
الباب الحادي عشر
في
ذكر النساء والأولاد ، والإخوان
الباب الحادي عشر
في ذكر النساء ، والأولاد ، والإخوان
فصل
في النكاح وذكر النساء
قال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«من جاءكم ممّن
ترضون دينه وأمانته خاطبا ، فزوّجوه كائنا من كان إلّا تفعلوا تكن [فتنة] في الأرض ، وفساد كبير».
وقال بعض الحكماء
:
لا يسكن الإنسان
إلى شيء كسكونه إلى زوجته ، وذلك أنّ الله تعالى خلق حوّاء ليسكن إليها ، فالسكون
إلى الأزواج ، والأنس بهن مما ورثه بنو آدم أباهم .
قال الأصمعي :
كانت العرب تستحبّ
من الخاطب الإطالة ، ومن المخطوب إليه الإيجاز .
__________________
وأتى محمد بن
الوليد عتبة عمر بن عبد العزيز يخطب إليه أخته ، فتكلم فأسهب ،
فقال عمر : الحمد لله ذي الكبرياء ، وصلواته على محمد خير الأنبياء. أما بعد ،
فإنّ الرغبة منك دعتك إلينا ، والرغبة فيك أجابتك عنا ، فقد أحسن بك ظنا من أودعك كريمته ، واختارك ولم يختر عليك ، وقد زوّجناك على ما في كتاب الله ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .
وحضر المأمون
إملاكا ، وهو أمير ، فسئل أن يخطب فقال :
المحمود الله ،
والمصطفى محمد رسول الله ، وخير ما يعمل به كتاب الله قال الله تعالى :
(وَأَنْكِحُوا
الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) وقد خطب إليكم فلان فتاتكم فلانة ، وبذل لها من الصداق كذا ، فشفعّوا شافعنا ، وأنكحوا خاطبنا ،
خار الله لنا ولكم.
وحضر ابن عباد إملاكا فخطب :
الحمد لله ناظم
الأشتات ، ومسبّب الأرحام المتشابهات ، جامع القلوب بعد افتراقها ، ورادّها عن
تباينها لاتفقاقها ، حمدا يلفى لديه ، ويقرب إليه ، وصلّى الله على الصادع بأوامره ،
الدّال على زواجره ؛ محمد المختار ، وعلى آله الأبرار.
__________________
أما بعد ، فإنّ
أحقّ ما عمل به العاملون ، وانتهى إليه التالون كتاب الله الذي تعبّد عباده ،
وأظهر فيه مراده ، فممّا حضّنا عليه ، وأهاب بنا إليه ؛ طيب النكاح المغني عن السفاح. قال
الله عزّ من قائل : (وَأَنْكِحُوا
الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا
فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وقد خطب إليكم فلان عقيلتكم فلانة ، وبذل لها من الصّداق
كذا ، فاشفعوا الراغب ، وأنكحوا الخاطب ، خار الله لنا ، ولكم.
قال بعض السلف :
المرأة الصالحة
إحدى الحسنيين.
فصل
في كيدهنّ
قال بعض السلف :
إنّ كيد النساء
أعظم من كيد الشيطان ، لأن الله تعالى يقول : (إِنَّ كَيْدَ
الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) ويقول : (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) .
قال يحيى بن علي
المنجم من قصيدة :
__________________
ربّ يوم عاشرته
فتقضّى
|
|
بعد حمد عن آخر
مذموم
|
يا لقوم لضعفه
ولكيده
|
|
مثل كيد النساء منه عظيم
|
في خبر المرأة التي كانت لا تتكلم إلّا بألفاظ القرآن
قال بعض الرواة :
خرجت حاجّا ، فإذا
أنا بامرأة على بعير ، وهي تتلو : من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فقلت لها : يا أمة الله ، أحسبك ضالة
؟.
فقالت : (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا
آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) .
فقلت لها : من أين
أنت؟
فقالت : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ
لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) .
فعلمت أنها مقدسية
فقلت : لم لا تتكلمين ؟.
__________________
فقالت : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا
لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) .
فقلت لأصحابي :
لأحسبنّها حرورية ، لا ترى كلامنا.
فقالت : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) .
فعلمت أنها لا
تتكلم إلّا بألفاظ القرآن من كتاب الله.
قال : فأخذت بزمام
بعيرها أقودها تريد مكة ، فأشرفت على قافلة شامية تريد مكة فأشارت بيدها تريد : (وَبِالنَّجْمِ هُمْ
يَهْتَدُونَ) .
فعلمت بأنها اهتدت
لمن فقدت.
فقلت : فمن أنادي؟.
قالت : (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ
بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) . وقالت : (يا داوُدُ إِنَّا
جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) .
__________________
فناديت : يا يحيى
، يا زكريا ، يا داود ! فجاء فتيان يتعادون ، فإذا هم بنوها ، فلما رأتهم قالت : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ
عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) .
وقالوا لي : جزاك
الله عنّا وعنك خيرا ، فسألتهم عنها ، فقالوا : هذه أمنا ، لم تتكلم ثلاثين سنة إلّا بالقرآن. وأنزلوني وأكرموني.
فقالت : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ
هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ
بِرِزْقٍ مِنْهُ) .
فمضى أحدهم وجاء
بفاكهة وطعام طيب ، فأكلت ، وخرجت ساعة. ثم قلت : أوصني .
فقالت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) .
فعلمت أنها متشيعة
، فركبت ، وانصرفت.
__________________
فصل
في نوادر النساء والجواري
قال الجاحظ :
مرّت امرأة بمجلس
من مجالس بني تميم ، فتأملها قوم منهم ، فقالت : تبّا لكم ، يا بني تميم ، لا قول
الله سمعتم ، ولا قول الشاعر اتبعتم ؛ قال الله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصارِهِمْ) . وقال الشاعر :
فغضّ الطرف إنّك
من نمير
|
|
فلا كعبا بلغت
ولا كلابا
|
اجتمع مجلس في
المدينة فيه نساء من الأشراف ، فلما أخذن في الأحاديث ، قالت حفصة بنت مروان بن
الحكم لتامورة بنت عمرو بن العاص : من الذي يقول :
ما زلت ألثمها
وأرشف ريقها
|
|
حتى سكرت [و] ما شربت مداما
|
فقالت : خيب الله سعى الفاسق المخزومي ـ تعني عمر بن أبي ربيعة ـ ؛ حللت به ، فحللت (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) ، تعني أنها لم تجد عنده هبوبا على النساء.
__________________
فقالت أم كلثوم
بنت علي بن عبد الله بن العباس : الحمد لله الذي عصمه منك فاستعصم.
ثم سألتها قريبة
بنت عبد الرحمن بن عوف قصتها مع عمر حتى قال فيها :
حبّذا رجعها
إليها يديها
|
|
في يدي درعها
تحلّ الإزارا
|
فقالت : أما أبعد
الله الكذب؟! نمت ليلة معه في وحشة الوحدة ، فلما برق الصبح ظلّ ينشدني هذا
الشعر ، وقد كنت خائبة خاسرة ، ناصبة ، أصلى نارا حامية .
ثم قالت هند بنت
معاوية لعائشة بنت طلحة :
يا بنت الحواري
تشهدين الله وتصدقيني فيما بينك وبين عمر بن أبي ربيعة؟
فقالت : قد كان
يتخالج قلبي منه شيء ، ولكنني أغالب نفسي ، وأخفض من جائش الهوى وما كنت أسلم لو لا أنني رأيته من حيث لا
يراني ، وهو ينشد :
فبيتت في تبياتاها
سوادا
فأنهيت نفسي عنه
__________________
فقالت كلثوم بنت
يزيد : هذا (يَوْمَ تُبْلَى
السَّرائِرُ) ، ويوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ، فاصدقيني ودعي عنك بنيّات الطرق .
ولما زفت بوران
بنت الحسن بن سهل إلى المأمون حاضت من هيبة الخلافة ، فلما خلا بها ، ومدّ يده إليها ، قالت : يا أمير المؤمنين (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) .
فوقف على حالها
وازداد عجبا بها .
قال الأمير يوما
لبعض خدمه :
ايتني بأحسن جارية
لي ، فدخل المقاصير ينتقي الجواري ، فاستحسن واحدة.
فقال لها : أجيبي ابن الخليفة ، ففعلت ، ثم استقبلته أخرى أحسن من الأولى ، فأخذها معها ، ثم نظر إلى أخرى أحسن
منها فضمها إليهما ، وجاء بهن إلى الأمير ، وعرّفه القصة. فقال لهن : أيتكن جاءت
بآية من كتاب الله توافق الحال التي جرت ؛ فهي صاحبتي التي تضاجعني.
__________________
فقالت الأولى : يا
أمير المؤمنين ؛ (وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) .
وقالت الثانية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ
الْوُسْطى) .
وقالت الثالثة : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ
الْأُولى) .
فخلا بها ، ونحّى
الثنتين ، وقال لهما : أنتما على موعد لا يخلف .
قال : اعترض [رجل]
جاريتين إحداهما بكر فمال إليها ، وكانت نفسه إلى الثيب أتوق لجمالها.
فقالت له :
يا سيدي لم لا
تشتريني ؟
فقال لها : والله
إني حريص عليك ، ولكن البكر أعجب إليّ.
فقالت : وما بيني
وبينها إلّا يوم واحد.
فقالت البكر : يا
فاعلة ؛ (وَإِنَّ يَوْماً
عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) .
__________________
فصل
في الأولاد
قال أبو العيناء :
قال لي أبي : إنّ الله رضيني لك ، ولم يرضك لي ؛ فأوصاك بي. فقلت له : لقد والله اتهمك على قتلي
؛ فقال : (وَلا تَقْتُلُوا
أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) .
كان عمر بن عبد
العزيز إذا نظر إلى ابنه عبد الملك قال : صدق الله (إِنَّما أَمْوالُكُمْ
وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) .
وقال بعضهم في ذم
الأولاد : ملوك صغارا ، وأعداء كبارا.
قال ابن عباس في
قوله (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ
إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً
وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ [عَقِيماً]) .
قال : زوّجت إبلي
أي قرنت بعضها ببعض.
__________________
قال : نزلت في
الأنبياء ثم عمّت ، (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ
إِناثاً) يعني لوطا لم يولد له ولد.
(وَيَهَبُ لِمَنْ
يَشاءُ الذُّكُورَ) يعني إبراهيم عليهالسلام ، لم يولد له بنت.
(أَوْ يُزَوِّجُهُمْ
ذُكْراناً وَإِناثاً) يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم.
(وَيَجْعَلُ مَنْ
يَشاءُ عَقِيماً) يعني عيسى ويحيى عليهماالسلام .
فصل
في الإخوان
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : عليكم باعتقاد الإخوان فإنهم من عدد الدنيا والآخرة ، ألا تسمعون قوله تعالى حكاية عن أهل النار : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا
صَدِيقٍ حَمِيمٍ) وقال : (الْأَخِلَّاءُ
يَوْمَئِذٍ) .
__________________
الباب الثاني عشر
في
ذكر الطعام والشراب
الباب الثاني عشر
في ذكر الطعام والشراب
قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا
مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ
تَعْبُدُونَ) .
وقال عزّ ذكره : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ
اللهُ لَكُمْ) .
وحضر أبو العيناء
مائدة ، فقدمت فالوذجة غير صادقة الحلواء.
فقال : هذه عملت
قبل ان أوحى ربك إلى النحل ، إذ ليس فيها عسل.
وكان شعبة يقول :
لو علم الله
للنفساء طعاما خيرا من التمرة ، لأطعمه مريم عليهاالسلام .
وقال أبو شراعة في التين :
يا تين يا سيّد
الفواكه يا
|
|
أطيب ما يجتنى من الشجر
|
قدّمك الله في
الكتاب على
|
|
الزيتون في آية
من السور
|
__________________
كانت عائشة رضي
الله عنها تأكل العنب ، فجاءت سائلة تسأل ، فأعطتها حبّة واحدة من العنب ، فضحك من
حولها ، فقالت :
إنّ فيها ذرّا
كثيرا [تريد] قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) .
وقال بعض الحكماء
:
إنّ العاقل يريد
الأكل للعيش ، والجاهل يريد الحياة للأكل وقال مجاهد في قوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ
مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) قال :
الرجل يجتاز
بالرجل فلا يقربه ، ولا يطعمه.
قتادة : في قوله :
(فَلْيَنْظُرْ أَيُّها
أَزْكى طَعاماً) قال :
الأزكى قوله : (لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا) قال : السمك.
أبو قلابة في قوله : (لَتُسْئَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (ناس من أمتي يعقدون النقّى في الطعام بالسمن والعسل).
وكان ابن أحمد
النديم يقول :
__________________
ما أكلت مع ثقيل
قط ، إلّا ذكرت قول الله تعالى : (وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ
وَعَذاباً أَلِيماً) .
فصل
في الماء
قال الله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً
طَهُوراً) . وقال : (هذا عَذْبٌ فُراتٌ
سائِغٌ شَرابُهُ) . وقال : (مَثَلُ الْجَنَّةِ
الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) .
وقال عزّ ذكره : (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) .
وقال تعالى : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ
ماءٍ) . ويقال : ما من شيء إلّا وفيه ماء ، أو قد أصابه ماء أو خلق من ماء دافق ،
يخرج من الماء كل شيء حيّ .
__________________
وقال محمد بن حازم
:
وحاجتنا إليك
ومن سوانا
|
|
كحاجتنا إلى
الماء المعين
|
وقال بعض المفسرين
إذا ذكر ماء البحر في لفظ القرآن به في غير موضع قال :
ما ظنكم بشراب إذا
خبث وملح ، أثمر العنبر ، وولّد الدرّ (فَتَبارَكَ اللهُ
أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) .
بعث ملك الروم إلى
معاوية بقارورة فقال :
ابعث إليّ فيها من
كل شيء ، فبعث بها إلى ابن عباس ؛ فملأها ماء ، وقرأ :
(وَجَعَلْنا مِنَ
الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) .
فلما ردت إلى ملك
الروم قال :
لله أبوه!! ما
أدهاه !.
__________________
فصل
في العسل
وعنه عليهالسلام :
أفضل الشراب
الحلال الحلو الذي فيه شفاء للناس ؛ يعني العسل .
وذكر الخمر والعسل
فقال :
من خمر لذة
للشاربين ، ومن عسل مصفى . فكان في هذا ضرب من التفضيل.
__________________
الباب الثالث عشر
في
ذكر البيان والخطابة وثمرات الفصاحة
الباب الثالث عشر
في ذكر البيان والخطابة وثمرات الفصاحة
ذكر الله تعالى
جميل بلائه في تعليم البيان ، وعظيم نعمته في تقويم اللسان فقال : (الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)
خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ) .
وقال تعالى : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ) .
ومدح القرآن
بالبيان والإفصاح وبحسن التفصيل وجودة الإفهام وسماه فرقانا. قال :
(بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ) .
وقال : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً
عَرَبِيًّا) .
وقال : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً
لِكُلِّ شَيْءٍ) .
وقال : (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) .
وقال : (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ
الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) .
__________________
وذكر الله تعالى
لنبيه صلوات الله عليه حال قريش في بلاغة المنطق ورجاحة الأحلام ، وصحة العقول ،
وذكر العرب ، وما فيها من الدهاء والمكر والفكر ، وبلاغة الألسن ،
واللدد عند الخصومة فقال :
(فَإِذا ذَهَبَ
الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) .
وقال : (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) .
وقال : (وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ
وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) .
وقال : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) .
٢ ـ ٢٤٠ ـ ١ ثم
ذكر خلابة ألسنتهم ، واستمالتهم للأسماع وحسن منطقهم.
فقال : (وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) .
وقال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ، مع قوله : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى
فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) .
ثم قال في صفة
قريش والعرب :
__________________
(أَمْ تَأْمُرُهُمْ
أَحْلامُهُمْ بِهذا) . وقال : (فَاعْتَبِرُوا يا
أُولِي الْأَبْصارِ) . وقال : (انْظُرْ كَيْفَ
ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) .
وقال : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ
مِنْهُ الْجِبالُ) .
وقال تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) .
٢ ـ ٢٤٠ ـ ٢ إنّ
مدار الأمر كلّه على البيان والتبيين والإفهام والتفهيم ، وكلّما كان اللسان أبين
كان أحمد ، كما أنه كلّما كان القلب أشدّ استبانة كان أحمد. وقد ضرب الله مثلا
لعيّ اللسان ، ورداءة البيان ، حتى شبّه أهله بالنساء والولدان فقال : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ
وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) .
ولما بعث الله
تعالى موسى عليهالسلام إلى فرعون بإبلاغ رسالته ، والإبانة عن حجته ، والإفصاح عن أدلته ، وقد أعطاه الله الحجج البالغة ، والعلامات الظاهرة ،
والبرهانات الواضحة ذكر العقدة التي في لسانه ، والحبسة التي كانت في بيانه قال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥)
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ) (عُقْدَةً مِنْ
لِسانِي (٢٧)
__________________
يَفْقَهُوا
قَوْلِي) .
وأنبأنا الله
تعالى عن تعلق فرعون بكل سبب ، واستراحته إلى كل شغب ، ونبهنا بذلك على مذهب كل جاحد معاند ، وكل محتال مكايد
حين أخبرنا عن قوله : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ
مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ) وقال موسى :
(وَأَخِي هارُونُ هُوَ
أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً) .
وقال : (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ
لِسانِي) رغبة منه في غاية الإفصاح بالحجة والمبالغة في وضوح الأدلة
، لتكون الأعناق إليه أميل ، والعقول أفهم ، والنفوس إليه أسرع ، وإن كان قد
يأتي من وراء الحاجة ، ويبلغ أفهامهم على بعض المشقة. ولله أن يمتحن عباده بما شاء
من التخفيف والتثقيل ، ويبلو أخبارهم كيف أحبّ من المكروه والمحبوب ، ثم استجاب إلى دعاء موسى في تلك العقدة ورفع تلك الوحشة
، وأسقط تلك المحنة. وقال : (قَدْ أُوتِيتَ
سُؤْلَكَ يا مُوسى) . وذكر تعالى داود عليهالسلام فقال :
(وَآتَيْناهُ
الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) . فجمع بذكر الحكمة البراعة في العقل والرجاحة في الحلم ، والاتساع في العلم ، والصواب في الحكم ، وجمع
له بفصل
__________________
الخطاب تفصيل
المجمل ، وتخليص الملتبس.
فصل
في نخب من الخطب
الهيثم بن عدي قال :
كانوا يستحبون أن
يكون في الخطب يوم الحفل ، والكلام يوم الجمع آي من القرآن ؛ فإنّ ذلك مما يورث
الكلام البهاء ، والوقار والرقة وحسن الموقع.
خطب النبي صلوات الله عليه وسلامه خطبة قال فيها :
أما بعد : فإن
الدنيا حلوة خضرة نضرة ، وإن الله مستعملكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا (اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) .
ثم خطب أبو بكر ـ رضي
الله عنه ـ فقال في خطبته :
أما بعد ، فإني
أوصيكم بتقوى الله وحده ، وأن تثنوا عليه بما هو أهله ، وتخلصوا له الرغبة والرهبة ، والإلحاف بالمسألة فإنّ الله تعالى
أثنى على زكريا وآله فقال : (كانُوا يُسارِعُونَ
فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) .
__________________
وخطب عمر ـ رضي
الله عنه ـ بالجيش الذي أنفذهم إلى الشام فقال بعد حمد الله :
أوصيكم بتقوى الله
، فامضوا بتأييد الله ، والنصر ، ولزوم الحق والصبر (وَقاتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ) ، لا تجبنوا عند اللقاء ، ولا تميلوا عن المعركة ، ولا
تقتلوا هرما ولا غلاما ، ولا امرأة ، ولا وليدا ، ولا موليا ، ولا تجهزوا على جريح (فَاسْتَبْشِرُوا
بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
لما انقسم الناس
على عثمان ـ رضي الله عنه ـ خرج متوكئا على مروان ، فصعد على المنبر ، وقال بعد الحمد لله ، والصلاة على رسوله :
إنّ لكل أمّة آفة
، ولكل نعمة عاهة. وآفة هذه الأمة عيّابون طعّانون ، يظهرون لكم ما تحبون ،
ويسرّون ما تكرهون ، طغام كالأنعام يتبعون أول ناعق [لقد نقموا] عليّ ما نقموه على [عمر] ، ولكنه قمعهم ووقمهم . وو الله إني لأقرب ناصرا ، وأعزّ نفرا فما لي لا أفعل في القضاء ما أشاء .
__________________
وخطب علي ـ رضي
الله عنه ـ فقال :
رحم الله امرأ قرأ
القرآن ، فاكتفى منه بأربع آيات فيهن شفاء من كل سقم ، وغنى من كل فقر ، وعزّ من
كل ذلّ ، وفرح من كلّ هم ؛ قوله تعالى : (ما يَفْتَحِ اللهُ
لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
مِنْ بَعْدِهِ) وقوله : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ
اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ
لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) .
وخطب عمر بن عبد
العزيز ـ رحمهالله ـ فقال :
إنكم لم تخلقوا
عبثا ، ولم تتركوا سدى ، وإنّ لكم معادا ينزل الله فيه الحكم والفصل بينكم ، فخاب
وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم الجنة التي (عَرْضُهَا
السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) .
وخطب عبد الملك بن
مروان في يوم جمعة ، وكان شديد الحر ، فقال بعد الحمد :
أما بعد : فخير
الأمور أبعدها عن التكلف ، وأسمحها بالتطوع. وقد أخبرنا الله تعالى : أنه يريد بنا
اليسر ، ولا يريد بنا العسر ، وقد اشتد بنا الحرّ ، ولذلك اختصرنا الخطبة ،
__________________
وخفّفنا المؤونة ،
قوموا إلى صلاتكم.
وخطب سليمان بن
عبد الملك فقال :
عباد الله ،
اتخذوا كتاب الله إماما ، فارضوا به حكما ، واجعلوه لكم قائدا ، فإنّه ناسخ لما
كان قبله ، ولن ينسخه كتاب بعده ، فاعلموا أن هذا القرآن ، يجلو كيد الشيطان ، كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس إدبار الليل إذا عسعس .
ومن خطبة خطبها
السفاح عند قيامه بالكوفة .
قال الله عز ذكره
: (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وإنّي والله ما أعدكم شيئا ولا أوعدكم إلّا وفيت بالوعد
والوعيد ، وإن أهل بيت اللعنة ، والشجرة الملعونة في القرآن كانوا يسومونكم سوء العذاب ، لا يدفعون معكم من
حالة إلا إلى أشد منها. وقد (جاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) وأصلح الله بأهل بيت نبيكم ما أفسدوه منكم ، فما نؤخر لكم عطاء ، ولا نضيع لأحد منكم
حقا ، ولا نخاطر بكم في بعث. الله شهيد علينا بالاجتهاد والوفاء ، وعليكم بالسمع والطاعة.
__________________
وخطب المنصور فقال :
الحمد لله أحمده
وأستعينه ، وأتوكل عليه ، وأؤمن به ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له.
فاعترض معترض فقال
: أذكرك من ذكّرت به. فأقبل عليه بوجهه وقال : سمعا سمعا لمن فهم عن الله أمره ، وذكّر به ، وأعوذ به أن أكون جبارا شقيا ، وأن تأخذني العزة بالإثم (قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً
وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) .
أيها القائل ما
أردت الله بقولك ، ولكن أردت أن يقال قام ، فقال ، فعوقب فصبر.
وأهون بها
وبقائلها ، لو هممت فاهتبلها إذ غفرت ، فإياكم ومثلها ، فإنّ الموعظة علينا نزلت ، ومن عندنا
أخذت فردوا الأمر إلى أهله يوردوه كما أوردوه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
واستمر في خطبته
كما يقرأها في كتاب.
وفي خطبة عبد الله
بن علي لما قتل مروان بن محمد قال :
__________________
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ
الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) .
أما بعد ، فإنّ آل
مروان كانوا يتسكعون بكم الظلم ، ويخوضون مداحض المراقي ، ويطئونكم محارم الله ، ومحارم رسوله فما يقول علماؤكم غدا عند الله أيقولون : (رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا
فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) . فيقول : (لِكُلٍّ ضِعْفٌ
وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) . أما أمير المؤمنين فقد ائتنف بكم إلى التوبة ، وغفر لكم الزلة ، فليفرخ روعكم ولتعظكم
مصارع من كان قبلكم ، (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ
خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) .
ومن خطبة لداود بن
علي :
أما آن لراقدكم أن
يتنبه ، ولغافلكم أن يذّكر؟! (كَلَّا بَلْ رانَ
عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) . دام لكم الإهمال.
ولما أرجف الناس
بالمنصور خطب صالح بن علي فقال :
__________________
لا مرحبا بقلوب
متعادية ، وآذان غير واعية ، ها أنتم بشرّ النفاق ، ونقص الآفاق ، وحميل السيل ، وجرعة الوادي بغيتم . أمير المؤمنين ونظام المسلمين على حين اسمحت السماء
بدرّها ، وتركت الأرض بريقها ، ففضّت الأفواه ، وغضت الأبصار ، وضرعت
الخدود ، ورغمت المعاطس. نعم فكانت أعوذ بالله من التي أوضعتم إليها ، هل جعل الله
لبشر من قبل أمير المؤمنين الخلد؟ أفإن مات وتلا : (فَهُمُ الْخالِدُونَ) . بل لكل أمة أجل (فَإِذا جاءَ
أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) . أيقشع قزع الخريف وقفع القرقرة وموطئ الأقدام.
ومن خطبة لابن
المعتز :
اتقوا الله ـ عباد
الله ـ وبادروا بالتوبة قبل الأجل ، وزوال الأمل ، فإنما أنتم وفد البلى ، وسكان
الثرى ، (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) .
__________________
فصل
في المعارضات والمناقضات
لما احتضر أبو بكر
ـ رضي الله عنه ـ تمثلت عائشة ببيت حاتم الطائي :
لعمرك ما يغني
الثراء عن الفتى
|
|
إذا حشرجت يوما
وضاق بها الصدر
|
فقال لها : لا
تقولي يا بنية هكذا ، ولكن : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ
الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) .
لما مرّ علي ـ رضي الله عنه ـ بإيوان كسرى سمع رجلا من أصحابه ينشد قول
الأسود بن يعفر .
أرض تخيّرها
لطيب مقيلها
|
|
كعب بن مامة
وابن أم دؤاد
|
جرت الرياح على
محلّ ديارهم
|
|
فكأنما كانوا
على ميعاد
|
__________________
فقال له :
قل كما قال الله
تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها
فاكِهِينَ (٢٧) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) .
ولما أراد سليمان
بن عبد الملك أن يجعل العهد بعده إلى بنيه ، وهم ؛ أطفال ، جعل يقول :
إنّ بنيّ صبية
صغار
|
|
أفلح من كان له
كبار
|
إنّ بنيّ صبية
أطفال
|
|
أفلح من كان له
رجال
|
فقال عمر بن عبد
العزيز : لا ، بل (أَفْلَحَ مَنْ
تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) .
جلس المهتدي بالله يوما للمظالم فنظر في قصة ، متظلم ، فأمر بإحضار خصمه ، وحكم عليه بما صحّ عنده ، فقام
المتظلم ، وشكره ودعا له ثم قال :
__________________
يا أمير المؤمنين
، أنت كما قال الأعشى :
حكّمتموه فقضى
بينكم
|
|
أبلج مثل القمر
الباهر
|
لا يأخذ الرشوة
في حكمه
|
|
ولا يبالي أعين
الخاسر
|
فقال المهتدي :
أما أنت ، فأحسن
الله جزاءك. وأما شعر الأعشى ، فأحسن وأصدق منه قول الله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ
لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ
مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) .
فصل
في المحاضرات
مرّ عليّ ـ رضي
الله عنه ـ بقوم يلعبون بالشطرنج ، فقال لهم :
ويحكم (ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ
لَها عاكِفُونَ) .
__________________
فصل
في مقامات السؤال
وقف أعرابي على
مضرب عبد الملك بن مروان فقال :
أتت علينا ثلاثة
أعوام ، فعام أكل الشحم ، وعام انتن اللحم ، وعام انتقى العظم ، وعندكم فضول ؛ فإن
كانت لله فادفعوها إلى عباده ، وإن كانت لعباد الله فادفعوها إليهم ، وإن كانت لكم
فتصدقوا علينا (إِنَّ اللهَ يَجْزِي) . فأمر له بصلة وكسوة.
ودخل منصور الفقيه
على بعض الرؤساء بمصر في سنة جدب ساء أثرها على حاله فأنشده :
ها أنا كالزرع
جفّ حتى
|
|
ليس له في الزرع
ظلّ
|
فامنن بما شئت
من نوال
|
|
إن لم يكن وابل
فطلّ
|
فأمر له بألف
درهم.
فصل
في مقامات الأسرى
أتي هشام بن عبد
الملك برجل اتهم بما يستحق به القتل ، فأقبل يحتج ، ويناضل عن نفسه. فقال له هشام :
وتتكلم أيضا؟!
__________________
فقال : يا أمير
المؤمنين ، قال الله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ
نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) . فيجادل الله جدالا ، ولا نكلمك كلاما؟!
فقال : تكلم بما
شئت. وعفا عنه.
فصل
فيمن تكلم لحاجته وهو في الصلاة
قال سعيد بن سلم : لما ولي الهادي صلّى بنا الغداة في داره ، فارتج عليه في
التي كان يقرأها ، وهبناه أن نلقنه فقرأ : (أَلَيْسَ مِنْكُمْ
رَجُلٌ رَشِيدٌ) . ففتحنا عليه.
__________________
الباب الرابع عشر
في
الجوابات المسكتة
الباب الرابع عشر
في الجوابات المسكتة
فصل
فيما صدر منها عن الصدر الأول والسلف الأفضل
قال بعض اليهود لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :
ما بالكم لم
تلبثوا بعد نبيكم إلا خمسا وعشرين سنة حتى تقاتلتم؟
قال : وأنتم لم
تجف أقدامكم من البحر حتى قلتم : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً
كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) .
وفد سعد بن أبي وقاص على معاوية بعد مقتل علي بن أبي طالب ـ رضي
الله عنه ـ فقال له معاوية :
مرحبا بمن لا يعرف
الحق فيتبعه ، ولا الباطل فينكره.
فقال سعد : إنما
مثلي كمثل ركب بينما هم يسيرون إذ ثارت عجاجة شديدة ، وظلمة منكرة ، فأناخوا حتى
سكنت الغبرة ، وتجلّت الهبوة ، ثم ركبوا متن الطريق.
فقال معاوية : ما
هكذا أمر الله حيث قال : (وَإِنْ طائِفَتانِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ
إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي
__________________
حَتَّى
تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) . والله ما كنت مع الباغية و [لا] على المبغي عليها.
قيل لصعصعة :
من أين أقبلت؟
قال : من الفج
العميق.
قيل : وأين تريد؟.
قال : البيت
العتيق .
قال معاوية لرجل
من اليمن :
ما كان أجهل قومك
حين ملّكوا عليهم امرأة ، وحين قالوا : (رَبَّنا باعِدْ
بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)؟ .
فقال له : أجهل
منهم قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله إلى هداهم : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ
مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ
أَلِيمٍ) ، فأنزل الله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ
بِعَذابٍ واقِعٍ) .
قيل لابن عباس :
إنّ المختار بن عبيد الله زعم أنه يوحى إليه!
__________________
فقال : صدق
المختار مع قول الله : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ
لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) .
وهب بن منبه قال :
استعمل علينا عبد
الله بن الزبير رجلا منا على اليمن ، وكان دميما يلقب بعجوز اليمن ، فقدمت على ابن
الزبير في وفد وعنده عبد الله بن خالد بن أسيد ، فقال لي :
يا أبا عبد الله
كيف بعجوز اليمن؟ فلم أجب ، فأعادها مرارا فلما أكثر قلت :
(وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمانَ) . فما فعلت عجوز قريش؟
قال : ومن عجوز
قريش؟
قلت : أم جميل (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) .
فضحك ابن الزبير ،
وقال : لابن خالد :
أسأت المسألة ،
وأحسن الجواب.
ولما احتضر عمر قيل له : ألا توصي ببنيك ؟
فقال : أوصيت بهم
من (نَزَّلَ الْكِتابَ
وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) .
قيل للحسن :
أمؤمن أنت؟ فقال :
__________________
إن كنتم تريدون
قول الله : (قُولُوا آمَنَّا
بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ
وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ
النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) فنعم ، به نتناكح ، ونتوارث ، ونحقن الدماء. وإن أردتم قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا
ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ
إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) . فما أدري أنا منهم أم لا.
نظر مالك بن
المنذر بن الجارود وهو على شرط البصرة إلى الحسن وهو يعظ في جامعها ، فأرسل إليه شرطيا ، ليقيمه من المسجد ، فجاءه
وقال :
إنّ الأمير يأمرك
بالقيام. فقال الحسن : قل له : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما
عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) .
سئل الشعبي عن شيء فقال :
لا أدري.
فقيل : ألا تستحي
من قول لا أدري [وأنت فقيه العراق؟!
__________________
قال : لكن
الملائكة لم تستح] حين قالت (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ
لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) .
قال الوليد بن عبد
الملك يوما :
إذا أفضيت الخلافة
إلى رجل وجبت له الجنة ، فقال عمر بن عبد العزيز :
(لَيْسَ
بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ
بِهِ) .
قال : لما قدم
سليمان بن عبد الملك أتاه الناس ، وتخلف عنه أبو حازم فبعث إليه فجاء ، فطاوله
الحديث ، ثم قال :
يا أبا حازم : ما
أفضل الأعمال؟
قال : صدقة ليس
فيها أذى ثم قال له :
أحبّ أن تلزمني.
فقال : أخشى أن
أقول لك ما يذيقني الله من أجله (ضِعْفَ الْحَياةِ
وَضِعْفَ الْمَماتِ) .
فقال له بعض
جلسائه : بئس ما قلت لأمير المؤمنين.
__________________
فقال : إنّ الله أخذ
عهده على العلماء ليبيننه للناس ، ولا يكتمونه .
ثم قال سليمان :
ليت شعري ما لنا
عند الله؟
فقال : أعرض علمك
على كتاب الله (إِنَّ الْأَبْرارَ
لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) .
فقال سليمان :
فأين رحمة الله!؟.
فقال أبو حازم : (قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) .
جاء رجل إلى صلة
بن أشيم ، وبين يديه الطعام فنعى إليه أخاه. فقال له صلة :
هلمّ. فتعجب منه
الرجل.
وقال : سبقني إليك
بنعيه أحد؟
قال : نعم ، قول
الله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ، وقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ، وقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ) .
أحضر هشام بن عبد الملك إبراهيم بن أبي عبلة. فقال :
__________________
قد وليتك خراج مصر
، فاخرج إليها.
فقال إبراهيم :
ليس الخراج من عملي ، ولا لي به علم ، فغضب هشام حتى خاف إبراهيم بادرته.
فقال : يا أمير
المؤمنين إن الله لما عرض (الْأَمانَةَ عَلَى
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ
مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) . ما أكرهها ولا سخط عليها ، ولما حملها الإنسان ذمه ، فقال : (إِنَّهُ كانَ
ظَلُوماً جَهُولاً) فأعفاه ، ورضي عنه.
رأى رجل من قريش رجلا رثّ الهيئة فسأل عنه. فقيل :
هو من تغلب ، فوقف له وهو يطوف بالبيت.
فقال : أرى رجلين
قلما وطئت البطحاء.
فقال له التغلبي :
البطحاوات ثلاث ؛ بطحاء الجزيرة ، وهي لي دونك وبطحاء ذي قار ، وأنا أحق بها منك. وهذه البطحاء (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) فافحمه.
__________________
فصل
بين المنصور وأبي مسلم الخراساني يوم قتله
قال المنصور لأبي
مسلم يوم قتله :
يا بن الفاعلة ،
ما حملك على خلع خلة الوفاء والنصرة ، ولبس ثوب الشقاق والغدر ؟
فقال : يا أمير
المؤمنين إن رأيت ألا تكلفني عذرا توجب به عليّ دينا ، واستأنف عفوا أجازيك عنه شكرا فافعل.
فقال المنصور :
لأجرب فيك قول الله تعالى : (لا تَخْتَصِمُوا
لَدَيَ) (وَقَدْ قَدَّمْتُ
إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ) ثم أمر بقتله ، فقتل.
ولما أمر المنصور
شبيب بن شيبة بالنهوض إلى خراسان لأمر حدث بها قال :
يا أمير المؤمنين
: أحين طلع المرزبان ، وأظلّ الكانونان ودنا الفوردخان أمير يقصد خراسان!.
__________________
فقال له المنصور :
(فَانْفُذُوا لا
تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) .
قال عمر :
وددت أن الساعة قد
قامت ، حتى يتبين أهل الحق من أهل الباطل.
فقال ابن [أبي]
عون : (يَسْتَعْجِلُ بِهَا
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها
وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ) .
يقال إن خالد بن صفوان لم يفحمه أحد قط إلا رجل من بني عبد الدار جمعهما مجلس ،
فاستطال عليه خالد بطول لسانه ، وحسن بيانه. وقال له :
يا أخا عبد الدار
، لقد هشمتك هاشم ، وأمّتك أمية ، وخزمتك مخزوم ، وجمحت بك جمح ، واقتصتك قصّي ، وأنت عبد دراهم ، تفتح لهم إذا دخلوا ، وتغلق إذا خرجوا. فقال له الرجل : أتقول
لي هذا؟ وأنت خالد في النار ، وقد قال الله تعالى :
__________________
(كَمَنْ هُوَ خالِدٌ
فِي النَّارِ) . وأنت ابن صفوان ؛ وقد قال الله تعالى : (كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ) .
قال عمرو بن سعيد
بن سالم :
حرست المأمون ليلة
، ومعي أصحابي ، فخرج من مضربه ، فلما رآني قال :
أنت تحفظنا الليلة؟
فقلت : بل الله
يحفظك يا أمير المؤمنين فهو خير الحافظين وهو أرحم الراحمين ، فأنشد:
إنّ أخاك الصدق
من يسعى معك
|
|
ومن يضرّ نفسه
لينفعك
|
ومن إذا صرف الزمان
صدّعك
|
|
يردّ شمل نفسه
ليجمعك
|
__________________
ثم أمر له بألفي
دينار.
قال بعض الهاشميين
للمأمون :
إن رأيت يا أمير
المؤمنين أن تأمر لي بنفقة ، فإني أريد الحج.
فقال : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا
وُسْعَها) . وقد روي عن بعض السلف :
ثلاث لا يحلّ فيهن
المسألة ؛ التزوج ، لأن الله تعالى يقول : (وَلْيَسْتَعْفِفِ
الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) . والحج لأنه عزّ ذكره يقول : (وَلِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ، والجهاد لأنه عزّ اسمه يقول : (وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما
يُنْفِقُونَ حَرَجٌ) . ثم أمر له بصلة.
وقال المأمون يوما لأحمد بن يوسف :
إنّ أصحاب الصدقات
قد تظلموا منك.
__________________
فقال : يا أمير
المؤمنين إنهم لم يرضوا عن رسول الله حتى أنزل الله عليه : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي
الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا
هُمْ يَسْخَطُونَ) . فضحك المأمون وقال : [لله] درّك يا أحمد.
وكتب ملك الروم
إلى المعتصم كتابا يتهدده فيه ، فأمر بالجواب عنه ، فلما قرئ عليه لم يرضه وقال للكاتب : اكتب :
أما بعد ، فقد
قرأت كتابكم ، والجواب ما ترى لا ما تسمع (وَسَيَعْلَمُ
الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) .
ودخل أحمد بن أبي
دؤاد على الواثق ، وعنده محمد بن عبد الملك وجماعة وقد اغتابوا أحمد ، وتنقصوه ، فلما رآه الواثق أنشد وأومأ إليهم :
ملّوا قراه وهرّته كلابهم
|
|
ومزّقوه بأنياب
وأضراس
|
__________________
فقال أحمد وأومأ
إلى محمد بن عبد الملك : (لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ
عَذابٌ عَظِيمٌ) .
قال أبو العيناء :
كان لي خصوم ظلمة
فاستعديت عليهم أحمد بن أبي دؤاد ، فقلت له :
إني مظلوم فانتصر ، فقال : (يَدُ اللهِ فَوْقَ
أَيْدِيهِمْ) . فقلت له : (إنّ لهم مكرا) .
فقال : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ
خَيْرُ الْماكِرِينَ) .
فقلت : إنهم كثير ، وأنا واحد.
فقال : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ
فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ) .
فقلت : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ) فقال : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) .
__________________
فصل
في جوابات أبي العيناء
قيل له :
لم تدعى أبا
العيناء وأنت أبو العمياء؟
فقال : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ
وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) قلوب أمثالك.
وقيل له :
ما تقول في ابن
رستم وابن مكرم ؟
قال : هما الخمر
والميسر (وَإِثْمُهُما
أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) .
قيل له : بلغنا
أنك تودّهما ؟
فقال : إذا اتبعت (الضَّلالَةَ
بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ) .
__________________
وقيل له :
كيف تركت إبراهيم
بن ميمون؟
فقال : تركته (يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) .
قيل له :
ما تقول في أحمد
بن الضحاك؟
قال : ميسر ويسر.
إن أحبك لم ينفعك ، وإن أبغضك لم يضرك.
وقال له نجاح بن
سلمة :
[ما ظهورك] وقد خرج توقيع الخليفة بطلب الزنادقة ؟
فقال أبو العيناء
: أستدفع الله عنك وعن أصهارك .
فقال نجاح : ويحك
أنا مسلم!! لا إله إلّا الله محمد رسول الله. فقال : (آلْآنَ وَقَدْ
عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) .
وقيل له :
إن أبا نوح عليك
عاتب! فقال : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ
الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) .
__________________
رئي يوما وهو
يضاحك نصرانيا فقيل [له] :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ
بَعْضٍ) .
فقال : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) .
وقال له رجل :
يا مخنث!!
فقال : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ
خَلْقَهُ) .
وكتب إليه ابن
رستم :
من العباس بن رستم
المجنون إلى أبي العيناء المأبون ؛ أما بعد : فإنّ عندي سكباجة ترعف المجنون ، وراحا يطرب المحزون ، وحديثا يعطل اللؤلؤ المكنون ، وقد
__________________
اجتمع لديّ إخوانك
الملحدون ، فلا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين أيها الكافرون.
فأجابه : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) .
فصل
في جوابات الكتاب والأدباء والظرفاء
نكب بعض أصحاب
الديوان ، فقدم كاتبه ليصادر ، فقال للصدر :
إنّ الله تعالى
نهى عن مصادرة الكتاب.
فقال له الصدر :
وأين كلامك من كتاب الله؟
قال : أليس الله
يقول : (وَلا يُضَارَّ) . فضحك منه وأعفاه.
وكتب محبوس إلى
كاتب حابسه : (ادْعُوا رَبَّكُمْ
يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ) . فعرضه على صاحبه ، فوقع فيه : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا
شَفِيعٍ يُطاعُ) .
__________________
ونظر طفيلي إلى
قوم ذاهبين في صحبة ، فلم يشك في أنهم متوجهون إلى وليمة فقام ، وتبعهم ، فإذا
هم شعراء قد قصدوا باب السلطان بمدائح معهم ، فلم ينقطع عنهم ، فأنشد كل منهم
مديحه ، وأخذ جائزته ، وخرجوا إلّا الطفيلي.
فقيل له :
أنشد ما معك ،
والحق بنظرائك.
فقال : لست شاعرا.
قيل فمن أنت؟.
قال : أنا غاو كما
قال الله تعالى : (وَالشُّعَراءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) فضحك السلطان منه وأمر له بصلة .
__________________
الباب الخامس عشر
في
ملح النوادر
الباب الخامس عشر
في
ملح النوادر
فصل
في نوادر القراء وما يجري مجراهم
كان الحسن يقول :
حسبك أن الله
تعالى لم يحتمل الثقلاء حتى أنزل فيهم آية : (فَإِذا طَعِمْتُمْ
فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) .
أخذ أعمى مع عمياء
، فلم يدر صاحب الرفع كيف يكتب فقال له بعض الظرفاء :
الكتب ؛ (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ) .
سارّ بعض أصحاب
الدواوين [رجلا] ، فإذا رجل في مجلسه يصغي إليه ، وما يجري بينه وبين صاحبه ، فاتهمه
بالتجسس ، وأمر بضربه وحبسه ، فقال له كاتب الحبس : ما اكتب قصته؟
قال له اكتب : (اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ
شِهابٌ مُبِينٌ) .
ونظر ابن عباد
النميري إلى فتى خاتمه في يمينه فقال : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) .
__________________
كان يختار في ديوان الاستيفاء رجل من أماثل المستوفين حسابهم ، فأهدى
إليه عامل شيئا ، ويقال إنه أخذ بهذه الآية من العمال مال كثير.
فصل
في نوادر الأعراب
قال الأصمعي عن
أبي عمرو بن العلاء قال :
خرجت حاجّا إلى مكة فنزلنا منزلا ، فإذا أعرابي قد جاء معه جارية
سوداء وصحيفة ودواة فقال :
أفيكم من يكتب؟
فقلت : بلى.
قال : اكتب ؛ هذا
ما أعتق فلان بن فلان جاريته فلانة لوجه الله ولاقتحام العقبة ، ولله عليك وعليها
الحمد والمنّة. ثم قرأ : (فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ) .
قال الأصمعي فحدثت
بهذا الرشيد فأعتق ألف عبد.
قرئ بحضرة أعرابي : (فَإِنْ زَلَلْتُمْ) (مِنْ بَعْدِ ما
جاءَتْكُمُ) (الْبَيِّناتُ
فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ) (عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
__________________
فقال : ليس هذا
بقرآن ، فشق عليه فدعا بالمصحف وإذا فيه : (فَاعْلَمُوا أَنَّ
اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
فقال : الآن.
فقيل له : بم عرفت
ذلك؟
فقال : علمت أن
الحكيم لا يتوعد ، ثم يقول غفور رحيم.
رئي أعرابي يأكل
فاكهة في نهار شهر رمضان ، فقيل له في ذلك فقال :
سمعت الله يقول : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ) ، فخشيت أن أموت قبل الليل فأكون عاصيا.
قيل لأعرابي :
أين منزلك؟ قال :
إنما استتر بالليل
إذا عسعس وبالصبح إذا تنفس .
__________________
فصل
في نوادر عقلاء المجانين
نظر بهلول إلى مجنون قد أقبل في منصرفهم من الجامع يوم الجمعة وهو
يقول : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ
إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) فلطمه بهلول [وقال] : (وَلا تَعْجَلْ
بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) .
وكان مرة في قوم
فقاموا إلى الصلاة وهو قاعد ، فقالوا له :
لم لا تصل معنا؟
قال : لست على
صلاة.
قالوا : لم؟.
قال : لأن الله
تعالى يقول : (الَّذِينَ إِنْ
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ) ، والله ما لي في الأرض مغرز قناة ، ولا مفحص قطاة .
هرب بعضهم من أيدي
الصبيان فدخل دهليزا ، وقعد فيه ، فقال له صاحب الدار :
ما وراءك؟
__________________
قال : هؤلاء أولاد
الزنا هربت منهم ، فدخل صاحب الدار ، فأخرج له طبقا فيه رطب فقدمه إليه ، فقعد يأكل والصبيان يضحكون ويدقون
الباب ، فرفع رأسه المجنون إلى صاحب الدار وقال :
باب باطنه الرحمة
، وظاهره من قبله العذاب .
ادّعى مجنون
النبوة بالبصرة ، فأمر واليها بحبسه فقال له :
أيها الأمير ، أكافر
عندك أم مؤمن؟
قال : بل كافر.
قال : فإن الله
يقول : (وَلا تُطِعِ
الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ) فلا تطعني ، ولا تؤذني ، فضحك منه ، وأمر بإطلاقه .
__________________
الباب السادس عشر
في
الاقتباس المكروه
الباب السادس عشر
في الاقتباس المكروه
فصل
في الخروج عن حد الاقتباس
من ذلك أن يفرط
الشاعر أو الكاتب في حدّ الاقتباس ، حتى ينظر في قصة ، فيستقي منها صورة ،
فيستفرغها كما قال أبو تمام ـ ويروى لغيره ـ :
أيهذا العزيز قد
مسّنا الض
|
|
رّ جميعا وأهلنا
أشتات
|
ولنا في الرجال
شيخ كبير
|
|
ولدينا بضاعة
مزجاة
|
فاحتسب أجرنا ،
وأوف لنا الكي
|
|
ل سريعا فإننا
أموات
|
فأساء في هذا
المعنى من الاقتباس من الألفاظ المقدسة التي وصل بها. على أنه أعذر عندي مما قال
في استعطاف غلام ، وقيل لعضد الدولة في أخيه :
يا قضيبا زعزع الري
|
|
ح (له) وهنا
فحرّك
|
بألم نشرح ندعو الل
|
|
ه كي يشرح صدرك
|
فلم نرض بهذا
الإفراط الفاحش في الاقتباس ، ومقاربة استكمال السورة.
__________________
فصل
في ذكر الخلق مما استأثر الله به من الصفات
أنشد الصولي في
كتابه الأوراق للمعروف بباذنجانة الكاتب ، لما ورد الموفق بغداد بأمر المعتز لمحاربة المستعين
ومحمد بن عبد الله بن طاهر :
يا بني طاهر
أتتكم جنود الل
|
|
ه والموت بينهم مثبور
|
في جيوش إمامهن
أبو أح
|
|
مد (نِعْمَ
الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)
|
__________________
الباب السابع عشر
في
الرؤيا وعجائبها والتعبيرات وبدائعها
الباب السابع عشر
في الرؤيا وعجائبها والتعبيرات وبدائعها
فصل
في حكايات الرؤيا والتعبير
قال ابن عباس في
قوله تعالى : (وَكَذلِكَ
يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) قال : تعبير الرؤيا.
وقال سعيد بن
المسيب وابن سيرين في قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا) . قال كل منهما : هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو
ترى له .
وجه عمر بن الخطاب
قاضيا إلى الشام ، فسار ثم رجع مع بعض الطريق فقال له عمر : ما الذي ردّك؟
قال : رأيت في
منامي كأنّ الشمس والقمر يقتتلان ، وكأن الكواكب بعضها مع الشمس وبعضها مع القمر.
__________________
فقال له عمر :
انطلق فإنك لا تلي لي عملا أبدا . ثم قرأ : (فَمَحَوْنا آيَةَ
اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) .
فلما كانت أيام
صفين قتل الرجل في أهل الشام .
أجمع المعبرون أن
تعبير الرؤيا قد اختلف لاختلاف أحوال الرائين وهيآتهم وأقدارهم وأديانهم ، فتكون لواحد رحمة ، وعلى
الآخر عذابا كالغلّ يراه الرجل في يده ؛ فيكون مكروها لقوله تعالى : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما
قالُوا) ، ويراه الرجل البرّ فيصرف إلى أن يده تقبض عن الشر .
ولما آخى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بين أبي بكر وسلمان رأى سلمان رؤيا لأبي بكر فجانبه ، وأعرض عنه. فقال أبو بكر ، الله اكبر ، قبضت يداي عن
الشر إلى يوم القيامة. وأخبر النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام ، فأخبر بمثل قوله .
يروى عن ابن سيرين
أن رجلا أتاه فقال :
إني رأيت كأني
أؤذن.
فقال ابن سيرين :
تحج إن شاء الله.
وأتاه آخر بمثل
ذلك فقال : أنت سارق ، فتب.
فقال له جلساؤه : كيف فرّقت بينهما والرؤيا واحدة؟
__________________
فقال : رأيت للأول
سيما حسنة ، فتأولت : (وَأَذِّنْ فِي
النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً) ، ولم أر في هيأة الثاني فأوّلت : (أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ
إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) .
وروي عن الحميدي المحدث [أنه] قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام ، وكان أبو حنيفة والشافعي رحمهماالله عنده.
فقلت له : يا رسول
الله ، إنّ هذين قد اختلفا في قراءة الحمد خلف الإمام ، فالتفت إلى أحدهما وقال : (أُولئِكَ الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) والتفت إلى الآخر وقال : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها
هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) .
دخل شريك بن عبد
الله على المهدي ، وعنده سعيد بن سلم فقال له المهدي:
لا سلّم الله عليك
، ولا حيّاك ، ولا بياك. يا غلام النطع والسيف.
__________________
فقال شريك : ما
جرمي بالذي أستحق به سفك الدم؟
فقال : يا ابن
الفاعلة ، إني رأيت فيما يرى النائم كأنك تكلمني من قفاك ، وتأويل هذه الرؤيا ؛ أنك تنظرني على خلاف ، وتضمر ضد ما تظهر.
فقال شريك : يا
أمير المؤمنين إنّ رؤياك هذه ليست برؤيا يوسف الصديق ولا رؤيا الخليل إبراهيم عليهما السلام ، وإن دماء المسلمين لا تسفك بالأحلام. فأطرق
المهدي ساعة ثم قال : اغرب إلى لعنة الله. فخرج شريك ولحقه سعيد بن سلم فقال له : أحسنت ، والله أنت ، فما بقي على ظهرها مثلك.
ولما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى ليلة كأن عليا رضي الله عنه يقول : يا محمد : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) .
قال الربيع :
فاستدعاني ليلا ، فجئت ، فإذا هو يقرأ هذه الآية ، فعرّفني القصة. وقال : عليّ
بموسى فجئته به فقام إليه ، وعانقه وأجلسه إلى جنبه وأخبره بالرؤيا ، ثم أخذ عليه
موثقا ووصله بألف دينار ، وجهزه إلى أهله.
قال رجل لبعض
المعبرين :
__________________
إني رأيت في
المنام كأني أسرق البيض وأضعها تحت الخشب فقال : يا هذا تب إلى الله من فعلك فإنك
تجمع بين الرجال والنساء على الحرام. قال : وكيف علمت ؟ قال : إنّ الله شبه الرجال الجهال بالخشب فقال : (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) وشبه النساء بالبيض المكنون . فقال الرجل : أنا تائب إلى الله على يدك وبرّه مما حضر .
رأى الرشيد في
منامه ملك الموت فسأله [عن] باقي عمره ، فأشار إليه بأصابعه الخمس ، فانتبه مذعورا ، وأمر بإحضار المعبرين. فقال بعضهم : تعيش خمسة أشهر ،
وقال بعضهم : بل خمس سنين ، فقلق لذلك وأخذه المقيم والمقعد . فقال بعض الحاضرين : إنما سألته عن باقي عمرك فأشار
بأصابعه الخمس يعني أنه لا يعلم هذه الخمسة إلّا الله تعالى فإنه يقول : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا
تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي [نَفْسٌ] بِأَيِّ أَرْضٍ
تَمُوتُ) فسري عن الرشيد ، وسر غاية السرور ووصل هذا المعبر بمال.
وعاش بعد هذه الرؤيا دهرا .
وكان المتوكل يكثر
من قول النكر في علي أبي طالب رضي الله عنه ، وينتقص منه ، وكان علي بن يحيى المنجم من بين جلسائه لا يقرّه على ذلك. فقال له
المتوكل يوما :
__________________
علمت أني رأيت
صاحبك يعني عليا فيما يرى النائم ، وكأنه وسط نار موقدة.
فقال : يا أمير
المؤمنين ، لو وقفت على تأويل الرؤيا لرجعت عن رأيك فيه. فأمر بإحضار أحذق المعبرين ، واستفتاه فيما رآه ، ولم يسمّ عليا. فقال
المعبر : ينبغي أن يكون ما رآه أمير المؤمنين في النار نبيا أو وصيا.
فقال : ولم؟ قال :
لأن الله تعالى
يقول : (بُورِكَ مَنْ فِي
النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها) وكان المتوكل بعد ذلك لا يشق فاه بذكر علي.
ولما كان آخر أيام
المتوكل رأى في المنام كأنّ دابة تكلمه ، فاغتم لذلك وقصّه على جلسائه وقال :
لو رأيت تلك
الدابة بين ألف دابة لعرفتها لصحة ما رأيته. وقد جرى بخاطري قول الله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) .
فقالوا له : لا
ترع يا أمير المؤمنين ، فإنّ الدابّة عجماء لا تتكلم ، وكلامها يدل على أن الله يفتح عليك ما لم تقدره
، فلما كان بعد
مدة جلس لعيد النيروز فمرت به دابة تشبهها . فقال : والله [هذه] الدابة التي أريتها. ثم قتل بعد أيام قلائل.
__________________
فصل
في تعبيرات في القرآن مثبتة
النخلة في القرآن
؛ رجل نفّاع ، سهل حسيب لقوله تعالى : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ
بِإِذْنِ رَبِّها) .
الحبوب والثمار
والفواكه كلها أرزاق الله لعباده ؛ لأن الله تعالى يقول : (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧)
وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠)
وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) .
الغلام الأمرد :
بشارة لقوله تعالى : (يا بُشْرى هذا غُلامٌ) وكذلك الريح لقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ
يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) . وكذلك من رأى رجلا اسمه إسحاق ؛ لقوله [تعالى] : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ
الصَّالِحِينَ) .
ومن رأى كأنه في
غرفة فإنه يأمن لقوله تعالى : (وَهُمْ فِي
الْغُرُفاتِ آمِنُونَ) وكذلك من رأى كأنه نائم في غرفة لقوله : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً
مِنْهُ) .
__________________
ومن رأى أنه ركب
في سفينة فإنه ينجو من همّ كان فيه لقوله عز ذكره : (فَأَنْجَيْناهُ
وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) .
فإن رأى بقرة صفراء نظر إلى ما يسّره لقوله جلّ ذكره : (إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ
لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) .
والماء : يعبر في بعض في بعض الأحوال بالفتنة لقوله : (إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ
لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) .
قال : اللحم :
يعبر بالغيبة لقوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) .
قال : الحجارة :
تعبر بالقسوة لقوله : (ثُمَّ قَسَتْ
قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) .
قال : الملك أو
السلطان يرى في البلد أو القرية أو المحلة أو الدار وقدرها يصغر عن قدره ، وينكر دخول مثله إليها ، فذلك مصيبة وذلّ أهل ذلك الموضع
لقوله تعالى : (إِنَّ الْمُلُوكَ
إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها) (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ
أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ
__________________
يَفْعَلُونَ) .
والحبل : يعبر
بالعهد لقوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) . أي بأمان الله وعهده.
واللباس : يعبر
بالنساء لقوله جلّ وعلا : (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ
وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ) .
والحطب : النميمة
لقوله تعالى في امرأة أبي لهب (وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي حمالة النميمة.
ومن رأى أنه قطع
عصا ، فإنه يشق سقرا لقوله تعالى : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي
الْأَرْضِ أُمَماً) .
وكذلك لو رأى أنه
ضرب إنسانا أو ضربه إنسان لأن الله سمى السفر ضربا حيث قال : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) .
وقال : (لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي
الْأَرْضِ) .
وكذلك لو رأى أنه
يزني بامرأة لأنه ضرب في الزنا. والضرب سفر .
__________________
وكذلك لو رأى انه
أفطر في نهار شهر رمضان لقوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ
مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) .
ومن رأى كأن
القيامة قد قامت في موضع ، فإنّ العدل يبسط فيه لأهله ، لأن يوم القيامة (لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) .
ومن رأى أنه يصلي
لغير القبلة ، فإنه ينحرف عن الشريعة ما مال عنها لقوله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) .
النور في التأويل
: الهدى. والظلمة : الضلال لقوله تعالى : (اللهُ وَلِيُّ
الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) ، أي من الضلال إلى الهدى.
بنيات الطرق : هي البدع لقوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً
فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ) يعني البنيات .
اللسان : الذكر ،
لقوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ
صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) .
والمفتاح : مال
وسلطان لقوله تعالى : (لَهُ مَقالِيدُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يريد خزائن الرزق.
__________________
ومن رأى أبوابا
مفتحة في السماء كثرت الأمطار في تلك السنة ، وزادت المياه لقوله تعالى : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ
السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) .
فإن رأى سلّما
يصعد به إلى مكان فإنّ ذلك دليل على سلطان يناله ، وسرور يغشاه من قبل أمير وهو مستمع له لقوله تعالى : (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ
يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) .
فإن رأى كأنه
سكران من غير شراب ؛ فهو مشرف على همّ شديد وخوف لقوله تعالى : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ
بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) .
ومن رأى كأنه قد
سقطت أسنانه فإنّ عمره يطول لقوله تعالى : (وَمِنْكُمْ مَنْ
يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) . وهو سقوط الأسنان.
والنعجة في المنام
امرأة ، والنعاج نساء ، لقوله تعالى : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ
تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) .
والجمال : حج
لرائيها لقوله : (وَتَحْمِلُ
أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) .
__________________
والطيور : شهوة
لمن رآها لقوله : (وَلَحْمِ طَيْرٍ
مِمَّا يَشْتَهُونَ) فإن رأى أنه يضرب عودا أو طنبورا أو شيئا من الملاهي فإنه
يدل على سلطان يناله ، وتمكن من هذه الدنيا لقوله تعالى : (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ
وَلَهْوٌ) .
ومن رأى كأنه قد
دخل مكة ؛ وكان من أهل الراية ، فإنه يجبى إليه الخراج من النواحي لقوله تعالى : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً
آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) .
فإن رأى أنه يضحك
فإنه يفرح ويستبشر لقوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) .
فإن رأى أنه يشرب
لبنا فإنه ينال رزقا هينا من موضع يتعجب من ذلك من مثله لقوله تعالى (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً
خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) .
فإن رأى مطرا يمطره ؛ فهو بركة تغشاه لقوله تعالى : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً
مُبارَكاً) .
__________________
فإن رأى نارا أو
رآها ؛ أتته بركة أو صلة من قبل سلطان لقوله عزوجل : (فَلَمَّا جاءَها
نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها) .
فإن رأى أنه يأتي
كبيرة من الكبائر سوى الإشراك بالله فإن الله يغفر له ذنوبه بتوبة يتوبها أو معنى
غيره ـ لقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) .
فإن رأى أنه يقلب
كفيه ، فإنه يندم على مال ينفقه لقوله تعالى : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ
كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) .
فإن رأى أنه قد
جنّ ، فإنه يصير إلى نعمة وكرامة لقوله تعالى : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ
إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ) .
فإن رأى أنه على
سرير أو في حجلة ؛ ملك امرأة يغبط بها ، لقوله تعالى : (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى
الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) .
فإن رأى أنه يسبح
ويهلل ؛ فإنه يخرج من ضيق إلى سعة لقوله تعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ
كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) .
__________________
والنكاح : غنى ، وكذلك
الطلاق لقوله تعالى في آية النكاح : (إِنْ يَكُونُوا
فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وقوله : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا
يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ) .
فإن رأى أنه أضاف
قوما أتته من فوقه كرامة وسلامة ؛ لقوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ
ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) (إِذْ دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) .
واللؤلؤ والياقوت
: أبناء لقوله : (غِلْمانٌ لَهُمْ
كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) وقوله تعالى : (كَأَنَّهُنَّ
الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) .
ومن رأى أنه يشرب
الخمر ، فإنّ عينه تقر بلذة تأتيه ؛ لقوله جلّ ذكره : (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ
لِلشَّارِبِينَ) .
ومن رأى كأن
إنسانا يناديه من مكان بعيد ، فإنه قد أشرف على وجود جاه ومنزلة ، وقرب من ملك
عظيم لقوله تعالى : (وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) .
__________________
وإن رأى أنه خاف قوما
ففرّ منهم ، فإنه يصل إلى أمر عظيم ورئاسة على قوم ؛ لقوله تعالى حكاية عن موسى : (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ
فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) .
__________________
الباب الثامن عشر
في
ذكر الخط والكتاب والحساب ونصوص من
فصول العهود وكتب الفتوح ، ونخب من ألفاظ
الرسائل السلطانية والإخوانية والتوقيعات ، و
كتابات الجيوش في أشياء مختلفة
الباب الثامن عشر
في ذكر الخط
والكتاب والحساب ونصوص من فصول العهود وكتب الفتوح ، ونخب من ألفاظ الرسائل
السلطانية والإخوانية والتوقيعات ، وكتابات الجيوش في أشياء مختلفة.
فصل
في فضل الكتاب والكتّاب
قد نوّه الله تعالى باسم الكتابة ، وعظّم من شأنها ، ورفع من قدرها
، إذ أضافها إلى نفسه جلّ اسمه ، وإن لم تكن الإضافة من النوع الذي يضاف إلى خلقه
، ولا راجعة بوجه من الوجوه إلى شبهه ، إلّا أنه دلنا على رتبتها ، وشرف منزلتها فقال عزّ
من قائل : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي
الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) .
وقال تعالى عز
ذكره : (وَكَتَبْنا
عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) .
وقال تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي) .
وقال : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما
كَتَبْناها عَلَيْهِمْ) .
__________________
وجعل سبحانه من
الملائكة كتبة ، وهم أرفع الخلق درجة. فقال جل ثناؤه : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠)
كِراماً كاتِبِينَ) ، وقال تعالى : (وَرُسُلُنا
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)
وقال تعالى : (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ
بَرَرَةٍ) ، وفي التفسير : السفرة : الكتبة ، وقال : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ
الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) وقوله : (وَنُخْرِجُ لَهُ
يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) ، فمعلوم أنه تعالى [لو] لم يكتب أعمال العباد لكانت محفوظة لا يتخللها خلل ، ولا يتداخلها نسيان ولا زلل ، ولكنه تعالى علم أن
نسخ الكتاب أوكد وأبلغ في الإنذار والتحذير ، وأراد تعالى تعريف عباده فضيلة الخط
والكتاب ، وينبههم على مواقعها ومنافعها.
وأقسم عزّ ذكره
بالآلة التي بها تتهيأ الكتابة ، وهي القلم فقال : (ن وَالْقَلَمِ وَما
يَسْطُرُونَ) . ولقد علمنا أن الأقسام من الله تعالى لا تقع إلّا على
معاظم
__________________
الخليقة والأشياء الجليلة الأقدار ، الكبيرة الأخطار في نفوس
عباده.
وقد رأيناه أقسم
بالقلم كما أقسم بالشمس والقمر والليل والنهار والإنسان الذي خلقه لعبادته ،
وعمارة هذا العالم على يده فقال : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها
(١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها (٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ
وَما سَوَّاها) .
وهذه الأشياء التي
أقسم بها هي عيان البرايا ، ونظام أجزاء العالم ، فإذا قرن به القلم في أقسامه فقد
أنبأ بذلك عن فخامة رتبة الخط ، وجلالة مرتبته ، وحسن أثره في مصالح عباده ،
ومعائشهم ومرافقهم ، وإن من حرم فضيلته وعدم متعته ، فقد حرم خيرا إلّا أن يعدم الله ذلك بعض خلقه لحكمة
بالغة ، ومصلحة شاملة ، كما قضاه وقدره في أمر نبيه صلىاللهعليهوسلم ، فإنه أعدمه الكتابة ثم عوّض عنها ما هو أجلّ فقال : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ
مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) .
فأخبر بالعلة في
كونه أميّا لا يكتب. وهي آية ، ولو كان ممن يخط ، لوجد بذلك المبطلون سبيلا إلى الارتياب في أمره وإلحاق ظنه في الوحي الذي أتاهم به من
__________________
عند ربه ، وجعل
ذلك آية من آيات نبوّته ، فصار الشيء الذي هو نقص في غيره فضيلة له (عليهالسلام).
قال أبو الفتح
البستي :
إذا افتخر الأبطال يوما بسيفهم
|
|
وعدّوه مما يكسب
المجد والكرم
|
كفى قلم الكتّاب
فخرا ورفعة
|
|
مدى الدهر أنّ الله أقسم بالقلم
|
فصل
في مثل ذلك
قال ابن عباس : في
قوله عزّ اسمه : (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ
عِلْمٍ) قال : الخط .
كتب كتابا مسخوط
عليه ـ من جهة بعض الملوك ـ محبوس في جماعة من أقرانه رقعة في الاستعطاف ، وفيها
هذا البيت :
ونحن الكاتبون
وقد أسأنا
|
|
فهبنا للكرام
الكاتبينا
|
__________________
فأمرهم بإطلاقهم
والإحسان إليهم .
ولو شاء النبي صلىاللهعليهوسلم ألّا يكتب الكتب إلى كسرى وقيصر ، وابني الجلندي والعباهلة من حمير ، وإلى هوذة بن علي ، وإلى الملوك والسادة والعظماء لفعل ، ولوجد
__________________
المبلّغ المعصوم
من الخط البديل ، ولكنه عليهالسلام علم أن الكتاب أشبه بتلك الحال وأليق بتلك المراتب ، وأبلغ في تعظيم ما حواه الكتاب.
ولو شاء الله أن
يجعل الشارات بالرسالات على الألسنة ، ولم يودعها الكتب لفعل ، ولكنه علم أن ذلك أتم وأكمل وأفخم وأجمع فقال
تعالى : (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) ، فذكر صحف موسى الموجودة وصحف إبراهيم البائدة المعروفة ، ليعرف الناس مقدار النفع
والمصلحة في الكتب.
فصل
في ضد ذلك
قال بعض مجان الحكماء : ما لقينا من الكتاب في الدنيا والآخرة؟! أما في
الدنيا فقد بلينا به ، وأخذنا بحفظ فرائضه وإقامة شرائطه ، وأما في الآخرة فإنا
نلقاه منشورا ينبئ عن سرائرنا وخفايا صدورنا وأمورنا.
ذكر الجاحظ عامة
الكتاب فقال :
__________________
أخلاق حلوة ،
وشمائل معسولة ، وثياب نظيفة ، وتظرّف أهل الفهم ، ووقار أهل العلم ، فإذا صلوا بنار الامتحان كانوا كالزبد يذهب جفاء ، وكنبات الربيع في الصيف تحركه هبوب الرياح ، ولا يستندون إلى وثيقة ولا يدينون بحقيقة . أخفر الخلق لأماناتهم ، وأشراهم بالثمن البخس لعهودهم : (فَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) .
فصل
في فضل الحساب
الذي يتلو أمر الخط في عظم قدر المنفعة ، وعموم المصلحة من الحساب الذي
جعل الله النعمة به وفيه على الناس في مواضع كثيرة من كتابه ، إذ كان مدار الأمر عليه في تحصيل مسير الشمس والقمر والنجوم وتفصيل
الأزمنة بعضها من بعض ، وشدة حاجة الناس إليه في أسباب دينهم من معرفة الأوقات
التي تجب عليهم فيها وظائف العبادات ،
__________________
والإحاطة بمبالغ
التجارات لإيتاء الزكاوات ، والوقوف على النصابات في إخراج الصدقات في امور دنياهم من المبايعات والمعاملات والتجارات والمقاسمات وغيرها من
التواريخ والمواعيد والمواكيد فقال : (الرَّحْمنُ (١)
عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ) ثم قال : (الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) .
وبالبيان عرف
الإنسان القرآن ، وقال تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ
الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ
السِّنِينَ وَالْحِسابَ) وأجرى الحساب مجرى إنسان ، وألحق البيان بالقرآن.
وقال جل ذكره : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ
سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ، وقال تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ
أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) ، وقال : (وَهُوَ أَسْرَعُ
الْحاسِبِينَ) .
يخبر في جميع ذلك
أن المرجع في جميع ما يجهل قدره إلى العدد والحساب اللذين بهما يوصل إلى معرفة حقائق الأشياء. ومن أجل ذلك صار كل
شيء مما تعاطى الناس علمه محتملا لوقوع الخلاف فيه ، ما خلا الحساب فإنه الشيء
الذي لا يقع تنازع ولا خلاف فيه ؛
__________________
لصحته في جميع
المعارف ، وإقرار الكافة طبعا بأنه لا شك فيه ولا ريب فيه قال تعالى : (وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى
كُلَّ شَيْءٍ) ، ولو لا العلة المذكورة لكان وصف الله نفسه بأحد المعنيين
وصفا له في المعنى الآخر .
قال الجاحظ : لو لا معرفة العباد بمعنى الحساب في الدنيا ، لما فهموا
عن الله تعالى معنى الحساب في الآخرة.
وقرأت في كتاب
أنشأه أبو إسحاق الصابي ، ونقل سنة خمسين إلى سنة إحدى وخمسين وثلثمائة وذلك في
خلافة المطيع وإمارة معز الدولة ووزارة المهلبي فصلا يشير إلى فضل الحساب إذ استحسنته جدا فجعلت هذا مكانه وهو :
وأمير المؤمنين
يرى أن أولى الأقوال أن يكون سددا ، وأحرى الأفعال أن يكون رشدا ، مما وجد له في السابق من حكمة الله تعالى أصول [و] قواعد ، وفي النص من كتابه آيات وشواهد. وكان مفضيا بالأمة إلى قوام من دين ودنيا ، ووفاق في آخرة وأولى. فذلك هو البناء الذي يثبت ويزكو .
__________________
وقد جعل الله
لعباده من هذه الأفلاك الدائرة والنجوم السائرة فيما ينقلب عليه من اتصال وافتراق
، ويتعاقب فيه من اختلاف واتفاق ، منافع تظهر في كرور الشهور والأعوام ، ومرور الليالي والأيام ، وتناوب الضياء والظلام ، واعتدال المساكن والأوطان ، وتغاير الفصول والأزمان ونشوء النبات والحيوان ، فما في نظام ذلك خلل [و] لا في صانعه ذلل ، بل هو منوط بعض ببعض ، ومحوط من كل ثلم ونقص . قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ
الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ
السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِ) .
وقال عزت قدرته : (وَالْقَمَرَ
قَدَّرْناهُ) (مَنازِلَ حَتَّى عادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ).
ففصّل تعالى في
هذه الآيات بين الشمس والقمر فأنبأ في الباهر من حكمته ، والمعجز من كلمه أن لكل
منهما طريقا سخّر فيها وطبيعة جبل عليها ، وأن تلك المباينة والمخالفة في المسير تؤديان إلى موافقة وملاءمة في التدبير.
__________________
ومن هنا زادت السنة الشمسية فصارت ثلثمائة وخمسة وستين يوما
بالتقريب المعمول عليه ، وهي المدة التي تقطع فيها الشمس الفلك مرة واحدة ، ونقصت السنة الهلالية فصارت
ثلثمائة وأربعة وخمسين يوما وكسرا ، وهي المدة التي يجامع القمر فيها
الشمس اثني عشرة مرة ، واحتيج إلى انسياق هذا الفضل إلى استعمال النقل الذي يطابق إحدى
السنين بالأخرى إذا افترقتا ، ويداني بينهما إذا تفاوتتا .
وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على افتنان من طرقها ومذاهبها ، وفي كتاب
الله تعالى شهادة بذلك إذ يقول الله عزوجل في قصة أصحاب الكهف : (وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) ، فكانت هذه الزيادة لهذا الفضل في السنين المذكورة على التقريب.
__________________
فصل
فيما يقع في العهود من ذكر تقوى الله تعالى وأدب الولاية
أبو القاسم عبد
العزيز بن يوسف من العهد المنشأ عن الطائع إلى مؤيد الدولة في تقليده. جرجان وطبرستان إلى ما كان يتقلده من بلاد الجبل . قال :
(أمره بتقوى الله
وطاعته وخشيته ومراقبته والتمسك بأوامره والانتهاء عن زواجره والأخذ من دنياه لدينه ، ومن عمله
لعلمه ، ومن شبابه لمشيبه ، ومن يوم أمسه لقادمه متأدبا بأدب الله في أخذ العفو والأمر بالمعروف وصدق القول وغض الطرف وكظم الغيظ ، وكف اليد موقنا بأن التقوى أوفى ظهير وأولى معين ، وخير
، عتاد وأكرم زاد للمعاد ، قال الله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١)
حَدائِقَ وَأَعْناباً) ، وقال عز ذكره : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) .
__________________
وله (الصابي) من
عهد إلى قاضي القضاة ابن معروف :
أمره باعتقاد
التقى ، فإنها من شعار الهدى ، وأن يراقب الله مراقبة المتحرز من وعيده ، المنجز لمواعيده ، وتطهير قلبه موبقات الوساوس ويهذبه من دنيات الهواجس ، ويأخذ نفسه بما أخذ أهل الدين ، ويكلّفها كلف
الأبرار الموقنين ، ويمنعها من أباطيل الهوى وأضاليل المنى ، فإنها أمّارة
بالسوء ، لا ترجع عن مضارها إلّا بالشكائم ، ولا تنقاد لمن تحب إلّا بالخزائم ، فمن أمسكها وثناها نجّاها ، ومن أطلقها وأهرجها أرداها ، وأولى من جعل تقوى الله دأبه وديدنه والخيفة منه منهاجه وسننه من ارتدى رداء الحكام ، وأمر ونهى في الأحكام ، وتصدر لكف
الظالم ورد المظالم ، وإيجاب الحدود ودرئها وتحليل الفروج وحظرها ، وأخذ الحقوق وإعطائها ، وتنفيذ القضايا وإمضائها ، إذ
ليس له أن يأمر ولا يأتمر ويزجر ولا ينزجر ، ويأتي ما ينهى وينهى عما يأتي مثله ، بل هو محقوق بأن
__________________
يصلح ما بين جنبيه
قبل أن يصلح من رد أمره إليه ، وأن يهذب من بيته ما يحاول أن يهذب من رعيته. قال
الله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، وقال سبحانه وتعالى : (فَاتَّقُوا النَّارَ [الَّتِي] وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) .
وله من مثل ذلك من
عهد إلى أبي تغلب :
وأمره بأن يأتمر
في أمره بالقرآن ، ويستضيء بما فيه [من] البيان ، وألّا يورد ولا يصدر إلّا به ، ولا ينقضي ولا يبرم إلّا
عنه ، فإنه الطريق المهيع ، والحكم المقنع ، والحجة الواضحة ، والمحجة اللائحة ،
والبرهان الباهر ، والدليل الظاهر ، والمسلك الجدد ، والسبيل الوسيط ، والبشير بالثواب ، والنذير بالعقاب ،
والزعيم بالنجاة ، والأمان من الهلكة ، والكاشف للشبهة ، والمنور
للظم ، والهادي للحق ، والناطق بالصدق ، وبه يعلم الجاهل ويعمل العالم ، وينتبه الساهي ، ويتذكر اللاهي ، ويتعظ المسرف ، ويزدجر الظالم ، ويتوب المخطئ ، ويقلع المصرّ ،
وأولى الناس باتباع أوامره والارتداع بزواجره ، وطاعته فيما ساء وسرّ ونفع وضر من أنفذ أمره وجاز حكمه ، فأعطى الأموال ومنعها ، وأراق
__________________
الدماء وحقنها ، وأباح الفروج وحظرها ، وأقام الحدود ودرأها . وكان رأيه غير معارض ، وقوله غير مناقض فإن ذلك إن أهمل تأمله زلّ ، فإن ترك الأخذ به ضل وإذا جعله نصب عينه ، وأقامه تلقاء وجهه حمله على نهج
السداد ، وأقامه على سبيل الرشاد ، قال عز ذكره : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ
إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) .
وله من عهد إلى
قاض :
وأمره بالإكثار من
تلاوة القرآن ، الواضح سبيله ، الراشد دليله الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ،
ومن أعرض عنها زلّ وهوى ، وأن يتخذه إماما ويهتدي بآياته ويقتدي ببيانه. ومثلا يحذو عليه ، ويرد الأصول والفروع إليه. فقد جعله الله حجته
البائنة ، ومحجته اللاحبة ، ونوره الساطع وبرهانه الناصع ، وإذا ورد عليه
__________________
معضل وأغم عليه مشكل اعتصم عائذا وعطف عليه لائذا. فيه يكشف الخطب ، وينال الإرب ، ويدرك المطلب ، وهو أحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا ونصبه معلما بعده لنا ، والله تعالى يقول وقوله الحق : (إِنَّا أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا
تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) .
وله في مثل ذلك :
وأمره أن يواظب
على تلاوة القرآن ، متفهما آياته ، متعلما ببيانه متدبرا حججه الباهرة ، متبعا أوامره الراشدة ، وآخذا بعزائمه المبرمة ، عاملا على فرائضه المحكمة ، فإنه عمود
الحق ، ومنهاج الصدق ، وبشير الثواب ، ونذير العقاب ، والكاشف لما استبهم والمنوّر لما أظلم ، والإمام المنجّي من الضلال ، والخصم الغالب عند
الجدال (لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ) .
__________________
قال عبد العزيز بن
يوسف في مثله :
وأمره بتلاوة
القرآن ، متدبرا لمعناه ، متفهما فحواه ، متقصيا واضحه ومشكله ، وجليه ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه ،
ومستشفيا به إذا أخطأته رؤية ، وأشكلت عليه قضية ، فإنه الضياء الساطع ، والبرهان القاطع ، قال الله عز من قائل (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ [الْكِتابَ] تِبْياناً لِكُلِّ
شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) .
قال ابن عباد في
مثل ذلك :
وأمره أن يتخذ كتاب الله إماما يفرغ إليه في المهم ، ويعول عليه في الملم
فإنه شفاء الصدور ، وجلاء الأمور ، وكلام رب العالمين : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) ، (لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ) .
فصل
في اتباع سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وقال عبد العزيز
بن يوسف :
وأمره بدراسة [السنة]
فإنها بمنزلة التنزيل ، وبمثابة الفروض تصديقا من الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم وتشريفا بالهداية به ، وإرشادا له وإرشادا إليه.
__________________
قال الله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما
نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) .
وقال ابن عباد في
مثل ذلك :
وأمره أن يستظهر
في عامة أحواله بما صحّ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى آله ، وعن ورثة علمه من بعده فالفائز من رضي آثاره
قدوة ، واكتفى بها أسوة ، وقد حضّ الله تعالى على اقتفائها ، وحثّ على احتذائها لقوله : (وَما آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ
اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) .
في المحافظة على الصلاة
قال عبد العزيز بن
يوسف قال :
وأمره بالمحافظة
على الصلوات وإيفائها حقها في محتوم الأوقات ، مقبلا عليها بجأش وادع ، وطرف خاشع ، مخبتا لها ، قائما وقاعدا (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا
رَحْمَةَ رَبِّهِ) ، عالما إنها أوكد دعائم الدين وأعظم شرائع المسلمين ،
وأول ما يسأل عنه رب العالمين : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ
مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .
__________________
وقال أبو إسحاق في مثله :
وأمره أن يحافظ
على الصلوات ويدخل فيها حقائق الأوقات ، مقيما لحدودها متبعا لرسومها ، جامعا فيها نيته ولفظه ، متوقيا لمطارح سمعه ولحظه ، منقطعا إليها عن كل قاطع لها ، مشغولا عن كل شاغل عنها ،
متثبتا في ركوعها وسجودها ، مستوفيا عدد فروضها ومسنونها ، موفرا عليها ذهنه ، صارفا إليها همه ، عالما بأنه واقف
بين يدي خالقه ورازقه ومحييه ومميته ومثيبه ومعاقبه ، ومن لا تستتر دونه خائنة الأعين وخافية الصدور ووساوس نفس وهواجس فكر وإذا قضاها على هذه السبيل منذ تكبيرة التحريم إلى خاتمة التسليم اتبعها بدعاء يرتفع بارتفاعها ، ويستمع باستماعها ، لا
يتعدى فيه مسائل الأبرار ، ورغبات الأخبار من استصفاح واستغفار واستقالة واسترحام
واستدعاء لمصالح الدين والدنيا وعوائد الآخرة والأولى فقد قال الله تعالى :
(إِنَّ الصَّلاةَ
كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) وقال تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ
__________________
إِنَّ
الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) وقال عز ذكره : (حافِظُوا عَلَى
الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) .
فصل
في السعي إلى صلاة الجمعة والعيدين وفي عمارة المساجد
وقال أبو إسحاق :
وأمره بالسعي في
أيام الجمعة إلى المساجد الجامعة ، وفي العيدين إلى المصليات الضاحية بعد التقدم في فرشها وكسوتها وجمع
القوّام والمؤذنين فيها واستسعاء الناس إليها ، وحضهم عليها آخذين الأهبة متنظفين في البزة ، مؤدين لفريضة الطهارة ، بالغين فيها أقصى الاستطاعة ، معتقدين خيفة الله وخشيته مدرعين تقواه
ومراقبته مكثرين من دعائه وسؤاله ، مصلين على محمد وآله بقلوب على اليقين موقوفة ، وهمم إلى الدين مصروفة ، وألسنة بالتسبيح والتقديس فصيحة ، وآمال في الرحمة والمغفرة
__________________
فسيحة ، فإن هذه
المصليات والمجتمعات بيوت الله التي فضلها ، ومناسكه التي شرفها ، وفيها يتلى القرآن ، ومنها ترتفع الأعمال ، وبها يلوذ اللائذون ، ويعوذ العائذون ، ويتعبد
المتعبدون ، ويتهجد المتهجدون ، وحقيق على المسلمين أجمعين من وال ومولى عليه أن
يصونوها ويعمروها ويواصلوها ، ولا يهجروها ، وأن يقيم الدعوة على
منابرها لأمير المؤمنين ، ثم لنفسه على الرسم الجاري فيها قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلى ذِكْرِ اللهِ) وقال عز ذكره في عمارة المسجد : (إِنَّما يَعْمُرُ
مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ
وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ
الْمُهْتَدِينَ) .
في ذلك : أمره أن يوصي عماله ويستوصي بحضور المساجد الجامعة ، والمصليات الضاحية و [في] الأوقات التي يجب فيها السعي إلى ذكر الله بصدور لعبادته
منشرحة ، وآمال في رحمته منفسحة ، وقلوب لوعده راجية ، وأنفس لوعيده خاشية ، وهمم على أمره
__________________
موفورة ، ونيات
على طاعته مقصورة ، وأن يجعلوا بروزهم إليها في أحسن هيئة وأكمل عدة وأظهر
عدّة ، وأوفر سكينة ، فإنها بيوت الله التي [طهرها ، ومناسكه التي شرفها]
والله تعالى يقول : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلى ذِكْرِ اللهِ) .
فصل
في عرش أهل السجون وإقامة الحدود
أبو إسحاق :
وأمره أن يعرض من حبوس عماله على جرائرهم ، وإنعام النظر في جناياتهم وجرائمهم ، فمن كان إقراره واجبا أقره ، ومن كان إطلاقه سائغا
أطلقه. وأن ينظر في الشرطة والأحداث نظر عدل وإنصاف ، ويختار لها من الولاة من يخاف الله
ويتقيه ، ولا يحابي ، ولا يراقب فيه ويتقدم إليه بقمع الجهال ، وردع الضلال ،
وتتبع الأشرار وطلب
__________________
الدعّار ، مستدلين على أماكثهم ، متوغلين إلى أماكنهم ، منفذين أحكام الله تعالى فيهم بحسب الذي يتبين من أمرهم ، ويصح من شأنهم في كبيرة إن ارتكبوها ، وعظيمة إن احتقبوها ، أو مهجة إن أفاضوها ، وحرمة إن استباحوها وانتهكوها ، فمن استحق حدّا من حدود
الله المعلومة أقاموه عليه غير مشفقين منه ، وأحلوه به غير مقصرين عنه بعد ألّا يكون حاجّهم في
الذي يأتونه حجة ولا تعترضهم في وجوبه شبهة ، فإن المستحب في الحدود أن
تدرأ الشبهات وتقام بالبينات (وَمَنْ يَتَعَدَّ
حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .
__________________
فصل
في ضبط الأطراف وأمان السبل وتطهيرها من المفسدين
وقال أبو إسحاق :
وأمره أن يولي
الجماعة من أعمال أهل الكفاية والغناء من الرجال ، وأن يضم إليهم كل من خفّ ركابه ، وأسرع عند الصريخ جوابه ، مرتبا لهم في المسالح وسادا بهم ثغرة المسالك ، وأن يزيح عللهم في علوقة خيلهم ، والمقدر من أرزاقهم وميرهم ، حتى لا يكون لهم على البلاد وطأة ، ولا تدعوهم إلى تحيف الناس وثلمهم حاجة ، وأن يحوطوا السابلة بادية وغادية ويبذرقوا للقوافل صادرة وواردة ، ويحرسوا الطرق ليلا ونهارا ، ويتقصوها غدوا ورواحا ، وينصبوا لأهل العيث الأرصاد ،
__________________
ويكمنوا لهم في كل واد [ويتفرقوا] عليهم حيث التفرق تضييقا لفضائهم ويجتمعوا حيث يكون الاجتماع مطفئا لجمرتهم ، وصادعا لمرواتهم وألّا
تخلوا هذه السبل من حماة لها ، أو سيارة فيها يترددون في جوادّها ويتعسسون في عوادها ؛ حتى تكون الدماء محقونة ، والأموال مصونة ، والغارات مأمونة. ومن حصل في أيديهم من لص هارب ، أو صعلوك سارب ، أو مخيف لسبيل ، أو منتهك كريم امتثل فيه أمر
أمير المؤمنين الموافق لقول الله تعالى : (إِنَّما جَزاءُ
الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ
يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ
خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ
فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) .
__________________
فصل
في رد الأباق إلى أربابها والأموال واللقط إلى أصحابها
وقال أبو إسحاق :
وأمره بوضع الرصد
على من يجتاز في أعماله من أباق العبيد ، والاحتياط عليهم ، وعلى من يكون معهم ، والبحث على الأماكن التي فارقوها والطرق التي استطرقوها ، ومواليهم الذين أبقوا منهم ،
ونشزوا عنهم وأن يردوهم عليهم قهرا ، ويعيدوهم إليهم صغرا وأن ينشدوا الضالة ما أمكن أن تنشد ، ويحفظوها على أربابها ، مما جاز أن يحفظ وأن يعرفوا [اللقطة] ويتتبعوا أثرها ، ويشيعوا خبرها فإذا أحضر صاحبها ، وعلم أنه مستوجبها سلّمت إليه ولم يعترض فيها
عليه. قال الله عز من قائل : (إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) . وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم) .
__________________
فصل
في تعطيل الحانات والمواخير
وقال أبو إسحاق :
وأمره أن يعطّل ما
في أعماله من الحانات والمواخير ، وتطهيرها من القبائح والمناكير ، ويمنع من تجمع أهل الجسارة فيها ، وتألف شملهم بها ، فإنه شمل يصلحه التشتيت ، ويجمع بحفظه التفريق ، وما زالت هذه المواطن الذميمة داعية لمن يأوي إليها ، ويعكف عليها إلى ترك الصلوات ،
وإهمال المفروضات ، وركوب المنكرات ، واقتراف المحظورات ، وهي بيوت الشياطين
التي في عمارتها لله معصية ، وفي خرابها لرضاه مجلبة . والله تعالى يقول لنا معشر المؤمنين : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) .
__________________
ويقول تعالى
لغيرنا : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) .
وله في مثل ذلك :
وأمره أن [يوعز] بإبطال الحانات والمواخير ، ويحظّر أبدا الملاهي وشرب الخمور ، والمنع من سائر المناكير ؛ لئلا تباح الحرمات ، وتضاع الصلوات [وتقترف] السيئات ، وترتكب المحظورات. قال الله عز ذكره : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ
أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ، وذم قوما فقال : (كانُوا لا
يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) ، (وَاللهُ يَقُولُ
الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) .
__________________
فصل
في تقوية أيدي الحكام والعمال
وقال أبو إسحاق :
وأمره أن يأمر
عماله بتقوية أيدي الحكام وتنفيذ ما يصدر عنهم من الأحكام ، وأن يحضروا مجالسهم حضور الموقرين لها ،
الذابين عنها ، المقيمين لرسوم الهيبة ، وحدود الطاعة فيها . ومتى تقاعس متقاعس عن حضور خصم يستدعيه وأمر يوجّه الحاكم إليه فيه [و] التوى [ملتو] بحق يحصل عليه ، ودين يستقر في ذمته قادوه إلى ذلك بأزمّة الصغار ، وخزائم الاضطرار ، وأن يحبسوا ، ويطلقوا بأفواههم ويثبتوا بأيديهم في الأموال والأملاك ، وينتزعوها بقضاياهم ؛ فإنهم أمناء الله في فعل ما يفعلون وبتّ ما يبتون) ، وعن كتابه وسنة رسوله يوردون ويصدرون. وقد قال الله
تعالى : (يا داوُدُ إِنَّا
__________________
جَعَلْناكَ
خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ
الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، وأن يتوخوا بمثل هذه المعاملة عمال الخراج في استيفاء حقوق ما استعملوا عليه ، واستنطاق بقاياهم فيه ، ورياضة من نسوا طاعته في معامليهم ، وإحضارهم طائعين أو كارهين بين أيديهم ، فمن أوامر الله لعباده التي يحق
عليهم أن يتخذوها إربا ويجعلوها إلى رضاه سببا قال الله تعالى : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ
إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) .
فصل
في اختيار العمال وتوصية كل منهم ما يقتضيه شرط عمله
قال أبو إسحاق :
قال وأمره أن
يتخير عماله على الخراج والأعشار والضياع والجهبذة والصدقات والجوالي من أهل الكفاية ، والنزاهة ، والصيانة ، والشهامة. ويستظهر عليهم به
__________________
بتوصية يوعيها أسماعهم ، وعهود يقلدها أعناقهم بألّا يضيعوا حقا. ولا يأكلوا سحتا ولا يستعملوا ظلما ، ولا يقارفوا غشما ، وأن يقيموا العمارات ويحتاطوا على الغلات ويتحرزوا من
أتواء حق لازم ، وتعطيل رسم عادل ، مؤدين في جميع ذلك الأمانة ، متجنبين للخيانة ، وأن يأخذوا
جهابذتهم باستيفاء وزن المال على تمامه ، واستجادة نقده على عياره ، واستعمال الصحة في قبض ما يقبض ، وإطلاق ما يطلقونه ،
وأن يوعز إلى سعاة الصدقات بأخذ الفرائض من سائمة مواشي المسلمين دون عاملتها
، وكذلك الواجب فيها. وألّا يجمعوا متفرقا ، ولا يفرقوا مجتمعا ، ولا يدخلوا فيها خارجا ، ولا يضيفوا إليها ما ليس منها من فحل إبل أو أكولة راع ، وعقيلة مال. فإذا اجتبوها على حقها ، واستوفوها على رسمها ، أخرجوها في سبيلها ، وقسموها على أهلها الذين ذكرهم الله في كتابه إلّا المؤلفة قلوبهم الذين سقط سهمهم . فإن الله تعالى يقول :
__________________
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ
لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ
السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وإلى جباة جماجم أهل الذمة ، بأن يأخذوا منهم الجزية في
المحرم من كل سنة بحسب منازلهم في الأحوال ، وذات أيديهم في الأموال ، وعلى الطبقات المطبقة فيها ، والحدود المحدودة المعهودة
لها ، وألّا يأخذوها من النساء ، ولا ممن لم يبلغ الحلم من الأطفال ، ولا من ذي سن عالية ، ولا من ذي عاهة ولا من فقير معدم ، ولا من مترهب متبتل . فقد قال الله تعالى : (وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) ، وقال تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ
بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) .
__________________
فصل
في تعيير الموازين والمكاييل والمنع من التطفيف
قال أبو إسحاق :
وأمره أن يتقدم
إلى ولاة الحسبة بتصفح أحوال العوام في حرفهم ومتاجرهم ، ومجتمع أسواقهم ومعاملاتهم ، وأن يعير الموازين والمكاييل ويقدرها على التعديل والتكميل ، فمن أطلعوا منه على قيلة و تلبيس [أو غيلة وتدليس] نالوه بغليظ العقوبة ، وعظيمها وخصّوه بوجيعها وأليمها ، واقفين به في ذلك عند الحد الذي يرونه لذنبه مجازيا وفي تأديبه كافيا فقد قال الله (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
(١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ
أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) .
__________________
فصل
في التركات
وقال أبو إسحاق من عهد إلى متولي الموازين :
وتصفح أمر من
يبلغك مماته ، ويرفع إليك وفاته ، فإن ألفيته فريدا أو صادفته وحيدا حصّلت تراثه
جائزا ، أو احتويت عليه مستبدا. وإن عرفت استحقاق حاضر ، أو غايب أو قاص أو دان قسطا منه من ذي رحم مشهورة أو
قربى معروفة ، وفّيته قسطه ولم تبخس له حقه واشتملت على ما بقي بعد ذلك غير مسامح فيه ، ولا
مغض على شيء منه. فقد قال الله تعالى : (وَأُولُوا
الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) .
فصل
في إزالة الرسوم الجائرة ورفع السنن السيئة
قال أبو إسحاق :
وأمره أن يدفع عن
الرعية ما شرّعه شرار العمال من سنن الظلم ، وسير الغشم ، وأحدثوه من الرسوم
الباطلة ، وطرقوه من المعاملات الجائرة. ولا يستعمل عاملا إلّا بأجرة ، ولا يدخل عليهم راعيا] إلّا] بإذن ، ولا يسخّر لهم حمولة ، ولا يحمي مرعى ، ولا
__________________
يعترض حلبا ، ولا
يذبح سواما ، ولا يكلفهم علوفة ، ولا زادا ، ولا يلزمهم ميرة ولا مغرما ، ولا يطالبهم بضريبة ولا مكس ، ولا يحبسهم عند مآصر ، ولا رصد ، ولا يقطعم عن معيشة ولا حرفة ، ولا يشغلهم عن تجارة ولا مهنة ، فإن الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان ، وينهى عن الفحشاء
والمنكر ، وألّا يأخذ حاضرا بغائب ولا بريئا بمتهم ، ولا يطالب صحيحا بسقيم ، فإن الله تعالى جعل كل نفس
بمكسبها بريئة من مكاسب غيرها ، ونهى عزّ ذكره (أَلَّا تَزِرُ
وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) .
فصل
فيما يختص بالقضاة من العهود
فصل في آدابهم
قال أبو إسحاق :
وأمره أن يجلس
للخصوم ، ويفتح بابه لهم على العموم. وأن يوازي بين الفريقين إذا تقدما إليه ، ويحاذي بينهما في الجلوس بين يديه ، ويقسم لهما أقساما
__________________
متماثلة من نظره ، وأقساطا متعادلة من كلمه ، فإنه مقام توازن الأقدام ، وتكافؤ الخاص والعام ، ولا يقبل على ذي هيئة لهيئته ، ولا يعرض عن دميمهم لدمامته ، ولا يزيد شريفا على مشروف ، ولا قويا على ضعيف ، ولا قريبا على أجنبي ، ولا ملّيا على ذمي ما جمعهما التحاكم ، وضمهمها التخاصم ، ومن أحسّ فيه بنقصان بيان وعجز عن برهان ، وقصور من علم وتأخر في فهم صبر عليه ، حتى يستنبط ما عنده ، ويستشف ضميره ، وينقع بالأمثال غلته ،
ويزيح بالإيضاح عنه علته. ومن أحسّ منه بلسن وعبارة وفضل من بلاغة أعمل مما يسمعه منه فكره ، وأحضره ذهنه ، وقابله بسدّ خلّة خصمه ،
والإبانة لكل منهما عن صاحبه ، ثم يسلط على أقوالهما ودعاواتهما تأمله وأوقع ببيناتها وحججهما تدبره ، وأنفذ حينئذ الحكومة إنفاذا [يعلمان
به] أن الحق مستقر مقره ، وأن الحكم موضوع موضعه ، فلا يبقى للمحكوم له
__________________
استزادة ، ولا للمحكوم عليه استرابة. وأن يأخذ نفسه مع ذلك بأظهر الخلائق وأحمدها ، وأسدّ الطرائق وأرشدها ، وأن يقصد في مشيته ، ويغض من صوته ، ويحذف الفضول من لحظه ولفظه ، ويخفف من حركاته ولفتاته ، ويتوقر من سائر جنباته وجهاته.
ويتجنب الخرق
والحدّة ، ويتوقّى الفظاظة ، ويليّن كنفه من غير مهانة ، ويذب هيبته في غير
غلظة ، ويتوقّى في ذلك وقوفا بين غايتيه ، وتوسطا [بين] طرفيه ، فإنه يخاطب أخلاطا من الناس مختلفين ، وضروبا غير
متفقين ، ولا يخلو فيهم من الجاهل الأهوج والمظلوم المحرج ، والشيخ الهرم ، والناشئ الغرّ ، والمرأة الركيكة ، والرجل الضعيف
النحيزة . [و] وأوجب عليه أن يغمرهم بعقله ، ويشتملهم بعدله ، ويقيمهم على الاستقامة بسياسته ويعطف عليهم بحلمه ورياسته ، وأن يجلس لهم ، وقد نال من المطعم والمشرب طرفا يقف به عند أول الكفاية. ولا يبلغ
فيه آخر النهاية. وأن يعرض نفسه على أسباب الحاجة كلها وأعراض البشرية بأسرها ؛ لئلا يلمّ من في ذلك ملمّ أو
__________________
يطيف به طائف ،
فيحيلانه عن تجلده ، ويحولان بينه وبين سدده. وليكن همه إلى ما يقول ويقال له مصروفا ،
وخاطره على ما يرد عليه ، ويصدر عنه موقوفا ، قال الله عزّ اسمه : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً
فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى
فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ
لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) .
فصل
في ذكر الشهود وإثبات أهل الديانة منهم وإسقاط ذوي الخيانة
وقال أبو إسحاق :
وأمره بإقرار
الشهود الموسومين بالعدالة على تعديلهم ، وإمضاء القضاء بأقوالهم ، وحملهم على ظاهر السلامة ،
وشعار الاستقامة ، وأن يضمّ مع ذلك البحث عن دياناتهم ، والفحص عن أماناتهم ، والإصغاء
إلى الأحاديث عنهم من ثناء يتردد ، أو قدح يتكرر. وإذا تواتر عنده أحد الأمرين ركن إلى المزكيّ الأمين ، ونبا عن المتهم الظنين ،
__________________
فإنه إذا فعل ذلك
اغتبط أهل الأمانة بأماناتهم ، ونزع أهل الخيانة عن خياناتهم ، واستمر شهوده وأمناؤه وأتباعه وخلفاؤه على المنهج الأوضح
، والمسلك الأنجح ، وتحصّنت الأموال والحقوق ، وصينت الحرمات والفروج ، ومتى وقف لأحدهم على هفوة لا تغفر ،
وعثرة لا تقال ، أسقطه من عددهم ، وأخرجه من حمايتهم ، واعتاض منه من يحمد دينه ويرضى يقينه . قال الله تعالى : (وَإِمَّا تَخافَنَّ
مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ
الْخائِنِينَ) . وقال تعالى : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ
عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ) .
فصل
في إقامة الحدود
قال عبد العزيز بن
يوسف :
إذا ورد عليه حدّ
من حدود الله في قطع أو جلد أو رجم أو دية ، أو قصاص ، أو قود ، فليلتبث متأنيا ،
ويستفرغ مجهوده في عمله متأملا ، ويستطلع رأي أمير المؤمنين فيه
__________________
مطلعا ، ويوضح له
وجوه ذلك ، ووجوب القضاء فيه مناصحا ؛ لتمضي أحكام الله فيه غير محتقب لعذر أو
متقلد لإثم : (وَمَنْ يَتَعَدَّ
حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .
فصل
في الاحتياط على أموال اليتامى
قال ابن عباد :
وأمره بالحظر على
مال اليتيم الذي لا مسدد له ولا كافل ، ولا كادح ، ولا عاقل ، والإنفاق عليه من غير إسراف مفسد ، ولا تقتير موبق إلى أن يعرف فضله ، ويبصر رشده ، فيخرج ماله إليه ويشهد بقبضه عليه ، كما قال الله تعالى : (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً
فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ
يَكْبَرُوا) وقال تعالى : (الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) .
__________________
فصل
في ذكر الأوقاف والصدقات
وأمره باستعلام
أموال الوقوف والصدقات ، ومحاسبة من تولاها المنفذ من القضاة ، وتوفير أموالها على وجوهها
متحريا وجه الله الكريم فيها ، المجري أمورها على انتظام ، ويخرج ارتفاعها إلى أربابها على تمام
، ذاكرا موقفا يحاسب فيه على اليقين ، ويوفّى فيه عن العمل : (فَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا
يَرَهُ) .
فصل
في استخلاف أهل العلم على ما غاب عنه من أعماله
ابن عباد :
وأمره أن يستعين
على ما فوّض إليه بالأمناء من الخلفاء ، والموثوق بهم من الأصحاب
والوكلاء ؛ ليأمن وقوع الخلل وانتشار العمل ، محاسنهم منسوبة إليه ، ومقابحهم راجعة عليه قال الله تعالى : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) .
__________________
فصل
في تزويج الأيامى
قال ابن عباد :
وأمره بتزويج
الأيامى اللائي إليه ، ولا يتهاون بعد الاحتياط في اختيار أكفائهن ، وأحب من يقوم بحق الله
لهن ، فإن الله تعالى قد أمر بذلك فقال : (وَأَنْكِحُوا
الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا
فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) .
فصل
في زمر مختلفة من ألفاظ العهود
العهد : المنشأ عن
الطائع إلى الأمير الرضي نوح بن منصور رحمهالله :
واحذر الدنيا
فإنها على سنن من كان قبلك بمستن من يأتي بعدك (وَالْعاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ) .
__________________
وله من كتاب عن
الطائع إلى عضد الدولة في زيادة التقليب وعقد التاج والعهد على المماليك كلها :
وارع الشرف الذي
أفرعك أمير المؤمنين ذروته ، وعقدك ذؤابته ، ونوّلك فلك المجد ، كيف أردت ، فمشيت في ملك الفخر أنّى شئت ، وسنّ النعمة عليك بالتقوى به تعالى ، وبحسن الطاعة لأمير
المؤمنين ، فإنهما جنّتاك وذريعتك المشفعان عند الله في أولاك وأخراك ، وأحسن كما
أحسن إليك ، وازدد من الخير تجده عند الله هو خيرا وأعظم أجرا .
فصل
في افتتاحات كتب الفتوح وما يتصل بها
لأبي القاسم
الإسكافي من كتاب فتح أجراه وذكر الخراج :
الحمد لله ذي
الفضل السابق ، والوعد الصادق بأن يجعل العاقبة لأوليائه ، والدائرة على أعدائه ،
وأنه أملى لهم في المدة ، ووسع عليهم في العدّة ، حتى يظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ، لمن صادفتهم ظنونهم وليس إرجاؤه تعالى من جزائهم ، إلّا
لما يريد من إفنائهم ، ولا بسطة من أيديهم إلّا لإيجاب الحجة عليهم بتعذيبهم ،
ثم يأخذهم أخذ عزيز
__________________
مقتدر وينتقم منهم انتقام جبار منتصر كما قال الله تعالى : (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ
أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) . وقال تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) .
وله :
الحمد [لله] القاضي في الماكر بأن يحوبه بسيئ مكره. وفي الغادر بأن يذيقه وبال أمره.
وله :
الحمد لله جاعل
العاقبة للمتقين ، ودائرة السوء على الظالمين.
وله :
والحمد لله رب
العالمين ، لأنه شعار المؤمنين ، والغرض المكتوب على الشاكرين ، أفتحب هذه المخاطبة : اعلم مولاي خبر الفتح الذي يسره وسهّله وسنّاه وأكمله.
وله :
الحمد لله وليّ
الخلق والأمر ، ومستحق الحمد والشكر ، ربّ الإحسان والطول ، وواهب القوة والحول ،
معزّ الحق وشيعته ، ومذلّ من عند عن سننه وشريعته ، الذي أرسل
__________________
محمد علما للإسلام
منيرا ، وقدرا على أهل الضلال مبيرا ، وأوجب أن يكون رعاة أمته الطاهرين الظافرين
ومن عند عن مشاقتهم ، وشرد عن داعيهم ، الخائبين الخاسرين (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ
الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) .
وله كتاب :
وقد صدق عبده وعده
، وآجره على حسن عارية عنده ، ولله أمر هو بالغه ، (لا تَبْدِيلَ
لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ [هُوَ] الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
وحتى إذا استأسد
للرايات ، وبلغت القلوب الحناجر ، بذل الله نصره ، وأنجز وعده ، وجعل الدائرة على الكافرين ،
وشفى صدور قوم مؤمنين .
وله :
ولما تراءت
الفئتان ، والتقى الصفان ، وبرزت الأقران للأقران ، وخطبت الصوارم على منابر الأعناق
، وسفرت السهام من القسيّ والأحداق (جاءَ نَصْرُ اللهِ
وَالْفَتْحُ) .
__________________
ونزل على رايات مولانا الظفر والنجح ، وقيل لأولئك الأغمار القصار شاهت الوجوه ، وهبّت لهم الدّبور ، فلم ير إلّا قتيل قد فاضت دماؤه ، وجريح لم يبق إلّا
ذماؤه ، وأسير قد (شدّ وثاقه) ، وشديد قد حضر سياقه ، وجديب قد تبت يداه وتب ، لم يغن عنه ماله ولا ما كسب .
وله :
الحمد لله فاتح
المغالق ، دافع العوائق ، ربّ الأرباب ، ومذللّ الصعاب ، كل عسير إذا يسّره يهون :
(إِنَّما أَمْرُهُ
إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) هو الذي أرسل محمدا بالبيان القاطع ، والنور الساطع ، ونصره بالرهبة والرغبة ، ووعده
بإعلاء الكلمة على البعد والقرب ، وجعل سراطه المستقيم إذا اعوج المبطلون ، ودينه
القويم (لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ، واختار لسياسته في كل عصر وأوان ، وحين وزمان من صدره
فضاء ، وأمره قضاء ، ورأيه حسام ، وعزمه إبرام ، وإحسانه عموم ،
__________________
وحكمه عدل محتوم ، وبأسه شديد ، وحدّه حديد ، ليضم البسل ، ويزيل المثل ، وينقض السهل والجبل ، ويحصد زرع الفساد ، فلا يبقى للشر ملجأ ،
ولا عصر ولا مفزع ولا قدر إلّا نسخت فيه للضلال آية ، ورفعت فيه للهدى راية ، كذلك
وعد الحق وعده ، وقال والصدق قوله : (بَلْ نَقْذِفُ
بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) أحمده على أن أفرد على هذا الزمان وما بعده من بقية
الليالي والأيام من مولانا من تخدمه الأحكام والأقدار ، وتحار فيه البصائر والأبصار ، والفتوح تغدو إلى شدة ملكه وتروح ،
وأمارات المؤيد تظهر على صفحات عزّه وتلوح. كل يوم تضاف طرق إلى وسطه ، وبلد إلى
بلده ، يفتح الله المراد الأقصى ثم يوسعه من منّه ما لا يعد ولا يحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا
تُحْصُوها) .
وله :
الحمد لله الذي
جعل الشكر نظام المنح ، وقوام المنن ، والأمان من تبديل النعم ، وتنزيل النقم ، هو
جلّ جلاله المفيد وهو المبيد ، والمبدئ والمعيد ، والفعّال لما يريد ، وهو القائل وقوله الحق المجيد : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي
__________________
لَشَدِيدٌ) .
وله :
والحمد لله على أن
حكم لمولانا بالنصرة في عليين ، وأثبت له النجحة في اللوح المحفوظ بين الكرام
الكاتبين ، حمدا يقرب منه قاصمة الإرادة ويدني إليه ناصية السعادة ، فمن جاز عن
طاعته كبّ لمنخره ، وتلّ لجبينه في منحره ، (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ
ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
ولأبي بكر
الخوارزمي كتاب :
وقد أنزل الله على
أوليائه نصرا (إِنَّهُمْ لَهُمُ
الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) ، (وَاللهُ يُؤْتِي
مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (وَمَا النَّصْرُ
إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
__________________
فصل
فيما يقع من الفتوح في ذكر الأعداء وذمهم ، وتهجينهم
وإيجاب الحجة عليهم ، وإلزامهم الذنب في هلاكهم ،
واقتصاص أحوالهم في الحرب ، وتقسّمهم بين الهزيمة
والفرار ، والجرح والإسار ، والقتل والبوار
قال أبو القاسم
الإسكافي في ذكر أبي علي الصاغاني :
واضطر اللّعين إلى
قصره الذي أعدّه ذليلا ، لمّا نهى من عنده ألقى من لفيف من أكرمه ناصية الدين ضربت عليهم الذلة والشقاوة في مصاحبته ، وانقسم الباقون بين شر مبير ، وأمان مجير . ذلك حكم الله في أمثال الغادر حيث يقول : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ
آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ
بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا
يَصْنَعُونَ) .
وله في ذكر ابن
الجرّاح :
__________________
لو وجد في الأرض نفقا لأولجه فيه شدة روعه ، أو في السماء سلّما ،
لأعرجه إليه تخوف قلبه.
وله :
ثم همّ ذليل خسف ،
فأصبح قتيل سيف ذبح بسنة الله في الغادرين ، وقضيته على الماكرين (وَاللهُ أَشَدُّ
بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) .
وله :
حتى إذا جهل الحق
عليه ، وبرئ منه ، فضلّ ضلالا بعيدا ، وخسر خسرانا مبينا انقطعت بيننا وبينه العصم ، وافترقت منا ومنه الكلم.
وله :
ولما بلغ أشدّه مدة مثله في الاستدراج له ، والاحتجاج عليه ، أخذه أخذ
عزيز مقتدر وأدال منه إدالة جبار منتصر ، والله لا يهدي كيد الخائنين ، ولا
يصلح عمل المفسدين .
وله في فتح بغداد
وانهزام الأتراك :
__________________
وترك الأولياء أكنافهم ، يقتلون ويوسرون ، ويعقدون ، ويكلمون إلى أن دحر بما في قلوبهم ومعسكرهم
إلى ديالى بما يلي بغداد ، وقد أدال الله بالحسنى منهم ، وقضى بدائرة
السوء عليهم ، فأسر خلق وغرق خلق ، وذلك جزاء الظالمين ، وأجفل الباقون كالنعام ، وانقشعوا كالجهام . وقد أسلموا سوادهم ، وألقوا بسلاحهم ، ومضوا على دابر خيلهم هائمين على وجوههم مولهين (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ
هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ) ، ولا يجدون لوهيهم رقعا ، ولا لعللهم مرجعا ، واستمر الأولياء بعسكرهم ظافرين
غانمين ، أقوياء ظاهرين ، والحمد لله رب العالمين (الَّذِي صَدَقَنا
وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ
فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) .
وله :
وتفرس الأعداء [و]
قد صور لها القرب فاستولى عليها الرعب وأشعرت التلاقي فبلغت الروح التراقي .
__________________
وله :
حين يقن المخذول
أني قد نهضت (قال : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) فاستتر بالليل وظلمته ، وتعرى صاغرا حتى عن أهله وذريته.
وله :
وأسر المخذول وابنه ورهطه وأهله وفرق أصحابه بين قتل أو نفي فلم يبق منهم صافر ، ولا نجا منهم أول ولا آخر ، والحمد لله رب العالمين
وسيأتيك نبأ اليقين في الباقين فيعلم كيف يحق الله الحق بكلماته ، ويبطل الباطل
بقدرته .
وله :
وكأني أشاهد
المحدّين بمشيئة الله ذرايا الرماح ، وأهداف السهام ، ومشارب السيوف ، ليعلموا أن الله
لا يهدي كيد الخائنين ، ولا يصلح عمل المفسدين (وَلا يُرَدُّ
بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) .
__________________
وله :
وتمكنوا من الخائن
فاثخنوه ، وأتّقاهم برأسه فجزّوه ، وجمع معه رائشي نبله ، ومعايش جهله في تعجيل العقاب ، والضرب
فوق الرقاب.
وله :
ولما أضلّتهم
الرايات المنصورة خيل إليهم أن الحاقّة قد حقت ، والسماء قد انشقت فلاذ بالأمان حين لا عذير ولا عاذر ، وطلب الغفران وقد (وَبَلَغَتِ
الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) وقد كان حقيقا بأن يصلى قتل حرّ الثار بحرّ المناصل ،
وتسقي الأرض من دمه ، بطل ووابل ، إلّا أن لنا في حقن الدماء أداة استحفظنا بها سوابغ النعماء ، فنحن نحرسها ما نفعت البقيا ، ونحفظها علما بأن (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا
تَعْقِلُونَ) .
وله :
وهام المخذول على
وجهه ، يرجو الخلاص ولا خلاص ، ويأمل النجاة ولات حين مناص ، وأن الطلب من ورائه على احتشاد ما
أعدّ الله لأمثاله بمرقب ومرصاد.
__________________
وله :
وترك أعداءه هملا ، وأرواحهم هدرا ، وبيوتهم عورة ، وأموالهم نفلا .
وله :
وأحاطت بالمخاذيل
عقدتا الطلب ، وانضمت عليهم العطب ، وصاروا مثلا ومثلا وقتلوا سهلا وجبلا (هَلْ تُحِسُّ
مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) .
وله :
وأخذ يكاتبني
مظهرا للطاعة ، وهو مضمر لخلافها ، وموهما للمتابعة ، وهو ينقصها من أطرافها ، وأنا انذره وأحذّره وأزجره وآمره بالحضور ، ليغتفر ذنبه ، وإن كان عظيما ويستغني عن
أن يصلى عقابا ، أليما فأسرّ له الشيطان واستهواه الكفران .
وله :
وظنوا أن الخطب
يشكل ، والداء يعضل ، فيشغل عن اقتصاص آثارهم وغزوهم في عقر ديارهم ، فأتى من فضل الله ما شجى كلا بريقه ، وأغصّه وأغمّه بالكمد وخصّه (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ
عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) .
__________________
وله :
ولم يعلموا أن
الريح تنفثهم ، والطير يخطفهم ، فتتابعوا في الخسار ، كتتابع الفراش في النار (كَذلِكَ يَجْعَلُ
اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) .
وله :
ولما استوفى
الباطل مهلة الجولة ، وهبّت ريح النصر لأعيان الدولة ، حملوا على المخاذيل حملة
انكشفت عنهم بين هشيم ورميم ، وقتيل وأميم ، وجريح ورهين ، وأسير مع قرين ، وأجابتك الأولياء أصحاب ابن معاوية وهم أذل وأخزى (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ
كانُوا [هُمْ] أَظْلَمَ وَأَطْغى) وغنم ما كثر وعظم (أَلا إِنَّ حِزْبَ
اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وهم الغالبون . وقد تضمن الكتاب النافذ الحضرة العالية الشرح المبين الذي شرح
الله به قلوب صدور مؤمنين .
وله :
وقد فرض الله
علينا أن نغضب لعباده ولبلاده ، ونغمد السيوف في لحوم نبتت على السحت ، ونشرع الرماح في دماء جرت على النهب ونكتّها من عظام
__________________
أنشرت على السلب (ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) .
وله :
ولقد ختمت أيامهم
بشر خاتمة ، وأحلّت أحوالهم عن أقبح عاقبة ، لمّا امتلأ مكيالهم وانتهت إلى الغاية أعمالهم ، وغضب الله عليهم ، وانتقم منهم ،
فجعلهم سفلا ومثلا للآخرين (فَما بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) و (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) .
ولابن عباد :
فلما سترهم الظلام
بذيله ، وقد غمرهم الجرّار بسيله ، اجتمعوا على التفرق واتفقوا على التمزق [و] ، وثقوا بسوء صباح المنذرين ، فرضوا بحظوظ المولّين المدبرين.
وله :
__________________
وتركناهم حديثا
وسماعا ، ودنّاهم هشيما محتظرا ، وأدرك المدبر الظلام ، وإن كان نهاره ليلا ، وشعاره
ثبورا وويلا ، فتوسل إليه بظلمة أمره وظلام الكفر في صدره ، ومعه من الخوف والرعب
رقيب عتيد ، ومن اليأس والذعر سائق وشهيد ، ولم يصحبه إلّا أخوه اللعين ، وهو الذي أغواه فبئس القرين ، والطلب له بكل مرصد وفي كل مقصد ، وما كان ليفوت في
الحال ، لو لا أن لله سرا في الآجال ، عجز عن علمه الخلائق أجمعون ، ولذلك أنظر
عدوه إلى يوم يبعثون .
وله :
وأما فلان إذ جال
المفاوز بلا عدّة ولا عتاد ، ولا زاد ولا مزاد ، وهو إن شاء الله رهين عطب ، أو طريح لغب ، أو
صريع خلب أو شغب (وَلا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ [خَيْرٌ
لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي] لَهُمْ لِيَزْدادُوا
إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) .
__________________
وله :
وطهّرت تلك الأرض من الاختلاف ، الذين قولهم الإفك ، ودينهم الشرك
، وحياتهم للخسار والجحود ، ومصيرهم إلى النار ذات الوقود والخلود ، (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ
اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ) (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا) (ما بِأَنْفُسِهِمْ
وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، لا جرم إن أعراض تلك الجبال عاد إليها قائم الحق ، وأذّن بينها منادي العدل ، وأعيد فيها كلها الدين ،
ومحيت عنها مواسم الملحدين (وَقِيلَ بُعْداً
لِلْقَوْمِ) .
وله :
كاشف وعادى ، وحشر
فنادى ، وجهّز لفيفه ، يقدمهم الأخبار وهم يتأخرون (كَأَنَّما يُساقُونَ
إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) .
وله :
واتخذوا الليل
مطية الهرب ، يرومون عليها فوات الطلب ، ومضوا منهزمين متلومين ، وامتازوا امتياز
المجرمين ، وانحازوا انحياز أصحاب الشمال عن أصحاب اليمين .
__________________
فصل
في معان شتى يتضمن كتاب الفتوح
وقال أبو إسحاق
الصابي من كتاب فتح بغداد في ذكر الصفح عن سفهاء الرعية : وعطفنا على سفهاء الرعية
بأحلامنا ، وعممناهم بعفونا ، وصفحنا عن الدعّار تشفيعا للأبرار ، وإشفاقا من دخول البريء مع السقيم ، واختلاط البر بالأثيم ، لأنا لما وجدناهم قد خالفوا موعظة الله [عزت قدرته] إذ يقول : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) لم نخالف نحن أدبه في قوله تعالى : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ
نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها) وقوله : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرى) .
قال الإسكافي في
ذكر رعية :
كأنهم فكّوا من
حلق إسار ، وأنقذوا من حد شفار ، وأفضوا من ذلة رق إلى عزة عتق ، ومن تصلية جحيم إلى جنة
نعيم.
__________________
وقال ابن عباد في
العفو عن عدو مستأمن :
وتقدمت بتسكين
روعته ، ووعدته استيهاب حوبته لتوبته ، وإن كانت توبة قيد إليها بخزامة الاضطرار ، دون حرمة الاختيار. فقد كان يسرع لو كتب عليه
المثل وقيل له : (آلْآنَ وَقَدْ
عَصَيْتَ قَبْلُ) ولجأت إلى مسألة مولانا أؤمل لهذه الغاية عفوه ، لما أخشى عليه سطوة تغلب قضية البقيا وتقدم ثواب الآخرة على تشفّي الدنيا ، واحتسب الأجر في نفس سائله ، وحشاشة جائله ،
فأكرمني بإحيائه وتشفيعه (وَمَنْ أَحْياها
فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ) . وعدت وقد درى من سمع ووعى ، ونظر ورعى أنّ الله تعالى ملك أزمة الدهر ؛ فيسهّل
المعسر ، ويقيل المعتّر ، ويجيب المضطر ، ولا يبتهل عوز العقوبة ، ويحوز فرض
المثوبة.
وله في مثل ذلك :
وأدركته من مولانا
نظرة كريمة ، وعطفة رحيمة استنقذت حياته من قبضة الأجل ، وفسحت له في الأرض بعد الوجل. إنّ
لطف الله جسيم (يُحْيِ الْعِظامَ
وَهِيَ
__________________
رَمِيمٌ) .
وله في ذكر الرعية
:
عبر شهران وما كتبت حتى بسط الدين ذراعيه ، وأظلّ العدل شراعيه ، وكتب لمولانا أجر من جاهد في الله حق جهاده وصدع بأمره
في عالم من عباده ، فمن أحسن إلى رعيته بفضل شائع ، أو عدل واسع ، أو ملك مردود ،
أو مال ممدود ، أو خير مرسوم ، أو شر محسوم ، فقد منّ من مولانا على هذه الرعايا
باستقادة الأرواح والأبدان ، والأهالي والولدان ، وقبلها بالإسلام ،
أزكى الأديان ، فقد كان ولاة هذا الجبل بين مجوس تدين دين الباطل .. (فَوَقَعَ الْحَقُّ
وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) .
وله في شكر النعمة
:
ونحن أحق بأن ننشر
ما يحدث الله عندنا من هذه النعم الغرّ ونهى لأشياء عنا من النصر [و] الصدق والظفر . إن كلمة الشكر أزكى مقال ، ولدواعي النعم أوثق عقال (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ
لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) .
__________________
فصل
في الحث على الطاعة وتآلف الخارجين عنها ، والنهي عن الخلاف والمعصية
والإنذار بنتائجها
وقال أبو إسحاق
الصابي :
أما بعد فإن الله
جلّ جلاله ، وتقدست أسماؤه ، أمر المسلمين بالألفة وحضّهم عليها ، ونهاهم عن
الفرقة ، وحذرهم إياها. فقال وقوله الحق : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ
الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا
بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا
فِيهِ) ، وقال : (وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ
وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) وجعل ـ جلّ جلاله ـ طاعة أولي الأمر مقرونة بطاعته وطاعة
رسوله فقال : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ) ، فالمؤمنون جميعا داخلون تحت هذا الأمر ، لا رخصة لهم ،
ولا سبيل إلى التأويل فيه ، فمن امتثله واحتذاه ، فقد سلّم الله دينه ، وصحّ يقينه
، وبرئت ساحته ، ونقيّت صحيفته ، واستحق رحمة الله أن ينزلها إليه ، وإحسانه أن
يقضيه عليه ، ومن خالفه وتعدّاه فقد فسق ومرق وباء بإثمه ، واحتقب الوخيم من أكله وطعمه ، واستوجب لعنة الله
أن يصليه بها ، ونقمته أن يتناوله بأشدها.
وله من هذا الكتاب
أيضا :
__________________
وسبيلكم أن تلتقوا
على (كَلِمَةٍ سَواءٍ
بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) . في أخذ حليمكم على يد الشغب ، وتقويم المتماسك منكم للمتهالك.
ومنه أيضا : (وإن
أمير المؤمنين إن آنس منكم رشدا وكنتم معه حزبا أحسن إليكم وأفضل عليكم ، فأنهض عاثركم ، وجبر كسيركم. وإن علم منكم ضد ذلك ، استجاز فيكم ما يستجيزه في المخالفين لأمره ، والخارجين عن عصمته
من التنكيل بكم والإيجاب فيكم ، وكان ذلك حينئذ فاشيا في الأمين والظنين والبريء
والسقيم ، كما قال تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) .
وله من كتاب إلى رعية خرجت عن الطاعة :
وقد علمتم أن هذا شيطان نازغ بكم منذ حين ، وأنكم على ثبج من خطة فتنة قد لمعت بوارقها ، وزمجرت رواعدها ، وجرّت على
المسلمين الفرقة التي لا شيء أضرّ منها ، ولا أنفع من تجنبها والنزوع عنها ، قال الله (جل وعلا) وهو أصدق
__________________
القائلين واكرم
المنعمين (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ
اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ
النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) . ومن خالف آدابه وسننه وسيره وتنكب منهاجه وسبله ، فقد خسر دنياه وآخرته ، وأضاع عاجلته وآجلته ، وتبوّأ
مقعده من النار ، واستحقها استحقاق الكفار . والله يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء .
ومن هذا الكتاب :
فلو كنتم ـ والله يعصمكم ـ [كفارا] لأوجب أمير المؤمنين على نفسه أن يبدأكم في الدعاء إلى الحق بالقول الأحسن ، والطريق الأبين رجاء أن يعطف الله بكم إلى الهدى ، ويشعركم شعار أهل الحجى من
حيث لا يسفك لكم دم ، ولا ينتهك لكم محرم. فأما وأنتم مسلمون مؤمنون ، لكنكم مخطئون غالطون ، فأولى وأحرى إن
__________________
صبر عليكم لتنزعوا ، ويتأنّى لكم لترجعوا ، ويقيم في أنفسكم الحجة ، ويردكم بها إلى [سواء] المحجة ، لكن الله قد جعل لذلك حدا محدودا وأمرا معلوما ، ومتى [قلّ] انتفاع أمير المؤمنين بكم وأطلتم عناءه فيكم ، ورآكم على المعصية مصرّين مستخفين . فهل يجد بدا من تسرّع العساكر إليكم ، وإطلاق أعنتها عليكم. وهل يميز حينئذ بريئكم من سقيمكم ، وبرّكم من أثيمكم. ألا ترون قول الله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) . وأي فتنة هي أعظم من طاعة الشيطان ، ومعصية السلطان.
فصل
في ذكر الصلح وما فيه من الصلاح
قال ابن عباد :
كان أحق ما
استعمله العاملون ولحق به التالون ، وآثره المؤمنون ، وتعاطاه بينهم المسلمون فيما
ساء وسرّ ونفع وضر ، ما أصبح الشمل به ململما والأمر منتظما ،
__________________
والسيف مغمودا ،
ورواق الأمن ممدودا ، فحقنت به الدماء وسكنت معه الدهماء ، وانقمع له الأعداء ، واتصل به السرور ، وآمنت معه الشرور ، وليس شيء بذلك أولى ، وإلى
إحراز الثواب فيه أدنى من الصلح الذي أمر الله تعالى به ، وحضّ عليه ، ورغب فيه ،
وندب إليه فقال وقوله الحق : (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ) وقال : (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) ، وقال تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) وقال جل وعلا : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ
مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ
بَيْنَ النَّاسِ) .
وقال الإسكافي من
كتاب ذكر فيه الصلح بين الملك نوح وبين الصاغاني :
وكتبنا وقد أعاد
الله إلى أحمد بن محمد رد الطاعة ، وختم له بحسن الإنابة ، وبصّر الرشد فأبصر ،
وعرفه الخطأ فأقصر ، [و] وضعت (الْحَرْبُ أَوْزارَها) ، (وَكَفَى اللهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) .
وله :
__________________
وها نحن منقلبون إلى بلاد الجبل ، في ظل الأقيال وكنف الله ذي الجلال. وقد رأينا الخبر كما خبر الله في
الصلح ، وأخذنا كما أمر الله بالصفح ، وتقربنا إلى الله بالقربى لم نستجز غلولها ، وجنحنا ـ ـ على الله للسلم ما جنحوا لها.
فصل
في الإحماد والتقريظ
وقال الإسكافي عن
الملك نوح إلى ابن ملك :
والله قبل وبعد
يحمد بأحبّ محامده إليه ، وأزكاها لديه ، على ما وهب لنا منك ثم على
ما وهب لنا بك ، فإنهما منحتان يتنازعان الشرف والعلا ، ويتقارضان الحسن والبهاء ، في كل
منهما للعين قرة ، وللقلب مسرة ، وللسان الشكر تعب ، وليد الجزاء نصب ، ولن يلطف
لمثلها إلّا اللطيف لما يشاء ، الفعّال لما يريد ، ذلك الله الجبار ، القهّار ، الحميد ، المجيد ، الغفار.
وقد أراح الله من كل وجه عليك ، وأكمل قوتك وجعل يدك الطولى ، وكلمتك العليا ، وجدّك الأجد ، وباعك الأشد ، وكيف لا يكون كذلك وقد سربت نفسك
ابتغاء مرضاتنا ، ووليت وجهك تلقاء راياتنا ، وتحمّلت لواحتنا الكمد ، ولقيت لمسرتنا الجهد.
__________________
قال ابن عباد :
وقد وقع ما كان
منك قولا وفعلا ، وحراسة ودنيا وجهادا عند مولانا الموقع الذي يتنافس فيه
المتنافسون ، ولا يحظى به إلا الحاظون.
وقال عبد العزيز
بن يوسف من كتاب عن الطائع إلى ركن الدولة :
أنت وعضد الدولة
كلاكما يد أمير المؤمنين فيما يأخذ ويذر ، وناظراه على قرب ، وبعد ، بكما افترش مهاد الأمن بعد افتضاضه ، ورفع منار الدين
بعد إخفاضه ، فأبشروا من الله بالحسنى إن (اللهَ لا يُضِيعُ
أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) .
فصل
في الشكر وإعظام قدر النعمة
قال ابن عباد :
ولو لا أن الله
الذي أنعم بخلق الإنسان من ماء مهين ، ودرّجه إلى منزلة الخصم المبين للتحدث بأنعامه ، وكتب الإفاضة في شكر إكرامه ، لكان إحسان
مولانا يكثر عن الذكر ، ويعظم عن الإخبار والنشر.
وله :
وكل يوم يستضاف
طرف إلى وسط ، وبلد إلى بلد ، حتى يفتح الله المراد الأقصى ثم يوسّعه من منّه ما
لا يعد ولا يحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا
نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) .
وله :
__________________
وقد يمكن الشكر من
الإحسان الذي يتناول عرض هذا الأدنى . فأما الذي ينزع به رقيا في التكرمة إلى الغاية القصوى ،
فماذا يقول فيه الناثر ـ وإن كان مبدعا ـ ، ـ والخطيب وإن كان مصقعا ـ.
قال عبد العزيز بن
يوسف :
ونحن نحمد الله
على ما قسم لنا في أرضه ، وأفادنا عودا على بدء من نعمه وزجر لأيامنا من مآثر الآثار التي لم يجد بها عادة في زمان ،
ولم يؤت مثلها ذو ملكة ولا سلطان (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) .
فصل
في التقريع والتوبيخ
قال عبد الحميد :
وإنك إن تقدم تنحر
أو تجمّر ، وإن تقم ترهب ، وإن تهرب تطلب ، ويكون الله بالمرصاد ، ويأخذ عليك بالانسداد.
فإن استطعت [أن] تتخذ في البحر سربا ، أو في الأرض نفقا ، فافعل. وقد أعذر من أنذر ، فلا مفر ولا وزر و (لا عاصِمَ الْيَوْمَ
مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) الله ، ولا مخرج من قدر الله ، فإن تبت ورجعت ، فإن الله
تواب
__________________
رحيم ، وإن توليت
وصددت ، فإن الله عزيز ذو انتقام.
وقال الإسكافي :
أما تذكر عواقب
الذين كانوا أشدّ منك كيدا ، وأعظم يدا ، وأقوى أحوالا ، وأكثر احتيالا حين ساقوا
هذه الدولة طغيانا وجحدوا نعمتها كفرانا. ألم ينزل الله لهم من آمال وآجال ويوردهم
من مطامع على مصارع ويبرزهم من خذلان إلى خذلان؟. فكيف تسنّمت وعر هذه الخطة ،
وركبت ظهر هذه الفتنة. فلا ربّك خفت ، ولا سلطانك هبت ، ولا لدنياك نظرت [و] لا في أخراك فكرت ، ولا بعهدك وفيت ، ولا على نفسك أبقيت ، بل تنكّثت العهد والله يقول : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى
نَفْسِهِ) ومكرت الدين (وَلا يَحِيقُ
الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ، فعل الذين (خَتَمَ اللهُ عَلى
قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) .
وقال أبو بكر
الخوارزمي :
وأراد الله أن
يرفع من حكمتك ، ويقوّم من حديثك فينظر كيف تعملون ، والله يعلم ما تدبّرون ، وما
كنتم تكتمون ، فلما جاوزت النعمة بالكفران ونسيت (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا
الْإِحْسانُ) نظرت إليك الأيام شزرا ، وأبدلتك باليسر عسرا ،
__________________
فأصبحت تلك
البوارق وهي صواعق ، واستحالت تلك المواهب وهي مصائب (إِنَّ اللهَ لا
يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) .
فصل
في ذكر شهر رمضان
قال إبراهيم بن
العباس :
وقد أظلكم (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ) (وَتُوبُوا إِلَى
اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . وقدموا لأنفسكم خيرا تجدوه هو خيرا ، وأعظم أجرا .
وقال الإسكافي :
إن الله جاعل
الليل والنهار خلفة ، وفارض الصوم والصلاة قربة إليه وزلفة ، وجعل شهر رمضان الذي
أنزل فيه القرآن أعظم الشهور حرمة ، وأكثرها على تصرف الدهور ذمة بما ضمّه من ليلة القدر التي هي حتى مطلع الفجر ، متنزل الملائكة
والروح ، الموفية على
__________________
ألف شهر ، العاقبة
مدى كل ذكر قدرا ، فمن لحق به وفّاه استقباله بالإعظام والإجلال ونزّهه عن الحرام ، بالحلال حتى يكون تصرفه عن حق يقضى ، وفريضة
تقام [و] نعمة تستدام ، وحتى يجتمع للمحافظ على حقه ، والمسارع إلى أداء فرضه ،
فضيلة الأخرى إلى ما يتعجله من فضيلة الأولى (وَلَلْآخِرَةُ
أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) .
وله :
إن الله فارق
الأمر الحكيم ، وشارع الدين القويم ، جعل شهر رمضان الذي خصّه بالتفضيل وشرّفه
بالتنزيل بما ضمه إياه من ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وختمه به من يوم الفطر الذي هو عيد كل مؤمن في بر وبحر ، فارقا
في تلك أمور حكمته ، وفاتحا في هذا أبواب رحمته. فمن إنابة يوجبها للعامل ، وإجابة يعجلها للسائل . ولما أتانا هذا الشهر بالمأمول من بركته ، والميمون من
فاتحته وخاتمته ، ألزمنا أولياءنا ، وعلّمنا استقباله بالسكينة والهدى والتقية [و]
أن يبسطوا العدل ، ولا ينسوا الفضل ، ويخفضوا لمن يلونه الجناح ولا يدعوا ما مهّد لهم من الصلاح.
__________________
فصل
في أنواع شتى من ألفاظ الكتب السلطانية وفنون مختلفة مما يتعلق بها
قال إبراهيم بن
العباس في الحج والحجيج :
أنتم حجيج بيت الله ، وزوّار حرمه ، والوفود إليه في دار أمنه ، رحلتم من أداني البلاد
وأقاصيها إلى بلد لم تكونوا بالغيه (إِلَّا بِشِقِّ
الْأَنْفُسِ) شعثا غبرا ، مجيبين دعوة أبيكم إبراهيم عليهالسلام ، ملبين لله على كل تلعة وشرف ، راجين لرحمته ، ملتمسين
لمغفرته ، قد أتعبتم أبدانكم ، وأنفقتم أموالكم ، وأنضيتم مطاياكم ، وصبرتم لما
نالكم من التعب ، والنصب فأبشروا من الله بالحسنى (إِنَّ اللهَ لا
يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) .
وقال الإسكافي في
الحث على الجهاد :
إن الله جعل
الجهاد من فرائض دينه العظيمة ، ومعالم حقوقه القويمة ، ندب عباده إليه في حالي
الإخفاف والإثقال وألزمهم التسمح فيه [و] ذكر تمني الأنفس والأموال. وكتب للعامل فيه فوز السعادة ،
وأوجب للمقتول سبقه الشهادة ، حكما منه فصلا ، نطق به آيه ، ووعدا حقا صدق فيه ، وإنه والله لا يخلف الميعاد ، ولا يحب الفساد ، فبادروا
__________________
أفواجا وإرسالا ، و
(انْفِرُوا خِفافاً
وَثِقالاً) ، منتقمين لدين الله ممن كابر ، دافعين دونه من حادّه.
وله في الطلب بدم
:
ويأمرك أن تنتصر
لأولياء فلان انتصار عالم ، بأنه قد قتل ظلما وعدوانا ، فإن الله قد جعل لوليه
سلطانا .
وله في مخاطبة
منهزم :
لله في كل أمر حكم
هو بالغه ، وقدر هو مالكه ، يقضيهما كما شاء في القضاء ، ويمضيهما على ما أراد مليا بالإمضاء. ونحن نسأل الله على ما فات كبت
تصديه ذخرا وعليه صبرا. ولحركته تسكينا ، ومن النار في عاقبته تمكينا و
(فَعَسى أَنْ
تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) .
وقال ابن عباد :
وهذه المأثرة
مقودة عن كل ما ألف وعرف ، ووجد وعهد ، جعلها الله خالصة من دون المؤمنين ، وخالدة
إلى يوم الدين ، فله من الحمد والشكر ما يكتب في الصحف المطهرة بأيدي الكرام
البررة .
وقال عبد العزيز
بن يوسف :
وعاين فلان من ذلة الاتخاذ ، ووحشة الانفراد ما كان مغطى عليه
مثله ، قال الله تعالى : (وَوَجَدُوا ما
عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) .
__________________
وله :
وما زال فلان
ببقاياهم آخذا بوحينا ويراودهم بالحسنى على الطاعة اتباعا لعزيمتنا ، ويتوالى عليهم بالعذر والنذر ، ويقرع الصمّ من آذانهم بالمواعظ
والذكر أياما تباعا وهم على طريقة واحدة في الإباء والإصرار ، والمخذول فلان لا
يزيد على ضرب الأمثال لنفسه وآبائه ، والإجابة عن كل موعظة تأتيه ، وذكرى ترضيه ما حكاه الله تعالى عن قوم ضلوا ضلالة ، وشقوا شقاة (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ
وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) جاهلا بما تقدم هذه الآية من صنوف الحيرة ، تعقبها من ضروب
العبرة .
وقال غيره :
عسف وأسرف وأوجف فأعجف ، وتعدّى إلى الآثام والاستخفاف بالكرام ، واحتجان
الأموال العظام ، فأسلمته جريرته إلى أجله ، وكان كما قال الله تعالى : (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) .
وقال سعيد بن حميد
في الاستسقاء :
تناهت الأخبار إلى أمير المؤمنين من النواحي بانقطاع القطر في
هذه السنة ، وتأخره عن الزمان الذي كان يتفضل الله به فيه ، وما دخل كثيرا من الناس من القنوط ، ونالهم
__________________
في معايشهم من الضرر ، فوقف أمير المؤمنين على أن ذلك لم يكن إلّا عن
الإقبال على الذنوب والانصراف عن التوبة ، وإغفال الدعاء والتضرع ، وتقصير في الحق
، قال الله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ
لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) فاخرجوا إلى مصلاكم بأبدان طاهرة ، وقلوب مخلصة و (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ
غَفَّاراً (١٠) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) ، ولا تقنطوا من رحمة الله فإن الله جعل القنوط من رحمته
أعظم من الذنب الذي يعاقب [عليه] . وسمّى أهله ضلّالا. فقال تقدس اسمه (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ
إِلَّا الضَّالُّونَ) (وَتُوبُوا إِلَى
اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
ابن ثوابة في هدم دار أحمد بن الخصيب : انتهى إلينا خبر الدار التي ابتناها فلان في غير حقه بمال أخذه من غير حلّه ، فكان أولى بناء
بهدم ، وأحرى بتعقبه ؛ بناء أسس على غير التقوى ، وأثر يخطى فيه إلى الظلم (مالا عيدا) فاهدمه ، حتى يلحق بقواعده.
__________________
إن شاء الله.
قال طاهر بن الحسين [اكتبوا] إلى عيسى بن الرشيد :
حفظك الله ،
وأبقاك . عزيز عليّ أن أكتب إلى صغير مثلك أو كبير لغير التأمير ، ولكن قد بلغتني عنك ممالاة المخلوع ، فإن كانت ميلا على أمير المؤمنين ، فيسير ما كتبت إليك كبير ، وإن كنت كما قال الله تعالى : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) ، فالسلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته.
فصل
في التهاني فصول في الكتب الإخوانية
كتب أبو العيناء
إلى أبي نوح النصراني لما أسلم يهنيه ، وما أعلم أنه كتب في هذا الباب أحسن وأبلغ منه :
__________________
لقد عظمت نعمة
الله عليك في منابذة أهل الذلة والصغار ، والكفر والإصرار ، الذين أحلوا قومهم دار البوار ، جهنم يصلونها وبئس
القرار ، الذين جعلوا لله أندادا ، ودعوا للرحمن ولدا ، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ، فليهنك بهذه النعمة الجليلة في أخوّة المهاجرين والأنصار
والتابعين بإحسان ، فقد أصبحت لهم أخا ، وأصبح دعاؤهم لك من الله فرضا واجبا
، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ جاؤُ
مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) . والله لقد قدحت فأوريت ، واستضأت ، فاهتديت ، ومخضت الأمر ثم اقتنيت ، لا كمن قدّر وفكر ، (فَقُتِلَ كَيْفَ
قَدَّرَ) فالحمد لله الذي فوّز قدحك ، وأعلى قدرك ، وأنقذك من النار ، وخلصك من لبس
__________________
الشرك وحيرة الشك (إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ، (وَمَنْ يُشْرِكْ [بِاللهِ] فَكَأَنَّما خَرَّ
مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ
سَحِيقٍ) ،
فأصبحت أعزك [الله]
قد استبدلت بالبيع المساجد ، وبالآحاد الجمع ، وبقبلة الشام البيت الحرام ، وبتحريف الإنجيل صحة التنزيل ،
وبارتياب الملحدين يقين الموحدين ، وبحكم الأسقف رأس الكافرين حكم أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين . فهنّأك الله بما أنعم به عليك ، وأورثك الشكر لما أحسن به إليك ، وزادك من فضله ، إنه هو الوهاب المنان.
وكتب غيره إلى ذمي
أسلم :
الحمد لله الذي
هداك للدين القيم الذي لا يقبل الله غيره ، ولا يثبّت إلّا به كما قال تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ
الْإِسْلامُ) ، وهنّأك الله بنعمته ، وأعانك على شكره ، فقد أصبحت لنا
أخا ندين بمودته بعد التأثم من مخاطبته ، ومخالفة الحق بمخالطته ، فإن
__________________
الله جلّ ذكره
يقول : (لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ) .
وكتب بعضهم إلى
مصروف عن عمله يهنئه بالعزل :
أما بعد : فإن
أكثر الخير فيما يكره العبد . والله تعالى يقول : (وَعَسى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ
اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) . وعندك من المعرفة بتصاريف الأمور ، والاستدلال بما كان منها على ما يكون ،
ما يغني عن الإكثار من القول. وقد بلغني انصرافك عن العمل على الحالة التي انصرفت عليها ، وما نفيت من الأثر الجميل عند صغير أهل علمك وكبيرهم ، وخلّفت من عدلك وإحسانك في الداني والقاصي منهم ، فكانت نعمة الله
علينا في ذلك وعليك نعمة جلّ قدرها ، ووجب شكرها ، فالحمد لله على ما أعطاك ، ومنح
فيك أولياءك . فقد أصبحنا نعتدّ صرفك عن عملك منحا مجدّدا ، تجب به تهنئتك كما
__________________
يجب التوجع منه لغيرك. والسلام.
تهنئة ثانية :
اتصل بي خبر
المولودة المسعودة كرّم الله غرتها ، وأنبتها نباتا حسنا ، وما كان من تغيرك عن إفصاح
الخبر ، وإنكارك
ما اختاره لك في سابق القدر ، فعجبت من ذلك وأكبرته ، وأنكرته لضيق في مثله عليك ،
ومسارعة التكبر دون غيرك إليك ، وقد علمت أنهن أقرب إلى القلوب وأن الله بدأ بهن
في الترتيب فقال تعالى : (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ
إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) وما سماه الله هبة فهو بالشكر أولى ، وبحسن التقبل أحرى.
فصل
في التعازي
قال عز ذكره : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) .
وقال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) .
__________________
وقال تعالى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا
يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) .
وقال سبحانه : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ، وقال تعالى ذكره : (وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) .
وقال عبد الله بن
مسعود :
ما على الأرض أحد
إلّا والموت خير له من الحياة ، إن كان برّا فإن الله عزوجل يقول : (وَما عِنْدَ اللهِ
خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) ، وإن كان فاجرا فإنه يقول : (إِنَّما نُمْلِي
لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً) .
وكان السلف يعزّي
بعضهم بعضا فيقول :
(لا يحر منكم الله
، ولأنفسكم أثابكم الله ثواب المتقين ، وأوجب لكم الصلاة والرحمة).
وعزّى أعرابي معاوية [فظن] أنه قد غلط ، فاستفهمه فقال : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ
اللهِ باقٍ) .
__________________
وعزّى رجل الهادي عن ابن له فقال :
يا أمير المؤمنين
قد كان ابنك من زينة الحياة الدنيا ، وهو الآن من الباقيات الصالحات .
وعزّى بعضهم رجلا
عن ابنه فقال :
سرك وهو فتنة
وأحزنك وهو صلة ورحمة .
وعزى ابن مكرّم رجلا عن أخيه فقال : والله ما وجدت لك ولا لأخيك مثلا إلّا
قول الله تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ
فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) .
وقال محمد بن عبد
الملك :
إن الله ذي القوة
القاهرة والمشيئة القادرة ، خلق العباد للبقاء إلى مدة ، ثم للفناء إلى رجعة ،
وجعل الدنيا دار ابتلاء وخبرة ، يحيي الله فيها عباده ؛ ليمحص الذين آمنوا ويمحق
الكافرين .
__________________
وقال الإسكافي :
أما بعد ، إن الله
الحكيم فيما قدر ، العليم بما دبر ، خلق الخلق أطوارا ، وحتّم لهم آجالا وأعمارا ، فحصر أمدهم بالانقضاء ، وقصر عددهم
على الانتهاء ، مانّا بالقدرة في إخراجهم من العدم إلى الوجود ، بصيرا بالحكمة
في تصييرهم إلى الفناء دون الخلود ، دالا على أن (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلَّا وَجْهَهُ) ، وأن كل خلق لما حوله تارك ، سيان في ذلك ملك ونبي ، وسيّان فيه عنده ضعيف وقوي ، لا القوي يعز علما (١ أ) ، ولا
الضعيف يعجز هرما ، بل كل ميت فموروث ومنشأ فمبعوث إلى أن يرث الله الأرض ،
ويلي في عباده العرض ، فيلاقون فيه يومهم الذي يوعدون ، وتجزى (كُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) تبارك الله من مليك قادر ، وسبحانه من عزيز قاهر.
وقال أبو إسحاق
الصابي :
أما بعد ، فإن
الله جعل لكل أجل كتابا ، ولكل مدة انقضاء ، ومن كل هالك خلفا ، وعن كل فائت عوضا
، وسوّى بين البرية في ورود حوض المنية ، وحملهم فيها على عدل الحكومة والقضية فقال وقوله الحق : (كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ
__________________
أُجُورَكُمْ
يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، ذلك للمصلحة المطوية في أثنائه ، والمنفعة المستترة من ورائه ، ولينظر كل أحد لنفسه ، ويعلم أنه مستثمر ما
أنبت من غرسه وأنه على شفا رحلة وأوفاز ، في دار نقلة ومجاز ، ولو كان لأحد من المخلوقين أن يجد عن ذلك مفرا ، وأن ينتهج إلى الخلود منهجا ، لآثر الله أولاهم بأثرته
وأحقهم بمزيته رسوله المصطفى ، وأمينه المرتضى محمدا (صلىاللهعليهوسلم)
(وشرف خطره وعظم) لكنه اختار له الأعود وسلكه المسلك الأقصد ، وجعل لنا فيه
أفضل الأسوة ، وبه أفخر القدوة فقال :
(إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) .
وقال الإسكافي :
الدنيا دار قلعة ، فحياتها غرور ومحل بلغة ونعيمها ثبور ، وأهلها سفر
راحلون ، وركب مستقيلون ، فالميتة قصاراهم ، والأيام مطاياهم ، وإلى الله مصيرهم ، وفي الآخرة قرارهم
، قال الله عزوجل وجهه : (إِنَّما [هذِهِ] الْحَياةُ الدُّنْيا
مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) وقال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ
__________________
وَالْإِكْرامِ) وبعد :
فمن صدق يقينه
هانت المصائب عليه ، ومن عرف البلاء عرف الصبر عليه ، وإنما السعيد من استظهر على الجزع بالسلوة ، وأنجز (١٢ أ) ما أعد
الله لأولي العذاب والاحتساب من الثواب والرحمة ، قال الله تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) ، وقال : (وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) .
وقال ابن عباد :
قد نزه الله قدر مولاي عن أن يقول دبّرت ، فسخطت ما قضيت ، وحكمت فكرهت ما أمضيت ، حاشا لله ما مولاي ممن يدع تذكر (يَوْمَ لا يَنْفَعُ
مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .
وله :
__________________
ولا بد من التراضي
بالحق ، والتواصي بالصبر ، فعلى شرط الفناء بدئت الدنيا ، وقيل : (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) .
وله :
ولو لا أن المرء
يغلب كثيرا بما يروّح عن فؤاده على ما هو أصلح لمعاده ، لكان تقديمه لطفل يصير
فرطا واحدا وعدّه ذخرا أسلم من أن يبقى فتنة ، ومشغلة ومجبنة عنده ، ومبخلة حتى لو بقي
لصار مفسدة عليه وضرا كاد يرهق أبويه طغيانا وكفرا .
ولأبي بكر
الخوارزمي : لا مصيبة أعزك الله مع الإيمان ، ولا معزي كالقرآن ، وكفى بكتاب الله
معزيا ولعموم الموت مسليا (إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) .
فصل
في المدح والتقريظ
ابن أبي البغل :
فلان قد استوفى في
حيلة أهل التجربة على قرب المدة ، وألقى الله عليه محبة منه ، فهو مقبول مجتبى ، ومحبوب مصطفى ، يحكم فلا يجهّل ،
ويغلب فلا يعاقب ويصفح الصفح
__________________
الجميل ، ويدفع بالسيئة التي هي أحسن .
وقال أبو مسلم
محمد بن بحر :
وقد رام مساعيك رجال من ذوي الأخطار وكرّ بهم السعي فأعجزهم الطلب (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ
مَكانٍ بَعِيدٍ) .
وقال ابن عباد :
لا يشهد عداة
التكاثر أعزّ منه نفرا ، ولا يسمع في غشيان البأس أطيب منه خبرا.
وقال أبو بكر
الخوارزمي :
هذا الرجل تصغر
عنده العظماء ، ويخرس بين يديه البلغاء ، وينقطع في مضمار الكتاب والشعراء ، ويتشفع به إلى زمانهم الأصدقاء
(ذلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) .
وله :
هو الغيث إذا لقى
التربة الحرّة سقاها ورواها ، و (أَخْرَجَ مِنْها
ماءَها وَمَرْعاها) .
__________________
وله :
هو كالجنة فيها ما
تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من النعيم : (وَما يُلَقَّاها
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ، وكالكعبة هي مفتاح الرحمة ، ولكن حجابها شديد وطريقها بعيد.
وله :
كان عمر إذا رأى
رجلا يتلجلج في كلامه قال : هذا ، وخالق عمرو بن العاص واحد! ولكني أقول : سبحان الله ؛ من خلق فلانا من
طينة خلق فلانا منها ، وركّبه في صورة ركّب فلانا فيها. ولعمري لئن جمع بينهما في
العموم خلقا ، لقد خرق بينهما بالخصوص فرقا ، (وَما يَسْتَوِي
الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا
الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) .
وقال أبو الفضل
الهمذاني :
ورد فلان وهو عين
بلدتنا وإنسانها وقلبها ولسانها . فأظهر آيات فضله ، لا جرم ، أنه وصل إلى الصميم من
الإيجاب الكريم ، وهو الآن مقيم بين روح وريحان وجنة نعيم ، تحيته فيها سلام وآخر
دعواه ذكرك يا سيدي ، وشكرك .
__________________
فصل
في الملاطفات وما يجري مجراها
وقال أحمد بن سعيد
:
وصل كتابك فوجدت
به (رِيحَ يُوسُفَ لَوْ
لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) .
وقال ابن عباد :
وحقّك ألهبت بذكرك في ضميري نارا لا يخمدها غير مشاهدتك ، ولا يطفئها غير رؤيتك . وطوبى لك ممن يتمكن منك الاستكثار منه و (يا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) .
وقال ابن عباد :
كتابي والشوق يعضّ
الفؤاد ويقضّ المهاد ، ولله لطيفة بعد لطيفة ، يعد البين لاجتماع قريب وأغدو
على اليراع مستجيبا له و (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) .
__________________
وله :
وإني في خدمته من
المهاجرين السابقين الأولين ، وبابا يحرز دونك الفضائل ويتلو :
(لا يَسْتَوِي
مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) .
وله :
فلا زالت عليه من
الله يد عالية ، وعين واعية من قصده بسوء ، وكان قوم عدو حيل بينه وبين ما يشتهيه ، وأنجز الله وعد الحق فيه.
وقال أبو بكر
الخوارزمي :
لو كانت موالاة
الأمير مبدأ يتسابق فيه أولياؤه ، لكنت في ذلك الميدان سابق الرهان ، وفارس الفرسان ، ولو كانت مالا لكنت قد جمعت بين أسباب
الثروة : (إِنَّ مَفاتِحَهُ
لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) .
وله :
ورد عليّ كتاب
الشيخ بعد أن نذرت في وصوله النذور ، وهممت فيه الهموم ، فلما نظرت إلى
عنوانه حسبته خيالا ، وظننته نموذجا من الجنة أو مثالا ، وقلت :
__________________
لعلنا نائمون وتلوت (إِنَّما سُكِّرَتْ
أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) .
وله :
على سيدي من
السلام عدد محاسنه ومعاليه ، وآثاره الحميدة ومساعيه ، وعدد خواطر المتكلمين وعلل المتجادلين ، وعدد النمل
والرمل وعدد حوادث الأيام ومحو الآثام وعدد اللئام ، فإنهم أكثر من الكرام ، وعدد
ما يجب قوله : (وَما تَسْقُطُ مِنْ
وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا
يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) .
وله إلى أمير سار
إلى حرب :
... وكأنه بي ، وقد طرت إليه طيران السهم ، وطلعت عليه طلوع النجم فوقفت
حيث يقف المخلصون ، وضربت بالسيف ضربا يرتاب منه المبطلون ، فليس مثلي من قال
:
(فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) ولكني أقول : إنا معكم قاتلون ، ولأعدائكم قاتلون ، وليس مثلي ينصر نصرة المنافقين ،
وينتظر المتربصين (فَإِنْ كانَ لَكُمْ
فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ
نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ) ، ولا لمثلي (رَضِيتُمْ
__________________
بِالْقُعُودِ
أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) .
فصل
في العتاب
وقال محمد بن يحيى
:
فأرجو ألا يرضى
مولاي لنفسه مذهب من خاطبهم الله عزوجل : (أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) .
وقال ابن عباد
الأستاذ :
كما قال الله
تعالى : (إِنَّما سُلْطانُهُ
عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) .
وله :
أيظن مولاي وبعض
الظن إثم ، أن كتابه يرد علي ، فأغفل عن إجابته ، وأهمل مخاطبته .!
__________________
وله :
كتبت إليه كتابا
لو قرئ على الحجارة لانفجرت ، وعلى الكواكب لانتثرت.
وقال أبو بكر
الخوارزمي :
المودّة ضالة لا
ترجع إذا ذهبت ، وشمس لا تطلع إذا غربت ، ونعمة لا تقيم إذا نفرت ، ودولة لا تقبل إذا أدبرت ، وكريمة إذا زفّها الكفء الكريم أمسكها ، وإن ابتليت بالذواق للطلاق ضيعها واستهلكها ، وقد كنا زوجناكها فلم نجد عندك ما يوصل ، ولا قياما بهجران ، ولم نر منك إمساكها بمعروف وتسريحا
بإحسان . فانصرف عافاك الله مرغوبا عنك ، موجودا ألف يد عنك .
وقال أبو الفضل
الهمذاني :
فديتك إن كانت
للفراق غاية ، فقد بلّغتها وزدت ، أو للعقوق مطية ، فقد ركبتها أو كدت ، وإن كان
صدّك ينبوع صبر أو جلمود صخر ، فقد آن له أن يلين ، ولك أن تذكرني في الذاكرين ، فديتك
ما كان لهوك أمر سوء تعامل بما عاملت ، ولا مسلفة شيء قابل بما قابلت.
__________________
فصل
كتاب أبي الفرج الببغا إلى بعض أضداده
كتب أبو الفرج
الببغا إلى بعض أضداده :
لست أدري بأي يد
تطاولني ، ولا بأي ، محل تساجلني ، أبخمول ذكرك أم بسقوط قدرك ، أم بسخف
خلابتك ، أم بذميم طرائفك ، أم بلؤم أصلك ، أم بقبح فعلك ، أم بسيئ أدبك ، أم
بمجهول حسبك ، أم بضعيف وسائلك أم بغثّ رسائلك ، أم ببشاعة طلعتك ، أم بشؤمك المتعارف ، أم
بمناسبتك محن الدهر ، أم بما استفدته من ادّعاء الشعر!! (ظُلُماتٌ بَعْضُها
فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ
اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) .
ولابن عباد :
ولكن لله عبيدا
يغشون عن البرق وانعقاقه ، ويعمون عن الصبح وانفلاقه ، عددهم كثرة ، ومغناهم قلة ، (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) .
__________________
وله :
فأما الذين تجافت
أقدامهم عن المراقي الخفية ، وغشيت أبصارهم عن المرائي الجلية ، حتى يظنوا أنهم أحسنوا صنعا ، وقد أساءوا. فهيهات
(أُولئِكَ يُنادَوْنَ
مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) .
فصل
في فنون مختلفة من ألفاظ الرسائل الإخوانية
قال ابن العميد :
وكنا نهمّ منذ
أيام بالخروج ، والدهر ذو تقلب ، وللأيام عقب. (وَما تَدْرِي نَفْسٌ
ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) .
وله :
وأنصح عن نفسك
نصحا ، وأن الصدق خير ما استعمل ، فأنا أستدرجك من حيث لا تعلم ، وأملي لك إن كيدي متين ، وإذا تغيرت عن عهدك تغير موضع الثقة بك ، ووقع ما لا
يتلافاه .
وله :
__________________
وأرجو ألّا يتأخر
حضورك ليفتح لي من رأيك بابا من دخله كان آمنا .
وله :
فأرجو أن يذهب عنا
فلا يرجع ، وينصرف عنا صرف الله قلبه فلا يعود.
وله :
وقد ناولته نسخة
كتاب فلان ، ليعلم أن كثيرا من أهل الزمان لم يقرأ في سورة الرحمن (هَلْ جَزاءُ
الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) .
وله :
ويستأذن لهم في
العود إلى أوطانهم ، فإنهم يحبون أن تظهر آثار النعمة بين رهطهم وإخوانهم : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)
بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) .
وله :
كأنما ضرب على
آذانهم وأخذ بأبصارهم دون عيانهم .
وله :
__________________
وقد أتى من فضل
الله ما أشجى كلّا بريقه وأغصه ، وعمّه بالكيد وخصه ، (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ
عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) .
وله :
وأما أفضاله فلو كان البحر مدادا ، والشجر أقلاما حدادا ، لما طمعت في
الإخبار عن قدره والإفصاح عن علو أمره .
وله :
ولما دخل عظّمناه
وبجّلناه ومثلنا له خاضعين ، ثم وقعنا له ساجدين .
وله :
لن تتأخر مخاطباتي عنك إلّا في السفر الذي لقينا منه نصبا .
وله :
ليعلم أنّ الصبح
قد أسفر ، والنجح قد سفر .
وله :
__________________
لكل غمرة محبة
معبر ، ولكل مورد غمة صدر (سَيَجْعَلُ اللهُ
بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) و (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ
أَمْراً) .
وله :
وقد رأيت ما صارت
إليه مصارع أعداء هذه الدولة ، وختمت به أحوال حساد هذه النعمة ، فقد غمزوا قيامها
، وقرعوا صفاتها ، فاخترموا واصطلموا (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ
خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا) (فَهَلْ تَرى لَهُمْ
مِنْ باقِيَةٍ) .
وله :
الكثير من جيش
الشيطان قليل ، والعزيز بالباطل ذليل ، ولا أقوى من الفيل إلا الفيل ، ولا أضعف من الطير الأبابيل .
وله :
إلى أبيه في معنى
أخيه : العمر لا يتسع للعلوم أجمع ، فلينفق على أحسنها ، ويكفيه على مستحسنها دون
مستهجنها ، ومن الإعراب معرفة أصوله وما لا غنى به عنه فروعه حتى يرد على (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) .
وله :
__________________
إلى أخيه : وإن
شاء الله يلبسك حسنا وسنا ، وينبتك نباتا حسنا ، والله أولى بك من أخيك ، وهو حسبي فيك ،
فاستعن بالله وحده (أَلَيْسَ اللهُ
بِكافٍ عَبْدَهُ) .
وكان يحيى بن خالد كتب وهو في الحبس إلى الرشيد يستعطفه :
إن الذنب خاص فلا تعمّن بالعقوبة ، فإن الله تعالى يقول : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) . ولي سلامة البريء ومودة الولي ، فوقع الرشيد في رقعته (قُضِيَ الْأَمْرُ
الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) .
ووقع جعفر بن يحيى
في رقعة مستميح :
(ما يَفْتَحِ اللهُ
لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
مِنْ بَعْدِهِ) .
ووقع في رقعة
متشفع إليه في دم :
(وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ) .
ووقع إلى صاحب
ديوانه :
__________________
أحسن إلى الأكرة ،
فإنهم الفعلة الذين يعملون ، والفلاحون الذين يزرعون ، قد جعل الله أيديهم لنا طعاما ، وألسنتهم سلاما ، فظلمهم حرام . (وَما عِنْدَ اللهِ
خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ) .
وكتب جعفر بن قاسم
الكرخي ـ وهو على بعض الدواوين ـ إلى الوزير عبيد الله ابن محمد ، وقد شم رائحة
الصرف ، ووقف منه على سوء رأي ، رقعة يستعطفه ، ويسأله أن يقرّه على عمله فوقع :
لست أتهمك ـ أعزّك
الله ـ بفتور همة ، ولا تقصير سعي ، ولكني أحسبك ممن يتحكم عليه بالشفاعات ، ويحب
اكتساب المحامد . وهي والله محبوبة من جهاتها. فأما إذا كانت في غير
أحيانها فهي عين المراصد ، وفي أثنائها وإعجازها مخاطرة بالنفس. وقد نهى الله عزّ اسمه عنها حيث قال : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ [إِلَى] التَّهْلُكَةِ) .
ولما اضطرب العسكر
على المقتدر وأرادوه على خلع نفسه ، كتبوا إليه رقعة في ذلك ، فوقع
فيها :
أنا مستسلم لأمر
الله غير مسلّم حقا ، خصّني به الله رفعة ، فافعل ما فعله عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ، ولست انتصر إلّا
بالله لما أؤمله من الفوز في دار الآخرة : و (إِنَ
__________________
اللهَ
مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (إِنَّ اللهَ لا
يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (وَلا يُرَدُّ
بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) ، وحسبي الله ونعم الوكيل. وعليه توكلت ، وهو رب العرش
العظيم .
__________________
الباب التاسع عشر
في
الأمثال والألفاظ التي يجري مجراها والتنبيه على
استعمالها والتمثيل بها
الباب التاسع عشر
في الأمثال والألفاظ التي يجري مجراها ، والتنبيه على استعمالها والتمثيل بها.
فصل
في فضل الأمثال
قال بعض الحكماء :
الأمثال مصابيح
الأقوال ، وحلي الكلام وأشكاله الحكمة ، ولذلك قال الله عزوجل : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا
لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) قال تعالى : (كَذلِكَ يَضْرِبُ
اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) .
وقال ابن المقفع :
إذا جعل الكلام
مثلا كان أوضح للمنطق ، وأبين في القياس ، وأوثق للسمع ، وأوسع لشعوب الحديث.
وقال غيره :
تجتمع في الأمثال
أربعة لا تجتمع في غيرها : إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه ، وجودة الكناية. فهي إذا نهاية البلاغة. قال الله تعالى :
(وَلَقَدْ ضَرَبْنا
لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) وقال سبحانه : (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ
كَيْفَ فَعَلْنا
__________________
بِهِمْ
وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) وقال سبحانه : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ
نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) فسمى من عقل عند أمثاله عالما ، وكفى بذلك منزلة وفضلا.
وقد تقدم في أبواب
هذا الكتاب من أمثال القرآن والألفاظ التي يجري مجراها ما اقتضته الأمكنة ، وهذا مكان ما يحضرني مما لم نذكره منها وبالله التوفيق.
قال الله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ
كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ
نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ
الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) . اقتبس الطائي الآية أحسن اقتباس ، وأوقعه موقعه ، وذاك أنه مدح أحمد المعتصم :
ما في وقوفك
ساعة من بأس
|
|
تقضي ذمام الأربع الأدراس
|
__________________
واستمر في إنشاده إيّاها وانتهى إلى قوله :
إقدام عمرو في
سماحة حاتم
|
|
في حلم أحنف في
ذكاء إياس
|
قال له بعض
الحاضرين ممن كان يحسده :
الأمير فوق من
ذكرت. فارتجل في الوقت فأوصله بهذا البيت :
لا تنكروا ضربي
له من دونه
|
|
مثلا شرودا في
الندى والباس
|
فالله قد ضرب
الأقلّ لنوره
|
|
مثلا من المشكاة
والنبراس
|
فأعجب به الممدوح
وأحسن صلته .
فصل
في بعض ما يروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم مما يليق لهذا الكتاب
سأل النبي صلىاللهعليهوسلم فارعة بنت أبي الصلت عن أخيها أمية فقالت : إنه لما احتضر
أنشد :
كلّ عيش وإن
تطاول يوما
|
|
صائر مرة إلى أن
يزولا
|
ليتني كنت قبل
يومي هذا
|
|
في رءوس الجبال
أرعى الوعولا
|
__________________
فقال عليهالسلام :
إن مثل أخيك كمثل
الذي آتاه [الله] آياته : (مِنْها فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) .
وقال عليهالسلام :
(مثل الغازي في
سبيل الله إذا أخذ عطاءه من بيت مال المسلمين مثل أم موسى عليهالسلام ترضع ولدها وتأخذ أجرها) وقال عليهالسلام : (مثلي ومثل الناس كرجل (اسْتَوْقَدَ ناراً
فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) . جعل الفراش يقع فيها وجعل يذبهن عنها ويحول بينها وبينها فها أنا آخذهم عن النار وهم
يقتحمون فيها) .
فصل
في مثل ذلك
وحكي أن الرشيد
أخرج إلى إبراهيم بن رباح فصّ ياقوت أحمر لم ير مثله قال :
ركّبه الساعة في
خاتم ، وأحضرنيه .
قال : فدعوت بصائغ
، ليصوغ عليه خاتما ، وأخذ في صناعته ، فطار ذباب كثير ، ثم وقع على الفص فاحتمله ، ووثبنا فتصايحنا ، فارتفع مقدار قامة ثم طرحه ، فسقط على
__________________
السندان فتكسر
قطعا ، فسقط في أيدينا ، وتواترت رسل الرشيد إلينا في طلبه ، قال : فلم أجد بدا من
الدخول إليه ، وإعلامه القصة فقال : هذا كما قال الله عزوجل : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ
الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) .
ويحكى أن ذبابا
وقع على أنف المنصور ، وهو يخطب على المنبر ، فحرك رأسه ليطرده ، وكان الخلفاء لا
يحركون أيديهم على المنابر ، فطار الذباب فسقط على عينه ، فحرّك رأسه فطار ، حتى
وقع على عينه الأخرى ، حتى أضجره ، فذبّه بيده.
فلما نزل سأل عمرو
بن عبيد لم خلق الله الذباب؟
فقال : ليذل به
الجبابرة.
فقال : من أين قلت
هذا؟ قال : من قول الله تعالى : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ
الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) .
فقال المنصور :
صدق الله يا أبا عثمان.
فصل
في أن الأمر إذا دبره غير واحد فسد
قال بعض الحكماء :
كثرة الأيدي في
الصلاح فساد.
العرب : لا يجتمع سيفان
في غمد ، ولا فحلان في شول.
__________________
أبلغ وأجل من هذا
كلّه قول الله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) .
لما استشار المنصور مسلم بن قتيبة وإسحاق بن مسلم العقيلي في أمر أبي مسلم عرّض كل منهما بقتله ، بأن قرأ هذا آية وأنشد ذاك
بيتا :
أما أحدهما فقال :
(لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) .
وأما الآخر فأنشد
:
تريدين كيما
تجمعيني وخالد
|
|
وهل يجمع
السيفان ويحك في غمد
|
فقال المنصور :
حسبكما. وما زال يدبر فيه حتى قتله.
في الاكتفاء
باليسير ، إذا لم يكن الكثير ، والرضى بالدون إذا لم يحضر خير منه.
العرب : إذا لم
يكن إبل فمعزى .
__________________
الباب العشرون
في
ذكر الشعر والشعراء وأنواع اقتباساتهم من ألفاظ
القرآن ومعانيه
فصل
في ذكر الشعر
قال أبو زيد
البلخي :
إن قول الشعر
وروايته ، ومعرفة غريبه من أجلّ علوم الأدباء وأشرفها منزلة ، وأرفعها درجة ، وذلك
لفضل منظوم الكلام على منثوره ، ولارتباط بعض أجزاء المنظوم ببعض حتى يصير مقيدا لكل ما يضمنه من المعاني ، ثم له ما تجده في القلوب والأسماع. فكان المعنيّون بأحكام اللغة من العرب يتنافسون في حفظه وروايته ، ويباهي بعضهم بعضا بالحظ الذي يتوفر له من ذلك حتى خرج الأمر في الشغف والكلف به من
الاقتصاد إلى الإفراط ، وتهافت شعراء القبائل في هجاء بعضهم بعضا ، وأوفوا في أشعارهم إلى هتك الأستار ، وقذف المحصنات ، وثلب
الأعراض ، وقول الزور والبهتان ، فخرج بذلك عن القسم المحمود من أنواع المنطق إلى
القسم المذموم منه ، ووصف الله عزّ ذكره منشأهم ومتبعهم من ذواتهم بالصفة الخاصة بهم فقال : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ
(٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ
يَقُولُونَ ما لا
__________________
يَفْعَلُونَ) وقرنهم تعالى بشرّ صنف وهم الكهنة فقال : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما
تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) .
ولما كانت
لمتعاطيه سبيل محمود غير تلك السبيل المذمومة أوقع الله في أمرهم استثناء فرّق به بين الغرضين ، فقال : (إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا) .
قال : فنحن نعلم
أنه لو ضمن الشعر ألفاظا تشتمل تسابيح لله ومحامده والموعظة الحسنة ، والحض على
الخيرات ، ومكارم الأخلاق ، ومحاسن الأمثال لما كان يدخل ذلك في الشعر الذي كره الاستكثار من روايته ، لأن المنظوم إنما يباين
المنثور بالوزن . ومن المحال أن يكون الوزن الذي هو أشرف فضائل الكلام
يخرجه من حيز الذم ، فالشعر إنما يصير مذموما بمعانيه دون ألفاظه ، ومن
أجل ذلك استحسن جواب من سئل من أئمة أهل الدين عن الشعر فقال :
(كلام فحسنه حسن
وقبيحه فبيح) .
__________________
فصل
في ذكر الشعراء
فما ظنك بقوم الاقتصاد محمود إلّا منهم ، والكذب مذموم إلّا فيهم
إذا ذموا ثلبوا ، وإذا قدحوا سلبوا ، وإذا رضوا رفعوا الوضيع ، وإذا غضبوا وضعوا الرفيع ، وإذا أقرّوا على
أنفسهم بالكبائر لم يلزمهم الحدّ ، ولم تمتد إليهم يد ، وغنيّهم لا يصادر ، وفقيرهم وشيخهم لا يوقر ، وحقيرهم لا يستصغر ، وسهامهم تنفذ في الأعراض ، وشهادتهم مقبولة وإن لم ينطق بها سجل ، ولم يشهد عليها عدل ، وسرقتهم معهودة وإن جاوزت ربع دينار وبلغت ألف قنطار ، إن باعوا المغشوش لم يردّ عليهم وإن صادروا الصديق لم يستوحش منهم. بل ما ظنك بقوم هم
صيارفة أخلاق الرجال وسماسرة النقص والكمال ، بل ما ظنك بقوم اسمهم ناطق بالفضل
، واسم صناعتهم مشتق من العقل ، بل ما ظنك بقوم هم أمراء الكلام ، يقصّرون
طويله ، ويخففون ثقيله ويقصرون ممدوده ، ولم لا أقول ما ظنك بقوم : (يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ فِي كُلِّ
وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) .
__________________
فصل
في اختيار لهم يتعلق بالاقتباس
استنشد سليمان بن
عبد الملك الفرزدق فأنشد قصيدة منها :
ثلاث واثنتان
فهن خمس
|
|
وسادسة تميل إلى
تمام
|
فبتن بجانبيّ
مصرّعات
|
|
وبتّ أفضّ أغلاق
الختام
|
فقال له سليمان :
قد أقررت عندي بالزنا وأنا إمام ولا بدّ من إقامة الحدّ فيك.
فقال : يا أمير
المؤمنين بم توجب الحدّ؟
قال : بكتاب الله
عز اسمه. قال : فإنّ كتاب الله يدرأ عني الحدّ ، أليس فيه : (وَالشُّعَراءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ
(٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) ،
فأنا يا أمير المؤمنين قد قلت ، ولم أفعل ، فضحك سليمان وأمر
بجائزة.
وفي المعنى الذي
أشار إليه الفرزدق ، يقول بعضهم :
__________________
لقد عيّرتني في
الطواسين آية
|
|
أتاك بها روح
أمين ومنزل
|
يقولون ما لا
يفعلون وإنني
|
|
من القوم قوّال
بما ليس يفعل
|
لما أنشد مروان بن
أبي حفصة الرشيد قصيدته التي فيها :
وسدّت بهارون
الثغور وأحكمت
|
|
به من أمور
المسلمين المرائر
|
فكلّ ملوك
الرّوم أعطاه جزية
|
|
على الرغم قسرا
عن يد وهو صاغر
|
استحسن هذا البيت
جدا ، وأعجب به ، وأمر له بخمسين ألفا وخمسين ثوبا ، وليس فيه شيء إلّا أنه مقتبس
من قوله تعالى : (حَتَّى يُعْطُوا
الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ) .
حدّث أبو عبيد الله
محمد بن [عمران بن] موسى المرزباني بإسناد له في كتابه المستنير ، عن الحسين بن الضحاك قال :
كنت أساير أبا
نواس في ليلة مظلمة في بعض أزقة البصرة فمررنا برجل يقرأ من سورة البقرة : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ
كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا
__________________
أَظْلَمَ
عَلَيْهِمْ قامُوا) ، ووافق ذلك رعدا وبرقا جعل يسكن ويشتد. فقال لي أبو نواس
:
سأنشدك في هذا المعنى [شعرا] استخرجته في الخمر فلما كان من الغد أنشدني:
وسيارة ضلّت عن
القصد بعدما
|
|
ترادفهم أفق من الليل مظلم
|
وأصغوا إلى صوت ونحن عصابة
|
|
وفينا فتى من
سكره يترنم
|
فلاحت لهم منا
على النأي قهوة
|
|
كأنّ سناها ضوء
نار تضرم
|
إذا ما حسوناها
أقاموا بظلمة
|
|
وإن مزجت حثّوا
الركاب ويمموا
|
قال ابن حمدون فحدّثت بهذا الحديث محمد بن الحسين بن مصعب. فقال لي :
يا أبا عبد الله
لم يسرقه من ألفاظ القرآن ، ولا كرامة له ، ولا مسرة ، ولكن سرقه من قول الشاعر :
__________________
وليل بهيم كلما
قلت غوّرت
|
|
كواكبه عادت فما
تتزيل
|
به الركب إما
أومض البرق (هزّموا)
|
|
فإن لم يلح
فالقوم بالسير جهّل
|
فصل
في تداول الشعراء معنى أصله من القرآن
قال السيد الحميري
:
قد ضيع الله ما
جمّعت من أدب
|
|
بين الحمير وبين
الشاء والبقر
|
وقال منصور النمري
:
شاء من الناس
راتع هامل
|
|
يعللون النفوس
بالباطل
|
وقال البحتري :
__________________
عليّ نحت
القوافي من مقاطعها
|
|
وما عليّ إذا لم
تفهم البقر
|
أبو تمام :
لا يدهمنّك من
دهمائهم عدد
|
|
فإن كلّهم بل
جلّهم بقر
|
وقال المتنبي :
أرى ناسا
ومحصولي على غنم
|
|
وذكر جود
ومحصولي على الكلم
|
وقد اعتمدت هذه
الجماعة كلهم على قول الله تعالى : (إِنْ هُمْ إِلَّا
كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ) .
__________________
ولما سمع الأخطل
قول جرير فيه :
ما زلت تحسب كل
شيء بعدهم
|
|
خيلا تكرّ عليكم
ورجالا
|
قال :
قد والله استعان
عليّ بكلام صاحبه يعني القرآن ، إذ قيل هذا المعنى بأجل لفظ وأحسن إيجاز (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ
هُمُ الْعَدُوُّ) .
وأراد المتنبي أن
يزيد في هذا المعنى فتقصّى فيه حتى أحال في قوله :
وضاقت الأرض حتى
أنّ هاربهم
|
|
إذا رأى غير شيء
ظنّه رجلا
|
وقال أبو الفتح
كشاجم :
شخص الأنام إلى
كمالك فاستعذ
|
|
من شرّ أعينهم
بعيب واحد
|
[وله أيضا] :
ما كان أحوج ذا
الكمالّ إلى
|
|
عيب يوّقيه من
العين
|
__________________
وقال المتنبي :
كأنّ الردى عاد
على كلّ ماجد
|
|
إذا لم يعوّذ
مجده بعيوب
|
وأصل هذا كله مشتق
من قول الله تعالى : (فَأَرَدْتُ أَنْ
أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) . قيل في التفسير : كل سفينة صحيحة .
وقال المتوكل
الليثي :
لا تنه عن خلق
وتأتي مثله
|
|
عار عليك إذا
فعلت عظيم
|
أخذه ابن الرومي :
وإن أحقّ الناس
باللوم شاعر
|
|
يلوم على البخل
الرجال ويبخل
|
__________________
وأخرجه في أبيات
وأتم المعنى ، فقال سوار بن أبي شراعة :
يا من صناعته
إلى العلى
|
|
ناقضت في فعليك
أيّ نقاض
|
عجبا لحضّاض
الكرام على الذي
|
|
هو فيه محتاج
إلى حضّاض
|
وصف المكارم وهو
فيها زاهد
|
|
ورأى الجميل ،
وفيه عنه تغاض
|
لم ألق كالشعراء
اكثر حارضا
|
|
وأشدّ معتبة على
الحرّاض
|
كم فيهم من آمر
برشيدة
|
|
لم يأتها ومرغّب
رفاض
|
وأصل هذا كله (وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما
أَنْهاكُمْ عَنْهُ) .
فصل
في اقتباساتهم الخفية اللطيفة
أنشد أبو تمام في
كتاب الحماسة للشداخ بن يعمر الكناني ، ولست أدري أجاهلي هو أم إسلامي :
__________________
قاتلي القوم يا
خزاع ولا
|
|
يدخلكم من
قتالهم فشل
|
القوم أمثالكم
لهم شعر
|
|
في الرأس لا
ينشرون إن قتلوا
|
كأنه مقتبس من
قوله عز ذكره : (وَلا تَهِنُوا فِي
ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما
تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ) .
وقال مروان بن أبي حفصة :
زوامل للأشعار
لا علم عندهم
|
|
بجيّدها إلا
كعلم الأباعر
|
لعمرك ما يدري
البعير إذا غدا
|
|
بأثقاله أو راح
ما في الغرائر
|
اقتبسه من قوله
تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ
حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ
أَسْفاراً) .
قال : وجعل البعير
مكان الحمار.
__________________
قال ابن الرومي في ضد قول العامة : (الموت في الجماعة) :
ومعزّ عن الشباب
مسّلّ
|
|
بمشيب الأقران
والأصحاب
|
قلت لما انتحى
يعدّ أساه
|
|
من مصاب شبابه
فمصاب
|
ليس تأسو كلوم
غيري كلومي
|
|
همهم ما بهم
وهمي ما بي
|
اقتبسه من قول الله تعالى في مخاطبة أهل النار (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ
ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) .
ولعمري إن هذا من
فاكهة الاقتباس وجيده.
وقال أبو الطيب
المتنبي :
بمن تشخص
الأبصار يوم ركوبه
|
|
ويخرق من زحم
على الرجل البرد
|
وتلقى وما تدري
البنان سلاحها
|
|
لكثرة إيماء
إليه إذا يبدو
|
__________________
كأنه مقتبس من
قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ
أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ) .
فصل
في الغزل والنسيب
وضاح اليمن :
إذا قلت هات
قبّليني تمايلت
|
|
وقالت : معاذ
الله من فعل ما حرم
|
فما أقبلت حتى
تضرعت عندها
|
|
وأعلمتها ما رخّص الله في اللممّ
|
يريد قوله تعالى :
(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ
أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ) .
وقال محمد بن أبي
زرعة الدمشقي :
إنّ حظي ممن
أحبّ كفاف
|
|
لا صدود يقضي
ولا إسعاف
|
فكأني بين
الوصال وبين ال
|
|
هجر ممن مقامه
الأعراف
|
في محل بين
الجنان وبين الن
|
|
ار طورا أرجو
وطورا أخاف
|
__________________
يريد قوله تعالى :
(وَبَيْنَهُما حِجابٌ
وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ
الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (٤٦) *
وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا
تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) .
ولعلية بنت المهدي
:
ليس خطب الهوى
بخطب يسير
|
|
لا ينبئك عنه
مثل خبير
|
ولغيرها :
رأيت الحبّ
نيرانا تلظّى
|
|
قلوب العاشقين
لها وقود
|
فلو كانت إذا
احترقت تعافت
|
|
ولكن كلما
احترقت تعود
|
كأهل النار إن
نضجت جلود
|
|
يبدّل للشقاء
لهم جلود
|
يريد قوله تعالى :
(كُلَّما نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) .
__________________
وقال ابن داود
الأصبهاني :
خفت من صدّه
عليّ فصدّا
|
|
وبدا بالجفا لي
وتصدّى
|
قال لي : قد
جرحت باللحظ خدّي
|
|
كيف يقوى أن
يجرح اللحظ خدا
|
سيّدي أنت
للجروح قصاص
|
|
قد رأينا مولى
يؤدّب عبدا
|
خذ جفوني إن كنت
أذنبت فاضرب
|
|
بدموعي إنسان
عيني حدّا
|
وقال أبو الفتح البستي
لنفسه :
رميت على حكم القضاء بنظرة
|
|
[ومالي عن]
حكم القضاء مناص
|
فلما جرحت الخدّ
منك بمقلتي
|
|
جرحت فؤادي
والجروح قصاص
|
وقال ابن الرومي :
__________________
من كل قاتلة قتلى وآسرة
|
|
أسرى وليس لها
في الأرض إثخان
|
يريد قوله تعالى :
(ما كانَ لِنَبِيٍّ
أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) .
وقال ابن بسام :
أبصرته كالبدر
في
|
|
أربعة وعشره
|
فويق غصن منثن
|
|
من ضيق طي خصره
|
فقلت ما ترى لمن
|
|
أنت أجل ذكره
|
ذكره حشو قلبه
|
|
إذا خلا بفكره
|
فأربدّ زهوا
كالذي
|
|
قال غداة مكره
|
يريد أن يخرجكم
|
|
من أرضكم بسحره
|
وقال جحظة البرمكي :
__________________
وشادن قبّلته قبلة
|
|
فكنت إذ ذاك من
الفائزين
|
قلت له ، إذ جاد
طوعا بها
|
|
أزلفت الجنة
للمتقين
|
وقال الخبّاز
البلدي :
سار الحبيب
وخلّف القلبا
|
|
يبدي العزاء
ويضمر الكربا
|
قد قلت إذ سار
السفين بهم
|
|
والشوق ينهب
عبرتي نهبا
|
لو أنّ لي عزا
أصول به
|
|
لأخذت كلّ سفينة
غصبا
|
وقال السري
الموصلي :
حمل الغيّ عليه
إصره
|
|
وإذا قيل ارعوى
عنه أصر
|
قائلا إن نذر
الشيب بدت
|
|
في عذاريه : (وما
تغني النذر)
|
__________________
وقال ابن الحجاج :
قل لمن ريقته شه
|
|
د ومسك ومدام
|
والذي حلّل قتلي
|
|
وهو محظور حرام
|
أيّها النائم
عمّن
|
|
عينه ليس تنام
|
كلّ نار غير
ناري
|
|
فيك برد وسلام
|
ولآخر :
أما والذي أغنى
وأقنى عباده
|
|
وأطعم من جوع
وآمن من خوف
|
لما كان لي قلب
سوى ما أخذته
|
|
وما جعل الرحمن
من قلبين في جوف
|
__________________
فصل
في المدح
قال : خطب داود بن
علي بن عبد الله بن العباس بمكة خطبة حسنة ، فأنشد على إثرها :
ألا أيّها
السائلي عن قريش
|
|
وما جاهل الأمر
كالعالم
|
قريش خيار بني
آدم
|
|
وخير قريش بنو
هاشم
|
سقاة الحجيج وأهل الكتاب
|
|
ورهط النبي أبي
القاسم
|
وقال أبو العتاهية
في المهدي :
أتته الخلافة
منقادة
|
|
إليه تجرر
أذيالها
|
فلم تك تصلح إلا
له
|
|
ولم يك يصلح إلا
لها
|
ولو رامها أحد
غيره
|
|
لزلزلت الأرض
زلزالها
|
وقال منصور النمري
في الرشيد :
يا ابن الأئمة من بعد النبي ويا
|
|
ابن الأوصياء
أقرّ الناس أو دفعوا
|
__________________
ذرية بعضها من
بعض اصطنعت
|
|
فالحقّ ما نطقوا
والدين ما نزعوا
|
وقال أبو الشيص
فيه أيضا :
إذا ما بلغنا
إمام الهدى
|
|
أمنّا بجدواه صرف الزمان
|
إلى ملك من بني
هاشم
|
|
كريم الضرائب
سبط البنان
|
فتى البأس
والجود في كفّه
|
|
من البحر عينان
نضّاختان
|
وقال أبو تمام
للواثق :
جعل الخلافة فيه
ربّ قوله
|
|
سبحانه للشيء :
كن فيكون
|
وقال البحتري :
عزمات يضئن
داجية الخط
|
|
ب ، وإن كنّ من وراء
حجاب
|
__________________
يتوقدن [و]
الكواكب مطفا
|
|
ة ، ويقطعن
والسيوف نوابي
|
وقال ابن الرومي :
العرف غيث وهو
منك مؤمل
|
|
والبشر برق وهو
منك مشيم
|
لله أخلاق منحت
صفاءها
|
|
مثل الرحيق
مزاجها التسنيم
|
وله :
خليل أظلّ إذا
زارني
|
|
كأني أنشأ خلقا
جديدا
|
أراني وإن كثر
المؤنسو
|
|
ن ، ما غاب عني فردا وحيدا
|
وقال علي بن هارون
بن علي بن يحيى في بعض الوزراء ، وقد عثرت رجله :
__________________
كيف نال العثار
من لم يزل من
|
|
ه مقيلا في كل
خطب جسيم
|
أو تخطّى إلى
قدم لم
|
|
تخط إلّا إلى
مقام كريم
|
وقال أبو الفتح
ابن العميد في علوي :
زرع المحبة في
الضمائر كلّها
|
|
لك خلقة في أحسن
التقويم
|
قرشية نبوية
علوية
|
|
قرنت إلى خلق
أغرّ كريم
|
ما إن تبورك
غيره من أمّه
|
|
مستورة وأبوه
غير زنيم
|
قال أبو عبد الله
بن الحجاج في عضد الدولة :
ملك ألسننا عن
وصفه
|
|
غلقات عاجزات
مفحمه
|
وله شيعة صدق
كلّهم
|
|
قد تواصوا بينهم
بالمرحمه
|
__________________
وله :
بعثت لتتلو على
العالمين
|
|
بجودك وحي
النّدى والكرم
|
وتدعوهم أمة أمة
|
|
لينتبهوا مالك
المقتسم
|
فلبّوك لا العرب
استصعبت
|
|
عليك ولا خالفتك
العجم
|
رأوك إلى المجد
تدعو العباد
|
|
فألقوا جميعا
إليك السلم
|
وله في ابن بقية وقد خلع عليه :
بدر بدا وحوله
|
|
يوم الخميس
الأنجم
|
في خلع أعداؤه
|
|
من غيظهم لم
يرسموا
|
فقبّلوا الأرض
له
|
|
يا مسلمين
تسلموا
|
ويا نصارى إن
بدا
|
|
عيسى وجاءت مريم
|
فلا يغرّنكم
|
|
بل اخسئوا لا
تكلموا
|
__________________
ويا يهود أسلموا
|
|
على يديه تغنموا
|
ويا مجوس قد بدا
|
|
كسرى لكم
فزمزموا
|
بديع الزمان أبو
الفضل الهمذاني :
ألم تر أني في
سفرتي
|
|
لقيت الغنى
والمنى والأميرا
|
ولما [التقينا]
شممت التراب
|
|
وكنت امرأ لا
أشمّ العبيرا
|
لآل فريغون في
المكرمات
|
|
يد أولا واعتذار
أخيرا
|
إذا ما حللت
بمغناهم
|
|
رأيت نعيما
وملكا كبيرا
|
فصل
في العتاب
قال ابن الرومي من
قصيدة يعاتب بها بعض الهاشميين ، وكان سأله قفيزين من الحنطة للكشك فأخرّ إنفاذهما :
__________________
سألتك حبا لكشك
القدو
|
|
ر أنسا بتلك
السجايا الظراف
|
كأني سألتك حبّ
القلو
|
|
ب تلك التي من
وراء الشغاف
|
سألتك قفزين من
حنطة
|
|
فجدت بكرّ من
المنع واف
|
كأني سألتك قوت
العبا
|
|
د في سنة
البقرات العجاف
|
أخفت المجاعة يا
هاشمي
|
|
ى متهما لضمان
الإيلاف
|
وقد هتف الله في
وحي
|
|
ه لقريش أشدّ
الهتاف
|
وقال أبو الشمقمق :
أويت في دهليزكم
برهة
|
|
ولم أكن آوي
الدهاليزا
|
خبزي من السوق
ومدحي [له]
|
|
تلك لعمري قسمة
ضيزى
|
وقال أبو عبد الله
الضرير :
أردت زيارة
الملك المفدّى
|
|
لأمدحه وآخذ منه
رفدا
|
__________________
فعبّس حاجبا
فقرأت (أما
|
|
من استغنى فأنت
له تصدى)
|
وقال أعرابي في
سعيد بن سلم :
لكلّ أخي مدح
ثواب يعدّه
|
|
وليس لمدح
الباهليّ ثواب
|
مدحت ابن سلم والمديح مهزّة
|
|
فكان كصفوان
عليه تراب
|
إذا ما أخ
عاتبته ومدحته
|
|
فلم تغن فيه
مدحة وعتاب
|
فأقرب ما في
الأرض من شبه به
|
|
من الصخر صفوان
عليه تراب
|
وقال إسماعيل
القراطيسي :
لساني فيك محتاج
|
|
إلى التخليع
والقطع
|
وأنيابي وأضراسي
|
|
إلى التكسير
والقلع
|
لأن أخطأت في مد
|
|
حيك ما أخطأت في
منعي
|
__________________
لقد أنزلت
حاجاتي
|
|
بواد غير ذي ذرع
|
وقال أبو الحسن
الموسوي :
قل للعدى موتوا
بغي
|
|
ظكم فإن الغيظ
مردي
|
ودعوا علا
أحرزتها
|
|
يا وادعين بطول
جهدي
|
كم بين أيديكم
وبي
|
|
ن النجم من نأي
وبعد
|
فصل
في التشبيهات
قال ابن طباطبا في
ليلة قصيرة :
وليلة مثل أمر
الساعة اشتبهت
|
|
حتّى تقضّت ولم
نشعر بها قصرا
|
ما يستطيع بليغ
وصف سرعتها
|
|
بانت ولم تعتلق
وهما ولا نظرا
|
يريد قوله تعالى :
(وَما أَمْرُ
السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) .
__________________
ولابن الرومي في
تشبيه خرق الناس لنوادر الطرف ، لئلا تسرق كخرق الخضر السفينة ، لئلا يأخذها الملك غصبا .
ربّ مضار تجرّ
منفعة
|
|
تدعو إليها
ثواقب الفطن
|
كفعلة الخضر
بالسفينة إذ
|
|
خاف الجلندّي
مسخّر السفن
|
فامتثل الناس
تلك في خرقها
|
|
السفا فصار لاحب
السنن
|
إن يوجب الدهر
كدر سائله
|
|
إلا به أبنة من
الأبن
|
ولابن الفتح كشاجم
في وصف بستان :
يا حبذا يوما
ونحن على
|
|
رءوسنا نعقد
الأكاليلا
|
في جنة ذللت
لقاطفها
|
|
قطوفها
الدّانيات تذليلا
|
ولغيره :
__________________
حديقة أنهارها
مكسوة
|
|
بالظلّ من
أشجارها الممدود
|
فيها طرائق نرجس
وشقائق
|
|
وكأنها من أعين
وخدود
|
وله في وصف يوم
حار :
ربّ يوم هواؤه
يتلظّى
|
|
فيحاكي فؤاد صبّ
متيم
|
قلت إذ صلّ حرّه
حرّ وجهي
|
|
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ
جَهَنَّمَ)
|
وله في وصف يوم
صالح من زمان صالح :
ويوم أنس حسن
البشر
|
|
عّذب السجايا
طيب النشر
|
شبهته منتزعا من
يد
|
|
الأحداث ذات
الشرّ والضر
|
باللبن السائغ
ذاك الذي
|
|
من بين فرث ودم
يجري
|
لابن الرومي :
__________________
قاتل الله
طيلسان ابن حرب
|
|
كيف أنسى
الأضغاث والأحلاما
|
قد رأينا الرياح
تصرعه صر
|
|
ع رياح إذا
اقشعر غماما
|
طيلسان يظلّ
لابسه من
|
|
خشية المزق فيه
يخفي الكلاما
|
فهو يمشي هونا
على الأرض إن خا
|
|
طبه الجاهلون
قال : سلاما
|
وله :
يا ابن حرب
كسوتني طيلسانا
|
|
أمرضته الأوجاع
فهو سقيم
|
فإذا ما رفوته
قال سب
|
|
حانك محيي
العظام وهي رميم
|
فصل
في التأذي بالمطر
قال بعض المحسنين
:
هو الغيث إلا
أنه باتصاله
|
|
أذى ليس قول
الله فيه بباطل
|
لئن كان أحيا
كلّ رطب ويابس
|
|
لقد حبس الأحباب
وسط المنازل
|
__________________
يريد قوله تعالى :
(إِنْ كانَ بِكُمْ
أَذىً مِنْ مَطَرٍ) .
فصل
في ذكر قول الله تعالى
(وَلا عَلَى
الْمَرِيضِ حَرَجٌ)
قال ابن الرومي :
أعف أخاك المريض
من حرج
|
|
أعفاه منه الإله
في زبره
|
هب لأخي السكر
ما جناه وعا
|
|
قبه إذا [ما]
أفاق من سكره
|
ولبعضهم :
صنع الإله مصاحب
لك يا
|
|
مستصحبا قلبي
غداة خرج
|
إن عاق عن تشييع
موكبكم
|
|
مرضي فليس على
المريض حرج
|
__________________
فصل
في فنون مختلفة
قال أبو الخطاب في سرادق وقد حميت عليه الشمس :
هل أنت منقذ نفس
من حشاشتها
|
|
بعض المنية مشدود بها الرمق
|
إذ نحن في النار صرعى قد أحاط بنا
|
|
سرادق النار
إلّا أنه حرق
|
ولما سمع ابن
الرومي قول اكدويدي في قوله :
نحن قسمنا بينهم
كلّ المرا
|
|
قوم يجرون الحري
|
ر وأناس في
العرا
|
|
ها ذاك في جلته
|
يسكن قصرا بشرا
|
|
وذاك في قريته
|
يسكن
كوخا بكرا
|
نقض عليه قوله بأن
قال :
نحن قسمنا بينهم
ذاك المرا
|
|
ولو تولى غيره
|
قسمة أرزاق
الورى
|
|
جرت خطوب بيننا
|
لكننا
تحت العرا
|
__________________
وقال أبو الفتح
كشاجم في ابنه أبي الفرج :
لو لا أبو الفرج
الذي فرجت به
|
|
كربي لما خفّت
لبود جيادي
|
ولجلت آفاق
البلاد وحزنها
|
|
حتى أكثّر
بالغنى حسّادي
|
لكن سبقت به
الثراء ففاتني
|
|
وعجلت قبل المال
بالأولاد
|
خالفت ما جاء
الكتاب بنصّه
|
|
فلذاك ما ملك
الزمان قيادي
|
يعني قوله تعالى :
(الْمالُ وَالْبَنُونَ
زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا ...) .
ولبعضهم في ذم
الزمان :
بئس الزمان أنت
يا زماننا
|
|
لحبّك الغدر
تصافى الغدر
|
شبهت أيامك
بالساعة بل
|
|
أدهى من الساعة
حقا وأمر
|
وقال السري
الموصلي من قصيدة :
__________________
عاد بحر السرور
بالشيب جزرا
|
|
بعد أن كان
بالشبيبة مدا
|
وأساء الزمان
فيه إلينا
|
|
حين أعطى القليل
منه وأكدى
|
وقال القاضي بن
عبد العزيز :
وما أخشى قصورا
عن مرام
|
|
ومثلك [لي] إلى
الدنيا شفيع
|
ومثلك لا ينبّه غير أنّا
|
|
أتانا الأمر
بالذكر النفوع
|
يريد قوله تعالى :
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) .
وقال أبو القاسم بن بابك من قصيدة :
وأنت الفخر
والملك المرجّى
|
|
فدم بالسعد
والجدّ المعان
|
ونط بالملك همة
مستقل
|
|
تعاظم إن تعززه
بثان
|
__________________
وغمر يديك إن
يعروك خطب
|
|
فعينان له
نضّاختان
|
ولأبي الفتح
البستي :
إذا انقاد
الكلام فقده طوعا
|
|
إلى ما تشتهيه من المعاني
|
ولا تكره بيانك
إن تأبّى
|
|
فلا إكراه في
دين البيان
|
وقال أيضا :
جد بالقليل إذا
تعذر غيره
|
|
واسعد ببكر
مدائحي والثيب
|
واعلم بأن الغيم
يمنح طلّه
|
|
إن لم يجد بغياث
وبل صيب
|
وإذا عدمت الماء
بعد طلابه
|
|
جاز التيمم
بالصعيد الطيب
|
وقال أيضا :
__________________
أبا أحمد شعري
قتيل مواعد
|
|
مطلت بها
والدّين يلزمك الديه
|
منحتك من مدحي
صلاة ورحمة
|
|
فلا تجعلن رفدي
مكاء وتصديه
|
وقال أيضا :
أنت امرؤ لا
ترعوي تائبا
|
|
من شيمة العدوان
والظلم
|
أغواك بالعدوان
طبع خلا
|
|
من شيمة العصمة
والعلم
|
لّذاك فارقتك
مستبدلا
|
|
منك امرأ مستكمل
الحلم
|
يقوده الحق
فيعفو ولا
|
|
تأخذه العزّة
بالإثم
|
وقال بعض أهل
العصر :
ليس في الأرض
مثل نيسابور
|
|
بلد طيب ورب
غفور
|
__________________
فصل
في ذكر التجنيس
قال : التجنيس في
النظم والنثر كالطراز في الثوب. وهو أحد أبواب البديع في الكلام [و] قد جاء من ذلك في القرآن ما لا شيء أحسن وأبرع منه ،
واقتبس منه أهل الصنعة . قال الله تعالى : (وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وقال تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) .
وقال سبحانه
وتعالى : (فَأَرْسَلُوا
وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ) .
وقال جل ذكره : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) .
وقال عزوجل : (يَخافُونَ يَوْماً
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) .
وقال تعالى : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ
أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ [الشَّرُّ] فَذُو دُعاءٍ
عَرِيضٍ) .
__________________
وقال تعالى : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) .
وقال : (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ) .
وقال تعالى : (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى
اللهِ إِلَّا الْحَقَ) .
فصل
في الطباق
قوم يجعلون الطباق
كما قال الله تعالى : (خَلَقَ الْمَوْتَ
وَالْحَياةَ) ، وكما قال : (وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) .
وقال تعالى : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) .
وقوله عز ذكره : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) ، أشبه بالطباق.
وقوله جل جلاله : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا
كَثِيراً) .
ومنها قول ابن
بسّام ويروى لغيره :
__________________
أشهد بالله
وآياته
|
|
شهادة صادقة
خالدة
|
أن علي بن أبي
طالب
|
|
إمامنا في سورة
المائدة
|
يعني قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ
راكِعُونَ) .
ومنها قول جحظة
لأبي منصور الفقيه :
آبدة ما مثلها
آبدة
|
|
جماعة أخلاقهم
واحده
|
قد حفظوا القرآن
واستظهروا
|
|
ما فيه إلّا
سورة المائده
|
قول ابن الحجاج
لرجل دعاه في قوم ، وأخرّ طعامهم :
يا ذاهبا في
داره جائيا
|
|
بغير معنى وبلا
فائده
|
قد جنّ أضيافك
من جوعهم
|
|
فاقرأ عليهم
سورة المائده
|
وقال أبو طالب
المأموني على مائدة :
__________________
فضلت جميع الأواني وفقت
|
|
فما فيّ منقصة
واحده
|
مقرّي منازل صيد
الملوك
|
|
وفيّ أتت سورة
المائده
|
وقال ابن بسام ويروى لغيره :
من جفاني من
البرية طرّا
|
|
ورماني وسبّني
في المحافل
|
فاللواتي عليه حرمهنّ ال
|
|
لّه في سورة
النساء فواعل
|
وقال محمد بن وهيب
الحميري :
تشبهت بالأعراب أهل
التعجرف
|
|
فدلّ على دعواك
قبح التكلف
|
لسان عراقي إذا
ما صرفته
|
|
إلى لغة الأعراب
لم يتصرف
|
لئن كنت للإعراب
والنحو حافظا
|
|
لقد كنت من قراء
سورة يوسف
|
يعني أنه كان
سائلا ومن عادة قراء الأسواق الاستكثار من قراءة هذه السورة.
__________________
وقال ابن الحجاج :
ما لي وما
للخطوب قد غريت
|
|
تأكل لحمي لا
هنّيت أكلي
|
كأنني [وهي]
شحمة طرحت
|
|
والنمل يسعى في
مدرج النمل
|
وما لحالي ـ من
ضعف ـ منته
|
|
كأنها أيّم بلا
بعل
|
حتى أحلت لي
الضرورة ما
|
|
حرّم ربي في
سورة النحل
|
يعني قوله تعالى :
(إِنَّما حَرَّمَ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) .
وقال أيضا :
خليلي ازففا بنت
الكروم
|
|
إلى كفء لها منا
كريم
|
ولا سيما إذا
هبّت جنوب
|
|
تؤلف بين أشتات الغيوم
|
نعيم فيه ألهاكم
مقيما
|
|
ب ثمّ لتسألن عن
النعيم
|
كما يبكي الوصيّ
بغير حزن
|
|
إذا استولى على
مال اليتيم
|
ودمّعت السماء
بما يندّى الث
|
|
رى ويبّل أذيال النسيم
|
__________________
وقال أيضا :
لست أدري أهم
تماثيل صفر
|
|
ونحاس مجوف أو
رخام
|
فكأنّي أقرأ
بحرف أبي عمرو
|
|
وعلى القوم سورة الأنعام
|
وقال آخر في وصف
جبّة :
دبّ فيها البلى
فلانت ورقّت
|
|
فهي تقرا إذا
السماء انشقت
|
وقال آخر في معنى
آخر :
ألا [يا] أيها الأمر ال
|
|
ذي الهمّ به
برّح
|
إذا ضاق بك
الأمر
|
|
ففكر في ألم
نشرح
|
فإنّ العسر
مقرون
|
|
بيسرين فلا تبرح
|
وقال أبو العباس
المصيصي في إمام مغفل :
إذا قرأ
العاديات في رجب
|
|
لم يفن آياتها إلى رجب
|
__________________
هذا وما يستطيع في سنة
|
|
يختم تبت يدا
أبي لهب
|
وقال أبو القاسم
بن العلاء الأصفهاني :
أصبحت صبا دنفا
|
|
بين عناء وكمد
|
أعوذ من شرّ
الهوى
|
|
بقل هو الله أحد
|
__________________
الباب الحادي والعشرون
في
اقتصاص بعض ما في القرآن من الإيجاز والتشبيه
والاستعارة والتجنيس والطباق وما يجري مجراها
الباب الحادي والعشرون
في اقتصاص بعض ما في القرآن من الإيجاز والتشبيه والاستعارة والتجنيس
والطباق وما يجري مجراها
فصل
في ذكر الإيجاز
قال من أراد أن
يتعرف جوامع الكلام ، وفضل الاختصار ، وبلاغة الإيماء ، وكفاية الإيجاز ، فليتدبر القرآن ،
وليتأمل علوه على سائر الكلام ، فمن ذلك قول الله عز ذكره قال : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ
ثُمَّ اسْتَقامُوا ...) . قال استقاموا كلمة واحدة اشتملت على الطاعات كلها في
الإيماء والإيجاز ، وذلك لو أن إنسانا أطاع الله مائة سنة ثم سرق حبة واحدة
، لخرج بسرقتها من الاستقامة. ومن ذلك قوله : (أُولئِكَ لَهُمُ
الْأَمْنُ) .
إنما هو من الخوف
، والخوف مكروه ، والمكروه منع المحبوب أو وقع مسخوط ، فإذا نالوا الأمن بإطلاق
ارتفع عنهم الخوف وارتفع بارتفاعه المكروه ، قال ومن ذلك قوله عز ذكره :
__________________
(أَوْفُوا
بِالْعُقُودِ) كلمتان قد جمعتا ما عقده الله تعالى على خلقه من طاعته فيما بينه
وبينهم.
ومن ذلك قوله
تعالى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي
تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ) ثلاث كلمات تجمع من أصناف التجارات وأنواع المرافق بركوب السفن ما لا يبلغه
الإحصاء.
ومن ذلك قوله عزوجل في وصف خمر الجنة : (لا يُصَدَّعُونَ
عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ) . وهاتان الكلمتان قد أتتا على جميع عيوب الخمر ، فقال : ومن ذلك قوله عزوجل في وصف فاكهة الجنة : (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا
مَمْنُوعَةٍ) فجمع بهاتين الكلمتين جميع تلك المعاني .
ومن ذلك قوله (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ
تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) كلام يجمع ما نبتته الأرض ، وقوله تعالى : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَ) كلام يشتمل على جميع ما
__________________
يجب على الرجل من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة علتهن وبلوغ كل مبلغ مما يؤدي إلى مصالحهن ، وعلى جميع ما يجب من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم ومساعدتهم ، وطلب مرضاتهم ،
والمحافظة على حقوقهم. ومثل هذا كثير في القرآن غير مشكل إعجازه على ذوي الأفهام.
فصل
في ذكر التشبيه
أي تشبيه أحسن
وأبلغ من :
تشبيهه تعالى
النساء اللواتي لم يطمثن (بالبيض المكنون) .
وتشبيهه إياهن في
الحسن والنعمة والنضارة والغضارة بالياقوت .
وتشبيهه تعالى اصطفاف الغزاة [في] المعركة لا ينغل صفوفهم خلل بالبنيان المرصوص .
__________________
وتشبيهه قمر
المحاق بالعرجون القديم .
وتشبيهه أعمال
الكفار بسراب (بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) .
والكلام في بلاغة
هذه التشبيهات وجلالتها كثير لا ينتهي حتى ينتهي عنه.
فصل
في الاستعارة
أحسن وأوقع ما نطق به القرآن في غير موضع :
فمن ذلك قول الله عزوجل (وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً) لما كان الشيب يأخذ في الرأس ، ويسعى فيه شيئا فشيئا حتى
يحيله إلى غير حاله الأولى كالنار التي تشتعل في جسم من الأجسام ، وتحيله إلى النقصان والاحتراق جعل عموم شيب الرأس اشتعالا.
ومن ذلك قوله عزوجل (وَآيَةٌ لَهُمُ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) . لما كان انسلاخ الشيء من الشيء هو أن يتبرأ منه ويتزيّل عنه حالا فحالا ، كالجلد عن اللحم ،
__________________
وما شاكله ، وجعل
انفصال الليل عن النهار شيئا فشيئا انسلاخا.
ومن ذلك قوله جل
جلاله : (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ
رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ) لما كان الضرب بالسياط من العذاب ، استعار للعذاب سوطا.
ومن ذلك قوله عزوجل : (وَاخْفِضْ لَهُما
جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) .
وقوله : (عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) .
وقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧)
وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) .
وقوله : (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) .
وقوله عزوجل : (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ
الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) .
(وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتابِ) .
__________________
فصل
في المجاز
قال الجاحظ :
للعرب إقدام على
الكلام ، ثقة بفهم أصحابهم عنهم ، وكما جوّزوا قولهم : أكله الأسود ،
وإنما يذهبون إلى الإفناء ، كما قال الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) . ولعلهم شربوا بتلك الأموال الأنبذة ، ولبسوا الحلل وركبوا
المهاليج ، ولم ينفقوا منها درهما واحدا في سبيل المآكل ، وجوّزوا : أكلته النار ، وإنما أبطلت عينه ، جوزوا أيضا أن يقولوا ذقت لما ليس يطعم ، [وهو قوله
تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)] . وقال تعالى : (فَأَذاقَهَا اللهُ
لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) ، وقال تعالى : (فَذاقُوا وَبالَ
أَمْرِهِمْ)] . ثم قالوا : أطعمت لغير الطعام ، كما قال العرجي :
__________________
وإن شئت حرّمت
النساء سواكم
|
|
وإن شئت لم أطعم
نقاخا ولا بردا
|
وقال الله عز من
قائل : (إِنَّ اللهَ
مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) .
ولما قال خالد بن
عبد الله القسري في بعض هزائمه اطعموني ماء ، رواها عنه العائبون فقال فيه الشاعر :
بلّ السراويل من
خوف ومن دهش
|
|
واستطعم الماء
لّما جدّ في الهرب
|
فقال الآخر :
هتفت بكل صوتك
أطعموني
|
|
شرابا ثم بلت
على السرير
|
قال [أبو] محمد
اليزيدي :
__________________
كنت أنا والكسائي عند العباس بن الحسين العلوي ، فجاء غلام له.
وقال له يا مولاي
كنت عند فلان فإذا هو يريد أن يموت. فضحكنا
فقال : بم ضحكتما.
قلنا : من قولك.
وهل يريد إنسان الموت؟
فقال العباس : قد
قال الله تعالى : (فَوَجَدا فِيها
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) ، وإنما هذا مكان (يكاد) فنبهنا الله عليه .
قال الصولي :
ما رأيت أحدا أشد
بذخا بالكفر من أبي نواس ، ولا أكثر إظهارا له منه ، ولا أدوم تعبثا بالقرآن ، قال
لي يوما ونحن في دار الوزير ـ وكان العباس بن الحسن ينتظر مجيئه ـ :
هل تعرف العرب إرادة لغير مميز؟ فعرفت حين لفظ بهذا ما عني .
فقلت : إن العرب
تعبر عن الجماد أن يقول ولا قول فيه أو تعبير :
__________________
فما نسيت تلك
الدماء سيوفه
|
|
ولا قضبه براقة
في القساطل
|
قال أبو الحسن
السلامي من قصيدة من متخيره :
دعوا السيل يذهب
[عابرا] لسبيله
|
|
ولا تلبسوا يا
قوم بالحق باطلا
|
عنى بما نطق ما يعبر به كما قال الشاعر :
امتلأ الحوض
وقال قطني
|
|
مهلا رويدا قد
ملأت بطني
|
وليس ثم قول.
فقال : لم أرد هذا
، وأنا أريد في اللغة إرادة لغير مميز. وإنما عرّض بقوله تعالى : (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ
يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) ، فأيدني الله بما ذكرت قول الراعي :
قلقت به هاماتها
في مهمه
|
|
قلق الفؤوس إذا
أردن نصولا
|
_________________
فكأني ألقمته حجرا
، وسما بذلك من كان صحيح النية ، وسوّد الله به وجه أبي نواس ، والعرب تسمي التهيؤ للفعل والاحتياج إليه إرادة كما جعل
الراعي حاجة الفؤوس إلى النصول حاجة لها.
قال الجاحظ في قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) ، يريد : فما دونها ، وهو كقول القائل : فلان أسفل الناس
فيقول : هو فوق ذلك ، فضع قوله : فوق مكان قولهم : هو شرّ من ذلك.
وقال الفراء : (فَما فَوْقَها) أي في الصغر والله أعلم ..
فصل
فيما يجري مجرى هذا الباب
ومن ذلك الالتفات : وهو كما قال الشاعر :
فارقت شغبا وقد
قوست من كبر
|
|
لبئست الخلّتان
الثكل والكبر
|
__________________
وكما قال جرير :
أتنسى يوم تصقل
عارضيها
|
|
بعود بشامة سقى
البشام
|
وفي القرآن : (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ
كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) .
قال : ومن ذلك
الرجوع إلى الكناية من المخاطبة ، ومن المخاطبة إلى الكناية : كما قال عز ذكره : (إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ
بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) .
ومن ذلك القلب :
كما قال الله تعالى : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) [لتنوأ بالعصبة] أي تنهض وكما قال عز ذكره : (ثُمَّ دَنا
فَتَدَلَّى) وإنما هو تدلى فدنا.
قال الفرزدق :
كانت فريضة ما
تقول كما
|
|
كان الزناء
فريضة الرجم
|
__________________
أي : كما كان
الرجم فريضة الزنا.
ومن ذلك التقديم
والتأخير : كما قال الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١)
قَيِّماً) . أي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا والله
أعلم.
__________________
الباب الثاني والعشرون
في
ظرائف التلاوات ولطائفها
الباب الثاني والعشرون
هذا باب عميق البحر لا يتسع الكتاب لبلوغ أدنى غائرة ، وأنا كاتب منه ما
يفي بالشرط ، ويقع في جانب الاختصار والاقتصاد بإذن الله
ومشيئته .
فصل
في نقد التفاسير
قال : حكي عن
الجاحظ عن النظّام أنه قال :
لا تسترسلوا إلى
كثير من المفسرين وإن نصبوا للعامة ، وأجابوا في كل مسألة ، فإن كثيرا منهم يقول
بغير دراية وعلى غير أساس. وكلما كان التفسير أغرب عندهم كان أحب إليهم ، وليكن عندكم عكرمة والكلبي والسدي والضحاك ومقاتل وأبو بكر الأصم في
سبيل واحدة .
كيف أثق بتفسير قوم [و] اسكن إلى صوابهم ! وقد قالوا في تفسير قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) (فَلا تَدْعُوا مَعَ
اللهِ أَحَداً) ، إنه لم يعن بهذا الكلام
__________________
مساجدنا التي نصلي
فيها ، إنما عنى الجباه ، وكل ما سجد الناس عليه من يد ورجل وجبهة .
وقالوا في قوله
تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ
إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ، أنه لا يعني الجمال والنوق ، إنما يعني السحاب.
وقالوا في قوله عز
ذكره : (لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) يعني أنه حشره بلا حجة.
وقالوا في قوله : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ) . إنه الماء الحار في الشتاء ، والبارد في الصيف .
وفي قوله : (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ
عَلَيْنا) إنها كناية عن الفروج كأنهم لا يرون أن كلام الجلد من أعجب العجب [ولو كان ذلك
لقال عند ذكر الفروج والذين هم لجلودهم حافظون : وقال عند ذكر مريم : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ
عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) أحصنت جلدها] .
__________________
وقالوا في قوله
سبحانه : (كانا يَأْكُلانِ
الطَّعامَ انْظُرْ) إنما هو كناية عن الحدث ، كأنهم لم يعلموا الجوع وما ينال أهله من الذلة والعجز والفاقة أدل عليه ،
على أنهما مخلوقان حتى يدّعوا على الكلام شيئا قد أغناهم الله عنه.
وقالوا في قوله
تعالى : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) ، عنى قلبه ، وقال عز ذكره وهو يخبر عن نبيّه صلىاللهعليهوسلم : (وَما أَنَا مِنَ
الْمُتَكَلِّفِينَ) .
فصل
في سياقة التلاوات
وقال علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه في قول الله تعالى : (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ
الْجَمِيلَ) ، قال :
رضا بغير عتاب.
وفي قوله : (عَطاءً حِساباً) ، قال : يعطي المرء حتى يقول : حسبي.
__________________
قال ابن عباس في
قوله تعالى : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ
الزِّينَةِ) :
قال : يوم العيد ، وعنه في قوله جل ذكره : (خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال : الامتشاط.
مجاهد في قوله جل
وعلا (وَلا تَنْسَ
نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) ، قال :
العمل فيها بطاعة
الله .
وقال الضحاك في
قوله : (وَجاءَكُمُ
النَّذِيرُ) ، قال :
الشيب.
سفيان بن عيينة في قوله تعالى : (لا تَدْخُلُوا
بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا ..) .
قال : الاستيناس :
هو التنحنح والصيحة والتكبيرة والضرب بالنعل ليؤذن أهل البيت.
وفي قوله تعالى : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً) قال :
__________________
هي المساجد
(فَسَلِّمُوا عَلى
أَنْفُسِكُمْ) (إِنَّ اللهَ كانَ
بِكُمْ رَحِيماً) أي يسلم بعضكم على بعض كما قال سبحانه : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ
اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) أي لا يقتل بعضكم بعضا.
وقال ابن عباس في
قوله تعالى : (وَآوَيْناهُما إِلى
رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) . قال : يعني دمشق .
وقال الحسن في
قوله : (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) :
هي أرض بيت المقدس
.
وفي قوله : (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ) قال :
هو النيل.
عكرمة في قوله : (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ
شَدِيدٍ) ، قال :
__________________
هم الفرس.
وقال الضحاك في
قوله : (يَمْحُوا اللهُ ما
يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) قال :
الرجل قد بقي من
عمره ثلاث سنين ، فيصل رحمه ، فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة مصداق قول النبي صلىاللهعليهوسلم :
(من أحب أن يمدّ
له في عمره ويبسط في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه).
السدي في قوله
تعالى : (وَيَمْنَعُونَ
الْماعُونَ) ، قال :
آلة البيت من
ميزان وفاس ومقدحة ودلو وما يجري مجراها ، وقال بعضهم : الماء والكلأ .
وقال أبو هريرة في
قوله تعالى : (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ
مُتَّكَأً) ، قال :
الإترنج ، ومن قرأ بالهمز قال : الطعام والمجلس.
الشعبي في قوله
تعالى : (أَنْتُمْ
وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) ،
قال : الجماع .
__________________
وعنه في قوله
تعالى : (إِنَّ أَصْحابَ
الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) .
قال : افتضاض
العذارى.
مكحول في قوله : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) ، قال :
لا صبر له عن
النساء ، وعنه في قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) .
قال : البعوض.
الشعبي في قوله
تعالى : (إِلَّا اللَّمَمَ) .
قال : النظرة
والغمزة واللمسة والقبلة.
وقال الحسن في
قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ
وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) .
قال : يتق الزنا
ويصبر على العزوبة .
وقال مجاهد في
قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وارِدُها) .
قال : من حمّ في
الدنيا فقد وردها.
وقال ابن عباس في
قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) ، قال : التجارة في المواسم.
__________________
عكرمة في قوله
تعالى : (وَسارِعُوا إِلى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) .
قال : تكبيرة
الافتتاح.
وقال الضحاك في
قوله تعالى : (عَلَّمَهُ الْبَيانَ) .
قال : الخط .
ابن عباس في قوله
تعالى : (إِنِّي حَفِيظٌ
عَلِيمٌ) .
قال : كاتب حاسب.
وقال الحسن في
قوله تعالى : (وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) .
قال : الخط والفقه.
وفي قوله : (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) .
قال : الكتابة.
وفي قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ
الْخِطابِ) .
قال : الحكمة :
البينة على من ادعى واليمين على من أنكر. وفصل الخطاب قول أما بعد.
__________________
وقال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه في قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ
زُوِّجَتْ) .
قال : يقرن كل قوم
بشيعتهم وقال الشعبي في قوله تعالى : (وَقاسَمَهُما إِنِّي
لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) .
قال : حلف لهما
بالله كاذبا فذاقا الشجر.
مقاتل في قوله تعالى : (وَالْجارِ الْجُنُبِ) : أي القريب (وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنْبِ) : أي الرفيق في السفر (وَابْنِ السَّبِيلِ) : الضيف.
وقال الحسن
والشعبي في قوله : (وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) .
قال : الإخصاء وقطع الآذان.
وقال ابن عباس في
قوله تعالى : (إِنِّي أُلْقِيَ
إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ) .
قال : مختوم .
ومجاهد في قوله
تعالى : (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) .
__________________
قال : المنبر.
وقال أبو هريرة في
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ فِي
أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) .
قال : المحروم
الذي قدر عليه رزقه في السماء وأخفاه (عن) أهل الأرض
وهو لا يسألهم.
وقال ابن عباس في
قوله تعالى : (حِجارَةً مِنْ طِينٍ) .
قال : الآجر.
قتادة في قوله
تعالى : (فَأَوْقِدْ لِي يا
هامانُ عَلَى الطِّينِ) .
قال : أمره باتخاذ
الآجر.
وقال الحسن في
قوله تعالى : (لَوْ يَجِدُونَ
مَلْجَأً) .
قال : الحصون (أَوْ مَغاراتٍ) .
قال : هي الغيران
في الجبال (أَوْ مُدَّخَلاً) قال هي السور.
قال ابن عباس : في
قوله (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) .
__________________
قال : وعده أن
يرده إلى مكة ؛ لعلمه بميله إليها ؛ إذ كانت له وطنا ومولدا.
وفي قوله : (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ
الرِّجالِ) .
قال : المخنث الذي
لا يقوم ز ...
وقال الشعبي في
قوله : (وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) :
هم الذين صلوا إلى
القبلتين وهاجروا الهجرتين وبايعوا البيعتين.
أبو مجالد في قوله
: (وَلا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) .
قال : جعلناه غفلا
، والغفل الذي لم يوسم من الإبل والخيل ، وكأن الله لم يسم قلب الكافر بسمة
الذاكرين المطيعين.
__________________
الباب الثالث والعشرون
في
فنون مختلفة الترتيب
الباب الثالث والعشرون
في فنون مختلفة الترتيب
فصل
في الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر
الأصل في هذا
الفصل قول الله تعالى : (سَيَجْعَلُ اللهُ
بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) . وقوله عزوجل : (فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً) .
ويروى عن علي وابن
عباس رضي الله عنهما :
(لا يغلب عسر واحد
يسرين) ، يريد قوله : (فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) ، فالعسر الأول هو الثاني ، واليسر الثاني هو غيره ، وذلك أن العسر معرفة فإذا أعيد ، فالثاني هو الأول ، ويسر بلا ألف ولام نكرة ، وإذا
أعيد فالثاني غير الأول. وهذا كلام العرب إذا بدأت باسم نكرة ثم أعادته بالألف واللام ، ألا ترى أنهم يقولون
: قد جائني رجل . ثم يقولون : قد جاءني الرجل ، والثاني هو الأول. وإذا
قالوا :
__________________
قد جاءني رجل
فأخبرني بكذا ، وجاءني رجل ، فقال لي بكذا . وقد أكثر الشعراء في معنى قوله : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).
قال زيد بن محمد
العلوي لما قتل أبوه بجرجان ، ووجه زيد إلى حضرة إسماعيل بن أحمد ببخارى :
يهون جليل الخطب
في أمل الأجر
|
|
وإطفاء نيران
الحوادث بالصبر
|
ولست تلاقي
العسر إلا ميسّرا
|
|
بيسرين فاستروح إلى وحشة العسر
|
وقال غيره وهو
متنازع :
فلا تجزع إذا
أعسرت يوما
|
|
فقد أيسرت في
الدهر الطويل
|
ولا تظنن بربك ظنّ سوء
|
|
فإن الله أولى
بالجميل
|
وإنّ العسر
يتبعه يسار
|
|
وقيل الله أصدق
كلّ قيل
|
وقال أبو الفتح
البستي لنفسه :
__________________
لا تيأسن
فوراءها
|
|
يسران وعدا ليس
فيه خلاف
|
كم عسرة قلق
الفتى لنزولها
|
|
لله في أعطافها ألطاف
|
ويروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال :
(لو كان العسر في
كوة لجاء يسران فأخرجاه) .
قال مؤلف كتاب
الفرج بعد الشدة :
كان لي في هذا خبر
طريف وذلك [إني] لجأت إلى البطيحة هاربا من نكبة لحقتني ، واعتصمت بأميرها [ابن] عمران بن
شاهين وألفيت هناك جماعة من معارف وصديق ، أحوالهم مثل حالي ، فكنا نجتمع في مسجد الجامع ، فنتشاكى بيننا . فقال لي يوما أبو محمد بن عبد الله الصالحي : حدثني في
هذا اليوم الحسن بن محمد بن عثمان بإسناد رفعه إلى أنس بن مالك قال :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : (لو دخل العسر كوة لجاء يسران فأخرجاه منها) فقلت بديهة :
__________________
إنّا روينا عن
النبي رسو
|
|
ل الله فيما
أفيد من أدبه
|
لو دخل العسر
كوة لأتى
|
|
يسران فاستخرجاه
من ثقبه
|
فما مضدت إلّا مدة
يسيرة ، حتى فرّج الله عنهم وعني ، ورددنا إلى عوائده الجميلة عندنا. وله الحمد
والشكر .
كتب معاوية إلى
مروان بن الحكم وهو عامله على المدينة :
بلغني أن عبد الله
بن عمر قد افتقر وهو هو ، فإذا أتاك كتابي هذا ، فاحمل إليه ألف دينار. فحملها
إليه وقرأ الكتاب عليه.
فقال له عبد الله
بن عمر :
يا هذا ألست مع قول الله تعالى : (وَفِي السَّماءِ
رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ
لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)) ، ولكني معسر ، وسيجعل الله بعد عسر يسرا. ولم يقبل
الدنانير.
فصل
في التفاؤل من القرآن
أخبرني ابن حمدون
النديم قال :
حدثني المعتضد
بالله ، وهو خليفة قال :
__________________
لما ضرب أبو الصقر
بيني وبين الموفق أوحشه مني حتى حبسني الحبسة المشهورة ، فكنت أتخوف القتل
صباح مساء ، ولا آمن أن يبلغه أبو الصقر عني ما يزيد في غيظه علي فيأمر بقتلي ، فكنت كذلك حتى خرج الموفق إلى
الجبل ، فازداد خوفي ، وأشفقت أن يكاتبه أبو الصقر. وكان يجيئني كل يوم مراقبا خبري ، ويريني أن ذلك خدمة لي ، فدخل إليّ يوما وبيدي المصحف وأنا أقرأ
فقال :
أيها الأمير أعطني
المصحف لأتفاءل لك منه ففتحه ، فإذا أول سطر فيه : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ
عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) .
فتغير وجهه ثم خلط
الورق وفتح المصحف ثانية فخرج :
(وَعَدَ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الْأَرْضِ) فوضع المصحف وقال لي :
أنت الخليفة بلا
شك فما حق بشارتي؟
فقلت : الله الله
في دمي ، وأسأل الله أن يبقى أمير المؤمنين الموفق ، ومثلك في عقلك لا يطلق هذا القول بمثل هذا
الإطلاق . فما كان بأسرع من أن قدم الموفق من
__________________
الجبل وقد اشتد المرض عليه ومات فأخرجني الغلمان من الحبس ونصبوني مكانه
وفرّج الله عني وقاد الخلافة إلي ، ومكنني من عدوي أبي الصقر فأنفذت حكمي فيه.
قال :
ولما حوصر المخلوع
، واشتد عليه الأمر ، ولاحت له شواهد الهلاك قال يوما لإبراهيم بن المهدي وهما [في] زورق :
يا عمّ إني أظن [أن]
أمري قد قرب.
فقال له إبراهيم :
بل يطيل [الله] عمرك ويكبت عدوّك ، فسمعا قارئا يقرأ : (قُضِيَ الْأَمْرُ
الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) :
فقال : يا عم أما
سمعت؟.
فقال إبراهيم : ما
سمعت شيئا. وكان قد سمع فلم تمض مدة حتى قتل.
ولما ورد الخبر
على المأمون بقتل أخيه المخلوع ، كتم ذلك انتظارا لما يرد عليه متأنيا في صحته ، وركب من ساعته. فلما خرج من باب داره وهو كالحيران
ينتظر ما
__________________
يتفاءل به من زجر
وفأل ، إذا هو بأعمى يتلو ، فهو أول صوت وقع في مسامعه : (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ
لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ
اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ
فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩) فَطَوَّعَتْ
لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٣٠)) ، فهاله ذلك وأمر بإحضار الأعمى فأحضر ، فقال له : من حملك
على تلاوة ما تلوت فقال : والله ما حملت عليها وأنا حافظ لجميع القرآن ، فلقيت هذه
الآية كأني لا أحفظ غيرها.
قال : سمعت بعض
المشايخ على أن عمرو بن الليث لما توجه إلى محاربة إسماعيل بن أحمد في ثلاثين ألف
فارس ، اختار محلة الحيرة من نيسابور ومعه أحمد أبو عمر الخفاف فسمع أعمى يقرأ : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ، فأسرها أبو عمر في نفسه ، وأيقن بهلاك عمرو :
فلم يمض إلّا
مقدار شهرين حتى ورد الخبر بأسر عمرو .
وفي كتاب الوزراء للصولي :
إن المتوكل لما
أراد أن يستكتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان أحب أن يرى خطّه ، فأمره أن يكتب بين يديه ، فجلس ، وكتب خطا حسنا
استحسنه المتوكل.
__________________
فقال الفتح : يا
أمير المؤمنين الذي أكتب أحسن من خطه فنظر فيه فإذا هو : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ
فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما
تَأَخَّرَ) [فقال] : قد تفاءلنا ببركة ما كتب ، فولاه ما عرض عليه ثم استوزره.
كان بعض العلوية
يشرب عشرة أيام ، ويقصر في الصلاة ، ثم اغتسل وصلّى وفتح المصحف ، ليتفاءل بما تقع
عينه عليه منه فإذا أول سطر مما فتحه (وَلَوْ لا رَهْطُكَ
لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) .
فصل
في ذكر القرعة
وما فيها من تمييز
الأشياء المشتركة وقسمتها وغير ذلك مما قل مبلغ الانتفاع بالاقتراع في تلك الأبواب وما ينسجم به من أبواب التشاجر والخصومات [مما] لم يخف عليك مكان المنفعة العظيمة التي هدى الله خلقه ، ليستخرجها باستعمالهم إياها كما قال عز ذكره في بعض شأنها : (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ
أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ
__________________
يَكْفُلُ
مَرْيَمَ) . فلما أزال بعض الناس الغرض من الاقتراع إلى المذهب المذموم المستهلك للأموال بغير حلها وحقها أعني القمار ، صار مذموما معدودا من أعظم أبواب
الفساد بأن ينال العناية من الساسة ، وحفظة الدين بالنهي عنه والمعاقبة على
متعاطيه.
فصل
في حب الوطن
الدور للناس
كالعششة للطير ، والأوجر للوحش ، والجحر للحشرات [و] قدر الرجل [في] مأوى وموضع أمنه ، ومسكن قلبه ، ومجمع ولده وأحب ملكه ، ومأتى ضيعته وملتقى عدوه وصديقه ولا شيء أصعب على
الناس من الخروج من ديارهم.
وقد أخبر الله
تعالى عن طبائعهم. فقال :
(قالُوا وَما لَنا
أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا) .
وقرن الخروج منها
بالقتل فقال تعالى : (وَلَوْ أَنَّا
كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ
ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ) .
__________________
وقال عز ذكره : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ
دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) .
وقال تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ) ، ثم بعقب هذه الآية قال : (إِنَّما يَنْهاكُمُ
اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ
وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ)
وقال : (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ
الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا
عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) ، فجعل الجلاء عن الوطن عذاب الدنيا.
فصل
في اليمين
قال المفسرون في قوله تعالى : (وَكانُوا يُصِرُّونَ
عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) ، قالوا :
__________________
اليمين الكاذبة.
ويحكى أن أبا
حنيفة رحمهالله كان يقول :
إذا ابتليت
بالسلطان فمزق إيمانك باليمين ورقّعه بالاستغفار ، فإن الله تعالى يقول : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي
أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) .
وقالوا في اللغو
هذا : إن يحلف على شيء يرى أنه كذلك ، وليس كذلك.
قال الشاعر :
ولست بمأخوذ
بقول تقوله
|
|
إذا لم تعمّد
عاقدات العزائم
|
ادعى رجل على علي
بن داود بن علي الأصفهاني في مجلس إسماعيل بن إسحاق القاضي مالا ، فأنكره ، وحلف له فقال له القاضي :
يا أبا إسحاق وأنت
مع محلك من العلم في هذا المجلس!
فقال : نعم إن
اليمين الصادقة ثناء على الله عزوجل ، وإنما فعلت ما أمر الله به رسوله.
فقال : وما هو؟.
قال : أليس الله
تعالى قال : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ
هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) .
__________________
فقال : فما أرى أن أحدا يقطعك.
فصل
في ذكر السلطان
قال : كان الحجاج
يقول :
والله إن طاعتي
أوجب عليكم من طاعة الله ؛ لأن الله تعالى يقول : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ) فجعل فيه مشوبة ، ويقول جل ذكره : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، ولم يجعل فيه مشوبة ولو قلت لرجل : [ادخل] من هذا الباب فلم يدخل لحل لي دمه.
وفي يتيمة ابن المقفع : إن مثل القليل من مضار السلطان في جنب الكثير
من منافعه ، كمثل الغيث الذي يحيي الله به الأرض بعد موتها ، وقد تأذى به السفر كما قال الله تعالى : (إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ) ويتداعى له البنيان ويسيل منه السيل ، فيهلك الناس والدواب ، ويموج منه البحر ،
فتشتد به البلية على أهله ، وتكون الصواعق ،
__________________
فلا يمنع الناس
إذا نظروا إلى آثار رحمة الله في الأرض التي أحيا ، والنبات الذي بسط [أن] ينظروا نعمة ربهم ، ويشكروها ، ويذكروا ذكر خواص البلايا التي خصت الخلق ، ولم تعمهم جميعا ،
وكمثل الرياح التي يرسلها الله : (بُشْراً بَيْنَ
يَدَيْ رَحْمَتِهِ) ، فيسوق بها السحاب ، ويجعلها الله لقاحا للأشجار وروحا
للعباد ويتنسمون فيها ، ويتقلبون فيها وتجري بها مياههم ، وتتقد نيرانهم ، وتجري سفائنهم وقد تضرّ بكثير من الناس في برّهم وبحرهم ، ويخلص ضررها إلى أنفسهم وأموالهم ، فلا ينزلها ذلك عن منزلتها التي جعلها الله بها ، وأمرها الذي سخرها
له من قوام عباده وتمام نعمه . وكمثل الشتاء والصيف اللذين يجعل الله تعالى بردهما
وحرّهما صلاحا للحرث والنسل ، ونتاجا للنخل والحب ، فالبرد يجمعهما ويلقحهما ويفضخهما مع سائر ما يعرف من منافعهما. وقد يكون من التناوب بهما وما فيهما من الحر والبرد والزمهرير والسمائم ، ما يأتي على الأنفس ، ويقطع عن المعاش ، وهما مع ذلك لا
ينشآن إلا إلى
__________________
الخير والصلاح.
وكمثل الليل الذي جعله الله لباسا وسكنا ، وقد يستوحش له أخو العقر ، ويذبّ فيه ذو الرتبة ، وتعدو فيه السباع وتنساب الهوام ، فلا يزري صغير ضرّه بكبير نفعه
، أو كمثل النهار الذي جعله الله ضياء ونشورا وقد يكون منه على الناس أذى الحر في
قيظه ، ويصيبهم منه النصب والتعب ، وكثيرا ما يشكوه ، الناس حتى أنهم يستريحون منه
إلى الليل وسكونه ، ولو أن الدنيا كانت كلها سراء بلا ضراء ، وكانت بلا كدر ،
وميسورها بلا معسور ، لكانت هي الجنة التي لا يشوب مسرتها مكروه ، ولا فرحها نوح ،
والتي ليس فيها تعب ولا لغوب ولا نصب. وكل شيء من أمر الدنيا يكون شرّه خاصا فهو نعمة عامة ، وكل شيء يكون نفعه خاصا ، فهو بلية عامة.
وإلى هاهنا كلام
ابن المقفع.
أنشد عن بعض
البلغاء قول الشاعر :
ما اختلف الليل
والنهار ولا
|
|
دارت نجوم
السماء في الفلك
|
إلا لنقل النعيم
عن ملك
|
|
قد انتهى ملكه
إلى ملك
|
وملك ذي العرش
دائم أبدا
|
|
ليس بفان ولا
متّرك
|
فقال : قد وضح
القول الذي ليس كالأقوال عن أن الله تعالى يؤتي [ملكه] من يشاء ، وينزعه عمن يشاء ، ويذل من يشاء . فصار إقراره إياه في نصاب ، ونزعه إياه ، من
__________________
أحرى الأمور التي يفعلها الله بحكمته ، ويعتمد فيها مصالح بريته.
فصل
في الهدية
قال : كان الفضل
بن سهل يقول :
ما أرضى الغضبان ،
ولا استعطف السلطان ، ولا سلّت السخايم ، ولا دفعت المغارم بمثل الهدية. وأعظم
خطرها وجلالة قدرها ما قالت ملكة سبأ : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ
إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) .
فصل
في الرياح
قال عبد الله بن
عمر :
الرياح ثمان ،
فأربع : رحمة ، وأربع عذاب ، فالتي هي الرحمة فالمبشرات والمرسلات والذاريات والناشرات . وأما التي للعذاب : فالصرصر
__________________
والعقيم وهما في البر ، والعاصف ، والقاصف ، وهما في البحر.
فصل
في ذكر الذهب وفضله
قال أبو زيد
البلخي :
معلوم أنه ليس من
الجواهر [ما يبقى] الأزمنة الطويلة دون فساد يعرض فيه ، حتى أن العامة لتحكم ، بأنه جوهر لا فساد فيه البتة . وإنما خص بهذا البقاء الطويل وإبطال آفات التغير
والاستحالة عنه بسبب اعتدال مزاجه في الحرارة والرطوبة واليبوسة ، فإن كل ما خرج من الأشياء المركبة عن الاعتدال إلى إفراط
كيفيته عليه لأسرع الفساد إليه ؛ إذ كانت صورة الكون إنما قامت باعتدال
الأمزجة ، وكذلك الفساد الذي هو ضد الكون إنما سببه الخروج عن الاعتدال. فلما خص جوهر الذهب بالمزاج المعتدل بما لم
يشركه فيه شيء من الجواهر الأخر ، أبطأت آفات التغير والاستحالة عنه. ومن أجل
__________________
اعتدال مزاجه لم
يؤخذ فيه من الصدأ والصهوكة ما يوجد في هذه الجواهر الأخر ، إذ كان كل منها يكسب الأطعمة والأشربة
المحمولة فيه صدأ ، ويوجد سليما من هذا العارض ، ولذلك اختار الملوك
والعظماء الأكل والشرب فيه ، ووعد الله تعالى عباده في دار الثواب فقال : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ
وَأَكْوابٍ) ، كما قال في باب الحلية والزينة : (جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) ، وذلك لما كانت العادة جرت به من متنعمي الملوك في هذه الدنيا بأن يجعلوا حليهم في الأعضاء الشريفة من الذهب ، فكذلك كان من شأنهم إذا
بالغوا في إكرام من يقفون منه على جميل في الحروب والدفاع عن حوزة الملك أن يسوروه بأسورة من الذهب.
ولجلالة أقدارها
عندهم ما حكى الله تعالى في قصة موسى عليهالسلام عن فرعون أنه قال : (فَلَوْ لا أُلْقِيَ
عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ) . من أحسن ما وصف به الذهب قول قدامة حكيم المشرق :
__________________
(وشعاع معقود) فأتى بعلة عجيبة حين ذكر أنه شعاع للشمس قد انعقد فصار
جمادا .
فصل
في ذكر النار
قال الجاحظ :
(قد عظم الله شأن
النار في صدور الناس ، وأخبر عن قدرها ونباهتها في الدنيا والآخرة. فمن مواضعها
التي عظمت بها : أن الله تعالى جعلها آية لبني إسرائيل في موضع امتحان إخلاصهم ، وتعرف نياتهم ، فكانوا يتقربون بالقربان ، فمن كان منهم مخلصا نزلت نار من السماء حتى تحيط به فتأكله ، فإذا فعلت ذلك كان صاحب
القربان مخلصا في تقربه ، ومتى لم يروها وبقي القربان على حاله قضوا بأنه : كان
مدخول القلب ، فاسد النية ، ولذلك قال الله تعالى : (الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا
بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ) .
__________________
والدليل على أن
ذلك قد كان من شأنهم معلوما قوله تعالى : (قُلْ قَدْ جاءَكُمْ
رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) ، ثم إن الله ستر على عباده وجعل ما في ذلك في الآخرة وكان ذلك التدبير مصلحة في ذلك الدهر ، ووافق طبائعهم وعللهم. وقد كان القوم من المعاندة على [مقدار] لم يكن لينجح فيهم ، ويكمل لمصلحتهم إلّا ما كان في هذا
الوزن [القربان] .
وأما نار موسى فقد
نطق بذكرها القرآن في مواضع كثيرة ، فكان ذلك مما زاد في قدرها وجلالتها .
وأما نار إبراهيم عليهالسلام فقوله تعالى لها (يا نارُ كُونِي
بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) وفيها ما فيها من علو الأمر ونباهة الذكر.
__________________
وأما النار التي
من أكبر الماعون ، وأعظم المرافق في هذه الدنيا [فقد ذكر الله نعمته فيها على عباده فقال :
(الَّذِي جَعَلَ
لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)] .
وقال عز ذكره : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي
تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ) . ثم قال سبحانه : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً
وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) أي تذكرة وتبصرة بما فيها من مقادير النعم ، وتوهّم ما فيها من تصاريف
النقم.
وقد علمنا أن الله
تعالى قد عذّب الأمم في هذه الدنيا بالغرق وبالرياح وبالحاصب وبالرجم والصواعق وبالخسف والمسخ وبالجوع والنقص من الثمرات ، ولم
__________________
يبعث عليهم نارا
كما بعث عليهم ماء وريحا وأحجارا ............. وإنما جعلها من عقاب الآخر [وعذاب العقبى] ونهى أن يحرق بها شيء من الهوام.
وقال [رسول الله صلىاللهعليهوسلم] (لا تعذبوا بعذاب
الله) .
فقد عظّمها كما
ترى [وخبّر أن بها ينتقم في الآخرة من جميع أعدائه وليس يستوجبها بشر من بشر ولا
حيّ من حي بصنيعة ولا ظلم ، ولا خيانة ، ولا عدوان. ولا تستوجب النار إلّا
بعداوة الله وحده ، بها يشفي صدور أوليائه من أعدائهم في الآخرة. وكل شيء
أضافه الله إلى نفسه فقد عظم شأنه ، وشدد أمره ، وقد فعل الله ذلك بالنار فقال : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) .
__________________
ووجه آخر من
امتنان الله تعالى بها على خلقه] بقوله للثقلين : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما
شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ). ثم قال على صلة الكلام (فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) . وليس يريد أن إحراق الله العبد بالنار من آلائه ونعمائه ولكنه أراد أن الوعيد الصادق إذا كان في غلبة
الزجر عما يعطيه ويريده ، فهو من النعم السابغة ، والآلاء العظام .
وما زال الناس
كافة والأمم قاطبة حتى جاء الله بالحقّ مولعين بتعظيم النار حتى ، ضل كثير من الناس ، لإفراطهم فيها أنهم يعبدونها.
فأما النار العلوية كالشمس فقد عبدت البتة قال الله عزوجل :
(وَجَدْتُها
وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) .
[وقال تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) ،
__________________
لأن بعض الأمم
كانوا يعبدونها] .
وقد يجيء في الأثر
، وفي سنة بعض الأنبياء تعظيم النار على جهة التعبد والمحبّة ، وعلى جهة إيجاب الشكر على النعمة بها ، وفيها فيخلط لذلك
كثير من الناس ، فيجوزون بها ذلك الحد .
وزعم أهل الكتاب
أن الله أوصاهم بها فقال :
لا تطفئوا النيران
من بيوتي ، فلذلك لا تجد الكنائس والبيع وبيوت العبادات إلّا وهي لا تخلو من نار أبدا ليلا ونهارا .
[فأما المجوس
فإنها لا ترضى بمصابيح أهل الكتاب] ، حتى اتخذت البيوت للنيران والسدنة ووقفوا عليها الغلات .
ومن نيران الله نار البرق ، وقد ذكرها أعرابي ، وأحسن ما شاء في
وصفها إذ قال :
نار تجدّد
للعيدان نضرتها
|
|
والنار تأخذ
عيدانا فتحترق
|
__________________
يقول : كل نار في
الدنيا ، فإنها تحرق العيدان ، وتستهلكها إلّا هذه النار ، فإنها تجيء بالغيث. وإذا غيثت الأرض أحدث الله للعيدان جدّة ، وللأشجار أغصانا لم تكن. ومن النيران نار الحمّى. وقد
قال بعض المفسرين في قوله تعالى :
(وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وارِدُها) من حمّ في الدنيا فقد وردها .
فصل
في ذكر الفيل
قال الجاحظ :
قد جعل الله شأن الفيل
من أعظم الآيات ، وأكبر البرهانات للبيت الحرام ولقبلة الإسلام ، وتأسيا
لنبوة النبي عليهالسلام ، وتعظيما لشأنه بما جرى من ذلك على يد جدّه عبد المطلب ، حين عدت الحبشة لهدم البيت ، وإذلال العرب. فلم يذكر الله منهم ملكا ولا سوقة باسم ولا نسب ولا لقب ، وذكر الفيل باسمه المعروف وأضاف السورة
__________________
التي ذكر فيها
الفيل إليه ، وجعل فيه [من] الآية أنهم كانوا إذا قصدوا به نحو البيت يعصي ويبرك ، وإذا خلّوه وسومه صدّ عنه ، وصدف .
فصل
في ذكر الإبل
ابتدأ الله تعالى
في ذكر ما سخره لعباده من المطايا بالإبل فقال :
(وَالْأَنْعامَ
خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها
جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى
بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ
رَحِيمٌ) .
ثم ثنى بذكر ما
سواها من الخيل والبغال والحمير وقال عز اسمه :
(أَفَلا يَنْظُرُونَ
إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) . فعجب الناس من خلقها وابتراكها وتحميلها وقيادها بلا مئونة ، وإنما قال الناس : الجمال
سفن البر من قوله تعالى :
__________________
(وَآيَةٌ لَهُمْ
أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا
لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) .
وقال بعض العرب :
ما اقتنى الناس خيرا من الإبل ، إن حملت أثقلت ، وإن مشيت أبعدت ،
وإن نحرت أشبعت ، وإن خلّيت أروت .
وقد ذكر الله
تعالى هذه المرافق الأربعة في قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها
مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ
(٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ) .
وقال بعض أهل
العصر مقتبسا من قول الله تعالى : (وَلَكُمْ فِيها
جَمالٌ) .
معيشة المرء جما
|
|
ل به من الحركة
|
إذا بركت بباب
الد
|
|
ار ألقت البركة
|
__________________
فصل
في ذكر الخيل
لكثرة المرافق
التي جمعها الله تعالى في الخيل للإنسان خصّها بالذكر المبين في مواضع من كتابه إذ قال : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ
مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ
اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) .
ومن رباط الخيل
اشتق منه اسم الرباطات التي هي حصون المسلمين في الثغور والأطراف.
ومن رباطها سمّوا مرابطين. وعلى هذا التأويل سميت الخيل حصونا.
قال الشاعر :
ولقد علمت على
تجنّبي الرّدى
|
|
أن الحصون الخيل
لا مدر القرى
|
واستفتى بعض السلف
في رجل أوصى ببعض ماله للحصون ، فقال :
اجعلوها الخيل ،
ثم أنشد هذا البيت محتجا به.
وقد سمعنا الله
ذكر زينات الدنيا السبعة التي زيّنت لهم ، ووجدت مساعيهم مقصورة على اتخاذها والاستكثار منها فقال : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ
حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ
__________________
النِّساءِ
وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ) .
فخص الخيل بذكر مفرد ، ليدل على جلالة قدرها في النعم التي خوّلها الإنسان ، ثم أقسم بأشياء من معاظم الخليقة في قوله عزوجل : (وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) .
فقد علم أن هذا
صفة الخيل ، ثم وقع عليها اسم الخير الذي هو أشرف الأشياء ، وهو ضد اسم الشر فقال في قصة سليمان عليهالسلام :
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ
بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (٣١) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ
الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) .
فلم يختلف أهل
التفسير أن المراد بالخير هاهنا الخيل. وعادة العرب مستمرة بإيقاع اسم الخير على اسم الخيل.
__________________
قال الشاعر :
الخير ما طلعت
شمس وما غربت
|
|
موكل بنواصي
الخيل معقود
|
فصل
في ذكر سوروآي القرآن
سورة طويلة ليس
فيها أمر ولا نهي ، ولا تحليل ولا تحريم : هي سورة يوسف. قال : تسع آيات أولها قاف وآخرها نون وهي سورة الشعراء قال (فِرْعَوْنُ وَما
رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا
إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) إلى التاسعة.
__________________
ثلاث عشرة آية
متصلة ليس فيها واو وهي في سورة عبس من لدن قوله : (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
(١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ شَقَقْنَا
الْأَرْضَ شَقًّا) .
أربع آيات
متواليات فيها (ليس فيها) ألف (فَقُتِلَ كَيْفَ
قَدَّرَ (١٩) [ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ
قَدَّرَ] (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ
وَبَسَرَ) .
كلمة واحدة فيها
عشرة أحرف متصلة وهي (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) .
عشرة أحرف كلها
منفصلة (وَإِذا رَأَوْكَ) .
آيتان تجمع كل واحدة منهما الحروف كلها إحداهما : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللهِ) إلى قوله : (فَاسْتَغْلَظَ) والأخرى : (ثُمَّ أَنْزَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) .
__________________
ليست في القرآن
كلمتان إلّا وفيهما ، وفي إحداهما حرف من حروف بسم الله الرحمن الرحيم ، إلّا قوله
: (فَقَدْ صَغَتْ) ، وقوله : (فَوْقَ صَوْتِ) .
وقد وقعت ثلاث سور متواليات ليس فيها الله وهي (اقْتَرَبَتِ) ، و (الرَّحْمنُ) و (إِذا وَقَعَتِ) .
ستة وعشرون حرفا
متوالية ليس فيها من حروف النقط شيء ، وهو قوله عزوجل : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ
واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) .
ليس في النصف
الأول من القرآن (كُلا) ، وفي النصف الآخر ثلاثة وثلاثون (كلا).
ثلاث ألفات متوالية (وَقالُوا أَآلِهَتُنا
خَيْرٌ) .
ثلاث ياءات متوالية (وَاللَّائِي يَئِسْنَ
مِنَ الْمَحِيضِ).
__________________
ثلاث تاءات (وَما كُنْتَ تَتْلُوا) .
ثلاث واوات
متوالية : (آوَوْا وَنَصَرُوا) .
آية فيها ، ثلاثون نونا وهي في سورة النور : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) الآية.
آية فيها ثلاثون
ميما وهي [في] سورة النور (لَيْسَ عَلَى
الْأَعْمى حَرَجٌ) الآية.
وفي سورة المجادلة
خمس آيات في كل آية منها الله في مكان واحد أو مكانين إلى خمسة.
__________________
قال آيتان آخر كل
آية منهما الذال ، وهما في سورة هود (بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (عَطاءً غَيْرَ
مَجْذُوذٍ) .
سورة جميع أواخرها
انتهاء على الألف إلّا الآية الأولى وهي سورة بني إسرائيل ، وفيها ثلاث آيات آخر كل آية رسولا .
وقال مجاهد في
قوله : (وَاتَّبَعَكَ
الْأَرْذَلُونَ) قال :
الحاكة.
قال ابن عباس في
قوله تعالى : (ضَيْفِ إِبْراهِيمَ
الْمُكْرَمِينَ) ، قال :
قيامه عليهم
بنفسه.
وقال علي بن أبي
طالب (رضي الله عنه) في قوله : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ، قال :
(ما عفا عنه في
الدنيا فهو أكرم من أن يرجع فيه [في] الآخرة.
__________________
وقال سفيان بن
عيينة في قوله عزوجل (سَأَصْرِفُ عَنْ
آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) .
قال : أحرمهم
قراءة القرآن.
وقال أبو عمر عن
ثعلب في قوله (فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ) ، قال :
قول الله كله حسن
، ولكن فيه الأمر بالقصاص ، وفيه الأمر بالعدل والإحسان ، والإحسان أحسن من
العدل.
في سورة الحج ثمان
آيات متوالية في كل واحدة منها (الله) بصفة غير التي تقدمتها من لدن قوله تعالى : (لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً
حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) .
آية فيها ما لا
يجب أن يفصل ما بينه وبين ما يليه (يُخْرِجُونَ
الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ) لا يزد عما تقدمه وكذلك : (إِنَّ الَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَنْ
__________________
تَشِيعَ
الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا
وَالْآخِرَةِ) .
قال : آيتان ينبغي
أن يفصل بينهما أعني بين آخر الأولى وأول الأخرى : (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ
الْعِقابِ (٧) لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ) .
__________________
الباب الرابع والعشرون
في
الدعوات المستجابة
الباب الرابع والعشرون
في الدعوات المستجابة
فصل
في فضل الدعاء وما يتصل به
قال عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوسلم :
(قُلْ ما يَعْبَؤُا
بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) .
وقال تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) .
وأثنى على قوم فقال : (وَيَدْعُونَنا
رَغَباً وَرَهَباً) .
وقال جل اسمه (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) .
وقال سفيان في
قوله تعالى : (سُبْحانَكَ اللهُمَّ
وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) .
قال : كان أحدهم إذا أراد أن يدعو قال : سبحانك اللهم.
__________________
وقال ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما
فَاسْتَقِيما) ، قال :
كان موسى يدعو لهم
وهارون يؤمّن ، فجعلهما الله داعيين .
قال ابن المعتز :
كرم الله لا تنقضي
حكمته ؛ ولذلك لا تقع الإجابة في كل دعوة. قال الله تعالى : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ
لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ) .
قال المفسرون في
قوله تعالى : (وَالْباقِياتُ
الصَّالِحاتُ) قالوا :
إنها التسبيح
والتحميد والتهليل والتكبير ، سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر.
قال الحسن :
من دوام على قراءة
(وَذَا النُّونِ إِذْ
ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ
أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧)
فَاسْتَجَبْنا لَهُ
__________________
وَنَجَّيْناهُ
مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)) [نجا] ، ووعده لا يخلف عزّ ذكره.
وقال صاحب كتاب
الفرج بعد الشدة :
أنا أحد من أوصي
بها في نكبة عظيمة لحقتني ، وقد كنت حبست ، وتهددت بالقتل ، ففرج الله سبحانه عني ، وأطلعت في
التاسع من يوم قبض عليّ.
قال : دخل طاوس على عليل يعوده ، فقال له :
يا طاوس ادع الله
لي. فقال :
ادع الله لنفسك
فإنه يجيب (المضطر) إذا دعاه ، ويكشف السوء .
وفي كتاب الفرج
بعد الشدة بإسناد لمصنفه قال :
بينما رجل جالس إذ
سمع قارئا يقرأ (أَمَّنْ يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) .
فقال :
يا من يجيب المضطر إذا دعاه ، فاكشف ما أنا فيه ، قال : فنزلت الحصاة من أذنه.
__________________
أنشد المبرد لأبي
يعقوب الخريمي وقد شارف على العمى .
يمنّيني الطبيب شفاء عيني
|
|
وهل غير الإله
لها طبيب
|
سأدعو دعوة
المضطر ربّا
|
|
يثيب على الدعاء ويستجيب
|
وقال بعض السلف :
من أراد أن يكثّر
ماله وولده ، فليلزم الاستغفار لقوله تعالى : (فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (١٠) يُرْسِلِ السَّماءَ
عَلَيْكُمْ مِدْراراً (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) .
__________________
فصل
في أدعية المكروبين
قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يقول عند اشتداد الكربة وضيق حلقة البلاء في الحروب :
(تضايقي ، وتنفرجي)
، ثم يرفع يديه الكريمتين فيقول :
(بسم الله الرحمن
، لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم ، اللهم كفّ بأس الذين كفروا إنك أشدّ [بأسا] وأشد تنكيلا) فما نخفضهما حتى ينزل النصر .
جبير عن الضحاك عن ابن عباس قال :
دعا الرسول صلىاللهعليهوسلم وآله يوم حنين دعاء هو دعاء كل مكروب : (كنت وتكون ، حيا ،
تموت العيون ، وتنكدر النجوم ، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم) .
ولما قحط أهل
الحجاز ولا سيما أهل المدينة خرج النبي صلىاللهعليهوسلم إلى ظاهرها ، فصلّى بالناس ركعتين ، ثم صعد المنبر ،
واستغفر الله كثيرا ، ثم رفع يديه فقال : (اللهم اسقنا غيثا مريعا ومغيثا غدقا طبقا نافعا غير ضار
عاجلا غير رائث ينبت الزرع ويملأ الضرع ويحيي به
__________________
الأرض بعد موتها) وكذلك يخرج ما في درّها حتى هطلت السماء بمثل أفواه القرب ، وجاء أهل البادية
يضجون الغرق الغرق ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : (حوالينا ولا علينا) فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحاط بها كالأكاليل فضحك النبي صلىاللهعليهوسلم حتى بدت نواجذه ثم قال : (لله درّ أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه من
ينشدنا قوله فينا؟) فقام علي وقال : يا رسول الله لعلك تريد قوله :
وأبيض يستسقي
الغمام بوجهه
|
|
ثمال اليتامى
عصمة للأرامل
|
يطيف به الهلّاك
من آل هاشم
|
|
فهم عنده في
نعمة وفواضل
|
وكان من دعاء علي
رضي الله عنه في يوم الجمل :
اللهم إليك رفعت
الأبصار ، وأفضت القلوب ، وبسطت الأيدي ، فافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين .
وجاء أعرابي فشكا إليه شدة وضيقا في الحال ، وكثرة من العيال فقال :
__________________
عليك بالاستغفار
فإن الله تعالى يقول : (اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (١٠) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً
(١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ أَنْهاراً) ، فذهب وعاد إليه يوما وقال :
يا أمير المؤمنين
، قد استغفرت الله كثيرا وما أرى فرجا! فقال له :
قل : يا فراج الهمّ ، ويا كاشف الغمّ ، ويا منزل القطر ، ويا
مجيب دعوة المضطر ، صلّ على محمد وعلى آله ، وفرّج عني ما ضاق له صدري ،
وعيل معه صبري وقل :
(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي
إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (وَما تَوْفِيقِي
إِلَّا بِاللهِ) (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) .
قال الأعرابي فكنت أجمع بين الاستغفار وبين هذه الكلمات ، فكشف الله
الضر ووسع الرزق.
قال : دخل الحسن
على الحجاج فرأى بناءه وإشرافه فقال :
__________________
يعمد أحدكم إلى
قصر ، فيشيده ، وفرش فيتخذه . وقد حف به ذباب طمع ، وفراش نار ثم يقول : انطروا ما صنعت. قد رأينا يا
عدو الله ما صنعت ، أما أهل السماوات ، فيلعنونك .
وأما أهل الأرض
فيمقتونك ، ثم خرج وهو يقول :
إنما أخذ الله على
العلماء ليبيننه للناس ، ولا يكتمونه فتغيظ الحجاج وقال :
يا أهل الشام هذا
عبد أهل البصرة يدخل فيشتمني في وجهي ، فلا يكون لذلك مغير ! فلحق نفر من أهل الشام بالحسن ، وردوه إلى الحجاج والنطع
والسيف بين يديه والحسن يحرك شفتيه . فكلمه الحجاج بكلام غليظ ، ورفق به الحسن ، حتى سكت عنه
غضبه ، ثم دعا الحجاج بالطعام ، فأكلا وبالوضوء فتوضأ ، وبالغالية فغليه بها بيده وصرفه مكرما ، فقيل للحسن :
بم كنت تحرك شفتيك؟
فقال : كنت أقول :
__________________
يا غايتي عند دعوتي ، ويا دعوتي في شدتي ، ويا وليّي في نعمتي ، ويا
إلهي وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق والأسباط ، وموسى وعيسى ومحمد ، ويا رب كهيعص
وطه وياسين ورب القرآن العظيم ، اصرف عني شر الحجاج ومعرّته ، وارزقني مودته ورحمته .
قال راوي هذا
الحديث : فما دعوت بها في شدة إلّا تفرجت.
كتب الوليد بن عبد
الملك إلى صالح بن عثمان المري عامله على المدينة :
أن أبرز الحسن ، وكان في حبسه ، واضربه في مسجد الرسول خمسمائة سوط
، فأخرجه وخرج به إلى المسجد ، واجتمع الناس ، فصعد صالح المنبر ، ليقرأ
عليهم الكتاب إذ أقبل علي بن الحسن ففرّج له الناس ، حتى انتهى إلى الحسن.
فقال له : يا ابن
عم لا ترع ، وادع بدعاء الكرب.
قال : وما هو يا
ابن عمي؟
قال : قل لا إله
إلّا الله الحكيم الكريم ، العلي العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع ، ورب
العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين.
وانصرف علي والحسن
يكررهن ، فلما نزل صالح قال : أرى سجنه مظلوما وأخّروا أمره ، لأراجع أمير المؤمنين فيه ، فأخّروه. وكتب صالح إلى الوليد ببراءة
ساحته فكتب في إطلاقه.
وعن عطاء قال :
__________________
خرجت سرية إلى أرض الروم ، فسقط رجل منهم عن فرسه ، فانكسرت فخذه ولم
يمكنهم حمله ، فربطوا له فرسه عنده ووضعوا له شيئا من الزاد والماء ، فلما تولوا
عنه أتاه آت فقال له :
ضع يدك حيث تجد
الألم وقل : (فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) ففعل ، وصح ، وركب فرسه ، وأدرك أصحابه.
فصل
في سائر الدعوات
دعاء الحاجة :
قال علي كرم الله وجهه لعبد الله بن جعفر :
ألا أعلمك كلمتين
ما علمتهما [إلّا] الحسن
والحسين؟
فقال : بلى يا
أمير المؤمنين.
قال : إذا سألت
الله حاجة فأحببت أن تنجح ، فقل :
لا إله إلّا الله
وحده لا شريك له ، الحليم الكريم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، العلي
العظيم. ثم اذكر حاجتك .
__________________
دعاء الدّين :
يروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان يقول إذا ركبه الدّين :
اللهم (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ
سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) اقض عني الدّين واغنني من الفقر برحمتك يا أرحم الراحمين.
الدعاء عند الخوف [من]
العدو : اللهم إني أسألك بقدرتك التي تمسك بها السماوات السبع أن تقع على الأرض إلّا بإذنك أن تكفني فلانا وشره وضره .
الدعاء عند إخراج
الصدقة :
(رَبَّنا تَقَبَّلْ
مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
الدعاء عند مواقعة
العدو :
(رَبَّنا أَفْرِغْ
عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) .
الدعاء عند أخذ
المصحف :
(رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) .
__________________
الدعاء عند النظر
إلى السماء والنجوم :
(رَبَّنا ما خَلَقْتَ
هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) (تَبارَكَ الَّذِي
جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) .
الدعاء عند الظلم
:
(رَبَّنا أَخْرِجْنا
مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ
وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) ، (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ
الْقَوْمِ) .
الدعاء عند الذنب
:
(رَبَّنا ظَلَمْنا
أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخاسِرِينَ) .
الدعاء عند
الخصومة :
(رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ) .
الدعاء عند التهمة
:
__________________
(رَبَّنا إِنَّكَ [تَعْلَمُ]) (ما نُخْفِي وَما
نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ [مِنْ]) (شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي السَّماءِ) .
الدعاء [عند] افتتاح الأمر :
(رَبَّنا آتِنا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) (قالَ رَبِّ اشْرَحْ
لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي
(٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي) .
الدعاء عند
الاصطلاء ودخول الحمام :
(رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ
تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) ، (رَبَّنَا اصْرِفْ
عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) .
الدعاء عند ذكر
السلف :
(رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا) .
__________________
الدعاء عند دخول
بلدة أو منزل :
(رَبِّ أَدْخِلْنِي
مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
سُلْطاناً) .
الدعاء عند الركوب
:
(سُبْحانَ الَّذِي
سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا
لَمُنْقَلِبُونَ) .
الدعاء عند النزول
:
(رَبِّ أَنْزِلْنِي
مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) .
الدعاء عند إتيان
الأهل :
(رَبَّنا هَبْ لَنا
مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ
إِماماً) .
الدعاء عند طلب
ولد ذكر :
أستغفر الله.
أستغفر الله (رَبِّ لا تَذَرْنِي
فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) .
الدعاء عند لبس
الثوب عند السرور :
__________________
(رَبِّ أَوْزِعْنِي
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ) .
الدعاء عند السهو
والنسيان :
(رَبَّنا لا
تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً
كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) .
الدعاء عند
الخطرات المكروهة واستماع أهل البدع :
(رَبَّنا لا تُزِغْ
قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ
أَنْتَ الْوَهَّابُ) .
الدعاء عند الشدة
:
(رَبَّنَا اكْشِفْ
عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) .
الدعاء عند
الوسوسة :
(رَبِّ أَعُوذُ بِكَ
مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) .
الدعاء عند ذكر
الوالدين :
__________________
(رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ) .
الدعاء عند النظر
في المرآة :
(الحمد لله الذي
خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي و (فَتَبارَكَ اللهُ
أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) ).
الدعاء في طرفي
النهار :
(فالِقُ الْإِصْباحِ
وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ
تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) .
الدعاء عند رؤية
المبتلى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) .
الدعاء عند اكتشاف
البلاء :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) .
__________________
الدعاء عند النظر
إلى الولد :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ [وَ]) (إِسْحاقَ إِنَّ
رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) .
الدعاء لأهل البلد
:
(رَبِّ اجْعَلْ هذا
بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) .
الدعاء عند رؤية
الهلال :
(الحمد لله الذي خلقك
وقدرك منازل وجعلك آية للعالمين) .
الدعاء عند البرق
والرعد : (هُوَ الَّذِي
يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ) (السَّحابَ الثِّقالَ
(١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ
الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ) .
الدعاء عند خوف
العين :
__________________
(ما شاءَ اللهُ لا
قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) (وَإِنْ يَكادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١) وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) .
الدعاء عند ركوب
السفينة :
(بِسْمِ اللهِ
مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) .
الدعاء عند الرغبة
في العلم والأدب :
(رَبِّ زِدْنِي
عِلْماً) (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) .
فصل
في أدعية البلغاء
وقال أبو بكر
الخوارزمي :
(اللهم إنك تحب
التوابين وتحب المتطهرين) [فاقبلني] بالتوبة
وغسّل عني ضرّ كل حوبة ، ربنا إنّا ندعوك بأحسن مما علّمته خلقك ، وأنزلت به وحيك (رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى
الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) .
__________________
وقال : اللهم : (إنك
عالم السر وأخفى) ، تسمع وترى ، وأنت بالمنظر الأعلى (تعلم ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى . اللهم حبب إليّ التقوى وبغّض إليّ الدنيا. اللهم اجعل همي
وهمتي في الآخرة دون الأولى ، وفي نفسي دون الورى ، وفي جنة المأوى دون كل دار
مثوى. اللهم أعطني كتابي باليمنى ، واحشرني في زمرة [من خاف] . ربه ، ونهى النفس عن الهوى ، ولا تحشرني في زمرة من طغى ، وآثر الحياة الدنيا إذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر
الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم .
__________________
الباب الخامس والعشرون
في
الرقى والأحراز
الباب الخامس والعشرون
في الرقى والأحراز
فصل
في فصل من الأوجاع و الأمراض
وجد في بعض خزائن
بني أمية سفط فيه صندوق فضة ، مقفل بقفل ذهب ، ففتح عن جريدة فيها صفحة مكتوب فيها : لكل داء يقرأ عليه ، فيسكن بإذن الله ، بسم
الله : الحمد لله ، اسكن سكّنتك بالذي سكن له ما (فِي اللَّيْلِ
وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
اسكن سكّنتك بالذي
(وَيُمْسِكُ السَّماءَ
أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ
رَحِيمٌ) .
اسكن سكّنتك بالذي
(يُمْسِكُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ
بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) .
__________________
اسكن سكّنتك بالذي
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ
الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ
صَبَّارٍ شَكُورٍ) .
رقية الحمى :
(وَبِالْحَقِّ
أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) ثم يقرأ : (فَما ذا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) ، ثم يقرأ : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ) .
لأم ملدم التي تأكل اللحم وتشرب الدم :
(يا نارُ كُونِي
بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) .
لوجع البطن :
بسم الله (لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّاكِرِينَ) ، (إِنَّ اللهَ
بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، (وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
__________________
للإسهال :
بسم الله الشافي
الكافي : (وَقِيلَ يا أَرْضُ
ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) .
للثآليل :
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (١٠٥) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً
(١٠٦) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) .
لعسر الولادة :
(أَوَلَمْ يَرَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) ، (إِذَا السَّماءُ
انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣)
وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) ، (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ
يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ) .
للقوباء :
__________________
(يَتَوارى مِنَ
الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي
التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ، (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْجِبالِ) الآية ..
لحمى الربع :
(بسم الله الشافي
الكافي ، المعافي الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ، ولا في السماء ، وهو السميع
العليم ، (وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ، و (وَبِالْحَقِّ
أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) ، (لا يَرَوْنَ فِيها
شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) ، (يا نارُ كُونِي
بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) ، (وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي
الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها) .
للصداع والشقيقة :
__________________
(بسم الله أرقيك
والله يشفيك من كل داء يؤذيك) ، (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ
مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ) ، (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ
الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ
شَقِيًّا) ، (أَنِّي مَسَّنِيَ
الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .
لوجع الضرس :
بسم الله والحمد
لله : (قُلْ يُحْيِيهَا
الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) .
للمغشي عليه :
(فَلَمَّا تَجَلَّى
رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ
سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) .
للمصروع والمجنون
:
(إِنَّهُ مِنْ
سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا
عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ، (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ
__________________
لَمُحْضَرُونَ
(١٥٨) سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) . و (أَيُّوبَ إِذْ نادى
رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (٤١) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ
هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (٤٢) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ
مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) ، (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ [سُلْطانٌ]) ، (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) .
في سائر الرقى
للمضروب :
(يُرِيدُ اللهُ أَنْ
يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ [ضَعِيفاً]) ، (ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ) ، (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ
عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) ، (يُبَشِّرُهُمْ
رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ) .
__________________
اللهم انقطع
الرجاء إلّا منك ، وخابت الآمال إلّا فيك ، صلّ على محمد وعلى آل محمد ، واجعل
لفلان مما هو فيه فرجا ومخرجا يا أرحم الراحمين.
لمن يريد أن يغلب
خصمه ويقهر عدوّه :
(وَمَكَرُوا مَكْراً
كُبَّاراً) ، (وَمَكَرُوا مَكْراً
وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ
الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) .
للعطف والتآلف :
بسم الله الرحمن
الرحيم ، وفاتحة الكتاب ، والمعوذتين إلى آخرها ، وآية الكرسي ، و (لَوْ أَنْزَلْنا) إلى آخر السورة ، و (لَوْ أَنْفَقْتَ ما
فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ
بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، و (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ
خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ
بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ
اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا
__________________
حُفْرَةٍ
مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ، (عَسَى اللهُ أَنْ
يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ [مِنْهُمْ]) (مَوَدَّةً وَاللهُ
قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، (وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) ، (يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) .
فصل
في الأحراز
حرز من سلطان يخاف :
بسم الله الرحمن
الرحيم ، (قالَتْ إِنِّي
أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) (وَخَشَعَتِ
الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) ، (قالَ اخْسَؤُا فِيها
وَلا تُكَلِّمُونِ) (هذا يَوْمُ لا
يَنْطِقُونَ) . أخذت سمعك وبصرك بسمع الله وببصره. أخذت قوتك بقوة الله . بيني وبينك ستر النبوة الذي كانت الأنبياء
__________________
تستتر (به) من الفراعنة.
جبريل عن يمينك ، وميكائيل عن شمالك ، ومحمد إمامك ، والله مطلع عليك يحجبني منك ، ويمنعني عنك.
حرز من الأعداء
واللصوص :
فاتحة الكتاب
والمعوذتان وإذا (قَرَأْتَ الْقُرْآنَ
جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً
مَسْتُوراً) (أَفَرَأَيْتَ مَنِ
اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا
تَذَكَّرُونَ) ، (إِنَّا جَعَلْنا عَلى
قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ
تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) ، (أُولئِكَ الَّذِينَ
طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ
الْغافِلُونَ) ، (وَجَعَلْنا مِنْ
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا
يُبْصِرُونَ) .
__________________
وعن ابن عباس قال
: من كان يخاف ما وراءه ، فلينكت بسوط بين أذني دابته (لا تخاف دركا ولا يخشى) وليقل : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (يَدُ اللهِ فَوْقَ
أَيْدِيهِمْ) ، (إِنَّا رُسُلُ
رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) .
حرز من السحر :
(ما جِئْتُمْ بِهِ
السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ
الْمُفْسِدِينَ) .
حرز الفزع من
الليل ومن كل مخوف :
(وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ
بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ
آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) ، (قُلْ مَنْ
يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ
رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ) ، (لا يَحْزُنُهُمُ
الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) ، (أَلَّا تَخافُوا وَلا
تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، (وَلا
__________________
خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) .
حرز من السهر :
آية الكرسي ، (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً
مِنْهُ) ، (وَجَعَلْنا
نَوْمَكُمْ سُباتاً) .
حرز من الهوام :
بعد التسمية ،
المعوذتان ، أعوذ بالله بكلماته التامّات من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ
عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها
إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) .
حرز من كل مخوف :
بسم الله ، والحمد
لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلّا الله ، تحصّنت بالحي الذي لا يموت من شر خلق
الله أجمعين ، ورميت الذي سرّى بلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . وأعوذ بالله من شر كل ذي (شر) ، وهو غالب كل ذي شر (حَسْبِيَ اللهُ لا
إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) .
__________________
حرز جامع من الحرج
:
محمد بن مجاهد
لأبي الحسن علي بن عيسى الوزير : فاتحة الكتاب (إِنَّهُ مِنْ
سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا
عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ، (كَتَبَ اللهُ
لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (لا يَضُرُّكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) .
(وَاجْعَلْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) ، (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ
أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) ، (وَاللهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ) ، (وَأَنَّ اللهَ لا
يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ) ، (كُلَّما أَوْقَدُوا
ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) ، (يا نارُ كُونِي
بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩) وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ
الْأَخْسَرِينَ) (وَزادَكُمْ فِي
الْخَلْقِ بَصْطَةً) ، (لَهُ مُعَقِّباتٌ
__________________
مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) ، (رَبِّ أَدْخِلْنِي
مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
سُلْطاناً نَصِيراً) ، (وَقَرَّبْناهُ
نَجِيًّا) ، (وَرَفَعْناهُ مَكاناً
عَلِيًّا) ، (سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمنُ وُدًّا) ، (حَسْبِيَ اللهُ) (عَسَى اللهُ أَنْ
يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) (وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) ، (وَيَنْصُرَكَ اللهُ
نَصْراً عَزِيزاً) ، (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ) ، (فَوَقاهُمُ اللهُ
شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) (وَيَنْقَلِبُ إِلى
أَهْلِهِ مَسْرُوراً) .
آية الكرسي : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ
تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ
بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ
__________________
سَمِيعٌ
عَلِيمٌ (٢٥٦) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ
إِلَى النُّورِ) ، (يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ، (رَبَّنا أَفْرِغْ
عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ، (وَقالُوا حَسْبُنَا
اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) ، (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً
فَظَنَّ أَنْ [لَنْ] نَقْدِرَ عَلَيْهِ
فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ
وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ، (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي [إِلَى اللهِ] إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ
بِالْعِبادِ (٤٤) فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ
سُوءُ الْعَذابِ) .
__________________
الفهارس العامة للكتاب
*
فهرس الأحاديث.
*
فهرس الأشعار.
*
فهرس الأعلام والقبائل.
*
فهرس الأماكن.
*
فهرس الكتب.
فهارس الجزء الأول
الأشعار
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
كان قضيبا له
انثناء
|
وكان بدرا له ضياء
|
١٠٢
|
ولست بهياب
المنية إذ أتت
|
ولكنني رهن التأسف والأسى
|
٢٥٤
|
وبدأت بالعسل
الشديد بياضه
|
عمدا أباكره بماء سماء
|
٢٧٢
|
يا قريب المزار
نائي اللقاء
|
ومريض الجفون من غير داء
|
٢٥٣
|
إن يكن عاقك عن
إنجاز
|
ما انفقت خطب
|
٣١٣
|
إن غبت أودعك
الإله حياضه
|
وإذا قدمت أباحك الترحيبا
|
٢٣٥
|
وعصبة بات فيها
الغيظ متقدا
|
إذ شدت لي فوق أعناق الورى رتبا
|
٢٣٥
|
يبكون من قتلت
سيوفهم
|
ظلما بكا متقطع القلب
|
٧٨ ، ١٥٠
|
كأن كل سؤال في
مسامعه
|
قميص يوسف في أجفان يعقوب
|
٢٣٤
|
وقائلة وقد بصرت
بدمع
|
على الخدين منهمل سكوب
|
٢٣١
|
علي والله فيما
لفقوا كذبوا
|
ككذب أولاد يعقوب على الذيب
|
٢٢٢
|
لا تذكري فرسي
وما أطعمته
|
فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
|
٢٢٣
|
ليس بيني وبين
قيس عتاب
|
غير طعن الكلى وضرب الرقاب
|
١٩٦
|
ليس الغبي بسيد
في قومه
|
لكن سيد قومه المتغابي
|
٣٢٩
|
رماكم أمير
المؤمنين بحية
|
أكول لحيات البلاد شروب
|
٢٤٤
|
إن أكن مذنبا
فحظي عقاب
|
فهب لي عقوبة التأديب
|
٢٤٠
|
كان لما أتى
وداع الحبي
|
ب وقلبي وجب
|
٢٤٥
|
ألم تر أن الله
قال لمريم
|
وهزي إليك النخل يساقط الرطب
|
٢٥٥
|
لو لا عجائب صنع
الله ما نبتت
|
تلك الفضائل في لحم ولا عصب
|
٥٢
|
تقضّى الحلم
وانكشفت ظلال
|
وصار الصقر رهنا لانكفات
|
٢٨٩
|
ما دمت حيا فدار
الناس كلهم
|
فإنما أنت في دار المداراة
|
٣١٩
|
عجبت من إبليس
في كبره
|
وخبث ما أظهر من نيته
|
٢١٥
|
كل إلى الغاية محثوث
|
والمرء موروث ومبعوث
|
٣٢٣
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
قل لمن يحمل
العصا
|
حيث أمسى وأصبحا
|
٢٤٥
|
مديحي عصا موسى
وذلك أنني
|
ضربت به بحر الندى فتضحضحا
|
٢٤٥
|
قلبي مقيم
بنيسابور عند أخ
|
ما مثله حين تستقري البلاد أخ
|
٤٨
|
لله برد خوارزم
إذا كلبت
|
أنيابه وكست أبداننا الرعد
|
٥٣
|
ما كلف الله
نفسا فوق طاقتها
|
ولا تجود يد إلا بما تجد
|
١١١
|
أخ لي أما الود
منه فرائد
|
وإن شهد ارتاحت إليه المشاهد
|
٥١
|
أبا مجرم ما
غيّر الله نعمة
|
على عبده حتى يغيرها العبد
|
١١٧
|
إن الشهاب الذي
يحمي ذماركم
|
لا يخمد الدهر لكن جمرة يقد
|
٢٣٢
|
حالان لا تحسن
الدنيا بغيرهما
|
.... فيها الجود والولد
|
٣٥٦
|
أتنهرني
وتوعدوني ثلاثا
|
كما وعدت لمهلكها ثمود
|
٢٥٩
|
سبحان من سخر
الأقوام بعضهم
|
بعضا حتى استوى التدبير واطردا
|
١١٦
|
لي نفس أحبت
الله في الل
|
ه حسينا ولا تحب يزيدا
|
١٥٢
|
إن العرانين
تلقاها محسدة
|
ولن ترى للئام الناس حسادا
|
٣٣٤
|
وسميت نفسك أشقى
ثمود
|
فقالوا هلكت ولم تبعد
|
٢٥٩
|
يا علم العالم
في الجود
|
مثلك جود غير موجود
|
٢٢١
|
لقد أسمعت لو
ناديت حيا
|
ولكن لا حياة لمن تنادي
|
٩٢
|
أريد حياته
ويريد قتلي
|
عذيري من خليلي من مراد
|
٢٠١
|
لحفظ المال أيسر
من بغاه
|
وسعي في البلاد بغير زاد
|
٣١٢
|
يا ساهرا يرنو
بعيني راقد
|
ومشاهدا للأمر غير مشاهد
|
٢١٢ ، ٣٤٨
|
أبا الفضل في
تسع وتسعين نعجة
|
غني لك عن ظبي بساحتنا فرد
|
٢٤٩
|
بك الله حاط
الدين واحتاط أهله
|
من الموقف الدحض الذي مثله يردي
|
٢٥٤
|
فولّ ابنك
العباس عهدك إذ
|
له موضع واكتب إلى الناس بالعهد
|
٢٥٥
|
إذا الأرض ضاق
بها زندها
|
ففسحتها في فراق الزناد
|
٣٥٧
|
صلّى الإله على
امري ودّعته
|
وأتم نعمته عليك وزادها
|
١٠٩
|
أحلف بالله
وآياته
|
شهادة صادقة خالدة
|
٢٠٣
|
عسى فرج يأتي به
الله إنه
|
له كل يوم في خليقته أمر
|
١٠٤
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
أربع بربع
للربيع وكن له
|
ضيفا يكن ندماءك الأنوار
|
١١٧
|
أين كسرى كسرى
الملوك أبو
|
ساسان أم أين مثله سابور
|
٣٢٣
|
دانت لك الشام
بأقطارها
|
وأذعن المؤمن والكافر
|
٢٤٤
|
وافتضاض السواد
من نذر الشيب
|
وما بعده لحى نذير
|
٣٦٦
|
يا معرضا إذ
رآني
|
لما رآني ضريرا
|
٣٤٩
|
إن كنت نوحا فقد
لاقيت إعصارا
|
فلا تذر منهم في الأرض ديارا
|
٢٢٠
|
ثانيه في كبد
السماء ولم يكن
|
لاثنين ثان إذ هما في الغار
|
١٦٧
|
سأجهد في شكر
لنعماك إنني
|
أرى الكفر للنعماء ضربا من الكفر
|
٣٣٥
|
جهلت ولم تعلم
بأنك جاهل
|
فمن لي بأن يدري بأنك لا تدري
|
٣٤٩
|
تمام العمى طول
السكوت وإنما
|
شفاء العمى يوما سؤالك من يدري
|
٢٦٦
|
وحسبي من الدنيا
كفاق يقيمني
|
وأثواب كتاب أزور بها قبري
|
١٥١
|
النار لا العار
فكن سيدا
|
فرّ من العار إلى النار
|
٢١٤
|
أشكر نعمي منك
مكفورة
|
وكافر النعمة كالكافر
|
٣٣٥
|
بأمركم يا آل
أحمد أصبحت
|
قريش ولاة الأمر دون ذوي الذكر
|
١٥١
|
تعجبت من فرعون
إذ ظن أنه
|
إله لأن النيل من تحته يجري
|
٢٤٤
|
أيا قتيلا عليك
|
كان النبي المعزّى
|
١٥٣
|
وبلاقعا حتى كأن
قطينها
|
حلفوا يمينا خلفتك غموسا
|
٣٣٩
|
لا تأمنن على
سري وسركم
|
غيري وغيرك أو طيّ القراطيس
|
٢٥٠
|
لا تنسين تلك
العهود فإنما
|
سميت إنسانا لأنك ناس
|
٢١٢
|
يا أكثر الناس
إحسانا إلى الناس
|
وأعظم الناس إغضاء عن الناس
|
٢١٣
|
أرى الشيطان
يوعدني شرورا
|
ووعد الله بالخيرات أوفى
|
١١٧
|
من كف يقظان
الشمائل ناعس ال
|
ألحاظ يفديه الغزال الأهيف
|
٢٣٦
|
إذا خدم السلطان
قوم ليشرفوا
|
به وينالوا كل ما يتشوفوا
|
١١٤
|
بنو هاشم عودوا
نعد لمودة
|
فإنا إلى الحسنى سراج التعطف
|
٢٣٦
|
يستوجب العفو
الفتى إذا اعترف
|
بما جناه وانتهى عما اقترف
|
٣٠٦
|
صلي مدنفا خائفا
|
سيرضيك عما اقترف
|
٣٠٥
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
والمؤثرون على
النفوس هم الأولى
|
فضلوا الورى بشمائل وخلائق
|
٣١٣
|
فلا يشعر القلب
خوف الفؤاد
|
فيتهم الله في صدقه
|
٣٦٠
|
سوف نبرا
وتمرضون ونجفو
|
فإن عاتبوا فقل ذا بذاكا
|
٢٤١
|
لإن كدر الدهر
الخئون مشاربي
|
ومات أميري ناصر الدين والملك
|
٢٢١
|
أما في رسول
الله يوسف أسوة
|
لمثلك محبوسا على الضيم والإفك
|
٢٣٧
|
كتب الأمير
كتائب في المعركة
|
والرأي طبيب رأى المملكة
|
٤٩
|
صديق لنا عالم
بالنجوم
|
يحدثنا بلسان الملك
|
٤٩
|
سلي إن جهلت
الناس عنا وعنكم
|
وليس سواء عالم وجهول
|
٢٦٤
|
إذا المرء لم
يدنس من اللؤم عرضه
|
فكل رداء يرتديه جميل
|
٢٦٤
|
إن العباد
تفرقوا من واحد
|
فلأحمد السبق الذي هو أفضل
|
١٥٠
|
ما بال رسمي من
جدوى يديك عفا
|
فصار أوضح منه دارس الطلل
|
٣٦٣
|
قد كان وعدك لي
بحرا فصيرني
|
يوم الزماع إلى الضحضاح والوشل
|
٣٦٢
|
شاور صديقك في
الخفي المشكل
|
واقبل نصيحة مشفق متفضل
|
٣٢٥
|
فأنفق وأتلف
إنما المال عارة
|
وكله إلى الدهر الذي هو آكله
|
٣١٥
|
إليك قصدنا
النصف من صلواتنا
|
مسيرة شهر بعد شهر نحاوله
|
٣٦١
|
هي الدار أبناء
الندى من حجيجها
|
نوازل في ساحاتها وقوافلا
|
٢٢٨
|
وقد زعمت جمل
بأني أريدها
|
على نفسها تبا لذلك في فعل
|
٢٢٤
|
كم من لبيب راجح
علمه
|
مستحصف الرأي مقل عديم
|
١١١
|
يأيها لظالم في
فعله
|
والظلم مردود على من ظلم
|
٣٣٤
|
والظلم من شيم
النفوس فإن تجد
|
ذا عفة فلعلة لا يظلم
|
٣٣٨
|
بقربك داران
مهدومتان
|
ودارك ثالثة تهدم
|
٣٢٢
|
يقولون سعر البر
يخشى ارتفاعه
|
وإن خانت الأيام عهدا فربما
|
٢٥٦
|
صلى الإله على
ابن آمنة التي
|
جاءت به سبط البنان كريما
|
١٢٥
|
لها حكم لقمان
وصورة يوسف
|
ومنطق داود وعفة مريم
|
٢٥٨
|
إذا بلغ الرأي
المشورة فاستعن
|
بحزم نصيح أو نصاحة حازم
|
٣٢٤
|
ما ذا تقولون إن
قال النبي لكم
|
ما ذا صنعتم وأنتم آخر الأمم
|
١٤٩
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
وما كنت في
تركيك إلا كتارك
|
طهورا وراض بعده بالتيمم
|
٢٥٦
|
حصادك يوما ما
زرعت وإنما
|
يدان الفتى يوما بما هو دائن
|
٢٨٨
|
أتيت بسنّين قد
رمتا
|
من الطين لّما أثاروا الدفينا
|
٩٩
|
وانا مورثون كما
ورثنا
|
عن الآباء إن متنا وبنا
|
٣٢٣
|
وراء مضيق الخوف
متسع الأمن
|
وأول معروج به آخر الحزن
|
٢٣٧
|
زعم الفضل بأني
|
قد نعاني الناعيان
|
٢١٦
|
سبحان من خلق
الخل
|
ق من ضعيف مهين
|
١٠٣
|
إن عليا لم يزل
محنة
|
لرابح منا ومغبون
|
٢٠٢
|
فلو كان يستغنى
عن الشكر ماجد
|
لعزة نفس أو علو مكان
|
٣٠٠
|
وظالما قلت له
واعظا
|
الظلم مما ينكر العالمون
|
٣٣٩
|
أخي أنت ومولاي
|
ومن أشكر نعماه
|
٢٥٢
|
ما ضر أحمد من
كسر اللّسان وقد
|
أضحت إليه أمور الناس يمضيها
|
٢٤٦
|
يا شبيها من
الذي
|
قطّعن أيديهن فيه
|
٢٣٦
|
سمتني ما محا
الهوى من ضميري
|
فالهوى اليوم حبله منك واهي
|
٣٣٣
|
نجّى عن الطرق
وبسّاطها
|
وأعرض عن الجانب والمشتبه
|
٢٩٠
|
فلا تيأس فيوسف
كان قدما
|
أتاه الملك في سجن البغايا
|
٢٣٨
|
لا يغرنك ما ترى
من رجال
|
إن تحت الضلوع داء دويا
|
٣٢٦
|
بنو عم النبي
وأقربوه
|
أحب الناس كلهم إليا
|
٢٠٦
|
الأعلام والقبائل
(الألف)
آدم عليهالسلام ٧٢ ـ ٢١١ ـ ٢١٢ ـ ٢١٣ ـ ٢١٥ ـ ٢١٧ ـ ٢٥٦ ـ ٢٥٩.
آدم بن عبد الله
بن عمر بن عبد العزيز ٢٣٩.
آصف ٢١٧.
ابتسام مرهون ٥٥
ـ ٥٦ ـ ٥٧ ـ ٥٩.
إبراهيم عليهالسلام ٧٢ ـ ١٣٣ ـ ١٥٦ ـ ١٦٧ ـ ٢٢٠ ـ ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ـ ٢٢٦
ـ ٢٥٣.
إبراهيم بن آدم
٣٤٥.
إبراهيم
الابياري ٥٥ ـ ٥٨.
إبراهيم بن أدهم
١١٢.
إبراهيم بن
الحسن بن سهل ٢٤٩ ـ ٢٥٠.
إبراهيم بن
العباس ٩٤.
إبراهيم بن عبد
الله بن الحسن ١٥٩ ـ ٢٢٧ ـ ٢٥٧ ـ ٣٢٤ ـ ٣٦٢.
إبراهيم بن
المهدي ٣٠٥ ـ ٣٣٤ ـ ٣٣٥.
ابليس ٢١٤ ـ ٢١٥
ـ ٢١٦ ـ ٢١٧.
إحسان ذنون ٥٧.
أحمد بن إبراهيم
الضبي ٢٣٥.
أحمد بن إسرائيل
٣٤١ ـ ٣٤٣.
أحمد بن أبي
دؤاد ٢٣٢ ـ ٢٤٦.
أحمد بن حنبل
١١٠ ـ ١٣٩ ـ ٢١٦ ـ ٣٠٣.
أبو أحمد بن
عبدوس السراج ٢١٦.
أحمد عبيد ٥٥ ـ ٥٨.
أحمد أبو علي
٥٩.
|
أحمد بن علي
المكيالي ٤٩.
أحمد بن مهران
٩٧.
أحمد بن يحيى
٣١٤.
أحمد بن يوسف ٩٤
ـ ٢١٨ ـ ٢١٩.
إسرائيل ٢٤٧.
الأحنف بن قيس
٣٢٩ ـ ٣٤١.
أسماء بنت أبي
بكر ٢٠٧.
إسماعيل عليهالسلام ٢٢٩.
إسماعيل بن بلبل
٢٤٥ ـ ٣٢٢.
أبو الأسود
الدؤلي ٧٨ ـ ١٥٠.
الأصمعي ١٠٠ ـ ٢٢٣
ـ ٣٢٤ ـ ٣٤٠ ـ ٣٦١.
ابن الأعرابي
٢٢٣ ـ ٣١٤.
الإسكافي ، أبو
القاسم ٧٠ ـ ٩٦ ـ ٣٠٨.
إسماعيل (ع) ٢٢٧
ـ ٢٢٩.
إسماعيل بن بلبل
أبو الصقر ٣٢٢.
الأقرع بن حابس
١٣٢.
أبو أمامة صدى
بن عجلان ٢١٢.
الأمين ١٧٨ ـ ٢١٨
ـ ٢١٩ ـ ٣٠٥ ـ ٣٤٦.
أنس بن مالك
١٢٧.
الأوزاعي ٢٨٥.
أيوب عليهالسلام ٢٥٨ ـ ٢٥٧ ـ ٢٥٩.
أبو أيوب
المورياني ٣٠٤ ـ ٣٢١.
(الباء)
البحتري ٢٣٧ ـ ٢٤٤
ـ ٢٤٩ ـ ٢٥٠ ـ ٣٣٥.
بديع الزمان
الهمداني ٥٤.
|
بروكلمان ٥٤ ـ ٦٣.
البستي ، أبو
الفتح ٤٨ ـ ١١٤ ـ ١١٦ ـ ٢٢٧.
البستي ، أبو
سليمان ٣١٩.
بسر بن أرطأة
٢٠٥.
بشار بن برد ٣٢٤
ـ ١٠٠.
ابن أبي البغل ـ
محمد بن يحيى أبو بكر ٧١ ـ ١٦٠.
أبو بكر
الخوارزمي ٤٩ ـ ٢٥.
أبو بكر الصديق
٧١ ـ ١١٢ ـ ١٦٨ ـ ١٦٧ ـ ١٧٠ ـ ١٧١ ـ ١٧٢ ـ ١٧٣ ـ ١٧٥ ـ ١٧٦ ـ ١٧٥ ـ ١٧٩ ـ ١٨٢ ـ ٢٤٩
ـ ٣١٧ ـ ٣٦٧.
أبو بكر هبة
الله بن الحسن العلاف ٢٢١.
بلال بن رباح
٢٩٦.
أبو بلال مرداس
بن أدية ٢٢٤.
بلعم بن باعور
٢٥٩.
بلقيس ٢١٧ ـ ٢٥٢.
بوسورت ٥٤.
البيروني ٥٢.
البيهقي ٥٢ ـ ٩٩.
(التاء)
أبو تمام ٧٣ ـ ٣٣٥
ـ ٣٢٩ ـ ٣٦٢.
تميم ١٣٢.
(الثاء)
الثعالبي ٥٢ ـ ٥٣
ـ ٥٤ ـ ٥٥ ـ ٥٨ ـ ٦٦.
ثمود ٢٥٩.
ثور بن يزيده
٢١٤.
|
(الجيم)
الجاحظ ٩٨ ـ ١٠١
ـ ١٣٥ ـ ١٣٦ ـ ١٥٥ ـ ١٧٥ ـ ٢٣٠ ـ ٢٦٥ ـ ٣٢٤ ـ ٣٣٩.
جبريل ١٢٥ ـ ١٩١
ـ ٢٤٩ ـ ٢٥٠.
جحظة البرمكي
٢٥٣.
جراب الدولة
٢١٦.
جرير ١٠٩ ـ ١٩٤
ـ ٢٦٠ ـ ٣١١.
جرير بن عبد
الله البجلي ١٩٤.
جعفر (ابن عم
الرسول صلىاللهعليهوسلم) ٢٨٧ ـ ٢٨٨ ـ ٣١٧ ـ ٣٦٨.
أبو جعفر
المنصور ٢٨٦ ـ ٣٠٥ ـ ٣٢٤.
أبو جعفر الرزاز
٣١٩.
جعفر بن القاسم
الهاشمي ٢٦٦.
جعفر بن محمد
١٥٩ ـ ٢١٦ ـ ٢٥٨ ـ ٣١٧ ـ ٣٦٨.
أبو جعفر محمد
بن موسى الموسوي ١٣٣.
أبو الجماز ١١١.
الجهشياري ٢١٨ ـ
٢٧٦ ـ ٣٠٤.
(الحاء)
أبو الحارث جميز
٢٣٣.
حارثة بن قدامة
٢٠٥.
أبو حازم الأعرج
١٠٥ ـ ١١٤ ـ ٢٨٥.
الحاكم
النيسابوري ٢١٨.
حبيب النيسابوري
٥٧.
الحجاج ١٠٤ ـ ١٨٤
ـ ٢٣٠ ـ ٣١٣.
حذيفة بن اليمان
٣٠٣ ـ ٣٠٩.
حرقوص بن زهير (ذو
الثدية) ٢٠٠.
|
الحسن البصري
١٣٤ ـ ١٨٤ ـ ٢٠٦ ـ ٢٣٠ ـ ٢٣٣ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ـ ٢٧٩ ـ ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ـ ٢٨٩ ـ ٣٠٤ ـ ٣٢٠ ـ
٣٢٣ ـ ٣٣٤ ـ ٣٤٠ ـ ٣٤٥ ـ ٣٤٧ ـ ٣٥٠ ـ ٣٦٠.
الحسن بن الحسين
١٤٦.
الحسن بن علي
١٢٤ ـ ١٤٥ ـ ١٤٦ ـ ١٥٤ ـ ١٥٥ ـ ١٥٦ ـ ١٨٣ ـ ١٩٢ ـ ١٩٧.
حسن كامل
الصيرفي ٥٥.
الحسن بن محمد
البغدادي ٢١٧.
الحسن بن مخلد
٢٤٢.
أبو الحسن بن
ناصر ٢٤٥ ـ ٣٠٥.
أبو الحسين
المرادي ٢٢٠.
الحسين الجمل
المصري ٢٢٥.
الحسين بن راشد
٢٤٣.
الحسين بن علي
١٢٤ ـ ١٤٦ ـ ١٥٠ ـ ١٥٥ ـ ١٥٦ ـ ١٥٧ ـ ٢٤٥.
الحسين بن
المتكافي ٢٥٦.
الحصري ٥٠.
حفصة ١٩١ ـ ٣٦١.
الحمدوني ، أبو
عبد الله ٥٣.
حمزة (عم الرسول
صلىاللهعليهوسلم) ١٤٢.
أبو حنيفة ٧٨ ـ ٢١٦.
حواء ٢١٧.
(الخاء)
خالد بن سعيد بن
العاص ١٧٢.
خالد بن الوليد
١٧٣ ـ ١٧٤.
ابن خالويه ٢٥٥
ـ ٢٥٦ ـ ٣٢١ ـ ٣٢٧.
|
الخصيب بن عبد
الحميد الدهقاني ٢٤٤.
الخضر (ع) ٢٤٨ ـ
٢٦٤.
أبو بكر
الخوارزمي ٤٨ ـ ٤٩ ـ ٢٥٦ ـ ٢٥٧.
الخولاني ، أبو
مسلم عبد الله بن ثوب ١٨٥.
خوارزمشاه ،
مأمون بن مأمون ٥١ ـ ٥٢ ـ ٥٣.
(الدال)
داود عليهالسلام ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ـ ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ـ ٢٨٤.
دعبل ٩٩ ـ ٢٣١.
أبو دلامة زند
بن الجون ٧٨ ـ ١١٦ ـ ١١٧.
(الذال)
أبو ذر الغفاري (جندب
بن جنادة) ١٨٤.
(الراء)
رافع بن الليث
بن نصر بن سيار ٢١٤.
الربيع بن خثيم
١١٣ ـ ١٤٦ ـ ٢٥٩ ـ ٣١٢.
الرشيد ٢٤٢ ـ ٢٤٤
ـ ٢٤٦ ـ ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ـ ٢٨٨ ـ ٣٢٧ ـ ٣٤٦.
الروم ١٧١ ـ ١٧٨
ـ ١٧٩ ـ ٢٥٢.
ابن الرومي ٧٨ ـ
١١٧ ـ ٢٤٥ ـ ٢٤٦.
(الزاي)
زبيدة أم جعفر
زوجة الرشيد ٢٧٤ ـ ٢٧٥.
الزبير ١٥٠ ـ ١٩٠
ـ ١٩١ ـ ٣١٤ ـ ٣٣٩.
زوتنبرك ٥٨.
الزهري ١٠٧ ـ ١٨٥
ـ ٢٤٣ ـ ٢٧٤.
زهير زاهد ٥٧.
|
ابن زياد ٢٨٦ ـ ٣١٤.
زياد (عبد لال
عياش بن أبي ربيعة) ٢١١.
زياد بن أبيه
١٤٨ ـ ٢٢٤.
زيد بن أرقم ١٣٢.
أبو زيد البلخي
٢٦٧ ـ ٢٦٩ ـ ٢٧٠.
زيد بن ثابت ١٨٧
ـ ١٨٨.
زيد بن صوحان
١٩٢.
زيد بن علي ١٠٧.
زينب بنت عقيل
١٤٩.
زينب بنت علي
١٤٧.
(السين)
سابق البربري
٢٨٨.
سحبان بن زفر
٢٠٤.
السجستاني ٢٦٦.
سديف بن ميمون
٣٦٢.
ابن أبي سرح
٢٤٨.
السري الموصلي
٣٦٣.
سعد بن أبي وقاص
٢٠٤.
سعيد بن حميد ٩٥
ـ ٩٧.
أبو سعيد
الرستمي ٢٢٧.
أبو سعيد
الشبيبي ٢٣٥.
سعيد بن العاص
١١٣ ـ ١٥٦ ـ ١٧٢.
سعيد بن المسيب
٢٧٨.
السفاح ٧١ ـ ١٦٠
ـ ٢٣٩ ـ ٣٠٤ ـ ٣٦٢.
سفيان الثوري
٢٦٦ ـ ٣٧٠.
سفيان بن عيينة
١١٢ ـ ٢١٣ ـ ٢٧٣.
سكينة بنت
الحسين ١٥٠.
|
سلّامة ٢٩٧.
سلمان الفارسي
٢٩٦.
أم سلمة ١٩١.
سليمان عليهالسلام ٢٥٠ ـ ٢٥١ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٧.
أبو سليمان
الداراني ٢٩٧.
سليمان بن جعفر
٣٣٤.
سليمان بن الحسن
الواسطي ٢٦٧.
أبو سليمان
الخطابي ٣١٩.
سابق البربري
٢٨٨.
سديف بن ميمون
٣٦٢.
السري الموصلي
٣٦٣.
سعيد البصري
٢٣٠.
سعيد بن جبير
١٠٩.
سعيد بن حميد ٩٥
ـ ٩٧.
سليمان بن عبد
الملك ١٠٥.
سليمان بن
معاوية ٣٤٠.
سليم أغا ٧٧.
ابن السماك ١٩٣
ـ ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ـ ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ـ ٣١٣ ـ ٣٧٣.
السامانيون ٥٤.
أبو السماك
الأسدي ٣١٣ ـ ٣١٨.
أبو السمط ٢٤٦.
السيد الحميري
١٥٠.
ابن سيرين ١٨٢ ـ
١٨٥ ـ ٢٧٤ ـ ٢٧٣.
سيف الدولة ٤٨ ـ
٤٩ ـ ٥٩ ـ ٢٥٦ ـ ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ـ ٣٦٣.
|
(الشين)
الشايش ، أبو
مطران ٢١٧ ـ ٣٦٣.
الشافعي الإمام
٢٣٨.
شاكر العلشور
٥٧.
شبيب الخارجي
١١٠.
ابن الشجري ١٤٩
ـ ١٥٢ ـ ١٥٣.
الشعبي عامر بن
شراحبيل ٢٣٠ ـ ٣٣٦ ـ ٥٢٥.
ابنة شعيب ١٧٨.
شعيب (ع) ١٨٧.
أبو الشيص ٢٣١ ـ
٢٥٠.
شيطان الطاق ٧٨
ـ ٨١ ـ ٢١٦.
(الصاد)
الصابي ٢١٩ ،
٣٠٥.
الصاحب بن عباد
٢٢٧.
صالح المري ٣٢١.
صرف (جارية
للمأمون) ٢٤١.
صعصعة بن صوحان
١٨٣ ، ١٨٤.
صفوان بن الأهتم
٤٢٣.
صفوان بن محرز
٣١٢.
صفورا بنت شعيب
١٧٥.
أبو الصقر
إسماعيل بن بلبل ٦٥٥.
الصولي ٩٧ ، ٢١٨
، ٣٦٤.
(الضاد)
الضحاك ١٠٧.
(الطاء)
الطائع لله ٧٠.
|
أبو طالب
المأموني ٢٣٥.
طالوت ١٨٩ ـ ٢٧٥.
طاهر بن الحسين
٢١٨ ـ ٢١٩.
ابن طباطبا ٣٣٠.
طلحة ١٩٢.
طلحة بن الزبير
١٩١.
طلحة بن الفياض
٣١٢.
(العين)
عائشة (زوج
الرسول (ص)) ١٢٧ ـ ١٨٨ ـ ١٩١ ـ ١٩٢.
ابن عائشة
إبراهيم بن محمد ٣٢٧.
عاطف أفندي ٦٠.
عامر بن عبد
القيس ١٠٣.
العباس (عم
النبي) ٢٢٧ ـ ٢٤٩.
ابن عباس ١٠٧ ـ ١٢٧
ـ ١٤٥ ـ ١٥٦ ـ ٢٦٤ ـ ٢٧٤ ـ ٢٨٣ ـ ٢٩٠ ـ ٢٩٩.
العباس بن
الأحنف ٢٣٤.
العباس بن الحسن
بن عبيد الله ٣٢٧.
أبو العباس
السفاح ـ السفاح ١٦٠.
العباس بن
المستعين ٢٥٤.
أبو عبد الله بن
عبد الأسمى العلوي ٢٣٨.
عبد الله بن
الحسن ١٤٦ ـ ١٥٣ ـ ٢٢٧.
عبد الله بن
السري ٢٥١.
عبد الله بن
سلام ١٨١.
عبد الله بن
طاهر ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ـ ٢٥١.
عبد الله بن
عامر بن كريز ١٩٠.
عبد الله بن علي
٣٠٧.
|
عبد الله بن عمر
٢٣٩.
عبد الله بن
المبارك ٩٩.
أبو عبيد الله
المرزباني ٣٠٤.
عبد الله بن
مسعود ٢٧٢.
عبد الرحمن بن
زياد ٢٨٦.
عبد الرحمن بن
أبي عماد الحبشي ٢٩٧.
عبد العزيز بن
عمر ٩٢.
عبد العزيز بن
مروان ٢٣٩.
عبد العزيز بن
يحيى ٢٣٨.
عبد الفتاح
الحلو ٥٧ ـ ٦٣.
عبد الملك بن
مروان ٢٣٩ ـ ٣١٥.
عبد الملك بن
صالح ٣٤٦.
عبد الملك بن عبد
الرحيم الحارثي ٢٦٣.
عبد الملك بن
عمر بن عبد العزيز ٩٣.
عبيد الله بن
زياد بن ظبيان ٣١٤.
عبيد الله بن
سليمان ٢٤٧ ـ ٣٢٢.
عبيد الله بن
يحيى بن خاقان ٣٤١.
أبو عبيدة بن
الجراح ١٧٨ ـ ١٧٩.
عبيدة بن الحارث
٧٨.
أبو عثمان
الخالدي ١٣٤.
عثمان بن عفان
١٠٣ ـ ١٧٨ ـ ١٨٢ ـ ١٨٣ ـ ١٨٤ ـ ١٨٥ ـ ١٨٨.
أبو عثمان
المازني ٢٦٦.
عثمان بن حيان
المري ١٤٦.
عدي بن الرقاع
١٠٩.
عدي بن زيد ١٤٥
ـ ٣٢٢.
عزة الأشجعية
١٠٥.
العزيز ١٧٥.
|
عطاء الخراساني
٢٣٩.
عفيف بن قيس
٢٠٠.
عقيل بن أبي
طالب ١٤٩.
العلاف ، أبو
بكر هبة الله ٢٢.
أبو علقمة ٢٣١.
أبو علي البصير
٩٥ ـ ٢٥٤ ـ ٣٥١.
علي الرضا ١٥٩.
علي بن الحسن
٦٩٧.
علي بن أبي طالب
٧١ ـ ١٥٠ ـ ١٥٢ ـ ١٥٥ ـ ١٥٦ ـ ١٥٨ ـ ١٧٨ ـ ١٨١ ـ ١٨٤ ـ ١٨٥ ـ ١٨٩ ـ ١٩٠ ـ ١٩٢ ـ ٢٤٨
ـ ٢٤٩ ـ ٢٧٢ ـ ٢٨٣ ـ ٣٠٣.
علي بن نصر بن
بسام ٣٢٢.
علي بن هشام
٢٤١.
علي بن يقطين
٢٤٣.
علي ديب زايد
٥٧.
عمار بن ياسر
١٨٠ ـ ١٩١.
عمر الأسعد ٥٨.
عمر بن الخطاب
١١٠ ـ ١٦٧ ـ ١٧٠ ـ ١٧١ ـ ١٧٥ ـ ١٧٦ ـ ١٧٧ ـ ١٧٨ ـ ١٨٠ ـ ١٨١ ـ ٢٥٥ ـ ٣١١ ـ ٣١٢ ـ
٣٥٩.
عمر بن عبد
العزيز ٩٣ ـ ٢٥٩ ـ ٢٩٠ ـ ٢٩٨ ـ ٣١٥.
عمرو بن عبيد
٢٨٦.
عمرو بن العاص
٧٨ ـ ١٥٤.
عمرو بن عبيد
٢٨٦.
ابن العميد ٧٠.
عنترة بن شداد
٢٢٣.
|
عيسى عليهالسلام ١٦٧ ـ ٢٢٦ ـ ٢٥٤.
عيسى بن موسى
الهاشمي ١٠٠ ـ ١٠١.
ابنة أبي
العيناء ٢٢٣.
أبو العيناء ٢٢٢
ـ ٢٢٦ ـ ٢٣٢ ـ ٢٤١ ـ ٢٤٢ ـ ٢٤٧ ـ ٢٥٧ ـ ٣٤١ ـ ٣٥١ ـ ٣٦٣.
ابن عيينة ٣٣٨.
عيينة بن حصن
٢٩٦.
(الغين)
الغزنويون ٥٤.
(الفاء)
الفاثيكان ٦٠.
فخر الدولة
البويهي ٣٠١.
الفرات بن زيد
٣١١.
أبو فراس
الحمداني ١٠٢.
الفرس ١٧٤.
فرعون ١٠٨.
فنا خسرو ٢٢١.
(القاف)
قابوس بن وشمكير
٥١.
قابيل ٢١٣.
قارون ١٥٨.
قاسم السامرائي
٥٥ ـ ٥٨ ـ ٦٢ ـ ٦٣ ـ ٦٥.
أبو القاسم
محمود بن سبكتكين ٦٣ ـ ٦٥.
قتادة ٣٢٩ ـ ١٠٧.
قتيبة بن مسلم
١١١.
قحطان ٢٦٨.
|
أبو قرة الهاشمي
٢٤٨.
قريش
قيصر ٢٥٥.
(الكاف)
كثير عزة ٩٢.
كشاجم ٣١٣.
أم كلثوم بنت
علي ١٩١.
(اللام)
أبو لؤلؤة ١١٠ ـ
١٨٠.
أبو لهب ٢٧٦.
لويس شيخو
اليسوعي ٥٨.
(الميم)
مالك بن دينار
١٠٦.
مالك بن طوق
٢٤٧.
المأمون ١٥٩ ـ ٢١٣
ـ ٢١٨ ـ ٢١٩ ـ ٢٤١ ـ ٢٤٨ ـ ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ـ ٣٠٥ ـ ٣١١ ـ ٣٢٧ ـ ٣٣٥ ـ ٣٣٨.
المبرد ٢٢٣ ـ ٢٦٦.
المثنى بن حارثة
الشيباني ١٧٤.
مجاهد بن جبر
٢٢٥ ـ ٢٨٤ ـ ٣٠٧.
محمد النبي صلىاللهعليهوسلم ٧٠ ـ ٨٢ ـ ٨٣ ـ ١٠٦ ـ ١٠٧ ـ ١٠٩ ـ ١١٠ ـ ١٢١ ـ ١٢٣ ـ ١٢٤
ـ ١٢٦ ـ ١٢٧ ـ ١٣٠ ـ ١٣١ ـ ١٣٣ ـ ١٣٥ ـ ١٣٨ ـ ١٣٩ ـ ١٤٥ ـ ١٤٩ ـ ١٦١ ـ ١٦٥ ـ ١٦٦
ـ ١٦٧ ـ ١٦٨ ـ ١٦٩ ـ ١٧٠ ـ ١٨١ ـ ٢٢٧ ـ ٢٢٠ ـ ٢٥٤ ـ ٢٦٨ ـ ٢٧٠ ـ ٢٧١ ـ ٢٧٢ ـ
|
٢٧٣ ـ ٢٧٦ ـ ٢٩٦ ـ ٣٠٠ ـ ٣٠٣ ـ ٣٢٨
ـ ٣٤٢ ـ ٣٤٧ ـ ٣٥٨ ـ ٣٦٠ ـ ٣٦٤.
محمد أبو الفضل
إبراهيم ٥٧.
محمد أشهبار ٥٥.
محمد جبار
المعيبد ٦٢.
محمد بن حرب الهلالي
٣١٩.
محمد حسن آل
ياسين ٢٩.
محمد بن الحنفية
٧٨.
محمد بن زيد
العلوي ٢٣٧ ـ ٢٣٨.
محمد بن عباد
المهلبي ٣١١.
محمد بن عبد
الله بن الحسن ١٥٥ ـ ١٥٩.
محمد بن عبد
الملك ٢٧٢ ـ ٣٥١.
محمد بن علي بن
الحسين ١٢٤ ـ ٢٨٨.
محمد بن علي (صاحب
البصرة) ٣٥٧.
محمد بن كعب
القرظي ٢٧٢.
محمد بن منذر بن
جارود ١٥١.
محمد بن موسى ،
أبو جعفر ١٣٣.
محمد بن المنكدر
محمد بن يحيى بن
خالد البرمكي ٢٣٣.
محمد بن يوسف
٢٣٧.
محمود الجادر ٥٥
ـ ٦٨ ـ ٧٣.
محمود بن الحسن
الوراق ٣٤٧ ـ ٣٦٠.
محمد بن سبكتكين
٦٧.
المدائني ١٨٢.
مروان بن أبي
حفصة ٣٦١.
مريم (أم عيسى عليهالسلام) ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
مزبد أبو إسحاق
٢٢٨ ـ ٢٢٩ ـ ٢٥٣.
مساور الشاري
١١٥ ـ ٢٧٣.
|
المستعين ٢٥٤.
ابن مسعود ١٢٧ ـ
٢٧٢ ـ ٣٣٦.
ابن مسلم
الخراساني ٢٤٣ ـ ٢٣٦.
مسمع بن عاصم
٢١٥.
المسيح عليهالسلام ٥٧٢ ـ عيسى.
مصعب بن الزبير
١٥٠.
مطرف بن عبد
الله ١٠٦.
معاذ بن جبل
٢٩٦.
معاوية بن أبي
سفيان ١١٣ ـ ١٥٤.
ابن المعتز ٩٢ ـ
٢٣٦ ـ ٢٩٧.
المعتز بالله
٢٤٤.
المعتصم ٣٠٣.
المعتمد على
الله ٩٧.
معد بن عدنان
٢٦٨.
معروف الكرخي
٣٥٩.
المغيرة بن شعبة
١٥٤.
المقتدر ١٦٠ ـ ٣٦٤.
ملك الروم ٣٢٨.
المنذر بن جارود
١٨٣.
المنصور ١٠٩ ـ ١٥٥
ـ ١٥٩ ـ ٢٥٧ ـ ٢٦٣ ـ ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ـ ٣٠٤ ـ ٣٠٧.
منصور بن عمار
٢٨٧.
منصور الفقيه
٣٤٩.
موسى عليهالسلام ١٠٥ ـ ١٤٨ ـ ١٧٥ ـ ١٨٤ ـ ٢٤٠ ـ ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ـ ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ـ ٢٤٨
ـ ٤١٢.
أبو موسى
الأشعري ٢٤٨ ـ ٣١٨.
موسى بن بغا
١١٥.
|
(الهاء)
هابيل ٢١٣.
هارون عليهالسلام ٣١٨.
أبو هاشم الجعفري
١٥١.
هدهد (جارية)
٢٥٠.
أبو هريرة ١٨٢.
هلال ناجي ٥٥ ـ ٥٨
ـ ٦٠ ـ ٦١ ـ ٦٢ ـ ٦٣ ـ ٦٥.
الهيثم بن ميمون
٢٩٦.
(النون)
نجاح بن سلمة
٢٤١.
نسيم (غلام
للبحتري) ٢٤٩.
نصر بن ناصر
الدين سبكتكين ٥١ ـ ٦٧.
النظام ١٠٣.
النسعاني ٥٨.
ابن نفيس ٣٢٧ ـ ٣٤١.
أبو نواس ١٠٣ ـ ٢١٥.
نوبخت ١٠٩.
نوح عليهالسلام ٧٢ ـ ١٦٨ ـ ٢٢١ ـ ٢١٨ ـ ٢١٩ ـ ٢٦٥.
نوح الأكبر ٢٢١.
نوح بن منصور
٤٩.
|
(الياء)
يحيى بن آدم
٢٧٥.
يحيى بن أكثم
٢١٣.
يحيى بن خالد
٢٤٣ ـ ٢٤٦ ـ ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
يحيى بن زكريا
٢٥٤.
يحيى بن معاذ
٢٤٢.
يزيد بن معاوية
٧٨ ـ ١٥٦.
يزيد بن موسى
١٠٥.
يعقوب عليهالسلام ٧٢ ـ ١٥٨ ـ ٢٢٧ ـ ٢٣١ ـ ٢٣٣ ـ ٢٣٥ ـ ٢٤٠.
يعقوب بن الربيع
٢٣٩.
يمين الدولة ٤٨.
يوسف عليهالسلام ١٢٩ ـ ١٧٢ ـ ١٧٥ ـ ١٨٩ ـ ٢٣٠ ـ ٢٣١ ـ ٢٣٢ ـ ٢٣٥ ـ ٢٣٧ ـ ٢٣٨
ـ ٢٣٩ ـ ٢٥٣.
يوسف بن أبي
الساج ٢٥٤.
يوسف بن متي
٢٥٣.
أبو يوسف القاضي
٢٥٧.
يونس عليهالسلام ٢٥٣.
|
فهرس الأماكن
(الألف)
أذربيجان ٣٠٥.
الإسكندرية ٢٥٢.
أصبهان ٢٩٦.
الأندلس ٢٥٢.
الأهواز ١١٠.
إيلاق ٢١٧.
|
|
(الباء)
باريس ٥٨.
بخارى ٢٢٠.
البصرة ١٩١ ـ ١٩٢
ـ ١٩٠.
بغداد ٥٨ ـ ١٠٩.
بيروت ٥٨.
|
|
(التاء)
تركيا ٦١ ـ ٦٢ ـ
٦٤.
تونس ٥٧.
|
|
(الجيم)
جرجان ٥١.
الجزيرة ٢٢١.
جستربتي ٦٢.
الجوائب ٥٩.
|
|
(الحاء)
الحبشة ٢١١.
الحجاز ١٩٤.
الحديبية ١٦٦.
الحيرة ١٧٧.
|
|
(الخاء)
(الدال)
داريا ٢٩٧.
دجيل ١١٣.
دمشق ١٠١ ، ١١٢
، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٢٥٣ ، ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، ٣٣٩.
الدينور ٩٧.
|
|
(الراء)
(الزاي)
(السين)
(الشين)
(الطاء)
(العين)
العراق ١٥٠.
عمان ٣١٤.
عمواس ٢٩٦.
|
|
(الفاء)
(القاف)
القاهرة ٥٧.
قسطنطينية ٨٥ ـ ٥٧
ـ ٥٩.
القادسية ٢٠٤.
أبو قبيس ٢٠٧.
قرميسين ٩٧.
|
|
(الكاف)
كمبرد ٦٥.
الكوفة ١١٠ ـ ١٩١
ـ ١٤٨.
|
|
(اللام)
(الميم)
المدائن ١٨٢.
المدينة ٦٠ ـ ٦١
ـ ٦٦ ـ ٦٤ ـ ١٧٨ ـ ٢٥٧.
مروا ١٦٨.
مصر ٥٨ ـ ٥٩ ـ ١٩١
ـ ٢١٤ ـ ٢٤٥ ـ ٢٥١ ـ ٢٣٩ ـ ٢٢٥.
|
|
مكة ١٢٩ ، ١٥٧ ،
١٩١ ، ٢٢٥ ، ٢٩٧ ، ٣٤٦.
موريان ٣٢١.
|
|
(النون)
نهاوند ١٩٢.
النهروان ٢٠٠.
نيسابور ٤٧ ـ ٤٩
ـ ٥١.
|
|
(الهاء)
(الواو)
(الياء)
فهرس الكتب
الآداب ٦٠.
أجناس التجنيس
٦٠.
أحسن ما سمعت ٤٨
ـ ٥٦.
أخبار أبي نواس
٢٤٤.
أخبار الوزراء
٢٧٦.
الأحاسن في
بدائع البلغاء ٦٠.
احاسن المحاسن
٦٠.
الأدب مما للناس
فيه أرب ٦٠.
الأصول في
الفصول ٦٤.
الإعجاز
والإيجاز ٥٦.
إفراد المعاني
٦٠.
الاقتباس ٥١ ـ ٥٥
ـ ٥٦ ـ ٦٧ ـ ٦٨ ـ ٦٩ ـ ٧٠.
ألف غلام ٦٠.
أنس المسافر ٦٠.
أنس الوحيد ٦٠.
الأنوار في آيات
النبي ٦٠.
الأنوار البهية
٦٠.
الأنيس في غرر
التجنيس ٥٥ ـ ٥٧.
الأوراق ٩٧.
برد الأكبار ٥٠
ـ ٥٧.
التاجي ٣٠٥ ـ ٢١٩.
تتمة اليتيمة
٥٧.
تحفة الأرواح
٦١.
التحفة البهيّة
٥٩.
تحفة الظرفاء
٦١.
تحفة الوزراء ٥٣
ـ ٥٥ ـ ٥٧.
|
التدلي في
التسلي ٦١.
ترجمة الكاتب في
آداب الصاحب ٥٧.
التفاحة ٦١.
تفضيل الشعر ٦١.
تفضل المقتدرين
٦١.
التمثيل
والمحاضرة ٤٩ ـ ٦٣ ـ ٥١ ـ ٥٤ ـ ٧٥.
التوفيق للتلفيق
٥٧.
ثمار القلوب ٥٠
ـ ٥٧ ـ ٦٧.
الثلج والمطر
٦١.
جوامع الكلم ٦١.
خاص الخاص ٥٠ ـ ٥٧
ـ ٦٧.
خصائص البلدان
٥٠ ـ ٦٢.
خصائص الفضائل
٦٢.
الخوارزميات ٦٢.
حجة العقل ٦٢.
حشو اللوزينج
٦٢.
حمد من اسمه
الحمد ٦٢.
ديوان الثعالبي
٦٢.
رسائل الثعالبي
٥٨.
رسائل الميكالي
٥٠.
سجع المنثور ٦٢.
سحر البلاغة ٥٠
ـ ٥٥ ـ ٥٨ ـ ٦٢.
سر الأدب ٥٨.
سر البيان ٦٢.
سر الحقيقة ٦٢.
سر الوزارة
|
سفر الملوك ٦٢.
الصناعة ٦٣.
الشعراء (لدعبل)
الشكوى والعتاب
الشمس ٦٣.
صنعة الشعر والنثر
٦٣.
طبقات الملوك
٦٣.
الطرف في شعر
البستي ٦٣.
الطرائف
واللطائف ٥٨.
العشرة المختارة
٦٣.
عنوان المعارف
٦٣.
عين النوادر ٦٣.
عيون الآداب ٦٣.
عيون المعارف
٦٣.
غرر أخبار ملوك
الفرس ٥٩ ـ ٥٨.
غرر البلاغة ٦٤.
غرر السير ٥١ ـ ٦٧.
الفرج بعد الشدة
١٠٠.
الفصول في الفضول
٦٤.
الفصول الفارسية
٦٤.
فضل من اسمه
الفضل ٦٤ ـ ٥٠ ـ ٦٤.
فقه اللغة ٥٨.
الفوائد
والأمثال ٦٤.
الفهرست ٥٤.
الكناية ٥٢.
الكناية عن
الغلام ٥٨.
الكناية
والتعريض ٦٧ ـ ٥٨.
لباب الأدب ٦٤ ـ
٥٨.
|
لباب الأحاسن
٦٤.
اللطائف ٥٤.
لطائف الظراف
٦٤.
لطائف المعارف
٥٥.
اللطائف
والظرائف ٥٣.
اللطف واللطائف
٥٨ ـ ٥٩.
اللطف في الطيب
٦٤.
اللمع والفضة
٦٥.
ما جرى بين
المتنبي وسيف الدولة ٥٩.
المنهج ٥١ ـ ١١٢
ـ ١١٨ ـ ١٠٨ ـ ١٢٧ ـ ٣٥٥.
المتشابه ٦٧ ـ ٥٢
ـ ٦٥.
المتعلمين ٢٩١.
مجد الفرس ١٣٤.
محاسن الأدب ٦٥.
مدح الشيء وذمه
٦٥.
مرآة المروءات ٥٩.
مسامرة خوارزم
٥٢.
المستنير ١٠٣ ـ ٢٣١.
(مجلة) شرق ٥٧.
معهد المخطوطات (مجلة)
٥٥.
معجم الأدباء
٥٤.
مفتاح الفصاحة
٦٥.
الملح والطرف
٦٥.
الملوكي ٥٣ ـ ٦٥.
المناهل (مجلة)
٥٥.
المنتحل ٥٩.
من غاب عنه
المطرب ٢٥ ـ ٥٩.
مؤنس الوحيد ٦٥.
|
المهذب من
اختيار ديوان أبي الطيب ٦٥.
المذاكرة ٦٦.
نثر النظم ٥١ ـ ٥٣
ـ ٥٩.
نزهة الألباب
٦٦.
نسيم السحر ٥٩.
النهية في الطرد
والكنية ٥٣ ـ ٥٩.
الوزراء ٢١٨.
يتيمة الدهر ٦٧
ـ ٦٨.
يواقيت المواقيت
٥٨.
|
|
فهرس الجزء الثاني
الأحاديث الشريفة
الحديث
|
الصفحة
|
أفضل الشراب
الحلال
|
٣٩٣
|
إن مثل أخيك
|
٥٧٢
|
اللهم اسقنا
غيثا
|
٦٩٣
|
تضايقي تنفرجي
|
٦٩٣
|
حوالينا ولا
علينا
|
٦٩٤
|
الدنيا حلوة
خضرة
|
٤٠١
|
لله در أبي طالب
|
٦٩٤
|
مثل الغازي في
سبيل الله
|
٥٧٢
|
مثلي ومثل الناس
|
٥٧٢
|
من جاءكم ممن
ترضون دينه
|
٣٧٥
|
فهرس الأشعار
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
قافية الألف
|
|
|
ولقد علمت على
تجنّبي الردى
|
إن الحصون لا مدر القرى
|
٦٧٧
|
قافية الباء
|
|
|
يمنّيني الطبيب
شفاء عيني
|
وهل غير الإله لها طبيب
|
٦٩٢
|
جد بالقليل إذا
تعذر غيره
|
واسعد ببكر مدائحي والثيب
|
٦١٢
|
سار الحبيب وخلف
القلبا
|
يبدي العزاء ويضمر الكربا
|
٥٩٠
|
فغضّ الطرف إنك
من نمير
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
|
٣٨١
|
لكل أخي مدح
ثواب يعده
|
وليس لمحد الباهلي ثواب
|
٦٠٣
|
كأن الردى عاد
على كل ماجد
|
إذا لم يعوّذ مجده بعيوب
|
٥٨٦
|
ومعز عن الشباب
مسلّ
|
بمشيب الأقران والأصحاب
|
٥٨٩
|
عزمات يضئن
داجية الخط
|
ب وإن كنّ من وراء حجاب
|
٥٩٧
|
إذا قرأ
العاديات في رجب
|
لم يفن آياتها إلى رجب
|
٦١٩
|
بلّ السراويل من
خوف ومن دهش
|
واستطعم الماء لّما جدّ في الهرب
|
٦٢٩
|
إنا روينا عن
النبي رسو
|
ل الله فيما أفيد من أدبه
|
٦٥٤
|
قافية
التاء
|
|
|
ذب فيها البلى
فلانت ورقت
|
فهي تقرا إذا السماء انشقت
|
٦١٩
|
أيهذا العزيز قد
مسنا الض
|
رّ وأهلنا أشتات
|
٤٤٣
|
قافية
الجيم
|
|
|
صنع الإله مصاحب
لك يا
|
مستصحبا قلبي غداة خرج
|
٦٠٨
|
قافية الحاء
|
|
|
ألا يا أيها
الأمر ال
|
ذي الهمّ به برّح
|
٦١٩
|
قافية
الدال
|
|
|
آصبحت صبّا دنفا
|
بين عناء وكمد
|
٦٢٠
|
عاد بحر السرور
بالشيب جزرا
|
بعد أن كان بالشبيبة مدّا
|
٦١١
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
خفت من صدّه
عليّ فصدا
|
وبدا بالحفا لي وتصدى
|
٥٩٢
|
خليل أظلّ إذا
زارني
|
كأني أنشا خلقا جديدا
|
٥٩٨
|
أردت زيارة
الملك المفدّى
|
لأمدحه وآخذ منه رفدا
|
٦٠٢
|
إن شئت حرمت
النساء سواكم
|
وإن شئت لم أطعم نقاضا ولا بردا
|
٦٢٩
|
أشهد بالله
وآياته
|
شهادة صادقة خالدة
|
٦١٦
|
آبدة ما مثلها
آبدة
|
جماعة أخلاقها واحدة
|
٦١٦
|
يا ذاهبا في
داره جائيا
|
بغير معنى وبلا فائدة
|
٦١٦
|
فضلت جميع
الأواني وفقت
|
فما فيّ منقصة واحدة
|
٦١٧
|
بمن تشخص
الأبصار يوم ركوبه
|
ويخرق من زحم على الرجل البرد
|
٥٨٩
|
رأيت الحبّ
نيرانا تلظى
|
قلوب العاشقين لها وقود
|
٦٧٩
|
الخير ما طلعت
شمس وما غربت
|
موكل بنواصي الخيل معقود
|
٦٧٩
|
أرض تخيرها لطيب
مقيلها
|
كعب بن مامة وابن أم دؤاد
|
٤٠٨
|
شخص الأنام إلى
كمالك فاستعذ
|
من شر أعينهم بعيب واحد
|
٥٨٥
|
قل للعدى موتوا
بغي
|
ظكم فإن الغيظ مردي
|
٦٠٤
|
لو لا أبو الفرج
الذي فرجت به
|
كربي لما خفّت لبود جيادي
|
٦١٠
|
تريدين كيما
تجمعيني وخالد
|
وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
|
٥٧٤
|
حديقة أنهارها
مكسوة
|
بالظل من أشجارها الممدود
|
٦٠٦
|
قافية
الراء
|
|
|
حمل الغي عليه
إصره
|
وإذا قيل ارعوى عنه أصر
|
٥٩٤
|
قد صنّع الله ما
جمعت من أدب
|
بين الحمير وبين الشاء والبقر
|
٥٨٣
|
بئس الزمان أنت
يا زماننا
|
لحبّك الغدر تصافي الغدر
|
٦٠١
|
إن بنيّ صبية
صغار
|
أفلح من كان له كبار
|
٤٠٩
|
حبذا رجعها
إليها يديها
|
في يدي درعها تحلّ الازامها
|
٣٨٢
|
ألم تر أني في
سفرتي
|
لقيت المنى والغنى والأميرا
|
٦٠١
|
وليلة مثل أمر
الساعة اشتبهت
|
حتى تقضّت ولم نشعر بها قصرا
|
٦٠٤
|
ولو تولى غيره
|
قسمة أرزاق الورى
|
٦٠٩
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
قوم يجرون
الحرير
|
وأناس في العرا
|
٦٠٩
|
يا قضيبا زعزعه
الريح
|
....................
|
.............
|
لعمرك ما يغني
الثراء عن الفتى
|
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
|
٤٠٨
|
لا يدهمنك من
دهائمهم عدد
|
فإن كلهم أو جلهم بقر
|
٥٨٤
|
ليس في الأرض
مثل نيسابور
|
بلد طيب ورب غفور
|
٦١٣
|
يا بني طاهر
أتتكم جنود الل
|
ه والموت بينهم مثبور
|
٤٤٤
|
وسدت بهارون
الثغور وأحكمت
|
به من أمور المسلمين المرائر
|
٥٨١
|
عليّ نحت
القوافي من مقاطعها
|
وما عليّ إذا لم تفهم البقر
|
٥٨٤
|
حبذا رجعها
إليها يديها
|
في يدي درعها تحل الإزارا
|
٣٨٢
|
فارقت شغبا وقد
قوست من كبر
|
لبئس الخلتان الثقل والكبر
|
٦٣٢
|
يا تين يا سيد
الفواكه يا
|
أطيب ما يجتنى من الشجر
|
٣٨٩
|
حكمتموه فقضى
بينكم
|
أبلج مثل القمر الباهر
|
٤١٠
|
قد ضيع الله ما
جمعت من أدب
|
بين الحمير وبين الشاء والبقر
|
٥٨٣
|
زوامل للأشعار
لا علم عندهم
|
بجيّدها إلّا كعلم الأباعر
|
٥٨٨
|
ليس خطب الهوى
بخطب يسير
|
لا ينبئك عنه مثل خيبر
|
٥٨١
|
ويوم أنس حسن
البشر
|
عذب السجايا طيب النشر
|
٦٠٦
|
هتفت بكل صوتك
أطعموني
|
شرابا ثم بلت على السرير
|
٦٢٩
|
يهون جليل الخطب
في أمل الأجر
|
وإطفاء نيران الحوادث بالصبر
|
٦٥٢
|
أبصرته كالبدر
في
|
أربعة وعشرة
|
٥٩٣
|
اعف أخاك المريض
من حرج
|
أعفاه منه الإله في زبره
|
٦٠٨
|
قافية
الزاي
|
|
|
أويت في دهليزكم
برهة
|
ولم أكن آوي الدهاليزا
|
٦٠٢
|
قافية
السين
|
|
|
إقدام عمرو في
سماحة حاتم
|
في حلم أحنف في ذكاء إياس
|
٥٧١
|
ما في وقوفك
ساعة من باس
|
نقضي ذمام الأربع الأدراس
|
٥٧٠
|
ملّوا قراه
وهرته كلابهم
|
ومزّقوه بأنياب وأضراس
|
٤٢٦
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
قافية
الصاد
|
|
|
رميت على حكم
القضاء بنظرة
|
ومالي عن حكم القضاء مناص
|
٥٩٢
|
قافية
الضاد
|
|
|
يا من صناعته
الدعاء إلى العلى
|
ناقضت في فعليك أي نقائض
|
٥٨٧
|
قافية
العين
|
|
|
إن أخاك الصّدق
من يسعى معك
|
ومن يضرّ نفسه لينفعك
|
٤٢٤
|
وما أخشى قصورا
عن مرام
|
ومثلك لي إلى الدنيا شفيع
|
٦١١
|
يا ابن الأئمة
من بعد النبي ويا
|
ابن الأوصياء أقر الناس أو دفعوا
|
٥٩٦
|
لساني فيك محتاج
|
إلى التخليع والقطع
|
٦٠٣
|
قافية
الفاء
|
|
|
إن حظي مما أحب
كفاف
|
لا صدود يقضي ولا إسعاف
|
٥٩٧
|
لا تيأسنّ لعسرة
فوراءها
|
يسران وعدا ليس فيه خلاف
|
٦٥٣
|
أما والذي أغنى
وأقنى عباده
|
وأطعم من جوع وآمن من خوف
|
٥٩٥
|
سألتك حبا لكشك
القدو
|
ر أنسا بتلك السجايا الظراف
|
٦٠٢
|
تشبهت بالأعراب
أهل التعجرف
|
فدل على دعواك قبح التكلف
|
٦١٧
|
قافية
القاف
|
|
|
هل أنت منقذ نفس
من شائشها
|
بعض المنية مشدود بها الرمق
|
٦٠٩
|
نار تجدد
للعيدان نضرتها
|
والنار تأخذ عيدانا فتحرق
|
٦٧٣
|
قافية
الكاف
|
|
|
ما اختلف الليل
والنهار ولا
|
دارت نجوم السماء في الفلك
|
٦٦٤
|
إن أخاك الصدق
من يشعى معك
|
ومن يضرّ نفسه لينفعك
|
٤٢٤
|
يا قضيبا زعزع
الر
|
يح له وهنا فحرّك
|
٤٤٣
|
يا قضيبا زعزع
الر
|
يح له وهنا فحرّك
|
٤٤٣
|
معيشة المرء جما
|
ل به من الحركة
|
٦٧٦
|
قافية
اللام
|
|
|
وما أنا كالزرع
جفّ حتى
|
ليس له في الزرع ظلّ
|
٤١١
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
من جفاني من
البرية طرا
|
ورماني وسبني في المحافل
|
٦١٧
|
كل عيش وإن
تطاول يوما
|
صائر مرة إلى أن يزولا
|
٥٧١
|
ما زلت تحسب كل
شيء بعدهم
|
خيلا تكرّ عليهم ورجالا
|
٥٨٥
|
وضاقت الأرض حتى
أن هاربهم
|
إذا رأى غير شيء ظنه رجلا
|
٥٨٥
|
يا حبذا يوما
ونحن على
|
رؤوسنا تعقد الأكاليلا
|
٦٠٥
|
دعوا السيل يذهب
عابرا لسبيله
|
ولا تلبسوا يا قوم الحق باطلا
|
٦٣١
|
قلقت به هاماتها
في مهمه
|
قلق الفؤوس إذا أردن نصولا
|
٦٣١
|
أتته الخلافة
منقادة
|
إليه تجرر أذيالها
|
٩٥٦
|
لقد عيّرتني في
الطواسين آية
|
أتاك بها روح أمين ومنزل
|
٨٥١
|
وليل بهيم كلما
قلت غورت
|
كواكبه عادت فما تتزيل
|
٥٨٣
|
وإن أحق الناس
باللوم شاعر
|
يلوم على البخل الرحال ويبخل
|
٥٨٦
|
قاتلي القوم يا
خزاع ولا
|
يدخلهم في قتالهم فشل
|
٥٨٨
|
شاء من الناس
راتع هامل
|
يعللون النفوس بالباطل
|
٥٨١
|
مالي وما للخطوب
قد غربت
|
تأكل لحمي لا هنّيت أكلى
|
٦١٨
|
فما نسيت تلك
الدماء سيوفه
|
ولا قضبه براقة في القساطل
|
٦٣١
|
فلا تجزع إذا
أعسرت يوما
|
فقد أيسرت في الدهر الطويل
|
٦٥٢
|
وأبيض يستسقى
الغمام بوجهه
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
|
٦٩٤
|
هو الغيث إلا
أنه باتصاله
|
أذى ليس قول الله فيه بباطل
|
٦٠٧
|
قافية
اللام
|
|
|
إذا افتخر
الأبطال يوما بسيفهم
|
وعدّوه مما يكسب المجد والكرم
|
٤٦٨
|
إذا قلت هاتي
قبليني تمايلت
|
معاذ الله من فعل ما حرّم
|
٥٩٠
|
بعثت لتتلو على
العالمين
|
بجودك وحي الندى والكرم
|
٦٠٠
|
ما زلت ألثمها وأرشف
ريقها
|
حتى سكرت وما شربت مداما
|
٣٨١
|
قاتل الله
طيلسان ابن حرب
|
كيف أنسى الأضغاث والأحلاما
|
٦٠٧
|
أتنسى يوم تصقل
عارضيها
|
بعود بشامة سقي البشام
|
٩٣٣
|
وسيّارة ضلت عن
القصد بعدما
|
ترادفهم أفق من الليل مظلم
|
٥٨٢
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
لا تنه عن خلق
وتأتي مثله
|
عار عليك إذا فعلت عظيم
|
٥٨٦
|
قل لمن ريقته شه
|
د ومسك ومدام
|
٥٩٥
|
العرف غيث وهو
منك مؤمل
|
والبشر برق وهو منك مشيم
|
٥٩٨
|
بدرا بدا وحوله
|
يوم الخميس الأنجم
|
٦٠٠
|
يا ابن حرب
كسوتني طيلسانا
|
أمرضته الأوجاع فهو سقيم
|
٦٠٧
|
رب يوم عاشرته
فتقضى
|
بعد حمد عن آخر مذموم
|
٣٧٨
|
ثلاث واثنتان
فهن خمس
|
وسادسة تميل إلى تمام
|
٥٨٠
|
أرى ناسا
ومحصولي على غنم
|
وذكر جود ومحصولي على الكلم
|
٥٨٤
|
ألا أيّها
السائلي عن قريش
|
وما جاهل الأمر كالعالم
|
٥٩٦
|
أنت امرؤ لا
ترعوي تائبا
|
من شيمة العدوان والظلم
|
٦١٣
|
كيف نال العثار
من لم يزل من
|
به مقبلا في كل خطب جسيم
|
٥٩٩
|
زرع المحبة في
الضمائر كلها
|
لك خلقة في أحسن التقويم
|
٥٩٩
|
رب يوم هواؤه
يتلظى
|
فيحاكي فؤاد صب متيم
|
٦٠٦
|
خليلي ازففا بنت
الكروم إلى
|
إلى كفء لها منا كريم
|
٦١٨
|
لست أدري أهم
تماثيل صفر
|
ونحاس مجوّف أو رخام
|
٦١٩
|
كانت فريضة ما
تقول كما
|
كان الزناء فريضة الرجم
|
٦٣٣
|
ربّ يوم عاشرته
فتقضى
|
بعد حمد عن آخر مذموم
|
٣٧٨
|
ملك ألسننا عن
وصفه
|
غلقات عاجزات مفحمة
|
٥٩٩
|
ولست بمأخوذ
بقول تقوله
|
إذا لم تعمد عاقدات العزائم
|
٦٦١
|
قافية
النون
|
|
|
هبني أسأت فأين
العفو والكرم
|
إذ قادني نحوك الإذعان والندم
|
٤٦٩
|
وشادن قبلته
قبلة
|
فكنت إذ ذاك من الفائزين
|
٥٩٤
|
ونحن الكاتبون
وقد أسأنا
|
فهبنا للكرام الكاتبينا
|
٦٤٨
|
من كل قاتلة
قتلى وآسرة
|
أسرى وليس لها في الأرض إثخان
|
٥٩٣
|
جعل الخلافة فيه
رب قوله
|
سبحانه للشيء كن فيكون
|
٥٩٧
|
ما كان أحوج ذا
الكمال إلى
|
عيب يوقيه من العين
|
٥٨٥
|
الصدر
|
العجز
|
الصفحة
|
إذا ما بلغنا
إمام الهدى
|
أمنا بجداوه صرف الزمان
|
٥٩٧
|
ربّ مضار تجر
منفعة
|
تدعو إليها ثواقب الفطن
|
٦٠٥
|
امتلأ الحوض
وقال قطني
|
مهلا رويدا قد ملأت بطني
|
٦٣١
|
إذا انقاد
الكلام فقده طوعا
|
إلى ما تشتهيه من المعاني
|
٦١٢
|
وحاجتنا إليك
ومن سوانا
|
كحاجتنا إلى الماء المعين
|
٣٩٢
|
وأنت الفخر
والملك المرجى
|
قدم بالسعد والجد المعان
|
٦١١
|
أبا أحمد شعري
قتيل مواعدي
|
مطلت بها والدين يلزمك الدية
|
٦١٣
|
فهرس الأعلام
والقبائل
(الألف)
إبراهيم بن رباح : ٥٧٢.
إبراهيم بن العباس : ٥٣٥ ـ ٥٣٧.
إبراهيم بن عبلة : ٤٢٠ ـ ٥٢١.
إبراهيم بن المهدي : ٦٥٦.
إبراهيم (النبي) عليهالسلام : ٣٨٦ ـ ٤٥٠
ـ ٦٦٩.
أحمد بن الخصيب : ٥٤٠.
أحمد بن أبي دؤاد : ٤٢٦ ـ ٤٢٧.
أحمد بن سعيد : ٥٥٤.
أحمد بن الضحاك : ٤٢٩.
أحمد بن المعتصم : ٥٧٠.
ابن أحمد النديم : ٣٩٠.
أحمد بن يوسف : ٤٢٥.
الأخطل : ٥٨٥.
إسحاق عليهالسلام : ٢٢٧.
أبو إسحاق الصابي : ٢١٩.
إسحاق بن مسلم : ٥٧٤.
الإسكافي : ٥٠٧ ـ ٥٠٩ ـ ٥١١ ـ ٥١٢ ـ ٥١٣
ـ ٥٣٤ ـ ٥٣٥ ـ ٥٤٨ ـ ٥٤٩.
إسماعيل بن أحمد : ٦٥٢ ـ ٦٥٧.
إسماعيل بن إسحاق القاضي : ٦٦١.
إسماعيل بن بلبل : ٦٥٥ ـ ٦٥٦.
إسماعيل القراطيسي : ٦٠٣.
إسماعيل (النبي) عليهالسلام : ٢٢٧.
الأسود بن يعفر : ٤٠٨.
|
الأصم (أبو بكر) : ٦٣٧.
الأصمعي : ٣٧٥ ـ ٤٣٦.
الأعشى : ١٧٦.
أكدوني : ٦٠٩.
أم كلثوم بنت علي : ٣٨٢.
بنو أمية : ٥٧١.
أمية بن أبي الصلت : ٥٧١.
أنس بن مالك : ٦٥٣.
(الباء)
ابن بابك : ٣٢١.
باذنجانة الكاتب : ٤٤٤.
الببغاء (أبو الفرج) : ٥٥٩.
البحتري : ٥٨٣ ـ ٥٩٧.
ابن بسّام : ٥٩٣ ـ ٦١٥.
البستي (أبو الفتح) : ٤٦٨ ـ ٥٩٢ ـ ٦١٢
ـ ٦٥٢.
ابن أبي البغل : ٥٥١.
ابن بقية : ٦٠٠.
أبو بكر رضي الله عنه : ٤٠١ ـ ٤٠٨ ـ ٤٤٨.
البلخي (أبو زيد) : ٥٧٧ ـ ٦٦٦.
بهلول : ٤٣٨.
بنو جمح : ٤٥٣.
بوران بنت الحسن : ٣٨٣.
بنو إسرائيل : ٢٤٧.
|
(التاء)
تامورة بنت عمرو
بن العاص : ٣٨١.
الترك : ٥١٤.
تغلب : ٣٢٩.
أبو تمام : ٤٤٣
ـ ٥٧٠ ـ ٤٨٤ ـ ٥٨٧ ـ ٥٩٧.
بنو تميم : ٣٨١.
(الثاء)
ثعلب (أبو عمرو)
: ٦٨٤.
ابن ثوابة :
٥٤٠.
(الجيم)
الجاحظ : ٣٨١ ـ ٤٧٠
ـ ٤٧٣ ـ ٦٢٨ ـ ٦٣٢ ـ ٦٣٧ ـ ٦٦٨ ـ ٦٧٤.
جبريل : ٧١٩.
جبير : ٦٩٣.
جحظة البرمكي :
٥٩٣ ـ ٦١٦.
ابن الجراح :
٥١٣ ـ ٥١٤.
جرير (الشاعر) :
٥٨٥ ـ ٦٣٣.
جعفر بن قاسم
الكرفي : ٥٦٥.
جعفر بن يحيى :
٥٦٤.
(الحاء)
حاتم الطائي :
٤٠٨.
أبو حازم : ٤١٩
ـ ٤٢٠.
ابن الحجاج :
٥٩٥ ـ ٥٩٩ ـ ٦١٨ ـ ٦١٩ ـ ٦٤١
الحجاج : ٦٦٢ ـ ٦٩٥
ـ ٦٩٦.
الحسن البصري :
٤١٧ ـ ٤١٨ ـ ٤٣٢ ـ ٦٤٤ ـ ٦٤٥ ـ ٦٤٦ ـ ٦٩٠ ـ ٦٩٥ ـ ٦٩٦ ـ ٦٩٧.
الحسن بن علي :
١٢٤.
|
الحسن بن محمد
بن عثمان : ٦٥٣.
أبو الحسن
الموسوي : ٦٠٤.
الحسين بن
الضحاك : ٥٨١.
الحسين بن علي :
١٢٤.
حفصة بنت مروان
بن الحكم : ٣٨١.
ابن حمدون : ٥٨٢
ـ ٦٥٤.
الحميدي ، عبد
الله : ٤٤٩.
حمير : ٤٦٩.
أبو حنيفة : ٤٤٩
ـ ٦٦١.
(الخاء)
خالد بن صفوان :
٤٢٣ ـ ٤٢٤.
خالد بن عبد
الله القسري : ٦٢٩.
الخباز البلدي :
٥٩٤.
أبو الخطاب :
٦٠٩.
الخوارزمي (أبو
بكر) : ٥١٢ ـ ٥٥١ ـ ٥٥٢ ـ ٥٥٥ ـ ٥٥٧ ـ ٥٥٨ ـ ٧٠٦.
(الدال)
داود : ٣٨٠.
أبي داود
الأصفهاني : ٥٩٢.
داود بن علي بن
عبد الله : ٤٠٦ ـ ٥٩٦.
داود عليهالسلام : ٤٠٠.
(الراء)
الراعي النميري
: ٦٣١ ـ ٦٣٢.
الربيع : ٤٥٠.
ابن رستم : ٤٢٨
ـ ٤٣٠.
الرشيد : ٤٣٦ ـ ٤٥١
ـ ٥٦٤ ـ ٥٧٢ ـ ٥٩٥.
|
ابن الرومي :
٥٨٦ ـ ٥٨٩ ـ ٥٩٢ ـ ٥٩٨ ـ ٦٠١ ـ ٦٠٥ ـ ٦٠٦ ـ ٦٠٨ ـ ٦٠٩.
الروم : ١٧١ ـ ١٧٨
ـ ١٧٩ ـ ٢٥٢.
(الزاي)
زكريا : ٣٨٠.
زيد بن علي :
١٠٧.
زيد بن محمد
العلوي : ٦٥٢.
(السين)
السدي : ٦٣٧ ـ ٦٤٢.
السري الموصلي :
٥٩٤ ـ ٦١٠.
سعد بن أبي وقاص
: ٤١٥.
سعيد بن حميد :
٥٣٩.
سعيد بن سلم :
٤١٢ ـ ٤٤٩ ـ ٦٠٣.
سعيد بن المسيب
: ٤٤٧.
السفاح : ٤٠٤.
سفيان بن عيينة
: ٦٤٠ ـ ٦٨٤ ـ ٦٨٩.
السلامي أبو
الحسن : ٦٣١.
سلمان الفارسي :
٤٤٨.
سليمان عليهالسلام : ٦٧٨.
سليمان بن عبد
الملك : ٤٠٤ ـ ٤٠٦ ـ ٤٠٩ ـ ٤١٩ ـ ٤٢٠ ـ ٥٨٠.
سوار بن أبي
شراعة : ٥٨٧.
السيد الحميري :
٥٨٧.
ابن سيرين : ٤٤٧
ـ ٤٤٨.
الساميون : ٥٤.
(الشين)
الشافعي : ٤٤٨.
|
شبيب بن شيبة :
٤٢٢.
الشداخ : ٥٨٧.
شريك بن عبد
الله : ٤٤٩ ـ ٤٥٠.
أبو شراعة :
٣٨٩.
شعبة بن الحجاج
: ٣٨٩.
الشعبي : ٤١٨ ـ ٦٤٢
ـ ٦٤٣ ـ ٦٤٥ ـ ٦٤٧.
أبو الشغب :
٦٣٤.
أبو الشمقمق :
٦٠٢.
أبو الشيص :
٥٩٧.
(الصاد)
الصباني : ٤٧٣ ـ
٤٧٧ ـ ٤٨٣ ـ ٤٨٤ ـ ٤٨٦ ـ ٤٨٨ ـ ٤٩٠ ـ ٤٩١ ـ ٤٩٢ ـ ٤٩٣ ـ ٤٩٤ ـ ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ـ ٤٩٩ ـ
٥٠٢ ـ ٥٢٣ ـ ٥٢٦ ـ ٥٤٨ ـ ٦٥٧.
الصاحب بن عباد
: ٣٧٦ ـ ٤٨١ ـ ٤٨٢ ـ ٥٠٤ ـ ٥٢٠ ـ ٥٢١ ـ ٥٢٢ ـ ٥٢٤ ـ ٥٢٥ ـ ٥٢٩ ـ ٥٣٢ ـ ٥٣٨ ـ ٥٥٠
ـ ٥٥٢ ـ ٥٥٤ ـ ٥٥٧ ـ ٥٥٩.
صالح بن علي :
٣٤٦.
الصاغاني : ٥٢٣
ـ ٥٣٠.
صالح بن علي بن
عثمان المري : ٦٩٧.
صالح بن الوليد
: ٦٩٧.
الصالحي ، أبو
محمد : ٦٥٣.
صعصعة : ٤١٩.
صلة بن أشيم :
٤١٩.
الصولي : ٤٤٤ ـ ٦٣٠.
|
(الضحاك)
الضحاك : ٦٣٧ ـ ٦٤٠ ـ ٦٤٢.
الضرير : ٦٠٢ ـ ٦٤٤.
(الطاء)
الطائع : ٤٧٦ ـ ٥٣٢.
أبو طالب : ٦١٦.
ابن طباطبا : ٦٠٤.
طاهر بن الحسين : ٥٤١.
طاوس : ٦٩١.
(العين)
عائشة رضي الله عنها : ٣٩٠ ـ ٤٠٨.
عائشة بنت طلحة : ٣٨٣.
ابن عباد النميري : ٤٣٥.
ابن عباس : ٣٨٥ ـ ٤١٦ ـ ٤٤٧ ـ ٤٦٨ ـ ٦٤٠
ـ ٦٤١ ـ ٦٤٣ ـ ٦٤٥ ـ ٦٤٦.
العباس بن الحسن : ٣٢٧.
العباس بن الحسين بن عبيد الله : ٦٣٠.
أبو العباس المصيصي : ٦١٩.
عبد الحميد : ٥٣٣.
عبد العزيز بن يوسف : ٤٧٦ ـ ٤٨١ ـ ٤٨٢
ـ ٥٠٣ ـ ٥٣٢ ـ ٥٣٨.
عبد الله بن جعفر : ٦١٨.
عبد الله بن خالد : ٤١٧.
عبد الله بن الزبير : ٤١٧.
عبد الله بن علي : ٤٠٥.
عبد الله بن عمر : ٦٥٤ ـ ٦٦٥.
عبد الله بن مسعود : ٥٤٦.
|
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز :
٣٨٥.
عبد الملك بن مروان : ٤٠٣ ـ ٤١١.
عبيد الله بن يحيى بن خاقان : ٥٦٥ ـ ٦٥٧.
أبو العتاهية : ٥٩٦.
عثمان بن عفان : ٤٠٢ ـ ٥٦٥.
العرجي : ٦٢٨.
عضد الدولة : ٤٤٣ ـ ٥٩٩.
عكرمة : ٦٣٧ ـ ٦٤١ ـ ٦٤٤.
علي الأصفهاني : ٦٩٧.
علي بن الحسن : ٦٩٧.
علي بن داود : ٦١٦.
علي بن ركن الدولة : ٣٠١.
علي بن أبي طالب : ٣٨٦ ـ ٤٠٣ ـ ٤٠٨ ـ ٤١٠
ـ ٤١٥ ـ ٤٥٠ ـ ٤٥١ ـ ٦٥١ ـ ٦٨٣.
علي بن محمد بن بسام : ٢٠٢.
علي بن هارون : ٥٩٨.
علي بن يحيى المنجم : ٤٥١.
علية بنت المهدي : ٥٩١.
عمر : ٤٢٣.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ٤٠ ـ ٤٤٧
ـ ٦٤٥.
عمر بن أبي ربيعة : ٣٨١ ـ ٣٨٢.
عمر بن عبد العزيز : ٣٧٦ ـ ٣٨٥ ـ ٤٠٣
ـ ٤٠٩ ـ ٤١٩ ـ ٤٢٩ ـ ٤٤٧.
عمرو بن سعيد : ٤٢٤.
عمرو بن العاص : ٥٥٣.
عمرو بن عبيد : ٥٧٣.
أبو عمرو بن العلاء : ٤٣٦.
|
عمرو بن الليث : ٦٥٧.
ابن العميد : ٥٦٠ ـ ٦٣٥.
أبو العيثاء : ٣٨٥ ـ ٣٨٩ ـ ٤٢٧ ـ ٤٢٨
ـ ٤٢٩ ـ ٤٣٠ ـ ٦٩٢.
عيسى عليهالسلام : ٣٨٦.
عيسى بن الرشيد : ٥٤١.
عاد : ٢٥٨.
(الغين)
الغضنفر بن ناصر الدولة : ٤٧٨ ـ ٤٨٥.
الغزنويون : ٥٤.
(الفاء)
فارعة بنت أبي الصلت : ٥٧١.
الفتح : ٦٥٨.
الفراء : ٦٣٢.
الفرزدق : ٥٨٠ ـ ٦٣٣.
فرعون : ٣٩٩ ـ ٦٦٧.
الفضل بن سهل : ٦٦٥.
الفرس : ١٧٤.
(القاف)
القاسم بن العلاء : ٦٢٠.
القاضي التنوخي : ١٠٠.
القاضي بن عبد العزيز : ٦١١.
قتادة : ٣٩٠ ـ ٦٤٦.
قدامة (جد قدامة بن جعفر) : ٦٦٧.
قريبة بنت عبد الرحمن : ٣٨٢.
أبو قلابة : ٣٩٠
|
قريش : ١٢٨.
قيصر : ٤٦٩.
(الكاف)
الكسائي : ٦٣٠.
كسرى : ٤٦٩.
كشاجم : ٥٨٥ ـ ٦٠٥ ـ ٦١٠.
أم كلثوم بنت علي بن عبد الله :
كلثوم بنت يزيد : ٣٨٣.
(الميم)
مالك بن المنذر بن الجارود : ٤١٨.
المأمون : ٣٧٦ ـ ٣٨٣ ـ ٤٢٤ ـ ٤٢٥ ـ ٤٢٦
ـ ٦٥٦.
المبرد : ٦٩٢.
المتوكل : ٤٥١ ـ ٤٥٢ ـ ٦٥٧.
المتوكل الليثي : ٥٨٦.
المتنبي : ٥٨٥ ـ ٥٨٦ ـ ٥٨٩.
أبو مجالد : ٦٤٧.
مجاهد : ٦٤٠ ـ ٦٤٣ ـ ٦٤٥ ـ ٦٨٣.
محمد صلىاللهعليهوسلم
: ٣٧٥ ـ ٣٧٦ ـ ٣٨٦ ـ ٣٩٠ ـ ٤٠١ ـ ٤٤٨ ـ ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ـ ٤٨٠ ـ ٤٨١ ـ ٤٩٣ ـ ٥٢٦ ـ ٥٧١
ـ ٥٧٢ ـ ٦٣٩ ـ ٦٤٢ ـ ٦٥٣ ـ ٦٧١ ـ ٦٨٩ ـ ٦٩٣ ـ ٦٩٤ ـ ٦٩٥ ـ ٦٩٧ ـ ٦٩٩.
محمد بن بحر (أبو مسلم) : ٥٥٢.
محمد بن حازم : ٣٩٢.
محمد بن الحسين بن مصعب : ٥٨٢.
محمد بن أبي زرعة : ٥٩٠.
|
محمد بن أبي زيد
العلوي : ٢٥٨.
محمد بن عبد
الله بن طاهر : ٤٤٤.
محمد بن عبد
الملك الزيات : ٤٢٦ ـ ٤٢٧ ـ ٥٤٧.
محمد بن مجاهد :
٧٢٢.
محمد بن الوليد
: ٣٧٦.
محمد بن وهيب
الحميري : ٦١٧.
محمد بن يحيى :
٥٥٧.
المختار بن عبيد
الله : ٤١٦.
مخزوم : ٤٢٣.
المرزباني :
٥٨١.
مروان بن أبي
حفصة : ٥٨١ ـ ٥٨٨.
مروان بن الحكم
: ٤٠٢ ـ ٦٥٤.
مروان بن محمد :
٤٠٥.
مريم عليهاالسلام : ٣٨٩ ـ ٦٣٨.
المستعين : ٤٤٤.
أبو مسلم
الخراساني : ٤٢٢ ـ ٥٧٤.
مسلم بن قتيبة :
٥٧٤.
المطيع لله :
٤٨٥.
معاوية : ٣٩٢ ـ ٤٥١
ـ ٤١٦ ـ ٤١٧ ـ ٥٤٦ ـ ٦٥٤.
ابن المعتز :
٤٠٧ ـ ٦٩٠.
معروف : ٤٧٧ ـ ٤٧٩.
المعتصم : ٤٢٦.
المعتضد بالله :
٦٥٤.
مقاتل : ٦٣٧ ـ ٦٤٨.
المقتدر : ٥٦٥.
ابن المقفع :
٥٦٩ ـ ٦٦٢ ـ ٦٤٤.
|
مكحول : ٦٤٣.
المنصور : ٤٠٥ ـ
٤٠٦ ـ ٤٢٢ ـ ٥٧٣ ـ ٥٧٤.
منصور الفقيه :
٤١١ ـ ٦١٦.
منصور النمري :
٥٨٣ ـ ٥٩٦.
موسى عليهالسلام : ٣٩٩ ـ ٤٠٠ ـ ٤٧٠ ـ ٦٦٧.
المهتدي : ٤٠٩.
المهدي : ٤٤٩ ـ ٤٥٠.
الموفق : ٤٤٤.
المهلبي : ٤٧٣.
(النون)
نجاح بن سلمة :
٤٢٩.
النظام : ٦٣٧.
أبو نواس : ٥٨١
ـ ٥٨٢ ـ ٦٣٠.
أبو نوح
النصراني : ٥٤١.
نوح بن منصور :
٥٠٦.
نوح بن نصر
الساماني : ٥٣٠ ـ ٥٣١.
(الهاء)
الهادي (الخليفة)
: ٤١٢ ـ ٥٤٧.
هارون : ٦٩٠.
هاشم : ٤٢٣.
أبو هريرة : ٦٤٢
ـ ٦٤٦.
هشام بن عبد
الملك : ٤١١ ـ ٤٢٠ ـ ٤٢١.
الهمداني (أبو
الفضل) : ٥٥٣ ـ ٥٥٨ ـ ٦٠٧.
هند بنت معاوية
: ٣٨٢.
هوذة بن علي :
٤٦٩.
الهيثم بن عدي :
٤٠١.
|
(الواو)
الواثق : ٤٢٦.
وضاح اليمن : ٥٩٠.
الوليد بن عبد الملك : ٤١٩ ـ ٦٩٧.
وهب بن منبه : ٤١٧.
(الياء)
يحيى : ٣٨٠.
يحيى بن علي المنجم : ٣٧٧.
اليزيدي : ٦٢٩.
أبو يعقوب الخزيمي : ٦٩٢.
يوسف عليهالسلام
: ٤٥٠ ـ ٦٧٩.
|
|
فهرس الكتب
الأوراق : ٤٤٤.
الحماسة : ٥٨٧.
الفرح بعد الشدة :
٦٥٣.
المستنير : ٥٨١.
المجوس : ٦٧٣ ـ ٦٥٣.
الوزراء : ٦٥٧.
اليتيمة : ٦٧٣.
فهرس الأماكن
(الألف)
|
(الشين)
|
إيوان كسرى ٤٠٨.
|
الشام : ٤٠٢ ـ ٤٤٧ ـ ٦٩٦.
|
(الباء)
|
(الصاد)
|
البادية : ٦١٤.
|
صفين :
|
بخارى : ٦٢٥.
|
(الطاء)
|
البصرة : ٤١٨ ـ ٤٣٩ ـ ٥٨١ ـ ٦٩٦.
|
طبرستان : ٤٧٦.
|
بغداد : ٤٤٤ ـ ٥١٤.
|
(العين)
|
بلاد الجبل : ٤٧٦.
|
العراق : ٤١٨.
|
بيت المقدس : ٦٤١.
|
(الكاف)
|
(الجيم)
|
الكوفة : ٤٠٤.
|
جان : ٤٧٦ ـ ٦٥٢.
|
(الميم)
|
الجزيرة : ٤٢١.
|
المدينة : ٦٥٤ ـ ٦٩٣ ـ ٦٩٤.
|
(الحاء)
|
مصر : ٤١١ ـ ٤٢٠.
|
الحبشة : ١٨٤.
|
مكة : ٤٢١ ـ ٤٣٦ ـ ٤٥٨.
|
الحجاز : ٦٩٣.
|
(النون)
|
الحيرة : ٦٥٧.
|
نيسابور : ٦١٣ ـ ٦٥٧.
|
(الخاء)
|
النيل : ٢٤٤.
|
خراسان : ٤٢٢.
|
(الياء)
|
(الدال)
|
اليمن : ٤١٦ ، ٤١٧.
|
دمشق : ٦٤١.
|
|
(الذال)
|
|
ذي قار : ٤٢١.
|
|
المصادر والمراجع
ـ القرآن الكريم.
ـ آثار ابن المقفع
/ بيروت ، دار مكتبة الحياة ، ١٩٧٨.
ـ أبو العيناء ،
الأديب البصري الظريف / ابتسام مرهون الصفار ، بغداد ، وزارة التعليم العالي ،
١٩٨٨.
ـ أجناس التجنس / الثعالبي
، أبو منصور عبد الملك بن محمد (٤٢٩ ه) ، تحقيق ابراهيم السامرائي ، مجلة كلية
الآداب ، العدد العاشر ، ١٩٦٧.
ـ أحسن ما سمعت /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك بن محمد (٤٢٩ ه) ، مصر ، مطبعة الجمهور ١٣٢٤ ه.
ـ أخبار البحتري /
الصولي ، تحقيق صالح الأشتر ، دمشق ، دار الفكر ، ١٩٦٤.
ـ أدب الدنيا
والدني / الماوردي ، القاهرة ، المطبعة الأميرية ، ١٢٥.
ـ لباب النقول في
أسباب النزول / السيوطي ، عبد الرحمن (٩١١ ه) ، القاهرة ، مصطفى البابي الحلبي ،
١٩٥٤.
ـ أسباب النزول /
الواحدي ، بيروت ، عالم الكتب ، ١٩٨٠.
ـ الاستيعاب في
معرفة الأصحاب ، ابن عبد البر يوسف بن عبد الله (٤٦٣ ه) تحقيق محمد البجاوي ،
مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ،
ـ أسد الغابة ،
ابن الأثير ، عز الدين علي بن محمد (٦٣٠ ه) ، طهران ، الطبعة الإسلامية ١٢٨٠ ه.
ـ أشعار اليزيديين
/ جمع وتحقيق محسن غياض ، بغداد.
ـ الإصابة في
تمييز الصحابة / ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن محمد (٨٥٠ ه) ، القاهرة ، المكتبة
التجارية ، ١٩٣٩.
ـ الأعلام ،
الزركلي ، خير الدين ، مطبعة كرستاترماس ، ١٩٥٩.
ـ الأغاني /
الأصفهاني ، أبو الفرج علي بن الحسين (٣٥٦ ه) ، طبعة دار الكتب.
ـ الأمالي / ابن
دريد ، تحقيق مصطفى السنوسي ، مكتبة الآداب ، ١٩٩٢.
ـ الأمالي الشجرية
، ابن الشجري ، هبة الله (٥٤٢ ه).
ـ الأمالي /
المرتضى الشريف (٤٣٦ ه) تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ، القاهرة ، ١٩٦٧.
ـ الإمامة
والسياسة / ابن قتيبة عبد الله بن مسلم (٤٧٦ ه) (منسوب) ، الطبعة الثانية ، ١٩٥٧.
ـ الأوراق /
الصولي ، أبو بكر محمد بن بكر (٣٣٥ ه) ، تحقيق ج هيورات.
ـ أوراق من ديوان
محمد بن داود الأصبهاني / جمع وتحقيق نوري حمودي القيسي.
ـ الإيجاز
والإعجاز / الثعالبي أبو منصور عبد الملك بن محمد (٤٢٩ ه).
ـ البخلاء /
الجاحظ ، أبو عثمان عمرو بن بحر (٢٥٥ ه) تحقيق طه الحاجري.
ـ البداية
والنهاية / ابن كثير ، اسماعيل بن عمر (٧٧٤ ه) ، القاهرة ، مطبعة السعادة ١٩٣٢.
ـ البصائر
والذخائر / التوحيدي ، أبو حيان ، علي بن محمد (٣٨٠ ه) ، تحقيق أحمد أمين والسيد
أحمد صقر ١٩٥٣.
ـ بلاغات النساء /
طيفور ، أبو الفضل أحمد (٢٨٠ ه).
ـ بلوغ الأرب /
الألوسي ، محمود شكري ، تحقيق محمد بهجة الأثري ، القاهرة ، المطبعة الرحمانية ،
١٩٢٤.
ـ البيان والتبيين
/ الجاحظ ، أبو عثمان ، عمرو بن بحر (٢٥٥ ه) ، تحقيق عبد السلام هارون تاريخ
الأدب العربي ، القاهرة ، لجنة التأليف والترجمة ، بروكلمان ، كارل ، ترجمة عبد
الحليم النجار ، دار المعارف ، ١٩٥٩.
ـ تاريخ ابن عساكر
، ابن عساكر ، أبو القاسم علي بن الحسن (٥٧١ ه) باعتناء عبد القادر أفندي ، دمشق
، مطبعة روضة ، دمشق ١٣٣٠ ه.
ـ تاريخ بغداد ،
البغدادي ، الخطيب ، أبو بكر أحمد (٦٤٣ ه) ، القاهرة ، مطبعة السعادة ١٩٣١.
ـ تاريخ الخلفاء /
السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن (٩٢٢ ه) تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة
السعادة ، مصر ، ١٩٥٩.
ـ تاريخ الطبري (تاريخ
الأمم والملوك) ، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم. مصر ، دار المعارف ، ١٩٦٠ ، وطبعة
الحسينية ، مطبعة الاستقامة ، مصر.
ـ تتمة اليتيمة /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، تحقيق عباس إقبال ، طهران ، مطبعة
فردني ١٣٥٣ ه ـ ١٩٤٧ م.
ـ تحفة الوزراء /
الثعالبي ، عبد الملك بن محمد (٤٢٩ ه) تحقيق حبيب الراوي وابتسام مرهون ، بغداد ،
١٩٧٧.
ـ ترجمة الكاتب في
آداب الصاحب / الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك ، تحقيق علي ذيب زايد ، عمان ٢٠٠١.
ـ التعازي
والمرآثي / المبرد ، أبو العباس محمد بن يزيد (٢٨٥ ه) تحقيق محمد الديباجي ، دمشق
، ١٩٧٦.
ـ تفسير القرآن
العظيم / ابن كثير ، القاهرة ، دار الكتب المصري ، ١٩٩٠.
ـ التنبيه
والإشراف / المسعودي ، أبو الحسين علي (٣٤٦ ه) ، بيروت ، مكتبة حياة ، ١٩٦٥.
ـ تنوير المقباس
من تفسير ابن عباس / الفيروزآبادي ، أبو طاهر محمد (٨١٧ ه) ، القاهرة ، مطبعة
الاستقامة ، ١٩٦٠.
ـ التوفيق للتلفيق
/ الثعالبي ، عبد الملك ، ٤٢٩ ه ، تحقيق هلال ناجي وزهير غازي زاهد ، بغداد ،
المجمع العلمي العراقي.
ـ تهذيب التهذيب /
ابن حجر العسقلاني (٨٢٢ ه) مطبعة دائرة المعارف العثمانية ١٣٢٥ ه / ١٣٢٧.
ـ تهذيب تاريخ
دمشق / ابن عساكر ، تحقيق عبد القادر بدران ، دار إحياء التراث ، ١٩٨٧.
ـ الثعالبي ناقدا
وأديبا / محمود الجادر ، بغداد.
ـ ثمار القلوب /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، مصر ، ١٩٦٥.
ـ ثمرات الأوراق ،
ابن حجة الحموي.
ـ ثورة الزنج ،
فيصل السامر.
ـ جامع البيان ، (تفسير
الطبري) ، أبو جعفر محمد بن جرير (٣١٠ ه) ، القاهرة ، مطبعة البابي الحلبي.
ـ جحظة البرمكي
الأديب الشاعر ، مزهر السوداني ، بغداد ، ١٩٧٧.
ـ جمهرة أنساب
العرب / ابن حزم ، أبو محمد ، علي بن محمد الظاهري ، تحقيق عبد السلام هارون ،
القاهرة ، ١٩٦٢.
ـ جمهرة الأمثال /
العسكري ، أبو هلال الحسن بن عبد الله (كان حيا سنة ٣٩٥ ه) ، تحقيق محمد أبو
الفضل ، عبد المجيد قطامش ، القاهرة ، ١٩٦٤.
ـ جمهرة رسائل
العرب / أحمد زكي صفوت ، القاهرة ، ١٩٣٣.
ـ حلية الأولياء /
أبو نعيم الأصبهاني (٤٣٠ ه) ، القاهرة ، مطبعة السعادة (١٣٥٧ ـ ١٣٥٧ ه.
ـ حماسة الظرفاء /
العبدلكاني ، بغداد.
ـ الحيوان /
الجاحظ ، أبو عثمان ، عمرو بن بحر (٢٥٥ ه). تحقيق عبد السلام هارون ، القاهرة ،
١٩٥٨.
ـ خاص الخاص /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، بيروت ، دار مكتبة الحياة ، ١٩٦٦.
ـ الخصائص / ابن
جني ، أبو الفتح عثمان ، تحقيق محمد علي النجار ، بغداد ، دار الشؤون الثقافية ،
١٩٩٠.
ـ الخليفة المغني
ابراهيم بن المهدي / بدري محمد فهد ، بغداد ، مطبعة الإرشاد.
ـ الخيل / أبو
عبيدة ، معمر بن المثنى (٢٠٥ ه) ، مطبعة دائرة المعارف ، الهند.
ـ دمية القصر /
الباخرزي ، دار الجيل ، بيروت ، ١٩٩٣.
ـ الديارات /
الشابشتي.
ـ ديوان ابن
الحجاج ، مخطوطات المجمع العلمي العراقي رقم ٥١.
ـ ديوان ابن
الرومي ، تحقيق حسين نصار ، واختيار كامل كيلاني ، القاهرة ، المكتبة التجارية
الكبرى ، ١٩٠٠.
ـ ديوان ابن
المعتز ، طبعة دمشق ، وتحقيق يونس السامرائي ، بغداد.
ـ ديوان أبي
الأسود الدؤلي.
ـ ديوان أبي تمام
، تحقيق محمد عبدة عزام ، دار المعارف ، مصر ، ١٩٦٤.
ـ ديوان أبي
الأسود الدؤلي / تحقيق محمد حسين آل ياسين ، بغداد ، مكتبة النهضة ، ١٩٦٤.
ـ ديوان أبي فراس
الحمداني / تحقيق سامي الدهان ، المعهد الفرنسي ، دمشق ١٩٤٤.
ـ ديوان أبي نؤاس
/ القاهرة ، طبعة الغزالي.
ـ ديوان البحتري ،
تحقيق حسن كامل الصيرفي ، مصر ١٩٥٠.
ـ ديوان حاتم
الطائي / بيروت ، دار صادر.
ـ ديوان الحطيئة /
تحقيق نعمان أمين طه ، مصر ، مطبعة البابي الحلبي.
ـ ديوان السيد
الحميري / مؤسسة الأعلمي ، بيروت ، ١٩٩٩.
ـ ديوان عدي بن
الرقاع / تحقيق حاتم الضامن ، المجمع العلمي العراقي ، بغداد.
ـ ديوان عنترة بن
شداد / بيروت ، دار صادر.
ـ ديوان كثير عزة
/ تحقيق إحسان عباس ، بيروت ١٩٧٠.
ـ ديوان المتلمس /
تحقيق حسن كامل الصيرمي ، القاهرة ، ١٩٧٠.
ـ ديوان المتنبي /
تحقيق عبد الرحمن البرقوقي ، المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة ، ١٩٣٨.
ـ ديوان المعاني /
العسكري ، أبو هلال الحسن (كان حيا سنة ٣٩٥ ه) ، القاهرة ، مكتبة القدس ، ١٣٥٢.
ـ ذيل زهر الآداب
/ الحصري القيرواني ، القاهرة ، المكتبة التجارية الكبرى ، ١٩٣٤.
ـ الرجال / الحسن
بن داود.
ـ رسائل الصاحب بن
عباد / تحقيق عبد الوهاب عزام ، شوقي ضيف ، القاهرة ، ١٩٤٦.
ـ رسائل الصابي /
الصابي ، تحقيق شكيب أرسلان ، دار النهضة ، بيروت.
ـ رسوم دار
الخلافة / الصابي ، تحقيق ميخائيل عواد.
ـ زهر الآداب /
الحصري ، أبو إسحاق ابراهيم (٤٥٣ ه) تحقيق زكي مبارك ومحمد محيي الدين ، القاهرة.
ـ سحر البلاغة /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، طبعة أحمد عياد ، دمشق ، مطبعة الجوانب
١٣٠١ ه.
ـ سلسلة الأحاديث
الصحيحة / الألباني ، محمد ناصر ، بيروت ، المكتب الإسلامي ، ١٩٨٠.
ـ سيرة عمر بن عبد
العزيز ، ابن عبد الحكم ، أبو محمد عبد الله (٢١٤ ه) ، تحقيق أحمد عبيد ، مصر ،
مكتبة وهبة ، ١٩٥٤.
ـ سيرة عمر بن عبد
العزيز ، ابن الجوزي ، مطبعة الإمام ، القاهرة.
ـ السيرة النبوية
، ابن هشام ، أبو محمد عبد الملك ، تحقيق محيي الدين عبد الجميد ، القاهرة ،
المكتبة التجارية.
ـ شذرات الذهب في
أخبار من ذهب / ابن العماد ، أبو الفلاح عبد الحي ١٩٧٩.
ـ شرح ديوان
الحماسة / المرزوقي ، أبو علي أحمد (٤٢١ ه) تحقيق أحمد أمين وعبد السلام هارون ،
القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والنشر ١٩٥١.
ـ شرح ديوان عمر
بن أبي ربيعة / تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة
، ١٩٦٠.
ـ شرح نهج البلاغة
/ ابن أبي حديد (٦٥٦ ه) ، تحقيق حسن تميم ، بيروت ، ١٩٦٣.
ـ شعراء عباسيون /
يونس السامرائي ، بيروت ، عالم الكتب ، ١٩٩٠.
ـ شعر ابن بسّام ،
تحقيق مزهر السوداني ، النجف ، ١٩٧٧.
ـ شعر أبي بكر هبة
الله النهرواني (٣١٩ ه) ، جمع وتحقيق صبيح رديف ، بغداد ، ١٩٧٤.
ـ شعر الراعي
النميري / تحقيق ناصر الحاني ، دمشق ، ١٩٦٤.
ـ شعر السلامي /
جمع وتحقيق صبيح رديف ، بغداد ، ١٩٧٣.
ـ شعر صالح بن عبد
القدوس / جمع وتحقيق عبد الله الخطيب ، ١٩٦٧.
ـ شعر عبد الله بن
المبارك ، تحقيق مجاهد مصطفى بهجت.
ـ شعر العتابي /
جمع وتحقيق الطيب العشّاش.
ـ شعر المتوكل
الليثي / تحقيق يحيى الجبوري ، بغداد ، مكتبة الأندلس ، ١٩٦٠.
ـ الشعر والشعراء
/ ابن قتيبة ، عبد الله بن مسلم (٢٧٦ ه) ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، دار المعارف ،
مصر ، ١٩٦٧.
ـ شعر النابغة
الجعدي / المكتبة الإسلامي ، دمشق.
ـ صبح الأعشى /
القلقشندي ، أبو العباس أحمد ، الطبعة الأميرية (مصورة).
ـ الصحاح /
الجوهري ، اسماعيل بن حماد (٣٩٣ ه) تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، مصر ، دار
الكتاب العربي ، ١٩٥٦.
ـ صفة الصفوة /
ابن الجوزي ، عبد الرحمن (٥٩٧ ه) ، حيدرآباد الدكن ، مطبعة دائرة المعارف
العثمانية ، ١٣٥٥ ه.
ـ الطبقات / ابن
خياط ، خليفة ، أبو عمرو الليثي (حوالي ٢٤٠ ه) ، تحقيق أكرم العمري ، بغداد ١٣٨٧
ه / ١٩٦٧ م.
ـ منتخب الكلام من
تفسير الأحلام / ابن سيرين ، بيروت.
ـ المنتظم / ابن
الجوزي ، أبو الفرج عبد الرحمن (٥٩٧ ه) ، الهند ، ١٩٥٩ م / ١٣٥٧ ه.
ـ من غاب عنه
المطرب / الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، نشر وتصحيح محمد اللبابيدي ،
المطبعة الأدبية ، بيروت ، ١٩٠٨.
ـ الموازنة /
الآمدي ، تحقيق أحمد صقر ، القاهرة ، دار المعارف ١٩٦١.
ـ ميزان الاعتدال
/ الذهبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد (٧٤٨ ه) ، تحقيق محمد البجاوي ، القاهرة ،
دار إحياء الكتب العربية.
ـ نثار الأزهار /
ابن منظور ، بيروت ، دار مكتبة الحياة ، ١٩٨٣.
ـ نثر الدرر /
الآبي ، أبو سعد منصور بن الحسين (٤٢١ ه) ، تحقيق محمد علي قرنة ، وعلي محمد
البجاوي ، القاهرة ، ١٩٨٠.
ـ نزهة الألباء /
الأنباري ، كمال الدين ، تحقيق ابراهيم السامرائي ، بغداد ، ١٩٧٠.
ـ نسب قريش /
الزبيري أبو عبد الله ، المصعب بن عبد الله (٢٣٦ ه) ، باعتناء بروفنسال ، دار
المعارف ، مصر.
ـ طبقات سلاطين
الإسلام / ستانلي لين بول ، ترجمة عباس إقبال ، دار منشورات البصري ١٩٦٨.
ـ طبقات الشعراء /
ابن المعتز ، عبد الله (ت ٢٩٦ ه) ، تحقيق عبد الستار فراج ، مصر.
ـ طبقات الفقهاء /
الشيرازي ، أبو إسحاق ابراهيم / تحقيق إحسان عباس ، بيروت ، ١٩٧٠.
ـ طبقات فقهاء
اليمن / الجعدي ، أبو الخطاب عمر بن علي تحقيق فؤاد السيد ، مطبعة السنة المحمدية.
ـ الطبقات الكبرى
/ ابن سعد ، محمد (٤٣٠ ه) ، باعتناء ن. سخاء ، مطبعة بريل.
ـ عبد الملك
الحارثي / تحقيق وجمع زكي ذاكر المعاني ، بغداد ، ١٩٨٠.
ـ العبر في خبر من
غبر / الذهبي ، شمس الدين ، أبو عبد الله محمد (٧٤٨ ه) ، تحقيق فؤاد سيد وصلاح
الدين المنجد ، مطبعة الكويت ، ١٩٦٠ ـ ١٩٦٦.
ـ العقد الفريد /
ابن عبد ربه ، شهاب الدين أحمد (٣٩٠) ، تحقيق أحمد أمين وابراهيم الابياري ،
القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف ١٣٦٧ ه / ١٣٧٢.
ـ العمدة / ابن
رشيق ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، وطبعة حجازي ١٩٣٤.
ـ عيون الأخبار /
ابن قتيبة ، عبد الله بن مسلم (٢٧٦ ه) ، دار الكتب المصرية ١٩٢٥ ـ ١٩٣٠.
ـ غاية النهاية في
طبقات القراء ، ابن الجزري شمس الدين ، تحقيق براجستراشر ، القاهرة ، مكتبة
الخانجي ١٩٣٢.
ـ الفاخر / المفضل
بن سلمة (من أواخر القرن الثالث) ، تصحيح شالس استوري ، ليدن ١٩١٥.
ـ الفاضل في صفة
الأدب الكامل / الوشاء ، أبو الطيب محمد بن أحمد ، تحقيق يوسف يعقوب مسكوني ،
بغداد ، ١٩٧٠.
ـ الفخري في
الآداب السلطانية / ابن الطقطقى ، محمد بن علي (٧٠٩ ه) ، القاهرة ، مطبعة
الاستقامة ، ١٩٣٨.
ـ الفرج بعد الشدة
/ التنوخي ، أبو علي المحسن بن علي ، القاهرة ، ١٩٥٥.
ـ فقه اللغة /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، تحقيق مصطفى السقا ، ابراهيم الإبياري
، مطبعة البابي الحلبي ، مصر ، ١٩٣٨.
ـ الفهرست / ابن
النديم ، محمد بن إسحاق (٣٧٨ ه) ، القاهرة ، مطبعة الاستقامة.
ـ القاضي شريح ، بدري
محمد فهد ، عمان ، دار جهينة ، ٢٠٠٥.
ـ الكامل في
التاريخ / ابن الأثير عز الدين ، أبو الحسن علي (٦٣٠ ه) ، بيروت ١٣٨٥ ه / ١٩٦٥
م.
ـ الكشاف /
الزمخشري ، دار الكتاب العربي ١٩٤٧ ، وطبعة طهران.
ـ الكنى والألقاب
/ القمي ، عباس ، النجف ، المطبعة الحيدرية ، ١٩٥٦.
ـ الكناية
والتعريض / الثعالبي عبد الملك ، أبو منصور (٤٢٩ ه) ، تصحيح محمد النعسان (بالأومسيت)
، بغداد ، ١٩٧٢.
ـ لسان العرب /
ابن منظور ، جمال الدين محمد (٧١١ ه) ، بولاق ، المطبعة الأميرية ، وطبعة دار
صادر ، بيروت.
ـ اللباب في تهذيب
الإنساب / ابن الأثير ، عز الدين علي (٦٣٠ ه) ، القاهرة ، ١٣٥٧ ه.
ـ اللطائف /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، طبعة عزة أفندي.
ـ لطائف المعارف /
الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك (٤٢٩ ه) ، تحقيق إبراهيم الأبياري وحسن الصيرفي ،
مصر ، دار إحياء الكتب العربية ، ١٩٦٠.
ـ مجاز القرآن /
أبو عبيدة ، معمر بن المثنى ، تحقيق فؤاد سزكين ، القاهرة ، ١٩٦٢.
ـ مجمع الأمثال /
الميداني ، أبو الفضل محمد (٥١٨ ه) ، القاهرة ، ١٣٥٣ ه.
ـ مجموعة الوثائق
السياسية / جمع وتحقيق محمد حميد الله ، مصر ، مطبعة لجنة التأليف والنشر ، ١٩٥٦.
ـ المحمدون من
الشعراء ، القفطي.
ـ المختار من
رسائل الصابي ، تحقيق شكيب إرسلان ، بيروت ، ١٩٦٠.
ـ مختصر الأمثال /
الشريف الرضي ، تحقيق نوري القيسي وهلال ناجي ، بغداد ، دار الشؤون الثقافية ،
١٩٨٦.
ـ مختصر البلدان /
ابن الفقيه ، مكتبة المثنى ، بغداد ١٩٨٥ (بالاوفسيت).
ـ المخصص / ابن
سيدة ، علي بن اسماعيل (٤٥٨ ه) ، بولاق ، المطبعة الأميرية ١٣١٦ ه.
ـ مروان بن أبي
حفصة وشعره / قحطان التميمي ، النجف ، مطبعة النعمان ، ١٩٧٠.
ـ مروج الذهب /
المسعودي ، أبو الحسن علي بن الحسين (٣٤٦ ه) ، تحقيق يوسف أسعد داغر ، بيروت ،
١٩٦٥.
ـ المستطرف /
الابشيهي محمد بن أحمد (٨٥٠ ه) ، القاهرة ، بولاق ١٢٦٨.
ـ مشاهير علماء
الامصار / البستي ، محمد بن حيان ، تصحيح م. فلا يشهر القاهرة ، مطبعة لجنة
التأليف والنشر ١٩٥٩ م.
ـ المصون /
العسكري ، تحقيق عبد السلام هارون ، الكويت ، دار المطبوعات ، ١٩٦٠.
ـ معاهد التنصيص ،
عبد الرحيم بن عبد الرحمن (٩٦٢ ه) ، المطبعة البهية ١٣١٦ ه.
ـ معجم الأدباء /
ياقوت الحموي (٦٢٦ ه) ، تحقيق مرجليوث ١٩٢٣ ـ ١٩٣٠ ه.
ـ معجم الأسرات
الحاكمة / زامباور ترجمة زكي محمد حسن ، بيروت ، ١٩٨٠.
ـ معجم البلدان /
ياقوت الحموي ، شهاب الدين (٦٢٦ ه) ، ليبزج ١٩٢٤.
ـ معجم الشعراء /
المرزباني ، أبو عبد الله عمران بن موسى (٣٨٤ ه) ، تحقيق أحمد عبد الستار.
ـ معجم شواهد
العربية / عبد السلام هارون ، القاهرة ، ١٩٦٠.
ـ مقاتل الطالبيين
/ الأصبهاني ، أبو الفرج علي بن الحسين (٣٥٦ ه) ، النجف ، المطبعة الحيدرية ،
١٣٥٣ ه.
ـ نكت الهميان /
الصفدي ، صلاح الدين تحقيق أحمد زكي بك.
ـ نوادر المخطوطات
/ تحقيق ونشر عبد السلام هارون ، القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والنشر ١٩٥١.
ـ نهاية الأرب /
النويري ، شهاب الدين أحمد (٧٣٢ ه) ، القاهرة ، دار الكتب المصرية ١٩٢٩ ـ ١٩٤٩.
ـ الوزراء /
الصابي ، هلال بن المحسن (٤٤٨ ه) ، تحقيق عبد القادر أحمد فراج ، القاهرة ، ١٩٥٨.
ـ الوزراء والكتاب
/ الجهشياري ، أبو عبد الله محمد (٣٣١ ه) ، تحقيق مصطفى السقا ، القاهرة ، ١٩٣٨.
ـ وفيات الأعيان /
ابن خلكان ، أبو العباس شمس الدين أحمد (٦٨١ ه) ، تحقيق إحسان عباس.
ـ وقعة صفين / نصر
بن مزاحم ، أبو الفضل ، تحقيق عبد السلام هارون ، مصر ، مطبعة المدينة ، ١٩٦٢.
ـ يتيمة الدهر /
الثعالبي ، عبد الملك ، أبو منصور (٤٢٩ ه) ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ،
مصر ، مطبعة حجازي ، ١٩٤١.
المجلات والأبحاث
:
ـ دراسة توثيقية
لمؤلفات الثعالبي / محمود الجادر ، مجلة معهد البحوث والدراسات العربي ، العدد ١٢
، ١٩٨٣ ـ ١٤٠٣ ه.
ـ شعر وضاح اليمن
، مجلة المورد ، المجلد ١٣ ، العدد (٢١).
ـ علي بن هارون
المنجم / يونس السامرائي ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، المجلد ٨٣ الجزآن ٢ ، ٣.
ـ مصادر الثعالبي
في اليتيمة / محمود الجادر ، مجلة المجمع العلمي العراقي العدد (١٤) ، مجلد ٣٢ سنة
١٩٨١.
ـ ملاحظات عن سيرة
الثعالبي / قاسم السامرائي ، ترجمة ابتسام مرهون الصفار ، مجلة المناهل (المغربية)
، العدد ١٨ ، سنة ١٩٨٠.
كتب للمحققة
أولا : الكتب
المنشورة :
١ ـ التعابير
القرآنية والبيئة العربية في مشاهد القيامة ، بغداد ، مطبعة النعمان ، ١٩٦٨.
٢ ـ مالك ومتمم
ابنا نويرة اليربوعي ، بغداد ، مطبعة الإرشاد ، ١٩٦٦.
٣ ـ التعازي لأبي
الحسن المدائني ، تحقيق بالمشاركة مع الدكتور بدري محمد فهد ، بغداد ، مطبعة
الإرشاد ، ١٩٧٢.
٤ ـ صور من
الحضارة العربية الإسلامية ، بالمشاركة مع الدكتور بدري محمد فهد ، بغداد ، مطبعة
النعمان ، ١٩٧٣.
٥ ـ أثر القرآن في
الأدب العربي في القرن الأول الهجري ، بغداد ، مطبعة اليرموك ، ١٩٧٦ ، دار جهينة ،
عمان ، ٢٠٠٥.
٦ ـ تحفة الوزراء
للثعالبي ، تحقيق بالمشاركة مع حبيب الراوي ، وزارة الأوقاف ، ١٩٧٥.
٧ ـ تحفة الوزراء
للثعالبي ، تحقيق بالمشاركة مع حبيب الراوي ، وزارة الأوقاف ، ١٩٧٥؟
٨ ـ زياد الأعجم
شاعر العربية في خراسان ، بغداد ، مطبعة اليرموك ، ١٩٧٦.
٩ ـ أبو العينناء
الأديب البصري الظريف ، الموصل ، وزارة التعليم العالي ، مطبعة الموصل ، ١٩٧٨.
١٠ ـ الاقتباس من
القرآن الكريم (تحقيق) ، جذ ، بغداد ، ١٩٧٣.
١١ ـ محاضرات في
تاريخ النقد العربي بالمشاركة مع أ ، د. ناصر حلاوي ، بغداد ، وزارة التعليم
العالي ، ١٩٩٠.
١٢ ـ الآمالي في
الأدب الإسلامي ، جامعة بغداد ، ١٩٩٠ ، مطابع دار الحكمة ، عمان ، دار المناهج ،
٢٠٠١ ، ٢٠٠٢.
١٣ ـ عمدة الكاتب
للزجاجي (تحقيق) ، إصدارات الحكمة ، بريطانيا ، ١٩٩٩.
١٤ ـ المقامة
الحصيبية في المفاخرة بين الفنون وأربابها للقاضي الزبير (تحقيق) ، بالمشاركة مع
أ. د. بدري محمد فهد ، إصدارات الحكمة ، بريطانيا ، ٢٠٠٠.
١٥ ـ الجامع
للرسائل والأطاريح العراقية في العراق ، إصدارات الحكمة ، بريطانيا ، ٢٠٠١.
١٦ ـ الفأل
والطيرة والتنجيم في الفكر الإسلامي والموروث الأدبي ، عمان ، دار المناهج ، ٢٠٠٣.
١٧ ـ آفاق الأدب
في العصر الأموي ، ٢٠٠٥.
١٨ ـ رؤية معاصرة
في التحقيق والنقد ، عمان ، دار صفا (تحت الطبع).
١٩ ـ في فضاءات
الأدب القديم ، عمان ، دار صفا (تحت الطبع).
|