبين أخيه الحسن طهر ، وولد الحسن للنصف من
شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وأمّا الوهم فى تاريخ موته ، فأجمع أكثر أهل
التاريخ انّه قتل فى المحرم ، سنة احدى وستّين ، إلّا هشام بن الكلبى فانّه قال :
سنة اثنتين وستّين ، وهو وهم أيضا .
٦١ ـ أخبرنا عبيد
الله قال حدّثنى أبى قال نا يحيى بن محمّد قال نا محمّد بن موسى ابن حماد ، عن ابن
أبى السرى ، عن هشام بن الكلبى ، قال : وفى سنة اثنتين وستّين قتل الحسين بن على
يوم عاشورا .
٦٢ ـ أخبرنا ابن
بشران قال : أنبأنا الحسين بن صفوان ، قال أنبأنا ابن أبى الدنيا ، قال : أنبأنا
محمّد بن سعد ، قال : الحسين بن علىّ بن أبى طالب قتل بنهرى كربلاء يوم
__________________
عاشوراء فى
المحرّم سنة إحدى وستّين وهو ابن ست وخمسين سنة .
٦٣ ـ عنه أخبرنا
ابن الفضل قال : أنبأنا عبد الله بن جعفر ، قال : أنبأنا يعقوب بن سفيان ، قال :
أنبأنا سلمة ، عن أحمد ـ يعنى ابن حنبل ـ عن اسحاق بن عيسى ، وأخبرنا ابن رزق قال
: أنبأنا عثمان بن أحمد ، قال : أنبأنا حنبل قال : حدّثنى أبو عبد الله عن اسحاق
بن عيسى ، عن أبى معشر ، قال حنبل وحدّثنا عاصم بن على قال أنبأنا أبو معشر ، قال
: وقتل الحسين بن على لعشر ليال خلون من المحرّم ، سنة احدى وستين ـ واللفظ لحديث
سلمة .
٦٤ ـ عنه أخبرنا
على بن أحمد الرزاز قال : أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال أنبأنا بشر
بن موسى قال : نبأنا عمرو بن على ، قال : وقتل الحسين بن على ، وكان يكنى بأبى عبد
الله سنة إحدى وستّين ، وهو يومئذ ابن ستّ وخمسين سنة ، فى المحرّم يوم عاشورا .
٦٥ ـ أخبرنا ابن
رزق قال : أنبأنا محمّد ابن عمر الحافظ قال أنبأنا هيثم بن خلف ، قال : أنبأنا ابن
زنجويه ، قال : أنبأنا أبو الأسود قال : قتل الحسين سنة ستّين ، وقال محمّد بن عمر
أنبأنا محمّد بن القاسم أنبأنا عباد أنبأنا عيسى بن عبد الله قال : قتل الحسين بن
علىّ سنة ستّين ، قال الشيخ أبو بكر الخطيب وقول من قال سنة إحدى وستّين أصحّ .
٦٦ ـ عنه أخبرنا
ابن بشران ، قال : أنبأنا الحسين بن صفوان ، قال أنبأنا ابن أبى الدنيا ، قال :
أنبأنا محمّد بن سعد ، قال : أخبرت عن ابن عيينة قال سمعت الهذلى
__________________
يسأل جعفر بن
محمّد ، فقال : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة .
٦٧ ـ عنه أخبرنا
أبو بكر البرقانى قال حدّثنى أبو عمر محمّد بن العبّاس الخزاز ، قال: أنبأنا مكرم
بن أحمد ، قال أنبأنا أحمد بن سعيد الحمال ، قال سألت أبا نعيم عن زيارة قبر
الحسين فكأنّه أنكر أن يعلم أين قبره؟ .
٦٨ ـ الحافظ أبو
نعيم ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا الزبير بن بكار ، حدّثنى محمّد ابن الحسن ،
قال : لما نزل القوم بالحسين ، وأيقن أنّهم قاتلوه ، قام فى أصحابه خطيبا فحمد
الله واثنى عليه ثمّ قال : قد نزل من الأمر ما ترون ، وأن الدنيا قد تغيّرت وتنكرت
وأدبر معروفها وانشمرت ، حتّى لم يبق منها الّا كصبابة الاناء الّا خسيس عيش
كالمرعى الوبيل. ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن
فى لقاء الله وإنّى لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلّا جرما
٦٩ ـ قال اليعقوبى
: ثمّ حمل عليهم فقتل منهم خلقا عظيما وأتاه سهم فوقع فى لبّته فخرج من قفاه فسقط
وبادر القوم فاحتزّوا رأسه وبعثوا به الى عبيد الله بن زياد ، وانتهبوا مضاربه ،
وابتزّوا حرمه وحملوهنّ الى الكوفة فلمّا دخلن إليها خرجن نساء الكوفة يصرخن
ويبكين ، فقال علىّ بن الحسين عليهالسلام هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا ، وأخرج عيال الحسين وولده
الى الشام ونصب رأسه على رمح ، وكان مقتله لعشر لعيال خلون من المحرّم سنة احدى
وستّين واختلفوا فى اليوم فقالوا : فى يوم السبت. وقالوا يوم الاثنين ، وقالوا يوم
الجمعة ، وكان من شهور العجم فى تشرين الأوّل
__________________
٧٠ ـ عنه قال
الخوارزمى : وكانت الشمس يومئذ فى الميزان سبع عشرة درجه وعشرين دقيقة ، والقمر فى
الدلو عشرين درجة وعشرين دقيقة وزحل فى السرطان تسعا وعشرين درجة وعشرين دقيقة
والقمر فى الدلو عشرين درجة وعشرين دقيقة وزحل فى السرطان تسعا وعشرين درجة وعشرين
دقيقة ، والمشترى فى الجدى اثنتى عشرة درجة وأربعين دقيقة ، والزهرة فى السنبلة
خمس درجات وخمسين دقيقة ، وعطارد فى الميزان خمس درجات وأربعين دقيقة والرأس فى
الجوزاء درجة وخمسا وأربعين دقيقة ووضع الرأس بين يدى يزيد فجعل يزيد يقرع ثناياه
بالقضيب.
كان أول صارخة
صرخت فى المدينة أمّ سلمة زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله كان دفع إليها قارورة فيها تربة وقال لها ان جبرئيل أعلمنى
أن امتى تقتل الحسين قالت : وأعطانى هذه التربة وقال لى : إذا صارت دما عبيطا ،
فاعلمى أن الحسين قد قتل ، وكانت عندها ، فلمّا حضر ذلك الوقت جعلت تنظر الى
القارورة فى كلّ ساعة فلمّا رأتها قد صارت دما صاحت : وا حسيناه وابن رسول الله
فتصارخن النساء من كلّ ناحية ، حتّى ارتفعت المدينة بالضجّة الّتي ما سمع بمثلها
قطّ وكانت سنى الحسين عليهالسلام يوم قتل ستّا وخمسين سنة وذلك انّه ولد فى سنة أربع من
الهجرة .
٧١ ـ روى الهيتمى
، عن ابن أبى ليلى قال : قال حسين حين أحسّ بالقتل ائتونى ثوبا لا يرغب فيه أحدا
اجعله تحت ثيابى لا أجرّد فقيل له تبان فقال : لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلّة
فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه ، فلمّا أن قتل جردوه .
٧٢ ـ عنه ، عن
عمّار الدهنى قال : مرّ علىّ عليهالسلام على كعب الاحبار فقال يقتل
__________________
من ولد هذا الرجل
رجل فى عصابة لا يجفّ عرق خيولهم حتّى يردوا على محمّد صلىاللهعليهوآله فمرّ حسن فقالوا هذا يا أبا إسحاق قال لا فمرّ حسين فقالوا
هذا قال نعم.
٧٣ ـ عنه ، عن ابن عبّاس قال رأيت
النبيّ صلىاللهعليهوآله
فى المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم ينتقطه أو يبيع فيها شيئا
فقلت ما هذا؟ قال دم الحسين وأصحابه فلم أزل أتتبّعه منذ اليوم .
٧٤ ـ عنه ، عن
عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال : كنّا عند خالد ابن عرفطة يوم قتل الحسين بن
على عليهماالسلام ، فقال لنا خالد هذا ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله انكم ستبتلون فى أهل بيتى من بعدى .
٧٥ ـ عنه ، عن حبيب بن يسار قال لما
أصيب الحسين بن على عليهماالسلام
عنه قام زيد بن أرقم على باب المسجد ، فقال : أفعلتموها ، أشهد لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : اللهم انّى استودعكهما وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد الله بن زياد إنّ زيد
بن أرقم قال : كذا وكذا قال ذاك شيخ قد ذهب عقله .
٧٦ ـ عنه ، عن
الزبير بن بكّار ، قال : ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ،
وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة احدى وستّين قتله سنان بن أنس وأجهز عليه خولى بن
يزيد الأصبحى من حمير وحزّ رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال سنان :
أوفد ركابى فضّة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجبا
|
قتلت
خير الناس أما وأبا
|
__________________
٧٧ ـ عنه عن شهر
بن حوشب ، قال سمعت أمّ سلمة حين جاء نعى الحسين ابن على لعنت اهل العراق وقالت
قتلوه قتلهم الله عزوجل غرّوه ودلّوه لعنهم الله .
٧٨ ـ عنه عن أسلم
المنقرى ، قال دخلت على الحجاج فدخل سنان بن انس قاتل الحسين فاذا شيخ أدم فيه خنا
طويل الأنف فى وجهه برش فأوقف بحيال الحجاج فنظر إليه الحجّاج فقال أنت قتلت
الحسين قال : نعم قال وكيف صنعت به قال دعمته بالرمح وهبرته بالسيف هبرا فقال له
الحجاج أما انكما لن تجتمعا فى دار .
٧٩ ـ عنه عن ابراهيم يعنى النخعي قال لو
كنت فيمن قتل الحسين ثم غفر لى ثم ادخلت الجنة استحييت أن أمّر على النبيّ صلىاللهعليهوآله
فينظر فى وجهى .
٨٠ ـ قال المسعودى : قتل الحسين ، وهو
ابن خمس وخمسين سنة ، وقيل : ابن تسع وخمسين سنة ، وقيل غير ذلك. ووجد بالحسين يوم
قتل ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة ، ضرب زرعة بن شريك التميمى كتفه
اليسرى ، وطعنه سنان بن أنس النخعي ، ثم نزل فاحتز رأسه ، وفى ذلك يقول شاعر :
وأىّ رزية عدلت حسينا
|
|
غداة تبينه كفا سنان
|
وقتل معه من الأنصار أربعة ، وباقى من
قتل معه من أصحابه ـ من سائر العرب ، وفى ذلك يقول مسلم بن قتيبة مولى بنى هاشم :
عين جودى بعبرة
وعويل
|
|
واندبى إن ندبت
آل الرسول
|
واندبى تسعة
لصلب على
|
|
قد أصيبوا ،
وخمسة لعقيل
|
وابن عمّ النبيّ
عونا أخاهم
|
|
ليس فيما ينوب
بالمخذول
|
__________________
وسمى النبيّ
غودر فيهم
|
|
قد علوه بصارم
مصقول
|
واندبى كهلهم
فليس إذا ما
|
|
عدّ فى الخير
كهلهم كالكهول
|
لعن الله حيث
كان زيادا
|
|
وابنه والعجوز
ذات البعول
|
أمر عمر بن سعد
أصحابه أن يوطّئوا خيلهم الحسين ، فانتدب لذلك إسحاق ابن حيوة الحضرمى فى نفر معه
، فوطئوه بخيلهم ، ودفن أهل الغاضرية ـ وهم قوم من بنى غاضر من بنى أسد ـ الحسين
وأصحابه بعد قتلهم بيوم ، وكان عدة من قتل من أصحاب عمر بن سعد فى حرب الحسين عليهالسلام ثمانية وثمانين رجلا .
٨١ ـ الحافظ ابن
عساكر أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن على بن على ، بتبريز ، أنبأنا
أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس بأصبهان ، أنبأنا أبو نعيم
الحافظ ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، أنبأنا إسحاق بن أحمد الفارسى ،
أنبأنا عبد الواحد بن محمد ، أنبأنا أبو المنذر ، عن أبى مخنف : عن أبى خالد
الكابلى قال: لما صبّحت الخيل الحسين بن على رفع يديه فقال :
اللهم أنت ثقتى فى
كلّ كرب ورجائى فى كلّ شدّة ، وأنت لى فى كل أمر نزل بى ثقة وعدّة ، فكم من همّ
يضعف فيه الفؤاد ، وتقلّ فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدوّ ،
فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك ، ففرّجته وكشفته وكفيتنيه ، فأنت
ولىّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل غاية .
٨٢ ـ أخبرنا أبو
الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالوا :
أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ،
أنبأنا الزبير بن بكار ، قال : وحدّثنى محمّد بن حسن قال : لمّا نزل عمر بن سعد
بحسين وأيقن أنهم قاتلوه فى أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
قد نزل بنا ما
ترون من الأمر ، وإن الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها
__________________
واستمرّت حتى لم
يبق منها إلّا صبابة كصابة الإناء إلّا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أن
الحق لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن فى لقاء الله ، وإنى
لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما .
٨٣ ـ عنه أخبرنا
خالى أبو المعالى محمّد بن يحيى القاضى ، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرائنى ، أنبأنا
محمّد بن الحسين بن أحمد بن السرى ، أنبأنا الحسين بن رشيق ، أنبأنا يموت بن
المزرع ، أنبأنا محمّد بن الصباح السماك ، أنبأنا بشر بن طائحة. عن رجل من همدان ،
قال : خطبنا الحسين بن على غداة اليوم الذي استشهد فيه فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال : عباد الله اتّقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر ، فإن الدنيا لو بقيت لأحد
أو بقى عليها أحد ، كانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وأولى بالرضا ، وأرضى بالقضاء ،
غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء ، فجديدها بال ونعيمها
مضمحلّ ، وسرورها مكفهر ، والمنزل بلغة والدار قلعة ، فتزوّدوا ، فإن خير الزاد
التقوى فاتقوا الله لعلكم تفلحون.
٨٤ ـ عنه أخبرنا
أبو السعود أحمد بن محمّد المحلى أنبأنا محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا عبد الله
بن على بن أيوب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح ، أنبأنا أبو بكر بن
دريد ، قال : لما استكفّ الناس بالحسين ركب فرسه ثم استنصت الناس فأنصتوا له فحمد
الله وأثنى عليه وصلى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثم قال : تبّا لكم أيتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا
ولهين ، فأصرخناكم موجفين شحذتم علينا سيفا كان فى أيماننا ، وحششتم علينا نارا قد
حناها على عدوّكم وعدوّنا.
فأصبحتم إلبا على
أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل رأيتموه بثوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم
ومن غير حدث كان منّا ولا رأى يفيّل فينا فهلّا لكم الويلات إذ كرهتمونا تركتمونا
والسيف مشيم والجأش طامن والرأى لم
__________________
يستخف ، ولكن
استصرعتم إلينا طيرة الدبا وتداعيتم إلينا كتداعى الفراش قيحا وحكّة وهلوعا وذلّة
لطواغيت الأمة ، وشذّاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ، وعصبة الآثام ، وبقيّة الشيطان ،
ومحرّفي الكلام ومطفئ السنن وملحقى العهرة بالنسب ، وأسف المؤمنين ، ومزاح
المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين «لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم
وفى العذاب هم خالدون».
فهؤلاء تعضدون؟
وعنّا تتخاذلون؟ أجل والله الخذل فيكم معروف وشجت عليه عروقكم ، واستأزرت عليه
أصولكم فأقرعكم ، فكنتم أخبث ثمرة شجرة للنّاظر وأكلة للغاصب ألا فلعنة الله على
الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا. ألا وإن
البغىّ ابن البغىّ قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلّة أبى
والله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وبطون طهرت وأنوف حميّة ونفوس أبيّة أن
تؤثر مصارع الكرام على ظئار اللئام. ألا وإنى زاحف بهذه الأسرة على قلّ العدد
وكثرة العدوّ ، وخذلة الناصر ثم تمثّل عليهالسلام بقول الشاعر :
فإن نهزم
فهزّامون قدما
|
|
وإن نهزم فغير
مهزّمينا
|
وما إن طبّنا
جبن ولكن
|
|
منايانا وطعمة
آخرينا
|
ألا ثمّ لا تلبثون
إلّا ريث ما يركب فرس حتى تدار بكم دور الرحا ويفلق بكم فلق المحور عهدا عهده
النبيّ إلى أبى (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي
وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) .
٨٥ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد بن الأكفانى أنبأنا عبد العزيز الكنانى ، أنبأنا أبو محمّد ابن أبى نصر
، أنبأنا أبو الميمون ابن راشد ، أنبأنا أبو زرعة ، أنبأنا سعيد بن
__________________
سليمان ، عن عبّاد
بن عوام ، عن حصين قال : أدركت ذاك حين مقتل الحسين ، قال : فحدثنى سعد بن عبيدة
قال : فرأيت الحسين وعليه جبّة برود ، ورماه رجل يقال له : عمرو بن خالد الطهوى
بسهم فنظرت إلى السهم معلّقا بجبّته .
٨٦ ـ عنه أخبرنا
أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو القاسم ابن
حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوى ، أنبأنا إسحاق الطالقانى سنة خمس وعشرين ،
أنبأنا جرير : عن ابن أبى ليلى قال : قال الحسين بن على حين أحسّ بالقتل : ابعثوا
لى ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابى حتى لا أجرّد. فقيل له : تبّان فقال : ذاك
لباس من ضربت عليه الذلّة! فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه ، فلما قتل جرّد صلوات
الله عليه ورضوانه.
٨٧ ـ عنه أخبرنا
أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، وأبو محمّد عبد
الله بن محمّد ، قالوا : أنبأنا أبو محمّد الحسن بن على ، أنبأنا أبو بكر ابن مالك
أنبأنا إبراهيم بن عبد الله البصرى أنبأنا حجّاج ، أنبأنا حمّاد : أنبأنا عمّار بن
أبى عمّار ، عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما يرى النائم
بنصف النهار أغبر أشعث وبيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبى أنت وأمّى يا رسول الله
ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم التقطه فأحصى ذلك اليوم
فوجدوه قتل يومئذ.
قال أبو بكر بن
مالك : وأنبأنا إبراهيم ، أنبأنا سليمان بن حرب ، عن حمّاد ، عن عمار بن أبى عمّار
: أن ابن عباس رأى النبيّ صلىاللهعليهوآله فى منامه يوما بنصف النهار ، وهو أشعث أغبر وبيده قارورة
فيها دم فقلت : يا رسول الله ما هذا الدم؟ فقال : دم الحسين لم أزل التقطه منذ
اليوم. فأحصى ذلك اليوم فوجدوه قتل فى ذلك اليوم
__________________
٨٨ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم ابن أبى عثمان ، أنبأنا أبو الحسين ابن
بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن أبى الدنيا ، أنبأنا عبد الله
بن محمّد بن هانى ، أبو عبد الرحمن النحوى ، أنبأنا معدى بن سليمان ، أنبأنا على
بن زيد بن جدعان ، قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله
فقال له أصحابه : كلا يا ابن عباس كلا! قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه زجاجة من دم ، فقال : ألا تعلم ما صنعت أمتى من بعدى؟
قتلوا ابنى الحسين وهذا دمه ودم أصحابه أرفعها إلى الله عزوجل. قال : فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه وتلك الساعة ـ قال ـ فما
لبثوا إلّا أربعة وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنّه قتل ذلك اليوم وتلك
الساعة .
٨٩ ـ عنه أخبرنا
أبو الفتح محمّد بن على بن عبد الله المضرى وأبو بكر ناصر ابن أبى العباس بن على
الصيدلانى بهراة قالا : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسى
، أنبأنا أبو محمّد بن أبى شريح ، أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد أنبأنا أبو سعيد
الأشجّ ، أنبأنا أبو خالد الأحمر حدّثنى زريق قال : حدّثنى سلمى قالت : دخلت على
أم سلمة وهى تبكى فقلت : ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فى المنام وعلى رأسه ولحيته التراب. فقلت : مالك يا رسول
الله؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا .
٩٠ ـ عنه أخبرنا
أبو على الحسن بن أحمد ، وجماعة إذنا قالوا : أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن
ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا زكريا بن يحيى الساجى ، أنبأنا محمّد بن
عبد الرحمن بن صالح الأزدى ، أنبأنا السرى بن منصور بن عمار عن أبيه ، عن ابن
لهيعة عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن على احتزّوا رأسه وقعدوا فى أوّل مرحلة
يشربون النبيذ ويتحيّون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من
__________________
حائط فكتب بسطر دم
:
أترجو أمة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جده يوم
الحساب
|
فهربوا وتركوا
الرأس ثم رجعوا .
٩١ ـ عنه أخبرنا
أبو بكر اللفتوانى أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف ،
أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر وأخبرنا أبو الحسن أنبأنا أبو منصور أنبأنا أبو بكر
أنبأنا ابن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان قالا : أنبأنا ابن أبى الدنيا أنبأنا
محمّد بن سعد ، قال : أخبرت عن ابن عيينة قال : سمعت الهذلى يسأل جعفر بن محمّد عن
عمر جدّه الحسين حين قتل فقال : قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة .
٩٢ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا عمر بن عبيد الله ، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران
، أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنى أبو عبد الله ، أنبأنا علىّ
قال : وأنبأنا سفيان قال : سمعت الهذلى يسأل جعفر بن محمّد عن عمر الحسين حين قتل
فقال : قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين .
٩٣ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد الأكفانى ، أنبأنا عبد العزيز الكتانى ، أنبأنا أبو محمّد بن أبى نصر
أنبأنا أبو الميمون بن راشد عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، أنبأنا أبو زرعة ،
قال: قال محمّد بن أبى عمر ، عن ابن عيينة عن جعفر بن محمّد قال : قتل حسين وهو
ابن ثمان وخمسين سنة قال أبو نعيم قتل فى يوم سبت يوم عاشورا .
٩٤ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد السلمى أنبأنا أبو بكر الخطيب : وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد
أنبأنا أبو بكر بن الطبرى قالا : أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل أنبأنا عبد الله بن
جعفر أنبأنا محمّد بن يحيى أنبأنا سفيان عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال : و
__________________
قتل الحسين ـ يعنى
ـ لثمان وخمسين .
٩٥ ـ عنه أخبرنا
أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسى أنبأنا عبيد الله بن عثمان
بن جنيقا أنبأنا إسماعيل بن على أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنى أبى
أنبأنا رجل أنبأنا سفيان قال : سمعت الهذلى يسأل جعفر بن محمّد عن سنى عمر الحسين
حين قتل قال : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة .
٩٦ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عمر بن عبيد ، أنبأنا على ابن محمّد بن بشران
أنبأنا أبو عمرو بن السماك أنبأنا حنبل بن إسحاق أنبأنا الحميدى أنبأنا سفيان
أنبأنا جعفر بن محمّد عن أبيه قال : قتل علىّ وهو ابن ثمان وخمسين ومات لها حسن
وقتل حسين لها قال : وأنبأنا الخطبى أنبأنا محمّد بن عثمان أنبأنا إسماعيل بن
بهرام ، أنبأنا محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه : أن الحسين عمر سبعا وخمسين سنة
.
٩٧ ـ عنه أخبرنا
أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، أنبأنا أحمد بن الحسن ابن خيرون ، أنبأنا
عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الصواف ، أنبأنا محمّد بن
عثمان ابن أبى شيبة ، أنبأنا إسماعيل بن ابراهيم أنبأنا محمّد بن جعفر بن محمّد عن
أبيه ، أنّ الحسين عمر سبعا وخمسين أو ثمانيا وخمسين .
٩٨ ـ أخبرنا أبو
الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالوا أنبأنا أبو جعفر بن
المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسى ، أنبأنا الزبير
بن بكار ، حدّثنى سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد قال : قتل الحسين وهو ابن ثمان
وخمسين .
٩٩ ـ عنه أخبرنا
أبو الحسين بن قيس ، أنبأنا أبو منصور ابن زريق ، أنبأنا
__________________
أبو بكر الخطيب
انبانا ابن رزق أنبأنا محمّد بن عمر الحافظ أنبأنا هيثم بن خلف أنبأنا ابن زنجويه
: أنبأنا أبو الأسود قال : قتل الحسين سنة ستّين وقال محمّد بن عمر : أنبأنا محمّد
بن القاسم أنبأنا عباد أنبأنا عيسى بن عبد الله ، قال قتل الحسين بن على سنة ستّين
قال الخطيب : وقول من قال : سنة إحدى وستين أصحّ .
١٠٠ ـ عنه أخبرنا
أبو الفضل محمّد بن اسماعيل الفضيلى ، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلى
أنبأنا أبو القاسم الخزاعى أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، قال : سمعت محمّد بن
صالح يقول : سمعت عثمان يقول سمعت الفضيل يقول : مات الحسين بن على السبت يوم
عاشورا سنة ستّين .
١٠١ ـ عنه أخبرنا
أبو غالب بن البناء أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسى ، أنبأنا أبو القاسم بن جنيق؟
أنبأنا أبو محمّد إسماعيل بن على الخطبى أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنى
أبو نعيم قال : قتل الحسين بن على يوم عاشوراء وقيل : يوم الإثنين .
١٠٢ ـ عنه أخبرنا
أبو البركات أنبأنا أبو الفضل ، أنبأنا أبو العلاء أبو بكر البابسيرى أنبأنا
الأحوص بن المفضل أنبأنا أبى أنبأنا أبو نعيم قال : وقتل الحسين بن على فى سنة
ستين فى آخرها يوما .
١٠٣ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد بن الأكفانى أنبأنا عبد العزيز التميمى ، أنبأنا أبو محمّد بن أبى نصر ،
أنبأنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلى ، أنبأنا أبو زرعة قال : قال
أبو نعيم : قتل الحسين يوم عاشوراء يوم السبت .
١٠٤ ـ عنه أنبأنا
أبو سعد المطرز وأبو على الحدّاد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد ابن عبيد الله ، ثمّ
أخبرنا أبو المعالى عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو على الحداد ، قالوا :
__________________
أنبأنا أبو نعيم ،
أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنى أبى
حدّثنى أبو نعيم. وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا عمر بن عبيد الله
أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق ، أنبأنا
أبو نعيم قال : والحسين بن على قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين قال ابن عساكر
وهذا وهم .
١٠٥ ـ عنه أخبرنا
أبو الحسين بن قبيس وأبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا عبيد
الله بن عمر الواعظ ، حدّثنى أبى أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنى هارون بن عبد
الله ، قال : سمعت أبا نعيم يقول : قتل الحسين بن على سنة ستّين يوم السبت يوم
عاشوراء ، وقتل وهو ابن خمس وستين أو ستّ وستّين قال : وأنبأنا عبيد الله بن عمر
قال : قال أبى : وهذه الرواية لأبى نعيم وهم من وجهين فى القتل والمولد فأمّا مولد
الحسين فإنّه كان بينه وبين أخيه الحسن طهر وولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة
ثلاث من الهجرة أمّا الوهم فى تاريخ موته فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل فى
المحرم سنة إحدى وستين إلّا هشام ابن الكلبى فانّه قال : سنة اثنتين وستين وهو وهم
أيضا .
١٠٦ ـ عنه أخبرنا
أبو البركات الأنماطى ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران ،
أنبأنا أبو على بن الصواف ، أنبأنا محمّد بن عثمان بن أبى شيبة ، قال : قال أبى :
وقتل الحسين يوم عاشوراء آخر سنة ستين ، وقال عمّى أبو بكر : قتل الحسين بن على فى
سنة إحدى وستين يوم عاشوراء ، قتله سنان بن أبى أنس ، وجاء برأسه خولى بن يزيد
الأصبحى جاء به إلى عبيد الله بن زياد
١٠٧ ـ عنه أخبرنا
أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبانا
__________________
القاضى أبو العلاء
محمّد بن على ، أنبأنا على بن الحسن بن على قال : وأنبأنا ابن خيرون ، أنبأنا
الحسن بن الحسين النعالى ، حدّثتنى جدّى لأمّى إسحاق بن محمّد النعالى ، قالا :
أنبأنا عبيد الله بن إسحاق ، أنبأنا قعنب بن المحرّر ، قال : وقتل الحسين سنة
ستّين يوم عاشوراء ، اوّل سنة إحدى وستين. كذا قال هؤلاء والأكثرون قالوا : سنة
إحدى وستين .
١٠٨ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنبأنا عبد
الواحد بن محمّد بن عثمان ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا إسماعيل بن
إسحاق ، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل ، قال : سمعت علىّ بن المدينى قال :
مقتل حسين سنة ثنتين وستّين .
١٠٩ ـ عنه أخبرنا
أبو البركات الأنماطى أنبأنا محمّد بن طاهر ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد
الملك بن الحسن ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسن الكلاباذى قال : الحسين بن على بن
أبى طالب أبو عبد الله أخو أبى محمّد الحسن بن على الهاشمى المدينى ، وأمّهما
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله. قال الكلاباذى : قال الواقدى : وماتت فاطمة ليلة الثلاثاء
لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهى ابنة تسع وعشرين سنة ، أو
نحوها.
سمع أباه على بن
أبى طالب : روى عنه ابنه على بن الحسين الأصغر فى المسجد والخمس وغير موضع : ولد
سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن ، وولد أخوه سنة ثلاث من الهجرة ، قال خليفة :
وقتل يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة إحدى وستين قاله خليفة ومسدّد ، ويروى عن جعفر
عن أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين إلّا طهر ، ومات الحسن فى شهر ربيع الأوّل
سنة تسع وأربعين وهو ابن سبع وأربعين ، وكان قد سقى السمّ : قال الواقدى وابن نمير
مثله.
__________________
قال الواقدى :
وفيها يعنى فى سنة ثلاث من الهجرة ولد الحسن بن على فى النصف من شهر رمضان ، وفيها
علقت فاطمة بالحسين وكان بين علوقها به وبين ولاد الحسن خمسين ليلة : وقال الواقدى
: وفيها ولد الحسين ـ يعنى فى سنة أربع من الهجرة ـ فى ليال خلون من شعبان. وقال
ابن أبى شيبة : قتل يوم عاشورا سنة إحدى وستّين.
قال ابن نمير :
قتل فى عشر من المحرم سنة احدى وستّين وهو ابن خمس وخمسين سنة.
قال محمّد بن سعد
، قال الواقدى : قتل بنهر كربلا يوم عاشورا سنة احدى وستّين وهو ابن ست وخمسين سنة
، وقال الذهلى : قال يحيى بن بكير : قتل فى صفر سنة احدى وستّين وسنه ستّ وخمسون
سنة ، قال الواقدى : وعندنا انه قتل فى المحرم يوم عاشوراء وهو ابن خمس وخمسين سنة
وأشهر ، وقال الواقدى : حدثني أفلح بن سعيد ، عن ابن كعب القرظى قال : قتل الحسين
فى صفر سنة احدى ستّين .
١١٠ ـ عنه أخبرنا أبو سهل بن محمّد بن
إبراهيم ، أنبأنا أبو الفضل الرازى أنبأنا جعفر بن عبد الله ، أنبأنا محمّد بن
هارون ، أنبأنا محمّد بن إسحاق ، أنبأنا العباس بن محمّد مولى بنى هاشم ، أنبأنا
يحيى بن أبى بكير ، أنبأنا على ويكنى أبا إسحاق : عن عامر بن سعد البجلى قال : لما
قتل الحسين بن على رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فى المنام فقال : إن رأيت البراء بن عازب فاقرأه منى السلام وأخبره أنّ قتلة
الحسين بن على فى النار ، وإن كاد الله أن يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم. قال :
فأتيت البراء فأخبرته فقال : صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
ومن رآنى فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتصور بى .
١١١ ـ قال الجاحظ
: قال الحسين بن على عليهماالسلام :
__________________
الموت خير من
ركوب العار
|
|
والعار خير من
دخول النّار
|
والله من هذا وهذا جارى
١١٢ ـ قال محمّد
بن سعد : عطش الحسين فاستسقى ـ وليس معهم ماء ـ فجاءه رجل بماء فتناوله ليشرب
فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع فى فيه فجعل يتلقى الدم بيده ويحمد الله. وتوجّه نحو
المسناة يريد الفرات ، فقال رجل من بنى ابان بن دارم : حولوا بينه وبين الماء ،
فعرضوا فحالوا بينه وبين الماء وهو أمامهم ، فقال حسين : اللهم أظمئه. ورماه
الأبان بسهم فأثبته فى حنكه ، فانتزع السهم وتلقّى الدم فملأ كفّه ، وقال : اللهم
انّى أشكو إليك ما فعل هؤلاء.
فما لبث الأبان
إلّا قليلا حتى رئى وانّه ليؤتى بالقلّة أو العسّ ان كان ليروى عدّة فيشربه فإذا
نزعه عن فيه قال : اسقونى فقد قتلنى العطش! فما زال بذلك حتى مات. وجاء شمر بن ذى
الجوشن فحال بين الحسين وبين رحله فقال الحسين : رحلى لكم عن ساعة مباح فامنعوه من
جهالكم وطغامكم ، وكونوا فى دنياكم أحرارا إذا لم يكن لكم دين. فقال شمر : ذلك لك
يا ابن فاطمة. قال : فلمّا قتل أصحابه وأهل بيته بقى الحسين عامة النهار لا يقدم
عليه أحد إلّا انصرف حتى أحاطت به الرّجالة ، فما رأينا مكثورا قطّ أربط جأشا منه
، ان كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع ، وان كان ليشدّ عليهم فينكشفون عنه انكشاف
المعزى شدّ فيها الأسد.
فمكث مليّا من
النهار والناس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه ، فصاح بهم شمر بن ذى الجوشن :
ثكلتكم امهاتكم! ما ذا تنتظرون به ، أقدموا عليه. فكان أوّل من انتهى إليه زرعة بن
شريك التميمى فضرب كتفه اليسرى وضربه حسين على عاتقه فصرعه ، وبرز له سنان بن أنس
النخعي فطعنه فى ترقوته ، ثم انتزع الرمح فطعنه فى بوانى صدره ، فخرّ الحسين صريعا
ثم نزل إليه ليحتزّ رأسه ونزل معه
__________________
خولى بن يزيد
الأصبحى فاحتز رأسه ثم أتى به عبيد الله بن زياد ، فقال :
أوقر ركابى فضة
وذهبا
|
|
انّى قتلت الملك
المحجّبا
|
قتلت خير الناس
امّا وأبا
|
|
وخيرهم إذ
ينسبون نسبا
|
قال : فلم يعطه
عبيد الله شيئا. قال : ووجدوا بالحسين ثلاثا وثلاثين جراحة ، ووجدوا فى ثوبه مائة
وبضعة عشر خرقا من السهام وأثر الضرب ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء فى المحرم سنة
إحدى وستين ، وله يومئذ ست وخمسون سنة وخمسة أشهر ، وكان جعفر بن محمّد يقول : قتل
الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقتل مع الحسين اثنان وسبعون رجلا ، وقتل من
أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلا .
١١٣ ـ قال ابن ابى
شيبة قتل الحسين بن على سنة إحدى وستين فى يوم عاشوراء وقتله سنان بن أنس النخعي
الموصلى لعنه الله وجاء برأسه إلى عبيد الله بن زياد.
١١٤ ـ قال ابن عبد
ربه : قتل الحسين عليهالسلام يوم الجمعة ، يوم عاشوراء ، سنة إحدى وستين بالطّف من شاطئ
الفرات ، بموضع يدعى كربلاء ، وولد لخمس ليال من شعبان سنة أربع من الهجرة. وقتل
وهو ابن ستّ وخمسين سنة ، وهو صابغ بالسواد ، قتله سنان بن أنس ، وأجهز عليه خولة
بن يزيد الأصبحى ، من حمير. وحزّ رأسه وأتى به عبيد الله وهو يقول :
اوقر ركابى فضة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجبا
|
خير
عباد الله امّا وأبا
|
فقال له عبيد الله
بن زياد : إذا كان خير الناس امّا وأبا وخير عباد الله ، فلم
__________________
قتلته؟ قدّموه
فاضربوا عنقه ، فضربت عنقه .
١١٥ ـ قال ابن أبى
الحديد : سيّد اهل الإباء ، الذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف ،
اختيارا له على الدّنية ، أبو عبد الله الحسين بن علىّ بن أبى طالب عليهماالسلام ، عرض عليه الأمان وأصحابه ، فأنف من الذّلّ ، وخاف من ابن
زياد أن يناله بنوع من الهوان ، وان لم يقتله ، فاختار الموت على ذلك. وسمعت
النقيب أبا زيد يحيى بن زيد العلوىّ البصرىّ ، يقول : كأنّ أبيات أبى تمام فى
محمّد بن حميد الطائىّ ما قيلت إلا فى الحسين عليهالسلام.
وقد كان فوت
الموت سهلا فردّه
|
|
إليه الحفاظ
المرّ والخلق الوعر
|
ونفس تعاف
الضّيم حتى كأنّه
|
|
هو الكفر يوم
الرّوع أو دونه الكفر
|
فأثبت فى مستنقع
الموت رجله
|
|
وقال لها : من
تحت أخمصك الحشر
|
تردّى ثياب
الموت حمرا فما أتى
|
|
لها اللّيل إلا
وهى من سندس خضر
|
لما فرّ أصحاب
مصعب عنه ، وتخلّف فى نفر يسير من أصحابه ، كسر جفن سيفه ، وأنشد :
فإنّ الاولى بالطّفّ
من آل هاشم
|
|
تأسّوا فسنّوا
للكرام التّأسّيا
|
فعلم أصحابه أنّه
قد استقتل. ومن كلام الحسين عليهالسلام يوم الطفّ المنقول عنه ، نقله عنه زين العابدين علىّ ابنه عليهالسلام : «ألا وإنّ الدعىّ بن الدعىّ ، قد خيّرنا بين اثنتين :
السّلة أو الذّلة ، وهيهات منّا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ، وحجور
طابت ، وحجز طهرت ، وأنوف حميّة ، ونفوس أبيته .
١١٦ ـ الزبير قال
: حدّثنى أبو صخرة أنس بن عياض قال : قيل لجعفر بن محمد : كم تتأخر الرؤيا؟ فقال :
رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله كأنّ كلبا أبقع يلغ فى دمه ، فكان شمر بن ذى الجوشن قاتل
الحسين عليهالسلام ذلك ، وكان أبرص ، وكان تأويل الرؤيا بعد
__________________
ستين سنة .
١١٧ ـ قال ابن
الاثير : اشتدّ عطش الحسين فدنا من الفرات ليشرب فرماه حصين بن نمير بسهم فوقع فى
فمه فجعل يتلقّى الدم بيده ورمى به إلى السماء ، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال
: اللهمّ إنّى أشكو إليك ما يصنع بابن بنت نبيّك! اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا
، ولا تبق منهم أحدا! وقيل الذي رماه رجل من بنى أبان بن دارم ، فمكث ذلك الرجل
يسيرا ثمّ صبّ الله عليه الظمأ فجعل لا يروى فكان يروّح عنه ويبرّد له الماء فيه
السكر وعساس فيها اللبن ويقول : اسقونى ، فيعطى القلّة او العسّ فيشربه ، فإذا
شربه اضطجع هنيهة ثمّ يقول : اسقونى قتلنى الظمأ ، فما لبث إلّا يسيرا حتى انقدّت
بطنه انقداد بطن البعير.
ثمّ إنّ شمر بن ذى
الجوشن أقبل فى نفر نحو عشرة من رجالهم نحو منزل الحسين فحالوا بينه وبين رحله ،
فقال لهم الحسين : ويلكم! إن لم يكن لكم دين ولا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا
ذوى أحساب ، امنعوا رحلى وأهلى من طغاتكم وجهّالكم ، فقالوا : ذلك لك يا ابن فاطمة.
وأقدم عليه شمر بالرّجالة منهم : أبو الجنوب ، واسمه عبد الرحمن الجعفىّ والقشعم
بن نذير الجعفىّ ، وصالح بن وهب اليزني ، وسنان بن أنس النخعىّ ، وخوليّ ابن يزيد
الأصبحىّ ، وجعل شمر يحرّضهم على الحسين وهو يحمل عليهم فينكشفون عنه.
ثمّ إنّهم أحاطوا
به ، وأقبل إلى الحسين غلام من أهله فقام إلى جنبه وقد أهوى بحر بن كعب بن تيم
الله بن ثعلبة إلى الحسين بالسيف ، فقال الغلام يا ابن الخبيثة أتقتل عمّى فضربه
بالسيف فاتقاه الغلام بيده فاطنّها الى الجلدة فنادى الغلام يا أمّاه! فاعتنقه
الحسين وقال له : يا ابن أخى اصبر على ما نزل بك فإن الله يلحقك بآبائك الطاهرين
الصالحين ، رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، وعلىّ وحمزة وجعفر و
__________________
الحسن. وقال
الحسين.
اللهمّ أمسك عنهم
قطر السماء وامنعهم بركات الأرض! اللهمّ فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقا واجعلهم
طرائق قددا ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فإنّهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا!
ثمّ ضارب الرّجالة حتى انكشفوا عنه ، ولما بقى الحسين فى ثلاثة أو أربعة دعا
بسراويل ففزّره ونكثه لئلّا يسلبه ، فقال له بعضهم : لو لبست تحته التّبان. قال :
ذلك ثوب مذلّة ولا ينبغى لى أن ألبسه ، فلمّا قتل سلبه بحر بن كعب ، وكانت يداه فى
الشتاء تنضحان بالماء وفى الصيف تيبسان كأنّهما عود ، وحمل الناس عليه عن يمينه
وشماله ، فحمل على الذين عن يمينه فتفرّقوا.
ثمّ حمل على الذين
عن يساره فتفرّقوا ، فما رؤى مكثور قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا
منه ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه ، إن كانت الرّجالة لتنكشف عن يمينه وشماله
انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب. فبينما هو كذلك إذ خرجت زينب وهى تقول : ليت
السماء انطبقت على الأرض! وقد دنا عمر ابن سعد ، فقالت : يا عمر أيقتل أبو عبد
الله وأنت تنظر إليه فدمعت عيناه حتى سالت دموعه على خدّيه ولحيته وصرف وجهه عنها.
كان على الحسين
جبّة من خزّ ، وكان معتما مخضوبا بالوسمة ، وقاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتّقى
الرمية ويفترص العورة ويشدّ على الخيل وهو يقول : أعلى قتلى تجتمعون؟ أما والله لا
تقتلون بعدى عبدا من عباد الله الله أسخط عليكم لقتله منّى! وأيم الله إنّى لأرجو
أن يكرمنى الله بهوانكم ثمّ ينتقم لى منكم من حيث لا تشعرون! أما والله لو
قتلتمونى لألقى الله بأسكم بينكم وسفك دماءكم ثمّ لا يرضى بذلك منكم حتى يضاعف لكم
العذاب الأليم.
قال : ومكث طويلا
من النهار ، ولو شاء الناس أن يقتلوه لقتلوه ولكنّهم كان يتّقى بعضهم ببعض ويحبّ
هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء ، فنادى شمر فى الناس : ويحكم
ما ذا تنتظرون
بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمّهاتكم! فحملوا عليه من كلّ جانب ، فضرب زرعة بن شريك
التميمىّ على كتفه اليسرى ، وضرب أيضا على عاتقه ، ثمّ انصرفوا عنه وهو يقوم ويكبو
، وحمل عليه فى تلك الحال سنان بن أنس النّخعىّ فطعنه بالرمح وقال لخولى بن يزيد
الأصبحى احتزّ رأسه فأراد أن يفعل فضعف وارعد ، فقال له سنان : فت الله عضدك ونزل
إليه فذبحه واحتزّ رأسه فدفعه الى خولى .
٢٦ ـ باب احراق الخيام ونهب الاموال
١ ـ الشيخ أبو عبد
الله المفيد قال حميد بن مسلم فو الله لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته واهله
تنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه فتذهب به منها ، ثمّ انتهينا الى علىّ بن
الحسين عليهماالسلام وهو منبسط على فراش وهو شديد المرض ومع شمر جماعة من
الرّجالة فقالوا له الا تقتل هذا العليل فقلت سبحان الله أيقتل الصّبيان إنمّا هذا
صبىّ وانّه لما به فلم أزل حتّى دفعتهم عنه ، وجاء عمر بن سعد فصاح النّساء فى
وجهه وبكين.
فقال لأصحابه لا
يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النّسوة ولا تتعرّضوا لهذا الغلام المريض وسألته النّسوة
ليسترجع ما أخذ منهنّ ليسترن به ، فقال من أخذ من متاعهنّ شيئا فليردّه عليهنّ فو
الله ما ردّ أحد منهم شيئا ، فوكّل بالفسطاط وبيوت النّساء وعلىّ بن الحسين عليهماالسلام جماعة ممّن كانوا معه ، وقال احفظوهم لئلّا يخرج منهم أحد
ولا تسؤنّ إليهم ثمّ عاد الى مضربه فنادى فى أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه
فانتدب عشرة منهم إسحاق بن حيوة وأخنس بن مرثد فداسوا
__________________
الحسين عليهالسلام بخيولهم حتّى رضّوا ظهره .
٢ ـ قال الفتال
النيسابوريّ : ثمّ اقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام وجاء عمر بن سعد فصاح النّساء فى وجهه وبكين فقال لأصحابه
: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النّساء ولا تعرّضوا لهذا الغلام المريض يعنى علىّ
بن الحسين ، فسألته ان يسترجع ما أخذ منهم ليسترن به فقال من أخذ من متاعهنّ شيئا
فليردّه فو الله ما ردّ أحد منهم شيئا ونادى عمر ، لعنه الله من ينتدب للحسين
فيوطيه فرسه فانتدب عشرة منهم فداسوا الحسين صلوات الله على بخيولهم حتّى رضّوا
ظهره .
٣ ـ روى ابن
شهرآشوب عن الرّضا عليهالسلام : انّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون القتال فيه
فاستحلّت فيه دماءنا وهتك فيه حرمتنا وسبى فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النّيران فى
مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا ولم يترك لرسول الله حرمة فى أمرنا انّ يوم
الحسين اقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا أرض كرب وبلاء أورثتنا الكرب
والبلاء الى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فانّ البكاء عليه يحطّ
الذنوب العظام .
٤ ـ عنه قال : قصد
شمر الى الخيام فنهبوا ما وجدوا حتّى قطّعت أذن أمّ كلثوم لحلقة.
٥ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليهالسلام فقال لها رجل يا أمة الله ان سيدك قتل قالت الجارية فأسرعت
الى سيدتى وانا اصيح فقمن فى وجهى وصحن ، قال وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول
وقرة عين البتول ، حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة على ظهرها وخرج بنات آل رسول
الله صلىاللهعليهوآله وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة والاحباء
__________________
٦ ـ عنه قال : روى
حميد بن مسلم قال رأيت امرأة من بنى بكر بن وائل كانت مع زوجها فى أصحاب عمر بن
سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليهالسلام وفسطاطهنّ وهم يسلبونهن اخذت سيفا وأقبلت نحو الفسطاط وقال
يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله لا حكم الا لله يا لثارات رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخذها زوجها وردّها الى رحله.
قال الراوي ثم
اخرج النساء من الخيمة وأشعلوا فيها النار فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين
سبايا فى أسر الذلة وقلن بحق الله إلّا ما مررتم بنا على مصرع الحسين عليهالسلام ، فلما نظر النسوة الى القتلى صحن وضربن وجوههن ، قال فو
الله لا انسى زينب بنت على عليهالسلام تندب الحسين عليهالسلام وتنادى بصوت حزين وقلب كئيب يا محمداه صلى عليك ملائكة
السماء هذا حسين مرمل بالدماء مقطع الأعضاء وبناتك سبايا الى الله المشتكى والى
محمّد المصطفى والى على المرتضى والى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيّد الشهداء.
يا محمداه هذا
حسين بالعراء تسفى عليه الصبا قتيل البغايا وا حزناه وا كرباه اليوم مات جدى رسول
الله صلىاللهعليهوآله يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفى ، يساقون سوق السبايا
وفى رواية يا محمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفى عليهم ريح الصبا وهذا حسين
محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء بابى من أضحى عسكره فى يوم الاثنين
نهبا بابى من فسطاطه مقطع العرى بابى من لا غائب فيرتجى ولا جريح فيداوى بابى من
نفسى له الفداء بابى المهموم حتى قضى.
بأبى العطشان حتى
مضى بأبى من شيبته تقطر بالدماء بأبى من جده محمّد المصطفى بأبى من جده رسول إله
السماء بابى من هو سبط نبى الهدى بابى محمّد المصطفى بابى خديجة الكبرى بابى على
المرتضى ، عليهالسلام بابى فاطمة الزهراء سيدة النساء بابى من ردت له الشمس
وصلى.
قال الراوى فابكت
والله كل عدوّ وصديق ثم ان سكينة اعتنقت جسد أبيها الحسين عليهالسلام فاجتمعت عدة من الأعراب حتى جرّوها ، قال الراوي ثم نادى
عمر ابن سعد فى أصحابه من ينتدب للحسين عليهالسلام فيواطى الخيل ظهره وصدره فانتدب منهم عشرة وهم اسحاق بن
حوية الذي سلب الحسين عليهالسلام قميصه ، واخنس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل السنبسى وعمر بن
صبيح الصيداوى ورجاء بن منقذ العبدى وسالم بن خيثمة الجعفى وواحظ بن ناعم وصالح بن
وهب الجعفى وهانى بن شبث الحضرمى واسيد بن مالك لعنهم الله تعالى فداسوا الحسين عليهالسلام بحوافر خيلهم حتى رضّوا صدره وظهره قال الراوى وجاء هؤلاء
العشرة حتى وقفوا على ابن زياد فقال اسيد بن مالك احد العشرة عليهم لعائن الله :
نحن رضضنا الصدر
بعد الظهر
|
|
بكل يعبوب شديد
الأسر
|
فقال ابن زياد من
أنتم قالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا حناجر صدره قال فأمر لهم
بجائزة يسيرة. قال أبو عمر الزاهد : فنظرنا الى هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد
زناء وهؤلاء أخذهم المختار فشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم
حتّى هلكوا .
٧ ـ قال محمّد بن
سعد : أخذ رجل من أهل العراق حلى فاطمة بنت حسين وهو يبكى! فقالت : لم تبكى؟ فقال
: أسلب ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا أبكى؟ فقالت : دعه ، قال : انّى أخاف أن يأخذه غيرى!
وكان على بن حسين الأصغر مريضا نائما على فراش ، فقال شمر بن ذى الجوشن الملعون :
اقتلوا هذا! فقال له رجل من أصحابه : سبحان الله أتقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل!
وجاء عمر بن سعد فقال : لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض.
قال على بن حسين :
فغيبنى رجل منهم واكرم نزلى واحتضننى وجعل يبكى
__________________
كلّما خرج ودخل
حتى كنت أقول : أن يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا ، إلى أن نادى منادى ابن
زياد : ألا من وجد على بن حسين ، فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم ، قال :
فدخل والله علىّ وهو يبكى وجعل يربط يدى إلى عنقى! وهو يقول : أخاف! فأخرجنى والله
إليهم مربوطا حتى دفعنى إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا أنظر إليهم
٨ ـ قال الطبرى
قال أبو مخنف ، عن جعفر بن محمّد بن علىّ ، قال : وجد بالحسين عليهالسلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ، قال :
وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلّا شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه ،
حتى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولى ، قال لا وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ
سراويله بحر بن كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته وكانت من خزّ ، وكان يسمّى بعد
قيس قطيفة وأخذ نعليه رجل من بنى أود يقال له الأسود ، وأخذ سيفه رجل من بنى نهشل
بن دارم ، فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل .
٩ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى زهير بن عبد الرحمن الخثعميّ ، أن سويد بن عمرو بن أبى المطاع كان
صرع فأثخن ، فوقع بين القتلى مثخنا ، فسمعهم يقولون : قتل الحسين ، فوجد افاقة ،
فإذا معه سكّين وقد أخذ سيفه ، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثم إنه قتل ، قتله عروة بن
بطار التغلبىّ ، وزيد بن رقاد الجنبىّ ، وكان آخر قتيل
١٠ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدثني سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ، انتهيت إلى علىّ بن
الحسين بن علىّ الأصغر وهو منبسط على فراش له ، وهو مريض ، وإذا شمر بن ذى الجوشن
فى رجالة معه يقولون : ألا نقتل هذا؟ قال : فقلت : سبحان الله! أنقتل الصبيان!
إنما هذا صبىّ ، قال : فما زال ذلك دأبى أدفع عنه كلّ من
__________________
جاء حتى جاء عمر
بن سعد ، فقال : ألا لا يدخلنّ بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام
المريض ، ومن أخذ من متاعهم شيئا فليردّه عليهم.
قال : فو الله ما
ردّ أحد شيئا ، قال : فقال علىّ بن الحسين : جزيت من رجل خيرا! فو الله لقد دفع
الله عنى بمقالتك شرّا ، قال : فقال الناس لسنان بن انس : قتلت حسين بن علىّ وابن
فاطمة ابنة رسول الله ، قتلت أعظم العرب خطرا ، جاء إلى هؤلاء يريد أن يزيلهم عن
ملكهم ، فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم ، لو أعطوك بيوت أموالهم فى قتل الحسين كان
قليلا ، فأقبل على رأسه ، وكان شجاعا ، وكانت به لوثة ، فأقبل حتى وقف على باب
فسطاط عمر بن سعد ، ثمّ نادى بأعلى صوته
أوقر ركابى فضّة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجّبا
|
قتلت خير الناس
امّا وأبا
|
|
وخيرهم إذ
ينسبون نسبا
|
فقال عمر بن سعد :
أشهد إنك لمجنون ما صححت قطّ ، أدخلوه علىّ ، فلمّا أدخل حذفه بالقضيب ثم قال : يا
مجنون ، أتتكلّم بهذا الكلام! أما والله لوسع ابن زياد لضرب عنقك ، قال : وأخذ عمر
بن سعد عقبة بن سمعان وكان مولى للرّباب بنت امرئ القيس الكلبيّة ، وهى أمّ سكينة
بنت الحسين فقال له : ما أنت؟ قال : أنا عبد مملوك ، فخلّى سبيله ، فلم ينج منهم
أحد غيره ، إلّا أن المرقّع بن ثمامة الأسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبتيه ،
فقاتل ، فجاءه نفر من قومه ، فقالوا له : أنت آمن ، اخرج إلينا.
فخرج إليهم ، فلما
قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره خبره سيّره إلى الزارة ، قال : ثمّ إن عمر
بن سعد نادى فى أصحابه : من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه؟! فانتدب عشرة : منهم إسحاق
بن حيوة الحضرمىّ ، وهو الذي سلب قميص الحسين ـ فبرص بعد ـ وأحبش بن مرثد بن علقمة
بن سلامة الحضرمىّ ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره ، فبلغنى
أنّ أحبش بن مرثد بعد
ذلك بزمان أتاه
سهم غرب ، وهو واقف فى قتال ففلق قلبه ، فمات
١١ ـ قال المقرّم
: لما قتل أبو عبد الله الحسين عليهالسلام مال الناس على ثقله ومتاعه وانتهبوا ما فى الخيام وأضرموا
النار فيها وتسابق القوم على سلب حرائر الرسول صلىاللهعليهوآله ففررن بنات الزهراء عليهماالسلام حواسر مسلبات باكيات وان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها
وخاتمها من إصبعها وقرطها من أذنها والخلخال من رجلها وأخذ رجل قرطين ، لأم كلثوم
وخزم أذنها وجاء آخر إلى فاطمة ابنة الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكى.
قالت له : مالك؟
فقال : كيف لا ابكى وانا أسلب ابنة رسول الله قالت له : دعنى قال : أخاف ان يأخذه
غيرى. ورأت رجلا يسوق النساء بكعب رمحه وهنّ يلذن بعضهنّ ببعض وقد اخذ ما عليهن من
أخمرة وأسورة ولما بصر بها قصدها ففرت منه فاتبعها رمحه فسقطت لوجهها مغشيا عليها
ولما أفاقت رأت عمتها أمّ كلثوم عند رأسها تبكى.
نظرت امرأة من آل
بكر بن وائل كانت مع زوجها إلى بنات رسول الله بهذا الحال فصاحت يا آل بكر بن وائل
أتسلب بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله لا حكم إلا لله يا لثارات رسول الله صلىاللهعليهوآله فردها زوجها إلى
رحله ، وانتهى القوم إلى على بن الحسين وهو مريض على فراشه لا يستطيع النهوض فقائل
يقول لا تدعوا منهم صغيرا ولا كبيرا وآخر يقول لا تعجلوا حتى نستشير الأمير عمر بن
سعد ، وجرّد الشمر سيفه يريد قتله.
فقال له حميد بن
مسلم : يا سبحان الله أتقتل الصبيان إنما هو صبىّ مريض ، فقال : إن ابن زياد أمر
بقتل أولاد الحسين وبالغ ابن سعد فى منعه خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أمير
المؤمنين تقول : لا يقتل حتى أقتل دونه فكفّوا عنه.
__________________
كانت عيادته
منهم سياطهم
|
|
وفى كعوب الفنا
قالوا البقاء لكا
|
جروه فانتهبوا
النطع المعدلة
|
|
وأوطئوا جسمه
السعدان والحسكا
|
أقبل ابن سعد إلى
النساء فلما رأيته بكين فى وجهه ، فمنع القوم عنهنّ وقد أخذوا ما عليهن ولم يردّوا
شيئا فوكل جماعة بحفظهن وعاد إلى خيمته.
ونادى ابن سعد :
ألا من ينتدب الى الحسين فيوطئ الخيل صدره وظهره ، فقام عشرة منهم إسحاق بن حوية
والأحبش بن مرئد بن علقمة بن سلمة الحضرمى ، وحكيم بن الطفيل السنبسى ، وعمرو بن
صبيح الصيداوى ورجاء بن منقذ العبدى وسالم بن خيثمة الجعفى ، وصالح بن وهب الجعفى
وواخط بن غانم وهانى بن ثبيت الحضرمى واسيد بن مالك ، قد اسوا بخيولهم جسد ريحانة
الرسول وأقبل هؤلاء العشرة الى ابن زياد يقدمهم اسيد بن مالك يرتجز :
نحن رضضنا الصدر
بعد الظهر
|
|
بكل يعبوب شديد
الأسر
|
فأمرهم بجائزة
يسيرة.
قال البيرونى :
لقد فعلوا بالحسين ما لم يفعل فى جميع الأمم بأشرار الخلق من القتل بالسيف والرمح
والحجارة واجراء الخيول وقد وصل بعض هذه الخيول الى مصر فقلعت نعالها وسمرت على
أبواب الدور تبركا وجرت بذلك السنة عندهم فصار أكثرهم يعمل نظيرها ويعلق على أبواب
الدور .
٢٧ ـ باب سلبه عليهماالسلام
١ ـ قال المفيد :
دعى الحسين عليهماالسلام بسراويل يمانيّة يلمع فيها البصر ففرزها ثمّ لبسها ،
وإنمّا فرزها كيلا يسلبها بعد قتله ، فلمّا قتل الحسين عليهماالسلام عمد أبجر بن
__________________
كعب إليه فسلبه
السّراويل وتركه مجرّدا وكانت يدا أبجر بن كعب لعنه الله بعد ذلك تتيبسان فى الصيف
حتّى كأنهما عودان وتترطّبان فى الشّتاء فتنضحان دما وقيحا الى أن أهلكه الله.
٢ ـ عنه قال : نزل
شمر لعنة الله عليه ، إليه فذبحه ثم رفع رأسه إلى خولى بن يزيد ، فقال احمله إلى
الأمير عمر بن سعد ثمّ أقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام ، فأخذ قميصه إسحاق بن الحياة الحضرمىّ لعنة الله عليه
وأخذ سراويله ابجر بن كعب لعنة الله عليه ، وأخذ عمامته اخنس بن مرثد لعنة الله
عليه وأخذ سيفه رجل من بنى دارم وانتهبوا رحله وابله وأثقاله وسلبوا نسائه .
٣ ـ قال الطبرسى :
ثم اقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمى ، وأخذ سراويله بحر بن
كعب ، وأخذ عمامته أخنس بن يزيد ، وأخذ سيفه رجل من بنى دارم ، وانتهبوا رحله
وإبله وأثقاله وسلبوا نساءه
٤ ـ قال ابن
شهرآشوب : يروى انّه اخذ عمامته جابر بن زيد الازدى ، وتعمّم بها فصار فى الحال
معتوها واخذ ثوبه جعونة بن حوية الحضرمى ، ولبسه فتغيّر وجهه ، وحصّ شعره وبرص
بدنه ، وأخذ سراويله الفوقانى بحير بن عمرو الجرمى ، وتسرول به فصار مقعدا.
٥ ـ عنه قال : سلب
الحسين عليهالسلام ما كان عليه فأخذ عمامته جابر بن يزيد الازدى ، وقميصه
اسحاق بن حوّى وثوبه جعونة بن حويّة الحضرمى ، وقطيفته من خزّ قيس بن الاشعث
الكندى ، وسراويله بحير بن عمير الجرمى ، ويقال اخذ سراويله بحير بن كعب التميمى ،
والقوس والحلل الرّحيل بن خيثمة الجعفى ، وهانى بن شبيب الحضرمى ، وجرير بن مسعود
الحضرمى ، ونعليه الأسود الأوسى وسيفه
__________________
رجل من بنى نهشل
من بنى دارم ، ويقال الاسود بن حنظلة فأحرقهم المختار بالنّار .
٦ ـ قال ابن طاوس
: أخذ سراويله بحر بن كعب التيمى ، لعنه الله تعالى فروى انه صار زمنا مقعدا من
رجليه واخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمى ، وقيل جابر بن يزيد الاودى ،
لعنهما الله فاعتمّ بها فصار معتوها واخذ نعليه الأسود بن خالد لعنه الله واخذ
خاتمه بجدل بن سليم الكلبى وقطع إصبعه مع الخاتم وهذا أخذه المختار فقطع يده ورجليه
، وتركه يتشحط فى دمه حتى هلك واخذ قطيفة له عليهالسلام كانت من خز قيس بن الاشعث.
أخذ درعه البتراء
عمر بن سعد فلما قتل عمر وهبها المختار لأبى عمرة قاتله وأخذ سيفه جميع بن الخلق
الأودى وقيل رجل من بنى تميم ، يقال له أسود بن حنظلة وفى رواية ابن سعدانة أخذ
سيفه الفلافس النهشلى وزاد محمّد بن زكريّا انه وقع بعد ذلك الى بنت حبيب بن بديل
وهذا السيف المنهوب المشهور ليس بذى الفقار فانّ ذلك كان مذخورا ومصونا مع أمثاله
من ذخائر النبوّة والإمامة وقد نقل الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه .
٧ ـ قال الطبرى :
إنّ رجلا من كندة يقال له مالك بن النّسير من بنى بدّاء أتاه فضربه على رأسه
بالسيف وعليه برنس له فقطع البرنس وأصاب السيف رأسه فأدمى رأسه فامتلأ البرنس دما
فقال له الحسين : لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين قال : فألقى ذلك
البرنس ثمّ دعا بقلنسوة فلبسها واعتمّ وقد أعيا وبلّد وجاء الكندى حتّى أخذ البرنس
ـ وكان من خزّ ـ فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أم عبد الله ابنة الحرّ أخت حسين
بن الحرّ البدىّ أقبل يغسل البرنس من الدم فقالت له امرأته : أسلب ابن بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله تدخل بيتى
__________________
أخرجه عنّى فذكر
أصحابه أنه لم يزل فقيرا بشر حتى مات .
٨ ـ عنه قال أبو
مخنف : عن جعفر بن محمّد بن علىّ ، قال : وجد بالحسين عليهالسلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة قال : وجعل
سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين الّا شد عليه مخافة أن يغلب على رأسه حتى أخذ
رأس الحسين فدفعه إلى خولى قال : وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن
كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ـ وكانت من خزّ وكان يسمّى بعد قيس قطيفة ـ وأخذ
نعليه رجل من بنى أود يقال له الأسود وأخذ سيفه رجل من بنى نهشل بن دارم فوقع بعد
ذلك إلى أهل حبيب بن بديل.
٩ ـ قال سبط ابن
الجوزى : سلبوه جميع ما كان عليه حتى سرواله اخذه بحر ابن كعب التميمى ، وأخذ
قميصه اسحاق بن حوية الحضرمى واخذ سيفه القلافس النهشلى واخذ قطيفته قيس بن الأشعث
الكندى واخذ نعليه الأسود بن خالد الأزدى واخذ عمامته جابر بن يزيد وأخذ برنسه
مالك بن بشير الكندى وقال عمر بن سعد : من جاء برأس الحسين فله ألف درهم .
١٠ ـ الحافظ ابن
عساكر أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو
القاسم بن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوى ، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى
سنة خمس وعشرين أنبأنا جرير : عن ابن أبى ليلى قال : قال الحسين بن على حين أحسّ
بالقتل : ابغوا لى ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابى حتى لا أجرّد فقيل له : تبان
فقال : ذاك لباس من ضربت عليه الذلة فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه فلما قتل
جرّد صلوات الله عليه ورضوانه .
١١ ـ قال محمّد بن
سعد : لمّا قتل الحسين عليهالسلام انتهب ثقله فأخذ سيفه
__________________
الفلافس النهشلى ،
وأخذ سيفا آخر جميع بن الخلق الأودى واخذ سراويله بحر الملعون بن كعب التميمى
فتركه مجردا! وأخذ قطيفته قيس بن الأشعث بن قيس الكندى فكان يقال له: قيس قطيفة ،
وأخذ نعليه الأسود بن خالد الأودى ، واخذ عمامته جابر بن يزيد ، واخذ برنسه وكان
من خزّ ـ مالك بن بشير الكندى .
٢٨ ـ باب ما جرى على رأسه عليهالسلام
١ ـ قال الصدوق
أقبل سنان لعنة الله عليه حتى ادخل رأس الحسين بن على عليهماالسلام على عبيد الله بن زياد ، لعنة الله عليه وهو يقول :
املأ ركابى فضة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجبا
|
قتلت خير الناس
اما وابا
|
|
وخيرهم اذ
ينسبون نسبا
|
فقال له عبيد الله
بن زياد : ويحك فان علمت انه خير الناس أبا وأما لم قتلته اذا فأمر به فضرب عنقه
وعجّل الله بروحه الى النار .
٢ ـ قال المفيد :
سرّح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الحسين عليهالسلام مع خولى بن يزيد الأصبحى وحميد بن مسلم الأزدى الى عبيد
الله بن زياد ، وأمر برءوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وكانوا اثنين وسبعين
رأسا وسرّح بها مع شمر بن ذى الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج فأقبلوا حتّى
قدموا بها على ابن زياد.
٣ ـ أبو جعفر
الطوسى باسناده قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال :
__________________
حدثنا أحمد بن
الحسين بن عبد الملك قال : حدثنا اسماعيل بن عامر قال : حدّثنا الحكم بن محمّد بن
القاسم الثقفى ، قال : حدثني أبى عن أبيه انه حضر عبيد الله بن زياد حين أتى برأس
الحسين صلوات الله عليه ، فجعل ينكت بقضيب ثناياه ، ويقول : انه كان لحسن الثغر ،
فقال له زيد بن أرقم : ارفع قضيبك فطالما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثم موضعه.
قال : انك شيخ قد
خرفت. فقام زيد يجرّ ثيابه ثم عرضوا عليه ، ثم أمر بضرب عنق على بن الحسين عليهماالسلام ، قال له على : ان كان بينك وبين هؤلاء النساء رحم ، فأرسل
معهنّ من يؤدّيهن ، فقال تؤدّيهن أنت وكأنه استحى وصرف الله عزوجل عن على بن الحسين عليهالسلام القتل ، قال القاسم بن محمد : ما رأيت منظرا قطّ أفزع من
إلقاء رأس الحسين بين يديه وهو ينكته .
٤ ـ قال ابن
شهرآشوب قال أبو مخنف جاءت كندة الى ابن زياد بثلاثة عشر رأسا ، وصاحبهم قيس بن
الأشعث وجاءت هوازن بعشرين راسا وصاحبهم شمر بن ذى الجوشن ، وجاءت بنو تميم بتسعة
عشر رأسا ، وجاءت بنو أسد بتسعة أرؤس وجاء ساير الجيش بتسعة رءوس فذلك سبعون رأسا
وجاء برأس الحسين عليهالسلام خوليّ بن يزيد الأصبحى .
٥ ـ قال ابن طاوس
: ثمّ انّ عمر بن سعد بعث برأس الحسين عليهالسلام فى ذلك اليوم وهو يوم عاشورا مع خولى بن يزيد الأصبحى ،
وحميد بن مسلم الأزدى ، الى عبيد الله بن زياد وامر برءوس الباقين من أصحابه واهل
بيته فنظفت ، وسرح بها مع شمر بن الجوشن لعنه الله وقيس بن الاشعث وعمرو بن الحجاج
فأقبلوا حتى قدموا بها الى الكوفة وأقام بقية يومه واليوم الثانى الى زوال الشمس
ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين عليهالسلام وحمل نسائه صلوات الله عليه على أحلاس أقتاب
__________________
الجمال بغير وطاء
مكشفات الوجوه بين الاعداء وهنّ ودائع الأنبياء وساقوهنّ كما بساق سبى الترك
والروم فى أشد المصائب والهموم ولله در قائله :
يصلى على
المبعوث من آل هاشم
|
|
ويغزى بنوه انّ
ذا العجيب
|
وقال آخر :
أترجو أمّة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جده يوم
الحساب
|
٦ ـ عنه قال : روى أن أصحاب الحسين عليهالسلام كانت ثمانية وسبعين رأسا فاقتسمتها القبائل لتقرب بذلك الى
عبيد الله بن زياد ، والى يزيد بن معاوية لعنهم الله فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا
وصاحبهم قيس بن الأشعث وجاءت هوازن باثنى عشر رأسا وصاحبهم شمر بن الجوشن لعنهم
الله وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا ، وجاءت مذحج بسبعة
رءوس وجاء باقى الناس بثلاثة عشر رأسا .
٧ ـ محمّد بن
يعقوب ، عن علىّ بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن زكريا ، عن يزيد بن عمر بن
طلحة ، قال : قال لى أبو عبد الله عليهالسلام وهو بالحيرة ، أما تريد ما وعدتك؟ قلت : بلى ـ يعنى
الذّهاب إلى قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ قال : فركب وركب إسماعيل وركبت
معهما حتّى إذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنجف ، عند ذكوات بيض نزل ونزل
إسماعيل ونزلت معهما ، فصلّى وصلّى إسماعيل وصلّيت ، فقال لإسماعيل : قم فسلّم على
جدّك الحسين عليهالسلام ، فقلت : جعلت فداك أليس الحسين بكربلاء؟ فقال : نعم ولكن
لما حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين عليهالسلام .
٨ ـ عدّة من
أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن الحسن
__________________
الخزّاز ، عن
الوشّاء أبى الفرج عن أبان بن تغلب قال : كنت مع أبى عبد الله عليهالسلام فمرّ بظهر الكوفة فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ تقدّم قليلا
فصلّى ركعتين ، ثمّ سار قليلا فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : هذا موضع قبر أمير
المؤمنين عليهالسلام ، قلت : جعلت فداك والموضعين اللّذين صلّيت فيهما؟ قال :
موضع رأس الحسين عليهالسلام وموضع منزل القائم عليهالسلام .
٩ ـ الصدوق حدثنا
عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطار رضى الله عنه قال : حدثنا على بن
محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : لما حمل رأس الحسين بن على عليهماالسلام الى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصبت عليه مائدة ،
فأقبل هو لعنه الله وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع ، فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع
فى طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج.
جعل يزيد عليه
اللعنة يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجدّه صلوات الله عليهم ويستهزئ بذكرهم ،
فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرّات ، ثم صبّ فضلته ، على ما يلي الطست
من الأرض ، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج ، ومن نظر
الى الفقاع أو الى الشطرنج فليذكر الحسين عليهالسلام وليلعن يزيد وآل زياد ، يمحو الله بذلك ذنوبه ولو كانت
بعدد النجوم .
١٠ ـ عنه حدثنا
تميم بن عبد الله بن تميم القرشى رضى الله عنه ، قال : حدثنا أبى ، عن أحمد بن على
الأنصاري ، عن عبد السلام بن صالح الهروى ، قال : سمعت أبا الحسن على بن موسى
الرضا عليهماالسلام يقول : أوّل من اتخذ له الفقاع فى الإسلام بالشام يزيد بن
معاوية ، لعنه الله ، فاحضر وهو على المائدة وقد نصبها على رأس الحسين عليهالسلام ، فجعل يشربه ويسقى أصحابه ويقول لعنه الله :
__________________
اشربوا فهذا شراب
مبارك ولو لم يكن من بركته إلّا أنا أوّل ما تناولناه ورأس عدوّنا بين أيدينا
ومائدتنا منصوبة عليه ونحن نأكله ونفوسنا ساكنة وقلوبنا مطمئنة ، فمن كان من
شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع ، فانه من شراب أعدائنا فان لم يفعل فليس منا.
لقد حدثني أبى عن
أبيه ، عن آبائه ، عن على بن أبى طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تلبسوا لباس أعدائى ولا تطعموا مطاعم أعدائى ولا
تسلكوا مسالك أعدائى ، فتكونوا أعدائى كما هم أعدائى .
١١ ـ قال المجلسى
: روى انّه لمّا حمل رأسه إلى الشّام جنّ عليهم اللّيل فنزلوا عند رجل من اليهود ،
فلمّا شربوا وسكروا قالوا : عندنا رأس الحسين عليهالسلام فقال : أروه لى فأروه ، وهو فى الصّندوق يسطع منه النور
نحو السماء ، فتعجّب منه اليهودىّ فاستودعه منهم ، وقال للرأس : اشفع لى عند جدّك
فأنطق الله الرأس فقال : إنمّا شفاعتى للمحمّديين ، ولست بمحمّدىّ ، فجمع اليهودىّ
أقرباءه ثمّ أخذ الرأس ووضعه فى طست وصبّ عليه ماء الورد ، وطرح فيه الكافور
والمسك والعنبر.
ثمّ قال لأولاده
وأقربائه : هذا رأس ابن بنت محمّد عليهالسلام. ثمّ قال : يا لهفاه حيث لم أجد جدّك محمّدا صلىاللهعليهوآله فأسلم على يديه ، يا لهفاه حيث لم أجدك حيّا فأسلم على
يديك واقاتل بين يديك ، فلو اسلمت الآن اشفع لى يوم القيامة ، فأنطق الله الرأس
فقال بلسان فصيح : إن أسلمت فأنا لك شفيع ، قاله ثلاث مرّات وسكت فأسلم الرّجل
وأقرباؤه .
١٢ ـ محمّد بن سعد
: أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنا عطاء بن مسلم ، عمّن أخبره ، عن عاصم بن أبى
النجود ، عن زرّ بن حبيش ، قال : أول رأس رفع على
__________________
خشبة رأس الحسين .
١٣ ـ عنه أخبرنا
محمّد بن عمر ، قال : حدّثنى عيسى بن عبد الرحمن السلمى ، عن الشعبى ، قال : رأس
الحسين أول رأس حمل فى الإسلام .
١٤ ـ عنه أخبرنا
محمّد بن عمر ، قال : حدّثنا شيبان ، عن جابر ، عن عامر ، قال : رأيت رأس الحسين
بن على بعد أن قتل قد نصل الشيب من صبغ السواد .
١٥ ـ عنه قال :
وأمر عبيد الله بن زياد بحبس من قدم به عليه من بقيّة أهل حسين معه فى القصر ،
فقال ذكوان أبو خالد ، خلّ بينى وبين هذه الرءوس فأدفنها ففعل فكفّنها ودفنها
بالجبّانة ، وركب إلى أجسادهم فكفّنهم ودفنهم .
١٦ ـ قال الدينورى
: بعث عمر بن سعد برأس الحسين من ساعته إلى عبيد الله بن زياد مع خوليّ بن يزيد
الأصبحىّ قالوا : ولما أدخل رأس الحسين عليهالسلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة
ثنايا الحسين ، وعنده زيد بن أرقم ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : «مه ، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا ، فلقد رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثمها». ثم خنقته العبرة ، فبكى. فقال له ابن زياد : ممّ
تبكى؟! أبكى الله ، عينيك ، والله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. قالوا :
وكانت الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذى الجوشن أمام عمر بن سعد. قالوا : واجتمع أهل
الغاضريّة فدفنوا أجساد القوم .
١٦ ـ قال المسعودى
: كان الذي تولى قتله رجل من مذحج واحتزّ رأسه ، وانطلق به إلى ابن زياد وهو يرتجز
:
أوقر ركابى فضة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجبا
|
قتلت خير الناس
أما وأبا
|
|
وخيرهم إذ
ينسبون نسبا
|
__________________
فبعث به ابن زياد
إلى يزيد بن معاوية ومعه الرأس ، فدخل إلى يزيد وعنده أبو برزة الأسلمى فوضع الرأس
بين يديه ، فأقبل ينكت القضيب فى فيه ويقول :
تفلّق هاما من
رجال أحبة
|
|
علينا ، وهم
كانوا أعقّ وأظلما
|
فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك فطال ما
والله رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يضع فمه على فمه يلثمه .
١٧ ـ قال سبط ابن
الجوزى : ذكر ابن سعد فى الطبقات قال : قالت مرجانة أمّ ابن زياد لابنها يا خبيث
قتلت ابن رسول الله والله لا ترى الجنة أبدا ثم ان ابن زياد نصب الرءوس كلها
بالكوفة على الخشب وكانت زيادة على سبعين رأسا وهى أول رءوس نصبت فى الاسلام بعد
رأس مسلم بن عقيل بالكوفة. وذكر عبد الله بن عمرو الوراق فى كتاب المقتل أنه لما
حضر الرأس بين يدى ابن زياد أمر حجاما فقال قوره فقوره واخرج لغاديده ونخاعه وما
حوله من اللحم ، واللغاديد ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.
فقام عمرو بن حريث
المخزومى فقال لابن زياد قد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب لى ما ألقيت منه فقال ما
تصنع به فقال أواريه فقال خذه فجمعه فى مطرف خز كان عليه وحمله الى داره فغسله
وطيبه وكفنه ودفنه عنده فى داره وهى بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث
المخزومى ، وقيل ان الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين أخذت الرأس ووضعته فى حجرها
وقبلته وقالت :
وا حسينا فلا
نسيت حسينا
|
|
أقصدته أسنة
الأعداء
|
غادروه بكربلاء
سريعا
|
|
لا سقى الله
جانبى كربلاء
|
١٨ ـ عنه قال عبيد بن عمير : لقد رأيت
فى هذا القصر عجبا يعنى قصر الكوفة رأيت رأس الحسين بين يدى ابن زياد موضعا ، ثمّ
رأيت رأس ابن
__________________
زياد بين يدى
المختار ثمّ رأيت رأس المختار بين يدى مصعب بن الزبير ، ثم رأيت رأس مصعب بن
الزبير بين يدى عبد الملك بن مروان ، قيل له فكم كانت المدة؟ فقال : مقدار ثلاث
سنين فأفّ لدنيا تنتهى الى هذا .
١٩ ـ عنه قال
الواقدى : ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفى وسلّم إليه الرءوس والسبايا وجهزه
الى دمشق فحكى ربيعة بن عمرو قال : كنت جالسا عند يزيد بن معاوية فى بهو له اذ قيل
هذا زحر بن قيس بالباب ، فاستوى جالسا مذعورا واذن له فى الحال ، فدخل فقال : ما
وراءك ، فقال : ما تحبّ أبشر بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين فى سبعين راكبا
من أهل بيته وشيعته ، فعرضنا عليهم الامان والنزول على حكم ابن زياد.
فأبوا واختاروا
القتال ، فما كان إلّا كنومة القائل أو جزر جزور حتّى أخذت السيوف مأخذها من هام
الرجال؟ جعلوا يلوذون بالاكام فهاتيك أجسامهم مجردة وهم صرعى فى الفلاة ، قال :
فدمعت عينا يزيد وقال : لعن الله ابن مرجانة ورحم الله أبا عبد الله لقد كنا نرضى
منكم يا أهل العراق بدون هذا لعن الله ابن مرجانة لو كان بينه وبينه رحم ما فعل به
هذا.
فلما حضرت الرءوس
عنده قال : فرّقت سمية بينى وبين أبى عبد الله وانقطع الرحم لو كنت صاحبه لعفوت
عنه ، ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا رحمك الله يا حسين لقد قتلك رجل لم يعرف حق
الأرحام ، وفى رواية لعن الله ابن مرجانة لقد اضطرّه إلى القتل ، لقد سأله أن يلحق
ببعض البلاد أو الثغور فمنعه زرع لى ابن زياد فى قلب البرّ والفاجر والصالح
والطالح العداوة ، ثمّ تنكر لابن زياد ولم يصل زحر بن قيس بشيء ، ثم بعث بالرأس
الى ابنته عاتكة فغسلته وطيبته.
قلت : هكذا وقعت
هذه الرواية ، رواها هشام بن محمّد وأمّا المشهور عن
__________________
يزيد فى جميع
الروايات : انه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران
ويقول أبيات ابن الزبعرى :
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
وقعة الخزرج من
وقع الأسل
|
قد قتلنا القرن
من ساداتهم
|
|
وعدلنا قتل بدر
فاعتدل
|
٢٠ ـ عنه حكى القاضى أبو يعلى عن أحمد
بن حنبل فى كتاب الوجهين والروايتين أنه قال : إن صح ذلك عن يزيد فقد فسق. قال
الشعبى وزاد يزيد فيها :
لعبت هاشم
بالملك فلا
|
|
خبر جاء ولا وحى
نزل
|
لست من خندف ان
لم أنتقم
|
|
من بنى أحمد ما
كان فعل
|
قال مجاهد : نافق
٢١ ـ عنه قال
الزهرى : لما جاءت الرءوس كان يزيد فى منظره على جيرون فأنشد لنفسه :
لما بدت تلك
الحمول وأشرقت
|
|
تلك الشموس على
ربى جيرون
|
نعب الغراب فقلت
صح أو لا تصح
|
|
فلقد قضيت من
الغريم ديونى
|
٢٢ ـ عنه ذكر ابن أبى الدنيا انه لما
نكت بالقضيب ثناياه أنشد لحصين بن الحمام المرى :
صبرنا وكان
الصبر منا سجية
|
|
بأسيافنا تفرين
هاما ومعصما
|
تفلق هاما من
رءوس أحبة
|
|
إلينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
قال مجاهد فو الله
لم يبق فى الناس أحد إلا من سبّه وعابه وتركه ، قال ابن أبى الدنيا ، وكان عنده
أبو برزة الأسلمى فقال له يا يزيد أرفع قضيبك فو الله لطال
__________________
ما رأيت رسول الله
صلىاللهعليهوآله
يقبل ثناياه .
٢٣ ـ عنه ذكر
البلاذرى : ان الذي كان عند يزيد وقال هذه المقالة أنس بن مالك وهو غلظ من
البلاذرى لأن أنسأ كان بالكوفة عند ابن زياد ولما جيء بالرأس بكى وقد ذكرناه .
٢٤ ـ عنه قال هشام
: لما أنشد يزيد الأبيات قال له على بن الحسين بل ما قال الله أولى (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) فقال يزيد وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن
كثير ، وكان على بن الحسين والنساء موثقين فى الحبال فناداه علىّ يا يزيد ما ظنك
برسول الله لو رآنا موثقين فى الحبال عرايا على أقتاب الجمال فلم يبق فى القوم إلا
من بكى .
٢٥ ـ روى ابن أبى
الدنيا عن الحسن البصرى قال ضرب يزيد رأس الحسين ومكانا كان يقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم تمثّل الحسن :
سمية أمسى نسلها
عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله
ليس لها نسل
|
٢٦ ـ عنه قال ابن سعد بعث ابن زياد
بالرأس مع مخفر بن ثعلبة العائدى وأمر يزيد نسائه فأقمن الماتم على الحسين ثلاثة
أيام
٢٧ ـ عنه قال :
حكى هشام بن محمّد عن أبيه عن عبيد بن عمير ، قال : كان رسول قيصر حاضرا عند يزيد
فقال ليزيد هذا رأس من؟ فقال رأس الحسين قال ومن الحسين قال اين فاطمة ، قال ومن
فاطمة؟ قال بنت محمّد ، قال : نبيكم؟ قال نعم ، قال : ومن أبوه؟ قال على بن أبى
طالب ، قال ومن على بن أبى طالب؟ قال ابن عم نبينا ، فقال تبا لكم ولدينكم ما أنتم
وحقّ المسيح على شيء ان عندنا فى بعض
__________________
الجزاير دير فيه
حافر حمار ركبه عيسى السيد المسيح ونحن نحجّ إليه فى كل عام من الأقطار وتنذر له
النذور ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهد أنكم على باطل ثم قام ولم يعد إليه.
٢٨ ـ عنه قال :
حكى محمّد بن سعد فى الطبقات عن محمّد بن عبد الرحمن قال لقينى رأس الجالوت فقال ان
بينى وبين داود سبعين نبيا وأن اليهود تعظمنى وتحترمنى وأنتم قتلتم ابن بنت نبيكم .
٢٩ ـ ذكر عبد
الملك بن هاشم فى كتاب السيرة أخبرنا القاضى الأسعد أبو البركات عبد القوى ابن أبى
المعالى ابن الحبار السعدى ، فى جمادى الأول سنة تسع وستمائة بالديار المصرية قراءة
عليه ونحن نسمع ، قال : أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدى فى
جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة قال أنبأنا أبو الحسن علىّ بن الحسن الخلعى
، أنبأنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر بن سعيد النحاس التجيى أنبأنا أبو محمّد عبد
الله بن جعفر بن محمّد بن رنجويه البغدادى ، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد
الله البرقي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الملك بن هشام النحوى البصرى.
قال لما أنفذ ابن
زياد رأس الحسين عليهالسلام إلى يزيد بن معاوية مع الأسارى موثقين فى الحبال ، منهم
نساء وصبيان وصبيات من بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله على أقتاب الجمال موثقين مكشفات الوجوه والرءوس وكلما
نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدّوه له فوضعوه على رمح وحرسوه طول الليل الى
وقت الرحيل ثم يعيدون الى الصندوق ويرحلوا فنزلوا بعض المنازل وفى ذلك المنزل دير
فيه راهب فأخرجوا الرأس على عادتهم ووضعوه على الرمح وحرسه الحرس على عادته
وأسندوا الرمح الى الدير.
__________________
فلما كان فى نصف
الليل رأى الراهب نورا من مكان الرأس الى عنان السماء فاشرف على القوم وقال من
أنتم؟ قالوا نحن أصحاب ابن زياد قال وهذا رأس من؟ قالوا رأس الحسين بن على بن أبى
طالب ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : نبيكم؟ قالوا نعم قال بئس القوم أنتم لو كان للمسيح
ولد لاسكناه أحداقنا ثم قال هل لكم فى شيء قالوا وما هو قال عندى عشرة آلاف دينار
تأخذونها وتعطونى الرأس يكون ، عندى تمام الليلة واذا رحلتم تأخذونه قالوا وما
يضرّنا فناولوه الرأس وناولهم الدنانير فاخذه الراهب فغسله وطيبه وتركه على فخذه
وقعد يبكى الليل كله.
فلمّا أسفر الصبح
قال يا رأس لا أملك إلا نفسى وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمّدا رسول الله
وأشهد الله اننى مولاك وعبدك ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت ، قال
ابن هشام فى السيرة : ثم إنهم أخذوا الرأس وساروا فلما قربوا من دمشق قال بعضهم
لبعض تعالوا حتى نقسم الدنانير لا يراها يزيد فيأخذها منا فأخذوا الأكياس وفتحوها
واذا الدنانير قد تحولت خزفا وعلى أحد جانب الدينار مكتوب (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا
يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) الآية وعلى الجانب الآخر (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) فرموها فى بردا .
٢٩ ـ عنه اختلفوا
فى الرأس على اقوال : اشهرها أنه ردّه الى المدينة مع السبايا ثم ردّ الى الجسد
بكربلاء فدفن معه ، قاله هشام وغيره ، والثانى : انه دفن بالمدينة عند قبر أمه
فاطمة عليهماالسلام قاله ابن سعد قال لمّا وصل الى المدينة كان سعيد بن العاص
واليا عليها فوضعه بين يديه وأخذ بارنبة أنفه ثم أمر به فكفن ودفن عند أمه فاطمة عليهماالسلام وذكر الشعب : أنّ مروان بن الحكم كان بالمدينة فأخذه وتركه
بين يديه وتناول أرنبة أنفه وقال :
__________________
يا حبذا بردك فى
اليدين
|
|
ولونك الأحمر فى
الخدين
|
والله لكأنى أنظر
الى ايام عثمان ، وقال ابن الكلبى سمع سعيد بن العاص أو عمرو بن سعيد الضجة من دور
بنى هاشم فقال :
عجّت نساء بنى
تميم عجة
|
|
كعجيج سؤتنا
غداة الأرنب
|
والبيت لعمرو بن
معدى كرب والرواية (عجت نساء بنى زياد) وروى ان مروان أنشد :
ضرب الدوسر فيهم
ضربة
|
|
اثتبت أوتاد ملك
فاستقر
|
والثالث : انه
بدمشق حكى ابن ابى الدنيا قال وجد رأس الحسين فى خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه
بباب الفراديس وكذا ذكر البلاذرى فى تاريخه قال هو بدمشق فى دار الأمارة وكذا ذكر
الواقدى أيضا.
الرابع : انه
بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة. ذكره عبد الله بن عمر الوراق فى كتاب
المقتل وقال لمّا حضر الرأس بين يدى يزيد بن معاوية قال : لأبعثنه الى آل أبى معيط
عن رأس عثمان وكانوا بالرقة فبعثه إليهم فدفنوه فى بعض دورهم ثم ادخلت تلك الدار
فى المسجد الجامع قال وهو الى جانب سدرة هناك وعليه شبيه النيل لا يذهب شتاء ولا
صيفا.
الخامس : ان
الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس الى عسقلان ثم نقلوه الى القاهرة وهو
فيها وله مشهد عظيم يزار فى الجملة ففى أىّ مكان رأسه أو جسده فهو ساكن فى القلوب
والضمائر قاطن فى الأسرار والخواطر أنشدنا بعض أشياخنا فى هذا المعنى :
لا تطلبوا
المولى حسين
|
|
بأرض شرق أو
بغرب
|
ودعوا الجميع
وعرّجوا
|
|
نحوى فمشهده
بقلبى
|
__________________
٣٠ ـ محمّد بن
اسماعيل البخاري عن محمّد بن الحسين بن إبراهيم قال حدثني حسين بن محمّد ، حدّثنا
جرير ، عن أنس بن مالك أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليهالسلام فجعل فى طست فجعل ينكت ، وقال فى حسنه شيئا ، فقال أنس كان
أشبههم برسول الله صلىاللهعليهوآله وكان مخضوبا بالوسمة .
٣١ ـ ابو عيسى الترمذى حدّثنا خلاد بن
أسلم ، أبو بكر البغدادىّ ، حدثنا النّضر بن شميل. أخبرنا هشام بن حسّان ، عن حفصة
بنت سيرين قالت : حدّثنى أنس بن مالك قال : كنت عند ابن زياد فجئ برأس الحسين فجعل
يقول بقضيب له فى أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا قال ، قلت : أما إنّه كان من
أشبههم برسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٣٢ ـ قال الهيتمى
: قتله سنان بن أبى أنس وأجهز عليه خولى بن يزيد الاصبحى ، من حمير وحزّ رأسه وأتى
به عبيد الله بن زياد فقال سنان
أوقر ركابى فضة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجبا
|
قتلت
خير الناس أما وأبا
|
رواه الطبرانى
ورجاله ثقات .
٣٣ ـ عنه باسناده ، عن الشعبى قال رأيت
رأس الحسين أوّل رأس حمل فى الاسلام.
٣٤ ـ عنه عن عبد الملك بن عمير قال دخلت
على عبيد الله بن زياد واذا رأس الحسين قدامه على ترس فو الله ما لبثت الا قليلا
حتى دخلت على المختار فاذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس ، فو الله ما لبثت إلّا
قليلا حتى دخلت على مصعب بن الزبير ، واذا رأس المختار على ترس ، فو الله ما لبثت
الا قليلا حتى دخلت على
__________________
عبد الملك وإذا
رأس مصعب بن الزبير على ترس .
٣٥ ـ عنه عن أبى
قبيل ، قال لما قتل الحسين احتزوا رأسه وقعدوا فى أول مرحلة يشربون النبيذ يتحيون
بالرأس فخرج إليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :
أترجو أمة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جدّه يوم
الحساب
|
فهربوا وتركوا
الرأس ثم رجعوا.
٣٦ ـ الحافظ ابن
عساكر ، أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقى ، أنبأنا أبو محمّد الجوهرى إملاء ، قالا :
أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، أنبأنا سليمان بن حرب ،
أنبأنا حمّاد بن سلمة ، عن على بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال : لما أتى برأس
الحسين ـ يعنى إلى عبيد الله بن زياد ـ قال : فجعل ينكت بقضيب فى يده ويقول : إن
كان لحسن الثغر : فقلت : والله لأسوءنك! لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبّل موضع قضيبك من فيه .
٣٧ ـ عنه أخبرتنا
أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على ابراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن
المقرى ، قالا : أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا إبراهيم ـ هو ابن الحجاج ـ أنبأنا حمّاد
ـ هو ابن سلمة ـ عن على بن زيد : عن أنس قال : لمّا قتل الحسين جئ برأسه إلى عبيد
الله بن زياد ، فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال : إن كان حسن الثغر ، فقلت : أما
والله لأسوءنّك ، فقلت : لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبّل موضع قضيبك من فيه .
٣٨ ـ أخبرنا أبو
القاسم ابن السمرقندى أنبأنا عبد العزيز بن أبى طاهر ، أنبأنا صدقة ابن محمّد بن
مروان ، أنبأنا عثمان بن محمّد الذهبى ، أنبأنا إسحاق بن الحسن بن
__________________
ميمون ، أنبأنا
محمّد بن عبد الوهاب ، أنبأنا معتمر بن سليمان ، عن قرّة بن خالد ، عن الحسن عن
أنس ، أنه قال : لم تر عينى ـ أو لم تر عيناى ـ يوما مثل يوم أتى برأس الحسين فى
طست إلى ابن زياد ، فجعل ينكت فاه ويقول : إن كان لصبيحا إن كان لقد خضب.
٢٩ ـ باب ما جرى لأهل بيته عليهالسلام فى الكوفة
١ ـ الصدوق حدثنا
محمّد بن موسى بن المتوكل ، رحمهالله قال حدثنا على ابن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن محمّد
بن خالد ، عن أبيه عن محمّد بن سنان ، عن أبى الجارود ، زياد بن المنذر عن عبد
الله بن الحسين عن أمه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام قال دخلت الغانمة علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفى رجلى
خلخالان من ذهب فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلى وهو يبكي فقلت ما يبكيك يا عدوّ
الله فقال كيف لا أبكى وأنا أسلب ابنة رسول الله فقلت لا تسلبنى قال أخاف ان يجئ
غيرى فيأخذه قالت وانتهبوا ما فى الابنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا .
٢ ـ عنه حدثنا
محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمهالله قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصرى ، قال أخبرنا محمّد
بن زكريا قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن يزيد ، قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنى
حاجب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ يرأس الحسين أمر فوضع بين يديه فى طست من ذهب
وجعل يضرب بقضيب فى يده على ثناياه ويقول لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله
فقال رجل من القوم مه فانى رأيت رسول الله يلثم حيث تضع قضيبك فقال يوم بيوم بدر.
__________________
ثمّ أمر بعلىّ بن
الحسين عليهالسلام فغلّ وحمل مع النسوة والسبايا الى السجن وكنت معهم فما
مررنا بزقاق إلّا وجدناه ملاء رجالا ونساء يضربون وجوههم ويبكون فحبسوا فى سجن
وطبق عليهم ثم ان ابن زياد لعنه الله دعا بعلى بن الحسين عليهالسلام والنسوة وأحضر رأس الحسين عليهالسلام وكانت زينب ابنة على عليهالسلام فيهم فقال ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب
احاديثكم.
فقالت زينب عليهالسلام الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا انما يفضح الله
الفاسق ويكذب الفاجر قال كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قالت كتب إليهم القتل
فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاكمون عنده فغضب ابن زياد لعنه
الله عليها وهمّ بها فسكن منه عمرو بن حريث فقالت زينب يا ابن زياد حسبك ما ارتكبت
منا فلقد قتلت رجالنا وقطعت أصلنا وأبحت حريمنا وسبيت نساءنا وذرارينا فان كان ذلك
للاشتفاء فقد اشتفيت فامر ابن زياد بردهم ، الى السجن وبعث البشاير الى النواحى
بقتل الحسين.
٣ ـ قال المفيد :
سرّح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الحسين عليهالسلام مع خولى بن يزيد الأصبحى وحميد بن مسلم الأزدى إلى عبيد
الله بن زياد ، وأمر برءوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وكانوا اثنين وسبعين
رأسا وسرّح بها مع شمر بن ذى الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج ، فأقبلوا
حتّى قدموا بها على ابن زياد وأقام بقيّة يومه واليوم الثّانى الى زوال الشّمس ثمّ
نادى فى النّاس بالرّحيل وتوجّه الى الكوفة ومعه بنات الحسين عليهالسلام وأخواته ومن كان معهنّ من النّساء والصّبيان وعلىّ بن
الحسين عليهماالسلام فيهم وهو مريض بالذرب وقد اشفى.
لمّا رحل ابن سعد
خرج قوم من بنى أسد كانوا نزولا بالغاضريّة الى الحسين عليهالسلام وأصحابه فصلّوا عليهم ودفنوا الحسين عليهالسلام حيث قبره الآن ودفنوا ابنه علىّ
ابن الحسين الأصغر
عند رجله وحفروا للشّهداء من أهل بيته وأصحابه الّذين صرعوا حوله ممّا يلى رجلى
الحسين عليهالسلام وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا ودفنوا العبّاس بن علىّ عليهماالسلام فى موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضريّة ، حيث قبره
الآن ، ولمّا وصل رأس الحسين عليهالسلام ووصل ابن سعد من غد يوم وصوله ومعه بنات الحسين عليهالسلام وأهله.
جلس ابن زياد
للنّاس فى قصر الأمارة وأذن للنّاس اذنا عاما وأمر باحضار الرّاس فوضع بين يديه
وجعل ينظر إليه ويتبسّم وفى يده قضيب يضرب به ثناياه ، وكان الى جانبه زيد بن أرقم
صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو شيخ كبير فلمّا رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال له ارفع
قضيبك عن هاتين الشّفتين فو الله الّذي لا إله غيره لقد رأيت شفتى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهما ما لا أحصيه ثمّ انتحب باكيا.
فقال له ابن زياد
أبكى الله عينيك أتبكي لفتح الله ولو لا انّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك
فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار الى منزله وادخل عيال الحسين عليهالسلام على ابن زياد فدخلت زينب اخت الحسين عليهالسلام فى جملتهم متنكرة وعليها ارذل ثيابها فمضت حتّى جلست ناحية
من القصر وحفّت بها إماؤها فقال ابن زياد من هذه الّتي انحازت فجلست ناحية ومعها
نسائها فلم تجبه زينب فأعاد ثانية يسأل عنها.
فقال له بعض
إماؤها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فأقبل عليها ابن زياد ، فقال لها الحمد لله الّذي فضحكم
وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فقالت زينب عليهماالسلام : الحمد لله الّذي أكرمنا بنبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله وطهّرنا من الرجس تطهيرا إنمّا يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر
وهو غيرنا ، والحمد لله ، فقال ابن زياد كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك قالت كتب
الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم
وسيجمع الله بينك
وبينهم ، فتحاجّون إليه وتختصمون عنده فغضب ابن زياد واستشاط.
فقال عمرو بن حريث
ايّها الأمير انّها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ولا تذمّ على خطائها
فقال لها ابن زياد قد شفى الله نفسى من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك فرّقت زينب عليهاالسلام وبكت وقالت له لعمرى لقد قتلت كهلى وأبرت أهلى وقطعت فرعى
واجتثثت أصلى فان يشفك هذا فقد شفيت فقال لها ابن زياد هذه سجّاعة ولعمرى لقد كان
أبوها سجّاعا شاعرا فقالت ما للمرأة والسّجاعة انّ لى عن السّجاعة لشغلا ولكن صدرى
نفث لما قلت.
عرض عليه علىّ بن
الحسين عليهماالسلام فقال له من أنت فقال أنا علىّ بن الحسين عليهالسلام ، فقال أليس قد قتل الله علىّ بن الحسين ، فقال له علىّ عليهالسلام قد كان لى أخ يسمّى عليّا قتله النّاس فقال ابن زياد بل
الله قتله ، فقال على بن الحسين عليهماالسلام الله يتوفّى الأنفس حين موتها فغضب ابن زياد وقال وبك جرأة
وفيك بقيّة للرّد علىّ اذهبوا به ، فاضربوا عنقه فتعلّقت به زينب عمّته وقالت :
يا ابن زياد حسبك
من دمائنا واعتنقته وقالت والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلنى معه فنظر ابن زياد
إليها وإليه ثمّ قال عجبا للرّحم ، والله انّى لأظنّها ودّت انّى قتلتها معه دعوه
فانّى أراه لما به ثمّ قام من مجلسه حتّى خرج من القصر ودخل المسجد فصعد المنبر
فقال : الحمد لله الّذي أظهر الحقّ وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل
الكذّاب ابن الكذّاب وشيعته .
٤ ـ قال المفيد :
أخبرنى أبو عبد الله محمّد بن عمران المرزبانى ، قال : حدثني أحمد بن محمّد
الجوهرى ، قال : حدّثنا محمّد بن مهران ، قال : حدّثنا موسى بن عبد الرحمن
المسروقى ، عن عمر بن عبد الواحد ، عن إسماعيل بن راشد عن حذلم بن
__________________
سيّر ، قال قدمت
الكوفة فى المحرم سنة احدى وستين عند منصرف على بن الحسين عليهالسلام بالنسوة من كربلاء ومعهم الأجناد يحيطون بهم وقد خرج الناس
للنظر إليهم ، فلما أقبل بهم على الجمال بغير وطإ جعل نساء أهل الكوفة يبكين
ويندبن.
فسمعت على بن
الحسين عليهالسلام وهو يقول بصوت ضئيل وقد نهكته العلة وفى عنقه الجامعة ويده
مغلولة الى عنقه ألا إنّ هؤلاء النسوة يبكين فمن قتلنا قال : ورأيت زينب بنت على عليهالسلام ولم أر خفرة قط أنطق منها كأنها تفرغ عن لسان أمير
المؤمنين عليهالسلام قال وقد أومأت الى الناس أن اسكتوا فارتدّت الأنفاس وسكنت
الأصوات ، فقالت.
الحمد لله والصلاة
على أبى رسول الله صلىاللهعليهوآله أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والخذل فلا رقأت
العبرة ولا هدأت الرنة فما مثلكم إلا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون
ايمانكم دخلا بينكم ، الا وهل فيكم إلا الصلف النطف والصدر الشنف خوارون فى اللقاء
عاجزون عن الاعداء ناكثون للبيعة مضيعون للذمة «فبئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط
الله عليكم وفى العذاب أنتم خالدون» أتبكون اى والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا.
فلقد فزتم بعارها
وشنارها ولن تغسلوا دنسها عنكم أبدا فبسلل خاتم الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملا
ذخيرتكم ومفزع نازلتكم وأمارة محجتكم ومدرجة حجتكم خذلتم وله قتلتم ألا ساء ما
تزرون فتعسا ونكسا فلقد خاب السعى وتربت الأيدى وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت
عليكم الذلة والمسكنة ويلكم أتدرون أىّ كبد لمحمد فريتم وأىّ دم له سفكتم وأى
كريمة له أصبتم لقد جئتم شيئا ادّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر
الجبال هدّا.
لقد أتيتم بها
خرماء شوهاء طلاع الأرض والسماء أفعجبتم أن قطرت السماء
دما ولعذاب الآخرة
أخزى فلا يستخفنكم المهل فانه لا يحضره البدار ولا يخاف عليه فوت الثار كلا ان ربك
لبالمرصاد ، قال ثم سكتت فرأيت الناس حيارى قد ردّوا أيديهم فى أفواههم ورأيت شيخا
قد اخضلت لحيته وهو يقول كهولهم خير الكهول ونساؤهم خير النساء اذا عدو انسل لا
يخيب ولا يخزى
٥ ـ قال الطبرسى :
ثمّ نادى ابن سعد فى الناس بالرّحيل وتوجّه نحو الكوفة ومعه بنات الحسين وأخواته
ومن كان معه من النساء والصبيان وعلىّ بن الحسين فيهم وهو مريض بالذّرب وقد أشفى ،
فلما رحل ابن سعد خرج قوم من بنى أسد كانوا نزولا بالغاضريّة إلى الحسين وأصحابه
فصلّوا عليهم ودفنوا الحسين حيث قبره الآن ودفنوا ابنه علىّ بن الحسين الأصغر عند
رجليه وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الّذين صرعوا حوله حفيرة ممّا يلى رجله
فجمعوهم ودفنوهم جميعا معا ودفنوا العبّاس بن علىّ فى موضعه الّذي قتل فيه على
طريق الغاضريّة حيث قبره الآن.
لما وصل رأس
الحسين عليهالسلام ووصل ابن سعد من غد يوم وصوله جلس ابن زياد فى قصر الإمارة
وأذن للنّاس إذنا عامّا وأمر بإحضار الرأس فوضع بين يديه فجعل ينظر إليه ويتبسّم
وبيده قضيب يضرب به ثناياه وكان إلى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله وهو شيخ
كبير ، فقال : ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فو الله الّذي لا إله غيره لقد رأيت
شفتى رسول الله ما لا أحصيه يترشفهما ثمّ انتحب باكيا ، فقال له ابن زياد : أبكى
الله عينك أتبكى لقدرة الله ولو لا أنّك شيخ كبير وقد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك.
فنهض زيد بن أرقم
وصار إلى منزله وادخل عيال الحسين عليهالسلام على ابن زياد ، فدخلت زينب اخت الحسين فى جماعتهم. عليها
أرذل ثيابها فمضت حتّى
__________________
جلست ناحية من
القصر وحفّت بها إماؤها ، فقال ابن زياد : من هذا الّتي انحازت ومعها نساؤها؟ فلم
تجبه زينب فأعادها ثانية وثالثة فقال له بعض إماؤها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول
الله ، فأقبل عليها ابن زياد وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
فقالت زينب :
الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد عليهالسلام وطهّرنا من الرجس تطهيرا ، إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر
، وهو غيرنا فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟ قالت : كتب الله عليهم
القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم يوم القيامة فتحاجّون إليه
وتختصمون عنده ، فغضب ابن زياد ، واستشاط فقال عمرو بن حريث : إنّها امرأة والمرأة
لا تؤخذ بشيء من منطقها ، فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله نفسى من طاغيتك
والعصاة من أهل بيتك ، فرقّت زينب وبكت وقالت :
لعمرى لقد قتلت
كهلى وأبرت أهلى ، وقطعت فرعى فإن يشفيك هذا فقد اشتفيت ، فقال ابن زياد : هذه
سجّاعة ولعمرى لقد كان أبوها سجّاعا ، فقالت : ما للمرأة والسّجاعة وإن لى عن
السجاعة لشغلا ولكن صدرى نفثت بما قلت. وعرض عليه علىّ بن الحسين عليهماالسلام فقال له : من أنت؟ قال : أنا علىّ بن الحسين قال : أليس قد
قتل الله علىّ بن الحسين؟ فقال : كان لى أخ يسمّى عليّا فقتله النّاس ، قال ابن
زياد : بل قتله الله ، فقال علىّ بن الحسين عليهماالسلام : (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها).
فغضب ابن زياد
وقال : لك جرأة على جوابى وفيك بقيّة للرّدّ علىّ اذهبوا واضربوا عنقه ، فتعلّقت
به زينب عمّته فقالت : يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت : والله لا
أفارقه فإن قتلته فاقتلنى معه ، فنظر ابن زياد إليها ساعة وقال : عجبا للرّحم
والله لأظنّها ودّت انّى قتلتها معه ، دعوه فإنّى أراه لما به مشغول ،
ثمّ قام من مجلسه
، ولما أصبح ابن زياد بعث برأس الحسين عليهالسلام فدير به فى سكك الكوفة وقبائلها.
فروى عن زيد بن
أرقم أنّه قال : مرّ به علىّ وهو على رمح وأنا فى غرفة فلمّا حاذانى سمعته يقرأ : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ
وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فقفّ والله شعرى وناديت : رأسك يا ابن رسول الله أعجب
وأعجب ، فلما فرغ القوم من الطواف به ردّوه إلى باب القصر فدفعه ابن زياد إلى زحر
بن قيس ودفع إليه رءوس أصحابه وسرّحه إلى يزيد بن معاوية وأنفذ معه جماعة من أهل
الكوفة حتّى وردوا بها إلى يزيد بن معاوية بدمشق ، فقال يزيد : قد كنت اقنع وأرضى
من طاعتكم بدون قتل الحسين أما لو أنّى كنت صاحبه لعفوت عنه؟!
٦ ـ قال ابن شهرآشوب
: من كلام لزينب بنت على عليهالسلام يا أهل الكوفة ويا أهل الختر والختل والخذل والمكر ، فلا
رقأت الدّمعة ولا هدأت الزّفرة إنمّا مثلكم كمثل الّتي نقضت غزلها من بعد قوّة
انكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ، هل فيكم إلا الصّلف والعجب والشّنف والكذب
وملق الاماء وغمز الاعداء كمرعى على دمنة أو كقصّة على ملحودة ألا بئس ما قدّمت
لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفى العذاب انتم خالدون حتّى انتهى كلامها الى قولها
ألا ساء ما قدّمتم لانفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم.
فتعسا تعسا ونكسا
نكسا لقد خاب السّعى وتبّت الأيدى وخسرت الصّفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم
الذّلة والمسكنة ، أتدرون ويلكم أىّ كبد لمحمّد فريتم وأىّ عهد نكثتم وأىّ كريمة
أبرزتم واىّ دم له سفكتم (لَقَدْ جِئْتُمْ
شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبالُ هَدًّا) لقد جئتم بها شوهاء خرقاء طلاع الارض والسّماء أفعجبتم ان
تمطر السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى و
__________________
هم لا ينصرون ،
فلا يستخفنّكم المهل فانّه عزوجل لا يحقره البدار ولا يخشى عليه فوت ثار كلّا انّ ربّك
لناولهم بالمرصاد ثمّ انشات تقول :
ما ذا تقولون ان
قال النبيّ لكم
|
|
ما ذا فعلتم
وأنتم آخر الأمم
|
بعترتى وبأهلى
بعد مفتقدى
|
|
منهم أسارى
وقتلى ضرّجوا بدم
|
ان كان هذا
جزائى إذ نصحت لكم
|
|
ان تخلفونى بسوء
في ذوى رحمى
|
٧ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى ولما
انفصل عمر بن سعد لعنه الله عن كربلا خرج قوم من بنى أسد فصلّوا على تلك الجثث
الطواهر المرملة بالدماء ودفنوها على ما هى الآن عليه ، وسار ابن سعد بالسبى ،
فلما قاربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر إليهنّ ، قال الراوى : فاشرفت امرأة من
الكوفيات فقالت من أىّ الاسارى أنتنّ ، فقلن نحن أسارى آل محمّد صلىاللهعليهوآله فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهنّ ملاء وأزرا ومقانع
وأعطتهن فتغطّين ، قال الراوى وكان مع النساء على بن الحسين عليهالسلام قد نهكنه العلة والحسن بن الحسن المثنى وكان قد واسى عمه
وامامه فى الصبر على ضرب السيوف وطعن الرّماح وقد اثخن بالجراح.
٨ ـ روى مصنّف
كتاب المصابيح أن الحسن المثنى قتل بين يدى عمّه الحسين عليهالسلام فى ذلك اليوم سبعة عشر نفسا واصابه ثمانية عشر جراحة فوقع
فأخذه خاله أسماء بن خارجة فحمله الى الكوفة وداواه حتى برأ وحمله الى المدينة
وكان معهم أيضا زيد وعمرو ولد الحسن السبط عليهمالسلام فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون فقال على بن الحسين عليهماالسلام تنوحون وتبكون من أجلنا فمن ذا الذي قتلنا.
٩ ـ عنه قال بشير
بن خزيم الأسدي ونظرت الى زينب بنت علىّ يومئذ ولم أر خفرة والله أنطق منها كانها
تفرع من لسان أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليهالسلام
__________________
وقد أومأت الى
الناس ان اسكتوا فارتدّت الأنفاس وسكنت الأجراس ثم قالت الحمد لله والصلاة على أبى
محمّد وآله الطيبين الأخيار أما بعد يا اهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا
رقأت الدمعة ولا هدأت الرنّة إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
تتخذون أيمانكم دخلا بينكم.
الأهل فيكم الا
الصلف والنطف والصدر الشنف وملق الاماء وغمز الأعداء او كمرعى على دمنة أو كفصة
لمن على ملحودة «ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفى العذاب أنتم
خالدون» أتبكون وتنتحبون اى والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد ذهبتم بعارها
وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن
الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم
ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا
فلقد خاب السعى
وتبت الأيدى وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة ويلكم يا
أهل الكوفة أتدرون أىّ كيد لرسول الله فريتم وأىّ كريمة له أبرزتم واىّ دم له
سفكتم وأىّ حرمة له انتهكتم ولقد جئتم بها صلعاء عنقاء فقماء خرقاء شوهاء كطلاع
الارض أو ملاء السماء أفعجبتم أن مطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا
تنصرون فلا يستخفنكم المهل فانّه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار وإنّ ربكم
لبالمرصاد
١٠ ـ عنه قال
الراوى فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم فى أفواههم
ورأيت شيخا واقفا الى جنبى يبكى حتى اخضلّت لحيته وهو يقول بأبى أنتم وأمى كهولكم
خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونسائكم
__________________
خير النساء ونسلكم
خير نسل لا يخزى ولا يبرى. .
١١ ـ عنه روى زيد
بن موسى قال حدثني أبى عن جدّى عليهمالسلام قال خطبت فاطمة الصغرى بعد آن وردت من كربلاء فقالت الحمد
لله عدد الرمل والحصا وزنة العرش الى الثرى أحمده وأو من به وأتوكّل عليه وأشهد أن
لا إله الا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله صلىاللهعليهوآله وأنّ اولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا تراب.
اللهم انّى أعوذ
بك أن أفترى عليك الكذب أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه
على بن ابى طالب عليهالسلام المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس فى
بيت من بيوت الله فيه معشر مسلمة بالسنتهم تعسا لرءوسهم ما دفعت عنه ضيما فى حياته
ولا عند مماته حتى قبضته إليك محمود النقيبة طيب العريكة معروف المناقب ، مشهور
المذاهب ، لم تأخذه فيك اللهم لومة لائم وعذل عاذل هديته اللهم للاسلام صغيرا
وحمدت مناقبه كبيرا.
لم يزل ناصحا لك
ولرسولك صلىاللهعليهوآله حتى قبضته إليك زاهدا فى الدنيا غير حريص عليها راغبا فى
الآخرة مجاهدا لك فى سبيلك رضيته فاخترته فهديته الى صراط مستقيم.
أما بعد يا أهل
الكوفة يا أهل المكر والغدر والخيلاء فانا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا
فجعل بلاءنا حسنا ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ووعاء حكمته على
الأرض فى بلاده لعبادة أكرمنا الله بكرامته وفضلنا بنبيه محمّد صلىاللهعليهوآله على كثير ، ممن خلق تفضيلا بينا فكذبتمونا ورأيتم قتالنا
حلالا وأموالنا نهبا كأننا أولاد ترك وكابل كما قتلتم جدّنا بالامس وسيوفكم تقطر
من دمائنا
__________________
أهل البيت لحقد
متقدم لذلك عيونكم وفرحت قلوبكم على افتراء الله ومكر مكرتم والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم
أنفسكم الى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فان ما أصابنا من
المصائب الجليلة والرزايا العظيمة فى كتاب من قبل أن نبرئها ان ذلك على الله يسير (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ
وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) تبا لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكان قد حلّ بكم وتواثرت
من السماء نقمات فيسحتكم بعذاب ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون فى العذاب الأليم
يوم القيامة بما ظلمتمونا ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم أتدرون أية
يد طاعنتنا منكم وأية نفس نزعت الى قتالنا أم بأيّة رجل مشيتم إلينا تبغون
محاربتنا والله قست قلوبكم وغلظت أكبادكم وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم وبصركم
وسول لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فانتم لا تهتدون فتبا لكم يا أهل
الكوفة أى تراث لرسول الله صلىاللهعليهوآله قبلكم ، وذحول له لديكم بما عندتم بأخيه على بن أبى طالب
جدّى وبنيه وعترته الطيبين الاخيار فافتخر بذلك مفتخر وقال :
نحن قتلنا عليا وبنى
على
|
|
بسيوف هندية
ورماح
|
وسبينا نسائهم
سبى ترك
|
|
ونطحناهم فأى
نطاح
|
بفيك أيها القائل
الكثكث والأثلب افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهّرهم الله وأذهب عنهم الرجس فاكظم
واقع كما أقعى ابوك فانما لكلّ امرئ ما كسب وما قدمت يداه أحسدتمونا ويلا لكم على
ما فضلنا الله
فما ذنبنا ان
جاش دهرا بحورنا
|
|
وبحرك ساج ما
يوارى الدعا مصا
|
ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، ومن لم يجعل الله له
نورا فما له من
نور
١٢ ـ عنه ، قال
وخطبت أمّ كلثوم بنت علىّ عليهالسلام فى ذلك اليوم من وراء كلّتها رافعة صوتها بالبكاء فقالت يا
أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم
نسائه ونكبتموه فتبا لكم وسحقا ويلكم أتدرون أىّ دواه دهتكم وأى وزر على ظهوركم
حملتم وأىّ دماء سفكتموها وأىّ كريمة أصبتموها وأىّ صبية سلبتموها وأىّ اموال
انتهبتموها ، قتلتم خير رجالات بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ونزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا ان حزب الله هم الفائزون
وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت :
قتلتم أخى صبرا
فويل لأمكم
|
|
ستجزون نارا
حرّها يتوقد
|
سفكتم دماء حرم
الله سفكها
|
|
وحرمها القرآن ثم
محمد
|
ألا فابشروا
بالنار انكم غدا
|
|
لفى سقر حقا
يقينا تخلدوا
|
وانى لا بكى فى
حياتى على أخى
|
|
على خير من بعد
النبيّ سيولد
|
بدمع غريز مستهل مكفكف
|
|
على الخد مني
دائما ليس يجمد
|
قال الراوي فضج
الناس بالبكاء والنوح ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رءوسهنّ وخمشن وجوههن
وضربن خدودهنّ ودعون بالويل والثبور وبكى الرجال ونتفوا لحاهم فلم ير باكية وباك
اكثر من ذلك اليوم.
ثم ان زين
العابدين عليهالسلام أو ماء الى الناس ان اسكتوا فقام قائما فحمد الله واثنى
عليه وذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله ثم صلّى عليه ، ثم قال أيها الناس من عرفنى فقد عرفنى ومن
لم يعرفنى فانا أعرّفه بنفسى أنا على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهمالسلام ، أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته ، وانتهب ماله وسبى
عياله أنا ابن المذبوح
__________________
بشطّ الفرات من غير
ذحل ولا ترات أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا ، أيها الناس فانشدكم الله هل
تعلمون انكم كتبتم الى أبى وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة
وقاتلتموه فتبا لما قدمتم لانفسكم وسوءة لرأيكم بأية عين تنظرون الى رسول الله صلىاللهعليهوآله
اذ يقول لكم قتلتم عترتى وانتهكتم حرمتى فلستم من امتى.
قال الراوى فارتفعت الاصوات من كل ناحية
ويقول يعضهم لبعض هلكتم وما تعلمون فقال عليهالسلام
رحم الله أمرا قبل نصيحتى وحفظ وصيتي فى الله وفى رسوله وأهل بيته فان لنا فى رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أسوة حسنة فقالوا بأجمعهم نحن كلّنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك
زاهدين فيك ولا راغبين عنك فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك وسلم لسلمك
لناخذن يزيد لعنه الله ونبرأ ممن ظلمك.
فقال عليهالسلام
هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم أتريدون أن تأتوا
الىّ كما أتيتم الى آبائى من قبل كلا وربّ الراقصات فان الجرح لما يندمل قتل أبى
صلوات الله عليه بالأمس وأهل بيته ومعه ولم ينسى ثكل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وثكل أبى وبنى أبى وجده بين لهاتى ومرارته بين حناجرى وحلقى وغصصه تجرى من فراش
صدرى ومسئلتى ان تكونوا لا لنا ولا علينا ثم قال :
لا غرو إن قتل
الحسين فشيخه
|
|
قد كان خيرا من
حسين وأكرم
|
فلا تفرحوا يا
اهل كوفان بالذى
|
|
اصيب حسين كان
ذلك أعظم
|
قتيل بشط النهر
روحى فدائه
|
|
جزاء الذي أرداه
نار جهنم
|
ثم قال رضينا منكم
رأسا برأس فلا يوم لنا ولا يوم علينا
١٣ ـ عنه قال
الراوى ثم ان ابن زياد جلس فى القصر للناس واذن اذنا عاما وجيء برأس الحسين عليهالسلام فوضع بين يديه وادخل نساء الحسين عليهالسلام وصبيانه إليه فجلست زينب بنت على عليهالسلام متنكرة فسأل عنها فقيل زينب بنت على عليهالسلام فأقبل إليها فقال الحمد لله الذي فضحكم وأكذب احدوثتكم.
فقالت إنما يفتضح
الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا فقال ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك واهل بيتك
فقالت ما رأيت إلّا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم
وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك امك يا
ابن مرجانة.
قال الراوى فغضب
ابن زياد وكانه همّ بها فقال له عمرو بن حريث انها امراة والمرأة لا تؤخذ بشيء من
منطقها فقال لها ابن زياد لقد شفى الله قلبى من طاغتيك الحسين والعصاة المردة من
أهل بيتك فقالت لعمرى لقد قتلت كهلى وقطعت فرعى واجتثثت أصلى فان كان هذا شفاك فقد
اشتفيت فقال ابن زياد هذه سجاعة ولعمرى لقد كان أبوك شاعرا سجاعا فقالت يا ابن
زياد ما للمرأة والسجاعة ، ثم التفت ابن زياد الى على بن الحسين عليهماالسلام فقال من هذا فقيل على بن الحسين فقال أليس قد قتل الله على
بن الحسين.
فقال على عليهالسلام قد كان لى أخ يقال له علىّ بن الحسين قتله الناس ، فقال بل
الله قتله فقال على (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) فقال ابن زياد ألك جرأة على جوابى اذهبوا به فاضربوا عنقه
فسمعت به عمته زينب فقالت يا ابن زياد انك لم تبق منّا أحدا فان كنت عزمت على قتله
فاقتلنى معه ،
__________________
فقال على عليهالسلام لعمته اسكتى يا عمة حتى اكلمه ثم أقبل عليهالسلام فقال أبا القتل تهدّدنى يا ابن زياد ما علمت ان القتل لنا
عادة وكرامتنا الشهادة.
ثم أمر ابن زياد
بعلى بن الحسين عليهالسلام وأهله فحملوا الى دار جنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت
على عليهالسلام لا يدخلنّ عربية إلّا أم ولد أو مملوكة فانهن سبين كما
سبينا ثم أمر ابن زياد برأس الحسين عليهالسلام فطيف به فى سكك الكوفة ويحقّ لى ان أتمثل هنا بابيات لبعض
ذوى العقول يرثى بها قتيلا من آل الرسول :
رأس ابن بنت
محمّد ووصيه
|
|
للناظرين على
قناة يرفع
|
والمسلمون بمنظر
وبمسمع
|
|
لا منكر منهم
ولا متفجع
|
كحلت بمنظرك
العيون عماية
|
|
وأصمّ رزءك كل
اذن تسمع
|
أيقظت أجفانا
وكنت لها كرى
|
|
وانمت عينا لم
تكن بك تهجع
|
ما روضة إلّا
تمنت أنها
|
|
لك حفرة ولخط
قبرك مضجع
|
١٤ ـ قال الفتال : ارسل ابن زياد لعنه
الله الى أمّ كلثوم بنت الحسين صلوات الله عليه فقال : الحمد لله الذي قتل رجالكم
فكيف ترين ما فعل لله بكم فقالت عليهاالسلام يا ابن زياد لئن قرّت عينك بقتل الحسين عليهالسلام فطالما قرّت عين جدّه صلىاللهعليهوآله به وكان يقبّله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه يا ابن زياد
أعدّ لجده جوابا فانّه خصمك غدا .
قال حاجب عبيد
الله بن زياد لعنهم الله لما جئ برأس الحسين عليهالسلام امر فوضع بين يديه فى طشت من ذهب وجعل يضرب بقضيب فى يده
على ثناياه ، ويقول لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله فقال رجل من القوم مه
فانّى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثم حيث تضع قضيبك فقال يوم بيوم بدر ثم أمر بعلىّ بن
الحسين عليهالسلام فغلّ وحمل مع السّبايا والنّسوة الى السّجن وكنت معهم فما
مررنا بزقاق الّا
__________________
وجدناه ملأن رجالا
ونساء يضربون وجوههم ويبكون فحبسوا فى سجن وضيّق عليهم.
ثم انّ ابن زياد
لعنه الله دعا بعلىّ بن الحسين عليهماالسلام والنّسوة وأحضر رأس الحسين صلوات الله عليه وكانت زينب
ابنة علىّ فيهم فقال ابن زياد لعنه الله : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب
أحاديثكم فقالت زينب عليهاالسلام : الحمد لله الّذي اكرمنا بمحمّد وطهّرنا تطهيرا انما يفضح
الله الفاسق ويكذب الفاجر قال : كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قال : كتب عليهم
القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم ، فيتحاكمون عنده فغضب ابن زياد
لعنه الله وهمّ بها فسكّن منه عمرو بن حريث.
فقالت زينب يا ابن
زياد وحسبك ما ارتكبت منّا فلقد قتلت رجالنا وقطعت أملنا وأبحت حريمنا وسبيت
نساءنا وذرارينا فان كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت ، فأمر ابن زياد بردّهم الى
السّجن وبعث البشاير الى النّواحى بقتل الحسين .
١٥ ـ قال الدينورى
: أمر عمر بن سعد بحمل نساء الحسين وأخواته وبناته وجواريه وحشمه فى المحامل
المستورة على الإبل. وكانت بين وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين قتل الحسين خمسون عاما.
قالوا : ولما أدخل
رأس الحسين عليهالسلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة
ثنايا الحسين ، وعنده زيد بن أرقم ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : مه ، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا ، فلقد رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثمها ، ثم خنقته العبرة ، فبكى. فقال له ابن زياد : ممّ
تبكى؟ أبكى الله عينيك ، والله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.
__________________
قالوا : وكانت
الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذى الجوشن أمام عمر بن سعد ، قالوا : واجتمع أهل
الغاضريّة فدفنوا أجساد القوم ، وروى عن حميد بن مسلم قال : كان عمر بن سعد لى
صديقا ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن
حالى ، فإنه ما رجع غائب إلى منزله بشر مما رجعت به ، قطعت القرابة القربية ،
وارتكبت الأمر العظيم.
١٦ ـ روى ابو
منصور الطبرسى : عن زيد بن موسى بن جعفر ، عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال : خطبت فاطمة الصغرى عليهاالسلام بعد ان ردّت من كربلاء فقالت : الحمد لله عدد الرمل والحصى
، وزنة العرش الى الثرى ، أحمده واومن به وأتوكل عليه ، وأشهد ان لا إله الله ،
وحده لا شريك له ، وأنّ اولاده ذبحوا بشطّ الفرات من غير ذحل ولا تراث ، اللهم انى
أعوذ بك ان أفترى عليك الكذب ، وأن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه
على بن أبى طالب عليهالسلام.
المسلوب حقه ،
المقتول من غير ذنب ، كما قتل ولده بالأمس فى بيت من بيوت الله وبها معشر مسلمة
بألسنتهم ، تعسا لرؤوسهم! ما دفعت عنه ضيما فى حياته ولا عند مماته ، حتى قبضته
إليك محمود النقيبة ، طيب الضريبة ، معروف المناقب ، مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك
لومة لائم ، ولا عذل عاذل ، هديته يا ربّ للإسلام صغيرا ، وحمدت مناقبه كبيرا ،
ولم يزل ناصحا لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك ، زاهدا فى الدنيا غير
حريص عليها ، راغبا فى الآخرة مجاهدا لك فى سبيلك ، رضيته فاخترته ، وهديته الى
طريق مستقيم.
أما بعد يا أهل
الكوفة! يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، إنّا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم
بنا ، فجعل بلاءنا حسنا ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ، ووعاء
فهمه وحكمته ، وحجته فى الأرض فى بلاده لعباده ، أكرمنا الله
__________________
بكرامته ، وفضّلنا
بنبيه صلىاللهعليهوآله على كثير من خلقه تفضيلا ، فكذبتمونا ، وكفرتمونا ، ورأيتم
قتالنا حلالا ، وأموالنا نهبا ، كأنا أولاد الترك أو كابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس
، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم ، قرت بذلك عيونكم ، وفرحت به
قلوبكم ، اجتراء منكم على الله ، ومكرا مكرتم والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم
أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فإنّ ما أصابنا
من المصائب الجليلة ، والرزايا العظيمة فى كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على الله
يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحبّ كل مختال
فخور ، تبا لكم! فانتظروا اللّعنة والعذاب ، فكأن قد حلّ بكم ، وتواترت من السماء
نقمات فيسحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلدون فى العذاب الأليم يوم
القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم أتدرون أية
يد طاعنتنا منكم ، أو أية نفس نزعت إلى قتالنا ، أم بأية رجل ، مشيتم إلينا ،
تبغون محاربتنا؟! قست قلوبكم ، وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم
وبصركم ، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم ، وجعل على بصركم غشاوة فانتم لا تهتدون ،
تبا لكم يا أهل الكوفة! كم تراث لرسول الله صلىاللهعليهوآله قبلكم ، وذحوله لديكم ، ثم غدرتم بأخيه على بن أبى طالب عليهالسلام جدّى ، وبنيه عترة النبيّ الطيبين الأخيار وافتخر بذلك
مفتخر فقال :
نحن قتلنا عليا
وبنى
|
|
علىّ بسيوف
هندية ورماح
|
وسبينا نساءهم
سبى ترك
|
|
ونطحناهم فأىّ
نطاح
|
فقالت : بفيك أيها
القائل الكثكث ولك الأثلب افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهّرهم ، وأذهب عنهم الرجس
، فاكظم واقع كما أقعى أبوك ، وإنما لكل امرئ ما قدّمت يداه ، حسدتمونا ويلا لكم
على ما فضلنا الله.
فما ذنبنا ان
جاش دهر بحورنا
|
|
وبحرك ساج لا
يوارى الدعامصا
|
ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. قال : فارتفعت الأصوات
بالبكاء وقالوا : حسبك يا بنت الطّيّبين! فقد أحرقت قلوبنا ، وأنضجت نحورنا ،
وأضرمت أجوافنا ، فسكتت عليها وعلى أبيها وجدها السلام .
١٧ ـ عنه باسناده
عن خديم بن شريك الأسدي قال : لما أتى على بن الحسين زين العابدين بالنسوة من
كربلاء وكان مريضا ، واذا نساء اهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب والرجال معهن
يبكون ، فقال زين العابدين عليهالسلام ـ بصوت ضئيل وقد نهكته العلة ـ ان هؤلاء يبكون علينا فمن
قتلنا غيرهم ، فأومأت زينب بنت على بن أبى طالب عليهماالسلام الى الناس بالسكوت.
قال حذيم الأسدي :
لم أر والله خفرة قط انطق منها ، كأنها تنطق وتفرغ على لسان على عليهالسلام ، وقد أشارت الى الناس بان انصتوا فارتدّت الانفاس ، وسكنت
الأجراس ، ثم قالت ـ بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلىاللهعليهوآله ـ : أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ،
والخذل أفلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة ، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من
بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم هل فيكم إلّا الصلف والعجب ، والشنف ،
والكذب ، وملق الاماء وغمز الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ألا بئس
ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم وفى العذاب انتم خالدون.
أتبكون اخى؟ أجل
والله فابكوا فانكم أحرى بالبكاء فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ، فقد أبليتم بعارها
، ومنيتم بشنارها ولن ترحضوها أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن
الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ حربكم ، ومعاذ حزبكم ومقر سلمكم ، وآسى
كلمكم ومفزع نازلتكم ، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومدرة حججكم ومنار محجتكم ، ألا
ساء ما قدمت لكم
__________________
أنفسكم ، وساء ما
تزرون ليوم بعثكم ، فتعسا تعسا ونكسا نكسا! لقد خاب السعى ، وتبت الأيدى ، وخسرت
الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
أتدرون ويلكم اىّ كبد لمحمّد صلىاللهعليهوآله
فرثتم؟ وأىّ عهد نكثتم؟ وأىّ كريمة لله أبرزتم؟ وأىّ حرمة هتكتم وأىّ دم له سفكتم؟!
لقد جئتم شيئا إدّا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا! لقد
جئتم بها شوهاء صلعاء ، عتقاء ، سوداء ، فقماء ، خرقاء كطلاع الأرض ، أو ملأ
السماء أفعجبتم ان تمطر السماء دما ، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ، فلا
يستخفنكم المهل ، فانه عزوجل لا يحفزه البدار ولا يخشى عليه فوت الثار كلا إنّ ربك
لنا ولهم لبالمرصاد ، ثم انشأت تقول عليهالسلام
:
ما ذا تقولون إذ
قال النبيّ لكم
|
|
ما ذا صنعتم
وأنتم آخر الامم
|
بأهل بيتى
وأولادى وتكرمتى
|
|
منهم اسارى
ومنهم ضرّجوا بدم
|
ما كان ذاك
جزائى إذ نصحت لكم
|
|
ان تخلفونى بسوء
فى ذوى رحمى
|
انى لأخشى عليكم
أن يحلّ بكم
|
|
مثل العذاب الذي
أودى على ارم
|
ثم ولت عنهم ، قال
حذيم : فرأيت الناس حيارى قد ردّوا أيديهم فى أفواههم ، فالتفت الىّ شيخ فى جانبى
يبكى وقد اخضلت لحيته بالبكاء ، ويده مرفوعة الى السماء وهو يقول : بأبى وامى
كهولهم خير كهول ، ونساؤهم خير نساء ، وشبابهم خير شباب ونسلهم نسل كريم ، وفضلهم
فضل عظيم ، ثم أنشد :
كهولكم خير
الكهول ونسلكم
|
|
إذا عدّ نسل لا
يبور ولا يخزى
|
فقال على بن
الحسين عليهالسلام : يا عمة اسكتى ففى الباقى من الماضى اعتبار ، وأنت بحمد
الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة ، ان البكاء والحنين لا يردّ ان من قد
أباده الدهر ، فسكنت ، ثم نزل عليهالسلام وضرب فسطاطه ، وأنزل نسائه ودخل
الفسطاط .
١٨ ـ قال الطبرى :
أقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد ، ثمّ أمر حميد بن بكير الأحمرىّ فأذّن فى الناس
بالرحيل إلى الكوفة ، وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان ،
وعلىّ بن الحسين مريض .
١٩ ـ عنه قال أبو
مخنف : فحدّثنى أبو زهير العبسىّ ، عن قرّة بن قيس التميمىّ ، قال : نظرت إلى تلك
النسوة لما مررن بحسين وأهله وولده صحن ولطمن وجوههنّ. قال : فاعترضتهنّ على فرس ،
فما رأيت منظرا من نسوة قطّ كان أحسن من منظر رأيته منهنّ ذلك اليوم والله لهنّ
أحسن من مهايبرين. قال : فما نسيت من الأشياء لا أنس قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت
بأخيها الحسين صريعا وهى تقول.
يا محمّداه! يا
محمّداه! صلّى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء مرمّل بالدماء ، مقطّع
الأعضاء ، يا محمّداه! وبناتك سبايا ، وذريتك مقتّلة ، تسفى عليها الصّبا. قال :
فأبكت والله كلّ عدوّ وصديق ، قال : وقطف رءوس الباقين ، فسرح باثنين وسبعين رأسا
مع شمر بن ذى الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج وعزرة بن قيس ، فأقبلوا حتى
قدموا بها على عبيد الله بن زياد .
٢٠ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال: دعانى عمر بن سعد
فسرّحنى إلى أهله لأبشرّهم بفتح الله عليه وبعافيته ، فأقبلت حتى أتيت أهله ،
فأعلمتهم ذلك ، ثمّ أقبلت حتى أدخل فأجد ابن زياد قد جلس للناس ، وأجد الوفد قد
قدموا عليه ، فأدخلهم ، وأذن للناس ، فدخلت فيمن دخل ، فإذا رأس الحسين موضوع بين
يديه ، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيّتيه
__________________
ساعة ، فلما رآه
زيد بن أرقم لا ينجم عن نكته بالقضيب.
قال له : اعل بهذا
القضيب عن هاتين الثنيتين ، فو الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتى رسول الله صلىاللهعليهوآله على هاتين الشفتين يقبّلهما ، ثم انفضخ الشيخ يبكى ، فقال
له ابن زياد : أبكى الله عينيك! فو الله لو لا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت
عنقك ، قال : فنهض فخرج ، فلمّا خرج سمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد بن
أرقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله ، قال : فقلت : ما قال : قالوا : مرّ بنا وهو
يقول : ملّك عبد عبدا ، فأتّخذهم تلدا ، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم ،
قتلتم ابن فاطمة ، وأمرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد شراركم ، فرضيتم
بالذلّ ، فبعدا لمن رضى بالذل!
قال : فلمّا دخل
برأس الحسين وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيد الله بن زياد قال : من هذه الجالسة؟
فلم تكلّمه ، فقال ذلك ثلاثا ، كلّ ذلك لا تكلّمه فقال بعض إمائها هذه زينب ابنة
فاطمة قال : فقال لها عبيد الله الحمد لله الّذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
فقالت الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد صلىاللهعليهوآله
وطهرنا تطهيرا لا كما تقول أنت انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر قال : فكيف رأيت
صنع الله بأهل بيتك ، قالت كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك
وبينهم فتحاجّون إليه وتخاصمون عنده قال فغضب ابن زياد واستشاط قال : فقال له عمرو
ابن حريث أصلح الله الأمير إنما هى امراة وهل تؤاخذ المرأة بشيء من منطقها إنها لا
تؤاخذ بقول ولا تلام على خطل.
فقال لها ابن زياد
قد أشفى الله نفسى من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك قال فبكت ثم قالت لعمرى
لقد قتلت كهلى وأبرت أهلى وقطعت فرعى واجتثثت أصلى فإن يشفك هذا فقد اشتفيت فقال
لها عبيد الله هذه سجاعة قد
لعمرى كان أبوك
شاعرا سجاعا قالت ما للمراة والسجاعة انّ لى عن السجاعة لشغلا ولكن نفسى ما اقول .
٢١ ـ عنه ، قال
أبو مخنف وأما سليمان بن أبى راشد فحدثنى عن حميد بن مسلم ، قال انى لقائم عند ابن
زياد ، حين عرض عليه علىّ بن الحسين فقال له ما اسمك قال أنا على بن الحسين قال أو
لم يقتل الله علىّ بن الحسين فسكت ، فقال له ابن زياد مالك لا تتكلم ، قال قد كان
لى أخ يقال له أيضا علىّ فقتله الناس ، قال إنّ الله قد قتله قال فسكت على فقال له
ما لك لا تكلم قال : (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ
اللهِ) قال أنت والله منهم فقال لرجل عنده اقتله.
فقال على بن
الحسين : من توكّل بهؤلاء والنسوة وتعلقت به زينب عمّته فقالت يا ابن زياد حسبك
منّا أما رويت من دمائنا وهل أبقيت منا أحدا قال فاعتنقته فقالت أسألك بالله إن
كنت مؤمنا إن قتلته لمّا قتلتنى معه قال وناداه على فقال يا ابن زياد ان كانت بينك
وبينهن قرابة فابعث معهنّ رجلا تقبّا بصحبهنّ صحبة الاسلام قال فنظر إليها ساعة ثم
نظر الى القوم فقال عجبا للرحم والله إنى لأظنها ودّت لو أنّى قتلته أنّى قتلتها
معه دعوا الغلام انطلق مع نسائك .
٢٢ ـ قال محمّد بن
إسحاق كان على بن حسين الاصغر مريضا نائما على فراش فقال شمر بن ذى الجوشن الملعون
اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه : سبحان الله أتقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل
وجاء عمر بن سعد فقال لا تعرضوا لهولاء النسوة ولا لهذا المريض.
قال على بن حسين
فغيّبنى رجل منهم وأكرم نزلى واحتضننى وجعل يبكى كلّما خرج ودخل حتى كنت أقول ان
يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا إلى
__________________
أن نادى منادى ابن
زياد ألا من وجد علىّ بن حسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم ، قال فدخل
والله علىّ وهو يبكى وجعل يربط يدى الى عنقى وهو يقول : أخاف فاخرجنى والله إليهم
مربوطا حتى دفعنى إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وانا أنظر إليه.
فأخذت فأدخلت على
ابن زياد فقال ما اسمك فقلت على بن حسين قال أو لم يقتل الله عليّا قال : قلت كان
لى أخ يقال له علىّ أكبر منى قتله الناس ، قال بل الله قتله قلت الله يتوفّى
الأنفس حين موتها فأمر بقتله فصاحت زينب بنت على بابن زياد حسبك من دمائنا أسألك
بالله إن قتلته إلّا قتلتنى معه فتركه.
قال : ولمّا امر
عمر بن سعد بثقل الحسين أن يدخل الكوفة إلى عبيد الله بن زياد ، وبعث إليه برأسه
مع خولى بن يزيد الأصبحى ، فلمّا حمل النساء والصبيان فمرّوا بالقتلى صرخت امرأة
منهم يا محمداه هذا حسين بالعراء مرمّل بالدماء وأهله ونساؤه سبايا ، فما بقى
صدّيق ولا عدوّ الا اكبّ باكيا ثمّ قدم بهم على عبيد الله بن زياد فقال عبيد الله
من هذه.
فقالوا زينب بنت
على بن أبى طالب فقال كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك قالت كتب عليهم القتل فبرزوا
إلى مضاجعهم وسيجمع الله بيننا وبينك وبينهم ، قال الحمد لله الذي قتلكم وأكذب
حديثكم قالت الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهّرنا تطهيرا ، فلمّا وضعت الرءوس بين
يدى عبيد الله بن زياد جعل يضرب بقضيب معه على فىّ الحسين وهو يقول :
يفلقن هاما من
أناس اعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأشأما.
|
فقال له زيد بن أرقم لو نحيت هذا القضيب
فانّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان يضع فاه على موضع هذا القضيب .
__________________
٢٣ ـ عنه قال أخبرنا سليمان بن حرب ،
قال حدثنا حماد بن سلمة ، عن على ابن زيد ، عن أنس بن مالك قال شهدت عبيد الله بن
زياد حيث أتى برأس الحسين عليهالسلام
قال فجعل ينكت بقضيب معه على أسنانه ويقول إن كان لحسن الثغر قال فقلت والله
لأسوأنك فقلت أما أنى قد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
تقبل موضع قضيبك من فيه.
٣٠ ـ باب شهادة عبد الله بن عفيف
١ ـ قال المفيد :
قام عبد الله بن عفيف الأزدى وكان من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام فقال لابن زياد يا عدوّ الله انّ الكذّاب أنت وأبوك والّذي
ولّاك وأبوه يا ابن مرجانة تقتل أولاد النبيّين وتقوم على المنبر مقام الصّديقين ،
فقال ابن زياد علىّ بن فاخذته الجلاوزة فنادى شعار الأزد فاجتمع منهم سبعمائة
فانتزعوه من الجلاوزة فلمّا كان اللّيل أرسل إليه ابن زياد من أخرجه من بيته فضرب
عنقه وصلبه فى السّبخة رحمة الله عليه .
٢ ـ قال ابن طاوس
: قال الراوى ثم ان ابن زياد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال فى بعض كلامه
: الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الكذاب بن
الكذاب فما زاد على الكلام شيئا حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدى ، وكان من
خيار الشيعة ، وزهادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت فى يوم الجمل والأخرى فى يوم صفين
وكان يلازم المسجد الأعظم ، يصلّى فيه الى الليل.
__________________
فقال يا ابن زياد
إنّ الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عدوّ الله أتقتلون أبناء
النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين ، قال الراوى فغضب ابن زياد وقال
من هذا المتكلّم فقال : أنا المتكلم يا عدوّ الله أتقتل الذرية الطاهرة التي قد
أذهب الله عنها الرجس وتزعم انك على دين الاسلام وا غوثاه أين أولاد المهاجرين
والأنصار لينتقمون من طاغتيك اللعين بن اللعين على لسان رسول رب العالمين.
قال الراوى :
فازداد غضب ابن زياد حتّى انتفخت أوداجه وقال علىّ به فتبادرت إليه الجلاوزة من كل
ناحية لياخذوه فقامت الأشراف من الازد من بنى عمه فخلّصوه من أيدى الجلاوزة
وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به الى منزله ، فقال ابن زياد اذهبوا الى هذا
الأعمى أعمى الازد أعمى الله قلبه ، كما أعمى عينه فاتونى به قال فانطلقوا إليه
فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم ، قال بلغ
ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمّهم الى محمّد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم.
قال الراوى
فاقتتلوا قتالا شديدا حتّى قتل بينهم جماعة من العرب قال ووصل اصحاب ابن زياد الى
دار عبد الله بن عفيف فكسروا الباب واقتحموا عليه فصاحت ابنته اتاك القوم من حيث
تحذر فقال لا عليك ناولينى سيفى قال فناولته اياه فجعل يذبّ عن نفسه ويقول:
انا ابن ذى
الفضل عفيف الطاهر
|
|
عفيف شيخى وابن
أمّ عامر
|
كم دارع من
جمعكم وحاسر
|
|
وبطل جدلته
مغاور
|
قال وجعلت ابنته
تقول يا أبت ليتنى كنت رجلا أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلى العترة
البررة قال وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة وهو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه أحد
وكلما جاءه من جهة قالت يا أبت جاءوك من
جهة كذا حتى
تكاثروا عليه وأحاطوا به فقالت بنته واذلّاه يحاط بأبى وليس له ناصر يستعين به
فجعل يدير سيفه ويقول :
اقسم لو يفسح لى
عن بصرى
|
|
ضاق عليك موردى
ومصدرى
|
قال الراوى فما
زالوا به حتى أخذوه ثم حمل فادخل على ابن زياد فلما رآه قال الحمد لله الذي أخزاك
فقال له عبد الله بن عفيف : يا عدوّ الله وبما ذا أخزانى الله :
والله لو فرج لى
عن بصرى
|
|
ضاق عليكم موردى
ومصدرى
|
فقال ابن زياد يا
عدوّ الله ما تقول فى عثمان بن عفان فقال يا عبد بنى علاج يا ابن مرجانة وشتمه ما
أنت وعثمان بن عفان أساء وأحسن واصلح أم فسدوا لله تبارك وتعالى ولىّ خلقه يقضى
بينهم وبين عثمان بالعدل والحقّ ولكن سلنى عن أبيك وعنك وعن يزيد وأبيه فقال ابن
زياد لأسألنك عن شيء أو تذوق الموت غصة بعد غصة.
فقال عبد الله بن
عفيف : الحمد لله ربّ العالمين أما أنى قد كنت أسأل الله ربى أن يرزقنى الشهادة من
قبل أن تلدك أمك وسألت الله ان يجعل ذلك على يدى ألعن خلقه وأبغضهم إليه فلما كف
بصرى يئست عن الشهادة والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها وعرفنى
الإجابة منه فى قديم دعائى فقال ابن زياد اضربوا عنقه فضربت عنقه وصلب فى السبخة .
٣ ـ قال سبط ابن
الجوزى : قال ابن أبى الدنيا : ثم جمع ابن زياد الناس فى المسجد ، ثم خطب وقال :
الحمد لله الذي قتل الكذاب ابن الكذاب حسين وشيعته ، فقام إليه عبد الله بن عفيف
الازدى وكان منقطعا فى المسجد ذهبت عينه اليمنى مع علىّ عليهالسلام يوم صفين فقال يا ابن مرجانة الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك
والذي
__________________
ولاك يا ابن
مرجانة أتقتلون أولاد النبيين ، وتتكلمون بكلام الفاسقين ، فقال ابن زياد دونكم
واياه ، فصاح عفيف بشعار الازد فثار إليه منهم سبعمائة رجل فحملوه الى داره .
٤ ـ قال الطبرى :
قال حميد بن مسلم : لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس ، نودى : الصلاة جامعة!
فاجتمع الناس فى المسجد الأعظم ، فصعد المنبر ابن زياد فقال : الحمد لله الذي أظهر
الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن
الكذّاب ، الحسين بن على وشيعته ، فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتى وثب إليه عبد
الله بن عفيف الأزدىّ ثم الغامدىّ ، ثم أحد بنى والبة ـ وكان من شيعة علىّ عليهالسلام ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علىّ ، فلما كان
يوم صفّين ضرب على رأسه ضربة ، وأخرى على حاجبه ، فذهبت عينه الأخرى ، فكان لا
يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلى فيه إلى الليل ثم ينصرف.
قال : فلمّا سمع
مقالة ابن زياد ، قال : يا ابن مرجانة إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك والذي
ولّاك وأبوه ، يا ابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيّين ، وتكلّمون بكلام الصدّيقين!
فقال ابن زياد : علىّ به ، قال : فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه ، قال : فنادى بشعار
الأزد : يا مبرور ـ قال وعبد الرحمن بن مخنف الأزدىّ جالس ـ فقال : ويح غيرك!
أهلكت نفسك ، وأهلكت قومك ، قال : وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل ،
قال : فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه فأتوا به أهله ، فأرسل إليه من أتاه به ،
فقتله ، وأمر بصلبه فى السّبخة ، فصلب هنا لك
__________________
٤ ـ باب ما جرى لاهل بيته عليهالسلام فى دمشق
١ ـ قال الصدوق :
أمر ابن زياد بالسبايا ورأس الحسين فحملوا الى الشام فلقد حدث جماعة كانوا خرجوا
فى تلك الصحبة انهم كانوا يسمعون بالليالى نوح الجنّ على الحسين عليهالسلام الى الصباح وقالوا فلمّا دخلنا دمشق ادخل بالنساء والسبايا
بالنهار مكتشفات الوجوه ، فقال أهل الشام الجفاة ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء فمن
أنتم فقالت سكينة ابنة الحسين نحن سبايا آل محمّد فاقيموا على درج المسجد حيث يقام
السبايا وفيهم على بن الحسين عليهماالسلام وهو يومئذ فتى شابّ فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال
لهم : الحمد لله الذي قتلكم وأهلكم وقطع قرن الفتنة فلم يألوا عن شتمهم.
فلما انقضى كلامه
قال له على بن الحسين عليهالسلام : أما قرأت كتاب الله عزوجل قال نعم قال : أما قرأت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال بلى قال : فنحن أولئك ثم قال أما قرأت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) قال بلى قال فنحن هم ، فهل قرأت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال بلى قال فنحن هم فرفع الشامى يده الى السماء ثم قال :
اللهم انّى أتوب إليك ثلاث مرات ، اللهم انى أبرأ إليك من عدوّ آل محمد ومن قتلة
أهل بيت محمّد لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم.
ثم ادخل نساء
الحسين عليهالسلام على يزيد بن معاوية فصحن نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله
ولو لن وأقمن الماتم ووضع رأس الحسين بين يديه فقالت سكينة والله ما رأيت أقسى
قلبا من يزيد ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا
أجفأ منه وأقبل
يقول وينظر الى الرأس :
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الاسل
|
ثم امر برأس
الحسين فنصب على باب مسجد دمشق فروى عن فاطمة بنت علىّ عليهالسلام ، انها قالت لما اجلسنا بين يدى يزيد بن معاوية رقّ لنا
أوّل شيء وألطفنا ثم انّ رجلا من أهل الشام أحمر ، قام إليه فقال يا أمير المؤمنين
هب لى هذه الجارية تعيننى ، وكنت جارية وضيئة فارعبت وفزعت وظننت انه يفعل ذلك
فاخذت بثياب اختى وهى اكبر منى ، وأعقل فقالت كذبت والله ولعنت ما ذاك لك ولا له
فغضب يزيد فقال بل كذبت والله لو شئت لفعلته قالت لا والله ما جعل الله ذلك لك الا
ان تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا.
فغضب يزيد ثم قال
اياى تستقبلين بهذا انما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت بدين الله ودين أبى واخى
وجدّى اهتديت أنت وجدّك وأبوك قال كذبت يا عدوّة الله قالت أمير يشتم ظالما ويقهر
بسلطانه قالت فكانه لعنه الله استحيا فسكت فأعاد الشامى فقال يا أمير المؤمنين هب
لى هذه الجارية فقال له اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا .
٢ ـ حدثني محمّد
بن على ماجيلويه رحمهالله عن عمه محمّد بن أبى القاسم ، عن محمّد بن على الكوفى ، عن
نصر بن مزاحم ، عن لوط بن يحيى ، عن الحرث بن كعب ، عن فاطمة بنت علىّ صلوات الله
عليهما ان يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين عليهالسلام فحبس مع علىّ بن
الحسين عليهالسلام فى محبس لا يكنّهم من حرّ ولا قرّ حتّى تقشرت وجوههم ولم
يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض الا وجد تحته دم عبيط وأبصر الناس الشمس على
الحيطان حمراء كأنه الملاحف المعصفرة الى ان خرج على بن الحسين عليهالسلام بالنسوة وردّ رأس الحسين الى كربلاء
__________________
٣ ـ قال المفيد :
لمّا اصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين عليهالسلام فدير به فى سكك الكوفة كلّها وقبايلها فروى عن زيد بن أرقم
انّه قال مرّ به علىّ وهو على رمح وأنا فى غرفة لى ، فلمّا حاذانى سمعته يقرأ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ
وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فقفّ والله شعرى ، وناديت رأسك والله يا ابن رسول الله
أعجب وأعجب ولمّا فرغ القوم من الطواف به فى الكوفة ردّوه الى باب القصر ، فدفعه ،
ابن زياد الى زحر بن قيس ودفع إليه رءوس أصحابه وسرّحه الى يزيد بن معاوية وأنفذ
معه ابا بردة بن عوف الأزدى وطارق بن أبى ظبيان فى جماعة من أهل الكوفة حتّى وردوا
بها على يزيد بن معاوية بدمشق
٤ ـ عنه روى عبد
الله بن ربيعة الحميرى قال انّى لعند يزيد بن معاوية بدمشق اذ أقبل زحر بن قيس
حتّى دخل عليه فقال له يزيد ويلك ما ورائك وما عندك فقال أبشر يا أمير المؤمنين
بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين بن علىّ عليهماالسلام فى ثمانية عشر رجلا من أهل بيته وستّين من شيعته فسرنا
إليهم ، فسألناهم ان يتسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو
القتال فاختار والقتال على الاستسلام فعدونا عليهم مع شروق الشّمس فأحطنا بهم من
كلّ ناحية حتّى اذا أخذت السّيوف مأخذها من هام القوم وجعلوا يهربون الى غير وزر
ويلوذون منّا بالآكام والحفر لواذا كما لاذ الحمام من صقر.
فو الله يا أمير
المؤمنين ما كانوا الّا جزر جزور أو نومة قائل حتّى أتينا على آخرهم فهاتيك
أجسادهم مجرّدة وثيابهم مرملة وخدودهم معفّرة تصهرهم الشّموس وتسفى عليهم الرّياح
زوّارهم العقبان والرّخم ، فأطرق يزيد هنيئة ثمّ رفع رأسه فقال قد كنت أرضى من
طاعتكم بدون قتل الحسين عليهالسلام ، أما لو أنّى صاحبه لعفوت عنه
__________________
٥ ـ عنه ثمّ انّ
عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليهالسلام أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا وأمر بعلىّ بن الحسين عليهماالسلام فغلّ الى عنقه ثمّ سرّح بهم فى أثر الرّءوس مع محفّر بن
ثعلبة العائذى وشمر بن ذى الجوشن فانطلقوا بهم حتّى لحقوا بالقوم الّذين معهم
الرّأس ولم يكن علىّ بن الحسين يكلّم أحدا من القوم الّذين معهم الرّاس فى الطّريق
كلمة حتّى بلغوا فلمّا انتهوا الى باب يزيد رفع محفّر بن ثعلبة صوته ، فقال هذا
محفّر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللّئام الفجرة فأجابه علىّ بن الحسين عليهماالسلام ما ولدت أمّ محفّر أشرّ وألأم ، قال ولمّا وضعت الرّءوس
بين يدى يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام قال يزيد :
ففلق هاما من
رجال أعزّة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
فقال يحيى بن
الحكم أخو مروان بن الحكم وكان جالسا مع يزيد :
لهام بأدنى
الطّف أدنى قرابة
|
|
من ابن زياد
العبد ذى الحسب الوغل
|
أميّة امسى
نسلها عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله
ليس لها نسل
|
فضرب يزيد فى صدر
يحيى بن الحكم يده وقال اسكت ثمّ قال لعلىّ بن الحسين عليهماالسلام يا ابن حسين أبوك قطع رحمى وجهل حقّى ونازعنى سلطانى فصنع
الله به ما قدر رأيت فقال علىّ بن الحسين عليهماالسلام : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) فقال يزيد لابنه خالد اردد عليه فلم يدر خالد ما يردّ عليه
فقال له يزيد قل (ما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ).
ثمّ دعى بالنّساء
والصّبيان فاجلسوا بين يديه فراى هيئة قبيحة فقال قبّح الله ابن مرجانة لو كانت
بينه وبينكم قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم على هذه الحالة فقالت فاطمة
بنت الحسين عليهالسلام ، فلمّا جلسنا بين يدى يزيد رقّ لنا ، فقام إليه رجل من
أهل الشّام أحمر ، فقال يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية
يعنينى وكنت جارية
وضيئة فارعدت وظننت انّ ذلك جائز لهم ، فاخذت بثياب عمّتى زينب وكانت تعلم انّ ذلك
لا يكون ، فقالت عمّتى للشّامى كذبت والله ما ذاك لك ولا له.
فغضب يزيد وقال
كذبت انّ ذلك لى ولو شئت أن أفعل لفعلت قالت كلّا والله ما جعل الله لك ذلك إلّا
ان تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها فاستطار يزيد غضبا وقال ايّاى تستقبلين بهذا إنمّا
خرج من الدّين أبوك وأخوك قالت : بدين الله ودين أبى ودين أخى اهتديت أنت وجدّك
وأبوك ، ان كنت مسلما قال كذبت يا عدوّة الله قالت له أنت أمير تشتم ظالما وتقهر
بسلطانك فكانّه استحيا وسكت ، فعاد الشّامى فقال هب لى هذه الجارية فقال له يزيد
أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا ، ثمّ أمر بالنّسوة ان ينزلن فى دار على حدة معهنّ
أخوهنّ علىّ بن الحسين عليهماالسلام فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد فأقاموا أيّاما
٦ ـ قال الطبرسى :
فلما فرغ القوم من الطواف به ردّوه إلى باب القصر ، فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس
ودفع إليه رءوس أصحابه ، وسرّحه إلى يزيد بن معاوية وأنفذ معه جماعة من أهل الكوفة
حتّى وردوا بها إلى يزيد بن معاوية بدمشق ، فقال يزيد : قد كنت أقنع وأرضى من
طاعتكم بدون قتل الحسين ، أما لو أنّى كنت صاحبه لعفوت عنه.
ثم إنّ عبيد الله
بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا وأمر بعلىّ بن الحسين
أن يغلّ فى عنقه ثمّ سرّح به إلى أثر الرأس مع محفر بن ثعلبة العائذىّ وشمر بن ذى
الجوشن ، فانطلقا بهم حتّى لحقوا بالقوم الّذين معهم الرأس ، ولم يكن علىّ بن
الحسين عليهماالسلام يكلّم أحدا من القوم فى الطريق كلمة حتّى بلغوا باب يزيد
بن معاوية فرفع محفر بن ثعلبة صوته فقال : أتى محفر بن ثعلبة
__________________
أمير المؤمنين
باللّئام الفجرة ، فأجابه علىّ بن الحسين عليهالسلام : ما ولدت أمّ محفر أشرّ والأم ، ولمّا وضعت الرءوس بين
يدى يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام قال يزيد :
ففلّق هاما من
رجال أعزّة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
فقال يحيى بن
الحكم أخو مروان بن الحكم وكان جالسا مع يزيد :
لهام بأدنى
الطفّ أدنى قرابة
|
|
من ابن زياد
العبد ذى الحسب الوغل
|
أميّة أمسى
نسلها عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله
ليس لها نسل
|
فضرب يزيد فى صدر
يحيى بن الحكم وقال : اسكت ، ثم قال لعلىّ بن الحسين عليهالسلام : أبوك قطع رحمى وجهل حقّى ونازعنى سلطانى فصنع الله به ما
قد رأيت ، فقال علىّ بن الحسين : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه ، فلم يدر خالد ما يردّ
عليه فقال له يزيد : قل (ما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يدى فرأى هيئة
قبيحة.
فقال : قبّح الله
ابن مرجانة لو كانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا ،
قالت فاطمة بنت الحسين عليهماالسلام : فلمّا جلسنا بين يديه رقّ لنا فقام رجل من أهل الشام
فقال : يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية يعنينى وكنت جارية وضيئة فارعدت وظننت
أنّ ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمّتى زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون فقالت
عمّتى للشامى : كذبت ولؤمت ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال : كذبت إنّ ذلك لى ولو
شئت لفعلت ، قالت : كلّا والله ما جعل الله ذلك لك إلّا أن تخرج من ملّتنا وتدين
بغيرها.
فاستطار يزيد غضبا
وقال : إيّاى تستقبلين بهذا إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك ، قالت زينب بدين الله
وبدين أبى وأخى اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلما ، قال : كذبت يا عدوّة الله ،
قالت : أنت أمير تشتم ظالما وتقهر
بسلطانك ، فإنّه
استحيا وسكت ، فعاد الشامى فقال : هب لى هذه الجارية فقال له يزيد : اعزب وهب الله
لك حتفا قاضيا ، ثم أمر بالنسوة أن ينزلن فى دار على حدة ، معهنّ علىّ بن الحسين
زين العابدين عليهماالسلام فأنزلوهم دارا تتصل بدار يزيد فأقاموا أيّاما .
٧ ـ قال الفتال ثم
أمر ابن زياد بالسّبايا ورأس الحسين فحملوا الى الشّام ، ولقد حدّث جماعة كانوا
خرجوا فى تلك الصّحبة انّهم كانوا يسمعون باللّيالى نوح الجنّ على الحسين عليهالسلام الى الصّباح وقالوا : لمّا دخلنا دمشق ادخل بالنساء
والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه ، فقال أهل الشام الجفاة ، ما رأينا سبايا أحسن من
هؤلاء فمن أنتم فقالت سكينة بنت الحسين عليهالسلام نحن سبايا آل محمّد فأقيموا على درج المسجد حيث يقام
السّبايا وفيهم على بن الحسين عليهالسلام ، وهو يومئذ فتى شاب فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشّام فقال
لهم : الحمد لله الّذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة فلم يأل عن شتمهم.
فلمّا انقضى كلامه
فقال له علىّ بن الحسين عليهماالسلام أما قرأت كتاب
الله عزوجل قال نعم قال أما قرأت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال بلى قال فنحن اولئك ثمّ قال أما قرأت (آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) قال بلى قال فنحن هم ثمّ قال فهل قرأت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال بلى قال فنحن هم فرفع الشّامى يده الى السّماء ثمّ
قال.
اللهمّ انّى أتوب
إليك ثلث مرّات ، اللهم انّى أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد ومن قتل أهل بيت محمّد
لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم ، ثمّ ادخل نساء الحسين عليهالسلام على يزيد بن معاوية لعنهما الله وأخزاهما فصحن نساء أهل
يزيد وبنات معاوية وأهله وو لو لن وأقمن الماتم ووضع رأس الحسين عليهالسلام بين يديه لعنه
__________________
الله فقالت سكينة
والله ما رأيت أقسى قلبا من يزيد ولا رأيت كافرا ولا مشركا أشرّ منه ولا أجفا منه
ووضع الرأس بين يديه وأقبل يزيد ويقول وينظر إلى الرّاس :
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الأسل
|
لاستهلّوا
واستطاروا فرحا
|
|
ولقالوا يا يزيد
لا تشل
|
ما أبالى بعد
فعلى بهم
|
|
نزل الويل عليهم
أم رحل
|
لست من خندف إن
لم انتقم
|
|
من بنى أحمد ما
كان فعل
|
قد قتلنا الشيب
من أبنائهم
|
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل
|
فبذاك الشيخ
أوصانى به
|
|
فاتبعت الشيخ فى
قصد سبل
|
لعبت هاشم
بالملك فلا
|
|
خبر جاء ولا وحى
نزل
|
ثمّ امر برأس
الحسين عليهالسلام فنصب على باب مسجد دمشق فروى عن فاطمة بنت على عليهالسلام انّها قالت لما أجلسنا بين يدى يزيد لعنه الله رقّ لنا
اوّل شيء والطفنا ، ثمّ إنّ رجلا من أهل الشام أحمر ، قام إليه فقال له يا أمير
المؤمنين هب لى هذه الجارية ، يعنينى وكنت جارية وضيئة فارعبت وفزعت وظننت أنّه
يفعل ذلك فاخذت بثياب أختى وهى اكبر منّى وأعقل فقالت كذبت والله ولعنت ما ذاك لك
ولا له فغضب يزيد لعنه الله وقال بل كذبت والله لو شئت لفعلته.
قالت والله ما جعل
الله ذلك لك الّا ان تخرج من ملّتنا وتدين بغير ديننا ، فغضب يزيد لعنه الله قال
إيّاى تستقبلين بهذا إنمّا خرج من الدّين أبوك وأخوك فقالت بدين الله ودين جدّى
وأبى واخى اهتديت أنت وجدّك وأبوك قال كذبت يا عدوة الله قالت أمير يشتم ظالما
ويقهر بسلطانه قالت فكانّه لعنه الله استحيا فسكت فعاد الشّامى لعنه الله فقال يا
أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية فقال اعزب وهبك الله حتفا قاضيا ثمّ انّ يزيد
لعنه الله امر بنساء الحسين عليهالسلام فحبسن مع علىّ بن
الحسين عليهماالسلام فى مجلس لا يكنّهم من حرّ ولا برد حين تقشّرت وجوههن .
٨ ـ قال ابن
شهرآشوب : قال الطّبرى والبلاذرى والكوفى لمّا وضعت الرّءوس بين يدى يزيد جعل يضرب
بقضيبه على ثنيته ثمّ قال يوم بيوم بدر وجعل يقول :
تفلّق هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
قال يحيى بن الحكم
أخو مروان :
لهام بجنب الطفّ
أدنى قرابة
|
|
من ابن زياد
العبد ذى الحسب الوغل
|
سميّئة أمسى
نسلها عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله
أمست بلا نسل
|
فضرب يزيد فى صدر يحيى وقال اسكت لا أمّ
لك ، فقال ابو برزة ادفع قضيبك يا فاسق فو الله رايت شفتى رسول الله صلىاللهعليهوآله
مكان قضيبك يقبله فرفع وهو يتدمّر مغضبا على الرّجل وزاد غيرهم فى الرّواية انّه
جعل يتمثّل بقول ابن الزبعرى يوم احد :
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الأسل
|
لأهلّوا
واستطاروا فرحا
|
|
ولقالوا يا يزيد
لا تشل
|
قد قتلنا السّبط
من أسباطهم
|
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل
|
لست من خندف ان
لم أنتقم
|
|
من بنى أحمد ما
كان فعل
|
لعبت هاشم
بالدّين فلا
|
|
خبر جاء ولا وحى
نزل
|
٩ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى وكتب
عبيد الله بن زياد الى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين عليهالسلام وخبر أهل بيته وكتب أيضا إلى عمرو بن سعيد بن العاص أمير
المدينة بمثل ذلك أمّا عمرو فحيث وصله الخبر صعد المنبر وخطب الناس وأعلمهم ذلك
فعظمت واعية بنى هاشم وأقاموا المصائب والماتم وكانت
__________________
زينب بنت عقيل بن
ابى طالب عليهالسلام تندب الحسين عليهالسلام وتقول :
ما ذا تقولون ان
قال النبيّ لكم
|
|
ما ذا فعلتم
وأنتم آخر الامم
|
بعترتى وباهلى
بعد مفتقدى
|
|
منهم اسارى
ومنهم ضرّجوا بدم
|
ما كان هذا جزائى
اذ نصحت لكم
|
|
ان تخلفونى بسوء
فى ذوى رحمى
|
فلما جاء الليل
سمع أهل المدينة هاتفا ينادى :
أيها القاتلون
جهلا حسينا
|
|
ابشروا بالعذاب
والتنكيل
|
كلّ أهل السماء
يدعو عليكم
|
|
من نبىّ وما لك
وقبيل
|
قد لعنتم على
لسان ابن داود
|
|
وموسى وصاحب الانجيل
|
أما يزيد بن
معاوية فانه لما وصله كتاب عبيد الله بن زياد ووقف عليه أعاد الجواب إليه يأمره
فيه بحمل رأس الحسين عليهالسلام ورءوس من قتل معه وبحمل أثقاله ونسائه وعياله فاستدعى ابن
زياد بمحفر بن ثعلبة العائذى فسلّم إليه الرءوس والأسرى والنساء فصار بهم محفر الى
الشام كما ياسر بسبايا الكفار يتصفح وجوههنّ أهل الاقطار .
١٠ ـ عنه ، روى
ابن لهيعة وغيره حديثا أخذنا منه موضع الحاجة قال كنت أطوف بالبيت فاذا برجل يقول
اللهم اغفر لى وما أريك فاعلا فقلت له يا عبد الله اتّق الله ولا تقل مثل ذلك فان
ذنوبك لو كانت مثل قطر الأمطار وورق الأشجار فاستغفرت الله غفرها لك فانه غفور
رحيم ، قال فقال لى تعال حتى أخبرك بقصتى ، فأتيته فقال اعلم أنا كنّا خمسين نفرا
ممّن سار مع رأس الحسين عليهالسلام الى الشام فكنا اذا أمسينا وضعنا الرأس فى تابوت وشربنا
الخمر حول التابوت فشرب أصحابى ليلة حتّى سكروا ولم أشرب معهم.
فلما جنّ الليل
سمعت رعدا ورأيت برقا فاذا أبواب السماء قد فتحت ونزل
__________________
آدم عليهالسلام
ونوح وابراهيم واسماعيل واسحاق ونبينا محمّد عليهالسلام
أجمعين ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة فدنا جبرئيل من التابوت وأخرج الرأس وضمّه
الى نفسه وقبله ثم كذلك فعل الأنبياء كلّهم وبكى النبيّ صلىاللهعليهوآله
على رأس الحسين عليهالسلام
وعزاه الأنبياء وقال له جبرئيل عليهالسلام
يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالى أمرنى أن اطيعك فى امتك فان أمرتنى زلزلت بهم
الأرض وجعلت عاليها سافلها كما فعلت بقوم لوط.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله
لا يا جبرئيل فان لهم معى موقفا بين يدى الله يوم القيامة ، ثم جاء الملائكة نحونا
ليقتلونا فقلت الأمان يا رسول الله فقال اذهب فلا غفر الله لك .
١١ ـ عنه رأيت فى
تذييل محمّد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد فى ترجمة على ابن نصر الشبوكى باسناده
زيادة فى هذا الحديث ما هذا لفظه قال لما قتل الحسين بن على وحملوا برأسه جلسوا
يشربون ويجئ بعضهم بعضا بالرأس فخرجت يد وكتبت بقلم الحديد على الحائط :
أترجو امة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جدّه يوم
الحساب
|
قال فلما سمعوا
بذلك تركوا الرأس وهزموا
١٢ ـ عنه قال
الراوى وسار القوم برأس الحسين ونسائه والأسرى من رجاله فلما قربوا من دمشق دنت
أمّ كلثوم من شمر وكان من جملتهم فقالت له لى إليك حاجة فقال ما حاجتك قالت اذا
دخلت بنا البلد فاحملنا فى درب قليل النظارة وتقدم إليهم أن يخرجوا هذه الرءوس من
بين المحامل وينحونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن فى هذه الحال فأمر
فى جواب سؤالها أن يجعل الرءوس على الرماح فى المحامل بغيا منه وكفرا وسلك بهم بين
النظارة على تلك
__________________
الصفة حتى اتى بهم
باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبى .
١٣ ـ عنه روى أن
بعض فضلاء التابعين لما شاهد رأس الحسين عليهالسلام بالشام أخفى نفسه شهرا من جميع أصحابه فلمّا وجدوه بعد اذ
فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال : ألا ترون ما نزل بنا وأنشأ يقول :
جاءوا برأسك يا
ابن بنت محمّد
|
|
مترملا بدمائه
ترميلا
|
وكأنما بك يا
ابن بنت محمّد
|
|
قتلوا جهارا
عامدين رسولا
|
قتلوك عطشانا
ولم يترقبوا
|
|
فى قتلك التأويل
والتنزيلا
|
ويكبرون بأن
قتلت وانما
|
|
قتلوا بك
التكبير والتهليلا.
|
١٤ ـ عنه قال الراوى وجاء شيخ ودنا من
نساء الحسين عليهالسلام وعياله وهم فى ذلك الموضع ، فقال الحمد لله الذي قتلكم
وأهلككم وأراح البلاد عن رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم فقال له على بن الحسين
عليهالسلام يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم ، قال فهل عرفت هذه الآية (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال الشيخ نعم قد قرأت ذلك فقال علىّ عليهالسلام له فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت فى بنى اسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فقال الشيخ قد قرأت فقال على بن الحسين فنحن القربى ، يا
شيخ فهل قرأت هذه الآية (وَاعْلَمُوا أَنَّما
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) قال نعم فقال له على عليهالسلام فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قال الشيخ قد قرأت ذلك فقال على عليهالسلام : فنحن أهل البيت الّذين خصصنا الله بآية الطهارة يا شيخ.
قال الراوى فبقى
الشيخ ساكتا نادما على ما تكلّم به وقال بالله انكم هم ،
__________________
فقال على بن
الحسين عليهماالسلام تالله إنّا لنحن هم من غير شكّ وحقّ جدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله انا لنحن هم فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه الى
السماء وقال : اللهم أنّا نبرأ إليك من عدوّ آل محمّد صلىاللهعليهوآله من جنّ وانس ، ثمّ قال : هل لى توبة فقال له نعم إن تبت
تاب الله عليك وأنت معنا ، فقال : أنا تائب فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر
به فقتل.
قال الراوى ثم
ادخل ثقل الحسين عليهالسلام ونسائه ومن تخلف من أهل بيته على يزيد بن معاوية لعنهما
الله ، وهم مقرنون فى الحبال ، فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال على بن
الحسين عليهالسلام : انشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله صلىاللهعليهوآله لو رآنا على هذه الصفة ، فامر يزيد بالحبال فقطعت ، ثم وضع
رأس الحسين عليهالسلام بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه فرآه على بن
الحسين عليهماالسلام فلم يأكل بعد ذلك أبدا وأمّا زينب فانّها لما رأته أهوت
إلى جيبها فشقته ثمّ نادت بصوت حزين يفزع القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا
ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى.
قال الراوى فأبكت
والله كلّ من كان فى المجلس ويزيد عليه لعائن الله ساكت ، ثمّ جعلت امرأة من بنى
هاشم كانت فى دار يزيد لعنه الله تندب على الحسين عليهالسلام وتنادى يا حبيباه اى سيد أهل بيتاه يا ابن محمّد يا ربيع
الأرامل واليتامى ، يا قتيل أولاد الأدعياء.
قال الراوى فأبكت
كلّ من سمعها ثمّ دعا يزيد عليه اللعنة بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين
فأقبل عليه أبو برزة الأسلمى وقال ويحك يا يزيد أتنكت بقضيبك ثغر الحسين عليهالسلام ابن فاطمة صلوات الله عليها أشهد لقد رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن عليهماالسلام ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما
ولعنه وأعدّ له جهنم وسائت مصيرا ، قال الراوى فغضب
يزيد وأمر بإخراجه
فأخرج سحبا ، قال وجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعرى :
ليت اشياخى ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الأسل
|
لاهلّوا
واستهلّوا فرحا
|
|
ثم قالوا يا
يزيد لا تشل
|
قد قتلنا القوم
من ساداتهم
|
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل
|
لعبت هاشم
بالملك فلا
|
|
خبر جاء ولا وحى
نزل
|
لست من خندف ان
لم أنتقم
|
|
من بنى أحمد ما
كان فعل
|
قال الراوى فقامت
زينب بنت على بن أبى طالب عليهالسلام ، فقالت الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على رسوله وآله
أجمعين صدق الله سبحانه ، كذلك يقول (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ
الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها
يَسْتَهْزِؤُنَ) أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء
فاصبحنا نساق كما تساق الأسراء أنّ بنا هوانا على الله ، وبك عليه كرامة وان ذلك
لعظم خطرك عنده فشمخت بانفك ونظرت فى عطفك جذلان مسرورا حين رأيت الدنيا لك
مستوثقة والامور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا.
فمهلا مهلا أنسيت
قول الله تعالى (وَلا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي
لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات
رسول الله صلىاللهعليهوآله سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههن تحدو بهنّ الاعداء من
بلد الى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنى
والشريف ، ليس معهن من رجالهنّ ولىّ ، ولا من حماتهم حمى.
كيف يرتجى مراقبة
من لفظ فوه أكباد الازكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء وكيف ويستبطأ فى بغضاء أهل
البيت من نظر إلينا بالشنف والشنان والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم.
لأهلّوا
واستهلّوا فرحا
|
|
ثم قالوا يا
يزيد لا تشل
|
منتحيا على ثنايا أبى عبد الله عليهالسلام
، سيد شباب أهل الجنّة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت
الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمّد صلىاللهعليهوآله
ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكا
موردهم ، ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
اللهم خذلنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا
واحلل غضبك بمن سفك دمائنا وقتل حماتنا فو الله ما فريت الا جلدك ولا حززت الا
لحمك ، ولتردنّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله
بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته فى عترته ولحمته وحيث يجمع الله
شملهم ويلمّ شعثهم ويأخذ بحقّهم (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ)
حسبك بالله حاكما وبمحمّد صلىاللهعليهوآله
خصيما ، وبجبرئيل ظهيرا وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين
بدلا وأيكم شرّ مكانا وأضعف جندا ولئن جرت علىّ الدواهى ، مخاطبتك انى لأستصغر
قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك لكنّ العيون عبرى والصدور حرى ، ألا فالعجب
كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فهذه الأيدى تنطف من دمائنا
والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكى تنتابها العواسل وتعفرها
امهات الفراعل.
لئن اتخذتنا مغنما
لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد الا ما قدمت يداك ، وما ربك بظلام للعبيد ، فالى
الله المشتكى وعليه المعوّل فكد كيدك واسع سعيك ، وناصب جهدك فو الله لا تمحو
ذكرنا ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها وهل رأيك إلا فند
وايامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى
المنادى ألا لعنة
الله على الظالمين ، فالحمد لله رب العالمين ، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة
، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن
علينا الخلافة انه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل فقال يزيد لعنه الله
يا صيحة تحمد من
صوائح
|
|
ما أهون الموت
على النوائح
|
قال الراوى ثم
استشار أهل الشام فيما يصنع بهم فقالوا لا تتخذن من كلب سوء جروا فقال له النعمان
بن بشير انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم ، فنظر رجل من أهل الشام الى
فاطمة بنت الحسين عليهالسلام فقال يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية فقال فاطمة
لعمّتها يا عمّتاه او تمت واستخدم ، فقالت زينب لا ولا كرامة لهذا الفاسق فقال
الشامى من هذه الجارية فقال يزيد هذه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام وتلك زينب بنت على بن أبى طالب فقال الشامى الحسين بن
فاطمة عليهماالسلام وعلى بن أبى طالب عليهالسلام قال نعم.
فقال الشامى لعنك
الله يا يزيد أتقتل عترة نبيك وتسبى ذرّيته والله ما توهمت الا انهم سبى الروم
فقال يزيد والله لألحقنك بهم ثم امر به فضربت عنقه ، قال الراوى ودعا يزيد بالخاطب
وأمره ان يصعد المنبر فيذم الحسين وأباه صلوات الله عليهما ، فصعد وبالغ فى ذمّ
أمير المؤمنين والحسين الشهيد صلوات الله وسلامه عليهما والمدح لمعاوية ويزيد
عليهما لعائن الله فصاح به على بن الحسين عليهالسلام ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ،
فتبوّأ مقعدك من النار ولقد أحسن ابن سنان الخفاجى فى وصف أمير المؤمنين صلوات
الله عليه تقول :
اعلى المنابر
تعلنون بسبه
|
|
وبسيفه نصبت لكم
أعوادها
|
قال الراوى : ووعد
يزيد لعنه الله تعالى على بن الحسين عليهماالسلام فى ذلك اليوم انه يقضى له ثلاث حاجات ثم أمر بهم الى منزل
لا يكنّهم من حرّ ولا برد ، فاقاموا
به حتى تقشرت
وجوههم وكانوا مدة إقامتهم فى البلد المشار إليه ينوحون على الحسين عليهالسلام ، قالت سكينة فلما كان فى اليوم الرابع من مقامنا رأيت فى
المنام رؤيا وذكرت مناما طويلا تقول فى آخره رأيت امرأة راكبة فى هودج ويدها
موضوعة على رأسها فسئلت عنها فقيل لى فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله أمّ أبيك.
فقلت والله
لأنطلقن إليها ولأخبرن ما صنع بنا فسعيت مبادرة نحوها حتى لحقت بها ، فوقفت بين
يديها أبكى وأقول يا اماه جحدوا والله حقنا يا اماه بدّدوا والله شملنا يا أماه
استباحوا والله حريمنا ، يا اماه قتلوا والله الحسين عليهالسلام أبانا فقالت لى كفّى صوتك يا سكينة فقد قطعت نياط قلبى هذا
قميص أبيك الحسين عليهالسلام لا يفارقنى حتى ألقى الله به .
١٥ ـ عنه روى ابن
لهيعة عن أبى الأسود محمّد بن عبد الرحمن ، قال لقينى رأس الجالوت فقال والله ان
بينى وبين داود لسبعين أبا وان اليهود تلقانى فتعظّمنى وأنتم ليس بين ابن نبيكم
وبنيه الا اب واحد قتلتم ولده .
١٦ ـ عنه روى عن
زين العابدين عليهالسلام قال لما أتى برأس الحسين عليهالسلام الى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتى برأس الحسين عليهالسلام ويضعه بين يديه ويشرف عليه فحضر ذات يوم فى مجلسه رسول ملك
الروم وكان من أشراف الروم وعظمائهم فقال يا ملك العرب هذا رأس من فقال له يزيد
مالك ولهذا الرأس فقال : انّى إذا رجعت الى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته فأحببت
ان أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه حتّى يشاركك فى الفرح والسرور.
فقال يزيد عليه
اللعنة هذا رأس الحسين بن على بن أبى طالب عليهالسلام ، فقال الرومى ومن أمه فقال فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال النصرانى أف لك ولدينك لى دين أحسن من دينكم إنّ أبى
من حوافد داود عليهالسلام ، وبينى وبينه آباء
__________________
كثيرة ، والنصارى
يعظمونى ويأخذون من تراب قدمي تبركا بأنى من حوافد داود صلىاللهعليهوآله
وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وما بينه وبين نبيّكم إلّا أمّ واحدة فاىّ دين دينكم.
ثم قال ليزيد هل
سمعت حديث كنيسة الحافر فقال له قل حتى أسمع فقال بين عمان والصين بحر مسيرة سنة
ليس فيها عمران الا بلدة واحدة فى وسط الماء طوله ثمانون فرسخا فى ثمانين فرسخا ما
على وجه الارض بلدة أكبر منها ومنها يحمل الكافور والياقوت أشجارهم العود والعنبر
وهى فى أيدى النصارى لا ملك لأحد من الملوك فيها سواهم ، وفى تلك البلدة كنائس كثيرة
أعظمها كنيسة الحافر فى محرابها حقة ذهب معلقة فيها حافر يقولون ان هذا حافر حمار
كان يركبه عيسى عليهالسلام.
قد زينوا حول الحقة بالديباج يقصدها فى
كلّ عام من النصارى ويطوفون حولها ويقبلونها ويرفعون حوائجهم الى الله تعالى عندها
هذا شأنهم ورأيهم بحافر حمار يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسى عليهالسلام
نبيهم وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم فلا بارك الله تعالى فيكم ولا فى دينكم فقال
يزيد لعنه الله اقتلوا هذا النصرانى لئلا يفضحنى فى بلاده فلما أحس النصرانى بذلك
قال له أتريد ان تقتلنى قال نعم.
قال أعلم إنى رأيت البارحة نبيكم فى
المنام يقول يا نصرانى أنت من أهل الجنة فتعجبت من كلامه وأشهد أن لا إله الا الله
وان محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله
وثب الى رأس الحسين عليهالسلام
فضمّه الى صدره وجعل يقبله ويبكى حتى قتل .
١٧ ـ عنه باسناده قال وخرج زين العابدين
عليهالسلام
يوما يمشى فى أسواق دمشق فاستقبله المنهال بن عمرو فقال له كيف أمسيت يا ابن رسول
الله قال أمسينا
__________________
كمثل بنى اسرائيل
فى آل فرعون يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم يا منهال امست العرب تفتخر على العجم
بانّ محمدا عربىّ وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بانّ محمدا منها وأمسينا معشر
أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشردون ، فانا لله وانّا إليه راجعون ، ممّا أمسينا
فيه يا منهال ولله درّ مهيار حيث قال :
يعظمون له أعواد
منبره
|
|
وتحت أرجلهم
أولاده وضعوا
|
باى حكم بنوه
يتبعونكم
|
|
وفخركم انكم صحب
له تبع
|
دعا يزيد عليه
لعائن الله يوما بعلىّ بن الحسين عليهالسلام وعمرو بن الحسين عليهالسلام وكان عمرو صغيرا يقال ان عمره إحدى عشرة سنة فقال له أتصارع
هذا يعنى ابنه خالدا فقال له عمرو لا ولكن اعطنى سكينا وأعطه سكينا ثم اقاتله فقال
يزيد لعنه الله :
شنشة أعرفها من
أخزم
|
|
هل تلد الحية
الا الحية
|
قال لعلى بن
الحسين عليهالسلام اذكر ما جاءك الثلاث اللاتى وعدتك بقضائهن فقال له الاولى
أن ترينى وجه سيدى ومولاى وابى الحسين عليهالسلام فاتزوّد منه والثانية ان ترد علينا ما أخذ منا ، والثالثة ان
كنت عزمت على قتلى أن توجه مع هؤلاء النسوة من يردهن الى حرم جدهنّ صلىاللهعليهوآله ، فقال أما وجه أبيك فلا تراه أبدا ، وأما قتلك فقد عفوت
عنك واما النساء فما يردهن غيرك إلى المدينة وأما ما اخذ منكم فانا اعوضكم عنه
أضعاف قيمته.
فقال أمّا ما لك
فلا نريده وهو موفر عليك وانما طلبت ما أخذ منا لان فيه مغزل فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله ومقنعتها وقلادتها وقميصها فأمر بردّ ذلك وزاد فيه من عنده
مأتى دينار فأخذها زين العابدين عليهالسلام وفرّقها فى الفقراء ثم أمر بردّ الأسارى وسبايا الحسين عليهالسلام الى أوطانهن بمدينة الرسول صلىاللهعليهوآله ، فأما رأس
الحسين عليهالسلام ، فروى انه اعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف عليهالسلام
١٨ ـ قال على بن ابراهيم : أما قوله : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ
ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ)
فهو رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما أخرجته قريش من مكة وهرب منهم إلى الغار ، وطلبوه ليقتلوه فعاقبهم الله يوم
بدر ، فقتل عتبة وشيبة والوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبى سفيان وغيرهم ، فلما قبض
رسول الله صلىاللهعليهوآله
طلب بدمائهم فقتل الحسين وآل محمّد بغيا وعدوانا وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر
:
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الأسل
|
لأهلّوا
واستهلوا فرحا
|
|
ثم قالوا يا
يزيد لا تشل
|
لست من خندف ان
لم أنتقم
|
|
من بنى أحمد ما
كان فعل
|
قد قلتنا القوم
من ساداتهم
|
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل
|
وقال الشاعر فى
مثل ذلك :
وكذاك الشيخ
أوصانى به
|
|
فاتبعت الشيخ
فيما قد سأل
|
وقال يزيد أيضا
يقول والرأس مطروح يقلّبه :
يا ليت أشياخنا
الماضين بالحضر
|
|
حتى يقيسوا
قياسا لا يقاس به
|
أيام
بدر لكان الوزن بالقدر
|
١٩ ـ عنه قال الصادق عليهالسلام : لما أدخل على بن الحسين عليهالسلام على يزيد نظر إليه ، ثم قال : يا على بن الحسين (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) فقال على بن الحسين عليهماالسلام كلا! ما فينا هذه نزلت وإنما نزلت فينا (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ
عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما
آتاكُمْ) فنحن الذين لا نأسوا على ما فاتنا
__________________
من أمر الدنيا ولا
نفرح بما أوتينا .
٢٠ ـ عنه قال الصادق عليهالسلام
: لمّا أدخل رأس الحسين بن على عليهماالسلام
على يزيد لعنه الله وأدخل عليه على بن الحسين وبنات أمير المؤمنين عليهالسلام
، وكان علىّ بن الحسين عليهالسلام
مقيدا مغلولا ، فقال يزيد : يا على بن الحسين الحمد لله الذي قتل أباك ، فقال على
بن الحسين : لعن الله من قتل أبى ، قال فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه عليهالسلام
، فقال على بن الحسين فاذا قتلتنى فبنات رسول الله صلىاللهعليهوآله
من يردّهم إلى منازلهم وليس لهم محرم غيرى.
فقال أنت تردّهم
إلى منازلهم ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده ثم قال له : يا علىّ بن
الحسين أتدري ما الذي اريد بذلك؟ قال بلى تريد أن لا يكون لأحد علىّ منة غيرك ،
فقال يزيد هذا والله ما أردت أفعله ثم قال يزيد يا علىّ بن الحسين (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) فقال على بن الحسين عليهالسلام كلا ، ما هذه فينا نزلت ، إنما نزلت فينا (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ) ـ إلى قوله ـ (لا تَفْرَحُوا بِما
آتاكُمْ) فنحن الذين لا نأسو على ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا منها .
٢١ ـ قال أبو
الفرج : وضع الرأس بين يدى يزيد ـ لعنه الله ـ فى طست فجعل ينكته على ثناياه
بالقضيب وهو يقول :
تفلّق هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
وقد قيل إن ابن
زياد ـ لعنه الله ـ فعل ذلك. وقيل : إنه تمثل أيضا والرأس بين يديه بقول عبد الله
بن الزبعرى :
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الأسل
|
قد قتلنا القرن
من أشياخهم
|
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل
|
ثم دعا يزيد ـ لعنه
الله ـ بعلى بن الحسين عليهالسلام فقال : ما اسمك؟ فقال على
__________________
ابن الحسين ، قال
: أو لم يقتل الله على بن الحسين قال : قد كان لى أخ اكبر منّى يسمّى عليا
فقتلتموه. قال : بل الله قتله قال على : (اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) قال له يزيد: (وَما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) فقال على : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ـ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما
فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ).
قال فوثب رجل من
أهل الشام فقال : دعنى أقتله فألقت زينب نفسها عليه. فقام رجل آخر فقال : يا أمير
المؤمنين هب لى هذه الجارية أتّخذها أمة قال : فقالت له زينب : لا ولا كرامة ، ليس
لك ذلك ولا له إلا ان يخرج من دين الله ، فصاح به يزيد. اجلس فجلس وأقبلت زينب
عليه وقالت : يا يزيد حسبك من دمائنا ، وقال على بن الحسين عليهالسلام إن كان لك بهؤلاء النسوة رحم ، وأردت قتلى فابعث معهن أحدا
يؤديهنّ.
فرقّ له وقال : لا
يؤدّيهنّ غيرك. ثم أمره أن يصعد المنبر ، فحمد لله وأثنى عليه وقال: أيها الناس من
عرفنى فقد عرفنى ومن لم يعرفنى فأنا أعرفه بنفسى ، أنا على بن الحسين أنا ابن
البشير النذير ، أنا ابن الداعى إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير. وهى خطبة
طويلة كرهت الإكثار بذكرها وذكر نظائرها.
٢٢ ـ قال الدينورى
: قالوا : ثمّ إن ابن زياد جهز علىّ بن الحسين ومن كان معه من الحرم ، ووجّه بهم
إلى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس ومحقن بن ثعلبة ، وشمر بن ذى الجوشن ، فساروا
حتى قدموا الشام ، ودخلوا على يزيد بن معاوية بمدينة دمشق ، وأدخل معهم رأس الحسين
، فرمى بين يديه ، ثم تكلم شمر بن ذى الجوشن ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ورد
علينا هذا فى ثمانية عشر رجلا من أهل بيته ، وستّين رجلا من شيعته ، فصرنا إليهم ،
فسألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد الله بن
__________________
زياد ، أو القتال.
فعدونا عليهم عند
شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كلّ جانب ، فلما أخذت السيوف منهم مأخذها جعلوا يلوذون
إلى غير وزر ، لو ذان الحمام فى الصقور ، فما كان إلا مقدار جزر جزور ، أو نوم
قائل حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة ، وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم
معفّرة ، تسفى عليهم الرياح ، زوّارهم العقبان ، ووفودهم الرّخم.
فلما سمع ذلك يزيد
دمعت عينه وقال : ويحكم ، قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن الله بن
مرجانة ، أما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه ، رحم الله أبا عبد الله ثم تمثّل :
تفلّق هاما من
رجال أعزّة
|
|
علينا ، وهم
كانوا أعقّ وأظلما
|
ثم أمر بالذّرية
فأدخلوا دار نسائه. وكان يزيد إذا حضر غذاؤه دعا علىّ بن الحسين وأخاه عمر فيأكلون
معه ، فقال ذات يوم لعمر بن الحسين : «هل تصارع ابنى هذا؟» يعنى خالدا ، وكان من
أقرانه. فقال عمر : بل اعطنى سيفا ، واعطه سيفا حتى أقاتله ، فتنظر أيّنا أصبر.
فضمّه يزيد إليه ، وقال
شنشنة أعرفها من
أخزم
|
|
هل تلد الحيّة
إلّا حيّة
|
٢٣ ـ قال سبط ابن الجوزى قال الواقدى
: ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفى وسلم إليه الرءوس والسبايا وجهزه الى دمشق ،
فحكى ربيعة بن عمرو قال كنت جالسا عند يزيد بن معاوية فى بهوله إذ قيل هذا زحر بن
قيس بالباب فاستوى جالسا مذعورا وأذن له فى الحال فدخل فقال : ما وراك فقال ما تحب
أبشر بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين فى سبعين راكبا من أهل بيته وشيعته
فعرضنا عليهم الأمان والنزول على حكم ابن زياد فابوا واختاروا القتال ، فما كان
الاكنومة
__________________
القائل أو جزر جزور
حتى أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال جعلوا يلوذون بالآكام فهاتيك أجسامهم مجردة
وهم صرعى فى الفلاة.
قال : فدمعت عينا
يزيد وقال لعن الله ابن مرجانة ورحم الله أبا عبد الله لقد كنا نرضى منكم يا أهل
العراق بدون هذا قبّح الله ابن مرجانة لو كان بينه وبينه رحم ما فعل به هذا ، فلما
حضرت الرءوس عنده قال : فرقت سمية بينى وبين أبى عبد الله وانقطع الرحم ، لو كنت
صاحبه لعفوت عنه ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا ، رحمك الله يا حسين ، لقد قتلك
رجل لم يعرف حق الأرحام ، وفى رواية : لعن الله ابن مرجانة لقد اضطره إلى القتل
لقد سأله ان يلحق ببعض البلاد أو الثغور فمنعه.
لقد زرع لى ابن
زياد فى قلب البرّ والفاجر والصالح والطالح العداوة ثمّ تنكر لابن زياد ولم يصل
زحر بن قيس بشيء. ثم بعث بالرأس الى ابنته عاتكة فغسلته وطيبته ، قلت : وهكذا وقعت
هذه الرواية رواها هشام بن محمد. وأما المشهور عن يزيد فى جميع الروايات : انه لما
حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول : أبيات ابن
الزبعرى :
ليت أشياخى ببدر
شهدوا
|
|
وقعة الخزرج من
وقع الأسل
|
قد قتلنا القرن
من ساداتهم
|
|
وعدلنا قتل بدر
فاعتدل
|
٢٤ ـ قال ابن قتيبة : ذكروا أنّ أبا
معشر قال : حدثني محمّد بن الحسين بن علىّ قال : دخلنا على يزيد ، ونحن اثنا عشر غلاما مغلّلين فى
الحديد وعلينا قمص.
فقال يزيد :
أخلصتم أنفسكم بعبيد أهل العراق؟ وما علمت بخروج أبى عبد الله حين خرج ، ولا بقتله
حين قتل ، قال : فقال علىّ بن الحسين ، (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي
__________________
الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ، إِنَّ
ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ، وَلا
تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ، وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) قال : فغضب يزيد ، وجعل يعبث بلحيته ، وقال : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ، وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) يا أهل الشام ما ترون فى هؤلاء؟
فقال رجل من أهل الشام لا تتخذن من كلب
سوء جروا ، فقال النعمان بن بشير : يا أمير المؤمنين! اصنع بهم ما كان يصنع بهم
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لو رآهم بهذه الحال ، فقالت فاطمة بنت الحسين : يا يزيد بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : فبكى يزيد حتى كادت نفسه تفيض ، وبكى أهل الشام حتى علت أصواتهم ، ثم قال :
خلّوا عنهم ، واذهبوا بهم إلى الحمام ، اغسلوهم ، واضربوا عليهم القباب ، ففعلوا ،
وأمال عليهم المطبخ وكساهم ، وأخرج لهم الجوائز الكثيرة من الأموال والكسوة ثم قال
: لو كان بينهم وبين عاضّ بظر أمه نسب ما قتلهم ، ارجعوا بهم إلى المدينة. قال : فبعث
بهم من صار بهم إلى المدينة.
٢٥ ـ روى ابن عبد
ربه ، عن روح بن زنباع ، عن أبيه عن الغاز بن ربيعة الجرشى ، قال : إنى لعند يزيد
بن معاوية إذا أقبل زحر بن قيس الجعفى حتى وقف بين يدى يزيد ، فقال : ما وراءك يا
زحر! فقال : أبشرك يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، قدم علينا الحسين فى سبعة
عشر رجلا من أهل بيته وستّين رجلا من شيعته ، فبرزنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا
وينزلوا على حكم الأمير أو القتال ، فأبوا إلا القتال ، فغدونا عليهم مع شروق
الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية ، حتى أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال.
فجعلوا يلوذون
منّا بالآكام والحفر ، كما يلوذ الحمام من الصّقر ، فلم يكن إلا نحر جزور أو نوم
نائم حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسامهم مجزرة ، وهامهم
__________________
مرمّلة ، وخدودهم
معفّرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفى عليهم الريح بقاع سبسب ، زوّارهم العقبان والرّخم.
قال : فدمعت عينا يزيد وقال : لقد كنت أقنع من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن الله
ابن سمية! أما والله لو كنت صاحبه لتركته ، رحم الله أبا عبد الله وغفر له.
٢٦ ـ عنه ، عن
علىّ بن عبد العزيز ، عن محمّد بن الضّحاك بن عثمان الخزاعى ، عن أبيه ، قال : خرج
الحسين إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية ، فكتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد
، وهو وإليه بالعراق : إنه بلغنى أن حسينا سار إلى الكوفة ، وقد ابتلى به زمانك
بين الأزمان ، وبلدك بين البلدان ، وابتليت به من بين العمّال ، وعنده تعتق أو
تعود عبدا ، فقتله عبيد الله وبعث برأسه وثقله إلى يزيد ، فلما وضع الرأس بين يديه
تمثل بقول حصين بن الحمام المرّى :
نفلّق هاما من
رجال أعزّة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
فقال له علىّ بن
الحسين ، وكان فى السّبى : كتاب الله أولى بك من الشّعر ، يقول الله: (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ، إِنَّ
ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا
، بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) ، فغضب يزيد وجعل يعبث بلحيته ، ثم قال : غير هذا من كتاب
الله أولى بك وبأبيك ، قال الله : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ).
ما ترون يا أهل الشام فى هؤلاء؟ فقال له
رجل منهم : لا تتخذ من كلب سوء جروا ، قال النعمان بن بشير الأنصاري : انظر ما كان
يصنعه رسول الله صلىاللهعليهوآله
بهم لو رآهم فى هذه الحالة فاصنعه بهم ، قال : صدقت ، خلّوا عنهم واضربوا عليهم
القباب وأمال عليهم المطبخ وكساهم وأخرج إليهم جوائز كثيرة. وقال : لو كان
__________________
بين ابن مرجانة
وبينهم نسب ما قتلهم. ثم ردّهم إلى المدينة .
٢٧ ـ عنه ، عن
الرّياشى قال : أخبرنى محمّد بن أبى رجاء قال : أخبرنى أبو معشر عن يزيد بن زياد ،
عن محمّد بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب ، قال : أتى بنا يزيد بن معاوية بعد ما
قتل الحسين ، ونحن اثنا عشر غلاما ، وكان أكبرنا يومئذ علىّ ابن الحسين ، فأدخلنا
عليه ، وكان كلّ واحد منا مغلولة يده إلى عنقه ، فقال لنا : أحرزت أنفسكم عبيد أهل
العراق! وما علمت بخروج أبى عبد الله ولا بقتله .
٢٨ ـ عنه ، عن أبى الحسن المدائنى عن
إسحاق عن إسماعيل بن سفيان ، عن أبى موسى عن الحسن البصرى ، قال : قتل مع الحسين
ستة عشر من أهل بيته. والله ما كان على الأرض يومئذ أهل بيت يشبّهون بهم ، وحمل
أهل الشام بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله
سبايا على أحقاب الإبل ، فلما ادخلن على يزيد ، قالت فاطمة بنت الحسين : يا يزيد :
أبنات رسول الله صلىاللهعليهوآله
سبايا! قال : بل حرائر كرام ، ادخلى على بنات عمك تجديهنّ ، قد فعلن ما فعلت. قالت
فاطمة : فدخلت إليهن فما وجدت فيهن سفيانيّة إلا ملتدمة تبكى. وقالت بنت عقيل بن
أبى طالب ترثى الحسين ومن أصيب معه :
عينى ابكى بعبرة
وعويل
|
|
واندبى إن ندبت
آل الرّسول
|
ستّة كلّهم
الصلب علىّ
|
|
قد أصيبوا وخمسة
لعقيل
|
٢٩ ـ قال الطبرى : فجهّزهم وحملهم إلى
يزيد ، فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ، ثم أدخلوهم ، فهنئوه بالفتح
، قال رجل منهم أزرق أحمر ونظر إلى وصيفة من بناتهم فقال : يا أمير المؤمنين ، هب
لى هذه ، فقالت زينب : لا والله ولا كرامة ولا له إلا أن يخرج من دين الله ، قال :
فأعادها الأزرق ، فقال له
__________________
يزيد : كفّ عن هذا
: ثم أدخلهم على عياله ، فجهّزهم وحملهم إلى المدينة ، فلما دخلوها خرجت امرأة من
بنى عبد المطلب ناشرة شعرها ، واضعة كمّها على رأسها تلقاهم وهى تبكى وتقول :
ما ذا تقولون إن
قال النبيّ لكم
|
|
ما ذا فعلتم وأنتم
آخر الأمم
|
بعترتى وبأهلى
بعد مفتقدى
|
|
منهم أسارى
وقتلى ضرّجوا بدم
|
ما كان هذا
جزائى إذ نصحت لكم
|
|
أن تخلفونى بسوء
فى ذوى رحمى
|
٣٠ ـ عنه قال أبو مخنف : ثمّ إنّ عبيد
الله بن زياد نصب رأس الحسين بالكوفة ، فجعل يدار به فى الكوفة ، ثم دعا زحر بن
قيس فسرّح معه برأس الحسين ورءوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبو
بردة بن عوف الأزدىّ ، وطارق بن أبى ظبيان الأزدىّ ، فخرجوا حتى قدموا بها الشام
على يزيد بن معاوية .
٣١ ـ عنه قال هشام
: فحدّثنى عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذاميّ ، عن أبيه ، عن الغاز بن
ربيعة الجرشىّ ، من حمير ، قال : والله إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر
بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية ، فقال له يزيد : ويلك! ما وراءك؟ وما عندك؟
فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين بن علىّ فى
ثمانية عشر من أهل بيته وستّين من شيعته ، فسرنا إليهم ، فسألناهم أن يستسلموا
وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال.
فاختاروا القتال
على الاستسلام ، فعدونا عليهم مع شروق الشمس ،
__________________
فأحطنا بهم من كلّ
ناحية ، حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم ، يهربون إلى غير وزر ، ويلوذون
منا بالآكام والحفر ، لو اذا كما لا ذا الحمائم من صقر ، فو الله يا أمير المؤمنين
ما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة ،
وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم معفّرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفى عليهم الريح ، زوّارهم
العقبان والرّخم بقىّ سبسب قال : فدمعت عين يزيد ، وقال : قد كنت أرضى من طاعتكم
بدون قتل الحسين! ولم يصله بشيء .
٣٢ ـ عنه قال :
ثمّ إنّ عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه فجهّزن ، وأمر بعلىّ ابن الحسين فغلّ
بغلّ إلى عنقه ، ثم سرّح بهم مع محفّز بن ثعلبة العائذىّ ، عائذة قريش ومع شمر بن
ذى الجوشن ، فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد ، فلم يكن علىّ ابن الحسين يكلم أحدا
منهما فى الطريق كلمة حتى بلغوا ، فلمّا انتهوا إلى باب يزيد رفع محفّز بن ثعلبة
صوته ، فقال هذا محفّز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، قال : فأجابه
يزيد بن معاوية : ما ولدت أم محفّز شرّ والأم .
٣٣ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى الصقعب بن زهير ، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية ،
قال : لما وضعت الرءوس بين يدى يزيد رأس الحسين وأهل بيته وأصحابه ـ قال يزيد :
يفلّقن هاما من
رجال أعزّة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
أما والله يا حسين
، لو أنا صاحبك ما قتلتك .
٣٤ ـ عنه قال أبو
مخنف : حدّثنى أبو جعفر العبسىّ ، عن أبى عمارة العبسىّ ، قال فقال يحيى بن الحكم
أخو مروان بن الحكم.
__________________
لهام بجنب
الطّفّ أدنى قرابة
|
|
من ابن زياد
العبد ذى الحسب الوغل
|
سميّة أمسى
نسلها عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله
ليس لها نسل
|
قال : فضرب يزيد
بن معاوية فى صدر يحيى بن الحكم وقال : اسكت ، قال ولمّا جلس يزيد بن معاوية دعا
أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ، ثم دعا بعلىّ بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه ،
فأدخلوا عليه والناس ينظرون ، فقال يزيد لعلىّ : يا علىّ ، أبوك الذي قطع رحمى ،
وجهل حقى ، ونازعنى سلطانى ، فصنع الله به ما قد رأيت! قال : فقال علىّ : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها).
فقال يزيد لابنه
خالد : اردد عليه ، قال : فما درى خالد ما يردّ عليه ، فقال له يزيد: قل : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ثمّ سكت عنه ، قال : ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين
يديه ، فرأى هيئة قبيحة ، فقال : قبح الله ابن مرجانة! لو كانت بينه وبينكم رحم أو
قرابة ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم هكذا.
٣٥ ـ عنه قال أبو
مخنف ، عن الحارث بن كعب ، عن فاطمة بنت علىّ ، قالت : لما أجلسنا بين يدى يزيد بن
معاوية رقّ لنا ، وأمر لنا بشيء ، وألطفنا ، قالت : ثمّ إنّ رجلا من أهل الشام
أحمر قام إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لى هذه ـ يعنينى ، وكنت جارية
وضيئة ـ فأرعدت وفرقت ، وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، وأخذت بثياب أختى قالت: وكانت
أختى أكبر منّى وأعقل ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت : كذبت والله ولؤمت ما
ذلك لك وله.
__________________
فغضب يزيد ، فقال
: كذبت والله إنّ ذلك لى ، ولو شئت أن أفعله لفعلت ، قالت : كلّا والله ، ما جعل
الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير ديننا ، قالت : فغضب يزيد واستطار
، ثم قال : إيّاى تستقبلين بهذا! إنما خرج من الدّين أبوك وأخوك ، فقالت زينب :
بدين الله ودين أبى ودين أخى وجدّى اهتديت أنت وأبوك وجدّك ، قال : كذبت يا عدوّة
، الله قالت : أنت أمير مسلّط ، تشتم ظالما ، وتقهر بسلطانك ، قالت : فو الله
لكأنه استحيا ، فسكت ، ثم عاد الشامىّ فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لى هذه
الجارية.
قال : اعزب ، وهب
الله لك حتفا قاضيا! قالت : ثمّ قال يزيد بن معاوية : يا نعمان بن بشير ، جهزّهم
بما يصلحهم ، وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا ، وابعث معه خيلا وأعوانا
فيسير بهم إلى المدينة ، ثمّ أمر بالنسوة أن ينزلن فى دار على حدّة ، معهنّ ما
يصلحهنّ ، وأخوهنّ علىّ بن الحسين ، معهنّ فى الدار الّتي هنّ فيها ، قال : فخرجن
حتى دخلن دار يزيد فلم تبق من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهنّ تبكى وتنوح على
الحسين ، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا ، وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشى إلا دعا
علىّ بن الحسين إليه.
قال : فدعاه ذات
يوم ، ودعا عمر بن الحسين بن علىّ وهو غلام صغير ، فقال لعمر بن الحسين : أتقاتل
هذا الفتى؟ يعنى خالدا ابنه ، قال : لا ، ولكن أعطنى سكينا وأعطه سكينا ، ثم
أقاتله ، فقال له يزيد ، وأخذه فضمّه إليه ثمّ قال :
شنشنة أعرفها من
أخزم
|
|
هل تلد الحيّة
إلّا حيّة!
|
قال : ولما أرادوا
أن يخرجوا دعا يزيد علىّ بن الحسين ثم قال : لعن الله ابن مرجانة ، أما والله لو
أنى صاحبه ما سألنى خصلة أبدا إلّا أعطيتها إياه ، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما
استطعت ولو بهلاك بعض ولدى ، ولكنّ الله قضى ما رأيت ، كاتبنى وأنه كلّ حاجة تكون
لك ، قال : وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول ، قال : فخرج بهم وكان يسايرهم باللّيل
فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفة.
فإذا نزلوا تنحّى
عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان
منهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلم يزل ينازلهم فى الطريق هكذا ، ويسألهم عن
حوائجهم ، ويلطفهم حتى دخلوا المدينة ، وقال الحارث بن كعب : فقالت لى فاطمة بنت
علىّ : قلت لأختى زينب : يا أخيّة ، لقد أحسن هذا الرجل الشامىّ إلينا فى صحبتنا
، فهل لك أن تصله؟
فقالت : والله ما
معنا شيء نصله به إلّا حلينا ، قالت لها : فنعطيه حلينا ، قالت : فأخذت سوارى ودملجى
وأخذت أختى سوارها ودملجها ، فبعثنا بذلك إليه ، واعتذرنا إليه ، وقلنا له : هذا
جزاؤك بصحبتك إيّانا بالحسن من الفعل ، قال : فقال : لو كان الذي صنعت إنما هو
للدنيا كان فى حليّكن ما يرضينى ودونه ، ولكن والله ما فعلته إلا لله ، ولقرابتكم
من رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٣٦ ـ عنه قال هشام
: وأما عوانة بن الحكم الكلبىّ فإنه قال : لما قتل الحسين وجئ بالأثقال والأسارى ،
حتى وردوا بهم الكوفة إلى عبيد الله ، فبينا القوم محتبسون إذا وقع حجر فى السجن ،
معه كتاب مربوط ، وفى الكتاب خرج البريد بأمركم فى يوم كذا وكذا إلى يزيد بن
معاوية ، وهو سائر كذا وكذا يوما ، وراجع فى كذا ، فإن سمعتم التكبير فأيقنوا
بالقتل ، وإن لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان إن شاء الله ، قال : فلما كان قبل قدوم
البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر قد ألقى فى السجن ، ومعه كتاب مربوط وموسى ، وفى
الكتاب : أوصوا واعهدوا فإنما ينتظر البريد يوم كذا وكذا.
فجاء البريد ولم
يسمع التكبير ، وجاء كتاب بأن سرّح الأسارى إلىّ فدعا عبيد الله بن زياد محفز بن
ثعلبة وشمر بن ذى الجوشن فقال : انطلقوا إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ، قال :
فخرجوا حتى قدموا على يزيد ، فقام محفّز بن ثعلبة فنادى بأعلى صوته : جئنا برأس
أحمق الناس وألأمهم ، فقال يزيد : ما ولدت أمّ محفّر ألأم وأحمق ، ولكنه قاطع ظالم
، قال : فلما نظر يزيد إلى رأس الحسين ، قال :
__________________
يفلّقن هاما من
رجال أعزّة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
ثم قال : أتدرون
من أين أتى هذا؟ قال : أبى علىّ خير من أبيه ، وأمىّ فاطمة خمير من أمه ، وجدّى
رسول الله خير من جدّه ، وأنا خير منه وأحقّ بهذا الأمر منه ، فأما قوله : «أبوه
خير من أبى» فقد حاجّ أبى أباه ، وعلم الناس أيّهما حكم له : وأما قوله : «أمّى
خير من أمّه» ، فلعمرى فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله خير من أمى ، وأما قوله : «جدّى خير من جدّه» فلعمرى ما
أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلا وندّا ، ولكنّه إنما أتى من
قبل فقهه ، ولم يقرأ : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ
الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
ثم أدخل نساء
الحسين على يزيد ، فصاح نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله وولولن ، ثم إنهنّ أدخلن
على يزيد ، فقالت فاطمة بنت الحسين ـ وكانت أكبر من سكينة أبنات رسول الله سبايا
يا يزيد! فقال يزيد : يا ابنة أخى ، أنا لهذا كنت أكره ، قالت : والله ما ترك لنا
خرص ، قال : يا ابنة أخى ما آت إليك أعظم مما أخذ منك ، ثم أخرجن فأدخلن دار يزيد
بن معاوية ، فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهنّ ، وأقمن المأتم.
أرسل يزيد إلى كلّ
امرأة : ما ذا أخذ لك؟ وليس منهم امرأة تدعى شيئا بالغا ما بلغ إلا قد أضعفه لها
ثم أدخل الأسارى إليه وفيهم علىّ بن الحسين ، فقال له يزيد : إيه يا علىّ! فقال
علىّ : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما
فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) فقال يزيد : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ثم جهزه وأعطاه مالا ، وسرّحه إلى المدينة .
٣٧ ـ عنه قال هشام
، عن أبى مخنف ، قال : حدّثنى أبو حمزة الثّمالىّ ، عن
__________________
عبد الله
الثّمالىّ ، عن القاسم بن بخيت ، قال : لما أقبل وفد أهل الكوفة برأس الحسين دخلوا
مسجد دمشق ، فقال لهم مروان بن الحكم : كيف صنعتم؟ قالوا : ورد علينا منهم ثمانية
عشر رجلا ، فأتينا والله على آخرهم ، وهذه الرءوس والسّبايا ، فوثب مروان فانصرف ،
وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم ، فقال : ما صنعتم ، فأعادوا عليه الكلام ، فقال :
حجبتم عن محمّد يوم القيامة ، لن أجامعكم على أمر أبدا ثم قام فانصرف ، ودخلوا على
يزيد فوضعوا الرأس بين يديه ، وحدّثوه الحديث.
فقال : فسمعت دور
الحديث هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز ـ وكانت تحت يزيد بن معاوية ـ فتقنّعت
يثوبها ، وخرجت فقالت : يا أمير المؤمنين ، أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله!
قال : نعم فأعولى عليه ، وحدّى على ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وصريحة قريش ، عجّل عليه ابن زياد فقتله قتله الله! ثمّ
أذن للناس فدخلوا والرأس بين يديه ، ومع يزيد قضيب فهو ينكت به فى ثغره ، ثم قال
إنّ هذا وإيّانا كما قال الحصين بن الحمام المرّى :
يفلّقن هاما من
رجال أحبّة
|
|
إلينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
قال : فقال رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقال له أبو برزة الأسلمي: أتنكت بقضيبك فى ثغر الحسين أما لقد أخذ قضيبك من ثغره
مأخذا ، لربّما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يرشفه ، أما إنك يا يزيد تجئ يوم القيامة وابن زياد شفيعك ، ويجئ هذا يوم القيامة
ومحمّد صلىاللهعليهوآله
شفيعه ، ثم قام فولى .
٣٨ ـ الهيتمى عن
الليث يعنى ابن سعد قال أبى الحسين بن على أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه ، وقتلوا
ابنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطّف وانطلق بعلى بن حسين وفاطمة
بنت حسين وسكينة بنت حسين الى عبيد الله بن زياد وعلىّ يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم
إلى يزيد بن معاوية فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوى قرابتها
وعلى بن حسين فى غلّ فوضع
__________________
رأسه فضرب على
ثنيتى الحسين فقال :
نفلق هاما من
رجال أحبة
|
|
إلينا وهم كانوا
أعق وأظلما
|
فقال على بن الحسين : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ
عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)
فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر وتلا على ابن الحسين آية من كتاب الله عزوجل فقال
يزيد «بل بما (كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)
فقال علىّ أما والله لو رآنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
مغلولين لأحبّ أن يخلينا من الغلّ فقال : صدقت فخلوهم من الغلّ فقال ولو وقفنا بين
يدى رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعد لا حب أن يقربنا قال صدقت فقربوهم فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس
أبيهما وجعل يزيد يتطاول فى مجلسه ليستر رأسه ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم
وأخرجوا الى المدينة .
٣٩ ـ عنه عن محمّد
بن الحسن المخزومى قال لما أدخل ثقل الحسين بن على ، على يزيد بن معاوية ووضع رأسه
بين يديه بكى يزيد وقال :
نفلق هاما من
رجال أحبة
|
|
إلينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
أما والله لو كنت
صاحبك ما قتلتك أبدا فقال على بن الحسين ليس هكذا قال يزيد كيف يا ابن أمّ قال (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ
عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) وعنده عبد الرحمن بن أم الحكم فقال عبد الرحمن يعنى ابن
أمّ الحكم :
لهام بجنب الطف
أدنى قرابة
|
|
من ابن زياد
العبد ذى النسب الوغل
|
سمية أمسى نسلها
عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله
ليس لها نسل
|
فرفع يزيد يده
فضرب صدر عبد الرحمن وقال اسكت .
٤٠ ـ قال محمّد بن
سعد : ثم أتى يزيد بن معاوية بثقل الحسين عليهالسلام ومن بقى من أهله ونسائه ، فأدخلوا عليه قد قرنوا فى الحبال
فوقفوا بين يديه ، فقال له على بن
__________________
الحسين : أنشدك الله
يا يزيد ما ظنّك برسول الله صلىاللهعليهوآله
لو رآنا مقرّنين فى الحبال ، أما كان يرقّ لنا؟ ، فأمر يزيد بالحبال فقطّعت ، وعرف
الانكسار فيه! وقالت له سكينة بنت حسين : يا يزيد بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله
سبايا!.
فقال : يا بنت أخى
، هو والله علىّ أشدّ منه عليك وقال : أقسمت بالله لو انّ بين ابن زياد وبين حسين
قرابة ما أقدم عليه ، ولكن فرقت بينه وبينه سمية! وقال : قد كنت أرضى من طاعة أهل
العراق بدون قتل الحسين ، فرحم الله أبا عبد الله عجّل عليه ابن زياد ، أما والله
لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على دفع القتل عنه الّا بنقص بعض عمرى لأحببت أن أدفعه
عنه! ولوددت انّى أتيت به سلما ، ثم أقبل على علىّ بن حسين ، فقال : أبوك قطع رحمى
، ونازعنى سلطانى ، فجزاه الله جزاء القطيعة والأثم! فقام رجل من أهل الشام فقال :
انّ سباءهم لنا حلال!
فقال على بن حسين
: كذبت ولؤمت ، ما ذاك لك إلّا أن تخرج من ملّتنا وتأتى بغير ديننا ، فاطرق يزيد
مليا ، ثم قال للشامى : اجلس ، ثم أمر بالنساء فأدخلن على نسائه ، وأمر نساء آل
أبى سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام ، فما بقيت منهنّ امرأة إلّا
تلقّتنا تبكى وتنتحب ، وتحن على حسين ثلاثا ، وبكت أمّ كلثوم بنت عبد الله بن عامر
بن كريز على الحسين وهى يومئذ عند يزيد بن معاوية ، فقال يزيد : حقّ لها أن تعول
على كبير قريش وسيدها.
قالت فاطمة بنت
علىّ لامرأة يزيد : ما ترك لنا شيء ، فأبلغت يزيد ذلك ، فقال يزيد : ما آتى إليهم
أعظم ، ثم ما ادّعوا شيئا ذهب لهم إلّا أضعفه ثم دعا بعلىّ بن حسين وحسن بن حسن ،
وعمرو بن حسن ، فقال لعمرو ابن حسن ـ وهو يومئذ ابن إحدى عشرة سنة ـ أتصارع هذا؟ ـ
يعنى خالد بن يزيد قال : لا ، ولكن أعطنى سكينا حتى أقاتله ، فضمّه إليه يزيد وقال
:
شنشنة أعرفهما
من أخزم
|
|
هل تلد الحية
إلّا حيّة
|
__________________
٥٤ ـ باب ورود اهل البيت المدينة
١ ـ قال الفتال :
ثمّ ندب يزيد نعمان بن بشير ، وقال له تجهّز لتخرج بهؤلاء النسوة الى المدينة
ولمّا أراد أن يجهّزهم دعا بعلىّ بن الحسين عليهماالسلام فاستحلاه ثمّ قال لعن الله بن مرجانة أما والله لو انّى
صاحب أبيك ما سألنى خصلة الّا أعطيته إيّاها ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت
ولكنّ الله قضى ما رأيت كاتبنى من المدينة وأنه إلىّ كلّ حاجة تكون لك وتقدّم
بكسوته وكسوة أهل بيته وأنفذ معهم فى جملة النّعمان بن بشير رسولا يقدم إليه أن
يسير بهم فى اللّيل ويكون أمامهم حيث لا يفوتون طرفة فاذا نزلوا تنحى عنهم وتفرّق
هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ونزل معهم حيث أراد الانسان من جماعتهم وضوءا أو
قضاء حاجة لم يحتشم.
صار معهم فى جملة
النعمان ولم يزل ينازلهم فى الطّرق كما وصّاه يزيد ويرفق بهم حتّى دخلوا المدينة
فلم يسمع واعية مثل واعية بنى هاشم فى دورهم على الحسين بن على عليهماالسلام ، وخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبى طالب حين سمعت بنعى
الحسين عليهالسلام حاسرة ومعها أخواتها أمّ هانى واسماء ورملة وزينب بنات
عقيل بن أبى طالب تبكى قتلاها بالطّف وهى تقول :
ما ذا تقولون ان
قال النبيّ لكم
|
|
ما ذا فعلتم
وأنتم آخر الامم
|
بعترتى وبأهلى
بعد مفتقدى
|
|
منهم اسارى
ومنهم ضرّجوا بدم
|
ما كان هذا
جزائى اذ نصحت لكم
|
|
أن تخلفونى بسوء
فى ذوى رحم
|
سمع أهل المدينة
فى جوف اللّيل مناديا ينادى ، يسمعون صوته ولا يرون شخصه :
أيّها القاتلون
ظلما حسينا
|
|
ابشروا بالعذاب
والتنكيل
|
كلّ أهل السّماء
يدعوا عليكم
|
|
من نبىّ وملك
وقبيل
|
قد لعنتم على
لسان ابن داود
|
|
وموسى وعيسى
صاحب الإنجيل
|
٢ ـ قال المفيد : ثمّ ندب النعمان بن
بشير وقال له تجهّز لتخرج بهؤلاء النّسوة الى المدينة ، ولمّا أراد أن يجهّزهم دعى
علىّ بن الحسين عليهماالسلام فاستخلى به ، ثمّ قال لعن الله ابن مرجانة أما والله لو
انّى صاحب أبيك ما سألنى خصلة أبدا الّا أعطيته ايّاها ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما
استطعت ، ولكن الله قضى ما رأيت كاتبنى من المدينة ، وأنه الىّ كلّ حاجة تكون لك
وتقدّم بكسوته وكسوة أهله وأنفذ معهم فى جملة النّعمان بن بشير رسولا تقدّم إليه
ان يسير بهم فى اللّيل ، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه.
فاذا نزلوا انتحى
عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم وينزل منهم بحيث إن أراد انسان من
جماعتهم وضوء وقضاء حاجة لم يحتشم فسار معهم فى جملة النّعمان ولم يزل ينازلهم فى
الطّريق ويرفق بهم كما وصّاه يزيد ويرعاهم حتّى دخلوا المدينة .
٣ ـ قال ابن طاوس
قال الراوى : ولما رجع نساء الحسين عليهالسلام وعياله من الشام وبلغوا العراق قالوا للدليل : مر بنا على
طريق كربلا فوصلوا الى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري رحمهالله وجماعة من بنى هاشم ورجالا من آل رسول الله صلىاللهعليهوآله قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليهالسلام فوافوا فى وقت واحد وتلافوا بالبكاء والحزن واللّطم
وأقاموا الماتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك
اياما .
قال الراوى ثم
انفصلوا من كربلا طالبين المدينة قال بشير بن جذلم فلما قربنا منها نزل علىّ بن
الحسين عليهالسلام فحطّ رحله وضرب فسطاطه وأنزل نسائه وقال
__________________
يا بشير رحم الله
أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شيء منه فقال بلى يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله انى شاعر فقال عليهالسلام ادخل المدينة وانع أبا عبد الله عليهالسلام قال بشير فركبت فرسى وركضت حتى دخلت المدينة فلما بلغت
مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله رفعت صوتى بالبكاء وانشأت أقول :
يا أهل يثرب لا
مقام لكم بها
|
|
قتل الحسين
فأدمعى مدرار
|
الجسم منه
بكربلاء مضرّج
|
|
والرأس منه على
القناة يدار
|
قال ثم قلت هذا
على بن الحسين عليهماالسلام معه عمّاته وأخواته فدخلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم وأنا رسوله
إليكم أعرفكم مكانه قال فما بقيت فى المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن
مكشوفة شعورهنّ مخمشة وجوههنّ ضاربات خدودهنّ يدعون بالويل والثبور فلم أر باكيا
اكثر من ذلك اليوم ولا يوما أمرّ على المسلمين منه وسمعت جارية تنوح على الحسين عليهالسلام فتقول :
نعى سيدى ناع
نعاه فأوجعا
|
|
وأمرضنى ناع
نعاه فأفجعا
|
فعينى جودا
بالدموع واسكبا
|
|
وجودا بدمع بعدد
معكما معا
|
على من دهى عرش
الجليل فزعزعا
|
|
فأصبح هذا المجد
والدين اجدعا
|
على ابن نبى
الله وابن وصيّه
|
|
وان كان عنا
شاحط الدار أشعا
|
ثم قالت أيها
الناعى جددت حزننا بابى عبد الله عليهالسلام وخدشت منا قروحا لما تندمل فمن أنت رحمك الله فقلت أنا
بشير بن جذلم وجهنى مولاى على بن الحسين عليهماالسلام وهو نازل فى موضع كذا وكذا مع عيال ابى عبد الله الحسين عليهالسلام ونسائه قال فتركونى مكانى وبادرونى فضربت فرسى حتى رجعت
إليهم فوجدت الناس قد اخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن فرسى وتخطيت رقاب الناس حتى
قربت من باب الفسطاط.
كان على بن الحسين
عليهالسلام داخلا فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه وخلفه
خادم معه كرسىّ
فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك عن العبرة وارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين
النسوان والجوارى والناس يعزّونه من كل ناحية فضجّت تلك البقعة ضجة شديدة ، فأومأ
بيده ان اسكتوا فسكنت فورتهم فقال :
الحمد لله رب
العالمين مالك يوم الدين بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بعد فارتفع فى السموات العلى
، وقرب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الامور وفجائع الدهور ، والم الفجائع ومضاضة
اللواذع وجليل الرزء وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحه أيها القوم ان
الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة وثلمة فى الاسلام عظيمة قتل أبو عبد الله
الحسين عليهالسلام وعترته وسبى نسائه وصبيته وداروا برأسه فى البلدان من فوق
عامل السنان وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.
أيها الناس فأىّ
رجالات منكم يسرّون بعد قتله أم أىّ فؤاد لا يحزن من أجله أم أية عين منكم تحبس
دمعها وتضن عن انهما لها فلقد يكت السبع الشداد لقتله وبكت البحار بأمواجها
والسموات بأركانها والأرض بأرجائها والاشجار بأغصانها والحيتان ولجج البحار
والملائكة المقربون وأهل السموات أجمعون يا أيها الناس أىّ قلب لا ينصرع لقتله أم
أىّ فؤاد لا يحنّ إليه أم أىّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت فى الاسلام ولا يصم.
أيها الناس أصبحنا
مطرودين مشردين مذودين وشاسعين عن الأمصار كأنا أولاد ترك وكابل من غير جرم
اجترمناه ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة فى الاسلام ثلمناها ما سمعنا بهذا فى
آبائنا الأولين ان هذا الا اختلاق ، والله لو أن النبيّ تقدم إليهم فى قتالنا كما
تقدم إليهم فى الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا فانا لله وإنّا إليه راجعون
من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكظها وأفظعها وأمرها وأفدحها فعند الله
نحتسب فيما أصابنا وابلغ بنا فانّه عزيز ذو انتقام.
قال الراوى فقام
صوحان بن صعصعة بن صوحان وكان زمنا فاعتذر إليه
صلوات الله عليه
بما عنده من زمانة رجليه فأجابه بقبول معذرته وحسن الظن فيه وشكر له وترحم على
أبيه.
٤ ـ قال على بن
موسى بن جعفر بن محمّد بن طاوس : ثمّ إنّه صلوات الله عليه رحل الى المدينة بأهله
وعياله ، ونظر الى منازل قومه ورجاله فوجد تلك المنازل تنوح بلسان أحوالها وتبوح
باعلال الدموع وإرسالها لفقد حماتها ورجالها وتندب عليهم ندب الثواكل وتسأل عنهم
أهل المناهل وتهيج أحزانه على مصارع قتلاه وتنادى لاجلهم وا ثكلاه ، وتقول يا قوم
اعذرونى على النياحة والعويل وساعدونى على المصاب الجليل.
قال : القوم الذين
أندب لفراقهم وأحنّ الى كرم أخلاقهم كانوا سمار ليلى ونهارى وأنوار ظلمى وأسحارى ،
وأطناب شرفى وافتخارى ، وأسباب قوتى وانتصارى ، والخلف من شموسى وأقمارى كم ليلة
شردوا باكرامهم وحشتى ، وشيّدوا بأنعامهم حرمتى وأسمعونى مناجات أسحارهم وأمتعونى
بايداع أسرارهم ، وكم يوم عمروا إن نعى بمحافلهم وعطروا طبعى بفضائلهم واورقوا
عودى بماء عهودهم وأذهبوا نحوسى بنماء سعودهم وكم غرسوا لى من المناقب وحرسوا
محلّى من النوائب.
كم أصبحت بهم
أتشرف على المنازل والقصور وأميس فى ثوب الجذل والسرور وكم أعاشوا فى شعابى من
أموات الدهور وكم انتاشوا على أعتابى من رفات المحذور فاقصونى فيهم منهم الحمام ،
وحسدنى عليهم حكم الأيام فأصبحوا غرباء بين الأعداء وغرضا لسهام الاعتداء ، وأصبحت
المكارم تقطع بقطع أناملهم والمناقب تشكو لفقد شمائلهم والمحاسن تزول بزوال
أعضائهم والاحكام تنوح لوحشة أرجائهم ، فيا لله من ورع أريق دمه فى تلك الحروب
وكمال نكس علمه بتلك الخطوب.
لئن عدمت مساعدة
أهل العقول وخذلنى عند المصائب جهل العقول فإنّ لى مسعدا من السنن الدارسة
والأعلام الطامسة فإنها تندب كندبى وتجد مثل وجدى وكربى ، فلو سمعتم كيف ينوح
عليهم لسان حال الصلوات ويحنّ إليهم إنسان الخلوات وتشتاقهم طوية المكارم وترتاح
إليهم أندية الأكارم وتبكيهم محاريب المساجد وتناديهم مآريب الفوائد لشجاكم سماع
تلك الواعية النازلة وعرفتم تقصيركم فى هذه المصيبة الشاملة.
بل لو رأيتم وحدتى
وانكسارى وخلو مجالسى وآثارى ، لرأيتم ما يوجع قلب الصبور ويهيج أحزان الصدور ،
لقد شمت بى من كان يحسدنى من الديار وظفرت بى أكف الأخطار ، فيا شوقاه الى منزل
سكنوه ومنهل أقاموا عنده واستوطنوه ليتنى كنت إنسانا أفديهم حزّ السيوف وادفع عنهم
حرّ الحتوف وأشفى غيظى من أهل السنان وأردّ عنهم سهام العدوان ، وهلا اذا فاتنى
شرف تلك المواساة الواجبة ، كنت محلا لضمّ جسومهم الشاحبة واهلا لحفظ شمائلهم من
البلى ، ومصونا من لوعة هذا الهجر والقلى.
فآه ثم آه لو كنت
مخطا لتلك الأجساد ومحطّا لنفوس أولئك الأجواد ، لبذلت فى حفظها غاية المجهود ، ووفيت
لها بقديم العهود ، وقضيت لها بعض الحقوق الأوائل ووقيتها من وقع الجنادل ،
وخدمتها خدمة العبد المطيع ، وبذلت لها جهد المستطيع فرشت لتلك الخدود والأوصال
فراش الإكرام والاجلال ، وكنت أبلغ منيتى من اعتناقها وأنور ظلمتى باشراقها.
فيا شوقاه الى تلك
الأمانى ، ويا قلقاه لغيبة أهلى وسكانى ، فكلّ حنين يقصر عن حنينى ، وكل دواء
غيرهم لا يشفينى ، وها أنا قد لبست لفقدهم أثواب الأحزان ، وأنست بعدهم بجلبات
الأشجان ، وآيست ان يلم فى التجلد والصبر وقلت يا سلوة الأيام موعدك الحشر ، ولقد
أحسن ابن قتيبة رحمهالله تعالى وقد
بكى على المنازل
المشار إليها فقال
مررت على ابيات
آل محمد
|
|
فلم أرها
أمثالها يوم حلّت
|
فلا يبعد الله
الديار وأهلها
|
|
وإن أصبحت منهم
بزعمى تخلّت
|
ألا إنّ قتلى
الطفّ من آل هاشم
|
|
أذلت رقاب
المسلمين فذلّت
|
وكانوا غياثا ثم
أضحوا رزية
|
|
لقد عظمت تلك
الرزايا وجلّت
|
ألم تر أنّ
الشمس أضحت مريضة
|
|
لفقد حسين
والبلاد اقشعرّت
|
فاسلك أيها السامع
بهذا المصاب مسلك القدوة من حماة الكتاب .
٥ ـ عنه روى عن
مولانا زين العابدين عليهالسلام وهو ذو الحلم الذي لا يبلغه الوصف انه كان كثير البكاء
لتلك البلوى ، وعظيم البثّ والشكوى .
٦ ـ عنه روى عن
الصادق عليهالسلام أنه قال : إن زين العابدين عليهالسلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره وقائما ليله فاذا حضر
الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاى فيقول قتل ابن
رسول الله صلى الله عليهما جائعا قتل ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله عطشانا فلا يزال يكرّر ذلك ويبكى حتى يبتلّ طعامه من دموعه
ثم يمزح شرابه بدموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزوجل .
٧ ـ عنه حدث مولى
له انه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وأنا
أسمع شهيقه وبكائه وأحصيت عليه ألف مرة يقول لا إله الا الله حقا حقا لا إله الا
الله تعبدا ورقا لا إله الا الله ايمانا وتصديقا وصدقا ، ثمّ رفع رأسه من سجوده
وأنّ لحيته ووجهه قد غمراه بالماء من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدى أما آن لحزنك أن
ينقضى ، ولبكائك أن يقلّ فقال لى ويحك إنّ
__________________
يعقوب بن اسحاق بن
ابراهيم ، كان نبيا ابن نبىّ له اثنى عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه
من الحزن واحدودب ظهره من الغمّ ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حىّ فى دار الدنيا
، وأنا رأيت أبى وأخى وسبعة عشر من أهل بيتى صرعى مقتولين فكيف ينقضى حزنى ويقلّ
بكائى ، وها أنا أتمثل وأشير إليهم صلوات الله عليهم فأقول :
من مخبر
الملبسينا بانتزاحهم
|
|
ثوبا من الحزن
لا يبلى ويبلينا
|
إنّ الزمان الذي
قد كان يضحكنا
|
|
بقربهم صار
بالتفريق يبكينا
|
حالت لفقدهم
أيامنا فغدت
|
|
سودا وكانت بهم
بيضا ليالينا.
|
٨ ـ قال أبو الفرج : ثم أمر يزيد على
بن الحسين عليهماالسلام الشخوص إلى المدينة مع النسوة من أهله وسائر بنى عمه
فانصرف بهم .
٩ ـ قال الدينورى
: ثم أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز ، وقال لعلىّ بن الحسين : انطلق مع نسائك حتى
تبلّغهنّ وطنهنّ. ووجه معه رجلا فى ثلاثين فارسا ، يسير أمامهم ، وينزل حجرة عنهم
، حتى انتهى بهم إلى المدينة .
١٠ ـ قال محمّد بن
سعد : ثم بعث يزيد إلى المدينة فقدم عليه بعدّة من ذوى السنّ من موالى بنى هاشم ثم
من موالى بنى على ، وضمّ إليهم أيضا عدّة من موالى أبى سفيان ، ثم بعث بثقل الحسين
ومن بقى من نسائه وأهله وولده معهم وجهزهم بكل شيء ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلّا
أمر لهم بها ، وقال لعلىّ بن حسين : إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك
حقك فعلت ، وان أحببت أن أردّك إلى بلادك وأصلك ، قال : بل تردّنى إلى بلادى ،
فردّه إلى المدينة ووصله ، وأمر الرسل الذين وجّههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا
ومتى شاءوا ، وبعث بهم
__________________
مع محرز بن حريث
الكلبى ورجل من بهراء وكانا من أفاضل أهل الشام
٥٥ ـ باب ما ظهر بعد شهادته عليهالسلام
١ ـ الطوسى
باسناده أخبرنا ابن خنيس ، قال : أخبرنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا محمّد بن
دليل قال : حدّثنا علىّ بن سهل قال : حدثنا مؤمّل ، عن حمّاد بن سلمة ، عن عمار بن
أبى عمار ، قال : أمطرت السماء يوم قتل الحسين دما عبيطا .
٢ ـ روى ابن
شهرآشوب عن أبى نعيم فى دلايل النبوة والنسوى فى المعرفة ، قالت نضرة الأزديّة لما
قتل الحسين عليهالسلام أمطرت السّماء دما وحبابنا وجرارنا صارت مملوّة دما .
٣ ـ عنه قال قرطة
بن عبيد الله مطرت السّماء يوما نصف النّهار على شملة بيضاء فنظرت فإذا هو دم وإذا
هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين عليهالسلام .
٤ ـ عنه قال
الصّادق عليهالسلام بكت السّماء على الحسين عليهالسلام أربعين يوما بالدّم
٥ ـ عنه باسناده
عن زرارة بن أعين عن الصادق عليهالسلام قال بكت السماء على يحيى بن زكريّا وعلى الحسين بن على عليهمالسلام أربعين صباحا ولم تبك الّا عليهما قلت فما بكاؤها قال
فكانت الشمس تطلع حمراء وتغيب حمراء .
٦ ـ عنه عن اسامة
بن شبيب باسناده عن أمّ سليم ، قالت لمّا قتل الحسين
__________________
عليهالسلام مطرت السّماء مطرا كالدّم احمرّت منه البيوت والحيطان وروى
قريبا من ذلك فى الابانة.
٧ ـ عنه عن تفسير
القشيرى والفتّال قال السدّى : لمّا قتل الحسين عليهالسلام بكت عليه السماء وعلامتها حمرة أطرافها .
٨ ـ عنه عن تاريخ
النسوى روى حماد بن زيد عن هشام عن محمّد قال تعلم هذه الحمرة فى الافق ممّ هى؟ ثم
قال من يوم قتل الحسين عليهالسلام .
٩ ـ عنه ، عن
الأسود بن قيس لمّا قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المغرب فكادتا تلتقيان فى كبد
السّماء ستّة أشهر .
١٠ ـ عنه ، عن
تاريخ النّسوى قال أبو قبيل لمّا قتل الحسين بن علىّ عليهماالسلام كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النّهار ، حتى ظننا أيها
هى .
١١ ـ عنه فى حديث
ميثم التمار وتمطر السّماء دما ورمادا .
١٢ ـ عنه ، عن
تاريخ الطبرى انّ رجلا من كندة يقال له مالك بن اليسر أتى الحسين عليهالسلام بعد ما ضعف من كثرة الجراحات فضربه على رأسه بالسّيف وعليه
برنس من خزّ فقال عليهالسلام لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين فألقى ذلك
البرنس من رأسه فأخذه الكندى فأتى به أهله فقالت امرته أسلب الحسين تدخله فى بيتى
، اخرج فو الله لا تدخل بيتى ابدا فلم يزل فقيرا حتّى هلك .
١٣ ـ عنه عن
أحاديث ابن الحاشر قال كان عندنا رجل خرج على الحسين عليهالسلام ثمّ جاء بجمل وزعفران فكلّما دقّوا الزّعفران صار نارا ،
فلطخت امرأته على يديها فصارت برصا وقال ونحر البعير فكلّما جزّوا بالسّكّين صار
نارا قال فقطعوه
__________________
فخرج منه النّار
قال فطبخوه ففارت القدر نارا .
١٤ ـ عنه روى أبو
مخنف عن الجلودى انّه كان صرع الحسين عليهالسلام فجعل فرسه يحامى عنه ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه
ويدوسه حتّى قتل الفرس أربعين رجلا ثمّ تمرغ فى دم الحسين وقصد نحو الخيمة وله
صهيل عال ويضرب بيديه الأرض .
١٥ ـ عنه عن
القاسم بن الاصبغ ، قلت لرجل من بنى دارم ما غير صورتك قال قتلت رجلا من أصحاب
الحسين وما نمت ليلة منذ قتلته إلّا أتانى فى منامى آت فينطلق بى الى جهنّم ،
فيقذف بى فيهما حتّى أصبح قال فسمعت بذلك جارة له فقالت ما يدعنا ننام اللّيل من
صباحه .
١٦ ـ عنه ، عن
أمالى الطوسى ، قال السّدى لرجل أنت تبيع القطران قال والله ما رأيت القطران إلّا
أنّى كنت أبيع المسمار فى عسكر عمر بن سعد فى كربلا فرأيت فى منامى رسول الله صلىاللهعليهوآله على بن أبى طالب يسقيان الشهداء فاستسقيت عليا فأبى فاتيت
النّبي عليه الصلاة السّلام فاستسقيت فنظر الىّ وقال ألست ممن علينا فقلت يا رسول
الله انّنى محترف وو الله ما حاربتهم ، فقال اسقى قطرانا فسقانى شربة قطران فلمّا
انتبهت كنت أبول ثلثه أيّام القطران ، ثمّ انقطع وبقى رايحته .
١٧ ـ عنه أبو عبد
الله الدامغانى فى شوف العروس انهم تذاكروا ليلة أمر الحسين عليهالسلام ، وانّه من قتلته رماه الله ببليّة فى جسده فقال أنا رجل
ممن قتله وما أصابنى سوء ثمّ انّه قام ليصلح الفتيلة بإصبعه ، فاخذت النار كفّه
فخرج صارخا حتّى ألقى نفسه فى الفرات فو الله ما رأيناه يدخل رأسه الماء والنار
على وجه الماء ، فاذا خرج رأسه سرت النّار إليه وكان ذلك دأبه حتّى هلك
__________________
١٨ ـ عنه ، عن
النطنزى فى الخصائص لما جاءوا برأس الحسين عليهالسلام ونزلوا منزلا يقال له قنّسرين اطّلع راهب من صومعته الى
الرأس فراى نورا ساطعا يخرج من يصعد الى السماء فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس
وأدخله صومعته فسمع صوتا ولم ير شخصا قال : طوبى لك وطوبى لمن عرف حرمته فرفع
الرّاهب رأسه ، قال يا ربّ بحق عيسى تأمر هذا الرّاس ، بالتكلّم معى فتكلم الرّاس
وقال يا راهب أىّ شيء تريد قال من أنت.
قال أنا ابن محمّد
المصطفى وأنا ابن علىّ المرتضى ، وأنا ابن فاطمة الزّهراء وانا المقتول بكربلاء
أنا المظلوم أنا العطشان ، فسكت فوضع الرّاهب وجهه على وجهه فقال لا أرفع وجهى عن
وجهك ، حتّى تقول أنا شفيعك يوم القيمة ، فتكلّم الرّاس فقال ارجع الى دين جدّى
محمّد صلىاللهعليهوآله ، فقال الرّاهب أشهد أن لا إله الّا الله وأشهد أن محمّدا
رسول الله فقبل له الشفاعة فلمّا أصبحوا أخذوا منه الرّاس والدّراهم فلما بلغوا
الوادى نظروا الدّراهم قد صارت حجارة .
١٩ ـ عنه قال فى
أثر عن ابن عباس أن أمّ كلثوم قالت لحاجب ابن زياد ويلك هذه الألف درهم خذها إليك
واجعل رأس الحسين أمامنا واجعلنا على الجمال وراء النّاس ليشتغل الناس بنظرهم الى
رأس الحسين عنّا فاخذ الالف وقدّم الرأس فلمّا كان الغدا خرج الدّراهم وقد جعلها
الله حجارة سودا مكتوب على أحد جانبيها (وَلا تَحْسَبَنَّ
اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) وعلى الجانب الأخرى (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) .
٢٠ ـ عنه ، عن
تاريخ البلاذرى والطبرىّ انّ الحضرمية امرة خولى بن يزيد الأصبحى قالت وضع خولى
رأس الحسين تحت إجانة فى الدار فو الله ما زلت أنظر
__________________
الى نور يسطع مثل
العود من السماء الى الإجانة ورأيت طيرا يرفرف حولها .
٢١ ـ روى أبو مخنف
عن الشعبىّ انّه صلب رأس الحسين بالصّيارف فى الكوفة فتنحنح الرّاس وقرأ سورة
الكهف الى قوله (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) فلم يزدهم الّا ضلالا .
٢٢ ـ عنه فى أثر
أنّهم لما صلبوا رأسه على شجرة سمع منه (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) وسمع أيضا صوته بدمشق يقول لا قوّة إلّا بالله ، وسمع أيضا
يقرأ (أَنَّ أَصْحابَ
الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فقال زيد بن أرقم أمرك أعجب يا ابن رسول الله .
٢٣ ـ عنه عن كتابى
ابن بطة والترمذى وخصايص النطنزى واللفظ للأول عن عمارة بن عمير أنّه لمّا جئ برأس
ابن زياد ورءوس اصحابه الى المسجد انتهيت إليهم ، والنّاس يقولون قد جاءت قد جاءت
قال فجاءت حيّة تخلّل الرءوس حتّى دخلت فى منخره ثمّ خرجت من المنخر الآخر ثمّ
قالوا قد جاءت ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا .
٢٤ ـ عنه أبو مخنف
فى رواية لما دخل بالرّاس على يزيد كان للرّأس طيب قد فاح على كلّ طيب ولمّا نحر
الجمل الّذي حمل عليه رأس الحسين كان لحمه أمرّ من الصبر ولمّا قتل الحسين عليه
السلم صار الورس دما وانكسفت الشمس الى ثلاثة أسبات وما فى الارض حجر الّا وتحته
دم ، وناحت عليه الجنّ كلّ يوم فوق قبر النبيّ عليه الصّلاة والسّلم الى السنة
كاملة .
٢٥ ـ عنه ، عن
دلايل النبوة عن أبى بكر البيهقي بالاسناد الى أبى قبيل وأمالى أبى عبد الله
النيسابوريّ أيضا أنه لمّا قتل الحسين عليهالسلام واحتزّ رأسه قعدوا فى
__________________
أوّل مرحلة يشربون
النبيذ ويتحيون بالرّاس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطرا بالدّم.
أترجو أمّة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جدّه يوم
الحساب
|
قال فهربوا وتركوا
الرّاس ثمّ رجعوا .
٢٦ ـ عنه فى كتاب
ابن بطّة إنّهم وجدوا ذلك مكتوبا فى كنيسة وقال أنس بن مالك احتفر رجل من أهل
نجران حفرة فوجد فيها لوح من ذهب فيه مكتوب هذا البيت وبعده.
فقد قدموا عليه
بحكم جور
|
|
فخالف حكمهم حكم
الكتاب
|
سنلقى يا يزيد
غدا عذابا
|
|
من الرّحمن يا
لك من عذاب
|
فسألناهم منذ كم
هذا فى كنيستكم فقالوا قبل ان يبعث نبيّكم بثلاثمائة عام .
٢٧ ـ عنه روى أنّه رأى سليمان بن عبد
الملك رسول الله صلىاللهعليهوآله
يتبشّ معه فسأل الحسن البصرى عن ذلك فقال لعلّك فعلت الى اهل بيته معروفا فقال
رأيت رأس الحسين عليهالسلام
فى خزانة يزيد فلمّا عرض علىّ لففته فى خمسة دبابيح وصلّيت عليه ودفنته وبكيت
كثيرا فقال له الحسن قد رضى عنك رسول الله صلىاللهعليهوآله
بهذا الفعل.
٢٨ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن
عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن رجل عن يحيى بن بشير ، قال : سمعت أبا بصير يقول قال
أبو عبد الله عليهالسلام : بعث هشام بن عبد الملك الى أبى فأشخصه إلى الشام فلمّا
دخل عليه قال له يا أبا جعفر أشخصناك لنسألك عن مسئلة لم يصلح أن يسألك عنها غيرى
ولا أعلم فى الأرض خلفا ينبغى أن يعرف
__________________
أو عرف هذه
المسألة ان كان الّا واحدا.
فقال أبى ليسألنّ
أمير المؤمنين عمّا أحبّ ، فان علمت أجبت ذلك ، وإن لم أعلم قلت لا أدرى وكان
الصّدق أولى بى قال هشام أخبرنى عن اللّيلة التي قتل على بن أبى طالب عليهالسلام بما استدلّ به الغائب عن المصر الذي قتل فيه علىّ قتله ،
وما العلامة فيه للنّاس فإن علمت ذلك ، وأجبت أخبرنى هل كان تلك العلامة لغير علىّ
فى قتله ، فقال له أبى يا أمير المؤمنين إنّه لما كان تلك اللّيلة التي قتل فيها
أمير المؤمنين عليهالسلام لم يرفع عن وجه الارض حجر الّا وجد تحته دم عبيط حتى طلع
الفجر ، وكذلك كانت اللّيلة التي قتل فيها هارون أخو موسى عليهالسلام.
كذلك كانت اللّيلة
التي قتل فيها يوشع بن نون ، وكذلك كانت اللّيلة التي رفع فيها عيسى بن مريم الى
السّماء وكذلك كانت اللّيلة التي قتل فيها شمعون بن حمون الصّفا وكذلك كانت
اللّيلة الّتي قتل فيها على بن أبى طالب عليهالسلام وكذلك كانت اللّيلة التي قتل فيها الحسين بن علىّ عليهماالسلام قال فتربّد وجه هشام حتى انتقع لونه وهمّ ان يبطش بأبى.
فقال له أبى يا
امير المؤمنين الواجب على العباد الطاعة لإمامهم والصّدق له بالنصيحة وانّ الّذي
دعانى إلى أن أجيب امير المؤمنين فيما سألنى معرفتى ايّاه بما يجب له علىّ من
الطّاعة فليحسن أمير المؤمنين علىّ الظنّ فقال له هشام انصرف الى أهلك إذا شنت قال
فخرج فقال له هشام عند خروجه أعطنى عهد الله وميثاقه أن لا توقع هذا الحديث الى
أحد حتى موت فأعطاه ابى من ذلك من أرضاه ذكر الحديث بطوله .
٢٩ ـ عنه حدثني
أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علىّ الناقد ، قال حدّثنى عبد الرّحمن البلخى ،
قال لى أبو الحسين أخبرنى عمّى ، عن أبيه عن أبى نصر عن
__________________
رجل من أهل بيت
المقدس أنّه قال : والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن
على عليهالسلام قلت وكيف ذاك قال : ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا إلّا
ورأينا تحتها دما عبيطا يغلى واحمرت الحيطان كالعلق ومطر ثلاثة أيام دما عبيطا
وسمعنا مناديا ينادى فى جوف اللّيل يقول :
أترجو أمّة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جده يوم
الحساب
|
معاذ الله لا
نلتم يقينا
|
|
شفاعة أحمد وأبى
تراب
|
قتلتم خير من
ركب المطايا
|
|
وخير الشيب طرّا
والشباب
|
انكسفت الشمس
ثلاثة أيام ثم تجلت عنها وانشبكت النّجوم فلمّا كان من غد أرجفنا به بقتله فلم يات
علينا كثير شي حتى نعى إلينا الحسين عليهالسلام .
٣٠ ـ عنه حدثنا
أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علىّ الناقد باسناده قال قال عمر بن سعد قال :
حدّثنى أبو معشر عن الزهرى قال لمّا قتل الحسين عليهالسلام لم يبق فى بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط .
٣١ ـ قال الطبرسى
: روى يوسف بن عبده قال : سمعت محمّد بن سيرين ، يقول : لم تر هذه العمرة فى
السماء إلّا بعد قتل الحسين عليهالسلام .
٣٢ ـ عنه ذكر
الشيخ أبو بكر البيهقي فى كتاب دلائل النبوة قال : أخبرنا القطّان حدّثنا عبد الله
بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سليمان بن حريث حدّثنا حمّاد بن زيد ،
عن معروف قال : اوّل ما عرف الزّهري تكلّم في مجلس الوليد ابن عبد الملك ، فقال
الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدّس يوم قتل الحسين بن علىّ؟ فقال
الزّهري : بلغني أنّه لم يقلب حجرا إلّا تحته دم عبيط .
٣٣ ـ عنه قال :
وأخبرنا القطان باسناده ، عن عليّ بن مسهر قال : حدّثنى
__________________
جدّتى قالت : كنت
ايّام الحسين عليهالسلام جارية شابّة فكانت السماء أيّاما علقة .
٣٤ ـ عنه قال :
أخبرنا القطّان باسناده عن جميل بن مرّة قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين عليهالسلام يوم قتل فنحروها وطبخوها قال : فصارت مثال العلقم فما
استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا .
٣٥ ـ عنه عن ابن
عباس قال : رأيت النبيّ فيما يرى النائم ذات يوم نصف النهار أشعث أغبر ، بيده
قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما هذه؟ قال : هذا دم الحسين
عليهالسلام وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصى بذلك الوقت
فوجدته قتل ذلك اليوم .
٣٦ ـ عنه عن نضرة
الأزديّة ، لمّا قتل الحسين بن على عليهالسلام مطرت السماء دما فأصبحت وكلّ شي لنا ملأ دما .
٣٧ ـ أبو عيسى
الترمذى حدّثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن
عمير قال : لمّا جئ برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت فى المسجد فى الرّحبة
فانتهيت إليهم ، وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت ، فاذا حية قد جات تخلّل الرءوس ،
حتّى دخلت فى منخرى عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيبت. ثم
قالوا : قد جات ، قد جاءت ، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا .
٣٨ ـ قال سبط ابن
الجوزى : أخبرنا غير واحد عن الوهاب بن المبارك ، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار
، أنبأنا الحسين بن على الطناجيرى ، حدّثنا عمر بن أحمد بن شاهين ، حدثنا أحمد بن
عبد الله بن سالم ، حدّثنا على بن سهل ، حدّثنا خلد ابن خداش ، حدّثنا حماد بن زيد
، عن ابن مرّة عن أبى الوصين مروان بن الوصين ،
__________________
قال : نحرت الإبل
الّتي حمل عليها رأس الحسين وأصحابه ، فلم يستطيعوا أكل لحومها كانت أمرّ من الصبر
.
٣٩ ـ عنه قال جدّى
أبو الفرج فى كتاب التبصرة لما كان القضبان يحمر وجهه عند الغضب فليستدلّ بذلك على
غضبه وأنه أمارة السخط والحقّ سبحانه ليس بجسم فاظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين
بحمرة الافق ، وذلك دليل على عظيم الجناية .
٤٠ ـ عنه ، قال
ابن سيرين : لمّا قتل الحسين أظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثمّ ظهرت هذه الحمرة .
٤١ ـ عنه أخبرنا
غير واحد عن علىّ بن عبيد ، أنبأنا على بن أحمد اليسرى ، أنبأنا أبو عبد الله بن
بطة أنبأنا محمّد بن هارون الخضرمى ، حدثنا هلال بن بشر بن عبد المطلب بن موسى ،
عن هلال بن ذكوان قال لما قتل الحسين عليهالسلام مكثنا شهرين أو ثلاثة ، كأنّما لطخت الحيطان بالدّم من
صلاة الفجر الى غروب الشمس ، قال : خرجنا فى سفر فمطرنا مطر أبقى اثره فى ثيابنا
مثل الدم .
٤٢ ـ عنه قال
السدّى : لما قتل الحسين بكت السماء بكائها حمرتها .
. ٤٣ ـ عنه قال ابن سيرين وجد حجر قبل
مبعث النبيّ صلىاللهعليهوآله
بخمس مائة سنة عليه مكتوب بالسريانية فنقلوه الى العربية فإذا هو :
أترجو امة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جدّه يوم
الحساب
|
٤٤ ـ عنه قال سليمان بن يسار وجد حجر
عليه مكتوب :
لا بد أن ترد
القيامة فاطمة
|
|
وقميصها بدم
الحسين ملطّخ
|
__________________
ويل لمن شفعاؤه
خصماؤه
|
|
والصور فى يوم
القيامة ينفخ.
|
٤٥ ـ قال الطبرى : قال حصين : فلما
قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة ، كأنما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس
حتى ترتفع .
٤٦ ـ عنه قال
وحدثني العلاء بن أبى عاثة قال : حدّثنى رأس الجالوت : عن أبيه قال : ما مررت
بكربلاء إلا وأنا أركض دابّتى حتى أخلّف المكان ، قال : قلت : لم؟ قال كنا نتحدث
أن ولد نبىّ مفتول فى ذلك المكان ، قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلما قتل الحسين
قلنا : هذا الذي كنا نتحدث ، قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا
أركض .
٤٧ ـ عنه قال هشام
: عن عوانة ، قال : قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد بعد قتله الحسين : يا عمر ،
أين الكتاب الذي كتبت به إليك فى قتل الحسين؟ قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب ، قال
: لتجيئنّ به ، قال : ضاع ، قال : والله لتجيئنّى به ، قال : ترك والله يقرأ على
عجائز قريش اعتذارا إليهنّ بالمدينة ، أما والله لقد نصحتك فى حسين نصيحة لو
نصحتها أبى سعد بن أبى وقاص ، كنت قد أدّيت حقه ، قال عثمان بن زياد أخو عبيد الله
: صدق والله ، لوددت أنه ليس من بنى زياد رجل إلا وقى أنفه خزامة إلى يوم القيامة
وأنّ حسينا لم يقتل : قال : فو الله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله .
٤٨ ـ عنه قال هشام
: حدثني بعض أصحابنا ، عن عمرو بن أبى المقدام ، قال : حدثني عمرو بن عكرمة ، قال
: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة ، فإذا مولى لنا يحدثنا ، قال : سمعت البارحة
مناديا ينادى وهو يقول :
أيها القاتلون
جهلا حسينا
|
|
أبشروا بالعذاب
والتّنكيل
|
__________________
كلّ أهل السماء
يدعو عليكم
|
|
من نبىّ وملائك
وقبيل
|
قد لعنتم على
لسان ابن داو
|
|
د وموسى وحامل
الإنجيل
|
قال هشام : حدثني
عمر بن حيزوم الكلبى ، عن أبيه ، قال : سمعت هذا الصوت.
٤٩ ـ عنه حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كتب يزيد إلى ابن مرجانة : أن اغز
ابن الزبير ، فقال : لا أجمعهما للفاسق أبدا أقتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأغزوا البيت! قال : وكانت مرجانة امرأة صدق ، فقالت
لعبيد الله حين قتل الحسين : ويلك! ما ذا صنعت! وما ذا ركبت .
٥٠ ـ قال أبو جعفر : حدثني أبو عبيدة
معمر بن المثنى أن يونس بن حبيب الجرمى حدثه ، قال : لمّا قتل عبيد الله بن زياد
الحسين بن على عليهماالسلام
وبنى أبيه ، بعث برءوسهم إلى يزيد بن معاوية ، فسرّ بقتلهم أولا ، وحسنت بذلك
منزلة عبيد الله عنده ، ثم أم يلبث إلا قليلا حتى ندم على قتل الحسين ، فكان يقول
: وما كان علىّ لو احتملت الأذى وأنزلته معى فى دارى ، وحكمته فيما يريد ، وإن كان
علىّ فى ذلك وكف ووهن فى سلطانى ، حفظا لرسول الله صلىاللهعليهوآله
ورعاية لحقّه وقرابته!
لعن الله ابن مرجانة ، فانه أخرجه
واضطرّه ، وقد كان سأله بأن يخلى سبيله ويرجع فلم يفعل ، أو يضع يده فى يدى ، أو
يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله عزوجل فلم يفعل ، فأبى ذلك وردّه عليه
وقتله ، فبغضنى بقتله إلى المسلمين وزرع لى فى قلوبهم العداوة ، فبغضنى البرّ
والفاجر ، بما استعظم الناس فى قتلى حسينا ، ما لي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب
عليه .
٥١ ـ عنه قال هشام
بن محمّد : حدثنا أبو مخنف ، قال : حدثني يوسف بن
__________________
يزيد عن عبد الله
بن عوف بن الأحمر الأزدى ، قال : لما قتل الحسين بن علىّ ورجع ابن زياد من معسكره
بالنخيلة ، فدخل الكوفة ، تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ، ورأت أنها قد أخطأت خطأ
كبيرا بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم اجابته ومقتله إلى جانبهم لم ينصروه ،
ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم فى مقتله إلا بقتل من قتله ، أو القتل فيه.
ففزعوا بالكوفة
إلى خمسة نفر من رءوس الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعى ، وكانت له صحبة مع النبيّ
صلىاللهعليهوآله وإلى المسيب بن نجبة الفزارى ، وكان من أصحاب على وخيارهم
، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدى ، وإلى عبد الله بن وال التيمى ، وإلى
رفاعة بن شداد البجلى.
ثم ان هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا فى
منزل سليمان بن صرد ، وكانوا من خيار أصحاب علىّ ، ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم
ووجوههم. قال : فلما اجتمعوا إلى منزل سليمان بن صرد بدأ المسيب بن نجبة القوم
بالكلام ، فتكلم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلىاللهعليهوآله
ثم قال :
أما بعد ، فإنا قد
ابتلينا بطول العمر ، والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا ألّا يجعلنا ممن يقول
له غدا : (أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) فإن أمير المؤمنين قال : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن
آدم ستّون سنة ، وليس فينا رجل إلا وقد بلغه ، وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا ،
وتقريظ شيعتنا ، حتى بلا الله أخيارنا فوجدنا كاذبين فى موطنين من مواطن ابن ابنة
نبينا صلىاللهعليهوآله.
قد بلغنا قبل ذلك كتبه ، وقدمت علينا
رسله ، وأعذر إلينا يسألنا نصره عودا وبدءا ، وعلانية وسرّا ، فبخلنا عنه بأنفسنا
حتى قتل إلى جانبنا ، لا نحن نصرناه بأيدينا ، ولا جادلنا عنه بألسنتنا ، ولا
قويناه بأموالنا ، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا ، فما عذرنا إلى ربنا وعند
لقاء نبينا صلىاللهعليهوآله
وقد قتل فينا ولده وحبيبه ، و
ذريته ونسله! لا
والله ، لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه ، أو تقتلوا فى طلب ذلك فعسى
ربنا أن يرضى عنا عند ذلك ، وما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن ، أيها القوم ، ولّوا
عليكم رجلا منكم فانه لا بد لكم من أمير تفزعون إليه ، وراية تحفّون بها ، أقول
قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.
قال : فبدر القوم رفاعة بن شداد بعد
المسيب الكلام ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله
ثمّ قال : أما بعد ، فان الله قد هداك لأصوب القول ، ودعوت إلى أرشد الأمور ، بدأت
بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على نبيه صلىاللهعليهوآله
، ودعوت إلى جهاد الفاسقين وإلى التوبة من الذنب العظيم ، فمسموع منك مستجاب لك ،
مقبول قولك.
قلت : ولّوا أمركم رجلا منكم تفزعون
إليه ، وتحفّون برايته ، وذلك رأى قد رأينا مثل الذي رأيت ، فإن تكن أنت ذلك الرجل
تكن عندنا مرضيا وفينا متنصحا ، وفى جماعتنا محبا ، وإن رأيت رأى أصحابنا ذلك
ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وذا السابقة والقدم سليمان بن الصرد المحمود فى بأسه ودينه ، والموثوق بحزمه ،
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم.
قال : ثمّ تكلم
عبد الله بن وال وعبد الله بن سعد ، فحمدا ربّهما وأثنيا عليه ، وتكلّما بنحو من
كلام رفاعة بن شداد ، فذكرا المسيب نجبة بفضله ، وذكرا سليمان بن صرد بسابقته ،
ورضاهما بتوليته ، فقال المسيب بن نجبة أصبتم ووفقتم ، وأنا أرى مثل الذي رأيتم ،
فولوا أمركم سليمان بن صرد .
٥٢ ـ روى الهيتمى
عن عبد الملك بن عمير ، قال دخلت على عبيد الله بن زياد واذا رأس الحسين قدامه على
ترس فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على المختار فاذا رأس عبيد الله بن زياد
على ترس ، فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت
__________________
على مصعب بن
الزبير واذا رأس المختار على ترس ، فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على عبد
الملك واذا رأس مصعب بن الزبير على ترس .
٥٣ ـ عنه عن دويد
الجعفى عن ابيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هى دم .
٥٤ ـ عن حميد
الطحان قال كنت فى خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم ننحر أو نبيع قال
انحروا فجلست على جفنة فلمّا جلست فارت نارا .
٥٥ ـ عنه عن حاجب
عبيد الله بن زياد ، قال دخلت القصر خلف عبيد الله ابن زياد حين قتل الحسين فاضطرم
فى وجهه نارا فقال هكذا بكمه على وجهه فقال هل رأيت قلت نعم وأمرنى ان أكتم ذلك .
٥٦ ـ عنه عن
الزهرى قال قال لى عبد الملك أىّ واحد أنت إن أعلمتنى أىّ علامة كانت يوم قتل
الحسين ، فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس الا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لى عبد
الملك إنى وإياك فى هذا الحديث لقرينان .
٥٧ ـ عنه عن
الزهرى قال ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن على إلا عن دم.
٥٨ ـ عنه عن أمّ
حكيم قالت قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة .
٥٩ ـ عنه عن جميل
بن زيد قال لما قتل الحسين احمرت السماء ، قلت أى شيء تقول قال ان الكذاب منافق
انّ السماء احمرت حين قتل .
٦٠ ـ عنه عن أبى
قبيل ، قال لمّا قتل الحسين بن على انكسفت الشمس كسفة
__________________
حتى بدت الكواكب
نصف النهار حتى ظننا أنها هى .
٦١ ـ عنه عن عيسى
بن الحرث الكندى قال لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا الى
السماء على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا الى الكواكب يضرب بعضها
بعضا
٦٢ ـ عنه عن محمّد
بن سيرين قال لم تكن فى السماء حمرة حتى قتل الحسين .
٦٣ ـ عنه بسنده
قال رأيت الورس الذي أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد.
٦٤ ـ الحافظ ابن
عساكر أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا أحمد بن أبى عثمان ، وأحمد بن محمد
بن إبراهيم : وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن ابراهيم ، أنبأنا أبى أبو
طاهر ، قالا : أنبأنا اسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصرى أنبأنا الحسين بن
اسماعيل المحاملى أنبأنا الحسين بن شبيب المؤدّب. أنبأنا خلف بن خليفة ، عن أبيه
قال : لما قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند
العصر وسقط التراب الأحمر .
٦٥ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالوا : أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، أنبأنا يعقوب بن
سفيان ، أنبأنا إسماعيل بن الخليل : أنبأنا على بن مسهر ، حدّثتنى جدّتى قالت :
كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء أياما علقة .
٦٦ ـ عنه أخبرنا
أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدى أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن
محمّد بن علان بن الخازن ، أنبأنا القاضى أبو عبد الله محمّد
__________________
ابن عبد الله بن
الحسين الجعفى أنبأنا أبو الحسن على بن محمّد بن هارون بن زياد الحميرى ، حدثني
أبى أنبأنا اسماعيل بن الخليل ، عن على بن مسهر ، عن جدّته قالت : لما قتل الحسين
كنت جارية شابة فمكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنها علقة .
٦٧ ـ أخبرنا أبو
بكر محمّد بن عبد الباقى ، أنبأنا الحسن بن علىّ أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا
أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد أنبأنا عمرو بن عاصم
الكلابى ، قال : أنبأنا خلاد صاحب السمسم وكان ينزل بنى جحدر ـ قال : حدثتنى أمى
قالت : كنا زمانا بعد مقتل الحسين وان الشمس تطلع محمّرة على الحيطان والجدران
بالغداة والعشىّ قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلّا وجدوا تحته دما .
٦٨ ـ عنه باسناده
قال : أنبأنا على بن محمّد عن على بن مدرك ، عن جدّه الأسود بن قيس ، قال : احمرت
آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى ذلك فى آفاق السماء كأنها الدم ، قال :
فحدثت بذلك شريكا فقال لى : ما أنت من الأسود؟ قلت : هو جدّى أبو أمى. قال : أما
والله ان كان لصدوق الحديث عظيم الأمانة ، مكرما للضيف.
٦٩ ـ عنه أنبأنا
أبو على الحداد ، وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن
أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمى ، أنبأنا عثمان بن أبى شيبة ، حدثني أبى
عن جدى : عن عيسى بن الحارث الكندى قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا
صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا
إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا .
٧٠ ـ عنه باسناده
قال : أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى ،
__________________
أنبأنا محمّد بن
الصلت الأسدي الكوفى أنبأنا الربيع بن المنذر الثورى عن أبيه قال : جاء رجل يبشر
الناس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد .
٧١ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن. وأخبرنا أبو محمد عبد
الكريم بن حمزة. أنبأنا أبو بكر أحمد بن على وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى
أنبأنا أبو بكر ابن الطبرى قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله
بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، حدثني أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، أنبأنا ابن
لهيعة عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن على كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف
النهار حتى ظننّا أنها هى .
٧٢ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ، وأخبرنا أبو القاسم
ابن السمرقندى أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا
عبد الله ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن هشام!
عن محمّد ، قال : تعلم هذه الحمرة فى الأفق مم هو؟ فقال : من يوم قتل الحسين بن
على.
٧٣ ـ عنه أخبرنا
أبو الحسن على بن أحمد بن منصور ، وأبو اسحاق ابراهيم ابن طاهر بن بركات ، قالا :
أنبأنا أبو القاسم بن أبى العلاء ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن أحمد بن
سعيد بن الروزبهان ، أنبأنا أبو الحسين على بن الفضل بن إدريس الستورى أنبأنا
محمّد بن عقيل ، أنبأنا يحيى بن السرى ، أنبأنا روح بن عبادة : عن ابن عون ، عن
محمّد بن سيرين ، قال : لم تكن ترى هذه الحمرة فى السماء حتى قتل الحسين بن على .
٧٤ ـ أخبرنا أبو
يعقوب الهمدانيّ أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى. وأنبأنا
__________________
أبو غالب ابن
البناء ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ،
أنبأنا أبو القاسم البغوى أنبأنا قطن بن نسير أبو عبّاد ، أنبأنا جعفر بن سليمان ،
قال : حدثتنى خالتى أم سالم قالت : لما قتل الحسين بن على مطرنا مطرا كالدّم على
البيوت والجدر. قال : وبلغنى أنه كان بخراسان والشام والكوفة .
٧٥ ـ عنه باسناده
قال : أنبأنا البغوى حدثني أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد ، أنبأنا زيد بن الحباب
ـ وقال أبو غالب : حدثني ـ أبو يحيى مهدى بن ميمون ، قال : سمعت مروان مولى هند
بنت المهلب يقول ـ وقال أبو غالب قال ـ : حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ
برأس الحسين فوضع بين يديه ، رأيت حيطان دار الإمارة تتسايل دما.
٧٦ ـ عنه أخبرنا
أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أحمد بن الحسين وأخبرنا أبو محمّد السلمى ،
أنبأنا أبو بكر الخطيب ، وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن
هبة الله ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا
يعقوب ، حدّثنى أيوب ابن محمّد الرقى أنبأنا سلام بن سليمان الثقفى عن زيد بن عمرو
الكندى ، قال : حدثتنى أم حيّان قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ، ولم
يمسّ أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس
إلا أصبح تحته دم عبيط.
قال : وأنبأنا
يعقوب أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن معمر قال : أول ما عرف
الزهرى أنه تكلم فى مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت
أحجار بيت المقدّس يوم قتل الحسين بن على ، فقال الزهرى زاد عبد الكريم وابن
السمرقندى : بلغنى. وقالوا : ـ انه لم يقلب حجر إلا ـ زاد ابن
__________________
السمرقندى : وجد
تحته ، وقال البيهقي إلّا ـ وتحته دم عبيط .
٧٧ ـ عنه أخبرنا
أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسن بن على الجوهرى ، أنبأنا أبو عمر الخزاز ، أنبأنا
أبو الحسن الخشّاب ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد
بن عمر ، قال : حدّثنى عمر بن محمّد بن عمر بن على ، عن أبيه قال : أرسل عبد الملك
إلى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان فى قتل الحسين علامة ، قال ابن رأس الجالوت: ما
كشف يومئذ ، حجر إلّا وجد تحته دم عبيط .
٧٨ ـ عنه أخبرنا
أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا على بن محمّد
بن علىّ ، وعبد الرحمن بن محمّد بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو العباس ، محمّد بن
يعقوب قال : سمعت عباس بن محمّد ، يقول : سمعت يحيى يقول : أنبأ جرير ، عن يزيد بن
أبى زياد ، قال : قتل الحسين عليهالسلام ولى أربعة عشر سنة ، قال : وصار الورس الذي كان فى عسكرهم
رمادا ، واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة له فى عسكرهم ، فكانوا يرون فى لحمها
النيران .
٧٩ ـ عنه أخبرنا
أبو عبد الله بن أبى مسعود ، أنبأنا أبو بكر الحافظ وأخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن
أبى بكر ، أنبأنا أبو بكر بن الطبرى قالوا : أنبأنا أبو الحسين القطان ، أنبأنا عبد
الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا أبو بكر الحميدى ، أنبأنا سفيان ، حدثتنى
جدّتى ، قالت : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللّحم كان فيه النار حين
قتل الحسين .
٨٠ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر ، قالا أنبأنا أبو الحسين ، أنبأنا عبد
الله أنبأنا ، يعقوب ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عقبة بن أبى حفصة السلولى ، عن
أبيه قال : إن كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير
__________________
رمادا .
٨١ ـ عنه أخبرنا
أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو
نعيم الحافظ ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان ، أنبأنا محمود
بن أحمد بن الفرج ، أنبأنا محمّد بن المنذر البغدادى سنة اثنتين وثلاثين ومأتين ،
أنبأنا سفيان بن عيينة قال : حدثتنى جدّتى أمّ عيينة ، أن حمّالا كان يحمل ورسا
فهوى قتل الحسين بن علىّ فصار ورسه رمادا .
٨٢ ـ عنه أنبأنا
أبو على الحدّاد وغيره ، قالوا : أنبأنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن ابراهيم ،
أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمى ، أنبأنا أحمد بن يحيى
الصوفى أنبأنا أبو غسانة ، أنبأنا أبو نمير ، عمّ الحسن بن شعيب ، عن أبى حميد
الطّحان ، قال : كنت فى خزاعة ، فجاءوا بشيء من تركة الحسين عليهالسلام ، فقيل له ننحر أو نبيع فنقسم ، قالوا : انحروا فنحر ،
فجعل على جفنة ، فلما وضعت صارت نارا .
٨٣ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر بن اللّالكائى ، قالوا : أنبأنا محمّد
بن الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن
حرب أنبأنا حمّاد بن زيد ، حدثني جميل بن مرّة ، قال : أصابوا إبلا فى عسكر الحسين
يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها
شيئا .
٨٤ ـ عنه أخبرنا
أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسين بن على ، أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن
معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا على بن محمد ، عن
على بن مجاهد ، عن حنش بن الحرث ، عن شيخ من النخع ، قال : قال الحجاج : من كان له
بلاء فليقم ، فقام قوم فذكروا بلاءهم ، وقام سنان بن أنس
__________________
فقال : أنا قاتل
حسين ، فقال الحجاج بلاء حسن! ورجع سنان الى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله فكان
يحدث فى مكانه .
٨٥ ـ عنه باسناده
قال : حدثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، وعبد الملك بن
عمر ، وأبو عامر العقدى ، أنبأنا قرة بن خالد أنبأنا أبو رجاء قال : لا تسبّوا
عليّا يا لهفتا على أسهم رميته بهنّ يوم الجمل مع ذلك لقد قصرن ـ والحمد لله ، ثم
قال : إنّ جار النا من بلهجيم جاءنا من الكوفة ، فقال : ألم تروا الى الفاسق بن
الفاسق قتله الله يعنى الحسين بن على قال : فرماه الله بكوكبين فى عينيه فذهب بصره
لعنه الله .
٨٦ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر الخطيب إملاء ، أنبأنا أبو العلاء
الوراق وهو محمّد بن الحسن بن محمد ، أنبأنا بكار بن أحمد المقرى ، أنبأنا الحسين
بن محمّد الأنصاري حدثني محمّد بن الحسين المدنى ، عن ابن السكين البصرى ، حدّثنى
عمّ أبى زحر بن حصين ، أنبأنا اسماعيل بن داود بن أسد ، حدّثنى أبى عن مولى لبنى
سلامة.
قال : كنّا فى
ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث باللّيل : ما أحد ممّن أعان على الحسين خرج من الدنيا
حتّى يصيبه بلية ، قال : وكان معنا رجل من طى ، فقال الطائى : أنا ممّن أعان على
قتل الحسين ، فما أصابنى إلّا خير! قال : وغشى السراج ، فقام الطائى يصلحه ، فعلقت
النار فى سباحته ، فمرّ يعد ونحو الفرات فرمى بنفسه فى الماء فاتبعناه ، فجعل اذا
انغمس فى الماء فرقت النار على الماء ، فاذا ظهر أخذته حتّى قتله .
٨٧ ـ عنه أخبرنا
أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ،
__________________
قالوا : أنبأنا
أبو على بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، حدّثنى أبو العباس
أحمد بن يحيى ثعلب ، حدثني عمر بن شبّة ، حدثني عبيد بن حماد ، أخبرنى عطاء بن
مسلم ، قال : قال السدّى أتيت كربلاء ، أبيع بها البزّ ، فعمل لنا شيخ من طى طعاما
فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين عليهالسلام.
فقلت : ما شرك فى
قتله أحد إلّا مات بأسوإ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا فى من شرك فى
ذلك ، فلم يبرح حتّى دنا من المصابيح وهو يتقد بنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه ،
فأخذت النار فيها ، فذهب يطفيها بريقه ، فأخذت النار فى لحيته ، فعدا فألقى نفسه
فى الماء فرأيته كانه حممة .
٨٨ ـ عنه أخبرنا
أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمى ، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن
أبى الحديد السلمى ، أنبأنا جدّى أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان العدل ، أنبأنا
خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشى ، أنبأنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة ،
أنبأنا عبيد بن حناد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن ابن السدّى ، عن أبيه ، قال : كنا
غلمة نبيع البز. فى رستاق كربلا ، قال : فنزلنا برجل من طىّ قال : فقرّب إلينا
العشاء.
قال : فتذاكرنا
قتلة الحسين ، قال : فقلنا : ما بقى أحد ممن شهد كربلا من قتلة الحسين عليهالسلام الّا وقد أماته الله ميتة سوء ، وبقتلة سوء ، قال : فقال :
ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقى أحد ممن شهد قتلة الحسين الّا وقد
أماته الله ميتة سوء أو قتلة سوء ، وإنى لمن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مالا
منّى ، قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام.
قال : وكان السراج
يوقد ، قال : فذهب ليطفئ السراج قال : فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه قال : فأخذت
النار بإصبعه ، قال : ومدّها الى فيه ، فأخذت بلحيته
__________________
قال : وحضر أو قال
: فأحضر الى الماء حتّى ألقى نفسه فيه ، قال فرأيته يتوقد فيه النار حتّى صار حممة
.
٨٩ ـ عنه أخبرنا
أبو المعالى عبد الله بن أحمد الحلوانى ، أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا السيد
أبو منصور ظفر بن محمّد بن أحمد الحسينى ، أنبأنا أبو الحسن على بن عبد الرحمن
بالكوفة ، أنبأنا أبو عمر أحمد بن حازم الغفارى ، أنبأنا أبو سعيد الثعلبى ،
أنبأنا أبو اليمان ، عن إمام لبنى سليم ، عن أشياخ له قالوا : غزونا بلاد الروم
فوجدنا فى كنيسة من كنائسها مكتوبا :
أترجو أمة قتلت
حسينا
|
|
شفاعة جدّه يوم
الحساب
|
قالوا : فقلنا
للروم : متى كتبت هذا فى كنيستكم؟ قالوا : قبل مبعث نبيكم بثلاث مائة عام .
٥٦ ـ باب ما جرى لبنى هاشم بعد شهادته عليهالسلام
١ ـ الحميرى
باسناده ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : لما قدم على يزيد بذرارى الحسين عليهالسلام ، ادخل بهنّ نهارا مكشفات وجوههم ، فقال أهل الشام الجناة
: ما رأينا سبيا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ، فقالت سكينة بنت الحسين عليهالسلام نحن سبايا آل محمّد عليهمالسلام .
٢ ـ البرقي ، عن
أبيه ، عن الحسن بن طريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين ابن زيد ، عن عمر بن على
بن الحسين ، قال : لمّا قتل الحسين بن علىّ عليهماالسلام ، لبسن نساء بنى هاشم السواد والمسوح ، وكنّ لا تشتكين من
حرّ ولا برد ، وكان علىّ بن
__________________
الحسين عليهماالسلام يعمل لهنّ الطعام للمأتم .
٣ ـ محمّد بن
يعقوب ، عن على بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ،
عن يونس ، عن مصقلة الطحانة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لمّا قتل الحسين عليهالسلام اقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم
حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت ، فبينا هي كذلك ، إذ رأت جارية من جواريها تبكى ودموعها
تسيل ، فدعتها فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك.
قالت : إنى لما
أصابنى الجهد شربت شربة سويق ، قال : فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت
وسقت ، وقالت : انما نريد بذلك آن نتقوّى على البكاء على الحسين عليهالسلام قال : وأهدى الى الكلبية جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسين
عليهالسلام فلمّا رأت الجؤن قالت : ما هذه؟ قالوا : هدية أهداها فلان
لتستعينى على مأتم الحسين فقالت : لسنا فى عرس ، فما نصنع بها ، ثم أمرت بهنّ
فاخرجن من الدار ، فلما أخرجن من الدار ، لم يحسّ لها حسّ ، كأنّما طرن بين السماء
والأرض ولم ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر.
٤ ـ قال الطبرى :
قال هشام ، حدثني عوانة بن الحكم ، قال : لما قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن
علىّ وجيء برأسه إليه ، دعا عبد الملك بن أبى الحارث السلمى ، فقال : انطلق حتّى
تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص ، فبشره بقتل الحسين ، وكان عمرو بن سعيد
بن العاص أمير المدينة يومئذ ، قال : فذهب ليعتلّ له فزجره ، وكان عبيد الله لا يصطلى
، بناره.
فقال : انطلق حتّى
تأتى المدينة ولا يسبقك الخبر ، وأعطاه دنانير وقال : لا تعتلّ وإن قامت بك راحلتك
فاشتر راحلة ، قال عبد الملك : فقدمت المدينة ،
__________________
فلقينى رجل من
قريش ، فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الأمير ، فقال : إنا لله وإنا إليه
راجعون ، قتل الحسين بن على ، فدخلت على عمرو بن سعيد فقال : ما وراءك؟ فقلت : ما
سرّ الأمير ، قتل الحسين بن على ، فقال : ناد بقتله ، فناديت بقتله ، فلم أسمع
واعية قطّ مثل واعية نساء بنى هاشم فى دورهنّ على الحسين ، فقال عمرو بن سعيد وضحك
:
عجّت نساء بنى
زياد عجّة
|
|
كعجيع نسوتنا
غداة الأرنب
|
والأرنب وقعة كانت
لبنى زبيد على بنى زياد من بنى الحارث بن كعب ، من رهط عبد المدان ، وهذا البيت
لعمرو بن معدى كرب ، ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان بن عفان ، ثم صعد المنبر
، فأعلم الناس قتله .
٥٧ ـ باب فضل زيارته عليهالسلام
١ ـ الحميرى
باسناده عن حنان بن سدير ، قال قلت لابي عبد الله عليهالسلام : ما تقول فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام فانّه بلغنا عن بعضكم انّه قال تعدل حجّة وعمرة؟ قال فقال
ما أصعب هذا الحديث ما تعدل هذا كلّه ، لكن زوروه ولا تجفوه ، وأنّه سيّد شباب
الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة وشبيه يحيى بن زكريّا وعليهما بكت السّماء والأرض .
٢ ـ محمّد بن
يعقوب عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب
، عن نعيم بن الوليد ، عن يونس الكناسى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إذا أتيت قبر الحسين فائت الفرات واغتسل بحيال قبره
، وتوجّه
__________________
إليه وعليك
السكينة والوقار ، حتّى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقى وقل حين تدخله :
السلام على ملائكة
الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين ، السلام على ملائكة الله
المسوّمين ، السلام على ملائكة الله الّذين هم فى هذا الحرم مقيمون.
فإذا استقبلت قبر
الحسين عليهالسلام فقل :
السلام على رسول
الله السلام على أمين الله ، على رسله وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما
استقبل والمهيمن على ذلك ، كلّه والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثمّ تقول : اللهم
صلّ على أمير المؤمنين عبدك وأخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت
من خلقك ، والدّليل على من بعثته برسالاتك ، وديّان الدّين بعد لك ، وفصل قضائك
بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كلّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على
الحسن بن علىّ عبدك وابن الّذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ،
والدّليل على من بعثته برسالتك وديّان الدّين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن
على ذلك كلّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثمّ تصلّى على
الحسين وسائر الأئمة عليهمالسلام كما صلّيت وسلّمت على الحسين عليهالسلام ، ثمّ تأتى قبر الحسين عليهالسلام فتقول :
السلام عليك يا
ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين صلّى الله عليك يا أبا عبد الله ،
أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزوجل ما أمرت به ولم تخش أحدا غيره وجاهدت فى سبيله وعبدته
صادقا حتّى أتاك اليقين أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى ،
والحجّة على من يبقى ومن تحت الثّرى.
أشهد أنّ ذلك سابق
فيما مضى وذلك لكم فاتح فيما بقى أشهد أنّ أرواحكم وطينتكم طيّبة طابت وطهرت هى
بعضها من بعض منّا من الله ورحمة وأشهد الله وأشهدكم أنّى بكم مؤمن ولكم تابع فى
ذات نفسى وشرائع ، دينى وخاتمة عملى ومنقلبى ومثواى وأسأل البرّ الرّحيم أن يتمّ
ذلك لى أشهد أنّكم قد بلّغتم عن الله ما أمركم به ، ولن تخشوا أحدا غيره وجاهدتم
فى سبيله وعبدتموه حتّى أتاكم اليقين لعن الله من قتلكم ولعن الله من أمر به ،
ولعن الله من بلغه ذلك منهم فرضى به أشهد أن الذين انتهكوا حرمتكم وسفكوا دمكم
ملعونون على لسان النّبي الأمي صلىاللهعليهوآله.
ثمّ تقول : اللهم
العن الّذين بدّلوا نعمتك وخالفوا ملّتك ورغبوا عن أمرك ، واتّهموا رسولك وصدّوا
عن سبيلك ، اللهم احش قبورهم نارا ، وأجوافهم نارا واحشرهم وأشياعهم إلى جهنّم
زرقا ، اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كلّ ملك مقرّب وكلّ نبى مرسل ، وكلّ عبد مؤمن
امتحنت قلبه للإيمان اللهم العنهم فى مستسرّ السرّ وفى ظاهر العلانية ، اللهم العن
جوابيت هذه الامّة والعن طواغيتها والعن فراعنتها والعن قتلة أمير المؤمنين والعن
قتله الحسين وعذّبهم عذابا لا تعذّب به أحدا من العالمين ، اللهم اجعلنا ممّن
ينصره وتنتصر به وتمنّ عليه بنصرك لدينك فى الدّنيا والآخرة.
ثمّ اجلس عند رأسه
فقل : صلّى الله عليك أشهد أنّك عبد الله وأمينه بلّغت ناصحا وأدّيت أمينا وقتلت
صديقا ومضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حقّ إلى باطل ، أشهد أنّك
قد أقمت الصّلاة وآتيت الزّكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر واتّبعت الرّسول وتلوت
الكتاب حقّ تلاوته ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة صلّى الله عليك
وسلّم تسليما وجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك.
أشهد أنّ الجهاد
معك جهاد وأنّ الحق معك وإليك وأنت أهله ومعدنه وميراث النّبوة عندك وعند أهل بيتك
صلّى الله عليك وسلّم تسليما ، أشهد أنّك صدّيق الله وحجّته على خلقه وأشهد أنّ
دعوتك حق وكلّ داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض وأشهد أنّ الله هو الحقّ المبين.
ثمّ تحوّل عن
رجليه وتخيّر من الدّعا وتدعو لنفسك ثمّ تحوّل عند رأس ، على بن الحسين عليهماالسلام وتقول :
سلام الله وسلام
ملائكته المقربين ، وأنبيائه المرسلين يا مولاى وابن مولاى ورحمة الله وبركاته
عليك صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك وعترة آبائك الأخيار الأبرار الّذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
ثم تأتى قبور
الشهداء وتسلّم عليهم وتقول :
السّلام عليكم
أيتها الربّانيّون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع ، ونحن لكم خلف وأنصار ، أشهد أنكم
أنصار الله وسادة الشهداء فى الدّنيا والآخرة ، فإنكم أنصار الله كما قال الله عزوجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي
سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا) وما ضعفتم وما استكنتم حتّى لقيتم الله على سبيل الحقّ
ونصرة كلمة الله التامّة صلّى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلّم تسليما.
أبشروا بموعد الله
الّذي لا خلف له إنّه لا يخلف الميعاد ، والله مدرك لكم بثار ما وعدكم أنتم سادة
الشهداء فى الدّنيا والآخرة ، أنتم السابقون والمهاجرون والأنصار أشهد أنكم قد
جاهدتم فى سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآله وابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما : الحمد لله الّذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبّون.
ثمّ ترجع إلى
القبر وتقول :
أتيتك يا حبيب
رسول الله وابن رسوله ، وإنّى بك عارف وبحقّك مقرّ ، بفضلك ، مستبصر ، بضلالة من
خالفك عارف بالهدى الّذي أنتم عليه ، بأبى أنت و
أمىّ ونفسى ،
اللهم إنّى أصلّي عليه كما صلّيت عليه أنت ورسولك وأمير المؤمنين صلاة متتابعة
متواصلة مترادفة تتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها ولا أمد ولا أجل فى محضرنا هذا واذ
غبنا وشهدنا والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وإذا أردت ان
تودعه فقل :
السّلام عليك
ورحمة الله وبركاته أستودعك الله وأقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئت
به ودللت عليه واتبعنا الرّسول فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد
منّا ومنه ، اللهم إنّي أسألك أن تنفعنا بحبّه اللهم ابعثه مقاما محمودا تنصر به
دينك وتقتل به عدوّك ، وتبير به من نصب حربا لآل محمّد فانك وعدت ذلك وأنت لا تخاف
المعاد ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنّكم نجباء ، جاهدتم فى سبيل الله
وقتلتم على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآله تسليما كثيرا .
٣ ـ عنه ، عدة من
أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن
الحسين بن ثوير ، قال : كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمرو أبو سلمة السّراج
جلوسا عند أبى عبد الله عليهالسلام وكان المتكلم منّا يونس ، وكان اكبرنا سنّا فقال له : جعلت
فداك إنى أحضر مجلس هؤلاء القوم يعنى ولد العباس ، فما أقول؟ فقال اذا حضرت فقل :
اللهمّ أرنا
الرخاء والسرور ، فانك تأتى على ما تريد ، فقلت : جعلت فداك إنى كثيرا ما أذكر
الحسين عليهالسلام ، فأىّ شيء أقول؟ فقال : قل صلى الله عليك يا أبا عبد الله
، تعيد ذلك ثلاثا ، فان السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد ، ثم قال : إن أبا عبد
الله الحسين عليهالسلام لمّا قضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما
فيهنّ وما بينهنّ ومن ينقلب فى الجنة والنار من خلق ربّنا وما يرى وما لا يرى ،
__________________
بكى على أبى عبد
الله الحسين عليهالسلام ، إلّا ثلاثة أشياء لم تبك عليه.
قلت : جعلت فداك
وما هذه الثلاثة الأشياء؟ قال : لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان عليهم
لعنة الله ، قلت جعلت فداك إنى أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع ، قال : اذا
أتيت أبا عبد الله عليهالسلام ، فاغتسل على شاطئ الفرات ، ثم البس ثيابك الطاهرة ، ثم
امش حافيا ، فانك فى حرم من حرم الله وحرم رسوله ، وعليك بالتكبير والتّهليل
والتسبيح والتّحميد ، والتعظيم لله عزوجل كثيرا والصلاة على محمّد وأهل بيته حتّى تصير الى باب
الحير.
ثم تقول : السلام
عليك يا حجة الله وابن حجته ، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبىّ
الله. ثم اخط عشر خطوات ثم قف وكبّر ثلاثين تكبيرة ، ثم امش إليه ، حتّى تأتيه من
قبل وجهه ، فاستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبلة بين كتفيك ثم قل :
السلام عليك يا
حجة الله وابن حجته ، السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله ، السلام عليك يا ثار
الله وابن ثاره ، السلام عليك يا وتر الله الموتور فى السماوات والأرض ، أشهد أنّ
دمك سكن فى الخلد واقشعرّت له أظلّة العرش وبكى له جميع الخلائق وبكت له السماوات
السبع والأرضون السبع وما فيهنّ وما بينهنّ ومن يتقلب فى الجنة والنار من خلق ربنا
وما يرى وما لا يرى.
أشهد أنك حجة الله
وابن حجّته وأشهد أنك قتيل الله وابن قتيله ، وأشهد أنك ثائر الله وابن ثائره ،
وأشهد أنك وتر الله الموتور فى السماوات والأرض وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت
وأوفيت وجاهدت فى سبيل الله ومضيت للّذى كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشاهدا ومشهودا ،
أنا عبد الله ومولاك وفى طاعتك والوافد إليك ، التمس كمال المنزلة عند الله وثبات
المقدم فى الهجرة إليك والسبيل الّذي لا يختلج دونك من الدخول فى كفالتك الّتي
أمرت بها.
من أراد الله بدأ
بكم ، بكم يبين الله الكذب وبكم يباعد الله الزمان الكلب ، وبكم فتح الله وبكم
يختم الله ، وبكم يمحو ما يشاء وبكم يثبت وبكم يفكّ الذلّ من رقابنا وبكم يدرك
الله ترة كلّ مؤمن يطلب بها ، وبكم تنبت الأرض أشجارها وبكم تخرج الأشجار أثمارها
، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها ، وبكم يكشف الله الكرب وبكم ينزل الغيث وبكم
تسيخ الأرض الّتي تحمل أبدانكم وتستقرّ جبالها من مراسيها ارادة الربّ فى مقادير
اموره.
تهبط إليكم وتصدر
من بيوتكم والصادر عما فصل من أحكام العباد ، لعنت امة قتلتكم وأمّة خالفتكم وأمّة
جحدت ولايتكم وأمّة ظاهرت عليكم ، وأمّة شهدت ولم تستشهد ، الحمد الله الذي جعل
النار مثواهم وبئس ورد الواردين ، وبئس الورد المورود ، والحمد لله ربّ العالمين
وصلى الله عليك يا أبا عبد الله أنا إلى الله ممن خالفك برئ ثلاثا.
ثم تقوم فتاتى
ابنه عليا عليهالسلام وهو عند رجليه فتقول :
السلام عليك يا
ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن علىّ أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن
الحسن والحسين ، السلام عليك يا ابن خديجة وفاطمة صلى الله عليك ، لعن الله من
قتلك. تقولها ثلاثا ـ أنا إلى الله منهم برئ ـ ثلاثا ـ ثم تقوم فتؤمى بيدك الى
الشهداء وتقول :
السلام عليكم ـ ثلاثا
ـ فزتم والله فزتم والله ، فليت أنى معكم فأفوز فوزا عظيما ثم تدور فتجعل قبر أبى
عبد الله عليهالسلام بين يديك ، فصلّ ستّ ركعات وقد تمّت زيارتك ، فان شئت
فانصرف .
٤ ـ عنه عدة من
أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أورمة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبى الحسن
صاحب العسكر عليهالسلام قال : تقول عند رأس الحسين عليهالسلام.
__________________
السلام عليك يا
أبا عبد الله ، السلام عليك يا حجة الله فى أرضه وشاهده على خلقه السلام عليك يا
ابن رسول الله السلام عليك يا ابن علىّ المرتضى ، السلام عليك يا ابن فاطمة
الزهراء ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
، وجاهدت فى سبيل الله حتّى أتاك اليقين فصلّى الله عليك حيّا وميّتا.
ثم تضع خدك الأيمن
على القبر وقل :
أشهد انك على بينة
من ربك جئت مقرّا بالذنوب ، لتشفع لى عند ربك يا ابن رسول الله ، ثم اذكر الائمة
بأسمائهم واحدا واحدا ، وقل : أشهد أنكم حجة الله ، ثم قل : اكتب لى عندك ميثاقا
وعهدا أنّى أتيتك أجدّد الميثاق ، فاشهد لى عند ربك إنك أنت الشاهد .
٥ ـ عنه عن على بن
ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبى نجران ، عن زيد بن اسحاق ، عن الحسن بن عطية ، عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال : اذا فرغت من السلام على الشهداء فائت قبر أبى عبد
الله عليهالسلام ، فاجعله بين يديك ، ثم تصلّى ما بدا لك .
٦ ـ الصدوق ،
حدّثنا أبى رضى الله عنه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى ،
عن الحسين بن سعيد الأهوازى ، عن القاسم بن محمّد ، عن اسحاق بن ابراهيم ، عن
هارون بن خارجة ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : وكل الله عزوجل بقبر الحسين عليهالسلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا ، يبكونه الى يوم القيامة ، فمن
زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتّى يبلغوه مأمنه ، إن مرض عادوه غدوة وعشيا ، وان مات
شهدوا جنازته واستغفروا له الى يوم القيامة .
٧ ـ عنه حدّثنا
محمّد بن الحسن رحمهالله ـ قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ،
__________________
عن محمّد بن أحمد
، عن على بن اسماعيل ، عن محمّد بن محمود الزيات ، عن فائد الحناط ، عن أبى الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : من زار قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخّر .
٨ ـ عنه ، حدثنا
محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن
الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن الحسن ابن على بن فضال ،
عن أبى أيوب الخزاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى جعفر محمّد بن على عليهماالسلام قال مروا شيعتنا بزيارة الحسين عليهماالسلام ، فانّ زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع
وزيارته مفترضة على من أقرّ للحسين بالامامة من الله عزوجل .
٩ ـ عنه حدثنا أبى
رضى الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ،
عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، قال : قلت لأبى
عبد الله عليهالسلام : ربما فاتنى الحج ، فأعرّف عند قبر الحسين ، قال: أحسنت
يا بشير ، أيما مؤمن أتى قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه فى غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة وعشرون عمرة
مبرورات متقبلات وعشرون غزوة مع نبى مرسل أو أمام عادل.
من أتاه فى يوم
عرفة عارفا ، بحقّه كتبت له الف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات ، وألف غزوة مع
نبىّ مرسل وامام عادل ، قال : فقلت له : وكيف لى بمثل الموقف ، قال : فنظر إلىّ
شبه المغضب ، ثمّ قال : يا بشير إنّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة واغتسل بالفرات ، ثم توجه إليه كتب الله عزوجل له بكلّ خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال : غزوة
__________________
١٠ ـ عنه باسناده
، عن على بن أبى طالب عليهالسلام انه قال : كأنى بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين عليهالسلام ، وكأنى بالحامل تخرج من الكوفة الى قبر الحسين ولا تذهب
اللّيالى والايام حتّى يسار إليه من الآفاق وذلك عند انقطاع ملك بنى مروان .
١١ ـ أبو جعفر
الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الطيب الحسين
بن محمّد النحوى ، قال : حدّثنى أبو الحسين أحمد بن مازن ، قال : حدّثنى القاسم بن
سليمان البزاز ، قال : حدّثنى بكر بن هشام ، قال : حدثني إسماعيل بن مهران ، عن
عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال : حدثني محمّد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله
جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول :
ان الحسين بن على عليهماالسلام عند ربه عزوجل ينظر الى موضع معسكره ومن حلّه من الشهداء معه ، وينظر الى
زواره وهو أعرف بحالهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزوجل من أحدكم بولده ، وأنه يرى من يبكيه ، فيستغفر له ويسأل
آبائه عليهمالسلام أن يستغفروا له ويقول : لو يعلم زائرى ما عدّ الله له ،
لكان فرحه أكثر من جزعه ، وإنّ زائره لينقلب وما عليه من ذنب .
١٢ ـ عنه قال :
أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : حدثنا القاضى أبو بكر محمّد بن عمر الجعابى ، قال :
حدثنا الحسين بن محمّد بن بشر ، قال : حدثنا على بن الحسن بن عبيد ، قال : حدثنا
إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا أبو مريم ، قال : حدّثنا حمران بن أعين رحمهالله ، قال : زرت قبر الحسين بن على عليهماالسلام.
فلما قدمت جاءنى
أبو جعفر محمّد بن على عليهماالسلام وعمر بن على بن عبد الله بن على ، فقال لى أبو جعفر عليهالسلام أبشر يا حمران ، فمن زار قبور شهداء آل محمّد عليهمالسلام
__________________
يريد الله بذلك
وصلة نبيّه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
١٣ ـ روى الفتال
باسناده عن أبى عبد الله عليهالسلام : من أتى قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه ، كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة ، وكمن
حمل ألف فرس فى سبيل الله مسرجة ملجمة ، ومن زاره كان الله له من وراء حوائجه وكفى
ما همّه من أمر دنياه ، فانه يجلب الرزق على العبد ويخلف عليه ما ينفق ويغفر له
ذنوب خمسين سنة ويرجع الى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة ، الّا وقد محيت من صحيفته.
فان هلك فى سفرته
نزلت الملائكة ، فغسلته وفتح له باب الى الجنة ، يدخل بذلك عليه روحها ، حتّى ينشر
، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه رزقه ، يجعل له بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف
درهم وذخر له ذلك ، واذا حشر قيل له لك بكلّ درهم عشرة آلاف درهم ، إن الله نظر لك
، فذخرها لك عنده ، وقال عليهالسلام : ليس ملك فى السماوات إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم فى
زيارة الحسين عليهالسلام ، ففوج ينزل وفوج يعرج .
١٤ ـ ابن شهرآشوب
باسناده عن اسحاق بن عمار ، قال الصادق عليهالسلام ليس ملك فى السماوات والأرض ، إلّا وهم يسألون الله تعالى
أن ياذن لهم فى زيارة قبر الحسين ، ففوج ينزل وفوج يعرج .
١٥ ـ عنه ، عن الفردوس ، عن الديلمى قال
النبيّ صلىاللهعليهوآله
: إنّ موسى بن عمران سأل ربه زيارة قبر الحسين بن علىّ عليهماالسلام
، فزاره فى سبعين ألف من الملائكة.
١٦ ـ عنه ، عن
أبان بن تغلب ، عن الصادق عليهالسلام قال : وكل الله بقبر الحسين
__________________
عليهالسلام أربعة آلاف ملكا شعثا غيرا يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن
زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتّى يبلغوه مأمنه ، وإن مرض عادوه غدوة وعشيا ، واذا مات
شهدوا جنازته ، واستغفروا له الى يوم القيامة .
١٧ ـ عنه ،
باسناده عن اسحاق بن عمار قال الصادق عليهالسلام : ما بين قبر الحسين عليهالسلام الى السماء السابعة مختلف الملائكة .
١٨ ـ الصدوق أبى رحمهالله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبى
الخطاب عن محمّد بن اسماعيل ، عن الخيبرى ، عن الحسين بن محمّد القمّى ، عن أبى
الحسن الرضا عليهالسلام قال : من زار قبر أبى عبد الله عليهالسلام بشطّ الفرات كان كمن زار الله فى عرشه .
١٩ ـ عنه ، حدثنا
حمزة بن محمّد العلوى ـ رحمهالله ـ عن على بن ابراهيم ، عن أبيه ابراهيم بن هاشم ، عن محمّد
بن ابى عمير ، عن عيينة بياع القصب ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من أتى الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه كتب فى أعلى عليّين .
٢٠ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدثنا أحمد ابن ادريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن على
بن اسماعيل ، عن محمّد بن عمرو الزيات عن فائد الحناط ، عن أبى الحسن الماضى عليهالسلام قال : من زار قبر الحسين بن علىّ عليهماالسلام عارفا بحقّه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.
٢١ ـ عنه أبى رحمهالله ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن
الحسين ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان ، عن اسماعيل بن عباد ، عن الحسن بن علىّ ،
عن أبى سعيد المدائنى ، قال : دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام فقلت له جعلت
__________________
فداك آتى قبر
الحسين عليهالسلام قال نعم يا أبا سعيد ائت قبر ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأبرّ الأبرار ، فاذا زرته
كتب الله لك اثنتين وعشرين عمرة.
٢٢ ـ عنه حدثني
محمّد بن الحسن رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن
محمّد ، عن على بن الحكم ، قال : حدثنا على بن أبى حمزة ، عن أبى بصير ، عن أبى
عبد الله عليهالسلام ، قال : وكّل الله بالحسين عليهالسلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم ، شعث غبر ، ويدعون لمن
زاره ويقولون : يا ربّنا هؤلاء زوّار الحسين افعل بهم وافعل بهم .
٢٣ ـ أبى رحمهالله قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد
بن ناجية ، قال : حدّثنا محمّد بن على ، عن عامر بن كثير السراج النهدى ، عن أبى
الجارود ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال : قال لى : كم بينكم وبين الحسين عليهالسلام قال قلت : يوم للراكب ويوم وبعض يوم للماشى ، قال : أفتأتيه
كلّ جمعة؟ قال : قلت : لا ما آتيه إلّا فى الحين ، قال ما أجفاك أما لو كان قريبا
منّا لاتّخذناه هجرة أى تهاجرنا إليه .
٢٤ ـ عنه باسناده
عن عامر بن كثير ، عن ابى النّمير ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام: إنّ ولايتنا عرضت على أهل الأمصار ، فلم يقبلها قبول أهل
الكوفة بشيء ، وذلك إنّ قبر علىّ فيه وإنّ إلى لزقه لقبر آخر ، يعنى قبر الحسين عليهالسلام وما من آت يأتيه ، فيصلّى عنده ركعتين أو أربعا ، ثم يسأل
الله حاجته ، إلّا قضاها له وانه لتحفّه كلّ يوم ألف ملك
__________________
٢٥ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن الحسن رضى الله عنه ، قال : حدثني محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن
محمّد ، عن على بن الحكم يرفعه ، عن أبى عبد الله قال : اذا زرت أبا عبد الله عليهالسلام فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر ، جائع ، عطشان ، فان
الحسين عليهالسلام قتل حزينا مكروبا شعثا مغبرا جائعا ، عطشانا واسأله
الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا .
٢٦ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدثني محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أحمد ، عن
موسى بن عمر ، عن صالح بن السندى الجمّال ، عن رجل من أهل رقة يقال له أبو المضا
قال : قال لى رجل ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : تأتون قبر أبى عبد الله ، قال : قلت نعم ، قال: تتخذون
لذلك سفرة؟ قال قلت نعم ، قال : أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك
، قال قلت : أىّ شيء ناكل ، قال : الخبز باللّبن .
٢٧ ـ عنه ، حدثنا
محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدثني محمّد بن الحسين الصفّار ، عن أحمد بن
محمّد بن عيسى ، عن على بن الحكم ، عن بعض أصحابنا ، قال : قال لى ابو عبد الله عليهالسلام : بلغنى أنّ قوما اذا زاروا الحسين عليهالسلام حملوا معهم السفرة فيها الحلاوى والأخبصة وأشباهه ولو
زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا معهم هذا .
٢٨ ـ أبى رحمهالله ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن
أبى الخطاب ، عن محمّد بن صالح ، عن عبد الله بن هلال ، عن أبى عبد الله ، قال :
قلت : جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين عليهالسلام؟ فقال لى : يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن يحفظه الله
فى نفسه وماله حتّى يردّه الى أهله ، فاذا كان يوم القيامة
__________________
كان الله أحفظ له .
٢٩ ـ عنه حدثنا
محمّد بن الحسن رضى الله عنه ، قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن
موسى الخشاب ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إنّ زائر الحسين صلوات الله عليه تجعل ذنوبه جسرا
على باب داره ، ثم يعبرها كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبره .
٣٠ ـ عنه حدثني
محمّد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد
بن أحمد ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان ، عن عبد الجبار
النهاوندى ، عن أبى سعيد ، عن الحسين بن ثوير بن أبى فاختة ، قال : قال أبو عبد
الله عليهالسلام يا حسين انه من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن
علىّ عليهماالسلام.
إن كان ماشيا كتب الله له بكلّ خطوة
حسنة ومحا عنه سيئة ، وان كان راكبا كتب الله بكلّ حافر حسنة وحطّ بها عنه سيئة
حتّى إذا صار فى الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين ، حتّى اذا قضى مناسكه
كتبه الله من الفائزين ، حتّى إذا أراد الانصراف أتاه ملك ، فقال له : إنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يقرئك السلام ويقول لك : أستأنف العمل ، فقد غفر الله لك ما مضى.
٣١ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن
محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن أبى عبد الله ، قال :
إن الرجل ليخرج الى قبر الحسين عليهالسلام ، فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة لذنوبه ، ثم لم
يزل يقدس بكل خطوة حتّى يأتيه ، فاذا أتاه ناجاه الله فقال : عبدى
__________________
سلنى أعطك ، ادعنى
أجبك ، اطلب منّى أعطك ، سلنى حاجتك أقضها لك ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : وحقّ على الله أن يعطى ما بذل .
٣٢ ـ عنه باسناده
، عن صالح ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال: إنّ لله عزوجل ملائكة موكّلين بقبر الحسين عليهالسلام ، فاذا همّ الرّجل بزيارته ، أعطاهم ذنوبه ، فاذا خطا
محوها ، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته ، فما تزال حسناته ، تضاعف حتّى توجب له
الجنة ، ثم اكتنفوه فقدّسوه وينادون ملائكة السماء أن قدّسوا زوار قبر حبيب حبيب
الله.
فاذا اغتسلوا ناداهم محمّد صلىاللهعليهوآله
يا وفد الله أبشروا بمرافقتى فى الجنة ، ثم ناداهم أمير المؤمنين علىّ عليهالسلام
: أنا ضامن لحوائجكم ودفع البلاء عنكم فى الدنيا والآخرة ، ثم اكتنفوهم عن أيمانهم
وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا الى أهاليهم .
٣٣ ـ عنه باسناده
، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن النضر الخثعمى ، عن شهاب بن عبد ربه أو عن رجل
، عن شهاب ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سألنى فقال لى: يا شهاب كم حججت من حجة؟ قال : فقلت
: تسع عشرة ، قال : فقال لى : تتمّها عشرين حجة يكتب لك زيارة الحسين عليهالسلام .
٣٤ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدثني سعد
بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن صدقة ، عن
صالح النيلى ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: من أتى قبر الحسين عارفا بحقّه ، كان كمن حجّ مائة حجة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٣٥ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن الحسن رضى الله عنه ، قال : حدثني أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن
محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن
__________________
الخيبرى ، عن موسى
بن القاسم الحضرمى ، قال : ورد أبو عبد الله فى أوّل ولاية أبى جعفر فنزل النجف ،
فقال يا موسى اذهب الى الطريق الأعظم فقف على الطريق ، فانظر فانه سيجيئك رجل من
ناحية القادسية ، فاذا دنا منك ، فقل له : هاهنا رجل من ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعوك فسيجيء معك.
قال : فذهبت حتّى
قمت على الطريق والحرّ شديد ، فلم أزل قائما حتّى كدت أعصى وأنصرف وأدعه اذ نظرت
الى شيء مقبل شبه رجل على بعير قال : فلم أزل أنظر إليه ، حتّى دنا منّى ، فقلت له
: يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعوك وقد وصفك لى ، قال : اذهب بنا إليه ، قال : فجئته
حتّى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة.
قال : فدعا به ،
فدخل الأعرابى إليه ، ودنوت أنا فصرت على باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهما ،
فقال أبو عبد الله : من أين قدمت قال : من أقصى اليمن قال : فأنت من موضع كذا وكذا
، قال : نعم أنا من موضع كذا وكذا ، قال : فيما جئت هاهنا ، قال : جئت زائرا
للحسين عليهالسلام ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : فجئت من غير حاجة ليس إلّا الزيارة ، قال : جئت من غير
حاجة ليس إلّا أن أصلّي عنده وأزوره وأسلّم عليه وأرجع إلى أهلى.
قال له أبو عبد
الله : وما ترون من زيارته؟ قال : نرى فى زيارته البركة فى أنفسنا وأهالينا
وأولادنا وأموالنا ومعايشنا ، وقضاء حوائجنا ، قال : فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : ألا أزيدك من فضله فضلا يا أخ اليمن قال زدنى يا ابن
رسول الله.
قال : إنّ زيارة أبى عبد الله تعدل حجة
مقبولة متقبلة زاكية مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فتعجب من ذلك ، فقال : اى والله حجّتين مبرورتين ، متقبلتين زاكيتين مع رسول
الله صلىاللهعليهوآله
، فتعجب من ذلك ، فلم يزل أبو عبد الله يزيد حتّى قال : ثلاثين
حجة مبرورة متقبلة
زاكية مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٣٦ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن
محمّد بن اسماعيل عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك ، قال : كنت مع أبى عبد
الله عليهالسلام ، فمرّ قوم على حمير ، فقال : أين يريدون هؤلاء فقلت :
قبور الشهداء ، قال : فما يمنعهم من زيارة قبر الشهيد الغريب ، فقال له رجل من أهل
العراق : وزيارته واجبة؟
فقال : زيارته خير
من حجة وعمرة وعمرة وحجة ، حتّى عدّ عشرين حجة وعشرين عمرة ، ثم قال : مبرورات
مقبلات ، قال : فو الله ما قمت حتّى أتاه رجل ، فقال له : إنى قد حججت تسع عشرة
حجة ، فادع الله لى أن يرزقنى تمام العشرين ، قال : فهل زرت قبر الحسين عليهالسلام قال : لا قال : لزيارته خير من عشرين حجة .
٣٧ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميرى
عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله
عليهالسلام يقول : إنّ لموضع قبر الحسين عليهالسلام حرمة معروفة من عرفها واستجار بها أجير.
فقلت له : فصف لى
موضعها جعلت فداك ، قال : امسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من ناحية
رأسه ، وخمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه وخمسة وعشرين ذراعا من خلفه وخمسة
وعشرين ذراعا مما يلى وجهه .
٣٨ ـ عنه باسناده
، عن الحسن بن محبوب ، عن اسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : موضع قبر الحسين عليهالسلام منذ دفن روضة من رياض الجنة و
__________________
قال : موضع قبر
الحسين ترعة من ترع الجنة .
٣٩ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنى سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن
محمّد بن أبى عمير ، عن معاوية بن وهب ، قال : دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام وهو فى مصلّاه فجلست حتّى قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجى
ربه ويقول : يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا ورثة
الأنبياء وختم بنا الأمم السالفة وخصّنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى
وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا.
اغفر لى ولاخوانى
وزوّار قبر الحسين بن علىّ صلوات الله عليهم الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم
رغبة فى برّنا ورجاء لما عندك فى صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك محمّد صلىاللهعليهوآله وإجابة منهم لأمرنا ، وغيظا أدخلوه على عدوّنا أرادوا بذلك
رضوانك ، فكافهم عنا بالرضوان ، واكلأهم باللّيل والنهار ، واخلف على أهاليهم
وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف.
اصحبهم واكفهم شرّ
كلّ جبّار عنيد وكلّ ضعيف من خلقك أو شديد ، وشرّ شياطين الإنس والجنّ ، وأعطهم
أفضل ما أمّلوا منك فى غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم
وقراباتهم ، اللهمّ إنّ أعدائنا عابوا عليهم خروجهم ، فلم ينههم ذلك عن النهوض
والشخوص إلينا خلافا عليهم ، فارحم تلك الوجوه الّتي غيرها الشمس وارحم تلك الخدود
الّتي تقلّبت على قبر أبى عبد الله عليهالسلام.
ارحم تلك الأعين
الّتي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب الّتي جزعت واحترقت لنا ، وارحم تلك
الصرخة الّتي كانت لنا ، اللهم إنى أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم
من الحوض يوم العطش فما زال صلوات
__________________
الله عليه يدعو
بهذه الدعاء وهو ساجد.
فلما انصرف قلت له
جعلت فداك ، لو أن هذا الذي سمعته منك ، كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا
تطعم منه شيئا أبدا ، والله لقد تمنّيت أنى كنت زرته ، ولم أحجّ فقال لى : ما
أقربك منه ، فما الذي يمنعك من زيارته ، يا معاوية ولم تدع ذلك؟ قلت : جعلت فداك ،
لم أدر أن الأمر يبلغ هذا كلّه.
فقال : يا معاوية ومن يدعوه لزواره فى
السماء ، أكثر ممّن يدعو لهم فى الأرض لا تدعه لخوف من أحد ، فمن تركه لخوف رأى من
الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان بيده ، أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو
له رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنا تحبّ أن تكون غدا فيمن تصافحه الملائكة ، أنا تحبّ أن تكون غدا فيمن يأتى وليس
عليه ذنب فيتبع به ، أما تحبّ أن تكون غدا فيمن يصافح رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٤٠ ـ عنه حدثني
محمّد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه ، قال : حدثنا على بن الحسين السعدآباديّ ،
عن أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن هارون بن خارجة ،
عن أحمد بن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : قال الحسين بن على عليهماالسلام : أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروبا ، وحقيق على الله أن لا
يأتينى مكروب إلّا ردّه وقلّبه إلى أهله مسرورا .
٤١ ـ ابن قولويه
حدثني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ،
عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن
الأصمّ عن محمّد البصرى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعت أبى يقول لرجل من مواليه وسأله عن الزيارة ،
فقال له : من تزور ومن تريد به؟ قال : الله تبارك وتعالى ، فقال : من صلّى خلفه
صلاة واجبة يريد بها الله لقى الله
__________________
يوم يلقاه وعليه
من النور ما يغشى له كل شيء يراه.
والله يكرم زوّاره
ويمنع النار أن تنال منهم شيئا وان الزائر له لا يتناسى له دون الحوض وأمير المؤمنين
عليهالسلام قائم على الحوض يصافحه ويرويه من الماء وما يسبقه أحد الى
وروده الحوض حتّى يروى ، ثم ينصرف الى منزلة من الجنة ومعه ملك من قبل أمير
المؤمنين يأمر الصراط أن يذلّ له ويأمر النار أن لا يصيبه من لفحها شيء حتّى
يجوزها ومعه رسوله الّذي بعثه أمير المؤمنين عليهالسلام .
٤٢ ـ عنه باسناده
، عن الأصمّ قال : حدثنا هشام بن سالم ، عن أبى عبد الله فى حديث طويل قال : أتاه
رجل : فقال له : يا ابن رسول الله هل يزار والدك؟ قال : فقال : نعم ويصلّى عنده
وقال : يصلّى خلفه ولا يتقدم عليه ، قال : فما لمن أتاه؟ قال : الجنة إن كان يأتمّ
به ، قال : فما لمن تركه رغبة عنه قال : الحسرة يوم الحسرة ، قال : فما لمن أقام
عنده قال : كلّ يوم بألف شهر.
قال : فما للمنفق
فى خروجه إليه والمنفق عنده قال : درهم بألف درهم ، قال : فما لمن مات فى سفره
إليه قال : تشيعه الملائكة وتأتيه بالحنوط والكسوة من الجنة ، وتصلّى عليه اذا
كفّن وتكفنه فوق أكفانه وتفرش له الريحان تحته وتدفع الأرض حتّى تصوّر من بين يديه
مسيرة ثلاثة أميال ومن خلفه مثل ذلك وعند رأسه مثل ذلك وعند رجليه مثل ذلك.
يفتح له باب من
الجنة الى باب قبره ويدخل عليه روحها وريحانها حتّى تقوم الساعة ، قلت : فما لمن
صلّى عنده ، قال : من صلّى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئا إلّا أعطاه إياه
قلت : فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه ، قال : اذا اغتسل من ماء الفرات وهو
يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امّه.
__________________
قال : قلت : فما
لمن يجهز إليه ولم يخرج لعلّة تصيبه ، قال : يعطيه الله بكلّ درهم أنفقه مثل أحد
من الحسنات ويخلف عليه أضعاف ما أنفقه ويصرف عنه من البلاء ، ممّا قد نزل ليصيبه
ويدفع عنه ويحفظ فى ماله ، قال : قلت : فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله ،
قال أوّل قطرة من دمه يغفر له بها كلّ خطيئة وتغسل طينته الّتي خلق منها الملائكة.
حتّى تخلّص كما
خلصت الأنبياء المخلصين ويذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر ويغسل
قلبه ويشرح صدره ويملأ ايمانا ، فيلقى الله وهو مخلص من كلّ ما تخالطه الأبدان
والقلوب ، ويكتب له شفاعة فى أهل بيته وألف فى إخوانه وتولّى الصلاة عليه الملائكة
مع جبرئيل وملك الموت ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة ويوسع قبره ويوضع له مصابيح فى
قبره.
يفتح له باب من
الجنة وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة ويرفع بعد ثمانية عشر يوما الى حظيرة القدس
، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النفخة الأولى الّتي لا تبقى شيئا ،
فاذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان أوّل من يصافحه رسول الله وأمير
المؤمنين عليهماالسلام والأوصياء ويبشرونه ويقولون له ألزمنا ويقيمونه على الحوض
فيشرب منه ويسقى من أحبّ.
قلت : فما لمن حبس
فى إتيانه ، قال له بكل يوم يحبس ويغتمّ فرحة الى يوم القيامة فان ضرب بعد الحبس
فى إتيانه كان له بكلّ ضربة حوراء وبكلّ وجع يدخل على بدنه ألف ألف حسنة ويمحى بها
عنه ألف ألف سيئة ويرفع له بها ألف ألف درجة ويكون من محدثى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى يفرغ من الحساب ، فيصافحه حملة العرش ويقال له : سل
ما أحببت.
يؤتى ضاربه للحساب
؛ فلا يسأل عن شيء ولا يحتسب بشيء ويؤخذ بضبعيه حتّى ينتهى به الى ملك يحبوه
ويتحفه بشربة من الحميم وشربة من الغسلين و
يوضع على مثال فى
النار ، فيقال له ذق بما قدّمت يداك ، فيما أتيت الى هذا الذي ضربته سببا إلى وفد
الله ووفد رسوله ويأتى بالمضروب الى باب جهنّم ويقال له انظر الى ضاربك والى ما قد
لقى ، فهل شفيت صدرك ، وقد اقتصّ منه ، فيقول : الحمد لله الذي انتصر لى ولولد
رسوله منه .
٤٣ ـ عنه باسناده
، عن الأصمّ ، عن عبد الله بن بكير فى حديث طويل قال : أبو عبد الله عليهالسلام يا ابن بكير انّ الله اختار من بقاع الأرض ستة : البيت
الحرام ، والحرم ، ومقابر الأنبياء ، ومقابر الأوصياء ومقاتل الشهداء ، والمساجد
الّتي يذكر فيها اسم الله ، يا ابن بكير هل تدرى ما لمن زار قبر أبى عبد الله
الحسين إن جهله الجاهل ، ما من صباح إلّا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادى :
يا طالب الخير
أقبل الى خالصة الله ترحل بالكرامة ، وتأمن الندامة يسمع أهل المشرق وأهل المغرب
إلّا الثقلين ، ولا يبقى فى الأرض ملك فى الحفظة ، إلّا عطف عليه عند رقاد العبد
حتّى يسبّح الله عنده ، ويسأل الله الرضا عنه ، ولا يبقى ملك فى الهوا يسمع الصوت
، إلّا أجاب بالتقديس لله تعالى ، فتشتدّ أصوات الملائكة ، فيجيبهم أهل السماء
الدنيا ، فتشتدّ أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتّى تبلغ أهل السماء السابعة
فيسمع الله أصواتهم النبيين فيترحّمون ويصلّون على الحسين عليهالسلام ويدعون لمن زاره .
٤٤ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن
خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن حمّاد
ذى الناب ، عن رومىّ ، عن زرارة ، قال : قلت لأبى جعفر عليهالسلام أتقول فيمن زار
أباك على خوف ، قال : يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر ، وتلقاه
__________________
الملائكة بالبشارة
، ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك .
٤٥ ـ عنه باسناده
، عن الاصمّ ، عن ابن بكير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : إنى أنزل الارّجان ، وقلبى ينازعنى الى قبر
أبيك ، فاذا خرجت فقلبى وجل مشفق حتّى أرجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب
المسالح ، فقال يا ابن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفا ، أما تعلم أنه من
خاف لخوفنا أظله الله فى ظلّ عرشه ، وكان محدّثه الحسين عليهالسلام تحت العرش وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة ، يفزع الناس
ولا يفزع ، فان فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة .
٤٦ ـ عنه حدثني
على بن الحسين رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب
، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن الخيبرى ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبى عبد الله
عليهالسلام قال : قلت له : جعلت فداك زيارة قبر الحسين عليهالسلام فى حال التقية ، قال : اذا أتيت الفرات فاغتسل ثمّ البس
أثوابك الطاهرة ، ثم تمرّ بازاء القبر وقل : صلّى الله عليك يا أبا عبد الله صلى
الله عليك يا أبا عبد الله ، صلّى الله عليك يا أبا عبد الله ، فقد تمّت زيارتك .
٤٧ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ،
قال : حدثنا مدلج ، عن محمّد بن مسلم فى حديث طويل قال : قال لى أبو جعفر محمّد بن
على عليهماالسلام : هل تأتى قبر الحسين عليهالسلام ، قلت نعم على خوف ووجل.
فقال : ما كان من
هذا أشدّ ، فالثواب فيه على قدر الخوف ، ومن خاف فى
__________________
إتيانه أمن الله
روعته يوم القيامة ، يوم يقوم الناس لربّ العالمين ، وانصرف بالمغفرة وسلّمت عليه
الملائكة وزاره النبيّ صلىاللهعليهوآله ودعا له ، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتّبع
رضوان الله .
٤٨ ـ عنه ، حدثني محمّد بن عبد الله بن
جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد
الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال : حدثنا معاذ ، عن
أبان قال سمعته يقول : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: من أتى قبر أبى عبد الله عليهالسلام
، فقد وصل رسول الله صلىاللهعليهوآله
ووصلنا حرمت غيبته وحرم لحمه على النار.
أعطاه الله بكلّ
درهم أنفقه عشر ألف مدينة له فى كتاب محفوظ ، وكان الله له من وراء حوائجه وحفظ فى
كلّ ما خلّف ، ولم يسأل الله شيئا إلا أعطاه وأجابه فيه ، إمّا أن يعجّله وإمّا أن
يؤخّره له .
٤٩ ـ عنه حدثني
محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه عن على بن محمّد بن سالم ، عن محمّد
بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن
الحسين ، عن الحلبي ، عن أبى عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل قال : قلت : جعلت فداك ما تقول فى من ترك
زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال : أقول إنّه قد عقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وعقّنا واستخفّ بأمر هوله.
من زاره كان الله
له من وراء حوائجه وكفى ما أهمّه من أمر دنياه ، وأنه ليجلب الرزق على العبد ويخلف
عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة ويرجع الى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة ،
إلّا وقد محيت من صحيفته ، فان هلك فى سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتحت له أبواب
الجنة ويدخل عليه روحها حتّى ينشر.
__________________
إن سلم فتح له
الباب الذي ينزل منه الرزق ويجعل له بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له ،
فاذا حشر قيل له : لك بكلّ درهم عشرة آلاف درهم ، وإنّ الله نظر لك وذخرها لك عنده
.
٥٠ ـ عنه باسناده عن الأصمّ ، عن ابن
سنان ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام
: جعلت فداك إنّ أباك كان يقول فى الحجّ يحسب له بكلّ درهم أنفقه ألف درهم ، فما
لمن ينفق فى المسير الى أبيك الحسين عليهالسلام؟
فقال : يا ابن سنان يحسب له بالدرهم ألف وألف حتّى عدّ عشرة ويرفع له من الدرجات
مثلها ورضا الله خير له ودعاء محمّد صلىاللهعليهوآله
ودعاء أمير المؤمنين والائمة عليهمالسلام
خير له .
٥١ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن محمّد بن ادريس ، ومحمّد بن يحيى العطار ، عن
العمركىّ بن علىّ قال : حدّثنا يحيى ، وكان فى خدمة أبى جعفر الثانى عليهالسلام ، عن علىّ ، عن صفوان الجمّال ، عن أبى عبد الله عليهالسلام فى حديث له طويل ، قال : قلت ، فما لمن صلّى عنده ، يعنى
الحسين عليهالسلام قال : من صلّى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئا إلّا
أعطاه اياه.
فقلت : فما لمن
اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه ، قال : اذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده ، تساقطت
عنه خطاياه كيوم ولدته أمّه ، قلت : فما لمن جهّز إليه ، ولم يخرج لعلة قال :
يعطيه الله بكلّ درهم أنفقه من الحسنات مثل جبل أحد ، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق
ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل فيدفع ويحفظ فى ماله .
٥٢ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن
__________________
عبد الرحمن الأصمّ
، قال : حدثنا مدلج ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : اذا خرجنا الى أبيك أفكنّا فى حجّ؟ قال :
بلى ، قلت فيلزمنا ما يلزم الحاجّ قال من ذا ، قلت من الاشياء الّتي يلزم الحاج.
قال : يلزمك حسن
الصحابة لمن يصحبك ويلزمه قلّة الكلام إلّا بخير ويلزمك كثرة ذكر الله ويلزمك
نظافة الثياب ، ويلزمك الغسل قبل أن تأتى الحائر ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة ،
والصلاة على محمّد وآل محمد ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك ، ويلزمك أن تغضّ بصرك
، ويلزمك أن تعود الى أهل الحاجة من إخوانك اذا رأيت منقطعا والمواساة.
يلزمك التقية
الّتي قوام دينك بها ، والورع عما نهيت عنه ، والخصومة وكثرة الايمان والجدال الذي
فيه الايمان ، فاذا فعلت ذلك ، تمّ حجك وعمرتك ، واستوجب من الذي طلبت ما عنده
بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت أن تنصرف بالمغفرة والرّضوان .
٥٣ ـ عنه حدّثنى
على بن الحسين بن موسى بابويه وجماعة رحمهمالله ، عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن على بن عبد الله بن
المغيرة ، عن العباس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبى الصامت ، قال : سمعت أبا
عبد الله عليهالسلام وهو يقول : من أتى قبر الحسين عليهالسلام ماشيا كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ،
ورفع لها ألف درجة.
فاذا أتيت الفرات
فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافيا وامش مشى العبد الذّليل ، فاذا أتيت باب الحائر
فكبر أربعا ثمّ امش قليلا ، ثم كبر أربعا ، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر أربعا وصلّ
أربعا واسأل الله حاجتك
__________________
٥٤ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عمّن
حدثه عن على بن ميمون الصائغ ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : يا علىّ زر الحسين ولا تدعه قال : قلت : ما لمن أتاه
من الثواب؟ قال : من أتاه ماشيا كتب الله له بكلّ خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له
درجة.
فاذا أتاه وكل
الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شرّ ،
ولا غير ذلك ، فاذا انصرف ودّعوه ، وقالوا : يا ولىّ الله مغفورا لك ، أنت من حزب
الله وحزب رسوله وحزب أهل البيت رسوله والله لا ترى النار بعينك أبدا ولا تراك ولا
تطعمك أبدا .
٥٥ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميرى ، عن
أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن عبد العظيم بن عبد الله بن الحسن ،
عن الحسين بن الحكم ، النخعي ، عن أبى حماد الأعرابى ، عن سدير الصيرفى ، قال :
كنّا عند أبى جعفر عليهالسلام فذكر فتى قبر الحسين عليهالسلام ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام ما أتاه عبد فخطا خطوة إلّا كتب الله له حسنة وحطّ عنه
سيئة .
٥٦ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حمّاد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ
، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من زار الحسين عليهالسلام من شيعتنا لم يرجع حتّى يغفر له كلّ ذنب ويكتب له بكلّ
خطوة خطأها وكلّ يد رفعتها دابّته ألف حسنة ومحى عنه ألف سيّئة وترفع له ألف درجة
__________________
٥٧ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر القرشى الرزاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن أحمد
بن بشير السراج ، عن أبى سعيد القاضى قال : دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام فى غريفة له وعنده مرازم ، فسمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من أتى قبر الحسين عليهالسلام ماشيا كتب الله له بكلّ خطوة وبكلّ قدم يرفعها ويضعها عتق
رقبة من ولد إسماعيل ومن أتاه بسفينة فكفت بهم سفينتهم نادى مناد من السماء طبتم
وطابت لكم الجنة .
٥٨ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله وعلى بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد
بن حمدان القلانسى ، عن محمّد بن الحسين المحاربى ، عن أحمد بن ميثم ، عن محمّد بن
عاصم ، عن عبد الله بن النجار ، قال : قال لى أبو عبد الله عليهالسلام : تزورون الحسين وتركبون السفن ، فقلت : نعم ، قال : أما
علمت أنها اذا انكفت بكم نوديتم ألا طبتم وطابت لكم الجنة .
٥٩ ـ عنه حدثني
محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد
بن عيسى ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن اسماعيل بن زيد ، عن عبد الله الطحّان
عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعته وهو يقول : ما من أحد يوم القيامة ، إلّا وهو
يتمنّى أنّه من زوّار الحسين لما يرى ممّا يصنع بزوّار الحسين من كرامتهم على الله
تعالى.
٦٠ ـ عنه روى صالح
الصيرفىّ ، عن عمران الميثمى ، عن صالح بن ميثم ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة ،
فليكن من زوّار الحسين بن علىّ عليهماالسلام
__________________
٦١ ـ عنه حدثني
الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصرىّ ، قال : حدثني أبو الفضل عن
ابن صدقة ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : كأنى بالملائكة والله قد ازدحموا المؤمنين على قبر
الحسين عليهالسلام ، قال : قلت : فيتراءون له؟ قال : هيهات قد لزموا والله
المؤمنين حتّى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم ، قال : وينزل الله على زوّار الحسين عليهالسلام غدوة وعشية من طعام الجنة وخدّامهم الملائكة ، لا يسأل
الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أعطاها إياه.
قال : قلت : هذه
والله الكرامة ، قال لى : يا مفضل أزيدك قلت نعم سيّدى ، قال : كأنى بسرير من نور
، قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكلّلة بالجواهر ، وكأنى بالحسين عليهالسلام جالس على ذلك السرير وحوله تسعون ألف قبة خضراء وكأنّى
بالمؤمنين يزورونه ويسلّمون عليه ، فيقول الله عزوجل لهم أوليائى سلونى ، فطال ما أوذيتم وذلّلتم واضطهدتم ،
فهذا يوم لا تسألونى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ، إلّا قضيتها لكم فيكون أكلهم
وشربهم فى الجنة ، فهذه والله الكرامة الّتي لا انقضاء لها ولا يدرك منتهاها .
٦٢ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، قال : حدثني أبو سعيد الحسن بن على بن زكريا
العدوىّ البصرى ، عن هيثم بن عبد الله الرّمانى ، عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام ، عن أبيه ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام : إنّ أيام زائرى الحسين عليهالسلام لا تحسب من أعمارهم ولا تعدّ من آجالهم .
٦٣ ـ عنه ، حدثني
على بن الحسين وعلى بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يحيى العطار وعلى بن ابراهيم
بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين
__________________
اليقطينى ، عمّن حدّثه ، عن أبى خالد ذى
الشامة ، قال : حدّثنى أبو أسامة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
يقول : من أراد أن يكون فى جوار نبيّه صلىاللهعليهوآله
وجوار علىّ وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين بن على عليهماالسلام
.
٦٤ ـ عنه باسناده
، عن أبى بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله وأبا جعفر عليهماالسلام يقولان : من أحبّ أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع
زيارة المظلوم ، قلت : من هو؟ قال : الحسين بن علىّ صاحب كربلا ، من أتاه شوقا
إليه وحبّا لرسول الله وحبّا لأمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين ، أقعده الله
على موائد الجنّة يأكل معهم والنّاس فى الحساب .
٦٥ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن همام بن سهيل ، عن جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنا محمّد بن عمران
قال : حدّثنا الحسن بن الحسين اللّؤلؤى ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن محمّد بن أيوب
عن الحرث بن المغيرة النصرى ، عن أبى عبد الله قال : إن الله تبارك وتعالى جعل
ملائكة موكلين بقبر الحسين عليهالسلام ، فاذا همّ الرجل بزيارته واغتسل نادى محمّد صلىاللهعليهوآله : يا وفد الله أبشروا بمرافقتى فى الجنة .
٦٦ ـ عنه حدثني
أبى وأخى وعلى بن الحسين ومحمّد بن الحسن جميعا ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن
العمركىّ بن علىّ البوفكى ، عن صندل ، عن عبد الله بن بكير ، عن عبد الله بن زرارة
، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لزوّار الحسين بن علىّ عليهماالسلام يوم القيامة فضلا على الناس قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون
الجنة قبل الناس بأربعين عاما وسائر الناس فى الحساب والموقف
__________________
٦٧ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، وحدثني محمّد بن عبد الله
بن جعفر الحميرى ، عن أبيه عبد الله ، عن علىّ بن اسماعيل القمّى ، عن محمّد ابن
عمر الزيّات ، عن فائد الحنّاط ، عن أبى الحسن الماضى عليهالسلام قال : من زار الحسين عليهالسلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر .
٦٨ ـ عنه حدثني
أبو العباس الكوفى ، قال : حدثني محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن الحسن بن على
بن فضال ، عن محمّد بن الحسين بن كثير ، عن هارون بن خارجة ، قال : قلت لأبى عبد
الله عليهالسلام : إنهم يروون أنّه من زار الحسين عليهالسلام كانت له حجة وعمرة ، قال : لى : من زاره والله عارفا بحقّه
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
٦٩ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر الرزاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن الخيبرى ،
عن الحسين بن محمّد القمىّ ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام أدنى ما يثاب به زائر الحسين عليهالسلام بشطّ الفرات اذا عرف بحقّه وحرمته وولايته أن يغفر له ما
تقدّم من ذنبه وما تأخر .
٧٠ ـ عنه حدثني أبى
، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علىّ بن عبد الله بن المغيرة ، عن العباس بن
عامر ، قال : أخبرنى يوسف الأنبارى ، عن فائد الحناط ، قال : قلت لأبى الحسن عليهالسلام : إنهم يأتون قبر الحسين عليهالسلام بالنوائح والطعام ، قال : قد سمعت قال : فقال : يا فائد من
أتى قبر الحسين بن على عليهماالسلام عارفا بحقّه غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر .
٧١ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن
__________________
هارون بن مسلم ،
عن الحسن بن علىّ ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبى يعقوب الأبزارى ، عن فائد ، عن عبد
صالح عليهالسلام قال : دخلت عليه فقلت له جعلت فداك إنّ الحسين عليهالسلام قد زاره الناس من يعرف هذا الأمر ومن ينكره وركبت إليه
النساء ووقع حال الشهرة ، وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة.
قال : فمكث مليّا
لا يجيبنى ، ثم أقبل علىّ فقال : يا عراقى إن شهروا أنفسهم فلا تشتهر أنت نفسك ،
فو الله ما أتى الحسين عليهالسلام آت عارفا بحقّه غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر .
٧٢ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ،
وحدثني محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن بعض أصحابه
، عن جويرية بن العلاء ، عن بعض أصحابه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد اين زوّار الحسين بن على
عليهماالسلام ، فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، فيقول
لهم : ما أردتم بزيارة قبر الحسين عليهالسلام.
فيقولون : يا رب أتيناه حبّا لرسول الله
وحبّا لعلىّ وفاطمة ورحمة له مما ارتكب منه ، فيقال لهم : هذا محمّد وعلىّ وفاطمة
والحسن والحسين فالحقوا بهم ، فأنتم معهم فى درجتهم ، ألحقوا بلواء رسول الله
فينطلقون الى لواء رسول الله صلىاللهعليهوآله
فى ظلّه واللّواء بيد علىّ عليهالسلام
حتّى يدخلون الجنة جميعا ، فيكونون أمام اللّواء وعن يمينه وعن يساره وعن خلفه .
٧٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله بن أبى خلف القمىّ ، عن محمّد بن
عيسى اليقطينى ، عن رجل ، عن فضيل بن عثمان الصيرفى ، عمّن حدثه ، عن أبى عبد الله
عليهالسلام قال : من أراد الله به الخير قذف فى قلبه حبّ الحسين عليهالسلام و
__________________
حبّ زيارته ومن
أراد الله به السوء قذف فى قلبه بغض الحسين وبغض زيارته .
٧٤ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر القرشى الرزاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن صفوان بن
يحيى ، عن أبى أسامة زيد الشحام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من أتى قبر الحسين تشوّقا إليه ، كتبه الله من
الآمنين يوم القيامة ، وأعطى كتابه بيمينه ، وكان تحت لواء الحسين عليهالسلام حتّى يدخل الجنة ، فيسكنه فى درجته إنّ الله عزيز حكيم .
٧٥ ـ عنه باسناده
روى عن أبى بصير ، عن أبى جعفر عليهالسلام : إنّ من أحبّ أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة ، فلا يدع
زيارة المظلوم ، قلت : من هو؟ قال : الحسين بن علىّ صاحب كربلا ، من أتاه شوقا
إليه وحبّا لرسول الله وحبّا لأمير المؤمنين وحبّا لفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين
، أقعده الله على موائد الجنة ، يأكل معهم والناس فى الحساب.
٧٦ ـ عنه ، حدّثنى
الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد
بن مسلم ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال : لو يعلم الناس ما فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام من الفضل لماتوا شوقا وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات ، قلت :
وما فيه؟ قال : من أتاه تشوّقا كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة وأجر
ألف شهيد من شهداء ، بدر وأجر ألف صائم وثواب ألف صدقة مقبولة وثواب ألف نسمة أريد
بها وجه الله.
لم يزل محفوظا
سنته من كلّ آفة أهونها الشيطان ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن
يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه ،
__________________
فان مات سنته
حضرته ملائكة الرحمن يحضرون غسله واكفانه والاستغفار له ويشيعونه الى قبره
بالاستغفار له ويفسح له فى قبره مدّ بصره .
يؤمنه الله من
ضغطة القبر ، ومن منكر ونكير أن يروّعانه ويفتح له باب الى الجنة ويعطى كتابه
بيمينه ويعطى له يوم القيامة نورا يضيئ لنوره ما بين المشرق والمغرب وينادى مناد
هذا من زوّار الحسين شوقا إليه ، فلا يبقى أحد يوم القيامة إلّا تمنّى يومئذ انه
كان من زوّار الحسين عليهالسلام .
٧٧ ـ عنه ، عن
الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبى أيوب ابراهيم بن عثمان
الخزاز ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : ما لمن أتى قبر الحسين عليهالسلام قال : من أتاه شوقا إليه ، كان من عباد الله المكرمين ،
وكان تحت لواء الحسين بن على حتّى يدخله الجنة .
٧٨ ـ عنه ، عن
الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبى المغراء عن ذريح
المحاربى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام ما ألقى من قومى ومن بنىّ إذا أخبرتهم بما فى إتيان قبر
الحسين من الخير ، إنّهم يكذّبونى ويقولون : انك تكذب على جعفر بن محمّد ، قال :
يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاءوا والله إنّ الله ليباهى بزائر الحسين والوافد
يفده الملائكة المقرّبون وحملة عرشه ، حتّى أنه ليقول لهم : أما ترون زوّار قبر
الحسين أتوه شوقا إليه والى فاطمة بنت رسول الله عليهمالسلام.
أما وعزّتى وجلالى
وعظمتى ، لأوجبنّ لهم كرامتى ولأدخلنّهم جنّتى الّتي أعددتها لأوليائى ولأنبيائى
ورسلى ، يا ملائكتى هؤلاء زوّار الحسين حبيب محمّد رسولى ومحمّد حبيبى ، ومن
أحبّنى أحبّ حبيبى ، ومن أحبّ حبيبى أحبّ من يحبّه ،
__________________
ومن أبغض حبيبى
أبغضنى ومن أبغضنى كان حقّا علىّ أن أعذّبه بأشدّ عذابى وأحرقه بحرّ نارى وأجعل
جهنّم مسكنه ومأواه ، وأعذبه عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين .
٧٩ ـ عنه حدثني
أبى وعلى بن الحسين ومحمّد بن الحسن جميعا ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان
بن سليمان النيسابوريّ ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن
الحجاج ، عن يونس بن عبد الله ، عن قدامة بن مالك ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال: من زار الحسين عليهالسلام محتسبا ، لا أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ، محقت عنه
ذنوبه كما يمحص الثوب بالماء ، فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب له بكل خطوة حجة وكلّما
رفع قدما عمرة .
٨٠ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
محمّد بن خالد ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين الخزاز ، عن هارون بن خارجة
، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قلت : جعلت فداك ، ما لمن أتى قبر الحسين زائرا له ،
عارفا بحقّه يريد به وجه الله تعالى والدار الآخرة فقال له : يا هارون : من أتى
قبر الحسين زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله والدار الآخرة غفر الله له والله
ما تقدم من ذنبه وما تأخّر ، ثم قال لى ثلاثا : ألم أحلف لك ألم أحلف لك ، ألم
أحلف لك .
٨١ ـ عنه ، حدثني
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبد الله بن محمّد ، عن أبيه محمّد
بن عيسى بن عبد الله ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : ما لمن أتى قبر الحسين بن على
__________________
عليهماالسلام زائرا عارفا بحقه ، غير مستنكف ولا مستكبر ، قال : يكتب له
ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة ، وان كان شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض فى رحمة
الله .
٨٢ ـ عنه ، حدثني
أبى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ ، عن عبد الله بن
محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجاج ، عن صفوان بن يحيى ، عن صفوان بن مهران الجمال
، عن أبى عبد الله عليهالسلام : قال : من زار قبر الحسين عليهالسلام وهو يريد الله عزوجل ، شيّعه جبرئيل وميكائيل ، واسرافيل حتّى يردا إلى منزله .
٨٣ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ،
عن عبد الله بن مسكان ، قال : شهدت أبا عبد الله عليهالسلام وقد أتاه قوم من أهل خراسان ، فسألوه عن إتيان قبر الحسين عليهالسلام وما فيه من الفضل.
قال : حدثني أبى
عن جدّى أنه كان يقول : من زاره يريد به وجه الله ، أخرجه الله من ذنوبه كمولود
ولدته أمّه ، وشيعته الملائكة فى مسيره ، فرفرفت على رأسه ، قد صفّوا بأجنحتهم
عليه ، حتّى يرجع إلى أهله وسألت الملائكة المغفرة له من ربه وغشيته الرحمة من
أعنان السماء ونادته الملائكة طبت وطاب من زرت وحفظ فى أهله .
٨٤ ـ عنه ، حدثني
عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سعيد
بن خيثم ، عن أخيه معمر قال : سمعت زيد بن على
__________________
يقول : من زار قبر
الحسين بن على عليهماالسلام لا يريد به الا وجه الله تعالى غفر له جميع ذنوبه ، ولو
كانت مثل زبد البحر ، فاستكثروا من زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم .
٨٥ ـ عنه حدثني
محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه ،
عن محمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : من زار قبر الحسين عليهالسلام لله وفى الله ، أعتقه الله من النار ، وآمنه يوم الفزع
الأكبر ، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه .
٨٦ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله وجماعة أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن الحسن بن على الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبى خديجة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سألته ، عن زيارة قبر الحسين عليهالسلام ، قال : انه أفضل ما يكون من الأعمال .
٨٧ ـ عنه حدثني
أبو العباس الكوفى ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، عن رجل ، عن أبان
الأزرق ، عن رجل ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين عليهالسلام ، وأفضل الأعمال عند الله إدخال السرور على المؤمن وأقرب
ما يكون العبد الى الله تعالى وهو ساجد باك .
٨٨ ـ عنه ، حدّثنى
أبى رحمهالله وعلى بن الحسين وجماعة مشايخى رحمهمالله ، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد ، ومحمّد بن الحسين
، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة عن زيد الشحام ، قال : قلت لأبى
عبد الله عليهالسلام : ما لمن زار قبر الحسين عليهالسلام قال : كمن زار الله فى عرشه ، قال : قلت : ما لمن زار أحدا
منكم؟ قال : كمن زار رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
٨٩ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، قال : حدثني محمّد بن الحسن بن
شمّون البصرى ، قال : حدثني محمّد بن سنان ، عن بشير الدهان قال : كنت : أحجّ فى
كلّ سنة فأبطأت سنة عن الحج ، فلما كان من قابل حججت ودخلت على أبى عبد الله عليهالسلام ، فقال لى يا بشير ما أبطأك عن الحج فى عامنا الماضى؟.
قال : قلت جعلت
فداك ، مال كان لى على الناس خفت ذهابه غير أنى عرّفت عند قبر الحسين عليهالسلام ، قال فقال لى : ما فاتك شيء ممّا كان فيه أهل الموقف يا
بشير من زار قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه كان كمن زار الله فى عرشه .
٩٠ ـ عنه ، حدثني الحسن بن عبد الله بن
محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جويرية بن العلاء ، عن بعض أصحابنا
، قال : من سرّه أن ينظر إلى الله يوم القيامة ، وتهون عليه سكرة الموت ، وهول
المطّلع ، فليكثر زيارة قبر الحسين عليهالسلام
، فانّ زيارة الحسين عليهالسلام
زيارة رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٩١ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، ومحمّد بن يحيى
العطار ، وعبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن
إسماعيل بن بزيع عن أبى أيوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى جعفر عليهالسلام ، قال : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، فإن إتيانه يزيد فى الرزق ويمدّ فى العمر ويدفع مدافع
السوء وإتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين بالإمامة من الله .
٩٢ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله الحميرى ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن سيف بن عميرة
، عن منصور بن حازم ، قال : سمعناه يقول : من أتى
__________________
عليه حول لم يأت
قبر الحسين عليهالسلام ، أنقص الله من عمره حولا ، ولو قلت : إنّ أحدكم ليموت قبل
أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا وذلك لأنكم تتركون زيارة الحسين عليهالسلام.
فلا تدعوا زيارته
، يمدّ الله فى أعماركم ويزيد فى أرزاقكم ، واذا تركتم زيارته نقّص الله من
أعماركم وأرزاقكم ، فتتافسوا فى زيارته ، ولا تدعوا ذلك ، فانّ الحسين شاهد لكم فى
ذلك عند الله وعند رسوله ، وعند فاطمة وعند أمير المؤمنين عليهمالسلام .
٩٣ ـ عنه ، حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن
اسماعيل عمّن حدّثه ، عن عبد الله بن وضّاح ، عن داود الحمّار ، عن أبى عبد الله
قال : من لم يزر قبر الحسين عليهالسلام فقد حرم خيرا كثيرا ونقص من عمره سنة
٩٤ ـ عنه ، حدثني
الحسن بن عبد الله بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن صباح الحذاء ، عن
محمّد بن مروان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : زوروا الحسين عليهالسلام ، ولو كلّ سنة ، فان كلّ من أتاه عارفا بحقّه غير جاحد ،
لم يكن له عوض غير الجنة ورزق رزقا واسعا وآتاه الله من قبله بفرج عاجل .
٩٥ ـ عنه ، حدثني
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن
عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر ، عن بعض أصحابنا ، عن أبان ، عن عبد الملك
الخثعمى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال لى : يا عبد الملك ، لا تدع زيارة الحسين بن على
عليهماالسلام ومر أصحابك بذلك يمدّ الله فى عمرك ويزيد
__________________
الله فى رزقك
ويحييك الله سعيدا ، ولا تموت إلّا سعيدا ويكتبك سعيدا .
٩٦ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب
عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ زائر الحسين عليهالسلام جعل ذنوبه جسرا على باب داره ، ثم عبرها ، كما يخلف أحدكم
الجسر وراءه اذا عبر.
٩٧ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبى عبد الله الجامورانى الرازى
، عن الحسن بن على بن أبى حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبد الكريم ، عن المفضل بن
عمر ، عن جابر الجعفى قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل ، فاذا انقلبت من عند قبر الحسين عليهالسلام ناداك مناد لو
سمعت مقالته ، لأقمت عمرك عند قبر الحسين وهو يقول : طوبى لك أيّها العبد قد غنمت
وسلمت ، قد غفر لك ما سلف ، فاستأنف العمل .
٩٨ ـ عنه ، حدّثنى
أبى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن زكريا المؤمن أبى عبد
الله ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من أراد أن يكون فى كرامة الله يوم القيامة وفى
شفاعة محمّد صلوات الله عليه وآله ، فليكن للحسين زائرا ينال من الله الفضل
والكرامة وحسن الثواب ، ولا يسأله عن ذنب عمله فى حياة الدنيا ولو كانت ذنوبه عدد
رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر ، إنّ الحسين قتل مظلوما مضطهدا نفسه ، عطشانا هو
وأهل بيته وأصحابه .
٩٩ ـ عنه حدثني
أبى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ،
__________________
عن محمّد بن خالد
البرقي عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبى
ابراهيم عليهالسلام قال : من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبى عبد الله الحسين
بن على عليهماالسلام ، وكل الله به ملكا ، فوضع إصبعه فى قفاه ، فلم يزل يكتب
ما يخرج من فيه ، حتّى يرد الحائر ، فاذا خرج من باب الحائر وضع كفّه وسط ظهره ،
ثم قال له : أمّا ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل .
١٠٠ ـ عنه ، حدثني
على بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن على بن أحمد
بن أشيم ، عن صفوان بن يحيى ، قال : سألت الرضا عليهالسلام عن زيارة قبر الحسين عليهالسلام أىّ شيء فيه؟ من الفضل؟ قال : تعدل عمرة .
١٠١ ـ عنه بسنده
عن العمركى بن البوفكى ، عمّن حدّثه ، عن محمّد بن الفضل ، عن ابن رئاب قال : سألت
أبا عبد الله عليهالسلام عن زيارة قبر الحسين عليهالسلام ، قال : نعم تعدل عمرة ولا ينبغى أن يتخلف عنه أكثر من
أربع سنين .
١٠٢ ـ عنه حدثني الحسن بن عبد الله بن
محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن دراج ، عن فضيل بن يسار
، عن أبى جعفر عليهالسلام
قال : زيارة قبر الحسين عليهالسلام
وزيارة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
وزيارة قبور الشهداء تعدل حجة مبرورة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
١٠٣ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، قال : سمعت أبا الحسن
الرضا عليهالسلام يقول : من أتى قبر الحسين عليهالسلام كتب الله له حجة مبرورة .
١٠١ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن
__________________
علىّ بن عبد الله
بن المغيرة ، عن عباس بن عامر ، قال : أخبرنى عبد الله بن عبيد الأنبارى ، قال :
قلت لأبى عبد الله عليهالسلام جعلت فداك إنّه ليس كلّ سنة تهيأ لى ما أخرج به الى الحجّ
، فقال : اذا أردت الحج ولم يتهيأ لك ، فائت قبر الحسين عليهالسلام ، فانها تكتب لك حجة ، وإذا أردت العمرة ولم يتهيأ لك ،
فات قبر الحسين عليهالسلام فانها تكتب لك عمرة .
١٠٥ ـ عنه ، حدثني
أبى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن العمركى ، عمن حدّثه ، عن محمّد
بن الحسن ، عن محمّد بن فضيل ، عن محمّد بن مصادف ، قال : حدثني مالك الجهنى ، عن
أبى جعفر عليهالسلام فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام قال : من أتاه زائرا له عارفا بحقّه كتب الله له حجة ولم
يزل محفوظا حتّى يرجع.
قال : فمات مالك
فى تلك السنة وحججت ، فدخلت على أبى عبد الله عليهالسلام ، فقلت إنّ مالك حدّثنى بحديث عن أبى جعفر عليهالسلام فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام ، قال : هاته ، فحدّثته ، فلمّا فرغت قال : نعم يا محمّد
حجة وعمرة
١٠٦ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علىّ الزيتونى ، عن
هارون بن مسلم ، عن عيسى بن راشد ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، فقلت له : جعلت فداك ما لمن زار قبر الحسين عليهالسلام وصلّى عنده ركعتين؟ قال : كتبت له حجة وعمرة ، قال : قلت
له جعلت فداك وكذلك كلّ من أتى قبر امام مفترض طاعته ، قال : وكذلك كلّ من أتى قبر
امام مفترض طاعته .
١٠٧ ـ عنه حدّثنى
أبو العباس القرشى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة
، عن أبى سعيد المدائنى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام
__________________
جعلت فداك آتى قبر
ابن رسول الله ، قال نعم يا أبا سعيد ائت قبر ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أطيب الطيبين وأطهر الأطهرين وأبرّ الأبرار ، فاذا زرته
كتب الله لك عتق خمسة وعشرين رقبة .
١٠٨ ـ عنه ، حدثني
أبى رحمهالله ومحمّد بن الحسن وعلى بن الحسين جميعا ، عن سعد بن عبد
الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن رجل ، عن سيف التمار ،
عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : زائر الحسين مشفع يوم القيامة لمائة
رجل كلّهم قد وجبت لهم النار ممن كان فى الدنيا من المسرفين .
١٠٩ ـ عنه ، حدثني
أبى رحمهالله ومحمّد بن الحسن وعلى بن الحسين وعلى بن محمّد بن قولويه ،
جميعا ، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى ، عن العمركى بن على البوفكى ، قال:
حدثنا يحيى وكان فى خدمة أبى جعفر الثانى ، عن علىّ ، عن صفوان الجمال ، عن أبى
عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل ، قلت : فما لمن قتل عنده يعنى عند قبر
الحسين عليهالسلام ، جار عليه السلطان فقتله؟
قال : أوّل قطرة
من دمه يغفر له بها كلّ خطيئته وتغسل طينته الّتي خلق منها الملائكة حتّى يخلص كما
خلصت الأنبياء المخلصين ويذهب عنها ما كان خالطها من أدناس طين أهل الكفر والفساد
، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ ايمانا ، فيلقى الله وهو مخلص من كلّ ما يخالطه الأبدان
والقلوب ويكتب له شفاعة فى أهل بيته وألف فى إخوانه وتتولى الصلاة عليه الملائكة
مع جبرئيل وملك الموت.
يؤتى بكفنه وحنوطه
من الجنة ويوسع قبره ويوضع له مصابيح فى قبره ويفتح له باب من الجنة وتأتيه
الملائكة بطرف من الجنة ويرفع بعد ثمانية عشر يوما إلى حضيرة القدس ، فلا يزال
فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النفخة الّتي لا تبقى شيئا ،
__________________
فاذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره
كان أوّل من يصافحه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأمير المؤمنين والاوصياء عليهمالسلام ويبشرونه ويقولون له الزمنا ويقيمونه على
الحوض فيشرب منه ويسقى من أحبّ .
١١٠ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن
أبى عبد الله المؤمن ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : إنّ لله فى كلّ يوم وليلة مائة ألف
لحظة الى الأرض يغفر لمن يشاء منه ويعذب من يشاء منه ويغفر لزائرى قبر الحسين عليهالسلام خاصة ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة ، كائنا من كان
، قال : قلت : وان كان رجلا قد استوجبه النار قال : وان كان ما لم يكن ناصبيا .
١١١ ـ عنه ، حدثني
الحسين بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن
الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن وضاح ، عن عبد الله بن شعيب التميمى ، عن أبى عبد
الله عليهالسلام قال : ينادى مناد يوم القيامة : أين شيعة آل محمّد ، فيقوم
عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، فيقومون ناحية من الناس.
ثم ينادى مناد أين
زوّار قبر الحسين عليهالسلام ، فيقوم أناس كثير ، فيقال لهم : خذوا بيد من أحببتم ،
انطلقوا بهم الى الجنة ، فيأخذ الرجل من أحبّ ، حتّى ان الرّجل من الناس يقول لرجل
: يا فلان أما تعرفنى أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا ، فيدخله الجنة لا يدفع ولا
يمنع .
١١٢ ـ عنه حدثني
أبو القاسم جعفر بن محمّد بن ابراهيم بن عبد الله الموسوى
__________________
العلوى ، عن عبد
الله بن نهيك عن ابن أبى عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن فضيل ابن يسار ، قال : قال
أبو عبد الله عليهالسلام إنّ إلى جانبكم لقبرا ما أتاه مكروب إلّا نفّس الله كربته
وقضى حاجته .
١١٣ ـ عنه حدثني
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى عن الحسن
بن على بن فضال ، عن مفضل بن صالح ، عن محمّد بن على الحلبي ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار ، فلم يقبلها
إلا أهل الكوفة ، وإنّ الى جانبها قبرا لا يأتيه مكروب فيصلّى عنده أربع ركعات
إلّا رجعه الله مسرورا بقضاء حاجته .
١١٤ ـ عنه حدثني
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن
رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال : إنّ الحسين صاحب كربلا قتل مظلوما ، مكروبا ، عطشانا
، لهفانا ، وحقّ على الله عزوجل أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان
ولا ذو عاهة ، ثم دعا عنده وتقرّب بالحسين عليهالسلام إلى الله عزوجل إلّا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنوبه ومدّ فى
عمره وبسط فى رزقه ، فاعتبروا يا أولى الأبصار .
١١٥ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن محمّد بن ناجية ، عن عامر
بن كثير ، عن أبى النمير قال : قال أبو جعفر عليهالسلام إن ولايتنا عرضت على أهل الأمصار ، فلم يقبلها قبول أهل
الكوفة ، وذلك لأنّ قبر علىّ عليهالسلام فيها ، وأنّ الى لزقه لقبرا آخر ـ يعنى قبر الحسين عليهالسلام ـ فما من آت يأتيه فيصلّى
__________________
عنده ركعتين أو
أربعة ، ثم يسأل الله حاجته إلّا قضاها له وإنه ليحفّ به كلّ يوم ألف ملك.
١١٦ ـ روى المجلسى
عن فلاح السائل ، عن محمّد بن أحمد بن داود بن عقبة ، قال: كان جار لى يعرف بعلىّ
بن محمّد ، قال : كنت أزور الحسين عليهالسلام فى كلّ شهر ، ثم علت سنّى وضعف جسمى ، فانقطعت عن الحسين عليهالسلام مرّة ، ثم إنى خرجت فى زيارتى إيّاه ماشيا فوصلت فى أيام ،
فسلّمت وصلّيت ركعتى الزيارة ونمت ، فرأيت الحسين عليهالسلام قد خرج من القبر وقال لى يا على لم جفوتنى وكنت لى برّا.
فقلت : يا سيدى
ضعف جسمى وقصرت خطاى ووقع لى أنها آخر سنى ، فأتيتك فى أيام وقد روى عنك شيء أحبّ
أن أسمعه منكم ، فقال عليهالسلام قل ، فقلت : روى عنك قلت : من زارنى فى حياتي زرته بعد
وفاته ، قال : نعم قلت ذلك وإن وجدته فى النار أخرجته .
١١٧ ـ عنه روى
مؤلف المزار الكبير باسناده ، عن أحمد بن إدريس ، عن صندل ، عن داود بن فرقد قال :
قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : ما لمن زار قبر الحسين عليهالسلام فى كلّ شهر من الثواب ، قال : له من الثواب مثل مائة ألف
شهيد من شهداء بدر .
٥٨ ـ باب زيارته عليهالسلام من بعيد
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى رحمهالله عن سعد ، ومحمّد بن يحيى عن أحمد بن
__________________
محمّد بن عيسى عن
محمّد بن أبى عمير ، عمّن رواه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام اذا بعدت بأحدكم الشّقة ونأت به الدار فليعل أعلا منزل له
فيصلّى ركعتين وليؤم بالسّلام الى قبورنا فانّ ذلك يصير إلينا .
٢ ـ عنه حدّثنى
على بن الحسين وعلىّ بن محمّد بن قولويه جميعا عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان
بن سليمان النيسابوريّ ، عن عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجّاج عن
يونس بن عبد الرحمن ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه فى حديث طويل قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام يا سدير وما عليك ان تزور قبر الحسين عليهالسلام فى كلّ جمعة خمس مرّات وفى كلّ يوم مرّة ، قلت جعلت فداك ،
إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة فقال تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك
الى السماء ثم تتحرى نحو قبر الحسين ثمّ تقول.
السلام عليك يا
أبا عبد الله السلام عليك ورحمة الله بركاته ، يكتب لك زورة والزورة حجّة وعمرة ،
قال سدير فربما فعلته فى النهار أكثر من عشرين مرة .
٣ ـ عنه حدّثنى
حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمّد
بن سنان ، عن منيع بن يونس بن عبد الرّحمن ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال قال
أبو عبد الله عليهالسلام يا سدير تزور قبر الحسين عليهالسلام فى كلّ يوم ، قلت جعلت فداك لا قال ما أجفاكم أفتزوره فى
كلّ شهر قلت : لا قال فتزوره فى كلّ سنة قلت يكون ذلك قال يا سدير ما أجفاكم
بالحسين عليهالسلام أما علمت أنّ لله
ألف ألف ملكا شعثا غبرا يبكون ويزورون لا يفترون وما عليك يا
__________________
سدير ان تزور قبر
الحسين عليهالسلام فى كل جمعة خمس مرّات .
٤ ـ عنه قال : روى
سليمان بن عيسى عن أبيه ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام كيف أزورك ولم أقدر على ذلك قال قال لى يا عيسى اذا لم
تقدر على المجيء فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضّأ واصعد إلى سطحك وصلّ ركعتين
وتوجّه نحوى فانّه من زارنى فى حياتي فقد زارنى فى مماتى ومن زارنى فى مماتى فقد
زارنى فى حياتي .
٥ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب عن عبد الله بن محمّد
الدّهقان ، عن منيع بن الحجّاج ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال قال لى أبو عبد
الله عليهالسلام يا سدير تكثر من زيارة قبر أبى عبد الله الحسين قلت انّه
من الشغل ، فقال ألا اعلمك شيئا اذا أنت فعلته كتب الله بذلك الزيارة فقلت بلى
جعلت فداك ، فقال لى اغتسل فى منزلك واصعد الى سطح دارك وأشر إليه بالسّلام يكتب
لك بذلك الزيارة .
٦ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
اسماعيل بن سهل ، عن أبى أحمد ، عمّن رواه قال : قال لى أبو عبد الله عليهالسلام إذا بعدت عليك الشقة ونأت بك الدار ، فلتعل على أعلى منزلك
ولتصلّ ركعتين فلتؤم بالسلام الى قبورنا فانّ ذلك يصل إلينا .
٧ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن أبيه عن أحمد بن ابى عبد الله البرقي عن
أبيه رفع الحديث الى أبى عبد الله قال : دخل حنان بن سدير الصيرفى على أبى عبد
الله عليهالسلام وعنده جماعة من أصحابه فقال يا حنان بن سدير
__________________
تزور أبا عبد الله
عليهالسلام فى كل شهر مرّة قال لا قال ففى كل شهرين مرّة قال لا قال
ففى كلّ سنة مرّة قال لا قال ما أجفاكم لسيّدكم فقال يا بن رسول الله قلّة الزاد
وبعد المسافة ، قال ألا أدلّكم على زيارة مقبولة وان بعد النائى قال فكيف ازوره يا
ابن رسول الله.
قال اغتسل يوم
الجمعة أو أىّ يوم شئت والبس أطهر ثيابك واصعد الى أعلا موضع فى دارك أو الصحراء
واستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبيّن انّ القبر هناك ، يقول الله تبارك وتعالى «أينما
(تُوَلُّوا فَثَمَّ
وَجْهُ اللهِ) ثمّ تقول :
السلام عليك يا
مولاى وابن مولاى وسيّدى وابن سيّدى السلام عليك يا مولاى الشهيد بن الشهيد ،
والقتيل بن القتيل ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أنا زارئك يا ابن رسول الله
بقلبى ولسانى وجوارحى وان لم أزرك بنفسى مشاهدة لقبتك فعليك السلام يا وارث آدم
صفوة الله ووارث نوح نبىّ الله ووارث ابراهيم خليل الله ووارث موسى كليم الله
ووارث عيسى روح الله ووارث محمّد حبيب الله ونبيّه ورسوله ووارث علىّ أمير
المؤمنين وصىّ رسول الله وخليفته ووارث الحسن بن علىّ وصىّ أمير المؤمنين.
لعن الله قاتليك
وجدّد عليهم العذاب فى هذه الساعة وكلّ ساعة أنا يا سيدى متقرب الى الله جلّ وعزّ
والى جدك رسول الله وإلى أبيك أمير المؤمنين ، والى أخيك الحسن وإليك يا مولاى
فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، بزيارتى لك بقلبى ولسانى وجميع جوارحى فكن لى
يا سيدى شفيعى بقبول ذلك منّى وبالبراءة من أعدائك واللّعنة لهم وعليهم أتقرّب إلى
الله وإليكم أجمعين فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته.
ثمّ تحوّل على
يسارك قليلا وتحوّل وجهك الى قبر علىّ بن الحسين وهو عند رجل أبيه وتسلّم عليه مثل
ذلك ثمّ ادع الله بما أحببت من أمر دينك ودنياك ثم
تصلّى أربع ركعات
فانّ صلاة الزيارة ثمان أو ستّ أو أربع أو ركعتان وأفضلها ثمان ثمّ تستقبل نحو قبر
أبى عبد الله عليهالسلام وتقول :
أنا مودعك يا
مولاى وابن مولاى ويا سيّدى وابن سيّدى يا علىّ بن الحسين ومودّعكم يا ساداتى يا
معاشر الشهداء فعليكم سلام الله ورحمته ورضوانه وبركاته .
٥٩ ـ باب زيارته عليهالسلام فى يوم عاشورا
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى وأخى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن على المدائنى قال
أخبرنى محمّد بن سعيد البجلى ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفى ، قال دخلت على جعفر بن
محمّد فى يوم عاشورا ، فقال لى هؤلاء زوّار الله وحقّ على المزور أن يكرم الزائر
من بات عند قبر الحسين عليهالسلام ليلة عاشورا لقى الله ملطّخا بدمه يوم القيمة ، كأنّما قتل
معه فى عرصته وقال من زار قبر الحسين عليهالسلام أى يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه .
٢ ـ عنه حدّثنى
أبو على محمّد بن همام قال حدّثنى جعفر بن محمّد بن مالك الفزارى قال حدّثنى أحمد
بن على بن عبيد الجعفى قال حدّثنى حسين بن سليمان عن الحسين بن أسد ، عن حماد بن
عيسى ، عن حريز ، عن أبى عبد الله عليهالسلام من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت له الجنّة
__________________
٣ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد الأنبارى ، عن
محمّد بن أبى عمير ، عن زيد الشّحام ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من زار قبر الحسين بن على يوم عاشوراء عارفا بحقّه
كان كمن زار الله فى عرشه .
٤ ـ عنه حدّثنى
الحسين بن محمّد بن عامر ، عن المعلى بن محمّد بن جمهور العمىّ ، عمّن ذكره عنهم عليهمالسلام قال من زار قبر الحسين عليهالسلام يوم عاشورا كان كمن تشحّط بدمه بين يديه .
٥ ـ عنه روى محمّد
بن أبى يسار المداينى باسناده قال : من سقى يوم عاشوراء عند قبر الحسين عليهالسلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليهالسلام وشهد معه .
٦ ـ عنه حدّثنى
جعفر بن محمّد بن ابراهيم الموسوى ، عن عبيد الله بن نهيك عن ابن أبى عمير ، عن
زيد الشحام ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ، قال من زار الحسين عليهالسلام ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما
تأخّر ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب الف حجّة متقبلة وألف عمرة مبرورة ومن
زاره يوم عاشورا ، فكأنّما زار الله فوق فى عرشه .
٧ ـ عنه حدّثنى
حكيم بن داود بن حكيم ، وغيره عن محمّد بن موسى الهمدانيّ ، عن محمّد بن خالد
الطيالسى ، عن سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة جميعا عن علقمة بن محمّد الحضرمى ،
ومحمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة ، عن مالك الجهنّى عن أبى جعفر الباقر عليهالسلام قال : من زار الحسين عليهالسلام يوم عاشورا من المحرّم حتّى يظلّ عنده باكيا لقى الله
تعالى يوم القيمة بثواب ألفى ألف حجّة وألفى ألف عمرة
__________________
وألفى ألف غزوة
وثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله مع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين.
قال قلت جعلت فداك
فما لمن كان فى بعد البلاد وأقاصيها ، ولم يمكنه المصير إليه فى ذلك اليوم قال :
إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا فى داره وأومأ إليه
بالسّلام واجتهد على قاتله بالدعاء وصلّى بعده ركعتين يفعل ذلك فى صدر النهار قبل
الزوال ثمّ ليندب الحسين عليهالسلام ويبكيه ويأمر من فى داره بالبكاء عليه ويقيم فى دار مصيبته
باظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا فى البيوت وليعزّ بعضهم بعضا بمصاب
الحسين عليهالسلام ، فأنا ضامن لهم اذا فعلوا ذلك على الله عزوجل جميع هذا الثواب.
فقلت جعلت فداك
وأنت الضّامن لهم اذا فعلوا ذلك والزعيم به قال : أنا الضّامن لهم ذلك والزعيم لمن
فعل ذلك قال قلت فكيف يعزى بعضهم بعضا ، قال يقولون عظم الله أجورنا بمصابنا
بالحسين عليهالسلام وجعلنا وايّاكم من الطالبين بثاره مع وليّه الامام المهدىّ
من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فان استطعت ان لا تنتشر يومك فى حاجة فافعل فانّه يوم
نحس لا تقضى فيه حاجة وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا.
لا تدخرن لمنزلك
شيئا فانه من ادّخر لمنزله شيئا فى ذلك اليوم لم يبارك فيما يدّخره ولا يبارك له
فى أهله فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجّة وألف ألف عمرة ، وألف ألف غزوة
كلّها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان له ثواب مصيبة كلّ نبىّ ورسول وصدّيق وشهيد مات أو
قتل منذ خلق الله الدنيا الى ان تقوم السّاعة.
قال صالح بن عقبة
الجهنّى ، وسيف بن عميرة قال علقمة بن محمّد الحضرمى فقلت لأبى جعفر عليهالسلام علّمنى دعاء أدعو به فى ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب و
دعاء أدعو به اذا
لم أزره من قريب وأومأت إليه من بعد البلاد ومن سطح دارى بالسّلام.
قال فقال يا علقمة
إذا أنت صلّيت ركعتين بعد ان تؤمى إليه بالسّلام ، وقلت عند الإيماء إليه ومن بعد
الركعتين هذا القول فانّك اذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة
وكتب الله لك بها ألف ألف حسنة ومحى عنك ألف ألف سيئة ورفع لك مائة ألف ألف درجة ،
وكنت ممّن استشهد مع الحسين بن علىّ حتى تشاركهم فى درجاتهم ولا تعرف إلّا فى
الشهداء الّذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب كلّ نبىّ ورسول وزيارة من زار الحسين بن
على عليهماالسلام منذ يوم قتل.
السلام عليك يا
أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته
السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيّد الوصيّين السّلام عليك يا ابن فاطمة
سيّدة نساء العالمين ، السّلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ، والوتر الموتور ،
السلام عليك وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك عليكم منّى جميعا سلام
الله أبدا ما بقيت وبقى اللّيل والنّهار.
يا أبا عبد الله
لقد عظمت الرزيّة وجلّت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السموات والأرض فلعن الله
امة اسّست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم
وازالتكم عن مراتبكم الّتي رتّبكم الله فيها ، ولعن الله أمة قتلتكم ولعن الله
الممهّدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم
وأتباعهم.
يا أبا عبد الله
إنى سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم الى يوم القيمة ، فلعن الله آل زياد وآل مروان
ولعن الله بنى أميّة قاطبة ولعن الله بن مرجانة ولعن الله عمر بن سعد ولعن الله
شمرا ولعن الله أمة اسرجت وألجمت وتهيّات لقتالك.
يا أبا عبد الله
بابى أنت وأمّى لقد عظم مصابى بك فأسأل الله الّذي أكرم
مقامك أن يكرمنى
بك ويرزقنى طلب ثارك مع إمام منصور من آل محمّد صلىاللهعليهوآله اللهم اجعلنى وجيها عندك بالحسين فى الدّنيا والآخرة يا
سيدى يا أبا عبد الله انى أتقرب الى الله تعالي والى رسوله والى أمير المؤمنين
وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك.
صلّى الله عليك
وسلّم عليهم بموالاتك يا ابا عبد الله وبالبراءة من أعدائك وممّن قاتلك ونصب لك
الحرب ، ومن جميع أعدائكم وبالبراءة ممّن اسّس الجور وبنى عليه بنيانه وأجرى ظلمه
وجوره عليكم وعلي أشياعكم برئت الى الله وإليكم منهم وأتقرّب الى الله ثم إليكم
بموالاتكم وموالاة وليّكم والبراءة من أعدائكم ومن الناصبين لكم الحرب والبراءة من
أشياعهم وأتباعهم.
انّى سلم لمن
سالمكم وحرب لمن حاربكم وولىّ لمن والاكم وعدوّ لمن عاداكم ، فأسأل الله الذي
أكرمنى بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ورزقنى البراءة من أعدائكم أن يجعلنى معكم فى
الدّنيا والآخرة وأن يثبت لى عندكم قدم صدق فى الدنيا والآخرة وأسأله أن يبلغنى
المقام المحمود لكم عند الله وأن يرزقنى طلب ثاركم مع امام مهدىّ ناطق لكم.
أسأل الله بحقّكم
وبالشأن الّذي لكم عنده أن يعطينى بمصابى بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبة أقول انا
لله وإنّا إليه راجعون ، يا لها مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها فى الإسلام وفى جميع
أهل السّماوات والأرض.
اللهم اجعلنى فى
مقامى هذا ممّن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة ، اللهم اجعل محياى محيا محمّد وآل
محمّد ومماتى ممات محمّد وآل محمّد صلىاللهعليهوآله ، اللهم انّ هذا يوم تنزلت فيه اللعنة علي آل زياد وآل
أمية وابن آكلة الأكباد اللعين بن العين على لسان نبيك فى كل موطن وموقف وقف فيه
نبيك صلىاللهعليهوآله.
اللهم العن أبا
سفيان ومعاوية وعلى يزيد بن معاوية اللعنة أبد الآبدين اللهم
فضاعف عليهم
اللعنة أبدا لقتلهم الحسين عليهالسلام ، اللهم إنى أتقرّب إليك فى هذا اليوم وفى موقفى هذا وأيام
حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالاة لنبيك محمّد وأهل بيت نبيك صلىاللهعليهوآله وعليهم أجمعين ، ثم يقول مائة مرّة :
اللهم العن أوّل
ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي
حاربت الحسين وشايعت وبايعت أعدائه على قتله وقتل أنصاره اللهم العنهم جميعا ، ثم
تقول مائة مره :
السّلام عليك يا
أبا عبد الله وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك عليكم منّى سلام الله
أبدا ما بقيت وبقى اللّيل والنّهار ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكم ، السّلام
على الحسين وعلى علىّ بن الحسين ، وعلى أصحاب الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ، ثم
يقول مرة واحدة :
اللهم خصّ أنت أول
ظالم ظلم آل نبيك باللّعن ثم العن أعداء آل محمّد من الأولين والآخرين اللهم العن
يزيد وأباه والعن عبيد الله بن زياد وآل مروان وبنى أمية قاطبة إلى يوم القيامة ثم
تسجد سجدة تقول فيها :
اللهم لك الحمد
حمد الشاكرين على مصابهم الحمد لله على عظيم مصابى ورزيتى فيهم ، اللهم ارزقني
شفاعة الحسين يوم الورود وثبت لى قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين
بذلوا مهجهم دون الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.
قال علقمة : قال
أبو جعفر الباقر عليهالسلام يا علقمة إن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة من
دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إن شاء الله تعالى
__________________
٨ ـ ابو جعفر
الطوسى روى محمّد بن خالد الطيالسى عن سيف بن عميرة قال خرجت مع صفوان بن مهران
الجمال وجماعة من أصحابنا إلى الغرى بعد ما خرج أبو عبد الله عليهالسلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلمّا فرغنا من الزيارة صرف
صفوان وجهه إلى ناحية أبى عبد الله عليهالسلام فقال لنا تزورون الحسين عليهالسلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين صلوات الله عليه
من هاهنا.
أو ما إليه أبو
عبد الله عليهالسلام وأنا معه قال فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن
محمّد الحضرمىّ عن أبى جعفر عليهالسلام فى يوم عاشورا ثم صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين وودّع
فى دبرهما أمير المؤمنين وأومأ إلى الحسين بالسّلام منصرفا وجهه نحوه وودّع وكان
فيما دعا من دبرهما.
يا الله يا الله
يا مجيب دعوة المضطرّين يا كاشف كرب المكروبين يا غياث المثتغيثين يا صريخ
المستصرخين ، ويا من هو أقرب إلىّ من حبل الوريد ، ويا من يحول بين المرء وقلبه
ويا من هو بالمنظر الأعلى وبالافق المبين ويا من هو الرحمن الرحيم ، على العرش
استوى ويا من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، ويا من لا يخفى عليه خافية ويا
من لا تشتبه عليه الأصوات.
يا من لا تغلّطه
الحاجات ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين ، يا مدرك كلّ فوت ويا جامع كلّ شمل ويا
بارئ النّفوس بعد الموت ، يا من هو كلّ يوم فى شأن يا قاضى الحاجات يا منفّس
الكربات يا معطى السّؤلات يا ولى الرّغبات ، يا كافى المهمّات ، يا من يكفى من كلّ
شيء ولا يكفى منه شيء فى السموات والأرض.
أسألك بحقّ محمّد
خاتم النبيّين وعلىّ أمير المؤمنين وبحقّ فاطمة بنت نبيك وبحقّ الحسن والحسين
فإنّى بهم أتوجّه إليك فى مقامى هذا وبهم أتوسّل وبهم أتشفّع إليك وبحقّهم أسألك
وأقسم واعزم عليك وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الّذي لهم عندك وبالّذى فضلتهم
على العالمين وباسمك الّذي جعلته عندهم
وبه خصصتهم دون
العالمين وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين حتى فاق فضلهم فضل العالمين
جميعا.
أسألك أن تصلّى
على محمّد وآل محمّد وان تكشف عنّى غمّى وهمّى وكربى وتكفينى المهمّ من أمورى
وتقضي عنّى دينى وتجبرنى من الفاقة وتجيرنى من الفقر وتغنينى عن المسألة إلى
المخلوقين وتكفينى همّ من أخاف همّه وعسر من أخاف عسره وحزونة من أخاف حزونته وشرّ
من أخاف شرّه ومكر من أخاف مكره وبغى من أخاف بغيه وسلطان من أخاف سلطانه وكيد من
أخاف كيده ومقدرة من أخاف مقدرته على وتردّ كيد الكيدة ومكر المكرة.
اللهمّ من أرادنى
فأرده ومن كادنى فكده واصرف عنّى كيده ومكره وبأسه وأمانيه ، وامنعه عنّى كيف شئت
وأنّي شئت ، اللهم اشغله عنّى بفقر لا تجبره ، وببلاء لا تستره وبفاقة لا تسدّها
بسقم لا تعافيه وذلّ لا تعزّه وبمسكنة لا تجبرها.
اللهمّ بالذّل نصب
عينيه وأدخل عليه الفقر فى منزله والعلة والسقم فى بدنه ، حتّى تشغله عنّى بشغل شاغل
لا فراغ له وأنسه ذكرى كما أنسيته ذكرك ، وخذ عنى بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله
وقلبه وجميع جوارحه ، وأدخل عليه فى جميع ذلك السقم ، ولا تشفه حتّى تجعل له ذلك
شغلا شاغلا به له عنّى وعن ذكرى.
اكفنى يا كافى ما
لا يكفى سواك فانّك الكافى ولا كافى سواك ولا مغيث سواك وجار لا جار سواك خاب من
كان رجاؤه سواك ومغيثه سواك ومفزعه الى سواك ومهر به وملجأه إلى غيرك ومنجاه من
مخلوق غيرك فأنت ثقتى ورجائى ومفزعى ومهربى ومنجاى فبك ، استفتح وبك استنجح
وبمحمّد وآل محمّد أتوجّه إليك وأتوسّل وأتشفع.
فأسألك يا الله يا
الله يا الله فلك الحمد ولك الشكر ، وإليك المشتكى وأنت المستعان ، فاسئلك يا الله
يا الله يا الله بحق محمّد وآل محمّد وأن تكشف عنّى
غمّى وهمى وكربى
فى مقامى هذا كما كشفت عن نبيك همّه وغمّه وكربه وكفيته هول عدوّه فاكشف علىّ كما
كشفت عنه وفرّج عنّى كنا فرّجت عنه.
اكفنى كما كفيته
هول ما أخاف هوله ومئونة ما أخاف مئونته وهمّ ما أخاف همّه بلا مئونة على نفسى من
ذلك واصرفنى بقضاء حوائجى وكفاية ما أهمّنى همّه من أمر دنياى وآخرتى يا أبا عبد
الله عليك منّى سلام الله أبدا ما بقيت وبقى الليل والنّهار ولا جعل الله آخر
العهد من زيارتكما لا فرق الله بينى وبينكما.
اللهم أحينى حياة
محمّد وذرّيّته وأمتنى مماتهم وتوفّنى على ملّتهم واحشرنى فى زمرتهم ولا تفرّق
بينى وبينهم طرفة عين أبدا فى الدنيا والآخرة يا أمير المؤمنين ويا أبا عبد الله
أتيتكما زائرا ومتوسلا إلى الله ربي وربّكما ومتوجّها إليه بكما مستشفعا بكما إلى
الله تعالى فى حاجتى هذه فاشفعا لى فأنّ لكما عند الله المقام المحمود والجاه
والوجيه والمنزل الرفيع والوسيلة انى أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة وقضائها
ونجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله فى ذلك فلا أخيّب ولا يكون منقلبى منقلبا
خائبا خاصرا.
بل يكون منقلبى
منقلبا راجحا منجحا مستجابا لي بقضاء جميع الحوائج ، وتشفعا لي إلى الله أنقلب على
ما شاء الله لا حول ولا قوّة الّا بالله مفوّضا أمرى إلى الله ملجأ ظهرى الى الله
متوكأ على الله وأقول حسبى الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس لى وراء الله ووراءكم
يا سادتى منتهى ما شاء ربّى كان وما لم يشا لم يكن ولا حول ولا قوة إلّا بالله
استودعكما الله ولا جعل الله آخر العهد منى إليكما.
انصرف يا سيّدى يا
أمير المؤمنين ومولاى أنت يا أبا عبد الله يا سيّدى وسلامى عليكما متّصل ما اتّصل
اللّيل والنهار ، واصل ذلك إليكما غير محبوب عنكما سلامى إن شاء الله وأسأله
بحقكما أن يشاء ذلك ويفعل فانّه حميد مجيد ، انقلبت يا سيّدى عنكما تائبا حامدا
لله شاكرا راجيا للاجابة غير آيس ولا قانط آئبا راجيا
إلى زيارتكما غير
راغب عنكما ولا من زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله
يا سادتى رغبت إليكما والى زيارتكما بعد أن زهد فيكما وفى زيارتكما أهل الدنيا فلا
خيّبنى الله ما رجوت وما أمّلت فى زيارتكما انه قريب مجيب.
قال سيف بن عمير :
فسئلت صفوانا فقلت له ان علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن أبى جعفر إنمّا أتانا
بدعاء الزيارة فقال صفوان وردت مع سيدى أبى عبد الله عليهالسلام إلى هذا المكان ، ففعل مثل الّذي فعلناه فى زيارتنا ودعا
بهذا الدّعا عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا ثمّ قال لي صفوان
قال لي أبو عبد الله عليهالسلام تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعا وزر به فإنى ضامن علي
الله لكلّ من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أنّ زيارته مقبولة
وسعيه مشكور سلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغا ما بلغت ولا
يخيّبه.
يا صفوان وجدت هذه
الزيارة مضمونه بهذا الضمان عن أبى وأبى عن أبيه علىّ بن الحسين مضمونا بهذا
الضمان عن الحسين والحسين عن أخيه الحسن مضمونا عن أبيه أمير المؤمنين مضمونا عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله مضمونا بهذا الضمان ورسول الله صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عليهالسلام مضمونا بهذا الضمان وقد آلى الله على نفسه عزوجل أنّ من زار الحسين بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا
الدعا قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا ما بلغت وأعطيته سؤله.
ثم لا ينقلب عنّى
خائبا وأقلّبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار
وشفعته فى كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت إلى الله تعالي بذلك على نفسه
واشهدنا بما شهدت به ملائكة ثم قال جبرئيل يا رسول الله أرسلنى إليك سرورا وبشرى
لك وسرورا وبشرى لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين والى الأئمة من ولدك الى يوم القيمة.
فدام يا محمّد سرورك وسرور علىّ وفاطمة
والحسن والحسين والائمة وشيعتكم إلى يوم البعث ثم قال صفوان ، قال لى أبو عبد الله
عليهالسلام
يا صفوان اذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء
وادع ربك حاجتك تأتك من الله ، والله غير مخلف وعده ورسوله صلىاللهعليهوآله
بمنّه والحمد لله .
زيارة اخرى فى يوم عاشورا
٩ ـ الطوسى
باسناده عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت على سيدى أبى عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام فى يوم عاشورا فألفيته كاسف اللّون ظاهر الحزن ودموعه
تنحدر من عينيه كاللّؤلؤ المتساقط فقلت يا ابن رسول الله ممّ بكاؤك لا أبكى الله
عينيك فقال لى أوفى غفلة أنت أما علمت أنّ الحسين بن علىّ عليهماالسلام أصيب فى مثل هذا اليوم ، قلت يا سيّدى فما قولك فى صومه؟
فقال لى صمه من
غير تبييت وافطره من غير تشميت ولا تجعله يوم صوم كملا وليكن افطارك بعد صلاة
العصر بساعة على شربة من ماء فانّه فى مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء
عن آل رسول الله صلىاللهعليهوآله وانكشفت الملحمة عنهم ، وفى الارض منهم ثلثون صريعا
ومواليهم يعزّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله مصرعهم ، لو كان فى الدنيا يومئذ حيّا لكان صلوات الله
عليه هو المعزّى بهم.
قال : وبكى أبو
عبد الله عليهالسلام حتى اخضلّت لحيته بدموعه ثم قال إنّ الله عزوجل لمّا خلق النّور خلقه يوم الجمعة فى تقديره فى أوّل يوم من
شهر رمضان و
__________________
خلق الظلمة فى يوم
الاربعاء يوم عاشورا فى مثل ذلك اليوم ، نعنى يوم العاشر من شهر المحرّم في تقديره
وجعل لكلّ منهما شرعة ومنهاجا يا عبد الله بن سنان إنّ افضل ما تأتى به فى هذا
اليوم ان تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلّب قلت وما التّسلب.
قال تحلّل ازرارك
وتكشف عن ذراعيك ، كهيئة أصحاب المصائب ، ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك
به أحدا والى منزل لك خال أو فى خلوة منذ حين يرتفعه النهار ، فتصلّى أربع ركعات
تحسن ركوعها وسجودها وخشوعها وتسلّم بين كلّ ركعتين تقرأ فى الركعة الاولى سورة
الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفى الثانية الحمد وقل هو الله أحد.
ثمّ تصلّى ركعتين
أخريين تقرأ فى الركعة الاولى الحمد وسورة الاحزاب وفى الثانية الحمد وسورة اذا
جاءك المنافقون ، أو ما تيسّر من القرآن ثم تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين
صلوات الله عليه ومضجعه فتمثل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلّم
وتسلّى عليه وتلعن قاتليه فتبرأ من أفعالهم يرفع الله عزوجل لك بذلك فى الجنّة من الدرجات ويحط عنك من السّيئات.
ثمّ تسعى من
الموضع الّذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء وأىّ شيء كان خطوات تقول فى ذلك انّا
لله وإنّا إليه راجعون رضا بقضاء الله وتسليما لامر وليكن عليك فى ذلك الكابة
والحزن وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع فى ذلك اليوم فاذا فرغت من سعيك وفعلك
هذا تقف فى موضعك الّذي صلّيت فيه ثمّ قل.
اللهم عذّب الفجرة
الّذين شاقوا رسولك وحاربوا أوليائك وعبدوا غيرك واستحلّوا محارمك والعن القادة
والأتباع ومن كان منهم فخبّ وأوضع معهم أو رضى بفعلهم لعنا كثيرا اللهم وعجّل فرج
آل محمّد واجعل صلواتك عليهم و
استنقذهم من أيدى
المنافقين المضلّين والكفرة الجاحدين وافتح لهم فتحا يسيرا وافتح لهم روحا وفرجا
قريبا واجعل لهم من لدنك على عدوّك وعدوّهم سلطانا نصيرا.
ثمّ ارفع يديك
واقنت بهذا الدعاء وقل وأنت تؤمى إلى أعداء آل محمّد صلىاللهعليهوآله : اللهم انّ كثيرا من الأمّة ناصبت المستحفظين من الأئمة
وكفرت بالكلمة وعكفت على القادة الظّلمة وهجرت الكتاب والسنة عن الحبلين اللّذين
أمرت بطاعتهما والتمسّك بهما فأماتت الحقّ وجارت عن القصد وما لات الاحزاب وحرّفت
الكتاب وكفرت بالحقّ لمّا جاءها وتمسّكت بالباطل لمّا اعترضها وضيّعت حقّك وأضلّت
خلقك وقتلت أولاد نبيّك وخيرة عبادك وحملة علمك وورثة حكمتك ووحيك.
اللهم فزلزل
أقدامهم فإنهم أعداء رسولك وأهل بيت رسولك اقدام اعدائك واعداء رسولك وأهل بيت
رسولك ، اللهم وأخرب ديارهم وافلل سلاحهم وخالف بين كلمتهم وفّت فى أعضادهم وأوهن
كيدهم واضربهم بسيفك القاطع وارمهم بحجرك الدامغ وطمّهم بالبلاء طمّا وقمّهم
بالعذاب قمّا وعذّبهم عذابا نكرا وخذهم بالسنين والمثلات الّتي أهلكت بها أعدائك
إنك ذو نقمة من المجرمين.
اللهم ان سنتك
ضائعة وأحكامك معطلة وعترة نبيك فى الأرض هائمة اللهم فاعن الحقّ وأهله واقمع
الباطل وأهله ومنّ علينا بالنجاة واهدنا إلى الإيمان وعجّل فرجنا وانظمه بفرج
أوليائك واجعلهم لنا ودّا وجعلنا لهم وفّدا ، اللهم وأهلك من جعل يوم قتل ابن
نبيّك وخيرتك عبدا واستهلّ به فرحا وخذ آخرهم كما اخذت اوّلهم واضعف اللهم العذاب
والتنكيل على ظالمى أهل بيت نبيّك وأهلك أشياعهم وقادتهم وأبر حماتهم وجماعتهم.
اللهم وضاعف
صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك العترة الضائعة الخائفة المستذلة بقية من
الشجرة الطيبة الزاكية المباركة واعل اللهم كلمتهم وأفلج حجّتهم واكشف البلاء
واللأواء وحنادس الأباطيل والعمى عنهم وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتك وولايتهم
ونصرهم وموالاتهم وأعنهم وامنحهم الصبر على الأذى فيك واجعل لهم أيّاما مشهودة
واوقاتا محمودة مسعودة.
توشك فيها فرجهم
وتوجب فيها تمكينهم ونصرهم ، كما ضمنت لأوليائك فى كتابك المنزل فانك قلت وقولك
الحق (وَعَدَ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْناً).
اللهم فاكشف
غمّتهم يا من لا يملك كشف الضرّ الا هو يا أحد يا حىّ يا قيوم وأنا يا إلهى عبدك
الخائف منك والراجع إليك السائل لك المقبل عليك اللّاجى إلى فنائك العالم بأنه لا
ملجا منك إلا إليك.
اللهم فتقبّل
دعائى واسمع يا الهى علانيتى ونجواى واجعلنى ممن رضيت عمله وقبلت نسكه ونجيته
برحمتك أنّك أنت العزيز الكريم اللهم وصلّ أولا وآخرا على محمّد وآل محمّد وبارك
على محمّد وآل محمّد وارحم محمّدا وآل محمّد باكمل وأفضل ما صلّيت وباركت وترحمت
على أنبياءك ورسلك وملائكتك وحملة عرشك بلا إلا إلّا أنت.
اللهم ولا تفرق
بينى وبين محمّد وآل محمّد صلواتك عليه وعليهم واجعلنى يا مولاى من شيعة محمّد
وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين وذريّتهم الطاهرة المنتجبة وهب لى التمسّك بحبلهم
والرّضا بسبيلهم والأخذ بطريقتهم انّك جواد كريم.
ثم عفّر وجهك فى
الأرض وقل : يا من يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد أنت حكمت فلك الحمد محمودا مشكورا
فعجّل يا مولاى فرجهم وفرجنا بهم فانّك ضمنت اعزازهم بعد الذلّة وتكثيرهم بعد
القلّة وإظهارهم بعد الخمول يا أصدق الصّادقين ويا أرحم الرّاحمين ، فأسألك يا
إلهى وسيّدى متضرعا إليك بجودك وكرمك بسط أملى والتجاوز عنّى وقبول قليل عملى وكثيره
والزيادة فى أيامى وتبليغى ذلك المشهد وأن تجعلنى ممّن يدعى فيجيب إلى طاعتهم
وموالاتهم ونصرهم وترينى ذلك قريبا سريعا فى عافية انّك على كل شى قدير.
ثم ارفع رأسك إلى
السماء وقل أعوذ بك أن أكون من الّذين يرجون أيّامك فأعذنى يا الهى برحمتك من ذلك
فإنّ ذلك أفضل يا ابن سنان من كذا وكذا عمرة تتطوعها وتنفق فيها مالك وتنصب فيها
بدنك وتفارق فيها أهلك وولدك واعلم أنّ الله تعالى يعطى من صلّى هذه الصلاة فى هذا
اليوم ودعاء بهذا الدعاء مخلصا وعمل هذا العمل موقنا مصدّقا عشر خصال :
منها أن يقيه الله
ميتة السّوء ويؤمنه من المكاره والفقر ولا يظهر عليه عدوّا الى أن يموت ويقيه من
الجنون والجذام والبرص فى نفسه وولده الى أربعة أعقاب له ، ولا يجعل للشيطان ولا
لأوليائه عليه ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلا قال ابن سنان : فانصرفت وأنا
أقول : الحمد لله الّذي من على بمعرفتكم وحبّكم وأسأله المعونة على المفترض علىّ
من طاعتكم بمنّه ورحمته .
١٠ ـ الشيخ المفيد
حدّثنى أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى محمّد ابن عبد الله بن جعفر
الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن زيد الشّحام ،
عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من زار
__________________
قبر الحسين بن على
عليهالسلام يوم عاشوراء عارفا بحقّه كان كمن زار الله عزوجل فى عرشه .
١١ ـ عنه حدّثنى
أبو القاسم قال : حدّثنى أبى وأخى وجماعة مشايخى رحمهمالله ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن على المدائني قال :
أخبرنى محمّد بن سعيد البلخى ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من بات عند قبر الحسين عليهالسلام ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطّخا بدمه كأنما قتل
معه فى عصره. وقال : من زار قبر الحسين يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين
يديه .
٦٠ ـ باب زيارة الأربعين
١ ـ أبو جعفر
الطوسى أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبى محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ،
قال : حدّثنا محمّد بن على بن معمر ، قال : حدّثنى أبو الحسين علي بن محمّد بن
مسعدة والحسن بن علي بن فضّال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران ، الجمّال ، قال
: قال لى مولاي الصّادق صلوات الله عليه زيارة الاربعين ، تزور عند ارتفاع النهار
وتقول :
السلام على ولى
الله وحبيبه ، السلام على خليل الله ونجيبه السلام على صفيّ الله وابن صفيّه ،
السلام على الحسين المظلوم الشهيد ، السّلام على أسير الكربات وقتيل العبرات ،
اللهم إنّى أشهد أنّه وليك وابن وليك ، وصفيّك وابن صفيك الفائز بكرامتك ، أكرمته
بالشهادة ، وحبوته بالسعادة ، واجتبيته بطيب الولادة ، وجعلته
__________________
سيدا من السادة ،
وقائدا من القادة ، وذائدا من الذادة ، وأعطيته مواريث الأنبياء وجعلته حجة على
خلقك من الأوصياء.
فأعذر في الدعاء ،
ومنح النصح ، وبذل مهجته فيك ، ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة وقد توازر
عليه من غرّته الدّنيا وباع حظّه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس وتغطرس
وتردّى فى هواه وأسخط نبيك وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق وحمله الأوزار
المستوجبين النار فجاهدهم فيك صابرا محتسبا حتى سفك فى طاعتك دمه واستبيح حريمه.
اللهم فالعنهم
لعنا وبيلا وعذّبهم عذابا أليما السّلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن
سيد الأوصياء أشهد أنك أمين الله وابن أمينه عشت سعيدا ومضيت حميدا ومتّ فقيدا
مظلوما شهيدا وأشهد أن الله منجز ما وعدك ومهلك من خذلك ومعذّب من قتلك ، وأشهد
أنك وفيت بعهد الله وجاهدت فى سبيله حتّى أتاك اليقين فلعن الله من قتلك ، ولعن
الله من ظلمك ، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.
اللهم إنى أشهدك
أنّى ولىّ لمن والاه ، وعدوّ لمن عاداه ، بأبى أنت وأمى يا ابن رسول الله ، أشهد
أنك كنت نورا فى الأصلاب الشامخة والأرحام الطاهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم
تلبسك المدلهمات من ثيابها وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المسلمين ، ومعقل
المؤمنين وأشهد أنك الامام البر التّقى الرضى الزكىّ الهادىّ المهدىّ ، وأشهد أنّ
الائمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى ، والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا.
أشهد أنى بكم مؤمن
وبإيابكم موقن ، بشرائع دينى ، وخواتيم عملى ، وقلبى لقلبكم سلم ، وأمرى لأمركم ،
متّبع ونصرتى لكم معدّة ، حتّى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم صلوات الله
عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم وشاهدكم و
غائبكم وظاهركم
وباطنكم آمين رب العالمين وتصلّى ركعتين وتدعو بما أحببت وتنصرف .
٢ ـ قال المفيد :
روى عن أبى محمّد الحسن بن على العسكرى عليهماالسلام أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة الإحدى والخمسين ،
وزيارة الأربعين ، والتختّم فى اليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم .
٣ ـ روى المجلسى
عن مصباح الزائر قال عطية : كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر فلمّا
وصلنا الغاضريّة اغتسل فى شريعتها ولبس قميصا كان معه طاهرا ثمّ قال لى : أمعك شيء
من الطيب يا عطاء قلت : معى سعد فجعل منه على رأسه وساير جسده ثمّ مشى حافيا حتّى
وقف عند رأس الحسين عليهالسلام وكبّر ثلاثا ثمّ خرّ مغشيا عليه فلمّا أفاق سمعته يقول :
السلام عليكم يا
آل الله السلام عليكم يا صفوة الله السلام عليكم يا خيرة الله من خلقه ، السّلام
عليكم يا سادات السّادات ، السّلام عليكم يا ليوث الغابات ، السّلام عليكم يا
سفينة النّجاة السّلام عليك ورحمة الله وبركاته ، السّلام عليك يا وارث علم
الأنبياء ، السّلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، السّلام عليك يا وارث نوح نبىّ
الله ، السّلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السّلام عليك يا وارث إسماعيل
ذبيح الله ، السّلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السّلام عليك يا وارث عيسى روح
الله.
السّلام عليك يا
ابن محمّد المصطفى ، السّلام عليك يا ابن علىّ المرتضى ، السّلام عليك يا ابن
فاطمة الزّهراء ، السّلام عليك يا شهيد بن الشهيد ، السّلام عليك يا قتيل بن
القتيل ، السّلام عليك يا ولىّ الله وابن وليه ، السّلام عليك يا
__________________
حجة الله وابن
حجّته على خلقه ، أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة وآتيت الزّكاة وأمرت بالمعروف ونهيت
عن المنكر وبررت والديك وجاهدت. عدوّك.
أشهد أنّك تسمع
الكلام وتردّ الجواب وأنّك حبيب الله وخليله ونجيبه وصفيّه وابن صفيّه زرتك مشتاقا
فكن لى شفيعا إلى الله يا سيّدى أستشفع الى الله بجدّك سيّد النبيّين وبأبيك سيّد
الوصيّين وبأمّك سيّدة نساء العالمين لعن الله قاتليك وظالميك وشانئيك ومبغضيك من
الأوّلين والآخرين.
ثمّ انحنى على
القبر ومرّغ خدّيه عليه ، وصلّى أربع ركعات ثمّ جاء الى قبر علىّ بن الحسين عليهالسلام فقال : السّلام عليك يا مولاى وابن مولاى لعن الله قاتلك
ولعن الله ظالمك ، أتقرّب إلى الله بمحبتكم وأبرأ إلى الله من عدوّكم.
ثمّ قبله وصلّى
ركعتين والتفت إلى قبور الشهداء فقال : السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبى عبد
الله ، السّلام عليكم يا شيعة الله وشيعة رسوله وشيعة أمير المؤمنين والحسن
والحسين السّلام عليكم يا طاهرون السلام عليكم يا مهديون ، السّلام عليكم يا ابرار
، السّلام عليكم وعلى ملائكة الله الحافّين بقبوركم ، جمعنى الله وايّاكم فى
مستقرّ رحمته تحت عرشه.
ثمّ جاء الى قبر
العباس بن أمير المؤمنين عليهماالسلام فوقف عليه وقال : السّلام عليك يا أبا القاسم ، السّلام
عليك يا عباس بن علىّ ، السّلام عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد أنّك قد بالغت فى
النصيحة وأدّيت الأمانة وجاهدت عدوّك وعدوّ أخيك فصلوات الله على روحك الطيبة
وجزاك الله من أخ خيرا ، ثمّ صلّى ركعتين ومضى .
٤ ـ عنه ، عن
مصباح الزائر قال تفف قدّام الضريح وتقول فى الوداع : السّلام
__________________
عليك يا ابن رسول
الله السّلام عليك يا ابن علىّ المرتضى وصىّ رسول الله ، السّلام عليك يا ابن
فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين ، السّلام عليك يا وارث الحسن الزّكي ،
السّلام عليك يا حجّة الله فى أرضه وشاهده على خلقه السّلام عليك يا أبا عبد الله
الشهيد ، السّلام عليك يا مولاى وابن مولاى.
أشهد أنّك قد أقمت
الصّلاة وآتيت الزّكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وجاهدت فى سبيل الله حتّى
أتاك اليقين وأشهد أنك على بيّنة من ربّك أتيتك يا مولاى زائرا وافدا راغبا مقرّا
لك بالذّنوب هاربا إليك من الخطايا لتشفع لى عند ربّك يا ابن رسول الله صلّى الله
عليك حيّا وميتا.
فانّ لك عند الله
مقاما معلوما وشفاعة مقبولة ، لعن الله من ظلمك ، لعن الله من حرمك ، وغصب حقّك
لعن الله ، من قتلك ولعن الله من خذلك ولعن الله من دعاك فلم يجبك ولم يعنك ولعن
من منعك من حرم الله وحرم رسوله وحرم أبيك وأخيك ولعن الله من منعك من شرب ماء
الفرات لعنا كثيرا يتبع بعضها بعضا.
اللهم فاطر
السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
وسيعلم الّذين ظلموا أىّ منقلب ينقلبون ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارته
وارزقنيه أبدا ما بقيت وحييت يا ربّ وإن متّ فاحشرنى فى زمرته يا أرحم الراحمين .
٦١ ـ باب زيارته عليهالسلام فى يوم عرفة
١ ـ الصدوق
باسناده عن بشير الدهان قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : ربما فاتنى الحجّ فأعرّف عند قبر الحسين عليهالسلام قال : أحسنت يا بشير ايّما مؤمن أتى قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه فى يوم عيد كتبت له عشرون حجّة وعشرون عمرة
مبرورات متقبّلات وعشرون غزوة مع نبىّ مرسل أو إمام عادل ، ومن أتاه فى يوم عيد
كتبت له مائة حجّة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبىّ مرسل أو إمام عادل ومن أتاه فى
يوم عرفة عارفا بحقّه كتبت له ألف عمرة متقبّلات وألف غزوة مع نبىّ مرسل أو إمام
عادل.
قال : فقلت له :
وكيف لى بمثل الموقف؟ قال : فنظر إلىّ شبه المغضب ثمّ قال : يا بشير إنّ المؤمن
إذا أتى قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة واغتسل بالفرات ، ثمّ توجّه إليه كتبت له بكلّ
خطوة حجّة بمناسكها ولا أعلمه إلّا قال : وعمرة وغزوة .
٢ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن علىّ
بن إسماعيل عن محمّد بن عمرو الزيّات عن داود الرّقى قال : سمعت أبا عبد الله وأبا
الحسن موسى بن جعفر وأبا الحسن على بن موسى عليهمالسلام وهم يقولون : من أتى قبر الحسين عليهالسلام بعرفة قلّبه الله ثلج الفؤاد .
٣ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبى مسروق
__________________
النهدى عن علىّ بن
أسباط يرفعه إلى أبى عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله عزوجل يبدأ بالنظر إلى زوّار قبر الحسين بن على عليهماالسلام عشيّة عرفة ، قال : قلت : قبل نظره إلى أهل الموقف؟ قال :
نعم قلت : وكيف ذاك؟ فقال : لأنّ فى أولئك أولاد زنا وليس فى هؤلاء أولاد زنا .
٤ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن على ماجيلويه رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن
أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن علىّ بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، قال : قال
أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار قبر الحسين عليهالسلام قبل أهل عرفات ويقضى حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفّعهم فى
مسائلهم ثمّ يثنى بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم .
٥ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى ، عن سعد بن عبد الله ، عن موسى بن عمر ، عن علىّ بن النعمان عن عبد
الله بن مسكان قال قال أبو عبد الله عليهالسلام : انّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار قبر الحسين قبل أهل
عرفات ويقضى حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم فى مسائلهم ثمّ يأتى اهل عرفة فيفعل ذلك
بهم .
٦ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حمدان بن
سليمان النيسابوريّ أبى سعيد قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد اليمانى عن منيع بن
الحجاج عن يونس بن يعقوب بن عمّار ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال من فأتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين عليهالسلام لم يفته ، إنّ الله تبارك وتعالى ليبدأ بأهل قبر الحسين عليهالسلام قبل أهل عرفات ، ثمّ قال يخالطهم بنفسه .
٧ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله عن
__________________
أحمد بن محمّد بن
عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن الراشد ، عن جدّه
الحسن ، عن يونس بن ظبيان ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من زار الحسين عليهالسلام ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر ، وليلة عرفة فى سنة
واحدة كتب الله له ألف حجّة مبرورة وألف عمرة متقبّلة وقضيت له ألف حاجة من حوائج
الدّنيا والآخرة .
٨ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى
، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : اذا كان يوم عرفة أطلع الله تعالى على زوّار قبر أبى
عبد الله الحسين عليهالسلام فقال لهم استأنفوا فقد غفرت لكم ثمّ يجعل إقامته على أهل
عرفات .
٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عمّن ذكره ، عن عمر بن الحسن العرزمى ، عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول : إذا كان يوم عرفة نظر الله الى زوّار قبر
الحسين عليهالسلام فيقول ارجعوا مغفورا لكم ما مضى ولا يكتب على أحد منهم ذنب
سبعين يوما من يوم ينصرف .
١٠ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة أصحابى عن محمّد بن يحيى ، وأحمد ابن إدريس عن
العمركى بن على ، عن يحيى الخادم لابي جعفر الثّانى عليهالسلام عن محمّد بن سنان عن بشير الدهان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول وهو نازل بالحيرة عنده جماعة من الشيعة فأقبل الىّ
بوجهه ، فقال يا بشير أحججت العام قلت جعلت فداك لا ولكن عرّفت بقبر الحسين عليهالسلام ، فقال يا بشير والله ما فاتك شيء ممّا كان
__________________
لأصحاب مكّة قالت
جعلت فداك فيه عرفات فسره لى.
فقال يا بشير انّ
الرّجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات ثم يأتى قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه فيعطيه الله بكلّ قدم يرفعها أو يضعها مائة
حجّة مقبولة ومائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبىّ مرسل إلى أعداء الله وأعداء
رسوله ، يا بشير اسمع وأبلغ من احتمل قلبه من زار الحسين عليهالسلام يوم عرفة كان كمن زار الله فى عرشه .
١١ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد المؤمن عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن
محمّد الكوفىّ ، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العبدى ، عن محمّد بن عبد الله بن
مهران ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان عن أبى عبد الله عليهالسلام قال من زار قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجّة مع القائم وألف ألف
عمرة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وعتق ألف ألف نسمة وحملان ألف ألف فرس فى سبيل الله وسماه
الله عبدى الصديق آمن بوعدى ، وقالت الملائكة فلان صديق زكّاه الله من فوق عرشه
وسمّى فى الأرض كرّوبا .
١٢ ـ حدّثنى أبى
عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ،
عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدّهان قال قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام من زار قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجّة وألف عمرة
وألف غزوة مع نبىّ مرسل ومن زار أوّل يوم من رجب غفر الله له البتة .
١٣ ـ عنه حدّثنى
أبى عن سعد بن عبد الله عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابى
سعيد القمّاط ، عن يسار ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : من كان
__________________
معسرا فلم يتهيّا
له حجة الإسلام فليأت قبر الحسين عليهالسلام وليعرّف عنده فذلك يجزيه عن حجة الإسلام أما أنّى لا أقول
يجزى ذلك عن حجّة الإسلام إلّا للمعسر فأمّا الموسر اذا كان قد حجّ حجّة الاسلام ،
فأراد أن يتنفّل بالحجّ أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق.
فأتى قبر الحسين عليهالسلام فى يوم عرفة أجزأ ذلك عن اداء الحجّ أو العمرة وضاعف الله
له ذلك أضعافا مضاعفة ، قال قلت كم تعدل حجّة وكم تعدل عمرة قال لا يحصى ذلك ، قال
قلت مائة قال ومن يحصى ذلك ، قلت ألف قال وأكثر ثم قال وإن تعدّوا نعمة الله لا
تحصوها إنّ الله واسع كريم .
١٤ ـ الطوسى
باسناده عن سلامة بن محمّد ، عن على بن محمّد الجبائى عن أحمد بن هلال ، عن الحسن
بن محبوب عن معاوية بن وهب البجلى ، قال : قال لى أبو عبد الله عليهالسلام : من عرّف عند قبر الحسين عليهالسلام فقد شهد عرفة .
١٥ ـ قال المفيد :
روى إسماعيل بن ميثم التّمار عن الباقر عليهالسلام قال : من بات ليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام بها حتى يعيد
وينصرف وقاه الله فيها شر سنته .
١٦ ـ عنه باسناده
عن بشير الدّهان قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : لم أحجّ عاما قبل ولكن عرّفت عند قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة فقال يا بشير من زار قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة كانت له ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مبرورة وألف
غزوة مع نبىّ مرسل أو امام عادل لا عند عدوا الله تعالى. قال : قلت : جعلت فداك ما
كنت أرى هاهنا ثوابا مثل ثواب الموقف قال : فنظر الىّ مغضبا وقال : يا بشير من
اغتسل فى الفرات ثمّ مشى الى قبر الحسين عليهالسلام كانت له بكل خطوة حجّة مبرورة
__________________
مع مناسكها .
١٧ ـ قال الكفعمى
: أما زيارة ليلة عرفة ويومها وزيارة ليلة الأضحى ويومه ، فقل بعد الغسل
والاستيذان ان كانت الزيارة من قرب :
الله أكبر كبيرا
والحمد لله حمدا كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا ، والحمد لله الّذي هدانا لهذا وما
كنا لنهتدى لو لا أن هدينا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحقّ.
ثمّ سلّم على
النبيّ والائمة عليهمالسلام وقل سلام الله وسلام ملائكته وأنبيائه ورسله والصالحين من
عباده وجميع خلقه ورحمة الله وبركاته على محمّد وأهل بيته وعليك يا مولاى الشهيد
المظلوم لعن الله قاتلك وخاذلك برئت إلى الله عزوجل منهم ومن أفعالهم وممّن شاع ورضى به وأشهد أنهم كفّار
مشركون والله ورسوله منهم براء.
ثمّ قل : السّلام
عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يا ابن رسول الله عبدك وابن أمتك الموالى لوليك
المعادى لعدوّك استجار بمشهدك وتقرّب إليك بقصدك ، الحمد لله الّذي هدانى لولايتك
، وخصّنى بزيارتك وسهّل لى قصدك.
ثمّ قف ممّا يلى
رأسه عليهالسلام وقل : السّلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السّلام عليك يا
وارث نوح نبى الله السّلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله السّلام عليك يا وارث
موسى كليم الله السّلام عليك يا وارث عيسى روح الله السّلام عليك يا وارث محمّد صلىاللهعليهوآله حبيب الله السّلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولىّ الله
السّلام عليك يا ابن محمّد المصطفى السّلام عليك يا ابن علىّ المرتضى.
السّلام عليك يا
ابن فاطمة الزهراء السّلام عليك يا ابن خديجة الكبرى ، السّلام عليك يا ثار الله
وابن ثاره ، والوتر الموتور ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة و
__________________
آتيت الزكاة وأمرت
بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمّة قتلتك ولعن
الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به ، يا مولاى يا أبا عبد الله أشهد أنك كنت نورا فى
الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من
مدلهمّات ثيابها ، وأشهد انك من دعائم الدين وأركان المؤمنين.
أشهد أنّ الائمة
من ولدك ، كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى ، أشهد الله وملائكته وأنبيائه
ورسله انّى بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرائع دينى وخواتيم عملى ، وقلبى لقلبكم سلم ،
وأمرى لأمركم متّبع فصلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى شاهدكم وعلى
غائبكم وعلى ظاهركم وباطنكم ورحمة الله وبركاته.
ثمّ انكبّ على
القبر وقل : بأبى أنت وأمى يا ابن رسول الله بأبى أنت وأمّى يا أبا عبد الله لقد
عظمت الرزيّة وجلّت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السّماوات والأرض ، فلعن الله
أمّة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك يا أبا عبد الله ، قصدت حرمك وأتيت مشهدك وأسأل
الله بالشأن الّذي لك عنده وبالمحلّ الّذي لك لديه أن يصلّى على محمّد وآل محمّد
وأن يجعلنى معكم فى الدنيا والآخرة بمنّه ورحمته.
ثمّ صلّ عند رأس
الحسين عليهالسلام ركعتين ثمّ زر علىّ بن الحسين عليهالسلام وهو الأكبر على الاصحّ من عند رجل أبيه عليهماالسلام فتقول السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يا ابن
نبى الله ، السّلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السّلام عليك يا ابن الحسين
الشهيد ، السّلام عليك أيها الشهيد ابن الشهيد ، السّلام عليك ايّها المظلوم ، ابن
المظلوم لعن الله أمّة قتلتك ولعن الله أمّة ظلمتك ولعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت
به.
ثم انكبّ على قبره
وقبّله وقل : السّلام عليك يا ولىّ الله وابن وليّه لقد عظمت المصيبة وجلّت
الرّزية بك علينا وعلى جميع المسلمين فلعن الله أمّة قتلتك وأبرأ إلى الله وإليك
منهم.
ثمّ صلّ عند رأسه
ركعتين ، ثمّ أت الشهداء وقل : السّلام عليكم يا أولياء الله وأحبّاءه السّلام
عليكم يا أصفياء الله وأودّاءه ، السّلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيّه
وأنصار أمير المؤمنين وأنصار الحسن والحسين عليهماالسلام ، بأبى انتم وأمّى طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم
فوزا عظيما فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم فوزا عظيما.
تقول فى وداعهم :
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتى إياهم
وأشركنى معهم فى صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيّك وحجتك على خلقك اجعلنا
وإيّاهم فى جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا استودعكم الله وأقرأ عليكم
السلام اللهم ارزقنى العود إليهم واحشرنى معهم يا أرحم الراحمين.
ثمّ عد إلى عند
رأس الحسين عليهالسلام بعد ان تصلّى ركعتى زيارة الشهداء وانكبّ على قبره إذ أردت
وداعه السّلام عليك يا مولاى السّلام عليك يا حجّة الله السّلام عليك يا صفوة الله
السّلام عليك يا خالصة الله ، السّلام عليك يا أمين الله سلام مودّع لا قال ولا
سئم فان أمض فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظنّ ، بما وعد الله الصابرين ، لا
جعله الله يا مولاى آخر العهد منّى لزيارتك ورزقنى العود الى مشهدك والمقام فى حرمك
وان يجعلنى معكم فى الدنيا والآخرة.
ثمّ اخرج ولا تول
ظهرك وأكثر من قول إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، حتّى تغيب عن القبر.
تقول فى زيارة
العباس عليهالسلام : السّلام عليك ايّها العبد الصالح المطيع
لله ولرسوله
ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام ، ورحمة الله وبركاته ومغفرته وعلى روحك وبدنك أشهد الله
انّك مضيت على ما مضى عليه البدريون المجاهدون فى سبيل الله المناصحون له فى جهاد
الأعداء المبالغون فى نصرة أوليائه فجزاك الله أفضل الجزاء واوفر جزاء أحد ممّن
وفى ببيعته واستجاب له دعوته وحشرك مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
اولئك رفيقا.
ثمّ صلّ ركعتين
وتدعو بعدهما وكذا بعد ركعتى زيارة الشهداء وركعتى زيارة على بن الحسين وتزور
زيارة الحر بن يزيد وهانى بن عروة ومسلم بن عقيل بزيارة العباس عليهالسلام وتودّعهم بوداعه وهو : استودعك الله واسترعيك وأقرأ عليك
السّلام آمنّا بالله ورسوله وكتابه وبما جاء من عند الله اللهم اكتبنا مع
الشاهدين. اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتى ابن اخى رسولك العباس بن على عليهالسلام أو فلان وتذكره باسمه وترزقنى زيارته ابدا ما أبقيتنى
واحشرنى معه ومع آبائه فى الجنان وعرّف بينى وبينه وبين رسولك واوليائك ، اللهم
صلّ على محمّد وآل محمّد وتوفّنى على الايمان بك والتصديق برسولك والولاية لعلى بن
أبى طالب وولده الائمة عليهمالسلام والبراءة من أعدائهم فإنّى رضيت بذلك يا رب فصلّى الله على
محمّد وآل محمّد .
١٨ ـ الفتال
باسناده قال عليه السّلم من زار قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم ومائة ألف ألف
عمرة مع رسول الله عليهالسلام ، وعتق ألف ألف نسمة وحملان ألف ألف فرس فى سبيل الله
وسماه الله عبدى الصدّيق آمن بوعدى ، وقالت الملائكة فلان صديق زكّاه الله من فوق
عرشه وسمّى فى الارض كروبيا
__________________
١٩ ـ عنه قال من
زار قبر الحسين عليه السّلم ليلة النّصف من شعبان وليلة فطر وليلة عرفة فى سنة
واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبلة وقضيت له ألف حاجة من حوائج
الدّنيا والآخرة .
٦٢ ـ باب زيارته عليهالسلام فى النصف من شعبان
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى وعلىّ بن الحسين ، ومحمّد بن يعقوب جميعا عن على بن ابراهيم بن هاشم ،
عن أبيه عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة عن أبى عبد الله عليهالسلام قال إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى
زائرى الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على الله ربّكم ومحمّد نبيّكم .
٢ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن على
الزيتونى وغيره عن أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن
أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، والحسن بن محبوب عن ابى حمزة عن علىّ بن الحسين عليهماالسلام قالا : من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبىّ وأربعة وعشرون ألف
نبىّ فليزر قبر أبى عبد الله الحسين بن على عليهالسلام فى النصف من شعبان ، فانّ أرواح النبيّين عليهمالسلام يستأذنون الله فى زيارته فيؤذن لهم منهم خمسة ، اولوا
العزم من الرّسل قلنا من هم قال : نوح وابراهيم ، وموسى وعيسى ومحمّد صلى الله
عليهم اجمعين ، قلنا له ما معنى أولي العزم قال بعثوا إلى شرق الأرض وغربها جنّها
__________________
وإنسها .
٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن
الحسين ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال اذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى
زائرى الحسين عليهالسلام ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربّكم ومحمّد نبيّكم .
٤ ـ عنه ، عن
البرقي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال من زار أبا عبد الله عليهالسلام ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها فى النصف من شعبان غفر له
ذنوبه .
٥ ـ عنه باسناده
عن داود بن كثير البرقي قال قال الباقر عليهالسلام زائر الحسين عليهالسلام فى النصف من شعبان يغفر له ذنوبه ولن يكتب عليه سيّئة فى
سنته حتى يحول عليه الحول ، فان زار فى السنة المقبلة غفر الله له ذنوبه .
٦ ـ عنه حدّثنى
جماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن أبى سارة المدائنىّ عن
يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبى عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج أو غيره اسمه الحسين
، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من زار قبر الحسين عليهالسلام ليلة من ثلاث ليال غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر
قال : قلت أىّ اللّيالى جعلت فداك قال : ليلة الفطر ، وليلة الأضحى وليلة النصف من
شعبان .
٧ ـ عنه حدّثنى
أبى وعلىّ بن الحسين وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى
، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن يونس بن
ظبيان ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام من زار الحسين عليهالسلام ليلة النصف من شعبان وليلة فطر وليلة عرفة فى سنة واحدة
كتب الله
__________________
له ألف حجة مبرورة
وألف عمرة متقبّلة قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة .
٨ ـ عنه باسناده ،
عن سالم بن عبد الرّحمن عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلا فقرأ ألف مرة
قل هو الله أحد ويستغفر الله ألف مرّة ويحمد الله ألف مرّة ثمّ يقوم فيصلّى أربع
ركعات يقرأ فى كل ركعة ألف مرّة آية الكرسى ، وكّل الله تعالى به ملكين يحفظانه من
كلّ سوء ومن شر كلّ شيطان وسلطان ويكتبان له حسناته ولا تكتب عليه سيئة ويستغفران
له ما داما معه .
٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبى
عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من زار قبر الحسين عليهالسلام فى النصف من شعبان غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر
.
١٠ ـ حدّثنى أبو
عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار ، عن علىّ بن الحسن بن على بن
فضال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر الله لكلّ من زار الحسين
عليهالسلام من المؤمنين ما تقدّم من ذنوبهم وما تأخّر وقيل لهم
استقبلوا العمل قال قلت هذا كلّه لمن زار الحسين عليهالسلام فى النصف من شعبان ، فقال يا يونس لو أخبرت النّاس بما
فيها لمن زار الحسين عليهالسلام لقامت ذكور الرجال على الخشب .
١٠ ـ عنه حدّثنى
جعفر بن محمّد بن عبد الله بن موسى ، عن عبيد الله بن نهيك ، عن ابن أبى عمير ، عن
زيد الشّحام ، عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال من زار قبر الحسين عليهالسلام ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما
تأخّر ومن
__________________
زاره يوم عرفة كتب
الله له ثواب ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة ومن زاره يوم عاشورا فكأنّما زار
الله فوق عرشه .
١١ ـ قال الكفعمى
: أمّا زيارة نصف شعبان فهى للحسين عليهالسلام فتزوره فى ليلة نصفه ويومه وكذا تزور المهدى عليهالسلام لانه عليه السلم ولد فى هذه اللّيلة فتقول ما روى عن
الصادق عليه السلم بعد الغسل والاستيذان والتكبير مائة :
الحمد لله العلى
العظيم والسّلام عليك أيّها العبد الصالح الزكى ، أودعك شهادة منّى لك تقربنى إليك
، فى يوم شفاعتك أشهد أنّك قتلت ولم تمت بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك وبضياء
نورك اهتدى الطالبون إليك ، وأشهد أنك نور الله الّذي لم يطفأ ولا يطفأ أبدا وأنّك
وجه الله الّذي لم يهلك ولا يهلك أبدا وأشهد أنّ هذه التربة تربتك وهذا الحرم حرمك
، وهذا المصرع مصرع بدنك لا ذليل والله معزك ولا مغلوب والله ناصرك هذه شهادة لى
عندك إلى يوم قبض روحى بحضرتك والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته .
١٢ ـ عنه روى عن
الهادى عليهالسلام : السلام عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يا حجّة الله
فى أرضه وشاهده على خلقه ، السّلام عليك يا ابن رسول الله ، السّلام عليك يا ابن
علىّ المرتضى ، السّلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت
الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت فى سبيل الله حتى أتاك اليقين ،
فصلّى الله عليك حيّا وميتا.
ثم ضع خدك الأيمن
على القبر وقل أشهد أنك على بيّنة من ربك جئتك مقرا بالذنوب لتشفع لى عند ربك يا
ابن رسول الله ثم سلّم على الأئمة عليهمالسلام بأسمائهم واحدا واحدا وقل : أشهد أنّكم حجة الله فاكتب لى
يا مولاى عندك ميثاقا وعهدا
__________________
انّى أتيتك أجدّد
الميثاق فاشهد لى عند ربك إنك أنت الشاهد .
٦٣ ـ باب زيارته عليهالسلام فى رجب
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبو على محمّد بن همام بن سهيل ، عن أبى عبد الله جعفر بن محمّد بن مالك ،
عن الحسن بن محمّد الأبزارى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر
البزنطى ، قال سئلت أبا الحسن الرضا عليهالسلام فى أىّ شهر نزور الحسين قال من النصف من رجب والنصف من
شعبان .
٢ ـ عنه حدّثنى
أبى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن
بزيع عن صالح بن عقبة عن بشير الدّهان ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال من زار الحسين عليهالسلام يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجّة وألف عمرة
وألف غزوة مع نبىّ مرسل ومن زاره أوّل يوم من رجب غفر الله له البتة .
٣ ـ قال الكفعمى :
أمّا زيارة أول ليلة من رجب ويومه ونصفه فقف بعد الاغتسال على باب قبّته مستقبل
القبلة وسلم على النبيّ وفاطمة والائمة عليهمالسلام ثم استأذن وادخل وقف على ضريحه عليهالسلام واستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبلة بين كتفيك وهكذا تفعل فى
كلّ زيارة له عليهالسلام اذا كانت الزيارة من قرب ثمّ كبر مائة تكبيرة وقل :
__________________
السّلام عليك يا
ابن رسول الله السّلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، السّلام عليك يا ابن سيد
المرسلين ، السّلام عليك يا ابن سيد الوصيّين السّلام عليك يا أبا عبد الله
السّلام عليك أيّها الحسين بن علىّ ، السّلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء
العالمين السّلام عليك يا ولىّ الله وابن وليّه السّلام عليك يا صفىّ الله وابن
صفيه السّلام عليك يا حجّة الله وابن حجته السّلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه.
السلام عليك يا
سفير الله وابن سفيره السّلام عليك يا خازن الكتاب المسطور عليك يا وارث التورية
والانجيل والزبور السّلام عليك يا أمين الرحمن السّلام عليك يا شريك القرآن ،
السّلام عليك يا عمود الدين ، السّلام عليك يا باب حكمة ربّ العالمين ، السّلام
عليك يا عيبة علم الله ، السّلام عليك يا موضع سرّ الله السّلام عليك يا ثار الله
وابن ثاره والوتر الموتور السّلام عليك وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت
برحلك.
بأبى أنت وأمّى
ونفسى يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة وجلّت الرزيّة بك علينا وعلى جميع أهل
الإسلام فلعن الله امة أسّست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ولعن الله أمّة
دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم الّتي رتبكم الله فيها بأبى أنت وأمّى ونفسى
يا أبا عبد الله اقشعرت لدمائكم أظلّة العرش مع أظلّة الخلائق وبكتكم السّماء
والأرض وسكان الجنان والبر والبحر صلّى الله عليك عدد ما فى علم الله.
لبيك داعى الله إن
كان لم يجيئك بدنى عند استغاثتك ، ولسانى عند استنصارك ، فقد أجابك قلبى وسمعى
وبصرى سبحان ربّنا ان كان وعد ربّنا لمفعولا أشهد أنّك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر
مطهر ، طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت فيها وطهر حرمك أشهد أنّك أمرت بالقسط
والعدل ، ودعوت إليهما وانّك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه وأنّك ثار الله فى
الأرض.
أشهد أنّك قد بلغت
عن الله وعن جدّك رسول الله وعن أبيك أمير المؤمنين وعن أخيك الحسن ونصحت وجاهدت
فى سبيل الله وعبدت الله مخلصا حتّى أتاك اليقين ، فجزاك الله خير جزاء السابقين
وصلّى الله عليك وسلّم تسليما.
اللهم صلّ على محمّد
وآل محمّد وصلّ على الحسين المظلوم الشهيد السعيد الرشيد قتيل العبرات وأسير
الكربات صلاة نامية زاكية مباركة يصعد أوّلها ولا ينفد آخرها أفضل ما صلّيت على
أحد من أولاد انبيائك المرسلين يا إله العالمين ، ثمّ قبل الضريح وزر على بن
الحسين والشهداء والعباس عليهمالسلام .
٦٤ ـ باب زيارته عليهالسلام فى ليلة الفطر
١ ـ قال الكفعمى :
أما زيارة ليلة الفطر ويومه للحسين عليهالسلام ، فقل بعد الغسل والاستيذان ، ان كانت الزيارة من قرب :
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله الفرد الصمد
الماجد الأحد ، المتفضل المنان ، المتطول الحنان الذي من تطوّله سهل لى زيارة
مولاى بإحسانه ولم يجعلنى عن زيارته ممنوعا ولا عن ذمته مدفوعا بل تطول ومنح.
ثمّ ادخل فاذا صرت
حذاء القبر ، فقم حذاه بخشوع وبكاء وتضرّع وقل : ما روى عن الصادق عليهالسلام وهو أن تقف على بابه عليهالسلام وتقول : السّلام عليك يا
__________________
وارث آدم صفوة
الله ، السّلام عليك يا وارث نوح نبىّ الله ، السّلام عليك يا وارث ابراهيم خليل
الله ، السّلام عليك يا وارث موسى نجىّ الله ، السّلام عليك يا وارث عيسى روح الله.
السّلام عليك يا
وارث محمّد سيد رسل الله ، السّلام عليك يا وارث علىّ أمير المؤمنين وخير الوصيين
، السّلام عليك يا وارث أخيه الحسن الزكى الطاهر الرضىّ المرضى ، السّلام عليك
أيها الصديق ، السّلام عليك أيها الوصىّ البارّ التقى ، السّلام عليك وعلى الأرواح
الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك ، السّلام عليك وعلى الملائكة الحافين بك.
أشهد أنّك قد أقمت
الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصا حتّى أتاك
اليقين والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم امش واستلم
القبر وقل : السّلام عليك يا أبا عبد الله ، السّلام عليك يا حجة الله ورحمة الله
وبركاته.
ثم قل أيضا ما روى
عن الصادق عليهالسلام : السّلام عليك يا ابن رسول الله ، السّلام عليك يا ابن
أمير المؤمنين ، السّلام عليك يا أبا عبد الله ، السّلام عليك يا سيد شباب أهل
الجنة ورحمة الله وبركاته ، السّلام عليك يا من رضاه رضى الرحمن وسخطه سخط الرحمن
السّلام عليك يا أمين الله وحجّة الله وباب الله ، والدليل على الله والداعى الى
الله ، أشهد أنك قد حللت حلال الله وحرّمت حرام الله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة ،
وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
أشهد أنك ومن قتل
معك شهداء أحياء عند ربكم يرزقون ، أشهد أنّ قاتلك فى النار وأدين الله عزوجل بالبراءة ممن قتلك وممن قاتلك ، وشايع على قتلك ، وممن جمع
عليك وممن سمع صوتك فلم يعنك ، يا ليتنى كنت معك فأفوز
فوزا عظيما .
٦٥ ـ باب من غسل فى الفرات وزار الحسين عليهالسلام
١ ـ جعفر بن
قولويه حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان
النيسابوريّ ، عن عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس ، عن
صفوان الجمال ، عن أبى عبد الله قال من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين عليهالسلام كان كيوم ولدته أمّه صفرا من الذنوب ولو اقترفها كبائر
وكانوا يحبّون الرّجل اذا زار قبر الحسين عليهالسلام اغتسل واذا ودّع لم يغتسل ومسيح يده على وجهه اذا ودّع .
٢ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر القرشى الرزاز عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن إسماعيل بن بزيع
عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدّهان ، قال قلت لابي عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل قال ويحك يا بشير أن المؤمن اذا أتى قبر
الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه فاغتسل فى الفرات ثمّ خرج كتب له بكلّ خطوة
حجّة وعمرة مبرورات متقبّلات وغزوة مع نبىّ مرسل أو إمام عدل .
٣ ـ عنه أبى رحمهالله عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن العمركى بن على عن
يحيى ، وكان فى خدمة الامام أبى جعفر الثانى عليهالسلام عن محمّد بن سنان عن بشير الدّهان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة فأقبل إلىّ بوجهه
فقال يا بشير حججت العام قلت جعلت فداك لا ولكن
__________________
عرّفت بالقبر قبر
الحسين عليهالسلام ، فقال : يا بشير والله ما فانّك شيء ممّا كان لأصحاب مكّة
بمكّة.
قلت جعلت فداك فيه
عرفات فسر لى فقال يا بشير أن الرّجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات ، ثمّ يأتى قبر
الحسين عارفا بحقّه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجّة مقبولة ومعها
مائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبىّ مرسل الى أعداء الله وأعداء الرسول.
٤ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه عن على بن محمّد بن سالم ، عن محمّد
بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ قال :
حدّثنا هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليهالسلام فى حديث له طويل قال أتاه رجل ، فقال له هل يزار والدك ،
فقال نعم فقال : من اغتسل بالفرات ثمّ أتاه قال اذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده
تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته أمّه وذكر الحديث بطوله .
٥ ـ عنه حدّثنى
أبو محمّد هرون بن موسى التلّعكبريّ ، عن أبى على محمّد بن همام بن سهيل ، عن أحمد
بن مابندار عن أحمد بن المعافا الثعلبى عن أهل رأس العين عن على بن جعفر الهمانى
قال سمعت على بن محمّد العسكرى عليهالسلام يقول : من خرج من بيته يريد زيارة الحسين عليهالسلام فصار الى الفرات فاغتسل منه كتب الله من المفلحين فاذا
سلّم على أبى عبد الله كتب الله من الفائزين ، فاذا فرغ من صلاته أتاه ملك ، فقال
انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرئك السّلام ويقول لك أمّا ذنوبك فقد غفر لك استأنف
العمل
__________________
٦ ـ عنه حدّثنى
حسين بن محمّد بن عامر عن أحمد بن علوية الاصفهانى ، عن ابراهيم بن محمّد الثقفى ،
رفعه الى أبى عبد الله عليه السلم أنه كان يقول عند غسل الزيارة اذا فرغ : اللهم
اجعله لى نورا وطهورا وحرزا وكافيا من كلّ داء وسقم ومن كلّ آفة وعاهة وطهر به
قلبى وجوارحى ولحمى ودمى وشعرى وبشرى ومخى وعظامى وعصبى وما أقلت الأرض منّى
فاجعله لى شاهدا يوم القيامة ويوم حاجتى وفقرى وفاقتي .
٧ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن همام بن سهيل الإسكافي ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزارى ، عن الحسن بن
عبد الرحمن الرواسى ، عمّن حدثه ، عن بشير الدهان عن أبى عبد الله عليه السّلم قال
من أتى الحسين بن على عليهماالسلام فتوضأ واغتسل فى الفرات لم يرفع قدما ولم يضع قدما الا كتب
الله له حجّة وعمرة .
٨ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ومحمّد بن الحسن جميعا عن الحسين بن حسن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن ايّوب ، عن يوسف الكناسى عن أبى عبد الله عليهالسلام قال اذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام فائت الفرات واغتسل بحيال قبره .
٩ ـ عنه حدّثنى
جعفر بن محمّد بن ابراهيم بن عبيد الله الموسوى ، عن عبد الله ابن نهيك ، عن محمّد
الفراشى عن ابراهيم بن محمّد الطّحان ، عن بشير الدّهان ، عن رفاعة بن موسى النحاس
عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إنّ من خرج إلى قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه وبلغ الفرات واغتسل فيه وخرج من الماء كان
كمثل الذي خرج من الذّنوب فاذا مشى الى الحائر لم يرفع قدما ولم يضع اخرى الا كتب
الله له عشر
__________________
حسنات ومحى عنه
عشر سيئات .
٦٦ ـ باب من ترك زيارة الحسين عليهالسلام
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى الحسن بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عن الحسن بن محبوب ، عن
عاصم بن حميد الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم عن أبى جعفر عليهالسلام قال قال : من لم يأت قبر الحسين عليهالسلام من شيعتنا كان منتقص الأيمان منتقص الدّين ، وان دخل
الجنّة كان دون المؤمنين فى الجنّة .
٢ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزاز الكوفى القرشى ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ،
عمّن حدّثه عن علىّ بن ميمون قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لو انّ احدكم حجّ ألف حجّة ثم لم يأت قبر الحسين بن
على عليهماالسلام لكان قد ترك حقا من حقوق الله تعالى وسئل عن ذلك ، فقال
حقّ الحسين عليهالسلام مفروض على كلّ مسلم .
٣ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد
بن خالد عن أبى عبد الله عليهالسلام انه قال فى حديث له طويل انّه أتاه رجل فقال له هل يزار
والدك فقال نعم قال فما لمن زاره؟ قال الجنّة إن كان يأتمّ به قال فما لمن تركه
رغبة عنه قال الحسرة يوم الحسرة وذكر الحديث بطوله .
٤ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن على
بن الحكم ، عن بعض أصحابه ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال كم بينكم و
__________________
بين قبر الحسين عليهالسلام قلت ستة عشر فرسخا قال أو ما تأتونه قلت لا قال ما أجفاكم .
٥ ـ عنه ، عن أبيه
عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن الفضل ، عن علىّ بن الحكم ، عمّن
حدّثه ، عن حنان بن سدير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قلت له ما تقول فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام ، فقال زره ولا تجفه فانه سيد الشهداء وسيد شباب أهل
الجنّة وشبيه يحيى بن زكريّا وعليهما بكت السماء والأرض .
٦ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد
بن أبى داود ، عن سعد ، عن أبى عمر الجلاب عن الحرث الأعور قال : قال علىّ عليهالسلام بأبى وأمّى الحسين المقتول بظهر الكوفة والله لكأنّى أنظر
الى الوحش مادّة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتّى
الصّباح ، فاذا كان ذلك فايّاكم والجفاء .
٧ ـ عنه حدّثنى
أبى وأخى ، وعلى بن الحسين ، ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد ابن يحيى العطار ، عن
حمدان بن سليمان النيسابوريّ ، عن عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجّاج
عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه سدير ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا سدير تزور قبر الحسين عليهالسلام فى كلّ يوم قلت لا قال ما أجفاكم ، قال : أتزوره فى كلّ
جمعة قلت : لا قال فتزوره فى كلّ شهر قلت : لا قال فتزوره فى كلّ سنة قلت قد يكون
ذلك قال يا سدير ما أجفاكم بالحسين عليهالسلام أما علمت أن لله
ألف ملك شعثا غبرا يبكونه ويرثونه لا يفترون زوّار القبر الحسين وثوابهم لمن زاره
وذكر الحديث
__________________
٨ ـ عنه حدّثنى
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، قال
كنت عند أبى جعفر عليهالسلام فدخل عليه رجل فسلّم عليه وجلس ، فقال أبو جعفر عليهالسلام من أىّ البلدان أنت فقال له الرّجل أنا رجل من أهل الكوفة
وأنا محبّ لك وموال ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام أفتزور قبر الحسين
عليهالسلام فى كلّ جمعة قال : لا قال : ففى كلّ شهر ، قال : لا قال :
ففى كلّ سنة قال : لا فقال له أبو جعفر عليهالسلام : انّك لمحروم من الخير وذكر الحديث .
٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر قال حدّثنى محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن حماد بن عيسى ،
عن ربعى بن عبد الله ، عن الفضيل بن يسار قال قال أبو عبد الله عليهالسلام : ما أجفاكم يا فضيل لا تزورون الحسين عليهالسلام أما علمتم أنّ
أربعة ألاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيمة .
١٠ ـ عنه عن محمّد
بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن حماد ، عن محمّد بن مسلم ، عن زرارة عن أبى جعفر
عليهالسلام قال : كم بينكم وبين قبر الحسين عليهالسلام قال قلت ستة عشر فرسخا أو سبعة عشر فرسخا ، قال ما تأتونه؟
قلت لا قال : ما أجفاكم .
١١ ـ عنه حدّثنى أبى
رحمهالله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن
أبى عبد الله المؤمن عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : عجبا لأقوام يزعمون أنّهم شيعة لنا يقال أنّ أحدهم
يمرّ به دهره ولا يأتى قبر الحسين عليهالسلام جفاء ، منه وتهاون وعجز وكسل ، أما والله لو يعلم ما فيه
من الفضل ما تهاون ولا كسل ، قلت جعلت فداك وما فيه من الفضل قال فضل وخير كثير
أما أوّل ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ويقال له استأنف
__________________
العمل .
١٢ ـ عنه حدّثنى
حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن الخطاب ، عن عبد الله
بن محمّد بن سنان ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حنان ، عن
أبيه ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا سدير تزور قبر الحسين عليهالسلام فى كلّ يوم ، قلت جعلت فداك لا قال : ما أجفاكم فتزوره فى
كلّ جمعة قلت لا قال فتزوره فى كلّ شهر قلت : لا قال فتزوره فى كلّ سنة قلت قد
يكون ذلك قال : يا سدير ما أجفاكم بالحسين عليهالسلام وذكر الحديث .
١٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن
محمّد بن ناجية ، عن محمّد بن على ، عن عامر بن كثير السراج النهدى ، عن أبى
الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام قال : قال لى : كم بينك وبين قبر الحسين عليهالسلام قلت يوم للراكب ويوم وبعض يوم للماشى قال أفتأتيه كلّ جمعة
قلت : لا آتيه إلّا فى حين ، قال : ما أجفاكم أما لو كان قريبا منّا لاتخذناه هجرة
أى نهاجر إليه .
١٤ ـ عنه حدّثنى
جعفر بن محمّد بن ابراهيم بن عبد الله الموسوى ، عن عبيد الله بن نهيك ، عن محمّد
بن أبى عمير ، عن أيّوب عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال حقّ على الغنىّ أن يأتى قبر الحسين عليهالسلام فى السنة مرّتين ، وحق على الفقير أن يأتيه فى السنة مرّة .
١٥ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
علىّ بن الحكم ، عن عامر بن عمير وسعيد الأعرج ، عن أبى عبد الله
__________________
عليهالسلام قال ايتوا قبر الحسين عليهالسلام فى كلّ سنة مرّة .
١٦ ـ عنه حدّثنى
جعفر بن محمّد بن عبد الله الموسوى ، عن عبد الله بن نهيك ، عن ابن أبى عمير ، عن
حماد ، عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، عن زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه قال فى السّنة مرّة
انّى اكره الشهرة .
١٧ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبى
عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن أبى ناب ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال حقّ على الفقير أن يأتى قبر الحسين عليهالسلام فى السّنة مرّة وحقّ على الغنى أن يأتيه فى السنة مرتين .
١٨ ـ عنه حدّثنى
أبى ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن على بن عبد الله ابن المغيرة ، عن العباس
ابن عامر قال قال على بن أبى حمزة عن أبى الحسن عليهالسلام قال لا تجفوه يأتيه الموسر فى كلّ أربعة أشهر والمعسر لا
يكلّف الله نفسا الّا وسعها ، قال العباس : لا أدرى قال هذا لعلىّ أو لأبى ناب .
١٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين
بن سعيد ، عن ابن أبى عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سألته عن زيارة الحسين عليهالسلام قال : فى السنّة مرّة إنى أخاف الشهرة .
٢٠ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد ، عن على بن إسماعيل بن عيسى ، عن العيص بن
القاسم ، قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام هل لزيارة القبر صلاة مفروضة قال ليس له صلاة مفروضة قال
سألته فى كم يوم يزار قال ما شئت
__________________
٢١ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، باسناده رفعه الى على بن
ميمون الصائغ عن أبى عبد الله عليهالسلام قال يا علىّ بلغنى أنّ قوما من شيعتنا يمرّ بأحدهم السنة
والسنتان لا يزورون الحسين قلت : جعلت فداك إنّى أعرف اناسا كثيرة بهذه الصفة ،
قال أما والله لحظّهم أخطئوا وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمّد صلىاللهعليهوآله تباعدوا قلت جعلت فداك فى كم الزيارة قال : يا على إن قدرت
أن تزوره فى كلّ شهر فافعل قلت لا أصل الى ذلك لأنّى أعمل بيدى وأمور الناس بيدى
ولا أقدر ان أغيب وجهى عن مكانى يوما واحدا.
قال أنت فى عذر
ومن كان يعمل بيده وإنمّا عنيت من لا يعلم بيده ممّن أن خرج فى كلّ جمعة هان ذلك
عليه أما أنّه ما له عند الله من عذر ولا عند رسوله من عذر يوم القيامة قلت فان
أخرج عنه رجلا فيجوز ذلك ، قال نعم وخروجه بنفسه أعظم أجرا وخيرا له عند ربّه يراه
ربّه ساهرا اللّيل له تعب النّهار ينظر الله إليه نظرة توجب له الفردوس الأعلى مع
محمّد وأهل بيته فتنافسوا فى ذلك وكونوا من أهله .
٢٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى ، عن العمركى بن على
البوفكى ، قال : حدثنا يحيى وكان فى خدمة أبى جعفر الثانى عليهالسلام عن علىّ ، عن صفوان بن مهران الجمال عن أبى عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل ، قلت له من يأتيه زائرا ثمّ ينصرف متى يعود
إليه ، وفى كم يوم يؤتى وكم يسع الناس تركه ، قال لا يسع اكثر من شهر وأما بعيد
الدار ففى كلّ ثلاث سنين فما جاز ثلاث سنين فلم يأته فقد عقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وقطع حرمته إلّا من علّة .
٢٤ ـ عنه حدّثنى
على بن الحسين بن موسى رحمهالله ، عن على بن ابراهيم
__________________
ابن هاشم ، عن
أبيه ، عن ابن فضّال عن على بن عقبة ، عن عبيد الله الحلبي ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال قلت أنّا نزور قبر الحسين عليهالسلام فى السّنة مرّتين أو ثلاث فقال أبو عبد الله أكره أن تكثروا
القصد الىّ زوروه فى السنة مرّة قلت كيف أصلّي عليه قال تقوم خلفه عند كتفيه ثمّ
تصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله وتصلّى على الحسين عليهالسلام
٢٥ ـ عنه باسناده
عن العمركى قال قال أبو عبد الله عليهالسلام انه يصلّى عند قبر الحسين عليهالسلام أربعة آلاف ملك من طلوع الفجر الى أن تغيب الشمس ثم يصعدون
وينزل مثلهم فيصلّون الى طلوع الفجر فلا ينبغى للمسلم أن يتخلّف عن زيارة قبره
أكثر من أربع سنين . ٢٦ ـ عنه باسناده عن محمّد بن الفضل ، عن أبى ناب عن أبى
عبد الله عليهالسلام ، قال سألته عن زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه قال نعم
تعدل عمرة ولا ينبغى التخلّف عنه أكثر من أربع سنين .
٢٧ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حمّاد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصم
، عن صفوان الجمّال ، قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام ونحن فى طريق المدينة نريد مكّة فقلت له يا ابن رسول الله
ما لي أراك كئيبا حزينا منكسرا فقال لى لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسائلتى قلت :
وما الّذي تسمع قال ابتهال الملائكة إلى الله على قتلة أمير المؤمنين عليهالسلام وعلى قتلة الحسين عليهالسلام ونوح الجنّ عليهما وبكاء الملائكة الّذين حولهم وشدّة
حزنهم فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم.
قلت له فمن يأتيه
زائرا ثم ينصرف فمتى يعود إليه وفى كم يوم يؤتى وفى كم يسع الناس تركه؟ قال : أمّا
القريب فلا أقلّ من شهر وأمّا بعيد الدار ففى كلّ ثلاث
__________________
سنين فما جاز الثلاث
سنين فقد عقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقطع رحمه الّا من علّة ولو يعمل زائر الحسين ما يدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وما يصل إليه من الفرح وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة والائمة والشهداء منّا أهل
البيت وما ينقلب به من دعائهم له وما له فى ذلك من الثواب فى العاجل والآجل
والمذخور له عند الله لأحبّ أن يكون ثمّ داره ما بقى.
إن زائره ليخرج من
رحله فما يقع فيئه على شيء إلّا دعا له فاذا وقعت الشمس عليه اكلت ذنوبه كما تأكل
النار الحطب ، وما تبقى الشمس عليه من ذنوبه شيئا فينصرف وما عليه ذنب وقد رفع له
من الدّرجات ما لا يناله المتشحّط بدمه فى سبيل الله ويوكّل به ملك يقوم مقامه
ويستغفر له حتّى يرجع الى الزّيارة أو يمضى ثلاث سنين أو يموت وذكر الحديث بطوله .
٦٧ ـ باب جوامع زيارته عليهالسلام
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى محمد بن جعفر الرزاز الكوفى ، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن عبد
الرحمن بن أبى نجران ، عن يزيد بن إسحاق شعر ، عن الحسن بن عطية ، عن أبى عبد الله
عليهالسلام قال : اذا دخلت
الحائر فقل :
اللهم إنّ هذا
مقام أكرمتنى به وشرفتنى به ، اللهم فاعطنى فيه رغبتى على حقيقة ايمانى بك وبرسلك
سلام الله عليك يا ابن رسول الله وسلام ملائكته فيما تروح وتغتدى به الرائحات
الطاهرات الطبيبات لك وعليك وسلام على ملائكة الله
__________________
المقرّبين ، وسلام
على المسلمين لك بقلوبهم الناطقين لك بفضلك بألسنتهم أشهد انك صادق صديق صدقت فيما
دعوت إليه ، وصدقت فيما أتيت به وانك ثار الله فى الارض من الدم الذي لا يدرك ثاره
من الأرض إلّا بأوليائك
اللهم حبب الى
مشاهدهم وشهادتهم ، حتى تلحقنى بهم ، وتجعلنى لهم فرطا وتابعا فى الدنيا والآخرة
ثم تمشى قليلا
وتكبر بسبع تكبيرات ثمّ تقوم بحيال القبر وتقول : سبحان الذي سبح له الملك
والملكوت ، وقدست بأسمائه جميع خلقه وسبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح
اللهم اكتبنى فى وفدك الى خير بقاعك خير خلقك ، اللهم العن الجبت والطاغوت والعن
أشياعهم وأتباعهم اللهم اشهدنى مشاهد الخير كلها مع اهل بيت نبيك
اللهم توفنى مسلما
واجعل لى قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون من عبادك
الصالحين
ثم كبر خمس
تكبيرات ، ثم تمشى قليلا وتقول : اللهم انى بك مؤمن وبوعدك موقن ، اللهم اكتب لى
ايمانا وثبته فى قلبى ، اللهم اجعل ما اقول بلسانى حقيقته فى قلبى ، وشريعته فى
عملى ، اللهم اجعلنى ممن له مع الحسين عليهالسلام قدم ثبات واثبتنى فيمن استشهد معه ثمّ كبّر ثلاث تكبيرات
وترفع يديك حتى تضعها على القبر جميعا ثمّ تقول.
أشهد أنّك طهر
طاهر من طهر طاهر طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمك ، أشهد أنّك
امرت بالقسط والعدل ودعوت إليهما وأنّك ثار الله فى أرضه حتّى يستثير لك من جميع
خلقه.
ثم ضع خدّيك جميعا
على القبر ثمّ تجلس وتذكر الله بما شئت وتوجّه إلى الله فيما شئت أن تتوجّه ثمّ
تعود وتضع يديك عند رجليه ثمّ تقول صلوات الله على
روحك وعلى بدنك
صدقت وأنت الصادق المصدّق ، وقتل الله من قتلك بالأيدى والألسن.
ثمّ تقبل الى علىّ
ابنه ، فتقول ما أحببت ثمّ تقوم قائما فتستقبل قبور الشهداء فتقول: السّلام عليكم
أيّها الشهداء أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع أبشروا ، بموعد الله الّذي لا خلف له ،
الله مدرك لكم وتركم ومدرك بكم فى الأرض عدوه ، أنتم سادة الشهداء فى الدّنيا
والآخرة.
ثمّ تجعل القبر
بين يديك ثم تصلّى ما بدا لك ، ثم تقول جئت وافدا إليك وأتوسّل إلى الله فى جميع
حوائجى من أمر دنياى وآخرتى بك يتوسّل المتوسّلون إلى الله فى حوائجهم وبك يدرك
عند الله أهل الترات طلبتهم.
ثمّ تكبّر إحدى
عشرة تكبيرة متابعة وتعجل فيها ، ثمّ تمشى قليلا فتقوم مستقبل القبلة فتقول :
الحمد لله الواحد المتوحّد فى الأمور كلّها ، خلق الخلق فلم يغب شيء من أمورهم عن
علمه ، فعلمه بقدرته ضمت الأرض ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله أشهد أنّ لك من الله ما وعدك من النصر والفتح وانّ لك من
الله الوعد الصّادق فى هلاك أعدائك ، وتمام موعد الله ايّاك اشهد انّ من تبعك
الصادقون الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم (أُولئِكَ هُمُ
الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
ثمّ كبر سبع
تكبيرات ، ثمّ تمشى قليلا ، ثمّ تستقبل القبر وتقول : الحمد لله الّذي لم يتخذ
ولدا ولم يكن له شريك فى الملك وخلق كلّ شيء فقدره تقديرا أشهد أنّك دعوت إلى الله
والى رسوله ، ووفيت لله بعهده وقمت لله بكلماته وجاهدت فى سبيل الله حتى أتاك
اليقين ، لعن الله أمة قتلتك ، ولعن الله أمّة ظلمتك ولعن الله أمة خذلتك ولعن
الله أمّة خدعتك.
اللهم إنّى أشهدك
بالولاية لمن واليت ووالته رسلك ، وأشهد بالبراءة ممّن
برئت منه وبرئت
منه رسلك ، اللهم العن الذين كذّبوا رسلك ، وهدموا كعبتك وحرّفوا كتابك وسفكوا
دماء أهل بيت نبيّك وأفسدوا فى بلادك ، واستذلّوا عبادك ، اللهم ضاعف عليهم العذاب
فيما جرى من سبلك وبرّك وبحرك اللهم العنهم فى مستسرّ السرائر وظاهر العلانية فى
أرضك وسمائك ، وكلّما دخلت الحائر فسلم وضع يدك على القبر .
٢ ـ عنه حدّثنى
أبى ومحمّد بن عبد الله ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن عبد الله بن محمّد بن
خالد الطّيالسى ، عن الحسن بن على ، عن أبيه ، عن فضل بن عثمان الصائغ ، عن معاوية
بن عمّار ، قال قلت لأبى عبد الله عليهالسلام ما أقول إذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام قال قل : السّلام عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا
أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ولعن الله من شرك فى دمك
ولعن الله من بلغه ذلك فرضى به أنا إلى الله من ذلك برئ .
زيارة اخرى
٣ ـ حدّثنى أبى ،
عن سعد بن عبد الله ، عن أبى عبد الله الرازى ، عن الحسن ابن على بن أبى حمزة ، عن
الحسن بن محمّد بن عبد الكريم بن على ، عن المفضّل بن عمر عن جابر الجعفى ، قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام للمفضل كم بينك وبين قبر الحسين عليهالسلام قلت بأبى أنت وأمّى يوم وبعض يوم آخر قال فتزوره فقال ألا
أبشرك ألا أفرحك ببعض ثوابه قلت بلى جعلت فداك قال فقال إنّ الرجل منكم ليأخذ فى
جهازه ويتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء.
__________________
فاذا خرج من باب
منزله راكبا أو ماشيا وكل الله به أربعة آلاف ملك ، من الملائكة يصلّون عليه حتّى
يوافى قبر الحسين عليهالسلام يا مفضل إذا أتيت قبر الحسين بن علىّ فقف بالباب وقل هذه
الكلمات ، فانّ لك بكلّ كلمة كفلا من رحمة الله ، فقلت ما هى جعلت فداك قال تقول.
السّلام عليك يا
وارث آدم صفوة الله ، السّلام عليك يا وارث نوح نبى الله ، السّلام عليك يا وارث
ابراهيم خليل الله ، السّلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السّلام عليك يا وارث
عيسى روح الله ، السّلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله السّلام عليك يا وارث علىّ
وصىّ رسول الله ، السّلام عليك يا وارث الحسن الرّضى السّلام عليك يا وارث فاطمة
بنت رسول الله.
السّلام عليك
أيّها الصديق الشهيد ، السّلام عليك أيّها الوصىّ البارّ التّقى السّلام عليك يا
حجة الله وابن حجّته ، السلام على الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك ،
السلام على ملائكة الله المحدقين بك أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت
بالمعروف ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصا حتّى أتاك اليقين ، السّلام عليك ورحمة
الله وبركاته.
ثمّ تسعى فلك بكلّ
قدم رفعتها ووضعتها كثواب المتشحّط بدمه فى سبيل الله فاذا سلّمت على القبر
فالتمسه بيدك وقل.
السّلام عليك يا
حجّة الله فى سمائه وأرضه ، ثمّ تمضى إلى صلواتك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب
من حجّ ألف حجة واعتمر الف مرّة وأعتق ألف رقبة ، وكأنّما وقف فى سبيل الله ألف
مرّة مع نبىّ مرسل ، فاذا انقلبت من عند قبر الحسين عليهالسلام ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسين عليهالسلام.
هو يقول طوبى لك
أيّها العبد قد غنمت وسلمت قد غفر لك ما سلف ، فاستأنف العمل فان هو مات ، من عامه
أو فى ليلته أو يومه لم يل قبض روحه إلا
الله وتقبل الملائكة
معه ويستغفرون له ويصلّون عليه حتّى يوافى منزله وتقول الملائكة يا ربّ هذا عبدك
قدوا وافى قبر ابن نبيّك صلىاللهعليهوآله
وقدوا وافى منزله ، فأين تذهب ، فيناديهم النداء من السماء يا ملائكتى قفوا بباب
عبدى فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك فى حسناته الى يوم يتوفّى.
قال فلا يزالون
ببابه الى يوم يتوفّى يسبّحون الله ويقدّسونه ويكتبون ذلك فى حسناته ، فاذا توفّى
شهدوا جنازته وكفنه وغسله والصلاة عليه ، ويقولون ربّنا وكّلتنا بباب عبدك ، وقد
توفّى فاين نذهب ، فيناد بهم يا ملائكتى قفوا بقبر عبدى فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا
ذلك فى حسناته الى يوم القيمة .
زيارة اخرى
٤ ـ عنه حدّثنى
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن عيسى بن عبد
الله ، عن ابراهيم بن أبى البلاد ، قال قلت لأبى الحسن عليهالسلام ما تقول فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام فقال لى ما تقولون أنتم فيه ، فقلت بعضنا يقول حجّة وبعضنا
يقول عمرة قال : فأىّ شيء تقول إذا أتيت فقلت : أقول.
السّلام عليك يا
أبا عبد الله ، السّلام عليك يا ابن رسول الله أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت
الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ودعوت الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وأشهد أنّ الّذين سفكوا دمك واستحلّوا حرمتك ملعونون معذّبون على لسان داود
وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
__________________
زيارة اخرى
٥ ـ عنه حدثني
حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علىّ بن محمّد ، عن بعض أصحابه عن
سليمان بن حفص المروزى ، عن الرجل قال : تقول عند قبر الحسين عليهالسلام. السّلام عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يا حجّة الله
فى أرضه ، وشاهده على خلقه السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يا ابن على
المرتضى ، السّلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت
الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت فى سبيل الله حتّى أتاك اليقين
وصلّى الله عليك حيّا وميتا.
ثمّ ضع خدّك
الأيمن على القبر وقل : أشهد أنّك على بيّنة من ربّك جئتك مقرّا بالذنوب اشفع لى
عند ربّك ، يا ابن رسول الله ثمّ اذكر الأئمة عليهمالسلام واحدا واحدا وقل : أشهد انّهم حجج الله ، ثمّ قل : اكتب لى
عندك عهدا وميثاقا بأنى أتيتك مجددا الميثاق فأشهد لى عند ربّك أنّك أنت الشاهد .
زيارة اخرى
٦ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن محمّد بن عبد
الجبّار ، عن عبد الرّحمن بن أبى نجران ، عن عامر بن جذاعة عن أبى عبد الله عليهالسلام قال اذا أتيت الحسين عليهالسلام فقل : الحمد لله وصلّى الله على
__________________
محمد النّبي وآله
والسّلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ، صلّى الله عليك يا أبا عبد الله لعن
الله من قتلك ومن شارك فى دمك ومن بلغه ذلك فرضى به أنا إلى الله منهم بريء ثلثا .
زيارة اخرى
٧ ـ عنه حدّثنى
أبى عن سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أحمد بن الحسن بن على بن
فضّال عن عمرو بن سعيد المدائنى ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى الساباطى عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال تقول اذا أتيت إلى قبره :
السّلام عليك يا
ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا أبا عبد الله ،
السّلام عليك يا سيّد شباب أهل الجنّة ورحمة الله وبركاته ، السّلام عليك يا من
رضاه من رضى الرّحمن وسخطه من سخط الرّحمن ، السّلام عليك يا أمين الله وحجته ،
وباب الله والدليل على الله والداعى الى الله ، أشهد أنّك قد حلّلت حلال الله
وحرّمت حرام الله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ودعوت
الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وأشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند
ربكم ترزقون وأشهد أنّ قاتليك فى النّار أدين الله بالبراءة ممّن قاتلك وممّن قتلك
وشايع عليك وممّن جمع عليك وممن سمع صوتك ولم يجبك يا ليتنى كنت معكم فأفوز فوزا
عظيما
٨ ـ عنه حدّثنى
على بن الحسين ، عن على بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن
__________________
أبى نجران ، عن
يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطيّة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : تقول عند قبر الحسين عليهالسلام ما أحببت
زيارة اخرى
٩ ـ حدّثنى محمّد
بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى
سعيد المداينى قال دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام فقلت جعلت فداك أتى قبر الحسين عليهالسلام قال نعم ، يا با سعيد ائت قبر الحسين عليهالسلام أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأبرّ الأبرار واذا زرته يا
با سعيد فسبّح عند رأسه تسبيح أمير المؤمنين عليهالسلام ألف مرّة وسبّح عند رجليه تسبيح فاطمة الزّهراء عليهماالسلام ألف مرّة ، ثمّ صل عنده ركعتين تقرأ فيها يس والرّحمن فاذا
فعلت ذلك كتب الله لك ثواب ذلك إن شاء الله تعالى.
قال قلت جعلت فداك
علّمنى تسبيح علىّ وفاطمة عليهماالسلام قال : نعم يا با سعيد تسبيح علىّ عليهالسلام سبحان الّذي لا تنفد خزائنه سبحان الّذي لا تبيد معالمه
سبحان الّذي لا يفنى ما عنده ، سبحان الّذي لا يشرك أحدا فى حكمه سبحان الّذي لا
اضمحلال لفخره سبحان الّذي لا انقطاع لمدّته ، سبحان الّذي لا إله غيره.
تسبيح فاطمة عليهاالسلام : سبحان ذى الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذى العزّ الشامخ
المنيف ، سبحان ذى الملك الفاخر القديم ، سبحان ذى البهجة والجمال ، سبحان من
تردّى بالنور والوقار ، سبحان من يرى أثر النّمل فى الصّفاء ووقع الطيّر فى الهواء
__________________
زيارة اخرى
١٠ ـ عنه حدّثنى
أبى وغير واحد عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن العباس بن
موسى الورّاق ، عن يونس عن عامر بن جذاعة قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام ، فقل : السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يا
أبا عبد الله لعن الله من قتلك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضى به أنا إلى الله منهم
برىء .
زيارة اخرى
١١ ـ عنه حدثني
الحسين بن محمّد بن عامر ، عن احمد بن إسحاق بن سعد ، قال: حدّثنا سعدان بن مسلم ،
قائد أبى بصير قال حدّثنا بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عزوجل وصلّيت على النّبي صلىاللهعليهوآله واجتهدت فى ذلك ثمّ تقول :
سلام الله وسلام
ملائكته فيما تروح وتغدوا الزاكيّات الطاهرات لك ، وعليك ، وسلام الله وسلام
ملائكته المقرّبين والمسلمين لك ، بقلوبهم والناطقين بفضلك والشهداء على أنّك صادق
صديق ، صدقت ونصحت فيما أتيت به ، وأنّك ثار الله فى الأرض والدّم الّذي لا يدرك
ثاره أحد من أهل الأرض ولا يدركه إلّا الله وحده جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك
وأتوسّل إلى الله بك فى جميع حوائجى من أمر دنياى وآخرتى وبك يتوسّل المتوسلون إلى
الله فى حوائجهم و
__________________
يدرك أهل التراث
من عباد الله طلبتهم.
ثمّ امش قليلا ثم
تستقبل القبر والقبلة بين كتفيك ، فقل : الحمد لله الواحد الأحد المتوحّد بالأمور
كلّها ، خالق الخلق فلم يعزب عنه شيء من أمرهم وعالم كل شيء بلا تعليم ضمن الارض
ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح
وان لك من الله الوعد الحقّ فى هلاك عدوك وتمام موعده اياك ، أشهد انه قاتل معك
ربيون كثير ، كما قال الله تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ
نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ).
ثمّ كبّر سبع
تكبيرات ثمّ امش قليلا واستقبل القبر ، ثمّ قل : الحمد لله الّذي لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ، خلق كلّ شيء فقدّره تقديرا أشهد أنّك قد بلغت
عن الله ما أمرت به ووفّيت بعهد الله وتمّت بك كلماته وجاهدت فى سبيله حتّى أتاك
اليقين لعن الله أمة قتلتك وأمّة خذلتك ولعن الله أمة خذّلت عنك.
اللهم إنّى أشهد
بالولاية لمن واليت ، ووالت رسلك ، وأشهد بالبراءة ممّن برئت منه وبرئت رسلك ،
اللهم العن الّذين كذّبوا رسولك ، وهدموا كعبتك ، وحرّفوا كتابك وسفكوا دماء أهل
بيت نبيك وأفسدوا عبادك واستذلّوهم ، اللهم ضاعف لهم اللّعنة فيما جرت به سنّتك فى
برّك وبحرك اللهمّ العنهم فى سمائك وأرضك اللهمّ اجعل لى لسان صدق فى أوليائك
وحبّب الىّ مشاهدهم حتّى تلحقنى بهم وتجعلهم لى فرطا وتجعلنى لهم تبعا فى الدّنيا
والآخرة.
ثمّ امش قليلا
فكبّر سبعا وهلّل سبعا واحمد الله سبعا وسبح الله تعالى سبعا وأجبه سبعا وتقول لبيك
داعى الله إن كان لم يجبك بدنى فقد أجابك قلبى وشعرى وبشرى ورأيى وهوائى على
التسليم لخلف النّبىّ المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والأمين المستخزن
والمرضىّ البليغ والمظلوم المهتضم ، جئت انقطاعا
إليك وإلى ولدك
وولد ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبى لكم مسلّم وأمرى لكم متّبع ونصرتى
لكم معدّة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين لدينى ، ويبعثكم فمعكم معكم لا مع
عدوّكم إنّى من المؤمنين برجعتكم لا أنكر لله قدرة ولا اكذّب له مشية ولا أزعم أنّ
ما شاء لا يكون.
ثم امش حتى تنتهى
إلى القبر وقل وأنت قائم : سبحان الله الّذي يسبّح له ذى الملك والملكوت ويقدس
بأسمائه جميع خلقه سبحان الله الملك القدوس ربّنا وربّ الملائكة والروح اللهم
اجعلنى فى وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك ، اللهم العن الجبت والطاغوت.
ثم ارفع يديك حتّى
تضعهما ممدودتين على القبر ثم تقول : أشهد أنّك طهر طاهر من طهر طاهر قد طهّرت بك
البلاد وطهرت أرض أنت فيها وانّك ثار الله فى الأرض حتى يستشير لك من جميع خلقه.
ثمّ ضع خديك ويديك
جميعا على القبر ثم اجلس عند رأسه واذكر الله بما أحببت وتوجّه إليه واسأل حوائجك
ثمّ ضع يديك وخديك عند رجليه وقل : صلّى الله عليك وعلى روحك وبدنك فلقد صدقت وأنت
الصادق المصدّق قتل الله من قتلك بالأيدى والالسن.
ثم تقوم الى قبر
ولده وتثنى عليهم بما أحببت وتسأل ربك حوائجك وما بدا لك ثمّ تستقبل قبور الشهداء
قائما فتقول : السّلام عليكم ايّها الربّانيّون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار
أبشروا بموعد الله الّذي لا خلف له ، وانّ الله مدرك بكم ثاركم وأنتم سادة الشهداء
فى الدنيا والآخرة.
ثمّ اجعل القبر
بين يديك وصلّ ما بدا لك وكلّما دخلت الحائر فسلّم ثمّ امش حتى تضع يديك وخدّيك
جميعا على القبر فاذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك ولا تقصّر عنده من الصّلاة ما
أقمت واذا انصرفت من عنده فودّعه وقل : سلام الله
وسلام ملائكته
المقرّبين وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين عليك يا ابن رسول الله وعلى روحك
وبدنك وذريتك ومن حضرك من أوليائك.
حدّثنى بهذه
الزيارة أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهل ، عن أبيه عن جده ، عن موسى بن الحسن بن
عامر ، عن أحمد بن هلال ، قال حدّثنا اميّة بن على القيسى الشامى ، عن سعدان بن
مسلم ، عن رجل عن أبى عبد الله عليهالسلام مثله وزاد فى آخره ـ من عند من حضرك من اوليائك.
فاذا بلغت الرّواح
فقل هذا الكلام من أوّله الى آخره كما قلت حين دخلت الحائر ، فاذا دخلت منزلك فقل
: الحمد لله الّذي سلّمنى وسلّم منّى ، الحمد لله فى الامور كلّها وعلى كلّ حال ،
الحمد لله ربّ العالمين ثم كبّر إحدى وعشرين تكبيرة متتابعة وسهل ولا تعجل فيها إن
شاء الله تعالى .
زيارة اخرى
١٢ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن على بن عبد الله بن
المغيرة ، عن العباس بن عامر عن أبان ، عن الحسين بن عطية ، أبى ناب بيّاع
السّابرى ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وهو يقول من أتى قبر الحسين عليهالسلام كتب الله له حجّة وعمرة أو عمرة وحجّة ، قال قلت جعلت فداك
فما أقول اذا أتيته؟ قال تقول :
السّلام عليك يا
أبا عبد الله ، السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يوم ولدت ويوم تموت
ويوم تبعث حيا أشهد أنك حىّ شهيد ترزق عند ربك وأتوا لى وليّك وأبرأ من عدوّك ،
وأشهد أنّ الّذين قاتلوك وانتهكوا حرمتك
__________________
ملعونون على لسان
النبيّ الأمّى وأشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن
المنكر وجاهدت فى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة أسأل الله وليّك ووليّنا أن
يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبيّنا والمغفرة لذنوبنا اشفع لى يا ابن رسول
الله عند ربك
١٣ ـ عنه حدّثنى
على بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن على ابن عبد الله بن المغيرة ،
عن العباس بن عامر ، عن جابر بن المكفوف عن أبى الصامت ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول : من أتى الحسين عليهالسلام ماشيا كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة ومحى عنه الف سيئة
ورفع له ألف درجة فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافيا وامش بمشى العبد
الذليل فاذا أتيت باب الحائر فكبّر الله أربعا وصلّ عنده واسأل حاجتك .
زيارة خفيفة
١٤ ـ حدّثنى محمّد
بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن
على بن فضال ، عن صفوان بن يحيى عن أبى الصباح ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، أو عن أبى بصير عنه ، قال قلت كيف السّلام على الحسين بن
على عليهماالسلام قال تقول : السّلام عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يا
ابن رسول الله لعن الله من قتلك ، ولعن الله من أعان عليك ومن بلغه ذلك فرضى به
أنا إلى الله منهم برئ
__________________
زيارة خفيفة
١٥ ـ عنه باسناده
عن حمدان بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن ابان بن عثمان ، عن أبى همام عن أبى
عبد الله عليهالسلام : قال اذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام فقل : السّلام عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ،
ولعن الله من شرك فى دمك ، ومن بلغه فرضى به وأنا إلى الله منهم برئ .
زيارة اخرى
١٦ ـ عنه حدّثنى
أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، ومحمّد ابن الحسن جميعا عن
الحسن بن على بن مهزيار ، عن أبيه على بن مهزيار ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن
محمّد بن مروان ، عن على بن أبى حمزة الثماليّ قال قال الصّادق عليهالسلام : إذا أردت المسير الى قبر الحسين فصم يوم أربعاء والخميس
والجمعة فاذا أردت الخروج فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر واغتسل قبل خروجك وقل
حين تغتسل :
اللهم طهّرنى وطهر
قلبى واشرح لى صدرك وأجر على لسانى ذكرك ومدحك والثناء عليك ، فانّه لا قوّة إلا
بك وقد علمت انّ قوام دينى التسليم لأمرك والأتباع لسنة نبيّك والشهادة على جميع
أنبيائك ورسلك الى جميع خلقك.
اللهم اجعله نورا
وطهورا وحرزا وشفاء من كلّ داء وسقم وآفة وعاهة و
__________________
من شرّ ما أخاف
وأحذر.
فاذا خرجت فقل :
اللهم انّى إليك وجهت وجهى وإليك فوّضت أمرى وإليك أسلمت نفسى ، وإليك الجأت ظهرى
، وعليك توكلت لا ملجأ إلّا إليك تباركت وتعاليت عزّ جارك وجلّ ثنائك.
ثمّ قل بسم الله وبالله ومن الله وإلى
الله وفى سبيل الله وعلى ملّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
على الله توكّلت وإليه أنبت فاطر السموات السّبع والأرضين السّبع وربّ العرش
العظيم ، اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد واحفظنى فى سفرى واخلفنى فى أهلى بأحسن
الخلف.
اللهم إليك توجّهت
وإليك خرجت وإليك وفدت ولخيرك تعرّضت وبزيارة حبيب حبيبك تقرّبت ، اللهم لا تمنعنى
خير ما عندك بشّر منا عندى ، اللهم اغفر لى ذنوبى وكفّر عنّى سيئاتى وحطّ عنّى
خطاياى واقبل منّى حسناتى وتقول.
اللهم اجعلنى فى
درعك الحصينة الّتي تجعل فيها من تريد اللهم انى أبرأ إليك من الحول والقوّة ثلاث
مرّات واقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وإنّا أنزلناه وآية الكرسى
ويس وآخر سورة الحشر «لو انزلنا هذا القرآن على جبل» ولا تدّهن ولا تكتحل حتّى
تأتى الفرات واقلّ من الكلام والمزاح واكثر من ذكر الله تعالى وإياك والمزاح
والخصومة فاذا كنت راكبا أو ماشيا فقل.
اللهم إنّى أعوذك
من سطوات النكال وعواقب الوبال وفتنة الضلال ومن أن تلقانى بمكروه واعوذ بك من
الحبس واللبس ومن وسوسة الشيطان وطوارق السوء ومن شر كل ذى شرّ ومن شر شياطين الجن
والانس ومن شرّ من ينصب لأولياء الله العداوة ومن أن يفرطوا علىّ وأن يطغوا وأعوذ
بك من شرّ عيون الظلمة ومن شرّ كلّ ذى شرّ وشرك إبليس ومن يردّ عن الخير باللسان
واليد.
فاذا خفت شيئا فقل
: لا حول ولا قوّة إلّا بالله به احتجبت وبه اعتصمت ،
اللهم اعصمنى من
شرّ خلقك فانّما أنا بك وأنا عبدك.
فاذا أتيت الفرات
فقل قبل أن تعبره ، اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال وأنت يا سيدى اكرم مأتى
وأكرم مزور وقد جعلت لكل زائر كرامة ولكلّ وافد تحفة ، وقد أتيتك زائرا قبر ابن
نبيك صلواتك عليه فاجعل تحفتك إياى فكاك رقبتى من النّار ، وتقبل منّى عملى واشكر
سعيى ، وارحم مسيرى إليك ، بغير منّ منّى بل لك المنّ علىّ اذ جعلت لى السبيل الى
زيارته وعرفتنى فضله وحفظتنى حتّى بلغتنى قبر ابن وليك وقد رجوتك ، فصلّ على محمّد
وآل محمّد ولا تقطع رجائى وقد أتيت فلا تخيّب أملى واجعل هذا كفارة لما كان قبله
من ذنوبى واجعلنى من أنصاره يا أرحم الراحمين.
ثمّ اعبر الفرات
وقل : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد واجعل سعيى مشكورا وذنبى مغفورا وعملى مقبولا
واغسلنى من الخطايا والذنوب وطهّر قلبى من كلّ آفة تمحق دينى. أو تبطل عملى يا
أرحم الراحمين.
ثمّ تأتى النّينوى
فتضع رحلك بها ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللّحم ما دمت مقيما بها ، ثمّ تأتى
الشّط بحذاء محلّ القبر واغتسل وعليك الوقار وقل وأنت تغتسل : اللهم طهّرنى وطهّر
لى قلبى واشرح لى صدرى وأجر على لسانى محبّتك ومدحتك ، والثناء عليك ، فانّه لا
حول ولا قوّة إلا بك.
قد علمت أنّ قوام
دينى التسليم لأمرك والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك بالألفة بينهم أشهد أنّهم
أنبياؤك ورسلك الى جميع خلقك ، اللهم اجعله لى نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كل سقم
وداء من كلّ آفة وعاهة ومن شرّ ما أخاف وأحذر.
اللهم طهر به قلبى
وجوارحى وعظامى ولحمى ودمى وشعرى ، وبشرى ومخّى وعصبى وما أقلّت الأرض منّى واجعله
لى شاهدا.
ثمّ البس أطهر
ثيابك فاذا لبستها فقل : الله اكبر ثلاثين مرّة وتقول : الحمد لله الّذي إليه قصدت
فبلغنى واياه أردت فقبلنى ولم يقطع بى ورحمته ابتغيت فسلّمنى اللهم أنت حصنى وكهفى
وحرزى ورجائى وأملى لا إله إلّا أنت يا ربّ العالمين.
فاذا أردت المشى
فقل : اللهم إنّى أردتك فأردنى وانّى أقبلت بوجهى إليك فلا تعرض بوجهك عنّى فان
كنت علىّ ساخطا فتب علىّ وارحم مسيرى الى ابن حبيبك اتبعنى ، بذلك رضاك عنّى فارض
عنّى ولا تخيّبنى يا أرحم الراحمين.
ثمّ امش حافيا
وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله ولرسوله صلىاللهعليهوآله وقل أيضا : الحمد لله الواحد المتوحّد بالأمور كلّها خالق
الخلق لم يعزب عنه شيء من امورهم وعالم كلّ شيء بغير تعليم صلوات الله وصلوات
ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين ورسله أجمعين على محمّد وأهل بيته الأوصياء
الحمد لله الّذي أنعم علىّ وعرّفنى فضل محمّد وأهل بيته صلىاللهعليهوآله.
ثم امش قليلا
وقصّر خطاك فاذا وقفت على التلّ فاستقبل القبر فقف وقل : الله اكبر ثلثين مرّة وتقول لا إله إلّا الله فى علمه منتهى
علمه ، ولا إله إلا الله مع علمه منتهى علمه والحمد لله فى علمه منتهى علمه والحمد
لله بعد علمه منتهى علمه والحمد لله مع علمه منتهى علمه سبحان الله فى علمه منتهى
علمه وسبحان الله بعد علمه منتهى علمه وسبحان الله مع علمه منتهى علمه ، والحمد
لله بجميع محامده على جميع نعمه ، ولا إله إلّا الله والله اكبر وحقّ له ذلك لا
إله الّا الله الحليم الكريم ، لا إله الّا الله العلىّ العظيم ، لا إله الّا الله
نور السموات السّبع ونور الأرضين السبع ونور العرش العظيم ، والحمد لله ربّ
العالمين السلام عليك يا حجّة الله وابن حجته السّلام عليكم يا ملائكة الله وزوار
قبر ابن نبى الله.
ثمّ امش عشر خطوات
وكبر ثلاثين تكبيرة وقل وأنت تمشى : لا إله إلا الله
تهليلا لا يحصيه
غيره قبل كلّ واحد وبعد كلّ واحد ومع كلّ واحد وعدد كل واحد ، وسبحان الله والحمد
لله ولا إله إلّا الله والله أكبر قبل كلّ واحد وبعد كلّ واحد ، ومع كل واحد وعدد
كلّ واحد أبدا أبدا أبدا.
اللهم إنّى أشهدك
وكفى بك شهيدا فأشهد لى أنى أشهد انك حقّ وانّ رسولك حقّ وانّ حبيبك حق وانّ قولك
حقّ وأنّ قضائك حقّ وأنّ قدرك حق وانّ فعلك حق وأنّ حشرك حق وأنّ فعلك حق وأنّ
نارك حقّ وأنّ جنتك حق ، وانّك مميت الأحياء ومحيى الموتى وانّك باعث من فى القبور
وانّك جامع النّاس ليوم لا ريب فيه ، وانّك لا تخلف الميعاد ، السّلام عليك يا
حجّة الله وابن حجّته ، السّلام عليكم يا ملائكة الله ويا زوار قبر أبى عبد اللهعليهالسلام.
ثمّ امش قليلا
وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل ، والتمجيد والتحميد والتعظيم لله
ولرسوله صلىاللهعليهوآله وقصّر خطاك فاذا أتيت الباب الذي يلى المشرق فقف على الباب
وقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله عبده ورسوله ، أمين الله على خلقه وأنّه سيد الأولين
والآخرين وانّه سيد الأنبياء والمرسلين ، سلام على رسول الله الحمد لله الّذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لو لا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربّنا بالحق.
اللهم إنّى اشهد
أنّ هذا قبر ابن حبيبك وصفوتك من خلقك وأنّه الفائز بكرامتك أكرمته بكتابك وخصصته
وائتمنته على وحيك ، وأعطيته مواريث الأنبياء وجعلته حجّة على خلقك من الأصفياء
فأعذر فى الدعا وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشك
والارتياب الى باب الهدى من الرّدى.
أنت ترى ولا ترى
وأنت بالمنظر الا على حتّى ثار عليه من خلقك من غرته الدنيا وباع الآخرة بالثمن
الأوكس الأدنى وأسخطك وأسخط رسولك وأطاع
من عبادك من أهل
الشقاق والنفاق وحملة الأوزار من استوجب النار لعن الله قاتلى ولد رسولك وضاعف
عليهم العذاب الأليم.
ثمّ تدنو قليلا
وقل : السّلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السّلام عليك يا وارث نوح نبى الله ،
السّلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله ، السّلام عليك يا وارث موسى كليم الله ،
السّلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السّلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله صلىاللهعليهوآله ، السّلام عليك يا وارث أمير المؤمنين على بن أبى طالب
وصىّ رسول الله وولىّ الله ، السّلام عليك يا وارث الحسن بن على الزّكي ، السّلام
عليك يا وارث فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين.
السّلام عليك
أيّها الصدّيق الشهيد ، السّلام عليك أيّها الوصىّ البارّ التقى ، السّلام عليك
أيها الوفى النقى اشهد أنّك قد أقمت الصّلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن
المنكر وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، السّلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة
الله وبركاته ، السّلام عليك وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك ، السّلام
على ملائكة المحدقين بك السلام على ملائكة الله وزوار قبر ابن نبىّ الله.
ثم ادخل الحائر
وقل حين تدخل : السّلام على ملائكة الله المقرّبين ، السّلام على ملائكة الله
المنزلين السّلام على ملائكة الله المسوّمين ، السّلام على ملائكة الله الّذين هم
مقيمون فى هذا الحائر ، بأذن ربّهم ، السّلام على ملائكة الله الذين هم فى هذا
الحائر يعملون ولأمر الله مسلمون ، السّلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمين الله
وابن خالصة الله السّلام عليك يا أبا عبد الله إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
ما أعظم مصيبتك
عند جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله وما أعظم مصيبتك عند من عرف الله عزوجل وأجلّ مصيبتك عند الملأ الأعلى وعند أنبياء الله ورسله ،
السّلام منّى إليك والتحيّة مع عظيم الرزيّة عليك كنت نورا فى الأصلاب الشامخة و
نورا فى ظلمات
الأرض ونورا فى الهواء ونورا فى السموات العلى ، كنت فيها نورا ساطعا لا يطفى وأنت
النّاطق بالهدى.
ثمّ امش قليلا وقل
: الله اكبر سبع مرّات وهلله سبعا واحمده سبعا وسبّحه سبعا وقل لبّيك داعى الله
لبيك سبعا ، وقل : إن كان لم يجبك بدنى عند استغاثتك ولسانى عند استنصارك ، فقد
أجابك قلبى وسمعى وبصرى ورأيى وهواى على التسليم لخلف النبيّ المرسل والسبط
المنتجب والدليل العالم والأمين المستخزن والمؤدى المبلّغ والمظلوم المضطهد.
جئتك يا مولاى
انقطاعا إليك وإلى جدك وأبيك وولدك الخلف من بعدك فقلبى لكم مسلّم ورأيى لكم متبع
ونصرتى لكم معدّة حتى يحكم الله بدينه وبيعثكم وأشهد الله انّكم الحجّة وبكم ترجى
الرحمة فمعكم لا مع عدوّكم انّى بكم من المؤمنين لا انكر لله قدرة ولا أكذّب منه
بمشية.
ثم امش وقصّر خطاك
حتى تستقبل القبر واجعل القبلة بين كتفيك واستقبل بوجهك وجهه وقل : السّلام عليك
من الله والسّلام على محمد أمين الله على رسله وعزائم أمره الخاتم لما سبق والفاتح
لما استقبل والمهيمن على ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته ، والسّلام عليك وتحياته.
اللهم صلّ على
محمّد وآل محمّد صاحب ميثاقك وخاتم رسلك وسيّد عبادك وأمينك فى بلادك وخير بريتك
كما تلا كتابك وجاهد عدوّك حتى أتاه اليقين اللهم صلّ علىّ أمير المؤمنين عبدك
وأخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من
بعثته برسالاتك وديّان الدين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه
والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم أتمم به
كلماتك وأنجز به وعدك ، وأهلك به عدوّك ، واكتبنا فى أوليائه
وأحبائه ، اللهم
اجعلنا له شيعة وانصارا وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك ، وما وكلته به واستخلفته
عليه يا ربّ العالمين.
اللهم صلّ على
فاطمة بنت نبيّك وزوجة وليك وأمّ السبطين الحسن والحسين الطاهرة الصديقة الزكيّة
سيّدة نساء العالمين صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك ، اللهم صلّ على الحسن بن على
عبدك وابن أخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل
على من بعثته برسالاتك وديّان الدّين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك
كلّه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على
الحسين بن على عبدك وابن أخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من
خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديّان الدين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك
والمهيمن على ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته وتصلى على الأئمة كلّهم كما صلّيت على
الحسن والحسين عليهماالسلام.
تقول اللهم أتمم
بهم كلماتك وانجز بهم وعدك وأهلك بهم عدوّك وعدوّهم من الجنّ والإنس أجمعين ،
اللهم أجزهم عنّا خير ما جازيت نذيرا عن قومه اللهم اجعلنا لهم شيعة وأنصارا
واعوانا على طاعتك وطاعة رسولك اللهم اجعلنا لهم ممّن يتبع النور الّذي انزل معهم
وأحيينا محياهم وأمتنا مماتهم وأشهدنا مشاهدهم فى الدنيا والآخرة اللهم إنّ هذا
مقام أكرمتنى به وشرفتنى وأعطيتنى فيه رغبتى على حقيقة إيمانى بك وبرسولك.
ثمّ تدنو قليلا من
القبر وتقول : السّلام عليك يا ابن رسول الله وسلام الله وسلام ملائكته المقرّبين
وأنبيائه المرسلين كلّما تروح الرايحات الطاهرات لك وعليك سلام المؤمنين لك
بقلوبهم الناطقين لك بفضلك بألسنتهم أشهد انك صادق صديق ، صدقت فيما دعوت إليه ،
وصدقت فيما أتيت به وأنّك ثار الله فى
الأرض.
اللهم أدخلنى فى
أوليائك وحبب الىّ مشاهدهم وشهادتهم فى الدنيا والآخرة انّك على كل شيء قدير.
تقول السّلام عليك
يا أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله ،
السّلام عليك يا امام الهدى ، السلام عليك يا علم التقى ، السلام عليك يا حجّة
الله على أهل الدنيا ، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته ، السّلام عليك يا ابن
نبى الله السّلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ، السّلام عليك يا وتر الله وابن
وتره ، أشهد أنّك قتلت مظلوما وانّ قاتلك فى النّار.
أشهد أنّك جاهدت
فى الله حقّ جهاده ، لم تأخذك فى الله لومة لائم وانّك عبدته حتّى أتاك اليقين
أشهد أنّكم كلمة التقوى وباب الهدى والحجّة على خلقه ، أشهد أنّ ذلك لكم سابق فيما
بقى وأشهد أنّ أرواحكم وطينتكم طينة طيّبة طابت وطهرت بعضها من بعض من الله ، ومن
رحمته وأشهد الله تبارك وتعالى وكفى به شهيدا وأشهدكم أنّى بكم مؤمن ولكم تابع فى
ذات نفسى وشرايع دينى ، وخواتيم عملى ومنقلبى ومثوى فأسأل الله البر الرحيم أن
يتمّم ذلك لى.
أشهد أنّكم قد
بلّغتم ونصحتم وصبرتم وقتلتم وغصبتم وأسىء إليكم فصبرتم ، لعن الله أمّة خالفتكم
وامة جحدت ولايتكم وأمّة تظاهرت عليكم وأمّة شهدت ولم تستشهد ، الحمد لله الّذي
جعل النّار مثواهم ، وبئس الورد المورود وبئس الرفد المرفود.
تقول صلّى الله
عليك يا أبا عبد الله ثلاثا وعلى روحك وبدنك ، لعن الله قاتليك ولعن الله سالبيك ،
ولعن الله خاذليك ولعن الله من شايع على قتلك ومن أمر بقتلك وشارك فى دمك ، ولعن
الله من بلغه ذلك فرضى به أو سلم إليه أنا أبرأ إلى الله من ولايتهم وأتولى الله
ورسوله وآل رسوله وأشهد أنّ الذين انتهكوا
حرمتك وسفكوا دمك
ملعونون على لسان النبيّ الأمي اللهم العن الّذين كذّبوا رسلك وسفكوا دماء أهل بيت
نبيّك صلواتك عليهم.
اللهم العن قتلة
أمير المؤمنين وضاعف عليهم العذاب الأليم ، اللهم العن قتلة الحسين بن علىّ وقتلة
أنصار الحسين بن على وأصلهم حرّ نارك وذقهم باسك وضاعف عليهم العذاب الأليم
والعنهم لعنا وبيلا اللهم احلل بهم نقمتك وآتهم من حيث لا يحتسبون وخذهم من حيث لا
يشعرون وعذّبهم عذابا نكرا ، والعن اعداء نبيّك وآل نبيك لعنا وبيلا اللهم العن
الجبت والطاغوت والفراعنة انّك على كلّ شيء قدير.
تقول بأبى أنت
وأمّى يا أبا عبد الله إليك كانت رحلتى مع بعد شقّتى ولك فاضت عبرتى وعليك كان
أسفى ونحيبى وصراخى وزفرتى وشهيقى وإليك كان مجيء وبك استتر من عظيم جرمى ، أتيتك
وافدا قد أوقرت ظهرى بأبى أنت وأمّى يا سيّدى بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته وحقّ
لى أن أبكيك وقد بكتك السموات والأرضون والجبال والبحار فما عذرى ان لم أبكك وقد
بكاك حبيب ربّى وبكتك الأئمة عليهمالسلام وبكاك من دون سدرة المنتهى الى الثرى جزعا عليك.
ثمّ استلم القبر
وقل : السّلام عليك يا أبا عبد الله يا حسين بن على يا ابن رسول الله السّلام عليك
يا حجّة الله وابن حجته ، أشهد أنّك عبد الله وامينه بلغت ناصحا وأدّيت أمينا وقلت
صادقا وقتلت صديقا فمضيت شهيدا ومضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى ولم تمل من حقّ
الى باطل ، ولم تجب إلا لله وحده وأشهد أنّك كنت على بيّنه من ربّك بلغت ما أمرت
به وقمت بحقّه وصدّقت من كان قبلك غير واهن ولا موهن فصلّى الله عليك وسلّم تسليما
جزاك الله من صدّيق خيرا.
أشهد أنّ الجهاد
معك جهاد وأنّ الحقّ معك وإليك وأنت أهله ومعدنه وميراث النبوّة عندك وعند أهل
بيتك وأشهد أنّك قد بلغت ونصحت ووفيت وجاهدت فى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة
ومضيت للذى كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشهودا ، فصلّى الله عليك وسلم تسليما أشهد
أنّك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهر طهرت وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمك.
أشهد أنّك أمرت
بالقسط والعدل ودعوت إليهما وأشهد أن أمّة قتلتك شرار خلق الله وكفرته وانّى استشفع
بك إلى الله ربّك وربّى من جميع ذنوبى وأتوجّه بك الى الله فى جميع حوائجى ورغبتى
فى أمر آخرتى ودنياى.
ثم ضع خدّك الأيمن
على القبر وقل : اللهم إنّى أسألك بحقّ هذا القبر ومن فيه ، وبحقّ هذه القبور ،
ومن أسكنتها أن تكتب اسمى عندك فى أسمائهم ، حتّى توردنى مواردهم وتصدرنى مصادرهم
إنك على كلّ شيء قدير.
تقول : ربّ
أفحمتنى ذنوبى وقطعت مقالتى ، فلا حجة لى ولا عذر لى ، فانا المقرّ بذنبى الأسير
ببليّتى ، المرتهن بعملى ، المتجلّد فى خطيئتى ، المتحيّر عن قصدى ، المنقطع بى ،
قد أوقفت نفسى يا ربّ موقف الأشقياء الاذلّاء ، المذنبين المجترئين عليك ،
المستخفين بوعيدك ، يا سبحانك أىّ جرأة عليك وأىّ تغرير غررت بنفسى وأىّ سكرة
أوبقتنى وأىّ غفلة أعطبتنى ، ما كان أقبح سوء نظرى وأوحش فعلى يا سيّدى.
فارحم كبوتى لحرّ
وجهى وزلّة قدمي وتعفيرى فى التراب خدّى وندامتى على ما فرط منّى ، وأقلنى عثرتى
وارحم صراخى وعبرتى واقبل معذرتى وعد بحلمك على جهلى ، وبإحسانك على خطيئاتى ،
وبعفوك علىّ ، ربّ أشكو إليك قساوة قلبى وضعف عملى فامنح بمسألتى فانا المقرّ
بذنبى المعترف بخطيئتى وهذه يدى وناصيتى.
استكين لك بالقود
من نفسى ، فاقبل توبتى ونفّس كربتى وارحم خشوعى وخضوعى وانقطاعى إليك سيّدى وأسفى
على ما كان منّى وتضرّعى وتعفيرى فى تراب قبر ابن نبيك بين يديك ، فأنت رجائى
وظهرى وعدّتى ومعتمدى لا إله إلّا أنت.
ثمّ كبر خمسة
وثلاثين تكبيرة ثمّ ترفع يديك وتقول :
إليك يا ربّ صمدت
من أرضى وإلى ابن نبيك قطعت البلاد رجاء للمغفرة ، فكن لى يا ولىّ الله سكنا
وشفيعا وكن بى رحيما وكن لى منجا يوم لا تنفع الشفاعة إلّا لمن ارتضى ، يوم لا
تنفع شفاعة الشافعين ويوم يقول أهل الضلالة ما لنا من شافعين ولا صديق حميم ، فكن
يومئذ فى مقامى بين يدى ربّى لى منقذا.
فقد عظم جرمى اذا
ارتعدت فرائصى وأخذ بسمعى وأنا منكس رأسى بما قدمت من سوء عملى وأنا عار كما
ولدتنى امّى وربّى يسألنى ، فكن لى شفيعا ومنقذا فقد أعددتك ليوم حاجتى ويوم فقرى
وفاقتي.
ثم ضع خدّك الأيسر
على القبر وتقول :
اللهم ارحم تضرّعى
فى تراب قبر ابن نبيك فانى فى موضع رحمة.
تقول : بأبى أنت
وامّى يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّي أبرأ إلى الله من قاتلك ومن سالبك ، يا ليتنى كنت معك
فأفوز فوزا عظيما وأبذل مهجتى فيك وأقيك بنفسى وكنت فيمن أقام بين يديك ، حتّى
يسفك دمى معك فأظفر معك بالسعادة والفوز بالجنة.
تقول : لعن الله
من رماك ، لعن الله من طعنك ، لعن الله من اجتزّ رأسك ، لعن الله من حمل رأسك ،
لعن الله من نكت بقضيبه بين ثناياك ، لعن الله من أبكى نسائك ، لعن الله من أيتم
أولادك ، لعن الله من أعان عليك ، لعن الله من سار إليك ، لعن الله من منعك من ماء
الفرات ، لعن الله من غشك وخلاك.
لعن الله من سمع
صوتك فلم يجبك ، لعن الله ابن آكلة الأكباد ولعن الله ابنه وأعوانه وأتباعه
وأنصاره وابن سمية ولعن الله جميع قاتليك وقاتلى أبيك ومن أعان على قتلكم ، وحشا
الله أجوافهم وبطونهم وقبورهم نارا وعذّبهم عذابا أليما.
ثم تسبّح عند رأسه
ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإن أحببت تحوّلت إلى عند رجليه وتدعو بما قد فسرت لك ،
ثم تدور من عند رجليه إلى عند رأسه فاذا فرغت من الصلاة سبحت والتسبيح تقول :
سبحان من لا تبيد
معالمه ، سبحان من لا تنقص خزائنه ، سبحان من لا انقطاع لمدّته ، سبحان من لا ينفد
ما عنده ، سبحان من لا اضمحلال لفخره ، سبحان من لا يشاور أحدا فى أمره ، سبحان من
لا إله غيره.
ثم تحوّل عند
رجليه وضع يدك على القبر وقل : صلّى الله عليك يا أبا عبد الله ثلاثا ، صبرت وأنت
الصادق المصدّق ، قتل الله من قتلكم بالأيدى والألسن ، وتقول :
اللهم ربّ الأرباب
صريخ الأخيار ، انى عذت معاذا ، ففكّ رقبتى من النار ، جئتك يا ابن رسول الله وافد
إليك ، أتوسّل إلى الله فى جميع حوائجى من أمر آخرتى ودنياى وبك يتوسل المتوسلون
إلى الله فى جميع حوائجهم وبك يدرك أهل الثواب من عباد الله طلبتهم ، أسأل وليك
ووليّنا أن يجعل حظّى من زيارتك الصلاة على محمّد وآله والمغفرة لذنوبى اللهمّ
اجعلنا ممّن تنصره وتنتصر به لدينك فى الدنيا والآخرة.
ثم تضع خدّيك عليه
وتقول :
اللهم ربّ الحسين
، اشف صدر الحسين ، اللهم ربّ الحسين اطلب بدم الحسين ، اللهم ربّ الحسين انتقم
ممّن رضى بقتل الحسين ، اللهم ربّ الحسين انتقم ممّن خالف الحسين ، اللهم ربّ
الحسين انتقم ممّن فرح بقتل الحسين.
تبتهل إلى الله فى
اللعنة على قاتل الحسين وأمير المؤمنين عليهماالسلام وتسبّح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة الزهراء صلى
الله عليها ، فان لم تقدر فمائه تسبيحة وتقول :
سبحان ذى العزّ
الشاخ المنيف ، سبحان ذى الجلال والإكرام الفاخر العظيم ، سبحان ذى الملك الفاخر
القديم ، سبحان ذى الملك الفاخر العظيم ، سبحان من لبس العزّ والجمال ، سبحان من
تردّى بالنور والوقار ، سبحان من يرى أثر الرّمل فى الصفا ، وخفقان الطير فى
الهواء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.
ثم صر إلى قبر
علىّ بن الحسين فهو عند رجل الحسين فاذا وقفت عليه فقل : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته وابن
خليفة رسول الله وابن بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته مضاعفة كلّما طلعت شمس أو
غربت السّلام عليك وعلى روحك وبدنك بأبى أنت وامّى مذبوح ومقتول من غير جرم ، بأبى
أنت وأمي دمك المرتقى به الى حبيب الله ، بأبى أنت وأمّى من مقدّم بين يدى أبيك
يحتسبك ويبكى عليك محترقا عليك قلبه يرفع دمك بكفّه إلى أعنان السّماء لا يرجع منه
قطرة ولا تسكن عليك من أبيك زفرة ودّعك للفراق فمكانكما عند الله مع آبائك الماضين
ومع أمهاتك فى الجنان منعمين ابرأ الى الله ممن قتلك وذبحك.
ثمّ انكبّ على
القبر وضع يديك عليه وقل : سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين
وعباده الصالحين ، عليك يا مولاى وابن مولاى ورحمة الله وبركاته ، صلّى الله عليك
وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمهاتك الأخيار الأبرار الّذين أذهب الله
عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، السّلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين
وابن الحسين بن على ورحمة الله وبركاته ، لعن الله قاتلك ولعن الله من استخف بحقّكم
وقتلكم ، لعن الله من بقى منهم
ومن مضى ، نفسى
فداؤكم ولمضجعكم صلّى الله عليكم وسلم تسليما كثيرا.
ثم ضع خدّك على
القبر وقل : صلى الله عليك يا أبا الحسن ثلاثا بأبى أنت وأمىّ أتيتك زائرا وافدا
عائذا ممّا جنيت على نفسى واحتطبت على ظهرى أسأل الله وليك ووليّي أن يجعل حظّى من
زيارتك عتق رقبتى من النّار ، وتدعو بما احببت.
ثمّ تدور من خلف
الحسين إلى عند رأسه وصلّ عند رأسه ركعتين تقرأ فى الأولى يس وفى الثانية الحمد
والرحمن ، وإن شئت صلّيت خلف القبر وعند رأسه أفضل ، فاذا فرغت فصلّ ما أحببت إلّا
أنّ ركعتى الزيارة لا بدّ منها عند كلّ قبر فاذا فرغت من الصلاة فارفع يديك وقل.
اللهم أنّا أتيناه
مؤمنين به مسلمة له معتصمين بحبله عارفين بحقّه مقرّين بفضله مستبصرين بضلالة من
خالفه ، عارفين بالهدى ، الّذي هو عليه ، اللهم إنّى أشهدك وأشهد من حضر من
ملائكتك انّى بهم مؤمن وإنّى بمن قتلهم كافر ، اللهم اجعل لما أقول بلسانى حقيقة
فى قلبى وشريعة فى عملى اللهم اجعلنى ممّن له مع الحسين بن على قدم ثابت وأثبتنى
فيمن استشهد معه.
اللهم العن الّذين
بدّلوا نعمتك كفرا ، سبحانك يا حليم عمّا يعمل الظالمون فى الأرض تباركت وتعاليت
يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم تعاليت يا كريم أنت شاهد غير غائب
وعالم بما أوتى الى أهل صفوتك وأحبّائك من الأمر الّذي لا تحمله سماء ولا أرض ولو
شئت لانتقمت منهم ولكنّك ذو أناة.
قد امهلت الّذين
اجتروا عليك وعلى رسولك وحبيبك فاسكنتهم أرضك وغذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه
ووقت هم صائرون إليه ليستكملوا العمل الّذي قدرت والأجل الّذي أجلت لتحذرهم فى
محيط ووثاق ونار جهنّم وحميم وغساق والضريع والإحراق والأغلال والأوثاق وغسلين
وزقوم وصديد مع
طول المقام فى
ايّام لظى وفى سقر الّتي لا تبقى ولا تذر وفى الحميم والجحيم.
ثم تنكبّ على
القبر وتقول يا سيّدى أتيتك زائر موقرا بالذنوب أتقرّب إلى ربّى بوفودى إليك
وبكائى عليك وعوبلى وحسرتى وأسفى وبكائى وما أخاف على نفسى رجاء أن تكون لى حجابا
وسندا وكهفا وحرزا وشافعا ووقاية من النّار غدا وأنا من مواليكم الّذي أعادى
عدوّكم وأوالى وليّكم على ذلك أحيى وعلى ذلك أموت وعليه أبعث إنشاء الله تعالى وقد
اشخصت بدنى وودّعت أهلى وبعدت شقتى وأؤمل فى قربكم النجاة وأرجو فى ايامكم الكرّة
وأطمع فى النظر إليكم والى مكانكم غدا فى جنّات ربّى مع آبائكم الماضية.
تقول : يا أبا عبد
الله يا حسين بن رسول الله جئتك مستشفعا بك إلى الله ، اللهم إنى أستشفع إليك بولد
حبيبك وبالملائكة الذين يضجّون عليه ويبكون ويصرخون يفترون ولا يسأمون وهم من
خشيتك مشفقون ومن عذابك حذرون لا تغيّرهم الأيام ولا ينهزمون من نواحى الحير
يشهقون وسيّدهم يرى ما يصنعون وما فيه يتقلبون قد انهملت منهم العيون فلا ترقا
واشتدّ منهم الحزن بحرقة لا تطفى.
ثم ترفع يديك
وتقول : اللهم انّى أسألك مسئلة المسكين المستكين العليل الذليل الّذي لم يرد
بمسألته غيرك فان لم تدركه رحمتك عطب ، أسألك أن تداركنى بلطف منك ، وأنت الّذي لا
يخيّب سائلك ، وتعطى المغفرة وتغفر الذنوب فلا أكوننّ يا سيّدى أنا أهون خلقك عليك
، ولا أكون أهون من وفد إليك بابن حبيبك ، فإنّى أملت ورجوت وطمعت وزرت واغتربت
رجاء لك أن تكافينى إذا خرجتنى من رحلى فاذنت لى بالمسير إلى هذا المكان رحمة منك
وتفضلا منك يا رحمن يا رحيم واجتهد فى الدعاء ما قدرت عليه وأكثر منه أنشأ الله
تعالى.
ثمّ تخرج من
السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء وتومى إليهم أجمعين السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته ، السّلام عليكم يا أهل القبور من أهل الديار من
المؤمنين السّلام
عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار السّلام عليكم يا أولياء الله ، السّلام عليكم
يا أنصار الله ، وأنصار رسوله وأنصار أمير المؤمنين وأنصار ابن رسوله وأنصار دينه
أشهد أنّكم انصار الله كما قال الله عزوجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي
سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا).
فما ضعفتم وما
استكنتم حتّى لقيتم الله على سبيل الحقّ صلّى الله عليكم وعلى أرواحكم وأبدانكم
وأجسادكم أبشروا بموعد الله الّذي لا خلف له ولا تبديل إنّ الله لا يخلف وعده
والله مدرك بكم ثار ما وعدكم أنتم خاصة الله اختصكم الله لأبى عبد الله أنتم
الشهداء وأنتم السعداء سعدتم عند الله وفزتم بالدّرجات من جنات لا يظعن أهلها ولا
يهرمون ورضوا بالمقام فى دار السّلام مع من نصرتم جزاكم الله خيرا من أعوان جزاء
من صبر مع رسول الله صلىاللهعليهوآله أنجز الله ما وعدكم من الكرامة فى جواره وداره مع النبيّين
والمرسلين وأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجلين.
أسأل الله الّذي
حملنى إليكم حتّى أرانى مصارعكم أن يرينيكم على الحوض رواء مرويّين ويرينى أعدائكم
فى أسفل درك من الجحيم ، فانّهم قتلوكم ظلما وأرادوا إماتة الحقّ وسلبوكم لابن
سميّة وابن آكلة الأكباد فأسأل الله أن يرينيهم ظمأ مظمئين مسلسلين مغلغلين ،
يساقون إلى الجحيم ، السّلام عليكم يا أنصار الله وأنصار ابن رسوله ، منّى ما بقيت
وبقى اللّيل والنّهار ، والسلام عليكم دائما اذا فنيت وبليت لهفى عليكم أىّ مصيبة
أصابت كلّ مولى لمحمد وآل محمّد.
لقد عظمت وخصّت
وجلّت وعمّت مصيبتكم أنا بكم لجزع وأنا بكم لموجع محزون وأنا بكم لمصاب ملهوف
هنيئا لكم ما أعطيتم ، وهنيئا لكم ما به حبّيتم فلقد بكتكم الملائكة وحفتكم وسكنت
معسكركم وحلّت مصارعكم وقدّست وصفّت بأجنحتها عليكم ليس لها عنكم فراق الى يوم
التّلاق ويوم المحشر ويوم المنشر
طافت عليكم رحمة
من الله وبلّغتم بها شرف الدّنيا والآخرة ، أتيتكم شوقا وزرتكم خوفا أسأل الله أن
يرينيكم على الحوض وفى الجنان مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وحسن
اولئك رفيقا.
ثمّ در فى الحائر
وأنت تقول : يا من إليه وفدت وإليه خرجت وبه استجرت وإليه قصدت وإلى ابن نبيّه
تقرّبت صلّ على محمّد وآل محمّد ومنّ علىّ بالجنة وفكّ رقبتى من النّار اللهم ارحم
غربتى وبعد دارى وارحم مسيرى إليك والى ابن حبيبك واقلبنى مفلحا منجحا قد قبلت
معذرتى وخضوعى وخشوعى عند إمامى وسيّدى ومولاى وارحم صرختى وبكائى وهمّى وجزعى ،
وخشوعى وحزنى ، وما قد باشر قلبى من الجزع عليه.
فبنعمتك علىّ
وبلطفك لى خرجت إليه وبتقويتك ايّاى وصرفك المحذور عنّى وكلائتك باللّيل والنّهار
لى وبحفظك وكرامتك ايّاى وكلّ بحر قطعته وكلّ واد وفلاة سلكتها وكلّ منزل نزلته
فأنت حملتنى فى البرّ والبحر ، وأنت الّذي بلغتنى ووفقتنى وكفيتنى وبفضل منك
ووقاية بلغت وكانت المنة لك علىّ فى ذلك كلّه وأثرى مكتوب عندك واسمى وشخصى فلك
الحمد على ما أبليتنى واصطنعت عندى.
اللهم فارحم قربى
منك ومقامى بين يديك وتملّقى واقبل منّى توسّلى إليك بابن حبيبك وصفوتك وخيرتك من
خلقك وتوجّهى إليك وأقلنى عثرتى واقبل عظيم ما سلف منّى ، ولا يمنعك ما تعلم منّى
من العيوب والذّنوب والإسراف على نفسى وإن كنت لى ماقتا فارض عنّى وان كنت علىّ
ساخطا فتب علىّ انّك على كل شيء قدير.
اللهم اغفر لى
ولوالدىّ وارحمهما كما ربيانى صغيرا واجزهما عنى خيرا اللهم اجزهما بالإحسان
احسانا وبالسّيئات غفرانا ، اللهم ادخلهما الجنّة برحمتك وحرّم
وجوههما عن عذابك وبرّد عليهما مضاجعهما
وافسح لهما فى قبريهما وعرفنيهما فى مستقر من رحمتك وجوار حبيبك محمّد صلىاللهعليهوآله
.
٦٨ ـ باب وداع قبر الحسين عليهالسلام
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ،
وحدّثنى أبى وعلىّ بن الحسين ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن
محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن
يوسف الكناسى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إذا أردت أن تودّع الحسين بن على عليهماالسلام فقل :
السّلام عليك
ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأقرأ عليك السّلام ، آمنّا بالله وبالرسول
وبما جئت به ودللت عليه واتّبعنا الرسول ، فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله
آخر العهد منّا ومنه ، اللهمّ إنا نسألك أن تنفعنا بحبّه اللهم ابعثه مقاما محمودا
تنصر به دينك وتقتل به عدوّك وتبير به من نصب حربا لآل محمّد ، فانك وعدته ذلك
وأنت لا تخلف الميعاد والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أشهد أنكم شهداء
نجباء جاهدتم فى سبيل الله ، وقتلتم على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما ، أنتم السابقون والمهاجرون والانصار ، أشهد أنكم
أنصار الله وأنصار رسوله ، فالحمد لله الّذي صدقكم وعده وأريكم ما تحبّون وصلّى
الله على محمّد وآل محمّد ورحمة الله وبركاته.
__________________
اللهمّ لا تشغلنى
فى الدنيا عن ذكر نعمتك ، لا بإكثار تلهينى عجائب بهجتها وتفتننى زهرات زينتها ولا
بإقلال يضرّ بعملى كدّه ويملأ صدرى همّه ، أعطنى من ذلك غنى عن شرار خلقك ، وبلاغا
أنال به رضاك يا أرحم الراحمين ، وصلّى الله على رسوله محمّد بن عبد الله وعلى أهل
بيته الطيبين الأخيار ورحمة لله وبركاته .
٢ ـ عنه ، حدّثنى
أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، بعسكر مكرم ، عن الحسن بن
مهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبى حمزة
الثماليّ ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : اذا أردت الوداع بعد فراغك من الزيارات فأكثر منها
ما استطعت ، وليكن مقامك بنينوى أو الغاضرية ، ومتى أردت الزيارة فاغتسل وزر زورة
الوداع ، فاذا فرغت من زيارتك ، فاستقبل بوجهك وجهه والتمس القبر وقل :
السّلام عليك يا
ولىّ الله ، السّلام عليك يا أبا عبد الله ، أنت لى جنّة من العذاب وهذا أوان
انصرافى عنك غير راغب عنك ولا مستبدل بك سواك ولا مؤثّر عليك غيرك ولا زاهد فى
قربك وقد جدت بنفسى للحدثان وتركت الأهل والأوطان فكن لى يوم حاجتى وفقرى وفاقتى
ويوم لا يغنى عنّى والدى ولا ولدى ولا حميمى ولا رفيقى ولا قريبى.
أسأل الله الّذي
قدّر علىّ فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد منّى ومن رجعتى وأسأل الله الذي أبكى
عليك عينى أن يجعله سند الى وأسأل الله الذي أرانى مكانك وهدانى للتسليم ولزيارتى
إياك أن يوردنى حوضكم ويرزقنى مرافقتكم فى الجنان مع آبائك الصالحين صلّى الله
عليهم أجمعين.
السّلام عليك يا
صفوة الله ، السلام على رسول الله محمّد بن عبد الله ، حبيب
__________________
الله وصفوته
وأمينه ورسوله ، وسيد النبيين ، السلام على أمير المؤمنين ووصىّ رسول ربّ العالمين
وقائد الغرّ المحجّلين ، السّلام على الأئمة الراشدين المهديين ، السلام على من فى
الحائر منكم ، السّلام على ملائكة الله الباقين المسبّحين المقيمين ، الذين هم
بأمر ربّهم قائمون ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين والحمد لله ربّ
العالمين.
تقول : سلام الله
وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين ، عليك يا ابن رسول
الله وعلى روحك وبدنك وعلى ذريتك وعلى من حضرك من أوليائك ، أستودعك الله وأسترعيك
وأقرأ عليك السلام ، آمنّا بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله ، اللهم اكتبنا
مع الشاهدين.
تقول : اللهمّ
صلّى على محمّد وآل محمّد ، ولا تجعله آخر العهد من زيارتى ابن رسولك وارزقنى
زيارته أبدا ما أبقيتنى ، اللهمّ وانفعنى بحبه يا رب العالمين ، اللهمّ ابعثه
مقاما محمودا إنك على كل شيء قدير ، اللهمّ إنى أسألك بعد الصلاة والتسليم أن
تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن لا تجعله آخر العهد من زيارتى إياه ، فان جعلته يا
ربّ فاحشرنى معه ومع آبائه وأوليائه ، وأن أبقيتنى يا ربّ فارزقنى العود إليه ،
ثمّ العود إليه بعد العود برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمّ اجعل لى
لسان صدق فى أوليائك وحبّب إلىّ مشاهدهم ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، ولا
تشغلنى عن ذكرك باكثار علىّ من الدنيا تلهينى عجائب بهجتها وتفتننى زهرات زينتها ،
ولا باقلال يضرّ بعملى كدّه ويملأ صدرى همّه وأعطنى بذلك غنى عن شرار خلقك وبلاغا
أنال به رضاك يا رحمان والسلام عليكم يا ملائكة الله وزوّار قبر أبى عبد الله عليهالسلام.
ثم ضع خدّك الأيمن
على القبر مرّة ، ثمّ الأيسر مرّة وألحّ فى الدعاء والمسألة ،
فاذا خرجت فلا تول
وجهك عن القبر حتّى تخرج .
٦٩ ـ باب زيارة على بن الحسين عليهماالسلام
١ ـ قال الشيخ
المفيد رضوان الله عليه : فقف على على بن الحسين عليهماالسلام وقل :
سلام الله وسلام
ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين عليك يا مولاى وابن مولاى
ورحمة الله وبركاته ، وصلّى الله عليك وعلى أهل بيتك وعلى عترة آبائك الأخيار
الأبرار ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وعذّب الله قاتلك بأنواع
العذاب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
٧٠ ـ باب زيارة العباس عليهالسلام
١ ـ جعفر بن محمّد
بن قولويه ، حدّثنى أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، بالعسكر ،
عن الحسن بن على بن مهزيار ، عن أبيه على بن مهزيار ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن
محمّد بن مروان ، عن أبى حمزة الثماليّ قال : قال الصادق عليهالسلام : اذا أردت زيارة قبر العباس بن علىّ عليهالسلام وهو على شطّ الفرات بحذاء الحائر ، فقف على باب السقيفة
وقل :
سلام الله وسلام
ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين و
__________________
جميع الشهداء
والصدّيقين والزاكيات الطيبات فيما تغتدى وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين ، أشهد
لك بالتّسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبيّ المرسل والسبط المنتجب
والدليل العالم والوصىّ المبلّغ والمظلوم المهتضم.
فجزاك الله عن
رسوله ، وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء ، بما
صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار ، لعن الله من قتلك ولعن الله من جهل حقك
واستخفّ بحرمتك ولعن الله من حال بينك وماء الفرات ، أشهد أنّك قتلت مظلوما وأنّ
الله منجز لكم ما وعدكم ، جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم وقلبى مسلّم لكم
وأنا لكم تابع ونصرتى لكم معدّة حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
فمعكم معكم لا مع
عدوّكم ، إنى بكم وبإيابكم من المؤمنين وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين ، قتل الله
أمة قتلتكم بالأيدى والألسن.
ثم ادخل وانكبّ
على القبر وقل :
السّلام عليك أيها
العبد الصالح ، المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام ، السّلام عليك ورحمة الله وبركاته ورضوانه وعلى روحك
وبدنك أشهد وأشهد الله أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون المجاهدون فى سبيل الله
، المناصحون له فى جهاد أعدائه المبالغون فى نصرة أوليائه الذّابون عن أحبّائه.
فجزاك الله أفضل
الجزاء وأكثر الجزاء وأوفر الجزاء وأوفى جزاء أحد ممّن وفى ببيعته واستجاب له
دعوته وأطاع ولاة أمره ، وأشهد أنك قد بالغت فى النصيحة وأعطيت غاية المجهود ،
فبعثك الله فى الشهداء وجعل روحك مع أرواح الشهداء وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا
وأفضلها غرفا ، ورفع ذكرك فى عليين وحشرك مع النبيّين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا أشهد
أنك لم تهن ولم
تنكل وأنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتديا بالصالحين ومتّبعا للنبيين ، فجمع الله
بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه فى منازل المخبتين فانه أرحم الراحمين .
٢ ـ عنه ، حدّثنى
أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى بالعسكر ، عن الحسن بن على بن
مهزيار ، عن أبيه على بن مهزيار ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن
أبى حمزة الثماليّ ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : اذا ودّعت العباس فأته وقل :
أستودعك الله
واسترعيك وأقرأ عليك السلام ، آمنّا بالله وبرسوله وبكتابه وبما جاء به من عند
الله ، اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين ، اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن
أخى نبيك وارزقنى زيارته أبدا ما أبقيتى واحشرنى معه ومع آبائه فى الجنان.
اللهمّ وعرّف بينى
وبينه وبين رسولك وأوليائك ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وتوفّنى على الايمان
بك والتصديق برسولك والولاية لعلىّ بن أبى طالب والائمة من ولده والبراءة من
عدوّهم ، فانى قد رضيت بذلك يا رب وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمسلمين
وتخيّر من الدعاء .
٣ ـ قال الشيخ
المفيد رحمهالله : ثم انحرف الى عند الرأس فصلّ ركعتين ، ثمّ صلّ بعدهما ما
بدا لك وادع الله كثيرا وقل عقيب الركعات :
اللهمّ صلّ على
محمّد وآل محمّد ، ولا تدع لى فى هذا المكان المكرم والمشهد المعظم ذنبا الّا
غفرته ولا همّا إلا فرجته ولا كربا إلّا كشفته ولا مرضا إلّا شفيته ولا عيبا إلّا
سترته ولا رزقا إلّا بسطته ولا خوفا إلا أمنته ولا شملا إلّا جمعته ، ولا غائبا
إلّا حفظته وأدّيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولى
__________________
فيها صلاح إلّا
قضيتها يا أرحم الراحمين.
ثم عد الى الضريح
فقف عند الرجلين وقل :
السّلام عليك يا
أبا الفضل العباس ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا بن سيد الوصيّين ، السلام
عليك يا ابن أوّل القوم اسلاما وأقدمهم ايمانا ، وأقومهم بدين الله وأحوطهم على
الإسلام ، أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك ، فنعم الأخ المواسى فلعن الله أمّة
قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله امة استحلّت منك المحارم وانتهكت فيك حرمة
الاسلام.
فنعم الصابر
المجاهد ، المحامى الناصر ، والأخ الدافع عن أخيه المجيب الى طاعة ربه ، الراغب
فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل والثناء الجميل ، فألحقك بدرجة آبائك فى دار
النعيم.
اللهمّ انى تعرضت
لزيارة أوليائك رغبة فى ثوابك ورجاء لمغفرتك وجزيل إحسانك ، فأسألك أن تصلّى على
محمّد وآله الطاهرين ، وأن تجعل رزقى بهم دارّا وعيشى بهم قارّا وزيارتى بهم
مقبولة وحياتى بهم طيبة ، وأدرجنى إدراج المكرمين واجعلنى ممن ينقلب من زيارة
مشاهد أحبّائك منجحا قد استوجب غفران الذنوب وستر العيوب وكشف الكروب انك أهل
التقوى وأهل المغفرة .
٧١ ـ باب زيارة قبور الشهداء
١ ـ قال ابن قولويه
: تقول : اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتى إياهم و
__________________
أشركنى معهم
وأدخلنى فى صالح ما أعطيتم على نصرهم ابن بنت نبيك وحجتك على خلقك وجهادهم معه فى
سبيلك ، اللهم اجمعنا وإياهم فى جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ،
استودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ، اللهم ارزقنى العود إليهم واحشرنى معهم يا
أرحم الراحمين .
٢ ـ قال المفيد :
ثم أومأ إلى ناحية الرجلين بالسلام على الشهداء فانهم هناك وقل :
السلام عليكم أيها
الرّبانيون ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار ، أشهد أنكم أنصار الله جلّ اسمه
وسادة الشهداء فى الدنيا والآخرة ، صبرتم واحتسبتم ولم تهنوا ولم تضعفوا ولم
تستكينوا حتّى لقيتم الله عزوجل على سبيل الحقّ ونصرة كلمة الله التامّة ، صلّى الله على
أرواحكم وأبدانكم وسلّم تسليما.
أبشروا رضوان الله
عليكم بوعد الله الّذي لا خلف له ، الله تعالى مدرك بكم ثار ما وعدكم انه لا يخلف
الميعاد ، أشهد أنّكم جاهدتم فى سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول الله وابن رسوله صلىاللهعليهوآله ، فجزاكم الله عن الرسول وابنه وذرّيته أفضل الجزاء الحمد
لله الّذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبّون .
٧٢ ـ باب الصلاة عند قبر الحسين عليهالسلام
١ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى رحمهالله ، وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن
عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، وحدّثنى محمّد بن
__________________
عبد الله ، عن
أبيه ، عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبى عبد الله البرقي عن جعفر بن ناجية عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال : صلّ عند رأس قبر الحسين عليهالسلام .
٢ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وعلى بن الحسين وجماعة مشايخى ، عن سعد ابن عبد الله عن
موسى بن عمر وأيّوب بن نوح ، عن عبد الله بن المغيرة عن أبى اليسع قال سأل رجل ابا
عبد الله عليهالسلام وأنا أسمع قال : إذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام اجعله قبلة اذا صلّيت قال تنح هكذا ناحية .
٣ ـ عنه حدّثنى
على بن الحسين ، عن على بن ابراهيم ، عن أبيه عن ابن أبى نجران ، عن يزيد بن إسحاق
، عن الحسن بن عطيّة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال اذا فرغت من التسليم على الشهداء أتيت قبر الحسين عليهالسلام ثمّ تجعله بين يديك ثمّ تصلّى ما بدا لك .
٤ ـ عنه عن على بن الحسين عن على بن
ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن على بن عقبة ، عن عبيد الله بن على الحلبي
، عن أبى عبد الله عليهالسلام
، قال قلت أنّا نزور قبر الحسين عليهالسلام
، فكيف نصلّى عنده؟ قال تقوم خلفه عند كتفيه ، ثمّ تصلّى على النّبي صلىاللهعليهوآله
وتصلّى على الحسين عليهالسلام
.
٥ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين عن أيّوب بن نوح وغيره عن عبد الله بن المغيرة
قال : حدّثنا أبو اليسع قال سئل رجل ابا عبد الله عليهالسلام وأنا أسمع عن الغسل اذا أتى قبر الحسين عليهالسلام قال اجعله قبلة اذا صلّيت قال تنحّ هكذا ناحية قال : آخذ
من طين قبره ويكون عندى أطلب بركته؟ قال نعم أو قال لا بأس بذلك .
٦ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه عن علىّ بن محمّد بن
__________________
سالم ، عن محمّد
بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن ، الأصمّ قال
حدّثنا هشام بن سالم ، عن أبى عبد الله عليهالسلام أنّه أتاه رجل فقال له يا ابن رسول الله هل يزار والدك ،
قال فقال : نعم ويصلّى عنده وقال ويصلّى خلفه ولا يتقدّم .
٧ ـ عنه حدّثنى
أبى ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن
القاسم بن محمّد الجوهرى ، عن على بن أبى حمزة ، قال سئلت العبد الصالح عن زيارة
قبر الحسين بن على عليهماالسلام فقال : ما أحبّ لك تركه قلت ما ترى فى الصلاة عنده وأنا
مقصّر قال صلّ فى المسجد الحرام ما شئت تطوّعا وفى مسجد الرّسول ما شئت تطوّعا
وعند قبر الحسين عليهالسلام ، فانّى أحبّ ذلك قال وسألته عن الصلاة بالنهار عند قبر
الحسين عليهالسلام تطوّعا فقال نعم .
٨ ـ عنه حدّثنى جعفر بن محمّد بن
إبراهيم الموسوى ، عن عبيد الله بن نهيك ، عن ابن أبى عمير عن أبى الحسن عليهالسلام
، قال سألته عن التطوّع عند قبر الحسين عليهالسلام
وبمكة والمدينة وأنا مقصّر قال تطوّع عنده وأنت مقصّر ما شئت ، وفى المسجد الحرام
وفى مسجد الرّسول وفى مشاهد النّبي صلىاللهعليهوآله
فانّه خير .
٩ ـ عنه حدّثنى
على بن محمّد بن يعقوب الكسائى ، قال حدّثنا على بن الحسن بن فضّال ، عن عمرو بن
سعيد عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى الساباطى ، قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الصّلاة فى الحائر قال ليس الصلاة إلّا الفرض بالتقصير
ولا تصلّى النّوافل .
١٠ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
علىّ بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبى
__________________
الحسن عليهالسلام
، قال سألته عن التّطوع عند قبر الحسين عليهالسلام
ومشاهد النّبي صلىاللهعليهوآله
والحرمين والتطوع فيهنّ بالصّلاة ونحن مقصّرون قال : نعم تطوع ما قدرت عليه هو خير
.
١١ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن الصّفار ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن صفوان بن يحيى عن
إسحاق بن عمّار ، قال قلت لأبى الحسن عليهالسلام جعلت فداك أتنفّل فى الحرمين وعند قبر الحسين عليهالسلام وأنا اقصّر قال نعم ما قدرت عليه .
١٢ ـ عنه حدّثنى أبى رحمهالله ومحمّد
بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد
الجوهرى عن علىّ بن أبى حمزة عن أبى ابراهيم عليهالسلام
قال سألته عن التّطوع عند قبر الحسين عليهالسلام
ومشاهد النّبي صلىاللهعليهوآله
والحرمين فى الصلاة ونحن نقصّر قال نعم تطوّع ما قدرت عليه .
١٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، قال سألت أيّوب بن نوح ، عن تقصير
الصّلاة فى هذه المشاهد مكة والمدينة والكوفة وقبر الحسين عليهالسلام الأربعة الّذي روى فيها فقال أنا أقصر وكان صفوان يقصّر
وابن أبى عمير وجميع أصحابنا يقصّرون .
١٤ ـ عنه حدّثنى
أبى ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، عن سهل بن زياد الأدمى ، عن محمّد بن
عبد الله ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى شبل ، قال قلت لأبى عبد الله عليهالسلام أزور قبر الحسين عليهالسلام قال زر الطيّب وأتمّ الصّلاة عنده ، قال أتمّ الصّلاة عنده
قال أتمّ قلت : فانّ بعض أصحابنا يروى التقصير قال إنمّا يفعل ذلك الضعفة
__________________
١٥ ـ عنه حدّثنى
أبو عبد الرّحمن محمّد بن أحمد العسكرى ، عن الحسن بن على بن مهزيار ، عن أبيه ،
علىّ ، عن الحسين بن سعيد عن ابراهيم بن أبى البلاد ، عن رجل من أصحابنا يقال له
الحسين ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال تتمّ الصّلاة فى ثلاثة مواطن فى مسجد الحرام ومسجد
الرسول صلىاللهعليهوآله وعند قبر الحسين عليهالسلام .
١٦ ـ عنه رحمهالله
وأخى وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
الحسين بن سعيد ، عن عبد الملك القمىّ ، عن اسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد خادم
إسماعيل بن جعفر عن أبى عبد الله عليهالسلام
قال : تتمّ الصّلاة فى أربعة مواطن فى المسجد الحرام ومسجد الرّسول صلىاللهعليهوآله
ومسجد الكوفة وحرم الحسينعليهالسلام
.
١٧ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه عن أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن
أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال من الأمر المذخور إتمام الصلاة فى أربعة مواطن بمكّة
والمدينة ومسجد الكوفة والحائر.
قال ابن قولويه
وزاده الحسين بن أحمد بن المغيرة عقب هذا الحديث فى هذا الباب بما أخبره به حيدر
بن محمّد بن نعيم السّمرقندى بإجازته بخطه باجتيازه للحجّ عن أبى النضر محمّد بن مسعود
العياشى عن على بن محمّد عن الحسن بن على بن النعمان عن أبى عبد الله البرقي وعلى
بن مهزيار وأبى على ابن راشد جميعا عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليهالسلام انّه قال من مخزون علم الله الإتمام فى أربعة مواطن حرم
الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين وحرم الحسين صلوات الله عليهم اجمعين
__________________
١٨ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن همام بن سهيل ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزارى ، قال حدّثنا محمّد بن
حمدان المداينى عن زياد القندى قال قال أبو الحسن موسى عليهالسلام : أحبّ لك ما أحب لنفسى وأكره لك ما أكره لنفسى ، أتمّ
الصلاة فى الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين عليهالسلام .
١٩ ـ عنه حدّثنى
على بن حاتم القزوينى ، قال : أخبرنا محمّد بن أبى عبد الله الأسدي ، قال : حدّثنا
القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن عمرو بن عثمان ، عن عمرو بن مرزوق قال سألت أبا
الحسن عليهالسلام عن الصلاة فى الحرمين وفى الكوفة وعند قبر الحسين عليهالسلام قال اتمّ الصّلاة فيهم .
٢٠ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن يعقوب وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين ،
عن محمّد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، قال حدّثنى من سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول تتمّ الصّلاة فى المسجد الحرام ، ومسجد الرّسول ومسجد
الكوفة وحرم الحسين ، ومن زيادة الحسين بن أحمد بن المغيرة ما فى حديث أحمد بن
إدريس بن أحمد بن زكريا القمى ، قال حدّثنى محمّد بن عبد الجبّار ، عن على بن
إسماعيل ، عن محمّد بن عمرو عن فائد الحناط ، عن أبى الحسن الماضى عليهالسلام قال سألته عن الصّلاة فى الحرمين فقال تتمّ ولو مررت به
مارّا .
٢١ ـ عنه حدثني
أحمد بن إدريس قال حدّثنى أحمد بن أبى زاهر ، عن محمّد ابن الحسين الزّيات ، عن
حسين بن عمران ، قال قلت لأبى الحسن عليهالسلام أقصّر فى المسجد الحرام وأتمّ قال إن قصّرت فلك وإن أتممت
فهو خير وزيادة فى الخير خير .
٢٢ ـ عنه حدثني
جعفر بن محمّد بن ابراهيم الموسوى ، عن عبيد الله بن
__________________
نهيك ، عن ابن
عمير ، عن رجل ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال قال لرجل يا فلان ما يمنعك اذا عرضت لك حاجة أن تأتى
قبر الحسين عليهالسلام ، فتصلّى عنده أربع ركعات ، ثم تسأل حاجتك ، فانّ الصلاة
الفريضة عنده تعدل حجة والنافلة تعدل عمرة .
٢٣ ـ عنه حدّثنى
أبى وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبى عبد الله الجامورانى الرازى ، عن
الحسن بن على بن أبى حمزة ، عن الحسن بن محمّد ابن عبد الكريم ، أبى على ، عن
المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفى ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام للمفضل فى حديث طويل فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام ، ثمّ تمضى إلى صلواتك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب من
حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبة وكأنّما وقف فى سبيل الله ألف مرّة
مع نبىّ مرسل .
٢٤ ـ عنه ، حدّثني
على بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أحمد ، وحدثني محمّد بن
الحسين بن متّ الجوهرى ، عن محمّد بن أحمد ، عن هارون بن مسلم ، عن أبى علىّ
الحرّانى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : ما لمن زار قبر الحسين عليهالسلام ، قال : من أتاه وزاره وصلّى عنده ركعتين أو أربع ركعات ،
كتب الله له حجة وعمرة ، قال قلت : جعلت فداك وكذلك لكلّ من أتى قبر امام مفترض
طاعته ، قال : وكذلك لكلّ من أتى قبر امام مفترض طاعته .
٢٥ ـ عنه ، حدثني
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن
رزين ، عن شعيب العقرقوفى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : من أتى قبر الحسين عليهالسلام ما له من الثواب والأجر جعلت فداك؟ قال : يا شعيب ما صلّى عنده أحد الصلاة إلّا قبلها الله منه
ولا دعى أحد عنده دعوة إلّا استجيب له عاجلة وآجلة ، فقلت : جعلت فداك زدنى فيه ،
قال : يا شعيب أيسر
__________________
ما يقال لزائر
الحسين بن على عليهماالسلام : قد غفر لك يا عبد الله فاستأنف عملا جديدا .
٧٣ ـ باب زيارة الأنبياء للحسين عليهمالسلام
١ ـ ابن قولويه
حدثني الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار قال :
سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ليس نبىّ فى السماوات إلّا يسألون الله تعالى أن
يأذن لهم فى زيارة الحسين عليهالسلام ففوج ينزل وفوج يصعد .
٢ ـ عنه عن الحسن
بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن بنت أبى حمزة الثماليّ
، قال : خرجت فى آخر زمان بنى مروان الى زيارة قبر الحسين عليهالسلام مستخفيا من أهل الشام حتّى انتهيت الى كربلا ، فاختفيت فى
ناحية القرية حتّى اذا ذهب من اللّيل نصفه ، أقبلت نحو القبر ، فلمّا دنوت منه
أقبل نحوى رجل فقال لى : انصرف مأجورا فانك لا تصل إليه.
فرجعت فزعا حتى
اذا كاد يطلع الفجر أقبلت نحوه حتّى اذا دنوت منه خرج الىّ الرجل ، فقال لى : يا
هذا انك لا تصل إليه ، فقلت له : عافاك الله ولم لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة
أريد زيارته ، فلا تحل بينى وبينه عافاك الله ، وأنا أخاف أن أصبح فيقتلونى أهل
الشام إن أدركونى ، قال : فقال لى : اصبر قليلا ، فانّ موسى بن عمران عليهالسلام سأل الله أن يأذن له فى زيارة قبر الحسين بن على عليهماالسلام فاذن له.
فهبط من السماء فى
سبعين ألف ملك ، فهم بحضرته من أوّل الليل ينظرون طلوع الفجر ، ثم يعرجون الى
السماء ، قال : فقلت له : فمن أنت عافاك الله؟ قال : أنا من الملائكة الذين امروا
بحرس قبر الحسين عليهالسلام والاستغفار لزواره ، فانصرفت و
__________________
قد كاد أن يطير
عقلى لما سمعت منه ، قال : فأقبلت لما طلع الفجر نحوه ، فلم يحل بينى وبينه أحد
فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قتلته وصلّيت الصبح وأقبلت مسرعا مخافة
أهل الشام .
٣ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله الحميرى ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن
الأشعث ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن ابن سنان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول قبر الحسين بن علىّ صلوات الله عليهما
عشرون ذراعا فى عشرين ذراعا مكسرا ـ روضة من رياض الجنة ومنه معراج المؤمن الى
السماء وليس ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل إلّا وهو يسأل الله أن يزوره ففوج يهبط وفوج
يصعد .
٧٤ ـ باب زيارة الملائكة للحسين عليهمالسلام
١ ـ ابن قولويه ،
حدثني الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن
اسحاق بن عمار ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : ليس ملك فى السموات ، إلا ويسألون
الله عزوجل أن يأذن لهم فى زيارة قبر الحسين عليهالسلام ففوج ينزل ، وفوج : يعرج .
٢ ـ عنه عن الحسن
بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب عن داود الرقّي قال : سمعت أبا عبد الله
يقول : ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وأنه ينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف
ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
فيسلمون عليه ثم
يأتون قبر الحسين عليهالسلام فيسلمون عليه.
ثم يعرجون إلى
السماء قبل أن تطلع الشمس ، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت
الحرام نهارهم حتّى غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فيسلّمون عليه ، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثم يعرجون الى السماء قبل أن تغيب الشمس .
٣ ـ عنه حدثني أبى
رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسين بن عبد
الله ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن إسحاق بن عمار ،
عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ما بين قبر الحسين عليهالسلام الى السماء مختلف الملائكة.
٤ ـ عنه حدثني
القاسم بن محمّد بن على بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : قبر الحسين عليهالسلام عشرون زراعا فى عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة ،
منه معراج إلى السماء ، فليس من ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل إلّا وهو يسأل الله تعالى
أن يزور الحسين عليهالسلام ففوج يهبط وفوج يصعد .
٥ ـ عنه ، عن أبيه
، عن جدّه ، عن عبد الله بن حماد ، عن اسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام جعلت فداك يا ابن رسول الله كنت بالحائر ليلة عرفة ، فرأيت
نحوا من ثلاثة ألف أو أربعة ألف رجل جميلة وجوههم ، طيبة ريحهم شديدة بياض ثيابهم
يصلّون اللّيل أجمع ، فلقد كنت أريد أن آتى قبر الحسين عليهالسلام وأقبّله وأدعو بدعواتى فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق.
__________________
فلمّا طلع الفجر ، سجدت سجدة ، فرفعت
رأسى فلم أر منهم أحدا ، فقال لى أبو عبد الله عليهالسلام
: أتدري من هؤلاء؟ قلت : لا جعلت فداك ، فقال : أخبرنى أبى عن أبيه ، قال : مرّ
بالحسين عليهالسلام
أربعة آلاف ملك وهو يقتل ، فعرجوا الى السماء ، فأوحى الله إليهم : يا معشر
الملائكة مررتم بابن حبيبى وصفيّى محمّد صلىاللهعليهوآله
وهو يقتل ويضطهد مظلوما ، فلم تنصروه ، فانزلوا إلى الأرض الى قبره فابكوه شعثا
غبرا الى يوم القيامة ، فهم عنده إلى أن تقوم الساعة .
٦ ـ روى المجلسى
من كتاب المعراج باسناده عن الاعمش ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : فلمّا ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك
الضربة فى صورته الّتي فى السماء فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشية ويلعنون قاتله
ابن ملجم ، فلما قتل الحسين بن على صلوات الله عليها ، هبطت الملائكة وحملته حتّى
أوقفته مع صورة علىّ فى السماء الخامسة.
فكلما هبطت
الملائكة من السماوات من علا ، وصعدت ملائكة السماء الدنيا فمن فوقها الى السماء
الخامسة لزيارة علىّ عليهالسلام والنظر إليه والى الحسين بن علىّ متشحطا بدمه ، لعنوا يزيد
وابن زياد وقاتل الحسين بن علىّ صلوات الله عليه الى يوم القيامة ، قال الأعمش:
قال لى الصادق عليهالسلام : هذا من مكنون العلم ومخزونه ، لا تخرجه إلّا الى أهله.
٧ ـ عنه ، عن كتاب
الأربعين لمحمّد بن مسلم بن أبى الفوارس ، عن فضل الله ابن على الحسينى ، عن أبيه
، عن المرتضى بن الداعى الحسينى ، عن جعفر بن أحمد الموسوى ، عن محمّد بن على بن
شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن
خالد ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ،
عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال :
__________________
ما خلق الله خلقا
اكثر من الملائكة وأنه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت
ليلتهم ، حتّى اذا طلع الفجر انصرفوا الى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون الى قبر الحسن بن على عليهماالسلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون الى قبر الحسين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثم يعرجون الى السماء قبل أن تطلع الشمس.
ثم تنزل ملائكة
النهار سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى اذا غربت الشمس انصرفوا
الى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليهالسلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون الى قبر الحسن فيسلّمون عليه ،
ثم يأتون قبر الحسين عليهالسلام فيسلّمون عليه ثم يعرجون الى السماء قبل أن تغيب الشمس.
والذي نفسى بيده
أنّ حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة وفى رواية قد
وكل الله تعالى بالحسين عليهالسلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلّون عليه كلّ يوم ، ويدعون لمن
زاره ، ورئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزور زائر إلّا استقبلوه ، ولا ودّعه مودّع
إلا شيّعوه ولا يمرض إلّا عادوه ولا ميّت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد
موته .
٧٥ ـ باب دعاء رسول الله وعلى وفاطمة
لزوار قبر الحسين عليهمالسلام
١ ـ ابن قولويه ،
حدثني أبى رحمهالله ومحمّد بن عبد الله ، وعلى بن الحسين ،
__________________
ومحمّد بن الحسن
رحمهمالله جميعا ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن موسى بن عمر ، عن حسان
البصرى ، عن معاوية بن وهب ، عن أبى عبد الله عليهالسلام
قال : قال لى يا معاوية : لا تدع زيارة قبر الحسين عليهالسلام
لخوف ، فانّ من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده ، أما تحبّ
أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلىّ وفاطمة والائمة عليهمالسلام
.
٢ ـ عنه بهذا
الاسناد ، عن موسى بن عمر ، عن حسان البصرى ، عن معاوية ابن وهب قال : استأذنت على
أبى عبد الله عليهالسلام ، فقيل لى ادخل فدخلت فوجدته فى مصلّاه فى بيته فجلست حتّى
قضى صلاته فسمعته يناجى ربّه وهو يقول : اللهم يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا
بالشفاعة ، وخصّنا بالوصيّة وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى وجعل أفئدة من الناس
تهوى إلينا ، اغفر لى ولإخواني وزوّار قبر أبى الحسين.
الّذين انفقوا
أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة فى برّنا ورجاء لما عندك فى صلتنا وسرورا دخلوه على
نبيّك واجابة منهم لأمرنا وغيظا أدخلوه على عدوّنا أرادوا بذلك رضاك فكافهم عنّا
بالرضوان واكلأهم باللّيل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن
الخلف واصحبهم واكفهم شرّ كل جبّار عنيد وكلّ ضعيف من خلقك وشديد وشرّ شيطان الإنس
والجنّ وأعطهم أفضل ما أملّوا منك فى غربتهم عن أوطانهم وما أثرونا به على أبنائهم
وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم انّ أعدائنا
عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا ،
فارحم تلك الوجوه الّتي غيّرتها الشمس وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا
وارحم تلك القلوب الّتي جزعت و
__________________
احترقت لنا وارحم
لنا الصرخة التي كانت لنا اللهم إنى أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتّى توفيهم
على الحوض يوم العطش الأكبر.
فما زال يدعو وهو
ساجد بهذا الدّعاء فلما انصرف قلت جعلت فداك لو أنّ هذا الذي سمعت منك كان لمن لا
يعرف الله عزوجل لظننت أنّ النار لا تطعم منه شيئا أبدا والله لقد تمنّيت
أنّى كنت زرته ولم أحجّ فقال لى ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته ثم قال يا
معاوية لم تدع ذلك قلت جعلت فداك لم أر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه فقال يا معاوية من
يدعو لزوّاره في السماء اكثر ممّن يدعو لهم فى الأرض .
٣ ـ عنه حدّثنى أبى رحمهالله عن سعد بن
عبد الله ، عن موسى بن عمر ، عن حسّان البصرى عن معاوية بن وهب عن أبى عبد الله عليهالسلام
قال قال لي يا معاوية لا تدع زيارة الحسين عليهالسلام
لخوف ، فانّ من تركه رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده أما تحبّ أن يرى
الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلىّ وفاطمة والأئمة عليهمالسلام
أما تحبّ أن تكون ممّن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة أما تحبّ
أن تكون ممّن يخرج من الدّنيا وليس عليه ذنب تتبع به أما تحبّ أن تكون غدا ممّن
يصافحه رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٤ ـ عنه حدّثنى حكيم بن داود ، عن سلمة
بن الخطاب عن الحسن بن على الوشاء ، عمّن ذكره عن داود بن كثير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام
قال : إنّ فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله
تحضر لزوار قبر ابنها الحسين عليهالسلام
فتستغفر لهم ذنوبهم
__________________
٧٦ ـ باب دعاء الملائكة لزوار الحسين عليهمالسلام
١ ـ حدّثنى محمّد
بن جعفر الرزاز الكوفى ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن موسى بن
سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عمر بن أبان الكلبى ، عن أبان بن تغلب ، قال
قال أبو عبد الله عليهالسلام أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين شعث غير يبكونه الى يوم
القيامة رئيسهم ملك يقال له منصور ولا يزوره زائر إلّا استقبلوه ولا يودّعه مودّع
الّا شيعوه ولا يمرض إلّا عادوه ولا يموت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد
موته.
٢ ـ عنه حدّثنى
أبى ومحمّد بن الحسن ، وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن
عيسى عن علىّ بن الحكم ، عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : وكّل الله تبارك وتعالى بالحسين عليهالسلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شعثا غبرا ويدعون لمن
زاره ويقولون يا ربّ هؤلاء زوّار الحسين عليهالسلام افعل بهم وافعل بهم كذا وكذا .
٣ ـ عنه حدّثنى
حكيم بن داود عن سلمة ، عن موسى بن عمر ، عن حسان البصرى ، عن معاوية بن وهب ، عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال : لا تدع زيارة الحسين عليهالسلام أما تحبّ أن تكون
فيمن تدعو له الملائكة .
٤ ـ عنه حدثني
محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد
بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ، عن علىّ بن أبى حمزة ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد
الله عليهالسلام قال : وكّل الله تعالى بقبر الحسين عليهالسلام سبعين ألف
__________________
ملك يصلّون عليه
كلّ يوم شعثا غبرا من يوم قتل إلى ما شاء الله يعنى بذلك قيام القائم عليهالسلام ويدعون لمن زاره ويقولون يا ربّ هؤلاء زوّار الحسين عليهالسلام افعل بهم وافعل بهم .
٥ ـ عنه حدثني
الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعدان بن مسلم ، عن عمر بن أبان ،
عن أبان بن تغلب ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال كأنّى بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله صلىاللهعليهوآله فينتفض هويها فتستدير عليه فيغشيها بحداجة من استبرق ويركب
فرسا أدهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد الّا وهم يرون أنّه
معهم فى بلادهم.
فينتشر راية رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله لا يهوى بها
إلى شيء أبد الّا هتكه الله فاذا هزّها لم يبق مؤمن الّا صار قلبه لزبر الحديد
ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن إلا دخلت عليه تلك الفرحة فى قبره
وذلك حين يتزاورون فى قبورهم ويتباشرون بقيام القائم فينحطّ عليه ثلاث عشر ألف ملك
وثلاثمائة وثلاث عشر ملكا.
قلت كلّ هؤلاء
الملائكة قال نعم الّذين كانوا مع نوح فى السفينة والذين كانوا مع ابراهيم حين
ألقى فى النار والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر ، لبنى اسرائيل والّذين كانوا
مع عيسى حين رفعه الله إليه وأربعة آلاف ملك مع النّبي صلىاللهعليهوآله متسوّمين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريّين
وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليهالسلام فلم يؤذن لهم فى القتال.
فهم عند قبره شعث
غبر يبكونه إلى يوم القيمة ورئيسهم ملك يقال له منصور ، فلا يزوره زائر إلّا
استقبلوه ولا يودّعه مودّع إلا شيّعوه ولا يمرض مريض إلّا عاده ولا يموت ميّت إلّا
صلّوا على جنازته واستغفروا لله بعد موته وكلّ هؤلاء
__________________
فى الأرض ينتظرون
قيام القائم عليهالسلام إلى وقت خروجه عليه صلوات الله والسلام .
٧٧ ـ باب البكاء على الحسين عليهالسلام
١ ـ الشيخ الفقيه
أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّى رحمهالله قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبى ،
عن محمّد ابن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد عن أرطاة
بن حبيب ، عن فضيل الرسان ، عن جبلة المكيّة قالت سمعت ميثم التمار قدسسره يقول : والله لتقتلنّ هذه الأمة ابن نبيها فى المحرّم لعشر
مضين منه وليتخذنّ أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وانّ ذلك لكائن قد سبق فى علم
الله تعالى ذكره أعلم ذلك بعهد عهده إلىّ مولاى أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
لقد أخبرنى أنه
يبكى عليه الشمس والقمر والنجوم ، والسماء والأرض ومؤمنو الانس والجنّ وجميع
ملائكة السموات ورضوان ومالك وحملة العرش وتمطر السماء دما ورمادا ، ثم قال وجبت
لعنة الله على قتلة الحسين عليهالسلام كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله الها آخر ،
وكما وجبت على اليهود والنّصارى ، والمجوس قالت جبلة فقلت له يا ميثم وكيف يتخذ
الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن على عليهماالسلام يوم بركة.
فبكى ميثم رضى
الله عنه ثم قال سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم عليهالسلام ، وإنما تاب الله على آدم فى ذى الحجة ويزعمون أنه اليوم
الذي قبل الله فيه توبة داود وإنما قبل الله توبته فى ذى الحجة ، ويزعمون أنه
__________________
اليوم الذي استوت
سفينة نوح على الجودى ، وانما استوت على الجودى يوم الثامن عشر من ذى الحجة
ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبنى اسرائيل وانما كان ذلك فى شهر
ربيع الاول.
ثم قال ميثم يا
جبلة اعلمى أنّ الحسين بن علىّ سيد الشهداء يوم القيمة ولأصحابه على ساير الشهداء
درجة يا جبلة اذا نظرت الى الشمس حمراء كأنها دم عبيط فاعلمى أن سيدك الحسين قد
قتل قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنه الملاحف المعصفرة فصحت
حينئذ ، وبكيت وقلت قد والله قتل سيدنا الحسين بن علىعليهماالسلام.
٢ ـ عنه حدّثنا
جعفر بن محمّد بن مسرور ، رحمهالله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمه عبد الله
بن عامر ، عن إبراهيم بن أبى محمود ، قال قال الرضا عليهالسلام : إنّ المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال
فاستحلّت فيه دماءنا وهتكت فيه حرمتنا ، وسبى فيه ذرارينا ونسائنا ، واضرمت
النيران فى مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله حرمة فى أمرنا
إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا بارض كرب وبلاء وأورثتنا يا
أرض كرب وبلاء اورثتنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك
الباكون فان البكاء يحطّ الذنوب العظام.
ثم قال عليهالسلام كان أبى عليهالسلام اذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه
حتى يمضى منه عشرة ايام فاذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه
وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليهالسلام .
٣ ـ عنه حدثنا
الحسين بن أحمد بن إدريس رحمهالله ، قال : حدّثنا أبى عن جعفر بن محمّد بن مالك ، قال :
حدّثنى محمّد بن الحسين بن زيد ، قال : حدثنا
__________________
أبو أحمد محمّد بن
زياد ، قال : حدّثنا زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال قال
علىّ عليهالسلام
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا رسول الله انك لتحبّ عقيلا قال : إى والله إنّى لأحبّه حبين حبّا له وحبا
لحبّ أبى طالب له وإنّ ولده لمقتول فى محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلّى
عليه الملائكة المقربون ثمّ بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتى من بعدى .
٤ ـ عنه حدثنا
محمّد بن ابراهيم بن اسحاق رحمهالله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ ، عن علىّ بن الحسن
بن علىّ بن فضّال ، عن أبيه عن أبى الحسن على ابن موسى الرضا ، قال : من ترك السعى
فى حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء
يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا فى الجنان عينه ،
ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادّخر وحشر
يوم القيمة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من
النّار .
٥ ـ عنه حدثنا
محمّد بن على ماجيلويه ، رحمهالله قال : حدّثنا على بن ابراهيم ، عن أبيه عن الريان بن شبيب
قال دخلت على الرضا عليهالسلام فى أول يوم من المحرّم فقال لى يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت
لا فقال : إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليهالسلام ربه عزوجل فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا (وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ
أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليهالسلام.
ثم قال يا ابن
شبيب انّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى
__________________
يحرمون فيه الظلم
والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها صلىاللهعليهوآله لقد قتلوا فى هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله
فلا غفر الله لهم ذلك أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشىء فابك للحسين بن على بن
أبى طالب عليهالسلام فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر
رجلا ما لهم فى الأرض شبيهون وقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله.
لقد نزل إلى الأرض
من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الى أن يقوم
القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم يا لثارات الحسين يا ابن شبيب لقد حدثني أبى
عن أبيه عن جدّه عليهالسلام انه لما قتل الحسين جدّى صلوات الله عليه مطرت السماء دما
وترابا أحمر يا ابن شبيب ان بكيت على الحسين عليهالسلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا
كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا.
يا ابن شبيب إن
سرّك أن تلقى الله عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليهالسلام يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية فى الجنة مع
النبيّ وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين يا ابن شبيب إن سرك أن تكون لك من
الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليهالسلام فقل ما ذكرته يا ليتنى كنت معهم فافوز فوزا عظيما ، يا ابن
شبيب إن سرّك ان تكون معنا فى الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا
وعليك بولايتنا فلو ان رجلا تولّى حجر الحشرة الله معه يوم القيمة .
٦ ـ عنه حدثنا
الحسين بن أحمد بن ادريس ، رحمهالله قال حدثنا أبى قال حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال :
حدّثنا العباس بن معروف ، عن محمّد بن سهيل النجرانى ، رفعه إلى أبى عبد الله
الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : البكاءون خمسة
__________________
آدم ويعقوب ويوسف
وفاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله وعلىّ بن الحسين عليهمالسلام ، فأما آدم فبكى على الجنّة حتى صار فى خديه أمثال الأوديه
وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتّى قيل له (تَاللهِ تَفْتَؤُا
تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ).
أما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به
أهل السجن فقالوا : إمّا أن تبكى بالنهار وتسكت باللّيل ، وإمّا أن تبكى بالليل
وتسكت بالنهار فصالحهم على واحد منهما ، وأما فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله
فبكت على رسول الله حتى تأذّى بها أهل المدينة وقالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكاءك
فكانت تخرج الى المقابر مقابر الشهداء فتبكى حتى تقضى حاجتها ثم تنصرف.
أمّا على بن الحسين فبكى على الحسين عليهالسلام
عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام إلّا بكى حتى قال له مولى له جعلت
فداك يا ابن رسول الله إنى أخاف عليك ان تكون من الهالكين قال : إنما أشكو بثّي
وحزنى الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إنى لم أذكر مصرع بنى فاطمة الا
خنقتنى لذلك عبرة .
٧ ـ عنه حدثنا
أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، قال : حدّثنا أبى محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا
محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعرى ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤى ، عن الحسن
بن علىّ بن أبى عثمان ، عن علىّ بن المغيرة عن أبى عمار المنشد ، عن أبى عبد الله
، قال قال لى يا أبا عمار أنشدنى فى الحسين بن علىّ عليهالسلام ، قال فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى ، قال فو الله ما زلت
أنشده ويبكى حتى سمعت البكاء من الدار.
قال : فقال لى يا
أبا عمار من أنشد فى الحسين بن على عليهماالسلام فأبكى خمسين فله الجنة ، ومن أنشد فى الحسين ، فأبكى عشرة
فله الجنة ، ومن انشد فى الحسين فأبكى
__________________
واحدا فله الجنة ،
ومن أنشد فى الحسين فبكى فله الجنة ومن انشد فى الحسين فتباكى فله الجنة .
٨ ـ عنه حدّثنا
أبى رحمهالله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ،
عن علىّ بن حسان الواسطىّ ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمى ، عن داود بن كثير
الرقّي ، قال كنت عند أبى عبد الله عليهالسلام ، إذا استسقى الماء فلمّا شربه رأيته وقد استعبر واغرورقت
عيناه بدموعه ، ثم قال يا داود لعن الله قاتل الحسين فما انغص ذكر الحسين للعيش
انى ما شربت ماء باردا الا وذكرت الحسين وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليهالسلام ولعن قاتله إلّا كتب الله له مائة ألف حسنة ومحى عنه مائة
ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكان كأنّما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله يوم
القيمة أبلج الوجه .
٩ ـ عنه حدّثنا
محمّد بن موسى بن المتوكل ، رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميرىّ
، عن أحمد وعبد الله ابنى محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين
، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال : كان علىّ ابن الحسين عليهماالسلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليهالسلام حتّى تسيل على خدّه بوّأه الله تعالى بها فى الجنة غرفا
يسكنها أحقابا.
أيّما مؤمن دمعت
عيناه حتّى تسيل على خدّه فيما مسّنا من الأذى من عدوّنا فى الدّنيا بوّأه الله فى
الجنّة مبوّأ صدق ، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه من
مضاضة ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنّار .
١٠ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين
__________________
ابن أبى الخطّاب ،
عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف قال : قال لى أبو
عبد الله عليهالسلام : يا أبا هارون أنشدنى فى الحسين عليهالسلام فأنشدته قال : فقال لى : أنشدنى كما تنشدون يعنى بالرّقة ،
قال : فأنشدته :
امرر على جدث
الحسين
|
|
فقل لأعظمه
الزّكية
|
قال : فبكى ثمّ
قال : زدنى ، فأنشدته القصيدة الاخرى ، قال : فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر قال
: فلمّا فرغت ، قال : يا أبا هارون من أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فبكى وأبكى عشرة كتبت لهم الجنّة ، ومن أنشد فى
الحسين عليهالسلام شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنّة ، ومن ذكر الحسين عليهالسلام عنده فخرج من عينيه مقدار جناح ذبابة كان ثوابه على الله عزوجل ولم يرض له بدون الجنّة .
١١ ـ عنه حدّثنا
محمّد بن على ماجيلويه رضى الله عنه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن
أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسين بن علىّ بن أبى عثمان ، عن الحسن بن على بن
أبى المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال لى : يا أبا عمارة أنشدنى فى الحسين عليهالسلام قال : فأنشدته فبكى قال : ثمّ أنشدته فبكى قال : فو الله
ما زلت أنشده ويبكى حتّى سمعت البكاء من الدّار فقال لى : يا أبا عمارة من أنشد فى
الحسين بن علىّ عليهماالسلام شعرا فأبكى خمسين فله الجنّة.
من أنشد فى الحسين
عليهالسلام شعرا فأبكى أربعين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فأبكى عشرين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فأبكى عشرة فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فأبكى واحدا فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فبكى فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فتباكى فله الجنّة .
١٢ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد
__________________
ابن يحيى ، عن
محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح ابن عقبة ،
عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من أنشد فى الحسين عليهالسلام بيتا من شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة ، ومن أنشد
فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة ، فلم يزل حتّى قال : من أنشد فى
الحسين عليهالسلام شعرا فبكى ـ وأظنّة قال : أو تباكى ـ فله الجنة .
١٣ ـ ابن قولويه
حدّثنى محمّد بن جعفر الرزّاز القرشى قال حدّثنى ، خالى محمّد بن الحسين بن أبى
الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبى إسماعيل السّراج ، عن يحيى بن
معمر العطار ، عن أبى بصير عن أبى جعفر ، قال بكت الانس والجن والطير والوحش على
الحسين بن علىّ عليهالسلام ، حتى ذرفت دموعها .
١٤ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله تعالى ، وعلىّ بن
الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن أبى داود ،
عن سعيد بن عمر الجلاب ، عن الحارث الأعور ، قال قال علىّ عليهالسلام بأبى وأمىّ الحسين المقتول بظهر الكوفة والله كأنّى أنظر
إلى الوحوش مادّة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتّى
الصّباح فاذا كان ذلك فإيّاكم والجفاء .
١٥ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر القرشى الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن الحسن بن
علىّ بن أبى عثمان ، عن عبد الجبّار النهاوندى ، عن أبى سعيد ، عن الحسين بن ثوير
بن أبى فاختة ، ويونس بن ظبيان وأبى سلمة السّراج والمفضّل بن عمر كلّهم قالوا
سمعنا أبا عبد الله عليهالسلام يقول إنّ أبا عبد الله الحسين بن على عليهماالسلام لمّا مضى بكت عليه السّماوات السّبع ، والارضون السبع وما
فيهنّ وما بينهنّ ومن ينقلب عليهنّ والجنّة والنّار وما خلق ربّنا وما يرى وما لا
يرى
__________________
١٦ ـ عنه حدّثنى
أبى عن سعد بن عبد الله عن الحسين بن عبيد الله عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ،
عن عبد الجبّار النهاوندى ، عن أبى سعيد ، عن الحسين بن ثوير ، عن يونس وأبى سلمة
السّراج والمفضّل بن عمر قالوا سمعنا أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لمّا قضى الحسين بن على عليهماالسلام بكى عليه جميع ما خلق الله الّا ثلثه أشياء البصرة ودمشق
وآل عثمان .
١٧ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين ابن ثوير ، قال كنت أنا ويونس بن
ظبيان ، والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السّراج جلوسا عند أبى عبد الله عليهالسلام فكان المتكلّم يونس وكان أكبرنا سنّا وذكر حديثا طويلا
يقول : ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام إنّ ابا عبد الله عليهالسلام لمّا قضى بكت عليه السّماوات السّبع ، والأرضون السّبع وما
فيهنّ وما بينهنّ وما ينقلب فى الجنّة والنّار ، من خلق ربّنا وما يرى وما لا يرى
وبكى على أبى عبد الله إلّا ثلثه أشياء لم تبك عليه قلت جعلت فداك ما هذه الثلاثة
أشياء قال لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان بن عفّان .
١٨ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ،
عن أبى يعقوب عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا زرارة إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدّم
وأنّ الأرض بكت أربعين صباحا بالسّواد وأنّ الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف
والحمرة وأنّ الجبال تقطّعت وانتثرت وأنّ البحار تفجّرت وأنّ الملائكة بكت أربعين
صباحا على الحسين عليهالسلام.
__________________
ما اختضبت منّا
امرأة ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا
فى عبرة بعده ، وكان جدّى إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته وحتى يبكى لبكائه
رحمة له ، من رأه وأنّ الملائكة الّذين عند قبره ليبكون فيبكى لبكائهم كلّ من فى
الهواء والسّماء من الملائكة ولقد خرجت نفسه عليهالسلام فزفرت جهنّم زفرة كادت الأرض تنشقّ لزفرتها ولقد خرجت نفس
عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنّم شهقة لو لا أنّ الله حبسها
بخزّانها لأحرقت من على ظهر الأرض من فورها ولو يؤذن لها ما بقى شيء إلّا ابتلعته.
لكنّها مأمورة
مصفودة ولقد عتت على الخزّان غير مرّة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت
وانّها لتبكيه وتندبه وانّها لتلظّى على قاتله ولو لا من على الأرض من حجج الله
لنقضت الأرض واكفئت بما عليها وما تكثر الزلازل الّا عند اقتراب الساعة وما من عين
أحبّ الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه وما من باك يبكيه إلّا وقد وصل
فاطمة عليهاالسلام وأصعدها عليه ووصل رسول الله وأدّى حقّنا وما من عبد يحشر
الا وعيناه باكية الا الباكين على جدّى الحسين عليهالسلام.
فإنّه يحشر وعينه
قريرة والبشارة تلقّاه والسّرور بيّن على وجهه والخلق فى الفزع وهم آمنون والخلق
يعرضون وهم حدّاث الحسين عليهالسلام تحت العرش وفى ظلّ العرش لا يخافون سوء يوم الحساب يقال
لهم ادخلوا الجنّة فيأتون ويختارون حديثه ومجلسه وأنّ الحور لترسل إليهم انّا قد
اشتقناكم مع الولدان المخلّدين فما يرفعون رءوسهم إليهم لما يرون فى مجلسهم من
السّرور والكرامة وانّ اعدائهم من بين مسحوب بناصيته الى النّار ومن قائل مالنا من
شافعين ولا صديق حميم.
انّهم ليرون
منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم ولا يصلون إليهم وأنّ الملائكة لتأتيهم
بالرّسالة من أزواجهم ومن خدّامهم على ما أعطوا من الكرامة
فيقولون نأتيكم
إنشاء الله فيرجعون الى أزواجهم بمقالاتهم فيزدادون إليهم شوقا اذا هم خبّروهم بما
هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين عليهالسلام ، فيقولون : الحمد لله الّذي كفانا الفزع الأكبر وأهوال
القيامة ونجّانا ممّا كنّا نخاف ويؤتون بالمراكب والرّحال على النجائب فيستوون
عليها وهم فى الثّناء على الله والحمد لله والصّلاة على محمّد وإله حتى ينتهوا الى
منازلهم .
١٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن
عبد الله بن حماد البصرىّ ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن
مسكان ، عن أبى بصير قال كنت عند أبى عبد الله عليهالسلام أحدّثه فدخل عليه ابنه فقال له مرحبا وضمّه وقبّله وقال
حقّر الله من حقّركم وانتقم ممّن وتركم وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم ،
وكان الله لكم وليّا وحافظا وناصرا فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصدّيقين
والشهداء وملائكة السّماء ثمّ بكى وقال.
يا أبا بصير إذا
نظرت الى ولد الحسين أتانى ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وإليهم يا أبا بصير انّ
فاطمة عليهاالسلام لتبكيه وتشهق فتزفر جهنّم زفرة لو لا أنّ الخزنة يسمعون
بكائها وقد استعدّوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض
فيحفظونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض فلا
تسكن حتى يسكن صوت فاطمة الزهراء وانّ البحار تكاد أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض
وما منها قطرة الّا بها ملك موكّل.
فإذا سمع الملك
صوتها أطفأ نارها باجنحته وحبس بعضها على بعض مخافة على الدّنيا وما فيها ، ومن
على الأرض فلا تزال الملائكة مشفقين يبكونه لبكائها ، ويدعون الله ويتضرّعون إليه
ويتضرّع أهل العرش ومن حوله وترتفع
__________________
أصوات من الملائكة
بالتقديس لله مخافة على أهل الأرض ولو أنّ صوتا من أصواتهم يصل الى الأرض لصعق أهل
الأرض وتقطّعت الجبال وزلزلت الأرض بأهلها.
قلت جعلت فداك إنّ
هذا الأمر عظيم قال غيره أعظم منه ، ما لم تسمعه ، ثمّ قال لى يا أبا بصير أما
تحبّ أن تكون فيمن يسعد فاطمة عليهاالسلام فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق وما قدر على كلامى من
البكاء ثمّ قام إلى المصلّى يدعو فخرجت من عنده على تلك الحال فما انتفعت بطعام
وما جاءني النوم وأصبحت صائما وجلا حتّى أتيته ، فلمّا رأيته قد سكن سكنت وحمدت
الله حيث لم تنزل بى عقوبة .
٢٠ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله ، وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله ، عن أحد بن محمّد بن
عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعى بن عبد الله ، عن الفضيل بن
يسار ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال مالكم لا تأتونه يعنى قبر الحسين عليهالسلام فانّ أربعة آلاف ملك يبكون عند قبره الى يوم القيمة .
٢١ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن
عبد الله بن القاسم عن عمر بن أبان الكلبى ، عن أبان بن تغلب ، قال قال أبو عبد
الله عليهالسلام إنّ أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن على عليهماالسلام لم يؤذن لهم فى القتال فرجعوا فى الاستيذان فهبطوا وقد قتل
الحسين عليهالسلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيمة رئيسهم ملك
يقال له المنصور .
٢٢ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن علىّ بن اسماعيل
، عن حماد بن عيسى ، عن ربعى ، عن الفضيل ابن يسار قال قال أبو
__________________
عبد الله عليهالسلام ، مالكم لا تأتونه يعنى قبر الحسين عليهالسلام فانّ أربعة آلاف ملك يبكون عنده الى يوم القيمة .
٢٣ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبى
إسماعيل السّراج ، عن يحيى بن معمّر العطّار ، عن أبى بصير عن أبى جعفر عليهالسلام قال أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه الى يوم القيمة .
٢٤ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وعلىّ بن الحسين ، جميعا عن سعد ابن عبد الله ، عن أحمد بن
محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ، عن علىّ بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد
الله عليهالسلام قال : وكّل الله تعالى بالحسين عليهالسلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شعثا غبرا منذ يوم قتل
إلى ما شاء الله يعنى بذلك قيام القائم عليهالسلام .
٢٥ ـ عنه عن سعد ،
عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة عن مبارك العطّار ، عن محمّد بن قيس
، قال قال لى أبو عبد الله عليهالسلام عند قبر الحسين عليهالسلام أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه الى يوم القيمة .
٢٦ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ومحمّد بن الحسن ، وعلىّ بن الحسين ، جميعا عن سعد بن عبد
الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد بن
إسحاق بن إبراهيم ، عن هارون عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : وكل الله به أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه الى يوم
القيمة .
٢٧ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ،
عن صفوان بن يحيى ، عن حريز عن الفضيل ، عن أحدهما قال انّ على قبر الحسين عليهالسلام أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيمة قال
__________________
محمّد بن مسلم
يحرسونه .
٢٨ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس
بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعى قال قلت لأبى عبد الله عليهالسلام بالمدينة أين قبور الشّهداء ، فقال أليس أفضل الشّهداء
عندكم والّذي نفسى بيده إنّ حوله أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه الى يوم القيمة .
٢٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز ، قال حدّثنى محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن محمّد بن
إسماعيل بن بزيع ، عن إسماعيل السّراج ، عن يحيى ابن معمّر العطّار عن أبى بصير عن
أبى جعفر عليهالسلام قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين الى يوم القيمة
، فلا يأتيه أحد الّا استقبلوه ولا يمرض أحد الّا عادوه ولا يموت أحد الّا شهدوه.
٣٠ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علىّ بن عبد الله بن
المغيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان ، عن أبى حمزة الثماليّ عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ الله وكل بقبر الحسين عليهالسلام ، أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه ، من طلوع الفجر الى زوال
الشمس فاذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك فلم يزل يبكونه حتى
يطلع الفجر .
٣١ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ومحمّد بن عبد الله ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن
إبراهيم بن مهزيار ، عن أبى القاسم ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاق بن ابراهيم ،
عن هارون قال سئل رجل أبا عبد الله عليهالسلام وأنا عنده فقال ما لمن زار قبر الحسين عليهالسلام ، فقال: إنّ الحسين عليهالسلام لمّا أصيب بكته حتى البلاد ، فوكّل الله به أربعة آلاف ملك
شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيمة
__________________
٣٢ ـ عنه حدثني
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين عن الحسن بن
محبوب ، عن صباح الحذاء ، عن محمّد بن مروان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول : زوروا الحسين عليهالسلام ، ولو كلّ سنة فانّ كلّ من أتاه عارفا بحقّه غير جاحد لم
يكن له عوض غير الجنة ورزق رزقا واسعا وآتاه الله بفرج عاجل انّ الله وكّل بقبر
الحسين بن علىّ عليهماالسلام أربعة آلاف ملك كلّهم يبكونه ويشيعون من زاره الى أهله فان
مرض عادوه وان مات شهدوا جنازته بالاستغفار له والتّرحم عليه .
٣٣ ـ عنه حدّثنى
أبى عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عن سيف بن عميرة ،
عن بكر بن محمّد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : وكل الله قبر الحسين عليهالسلام سبعين ألف ملكا شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيمة ، يصلّون
عنده الصّلاة الواحدة من صلواتهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميّين يكون ثواب
صلاتهم وأجر ذلك لمن زار قبره .
٣٤ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن صفوان بن يحيى ،
عن حنان بن سدير ، عن مالك الجهنى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال انّ الله وكّل بالحسين عليهالسلام ملكا فى أربعة آلاف ملك يبكونه ويستغفرون لزوّاره ويدعون
الله
٣٥ ـ عنه حدثني
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرىّ ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ
قال : حدثنا الهيثم بن واقد ، عن عبد الملك ابن مقرن ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : إذا زرتم أبا عبد الله عليهالسلام ، فالزموا الصّمت الّا من خير وأنّ
__________________
ملائكة اللّيل
والنّهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدّة
البكاء فينتظرونهم حتّى تزول الشمس وحتى ينوّر الفجر ثمّ يكلّمونهم ويسألونهم عن
أشياء من أمر السّماء.
فأمّا ما بين هذين
الوقتين فإنهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء ولا يشغلونهم فى هذين
الوقتين عن أصحابهم فانّما شغلهم بكم اذا نطقتم ، قلت جعلت فداك وما الّذي
يسألونهم عنه وايّهم يسأل صاحبه الحفظة واهل الحائر ، قال : أهل الحائر يسألون الحفظة
لأنّ أهل الحائر من ملائكة لا يبرحون والحفظة تنزل وتصعد قلت فما ترى يسألونهم عنه
قال انّهم يمرّون اذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهواء فربما وافقوا النبيّ صلىاللهعليهوآله وعنده فاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة من مضى منهم
فيسألونهم عن أشياء ومن حضر منكم الحائر ويقولون بشّروهم بدعائكم.
فتقول الحفظة كيف
نبشّرهم وهم لا يسمعون كلامنا فيقولون لهم باركوا عليهم وادعوا لهم عنّا فهى ،
البشارة منّا فاذا انصرفوا فحفّوهم بأجنحتكم حتى يحسّوا مكانكم وانّا نستودعهم
الّذي لا تضيع ودايعه ولو يعلمون ما فى زيارته من الخير ، ويعلم ذلك النّاس
لاقتتلوا على زيارته بالسّيوف ولباعوا أموالهم فى إتيانه وانّ فاطمة عليهاالسلام إذا نظرت إليهم ومعها ألف نبىّ وألف صدّيق وألف شهيد ومن
الكرّوبيين ألف ألف.
يسعدونها على
البكاء وانّها لتشهق شهقة فلا يبقى فى السموات ملك الّا بكى رحمة لصوتها وما تسكن
حتى يأتيها النبيّ صلىاللهعليهوآله فيقول يا بنيّة قد أبكيت أهل السموات وشغلتهم عن التّسبيح
والتقديس ، فكفّى حتّى يقدّسوا فانّ الله بالغ أمره وانّها لتنظر الى من حضر منكم
، فتسأل الله لهم من كلّ خير ولا تزهدوا فى إتيانه
فانّ الخير فى
إتيانه أكثر من أن يحصى .
٣٦ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه عن علىّ بن محمّد بن سالم عن محمّد
بن خالد عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال
حدثنا أبو عبيدة البزّاز عن حريز عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قلت له جعل فداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب
آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم فقال : إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة
فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به فى مدّته فاذا انقضى ما فيها ممّا أمر به عرف أنّ
أجله قد حضر وأتاه النبيّ صلىاللهعليهوآله ينعى إليه نفسه واخبره بما له عند الله.
إنّ الحسين عليهالسلام قرأ صحيفته الّتي أعطيها وفسّر له ما يأتى وما يبقى وبقى
منها أشياء ، لم تنقض فخرج الى القتال فكانت تلك الأمور الّتي بقيت أن الملائكة
سألت الله فى نصرته فاذن لهم فمكثت تستعدّ للقتال وتأهبت لذلك حتى قتل فنزلت الملائكة
وقد انقطعت مدّته وقتل عليهالسلام فقالت الملائكة يا ربّ اذنت لنا بالانحدار فى نصرته
فانحدرنا وقد قبضته فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم ان الزموا قبّته حتى ، ترونه
وقد خرج فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته وانّكم خصصتم بنصرته والبكاء
عليه فبكت الملائكة حزنا وجزعا على ما فاتهم من نصرة الحسين عليهالسلام فاذا خرج عليهالسلام يكونون أنصاره .
٣٧ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة مشايخنا عن علىّ بن الحسين ، ومحمّد بن الحسن ، عن
سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمى ، عن علىّ الأزرق
، عن الحسن بن الحكم النخعي ، عن رجل ، قال سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام فى الرّحبة وهو يتلو هذه الآية (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ
وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) وخرج عليه الحسين من بعض أبواب المسجد فقال : أما إنّ هذا
__________________
سيقتل وتبكى عليه
السماء والأرض .
٣٨ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز عن محمّد بن الحسن ، عن الحكم بن مسكين ، عن داود بن عيسى
الأنصاري ، عن محمّد بن عبد الرّحمن ابن أبى ليلى ، عن ابراهيم النخعي قال خرج
امير المؤمنين عليهالسلام فجلس فى المسجد واجتمع أصحابه حوله وجاء الحسين عليهالسلام حتى قام بين يديه فوضع يده ، على رأسه فقال يا بنىّ إنّ
الله عيّر أقواما بالقرآن فقال (فَما بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) وأيم الله ليقتلنّك بعدى ثمّ تبكيك السّماء والأرض .
٣٩ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن وهب ابن حفص النّحاس ، عن أبى بصير ، عن
أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ الحسين عليهالسلام بكى لقتله السّماء والأرض واحمرّتا ولم تبكيا على أحد قطّ
إلّا على يحيى بن زكريّا والحسين بن علىّ عليهماالسلام .
٤٠ ـ عنه حدّثنى
علىّ بن الحسين بن موسى بن بابويه وغيره عن سعد بن عبد الله عن محمّد بن عبد
الجبّار ، عن الحسن بن علىّ بن فضال ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الله بن هلال ،
قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إنّ السّماء بكت على الحسين بن على ويحيى بن زكريّا
ولم تبك على أحد غيرهما قلت وما بكاؤها قال مكثت أربعين يوما تطلع بحمرة وتغرب
بحمرة قلت فذاك بكاؤها قال نعم .
٤١ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن عبد الله بن أحمد ، عن عمر بن سهل
، عن علىّ بن مسهر القرشى قال حدّثتنى جدّتى انّها ادركت الحسين بن علىّ حين قتل
فمكثنا سنة وتسعة أشهر والسّماء مثل العلقة مثل الدّم ما ترى الشمس
__________________
٤٢ ـ عنه حدثني
علىّ بن الحسين بن موسى ، عن على بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه عن ابن فضّال ، عن
أبى جميلة عن محمّد بن علىّ الحلبي ، عن ابى عبد الله عليهالسلام فى قوله تعالى : (فَما بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) قال لم تبك السّماء على أحد منذ قتل يحيى بن زكريّا حتّى
قتل الحسين عليهالسلام فبكت عليه .
٤٣ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز القرشى ، قال حدثني محمّد ابن الحسين بن أبى الخطاب ، عن
صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال احمرت السّماء حين قتل الحسين عليهالسلام سنة ويحيى بن زكريّا وحمرتها بكاؤها .
٤٤ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن
بن علىّ بن فضال ، عن ابن بكير عن زرارة ، عن عبد الخالق بن عبد ربّه ، قال سمعت
أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «لم يجعل الله (لَهُ مِنْ قَبْلُ) الحسين بن علىّ لم يكن له من قبل سميّا ويحيى بن زكريّا عليهماالسلام لم يكن له من قبل سميّا ، ولم تبك السّماء إلّا عليهما
أربعين صباحا قال قلت : ما بكاؤها قال كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء .
٤٥ ـ عنه حدثني
علىّ بن الحسين بن موسى ، عن علىّ بن ابراهيم ، وسعد بن عبد الله جميعا عن ابراهيم
بن هاشم ، عن علىّ بن فضّال ، عن أبى جميلة عن جابر عن أبى جعفر عليهالسلام ، قال ما بكت السّماء على أحد بعد يحيى بن زكريّا إلّا على
الحسين ابن علىّ عليهماالسلام ، فانّها بكت عليه أربعين يوما .
٤٦ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفى ، عن محمّد بن الحسن بن على
__________________
أبى الخطاب ، عن
جعفر بن بشير ، عن كليب بن معاوية الأسدي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال لم تبك السماء إلّا على الحسين بن علىّ ويحيى ابن
زكريّا عليهمالسلام .
٤٧ ـ عنه ، عن
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعد عن محمّد بن
سلمة ، عمّن حدّثه قال لمّا قتل الحسين بن على عليهالسلام امطرت السّماء ترابا أحمر .
٤٨ ـ عنه حدّثنى
حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، عن محمّد ابن أبى عمير ، عن الحسين بن
عيسى ، عن أسلم بن القاسم ، قال : أخبرنا عمر بن وهب ، عن أبيه عن علىّ بن الحسين عليهالسلام قال : إنّ السّماء لم تبك منذ وضعت إلّا على يحيى بن
زكريّا والحسين بن على عليهماالسلام قلت أىّ شى كان بكاؤها قال كانت اذا استقبلت بثوب وقع على
الثوب شبه أثر البراغيث من الدّم .
٤٩ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد
بن عيسى ، عن موسى بن الفضل ، عن حنان ، قال قلت لأبى عبد الله عليهالسلام ما تقول فى زيارة قبر أبى عبد الله الحسين عليهالسلام فانّه بلغنا عن بعضهم انّها تعدل حجّة وعمرة قال لا تعجب
بالقول هذا كلّه ولكن زره ولا تجفه فانّه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة
وشبيه يحيى بن زكريّا وعليهما بكت السّماء والأرض .
٥٠ ـ عنه باسناده
عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن غير واحد ، عن جعفر بن بشير ، عن حماد ، عن عامر بن
معقل عن الحسن بن زياد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال كان قاتل يحيى بن زكريّا ولد زنا ، وقاتل الحسين عليهالسلام ولد زنا ولم تبك
السّماء على أحد الّا عليهما قال قلت وكيف تبكى قال تطلع الشمس فى حمرة وتغيب فى
حمرة
__________________
٥١ ـ عنه حدّثنى
أبى وعلىّ بن الحسين رحمهماالله جميعا عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
الحسن بن علىّ الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الله بن هلال ، عن أبى عبد الله
عليهالسلام قال سمعته يقول : إنّ السّماء بكت على الحسين بن على ويحيى
بن زكريّا ولم تبك على أحد غيرهما قلت : وما بكاؤها قال مكثوا أربعين يوما تطلع
الشمس بحمرة وتغرب بحمرة قلت فذاك بكاؤها قال نعم .
٥٢ ـ عنه باسناده
عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي محمّد بن خالد ، عن عبد العظيم
ابن عبد الله الحسنى عن الحسن بن الحكم النخعي ، عن كثير بن شهاب الحارثى قال :
بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين عليهالسلام فى الرّحبة اذ طلع الحسين عليهالسلام عليه فضحك علىّ عليهالسلام ضحكا حتى بدت نواجده ثمّ قال : انّ الله ذكر قوما وقال : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ
وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليقتلنّ هذا ولتبكينّ عليه
السّماء والأرض .
٥٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن
عبد العظيم ، عن الحسن ، عن أبى سلمة قال : قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام ما بكت السّماء والأرض الّا على يحيى بن زكريّا والحسين عليهماالسلام .
٥٤ ـ عنه حدّثنى
أبى وأخى رحمهماالله عن أحمد بن إدريس ، ومحمّد بن يحيى جميعا ، عن العمركى بن
على البوفكىّ قال حدّثنا يحيى ، وكان فى خدمة أبى جعفر الثانى عليهالسلام ، عن علىّ ، عن صفوان الجمّال ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سألته فى طريق المدينة ونحن نريد مكة فقلت : يا ابن
رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا منكسرا فقال لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسئلتى ،
قلت فما الذي تسمع قال :
__________________
ابتهال الملائكة
الى الله عزوجل على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين عليهماالسلام ونوح الجنّ وبكاء الملائكة الذين حوله وشدّة جزعهم فمن
يتهنّأ مع هذا بطعام أو بشراب أو نوم .
٥٥ ـ عنه باسناده
عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد قال حدّثنى أبو معشر عن الزهرى ، قال : لمّا قتل
الحسين عليهالسلام امطرت السّماء دما وقال عمر بن سعد وحدّثنى أبو معشر عن
الزهرى قال لمّا قتل الحسين عليهالسلام لم يبق فى بيت المقدس حصاة الّا وجد تحتها دم عبيط .
٥٦ ـ عنه حدثني
أبى عن محمّد بن الحسن بن مهزيار ، عن أبيه عن علىّ بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد
، عن فضالة بن أيوب ، عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : كان الذي قتل الحسين بن على عليهالسلام ولد زنا والذي قتل يحيى بن زكريّا ولد زنا وقال : احمرّت
السماء حين قتل الحسين بن على سنة ثم قال بكت السماء والأرض على الحسين بن على
وعلى يحيى بن زكريّا وحمرتها بكاؤها .
٥٧ ـ عنه حدثني
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن
رزين ، عن محمّد بن مسلم عن أبى جعفر عليهالسلام قال : كان علىّ بن الحسين عليهماالسلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه ، لقتل الحسين بن علىّ عليهماالسلام دمعة حتى تسيل على خدة بوّأه الله بها فى الجنّة غرفا
يسكنها أحقابا وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خدّه فينا لأذى مسّنا من
عدوّنا فى الدّنيا بوّأه الله بها فى الجنّة مبوّأ صدق وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا
فدمعت عيناه حتى تسيل على خدّه من مضاضة ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى
وآمنه يوم القيمة من سخطه و
__________________
النّار .
٥٨ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن أبى عبد الله الجامورانى ، عن
الحسن بن على بن أبى حمزة ، عن أبيه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد فى كلّ ما
جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن على عليهماالسلام فانّه فيه مأجور .
٥٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز عن خاله ، محمّد بن الحسين الزيات ، عن محمّد بن إسماعيل ،
عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل له ، ومن ذكر الحسين عليهالسلام عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه
على الله عزوجل ولم يرض له بدون الجنّة .
٦٠ ـ عنه حدثني
حكيم بن داود بن الحكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال حدّثنا بكار بن أحمد القسّام ،
والحسن بن عبد الواحد ، عن محول بن إبراهيم ، عن الرّبيع ، عن منذر ، عن أبيه ،
قال : سمعت علىّ بن الحسين عليهماالسلام يقول من قطرت
عيناه فينا قطرة ودمعت عيناه فينا دمعة بوّأه الله بها فى الجنّة غرفا يسكنها
أحقابا وأحقابا .
٦١ ـ عنه حدثني
محمّد بن جعفر القرشى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن الحسن بن علىّ ،
عن ابن أبى عمير ، عن علىّ بن المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد قال : ما ذكر الحسين
بن علىّ عليهالسلام عند أبى عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام فى يوم قطّ فرأى أبو عبد الله عليهالسلام فى ذلك اليوم متبسّما قطّ الى الليل .
٦٢ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن
__________________
محمّد بن سالم ،
عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن
الأصمّ ، عن مسمع بن عبد الملك كردين البصرى قال : قال لى أبو عبد الله عليهالسلام ، يا مسمع أنت من أهل العراق ، أما تأتى قبر الحسين عليهالسلام ، قلت لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة وعندنا من يتبع هوى
هذا الخليفة عدوّنا كثير من أهل القبائل من النّصاب وغيرهم ولست آمنهم أن يرفعوا
حالى عند ولد سليمان فيمثّلون بى قال لى أفما تذكر ما صنع به قلت نعم.
قال فتجزع قلت أى
والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلى اثر ذلك علىّ فامتنع من الطّعام حتى يستبين ذلك
فى وجهى ، قال رحم الله دمعتك أما أنّك من الّذين يعدّون من أهل الجزع لنا والّذين
يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنّا أنّك سترى عند
موتك حضور آبائى لك ووصيّتهم ملك الموت بك ، وما يلقونك به من البشارة أفضل ولملك
الموت أرقّ عليك وأشدّ رحمة لك من الأمّ الشفيقة على ولدها قال ثمّ استعبر
واستعبرت معه.
فقال : الحمد لله
الذي فضّلنا على خلقه بالرّحمة وخصّنا أهل البيت بالرّحمة يا مسع إنّ الأرض
والسّماء لتبكى منذ قتل أمير المؤمنين عليهالسلام رحمة لنا وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع
الملائكة منذ قتلنا وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا الّا رحمهالله. قبل أن تخرج الدّمعة من عينه فاذا سالت دموعه على خدّه
فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت فى جهنّم لأطفئت حرّها حتّى لا يوجد لها حرّ وانّ
الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة.
لا تزال تلك
الفرحة فى قلبه حتى يرد علينا الحوض وانّ الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه حتى
أنّه ليذيقه من ضروب الطّعام ما لا يشتهى أن يصدر عنه يا مسمع من شرب منه شربة لم
يظمأ بعدها أبدا ولم يستق بعدها أبدا وهو فى برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل
أحلى من العسل وألين من الزّبد وأصفى من
الدّمع وأذكى من
العنبر ، يخرج من تسنيم ويمرّ بأنهار الجنان يجرى على رضراض الدّر والياقوت فيه من
القدحان أكثر من عدد نجوم السّماء.
يوجد ريحه من
مسيرة ألف عام قد حانه من الذهب والفضّة وألوان الجوهر يفوح فى وجه الشارب منه كلّ
فائحة حتى يقول الشارب منه يا ليتنى تركت هاهنا لا أبغى بهذا بدلا ولا عنه تحويلا
، أما انّك يا ابن كردين ممّن تروى منه وما من عين بكت لنا الّا نعمت بالنظر الى
الكوثر وسقيت منه من أحبّنا وأنّ الشّارب منه ليعطى من اللّذة والطعم ، والشهوة له
اكثر ممّا يعطاه من هو دونه فى حبّنا وأنّ على الكوثر أمير المؤمنين عليهالسلام وفى يده عصا من عوسج يحطم بها أعدائنا ، فيقول الرّجل منهم
انّى أشهد الشهادتين فيقول انطلق إلى امامك فلان فاسئله أن يشفع لك.
فيقول تبرّأ منّى
امامى الذي تذكره فيقول ارجع إلى ورائك فقل للّذى كنت تتولّاه وتقدّمه على الخلق
فاسئله اذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك ، فانّ خير الخلق من يشفع فيقول انّى
أهلك عطشا فيقول له زادك الله ظما وزادك الله عطشا قلت جعلت فداك وكيف يقدر على
الدنوّ من الحوض ، ولم يقدر عليه غيره ، فقال ورع عن أشياء قبيحة وكفّ عن شتمنا
أهل البيت اذا ذكرنا ، وترك أشياء اجترى عليها غيره وليس ذلك لحبّنا ولا لهوى منه
لنا ، ولكن ذلك لشدّة اجتهاد فى عبادته وتديّنه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر النّاس
فاما قلبه فمنافق ودينه النصب وأتباعه أهل النصب وولاية الماضين وتقدّمه لهما على
كلّ أحد .
٦٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين ابن سعيد ، عن
عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن عبد الله ابن بكير
الأرجانى ، وحدّثنى أبى رحمهالله عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عبد
الله بن زرارة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ عن
__________________
عبد الله بن بكير
، قال حججت مع أبى عبد الله عليهالسلام فى حديث طويل ، فقلت يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين
بن على عليهالسلام ، هل كان يصاب فى قبره شيء فقال يا ابن بكير ما أعظم
مسائلك.
إنّ الحسين عليهالسلام
مع أبيه وأمّه وأخيه فى منزل رسول الله صلىاللهعليهوآله
ومعه يرزقون ويحبرون ، وانّه لعن يمين العرش متعلّق به يقول : يا ربّ أنجز لى ما
وعدتنى وانّه لينظر الى زوّاره وانّه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما فى
رحالهم من أحدهم بولده وانّه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل إياه الاستغفار
له ويقول أيّها الباكى لو علمت ما أعدّ الله لك لفرحت اكثر ممّا حزنت وانّه
ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة .
٦٤ ـ عنه حدثني
حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير ، عن بكر بن محمّد ،
عن فضيل بن يسار عن أبى عبد الله عليهالسلام قال من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح بعوضة غفر له
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر .
٦٥ ـ عنه حدّثنى
حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسن بن علىّ ، عن العلا بن رزين القلا ،
عن محمّد بن مسلم عن أبى جعفر عليهالسلام قال : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليهالسلام دمعة حتى تسيل على خدّه بوأه الله بها غرفا فى الجنّة
يسكنها أحقابا .
٦٦ ـ عنه عن سلمة
عن علىّ بن سيف ، عن بكر بن محمّد ، عن فضيل بن فضالة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على
النّار
__________________
٦٧ ـ عنه حدّثنا
أبو العبّاس القرشى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن محمّد بن إسماعيل ،
عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا أبا هارون أنشدنى فى الحسين عليهالسلام قال فأنشدته ، فبكى ، فقال أنشدنى كما تنشدون يعنى بالرّقة
قال : فانشدته :
امرر على جدث
الحسين
|
|
فقل لأعظمه
الزكيّة
|
قال : فبكى ثمّ
قال زدنى قال فانشدته القصيدة الأخرى قال فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر قال
فلمّا فرغت قال لى يا با هارون من أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنّة ومن أنشد فى الحسين
شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا
كتبت لهما الجنّة ومن ذكر الحسين عليهالسلام عنده فخرج من عينه من الدّموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه
على الله ولم يرض له بدون الجنّة .
٦٨ ـ عنه حدّثنى
أبو العبّاس عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ، عن حسن بن علىّ
بن أبى المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قال لى يا أبا عمارة أنشدنى للعبدى فى الحسين عليهالسلام قال فأنشدته فبكى ثمّ أنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى ، قال فو
الله ما زلت انشده ويبكى حتى سمعت البكاء من الدار.
فقال لى يا أبا
عمارة من أنشد فى الحسين عليهالسلام شعرا فأبكى خمسين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين شعرا
فأبكى أربعين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين شعرا فأبكى ثلثين فله الجنّة ومن
أنشد فى الحسين شعرا فابكى عشرين فله الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فأبكى عشرة
فله الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فتباكى فله الجنّة
__________________
٦٩ ـ حدّثنى محمّد
بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبى عمير ، عن عبد الله بن حسان ، عن أبى
شعبة عن عبد الله بن غالب ، قال دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام فانشدته مرثية الحسين عليهالسلام ، فلمّا انتهيت الى هذا الموضع :
لبليّة تسقوا
حسينا
|
|
بمسقاة الثرى غير
التراب
|
فصاح باكية من
وراء الستر وا أبتاه .
٧٠ ـ عنه عن محمّد
بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : من أنشد فى الحسين عليهالسلام بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة ، ومن أنشد فى
الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة فلم يزل حتى قال من أنشدنى فى الحسين
بيتا فبكى وأظنّه قال وتباكى فله الجنّة .
٧١ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن
إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف قال دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام ، فقال لى : أنشدنى فأنشدته فقال لا كما تنشدون وكما ترثيه
عند قبره قال فانشدته.
امرر على جدث
الحسين
|
|
فقل لا عظمه
الزكيّة
|
قال فلمّا بكى
أمسكت أنا فقال مر فمررت قال ثم قال زدنى زدنى قال فأنشدته :
يا مريم قومى
فاندبى مولاك
|
|
وعلى الحسين
فاسعدى ببكاك
|
قال فبكى وتهايج
النساء قال : فلمّا أن سكتن قال لى يا با هارون من أنشد فى الحسين عليهالسلام فأبكى عشرة فله الجنّة ثمّ جعل ينقص واحدا واحدا حتى بلغ
الواحد فقال من أنشد فى الحسين فابكى واحدا فله الجنّة ثم قال من ذكره فبكى فله
__________________
الجنّة .
٧٢ ـ عنه روى عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال : لكلّ شيء ثواب الّا الدمعة فينا .
٧٣ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، عن الحسن بن علىّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن
محمّد بن سنان ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : من أنشد فى الحسين بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم
الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة فلم يزل حتى
قال من أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأظنّه قال أو تباكى فله الجنّة .
٧٤ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز ، الكوفى ، عن محمّد بن الحسين ، عن الخشاب ، عن علىّ بن
حسان ، عن عبد الرّحمن بن كثير عن داود الرقى ، قال : كنت عند أبى عبد الله عليهالسلام اذا استسقى الماء : فلمّا شربه رأيته قد استعبر واغرورقت
عيناه بدموعه ثمّ قال لى : يا داود ، لعن الله قاتل الحسين عليهالسلام ، فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليهالسلام ولعن قاتله الّا كتب الله له مائة ألف حسنة وحطّ عنه مائة
ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة الف نسمة وحشره الله تعالى يوم
القيمة ثلج الفؤاد .
٧٥ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين
بن أبى الخطاب ، عن أبى داود المسترق عن بعض أصحابنا ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال بكى علىّ بن الحسين على أبيه حسين بن علىّ صلوات
الله عليهما ، عشرين سنة أو أربعين سنة ، وما وضع بين يديه طعام إلّا بكى على
الحسين حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله انّى أخاف عليك أن تكون من
الهالكين ، قال : إنمّا اشكو بثّى وحزنى الى الله وأعلم من الله
__________________
ما لا تعلمون ،
انّى لم أذكر مصرع بنى فاطمة الّا خنقتنى العبرة لذلك .
٧٦ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز عن خاله ، محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب الزّيات عن علىّ
بن أسباط ، عن إسماعيل بن منصور ، عن بعض أصحابنا قال أشرف مولى لعلىّ بن الحسين عليهالسلام وهو فى سقيفة له ساجد يبكى فقال يا مولاى يا علىّ بن
الحسين أما آن لحزنك ان ينقضى ، فرفع رأسه إليه وقال : ويلك أو ثكلتك أمّك والله
لقد شكى يعقوب الى ربّه فى أقلّ ممّا رأيت حتّى قال يا أسفى على يوسف انّه فقد
ابنا واحدا وأنا رأيت أبى وجماعة أهل بيتى يذبحون حولى ، قال وكان علىّ بن الحسين عليهماالسلام يميل الى ولد عقيل فقيل له ما بالك الى بنى عمّك هؤلاء دون
آل جعفر فقال انّى أذكر يومهم مع أبى عبد الله الحسين بن على عليهماالسلام فأرقّ لهم .
٧٧ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وعلىّ بن الحسين ، ومحمّد بن الحسن رحمهمالله ، جميعا عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ،
عن سعيد بن جناح ، عن أبى يحيى الحذّاء ، عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليهالسلام قال نظر أمير المؤمنين عليهالسلام الى الحسين ، فقال يا عبرة كلّ مؤمن ، فقال أنا يا أبتاه
قال نعم يا بنىّ .
٧٨ ـ عنه حدّثنى
جماعة مشايخى عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن عبد الله ، عن الحسن بن
علىّ بن أبى عثمان ، عن الحسن بن على بن عبد الله بن المغيرة ، عن أبى عمارة
المنشد ، قال ما ذكر الحسين عليهالسلام عند أبى عبد الله عليهالسلام فى يوم قطّ فرأى أبو عبد الله عليهالسلام متبسّما فى ذلك اليوم الى الليل وكان عليهالسلام يقول الحسين عليهالسلام عبرة كلّ مؤمن.
__________________
٧٩ ـ عنه حدّثنى
أبى عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن إسماعيل بن مهران ، عن على
بن أبى حمزة ، عن أبى بصير ، قال قال أبو عبد الله عليهالسلام أنا قتيل العبرة .
٨٠ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن
محمّد بن خالد البرقي ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسن الخزاز عن هارون بن
خارجة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال كنّا عنده فذكرنا الحسين عليهالسلام وعلى قاتله لعنة الله فبكى أبو عبد الله عليهالسلام وبكينا قال : ثمّ رفع رأسه فقال : قال الحسين عليهالسلام أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الّا بكى
٨١ ـ عنه حدّثنى
علىّ بن الحسين السعدآبادي ، قال حدثني أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه عن
ابن مسكان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال الحسين عليهالسلام : أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علىّ أن لا يأتينى
مكروب قطّ الّا ردّه الله وقلبه إلى أهله مسرورا .
٨٢ ـ الكشى ،
حدثني نصر بن الصباح ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يحيى بن عمران ،
قال : حدثنا محمّد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال : كنا عند أبى عبد الله عليهالسلام ونحن جماعة من الكوفيين ، فدخل جعفر بن عفان على أبى عبد
الله ، فقربه وأدناه ، ثم قال : يا جعفر ، قال : لبيك جعلنى الله فداك ، فقال :
بلغنى انك تقول الشعر فى الحسين عليهالسلام وتجيد قال : نعم جعلنى الله فداك.
فقال : قل ، فأنشد
، فبكى عليهالسلام ومن حوله حتّى صارت الدموع على وجهه ولحيته ، ثم قال : يا
جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقرّبون هاهنا ، يسمعون قولك فى الحسين ولقد
بكوا كما بكينا ، أو أكثر ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر فى
__________________
ساعتك الجنة
بأسرها وغفر الله لك فقال : يا جعفر ألا أزيدك؟ قال : نعم يا سيّدى ، قال: ما من
أحد قال فى الحسين شعرا فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنة وغفر له .
٨٣ ـ الشيخ أبو على
الحسن بن محمّد بن الحسن بن على الطوسى رضى الله عنه ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد
الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن على رحمهالله قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : حدثنا أبو القاسم جعفر
بن قولويه رحمهالله قال : حدّثنى أبى قال : حدّثنى سعد بن عبد الله ، عن أحمد
بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ابن محبوب الزراد ، عن أبى محمّد الأنصاري عن معاوية
بن وهب ، قال : كنت جالسا عند جعفر بن محمّد عليهماالسلام اذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر فقال : السلام عليك ورحمة
الله وبركاته.
فقال له أبو عبد
الله : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا شيخ ادن منّى ، فدنا منه فقبل يده
فبكى ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : وما يبكيك يا شيخ؟ قال له : يا ابن رسول الله أنا مقيم
على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ولا
أراه فيكم ، فتلومنى ان أبكى ، قال : فبكى أبو عبد الله عليهالسلام ثم قال : يا شيخ ان اخرت منيّتك كنت معنا ، وان عجلت كنت
يوم القيامة مع ثقل رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال الشيخ : ما
أبالى ما فاتنى بعد هذا يا ابن رسول الله ، فقاله أبو عبد الله عليهالسلام. يا شيخ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنى تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا
: كتاب الله المنزل ، وعترتى أهل بيتى تجئ وأنت معنا يوم القيامة. قال : يا شيخ ما
أحسبك من أهل الكوفة. قال : لا قال : فمن أين أنت؟ قال : من سوادها جعلت فداك قال
: أين أنت من قبر جدّى المظلوم الحسين عليهالسلام؟ قال : انى لقريب منه.
__________________
قال : كيف اتيانك
له؟ قال : إنى لآتيه وأكثر ، قال : يا شيخ ذاك دم يطلب الله تعالى به ما اصيب ولد
فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين عليهالسلام ولقد قتل عليهالسلام وسبعة عشر من أهل بيته نصحوا الله وصبروا فى جنب الله ،
فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، انه اذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه الحسين عليهالسلام ويده على راسه يقطر دما ، فيقول : يا ربّ سل امّتى فيم
قتلوا ابنى وقال عليهالسلام : كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليهالسلام
٧٨ ـ باب عذاب قاتل الحسين عليهالسلام
١ ـ محمّد بن
يعقوب ، عن علىّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن
بن شمّون عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن كرّام قال : حلفت فيما بينى وبين
نفسى ألّا آكل طعاما بنهار أبدا حتّى يقوم قائم آل محمّد عليهمالسلام فدخلت على أبى عبد الله عليهالسلام قال : فقلت له : رجل من شيعتكم جعل الله عليه ألا يأكل
طعاما بنهار أبدا حتّى يقوم قائم آل محمّد؟ قال : فصم إذا يا كرّام ولا تصم
العيدين ولا ثلاثة التشريق ولا إذا كنت مسافرا ولا مريضا.
فانّ الحسين عليهالسلام لمّا قتل عجّت السماوات والارض ومن عليهما والملائكة ،
فقالوا : يا ربّنا ائذن لنا فى هلاك الخلق حتّى نجدّهم عن جديد الأرض بما استحلّوا
حرمتك ، وقتلوا صفوتك ، فأحى الله إليهم يا ملائكتى ويا سماواتى ويا أرضى اسكنوا ،
ثمّ كشف حجابا من الحجب فاذا خلفه محمّد صلىاللهعليهوآله واثنا عشر وصيّا له عليهمالسلام وأخذ بيد فلان القائم من بينهم. فقال : يا ملائكتى ويا
سماواتى ويا
__________________
أرضى بهذا انتصر
لهذا قالها ثلاث مرّات .
٢ ـ ابن قولويه
حدّثنى أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن
عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّ فى النار لمنزلة لم يكن يستحقّها أحد من الناس إلّا
قاتل الحسين ابن على ، ويحيى بن زكريّا عليهمالسلام .
٣ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد
بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبى عبد الله عليهمالسلام قال : سمعته يقول : تقتل والله ذرارى قتلة الحسين بفعل
آبائها .
٤ ـ عنه حدّثنى أبى
رحمهالله ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار عن أحمد بن
محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن عبد الخالق ، عن أبى
عبد الله عليهالسلام قال : كان قاتل الحسين عليهالسلام ولد زنا وقاتل يحيى بن زكريّا ولد زنا .
٥ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن جعفر القرشى الرزّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن علىّ
بن النعمان ، عن مثنّى ، عن سدير ، قال سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول انّ الله جعل قتل أولاد النبيّين من الامم الماضية
على يدى أولاد زنا .
٦ ـ عنه ، عن
محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : كان الّذي قتل الحسين بن علىّ عليهماالسلام ولد زنا والّذي قتل يحيى بن زكريّا ولد زنا .
٧ ـ عنه ، عن
محمّد بن الحسين ، عن علىّ بن أسباط ، عن إسماعيل ابن زكريّا ، عن بعض رجاله ، عن
أبى عبد الله عليهالسلام فى قول فرعون : (ذَرُونِي أَقْتُلْ
مُوسى)
__________________
فقيل له من كان
يمنعه قال كان لرشده لأنّ الأنبياء والحجج لا يقتلها ألّا أولاد زنا والبغايا.
٨ ـ عنه حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبى
عمير ، عن بعض أصحابه ، عن ابن مسكان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قاتل الحسين بن على ولد زنا .
٩ ـ عنه ، حدّثنى
أبى رحمهالله ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن
هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر عليهالسلام قال لا يقتل النبيّين وأولاد النبيّين الّا أولاد زنا .
١٠ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمهالله ، عن
سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقي ،
عن أبيه محمّد بن خالد ، عن عبد العظيم ابن عبد الله بن علىّ الحسنى ، عن الحسن بن
الحسين العمرى ، عن الحسين بن شدّاد الجعفى ، عن جابر ، عن أبى جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء الّا ولد زنا .
١١ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد
بن عيسى ، عن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن اسماعيل بن كثير قال
: سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : كان قاتل الحسين ابن علىّ ولد زنا ، وكان قاتل يحيى
بن زكريّا ولد زنا ولم تبك السماء والأرض إلّا لهما .
١٢ ـ الصدوق باسناده ، قال قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: إنّ موسى بن عمران سأل ربّه عزوجل فقال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له ،
فأوحى الله تعالى إليه :
__________________
يا موسى لو سألتنى
فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن على ابن أبى طالب عليهالسلام فانى أنتقم له من قاتله .
١٣ ـ عنه باسناده ، قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: إن قاتل الحسين بن على فى تابوت عليهماالسلام
من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، منكس فى
النار حتّى يقع فى قعر جهنّم وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربّهم ، من شدّة نتنه ،
وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم ، مع جميع من شايع على قتله كلما نضجت جلودهم
بدل الله عزوجل عليهم الجلود حتّى يذوقوا العذاب الأليم ، لا يفترّ عنهم ساعة
ويسقون من حميم جهنّم ، فالويل لهم من عذاب الله تعالى فى النار .
١٤ ـ عنه ، أبى رحمهالله قال : حدّثنى سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن
زياد القندى ، عن محمّد بن أبى حمزة ، عن عيص بن القاسم ، قال : ذكر عند أبى عبد
الله عليهالسلام قاتل الحسين ، فقال بعض أصحابه : كنت أشتهى أن ينتقم الله
منه فى الدنيا قال : كأنّك تستقلّ له عذاب الله؟ وما عند الله أشدّ عذابا وأشدّ
نكالا .
١٥ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن رضى
الله عنه قال : حدّثنى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن
عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنّ فى النار منزلة لم يكن يستحقّها أحد من النّاس إلّا بقتل الحسين بن علىّ
صلوات الله عليهما ويحيى بن زكريّا عليهماالسلام
.
١٦ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن علىّ ماجيلويه رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد ابن يحيى العطّار ، عن
محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن
__________________
بعض أصحابه عن أبى
عبد الله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليهاالسلام
قبّة من نور وأقبل الحسين عليهالسلام
رأسه على يده فاذا رأته شهقت شهقة لا يبقى فى الجمع ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل ولا
عبد مؤمن إلّا بكى لها فيمثّل الله عزوجل رجلا لها فى أحسن صورة وهو يخاصم قتلته
بلا رأس.
فيجمع الله قتلته
والمجهزين عليه ومن شرك فى قتله فيقتلهم حتّى أتى على آخرهم ، ثمّ ينشرون فيقتلهم
أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسن عليهالسلام ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسين عليهالسلام ثمّ ينشرون فلا يبقى من ذرّيّتنا أحد إلّا قتلهم قتلة ،
فعند ذلك يكشف الغيظ وينسى الحزن ، ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : رحم الله شيعتنا ، شيعتنا والله هم المؤمنون فقد والله
شركونا فى المصيبة بطول الحزن والحسرة .
١٧ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن
محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : القائم والله يقتل ذرارى قتله الحسين عليهالسلام بفعال آبائها .
١٨ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدثني محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن
أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن منصور ، عن رجل ، عن شريك يرفعه قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة عليهاالسلام فى لمّة من نسائها فيقال لها : ادخلى الجنّة ، فيقول : لا
أدخل حتّى أعلم ما صنع بولدى من بعدى فيقال لها : انظرى فى قلب القيامة فتنظر إلى
الحسين عليهالسلام قائما وليس عليه رأس فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصرخ
الملائكة لصراخنا.
فيغضب الله عزوجل لنا عند ذلك فيأمر نارا يقال لها هبهب قد أوقد عليها ألف
عام حتّى اسودّت لا يدخلها روح أبدا ، ولا يخرج منها غمّ أبدا ، فيقال : التقطى
__________________
قتله الحسين وحملة
القرآن فتلتقطهم ، فاذا صاروا فى حوصلتها صهلت وصهلوا بها ، وشهقت
وشهقوا بها وزفرت وزفروا بها ، فينطقون بألسنة ذلقة طلقة يا ربّنا فبما أوجبت لنا
النّار قبل عبدة الأوثان؟ فيأتيهم الجواب عن الله تعالى : أنّ من علم ليس كمن لا
يعلم .
١٩ ـ عنه ، عن
محمّد بن موسى بن المتوكّل ، رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد ابن يحيى العطّار ،
عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد
الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال : حدّثنى عبد الله بن بكر الأرّجانىّ قال : صحبت
أبا عبد الله عليهالسلام فى طريق مكّة من المدينة فنزل منزلا يقال له عسفان ثمّ
مررنا بجبل أسود ، على يسار الطريق وحش ، فقلت : يا ابن رسول الله ما أوحش هذا
الجبل؟ ما رأيت فى الطريق جبلا مثله؟
فقال : يا ابن بكر
أتدري أىّ جبل هذا؟ هذا جبل يقال له : الكمد وهو على واد من أودية جهنّم فيه قتلة
أبى الحسين عليهالسلام استودعهم الله ، يجرى من تحته مياه جهنّم من الغسلين
والصديد والحميم الآن وما يخرج من جهنّم وما يخرج من طينة خبال وما يخرج من لظى
وما يخرج من الحطمة وما يخرج من سقر وما يخرج من الجحيم وما يخرج من الهاوية وما
يخرج من السعير.
ما مررت بهذا
الجبل فى مسيرى فوقفت الّا رأيتهما يستغيثان ويتضرّعان وإنّى لأنظر إلى قتلة أبى
فأقول لهما : إنّ هؤلاء إنّما فعلوا لما أسّستما ، لم ترحمونا إذ ولّيتم وقتلتمونا
وحرمتمونا ، ووثبتم على حقّنا ، واستبدتم بالأمر دوننا ، فلا يرحم الله من يرحمكما
ذوقا وبال ما صنعتما وما الله بظلّام للعبيد .
٢٠ ـ عنه باسناده
، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن نصر بن
__________________
مزاحم ، عن عمر بن
سعد ، عن محمّد بن يحيى الحجازى ، عن إسماعيل بن داود أبى العبّاس الأسدي ، عن
سعيد بن الخليل ، عن يعقوب بن سليمان قال : سمرت أنا ونفر ذات ليلة فتذاكرنا قتل
الحسين عليهالسلام فقال رجل من القوم : ما تلبّس أحد بقتله الّا أصابه بلاء
فى أهله وماله ونفسه.
فقال شيخ من القوم
فهو والله ممّن شهد قتله وأعان عليه فما أصابه الى الآن أمر يكرهه ، فمقته القوم
وتغيّر السراج وكان دهنه نفطا ، فقام إليه ليصلح فأخذت النّار بإصبعه فنفخها ،
فأخذت بلحيته ، فخرج يبادر إلى الماء فألقى نفسه فى النهر وجعلت النّار ترضرضت على
رأسه فاذا أخرجه أحرقته حتّى مات لعنه الله
٢١ ـ عنه ،
باسناده ، عن عمر بن سعد ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال : قدم علينا رجل من
بنى دارم ممّن شهد قتل الحسين عليهالسلام مسودّ الوجه وكان رجلا جميلا شديد البياض ، فقلت له؟ ما
كدت أعرفك لتغيّر لونك ، فقال : قتلت رجلا من أصحاب الحسين أبيض بين عينيه أثر
السجود ، وجئت برأسه ، فقال القاسم : لقد رأيته على فرس له مرحا ، وقد علّق الرأس
بلبانها ، وهو يصيب ركبتيها ، قال : فقلت لأبى : لو أنّه رفع الرّأس قليلا أما ترى
ما تصنع به الفرس بيديها؟.
فقال لى : يا بنىّ
ما يصنع به أشدّ ، لقد حدّثنى فقال : ما نمت ليلة منذ قتلته الّا أتانى فى منامى
حتى يأخذ بكتفى فيقودنى ويقول : انطلق فينطلق بى إلى جهنّم فيقذف بى فيها حتّى
أصبح ، قال : فسمعت بذلك جارة له ، فقالت : ما تدعنا ننام شيئا من الليل من صياحه
قال فقمت فى شباب من الحىّ فأتينا امرأته فسألناها ، فقالت : قد أبدى على نفسه قد
صدقكم .
٢٢ ـ عنه ،
باسناده ، عن عمر بن سعد قال : حدّثنى أبو معاوية ، عن الأعمش عن عمّار بن عمير
التيمىّ قال : لمّا جيء برأس عبيد الله بن زياد لعنه الله ورءوس
__________________
أصحابه عليهم غضب
الله قال : انتهيت إليهم والناس يقولون : قد جاءت ، قال : فجاءت حية يتخلّل الرءوس
حتّى نحلت فى منخر عبيد الله بن زياد لعنه الله عليه ، ثمّ خرجت فدخلت فى المنخر
الآخر .
٢٣ ـ عنه ، حدّثنى علىّ بن أحمد بن عبد
الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، أحمد بن أبى عبد الله ، عن أبيه محمّد بن خالد ،
باسناده يرفعه إلى عنبسة الطائى ، عن أبى جبير ، عن علىّ بن أبى طالب عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يمثّل لفاطمة عليهاالسلام
رأس الحسين متشحّطا بدمه فتصيح : وا ولداه وا ثمرة فؤاداه ، فتصعق الملائكة لصيحة
فاطمة عليهاالسلام
وينادى أهل القيامة : قتل الله قاتل ولدك يا فاطمة.
قال فيقول الله عزوجل : ذلك أفعل به وبشيعته وأحبّائه وأتباعه ، وإنّ فاطمة عليهاالسلام فى ذلك اليوم على ناقة من نوق الجنّة مدبّجة الجبينين
واضحة الخدّين ، شهلاء العينين ، رأسها من الذهب المصفّى ، وأعناقها من المسك
والعنبر ، خطامها من الزبرجد الأخضر ، رحائلها درّ مفضض بالجوهر ، على الناقة هودج
، غشاوتها من نور الله ، وحشوها من رحمة الله.
خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا ، يحفّ
بهودجها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير ، والثناء على ربّ
العالمين ، ثمّ ينادى مناد من بطنان العرش ، يا أهل القيامة غضّوا أبصاركم فهذه
فاطمة بنت محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله
تمرّ على الصراط ، فتمرّ فاطمة عليهاالسلام وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف ،
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله
وتلقّى أعداؤها وأعداء ذرّيّتها فى جهنّم .
٢٤ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنى محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنى محمّد
ابن أحمد قال : حدّثنى عبد الله بن محمّد ، عن علىّ بن زياد ، عن محمّد بن علىّ
الحلبىّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام إنّ آل أبى سفيان قتلوا الحسين بن على عليهماالسلام
__________________
فنزع الله ملكهم ،
وقتل هشام زيد بن علىّ فنزع الله ملكه ، وقتل الوليد يحيى بن زيد فنزع الله ملكه ،
على قتله ذرّيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
٢٥ ـ المفيد ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن
على بن موسى ، قال حدثنا أبى ، قال حدثنا علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن
ابن أبى عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبى عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام
: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين فى صعيد واحد فينادى مناد غضّوا
أبصاركم ونكسوا رءوسكم حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله
الصراط قال فتغضّ الخلائق أبصارهم فتأتى فاطمة عليهاالسلام
على نجيب من نجب الجنّة يشيعها سبعون ألف ملك فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة.
ثمّ تنزل عن
نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن على بيدها مضمّخا بدمه وتقول يا ربّ هذا قميص ولدى
وقد علمت ما صنع به فيأتيها النداء من قبل الله عزوجل يا فاطمة لك عندى الرضا فتقول يا ربّ انتصر لى من قاتله ،
فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنّم فتلتقط قتلة الحسين بن على عليهماالسلام كما يلتقط الطير الحبّ ثمّ يعود العنق بهم الى النار
فيعذبون فيها بأنواع العذاب ثمّ تركب فاطمة عليهاالسلام نجيبها حتّى تدخل الجنّة ومعها الملائكة المشيعون لها وذرّيّتها
بين يديها وأوليائهم من الناس عن يمينها وشمالها .
٢٦ ـ أبو جعفر
الطبرى الامامى باسناده ، عن محمّد بن سليمان قال : حدّثنا عمر ، قال لمّا خفنا
أيّام الحجاج خرج نفر منا من الكوفة مشرّدين وخرجت معهم فصرنا إلى كربلاء وليس بها
موضع نسكنه فبيننا كوخا على شاطئ الفرات وقلنا نأوى إليه فبينا نحن فيه إذ جاءنا
رجل غريب منقطع به فلمّا غربت الشمس وأظلم
__________________
اللّيل اشعلنا
وكنّا نشعل بالنفط ثمّ جلسنا نتذاكر أمر الحسين مصيبته وقتله ومن تولّاه.
فقلنا ما بقى أحد
من قتلة الحسين إلّا رماه الله ببليّة فى بدنه فقال ذلك الرجل فانا كنت فيمن قتله
والله ما أصابنى سوء وإنّكم يا قوم تكذبون قال : فأمسكنا عنه وقلّ ضوء النفط فقام
ذلك الرجل ليصلح الفتيلة باصبعه أخذت النار كفه فخرج نارا حتّى ألقى نفسه فى
الفرات يتغوث به فو الله لقد رأيناه يدخل نفسه فى الماء والنار على وجه الماء فاذا
خرج رأسه سرت النار إليه فيغوصه الى الماء ، ثمّ يخرجه فتعود إليه فلم يزل دأبه
ذلك حتّى هلك.
٢٧ ـ أبو جعفر
الطوسى باسناده ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن الحسين بن على بن عفان ، عن
الحسين بن عطية ، قال : حدّثنا ناصح ، عن أبى عبد الله عن مرية جارية لهم قالت :
كان عندنا رجل خرج على الحسين عليهالسلام ثمّ جاء بجمل وزعفران ، قالت : فلمّا دقّوا الزعفران صار
نارا ، قالت : فجعلت المرأة تأخذ منه الشيء فتلطخه على يديها فيصير منه برص ، قالت
: ونحروا البعير قالت فكلّما جزّوا بالسكّين صار مكانها نارا ، قالت : فجعلوا
يسلخونه فيصير مكانه نارا ، قالت : فقطعوه فخرج منه النار.
قالت : فطبخوه
فكلّما أوقدوا النار فارت القدر نارا ، قالت : فجعلوه فى الجفنة فصار نارا ، قالت
: وكنت صبية يومئذ فأخذت عظما منه فطينت عليه فسقط وأنا يومئذ امرأة فأخذناه نصنع
منه اللعب. قالت : فلمّا جزرناه بالسكين خرج مكانه نارا فعرفنا انّه ذلك العظم
قذفناه .
٢٨ ـ عنه ،
باسناده ، أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا حسن
بن على بن عفان ، عن الحسن بن عطية ، قال : سمعت جدّى أبا
__________________
أمى بزيعا قال :
كنّا نمر ونحن غلمان زمن خالد على رجل فى الطريق جالس أبيض الجسد أسود الوجه ،
وكان الناس يقولون خرج على الحسين عليهالسلام .
٢٩ ـ قال : ابن طاوس : روى ابن رباح قال
رأيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين عليهالسلام
فسئل عن ذهاب بصره فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أنّى لم أضرب ولم أرم ،
فلمّا قتل رجعت إلى منزلى وصلّيت العشاء الأخيرة ونمت فأتانى آت فى منامى فقال أجب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فانه يدعوك فقلت ما لي وله فأخذ بتلابيبى وجرّنى إليه فاذا النبيّ صلىاللهعليهوآله
جالس فى صحراء ، حاسر عن ذراعيه أخذ بحربة وملك قائم بين يديه وفى يده سيف من نار.
فقتل أصحابى
التسعة فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام
عليك يا رسول الله فلم يرد علىّ ومكث طويلا ثمّ رفع رأسه وقال يا عدوّ الله انتهكت
حرمتى وقتلت عترتى ، ولم ترع حقّى وفعلت ما فعلت فقلت والله يا رسول الله ما ضربت
بسيف ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، قال صدقت ولكنّك كثرت السواد ادن منّى فدنوت
منه فاذا طست مملؤ دما فقال لى هذا دم ولدى الحسين عليهالسلام فكحلنى من ذلك الدم فانتبهت حتّى الساعة لا أبصر شيئا .
٣٠ ـ عنه ، قال : رأيت فى المجلّد
الثلاثين من تذييل شيخ المحدّثين ببغداد محمّد ابن النجّار فى ترجمة فاطمة بنت أبى
العبّاس الأزدى باسناده ، عن طلحة قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : إنّ موسى بن عمران سئل ربّه قال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له فأوحى
الله إليه يا موسى بن عمران لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل
الحسين بن على بن أبى طالب صلوات الله وسلامه عليهما
__________________
٣١ ـ قال المجلسى
: روى الديلمىّ فى فردوس الأخبار ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ موسى بن عمران سأل ربّه عزوجل فقال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له فأوحى الله أن :
يا موسى لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علىّ بن أبى
طالب فانّى أنتقم له منه .
٣٢ ـ عنه ، قال :
وحكى أنّ موسى بن عمران رآه إسرائيلىّ مستعجلا وقد كسته الصفرة واعترى بدنه الضعف
، وحكم بفرائصه الرّجف ، وقد اقشعرّ جسمه ، وغارت عيناه ونحف ، لأنّه كان إذا دعاه
ربّه للمناجاة يصير عليه ذلك من خيفة الله تعالى ، فعرفه الإسرائيلىّ وهو ممّن آمن
به ، فقال له : يا نبىّ الله أذنبت ذنبا عظيما فأسأل ربّك أن يعفو عنّى فأنعم ،
وسار.
فلمّا ناجى ربّه
قال له : يا ربّ العالمين أسألك وأنت العالم قبل نطقى به فقال تعالى: موسى ما
تسألنى أعطيتك ، وما تريد أبلّغك ، قال : ربّ إنّ فلانا عبدك الإسرائيلى أذنب ذنبا
ويسألك العفو ، قال : يا موسى أعفو عمّن استغفرنى الّا قاتل الحسين.
قال : يا موسى :
يا ربّ ومن الحسين؟ قال له : الذي مرّ ذكره عليك بجانب الطور ، قال : بلى ربّ ومن
يقتله؟ قال يقتله أمّة جدّه الباغية الطاغية فى أرض كربلا وتنفر فرسه وتحمحم
وتصهّل ، وتقول فى صهيلها ، الظليمة الظليمة من أمّة قتلت ابن بنت نبيّها فيبقى
ملقى على الرّمال من غير غسل ولا كفن ، وينهب رحله ويسبى نساؤه فى البلدان ، ويقتل
ناصره ، وتشهر رءوسهم مع رأسه على أطراف الرّماح يا موسى صغيرهم يميته العطش ،
وكبيرهم جلده منكمش ، يستغيثون ولا ناصر ويستجيرون ولا خافر.
قال : فبكى موسى عليهالسلام وقال : يا ربّ وما لقاتليه من العذاب؟ قال : يا موسى
__________________
عذاب يستغيث منه
أهل النار ، لا تنالهم رحمتى ، ولا شفاعة جدّه ، ولو لم تكن كرامة له لخسفت بهم
الأرض ، قال موسى : برئت إليك اللهمّ منهم وممّن رضى لفعالهم ، فقال سبحانه : يا
موسى كتبت رحمة لتابعيه من عبادى ، واعلم أنّه من بكا عليه أو أبكى أو تباكى حرّمت
جسده على النار .
٣٣ ـ عنه ، روى
أنّ رجلا بلا أيد ولا أرجل وهو أعمى ، يقول : ربّ نجّنى من النار فقيل له : لم تبق
لك عقوبة ، ومع ذلك تسأل النجاة من النّار؟ قال : كنت فيمن قتل الحسين عليهالسلام بكربلاء فلمّا قتل رأيت عليه سراويلا وتكّة حسنة بعد ما
سلبه النّاس فأردت أن أنزع منه التكّة ، فرفع يده اليمنى ووضعها على التكّة ، فلم
أقدر على دفعها فقطعت يمينه ثمّ هممت أن آخذ التكّة فرفع شماله فوضعها على تكّة
فقطعت يساره ، ثمّ هممت بنزع التكّة من السراويل ، فسمعت زلزلة فخفت وتركته فألقى
الله علىّ النّوم.
فنمت بين القتلى فرأيت كأنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله
أقبل ومعه علىّ وفاطمة فأخذوا رأس الحسين فقبّلته فاطمة ، ثمّ قالت : يا ولدى
قتلوك قتلهم الله من فعل هذا بك؟ فكان يقول : قتلنى شمر. وقطع يداى هذا النائم ـ وأشار
إلىّ فقالت فاطمة لى : قطع الله يديك ورجليك ، وأعمى بصرك ، وأدخلك النار ،
فانتبهت وأنا لا أبصر شيئا وسقطت منّى يداى ورجلاى ، ولم يبق من دعائها الّا
النّار .
٣٤ ـ عنه ، روى فى
بعض مؤلّفات أصحابنا مرسلا ، عن بعض الصحابة قال : رأيت
النبيّ صلىاللهعليهوآله
يمصّ لعاب الحسين كما يمصّ الرجل السكرة ، وهو يقول : حسين منّى وأنا من حسين أحبّ
الله من أحبّ حسينا ، وأبغض الله من أبغض حسينا ، حسين سبط من الأسباط ، لعن الله
قاتله ، فنزل جبرئيل عليهالسلام
وقال : يا محمّد إنّ الله قتل بيحيى بن زكريّا سبعين ألفا من المنافقين ، وسيقتل
بابن ابنتك الحسين سبعين
__________________
ألفا وسبعين ألفا
من المعتدين ، وإنّ قاتل الحسين فى تابوت من نار ، ويكون عليه نصف عذاب أهل الدنيا
، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، وهو منكّس على أمّ رأسه فى قعر جهنّم ،
وله ريح يتعوّذ أهل النار من شدة نتنها وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفترّ
عنه ويسقى من حميم جهنم .
٣٥ ـ قال سبط ابن الجوزى : حكى الواقدى
عن ابن الرماح ، قال : كان بالكوفة شيخ أعمى قد شهد قتل الحسين ، فسألناه يوما عن
ذهاب بصره فقال كنت فى القوم وكنا عشرة غير أنى لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا
رميت بسهم ، فلما قتل الحسين وحمل رأسه رجعت الى منزلى ، وأنا صحيح وعيناى كأنهما
كوكبان فنمت تلك الليلة فاتانى آت فى المنام وقال أجب رسول الله ، قلت ما لي
ولرسول الله فاخذ بيدى وانتهرنى ولزم تلبابى وانطلق بى الى مكان فيه جماعة ورسول
الله صلىاللهعليهوآله
جالس وهو مغتم متحير حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع اذا أصحابى العشرة
مذبحين بين يديه.
فسلمت عليه فقال
لا سلم الله عليك ولا حياك يا عدو الله الملعون أما استحييت منى تهتك حرمتى وتقتل
عترتى ولم ترع حقى؟ قلت يا رسول الله ما قاتلت ، قال : نعم ولكنك كثرت السواد واذا
بطست عن يمينه فيه دم الحسين فقال اقعد فجثوت بين يديه فأخذ مرودا وأحماه ثم كحل
به عينى فأصبحت أعمى كما ترون .
٣٦ ـ عنه قال :
حكى هشام بن محمّد ، عن القاسم بن الأصبغ المجاشعى قال : لما أتى بالرءوس الى
الكوفة اذا بفارس أحسن الناس وجها قد علق فى لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر
ليلة تمامه والفرس يمرح فاذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض ، فقلت له رأس من هذا؟
فقال هذا رأس العباس بن على ، قلت ومن أنت؟ قال
__________________
حرملة بن الكاهل
الأسدي ، قال فلبثت اياما واذا بحرملة ووجهه أشدّ سوادا من القار.
فقلت له لقد رأيتك
يوم حملت الرأس وما فى العرب انضر وجها منك ، وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجها
منك فبكى وقال والله منذ حملت الرأس وإلى اليوم ما تمر علىّ ليلة الا واثنان
يأخذان بضبعى ثم ينتهيان بى الى نار تأجج فيد فعانى فيها وأنا انكص فتسعفنى كما
ترى ثم مات على أقبح حال .
٣٧ ـ عنه حكى
السدى قال : نزلت بكربلاء ومعى طعام للتجارة فنزلنا على رجل فتعشينا عنده وتذاكرنا
قتل الحسين وقلنا ما شرك أحد فى دم الحسين الا ومات أقبح موتة فقال الرجل ما
أكذبكم أنا شركت فى دمه وكنت فيمن قتله وما أصابنى شيء قال : فلما كان آخر الليل
اذا بصياح قلنا ما الخبر قالوا : قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت إصبعه ثمّ دب
الحريق فى جسده فاحترق ، قال السدى فانا والله رأيته كأنه حممة .
٣٨ ـ عنه فاما قتل
ابن زياد وجماعة آخرين فذكر علماء السير قالوا : لما قتل الحسين سقط فى أيدى القوم
الذين قعدوا عن نصرته وقاموا مكفرين نادمين ، فلما مات يزيد بن معاوية منتصف ربيع
الأول سنة أربع وستين تحركت الشيعة بالكوفة. كانوا يخافون منه وقيل إنّما تحرّكت
فى هذه السنة قبل موت يزيد وهو الأصحّ فذكر هشام بن محمّد قال :
لما قتل الحسين
تحركت الشيعة وبكوا ورأوا إنّه لا ينجيهم ولا يغسل عنهم العار والاثم إلّا قتل من
قتل الحسين أو يقتلوا فيه عن آخرهم ، وفزعوا إلى خمسة من رؤساء أهل الكوفة وهم
سليمان بن صرد الخزاعى وكانت له صحبة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله والمسيب بن نجبة الفزارى وكان من أصحاب على عليهالسلام وخيارهم ، و
__________________
عبد الله بن سعد
بن نفيل الأزدى ، وعبد الله بن وال التميمى ، ورفاعة بن شداد البجلى.
كان اجتماعهم فى
منزل سليمان بن صرد فاتّفقوا وتعاهدوا وتعاقدوا على المسير الى قتال أهل الشام ،
والطلب بدم الحسين وأن يكون اجتماعهم بالنخيلة سنة خمس وستين ، ثمّ انّهم كاتبوا
الشيعة فأجابهم أهل الأمصار ، وقيل انّهم تحرّكوا عقيب قتل الحسين أوّل سنة إحدى
وستّين ولم يزالوا فى جمع الأموال والاستعداد حتّى مات يزيد.
ثمّ انّ المختار
بن أبى عبيدة فى هذه السنة وثب بالكوفة فى رمضان يوم الجمعة بعد موت يزيد بخمسة
أشهر وكان قدومه من مكّة من عند عبد الله بن الزبير ، نائبا عنه فى زعمه فوجد
الشيعة قد اجتمعوا على سليمان بن صرد فحسده فقال إنّما جئت من عند محمّد بن
الحنفية وهو المهدىّ وأنا أمينه ووزيره فانضمت إليه طائفة من الشيعة وجمهورهم مع
سليمان بن صرد فكان المختار يحسده له ويقول ليس لسليمان خبرة بالحرب وانّه يقتلكم
ويقتل نفسه وو الله لأقتلنّ بقتلة الحسين عدد من قتل على دم يحيى بن زكريا.
لما دخلت سنة خمس
وستّين اجتمع سليمان بن صرد بالنخيلة مع الشيعة وكان قد حلف له من الكوفة ثمانية
عشر ألفا فصفى له خمسة آلاف فلمّا عزم على المسير الى الشام قال له عبد الله بن
سعد تمضى الى الشام وقتلة الحسين كلّهم بالكوفة عمر بن سعد ورءوس الأرباع. فقال
سليمان : هو ما تقول غير أن الذي جهز إليه الجيوش بالشام هو الفاسق بن الفاسق ابن
مرجانة وكان ابن زياد لما بلغه موت يزيد هرب من الكوفة الى الشام فالتجى الى مروان
بن الحكم وهو الذي ولاه الخلافة.
قال سليمان فاذا
قتلناه عدنا الى قتلة الحسين عليهالسلام ثمّ سار سليمان بمن معه و
كانوا يسمون
التوابين فلم يزالوا سائرين الى عين وردة وهى بالخابور قريبة من أعمال قرقيسيا
فالتقاهم عبيد الله بن زياد هناك فى جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن الحكم
فاقتتلوا أياما وكانوا فى أربعة آلاف وابن زياد فى ثلاثين ألفا ثمّ التقوا يوما
فكانت لسليمان فى أوّل النهار ثمّ عادت عليه فى آخره وقيل لم يكن ابن زياد حاضرا
بل كان مقدم الجيش الحصين بن نمير ، ثمّ قتل سليمان وافترقوا وكانت الوقعة فى رجب
ومات مروان بن الحكم فى رمضان .
٣٩ ـ عنه ، ذكر
ابن جرير أن ابن زياد لما فرغ من التوابين جاءه نعى مروان بالطاعون فسار حتّى نزل
الجزيرة ، وقيل انّ الواقعة كانت بالشام بعين وردة من عمل بعلبك ، والأوّل أصحّ
ذكره ابن سعد وغيره ، ثمّ عاد من بقى من التوّابين إلى العراق فوثب المختار ابن
أبى عبيدة وجاءه الامداد من البصرة والمدائن والأمصار وقام معه إبراهيم بن الأشتر
النخعي وخرج والشيعة معه ينادون يا لثارات الحسين .
٤٠ ـ عنه ، قال
ابن سعد : سليمان بن صرد من الطبقة الثالثة من المهاجرين ، وكنيته أبو المطرف صحب
رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان اسمه يسار فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله سليمان ، وكان له سنّ عالية وشرف فى قومه فلمّا قبض رسول
الله صلىاللهعليهوآله تحوّل فنزل الكوفة وشهد مع علىّ عليهالسلام الجمل وصفّين ، وكان فى الّذين كتبوا إلى الحسين أن يقدم
الكوفة غير انّه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد ، ثمّ قدم بعد قتل الحسين فجمع
الناس فالتقوا بعين وردة وهى من أعمال قرقيسيا وعلى أهل الشام الحصين بن نمير ،
فاقتتلوا.
فترجل سليمان
فرماه الحصين بن نمير يسهم فقتله فوقع وقال فزت وربّ الكعبة وقتل معه المسيّب بن
نجبة فقطع رأسيهما وبعث بهما الى مروان ابن الحكم ، و
__________________
قال : وكان سنّ
سليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة ولما دخلت سنة ستّ وستّين أعلن المختار بالطلب
بثأر الحسين وكان ابن زياد بالجزيرة ثمّ نفى المختار عبد الله بن مطيع والى ابن
الزبير على الكوفة إلى مكّة وملك القصر ، ثمّ أخذ المختار من شهد قتل الحسين بأقبح
القتلات وأشنعها فلم يبق من الستة آلاف الّذين قتلوه مع عمر ابن سعد وملكوا
الشرائع أحدا.
بعث الى خولى بن
يزيد الأصبحى الذي حمل رأس الحسين إلى ابن زياد فأحاطوا بداره فاختبا فى المخرج
فقالوا لامرأته أين هو؟ فقالت فى المخرج فأخرجوه فمثلوا به وحرّقوه ، وقال المختار
لأقتلنّ رجلا يرضى بقتله أهل السموات والأرض وقد كان أعطى عمر ابن سعد أمانا ان لا
يخرج من الكوفة فاتى رجل إلى عمر وقال له : قد قال المختار كذا وكذا والله ما يريد
سواك فأرسل إليه عمر ولده حفصا وقال للمختار يقول لك أبى أتفي لنا بالّذى وعدتنا
أو بالذى كان بيننا وبينك؟ فقال لحفص اجلس.
ثمّ سار المختار
رجلين فغابا ثمّ عادا وبيد أحدهما رأس عمر بن سعد فقال ولده حفص أقتلتم أبا حفص ،
فقال المختار أنت تطمع الحياة بعده لا خير لك فيها فضرب عنقه ، وقال المختار عمر
بالحسين وحفص بعلىّ بن الحسين ولا سواء ، ثمّ قال : والله لو قتلت به ثلاثة أرباع
قريش ما وفوا ولا بأنملة من أنامله ، ثمّ قتل شمر أقبح قتلة ، وقيل ذبح شمر كما
ذبح الحسين ، وكان شمر أبرص وأوطأ الخيل صدره وظهره ، قال ابن سعد : قدم أبو شمر
الضبابى الكلابى وكنية أبو شمر ، ويقال أبو النابغة ويقال له ذو الجوشن ، قدم على
رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال له أسلم ، فلم
يفعل ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله ما يمنعك أن تكون فى أوّل هذا الأمر؟ فقال رأيت قومك كذبوك
وأخرجوك وقاتلوك فان ظهرت عليهم تبعتك وان لم تظهر عليهم لم أتبعك ، فقال له رسول
الله صلىاللهعليهوآله سترى ظهورى
عليهم ، قال ذو
الجوشن : فو الله إنّى لفى قومى اذ قدم علينا ركب فقلنا ما الخبر؟ فقالوا ظهر
محمّد على قومه وكان ذو الجوشن يتوجّع على تركه الإسلام حين دعاه رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال ابن سعد ، وكان ذو الجوشن جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعد فراغه من بدر وأهدى له فرسا يقال لها العوجاء فلم يقبلها منه.
قال ابن سعد :
وبعث المختار بالرءوس إلى محمّد بن الحنفية ثمّ جاء ابن زياد فنزل الموصل فى
ثلاثين ألفا فجهز إليه المختار ابراهيم بن الأشتر فى ثلاثة آلاف وقيل فى سبعة آلاف
وذلك فى سنة تسع وستّين فالتقى بابن زياد ، فقتله على التراب وكان من غرق من
أصحابه أكثر ممّن قتل واختلفوا فى قاتل ابن زياد .
٤١ ـ عنه ، ذكر
ابن جرير ، عن إبراهيم بن الأشتر أنّه قال : قتلت رجلا شممت منه رائحة المسك على
شاطئ نهر جاذر قال ضربته فقددته نصفين ، وقيل انّ الذي قتله شريك بن جرير الثعلبى
، وقيل جابر أو جبير ، وبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار فجلس فى القصر
وألقيت الرءوس بين يديه فألقاها فى المكان الذي وضع فيه رأس الحسين وأصحابه ، ونصب
المختار رأس ابن زياد فى المكان الذي نصب فيه رأس الحسين ، ثمّ القاه فى اليوم
الثانى فى الرحبة مع الرءوس .
٤٢ ـ قال عمّار بن
عمير : فبينا أنا واقف عند الرءوس بالكناسة اذ قال الناس قد جاءت قد جاءت فاذا حية
عظيمة تتخلل الرءوس حتّى دخلت فى منخرى ابن زياد وخرجت فغابت ساعة ثمّ عادت ففعلت
كذلك وقيل إنمّا فعلت الحيّة ذلك بالقصر بين يدى المختار فقال المختار دعوها دعوها
وفى رواية فعلت ذلك ثلاثة أيّام .
٤٣ ـ الحافظ ابن
عساكر ، أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنبأنا طراد بن محمّد بن على
، أنبأنا علىّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا
__________________
الحسين بن صفوان ،
أنبأنا عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن أبى الدنيا ، أخبرنى العبّاس بن هشام بن
محمّد الكوفى ، عن أبيه عن جدّه قال : كان رجل من بنى أبان بن دارم يقال له زرعة
شهد قتل الحسين فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقى الدم ثمّ يقول هكذا إلى
السماء فيرمى به ، وذلك انّ الحسين دعا بماء ليشرب فلمّا رماه حال بينه وبين
الماء.
فقال : اللهمّ
ظمّه اللهمّ ظمّه ، قال : فحدّثنى من شهده وهو يموت هو يصيح من الحرّ فى بطنه
والبرد فى ظهره ، وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكافور ، وهو يقول : اسقونى
أهلكنى العطش فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء أو اللّبن لو شربه خمسة
لكفاهم قال: فيشربه ثمّ يعود فيقول : اسقونى أهلكنى العطش. قال : فاتقد بطنه
كانقداد البعير .
٤٤ ـ عنه ، أخبرنا
أبو القاسم ابن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر ابن اللالكانى ، قالوا : أنبأنا محمّد
بن الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن
حرب ، أنبأنا حمّاد بن زيد ، حدّثنى جميل بن مرّة ، قال : أصابوا إبلا فى عسكر
الحسين ، يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن
يسيغوا منها شيئا .
٤٥ ـ عنه ، أخبرنا
أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسين بن علىّ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد
بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علىّ بن مجاهد
عن حنش بن الحارث ، عن شيخ من النخع قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم فقام
قوم فذكروا بلاءهم وقام سنان بن أنس فقال : أنا قاتل حسين ، فقال الحجّاج : بلاء
حسن! ورجع سنان إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب
__________________
عقله ، فكان يأكل
ويحدث فى مكانه .
٤٦ ـ عنه أخبرنا
أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ، ابنا البناء فى كتابيهما ، أنبأنا أبو بكر
أحمد بن محمّد بن سياوش الكازرونى ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن محمّد
ابن أبى مسلم الفرضى المقرى قال : قرىء على أبى بكر محمّد بن القاسم بن يسار
الأنبارى النحوى وأنا حاضر ، أنبأنا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري أنبأنا هارون
بن حاتم أبو بشر ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبى حماد ، أنبأنا الفضل بن الزبير ، قال
: كنت جالسا عند شخص فأقبل رجل فجلس إليه ورائحته رائحة القطران فقال له : يا هنا أتبيع
القطران؟ قال : ما بعته قط.
قال : فما هذه
الرائحة؟ قال : كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلمّا
جنّ على اللّيل رقدت فرأيت فى نومى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه علىّ وعلى يسقى القتلى من أصحاب الحسين ، فقلت له : اسقنى
فأبى ، فقلت : يا رسول الله مره يسقينى. فقال : ألست ممّن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول
الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولكنّى كنت أبيعهم أوتاد
الحديد ، فقال : يا علىّ اسقه فناولنى قعبا مملوءا قطرانا فشربت منه قطرانا ، ولم
أزل أبول القطران ، أيّاما ثمّ انقطع ذلك البول منّى وبقيت الرائحة فى جسمى ، فقال
له السرىّ : يا عبد الله كل من برّ العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين
محمّدا أبدا .
٤٧ ـ عنه ، قال
هارون بن حاتم : وأنبأنا عبد الرحمن بن أبى حمّاد ، عن ثابت ابن إسماعيل عن أبى
النضر الجرمى قال : رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال : كنت ممّن
حضر عسكر عمر بن سعد ، فلمّا جاء اللّيل رقدت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فى المنام وبين يديه طست فيها دم وريشة فى الدم ، وهو
__________________
يؤتى بأصحاب عمر
بن سعد ، فيأخذ الريشة فيخطّ بها بين أعينهم فأتى بى فقلت : يا رسول الله والله ما
ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : أفلم تكثّر عدوّنا! وأدخل اصبعه فى
الدم ـ السبابة والوسطى ـ وأهوى بهما الى عينى فأصبحت وقد ذهب بصرى .
٤٨ ـ عنه ، أخبرنا
أبو محمّد الأكفانى شفاها ، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أسد ابن القاسم
الحلبي قال : رأى جدّى صالح بن الشحام ـ رحمهالله ـ بحلب وكان صالحا ديّنا ـ فى النوم كلبا أسود وهو يلهث
عطشا ولسانه قد خرج على صدره قال فقلت : هذا كلب عطشان دعنى اسقه ماء أدخل فيه
الجنّة ، وهممت لأفعل ذلك فاذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه
هذا قاتل الحسين بن على أعذّبه بالعطش الى يوم القيامة .
٤٩ ـ قال ابن أبى
الحديد عند ذكر اعمال يزيد بن معاوية : ثمّ أغلظ ما انتهك ، وأعظم ما اجترم ، سفكه
دم الحسين بن علىّ عليهالسلام ، مع موقعه من رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانه ومنزلته من الدّين والفضل والشهادة له ولأخيه
بسيادة شباب أهل الجنّة ، اجتراء على الله ، وكفرا بدينه ، وعداوة لرسوله ،
ومجاهدة لعترته ، واستهانة لحرمته ، كأنّما يقتل منه ومن أهل بيته قوما من كفرة
التّرك والديلم ، ولا يخاف من الله نقمة ، ولا يراقب منه سطوة ، فتبر الله عمره
وأخبث أصله وفرعه ، وسلبه ما تحت يده ، وأعدّ له من عذابه وعقوبته ، ما استحقّه من
الله بمعصيته
__________________
٧٩ ـ باب طين قبر الحسين عليهالسلام
١ ـ ابن قولويه ،
حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ،
عن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن كرّام ، عن أبى يعفور ، قال قلت لأبى عبد الله عليهالسلام يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليهالسلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به فقال : لا والله الذي
لا إله إلّا هو ، ما يأخذه أحد وهو يرى أنّ الله ينفعه به إلّا نفعه الله به .
٢ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله البرقي ، عن بعض أصحابنا قال :
دفعت الىّ امرأة غزلا فقالت ادفعه الى حجبة مكة ليخاط به كسوة الكعبة قال فكرهت أن
أدفعه الى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلمّا أن صرنا الى المدينة دخلت على أبى جعفر عليهالسلام فقلت له جعلت فداك انّ امرأة أعطتنى غزلا فقالت ادفعه
بمكّة ليخاط به كسوة الكعبة ، فكرهت أن أدفعه الحجبة فقال اشتر به عسلا وزعفرانا
وخذوا من طين قبر الحسين عليهالسلام ، واعجنه بما السماء واجعل فيه من العسل والزعفران وفرّقه
على الشيعة ليداووا به مرضاهم .
٣ ـ عنه ، حدثني
أبى عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل البصرىّ ولقبه
فهد ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء .
٤ ـ عنه ، عن أبيه
، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن
__________________
أبيه ، عن محمّد
بن سليمان البصرى ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال فى طين قبر الحسين : الشفاء من كلّ داء وهو الدواء
الأكبر .
٥ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن شيخ من أصحابنا ، عن أبى الصباح الكنانى
، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : طين قبر الحسين عليهالسلام فيه شفاء وإن أخذ على رأس ميل .
٦ ـ عنه ، روى عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال : من أصابته علّة فبدأ بطين قبر الحسين عليهالسلام شفاه الله من تلك العلّة إلّا أن تكون علّة السام .
٧ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال حدّثنا مدلج ، عن محمّد
بن مسلم ، قال خرجت إلى المدينة وأنا وجع فقيل له محمّد بن مسلم وجع ، فأرسل الىّ
أبو جعفر عليهالسلام شرابا مع غلام مغطى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لى اشربه
فانّه أمرنى ان لا ابرح حتّى تشربه فتناولته فاذا رائحة المسك منه واذا بشراب طيّب
الطعم بارد فلمّا شربته قال لى الغلام يقول لك مولاك اذا شربته فتعال.
ففكرت فيما قال لى
وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلى فلمّا استقرّ الشراب فى جوفى فكأنّما نشطت
من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوّت بى صحّ الجسم ادخل فدخلت عليه وأنا باك
فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه فقال لى وما يبكيك يا محمّد؟ قلت : جعلت فداك أبكى
على اغترابى وبعد الشقّة وقلّة القدرة على المقام عندك انظر إليك فقال لى أمّا
قلّة القدرة فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودّتنا وجعل البلاء إليهم سريعا.
__________________
امّا ما ذكرت من
الغربة ، فانّ المؤمن فى هذه الدنيا غريب وفى هذا الخلق المنكوس حتّى يخرج من هذه
الدار إلى رحمة الله وأمّا ما ذكرت من بعد الشقّة فلك بأبى عبد الله عليهالسلام أسوة بارض نائية عنّا بالفرات وامّا ما ذكرت من حبّك قربنا
والنظر إلينا وانّك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما فى قلبك وجزاؤك عليه ثمّ قال لى
: هل تأتى قبر الحسين عليهالسلام قلت نعم على خوف ووجل فقال ما كان فى هذا أشدّ فالثواب فيه
على قدر الخوف ومن خاف فى إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربّ العالمين
وانصرف بالمغفرة وسلّمت عليه الملائكة وزار النبيّ صلىاللهعليهوآله وما يصنع ودعا له انقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء
واتّبع رضوان الله.
ثمّ قال لى كيف
وجدت الشراب فقلت أشهد انّكم أهل بيت الرحمة وانّك وصىّ الأوصياء ولقد أتانى
الغلام بما بعثته وما أقدر على أن أستقلّ على قدمي ولقد كنت آيسا من نفسى ،
فناولنى الشراب فشربته فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ولا ابرد منه
فلمّا شربته قال لى الغلام انّه أمرنى أن أقول لك اذا شربته فاقبل الىّ وقد علمت
شدّة ما بى فقلت لأذهبنّ إليه ولو ذهبت نفسى ما قبلت إليك فكأنّى نشطت من عقال ،
فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم ورحمة علىّ.
فقال يا محمّد انّ
الشراب الّذي شربته فيه من طين قبر الحسين عليهالسلام وهو أفضل ما استشفى به فلا تعدل به فانّا نسقيه صبياننا
ونساؤنا فنرى فيه كلّ خير ، فقلت له جعلت فداك انّا لنأخذ منه ونستشفى به فقال
يأخذه الرّجل فيخرجه من الحائر وقد أظهر فلا يمرّ بأحد من الجنّ به عاهة ولا دابة
ولا شيء فيه آفة الّا شمّه فتذهب بركته فيصير بركته لغيره وهذ الّذي يتعالج به ليس
هكذا ولو لا ما ذكرت لك ما يمسح به شيء ولا شرب منه شيء إلّا أفاق من ساعته وما هو
الّا كحجر الأسود أتاه صاحب العاهات والكفر والجاهليّة وكان لا يتمسّح به أحد الّا
أفاق وكان كأبيض ياقوته ، فاسودّ حتّى صار إلى ما رأيت.
فقلت جعلت فداك
وكيف أصنع به فقال تصنع به مع إظهارك إيّاه ما يصنع غيرك تستخفّ به فتطرحه فى خرجك
وفى أشياء دنسة فيذهب ما فيه ممّا تريده له ، فقلت صدقت جعلت فداك قال ليس يأخذه
أحد إلّا وهو جاهل يأخذه ولا يكاد يسلّم بالناس ، فقلت جعلت فداك وكيف لى أن آخذه
كما تأخذه ، فقال لى أعطيك منه شيئا فقلت نعم قال : إذا أخذته فكيف تصنع به فقلت
اذهب به معى ، فقال فى أىّ شيء تجعله فقلت فى ثيابى ، قال فقد رجعت الى ما كنت
تصنع اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فانّه لا يسلم لك فسقانى منه مرّتين فما أعلم
انّى وجدت شيئا ممّا كنت أجد حتّى انصرفت .
٨ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن الحسين بن متّ الجوهرى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين
، عن محمّد بن إسماعيل عن الخيبرى ، عن أبى بكر الحضرمى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : لو انّ مريضا من المؤمنين يعرف حقّ أبى عبد الله عليهالسلام وحرمته وولايته أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء
.
٩ ـ عنه ، حدّثنى
أبى وجماعة رحمهمالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد ابن عيسى ، عن رجل ، قال
بعث الىّ أبو الحسن الرّضا عليهالسلام من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك طين فقلت للرّسول ما هذا
قال طين قبر الحسين عليهالسلام ما كان يوجّه شيئا من الثياب ولا غيره الّا ويجعل فيه
الطين وكان يقول هو أمان باذن الله .
١٠ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ،
عن عبد الله بن القاسم ، عن الحسين بن أبى العلاء قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : حنّكوا أولادكم بتربة الحسين عليهالسلام ، فانّه أمان
__________________
١١ ـ عنه ، حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح ، عن عبد الله بن
المغيرة ، قال حدّثنا أبو اليسع قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام وأنا أسمع قال : آخذ من طين قبر الحسين يكون عندى اطلب
بركته قال لا بأس بذلك .
١٢ ـ عنه ، عن
أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الورّاق ، عن يونس
، عن عيسى بن سليمان ، عن محمّد بن زياد ، عن عمّته قالت : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول انّ فى طين الحائر الذي فيه الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف .
١٣ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن الخيبرى ، عن أبى
ولّاد ، عن أبى بكر الحضرمى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : لو أنّ مريضا من المؤمنين يعرف بحقّ أبى عبد الله
وحرمته وولايته أخذ له من طين قبره على رأس ميل كان له دواء وشفاء .
١٤ ـ عنه ، حدّثنى
أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن
على ، عن يونس بن رفيع ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إنّ عند رأس الحسين عليهالسلام لتربة حمراء فيها شفاء من كلّ داء الّا السام قال : فأتيت
القبر بعد ما سمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر فلمّا حفرنا قدر ذراع
انحدرت علينا من رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر درهم فحملناه الى الكوفة فمزجناه
وخبيناه فأقبلنا نعطى الناس يتداوون به.
١٥ ـ عنه ، حدّثنى
أبى رحمهالله ومحمّد بن الحسن وعلىّ بن الحسين ، عن سعد ، عن أحمد بن
محمّد بن عيسى ، عن رزق الله بن العلاء ، عن سليمان بن عمرو
__________________
السّراج ، عن بعض
أصحابنا ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : يؤخذ طين قبر الحسين عليهالسلام من عند القبر على قدر سبعين باعا .
١٦ ـ عنه ، حدّثنى
علىّ بن الحسين ، عن علىّ بن إبراهيم ، عن ابراهيم بن إسحاق النهاوندى ، عن عبد
الله بن حماد الأنصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين عليهالسلام فليقل : اللهمّ انّى أسألك بحقّ الملك الّذي تناوله
والرّسول الّذي بوّأه ، والوصىّ الّذي ضمن فيه أن تجعله شفاء من كلّ داء كذا وكذا
ويسمّى ذلك الداء .
١٧ ـ عنه ، حدّثنى
حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن علىّ بن الريّان بن الصلت عن الحسين بن أسد ، عن أحمد
بن مصفلة ، عن عمّه ، عن أبى جعفر الموصلى أنّ أبا جعفر عليهالسلام قال اذا أخذت طين قبر الحسين فقل : اللهمّ بحقّ هذه التربة
وبحقّ الملك الموكّل بها والملك الذي كربها ، وبحقّ الوصىّ الّذي هو فيها صلّ على
محمّد وآل محمّد واجعل هذا الطّين شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف فان فعل ذلك
كان حتما شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف .
١٨ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن
علىّ بن مهزيار ، عن جدّه علىّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن
عبد الرّحمن الأصم قال : حدّثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة ، عن أبى حمزة
الثماليّ ، عن أبى عبد الله عليهالسلام
، قال : كنت بمكّة وذكر فى حديثه قلت جعلت فداك إنّى رأيت أصحابنا يأخذون من طين
الحائر ليستشفون به هل فى ذلك شيء ممّا يقولون من الشفاء قال قال : يستشفى بما
بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال وكذلك قبر جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكذلك طين قبر الحسين وعلىّ ومحمّد.
__________________
فخذ منها فانّها
شفاء من كلّ سقم وجنّة ممّا تخاف ولا يعد لها شيء من الأشياء التي يستشفى بها إلّا
الدعاء وإنّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين لمن يعالج بها ، فامّا
من أيقن انّها له شفاء إذا يعالج بها كفته باذن الله من غيرها ممّا يعالج به
ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسّحون بها وما ثمّر بشيء الّا شمّها
وأمّا الشياطين وكفّار الجنّ فانّهم يحسدون بنى آدم عليها فيتمسّحون بها ليذهب
عامة طيبها.
لا يخرج الطين من
الحائر الّا وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم وانّه لفى يد صاحبها وهم يتمسّحون بها
ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التربة شيء يسلم ما عولج به
أحد إلّا برء من ساعته فاذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها من ذكر الله تعالى وقد
بلغنى انّ بعض من يأخذ من التربة شيئا فيستخفّ به حتّى أنّ بعضهم ليطرحها فى مخلاة
البغل والحمار وفى وعاء الطعام وما يمسح به الأيدى من الطعام والخرج والجوالق فكيف
يستشفى به من هذا حاله عنده ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخفّ بما فيه
صلاحه يفسد عليه عمله .
١٩ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن رزق
الله بن العلاء ، عن سليمان بن عمرو السّراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال يؤخذ طين قبر الحسين عليهالسلام من عند القبر على سبعين باعا فى سبعين باعا .
٢٠ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن يعقوب ، عن علىّ بن محمّد بن على رفعه ، قال قال : الختم على طين قبر
الحسين عليهالسلام أن يقرأ عليه (إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) .
٢١ ـ عنه روى اذا
أخذته فقل : اللهمّ بحقّ هذه التربة الطاهرة ، وبحقّ البقعة
__________________
الطّيبة وبحقّ
الوصىّ الّذي تواريه وبحقّ جدّه وأبيه وأمّه وأخيه والملائكة العكوف على قبر وليّك
ينتظرون نصره صلّى الله عليهم أجمعين ، واجعل لى فيه شفاء من كلّ داء وأمانا من
كلّ خوف وغنى من كلّ فقر وعزّا من كلّ ذل وأوسع به علىّ فى رزقى وأصحّ به جسمى .
٢٢ ـ عنه حدّثنى
محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن
محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ
، عن رجل من أهل الكوفة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام حريم قبر الحسين عليهالسلام فرسخ فى فرسخ فى فرسخ فى فرسخ .
٢٣ ـ عنه ، حدّثنى
جعفر بن محمّد بن ابراهيم الموسوى ، عن عبد الله بن نهيك ، عن سعد بن صالح ، عن
الحسن بن علىّ بن أبى المغيرة ، عن بعض أصحابنا قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : إنّى رجل كثير العلل والأمراض وما تركت دواء الّا وقد
تداويت به فقال لى فاين أنت عن تربة الحسين عليهالسلام ، فانّ فيها الشفاء من كلّ داء والأمن من كلّ خوف وقل إذا
أخذته.
اللهمّ إنّى أسألك
بحقّ هذه الطينة وبحقّ الملك الّذي أخذها وبحقّ النبيّ الّذي قبضها ، وبحقّ الوصىّ
الّذي حلّ فيها صلّ على محمّد وأهل بيته واجعل لى فيها شفاء من كلّ داء وأمانا من
كلّ خوف قال : ثمّ قال انّ الملك الذي أخذها جبرائيل وأراها النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال هذه تربة ابنك هذا تقتله أمّتك من بعدك والنّبي الّذي
قبضها فهو محمّد صلىاللهعليهوآله وأمّا الوصىّ الّذي حلّ فيها فهو الحسين بن على سيّد
الشّهداء.
قلت : قد عرفت
الشفاء من كلّ داء فكيف الأمان من كلّ خوف قال إذا خفت سلطانا أو غير ذلك فلا تخرج
من منزلك الّا ومعك من طين قبر الحسين عليهالسلام وقل اذا أخذته : اللهمّ إنّ هذه طينة قبر الحسين وليّك
وابن وليّك اتخذتها حرزا لما أخاف
__________________
ولما لا أخاف
فانّه قد يردّ عليك ما لا تخاف ، قال الرجل فأخذتها كما قال فصحّ والله بدنى وكان
لى أمانا من كلّ ما خفت وما لم أخف كما قال فما رأيت بحمد الله بعدها مكروها .
٢٤ ـ عنه ، أخبرنى
حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة ، عن أحمد بن اسحاق القزوينى ، عن أبى بكّار ، قال
أخذت من التربة التي عند رأس قبر الحسين بن علىّ عليهالسلام فانّها طينة حمراء فدخلت على الرضا عليهالسلام فعرضتها عليه فأخذها فى كفّه ثمّ شمّها ثمّ بكى حتّى جرت
دموعه ثمّ قال هذه تربة جدّى .
٢٥ ـ عنه ، حدّثنى
أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى بالعسكر ، قال : حدّثنا الحسن بن
علىّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبى
حمزة الثماليّ ، قال قال الصادق عليهالسلام : إذا أردت حمل الطين من قبر الحسين عليهالسلام فاقرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين وقل هو الله أحد وانّا
أنزلناه فى ليلة القدر ويس وآية الكرسى وتقول :
اللهمّ بحقّ محمّد
عبدك ورسولك وحبيبك ونبيّك وأمينك وبحقّ أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عبدك وأخى
رسولك وبحقّ فاطمة بنت نبيّك وزوجة وليّك ، وبحق الحسن والحسين وبحقّ الأئمّة
الراشدين وبحقّ هذه التربة وبحقّ الملك الموكّل بها وبحقّ الوصىّ الّذي حلّ فيها
وبحقّ الجسد الّذي تضمّنت وبحقّ السبط الّذي ضمّنت وبحقّ جميع ملائكتك وأنبيائك
ورسلك.
صلّ على محمّد وآل
محمّد واجعل لى هذا الطين شفاء من كلّ داء ولمن يستشفى به من كلّ داء وسقم ومرض
وأمانا من كلّ خوف ، اللهمّ بحقّ محمّد وأهل بيته اجعله علما نافعا ورزقا واسعا
وشفاء من كلّ داء وسقم وآفة وعاهة وجميع الأوجاع كلّها إنّك على كلّ شيء قدير.
__________________
تقول اللهمّ ربّ
هذه التربة المباركة الميمونة والملك الّذي هبط بها والوصىّ الّذي هو فيها صلّ على
محمّد وآل محمّد وسلّم وانفعنى بها انّك على كلّ شيء قدير .
٢٦ ـ عنه ، حدّثنى
أبى رحمهالله وجماعة ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد ابن عيسى بن عبيد
، عن محمّد بن إسماعيل البصرى ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء واذا أكلته فقل : بسم الله وبالله اللهمّ
اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء إنّك على كلّ شيء قدير .
٢٧ ـ عنه ، قال :
روى لى بعض أصحابنا يعنى محمّد بن عيسى قال نسيت اسناده قال : إذا أكلته تقول :
اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة وربّ هذا الوصىّ الّذي وارته صلّ على محمّد وآل
محمّد واجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كلّ داء .
٢٨ ـ عنه ، حدّثنى
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد ابن اسماعيل البصرى ، عن
بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء وإذا أكلته فقل : بسم الله وبالله اللهمّ
اجعله رزقا نافعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء إنّك على كلّ شيء قدير.
قال : روى لى بعض
أصحابنا يعنى محمّد ابن عيسى ، قال نسيت اسناده قال اذا اكلته تقول : اللهمّ ربّ
هذه التربة المباركة وربّ هذا الوصىّ الّذي وارته صلّ على محمّد وآل محمّد واجعله
علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كلّ داء .
٢٩ ـ عنه ، حدّثنى
الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن
__________________
الحسن بن محبوب ،
عن مالك بن عطية ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها فى فيك فقل :
اللهمّ انّى أسألك بحقّ هذه التربة وبحقّ الملك الّذي قبضها والنبيّ الّذي حضنها
والامام الّذي حلّ فيها أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لى فيها شفاء نافعا
ورزقا واسعا وأمانا من كلّ خوف وداء ، فانّه اذا قال ذلك وهب الله له العافية
وشفاه. .
٣٠ ـ عنه ، حدّثنى
محمّد بن يعقوب ، وجماعة مشايخى رحمهمالله ، عن محمّد ابن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبى
يحيى الواسطى ، عن رجل ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : الطين كلّه حرام كلحم الخنزير ، ومن أكله ثمّ مات
منه لم أصلّ عليه ، إلّا طين قبر الحسين عليهالسلام فانّ فيه شفاء من كلّ داء ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء .
٣١ ـ عنه ، حدثني
محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عباد ابن سليمان ، عن سعد بن سعد
، قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الطين ، قال : فقال : أكل الطين حرام مثل الميتة والدّم
ولحم الخنزير الّا طين قبر الحسين فانّ فيه شفاء من كلّ داء وأمنا من كل خوف .
٣٢ ـ عنه ، حدثني
أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن علىّ بن الحسن ابن علىّ بن فضّال ، عن
أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما عليهماالسلام قال انّ الله تبارك وتعالى خلق آدم عليهالسلام من طين فحرم الطين على ولده ، قال : فقلت : ما تقول فى طين
قبر الحسين صلوات الله عليه فقال يحرم على الناس أكل لحومهم ويحلّ عليهم أكل
لحومنا ولكن الشيء اليسير منه مثل الحمّصة .
٣٣ ـ عنه ، روى
سماعة بن مهران ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال كلّ طين حرام
__________________
على بنى آدم ما
خلا طين قبر الحسين عليهالسلام من أكله من وجع شفاه الله تعالى .
٣٤ ـ عنه ، وجدت
فى حديث الحسين بن مهران الفارسى ، عن محمّد بن سيّار ، عن يعقوب يزيد يرفع الحديث
الى الصادق عليهالسلام قال : من باع طين قبر الحسين عليهالسلام فانّه يبيع لحم الحسين عليهالسلام ويشتريه .
٣٥ ـ الطوسى
باسناده ، أخبرنا ابن خشيش قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو
الخليل العبّاس بن خليل بن جابر الطائى إمام حمص قال : حدثنا محمّد بن هاشم
البعلبكى ، قال : حدّثنا سويد بن عبد العزيز ، عن داود بن عيسى الكوفى ، عن عمارة
بن عرفة ، عن محمّد بن إبراهيم التيمى ، عن أبى سلمة ، عن عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أجلس حسينا على فخذه فجعل يقبله ، فقال جبرئيل : أتحبّ
ابنك هذا؟ قال : نعم قال : فان امتك ستقتله بعدك فدمعت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : ان شئت أريتك من تربته الّتي يقتل عليها؟ قال :
نعم ، فأراه جبرائيل عليهالسلام ترابا من تراب الأرض التي يقتل عليها وقال : تدعى الطفّ .
٣٦ ـ عنه ،
باسناده ، أخبرنا ابن خشيش ، عن محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم
بن زكريّا المحاربى ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبد الواحد الخزاز قا :
حدّثنى يوسف بن كليب المسعودى ، عن عامر بن كثير ، عن أبى الجارود قال : حفر عند
قبر الحسين عليهالسلام عند رأسه وعند رجليه أوّل ما حفر فأخرج مسك أذفر لم يشكّوا
فيه .
٣٧ ـ عنه أخبرنا
اين خشيش عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن معقل العجلى
القرميسينى ، بسهرورد قال : حدثنا محمد بن أبى الصهبان الذهلى ، قال : حدثنا محمد
بن محمد بن نصر البزنطى ، عن كرام بن عمرو الخثعمى ، عن
__________________
محمد بن مسلم قال
: سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد عليهمالسلام ، يقولان : ان الله تعالى عوض الحسين عليهالسلام من قتله أن جعل الامامة فى ذريته والشفاء فى تربته واجابة
الدعاء عند قبره ، ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا من عمره.
قال محمد بن مسلم
: فقلت لأبى عبد الله عليهالسلام : هذا الجلال ينال بالحسين عليهالسلام فماله فى نفسه؟ قال : ان الله تعالى ألحقه بالنبىّ فكان
معه فى درجته ومنزلته ، ثم تلا أبو عبد الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) .
٣٨ ـ عنه أخبرنا
ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله قال : حدثنا حميد بن زياد الدهقان ، إجازة بخطه فى
سنة تسع وثلاثمائة قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس الدهقان ، قال
: حدثنا سعيد بن صالح قال : حدثنا عن الحسن بن على بن أبى المغيرة عن الحارث بن
المغيرة البصرى قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : انى رجل كثيرة العلل والأمراض وما ترك دواء الا تداويت
به فما انتفعت بشيء منه. فقال لى : أين أنت عن طين قبر الحسين بن على عليهالسلام فان فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف فاذا أخذته فقل
هذا الكلام.
«اللهم انى أسألك
بحق هذه الطينة وبحق الملك الّذي أخذها وبحقّ النبيّ الّذي قبضها وبحقّ الوصىّ
الّذي حلّ فيها صلّ على محمّد وأهل بيته وافعل بى كذا وكذا ، قال : ثمّ قال لى أبو
عبد الله عليهالسلام : أما الملك الذي قبضها فهو جبرائيل عليهالسلام وأراها النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : هذه تربة ابنك الحسين تقتله أمّتك من بعدك ، والذي
قبضها فهو محمد صلىاللهعليهوآله ، وأما الوصى الذي حل فيها فهو الحسين عليهالسلام والشهداء رضى الله عنهم ، قلت : قد عرفت جعلت فداك الشفاء
من كل داء فكيف الأمن من كل خوف؟.
فقال : اذا خفت
سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجنّ من منزلك الا ومعك من
__________________
طين قبر الحسين عليهالسلام فتقول «اللهم انى أخذته من قبر وليك وابن وليك فاجعله لى
أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف» فانه قد يرد ما لا يخاف. قال الحارث بن المغيرة
: فأخذت كما أمرنى وقلت ما قال لى فصحّ جسمى وكان لى أمانا من كل ما خفت وما لم
أخف كما قال أبو عبد الله عليهالسلام ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا .
٣٩ ـ عنه أخبرنا
ابن خشيش عن محمد بن عبد الله قال : حدثني محمد بن محمد بن معقل القرميسينى العجلى
قال : حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندى الأحمرى قال : حدثنا حماد بن عبد الله بن
حماد الانصارى عن زيد بن أبى أسامة قال : كنت فى جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا
الصادق ، فأقبل علينا أبو عبد الله عليهالسلام فقال : ان الله تعالى جعل تربة جدّى الحسين عليهالسلام شفاء امن كلّ داء ، وأمانا من كلّ خوف ، فاذا تناولها
أحدكم فليقبلها وليضعها على عينه وليمرها على سائر جسده وليقل.
«اللهم بحق هذه
التربة وبحق من حل بها ويورى فيها وبحق أبيه وأمه وأخيه والائمة من ولده ، وبحق
الملائكة الحافين به الا جعلتها شفاء من كلّ داء وبرءا من كلّ مرض ونجاة من كل آفة
وحرزا مما أخاف وأحذر ، ثم يستعملها. قال أبو أسامة : فانى أستعملها من دهرى
الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله فما رأيت بحمد الله مكروها .
٤٠ ـ الشيخ المقيد
أبو على الحسن بن محمد الطوسى قال : حدثنا الشيخ السعيد الوالد رحمهالله قال : حدثنا ابن خشيش عن محمد بن عبد الله قال : حدثني
أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانيّ ، قال : حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال قال : حدثنا
جعفر بن ابراهيم بن ناجية ، قال : حدثنا سعد بن سعد الأشعرى عن أبى
__________________
الحسن الرضا عليهالسلام قال : سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس؟ فقال : كلّ
طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين عليهالسلام فانه شفاء من كل داء .
٤١ ـ عنه عن شيخه رحمهالله قال : أخبرنا ابن خشيش عن محمد بن عبد الله قال : حدثنا
عمر بن الحسين بن على بن مالك القاضى الشيبانى ، ببغداد قال : حدثنا المنذر بن
محمد القابوسى قال : حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الازدى ، قال : حدثنا أبى
قال : صلّيت فى جامع المدينة والى جانبى رجلان على أحدهما ثياب السفر ، فقال
أحدهما لصاحبه: يا فلان أما علمت أن طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء ، وذلك انه كان بى وجع الجوف فتعالجت بكل
دواء.
فلم أجد فيه عافية
وخفت علىّ نفسى وأيست منها ، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة ، فدخلت
علىّ وأنا فى أشد ما بى من العلة ، فقالت لى : يا سالم ما أرى علتك كل يوم الا
زائدة؟ فقلت لها : نعم. قالت : فهل لك أن اعالجك فتبرأ باذن الله عزوجل؟ فقلت لها : ما أنا الى شيء أحوج منى الى هذا ، فسقتنى ماء
فى قدح فسكنت عنى العلة وبرأت حتى كأن لم تكن بى علة قط.
فلما كان بعد أشهر
دخلت على العجوز فقلت لها : بالله عليك يا سلمة ـ وكان اسمها سلمة ـ بما ذا
داويتنى؟ فقالت : بواحدة مما فى هذه السبحة ـ من سبحة كانت فى يدها ـ فقلت : وما
هذه السبحة؟ فقالت : انها من طين قبر الحسين عليهالسلام ، فقلت لها : يا رافضية داويتنى بطين قبر الحسين ، فخرجت
من عندى مغضبة ورجعت والله علتى كأشد ما كانت وأنا اقاسى منها الجهد والبلاء ، وقد
والله خشيت على نفسى ، ثم أذن المؤذّن فقاما يصليان وغابا عنى .
٤٢ ـ عنه أخبرنا
ابن خشيش قال : حدثني محمد بن عبد الله قال : حدثني
__________________
الفضل بن محمد بن
أبى طاهر الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى السريعى الكاتب ، قال :
حدثني أبى موسى بن عبد العزيز ، قال : لقينى يوحنا بن سراقيون النصرانى المتطبب فى
شارع أبى أحمد فاستوقفنى وقال لى : بحق نبيك ودينك من هذا الذي يزور قبره قوم منكم
بناحية قصر ابن هبيرة من هو من أصحاب نبيكم؟ قلت : ليس هو من أصحابه هو ابن بنته ،
فما دعاك الى المسألة عنه؟ فقال : له عندى حديث طريف. فقلت : حدثني به.
فقال : وجه الىّ
سابور الكبير الخادم الرشيدى فى الليل فصرت إليه فقال لى : تعال معى ، فمضى وأنا
معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمى فوجدناه زائل العقل متكأ على وسادة ، واذا
بين يديه طست فيه حشو جوفه ، وكان الرشيد استحضره من الكوفة ، فأقبل سابور على
خادم كان من خاصة موسى فقال له : ويحك ما خبره؟ فقال له : أخبرك انه كان من ساعته
جالسا وحوله ندماؤه وهو من أصحّ الناس جسما وأطيبهم نفسا ، اذ جرى ذكر الحسين بن
على عليهماالسلام قال يوحنا هذا سألتك عنه؟ فقال موسى : انّ الرافضة لتغلوا
فيه حتّى انّهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به.
فقال له رجل من
بنى هاشم كان حاضرا : قد كانت بى علة غليظة فتعالجت بها بكلّ علاج فما نفعنى حتّى
وصف لى كاتبى أن آخذ من هذه التربة ، فاخذتها فنفعنى الله بها وزال علىّ ما كنت
أجده ، قال : فبقى عندك منها شيء؟ قال : نعم. فوجه فجاء منها بقطعة فناولها موسى
بن عيسى فأخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن يداوى بها واحتقارا وتصغرا لهذا
الرجل الذي هذه تربته ـ يعنى الحسين عليهالسلام ـ فما هو الّا ان استدخلها دبره حتّى صاح النار النار
الطست الطست ، فجئناه بالطست فأخرج فيها ما ترى.
فانصرف الندماء
وصار المجلس مأتما ، فاقبل على سابور فقال : انظر هل لك
فيه حيلة؟ فدعوت
بشمعة فنظرت فاذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه فى الطست ، فنظرت الى أمر عظيم
فقلت : ما لأحد فى هذا صنع الا أن يكون لعيسى الذي كان يحيى الموتى فقال لى سابور
: صدقت ولكن كن هاهنا فى الدار الى أن يتبيّن ما يكون من أمره فبتّ عندهم وهو بتلك
الحال ما رفع رأسه ، فمات وقت السحر ، قال محمّد بن موسى : قال لى موسى بن سريع :
كان يوحنا يزور قبر الحسين وهو على دينه ، ثمّ أسلم بعد هذا وحسن إسلامه .
٤٣ ـ عنه ، عن
محمّد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب ، قال : حدّثنا الحسن
بن علىّ بن شعيب الصائغ المعروف بأبى صالح يرفعه إلى بعض أصحاب أبى الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام ، قال : دخلت إليه فقال : لا تستغنى شيعتنا عن أربع : خمرة
يصلّى عليها ، وخاتم يتختّم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر أبى عبد الله عليهالسلام فيها ثلاث وثلاثون حبة ، متى قلبها ذاكرا لله كتب له بكلّ
حبة أربعون حسنة ، وإذا قلّبها ساهيا يعبث بها كتب له عشرون حسنة .
٤٤ ـ عنه ،
باسناده ، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، قال : كتبت الى الفقيه عليهالسلام أسأله عن طين القبر يوضع مع الميّت فى قبره ، هل يجوز ذلك
أم لا؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت يوضع مع الميّت فى قبره ويخلط بحنوطه ان شاء
الله .
٤٥ ـ عنه ، روى
محمّد بن سليمان النصرى ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال فى طين قبر الحسين عليهالسلام : الشفاء من كلّ داء وهو الدواء الأكبر .
٤٦ ـ عنه ، روى
أبو بكر الحضرمى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال لو انّ مريضا من المؤمنين يعرف حقّ أبى عبد الله عليهالسلام وحرمته أخذ له من طين قبر الحسين عليهالسلام
__________________
مثل رأس الأنملة
كان له دواء وشفاء .
٤٧ ـ عنه ، روى
الحسين بن أبى العلاء ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول حنّكوا أولادكم بتربة الحسين عليهالسلام فانّها أمان .
٤٨ ـ عنه ، روى عن
أبى عبد الله عليهالسلام قال يؤخذ طين قبر الحسين عليهالسلام على سبعين ذراعا من عند القبر .
٤٩ ـ عنه روى
محمّد بن جمهور العمى ، عن بعض أصحابه قال سئل جعفر بن محمّد عليهمالسلام ، عن الطين الارمنى يؤخذ للكسر أيحل أخذه قال : لا بأس به
اما أنّه من طين قبر ذى القرنين وطين قبر الحسين بن على عليهماالسلام خير منه .
٥٠ ـ عنه ، روى
يونس بن ظبيان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء فاذا أكلت فقل بسم الله وبالله اللهمّ
اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء انّك على كلّ شيء قدير ، اللهمّ
ربّ التربة المباركة وربّ الوصىّ الذي وارته صلّ على محمّد وآل محمّد واجعل هذا
الطين شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف.
٥١ ـ عنه ، روى
حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليهالسلام انّه قال : من أكل من طين قبر الحسين عليهالسلام غير مستشف به فكانّما أكل من لحومنا فاذا احتاج أحدكم
للأكل منه ليستشفى به فليقل : بسم الله وبالله اللهمّ ارزقنا ربّ هذه التربة
المباركة الطّاهرة وربّ النور الّذي. نزل فيه وربّ الجسد الّذي سكن فيه وربّ
الملائكة الموكّلين به اجعله لى شفاء من داء كذا وكذا واجرع من الماء جرعة خلفه
وقل : اللهمّ اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء وسقم ، فانّ الله
تعالى يدفع عنك بها كلّ ما تجد من السقم والهمّ والغمّ إن شاء الله
__________________
٥٢ ـ عنه ، روى
معاوية بن عمّار قال كان لابي عبد الله عليهالسلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبى عبد الله ، فكان عليهالسلام اذا حضرت الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه ثمّ قال عليهالسلام انّ السجود على تربة أبى عبد الله عليهالسلام يخرق الحجب السبع .
٥٣ ـ عنه ، روى
عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال اذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين بن على عليهماالسلام فليقل : اللهمّ إنّى أسألك بحقّ الملك الّذي تناول
والرّسول الّذي نزل والوصىّ الّذي ضمّن فيه أن تجعله شفاء من كلّ داء ويسمّى ذلك
الداء.
٥٤ ـ عنه ، روى
انّ رجلا سئل الصادق عليهالسلام ، فقال : إنّى سمعتك تقول أنّ تربة الحسين عليهالسلام من الأدوية المفردة وانّها لا تمرّ بداء إلّا هضمته ، فقال
قد كان ذلك أو قد قلت ذلك ، فما بالك ، فقال : انّى تناولتها فما انتفعت قال : أما
أنّ لها دعاء فمن تناولها ولم يدع به لم يكد ينتفع بها قال فقال له : ما أقول :
اذا تناولتها قال تقبّلها أوّل كلّ شيء وتضعها على عينيك ولا تناولها أكثر من حمصة
، فان من تناول أكثر من ذلك فكانّما أكل من لحومنا ودمائنا فاذا تناولت قلت :
اللهمّ انّى أسألك
بحقّ الملك الّذي قبضها وأسألك بحقّ النبيّ الّذي خزنها ، وأسألك بحقّ الوصىّ
الّذي حلّ فيها أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن تجعله شفاء من كلّ داء وأمانا من
كلّ خوف وحفظا من كلّ سوء. فاذا قلت ذلك فاشددها فى شيء واقرأ عليها انّا أنزلناه
فى ليلة القدر ، فان الدعاء الّذي تقدّم لأخذها هو الاستيذان عليها وقراءة إنّا
أنزلناه ختمها .
٥٥ ـ عنه روى جعفر
بن عيسى ، أنّه سمع أبا الحسن عليهالسلام يقول : ما على
__________________
أحدكم إذا دفن
الميّت ووسّده التراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من الطين ولا يضعها تحت رأسه .
٥٦ ـ عنه ، روى
عبد الله بن على الحلبي ، عن أبى الحسن موسى عليهالسلام قال لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ومشط وسجادة وسبحة فيها
أربع وثلثون حبّة وخاتم عقيق .
٥٧ ـ عنه ، روى عن
الصادق عليهالسلام ، من أدار الحجير من تربة الحسين عليهالسلام ، فاستغفر مرّة واحدة كتب الله له سبعون مرّة وان أمسك
السبحة بيده ولم يسبّح بها ففى كلّ حبّة سبع مرّات .
٥٨ ـ روى المجلسى
، عن فقه الرضا انّه قال : طين قبر أبى عبد الله الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء وأمان من كلّ خوف .
٥٩ ـ عنه ، عن فقه
الرضا عليهالسلام أنّه قال : طين قبر أبى عبد الله عليهالسلام شفاء من كلّ علّة الّا السام والسام الموت .
٦٠ ـ عنه ، عن طب
الأئمّة ، عن الجارود بن أحمد ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل
بن محمّد بن إسماعيل بن أبى زينب ، عن جابر الجعفى ، قال: سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء وأمان من كلّ خوف وهو لما أخذ له .
٦١ ـ عنه ، عن
مكارم الاخلاق ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إنّ قبر الحسين عليهالسلام مسكة مباركة من أكله من شيعتنا كان له شفاء من كلّ داء ،
ومن أكله من عدوّنا ذاب كما تذوب الألية ، فاذا أكلت من طين قبر الحسين عليهالسلام فقل : اللهمّ إنّى أسألك بحقّ الملك الّذي قبضها ، وبحقّ
النبيّ الّذي خزنها وبحقّ الوصىّ الّذي هو
__________________
فيها أن تصلّى على
محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لى فيه شفاء من كلّ داء وعافية من من كلّ بلاء ،
وأمانا من كلّ خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم ،
وتقول أيضا. اللهمّ إنّى أشهد أنّ هذه التربة تربة وليّك صلّى الله عليه ، وأشهد
أنّها شفاء من كلّ داء ، وأمان من كلّ خوف لمن شئت من خلقك ولى برحمتك وأشهد أنّ
كلّ ما قيل فيهم هو الحقّ من عندك وصدق المرسلون .
٦٢ ـ عنه ، عن المزار الكبير باسناده ،
عن إبراهيم بن محمّد الثقفى ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام
قال : إنّ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت عليهماالسلام
تديرها بيدها تكبّر وتسبّح حتّى قتل حمزة بن عبد المطّلب فاستعملت تربته وعملت
التّسابيح فاستعملها الناس ، فلمّا قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه
فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزيّة .
٦٣ ـ عنه ، عن
المزار الكبير باسناده ، عن أبى القاسم محمّد بن على ، عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام قال : من أدار الطين من التربة فقال : سبحان الله والحمد
لله ولا إله الّا الله والله أكبر ، مع كلّ حبّة منها كتب الله له بها ستّة آلاف
حسنة ومحا عنه ستّة آلاف سيّئة ورفع له ستّة آلاف درجة وأثبت له من الشفاعة مثلها .
٦٤ ـ عنه ، عن
كتاب الحسن بن محبوب ، أنّ أبا عبد الله عليهالسلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسين عليهالسلام والتفاضل بينهما ، فقال عليهالسلام : السبحة الّتي هى من طين قبر الحسين عليهالسلام تسبّح بيد الرجل من غير أن يسبّح ، قال وقال : رأيت أبا
عبد الله عليهالسلام وفى يده السبحة منها وقيل له فى ذلك فقال : أما انّها أعود
علىّ أو قال : أخفّ علىّ
__________________
٦٥ ـ عنه ، عن
مصباح الزائر قال : يروى فى أخذ التربة أنّك إذا أردت أخذها فقم آخر اللّيل واغتسل
والبس أطهر ثيابك وتطيب بسعد وأدخل وقف عند الرأس وصلّ أربع ركعات تقرأ فى الأولى
منها الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة الاخلاص ، وفى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة
القدر ، وتقرأ فى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة الاخلاص ، وفى الرابعة الحمد
مرّة واثنتى عشرة مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، فاذا فرغت فاسجد وقل فى سجودك
ألف مرّة شكرا ، ثمّ تقوم وتتعلّق بالضّريح وتقول :
يا مولاى يا ابن
رسول الله إنّى آخذ من تربتك باذنك ، اللهمّ فاجعلها شفاء من كلّ داء ، وعزّا من
كلّ ذلّ ، وأمنا من كلّ خوف ، وغنى من كلّ فقر ، لى ولجميع المؤمنين ، وتأخذ بثلاث
أصابع ثلاث قبضات وتجعلها فى خرقة نظيفة وتختمها بخاتم فضّة فصه عقيق ، نقشه «ما
شاء الله لا قوّة الّا بالله أستغفر الله» فاذا علم الله منك صدق النيّة يصعد معك
فى الثلاث قبضات سبعة مثاقيل لا تزيد ولا تنقص ترفعها لكلّ علة وتستعمل منها وقت
الحاجة مثل الحمصة فانّك تشفى إنشاء الله .
٦٦ ـ عنه ، عن
المصباح وفى رواية اخرى : يقرأ فى الاولى الحمد وإحدى عشر مرّة قل يا أيّها
الكافرون ، وفى الثانية الحمد واحدى عشرة مرة القدر ، ويقنت فيقول : لا إله الّا
الله عبوديّة ورقّا لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله الّا الله وحده وحده ،
أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، سبحان الله ملك السموات السبع والأرضين
السبع ، وما بينهنّ وما فيهنّ ، وسبحان الله ربّ العرش العظيم ، وصلّى الله على
محمّد وآله ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين ، ويركع ويسجد ويصلّى
الركعتين الاخيرتين يقرأ فى الاولى الحمد وإحدى عشرة
__________________
مرّة الاخلاص ،
وفى الثانية الحمد وإحدى عشرة مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، ويقنت كما قنت فى
الأوّلين ثمّ يركع ويسجد ويفعل كما تقدّم فى الرّواية الأولى .
٦٧ ـ عنه ، عن كتاب
عتيق قال : إذا أردت أن تأخذ من التربة للعلاج بها والاستشفاء فتباكى وتقول : بسم
الله وبالله ، بحقّ هذه التربة المباركة ، وبحقّ الوصىّ الّذي تواريه ، وبحق جدّه
وأبيه ، وأمّه وأخيه ، وبحقّ أولاده الصادقين ، وبحق الملائكة المقيمين عند قبره ،
ينتظرون نصرته ، صلّ عليهم أجمعين ، واجعل لى ولأهلى وولدى وإخوتى وأخواتى فيه
الشفاء من كلّ داء ، والأمان من كلّ خوف ، وأوسع علينا به فى أرزاقنا ، وصحّح به
أبداننا إنّك على كلّ شيء قدير ، وأنت أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمّد وعلى
آله الطيّبين وسلّم تسليما.
إن شئت فقل :
اللهمّ انّى أسألك بحقّ هذه التربة ، وبحقّ الملك الموكّل بها ، وبحقّ من فيها ،
وبحقّ النبيّ الّذي خزنها ، أن تصلّى على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل هذه التربة
أمانا من كلّ خوف وشفاء لى من كلّ داء ، وسعة فى الرزق إنّك على كلّ شيء قدير ،
وإن شئت فقل : اللهمّ إنّى أسألك بحقّ الجناح الّذي قبضها ، والكفّ الّذي قلبها ،
والإمام المدفون فيها ، أن تصلّى على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لى فيه الشفاء
والأمان من كلّ خوف .
٦٨ ـ عنه ، عن
المزار الكبير باسناده ، عن جابر الجعفى قال : دخلت على مولانا أبى جعفر محمّد بن
علىّ الباقر عليهماالسلام فشكوت إليه علّتين متضادّتين بى إذا داويت إحداهما انتقضت
الاخرى وكان بى وجع الظهر ووجع الجوف فقال لى : عليك بتربة الحسين بن على عليهماالسلام فقلت كثيرا ما أستعملها ولا تنجح فىّ؟ قال جابر : فتبيّنت
فى وجه سيّدى ومولاى الغضب فقلت : يا مولاى أعوذ بالله من سخطك ، وقام فدخل الدار
وهو مغضب فاتى بوزن حبّة فى كفّه فناولنى إيّاها ثمّ
__________________
قال لى : استعمل
هذه يا جابر ، فاستعملتها فعوفيت لوقتى ، فقلت : يا مولاى ما هذه التي استعملتها
فعوفيت لوقتى؟
قال : هذه الّتي
ذكرت أنها لم تنجح فيك شيئا ، فقلت : والله يا مولاى ما كذبت فيها ولكن قلت : لعلّ
عندك علما فأتعلّمه منك فيكون أحبّ إلىّ ممّا طلعت عليه الشمس ، فقال لى : إذا
أردت أن تأخذ من التربة فتعمّد لها آخر اللّيل واغتسل لها بماء القراح والبس أطهر
أطهارك وتطيّب بسعد وادخل فقف عند الرأس فصلّ أربع ركعات تقرأ فى الأولى الحمد
وإحدى عشر مرّة قل يا أيّها الكافرون ، وفى الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة
إنّا أنزلناه فى ليلة القدر ، وتقنت فتقول فى قنوتك.
لا إله إلّا الله
حقّا حقّا ، لا إله إلّا الله عبوديّة ورقّا ، لا إله الّا الله وحده وحده أنجز
وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، سبحان الله مالك السموات وما فيهنّ وما
بينهنّ ، سبحان الله ذى العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين ، ثمّ تركع وتسجد
وتصلّى ركعتين اخراوين وتقرأ فى الأولى الحمد وإحدى عشر مرّة قل هو الله أحد ، وفى
الثانية الحمد مرّة وإحدى عشر مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، وتقنت كما قنت فى
الأوّلين ، ثمّ تسجد سجدة الشكر وتقول ألف مرّة ، شكرا ، ثمّ تقوم وتتعلّق بالتربة
وتقول :
يا مولاى يا ابن
رسول الله إنّى آخذ من تربتك باذنك ، اللهمّ فاجعلها شفاء من كلّ داء ، وعزّا من
كلّ ذلّ وأمنا من كلّ خوف ، وغنى من كلّ فقر لى ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، وتأخذ
بثلاث أصابع ثلاث مرّات وتدعها فى خرقة نظيفة أو قارورة زجاج ، وتختمها بخاتم عقيق
عليه «ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله أستغفر الله» فاذا علم الله منك صدق النيّة
لم يصعد معك فى الثلاث قبضات إلّا سبعة مثاقيل و
ترفعها لكلّ علّة
فانّها تكون مثل ما رأيت .
٦٩ ـ أبو جعفر
الطبرى الامامى باسناده ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن زيد بن أسامة قال كنت
فى جماعة من عصابتنا بحضرة سيّدنا الصادق عليهالسلام فأقبل علينا أبو عبد الله عليهالسلام فقال : إنّ الله تعالى جعل تربة جدّى الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ سوء وخوف فاذا تناولها
أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرّها على ساير جسده وليقل :
اللهمّ بحق هذه
التربة وبحقّ من حلّ بها وثوى فيها وبحقّ أبيه وامّه وأخيه والأئمّة من ولده وبحقّ
الملائكة الحافين به إلّا جعلتها شفاء من كلّ داء وبرءا من كلّ مرض ونجاة من كلّ
آفة وحرزا ممّا أخاف وأحذر ، ثمّ ليستعملها قال : أسامة فأنا استعملتها من دهرى
الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله فما رأيت بحمد الله مكروها .
٧٠ ـ روى الطبرسى
باسناده ، عن محمّد بن مسلم ، عن السيّدين الباقر والصادق عليهماالسلام قال : سمعتهما يقولان : إنّ الله تعالى عوض الحسين عليهالسلام من قتله أن جعل الإمامة فى ذرّيّته والشفاء فى تربته
وإجابة الدعاء عند قبره ولا تعدّ أيّام زائره جاثيا وراجعا من عمره ، قال محمّد بن
مسلم : فقلت لأبى عبد الله : هذه الخلال تنال بالحسين قال : نعم فى نفسه ، قال :
إنّ الله تعالى ألحقه بالنبىّ فكان معه فى درجته ومنزلته ، ثمّ تلا أبو عبد الله عليهالسلام (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)
__________________
٨٠ ـ باب نوح الجن للحسين عليهالسلام
١ ـ الشيخ المفيد
أبو على الحسن بن محمّد الطوسى ، عن والده رضى الله عنه ، قال: أخبرنا محمّد بن
محمّد قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا على بن العبّاس قال :
حدّثنا عبد الكريم بن محمّد ، قال : حدثنا سليمان بن مقبل الحارثى قال : حدّثنا
المحفوظ بن المنذر ، قال : حدثني شيخ من بنى تميم كان يسكن الرابية قال : سمعت أبى
يقول : ما شعرنا بقتل الحسين عليهالسلام حتّى كان مساء ليلة عاشوراء ، فانّى جالس بالرابية ومعى
رجل من الحىّ فسمعنا هاتفا يقول :
والله ما جئتكم
حتّى بصرت به
|
|
بالطف منعقر
الخدّين منحورا
|
وحوله فتية تدمى
نحورهم
|
|
مثل المصابيح
يطفون الدجى نورا
|
وقد حثثت قلوصى
كى أصارفهم
|
|
من قبل أن
يتلاقى الخرد الحورا
|
فعاقنى قدر
والله بالغه
|
|
وكان أمر قضاه
الله مقدورا
|
كان الحسين
سراجا يستضاء به
|
|
الله أعلم أنى
لم أقل زورا
|
صلّى الا له على
جسم تضمّنه
|
|
قبر الحسين حليف
الحر مقبورا
|
مجاورا لرسول
الله فى غرف
|
|
وللوصىّ
وللطيّار مسرورا
|
فقلت له : من أنت
يرحمك الله؟ قال : أنا وأبى من جنّ نصيبين أردنا مؤازرة الحسين عليهالسلام ومواساته بأنفسنا ، فانصرفنا من الحج فأصبناه قتيلا .
٢ ـ ابن قولويه ،
حدّثنى محمّد بن جعفر القرشى الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين ابن أبى الخطاب ، عن
نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن عمرو بن ثابت عن
__________________
حبيب بن أبى ثابت ،
عن أمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله
قالت ما سمعت نوح الجنّ منذ قبض الله نبيّه الّا اللّيلة ولا أرانى الّا وقد اصبت
بابنى الحسين قالت وجاءت الجنّية منهم ، وهى تقول :
أيا عيناى
فانهملا بجهد
|
|
فمن يبكى على
الشهداء بعدى
|
على رهط تقودهم
المنايا
|
|
الى متجبّر من
نسل عبد
|
٣ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابراهيم بن
عقبة ، عن أحمد بن عمرو بن مسلم ، عن الميثمى قال : خمسة من أهل الكوفة أراد وانصر
الحسين بن على عليهماالسلام فمرّوا بقرية يقال لها شاهى ، إذا قيل عليهم رجلان شيخ
وشاب فسلّما عليهم قال فقال الشيخ أنا رجل من الجنّ وهذا ابن أخى أردنا نصر هذا
الرّجل المظلوم قال فقال لهم الشيخ الجنّى قد رأيت رأيا فقال الفتية الإنسيون وما
هذا الرّأى الّذي رأيت قال رأيت ان أطير فآتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة
فقالوا له نعم ما رأيت قال فغاب يومه وليله فلمّا كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه
ولا يرون الشّخص وهو يقول :
والله ما جئتكم
حتّى بصرت به
|
|
بالطفّ منعفر
الخدّين منحورا
|
وحوله فتية تدمى
نحورهم
|
|
مثل المصابيح
يملون الدّجا نورا
|
وقد حثثت قلوصى
كى أصادفهم
|
|
من قبل ما أن
يتلاقى الخرد الحورا
|
كان الحسين
سراجا يستضاء به
|
|
الله أعلم أنى
لم أقل زورا
|
مجاورا لرسول
الله فى غرف
|
|
وللبتول
وللطيّار مسرورا
|
فأجابه بعض الفتية
من الانسيّين يقول :
اذهب فلا زال
قبر أنت ساكنه
|
|
الى القيامة
يسقى الغيث ممطورا
|
وقد سلكت سبيلا
أنت سالكه
|
|
وقد شربت بكأس
كان مغرورا
|
__________________
وفتية فرّغوا
لله أنفسهم
|
|
وفارقوا المال
والاحباب والدورا
|
٤ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن
حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال حدّثنى عمر بن سعد ، وعمرو بن ثابت ، عن أبى زياد
القندى قال : كان الجصّاصون يسمعون نوح الجنّ حين قتل الحسين عليهالسلام فى السحر بالجبانة وهم يقولون :
مسح الرسول
جبينه
|
|
فله بريق فى
الخدود
|
أبواه من عليا
قريش
|
|
جدّه خير الجدود
|
٥ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن
حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال قال :
عمر بن سعد : قال
حدّثنى الوليد بن غسّان عمّن حدّثه قال كانت الجنّ تنوح على الحسين بن على عليهماالسلام تقول :
لمن الابيات
بالطفّ على كره بنينه
|
|
تلك أبيات
الحسين يتجاوبن الزينة
|
٦ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن
حكيم ، عن سلمة قال : حدّثنى أيّوب بن سليمان بن أيّوب الفزارى ، عن علىّ بن
الحزّور ، قال سمعت ليلى وهى تقول سمعت نوح الجنّ على الحسين بن على عليهماالسلام وهى تقول :
يا عين جودى
بالدموع فانّما
|
|
يبكى الحزين
بحرقة وتفجّع
|
يا عين الهاك
الرقاد بطيبه
|
|
من ذكر آل محمّد
وتوجّع
|
باتت ثلاثا
بالصعيد جسومهم
|
|
بين الوحوش
وكلّهم فى مصرع
|
٧ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمهالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن نصر بن
مزاحم ، عن عبد الرحمن بن أبى حمّاد ، عن أبى ليلى الواسطى ، عن عبد الله بن حسان
الكنانى قال بكت الجنّ على الحسين بن على عليهماالسلام فقالت :
ما ذا تقولون إذ
قال النبيّ لكم
|
|
ما ذا فعلتم
وأنتم آخر الامم
|
__________________
بأهل بيتى
وإخوانى ومكرمتى
|
|
من بين أسرى
وقتلى ضرّجوا بدم
|
٨ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، قال حدّثنى علىّ بن
الحسين ، عن معمّر بن خلاد ، عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام
قال بينما الحسين عليهالسلام
يسير فى جوف اللّيل وهو متوجّه الى العراق واذا برجل يرتجز ويقول :
يا ناقتى لا
تذعرى من زجر
|
|
وشمّرى قبل طلوع
الفجر
|
بخير ركبان وخير
سفر
|
|
حتّى تحلّى بكريم
القدر
|
بماجد الجدّ
رحيب الصّدر
|
|
أبانه الله لخير
أمر
|
ثمّة أبقاه بقاء
الدّهر
فقال الحسين بن
علىّ عليهماالسلام :
سأمضى وما
بالموت عار على الفتى
|
|
اذا ما نوى حقّا
وجاهد مسلما
|
وواسى الرجال
الصالحين بنفسه
|
|
وفارق مثبورا
وخالف مجرما
|
فان عشت لم أقدم
وأن مت لم ألم
|
|
كفى بك موتا أن
تذلّ وترغما
|
٩ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمهالله وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله بن أبى خلف ، عن محمّد
بن يحيى المعاذى ، قال حدّثنى الحسين بن موسى الأصمّ ، عن عمرو ، عن جابر ، عن
محمّد بن علىّ عليهماالسلام قال : لمّا همّ الحسين عليهالسلام بالشخوص عن المدينة أقبلت نساء بنى عبد المطّلب فاجتمعن
للنياحة حتّى مشى فيهنّ الحسين عليهالسلام فقال انشدكنّ الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ولرسوله
فقالت له نساء بنى عبد المطّلب فلمن نستبقى النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات
فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى وفاطمة ورقيّة وزينب وأمّ كلثوم ، فننشدك الله جعلنا
الله فداك من الموت يا حبيب الأبرار من أهل القبور وأقبلت بعض عمّاته تبكى وتقول
أشهد يا حسين لقد سمعت الجنّ ناحت بنوحك وهم يقولون :
__________________
فانّ قتيل الطفّ
من آل هاشم
|
|
اذلّ رقابا من
قريش فذلّت
|
حبيب رسول الله
لم يك فاحشا
|
|
أبانت مصيبتك
الأتوف وجلّت
|
وقلن أيضا :
أبكى حسينا
سيّدا
|
|
ولقتله شاب
الشعر
|
ولقتله زلزلتم
|
|
ولقتله انكسف
القمر
|
واحمرت آفاق
السّماء
|
|
من العشيّة
والسّحر
|
وتغيّرت شمس
البلاد
|
|
بهم وأظلمت
الكور
|
ذاك بن فاطمة
المصاب
|
|
به الخلائق
والبشر
|
أورثتنا ذلّا به
|
|
جدع الأنوف مع
الغرر
|
١٠ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى
، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن يحيى المعاذى ، عن عباد بن يعقوب ، عن عمرو بن
ثابت ، عن عمرو بن عكرمة ، قال أصبحنا : ليلة قتل الحسين عليهالسلام بالمدينة فاذا مولى لنا يقول : سمعنا البارحة مناديا ينادى
ويقول :
أيّها القائلون
جهلا حسينا
|
|
أبشروا بالعذاب
والتنكيل
|
كلّ أهل السّماء
يدعو عليكم
|
|
من نبىّ ومرسل
وقبيل
|
قد لعنتم على
لسان بن داود
|
|
وذى الرّوح حامل
الانجيل
|
١١ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن
حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، قال حدّثنى عبد الله بن محمّد بن سنان ، عن عبد الله
بن القاسم بن الحارث ، عن داود الرّقى ، قال حدثتنى جدّتى انّ الجنّ لمّا قتل
الحسين عليهالسلام بكت عليه بهذه الأبيات :
يا عين جودى
بالعبر
|
|
وابكى فقد حقّ
الخبر
|
أبكى بن فاطمة
الّذي
|
|
ورد الفرات فما
صدر
|
__________________
الجنّ تبكى
شجوها
|
|
لمّا أتى منه الخبر
|
قتل الحسين
ورهطه
|
|
تعسا لذلك من
خبر
|
فلأبكيّنك حرقة
|
|
عند العشاء
وبالسّحر
|
ولأبكينّك ما
جرى
|
|
عرقى وما حمل
الشجر
|
١٢ ـ قال المجلسى : وجدت فى بعض كتب
المناقب المعتبرة أنّه روى عن سيّد الحفّاظ أبى منصور الديلمى ، عن الرئيس أبى
الفتح الهمدانيّ ، عن أحمد بن الحسين الحنفىّ ، عن عبد الله بن جعفر الطبرى ، عن
عبد الله بن محمّد التميمى ، عن محمّد بن الحسن العطّار ، عن عبد الله بن محمّد
الانصارى ، عن عمارة بن زيد ، عن بكر بن حارثة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عيسى بن
عمر ، عن عبد الله بن عمر الخزاعى ، عن هند بنت الجون قالت : نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله بخيمة خالتها أمّ معبد ، ومعه أصحاب له ، فكان من أمره فى
الشاة ما قد عرفه الناس ، فنام فى الخيمة هو وأصحابه حتّى أبرد ، وكان يوم قائظ
شديد حرّه.
فلمّا قام من
رقدته دعا بماء فغسّل يديه فأنقاهما ، ثمّ مضمض فاه ومجّه على عوسجة كانت إلى جنب
خيمة خالتها ثلاث مرّات ، واستنشق ثلاثا وغسّل وجهه وذراعيه ثمّ مسح برأسه ورجليه
، وقال : لهذه العوسجة شأن ثمّ فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثمّ قام فصلّى
ركعتين ، فعجبت فتيات الحىّ من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصلّيا قبله.
فلمّا كان من الغد
أصبحنا وقد علت العوسجة حتّى صارت كأعظم دوحة عادية وأبهى وخضر الله شوكها ، وساخت
عروقها وكثرت أفنانها ، وأخضرّ ساقها وورقها ثمّ أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم
ما يكون من الكمأة فى لون الورس المسحوق ورائحة العنبر ، وطعم الشّهد ، والله ما
أكل منها جائع إلّا شبع
__________________
ولا ظمآن إلّا روى
، ولا سقيم إلّا برأ ، ولا ذو حاجة وفاقة الّا استغنى ، ولا أكل من ورقها بعير ولا
ناقة ولا شاة الّا سمنت ودرّ لبنها ، ورأينا النماء والبركة فى أموالنا منذ يوم نزل
، وأخصبت بلدنا ، وأمرعت.
فكنّا نسمّى تلك
الشجرة «المباركة» وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادى يستظلّون بها ، ويتزوّدون
من ورقها فى الأسفار ويحملون معهم فى الارض القفار ، فيقوم لهم مقام الطعام
والشراب ، فلم تزل كذلك وعلى ذلك أصحابنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها ، واصفرّ ورقها
فأحزننا ذلك وفرقنا له ، فما كان إلّا قليل حتّى جاء نعى رسول الله فاذا هو قد قبض
ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك فى العظم والطعم والرائحة فأقامت على
ذلك ثلاثين سنة.
فلمّا كانت ذات
يوم أصبحنا وإذا بها قد تشوّكت من أوّلها الى آخرها ، فذهبت نضارة عيدانها وتساقط
جميع ثمرها ، فما كان إلّا يسيرا حتّى وافى مقتل أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليهالسلام فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيرا ، وانقطع ثمرها ولم
نزل من حولنا نأخذ من ورقها ونداوى مرضانا بها ، ونستشفى به من أسقامنا ، فأقامت
على ذلك برهة طويلة ثمّ أصبحنا ذات يوم فاذا بها قد انبعثت من ساقها دما عبيطا
جاريا وورقها ذابلة تقطر دما كماء اللّحم ، فقلنا أن : قد حدث عظيمة ، فبتنا
ليلتنا فزعين مهمومين نتوقّع الداهية ، فلمّا أظلم اللّيل علينا سمعنا بكاء وعويلا
من تحتها وجلبة شديدة ورجّة ، وسمعنا صوت باكية تقول :
أيا ابن النبيّ
وابن الوصىّ
|
|
ويا من بقيّة
ساداتنا الأكرمينا
|
ثمّ كثرت الزنّات
والأصوات ، قلم نفهم كثيرا ممّا كانوا يقولون ، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين عليهالسلام ويبست الشجرة وجفّت وكسرتها الرّياح والأمطار بعد ذلك ،
فذهبت واندرس أثرها ، قال عبد الله بن محمّد الأنصاري : فلقيت دعبل بن علىّ
الخزاعىّ ، بمدينة الرسول فحدّثته بهذا الحديث فلم ينكره وقال : حدّثنى أبى
عن جدّى ، عن امّه
سعيدة بنت مالك الخزاعيّة أنّها ادركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علىّ بن
أبى طالب عليهماالسلام ، وأنّها سمعت تلك اللّيلة نوح الجنّ فحفظت من جنّية منهنّ
:
يا ابن الشهيد
ويا شهيد عمّه
|
|
خير العمومة
جعفر الطيّار
|
عجبا لمصقول
أصابك حدّه
|
|
فى الوجه منك
وقد علاه غبار
|
قال دعبل : فقلت
فى قصيدتى :
زر خير قبر
بالعراق يزار
|
|
واعص الحمار فمن
نهاك حمار
|
لم لا أزورك يا
حسين لك الفدا
|
|
قومى ومن عطفت
عليه نزار
|
ولك المودة فى
قلوب ذوى النّهى
|
|
وعلى عدوّك مقتة
ودمار
|
يا ابن الشهيد
ويا شهيدا غمّه
|
|
خير العمومة
جعفر الطيّار
|
١٣ ـ عنه ، قال ابن نما ـ رحمهالله ـ فى مثير الأحزان : ناحت عليه
الجنّ وكان نفر من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله
منهم المسور بن مخرمة يستمعون النوح ويبكون ، وذكر صاحب الذخيرة ، عن عكرمة أنّه
سميع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولا يرون شخصه :
أيّها القاتلون
جهلا حسينا
|
|
أبشروا بالعذاب
والتنكيل
|
كلّ أهل السماء
تبكى عليكم
|
|
من نبىّ وملأك
وقبيل
|
قد لعنتم على
لسان ابن داود
|
|
وموسى وصاحب
الإنجيل
|
١٤ ـ عنه قال : روى أنّ هاتفا سمع
بالبصرة ينشد ليلا :
إنّ الرماح
الواردات صدورها
|
|
نحو الحسين
تقاتل التنزيلا
|
ويهلّلون بأن
قتلت وإنّما
|
|
قتلوا بك التكبير
والتهليلا
|
__________________
فكأنّما قتلوا
أباك محمّدا
|
|
صلّى عليه الله
أو جبريلا
|
١٥ ـ عنه ، ذكر ابن الجوزى فى كتاب
النور فى فضائل الأيّام والشهور نوح الجنّ عليه فقالت :
لقد جئن نساء
الجنّ يبكين شجيّات
|
|
ويلطمن خدودا
كالدّنانير نقيّات
|
ويلبسن
الثياب السّود بعد القصبيّات
|
١٦ ـ عنه ، عن المناقب : قال دعبل :
حدّثنى أبى ، عن جدّى ، عن امّه سعدى بنت مالك الخزاعية أنّها سمعت نوح الجنّ على
الحسين عليهالسلام :
يا ابن الشهيد
ويا شهيدا عمّه
|
|
خير العمومة
جعفر الطيّار
|
عجبا لمصقول
أصابك حدّه
|
|
فى الوجه منك
وقد علاه غبار
|
١٧ ـ عنه ، عن المناقب ، عن إبانة ابن
بطّة أنّه سمع من نوحهم :
أيا عين جودى
ولا تجمدى
|
|
وجودى على
الهالك السيّد
|
فبالطفّ أمسى
صريعا فقد
|
|
رزئنا الغداة
بأمر بدىّ
|
ومن نوحهم :
نساء الجنّ
يبكين من الحزن شجيّات
|
|
وأسعدن بنوح
للنساء الهاشميّات
|
ويندبن حسينا
عظمت تلك الرزيّات
|
|
ويلطمن خدودا
كالدنانير نقيّات
|
ويلبسن
ثياب السّود بعد القصبيّات
|
ومن نوحهم :
احمرّت الأرض من
قتل الحسين كما
|
|
اخضرّ عند سقوط
الجونة العلق
|
يا ويل قاتله يا
ويل قاتله
|
|
فانّه فى سعير
النار يحترق
|
ومن نوحهم :
__________________
أبكى ابن فاطمة
الّذي من قتله شاب الشعر
|
|
ولقتله زلزلتم
ولقتله خسف القمر
|
وسمع نوح جنّ قصدوه لموازرته :
والله ما جئتكم
حتّى بصرت به
|
|
بالطفّ منعفر
الخدّين منحورا
|
١٨ ـ عنه قال الطبرى : وسمع نوح الملائكة فى أوّل منزل نزلوا
قاصدين إلى الشام :
أيها القاتلون
جهلا حسينا
|
|
أبشروا بالعذاب
والتنكيل
|
كلّ أهل السماء
يدعو عليكم
|
|
من نبىّ ومرسل
وقتيل
|
قد لعنتم على
لسان ابن داود
|
|
وموسى وصاحب
الانجيل
|
١٩ ـ الهيتمى باسناده ، عن أمّ سلمة
قالت سمعت الجنّ تنوح على الحسين بن علىّ ، رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح .
٢٠ ـ عنه ،
باسناده ، عن ميمونة قالت سمعت الجنّ تنوح على الحسين بن على رواه الطبرانى ورجاله
رجال الصحيح .
٢١ ـ عنه باسناده ، عن أمّ سلمة قالت ما
سمعت نوح الجن منذ قبض النبيّ صلىاللهعليهوآله
الّا اللّيلة وما أرى ابنى الا قبض تعنى الحسين فقالت لجاريتها اخرجى اسألى فأخبرت
أنّه قد قتل واذا جنية تنوح :
ألا يا عين
فاحتفلى بجهدى
|
|
ومن يبكى على
الشهداء بعدى
|
على رهط تقودهم
المنايا
|
|
الى متجبر فى
ملك عبد
|
٢٢ ـ عنه ، عن أبى جناب الكلبى قال
حدثنا الجصاصون قالوا كنا إذا خرجنا الى الجبان بالليل عند مقتل الحسين سمعنا الجن
ينوحون عليه ويقولون :
__________________
مسح الرسول
جبينه
|
|
فله بريق فى
الخدود
|
أبواه من عليا
قري
|
|
ش جدّه خير
الجدود
|
٢٣ ـ قال سبط ابن الجوزى : حكى الزهرى : عن أمّ سلمة قالت : ما
سمعت نوح الجنّ الا فى الليلة التي قتل فيها الحسين سمعت قائلا يقول :
ألا يا عين
فاختلفى بجهد
|
|
ومن يبكى على
الشهداء بعدى
|
على رهط تقودهم
المنايا
|
|
الى متجبر فى
ثوب عبد
|
قالت : فعلمت انّه
قد قتل الحسين .
٢٤ ـ عنه ، قال
الشعبى : سمع أهل الكوفة قائلا يقول فى اللّيل :
أبكى قتيلا
بكربلاء
|
|
مضرج الجسم
بالدماء
|
أبكى قتيلا
الطغاة ظلما
|
|
بغير جرم سوى
الوفاء
|
أبكى قتيلا بكى
عليه
|
|
من ساكن الارض
والسماء
|
هتك أهلوه
واستحلوا
|
|
ما حرّم الله فى
الإماء
|
يا بأبى جسمه
المعرى
|
|
الا من الدين
والحياء
|
كلّ الرزايا لها
عزاء
|
|
وما لذا الزرء
من عزاء
|
٢٥ ـ قال الزهرى : ناحت عليه الجنّ
فقالت :
خير نساء الجن
تبكين شجيات
|
|
وتلطمن خدودا
كالدنانير نقيات
|
وتلبثن
ثياب السود بعد القصبيات
|
٢٦ ـ عنه ، قال وممّا حفظ من قول
الجنّ :
مسح النبيّ
جبينه
|
|
وله بريق فى
الخدود
|
أبواه من عليا
قريش
|
|
وجدّه خير
الجدود
|
__________________
قتلوك يا ابن
الرسول
|
|
فاسكنوا نار
الخلود
|
٢٧ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا أبو
بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمّد الجوهرى إملاء. وأخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو
غالب ابن البناء ، وأبو محمّد ابن شاتيل ، قالوا : أنبأنا أبو محمّد الجوهرى قراءة
، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنى أبى ، أنبأنا عبد
الرحمن بن مهدى ، أنبأنا حماد بن سلمة ، عن عمّار ، قال : سمعت أمّ سلمة قالت :
سمعت الجنّ يبكين على الحسين. قال : وقالت أمّ سلمة : سمعت الجنّ تنوح على الحسين .
٢٨ ـ عنه ، أخبرنا
أبو البركات الأنماطى ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا محمّد ابن على الواسطى ،
أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيرى ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، أنبأنا أبى
، أنبأنا عفان بن مسلم ، أنبأنا حمّاد بن سلمة ، أنبأنا عمّار بن أبى عمّار ، عن
أمّ سلمة قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحسين .
٢٩ ـ أخبرنا أبو
البركات ، أنبأنا أبو الفضل ابن خيرون ، أنبأنا محمّد ، أنبأنا محمّد ، أنبأنا
الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، أنبأنا عفان بن مسلم ، أنبأنا حمّاد بن سلمة ،
أنبأنا عمّار بن أبى عمّار ، عن أمّ سلمة قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحسين .
٣٠ ـ عنه ، أخبرنا
أبو السعود أحمد بن على ابن المجلى ، أنبأنا عبد المحسن بن محمّد لفظا ، أنبأنا
أبو أحمد عبد الله بن محمّد بن محمّد الدهان ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحسن
البردعى ، أنبأنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبى العصام العدوى ، أنبأنا
إبراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطاهر البزاز ، أنبأنا ابن لقمان ، أنبأنا الحسين
بن إدريس ، أنبأنا هاشم ، عن أمه ، عن أمّ سلمة ، قالت : سمعت الجنّ تنوح على
الحسين
__________________
يوم قتل وهنّ يقلن
:
أيّها القاتلون
ظلما حسينا
|
|
أبشروا بالعذاب
والتنكيل
|
كلّ أهل السماء
يدعو عليكم
|
|
من نبىّ ومرسل
وقتيل
|
قد لعنتم على
لسان ابن داوود
|
|
وموسى وصاحب
الانجيل
|
٣١ ـ عنه ، أنبأنا أبو على الحدّاد وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو
بكر بن زيدة ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا القاسم بن عبّاد الخطايى ، أنبأنا
سويد بن سعيد ، أنبأنا عمرو بن ثابت ، قال أمّ سلمة : ما سمعت نوح الجنّ منذ قبض
النبيّ صلىاللهعليهوآله
الّا اللّيلة وما أرى ابنى إلّا قد قتل ـ تعنى الحسين ـ فقالت لجاريتها : اخرجى
فسلى قال : فخرجت الجارية فسألت فأخبرت أنّه قد قتل وإذا جنيّه تنوح :
ألا يا عين
فاحتفلى بجهد
|
|
ومن يبكى على
الشهداء بعدى
|
على رهط تقودهم
المنايا
|
|
إلى متجبر فى
ملك عبدى
|
٣٢ ـ عنه ، أنبأنا أبو على ابن نبهان
، وأخبرنا أبو الفضل ابن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأبو الحسن محمّد
ابن اسحاق ، وأبو على محمّد بن سعد بن نبهان ، وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى ،
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق قالوا :
أنبأنا أبو على ابن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن مقسم ، أنبأنا أبو
العبّاس أحمد بن يحيى النحوى ثعلب ، حدّثنى عمر بن شبّه ، حدّثنى عبيد بن عباد ،
أنبأنا عطاء بن مسلم : عن أبى جناب الكلبى قال : أتيت كربلا فقلت لرجل من أشراف
العرب بها : بلغنى أنّكم تسمعون نوح الجنّ؟ قال : ما تلقى حرّا ولا عبدا إلّا
أخبرك أنّه سمع ذاك؟ قال : قلت : وأخبرنى ما سمعت أنت؟ قال : سمعتهم يقولون :
مسح الرسول
جبينه
|
|
فله بريق فى
الخدود
|
__________________
أبواه من عليا
قريش
|
|
جدّه خير الجدود
|
٣٣ ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ،
أنبأنا عبد الوهاب بن محمّد ، أنبأنا الحسن بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن محمّد ،
أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنى أبو عبد الله التميمى ، أنبأنا علىّ بن عبد
الحميد الشيبانى عن أبى زيد الفقيمى قال : كان الجصّاصون إذا خرجوا فى السحر سمعوا
نوح الجن على الحسين :
مسح الرسول
جبينه
|
|
فله بريق فى
الخدود
|
أبواه فى عليا
قريش
|
|
جدّه خير الجدود
|
قال : فأجبتهم :
خرجوا به وفدا
إليه
|
|
فهم له شرّ
الوفود
|
قتلوا ابن بنت
نبيّهم
|
|
سكنوا به نار
الخلود
|
قال العطاردى :
تمّ المجلّد
الثانى من مسند الامام الحسين عليهالسلام ويتلوه ان شاء الله المجلّد الثالث وأوله باب نوح البوم
والحمام على الحسين عليهالسلام
__________________
فهرس العناوين
فهرس العناوين
باب ما جرى فى ليلة
عاشورا....................................................... ٣
باب
ما جرى فى يوم عاشورا...................................................... ٢٢
باب
شهادة الحرّ بن يزيد........................................................ ٤٥
باب
شهادة أصحاب الحسين عليهالسلام............................................... ٥١
شهادة
نافع بن هلال........................................................... ٥٧
شهادة
مسلم بن عوسجة........................................................ ٦٠
شهادة
حبيب بن مظاهر الاسدى................................................ ٦٣
شهادة
زهير بن القين............................................................ ٦٥
شهادة
حنظلة بن أسعد......................................................... ٦٧
شهادة
شوذب مولى شاكر....................................................... ٦٩
شهادة
عابث بن شبيب......................................................... ٦٩
شهادة
يزيد بن الحصين.......................................................... ٧١
شهادة
برير بن الخضير.......................................................... ٧٢
شهادة
مالك بن أنس........................................................... ٧٤
شهادة
زياد بن المهاصر.......................................................... ٧٤
شهادة
وهب بن وهب.......................................................... ٧٥
شهادة
عمرو بن خالد........................................................... ٧٦
شهادة
خالد بن عمرو........................................................... ٧٧
شهادة
سعد بن حنظلة بن التميمى............................................... ٧٧
شهادة
عبد الله المذحجى........................................................ ٧٧
شهادة
عبد الله اليزني............................................................ ٧٨
شهادة
مجمع بن عبد الله وسعد مولى عمرو بن خالد وجابر بن الحرث.................. ٧٨
شهادة
سويد بن عمرو الخثعمى................................................... ٧٩
شهادة
مالك بن عبد وسيف بن الحارث........................................... ٨٠
شهادة
عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة.............................................. ٨٠
شهادة
يحيى المازنى.............................................................. ٨١
شهادة
قرة الغفارى.............................................................. ٨١
شهادة
عمرو بن مطاع.......................................................... ٨٢
شهادة
جون مولى أبى ذر........................................................ ٨٢
شهادة
أنيس بن معقل........................................................... ٨٣
شهادة
الحجاج بن مسروق....................................................... ٨٤
شهادة
عبد الله بن عمير الكلبى................................................... ٨٤
شهادة
محمّد بن بشير الحضرمى................................................... ٨٧
شهادة
سعيد بن عبد الله الحنفى.................................................. ٨٧
شهادة
جنادة بن الحارث وابنه.................................................... ٨٨
شهادة
عمرو بن جنادة الانصارى................................................. ٨٨
شهادة
مالك بن دودان.......................................................... ٨٩
شهادة
أبو ثمامة الصائدى....................................................... ٨٩
شهادة
إبراهيم بن الحصين....................................................... ٩٠
شهادة
عمرو بن قرضة الانصارى................................................. ٩١
شهادة
أحمد بن محمّد الهاشمى..................................................... ٩١
شهادة
وهب بن جناح الكلبى.................................................... ٩١
شهادة
عمرو بن خالد الصيداوى................................................. ٩٢
شهادة
غلام تركى.............................................................. ٩٢
شهادة
عجوز ٩٣ شهادة فتى.................................................... ٩٣
شهادة
أنس بن الحارث.......................................................... ٩٣
شهادة
واضح وأسلم............................................................ ٩٤
شهادة
رجل من بنى أسد........................................................ ٩٤
شهادة
سوار بن أبى حمير الهمدانيّ................................................. ٩٥
باب
شهداء أهل البيت عليهمالسلام.................................................... ٩٥
شهادة
على الاكبر عليهالسلام........................................................ ٩٨
شهادة
قاسم بن الحسن عليهالسلام................................................... ١٠٧
شهادة
عبد الله بن الحسن عليهالسلام................................................. ١١١
شهادة
عبد الله بن مسلم....................................................... ١١٤
شهادة
جعفر بن عقيل......................................................... ١١٥
شهادة
عبد الرحمن بن عقيل.................................................... ١١٥
شهادة
عبد الله بن عقيل....................................................... ١١٦
شهادة
محمّد بن عبد الله بن جعفر.............................................. ١١٦
شهادة
عون بن عبد الله بن جعفر............................................... ١١٧
شهادة
أبو بكر بن على عليهالسلام.................................................. ١١٨
شهادة
عمر بن على عليهالسلام..................................................... ١٢٠
شهادة
عثمان بن على عليهالسلام.................................................... ١٢٠
شهادة
جعفر بن على عليهماالسلام................................................... ١٢١
شهادة
محمّد بن مسلم بن عقيل................................................ ١٢٢
شهادة
محمّد الاصغر بن على عليهالسلام.............................................. ١٢٢
شهادة
أبى بكر بن الحسن عليهالسلام................................................ ١٢٣
شهادة
عبيد الله بن عبد الله بن جعفر............................................ ١٢٣
شهادة
محمّد بن مسلم بن عقيل................................................ ١٢٣
شهادة
عدى بن عبد الله بن جعفر.............................................. ١٢٤
شهادة
عبد الله بن على عليهالسلام................................................... ١٢٤
شهادة
العبّاس بن على عليهالسلام................................................... ١٢٦
شهادة
عبد الله الرضيع......................................................... ١٣٣
باب
وصيّته عليهالسلام............................................................. ١٣٧
باب
شهادة الامام الحسين عليهالسلام................................................ ١٣٩
باب
احراق الخيام ونهب الاموال................................................. ١٩٥
باب
سلبه عليهالسلام.............................................................. ٢٠٢
باب
ما جرى على رأسه عليهالسلام.................................................. ٢٠٦
باب
ما جرى لأهل بيته عليهالسلام
فى الكوفة......................................... ٢٢١
باب
شهادة عبد الله بن عفيف الازدى.......................................... ٢٤٦
باب
ما جرى لأهل بيته عليهالسلام
فى دمشق......................................... ٢٥٠
باب
ورود أهل البيت المدينة.................................................... ٢٨٦
باب
ما ظهر بعد شهادته عليهالسلام................................................. ٢٩٤
باب
ما جرى لبنى هاشم بعد شهادته عليهالسلام....................................... ٣١٧
باب
فضل زيارته عليهالسلام......................................................... ٣١٩
باب
زيارته عليهالسلام
من بعيد...................................................... ٣٦٦
باب
زيارته عليهالسلام
فى يوم عاشورا................................................. ٣٦٩
زيارة
اخرى فى يوم عاشورا...................................................... ٣٧٩
باب
زيارة الاربعين............................................................. ٣٨٤
باب
زيارته عليهالسلام
فى يوم عرفة................................................... ٣٨٩
باب
زيارته عليهالسلام
فى النصف من شعبان.......................................... ٣٩٨
باب
زيارته عليهالسلام
فى رجب...................................................... ٤٠٢
باب
زيارته عليهالسلام
فى ليلة الفطر.................................................. ٤٠٤
باب
من غسل فى الفرات وزار الحسين عليهالسلام...................................... ٤٠٦
باب
من ترك زيارة الحسين عليهالسلام................................................. ٤٠٩
باب
جوامع زيارته عليهالسلام........................................................ ٤١٦
زيارة
للامام الحسين عليهالسلام...................................................... ٤١٩
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢١
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢٢
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢٣
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢٤
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢٥
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢٨
زيارة
اخرى................................................................... ٤٢٩
زيارة
اخرى................................................................... ٤٣٠
زيارة
اخرى................................................................... ٤٣٠
باب
وداع قبر الحسين عليهالسلام.................................................... ٤٤٨
باب
زيارة على بن الحسين عليهالسلام................................................ ٤٥١
باب
زيارة العبّاس عليهالسلام........................................................ ٤٥١
باب
زيارة قبور الشهداء........................................................ ٤٥٤
باب
الصلاة عند قبر الحسين عليهالسلام.............................................. ٤٥٥
باب
زيارة الأنبياء للحسين عليهمالسلام................................................ ٤٦٢
باب
زيارة الملائكة للحسين عليهمالسلام............................................... ٤٦٣
باب
دعاء رسول الله وعلى وفاطمة لزوار الحسين عليهمالسلام............................ ٤٦٦
باب
دعاء الملائكة لزوار الحسين عليهمالسلام.......................................... ٤٦٩
باب
البكاء على الحسين عليهالسلام.................................................. ٤٧١
باب
عذاب قاتل الحسين عليهالسلام................................................. ٥٠٣
باب
طين قبر الحسين عليهالسلام.................................................... ٥٢٥
باب
نوح الجن للحسين عليهالسلام................................................... ٥٥٠
|