
حرف الخاء
خ
خبب :
الخِبّ
، والخَبّ : الخَدّاع الذى يسعى بين النّاس بالفساد. وفي الحديث : (لا
يدخل الجنة خَبّ ولا خَائِن) (١). وفيه أيضا : (المؤمن غِرّ كريم ، والكافر خِبٌ لَئِيم) (٢). الغِرّ : الذى لا يفطن للشّرّ.
وأنشدنا شيخنا
العلّامة لنفسه :
زَمانٌ كُلّ
حِبٍّ فيه خِبٌ
|
|
وطَعْمُ الخِلِّ
خَلٌّ لو يُذاقُ
|
لهُ سُوق
بِضاعَتُه نِفاقٌ
|
|
فَنافِقْ
فالنِّفاقُ لهُ نَفاقُ (٣)
|
خبت :
الخَبِيتُ
: الرّديء. ومنه
دواء خَبِيتٌ. ومال خَبِيتٌ
: إذا لم يكن
حَلالا. قال السَّمَوْأَل :
يَنْفَعُ
الطّيّبُ القَليلُ مِنَ الرِّزْقِ
|
|
(م) ولا يَنفعُ الكثيرُ الخَبِيتُ
|
فأَجْعَلُ
الرِّزْقَ فى الحلالِ من الكَسْبِ
|
|
(م) بَرّاً سَريرتِى ما حَييتُ (٤)
|
خبث :
الخَبِيثُ
، ضِدّ الطّيّب.
والشّجرة الخَبِيثَة فيها حديث (٥). قالوا : يُراد بها كلّ شجرة خَبِيثَة الرّائحةِ.
والدّواء الخَبِيثُ : السُّمّ. وأيضا : كلّ دواء نَجِس مُحَرَّم ، كالخمر
والأبوال والأَرْوَاث. وكلّ ما كان كريها فى رائحته وطعمه ممّا تَأْبَاه الأبدان
والأرواح.
ونهى النّبيّ (ص)
عن الدّواء الخَبِيثِ ، إلّا ما كان اضطرارا. (٦).
خبج :
الخُباج
: الضُّرَاط.
والخَبَاجَاء : الكثير المُجَامعة.
خبر :
الخَبَر : النَّبَأُ.
والخبْر : الزّرع ، وشجر السّدْر والأراك.
والْخَبِيرُ من أَسْمَائه تعالى.
والخُبْرَة ، بالضّمّ : الثّريدة الضّخمة ، والطّعام من اللّحم وغيره.
والخَابُور : نبت أو شجر. قال الشّاعر :
أَيَا شَجَرَ
الخابُورِ ما لَكَ مُوْرِقاً
|
|
كأنّك لمْ
تَجْزَعْ على ابنِ طَرِيْفِ (٧)
|
والخَبُور : الأسد.
والخَبِير : الحاذق.
وعلاجٌ خَبِرٌ : موافق للعِلّة ، ناجع الأثَر.
خبز :
الخُبْز : معروف ، وأفضلُه ما اتخذ من دقيق الحِنطة وبُولِغ فى
عَجنه وجُعل فيه الملح والخمير بقَدْر معتدل ، وخُمِّر تخميرا جيّدا وكان معتدلا
فى غِلظهِ واخْتُبِز فى التَّنُّور.
والخُبْز الكثيرُ
النّخالةِ سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء ، والقليل النّخالة بطىء الخروج ،
كثير الغذاء. وأَمَّا الفَطير فإنّه غير موافق لكلّ واحد من النّاس. والخُبْز الخشكار مُليّن للبطن ، والحرارىّ يَعْقِل. وللَّيِّن أكثر
غذاء وأيْسر انحدارا ، واليَابِس بخلافه.
والخُبّازَى ، بضم الخاء وتشديد الباء وقد تخفّف ، هى : الشهيرة بالخُبَّيز وهى نوعان :
بستانىّ وهى
الملوخيا ، ويأتى ذكرها فى (م ل خ).
وبَرِّىّ وهو
نوعان : شجَري وهو الخَطمي ، ويُذكر في محلّه ، وحشيشيّ وهو معروف ، بارد رطب في
الأُولى. مُليّن للبطن مُدِرّ للبَول ، وبذره فيه تَغْرِيَة قويّة. نافع من
السّعال الحارّ اليابس. ويقع في الأدوية المسهِّلة وفي الحقن ، فيُعين على
فِعْلِها بإزلاقه لها ، ويمنع لَذْعَها.
والشّربة منه من ثلاثة
دراهم إلى خمسة.
والقَيء بالماء
الذي طبخ فيه مُغْنٍ عن شرب الأدوية السُّمِّيَّة. والشربة منه لها قَدْر أُوقيّة.
خبص :
الخَبِيص
: الحلو ، سمّى
بذلك لأنّه يُعمل من دقيق الحنطة مع دهن اللّوز أو الشِّيْرَج. وبعد إنضاج الدّقيق
فى الدّهن ، يُجعل عليه شىء من السُّكّر أو العسل ، ويرفع.
وهو أقلّ لُزوجة
من الفالوذج وأقلّ غذاء ، وأبعد من توليد السُّدَد ، وهو أجود للمعدة.
وإذا كان جيّد
الطّبخ لم يكن له كثيرُ وخامة ووقوف فى المعدة.
وينبغى للمَحرور
أن يمتصَّ الرّمّان الحامض بعده.
خبط :
الخُباط : داء كالجنون.
والخِبَاط : سِمَة تكون فى الفخذ والوجه ، طويلة عريضة.
والخَبْطَة : زُكام ينشأ عن البرد.
خبل :
الخَبَل
: فساد الأعضاء.
والخَبَل : الجُنُون.
والخَبال ، فى الأصل : الفَساد. ويكون فى الأفعال والأبدان والعقول.
والخابِلان : اللّيل والنّهار لأنّهما لا يأتيان على أحد إلا خَبلاه ، أى : أهرماه.
ختر :
الخَتْر : الخَدَر يحصل عند شُرب سُمّ ، وربّما عرض لشُرب دواء.
وداء خَتّار : يُعاود المريض على غِرَّة.
ختع :
الخَوْتَع
: ذُباب أزرق يكثر
فى العُشب.
والخَوْتَع : ولد الأرنب.
وخَتَعَتْ عليهم الآفات : عَدَتْ عليهم فأهلكتهم.
ختل :
نقول : يُخَاتِل الطّبيب الدّاءَ : إذا كان يتأتَّى له بحيلةٍ للبُرْء.
ختم :
الخَتْم
: العَسَل.
ودواء مَخْتُوم ، أى : عَتِيق.
والمِخْتَم ، بكسر الميم وسكون الخاء وفتح التّاء : الجوزة تُدْلَك
لتملاسّ فيُنْقَد بها سائر الجوز.
والخِتام : الطّين الّذى يُخْتَم
على كِتاب ، ومنه
أُخذ الخِتَام المعروف.
ختن :
الخَتْن
: القَطْع.
والخِتان بالكسر : موضع القطع من الذّكر ، ومنه
الحديث (إذا
الْتَقَى الخِتَانَان فقد وَجَب الغسل) (٨).
قيل إنّ المراد
العَورتان.
خثر :
الخَاثِر : الذى يجد الشّيء القليل من الوَجَع.
وخَثُر الدّمُ : غَلُظ. قال الفرّاء. هو مُثلّث الثّاء ، والضّمّ
لغة قليلة.
وخَثُرَت نفسُه : غَثَت.
خثل :
خَثْلَة البَطْنِ ، وخَثَلَتْها : ما بين السُّرَّة والعَانَة.
خثم :
الأَخْثَم
: الغليظ الأنف.
وهى خَثْمَاء.
خثو :
الخَثواء : المسترخية البطن من النّساء.
خجل :
الخَجَل
: الاسترخاء من
الحياء أو الذّلّ.
والخَجَل : أن يلتبس الأمر على الرّجل فلا يدرِى كيف المخرج.
وسببه حركة الرّوح
الحيوانىّ الى داخل البدن والى خارجه ، وتكون الحركة اليه أظهر.
خدج :
خَدَجَتْ
بجنينها : ألقته
قبل وقت أوان ولادته.
وأَخْدَج العلاج : لم يكن له أثر نافع ، على غير المعروف عنه. ويكون
ذلك إمّا لِغَلطٍ فى تشخيص العِلّة ، وإمّا لأنّ المريض أسْلَمَ نفسه لشهوته على
غير ما يوافق العلاج.
خدد :
الخَدَاد ، بالفتح : ما جاوز مُؤَخِّر العَين الى مُنتهَى الشِّدْق
، يُشبَّه بالخَدِّ ، ومنه اشتق اسم المِخَدَّة ، بالكسر ، وهى المِصْدَغَة ، لأنّ الخَدَّ يوضع عليها ، وهو مُذكَّر ، والجمع خُدُودٌ.
ورجل مُتَخَدِّد : مَهزول. وقد
تَخَدَّدَ لحمُه : إذا
تَشَنَّج.
خدر :
الخَدَر : عِلَّة تحدث فى قُوّة اللّمْس نُقصانا أو بُطلانا ،
وسببه :
إمّا امتناع تلك
القُوّة عن النّفوذ لضَغْطِ العَصَب من الجلوس عليه ، وعلاجه ترك ذلك الضّاغط.
وإمّا بَرْدٌ
يُكَثّف العَصَب ، وعلامته غِلَظ الأعصاب. وعلاجه بتليين العَصَب.
وإمّا سُدّة تحدث
فى العَصَب ، وعلامته الكَسَل ، وثِقَل الحواسّ ، وعلاجه بالمسهّلات.
وإمّا سُمّ ،
وعلامته إمّا وجود لَسْع أو تناول سُمّ ، وعلاجه بالتِّرْياقات.
والخَدَر فى العَين : ظهور الحَدَقَة.
خدش :
الخَدْش
: مَزْق الجِلْد.
والجمع خُدُوش.
ودواء خَادِش : يَلْذَع اللّسان والبُلْعوم.
خدع :
الْأَخْدَع
: عِرْقٌ خَفِىٌّ
فى موضع الحِجامَة من العُنق. وربّما وقعت الشَّرْطَة عليه فينزف لأنّه شُعبة من
الوَريد. وهما
أَخْدَعَان. والجمع الأَخَادِع.
ورجل مَخْدُوعٌ : قُطِع أَخْدَعُه.
وخَدَع الرِّيق فى الفَم : تَغَيَّرَتْ رائحتُه.
وخَدَع كذلك : إذا كان قليلا.
قال سُوَيد :
أبْيَضَ
اللَّونِ لَذيذا طَعْمُهُ
|
|
طَيِّبَ الرِّيق
إذا الرِّيْقُ خَدَعْ (٩)
|
والأدْوَاء الخَدَّاعَة : التى تتشابه ظواهرها ، فيقع الغلط فى معرفة الداء ووصف
الدواء.
ودواء خَادع : إذا كان مغشوشا.
خدن :
الخِدْن
، بالكسر ، والخَدِين : الصَّديق. وفى التّنزيل : (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ)) (١٠ أى : أصدقاء.
وخِدْن الجارية : صديقها وكانوا فى الجاهلية لا يمنعونه من
محادثتها.
خرب :
الخُرْبَة : ثُقْبَة فى الوَرِك ، وكلُّ ثُقبة مُستديرة : خُرْبَةٌ.
قال الأصمعىّ : الخُرْبَة فى الوَرِك : نُقرة فيها لحم لا عظم فيها ، وفى تلك
النّقرة الفائلُ.
قال : وليس بين
تلك النُّقرة وبين الجوف عظم إنّما هو جلد ولحم.
وقال غيره : هى
نقرة فيها مَغرز رأس الفخذ.
والخَرَب ، مُحرّكة : ذَكر الحُبَارَي.
والخَرُّوب ، والخُرْنُوب
، بالضّمّ وقد
يُفتح ، ومَنع الفتحَ بعضُهم : شجرة برّيّة لها شوك يُستوقد به.
وحَملها كالتّفاح
لكنّه لا يؤكل إلّا فى الجَهْد ، وفيه حَبّ صُلْب.
والخَرُّوب الشّامي له ثمر كالخيار إلّا أنّه عريض حلو يؤكل ويُتّخذ
منه سَويق ورُبّ ، ويسميّه صبيان أهل العراق بالقثّاء الشّامي.
وهذه الثّمرة
مُعتدلة فى الحرارة والبُرودة ، يابسة فى الثّانية والطّرىّ منها يُلَيّن
بالعَصْر. واليابس قابض نافع من الزّحير ، ونَزْف الدّم وفيه تقوية للمعدة ، ويقطع
رائحة الثّوم والكرّاث ونحوهما إلّا أنّه بطيء الهضم ويُصلحه العَسل. وبدله
الشّاهْبَلُّوط (١١).
والرُّبّ المتَّخذ
منه مُعتدل مُلَيِّن.
خربز :
الخِرْبِز : البِطِّيخ ، عربىّ صحيح ، وقيل : هو من أصل فارسىّ ،
وجرى فى كلام العَرَب.
خربق :
الخَرْبَق
: منه أبيض ،
نَبات له ورق كورق لسان الحَمَل ، وزهر أحمر وساق قصير وعروق دِقاق ، مَخرجُها من
أصلٍ واحدٍ مستطيلٍ. وهو المستعمَل. وأجوده الهنديّ السّريع النّفْث. وهو حارّ
يابس في أوائل الثّالثة ، يُخرج الفضول اللّزِجَة بالقَيء والإسهال. ويُنَقِّي
المعدة. وينفع من وجع المفاصل والفالَج ، ومن جميع الأمراض الباردة الرّطبة.
ويُهَيِّج العُطاس شمّاً بعد سحقه. ويدرّ الحيض ، ويقتل الأَجنّة حُمولا. وينفع من
القُوَباء والبَهق والحكة والجرَب مَعجونا بالخلّ ، طَلاء.
والإكثار منه
مُهلك بالتّشَنّج والخَنْق.
ويعالج
بالمبرِّدات وبالأمراق الدّسمة.
والأجود فى
استعماله أن يُنقع فى ماء المطر ثمّ يُطبخ ويؤخذ الماء فيُعَوَّم بالعسل أو
السُّكر ويُرفع لوقت الحاجة. ومضرّته بالمعدة وإصلاحه بالمصطكى
ومنه أسود وهو
نبات له ورق كورق اللّبلاب ، وزهرٌ أبيض ، وبذر كالقرطم (١٢) مُسهل. وساق قصير
وعروق دقاق سُود خارجة من أصل واحد مستطيل. وهى حارّة يابسة فى أوائل الثّالثة ،
تُخرج المِرّة السّوداء والصّفراء والأخلاط الغليظة ، وتنفع من الصّرَع والجنون
والفالج والاسترخاء ، ومن أوجاع المفاصل والصّداع المزمن ، والشّقيقة ، وتُنقِّي
الأعضاء الباطنة ، وتُزيل اليَرَقان السُّدَدِىّ ، وتدرّ الحيض ، وتقتل الأجنّة
حُمولا ، وتنفع من الحكّة والجرَب والقُوَباء والبَهَق والكَلَف والنّمَش مَعجونة
بالخلّ طلاء.
والإكثار منه
مُهلك. ويُعالج كعلاج الخَرْبق
الأبيض ، ويستعمل
كاستعماله. وإذا نبت أحدُهما بجنب كرْمة أسهل عِنَبُها وخَمْرُها. والشّربة منه من
نصف درهم الى درهم ، ومضرّته بالكُلَى. وإصلاحه بالكُثَيْرا. وبدله الغاريقون (١٣).
خرت :
الخَرْت
، والخُرْت : الثّقب فى الأذن وغيرها. وضلع صغير عند الصّدر وجمعه أَخْرَات.
والمَخْرُوت ، بفتح الميم : المشقوق الأنف أو الشّفة أو الأذن.
خرج :
الخَرَج
: لونان من سواد
وبياض ، يقال ظليم أخْرَج
، ونَعامة خَرْجَاء ، لَون سواده أكثر من بياضه كلون الرّماد.
والخُراج : القُروح.
والدّبْل ، بالسكون : الطّاعون ، عن ثعلب.
والخُراج من جُمْلَة
الدُّبَيْلات ما جَمَع من الأورام
الحارّة ، فكان اسم الدُّبَيْلَة يقع على كل ورم يتفرّع فى باطنه موضع تنصبُّ إليه مادّةُ
ماءٍ فتبقَى فيه ، أيّة مادّةٍ كانت.
والخُراج : ما كان من جملة ذلك حارّا ، فيجمع المِدّة.
والدُّبَيْلات : الدّمامل الكبيرة تظهر فى الجوف فتقتل.
والفرق بين الخُرَاج والدُّبَيلة كالجِنْس للجميع. والدُّبَيْلَة : كلّ ورم داخلُه موضع تنصبّ إليه المادة ، والخُرَاج ما كان مع ذلك حارّا.
والورم : انصباب المادّة العفنة أو القابلة للعَفَن إلى بعض
الأعضاء واستحداثها لها فُرَجاً ثمّ استقرارها فيها.
والخُراج : عمّا أخَذ من ذلك من الجمع وتزايدَ فى المدّة. ومِنَ
الأطبّاء مَنْ خصّصه بشرط أن تكون مادّته حارة.
والقَرْحَة : كلّ خُراج أو وَرَم إذا انفجر وبقي مُنفجرا.
والدّبيلة : ما كان من الخُرَاجَات حاصلا فى باطن البدن.
والنّاسور : كلّ قرحة تجاوزت أربعين يوما.
خردل :
الخردل: الآسترخاء من الحياء أو الذّلّ.
والخردل : أن يلتبس الأمر على الرّجل فلا يدري كيف المخرج.
وسيبه حركة الرّوح
الحيوانيّ الي داخل البدن والى خارجه ، وتكون الحركة إليه أظهر.
والخَرْدَل : حَبّ معروف حارّ يابس فى أوّل الرّابعة مُسخِّن للبدن ،
مفتّح للسُّدَد ، مُقَطِّع للبلغم ، هاضم للطّعام ، مُليّن للطّبيعة ، ينفع من
النِّقْرِس وداءِ الثّعلب ، ومن وجع المفاصل ، وعِرْقِ النّسا والبَهَق والبَرَص
والجرَب والقُوباء طلاءً.
وماؤه مُسَكِّن
لوجَع الأذُن ، وينفع من الدَّوِيِّ ، قُطورا.
ومسحوقه مُسكّن
لوجع الضّرس قُطورا ، ويحرِّك العُطاس ويُنَبِّه المصروعَ شَمّاً ويسخِّن مبرود
الدّماغ ، ونفع النّزلات طلاءً بالعسل على مُقدَّم الدّماغ ، وينفع من ثقل الدّماغ
البلغمىّ ؛ ومن وجع الكبد والطّحال ويُسخِّن جميع
الأعضاء الباردة
طلاءً وأكلا. ونصف درهم منه كلَّ يوم بالشّراب يُزَكِّى الفؤاد ويُقوِّى الباهَ
شُربا على الرّيق. ويطرد الهَوامّ طردا جيّدا مُدَخّناً به. وبدله حَبّ الرّشّاد.
والخَرْدَل الفارسىّ : نوع من الحُرْف العريض الورق.
ويمنع الخَرْدَل عن محروري الكبد وحادِّي المزاج مُطلقا ، وخاصّة في شدّة
الحرّ ، لأنّ للخردل غائلة لا تُرَدّ عن الكبد المحرور ، إلّا أنّ بعض المتقدِّمين
عالجه بنقيضِه فى الحرارة ، وهو ماء القَرْع البارد فى الرّابعة ، مُتوهِّما أنّ
ذلك يعادل الخَرْدَل لأنّه حارّ فى الرابعة. (والله أعلم) (١٤).
خرر :
الخَرِير : صوت الماء والرِّيْح وغَطيط النّائم كالخَرْخَرَة.
والخَرّ ، بالفتح : السُّقوط والموت ، قال تعالى : (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ
الْجِنُّ) (١٥) ، قيل : خَرَّ ـ هُنا ـ بمعنى سَقط ، وقيل بمعنى مات.
والخَرّارَة : عين الماء الجارِية ، سُمِّيَت بذلك لخَرِير مائها وهو صوته.
خرز :
الخَرَز : ما يُنْضَمَّ.
وخَرَز الظّهر : فَقاره.
والدّواء المُخَرَّز : الذى وُضعت فوقه علامة ، أو كان مُكَوَّراً على هيئة الخَرَزَة.
خرس :
الخَرَس
: تَعَقُّد
اللّسان عن الكلام.
والخُرْس : الطّعام الذى يُدْعَى إليه عند الوِلادة.
والخُرْسَة : طعام النّفساء نفسها.
قال الشّاعر :
إذا النَّفْساء
لمْ تُخَرَّسْ ببِكرِها
|
|
طعاماً ، ولم
يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيْمُهَا (١٦)
|
والخَرُوس : القليلة الدَّرِّ.
قال :
شَرُّكُمْ حاضرٌ
ودَرُّكُمْ دَرُّ
|
|
(م)خَرُوْسٍ من الأرانبِ بِكْرِ (١٧)
|
وعلَّة خَرْسَاء : ليس لها عوارض ولا علامات ، وتظهر فجأة من كُمونِها.
خرشف :
الخَرْشَف
والخُرْشُوف ، منه بستانيّ ، يسمّى بالفارسيّة كنكر ، شائع الاستعمال فى
المغرب ، غِذاء.
خرص :
الأَخْرَاص
: عيدان تكون مع
مُشْتار العسل.
والخَرِص : الذى أضَرَّ به البرد والجوع.
خرط :
خَرَطْتُ
العُضْوَ المأووف
: حَتَتُّ عنه مِدَّتَه وقُشوره.
والخَرْط : النِّكاح.
والمُخْرط ، بضمّ الميم : التى يَتجبّن لبنُها فلا يسيل إلّا
مُتعقِّدا.
والخُراط : نبت. وكذلك الإِخْرِيط.
وخَرَطَه المرض : هَزله وأضعفه ضعفا بيِّنا.
وانْخَرَط بدنه : إذا أصابه الدِّقّ.
خرع :
الخِرْوَع
: شَجر مُجَوَّف
السّاق والأغصان.
وقيل : سُمِّى خِرْوَعاً لِرَخَاوَتِهِ.
وله ورق كورق
التّين إلّا أنّه أكبر منه وأكثر ملاسة.
ثمره في عناقيد
خشنة يظهر منقطعا إذا قُشر. ومنه يُعْتَصَر الدُّهن.
وهذا الثّمر حارّ
يابس في آخر الثّانية.
وهو مُحلّلِ
مُليّن لكلّ صلابة.
وجيّد للقولَنج
والفالج واللّقوة وأوجاع المفاصل إذا كانت عن مادّة رطبة ، أكلا ، ومن دُهنه شُربا
ودُهنا.
والشّربة منه من
خمس حَبّات إلى إحدَى عشرة حَبّة.
وفيه إسهال للبلغم
إلّا أنّه يُرخي المعدة ويُغْثِي.
ويُصْلَح بالمصطكى
بعد تقشيره.
وعشرون حبّة منه
تُسكر ، وخمسون تقتل.
وبدله بذر الفجل.
والشّربة من دُهنه
من درهم إلى مثقال.
والخِرِّيع : العُصْفُر.
والخُراع : الجنون.
وأصابه خَرَعٌ فى مفاصله : إذا ارتخّت.
وخَرُعَت جلده : شققته ، خَرَعْتُه
فانْخَرع.
وخَرَع فلان : إذا تساقط جلده ، من داء كالقُوباء وغيره.
خرف :
الخَرَف
: فساد العقل من
الكِبَر.
يقال : خَرِف الرّجل ، بتثليث الرّاء ، فهو خَرِفٌ ، بكسرها ، والأُنثَى خَرِفَة.
والخَرُوفُ : الذَّكَر من أولاد الضّأن إذا رَعَى وقَوِي. والأُنْثَى :
خَرُوفَة ، والجمع أخْرِفَة وخِرفَان. وسنذكر ما يتعلّق به طبّا في (ضَأْن).
والخَرِيف : أحد فصول السّنة. ويأتي الكلام عليه في (ر. ب. ع).
وسُمِّي خَريفا لأنّ الثّمار
تُخْرَف فيه ، أى : تجنَى.
قال أبو حنيفة :
ليس الخَرِيف في الأصل باسْمٍ للفَصْل وإنّما هو اسم للمطر ، ثمّ سُمِّي
الزّمن به.
خرم :
خَرِم
أنفُه ، خَرَماً ، فهو
أَخْرَم ، وهو قَطْع صغير
فى طَرف الأرنبة من الأَنْف.
وأَخْرَم الكتفِ : مَحَزّ فى طرفها.
واخْتَرَمَتْه المنيّة : مات. واخْتَرَمَه
الدّاء : أهلكه.
خرنبش :
الخَرَنْبَاش
: المرماحُوز. والمَرْوُ الجبلىّ أجود أصنافه.
وهو حارّ يابس فى
الثّالثة.
مُزيل لفساد
المزاج الرّطب.
مُذهب للرّياح
جدّا ، وللصّداع البارد.
مُصْلِح للمعدة
والكبد وللسُّدَد التى فى الرّأس والأحشاء.
نافع من الخفَقان
السّوداوىّ ، ومن أوجاع الرّحم.
وريح ورقه طيّب ،
وطعمه مُرٌّ.
وزهره بَيّن
الغُبرة والصُّفرة.
وله بذر يُلقط
كبذر الكتّان.
والشّربة من ورقه
أو بذره أو زهره من درهم إلى درهمين.
ويأتى ذكره فى (م.
ز. ح).
خزب :
خَزَبَتْ
خَزْباً ، للنّاقة
والمرأة وكلّ أُنثَى : إذا ورم ثديها أو ضرعها.
والخزْب : اللّحم الرَّخْص.
خزر :
الخَزْر ، بالفتح : النّظر بلحاظ العين. والخَزَر : كَسْر العين ، وبصرها خلقة ، وضيقها وصغرها. واسم لجيل خُزْر العيون. ومنه حديث حُذيفة : (كأنّى بهم خُنس الأُنُوف خُزْرَ العُيُون).
والخَزِيرَة لحم يُقَطَّع صغارا ، ويُطبخ بالماء الكثير والملح ، وإذا
تمّ نضجه ذُرَّ عليه الدّقيق ، وعُصِد به ، ثم يوضع عليه الدَّسم ويؤكل.
والخَيْزُرَان ، بفتح الخاء وضمّ الِزّاى : نبات ليّن القضبان أملس
العيدان لا ينبت ببلاد العرب ، وإنّما يُجلب من الهند. وبه يسمَّى كلّ غصن ليّن
ينثنى.
والخِنْزِير : حيوان معروف. قيل هو مأخوذ من الخَزْر فى العين ، لأنّ ذلك لازم له. والجمع خَنَازِير.
والخَنَازير ، أيضا : أورام صُلبة مستديرة تحدث فى اللّحم الرّخو ،
وخاصّة فى العُنُق. وتكون فى الأكثر جماعة وعدّة يجمعها كيس واحد. وقد يكون بكلّ
واحد منها كيس خاصّ ، كالسَّلْع. وسمّيت بذلك لكثرة عُروضها للخنازير ، أو لأنّ
رقاب أصحابها تشبه رقاب الخِنْزِير فى الغِلَظ وقلّة الالتفات يمينا وشمالا.
وسببها التُّخَم.
وعلاجها تنقية البدن من البلغم الغليظ بالقىء والإسهال وتقليل الغذاء وتلطيفه
والرياضة على الخوَاء ، والضّمادات المحلّلة لحرارتها.
خزم :
الخُزامَى
: خِيْرِىُّ
البَرّ ، وهى طويلة العِيدان صغيرة الورق ولها زهرة كزهرة
البَنَفْسَج ،
مختلفة الألوان طيّبة الرّائحة. قال أبو حنيفة الدّينورىّ : ولم نجد من الزّهر
زهرة أطيب نَفْحَة من نَفَحَتِها. وهى حارّة يابسة فى آخر الأولى. والتَّبخُّر بها
ينفع من الزّكام ، ويُذهب كلّ رائحة مُنتنة. وزهرتها تُسخِّن الرّحم وتجفِّف
رُطوباته ، وتحسِّن حاله ، وتُعين على الحبَل إذا دُقَّت واحْتُمِلَت فى فَوْذَجَة
، وهو مُجَرَّب. وإذا شُرب منها وزن ثلاثة دراهم أصلحت الكبد والطّحال وفتحت
سُددهما ، وسخَّنت الدّماغ ، وبدلها المرزنجوش.
خزن :
الخِزَانَة : مكان الخَزْن. والخِزَانَة : القلب. والخَازِن
: اللّسان ،
كلاهما على المثَل.
قال :
إذا المرءُ لم
يَخْزَنْ عليه لسانَه
|
|
فليس على شىء
سواه بِخَازِنِ (١٨)
|
وخَزَنْتُ السِّرَّ : كتمته. وفى التّنزيل : (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) (١٩). وسُمِّيَت خَزَائِنَ لاستتارها عن النّاس.
وخَزَنَ الجرح : صارت فيه المِدَّة.
وخَزَنَ : أنتن. قال طرفة :
ثُمَّ لا
يَخْزَنُ فينا لحمُها
|
|
إنّما يَخْزَنُ
لحمُ المدَّخَرِ (٢٠)
|
خسس :
الخَسّ
: بقل معروف ،
بارد رطب فى أوّل الثّانية ، خير من كثير من البقول صالح للمَخمور ، قاطع للعطش ،
مُدِرٌّ للبَول ، جالب للنّوم ، نافع من اليَرَقان مَطبوخا بالخلّ ودُهن السّمسم.
قيل ومَضرّته بأنّه يُضعف البصر وإصلاحه بالكرَفس وبدله الهِنْدِباء.
خسف :
خَسَفَتْ
عينُه : عَمِيَت ،
ومثله : انْخَسَفَتْ.
وباتَ على الخَسْف : إذا كان جائعا. ورَضِىَ بالخَسْف
، أى : بالهَوان.
ودواء خَسيف : إذا كان شديد الإدرار للبَول.
خشب :
المَخْشُوب
: المخلوط ، كأنْ
يُخْلَطَ الجيّد بالرّديء ، والنّافع بالضّارّ.
والخَشَب : معروف.
وغلام مَخْشُوب : إذا أُسِيء غذاؤه.
وعلّة خَشْباء : شديدة تَستَعصى على المعالجة.
خشر :
الخُشار والخُشارَة : الرَّديء من كلّ شىء.
والخُشْكَار : الدّقيق الذى لم يُنزع لبّه ولا نُخالته.
خشش :
الخِشْخَاش
: بالكسر : حيّة
الجبَل. والأفعَى حيّة السّهل.
والخَشَاش ، بالفتح : شِرار الطّير عن الأصمعىّ.
وبتَثليث الخاء :
حشَرات الأرض
وفى الحديث : (إنّ
امرأة ربطَت هرّة فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خَشَاش
الأرض) (٢١).
قال أبو عبيد :
يعنى من هوامّ الأرض وحشراتها.
والخُشَّا بالضّمّ : العظم الناتىء خلف الأذن ، وأصلها الخُشَشَا على وزن فُعَل ، فأدغم.
والخَشْخَاش ، بالفتح ، أصنافٌ منه بُستانىٌّ ومنه بَرّيّ.
والبستانىّ بارد
يابس فى الثّانية ، والأسود الى الثّالثة وقيل الى الرّابعة.
وأجوده الأبيض ،
وطبعه بارد رطب فى الثّانية. والأسود فى الثّالثة. وأصنافه كلّها باردة ، وهى
مُنوِّمة مُخدِّرة مبرِّدة ، وخاصّة الأسود منها.
والأبيض ينفع من
السّعال ذى المادّة الرّقيقة بتغليضها ، ومن الحارّة بتعديلها ، ويمنع الموادّ
المنصبَّة من الدّماغ الى الصّدر بتجميدها وردعها.
ونصف درهم من قشره
صباحا ومثله عند النوم سَقيا بماءٍ باردٍ عجيبٌ جدّاً لقطع الإسهال الدّقيق
والدّمويّ إذا كان معه حرارة والتهاب.
والخُشَّاء : موضع الدُّبُر. قال :
إمّا تَرَى
نَبْلَهُ فَخَشْرَمَ خُشّاءَ
|
|
إذا مُسَّ
دُبْرُه لَكَعَا (٢٢)
|
خشع :
الخُشوع
: التَّطامُن
مُطلقا.
وخَشَّعَتِ العِلّةُ المعْلولَ : طامَنته وأضعفته. وخَشَّعَت الطّبيب : إذا أعْيَتْه فى علاجها ، وتعسَّرت عليه.
وخَشَع خَراشيُّ صدره : إذا ألقَى بُزاقا لَزجا.
خشف :
الخِشْف
: ولَد الظّبى
أوّل ما يُولد ، وقيل : أوّل مشيه. والجمع : خِشَفَة.
والأنثى : خُشْفَة.
والخشْف : ذُباب أخضر. وجمعه أَخْشَاف.
والدّاء السّريع
الأخذِ : خَشُوف.
والأَخْشَف : الذى أصابه الجَرَب.
والخَشِيف : الثَّلْج.
الخَشِيفَة : يَبِيْس الزَّعْفَران.
والخُشَّاف : الطّائر باللّيل.
خشل :
الخَشْل
: البَيض إذا
أُخرج ما فى جوفه.
وتَخَشَّل لدائه : استسلم له.
والخَشْل : المقْل ، واحدته : خَشْلَة.
ودواء خَشْل : رَدِيء.
خشم :
الخَيْشُوم
: أقصَى الأنف. والخَشْم ، بفتح الخاء وسكون الشّين : كَسْر الخيشوم. وبفتحها ، داء
يأخذ فى جوف الأنف فتتغيّر رائحته ، كالخُشام
، بالضّمّ ،
وصاحبُه مَخْشُوم ، وأَخْشَم
، لا يكاد يَشمّ
شيئا.
والخَشمُ طبّا : فقدان الشّمّ ، وهو إمّا ولاديُّ ولا علاج له ،
وإمّا لسدّة فى مجرى الأنف عن لحم نابت ، ويسمى بواسير الأنف. وعلاجُه ـ بعد الفصد
والحجامة واستعمال حَبّ الأيارج أن يُدْخَل فى الأنف فَتيلة من مَرْهَم الزِّنجار (٢٣).
وإمّا لخِلط غليظ
لزج يسدُّ المجرى ، وعلاجه إنضاج الخِلط واستفراغه بالحبوب وغيرها.
خشن :
الخُشُونَة ، بالضّمّ : ضدّ اللِّين.
والخَشْنَاء بالفتح : بقلة خضراء تَنْفَرِش على الأرض ، خَشْنَاء فى المسِّ ليّنة فى الفم ، لها ورق قصير مُجتَمِع وزهر
أصفر يُخَلِّف حَبّاً.
خصب :
الخِصْب
: نقيض الجِدْب ،
وهو كثرة العُشْب ورَفاغة العيش.
والخَصْب : النّخل الكثير الحمل. قال الخليل : الخَصْب : النّخل الكثير الطّلْع (٢٤).
خصر :
الخَصْر ، بالفتح : وَسَط الإنسان ، وخَصْر القَدَم : أخْمَصُها.
والخَصَر : البَرْد يجده الإنسان فى أطرافه.
والخَصِر : هو الذى آلمه البرد فى أطرافه من مُلاقاة مُبَرِّد
بالفعل من الخارج.
والخاصِرة : الشّاكلة ، وما بين القُصَيْرَة والحُرْقُفَة. وسيأتى فى
تشريح الورك زيادة فى بيانها.
ورجل مخصور : يشتكى خصره
أو خاصرته.
وتُسمَّى الخاصرتان من الإنسان وغيره : الخَوْشَان ، واحدتها : خَوْشٌ.
خصص :
الخَاصِّيَّة : قال شيخنا العلّامة ابن سينا : الخاصِّيَّة ليست ، فى الحقيقة ، شيئا غير الطّبيعة.
وحَدُّ الطّبيعة
أنّها مبدأ الحركة ، بما هى فيه ، وسكونه بالذّات ، وسائر أفاعليه ، بالذّات مقول
على الخاصّة. لكنّ الخاصِّيَّة ، فى الحقيقة ، تُخالف الطّبيعة مُخالفة الأخَصّ للأعَمّ ،
وتخالفها عند العامّة مُخالفة المباين للمباين.
ثمّ قال : ومنتهَى
الجواب عن السّؤال فى الخاصّيّة كمُنتهَى الجواب فى الطّبيعة المعروفة ، فكما أنّ السّائل
عن كيفيّة إحراق النار ، لم يكن الجواب شيئا غير كونها حارّة.
وليس معنى هذا
الجواب إلّا كونها ذات قوّة مُحْرِقة بالطّبع. كذلك إذا سأل
سائل عن كيفيّة
جذب المغناطيس الحديدَ ، لم يكن الجواب إلّا كونه ذا قوّة جاذبة له بطبعه.
وكما أنّ العالِم
بأنّ النّار تحرق بالحرارة عالِم بحقيقة الحال غير منسوب الى الجهل ، كذلك العالم
بأنّ الحجَر يجذب الحديد ، فما فيه من قوّةٍ جاذبةٍ فطَبْعُ تلك القوّةِ أنْ تجذب
، كما إنّ طبع هذه القوّة المسمّاة حرارة أن يحرقَ ، عالِم بحقيقة الحال غير منسوب
الى الجهل. لكن القوّة المحرقة مُسمّاة ، وهذه غير مُسمّاة ، وتلك مشهورة وهذه
غريبة.
وإنّما لا يقنع
العامىّ بهذا الجواب لأنّ عنده أنّ كلّ فعل يصدر عن الجسم فصدوره عن حَرّ أو برد
ورُطوبة أو يُبوسة ، أو ثِقَل أو خِفّة ، أو حركة أو شىء من الأمور الموجودة فى
البسائط.
فاذا لم يُصنّف
الفعل إلى شىء من تلك ، لم يُتَبَيَّن وجْهُ كونِه ، حُسِبَ أنّه مجهول المبدأ.
وليس كذلك ، بل الفعل إنّما يُعلم وجه كونه بأنْ يُعلم أنّه عن قوّة طبيعيّة أو
نفسانيّة أو عقليّة أو عَرضيّة.
وأما سائر ما
يُتكلّف من أمر المغناطيس ـ فى أنّه يجذب الحديد بحَرِّه أو برده أو بنَفْس فيه أو
بخُروج أجسام كالصّنانير لأنّ طباعَه تشاكل طباع الحديد أو بسبب ما فيه ـ فباطل ،
يتكشّف بطلانه بأدنى سَعْى.
والحقّ انه قد
استفاد النّبات بالمزاج قوّة غازيّة.
وأما الجهل بأنّ
تلك القوّة لِمَ وُجدت فى هذا الجسم دون جسم آخر فهو جَهْل فى أمر غير الذى فيه
الكلام.
ثمّ قال : وليس
جهلنا بسبب حصول هذه القوّة فى المغناطيس ، بأعجب من جهلنا بالسّبب الذى يستعدّ به
الشّىء للحُمرة والصّفرة ، بل البدن للنَّفس.
لكنّ الأمور
المعتادة المشهورة يسقط عنها التّعجّب.
ولهذا يجب البحث
والرَّوِيَّة فى سببه فالخاصّيّة ، بالجملة ، طبيعة توجد فى بعض الأجرام المركّبة
من العناصر عن الفَيْض العُلوىّ الألهىّ لما يحدث لها من الأمزجة الخاصّة المفيدة لاستعداد
خاصّ.
فهذا هو الكلام فى
الخاصِّيَّة بسبب التّحقيق.
وأمّا بحسب
المعتاد ، فبظنِّ أنّ الخاصِّيَّة تفارق الطّبيعة بسبب أنّها قوّة موجودة فى بعض الأجسام
المتكوّنة بالامتزاج فيصدر عنها فى جسم آخر فعلا خارجا عن المعتاد فذلك بظنِّ أنّ الخاصِّيَّة تُفارق الطّبيعة بسبب أنّها قوّة موجودة فى بعض الأجسام
المتكوّنة بالامتزاج يَصدر عنها فى جسم آخر فعلا خارجا عن المعتاد فى الطّبيعة
المشهورة.
والطّبيعة هى قوّة
تفعل بها الأجسام البسيطة أفاعيلها بالذّات ، وإلى هذا يذهب الجمهور والضّعفاء من
أهل النظر.
ولو كانت النّار
مما يعزُّ وجودها وتجلب من بلاد بعيدة لكان الجمهور يقدّمون خاصّيّتها على سائر
الخاصِّيَّات ، ولكان بحثهم عن
سبب خاصِّيَّتها يكون أشدّ من بحثهم عن سائر
الخاصّيّات. فإنّ الأفعال
الكائنة عن النّار عجيبة جدّاً. وكيف لا؟ وهى تُخرج الإبصار من القوّة الى الفعل ،
وتُرَى مُصْعَدَةَ الى فوق ، ومُصَعِّدَةً لكلّ ما تقوى عليه. ويتولّد من قليلها
فى ساعة واحدة شىء عظيم. وتُفسد كلّ ما يلاقيها وتحيله إلى جَوهرها ، ولا ينقص ما
يؤخذ منها. ولعمرى إنّ هذا لأعْجَب كثيرا من جذب المغناطيس للحديد ومن سائر الخَوَاصِ ، إلّا أنّ الشُّهْرَة وكثرة المشاهدة أسقطا التّعجّب عنها
والبحث عن سببها. ونُدرة فعل المغناطيس أوجبت التّعجب وأدّت إلى البحث عن سببه.
والفاعل بالجوهر
هو الذى يفعل بصورة نوعِه الحاصلة بعد المزاج الذى لمّا امتزجت بسائطه وحدث منها
شىء واحد ، استعدّ لقبولِ نوع صورةٍ زائدةٍ على ما للبسائط ، وتلك الصّورة ليست
بالكيفيّات الأوَل التى للعُنْصُر ولا المزاج الكائن عنها ، بل كمالٌ يحصل للعنصر
بحسب استعدادٍ حصل له من المزاج مثل القوّة الجاذبة فى المغناطيس.
وتأثير السّموم
ليس من أجل حرارتها وبرودتها وإنْ كان بعضها حارّا كسُمّ الأفعى والفَرْبِيون (٢٥)
وبعضها بارد كسُمّ العقرب والأفيون (٢٦) ، بل تأثيرها وإفسادها لبدن الإنسان من
جهة خاصّة بها مُفسدةٍ لبدن الإنسان.
خصف :
الخَصِيف
: اللّبن الحليب
يُصبّ عليه الرّائب.
خصل :
الخَصِيلَة : كلّ لحمة فيها عَصَب.
والمِخْصَلة : الآلة الحادّة التى تشقّ بها الجراحات.
خصم :
أَخْصَام
العَين : ما
ضُمَّت عليه الأشفار.
والأَخْصَام : جانب البدن من جهة الكليَة.
خصى :
الخُصَى
والخُصْيَة : من أعضاء التّناسل ، البَيضة والتّثنية خُصْيَتَان وخُصْيَان
بالتّاء وحذفها.
وهما الأنثيان ، بالضّمّ : والجمع خُصًى
، بالضّمّ
والتّنوين.
وقال أبو عمرو
الشّيبانىّ (٢٧): الخُصْيَتان
: البيضتان ، والخُصْيَان ، الجِلدتان اللتان فيهما البيضتان. وأنشد :
كأنّ خُصْيَيْهِ
مِنَ التَّدَلْدُلِ
|
|
ظرْفُ عَجوزٍ
فيه ثِنْتَا حَنْظَلِ (٢٨)
|
أراد حنظلتان.
والأُنثيان : عضوان رئيسان بحسب النّوع ، يتولّد فيهما المنىّ. وهما
مجوّفتان مركبتان من لحم غُددي أبيض اللّون وأَوْرِدَة وشَرَايِين. وفى التّشريح
فإنّ البيضة اليُسرَى يأتيها عِرْق غير الذى يأتى اليُمنى بالغذاء ، وإنّ الذى
يأتى اليُمنى يَصُبُّ إليها دما أنضج وأنقى ماءً. واليمنى فى جمهور النّاس أقوى من
اليسرى إلّا مَنْ هو فى حُكم الأعسر.
والغشاء الذى
يُغَشّى الشّرايين والأوردة الواردة إليهما منشؤه من الصّفاق الأعظم ويحيط بهما فى
الذّكور من خارج جلدٍ يسمَّى الصَّفَن.
خضب :
الخِضاب
: ما يُخْتَضَب به. وقيل أنّ أوّل من خَضَبَ
بالسّواد من العرب
عبدُ المُطَّلب.
وكلّ ما غُيِّر
لونُه فهو مَخْضُوب وخَضِيب.
واخْتُضِب : إذا سار في الشّمس فاحمرّ وجهه.
والمِخْضَبة : الإجّانة.
خضد :
خَضَدت
الشّجرة : إذا
كسرتَ شوكها.
وخَضَدَتْهم الآفة : أهلكتهم.
وخَضَد : إذا أكل شيئا رَطباً.
خضر :
الأَخْضَر : ما كان لونه الخُضْرَة بالسّواد ، ضدّ.
والخُضْرَة فى ألوان الناس : السُّمْرة.
والخَضِر : كلّ زرع الأَخْضَر.
قال تعالى : (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً) (٢٩)
وقال الهرويّ : أى
: ورقا أَخْضر. ثمّ قال : وكلّ شىء ناعم فهو خَضِر.
وفى الحديث أنّه (ص)
، قال : (إنّى أخاف عليكم بعدي يَفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها. فقال رجل
: أَوَيأتى الخيرُ بالشّرّ ، يا رسول الله؟ فقال : إنّه لا يأتى الخيرُ بالشَّرِّ
وإنّ ممّا يُنبِت الرّبيعُ ما يقتل حَبَطا أو يُلِمّ ، إلّا آكِلَة
الخَضِر فإنّها أكلت حتّى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلتْ عين الشّمس
فثَلَطَتْ ورَتعت ثم بالت) (٣٠).
قوله : حَبَطا ، الحَبَط : انتفاخ بطن الماشية من كثرة ما ترعاه.
قال الأزهرىّ :
فتتشقق أمعاؤها وتهلك.
وقوله : (أو
يُلِمّ). أى : ما يقارب ذلك.
وقوله : (إلّا
آكلة الخَضِر). قال الأزهرىّ : الخَضِر ، فى هذا الموضع ، ضَرْبٌ من الجنْبة ، واحدتها خَضِرَة.
والجَنْبَة من الكلأ : ما له أصل غامض فى الأرض كالنِّصِىّ
والصِّلِّيان.
والجَنْبَة ليست من أحرار البقول.
وقوله : فثَلَطَت
، أى : فسَلحَت رقيقاً.
وفى الحديث
مَثَلان :
ضُرِبَ أحدهما
للمُفْرِط فى جَمْع الدّنيا ، وهو قوله : ما يقتل حَبَطا.
وضُرِبَ الآخر
للمقصّر فى أخذها ، وهو قوله : إلّا آكلة
الخضِر.
والخَضْرَاء : السّماء ، فخضرتها صفة غالبة غَلبت غلبة الأسماء ،
والدّواجن من الحمَام وإنْ اختلفت ألوانها لغلبة الوُرْقَة عليها.
والخَضَارَى : طائر أعظم من القَطا يسمَّى الأخْيَل يُتشائم به إذا سقط
على ظهر بعير.
ولونه أخضر وفى حنكه حمرة.
والخَضَار : اللّبن الذى ثُلثاه ماء وثُلثه لبَن ، سُمِّى بذلك لأنّه
يضرب الى الخضرة.
والخَضَار : البَقْل الأوّل.
خضض :
الخَضَض
: ألوان الطعام.
والخَضْخَاض : النّفط ينبع من عين من الأرض تُدهن به الإبل الجُرْب.
خضع :
الخُضُوع
: معروف.
وفى عنقه خَضع ، فهو
أخْضَع : وذلك إذا كان فى
عُنقه تطامن.
وخَضَعَته العلّة
تَخْضِيعا : قطّعته.
خضف :
الخَضَف
: صغار البِطّيخ.
ومرّ فى (ب. ط. خ).
خضل :
الخَضِل
: النّبات
الرّيّان النّاعم.
وخُضُلَّة الرّجل : امرأته.
والخَضْل ، بسكون الضّاد : اللّؤلؤ.
خضم :
الخُضُمَّة : عظْمة الذّراع ، وهى مُسْتَغْلَظُها.
وخضَمَه الدّاء : أهرمه ، وجَعَّد جلدَ وجهِه.
خطر :
الخِطْر : اللّبن الكثير الماء.
وخَطَرَ الدّاء
بخَطْرَانه : إذا دهم
الإنسان.
وخَطَرَت لى خَطْرَةٌ : أى فكرة وذِكرى ، قال :
خَطَرَتْ
خَطْرَةٌ على القلب من
|
|
(م) ذِكراك وَهْناً فما استطعتُ مُضِيّا (٣١)
|
خطف :
الخُطّاف
: عُصفور أسود ،
وهو الذى تدعوه العامّة بعصفور الجنّة. والجمع خطاطيف.
وهو حارّ المزاج
يابسه جدّاً. وأكلُه يَحُدُّ البَصر. وزِبْلُه عجيب فى إزالة البياض من العين كحلا
، قال بعضهم وقد جرّبته. ويجلو البَهَق والكَلَف بقوّة طلاءً. وبَقلة الخطاطيف : عُروق العُصْفُر.
خطل :
الخَطِل
: المضطرِب فى
مشيته لداء أو علّة.
وأذن خَطلاء : مسترخية.
ودواء خطّال : لم ينجع.
خطم :
الخَطْمِيُ
، بفتح الخاء ،
وقد يُكسر : نبات له ورق مستدير ، وزهر شبيه بالورد ، وساق طويلة لزجة ، وبذر
مستدير فى غلاف مستدير. وهو مُركّب القُوى ، فيه جرارة مُحلِّلة مُنَضِّجَة ،
وبرودة رادعة ، ورطوبة مُرْخِيَة.
قال جالينوس :
وهذا النّبات يُحلّل ويُرخى ويُنضج الخراجات العَسِرَة النّضج. وبذره يفتّت الحصاة
المتولّدة فى الكلية.
والماء الذى يُطبخ
فيه الخَطْمىّ ينفع من قُروح الأمعاء ، ومن نفث الدّم ، ومن استطلاق البطن
، لما فيه من قوّة قابضة.
وقال ديسقوريدوس :
إذا طبخ أصلُه بالشّراب ، وشُرِبَ فإنّه ينفع من عُسْر البول والحصَى والفضول
الفجّة الغليظة ، وعِرْق النِّساء ، وقرحة الأمعاء ، والارتعاش ، وشدخ أوساط
المفصل.
وإذا طُبخ بالخلّ
وتمضمض به سَكن وجَع الأسنان.
وبذرُه ـ طريّا
كان أو يابسا ـ إذا سُحق وخُلط بالخلّ وتُلُطِّخ به فى الشّمس ، قلع البَهَق. وإن
خُلط بالزّيت والخلّ وتُلُطِّخ به ، نَفع من مضرَّة ذوات السُّموم. وإذا خُلط بذره
أو أصله بالأدوية المشروبة الحارّة أو الحقَن القويّة ، منع ضررها وكسر حِدَّتها ،
وأصلح ما يحصل منها فى الأمعاء والمقعدة.
وسحيق ورقه يُغسل
به الرّأس فينفعه ويُنقيِّه ، ويبسط شعره.
وإذا أخذ من البذر
جُزء ومن نَوى التّمر جزءان وسُحقا وعُجنا بالخلّ ، وضُمِّدت به الأورام المتولّدة
فى المذاكير التى أعيت المعالجين حلّلتها.
خطو :
الخُطْوة ، بضمّ الخاء ، وقد يُفتح : ما بين القدَمين ، والجمع خُطىً ، وخُطُوات
، بالضّمّ. وقيل الخُطْوة ـ بالضّمّ ـ الفعل والمدّة ، والجمع خُطُوات ، بالتّحريك. وقوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (٣٢) أى لا تسلكوا
طرقه التى يدعوكم اليها.
خفج :
الخَفْج
: الرِّعْدَة. والأَخْفَج : الأعوج الرِّجل.
خفد :
أَخْفَدَت
ولدَها : إذا
أجهضت به قبل تمام خَلْقِه.
خفر :
الخَفَر : شدَّة الحياء. تقول : خَفِرَ الرجل ، وخَفِرَتْ
فهى خَفِرَة.
وتَخَفَّر المعلول بطبيبه : لاذ به ولجأ اليه.
والخَافُورَة : نبت.
خفش :
الخُفّاش
: الوَطواط ،
سُمِّى خُفَّاشا لصغر عينه وضَعْف بصره وامتناعه من الإبصار نهارا وفى ضوء
القمر. وهو شديد الحرارة واليُبْس. ودماغه إنْ مُسِح به أسفل القدم هيّج الباه.
وإنْ حُرِق وسُحِق واكتُحل به قلع البياض من العين. ودمه إنْ طُليت به عانات
المراهقين منع نبات الشّعر فيها ، كذا قيل. وأنكره جالينوس. وقال الشيخ العلّامة :
ليس بصحيح.
ومرارته إنْ مُسِح
بها فرج المرأة التى عَسُر ولادها ولدت لوقتها.
والجمع خَفافِيش.
والخَفَش : صِغَر العَين وضَعْف البَصَر خِلْقَةً ، أو فسادا فى
الجفون من غير وجع ، أو أن يُبصر صاحبُه باللّيل دون النهار وفى يوم غيم دون
صَحْو.
وهو عِلّة لا تكون
إلّا مولودة مع الإنسان. وذلك أن تكون الطبقة القرنيّة والعنبيّة شفّافتين ينفذ
فيهما شعاع الشّمس والضّوء فلا يبصر الإنسان بصرا تامّا ، كما يجب بالنهار. وإذا
كان عند غروب الشّمس أو فى اليوم الغائم أبصر بصرا قويّا.
وعند أكثر
الأطبّاء هو ضعيف البصر مع نَداوة تكون فى الأجفان ، فإنْ كان الأمر على ما ظنّوه
فعلاجه استفراغ البَدَن وتنقية الرّأس ثم كحل العين بالتُّوتيا الهندىّ والكحل
الأصفهانيِّ.
خفق :
الخَفَقان
: حركة ارتعاديّة
تعرض للقلب ، وسببها كلُّ ما يؤذيه ، إمّا عن سوء مزاج سادجٍ أو مادّيّ.
وعلامة كلّ واحد
منهما معلومة.
وعلاج السادج
بالمبدلات ، والمادّيّ باستفراغ المادّة بالفَصْد وغيره.
وإمّا عن خِلْط
وريحٍ فى المعدة ، وعلامة ذلك دلائل أحوال المعدة.
وعلاجه تنقية
المعدة.
وإمّا عن لُطف
حِسّ القلب ، وعلامته تأذِّيه بأدنَى شىء. وعلاجه بالمفرِّحات. وإمّا عن لسْع ، أو
تناول سُمّ ، وعلامته تَقَدُّم ذلك على ظهوره. وعلاجه بالتّرياق.
وإمّا عن دُود.
وعلامة كلّ منها وعلاجه مذكور فى محلّه.
خلب :
الخِلْب
: الظَّفَر وحِجاب
القلب أو حجابٌ بينه وبين الكبد.
والخَالِب : الخدّاع. وفى المثل : (إذا لم تَغْلِبْ فاخْلِبْ (٣٣) أى : إذا أعياك الأمر مُغالبة فاطلبه مُخادعة.
والمِخْلب كمِنْبَر : ظفر السّبع من المواشى ، والطّائر من الجوارح.
خلج :
الخَلَج
: أصله الجَذْب. والخَلَج : أن يشتكى الرّجل لحمه وعظامه من عَمل يعمله أو من طول
مشى.
والاختلاج : حركةُ أىّ موضع من البدن ، وذلك أن يتحرَّك حركة سريعة
متواترة ثم يسكن سريعا ، وليس ذلك من عادته. وربّما
اخْتَلَج ثم زال ثم عاد.
والسّبب الموجب له رُطوبة غليظة لزجة تنحلّ فتصير ريحا بخاريّة غليظة لا تتمكّن من
الخروج من المسامّ لغلظها ، فَيَخْتَلِجُ
الموضع إلى أنْ
تنحلّ.
وهو إذا دام أنذر
بالصّرَع والشَّلل ونحوهما ، وعلاجه أنْ يُكمد بالكمّادات المحلّلة ، ويُدلك بالأدهان
المسخِّنة ، مبتدئة من الأضعف إلى الأقوى فإنْ كفَى اكتُفى به ، وإلّا سُقى
المسهل.
واعلم أنّ الاختلاج إذا عَمَّ البدن أنذر بسكتة أو كزاز ، وإذا دام بالمراقِّ
أنذر بالمالينخوليا والصرع.
والخُلاج : العِشْق الذى ليس بمستحكم.
والخالِج : الموت لخَلَجِهِ
، أى : جَذْبِه.
خلد :
الخُلْد : دويّبة كالفأرة ، عمياء صمّاء ، تكون تحت الأرض تأكل
عروق الشجر ، وتحبُّ رائحة البصل والكرّاث ، وتُصاد بهما.
قال الخليل :
الواحد خِلْد ، بالكسر ، والجمع خِلْدان.
والخَلَد : القلب والنَّفْس. يقال : وقع فى خَلَدى ، أى : فى رُوعى.
وإذا عُلِّقت
شَفَة الخُلْد العليا على مَنْ به وجع حُمَّى الرِّبع شَفَتْه. وإذا
أُحرق رأسُه وسُحِقَ مع قُلْقُطار (٣٤) ونُفخ فى الأنف المعلول ذهبت علته أيّاً
كانت ، وإذا كان مُنتنا أذْهَب نَتَنَه.
خلس :
أَخْلَس
رأسُه : إذا خالط
سوادَه بياض.
وأَخْلَسَ النّبت : اخْتلط رطبه ويابسه.
وأخْلَسه الدّواء : أضعفه.
والعلاجات المُخَالَسَة : ما كانت مخصَّصة لتقليل السّمن والشّحم من بدن الإنسان.
خلص :
الْمُخَلِّصَةُ ، بضم الميم وكسر اللّام المشدَّدة : حَشيشة سُمِّيت بهذا
الاسم لتخليصها للأنفس من السّموم وإنّما تُسمَّى بالحشيشة العقربيّة
لشبَه زهرها بصورة العقرب. ومن فوائدها العظيمة ومنافعها العجيبة أنّ مَنْ أكلها
لم يضرّه سُمّ فى تلك السّنة.
ومن فوائدها أيضا
أنّ مَنْ أصابه سُمّ واستعملها لم يضرّه ذلك السّمّ. وقد اصطلح أطبّاء العجم على
استعمالها كثيرا فى يوم النّوروز ، وهو عيد لهم. والشّربة منها من درهم إلى
درهمين.
وهى أنواع :
فمنها ما يطلع
لوحده من الأرض ، وله أوراق كورق الكرفس ، وقدره وتشقّقه. وكلّ فرع طال وعلا رقّت
أوراقه حتّي تصير كورق الكتّان ، وهذا يظهر فى أواسط الرّبيع وفى أوائل القيظ ،
ويظهر له نوّار منكوس ، منه ما يكون لونه أزرق ومنه ما يكون بين الزّرقة والحمرة.
ومنها ما ورقه
متطاول رفيع ونوّاره بين البياض والصّفرة ، وهو منكوس أيضا ، وفروعه صغار. وهذا
يعرف برأس الهُدهد.
ومنها ما يطلع
فرعا واحدا مستديرا من غير قضبان ومن غير ورق ، يرتفع قَدْرَ شِبْرَيْن ، وهذا
يظهر فى الرّبيع وعليه أوراق صغار ، وزهر على صورة العقارب أزرق اللّون.
ومنها ما له ساق
مربّع وورق مدوّر مشرف.
وفى طعمها كلّها
مرارة.
ومنها ما له عيدان
كريهة الشّمّ ، كريهة الطَّعْم ، غبراء اللّون صُلْبَة الجسم قليلة الورق ، وعلى
أطراف قضبانها رؤوس زغبة فرفريّة ، وأصلها لا ينتفع به.
وهذا النّوع يكثر
فى أرض الشّام.
وهى فى التّرياق
طبقة ثانيةٌ ، وهى طبقة دُهْن البَلَسان ، ومن أحبّ أنْ يستعملها مفردة بسيطة
فَعَل ، فانّه يجد لها من الفعل ما يستغنى به عن التّرياق بمشيئة الله تعالى.
وخُلَاصَة السّمن : ما ألقىَ فيه من تمر أو سَويق لِيَخْلَصَ به.
وقال أبو عبيدة (٣٥)
: إذا جادَ اللّبن ، وخَلص
فهو الإخلاص ، والثُّفْل الذى يكون فى الأسفل هو الخُلوص.
خلط :
الخِلْط : جسم رطب سائل متكوّن عن الكَيْلُوس فى الكَبد تكوّنا
أوّليّاً ، والمراد
بالرّطب ما يَقْبَل
التَّشاكل والوَصْل والفَصْل بسُهولة. وبالسّيال
ما تنبسط أجزاؤه
مُتسفِّلة بالطّبع ، وجمعه أخلاط.
وسنذكر الكيلوس فى
(ك ل س) (٣٦).
قال أئمّة اللّغة
: وأخلاط الإنسان أمزجته الأربعة.
وهى الدّم ،
والطّبيعىّ منه ما احْمَرَّ لونُه واعتدل قوامه وعَذُب طعمه وطاب ريحه. وهو حارّ
رطب. وفائدته تغذية البدن. وغير الطّبيعىّ منه ما خالف ذلك.
والبَلْغَم ،
والطّبيعىّ منه ما قارب الاستحالة الى الدّمويّة. وهو بارد رطب وفائدته أنْ يستحيل
دماً إذا فقد البدن الغذاء. وأنْ يُرطّب الأعضاء فلا تجفّفها الحركة بحرارتها.
وأنْ يدخل فى تغذية بعض الأعضاء كالدِّماغ ونحوه. والصّفراء ، والطّبيعىّ منها
الأحمر النّاصع الخفيف الحادّ. وهو حارّ يابس وفائدته تلطيف الدم وتنفيذه فى
المجارى الضّيّقة ، وأن تدخل فى تغذية بعض الأعضاء كالرّئة ونحوها. وأنْ يَنصبّ
جزء منها الى الأمعاء فيغسلها من الثّفل والبلغم اللّزج. وغير الطّبيعىّ منها ما
خالف ذلك.
والسّوداء ،
والطّبيعي منها دُرْدِيّ الدّم. وهو بارد يابس. وفائدته أنْ يفيد الدَّم غلظا
ومتانة ، وأن يدخل فى تغذية بعض الأعضاء كالعَظْم ونحوه ، وأنْ يَنصبَّ جزء منه
إلى فم المعدة فينبّه على الجوع ، ويحرِّك الشّهوة. وغير الطّبيعى ما خالف ذلك. والسبب
الفاعلىّ لهذه الأخلاط هو الحرارة الغريزيّة. والمادّىّ هو الغذاء ، والصّورىّ هو
ذات الأخلاط.
والخَلِيطُ : تمر وزبيب يُتَّخذ منهما شراب.
والكَيْمُوس : لفظ سُريانىّ لعناصر الغذاء بعد تحلّلها فى المعدة ،
وتكوينها للخِلط.
ونعود لنوضح
كيفيّة أخلاط الجسم الأربعة :
وأنا أمثِّل لك
مِثالا عنها قاله جالينوس ، فإنّ مَثَل الصّفراء وهى المِرّة الحمراء ، كمَثَل
المرأة السّليطة اللّسان ، ولكنها صالحة تقيّة ؛ فهى تؤذى بطول لسانها وسرعة غضبها
، إلّا أنّها ترجع سريعا بلا غائلة.
ومَثَّل الدَّم
بالكَلْب الكَلِب فاذا دخل دارك فعاجله إمّا بإخراجه وإمّا بقتله ، وكذلك الدّم.
ومَثَّل البلغم
إذا تحرّك فى البدن ، بملِك دخل بيتك وأنت تخاف بطشه وجَوره ، وليس يمكن أنْ
تعاقبه وتؤذيه ، بل يجب أن تَرفق به وتُخرجه.
ومَثَّل السّوداء
فى الجسد بالإنسان الحقود الذى لا تعرف حقيقته ما دام ساكنا ، ثم إذا أثير يثب
وثبة لا يُبقى مكروها إلا فَعَلَه ، ولا يَرجع إلّا بعد الجهد والنَّصَب.
خلع :
الخَلْع ، لغةً :
النَّزْع. وطبّا خروج زائدة العَظْم عن حُفرتها وموضعها الذى هو لها بالطّبع ،
خروجا تامّاً.
وعلامته اعوجاج
شكل العضو وفقد المفصل جميع حركاته.
وعلاجه أنْ يُمدّ
العضو برفق ثمّ يُرَدّ الى موضعه حتّى يستوى شكله ، ثمّ يُضمَّد بما يُقوِّيه ،
ثمّ يُربط برفق. فإنْ حصل ورم فى العضو فلا ينبغى أنْ يمدّ لأنّ المدَّ حينئذ
يُحدث التَّشنُّج. بل يُبدأ بعلاج الوَرَم إلى أنْ يزول ، ثمّ يُرَدّ العضو برفق ،
لأنّ الرَّدَّ بالتَّعَسُّف ربّما يكون سببا لهلاك العليل.
والخَلْع أيضا : لحم يُطبخ بالتّوابل أو القديد المشوىّ.
والخُلَاع ، بضمّ الخاء : شِبْهُ خَبَل يُصيب الإنسان ، أو فزَع يعترى
الفؤاد يحصل منه الوسواس.
والخليع : البُسْر النَّضيج.
والخَلْع : كَرِش يُجعل فيه اللّحم ، ويُحمل فى الأسفار.
والخالِع : داء إذا أصاب أحدا أقعده فلا يقدر أن يقوم.
خلف :
الخِلْف
، بالكسر : أقصر
الأضلاع ممّا يلي البطن ، ذكره الخليل (٣٧) ، (رحمهالله). وسنذكره فى (ص ل ع) وهو القُصَيْرَى.
وأنشد :
وطَيّ مَحالٍ
كالحَنِيّ خُلوفُهُ
|
|
وأجْرِنَةٌ
لُزَّتْ بِدَأْي مُنَضَّدِ (٣٨)
|
والمَحال : فَقار
الظّهر ، واحدتها مَحالة. وشَبَّه الأضلاع بالَحنِّيِّ ، وهى القوس.
والأَجْرِنة : جمع جِرَان ، وهو باطن الحلقوم. ولُزَّت : ألصقت.
والدّأى : فقار العُنُق.
وأصْلا الخِلْف : أقصر أضلاع الجنب. وإنّما سُمِّيت بذلك لتخلّفها عن تمام
التّقويس.
والخِلْفة ، بالكسر : هى أن لا يلبث الطّعام فى البطن اللّبْثَ
المعتاد ، فيندفع مرَّةً سريعا ، ومرّةً بطيئا ، ومرّة كثيرا ، ومرّة قليلا ،
ومرّة يكون حسنا ، والأغلب أن يكون فاسدا.
وعلاجها تَنقية
المعدة وتقويتها.
ويقال : أخذت فلاناً خِلْفَة : إذا
اخْتَلَف إلى الموضَّأ ، أى
: كثر تردّده اليه. والخِلْفَة ، بالكسر أيضا : تغيُّر ريح الفم. وجاء فى بعض الرّوايات (خِلْفَة فَمِ الصّائم أطيب عند الله من ريح المِسْك) (٣٩).
والخِلاف : صِنْف من الصَّفْصاف وليس به. والفرق بينهما ـ وإنْ كانا
فى الشَّبَه والشّكل وسَباطة الأغصان وكيفيّة الورق سواء ـ أنْ ليس للخِلاف فقاح
تشبه فقاح الصّفصاف. ويفترقان ، أيضا ، بأنّ الصّفصاف لا نَوْرَ له ، وورقه أدقّ.
والخِلاف يَعلق بالأرض كثيرا كالصّفصاف ، حتّى انّه ينبت وإنْ وُضع
رأس
القضيب الى أسفل ،
ولذلك يُسَمَّى بالخِلاف.
ولفقاح الخِلاف اسم أطلقه عليه النّاس وهو البان ، وهو معتدل عطر الرّائحة
، يُطَيِّب النَّفْس ويبسط الرّوح وينفع المحرورين ويرطِّب أمزجتهم ، ويُسكن ما
يعرض لهم من الصّداع الصّفراوىّ شَمّاً. وماء طبيخه يُحْقَن به لاختلاف الدّم.
ولشجره حَبٌّ لا
يُنتفع به ، ولفقاحه ما يُستخرج كماء الورد ، طيّب الرّائحة ، عَطِرٌ مُقَوّ للقلب
والمعدة شَمّاً وشربا.
وماؤه يُسَمَّى
الزَّيْزَفون العِنَبِيَّ.
والخِلْفة : ذَهاب شهوة الطّعام من المرض.
خلق :
الخُلُق
، بالضّمّ
وبضمَّتين : مَلَكَة تصدر عنها الأفعال النّفسانيّة بسهولة من غير رَوِّيَّة ،
وتتغيّر بالتّجربة وأوار الشّريعة ونواهيها واتّفاق العقلاء. وتختلف الاستعدادات
فيه بحسب الأمزجة.
والخَلِيقَة : الطّبيعة ، قال زهير :
ومهما تكنْ عند
امرئ من خَلِيقَةٍ
|
|
وإنْ خالَها
تَخْفَى على النّاس تُعْلَمِ (٤٠)
|
قوله : خالَها ،
أى : ظنّها.
والخَلُوق : نوع من الطّيب ، مُرَكّب فيه زَعْفَران.
خلل :
الخَلُ
: ما حَمض من عصير
العنب وغيره.
وهو عربىّ صحيح
لحديث (نِعْمَ
الإدام الخَلُ (٤١).
والواحدة منه خَلّة ، يذهب بذلك الى الطّائفة من الخَلِ ، اسم هى لغة منه.
وقال ابن
الأعرابىّ : وقولهم : جاؤوا
بخَلَّة لهم ، لا أدرى أعَنَى
القائل الطّائفة من الخلّ
أم هى لغة فيه
لتخمّر وحُمرة فيه.
وقال غيره :
سُمِّى الخلّ خَلّا لأنّه اختلّ
منه طعم الحلاوة.
وأجوده خَلّ الخمر
لحديث (خير خلّكم خَمْرُكم) (٤٢).
وهو مُركَّب من
جوهر حارّ وبارد. وكِلا جَوهريه لطيف. والبارد أغلب. والذى فيه حَرافة أسخن ، فإنْ
لم تكن فيه حَرافَة فهو بارد. والطّبخ ينقص من برودته.
والخلّ مُركّب من جزء أرضي ومن جزء ماثي ومن جزء ناري.
فهو لأرضيّته قابض
، ولمائيّته حامض.
ولناريّته فيه
حُرَاقة تظهر فى بعضه وتختفى فى بعضه.
والذى تظهر فيه
أمْيَلُ للحرارة ، لأنّ النّاريّة تكون فيه أكثر ، وهذه النّاريّة ممازجة لأرضيّته
، ولذلك فإنّها تنحلّ بالطّبخ وهى الفاعلة للتّحليل.
وأمّا مائيّته
فمنها ما هو شديد الممازَجة للأرضيّة ، فلا تتحلّل ، ومنها ما هو ضعيف الممازجة
للأرضية فيتحلّل بالطّبخ.
ولذلك إذا طُبخ
نقص بردُه لنقصان مائيّته. ولمائيّته يكثر فيه الدّود.
وأجزاؤه لطيفة
نفّاذة لما فيه من الأجزاء الحارّة المُنَفِّذة ، ولذلك فإنّ تبريده أقوَى من
تبريد الحِصْرُم ، وإنْ كان الحِصْرُم أكثر بُرودة لقلّة نُفوذه وقوّة نفوذ الخلّ. وهو مع دُهن الورد ينفع الصُّداع الحارَّ طلاءً.
وبخار حارِّه ينفع
من عُسر السّمع ومن الدّوىّ والطّنين لتفتيحه.
ومن الاستسقاء
لتحليله.
ويقتل دود الأذُن
تقطيرا.
ويشدّ اللّثَة
ويمنع تحرّك الأسنان ، وينفع من وَجَعها ، ويقطع الدّم السّائل منها عند قلعها
وخصوصا مع الملح مَضْمَضَة.
ويُسقط العَلَق من
الحلق غَرْغَرْة.
ويَصْلُح للمعدة
الحارّة الرّطبة.
ويُفتِّق الشّهوة.
ويُعين على الهضم.
وينفع الصّفراء
والسّوداء.
وإصلاحه بالحلواء.
وينفع من القروح
الخبيثة ومن الجرب المتقرِّح والقُوَباء والدّاحس والحكّة والبَهَق إذا خُلط ببعض
الأدوية الموافقة لها.
ويُطفئ حُرَقَ
النّار أسرع من كلّ شىء.
وينفع من نَهْش
الهَوامّ التى تُسخِّن البَدَن إذا صُبّ عليها وهو مُسَخَّن. ومن مضرّة الأدوية
القتّالة.
وإذا شُرب ساخِناً
اتَّقِىَ به من السّموم ، ومن مضرّة الأفيون. ومن جُمود الدّم واللّبن فى البطن.
ومِنْ أكل الفْطِر
القتّال إذا شُرب بالملح.
والخَلّ : عِرْقٌ فى العُنُق متَّصل بالرّأس. وعِرْق فى الظّهر.
والخُلَّة ، بالضّمّ : الصّداقة الخالصة.
والخُلَّة من النّبات ، بالضّمّ أيضا : ما ليس بحَمْض.
والخِلَّة : العَرْفج ، وكلّ شجر يبقى فى الشّتاء ، وهو مثل
العَلَقَى.
قال الخليل ، (رحمهالله) : والخَلال
، بفتح الخاء :
البلَح ، بلغة أهل البصرة. وهو الأخضر من البُسْر قبل أنْ يُشَقِّح (٤٣).
خمد :
خَمَدَتْ
حُمّاه : هَدأت
وسَكنت.
وخَمَد المعلول : إذا مات ، أو أغْمى عليه.
وخَمَد الرّجل : عَلَتْه البَهْتَة أو السَّكتة.
وخمَدَتِ النّار : سَكَن لهبُها ، فإذا طَفِئَت ، قيل : هَمَدَتْ.
خمر :
الخَمْر ، بالفتح : ما أسكر من عصير العنب وغيره ، والعموم أصحّ.
والخَمْر : ما غلا واشتدَّ وقَذف بالزَّبَد من عصير العنب ، وهو
حرام. وكذلك نقيع الزّبيب والتّمر الذى لم يُطبخ ، فإن طُبخ حتَّى ذهب ثلثاه ثمّ
غلا واشتدَّ ، ذهب خبثه ، وأحلّ بعضهم شرب ما دون السكر إذا لم يُقصد بشربه اللهو
والطّرَب ، عند أبى حنيفة. وعند أكثر الفقهاء هو حرام الخَمْر وكذلك كلّ ما أسكر من كلّ شراب.
وثبت عندنا انه
قليله وكثيره حرام ، ويُفَسَّق شاربه ويلزمه الحدّ.
وأما سائر الأشربة
المسكرة فهى فى التّحريم ووجوب الحدّ عندنا كعصير العنب.
وما لا يُسْكِر لا
يَحْرُم. لكن يُكره شرب المُنَصَّف والخليطَين للحديث النّاهى عنهما.
والمنصّف ما عُمِل
من تمر ورُطَب.
وشراب الخليطين :
ما عُمل من بُسْر ورُطَب وقلّما عُمِل من تمر وزَبيب.
وسبب النَّهْى أنّ
الإسكار يُسرع إليه بسبب الخَلْط ، قبل أن يتغيَّر طعمه ، فيظنّ الشارب أنّه ليس
بمسكر ، وهو مُسْكِر فى الحقيقة. وأما شربهما للتّداوى والعطش والجوع إذا لم يجد
غيرهما ففيه أوجه :
أصَحُّها أنّه لا
يجوز.
والثّانى الجَواز
كما يجوز شُرب البَول والدّم ، اضطراراً ، وكما يُتداوى بالنّجاسات كلحم الحيّة
والسَّرطان والمعجون الذى فيه.
والثالث إباحته
للتّداوى دون العطش والجوع.
والرابع منعه
مطلقاً.
والخامس تجويزه
للعَطش والجوع ، دون الجوع لوحده لأنّها تحرق كبد الجائع.
ثم الخلاف فى
التّداوى مخصوص بالقليل الذى لا يُسكر.
ويشترط لجواز
العِلاج به خَبَر طبيب مسلم أو معرفة المتداوِى أنْ عَرف.
ويُشترط أن لا يجد
ما يقوم مقامه.
وعندنا أنّه يجوز
التّداوى به إنْ اضْطُرّ المعلول الى ذلك ، ولا نظن معلولا يُضطر اليها ، إلّا
مُخَفَّفة ومع دواء آخر ، كما أجاز ، عليه الصّلاة والسّلام التّداوى بأبوال الابل
لمن لم يكن له إلّاها دواء.
وشُرب الخمر من الكبائر ، وعصير الذى إذا اشتدّ وقَذَف بالزَّبَد حرام
بالاجماع كثيره وقليله.
وعصيره الرّطب
النّىّء كعصير العنب وسائر الأشربة المسكِرة نيّئة ومطبوخة فهى كالخمر.
وما لا يُسكر
كالفُقاع وغيره لا يَحرُمُ ولا يُكره ، ما لم يمازجه الخمر. إلّا المنصِّف فإنه يكره ، وإلّا الخليطين ، وقد مرّ
ذكرهما قبل قليل.
وكما لا يجوز
التّداوي بالزّنا ، فكذلك لا يجوز التّداوي بالخمر. وما جَعَل الله الشّفاء فيما حرَّمه ، إلّا مَن (اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ). والله أعلم.
وهى مؤنَّثة وقد
تُذَكّر.
وسُمِّيَت خَمْرا إمّا لأنّه تَخْمُر العقل ، أى : تُغَطِّيه وتَسْتُره. وفى الحديث : (خَمِّروا إناءكم) (٤٤).
أى : غَطّوه.
وإمّا لأنّها تُركت حتَّى اختمرت
، وإمّا لأنّها تُخامر العقل ، أى : تخالطه.
ولفظ الخمر أيضا يُطلق على العنب ومنه قوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) (٤٥).
هذا ما يتعلّق بها
لغةً وشرعاً.
وأمّا ما يتعلّق
بها طبّا فنقول : خير الشّراب ما طاب طعمُه وعطرت رائحته ، وصفا لونه ، واعتدل
قَوامه وزمانه.
والعلامة الجيّدة
للجَيّد منه أنّه إذا مضت عليه مدّة طويلة لا يفسد.
والرّقيق منه ألطف
وأسرع إسكارا. والغليظ أبطأ إسكارا وأدوم خُمارا ، إلّا أنّه يُسَمِّن.
ويُختار للشّبّان
الأبيض الممزوج بحَسَب مزاجهم قبل شربه بثلاث ساعات ، أو ساعتين. وللمشايخ الأصفر
العتيق القليل الماء.
وإن أراد التغذية
والسّمن فالأحمر.
ودَع الشَّيخ وما
احتمل. وجنِّبه الصّبيان. وعَدِّلْه للشّبّان. واستعمله عند انحدار الغذاء من
المعدة. وامنعه خَلَلَ الأكل أو عقبه ، لتنفيذه الغذاء فجّاً. ومن اعتاده فى خلله
أو عقبه فقد ينتفع بقدر ما يعين على الهضم لا على التّنفيذ.
وما دام السّرور
ويتزايد واللّون يحسُن والجلد يلين ويربو والحركة نشِطَة والذّهن سليما فلا تَخَفْ
من إفراط. فإنْ أخذ النّعاس يغلب والغثَيان يقوى والبدن أو الدماغ يثقل والذّهن
يتشوّش والحركة تسترخى ، فقد وجب التَّرْك. وحينئذ يجب القَىء.
والشّرب مباعدةً
أفضل من الموالاة ، وإلّا صار ضرره أكثر من نفعه ، إنْ كان فيه نفع. وخاصّة
للمالينخوليا لتفريحه فيحسِّن الخُلُق ويقوِّى الذّهن. وأفضله ما كانت قُوَى
الدّماغ لا تنفعل عن أبخرته ولذلك لا يُسكر بسرعة.
وبسرعة السُّكر
وبُطئه تُعلم قُوَّة الدّماغ من ضعفه.
وقرّر بعض
الأطبّاء أنّ له منافعَ بدنيّة يمكن أن تُستفاد من غيره لكن بعسر وهى كتحسين
اللّون وإشراقه وتقوية الحرارة الغريزيّة وإنعاشها وإنضاج الرّطوبات وتفتيح
المجارى وتقوية الهضم وتلطيف الرّوح ، وإدرار الصّفراء وترطيبها ، وتعديل مزاج
السّوداء.
ومداومة الشّرب
تُبَلّد الذّهن وتُرْخِى العَصَب وتُورث الرّعشة. وإنْ كان صرفا فانّها تحرق الدّم
وتُفسد مزاج الدّماغ والكبد.
والسُّكر المتواتر
يوهن قُوَى الدّماغ ويُضعف العَصَب والكبد والباه ، ويُحْدِث الصَّرَع والسّكتة.
وإنْ تناوله
المحرور فعليه مَصّ ماء السَّفَرْجَل والرّمّان المرّ وأقراص اللّيمون وشرابه.
وإنْ تناوله المبرود
فيُنْصح بتناول السّفرجل المربّب والجلجُبين والفستق واللّوز مملّحين والحمّص
المقلّى.
وممّا يُذهب
برائحته الكزبرة اليابسة والرّطبة ودارجينى الصّين والخرنوب والرّاسن.
وأفضل ما يمزج به
ماء لسان الثّور إذا كان صافيا رائقا فيزداد تفريحه ، ولذلك يُسِرّ سرورا عظيما.
وقد يمزج بماء الورد فيقوّى المعدة والقلب وقد يُمزج بأمراق الفراريج لمن يُغْشَى
عليه أو من ضعفت قواه.
وكلّ شراب فإمّا
أن يكون حديثا وهو المصطار ، أى الذى لم تأتِ عليه ستّة أشهر ، وإمّا أن يكون
متوسّطا وهو الذى أتت عليه ستة أشهر ولم تأتِ عليه سنة كامله ، وإمّا أن يكون
عتيقا وهو الذى أتت عليه سنة ولم تأت عليه أربع سنين.
والشّراب إمّا أنْ
يكون صِرفا ، وإمّا أن يكون ... مَمزوجاً.
فأمّا الصِّرْف
فهو حارّ يابس وحرارته أكثر من يُبوسته. والمشهور أنّ حرارته فى الدّرَجة
الثّالثة. وهذا غيرُ مَرْضي عندنا ، وإلّا كان تناوله ممرِضا. بل حرارته عندنا فى
الدَّرجة الثّانية. وأمّا يبوسته فى الدّرجة الأولى.
وتختلف أصنافه فى
ذلك ، فالحديث منه ناقص الحرارة جدّا ، حتّى يكون فيها فى أوائل الدَّرجة الأولى ،
وذلك إذا كان قريب العهد بالحدوث جدّا.
وأمّا يبوسته
فقليلة جدّا إلّا أن يكون قريب عهدٍ بالحدوث ، فيميل الى الرّطوبة.
وأمّا الشّراب
القديم فهو قوىّ الحرارة قوىّ اليبوسة ، فيكون فى أواخر الدَّرجة الأولى.
وأمّا الممزوج
فإنّ حرارته تقلّ لا محالة. وقد يبلغ المزج الى حدِّ يحيله الى البرودة. وذلك إذا
كثر الماء جدّا.
أمّا اليبوسة فتذهب
، ويصير الشّراب بالمزْج شَديد التّرطيب وذلك بما يُنَفِّذُه من المائيّة ، وبما
يمتزج به منها. فلذلك إذا مُزج الشّراب قبل شربه بساعات
كان ترطيبه أكثر ،
وكذلك تبريده. وكلّما بَعُدَ العهد بالمزْج صار أبرد وأرطب ، ونَقَص ما يُحْدِثُه
من السُّكر.
وقدَّر بعض
الأوَّلين وزنَ ما لا ينبغى تناوله من الشّراب ، ثمّ اختلف هؤلاء فمنهم من قدَّره
بمائة مثقال ، ومنهم من قدَّره بمائة وعشرين ، ومنهم من قدَّره بما يقرُب من ذلك.
وجميع هذه رديئة ، لأنّ مقدار ما يُستعمل مختلف بحسب المزاج والسن والفصل والبلد
والعادة.
وطعم الشّراب فى
نفسه غير لذيذ فلذلك يستكرهه الذَّوق السليم. وأما إذا بلغ الى حد ارخاء العصب
وتخدير الذوق فان الاحساس حينئذ بكراهيته يبطل ويبقى الميل اليه بأمر فى النفس لا
حاسيَّة الذّوق. فمَن اضطُرَّ الى شُرب الخمر ، وأخذ النّعاس يغلب عليه والرّأس يثقل وكذلك البدن ،
والحركات تسترخى واللسان تعسُر حركته ، والذّهن يغيب. فحينئذ يجب الامتناع من
الشّرب لما يلزمه من استراحة قُوَى الدّماغ كالمفكرة والحافظة ونحوهما ، فإنّ هذه
القُوَى يحدث لها خُمودٌ ونقصان.
والقليل من
الشّراب وإنْ كان به نفع فإنّه يقود الى الاستكثار منه. دوام الاستكثار منه شديد
المضرّة جدّا. وبالرغم من مضارّه الكثيرة فإنّ النّاس يحرصون على التَّمَلِّى منه
جدّا ، حتى يُؤْثِر بعضُهم أنْ يكون زِقّاً مملوءا
خَمْرا ، ومن أخطأ
فاستكثر منه فأفضل الأشياء له أن يبادر الى إخراجه لئلّا تفسد صحّته سريعا لما
يُدخله من ضرر على العقل والعصب والبَصَر والقلب والكبد والمعدة ، لقصور تصرّف
المعدة فيه. والخَمْر من أكثر الأشياء ضرراً بها.
وقد يستحيل الى
المرار فيكون ضرره أيضا شديدا وربّما شَنَّج وأحدث فُواقا رديئا ولذعا فى المعدة.
وأكثر ذلك إذا كانت المعدة إلى حرارة.
وأفضل إخراجه بالقىء
، فان سَهُل بنفسه نفع ، وإلّا شُرب عليه الماء الحارّ وحده أو مع عسل. ثمّ بعد
القَيء يغسل وجهه بماء وخلّ او بماء وَرْدٍ وخلّ لأجل ما يتصعّد إلى الدِّماغ من
البُخار ، ثمّ يغسل فمه ثمّ يشرب بعض الأشربة المقوّية للمعدة المانعة من تصعُّد
البخار ، كشراب الحُمّاض أو شراب
الليمون بماء
الورد ، ثم ينام لينهضم ما بقى فى المعدة وليستريح من القَيء. وإذا استيقظ اغتسل
وشرب شيئا من شراب الحمّاض ، ثمّ بعد ساعة أو أكثر يتغذِّي بما هو جيّد الجوهر
كالدّجاج المطبوخ بشىء من الرّمّان أو الحصرم أو ماء اللّيمون.
وقال بعضهم : مَن
اضطُرَّ الى الشّراب فعليه بمراعاة أمور خمسة ، أحدها : أنْ لا يمتلئ من الطّعام.
الثّاني : أنْ لا يكون طعامه حلوا ولا كثير الدّهن. الثّالث : أنْ يكون معهما
يقوِّى فم المعدة. الرّابع : أن يُليِّن طبيعته أوّلا بحيث لا يكون عنده سُدَد عن
ثُفْل أو خِلْط يمنع الشّراب أنْ ينحدر. الخامس : أنْ يتناول المدرّات معه.
والله الموفّق
للصّواب.
والخَمَر ، بالتّحريك : ما واراك من شجر وغيره.
والخُمْر ، بالضّمّ : كلّ شىء
خُمِّر به. والوَرْس
وأشياء من الطِّيب تطلى به المرأة وجهها ليحسن. والرائحة الطيبة.
وخُمْرة الخَمْر وخُمَارها ، بالضّمّ : ما أصابك من ألمها وصُداعها من البخار
المتأتّى منها ومن سقوط شهوة الطّعام والغَثَيان عن باقى فضلاتها فى المعدة. ومما
ينفع من ذلك القَيء بالسّكنجبين بالماء الفاتر ثمّ تُستعمل الكزبرة اليابسة مع
السُّكر سَفَفاً. والجلاب مع لعابه وبَذْرِقَطُونا شربا ، والفواكه الحامضة
كالتّفّاح والرّمّان مصّا ، والأغذية اللّطيفة التى لا بُخار فيها.
واليَخْمُور : الأجوف المضطرِب من كلّ شىء.
ورجل مُسْتَخْمِر وخِمِّير : شِرِّيب للخَمْر دائما.
وقولهم : ما هو
بخَلّ ولا خَمر ، أى : لا خير عنده ولا شرّ.
أمّا قول امرئ
القيس :
... كأنّى خَمِرْ (٤٦)
فإنّه أراد : خامَرنى داءٌ ووَجَعٌ.
خمص :
الخَمْصَان
: الجائع الضّامر
، والأنثى خَمْصَانة ، والجمع خِماص
، بالكسر.
والخَمِيص ، كالخَمْصَان. والأنثى خَمِيصَة.
وفى الحديث : (كالطّير
تغدوا خِماصا وتَروح بِطانا) (٤٧).
أى : تغدوا بكرة
وهى جياع وتروح عشاءً وهى ممتلئة الأجواف.
والأخْمَص من القَدم : الموضع الذى لا يلصق بالأرض منها عند الوطء.
خمط :
الخَمْط ، بالفتح : كلّ نبت أخذ طعما من مرارة حتّى لا يمكن أكله ،
عن الزّجّاج. أو ثمر الأراك ، عن الفرّاء ، أو شجر كالسِّدر له حمل كالتّوت.
ويقال للدّواء
الحامض الطعم : خامِط ، استعارة من حُموضة اللّبن ،قال ابن أحمر :
وما كنتُ أخشَى
أنْ تكونَ مَنِيَّتِى
|
|
ضَريبَ جِلاد
الشّول خَمْطاً وصافيا(٤٨)
|
والخَمْطَة : الخَمْرَة إذا حَمُضَت.
خمم :
المَخْمُوم
، بفتح الميم :
القلب النَّقىّ من الغِلّ والحَسَد. وفى الحديث : (خير النّاس المَخْمُومُ القلب. قيل : يا رسول الله ، وما المَخْمُوم؟ قال : الذى لا غِشَّ فيه ولا حَسَد). وفى رواية(أنّه سُئل
أيّ الناس أفضل؟ قال : الصّادق اللّسان المَخْمُومُ
القلب) (٤٩).
والخَمّ ، بفتح الخاء : الثّناء الطّيّب. يقال : فلان يَخِمّ ثيابَ فلان إذا كان يُثنى عليه خيرا.
وخَمّ اللّحم يخِمّ
، بكسر الخاء
وبفتحها : خَمّاً وخُموماً. ولحم خَمٌ
وأَخَمُ أنْتَنُ.
قال ابن دريد :
وأكثر ما يستعمل فى المطبوخ والمشوىّ ، وأمّا النّيّ فيقال فيه صَلَّ وأصَلّ.
خندروس :
الخَنْدَرِوس
: الحِنطة
الرّومية.
خندريس :
الخَنْدَرِيس
: الخَمْر
القديمة.
وقد تقدّم الكلام
عليها مفصّلا ، لغةً وشرعاً وطبّاً (٥٠).
قال ابن دريد :
أحسبه معرَّبا ، سُمِّيت بذلك لقِدَمِها ، ومنه حنطة خَنْدَرِيس للقديمة.
خنس :
الخَنَس
: تأخُّر الأنف فى
الوجه مع ارتفاعٍ قليلٍ فى الأرْنَبَة.
وخَنَسَتْ صحّته : إذا تراجعت للمرض.
خنصر :
الخِنْصِر ، بكسر الخاء والصّاد ، عن سيبويه. وقد تُفْتح الصّاد :
الإصبع الصّغرى.
وهى مُؤنّثة.
والجمع خَناصِر. ولم يجمع بالألف والتّاء استغناء بالتّكثير.
خنط :
خَنَطَهُ
الدّاء : كرَبه
واشتدّ عليه.
خنع :
الخانِع
: الخاضِع.
وخَنَع لعِلَّته : استسلم لها.
والخَنْعَة ، بفتح الخاء وسكون النّون : داء يصيب الرَّقبة فلا
يَقْوَى صاحبها على رفعها.
خنف :
الخِناف
: اعوجاجٌ فى ساق
الصّبىّ ، فيضع الواحدة أمام الأُخرى فى المشى ، مع تمايل بدنه. وقد خَنَف.
وقد يكون الخِناف ولاديّا ، وقد يكون بسبب داء أو كسور فى العظام ، أو
التواء. ولا تمكن المعالجة إلّا بالوقوع على السّبب.
خنق :
الخُنَاق
، بضمّ الخاء :
داء يمتنع منه نُفوذ النَّفَس الى الرّئة ، منعا غير تامّ وسببه :
ـ أورام فى
اللّوزتين أو الحنجرة أو المريء عن خِلْط.
ـ أو انطباق عن
زوال بعض فَقرات العنق عن ضربة أو سقطة.
ـ أو عجز القوّة
المحرِّكة لآلات النَّفَس عن التّحريك ليبس أو استرخاء.
أمّا الوَرم فهو :
إمّا حارّ عن دم
أو صفراء ، ويختصّ هذا باسم الذَّبْحة. قال شيخنا العلّامة :
ولا فرق بين الخُناق والذّبحة.
وعلامة الدّموىّ حمرة
اللّسان والوجه والعين ، والوجع الشّديد ، والتَّمدُّد ، وانتفاخ الأوداج.
وعلامة الصّفراوىّ
الالتهاب والعطش ومرارة الفم وصُفرة اللسان والسَّهر والغَمِّ والوَجَع الشّديد
اللّذّاع.
وقد يتركَّب الورم
منها فتظهر العلامات.
وإمّا بارد عن
بلغم أو سوداء.
وعلامة البَلغميّ
قلّة الاشتهاء وقلّة العطش وخِفّة الوَجَع ، وتطاول المدّة ـ وقد يمتدّ الى أربعين
يوما ـ وتَهَيُّج الوجه والعينين وبياض اللّون وكثرة اللّعاب.
وعلامة السّوداوىّ
ـ وهو نادرٌ ـ صلابة الورم وكمودة اللّون وطعم الحموضة وهو يعرض قليلا قليلا.
والعلاج الفَصْد
من القِيفال فى الدّموىّ والصّفراوىّ.
ومن الباسليق فى
السّوداوىّ.
ومن العِرْقَين
اللّذين تحت اللّسان ، بعد الفصد العامّ وتليين الطّبيعة بالحقن الممزجة ، للخلط
الغالب.
والتَّغَرْغُر
بماء الشّعير وتراب العُنّاب فى الحارّ ، وبماء الفجل وشراب السّكنجبين فى البارد.
وكلّ ورم خناقيّ فإمّا أنْ يقتل ، وإمّا أنْ يَجتمع ويُفتح ، وإمّا أنْ
تنتقل مادّته ، إمّا الى ذات الرّئة إذا اندفعت المادّة اليها.
وإمّا الى
التّشنُّج إذا اندفعت المادّة الى الأعصاب. وقد تندفع الى ناحية القلب فتقتل.
والخُناق الرّديء المحوج الى إدامة فتح الفم ودلع اللّسان يُسمَّى بالخُناق الكَلْبِىّ ، وقد يقتل فيما بين اليوم الأوّل الى الرّابع.
وكلّ مَخْنُوق يموت فإنّه يتشنَّج أوّلاً.
وعُروض الاختناق فى الحُميّات الحادّة رديء جدّا ، لأنّ الحاجة فيها الى
التّنفّس شديدة. وإذا عرض فى اليوم بحرانىّ كان مخيفا قاتلا فإنّ البحران بالأورام
الخُنَاقِيَّة قاتل لا محالة.
وأمّا الانطباق
فعلاجه بالفَصْد وتليين الطّبيعة بالحقن ، وردّ الفَقرة الزّائلة ، ووضع الضّمادات
القابضة مثل الأقاقيا والأشراس والصَّبِر بلعاب بَذْرقَطُونا. وأمّا عجز القوّة
المحرِّكة بسبب اليُبْسِ فيعالج بما يرطّب ، مثل ماء الشّعير بدّهن
البَنَفْسَج ودُهن
اللّوز ، ونحو ذلك.
وأمّا الذى عن
استرخاء فيعالج بالمغالى المُنضِجة المتَّخذة من لسان الثّور ونحوه.
ومن الاشياء
المجرَّبة التى تفعل بخاصّيَّتها فى أورام الخوانيق
واللهاة واللّوزتى
، ن وبالجملة ، أعضاء الحلق ، نفعا عظيما ، أن تؤخذ الخيوط المصبوغة بالأرجوان
البحرىّ فَيُخْنَق بها الأفاعى ، ثمّ يُطَوَّق بها عنق مَنْ به هذه الأورام ،
فإنّ ذلك ينفعه نفعا جيّدا ، مُجاوِزا للقَدْر المتوقَّع. وقد جرَّبنا ذلك مرارا
بأنْ تُخْنَق فى كلّ خيط حيّة.
خنن :
الخَنِين
: خروج الصّوت من
الأنف.
والأَخَنّ : المسدود الخياشيم. والخُنَان
: داء فى الأنف عن
سُدَّة فى الخيشوم.
وهو فى الإبل
كالزُّكام فى النّاس.
وكثر ذلك فيها فى
زمن المنذر بن ماء السماء حتى صار تاريخا عند العرب.
أنشد النّابغة :
فمَنْ يَحرصْ
على كِبَرِى فإنّي
|
|
من الشّبّان
أيّامَ الخُنانِ (٥١)
|
وداء يأخذ فى
العين.
أنشد جرير :
وأشفِى مِنْ
تَخَلّج كلِّ داءٍ
|
|
وأكوى النّاظرين
من الخُنانِ (٥٢)
|
وداء يأخذ الطّير
فى حلوقها.
وبنو فلان مَخَنّة لبنى فلان ، أى : مأكلة لهم.
وأصبح بنو فلان مَخَنّة للأدواء : إذا احتوشهم وقضت عليهم.
خوخ :
الخَوْخ
، بالفتح : ثمرة
معروفة ، وهو نوعان ، وأفضله ما انفصل عنه نَواه بسهولة.
وهو بارد رطب فى
الثّانية.
ويجب تقديمه قبل
الطّعام.
وهو سريع
العُفونة.
والفجّ منه قابض.
والحلو مُلَيّن
صالح للمعدة ، يُشَهِّى الطّعام ويُنْعِش القوّة ، ويزيد فى باه أصحاب الأبدان
الحارّة.
وإذا دُقّ زهره
وورقه وأخذ ماؤه وطُيِّب بسُكَّر ، وشُرب منه أوقيّتان ، أسْهَلَ حَبّ القَرْع.
وإصلاحه للمعدة
الباردة بأكل الزّنجبيل المربّى بعدَه.
وبدله المشمش.
خود :
الخَوْد ، بالفتح : الفتاة الحسَنة الخَلْق الشّابّة ، ما لم تَصِرْ
نَصَفاً ، والجارية الناعمة. والجمع خَوْدَات.
خوذ :
الخُوْذَة ، بالضّمّ : بَيضة الحديد.
والخُوذة : نَوْع من الصُّداع.
قيل : يُسمَّى
بذلك لاشتماله على الرّأس كلّه تشبيها له بالخُوذة لإشتمالها على الرّأس كلّه.
ومرَّ ذِكره فى (بيض).
خور :
الخَوّار : الضّعيف. رجل خَوّار ورجال خُوْر.
والخَوْران : مَجْرَى الرّوث من الدّابّة.
والخَوْر : خليج البحر. وهو مَصَبّ المياه الجارية إذا اتّسعَ
وعَرُضَ.
والخُوار : صوت الثّور. قال الخليل : وما اشتدّ من صوت البقرة
والعِجْل : خُوار ، أيضا (٥٣).
خوش :
الخَوْشان
، بالفتح :
الخاصرتان من الإنسان وغيره ، الواحدة
خَوش.
وبقل كالسّرمق
إلّا أنّه ألطف ورَقا ، وفيه حموضة ، والنّاس تأكله.
والمُتَخَوِّش : الذى نَهكه الدّاء فهو ضامر مهزول. وقد لا يكون ذلك عن
داء ، وإنّما هو خِلْقَة.
خوص :
الخَوَص
: غُؤور العينين
أو صِغَر إحداهما عن الأخرى.
والخُوْص : ورق النّخل والمقل ونحوهما.
قال الخليل : والخُوصَة : الجَنْبَة من نبات الصّيف.
وهى حين تُبْقِل :
بَقْلَة.
ثمّ تصير مُخْوِصاً.
وإخْواصها : ارتفاعها شيئا الى انقضاء الرّبيع (٥٤).
خوف :
الخَوْف
: انقباض الرّوح
عند الانفعال النّفسانىّ.
وتَخَوَّفَتْه علّته : انتقصَت من رُوحه وبَدَنِه.
خول :
الخَوْلان
: هو الحُضَض ،
وقد تقدّم ذكره فى (ح ض ض).
خون :
الخِوَان
، بالكسر وبالضّمّ
: ما يؤكل عليه الطّعام ، مُعرَّب. والجمع أخْوِنَة وخُون بالضّمّ.
خوو :
خَوَّى
الطّائر : أرسل
جناحيه ، قال شيخنا العلامة :
وأشْهَبُ مِنْ
بُزاةِ الدَّهْرِ خَوَّى
|
|
على فَوْدِي
فَأَلْمأَ بالغُرابِ (٥٥)
|
أشهب اللّون :
المنكدِر ، والبازى : معروف ، وخَوَّى
: أرسل جَناحيه.
وألمأ : أنْبأ.
وهو فى وصف الشّيب.
خوى :
الخوَى
، بالتّحريك
والقصر ويُمدّ : خُلُوُّ الجَوْفِ من الطّعام. والخَواء ، بالمدّ : الهواء الذى بين السّماء والأرض ، وبين كلّ
شيئين.
خير :
الخَيْر ، بالفتح : ضِدُّ الشّرّ.
وخير بوّا : حَبٌّ صغار مثل القاقُلَّة ، حارّ يابس فى الثّالثة
، قوّته قوّة القرنْفُل يجلو ويُلطّف. جيّد للمعدة والكبد الباردتين. وأجود من
القاقُلّة وألطف. وهو يحبس القَىء.
وبدله وزنه
قَرَنْفُل.
والخيار ، بالكسر : شبه القثّاء ، معروف.
وفى الصّحاح : ليس
بعربىّ.
وهو بارد رطب فى
آخر الثّالثة. وأفضله لُبُّه ممّا اعتدل جسمه.
ونفعه للمحرورين
ظاهر.
وإذا شُمَّ نفع من
الغَشْى ، ورَدَّ الى النَّفْس قوّتها بالخاصيّة.
والخيار بقِشْرِه أسرع انحدارا من الخيار المقشّر. وكذلك الخبز بنُخالته أسرع انحدارا من المنخول.
وخِيَارُشَنْبَر : شجر معروف. والمستعمل منه صافٍ ، وثمرته معتدلة فى
الحرارة والبرودة. رطبة مُسْهِلة للصّفراء ، وخصوصا مع ماء التّمرهندىّ. وللبلغم
وخصوصا مع التِّرْبِد.
وتنفع من
اليَرَقان ، ومن أورام الكبد ، وخُصوصا مع ماء الهِنْدِباء.
والخِيْرِىّ ، بالكسر : يونانىّ مُعَرَّب ، وله ألوان ، وإذا أطلِق
أَرِيدَ به الأصفر.
وجملة أصنافه
حارّة يابسة. وأقواها الأصفر ، فإذا جَفّ تبلغ حرارته الثّالثة ، ويُبوسته
الثّانية.
وطبيخُه إذا
شُرِبَ أخرج المشيمة والأجنّة الميتة. ومثقالان من بذره يكفيان لذلك.
خيط :
المُخَيَّط : شجر معروف ، فارسيّته سِبِسْتان. وسيأتى فى (س ب س).
وخَيَّط الشّيبُ رأسَه : إذا بدا فيه.
وجارية خَيطاء : إذا كانت طويلة البَدَن مرتفعة العنق.
خيف :
الخَيَف
فى الإنسان :
زُرْقَة إحدَى عينيه وسواد الأخرى. وهو
أخْيَف ، وهى
خَيفاء ، والجمع : خُوفٌ.
والخَيْف : جِلْد الضَّرْع.
والخَيْفَانة : الجرادة قبل أنْ يَستوى جناحاها.
والخِيْف : اسم موضع بمكة شرّفها الله (٥٦).
خيل :
الأَخْيَل
: الشِّقِرّاق (٥٧)
، سُمِّى بذلك لاختلاف لونه بالسّواد والبياض.
وقيل : لأنّه
يتلون بألوان كثيرة. وسنذكره فى بابه فى الشّين.
والأَخْيَل ، أيضا : عرق الأخدع.
والخَيَال : ما تَشَبَّه لك يقظة أو مناما.
والخَيال ، أيضا : قوّة دِماغيّة ، وسيأتى ذكرها فى (د م غ).
ومن عجائب النُّوق
ما رأيناه رؤية العين ، وذلك أنّ النّاقة حين تخاف على ولدها أن يأكله الذّئب تضع
له خَيالا ليفزع منه الذّئب فلا يقرب ولدها.
وإذا كبُر ثَدْىُ
الجارية ، فهى : مُخِيْل
، كأنّها تَخْتَالُ به.
والخَيْل : معروفة ، سُمِّيَت لاختيالها. قال الخليل ، (رحمهالله) : الخيل
: جماعة الفَرَس ،
ولا واحد لها من لفظها (٥٨).
خيم :
خِمْتُ
رِجْلَ المعلولِ :
إذا حاولتَ رفعها ، أو أعَنْتَه على رفعها ، قال :
رأوا فَتْرَةً
بالسّاق مِنِّى فحاولوا
|
|
جُبورى لمّا
رأونى أخِيمُهَا(٥٩)
|
والخَيْمَة : معروفة.
والخِيْمُ : العِيْدان التى تُبْنَى عليها الخَيْمَة.
حواشي حرف الخاء
__________________
__________________
__________________
__________________
حرف الدّال
د
دأب :
الدّأب
، والدَّأْب : العادة الملازمة. والدَّائِبَان
: اللّيل
والنّهار.
دأث :
دأثَ
الدّواءَ :
تناوله. وأدْأَثَتْه إيّاه : إذا أقسرته عليه. وأَدْأَثَه
الدّاءُ :
أثْقَلَه.
داد :
الدّادِى
: حَبٌّ شَعيرىّ ،
مُرّ الطّعم ، أدكن اللّون ، حارّ يابس فى الثّانيّة. وفيه قَبض توهَّم بعضُهم
بسببه أنّه بارد.
وهو مُليِّن لكلّ
صُلب. نافع من أوجاع المعدة واسترخائها ، جُلوسا فى طبيخه.
وإذا لُتَّ منه
وزن درهمين بزيت واسْتُفَّ ، نَفَع من البَواسير. وإذا أكِل بالعسل ، قتَل الدّود
والحيّات.
واستعماله يقطع
سيَلان اللعاب من الفم.
والشّربة منه قدر
درهمين.
والإكثار منه
يُورث الهَذيان والدُّوار.
وإصلاحه بالقىء
والإسهال ، واستعمال اللّبن الحليب.
دأل :
دَأَلَ
فيه العلاج : نفَع
نفْعا بيِّنا.
والدَّأَلَانُ : المشي بنشاط.
والدُّؤلُول : الآفة من آفات الدّهر.
دأم :
تَدَاءَمَتْ
عليهم العِللُ ، وتَدَأَّمَتْ : إذا توالت.
وتَدَاءَمَه المرض : هجم عليه فجأة.
ودَأَمْتُ صحّتَه بالعلاج والأغذية : أقَمْتَها وحَسَّنْتَها.
دبب :
الدَّابَّة ، كلّ ما
دَبَ من الحيوان. وقد
غلب على ما يُركب.
ودَبّ النّمْل وغيره من الحيوان : مشى على عادته.
ودَبّ الشّيخ : مشى مشيا رُوَيدا.
ودَبَ الشّراب والسُّقم فى الجسم : سَرَى.
وجِراحة دَبُوبٌ : يَدِبّ الدّم منها.
والدُّبُ بالضّمّ : حيوان معروف. لحمه حارّ يابس فى آخر الثّانية.
ودمه ينفع من البَرَص طلاءً. وشحمه إذا دُلك به بدن المولود وقاه من عِلل الجِلد ،
كذا قيل.
وشجرة الدُّبِ : شجرة الزّعرور.
والدَّبَّاءُ ، بالضّمّ : القَرْع.
والدَّبَّابَةُ : العِلّة الخفيّة تأكل جوف الانسان.
والدَّبَّاب : شَرىً جِلديّ يَدِبُّ سريعا ، فيتساقط منه الجلد والشَّعر
، وينبغى استعجال علاجه بحسب طبيعة سببه ، وإلّا أضرَّ ضررا بليغا.
دبج :
الدِّيبَاجُ
، بالكسر : ضرب من
الثّياب ، فارسىّ معرّب.
والدِّيبَاجَتَان ، بالكسر أيضا : الخَدّان ، ودِيبَاجَة الوجه : حُسْن بشَرته.
دبر :
الدُّبُر ، بالضّمّ وبضمّتين : الإِست. والظّهر. ومن كلّ شىء :
خِلاف قُبُله ، إلّا
قولهم : جعل فلان
قولَك دُبُر أذنه ، أى : إنّه لم يُصْغ اليه.
والدَّبُور : ريح جهتها مغرب الشّمس. قال بعض الأطبَّاء وهى مضطربة
وتميل إلى البرد واليبس.
والدَّابِرَة من الإنسان : العُرْقُوب.
ومن الطّائر :
الإصبع التى من وراء رجله. ومن الحافر : ما حاذَى موضع الرُّسغ.
والدَّابِرَان : مَنْزِلَة من منازل القمر ، وبعضهم يُعوِّل عليها فى
العلاج ، والله ، تعالَى ، أعلم بالصّواب.
دبس :
الدِّبْس
، بالكسر : عصير
العِنَب. وعسل التّمر. وعسل النَّحل. وعصارة الرُّطَب من غير طبخ.
ويُطلق الدِّبس على عُصارة كلّ شىء ثَخين ، كالرُّطَب والعِنَب والخُرْنُوب
إذا وُضع على النّار حتّي يثخن وتذهب مائيّته ، ويصفو من ثُفْلِه.
وهو حارّ رطب فى
آخر الأولى.
وفيه حرارة
عَرَضيّة توجب تلهّبا وعطشا.
وفيه رطوبة فضليّة
من ذاته ، ورطوبة أخرَى مُكتسبة من الطّبخ ، تُوجب غليانا ودُهنيّة تُفتَّق بها
العُروق.
وهو ردىء مُحَرِق
للدّم ، ويولّد دما عكرا سوداويّا يضرّ المحرورين وأصحاب العُروق الضّيّقة ،
والسّوداويّين.
وممّا يصلحه الخلّ
واللّوز والخَشْخَاش ، وبذر الخَسّ.
وإذا طُلِى به
الكلف أزاله ، فإِنَّ قُوِّى بقِسْطِ ومِلْح كان أكثر نَفعاً.
وهو يليّن الطّبْع
، ويغذّى غذاءً لطيفا.
وقد جُرِّب منه
أنّه إذا طُلِى به بدن مَنْ أصابه برد وقعد فى موضع حارّ ، حلّله وأبرأه ، خُصوصا
مع شَوْنِيْز مدقوق (١).
دبق :
الدِّبْق
: شىء ينبت من نفس
شجرة البلّوط ، ناشئ من موضع واحد ، كأنّه شجرة صغيرة ، له ورق كورق الآس ، وثمرة
صغيرة كالحمّص ، فى باطنها رطوبة متلبِّسة بحبَّة صفراء تضرُّ بالقلب.
دبل :
الدُّبَيْلَة : كلّ ورم كبير يتفرَّغ فى باطنه موضع تنصبُّ إليه مادة
رديئة ذات أجسام مختلفة. وهى تصغير
دُبْلَة ، بالضّمّ. وقد
تقدّم ذِكْرُها بما فيه زيادة فى (خ. ر. ج) وتُجمع على دُبَيْلات.
ودَبَلْتُ جراحاته : نقّيتها وأصلحتها.
ودَبِل دَبَلا : إذا امتلأ بدنه لحما وسمنا.
ودَبَل الطّبيبُ علاجاتِه : جمعها فى مكان واحد.
دثن :
دَثَن
فيه المرضُ : إذا
أسرع ولم تُوقفه العلاجات.
دجج :
الدَّجَاجَة ، بتثليث الدّال ، والأفصح فتحها : معروفة ، سمّيت بذلك لدَجِّها ، أى : لإقبالها وإدبارها. وتقع على الذّكر والأنثى ، لأنّ
الهاء دخلتها على أنّها واحدُ جِنْس كحمامة وبطّة. والجمع دَجَاج ، بالكسر والفتح. ودَجَاجَات
بفتح الدال
وكسرها.
وهى معتدلة المزاج
، لحمها حارّ رطب فى الأولى ، خفيف فى المعدة ، سريع الانهضام ، جيّد الخلط خاصّة
إذا لم تكن قد باضت.
وماؤها جيّد إلّا
أنّه مائل إلى الرّطوبة.
ولحم الدّيك أسخن
بطبعِه. وإذا كان عتيقا كان دواءً.
وأجود الدّجاج ما لم يَبِضْ.
وأجود الدّيوك ما
لم يَصِحْ.
ولحمها يزيد فى
العَقل والمنىّ ، ويُصفّى الصّوت ، ويُحسِّن اللّون ، وينفع من السّعال اليابس.
ومرقة الدّيك
الهرم بالقِرْطِم (٢) تُسهِل البلغم ، وتنفع من الرَّعشة ووجع المفاصل.
دجل :
الدَّجَل
: الكَذِب وتَمويه
الشّىء. والدَّجَّال : الذى يكون ذلك منه كثيرا. ودَجَلْتُه بالقَطِران : صَبَغْت جِلدته به للعِلاج ، وذلك فى الجرَب
والحكة الشّديدة خاصّة.
دجن :
الدّاجِن
: ما ألِفَ
البيوتَ من الشّاء والطّير وغيرهما. والجمع دَوَاجِن.
والمُدَاجَنَة : المخالطة.
وأدْجَنَ الدّاءُ : دامَ مُدَّة طويلة.
ودَجَنَتْ عليه الحُمَّى وأدْجَنَتْ
: لم تُقْلِع عنه.
دحس :
الدَّاحِس
: وَرَمٌ حارّ
يعرض عند الأظفار من شدّة ألم وضَرَبان. وربّما يبلغ ألمه الإبط. وربّما اشتدّت
معه الحمَّى.
وإذا عَرَضَ فى
أصل الظّفْر عَرَض عنه انقلاعه. وقد يتَقَرَّح.
وعلاجه الفَصْد
والإسهال وتلطيف التّدبير.
ويمنع كلّ هذا فى
الابتداء ، ويُعالَج بما فيه قبض ضِمادا ، من ذلك النّخالة
بالخلّ
مُسَخَّنَيْن.
والدَّحْس فى الولادة : أن تُدْخِل القابلةُ يدَها فى رَحِم المرأة
لتَسلخ ما هناك ، بعد نزول الولد.
والدَّحَّاس : دُوَيِبَّة تَغيب فى التّراب ، وجمعها : دَحاحيس.
دحص :
دَحَص
المذبوح برِجله :
رفَس بها بقوة ، قال :
رَغا فوقهم
سَقْبُ السَّماء فَدَاحِصٌ
|
|
بشِكّتِه لم
يُسْتَلَبْ وسَليبُ (٣)
|
دحل :
الدُّخَّل
: طائر أغبر
اللّون ، يسقط على رؤوس الشَّجر فيدخل بينها. وهو كالعُصفور صغير الحجم.
دحم :
يقال : فلان يُداحِم داءه ، أى : يُدافعه.
والدَّحْم : الدّفْع الشّديد.
وتداحَمت طبيعته : تداركت عليه كثرةً وسرعةً.
دحن :
داء دَحِنٌ : خَبيث يَستعصى على المداواة.
دخر :
دَخَرَتْهُ
العلّة : أضوته.
ودَخَرَهُ الدّهر : أذَلّه.
والدَّاخِر : الذّليل.
دخن :
الدُّخْن
، بالضّمّ : حَبُّ
الجاوَرْس. عند أئمّة اللغة. وعندنا ، الجاوَرْس هو الأحمر ، والدُّخْن هو الأبيض ، واحدته دُخْنَة.
بارد فى الأولى
يابس فى الثّانية.
وغذاؤه يسير. وإذا
استعمل باللّبن الحليب أو الدّسَم قَلّل يُبْسَه ، وغَذَّى غِذاءً صالحا.
وهو قابض للبطن
مُدِرّ للبَول.
وسَويقُه يقطع
القَىء والإسهال.
والدُّخَان ، والدُّخَّان
: معروف. والجمع أَدْخِنَة.
وقوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (٤) أى : بِجَذْبٍ
بَيِّنٍ فأخذهم القَحْط ، حتّى هلكوا فيها وأكلوا الميتة. وكأنّ الرّجلَ منهم ـ من
شدّة ما به من الجوع ـ يرى ما بينه وبين السّماء كهيئة الدُّخَان.
وقوله : (يَغْشَى النَّاسَ) (٥) أى : أهل مكة.
وهم الذين يقولون هذا عذاب أليم.
وقوله : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ) (٦) أى : الجُوع والدُّخان. والله أعلم بمراده.
وهو حارّ يابس فى
الثّانية.
وأما تَنَفُّس الدُّخان فهو مُضرّ بالأمزجة اليابسة والسَّوداويَّة.
والدُّخْنَة ، بالضّمّ : بخور
تُدَخَّن به الثّياب
والبُيوت.
ودواء دَخِنٌ : فاسد.
والأَدْخَن : لونٌ بين الكُدْرَة والسّواد.
درب :
الدُّرْبَة : بالضّمّ : العادة والجرأة على الشّىء.
والدَّارِب : الحاذق بصناعته.
والطبيب المُدَرَّب : الذى خَبَر الأدواء وعلاجاتها.
والدَّرَب : داء يصيب المعدة فلا تكاد تقوَى على هضم الطّعام.
وقال الخليل ، _(رحمهالله) : دَرِبَ
الإنسان بالشّيء ،
وعليه : إذا أتقنه (٧).
درج :
الدَّرَّاج
: النَّمّام لأنّه
يَدْرِجُ ليلته كلّها ينمّ على هذا وذاك.
والدُّرَّاج : طائر أرقط من طير العراق ، يقع على الذّكر والأنثَى.
ويختصّ الذّكَر بالحَيْقُطان.
ولحمه حارّ ، يابس
، خفيف ، سريع الهضم ، يولِّد دما معتدلا. ويزيد فى الدِّماغ ، والفَهْم ،
والمنىّ.
والدُّرَجة : طائر أسود ، أغبر الجناحين باطنهما وظاهرهما ، على
خِلْقَة القطا ، إلّا أنّه ألطف.
والدَّوَارِج : الأرجل ، الواحدة
دَارِجة.
ودَرَج الرّجل مات.
ودَرَجَات الأدوية : مراتبُها. وهى أربعة :
فكلّ ما يؤثّر
مقدار الشّربة منه فى البدَن الإنسانىّ المُعتدل ، إمّا أنْ يؤثّر فيه تأثيرا
معتدلاً فهو الدّواء المعتدل ، وإمّا أن يؤثّر فيه تأثيرا فيه كَيفيّة زائدة على
كَيفيّة البَدَن ، فإنْ لم يكنْ ذلك التّأثير محسوسا إحساساً ظاهريّاً ، فهو فى الدَّرَجة الأولى.
فإن مال البَدن
الى التّحسّن ، ولم يضره الدّواء بشىء فهو فى الدَّرَجَة الثّانية.
وإنْ ضرّ ولم يبلغ
أن يَقتل فهو فى الدَّرَجة الثّالثة.
وإنْ بلغ ذلك فهو
فى الدَّرَجة الرّابعة.
وكلّ ذلك فهو فى
المقدار المخصوص من الدّواء ، فإنْ تمادَى المريض فى الاستعمال على غير ما وصف
الطّبيب ، أضرّ الدّواءُ ضرراً بليغاً.
والدُّرْج : سُفَيْط تحفظ فيه القابلة أدواتها ، والمرأةُ طِيبَها ،
والطّبيبُ أدواته وأدويته.
ويُصنع مما تيسَّر
، وأشهر ذلك أن يكون من العاج وخاصة للطّبيب ، فإنّ العاج أحفظ الأدوية من الفساد.
ودَرَج الرّجل : هلك ، وقال الأصمعىّ : إذا لم يُخَلِّف نَسْلاً.
درد :
الدَّرَد : ذهاب الأسنان.
ورجل أدْرَد : ليس فى فمه سِنٌّ والأنثَى دَرْدَاء.
دردقس :
الدُّرْدَاقِس
، بضمّ الدّال
وكسر القاف. عَظْمٌ يفصل بين الرّأس والعنق.
قال الأصمعىّ : هو
طرَف العظم الناتئ فوق القفا ، وأحسبه روميّا.
وأنشد أبو زيد :
مَنْ زال عنْ
قَصْدِ السَّبيل تَزايَلَتْ
|
|
بالسَّيف
هامَتُه عن الدُّرداقِسِ (٨)
|
دردقص :
الدُّرْدَاقِص
: بالضّمّ : طرف
العنق الأعلَى.
والجمع : الدُّرْداقِصات.
والدُّرْداقِص ، أيضا : عَظم صغير فى مغرز الرّأس.
درر :
الدُّرُّ : معروف ، وهو كبار اللّؤلؤ.
والدَّرُّ : دَرُّ اللّبَن.
والدُّرْدُر : منابت أسنان الصّبىّ.
ولله دَرُّه ، أى : عَمَلُه.
والدَّرِير من العلاجات والأدوية : ما كان سريعا فى أثَره.
درز :
الدَّرْز ، بالفتح : واحد
الدُّرُوز. ودُرُوز الثّوب : معروفة.
ودُروز الرّأس خمسة ، منها ثلاثة حقيقيّة ، لأنّ الدَّرْز إنّما يحدث من مُداخلة كلّ واحد من العَظْمَين فى الآخر فى
مواضع كثيرة ، وأطرافها أكثر عرضا من قواعدها.
ومنها اثنان
كاذبان لأنّهما ليسا فى الحقيقة
بِدُرُوزٍ بل هما لِزَاقٌ.
درس :
دَرِيس
المرأة :
حَيْضُها. ودَرَسَت
: حاضَت.
والدَّرْس : الطّريق الخفي.
ودَرَسْتُ الحنطةَ وغيرَها فى سُنبلها : إذا دُسْتَها ، من الدِّياس.
قال الشّاعر :
هلّا اشتريتَ
حِنطةً بالرُّستاقْ
|
|
سمراء ممّا
دَرَس ابنُ مِخْراقْ (٩)
|
وفلان مَدْروس : به جُنون.
والدِّرْياس : هو الثّافِيْبْيا ، وقد مرّ فى الثّاء.
ويقال هو
الثّافِسْياء أيضا. والأوّل أصحّ. وقد سمعناه من شيخنا العلّامة ، وهو اسم رومىّ.
درق :
الدِّرْياق
، هو : التِّريَاق
، وقد تقدّم ذِكره فى حرف التّاء.
درك :
الإدراك
: الشّعور. وهو
تصوّر المُدْرَك بنَحْوٍ من الأنحاء.
والإدراك فى اللّغة : اللّقاء والوصول. وأمّا عند الحكماء فحُصول المُدْرَك فيما به يُدْرَك.
وأمّا الشّعور فهو إِدْرَاك الشّىء من غير استثبات.
وأَدْرَك الغلام والجارية : إذا بَلغا.
والِّادِّراك : الفَناء ، قال تعالى : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) (١٠) ، أى : لا
عِلْمَ لهم فيها.
ودواءُ دَرَكِ الدّاء ، أى : مَخصوص به ، مُسرع فى القضاء عليه.
درم :
الدَّرْم
: استواء فى الكعب
حتّى يكون له حجم. وهو كعب أَدْرَم. وسُمِّيت الأرنب دَرْمَاء لتقارُب خَطوِها. وكلّ مُتقارب الخطوِ كذلك.
وأَدْرَم فلان : سقطت أسنانه. فهو
أدْرَم وأدْرَد.
والدَّرْمَاء : نَبْت.
درهم :
الدِّرْهَم
والدِّرْهِم : فارسىّ معرَّب ، والجمع دَرَاهِم
ودَراهِيم. قال الفرزدق :
تَنْفِى يداها
الحصَى فى كلّ هاجرةِ
|
|
نَفْىَ
الدّراهِيم تَنقاد الصّياريف (١١)
|
شَبَّه خروج
الحصَى من تحت مناسِمها بارتفاع الدَّرَاهِم
عن الأصابع إذا
نُقِدَتْ
ورجل مُدَرْهَم : كثير
الدَّرَاهِم. ولا فِعْلَ منه.
ولم يقولوا دُرْهِمَ بالضّمّ. قال ابن جنّى : لكنّه إذا وُجد اسم المفعول فالفعل
حاصل.
ودَرْهَمَت الخبّازَى : استدارت فصارت على أشكال الدَّرَاهِم. اشتقُّوا منها فِعلا وإنْ كانت أعجميّة. قال : وقولهم دَرْهَمَت الخبّازَى فليس من قولهم رجل مُدَرْهَم.
دستج :
الدَّسْتَج
: الإناء الكبير
من الزجاج ، والدَّساتيج
جمعه. وهى التى
يضع فيها الصّيدلىّ أدويته السّائلة ، وبه جرت العادة.
دستر :
دُسْتُور الطّبيب : طريقته فى المعالجة. والجمع دَسَاتِير. أعجميّة مُعرّبة.
والدُّسْتُور : إجازة بدخول صنعة الطّبّ. ويمنحها الشّيخ لمن يراه قديرا
على عملها ، لازما لجميع شُروطها.
دسر :
الدِّسار : ما تُرْبَط به الجراحات والكسور.
والدَّسْر : الدّفْع الشّديد. والمَدْسُور : المدفوع.
دسع :
الدَّسْع
: داء يأخذ البعير
فتخرج جِرَّتُه.
ودَسَعْتُ جُرْحَه : إذا أخذت دُهونات فوضعتها على جَفْنَةٍ أو
قُطْنَة ثمّ شَدَدْتَها على الجرح. وأكثر ما يُستعمل فى كسور العظام.
ومرّ ذِكْرُ ذلك
فى (ج. ب. ر).
والمَدْسَع : مَضيقُ مَوْلِج المَرِىء فى عظم ثُغْرَة النَّحْر.
واسم ذلك العظم : الدَّسِيع ، وهو العظم الذى تُشَدُّ عليه التّرقوتان.
وأنشد الخليل :
يَرْقَى
الدَّسِيعُ إلى هَادٍ له تِلَعٌ
|
|
فى جُؤْجُؤٍ
كمُداكِ الطِّيبِ مَخْضُوبِ(١٢)
|
دسم :
الدّسَم
، مُحرّكة :
الوَدَك.
والدَّسِيم : القليل.
وفى حديث أبى
الدّرداء : (أرَضيتم إنْ شَبعتم عاماً لا تذكرون الله إلّا دَسْماً (١٣). أى : إلّا قليلا.
وهو من التَّدْسِيم ، أى : السّواد الذى يُجعل خلف أُذن الصّبيّ لكيلا تُصيبه
العَين ، ولا يكون إلّا قليلا.
دشبذ :
الدُّشْبُذة ، بضمّ الدال : ما تعقده الطّبيعة بين العظمين بعد الكسر.
دعث :
الدَّعْث
، بالفتح ويُكسر :
أوّل المرض. وقد
دُعِثَ الرّجل : إذا
أصابه اقشعرار وفُتور.
دعج :
الدَّعَج
، مُحرّكة : سواد
العين مع سَعتها. أو مع شدّة بياضها.
والمَدْعُوج : المجنون.
دعق :
دَعَقَهُ
الدّاء : تَرَك
فيه آثاره ظاهرةً كالجُدرىّ ، أو خَفِيَّةً كالدِّقِّ.
والدَّعْق : القَىء القليل.
دعك :
دَعَكْتُ
صَدْرَ المسْكوت :
إذا دَلكت صدره بقوّة لإزالة السّكتة عن قلبه. ورجل دُعَك : إذا أضْعَفَتْهُ العِلّة عن تحمّل العلاج. فيجب أن يُتأتَّى
له بالأغذية الموافقة والأيارج حتَّى يَقوَى على تحمّل العلاج. ولا يجوز تقليل
فاعليّة العلاج من أجل ذلك ، فإنّه لا يعود نافعا أبدا معه.
دعم :
يقولون : لا دَعْمَ لفلان ، أى : لا قوّة له ولا صَبْر.
ودَعَمْتُه : إذا أيّدته وقوّيته.
والغذاء الجيّد الكيموس دَاعِم للبدن ، من هذا.
دعا :
الدُّعاء : الرّغبة إلى الله.
وقال الزّجّاج فى
قوله تعالى : (أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذا دَعانِ) (١٤) الدُّعَاء لله على ثلاثة أوجه :
الأوّل منها
توحيده والثّناء عليه ، كقولك : يا الله لا إله إلّا أنت. وكقولك : ربَّنا لك
الحمد. فقد دعوته بقولك ربَّنا ثمّ أتيت بالثّناء والتّوحيد.
والثّانى منها طلب
العفو والرّحمة ، كقولك : اللهم اغفرْ لنا.
والثّالث منها
مسألة الحظّ من الدّعاء. كقولك : اللهم ارزقنى مالاً ووَلداً.
وإنّما سُمِّى هذا
كلّه دُعَاء لأنّ الإنسان يصدّره بقوله ياالله ويا ربّ ونحوهما.
والدُّعاء : واحد
الأَدْعِية ، وأصله دُعَاوٌ
، من دَعوت ، إلّا أنّ الواو لمّا جاءت بعد الألف هُمِزَتْ.
وقوله تعالى : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ) (١٥) جاء فى
التّفسير أنّها شهادة أنْ لا إله إلّا الله.
وقوله : (وَداعِياً
إِلَى
اللهِ بِإِذْنِهِ) (١٦) أى داعيا إلى توحيد الله وطاعته.
والدَّعوة ، بالفتح : الدُّعاء إلى الطّعام.
والدِّعوة ، بالكسر : الادّعاء فى النَّسَب ، وهو أنْ ينتسب الإنسان الى غير أبيه. وكانوا
يفعلون ذلك فى الجاهليّة ، فنهى عنه (ص) بقوله : (لا دِعْوَةَ فى الإسلام) (١٧). وجعل الولد للفِراش.
دغر :
الدَّغْر ، بالفتح : غَمْز الحَلْق بالإصبع من الوَجَع الذى يدعى
العَذْرَة ، وهذا الوجع سُمِّى باسم موضعه ، وهو قريب من اللهاة.
وفى الحديث أنّ
النّبىّ ، (عليهالسلام) ، قال للنّساء (لا تُعَذِّبْنَ أولادَكنَ بالدُّغْر)
(١٨).
قال أبو عُبيد :
هو غمز الحلق بالإصبع ، وذلك أنّ الصّبىّ تأخذه العَذرة وهو وجع يَهيج فى الحلق من
الدّم ، فتُدخل المرأة إصبعها فترفع بها ذلك الموضع وتكبسه ، فاذا رفعت ذلك
بإصبعها قيل دَغَرَتْ
تَدْغَر دَغْرا.
والدَّغْر أيضا : سُوء غذاء الولد ، وأنْ ترضعه فلا ترويه فيبقى
مستجيعا يعترض كلّ من لقيه ، وهو عذاب له.
وقيل وهذا هو
المراد من الحديث ، ورُدّ على أبى عبيد.
وقال الأزهرى :
القَوِىّ ما قاله أبو عُبيد ، قال : وقد جاء فى الحديث ما يدلّ على صحّة قوله.
والدَّغْر : الاقتحام. ولغة الأزد لصبيانهم : دَغْرَى لا صَفَّى ، أى : احملوا ولا تَصافّوا ، احْملوا عليهم ولا
تُصافُّوهم.
دغص :
الدّاغِصَة : العَظْم المدوَّر المتحرِّك فى رأس الرُّكْبَة.
والدَّغَصَة : الامتلاء من الطّعام.
ودَغِصَتْ مَعِدَة فلان : إذا اسْتَوْخَمَتْ من أكل ما يَضرُّها.
دفل :
الدّفلَى
: شجر مُرٌّ
قتّال. منه بَرِّىّ ومنه نَهرىّ. والبَرّىّ ورقه كورق الحَمْقاء ، بل أدَقُّ.
وقُضبانه طوال منبسطة على الأرض. وقُرب الورق شوك. وينبت فى المَحالّ الخَربة.
والنّهرىّ ينبت فى شطوط الأنهار. وترتفع أغصانه على الأرض. وشوكه خَفِي. وورقه
كورَق الخِلاف وورق اللّوز ، عريض مُرّ الطّعْم جدّا. وعليه مجتمع مثل الشَّعر.
وثمرته صُلبة مُفَتَّحة مَحْشُوَّة شيئا كالصّوف. وهو حارّ فى الثّالثة ، يابس فى
الثّانية.
وهو بنفسه وزهره
سُمٌّ للنّاس والدّوابّ والكلاب.
ولكنّه ينفع من
سُموم الهَوامّ ، إذا شُرب بالشّراب المطبوخ بالسَّدّاب ، على ما قيل.
وورقه ينفع من الجرَب
والحكّة طَلاء بعصيره ، ومن وجع الرّكبة والظَّهر طلاء. ويقتل البَراغيث رَشّاً
بطبيخه. ويُحلّل الأورام الصُّلبة ضِمادا بعد طبخه ، تحليلا قويّا بليغا.
وإذا أُخِذ منه
ومن الكبريت الأصفر ومن خَميرة اللّبَن ، من كلٍّ جُزْءٌ ، ودُقَّ الجميع وعُجِن
بألْيَة الغَنَم أذهب الجرَب المتقرِّح ، والقُراع ، والبَرَص طَلاء بذلك اثنتى
عشرة مرّة.
ويَعرض عن استعمال
الدِّفْلَى كرَبٌ ولهيبٌ وانتفاخُ بطنٍ.
ويُعالج ذلك
بالقَىء بماء السّدّاب وبالأمراق الدّسمة.
وبدَل الورق فى
تحليل الأورام الصّلبة ورقُ إكليل الملك.
دفن :
الدَّفْن
، بالفتح :
السّتْر والمداراة.
والدّاء الدَّفين هو الذى لا يُعلم به حتَّى يظهر منه شَرّ.
وفى الحديث : (فرَّ
عن الشّمس فإنّها تُظهر الدّاء
الدَّفِين) (١٩). هو الدّاء المستتر الذى قهرته الطّبيعة ، فحرارة الشّمس
تعينه على الظّهور.
ودَفْن الميت : معلوم.
وإذا عَرَضَت السَّكتة لأىِّ كان فالأصوب أنْ يُؤخَّر دَفْنُه أربعا وعشرين ساعةً من وقت حدوث السّكتة ، إذْ كثيرا ما تَؤوب الطّبيعة الى جارى عادتها ،
بالافتصاد أو الرّعاف أو النَّزْف الفُجائىّ ، فليست السّكتة دليلا على الوفاة.
دفأ :
دَفَوْتُ
الجريحَ :
أَجْهَزْتَ عليه.
ودَفاه المرض : أهلكه. والأَدْفاء : العِلل التى تأتى مع الصَّيف.
والدَّفْوَاء : شجرة.
دقق :
الدَّقِيق
: الشّيء الذى لا
غِلَظَ له ، كالدِّقّ ، بالكسر : ومنه حُمَّى الدِّقّ
، وهى أن تنشب
الحرارة الخارجة عن الطّبع بالأعضاء الأصليّة ، خُصوصا القلب حتّى تُفْنِى رُطوبات
البَدَن.
والدُّقَاق ، بضمّ الدّال : فُتات كلّ شىءٍ دَقَ.
والدّق ، بالضّمّ ، أيضا : التَّوابل من الأبزار والملح مع ما خُلط
به من بَزره. أو الملح المَدْقُوقُ
وحده.
ومُسْتَدَقّ السّاعد : مُقَدَّمه ، ممّا يلى الرُّسْغ ، ومُسْتَدَقّ كلِّ شىء : ما
دَقَ منه. وقال الخليل (٢٠) ، (رحمهالله) : الدّقيق
على أربعة أنْحاء
:
الدَّقِيق
الذى هو الطّحين.
والدَّقِيق : الأمر الغامض.
والدَّقِيق : الرّجل القليل الخير.
والدَّقِيق : الشّىء الذى لا غِلَظَ فيه.
أمّا فى الطّبّ ،
فالدّواء الدّقيق هو الذى يُصيب جَوهر العِلّة فيقضى عليها من غير أنْ يؤذي
المعلول.
دلب :
الدُّلْب
، بالضّمّ : شجر
الصّنّار. وهو شجر كبير ورقه كورق الخوخ إلّا أنّه أصغر ومذاقه مُرّ عَفِص ،
ونُوّاره خفيفٌ أصفر اللّون يُخَلّف حَبّا كحَبّ الخروع.
وهو بارد فى
الأولى يابس فى الثّانية.
والطّرىّ منه ينفع
من نهش الهوامّ.
دلدل :
الدُّلدُل
: العظيم من
القَنافذ. ويُذكر فى موضعه.
دلس :
التّدْلِيس
فى صَنْعة الطّبّ
: أن يَدَّعِي بها مُدَّعٍ ليس أهلا لها ، ولا له خبرة فيها.
وبالجملة فالطّبيب
المُدَلِّس : هو الذى لم يَحُزْ على دُستورِ ممارَستِه الصّنْعَة من
أىّ شيخ مُعْتَرَف له بالحذق والتّبحّر.
والإدْلاس من الرُّبَب : التى تورق فى آخر الصّيف.
وتَدَلّس المريضُ الدّواء : إذا أخذ منه قليلا قليلا.
دلع :
الدُّلْعة ، بضمّ الدّال وسكون اللّام : عِرْقٌ فى الذَّكَر.
والدِّلّاع : البِطّيخ الأحمر عند المغاربة والأندلسيين.
ودَلَع الرّجل لسانه : أخرجه.
دلف :
الدُّلْفين
: بالضّمّ : دابشة
بحريّة ، وهو كَزِقّ منفوخ وله رأس صغير جدّا وله رئة دون دوابّ البحر كلّها.
وهو حُوت كبير
أسود اللّون عريض الرّأس ، وله أسنان.
ويُسمّى خنزير
البحر.
وهو نوع لا يكون
إلّا فى جماعة يطرُد بعضها بعضا. وتُساق على نَسَق واحد يتلو الآخِرُ الآخِرَ.
ولحمُه كثير الشّحم بارد غليظ بطىء الهضم يُولّد السّوداء.
دلق :
الدَّلَق
، بفتح الدّال
واللّام : دُوَيِبَّةٌ كالسَّمُّور لونها مائل إلى البياض.
ولحمها حارّ رطب ،
يزيد فى البَاه.
وجلده يُعمل منه
الفِراء ، ويُسمَّى ما دَقَّ منه باسمها.
وانْدَلَقَت أقْتابُ بطنِه : إذا خرجت أمعاؤه.
ومنه قيل : انْدَلَقَتْ الغارة على القوم : إذا شُنّتْ عليهم.
قال طرفة :
دُلُقُ الغارةِ
فى إفْزاعِهِمْ
|
|
كرِعالِ الطّيرِ
أسْراباً تَمُرّ (٢١)
|
دلك :
الدَّلِيك
: طعام يُتّخَذ من
زُبْد ولَبن أو من زُبد وتمر. واسمٌ لثمر الورد الأحمر الذى فيه البذر. وهو يحلو
إذا نضج فيؤكل كأنّه رُطَبٌ. وهو أيضا الورد الجبَلىّ كأنه البُرّ كِبَرا وحُمرة.
وللرّطب لذّة وحلاوة. يُتهادَى به فى نواحى اليمن وعُمان.
والدَّلُوك : ما
يُتَدَلّك به من طِيب وغيره.
ودَلَكْتُ له ظهره وصدره : إذا مَرَسْتَهما لِتُنَشِّط مجاري الدّم
وآلات التّنفّس. وتُرْخِى عَصَبَه.
والدَّلُوك : ما
تَدَلّك به الإنسان من
طِيب وغيره.
والمَدْلُوك : الذى أضناه الدّاء وأتعبه.
والدّلاكَة : آخر ما يكون فى الضّرع من اللّبن.
دمع :
الدَّمْع
: ماء العَين من
حُزن أو سُرور. والجمع دُمُوع. والدَّمْعَة : القَطْرة منه. ودَمْع
داود يُقال لحَبّ
نباتٍ يضرب إلى بياض ، ويعلوه غبرة ، وتُتَّخذ منه المسابِح.
والدَّمَّاع : ما تحرّك من رأس الصّبىّ حين ولادته وقبل أنْ يَشْتَدّ.
وشَجّة دَامِعَة : تسيل دما.
دمغ :
الدِّماغ
: يُطلق على
الرّأس بجُملته ، ويكون مرادفا له إلّا أنّ لفظ الرّأس يُستعمل فى المدح والتّعظيم
، وهو يستعمل فى الذّمّ والتّحقير.
ويُطلق الدِّمَاغ على جميع ما فى القِحْف من الحُجُب ، وعلى نفس المخّ. وهذا هو المشهور.
والمراد هنا هو
الثّانى.
وهو جسم لَيّن دسم
، مُتخلخل ، بارد ، رطب ، مركّب من المخّ والشّرايين والأوردة والغشاءين اللّذين
يحيطان به جميعا ، وأحد الغِشاءين رقيق يلى الدِّمَاغ
، ويُسمَّى بالأمّ
الرّقيقة ، وهى حافظة لأوضاعه كالمشِيمة الحافضة لأوضاع الجنين. والآخر غليظ يلى
العظم ، ويُسمَّى بالأمّ الغليظة.
وهما حاجزان بينه
وبين العظم.
وشكله قريب من
مَخروط ، قاعدته فى مقدَّم الرّأس ، ورأسه فى المؤخَّر.
وينقسم طُولا إلى
ثلاثة بُطون ، وكلّ بطن منها ينقسم عُرْضاً الى جزأين متساويين ، ليقوم أحدهما
بالأفعال الواجبة عند فساد الآخر.
أمّا البطن
المقدّم فإنّه أعظمها وفى مقدّمته القوّة المسمّاة بالحِسّ المشترَك ، وهى قوّة من
شأنها أنْ تُدرك جميع الصّور المحسوسة بواسطة الحواسّ الظاهرة لأنّ كلّ قوّة منها
تؤدّى إليها ما أدْرَكَتْه. ولذلك سُمِّيت بالحِسّ المشترَك.
وفى مؤخَّرته
القوّة المصوِّرة ، وتسمّى بالخِيال أيضا ، وهى قوّة من شأنها أنْ تحفظ ما يتأدَّى
إلى الحِسّ المشترَك إذا غاب عن الحواسّ الظّاهرة. وهى قوّة واحدة ، وعند الفلاسفة
قوّتان ، كما ذكرنا. وفى هذا البطن يَستحيل الرّوح الحيوانىّ روحا نَفسانيّا.
وأمّا البطن
المؤخَّر فإنّه أيضا كبير لكنّه أصغر من المقدَّم. وفيه القوّة الحافظة ، وهى قوّة
شأنها أنْ تحفظ ما يُدْرِكه الوَهْم من المعانى الجزئيّة ، ويسمّيها بعضهم بالقوّة
الذّاكِرة أيضا. ومنه يتوزَّع الإدراك المتحرِّك إلى سائر الأعضاء القابلة للحركة
الإرادية ومن مُؤَخَّر مبدأ النُّخاع.
وأمّا البطن
الأوسط فإنّه أصغرها ، وهو كدِهْلِيز بين المقدَّم والمؤخَّر ، وفيه قوّتان :
إحداهما القوّة
المتخيِّلة ، ومحلّها أوّل هذا البطن ، ولها اعتباران :
ـ اعتبار باستخدام
الوَهْم لها فى الصّوَر المحسوسة والمعانى الجزئيّة ، إمّا بالتّركيب ، كتصوُّر
إنسان له رأسان أو بالتّفصيل كتصوّر إنسان بلا رأس.
وتسمَّى مُخَيّلَة
لتصرُّفها فى الصُّور الخياليّة.
ـ واعتبارٌ
باستخدام النّفْس النّاطقة لها فى المعانى الكُلّيّة بأن تستعملها فى تحصيل
المجهول من العلوم وتسمَّى مُفَكّرَة لتصرّفها فى الموادّ الفكريّة لها.
وثانيهما القوّة
الوهميّة ومحلّها آخر هذا البطن ، وهى قوّة من شأنها أنْ تدرك المعاني الجزئيّة
القائمة بالصُّوَر المحسوسة كخوف الشّاة من الذّئب ، وإدراكها وجوب الهرب منه ،
وكإدراك الإنسان أنّ زيدا يحبّه وأنّ عَمْرواً يبغضه. وهي في الحيوان بمنزلة العقل
من الإنسان.
ويرى بعض الأطباء
والفلاسفة أنّها ثلاثة : مُخَيَّلَة ومُفَكِّرَة ومُذَكِّرَة. وإنّما حكموا
باختصاص هذه القُوَى بهذه المواضع بما وجدوا من اختلال أفعالها عند عُروض آفة في
شيء من هذه المواضع المذكورة.
والدَّمْغ : كسر العظم وجَبْره.
والدّامِغة : الخشَبة تُستعمل في تثبيت العظم المكسور.
والعِلّة الدّامِغة : التي تصيب الآلات الحسّاسة. فاذا وقعتْ فيها
أعْطَبَتْها. كالدِّماغ والقلب والعين. ففي الأوّل تُسبب الشّلل والسّكتة وغيرها ،
بحسب طبيعة العِلّة ، وفي القلب تُسبّب السّكتة والوفاة ، وفي العين تُسبّب
العَمَى.
دمل :
الدُّمَّل
: الخُراج
الصّغير. والجميع دَمَامِيل. وهى : بُثور كبار صَنوبريّة الشَّكل ، حُمر اللون ، مؤلمة
في ابتدائها.
وهي ، أيضا ، من
جنس الجراحات. وسببها دم يخالطه رُطوبة غليظة فاسدة مُتولدة عن رداءة الهضم
والإكثار من الأغذية المولّدة للدّم. وعلاجها الفَصْد والاستفراغ وتحليل الغذاء
وهجر اللّحمَين والحلوى ، وسقي السّكنجبين ، وأنْ يوضع عليه بذر قَطونا ببياض
البيض. ومتَى احتمعت يوضع عليها ما يُنضجها ، مثل التّين والعِلْك والمدقوق مع بذر
المرّ وباللبن والعسل وعجين الحنطة مع شىء من البُوْرَق وممّا ينضجها العُصْفُر
المدقوق مع صَفار البَيض
والشِّيْرَج
والسّمن والخمير الحامض مع بذر الكتّان والحُلبة وبذر المرّ بعد الدَّقّ.
دمم :
الدِّمام
: دواء تُطْلَى به
جبهة الصّبيّ وظاهر عينيه.
والدَّمْدَمة : عُشبة لها ورقة خضراء مدوّرة صغيرة ، ولها أصل أبيض شديد
الحلاوة يأكله النّاس ، وترتفع وسطها قَصَبة قَدْر الشِّبر في رأسها بُرْعُوْمَة
مثل بُرعومة البَصَل فيها حَبّ وجمعها
دَمادِم.
والدُّمَادِم ، بضمّ الدّال الأولى وكسر الثّانية : اسم لنوع من الحَبّ
يُشبه اللّوبياء ، وهو صِنفان ، أحدهما أحمر قانٍ ، والثّانى أحمر إلّا أنّه أصغر
حَبّا ، وفى رأسه نقطة سوداء. وهما حارّان يابسان قاطعان للّعاب السّائل من أفواه
الصّبيان ، ومُقوِّيان لأدمغتهم إذا سُقوا من أيّهما قَدْرَ دانَق.
والدَّمّ أفضل الأخلاط. وقال شيخنا العلّامة أنّ الغاذِى فى الحقيقة
هو الدّم ، وباقى الأخلاط كالأبازِير المصلِحة. وسنذكره فى (د. م. و).
دمن :
الدِّمْنَة : البَعْرَة ، والجمع دِمَن
، وفى الحديث : (إيّاكم
وخضراء الدِّمَن. قيل : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : المرأة الحسناء في
المنبت السّوء) (٢٢). معناه كُرْهُ نِكاح الفاسِدة ، شبّه المرأة الحسناء بخضراء
يانعة وهي رديئة المرعَى مُنتنة الأصل.
دمو :
الدَّم
: أحد الأخلاط
الأربعة ، والطّبيعيّ منه حارّ رطب أحمر اللون ، لا نَتْن له ، حلو جدّا ، معتدل
القَوام ، وغير الطبّيعي : ما خالف ذلك.
وسبب الدّم الفاعلىّ هو الحرارة المعتدلة ، وسببه المادّي هو المعتدل
من الأغذية
والأشربة الفاضلة.
وسببه الصّوري هو النّضْج الفاضل ، وسببه التّمامي هو تغذية البَدَن.
ودَم الأَخَوَين : صمغ أحمر اللّون.
وهو بارد فى
الثّالثة يابس فى الثّانية.
يقطع الدّم الجاري من الجراحات الطّريّة ، ويُدْمِلها ضمادا.
ويقطع الدّم من أيّ مكان كان ، شربا.
وينفع من سحج
الأمعاء إذا شرب في بيضة نِيْمْرَشْتْ.
وينفع من حرارة
المعدة والكبد والمِعَى. من نصف دِرهم إلى درهم. وبدله الأقاقيا.
والدّم بيته القلب ، وقوّته في الرّأس.
دنف :
الدَّنَف
: القُرْبُ من
الموت. وأَدْنَف المريض فهو
مُدْنِف ومُدْنَف ، بفتح النون وكسرها : قارَبَ الهلاك.
والدّنَف : المرض الملازم.
والدَّنِف : المريض نفسه.
دنق :
الدّانَق
: سُدس درهم ،
وتُفتح نونه. وسيأتى فى المكوك والمثقال والرّطل ما فيه زيادة على ما هاهنا.
والدّانَق عند اليونانيين : هو ربع الدّرهم ، والجمع : دَوانِق.
دني :
دانَيْتُ
بين طرَفَى الجرح
: لاءمت بينهما عند خِياطته.
وفى الحديث : (إذا
أكلتم فدَنُّوا) (٢٣). أى : كلوا ممّا يليكم.
وسُمّيت الدّنيا لدنوّها ، وقيل : بل للدَّناءة التى فيها.
ولله دَرٌّ شيخنا
العلّامة ما أفقهه فى الدّنيا وتباغض أهلها وتحاسدهم.
وذلك قوله :
كذا دُنياكَ
تَرْأبُ لانصداعٍ
|
|
مُغالطة وتُبنَى
للخرابِ
|
ويَعلق مُشمئزُّ
النَّفس عنها
|
|
فلمّا عِفْتُها
أغريتُها بِي
|
عَرفتُ عُقوقها
فسلوتُ عنها
|
|
بأسبابٍ تَعُوقُ
عن اضطرابِ
|
بُلِيْتُ بعالِم
يعلو أذاه
|
|
سوى صبري ،
ويَسفل عن عِتابي (٢٤)
|
وللشيخ فى ذم
الدنيا وأهلها ، ما هو حقيق بالتّسجيل لأهل البصائر والاعتبار ، كقوله :
جَوّلتُ فى هذه
الدّنيا وزخرفها
|
|
عينى ، فألفيتُ
دارا ما بها إرمُ
|
كجِيفة
دَوَّدَتْ فالدّود منشؤه
|
|
فيها ، ومنها له
الأرزاءُ والطّعمُ
|
سيّان عندىَ إنْ
بَرُّوا وإنْ فَجروا
|
|
فليس يجرى على
أمثالهم قَلَمُ
|
ليسوا وإنْ
نَعموا عيشا سِوَى نِعَمٍ
|
|
وربّما نَعِمَتْ
في عَيشها النِّعَمُ
|
الواجِدون غِنًى
، العادِمون نُهًى
|
|
ليس الذى وجدوا
مثل الذى عَدِمُوا (٢٥)
|
دنّيلس :
الدِّنِّيْلَس
: نوع صغير من
الصّدف ، قيل إنّ أكلها يُذهب الرّياح. ولا أدرى ما صحّته.
دهر :
الدَّهْر : الزّمان.
ودَهَرَتْهُم الآفات : أفْنَتْهُم. وكانوا يَنسبون فَناءهم الى الدّهر.
ودَهَرَهُم أمر : نزلت بهم ضائقة.
دهس :
بدَن دَهِيس : لَيّن تثوخ فيه الإصبع إنْ وُضعت عليه.
والدُّهْسَة : لون كلون الرّمل.
وبول دَهْس : إذا كان لونه كذلك.
دهق :
الدَّهْدَقَة : دَوران اللّحمة الكبيرة فى القِدْر عند غَليان الماء ،
تعلو مرة وتسفل أخرى.
ودَهَقْتُ موضعَ الدّاء من المعلول : إذا غمزته غمزا شديدا.
دهم :
الدَّهْمَاء : عُشبة ذات ورق وقُضُب ، ولها نَورة حمراء يُدبغ بها.
والدَّهْمَاء : الدّاهية.
ودَهَمَتْه عِلّة : غَشِيَتْهُ.
وداء دَهِيم : قديم. وعلاج الأدواء القديمة أعسر من التى تُعالج فى أوّل
حدوثها.
دهمست :
الدَّهْمَسْت
: اسم فارسى لحب
الغار. ويذكر فى بابه. وشجر الغار ، أيضا. وكلاهما نافع جيد فى استرخاء العصب
والفالج.
دهن :
الدُّهْن
، بالضّمّ :
معروف. ويتّخذ إمّا بأنْ تطبخ الأدوية فى الماء حتّى يأخذ الماء قوّتها ثمّ يمزج
ذلك الماء بالدّهن ثمّ يُغلى الجميع حتّى يذهب الماء وتبقى قوّته في الدُّهن. وإمّا أنْ تُلقى وهى طريّة فى الدّهن وتُشَمَّس حتّى يأخذ
الدّهن قوّتها. وإمّا
بأنْ تُجمع الرّياحين الرّطبة مع اللّبوب الدّهنيّة فى كيس رفيع ثمّ يُربط رأسه حتّى تذبل ، ثمّ تُبَدّل
الرّياحين حتّى تأخذ اللّبوب قوّتها ورائحتها ، ثمّ تُعصر اللّبوب ويؤخذ ما يخرج
منها من الدّهن.
ونذكر لك ، هاهنا
، جملة من الأَدْهَان بصفاتها وخصائصها :
ـ صفة دهن الآس ، وهو بارد يابس قابض ، يقوّي الأعضاء ويمنعها من قبول
الموادّ. وينفع من حَرْق النّار وقروح الرّأس والبثور. ويُقَوِّي المفاصل
المسترخية. ويحبس العَرَق. وله خاصّيّة عظيمة فى تقوية الشّعر وتسويده وتحسينه.
يؤخذ ورقه الطّرىّ ويُدَقّ ويعصر وتخلط عصارته بمثله زَيتا ثمّ يُغلى حتّى يذهب
الماء ويبقى الزّيت فيُرفع لوقت الحاجة.
ـ دهن الأملج (٢٦) بارد يابس يقوّى الشّعر ، ويسوِّده ويحسنّه ويطوّله ويحفظه
من الانتشار والتّقصّف. يؤخذ الأملج المنقِّى من نواه ، وآس ، وقسر أصل الصّنوبر
بالسّويّة ، ويطبخ الجميع بالماء حتّى تخرج خاصيّة الأدوية ، ثمّ يؤخذ الماء فيضاف
اليه مثله شِيْرَجاً ، ويُغلَى حتّى يذهب الماء ويبقى الدّهن فيرفع لوقت حاجته.
دهن
السّداب (٢٧) حارّ يابس فى أوّل الثّانية ، ينفع من برد الكُلَى
والمثانة والظّهر والرّحَم ، ومن استرخاء العَصَب ، ويُسَكّن الوجع المزمن البارد
، ويُحلل الرّياح ، ويفتح سُدَد الآذان ، وينفع من بَرْدِها قُطورا فيها. وإذا
شُرب منه نِصْفُ أوقيّة فى الحمّام أذهب الرّعشة.
وكيفيّته أن يؤخذ
من السَّدَاب جزء ومن الماء ثلاثة أجزاء ومن الزّيت عشرة أجزاء ، ثمّ يُغلى الجميع
حتّى يذهب الماء ، ثمّ يُصَفَّى ويُرفع لوقت الحاجة.
دهن
البابونج : حارّ
باعتدال ، ينفع من الإعياء ، ويحلّل الرّياح ، والأورام المركّبة. يؤخذ من زهره
جزء ، ومن الماء جزءان ، ومن الزّيت ثلاثة أجزاء ، ويُغلى الجميع حتّى يذهب الماء
ثمّ يُصَفَّى ويرفع لوقت الحاجة.
ـ دهن
الورد ،وهو
مُرَكّب القُوَى ، فينفع الحارّ والبارد. وهو لذلك أصلح الأَدْهَان ، يقوّي الأعضاء ، ويردع ما ينصبّ اليها. ويحلل ما حصل فيها
طلاءً ، ويسكن آلام الجراحات فى ابتدائها تسكينا عجيبا. وإذا فُتِّر فى قُطنة
وقُطِر منها فى الأذن نفع من وجعها. وإذا احْتُقِن به مفتّرا مع صُفْرَة البيض نفع
من الزّحير ومن قروح الأمعاء.
وكيفيّته أنْ يؤخذ
من ورقه جزء ومن الشّيرج ثلاثة أجزاء ، ثمّ يوضع فى الشّمس نحو أربعين يوما.
ـ دهن البنفسج ، بارد رطب ينفع من الصُّداع الحارّ دَهْنا وسُعوطا ، ومن يبس الخياشيم وانتشار شعر اللّحية والحاجبين
دهنا. ويُنَوّم أصحاب السّهر.
يؤخذ من زهره جزء
ومن اللوز المقشور ثلاثة اجزاء ، يوضع فى كيس ويُربط حتّى يذبل الزّهر ، ثمّ يؤخذ
غيره ثلاث مرات. ثمّ يُدَقّ اللوز ويؤخذ
دهنه ويُرفع لوقت
الحاجة ، ويعضهم بفعل فى الورد مثل ذاك.
ـ دهن النّيلوفر (٢٨) بارد رطب ، منافعه كَدُهن
البنفسج ويُستخرج
مثله.
ـ دهن القرع ، بارد رطب ، ينفع من يبس الدّماغ. وحرارته دَهْنا وسُعوطا. يؤخذ من مائه جزء ومن الشّيرج جزءان ، ويطبخ بنار
هادئة حتّى يذهب
ويُرفع لوقت
الحاجة.
ـ دهن اللّوز الحلو معتدل مركّب جيّد لأصحاب التّشنُّج اليابس ،
نافع من الصّداع الحارّ ومن آلام الأورام ومن السّعال اليابس ويُصفّى قصَبة الرّئة
، وينفع من عُسْر البَول شُربا.
يؤخذ اللوز فيُدقّ
ويضاف إليه شىء يسير من الماء ويُعصر ويرفع.
ـ دهن الزّقّوم ، يُذكر فى (ز. ق. م).
والمُدْهُن ، بضمّ الميم والهاء : إناء
الدُّهن ، وهو أحد ما جاء
شاذّا على هذا الوزن ممّا يُستعمل من الآلات. والجمع مَداهِن. قال الخليل : المُدْهُن
، بالضّمّ ، هو فى
الأصل ، بالكسر ، فلمّا كثُر فى الاستعمال ضمُّوه (٢٩). وقال الفرّاء : ما كان على
مِفْعَل ومِفْعَله ممّا يُعْتَمَل به ، فهو مكسور الميم : نحو مِخْرَز ومِقْطَع
ومِبْرَد ومِبْضَع ، إلّا أحرفا جاءت نَوادر ، بضمّ الميم والعين وهى مُدْهُن ومُسْقُط ومُنْخُل ومُكْحُل ومُنْصُل ، والقياس كسر الميم
وفتح العين.
والمُدَاهَنَة : المصانعة واللّين. أنْ يُظهر الإنسان خلاف ما يُضمر.
وأَدْهَنْت إِدْهَانا : إذا غَشَشْت.
ودَهَنْتُ جِلدته : إذا وضعت عليها
الدُّهْن قليلا قليلا.
والدَّهِين : النّاقة القليلة اللّبَن ، قال :
لِسانُكِ
مِبْرَدٌ لا عَيْبَ فيهِ
|
|
ودَرُّكِ دَرُّ
جَاذِبَةٍ دَهِيْنِ (٣٠)
|
يهجو امرأته
بسَلاطة اللّسان وقلّة الخير.
دهنج :
الدَّهْنَج
: مُعرَّب. ومنه
حَجَرٌ معروف ، منه الأخضر ، ومنه الكَمِد ، ومنه الطاووسي.
تبلغ حرارته أواخر
الثّالثة ، ولذلك إذا شُرِب نَفَّط الأمعاءَ وألهبَ البدن. يزيل البياض من العين
اكتحالا بحُكاكته ، والقُوباء دَلْكاً بسحيقه بالخَلّ.
دهى :
الدَّهَى
، بالفتح ، والدّهاء : العقل والفطنة وجودة الرّأى ومنه رجل داهٍ.
والجمع دُهاة بالضّمّ.
والدَّهِي ، بفتح الدّال المشدّدة وكسر الهاء : العاقل.
ويقال : ما دَهاك؟ أى ما أصابك؟ وكلّ ما أصابك من مُنْكَر من وجهٍ تأمنه فقد دَهاك دَهْياً ، تقول منه : دُهِيَت.
ودَواهي الدّهر : ما يصيب النّاس من عظيم نوبه.
دوأ :
الدَّاء ، بالفتح والمدّ : اسم جامع لكلّ مرض وسياتى الكلام على
ذكر لفظ المرض مفصلا فى (م. ر. ض).
وداء الذّئب : الجوع.
دوخ :
دَوّخَه
داؤه : أذْهَلَه
عن التّصَرّف فى أموره.
ودَوَّخْناهم : قَهَرْناهم وأذْللناهم.
دود :
الدُّود ، بالضّمّ : معروف ، ويتولّد عن الرّطوبات العَفِنَة ،
وإذا عُلم ذلك فلْيُعْلَمْ أنّ دِيدَانَ
البطن سببها
رُطوبات بلغميّة تكثر فى الأمعاء ، وتعفّن فيها ، فاذا ورد عليها من الأطعمة ما
فيه ديدانٌ صغار أو بيوضها ، تولّدت الدِّيدَان
فى البطن ،
وكثُرت. وممّا يولّدها التُّخَم وضَعْفُ المعدة ، وسَفّ الدّقيق وأكل اللّحم
النّيء. وأصنافها أربعة : طوال وهى الحيّات وتتولّد فى الرّقاق. وعِراض وهى حَبّ
القَرْع ، مستديرة ، وهى تشبه الدّود الذى يتولّد فى الطّين ، وهما يتولّدان فى
الأعور والقولون.
وصِغار وهى تشبه الدّود الذى يتولّد فى الخلّ. وتَوَلُّدُها فى المستقيم.
ومن علاماتها
المشتركة سَيلان اللّعاب ، ورطوبة الشّفتين ليلا ، وجفافُهما نهارا.
وبالجملة فخروج
كلّ نصف منها يدلّ على نفسه.
وعلاجها منع
المادة المولّدة لها ، واستفراغ البلغم من الأمعاء.
وقتلها بالأدوية
السّمّية القاتلة لها. وهى المرّه الطّعْم.
ثمّ بعد قتلها
يُبادَر الى إخراجها بالإسهال ، إنْ لم تدفعها الطّبيعة لأنّ نجارها حينئذ يكون
سُمّا.
وأفضل وقت يُستعمل
فيه ما تعالَج به هو وقت حُلول البطن. وإذا دُسّ ما يقتلها فى اللبن أو فى كلّ حلو
ودسم ممّا هى حريصة على تناوله كان ذلك أقوَى فى قتلها. وإذا شرب اللّبن ونحوه فى
يومين ثمّ شُرب فى اليوم الثّالث ما يقتلها كان ذلك أقوَى فى قتلها.
وإذا اجتمع معها
إسهال قتلت بالقوابض المرّة.
وممّا يقتلها من
الأدوية المفردة القُرْدُمانا والشّيْح والتِّرْمِس والمرّ والسّليخة والصَّعْتَر
والأفْسَنْتِين وبَذْر الكرفس وحَبّ الرّشّاد وبذر السَّرْمَق والنَّعْنَع والقُسْط
المرّ ، تُشرب بالسّكنجبين.
وبذرُ الخِلاف
عجيب جدّا فى قتلها كلّها. يُشرب بالسّكنجبين وورق الخوخ والأَفْتِيْمُون
والصَّبِر وشحم الحنظل وحَبّ النّيْل. وهذه الأخيرة تجمع القتل والإخراج.
وزيت الإنفاق إذا
شُرب منه مقدار ما يمكن شربه قتَلها بمرارته وأخرجها بلزوجته.
ومن المركّبة أنْ
يؤخذ من الشِّيح والأَفسَنْتِين من كلّ واحد مثقال ومن شحم الحنظل نصف درهم ومن
الملح الهندي ربع درهم. وهو نافع جدّا.
دور :
الدُّوَار ، بالضّمّ ويُفتح : كالدَّوَران
، داء يأخذ فى
الرّأس. يقال : دِيرَ بى ، وأُدِير. وهو أنْ يُخَيِّل لصاحبه أنّ الأشياء تَدُورُ عليه وأنّ دماغه وبدنه يَدُورَان
، فلا يملك أن
يَثبت ، بل يسقط. وكثيرا ما يكره الأصوات. والسَّدَر يُنذر به.
وسببه أخلاط رقيقة
، وأبخرة كثيرة تكون فى بُطون الدِّماغ أو فى عروقه ، مُتولّدة فيه ، أو مُرتقية
اليه ، لا يمكنها التّحلل فتتحرّك حركة غير طبيعيّة ، وتقابلها الرّوح بحركة
طبيعيّة فيتدافعان ، ويقع بينهما حركة
دَوْرِيّة ، كما ترى فى
الزَّوبعة.
والمتواتر منه
يُنذر بالسّكتة ، وعلامته وجودُه عند الامتلاء ، وهو :
ـ إمّا عن بلغم
ويدلّ عليه الثّقل وكثرة النّوم ،
ـ وإمّا عن سوداء
ويدلّ عليها كثرة الفِكر والسّهر ،
ـ وإمّا عن دَم
ويدلّ عليها حمرة الوجه وسخونة الرّأس ،
ـ وإمّا عن صفراء
ويدلّ عليها صُفرة اللون ومَرارة الفم.
وعلاجه استفراغ
كلّ خِلْط بما يُخرجه.
وبالجملة تَنقية
الدّماغ والبَدَن بالحقن والإيارجات ، وتقوية الدّماغ بالإطريفلات.
ويكون الدُّوار ـ أيضا ـ عن الخَواء ، وعن ضربةٍ أو سقطةٍ ، وعن دَوَران الإنسان نفسه ، أو رؤية شىء
يَدُور.
وعلامة كلّ نوع
منِ هذه وجودُه قبله.
وعلاج الذى عن
الخَواء بتناول لُقَم مغموسة فى شىء من الرّبوب القابضة.
والذى عن سقطة أو
ضربة يُعالج بعلاجها.
والذى عن دَوَرَانه أو رؤية شيء
يَدُور فبالسّكون أو
التّنويم ، وباستعمال شىء من الرّبوب القابضة وبتقوية الدّماغ.
ودُوّارة الرّأس ، بالضّمّ وتُفتح : طائفة مُستديرة منه.
ودُوّارة البطن : ما تحوي من أمعاء.
والدّائَرة : الشّعَر
المُسْتَدِير على قرن الإنسان
، أو موضع الذّؤابة ، عن ابن الأعرابى. والتى تحت الأنف.
والدَّاريُ ، بتشديد الياء : العَطّار. يقال أنّه نُسِبَ إلى دَارَيْنِ)
(٣١) ، فُرْضَة بالبحرين بها سُوق يُحمل المسك وغيره من الهند
إليها.
والمُدَارَاة بالضّمّ : المعالجة.
والدَّوَّاريّ : الدّهر ، لأنّه يَدُور بالإنسان ، قال :
والدّهْرُ
بالإنسان دَوّارِيٌ
|
|
أَفْنَى القُرون
وهو قَعْسَرِىُ (٣٢)
|
دوش :
الدّوَش
: ظُلْمَة فى
البَصَر ، أو ضَعْف فيه.
والذى به الدَّوَش : أَدْوَش.
دوغ :
الدُّوغ
: اسم فارسىّ
للّبن الحامض الذى لا زُبْد فيه ولا مائيّة له.
داف :
الدَّوْف
: أنْ يُخلط
الزَّعْفَران والدّواء بماء فيبتلّ. يقال منه : دواء مَدُوف ومَدْوُوف
، على الأصل فيه.
دوك :
دُكتُ
الدّواءَ : سَحقته
وسَففته وخلطت مُفرداته بعضها ببعض.
والدَّوْك لغةً : الدِّقّ والاختلاط.
دول :
انْدَالَ
بطنُه : إذا
استرخَى.
والدَّوِيل من النّبت : ما يبس.
ودالَ المعلولُ يَدُولُ
: إذا أسقطه داؤه
، أبلاه.
والدّؤْلُول : الدّاهية ، والآفة القاضية.
والدَّوْلة والدُّولَة ، معروفة. ويقال : الدُّولة فى المال ، والدَّوْلة فى الحرب.
دوم :
الدَّوْم
، بالفتح : شجر
المُقْل ، وله خُوْص ولِيْف كالنّخل. وشجرته قوية الجفاف واليُبس والقَبض.
والمُدام والمُدَامة بضمّهما : الخمر. سُمِّيت مُدَامة
لِإِدَامَتها فى الدَّنّ زمانا
حتّى سكنت بعد ما فارت ، أو لعِتقها.
والدُّوَام ، بضمّ الدّال : الدُّوَار الذى يعرض فى الرّأس.
ودَامَت عليه الحُمَّى : إذا استمرت أيّاما لا تُقلع. وقيل إنّ منه المُدَامة : التى هى الخمرة لأنّها
تُدَوِّم شارِبَها ، أى :
تُسبّب له الدُّوَار.
قال الخليل ، (رحمهالله) : وتَدْوِيم
الزّعفران :
دَوْفُه وإدارته فى أثناء دَوْفِه (٣٣).
دوي :
الدّواء : ما
دَاوَيت به ، أو تَدَاوَيت.
والدَّوَاء : واحد
الأَدْوِية ، والكسر لغة
فيه.
والدَّوَا : جمع دَوَاة ، وهى ما يُكتب بها ، والدِّواء : الدَّواء ، وهو مصدر
دَوَى. ولكلّ دَوَاء عدّة قُوًى :
ـ فالقُوَى
الأُولَى : مكوّنات الدَّوَاء وتركيبه ، ونِسْبَة كلّ ركن من أركانه.
والقُوَى
الثَّوَانِي : هي الطّعوم والرّوائح. ومنها يمكن للطّبيب الحاذق أنْ يعرف
القُوى الأولَى ،
إنْ كان الدَّوَاء من تركيب غيره.
ـ والقُوَى
الثّوالث : وهى أفاعيل الأَدْوِية فى البدَن ، من الإسخان والتّبريد والتّجفيف والتّرطيب.
واعلم أنّ لكلّ
بدن قوّة توليد
الأَدْوِية المناسبة لأدوائه
، إلّا ما يكون من الأبدان المأووفة أو المعلولة فإنّها تعجز عن ذلك ، فتحتاج الى
عناية الطّبيب وحيلته فى برئها.
ديانيطس :
دِيانِيْطَس [ديابيطس] : اسم يونانىّ معناه الدّولاب.
وطِبّاً هو أنْ
يخرج الماء كما يُشرب فى زمن يَسير. وسببه إفراط سوء المزاج الحارّ للكُلية ،
فتجذب المائيّة ثمّ تدفعها لضعفها. وعلامته العَطش والبَول الدّائم من غير
حُرْقَة.
وعلاجه بالأشربة
والأغذية الباردة والنّوم مستلقيا على الرّياحين.
دين :
الدَّيَّان
بفتح الدّال
وتَشديد الياء : من أسماء الله ، تعالى. ومعناه القهّار ، وهو فَعّال من دَانَ النّاسَ ، أى : قَهَرَهُم على الطّاعة. يقال : دِنْتُهم فَدَانُوا ، أى : قهرتهم فأطاعوا. ومنه قول الأعشى الحرمازىّ يخاطب
النّبيّ (صلىاللهعليهوسلم) :
يا سَيِّدَ النّاسِ ودَيّانَ العَرَبْ (٣٤)
والدَّيَّان ، أيضا : القاضى والحاكم.
والدِّين : العادة والطّاعة والحكم والجزاء.
ورجل مَدِين من الدَّيْن
، بفتح الدّال ،
وهو مَديون أيضا.
ودِنْتُه : أعطيته دَيْنا ، ودَايَنْتُه
، مثله.
ودِنْتُه ، أيضا : ملكته ، قال :
لقدْ دَيَّنْتِ
أمْرَ بَنِيْكِ حَتَّى
|
|
تَرَكتِهِمْ
أدَقَّ مِنَ الطَّحينِ (٣٥)
|
والدِّين : الحال ، فى قول ابن مُقبل :
يا دارَ سلمَى
خلاء لا أُكَلِّفُها
|
|
إلّا المَرانةَ
حتّى تَعرِفَ الدِّينا (٣٦)
|
والدِّين من الأمطار : ما يَتَعَهَّد مَوضعا يُطيل هُطوله فيه ، حكاه
الخليل (٣٧) ، (رحمهالله)
حواشي حرف الدّال
__________________
__________________
حرف الذال
ذ
ذأب :
الذِّئْب
: معروف ، وقد
يُترك همزُه ، والأنثى ذِئبَة.
وهو حارّ المزاج ،
وشحمه ينفع من داء الحيّة والثّعلب لطوخا. وكبده ينفع من أمراض الكبد. وزِبْلُه
ينفع من القولنج فى بدئه ، شربا من مثقال الى درهمين مع شىء من ملح وفلفل.
وذَئِب الرّجل : فزع من الذّئب.
وداء الذِّئْب : الجوع ، يقال لا داء له غيره. ومنه يقال : رماه الله بداء الذِّئب.
والذِّئْبَة : داء يأخذ الدّوابّ فى أفواهها فيُثقب عنه فى أصل الأذن ،
وتُستخرج منه غُدَد صغار ، يض ، أصغر من حَبّ الجَاوَرْس.
ذأر :
ذَئِرَ المريضُ الدّواءَ : كرهه وانصرف عنه.
والمُذائِر : التى لا يصدق حبُّها لأطفالها. مأخوذ عن النّاقة المذائر : التى ترأم بأنفها لكذب حبّها ، وهى التى تنفر عن ولدها
ساعة تضعه.
ذأم :
ذَأَمْتُه
على الدّواء : إذا
أكرهته عليه.
والذّأْم : الدّاء الملازم.
ذبب :
الذَّبُ
، بفتح الذّال :
الدّفع.
وذَبَّتِ الشَّفة : ذبلت ، وجفّت من شدّة العطش.
وذَبَ اللّسان والجسم : ذبل.
والذُّبَاب : معروف. والنّحل. وإنسان العين. وما حُدَّ من طَرَف
الأُذُن.
والجنون.
والطّاعون.
وذُباب الحِنّاء باردة.
والذَّبْذَب ، بالفتح : الذَّكَر.
وفى الحديث : (مَنْ
وُقِىَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبِه وذَبْذَبِه
فقد وُقِيَ) (١).
سُمّى الذّكر بذلك
لتَذَبْذُبِه ، أى : تحرّكه ، والقَبْقَب : البطن ، واللّقْلَق :
اللّسان.
وذَبّ الدّواءُ : إذا لم تبق منه إلّا ذُبَابُةٌ ، وهى البقيّة القليلة.
وذُباب الأسنان : حَدّها.
المَذْبُوب
: الرّجل الأحمق.
ذبح :
الذَّبْح
، بفتح الذّال :
قطع الحلقوم وهو فى الأصل الشّقّ. وكل ما شُقَّ فقد
ذُبِح. وربّما قالوا : ذُبِحَت البُدْنُ : إذا هزلت.
والذِّبح ، بكسر الذّال : ما
يُذْبَح به.
والذِّبَح : ضَرْب من الكَمْأة ، أبيض.
والذُّبَح : الجَزَر البرّىّ.
والذُّبّاح : شقوق فى باطن أصابع الرِّجلين عُرْضاً ، ويُخفّف.
والذُّبَاح : وجع فى الحلق ، كأنّه يُذبَح.
والذُّبَحَة ، ويُقال الذِّبَحَة ، أيضا : ورم حارّ فى العَضَلات التى فى جانبَى الحلقوم ،
وعلامتها أنْ لا يُقْدَر معها على البلع ولا على التّكلم. وعلاجها بالفَصْد والحقن
ووضع الضّماد الى جانب الحلق من الخارج. وقد مرّ الكلام عليه فى (خ ن ق).
ذبر :
ذَبَرْتُ
له الدَّواءَ :
وصفته له.
والذَّبْر : كتابة الشّىء.
وذُبُور الشىء : عِلْمُه وفِقْهُه.
وطبيب ذَبِر وذَبِير وذَبُور : حاذق فى صنعته.
ذبل :
الذَّبْل
: عظم ظهر
السّلحفاة البحريّة ، ومنه تُتَّخَذ الأمشاط وغيرها. والتَّسْرِيح بها يُذهب
الصِّئْبان من الشَّعَر. ويأتى الكلام عليها فى (س ل ح ف) طبّا وشرعا.
والذُّبال : قروح تخرج بالجنب إلى الجوف.
والذَّبُول من الحمَّى : نوع من حُمَّى الدّقّ.
وذَبَل النّبات ، وذَبُل
، ذَبْلا وذُبولا : ذَوِيَ.
وذَبَل الإنسان : ضَمُرَ من الحمَّى ، خاصّة.
ذخر :
الإذْخِر ، حشيش معروف ، ويسمَّى الخَلال المأمونىّ ، لأنّ المأمون
كان يَتَخَلَّل بعِيدانه. وأجوده الحديث الحجازي.
وهو حارّ يابس فى
الأولى.
يقوّى المعدة ،
ويدرّ البول والحيض ، ويقوِّى الكبد ويفتح سُدَدَها ، ودُهنه يُسرع بإنبات شعر
اللّحية. وينفع من الحكة والجرَب.
والمَذاخِر ، قال الأصمعىّ : هى أسافل البَطن.
قال ، يقال : فلان
مَلَأَ مَذَاخِرَه ، أى : ملأ أسافل بطنه.
وأنشد :
فلمّا سقيناه
العَكِيسَ تَملأّتْ
|
|
مَذاخِرُها وازداد
رَشْحاً ورِيْدُهَا (٢)
|
ذرئ :
ملح ذُرْآنىّ ، بسكون الرّاء وفتحها : الأبيض الصّافى الشّفّاف ،
كالبلّور ، مشتقّ من الذُّرْأَة بالهمزة : وهى شدّة البياض.
وهو حارّ يابس فى
الثّانية ، يجلو بياض العين ، ويجدّ الذِّهن ويهضم الطّعام ، ويطرد الرّياح ،
ويسهّل البلغمَ والماءَ الأصفر. وهو أفضل انواع الملح. والإكثار منه يُضعف
العَصَب. وإصلاحه بالأشياء الحلوة. وبدله البُوْرَق. والشّربة منه ربع درهم إلى
نصفه.
والذُّرأة : البياض من الشّيب ، قال شيخنا العلّامة :
أتُنْكِرُ
ذُرْأةً لمّا عَلَتْنِى
|
|
تَزينُ كزِينةِ
الأثَر النّصولا (٣)
|
ذرب :
الذَّرَب
، محرّكة : فساد
الطّعام فى المعدة وعدم إمساكه فيها. ويسبّب انطلاق البطن المتّصل.
وهو يُشبه
الهَيْضَة من حيث أنّها استفراغ بالإسهال.
ويفارقها من حيث
أنّه لا قَيء معه بخلافها.
وهو مرض مُزْمِن
بخلافها ، فإنّها مرض حادّ سريع الانقضاء.
وعلاجه تنقية
المعدة وتقويتها.
والذّرَب أيضا : فساد اللّسان ، وهو الفُحْش فى المقال. وفَساد الجرج
واتّساعه أو سَيلان صديد.
والذَّرَب : المرض الذى لا يَبرأ. والطّاعون.
والذُّرَاب : السُّمّ.
والذِّرَب : اللّسان.
والذَّرِب : الحادّ من كلّ شىء ، حكاه الخليل (٤).
ذرح :
الذُّرَّاح
، بضمّ الذّال ،
وتشديد الرّاء : اللّبن الممزوج بالماء. ودُوَيبَّة أعظم من الذّباب ، حمراء
منقّطة بسواد ، تطير. وهى من السّموم. والجمع ذَرائح.
وهى حارّة يابسة
فى الثّالثة ، تقع فى أدوية الجرَب ، وتدرّ البول ، وتُخرج الحصاة. وتدرّ الطّمْث
حُمولا ، تُستعمل بخرقة.
وإذا أذيبت فى
مَرَق لحم بقرىّ ، فيحمِى ذلك المعضوضَ من كَلْبٍ كَلِبٍ ، وينفعه نفعا لا يعدله
غيره.
وقيل أنّها إذا
خُلطت بالعَدَس ، كسر سمّها ، وصارت دواء لمن عضّه الكَلْب الكَلِب.
والشّربة منها من
ربع درهم الى نصفه.
ذرر :
الذَّرُور ، بفتح الذّال : ما
يُذَرّ فى العين أو
الجراحات أو على القُروح من الأدوية اليابسة المدقوقة المنخولة. ويجمع على ذَرُورات.
ـ فأمّا ما يُذَرّ فى العين فإنّه يُستعمل :
إمّا لكثرة
رَمَصِها ليبوستها ، وهذا يُتَّخَذ من الأَنْزَرُوْت الأبيض المدوَّر المربّى بلبن
الجوارى ،
وإمّا لكثرة
الحاجة اى الجلاء وهذا يتخذ من الأَنْزَروت ومن السّكّر وزَبَد البحر والحُضَض
والزّعفران والصَّبِر والكافور ، بحسب شِدّة الحرارة ونقصانها ، وإمّا لغير ذلك
بحسب الحاجة.
ـ وأمّا ما يُذَرّ على الجراحات فإنّه يُستعمل لأجل إلْحام الطّرىّ منها ،
وهذا يُتَّخَذ من مثل الصَّبِر ودم الأخوين والقَاقيا والأنزروت والمرّ وجرادة
الأديم مُحَرّقا.
ـ وأمّا ما يُذَرّ على القُروح فإنّه يُستعمل :
إمّا لأجل تجفيفها
، وهذا يُتَّخَذ من مثل تُراب الكُنْدُر والحِنّاء ، والكزبرة اليابسة ، وزَبَد
البحر ، والعَفص.
وإمّا لأجل إحراق
اللّحم العَفِن وكيّه واستئصاله ، وهذا يُتَّخَذ من مثل الزّجاج والزِّنجار
والنَّوْشادِر والزّئبق المصَعَّد.
وبعد استعمال هذه
لا بُدّ من استعمال السّمن لإسقاط غشائه العُلوىّ وتكون فيه المِدّة ، والسّمن
يُسكن الوجع الذى هو دليل على فَناء اللّحم الرّديء ، ووصول الدّواء الى اللّحم
الجيّد.
والذَّرِيرة : نوع من الطّيْب مَجموعٌ من أخلاط.
وقَصَب الذَّرِيرة : نبت هندىّ يأتى ذكره فى (ق ص ب) سمّى بذلك لوقوعه فى
الطّيوب والذّرائر.
والذّرّ : الصّغار من كلّ شىء ، واحدها : ذَرّة.
وذُرُور الشّمس : طلوعها.
وذَرّت أسنانه : نَبتتْ.
وذَرّ الشّيء : طلع.
وفى نفس فلان ذُرَار ، أى : ازْوِرَار وغضب.
ذرع :
الذِّرَاع
: ما بين طَرَفَى
المرفق الى طرَف الإصبع الوسطَى ، كالساعد.
والذِّراع مؤنّث ، وقد يُذَكّر. وسيأتى فى (زنن).
وحبل الذِّرَاع : عِرْق فى الذِّرَاع
، وهو شُعبة من
العِرْق المعروف بالكتفي ، ويتشعّب منه إذا قارب مفصل المرفق ثمّ يمتدّ على ظاهر
الزّنْد الأعلى ، ثمّ يميل الى الجانب الوحشي إلى ناحية الطّرَف المحدّب من الزّند
الأسفل ، وفَصْدُه يُستفرَغ من الرّقبة فما فوقها.
والذَّرِيع : السّريع المتتابع.
وذَرَعَه القَيء : غلبه. وقَيءٌ
ذَرِيع : كثير. وذَرَعَتْهُم العِللُ : أهلكتهم.
ذرق :
الذُّرَق
، بضمّ الذّال
وفتح الرّاء : الحَنْدَقُوق ، الواحدة : ذُرْقَة.
ومرّ ذكره فى (حندق).
وذَرَق الطّائر.
وأذْرَقَتِ الأرض : أنبتت.
ودواء مُذَرَّق : ليست له فاعليّة ، إمّا عن قِدَم ، وإمّا عن غَلَط فى
تركيبه ، أو فى معرفة العِلّة.
ذعف :
الذُّعَاف
: السُّمّ القاتل.
وذَعَفْتُه : سقيته ذُعافا.
ذغر :
الذُّغَرَة : نوع
من الطّير ، يهزّ ذَنَبَه دائما.
ذفر :
دواء ذَفِر : جيّد قوىّ الأثر سريعه.
والذَّفَر : شدّة ذكاء الرّيح من طِيْب أو نَتَن ، كالذَّفْرة ، وخصّ اللّحيانىّ (٥) بهما رائحة الإبط المنتن.
وقد ذَفِر ، فهو
ذَفِرٌ ، وأَذْفَر. والأنثى ذَفِرَة.
ومِسْكٌ أَذْفَر : جيّد للغاية.
وقال بعضهم : الذى
فى النّتَن هو الدّفْر.
والذِّفْرَى : العظم الشّاخص خلف الأذن.
والذَّفْراء ، بالفتح : عن أبى حنيفة الدّينَورىّ : عُشبة خضراء ترتفع
مقدار الشّبر مدوّرة الورق ذات أغصان ولا زهر لها ، ورِيحها كريح الفُساء ، تُبْحر
الإبل
وهى عليه حِراص.
ولا تظهر تلك الذَّفْرة فى لبنها وهى مُزّة.
والذَّفْرَيَان : الموضع الذى يعرق من البعير.
وهما من الإنسان
عن يمين النّقْرَة وشمالها.
ذقن :
الذَّقَن
: مجتمع اللّحيين
من أسفلهما ، والذِّقْن
أيضا. والجمع : أَذْقَان.
ذكر :
الذِّكر ، بالكسر : الحفظ للشّىء. والشّيء يجري على اللّسان.
والذَّكَر ، بالتّحريك : ضدّ الأنثى.
وأَذْكَرت المرأة وغيرها : ولدت ذَكَرا.
وفى الدّعاء
للحبلى : أَذْكَرْتِ وأيْسَرْتِ ، أى : ولدتِ ذَكَراً ، ويُسِّرَ عليكِ. وذُكُور الطّيْب : ما يصلح للرّجال دون النّساء ، كالمسك ونحوه. وفى
حديث عائشة : (أنّه (عليهالسلام) كان يَتَطَيَّب بذُكارَة الطّيب) (٦).
قال بعضهم : الذِّكَارَة بالكسر : ما يصلح للرّجال كالمسك والعنبر والكافور والعود.
وهى جمع ذَكَر ، والذُّكُورة مثله. ومنه الحديث : (كانوا يكرهون المؤنَّث من الطِّيب
ولا يَرون بذُكورته بأسا) (٧). وهو ما لا لونَ له. والمؤنّث طِيْب النّساء
كالخَلوق والزّعفران.
وذُكور العُشْب : ما غلظ وخشن.
وذُكور (٨)
البُقول : ما رَقّ ولَطُف.
ذكو :
ذُكاء ، بالضّمّ والمدّ : اسم للشّمس ، معرفة لا ينصرف ولا تدخله
الألف واللّام. تقول هذه ذُكاءٌ طالعة. وهى مُشتقة من ذَكَت
النّار ، تَذْكُو ، إذا
اشتعلت وارتفعت.
وابن ذُكاء ، بالضّمّ والمدّ : الصّبح ، لأنّه مُشتقٌّ من ضوء الشّمس.
والذَّكَا ، بالتّحريك والقصر : تمام إيقاد النّار ، مقصور يُكتب
بالألف. ومنه قوله تعالى : (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) (١٠) أى : ذَبحتم.
والذَّكَا ، بالقصر : شهاب النّار.
والذَّكَاء ، بالمدّ سرعة الفهم.
والذَّكَا ، بالتّحريك : الفؤاد وسرعة الفهم.
وذَكا الرّيح : شدّتها ، وما تحمله من طِيْب أو نَتن.
ومِسْك ذَكِيٌ ، وذاكٍ
: ساطع الرّائحة.
ويقال : مِسْك ذَكِيٌ وذَكيَّة.
فمَنْ أنَّثَ ذهب
الى الرّائحة.
وقال بعضهم :
المسك والعنبر يؤنّثان ويُذَكَّران.
وتقول ذَكِىُ الرّائحةِ ، وذَاكِي
الرّائحة. قال قيس
بن الخطيم :
كأنّ
القَرَنْفُل والزّنجبيلَ
|
|
وذاكِي العَبيرِ
بجِلْبابِها (١٠)
|
والتَّذْكِيَة والذَّكا والذَّكَاة : الذَّبْح.
وفى الحديث : (ذَكَاةُ الجنين ذَكَاةُ أُمِّه) (١١).
التَّذْكِيَة : الذَّبْح والنَّحْر.
يقال : ذَكَّيْت الناقة
تَذْكِيَة. والاسم المِذْكَاة. والمذبوح ذَكِيٌ.
وأصل الذَّكَاء ـ فى اللغة ـ كلّها : تمام الشّىء.
ومن ذلك الذَّكاء فى السّنّ والفهم ، وهو تمام السّن والفهم.
والذَّكاء : حِدّة القلب.
قال :
يُفَضّله إذا
اجتهدا عليه
|
|
تمامُ السِّنِّ
منه والذَّكاءُ (١٢)
|
ذلف :
الذَّلَف
، بفتح الذّال
واللّام : استواءٌ على شيء من الغِلَظ فى طرف الأنف.
ذمر :
المُذَمّر : قال الأصمعىّ : هو الكاهل ، والقَفا ، والعُنق وما حوله
الى الذِّفْرَى. قال عبدالله بن مسعود : أنهيت يوم بدر إلى أبي جهل وهو صريع فوضعت
رجلي في مُذَمَّرِهِ ، فقال : يا رُوَيْعِيَّ الغنم لقد ارتقيتَ مُرتقىّ صعبا ،
فاحتزَزْتُ رأسه (١٣).
وذَمَرْتُ المعلولَ على العلاج : حَضَضْتَه عليه.
والتَّذْمِير : الحبس لمعرفة جِنْس الجنين أذكر هو أم أنثى.
وأقبل فلان يَتَذَمَّر : أى : يلوم نفسَه على ما فات.
ذمل :
الذَّمَل
، بالتّحريك :
إهمالُ أخْذِ الدّواء ، عمدا أو نسيانا.
ذمم :
الذَّمُ
، بالفتح : نقيض
المدح. ذَمَّه يَذُمُّه
ذَمّاً ، ومَذَمَّةً ، فهو
مَذْمُوم وذَمِيم. والذِّمام ، بالكسر ، والمذِمَّة بكسر الذال وتُفتح : الحقّ والحرمة ، والجمع أَذِمّة. قال ابن السّكّيت : قال يونس (١٤) : يقولون أخَذَتْنِى
منه مَذِمَّة ومَذَمَّة ، بكسر الذّال وفتحها.
ويقال : أذْهِبْ
عنك مَذَمَّة الرّضاع بشيء تُعطيه للظّئْر ، وهو الذِّمام الذى لزمك بإرضاعها ولدَك.
والمَذَمَّة : مَفْعَلَة من الذّمّ
، وبالكسر من الذِّمَّة والذِّمام.
وقيل هى بالكسر
والفتح : الحقّ والحُرْمَة الذى يُذَمّ
مُضَيِّعُهما.
والمراد بمذمّة
الرّضاع : الحقّ
اللّازم بسبب الرّضاع.
والذِّمَّة بالكسر : العَهْد والكفالة.
والذَّمِيم : شيء كالبَثْر ، منه الأسود ومنه الأحمر ، يعلو الوجوه
والأنوف من حَرّ أو جَرَب ، الواحدة منه ذَمِيمَة.
وأَذَمّ به العلاج : إذا لم ينفعه شيئا.
وأَذَمّ به الدّواء : إذا سبَّب له ضررا.
ورجل مُذِمٌ : لا حَراك به.
والذَّمِيم : البَول يسيل على رغم الإنسان لِعِلَّة.
ذنب :
الذَّنَب
: معروف.
وذَنَب الثّعلب : نبت على شكل ذَنَب
الثّعلب.
وذَنَب الخيل : نبات يكون بالقرب من المياه وله قضبان مجوَّفة ،
لونها الى الحمرة ، وفيه خشونة ، وهى صُلبة معقَّدَة عُقدا متداخلة ، وعند العُقَد
ورق كورق الإذخر دقيقٌ متكاثفٌ ، وقد يتشبث بما يجاوره من الأشجار ثمّ تتدلّى منه
أطراف كثيرة شبيهة
بأَذْنَاب الخيل. وهو بارد.
وأصله قابض يدمل الجراحات ضمادا. وينفع من قروح الأمعاء شربا.
وذَنَب العقرب : نبات ، ورقه وبذره كَذَنَب
العقرب ينفع من
لسعها ضمادا ، ومن كلّ ذى سُمّ بارد ، وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية.
وذَنَب السَّبُع : نبات له ساق ، أعلاه مستدير وأسفله مثلّث ،
وعليه شوك ليّن متباعد كورق لسان الثّور ، يميل الى البياض. وهو بارد قابض. وأصله
يُسَكّن الألم تعليقا ، وبجبر الكسر شربا.
وذَنَب الفأر هو لسان الحَمَل.
والذَّنُوب ، بفتح الذّال : الدّلو التى فيها ماء.
والذَّنُوبُ أيضا : لحم المتن.
ذهب :
الذَّهَب
، معروف : القطعة
منه ذَهَبَة.
وهو معتدل لطيف
مُفَرِّح مقوِّ للقلب دافع لهمِّه وحزنه ، نافع من الخفَقان والوسواس ، مقوّ للعين
كحلا ، مزيل لبخر الفم إمساكا فيه. وإذا لبس الإنسان منه خاتما فى إصبع فيها وجع
خفَّف وجعه.
وتدخل سُحالته فى
أدوية السّوداء.
والإبريز منه إذا
علق على صبىّ منعه من الصّراخ ، والشّربة منه قيراط ، ومضرّته بالمثانة. ويصلحه
المسك والعسل. وبدله الياقوت أو ضعفه فضّة.
وعِرْق الذَّهَب ، هو : الدّارفلْفُل.
ذهر :
ذَهِر فوه : إذا اسودّت أسنانه.
ذهل :
الذَّهَل
: ترك الشّىء عمدا
أو سهوا.
والذُّهْل : شجرة البَشام.
ذهن :
الذِّهْن
، بالكسر : الفهم
والعقل والفِطنة والحفظ والقوّة. قاله أئمة اللغة. والذِّهْن ، عند الفارابىّ (١٥) : قوّة للنَّفْس بها تتهيّاً وتستعدّ
للشّعور بمعانى الأشياء والحكم عليها.
ذوب :
الذَّوْب
، بالفتح : العسل
عامّةً ، وما بين أنياب النّحل ، وما خلص من شمعه.
والإِذْوَاب والإِذْوَابة بكسرهما : الزُّبْد
يُذاب فى البُرْمَة
يُطبخ سمنا فلا يزال ذلك اسمه حتَّى يُحقن فى السِّقاء.
ذود :
المِذْوَد : اللّسان ، لِأَنَّه يُذاد به عن الحَسَب والعِرْض.
وذُدْتُ المعلول عمّا يشتهيه : إذا منعته منه.
ذوق :
الذَّوْق
: مصدر ذَاقَ الشّيء
يَذُوقُه ذَوْقا وذُواقا ومَذاقا.
فالذَّوق
والمَذَاق يكونان مصدرين ويكونان طعما ، كما تقول ذُوَاقهُ ومَذاقهُ
طيّب.
والمَذاق : طعم الشّىء. والمُذَاق
: المأكول
والمشروب.
وفى الحديث : (لم
يكن بَذِماً ذَوَّاقاً).
فعّال بمعنى مفعول
من الذّوق ، ويقع على المصدر والاسم.
وما ذُقْتُ ذَوَاقا ، أى : شيئا.
وتقول : ذُقْتُ فلانا ، وذُقْتُ
ما عنده ، أى :
خَبَرته.
وكذلك ما نزل
بالإنسان من مكروه فقد
ذَاقَه.
ذيافرغما (١٧) :
ذَيافْرِغْما : الحِجاب الفاصل بين تجويف البطن وآلات التّنفُّس.
حواشي حرف الذال
__________________
تنظر ترجمته فى
معجم الأدباء (٢٠ / ٦٤). ووفيات الأعيان (٧ / ٢٤٤). ونزهة الألبّاء (٣١). والمعارف
(٥٤١). وتهذيب التهذيب (٥ / ٣٤٦).
__________________
حرف الرّاء
ر
رأب :
رَأَبْتُ
الجُرْحَ : إذا
لاءمت بين طرفيه برفق.
ورَأَبَه العِلَاج : أعاد إليه ما تهدّم من صحّته.
رأد :
الرِّأْد ، بالكسر والهمز : التِّرب ، يقال : هو رِئْدها ، أى : تِرْبها.
والرَّأْد : فرخ الشّجرة.
والرَّأْدَة ، بالفتح ، والرُّؤدَة ، بالضّمّ مهموزان : الشّابّة الحسنة.
والرَّأْد : أصل اللّحَى النّاتِىء تحت الأذن.
وامرأة رَأَدَة : سريعة الشّباب مع حسن غذاء ورواء.
وتَراءَدَت الحيّة : إذا اهتزّت فى انسيابها.
رأس :
الرَّأْس
: معروف. والرَّأْس : أعلا كلّ شيء. ورَأْسُ
القوم : سيّدهم.
ورَأْسُ النّملة ، هو المورْسَرْج ، بالفارسيّة ، بضمّ الميم وسكون
الواو والرّاء وفتح السّين. وهى خروج طبقة العين عند انحراف القَرنيّة ، إذا خرج
منها جزء يسير
كرأس النّمْلة.
وسببه إمّا خارجىّ
، كضربة ، وإمّا بدنىّ كقَرْحَة ، وعلاجه : الشّدّ بالرّفائد والتّكحّل بالأشياء
القابضة.
ورَأْس الدّواء ، وهو فى الفارسيّة سِرْدارُوج ، بكسر السّين وفتح
الدّال وضمّ الرّاء ، وأصله سَرْدْ دَارُو ، أى : رَأْس
الدّواء ،
لأنّ" سرْ" عندهم رأس
، و"
دارو" :
الدّواء.
والمراد به
الأدوية المدقوقة المتَحَوِّلة الى أفاوِيه وتَطْييبات تُلقَى على المطبوخات عند
شربها لأجل تقوية فعلها.
رأل :
الرَّأْل
: ولد النَّعام
والجمع : الرِّئَال. والأنثى : رَأْلَة.
واسْتَرَأَلَ المرضُ : طالت مدّته. فالمرض مُسْتَرْئِل.
رأم :
الرَّأْم
: العطف. وكلّ
مَنْ أحبّ شيئا وألفه فقد
رَئِمَه.
ورَأَمَ الجرحُ رِئْمَاناً : إذا انضمّ فُوه للبُرْء. ومنه قول الشّاعر :
وقَتْلَى
بحِقْفٍ مِنْ أوارَةَ جُدِّعَتْ
|
|
صَدَعْنَ
قُلوباً لمْ تَرَأّمْ شُعُوبُها (١)
|
والرُّؤْمَة : ما تُلصق به الجراحات والكسور من الأدهان والضّمادات.
رأى :
الرُّؤية ، بالضّمّ : النّظر بالعين والقلب.
قال ابن الأعرابىّ
: الرُّؤْيَة بالعين تتعدَّى الى مفعول واحد ، وبمعنى العِلْم تتعدَّى
الى مفعولين.
والمَرْأَة ،
بالفتح : المنظر.
والمِرآة : بالكسر : ما
تَرَاءَيْتَ فيه.
وأَرْأَى الرّجل : إذا
تَرَاءَى فى المرآة.
الرُّؤْيا ، بالضّمّ : ما
رَأَيْتَه فى منامك.
قال الكسائىّ :
أجمعت العرب على همز ما كان مِنْ رَأَيْت
واسْتَرْأَيْت وارْتَأَيْت
، في رُؤْية العَين. وبعضهم يترك الهمز وهو قليل. قال : وكلّما جاء فى
كتاب الله فهو مهموز.
والرَّأْي : الاعتقاد ، اسمٌ لا مصدر ، والجمع آرَاء.
والرِّئَةُ ، والرِّيَة : موضع النَّفَس والرّيح من الإنسان وغيره ، والجمع رِئَات.
والرِّئَة : مؤلّفة من أجزاء :
ـ أحدها شُعَب
القَصَبة.
ـ وثانيها شُعَب
الشّريان الوريدىّ.
ـ وثالثها شُعَب
الوريد الشّريانىّ.
يجمعها لحم رخو
متخلخل هوائىّ ، خُلِق من أرقِّ دم وألطفه ، وذلك أيضا غذاؤها. وهى كثيرة المنافذ
لونها الى البياض ، خصوصا فى رِئَات
ما تَمّ خَلْقُه
من الحيوان. وخلقت متخلخلة ليتشعَّب الهواء وينضج فيها ويندفع فضله عنها. كما
خُلِق الكبد بالقياس إلى الغذاء.
وهى ذات قسمين ،
أحدهما الى اليمين ، والآخر الى اليسار. والقسم الأيسر ذو شُعبتين ، والقسم الأيمن
ذو ثلاث شُعَب.
ومنفعة الرِّئَة بالجملة الاستنشاق فى إعداد هواءٍ للقلب ، وتنقية الدَّم
بحرق فضوله.
ربب :
الرُّبّ
، بالضّمّ :
عُصارة كلِّ ثمرة بعد طبخها ، وقيل هو الطّلاء الخاثر.
وقال الرّازيُّ فى
شرح علاج الصُّداع : الرُّبُ
: ما يُجْلَب من
الشّىء ثمّ يُطبخ حتَّى يغلظ ويرجع إلى الرُّبع من غير أنْ يُجعل فيه شىء من
السّكّر. وقد يُجمع"
الرُّبوب " ،
ويُرَكَّب بعضها مع بعض للمعونة على التّبريد والقَبْض. وتلك الرُّبُوب المجموعة هى : رُبُ
التّفّاح
والسَّفَرْجَل والحِصْرِم والرُّمّان والكُمَّثْرَى واللّيمون والحُمّاض
والأمْبَرْبارِيْس (٢) والرِّيباس (٣) وحَبّ الآس والسُّمّاق والفِرْصاد (٤)
والزّعرور ، مضافا إليها الطّباشير والصّمْغ المقلوّ والطّين المختوم عند شدّة
الحاجة الى التّبريد والقَبْض.
ورُبُ السُّوس : حارّ يابس مُليّن ، نافع من السُّعال قاطع
للعَطَش البلغمىّ ، وفيه جلاء لقصبة الرّئة.
ورُبُ التّفّاح بارد فى الأولى معتدل فى اليبس والرُّطوبة ، قامع
للصّفراء والدّم ، قاطع للاسهال والقىء الصّفراويّين.
ورُبّ العنب : حارّ يابس ، نافع للمبرودين وللصّدْر ، مُحَرِّك
للباه مُليّن للطّبيعة. ورُبُ
السَّفَرْجَل :
بارد يابس فى الثّانية ، قاطع للاسهال والقَيء واللأبخرة والمترقِّيَة الى
الدِّماغ ، نافع من الصّداع المتولّد عنها.
ورُبُ الإجّاص : بارد رطب فى الثّانية ، مُليّن للطّبيعة ،
مُسَكِّن للعطش ، مُبَرِّد لحرارة الحُمَيّات.
ورُبُ الرُّمّان الحلو : مُلَيّن نافع للصّدْر والسُّعال.
ورُبّ الحُمّاض : بارد يابس ، نافع من الخُمار ، ومن الحُميّات
الحارّة ، ويَصْلُح لوَحَم الحبالَى.
ورُبُ الحِصْرِم : بارِد فى الثّانية ، نافع للصّفراء ، مُسَكِّن
للعَطش وللقَيء ولسَوْرَة الحميّات الحارّة ، مُقَوٍّ للقوّة الماسكة.
ورُبُ الخَشْخَاش بارد يابس مُسَكِّن لهيَجان الموادّ ، نافع من
النَّزْلات.
ورُبُ الرّيباس بارد فى الثّانية ، يغسل المعدة من الصّفراء ،
ويقوِّيها وينفع من الخُمار جدّا.
ورُبُ الأتْرُجّ : بارد يابس فى آخر الثّانية ، قامع للصّفراء ،
قاطع للقَىء وللعطش ، نافع من السُّموم.
ورُبّ اللّيمون : بارد يابس فى أوائل الثّالثة ، غاية فى تسكين
الصّفراء والعطش.
ورُبُ التُّوت الحلو : حارّ مُليّن ، نافع من أوجاع الحلق.
ورُبُ التّوت الحامض : بارد قابض.
ورُبُ الآس : بارد يابس ، قاطع للاسهال والقَىء والنَّزْف ،
مُقَوٍّ للمعدة ، والجمع رُبوب.
ورُبُ السّمن والزّيت : ثُفْلُه الأسود.
وارْتُبّ العنب : إذا طُبخ حتَّى يكون رُبّا يؤتدَم به.
رَبَّبْتُ
الدّهن :
غَذَوْتَه بالياسمين أو بعض الرّياحين.
ودُهْن مُرَبَّب : إذا
رُبّب الحَبُّ الذى
اتّخِذ منه بالطِّيب المعمول بالرُّبِ
، كالمُعَسَّل وهو
المعمول بالعَسَل.
والمُرائب ، أيضا : المعمول بالعَسَل ، من التَّرْبِيب ، يقال : زَنجبيل مُرَبَّب
ومُرَبّا ، والجمع مُرَبّبات.
والرّبَب ، محرّكة : الماء الكثير المجتمع أو العذب.
والرِّبّة بالكسر : ما اخضرّ فى الحقل (القيظ). وبقلة ناعمة. وشجرة
الخرّوب.
والرَّبْرَب ، بفتح الرّائين : القطيع من بقر الوحش ، أو من الظّباء ،
أو جماعة البقر الذى دون العَشَرة ، ولا واحد له من لفظه.
ربث :
ارْبَثّ
الدّاءُ فى بدنه :
إذا تفرّق فى جميع أجزائه. وارْبَثَ
الجُدَرِيُّ على
جلده : انتشرت دماميله.
ورَبَّثْتُ المعلولَ عن كذا : مَنعته عنه.
ربح :
الرَّبَاحي
، محرّكة : نوع من
الكافور. قيل سمِّى بذلك لأنّ أوّل مَنْ عرفه مَلِك يقال له رَبَاح ، ولا أدرى كيف صحّته.
وقول الجوهرىّ :
" والرَّبَاح : دويّبة كالسِّنَّور ، يُحلب منها الكافور" وَهَمٌ ،
لأنّ الكافور لا يُحلب من دابّة ، وإنّما هو صِمغ شجر فى الهند. وأمّا الدُّويبَّة
التى ذكرها فاسمها الزّبَاد ، والطّيب الذى يُحلب منها يُسمَّى زَبادا باسمها.
وقال البيرونىّ :
الكافور صِمْغ شجر يكون فى داخل الشَّجر ويتخشخش فيه إذا حُرّك فيُنْشَر ويُستخرج
، وسيأتى ذكره فى (ك ف ر).
ربخ :
الرَّبُوخ
: المرأة التى
يَغْشَى عليها من شدّة الشَّهْوَة عند الجماع. ويُروى عن عَلِيٍّ ، رضى الله عنه :
(أنّ رجلا خاصم إليه أبا امرأته ، وقال : زوجّنى ابنته وهى مجنونة ، فقال علىّ :
ما بدا لك من جنونها؟ فقال : إذا جامعتُها غُشِىَ عليها. فقال : تلك الرَّبُوخ ، ولستَ لها بِأَهْل) (٥). أى : إنّ ذلك يُحمد منها. والرَّبِيخ : العظيم من الرّجال.
ورَبَّخَه المرضُ : أرخاه.
ربس :
الرِّيباس
، هو الكِشْمِش :
نبات له أضلاع وورق عريض كالسّلق ، وليس كخُضرته. ويخرج فى وسطه ساق فيها رطوبة
لونها الى الحمرة.
وهو بارد يابس فى
الثّانية لحموضته ، وفيه حلاوة ، ممّا ينفع من الحصبة والجدرىّ والطّاعون والوَباء
والبَواسير والخُمار. ويقطع العطش ونَزْف الدّم ، والقَىءَ والاسهال الصّفراوىّ.
ويقوِّى المعدة والكبد الحارّتين.
ومضرّته بالصّدر.
ويصلحه الجِلّاب. والشّربة من شرابه أوقيّة. وبدله حُمّاض الأُتْرُجّ.
ربض :
الرَّبْض
: الأمعاء. وقيل :
كلّ ما فى البطن سوى القلب.
والرَّبُوض : البقرة
الرّابِضَة. والرُّبُض : الأرطاة الضّخمة ، حكاهما الخليل ، (رحمهالله) ، وأنشد :
بِرُبْضِ الأرْطَى وحِقْفٍ أعْوَجَا (٦)
وعِلّة رَبُوضٌ : إذا أخذتْ معلولَها ببدنه كلِّه ، فاستمكنتْ منه ، ودامتْ
عليه.
ربط :
الرِّبَاط ، بالكسر : ما
رُبِطَ به.
والرِّبَاط : الفؤاد ، كأنّ الجسم رُبط به.
والرْبَاط : عضو بسيط شَبيه بالعَصَب فى لونه وملمسه ولِينه فى
الانعطاف ، وصلابته فى الانفصال. بارد يابس. نابت من العظم منه ما يأتى الى
طَرَفَى
المفصل الذى بين
العظمَين لئلّا ينخلع أحدهما عن الآخر عند الحركة.
وهو رَابِطُ الجأش ، أى : شديد القلب.
ودواء مُتَرَابِط : دائم لا ينقطع عنه المريض الى تمام البُرْء.
ربع :
الرِّبْع
، بالكسر ، من
الحُمَّى : أن تأخذ يوما وتَدَع يومين،ثمّ تجىء فى اليوم الرّابع.
والرَّبِيع عند العرب رَبِيعَان
:
ـ رَبيع الشّهور ، ورَبِيعُ
الأزمنة ، فَرَبِيعُ الشّهور شهران بعد صَفَر ، ولا يقال فيهما إلّا شهر رَبِيع الأوّل وشهر
رَبِيع الآخِر ، سُمِّيا
بذلك لأنّهما جاءا فى زمن ربيع
الأزمنة فلزمنهما
فى غيره.
ـ وأمّا رَبِيعُ الأزمنة
فَرَبِيعَان :
الرَّبِيع
الأوّل وهو الفصل
الذى تأتى فيه الكَمْأَة والنَّوْر ، وهو
رَبِيعُ الكلأ. والرَّبِيع الثّانى وهو الفصل الذى تُدْرِك فيه الثّمار. ومنهم مَنْ
يُسمّيه الرَّبِيع الأوّل ، ومنهم من يجعل السّنة ستّة أزمنة : شهران منها الرَّبِيع الأوّل وشهران صيف وشهران قَيْظ ، وشهران الرَّبِيع الثّانى ، وشهران خريف ، وشهران شتاء. واعلم أنّ هذه الفصول
عند الأطبّاء غيرها عند المنجِّمين. فانّ الفصول الأربعة عند المنجِّمين هى أزمنة انتقالات الشّمس فى فلَك البروج ،
مبتدئة من النّقطة
الرَّبِيعِيَّة. وأمّا عند
الأطبّاء فإنّ الرَّبِيع
هو الزّمان الذى
لا يُحْوِج ـ فى البلاد المعتدلة ـ الى إدْفَاء يُعْتَدّ به من البرد أو تَرويح
يُعْتَدّ به من الحرّ ، ويكون فيه ابتداء نشوء الأشجار ، وأنْ يكون زمانُه زمانَ
ما بين الاستواء
الرَّبِيعِي أو قبله أو
بعده ، تعليلٌ الى
حصول الشّمس فى نِصف من النّور ، ويكون الخريف هو المقابل له فى آخر الصّيف.
والصّيف هو جميع
الزّمان الحارّ.
والشّتاء جميع
الزّمان البارد.
فيكون زمان الرَّبِيع والخريف كلّ واحد منهما عند الأطبّاء أقصر من كلّ واحد من
الصّيف والشّتاء.
وزمان الشّتاء
مقابل للصّيف أو أقلّ أو أكثر منه ، بحسب البلاد ، فيشبه أنْ يكون الرَّبِيع زمان الأزهار ، وابتداء الإثمار. والخريف زمان تغيّر لون
الورق وابتداء سقوطه. وما سواهما شتاء وصيف.
فأوّل الرَّبِيع عند المنجّمين إذا حَلّت الشّمس برأس الحَمَل فى البلاد
الشّماليّة.
وأمّا الجنوبيّة
فأوله فيها عند حلولها برأس الميزان.
وأمّا البلاد
الوسيطة فلها
رَبِيعَانِ : أحدهما أوّله
عند حلولها فى أواخر الدَّلو وينتهى عند حلولها فى أوائل الحَمَل. وثانيهما أوّله
عند حلولها فى أواخر الأسَد وينتهى عند حلولها فى أوائل الميزان.
واليَرْبُوع ، بالفتح : حيوان معروف ، أبيض اللّون ، طويل الذَّنَب ،
قصير اليدَين.
ولحمه حارّ رطب
كثير الغذاء ، مُلَيّن للبطن ، مُحَرّك للباه ، نافع عن تقطير بَوْل المشايخ.
والرُّبَاعِيَّة كالثُّمانية : السّنّ التى بين الثّنيّة والنّاب ، والجمع رباعيّات.
ويقال : رجل رِبْعَة ، أى : مَرْبُوع
الخَلْق ، لا طويل
ولا قصير. ومثله امرأة
رِبْعَة وجمعهما رِبِعَات ، بالتحريك. وكان الحُكْم فى جمع المؤنث بسكون الباء قياسا
، وإنّما فُتحت لاستواء المذكّر والمؤنث فى الواحد. وفى الحديث أنّ
الطِّوال من
الرّجال فيهم الجُبن والبَلَادة ، والقصار من الرّجال فيهم الكَيَس والحِدّة. والرَّبْعة فيهم اليُمْن والبركة.
وارْتَبَع فم الصّبىّ : إذا انغلق فمُه فلم يقبل لبن أمه.
وأَرْبَع الرّجل : إذا وُلد له فى الشّباب. ووِلْدُه رِبْعِيُّون ، فإنْ ولدَهم فى الكِبَر ، فقد أصاف ، وهم صَيفيّون ، قال
:
إنّ بَنِىّ
صِبْيَة صَيْفِيّون
|
|
أفْلَحَ مَنْ
كان له رِبْعِيّون (٧)
|
ويَرَابِيع المتن : لحماته ، واحدتها
يُرْبُوع ، بالضّمّ.
ربك :
الرَّبِيكَة : أقِطٌ وتمر وسمن يُعمل رِخْوا ، أو أقِط ودقيق وسمن
ورُبٌّ. وأرْبَكنى المرض : إذا لم أكد أتخلص منه.
ربل :
الرَّبْل
: ضَرْبٌ من
الشّجر ، إذا بَرد الزّمان عليه وأدبر الصّيف ، تفطّر عن ورق أخضر.
والرّبَل : نبات ورقه كورق الهَيوفارِيقُون (٨) الصّغير ، إلّا أنّه
أشدّ خضرة وأكثر جُعودة. وزهره أُقحوانىّ الشّكل صغير القَدْر ، فيه رائحة كرائحة
القَيْصُوم ، وطعم كطعمه ، ولذلك قيل هو نوع منه. وقيل هو من البَرِنْجاسَف (٩).
وهو حارّ فى آخر
الأولى يابس فى الثّانية ، ينفع من نهش الهَوامّ نفعا عجيبا. والشّربة منه مثقال
الى درهمين.
ربو :
الرَّبْوُ : البُهْرُ ، وهو التّهيّج وتَواتر النَّفَس الذى يَعرض
للمُسْرِع فى مشيه وحركته. قاله أئمّة اللّغة.
والرَّبو ، طبّاً : عِلّة تحدث فى الرّئة لا يجد الساكن المستريح
معها بُدّا من نَفَس متواتر. ويقال له ـ أيضا ـ البُهر ، بالضّمّ ، وضِيْق
النَّفَس.
والنَّفَس
المتواتر : هو الذى يَقْصُر الزّمان بينه وبين الذى قبله.
وهذه العِلّة إذا
عرضت للمشايخ لمْ تكد تبرأ ولا تَنْضَج ، وهى فى الشّباب عسرة أيضا. وتزداد عند
الاستلقاء.
وهى من العِلَل
المتطاولة ، ولها مع ذلك نوائب حارّة كنوائب أصحاب الصَّرَع.
وسببها فى الأكثر
بلغم غليظ يكون فى أقسام الرّئة ، قد يكون متولّداً فيها أو منصبّا اليها من عضو
آخر ، وعلاجها الإنضاج أوّلا ، ثم تنقية البدن بالقَىء والإسهال ، ثانياً.
وممّا هو جيّد لهم
طبيخ الحُلْبَة مع التّين أو الزّبيب ، ومن المسهلات الجيّدة لهم حَبّ الغاريقون.
وصِفَتُه للشّيخ : تِرْبِد خمسة دراهم ، أيارِج فَيْقَرا خمسة دراهم ، غارِيقون
ثلاثة دراهم ، أصل السُّوس وقَراسْيون وشحم حنظل وأنْزَروت ومُرّ ، من كلّ واحد
درهم يُدَقّ الجميع ويُنخل ويُعجن ويُرفع لوقت الحاجة ، والشّربة درهمان.
والرَّاسَن وماؤه
شديد النّفْع من هذه العِلّة.
والأُرْبِيّة بضمّ الهمْزة وكسرها : أصل الفخذ ، وأصلها أُرْبُوَّة ، فاستثقلوا التّشديد على الواو ، وهما لحمتان عند أصول
الفَخِذَين من داخل.
رتب :
الرَّتَب
والرَّتْب : مسافة ما بين الخنصر والبنصر ، وكذا بين البنصر والوسطَى
، أو ما بين السَّبّابة والوسطى.
وإذا جعلتَ أربع
أصابعك مضمومة ، فذلك الرَّتَب.
رتت :
الرَّتّ
، بالفتح : حيوان
يشبه الخنزير أو هو الخنزير ، والجمع رُتُوت.
والرُّتَّة ، بالضّمّ : عَجَلَة فى الكلام وقِلّة إبانة.
وعن أبى عمرو : هى
ردَّة قبيحة فى اللّسان.
وعن غيره الأَرَتّ الذى فى لسانه عُقدة ، فيَعْجَل فى كلامه ولا يطاوعه لسانه.
وقد أَرَتَّه الله : جعله أرَتّ.
وتَرَتْرَتَ الرّجل : إذا تَتَعْتَع فى التّاء.
والرُّتَّىُ بالضّمّ والقَصْر : المرأة اللّثغاء ، عن أبى عمرو أيضا.
رتق :
الرَّتْق
، بالفتح : ضِدّ
الفَتْق.
والرَّتَق : مصدر قولك رَتَقَت
المرأةُ رَتْقا ، فهي رتقاء.
والرَّتْقاء : التى يخرج على فم فرجها أو رحمها ما يمنع الجماع من شَىء
زائد عضلىّ أو غِشائىّ ، أو يكون هناك التحام حَلقه ، وقد يكون ذلك عن قروح. وعلاج
الرَّتْق بالحديد والجراحة.
رتل :
الرُّتَيْلاء ، يُقصر ويُمدّ : جنس من الهَوامّ كبير البطن قصير الأرجل
، سريع الحركة.
وقال بعضهم أنّ الرّتيلاء دابّة تشبه العنكبوت الذى يسمَّى الفهد ، وهو صيّاد
الذّباب ، وأنّ أصنافها كثيرة :
ـ فمنها حمراء
مستديرة ويعرض عنها وجع شديد ومغص ،
ـ ومنها صفراء
ويعرض عنها رعشة وعَرَق بارد ،
ـ ومنها ما يعرض
عنه وجع شديد وكزاز ،
ـ ومنها نَمليّة
حمراء العنق سوداء الرّأس ويعرض عنها ورم وكزاز ،
ـ ومنها زُنبوريّة
الشّكل ويعرض عنها وجع شديد وكزاز ،
ـ ومنها مصريّة
وهى ذات بطن كبيرة ورأس كبير ، يعرض عنها الصّداع والسُّبات والموت.
العلاج :
يستعمل القانون
الكُلّىّ من الجَذْب والمَصّ ، وأن يُنْطَل الموضع بماء وملح حارّ ، وإعطاء
التّرياقات والحمَام.
والأَبْزَن (١٠)
مُسَكّن للوجع سريعا.
والرُّتَيْلاء ، أيضا : نوع من النّبات ينفع من لسعها فسُمِّى باسمها وله
زهر كزهر السُّوس.
رتم :
الرَّتَم
، محرّكة : نبات
من دِقّ الشّجر ، له قضبان طويلة صُلبة الرّأس ، ليس فيها
ورق يُربط بها
الكَرْم ، وزهر كالخِيْرِىّ ، يُخَلّف حَبّا فى غِلاف كالعَدَس ، الواحدة منه رَتْمَة.
وهو حارّ يابس.
وزهره يُقَيء قَيْئاً شديداً إذا شُرب بماء العسل ، وكذلك بذره. وتُشرب عصارة
أغصانه فتنفع من عِرْق النِّسا ، وكذلك الاحتقان بنقيعها فى ماء البحر.
وإذا ابْتُلِع من
حَبّه إحدى وعشرين حَبّة فى ثلاثة أيّام على الرّيق نفعت من الدَّمامل ، أى ،
بإسهالها.
ورَتَم يدَه : كسَرها. وكلُّ كَسْر : رَتْم.
قال الشّاعر :
لَأَصْبَحَ
رَتْماً دُقاقَ الحَصَى
|
|
كمَتْنِ
النَّبِىّ مِنَ الكاثِبِ (١١)
|
وما رَتَم بكلمة ، أى : ما تَكلَّم.
رتو :
رَتَاه
العلاج ، أى :
قوّاه وشدّدَه.
وفى الحديث : (الحساء يَرْتُو فؤاد الحزين) (١٢).
أى : يشدّ
ويقوّيه.
ومنه قول الشّاعر
:
فَخْمَة ذَفْراء
تُرْتَى بالعُرَى
|
|
قُرْدُمانِيّاً
وتَرْكاً كالبَصَلْ (١٣)
|
يعنى الدِّرْع ،
يريد أنّ لها عُرىً فى أوساطها ، فيُشَدّ ذَيلها الى تلك العُرَى. والرَّتْوُ : الاسترخاء والوَهَن.
رثأ :
ارْتَثَأَ اللّبن : إذا خثر. وارْتَثَأَ الدّواء : انعقد.
والرَّثيئَة : أدوية تُخلط لتركيب الإيارْجات.
رثم :
رَثَمَتْ
أنفَها بالطّيب :
إذا طَلَته به. قال ذو الرُّمَّة :
تَثْنِى
النِّقابَ على عِرْنِينِ أرْنَبَةٍ
|
|
شَمّاء مارِنُها
بالمِسْكِ مَرْثُومُ (١٤)
|
ورَثَمْتُ أنفَه : إذا شَققتَه حتّى يسيل الدّم منه ، ولا يقال فى غير
الأنف من بدَن الإنسان.
رجب :
الرُّجْب
، بالضّمّ : ما
بين الضّلع والقَصّ. والأَرْجَاب
، بالفتح :
الأمعاء ، ولا واحد لها عند أبى عُبيد ، وقيل الواحد رَجَب.
والرَّوَاجِب : مفاصل أُصول الأصابع ، أو بواطن مفاصلها ، أو مفاصل
الأصابع ، أو قَصَب الأصابع.
وعن ابن الأعرابىّ
: الرّاجِبَة : البُقْعَة الملساء بين البَراجم.
وقال : البَراجِم : بين الرَّوَاجِب
والأشاجِع فى
مفاصل الأصابع ، وفى كل إصبع ثلاث بُرْجُمات
إلّا الإبهام ،
والواحدة راجِبَة.
والرُّجْبَى : أكثر الأضلاع عُرْضا فى الصّدر.
والرُّجْبَى : ما بين مغرز العنق الى منقطع الشَّراسيف ، ومَقبض القلب
من
الإنسان
والدَّوابّ.
والرُّجْبَتان : الضّلعان اللّذان يليان الإبطين فى أعلا الأضلاع ، أو
مرجعا المرفقين.
رجح :
رَجَحْتُ
دواءً على غيره :
إذا فضّلته عليه فى العلاج.
وإذا عَظُم عَجُز
المرأة ، فهى : رَجَاحٌ
: قال :
ومِنْ هَواىَ الرُّجَّحُ الأَثَائِثُ (١٥)
رجز :
الرِّجْز والرِّجْس : العَذاب.
والرَّجَز : داء يُصيب الرِّجْلَين والعَجُز ، يرتعش منه الفَخِذان
عند القيام والمشى.
رجع :
الرَّجْع
: العاج. والمَرْجُوع : كلُّ ما يُعاد الى أصله.
والرَّجِيع : الرَّوث من الدّابّة.
والرَّجيع : القَىء من الإنسان. وارْتَجَع
: إذا قاء.
رجف :
الرَّجْفَة : معروفة. وتَعترى الإنسانَ عن داء أو خوف شديد.
والأَرَاجِيف : الأباطيل.
رجل :
الرَّجُل
: الذَّكَر من
الإنسان. وإنّما يكون رجلا إذا احتلم وشَبّ أو هو
رَجُلُ ساعة تلده أمّه
والى ما بعد ذلك ، قولان. وهى أنثى.
والرِّجْلُ معروفة ، والجمع أَرْجُلٌ
، لغة على أحد
القولين.
وشرعا ، فى فرض
الوضوء وفى قَطْع السَّرِقة ، الرِّجْل
: القَدَم وهى من
الأصابع الى الكعبَين.
وطبّا : من أصل
الفَخِذ الى القَدَم ، وأوّل عظام الرِّجْل
الفَخِذ.
وهى مؤلّفة من
الفخذ والسّاق والقدم. أمّا الفخذ والساق فتشريحهما فى موضعهما. وأما القَدَم
فعظامها ستّة وعشرون عظما ، كعب بين المفصل والساق ، وعقب به عمد الثّبات ، وبه
الأخمص. واربعة عظام للرُّسْغ بها يتّصل المشط ، واحد منها عظم الى جانب الوحشىّ
به يحسب ثَبات ذلك الجانب على الأرض ، وخمسة عظام الى المشط ، وأربعة عشر فى
الأصابع ، فى كلّ إصبع ثلاثة سوى الإبهام ، فإنّه من عظمين ، أمّا الكعب ، فأشرف
عظام القدم النّافعة فى الحركة ، كما أنّ العَقِب أشرف عظام الرِّجْل النّافعة فى الثّبات ، وهو موضوع بين الطّرفين النّابتين من
القَصبتين يحتويان عليه من جوانبه ، ويدخل طَرَفاه فى العَقِب فى نُقرتين وهو
واسطة بين السّاق والعَقِب ، وبه يُحَسّ اتّصالها. ويتوقف المفصل بينهما ،
ويُؤْمَن عليه من الاضطراب. وهو موضوع فى الوسط ، ويرتبط به العَظْم الزَّوْرَقِىّ
من الأمام ، وهذا الزّورَقىّ متّصل به من خَلْف ومن أمام بثلاثةٍ من عظام الرُّسْغ
، ومن الجانب الوحشىّ بالعظم النّردىّ ، وأما العَقِب فموضوع تحت الكَعْب. وحِلَق
من صُلْب مستدير الى خلف ليقاوم المصاكّات والآفات ، ومملَّس الأسف ليحصل استواء
الوَطْءِ ،
وانطباق القَدَم على المستقَرّ عند القيام ، ليستقلّ بحمل البدن ، وهو مُثلّث الى
استطالة ، ويكون تقعير الأخمص مستدرجا من خلف الى متوسّط. وأمّا الرُّسْغ فيخالف
رُسْغ الكفّ بأنّه صَفّ واحد ، وذلك صَفّان ، ولأنّ عظامه أقلّ عددا بكثير.
والمنفعة فى ذلك
أنّ الحاجة فى الكفّ الى الحركة والاشتمال أكثر منها فى القدم ، إذ أكثر المنفعة
فى القَدم هى الثّبات.
وأمّا المشط
فحَلَق من عظام خَمسة يصل بكلّ واحد منها واحد من الأصابع ، لذا كانت خمسة منضَّدة
فى صفّ واحد ، إذ كانت الحاجة فيها الى الوَثاقة أشدَّ منها الى القَبْض والاشتمال
المقصودَتين فى أصابع الكفّ.
وأمّا الأصابع
فيأتى تشريحها فى موضعه.
ورِجْل الغُراب ورِجْلُ
العُقاب ورِجْلُ العَقْعَق : أسماء لنبات تذكر فى (غ ر ب).
ورِجْل الجَراد : بَقْلَة مائيّة باردة رطبة ، ينفع طبيخها من
حُمَّى الرّبْع ، وأكلها من السّبيل (١٦) وتجرى مجرَى السَّرْمَق (١٧) والبقلة
اليمانيّة فى نفعها.
ورِجْل الأَرْنَب : نبات مُسَخِّن مُجَفِّف قابض ، سُمِّى بذلك
لأنّ اسمه واسم الأرنب باليونيّة واحد وهو لاغْرِين (١٨).
ورِجْل القُروح : اسم للقاقِلِّي.
ورِجْل الحَمَامَة : ساق الحمَام ، وهو الشِّنْجار.
والرِّجْلَة بالكسر : البَقْلة الحمقاء ، وتقدّم ذكرها فى (ح م ق). وفى
المثل (أحْمَق من رِجْلَة) (١٩) يَعْنُون هذه البقلة لأنّها تنبت فى طرُق النّاس
فتُداس وفى ماء سَيل السّبيل فيقلعها.
والتَّرَاجِيل : الكرفس ، وسيأتى فى موضعه (٢٠).
رجم :
الرَّجْم
: الظّنّ لا يوقَف
على حقيقته. ومنه قولهم : صارتْ عِلَّتهُ رَجْماً : إذا كثُرت فيها الأقوال من غير وصولٍ الى جوهرها.
والرِّجام : مُرَكَّب يُعطاه من تناول سُمّاً فيُخَضْخِض آلاته
الهاضمة ، فيُقَىّءُ ويُطلق الطّبيعة.
والرُّجْمَة : وِجار الضَّبُع.
رجن :
رَجَنَ
الدّاءُ ببدَنِه :
لازَمَه لا يكاد يفارقه.
ورَجَنَه أهلُه : أَسَاؤُوا غِذاءه ودواءه.
والرَّجِينُ : السُّمّ القاتل.
ومن الخواصّ
المنقولة عن الهنود أنّ مَنْ أخذ سبع أفاعٍ وخنَقها بخيط من صوف أرجوانىّ ، وتركها
الى أنْ تموت ثمّ تَرمَي ، ويؤخذ ذلك الخيط فإنّه إذا أُدِيْرَ على عُنق صاحب
الخُناق نفعه وأبرأه ، بإذن الله تعالى.
رجو :
الرَّجاء : ضِدّ اليأس ، وتكرّر فى الحديث ذِكْرُه بمعنى التّوقُّع
والأمل (٢١). وقد يكون بمعنى الخوف.
قال الفرّاء : والرَّجَاء بمعنى الخوف لا يكون إلّا مع الجحْد ومنه قوله تعالى :
(ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقاراً) (٢٢) أى : لا
تخافون لله عظمة.
وتقول : ما رَجَوْتُك ، أى : ما خِفْتُك.
ولا تقول : رَجَوْتُك ، بمعنى خِفْتُك.
والرَّجا ، بالقَصْر : ناحية كل شىء. والجمع أرْجَاء ، قال الله تعالى : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) (٢٣).
والرَّجَاء بالمدّ : الطّمَع.
والأُرْجُوان ، بالضّمّ : الأحمر.
وقال الزّجّاج :
هو صِبْغ أحمر شديد الحمرة.
وحكى السّيرافي (٢٤)
: أحمر أُرْجُوَاني ، على المبالغة ، كما قالوا أحمر قانٍ لأن سيبويه إنّما
مَثَّل به فى الصِّفَة.
فهو إمّا أنْ يكون
على المبالغة التى ذهب إليها السّيرافىّ وإمّا أنّه يريد بالأُرْجُوَان الشّديد الحمرة.
وقال غيره : أُرجُوَان مُعَرّب ، أصله أُرْغُوان ، بالفارسيّة ، وهو شجر له نُوّار
أحمر أحسن ما يكون ، وكلّ لون يُشبهه فهو
أرجوان.
رحب :
رَجُل رَحِيبُ الجَوْفِ : أكول.
والرُّحْبَى : أعرض الأضلاع فى الصّدر.
والرُّحْبَى : سِمَة كانوا يضعونها على ذلك الموضع.
ومَرْحَبا ، أى : نزلت فى رَحْبٍ
وسَعَة ، وهو
مُلازم للنّصب ، أى : انزلْ أو أقِمْ.
رحق :
الرَّحِيق
من اسماء الخمر ،
وهو اعتقها واشدّها إسكارا.
رحم :
الرَّحِم
: بَيت مَنْبِت
الولد ووعاؤه فى البطن. وهى مؤنّثة.
والرَّحِم : آلة التّوليد ، وهى كالقالب ، وكالمثانة صورةً ، ومحلّها
فيما بين المثانة ومُحَدّب المعى المستقيم ، ومربوطة بفقار الظّهر.
وهى طبقتان :
ـ طبقة باطنة
عِرْقِيّة خشنة مشتملة على أصناف اللّيف ، والماسِك منها أكثر من الجاذِب
والدّافع. وفيها فُوّهات العُروق التى ينصبّ اليها الطّمْث ، ومنها يَغْتَذِى
الجنين ، وتُسَمَّى نُقَر
الرّحم ، وهذه الطّبقة فى
النّساء ، كالمنقسمة الى بطنين مُتجاورَين غير مُلتحمَين كأنّهما رَحِمان لهما عُنُق واحِد ، وفى غيرهنّ تنقسم الى تجاويف بعدد حِلَم
حيوانه.
ـ وطبقة خارِجة
عصبيّة ، أى : من جوهر يُشبه العَصَب ، أبيض عديم الدّم ، ويأتيها من الدّماغ عصب
يسير تحسّ به ، وفيها مَجْرىً مُحاذٍ لفم الرّحم
الخارج ، يخرج منه
الطّمث والجنين ، ويدخل منه المنىّ ، وهو يَنْضَمّ ويضيق عند العُلوق ، ثم يتّسع
بإذن الله تعالى عند الوَضْع فيخرج منه الجنين.
وإذا جُومعت
المرأة تدافعت رَحِمُهَا الى فم فرجها كأنّها تبرز شوقا الى جذب المنىّ بالطّبع.
ورقبتها عضليّة اللّحم غُضروفيّة ذات غضون يُنسج فيها بينها عُروق دِقاق يهتكها
الافتضاض. وطولها المعتدل فى النّساء ما بين ستّة أصايع الى أحد عشر إصبعا وقد
يقصر ويطول باستعمالِ الجماعِ وتركِه. ويقرب من
ذلك طُول الرَّحِم نفسها. والأُنثيان للنّساء كما للرّجال إلّا أنّهما فيهنّ
باطنتان فى الفرج ، موضعتان عن جَنبيه فى كلّ جانب من قَعْر واحد يخصّ كلّ واحدة
منهما غشاء ، وهما صغيرتان مفرطحتان.
والرَّحُوم : المريضة
الرَّحِم ، أو التى تشتكى
من وَجَع فيه بعد الولادة خاصّة. والرَّحْمَة : التّعطّف.
والرَّحِم : علاقة القُرْبَى.
رحو :
الرَّحَاء ، محرّكة : حجر معروف ، مؤنّثة.
والرَّحَا ، بالقصر : القبيلة العظيمة.
والرّحاء ، بالمدّ : آلة الطحن وقصرها أشهر. والفرّاء يكتبها بالألف
وبالياء لأنّه
قال : رَحَوْتُ بالرَّحا ورَحَيْتُ
بها.
ورحا القومُ : سيّدهم الذى يصدرون عن رأيه وينتهون الى أمره.
والأَرْحَاء : عامّة الأضراس ، واحدها
رَحا.
والرَّحَى : أيضا : نبت معروف.
رخخ :
الرُّخّ
: طائر ، ذكروا
أنّ جناحه الواحد ألف ذراع. ولا أحقّه.
رخد :
الرَّخْد : مرض يأخذ الجنين ، فيولد ليّن العظام جدّا ، كثير اللّحم
، وهو : رِخْوَدٌّ.
رخص :
الرُّخْصَة فى الأمر : خلاف التّشديد. ورَخَصْتُ للمعلول فى كذا كذا : إذا أبحتَ ذلك له.
والرَّخْص : الرَّطْب النّاعم اللّيّن.
رخف :
طلاء رَخْف : إذا ليّنته حتّى يسترخى قَوامُه.
ودواء رَخْف : ثخين القوام.
والرَّخفَة : الزّبدة الرّقيقة.
وأَرْخَفَ الجرح ، أى : علاه غشاء رقيقة ، إيذانا بالبرء.
رخم :
الرَّخَم
محرّكة : طائر على
شكل النّسر خِلْقَة إلّا أنّه مُبَقّع بسواد وبياض ، الواحدة رَخَمَة. وذكر بعضهم أنّه جَرّب مرارتها لسُمّ الحيّة والعقرب
والزُّنبور فكان نافعا طلاء.
وقيل أنّ لحمها
إذا خلط بخَرْدَل وجُفّف وبُخّر به المعقود عن النّساء سبع مرات أطلقه ذلك.
وقال الإسرائيلىّ
: إذا أُخِذَتْ ريشة من جناحها الأيمن ووُضعت بين رجلى المرأة الطّالق سَهُلَت
ولادتها بإذن الله تعالى.
وريشها إذا بُخِّر
به البيت طرد الذّباب ، وزبلها يُداف بخَلّ وخمر ويُطْلَى به البرص فيغيّر لونه
وينفعه.
وكبدها يُشْوَى
ويُسحق ويُداف بخَلّ ويُسقَى من به جنون كلَّ يوم ثلاث مرّات ، ثلاثة ايّام
متواليّة ، فيبرئه ، وذلك بأنْ يقسّم ثلاثة أقسام ، وكلّ قسم يقسّم ثلاثه أقسام.
قال الشّيخ العلّامة
: ويُكتحل بمرارتها لبياض العين بالماء البارد.
والرُّخام : حجر معروف وألوانه كثيرة ، والمخصوص منه باسم الرُّخام هو الأبيض. وما كان منه خَمْرِيّاً أو أصفر أو أسود ، فهو
من أصناف الأحجار ومعدود منها.
وهو بارد يابس ،
إذا شُرب من سحيقه ثلاثة أيّام ، كلّ يوم مثقال بعسل نفع من الدّمامل الكائنة عن
هيجان الدّم ، وإذا سُحق وحُرِّق وذُرّ على الجراحات قطع دمها ، ومنع ورمها.
رخو :
الرِّخْوُ : الهَشّ من كلّ شىء ، بكسر الرّاء ، وقيل أنّه بالفتح
مُوَلَّد ، عن الفرّاء والأصمعىّ.
والرُّخَاء : بالضّمّ : الرّيح اللّيّنة السّريعة التى لا تزعزع شيئا.
وسعة العيش ، ومنه الحديث : (ليس كلّ النّاس مُرخىً
عليه) (٢٥). أى
موسَّعا عليه رزقه ومعيشته.
ردد :
الرَّدَّة ، بالفتح : القُبْح. يقال : فى فلان رَدّة ، أى : يرتدّ البصر عنه من قبحه. والرِّدَّة ، بالكسر : تقاعس فى الذّقن ، وإذا كان فى الوجه قباحة مع
شىء من حُسْن.
ردس :
رَدَسَتْهُ
الحمَّي : إذا
أخذته بشدّة.
وارْتَدَسَتْ صحّته : أنهكتها العلّة وأضعفتها ، فارتدَس بدنه منها ، أى : ضعف ونقص.
ردع :
الرَّدْع
: المنع. تقول : ردعته عمّا يضرّه فارتدع.
ورَدَعْتُ شَرَى جلدِه بالدّهان : لطخت جلده بالمراهم لمعالجة ذلك.
وكلّ جلد لطخته
فهو مُرْتَدِع.
قال :
يَخْدِى بها
بازلٌ فُتلٌ مَرافِقُهُ
|
|
يَجْرِى
بديباجتَيه الرَّشْح مُرْتَدِعُ (٢٦)
|
والرَّدْع : الدّم.
والرّديع : الصّريع المتلطّخ بدمه.
وقال بعض أئمّة
اللّغة : ركب فلانٌ رَدْعَه
: إذا قُتل فخرّ
لوجهه.
والرُّدَاع : مرض الجسم أجمع ، قال :
فوا حَزنى وعاوَدَنى رُداعِى (٢٧).
ردغ :
المَرَادِغ
: ما بين العنق
الى التّرقوة ، واحدتها : مَرْدَغَة.
والرَّديغ : الأحمق.
ردف :
رِدْف
المرأة : عجيزتها.
وارْتَدَفَه الدّاء
ارتدافا : كأنّه قد
امتطاه فلا يبارحه ، حتى يهلكه.
والتّرادف : التّتابع.
والمُرادَفة : ركوب الذّكر الأنثى.
ورَواكيب النّخل :
روادفه.
ردم :
أَرْدَمَتْ
عليه الحمَّى :
دامت.
ويقال بالنّون
أيضا ، رَدَنَ عليه الدّاء.
والرُّدَام : الحباق.
والارتدام : التَّدَمُّن على الشّىء. يقال : هو مُرْتَدِم خمر ، أى : مُتَدَمِّن عليها.
ردن :
الرّادِن
: الزَّعفران ،
قال :
فأخذتْ مِنْ رادِنٍ وكُرْكُمِ (٢٨)
ورَدَن جلدُه : إذا تقبّض ، يَرْدَن
، رَدَناً.
وأرْدَنَتْ عليه الحمَّى : دامت.
وأصابته أُرْدُنٌ شديدة ، أى : نُعاس.
قال قُطرب :(٢٩) الرَّدَن : الغِرْس الذى تحرّك مع الولد فى بطن أمّه.
والعَرَق المُرْدِن : الذى يسبّب حكّة الجِلْد ، وعلاجه تنقية الجَوف والجِلد.
ردى :
الرَّدَى
: الهَلاك.
والرِّدَى : والرِّداء : مِلْحَفة معروفة.
والرَّدَى : العقل والجهل ، ضِدّ.
والرِّدَى ، والرِّداء : الدَّيْن.
وفى الحديث أنّه (ص)
قال : (مَنْ أراد البَقاء ولا بقاء ، فليخفِّف الرّداء ، قيل : وما
الرّداء؟ قال : قلّة
الدَّيْن) (٣٠). وإنّما قيل له : رِداء ، لأنّه يلزم عنق الذى هو عليه كالرِّدَاء يلزم المنكبين.
رزح :
رَزَح
المعلولُ : استسلم
لعلّته ، ورقد لها.
والمعلول يَرْزَح : يَئنُّ.
والمِرْزاح والرَّازِح
: المَكْدود.
رزز :
الرُّزّ ، بالضّمّ : الأُرُزّ. وتقدّم ذِكره فى الهمزة.
رزغ :
رَزَغ
فلانٌ من سقطته :
إذا انكسر عضو من أعضائه لذلك.
وأَرْزَغْتُه فى العلاج : رغَّبته به.
ورَزَغَهُ البَولُ : إذا ارتخت عضلاته القابضة ، فبولُه يخرج على غير
شعور منه.
رزق :
الرِّزْق
: عطاء الله
تعالى.
والرِّزْق : بلغة الأزد : الشُّكْر. ومنه قوله ، تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (٣١) ، والله ،
تعالى ، أعلم بكتابه.
رزم :
المُرازَمة فى الأدوية : الموالاة فى استعمال المريض ، بين الأدوية الموافقة
لدائه وطبيعته.
وأدوية مُرازِمة ومُرَزَّمة : مختلطة.
والرُّزام : داء ، يكون عنه الإعياء والضّعف.
ورَزَم الرّجل : إذا أضرّ به المرض ضررا بليغا.
وفى المثل : (لا
خَيْرَ فى رَزَمَة لا دِرَّةَ معها) (٣٢) فالرَّزَمَة : حنين النّاقة ، ولا يكون معه الدَّرّ ، يُضرب مثلا لمن
يَعِدُ ولا يفي.
رسب :
الرُّسوب
، بالضّمّ :
الذَّهاب فى الماء سُفْلاً ، والكَمَرة لمغيبها عند الجماع. ورَسَبَتْ عيناه : غارَتا أو ذهبتا فى رأسه جوعا.
رسس :
الرَّسِيس
: الشّيء الثّابت
الذى قد لزم مكانه.
قال ذو الرّمّة :
إذا غيّر النّأي
المحبّين لمْ أجِدْ
|
|
رَسِيسَ الهَوَى
من ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ (٣٣)
|
والرَّسيس : ما يجده المأؤُوف من ارتعاش الحمَّى.
والرَّسيس : اهتزاز المريض فى مشيته ، كأنّ به سُكرا أو دُوارا.
رسع :
الرَّسَع
: فساد فى
الأجفان. ويعالج بحسب سببه وطبيعته. وكلٌّ ذكرناه فى موضعه.
رسغ :
الرَّسْغ
، بالضّمّ
وبضمَّتين ، لغةً : الموضع المستدِقّ بين الحافر ومَوْصِل الوظيف من اليد
والرِّجْل ، أو مفصل ما بين السّاعد والكَفّ ، والسّاق والقَدَم. ومثل ذلك من كلّ
دابة ، والجمع أَرْسَاغ.
وطِبّاً هو مجموع
سبعة أعظم صُلْبَة مُصْمَتَة مختلفة الأشكال ، وكلّ واحد منها مُقَعَّر الباطن
مُحَدَّب الظّاهر. وهى مُوْثَقَة المفاصل بحيث لو كُشِطَتْ جلدة الكَفّ لوجدت معظم
واحد. وهى موضوعة فى صَفَّين متلاصقين :
الصّفّ الأوّل يلى
السّاعد ، وهو ثلاثة عظام تجتمع رؤوسها وتَدِقّ من جهة السّاعد وتلتحم فى النُّقْرَة
الحاصلة فى آخر الزّندَين.
والصفّ الثّانى
يلى مشط الكفّ وهو أربعة عظام تتقعّر أطرافها ممّا يلى المشط وتلتقى فيها عظامه ،
وقد لحق بالرُّسغ عظم ثامن راكبٌ على العظم الذى
عنده الخنصر من
الصّفّ الذى يلى السّاعد ، وليس من الرُّسغ
بل خُلِق وقايةً
لعَصَب موضوع هناك.
رسف :
الرَّسْف
: المَصّ. ويقال :
هو الرَّصْف.
والرَّسْف : الرَّشْف.
والرَّسْف : مشي المقيَّد ، فهو
يَرْسُفُ بقيوده.
وفلان يَرْسُفُ فى معايبه وعلله ، كأنّها قد قيّدته فهو مُثْقَل بها.
رسل :
الرّاسِلان
: الكَتِفَان ، أو
عِرْقان فيهما. والوابلان
: طرَفا
الكَتِفَين.
وشَعْر رَسْلٌ : إذا كان مُسترسلا.
رسم :
عِلّة رَسُوم : إذا تَرَكَتْ رُسومَها ، أى : آثارها ، فى بدن الإنسان.
والارتِسَام من الآفات : الحذر منها.
والرّاسِم : الماء الجارى.
والرَّواسِم والرَّواسيم
: كُتُب كانت فى
الجاهليّة ، وبها فُسِّر قول ذى الرّمّة :
ودِمْنَة
هَيَّجَتْ شَوقِى مَعالمُها
|
|
كأنّها
بالهِدَمُلاتِ الرَّواسِيمِ (٣٤)
|
والهِدَمْلَة : الرَّملة المشرفة الكثيرة الشّجر.
ولا أحُقُّ تفسير الرَّواسيم بالكُتُب ، وإنّما هى الآثار
المُرْتَسِمَة فى الرَّمْل.
رسن :
الرَّاسَنُ
: القَنَسُ : وهو
نبات طَبيخه يدر البول والطّمث ، ويهضم الطّعام ، ويحلّل الرّياح ، ويفتح سُدَد
الكبد والطّحال. والإكثار منه يقلّل المنىَّ.
وإذا اسْتُعْمِلَ
مُصْلَحاً هيَّج الباه ، وممّا يصلحه أنْ يُنقع فى الخَلّ.
والرَّسَن : الحَبْل.
والمِرْسَن : ما يقع عليه الرَّسَن
من أنف النّاقة.
ثمّ توسَّعوا فيه ، فقالوا لأنف الإنسان : مِرْسَن.
رسو :
الرَّسْوَة : الأدْهان توضع فى جَفنة أو قُطنة لعلاج الجراحات أو
الدَّمامِل وغيرها.
ورَسَوْتُ الجراحات والدّمامل : أصلحتها ونقّيتها.
ورَسَتْ حالةُ المعلول : ثبتت فلا تتحسّن ولا تسوء.
رشأ :
الرَّشَأ : الظّبي إذا قوي ومشى مع أمّه.
رشد :
الرَّشيديّة : نوع من الأطعمة تسمى بالفارسيّة (رُشْتَه) وهى ، طبّاً :
الأطْرِيَة.
وحَبّ الرَّشاد : الحُرْفُ ، عند أهل العراق ، سَمَّوْه به تفاؤلا لأنّ
الحُرْف معناه الحِرْمان. وذكرناه فى (ح ر ف).
رشف :
الرَّشْف
: استقصاء الشُّرب
حتَّى لا يدَع فى الإناء شيئا.
والرَّشْف : بقيّة الدّواء فى القارورة (لنَوبة أو نَوبتين) (٣٥).
رشق :
الرَّشِيق
: الخفيف الجسم.
وأَرْشَقْت نظري إليه : حددته إليه ، قال :
ولقد يَروقُ
قُلوبَهُنَّ تَكلُّمِى
|
|
ويَرُوعُنِى
مُقَلُ الصّوارِ المُرْشِقِ (٣٦)
|
رشم :
دواء أَرْشَم : إذا كان قليلا فى نفعه. وهو مذموم.
والأَرْشَم : الذى يبست طبيعتُه فلا تنطلق إلّا بالاحتقان والفَتائل.
رشو :
الرِّشْوة ، مثلثّة الرّاء : الجُعْل. وفى الحديث : (لَعَنَ الله الرّاشى والمرتشي
والرّائش)
(٣٧). فالرّشوة : الوُصْلَة إلى الحاجة بالمصانعة ، وأصلها من الرِّشاء الذى يُتوصَّل به الى الماء.
فالرّاشى
: مَنْ يُعطى الذى
يعينه على الباطل ، والمرتشي
: الآخذ ، والرّائش : الذى يسعَى بينهما.
فأمّا الذى يُعطى
تَوَصّلاً إلى أخْذِ حَقٍّ أو دَفْعِ ظُلم فغير داخل فيه ، وأمّا آخذ ذلك فهو آكل
السُّحْت.
والرِّشا : الحبل.
والرِّشا ، أيضا ، من أولاد الظِّباء : الذى تحرّك ومَشَى.
رصص :
الرَّصَاص
: أحد المعادن
السّبعة. وهو نوعان :
أسود وهو
الأُسْرُب والأُنُك والأبار.
وأبيض وهو القَلعي
والقِصدير.
وهو بارد رطب فى
الثّانية.
والأسود إذا أخذتَ
منه جزءا ووضعته على نُتوء العَصَب الملتوى حلّله.
وإنْ وضعته فى
قِدْر لم ينضج لحمُها.
وإنْ طُوِّقَت
شجرة بطَوق منه لم يسقط ثمرها. كذا نقل القدماء ، ولا أدرى كيف هو.
رصف :
دواء رَصِيف : مُحْكَم.
والرَّصْف فى الصَّنْعَة أنْ تَضَع إزاءَ كلّ داء علاجه.
والرَّصُوف : الصّغيرة الفَرْج من النّساء.
رضب :
الرُّضاب
: الرِّيق. وفُتات
المِسْك أو قِطَعُه. وقِطَع الثّلج أو السُّكَّر. وما تَقَطَّع من النَّدَى على
الشَّجَر ، ولُعاب العسل ، وهى رُغْوَتُه.
والمَرَاضِب : الأرياق والعذبة.
وماء رُضاب : عَذْب زُلال.
رضض :
الرَّضّ
: الدَّقّ.
والرَّضّ : الجَرِيْش ، والتَّمْر الذى يُدقّ ويُنَقَّى من النَّوى
ويُلقَى فى اللَّبن. والرَّضُ
: التّمْر
والزُّبْد يُخلطان. قال :
جَاريَةٌ
شَبَّتْ شَباباً غَضّا
|
|
تَشْرَبُ
مَحْضاً وتَغذى رَضّا
|
ما بينَ
وَركَيها ذِراعاً عَرْضا
|
|
لا تُحسنُ
التَّقبيلَ إلّا عَضّا (٣٨)
|
والمُرِضَّة : الرَّثيئة (٣٩) الخاثرة.
والمرأة الرَّضْرَاضَة : الكثيرة اللّحم. وكذلك الرّجل الرَّضْرَاض.
قال الشّاعر فى
وصف فَرَس :
فَعَرَفْنَا
هزّةً تأخذه
|
|
فَقَرَنَّاهُ
بِرَضْرَاضِ رِفَلّ (٤٠)
|
ورَضَضْتُ عِظامَه : كسَرتها. وسقط فلان فَرُضَّتْ عظامُه ، وارْتضّتْ
: بمعنى تكسّرت أو
أصابتها سُحوج.
رضع :
الرّاضِعتان
: الثَّنِيَّتان
المتقدِّمتان اللّتان يُشرب عليهما اللّبن.
ورَضَع المولود
يَرْضَع. وأَرْضَعَتْه
أمُّه.
وامرأة مُرْضِع : إذا كان لها ولد
تُرْضِعُهُ. فإذا وصفتها وهي
في حال إرضاعه قلت : مُرْضِعة. قال الله ، (عزوجل) : (يَوْمَ تَرَوْنَها
تَذْهَلُ كُلُ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) (٤١).
رضف :
الرَّضْف
: الحجارة
المحمّاة فى النّار أو الشّمس.
وقال أبو عمرو :
هى حجارة يُوقَد عليها حتَّي إذا صارت لهباً أُلقيتْ فى القِدْر مع اللّحم
فأنضجته.
والرَّضْف ، أيضا : إعْصامٌ فى الرّكبة كالأصابع المضمومة قد أخذ
بعضها بعضا ، الواحدة
رَضَفة ورَضْفَة.
والرَّضْفَة : عُظَيم مُطْبِق على رأس السّاق ورأس الفخذ ، وهى طَبَق
يموج على الرُّكبة.
والرَّضيف : اللّبن يُغلَى بالرَّضْفَة.
رضم :
المَرْضُوم
: الذى تشنَّج
عَصَبُه.
والرُّضام : داء يعترى الإنسان يتحجَّر منه بدنه ، ثمّ ما يلبث أن
تعود اليه حرارته وطبيعته. وسببه عِلَلٌ فى العَصَب غالبا.
رضي :
الرِّضا : ضِدُّ السّخط ، وفى الحديث : (اللهمّ إنّى أعوذ برضاك من سَخَطِك ، وبمعافاتك من عُقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصى
ثناءً عليك كما أثنيتَ على نفسك) (٤٢).
رطب :
الرَّطْب
: ضِدُّ اليابس ،
ومن الغُصْن وغيره : الناعم.
والرُّطَب : نَضِيج البُسْر.
والرَّطْبَة : الفِصْفِصَة ، بالعربيّة ، وجمعها رِطاب ، كقصعة وقصاع وسيأتى ذكرها فى (ف ص ص).
والمرطُوب : مَنْ به رُطوبة كثيرة. والرُّطوبة الغريزيّة التي فينا هى التي منها خُلِقْنا. والرُّطوبة هى المتولِّدة فينا عن ضعف الهضم ، وكثرتها تابع لضعف
الحرارة الغريزيّة. وضعف الحرارة الغريزيّة تابع لنقصان الرُّطوبات الغريزيّة.
قال الرّازىّ :
وأمّا الرَّطْب ، فيقال لأنواع :
ـ لما يقبل
الاتّصال والانفصال والتّشَكُّل بسهولة بحيث لا تظهر فيه ممانعة عن ذلك كما يقال
الهواء رَطْب ،
ـ ولما هو بطبعه
متماسك لكنّه بأدنى سبب يصير قابلا لذلك بسهولة ، كقولنا للماء أنّه رطب لأنّ الغالب فيه الأُسْطَقْس الرّطب كما يقال للشَّحم أنّه رطب
،
ـ ولما يتكوَّن
عنه من الأعضاء
الرّطبة كما يقال للدّم
والبلغم أنّهما
رطبان ،
ولما إذا وَرَدَ
على البَدَن الإنسانىّ وانْفَعل عن حرارته أثّر فيه رطوبة زائدة على التى له ، كقولنا إنّ كذا من الأدوية رطب ،
ـ ولما يخاطه رُطوبات كثيرة ، كقلنا إنّ هواء الشّتاء رطب ،
ـ ولما هو أميل عن
التَّوسُّط الى جهة
الرُّطوبة كقولنا : الإناث أرْطَب من الذّكور ،
ـ ولما أُعطِى
مِزاجا هو أكثر
رطوبة ممّا ينبغى أنْ
يكون له بحسب نوعه أو صِنْفِه أو شخصه ، كقولنا : فلان رَطْبُ المِزاج ،
ـ ولما هو سريع
الاستحالة الى الرطوبة ، كقولنا للغذاء أنّه رطب.
وكذلك الحال فى
اليابس.
ونقول إنّ رطوبات البدن منها أُوْلَى ومنها ثانية :
فالأولى : هى
الأخلاط.
والثّانية قسمان ،
إمّا فُضول وإمّا غير فضول. والتى ليست بفضول هى التى استحالت عن حالة الابتداء
وتَعَدَّت فى الأعضاء إلّا لم تَصِرْ جزءا من عضو من الأعضاء المفردة بالفعل
الثّانى ، وهى أصناف أربعة :
أحدها الرُّطُوبة المحصورة فى تجاويف أطراف العُروق الصِّغار المجاورة
للأعضاء الاصليّة المُصاقِبة لها ،
والثّانية الرُّطوبة المُنْبَثّة فى الأعضاء الأصليّة بمنزلة الظّلّ ، وهى
مستعدّة لأن تصير غذاء إذا فَقَد البدن الغذاء أو إذا جَفّ بسببٍ من حركة عنيفة أو
غيرها.
والثّالثة الرُّطوبة القريبة العهد بالانعقاد ، وهى غذاء استحال الى جوهر
الأعضاء من طريق المزاج والتّشبيه ، ولم تَسْتَحِلْ بَعْدُ من طريق القَوام
التّامّ.
والرّابعة الرّطوبة المداخِلة للأعضاء الأصليّة منذ ابتداء النُّشوء التى بها
اتّصال أجزائها.
ومَبدؤها من النُّطْفَة ، ومَبدأ النُّطفة من الأخلاط.
رطل :
الرّطل
، بكسر الرّاء
وفتحها ، لغتان ، والكسر أفصح : وَزْنٌ يختلف قَدْرُه بحسب اختلاف البُلدان. قال
ابن الأعرابىّ : الرّطل
: اثنتا عشرة
أُوقيّة بأواقى العرب ، والأوقيّة أربعون درهما. وقيل : بل الرِّطْل اثنتا عشرة أوقيّة ، والأوقيّة إسْتار وثلثا إسْتار.
والإسْتار أربعة مثاقيل ونصف المثقال. والمثقال درهم وثلاثة أسباع الدِّرهم.
والدِّرْهَم ستّة دَوانق.
وفى كتب الفقهاء :
الرّطل الأندلسىّ ستّمائة درهم. والمصرىّ مائة وأربعون درهما ،
والعراقىّ مائة وثلاثة وعشرون درهما. وتقدّم فى (ث ف ل) ما فيه زيادة.
رعب :
الرُّعْب
، والرُّعُب : انقباض الرُّوح الحيوانىّ عند الانقباض النّفسانىّ.
ورَعَب السّيلُ الوادى : ملأه.
والرَّعِيبُ : السَّمين يَقْطُر دَسَماً.
والرّاعبىّ : جنس من الحمَام ، وقيل : هو منسوب إلى راعِب.
رعد :
الرَّعّاد : ضرب من السَّمَك إذا مَسَّه الإنسان خَدرت يدُه وارتعدت ، ما دام السَّمَك حيّا.
رعرع :
الرَّعْرَعَة : حُسْنُ شَبابِ الغُلام وتحرّكه. قال ابن جنى : وشابٌ رَعْراع : مُراهق ، حَسَن الاعتدال. وقيل : مُحْتَلِم.
وقد ترعرع الصبىّ : إذا تحرّك ونَشَأ.
رعش :
الرَّعَش
، والرُّعاش : الرّعدة.
رَعَش فلان ، ورَعِش ، رَعَشا ، وارْتَعش
، أى : ارتعد.
والرّعشة : عِلّة تحدث فى اليد ، تعجز القوّة المحرِّكة عن تحريك
العَضَل ، مقاومة للثّقل المعيق للحركة الإراديّة فتختلط حركات إراديّة بحركات غير
إراديّة ، أو ثَباتٌ إرادىّ بتحريكات غير إراديّة ، فهى آفة فى القوّة المحرِّكة ،
وقد تكون فى القوة الحسّاسة. وسببها إمّا ضعف فى القوّة عن أعراض نَفسانيّة ،
كالغضب والخوف.
وإذا كانت فى
الآلة فلسوءِ مزاج باردٍ يعرض للعَصَب أو فيهما معا. وعلامتها ظاهرة.
وعلاجها
بالمفرِّحات والمسخِّنات والمستفرغات إنْ وُجدت علامة الامتلاء. وإنْ كانت الرّعشة خاصّة فى الرّأس فقد جُرِّب لها استعمال الأسْطُوْخُوْدِس (٤٣)
وزن دِرهم وحده ، أو مع أيارِج فَيْقَرا ، إمّا مُحَبّباً وإمّا فى شراب العسل ،
وجُرِّب لهم حَبّ القُوْقايا من درهم الى درهم ونصف ، كلّ عشرة أيّام مَرَّة. ويجب
أنْ يكون الغذاء ممّا يسرع هضمه.
والشّراب يضرّهم ،
وكذلك الماء البارد. وأسلم المياه لهم وأقلّها ضررا ماء المطر
وكذلك لكلّ مرض
عصبىّ.
وأعْسرُ الرّعشة علاجا ما يبتدئ فى الشّتاء وهى فى المشايخ لا تَزول.
رعف :
الرَّعْف
: السَّبْق.
والرُّعاف : الدّم الذى يَسْبِق من الأنف ، سُمِّى رُعافا لسَبْقِه عِلْمِ الرّاعِف. وهذا الدّم يكون إمّا عن كثرته وغلبته وهو لا يُقطع إلّا
عند إفراطه ،
ـ وإمّا عن دفع
الطّبيعة له فى الأمراض الحارّة ، وهو البحرانىّ ، وهو لا يُقطع أيضا إلّا عند
إفراطه ،
ـ وإمّا عن انفجار
عُروق الشبكة وهذا ـ فى الأكثر ـ إمّا عن ضربة وإمّا سَقْطَةٍ ،
ـ وإمّا عن شدّة
غليان الدّم فينصدع الوريد أو الشّريان لفرط التّمديد.
ويتقدَّمه صداع
مُبَرِّح ، وهذا غير قابل للعلاج فى الأكثر.
والدّم الوريدىّ
منه غليظ القوام أحمر اللّون ، والشّريانىّ رقيق القوام أشقر اللّون.
والفَصْد أفْعَل
شىء يُحبس به الرُّعاف
إذا فُصِد فصْدا
ضيّقا من الجانب الموازى المشارِك ، وخُصوصا إذا وقع الغَشْىُ.
وأمّا الصّعْب منه
الكائن لغليان الدّم من حرارة شديدة أو انفجار الشّرايين فلا بُدّ فيه من فَصْد
القِيفال الذى يلى ذلك المنحر فَصدا ضيّقا.
ومن الحِجامة فى
مؤخَّر الرّأس بشَرْطٍ خفيفٍ ، وعلى الثّدى الذى يليه بلا شَرْطٍ.
والماءُ البارد
إذا صُبّ على الرّأس له تأثير قوىّ فى جنسه. والأشربة المطفِئة للدّم كشراب
العُنّاب إنْ شُربتْ أعانتْ على حبسه.
والأدوية الحابسة
له تفعل ذلك إمّا بقبضها وهى كالجُلنار والأقاقيا والعَفص والعَدس وأقماع الورد ،
وإمّا بتبريدها وتجميدها وهى كالكافور والأفيون وبذر البَنَفْسَج الأبيض وبذر
الخَسّ وعُصارة لسان الحَمَل وماء الكزبرة الخضراء ، وإمّا بتطريتها وهى كعِنَب
الرّحى ودُقاق الكندر ، وإمّا بخاصَّيتها وهى كعصارة رَوث الحمار الطّرىّ ، أو
بكبسها كالزّاج ، وهو إذا اسْتُعْمِل فيجب أنْ يُستعمل بالاحتياط لأنّه ربّما أحدث
تسمُّما إذا وقع أحدث شرّا.
يُستعمل ما ذُكر
بالفتائل المتَّخذة من العنكبوت بأنْ تُغمس فى العصارات ثمّ تُلَتُّ فى الأدويّة
اليابسة بعد دَقِّها ناعما.
وأمّا الأغذية فهى
كالعدس بقيل خَلّ أو سُمّاق أو ماء حصرم. والألبان ، حتَّى يغلظ ، وأدمغة الدّجاج.
وجميع الأغذية الباردة الرّطبة المحمَّضة قليلا لما تقدّم لأنّ الحوامض القوّية
تضرّ بتلطيفها وتقطيعها.
وإذا رأيت الدّم
يجىء بِحَفْزٍ وشِدّة فلا تَنْطُل ولا تدافِع فتسقط القوّة ولا يمكن العلاج ، لكن
بادر بالفَصْد من الجانب المقابل ثمّ شُدَّ الأطراف من الإبط الى الكفّ ، ومن
الحالب الى القدم ، ثم ضع المحاجم على المراقّ فإنّ هذا يقطع الدّم سريعا.
واعْلَمْ أنّ الأدوية التى ذكرها الأطباء ممّا يُنْفَحُ فى الأنف أو يُطلَى بها
على الرّأس والجبهة فكلها ضعيفٌ.
رعم :
الرُّعام
: داء يصيب أنف
الشّاة فيجرى دمها بسببه.
ورَعَمْتُ المريضَ : رَقَبْتَ تغيُّر حالِه.
رعن :
الرُّعُونَة : الحُمْق. ومرّ ذِكره فى (ح م ق).
وفى الحديث أنّه ،
(عليهالسلام) ، قال : (تُعْرَف حماقةُ الرّجل فى ثلاث ، فى كلامه فيما
لا يَعنيه ، وجوابه عمّا لم يُسأل عنه ، وتهوُّره فى الأمور) (٤٤).
ورجل أرْعَن : مُسْتَرْخٍ.
ورَعُنَ الرّجل فهو
أرعن ، أى : أهوج.
والمرأ ، رَعْنَاء.
رعى :
الإرْعاء : الإبْقاء.
وراعَيْتُه : لاحظته وراقبته.
وراعَيت صحَّته : نظرتَ الى ما تَصير.
رغب :
الرُّغْب
، والرُّغُب : كثرة الأكل وشدّة النّهمة والشَّرَه.
والرَّغيب : الواسع الجوف. ولا علاج له إلّا الصَّوم.
رغث :
رَغَثَ
الجدىُ أُمَّه :
رَضَعَها.
والرّغثاوَتان : مُضغتان بين الثُّنْدُوَتَين والمنكب بجانب الصَّدْر.
والرَّغْثاء : أصْل الضَّرْع.
رغد :
الرَّغِيْدَة : حليب يُغْلَى ثمّ يُذَرُّ عليه دَقيق ويُساط حتَّى يختلط
ثمّ يُلْعَق.
وطبيب مِرْغادٌّ : مُتردِّد شاكُّ لا يدرى كيف يتصرَّف.
والمِرغادّ : المعلول الذى تغيّرت حاله ضعفا فى بدنه.
رغل :
الأرْغَل
: الأقْلَف.
والرّغل : أحرار البقول. وأرْغَلت
الأرض : أنبتتْ
ذلك ، وهو ضَرْب من الحَمْض ، ومَرّ ذِكره.
وأرْغَلَت المرأةُ
إرْغالاً : إذا أرضعت فى
غفلة عن أهل الصّبىّ.
وعيش أرْغَل : واسعٌ رافِهٌ.
رغم :
الشّاة الرَّغْماء : التى فى طرف أنفها بياض.
والرُّغام : ما يسيل من الأنف. وهو الرُّعام أيضا.
وأرْغَمْتُه على الدّواء : أكرهته عليه.
رغو :
الرَّغْوَة والرُّغْوَة : زُبدة اللَّبن. ومن أمثالهم : (يُسِرُّ حَسْواً فى ارْتِغاءٍ)
(٤٥).
يُضرب لمن يريد
أمرا ثمّ يُظهر غيرَه.
رفث :
الرَّفَث
: الجماع وغيره
ممّا يكون حال الجماع.
وقال الأزهرىّ :
هو كلمة جامعة لكلّ ما يريده الرّجل من المرأة.
والرَّفَث : القبيح من القول.
وقال الخليل ، (رحمهالله) فى قوله ، (عزوجل) : (فَلا رَفَثَ وَلا
فُسُوقَ) (٤٦) إنّما نَهَى عن قول الفُحْش (٤٧).
رفد :
الرِّفادة : خِرْقَة
يُرْفَد بها الجرح وغيره
، أى : يُشَدّ. وهى الرَّفائد.
والرّفد : العطاء.
ورَفَده وأرْفَدَه
: أعانه.
والتَّرْفِيد : تكبير العَجيزة.
والمَرفد : العُظامة التى تعظّم الرَّسحاء بها عجيزتها.
والرِّفْد : القَدح الضَّخم.
والرَّفود : النّاقة التى تملأ
الرّفد فى حَلْبَةٍ
واحدة.
والرّافِدَان : دجلة والفرات :
قال الفَرزدق :
بَعَثْتَ على
العراقِ ورافدَيه
|
|
فَزاريّاً أخذّ
يَدَ القَميصِ (٤٨)
|
والرَّفيدة والرّفادة : كلش قُطنة أو خِرقة مع دواء تُدْخَل فى دُبُر الإنسان
لمعالجة الباسور وغيره. وأيضا ما يُدْخَل فى أنفِه لمعالجته.
وبالجملة : هى كلّ
ما يُدْخَل فى أىِّ شِقِّ فى بدن الإنسان كالجراحات والدّماميل بعد إنضاحها
وفتحها.
رفض :
رَفَض
المريض دواءه :
إذا أباه.
ورَفَض بدنه العلاج : تأبَّي عليه.
وارْفَضّ دمه من فصد وحجامة وغيرها : إذا خرج دُفعة.
والعِلل الرَّفوض : التى تستعصى على العلاج.
رفغ :
الرّفْغ
: أصل الفخذ من
باطن.
والرَّفْغ : أصل الإبط ، أيضا.
والجمع أرْفاغ ورُفوغ.
ورُفِغَ فُلان : إذا أُصيب فى رُفْغِه.
وكلّ موضع اجتمع
فيه الوَسَخ : رُفْغ.
وفى الحديث : (كيف
لا أوْهَم ورُفْغُ
أحدكم بين ظُفره
وأنملته) (٤٩).
ودواء رَفْغٌ : إذا كان مُرّ الطّعم قليل النَّفع.
وعيش رفيغ : خصيب.
ولفلان صحّة
رَفيغة ، أى : هو قوىٌّ فى بدنه.
رفق :
الرِّفْق
: اللُّطْف ، ومنه
الحديث : (ما كان الرِّفق
فى شىء إلّا زانَه)
(٥٠). وفى الحديث : (أنتَ رَفيق
والله طبيب) (٥١).
وهو ممّا يُقال للطّبيب ، بمعنى أنّه يترفّق
بالمريض ويتلطّف
به ، والله ، سبحانه ، هو الذي يُبرئه ويَشفيه. وفى الحديث أيضا : (الرِّفق يُمْن والخُرْق شُؤْم) (٥٢). فالرِّفق لِيْن الجانب ، وهو ضِدّ العُنْف ، واليُمْن هو البَركة ،
وضِدُّه الشُّؤْم. والخُرْق : الجهل والحمق.
والمِرْفَق والمَرْفَق
: مَوْصِل الذّراع
فى العَضُد وهو أعلَى الذّراع وأسفل العَضُد.
وقيل هو مجموع
مفصلَى الزَّندين مع العضد.
وأيّاً ما كان فهو
اسم لمفصل الذّراع من العضد ، وطبّاً ، هو مجموع مفصل الزّندين مع العضد.
وإنّما سُمِّى بالمرفق لأنّه يحصل به الرِّفْق
فى الاتّكاء
والرّاحة.
وللزّندين مع
العضد مفصلان :
أحدهما مع الزَّند
الأعلى وبه يحصل انكباب السّاعد والتواؤه.
والآخر مع الزّند
الأسفل ، وبه يحصل بَسْط السّاعد وقَبْضُها.
وأمّا كيفيّة وضع
مفصل الزّند الأعلى مع العضد فإنّه خُلق فى طَرفه نُقْرَة تحلّ فيها الزّائدة
الوحشيّة من العضد ، وبدورانها فى تلك النّقرة تحصل الحركة المنبسطة والحركة
الملتوية للسّاعد.
وأمّا كيفيّة وضع
مفصل الزّند الأسفل مع العضد فهى أنّ للمفصل زائدتين فى أعلاه بينهما جُزء معوجّ
كشكل الدّال يلازم الجزء العضدىّ ، ويتعاقب طرفا زائدته فى النّقرتين المسمَّيَتين
بالعنبتَين. وبهذا المفصل يحصل بسط السّاعد وقبضها.
رفى :
الرِّفَاء : الالتحام والالتفاف. يقال : رَفَيْتُه تَرْفِيَةً ، إذا قلت للمتزوّج بالرِّفاء والبنين.
قال ابن السّكيّت
: وإنْ شئت كان معناه بالسُّكون والطّمأنينة ، من قولهم : رَفَوْتُ الرّجل إذا سَكّنته.
وفى الحديث : (أنّه
نَهَى أنْ يُقال بالرِّفاء والبَنين) (٥٣).
رقأ :
الرَّقُوء ، قال الأصمعىّ : ما يوضع على الدّم ليَسْكُن.
وقوله : (لا
تسبُّوا الإبل فإنّ فيها
رَقُوءَ الدّم) (٥٤) : أى
تُعْطَى فى الدِّيات فتحقن الدّماء : ووهم الجوهرىّ ، فقال فى الحديث : رَقأ العِرْقُ ، رَقْأً ، ورَقُؤَ : ارتفع.
رقب :
الرَّقيب
: من اسمائه ،
تعالى. وهو الحافظ الذى لا يغيب عنه شىء ، فَعِيل بمعنى فاعل.
قال الكِندىّ : والرَّواقب : منازل القَمَر ، كلّ واحد منها رقيب لصاحبه فالثُّرَيّا
رقيبها الإكليل ، لا
يطلع أحدهما إلّا بعد سقوط صاحبه وغيبوبته.
وقال ابن دريد : الرَّقَبَة : العنق. والأرْقب
الأسد. والغليظ الرَّقبة.
وداء رَقوب : إذا استعصى علاجه ، أو إذا عاودَ بعد البُرْء.
ورَقَبْتُ حاله : إذا نظرتَ إلى ما يَصير.
والرَّقوب : التى لا يعيش لها ولد.
والرَّقيب : ضَرْبٌ من الحيّات.
رقح :
رَقَحْتُ
حالَ المعلول :
إذا أصلحته.
وفلان يَتَرَقَّح لصحّته ، أى : يحافظ عليها.
رقد :
الرُّقاد : النوم. والرَّقْدة : النَّومة. وعن الخليل ، (رحمهالله) : الرُّقَاد : النّوم باللّيل (٥٥). وعند غيره : نَوم اللّيل والنّهار.
والمُرَقِّد : دواء
يُرْقِد. وشاربه : مُرَقَّد.
والرّاقود : ضَرْب من السّمك صغار.
رقط :
الرّقطة : سواد تَشُوبه نُقَط بيض ، أو بياض تَشوبه نُقَط سود.
والأرْقط : النَّمر للونه ، صفة غالبة على الاسم.
وارْقاطّ العَرْفَج : إذا زاد سوادُه سوادا.
رقع :
الرَّقْعَة : اسم لشجرة عظيمة كشجر الجَوز ، وورقها كورق القَرْع ،
وثمرها كالتِّين العظيم الأبيض ، وفيه حَبٌّ كحَبّ التِّين ، وهو طيّب القِشْرَة ،
كثير حُلْو
تأكله النّاس
والمواشى رَطْباً ، ولا يُسمَّى تِينا إلّا أنْ يُقال تين الرّقع. وهو ، أيضا ، اسم لكلّ دواء يَجْبُر الكَسْر ، شُربا
كالأنجبار ونحوه.
رقق :
الرَّقّ
: العظيم من
السّلاحف البحريّة ، وكان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَ
فيأكلونه.
وهو دُوَيِّبة
مائيّة لها أربع قوائم وأظفار وأسنان ، تُظهرها وتُغَيِّبُها. ويأتى فى (س ل ع ف)
حيث موضعه.
والرَّقيقَان : الأخْدَعان.
ومن المنخَرَين :
ناحيتهما.
وما بين الخاصرة
والرّفغ.
ومَراقّ البطن : ما لانَ منه ، جمع مَرَقّ
، وقيل أنّه لا
واحد له.
وقيل : مَراقّ البطن : ما سفل من البطن ورَقَ
من جلده ، وأصله
مَراقِق ، وسُمِّيَت بذلك لأنّها مواضع رِقّة الجلد. وسيأتى فى (ص ف ق) ذكر للمَراقّ أيضا.
رقم :
رَقَمْتُ
له دواء : كَتبت
له اسمه وتَركيبه.
والرَّقْم : الخَطّ والكتاب. وقال الخليل : الرَّقْم : تعجيم الكتاب (٥٦).
والمَرْقُومَة : العلاجات يتناولها المعلول متتابعة.
والرَّقْمَة : شجرة.
رقن :
الرَّقُون
والرِّقان : الزَّعْفَران. وتَرَقَّنَت
المرأة. اطَّلَت
بالزَّعْفَران.
ورَقَنْتُ الكتابَ : حسّنته وزيَّنته.
ركب :
الرُّكْبَة : أصل الصِّلِّيانة إذا قُطعت ، وهى نوع من البَقْل.
ومَوْصِل ما بين أسافل الفَخِذ وأعالى السّاق. والجمع رُكَب.
وكلّ ذى أربع ، رُكبتَاه فى يديه وعُرقوباه فى رجليه.
والأرْكَب : العظيم الرُّكْبة.
ورَكُب الرّجل : إذا شكا
رُكبَتَه.
والرَّكَب : بياض فى الرُّكْبَة والعَانة.
والرَّكَبان : أصْلا الفخذين ، وهما اللّذان عليهما لحما الفَرْج من
الرَّجل والمرأة ، وقيل هو خاص بهنّ.
والرّاكب : داء يأخذ فى الظَّهر ، كأنّه يركب المريض.
ركن :
الرُّكْن
: الجزء الأعظم من
المركب. ويأتي فى (ع. ص. ر).
رمث :
الرِّمْث
: نوع من الحَمْض
، وله هُدْبٌ طويل رقيق ترعاه الماشية.
والرّمث : شجرة تشبه الغَضَى ، ولها ورق شبيهٌ بالأشنان.
رمد :
الرَّمَد : هَيَجان العين كالارمداد ، وهو وَجَع يصيب العين فتنتفخ له.
ورَمِد الرَّجل : هاجت عينُه.
والرَّمَد ، طبّاً : وَرَمٌ حارّ فى الملتحِمة ، ينقسم إلى :
ـ حقيقيّ ، وهو
ورم فى الملتحمة عن دم أو صفراء أو بلغم أو سوداء بالعَرَض ، أو ريح باردة ، وله
أنواع أخرى.
ـ والى غير حقيقيّ
وهو تَكَدُّر فى الملتحمة.
وكان يُطْلَق على
الورم الحارّ الدموىّ الحادث فى الملتحمة : الرَّمَد. وما كان حاصلا عن غير هذه المادّة يسمَّى تكدُّرا. أمّا
فى الأندلس وبلاد المغر فإنّه يُطلق على كلّ ورم يحدث فى الملتحِمة ، سواء كان
سببه الموادّ الحارة أو الباردة. وأمّا التَّكَدُّر فيطلق عندهم على ابتداء
الرَّمد أو الخفيف منه لا سيّما إذا كان سببه من خارج ، كحرارة الشّمس أوالغبار.
وسبب الرَّمَد الموادّ التى تَنْصَبّ إلى جهة العين ، ومتى حصل لهذه
الموادّ استفراغ إلى جهة مُضادّة لجهة العينين نَفَع جدّاً لاستفراغِ المادّةِ
ومضادّةِ الجهة. قال أبقراط : إذا كان بإنسان رمدٌ فاعتراه اختلاف فذلك محمود.
رمش :
الرَّمْش
: الطّاقة من
الرّيحان ونحوه. والرَّمَش
: حُمْرَة فى
الجَفْن مع سَيلان ماء.
رمص :
الرَّمَص
: ما يجتمع فى
مُؤق العَين من الوَسَخ.
رمض :
الرَّمْضاء والرَّمَض : شدّة الحَرّ.
وأرْمَضَه الدّاء : أمَضَّه وأحْرَقه. وارْتَمَض بطنُه : إذا فسد.
ورَمَض فلان : إذا أصابته الأدواء الحارّة فأتلفت كبده.
ورَمضان : الشّهر المعروف.
رمق :
الرَّمَق
: بقيّة الحياة ،
أو بقيّة الرُّوح ، أو آخِرُ نَفَس ، والجمع أرْماق.
وتَرَمَّقَ دواءَه : إذا تناوله على كُرْهٍ منه.
وطبيب مُرَمِّق : لا يُحسن الصَّنْعَة ، وليس له فيها دُستور ولا تجربة.
رمك :
الرّامِك
والرّامَك : شىء أسود كالقار يُخلط بالمِسْك فيُجْعَل مِسْكاً ، قال
الشاعر :
إنّ لَكَ
الفَضْلَ علَى صُحْبَتِى
|
|
والمِسْكُ قَدْ
يَسْتَصْحِبُ الرَّمْكا (٥٧)
|
وصِفَتُه :
أن يُؤخذ من
الزّبيب ثلاثة أرطال ومن الماء العذب مثل ذلك ، ويُغْلَى فيه جيّدا ، ثمّ يُعصر
الزّبيب ويُصَفَّى ويُرْمَى بِثْفُلِه ، ثمّ يُؤخذ من العَفص ستّة أرطال ، ومن
العسل ثلاثة أرطال ، ومن القِرْفَة والقَرَنْفُل والسَّلِيْخة والورد ، من
كلّ واحد ثلاثة
أواق ، ثمّ يُرفع الخليط على النّار بعد الدَّقِّ والنَّخْل مع ماء الزّبيب ، ثمّ
يُغلَى برفق الى أن يثخن ، ثمّ يُصَبّ على بَلاطة قد دُهِنَتْ بدُهْن اللّوز ، ثمّ
يُقَرَّص ويُجَفَّف ، ويُرفع لوقت الحاجة.
وصْفَة
أخرى :
يؤخذ من العَفص
الأحمر رطلان ، ومن قِشْر الرُّمّان رطل ، يُدَقّ ذلك ويُنْخَل ويُعْجَن بماء
وخَلّ ، ويُترك أربع ساعات ، ويُغلَى ، ثمّ يُنْزَل عن النّار ويُحَرَّك وهو فى
القِدْر ، بُكْرَةَ كلِّ يوم وعشيَّته.
ويُضاف إليه بعد
ذلك ثُلث رطل زاج ونصف رطل صِمْغ وثلاثة أرطال عَسل ويُغْلَى حتّى يثخن ثمّ يُطرح
على بلاطة مَدهونة بدُهن لَوْز حتّي يُجَفّف ويُرفع.
وهذا بارد يابس
قابض لطيف يعقِل الطّبيعة ويمنع انصباب الموادِّ ويُسَكِّن الحرارة ويقوِّى المعدة
إذا شُرب بشراب الآس.
رمن :
الرُّمّان
: معروف. والحُلو
منه معتدل فى الحرارة والبُرودة ، رطب فى الأولى. وحَبُّه قابض ، وماؤه مُطْلِق.
والمُزّ منه معتدل إلى بَرْدٍ ، ولحمه مُليّن بالعَصْر. والحامض قوىّ البرد ،
معتدل فى الرُّطوبة واليُبْس.
وجميع الرّمّان بارد رَطْب مع قَبْض لا يفارقه ، وإنْ لم يُحَسَّ به. وقشره
بارد يابس شديد القَبْض.
والحامض أكثر
بَرداً من الحلو ، ولا يخلو عن يُبْس.
ولا يصل الرّمّان الى برد الثّانية ، ولا تتعدَّى رطوبته الأوّل.
والحلو منه مُوافق
لمزاج الرّوح بحلاوته ، خُصوصا روح الكبد.
وإذا امْتُصّ بعد
الطّعام دفعَه عن فم المعدة ، وينفع من خُشونة الحلق والصّدر ومن السُّعال الحارّ.
وغذاؤه جيّد قليل. يولِّد ريحا يسيرا ينحلّ سريعا ويستحيل سريعا الى المرار إذا
استعمله المحموم.
وعصارته إذا وضعت
فى القارورة فى شمسٍ حارّة حتّى تغلظ واكْتُحِل بها قَوَّت البَصَر.
وقِشْرُه إذا
سُحِق واسْتُفّ منه قدر عشرة دراهم بماءٍ حارِّ أخرج الدُّود.
والحامض منه
يُخَشِّن الصّدر ، ويبرِّد المعدة والكبد ، ويُطفىء ناريّة الصّفراء والدّم ، وينفع
من القَىء والخفَقان والخُمار ، ويُدِرّ البول.
ومسحوق قشره مع
العَفص إذا طُبخ فى خَلّ وحُبِّب نفع الاسهال والسُّحَج وقُروح الأمعاء. والشّربة
عشر حبّات.
وحَبّة إذا جُفِّف
عَقَل الطّبيعة ، وكذلك سَوِيْقُه.
ورُمّان السُّعال الخَشْخَاش الأبيض.
ورُمّان الأنهار هو النّوع الكبير من الهَيُوْفَارِيْقُون.
رنب :
الأَرْنَب
: حيوان معروف ،
اسم للذَّكر والأنثى ، وقيل : هو خاصّ بالأنثى ، والخُزَز للذّكَر. والجمع أَرَانِب وأراني
، ولمْ يُجِزْ
سيبويه" أراني" إلا فى الشِّعر.
وهو صنفان :
ـ بَرّىّ ،
ومنه أسود ، وهو
حارّ يابس.
ومنه أبيض وهو
أشدّ حرارةً وأقلّ يُبوسةً. ودماغه ينفع من الارتعاش ، وهو كلّه ينفع من الخدَر
إذا أُكل مشويّا. وأنْفِحَتُه تُمسك البطن شُربا من درهم الى درهمين. وينفع من
الصَّرَع. ومن الأدرية القتّالة شُربا مع الخلّ. ويمنع من الحبَل إذا شُرب بعد
الظّهر ثلاثة أيّام فى كلّ يوم نصف درهم. ودمه ينَقّى الكَلَف والبَهَق ، طلاءً.
ولحمه يولّد دما غليظا ويضرّ بالمحرورين ، ويُصْلَح بالأدهان.
وبعَره يمنع
البَول فى الفراش شربا من درهم الى مثقال. وفروه معتدلٌ فى الإسخان. وأفضله
الأسود.
ـ ومنه بحرىّ ،
وهو حيوان صغير صَدَفىّ لونه الى الحمرة ، وبين أجزائه أشياء كورق الأشنان ولكنّه
أصلب منه كأنّه حَجَر ، وهو شديد الحرارة جدّا. ودمه يُنَقِّى الكَلَف والبَهَق
طلاء ، ورأسه ـ مُحَرَّقاً ـ يُنبت الشَّعر فى داء الثّعلب وداء الحيّة خصوصا مع
شحم الدُّبّ.
وهو يقتل بتقريح
الرِّئة ، ويعرض منه ضيق نَفَس وسُعال يابس ونفث دم وقَىء وكَرَب ويُعالَج شرب لبن
الماعز ولبن الأتُن.
وآذان الأرنب ، أيضا ، نبات ، قيل هو اللّصف. ويأتى ذكره فى (ل ص ف).
والأرنب أيضا ، واليَرْنَب
: جُرذ كاليربوع
قصير الذَّنَب.
والأَرْنَبة : رف الأنف ، والجمع أَرَانب. والأُرَيْنِبَة : عُشَيْبَة كالنّصِىّ إلّا أنّها أرقّ وأضعف وألْيَن وهى
ناجعة فى الألَم جدّا.
وذا جَفَّت ،
تطايرت فارْتَزَّت فى العيون والأنوف.
وفى حديث
الاستسقاء ، يروى عن عمر بن الخطّاب أنّه قال : (حتّى رأيت الأرنبة تأكلها صغار الإبل) (٥٨).
والذى أعرفه :
الأرِيْنَة ، وهو نبت معروف
يُشبه الخَطْمِىّ
عريض الورَق. أراد أنّها طالت بالسَّيل حتى أكلتها صغار الإبل.
رنج :
الرّانج
، بكسر النّون :
الجوز الهندىّ ، ونوع من التَّمر.
والرّاتَنَج : صمغ الصَّنوبر ، فارسىّ معرَّب.
حارّ يابس فى
الثّانية ، ينفع من السّعال والرَّبو وقُروح الرِّئة.
والشّربة منه درهم
الى مثقال ، مَسحوقا فى بيضَتين. وبدله صمغ البُطَّم.
وينفع من الفَتْق
ضمادا ، ومن البواسير بُخورا. وينبت اللّحم فى القروح.
وبدله : الزَّفْت.
رنح :
الرَّنْح
: الدُّوار ، ونحو
العُصْور فى دِماغ الرّأس كأنّه بائن منه.
وترنَّح الرّجل : إذا تمايل واستدار ، من سُكْر وغيره.
ورُنِّح عليه تَرْنِيحاً : إذا غُشى عليه ، أو اعتراه وهن فى عظامه وضعف فى جسده ،
من ضَرْب أو فَزَع ، أو سُكْر ، أو هَمّ ، أو حُزْن ، فهو مُرَنَّح.
والرَّنْح : ضَرْب من العُود ، من أجوده.
رند :
الرَّنْد : شجر بالبادية طيّب الرّائحة ، يُستاك بعيدانه ، وهو شجر
الفار عند أهل الشّام.
وقال أبو عُبيد :
هو العُود الذي يُتَبَخَّر به. وأنكر أن يكون الرَّنْدُ الآسَ.
رهب :
الرَّهْبَة : الخوف والفزع.
والرَّهابة ، والرُّهابة : عظم فى الصّدر مشرف على البطن أو طرف المعدة.
والمُرَهِّب : العليل يحاول النّهوض فيعجز عنه إلّا أنْ يُعان عليه.
رهد :
الرَّهِيدَة : القثّاء الرَّخْصَة النّاعمة يُصَبّ عليها اللّبن.
ورَهَدْتُ له سُفوفا : إذا سَحقت له دواء يتعالج به.
رهز :
الرَّهز والارْتِهاز : حركات وأصوات تصدر عن المتناكحين فى أثناء فِعلهما ،
تزيد بها شهوتهما.
رهش :
الرَّواهش
: عُروقُ باطنِ
الذِّراع. الواحدة : راهِشة ، وراهِش.
أمّا النّواشر :
فعُروق ظاهرها.
والارتهاش : ارتعاش اليد من مَعلولى العَصَب.
والارْتِهاش ، أيضا : ضرْب من شقّ الوَرَم عن عُرُض.
والرُّهْشُوش : الحيِيّ الرّقيق الوجه.
رهق :
الرَّهَق
: الخِفَّة
والحرَكة والعَرْبَدَة ، قال :
لها حَليبٌ كأنّ
المِسْكَ خالَطَهُ
|
|
يَغْشَى
النَّدامَى عليه الجُودُ والرَّهَقُ (٥٩)
|
أراد عصير العنب.
والمُراهِق : الغلام الذى قد قارب الحُلُم. يقال : غلام مُراهِق ، وجارية
مُراهِقة ،
وأرْهَق الغلامُ فهو
مُراهِق.
ورَهَقَه الدّاءُ : غَشِيَه. وأَرْهَقَه
: عَنّاه وأتعبه
وأدْخَل النَّقْص على بدَنه.
والرَّيْهُقَان : الزَّعفران.
والرَّهَقان : داء ينشأ من دُوَيِّبَة عضليّة تكون فى المِعَى (٦٠).
رهل :
التَّرَهُّل
: اضطراب اللّحم
وانتفاخه واسترخاؤه. قالت أم يزيد بن الطّثرية :
فتى قُدَّ قَدَّ
السَّيف لا مُتضائِل
|
|
ولا رَهِلٍ
لَبّاتُه بَادِلُهْ (٦١)
|
والبَأْدَلَة : ما بين العنق الى التّرقوة ، والجمع : البَآدِل.
رهم :
الرِّهْمَة : المطَر الضّعيف الدّائم ، وهو الصّغير القَطْر ، والجمع رِهَمٌ ، ورِهام. والمَرْهَم : طلاء يُطْلَى به الجرح وهو ألين ما يكون من الدّواء ،
مشتقّ من الرُّهْمَة. وقيل هو مُعَرّب.
والمَرَاهِم تتّخذ من الأدوية المنبتة للّحم والملحِمة للجراحات
والقُروح ، والمدمِلة والخاتمة والمُذيبة للّحم الزّائد وهى الأكّالة له. أمّا
المنبتة فهى التى فيها تجفيف من غير لَذْع ، وفيها جلاء. وهى كالزَّراوَنْد (٦٢)
والكُنْدُر (٦٣) والصَّبِر والتّوتيا ونحوها. وأما الملحمة : فهى التى فيها
غَرَوِيّة ولُصوق بحيث أنّها تفيد الدّم الواردَ قَواما وإلْزاقا ، وهى كدم
الأخَوين والرّاتِيْنْج (٦٤) والقُنّة والمصطكِى والصَّبِر والمُرّ ونحوها. وأمّا
المُدْمِلَة فهى المجفِّفة باعتدال. وأمّا الخاتمة فهى المجفِّفة القويّة ، وهى
كالجلّنار والورد وورق الآس والعفص والزّاج المحرَّق ونحوها. وأما المذيبة فهى
كالزِّنجار والنَّوْشادِر ونحوها.
ولمّا كانت القروح
محتاجة ـ فى الأكثر ـ إلى جمع هذه الأعراض المذكورة ، جُعِلَت المراهِمُ مركّبة من الأدوية المذكورة ، بحسب الحاجة اليها.
ولمّا كانت
الأدوية اليابسة لا تلتصق بأكثر الجروح ولا تَغوص قُواها فى المسامّ ، جُمِعَت مع
الأدْهان واستُعملت كالضّمادات ليطول بقاؤها عليها وتَنْفَذ الأدهان بها الى حيث
يجب أنْ تنفذ هى. وتَكسر بعضَ حِدَّتِها وتَعْدِلُها. والأدهان المستعملة فى المَرَاهِم الزّيب والشِّيْرَج ودهن الورد والبَنَفْسَج واللَّوز وشحم
الدّجاج والبطّ ومُخّ ساق البقر ونحوها ، بحسب الحاجة اليها. وقد يستعمل فيها
اللّعَابات لإنضاج الصّلابات كلُعاب الحلْبة وبزر الكتّان وبزر المرّ ونحوها. وقد
تُحَلّ الصُّموغ ـ لأجل التّجفيف وكسر الحرارة ـ فى الخلِّ.
والمَرْهَم ، قال الخليل : هو ألْيَن ما يكون من الدّواء الذي يُضَمَّد
به ، والمراهِم تُتَّخذ من الأدوية المنبتة اللّحم ، والملحمة للجراحات
والقروح ، والمدملة والخاتمة لها والمذيبة للّحم الزّائد والأكّالة له.
رهن :
الرَّاهِن
: المهزول ، قال :
أمَا تَرَى
جسمىَ خَلًّا قد رَهَنْ
|
|
هَزْلاً وما
مَجْدُ الرّجالِ فى السِّمَنْ (٦٥)
|
ورَهَنَه المرضُ رَهْناً : إذا تشبَّث فى بدنه فلا يفارقه.
روب :
الرَّوْب
: اللّبن الرّائب.
قال أبو عُبيد :
إذا خثر اللّن فهو
الرّائب ، فلا يزال ذلك
اسمه حتّى يُنزع زُبْدُه. اسمه على حاله ، بمنزله الحائل من الإبل وهى الحامل ثمّ
تضع ، وهو اسمها. وقال الأصمعىّ : الرّائب
الذى قد مُخِضَ
وأُخرجت زُبدته. والمُرَوَّب
: الذى لم يُمخض
بعدُ وهو فى السِّقاء لم تُؤخذ زبدته.
والمِرْوَب : السِّقاء أو الإناء الذى يُرَوَّب
فيه اللّبن.
والرَّوْبة ، والرُّوبة : خَميرة تُلقى فيه من الحامض لِيُرَوَّبَ. فالرّائب هو اللّبن إذا خَثُر ، نُزِعَ عنه زُبده أو لم ينزع ، حُلوا
كان أم حامضا. والحلو بارد وطب ، والحامض بارد يابس.
ورُوبة الرّجل : عقله. يقال : أرِيب
وأرُوب.
ورُوبان : متحيِّر ، فتَرت نفسُه من شبع أو نعاس ، أو قام من النوم
خاثر النَّفْس ، أو اختلط عقله ، أو شَرب من الرّائب
فسَكِرَ.
ويقال : دَعِ
الرَّجلَ فقد
راب دمُه ، أى : حان
هلاكه ، يقال له ذلك إذا تعرَّض لما يَسْفِك دمَه.
روح :
الرُّوْح
: ما به حياة
الجسم ، تُذَكَّر وتُؤَنَّث ، وهى ـ عند جمهور المتكلّمين ـ جِسْم لطيف سارَ فى
البَدَن كسَريان ماء الورد فى الورد. وعند جمهور علماء التَّفسير هى النَّفْس
النّاطقة. وعند جمهور الأطبّاء
الرُّوح غير النَّفْس.
ولا نَعنى بالرُّوح النَّفْسَ النّاطقة كما يُراد بها فى الكتب الإلهيّة ، بل
نعنى بها جِسْماً لطيفا بخاريّا يتكوّن عن لطيف الأخلاط كتكوّن الأعضاء عن كثيفها.
والأرواح هى الحاملة للقُوَى ولذلك فأصنافها كأصنافها.
والرّوح متولّد عن بخار الأخلاط ولطيفها ، على الصّواب لا من الهواء
المستنشَق على ما ذهب إليه جالينوس ، فإنّه باطل. وهى تَقْوَى عند تناول الأغذية ،
وتضعف عند قلّتها. ولو كان الرّوح
متولِّدا من ذلك
لبقىَ عند استنشاقه سواءً ورد عليه غذاء أم لم يَرِدْ ، والوجود بخلاف هذا.
والرّوح تفاض على البدن بتحوِّله من نُطْفَة الى عَلَقَة.
وعند طائفة من
الحكماء ومن أطبّاء الإسلام أنّ النّفس النّاطقة تُفاض على المادّة المنويّة هند
استعدادها لذلك ، أنّ الرّوح
تُفاض عنها على
تلك المادّة ، فالرّوح
نازلة فى الجنين
منذ أوّل يوم له.
فالاستعداد
التّامّ لقبول النّفس النّاطقة ولتصوّر بعض الأعضاء إنّما يكون إذا امتزج المنَيان
فى الرّحم ، حتَّي تحدث منهما مادّة معتدلة. وهذا الامتزاج إنّما يتمُّ باجتماع
المنيَين واختلاطهما اختلاطا تامّا ، يشتدّ معه تفاعلهما حتّى يحدث منهما مِزاج
معتدل وتكون الجملة الممتزجة منهما معتدلة القَوام والكيفيّة ، ويلزم هذا
الامتزاجُ تعادلهما ، وذلك فى شِدّة استعدادهما لقَبول
النَّفْس النّاطقة
، وحينئذ تستعدُّ الجملة المركَّبة من المنيَين لقبول هذه النَّفْس. فلذلك إذا تمّ
استعداد المنيَين لقبول النَّفْس النّاطقة أُفيضت عليهما ، ثمّ يفوَّض إليها تدبير
تلك المادّة. وهذه النَّفْس لها أفعال وإدراكات تَرومها وتطلبها ، وذلك إنّما
يَتَّزِن حين يكون لها بدَن مركَّب من أعضاء ، فهى لا محالة تشرع من أوّل فيضانها
على المنىّ فى تخلِيقه وإحالته إلى جواهر
الأرواح والأعضاء ونحوهما
، بأنْ تجتهد فى زيادته وتنميته بالغذاء لصِغَر جِرْمِه فى ذلك. والغذاء هو الدّمُ
والجاذِبُ له الى المنىّ القوَّةَ الجاذبةَ المُفاضَةَ عن النَّفْس النّاطقة. وإذا
نما وزاد جِرْمُه أمكن أنْ يتكوّن منه بَدَنٌ. وحينئذ تفيض عليه النّفسْ المذكورةُ
قوّةَ التَّصَوُّرِ.
وأوّل شىء يتكوّن
منه ـ حينئذ ـ هو
الرُّوح ، لأنّه يتكوّن من
الأجزاء البُخاريّة المنَويّة إذا اختلطتْ بالأجزاء الهوائيّة المنجذبة الى باطن
الرّحم لتعديل سُخونته. وإذا تكوَّن ذلك الرّوح
فمحالٌ أنْ يُترك
منبثّا فى فضاء الرَّحم ، بل لا بدّ أنْ يُحفظ فى مكان فى باطن المنىّ ، وحينئذ
احتاج الى تَجويف ، وذلك التّجويف إذا تكاثف وصَلُب كان هو القَلْب ، ولذلك فأوّل
عضو يتخلَّق هو تجويف القَلْب.
والرُّوح فى قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) (٦٦) قال عبدالله بن عبّاس : هو مَلَك فى السّماء.
والرَّوْح : الرّاحة ، من الاستراحة. والفرح والسّرور والرّحمة : (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ
رَوْحِ اللهِ) (٦٧) من رحمته.
والرَّوْح : بَرْدُ نَسيم الرِّيْح.
والرَّوَح : اتّساح ما بين الفَخِذَين.
والرَّوْحانىّ من الخَلْق : نحو الملائكة مِمَّن خلَقه الله ، تعالَى ، روحا بغير جسد.
والرَّيْحان : كلُّ بَقْل طيّب الرِّيح
، واحدته رَيْحَانة ، والجمع رَياحِين.
والرَّيْحان : أطراف كلّ بقلة طيّبة
الرّيح إذا خرج أوائل
النَّور.
والرَّيْحانة الطّاقة من الرَّيحان.
والرَّيْحان : أيضا : الرِّزق ، على التّشبيه.
وقوله تعالى : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ) (٦٨) قيل هو الوَرَق ، وعند سيبويه هو من الأسماء الموضوعة موضع
المصادِر (٦٩) وأصله رَيْوْحان قُلبت الواء ياءً لمجاورتها الياءَ ، ثمّ أُدْغِمَت
ثمّ خّفِّفَت على حَدّ مَيْت. والجمع رَياحين.
والرّياحين حارّة ، إلّا الفاغية والآس والخِلاف والنَّيْلُوفَر
والبَنَفْسَج والورد. والشَّراب الرَّيحاني
هو الأخضر اللّون
لأنّ لونه يُشبه الرَّيحان
، وهو يقرب من
الاعتدال وفى الحديث : (إذا أُعْطِىَ أحدُكم الرَّيحانَ
فلا يَرُدَّه) (٧٠).
والرّاح : الخمْر ، سُمِّيت راحا لأنّ صاحبها
يرتاح إذا شربها.
والرّاحة : باطن اليَد.
والرِّيْح : نَسيم كلِّ شىء ، وهى مؤنّثة ، والجمع أرْواح وأرياح. والرِّيْحَة : طائفة من الرِّيح.
والرِّيح ، أيضا : الغَلَبَة والقُوَّة والرَّحْمَة والنُّصْرَة
والدَّولة ، والشّىء الطّيّبُ الرِّيحِ.
وأُمَّهات الرّياح أربعٌ : الصَّبَا والدَّبُور والشَّمال والجَنوب. وكلّ ريح انحرفت عن مهابّ هذه الرِّياح
الأربع ، فوقعَت
بين رِيْحَين منهما ، فهى نَكْبَاء.
قال بعض الأطبّاء
: وكان أبُقراط يعتقد أنّ الرّيح
هواءٌ متحرّك ،
وغيرُه يعتقد أنّها بخار يَرتقِى من الأرض.
رود :
المِرْوَد : المِيْل. والرَّاوَنْد الصّينىّ : دواء معروف ، والأطبّاء يزيدونها ألِفاً. وهو
دواء بارد جيّد للكبد. وهو أصلُ نباتٍ يُشبه القُلْقَاس ، يُستخرج من الأرض وهو
رَطّب ويُثْقَب ويُعَلَّق فى الهواء حتّي يجفَّ ثم يُحْلَب. وهو ثلاثة أصناف :
صينىّ وزنجىّ وتركىّ. وهى تجلب من الصّين. أمّا الأوّل فهو أجودها ، وأمّا الثّانى
فإنّما عُرف بالزّنجىّ لسواده. وأمّا الثّالث فإنّما عُرِف بالتُّركىّ لأنّه ينبت
فى البلاد الشّماليّة من الصّين.
وقد اخْتُلِف فى
طَبْعِه فقيل حارّ ، وقيل بارد.
وجميع أصنافه
أرضيّة بها قَبْضٌ ، وناريّة بها يَفْتَح ويُحَلّل ، وأرضيّته مُرَّة فلذلك تَغلب
فيه الحرارة. والحقُّ أنّه لأجل قَبْضِة يحبس الإسهالَ ، ولأجل تفتيحه يُسْهِل.
وتفتيحه أشدّ من قبضه ، فلذلك إذا اسْتُعْمل وحدَه أسْهَل ، وإنْ اسْتُعْمِل مع
القوابض قَبَض. وعَدَّه شيخُنا العلّامة من جملة الأدوية الباردة القاطعة للإسهال.
والذى دَلَّتْنا
عليه التّجرِبة أنّه حارّ ، ولكنّ القوّة الحابسة منه قائمة بجُزء منه بارد. فإنْ
قيل أن أطباء زماننا يستعملون الرّاوَنْد ليُسْهِل ونَراه يفعل ذلك فكيف يكون قاطعا للإسهال نافعا
منه؟
قُلنا : هو مركَّب
القُوَى ، ففيه جزء بارد قابضٌ به يعقل البطن ، وفيه جزء حارّ به يُسْهِل ويَفتح
وهو أغلب أجزائه ، فلهذا إذا استُعمل وحدَه أسْهَل ، بالتّفتيح ، وكان إسهاله
قويّا ، وأمّا إذا اسْتُعْمِل مع القوابض فإنّ قوّته القابضة تَغلب وتقهر
المُسْهِلَة ، فلذلك يكون ـ حينئذٍ ـ شديد القبض عاقِلا للطّبيعة.
وأمّا قول بعضهم
أنّ الرَّاوَنْد الموجود فى زماننا غير الذى كان فى القديم فى
النّوع وأنّه قد
تغيّرت طبيعته بتغيير الأحوال الفلكيّة ، فذلك من أوهام الدّخلاء على الصّنعة.
والتّحقيق ما ذكرناه.
وهو مركَّب
القُوَى نَصَّ على ذلك جالينوس وغيره ، ففيه :
ـ جزء بارد لما
فيه من القَبْض ،
ـ وجزء حارّ لما
فيه من الحدّة والحَرافة والإسهال ،
ـ وجزء يابس لما
فيه من المرارة.
والغالب عليه من
هذه الأجزاء الحرارة واليُبوسة ، ولذلك قال جماعة أنّه حارّ يابس فى أوّل
الثّانية. وإنّما يُستعمل فى أمراض الكبد الحارّة لأنّه يفتح سُدَدَها ويُخرج
موادّها المحرقة فهو يُبَرِّد بالعَرَض.
والجيّد منه
الجديدُ السّالم من السُّوس.
وهو أعظم أدوية
المعدة والكبد نَفعاً لما فيه من تقويتهما وفَتْح سُدَدِهما ، وتنقية فَضلاتهما ،
وتحليل رِياحهما.
وهو يُزيل
اليَرقان السُّدَدِىّ ، وخُصوصا مع الغَافِث (٧١) والسُّنْبُل الهندىّ بماء
الهِنْدِباء.
وينفع من جميع أنواع
الاستسقاء ومن صَلابة الطِّحال ، وخاصة بالسّكنجبين.
ومن الفُواق
والجَشأ الحامض والمغص بماء الأنِيْسُون. ومن القُولنج بماء الزَّبيب ومن عِرْق
النّسا والحُمَيّات العَفَنِيّة بماء الأسارون.
ومن سُموم
الهوامّ. ومن الدّزانْتِرْيا ، وخصوصا إذا حُمِّضَ وأُضيف إليه شىء من الصّمْغ
العربى المُحمّص والوَرْد والجُلّنار.
ومن أوجاع الكلى
والمثانة والرّحم. ويدرّ البَول ويُسْهِل الصفراء والبلغم الخام. وينفع من الأمراض
المتولّدة منهما.
وإنْ أُضيف اليه
شىء من الكابلّى والصَّبِر والهَيوفارِيقون (٧٢) قَوِىَ فِعْلُه ، ونَقَّى الدّماغ
، وأزال البلادة والصّداع والشّقيقة ، ونفع من الفالج.
والشّربة منه نصف
درهم الى درهمين.
وذكر بعضهم أنّه
يضرّ بالكبد الحارّة. ويصلحه ماء الهِنُدِباء. وقيل يضرّ بالثُّفل ، ويصلحه
الصّمْغ العربيّ ، وبدله فى ضَعْفِ المعدة والكبد ضِعْفُ وزنِه ورد أحمر نَقِىّ
وخُمْس وزنه سُنْبُل هندىّ.
ومنه نوع يعرف
بالخَيْلِىّ تستعمله البَياطرة ، وهو أصل الرِّيباس (٧٣) وهو بارد يابس.
والمِرْوَد : المِيْل يُكتحَل به. وهو آلة الكَحّال.
روع :
الرَّوْع
: الفَزَع
والخَوْف.
والرُّوع : القَلْب ، أو موضع الفَزَع منه.
والرُّوع : العقل والنَّفْس. وفى الحديث : (إنّ رُوح القُدس نَفَثَ
فى رُوعى) (٧٤).
قال أبو عُبيد :
معناه فى نَفْسِى وخَلَدِى ، ونحو ذلك.
رير :
الرّيْر : الماء يخرج من فم الصّبىّ.
والرّير : المخّ الذائب فى العظم ، كأنّه خيط أو ماء.
والرّير ، أيضا : المخّ الفاسد.
ريض :
الرِّياضة : حركة إراديّة تُضْطَرّ الى النَّفْس العظيم المتواتر
والموافق لاستعمالها على جهة اعتدالها فى وقتها. وربها غِنىً عن كلّ علاج تقتضيه
الأمراض المادّيّة. وبيان هذا أنّا مضطرّون الى الغذاء. وحفظ الصّحّة بالغذاء
الملائم المعتدل فى كميّته وكيفيّته. وليس شىء من الأغذية يستحيل بالقوّة بكلّيّته
الى الغذاء بالفعل ، بل يَفْضُل منه فى كلّ هضم فَضْلٌ لا تكفى الطّبيعة وحدها
باستفراغه ، وإذا تكرّر ذلك اجتمع منه موادّ فضليّة ضارّة بالبدن بكيفيّتها
وكمّيتها فيضطر الى استفراغها ، وهذا ممّا يُضْعِف قوّة الأعضاء الرّئيسيّة.
والرّياضة أمْنَع سبب لاجتماع مبادِئ الامتلاء ، لأنّها تثير حرارة لطيفة فتحلّل
ما اجتمع من فَضْل كلّ يوم ، وتُصْلِّب المَفاصل والأوتار فتقوَى على الأفعال ،
لتحليلها الرُّطوبات المُرخيَة ، وتَعُدّ الأعضاءَ لقبول الغذاء بها ، وتُنْقِص
منها ما بها من الفضلات.
ووقت الشُّروع فى
الرّياضة حين يكون البدَن نقيّا ، وليس فى نواحى الأحشاء والعُروق كَيْمُوسَات
خامٌ رديئة تنشرها الرّياضة فى البدن ، ويكون الطعام السّابق قد انهضم فى المعدة
والكبد والعروق ، وخصوصا وقت غذاء آخر. وبالجملة فوقتُها بعد تمام الهضْم من المعدة.
وإنّما تجوز الرّياضة بعد انهضام الطّعام من المعدة وخُلُوّ الأمعاء والمثانة من
الفُضول.
والرَّضاض : الحصى أو الصّغار منها.
ريع :
تَرَيَّع
الدّاءُ : إذا جاء
وذهب. ورَيعان الشّباب : أوَّله.
والأرْيَع : المُمْرِع الشّديد الوَساعة ، وذكره شيخنا العلّامة فى
قوله :
إذْ عَاقَها
الشَّرَكُ الكَثيفُ وصَدَّها
|
|
قَفَصٌ عن
الأوْجِ الفَسِيْحِ الأَرْيَعِ (٧٥)
|
يريد أنّ الجسم
يمنع النَّفْسَ من الانطلاق.
ريف :
الرَّيْف
: الخِصْب فى
المطعم والمشرب.
وأرْيَفَت الأرض : كثر نباتها.
وأرْيَفْنا : صِرْنا إلى الرِّيف.
ريق :
هو يَرِيق بنَفْسِه ، أى : يَجود بها.
والرِّيْق : رِيْق
الإنسان وغيره ،
وقد يُؤَنَث فيقال : رِيْقَة.
واشْرَبْ دَواءك رَائقا ، أى : تَناوَلْه على الرّيق
غُدْوَة.
رين :
الرَّيْن
: سَواد القلب ، وعن
النّبىّ ، (صلىاللهعليهوسلم) أنّه سُئل عن قوله تعالى : (كَلَّا بَلْ رانَ
عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٧٦) ، قال : هو العَبْد يُذْنِب الذّنْب فيُنْكَب فى قلبه
نُكْتَة سَوداء ، فإنْ تابَ منها صُقِل قلبُه ، وإنْ عاد نُكِتَت أُخرى حتَّي
يَسْوَدَّ قلبُه فذاك هو
الرَّيْن) (٧٧).
ريى :
الرِّىُ
: الشُّرب التّامّ.
والأروية : الأنثَى من الوعول ، وتُذكر فى بابها.
حواشي حرف الراء
__________________
__________________
ابن عمر. وله
المثلّث والنّوادر والهمز وغير ذلك. عرف بالرّواية والنّحو واللّغة. توفّى فى سنة (٢٠٦)
للهجرة. ينظر معجم الأدباء (١٩ / ٥٣). بغية الوعاة (١ / ٢٤٣).
__________________
__________________
__________________
حرف الزّاى
ز
زئبق :
الزّئبَق
: فارسىّ معرَّب
معروف. منه مُستقىً من معدنه ، ومنه مستخرج من حجارة معدنيّة بالنّار ، استخراج
الذّهب والفضّة. وهو بارد رطب فى الثّانية. والزِّئبق
معدن مائىّ رطب ،
سريع التّمدّد بالحرارة جدّاً. وعِلّة تكوينه أنّ البخارات إذا كثرت وتكاثفت
واجتمعت أجزاؤها ، صارت ماءً وجرت الى قرار تلك الكهوف والأهوية ، فحصرها المعدنُ
فلم تجد مَخْلَصاً ، فبقيت فى مكانها واجتمعت أجزاؤها بما فيها من الرّطوبة والبَرْد
، فصارت متكاثفة ، واعتدلت عليها حرارة المعدن وطبختها طبْخا ليّنا فابيضّت وصارت
جسدا محلولا يسمَّى زِئبقا ، ظاهره أبيض بما فيه من البرودة ، وباطنه أحمر يابس لما
فيه من الحرارة. ولا يتمُّ نضجه على رأى بعضهم إلّا بعد سنة.
وهذه المعادن
السّبعة التى هى الذَّهب والفضّة والنُّحاس والأُسْرُب والقِصدير والحديد
والخارصينىّ أصل تكوينها الزّئبق والكبيريت.
وأصحاب الكلام على
الطّبائع والمواليد يجعلون الكبريت أباها والزّئبق أُمّها.
والمفتول منه يقتل
القُمَّل والصِّئبان مع دهن الورد ، وينفع من الجرَب مع دُهن الورد.
وبخارُه يُحدث
الفالج والرَّعشة. ودخانه يُذهب السّمع والبَصَر ، ويَنْخَر الفَمَ. ويقتل الفأر ،
وتهرب منه الحيّات والهَوامّ. والمصعَّد منه قتّال لشدّة تقطيعه وعلاجه شرب اللّبن
والقَىء به.
زبب :
الزَّبَب
: كثرة الشَّعر
وطوله. والزَّبَب فى الإبل : كثرة شعر الوجه والعُثنون.
وقيل هو : كثرة
الشّعر فى الأذُنين والعينين خاصّة.
وعامٌ أزَبّ : مُخْصِبٌ كثير النّبات.
وزَبَّت الشّمس : دَنَت للغروب ، لأنّها تتوارَى كما يتوارى لونُ
العضو بالشَّعَر.
والزُّبّ : الذَّكَر ، يمانية. أو مُقَدَّم الأنف ، يمانية أيضا.
والزَّبيب : الجافّ من العنب ، وهو حارّ رطب ، وقشره وحَبّه بارد
يابس. وأنواعه كثيرة ، وأفضله الكثير اللّحم ، الرَّقيق الجلد ، القليل الحَبّ ،
وهو صديق للمعدة وللكبد ، مفَتِّح للسُّدد ، نافع من اليَرَقان ، وخصوصا مع الخلّ
، موافق للرّئة الرّطبة ، نافع من السُّعال البارد ، مُسَخِّن للكلَى والمثانة.
وزَبيب الجبَل : هو
الزّبيب البرّىً ، وهو
نبات أصلُه كالكَرْم الصّغير ، وله أغصان سود وزَهر الى البياض ، يخلّف ثمَرا فى
غلاف كالحمّص لونه الى السَّواد ، وداخله أبيض وطعمه حِرِّيْف. وهو حارّ يابس فى
الثّانية نافع من وجع الأسنان مَضْمَضَةً ، إذا طُبخ. وبُنبت الشِّعر فى داء
الثَّعلب البلغمىّ طَلاءً.
وإذا مُضِغَ مع
المصطَكى والكُنْدُر أخرج بلغما كثيرا من الرّأس ، ونفع من احتباس الكلام
البلغمىّ.
والزَّبيبة : قرحة تخرج فى اليد.
والزَّبيبتان : هَزْمَتان فى شِدْقَى مُكْثِر الكلام ، وفى شِدْقَى
الحيّة أيضا ، ونقطتان سوداوان فوق عينَى الحيّة والكلب.
والتَّزَبُّب : التَّزَيُّد فى الكلام.
والزَّباب : نوع من الفأر لا شَعر عليه. وفأر عظيم أحمر حسن الشَّعر.
وفأر أصَمّ ، وضَرْبٌ من الجَراد.
زبد :
الزُّبْد : خُلاصة اللّبن ، واحدته زُبْدَة. وهو حارّ رطب فى الأولى. ورطوبته أغلب. مُسَخِّن نافع من
السُّعال البارد اليابس ، وخصوصا مع اللّوز والسُّكَّر ، ومن خُشونة الحلق.
وإذا لُعِقَ
بالعَسَل نفَع من ذات الجَنُب والرِّئة. وأعان على النُّضْج والنَّفْث. وإذا
خُلِطَ بصَفار البَيض وطُبخ نفع من لَذْع الأخلاط وتضاعَف نفعُه فيما ينفع فيه.
ويُسْهِل نبات
الأسنان. وينفع من القُوباء والخشونة طَلاءً. وهو يُرْخِى المعدة.
ويُصلحه الملح
والعَسَل.
وبدله حليب البقر
المطبوخ الذى ذهب خُمسه. وقيل السّمن المغسول. والشّربة منه بقدر الحاجة.
والزُّباد : نبت له ورق صغير مُنقبض تنفرش أفنانه.
وزَبَاد : طِيْبٌ معروف ، وهو وسَخٌ يجتمع تحت ذيل السِّنَّور على
المخرج.
وهو حارّ فى
الثّالثة رطب فى الأولى. نافع من الزُّكام شمّاً ، وقيراط منه مع أوقية من الشّراب
مُذْهِب للخَفَقان ، نافع من ضَعْف القلب شُربا. ومَسْحُ الذَّكَرِ به يمنع
الحبَل. وإدامة شَمِّه يُصدّع المحرور ، واستداركه بشَمِّ الصَّنْدَل. قال بعضهم :
هو طاهر وأمّا الشَّعَر الذى يُخالطه فنَجِسٌ.
زبر :
الزَّبْر : العَقْل ، سُمِّى بذلك لأنّه يَزْبُر صاحبَه أى : ينهاه عمّا لا ينبغى. وفى حديث أهل النّار : (ومنهم
الذى لا زَبْرَ عنده) (١). أى : لا عقل يزبره
وينهاه
عن الإقدام على ما
لا ينبغى.
والزُّبْر : الكاهل أو هَنَة منه.
والزُّبْرَة : الصَّدْر. وازْبارَّ الشَّعر : إذا تنفَّش.
وزَبَرْتُ : كتَبت.
وازْبارَّ عليه الدّاء : تعاظم واشتدّ. وزَبَرْتُ المعلولَ : منعته عمّا يضرّه.
زبل :
ما بقى من الدّواء
إلا زُبالة ، أى : شىء قليل.
والزّبل : معروف.
زبن :
زَبَنْتُ
داءَه : دفعته
عنه. والزَّبُون : الدَّفُوع.
وزُبانَى العقربِ : قرناها.
زجج :
الزُّجّ
: الحديدة التى فى
أسفل الرُّمح ، وطرف المرفق المحدَّد ، على التّشبيه.
والزَّجَج : دِقَّة بخَطّ الحاجبين وطولهما واسْتِقْواسِهما.
والأزَجّ : الحاجِب ، يمانية. وزَجَّجَت
المرأةُ حاجبَها :
طوَّلته بالإثْمد. وأمّا قول الشّاعر :
إذا ما
الغَانياتُ بَرَزْنَ يَوماً
|
|
وزَجَّجْنَ
الحواجبَ والعُيونا (٢)
|
فمُرادُه"
وكحَّلْنَ العُيونا".
والزُّجاج : معروف ويثلّث راؤه ، وأقلّها الكَسْر. وهو حارّ فى الأولى
يابس فى الثّانية ، يفتّت الحصاةَ شربا بعد حَرْقِه.
زجر :
الزَّجْر : المنْع والنَّهى والانتهار.
والزّجر : ضرب من السّمك صغار الحراشف.
والأزْجَر : الذى انْخَزَل ظهرُه من داء.
والزَّجْراء :
التى كَبُر رِدفاها فلا تكاد تقوم.
والزَّجْر والفأل : حِسٌّ نفسانىّ ، (وإذا قَدُمَت العادةُ صارتْ
طبيعة ثانية) (٣).
زجل :
زُجْلَة العلّة : علامتها.
والزّاجل : ماءُ الظّليم ، قال الشّاعر :
وما بَيضاتُ ذى
لَبِدٍ هِجَفٍ
|
|
سُقِيْنَ
بزاجِلٍ حتَّى رَوِيْنَا (٤)
|
وقال الخليل ، (رحمهالله) : بل الزّاجل
، مُحُّ البيض (٥).
زحر :
الزَّحير ، والزُّحار ، والزُّحارة : إخراج الصَّوت أو النَّفَس بأنين ، واستطلاق البطن
بشدّة. وتقطيعٌ فى البطن يُمشِّى دما. والزَّحير : وجَع تمدُّدىّ وانجرادىّ فى
المِعَى المستقيم.
وهو حركة من
المِعَى المستقيم تدعو إلى البراز اضطرارا ولا يخرج منه إلا شىء يسيرٌ من رطوبة
مخاطيّة يخالطها دمٌ ناصعٌ.
ـ ومنه ما يكون عن
ورَم حارّ وعلاجه الفَصْد أوّلاً ، وتعديل المزاج وتقليل الغذاء ونَطْل المحلّ
بالمياه التى طُبخ فيها البابونّج ونحوه.
ـ ومنه ما يكون عن
خِلْطٍ لاذِعٍ صفراوىّ أو بلغم مالح ، ويُعرفان بخروجهما ، ويُعالَجان بتنقية
البدَن منهما بما يليّن الطّبيعة ، وبما يقبض بعد ذلك.
ـ ومنه ما يكون عن
بَرْد نالَ الموضعَ ، وعلاجه التَّكميد بالخِرَق والنُّخالة المسخَّنين يُكْمَد
بهما المقعدُ والعانةُ.
ـ ومنه ما يكون عن
انحلال بَقْلٍ يابسٍ مُحتبسٍ ، يؤلِم الأمعاءَ ، وإخراجه بالعَصْر. ورُبّما
جَرَدَها فأوجب قيام الأغراس وهى اللّزوجة التى على سطح الأمعاء الدّاخلىّ ، فيوهم
ذلك الخارج من الرّطوبة إسهالا. فإن عولج بالقوابض قَتَل. وعلامته ثقلٌ فى البطن
وألمٌ فى الظَّهْر ومَغص دائمٌ. وشهيّة للأغذية اليابسة. وعلاجه بالمغالى
المُزْلِقَة التى يدخل فيها الشِّيْرْخُشْك (٦) بقدر الحاجة ، وبالحُقَن الميّنة
والأمراق الدّسمة.
وزَحَرَت المرأة بولدها ، وذلك عند وِلادتها.
زحن :
تَزَحَّن
فلان على الدَّواء
: إذا تكارَهَ عليه وهو لا يشتهيه.
وزَحَنْتُه على كذا : ألْزَمْتَه به.
وزَحَنَتْ عافيتُه : أبطأ شِفاؤه.
زخر :
زَخَر النّبات : إذا طال. يقولون منه : أخذ المكانُ زُخارِيَّه : إذا خرج نباتُه وأزهر ، قال :
زُخارِىّ
النِّباتِ كأنَّ فيهِ
|
|
جِيادَ
العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوْعِ (٧)
|
زربج :
الزَّيْرَباج
، وقد يُقال : الزَّيْرُباج : مَرَقٌ يُتَّخَذ من لحم وخَلّ وفواكه يابسة مع شىء من
الزّعفران والأفاوِيه الحارّة ويُحَلَّى بسُكَّر أو عَسَل.
وهو من الأغذية
اللّطيفة ، يَصْلُح للمحمومين ، ويطفىء حرارة المِرَّة الصّفراء ، ويقطع البلغم ،
ويُفتّح السُّدَد.
وهو صالح لأصحاب الأكباد
الحارّة ولا يوافق أصحاب الأمراض الباردة ، وخصوصا العَصَبيّة.
زرنبد :
الزَّرَنْبَاد : عُروق بيض ، وهى حارّة يابسة فى الثّانية ، تقطع رائحة
الثّوم والبصل والشّراب ، مَضغاً.
وتحلّل الرّياح ،
وتقوِّى القلب والرُّوح ، وتزيل الوَحْشَة والخفَقان.
وتنفع من نَهْش
الهَوامّ.
وتحبس القَىْءَ ،
وتُقوِّى المعدَة ، وتُعين على الباه ، وتدرّ البول. والشّربة منها من درهم الى
مثقال.
زرج :
الزَّرَجون
: الخَمْر. وهو
فارسىّ معرَّب ، شُبِّه لونُها بلون الذَّهب لأنّ" زر : بالفارسيّة :
الذَّهب. و" جون" اللَّون. وذكرناها فى" ذهب".
زرد :
الأزدِرارد : الابتلاع.
والزَّرْد : الخنْق ، حكاه الخليل (٨).
زرر :
الزّرّ : معروف ، جُوَيْزَة الجَيْب. (وفى المثل : ألْزَمُ مِنْ زِرِّ لعُرْوَةٍ) (٩).
والزّرّ : عُظَيْمٌ تحت القلب. والنُّقرة التى يدور فيها رأس
العَضُد ، وطرف الوَرك.
والزُّرْزُور : طائر معروف سُمِّى بذلك لصوته. وهو حارٌّ يابسٌ يَزيد فى
الباه.
زرشك :
الزُّرُشْك
: هو
الأمْبِرْباريس ، وتقدّم ذكره (١٠).
زرنب :
الزَّرْنَب
: نبات هندىّ.
وليس من نبات أرض العرب ، وإنْ جاء فى شعرهم. وهو نبات هندىّ رقيق الورق صغيرُه ،
أحمرُه ، دقيق العِيدان ، أحمرها أيضا.
ورائحته عَطِرَة
جدّا ، وله قضبان طوال دقاق حُمر مملوءة بالورق. وهى مستديرة الشكل ، ما بين غِلَظ
المسَلّة الى غِلَظ الأقلام ، سُود الى صفرة. وليس له كثير طعم ولا رائحة. والقليل
من رائحته أُتْرُجِّيّ. وقوّته قوّة الجَوز ، لكنّه ألطف منه قليلا. وقد يقوم بدلا
من الدّارجينى. وهو حارّ يابس فى الثّانية. مُفَرِّح للقلب ، مُقَوّ للقلب والمعدة
والكبد ، لكنّه قابض للطّبيعة.
زرنخ :
الزِّرْنِيْخ
: حجر معروف ، منه
أبيض وأحمر وأصفر ، فارسىٍّ مُعَرَّب. وأفضله الأصفر. وهو حارّ يابس فى الثّالثة.
ينفع فى قُروح الرّأس ، وفى البَهَق والجَرب طلاءً مع الزّيت. ويقتل القُمَّل.
واستعماله من داخلٍ قاتلٌ. ويعالَج بالقَىء بالسّمن والماء الحارّ. وبدله
النُّوْرَة.
زروند :
الزَّراوَند : اسم فارسىّ يُطْلَق على نوعين معروفين :
ـ أحدهما طويلٌ
وهو الذَّكَر ، وهو حارّ فى أوائل الثّالثة ، يابس فى الثّانية. يُنَقِّى الدِّماغ
والصَّدر والرَّحِم ممّا فيها من الفُضول المحتبسة ، ويفتح السُّدَد ، ويدرّ
الطَّمْث ، ويُخرِج الأجنّة شُربا ، وخصوصا مع المَرّ والفُلْفُل. وينفع من
السُّموم والصَّرَع والرِّياح شُربا بالماء. ومن وَرَم الطّحال شربا بالسُّكنجبين
، وضمادا بالخلّ. ومن القُروح الخبيثة ، ويُنْبِت اللّحم فيها ، ويُخرج الشَّوك
ونحوه ، ضمادا. ويَجلو الأسنان سُفوفا.
ـ والآخر
المدَحْرَج وهو الأُنثَى وهذا منه رُومىّ وهو يُمسك زمانا طويلا ، ومنه
شامىّ وهو سريع
الفساد.
وهذا حارّ يابس فى
الثّانية ، ينفع منافعَ الطّويل ، ويفضل عليه بنفعه من الفُوَاق وضِيق النَّفَس.
وإذا أخذتَ درهما من الزّراوند وسحقته وشربته أسهل أخلاطا بلغميّة ومَرارا ونفع
المعدة.
زعب :
زَعَبْتُ
الدّواءَ : إذا
شَربته جُمْلَةً.
والرّجل يَزْعَب المرأة : إذا جامعها.
والزَّعيب : زَعيب
النَّحْل ، وهو
صوتها.
زعر :
الزُّعْرُور : ثمر معروف ، منه أصفر وهو جبلىّ ،
ومنه أحمر وهو
بستانىّ.
وهو بارد يابس فى
الثّانية ، قابض يقطع القَىء والإسهال.
وبدله العَنْبَر.
والزَّعرار : ضَرْب من الخوخ.
وشجرة الزّعرور ، تُسمَّى ، أيضا ، شجرة الدُّبّ ، والنُّلْك ، وسنذكره فى
(نلك).
زعزع :
الزَّعْزَعَة : كلّ تحرّك شديد.
وزَعْزعَتْهُ العِلّة : إذا أخذته أخْذا عنيفا ، وأضرَّت صحّته جدّا.
زعفر :
الزَّعفران
: معروف ، وهو
حارّ فى الثّالثة ، يابس فى الأولَى ، مُنْضِجٌّ ، مُحَلِّلٌ ، مُذْهِبٌ للخُمار
إذا شُرب بالشّراب المطبوخ. محلّل مُقَوّ لجوهر الرّوح ، يقوِّى الكبد ، ويدرّ
البول ، ويُنَفِّذ الأدوية التى يُخلط بها الى أقاصى البدن.
قالوا : ومن
خاصّيّته أنّه إذا كان فى بيت لا يدخله سامّ أبرص ، والصّحيح أنّه لا يقربه.
والشّربة منه
مثقال. الإكثار منه يَقْتُل بالتّفريح لأنّه يبسط الرُّوح الى خارج البدن. وحد
الإكثار منه من ثلاثة دراهم الى ستّة. ويُتدارك ضرره بالأشياء القابضة للرّوح
كالسَّفرجل ونحوه.
وبدله الدّارجينى
والسَّلِيْخة (١١).
ونوع من الزّعفران يُسمُّونه المَرْدَقُوش ، بالفارسيّة. ونذكره فى موضعه ،
إنْ شاء الله.
زعم :
الزَّعْم
: القولُ ، حَقّاً
كان أم باطلا. والزَّعْم
: الكذب. وأكثر ما
يُقال فيما يُشَكُّ فيه ، وفى كلّ قول غير موثوق به.
زغب :
الزَّغَب
: صغار الشَّعَر
والرِّيش وليّنه أوّل ما يبدو منها ، وما يبقَى فى رأس الشّيخ عند رِقّة شَعره.
ومن القثّاء ما يَعلوها.
والزُّغْبَة : دُوَيِّبَة تُشبه الفأرة.
زغج :
الزَّغْبَج
: ثَمَر الزّيتون
الجبلىّ ، وهو كالنَّبِق الصّغار يكون أخضر ثمّ يَبْيَضّ ثمّ يسودّ فيحلو. وفيه
مرارة ، يؤكل ويُطبخ ، وهو رطبٌ ، بالماء ، ثمّ يُصَفَّى ماؤه ، ويُطبخ حتَّى
ينعقد فيكون رُبّاً كرُبّ العِنَب ، يؤتدَم به ويُشرب بالماء للتّداوى.
زفر :
الزَّفير : أنْ يملأ الرّجل صدره غَمّاً ثمّ يزفر به زَفْرا ، وزفيرا : أخرج نَفَسَه بعد مُدّة. وقال الهَروىّ : هو من أصوات
المكروبين ، والأصل فيه صوت الحمار فى ابتداء نهيقه ، والشّهيق آخر نهيقه.
والزّافر : أضلاع الجنبَين.
وزُفَر : من اسماء الأسَد.
قال الخليل : والمزفُور : الشّديد تلاحم المفاصل (١٢).
زقم :
الزَّقْم
: اللَّقْم
الشّديد ، والشّرب المفرط.
والزَّقُوم : الزّبد بالتّمر ، بلغة أفريقيّة.
ونبات بالحجاز
ينبت من أصل واحد ويرتفع نحو قعدة الإنسان ، وشكله كشكل الصُّبّار ، إلّا أنّه
أبيض اللّون ، مداخل الورق. وله زهر ياسمينىّ الشّكل ، أصفر اللّون. وهو خَمْس
ورقات. ويَعقد بزرا كالسّمسِم لونُه الى السَّواد. وشجرُه معروف. رأيته فى أريحا (١٣)
من أرض الغَور وفى أرض الغور وفى أرض المقدس ، وفيها مُشابَهة بشجر السِّدْر ، وورقها
صغير فى قَدْر الأظفار ، وخشبها
ضخم ، ظاهره أخضر
اللّون. وأغصانها دِقاق ليّنة تَقبل الانعطاف ، ولها شَوك كالسَّلَى ، وزهر الى
الصُّفْرَة ، وثمر كالهَلِيْلَج يَصْفَرُّ إذا انتهَى ، وفى داخله نواة صُلْبَة
يُتَّخذ منها دُهْن.
وشجرته لها ثمَر
كالتَّمْر حلو وعَفِص ، ولنَواه دُهْن عظيم المنافع ، عَجيب الفِعْل فى تحليل
الرّياح الباردة وأمراض البلغم ، وأوجاع المفاصل والنِّقْرِس وعِرْق النِّسا
والرّيح اللّاحِجَة فى حُقّ الوَرِك.
يُشرب زِنَةَ سبعة
دراهم ثلاثةَ أيّام أو خمسة أيّام. وربّما أقام الزَّمْنَى والمُقعَدِين. ويقال
أصله الإهليلج الكابلىّ ، نقل من هناك وزُرع فى أريحا والمقدِس. ولمّا نما غيَّرته
أرضها عن طبع الهَليلج. وهذا دُهن عجيب الفعل قوىّ التّأثير فى تحليل الرّياح
الباردة اللّاحِجَة فى المفاصل والرِّباطات والأعصاب وفقرات الظّهر. محلّل للخِلْط
البلغمىّ ، مُخْرِج له بإطلاق الطّبيعة.
وطبعه أنّه حارّ
فى وسط الدَّرَجة الثّانية ، مُنَشِّف فى آخر الأولى ، نافع من الأبرِدة.
والشّربة منه مع
الحساء أو مع طبيخ الأصول من وزن خمسة دراهم الى سبعة ، يُشرب ثلاثة أيّام متوالية
، وخمسة أيّام متفرّقة ، فيُتَبَيَّن نفعُه ويَحْسُن أثرُه. ويقيم الزّمنَى ومَنْ
أُقْعِد منهم. ويزيل الخدَر. وينفع من بدء الفالج. وهو يُستخرج فى غَوْر أريحا من
بلد القُدس.
وهذا الثّمر يصير
كالرّطب فيؤكل ظاهره إذا نضج ، وفيه حلاوة يسيرة مع مرارة يسيرة.
وإذا بَلَغ قُلِع
ما على ثَمَرَتِه من اللّحم ، وجُمِع حَبُّه الذى هو نَواه ، واسْتُخْرِج دُهْنُه.
زكم :
الزُّكام
: سَيلان المادّة
من الدِّماغ الى الأنف.
والنَّزْلَة : سيلان المادّة منه الى الحلق.
وسبب كلّ واحد
منهما :
ـ إمّا سوء مزاج
حارّ ظاهر أو خَفىّ ، وعلامته حدّة السائل ورقتّه. وعلاجه الفَصْد وتليين الطبيعة
وتعديل المزاج بالأشربة والأغذية المشمومات والنُّطولات الباردة ، ومنع سيلان
الموادّ بمثل شراب الخشخاش وماء الشّعير.
ـ وإمّا سوء مزاج
بارد ظاهر أو خَفىّ ، وعلامته برودة السّائل وغلظه. وعلاجه تليين الطّبيعة بما
يُخرِج المادّة ، وتعديل المزاج بالأشربة والأغذية والمشمومات والنّطولات الحارّة
، وتلطيف المادّة بمثل المغلىّ المتَّخذ من الزَّبيب ولسان الثّور وعِرْق السُّوس
وشراب الزُّوفا (١٤).
والحمّام فى أوّل
النَّزْلَة الباردة ضارّ ، وفى آخرها نافع. وفى الحارّة نافع مطلقا.
وفى الحديث : (إذا
عَطَس أحدُكم فليُشَمِّتْه جليسُه فاذا زاد على ثلاث فهو مَزْكوم فلا يُشَمَّت بعد ثلاثة) (١٥).
زكن :
زَكَنْتُ
علَّته : عرفتها
ووصفتَ علاجها. وعن الخليل ، (رحمهالله) : أزْكَنْتَها ، أيضا (١٦).
وزَكَنَتْ بِغْضَتُهم : بانت علاماتها ، وعرفتَها فيهم ، قال :
فَلَنْ يُراجِعَ
قَلبى وُدُّهُمْ أبَداً
|
|
زَكَنْتُ مِنْ
بُغْضِهم مثلَ الذى زَكَنُوا(١٧)
|
زكى :
الزَّكا الشّفع من العدد ، والزَّكاء : النّماء والصّلاح. ومنه قوله تعالَى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) (١٨).
زلخ :
الزُّلّاخ
، بلغة أهل اليمن
ونَواحى عُمان : وَجَع يأخذ فى الظّهر. وهو داء يأخذ فى الظَّهر والجَنْب فيصلب
ويغلظ حتّي لا يتحرّك المصابُ به من شدَّته.
زلع :
الزَّلَع
: شُقاق فى ظاهر
القَدَم وباطنِه ، وفى ظاهر الكَفّ. وزَلَعَتْ
جِراحتُه : إذا
فسدت. وتَزَلَّعَه الدّاء : إذا أخذ صِحَّتَه شيئا فشيئا.
زلم :
الزَّلَم
: الظِّلْف ،
وخَصّ بعضهم به أظلاف البَقَر.
وحَبّ الزَّلَم : هو حَبّ العزيز ، وهو حَبٌّ معروف ، حارّ رطب فى الثّانية
، يزيد فى الباه ، والشّربة منه لذلك قَدْر أوقيّة ، وقد يَثْقُل على المعدة ،
ويُصلح بالسُّكّر وبدله النّارجيل.
زمت :
الزُّمَّت
: طائر أحمر
المنقار والرِّجلَين يتلوَّن فى الشّمس ألوانا.
وزَمَتَهُ المرضُ
: أسكته فلا يقوَى على النُّطق.
زمج :
الزُّمَّج
، فارسىّ معرّب ،
اسم لطائر دُون العُقاب يُصاد به ، وهو شديد الطَّيران ، سريعه. ولحمه شديد الحرارة
يقوِّي القلب ، ويزيل خفقانه. وزِبْلُه (١٩) يُزيل الكَلَف طلاء.
والزِّمِجَّى : أصْل ذَنَب الطَّير.
زمح :
الزُّمّاح
: طائر ، قال
الأزهرىّ : كانت العرب تقول أنّه يأخذ الصّبىَّ من مهده.
وفى المثل : أشأم
من الزُّمّاح.
زمر :
الزَّمَّير : نوع من السّمك.
والزّامور : حوت صغير الجسم ذو ألوان ، يدخل أذُن الحوت الضّخم ، فلا
يتركه حتّي يهلكه.
والزِّمار : صوت النَّعام. والزُّمْرَة : الجماعة من النّاس.
زمرد :
الزُّمُرُّد : جوهر معروف ، فارسىّ معرَّب ، وهو الزّبرجد ، وقد
تقدَّم.
زمع :
المَزْمَع
: رِعْدَة تأخذ
الإنسان إذا هَمَّ بأمر.
والزَّمّاعة : التى تتحرّك من رأس الصّبىّ من يافُوخه.
والزَّمَع : رُذّال النّاس ، مأخوذ من الزَّمَع
، وهو : ما يتعلّق
بأظلاف الشّاء من خَلْفِها.
وأزْمَع فلان الأمر : إذا عزم عليه.
وداء زَمُوع : سَريع المشى فى البدن ، وسريع العَدْوَى.
زمك :
الزِّمِكَّي
، والزِّمِكّاء : مَنبت ذنَب الطّائر ، وهى جيّدة الغذاء لحركتها ،
وكثيرته لدَسَمها.
زمل :
تناولت الدَّواء بأزْمَلِه : أخذته كلَّه فشربته.
وتَزَمَّل بثيابه : تَدَثَّر بها.
والإزميل : الشَّفْرَة.
زمن :
الزَّمَن
، والزّمان : اسمان لقليل الوقت وكثيره ، والجمع أزْمان وأزْمِنَة ، وفى الحديث : (إذا تقارب الزَّمان
لم تكد رُؤيا
المؤمن تَكذب) (٢٠). أراد قُرْبَ انتهاء أمَد الدُّنيا.
والزَّمان يقع على جميع أمَدِ الدَّهر ، وبعضِه.
والزَّمانة : العاهَة. وزَمِنَ
، فهو زَمِنٌ ، أى : مُبتلىً ، وزَمِين. والجمع زَمْنَى
، لأنّه طابَق باب
فَعِيْل الذى بمعنَى مَفْعُول ، وتكسيره على هذا كجريح وجَرْحَى. والزَّمانة ، أيضا : الحُبُّ.
زمهر :
الزَّمْهَرير : شدَّة البَرْد.
وازْمَهَرَّ فلانٌ : أخذْته رجفة شديدة.
زنا :
الزَّنَاء ، الحاقِن لبوله فى الحديث : (لا يُصَلِّيَنّ أحدُكم وهو زَنَاء)
(٢١). وأصله الضِّيْق فكأنّ الحاقِن سُمِّى زَناء لأنّ البول إذا حُبِس سبّب ضيقاً.
قال الهروى : وفى
الحديث أنّه كان لا يُحب من الدّنيا إلّا
أزْنأها (٢٢) أى : أضْيَقَها.
زنب :
الأزْنَب
: السَّمين ، وزُنابة العَقْرب : إبْرَتُها التى تلدغ بها.
والزَّيْنَب : شجر حَسَن المنظر طيّب الرّائحة ، وبه سُمِّيَت المرأة.
زنبر :
الزُّنْبُور : ذُباب لسّاع ، وفأرة عظيمة ، وشجرة طويلة لا عُرْضَ لها
ورَقُها كورق
الجَوز فى منظره
ورائحته ، ونَوْرُها أبيض ، وحَمْلُها كالزّيتون سَوادا. وإذا نضج اشتدّ سواده ،
وحلا جدّاً ، يأكله النّاس كالرُّطَب ، وهو يصبغ الفَم كالفِرْصَاد. وله عُجْمَة
كعُجْمَة الغُبَيْراء.
والزَّنْبُور ، أيضا : ضَرْبٌ من التِّين الحُلْوِ.
زنبق :
الزَّنْبَق
: اليَاسمين
الأبيض ، وأهل العراق يقولون لدُهْن الياسَمين دهن الزَّنْبَق.
زنجبيل :
الزَّنجبيل
: اسم للخَمْر ،
ولعُروقٍ تُجلب من الهند ، وهى معروفة ، وأصل هذا النّبات الذى يُجلب الينا من
الهند هو الذى يُنتفع به.
وهو ممّا ينبت فى
بلاد العرب أيضا ، وخصوصا بأرض عُمان ، وهو عُروق تسرى فى الأرض وليس بشجر. ونباته
يؤكل رَطْباً كالبَقْل ، وله ورق يُستعمل كالسّدّاب.
وهو حارّ فى آخر
الثّالثة يابس فى الثّانية ، وفيه رُطوبة فضليّة ، ولذلك هو قليل اليُبوسة.
وإسخانه قوىٌّ ،
ولكنّه ليس من ساعتِه كالفلفل ، ولذلك لا ينبغى أنْ يُتَوَهَّم أنّه لطيفٌ ، لأنّا
نجد عِياناً أنّ فيه شيئا من جوهر لم ينضج ، فليس هو يابس أرضىّ ، بل الأحرَى أنْ
يكون رطبا. من أجل ذلك صار يَتأكل ويتفتَّت سريعا بسبب ما فيه من الرُّطوبات
الفضليّة. وهذا التأكل لا يعرض لشىء من الأشياء المحضَةِ اليُبْسِ والرّطبة
برُطوبة مُشاكلة لجوهَرها.
قال ابن ماسَوَيه
: هو حارٌّ فى آخر الثّالثة رَطْبٌ فى أوَّل الأولَى. والحق أنّه كذلك كما تدلّ
مراقبة أحواله.
وهو شَبيهٌ
بالفُلْفُل ، ولكن ليس فيه لطافةٌ. وإسخانة أبقَى من إسخان الفلفل لكثافته ، ولا
يسخِّن إلّا بعد زمان لما فيه من الرّطوبة المذكورة.
وإذا رُبِّبَ أخَذ
العَسَلُ بعضَ رطوبته الفضليّة ، فيُجَفِّف أكثر. وهو يزيد فى الحِفْظ ويجلو
الرُّطوبة عن نواحى الرّأس والحلق ، ويجلو ظُلمة العين كُحلا وشربا. ويُهَضِّم ،
ويوافق الكبد والمعدة ويُنَشِّف بَلَّها وما يحدث فيها من الرّطوبة عن أكل
الفواكه. ويهيِّج الباه مُرَبّاً وغيره ، ويليّن الطّبيعة تليينا خفيفا. وينفع من
سُموم الهوامّ.
وهو شَبيه بالفلفل
فى طعمه وطبعه ، إلّا أنّه أقلّ يبوسة منه لما فيه من الرّطوبة الفضليّة ، ولذلك
يتأكل سريعا وتبقَى حرارته فى البدن ، كالدّار فلفل ، مدّة طويلة ، بخِلاف الفلفل
فإنّ حرارته بسبب زيادة يبسه فهى لا تلبث مثلها. فهما كالحطب الرَّطب إذا اشتعل
بالنّار فإنّه يمكث مدّة مديدة بخلاف الحطب اليابس فإنّه يشتعل سريعا وينطفئ
سريعا.
وهو مُفَتِّح
للسُّدَد مُحَلِّل للرِّياح الغليظة من المعدة والأمعاء ، نافع من الغشاوة وظلمة
البصر إذا خُلط بشىء من رُطوبة كبد المعز حال شَيِّها ثمّ جُفِّف وسُحِق واكْتُحِل
به.
وإذا أُخِذ منه
وزن درهمين مع السُّكَّر والماء الحارّ أخرج فضلاً لزجا ، وخُصوصا مع التَّبْرِيد.
وبالجملة فهو نافع
من جميع الأمراض الباردة الرَّطْبَة ، وضارٌّ بالمحرورين. والشّربة منه من درهم
إلى درهمين. وبدله وزنه من الدّار فلفل أو الرّاسَن.
وزَنْجَبِيل الكِلاب : بَقْلَه ورَقُها كورَق الخِلاف ، وقُضبانها
حُمْرٌ مُعَقَّدة ، وطعمها حِرِّيْفٌ.
وهى حارّة يابسة
رديئة الكيفيّة ، قاتلة للكِلاب.
وورقُها ـ طريّاً
مَدقوقاً ـ ينفع من الكَلَف والنَّمَش ، ويُحَلِّل الأورامَ الصُّلْبَة ضماداً.
زنجر :
الزِّنْجار : معروف ، فارسىّ معرَّب. منه معدنىّ يتولّد فى معادن
النُّحاس ، ومنه مصنوع يتَّخذ من صَدأ النُّحاس.
وهو حارّ يابس فى
الرّابعة.
والمعروف عنه أنّه
أكّالٌ ، ينفع من بياض العين اكتحالاً. ومن الجرَب والبَهَق والبَرَص طلاءً ، ويقع
فى المراهم لنفعه من القُروح ولا يجوز استعماله من داخل البدن.
زنجفر :
الزُّنْجفر : صبغ معروف ، فارسىّ معرَّب.
ـ منه معدنيٌّ
يتولَّد فى معادن الزِّئبق.
ـ ومنه مصنوع
يُتَّخذ من الزّئبق والكبريت المحرَّقَين.
وهو حارّ فى
الأولى يابس فى الثّانية.
ينفع من حُرَق
النّار ، ومن البُثور ، ويُدْمِل الجِراحات ، ويُنبت اللّحم فى القُروح. وهو من
السُّموم ويعالَج بالقَىء بالماء الحارّ والعَسَل والسِّمْن.
زند :
الزَّنْد ، لغةً : طرف الذِّراع الذى انْحَسَر عنه اللّحم ، وهو
مُوْصِل طرف الذّراع فى الكفّ. وهما
زَنْدان.
والزَّنْد : العُود الذى تُقدح به النّار والسُّفْلَى زَنْدَة ، ولا يُقال زَنْدَتان.
وهو ، طِبّاً :
السّاعد ، عضوٌ مؤلَّف من عَظمتين مُتلاصقتين ويُسَمَّيان بالزَّنْدَين ،
ـ زَنْد أسفل وهو غليظ لأنّه حامل ، ومستقيم لأنّ به حركة انبساط
الذِّراع.
وهما حركتان
مُستويتان ، وهو الوَحْشِىّ. والخِنْصِر من جهته.
ـ وزَنْدٌ أعلا وهو دَقيق ويميل الى الاستدارة ، وفيه اعوجاج الى
الجهة الوحشيّة ، لأنّ به الحركة الى الجانبين ، وهو الإنسىّ. والإبهام من جهته.
وهما دقيقا الوسَط
غليظا الطَّرفين. وفى أعلا الأسفل زائدتان بينهما جزء تدخل فيه زائدة العَضُد ،
وتدخل زائدتان فى العينين اللَّتين فى العضد ، وبهذا المفصل تحصل الحركة الملتوية
والمنبطحة.
وزَنَّدَه المرضُ : أضَرّ به جداً. وزَنَّدَه
العِلاج : ضايقه.
زهد :
قال الخليل ، (رحمهالله) : الزَّهادة فى الدّنيا ، والزُّهد فى الدِّين خاصّة (٢٣).
ومريض زَهِيدٌ : قليل الغِذاء. وزَهَدَه
المرض : أنهكه
وأضعفه.
زهر :
الزَّهَر ، والزَّهْر : نَوْرُ كلّ نبات. وعن ابن الأعرابىّ : النَّوْر الأبيض ،
والزَّهر الأصفر ، لأنّه يَبْيَضّ ثمّ يَصْفَرّ. وعن ثعلب : الزَّهرة : النّبات. وعن الدَّينورىّ :
أزْهَر النَّبْت بالألف : إذا نَوَّر وظهر زَهْرُهُ ، وزَهَر بغير ألِف : إذا حَسُن.
وبالضّمّ : البياض
النَّيِّر.
ورجل أزْهَر : بَيِّن الزُّهْرَة ، أى : أبيض مُشَرَّب بحُمرة ، وهو أحسن الألوان.
وفى الحديث : (أنّه
(عليهالسلام) ، كان أزْهَر اللّون ليس بأبيض ولا أمْهَق) (٢٤). الأمْهَق : الأبيض
الشّديد البياض الذى يُخالطه شىء من الحمرة. والزَّهْرَة : نجم فى السّماء الثّالثة.
والزَّهْر : ثلاثُ ليالٍ من أوّل الشّهر.
والأزْهَر : القمر ، ويوم الجمعة ، والثّور الوحشىّ ، والأسد الأبيض
، واللَّبن ساعة يُحلب.
والأزْهَران : الشّمس والقَمَر.
والزَّهْراوتان فى الحديث : البَقَرة وآل عِمْران ، أى : المنيرتان (٢٥).
زهم :
الزُّهْم
: شَحْم الوَحْش. والزَّهِم : السَّمين. وزَاهَمَتْ حُمّاه أُسبوعا ، أى : مضى على
بُدُوِّها أسبوع.
زهو :
الزَّهْوُ : التَّجَبُّر. والزَّهْوُ : الباطل والكَذِب ،
قال :
ولا تَقُولَنَ
زَهْواً ما تُخَيِّرُنِى
|
|
لَمْ يَتْرُكِ
الشَّيبُ لى زَهْواً ولا الكِبَرُ (٢٦)
|
زوج :
الزّاج
: معروف ، فارسىّ
معرَّب. وهو أنواع : أخضر وهو أجودها ويُسمَّى القَلْقَند. وأبيض : وهو
القَلْقَدِيْس. وأحمر وهو الشّامىّ. وأصفر وهو القُلْقُطار. وهى حارّة يابسة فى
الثّالثة ، تنفع من الجرَب الرَّطْب ، وتقطع الدّم المنبعِث من ظاهر البَدَن ،
ضمادا.
وشُرب مائها رَدىء
وربّما قتَل ، ويُعالج باللَّبن الحليب.
زور :
الزَّوْر : أعلا الصَّدْر أو مُلتقَى أطراف عظامه حيث اجتمعت.
والزَّوَر : المَيل ، وعِوَج الزَّور.
والتَّزْوير : إصلاح الشّىء. وكلام مُزَوَّر أى : مُحَسّن. وسُمع ابن الأعرابىّ.
يقول : كلّ إصلاح
من خير أو شرّ فهو
تَزْوِير.
والمُزَوَّر من الإبل : الذى إذا سَلَّه المُذَمِّر من بطن أُمِّه
أعْوَجَّ صدرُه فيغمزه ليُقيمه ، فيبقَى فيه من غَمْزِه أثَرٌ فيُعلم أنّه مُزَوَّر.
والزُّوْر : قول الكذب ، وشهادة الباطل ، قال الخليل : ولم يُشْتَقّ تزوير الكلام منه ، ولكنْ من تزوير الصَّدر (٢٧).
زوغ :
الزّاغ
: غُراب صغير أحمر
المنقار والرِّجلين ، طيّب اللّحم ، يأكل الزّرع والثِّمار ، وخُصوصا الزَّيتون ،
ولذلك يُقال له غُراب الزَّرع وغُراب الزّيتون. وهو حارّ مُسَخِّن ينفع المبرودين
، ويحرِّك الباه. والجمع على زِيغان.
زوف :
الزُّوْفَا : اسم لنبات تَنْفَرِش أغصانُه على وجه الأرض نحو الذِّراع
، وله ورق كورق المرْزَنّجُوش ، ورائحة طيّبة ، وطعم مُرّ ، وهو نوعان : جبلىّ وهو
أقوَى وأكثر حِدّةً. وبُستانىّ وهو ألطف وأقلّ حِدّةً. وبالجملة فهو حارّ يابس فى
الثّالثة.
وإذا طُبخ
بالسُّكُنْجُبِين وشُرِب أسْهَل كَيْمُوساً غليظا ، وإذا طُبخ بالماء والتّين
والعَسل وشُرب نفع من السُّعال المزمِن ومن الرَّبو وأورام الرِّئة ومما ينزل من
الرأس إلى الحلق والصّدر ، ومن نقص الانتصاب ، والمغَص ، ومن الاستسقاء ، وإذا
طُبخ بالخلّ نفع من وجع الأسنان مَضْمَضَةً. وإذا بُخِّرَت الأذُن به حَلَّل
الرِّيح العارض فيها.
وفيه إدرار للبول
والطَّمْث وإخراج للدِّيدان ، إلّا أنّه يضرّ بالكلَى ، ويصلحه البَنَفْسَج.
والزُّوفا ، أيضا
: اسم للدَّسَم فى صوف الضّأن ، ويستعمل بعد غسله. وهو حارّ فى الثّانية ، رطب فى
الأولَى ، يحلِّل الأورام الرَّطبة الصُّلبة ، وينفع من الاستسقاء ومن برد الكبد
والكلَى والمثانة والرَّحم ، إلّا أنّه يُرْخِى الأعضاء ويصلحه الوَرْد.
زول :
المُزاوَلة : المعالجة والمحاولة ، يقال : زاوَل فلانٌ الشَّىءَ ، مُزاولةً ، إذا
زاوله وحاوله. وزالَ : ماضى يَزال
إذا تقدَّمت نفى
أو نهىٍ أو دعاء عملت عملَ كان ، نحو ما
زالَ زيد ضاحكا. ولا
مصدرَ لها.
وأمّا" زالَ " ماضى يَزول
ففِعْل تامٌّ ففعل
تامٌّ غيرُ مُتَعَدٍّ ، ومعناها الذَّهاب والانتقال. قال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ
زالَتا) (٢٨) الآية ، ومصدرها
الزَّوال.
و" زال " ماضى يَزيلُ
، فعل تامٌّ
مُتَعَدٍّ ، ومعناها التّمييز ، يقال : زال
زيدٌ ضأنه عن مَعز
فلان ، أى : ميَّزها منها. ومصدرها
الزَّيْل.
والمُزايلة : المفارَقة ، يقال زايلَ
فلان الشَّىءَ ، مُزايلةً : إذا فارَقة.
والزَّيَل :
تباعُد ما بين الفَخِذَين ، وهو مأخوذ من ذلك ، لأنّ المتباعِد مُفارق.
زون :
الزُّوان
: معروف.
وهو مُخَدِّر نافع
جدّا فى الجراحات ، ومُزيلٌ للأوجاع لُطوخا. وهو حَبّ فى الحنطة ، ويسمَّى
الشَّيْلَم ، أيضا.
زيب :
الأزْيَب
: الجَنوب. وفى
الحديث : (إنّ لله ريحاً يقال لها
الأزْيَب وهى فيكم الجَنوب)
(٢٩).
وأهل اليَمَن
وعُمان ومَنْ يركب البَحر يُسمُّون الجنوب : الأزْيَب
، لا يعرفون لها
اسماً غيره ، وذلك أنّها تعصف وتثير البحر حتَّي تُصَوِّرَه وتقلب أسفله فتجعله
أعلاه.
والأزْيَب : الماء الكثير.
والأزْيَب : القُنْفُذ.
زيت :
الزَّيْت
: دُهْن معروف ،
منه المتَّخذ من الزَّيتون الفَجِّ ، وهو زيت الأنفاق ، والزَّيت الرّكابىّ. وقال
دِيْسْقُوْرِيْدُوْس : إنّ جميع أصناف الزّيت حارّة ، وأنّها مُليِّنة للبَشَرة
تمنع البرد من أنْ يُسرع إلى البدن ، وتُنشِّطه للحرَكة وتُليّن الطّبيعة. وينفع
القَىء به من الأدوية القتّالة.
وإذا شُرب منه
تِسْعُ أوَاقٍ بماءٍ حارّ أسهلَ البطن. وإذا شُرب القَدْر المذكور حارّاً بعد طبخ
السُّدّاب فيه قتَل الدُّود وأخرجه.
والاحتقان به ينفع
من القُولَنج.
والعتيق منه أشدّ
إسخانا.
والاكتحال به يحدّ
البصر.
والمطبوخ منه يقوم
مقام العتيق.
وإذا اكتحل
بالزّيب المبيضِّ بالطّبخ بالماء أزال البَياض ، أبداً. وبدل الزَّيب فى الأدوية
الزُّبْد.
زيد :
الزِّيادة : النُّمُوّ.
وأبو زَيدان : دواء هندىّ ، وهو المستعجِلة أو نوع منها. وهو عروق بيض
مُصْمَتة معروفة ، حارّة فى الثّانية يابسة فى الأولى. فيها رُطوبة فضليّة وقوّةٌ
شبيهةٌ بقوّة البَهْمَن (٣٠) الأبيض. وأجودها البيضاء الغليظة العُود ، الكثيرة
الخطوط ، الخشنة الملمَس.
تُسْهِل الماء
الأصفر بالخاصّيّة ، وتلطِّف الأخلاطَ الغليظةَ ، وتُخرجها من
الأعصاب. تنفع من
الأمراض الباردة ، ومن وجع المفاصٍل ، والنِّقْرِس ، ومن السُّموم الباردة.
وتحرِّك شهوة الجماع ، وتزيد من المنىّ. إلّا أنّها قد تضرُّ بالأُنْثَيَين.
ويُصْلِحُها
العَسَل.
والشّربة منها من
مثقال الى درهمين.
وبدلها
السُّوْرِنْجان (٣١).
زيل :
المُزايلة : المفارقة. وزايَلَتْه
الحُمَّى :
فارقته.
والزَّيَل : تباعد ما بين الفَخِذَين. ويقال أنّ أصلها الواو ، وكُتبت
هاهنا للّفظ ، وقد مرّت فى" زول".
زين :
الزَّيْن
: خلاف الشَّين.
قال الأزهرىّ :
سمعتُ صبيّاً من بنى عقيل يقول لآخر : وجهى زَيْنٌ
ووجهُك شَيْن.
أراد أنّه صبيح الوجه ، وأنّ الاخر قبيحُه. قال : والتّقدير" وجهى ذو زَيْنٍ ووجهُك ذو شَين" فنعَتهما بالمصدر ، كما يُقال :
رَجُلٌ عَدْلٌ ، أى : ذو عَدْلٍ. ويقال : زانَه
الحُسْن ، يَزِيْنُه زَيْناً.
والزِّينَة : اسمٌ جامعٌ لكلّ شىء
يُتَزَيَّن به.
ويوم الزِّينَة : العِيْد.
وفى الحديث : (زَيِّنُوا القُرآن بأصواتِكم) (٣٢).
وقال ، (عليهالسلام) ، أيضا : (ليس منّا مَنْ لَمْ يَتَغَنّ بالقرآن) (٣٣). أى
: يَلْهَج بتلاوته. ومعناه الحثّ على التّلاوة والترتيل الذى أمرالله ، تعالَى ،
بهما فى قوله ، جلّ وعزّ : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ
تَرْتِيلاً) (٣٤) وليس ذلك على
طريقة النَّغَم والتطريب.
وقيل أنّ الكلام
على القَلْب ، فكأنّ الزِّينة للمُرَتِّل لا للقرآن ، هكذا قِيل ، ويَرُدُّه قول ابن
عبّاس أنّ رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) ، قال : (لكلّ شىء حليّةٌ. وحِلْيَة القرآنِ حُسْنُ
الصَّوت) (٣٥). والله ، تعالى ، أعلم.
حواشي حرف الزاي
__________________
كما في معجم
البلدان (١/١٦٥).
__________________
__________________
حرف السّين
س
سأت :
السّأَتان
: جانبا الحلقوم ،
حيث يقع فيهما إصبع الخانق.
سأر :
السّؤر : البقيَّة من كلّ شيء وفي الحديث : (إذا شَرِبْتُم فاسْئِرُوا)
(١). أي : أبقوا شيئا. وفي حديث الفضل بن العبّاس : (لا أوْثِرُ بسُؤْرِك أحداً) (٢). أي : لا أتركه لأحد غيرى. وهو يُستعمل في
الطّعام والشّراب وغيرهما. فيقال : في هذا
سُؤْر شراب ، أي :
بقيّةٌ.
والسَّائر : الباقي. وفي المثَل : سائر النّاس هَمَجٌ. قال الأزهريّ في التّهذيب : إنّ أهل اللّغة
اتَّفقوا على أنّ معنى سائر في أمثال هذا الموضع : الباقي ، من قولك : أسأَرْتُ سُؤْراً أو
سُؤْرَةً : إذا أفضَلْتَها
وأبْقَيْتَها.
وأسْأَرَ من دوائه : أبقَى منه بقيّة.
سأم :
السَّأْمَة : الملَل والضَّجَر. والسّامّ
، بغير هَمْز :
الموت. وفي الحديث : (لكلّ داءٍ دواءٌ إلّا
السّامّ) (٣). يعني الموت.
ساساليوس :
ساسالْيَوس
: اسم يونانيّ
لنباتٍ ،
* منه ما يُشبه
الرّازْيانج ، إلّا أنّه أغلظ منه ، وله بذر كالشِّبْث ، وثمرته قريبة الاستدارة.
ومنه ما له ورق يشبه اللَّبلاب ، إلّا أنّه أصغر ، وله بذر أسود كالحنطة.
* ومنه ما له ثمرة
عريضة ،
* ومنه ما يشبه
الأُنْجُدان الرّوميّ ، إلّا أنّه أشدّ بياضا ، وله بذر صغير وورق صغير أيضا.
وهي حارّة يابسة
في آخر الثّانية ، تُقوِّي المعدة ، وتَذْهَب بالبلغم. ولذلك تنفع من الرَّبْو
والسّعال المزمن ، وتسكِّن الأوجاع الباطنة ، وتدرّ البول والطّمث ، وتذهب
بالرِّياح. وتنفع من الصَّرَع ومن أمراض العَصَب.
والشّربة منها من
درهم إلى مثقال وبدلها الفِطْرانْساليون.(٣)
سبب :
السَّبّابة : الإصبع التي تلي الإبهام.
والسَّبَب ، لغةً : الحَبْل ، وما يُتَوَصَّل به إلى غيره. وعند
الحكماء : ما لا بدَّ منه في وجود الشّيء ، سواء كان داخلا في المادّة والصُّورة ،
أم خارجا عنها ، وهو الفاعل والغاية. وعند الأطبّاء : كلّ ما كان فاعلا في بدن
الإنسان لوجود حالة من الأحوال الثّلاثة ، بواسطة أو بغير واسطة ، سواء كان بدنيّا
، وهو ما كان في داخل البدن ، أو بادِيا ، وهو ما كان واردا على البدن من خارج ،
وكلّ واحد منهما إمّا بعيد وإمّا قريب.
والبَدَنيّ البعيد
هو الامتلاء الموجِب للعُفونة ، الموجِبة للحُمَّى ، وهذا بواسطة.
والبدنيّ القريب
هو العفونة الموجبة للحمّى ، وهذا بغير واسطة.
والبادي البعيد هو
كثرة الطّعام الموجِبة للامتلاء الموجِب للمرض ، وهذا بواسطة.
والبادي القريب هو
كحَرارة الشّمس الموجِبة للصُّداع ، وهذا بغير واسطة.
والأسباب الفاعلة هي المسمّاة بالسِّتَّة الضّروريّة ، وهي التي لا
يمكن التَّخَلُّص للحَيَوان عنها في حياته ، ولا يمكن التَّخَلِّي عن واحد منها.
ومتَى اتَّفَق للإنسان استعمالها على ما ينبغي ، كانت أسبابا للصّحّة ، وإن لم يتّفق له ذلك كانت أسبابا للمرض.
فالسّبب الفاعليُّ هو
السِّتَّة الضَّرورية. والبادِي : بدن الإنسان ، والصّوري حصول الصّحّة ، والغائيّ
حفظها.
وينقسم السّبب إلى ثلاثة أقسام : إمّا
سبب عن سبب كالعفونة عن الامتلاء ، وإمّا عن مرض كعُفونة الأخلاط عن
حُمَّى يوم ، وإمّا عن عَرَض كالسِّرْسام العارض عن الصّداع الشّديد ، والعارض عن
حمّى ذات الجنْب.
والسَّبْسَب : شجر ، وقيل هو العِضَاه.
سبت :
السَّبْت
: يوم من الأسبوع
، والرّاحة ، والسّكون ، والرَّجُل الكثير النَّوم.
والسِّبْت : الجِلْد المدبوغ.
والسُّبْت : نباتٌ كالخَطميّ ، ويُفتح ويُكسر.
والمُسْبِت : الذي لا يتحرَّك.
والسُّبات : النّوم أو نَوم خَفيف كالغِشْيَة.
وقال ثعلب : هو
ابتداء النَّوم في الرّأس حتّى يبلغ الى القلب.
وقال الزّجّاج :
هو انقطاعٌ عن الحركة والرّوحُ في البدن ، وأصلُه من السَّبْت :
الرّاحة والسّكون
أو من القَطْع وترك الأعمال.
ويقال سُبات للنَّوم المفرِط الثّقيل. ولا يقال لكلّ مُفرِط. وهيئته
أقوَى فيصعب الانتباه منه ، وإن نُبِّه.
والفَرْق بين السُّبات وبين السَّكْتَة أنّ المسبوت
يمكن أن يَفهم
ويُنَبَّه وتكون حركاته أسلَسَ من إحساسه ، والمسكوت مُظلّل الحِسّ والحركة.
والفرق بين المسبوت وبين المغشِيّ عليه لضَعْف القلب أنّ نبض المسبوت أقوى وأشبه بنبض الأصحّاء ، ونبض المغشيّ عليه أضعف وأصلب ،
والغشي يقع يسيرا يسيرا مع تغيّر اللّون إلى الصّفرة ، وإلى مُشاكلة لون الموتَى ،
وبرودة الأطراف ، وأمّا
السّبات فلا يتغيّر فيه لون
الوجه إلّا إلى ما هو أحسن ، ولا تَنْحَف رُقْعَةُ الوجهِ والأنف ، ولا يتغيّر عن
سحنة النُّوّام إلّا بأدنَى تهيُّج وانتفاخ. والفرق بين المسبوت وبين المختنِقة الرَّحم ، أنّ المسبوت يمكن أن يُفهم بالتَّكلّف ، والمختنقة الرّحم تفهم بعُسْر
ولا تتكلّم البتّة.
وعلاجه بالجملة
دَهْن الرّأس بدُهْن الورد والخَلّ ، واستفراغ المادّة الغالبة واستعمال
السُّعوطات والعُطُوسات.
والسُّبات السَّهريّ عِلّة سَرساميّةٌ مركبّة من السّرسام البارد
والحارّ ، لأنّ الورَم فيها من الخِلْطَين معا ، أعني من البلغم والصّفراء ، وسببه
امتلاء وَلَّدَه النَّهم وإكثار الأكل والشُّرب والسُّكْر. وقد يعتدل الخلطان ،
كما قد يغلب أحدُهما فتغلب علامته فإن غلب البلغم سُمِّي سُباتا سَهريّاً ، وإن غَلبت الصّفراء سُمّي سَهرا سُباتيّا. وقد يتّفق في مرضة واحدة أن يكون لكلّ واحد منهما تأثير
على الآخر ، فتارة يغلب البلغم فيفعل سُباتا وثقلا وكسلا وتغميضا ومشقّة في الجواب عمّا يُسأل عنه ،
ويكون جوابه جواب مُتَمَهِّل مُتفكّر ، وتارة تغلب فيه الصّفراء فتفعل فيه أرَقا
وهَذَيانا وتحديقا متّصلا ولا تدعه يستغرق في السّبات
، بل يكون سباته
خفيفا.
وعلاجه المشترَك
الفَصْد ثم الحقْن ، تزيد في حدّتها ولينها بقدر ما تجد عليه
المادّة
بالعلامات.
والسُّبات : نوم اللّيل والنّهار. والمسبوت
: الميت ،
والمغشيّ عليه.
ورُطَبٌ مُسَبَّتٌ
: عَمَّه الإرطاب.
سبخ :
التَّسْبِيخ
: التّخفيف. يقال
: اللهمّ سَبِّخ عنّي الحمَّى ، أي : خَفِّفْها عنّي.
والتَّسْبِيخ : التَّسْكين. قال بعض العرب : الحمد لله على تَسْبِيخ عُرَوَاء الحمَّى ، أي : على سكونها من ضَرَبان الألم ،
والارتجاف الشّديد.
سبد :
السَّبْد : حَلْقُ الشَّعَر.
والسِّبْد : الزَّبيب.
والسَّبَد : القليل من الشَّعَر ، وطائر ليّن الرِّيش إذا قُطِّر
الماءُ على ظهره جرَى من لينه.
والتَّسْبِيد : الاستئصال بمرّة.
والسُّبَد ، في قولهم : (ما له سُبَدٌ ولا لُبَدٌ) (٤) : الشَّعَر.
سبر :
السَّبْر : استخراج كُنْهِ الأمر. وسَبْرُ الجُرْح : قياسُه بالمِسْبار لمعرفة غَوْرِه.
والمِسْبار ، والسِّبار : ما
يُسْبَر به الجُرح.
والسَّبْرَة : الغَداة الباردة. أو بين السَّحَر إلى الصّباح ، والجمع
: سَبَرات. وفي
الحديث : (وإسباغ
الوضوء في السَّبَرات)
(٥).
سبستان :
السِّبِسْتَان
: اسم فارسيّ لشجر
يعلو نحو القامة وأكثر ، وله ورق مدوَّر كبار ، وثمر مدوَّر أصفر اللّون ، فيه
لُزوجة يحلو إذا نضج ويسودّ إذا جفّ ، معتدل في الحرارة والبرودة ، رَطْب في
الأولى ، مُلَيِّن للصَّدر ولطبائع المحرورين ، مُخْرِج للحيّات بالإزلاق ، نافع
من السُّعال الحارّ ومن حُرْقَة البول ، ويقع كثيرا في الأدوية المُسْهِلة ،
وخصوصا في الحُقَن.
سبط :
السِّبْط ، والسَّبَط ، والسَّبِط من الشَّعَر : المنبسِط المسترسل.
وأسْبَط الرَّجل إسباطا : إذا امتدَّ وانبسط من داء أو ضَرْب.
والسَّبَط : نبات الرَّمْل. والسُّباطة : الكُناسة.
سبع :
السَّبُع
: الحيوان المفترس
، والجمع أسْبُع وسِباع. والسَّبُعَة : اللَّبُؤَة.
والسُّبْع ، في الحِساب : جُزء من سَبعة أجزاء.
وسَبَعَه الدّاء : إذا أنضاه أو أهلكه.
سبل :
السَّبَل
: غشاوة تعرض
للعين من انتفاخ عُروقها الظّاهرة في سطح الملتحِمة
والقَرَنِيَّة ،
وانْتِساج شَيء فيما بينهما كالدُّخان.
وسببه امتلاء تلك
العروق ، إمّا عن موادّ تسيل إليها من طريق الغشاء الظّاهر وإمّا من طريق الغشاء
الباطن لامتلاء الرّأس وضعف العين ، وقد يعرض منه حكّة ودمعة وغشاوة وتأزّمٌ في
ضوء الشّمس والسّراج ، وقد يعرض للعين منه صِغَر ونقص جِرْم الحدَقة ، وهو ممّا
يُورَث ويَعْدِي. وعلامة الذي من الحجاب الخارِج دُرور العروق الخارجة وحمرة الوجه
وضَرَبان الصُّدْغَين. وعلامة الآخر عُطاس وضَرَبانٌ في قَعْر العين ، وعلاجه
تنقية البدن بالاستفراغات واجتناب الأدهان والأضمدة عن الرّأس ، والاكتحال
بالشّياف الأحمر اللّيّن والأخضر. وإذا قارَنَه جَرَبٌ فقد جُرِّبَ له شِياف
السُّمّاق ، وهو يُتَّخَذ منه وحده ، ورُبّما جُعِل معه قليلُ صمغ عربيّ
وأنْزَرُوت ، ويُكتحل به ، فإنّه يقطع السَّبَل
ويُزيل الجرَب.
هذا في الخفيف.
وأمّا القويّ منه فلا يُسْتَغْنَى فيه عن اللَّقْط. وأجود وقته الرّبيع والخريف مع
التّنقية التّامّة ، وإلّا نزلت الفضول الى العين.
وقال الرّازي :
وهو غشاوة تشاهَد في العين ذات عُروق مُحمَّرة واختُلف فيها ، فقيل إنّها طبيعيّة
لكنّها في الصّحّة صغيرة خفيفة عن الحِسّ ، فإذا ظهرتْ وعظمت أضَرَّتْ. وقيل إنّها
مَرَضِيّة لأنّها لو كانت طبيعيّة لكان قطعها" وخاصّة إذا تكرّر" ضارّا.
والحقّ أنّها ليست
بطبيعيّة مطلقا ، وإلّا لكان تكوُّنها أوّلا ، وكان قطعها ضارّا ، وليست بخارجة عن
الطبيعة مطلقا ، وإلّا لم يمكن تكوُّنها. بل هي حادثة ومُضِرَّة وهي ممّا يعدي
بسبب استنشاق الهواء المخلّط بما يُتَبَخَّر منه فيحيل الدّماغ ونواحيه الى
طبيعته. وممّا يُوَرَّث لأنه لم ينفصل عن عين صاحبه من
فيكون كثير
الفضول.
والعلاج تنقية
البدن والرّأس ، وتلطيف الغذاء ، واجتناب ما يُبَخَّر ، وفَصْد عُروق المؤقَين
ينفع نفعا ظاهرا.
وهو ثلاثة أنواع :
* أحدها يعرف بالسَّبَل الرَّطْب ، وهو أنْ يكون مع كثرة دَمْع ورطوبة مفرطة في
الأجفان ، وذلك لا يتعلّق بالغشاوة.
* والثّاني يتعلّق
بالسَّبَل اليابس ، وهو أن تكون العين ناشفة لا تسيل منها الدّمعة ولا
يُتبيّن فيها رطوبة ، وتكون كالعين الصحيحة ، غير أنّ الغشاء يكون مُسْبَلاً
عليها.
والثّالث
المستحكِم الذي هو قد غلظ ومَنَع البَصَر وبيَّض الحدَقة.
ومن حيث موادّه
المنصبّة هو نوعان ، لأنّ المادّة التي تسيل إلى العين :
إمّا من طريق
الغشاء الظّاهر ،
وإمّا من طريق
الغشاء الباطن ، وهو يكثر في الأزمان والبلدان الباردة. وهو سليم وإن أُهْمِل ضَرّ
، وهو ممّا يُعْدِي ويُورَث. وسببه امتلاء الرّأس من الأخلاط الغليظة.
وعلامة النّوع
الأوّل غِلَظُ العُروق الخارجة ، وحمرة الوجه ، وضَرَبان في قعر العين لا سيّما
عند النَّظر إلى الشّمس أو ضوء السّراج.
وعلاجه فصد
القِيفال ، وإصلاح الغذاء ، وشَمّ ما يُقَوِّي الدّماغ كالمسك والعنبر ، والاستفراغ
بالحبوب والإيارجات.
والفرق بين السّبل وبين الظُّفْرة أنّ الظُّفْرة تقع ـ غالباً ـ في المؤق
الأكبر ، والسّبل عامٌّ ، وأنّ العروق تظهر فيه بخلافها.
ستر
الإستارة : الجِلدة على الظُّفر. والأستار في العدد : أربعة ، وفي الزِّنَة أربعة مثاقيل أو أربعة
ونصف.
والعرب تقول
للأربعة : أستار ، لأنّه ، بالفارسيّة : جهار ، فأعربوه وقالوا : أستار. قال الأزهريّ : هذا الوزن الذي يقال له أستار معرَّب أصله جهار ، فأُعرب فقيل أستار.
ستن :
الأسْتَن
: الشَّجَر البالي
العَفِن ، قال النّابغة :
تَحيد عن أستَنٍ
سُود أسافلُها
|
|
مِثْل الإماء
اللّواتي تحمل الحُزَمَا (٦)
|
سجد :
المَسْجِد : جبهة الرّجل حيث يصيبه أثَر السُّجود ، وفي التّنزيل : (وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) (٧) قيل هي مواضع السُّجود من الإنسان : والأنف واليدان والرُّكبتان والرِّجلان.
وسَجَد : إذا تَطامَن.
ودراهم الأسجاد : دراهم منقوشة بصُوَر ، قيل إنّ قوما كانوا يسجدون لها.
قال :
مِنْ خَمْرِ ذي
نُطَفٍ أغَنّ مُنَطَّق
|
|
وافَى بها
لدراهمِ الأسجادِ (٨)
|
سجر :
المُنْسَجِر : الشَّعَر المُرْسَل. وعَين سَجْراء : إذا خالط بياضَها حُمْرَة.
وسَجَرت الحُمَّى بدَنَه : إذا توقَّدت فيه فأخذ يهذي منها.
سجع :
وَجْه ساجِع : إذا كان حَسَن الخِلقة معتدلا.
والسَّجْع في الكلام : معروف.
سحب :
السَّحْب
: شِدّة الأكل
والشُّرْب. ورجل أُسْحُوب
، أي : أكول
شَروب.
وقيل : بل هو
الأُسْحُوت.
والسُّحْبَة : الغِشاوة على البَصَر ، وفَضْله ما يبقى في الغدير من
الماء.
وتَسَحَّبَه الدّاء : تمكّن منه.
سحت :
السَّحْت
: شِدّة الأكل
والشّرب ، قال الفرّاء : ورجل مَسْحُوت
المعدةِ : إذا كان
يَتَّخِم كثيرا.
والسُّحْتُوت ، والسِّحْتِيت
: السَّويق القليل
الدَّسَم الكثير الماء.
وسَحَتَتْهُم الآفات : أهلكتهم. وسَحَتَهم
الله : استأصلهم.
والسُّحْت : كلُّ حرام يلزم آكله العار.
وأسْحَتَ صحّته : أفسدها.
سحج :
السَّحْج
: تفرُّق جلد
البدن من ظاهره ، يزول معه شيء منه عن موضعه.
والسَّحْج في الأمعاء : تقشّر في سطحها الباطن له. ثمّ اشتهر هذا حتّى
أطلق لفظ السَّحْج على كلّ انسحاج في الأمعاء.
والسّحج : وجع عن انجراد من سطح المعَى ، وذلك الجارِد لها إمّا
موادّ صفراويّة وإمّا دمويّة حادّة ، أو صديديّة أو مَدِّيَّة تنبعث عن نفس
الأمعاء أو عمّا فوقها فتنزل إلى الأمعاء ، فيَنْجَرِد سطحُها ، وذلك الجارد إمّا
موادّ صفراويّة حادّد تنزل إلى الأمعاء وتذهب بتَرصيصها ثمّ تَعقرها وتفتح أفواه
عروقها ويسيل الدّم منها.
وعلامتها أن تنزل
الصّفراء مختلطة بالدّم والخُراطة واللّزوجات مع وجع في الأمعاء.
فإن كان السَّحْج في الأمعاء العليا يكون الوجع عند السُّرّة وفوقها ، وما
يخرج من الدّم واللُّزوجات شديدُ الاختلاط بالبراز ، ويكون معه كرب وعطش.
ومواردها هواء
رديء لقرب تلك الأمعاء من الأعضاء الرئيسة ، ورقّتها ، وقلّة لبث الدّواء فيها ،
وكثرة عروقها.
وإن كان في
الأمعاء السُّفلى فيكون الوجع أسفَل السُّرّة ، ويظهر الدّم والخُراطة أوّلا قبل
البراز ثم ينزل البراز ، وهذا أسلَم.
وعلاجه قطع السّبب
المُسْحِج ـ وهو انصباب الصّفراء ـ بالرُّبوب الحامضة ثمّ يُعالج السَّحْج بالبذور الباردة اللعابيَّة مَقْلِيَّة بالأدوية
المُغْرِيَة ثمّ بالحُقَن الحابسة ، إلّا أنّه إن كان السَّحْج في الأمعاء العليا عُولج بالمشروبات أكثر ، وإن كان في
السُّفْلَى عولج بالحُقَن أكثر.
أمّا إن كان سببه
البَلْغَم ، فإنّ البلغم المالح يفعل ما تفعله الصّفراء ، والبلغم الشّديد اللزوجة
يتشبَّث بسطح الأمعاء ، فإذا انقلعَ جَرَحَها ، وعلامته تقدُّم استفراغ ذلك البلغم
وعدم اصطِباغ البراز ، وكثرة الرّياح والقَراقر والوَجَع ، وخروج البلغم مع الغائط
والدّم.
وعلاجه ـ بعد
إزالة السَّبَب ـ بالبذور المليِّنة والاحتقان بالحُقَن الحابسة.
وأمّا السّوداء فتَسْحَج بحُموضتها وحِدَّتها ، وعلامته المَغص ، ومخالطة السّوداء
بما يخرج ، وأن يكون معه كَرْب شديد ، وعلاجه ـ بعد قطع السّبب وتنقية الطّحال
وإصلاح التّدبير ـ سَقْي سُفوف الطّين والبُذور اللّيّنة والاحتقان بالحُقَن
المُغَرّيَة.
سحر :
السَّحْر والسَّحَر والسُّحْر : الرّئة. قال الإسرائيليّ : السّحر : ما التزق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن. وقال بعضهم : سَحَرَه ، أي : عدا طَوره وجاوز قَدْرَه. ويقال للجبان : انتفخ سَحْرُه ، وهو الذي ملأ الخوفُ جَوْفَهُ ، فانتفخ سَحْره ، وهو الرّئة حتّى صار القلبُ إلى الحلقوم ، ومنه قوله
تعالى : (وَبَلَغَتِ
الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) (٩). كلّ هذا يدلّ
على انتفاخ السَّحَر ، مَثَلٌ لشدّة الخوف وتمكّن الفَزَع.
والسَّحُور : ما
يُتَسَحَّر به وقتَ السَّحَر من طعام أو شراب. ووُضِعَ اسماً لما يُتناول ذلك الوقت.
والسُّحْر : العَقْل نفسه.
والسَّحَر : آخر اللّيل قُبيل الصّبح.
والسَّحَر : البَياض يعلو السَّواد. وهو بالسّين والصّاد إلّا أنّ
السّين أكثر استعمالا في سَحَر الصّبح ، والصّاد في الألوان. يقال حمار أصحَر وأتان
صَحْراء ، والجمع أسْحار.
والسُّحْرَة : السَّحَر الأعلَى ، وهو من ثُلث اللّيل الأخير إلى طلوع الفجر.
والمَسْحُور من الطّعام : الفاسِد ، عن ثعلب.
وإذا أكل الرّجل
ذلك الطّعام ، قيل : نَزَتْ به بِطنتُه فانْتَفَخ سَحْرُه.
سخد :
السُّخْد : الماء الذي يخرج مع الجنين ساعةَ تضعه أُمّه.
وفلان مُسَخَّد : إذا أثقله المرض ، فأصبح خاثر النَّفْس ، ضعيف العزيمة ،
ثقيلا.
والسُّخْد : الوَرَم.
سخف :
يقال : وجدتُ سُخْفَة من الجوع : وهو ما يعتري الإنسان من خِفَّة إذا جاع. قال
الخليل : السُّخْفَة والسُّخْف : قِلّة العقل. ولا يكادون يقولون" السُّخْف " إلّا في العقل خاصّة. والسَّخافة عامٌّ في كلِّ شيء (١٠).
سخل :
السَّخْل
: وَلَد الضَّأن.
والأُنثى : سَخْلَة.
والأدواء المَسْخُولة : التي لا يُعرف علاجها.
وسَخَّلَت النّخلة : إذا كان تمرها لا يشتدُّ نَواه ، وهو الشِّيص.
سخن :
السُّخُونة : فضلُ حرارةٍ يجدها الإنسان من وَجَع.
والسَّخِينَة : طعام يُتَّخَذ من الدّقيق واللّبن.
سدد :
السُّدَّة : مادّة تنصبّ في مجرَى الدّم ، وفي كلّ مَجْرًى في
الجَوْف.
سدر :
السِّدْر : شَجَر النَّبق ، الواحدة
سِدْرَة ، والجمع سِدْرَات ، وهو نوعان :
* بَرِّيّ ، وثمره
عَفِص لا يَسوغ في الفم. وورقه ربّما خَبَط الماشية. وشوكه كثير.
* وبستانيّ وثمره
أصفر مُزّ يُتَفَكَّه به ، ونذكره في محلّه. وورقه غَسول جيّد ، وشوكه قليل.
والسَّدَر ، لغةً : تحيُّر البَصَر. وطِبّاً : حالة يَبْقَى الإنسان
معها باهِتاً وتعتريه معها ظلمة في عينيه ، وخصوصا عند القيام ، وربّما وجد معها
طنينا في أُذنيه وثقلا في رأسه وزَوالا في عقله. ويسبّبه امتناع الرُّوح
النّفسانيّ عن سلوكها الطّبيعيّ في أوعية الدّماغ وعُروقه ، فيبرد الدِّماغ ويَسْدُر.
وهو يُشبه
الصَّرَع في السّقوط وسكون الأفعال ، ويُفارقه أنّ السَّدَر لا تَشَنُّجَ معه لضعف سببه بخلاف الصّرع ، وأنّه يتقدّمه
دُوار ، ثمّ يحدث بعده ، بخلاف الصّرع فإنّه يحدث دُفْعَةً ، وأنّه لا يكون معه
زَبَدٌ بخلاف الصَّرَع. وهذا الامتناع يكون عن خِلْط غليظ بارد.
وعلاجه تنقية
الدّماغ والبدن بالحُقَن والإيارجات ، وتَقوية الدّماغ بالإطْرَفِيلاتِ.
والسّادِر : المتحيِّر.
والأسْدَرَان : عِرْقان في العَينين ، أو تحت الصُّدْغَين ، أو
المنكِبين.
وجاء يضرب أَسْدَرَيه) (١١) يُضْرَب مَثَلا للفارغ الذي لا
شُغْلَ لديه.
وعِلّة مُنْسَدِرَة ، أي : ماضية في تهديم البدن لا يُوقفها عِلاج.
سدف :
السَّدِيف
: شَحم السَّنام
خاصّة.
وأَسْدَفَ الفَجْر : أضاء.
سدم :
السَّدَم
: النَّدَم. والسَّدَم : الهَمّ والغَيظ والحُزن.
وفلان سَدِمٌ : مُكْتَئِب.
سذب :
السُّذَاب
: من البُقول
المعروفة. وهو نبت كريه الرّائحة ، يُسَمَّى الفَيْجَن والفَيْجَل ، أيضا.
والسَّذَاب الرَّطْب حارٌّ يابس في الثّانية ، واليابس حارّ يابس في
الثّالثة ، واليابس البرّيّ حارّ يابس في الرّابعة. وهو ينفع الفالج وعرق النّسا
وأوجاع المفاصل شربا وضمادا بالعَسل. ويُذهب رائحة الثّوم والبصَل ويضمَّد به مع
السّويق للصّداع
المزمن. وعُصارته المسخَّنة مع قشور الرُّمّان تُقَطَّر في الأذن فتنقّيها ،
وتُسكِّن الوجعَ والطَّنين والدّوِيّ ، وتقتل الدُّود. وعصارتُه تحدُّ البَصَر مع
عُصارة الرّازْيانج والعسل كَحْلا أو أكلا.
وطَبيخ الرّطب مع
الشِّبِت اليابس نافع لوجع الصّدر وعُسْر النَّفَس. وإذا شُرب من بذره من درهم إلى
درهمين للفُواق البلغميّ سَكَّنه. وهو يُمريء ويشهِّي ويقوِّي المعدة وينفع
الطّحال ويسكّن المغص. ويُحقن به مع الزّيت لأوجاع القولنج. ويُغْلَى بالزّيت
ويُشرب للدّيدان.
والنّوعان
يستفرغان فُضول البدن بالإدرار ولذلك يَعقلان ويُضَمَّد به وبورقه على الأنثيين
لأورامهما ، وينفع أكلُه والتّمريخ به من النّافض ، ويقاوم السّموم.
سذج :
السّاذَج
، معرّب"
ساذة" من الأمزجة.
وطبّا : هو المزاج
الذي لا مادّة معه ، مفردا كان أو مركَّبا.
ومن المراهِم :
القِيرُوطِيّ ، ومن النّبات أوراق تظهر على وجه الماء الذي يجتمع في أماكن ببلاد
الهند. ويقال إنّ هذا الماء إذا جَفّ في الصّيف فلا بدّ من حرق مواضعه لأنّها إن
لم تُحرق لا ينبت هذا الورق فيها.
وهذه الأوراق
تُجمع ثمّ تنظم في خَيط وتجفَّف ثمّ تنقل. وهي حارّة يابسة في الثّانية ، وأجودها
الحديثة السّاطعة الرّائحة صالحة للمعدة ، مُزيلة لفسادها حافظة للأرواح ،
مُفَرِّحة لها ، مقوِّية للأعضاء الباطنة ، نافعة من الخفَقان ومن أورام العين
الباردة ، ضمادا. مُطَيِّبة للنّكهة ، مزيلة للبَخَر.
والشّربة منها من
نصف درهم الى درهم.
ومضرّتها بالكبد
الحارّة وإصلاحها بالصَّنْدَل. وبدلها السُّنْبُل الهنديّ.
سرب :
سَرَبَ
الرّجل من مرضه :
بَرَأ منه.
والسَّرْب : الماشية كلّها ، أو الإبل خاصّة. والطّريق ، يقال : خَلَ سَرْبَه ، أي : طريقه ووجهته. ويقال : أصبح فلان آمِناً في سَرْبه ، أي : مذهبه ووجهته. قال :
خَلَّى لها
سَرْب أولادِها وهيَّجها
|
|
مِنْ خلفِها
لاحقُ الآطال هِمْهِيمُ (١٢)
|
والسَّرَب : جُحْر الثّعلب ، وكلّ موضع يدخل فيه الوحش والماء
السّائل.
والسِّرْب : القَطيع من الظِّباء والقَطا والطّير والنّساء والبقر
والشّاء والجماعة من النّحل ، والطّريق ، وفي الحديث : (مَنْ أصبحَ آمِناً في سِرْبِه) (١٣). قيل إنّه ، (عليهالسلام) ، أراد النَّفْس ، أي : في نفسه. وقيل بل المراد : في
أهله وماله وولده ، وهذا هو الصّواب لتتمَّة الحديث (ومُعافى في بدنه).
والمَسْرَبة ، والمَسْرُبة : مجرَى الحدَث من حلقة الدُّبر. في الحديث : (أوَلا يجد
أحدُكم ثلاثة أحجار ، حجرين للصَّفْحَتَيْن وحجرا
للمَسْرُبة) (١٤) وفي رواية : ويمسح بالثّالث المسرُبة.
والأُسْرُب ، والأُسْرُبّ
، بتخفيف الباء
وتشديدها : الآنُك وهو دخان الفِضَّة.
وعن أبي زيد : سُرِب الرَّجل ، فهو
مَسْرُوب : دخل في خَياشيمه
ومنافِذه دخان الفضّة ، فأخذه حَصَر ، فربّما أفْرَقَ وربّما أمات.
وقال جالينوس : الأُسْرُب : من جنس الفضّة ومن جوهرها. لكنّه دخل عليه في معدنه ثلاث
آفات أفسدت مزاجه :
أحدها نَتنه الذي
هو خارج جسده من الكير.
والثّانية : رخاوة
جسده وقلّة صبره على النّار ، وذلك من ضعف تربة المعدن وقلّة قدرتها على إصلاحه.
والثّالثة :
سوادُه ، وهو من قَبيل طبيعة الكِبريت الغالبة على جسده.
سرح :
السَّرَح
: إدرار البول بعد
احتباسه. وشجر كبار طوال يُستظلّ به ، ينبت في نجد. وله ثمر أصفر كالعنب يسمى
الألاء ، على وزن العَلاء ، يؤكل ويُتَّخَذ منه مُرَبَّى.
سرحب :
السُّرحوب
: ابن آوَى.
وفَرَس سُرْحوب : سريعة المَرّ ، طويلة العُنُق.
سرخس :
اسم فارسيّ لنبات
نذكره في (ش ر د).
سرد :
المِسْرَد : اللّسان.
والمِسْرَد : المِثْقَب ، والمخرز. وما
يُسْرَد به ، أي : يُشَقّ
به الجلدُ في الجراحة.
والسَّرْد : اسم جامع للدّروع ونحوها ، من عمَل الحلق.
سردح :
السِّرْداح
: جماعة الطَّلْح
، واحدها : سِرْداحَة ، حكاه الخليل (١٥) ، (رحمهالله).
سرر :
السِّرُّ : ما يُكتم ، وواحد
أسرار الكَفّ والجبهة ،
وهي الخطوط التي في بَطْن الكَفّ وفي الجبهة ، وجمع الجميع أسارير. والأسارير مَحاسن الوجه والخدَّين والوَجنتين.
والسُّرّ ، بالضّمّ : ما تقطعه القابلة من سُرَّة الصّبيّ ، يقال : عرفت ذلك قبل أنْ يقطع سُرُّك ، ولا تقل سُرَّتُك
لأنّ السُّرَّة لا تُقطع وإنّما هي الموضع الذي قُطع منه السُّرّ.
والسِّرُّ : النِّكاح.
وسِرّ الدّواء : خالِصُه ، وجوهره الفعّال.
والسُّرور : خلاف الحزن.
والسُّرور : أطراف الرَّياحين.
والسِّرار : ليلة
يَسْتَسِرّ بها الهِلال ،
فربّما كان ليلةً ، وربّما كان ليلَتين.
والسَّرَر : داء يأخذ في السُّرّة.
والسَّرَر : ما على الكَمْأة من التّراب والقشور.
والسّرير : مُستقرُّ الرّأس في العنق ، قال :
ضَرْبٌ يُزيل الهَامَ عن سريره (١٦)
قال الخليل : والسِّرّ والسِّرار : بطن من الأرض تَنبت فيه أحْرار البقول ، ويكون في
الأودية (١٧).
سرسم :
السِّرْسَام
، منه بارد ، وهو
في اليونانيّة لِيْثغَرْس ، ومنه سِرْسام
حارّ هو
قَرَانِيطس.
والسِّرْسام البارد عِلّة مسمّاة باسم عَرَضِها ، لأنّ ترجمة لِيْثغَرْس
هو النّيسان. وقد أخطأ فيه كثير من الأطبّاء ، فلم يعرفوا أنّ الغرض منها هو المرض
الكائن عن وَرَم بارد ، بل حسبوا أنّ هذه العلّة هي نفس النِّسيان.
وهو إمّا :
* بلغميّ ، وسببه
مادّة بلغميّة تكون في داخل القِحْف ، وفي مجاري الدِّماغ ، وعلامته : صُداع خفيف
، وحُمَّى لَيّنة وبصاق وتثاؤب كثير وبياض في اللّسان وكَسَل عن الجواب ، واختلاطُ
عقلٍ ونسيانٌ لازمٌ. وتكون العين ، غالبا ، مفتوحة شاخصة.
وعلاجه استفراغ
المادّة بالحُقَن والحبوب ، وقد يُفْصَد فيه لأنّه يُنقص المادّة.
وأمّا السِّرسام
الحارّ فهو المسمَّى قَرانِيطِس ، وهو ورم في أحد حِجابَي الدّماغ أو فيهما
كليهما. وهذا هو السّرسام الحقيقيّ.
وقد يُطلق على
وَرَم جوهر الدّماغ على سبيل المجاز.
وسببه إمّا دم
رقيق ، وعلامته حُمَّى دائمة مع ثِقَل الرّأس وحمرة العين والوجه ، وعِظَم النّبض.
وعلاجه الفَصْد من
القِيفَال وتليين الطّبيعة ، وتبريد الرّأس بمثل ماء الورد ودُهن الورد.
* وإمّا صفراويّ ،
وعلامته شدّة حرارة الحمَّى والسَّهَر وخِفَّة الرّأس واصفرار الوجه وسُرعة النّبض
والهَذَيان.
وعلاجه استفراغ
الصّفراء ، وسَقْيُ ماء الشّعير وماء الإجّاس وتبريد الرّأس
بمثل ماء الورد
وجُرادة القَرْع.
سرط :
المِسْرَط والمَسْرَط : البُلْعُوم.
والسَّرَطان : حيوان معروف ، منه :
* نهريّ ، وهو
بارد رطب في الثّانية ، كثير النّفع. ثلاثة مثاقيل من رماده مُحَرَّقا في قِدْر
نُحاس أحمر ، مع نصف وزنه جِنْطِيانا (١٨) بشَراب ، أو مثقال منه ومثله جِنْطِيانا
، ومثله أيضا كُنْدُر بماء بارد ، عظيم النَّفع من نهشة الكَلْب الكَلِب ، يُستعمل
ذلك أيّاما أقلّها ثلاثة أيّام
ومن خواصّه أنّ
عينه إذا عُلِّقَت على مَحموم بِغِبّ شُفِي. وأرجُله إن عُلِّقَت على شجرة مُثمرة
سَقَط ثمرُها من غير عِلّة.
* ومنه بحريّ ،
والمستعمل منه الحَجَريّ الأعضاء ، وهو بارد يابس في الثّالثة ، يُستعمل مِحَرَّقا
في الأكحال ، فيقوّي أعصاب العين ، ويجلو آثار القُروح منها ، ويُنَشِّف
الرُّطوبات المنصبّة إليها. ويُستعمل سفوفا ، فيجلو الأسنان.
والسَّرطان ـ أيضا ـ : ورم سوداويّ يكون عن سوداء محترقة عن صفراء ، أو
عن صفراء مُختلطة مع سوداء ، وعلامته أنّه يَبتدئ ورما صغيرا كالباقلاء ثمّ يتزايد
مع صَلابة شديدة وكُمودة في اللّون واستدارة في الشَّكل ، ووجَع ، منه ما هو شديد
ومنه ما هو خفيف. وإذا أخَذ يكبر ظهر عليه عُروق حُمْر وخُضْر شبيهة بأرجُل السَّرَطان ، ولذلك سُمِّي هذا الورم سَرطانا. أو سمّي بذلك لأنّه يتشبّث بالعضو كتشبّث السّرطان بما يصيده.
ويُفَرَّق بينه
وبين سِيقْرُوس (١٩) بأنّه يكون مع وَجَع وحِدّة وضَرَبان وسُرعة
ازديادٍ وانتفاخ ،
لكثرة المادّة وغليانها ، وبأنّ العروق التي حوله تكون كأرجُل السَّرَطان ، وبأنّ الغالب من حدوثه يكون ابتداء ، بخلاف سَقِيرُوس.
وهو في الغالب
يكون منتقلا عن الورم الحارّ.
وبالجملة فلا مطمع
في بُرْء المستحكِم منه ، وإنّما المقصود من علاجه منعُه من أن يزيد ، وحفظه من أن
يتقرّح ، فإن تقرَّح فلعلّه يندمل. وذلك يكون بتنقية البدن من السّوداويّ ،
وبالفصد والإسهال وتبديل دم البدن بدم جيّد بالأغذية الجيّدة الخلط.
والسِّرِطْراط والسَّرَطْراط ، والسُّرَيط : الفالوذ أو الخَبيص ، كُرّرت فيه الرّاء والطّاء مبالغة
في وصفه.
سرع :
الأساريع
: ظَلَم الأسنان (٢٠)
ودماؤها. ودُود حُمر الرّؤوس بِيض الأجساد ، واحدها
أُسْرُوع ويُسْرُوع.
والسِّرَع والسَّرْع
: القضيب.
والسَّرَعْرَع : كلّ قضيب غَضّ رَطب.
سرعب :
السُّرْعُوب
: ابن عُرْس.
سرمق :
السَّرْمَق
: اسم فارسيّ
للقطف. وسيُذكر في بابه ، إن شاء الله.
سرنج :
السَّرْنَج
: الرَّصاص
المحرَّق بقوّة ، ويُجعل معه شيء من الملح. وقد يتّخذ من الإسفِيداج (٢١) إذا
أُحرق.
وهو بارد في
الأولى يابس في الثّانية ، ينفع من الأورام الحارّة طلاء. وإذا عُمِل منه مرهم
بالزّيت أو بدُهن الورد أدْمَل الجراحات ومَنَع ورمها ونَقَّى قروحها وأذهب ألمها
، وأنبت اللّحم فيها. وهو قاتل. ويعالَج بالمقيِّئات ومُنقِّيات الدّم ومضادّات
السُّموم. وبدله : الإسفيداج.
سرو :
السَّرْو : شجر عظيم معروف ، وهو نوعان جبليّ وهو العرعر ، ويذكر في
بابه ، وبستانيّ وهو معروف وله جوز.
والسّرو : حارّ في الأولى يابس في الثّانية. وزعم بعضهم أنّه بارد
جدّا. وقضَى بأنّ قوَّته مركّبة ، وحرارته بقَدْر ما تغوص قبضته في الأعضاء.
وورقه وجوزه فيه
تحليل للرُّطوبات. وجوزه أقوى ، وفيه قَطْعٌ للدّم. وإذا طُبخ بالخَلّ والتِّرْمِس
وطُلِيَ به على الأظفار أذهَب آثارها.
وورقه يُذهب
البَهَق.
وورقه وجوزه
الطّريّان وقُضبانه تُذهب الجراحات التي في الأعضاء الصُّلبة إذا كانت رَطْبة.
وتنفع من النّملة والجَمرة مع دقيق الشّعير.
وورقه وجوزه
جيّدان للفَتْق ويُضْمِران القَيْلَة ضمادا.
وطبيخ جوزِه
بالخلّ يُسكِّن وجع الأسنان ، وينفع من نَفْث الدّم وعُسْر النَّفَس ، والسُّعال
العتيق ، ومن عُسْر البول وسَيَلان الفضول الى المثانة ، ومن قروح
الأمعاء. وبدله
نصفُ وزنه من قُشور الرُّمّان. ووزنه أنْزَرُوت أحمر.
ويابِسُه إذا
دُقَّ مع الجلّنار ونُثِر على قُروح الرّأس أبرَأها ، وكذلك سائر قروح الجسد
والتّدخُّن بجوزه أو بورقه يطرد البقّ.
سرى :
السُّرَى
: سير عامّة
اللّيل. وقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) (٢٢) فقوله ،
تعالى : " أَسْرى" معناه : سَيَّره. وقوله " لَيْلاً" وإن كان السُّرَى
لا يكون إلّا ليلا
فللتأكيد. وقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٢٣) أي : يمضي أو يُسْرَى ، كقولهم : ليل نائم ، أي : يُنام فيه.
والسَّرْو : الشَّرَف. والسَّرِيّ
: الشّريف.
والسَّريّ ، أيضا : نهر صغير كالجدول ، وجعلوا منه قوله تعالى : (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) (٢٤).
والسّراء ، قال أبو عبيدة : هو من كبار الشّجر ينبت في الجبال ،
وربّما اتَّخِذ منها القِسِيّ العربيّة ، واحدته سَراة.
سطر :
المُسْطار ، لغة : الخَمْر الحامِضة الصّارعة لشاربها. وطبّاً : هي
الحديثة التي لم يمضِ عليها ستّة أشهر. قالوا : ويُخاف منها إسهال الدّم لعَدَم
تحلّل الأبخرة الفضليّة منها ، فتتوجَّه الطّبيعة إلى فَصْلِها فيحدث عنها إسهال
الدّم لتَرقِّيها له. قال في التّهذيب : وأُراه روميّا لأنّه لا يُشبه أبنية كلام
العرب. وقال غيره : معرَّب وأصله بالفارسيّة مُسْتَكار.
سطع :
سَطَع
دُخان البُخُور ، وسَطَعت رائحتُه.
والسَّطيع : الدّواء
يسطع بالعافية فجأة في
بدن المعلول.
والسِّطاع : مِيسَم للإبل.
سطو :
السَّطْوَة : شِدّة البطش.
وسَطا عليه الدّاء ، يسطو : إذا قهره ببطْش وقوّة.
وسَطا الرّجل على امرأته : افتضّها على كُرْهٍ منها.
وسَطت المولِّدة على المرأة : إذا أخرجت الولد من بطن المرأة حين
ولادته ، ميّتا كان أم حيّا.
سعتر :
السَّعْتَر : نبت معروف ، ويكتب بالصّاد أيضا. وهو حارّ يابس في
الثانيّة.
وأكلُه بالخلّ
مُلَطِّف مُذْهِب للعَبالة ، موافق للمطحولين. ومع البقول المضرّة بالعين مُذْهِب
لضررها. وأكله يُنَقِّي المعدة من البَلاغِم ، ويُشهِّي الطّعام ، وينفع من
تَرقِّي البُخار منها. ويحلّل الرّياح.
وإذا طُبِخ وشُرب
ماؤه أخرج الدّود والحيّات.
ودُهنه ينفع من
جميع العِلَل الباردة طلاء وشربا.
ومضرَّته بالكبد
الحارّة.
وإصلاحه بالخلّ.
سعد
السّاعِد : الذِّراع. وقيل : السّاعد : العَظْم الأعلى ، والذِّراع : العَظْم الأسفَل. وقال
الأصمعيّ : الذّراع والسّاعد شيء واحد ، إلّا أنّ الذّراع مؤنّثة والسّاعد مذكّر.
وسَاعِد الطّيرِ : جناحُه ، والسّاعد أيضا : مَجْرَى المخّ في العَظْم.
والسُّعْد : معروف. وعند الدينوريّ : السُّعْدَة ، وهي عروق طيّبة الرّائحة ، صُلبة كأنّها عُقَد. تقع في
العِطْر وفي الأدوية ، والجمع سعد ، ويقال لنباته السُّعادَى
والجمع سُعاديات.
والسّعد : نبت له أصل تحت الأرض ، أسود طيّب الرّائحة ، وقيل أنّ السُّعادى نبت آخر.
وهو أنواع ،
وأفضله الكوفيّ الوَزِين ، العطر. وهو حارّ يابس في الأولى يَزيد في الحِفْظ ،
ويطيّب رائحة الفم ، ويقطع رائحة الثّوم والبصل والكرّاث والشّراب. وينفع من
الخفقان. وفيه تسخين للمعدة والكبد. ويمنع تقطّر البول. والشّربة منه من نصف درهم
الى مثقال. وبدله الدّارجيني.
والسَّعْدان : نبت حَوْليّ يأكله كلّ شيء. وهو من أطيب مراعي الإبل ما
دام رطبا ، ولذلك قيل في المثل : (مَرْعًى ولا
كالسَّعْدان) (٢٥)
وله شَوك كالدرهم يشبه حَلَمَة الثَّدي.
سعط :
السَّعُوط : اسم للدّواء الذي يُصَبّ في الأنف. والمُسْعُط ، والمِسْعَط : الإناء الذي يُجعل فيه السّعوط ويُصَبُّ منه في الأنف.
والأدوية التي
تُستعمل من طريق مَجْرَى الأنف إمّا :
سعوطات
تستعمل قطورا. وهي
إمّا :
* حارّة يابسة يُسْعَط بها لنفض بقايا الفضول البلغميّة من الدّماغ وتفتيح سُدَد
الرّأس وتسخين مزاجه في أواخر العِلل الباردة ، مثل الصَّرَع والفالِج واللَّقْوَة
والصُّداع البارد ونحوها. وتتّخذ من مثل الجَنْدبادِستَر (٢٦) والنَّوْشادر
والتّبْرِد والشُّونِيز والحَرْمَل والصَّبِر والمرّ والجادْشِير والبُورَق
والصَّعْتَر والفلافل والحِلْتِيت والأُشَقّ والأفرِينُون والمِسْك
والعاقِرْقِرْحَا والملح الهنديّ والعَدَس المُرّ ، وهو البرّيّ ، والثّافِيسيَا
ومَرارات الطّيور وغيرها ، وأبوال الجِمال ، وماء البصل والمَرْزَنْجُوش
والسَّدَاب والسِّلق والخلّ ودهن اللّوز المرّ والنّرجس والسّوسن ونحوها.
* وإمّا باردة
رطبة يُسْتَعَط بها لتبريد الدّماغ وترطيبه في العِلل الحارّة اليابسة ،
مثل الصّداع الحارّ والسِّرسام والسَّهَر ، ونحوها. ويتّخذ من مثل عصارة الخَسّ
والهِندباء وعنب الثّعلب وماء الخيار والقرع ودهن البَنَفْسَج والنَّيْلُوفَر ودهن
حبّ القَرْع ودهن الورد ، والأفيون والكافور والطّباشير ونحوها.
وإمّا عطوسات.
وإمّا بخورات.
وإمّا مَشمومات.
والسَّعِيط : الرّيح الطّيبة من كلّ شيء.
سعف :
السَّعْفَة والسَّعَفَة : قُروح رديئة تحدُث في الرّأس ، وهي تبدأ بُثُورا خفيفةً
متفرِّقة
ثمّ تَتَقرَّح.
وهي أنواع ، منها :
* الرَّطبة التي
يسيل منها الصَّديد ، وهذه تحدث للصّبيان كثيرا لكثرة رطوباتهم وضعف أبدانهم ،
وسببها رُطوبة رديئة حارّة يُحْبَس غليظها ويُنشر رقيقها. وعلاجها : أمّا التي في
الصّبيان فبإصلاح لبن أمّهاتهم ، وبالأطلية المتّخذة من الحنّاء والجلَّنار والعفص
المحرَّق بدهن الورد. وأمّا التي في غير الصّبيان فالأدوية المتّخذة من المَرْنَك
، وعروق الصّباغين واللّوز المرّ والعفص المحروقَين والإسفيداج بالخلّ.
* ومنها اليابسة
وسببها خِلط سوداويّ تُخالطه رطوبة حِرِّيفَة. وعلاجها تنقية البدن بمطبوخ
الأفتيمون والتّرطيب بالأدهان والشُّحوم. وغسله بالماء الحارّ.
* ومنها :
الشّهديّة وعلامتها أن يَنثقب منها جلد الرّأس ثقوبا دقيقة يُرَى الصّديد فيها
كالشَّهْد.
وسببها بلغم
بُورَقِيّ. وعلاجها تنقية البدن وتنظيفه وتنظيف الثّقوب ممّا فيها وحشوها
بالزّنجار.
* ومنها
التِّينيَّة وعلامتها أنّها قروح مستديرة ، وفي جوفها شيء شبيه بحبّ التّين.
وسببها بلغم غليظ
مع مادّة سوداويّة.
وعلاجها تنقية
البدن وإصلاح مزاجه بالأشربة والأغذية.
والسَّعَف : جمع سَعَفَة ، وهي : أغصان النَّخْل إذا يَبِسَت ، أمّا الرّطْب
فالشَّطْب.
وسَعِفَت يدُه : تَشَقَّقَ ما حول أظفارها.
وأسعَفْت المعلولَ : أعَنْتَه ، أيّاً كانت الإعانة.
سعل :
السُّعال
: داء معروف ،
تقول سَعَل الرّجلُ ، يسعُل
سُعالا وسُعْلة.
وهو حركة تدفع بها
الطّبيعة الأذَى عن الرّئة والأعضاء المتّصلة بها. وهو للصّدر كالعُطاس للدِّماغ.
وسببه إمّا باد عن برد شديد أو حرّ مسخِّن أو يبس مخشِّن. وإمّا بدنيّ سادَج.
وإمّا مادّيّ حارّ أو بارد متولّد في الرّئة أو وَصَل إليها من غيرها.
ويكون أيضا عن ورم
أو قرحة في الرّئة أو وصل إليها من غيرها من الأعضاء المستقيمة المتّصلة بها.
العلامات :
أمّا البارد
فعلامته : زيادة بالأشياء الباردة ونقصان بالأشياء الحارّة وعدم التهاب وعطش.
وأمّا الحارّ
فعلامته عكس ذلك.
والسادَج علامته
عدم النَّفْث.
والمادّيّ علامته
وجوده.
وعلامة ما كان عن
ورم أو قرحة فيها أو بوجود علامات ذات الرّئة وذات الكبد وذات الجنب.
وعلامة ما كان عن
قرحة وجود نَفْث المِدَّة.
وإذا كان الورم
حارّا لم يكن بُدّ من حُمَّى.
وإن لم يكن حارّا
لم يكن بدّ من ثقل العلاج.
أمّا ما كان عن
سوء مزاج سادج ،
فإن كان باردا
فعلاجه بالمسخِّنات اللّطيفة كمعجون الورد ونحوه بماء
الزّبيب.
وإن كان حارّا
فعلاجه بالمبرِّدات كماء الشَّعير بشراب البَنَفْسَج ونحوه.
وأمّا ما كان عن
سوء مزاج مادّيّ ،
* فإنْ كان باردا
فعلاجه بالإنضاج أوّلا بالمغالي المتّخذة من لسان الثّور وكزبرة البير والزَّبيب
والتّين ونحوهما ، ثمّ ينقَّى البدن من البلغم بالقيء والإسهال.
* وإن كان حارّا
فعلاجه بالفَصْد والإسهال واستعمال ماء الشَّعير بشراب الرُّمّان.
وقد يكون السّعال عن موادّ حارّة تنزل من الرّأس.
وعلامته سُعال بلا نَفْث وخاصّة باللّيل وعقب النّوم.
وهو رديء يؤدِّي
الى السّلّ إذا أزمَنَ.
وعلاجه منع تلك
الموادّ بشراب الخَشْخاش المدقوق مع السّكّر وبالحبوب المغلِّظة للمادّة المتّخذة
من الأفيون والنّشادر والسَّوْسَن والصّمغ العربيّ وبذر ماء الخشخاش بالسَّوِيّة.
يُدقّ الجميع ويُنخل ويُعجن بلُعاب حَبّ السَّفَرْجَل ويُحبّب كالحمّص ويوضع منه
في الفم.
ويقال للمرأة
الصَّخّابة : اسْتَسْعَلَت
، أي : صارت كالسّعلاة. والسِّعلاة : من أخبث الغِيلان ، كائنات بائدة ، ويجمع على سعالي.
وأسْعَلَه الدّواء : نَشَّطَه وعافاه.
سعن :
السَّعْن
: شِبْه دَلْو من
أَدَم يُنْتَبَذ فيه. وقال الخليل : هو قِربة بالية لتبريد الماء (٢٧).
والسُّعْن : ظُلَّة نتّخذها في عُمان فوق السّطوح من أجل نَدَى الوَمَد.
والجمع : السُّعُون.
سعو :
يقال : مضَى سِعْوٌ من اللّيل ، أي : طائفة منه.
والسَّعْو : الشَّمْع ، فيما يقال.
سغب :
السَّغَب
: الجوع. والتّعب
والعطش. والمسغبة : المجاعة.
والسَّغب : اللّون الأسود.
وسَغَبَتْهُ الحُمَّى وأسْغَبَتْهُ
: دَكن لونُه
منها.
سغل :
السَّغِل
: السَّيّء الغذاء
، المهزول بسبب ذلك. والسِّغال
: كلّ داء عن سوء
الغذاء. وأوّل علاجه التّغذِّي. قال الشّاعر في السَّغِل
:
ليس بأسفَى ولا
أقنَى ولا سَغِل
|
|
يُسْقَى دواءً
قَفِيَّ السَّكْنِ مَرْبُوب(٢٨)
|
سغم :
سَغَمَتْه
الحُمَّى : إذا
انتشرت في بدنه وآذته كثيرا.
وسَغَمَهُ الدّاءُ : قطع شهّيته للطّعام.
سفد :
السِّفاد : نَزْوُ الذَّكَر على الأنثى.
سفذج :
الاسْفِيذباج
: وهو المرَق
المتّخذ من اللّحم من غير شيء من التّوابل والأبازير ، ويسمّى الشُّورْباج.
وهو غذاء يصلح في
أكثر الأحوال والأوقات لجميع الأسنان والأمزجة ، بطبخ وبلا طبخ. وما كان بلا طبخ
أوفق للصّحيح السّليم المعتدل المزاج ، وذلك أنّه ليس بمسخِّن جدّا ولا بمبرِّد ،
ولا فيه طعم قويّ من حَرافة وحُموضة وغيرهما ممّا يُكسب الدّم كيفيّة رديئة ،
ولذلك لا يُحتاج الى إصلاحه البتّة إلّا للملتَهِبين جدّا في الأوقات الحارّة ،
ويكفيهم شرب الماء الصّادق البرْد جدا.
وأمّا سائر الاسفيذباجات ، فمائلة عند الاعتدال إلى الحرارة بقدر ما يقع فيها من
التّوابل والأبازير الحارّة. وهي من أغذية الشّتاء. وتَقويتُها للبدن وغذاؤها أكثر
من سائر الطّبيخ ، وتزيد في الدّم والمنيّ وتُقَوِّي الجسد وترطِّبه وتحسِّن لونه
وتكسبه طراوة ، إلّا أنّها في الصّيف وَخِمَةٌ مُسخِّنةٌ جالِبة للحُمَّى.
سفر :
السُّفْرَة : طعام المسافر ، وأصلُه ما يحمل في جِلد مستدير ، فنُقِل اسم الطّعام
إليه. سُمِّي به كما سُمِّيت المزادة
راوية.
وسَفَرْتُ البيتَ : كنسته.
وسُمِّي ما يسقط
من ورق الشّجر : السّفير ، لأنّ الرّيح تكنسه وتسفره.
وسَفَر وجهُه : لاحتْ عليه الصِّحَّة وأشرق بها.
والسِّفار : دُوار يأخذ المسافر من تعَب السَّفَر.
والسِّفْر : الكِتاب.
سفرجل :
السَّفَرْجَل
: ثَمَر معروف ،
وجمْعُه سَفارِج ، وواحدته سَفَرْجَلَة.
وهو بارد في آخر
الأولى يابس في أوّل الثّانية ، قابض. والحلو أقلّ قبضا ، نافع من القيء والخُمار
، مُسَكِّن للعطش ، مُقَوّ للمعدة القابلة للفُضول. وشرابه ونقيعه ومطبوخه
يُتَنَفَّل به على الشّراب فينفع من الخُمار. وشرابه مُقَوّ للشَّهوة السّاقطة
جدّا ، ومُدِرّ للبول ، نافع من الدُّوسْطاريا ، حابس لنزف الدّم.
وأكلُه على
الطّعام مُطْلِق للطّبيعة. والإكثار منه على الطّعام يُخرجه قبل هضمه. والإكثار من
أكله يولِّد وجع العَصَب والقولنج.
ولعاب حبِّه
مُلَيِّن للطّبيعة ولقصبة الرّئة ، ومُرَطِّب ليبسها ، ونافع من خشونة الحلق.
وهو من أصلح
الأشياء لتقوية المعدة والبطن كلّه ، ولحبس الطبيعة ، وزيادة الشّهوة ، والعون على
الهضم. وهو لا يكاد يفسد في معدة المريض فضلا عن معدة الصّحيح. وغذاؤه كثير إلّا
أنّه بطيء الانهضام. وإذا أُنْضِج كان أسهلَ انهضاما. وإنضاجه أن يُنَقَّى من
حَبّه وقِشره ويُطبخ في ماء العسل ، وهذا يشدّ المعدة ولكن لا يحبس البطن كثيرَ
حَبْسٍ. أو يُنَقَّى من حبّه ويُجعل مكانه عسل ويُطْوَى ويُلْبَس عجينا ويُدفن في
رماد حتّى يحترق العجين ، يُفعل ذلك بالعَفِص منه ليجفّ ، وبالحلو ليذهب قبضه.
وهو بارد في
الأولى يابس في الثّانية إلّا الحلو منه فإنّه معتدل في الحرّ والبرد وأقلّ قبضا.
والفَجّ منه رديء ، وقبضُه إذا أُكل قبل الطّعام ، أمّا بعده فإنّه يُلَيِّن
بعَصْرِه إلّا أن يُتناول منه اليسير ، فإنّه يدفع الطّعام عن رأس المعدة ويمنع
البخار عن الدّماغ.
سفع :
السَّفْعاء : المرأة الشّاحبة ، عن داء أو طبيعة.
وبه سُفْعَة من غَضَب : إذا تَمعَّر لَونُ وجهِه وتغيَّر.
وبه حُمَّى سَافِعٌ وسافِعَة : إذا اشتدّت عليه.
سفف :
السّفوف
: اسم لما يُسْتَفّ من الأدوية اليابسة المسحوقة كما هي.
وسَفِفْتُ السَّوِيقَ ونحوه ، أسفّه
سفّاً ، وأسْفَفْتُه : إذا أخذته غير مَلْتُوت.
سفن :
السَّافِين
: عِرق في باطن
الصُّلْب طولا ، متّصل به نِياط القلب.
وسَفَنَت العلّة جِلده : قشرته.
وسَفَنْتُ الدُّمَّل : حككته. والسَّفَن
: الآلة التي تَسْفِن بها.
سفنج :
الإسفاناج
: بقْل معروف ،
بارد رطب في آخر الأولى ، ينفع من أوجاع الظّهر
الدَّمويَّة.
ويُلَيِّن البطن. ومنه نوع بارد رطب باعتدال. ولما فيه من الملوحة هو يُعَطِّش ،
وهو غذاء جيّد للنّاقهين وللمحرورين لميله إلى البرد ، والمبرودين أيضا لقربه من
الاعتدال. وينفع من الصّفراء وأمراضها لمضادّة طبيعته لطبيعتها ، ويُزيل تَعطيشَه
سَلْقُه جيّدا بالماء العذب. وإصلاحه للمبرودين بالدّارجيني.
سفه :
السَّفَه
: خِفَّة العقل ،
أو الجهل ، قال تعالى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ
نَفْسَهُ) (٢٩). قال الزَّجّاج : أي : إلّا من جهل نفسه ، أي : لم
يفكّر فيها.
سقافلس :
سَقافَلِّس: اسم يونانيّ يقال عند الأطبّاء ـ حقيقة ـ على فساد العضو
وموته ، ومجازا على ورم جوهر الدّماغ. وسببه إمّا صفراء ، وتعرف بالحمرة ، وتقدّم
ذكرها في (ح م ر). وإمّا دم ، ويعرف بالفَلْغَمُونيّ ، وسيذكر في (ورم).
سقب :
السَّقْب
: الذَّكَر من ولد
النّاقة. وجمعه سُقْب. ولا يقال للأنثى سَقْبَة ولكن حائل.
سقر :
السَّقْر : من الجوارح ، طائر معروف. لغة في الصَّقْر.
وسَقَرَتْهُ الشّمسُ : إذا لَوَّحَتْه.
سقع :
الأسقَع
: طائر كالعصفور ،
في ريشه خُضْرَة ، ورأسه أبيض ، يكثر قرب الماء ، والجمع أسَاقِع ، وهو بالقاف.
سقل :
الإسقِيل
: اسم يونانيّ
لبصل الفأر ، وتقدم في (ب ص ل). والعامّة قد تقوله بالشّين.
سقم :
السَّقام
والسُّقْم والسَّقَم
: المرض. سقِم ، بكسر القاف ، وسقُم
بضمّها ، فهو سقيم.
قال الله ، تعالى
، على لسان سيّدنا إبراهيم ، (عليهالسلام) : (إِنِّي سَقِيمٌ) (٣٠) قيل : معناه إنّي
سَأسقم ، أي : في المستقبل. وهذا من معاريض الكلام ، كما في قوله
تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٣١) أي : إنّك
ستموت ، وإنّهم سيموتون.
وقيل : أراد أنّي سقيم بما أرى من عبادتكم لغير الله. وقيل : غير ذلك.
والجمع سِقام.
والسّقمُونْيا ، هي المحمودة ، وتقدّم ذكرها في (ح م د). وهي رطوبة
نَبْتَة لها أغصان كثيرة من أصل واحد. طولها نحو من ثلاثة أذرع ، وورق زَغِبٌ
يُشبه ورق اللّباب ، وزهر أبيض مستدير ثقيل الرّائحة.
وأجود هذه
الرّطوبة ما كان منها صافياً خفيفاً مُتخلخلاً ، سريع الانفراك
وتبقَى قوّتها ،
مُصْلَحةً ، ثلاث سنين ، وبغير إصلاح ثلاثين سنة.
وهي تُسهِل
الصّفراء ، وتجذب الفضول الرّديئة من أقاصي البدن كالبلغم المالح والبلغم المخالط
للصّفراء ، وتنفع من جميع العلل الصّفراويّة ، وتخرج الدّود والحيّات.
وإذا أخذ منها
قَدْر دانقين ومن الزُّبد قدر درهمين ومن الحليب قدر أربعة أوراق ، وشُرب ذلك
جميعا على الرّيق أخرج الدّود ما كبُر منها وما صغُر ، وهو عجيب في ذلك. وهي
تُصْلَح بأن تُشْوَى في سفرجلة أو تفاحّة مع شيء من المصطَكى يُسحق معها.
سقي :
السِّقْي
، والسَّقْي ، لغة : ماء أصفر يقع في البطن ، يقال : سَقَى بطنُه يسقى
سقْيا واستسقى
استسقاء : حصل فيه الماء
الأصفر.
والاستسقاء ، عندنا : مرض ذو مادّة باردة غريبة تُخَلْخِل الاعضاء
فتَرْبُو بها ، * وإمّا في خلل الأعضاء الظّاهرة كلّها كما في الأعضاء اللّحميّة ،
* وإمّا في خلل
المواضع الخالية التي فيها الأعضاء لتدبير الغذاء ، وهي فَضاء الجوف الأسفل. فإنّ
العِظَم يحصل في البطن لا في نفس تلك الأعضاء.
وانواعه ثلاثة :
لحميّ وزِقّي وطَبْليّ ، وأردؤها اللّحميّ ، كذا قيل ، أمّا أنّ الزِّقّي أردأ من
اللّحميّ فيدلّ عليه وجوه : أحدها أنّ كثيرا من الأعضاء في الزّقّيّ سليمة فيتعذّر
استعمال الأدوية المقويّة التي لا بدّ منها خوفا من إضرارها بالسّليمة. وثانيها
أنّ مادّته فيما بين الأعضاء وليس لها سبيل إلى الخروج لا من الأمعاء ولا من آلات
البول وذلك عَسِرٌ جِدّاً.
وثالثها أنّ ضرره
بالأعضاء الباطنة أعظم. ورابعها أنّ ضرره بآلات التّنفُّس أكثر.
وقالوا إنّ
اللّحميّ ، أردأ من وجهين :
أحدهما أنّ الآفة
عامّة لجميع البدن بخلاف الزِّقّيّ والطَّبليّ ،
وثانيهما أنّ قصد
الطّبيعة مصروف في علاج اللّحميّ إلى أمور كثيرة لأنّ المعدة فيه ضعيفة أكثر ، وهي
المتولّية تدبير الغذاء وهضمه ، والكبد فيه ضعيفة أيضا. والأطراف مترهّلة. وكلّ
ذلك لضعف الحرارة الغريزيّة التي هي مادّة الحياة بخلافهما.
أمّا سبب اللّحميّ
فضعف المعدة والكبد وبرد مزاجهما ، فترسل المعدة عصارة الغذاء إلى الكبد فَجَّةً ،
ولا يمكن أن تحيلها إلى الدّم ، فتجذبها الأعضاء وهي على حالها ، ولا يمكن للأعضاء
أن تحيلها إلى جوهرها ، فتبقى بين خلل اللّحم فيترهَّل ويزداد لحم صاحبه. ولهذا
سمّي لحميّا ، وعلامته انتفاخ الجسد والتّطامُن عند الغَمْز عليه ، وبقاء موضع
الغَمْز غائرا. وبياض البول وانطلاق الطّبيعة.
وأمّا الزِّقّيّ
فهو أن يجتمع الماء إمّا بين الصِّفاق والثَّرْب وإمّا فيما بين الثّرب والأمعاء.
وذلك لأنّ بين السُّدّة وقعر الكبد مجرى عند الاجتنان يصل فيه الدّم إلى الكبد ،
وذلك المجرى إمّا أن يُجَفَّف عند ما يُستغنَى عنه أو يتلاشى ويفنى كلّه.
والمائيّة تصل إلى الجوف من الثُّقْب النافذ من مُقَعَّر الكبد إلى ذلك المجرى ،
عند ما ينسدّ الجانب المحدَّب لورم أو خِلْط فتفتح الطّبيعة ذلك المنفذ وتدفع
المائيّة فيه فإذا وافت السُّدَّة احتبست عندها لانسدادها فينثقب المجرى وتجتمع
المائيّة في الجوف بين الأعضاء ، وعلامته عِظَم البطن وصَقالة
الجلد ، ويُسمع
خَضْخَضَة الماء عند الضَّرْب على البَطْن ، وعند انتقال صاحبه من جنب إلى جَنْب
ولهذا سمّي هذا النّوع زِقّياً ، تشبيها لبطن صاحبه بالزِّقّ المملوء ماء.
وأما الطّبليّ
فيحدث عن اجتماع الرّياح الغليظة في المواضع التي يجتمع فيها الماء في الزّقّيّ ،
وسببه فساد الهضم الأوّل ، إمّا لضعف هاضمة المعدة ، وإمّا لغلظ المادّة الغذائيّة
وتكلّسها ، فإنّها إذا لم تنهضم فيها انهضاما جيّدا تكون عسيرة على هاضمة الكبد ،
فتفعل الكبد فيها فعلا قاصرا ، فتستحيل رياحا وتَنْحَبِس في المواضع المذكورة. وقد
يكون سببه الحرارة الغريبة في المعدة والكبد فتتبخّر عنها الأغذية لمبادرتها إليها
وفِعْلِها فيها فِعْلا غير طبيعيّ. فتحلّلها رياحا قبل استيفاء هضمها بالحرارة
الغريزيّة.
ولا يقع استسقاء من غير ضعف الكبد بخصوصه أو بمشاركة عضو آخر.
وعلامته أن يكون
بطن صاحبه إذا قُرع سمع منه صوت كصوت الطّبل ، ولهذا سمّي طبليّا.
والعلامات
المشترَكة لجميع أنواع الاستسقاء : فسادُ اللّون ، وتَهَيُّج (تَهَبُّج) الرّجلين
لضعف الحرارة الغريزيّة ، وتهيُّج العينين وبقية الأطراف الأخرى ، والعطش المبرِّح
في جميعها وضيق النَّفَس ، وقلّة شهوة الطّعام ، وقلّة البول ، وحُمَّيات فاترة.
أمّا العلاج
العامّ فيبدأ أوّلا بإصلاح الأغذية ، واستعمال القليل الجيّد منها ، وهجر الأغذية
الغليظة ، واستعمال الرّياضة المعتدلة ، والأشربة الجيدة كشراب السّكنجبين
البُزُورِيّ ، وماء الهِندباء بالرّاوند.
وأيارِج فَيْقَرا
تُخرج الفُضُول دون الرُّطوبات الغريزيّة.
وإن عُلِم أنّ
أخلاطها لزجة غليظة أسهلوا بأيارج الحنظل وما يقع فيه الصّبر والحنظل
والبِسْفاتِيج والغارِيقون مع سقمونيا والأوزان في ذلك بقدر ما يحدس من رقّة
الأخلاط وغِلَظِها وقوّة البدن وضعفه. ومع هذا كله يجب أن يرفق في إسهالهم. ويفرّق
سقي الدّواء ، وأن يراعى أمر معدهم لئلّا تتأذّى بالمسهلات ،
وتجعل مسهّلاتهم عطرة بالعود ونحوه. وبالجملة يجب أن يكون التّدبير مانعا لتوليد
الفضول ، وليتجنبوا الفَصْد ما أمكن.
وإن كان لا بدّ
منه ، لامتلاء من دَمٍ ، أُقْدِم عليه بحِذْر. وأكثر ما يجب فيه الفصد ، إذا كان
السّبب احتباس دم البواسير أو الطّمث. فيجب أن يستعمل ما يخرج الأخلاط بالإسهال ،
ويفتح السّدد ، ثمّ بما يدرّ البول.
والحُقَن الملطّفة
المحلّلة للرّطوبات ، المسهلة لها ، نافعة جدّا. وبعد الاستفراغ الرّياضة المعتدلة
، وتقليل شرب الماء.
والاستحمام
بالمياه البُورقيّة والكبريتيّة جيّد. والقيء قبل الطّعام نعم التّدبير لهم.
وطبيخ الأدوية
المجفِّفة المفتِّحة الملطِّفة العَطِرة جيّد لهم شربا ، مثل السّنبل والسّليجة
والدّارصيني والأفسنتين وبزر الأنجرة والزّراوند المدحرَج والقَنْطَريُون الرّقيق.
وممّا ينفعهم جدّا شرب الأفسنتين على الرِّيق.
ومن المعاجين ـ بعد
التّنقية ـ التّرياق
الفاروقيّ ، والمثْرودِيطوس ، ودواء الكُرْكُم.
ومن الأغذية ما
فيه لذّة مثل الدُّرّاج والقُبَّج والحمام والغزلان والجدى الصّغار ، ونحوها.
ويكون المرَق مطيّبا بمثل القَرنفل والدّارصيني والزّعفران والمصطكي. ويجب أن يخلط
بأغذيتهم الكرّاث والثّوم والخردل والكرفس والكبر والنّعنع. ومن الفواكه الرّمّان
الحلو.
وممّا يجب في
الزّقّيّ التّجفيف وتفتيح المسامّ ، والادرار المتواتر ، والامتناع عن رؤية الماء
فضلا عن شربه ، وإن لم يكن بدّ من شربه شرب قبل الطّعام ممزوجا بشراب أو غيره.
وتقليل الغذاء
وتلطيفه جدّا هو أفضل علاج. ومراعاة القوّة وتقويتها بالطّيوب العطرة والمشمومات
اللّذيذة. ودهن الفُسْتُق نافع. والأدوية الجيّدة أن يشرب كلّ يوم أوقيّة من عصارة
الفَوْتَنج.
وقيل أنّه إذا
نُقِّي البدن وشُرِب كلّ يوم من التّرياق قدر حِمَّصة بطبيخ الفوتنج واحدا وعشرين
يوما واقتُصِر على أكلة خفيفة واحدة بَرَأ ، بإذن الله.
ومن الأدوية
العجيبة النَّفْع : شُبْرُم وهليلج أصفر بالسّواء. والشّربة من نصف درهم الى درهم
، يشرب في كلّ أربعة أيّام مرّة ، وفيما بين ذلك يُشرب أقراص البرباريس. ومن
الجيّد أدوية تُتَّخَذ من الرّاوند والقُسْط وحبّ الغار والرّاسن والجنطيانا (٣٢)
والقُنَّة والشِّيافات والحُقَن ، فإنّهما أقرب إلى الماء وأخفّ على الطّباع وأبعد
عن أذى الأعضاء الرئيسة.
وأمّا سقي ألبان اللّقاح الأعرابيّة المعلوفة بما يلطِّف ويدرّ مثل
الشِّيح والقَيْصُوم والخُزامَى ونحوها فإنّ ذلك جيّد المنفعة. وقد يخلط معها مثل
الهليلج الأصفر وبزر الهندباء وبزر الكُشُوت (٣٣) والملح النّفطيّ (٣٤).
ومن المدرّات
النّافعة الفطراساليون والنّانخواه والفَودَنج والأسارون والذّرايانج وبزر الكرفس
والسّاساليون والإيرسا والكمافيطوس والوَجّ والسّنبلان والزّوفا والهلّيون وبزره ،
وأصل الجزر البرّيّ وأصله وبزره ، ونحوها. ويجب أن يبالغ في سحقها حتّى تصل بسرعة
الى محدَّب الكبد. وتستعمل بعدها الأمراق الدَّسِمة من الدّجاج المسمَّن ، لأنّه
يجمع الى الإدرار إصلاحَ الكبد.
وأمّا ماء الجبن
المدبَّر فإنّه جيّد لهم. وصِفَته : أن يُجعل على الرّطل من اللّبن درهم ملح
أندرانيّ ، وخمسة دراهم تُرْبُد بعد سحقها جيّدا ، ويُغلَى برفق ، وتؤخذ رُغْوتُه
ويُصفَّى ، ويُستعمل. وأفضله للمحرورين المتّخذ من لبن الماعز. وحكى شيخنا أنّه رأى
امرأة نَهَكَها الاستسقاءُ وعظُمت عِلّتها فأكلت من الرّمّان أكلا كثيرا فبرأت.
والخلّ بالزّيت
المبزَّر والمفوَّة به موافق لهم ، ولا رخصة لهم في الفواكة الرّطبة إلّا
الرّمّان.
وفي هذا القدر
كفاية لمن تدبّره.
وقد تكرّر في
الحديث ذكر الاستسقاء (٣٥) وهو استفعال من طلب السُّقْيا ، أي : إنزال الغيث.
والسّقاء : ظرف من جلد يكون للماء واللّبن.
والسِّقاية والسُّقاية : موضع السَّقْي.
والسَّقْي : الفعل. والسِّقْي
: الشرب.
وسِقاية الحاجّ : هي ما كانت قريش تَسقيه
للحاجّ من الزّبيب
المنبوذ في الماء ، وكان يليها العبّاس بن عبد المطّلب ، جاهليّة وإسلاما.
والسِّقَايَة في قوله تعالى : (جَعَلَ السِّقايَةَ فِي
رَحْلِ أَخِيهِ) (٣٦) : الصُّوَاع
الذي يشرب فيه الملك ، وكان إناء من فضّة يَكيلون به الطّعام.
سقيروس :
سَقِيرُوس
: وَرَمٌ صُلْب
سوداويّ ويتولّد عن سوداء أو عنها وعن بلغم متحلّل.
وعلاجه إخراج
السّوداء. ويفرّق بينه وبين السّرطان بما ذكرناه في (س ر ط).
سكب :
السَّكْب
: صبُّ الماء
ونحوه ، والنّحاس والرّصاص. والخفيف الرّوح النّشيط في عمله. والفرس الجواد. وأوّل
فرس ملكه النّبيّ ، (صلىاللهعليهوسلم) ، وكان كميتا أغرّ محجَّلا مُطلق اليُمْنَى.
والسَّكَب : شقائق النّعمان. وشجر طيّب الرّائحة ينبت بالقيعان
والأودية ، مستقيما على عِرْق واحد ، وله زغب وورق كورق الصَّعْتَر ، إلّا أنّه
أشدّ خضرة وله جَنًى يؤكل ، ويصنعه أهل الحجاز نبيذا.
سكبج :
السِّكباج
، بالكسر معرّب
سكباسك وهو : مرق يتّخذ من الخلّ واللّوز واللّحم والزّبيب والتّين مع شيء من
الزّعفران والنّشا والأفاويه الحارّة والنّعناع. يقمع الصّفراء والدّم ، ويُصْلِح
الأكباد الحارّة ، جيّد لليرقان وللسّدد ، ولا يصلح لمن به علّة في عصبه إن كان
خَلّه كثيرا.
سكت :
السَّكْتَة : علّة تمنع الأعضاء عن الحسّ والحركة الاختيارية. سُمّيت
هذه العلّة باسم لازِمها ، وهو
السُّكوت.
وسببها انسداد يقع
:
* إمّا في بطون
الدّماغ ،
* وإمّا في مجاري
القلب إلى الدّماغ ، وفي هذه الحالة يقع الموت بغتة لاختناق القلب لاحتباسه ،
* وإمّا في مجاري
الدّماغ إلى الأعصاب ، فيمتنع نفوذ الرّوح إلى الأعضاء الحسّاسة والمتحرّكة.
وهذا الانسداد
يكون إمّا لانطباقٍ مُسبَّب عن برد شديد أو ضربة أو سقطة.
وإمّا لامتلاء عن
ورم أو خلط دمويّ أو بلغميّ وهو الغالب.
وأصعبها أن لا
يظهر النّفس ولا الزّبد الغليظ.
والسّكتة إذا كانت قويّة لم يبرأ صاحبها ، وإن كانت ضعيفة لم يسهل
برؤها.
ومن عرض له وهو
صحيح رجع بغتة في رأسه ثمّ أسكت
، فإنّه يهلك قبل
السّابع إلّا أن تعرض له حُمَّى.
وربما قالوا سكتة وعنوا بها الفالج العامّ للشّقّين ، وإن كان أعضاء الوجه
سليمة.
وربما قالوا :
الاسترخاء سكتة ذلك الشّقّ. وقد جاء ذلك في كلام أبقراط ، حدّثنا به
شيخنا.
وقد يعرض أن يسكت الإنسان ولا يفرَّق بينه وبين الميت ، ولا يظهر منه تنفّس
ولا شيء ثمّ إنّه يعيش ويسلم ، وقد رأيت منهم خلقا كثيرا كانت هذه حالهم. وأولئك
فإنّ النَّفَس لا يظهر منهم ، والنّبض لا يسقط منهم تمام السّقوط ، ويُشْبِه أن
يكون الحارّ الغريزيّ فيهم ليس شديد الاحتياج إلى التّرويح ، ونفض البخار
الدّخانيّ عنه الى نَفَس كثير لما عرض له من البرد ، ولذلك يُستحسن أن يُؤَخَّر
دفن من يُشَكّ في موته الى أن يُسْبَر حاله. ولا أقلّ من اثنتين وسبعين ساعة.
وقال جالينوس في
كتابه المسمَّى بتحريم الدّفن أنّ اقلّ السَّبْر أربعة وعشرون ساعة وأقصاه اثنتان
وسبعون ساعة. وممّا يستدلّ به على حياة
المسكوت بأن
يوضع على منخريه
قطنة منفوشة أو يوضع على صدره إناء مملوء ماء فإنْ تحرّكت القطنة أو الماء فهو حيّ
، وإلّا فهو ميت. أو يدخل الإصبع في الدّبر مما يلي الظّهر ويغمز ، فإنّ فيه شريان
ينبض مدّة الحياة ، فإن كان ذلك الشّريان متحرّكا فهو حيّ وإلّا فهو ميت.
والسّكتة في أكثر تنحلّ إلى فالج لأنّ الطّبيعة إذا عجزت عن دفع
المادّة عن الشّقّين جميعا دفعتها الى أضعفهما. والفرق بين المسكوت والمسبوت أنّ المسبوت يُستدرج من النّوم الثّقيل الى
السُّبات ، والمسكوت
تعرض له السّكتة دفعة. وعلاجها إن كانت عن برد فبالمسخِّنات ، أو عن ضربة
أو سقطة فبعلاج أيّهما كان ، أو عن ورم فبعلاجه بحسبه ، أو عن دم فبالفصد من
القيفال أو من الوَدَجَيْن ، وبالحقن اللّينة ويدهن الرّأس بدهن الورد والخلّ وسقي
ماء الشعير ، أو عن بلغم فبالحقن الحارّة ، ويدهن الرّأس بالأدهان الحارّة ،
ويُكْمَد بالأدوية الحارّة كالصّعتر ، ويُنفخ في الأنف الكُنْدُس أو الزّنجبيل.
وقال فإن كان الخلط بلغميّا فلا يعطى المسكوت
شيئا من الأغذية
ولا من الأدوية إلى أن يتجاوز ثلاثة أيّام بلياليها.
وفي السّكتة الدّمويّة ، ينفع الفصد المقتصد ، بعد التمريخ والنّطول
والبخور والنّشوق ، ورفع السّاقين الى أعلى ، والضّرب على الكعوب ؛ وهي وصفة
مجربة.
وليست السّكتة دليلا على الموت ، ولذا حَرَّم جالينوس الدَّفْن قبل أربع وعشرين
ساعة.
واعلم أنّ
المشاهدة والمعاينة وطول التّجربة تؤيّد أنّ السّكتة قد تعرض عن فزع أو بلغم أو دم غليظ ، وكلّ ذلك يزول بعلاجه
الموصوف.
سكر :
السُّكر : اختلاط العقل حتّى يحبس صاحبه عن التّصرّف في سبل
الإصابة ، عن الهرويّ.
والسَّكَر : الخمر ، عن الفرّاء وغيره. أو النّبيذ المتّخذ من التّمر
، عن ابن عمر. أو المتّخذ منه ومن الكُشُوت ، عن أبي حنيفة الدّينوريّ. قال : وزعم
زاعم أنّه ربّما خلط له الآس فزاده شدَّة. أو المتّخذ من عصير العنب أو الزّبيب أو
التّمر ، إذا طبخ حتّى يذهب ثلثه ثمّ يُترك حتّى يشتدّ ، قيل وهو حلال عند أبي
حنيفة النعمان إلى حد
السُّكر. وتقدم هذا القول
في (خ م ر).
أو هو المسْكِر من كلّ شراب ومنه
الحديث : (حُرِّمَت
الخمر لِعَينها والسَّكَر من كلّ شراب) (٣٧).
أو الخلّ ، ويعزى
إلى أهل التّفسير. قال بعضهم : وهذا شيء لا يعرفه أهل اللّغة.
أو الطّعام عن أبي
عبيدة. قال الأزهريّ : وأنكر أهل اللغة هذا لأنّ العرب لا تعرفه.
والسَّكَران ، والسُّكْران
: اسم عربي للبنج
وتقدّم.
والسُّكَّر : معروف ، وهو فارسيّ معرّب ، الواحدة سُكَّرَة.
وهو حارّ في أوّل
الثّانية رطب في الأولى. وألطف أنواعه السُّكَّر النّبات ، وهو أقرب إلى الاعتدال يليّن الصّدر ويزيل
خشونته ، وشربه بدهن اللّوز الحلو ينفع من القولنج. وأوقيّة منه مع أوقيّتين سمن
بقريّ ينفع من احتباس البول ومن وجع السُّرَّة ، يشرب فاتر.
والطّبَرْزَد يجلو
بياض العين.
والسُّكُرْكَة : شراب يُسْكِر يتّخذ من الذُّرَة ، وهي لفظة حبشيّة.
والتّسكير : التّحيُّر. وجعلوا منه قوله ، تعالى : (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) (٣٨).
وسَكْرَة الغضب : معروفة ، وهي حالة تأخذ الغضبان فلا يبالي ما
يفعل.
ولا تحسبنّ أن السَّكَر مقصور على النّبيذ ، فإنّ للنَّفْس سَكْرَة أشدّ من سكرته
، وذلك أن يسيطر
عليها الغضب والغيظ والهمّ والغمّ ، فكما أنّ المرء يتصرّف بما لا يعقل حين تحدث
له الخمر سكرا ، كذلك يحدث له وقت السّكر من الغضب ، بل أشدّ ، فامسكْ نفسك ، واسترجع ربّك ، وأكشف
عن قلبك الهموم.
سكرج :
السُّكُرُّجَة : إناء صغير يؤكل فيه الشّيء من الأدم ، وهي فارسيّة وأكثر
ما يوضع فيها الكواسيج ونحوها. والسُّكرُّجَة الكبيرة في عُرْف الأطبّاء : إناء يحمل تسعة أواق أو ستّة
أواق ، والصغيرة ثلاثة أواق.
سكك :
السُّكّ
: أنواع منه ما
يتّخذ من الأملج (٣٩) ، ومنه ما يتّخذ من العفص والبلح ، ومنه ما يتّخذ من
الرّامَك والمسك ، وهو
سُكّ المِسك ، وهو
أفضلها بأن يضاف إلى كلّ رطل من الرّامك المتقدّم مثقال من المسك.
وصفة السّكّ المتّخذ من البلح والعفص :
يؤخذ من ماء البلح
عشرة أرطال ويُغْلَى وتُكْشَط رُغْوَتُه ويضاف إليه ثلاثة
أرطال عفص أخضر
ناعم ، ويُطْبَخ حتّى ينعقد قليلا ، ويُرفع عن النّار.
أو يؤخذ رطل ورد
وسنبل ولسان عصفور وبَسْباسة وجوز بوّا وقرنفل وقاقلّة ودارصيني وصندل من كلّ واحد
ثلاثة أواق.
أو عود هنديّ
أوقية وزعفران نصف أوقيّة وصمغ عربيّ رطل ، ويدقّ الجميع دقّا ناعما ويعجن بماء
البلخ والعفص ، ويُقرَّص على بلاطة دهنت بدهن لوز ، ويرفع لوقت الحاجة.
وهو بارد يابس في
الثّانية وفيه حرارة. قابض قاطع لنزف الدّم ، ويزيد في الباه.
سكبينج :
السَّكْبِينج
: اسم معرّب عن
الفارسيّة لصمغ معروف ، وأجوده الأصفهانيّ الذي يضرب داخله إلى الحمرة وخارجه إلى
البياض ، وينحلّ سريعا في الماء.
وهو حارّ في
الثّالثة ، يابس في الثّانية يُلَيِّن الطّبيعة ويُخرج الخلط اللّزج والماء الأصفر
وينفع من الاستسقاء ، ومن الفالج والمغص ومن السُّعال المزمن ، ويخرج الحصاة ويزيد
في الباه ، ويدرّ الطَّمْث ويقتل الأجنّة والدّود وحبّ القرع. والشّربة منه نصف
درهم. ومضرّته بالكبد ، وقيل بالأمعاء أيضا ، وبدله : الأَشُقّ.
سكنجبين :
السُّكُنْجُبِين
: شراب يُتَّخَذ
من العسل والخلّ. ولشيخنا العلّامة مقالة في السّكنجبين ومنافعه ومضارّه مستغنية
عن الزّيادة.
سلب :
السَّليب
: المسْتَلَب العقل. وناقة وامرأ
سالب وسَلُوب : مات ولدها في بطنها أو ألقته لغير تمام.
وسَلَب : ضرب من الشّجر ينبت متناسقا ويطول ويؤخذ ويمدّ ثمّ يشقّ
فتخرج منه مشاقّة بيضاء كاللّيف يُتَّخذ منها الحبال.
سلت :
الأسُلَت
: الأجْذَع ، في
حديث سلمان أنّ عمر بن الخطّاب قال : مَنْ يأخذها بما فيها يعني الخلافة ، فقال
سلمان : مَنْ سَلَت
اللهُ أنفَه. أي :
جَذَعَه وقطعه (٤٠).
وسَلَتَت المرأةُ الخضاب عن يدها : إذا مسحته وألقته ، روي عنه (صلىاللهعليهوسلم) أنّه قال : (لعن الله المرأة السَّلْتاء والمرْهاء) (٤١). فالسَّلْتاء : التي لا تَخْتَضِب ، والمرهاء : التي لا تكتحل.
والسُّلْت : الشّعير الأجرد الذي لا قشر له.
سلجم :
السَّلْجَم
: اللِّفْت ، وهو
معروف. ولا تَقُل شَلْجَم بالمعجمة ولا
ثلجم بالمثلّثة.
وقال أبو حنيفة
الدّينوريّ : السَّلْجَم
معرّب وأصله
بالشين المعجمة والعرب لا تتكلم به إلّا بالمهملة.
وهو نوعان :
* برّيّ وهو حارّ
في الثّانية رطب في الأولى.
* وبستانيّ وهو
أقلّ حرارة وأكثر رطوبة.
وإذا أُطلق السّلجم فالمراد به أصله. وهو يدرّ البول ، ويغذو كثيرا ، ويهيّج
الباه لتوليده رياحا ونفخا ، وبزره أجود لتهييج الباه. وهو حارّ في أوّل الثّالثة
يابس في الأولى. ينفع من السّموم. وأصله يُشَهِّي الطّعام إذا عُمِل بالخلّ
وأُدْمِن أكله يقوّي نور البصر ، ويستعمل بقدر الحاجة ، ويصلح بالتّوابل الحارّة ،
ويبدل بالجزَر.
سلحف :
السُّلحفاة : واحدة السَّلاجف. وهي دابّة معروفة ينفع دمها من ألم
المفاصل لُطوخا ، ومن الصّرع إذا أخذ وخلط بدقيق الشّعير وعجن بالعسل وجعل منه حبّ
كالفلفل ، وبلع منه في كلّ يوم واحدة ، بكرة النهار وأخرى في آخره. ولحمها ينفع من
التّشنّج والكزاز إذا أكل مطبوخا. ويحرّك الباه ويقوّي الإنعاض ، ويغزر المنيّ.
وهي صنفان بّريّة
وبحريّة ، ومنه تتّخذ الأمشاط وغيرها. والعظيم منها يسمّى بالرَّقّ ، وسيأتي في (ر
ق ق).
سلخ :
السَّالِخ
: جَرَب يصيب
الأبل. واسم للأسود من الحيّات والأنثى أسوَدَة ، ولا توصف بسالخة. وأسود
سالخ ـ غير مضاف ـ لأنّه
يسلخ جلده في كلّ عام.
والأسلخ : الأصلع والأصمّ ، في بعض اللّغات.
والسَّلِيخَة : عطر معروف ، كأنّه قشر
منسلِخ. وهي أنواع أجودها
المائل إلى
السّواد ،
الزَّكيّ الرّائحة ، وهي حارّة يابسة في آخر الثّانية. مُسَخِّنة تقوّي الأعضاء
وتنفع من سمّ الأفاعي ، وتحلّل الرّياح الغليظة ، وتُعين الأدوية على فعلها ،
وتُسْقِط الأجنّة شُربا وحُمولا وبُخورا. والشّربة منها من درهم إلى مثقال.
ومضرّتها بالأمعاء. ويُصلحها الكثيراء وبدلها الأسارون.
والسَّليخة أيضا : دهن ثمرة البان قبل أن يُرَبَّب بأفاويه الطِّيب ،
فإذا رُبِّب ثمره بالمسك ثم اعتُصِر فهو مَنْشُوش.
سلط :
السَّلِيط : الزّيت ودهن السّمسم ، يمانية. وكلّ دهن عصر من حبّ.
سلع :
السَّلْع
: الشّقّ في
القَدَم أو في العقب.
والسَّلَع : البَرَص. وشجر مُرّ ، وهو ضرب من الصَّبِر ، وبقلة خبيثة
الطعم.
والسَّوْلَع : الصّبر.
والسِّلْعَة : زيادة تحدث في الجسد كالغُدَّة في العظم إذا غُمِزَت
باليد تحرّكت ، ولها كيس يحويها ، ومادّتها بلغميّة.
وعلاجها بتنقية
البدن من البلغم وإلزام العليل الحمية ، وقطع الغُدَدِيّ منها وبَطّ السّلعيّ.
سلف :
السُّلاف : ما سال
من عَصير العنب قبل عصره.
والسّالفة : صفحة العنق ، وهي من لدن مُعَلَّق القُرْط إلى قلب
التّرقوة وهما
سالفتان.
والسُّلْفَة : المتعجّل من الطّعام قبل الغذاء.
ويقال أنّ
القُلْفَة تسمّى : سَلْفاً.
سلق :
السَّلْق
: شدّة الصّوت.
والسِّلْق : بقل معروف. وهو ثلاثة أنواع : شديد الخضرة يميل إلى
السّواد ، وقليل الخضرة يميل إلى البياض ، ومتوسّط بينهما.
قال جماعة وهو
بارد يابس في الأولى وقال بعضهم هو بارد رطب.
وقال شيخنا هو في
الحقيقة مركّب القوى.
وبالجملة : فهو من
الأغذية الكثيرة الغذاء. والإكثار منه مضرّ بالمعدة وإصلاحه بالخلّ. وهو يحلّل
الأورام ويُلَيِّن الطّبيعة ، ويفتح السُّدَد. ويَسُرُّ النَّفْس بالعَرَض.
وينفع من النّقرس
وأوجاع المفاصل وخصوصا إذا استعمل مع الأدوية المسهلة للبلغم لأنّه يعينها على
إخراجه. وعصير أصله ينفع من وجع الأسنان مضمضة ، ومن وجع الأذن قطورا ، ومن وجع
الأمعاء شربا. وذكر بعضهم أنّ عصير ورقه إذا صُبَّ على الخمر حلّلها بعد ساعتين ،
وإن صبّ على الخلّ قلَبها خمرا بعد أربع ساعات.
وسِلْقُ الماء هو جار النّهر. وسلق
البرّ هو ضرب من
الحُمّاض.
والسُّلاق : غلظ
في الأجفان عن مادّة غليظة رديئة أكّالة بورقيّة تحمرّ لها الأجفان وينتثر لها
الهُدْب ، ويؤدّي إلى تقريح أشفار الجفن ، ويتبعه فساد العين
وكثيرا ما يحدث
عُقَيْب الرَّمَد. ومنه حديث ومنه عتيق ومنه رديء. وتلك المادّة إمّا بلغميّة
تَحَلَّل لطيفُها وبقي كثيفها ، وإمّا دمويّة. وعلامة الأولى الثّقل وقلّة الحمرة
، وعلامة الثّانية الخفّة وكثرة الحمرة.
العلاج :
يبدأ أوّلا بتنقية
البدن والرّأس بمثل حبّ الفُوفَا وأيارج لُوغاريا مع عدم الفصل في البلغميّة ،
ومعه في الدّمويّة.
والأدوية التي
يضمّد بها المريض به ، فمنها ما يحلّل المادّة ويخرجها من المسامّ ، ومنها ما
يعدّل كيفيّتها ، ومنها ما يحلّل ويعدّل.
أمّا الأولى فبمثل
التَّضْمِيد بالعَدَس المطبوخ بماء الورد.
وأمّا الثّانية
فبمثل التّضميد بالحَمْقاء والهندباء بدهن الورد وبياض البَيض.
وأمّا الثّالثة
فبمثل التّضميد بالعَدَس المقشور مع السّمّاق وشحم الرّمّان والورد المعجون
بالشّراب المطبوخ.
تستعمل الضِّمادات
ليلا لأجل طول بقائها على الأجفان.
ويستعمل الحمّام
نهارا لتفتيحه للمسامّ وتحليله للموادّ. ولذلك فإدمان الحمّام من أنفع المعالجات
له.
وأما العتيق
المزمن فيجب فيه أن يُحْجَم السّاق ، والأفضل أن يحجم عِرْق الجبهة ، ويداوم على
استعمال الحمّام.
وأمّا الكائن عقب
الرّمد فقد جُرِّب له شِياف على هذه الصورة :
زاج الخبر
المحرَّق وزعفران وسنبل ، من كلّ واحد جزء ونارنج عشرة أجزاء يشيّف ويُحَكّ به
الجفن.
والسُّلاف أيضا : بثور تخرج في اللّسان أو في أصله ، فيَتَقَشّر منها.
أو تَقَشُّرٌ
يحصل في أصول
الأسنان.
والسُّلاف ، طبّا : بُثور صغار تتولّد في الفم عن أبخرة حارّة تصعد
إليه من المعدة. وعلاجه بما يسكّن تلك الأبخرة كماء الشّعير والتّمر هندي ،
بالسّكّر والكابلّي ، مع الكزبرة والشّاميّة والسّكّر سفوفا ، ويذرّ عليه الطّين
الأرمنيّ والجلّنار والنّشاء والعَدَبة والطّباشير. ويُتَمَضْمض بعصارة البقلة
الحمقاء وعنب الثّعلب والخسّ ، ويُمسَك في الفم مع الهليلج الأسود.
سلل :
السِّلّ
والسُّلّ والسُّلال
، لغة : الهُزال ،
سمّي به لأنّ من لازمه هزل بدنه.
وطبّا : قرحة تحدث
في الرّئة.
وهو من الأمراض
المركّبة التي تحدث من حمّى دقّية ، وقرحة في الرّئة ، وسببها إمّا ورم أو نوازل
من الرّأس ، وإمّا جراحة عن سعال طويل أو صياح شديد أو ضربة أو سقطة.
وعلامتها حمّى
لازمة دقّية ونفث دم حادّ.
ويُفَرَّق بينها
وبين البلغم باستدارتها ونتن رائحتها ورسوبها في الماء بعد ثلاث ساعات.
وعلاجها :
أمّا المبتدئ منها
فقليل أن يبرأ. وأمّا المستحكم منها فلا برء له. وإنّما يتلطّف به ليخفّ أمره ،
بأن يفصد العليل من الباسليق ثمّ يسقى كلّ يوم ماء الشّعير المدبّر بشراب الخشخاش
مع شراب الرّمّان أو شراب البَبَر بماء لسان الثّور. فإن زادت الحرارة أُطفئت بمثل
حليب بذرة البقلة الحمقاء بشراب الرّمّان.
حدّثني شيخنا
العلامة ، قال : وممّا جَرَّبْتُه ـ أيضا ـ مِرارا في بلدان مختلفة وأبدان مختلفة
، أن يلزم صاحب هذه العلّة بتناول الجلنجبين السُّكَّريّ الطّريّ كلّ ما قدر عليه
، وإن كثر ، حتى بالخبز ثمّ يُرْعَى أمره ، فإن ضاق نَفَسُه بتجفيف الورد سُقِي
شراب الزوفا بقدر الحاجة ، فإن زادت حُمّاه سُقي أقراصَ الكافور ، ولا يُغيَّر هذا
العلاج ، فإنّه يبرأ.
وقال أيضا : وقد
يعرض للمسلول أن يمتدّ به السِّلُ
ممهِلا إيّاه برهة
من الدّهر.
وكذلك ربما امتدّ
من الشّباب إلى الكهولة وقد رأيت أمرأة عاشت بالسِّلُ
قريبا من ثلاث
وعشرين سنة.
قال الخليل ، (رحمهالله) : السِّلُ
والسُّلال : كلٌّ يقال (٤٢).
وفي الحديث : (غُبار
ذيل المرأة الفاجِر يورث السِّلِ)
(٤٣).
فإنّه ، (صلىاللهعليهوسلم) ، أراد المرض ذاته. وقيل : بل أراد أنّ من اتَّبَع
الفواجر وفَجَر ذهب مالُه وافتقر. فشبَّه خِفّة المال وذهابه بخفّة الجسم وذهابه
إذا سُلّ. فرووه (السَّلّ) بفتح السّين لا بضمّها.
وسَلَ العِرْقَ ذكرناه في (ب ت ر).
سلم :
السَّلْم
: الدّلو الذي له
عُروة واحدة. ولَدْغ الحيّة.
والسِّلْم والسَّلْم
: المُسَالِم ، تقول : أنا
سِلْم لمن سالمني.
والسَّلَم : شجرة ذات شَوك يُدبغ بورقها وبثمرتها ، وتسمَّى ثمرتها
بالقُرْظ.
وعصارة ثمرتها
الأقاقيا.
والسَّلَم ، أيضا : الانقياد. ومنه قوله تعالى : (وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) (٤٤) وهو
مصدر يقع على
الواحد والإثنين والجمع.
والسَّلامُ : من أسمائه ، تعالى ، لسلامته
من العيوب كلّها.
والسّلام : في الأصل السّلامة.
وسُمِّيَت دار السّلام لأنها دار
السّلام من الآفات. وقوله
، تعالى : فَسَلامٌ (لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) (٤٥) أي : إنّك
ترى فيهم ما تحبّ من السّلامة. وقد علمت ما أعدّ لهم من الجزاء.
والسِّلام : الحجارة الصُّلْبة ، سُمِّيت بذلك لسلامتها من الرّخاوة.
والسّليم : اللّديغ ، وإنّما سُمِّي اللّديغ سَلِيما لأنّهم تطيّروا من اللّديغ فقلبوا المعنى ، كما قالوا
للفلاة مَفازة ، وهي مهلكة ، تفاؤلا بالفوز.
والأُسَيْلم ، بضمّ الهمزة وفتح (كسر) اللّام : عِرْق في اليدين ، بين
الخنصر والبنصر ، ولم يأتِ إلّا مصغَّرا ، وإنّما سمّي بذلك لأن فصده أسلم من فصد أوردة الذّراع. وفصده من الجهة اليمنى ينفع من أورام
الكبد ومن ذات الجنب. ومن اليسرى ينفع من أوجاع الطّحال. ومنها متفرّقا ينفع من
الحكّة والجرب.
والسُّلاميَات : العِظام التي بين كلّ إصبعين من مفاصل الأصابع ، والواحد
منها سُلامَى كحُبارَى.
سلو :
السَّلْوَة ، والسُّلْوة : النّسيان.
قال بعضهم : ويقال
: سَلَيْت فلانا : تركته.
والسُّلْوَة والسُّلْوَانَة : خَرزة شفَّافة إذا دفنتها في الرّمل ثم بحثت عنها رأيتها
سوداء ، قيل وإذا يسقاها الإنسان تُسْلِيه
، أي : تُنْسِيه ،
تُسحق وتُشرب بالماء.
والسُّلُوَانة ، أيضا : خرزة كانوا يقولون إذا صُبّ عليها ماء المطر
وشربه العاشق سَلَا ، واسم ذلك الماء
السُّلْوَان ، ولا أعرف كيف
ذلك.
وقال الأصمعيّ :
سقيتني سُلوَاناً وسَلْوَة ، أي : طيّبت نفسي عنك ، وروى لعروة بن حزام :
جَعَلْتُ
لعَرّاف اليَمامة حُكْمَه
|
|
وعَرّاف نجْدٍ
إنْ هما شَفياني
|
قما تَركَا من
رُقْيَةٍ يعلمانِها
|
|
ولا سَلْوَةٍ
إلّا بها سَقياني (٤٦)
|
وقال بعضهم : السُّلوان والسُّلوَانة : دواء يُسقاه الحزين فَيَسْلُو ، ونسميّه : المفرِّح.
وذكره الرّاجز :
لو أشْرَبُ السُّلْوانَ ما سَلَيْتُ (٤٧)
والسَّلْوَى : طائر أبيض مثل السُّمانَى ، واحدته سَلْوَاة. قال :
كما انتفضَ السَّلْوَاةُ مِنْ بَلَلِ القَطْرِ (٤٨)
وفي التّنزيل : (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) (٤٩). قيل : السَّلْوَى : السُّمانَى ، والمنّ : التُّرُنْجُبِين (٥٠).
وقيل : السُّمانَى
: طائر في ريشه الظّاهرة شَبَهٌ منه ، وله أرجل أطول منه ، ويهوَى المياه. وهو
حارّ المزاج يابسه ، وحرّه أكثر. سريع الانحدار من المعدة ، ويحرّك الباه إلّا
أنّه يعطِّش ويُوَلّد الحكّة والبُثور ، وربما أكرب إذا أُكثر من أكله ، ويصلحه
طبخه بالحُمُوضات والأدهان وشيُّه رديء يُظْهِر فيه سُهوكَة. ونزوله بطيء ، وهو
اجود من سائر لحوم طيور الماء.
والسَّلْوَى ، أيضا : العَسَل.
والسَّلْوَى : كلّ ما
سَلاك.
والسَّلا : السُّلُوّ ، يقال : سَلا
سُلُوّا ، وسَلا سَلا.
والسِّلاء : السّمن.
والسِّلا ، والسَّلاء : الذي يكون فيه الولد ، وجمعه الأسْلاء.
وفلان في سُلْوَة من العيش ، أي : في رَغَد
يُسْلِيه الهَمّ.
وقال الخليل : السَّلْوَى : العسل. وأنشد :
وقاسَمَها بالله
جَهْداً لأنتمُ
|
|
ألَذّ مِنَ
السَّلْوَى إذا ما نَشُورُها (٥١)
|
سمج :
السَّمِج
: القبيح. والسَّمْج من الأدوية : الخبيثة الطّعم ، أو الرّائحة.
سمحق :
السِّمْحاق
: جلدة رقيقة فوق
قحف الرّأس إذا انتهت اليها الشَّجَّة سُمِّيت سِمحاقا.
وللأمّ الغليظة
رباطات تنفذ في شؤون القحف ودروزه ، منها غشاء مُجَلِّل للقحف تحت جلدة الرّأس ،
يقال له السِّمحاق ، وهذا الغشاء يمنع عظام القحف من الانفكاك.
سمد :
سَمَد في عمله : جَدّ. وسَمَدْت
: إذا علوت. وسَمَدَتْه الحمّى : عَلَتْه وغَلَبَتْه.
والسَّامِد : الشّاخص برأسه. قال :
سَوامِد اللّيل خِفاف الأزواد (٥٢)
يقول : ليس في
بطونها طعام.
والسَّميد والسَّميذ : الحوارَى.
وسَمَدَ شَعره : أخذه كلّه.
وسَمَدَه الدّاء : أهلكه ، أو أذهب لحمَ بدنه.
سمدر :
السَّمادير : ضعف البصر. واسْمَدَرّ بصرُه : ضعف ، وغالبا ما يكون من وهج الشمس وحرارتها.
سمر :
السُّمْرة : منزلة بين البياض والسّواد.
قال ابن الأعرابيّ
: وهي في النّاس : الوُرْقَة.
والأَسْمَر : اللّبن ، وقال ابن الأعرابيّ : هو لبن الظّبية خاصّة.
والأَسْمَرَان : الماء والحنطة ، أو الماء والرّيح. والسُّمْر : الحنطة.
والسَّمَار : اللبن الكثير الماء عن ثعلب ، أو الذي ثلثاه ماء ، أو
الّلبن الرّقيق.
وسَمَر القومُ الخمرَ : شربوها ليلا.
والسَّمُر : ضرب من شجر الطّلح.
والسَّمُّور : حيوان برّيّ كالسِّنُّور لا يأكل شيئا من الخبائث.
ويُتَّخَذ من جلده الفِراء. وهي نفيسة. ولحمه حارّ يابس.
سمسق / سمسم :
السَّمْسَق
: الياسمين أو
المرزنجوش أو
السِّمْسِم أو الآس.
ودهن بزر السِّمْسِم هو الشِّيرَج. يُطوِّل الشّعر. وهو دهنيّ جدّا ، سريع
النّزول ، وفيه تعطيش.
والسِّمْسِم : جيّد للرّبو ، ويطوّل الشّعر ، ومضرّته بالمعدة. ونقيعه
شديد في دم الحيض ، وربّما أسقط الأجنّة.
سمع :
السَّمْع
: حِسّ الأذن.
والجمع : أَسْمَاع وأسْمُع.
والمِسْمَع : الأذن. والمَسْمَع
: الموضع الذي يُسْمَع منه. وهذا الموضع ينتهي إلى عَظْم صُلْب هو العظم الحجَريّ
لشدّة صلابته. وهذا العظم فيه ثقب معوجّ يُسمَّى بالأعور. وهذا الثّقب ينتهي إلى
جَوْبَة فيها هواء راكد ، وإليها يأتي عصب السّمع
، ويُنْسَج منه
غشاء يسمّى بالغشاء الطّبليّ ، وهو آلة
السّمع بالحقيقة ، فإذا
وصل تموُّج الهواء الحامل للصّوت إلى الهواء الرّاكد ومَوَّجَه بتموُّجه لاقَى
الهواء الرّاكد العصب ، وأثّر فيه بتمويجه وحِدَّته ، أدركت الحاسّة الصَّوت
وجِهَتَه.
فالسّمع
هو إدراك النَّفْس
الصَّوْتَ بتحرُّك الهواء المحصور في داخل الأذن وقرعه العصب المفروش في الصّماخ
عن طريق عظام دقاق في داخل جوبة الأذن.
والسِّمْع : سَبُع مركَّب ، وهو ولد الذِّئب من الضّبع ، هكذا قيل ،
وفي المثل :
(أسْمَعُ مِنْ سِمْع)
(٥٣).
سمق :
السُّمّاق
: معروف ، وهو
بارد يابس في الثّانية ينفع ماؤه من القُلاع وقُروح الفم مَضْمَضَة ، ومن السُّلاق
(٥٤) والحكّة والجرَب اكتحالا به. ويقطع نفث الدّم ونزفه. ويقوّي المعدة ،
ويُشَهّي الطّعام ، ويسكّن العطش ، ويقبض الطّبيعة. والشّربة منه بقدر الحاجة.
ومضرّته بالأمزجة الباردة. ويُصْلَح بالمصطكى. وبدله ماء الحصرم.
سمك :
السَّمَك
: الحوت. والسَّمَك الذي جرت العادة بأكله أنواع كثيرة ، وتختلف في الخفّة
والثّقل وحسن الغذاء ورداءته ، بحسب اختلاف كبرها وصغرها ، وبحسب اختلاف محلّ
تولّدها من البحار والأنهار ، وبحسب اختلاف اتّخاذها للأكل من الشّيّ والطّبخ
والقلي.
فالكبير منها أكثر
غذاء وفضولا وأعسر هضماً ، والبحريّ أعسر هضما من النّهريّ ، والمغتذي منها
بالحشائش الجيّدة جيّد. والمغتذي بالرّديئة رديء. والمَشْويّ أكثر غذاء وأبطأ
نزولا. والمطبوخ : بضدّه. والمقليّ في الدّهن : وَخم بطيء النّزول. والمكبَّب على
الجمر : أخفّ على المعدة من المقليّ في الدّهن. وبالجملة فأجوده ما قَلَّتْ
سُهوكَته وكثرت لذّته.
وهو بارد رطب في
الثّانية ، يضرّ بالأمزجة الباردة الرّطبة لما يولّده فيهم من البلاغم الغليظة
اللّزجة الموجِدة للفالج والسّكتة ونحوهما ، وإذا أكل ولم يتّفق القيء بعده ، شُرب
بعده دواء يُسْهِل البلغم. وممّا يصلحه العسل والخلّ والأفاويه الحارّة.
وأمّا الأمزجة
الحارّة اليابسة فربّما نفعهم لما يولّده فيهم من الدّم البلغميّ ، وقد يصلح
بالسّكنجبين للمحرورين ، وأما المملَّح منه فهو حارّ مقطِّع ملطِّف ، يَصْلُح أن
يؤكل في اليوم الذي يراد فيه الاستفراغ بالقيء. وأمّا أكله بقصد التّغذية فرديء ،
لما يولّده من البلغم المولّد للجرب ونحوه. وأمّا المقدَّد منه فرديء ، لأنّ
المقدَّد منه ومن كلّ لحم ، قد ذهب صَفْوُه وبقي كثيفه.
وسُمّ السّمك هو المسمَّى عند العامّة بطُعْم السَّمَك ، وهو الماهيز ، وسيذكر في باب الهاء ، إن شاء الله.
سمم :
السُّمّ
، بالضّمّ عند أهل
العالية ، وبالفتح عند تميم : الثّقب. وكان أبو الهيثم يقول هما لغتان لخرق
الإبرة. والثّاني هو كلّ ما يؤثِّر في البدن ويغيّره قاهرا له بكيفيّته أو بصورته
النّوعية وهو ذو الخاصّيّة المخالفة.
والسُّموم صنفان :
* فاعل بكيفيّته ،
* وفاعل بصورته وجملة
جوهره.
والأوّل إمّا
أكَّال مُعَفِّن مثل الأرنب البحريّ ، وإمّا مُلَهِّب مُسَخِّن مثل الفَرْبيون ،
وإمّا مُبَرِّد مُخَدِّر مثل الأفيون ، وإمّا سادّ لمسالك النَّفَس في البدن مثل
المرداسيخ.
وأمّا الفاعل
بجملة جوهره فمثل البِيش ، ومثل مرارة النَّمر ، وما أشبه ذلك وهذا أكثر السُّمُوم شرّا.
والسَّامَّة : ذوات السُّمُوم
من الهوامّ ،
كالزّنبور والعقرب لأنّها تلسع ولا تبلغ أن
تقتل.
وفي الحديث عن عبد
الله بن عبّاس : (اللهمّ إنّي أعوذ بك من كلّ شيطان وهامّة ومِنْ كلّ عين لامّة
ومن شَرّ كلّ سامَّة)
(٥٥). وفي حديث ابن المسيّب : (كُنَّا نقول إذا أصبحنا : نعوذ
بالله من شَرّ
السّامّة والعامّة) (٥٦). السّامّة ، ههنا : خاصّة الرّجل وأقاربه. والعامّة : ليسوا بأقاربه.
وسُمّ الفأر : معروف ، وهو الشَّكّ. وسُمّ الحمار الدّفلَى ، وكلّ واحد منها ذكر في محلّه.
ومَسَامُ الجسَد : ثُقَبُه التي يبرز عَرَقُه منها ، وهي خروق خفيّة.
وسامّ أبرص : كبار الوَزَغ. والجمع سَوَامُ أبرص ، وتقدّم في (برص).
والسَّموم : الرّيح الحارّة بالنّهار ، وقد تكون باللّيل ، والجمع سَمائم.
ويوم سَامُ : الثّعلب. وحبّ معروف. وهو حارّ رطب في آخر الأولى ، بطيء
الهضم. وإصلاحه أكله مَشُوبا بالعسل. وإذا انهضم سَمَّن ، وزاد في الباه والمنيّ ،
وإذا غسل الشّعر بماء طبيخ ورقه رطّبه وأطاله وسوّده. والبرّيّ منه معروف ب"
جُلْبَهَنْك". ومن الأطبّاء من يسمّيه" جبل هنك" اسم فارسيّ لنبات يشبه السّداب إلّا أنّ ورقه أطول ، وله زهر
أبيض ، وبزر يشبه السّمسم
مرّ الطّعم وهو
حارّ يابس في آخر الثّالثة. وإذا شُرِب منه نصف درهم مع ماء العسل قيّأ وأسهل
بلغما ومِرّة بقوّة ، ونفع من الفالج ودرهم منه يقتل بالكَرْب والقيء والغشي وسقوط
القوّة.
والسَّمام : ضرب من الطّير نحو السُّمانَى ، واحدته سَمَامَة. وقيل : هو ضرب من الطّير دون القطا في الخلقة ، ويقال في
المثل إذا سئل رجل ما لا يجد وما لا يكون : (كَلَّفْتَنِي بَيْضَ السَّمَائِم)
(٥٧) وكلّفتني بيض الأنوق. قال : والسَّمَائِم : طير مثل الخطاطيف لا يقدر لها على بيض.
سمن :
السِّمْن
: ضدّ الهُزال.
وينبغي أن يُعْتَنَى بتسمين
الأبدان المهزولة
لأنّها عُرضة للآفات ، سريعة الانفعال عن أسباب الأمراض وتغيّر الأهوية ومباشرة
الحركات ونحو ذلك. وكذلك السِّمن
المفرط يكون صاحبه
على خطر لأنّ الطّبيعة ترسل الدّم كلّ يوم إلى العروق ، وإذا لم يكن في العروق
متّسع لقبول الغذاء فيحدث إمّا انشقاق عِرْق أو ضيق نَفَس قاتل. وربما ينصبّ شيء
من الامتلاء إلى فضاء القلب فيقتل قتلا سريعا. وسيأتي الكلام على الهزال في موضعه.
والسُّمْنَة : دواء يتّخذ
للسِّمنة. وحَبّ مُسَمِّن يعرف بالشَّهْدانَج البرّيّ.
والسَّمْن : سَلا الزُّبْد. وهو حارّ رطب في الأولى إذا كان طريّا ،
ويزداد حرّا إذا عتّق. وسَمْن
البقر أفضل الأَسْمَان ، وهو ترياق لجميع السّموم بحيث أنّه يمنع سمّ الأفاعي
وغيرها من الوصول إلى القلب إذا شُرِب قبل ذلك ، وأمّا من بعد ذلك فيشرب ويقيّأ به
بقدر الحاجة ، مذابا في الماء الحارّ ، وإذا شُرب منه أوقيّة مع نصب أوقيّة من
السّكّر أطلق البول المحتبس سريعا ، أو مع ثلاث أواق من ماء الرّمّان الحلو نفع من
الدّوسنطاريا منفعة بيّنة وفيه إنضاج وتحليل للأورام كلّها ، وتنقية للوَسَخ من
القُروح الخبيثة ، ويذهب الكَلَف والنَّمَش طلاء. والعتيق منه إذا عُجن بالحنّاء
نفع من الجرب القديم طلاء. ومضرّته بالأمزجة الصّفراويّة ، وإصلاحه بالحامض ،
وبدله الزّبد.
والسُّمانَى : طائر معروف ، الواحد والجمع والواحدة سُمانَى.
قال الجوهريّ :
ولا تقل سُمَّانى بالتشديد. وهو حارّ المزاج طيّب الطّعم جيّد الكيموس ، نافع
للأصحّاء ، مفتِّت للحَصَى مدرّ للبول مهيِّج للباه في الذّكور
والإِنَاث ، وليس
فيه من الضّرر ما زعمه بعضهم.
سمندل :
السَّمَنْدَل
: قيل هو طائر
بأرض الصّين يؤكل ، ويتّخذ من ريشه مَنَادِيل.
وروي أنه إذا
انقطع نسله وهَرِم ألقى نفسه في الجمر فيعود إلى شبابه ، ويستلذّ النّار فيمكث
فيها فلا تؤثّر فيه. ولا أحقّ كلّ ذلك ، ولا أعرف كيفيّته.
سنبذ :
السُّنْباذَج
: حجر معروف ،
معرّب" سُنباذه" عن الفارسيّة. وهو بارد في الثّانية يابس في الثّالثة.
وهو حجر كأنّه رمل مجتمع خشن ، وفيه جلاء شديد بحيث أنّه يأكل الأجسام ، وخصوصا
بالماء. وفعله مسحوقا أقوى من فعله كما هو. وفيه جلاء قويّ للسّيوف وتُجلَى به
الأسنان فينقّيها ويدمل القروح ويبرئها إذا حرق وذرّ عليها.
سنبل :
السُّنْبُل
: نبات معروف.
وإذا ذُكر في كتب الأطبّاء فالمراد به نوع من النّبات طيّب الرّائحة ، عطر.
وهذا النّبات منه
هنديّ وهو سُنْبُل الطِّيب ، وسُنْبُل
العَصَافِير.
ومنه روميّ وهو
النَّارْدِين.
والإقليطيّ : نوع
من هذا.
والهندي : ومنه
نوع جبليّ ، وهو أجود أنواع السُّنْبُل.
والرّوميُّ : منه
نوع يعرف بالجبليّ وأجود أنواع الرّوميّ الإقليطيّ ، نسبة إلى مدينة تعرف بِإِقلِيطَةَ.
والسُّنْبُل : اسم لكلّ ما يشبه حمل الحنطة ، وإذا أطلق أريد به
الهنديّ. وأجوده الطّيّب الرّائحة المائل إلى الشُّقْرَة القليل الزُّهومة الوافر
الجمّة القصير
السّنبلة.
والرّوميّ يُشبه
الهنديّ في الرّائحة والزّهومة وليس بسنبل
حقيقة ، وكذلك
الجبليّ ، وإنّما يشبه الهنديّ في الرّائحة.
والسّنبل حارّ في الأولى يابس في الثّانية. والهنديّ أكثر قبضا وأقلّ
حرارة.
والرّوميّ أكثر
حرارة وأقل قبضا. وجميعه مفتِّح محلِّل يمنع النّوازل ويقوّي الدّماغ وينفع من
الخفقان وينقِّي الصّدر والرّئة ، ويمنع انصباب الموادّ اليهما وإلى الأمعاء ،
ويفتِّح سدد الكبد والمعدة ويقوّيهما ، وينفع من اليرقان وإذا شرب بعض أنواعه
بالشّراب نفع الطّحال. ويدرّ البول وينفع من أوجاع الكُلَى. وله خاصّيّة في حبس
الدّم ، والنّزف المفرط من الرّحم.
والشّربة منه من
نصف درهم إلى درهم.
ومضرّته بالكلى ، ويصلحه
الكثيراء.
وبدله الإذخر
والمصطكى.
سنت :
السَّنُّوت
والسِّنَّوْت : العسل ، وهو المراد في قوله (صلىاللهعليهوسلم) : (عليكم بالسَّنَا والسّنّوت
ففيهما شفاء من كل
داء إلّا السّام) (٥٨). والآية الشّريفة دليل قويّ لذلك (٥٩). وقيل هو الزّبد أو
الرّبّ أو نوع من التّمر أو الكمّون أو الرّازيانج أو الشّبث.
سنخ :
السِّنْخ
: الأصل من كلّ
شيء ، والجمع أَسْنَاخ
وسُنوخ وأَسْنَاخ
الأسنان : أصولها.
وسَنِخَ الدّهن : لغة في زَنِخَ : إذا فسد.
سنر :
السَّنَر : شراسة الخُلق.
والسِّنَّور : حيوان معروف.
سنط :
السَّنُط : شجر معروف له شَوك حادّ وثمر كالتُّرْس في قرون
كاللّوبياء ، يُدبَغ به.
وهو القِرَظ ،
وصمغه جيّد ، وهو الصَّمغ العربيّ ، والشّجرة بجميع أجزائها باردة قابضة.
والسِّنْط : المِفْصَل بين الكفّ والسّاعد.
سنع :
السِّنْع
: الرُّسْغ ، أو
الجزء الذي في مفصل الكفّ والذّراع ، أو
السُّلامَى التي تصل ما بين
الأصابع.
وامرأة سَنيعة وسَنِعَة : ليّنة المفاصل جميلة.
وسَنَعَتْه العلّة : أوهَنت قوّته.
سنقر :
السَّقَنْقُور : حيوان معروف يكثر في الهند ، يُصاد ثمّ يذبح ويُشَقّ
بطنه طولا ويُخْرَج ما فيه ما عدا شحمه وكلاه وبيضه ، ويحشى مِلْحا ثمّ يُخاط
الشّقّ ويعلّق منكَّسا في الظّلّ إلى أن يستحكم جفافه. والمملَّح منه حارّ يابس في
الثّانية. ولحمه ينفع من الأمراض الباردة العصبيّة ، ويسخّن البدن ، ويهيّج الباه
خصوصا متنه وسرّته وشحم كلاه. وبدله خصية الثّعلب وملحه يهيّج الباه فكيف لحمه ، وخصوصا
لحم سُرّته وما يلي كليته من الشّحم.
سنم :
السَّنام
: أعلا ظهر البعير
: وهو خيار ما فيه ، والجمع : أَسْنِمَة.
سنن :
السِّنّ
: يُطلق على أمرين
: أحدهما العضو المعروف ، والآخر على المدَّة المخصوصة الملقّبة بالعمر الذي هو
مدّة بقاء الشيء حيّا. والجمع أَسْنَان
، وهي أيضا تقال
على أمرين :
أحدهما العضو
المعروف وهي في الأكثر اثنتان وثلاثون سِنّاً من فوق ، ثنيّتان ورباعيتان ونابان وخمسة أضراس في كلّ
جانب ، ومن أسفل مثل ذلك. وأمّا النّواجذ وهي الأضراس الطّرفانيّة فإنّها قد لا
تكون في بعض النّاس ، وهي أربعة.
والآخر جمع سنّ اسم لمدّة مخصوصة من العمر ، ولذا يقال في كتب الطّبّ : الأَسْنَان أربعة : سنُ
الطّفوليّة وسنُ الشّبيبة وسنُ
الكهولة وسنُ الشّيخوخة.
والسُّنَّة : الطّريقة المحمودة ، والطّبيعة.
والسِّنْسِنَة : حَرْف فقرة الظّهر ، والجمع : سَنَاسِن.
سنه :
السَّنَة العام. والسَّنَة : المدّة المجدبة أطلق ذلك عليها لشدّتها.
وقوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) (٦٠) أي : لم
تُغَيِّره السِّنُون.
سنى :
السَّنا : ضوء البرق وغيره.
والسَّنَاء : الشَّرَف وعُلوّ القَدْر.
والسَّنَا والسَّنَاء : نبت معروف ، أفضله المكّيّ ، والمستعمل منه ورقه.
والسَّنَا : نبتة
حارّة يابسة في الأولى ، تُسْهِل المِرَّة الصّفراء والمِرَّة السّوداء والبلغم.
وتغوص على الفَضْل إلى أعماق البدن ، ولذلك تنفع من النِّقرِس وعِرْق النَّسا ،
ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرّة الصّفراء والبلغم. والشّربة منها في المطبوخ
من أربعة دراهم إلى سبعة ، وتنفع من الوسواس السّوداويّ ومن الصّرع العتيق ومن
الجرب والحكّة والبثور والشّقاق العارض في البدن ، ومن تناثر الشّعر وداء الحيّة
والثّعلب ، والبَهَق والبَرَص. وشرب مائها مطبوخا أصلح من شربها مدقوقة. ومضرّتها
أنّها تُكْرِب ويصلحها الإجّاص والتّمر هنديّ. وبدلها البِسْفَاييج
والشّاهْتَرَجّ. وفي الحديث : (عليكم بالسَّنا والسِّنُّوت فإنّ فيها شفاء من كلّ داء إلّا السّام (٦١). وتقدّم
تفسير السّنّوت والسّام
هو الموت.
سهب :
السَّهْب
: الفلاة. والمُسْهَب : الذّاهب العقل ، وقد يكون ذهاب العقل من لدغ حيّة أو عقر.
تقول : أُسْهِب الرّجل ، فهو
مُسهَب : إذا ذهب عقله.
والمُسْهَب : المتغيّر اللّون من حبّ أو فزع أو مرض.
والمُسْهَب : الكثير الكلام.
وأُسْهِبَ الرّجلُ : أكثر من الكلام ، فهو مُسْهَبٌ ، بفتح الهاء ، لا يقال بكسرها.
وهو نادر.
وقال القالي (٦٢)
: رجل مُسْهَب ، بالفتح : إذا أكثر الكلام في الخطأ ، فإن كان ذلك في صواب
، فهو مُسْهِب ، بالكسر.
سهد :
السُّهْد : الأَرَق ، والسُّهُد : القليل النّوم ، وعلاجه علاج سببه.
سهر :
السَّهَر : الأَرَق ، وهو امتناع النّوم ليلا. وهو إفراط في اليقَظة
وخروج عن الأمر الطّبيعيّ ، وسببه :
* إمّا حرّ ويبس
سادج ، يوجب ناريّة الرّوح فتتحرّك دائما إلى خارج. وعلامته خفّة الرّأس وجَفاف
العين واللّسان والمنخر ، والتهاب وعطش. وعلاجه تبديل المزاج بالأشربة الباردة
الرّطبة كالقرع والإسفاناخ وماء الشّعير ونحوها ، والتزام السّكون والرّاحة ودهن
الرأس بالأدهان الباردة الرّطبة واستنشاقها وتقطيرها في الأذن.
* وإمّا مادّيّ ،
وعلامته العطش وحرارة الفم وصفره اللّسان وسرعة النّبض.
وعلاجه بتنقية
البدن ، واستعمال ما ذكر في السادج.
* وإمّا عن وجع
وعلامته وجوده. وعلاجه تسكينه بما يختصّ به.
* وإمّا عن فكر
يوجب غمّاً وعلاجه بماء الشّعير المدبَّر بالأفتيمون ونحوه ، وبالمَغَالي المتّخذة
من لسان الثّور والحرير الخام.
وعلاج جميع أنواعه
يبدأ بإصلاح المعدة. والذي عن امتلاء المعدة فعلامته تقدّم سببه ، وعلاجه بالقيء
والإسهال.
* وقد يكون عن حمّى
حادّة وعلامته وجودها وعلاجه علاجها.
وممّا ينوِّم
أصحاب الحميّات وغيرهم أن تربط أطراف السّاهر منهم ربطا موجعا ويوضع بين يديه سراج ويؤمر الحضور
بالإفاضة في الحديث والكلام ، ثمّ يحلّ الرّباط ويرفع السّراج ويؤمر القوم
بالسّكوت بغتة فينام. وقد قيل إنّ من اشتدّ به السّهر ثمّ عرض له سعال مات.
ومن أفرط في السّهر فحدث له سُعَال يابس فإنّه يموت لأنّ هذا السُّعَال لم
يحدث حينئذ إلّا لإفراط اليبوسة ، وما يحدثه السَّهَر من احتراق الأخلاط وغلبة المرارة ، فيشتدّ معه ضعف القوى
لأجل إفرط تحلّل الأرواح.
ورجل سُهَرَة : كثير
السَّهَر ، والأَسْهَرَان الأنف والذَّكَر ، وعِرقان في العين ، وعرقان يصعدان من
الأنثيين يجتمعان في باطن الذَّكَر وهما عِرْقا المنيّ.
والسّاهريّة : ضرب من العِطْر سُمِّيَت بذلك لأنّه يُسْهَر في عملها.
سهك :
السَّهَك
: ريح كريهة
تُشَمّ من العَرَق. وريح السّمك. ومنه يقال : يدي من
السّمك سَهِكَة.
قال أبو عبد
الرّحمن الخليل ، (رحمهالله) : سَهَكْتُ
العِطْرَ ثمّ
سَحَقْتُه ، فالسَّهك
: كَسْرُك إيّاه
بالفِهْر. ويقال : بعينك ساهِك
، مثل العائر :
وهما من الرّمد (٦٣).
سهل :
السَّهْل
: اللّيّن. والمُسْهِل من الأدوية هو ما يجذب الأخلاط إلى الأمعاء ، والمُقَيِء ما
يجذبها إلى المعدة.
وقال ابن ماسويه :
المُسْهِل يُسْهِل بقوّة جارية لا بالمشاكلة وإلّا لجذب الذّهب ذهبا ،
إذا غلب عليه بالكثرة. وربّما جذب الغليظ وخَلَّى الرّقيق كما يفعل مُسْهِل السّوداء. وقول من يقول إنه يجذب الغليظ ويُخَلِّي الرّقيق
كما يفعل مسهل السّوداء ، وكذا قول من يقول إنه يجذب الأرقّ أوّلا وأنّه
يولّد ما يجذبه به ، فليس بشيء. والأدوية
المُسهِلة والمقيّئة تجذب
الأخلاط حتّى تحصل في الأمعاء والمعدة ، وهناك تتحرّك الطّبيعة إلى دفعها إلى
خارج. والأدوية
المُسْهِلة منها ما يُسْهِل
بالتّحليل كالتُّرْبُد ، ومنها ما
يُسهِل بالعَصْر
كالهَلِيلَج ، ومنها ما
يُسْهِلُ بالتّليين
كالشيرخشك ، ومنها ما
يُسْهِل بالإزلاق كلعاب
بذرقطونا والإجّاص.
وشرب ماء العسل
بعد فعل المُسْهِل يدفع غائلتَه.
ومن كان برد مزاجه
غالبا على أخلاط البلغم فليتناول بعد فعله حُرْفا مغسولا بماء حارّ.
وإن كان حارّ
المزاج استعمل بذرقطونا وسُكَّر وجلّاب. والمعتدل المزاج بذر كتّان. ومن خاف
سَحْجاً تناول الطّين الأرمنيّ بماء الرّمّان.
صفة مسهل نافع :
كَمّون كرماني
وزنجبيل وسورنجان ، من كلّ واحد درهمان ، ودارصينيّ نصف درهم ، وصبر وزن ثمانية
دراهم ، يُسَفّ منه وزن مثقالين بطبيخ الشّبث ، فإنّه نافع حالا.
وأمّا السّوداويّ
: فيعالج بالفصد وإسهال
السّوداء بمثل
مطبوخ الأفتيمون ونحوه بعد الإنضاج.
وأمّا الرّيحيّ :
فيعالج بمثل معجون الكمّون ونحوه.
صفة حبّ النّجاح :
وهو كثير المنافع
يؤخذ من لحاء الهليلج الأصفر والتّربد الأبيض القصبيّ والسّنا الحرمي والأفسنتين
الرّوميّ وحبّ النّيل وشحم الحنظل ، من كلّ واحد جزء ، ومن الصّبر السّقطريّ جزآن
، ومن السّقمونيا الزّرقاء جزء ونصف ، ومن الطّباشير والورد والمصطكى ، من كلّ
واحد نصف جزء ، ومن الملح الأندرانيّ ربع جزء ، يدقّ الجميع وينخل ويعجن إن كان في
الصّيف بماء الرّازيانج ، وإن كان في غيره فبماء الكرفس ، ويحبّب أمثال الفلفل.
والشّربة منه مثقال.
صفة حبّ المتين :
وهو نافع من
الفالج واللّقوة والقولنج ووجع المفاصل والنّقرس والخام والرّياح الغليظة ووجع
الظهر والاسترخاء ويدرّ البول والطّمث.
يؤخذ من الأشقّ
والجاوشير والمقل والحرمل والصّبر وشحم الحنظل والتّربد
والهليلج الأصفر
والأنزروت ، من كلّ واحد جزء ، تدقّ اليابسة وتنقع الصّموغ في ماء الكراش ، ويعجن
الجميع ويحبّب ويرفع. والشّربة من درهمين إلى مثقالين.
صفة أيارج هرمس
والأيارج اسم للمُسْهِل المصلَح وهو الدّواء الالهيّ ، ذكره شيخنا مع المعاجين
لأنّه يتّخذ معجونا كأيارج لوغاذيا ، وهو ينفع النّقرس جدّا ، ومن أوجاع المفاصل
والمعدة والكبد والرّياح وقروح الأمعاء والاستسقاء واليرقان والدّوار ، واختصاصه
بالمفاصل والنّقرس.
أخلاصه :
قَنْطُوريون (٦٤) دقيق وكمادَرْيُوس وكمافِيطُوس وشَقَرْدِيُون (٦٥) من كلّ واحد
ثماني أواق ، جُنْطياتا وسليخة وقُسْط وزراوند طويل وقراسيون وجعدة ، من كلّ واحد
ثلاث أواق ، نانخواه (٦٦) وقرنفل وحاشا وبزر كرفس ومرّ وسنبل وفوتنج جبليّ
وقطراساليون ، من كلّ واحد أوقيّتان ، غاريقون ووجّ وأسارون وقردمانا وبزر سدّاب
وفربيون وفوّه (٦٧) وزوفا يابس ، من كلّ واحد أوقيّة ، وعسل كفاية. الشّربة مثقال
أو درهمان في زمن الرّبيع.
صفة أيارج هرمس :
يقلع ما قد لحج
ورسب ورسخ في المجاري ، وهو ليس بمفرِط في إسهاله
للطافته وحسن
تأتّيه في الأُذابة والتّحليل ، حتّى إنّه يذيب الحصى ويُخرج مديد الفضول
ودُردِيّها من العروق ، ويخرج المِرَّة السّوداء بالبخار ، كما يفعل التّرياق في
أبدان المجذومين.
ويخرج البلغم
والمِرّة الصّفراء ، وينفع من وجع الكبد والطّحال.
وهو عظيم النّفع
في تفتيح السّدد وتنقية الدّم من الكيموسات
الرّديئة ، نفعا
عجيبا حتّى إنّه يكاد يكون حافظا للصّحّة كالتّرياق وشربته التّامّة مثقال بالماء
الحارّ.
أخلاصه : كمافيطوس
وأشقرديون من كلّ واحد منها ستّة أواق جنطيانا وقنطريون وبزر سدَاب وهيّوفاريقون
وزوفا يابس وفوّة وكمادريوس ، من كلّ واحد أربع أواق ، زراوند مدحرج وزراوند طويل
، ومور سنبل وفوتنج جبليّ وقطراساليون وجعدة وقراسيون ، من كلّ واحد أوقيّتان ،
غاريقون ووجّ وأسارون وبابونج وبزر كرفس وحاشا وسادج هنديّ وقردمانا ، من كلّ واحد
أوقيّة ، أذريون نصف أوقيّة ، يدقّ كلّ واحد على حده ، وينخل ، ويلتّ الجميع
بأوقيّتين دهن بلَسان ، ويعجن بثلاث أمثال الجميع عسل منزوع الرّغوة.
سهم :
سَهَم
وَجْهُ الرّجل :
تغيّر من حرّ ، أو داء.
وسُهِم : أصابه السُّهام
، وهو : حرّ
الصّيف ، أو حرارة الحمّى.
والسُّهام : داء ، كالعطاش.
والسُّهوم : ضرب من الطّير.
سهو :
السَّهْو : نسيان الشّيء والغفلة عنه ، وذهاب القلب إلى غيره.
وسَهَا ، فهو
سَاهٍ. والسَّهْو أيضا : السّكون.
وحملت المرأة سَهْوا ، أي : على حيض.
سوأ :
السُّوء : البرص. وقد مرّ في (ب ر ص).
والأَسْوَأ : القبيح. وامرأة
سَوْآء : قبيحة.
وأَسْوَأَ المريض دواءه : تركه.
سوب :
السَّوَيْبة : طعام يتّخذ من دقيق الأرزّ والعسل والسّكّر ، نافع
للتّسمين ، كثير الغذاء.
سوج :
السَّاج
: شجر هنديّ يعظم
جدّا ويمتدّ طولا وعرضا ، مع صلابة في جسمه وحمرة في لونه مع سواد. وورقه يكبر
بحيث أنّ الرّجل يمكنه أن يتغطّى بورقه فيقيه من المطر. وهو بارد يابس. ونشارته
تقتل الدّود ، ويداف بماء العسل. والشّربة منه ثلاثة مثاقيل.
سود :
الأَسْوَد : الحيّة العظيمة أو التي فيها سَوَاد. والأَسْوَد أخبث الحيّات وأعظمها. وهو من الصّفات الغالبة حتى استعمل
استعمال الأسماء وجمع جمعها. وليس شيء من الحيّات أجرأ منه. وربما تعرّض للرّفقة
وتبع الصّوت ولا ينجو لديغه.
والأَسْوَدَان : التّمر والماء ، أو الماء واللّبن.
قال الأصمعيّ
وغيره : هما التّمر والماء. وإنّما
السَّوَاد للتّمر دون الماء
وهو الغالب على تمر المدينة. قال فأضيف الماء إليه ونعتا معا نعتا واحدا إتباعا. والعرب
تفعل ذلك في الشّيئين يصطحبان يسمّيان بالاسم الأشهر منهما كما قالوا لأبي بكر
وعمر العمران ، وللشّمس والقمر القمران.
والعرب تقول : (إذا
كثر البياض قلّ السّواد) ويعنون بالبياض اللّبن وبالسّواد التّمر ، أي : إنّ كلّ عام يكثر فيه اللّبن يقلّ فيه
التّمر. وفي حديث أنّه (أمر بقتل الأسودين
في الصّلاة) (٦٨).
أراد بهما الحيّة والعقرب.
والسّوداء : المِرَّة المعروفة وهي أحد الأخلاط وذكرناها في (خ ل ط).
وسَواد القلب : حبّته أو دمه.
والسُّواد ، بالضّمّ : وجع يأخذ الكبد من أكل التّمر.
والسُّوَيْدَاء : الحبّة
السَّوْدَاء ، وهي الشُّونيز وفي
الحديث : (ما من داء إلّا في الحبّة
السّوداء له شفاء إلّا
السّام) (٦٩). وسيأتي ذكرها في (ش ن ز). والسَّوْدَاء : من الأخلاط ، بيتُها الطّحال وقوّتها في القلب.
سورنجان
:
هو اللَّحْلاح.
نبات نافع كلّه لتخفيف النّقرس ، وأوجاع مفاصل البدن.
سوس :
السُّوس
: الطّبع والأصل
والخلق والسَّجيّة. وشجر له ورق كورق شجر المصطكى ، وزهر ناعم يميل إلى الزّرقة ،
وعروق معروفة وهي تميل إلى الحرارة ، ومعتدلة في الرّطوبة واليبوسة ، تنفع من
السّعال ومن وجع الكبد ومن حُرْقة
البول. وتقطع
العطش ، وتسهل الصّفراء. والشّربة منها من مثقال إلى مثقالين.
وقد تضرّ بالطّحال
، وتصلح بالورد. وبدلها التّين وبذر الحُلبة.
والسُّوس ، أيضا : دود صغير يأكل الحبّ وغيره ، واحدته سُوسَة.
سوسن :
السَّوْسَن
: اسم نبت ،
أعجميّ معرّب ، وقد جرى في كلام العرب ، وأنواعه كثيرة وأطيبه الأبيض.
والأبيض البستانيّ
المعروف بسوسن الآزاد حارّ يابس في الثّانية.
وإيْرِسَا البرّيّة أشدّ تسخينا وتجفيفا. وأصله جلاء مجفِّف باعتدال.
وزهره ألطف ودهنه أشدّ تحليلا وتليينا ، وينفع من الكلف والنّمش ، وخصوصا أصله. وينقِّي
الوجه غسلا به.
والبستانيّ أفضل
الأدوية لحرق الماء الحارّ.
ويتّخذ من طبيخ
أصله مضمضة لوجع الأسنان ، خصوصا البرّيّ منه ويوافق دهنه قروح الرّأس.
وإذا قطّر في
الأذن سكّن الدّويّ ويليّن صلابة الرّحم شربا وتمريخا.
وكذلك طبيخ أصله
بدهن الورد لا نظير له في أمراض الرّحم. وكذلك دهن الإيْرِسا.
ويخرج الجنين
وينفع من المغص.
وإذا شرب من دهنه
مقدار أوقيّة ونصف أسهل. وأصله يفتح أفواه العروق.
وينفع من لسع
الهوامّ وخصوصا العقرب.
و" إيرسا" هو أصل السَّوْسن
الأسمانجونيّ ،
وهو من الحشائش ذات السّوق ،
وله زهر مختلف
مركّب من بياض وصفرة وأسمانجونيّة ، وفرفريّة ، ولهذا سمّي" إيرسا" أي :
قوس قزح.
وهذه الأصول
عقديّة. وورقه دقيق ، وإذا عتّق تسوّس. والجيّد منه هو الصّلب الكثيف الملزّز
المائل إلى الحمرة ، الطيّب الرّائحة ، المحرّك للعطاس.
وهو حارّ يابس في
آخر الثّانية ، منضج ، مفتّح جلّاء ، والمسلوق منه يليّن الصّلابات والأورام
الغليظة ، وينفع من القروح الوسخة ، ويكسو العظام لحما.
ويحلّل الإعياء.
والاحتقان به ينفع من عرق النّسا. ودهنه مع الخلّ يسكّن دويّ الأذن ، وينفع من
السّعال ، وخصوصا البلغميّ ، ومن ذات الجنب والرّئة.
ويدفع الفضول عن
الصّدر. ويسكّن وجع الكبد والطّحال الباردين. وينفع من السّموم كلّها شربا بالخلّ.
وينفع من الاستسقاء والمغص. ويدرّ الطّمث بالشّراب. ويسقط الجنين حمولا. وعتيقه
يسهل الصّفراء والسّوداء والبلغم.
والشّربة منه نصف
أوقيّة. وبدله نصف وزنه زراوند.
سوق :
السَّاق
: لكلّ شجرة
ودابّة وطائر وإنسان.
وهي من الإنسان ما
بين الرّكبة والكعب ، ومن الطّائر ما فوق أصابعه ، ومن الجمال والبغال والحمير
والإبل ما فوق الوظيف ، ومن البقر والغنم والظّباء ما فوق الكراع ، ومن الشّجرة
جذعها. والعرب تشبّه عين المرأة وجيدها بعين الظّبية وجيدها. قال الشّاعر :
فعيناكِ عيناها
وجيدكِ جيدها
|
|
ولكنّ عظم
السّاق منكِ دقيق (٧٠)
|
والسَّاق ، مؤنّثة قال الله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ
بِالسَّاقِ) (٧١).
وقال كعب بن جعيل
:
فاذا قامت إلى
جاراتها
|
|
لاحت السّاق
بخلخال زجل (٧٢)
|
وفي حديث القيامة
: (يكشف عن ساقه)
(٧٣).
وفي الحديث : (لا
يستخرج كنوز الكعبة إلّا ذو
السّويقتين من الحبشة) (٧٤).
فالسّويقتان
هما تصغير السّاق
، فهي مؤنّثة ، ولذلك ظهرت التّاء في تصغيرها ، وإنّما صغّرت لأنّ الغالب على
الأحباش الدّقّة والحبوش.
وقيل إنّ قوله
تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ
ساقٍ) (٧٥) أي : عن شدّة.
(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) آخر شدّة الدّنيا
بأوّل شدّة الآخرة. ويذكّرون السّاق
إذا أرادوا شدّة
الأمر والإخبار عن هوله ، والجمع سُوقٌ
وسِيقَان.
والسَّاق من الإنسان مؤلّفة من عظمين متلاصقين طولا كالسّاعد :
أحدهما أكبر وأطول
، وهو الموضوع في الجانب الإنسيّ ، وفي طرفه الأعلى نقرتان ، ويسمّى بالقصبة
الكبرى وبالسّاق وبالقصبة الإنسيّة ، وهي السَّاق
في الحقيقة. ولفظ السَّاق إنّما يطلق عليهما تغليبا.
وثانيهما أصغر
وأقصر وهو الموضوع في الجانب الوحشيّ ويسمّى بالقصبة الصّغرى وبالقصبة الوحشيّة.
وقصرها من أعلا لأنّها لا تبلغ إلى مفصل الرّكبة. وأما من أسفل فإنّها تنتهي إلى
حيث تنتهي الكبرى ، ليحصل منهما مفصل الكعب.
وفي القصبة الكبرى
تحدّبان ، تحدّب عند الطّرف الأعلى إلى الجانب الوحشيّ والآخر عند الطّرف الأسفل
إلى الجانب الإنسيّ.
وأمّا الصّغرى
فإنّها مستقيمة.
وتطلق السّاق ـ لغة ـ على الأمر الشّديد ومنه قوله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) أي : آخر شدّة
الدّنيا بآخر شدّة الآخرة. وقد عرفت ذلك ـ أيضا ـ فيما تقدّم.
والسَّاق : الذّكر من القماريّ ، قال :
تغريد سَاقٍ على
سَاقٍ يجاوبها
|
|
من الهواتف ،
ذات الطّوق والعطل (٧٦)
|
فالسَّاق
الأولى : ذكر
القماري ، وهو الورشان. والثّانية : سَاق
الشّجرة. وأمّا
الورشان فسيأتي ذكره في (ورش).
وسَاقُ الحمام هو رجل الحمام.
ويقال : فلان في السِّيَاق ، أي : في النّزع ، كأنّ روحه تُسَاق لتخرج من البدن.
والسَّوِيق : طحين يؤكل بعد قليه على النّار ، إمّا من الحبوب كالشّعير
والحنطة ، وإمّا من الفواكه كالنّبق والغبيراء.
وسَوِيق الشّعير أبرد من سَوِيق
الحنطة. وسَوِيقُها أرطب من سَوِيقه. وهما ينفخان ويبطئ نزولهما عن المعدة. وينفعان المحرورين.
ويعقلان المسهولين.
وسَوِيق الشّعير بماء الرّمّانين ينفع من الغثيان الصّفراويّ ،
ويسكّن الصّداع البّخاريّ.
وقال شيخنا
العلّامة : وسَوِيق
الشّعير ، وإن كان
أبرد من سَوِيق الحنطة ، فَسَوِيق
الحنطة لكثرة ما
يتشرّب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغا أكثر ، لا سيّما في ترطيبه ،
فيكون أبلغ نفعا لمن يحتاج إلى ترطيب. وسَوِيق
ماء الشّعير أجود
لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف. وسَوِيق
ما عداهما من
الحبوب
رديء فلا ينبغي أن
يستعمل.
وسويق النّبق مبرّد قاطع للإسهال ، وكذلك سَوِيق الغبيراء.
سوم :
المَسُوم
: الشّمع ، وأصله
فارسيّ. وسيذكر في بابه.
وسَوَّمَني فلان في بدنه : إذا حكّمني في صحّته وعلاجه.
سيب :
السَّيْب
: العطاء. والسِّيب ، بالفارسيّة : التّفّاح. وسمّي سِيبَوَيه به ، فكأنّه رائحة التّفّاح.
فالسّيب التّفّاح ، وويه : الرّائحة.
والسُّيُوب : الرِّكاز ، عن أبي عبيد. قال : ولا أراه إلّا من السَّيْب ، وهو العطيّة.
وعن ثعلب : الرِّكَاز : المعادن ، وكذلك السُّيُوب.
وسمّيت عروق
الذّهب والفضّة
سُيُوبا لِانْسِيَابها في الأرض.
والسِّيَاب : البلح. والسَّابِيَة المهملة.
والسَّيْب : الوَدَع.
والسِّيب : مجرى الماء.
وسمّي السِّيب في أرض عمان سِيبا ، بكسر أوّله وسكون ثانيه ، لأنّ أصله مجرى ماء كبير
كالنّهر.
سيح :
السَّيْح
: حجر أسود ، أصله
من الهند.
سيسب :
السَّيْسَبَان
: شجر معروف ، وله
ورق كورق الدّفلى ، وزهوره صفر ، وثمره يشبه الحُلْبة ، منه أسود ومنه أصفر ، وهو
دابغ للمعدة قابض للطّبيعة.
سيسبر / سنسبر :
السّيسبر والسّنسبر ، والثّانية أعرف وأشهر : الرّيحانة التي يقال لها
الشّمّام.
جرى هذا اللّفظ في
كلامهم وليس بعربيّ صحيح.
وقال بعض الأطبّاء
: الظّاهر أنّه غير الشّمّام ، وأنّه يشبه النّعناع إلّا أنّه أعرض منه ورقا وأطيب
رائحة ، وله زهر يميل إلى البياض والحمرة ، يخلّف بذرا يضرب الى السّواد.
حواشي حرف السّين
__________________
__________________
__________________
__________________
ينظر ل. ع. م (٤ /
٢ / ٢٢٩).
__________________
حرف الشين
ش
شاذنج :
شاذَنَج
: معرّب"
شاذنه" بالفارسيّة ، ويقال بالسّين المهملة أيضا : حجر أحمر اللّون ينفع من
نفث الدّم ، ولذلك يقال له حجر الدّم. وأفضله السّريع التَّفتُّت الخالى من الوسخ.
وغير المغسول منه حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية. والمغسول منه حارّ فى الأولى
يابس فى الثّانية.
وينفع من أمراض
العين الحارّة ببياض البيض ، والباردة بماء الحلبة ، ومن خشونة الأجفان مُدافا
بالماء تقطيرا فيها. ويُصلح صحّة العين. وينفع من الرّمد والطّرفة مع اللّبن.
والشّربة منه
للنَّزف من نصف درهم الى مثقال.
ومنه صنف يشبه
العدس يعرف بالشّاذَنة العدسيّة ينفع من القُروح.
شاهترج
:
معرّب" شاه
تَرَه" بالفارسيّة ومعناه سُلطان البقول وهو معروف.
وجيّده الأخضر
الحديث الجنى. وهو بارد فى الأولى يابس فى الثّانية. يصفِّى الدّم ويفتح السَدَد.
وفيه بَرد لما فيه من طعم القَبْض ، وحرّ لما فيه من طعم المرارة. وما كان برده
أقوى يُشرب للحكّة والجرَب ، ويشدّ اللّثّة ، ويقوِّى المعدة ، ويفتح سُدَد الكبد
، ويليّن الطّبيعة ، ويدرّ البول.
والشّربة منه من
عشرة دراهم الى نصف رطل الى ثلثَى رطل مع سُكّر. ومن يابسه مع الأدوية فى المطبوخ
الى عشرة دراهم ، ومن مسحوقه من ثلاثةٍ الى سبعةٍ. وبدله فى الجرَب والحميّات
العتيقة نصف وزنه سنا مكى.
وهو مركّب من
أجزاء باردة هو بها قابض ، ومن أجزاء حارّة هو فيها مُرّ ، ومن
أجزاء مائيّة
كثيرة تظهر فى عُصارته ، ولذلك هو بما فيه من الأجزاء الباردة القابضة يقوِّى الأعضاء
، وبمرارته مفتِّح مُنَقِّ. وماؤه يُرَوِّق الدّم باخراجه الأخلاط المحترقة
المخالطة له.
وينبغى أنْ
يُستعمل مع الهَليلج الأصفر ومع التَّمر هندى ، واذا عُجنت الحنّاء بعُصارته
واخْتُضِب بها فى الحمّام أذهبت الحكّة والجرَب.
شاهدانج :
الشّاهْدانج
، بكسر النّون ،
ويقال شَاهدانَج ، وشَهْدانَك وشَهْدانَق ، معرّب" شاه دانه"
بالفارسيّة ، ومعناه سُلطان الحَبّ ، وهو بذر شَجَر القُنَّب ، وهو حارّ يابس فى
آخر الثّانية ، قليل الغِذاء ، مجفِّف لرطوبة المعدة ، قاتل للدّود ، طارد للرّياح
، الّا أنّه مُصَدِّع يصلح بأنْ يُستعمل بعده السُّكنجبين ، واذا قُلي قَلّ ضرره.
شاهشفرم :
الشّاهشْفَرْم
، فارسىّ معرَّب
معناه : سُلطان الرَّيحان ، أى : الحبَق الكرمانىّ ، وهو رَيحان دقيق الورق جدّا ،
كورق السَّدَاب ، عطر الرّائحة.
حارّ فى الأولى
يابس فى الثّانية.
وقيل إنّه
يُبَرِّد ويجلب النّوم.
شاهلوج :
الشّاهلوج
، ويقال شاهلوك ،
فارسىٌّ معرّب : ومعناه سُلطان الإجّاص ، وهو الأبيض الكبار منه.
شأف :
الشَّاْفَة : قرحة تخرج فى أسفل القَدَم ، فتُكوَى فتذهب ، واذا قطعت
مات صاحبها.
والشّأفة ، جاءت بالهَمْز وغير الهَمْز.
شأم :
الشُّؤْم
: ضِدّ اليُمْن فى
الحديث : (إنْ كان الشُّؤْم
ففى ثلاث : فى
الدّار والمرأة والفَرَس). معناه : انْ كان فيما تُكره عاقبته ويُخاف منها ففى هذه
الثّلاث. وتخصيصه لها لأنّه لمّا أبطل مذهب العرب فى التَّطَيُّر بالسّوانح
والبَوارح من الطّير والظّباء ونحوها ، قال : فانْ كان لأحدكم دارٌ يكره سُكناها ،
أو امرأة يكره صحبتها ، أو فرَس يكره ارتباطها ، فليفارقها بأنْ ينتقل عن الدّار
ويطلِّق المرأة ويبيع الفَرَس.
وقيل : شُؤم الدّار : ضِيْقُها ، وسوءُ جارِها. وشُؤم المرأة : أن لا تلد. وشؤم
الفَرَس : أنْ لا
يُنْزَى عليها. والألف فى الشّام
أصلها الواو
المهموزة فى الشّؤم
، ولكنها خُفِّفَت
فصارت واواً وغلب عليها التّخفيف حتّى لا يُنطق بها.
شأن :
الشَّأن
: الخَطْب والأمر
والحال ، والجمع شُؤون
وفى التّنزيل : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (١)
من شأنه أنْ يُحيى ويميت ويعزّ ويذلّ ويرفع ويضع ويُعطى ويمنع الى
ما لا يُحصَى وأفعاله ، ولا يشغله شأنٌ
عن شَأْن ، سبحانه وتعالى.
والشّأنُ ، أيضا : موصل قبائل الرّأس ، والجمع شُؤُون ، وهى شَبيهة بشُعَب
القدح ، وهى أربعة
، ومنها يجىء الدّمع الى العين.
وشُؤون الخمر : ما رُبَّ منها فى عُروق الجسد.
شبب :
الشَّبُ
: جسم معدنىٌّ
معروف ، وأنواعه كثيرة ، وأفضلها اليَمانىّ ، وأجوده الحديث الأبيض : وهو حارّ
يابس الّا أنّ يُبْسَه فى الثّانية.
ونقل الكندىّ أنّه
بارد. والظّاهر أنّه حارّ يابس ، الّا أنّ يُبْسَه أكثر من غيره ويكاد يبلغ
الثّالثة.
وهو يجلو غشاوة
البَصَر ، ويقطع نزف الدّم اذا تُرك عليه ، لا شُربا. واذا خُلط بالماء وصُبّ على
الحكّة ، نفع منها. وانْ غُسل به الشّعر قتَل القُمّل ، واذا تُمضمِض به نفع من
أورام اللّثّة والفم ، واذا وُضِع على السِّنّ المتخلخلة أمسكها.
والشَّباب : الفَتاء ، كالشّبيبة ، وقد
شَبّ يشبّ ، وجمع شابّ كالشّبّان.
والشّبيبة : الشّباب. وقد
شَبّ الغلام شَبيبا.
وقال سيبويه :
أُجْرِىَ الشُّبان مجرَى الاسم ، نحو حاجِر وحُجْران. والشّباب اسم للجمع.
وسن الشَّبَاب يُسَمَّى ، أيضا : سن الوقوف ، وهو من ثلاثين سنة الى
أربعين سنة.
شبت :
الشِّبَت
: بقل معروف.
واسخانه بين الثّانية والثّالثة ، وتجفيفه بين الأولى والثّانية
واذا حُرِق صار
فيهما فى الثّانية. وهو مُنْضِج للأخلاط الباردة ، مُسَكّن للأوجاع ، مُزيل
للرّياح ، وكذلك دُهنه ، وفيه تليين بالغ. ورَطْبُه أشدّ انضاجا ، ويابسه أشدّ
تحليلا.
ودهنه نافع من
أوجاع الأعصاب. وهو منوّم ، وخصوصا دهنه. وعصارته تنفع من وجع الأذن السّوداوىّ ،
وتجفف رطوبات الأذن.
وادمان أكلِه
يُضعف البصر.
وهو وبذره
مُدِرّان للّبن ، وخصوصا فى الأحشاء المكثرة للّبن. وينفع من الفُواق الامتلائىّ
الكائن من طَفْوِ الطّعام ، ومن المغص. ونقل الشيخ العلامة عن جالينوس أنّه يضرّ
بالمعدة.
شبث :
الشِّبِث
، لغة فى الشّبت ، وتقدَّم ذكره.
والشّبِث : العنكبوت أو الكبيرة منه الكثيرة الأرجل ، هذا هو الأشهر
عند الأطبّاء.
وتَشَبَّثَتْ به الآفات : اذا علقت ببدنه فلا تفارقه ، فكأنّها تقبَّضت
عليه.
شبر :
الشِّبْر : ما بين أعلى الابهام وأعلى الخنصر ، مُذكَّر ، والجمع أَشْبَار.
والأُشْبُور ، بالضّمّ : ضرب من السَّمك.
والمَشَابِر : أنهارٌ تنخفض فيتأدَّى اليها الماء من مواضع شتَّى.
وأدواء متقاربة الشَّبَر ، أى : متشابهة العلامات ، مختلفة العلاجات.
والشَّبْر : المَهْر ، وهو ما يُعطيه الرّجل للمرأة من حَقّ النّكاح.
شبرق :
الشِّبْرِق
، قال ابن
الأعرابىّ : الشِّبْرِق
: العَوْسَج ما
دام رطبا. ويقال لقشره : العُرام.
والشِّبْرِق : الضَّريع ، وله ثَمَر مثل التّين ، أمرّ من الصّبِر ،
ونتن جدّا.
وحكَى الخليل ، (رحمهالله) : الشَّبْرِقَة : نهش البازى اللّحمَ وتمزيقه (٢).
شبرم :
الشُّبْرُم
: نبات له ساق
قَدْر الذّراع ، كثيرة العُقَد ، عليها ورق حادّ الأطراف ، وله زهر صغير
فَرْفِيْرِىّ يخلِّف ثمرا كالعَدَس.
وأصلُه غليظ وهو
أقوَى من ثمره ، وثمره أقوَى من ورقه. وأجوده الأحمر الخفيف الرّقيق اللّحاء الذى
كأنّه جلد ملفوف.
وهو حارّ فى
الثّالثة يابس فى آخر الثّانية. مفتِّح لأفواه العُروق ، مُسْهِل للبلغم الغليظ
والسّوداء. ينفع من الاستسقاء ، ومن أوجاع المفاصل وعرق النّسا. ويُستعمل
مُصْلَحاً بأنْ يُنقع فى اللّبن الحليب يوما وليلة ، ويُجَدَّد عليه اللّبن ، ثمّ
يُخْرَج ويُجَفَّف فى الظّلّ ، ثمّ يُنفع فى ماء الهِندباء ، ثلاثة أيّام ، ثمّ
يُخْرَج ويُجَفَّف ثمّ يُعمل مع شَىء من الملح الهندىّ والتِّرْبِد والاهْليلج
الأصفر والصَّبِر ، حُبوبا. والشّربة منها درهم.
وفى الحديث عن
أسماء بنت عميس قالت : (قال لى رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) : بماذا كنت تَسْتَمْشِينَ؟ قلت بالشُّبْرُم. قال : حارّ حارّ ، ثمّ
اسْتَمْشَيْتُ
بالسّنا ، فقال (ص) لو كان شىء يَشفِى من الموت لكان السَّنا) (٣). قوله (ص) حارّ
، مكرّرة ، أى : حارّ جدّا ، وقولها
اسْتَمْشَيْتُ ، أى :
اسْتَدْعَيْتُ المَشي ، وهو كناية عن الإسهال.
وهو يُعرف عند
العطّارين بالشُّرْنُب.
شبط :
الشَّبُّوط : ضرب من السَّمك ، طويل الذَّنَب ، عريض الوسط ، عراقيّة.
شبع :
الشِّبَع
: ضدّ الجوع. هو شَبْعَان وهى شَبْعَى
وشَبعانة.
والجمع : شِبَاع وشِباعَى.
وشَبِعْتُ من الدّواء : اذا كرهته.
وشراب مُشْبَع : اذا كان غليظ القَوام.
شبق :
الشَّبَق
: شِدّة الغُلْمَة
، وطَلَب النّكاح.
شبل :
الشِّبْل
: وَلَد الأسد.
والجمع : أشبال وأشْبُل.
وأشْبَل عليه ، أى : عَطَف عليه.
وأشْبَل الغلام أحْسَنَ شُبُولٍ
: اذا نشأ فى
صِحّة جيّدة.
شتر :
الشَّتْر : القَطْع. والشَّتَر : انقلاب الجفن من أعلى وأسفل ، حتّى لا ينطبق كما يجب. والشَّتَر : انشقاق الشَّفَة السُّفلى. وعين شَتْرَاء : قصيرة الأجفان.
والشُّتْرَة : ما بين الأصبعين.
وشَتَرَه الدّاء وشَتَّرَه
: اذا أنقص من
بدنه.
شتو :
الشِّتَاء : أحد أرباع السّنة ، والجمع أَشْتِيَة ، وقيل الشِّتَاء : جمع شَتْوَة.
وهو اسم مفرد لا
جمع ، بمنزلة الصّيف لأنّه أحد الفصول الأربعة ، ويدلّ على ذلك قولهم : أَشْتَيْنَا دخلنا فى الشِّتَاء وأَصَفْنَا دخلنا فى الصّيف.
وأمّا الشَّتوة فانّما هى مصدر
شَتا بالمكان شَتْوا وشَتْوة للمرّة الواحدة ، كما تقول صاف بالمكان صَيْفا وصَيْفَةً
واحدةً.
والمُشْتَاة : الشّتاء ، قال طرفة :
نَحْنُ فى
المُشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى
|
|
لا تَرَى
الآدِبَ فِينا يَنْتَقِرْ (٤)
|
شجب :
الشَّجْب
: الحاجة والهَمّ.
والشّجب : الحزن.
والشّاجب : الهالك ، فى الحديث : (النّاس ثلاثة : شاجب وغانم وسالم) (٥).
فالشّاجب
: المتكلّم
بالرّدىء أو النّاطق بالخنا ، المعين على الظّلم.
والغانم :
المتكلّم بالخير الآمر بالمعروف والنّاهى عن المنكر. والسّالِم : السّاكِت. وغُراب
شاجِب : شديد النّعيق.
والشّاجب : الهالك. والشّجِب
: المحزون.
وتَشاجَبت عليهم الأدواء والأرزاء : اختلط بعضُها ببعضٍ فهلكوا.
شجج :
الشَّجَّة : الجرح فى الوجه والرّأس ، ولا يكون فى غيرهما من الجَسَد
، وجمعها شِجَاج. وقد
شَجَّة يَشُجُّه شَجّاً ، فهو مَشْجُوج وشَجِيج
من قوم شَجَّى. وشَجَ رأسَه يشُجُّها ويَشيجها : كسَرها.
والكَسْر اذا وقع
فى قحف الرّأس فانّه سُمِّى ـ على الاطلاق ـ شَجَّةً ، ثمّ على الخصوص ينقسم الى ستّة أقسام : الصّادِعَة
والهاشِمة والواضِحة والمنقِلة والمأمونة والجائفة.
وزادها بعضهم الى
عشرة :
الحارِصَة : وهى التى تَشُقُّ الجلد قليلا نحو الخَدْش ، وقد يُزاد
فى تفسيرها فيقال بشَرْط أن لا تُدْمِى.
والدّامية : الجراحة التى يَدْمَى موضعُها من الشّقّ والخدش.
والباضِعة : وهى التى تَبْضَع اللّحم بعد الجلد ، أى : تقطعه.
والمتلاحمة : وهى التى تغوص فى اللّحم ، وتَغُور ولا تبلغ الجلدة التى
بين اللّحم والعظم ، وهى السِّمحاق.
والموضِحة وهى التى تخرق السِّمحاق وتوْضِح العَظْمَ ، أى : تُبدى
وضَحَه ، أى : بياضه.
والهاشِمة : وهى التى تهضم العظم ، أى : تكسره.
والمُنَقِّلَة : وهى التى تنقل العظم من موضع الى موضع.
والمأمومة : وهى التى بلغ أُمّ الرّأس.
والدّامِغَة : وهى التى تبلغ الخريطة وتصل الدِّماغ.
والأشَجّ : صِمْغُ الطّرثوث ، يشبه الكُنْدُر. وربّما سمِّى : لُزاق
الذّهب : وقيل : هو الأشَقّ. وهذا فارسىّ دخيل فى العربية. ويسمى باليونانية
أمُوْنْياقِن.
وهو صمغ شجرة
مستقيمة النّبات ، يكثر نباتها فى البلاد التى يغلب بردُها حَرَّها.
وهو حارّ فى آخر
الثّانية ، يابس فى الأولى ، وأجودُه أصفاه. والأبيض منه يُخْرِج البلغم اللّزج
والماء الأصفر ، وينفع من الرّبو وضيق النَّفَس ، ومن الفالج والخدَر ، ووجع
الظّهر والخاصرة وعِرْق النّسا والمفاصل ، شُرْباً بالعسل. ويطرد الرّياح ،
ويُخْرِج حَبّ القَرْع والجنين حيّا وميّتا ، ويدرّ البول ، ويُلَيّن صلابة الكبد
والطّحال والأنثيَين ضمادا بالخلّ ، وشربا. ويحلّل البرد والأورام الصُّلبة ضمادا
بالخلّ ، والتى فى المفاصل ضمادا بالعسل. والشربة منه نصف درهم الى مثقال ، يضرّ
الكلى ويصلحه اللّوز.
شجر :
الشَّجَر والشِّجَر من النّبات : ما قام على ساقٍ بنفسه ، دَقّ أو جَلّ.
الواحدة شَجَرة. وفرق ما بين دِقّ الشَّجَر والبقل أنّ الشَّجَر له أرومة تبقَى على الشّتاء ولا يبقى للبَقْل شىء.
وسُمِّى الشَّجَر شَجَرا لدخول بعض أغصانه فى بعض.
والشَّجْر مِنَ الرّجُل : الذَّقَن. واشْتَجَر : اتّكأ على مرفقه. قال أبو ذؤيب :
نام الخليل
وبِتّ اللّيل مُشْتَجِراً
|
|
كأنّ عينَيَّ
فيها الصّابُ مَذْبُوحُ (٦)
|
قوله مَذبوح ، أى : مَشقوق.
والشَّجْرَة : النّقلة فى ذَقَن الغلام عن ابن الأعرابىّ.
وتَشَاجَرُوا بالرّماح : تطاعنوا. والأرض الشَّجْرَاء : الكثيرة الشَّجَر.
وشَجَرْتُ المعلولَ : اذا تَهاوى فرفعته ووكَأتَه.
وشَجَر الدُّبّ : شَجَر الزّعرور ، ويسمَّى النُّلْك ، والنِّلْك. الواحدة منه :
نلكة.
شجع :
الشُّجاع
: الشّديد القلب
عند البأس ، وضرب من الحيّات لطيف دقيق ، تزعم العرب أنّ الرّجل اذا طال جُوعه
تعرَّضت له فى بطنه حيّة يسمُّونها
الشُّجاع والصّفر.
وقال الأصمعى : شُجاع البطن : شدّة الجوع.
والأَشَاجِع : أصول الأصابع التى تتّصل بعَصَب ظاهر الكَفّ والعَصَب
الممدود فوق السَّلامَى من بين الرّسغ الى أصول الأصابع ، أو العظم الذى يصل
الإصبع بالرُّسغ ، لكلّ إصبع أشْجَع.
والشَّجَع : الطّول. رجل أشجع
وامرأة شَجْعَاء.
شجن :
الشَّجَن
: الهَمّ والحزن ،
وهَوَى النَّفْس ، والحاجة أينما كانت.
والجمع أَشْجَان وشُجُون.
وشَجَنَه الأمرُ وأَشْجَنَه
: أَحْزَنَه.
وشَجَنَته العلّة حبسته عن التّصرّف.
وشَجِنَت الحمامةُ : ناحت. وحديث ذو
شُجون أى : فُنون.
والشَّوَاجن : أودية كثيرة الشَّجَر.
قال الطّرمّاح :
كظَهْرِ
اللَّأْي لو تُبْتَغَى رِيةٌ بها
|
|
نَهارا
لَعَيَّتْ فى بُطون الشَّواجِنِ (٧)
|
شجو :
الشَّجْوُ : الهَمُّ والحُزْن ، ويقال : شَجَاه الغِناء : اذا هيَّج ما عنده من الشَّوق والحزن.
والشَّجيُ : المشغول ، والخَليُّ : الفارغ ، ويقال : (ويلٌ للشَّجِيِ مِنَ الخَلِيّ) (٨) أى : ويل للمشغول من الفارغ ، بتشديد
الياء فيهما عن الأصمعي ، قال أبو الأسود الدؤلي :
وَيْلٌ
للشَّجِيّ مِنَ الخَلِيِّ فإنّه
|
|
نَصِبُ الفُؤادِ
بِحُزْنِهِ مَهْمُومُ (٩)
|
شحر :
الشَّحْرُ : ساحل البحر بين اليَمن وعُمان.
والشَّحْر : موضع بعُمان ، سُمّى بشجَر فيه هو الشَّحر.
شحم :
الشَّحْم
: جسم أبيض ليّن ،
أكثر ما يتولّد على الأعضاء العصبيّة لبرد مزاجها ، وهو حارّ رطب يتولّد عن دَسَم
الدَّم ، ويُعَقِّدُه البرد ولذلك يحلّه الحرّ.
ورجل شاحِم لاحِم : ذو
شَحْم ولحم ، وشاحِم لاحِم ، أيضا : اذا أطعم النّاسَ الشّحمَ واللّحمَ.
والشَّحّام : بائعه ، والذى يُكثر إطعامَ النّاسِ الشَّحْمَ.
وشَحْمَة الأرضِ : الكَمْأة البيضاء.
وشَحْمَة الأُذُن : ما لانَ من أسفلها. وشحمة العَين : مُقلتها. وشَحْمة النّخلة : جُمّارَتُها.
شخب :
الشَّخْب
والشُّخْب : الخارج من الضَّرْع من اللّبن ، أو صوته عند الحَلْب. والشَّخْب : الدّم ، وكلُّ ما سال. يُقال : شَخَب أوداجَه فَانْشَخَبَتْ
: قَطَعَها فسالت
، وفى الحديث : (يُبْعَث الشّهيد يومَ القيامة وجُرْحُه يَشْخَبُ دَماً) (١٠).
والشُّخْبَة : الدُّفْعَة من اللّبن أو ما امتدّ من الضَّرْع الى
الإناء متّصلا.
شخص :
الشَّخْص
: سوادُ إنسان
وغيرِه تراه من بعيد.
والشُّخوص : مرض يأخذ الإنْسان بغتةً على أىّ حالة كان عليها ،
فيستمرّ شاخصا مفتوح العين ، سمّى باسم لازِمه.
وشَخَصَ بَصَرُ فلانٍ : اذا فتح عينيه وصار لا يطرف بجفنَيه. وسببه
سُدَّة تحصل فى البطن المؤخَّر من الدّماغ من خلط غليظ بارد فلا ينبعث منه الرُّوح
الى الأعصاب ، فيبطل الحسّ والحركة. وعلامة حصوله بغتةً عدم انثناء عُضْوٍ من
أعضاء صاحبه. وعلاجه بالحقن الحادّة وتنقية الدّماغ بحَبّ القُوقايا ونحوه بعد
الحقن.
شخم :
أَشْخَم
اللّبن : تغيّرت
رائحته. وشَخَم الطّعامُ : فَسد. وشَخَمت
رائحة مائه :
أنتنتْ ، وذلك فى الحميّات.
شدق :
الشِّدْق
، والشَّدْق : جانب الفَم ، والجمع : أَشْدَاق.
شدا :
الشَّدا ، شِدّة ذَكاء الرّائحة الطّيّبة ، وقد يَعُمّ كلّ شجر.
والشَّدا : شجر تُتَّخَذ منه المساويك ، وله صمغ ينبت بالسَّراة.
والشَّدا ، أيضا : الجرَب ، والملح.
والشَّدا ، بالقَصْر : الشّرّ والأذى.
شرب :
الشَّرْب
: الجماعة يَشْرَبُون الخمر.
قال ابن السّكّيت
: وجمعهم شُرُوب ، وواحدهم شارِب.
والشَّرَاب : الفَهْم.
وعن أبى عمرو :
يقال شَرِب شُرْبا : اذا فَهِم. ويقال للبليد : احْلُبْ ثمّ اشْرَبْ ،
والشِّرْب : الماء ، والحظّ والنّصيب منه ، ووقت الشُّرب.
والشَّرَاب : ما
شُرِب من أيِّ شيء ، كالشَّريب والشَّرُوب
، وهما ما بين
العَذْب والملح من الماء. والشَّرِيب
: الذى فيه شيء من
عُذوبة ، ويُشرب على ما فيه.
والشَّرُوب دونه فى العُذوبة ، ولا
يُشرب الّا عند
الضّرورة.
ورجل شارِب وشَروب
وشَرّاب وشِرِّيب
: مُوْلَع
بالشّراب.
وطبّاً ، الشّرابُ : الخمر ومرّ فى (خ م ر).
والشَّرْبَة : المرَّة من الشُّرْب.
والشُّرْبة : حُمْرَة فى الوجه ، ومقدار الرَّيِّ ، من الماء كالحسوة.
والشَّرَبة : كثرة المَشْرَب ، والعَطَش. يقال : جاء الرجل وبه شَرَبَة ، أى : عَطَش.
والشَّرَبة : شِدّة الحرّ. يقال : يوم ذو شَرَبَة أى : شديد الحرّ.
والمَشْرَبَة : الموضع الذى يُشْرَب فيه.
والمشربة ، بفتح الرّاء وضمّها : أرض ليّنة دائمة النّبات.
والمِشْرَب : إناء يُشرب فيه.
والشَّوارب : عُروق فى الحلق ، وقيل هى عُروق لازِقة فى الحلقوم ،
وأسفلها بالرّئة أو باللّوزتين ، ولها قَصَب منه يخرج الصَّوت ، وقيل هى عُروق
مُحْدِقَة بالحلقوم ، وفيها يقع الشَّرَق ، أو هى عروق تأخذ الماء ، ومنها يخرج
الرِّيق من مجارى الماء فى الحلق ، ومجارى الماء فى العين عن ابن الأعرابى ،
وأحسبه أراد مجارى الماء فى العَين التى تَغور فى الأرض لا مَجارى عين الرّأس.
وما سال على الفَم
من الشَّعَر وما طال من ناحية السَّبلة.
وأُشْرِبَ فلانٌ حُبّ فلانة ، أى : خالط قلبه ، وأُشْرِب قلبُه محبّة هذا ، أى : حَلّ مَحَلّ الشّراب.
وقال بَخْتِيشُوع بن جبرائيل : الشُّرب
على الجوع رديء ،
والأكل على الشِّبع أردأ.
شرج :
الشَّرَج
والشَّرْج : والفتح أفصح : أعْلَى نُقب الدّبر أو حلقته أو العَصَبة
التى بينه وبين الأنثيَين.
والشَّرَج : فرج المرأة ، والجمع شِراج
وشُروج وأشْراج.
والشُّروج : الخلل بين الأصابع أو هى الأصابع.
وشَرَّجْتُ الدّواء : خلطته. وكذلك كلُّ ما يُمزج.
والأَشْرَج : الذى له خصية واحدة.
وتَشَرَّج الدّاء فى كبده أو غيرها : اذا انتشر فيها فأفسدها.
شرجب :
الشَّرْجَبان
والشُّرْجَبان : شجرة كالباذنجان نباتاً وثَمَرا الّا أنّها بيضاء ولا
تؤكل وانما يُدبغ بها. والشَّرْجَب
: الطّويل.
شرح :
الشَّرْح
: الكَشْف ، يقال
: شَرح فلانٌ أمرَه ، أى : كَشَفَه.
والتَّشْرِيح ـ لغةً ـ إظهار الشّىء وكشفُه ، ومنه تَشْرِيحُ اللّحم.
وطبّا : هو معرفة
الأعضاء بأعيانها وأشكالها وأوضاعها وأعدادها وموضعها من بدن الانسان. وغايتُه
تمييز الأعضاء بعضها من بعض.
ويقال لكل سَمين
ممتدٍّ : شَريحٌ.
قال الخليل (١١) ،
(رحمهالله) : الشَّرْح
: السَّعَة فى
الصّدر وغيره ، قال الله ، (عزوجل) : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلامِ) (١٢) قال : أى
وَسَّعَه فاتّسَع للإسلام.
شرر :
الشّرّ : السّوء. والشّرُّ : الحمَّى.
والشَّرَاشِر : النَّفْس. والمحبّة. والشّرَاشِر. أيضا : أعضاء البَدَن ، وجميع الجسد. والشُّرْشُور : طائر كالعصفور ، وهو البِرْقِش.
شرز :
الشّيراز(١٣) : اللّبن الرّائب
المستخرَج ماؤه. والجمع : شَوارِيز.
وشَرَزُ الدّاءِ : شِدَّتُه. وشَرَزَتِ
العِلّة فلانا :
أهلكته.
شرس :
الشِّراس
: أصلُ نبات
عُنْصُلىّ الورق ، وهو أسرع النّباتات إلْصاقاً بعد دَقّه ناعما ، وعَجْنِه بالماء
، وهو من أقوَى الأشياء فى أدوية الجَبْر والفُتوق. والعامّة تقول سِراس وأشْراس.
شرسف :
الشُّرْسُوف
، واحد الشَّرَاسِيف : وهى أجسام غُضروفيّة على أطراف الأضلاع المسماة بأضلاع
الخلف لتخلّفها عن الاستدارة التّامّة ، ولولا
الشُّرسُوف على رأس الضّلع
لانخرق الصِّفاق والجِلد.
شرم :
الشَّرْم
: الشَّقّ ، ورجل أشْرَم : مَشْرُوم
الأنف. وفى الحديث
أنّ أبرهة صاحب الفيل جاءه حَجَر
فَشَرَمَ أنفه فسمّي الأَشْرَم (١٤) ونجّاه الله
ليخبر قومه. والتَّشريم
: التّشقيق ،
فيقال للرّجل المشقوق الشّفَة العليا أعْلَم ، والسُّفْلَى أفْلَح ، ولمشقوق الأنف
أخْرَم ، ومشقوق الأذن أخْرَب ، ومشقوق الجفن أشْتَر. وفى الجميع : أَشْرَم.
شرى :
الشَّرَى
: بُثور صغار
مُسَطَّحَة تحدث دُفعة ، ويشتدّ غمُّها وكربها ليلا. وسببها بخار حارّ يثور فى
البدن دُفْعَةً ، امّا عن دم مِرّىّ ، أى : صَفراوىّ ، غالبا ، وامّا عن بلغم مالح
نادرا.
والمِرّىّ : يكون
أشدّ حمرة وحرارة وأسرع ظهورا ، والبلغمىّ بخلافه.
وعلاجهما اخراج
الدّم بشرطه ، وإسهال الصّفراء بأنْ يؤخذ من الهَلِيْلَج الأصفر جُزآن ومن أَيارج
فَيْقَرا جزء. والشربة منه ثلاثة دراهم ، ويُشرب من ماء العُصْفُر المنقع مع
الإجّاص والتّمر هندى والعُنّاب وشىء من السّنا المكّىّ بحسب الحاجة.
والشَّرْيان والشِّرْيان
: شجر تتَّخذ منه
القِسِىّ ، واحدته شِرْيانَة.
قال المبرّد :
النَّبْع والشَّوْحَط والشَّرْيان
: شجر واحد ولكنّها
تختلف ألوانها وأسماؤها وتُعْلَم بمنابتها ، فما كان منها فى قُنّة الجبل فهو
النّبع ، وما كان فى سَفْحِه فهو
الشَّرَيان ، وما كان فى
الحضيض فهو الشَّوْحَط.
والشَّرْيان والشِّريان
: واحد الشّرايين وهى العُروق النّابضة.
والشَّرَايِين كلّها مؤلَّفة من طبقتين إلّا الشَّرْيَان الوريدىّ ، وهى تنبت من البطن الأيسر من القَلْب وذلك أوّل
ما ينبت من البطن المذكور عِرْقان أحدهما صغير ذو طبقة واحدة ، وهو الشِّريان الوريدىّ وهو يتشعَّب فى الرّئة شُعَباً كثيرة لأجل استنشاق
الهواء.
والآخر عظيم
وهو" أورطى " باليونانيّة ، والأبْهَر بالعربيّة ، وتنقسم منه
شعبتان أحداهما تتفرَّق فى التّجويف الأيمن ، والأخرى تستدير حول القلب فتتفرّق فى
أجزائه وفى أجزاء جميع البدن.
شزر :
الشَّزر : نَظَرَ على غير استواء بمؤخَّر العين ، وأكثر ما يكون فى
حال الغَضَب. والحبل المَشْزور : المفتول ممّا يلى اليَسار.
شزن :
الشَّزَن
: الإعياء من
الحَفا ، كذا فى اللّغة.
وفى الطّبّ : الشَّزَن : تَيَبُّس الجلد.
وخاصّة جِلْد
القَدَم ، وتشقّقه.
شصر :
شَصَر البَصَرُ : اذا شَخَص.
وخاط جراحتَه شَصْراً : اذا خاطها خياطة متباعدة.
شطر :
الشَّطُور : التى أحَدُ ثدييها أكبر من الآخر.
وشَطَر بصرُ فلان شَطْراً وشُطوراً : وهو الذى كأنّه ينظر اليك والى آخر.
ويقولون : (حَلَبَ
الدَّهرُ أشْطُرَ فلان) (١٥) ، أى : مرَّت عليه ضروب من خير وشرّ. وأصل ذلك
من أَشْطُر النّاقة ، أى : أخلافها.
شطرج :
الشِّيْطَرْج
، مُعَرَّب"
جيترك" بالهنديّة ، هو اسمٌ لنباتٍ له ورق كورق الرّشاد ، وقضبان فى طول
الذّراع ، وزهر صغير ، يظهر فى الصيف يخلّف بذرا صغيرا جدّا.
ورائحة أصله فى
غاية الحِدّة. وهو المستعمل والمراد عند الاطلاق. وأجوده الهندىّ الذى لونه بين
الحمرة والسّواد.
وهو حارّ يابس فى
الثّالثة.
يُخرج الأخلاط
اللّزجة شُربا. ولذلك ينفع من أوجاع المفاصل ويُزيل الكَلَف وينفع من البَهَق
والبَرَص والجرَب المتقرِّح ضمادا بالخلّ بعد دَقِّه ناعما. والشّربة منه من درهم
الى مثقال.
ومضرّته بالرّئة ،
ويُصلحه المصْطَكِى والكُثيرا. وبدله عاقِرْقَرْحا.
شعب :
الشَّعْب
: الجمْع
والتّفريق ، يقال : التَأم شَعْبُهم
: اذا اجتمعوا بعد
التّفرّق ، وتَفَرَّق شَعْبُهم
: إذا تفرّقوا بعد
الاجتماع. وشَعَبَتْهُم
المنيّة : اذا
فرَّقتهم.
والإصلاح والإفساد
، فى الحديث : شَعْب
صغير من شَعْب كبير ، أى : صلاح قليل من فساد كبير.
والشَّعب : موصل قبائل الرّأس.
والشَّعب : القبيلة العظيمة ، ومنها
يتشعَّب الحىّ العظيم ، أو
هو أكبر من القبيلة ، ثمّ بعدها العِمارة ، ثمّ البَطْن ، ثمّ الفَخِذ ، ثمّ
الفصيلة. وهذا التّرتيب هو المعتمد الجاري على ترتيب خَلْق الإنسان ، فالشَّعْب أعظمها مشتقّ من شَعْب
الرّأس ، ثمّ
القبيلة من قبيلة الرّأس لاجتماعها ثمّ العِمارة وهى الصّدر ثمّ البطن ثمّ الفخذ
ثمّ الفصيلة وهى السّاق.
والشَّعَب : بُعْدُ ما بين المنكبين. والشّاعِبَان
: المنكِبان ،
يمانية. كذا رَوَى ابن دُريد.
والشِّعْب : الطّريق فى الجبل.
والشُّعْب : الأصابع.
والشُّعْبة : الطّائفة من الشّىء.
فى الحديث : (الحياء شُعْبَة من الإيمان) (١٦).
أى : طائفة منه
وقِطعة.
وفى حديث ابن
مسعود : (الشّباب شُعبة من الجنون) (١٧).
وشُعَب البدن : أطرافه ، اليدان والسّاقان.
والشَّعْب : كلّ صَدْع وانفتاق ، ومُصْلِحُه : الشَّعّاب. والآلة : مِشْعَب.
والشَّعُوب : المنيّة.
والشَّعْب دالّ على الاجتماع والافتراق. ضِدّ.
وشَعْبان : حىّ من اليَمَن.
شعث :
يقال : تَشَعَّثَ رأسُ المسواك : اذا تفرّق.
والشَّعَث : تغيّر الرّأس وتلبُّده لمّا لم يُدْهَن.
شعذ :
الشَّعْوَذَة : خِفَّة فى اليدين ، وأخْذ كالسِّحْر.
شعر :
الشُّعور : (إدراك الشىء بغير) الاستثبات. وهو عند الحكماء ، أوّل
مراتب وصول النَّفْس إلى المعنَى. فاذا حصل الوقوف قيل لذلك تَصَوُّر. فاذا بقى
ذلك بحيث لو أراد استرجاعه أمكنَه ذلك ، قيل له حِفْظ ، ولذلك الطَّلَب تَذَكُّر ،
ولذلك الوِجْدان ذِكْر.
وشَعُرْت بالشّىء : فطنت له.
والشَّعَر ، والشَّعْر : نبتة الجسم ممّا ليس بصُوف ولا وَبَر ، للانسان وغيره.
والجمع أَشْعَار وشُعور. والواحدة
شَعَرَة. وقد يُكنى بها
عن الجمع كما يُكنى بالشَّيْبَة عن الجِنْس ، يقال رأى فلانٌ الشَّعْرَة اذا رأى الشَّيب فى رأسه.
ورجل أشْعَر : كثير الشَّعَر وطويلُه.
والشَّعْر يتولّد من البُخار الدّخّاني إذا انعقد فيما تحت المسامّ ،
وعَدَمُه لكثرة
الرُّطوبة ،
وكثرته لكثرة الحرارة وسواده للحرارَة ، وبياضه للبُرودة ، كما يعرض للنّبات وعند
الجُفون. وهذا انّما يعرض للنّاس فى أعقاب الأمراض المجفِّفَة. ومادّته من البخار
الدّخاني الحارّ اليابس ، وفاعله هو الحرارة الطّبيعيّة المحرقة لذلك البُخار
الدّخانىّ. والآلة التى يتمّ بها أمره هى الثُّقوب التى فى الجلد وفيها يتعقَّد
البخار الكثير الغليظ ويصير
شَعْرا. والسّبب
التّمامىّ الذى من أجله يكون الشّعر أمْران :
أحدهما عامّ وهو
تنقية البدن من الفضول الدّخانية الغليظة.
وثانيهما خاصّ وهو
إمّا الزّينة والحسن والجمال ، وإمّا الوقاية والحرارة.
والشَّعْر : النّبات والشّجر على التّشبيه بالشَّعَر. والشَّعر : الزّعفران.
والشَّعِير : ضرب من الحبوب معروف. بارد يابس فى الأولى. وماؤه ينفع
من السُّعال اليابس ومن الحمَّى.
والشَّعيرة : وَرَم مستطيل يظهر على حَرْف الجفن يشبه الشَّعيرة فى شكلها.
والشَّعَارِير : صِغار القثّاء ، واحدها : شُعْرُورَة.
والأشْعَر : ما استدار بالحافر من مُنتهى الجلد ، حيث ينبت الشّعر حواليه.
ويقال ، أيضا ،
للرّجل الذى غطَّى الشّعر صدره وساقيه.
ومن كلامهم : (جِئت
بها شَعْراءَ ذاتَ وَبَر) اذا أنكر عليه قوله.
ورملة شَعْراء : تُنبت النَّصِي وما أشبهه. وروضة شَعْراء : كثيرة النّبت والشّجَر الملتفّ.
شغف :
الشِّغاف
: غلاف القلب. والشُّغاف. داء يأخذ تحت الشَّراسيف من الشّقّ
الأيمن : والشِّغاف : وَجَع البطن.
قال الأصمعىّ : الشُّغاف : داء فى القلب اذا اتّصل بالطّحال قتل صاحبه ، ولا أدرى
كيف ذلك.
والشَّغَف : أن يبلُغ الحُبّ شِغافَ
القلب.
وشَغَف : موضع معروف بعُمان (١٨) يُنبت الغاف العظام. وهو شجر كثير
الشَّوك.
شغى :
رجل أَشْغَى وامرأة
شَغْوَاء : وهو أنْ تكون
الأسنان العليا لا تقع على السُّفلَى ، بل تَقْدُمُها.
شفر :
الشُّفْر : حَرْف الجفن الذى فيه أصل الشَّعر. والجمع أشفار.
وشُفْر الرَّحم : حروف أشاعره.
والشّفاريُ : الذى نَبَت على أذنه شعر كثير.
شفع :
امرأة شافِعٌ : أصابتها
شُفْعَة ، وهى العَين.
وناقة شَفُوع : تجمع بين مِحْلَبَين فى حَلْبَة واحدة.
والشَّفْع : خلاف الوِتْر. تقول : كان فَرْداً فشَفَعْتُه ، أى : صرتَ له ثانياً.
وشَفَعْتُه بالأدوية : إذا سَقيتَها له بنفسك.
شفق :
الشَّفَق
: الرَّديء من
الأدوية والعلاجات ، يقال : داء
شَفَق ، وعلاج شَفَق.
والشَّفَق : حُمْرَة المغيب ، وقال مجاهد : هو النّهار فى قوله تعالَى
: (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) (١٩).
شفن :
الشَّفْن
: النَّظَر
بمؤخَّر العين ، تغضُّبا أو خلسة.
والشَّفُون : الغَيور الذى لا يفتر عن النَّظَر.
وشَفَنَ الطّبيبُ المريضَ : تأنَّى فى التّعرّف على علّته وعلاجه.
شفه :
الشَّفَتَان
من الإنسان :
طبَقا الفَمِ ، والواحدة
شَفَة ، وقلّ أنْ يُقال
: شِفَة. وقد تُستعار للفرس.
ولامُها عند
البصريين هاءٌ ، ولهذا قالوا الحروف الشّفَهيّة ، ولم يقولوا
الشَّفَويّة.
والجمع شِفاه.
وقيل : بل لامُها
واو تشبيها لها بالسَّنوات.
ويقال ـ فى الوصل
ـ : هذه شَفة ، وشَفَهٌ
بالهاء ، فمن قال شَفة كانت فى الأصل شَفَهَة فحُذفت الهاء الأصليّة وأُبْقِيَت
هاءُ التّأنيث ، ومن قال بالهاء أبقى الهاء الأصليّة.
قال الخليل : والشَّفَة ، حُذفت منها الهاء ، وتصغيرها شُفَيْهَة (٢٠).
ورجل شِفاهىٌ : عظيم الشَّفتين.
وماء مَشْفوهٌ : اذا كثُر عليه الوُرّاد.
والمشافَهة فى الحديث : مُواجَهَةٌ مِن فِيكَ إلى فِيهِ.
شفو :
الشَّفا : الدّواء وهو ما يُبْرِئ من السّقم بإذن الله تعالَى ،
والجمع أشْفِيَة. وشَفاه
الله من مرضه شفاء بالمدّ.
قال أبو عمرو
الشّيبانىّ : يقال : أشْفَى
زيد عَمْروا : إذا
وصف له دواء يكون شفاؤه
فيه.
والشَّفا : حرف كلّ شىء ، قال الله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ) (٢١).
ودار الشّفاء ، هو دار المريض ، كذا نطقت به العرب وأصله بالفارسيّة : بيمارستان. ومعناه : موضع المريض ، لأنّ" بيمار" هو المريض
، و" استان" : الموضع. وأوّل من وضعه أبقراط.
وأشْفَى المريض على الموت.
وما بقى منه إلّا شَفىً ، أى : قليل.
والشِّفَاء : الخلاص من الدّاء.
واسْتَشْفَى : طلَب الشّفاء. وأَشْفَيْتُك
الشّيء : أعطيتُكه
تَستشفى به.
وأشْفَيْتُه : وَهَبْتَ له الشّفاء : بإذن الله تعالَى.
شقب :
الشَّقَب
والشِّقْب : شَجَر كالرُّمّان ، وجَناه كالنَّبِق ، وورقه كورق
شَجرِه.
والشَّقَبان : طائر ، بالنّبطيّة.
شقذ :
أشقَذَه
قومُه : أبْعَدَوه
ونَحَّوْهُ عنهم ، لجرَب أو عِلّة أو غير ذلك ، قال :
اذا غَضِبُوا
عليَّ وأَشْقَذُونِى
|
|
فَصِرْتُ
كأنّنِى فَرَأٌ مُتَارُ (٢٢)
|
والشُّقاذَى والشَّقَذ : الحرباء. والجمع : شِقْذَان.
والشَّقْذ : فَرْخ القَطاة.
والشَّقِذ : الذى لا يَكاد ينام ، لعلّة أو قَلَق أو أرَق.
وعِلّة شَقْذاء : تَعُمُّ المدينة أو القبيلة ، لا يكاد ينجو منها أحد ،
كالطّاعون ، وسائر الحميّات.
شقر :
الأَشْقَر من الدّوابّ : الأحمر فى كُدْرَةٍ ، فإن اسودّ فهو
الكُميت.
والأَشْقَر مِنَ النّاس مَنْ يعلو بياضَه حُمْرَةٌ صافية ، كذا فى
اللّغة.
وطبّا : الشُّقْرَة لونٌ متوسِّط بين الحمرة الكثيرة والبياض القليل.
والشَّقِر : شقائق النّعمان ، واحدتها
شَقِرَة.
والشُّقَّارَى والشُّقَارَى
: نبت له نَوْرٌ
فيه حُمرة ناصعة ، وله حَبّ.
وشُقّار : سَمكة لها سَنام طويل.
والشُّقَر : الدّيك. والشِّقْرَى
: ضَرْب من التّمر
، جيّد.
والشِّقْرَاق والشَّقْراق
: طائر يسمَّى
الأخْيَل ، والعرب تتشاءم به. وهو فى قَدْر الهُدْهُد. ولونه منقَّط بخُضْرَة
وحُمْرَة وبياض وسَواد ، يُرَى بأرض الحرَم والشّام وخراسان ، غير مستأنِس بالنّاس
، يألف الأشجار وأعالى العمران. وإذا
طارَ قربه طائر
هجم عليه. ولحمُه حار يابس محلِّل لرياح الأمعاء ، إلّا أنّه زَهِمٌ.
شقق :
الشَّقِيقَة : وَجَع يأخذ فى أحَد
شِقَّي الرّأس ، ويَهِيجُ
بأدوار غالبا ، هيَجانا شديدا لأَدْنَى سبب ، إمّا عن حركة ، وإمّا شرب خمر ،
وإمّا تَنَشُّقِ هواءٍ فاسد.
وسُمِّيت الشَّقيقةُ ، عند بعضهم : السّائرة المتوسِّطة : أى السّائرة فى
الرّأس الى وسطه.
وانّما قيل لها الشَّقِيقَة لاختصاصها
بشِقّ ، وخُصّت به لأنّ
الرّأس منقسم بالغشاء الغليظ الى قسمين. وانّما يشتدّ وجعها فى جانب واحد لأنّ
مادّتها التى تكون غالبا فى الشّرايين ، إمّا حاصلة فيها وإمّا مرتقية اليها فيقبلها
الجانب الأضعف. وتلك المادّة إمّا بخارات وإمّا أخلاط حارّة أو باردة. والعلامات
والمعالجات ما سنذكره فى الصُّداع لأنّها نوع منه.
وشَقَائق النّعمان : بقلة معروفة اسم للواحد والجمع ، وقيل الواحدة شَقيقة ، وانّما سُمِّيت بذلك لحمرتها ، تشبيها بشَقيقة البَرْق. وقيل النّعمان : اسم للدّم ، وشَقَائِقُه قِطَعُهُ ، فشبّهت حُمرتها بحُمرة الدّم ، وأضيفت الى
النّعمان بن المنذر لأنّه انتهَى الى موضعٍ قد اعْتَمَّ نبتُه ، أى : أخْصَب ، من
أصفر وأحمر ، وفيه من الشَّقَائق
ما راقه. فقال :
ما أحسنَ هذه الشَّقَائق! احْمُوْها. فكان أوّل مَن حماها.
وهى نوعان :
نَوع بستانىّ ،
وله ورق مُنبسط على الأرض ، كورق الكُزْبُرَة ، وساق دقيق ، وزهر أحمر اللّون.
ومنه ما يميل الى البياض. وفى وسط الزّهر رؤوس يميل
لونها الى
السّواد. وأصل مُعَقَّد صغير.
ونوع برّىّ أعرض
ورقا من البُستانىّ وأعظم قَدْرا وأطول رؤوسا.
والأوّل حارّ يابس
فى أوّل الثّانية ، والثّانى فى آخرها.
والعُصارة
المُتَّخَذَة من أيّهما تمنع من ابتداء الماء النّازل الى العين ، وتقوِّى
حاسَّتها ، وتحدّ البَصَر ، وتُسَوِّد الحَدَقة ، وتجلو البياض الخفيف اكتحالا.
وبذر شَقائق النّعمان ينفع من البَرَص اذا اسْتُعْمِل منه كلّ يوم قدر
درهم بماء بارد أياما متوالية.
والشُّقاق : تَشَقُّق
يصيب الدّوابّ فى
أرساغها ، وربما ارتفع الى أوظفتها. ويصيب الانسان كثيرا فى أطرافه وفى وجهه
وشفتيه ومَقْعَدَتِه.
وقال بعضهم : ما
يُصيب الانسان يقال فيه شُقوق
، ولا يقال شُقاق. وقيل كلّ شَقّ
فى جِلْد عن داءٍ
: شُقاق ، جاؤوا به على عامّة الأدواء ، كالسُّعال والزُّكام.
قال قُرَّة بن
خالد : أصابنا
شُقاق ونحن مُحرمون
فسألنا أباذرّ فقال : عليكم بالشَّحْم (٢٣).
واعْلَمْ أنّ سبب
جميع الشُّقوق يُبْسٌ فى الجلد حتّى يتشقّق
، وذلك
ـ امّا من سَبب
خارجىّ ، كحَرّ مجفِّف أو برد مجفّف. وعلاجه بالأطلية المرطِّبة كالقِيْرُوْطِىّ
والشُّحوم الباردة الرّطبة المذابة.
ـ وامّا من سبب من
داخل البدن ، كسُوْء مِزاج يابس سادَج ، أو أخلاط حادّة تجفّفه. وعلاجه انْ كان عن
سوء مزاج يابس سادج ، تبديله بالمرطّبات من الأشربة والأغذية الكثيرة الأدهان ،
والألبان الكثيرة الدَّسَم. وانْ كان عن أخلاط حادّة فعلاجها باستفراغها ، وبترطيب
المحلّ بالأطلية المتَّخذة من لُعاب
حَبّ السَّفَرْجَل
وطَحين السّمْسِم ، وشحم البطّ والماعز ، ومُحّ ساق البقر ، ونحو ذلك. وهذه
الأطلية تنفع السادَج أيضا.
شقل :
الشَّقاقِل
، والشَّقَاقِل ، والأشْقاقِل
: أسماء نبطيّة
لعُروق معروفة.
وهذه العُروق منها
الغليظ ومنها الرّفيع ، وهى طويلة معقَّدة ، ينبت فى كلّ عُقْدَة منها ورقة تُشبه
ورقة البَسِيْلَة وهى الجلبّان الكبير. وفى طرف القضبين يخرج زهره فى آخر الرّبيع
فى لون نوّار البنفسج ، واذا سقط الزّهر أخْلَفَ بَزْراً أسود كالحمّص مملوءا
رطوبة سوداء ، وهو حلو الطّعم ، وكذلك العِرْق. وهو حارّ رطب فى الأولى. ورطوبته
أكثر من حرارته ، ومهيّج للجماع ، يزيد فى الباه والانعاض ، وخاصّة اذا كان
مُرَبّاً بالعَسل وهو حارّ فى الثّانية الى رطوبة وفيه تليين وقوّة المربَّى منه
قوّة الجزر ، يهيّج شهوة الباه.
وقال البيرونىّ : شَقاقل اسم نبطىّ ، وغلط من جعله عُروق الجزر البرّىّ.
وهو حارّ فى
الأولى رطب فى آخرها.
يهيّج الباه ويزيد
فى الجماع والانعاظ مقو للظّهر وللمعدة والكبد والكلَى ، وَخِمٌ ، ويُصْلِحُه
العسل.
وبدله فى الباه
مثلُه الدّارصينىّ أو حَبّ الصّنوبر.
شكد :
الشُّكْد : ما يزوَّد به الانسان من لَبن وأقط أو سمن وأقط أو سمن
وتمر فيخرج به من منازل القوم. وما يُعْطَى من التّمر عند ضِرابه ومن القمح عند حصاده.
شكر :
الشَّيْكَران
والشَّيْكُران : هو
الشِّيْكُران بالمهملة ، وتقدّم
فى (س ك ر) وهو البَنْج وتقدّم أيضا.
وأمّا الشَّكَوْكَران : فهو نبات له ساق ذات عُقَد كساق الرّازيانج الّا أنّه
أكبر منه ، وله ورق كورق القثّاء ، الّا أنّه أدَقّ منه ، وفى أعلى قضبانه شُعَب
واكليل فيه زهر أبيض ، وله بذر كبذر الأنيسون الّا أشدّ بياضا منه ، وله أصل أجوف
وليس بغائر فى الأرض. وهو من السّموم ، بارد يابس فى الثّالثة. ويعالَج من استعمله
بالقَىء والحقن ، وبشُرب لبن البقر والجَنْدْبِيْدِسْتَر.
والشّكرة : العَشَى فى العين.
والشَّكِيْر من النّبات : ما ينبت من ساق الشَّجَر ، ويكون قُضبانا
غضّة.
والشَّكْر : الفَرْج. وقيل : هو النّكاح أيضا.
شكع :
الشُّكاعَى
: الشَّوكة
العربيّة ، وهى شجرة صغيرة دقيقة العِيدان ، وبدقّتها يُشَبّه المهزول فيقال :
كأنّه عُود الشُّكاعى. ولها زهر خَمْرِىّ اللّون ، وورق كورق السّدّاب ، وشوك
ألطف من شوك الخلّة ، الواحدة
شكاعة عن الأخفش (٢٤).
وعن سيبويه الشُّكاعَى
: اسم يقع على
الواحد والجمع. وعن غيره الواحدة
شُكاعة والجمع شُكاع.
وهى مثل
الباذاوَرْد فى الصّورة والقوّة. حارّة فى الأولى يابسة فى الثّانية. وقيل أنّها
باردة فى الأولى يابسة فى الثّانية. وكيفما كانت ، فهى تنفع من الحميّات المزمِنة
، ومن أورام اللهاة والمقعدة ، ومن نزف النّساء ، ووجع الأسنان.
شكك :
الشَّكّ
: ضِدّ اليقين. والشَّكّ : صَدْعٌ صغير فى العَظْم. ودواء يُهلك الفأر ، ولذلك
يسمَّى بسُمّ الفأر. ويسمَّى أيضا بالهالوك عند أهل العراق. ويكثر فى خراسان.
ومحلّه معادن الفضة. ومنه أبيض وأصفر ، وهما شديدا الحرارة واليبس. والأصفر أشدّ
حرارة ويبسا وأقوى فعلا.
ونصف درهم منه
سُمّ. ويعرض عنه أعراض الزّئبق المصعَّد من الالتهاب والتّقطيع. وعلاجه القَىء
بالماء الحارّ والسّمن واللبن.
وشَكَكْتُه بالمِسْبار : اذا أدخلتَ المسبار فى جراحته لتقدِّرها أو
تعالجها.
والشّكّ : أن يلتصق العَضُد بالجنْب خِلْقَة.
شكل :
الشَّاكِلَة : الخاصرة ، وهى الخصْر والكَشْح ، قاله ابن الأعرابى : وفى
الحديث : (إنّ ناضحا تردَّى فى بئر فذُكّى من قِبَل شَاكِلَتِهِ)
(٢٥). أى : خاصرته. وقوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ
عَلى شاكِلَتِهِ) (٢٦) أى : على طريقته.
والأشْكل من سائر الأشياء : الذى فيه حُمرة وبياض قد اختلط ، ومنه الشِّكْلَة فى العيَن : وهى حُمرة تختلط ببياض.
شكم :
فلان شَديد الشَّكِيمَة : أى : النَّفْس. والشّكْم
: العَضّ ، قال
جرير :
فأَبْقَوا عليكم
واتَّقَوا نابَ حَيَّةٍ
|
|
أصابَ ابْنُ
حَمراءِ العِجانٍ شَكِيْمُها (٢٧)
|
والشُّكْم : ما يُعطاه الطّبيب والحجّام من أُجرة أو عَطاء.
وفى الحديث أنّ
النّبىّ ، عليه الصّلاة والسّلام ، احْتَجَم ، فقال : اشْكُمُوه (٢٨).
أى : أعطوه
أجْرَه.
والشَّكيمة : الحديدة المعترِضة فى اللّجام.
شكو :
الشِّكاية والشَّكِيَّة : إظهار ما يصفُك به غيرُك من المكروه. والاشْتِكاءُ :
اظهار ما بك من مكروه أو مرض.
تقول : شَكَوْت فلانا
فأشْكانى ، أى : أعْتَبَنِى
وأعاننى. وأشْكانى ، أيضا : اذا فعل بك ما يُحوجك الى أنْ تشكوه. ضِدّ.
والشَّكْوَة : سِقاء صغير.
شلل :
الشَّلَل
: يُبْسٌ فى اليَد
فلا يستطيع صاحبها تحريكها ، يقال : شُلَّت
يدُه ، وشَلَّت ، تَشَلّ
شَللا. وعلاجه بحسب
سببه ، وخاصّة اصلاح العَصَب.
وعين شَلّاء : قد ذهب بصرها.
والشَّلِيل : الدّرع القصيرة ، أو الثوب الذى يُلبس تحتها ، قال :
وجِئْنا بها
شَهْبَاءَ ذاتَ أشِلَّةٍ
|
|
لها عارِضٌ فيه
المنيَّةُ تَلْمَعُ (٢٩)
|
ورجل مُتَشَلْشِلٌ : قليل اللّحم سريع الحركة.
قال تأبّط شرّا :
ولكنّنى أرْوِي
مِنَ الخَمْرِ هامَتِى
|
|
وأنْضُو المَلا
بالشّاحبِ المُتَشَلْشِلِ (٣٠)
|
أراد بالمتَشَلْشِل ما ذكرناه. والشَّاحب : الصّاحب. وقيل : أراد به السّيف
الذى يقطُر منه الدّم ، والشّاحب : الذى أخْلَق جَفنه.
شلم :
الشَّيْلَم
: هو الزُّؤان
الذى يكون فى الحنظة ، ورقه كورق الخِلاف ، شديد الخضرة. والنّاس يأكلونه اذا كان
رطبا ولا مرارة له. وحَبُّه أمَرّ من الصَّبِر. هو حَبّ معروف يُطعمه أهل الأندلس
للطّيور وليس شديد المرارة هنا ، بل هى يسيرة. وذكر الدَّينورىّ أنّ كلّ مَنْ
تكلّم عليه فقد خَلَط بسبب عدم تمييزه بين الزُّؤان وبينَه وهو غيره.
والزُّؤان : اسم
لحبّة مُسْكِرَة. وغَلَط من ظنّ أنّه الشَّيْلَم
، كذا قال.
شمر :
الشَّمَار : الرّازيانج الرَّطْب. ولذا يسمَّى الشُّمّار الأخضر. وهو بقل معروف. منه بستانىّ ، وهو حارّ يابس فى
الأولى. ومنه برّىّ وهو أشدّ حرارة ويبسا. وبذره أقوَى منهما. وهو مفتِّح
اللسُّدَد ، مُدِرّ مُليّن للبول والطّمث ، مزيل للرّياح. وعصير ورقه يحدّ البصر
اكتحالا. والشربة من بذره من درهم الى درهمين. والرّازيانج الرُّومى هو الأنيسون.
وانْشَمَر الجفن : كثر الشَّعر فيه.
والشَّامِر : التى لها ثَدْىٌ واحِد.
شمرخ :
الشِّمْراخ
: العَسْقَبَة
التي عليها البُسْر. والشُّمْرُوخ
: أصلُه فى
العِذْق ، وقد يقولونه فى العِنَب ، أيضا.
شمع :
الشَّمَع
، والشَّمْع : مُومُ العَسَل الذى يُسْتَصْبَح به. معتدل المزاج ، نافع
من خُشونة الصّدر طلاء ولَعْقا. واذا خُلط بدهن الزّنبق وطُلى به الوجه حسَّنه
وأذهب كَلَفه.
والشَّمُوع : الجارية الحسَنة الحديث ، الطّيّبة النَّفْس ، المزّاحة.
والمَشْمَعة : المزاح والضَّحك ، قال الهذلىّ :
سَأَبْدَؤُهُم
بِمِشْمِعَة وآتِى
|
|
بجُهْدِى مِنْ
طَعامٍ أو بِساطِ (٣١)
|
شمل :
الشِّمال
: ضِدّ اليمين ،
والجمع أشْمُل وشَمَائِل
وشُمْل وشِمال
على لفظ الواحد
حكاه سيبويه عن بعضهم. وهو من باب دِلاص وهِجان ، يجوز أنْ يكون جمعا.
والشَّمال والشِّمال
: الرّيح التى
تهبّ من قِبَل الكعبة ، أو ما استقبلك عن يمينك وأنت مُستقبِل الحجَر الأسود.
والصّحيح أنّه ما مَهَبُّه بين مطلع الشّمس وبنات نَعْش ، أو من مطلع الشَّمس ، أو
فى مَسْقَط النّسر الطّائر. وتكون اسما وصِفةً ، ولا تكاد تَهبّ ليلا والجمع
شمالات.
وطِبّا : هى ريح
جهتها عن شَمال المستقبِل لمطلع الشّمس. وهى باردة يابسة تقوِّى الأبدان
وتُصَلِّبُها وتصفِّى الأرواح والأخلاط وسائر الحواسّ ، وتقوِّى الدِّماغ والشّهوة
والهَضْم.
والشَّمُول : الخمر أو الباردة منها ، سمِّيت بذلك لأنّها تشمل بريحها النّاس أو لأنّ لها عصفة كعصفة الشّمال.
وشَمَلَتْهُم الأدواء : عَمَّتْهُم.
وشَمَلْتُ المريضَ : جعلت له شَمْلَة ، وهو ما تلفُّه على عُضْوٍ مَأووفٍ من أعضاء بدنه.
شمم :
الشَّمّ
: حِسّ الأنف ،
كذا فى اللّغة ، وفيه تجوُّز ، ومثله قولهم البصَر حِسّ العَين والسَّمع حِسّ
الأذن ، لأنّ هذه الأعضاء فى الحقيفة انّما هى آلات.
وعندنا أنّ الشّمّ قوّة موضعها العَصَبَتان الزّائدتان الشَّبيهتان بحَلمتَى
الثّدى واللّتان من شأنهما ادراك الرّائحة المتصعِّدة مع الهواء المستنشَق من
الأنف لأنّ مجراه من أعلاه ينقسم الى قسمين ، أحدهما قسم غليظ يتَّسع مُنحدِرا الى
آخر الفم ، وفيه ينفذ الهوائ الى المصفاة ، ومنها الى داخل الأمّ الجافية فى ثُقوب
فيها محاذية لثقوب المصفاة ، ومنها الى الزّائدتين المذكورتين. واختلِف فى كيفيّة
هذا الادراك ، فمِنَ الأطبّاء من يقول بتكيُّف الهواء بتلك الرّائحة. وعندنا أنّ الشَّمّ يقع بانفصال أجزاء لطيفة من ذى الرّائحة واختلاطها بالهواء
المستنشَق.
والشّمّام : نوع من البِطِّيخ صغير حَنظلىّ الشّكل مخطّط بحمرة وخضرة
وصُفرة. وخاصّيّته
أنّ رائحته باردة طيّبة مسكِّنة للحرارة جالبة للنّوم. وأكلُه مُليّن للبطن.
والشَّمّامة : اسم لما
يُشَمّ من الرّيح
الطّيّبة والجمع شَمّامات.
والمَشْمُوم : المِسْك.
والشَّمَم : ارتفاع قَصَبة الأنف وحُسْنُها واستواء أعلاها ، وانتصاب
الأرْنَبة.
والشَّمِم : اسم مرتفِع المشاشة.
والشَّمّام : رَيحانة يقال لها سِيْسَنْبَر ، وقد مرّ فى السّين. وقال
بعض الأطباء : الظّاهر أنّ السِّيْسَنْبَر غير
الشّمّام ، وأنّه يشبه
النّعناع ، الّا أنّه أعرض منه ورقا ، وأطيب رائحة ، وله زَهر يميل الى البياض
والحمرة ، يخلّف بزرا يضرب الى السّواد.
وعندنا أنّ هذا
الوصف للثُّمام لا
للشّمّام ، والله أعلم.
شنب :
الشَّنَب
: ماءٌ وَبَرْد
ورِقّة وعذوبة فى الأسنان. أو نقط بِيْض فيها ، أو تَحزيز أطرافِها أو صَفاؤها أو
تَفليجها ، أو طيب نكهتها ، أو أن تراها مشرَّبة شيئا من سواد ، كما ترى الشّىء من
السّواد فى البَرَد.
ورُمّانة شَنْباء : لا حَبّ فيها ، وانّما هى ماء فى قِشْر على خِلْقَة
الحبّ من غير عُجْم.
شنتر :
الشَّنْتَرَة : الاصبع ، لغة حِميريّة ، أنشد شاعرُهم يرثى امرأة أكلها
الذّئب :
أيا جَحْمَتَا
بَكِّي على أُمِّ واهِبِ
|
|
أكِيْلَةِ
قِلَّوْبٍ ببعضِ المَذانِبٍ
|
فَلَمْ يَبْقَ
منها غَيْرُ شَطْرِ عِجانِها
|
|
وشُنْتُرَةٍ
منها ، وإحْدَى الذَّوائبِ (٣٢)
|
شنج :
الشَّنَج
، فارسي معرَّب :
اسم للوَزَغ الكبير الذى يُصْقَل به الكاغَذ. وهو غليظ الوسط مستدقّ الطَّرفين
مملوء الجوانب ، له قرون ناتئة ، وجوفُه خالٍ ، ولونه أبيض وظاهره أصفر منقَّط.
اذا أُحْرِق وسُحِق وغُسِل وأُدْخِل فى الأكحال نفَع من البياض لجلائه له وقوّى
حِسّ البَصَر.
والشَّنَج أيضا : تقبُّض فى الجلد وغيره ، وقد شَنِجَ وتَشَنَّج
: تَقَبَّض.
والتَّشَنُّج : تقلُّصٌ يعرض للعَصب يمنعه من الانبساط وسببه فى الأكثر :
ـ امّا مادّة
بلغميّة غليظة تتفذ فى فُرَج العصب فتمدِّده عُرْضاً فينقبض طولا ، ويسمَّى
بالتَّشنُّج الامتلائىّ. وعلامته أنْ يعرض بغتةً مع علامات الامتلاء من البلغم.
وعلاجه انضاج الخِلْط واستفراغه بمثل الحبوب القويّة والحقن الحادّة ويدهن العضو
بالأدهان الحارّة. ويُغَذَّى بالمياه التى تُطبخ فيها الأدوية الحارّة.
ـ وامّا يبس يعرض
للعصب وهذا يسمَّى بالتَّشَنُّج اليابس ، وهو عسر الزَّوال. وعلامته تقدُّم
الأسباب المجفِّفة كالاستفراغ القوىّ ، والسَّهَر المفرِط والحمَّى الحادّة ، وأنْ
يعرض قليلا قليلا. وعلاجه التّرطيب بأنواع المرطِّبات. وقد يكون عن ريح غليظ أو
برد قوىّ أو كيفيّة سمِّيَّة عن لسِع حيّة أو عقرب ، أو شرب دواء سُمِّىٍّ.
وعلامة كلّ واحد
منها تَقَدُّمُ وجُودِه. وعلاجها :
أمّا الرّيح فبما
يحلِّلها.
وأمّا البرد
فبالمسخِّنات.
وأما الكيفيّة
السُّمِّيَّة فبالتّرياقات.
شهب :
الشَّهَب
: بياض يُصَدِّعُه
سَواد. وسَنَة
شَهْبَاء ، أى : بيضاء :
لكثرة نُزول الثّلج فيها. ولا خُضْرَة فيها ولا قَطْر. وأنشدوا :
اذا السَّنَةُ
الشَّهْباءُ بالنّاس أجْحَفَتْ
|
|
ونال كرامَ
المال،فى الجَحْرة ، الأكْلُ (٣٣)
|
والأَشْهَب : اللّبن الكثير الماء ، وذلك لتغيّر لونه.
والشُّهُب : الدّرارىُّ ، وهى النُّجوم السَّبْع ، وثلاث ليالٍ من
الشّهر.
والأَشْهَب : الأسد.
والشَّهَبان : شجر يشبه الثُّمام. والشَّوْهَب
: القُنفذ.
شهد :
الشّاهد : اللّسان ، يقال ما لفلانٍ شاهدٌ حَسَنٌ ، أى : عبارة جميلة ويقال : (ما له رُواء ولا شَاهِد) الرُّواء : المنظر ، أى : ما له منظر ولا لسان. والشّاهد : النّجم لأنّه يشهد فى اللّيل أى : يظهر.
والشَّهْد والشُّهد ، الفتح لغة تَميم ، وضمُّها لغة أهل العالية : العَسل ما
دام شمعُه ، والجمع شِهاد ، كسَهْم وسِهام.
والشُّهود : جمع شاهِد : وهو الذى يَخْرُج على رأس الصِّبىّ من ماءٍ حين يولَد.
قال حميد بن ثور :
فجاءتْ بمثل
السّابِرِىّ تَعَجَّبُوا
|
|
له ، والثَّرَى
ما جَفَّ عنه شُهودُها (٣٤)
|
وشُهود النّاقة : آثار موضع مَنْتِجِها من دَمٍ أو سَلىً.
وأشْهَد الرّجل : اذا أمْذَى.
والشّاهد : اللّسان.
شهر :
الشَّهْر : الهِلال ، وهو أيضا : الواحد من الشُّهور. قال ذو الرّمّة :
فأصْبَح أجْلَى
الطَّرْفِ ما يَستَزيدُه
|
|
يرَى الشَّهْرَ
قَبْلَ النّاس وهو نَحيلُ (٣٥)
|
شهرياران :
شَهْرَياران
: دواء من الأدوية
المُسْهِلة ، يُتَّخَذ من السَّقْمُونيا مخلوطة بغيرها.
وكلّما زاد
السّقمونيا زاد إسهاله. واذا تناوله المعلول من غير مَشورة الطّبيب فربّما هلك.
شهل :
الشُّهْلَة : حُمرة فى سواد العين ، وهو لون مركَّب من أسباب لونِ
العين الزرقاء.
وأسباب لون العين
الكَحْلاء أنشد :
ولا عَيْبَ فيها
غَير شُهْلَة عينِها
|
|
كذالك عِتاقُ
الطّير شُهْلٌ عُيونُها (٣٦)
|
وامرأة شَهْلَة : اذا كانت نَصَفاً عاقلة. ولا يُوصف به الرّجل.
والشَّهلاء : الحاجة.
شهم :
الشَّهَامة : معروفة. والشَّهْم. الذَّكىّ الفؤاد. والمَشْهُوم
: المذعور.
والشَّيْهَم : ذَكَر القَنافِذ ، قال الأعشى :
لَئِنْ جَدَّ
أسبابُ العَداوة بيننا
|
|
لَتَرْتَحِلَنْ
منّى على ظَهْر شَيْهَمِ (٣٧)
|
شهو :
رجل شَهْوان للشَّىء : راغِب فيه بشدّة. والشَّهوة : معروفة.
وقد يَتَشَهَّى المريض فيُمنع ممّا
يتشهيه حرصا عليه. ولكنّ
أبقراط قال : اعطاء المريض بعض ما
يشتهيه أنفع من أخْذِه
بكلّ ما لا يشتهيه.
شوب :
الشَّوْب
: الخَلْط ،
والقِطعة من العَجين.
ونَقاء الذَّوْب بالشَّوْب ، الذَّوْب : العسل ، والشَّوْب
: ما شُبْتَه به من ماء أو لبن. وحَكى ابن الأعرابىّ : (ما عندى شَوْبٌ ولا رَوْبٌ) (٣٨) الشَّوْب
: العسل المَشُوب ، والرَّوْب اللبن الرّائب.
والشَّوْب : المرَق ، والرَّوْب اللّبن. ويقال : هو يَشُوب ويَرُوب (٣٩) : اذا كان يخلِّط فى كلامه ، واذا كان يُراوِح
بين المُدافعة عن نفسه مُدافعةً ما ثمّ يسكن فلا يتحرّك.
شوص :
الشّوص
: وَرَم يحدُث فى
الحجاب الذى على أضلاع الخلف تحت الحجاب الحاجز. وعلامته أنّ العليل لا يمكنه أنْ
ينام على شكل من الأشكال ، ولا يتحرَّك بسهولة. وعلاجه علاج ذات الجنْب. وتقدَّم
فى (ج ن ب) أنّه قد يعرض فى الحُجُب والصِّفاقات والعَضَل التى فى الصَّدر
والأضلاع ونواحيها أورام مُؤذية جدّا مُوْجِعَة تسمَّى شَوْصَة وبِرْساما وذات الجنب.
والشَّوْص : وجَع الضِّرْس.
شوق :
الشَّوْق
: نِزاع النَّفْس
وحَركة الهوَى إلى الشّىء ، كالاشتياق ، والجمع أشواق.
والشَّوق : العُشّاق.
شوك :
الشَّوْكَة : داء كالطّاعون ، وحُمرةٌ تظهر فى الوجه وغيره من الجسد.
والشَّوْكة : تشنُّج فى جميع البدن بسبب قَرْحَة.
ورِيْحُ الشَّوْكَة سببه أخلاط حادّة تنفذ فى العظم وتأكلُه. ويذهب ريح الشّوكة مذهب وجع المفاصِل ، الّا أنّ المادّة فى وجع المفاصل تكون
فى اللّحم
وفى رِيْحِ الشّوكة تكون فى العَظْم ، تُفسد العظم جُزءا بعد جزء.
وقال ابن ماسويه :
هو فسادٌ يعرض فى العظم حتّى أنّه يذهب منه جزء من بعد جزء ، وسببه مادّة
سُمِّيَّة قد داخلت جِرْم العظم ، وتلك المادّة امّا دم وامّا صَفراء أو سَوداء
محترقة.
وعلامته ترهُّل
الجلد ونتن الرّائحة وسَيلان دم صَديدىّ ، ونفوذ المِرْوَد الى العظم بسُهولة ،
وتغيّر لونه اذا كُشِفَ عنه اللّحم لأنّ الفساد يحصل فى اللحم أوّلاً ، ثمّ فى
العظم ثانيا.
وعلاجه أوّلاً
باصلاح الغذاء وتنقية البدَن من المادّة الفاسدة بعد انضاجها ، وتَفريحه بعد ذلك
بالأدوية المفرِّحة.
وعلاج فَساد العظم
هو حَكُّة وابْطالُه أو قطعه ونشرهسواء كان ناصُورا أم لم يكن. فانّه لا بدّ من
حَكّة أو جَرْدِه أو كَىّ الفاسد منه لتسقط القشور الفاسدة ويبقى الصّحيح. وقد
تسقط قشور العظام بأدْوية أيضا مثلما تسقط قشور عظم الرّأس وغيره.
ومن ذلك دواء صفته
:
يؤخذ زَراوند
ومَرْدَاريْسا وصبر ولحاء نبات الجاوشير وقَنبيل (٤٠) مَحروق ونُوبال النّحاس
وقشور الصّنوبر ، وتُجمع. وهو عجيب الفِعل ، يُسقط قشور العظام ويُنبت اللّحم
الجيّد عليها.
وانْ كان فساد
اللّحم أعوص من ذلك فلا بدّ من تَقْوِيْرِه.
وانْ كان الفساد
بلغ المخّ فلا بدّ من أخذ ذلك العظم بمخّه.
وانْ كان الفساد
ممّا لا يبرئه الّا القطع أو النَّشْر لكلّ عظم أو لطائفة كبيرة منه ، فلا بدّ
منه.
فاعْرِف الموضع
الذى يجب أن يُقطع بأنْ يدور المِرْوَد الى أن يبلغ الموضع الذى فيه التصاق العظم
بالغاً. فذلك الحدّ.
وأمّا اذا كان
العظم الفاسد من رأس الفَخِذ والوَرِك ، ومثل خَرَز الظّهر ، فالاستعفاء عن علاجه
أوْلَى ، بسبب النُّخاع.
والشَّوْك : معروف. وأنواعه كثيرة.
والشَّوْكَة البيضاء هى الباراوَرْد.
والشّوكة العربيّة هى السّكاكى. وشوك
الجِمال هو
العاقول.
والباراوَرْد ، أو
الباذاوَرْد : اسم فارسىّ للشَّوكة البيضاء ، تكون فى الجبال والغِياض ، لها شَوْك طويل ، وورق رقيق وشديد البياض ، وساق كالابهام غِلَظا ،
ونحو الذّراعين طولا.
وهو مجوَّف مربَّع
، وعلى طرفه رأس مُشَوَّك
وزهر فَرْفِيْرِىّ
يخلِّف زهرا كالقُرْطُم الّا أنّه أشدّ استدارة. وأصل مدوّر.
وهى فى أصلها
تبريد وتجفيف مع تحليل. وبذرها حارّ لطيف.
وقال بعضهم : هى
بجميع أنواعها حارّة.
تحلّل الأورام
ضمادا ، وتنفع التّشنُّج ونَفْثَ الدّم ، وضعف المعدة ، والاسهال المزمن لا سيّما
المعَدىّ ، وجميع الحميّات العَفنيّة ، ولسع العقرب ضمادا بعد المضغ ، وداء
الثّعلب حَكّا بأصلها طريّا.
شول :
الشُّوَيْلاء ، وتسمى فى الفارسية بِرِنْجَاسَف ، وقيل : هو صنف من
القَيصوم ، وهو نبات شبيه بالأفْسَنْتِين دقيق الورق صغير الزّهر ، أبيضه ، ثقيل
الرّائحة.
وهو حارّ يابس فى
الثّانية ، ينفع الزُّكام وسُدَد الأنف شَمّاً. ويدرّ الطّمث ويُخرج الجنين
والمشيمة جُلوسا فى ماء طبيخه. ويدرّ البول. ويفتّت الحصَى شربا بماء طبيخه.
ومضرّته بالكلَى ويصلحه الكُثَيْرا ، وبدله : الشّيخ.
شوه :
الأَشْوَه
: القبيح الوجه.
والسّريع الاصابة بالعَين.
شيب :
الشَّيْب
: بياض الشَّعر
وهو :
ـ امّا طبيعىّ
وسببه تعفّن الغذاء الصّائر الى الشّعر وهو رأى جالينوس. أو الاستحالة الى لون
البلغم وهو رأى أرسطو. فالدّم ما دام جيّدا دسما ثخينا لزِجا فالشّعر يكون أسود ،
واذا أخَذ الى الرّقّة والبرودة مال الى الشّيب. ومما يبطِئ به ويزيل الحادِث فى غير أوانه استفراغ الخلط
البلغمىّ وخصوصا بالقىء ، واستعمال ما يَستأصل البلغم ويُغَلِّظ الدّم من الأطعمة
المُغذّية والمشويّات وأخذ المعاجين الحارّة والمسح بالأدهان المسخِّنة كدهن
القُسْط ودهن الشّونيز ودهن الخردل ، وخصوصا اذا طبخ فيها الأفاويه الحارّة
القابضة ، مع اجتناب الأمراق والفَواكه وكثرة الشّرب والجماع والاستحمام بالماء
العذب.
ـ وامّا غير
طبيعىّ وسببه افْراط اليبس فيبيضّ كما يبيضّ الزَّرع بعد خضرته عند عطَشه.
وأمّا سبب الشّيب بعتةً من الخوف المفرِط ، فانّه لاستيلاء البرودة
والرُّطوبة على
ظاهر البدَن لهروب
الحرارة الغريزيّة الى الباطن.
والشَّيب منه طبيعىّ ويختصّ بالمفارق ، وهو شيب الأحرار لاعتدال أمزجتهم وغزارة عقولهم بسبب اعتدال أهوية
مساكنهم ، ومنه غير طبيعىّ ويختصّ بنُقرة القَفا وهو شَيْب العبيد لعدم اعتدال أمزجتهم وأهوية مساكنهم.
ويقال رجل أَشْيَب وأمرأة شَمْطاء لا
شَيباء ، وقد يقال شابَ رأسُها ، ومن ألطف ما قيل فى الشَّيْب ما أنشدَناه شيخنا العلّامة لنفسه ، قال :
هو الشَّيب لا
بدَّ من وخْطِهِ
|
|
فقَرَّضْه
واخضِبْهُ أو غَطِّهِ
|
أأقلَقَكَ
الطَّلُّ مِنْ وَبْلِهِ
|
|
وجُرَّعْتُ مِنَ
البَحْرِ فى شَطِّهِ
|
فلا تَجزعَنْ
لطَريقٍ سَلَكْتَ
|
|
كم انْبَتَّ
غيرُك فى وسْطِهِ
|
ووَقِّرْ أخا
الشَّيبِ والْحَ الشّبابَ
|
|
اذا ما
تَعَسَّفَ فى خَبْطِهِ
|
ولا تَبْغِ فى
الحُكْمِ واقْصِدْ فكم
|
|
كتَبتَ قَديماً
علَى كَفِّهِ
|
وكمْ عانَدَ
النُّصْحَ ذو شَيْبَةٍ
|
|
عِنادَ القَتادِ
لَدَى خَرْطِهِ (٤١)
|
وليلة شَيباء : آخر ليلة من الشّهر.
وشَيبان وشِيبان
ومِلْحان : شهرا
قِماح ، بكسر القاف وضمّها ، وهما أشدّ شهور الشّتاء بَردا.
شيح :
الشَّيْح
: نبت معروف ، منه
أرمنىّ وهو الأصفر ، ومنه تركىّ وهو الوَخْشْزَك. وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّالثة
يابس فى الثّانية ، محلّل للرّياح ، قاتل للدّيدان ، وحَبّ القَرْع ، نافع من لسعة
العقرب والرُّتيلاء ، ومن السُّموم الباردة.
ورمادُه مع بعض
الأدهان يُسرع بانبات الشّعر للصّبيان. والشّربة منه من درهمين الى ثلاثة. ومضرّته
بالأمزجة البخاريّة ، واصلاحه بالبنفسَج. وبدله الأفْسَنْتِين.
وداء شائِح ، أى : قاتل.
وأشَحْتُ عنه بوجهى : أعرضت.
شيخ :
الشَّيْخ
، لغةَ : الذى بلغ
خمسين عاما. وطبّا الذى بلغ ستين سنة إلى آخر العمر.
وقال بعضهم : ما
دام الوَلَد فى بطن أُمّه فهو جَنين ، فاذا ولدته سُمِّى صبيّا ، فاذا فُطِم سُمّى
غلاما الى سَبع سنين ، ثمّ يصير يافعا الى عشر حِجَج ، ثمّ يصير خَرورا الى خمس
عشرة سنة ، ثمّ يصير قُمُدّاً الى خمسٍ وعشرين سنة ، ثمّ يصير كَهْلا الى خمسين
سنة ، ثمّ يصير
شيخا الى ثمانين سنة ،
ثمّ يصير بعد ذلك همّاً.
والأسْنان أربعة :
سِنّ النّموّ ويسمَّى
سنّ الحداثة وهو الى قريب من ثلاثين سنة.
ثمّ سنّ الوقوف
وهو سنّ الشّباب وهو الى خمس وثلاثين سنة أو أربعين.
وسنّ الانحطاط مع
بقاء القوّة وهو سن المكتهِلين وهو اى نحوٍ من ستّين. وسِنّ الانحطاط مع ظهور
الضَّعف فى القوّة وهو سنّ الشُّيوخ
الى آخر العمر.
وسنّ الحداثة ينقسم الى سنّ الطّفوليّة وهو أن يكون الولد بعدُ غير مستعدّ الأعضاء
اللحركات والنّهوض وقبل الشَّدَّة وهو أنْ لا تكون الأسنان قد استوفت السُّقوط
والنّبات. ثمّ سنّ التَّرعرع وهو بعد الشِّدَّة ونبات الأسنان قبل المراهَقة ، ثمّ
سن الغُلاميّة والرِّهاق الى أن يَبْقُل وجهُه ، ثمّ سنّ الفتَى الى أنْ يقف
النمو.
وشجرة الشُّيوخ هى شجرة العُصْفُر وهى التى لا تنزل منازل القمر. وعن ثعلب
هى أسْناخ النّجوم ، أى : أصولها التى عليها مَدار الكواكب.
شير :
الشِّيْر : اللّبن ، بافراسيّة. ويقال شِيْر أملح ، أى : الأملح الذى نُقِعَ فى اللّبن وهو بِنَفْعِه
فيه يقلّ قبضُه.
والشِّيْرخشك ، وأصله الشِّيْرُخُشْت : طَلّ يقع على شجر الخِلاف ، وهو
معروف ، حارّ باعتدال ، يُسْهِل الصّفراء ، وينفع من الحميّات الحادثة عنها ، ومن
أورام الكبد الحارّة ، ومن السُّعال الحارّ.
والشّربة منه من
أوقيّة الى أوقيَّتين. وهو يُغْشِى ، ويصلحه ماء الاجّاص. وبدله ضعفه تُرُنجبين.
شيع :
الشَّيْعَة : شَجَرة لها نَوْر أصغر من الياسمين ، له طِيب تجرسه
النَّحل ، وعسله
طيّب صافٍ.
ودار شَيْشَعان : اسم فارسىّ ، وهو عَوْد البَرْق ، شجرة مشوّكة غليظة
الحجم قصيرة المنبت ، مركّبة القُوَى ، من حَرّ يُسبّب حُرْقةً ، وبَرْد يُسبّب
عُفوصة. ولها زهر طيّب الرّائحة ، أصفر اللّون ، وهو حارّ يابس فى الثّانية.
وعُوده حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية. وهو المراد عند الاطلاق.
وأجوده الوَزين
الذى اذا قُشّر كان لونه الى الحمرة وطعمه الى المرارة. قابض للبطن قاطع لنَفْث
الدّم ونَزْفِه ، يحلّل النَّفخ. نافع من استرخاء العَصَب. وبدله الأسارون.
شيف :
الشِّياف
: من الأدوية
المركَّبة البلُّوطيَّة صورةً ، كبُرت أم صغُرت.
منها ما يتَّخذ من
أدوية العين تُستعمل بعد حَلّها كُحلا وطلاء.
ومنها ما يتخذ من
أدوية القولنج أو الزَّحير ونحوهما يُتَحَمَّل بها.
والأشياف ، واحدها
شِيْف ، وهى الشَّوكة فى
آخر عَسِيْب النَّخل ، تستعمل فى الاكتحال قديما.
والأشياف ، أيضا : أدوية تُصْلَح لدفع الرَّمَد عن العين ، قُطوراً.
وتُستخرج من عَسيب النّخل تقطيراً.
شيم :
الشَّيْمَة : الطّبيعة الهمز لُغَيَّة.
والشّامة : علامةٌ مُخالفةٌ للبَدَن التى هى فيه ، والجمع شامات.
شينيز :
الشِّينيز ، غير مهموز عن أبى حنيفة الدّينورىّ ، والشُّونيز بالضّمّ : فارسىّ ، اسم للحَبّة السّوداء. وهى حارّة يابسة
فى الثّالثة ، تنفع من الزُّكام شمّاً اذا قُليت ، ومن اللّقوة وأوجاع الرّأس
المزمنة استنشاقا اذا نُقعت فى الخلّ ليلةً وسُحقت استعملت. وهى بهذه الصّفة من
الأدوية المفتِّحة جدّا لسُدَد المصفاة ، ومن وجع الأسنان مَضمضة اذا طُبخت بالخلّ
، ومن قروح الرّأس والسّوداويّة طلاء اذا قُليت وسحقت وعُجنبت بماء الورد. وتقتل
الدِّيدان أكلا ، وتدرّ البول والطّمث شربا.
والشّربة منها
مثقال ، ومضرّتها بالكبد. واصلاحها ببذر الرّجلة. وبدلها بذر الرّشّاد.
حواشي حرف الشين
__________________
__________________
__________________
حرف الصّاد
ص
صأد :
الصَّأد : عرق بين العينين والأنف.
صبب :
الصُّبّة : ما
صُبَ من طعام وغيره.
وسُمِّيت السُّفْرَة
صُبَّة لأنّ الطّعام يُصَبّ فيها.
والصُّبَّة : الجماعة من النّاس. والبقيّة اليسيرة من الماء واللّبن
يبقَى فى الاناء.
والبقيّة من
الشّراب. الطّائفة تبقَى من الدَّم والعَرَق. وأنشد :
هَواجر تجتلبُ الصَّبِيبَا (١).
وشَجَر كالسَّذَاب
يُختضب به كالحنّاء. وماء شجر السِّمْسِم ، أو ماء ورقه ، أو ماء ورق الحنّاء.
وعُصارة العَنْدَم. وصبغ أحمر. والعسل الجيّد. والماء المَصْبُوب.
والصَّبَابَة : الشَّوق ، ورِقَّتُه ، وحرارته ، ورِقّة الهوَى.
وتَصَبَّب اللّيل أو النّهار : ذهب أكثره.
وتَصَبْصَب الحَرّ : اشتدّ. وتَصَبْصَب
القوم : تفرَّقوا.
ويقال للحيّات
الأساود : الصُّبّ.
وتَصابَبْتُ الدّواء : اذا شربت ثُمالته ، أى : ما تبقَّى منه.
صبح :
الصُّبْح
: الفَجْر ، وهو
أوّل النّهار ، سمّى صُبْحا لحمرته ، والجمع أَصْبَاح
وهو الصَّبِيحَة والأَصْبَاح والصَّبَاح
والمُصْبِح. وأَصْبَح القوم : دخلوا فيه.
والصَّبُوح : ما شُرب أو أكل غُدْوَةً. وهو خلاف الغَبوق.
وفلان ينام الصُّبْحَة أى : ينام حين يُصبح ، ومنه : الصُّبْحَة تمنع الرّزق.
والصّبحة ، أيضا : كلّ شىء تعلَّلت به غدوة. والتَّصْبِيح : الغداء صَبَاحا ، وهو اسم بُنى على التَّفعيل كالتّنوير
اسم لنَوْر الشّجرة.
وتَصَبَّح : أكل أوّل الصَّباح. ومنه الحديث : (مَنْ تَصَبَّح بسبْع تمرات عَجْوَة لم يضرّه فى ذلك اليوم سُمّ ولا سِحْر)
(٢).
والتّصبيح مِنْ صَبَحْتُ القَومَ : إذا صِرت إليهم صَبَاحا ، ومن صَبَحْتَهم
إذا سقيتهم الصَّبوح أو أتيتهم صباحا. وصَبَّحَه
قال له عِمْ صَباحا.
صبر :
الصَّبِر ، ولا يُسَكَّن إلّا فى ضرورة الشّعِر : عُصارة شجر مُرّ.
وأفضله السَّفَرىّ (السُّقُطْرِي) الصّافى. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، يُسْهِل
الصّفراء والبلغم وينقِّى جميع البدن وخُصوصا علَل المعدة والكبد ، ويفتح
سُدَدَهما ، ويُذْهِب اليَرَقان ، ويقتل الدّود والحيّات. وإذا خُلط معه بادْزَهْر
الأدوية المُسْهِلة قَوِىَ فعلُه ، وهى المصطكى والورد والكَثيراء. ومضرَّته
بالسُّفْل. ويُصلِحه ما ذكرنا. والشّربة منه مثقال.
والصُّبار : حمل شجر ، وهو حامض وله عُجْم أحمر عريض ، يُجلب من
الهند وقيل هو التّمرهندى.
وصُبارَى : جُنون مفرط يعرض مع سِرْسَام حارّ صفراوىّ ، وسببه صفراء
محترقة عن سوداء. وفى قَرانِيْطَس (٣) يكون الجنون عارضا عن الوَرَم. وفى صُبَارَى يكون الجنون والورم حادثين معا.
وعلامتُه سَهَر
طويل ونوم مضطرب ، مع فَزَع ونِسيان ، وجَواب غير مطابق للسؤال.
وعلاجُه الفَصْد
وتللين الطّبيعة واستعمال المبرِّدات كما فى الشَّعير وغيره.
صبع :
الإصبع
، مثلثّة الهمزة ،
ومع كل حركة تثلَّث الباء ، تسع لغات ، والعاشر
أُصْبُوع بالضّمّ ، مؤنَّثة
وقد تُذَكَّر الّا الإبهام. والجمع أَصَابِع
وأصابيع.
وهى عِظام
مُحَدَّبة الظّاهر مُقَعَّرة الباطن صُلبة مستديرةٌ ، قواعدُها عِراضٌ ورؤوسها
دِقاق.
وكلّ إصبع مؤلّفة من ثلاثة أعظم يقال لها السُّلاميات يتّصل بعضها
ببعض مِفصليّا وتدخل مع السّلامَى فى نُقرة من الثّانية ، ومنها فى الثّالثة.
وفيما بين مفاصلها عظام صغار تحشو المواضع الخالية. وهذه العظام يقال لها
السُّمْسُمانيّة ، ومُقْتَضَى العربيّة أنْ يقال سِمْسِميّة لأنّها منسوبة الى
السِّمْسِم. وهى تتّصل بالمشط الّا الابهام فانّه متّصل بالرُّسْغ.
وأصابع الفَّتيات : ريحانة معروفة تسمَّى بالفارسيّة" فَرَنْجُمِشْكْ ".
وأصابع أطْرَش : فُقَاح السُّورُنْجان.
وأصابع العَذارَى : صنف من العنب الرّازقىّ ، وهو أسود طِوال كأنّه
البلّوط ، يُشبه أصابعهنّ
المخضَّبة. وله
عُنقود نحو الذّراع.
وأصابع صُفْرَنيّات له ساق ، وورق كورق الكرّاث ، وزهر فَرْفِيرىّ
، وأصلٌ ككفّ الطّفل قَدْراً وشَكلاً. واذا جَفّ اصْفَرّ.
وهو حارّ يابس فى
الثّانية ، نافع من الجنون والسُّموم الحيوانيّة.
وأصابع فِرْعَون : أجسام حَجَريّة كالسَّبّابة ، فيها رخاوة ، تكثر
فى شواطئ عُمان ، مُجَرَّبة للحْم الجراحات سَريعا ، وتُعرف بمدمِلة الجراح.
صبغ :
الصَّبْغ
: ما يُصبغ به. وما
يُصْطَبَغ به من الإدام ، أى
: يُغْمَر فيه الخبز ويؤكل.
ومنه قوله تعالى :
(وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (٤).
والصَّبْغاء : شجرة كالثُّمام تألفها الظّباء ، بيضاء الثَّمَرة ، وما
يلى الظِّلّ منها أصفر وأبيض ، وما يلى الشّمس منها أخضر.
والزَّنْجَفَر : صِبْغ معروف ، مُعَرَّب ، منه معدنىّ يتولّد فى معادن
النّحاس ، ومنه مصنوع يتَّخذ من صدأ النحاس. ومرّ ذكره فى حرف الزّاى.
صبن :
الصّبن
: زَيت معروف لدى
الأطّباء ، مُركّب من الزّيت والنّورة ، حارّ يابس فى أوّل الرّابعة ، مُقَطِّع
أكَّال ، مُقَرِّح مليّن حُمولا ، ولذلك يحلّل القولنج ، ويسهّل ، ويُخرج الجنين
حيّا أو ميتا.
واذا حُكّ جامدُه
وخُلط بالحِنّاء أذهب الكَلَف والنَّمَش طلاء ، وسكّن وجع الرُّكَب ضمادا.
واذا خُلط بمثله
من الملح أذهب الحَكّة والجَرَب فى الحمّام دَلكا. واذا غُسِل به الرّأس قتَل
القُمَّل وأذهب البُثور. ودرهمان منه مع درهم من السَّيْلَقُون ، ودرهم من النّورة
بعد طَفْيِها يصبغ الشَّعر اذا وضع ذلك عليه قَدْر ساعة مع الحنّاء.
صبو :
الصَّبْوَة : جَهْلَة الفُتُوَّة.
وفى الحديث : (وشابّ
ليست له صَبْوَة)
(٥). أى : مَيْل الى الهَوَى. وهى المرّة منه.
يقال : صبا صَبْواً وصُبُوّاً. وصِباً وصَبَاء.
وتقول رأيته فى صِباه أى : صغره.
والصّبىّ : الولد ما دام رضيعا.
وناظِر العين وهو
الأسود الأصغر.
ورأس العَظْم أسفل
شحمة الأذن قدر ثلاث أصابع مضمومة.
وطرَف اللَّحيين
وهو ما دقّ من أسفلهما.
ورأس القَدَم. وهو
ما بين حِمارتها الى الأصابع والجمع أَصْبِية.
والجارية : صَبِيَّة ، والجمع صَبَايا ، كمطيّة ومطايا.
والصَّبَا : ريح تستقبل البيت.
وقال ابن الأعرابى
مهبّها من مطلع الثُّريّا الى بنات نعش. ويقال لها القَبُول.
وتقابلها الدَّبور
، وهى الرّيح الغربيّة لأنّها تهبّ من مغرب الشّمس.
صمحب :
المُصْحَب
، بضم الميم وفتح
الحاء : المجنون.
والمُصَاحِب : المنقاد من الأَصْحَاب.
ويقال للأديم اذا
تُرك عليه شَعره : مُصْحِب.
وأَصْحَبَ الماءُ : علاه الطُّحْلُب.
صحح :
الصِّحَّة : خِلاف السُّقْم ، وهى هيئةٌ طبيعيّة لبدن الانسان ، تكون
الأفعال كلّها بها سليمة.
فقولنا"
هيئة" أى : حالة حاصلة وهى كالجنس لشمولها للأحوال الثّلاثة التى هى الصّحّة والمرض والحالة الثالثة.
وقولنا"
طبيعيّة" مخرج للمرض الذى يعرض لبدن الانسان ، ومُخرج لغيره لأنّ الطّبيب لا
يتكلّم الّا عليه.
وقولنا" تكون
الأفعال" أى : الأفعال الطبيعيّة والحيوانيّة والنّفسانيّة.
وقولنا"
كلّها" مُخرج للحالة الثّالثة.
وقولنا"
بها" أى : بتلك الحالة.
وقولنا"
سليمة" أى : خالصة عن الآفات.
وقيل أنّ الصِّحَّة تُحفَظ بالمِثل ، وأنّ المرض يُداوَى بالضّدّ.
وعلى كلّ قاعدة
منهما اعتراض :
ـ أمّا الأولى
فانّ المحرور اذا حفظنا
صحّته بالحارّ فانّه
يحترق ، والمبرود اذا حفظنا
صِحَّته بالبارد فانّه
يجمد.
ـ وأمّا الثّانية
فإنّ من الأمراض ما يُداوَى بالقَىء ، والإسهال بالإسهال. وهذا علاجٌ بالمثل.
وأُجِيبَ عن ذلك بأجوبة يطول ذِكرها ، لكنْ لا بدّ من ذكر شىء منها ، فنقول :
قالوا : انّ معنى
قولهم أنّ الصّحّة تُحفظ بالمِثل ، أى رُتْبَة المزاج ، حتّى لو كان المزاج الصِّحِّىُ حارّا فى الثّانية ، وكان الوارد عليه كذلك ، فإنّه ينفعه
ويحفظ صحَّته ، لكنْ لمّا لم يكن لنا قدرة على تحقُّق مزاج البدن وتحقّق
مزاج الوارد
ورُتبة مزاجه بحيث
يحصل الاستواء والمساواة فى المزاج ودرجته ، لم يحصل النَّفْع بورود الحارّ على
الحارّ ، والبارد على البارد. فعَدَم الموافقةِ لعَدَم المساواة لا لخلل فى
القاعدة.
واذا تحقّقنا أنّ
مزاج زيد ـ مثلا ـ فى الدّرجة الثّانية من الحرارة وأوردنا عليه ما هو حارّ فيها ،
فإنّه لا محالة يزداد حرارة إلى حرارته.
وقيل إنّ المنحرف
عن حال الوسط عن الاعتدال انحرافا لم يَخْرُج به ـ بَعْدُ ـ عن حدود الصّحّة هى الأبدان الحارّة أو الباردة. وهذه الأبدان إنّما تأتَّى
حفظ صحّتها عليها إذا استُعْمِل فيها التّدبير الذى يُعْرَف
بالتَّقدُّم بالحفظ. وهو أنْ يُدَبَّر المنحرِف عن الوسط بما يُعَدِّله ليبقَى على
ما هو عليه فلا يزداد بُعدا وانحرافا عمّا له من المزاج ، إلّا أنّ ذلك لا يكون
حفظا لصحّته مُطْلَقا ، لكنّه تدبير مُرَكَّب من تدبيرين ، أحدهما الحفظ
، والآخر التّقدّم به.
وأمّا التّدبير
الذى هو حفظ
الصّحّة على الإطلاق من
غير أنْ يَشُوبَه تدبير آخر فهو حينئذ لا يكون إلّا بالأشياء المشاكِلة فقط. وهو
تدبير حفظ صحة الأبدان التى لا يُذَمّ من أحوالها شىء. وهذا هو الذى يعنيه
الأطبّاء بقولهم : إنّ الصّحّة تحفظ بالمِثْل. وإذ تقرّر هذا فلا يُرَدّ بالمزاج
الصّفراوىّ والبلغمىّ ، فإنّهما ليسا من الأمزجة
الصّحيّة.
وعندنا أنّ هذا
القول ليس بسديد ، لأنّه لو كان المراد بقول الأطبّاء" الصّحّة تحفظ بالمثل" هو
الصّحّة التّامّة التى هى
مزاجه الصّحّىّ ، لا يكون صفراويا ولا بلغميّا ولا دمويّا ولا سوداويّا
نادرٌ جدّا ، فكيف يشتغل الطّبيب بحفظ تلك الصّحّة؟
بل نقول أنّ
المراد بقول الأطبّاء"
الصّحّة تحفظ
بالمِثل" هو أنّ الغذاء إذا ورد
على بدن الصَّحِيح المزاج وانفعل عن حرارته وانهضم ، حصل منه دم يَصْلُح أنْ
يكون بدَلاً لما تحلّل من ذلك الدّم.
والمراد بالغذاء :
ما غيَّره البدن وجعله شبيها به. فالحارّ اذا تناوله المحرور لم يكن مَثَلا للمُغتذِى
، لأنّه يكون أسخن لأنّه حارّ ، والبدن المحرور يزيده حرارةً فكيف تكون حرارته
أشدّ؟
وأمّا البارد فإنّ
المحرور إذا تناوله وصار غذاءً بالفعل كان مَثَلاً له وشبيها به لأنّ قوّة البدن
تُسَخِّنُه وتَكسر برودته. وقِسْ على هذا غيرَه.
وعلى هذا فالمراد
بالمِثل ما هو بالفعل لا ما هو بالقُوّة.
والذى يظهر لنا
أنّ قولهم"
الصِّحَّة تحفظ
بالمثل" لا يُرَدّ عليه أنّ المحرور تُحفظ
صحّته بالحارّ ، ولا أنّ
المبرود تُحفظ
صِحَّته بالبارد ، لأنّ
هذا خروجٌ عن قاعدة حِفْظ
الصِّحَّة بالمثل ، إلى
قاعدة" علاج المرض بالضّدّ" لأنّ المحرور هو الذى انحَرف مزاجُه عن
الاعتدال الصِّحِّىِ إلى الحرارة ، وأنّ المبرود هو الذى انحرف مزاجه كذلك الى
البرودة ، وحينئذ ، فكلّ واحد منهما ليس صحيحا.
فالمراد بقولهم :
" الصِّحَّة تحفظ بالمِثل" أنّ ذلك الصّحيح هو الذى تقاربت فيه كيفيّات العناصر. وهذا هو المعتدِل
الطّبّىّ ، وإذا أردنا حفظ
صحّته أوردنا عليه
الأشياء المعتدلة التى منها :
خُبْزُ الحِنطة
لأنّه معتدل فى الحرارة ، وبينه وبين المزاج الإنسانىّ ملاءمة ومشاكلة لكثرة
استعماله.
ومنها لحم
الحَوْلِىّ من الضّأن لأنّه قريب من الاعتدال فمِنْ جهة النّوع رَطْب ، ومن جهة
السّنّ مائل إلى اليُبوسة.
ومنها لحم العِجْل
لقُربه من الاعتدال لأنّه يابس من جهة النوع ورطب من
جهة السّنّ.
ومنها لحم الجَدْى
لقُربه من الاعتدال لأنّه يابس من جهة النّوع ، ورطب من جهة السّنّ.
ومنها لحم الدّجاج
لأنّها معتدلة مشاكلة للبدن المعتدل.
ومنها الحلو
الملائم المتَّخَذ من السُّكَّر الجيّد والنِّشا.
وقال شيخنا
العلّامة : يجب أنْ يَجتهد حافظُ
الصّحّة فى ألّا يكون
جَوهر غذائه مُقتصرا على الأدوية الغذائيّة مثل البقول والفواكه وما أشبه ذلك.
فانّ الملَطّفة مُحرقة للدّم. والغليظة مُثقلة اللبدن.
بل يجب أنْ يكون
الغذاء من مثل اللّحم خصوصا لحم الجداء والعُجول الصّغار والحِملان والحنطة
المنقاة من الشّوائب المأخوذة من زرع صحيح
لم تصبه آفة ،
والشّىء الحلو الملائم للمزاج ، والشّراب الطّيّب الرّيحانىّ ، ولا يُلتفت الى ما
سوى ذلك الّا على سبيل التّعالج والتّقدّم بالحفظ.
وأمّا الجواب عن
القاعدة الثّانية فهو أن يُعطى فى الحمّى الصَّفراويّة من الأغذية المحمودة مثلا ،
فانّه لأجل اخراج السَّبب الموجِب لها ، وهو علاج بالضّدّ لأنّه استفراغ لمادّتها
، وكذلك القَىء والاسهال فانّهما يُخرجان المادّة الفاعلة لهما.
وجاء فى الحديث : (الصَّوم
مَصَحَّة)
(٦). بفتح الصّاد وكسرها ، والفتح أعلَى.
أى : يُصَحُ عليه.
وفى رواية(صُوموا تَصِحُّوا)
(٧). وفيه أيضا لا
مُصحّ ومُمرض ، أى :
مخافة أنْ يظهر
بالصَّحيحة ما بالمريضة
فيُظنّ أنّها أعْدَتْها.
وفى رواية(لا
يُوْرَدَنَّ ذو عاهة على مُصِحٍ)
(٨).
صحر :
الصَّحِيرَة : اللّبن الحليب المغلىّ ثمّ يُصَبّ عليه السّمن أو يُذرّ
عليه الدَّقيق ويُشرب. والصَّحيرة : اللّبن يُسَخَّن حتّى يَحترق.
والصُّحْرَة : لون. وهى كُهْبَة فى بياض وسواد.
وصَحَرَه الدّاء : كَمُد لونُه منه.
واصحارّ عليه المرض : اذا هاج. واصحارّ الدّم : تَبيَّغ.
والأَصْحَر : الأبيض المُشَرَّب حُمرة.
وصُحَر : جمع صَحْرَاء ، فى قول أبى ذؤيب :
سَبِيٌّ مِنْ
يَرَاعَتِهِ نَفاه
|
|
أَتِيٌّ مَدّهُ
صُحَرٌ ولُوْبُ (٩)
|
وصُحار : قَصَبة عُمان ، مدينة طيّبة الهواء كثيرة الخيرات ،
سُمّيت بصحار بن إرم بن سام بن نوح ، (عليهالسلام)
دِيارٌ بها
شُدَّت عَلىَّ تمائمى
|
|
وأوّل أرضٍ
مَسَّ جِلدى تُرابُها (١٠)
|
صحم :
الصَّحْمَاء : بَقلة ليست بشديدة الخضرة. واصْحامَّت البَقلة فهى مُصْحامّة : اذا أخذت ريَّها ، واشتدّت خضرتها. رواه الخليل (١١) ،
رحمة الله عليه.
صحن :
الصَّحْنَا ، والصَّحْناء ، ويُكسران : إدام يُتّخذ من السّمك الصّغار.
وقال أبو زيد : هى
فارسيّة ويسمّيها العرب الصِّيْر. وهى تُتَّخذ من الصِّيْر المنقوع فى الماء
والملح ، حارّة يابسة فى الأولى تُنَبِّه الشّهوة السّاقطة عن وخامة المعدة ، وتزيل
البَخَر ، وتُصْلَح بالخلّ.
صحو :
صَحا من غيبوبته ، يَصْحُو : أفاق. وصَحَا من علّته : برئ.
والمِصْحَاة كالجام يُشرب به.
وأصْحَت السّماء فهى مُصْحِيَة. والصَّحْو : ذَهاب البرد وتفرُّق الغَيم.
صخد :
الصَّخْد : الحرّ الشّديد. وقيل لعين الشّمس : صَيْخَد. ويوم صَخَدان
: شديد الحرّ.
واصْطَخَد بدنُه حرارةً : اذا اشتدّت عليه الحمَّى وزادت سُخونتها
جدّا.
صدأ :
الصَّدَأ : معروف ، تغيُّر لون المعدن من الرّطوبة والهواء.
والمعروف أنّ
الهواء يكون رطبا ويكون جافّا ، والرّطْب منه هو الذى يفعل الصّدأ.
وتقول : صَدِئَ الحديد ، فهو
صَدِيءٌ. وهو المعروف
بالزّنجار ، لفظ أعجمى ، وقد مرّ فى الزّاي.
وصُدّاء : حىّ من اليَمن.
صدد :
الصَّدُّ : الإعراض.
والصَّديد : القَيحُ الذى فيه دَم.
وصَدَدْتُ المعلولَ عن شَهوته : اذا منعته عمّا يشتهيه مما يضرّه.
والصُّدَاد : الجرذان ، أو نوع منها.
ودارُك صَدَدُ دارى ، أى : مُواجِهتها.
صدر :
الصَّدْر : أعلى مُقدَّم كلّ شىء ، وأوّله ، وكلّ ما واجهك صدرُه.
وصَدْرُ الانسان مركّب من الفصّ والأضلاع ، مذكّر.
والمَصْدُور : الذى يشتكي صدرَه. وفى المثل : (لا بدّ
للمَصْدور أن يُنَفَّثَا)
بالثّاء.
والأَصْدَر العظيم الصّدر.
والأَصْدَرَان : عِرقان يضربان تحت الصُّدْغَين لا واحد لهما.
صدع :
الصَّدْع
: الشّقّ فى شىء
صُلْب.
والصُّداع : ألم فى أعضاء الرّأس فى أيِّها كان. وربّما أُريد بهذه
الأعضاء ما عدا العظم وجوهر الدّماغ لأنهما لا حِسّ لهما.
وسببه امّا سوء
مزاج سادج حارّ أو بارد.
وعلاج الحارّ
بالمشمومات والنُّطولات والأطلية والأشربة والأغذية الباردة.
وعلاج البارد
بالأشياء المذكورة الحارّة.
أو سوء مزاج
مادّىّ حارّ من دَم ، أو بارد من بلغم أو سوداء.
وعلاج كلّ خلط
باستفراغ مادّته وتبديل مزاجه.
ويكون أيضا من
رياح غليظة ، وعلاجه بتحليلها مع ما فيها ان كان مادّيّا.
وقد يتأتّى من ضعف
الدّماغ ، وعلاجه بتقويته. وقوة حركته وعلاجه بمثل شراب الخشخاش.
فاذا كان الصُّدَاع عن حمّى فعلاجه بعلاجها.
وعن كثرة الجماع
فعلاجه بالمرطّبات.
والذى عن ضعف
أعصاب المُجامِع فعلاجه بتقويتها.
والذى عن تناول
الخمر ، وهو الخُمار ، فعلاجه بتنقية المعدة وتقويتها بالرُّبوب القابضة ، وتبريد
الرّأس بمثل الخلّ والماء والورد والصّندل.
واذا كان الصُّدَاع فى أحد شِقَّي الرّأس مُعتادا لازما فانّه يسمَّى شقيقة ،
واذا كان مُحيطا بالرأس كلّها فانّه يسمَّى بَيْضة ، تشبيها ببيضة السّلاح
لاشتمالها على جميع الرّأس. وقد مرّ كلاهما فى موضعه.
واعلم أن
الأفاوِيه مُصَدِّعَة ، خصوصا السَّليجة والقُسْط والزّعفران والدّارجينى
والحماما. وجميع المبخِّرات مُصَدِّعَةٌ ، حارّةً كانت أو باردةً ، لكنّها اذا
تعاقبت تدافعت ، أعنى اذا كان قد تقدّم ما آذَى بحرارة بُخاره ثمّ أعقبه ما يبخِّر
بُخارا باردا أو بالعكس ، فانّه يعادلُه.
وأمّا اذا كان
الأذى ليس بالكيفية وحدها بل بالكمّية فلا ينفع تعاقُبها ، بل قد يضر.
وللصُّدَاع المسبَّب من حرارة الشّمس ، وَصْفة مجرَّبة :
ـ يؤخذ دهن بنفسَج
وماء ورد وخَلّ خَمْر وثلْج ، ويجعل فى مضربة من ذلك
الدّهن مقدار وزن
درهمين ويصبّ عليه شىء من الخلّ وشىء من الماء ، ويُفَتّ فيه الثّلج ، وتحرّك
المضربة حتّى يختلط جميع ما فيها ويذوب الثّلج ، ثمّ يُصَبَّر مقدار راحة منها وسط
رأس المصدوع ، والصَّبْر عليه حتّى ينشّفه الرّأس ، ثمّ استعمال راحة
أخرى ، بعد ازالة ما قبلها ؛ ويُفعل ذلك ثلاث مرات أو أربع ، فيسكن الصّداع وتزول العلّة.
صدغ :
الصُّدْغ
: ما بين لحاظ
العين أي أصل الأذن ، والجمع أصداغ.
والأصدغان : عرقان تحت الصُّدغين
يضربان دائما ، لا
واحدَ لهما.
والصَّديغ : الرّجل الضعيف ، من داء ، أو خِلْقَةً.
وتقول : صَدغه الدّاء وأصدَغه
: أضعفه وأوهَنه.
والصَّدِيغ : الولد الى أن يستكمل سبعة أيّام ، سمّى بذلك لضعفه.
صدف :
الصَّدَف
: أن يميل القدمان
الى الجانب الوحشىّ ، وهو اعوجاج فى مفاصلهما أو عظامهما.
والصَّدَفَة : المحّارة.
وصَدَف فلان عن الشّىء : أعرض عنه ، ونأى بجانبه.
صدق :
الصَّدْق
من العلاجات : ما
زاد نفعُه وعظم أثَرُه.
والصَّدِيق : الملازم للصِّدْق.
والصَّدْق : المستوي ، من سَيف ودِرْع ورُمْح وغيرها.
قال أبو قيس بن
الأسلت :
صَدْقٍ حُسامٍ
وادِقٍ حَدُّهُ
|
|
ومُجَنَّاً
أسْمَرَ قَرّاعِ (١٢)
|
وقال الخليل ، (رحمهالله) : المُطْعِم : المُتَصَدِّق
، والسّائل ، أيضا
، وهما سواء ، فأمّا الذى فى القرآن فهو المعطِى (١٣).
صدل :
الصَّيْدَلاني
: العارف بماهيّة
الأعشاب.
والصَّيدلة : بيع الأدوية والعطور. ويقال : صَيدلانىّ وصيدنانىّ
، نسبة الى الصَّيدل والصَّيدن
، وقيل أنّ الأصل
فيهما حِجارة الفضّة ، فشبّهت بهما حجارة العقاقير. ولا أحقّه ، وانّما الصَّيدلة صنعة من الكيمياء ، اذ لا يلزم الصَّيدلىّ أنْ يعرف علاجات الأمراض ، وانما تلزمه معرفة قُوَى الأدوية
البسيطة والمركّبة ، وكم مقدار ما يُشرب منها ، وما الذى يُضاف اليها حتّى يدفع
ضررها. وما أشبه ذلك. ومعرفة الطّبيبب فى ذلك أعظم ، وأعنى الطّبيب الحاذق ذا
التّجربة.
صدى :
الصَّدَى
: الرّجل اللّطيف
، وما يبقَى من الميت فى قبره ، وهو جثّته ، حكاه المبرّد.
وحُشْوَة الرّأس
حكاه المبرّد أيضا.
والصَّدَى : مُخّ الرّأس.
والصَّدَى : طائر يطير باللّيل. يقفز قَفَزانا ويطير ، حكاه أبو عُبيد
عن بعضهم.
وطائر زعموا أنّه
يخرج من رأس المقتول اذا بَلِي ، كانت العرب فى الجاهليّة تزعم انه اذا قُتل قتيل
ولم يُدْرَك بثأره خرج من رأسه طائر يصيح على قبره : اسقونى اسقونى ، فاذا قُتل
قاتلُه كفّ عن صياحه.
والصَّدَى : ذَكَر البُوم.
والصَّدَى : ما يُجيبك من صوت الجبل ونحوه عند صياحك. والعَطَش
الشّديد منه.
والصِّدَاء ، والمُصَادَاة : المداراة.
صرب :
الصَّرْب
والصَّرَب : اللّبن الذى حُقن أيّاما فى السّقاء حتّى اشتدّت حموضتُه.
والصّمغ الأحمر
وهو صمغ الطّلح أو العُرْفُط ، وهى حُمْر كأنّها سبائك تُكسر بالحجر.
وربّما كانت الصَّرْبة كرأس السِّنّور ، وفى جوفها شىء كالغراء والدّبس يُمصّ
ويُؤكل.
والصَّرَبُ بالفتح خاصّ باللبن ، وبالكسر خاصّ بالصّمغ ، وبالضّمّ
اللّبن الحامض.
وصَرَبَ الصّبي : مكث أيّاما لا يُحْدِث.
والتَّصْرِيبُ : أكل الصّمغ وشُرب اللّبن الحامض.
صرج :
الصَّارُوج
: اسم النُّورة ،
فارسىّ معرَّب.
صرخ :
الصَّرَّاخ
: الطّاووس ، عن
ابن الأعرابىّ. والصّارِخ
: الدّيك.
وفى الحديث أنّه (ص)
كان يقوم من اللّيل اذا سمع صوت الصَّارِخ
(١٤).
صرد :
الصَّرْد : البَرْد ، فارسىّ معرَّب ، وأصله بالسّين اذ لا صاد فى
لسانهم.
ورجل مَصرود : أصابه البرد ، ومِصْرَاد : قوىّ على البرد ، والذى يصبر عليه ، من الأضداد.
والصُّرَد : طائر ضخم الرّأس والمنقار ، أبقع ، وقيل نصفه أبيض ونصفه
أسود ، يلزم الشَّجر ، يصطاد العصافير ، ويُصرصر كالصَّقر ، والجمع صِرْدان.
وصُرَدان ، بضمّ الصّاد وفتح الرّاء : عِرقان أخضران تحت اللّسان ،
ينفع فصدُهما من ثقل اللّسان الدَّموى ، قال الكسائىّ : وبهما يدور اللّسان.
صرر :
الصِّرّ : البَرْد الشّديد ، وقوله تعالى : (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ) (١٥) قيل : إمّا بَرْد
أو تصويت أو حركة أو نار.
والصَّرّ : العصفور ، أو طائر فى قدره ، أصفر اللّون ، سمى بصوته.
يقال صَرّ العصفور ويصرّ اذا صاح.
والصَّرْصَر : صَرَّار الليل وهو الجدجد ، وتقدّم.
وعن الخليل ، أنّه
قال : صَرّ الجندب يَصُرُّ
صَرِيرا ، وكلّ صوت شبه
ذلك فهو صَرِير اذا امتدّ ، فاذا كان فيه تخفيف وترجيع فى إعادة ، ضُوعف ،
فقالوا : صَرْصَرَ الأخطب صَرْصَرَة
(١٦).
صرع :
الصَّرْع
: لغةً : السّقوط
بالأرض لأنه لازمه.
وطبّا : علّة
دِماغيّة تمنع الإحساس والانتصاب منعا تامّا ، والحركةَ منعا غير تامّ.
ويسمى بالصّبيانىّ
، لعروضه للصِّبيان كثيرا. ويسمّى أيضا بالكاهنىّ ، إمّا لأنّ الكهَنة كانوا
يعالجونه بالكهيانا وهو الذَّكَر من عُود الصّليب ، وإمّا لأنّ بعض المَصْرُوعين يُخبر فيه بالمغيّبات كالكُهّان ، وهذا ـ على قول بعضهم ـ أنّه
عن الجنّ ، وسببه فى الأكثر سُدَّة غير كاملة ، تَعْرِض فى بطون الدّماغ وفى مجارى
الرّوح النّفسانىّ ،
ـ إمّا عن خلط
غليظ أو لزج أو كثير.
ـ وإمّا عن ريح
غليظة تحتبس فى مجارى الرّوح فتمنع الرّوح عن السُّلوك فيها سلوكا طبيعيّا فتقبض
جميع الأعصاب وتتشنّج.
ـ وإمّا عن بخار
مؤذٍ تضرّ كيفيّته إمّا بالإكماد وإمّا بالإحراق وإمّا بالسُّمِّيَّة ورداءة
الجوهر.
وقال شيخنا
العلّامة : وقد يظنّ بعض النّاس أنّه قد يكون من الصَّرع
ما ليس عن مادّة.
فإنْ عنَى بهذا أنّ السّبب فيه بُخارٌ وكَيفيّةٌ تضرّ بالدِّماغ فتفعل فيه
التقلّصَ المذكورَ ، فلقوله معنىً.
وإنْ عنَى به أنّ
سبب ذلك هو نفس المزاج السّادج إذا كان فى الدّماغ فيفعل الصَّرع فذلك لا وجهَ له. لأنّ تلك الكيفيّة إذا كانت قد تكيَّف بها
الدّماغ وَجَبَ أنْ يكون الصَّرْع
ملازما إيّاها ،
ولا يكون مما يزول فى الحال ، بسبب الصّرع
هو مما يمكن ،
دفعه ويزول فى الحال ، أو يغلب فيقتل ، فهو لا يكون كيفيّة حاصلة فى نفس الدّماغ
بل مادّة أو كيفيّة تتأدَّى إليه وتنقطع ، وذلك من عضو آخر لا محالة.
وسبب الإفاقةِ
اندفاعةُ المؤذَّى خلطا كان أو غيره ، وسبب الزَّبَد اضطراب حركة النَّفَس
فيتحرَّك الهواء المستنشَق حركة عنيقة ، ويختلط بالرُّطوبات التى تقع فى طريقه
ويشتَكّ أحدهما بالآخر إذا اتصلّت نوائبه.
والصَّرع يصيب الصّبيان كثيرا بسبب كثرة رُطوباتهم فربما ظهر بهم
أوّل ما يولدون ، وقد يكون بعد التّرعرع ، فإنْ أصيب فى تَدبيرهم زال ، وإلّا بقى
ويجب أنْ يُجتهد فى أنْ يُزال عنهم قبل الإنبات.
وأبعدُ الصّبيان
منه مَنْ يعرض له ناحيةَ رأسِه قُروح وأورام ، ويكون سائل المنخرين.
وللدِّماغ رطوبة
فى أصل الخِلقة من حقّها أن تُنَقَّى ، فربما تنقَّتْ فى الرَّحم ، وربما تنقَّتْ
بعد الولادة ، فإنْ تُنَقَّ لَمْ يكنْ بُدّ من صَرَع.
أما صَرَع الصّبيان فيجب أنْ يُعالج غذاءُ المرضِعة ويجعل مائلا الى
حرارة لطيفة مع جودة كيموس ، وتجتنب المرضعةُ كلَّ ما يولِّد لبنا مائيّا أو فاسدا
أو غليظا. وتمنع من الجماع والحبل.
وان احتمل الصّبىّ
استفراغا بالأدوية المستفرغة للبلغم استفراغا رقيقا فُعِل ذلك.
وينفعه أنْ
يُقَىَءَ بماء العسل ، وأنْ يُسقَى الجُلْنْجُبين السُّكّرى والعسل ، وأنْ
يُشَمَّمَ السُّدّاب.
والصَّرَع المسمَّى بأمّ الصّبيان عسى أنْ يكون من قَبيل الصَّفراوىّ
عند بعضم ، ولذلك نأمر فى علاجه بالأبزِن والسُّعوطات الباردة الرّطبة وصبّ اللّبن
على الرّأس ، واستعمال التّرطيب القوىّ ، وانْ كان صبيّا فتُسقَى مرضعتُه ما
يبرِّد لبنَها. ويشبه أن يكون هذا عنده صرَع
اختيارىّ وليس
استعمال هذا الاسم مشهورا عند محقّقى الأطبّاء.
والحاصل أنّ الصَّرَع الذى يعرض للصّبيان منه ما يكون عن الموادّ الرّطبة البلغميّة
لكثرتها فيهم ، وهو الأكثر ، ومنه ما يكون عن الموادّ الحارّة الصَّفراويّة
لاستحالة اللّبن فيهم الى الصّفراء ، وهذا قليل.
وأكثر الصَّرَع الذى يصيب الصّبيان فانه قد يخفّ علاجه ويزول بالبلوغ اذا
لم يَعِنْه سوء التّدبير وترك العلاج.
وقد يصيب
الشُّبّان ، فان كان بعد خمس وعشرين سنة لعلّة فى الدّماغ وخاصّة فى جوهره كان
لازِما ولا يفارق. ويكون غايةُ فعل العلاج فيه التّخفيفَ من عادته. وقد قال أبقراط
إنّه يبقى بهم الى أن يموتوا.
وأما المشايخ فقد
يصيبهم الصَّرَع السّددىّ. ومن أسبابه الحمّام على الامتلاء والرّياضة عليه
أيضا. وتركها بالكليّة. والتُّخْمة. والبَرْد المفرط. والأغذية الغليظة والنفّاخة.
وما يولِّد دما غليظا أو مظمئاً ، كالشّراب المسْكِر والعدس والبصل والثّوم ،
وعلاجه أن يُبدأ أوّلاً باستفراغ الخلط الغالب ، وهو :
ـ امّا بلغمىّ وهو
الكثير ، وعلامته الزَّبَد الكثير وبياض اللّون. ويُستفرغ بطَبيخ الفاريقون وبحبّه
، وبأيارِج رَوفطس ، وبأيارج هِرمس ، ونصف درهم منه بُكرة
ونصف درهم منه
عَشيّة عظيم النَّفع جدّا.
ـ وامّا دموىّ
يضرب الى السّوداء والى البلغم ، وعلامته امتلاء الأوداج واحمرار الوجه ، ويُستفرغ
بالفَصْد ان لم يمنع مانع ، ويكون من القِيفالَين ومن الرَّجْلَين ، وخصوصا فى فصل
الرّبيع.
ـ وإمّا سوداوىّ
وهو أردأ ، وعلامته خَفَقان القلب وقَحْل البدن وتقدُّم الظُّنون الفاسدة.
ويُستفرغ بطبيخ الأفتيمون.
وإمّا صفراوىّ ،
وهو نادر ، وعلامته الاسهال والكَرْب والاضطراب والقَىء والصَّفراوىّ ، ويُستفرغ
بطبيخ الفاكهة.
ومن الأغذية
الجيدة للمصروعين القراريج والطياهيج والعصافير والغزلان والأرانب. ومن
المذمومة لهم اللّحوم الغليظة كلّها والسمك كلّه والفواكه الرّطبة كلّها والبقول
كلّها ، وخصوصا الكرفس فانّه يحرِّك الصَّرع
بالخاصيّة. وقد
رُخِّص لهم فى الهندباء ، وفى القليل من الكزبرة لمنعها البُخار عن الرّأس فى
الدّموىّ والصّفراوىّ.
ومن الوَجُورات
النّافعة فى حال الصَّرع
وغيره
الجَندْبادِسْتَر بالسّكنجُبين العسلىّ.
ومن النُّفوخات
الكُنْدُس والشَّوْنيز والفلفل والجندبادستر ، مفردة ومركَّبة ومما ينفع منه جدّا
الفاوانيا تعليقاً وبخورا وشمّا وأكلا فى طعامهم ، وسيأتى الكلام عليه فى (ص ل ب).
والنّافع منه انما هو أصله وبذره لا عوده.
ومن الأشربة
السُّكنجُبين العنصلىّ ، يُشرب فى كلّ يوم بماء حارِّ فى الشّتاء وبماء بارد فى
الصّيف. وشراب الأفْسَنْتِين.
وأمّا تعليق
الفاوانيا فقد جَرَّب الأوائلُ منعَه للصَّرع
، ويُشبه أنْ يكون
ذلك
بالرُّومىّ الرّزب
أخصَّ.
ومن الأدوية التى
يجب أن تُسقَى أبدا : الغارِيقون والسَّاساليوس والشَّقَرْدِيون وأصل الزّراوند
المدَحْرَج والفاوانيا ، يُسقَى منه المصروعون فى كلّ وقت بالماء.
وأنْ يشربوا كل
يوم بُنْدُقة من المثروديطوس
مرّتين صباحا وعند
النّوم.
ومن الأدوية
الجيّدة لهم أنْ يُؤخذ من السّاساليوس ثلاثة مثاقيل ومن حَبّ الغار ثلاثة مثاقيل
ومن الزّرواند المدحرج وأصل الفاوانيا من كلّ واحد منهما مثقالان ، ومن
الجندبيدستر وأقراص الاسقيل من كلّ واحد مثقال ، يُعجن بلبن منزوع الرّغوة
ويُستعمل كلّ يوم مع السّكنجبين.
صرف :
الصَّرِيف
: اللّبن ساعةَ
يُحلب.
والصّرْف : الشّراب غير ممزوج.
والصَّرَفان : الرّصاص. والصَّريف
: الفضّة.
والصّرْفة : خرزة كانوا يستعملونها فى الأُخذ.
والصِّرْف : صبغ تُصبغ به الجلود.
صرم :
أكل فلان الصَّيْرَم : وهى الوجبة من الطّعام.
والصِّرام : آخر اللّبن المتبقِّى فى الضّرع اذا احتاج اليه الرّجل
حَلبهُ ضرورة.
قال بِشْر :
ألا أبْلِغْ
بَنِى سَعْدٍ رسولا
|
|
ومولاهم فقد
حُلِبَتْ صُرامُ (١٧)
|
والصَّرْماء : الأرض لا ماء بها.
وناق مُصَرَّمَة : أنْ يُصَرَّم
طُبياها ، فييبس
الاحليل ، وذلك أقوَى لها.
والأصْرمان : الذّئب والغراب.
وعِلَل صَرْماء : لا يُهتدَى لعلاجها. واحدتها : عِلّة صِرْمَة ، ومرض صَرْم.
وصَرَمَهُ : قَطَعَهُ.
صرى :
صَرَيْتُ
المريضَ عن كذا :
اذا منعته منه ، طعاما كان أو غيره.
وصَرَى الخاتِن قُلْفَتَه : قطعَها.
وصَريت الدّمّل : استأصلته.
واذا اجتمع اللّبن
فى الثّدى ولم يخرج ، قيل : هو قد
تَصَرَّى.
والتى يكون فيها
ذلك : المصرّاة.
ويجب فيها ثقب
حلمة الثّدى وعصره بقوّة لئلا يخثر اللّبن ويتسمّم فيضرّ بالمرأة ورضيعها.
والصَّراية : الحنظل اذا اصفرّ ،
لذلك يقولون : صَرَاية الحنظل.
قال أمرؤ القيس :
كأنّ على
الكتفين منه اذا انتحَى
|
|
مَداكَ عَروسٌ
أو صَرايةُ حَنْظَلِ (١٨)
|
صطر :
المُصطار : الخمرة التى تصرَع شاربها. وتقدّم ذكرها فى (س ط ر).
وذكر الكسائىّ أنّها الحمر الحامضة المتغيّرة الرّيح والطّعم. قال الأخطل :
تَدْمَى اذا
طعنوا فيها بجائفةٍ
|
|
فوق الزُّجاج ،
عَتيق غير مُصْطارِ (١٩)
|
صعب :
الصَّعْب
: العَيْر والأسد.
وعَقَبَة صعبة : شاقّة.
والرّمل الذى يصعب السّير عليه : مُصْعَب.
صعد :
الصَّعود : ضِدّ الهبوط. والجمع صعائد وصُعُد.
والصُّعَداء : تنفّس ممدودٌ ، أو تنفّس بتوجُّع.
والتَّصْعِيد : الاذابة والتَّبخير ، ومنه قيل : خَلّ أو شراب مُصَعَّد : اذا عُولج بالنّار حتّى تحوّل عمّا هو عليه طعما ولونا.
ويقال : تَصَعَّدَتْه العلّة : شقَّت عليه.
والصَّعُود : الكَؤود.
والصَّعيد : الأرض المستوية.
صعر :
الصَّعَر فى الأنف والعُنق : الميَلان الى جهة.
والصَّعارير : حمل شجرة أو صمغُها.
وداء مُصَعَّر : شديد الأخْذ ، عسر المعالجة.
صعصع :
الصَّعْصَع
: طائر أبْرَش
يأخذ الجنادب ، وجمعه : صعاصِع.
صعق :
الصَّاعقة : نار تسقط من السَّماء فى رعد شديد ، كذا قال أبو زيد.
ولم يفعل أكثر من وصفها.
والصَّاعِقَة تتولَّد من خصائص الأبخرة المحتبِسة فى السَّحاب ،
والمتصعِّدة من مياه الأرض ونياتها. كما أنّ البار هو المتحلِّل الرَّطب من الماء.
وهو أجزاء أرضيّة صغيرة اكتسبت حرارةً فتصاعدت لأجلها وخالطت الهواء ، فلمّا
ارتفعت تكاثفت وصارت سَحابا ، وظلّت محتفظة بحرارتها التى اكتسبتها فى التّبخير
والتّصعيد ، فاذا التقت مع غيرها واحتكّتا ، حدث البَرْق ، كما تحدث النّار من
احتكاك حجَرين أو حديدتين.
وليس جوهر تلك
الأجزاء ناريّا ، فلو كان ناريّا لما اختلفت هذا الاختلاف ولكان حدوثها دائما مع
كلّ ساب وغيم. بل كانت مادّتُها الأبخرةَ الحارّةَ الشّبيهة بطبيعة النّار ، ولهذا
فالبخار يحرق كالنّار.
صفح :
الصَّفْح
من الانسان :
جَنْبُه ، ومن وَجْهِه عرضُه.
وصَفَح عنه : عفا. والمصفَّح
: الذى اطمأنّ
جنبا رأسه ونتأ جبينه فخرج ، وظهرت قَمَحْدُوَتُه.
وقَلْب مُصَفَّح : اجتمع فيه الايمان والنّفاق.
وفى الحديث : (القلوب
أربعة ، قلب أغْلَف فذتك قلب الكافر ، وقلب مَنكوس فذاك قلبٌ رجع الى الكُفْر بعد
الايمان ، وقلب أجْرَد مثل السّلاح يُزهر فذاك قلب المؤمن ، وقلب مُصَفَّح اجتمع فيه الايمان والنّفاق فمَثَل الايمان فيه كمَثَل بقلة
يمدّها الماء العذب ومَثَل النّفاق فيه كمَثَل قَرْحَة يمدّها القَيْح والدّم وهو
لأيِّها غَلَب) (٢٠). كأنّ صاحبه يلقى أهل الايمان بصفحةٍ وأهل النّفاق بصفحة.
وصَفَحْتُ المشْرَط على الجلد المأووف : أمْرَرْتَه عليه. وصَفحت المريض أصفحته
صفا : اذا سقيته
الدّواء.
وصَفَحْتُ عن فلان : أعرضت عن ذنبه واساءته.
وتصفَّحت حاله : نظرت فى تغيّره وتبدّله.
صفر :
الصُّفْرة : لون الأصفر والأسود عند أبى عُبيد. والصَّفْرة : الجَوْعَة.
ورجل مَصْفُور ومُصَفَّر : اذا كان جائعا ، ويقال أهْلَك النّساءَ الأصفران ، وهما الذَّهب والزّعفران.
والصَّفراء : الذّهب ، سُمِّيَت بذلك للونها.
والصَّفْراء : المِرّة المعروفة ، ومرّ ذكرها فى (خ ل ط). وهى عُصارة
هاضمة بيتُها المرارة وقوّتها فى الكبد.
والصَّفْرِيّة : تُمور يمانية تجفَّف بُسْرا ، وهى صفراء ، واذا جُفّفت
وفُرِكت
انفركت ،
فيُحَلَّى بها السَّويق فتقع موقع السُّكَّر.
وصَفَر : شهر معروف. وداء فى البطن عن دود كبار تكون فيه يصْفرٌ منها الوجه كانت العرب فى الجاهلية تعتقد أنّه يعدى.
والشَّهر المعروف
كان العرب يتشاءمون به ولا يفعلون فيه شيئا فورد النّهى عن ذلك فى قوله (عليهالسلام) : (لا عَدْوَى ولا هامةَ ولا صَفَر)
(٢١).
وفى رواية(لا عَدْوَى ولا طِيَرَة) وفى أخرى (ولا نَوأ). ومعنى" لا
عَدْوَى" أنّه نفى لما كانت تعتقده العرب من أنّ المرض يعدى بطبعه من غير
اعتقاد تقدير الله. وأمّا الهامَة فهى الصَّدَى كانت العرب تعتقد أنّ الميّت اذا
مات صارت روحه هامَة. وقيل أنّهم كانوا يَسْتَشْئِمُون بها اذا سَقطت على دار
أحدهم.
والصُّفار : الماء الأصفر يجتمع فى البطن ، وهو السّقى.
والصّافِر : الجبان. وفى المثل (أجْبَنُ من صافِر)
(٢٢).
وكلّ ما يصيد من الطّير.
والعُروق الصُّفْر يأتى ذكرها فى (ع ر ق).
صفصف :
الصَّفْصاف
: شجر معروف ،
تقدّم ذكره فى (ح ل ف). وورقه بارد يابس فى الثّانية ، ينفع معصُورُه من نزف الدّم
شربا ، ومن وجع الأذن قُطورا. ويجفِّف ما فيها من قَيْح.
صفق :
الصِّفاق
، قال الأصمعىّ :
هو الجلد الأسفل الذى دُون الجلد الذى يُسْلَخ فاذا سُلِخَ الجلد الأعلى بقى ذلك
ممسكَ البطن. وهو اذا انشقّ كان منه الفَتْق وهو
الجلد الأسفل الذى
تحت الجلد الذى عليه الشَّعر.
وقال غيره : هو ما
بين الجلد والمصران.
وقيل : هو جلد
البطن كلّه.
ويجب أنْ تعلم أنّ
على البطن بعد الجلد غشائين أحدهما يسمى الطّافى ويحوى الأمعاء ويسخِّنها بكثافته
ودُسومته ، ويحوى العضل. والثانى هو غشاء البطن ويسمى باريطاون ، وهو المدوَّر
لأنه اذا أُفرد عمّا يُغَشِّيه كان كالكرة.
وهذان الحجابان
يقيان أحشاء الجوف الأسفل فاذا انتهيا الى العانة حصل فيهما ثقبان ضيّقان كأنّهما
حجرتان يَمنةً ويَسرةً فينزلان منهما حتى يصيرا كالكِيسين للبيضَتين ، وتحت
الحجابين الثّرب.
فأوَّل ما يُلْقَى
من البطن الجلد ثمّ تحته الغشاء الأوّل ويسمَّى مجموعهما مَراقّا ، ثمّ العَضَل ،
ثم أريطاون ، ثمّ الثّرب ثمّ الأمعاء.
أمّا الغشاء
المسمَّى بأريطاون فهو غشاء
صفيق وُضع فوق الثّرب
وهو يحوى جميع الأحشاء ، ويجتمع طرفاه عند جانبى الصُّلْب ، ويتّصل من أعلى
بالحجاب ، ومن أسفل بالمثانة والخاصرتين ، وهناك ينفتح فيه ثقبان هما ثُقبا الصِّفاق تنفذ فيهما العروق وغيرها. وهذان هما اللذان اذا انشقّا نزل
فيهما المعَى وغيره فى الفَتْق.
وأمّا المراقّ فهو
جلد البطن مع غشاء يتّصل به مِنْ تحته. والجلد والغشاء الذى بعده والطبقة العليا
من طبقات عضل البطن هى أجزاء المراقّ والسُّفلى منها.
مع الغشاء الموصوف
هى الصِّفاق.
واعلم ان" اريطاون " لفظ يونانىّ معناه بالعربيّة الصِّفَاق ، وقيل الممدود.
صفن :
الصَّفْن
والصَّفَن : وعاء الخصيتَين ، والجمع أَصْفَان.
والصَّافِن : عرق يمتدّ من الرُّكبة على السّاق من الجانب الانسىّ الى
الكَعْب. وفى عبارة الرّازى : هو عِرْق موضوع على الكَعْب الانسىّ مسمّىً به لأنّ الصّافن هو السَّليم. وهذا العِرْق فَصْدُه سليم لأنْ ليس تحته شىء
ولا بجنبه. وفَصْدُه عظيم النَّفع لادرار الحيض لجذبه الموادَّ من أعالى البدن الى
أسافله ، فتخرج من المخرج المعتاد لمرورها عليه ، وفَصْدُه ـ أيضا ـ ينفع عِرْقَ
النّسا لأنّ أصلهما واحد ، وينفع ـ أيضا ـ من ورم الخصيتين والفخِذين والسّاقين.
والدَّم الذى يخرج منه يَغْلِب عليه البلغم ، وأصْلُه أنّ العِرْق النّازل من
الأجوف الى أسفل يتشعَّب منه شُعَب كثيرة ، ثمّ يجىء منها عِرْق اذا قارَبَ
الرُّكبة انقسم الى عُروق ثلاثة ، وحَشْى يمتدّ على قصبة السّاق الصُّغرى الى
الكعب ، وهو النّسا ، ويقابله الانسىّ وهو
الصّافن ، ثمّ عِرق متوسّط
فى باطن مفصل السّاق وهو الأبجل ، وتقدّم ذكره.
وتَصَافَنَ القومُ الدّواءَ : اقتسموه ، وذلك فى الأوبئة.
صفو :
الصَّفْو والصَّفاء : ضدّ الكَدَر.
وصُفْوَة الشّىء وصِفْوَته
وصَفْوَته : خُلاصته ، وما
صفا منه. واذا حذفت
الهاء فتحتَ الصّاد تقول هو
صَفْوُ الاهالة.
ومنه تقول : دواء صَفِىّ وهو : الدّواء الذى عظُم نفعُه وقلّت مضرّته أو سَهُل
اصلاحُها. وعِلّة
صَفِىّ ، بلا هاء على
الأشهر.
والصَّفِيَّة : النَّخلة الكثيرة الحمل ، والنّاقة الكثيرة اللّبن.
والصَّفا : الحجر الأملس. والصَّفْوان والصَّفْواء مثله ، قال امرؤ القيس :
كُميت يَزِلٌ
اللِّبْدِ عن حالِ مَتْنِهِ
|
|
كما زَلَّت
الصَّفْواءُ بالمُتَنزَّلِ (٢٣)
|
وأصْفَتِ الحمَّى : انقطعت.
صقر :
الصَّقْر : طائر معروف ، وقيل : هو كلّ شىء يصيد من البُزاة
والشَّواهين.
وهو ـ أيضا ـ اللّبن
الشّديد الحموضة ، وما يسيل من الرُّطَب أو التَّمر أو الزّبيب أو العنب من غير
أنْ يُعصر.
وعند أهل المدينة
هو خاصّ يدِبْس التّمر.
وهذا التّمر أصْقَر من هذا ، أى : أكثر
صَقْراً.
ورُطَب صَقِرٌ مَقِرٌ ، أى : ذو
صَقْرٍ ومَقْرٍ للاتباع
، وهو الذى يَصْلُح للدِّبْس.
والصَّاقورة : باطن القحْف المشرف فوق الدّماغ. قال الخليل : والصَّاقُور باطن القحف المشرف فوق الدّماغ كأنّه قعر قَصْعَة (٢٤).
والصَّاقور : اللّسان.
والصَّاقُورة : الوباء يعمُّ النّاس.
صقع :
الصَّقِيع
: ما يسقط من
السّماء باللّيل كأنّه ثلج. والأَصْقَع
: طائر كالعصفور
فى ريشه ورأسه بياض. والصَّقَع
: شيء كالغمَّ
يأخذ بالنَّفْس مِنْ شدّة الحَرّ.
صقلب :
الصَّقلاب
: الأكول والرجل
الأبيض أو الأحمر.
صلب :
الصُّلْب
: الشَّديد.
وصُلْبُ الرَّجلِ مؤلَّف من فَقرات مرتبط بعضها ببعض ، يحيط بأكثر
جرمها لحم. وابتداؤه من مُنتهَى عظام القحفة وانتهاؤه عند آخر العُصْعُص ، وفيه
تجويف ممتدُّ فى طوله يحوى النُّخاع. والجمع أَصْلُب
، وأَصْلَاب وصِلْبَة.
ويقال للظَّهر صُلْب وصُلُب. وصُلْب صَالِب. وأنشدوا للعبّاس بن عبدالمطلّب يمدح النّبىّ ، (صلىاللهعليهوسلم) :
تَنَقَّلَ مِنْ
صَالِب إلى رَحِم
|
|
إذا مضَى عالَم
بدا طَبَقُ (٢٥)
|
أراد بالصّالب : الصُّلْب.
وفى الحديث : (فى الصُّلْب الدِّية) (٢٦). وذلك أنّه اذا انكسر الصَّلْب فحَدِب الرّجل ففيه الدّية ، أو انْ أصيب صُلبه بشىء ذهبت قوّته على الجماع ، لأنّ الصُّلْب مخرج المنىّ ، ففيه الدِّيَة أيضا.
والصُّلُب : الوَدَك ، أو وَدَك العظام ، كالصَّليب ، والصَّديد الذى يسيل من الميت.
والصُّلب : طائر كالصَّقر شديد الصّياح من غير أنْ يصيد.
والصَّليب : الشَّديد. وخطّان أحدهما على الآخر يكونان فى الخدَّين
والعُنق والفخذين.
وعُود الصَّليب ، هو الفاوانيا ، وهو نبات منه ذَكَر وساقه دون الذِّراع ،
وورقه كورق الجوز ، ومنه أنثى ، وساقه دون الذَّكر ، وورقه كورق الكرفس البرّىّ ،
وعلى طرف السّاق غلاف فيه حبّ كحَبّ الرّمّان ، ودَموىّ اللّون ، لكلِّ منهما
نَوْر ، ولذلك يسمّونه ، فى الأندلس ، بوَرْد الحِمار.
ومنه نوع ثالث ،
ساقه دون الذِّراعين ، وهو مسدير مجوَّف عليه زَغَب وله أغصان على رؤوسها أكاليل
كأكاليل الشِّبْت ، الّا أنّ رأسها أبيض ، وورقه كورق الجوز ، وأصله واحد غليظ
الأعلى يأخذ الى الرّقّة ، يتدرَّع ويتفرَّع منه أصول كثيرة دقيقة. وأىُّ قطعة
فُصِلَت من هذا الأصل وُجِد فيها
صَليب. وهو حارّ يابس ، فيه تخفيف وقَبْض مع تحليل وتفتيح وتلطيف
وتقطيع ، وهو نافع للصَّرَع جدّا بحيث يُبرئه.
قال اسحاق بن
سليمان الاسرائيلىّ : التَّدخُّن بثمرته ينفع المجانين والمصروعين ويُبرئهم ،
وكذلك ان أخذت من ثمرته وشربتها مع الجُلنجُبين نفعتْ نفعا شديدا.
والظّاهرأنّ هذا
النَّفع خاصّ بعود
الصّليب الرّومىّ ، فأمّا
الذى وقفنا عليه من أمر عود
الصّليب الهندىّ ، عِيانا
وتجربة ، فليس فيه ذلك.
ويُشرب من بذره
خمس عشرة حبّة بماء القَراطن أو الشّراب ، فينفع من الكابوس ومن احتقان الرّحم ،
ويقطع نزف الدّم. وهو يحبس الطّبيعة اذا طُبخ بالأشربة العَفِصَة يومين. ويمنع
الموادَّ المنصبَّة الى المعدة.
وبذره يقوِّى
المعدة ويسكِّن أوجاعها وينفع أصلُه من اليَرقان ، ويفتح سُدَدَ الكبد.
وهو اذا شُرب
بالشّراب أو بالمدِرّات أدَرَّ الطَّمث والبَول.
والنّافع منه أصله
وبذره أكثر من عُوده.
وهذا كلّه من صفات
الفاوانيا ، وعُود
الصّليب الرُّومىّ.
فأمّا عود الصّليب الذى يُجلب من الهند فلا نفع فيه فى الصَّرَع وغيره.
قال البيرونىّ :
قد غلط كثير من الأطبّاء والصّيدلانيين والعطّارين فظنّوا أنّ الفاوانيا هو عود الصّليب الهندىّ ، والحقُّ انّه ليس كذلك ، فعود الصَّليب الهندىّ جرّبناه مرارا فلم نجد له نفعا فى الصَّرَع ، وقد
غلط فيه جمع كثير من فضلاء الأطبّاء وذلك لأنّهم ظنّوا أنّه الفاوانيا ثمّ أنّهم
جرَّبوه فى الصَّرَع فلم يجدوا له النَّفْع المتوقَّع من الفاوانيا ، فتخبَّطوا فى
ذلك وظنّوا أنّ الفاوانيا ليس جميعه ينفع الصَّرَع بل ما كان منه رطبا روميّا.
والحق أنّه ليس
كذلك بل الفاوانيا نوع آخر غير عود
الصّليب. ولكنّه يشبهه فى
الورق والعُود ولذلك ظنّوا أنّهما نبات واحد.
وبالجملة فانّ عود الصّليب الرّومىّ صنف من الفاوانيا.
وقد رأيت من اهمال
أهل عصرنا أمرا عجيبا وهو أنّهم يُعلّقون فى أعناق مَنْ يُصرع من الصّبيان عود
الفاوانيا ولم نرَ له تأثيراً ولا منفعةً ، فوقع فى ظنّى أنّهم غلطوا بهذا الدّواء
، فلمّا نظرت فى كتب دِيْسْفُوْرِيْدُوْس وجالينوس فوحدتهما يقولان إنّ النّافع
منه أصله وبذره فقط ، لا عوده الذى رأيتُ أهل عصرنا يستعملونه ، وأعجب من هذا
اقامتهم على استعماله مع عدم نفعه. وحُمَّى صالِب
: حُمَّى فيها
رِعْدَة ، وقد
صَلَبَت ، تَصْلِب : دامت واشتدّت.
وكل صُلْب من جَرى أو صوتٍ فهو الشّديد.
والصَّوْلَب : كلّ بذر يُنْثر فى الأرض ثمّ يُكرب عليه.
وصَلَّب الرّطب : يبس فهو
مُصَلِّب ، فاذا صُبّ عليه
الدِّبس فهو مُصَقّر.
صلت :
الصَّلْت
: الجبين الواع
الأبيض الجميل ، وفى صفته (ص)أنّه كان(صَلْتَ
الجبين) (٢٧).
ويقال جاء فلان
بمرق أن لبن صَلْت
: اذا كان كثير
الماء قليل الدَّسَم.
صلج :
الصَّلَج
: الصَّمم ، يقال
فلان يَتَصَالَج علينا أى : يتصامَم. والأصْلَج
: الأصَمّ.
والصَّوْلَج : الفضّة الجيّدة.
والصَّولَجان ، معرّب.
صلخ :
الأصْلَخ
: الأصَمّ ، عند
أهل الكوفة ، وعند أهل البصر هو بالجيم.
قال الأزهرىّ :
وهما لغتان جيّدتان. قال ابن الأعرابىّ : واذا بالَغوا قالوا أصَمّ أصْلَخ. والنَّعام كلّه أصلخ.
صلصل :
الصُّلْصُل
، قال الخليل : هو
طائر تُسمّيه العرب (٢٨) الفاخِتَة. وقال ابن الأعرابىّ : الصَّلاصِل الفَواخت. والصِّلّ
: الحيّة التى اذا
نَهشتْ قَتلتْ من ساعتها ولا ينفع فيها علاج.
والصِّلِّيان (٢٩)
واحدته صِلّيانة. وهو شجر غليظ ذو أصول ضخمة ، ومنابته السّهول والرّياص
وله ورق رقيق.
صلع :
الصَّلَع
: انحسار شعر
مقدَّم الرّأس ، وموضع الصَّلَع
الصَّلَعَة.
وسببه :
ـ إمّا من المادّة
التى هى البُخار الدُّخانىّ بأنْ تقلّ أو تنعدم ،
ـ وإمّا من علّة
فى الموضع :
إمّا لانسداد
المسامّ فلا تنفدُ المادّة المذكورة فيه ليبسه وجفافه ،
وإمّا لاتساع
مَسامّه فلا تحتبس المادّة فيه ،
وإمّا أنْ تفسد
المادّة فيه وتستحيل إلى كيفيّة غير ملائمة ليكون الشَّعر عنها.
وهو عَسِر البُرء.
وجمعه صَلْع وصُلْعان.
صلو :
الصِّلاء : الشّواء لأنّه يُصْلَى
بالنّار.
وصَلَى : واحد
الصَّلَوَين ، وهما موصل
الفَخذين من الانسان ، وكأنّهما فى الحقيقة مكتنفا العُصْعُص ، حكاه الزَّجّاج.
والصَّلا : وسط الظّهر من الانسان وغيره من كلّ ذى أربع ، أو ما
انحدر من الوركين ، أو الفرجة بين العَجُز والذَّنَب ، أو ما كان عن يمين الذَّنَب
وشماله.
وهما صَلَوان ، والجمع صَلوات
وأصْلاة.
والصَّلاة من الله : الرّحمة كما فى قوله ، تعالى : (عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ) (٣٠).
وقيل أنّ معنى الصَّلوات ههنا : الثّناء عليهم ولا خِلافَ بينهما.
وقال ابن
الأنبارىّ : قوله : (عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ) أى : رَحمات. قال : ونَسَقَ الرَّحمة على الصّلوات لاختلاف اللَّفظَين.
وأما الصَّلَوَات لله التى فى التّشهّد فالمراد بها الأدعية التى يراد بها
تعظيم الله تعالى ، وهى التى لا تليق بأحد سواه.
والصَّلاة من الملائكة : الدّعاء الاستغفار ، فى الحديث : (الصّائم
اذا أُكِل عنده صَلّت
عليه الملائكة) (٣١).
ومن الانس والجنّ
: دُعاء وتضرّع.
والصَّلاة : العبادة المخصوصة ، وأصلها ـ فى اللّغة : الدُّعاء ،
فسمّيت ببعض أجزائها ، والجمع صلوات. وقوله تعالى : (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ
وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ
وَمَساجِدُ) (٣٢) قيل : المعنى
لهُدَّمت مواضع الصّلوات
، كما فى قوله
تعالى : (وَأُشْرِبُوا فِي
قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (٣٣) أى : حُبَّ
العجل.
والصَّلاية : حَجَر عريض يُدَقّ عليه العِطْر.
صمت :
الصَّمْت
، والصُّمُوت والصُّمات
: السّكوت ، كالإصمات والتّصميت. و
(رماه بصُماتة) أى : بما
صَمَت منه أو أصْمَتَه. وصَمَّتَه : أسْكَته.
والصُّمَات : سرعة العطش.
والصَّامت من اللبن : الخاثر. ومن الدّواء : ما كان غليظ القَوام.
صمخ :
الصَّماخ
: خَرْقُ الأذن
الباطِن الذى يُفْضِى الى الرّأس.
وصَمَخْتُه : ضَربت صِماخَه. وصَمَخْتُ عينَه : ضربتها بجُمع كفّك.
وصَمَخَتْه الحمَّى : أذابت بدنه.
صمر :
الصَّوْمَر ، هو : الباذَرُوْج (٣٤).
صمغ :
الصَّمْغ
والصَّمَغ : هو
الصَّمْغ العربىّ ، حيث
أُطلق. وهو ما يسيل من شجر القِرَظ.
وأما غيره من الصُّموغ فكلّ نوع منها إمّا أن يُذكر مع اسم شجره وإمّا أن يكون له
اسم يخصّه عن غيره ، ويذكر وحده.
والصّمغ معتدل المزاج ينفع من خُشونة الحلق والمريء ومن قروحهما ،
ومن السُّعال ، وسحج الأمعاء.
واذا وقع فى
الأدوية الحادّة منع حدّتها.
واذا قُلى فى دهن
الورد وأُكل قطع الدّم من الصّدر والرّئة.
واذا شُرب مسحوقا
بأوقيّة من السّمن البقرىّ مُذابا ثلاثة أيّام قطع الدّم المنبعث من أىّ مكان كان.
والشّربة منه من
درهم الى مثقال.
والصَّامغان : جانبا الفم ، وهما ملتقَى الشَّفتين ممّا يلى
الشِّدْقَين.
وفى الحديث (نَظِّفوا الصِّماغَين فانّهما مقعدا الملَكين) (٣٥).
وصَمْغ الخُرْشُف يسمّى بالفارسية : كنكرزد ، لأن الكَنْكَر اسم
للخُرْشُف
البستانىّ ،
و" زد" بالزّاى : اسم للصَّمغ ، وهو تراب القَىء ، حارّ يابس فى آخر
الثّانية. وأجوده المائل الى سواد وصُفرة ، يحرّك القَىء حركة صالحة.
والشّربة منه قدر
درهم بالعسل لَعْقاً ثمّ يُشرب عليه الماء الحارّ ، فيُخرج بلغما كثيرا ، وقيل من
صفراء. واذا أفْرَطَ فعلُه قُطِعَ بماء السَّفَرْجَل.
وصمغ النَّوْبَر ، وهو فى الفارسية راتِيْنَج ، حارّ يابس فى
الثّانية ، ينفع من السُّعال والرَّبو وقروح الرّئة. والشّربة منه من درهم الى
مثقال مسحوقا فى بيضتَين ، وبدله صمغ
البَطَّم ، وينفع
من الفَتْق ضمادا ، ومن البَواسير لُصوقا. ويُنْبِتُ اللَّحم فى القُروح ، وبدله
الزِّفْت.
وصمغ القُنَّة ، وهو
صمغ معروف ، ويسمى فى
الفارسية : البارْزَد. وهو نوعان ، وأجودهما الخفيف الأبيض الوَزِين المائل الى
الصُّفرة ، وهو حارّ فى الثّانية ، يابس فى الثّالثة ينفع من السُّدَد والرَّبو
والسُّعال المزمن والكزاز والاعياء ، ومن سموم الحيّات والعقارب.
واذا وضع على
السِّنّ المتآكلة سَكَّن وجعها. واذا شَمَّه المصروع أفاقَ. ويدرّ الطّمث ويُخرج
الأجنّة حُمولا. قال بعضهم : وانْ سُقى منه وزن درهمين بالماء ثلاث مرّات كان
علاجا للبواسير ، لم تعد البتّة. والشّربة منه من درهم الى درهمين ، وبدله
الأشَقّ.
صملخ :
الصَّمْلاخ
: داخل الأذن
ووسخه.
والصَّمَالِخ : اللبن الخاثر.
والصَّمَالِخِي من الطّعام واللّبن : الذى لا طعم له.
صمم :
الصَّمَم
: قل السَّمع جدّا
لشدّةٍ تحصل فى المجرى. والخَلقىّ منه لا برء له. والعارض انْ طال زمانه فقلّما
يبرأ. والقريب العهد انْ كان عن بلغم نفع منه الأدهان الحارّة ، كدهن البَلَسان مع
دهن اللّوز المرّ ودهن حَبّ الغار ودهن الفجل. وصفته بأنْ يؤخذ من مائه ثلاثة
أجزاء ومن الزّيت جزء ، يُرفع ذلك على نار هادئة حتّى يذهب الماء. ويُستفرغ البلغم
بالأيارجات الكبار كأيارج لوغاذيا ، وان كان عن دم أو صفراء فَصَدْتَ القيفال
واستفرغت الصَّفراء بطبيخ الفاكهة ، ووضعت فى الأذن دهن اللّوز الحلو.
صنب :
الصِّنَاب
: صبغ يُتّخذ من
الخردل والزّبيب يؤتدَم به.
وفى الحديث أتاه (ص)
أعرابىّ قد شواها وجاء معها
بصِنابها (٣٦).
أى : بصباغها ،
وهو الخردل المعمول بالزّبيب.
صنخ :
الصَّنْخ
: الوَسَخ. وهو
فى حديث أبى
الدّرداء : (نِعْمَ البيت الحمّام يذهب بالصّنخة ويذكّر بالنّار) (٣٧).
صندل :
الصَّنْدَل
: خَشَب معروف
أشهره الصّينىّ ، منه أصفر ومنه أحمر : وهو بارد فى أوّل الثّانية ، يابس فى
آخرها. وهو أفضل فى التّبريد.
وبالجملة فكلاهما
مُفَرِّح مُقَوّ للقلب والكبد ، موتفق للأمزجة الحارّة ، نافع من الخفَقان الحارّ
وضعف المعدة الحارّة شربا وضمادا ، ومن الصّداع الحارّ وجميع الأورام الحارّة
ضمادا ، ومن جميع الحميّات الحادّة والقىء شربا. والشّربة منه من درهم الى مثقال
وبدله الكافور.
صنع :
الصِّناعة : مَلَكَة نفسانيّة يقتدر بها الانسان على استعمال موضوعات
ما ، نحو غرض من الأغراض على وَفْق الارادة ، صادرة على وجع البصيرة ، بحسب
الامكان.
وتنقسم الى ما
يمكن حصوله بالنظر والاستدلال كالطّبّ ، والى ما لا يمكن حصوله الّا بالمباشرة
والعمل كالخياطة.
وقال بعضهم هى
مَلَكَة حاصلة من التَّمَرُّن على العمل.
وصَنَعْتُ الشّىء
صُنْعا.
ودواء صَنيع : صَنَعه
الطّبيب بحسب قيام
عليه ، وزيادِة عناية.
صنو :
الصِّنْو : الأخ الشّقيق ، والابن ، والعَمّ. والجمع أصْنان وصِنانُ
والأنثى صِنْوَة ، و
فى الحديث : (عَمّ
الرّجل صنْوُ أبيه). قال أبو عبيد : معناه أنّ أصلهما واحد. والصّنو : ثمر معروف ، وهو حارّ فى الأولى ، رطب فى الثّانية ،
مُسَمّن ينفع من السُّعال البارد والمزمن ، ويزيد فى الباه ، وينفع من حُرْقَة
المعدة.
وصَنوبر الأرض : نبات له ورق كورق الصَّعْتَر ، عليه زَغَب وله
زَهر رقيق
أصفر ، وبذر كبذر
الكرفس ، وأصول بيض. وهو حارّ فى الثّانية يابس فى الثالثة ، نافع للكبد والكُلَى
، وغيرهما. واسمه فى اليونانيّة"
كمافِيْطُوْس " وسنذكره فى
محلّه من حرف الكاف ، ان شاء الله.
صهب :
الصَّهَب
: شُقْرَة أو
حُمْرَة فى الشَّعَر ، أو حمرة ظاهرة وسوادٌ باطنٌ كالصُّهْبَة ، بالضّمّ كذا هو فى اللّغة.
وطبّا : الصُّهْبَة : لون متوسّط بين الحمرة القليلة والبياض الكثير.
والأصْهَب : الأسد واليوم البارد ،
ومن الابل : الذى
ليس بشديد البياض.
والعرب تقول خير
الابل صُهْبُها وحُمْرُها.
وجمل صُهابىّ : أصْهَب
اللّون أو منسوب
الى صُهاب ، آسم فحل.
ويقال للأعداء : صُهْب السِّبال وسُود الأكباد ، وانْ لم يكونوا كذلك. والصَّهباء : الخمر ، سُمِّيت بذلك للونها ، أو التى عُصِرَت من عنب
أبيض ، أو التى عُصِرَت منه ومن غيره اذا ضَربت الى البياض. وهو اسم لها كالعَلَم.
وجاءت فى الشّعر
بغير ألف ولام لأنّا فى الأصل صفة.
والموت الصُّهابىّ : الشّديد ، كالموت الأحمر.
والمصَهَّب من اللّحم : اليابس الكثير الشّحم.
صهد :
صَهَدَتْه
الحمَّى ، مَثَلٌ
، أى : أضعفته ونَهَكَته.
صهر :
الصَّهْر : اذابة الشّىء ، والصُّهارة : الذّائب.
واصْهارَّ فلان من الدّاء : اذا ذَبل ونحَل.
والاصهار : التَّحَرُّم بجوار أو نَسَب أو تروُّج. قال زهير :
قَوْدُ الجِياد وإصْهارُ
الملوكِ وصَبْرٌ
|
|
(م) فى مَواطن لو كانوا بها سَئِموا (٣٨)
|
صهوى :
قال الخليل ، (رحمهالله) : اذا أصاب الانسان جُرْح فجعل يَنْدَى ، قيل : صَهِىَ يَصْهَى ، وفى رواية أبى عبيد عنه : صَهَى
يَصْهِي (٣٩).
والصَّهْوَة : مؤخَّر السَّنام.
صوب :
الصَّوْب
: ضِدّ الخطأ
كالصّواب. والقَصْد كالإصابة ، يقال للسّائر فى الفلاة اذا زاغ عن القَصْد :
أَقِمْ صَوْبَك ، أى : قَصْدَك.
والصّاب : ضَعْف فى العقل.
والصّاب : شجر مُرّ اذا اعْتُصِر خَرَجَ منه شىء كهيئة اللّبنَ متَى
وقعتْ منه قطرةٌ فى العين فكأنّها شهاب نار. وهو أيضا عُصارة الصَّبِر ، وعصارة
شجر مُرّ.
وطبّا : هو اسم
عربىّ لما اشتدّت مرارته ، واسم لقثّاء الحمار ، ولبقلة شديدة الحرارة والمرارة. والمصاب : المجنون.
صوت :
الصَّوت
: فِعْلُ العَضَل
الذى عند الحنجرة ، بتقدير الفتح وبدفع الهواء المخرج وتفريغه بفعل تقلّصات
الحنجرة والجسمِ الشّبيه بلسان المزمار ، وهى الآلة الأولى الحقيقيّة وسائر الآلات
مُعينات.
وباعث مادّته
الحجاب وعَضَل الصَّدر ومؤدَّى مادته الرّئة. ومادّته الهواء الذى يموج عند
الحنجرة.
وقال الكندىّ : الصَّوت ناتج عن الحركة أيّاً كانت ، وهو ، فى الحقيقة : التَّموُّج
العارض للهواء يعنفه وسرعته ، سواء كان موجب ذلك تحريك جسم الى ملاقاة آخر بعنف
ودفع ما بينهما من الهواء ونحوه ، وهو القرع أم مفارقة جسم لآخر بعنف ودفع ما
بينهما من الهواء نحوه الى شغل ما أجلاه المفارِق كما فى القلع.
صور :
الصُّوْرَة : الشّكل. والصَّوْرة : شبه الحكَّة يجدها الانسان فى رأسه.
والصُّورة الجِسميّة هى الجوهر المبصَر القابل للأبعاد المدرَك فى
بادىء النّظَر.
وقيل : المدرَك فى
بادىء الرّأى.
والصُّوْرَة النَّوعيّة هى التى يمتاز بها جسم عن جسم.
والصُّورة العَرضيّة هى التى تحصل عند تركيب الجواهر.
والصُّورة الجسميّة والصّورة النّوعيّة جوهر فى الثّالثة وهو" الهيولا" فكلّ
جسم مركّب من ثلاثة جواهر لتحقُّق الأبعاد الثّلاثة.
وأقلّ الجسم
جَوهران بينهما تأليف.
والصِّوار والصُّوار : الرّائحة الطّيّبة ، والثليل من المِسك ، أو القطعة منه
، والجمع أصْوِرَة.
أنشد الأعشى :
اذا تَقوم
يَضُوْعُ المِسْك أصْوِرَةً
|
|
والزَّنْبَقُ
الوَرْدُ مِنْ أردانِها شَمِلُ (٤٠)
|
والصُّوَران : صِماغا الفم وهما ملتقَى الشَّدْقَين ، وفى الحديث (تَعَهَّدوا الصّوارين فانّهما مقعدا الملَك) (٤١). أى تَعهّدوهما بالنّظافة.
صولج :
الصَّولجان
: العَصاة
المعوجّة ، معرَّب" جوكان" بالفارسيّة. والجمع صَوالجة.
والصَّوْلَج : الفضّة.
صوم :
الصِّيام
: معروف. وأصله
الامساك عن الطّعام والشّراب.
والصَّوم : جُنَّة من أدواء الرُّوح والقلب والبدن ، وله تأثير عجيب
فى حفظ الصّحّة واذابة الفَضلات ، اذا كان باعتدال ، ووقع فى أفضل أوقاته شَرْعاً.
وحاجة البدن اليه عظيمة.
وهو مُفَرِّح
للقلب ، وأنفع شىء لأصحاب الأمزجة الباردة والرّطبة. واذا راعَى الصّائم فيه ما ينبغى مراعاته طبّا وشرعا ، عظم انتفاع بدنه به.
ولكن الافراط فيه ضارّ ، وفى الحديث أنه ، (عليهالسلام) ، سُئل عمّن يصوم
الدّهر ، فقال : (لا صامَ ولا أفطر) (٤٢). حملوه على قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا
صَلَّى) (٤٣).
والصّيام : القِيام ، فى قول النّابغة :
خَيْلٌ صِيامٌ وخَيْلٌ
غَيْرُ صائمةٍ
|
|
تحتَ العَجاج
وخيلٌ تَعْلُكُ اللُّجُمَا (٤٤)
|
صوى :
صَوَاهُ
الدّاء : أيبسَه ،
وأقْحَله ، وذهب بقوّته.
والتَّصْوِيَة : أن يَجِفّ لبن المرأة لداءٍ يصيبها ، ويعالَج بحسب
الدّاء ، مأخوذ من تَصْوِيَة الشّاة ، أى : أن يُقطع لبنُها لتزداد سمنا ، والملاحَظ المصوّاة من النّساء تزداد سمنا ، اذا كان داؤها من الأدواء
المخصوصة بالثّدى ومجارى اللّبن.
صيا :
صَيّأتُ
رأسَه وأطرافه
بالماء تَصييئا : اذا بردتها بالماء طردا للحُمَّى.
صيح :
الصَّياح
: الصّوت بأقصَى
الطّاقة.
والصَّيحانىّ : ضَرْب من تمر المدينة المنوّرة. قال الأزهرى : وهو أسود
المضغة.
قال : وانّما
سُمّى بذلك لأنّ صَيْحان
اسم كبش كان يُربط
الى نخلة بالمدينة فأثمرت تمرا فنُسب اليه ، كذا قال الأزهرىّ وغيره. والصّواب
أنّه نخل صَيْحانىّ ، أى : طوال ، وتمر
صَيْحانىّ هو ثمر تلك
النّخلة وهو طويل أيضا ،
وكلّ طويل : صَيْحانىّ. والتَّصَيُّح : التَّشقُّق فى جلد أو خشب أو غيرهما.
صيد :
الصَّيْد : معروف.
والأصْيد : المِلك ، وكلّ قليل الالتفات : أصيد ، ويقال سُمِّى الملك بالأصيد لقلّة التفاته.
والصّاد : قدور النُّحاس والصّفْر ، لأىّ غرض استْعملت ، قال :
رأيتُ قُدورَ
الصّادِ حولَ بُيوتِنا
|
|
قَنابل دُهْماً
فى المحلّة صُيَّما (٤٥)
|
والصَّيْدَانة : السّيّئة الخُلق من النّساء.
صير :
الصِّيْر : الصّغير من السّمك يُملَّح وتُعمل منه الصّحْناءة ، قال
ابن دريد : وأحسبه سُريانيّا.
وصَيُّور العلاجِ : آخرُه.
ولا رأىَ له ولا صَيُّور : وهو الأمر يرجع اليه من حزم ورأى.
صيف :
الصَّيف
: واحد فصول
السّنة. وسيأتى فى (ربع) ما يُغنى عن الاعادة ، هاهنا ، ويجمع على أصْياف.
وصَاف المِسْبار عن موضع الدّاء ، وأصَافَ : أخطأ الموضع وصار الى غيره.
وصافَتْ آلةُ الحَجّام ، كذلك.
وأدْواء صَيْفِيّة : تكثُر فى الصّيف
وتَقلّ فى غيره.
حواشي حرف الصاد
__________________
__________________
__________________
حرف الضّاد
ض
ضال :
الضَّالُ
، بلا همز :
السِّدْر البرّىّ.
ضأضأ :
الضُّؤْضُؤُ : الأَخْيَل ، وهو الشِّقِرّاق. ومرّ ذِكره فى (ش ق ر).
والضِّئْضِئُ : الأصل.
ضأن :
الضَّائِن
: الواحد من الغنم
، والجمع ضَأْنٌ ، كماعِز ومَعْز ، والأنثَى ضائنة ، والجمع ضَوَائِن. وقيل الضَّأْن
اسمُ جمع لا واحد
له من لفظه.
ولحمه أقرب
الأمزجة لمزاج الانسان لقرب طبيعته من الاعتدال فى الحرارة والرّطوبة ، ولذلك هو
مقبول عند أكثر الناس ، وصار الانسان لا يملّه عند ملازمة أكله ، وهو يزيد فى
المنىّ ويهيج الباه ، ويقوّى البدن ، يتولّد عنه من الدم جيّده ، وسنذكره فى (ل ح
م).
ضبب :
الضَّبّ
: حيوان معروف ،
والأنثى ضبّة. والعرب تحرص على صيده وأكله. وفى المثل (أعَقّ مِنْ ضَبّ)
(١) لأنّه ربما أكل حُسولَه. وقيل أنّه لا يشرب الماء. ويعيش
طويلا وهو حارّ يابس ، يضرّ لحمُه بالمحرورين. ويُزيل بعرُه البياض من العين
كُحْلاً ، ويزيل الكَلَف والنَّمَش ضمادا بالخلّ.
والضَّبّ ، أيضا : السَّيَلان ، يقال : ضَبَ الماءُ أو الدّم أو الرِّيق يَضِبُ
: اذا سالَ.
والضَّبّ : داء يأخذ فى الشَّفَة تَرِم منه أو تصلب وتسيل دَما ، ضَبَّت شفته : سال منها الدّم ، وضَبّ
فمُه : سال دمه أو
رِيقه.
والضَّبّ : كثرةٌ من اللّحم وانفتاقٌ من الإبط. تقول : ضَبَّب الصّبي : اذا سمن انفتقت آباطُه وقصر عُنقُه.
والضَّبَاب : نَدىً كالغيم أو كالغبار يغشَى الأرض بالغُدوات. وهو أيضا
: سحاب رقيق كالدُّخان ، سمّى بذلك لتغطيته الأفق ، واحدته ضَبَابَة.
وقد أضَبَ يومُنا : صار ذا
ضَبَابٍ. وأَضَبَ
الغيم : أَطبقَ.
والشَّعرُ : كثُر.
والأرضُ : كثُر
نباتُها.
والضَّبِيبَة : سمن أو رُبّ يُجعل للصّبىّ فى فمه يطعمه.
وضَبَبْتُه وضَبَبْتُ
له : أطعمته الضَّبِيبَة.
ضبع :
الضَّبْع
: العَضُد من
الانسان وغيره ، أو وسطها بلحمها ، أو الابط أو ما بين الإبط الى نصف العضد من
أعلاه. والجمع أَضْبَاع.
والضَّبْع والضَّبُع
: حيوان معروف ،
يطلق على الذّكر والأنثى ، عن ابن الأنبارىّ وغيره. وقيل يُطلق على الأنثى فقط ،
وأمّا الذكر فضِبعان ، والجمع ضَبَاعِين. والأنثى ضِبْعَانَة ، والجمع ضِبْعَانَات
، وضِبَاع للمذكّر والمؤنّث.
وتوصف بالعَرَج ،
فيقال الضَّبُع العرجاء ، وليست عرجاء ، وانّما يخيّل للنّاظر ذلك عند
جريها فى مفاصلها ، وخصوصا فى الجانب الأيمن.
ولحمها حارّ يابس
فى الثّانية.
وزعموا أنّ جلدتها
اذا شُدّت على بطن حامل لم تُسْقِط.
ومُخّ ساقها
بالزّيت ينفع من النِّقْرِس طلاءً ومرارتها تحدّ البصر كحلا.
والضّابع : التى ترفع ضَبْعَها فى سيرها.
وضَبَعَتْ : أرادت الفحل. فاذا اشتدّت فى السَّير ، قيل : أضْبَعَت وضَبَعَت.
وجاء رجل الى رسول
الله (ص) فقال : (يا رسول الله أكلتنا
الضَّبُع) (٢) : أراد السّنة
المجدبة.
ضجج :
الضَّجَاج
: العَاج. والضِّجَاج : صمغ أبيض يؤكل رطبا ، واذا جَفّ وسُحِق تُغسل به الثّياب.
وشجرته كشجر اللّبان غير عظيمة رأيتها بأرض عُمان ولها حَبّ أسود كحَبّ الآس.
ضجر :
الضَّجَر : القَلَق من الغَمّ. وفلان ضَجِر : ضيّق النَّفْس. ومن قولهم : مكان ضجر ، أى : ضَيّق. وعلاجه بمعرفة سببه ، وينفع فيه التَّفريح ،
والحمّام ، والأطعمة المفرِّحة ، والرّياضة. وذكرنا ما يتعلّق به فى مواضعه من هذا
الكتاب.
ضحك :
الضَّوَاحِك
من الأسنان : التى
تبدو عند الضَّحِك ، أو الأربع التى بين الأنياب والأضراس ، ويقال لها عَوارض.
والضَّحِك : العَسَل. والثّلج. والكافور. والطّلْع حين ينفَتق.
وأضْحَكْتَ حَوْضَك : اذا ملأته حتَّى يفيض.
ضدد :
الضِّدّ : المخالف. وفى التّنزيل : (وَيَكُونُونَ
عَلَيْهِمْ ضِدًّا) (٣)
أى : أعداء ، وقيل : الأعوان ، أى : الأصنام التى عبدها الكفّار تكون عليهم أعوانا
يوم القيامة.
والمُتَضَادَّات : علاجات تتعارض بأفعالها وقُواها فاذا استُعملتْ معاً
أدْخَلَت على المريض عِللاً لم تكن فيه.
والعِلَل المُتَضَادَّة : ما كان علاج احداها يزيد فى قوّة الأخرى. وذهب بعض
المتقدِّمين من الأطبّاء الى أنّ علاج علّتين مُتَضَادَّتَين
لا يمكن وقوعه.
وهذا لا يدلّ على تحقيق وتدقيق. فقد حكَى جالينوس أنّ رجلا قد اجتمعت عنده نَزْلَة
مع ضِيْق نَفَس ، فسقاه الأطبّاء الأدوية التى ظنّوا أنّه ينتفع بها ، فعالجوه ،
أوّلا بالأدوية النّافعة من السّعال والنَّزلة ، وهذه الأدوية تُشرب عند طلب
المريض النّوم ، وذلك أنّها تجلب طرفا من النّوم حتّى انّها تنفع مَنْ به أرَق
وسهر. فنام ليلته تلك بأسرها نوما ثقيلا ، وسكن عنه السُّعال وانقطعت عنه النَّزلة
، الّا أنّه جعل يشكو ثقلا يجده فى آلة النَّفَس ، وأصابه ضيق شديد فى صدره
ونَفَسِه ، فرأى الأطبّاء ـ عند ذلك ـ أن لا بُدّ من أن يسقوه شيئا مما يُعين على
نفث ما فى رئته ، فلمّا تناول ذلك قذف رطوبات كثيرة لزجة. ثمّ إِنّ السُّعال عاوده
فى الليلة القابلة ، وسهر ، وجعل يحسّ بشىء رقيق ينحدر من رأسه الى حلقه وقصبة
رئته. فاضطرّوا فى اللّيلة القابلة أنْ يسقوه ذلك الدّواء المنوِّم ، فسكن عنه عند
ذلك النّزلة والسّعال والسَّهر ، الّا أنّ نَفَسَه ازداد
ضِيقا ، وساءت
حالُه فى اللّيلة سُوءا ، فلم يجد الأطبّاء معه بُدّاً من أنْ يسقوه بعض الأدوية
الملطِّفة المقَطِّعَة لما فى الرِّئة. فلمّا أنْ شرب ذلك نَقِيَتْ رئته. الّا
أنّه عرض له من السُّعال ومن الرَّبْوِ ومن الأرَق بسببهما ما لمْ يَقْوَ على
احتماله. فلمّا علمتُ أنّ الأطبّاء قد تحيّروا ولم يبقَ عندهم حيلة ، سقيته
بالعَشىّ دواءً لم يُهِجَ به سُعالا ولا نَزله ، وجلب له نوما صالحا وسهل عليه قذف
ما فى رئتيه. وسلكت بذلك المريض هذه الطريق فأبرأته من العلّتين جميعا فى أيام
يسيرة. وهما علّتان متعارضتان. فمن قال أنّه لا يمكن علاج علّتين متعارضتين فى وقت
واحد لم يُصِبْ.
ضرب :
الضَّرَب
والضَّرْب : العسل الأبيض ، أو عسل البَرّ.
ويقال : ضَرَب العِرْق : اذا تحرّك بقوّة ، والقلب : اذا خفق ، والجرح :
اذا آلَم.
والضَّرِيب : الرّأس لكثرة
اضطرابه ، والبطن من
النّاس وغيرهم ، والثّلج والصّقيع والجليد ، والرّدىء من الحمّص أو ما كُسِر منه.
قال :
تُدِبُّ حُمَيّا
الكأسِ فيهم اذا انتشَوا
|
|
دَبيبَ الدُّجَى
وَسْطَ الضَّريبِ المعَسَّلِ (٤)
|
والضَّريب : اللّبن يُحلب من عدّة لِقاح فى اناء واحد ، فيُضرب بعضه ببعض.
قال الأصمعىّ :
اذا صُبّ بعض اللبن على بعض فهو
الضَّريب.
والاضطراب : اضطراب الولد فى البطن. والاضطراب
: الحركة على غير
استواء.
والضَّريب : الرّأس ، سُمِّي بذلك لكثرة اضطرابه.
والضِّرْب من الأدوية : ما كان فعله خفيفا ، واللّجوء اليه متيسِّرا
من أهون سبيل.
ضرج :
الانضراج
: الانشقاق. وعَين
مُضَرَّجَة ومَضْرُوْجَة : واسعة الشّقّ.
وفلان مُضَرَّج دَماً أو عَرَقاً : اذا سال عليه ذلك.
ضرر :
الضَّرّ والضُّرّ : لغتان : ضِدّ النّفع. والضَّرّ ، بالفتح : المصدر ، وبالضم : الاسم ، وبالفتح ضدّ النّفع
، وبالضّمّ : الهَزْل وسُوء الحال.
والضَّرّة : الأمر المختلِف ، ومنه ضَرائر النّساء لأنّهنّ لا يتّفقن. وأصل الثّدى والضّرع أو أصله
الذى لا يخلو من اللّبن ، واللّحمة التى تحت الابهام أو أصله ، أو باطن الكفّ ،
وما وقع عليه الوَطْء من لحم باطن القَدَم مما يلى الابهام ، والجمع ضرائر ، قيل وهو جمع نادر.
ضرس :
الضِّرْس
مُذكّر ويُؤنّث ،
وأنكر الأصمعى تأنيثه. والجمع ضُروس
وأَضْرَاس.
ويقال لها
الطّواحن.
والضَّرَس : خَدَر يعرض للسّنّ عن مضغ بعض الأشياء الحامضة ، وينفع
منه مضغ عِلْك البَطَّم والمصطكى بقليل شَمْع ، وأكل نارجيل ، ووضع الأدهان
الفاترة بالفم.
ضرع :
الضَّرْع
: مَدَرّ اللّبن
لذوات الظّلف والخُفّ.
وهو بار يابس.
وغذاؤه جيّد اذا انهضم جيّدا ، ويدرّ اللّبن بزيادةٍ اذا أكلته المرأة.
والضُّرُوع : عنب أبيض كبار الحَبّ قليل الماء عظيم العناقيد.
والضَّرِيع : نبات فى أرض الحجاز كثير الشّوك ، يقال له الشِّبْرِق.
وقيل : الشّبرِق
هو الرّطب ، ويابسه يسمى ضَرِيعاً ، لا تقربه دابّة لخبثه وكثرة شوكه.
وهو حارّ ياس
والاغتسال بطبيخه ينفع من وجع المفاصل والتّبخير بيابسه ينفع من الزُّكام.
ضرف :
الضَّرِف
: شجر التّين
الجبلىّ.
ضرك :
ضَرَكَه
الدّاء : أنهكهُ ،
فهو ضَرِيك. وقلّما يقال للمرأة : ضَرِيكَة.
ضرم :
الضَّرْم
والضَّرِم : شجر طيّب الرّيح ، وورقه كورق الشِّيْح ، وثمره كالبلّوط
، وله زهر أبيض اللّون ، كثير العسل.
وقيل هو
الأُسْطُوْخُوْدُس باليونانيّة.
والضِّرامة : شجر البَطَّم.
وضَرَم المعلولُ : اشتدّت حرارته.
وداء ضَرِم : يأخذ المريض أخذا عنيقا بالحمَّى والأوجاع.
والضَّرِم : فرخ العُقاب.
والضَّرِم : الجائع.
ضرو :
الضَّرَاوَة : العادة ، يقال : ضَرَى
الرّجل بالشّيء
اذا اعتاد عليه فلا يكاد يصبر عنه.
وفى الحديث : (إنّ
للّحم ضَرَاوة كضَرَاوَة الخمْر) (٥).
أراد أن له عادة
طِلابه لآكله كعادة الخمر مع شاربها.
وعِرْقٌ ضَرىً وضَارٍ : لا يكاد ينقطع دمُه.
والضِّرْو والضَّرْو : شجر طيّب الرّيح ، يُستاك بقضبانه ، ويُجعل ورقه فى
العطر ، ينبت فى الجبال وفى اليَمن.
وقال الدّينورىّ :
هو مثل البلّوط العظيم ، له عناقيد كعناقيد البَطَّم غير أنّه أكبر حَبّاً ، ويطبخ
ورقه حتّى ينضج ، فاذا نضج صُفِّى الورق ، ورُدّ الماء الى النّار حتى ينعقد يداوى
به من خضونة الصدر ووجه الحلق. وهو مثل البلوط الّا أنّه أنعم ورَقا ، وفى أطرافه
حُمرة وله عناقيد كالبَطَّم تحمرّ اذا أدرك ، وكذا ورقه. وقد تُطبخ الأغصان
والأوراق والثَّمرة حتّى تتهرّأ ثمّ تُصفَّى ويطبخ الصَّفْو حتّى يغلظ ويُحلَّى
بالسُّكّر ، ويُعالج به من خُشونة الصّدر والسُّعال وأوجاع الفم.
والشّجرة بجميع
أجزائها حارشة فى الثّانية يابسة فى الأُولى.
وقال ابن
الأعرابىّ : الضَّرْوُ والبُطَّم : الحبّة الخضراء.
وقال بعضهم : الضَّرْو : الكَمْكَام. ودهن ثمرته ينفع من المغص ، ويطرد الرّياح.
واذا شُرب طبيخ
ورقه قيّأ قيئا ذريعا مُخْرِجاً لما فى المعدة من البلغم وغيره. ورماد خَشَبِه
يقطع دم الجراحات ذُرورا.
ضعف :
الضَّعْف
والضُّعْف : ضدّ القوّة.
والضَّعْف : الضُّعْف
فى الرّأى والعقل.
والضُّعْف : فى الجسد.
وضَعُف الرّجل ويَضْعُف
ضُعْفا وضَعْفا ، فهو
ضَعِيف وهى ضَعِيفة والجمع ضِعاف.
ضغث :
الضِّغْث
: قَبْضَة من
قُضبان يجمعها أصل واحد.
وحكى الخليل : الضِّغْث : اللَّوْك بالأنياب والنّواجذ ، لغة فى الضّغت ، بالتّاء (٦).
والضِّغْث : الدَّلْك ، أين كان موضعه فى الرّأس أم فى البدن.
ضفدع :
الضِّفْدِع
والضِّفْدَع ، وفتح الدّال قليل ، غير أنّه مشهور فى ألسِنة العامّة :
حيوان معروف ، منه
نهرىّ. ولحمه ـ مطبوخا بالزّيت والملح ـ تِرْياق الهَوامّ
كلها ، ورماده
يقطع الدّم والرُّعاف ذُرورا (٧).
ومنه برّىّ وهو
قاتل.
والواحدة ضِفْدَعة والجمع ضَفادع. وهى أنواع كثيرة ، منها ما يَنِقّ ومنها ما لا يَنِقّ.
والضَّفْدَع ، أيضا : شبه غُدَّة صُلبة تكون تحت اللّسان ، شبيهة برأس الضِّفْدع ، ولهذا سُمِّيت بهذا الاسم ، وعلاجها بالفَصْد من القِيفال
انْ كان الدّم غالبا ، وبالاسهال انْ كان الغالبُ غيرَه ، ثمّ يوضع عليها الأدوية
المطلقة كالزُّوفا والملح مع قشور الرّمّان ، وقد ينشقّ ويخرج.
ضلع :
الضِّلَع
: معروفة ، مؤنّثة
، وتجمع على أضْلُع
وأَضْلَاع. وهى عظام قَوسيّة واقعة لما تحيط به. وهى أربعة وعشرون ضِلعا : أربعة عشر منها
أضلاع الصّدر ، فى كلّ
جانب سبعة متقوّسة أطولها الأوسط ، وثلاثة من فوقه ، وثلاثة من أسفله. وكل واحد
أقصر من صاحبه فهى على شكل دائرة. وعشرة منها ما يليه الى الاستقامة فى كلّ جانب خمسة
، وتسمَّى بعظام الخِلْف ، وسمّيت بذلك لأنّها تخلَّفت عن تمام التَّقويس كبقيّة الأضلاع ، وهى أقصر فى الجنب ، وتسمَّى ـ أيضا ـ بأضلاع الزَّوْر ، وهذه الصّفة هى المجمَع عليها فى كتب التَّشريح.
والضّلَع : الاعوجاج ، خِلْقَةً ، فانْ لم يكن خِلْقَة فهو الضَّلْع.
والضَّلاعة : القوّة. وفى الحديث : (انّى من بينهم لضَليع) (٨). أى : قوىّ.
والحامل مُضْلِع : اذا ثَقُل عليها حَمْلُها.
وضَلَعْتُ اليك ، أى : مِلْت. وفى المثل : (لا تَنفشِ الشَّوكة
بالشَّوكة فانّ ضَلْعَها معها) (٩).
اضْطَلَع
فلان بالأمر ، أى
: تقوَى أضلاعُه على حَمْلِه.
ضمخ :
الضَّمْخ
: لَطْخ الجسد
بالطِّيب ، وفى الحديث : (كان يُضَمِّخ
رأسَه بالطِّيب) (١٠).
ضمد :
الضِّمَادة : العِصابة التى يُشَدّ بها العضو المأووف كالضِّماد. وضَمَّد الجرحَ يَضْمِدُه
ويُضَمِّدُه : شدَّه بالضِّمَادة ، وهى العِصابة
كالضِّماد.
وأصْلُ الضَّمْد : الشَّدّ ، من : ضَمَد رأسَه : اذا شدَّه بالضِّماد ، ثمّ قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره ، وانْ لم يُشَدّ ،
ضِماد.
وسمعت البيرونىّ
يقول : الأضْمِدة هى المركّبات التى قَوامها قوام المعاجين ، توضع على
الأعضاء الظّاهرة وتُشَدّ عليها. أمّا الأطلية فهى لُطوخ لا تُشَدّ. وضَمِد يَضْمَد ،
ضَمْدا : اذا اغتاظ ، قال النّابغة :
ومَنْ عَصاك
فعاقبهُ مُعاقبةً
|
|
تنهَى الظَّلوم
، ولا تَقْعُدْ على ضَمَدِ (١١)
|
واذا أشرف المعلول
على الهلاك ، قيل : هو على ضِمادةٍ من الموت.
وأضْمَدَ المريض : اذا تجوَّفه الداء ولم تَبِنْ أعراضُه لوقتها ،
وقد لا تظهر مهما تمادَى الزَّمن. وهى أشدّ الأدواء خطرا ، لأنّها قد لا تضرّ مَنْ
تُجوِّفه ، ولكنّها
تضرّ مَنْ تنتقل
اليه. وقد فصّلنا الكلام عليها فى كتابنا (العِلل الخوافى) بما لا مزيد عليه من
الكلام.
ضمر :
الضَّمير : الشّىء الذى تُضْمِرُه
فى قلبك.
والضَّمْران والضَّوْمَران
والضَّوْمَر : رَيحان البَرّ. وقيل أنّ ضَمْران
اسم عربىّ
للفَوْدَنْج النّهرىّ.
وقال ابن ماسَويه
: هو الشَّاهْفَرْم وهو الحُماحِم (١٢).
وفيه حرارة ، وهو
يابس فى الثّانية.
وكثير من النّاس
يقولون أنّه بارد اذا لم يتأذَّ بحرارته مَحرورٌ. وليس الأمر كذلك ، بل الحُماحم
بارد فى الأولى ، والأصحّ أنّ قوّته مركّبة من حرارة مع برودة ، ويجوز أن تكون
البرودة غالبة فيه ، لذا فهو نافع للمحرورين ، خُصوصا اذا رُشّ عليه ماءُ وردٍ.
ويُضَمَّد به للاحتراق. وينفع من القُروح. مُفَتِّح لسُدَد الدِّماغ. ويُسْقَى
بذرُه المقلىّ للاسهال المزمن بدهن الورد وماءٍ بارد.
وضَمَر فلان ضُمُورا : من الهُزال وقلّة اللّحم. ورجل ضَمْر : خفيف الجسم.
ضني :
الضَّنَى
: المرض. والضَّنْىُ : السَّقيم الذى طال مرضه.
وأضْنَاه المرض : اذا كان به داءٌ مُخامِرٌ ، كلَّما ظُنّ أنّه بَرأ
انْتكَس ، ضَنِىَ يَضْنَى ضَنىً
شديدا.
والضِّنْوُ والضَّنْوُ : الوَلَد.
ضوأ :
الضَّوْءُ : النَّوْر ، ويُضَمّ. والضِّياء ، الجمع أَضْواء.
وقال الفارابىّ :
انّا نشاهد من النّار ومن الشّمس شيئا له تأثير فى رؤية الألوان ، وهو شَرْط فى
رؤيتها ، وذلك الشّىء يقع على الملوَّنات كلّها فتُرَى حينئذ. وهذا الشّىء
بالنّسبة الى الفاعل له ضوء ، وبالنّسبة الى القابل له نُوْر. وتَرَى أيضا شيئا كأنّه
يترقرق على الملوَّنات فيَسْتُر لونَها أو يكاد يَسْتُره ، وهذا بالنّسبة الى
الجسم الذى يفعله كالشّمس والقمر شُعاع ، وبالنّسبة الى الجسم الملوَّن الذى يقبله
: بَرِيق.
ضور :
التَّضَوُّر : التَّلَوِّي والصِّياح من الوَجَع أو الجوع. وفى الحديث
أنّه (ص) دخل على امرأة ، وهى تتضوَّر من شدَّة الحمَّى (١٣). أى : تنوع وتصيح وتتقلّب ظهراً
لبطن.
ضوع :
الضَّوْع
: نَفْحُ الرّيح
الطّيّبة أى : تَفَرُّقُها أو سُطوعها. وطائر من طير اللّيل هو ذَكَر اليُوم ، أو
طائر أصغر من العُصفور ، عن ثعلب. أو طير أسود كالغُراب طيّب اللّحم ، وجمعه أضْوَاع وضِيْعان
، والضُّواع : صوته.
وضَاعَه الدّاء : ثَقُل عليه ، أو أفزعه. وضاعَتْنِى رِيْحُ الدِّماء : حَرَّكَتْنِى ، قال :
ولكنّها رِيْحُ الدِّماءِ تَضُوعُ (١٤)
حواشي حرف الضاد
__________________
وأشيافكم مسّكّ محلّ أكفّكم
فى ديوانه (ط
الجزائر / تونس ١٩٧٦) ج ٤ / ص ١٢٢. وشروح سقط الزند ٧٠٠.
حرف الطّاء
ط
طبب :
الطِّبّ
والطَّبّ والطُّبّ
: علاج الجسم
والنَّفْس ، والرِّفق بالمريض. وكانوا ينسبون الطِّبَ
للسِّحْر والرُّقَى
، فيقولون : طُبّ
الرّجلُ فهو مَطْبُوب ، أى : سُحِر فهو مسحور ، ويعالجونه بالرُّقَى. كُنِّى عن الطِّبِ بالسِّحر. وربما كان ذلك على سبيل التّفاؤل كما كُنِّى عن
اللّديغ بالسَّليم ، تفاؤلا بالسّلامة.
والطَّبّ : العالِم به ، كالطّبيب. وكلّ ماهرٍ حاذقٍ بعلمه طبيبٌ عند العرب.
والطِّبّ : الشّهوة والارادة والشّأن والعادة. أنشد فَروة بن مُسَيْك
المرادىّ ، وله صُحْبَة :
فإنْ نَغْلِبْ
فَغَلَّابُونَ قِدْماً
|
|
وإنْ نُغْلَبْ
فغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
|
فما إنْ
طِبُّنَا جُبْنٌ ولكِنْ
|
|
مَنَايَانَا ،
ودَوْلَة آخَرِينا
|
كَذَاكَ
الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ
|
|
تَكُرُّ
صُرُوفُه حِيناً فَحِينَا
|
فقُلْ
للشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا
|
|
سَيَلْقَى
الشَّامِتُون كَمَا لَقِينَا (١)
|
أى : ما شأننا
وعادتنا الجبن. والمعنى أنّ همدان إنْ كانتْ ظهرت علينا مرَّة وغلبتْنا فنحن غير
مُغَلَّبين ، أى : لم نُغْلَب إلّا مرّة ، لأنّ المُغَلَّب هو الذى يُغْلَب مرارا.
والطَّبِيب : العالِم.
والفَحْل الطَّبّ : الماهر بالقِراع.
وطَبَّبْتَ فلانا : إذا داويته وعالجته. وطَبَّبْت الجُرْح : إذا نقَّيته وخِطْتَه.
والمُتَطَبِّب : المتعاطي لعلم الطِّبِّ.
وقيل : بل هو الذى
يُعانيه ولا يعرفه معرفة جيّدة. (وجمع القِلّة : أَطِبَّة ، والكثرة : أطِّبَاء)
(٢).
وقالوا : إن كنْتَ
ذا طِبٍ فَطِبَ لنَفْسِك ، أى : ابدأ أوّلاً بإصلاح نفسك.
وقالوا :
اصْنَعْهُ صَنْعَةَ مَنْ طَبَ
لمَنْ حَبَ ، أى :
صنعة حاذقٍ لمن يُحِبّ.
وفلان يَسْتَطِبُ لوجعه : يَستوصف الدّواء الذى يصلح له. وتَطَبَّبْتَ له : سألت له الأَطِبّاء.
وهو عِلْم يُعرف
منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما تصحّ وتزول عن الصّحّة ، وحاصله حفظ الصّحّة
واسترداد زائلها.
والطِّبُ ينقسم إلى جزئين : جزء نظرىّ وجزء عملىّ ، وكلاهما عِلْمٌ
ونَظَر ، ولكنّ المخصوص باسم النّظرىّ هو الذى يُفيد علم الرّؤية فقط ، من غير أنْ
يُفيد علم العمل البتّة ، مثل الذى يعلم منه أمر الأمزجة والأخلاط والقُوَى وأصناف
الأمراض والأعراض والأسباب. والمخصوص باسم العملىّ هو الذى يُفيد علم كيفيّة العمل
والتّدبير ، مثل الذى يُعَلِّمُك كيف تحفظ صحّة البدن بحال كذا ، أو كيف تعالج
بدنا به مرض كذا.
ولا تظنّن أنّ الطّبّ العملي هو المباشرة والعمل ، بل هو الذى يُتعلَّم به علم
المباشرة والعمل.
والجزء العملىّ
منه ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : علم
تدبير الأبدان الصّحيحة وكيف تُحفظ عليها صحّتها ، وذلك يُسمَّى علم حفظ الصّحّة.
والقسم الثّانى :
علم تدبيرالبدن المريض وكيف يُرَدّ إلى حال الصّحّة ، ويسمَّى علم العلاج.
والنِّطاسىّ : العالِم بالطِّبِّ. والنَّطيس
: المُتَطَبِّب ، والنُّطَّس : الأطبّاء الحذّاق ، ويقال : هى روميّة. وسنذكرها فى (ن ط
س) ان شاء الله تعالى.
واعْلَمْ أنّ أوّل
الطّبّ معرفة مقدار الدّاء حتّى يُعالَج بمقدار ما يَحتاج اليه من
علاج.
طبخ :
الطَّبْخ
: الانضاج.
والطّابخ : الحمَّى الصّالب. والطّابخة : الهاجرة. وامرأة
طَباخيّة : مكتنزة اللّحم
، شابّة. والمُطَبِّخ : فرخ الضّبّ قبل أنْ يسمَّى ضَبّاً.
طبر :
الطُّبّار : ضَرْب من التّين ، حكاه أبو حنيفة ، قال : وهو أكبر تِين
رآه النّاس ، وهو أحمر مسودّ ، واذا أُكل قُشِر لغلظ قِشْرِه فيخرج أبيض ، فيكفى
الرّجل منه الثّلاث والأربع والواحدة
طَبارة.
طبشر :
الطَّبَاشِير : دواء يكون فى جوف القِثّاء الهندىّ ، أو هو رمادُ
أُصولِها. وأجوده أشدُّه بياضا. وقشوره التى فى قصبته مستديرة كالدّرهم. وانما
يُستخرج هذا منه اذا احترق بنفسه عند احتكاك بعضه ببعض. وقد يُغَشّ بعظام رؤوس
الضّأن المحرَقة.
وهو بارد فى الثّانية يابس فى الثّالثة ، يقوِّى القلب ، وينفع من حرارة المعدة
والكبد ، ومن الخفقان والغَشْي الصَّفراوي ، والتّوجُّس والغَمّ والحميّات الحادّة
، والعطش والقَىء والإسهال الصّفراوي ، ومن قروح الفم. والإكثار منه يضرّ بالباه
والرّئة ، ويصلحه رُبُّ السُّوس ، وبدله الطّين المختوم والنّشأ وبذر البقلة
الحمقاء.
طبع :
الطَّبْع
، والطَّبيعة ، والطِّباع
: السَّجيَّة التى
جُبِل الإنسان عليها من مَطْعَمِه مَشربه وأخلاقه وعُسْرِها ، وبُخله وكرمه وغير
ذلك.
ولفظ الطّبيعة يُطلق على معانٍ منها السّجيّة ، ومنه يقال فلان طَبِيعَته كذا ، أى : سَجيّته. ومنها المزاج ، ومنه يقال : طبيعة العظم باردة يابسة ، أى : مزاجه. ومنها الهيئة ، ومنه يقال
: طبيعة هذا تميل الى السُّلّ ، أى : هيئة بدنه. ومنها البراز ،
ومنه يقال : طبيعة هذا ليّنة أى : برازه. ومنها القوّة المدبِّرة لكلّ جسم
وهى قوّة من شأنها حفظ صحّته.
وقال الحكماء : الطّبيعة هى المبدأ الأوّل لحركة ما هى فيه وسكونه بالذّات ، لا
بالعَرَض.
ـ والمراد بالمبدأ
الفاعلىُّ وحْدَهُ ،
ـ وبالأوّل
الاحتراز عن النّفوس الأرضيّة فانّها مبدأ الحركة على ما هى فيه كالنّموّ مثلا ،
الّا أنها ليست مبدأ أوليّا ، بل باستخدام الكيفيّات لها وتوسّط الميل بين الطّبيعة والجسم عند التّحريك لا يُخرجها عن كونها مبدأً أوّلاً
بمنزلة الآلة لها ،
ـ وبالحركة
أنواعها الأربعة ، أعنى الأيْنِيَّة والوَضْعِيّة والكَمِّيَّة والكَيفيّة ،
ـ وبما يكون فيه
ما يتحرّك ويسكن بها ، وهو الجسم الطّبيعىّ
، ويُحْتَرَزُ به
عن المبادئ الصّناعيّة والقَسْريّة فانّها لا تكونُ مبدأ الحركة ، ما هى فيه.
ـ وبالسُّكون ما
يقابل الحركة بأنواعها وهى لا تكون مبدأً ، أعنى الطّبيعة للحركة والسّكون معا ، مع اضافة شرطين وهما عدم الحالة
الملائمة ووجودها.
ـ وبالذّات أحدُ
معنيين أحدُهما بالقياس الى المحرِّك وهو الخُطَى تتحرّك لا عن تسخير فى السّير بل
بذاتها ، على وجهٍ توجبه الحالة ، انْ لم يكن مانع.
وثانيها بالقياس
الى المتحرّك وهو أنّها تحرّك الجسم المتحرّك بذاته ، لا عن سبب خارج.
ونقول لا بالعَرَض
فنقصد أحَدَ معنيين أيضا :
ـ أحدهما بالقياس
الى المحرّك وهو أنّ الحركة الصّادرة عنها لا تصدر بالعَرَض كحركة راكب السّفينة.
ـ والثّانى
بالقياس الى المتحرّك وهو أنّها تحرِّك الشّىء الذى ليس متحرِّكا بالعَرَض كصَنَم
من نُحاس فانّه يتحرّك من حيث هو صنم بالعَرَض.
والطّبيعة بهذا المعنى تقارب الطَّبْع
الذى يعمُّ
الأجسام حتّى الفَلَك.
وربّما يُزاد فى
هذا التّعريف : " على نهج واحد من غير ارادةٍ" ، وحينئذ يتخصَّص المعنى
المذكور بما يقابل النَّفْس. وذلك لأنّ المتحرِّك يتحرَّك :
امّا على نهج واحد
،
أو لا ،
وكلاهما :
ـ امّا بارادة
القوّة الحيوانيّة ، وعلى غير نهج واحد بلا إرادة القوّة ،
ـ وعلى غير نهج
واحد بارادة القوّة.
والأمور الطّبيعيّة سبعة : الأركان ، والمزاج ، والأخلاط ، والأعضاء ،
والأرواح ، والقُوَى ، والأفعال. وكلّ واحد منها ذكر فى محلّه.
وانما سمِّيَت
بذلك لانتسابها الى الطّبيعة.
والمبدأ المادّىّ
لها امّا بعيدٌ وهو الأركان ، وامّا متوسط وهو الأخلاط ، وامّا قريب هو الأعضاء.
والمبدأ الصّورىّ
هو المزاج لأنّ كلّ عضو فانّما يكون موجودا للمزاج الذى يوجد له.
والمبدأ الفاعلىّ
هو القُوَى.
والغائىّ هو
الأفعال.
والأرواح تندرج
تحت الأخلاط.
وطُبِعَ البَدنُ على الدّواء : اذا لم يعد الدّواء يؤثّر فيه ،
لتعوُّده عليه ، وقد شرحنا مثال ذلك فى اختلاف أهل المشرق والمغرب فى الاستطلاق
بالسّقْمُوْنْيَا (٣).
والطَّبْع : النَّهْر ، والجمع : أَطْبَاع. قال لبيد :
فتولَّوا فاتِرا
مَشْيُهُمُ
|
|
كرَوايا
الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ (٤)
|
طبق :
الطَّبَق
: غِطاء كلّ شىء.
والذى يؤكل عليه. وعظم رقيق يَفصل بين كلّ فقارتَين.
وقال الأصمعىّ :
كلّ مِفْصَلٍ طَبَقٌ
، وقال مرّة
أُخرَى : الطَّبَق فقار الظَّهْر
وواحدته طَبَقة. وفى الحديث : (وتبقَى أصلابُ المنافقين طبَقا واحدا) (٥). أى : فتبقَى فقار المنافقين فقارة واحدة ، فلا
يقدرون على السّجود.
والطّابِق ، والطّابَق
: العُضو من أعضاء
بدن الإنسان كاليد والرِّجل ونحوهما.
وفى الأثَر عن
عِمران بن حصين أنّ غلاما له أبَقَ فقال : (إنْ قدرتُ عليه لأقطعنّ منه طِبَاقا)
(٦). أى : عضوا.
والطَّبَّاق : شجر يكثر فى الأندلس وفى جبال مكّة ، ويكون مجتمعا فى
أماكن نباته ، وله ورق طوال لونه أخضر ، عليه زَغَب وفيه رطوبة تُدَبِّق اليد ،
ولذلك ينفع من الكسر ، ولجبره اذا ضُمِّد به نفعا بيّنا ، وله نوّار أصفر اللّون
يجذب النّحل ، وقضبان دقاق تطول نحو القامة.
ومنه ما هو مُنتن
الرّائحة. وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة يقتل الهوامَّ وخصوصا البراغيث اذا رُشّ
أو ادُّهِنَ به ، وهو لذلك يسمَّى بشجرة البراغيث.
ومنه ما هو طيّب
الرّائحة ، وهو حارّ يابس فى أوّل الثّالثة ، نافع زهره من السُّموم شربا وضمادا.
وزهره ورقه مُسَخِّنان مُفَتِّحان مُسْهِلان للأخلاط المحترقة ، ولذلك ينفع شربهما
من الجرَب والحكّة العتيقة والمغَص واليرَقان السُّددىّ وأوجاع الكبد الباردة ،
ويدرّان الطَّمث ، ويخرجان الأجنّة.
والشّربة منهما من
مثقال اى مثقالين.
والمُطَابَقة : مشى المعلول خَطوةً خطوةً ببطء وإعياء.
ويد طَبِقَة : اذا التزقت بالجنب.
طبن :
طَبَن
العلاجُ الحمَّى :
اذا أطفأ حرارتها.
والطّبن : الطُّنبور.
وطبيب طَبِنٌ : حاذق فى صنعته.
طبي :
طَبَيْتُه
عن شَهوته : صرفته
عنها.
والطُّبْي : واحد
أَطْبَاء النّاقة.
ويُقال : داءٌ طَبِيٌ : اذا تسبّب عن داء آخر.
وبدَن طَبِي : يستجيب للعِلاج سَريعا.
طجن :
الطُّاجُونيَّة : ما يُطبخ فيه أو يُقلَى.
واستعمله شيخنا
العلّامة فى الشِّعر ، فقال :
كأنّما سُفْعَة
الأُثفىِّ باقية
|
|
بين الرِّياض
كطاجونيّة ، جُثُمِ (٧)
|
والسُّفْعَة :
السّواد ، والأُثفىّ : الأثافى.
طحر :
طَحَرَت
العينُ : قَذَفَتْ
قَذاها.
وطَحَرْتُها أنا : اذا أنْقَيْنَها. والعين طاحِرة.
والطَّحِير : النَّفَس العالى ، شِبْه الزّحير.
والمِطْحَرة : العلّة المهلِكة.
طحل :
الطِّحال
، مذكَّر ، وجمعه طُحُل.
والطِّحال : مُفرغة ثُفْل الدَّم ، وله شأن وقوّة. واذا حدث فى الدّم
كُدورة هضمها ، واذا صلح واعتدل أرسل جيّده الى القلب فى وريد عظيم. واذا أرصل
بافراط اشتدّ الجوع ، واذا ضعف عن تنقية الكبد من السّوداء حدث فى البدن أمراض
سوداويّة كالسَّرَطان والقُوَباء (٨) والمالينخوليا ونحوها. واذا ضعف عن اخراج ما
يجب أنْ يخرجه عن نفسه عَظُم ، واذا عَظُم هزل البدن والكبد.
وهو عضو مستطيل
لسانىّ متَّصل بالمعدة مِنْ يسارها ، يجذب السَّوداء بعنق متَّصل بتقعُّر الكبد ،
ويدفعها يعنق ثابت من تقعيره يلى المعدة.
وقال الخليل : رجل
مَطْحُول : اذا دِىْءَ
طِحَاله (٩).
ودواء طَاحِل : اذا لم يكن صافى اللّون.
والطُّحْلَة : لون بين الغبرة والبياض فى سَواد ، كلون الرّماد ، حكاه
الخليل (١٠) (رحمهالله)
طحلب :
الطُّحْلُب
: خُضْرَة تعلو
الماء المزمن. وهو بارد رطب فى الثّالثة ، ينفع من الأورام الحارّة ومن لسع
الزّنابير ضمادا.
طحن :
الطَّواحِنُ
: الأضراس كلُّها
من الإنسان وغيره ، واحدتها : طاحِنَة.
والطَّحن : الدّقيق.
والأدواء الطَّاحِنة : التى تستكنّ فى البدن ، ولا يَعْرَف وجودها ، اذ لا
علامات لها ، وتَهِيْج فجأة
فَتَطْحَنُ المريض ، أى :
تهلكه.
والأدواء الطَّاحِنَة ، أيضا : ما يصيب النَّفْس والرُّوح ، مثل الحزن والهمّ
والغمّ والحسد وغيرها ، فانّها
تطحن صاحبها طحنا حتَّى تقتله.
كما يقال للأدواء
المزمنة : طاحنة ، لأنها تلزم مكانا أو قوما حتّى تبيدهم.
طحو :
طَحَوْتُ
المعلولَ : اذا
مَدَدْتَه وأضجعته لتتعرّف علّته. وطَحَيْتُه
، مثله. وطَحَا هو : امتدَّ وانبسط ، قال الهذلىّ :
وخَفِّضْ عليكَ
القولَ واعْلَمْ بانّنى
|
|
من الأنَسِ
الطّاحى الجميع العَرَمْرَمِ (١١)
|
وطحا به همُّه : أهلكه أو عنّاه وأتعبه. قال :
طَحَا بك قلبٌ
فى الحسانِ طَروبُ
|
|
بُعَيْدَ
الشّبابِ عَصْرَ حانَ مَشيبُ (١٢)
|
والطَّوَاخِي : النُّسور تستدير حول القتلَى.
طرب :
الطَّرَب
: الفرح والحزن ،
ضدّ (١٣).
والطَّرَب : خِفَّة تحصل من أحدهما ، وهو مشتقّ من الحركة.
وأَطْرَابُ الأدوية : نقاوتها ورائحتها انْ كانت ذكيّة.
طرث :
الطُّرْثُوث
: نبات رملىّ دقيق
كالفِطْر ، منه الطّويل ومنه القصير ، ومنه الأحمر وهو حلو يؤكل ، وله رأس مستدير
كَمَرَة ذَكَر الرّجل. ومنه الأبيض وهو مُرّ ، منه ما له ورق ، ومنه ما لا ورق له.
ويُجمع على طَرَاثِيثُ. وهى باردة يابسة فى أوائل الثّالثة ، قابضة للطّبيعة ،
حارّة ، قاطعة للدّم من أىِّ موضع كان ، مقوِّية للمعدة.
ومضرَّتها للصَّدر
، وتُصْلَح بالكَثِيرا ، وبدلها الجلّنار ، والشّربة منها مثقال.
طرخشقوق :
الطَّرْخَشْقُوق
، فارسىّ معرب ،
اسم للهندباء البرّىّ.
طرش :
الطَّرَش
: نُقصان
السَّمْع. مُوَلَّد.
طَرِش
، طَرَشاً ، وبه طَرَشٌ.
وعلاجه بتنقية
الدِّماغ ، وتقطير ماء الرّمّان مع الخلّ ودهن الورد.
وتَطَرَّشَ النّاقِهُ من المرض : اذا قام وقعد.
طرف :
الطَّرْف
: العين. يقال هو
بمكان لا تراه الطَّوَارِف
أى : تحريك الجفن
فى النَّظر ، عن الخليل (١٤).
قال الأصمعىّ يقال
: طَرَفَتْ عينُه فهى تَطْرَف
طرَفا ، إذا حرَّكتْ
جفونها
بالنَّظَر. والطَّرْف اسم جامع للبَصَر ، لا يُثنَّى ولا يُجمع لأنّه فى الأصل
مصدر فيكون واحداً أو جماعة.
والطَّرْفَة : نقطة من الدَّم حمراء تقع فى الملتحِمة ، وقد تعمُّها.
وسببها انفجار بعض
أوردتها عن ضَرْبَة ، أو غلَيان دم ، أو حركة عنيفة. وعلاجُها الفَصْد من القِيْفَال
وتنقية البدن وأنْ يُقَطَّر عليها دم الحِمَار أو اليَمَام ، وخاصّة دم رأس
الجَناح ، يخلط معه فى الابتداء الطّين الأرمنىّ ، وفى الانتهاء الطّين المختوم.
ويعالَج أيضا
بلَبن المرأة مع الكُنْدُر (١٥) والملح.
والطَّرْفاء : شجرة معروفة ، وهى أنواع :
ـ منها الأشلّ وهو شجر كبير جدّا وليس له زهر ، وله ثمر ، وهو الكُزْمازَك بالفارسيّة ، والعَدَبَة بالعربيّة.
ـ ومنها نوع قليل
الورق وله ورد أبيض يضرب إلى الحمرة فى عناقيد.
ـ ومنها نوع ليس
له ورد ، وله حَبّ كالشَّهْدانج ، أحمر يضرب إلى الخضرة تُصبغ به الثّياب.
وهى باردة يابسة
فى الثّانية. وثمرتها تنفع من نفث الدّم والإسهال المزمن واليرقان.
تُطبخ ويشرب
طبيخها وطبيخ أُصولها مع الزَّبيب إذا شُرِب مرارا نفع من ابتداء الجذام ، وفَتَح
سُدَد الطّحال وأضْمَرَه.
والتّبخير بورقها
يُسْقِط العَلَق من الحلق.
والأَطْرَاف : اليدان والرّجلان والرأس ، ويقال : (فلان لا يَدرِى أىّ طَرَفَيْهِ أطول) (١٦) أى : لسانه وذَكَره. ولا يملك طَرَفَيْهِ أى : فمه واسته إذا شرب
الدّواء أو
المسكِر.
وأَطْرَاف العذارَى : عنب أسود طوال كأنّه البلُّوط وعنقوده نحو
الذّراع سمِّى بذلك لشبهه بأصابع العَذارَى المخضَّبة.
وذو الطَّرَفين : حيّة لها إبرتان إحداهما فى أنفها والأخرى فى ذَنَبها
تضرب بهما.
وعين مَطْرُوفَة : إذا أصابها شىء فاغرورقت بالدّمع.
وطَرَفَهَا الألمُ : أبكاها.
والطِّرْف : الفَرَس الكريم ، نعت للذَّكَر خاصّة. والجمع : طُروف.
وداء طِرْف : لا يثبت على حالة واحدة ، فيَوْهَم فيه الطّبيب المعالجة
فينتقل فى علاجه من ظنّ إلى ظنّ بغير جزم.
طرق :
الطِّرْق
: القوّة.
والشَّحم.
والطَّرَق : لين فى الأطراف.
ويقال : إنّ تحت طَرِيقَتِهِ لَعِنْدَأْوَة (١٧) ، أى : إنّ فى لِينه بعض العسر أحيانا.
وطَرَّقَت المرأة فى ولادتها : إذا خرج نصفُ الولد ، ثمّ احتبس بعض
احتباس.
والطَّرَق فى السّاق : اعوجاج خفيف ، قد يكون ولادةً وقد يكون من داء
أو هَيْض فى العظم.
وامرأة طَرْقَاء : مُسْتَرْخِيَة الفَرْج.
والطَّرَق : ضعف فى الرُّكبتين.
وطَرَقَهُ الدّاء : إذا عَسُر عليه.
طرل :
الاطْرِغْلال
: رِجْل الطّير ،
بلغة أهل المغرب. وسيأتى ذِكْرُه فى (غ. ر. ب) (١٨).
طري :
الإطْرِيَة : أغذية تُتَّخَذ من الفَطير المحكَم العجن ، يرقَّق
ويقطَّع سُيورا رِقاقا ، وتطبخ بالماء ودهن اللّوز ، أو الشِّيْرَج ، مع المصطكى.
وهى حارّة يابسة رطبة بطيئة الهضم. وأجودها المخمَّرة المعتدلة الملح ، وإذا
اتُّخِذَت كذلك خَفّ حملها على المعدة ، وكان هضمها سريعا ، وغذَّت غذاء حسنا ،
ونفعت من السُّعال اليابس وخُشونة الرِّئة ونفث الدَّم ، وتُلَيّن الانزلاق.
وتُسمَّى ،
بالفارسيّة : الرِّشْتَة.
طسج :
الطَّسُّوج
: حَبَّتان من
الوزن أو حبّتان ونصف.
طعم :
الطَّعَام
: اسم جامع لكل ما
يؤكل. وأهلُ الحجاز إذا أطلقوا لفظ
الطَّعَام عَنوا به البُرّ
خاصّة.
وفى حديث أبى سعيد
: (كنّا نُخْرِج زكاةَ الفِطْر على عهد رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) ، صاعاً من طَعَام
أو صاعاً من شَعير)
(١٩). قيل : أراد به البُرّ ، وقيل : التَّمْر.
والجمع أطْعِمَة ، وجمع الجمع أطْعِمات.
وطَعِمَه وتَطَعَّمَهُ
: ذاقَه ، فعرف
طَعْمَه.
وإذا كانت بمعنى
الذَّوق جاز أنْ تكون فيما يؤكل وفيما يُشرب قال الله ، تعالى : (مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ
مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) (٢٠) أى : من لم
يذقه.
والطَّعْم : الطَّعام.
عن ابن عبّاس ،
رضى الله عنه ، أنّه قال فى ماء زمزم : (طَعام
طُعْمٍ وشِفاءُ سُقْم) (٢١).
أى : يُشْبع الإنسانَ إذا شربه.
والطَّعْم : ما يؤدِّيه الذَّوق. ويقال : فلان
ذو طَعْم ، أى : ذَوْق وعقل وحزم.
وطَعْم الشّىء : حلاوته أو مرارته أو ما بينهما ، يكون ذلك فى
الطّعام والشّراب. والجمع طُعُوم.
والطُّعْمَة : الأُكْلَة ، والجمع أُكَل.
والطِّعْمة : السِّيْرَة فى الأكل ، يقال : فلان
جَيِّد الطِّعْمَة : إذا كان من عادته ألّا يأكل إلّا حلالا ، وهو
خبيث
الطِّعْمَة : إذا كان لا يأكل إلّا حراما.
ويقال فلان مِطْعَم : شديد الأكل. ومُطْعَم
: مرزوق.
طعن :
الطَّاعُون
، لغةً : الوَباء
، والجمع طَوَاعِين. وطُعِنَ الرَّجل فهو
مَطْعُون وطَعِين : أصابه الطَّاعُون.
وفى الحديث : (فَناء
أُمّتي بالطَّعْنِ والطَّاعُون)
(٢٢). فالطَّعْن
: القتل ، والطَّاعُون : المرض العامّ والوباء الذى يفسد له الهواء فتفسد به
الأمزجة والأبدان ، أراد
(عليهالسلام) ، أنّ فَناء الأمة بالوَباء وسَفْك الدّماء.
وكان الأطبّاء
القدماء يطلقون اسم الطّاعون
على كلّ ورم يحدث
فى الأعضاء الغُدَدِيَّة اللّحم والخالية منه ، ثمّ قيل لما كان مع ذلك ورم حارّ
قتّال (٢٣). ثمّ قيل لكلّ ورم قتّال لاستحالة مادّته إلى جوهر سَمِّيّ يُفْسِد
العضو ويُغَيِّر لون ما يليه ، وربّما رشح دما وصديدا ، ويؤدِّى كَيفيّةً رديئةً
إلى القلب من طريق الشّرايين فيحدث القَىء والخفَقان والغَشْىُ ، وإذا اشتدّت
أعراضه قَتَل.
وهذا الورم
القتّال يعرض فى أكثر الحالات فى الأعضاء الضّعيفة مثل الآباط والأربية وخلف الأذن
، وأردؤها ما يعرض فى الآباط وخلف الأذن ، لقربها من الأعضاء التى هى أشدّ رئاسة.
ومن الطَّوَاعِين أحمر ثمّ الأصفر ، والذى إلى السّواد لا ينجو منه المُصاب
به.
العلاج :
قال الشّيخ ابن
سينا : أمّا الاستفراغ بالفَصْد وبما يحتمله الوقت أو يُوجبه مما يُخْرِج الخلطَ
العفن فهو واجب. ثمّ يجب أن يُقْبَل على القلب بالحفظ والتّقوية بما فيه تبريد
وعِطريّة ، مثل حُمّاض الأُترجّ واللّيمون ورُبّ التّفّاح والسَّفَرْجَل ، ومثل
الرّمّان الحامض وشَمّ الورد والصَّنْدَل. والغذاء مثل العَدَس والخلّ ومثل
الطّعام الحامض جدّاً المتّخذ من لحوم الجداء وما هو مثله.
ويجب أنْ يُكلّل
مأوَى العليل بورق الخِلاف والبنفسج والورد والنَّيلوفر ونحوه ، ويُجعل على القلب
أطلية مبرِّدة مقوِّية تُعرف من أدوية أصحاب الخفقان وأصحاب الوباء. وبالجملة
يُدبِّر تدبير أصحاب الخفَقان وأصحاب الوَباء ، ومرضَى الهواء الوبائىّ.
وأمّا الطَّاعُون نفسه وما يجرى مجراه فيعالَج فى البدء بما يقبض ويبرّد
وبإسفنجة مغموسة فى ماءٍ وخَلّ ، أو فى دهن الورد أو دهن التّفّاح أو دهن الآس.
هذا فى الابتداء ،
أو يعالَج بالشَّرْط إنْ أمكن ويُسَيَّل ما فيه ولا يُترك أنْ يجمد ، فيزداد
سمِّيَّة. وإن احتيج إلى محجمة تمصّ باللّطف فُعِل.
وما كان خَراجىّ
الجوهر فيجب أنْ يُشْتَغَل عند انتهائه أو مقاربته للانتهاء بالتّفتيح.
وإذا كان هناك
حمَّى فيجب التأنّى فى التّدبير لئلّا ترتدّ المادّة إلى الخلْف.
والتّفتيح يكون
بمثل التَّنْطِيل بماء البابونج والشّبث ، وسائر المفتِّحات اللّطيفة التى تُذكر
فى أبواب الخراجات.
واعلمْ أنّ الطّاعون بُثور أو ورم يخرج مع تلهُّب شديد مؤذٍ مجاوز للمقدار فى
ذلك ، ويصير ما حوله أسود أو أخضر أو كَمِداً ، ويَحْدُث معه القىء والخفَقان
والغشى. وأكثر حدوثه من مادّة سُمِّيَّة تفسد العضو وتغيّر لون ما يليه وتؤدِّى
كيفيّتها الرّديئة إلى القلب من طريق الشّرايين فيحدث القىء والخفَقان والغشى. وهو
فى أكثر الأمر قتّال.
وأكثر ما يحدث فى
الأعضاء الضّعيفة ، وخاصّة فى المغابن. ولا ينبغى أنْ يُفصد فى هذه العلّة كما لا
يُفصد الملسوع لئلّا ينتشر السّمّ فى جميع البدن ، بل تُصرف كلّ العناية إلى تبريد
القلب وتقويته بالأطلية والأشربة والطُّيوب والأغذية المبرِّدة المغلِّظة للدّم ،
مثل العدس والمصوص ، ولا ينبغى أيضا أنْ يوضع على الموضع طلاء باردا بل ينبغى أنْ
يُشرط الموضع ويُغسل بالماء الحارّ. فقول الشيخ ابن سينا : " امّا الاستفراغ
بالفَصْد وبما يحتمله الوقت أو يُوجبه"
صريحٌ بما توجبه
الحاجة بحسب ما يراه الطّبيب. لا بجواز الفصد مطلقا. وإنْ أوجبته فمحلّه فى أوّل
الأمر لا بعد الظّهور لئلّا تنتشر المادّة إلى القلب. كما لا يجوز فصد الملسوع.
وأمّا الفصد
للملسوع فيجوز بعد انتشار السّمّ. فالفصد نافع للسّليم ولكن بعد انتشار السّمّ فى
البدن ، امّا لكثرته واما لسوء التّدبير. فأمّا قبل ذلك فلا يُفْصد لئلّا ينتشر
السُّمّ. فاعلمْ ذلك فانّه مُهِمّ.
طفشل :
الطَّفْشِيل
: طعام يتّخذ من
اللّحم والسّلق والعدس المقشَّر والخلّ ، ينفع من الموادّ الحارّة كالشَّرَى
ونحوه.
طفل :
الطِّفل
: الصَّغير من كلّ
شىء أو المولود ما دام رضيعا. والجمع أطفال. والمُطْفِل : ذات الطِّفل
من الانس والوحش ،
والجمع مَطَافِيل ومَطَافِل.
طلح :
الطَّلَح
: النّعمة. والطَّلْح : شجر حِجازىّ ، يكثر فى بطون الأدوية. وهو أعظم من العِضاه
حجما وأكثر منها ورقا ، وأشدّ منها اخضرارا. وشوكه طويل. وزهرته طيّبة الرّيح ،
بيضاء. وثمرته كالباقلَّى تأكلها الإبل والغنم. وصمغه غليظ. ولونه أحمر. تُسمَّى
واحدته الصّرْبَة وجمعها
الصّرب.
وعن الخليل (٢٤): الطَّلْح : شجر أُمّ غَيلان.
والطَّلْح فى القرآن : الموز.
وقال سيبويه :
الجمع طُلُوح ، كصخرة وصُخور. قال : وشبّهوه بقَصْعَة وقِصاع. يعنى أنّ
الجمع الذى هو على" فِعال" انّما هو للمصنوعات كالصِّحَاف. والاسم
الدّالّ على الجمع الذى ليس بينه وبين واحده الّا تاء التأنيث ، انّما هو
للمخلوقات نحو التّمر ، وإنْ كان كلّ واحد منهما داخلا على الآخر.
والطَّلْح : لغةٌ فى الطَّلْع. وقوله تعالى : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) (٢٥) فُسِّر بأنّه
الطَّلْع ، وفُسِّر بأنّه الموز. ونُقِل عن ابن عبّاس أنّ الطَّلْح شجر الموز ، ههنا ، وهو شجر ـ عند العرب ـ حَسَن اللّون ،
لخضرته ولونه ، طيّب الرّائحة ، فكأنّهم خوطوبوا بما يعلمون ووُعِدُوا بما
يُحبّون.
والطِّلْح : القُراد.
طلع :
الطَّلْع
، قال ابن دريد :
هو شىء يخرج من النَّخل كأنّه نَعْلان مُطْبَقان ، والحَمْل بينهما مَنضود
والطَّرَف مُدبّب.
وقال أبو حنيفة
الدّينورىّ : هو ما يبدو من ثَمرته فى أوّل ظهورها ، وقشره يسمى الكُفْرِىّ.
وما فى داخله
الاغْرِيض ، وبه شُبّه الشَّعَر الأبيض.
وهو بارد فى آخر
الأولى ، يابس فى وَسَط الثّانية ، غليظ قابض للطّبيعة ، قاطع للقَىء ونَفْث الدّم
والاسهال. والاكثار منه مُولِّد للقولنج. واصلاحه بالعسل. وبدله الكُمَّثْرَى.
طلق :
الطَّلْق : وَجَع
الوِلادة.
والطَّلْق والطَّلَق
: دواء إذا طُلِي
به مَنَع حَرْق النّار.
وحَكَى أبو حاتم
السّجستانىّ (٢٦) : الطَّلق. حَجَر برّاق ، إذا دُقّ يتشظَّى صَفائحَ وشظايا.
ويُستعمل بدلا عن الزُّجاج. وأجود اليَمانىّ ثمّ الهندىّ ثمّ الأندلسىّ.
والوجه فى حَلّه
أن يُجعل فى خِرْقَة من صُوف مع حَصَوات ، ويُدْخَل فى الماء المغلىّ ثمّ يُصَفَّى
عنه الماء ويُشَمَّس ليجفّ ، ويسمَّى بكوكب الأرض ، وبعُروق العَروس. ولا ينحلّ
بالدّقّ أبداً ، ثمّ يُجمع بعد ذلك. وقد رأيت منه ما صفائحه غليظة ومنه صفائحه
رقيقة جدّا. وهو بارد فى آخر الأولى يابس فى آخر الثّانية ، ينفع من سائر الأورام
الرّخوة فى ابتدائها طلاء ، ومن نَفْث الدّم مِنَ الصَّدر ومن الرّحم ومن المقعدة
والبواسير ، ومن الدّوسُنْطَاريا سَقْياً بماء لسان الحَمَل ، الّا أنّه يضرّ
بالأعضاء الباطنة لتشبّثه بها. واصلاحه بالسُّكَّر والكُثيراء. والشّربة منه من
نصف درهم إلى مثقال. والمختار منه المكلَّس لأنّه أقوَى وألطَف.
واسْتَطْلَق البطنُ ، وأطْلَقه
الدواءُ ،
فأسْهَلَه.
طلل :
الطَّلّ
: أخَفّ المطر أو
النَّدَى. والطُّلاطِلة : لحمة فى العُنق. وقال الأصمعىّ : هى اللّحمة السائلة
طَرَف المسترَط. وقال أبو حاتم : هى سُقوط اللهاة حتّى لا يُسِيغُ اللّسان طعاماً
ولا شرابا. ويقال : رماه الله بالطُّلاطِلة والحمَّى
المُمَاطَلَة) (٢٧)
قيل هى الدّاء العُضال ، وهو الذى لا يُقْدَر له على دواء. والحمَّى المماطِلة هى الرّاجعة لأنّها
تماطِل صاحبَها أى : تطاوله.
طلو :
الطُّلَاوة ، مثلّثة الطّاء : الحُسْن والبَهْجَة ، وبقيّة الطّعام فى
الفَم. والرِّيْقُ يَعْصُب بالفَم لعَطَش أو مرض.
والطَّلاء ، والطُّلْوان
: الرِّيق يَجِفّ
على الأسنان لا جَمْعَ له.
والطَّلا : وَلَد الظّبية ساعةَ يُولد. وقيل هو من أولاد النّاس
والوحش والبهائم مَنْ يولد إلى أنْ يَشْتَدّ. والرّجل الشّديد المرض. والهَوَى ،
يقال طَلى فلانٌ : إذا مال إلى الهوَى.
والطِّلاء : القَطران وكلّ ما
يُطْلَى به. وما طُبخ من
عصير العنب حتَّى ذهب ثُلثاه.
وبعض العرب يسمِّي
الخمر طَلاء ، ويريد بذلك تحسين اسمها لا أنّها الطَّلاء بعينه. قال
أبى عبيد الأبرص للمنذر حين أراد قتله :
هى الخمرُ
يَكْنُوْنَها بالطّلاء
|
|
كما الذِّئبُ
يُكْنَى أبا جَعْدَه (٢٨)
|
ضَرَبه مثلا ، أى
: تُظْهِر الاكرام وأنتَ تريد قتلى كما أنّ الذّئب ـ وإنْ كانت كنيته حسنة ـ فانّ
فِعله ليس بحسن. وكذلك الخمر وإنْ سُمِّيَتْ طَلاءً وحَسُن اسمها فانّ عملها قبيح.
والطُّلا : الأعناق أو أصولها. جمع طُلْيَة أو
طُلاً مثل تُقاة
وتُقَى.
وقيل : الطّلية : صفحة العُنق.
طمث :
الطَّمْث
: دم الحيض والمسّ
، قال تعالى : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ
وَلا جَانٌّ) (٢٩) أى :
يمسّهنّ.
وقرأت فى كتب
الأطبّاء المتقدّمين ومقالاتهم ما لا أعرف له وجها ، فقد قالوا أنّ دم الطَّمْث ينقسم فى الحامِل إلى ثلاثة أقسام : قِسْم يتصرَّف فى
الغذاء ، وقِسْم يصعد إلى الثّدى ، وقِسْم هو فَضْل يتوقّف اى أنْ يأتى وقت
النِّفاس فينفقض. وفى المضغة تنفصل الأعضاء انفصالا ، ويرشح إلى الجنين قسط وافر
من الدّم الحيوانىّ والطَّمْثىّ
، وتظهر آثار
النّفس النّاطقة ، وهذا توهّم كما سنبيّنه.
والحامل لا تَطْمَث الّا نادرا ، وأقلّ الدَّور الطّبيعىّ للطّمث يوما وأكثره سبعة. وأقلّ الزّمان المتخلّل بين الدّرّين
عشرون يوما ، وأكثره ثلاثون ، فان امتدّ أكثر فهو غير طبيعىّ. ويبتدئ دم الطَّمث فيما بين عشرة سنين وخمس عشرة سنة ، ويتأخَّر فى البلاد
الباردة ويتقدَّم فى الحارّة. وينقطع فيما بين السّنة السّادسة والثلاثين ومنتهى
السّتّين.
ودُرور الطَّمْث علامة الادراك ، وعند استيلاء الجفاف على بدن المرأة يتناقص
طمثها ، ويقلّ مقدار الخارج منه جدّاً فى النَّحيفة قليلا ، فانْ
وافق استيلاءُ الجفاف ضَعفَ القوّة انقطع الطَّمْث
كلّية ، ولذلك
ينقطع فى المسِنّة. ودُروره ما بين عشر سنين إلى أربع عشرة سنة بمعنى أنّه فى أكثر
الأمر وغالبه لا يتقدّم على المدّة الأولى ولا يتأخّر عن الثّانية. ووقت انقطاعه
ما بين سِتٍّ وثلاثين سنةً إلى ستّين سنة. وعند انقطاعه ينقطع حملها ، لا لأنّ هذه
المادّة يتغذَّى بها الجنين المتصوِّر فى الرّحم ، فانّ هذا عندى يستحيل ، وذلك
لأنّ هذه فَضْلة
رديئة تكرهها
الطّبيعة البدنيّة وتدفعها عن بدن المرأة ، فكيف يُتَصَوَّر أن يُقال أنّها
تُغَذِّى بدن الجنين المتصوِّر ومثلُ هذا البدن مزاجه لطيف وتركيبه ضعيف وقُواه
واهية ورطوباته متوفِّرة ، فأدْنَى سببٍ يؤثِّر فيه ، فكيف هذه الصِّفة الرّديئة؟
بل سبب احتباسها لاحتواء الرّحم على النُّطْفَة ثمّ على الجنين بعد ذلك. وأمّا سبب
دم الطمث فخروجها إذا لم يصل اليها مَنِىّ الرّجل. فاذا وصل اليها
حصل الحمل وانقطع دم الطَّمْث. ولا يصحّ أنْ يكون غذاء الجنين المتكوّن فى الرّحم من ذلك
الدّم ، فأمّا غذاؤه فيأتيه من أفضل دمٍ فى بدن الأنثى وأجوده ، فيتغذَّى بأجود ما
فيه ويدفع ما لا يصلح لتغذيته إلى الخارج. فيعود إلى بدن الأنثى ، لأنّ الجنين
وأمّه كالبدن الواحد. غير أنّ المشهور ، عند الأطبّاء أنّ دم الطّمث ينقسم إلى ثلاثة أقسام ذكرناها لك ، فتأمّله ... والله
أعلم.
والطَّمْث : الدَّنَس ، كما فى قول عَدِيِّ بن زيد :
طاهرُ الأثوابِ
يَحمِى عِرْضَهُ
|
|
مِنْ خَنَى
الذَّمَّة أو طَمْثِ العَطَنْ (٣٠)
|
طمح :
الطّامِح
: المرتفِع.
وطَمَحات الدّاء : نوباته المتعسِّرة على المريض.
طمل :
الطِّمْل
: المتطبِّب الذى
ليس لدَيه دِرايةٌ بصنعة الطِّبّ.
والطِّمْل : العِلاج لا نَفْعَ فيه.
ولغةً : الطِّمْل : اللِّصّ ، والرّجل الفاجر.
طمن :
المُطْمَئِنّ
: السّاكن. ومنه
قوله ، تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَ قَلْبِي) (٣١) أى : ليسكُن
إلى الايمان بالغَيب.
طنب :
الطُّنُب
: عِرْق الشَّجَر
، وعَصَب الجسَد. وأَطْنَابُ
الجسَد : عَصَبُه
الذى تتّصِل به المفاصل والعظام.
والطُّنُبَان : عَصَبَتان تكتنفان نُقْرَة النَّحْر ، تمتدّان إذا تلفّت
الإنسان.
والطَّنَبَان : طُول فى الرِّجْلَين مع استرخاءٍ وطولٍ فى الظَّهْر وهو
عَيْب.
والمَطْنَب : المنكِب والعاتق.
والتَّطْنِيب : أن يُعَلَّق السّقاء فى عمود البيت ، ثمّ يمخض ، نُقل عن
أبى عمرو الشّيبانىّ.
طنن :
الطَّنُ
: بدن الإنسان
وغيره. ومنه قولهم : فلان لا يقوم بطَنّ
نفسِه فكيف بغيره؟
والطَّنِين : صوت الأذُن. وسببه تحرّك الهواء الذى فى تجويف ثُقْب
الأذن عن مُحَرِّك من داخلٍ.
وهو فى الأكثر
امّا بخار يَنْحَلّ عن فضلات الدِّماغ وامّا عن بُخار يصعد من المعدة ينحلُّ عن
فُضولٍ بها.
وعلامات الأوّل
أنْ يُحَسّ بحركات تلك الأبخرة كأنّها تدور فى الرّأس مع ثِقَل الرّأس ودوام الطَّنِين. وعلاجه تنقية الدّماغ بالأيارجات وتقويته بالأطْرَفِيْلات.
وعلامة الثّانى
أنْ يَسْكُن عند خُلوّ المعدة ويَهيج عند الامتلاء مع خفّة الرّأس ، وعلاجه تنقية
المعدة المطبوخات وتقويتها بالأطرفيلات وغيرها.
طهج :
الطَّهْوَج
، مُعَرَّب : طائر
جبلي صغير اليَمام ، أحمر المنقار والعنق والرِّجلين ، معتدل فى الحرارة يميل إلى
اليُبوسة ، صالح للنّاقهين. وأفضله الفَتِىّ السَّمين.
طوس :
الطُّوس
: دواء يُشْرَب
للحِفْظ. وأصله"
إدْرِيْطُوْس ". معرَّب عن
اليونانيّة. وقيل أصله : مِثْرُوْدِيْطُوْس
، وهو اسم يونانىّ
لمعجونٍ سُمِّى باسم صانعِه.
هو دواء عظيم
النَّفْع ، مُجَرَّب ، إذا تعاهده الإنسان ، ثمّ سُقِىَ دواءً قتّالاً ، لم يؤثّر
فيه. وهو يقوِّى شهوة الطّعام ، ويُهَيِّج الباهَ ، ويُحَسِّن اللّون ، ويُذْهِبُ
الوَسواس والتّشاؤم وخَبَث النَّفْس ، ويُطْلِق عُسْر البول ، وينفع من الأورام
العتيقة ، ويحدّ البَصَر وجميعَ الحواسّ.
أجزاؤه :
مُرّ وكتيراء
وزعفران وغَارِيْقون وزنجبيل ودارْجينى عشَرة عشَرة ، وسُنْبُل
وكُنْدُر وحُرْفٌ
بابلىّ وإذخِر وعِيْدان البَلَسان واسْطُوْخُوْدَس وسَاليوس وقُسْط حلو وقُنَّة
وعِلْك البُطْم ودارفلفل وجَنْدْبِيْدِسْتَر ، وعصارة لحية التّيس ومَيْعَة سائلة
وجاوشير وورق سادَج وراتَنْج ثمانية دراهم. وسَليخة وفلفل أبيض وأسود ، واكليل
الملك وسُعْد وثوم برّىّ ودوقُو ودهن البَلَسان وحَبّ البَلَسان ودواء الغارِيقون
ومُقْل اليهود وسُوْرِنْجان ، من كلّ واحد سبعة دراهم ، وسُنبل رومىّ وطين مختوم ،
وأشَقّ ومصطكى وصمغ عربىّ وبذر كرفس جبلىّ وقُرْدُمانا وبذر الرّازيانج وورد يابس وجُنْطِيانا
رومىّ ومَشْكَطْرامشِيْع ، من كلّ واحد خمسة دراهم ونصف. وأنيسون وأقاقيا
وهَيّوفارِقون وسُرّة سَقَنْقُور ، من كلّ واحد أربعة دراهم ونصف. وأسارون
وسَكْبِيْنَج وفَوْدَنْج ، من كلّ واحد ثلاثة دراهم وثُلُث. وأفيون خمسة دراهم.
وورق سُدّاب درهمين ونصف. تُنْقَع الصُّموغ جيّداً بشراب ، ويُعجن بعسل نَحْل
منزوع الرّغوة ثلاثة أمثاله. والشّربة منه قدر بُنْدُقة.
والطَّاوُوس : طائر معروف يكثر فى الهند ، وهو ذو ألوان كثيرة حَسَنة
بهيّة. ولحمه حارّ صُلْبٌ عسر الهضم. وإصلاحه أنْ يُطبخ بالخلّ إلى أن يتهرَّى ،
وأكلُه يحرّك الباهَ حركة قويّة.
طوق :
الطَّوْق
: حُلِيٌّ للعنق.
وكلّ ما استدار بشىء. والجمع أطواق.
قال أبو حنيفة
الدّينورىّ : والأَطْوَاق
: لبن النّارجيل ،
يُشرب ساعةَ أُخِذ ، كما يُشرب بالخمر فيُسْكِر سُكْرا معتدلا ما لم يبرُز شاربُه
إلى الرّيح ، فانْ برز أفْرَط سُكْرُه. وإذا أدامه مَنْ لم يَعْتَدْه أفسدَ عقله.
فإنْ بقىَ ذلك
اللّبن إلى الغد كان أثْقَفَ خَلّ.
طيب :
الطِّيب
: كلّ ما يُتَطَيَّب به ممّا له رائحة
طَيِّبة. وهو امّا من
حيَوان كالمِسْك ، وامّا من نبات كالعُود ، أو من صمغ كالجادىّ.
والطّيوب كلّها حارّة الّا الصَّنْدَل والكافور فانّهما باردان.
والطَّيِّب : الأفضل من كلّ شىء. والأَطْيَبان
الأكل والنّكاح ،
أو النّوم والنّكاح ، أو الفم والفرج ، أو الشّحم والشّباب.
والمَطَايِب : الخِيار من كلّ شىء ، ولا واحد لها. وقال الكسائىّ :
واحدها مَطِيْب.
وقال الجوهرىّ :
يقال أطْعَمَنا من أَطَايب
الجَزور ، جمع أطْيَب ، ولا يقال من مَطَايِبه.
وروى ابن السّكّيت
: يقال أَطَايِب ومَطَايِب. فمَنْ قال أَطَايب
أجراه على واحده
المستعمل ، ومَنْ قال مَطَايب
فهو على غير واحده
المستعمل.
والطَّابَة : الخَمْر.
وماء طَيِّب ، أى : عَذْبٌ. وطَعَام طَيِّبٌ
، أى : سائغ فى
الحلق. وبَلَد
طَيِّبٌ ، أى : كثير
الخَيْرات.
وفلان طَيِّب الأخلاق ، أى : سَهْل المعاشرة.
طير :
الطَّائر : الواحد من الطَّير ، والدِّماغ. والطِّيَرَة والطِّيْرَة : ما يُتشاءم به من الفَأْل
الرّدىء. وفى
الحديث : (لا عَدْوَى ولا
طِيَرَة) (٣٢). وفيه أيضا : (مَنْ
رَدَّتْه الطَّيْر فقد قارَن الشِّرْك) (٣٣). وفيه أيضا : (الطِّيَرَة من الشِّرْك وما مِنّا الّا مَنْ يتطيَّر ولكنّ الله يُذْهِبُه بالتَّوكُّل) (٣٤). وفيه أيضا : (مَنْ
رَجَعَتْهُ الطَّيْرُ فقد أشْرَك ، وكفّارته أنْ يقول اللهمّ لا طَيْر إِلَّا
طيرُك ولا خيرَ إِلَّا
خيرُك ولا إِلَهَ غيرُك) (٣٥). والطِّيَرة المنهىّ عنها هى البحث عن أسباب الشّرّ وهى لا تضرّ إِلّا
مَنْ كان معتنيا بها ، وهى إليه أسرع من السّيل المنحدر.
طيش :
الطَّيْش
: النَّزَق
والخِفّة.
وطَاشَ الظّنّ : خاب.
طين :
الطِّيْنَة : الخِلْقَة والجِبِلَّة ، يقال : طَانَه الله على الخير ، أى : جَبَلَه عليه. قال الشّاعر :
لئِنْ كانتِ
الدُّنيا له قدْ تَزَيَّنَتْ
|
|
عنِ الأرضِ
حتَّى ضاقَ عنها فَضاؤها
|
لقدْ كانَ
حُرّاً يَستحى أنْ تَضُمَّهُ
|
|
إلى تلك ،
نَفْسٌ طِينَ فيها حَياؤها (٣٦)
|
أى : إنّ الحياء
من سجيّتها وجبلّتها.
والطِّين : معروف. وهو أنواع. والغالب على مزاجه البَرْد واليُبْس ،
ومنه الطِّين المختوم ، وهو أقراصٌ يصنعونها في نواحي جزيرة قِبْرِس (٣٧).
والطِّين المختوم : معتدل المزاج فى الحرّ والبرد ، مُشاكل لمزاج
الإنسان ، الّا أنّ يُبْسَه أكثر من رُطوبته. وله خاصيّة عجيبة فى تقوية القلب
وتفريحه. ويخرج إلى حدّ التِّرياقيّة المطلَقة حتّى يقاوم السُّموم كلّها. وإذا
شُرِب على السُّمّ أو قَبْلَه حمل الطّبيعة على قذفه. ويُشْبِه أنْ تكون خاصّيّته
تنوير الرّوح وتعديله. ويعينه ما فيه من اللّزوجة والقَبْض. ويزيد الرّوح متانةً
فيجمع إلى التّفريح التقّوية.
وقيل : هو بارد
يابس ويُبْسُه أكثر من بَرْدِه ، ولا يزيد على الأولى. وفيه غرويّة ظاهرة.
وهو ترياق لجميع
السُّموم تقدُّماً بالشُّرْب عليها وحين أخْذِها ، فانّه يُقَىِء السُّمَّ ويقوِّى
القلب ويفرِّحه ، ويقبض أفواه المسالك السّمّية عنه.
ويُستعمل لتقوية
القلب بماء الورد ، وللسُّموم بالسُّدّاب والماء الحارّ والشِّبْث. ويقطع الدّم من
أىّ مَحَلّ كان ، وينفع من الأورام الحارّة مع الخلّ ودهن الورد. ويُطْلَى على
موضع النَّهْش بخَلّ.
وكذا يُعْمَل فى
عَضَّة الكَلْب الكَلِب ، وعلى القُروح الخبيثة والكثيرة الوَسَخ بعسل أو شراب أو
ذَرّاً عليها ، فينفع منها.
ويلحم الجراحات
الطّريّة.
وينبغى أنْ
يُجْعَل معه وقتَ الطّلاء بعض الأوراق اللّطيفة كورق لِسان الحَمَل بعد غسل المحلّ
بماء العسل ، ثمّ بالماء المِلح.
والشّربة منه من
درهم إلى درهمين.
وأمّا فى السُّموم
فالشّربة منه من مثقالين إلى ثلاثة على قَدْر الحاجة.
وقيل إنّه يضرّ
بالرّئة ، ويصلحه ماء الورد. وبدله الطّين
الأرمنىّ.
والطّين الأرمنىّ منسوب إلى أرمينيّة ، بارد فى الأولى يابس فى
الثّانية.
ينفع من الطّاعون
نفعا بيّنا ، شُربا بماء الورد ، وطلاء.
ومن الوَباء مع
الخلّ والماء.
ومن الإسْهال ونزف
الدم ، ويقطعه من أىّ محلِّ كان.
ومن النَّزْلات
المنحدِرة اى الصَّدْر.
ومن السُّلّ
لتجفيفه.
ويُجَفِّف
الجراحات.
ويجبر العظام مع
الأقاقيا ونحوها طَلاء.
حواشي حرف الطّاء
__________________
__________________
حرف الظّاء
ظ
ظبي :
الظِّبَاء : جمع ظَبْي
وهو الغَزَال ،
والأنثى ظَبية. وهى ثلاثة أصناف : الآرَام وهى ظِبَاء بيض خالصة البياض واحدها رِيم ومساكنها الرّمل. والعفر وهى
ظِبَاء قصار الأعناق وألوانها حمر ومساكنها الأماكن المرتفعة.
والأُدم وهى ظِبَاء طِوال الأعناق والقوائم سُمْر الظّهور بيض البطون ،
وتسمَّى العواهج أيضا ، ومساكنها الجبال. ومن هذا الصِّنف المِسْك. قالوا وله
نابان خارجان. من فيه فى فكّه الأسفل.
ولحم هذا الحيوان
حارّ يابس فى الثّانية لذيذ مُسَخِّن سريع الهضم موافق للأبدان الباردة الرّطبة.
ويصلحه سَلْقُه ثمّ طبخه بالشِّيْرَج وشيُّه ردىء. وزِبْلُه ـ مطبوخا بالخلّ ـ يحلّل
الأورام البلغميّة ، ضمادا.
والظُّبَى : جمع ظُبَةٍ ، حَدّ السّيف وغيره.
ظرب :
الظَّرِبان
: دويّبة كالهِرّة
، والأنثى ظَرِبانة ، عن أبى زيد ، والجمع ظَرابين
وظَرَابِيّ.
وقيل : الظَّرِبان دويّبة كالكلب ، أصمّ الأذنين طويل الخرطوم أسود الظّهر
أبيض البطن ، كثير الفسو منتن الرّائحة ، يفسو فى حجر الضّبّ فيخرج من نتن رائحته
فيأكله.
وفى المثل (فَسا
بينهم الظَّرِبَان) أى : تقاطعوا لأنّها إذا فست فى ثوب لا تذهب رائحته حتّى
يبلى.
وقال أبو على
القالي البغدادي : هو كالهرّة له صماخان بلا أذنين قصير اليدين وظهره عظم واحد ،
ولا يعمل فيه السّيف لصلابة جلده الّا أن يصيب أنفه.
والأَظْرَاب : أربع أسنان خلف النّواجذ وقيل : بل هى أصول الأسنان.
والأَظْرَاب : أسناخ الأسنان. ويقال : بل هى أربع خلف النّواجذ.
وظَرَب به الدّاء ، أى : لزمه. ومنه الأَدْوَاء الظَّرِبَة ، وهى المزمنة.
ظفر :
الظُّفْر والظُّفُر : جسم ميت يسبه العظم الّا أنّه ألين منه وأصلب من غيره.
وفائدته أنْ
يتمكّن به الاصبع من لفظ الأشياء الصّغيرة ومن الحكّ ونحوه. وهو للانسان كالمخلب
لما يصيد.
وظُفْر النّسر : نبات يسمَّى بكَفّ العُقاب.
وظُفْر القِطّ : نبات ، منه برّىّ له ساق مربّع كساق الباقلاء
وورق كورق لسان الحَمَل ، وله زهر كزهر الأيرْسَا ، ومنه نهرىّ وهو المسمَّى بشجرة
أبى مالك. وشجرته تنفع نَفْثَ الدّم من الصّدر ، ونزفه من الرّحم ، شربا. وتقطع
الرُّعاف طَلاء.
والأظْفار : شىء من العِطْر أسود كأنّه ظُفْر ، لا واحدَ له من لفظه.
وطِبّاً : هو
عِظاة صنف صدفىّ ، يوجد فى الهند فى المياه القائمة التى ينبت فيها السُّنْبُل ،
لأنّه يرعاه. ولذلك فرائحته عطرة. ومنه ما يوجد بساحل بحر القلّزم (١) ، وهو أبيض.
ومنه ما يوجد ببعض نواحى بابل وهو أسود.
وأَظفار الطّبيب : قِطَع تشبه الأَظْفَار ، طيّبة الرّائحة عِطْريّة ، تُستعمل فى الدَّفن. وأجوده
الضّارب إلى البياض المنسوب إلى القُلْزُم وإلى اليَمَن والبحرين. وأمّا البابلىّ
فأسود صغير جدّا. وهو حارّ يابس فى الثّانية. ينفع دُخانُه من الصَّرَع وينبِّه من
اختناق الرَّحم ، بخورا.
والظُّفُر والظُّفُرة : جُلَيْدَة عند المآقى وقد تمتدّ إلى السّواد فَتَشُوبُه.
وحقيقتها أنّها زيادة من الملتحِمة أو من الحجاب المحيط بالعين ، تبتدىء فى الأكثر
من المأْق الانسىّ ، وهى ثلاثة أنواع :
ـ منها غشائىّ
رقيق يبتدئ من جوانب الملتحمة.
ـ والثّانى يبتدئ
من لحمة المأق وينبسط إلى أن يلحق حدَّ السَّواد فيقف هناك ويغلُظ.
ـ والثّالث يغشَى
السَّواد فيضرّ بالبَصَر بل يبطله البتّة.
وعلاج الأوّل
بالفَصْد والاستفراغ والتّكحُّل بشياف الباسْلِيْقُوْن.
وعلاج الثّانى
والثّالث الاستفراغ والكَشْط.
ظلف :
ظَلَف
المريضُ نفسَه عن
كذا : إذا منعها من شهوتها المعارِضة لصحّته.
والظِّلْف : معروف ، وهو للبقرة خاصّة ، ويُستعار لغيرها.
ظلل :
الظِّلّ
: معروف. والجمع ظِلال. ومكان ظَليل
: ذو ظِلّ. وظِلّ ظَليلٌ. منه.
واستظلَ بالظِّلّ : مال اليه ، وقعد فيه.
والأَظَلّ الماء تحت الشَّجَر لا تصيبه الشّمس.
والأَظَلُ : باطن الخُفّ ، وقيل إنّه للبعير خاصّة. وأنشدوا :
وتَصُكُّ
المَرْوَ لمّا هَجَرَتْ
|
|
فى نَكِيْبٍ
مَعِرٍ دَامِى الأظَلّ (٢).
|
وأَظَلَّه البُرْءُ : حان أوانه ، وظهرت تباشيره.
والظُّلَّة : أوّل عَرَقٍ يَتَغَشَّى بدن المعلول مِنْ حمَّى ، وغالبا
ما يُؤذن بزوالها.
ظلم :
الظَّلِيم
: الذَّكَر من
النّعام ، والجمع أَظْلِمَة وظِلْمَان وظُلْمان.
والظَّلْم : ماء الأسنان وبَرِيقُها من صفاء اللّون لا من الرِّيق.
وظُلْمَة البَصَر مرّ الكلام عليها فى (دوش).
ظمأ :
الظَّمَأ : العَطَش ، وأشدّه.
ظَمِئَ فهو ظَمِئٌ وظَمآن
وهى ظَمْآنَة.
ووَجْهٌ ظَمْآن : قليل اللّحم لزقتْ جلدته بعظمه.
وأصْلُ الظَّمَأ : القِلّة. شَفَة
ظَمْيَاء. قليلة الدّم.
وساق ظَمْيَاءُ : قليلة اللّحم. وقيل أنّها من غير المهموز.
وظِمْءُ الحياة : مِنْ لَدُن الولادة إلى الوفاة.
ظمخ :
الظِّمَخ
: شجر السُّمّاق.
ظنب :
الظِّنْب
: أُصول الشَّجرة.
والظُّنْبُوب : حَرْف العظم اليابس من السّاق.
وفى المثَل : (قَرَع
لهذا الأمر ظُنْبُوْبَة) (٣) : إذا جَدّ فيه.
وظَنَابِيبُ الخيل : قوائمها ، وهي في قول الشّاعر :
انّا إذا ما
أتانا صارِخٌ فَزِعٌ
|
|
كان الصُّراخُ
له قَرْعَ الظَّنَابِيبِ (٤)
|
كذا قيل.
والأَوْلَى أن تكون الظَّنَابِيب
، هاهنا :
المسامير التى تُدَقّ فى جُبَّة السِّنان. أراد : أنّهم يركبون الأسِنّة
ويُنْجِدون مَنْ يَسْتَصْرِخُهم.
ظنن :
الظَّنّ
: هو التَّرَدُّد
الرّاجح بين طَرفَي الاعتقاد غير (٥) الجازِم. والجمع ظُنُون وظِنُون. وقد يقع موقع العِلْم.
والظَّنُون : الرّجل الذى لا يثق بغَيره.
والظَّنِين : المتَّهم.
والدّاء الظَّنُون : الذى لا يُدْرَى أيُشْفَى صاحبه أم لا.
والدَّواء الظَّنُون : الذى ينفع تارةً ويضرّ أُخرى.
ظهر :
الظَّهْر من كلّ شىء : خلاف البَطْن. ومن الإنسان : من لَدُن مؤخَّر
الكاهل إلى أدنَى العَجُز عند آخره. يُذَكّر ، وهو من الأسماء التى وضعت موضع
الظّروف.
والظَّهَر : مصدر قولك ظَهِرَ الرجل : إذا اشتكَى ظَهْرَه. ووَجَعُ الظَّهْر يحدث فى العَضَل والأوتار الدّاخلة والخارجة المطيفة
بالصُّلب. وكيف كان فانّه يحدث فى غالبه :
ـ إمّا عن بَرْد ،
وعلامته سُكونه حال الحركة. وعلاجه التّسخين والأشربة والأغذية والمعاجين الحارّة.
ومن المجرَّب له ترياق الأربعة ، والتّضميد بالفلفل والقَرنفل والكُنْدُر والمقْل
وحَبّ الرَّشاد ، تُدَقّ وتُعْجَن بصَفار البيض ، ويُضَمِّد بها محلّ الوجع.
والمرْخ بدهن الفَرْمِيُوْن.
ـ وإمّا عن بلغم
خامٍ ، وعلامته امتلاء البَدَن وبياض القاذورة. وعلاجه استفراغه بالأيارجات
القويّة والحُقَن الحادّة.
ـ وإمّا عن امتلاء
العِرْق الكبير على الصُّلْب. وعلامته امتداد الوجع فى الظَّهر مع ضَرَبان. وعلاجه فَصْد الباسْلِيق وتلطيف الغذاء
واستعمال شراب العُنّاب.
ـ وإمّا عن كثرة
تعب. وعلامته تقدُّمه. وعلاجه بالأغذية الجيّدة والمرْخ بالأدهان المعتدلة.
ـ وإمّا عن كثرة
جماع. وعلامته تقدُّمه. وعلاجه بالفصد من الباسليق ، والمرْخ بدهن الورد.
والظّاهرة : العَين الجاحظة ، والظُّهْرَة ، بالضم ، أيضا.
وظَهَر فلان بمرضه : استخفّ به.
وأدواء مُظاهِرة : إذا اختفى منها داء
ظهر آخر.
حواشي حرف الظاء
__________________
فهرس كتاب الماء
(الجزء الثاني)
حرف
الخاء (خ)................................................................. ٣
حواشي حرف الخاء............................................................. ٥٩
حرف الدال (د)............................................................... ٦٣
حواشي حرف الدال.......................................................... ١٠١
حرف الذال (ذ).............................................................. ١٠٣
حواشي حرف الذال.......................................................... ١١٨
حرف الراء (ر)............................................................... ١٢١
حواشي حرف الراء............................................................ ١٩٢
حرف الزاي (ز).............................................................. ١٩٧
حواشي حرف الزاي........................................................... ٢٢٨
حرف السين (س)............................................................ ٢٣١
حواشي حرف السين.......................................................... ٣١٦
حرف الشين (ش)............................................................ ٣٢١
حواشي حرف الشين.......................................................... ٣٧٣
حرف الصاد (ص)........................................................... ٣٧٧
حواشي حرف الصاد.......................................................... ٤٢٦
حرف الضاد (ض)........................................................... ٤٢٩
حواشي حرف الضاد.......................................................... ٤٤٤
حرف الطاء (ط)............................................................. ٤٤٧
حواشي حرف الطاء........................................................... ٤٧٩
حرف الظاء (ظ)............................................................. ٤٨٣
حواشي حرف الظاء........................................................... ٤٩١
|