بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

فصل الصّاد

صبن

الأصمعى : يقال : صَبَنْتَ (١) عنّا الهديةَ أو ما كان من معروفٍ ، تَصْبِنُ صَبْناً ، بمعنى كففتَ. قال عمرو بن كلثوم :

صَبَنْتِ الكأسَ عنا أُمَّ عَمْرٍو

وكان الكأسُ مجراها اليَمِينا

وإذا سوَّى المقامرُ الكعبين فى الكفِّ ثم ضَرَب بهما قيل : قد صَبَنَ. ويقال له : أَجِلْ ولا تَصْبِنْ. والصَّابُونُ معروف.

صحن

صَحَنْتُ بين القوم : أصلحتُ.

وصَحَنْتُهُ صَحَنَاتٍ ، أى ضربته.

وناقةٌ صَحُونٌ ، أى رَمُوحٌ ، عن أبى عمرو.

وصَحْنُ الدار : وَسْطها.

والصَّحْنُ : العُسُّ العظيم. يقال : صَحَنْتُهُ إذا أعطيتَه شيئاً فيه.

والصَّحْنُ : طُسَيْتٌ ، وهما صَحْنَانِ يُضرَب أحدُهما على الآخَر. قال الراجز :

سَامَرَنِى أصواتُ صَنْجِ مُلْهِيَهْ

وصوتُ صَحْنَىْ قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ

والصِّحْنَاءِ بالكسر : إدامٌ يتَّخذ من السَّمك ، يمدّ ويقصر (٢). والصِّحْنَاءَةُ أخصُّ منه.

صدن

الصَّيْدَنَانِى : الصَيْدَلَانِىُّ.

والصَّيْدَنَانِىُ أيضاً : دويْبَّةٌ ، قال أبو عبيد : تَعمَل لنفسها بيتاً فى الأرض وتُعمِّيه. ويقال له : الصَّيْدَنُ أيضاً. قال كثيِّر يصف ناقتَه :

كَأَنَّ خَلِيفَىْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا

بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِ

الصَّيدَنُ : الثعلب (٣)]. والصَّيْدَنُ : المَلِكُ. قال رؤبة :

* إنِّى إذا استَغلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ (٤) *

__________________

(١) صَبَنَ من باب ضَرَب.

(٢) والصَحْنَا والصَحْنَاةُ ويمدّان ويكسران.

قاموس.

(٣) التكملة من المخطوطة.

(٤) بعده :

لم أنه أذ قلت يوما وصنى


صعن

الصِّعْوَنُ : الظليمُ ، بكسر الصاد وتشديد النون.

صفن

الصَّفَنُ (١) بالتحريك : جِلدةُ بيضةِ الإنسان ، والجمع أَصْفانٌ.

والصُّفْنُ بالضم : وعاءٌ من أَدَمٍ مثل السُفْرَةِ يُستقَى بها. وقال الفرَّاء : هو شىءٌ مثل الرِكوة يُتوضَّأ فيه. قال صخرُ الغىِّ يصف ماءً ورَدَه :

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِىَ فى جَمِّهِ

خِياضَ المُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفا

وقال أبو عمرو : الصُّفْنُ : خريطةٌ تكون للراعى ، فيها طعامُه وزِنادُه وما يَحتاج إليه. قال ساعدة بن جُؤيَّة :

مَعَه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ

صُفْنٌ وأَخْرَاصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ

وتَصَافَنَ القومُ الماءَ : اقتسموه بالحِصَص ، وذلك إنَّما يكون بالمَقْلة ، يُسقَى الرَّجلُ قدرَ ما يغمُرها.

والصافِنُ من الخيل : القائمُ على ثلاثِ قوائم ، وقد أقامَ الرابعةَ على طرف الحافر. تقول : صَفَنَ الفرس يَصْفَنُ (٢) صُفُوناً.

والصَّافِنُ : الذى يصُفُّ قدَمَيه. وفى الحديث : «كنَّا إذا صلَّينا خَلفَه فرفع رأسَه من الرُّكوع قُمنا خلفَه صُفوناً ، فإذا سَجَد تَبِعناه» ، أى قمنا صافِّين أقدامنا.

وصِفِّينُ : موضعٌ كانت به وقعةٌ بين علىٍّ ومعاوية رضى الله عنهما.

والصافِنُ : عِرْقُ الساق.

صنن

الصِّنُ بالكسر : بول الوَبْرِ ، وهو مُنتنٌ جدًّا.

قال جرير :

تَطَلَّى وهى سَيِّئَةُ المُعَرَّى

بِصِنِ الوَبْرِ تَحْسَبُهُ مَلَابا

والصِّنُ أيضاً : يومٌ من أيام العجوز.

والصِّنُ أيضاً : شبه السَلَّة المُطْبَقة ، يُجعَل فيه الخبز.

والصُّنَانُ : ذَفَر الإِبط.

وقد أَصَنَ الرجلُ ، أى صار له صُنَانٌ.

وأَصَنَ ، إذا شَمَخ بأنْفه تكبُّرًا. وقال (٣) :

__________________

(١) فى القاموس : الصَفْنُ : وعاء الخصية ، ويحَرّك.

(٢) صَفَنَ الفرس ، من باب جلس ، يَصْفِنُ.

(٣) مدرك بن حِصن ، قال : ـ


* أَإِبِلِى تأكُلُها مُصِنَّا*

ومنه قولهم : أَصَنّتِ الناقةُ ، إذا حَمَلتْ فاستكبرتْ على الفحل.

الأصمعى : فلان مُصِنٌ غَضَباً ، أى ممتلئ غضباً.

صون

صُنْتُ الشىء صَوْناً وصِيَاناً وصِيَانَةً ، فهو مَصُونٌ ، ولا تقل مُصَانٌ.

وثوبٌ مَصُونٌ على النقص ، ومَصْوُونٌ على التمام. وقد فسرناه فى (دوف).

وجعلت الثوب فى صِوَانِهِ وصُوَانِهِ ، بالضم والكسر ، وصِيَانِهِ أيضاً ، وهو وعاؤه الذى يُصَانُ فيه.

وصَانَ الفرسُ ، إذا قام على طرف حافرِه من وَجًى أو حَفًى. قال النابغة :

وما حاولتُما بقِياد خيلٍ

يَصُونُ الوردُ فيها والكُمَيْتُ

وأمَّا قوله (١) :

فأَوْرَدَهُنَّ بطن الأَتْمِ شُعْثاً

يَصُنُ المشىَ كالحِدَإِ التُؤَامِ

فلم يعرفْه الأصمعى. وقال غيره : يُبقِين بعضَ المشى. ويقال : يَتَوَجَّيْنَ فى المشى من حَفًى.

والصَوَّانُ ، بالتشديد : ضربٌ من الحجارة ، الواحدة صَوَّانَةٌ.

والصِّينُ : بلدٌ.

والصَّوَانِى : الأوانى منسوباتٌ إليه.

فصل الضَاد

ضأن

الضَّائِنُ : خلاف الماعز ، والجمع الضَّأْنُ والمَعْزُ ، مثل رَاكِبٍ ورَكْبٍ ، وسافِرٍ وسَفْرٍ ، وضَأَنٌ أيضاً مثل حارِسٍ وحَرَسٍ ، وقد يجمع على ضَئِينٍ ، وهو فَعِيلٌ ، مثل غَازٍ وغَزِىٍّ.

والأنثى ضائِنَةٌ ، والجمع ضَوَائِنُ.

وأَضْأَنَ الرجل : كثُر ضَأْنُهُ.

ضبن

الضِّبْنُ بالكسر : ما بين الإبط والكشح.

وأوَّلُ الحَمْلِ (٢) الأبْط ، ثم الضَّبْنُ ، ثم الحضْنُ.

__________________

يا كروانا صك فاكبانا

فشن بالسلح فلما شنا

بل الذنابي عبسا مبنا

ألم بلى تأكلها مصنا

خافض سن ومشيلا سنا

(١) النابغة أيضاً.

(٢) فى المطبوعة : «الجنب» ، صوابه من اللسان والمخطوطات.


وأَضْبَنْتُ الشىء واضْطَبَنْتُهُ : جعلته فى ضِبْنِى.

وضُبْنةُ (١) الرجل أيضاً : عيالُه ، وكذلك الضَّبِنَةُ بفتح الضاد وكسر الباء.

ومكان ضَبِنٌ ، أى ضيّق.

والمَضْبُونُ : الزَمِن ؛ ويشبه قلب الباء من الميم.

ضجن

الضَّجَنُ بالجيم : جبلٌ معروف. قال الأعشى :

* كخَلْقَاءَ من هَضَبَاتِ الضَّجَنْ (٢) *

وكذلك قول ابن مُقْبل :

* تَؤُمُّ السَيْرَ للضَّجَنِ (٣) *

والحاء تصحيف.

وضَجْنَانُ : جبلٌ بناحية مكَّة.

ضزن

الضَّيْزَنُ : الذى يزاحم أباه فى امرِأته.

قال أوس :

والفَارِسِيَّةُ فيهم غير مُنْكَرَةٍ

وكلُّهم (٤) لأبيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ

ويقال : الضَيْزَنُ : الذى يزاحمك عند الاستقاء فى البئر.

وضَيْزَنٌ : اسم صَنَم.

ضغن

الضِّغْنُ والضَّغِينَةُ : الحِقد ، وقد ضَغِنَ عليه بالكسر ضَغَناً.

وتَضَاغَنَ القومُ واضْطَغَنُوا : انْطَوَوْا على الأحقاد.

واضْطَغَنْتُ الشئَ ، إذا أخذتَه تحت حِضْنِكَ.

وأنشد الأحمر (٥) :

* كأنَّهُ مُضْطَغِنٌ صَبِيَّا (٦) *

أى حاملُه فى حِجْره. وقال ابن مُقْبل :

إذا اضْطَغَنْتُ سلاحى عند مَغْرِضِها

ومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السيفِ إذْ شَسَفا

وفرسٌ ضَاغِنٌ : لا يعطى ما عِنده من الجرى إلَّا بالضرب. قال الشماخ :

__________________

(١) وضُبْنَةُ الرجل مثلثة.

(٢) صدره :

وطال السنام على جبلة

(٣) وبيت ابن مقبل :

في نسوة بنى دهى مصمدة

أو من قنان توم السير للضجن

(٤) فى اللسان : «فكلهم».

(٥) للعامرية.

(٦) قبله :

لقد رأيت رجلا دهريا

يمشى وراؤ القوم سيتهيا


* كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَمُوسِ المَهامِزُ (١)

وإذا قيل فى الناقة : هى ذاتُ ضِغْنٍ ، فإنَّما يراد نِزَاعُها إلى وطنها. قال الخليل : ويقال للنَحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاستصعبت على الجَأْب : إنَّها ذات شَغْبٍ وضِغْنٍ.

وقناةٌ ضَغِنَةٌ ، أى عوجاء.

وضَغِنَ فلانٌ إلى الدنيا ، بالكسر : ركَن ومال.

وضِغْنِى إلى فلانٍ ، أى مَيْلى إليه.

ضفن

ضَفَنَ البعير برجله : خَبَط بها.

وضَفَنَ بغائطه : رمَى به.

وضَفَنَ على ناقته : حَمَل عليها.

أبو زيد : ضَفَنْتُ إلى القوم أضْفِنُ ضَفْناً ، إذا أتيتَهم تجلس إليهم.

وضَفَنْتُ الرجلَ ، إذا ضربتَ برجلك على عَجُزه. واضَّفَنَ هو (٢) ، إذا ضرب بقدمه مؤخّر نَفْسه.

وضَفَنْتُ بالإنسان الأرضَ ، إذا ضربتَها به.

والضِّفَنُ ، على وزن الهِجَفِّ : الأحمق من الرجال ، مع عِظَمِ خَلْقٍ.

والضَّيْفَنُ ذكرناه مع الضيف.

ضمن

ضَمِنْتُ الشىء ضَمَاناً : كَفَلْتُ به ، فأنا ضَامِنٌ وضَمِينٌ.

وضَمَّنْتُهُ الشىء تَضْمِيناً فتَضَمَّنَهُ عنِّى ، مثل غَرَّمْتُهُ.

وكلُّ شىءً جعلتَه فى وعاء فقد ضَمَّنْتَهُ إياه.

والمُضَمَّنُ من الشعر : ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً.

والمُضَمَّنُ من البيت : مالا يتمّ معناه إلّا بالذى يليه.

وفهمت ما تَضَمَّنَهُ كتابُك ، أى ما اشتملَ عليه وكان فى ضِمْنِه.

وأنفذتُه ضِمْنَ كتابى ، أى فى طيِّه.

والضُّمْنَةُ بالضم ، من قولك : كانت ضُمْنَةُ فلانٍ أربعةَ أشهرٍ ، أى مرضُه.

ورجلٌ ضَمِنٌ ، وهو الذى به الزَمانة فى جسَده من بلاءٍ أو كَسْرٍ أو غيره. وأنشد الأحمر :

ما خِلْتُنِى زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً

أشكو إليكم حُمُوَّةَ الأَلَمِ

والاسم الضَّمَنُ والضَّمَانُ. قال ابن أحمر وكان قد سُقِىَ بطنُه :

__________________

(١) صدره :

أقام الثقاف والطريدة دراها

(٢) فى المخطوطات : «واضْطَفَنَ هو».


إليك إلَهَ الخلق أرفَعُ رغبتى

عِياذاً وخوفاً أن تُطيل ضَمَانِيا

والضَّمَانَةُ : الزَمَانةُ. وقد ضَمِنَ الرجل بالكسر ضَمَناً ، فهو ضَمِنٌ ، أى زَمِنٌ مُبْتَلًى.

وفى الحديث : «من اكْتَتَبَ ضَمِنًا بعثه الله ضَمِناً» ، أى من كتبَ نفسَه فى ديوان الضَّمْنَى ، أى الزَمْنَى.

والضَّامِنَةُ من النخيل : ما تكون فى القرية.

وفى الحديث أنَّه عليه الصلاة والسلام كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجندلِ مِن كلب : «أنَّ لنا الضاحيةَ من البَعْل ولكم الضَّامِنَة من النخل».

فالضاحية هى الظاهرةُ التى فى البرِّ من النخل. والبعلُ : الذى يَشرب بعُروقه من غير سَقْىٍ. والضَّامِنَةُ : ما تَضَمَّنَها أمصارُهم وقُراهم من النخل.

والمَضَامِينُ : ما فى أصلاب الفحول. ونُهِى عن بيع المَضَامِينِ والملاقيح.

ضنن

ضَنِنْتُ بالشىء أَضَنُ به ضِنًّا وَضَنَانَةً ، إذا بخِلتَ به ، فأنا ضَنِينٌ به. قال الفراء : وضَنَنْتُ بالفتح أَضِنُ لغةٌ.

وقول قَعْنَبِ بن أمّ صاحب :

مَهْلاً أَعَاذِلَ قد جرّبتِ من خُلُقِى

أَنِّى أَجُودُ لأقوامٍ وإنْ ضَنِنُوا

يريد ضَنُّوا ، فأظهر التضعيفَ ضرورةً.

وفلانٌ ضِنِّى من بين إخوانى ، وهو شبه الاختصاص.

وفى الحديث : «إنّ لله ضِنًّا من خَلْقه يُحييهم فى عافية ويُميتهم فى عافية».

وهذا عِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّةٍ ، بكسر الضاد وفتحها ، أى نفيسٌ مما يُضَنُ به.

وضِنَّةُ : قبيلةٌ.

والمَضْنُونُ : الغالية. وأنشد ثعلب :

وقد أَكْنَبَتْ يداك بعد اللِينِ

وبَعْدَ دُهَنِ البَانِ والمَضْنُونِ

وهَمَّتَا بالصبر والمُرُونِ

ضون

الضَّيْوَنُ : السِنَّورُ الذكر ، والجمع الضَّيَاوِنُ صَحَّتِ الواو فى جمعها لصحَّتها فى الواحد.

وإنَّما لم تدغم فى الواحد لأنه اسمٌ موضوع وليس على وجه الفعل. وكذلك حَيْوَةُ اسم رجلٍ.

وفَارَقاً هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً.

وقال سيبويه فى تصغيره : ضُيَيِّنٌ ، فأعلّه وجعله مثل أُسَيِّدٍ ، وإن كان جمعه أَسَاوِدَ.

ومن قال أُسَيْوِدٌ فى التصغير لم يمتنع أن يقول ضُيَيْوِنٌ.


فصل الطَّاء

طبن

الطَّبَنُ بالتحريك : الفطنةُ. يقال : طَبِنَ له يَطْبَنُ طَبَناً. وكذلك طَبَنَ له بالفتح يَطْبِنُ طَبَانَةً وطَبَانِيَةً وطُبُونَةً ، فهو طَبِنٌ وطابِنٌ ، أى فَطِنٌ حاذقٌ.

وطَبَنْتُ النار : دفنتُها لئلا تَطفأ ؛ وذلك الموضع الطَّابُونُ.

ويقال : طابِنْ هذه الحَفِيرةَ وطامِنْها.

والمُطْبَئِنُ : مثل المطمئنّ. يقال اطْبَأَنَ ، مثل اطْمَأَنَّ.

وما أدرى أىُ الطَّبْنِ هو ، بالتسكين ، أى أىّ الناس هو.

والطُّبْنَةُ : لُعبةٌ يقال لها بالفارسية «سِدَرَهْ (١)» ، والجمع طُبَن ، مثل صُبْرَةٍ وصُبَرٍ.

وأنشد أبو عمرو :

تَدَ كَّلَتْ بعدى وأَلْهَتْهَا الطُّبَنْ

ونحن نعدو فى الخَبَارِ والجَرَنْ

طجن

الطَّيْجَنُ والطَّاجِنُ : الطابق يُقْلَى عليه ، وكلاهما معرَّب ، لأنَّ الطاء والجيم لا يجتمعان فى أصل كلام العرب.

طحن

طَحَنَتِ الرحى تَطْحَنُ. وطَحَنْتُ أنا البُرَّ.

والطَّحْنُ : المصدر. والطِّحْنُ ، بالكسر الدقيق.

وطَحَّنَتِ الأفعى : تَرَحَّتْ واستدارت ، فهى مِطْحَانٌ. قال الشاعر :

بخَرْشاءِ مِطْحَانٍ كأن فحيحها

إذا فَزِعَتْ ماءٌ هُرِيقَ على جَمْرِ

والطَّاحُونَةُ : الرَحَى.

والطَّوَاحِنُ : الأضراس.

والطَّحَّانَةُ والطَّحُونُ : الإبل الكثيرة.

والطَّحُونُ : الكتيبة تَطْحَنُ ما لقِيتْ.

والطُّحَنُ : دويْبَّةٌ. وقال جندل :

إذا رآنى واحداً أو فى عَيَنْ

يَعرِفُنى أطْرقَ إطراق الطُّحَنْ

والطَّحَّانُ ، إن جعلته من الطُّحْنِ أجريتَه وإن جعلته من الطَحِّ أو الطَحَا ، وهو المنبسط من الأرض ، لم تُجْرِه.

طعن

طَعَنَهُ بالرمح. وطَعَن فى السنّ يَطْعُنُ بالضم طَعْناً. وطَعَنَ فيه بالقول يَطْعُنُ أيضاً طَعْناً وطَعَنَاناً. وقال أبو زُبَيد :

__________________

(١) معناها ذو ثلاثة أبواب.


وأَبَى ظاهِرُ الشَنَاءَةِ إِلّا (١)

طَعَنَاناً وقولَ ما لا يقالُ

وطَعَنَ فى المفازة يَطْعُنُ ويَطْعَنُ أيضاً ، أى ذهَب. قال (٢) :

وأطْعَنْ (٣) بالقوم شَطرَ الملو

كِ حتَّى إذا خفَق المِجْدَحُ (٤)

وقال حُميد بن ثَور :

وطَعْنِى إليك الليلَ حِضْنَيْهِ إنَّنى

لتلك إذا هَابَ الهِدَانُ فَعُولُ

قال أبو عبيدة : أراد وطَعْنِى حِضْنَىِ الليلِ إليك.

والفرس يَطْعَنُ فى العنان ، إذا مدَّه وتبسَّط فى السير. قال لبيد :

تَرْقَى وتَطْعُنُ فى العنان وتنتحى

وِرْدَ الحمامة إذْ أَجَدَّ حَمَامُها

أى كوِرد الحمامة. والفراء يجيز الفتح فى جميع ذلك.

وفى الحديث : «لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً» يعنى فى أعراض الناس.

والطَّاعُونُ : الموت الوَحِىُّ من الوَباء ، والجمع الطَّوَاعِينُ (٥).

طمن

اطْمَأَنَ الرجل اطْمِئْنَاناً وطمَأْنِينَةً ، أى سكن.

وهو مُطْمَئِنٌ إلى كذا ، وذاك مُطْمَأَنٌ إليه.

واطْبَأَنّ مثلُه على الإبدال.

وتصغير مُطْمَئِنٍ طُمَيْئِنٌ ، تحذف الميمَ من أوله وإحدى النُونين من آخره.

__________________

(١) فى اللسان :

وأبى مظهر العداوة إلا

(٢) درهم بن زيد الأنصارى.

(٣) قال ابن برى : ورواه القالى : «وأَظْعَنُ».

(٤) بعده :

أرم صحابي بأن ينزلوا

فباتوا قليلا وقد أصبحوا

(٥) فى المختار : قال الأزهرى فى التهذيب : الطَعَنَانُ قول الليث ، وأما غيره فمصدر الكل عندهُ الطعن لا غير. وعين المضارع مضمومة فى الكل عند الليث ، وبعضهم يفتح العين من مضارع الطَعْنِ بالقول للفرق بينهما. قال الكسائى : لم أسمع فى مضارع الكلّ إلّا الضم ، وقال الفراء : سمعت يَطْعَنُ بالرمح بالفتح. وفى الديوان ذكر الطعن بالرمح وباللسان فى باب نصر ، ثم قال فى باب قطع : وطَعَنَ يَطْعَنُ لغة فى طَعَنَ يَطْعُنُ فجعل كل واحد من البابين.


وتصغير طُمَأْنِينَةٍ طُمَيْئِينَةٌ ، تحذف إحدى النونين لأنَّها زائدة.

وطَمْأَنَ ظهره وطامَنَهُ بمعنًى ، على القلب.

وطَأْمَنْتُ منه : سَكَّنْتُ.

طنن

الطَّنِينُ : صوت الذُبَاب والطَست والبَطَّة تَطِنُ إذا صوَّتتْ.

وأَطْنَنْتُ الطَسْتَ فطنَّتْ.

وطَنَ : مات. وهو فى المصنَّف.

والطُّنُ : بالضم : حُزْمة القصب. والقصبةُ الواحدةُ من الحُزْمة : طُنّةٌ.

وضربَه فأَطَنَ ساقَه ، أى قَطَعها ، يراد بذلك صوتُ القطع.

طين

الطِّينُ معروف ، والطِّينَةُ أخصُّ منه.

وطَيَّنْتُ السَطح ، وبعضُهم ينكره ويقول : طِنْتُ السطح فهو مَطِينٌ. وأنشد (١) :

فأَبْقَى باطِلِى والجِدُّ منها

كدُكَّانِ الدَرَابِنَةِ المَطِينِ

والطِّينَةُ : الخِلْقَةُ والجِبِلَّة. يقال : فلانٌ من الطِّينة الأولى.

وطَانَ فلان كتابَه : ختَمه بالطِينِ.

ابن السكيت : طَانَهُ الله على الخير وطامَهُ ، أى جبَلَه عليه. وأنشد :

* أَلَا تلكَ نَفْسٌ طينَ فيها حَيَاؤُها*

وَيروى : «كان». ويومٌ طانٌ ومكانٌ طانٌ.

وأرضٌ طانَةٌ : كثيرة الطِّينِ.

وفِلَسْطينُ بكسر الفاء : بلدٌ.

فصل الظَاء

ظعن

ظَعَنَ (٢) ، أى سار ، ظَعْناً وظَعَناً بالتحريك.

وقرئ بهما قوله تعالى : (يَوْمَ ظَعْنِكُمْ).

وأَظْعَنَهُ : سَيَّرَهُ.

والظَّعِينَةُ : الهودج كانت فيه امرأةٌ أوْ لم تكن ، والجمع ظُعْنٌ وظُعُنٌ ، وظَعَائِنُ وأَظْعَانٌ.

أبو زيد : لا يقال حُمُولٌ ولا ظُعُنٌ إلّا للإبل التى عليها الهوادج كان فيها نساءٌ أو لم يكُنَّ.

وهذا بعير تَظَّعِنُهُ المرأةُ ، أى تركبه ، وهو تَفْتَعِلْهُ.

والظَّعِينَةُ : المرأة ما دامت فى الهودج ، فإذا لم تكن فيه فليست بِظَعِينَةٍ. وقال عمرو ابن كُلثوم :

__________________

(١) للمثَقِّب العبدىّ.

(٢) ظعن من باب قطع.


قِفِى قبل التفرّق يا ظَعِينَا

نُخَبِّرْكِ اليقين وتُخْبِرِينا

أراد : يا ظَعِينَةُ.

الكسائى : الظَّعُونُ : البعير الذى يُعتَمل ويُحمَل عليه.

والظِّعَانُ : الحبل الذى يشدُّ به الهودج. قال كعب بن زهير :

له عُنُقٌ تُلْوَى بما وُصِلَتْ به

ودفَّانِ يَشْتَفَّانِ (١) كلَ ظِعَانِ

ظنن

الظَّنُ معروف ، وقد يوضع موضع العلم. قال دريد بن الصِمَّةِ :

فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَىْ مُدَجَّجٍ

سَرَاتْهُمُ فى الفارسىِّ المُسَرَّدِ

أى استيقِنوا. وإنَّما يخوِّف عدوَّه باليقين لا بالشكّ.

وتقول : ظَنَتْتُكَ زيداً وظَنَنْتُ زيداً إيَّاك ، تضع المنفصل موضع المتَّصل فى الكناية عن الاسم والخبر ، لأنَّهما مبتدأ وخبر.

والظَّنِينُ : الرجل المُتَّهَمُ. والظِّنَّةُ : التُّهْمَة ، والجمع الظِّنَنُ. يقال منه : اطَّنَّهُ وَاظَّنَّهُ بالطاء والظاء ، إذا اتَّهَمَه. وفى حديث ابن سِيرِين : لم يكن عَلِىٌّ عليه السلام يُظَّنُ فى قتل عثمان ، وهو يُفْتَعَلُ من يُظْتَنُّ فأُدغِم. قال الشاعر :

ولا كلُ (٢) من يَظَّنُّنِى أنا مُعْتِبٌ

ولا كلُّ ما يُرْوَى عَلَىَّ أَقُولُ

والتَّظَنِّى : إعمال الظَّنِ ، وأصله التَّظَنُّنُ أبدل من إحدى النونات ياءً.

ومَظِنَّةُ الشىء : موضعِه ومألَفه الذى يُظَنُ كونُه فيه ؛ والجمع المَظَانُ. يقال : موضع كذا مَظِنَّةٌ من فلان ، أى مَعْلَمٌ منه. قال النابغة :

فإنْ يَكُ عامرٌ قد قال جَهْلاً

فإنَ مَظِنَّةَ الجهلِ الشبابُ

ويروى : «السِبَابُ» ويروى : «مَطِيَّةَ».

والدَيْنُ الظنُونُ : الذى لا يُدرَى أيقضيه آخِذُه أم لا.

والظَّنونُ : الرجل السيىء الظَّنِ. والظَّنُونُ : البئر لا يُدرَى أفيها ماء أم لا ، ويقال القليلة الماء.

قال الأعشى :

ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذى

جُنِّبَ صَوْبَ اللَجِبِ الماطِر

مِثْلَ الفُرَاتِىِّ إذا ما طَمَا

يَقْذِفُ بالبُوصِىِّ والماهِرِ

__________________

(١) فى اللسان : «يَشْتَافَانِ».

(٢) ويروى : «وما كلُّ».


فصل العين

عبن

نسرٌ عَبَنٌ ، مشدّد النون ، أى عظيم.

وكذلك الجمل الضخم. وعَبَنًّى مثله ملحقٌ بفَعَلَّى بياء ، إذا وصلته نَوَّنْتَ ، والأنثى عَبَنَّاةٌ ، والجمع عَبَنَّيَاتٌ. قال الراجز :

هَانَ على عَزَّةَ بنتِ الشَحَّاجْ

مَهْوَى جَمالِ مالِكٍ فى الإدْلَاجْ

بالسَيْرِ أَرْذَاهُ وجِيفُ الحُجَّاجْ

كلَ عَبَّنى بالعَلَاوى هَجْهاجْ

بحيث لا مُسْتَوْدَعٌ ولا نَاجْ

عثن

العُثَانُ : الدخان ، وجمعهما عَوَاثِنُ ودَوَاخِنُ.

وكذلك العَثَنُ ، ولا يعرف لهما نظير.

وقد عَثَنَتِ النار تَعْثُنُ (١) بالضم ، إذا دخَّنتْ.

وربما سمَّوا الغُبار عُثَاناً.

وَعَثّنْتُ ثوبى بالبَخُور تَعْثِيناً.

والعُثْنُونُ : شعيراتٌ طِوالٌ تحت حنَك البعير. يقال : بعيرٌ ذو عَثَانِينَ ، كما قالوا لمفرِق (٢) الرأس مفارق.

وعُثْنُونُ الرِيحِ والمطر : أوَّلهما.

أبو زيد : العَثَانِينُ : المطر بَين السَحاب والأرض ، مثل السَبَلِ ، واحدها عُثْنُونٌ.

عجن

العَجِينُ معروف. وقد عَجَنَتِ المرأة تَعْجِنُ عَجْناً (٣).

واعْتَجَنْتُ ، أى اتخذت عَجِيناً.

وعَجَنَتِ الناقة أيضا ، إذا ضربت الأرضَ بيديها فى سَيرها ، وهى عاجِنٌ.

وعَجَنَ الرجُل ، إذا نهض معتمداً بيديه على الأرض من الكِبَرِ. قال :

فأصبحتُ كُنْتِيًّا وأصبحتْ (٤) عَاجِناً

وشَرُّ خصالِ المرءِ كُنْتٌ وعَاجِنُ

وعَجِنَتِ الناقة بالكسر عَجَناً : سَمِنَتْ ،

__________________

(١) عَثَنَتِ النار تَعْثُنُ من باب دخل ونصر عَثْناً وعُثَاناً وعُثُوناً : دخَّنت ، كعثّنَتْ. وعَثِنَ الثوب كفرح : عَبِقَ.

(٢) المَفْرِقُ بفتح الراء وكسرها : وسط الرأس وهو الموضع الذى يفرق فيه الشعر.

(٣) عَجَنَ كنصر وضرب. وعَجِنَتِ الناقة كفَرِحَ : سَمِنَتْ.

(٤) فى اللسان : «وهَيَّجْتُ عَاجِناً». وكذا فى المطبوعة ببلاد العجم.


فهى عَجِنَةٌ وَعَجْنَاءُ. وبعيرٌ عَجِنٌ ، أى مكتنِزٌ سِمَناً والعِجَانُ : ما بين الخُصية والفَقْحَةِ.

والعَجَنُ : ورمٌ يصيب الناقةَ بين حيائها ودُبرها ، وبما اتّصلا. يقال : ناقةٌ عَجْنَاءُ بيِّنة العَجَنِ.

والعِجَانُ : الأحمقُ ، عن الخليل.

علجن

العَلْجَنُ : الناقة الشديدة ، والمرأة الحمقاء.

واللام زائدة.

عجهن

العُجَاهِنُ بالضم : الخادم ، والطبّاخ ؛ والجمع العَجَاهِنَةُ بالفتح. قال الكميت :

ويَنْصُبْنَ القُدُورَ مُشَمِّرَاتٍ

يُنَازِعْنَ العَجَاهِنَةَ الرِئِيناً

يريد جمع الرئة. والمرأة عُجَاهِنَةٌ. وقد تَعَهْجَنَ.

عدن

عَدَنْتُ (١) البلد : وَطّنته.

وعَدَنت الإبل بمكانِ كذا : لزِمتْه فلم تَبرح.

ومنه : (جَنَّاتِ عَدْنٍ) أى جنّات إقامة.

ومنه سمّى المَعْدِنُ ، بكسر الدال ، لأن الناس يُقيمون فيه الصيفَ والشِّتاء.

ومركزُ كلِّ شىء : مَعْدِنُه.

والعادِنُ : الناقة المقِيمة فى المرعى.

وعَدَنُ : بلد باليمن.

وعَدَانُ البحر ، بالفتح : ساحِله. وأما قولُ لبيد :

ولقد يعلم صَحْبِى كلُّهم

بِعَدَانِ السِيفِ صَبْرِى ونَقَلْ

فيقال أراد عَدَنَ فزاد فيه الألف للضرورة ، ويقال هو موضع آخر.

والعَيْدَانُ : النخلُ الطِوال ، وقد ذكرناه فى الدال. وأنشد أبو عبيدَة لابن مُقْبل :

يَهْزُزْنَ للمَشْىِ أوصالاً مُنَعَّمَةً

هَزَّ الجَنُوبِ ضُحًى عَيْدانَ يَبْرِينا

وعَدْنَانُ بن أُدٍّ : أبو مَعَدٍّ.

والعَدِينَةُ : رقعة فى أسفل الدَلو ، والجمع العَدَائِنُ. يقال : غَرْبٌ مُعَدَّنٌ ، إذا قطع أسفله ثم خُرِزَ برُقعة. وقال :

* والغَرْبَ ذا العَدِينَةِ المُوَعَّدَا (٢) *

والعَدَانَاتُ : الفِرَقُ من الناس.

__________________

(١) عَدَنَ ، من باب جَلَسَ ونَصَرَ ، عَدْناً وعُدُوناً.

(٢) فى اللسان : «المُوَعَّبَا». المُوَسَّعُ : المُوَفَّرُ.


عرن

عِرْنِينُ كلِّ شىء : أوَّلُه.

وعَرَانِينُ القوم : سادتهم.

وعِرْنِينُ الأنف : تحت مجتمع الحاجبين ، وهو أوَّل الأنف حيث يكون فيه الشَمَم. يقال : هم شُمُ العَرَانِينِ.

والعُرَانِيَةُ ، بالضم : ما يرتفع فى أعالى الماء من غَوارب الموج. قال عدىُّ بن زيدٍ العِبَادىُّ يصف طُوفانَ نوحٍ عليه السلام :

كانت رياحٌ وماءٌ ذو عُرَانِيَةٍ

وظُلمةٌ لم تَدَعْ فتقاً ولا خَلَلا

الأصمعى : العِرَانُ : العود الذى يُجْعَلُ فى وترة أنف البُخْتِىِّ. وقد عَرَنْتُ البعيرَ أَعْرُنُهُ بالضم عَرْناً.

وعِرَانُ البَكَرة : عُودها ، ويشدُّ فيه الخطّاف.

ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ ، إذا سُمِّرَ سِنانُه بالعِرَانِ ، وهو المسمار.

والعِرَانُ : بُعْدُ الدارِ. يقال : دارُهم عارِنَةٌ أى بعيدة.

والعَرَنُ : جُسْأَةٌ فى رِجل الدابّة فوقَ الرُسغ من أُخُرٍ ، وهو الشُقَاقُ. وقد عَرِنَتْ رِجلُ الدابة بالكسر.

وعَرِنَ البعيرُ أيضاً يَعْرَنُ عَرَناً. قال ابن السكيت. هو قَرحٌ يأخذُه فى عنقه فيحتكُّ منه ، وربَّما بَرَك إلى أصلِ شجرة واحتكَّ بها.

قال : ودواؤه أن يُحْرَق عليه الشَحم.

وعُرَيْنَةُ بالضم : اسم قبيلة ، ورهطٌ من العُرَنِيِّينَ ارتدُّوا فقتلهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

والعَرِينُ والعَرِينَةُ : مأوَى الأسد الذى يألفُه ، يقال : ليثُ عَرِينٍ وليثُ عَرِينَةٍ ، وليثُ غابةٍ وأصل العَرِينِ جَماعةُ الشجر. ويقال : العَرِينُ اللحمُ. وينشد (١) :

* مُوَشَّمَةُ الأطراف رَخْصٌ عَرِينُها (٢) *

وعَرِينٌ أيضا : بطنٌ من تميم : وعُرَيْنَةُ مصغّرة : بطنٌ من بَجِيلَةَ. وقال جرير :

عَرِينٌ من عُرَيْنَةَ ليس مِنَّا

بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَةَ من عَرِينِ

والعِرْنَةُ بالكسر : الصِرِّيع الذى لا يُطاق.

وعِرْنَانُ : اسم جبَل بالجنَاب دون وادِى القرى إلى فَيْدٍ.

وسقاءٌ مَعْرُونٌ : دبغ بالعِرْنَةِ ، وهو خشب الظِمْخِ ، وهو شجرٌ.

أبو عمرو : العِرْنَةُ : عروق العَرَنْتُنِ.

__________________

(١) لمدرك بن حصنٍ.

(٢) صدره :

رغا صاحبي عند البكاء كما رغت


عربن

العُرْبُونُ والعَرَبُونُ والعُرْبَانُ : الذى تسمِّيه لعامة الرَبُونُ. يقال منه : عَرْبَنْتُهُ إذا أعطيتَه ذلك.

عرتن

العَرَتُنُ : نبتٌ يُدبَغُ به. قال الخليل : أصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُلٍ ، حذفت منه النون وترك على صورته. ويقال عَرْتَنٌ ، مثل عَرْفَجٍ.

وأديمٌ مُعَرْتَنٌ ، أى مدبوغٌ بالعَرَتُنِ.

وعُرَيْتِنَاتٌ : موضعٌ ، وقد ذكرنا صرفَه فى عرفات.

عرجن

العُرْجُونُ : أصلُ العِذْقِ الذى يعوجّ وتُقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً.

وعَرْجَنَهُ : ضربه بالعُرْجُونِ.

عرهن

جملٌ عُرَاهِنٌ ، أى عظيم ، مثل عُرَاهِمٍ.

عسن

العَسَنُ (١) : نُجوع العلَف فى الدوابّ. وقد عَسِنَتِ الإبل بالكسر ، إذا نَجَع فيها الكلأ ومَمِنَتْ.

ودابّةٌ عَسِنٌ ، أى شَكُورٌ.

والعُسْنُ (٢) بالضم : الشحم القديم ، مثل الأُسنِ.

وأَعْسَانُ الشىء : آثاره ومكانه.

وتَعَسَّنَ فلانٌ أباه ، أى نَزَع إليه فى الشبه.

وتَعَسَّنْتُ الشىء : تطلَّبتُ أثره ومكانه.

عشن

عَشَنَ واعْتَشَنَ ، أى قال برأيه.

ويقال : العُشَانَةُ : أصل السَعَفَةِ ، وبها كُنِّىَ أبو عُشَانَة.

عشزن

العَشَوْزَنُ : الصلب الشديد الغليظ ، والأنثى عَشَوْزَنَةٌ. وقال عمرو بن كلثوم يصف قَناةً :

عَشَوْزَنَةً إذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ

تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبِينَا

عطن

عَطَنْتُ الجلد أَعْطِنُهُ عَطْناً ، فهو مَعْطُونٌ ، إذا أخذْتَ عَلْقًى ـ وهو نبتٌ ـ أو فَرْثاً ومِلْحاً فألقيتَ الجلد فيه وغَممته ليتفسَّخَ صوفُه ويسترخىَ ثم تُلقِيه فى الدباغ.

وعَطِنَ الإهابُ بالكسر يَعْطَنُ عَطَناً ، فهو

__________________

(١) العَسَن بضمتين وبالتحريك.

(٢) العِسْنُ بالكسر ويثلث.


عَطِنٌ ، إذا أَنْتَنَ وسقط صوفُه فى العَطْنِ. وقد انْعَطَنَ الإهاب.

والعَطَنُ والمَعْطِنُ : واحد الأَعْطَانِ والمَعَاطِنِ ، وهى مَبَارِكَ الإبل عند الماء لتشربَ عَلَلاً بعد نَهَلٍ ، فإذا استوفت رُدَّتْ إلى المراعى والأظماء.

وعَطَنَتِ الإبل بالفتح تَعْطُنُ وتَعْطِنُ عُطُوناً ، إذا رَوِيَتْ ثم بركَتْ ، فهى إبلٌ عَاطِنَةٌ وعَوَاطِنُ.

وقد ضَرَبَتِ الإِبلُ بعَطَنٍ ، أى برَكتْ.

قال كعب بن زهير (١) :

* بِأَنْ لا دِخَالَ وأَنْ لا عُطُونَا (٢) *

وقد أَعْطَنْتُهَا أنا.

قال ابن السكيت : وكذلك تقول : هذا عَطَنُ الغنمِ ومَعْطِنُهَا ، لمرابضها حولَ الماء.

وأَعْطَنَ القومُ ، أى عَطَنَتْ إبلُهم.

وفلان واسع العَطَنِ والبلَد ، إذا كان رحبَ الذِراع.

وأَعْطَنَ الرجلُ بعيرَه ، وذلك إذا لم يشربْ فردَّه إلى العَطَنِ يَنتظِر به. قال لبيد :

عَافَتَا الماءَ فلم يُعْطِنْهُما (٣)

إنما يُعْطِنُ من يرجو العَلَلْ

عفن

شىء عَفِنٌ بيّن العُفُونَةِ. وقد عَفِنَ الحبل بالكسر عَفَناً : بَلِىَ من الماء.

عكن

العُكْنَةُ : الطَىُّ الذى فى البَطْن من السِمَن ، والجمع عُكَنٌ وأَعْكانٌ.

وتَعَكَّنَ البطن ، إذا صار ذا عُكَنٍ.

ونَعَمٌ عَكَنَانٌ ، بالتحريك ، أى كثيرةٌ ، وقد يسكَّن. قال (٤) :

* وصَبَّحَ الماءَ بوِرْدٍ عَكْنَانْ *

علن

العَلَانِيَةُ : خلاف السِرّ. يقال : عَلَنَ (٥) الأمرُ يَعْلُنُ عُلُوناً.

__________________

(١) يصف الحُمُر.

(٢) صدره :

ويشربن من بارد قد علمن

(٣) فى اللسان :

 ............... فلم نعطنهما

إنما يعطن أصحاب العلل

 (٤) فى اللسان : قال أبو نخيلة السَعدى :

هل لاللوى من عسكر عكنان

أم هل ترى بالحل من أظعان

 (٥) فى القاموس : عَلَنَ الأمر كنَصَرَ ، وضَرَبَ وكَرُمَ وفَرِحَ ، علناً وعلانيةً.


وعَلِنَ الأمر بالكسر يَعْلَنُ عَلَنَا ، حكاه ابن السكيت.

وأَعْلَنْتُهُ أنا ، إذا أظهرتَه.

والعِلَانُ : المُعَالَنَةُ.

ورجلٌ عُلَنَةٌ : يبوح بسرِّه.

وعُلْوَانُ الكتاب : عنوانه. وقد عَلْوَنْتُ الكتابَ ، إذا عنوَنْتَه.

علجن

العَلْجَنُ : الناقة المكتنِزة اللحم ، ويقال نونه زائدة.

والعَلْجَنُ : المرأة الماجنة.

عمن

عَمَنَ بالمكان (١) : أقام به.

وعُمَانُ مخفّفٌ : بلدٌ ، وأمَّا الذى بالشأم فهو عَمَّانُ ، بالفتح والتشديد.

وأَعْمَنَ الرجل : صار إلى عَمَّانَ.

عنن

عَنَ لى كذا يَعِنُ ويَعُنُ (٢) عَنَناً ، أى عرض واعترض. يقال : لا أفعُله ما عنَ فى السماء نجمٌ ، أى ما عرض.

ورجلٌ مِعَنٌ : عِرِّيضٌ ، وامرأةٌ مِعَنَّةٌ.

والمِعَنُ أيضاً : الخطيب.

ورجلٌ عِنّينٌ : لا يريد النِساء ، بيِّن العِنِّيِنَّيَة.

وامرأة عِنِّينَةٌ : لا تشتهى الرجال. وهو فِعِّيلٌ بمعنى مفعول ، مثل خِرِّيجٍ.

وعُنِّنَ الرجلُ عن امرأته ، إذا حكم القاضى عليه بذلك أو مُنِع عنها بالسحر ، والاسم منه العُنَّةُ.

والعُنَّةُ أيضاً : حظيرةٌ من خشب تُجعَل للإبل. قال الأعشى :

تَرى اللحمَ من ذَابِلٍ قد ذَوَى

ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فوق العُنَن

والعِنَانُ للفرس ، والجمع الأَعِنَّةُ. والعِنَانُ أيضاً : المُعَانَّةُ ، وهى المعارضة.

وعِنَانَا المتن : حَبْلاه.

ويقال للرجل : إنَّهُ طَرِفُ العِنَانِ ، إذا كان خفيفاً.

وشِركة العِنَانِ : أن يشتركا فى شىء خاصٍّ.

دونَ سائر أموالهما ، كأنَّه عَنَ لهما شىءٌ فاشتَرَياه مشتركَين فيه. قال النابغة الجعدىّ :

وشَارَكْنَا قريشاً فى تُقَاهَا

وفى أحسابها شِرْكَ العِنَانِ

بما ولدتْ نساءُ بنى هلالٍ

وما ولدتْ نِساءُ بَنِى أَبَانِ

__________________

(١) عَمَنَ بالمكان كضَرَبَ وسَمِعَ : أقام.

(٢) عَنَّ يَعِنُّ ويَعُنُّ ، عَنًّا ، وعَنَناً ، وعُنُوناً ، إذا ظهر أمامك ، واعترض.


وعُنَانَاكَ أن تفعل كذا ، على وزن قصاراك ، أى جهدك وغايتك ، كأنه من المُعَانَّةِ من عَنَ يَعِنُ ، أى اعترض.

وعَنَنْتُ الفرسَ : حبسته بعِنَانِهِ.

وأَعْنَنْتُ اللجام : جعلتُ له عِنَاناً. والتَعْنِينُ مثله.

وعَنَنْتُ الكتاب.

وأَعْنَنْتُهُ لكذا ، أى عرّضته له وصرفتُه إليه.

وعُنْوَانُ الكتاب بالضم ، هى اللغة الفصيحة.

وقال أنس بن ضَبّ بن معاوية بن كلاب ، وهو جاهِلىٌ (١) :

* لِمَنْ طَلَلٌ كعنوان الكِتَاب (٢) *

وقد يكسر ، فيقال عِنْوَانٌ وعِنْيَانٌ.

وعَنْوَنْتُ الكتاب أُعَنْوِنُهُ. وعَنَّنْتُ الكتاب وعَنَّيْتُهُ أيضاً ، أبدلوا من إحدى النونات ياءً.

والاعتِنَانُ : الاعتراضُ.

والعَنُونُ من الدوابّ : المتقدِّمة فى السَير.

وقولهم : أعطيته عَيْنَ عُنَّةَ ، أى خاصّةً من بين أصحابه. ورأيته عَيْنَ عُنَّةَ ، أى الساعةَ من غير أن طلبتُه.

وأَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ ما أدرى ما هى؟ أى تعرَّضتُ لشىء لا أعرفه.

والعَنَانُ بالفتح : السَحاب ، الواحدة عَنَانَةٌ ، والعَانَّةُ أيضاً.

وأَعْنَانُ السماء : صفائحها وما اعترضَ من أقطارها كأنَّه جمع عَنَنٍ. قال يونس : «ليس لمنقوص البيان بَهَاء ، ولو حَكَّ بيافوخه أعنانَ السماء». والعامَّة تقول : عِنَانَ السماء.

والعَنْعَنَةُ فى تميم : أن تجعل الهمزة عَيْناً ، تقول عَنْ فى موضع أَنْ. قال ذو الرمة :

أَعَنْ تَرسَّمْتَ مِن خرقاءَ مَنزلةً

ماءُ الصَبابةِ من عينيك مَسْجُومُ

وأما (عَنْ) مخفّفة فمعناها ما عدا الشىءَ.

تقول : رميت عَنِ القوس ، لأنَّه بها قذفَ سهمَه عنها وعداها. وأطعمه عَنْ جوع ، لأنه جعل الجوع منصرفاً به تاركا له وقد جاوزَه. وتقع (مِنْ) موقِعَها ، إلّا أنّ عَنْ قد تكون اسماً يدخل عليه حرف جرّ ، لأنك تقول : جئت من عَنْ يمينه ، أى من ناحية يمينه. قال القُطامىّ :

__________________

(١) فى اللسان أنه أبو دواد الرواسى.

(٢) عجزه :

ببطن أواق أو قرن الذهاب


فقلتُ للرَكْبِ لَمَّا أَنْ عَلَا بِهِمُ

من عَنْ يمين الحُبَيَّا نظرةٌ (١) قَبَلُ

وإنَّما بنيتْ لمضارعتها للحرف. وقد توضع عَنْ موضع بَعْدُ كما قال الحارث بن عُباد :

* لَقِحَتْ حربُ وَائِلٍ عن حِيَالِ (٢) *

أى بعد حِيَالِ. وقال امرؤ القيس :

* نَؤُومُ الضُحَى لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّلِ (٣) *

وربَّما وضعتْ موضع عَلَى ، كما قال (٤) :

لَاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ فى حَسَبٍ

عَنِّي ولا أنت دَيَّانِى فتَخْزُونِى

عون

العَوَانُ : النَصَفُ فى سنِّها من كلِّ شىء ، والجمع عُونُ. وفى المثل : «لا تُعَلَّمُ العَوَانُ الخِمْرَة».

وتقول منه : عَوَّنَتِ المرأة تَعْوِيناً ، وعَانَتْ تَعُونُ عَوْناً.

والعَوَانُ من الحروب : التى قُوتِلَ فيها مرّةً بعد مرةٍ ، كأنَّهم جعلوا الأولى بِكْراً.

وبقرةٌ عَوَانٌ : لا فَارِضٌ مُسِنَّةٌ ولا بِكْرٌ صغيرةٌ ، بين ذلك.

والعَوْنُ : الظهيرة على الأمر ، والجمع الأعْوَانُ.

والمَعُونَةُ : الإعَانَةُ. يقال : ما عندك مَعُونَةٌ ، ولا مَعَانَةٌ ، ولا عَوْنٌ.

قال الكسائى : المَعُونُ : المَعُونَةُ.

قال جميل :

بُثَيْنَ الْزَمِى لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتِهِ

على كَثرة الواشينَ أَىُ مَعُونِ

يقول : نِعْمَ العَوْنُ قولك (لا) فى ردِّ الوشاة وإن كثُروا. وقال الفرّاء : هو جَمع مَعُونَةٍ ، وليس فى الكلام مَفْعُلٌ بواحدةٍ ، وقد فسرناه فى مَكْرُمٍ (٥).

وتقول : ما أخلانى فلانٌ من مَعَاوِنِهِ ، وهو جمع مَعُونَةٍ.

__________________

(١) الحُبَيَّا : اسم مكان. ونظرة قَبَلٌ : إذا لم يتقدمها نَظَرٌ. ومنه : رأينا الهلال قَبَلاً ، إذا لم يكن رئىَ قبل ذلك.

(٢) صدره :

قربا مربط النعامة منى

(٣) صدره :

وتضحى فتيت المسك فوق فراشها

(٤) ذو الإصبع العدوانى ، من قصيدة مشهورة فى المفضليات.

(٥) ولم يجئ على مَفْعُلٍ للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما : مَكْرُمٌ ، ومَعْوُنٌ.


ورجلٌ مِعْوَانٌ : كثير المَعُونَةِ للناس.

واسْتَعَنْتُ بفلانٍ فأَعَانَنِى وعَاوَنَنِى.

وفى الدعاء : «رَبِ أَعِنِّى ولا تُعِنْ عَلَى». وتَعَاوَنَ القومُ ، إذا أَعَانَ بعضُهم بعضاً.

واعْتَوَنُوا مثلُه ، وإنَّما صَحَّتِ الواو لصحَّتها فى تَعَاوَنُوا ؛ لأنَّ معناهما واحدٌ فبُنِىَ عليه ، ولو لا ذلك لاعتلَّت.

والمُتَعَاوِنَةُ من النساء : التى طعنت فى السنّ ، ولا تكون إلا مع كثرة اللحم.

والعَانَةُ : القطيع من حُمُرِ الوحش ، والجمع عُونٌ.

والعَانَةُ : شعر الرَكَبِ.

واسْتَعَانَ فلان : حلقَ عَانَتَهُ.

وعَانَةُ : قريةٌ على الفرات تُنسَب إليها الخَمْر ، فيقال عَانِيَّةٌ. قال زهير (١) :

* من خَمْرِ عَانَةَ لَمَّا يَعْدُ أن عَتَقَا (٢) *

وربَّما قالوا عَانَاتٌ ، كما قالوا عَرَفَةُ وعَرَفَاتٌ.

والقول فى صرف عانَاتٍ كالقول فى عَرَفَاتٍ وأَذْرِعَاتٍ.

عهن

العَاهِنُ : واحد العَوَاهِنِ ، وهى السَعَفَاتُ اللواتى يَلِينَ القِلَبَةَ فى لغة أهل الحجاز ، وأمَّا أهل نجدٍ فيسمُّونها الخوافى. ومنه سمِّى جوارح الإنسان عَوَاهِنَ.

والعَوَاهِنُ : عروقٌ فى رحم الناقة ، وقد عَهَنَتْ عَوَاهِنُ النخل تَعْهُنُ بالضم ، أى يبستْ.

ورمَى فلانٌ بالكلام على عَوَاهِنِهِ ، إذا لم يبالِ أصاب أم أخطأ.

أبو عبيدة : العِهْنُ : الصوف ، والقطعة منه عِهْنَةٌ ، والجمع عُهُونٌ.

وفلان عِهْنُ مالٍ ، إذا كان حسَنَ القيامِ عليه.

وأعطاه من عَاهِنِ مالهِ وآهِنِهِ ، أى من تِلَادِهِ.

والعاهِنُ : الحاضر المُقيم الثابت. قال كثيِّر :

دِيَارُ ابنةِ الضَمْرِىِّ إذْ حَبْلُ حُبِّها

متينٌ وإذْ معروفها لك عَاهِنُ

وعَهَنَ بالمكان : أقامَ به.

__________________

(١) قوله قال زهير ، كتب مصحح المطبوعة الأولى : فى نسخة : قال الأخطل :

من خمر عانة بنصاع الفرات لها

في جدول صخب الآذى مرار

(٢) صدره :

كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت


عين

العَيْنُ : حاسَّة الرؤية ، وهى مؤنَّثة ، والجمع أعْيُنٌ وعُيُونٌ وأَعْيَانٌ. قال يزيد (١) :

* دِلَاصٌ كأعيان الجراد المُنَظَّمِ (٢) *

وتصغيرها عُيَيْنَةٌ ، ومنه قيل : «ذو العُيَيْنَتَيْنِ» للجاسوس. ولا تقل : «ذو العُوَيْنَتَيْنِ».

والعَيْنُ : عَيْنُ الماءِ ، وعَيْنُ الرُكبة. ولكلِّ ركبة عَيْنَانِ ، وهما نقرتان فى مقدَّمها عند الساق.

والعَيْنُ : عَيْنُ الشمس. والعَيْنُ : الدينار.

والعَيْنُ : المالُ الناضُّ. والعَيْنُ : الديدبانُ ، والجاسوسُ.

ولقيته عَيْنَ عُنَّةٍ ، إذا رأيته عِيَاناً ولم يَرَكَ.

وفعلتُ ذلك عَمْدَ عَيْنٍ ، إذا تعمَّدتَه بجِدٍّ ويقين. قال امرؤ القيس :

أَبْلِغَا عَنِّىَ الشُوَيْعِرَ أَنِّى

عَمْدُ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما

وكذلك : فعلتُه عَمْداً على عَيْنٍ. قال خُفاف ابن نَدْبة السلَمِىُّ :

وإنْ تَكُ خَيْلِى قد أُصِيبَ صَمِيمُها

فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا

ولقيتُه أوَّلَ عَيْنٍ ، وأول عَائِنَةٍ ، وأدنى عَائِنَةٍ ، أى قبل كلِّ شىء.

وعَيْنُ الشىء : خياره. وعَيْنُ الشىء : نفسُه.

يقال : هو هو عَيْناً ، وهو هو بعَيْنِهِ ، ولا آخذ إلَّا درهمى بعَيْنِهِ.

وفى المثل : «إن الجواد عَيْنُهُ فُرَارُهُ» (٣).

و «لا أطلب أثراً بعد عَيْنٍ» أى بعد مُعَايَنَةٍ.

وعَائِنَةُ بنى فلانٍ : أموالُهم ورُعْيانهم.

وما بها عَائِنٌ ، وكذلك ما بها عَيْنٌ ، أى أحد.

وبلدٌ قليلُ العَيْنِ ، أى قليل الناس.

والعَيْنُ : ما عَنْ يمين قِبْلَةِ العراق. يقال : نشأت السحابةُ من قِبَلِ العَيْنِ.

والعَيْنُ : مطرُ أيّامٍ لا يُقلِع.

ويقال : لقيتُه أوَّلَ عَيْنٍ ، أى أوّلَ شىء.

وأسودُ العَيْنِ : جبَلٌ. وقال الفرزدق :

إذا زال عنكم أسْوَدُ العَيْنِ كُنْتُمُ

كِراماً وأنْتُمْ ما أقام أَلاثِمُ

ورأسُ عَيْنٍ : بلدةٌ.

__________________

(١) يزيد بن عبد المَدَان.

(٢) صدره :

ولكنني أغدو على مفاضة

(٣) فُرَارُهُ ، وفِرَارُهُ ، وفَرَاره ، إذا رأيته تفرّستَ فيه الجودةَ من غير أن تَفرّه عن عَدْوٍ أو غير ذلك.


وعُيُونِ البقر : جنسٌ من العِنَبِ يكون بالشأم.

وأَعْيَانُ القوم : سَراتهم وأَشْرَافهم.

والأعْيَانُ : الإخوة بنو أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدة. وهذه الأُخُوَّة تسمَّى المعاينة. وفى الحديث «أَعْيَانُ بنى الأمّ يتوارثون ، دون بنى العَلَّاتِ».

وفى الميزان عَيْنٌ ، إذا لم يكن مستوِياً.

وقول الحجَّاج للحسن : «لَعَيْنُكَ أكبر من أَمَدِكَ» يعنى شاهدك ومَنظرك أكبر من سِنّك.

والعَيْنُ : حرف من حروف المعجم.

ويقال : هو عَبْدُ عَيْنٍ ، أى هو كالعَبْدِ لك مادمتَ تراه ، فإذا غبتَ فَلَا. قال :

ومَنْ هو عَبْدُ العَيْنِ إمَّا لِقَاؤُهُ

فحُلْوٌ وأَمَّا غَيْبُهُ فظَنُونُ

ويقال : أنت على عَيْنِى ، فى الإكرام والحفظ جميعاً. قال الله تعالى : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي).

ويقال : بالجلد عَيْنٌ ، وهى دوائرُ رقيقة ؛ وذلك عيب فيه. تقول منه تَعَيَّنَ الجِلدُ ، وسِقاءٌ (١) عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ. قال رؤبة :

* ما بَالُ عَيْنِى كالشَعِيبِ العَيِّنِ (٢) *

وتَعَيَّنَ الرجل المالَ ، إدا أصابه بعَيْنٍ.

وتَعَيَّنَ عليه الشىءُ : لزِمَه بعَيْنِهِ : وحفرْتُ حتَّى عِنْتُ ، أى بلغت العُيُونَ.

والماءُ مَعِينٌ ومَعْيُونٌ ، وأَعْيَنْتُ الماءَ مثلُه.

وعَانَ الدمعُ والماءُ عَيَنَاناً ، بالتحريك ، أى سالٍ.

وشَرِبَ من عَائِنٍ ، أى من ماء سائل.

وعِنْتُ الرجل : أصبتُه بعَيْنِى ، فأنا عَائِنٌ ، وهو مَعِينٌ على النقص ومَعْيُونٌ على التمام ، قال الشاعر(٣) فى التمام :

قد كان قومُك يَحْسَبونكَ سيِّداً

وإخال أنّك سيّدٌ مَعْيُونُ

وتَعْيِينُ الشىء : تخصيصه من الجملة.

وعَيَّنْتُ القِربة ، إذا صببتَ فيها ماءً لتنتفخ عيونُ الخُرَز فتنسَدّ. قال جرير :

بَلَى فارْفَضَّ دمعك غيرَ نَزْرٍ

كما عَيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبَابا

والمُعَيَّنُ : الثور الوحشىّ. قال جابر بن حُرَيش :

__________________

(١) فى القاموس : وسقاءٌ عَيِّنٌ ككَيِّسٍ وتفتح ياؤه ، ومُتَعَيِّنٌ : سال ماؤه ، أو جديدٌ.

(٢) بعده :

وبعض أعراض الشجون الشجن

دار كرقم الكاتب المرقن

(٣) هو عباس بن مرداس.


ومُعَيَّناً يَحْوِى الصِوَارَ كأنه

مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إذا ما بَربرا

وعَيَّنْتُ اللؤلؤة : ثَقبتُها. وعَيَّنْتُ فلاناً : أخبرتُ بِمَسَاويه فى وجهه.

وعَايَنْتُ الشىء عِيَاناً ، إذا رأيتَه بعَيْنِكَ.

وابْنَا عِيَانٍ : خطّان يُخطَّان فى الأرض يُزجَر بهما الطير. وإذا عُلِم أنَّ القامر يفوز قِدْحُهُ قيل : «جَرَى ابْنَا عِيَانٍ».

والعِيانُ : حديدة تكون فى مَتَاع الفدَّان ، والجمع عينٌ ، وهو فُعْلٌ فنقَلوا لإن الياء أخِفُّ من الواو.

والعَيَنُ ، بالتحريك : أهلُ الدار. وقال الراجز (١) :

* تشربُ ما فى وَطْبِهَا قبل العَيَنْ (٢) *

وجاء فلان فى عَيَن ، أى فى جماعة. وقال جَندَل (٣) :

إذا رآنى واحداً أو فى عَيَنْ

يَعْرِفُنِى أَطْرَقَ إِطْرَاقَ الطُحَنْ (٤)

ورجلٌ أَعْيَنُ واسع العَيْنِ بيِّن العَيَنِ ، والجمع عِينٌ ، وأصله فُعْلٌ بالضم ، ومنه قيل لبقر الوحش عِينٌ. والثورُ أَعْيَنُ ، والبقرة عَيْنَاءُ.

والعِينَةُ بالكسر : السَلَفُ.

واعْتَانَ الرجل ، إذا اشترى الشىءَ بنسيئةٍ.

وعِينَةُ المال أيضا : خِياره : مثل العِيمَةِ.

وهذا ثوبُ عِينَةٍ ، إذا كان حسَنا فى مَرآة العَيْنِ.

واعْتَانَ فلانٌ الشىءَ ، إذا أخذ عَيْنَهُ وخِياره.

واعْتَانَ لنا فلانٌ ، أى صار عَيْناً ، أى ربيئةً. وربَّما قالوا : عَانَ علينا فلان يَعِينُ عِيَانَةً ، أى صار لهم عَيْناً.

ويقال : اذهبْ فاعْتَنْ لى مَنْزِلاً ، أى ارْتَدْه.

فصل الغين

غبن

الغَبْنُ بالتسكين فى البيع ، والغَبَنُ بالتحريك فى الرأى. يقال غَبَنْتُهُ (٥) فى البيع بالفتح ، أى خدعته ، وقد غُبِنَ فهو مَغْبُونٌ. وغَبِنَ رأيَه بالكسر إذا نُقِصَهُ فهو غَبِينٌ ، أى ضعيف الرأى ، وفيه غَبَانَةٌ. وقد ذكرنا إعرابه فى سَفِهَ يَسْفَهُ.

__________________

(١) أبو النجم

(٢) بعده :

تعارض الكلب إذا الكلب رشن

(٣) ابن المثنى.

(٤) الطُحَنُ : دويْبَّة تكون فى الرمل مثل العَظاءة.

(٥) غَبَنَ فى البيع من باب ضرَبَ ، وغُبِنَ فهو مَغْبُونٌ ، وغَبِنَ رأيه من باب طَرِبَ فهو غَبِينٌ.


والغَبينَةُ من الغَبْنِ ، كالشتيمة من الشَتْمِ.

والتَّغَابُنُ : أن يَغْبِنَ القومُ بعضُهم بعضاً ، ومنه قيل يومُ التَّغَابُنِ ليوم القيامة ، لأنَّ أهل الجنة يَغْبِنُونَ أهل النار.

والمَغَابِنُ : الأرفاغُ.

وغَبَنْتُ الثوبَ والطعامَ ، مثل خَبَنْتُ ، وقد ذكر.

غدن

اغْدَوْدَنَ الشَعَرُ ، إذا طال وتمّ. قال حسّان :

وقامت تُرَائِيكَ مُغْدَوْدِناً

إذا ما تَنُوءُ به آدَها

واغْدَوْدَنَ النبتُ ، إذا اخضرَّ يضربَ إلى السواد من شدّة رِيّه.

والشَبَابُ الغُدَانِىُ : الغَضُّ. قال رؤبة :

* بَعْدَ غُدَانِىَ الشبابِ الأَبْلَهِ (١) *

والغَدَنُ : الاسترخاء والفَترة. قال القُلَاخ :

ولم تُضِعْ أولادها من البَطَنْ

ولم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ على غَدنْ

وغُدَانَةُ : حىٌّ من يربوع. قال الأخطل :

واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً

من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حولها الصِيَرُ

غرن

الغِرْيَنُ مثال الدِرْهَمِ (٢) : الطين الذى يحمله السَيل فيبقى على وجه الأرض ، رَطْباً أو يابساً ، وكذلك الغِرْيَلُ وهو مبدلٌ منه.

والغَرَنُ : الذَكَرُ من العقبان (٣).

غسن

الغُسَنُ : خُصَل الشعر من العُرف والناصية والذَوائب. قال الأعشى :

غَدَا بتَلِيلٍ كجزع الخِضَا (٤)

بِ حُرِّ القَذَالِ طويلِ الغُسَنْ

الواحدة غُسْنَةٌ وغُسْنَاةٌ. قال (٥) :

__________________

(١) قبله :

لما رأتني خلق المموء

براق أصلاد الجبين الأجله

وفى التهذيب : قال عمر بن لجأ. وفى التكملة : وللقلاخ أرجوزة على هذه القافية ، ولم أجد ما ذكره الجوهرى فيها. والذى أنشده الأصمعى فيما حكاه عنه ابن جنى : أحمر لم يعرف ببؤس مذمهن

(٢) فى القاموس : الغَرِينُ كصَرِيمُ وحِذيمٍ.

(٣) وأنشد فى اللسان :

لقد عجبت من سهوم وعرن

والسَهوم : الأنثى منها.

(٤) قال ابن برى : الخِضَابُ جمع خَضْبَةٍ وهى الدَقْلَةُ من النخل.

(٥) حميد الأرقط.


بَيْنَا الفَتَى يَخْبِطُ فى غُسْنَاتِه

إذْ صَعِد الدهرُ إلى عِفْرَاتِهِ

فاجتاحها بِشَفْرَتَىْ مِبْراتِهِ

هكذا يرويه ابن كَيسانَ.

والغَيْسَانُ : جدَّة الشَباب ونَعْمته ، إن جعلته فَيْعَالاً فهو من هذا الباب.

وغَسَّانُ : اسمُ ماءٍ نزل عليه قومٌ من الأزْد فنُسبوا إليه ، منهم بنو جَفْنة رهط الملوك. ويقال : غَسَّانُ اسم قبيلة.

غصن

الغُصْنُ : غُصْنُ الشجر ، والجمع الأَغْصَانُ والغُصُونُ والغِصَنَةُ ، مثل قُرْطٍ وَقِرَطَةٍ.

وَغَصَنْتُهُ (١) ، أى قطعته.

وأبو الغُصْنِ : كنية جُحَا (٢).

غضن

غَضَنْتُ (٣) الرجل غَضْناً : حبسته. يقال : ما غَضَنَكَ عنَّا ، أى ما عاقَك عنا.

وأَغْضَنَتِ السماءُ : دامَ مطرُها.

والتَغْضِينُ : التَشْنِيجُ ؛ يقال : غَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ.

والتَّغْضِينُ أيضا : الرِجَاعُ.

والغَضْنُ والغَضَنُ : واحد الغُضونِ ، وهى مكاسر الجلد والدِرع وغيرهما.

والمُغَاضَنَةُ : مُكاسَرة العينين.

وغَضَنُ العينِ : جلدتُها الظاهرة. ويقال للمجدور إذا أَلبَس الجدرىُّ جِلده : أصبح جلدُه غَضْنَةً واحدةً. وقد يقال بالباء.

غمن

غَمَنْتُ الجلد أَغْمُنُهُ بالضم ، أى غَمَمْتُهُ ليَتَفَسَّخُ عنه صُوفه ، فهو غمينٌ وغَمِيلٌ. وكذلك التمر إذا فعلتَ به ذلك ليُدرِك.

غنن

الغُنَّةُ : صوتٌ فى الخيشوم.

والأَغَنُ : الذى يتكلَّم من قِبَل خياشيمه.

يقال : ظبىٌ (٤) أَغَنُ.

ووادٍ أَغَنُ ، أى كثير العشب ، لأنَّه إذا كان كذلك ألِفه الذِبَّانُ ، وفى أصواتها غُنّةٌ. ومنه قيل للقرية الكثيرة الأهل والعُشْب : غَنَّاءُ.

__________________

(١) غَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُهُ : مَدَّهُ إليه ، من باب ضَرَبَ.

(٢) دُجَيْنُ بن ثابت بن ثابت ، وليس بجحا كما توهمه الجوهرى أو هو كنيته. قاموس.

(٣) غَضَنَ يَغْضِنُ ويَغْضُنُ ، من باب ضَرَبَ ونَصَرَ.

(٤) فى المخطوطات : طيرٌ أغَنُّ. أما فى اللسان فكما هنا.


وأمَّا قولهم : وادٍ مُغِنٌ ، فهو الذى صار فيه صَوْت الذِبَّانِ ، ولا يكون الذِبّانُ إلّا فى وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ.

وأَغَنَ السقاءُ ، إذا امتلأ.

وأَغَنَ الوادى ، فهو مُغِنٌ.

غين

الغَيْنُ : العطَش ؛ تقول منه : غِنْتُ أَغِينُ.

وغَانَتِ الإبل ، مثل غَامَتْ.

والغَيْنُ : لغةٌ فى الغَيْمِ. قال يصف فرسا (١) :

كَأَنِّى بين خَافِيَتَىْ عُقَابٍ

أصاب حمامةً (٢) فى يوم غَيْنِ (٣)

وغِينَ على كذا ، أى غُطِّىَ عليه. ومنه الحديث : «إنّه لَيُغَانُ على قَلبى».

وأَغَانَ الغَيْنُ السماء ، أى ألبَسها. قال رؤبة :

أَمْسَى بِلَالٌ كالربيع المُدْجِنِ

أَمْطَرَ فى أكناف غَيْمٍ (٤) مُغْيِنِ

فأخرجَه على الأصل.

والغَيْنُ : حرفٌ من حروف المعجم.

والغِينَةُ بالكسر : ما سال من الجِيفة.

وغَانَتْ نفسه تَغِينُ : غَثَتْ.

أبو عبيدة : الأَغْيَنُ : الأخضر إلى السواد.

وشجرةٌ غَيْنَاءُ ، أى خضراء كثيرة الورَق ملتفّة الأغصان ، والجمع غِينٌ.

والغَيْنَةُ : الشَجْراء مثل الغَيْضَةِ. قال أبو العميثل : الغَيْنَةُ : الأشجار الملتفّة بلا ماء ، فإذا كانت بماء فهى غَيْضَةٌ.

فصل الفاء

فتن

الفِتْنَةُ : الامتحان والاختبار. تقول : فَتَنْتُ الذهبَ ، إذا أدخلتَه النار لتنظُرَ ما جَودتُه.

ودينارٌ مَفْتُونٌ. قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ).

ويسمَّى الصائغُ الفَتَّانَ ، وكذلك الشَيطان.

وفى الحديث : «المؤمن أخو المؤمن يسعُهما الماء والشجر ويَتَعَاوَنَانِ على الفَتَّانِ»يروى بفتح الفاء وضمّها ، فمن رواه بالفتح فهو واحد ، ومن رواه بالضم فهو جمع.

وقال الخليل : الفَتْنُ : الإحراق. قال الله تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ).

__________________

(١) وهو رجل من بنى تغلب.

(٢) ويروى : تريد حمامةً فى يوم غَيْمِ.

(٣) قبله :

فداء خالتي وفدي صديق

وأهلى كلهم لأبي قعين

فأنت حيوتني بعنان طرف

شديد الشد ذى بذل وصون

(٤) فى اللسان : «غَيْنٍ مُغْينِ».


وورِقٌ فَتِينٌ ، أى فِضّةٌ مُحرقة.

ويقال للحَرَّةِ فَتِينٌ ، كأنَّ حجارتها مُحْرَقَةٌ.

وافْتَتَنَ الرجل وفُتِنَ ، فهو مَفْتُونٌ ، إذا أصابته فِتْنَةٌ فذهب مالُه أو عقله ، وكذلك إذا اختُبِرَ. قال تعالى: (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً).

والفُتُونُ أيضا : الافْتِتَانُ ، يتعدَّى ولا يتعدَّى ، ومنه قولهم : قلبٌ فاتِنٌ ، أى مُفْتَتِنٌ. قال الشاعر :

رخيمُ الكلامِ قطيعُ القيا

مِ أمسى فؤادى بها فاتنا

وفَتَنَتْهُ المرأةُ ، إذا دلّهته ، وافْتَتَنَتْهُ أيضا.

وأنشد أبو عبيدةَ لأعشى هَمْدَانَ :

لئن فَتَنَتْنِى فهى بالأمس أَفْتَنَتْ

سَعيداً فأمسى قد قَلَا كلَّ مُسْلِمِ (١)

وأنكر الأصمعى : أَفَتَنْتَ بالألف.

والفَاتِنُ : المُضِلُّ عن الحقّ. قال الفراء : أهل الحجاز يقولون : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) ، وأهل نجد يقولون : بمُفْتِنِينَ من أَفْتَنْتُ.

وأما قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) فالباء زائدة ، كما زيدت فى قوله تعالى : (كَفى بِاللهِ شَهِيداً). والمَفْتُونُ : الفِتْنَةُ ، وهو مصدر كالمعقول والمجلود والمحلوف. ويكون أيُّكُمْ مبتدأ والْمَفْتُونُ خبره. وقال المازنىّ : الْمَفْتُونُ رفع بالابتداء وما قبله خبره ، كقولهم بمن مُرورك وعلى أيِّهم نزولك؟ لأنَّ الأوّلَ فى معنى الظرف.

وفَتَّنْتُهُ تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ ، أى مَفْتُونٌ جدًّا.

والفِتانُ بكسر الفاء : غِشاءٌ للرَحْل من أَدَمٍ. قال لبيد :

فَثَنَيْتُ كَفِّى والفِتَانَ ونُمْرُقِى

ومكانُهنّ الكُورُ والنِسْعَانُ

فجن

الفَيْجَنُ : السَذَابُ.

فدن

الفَدَنُ : القَصرُ.

والفَدَّانُ : آلة الثَوْرَيْنِ للحرث ، وهو فعّال بالتشديد. وقال أبو عمرو : هى البقرة التى تحرُث والجمع الفَدَادِينُ

مُخَفَّفٌ.

فرن

الفُرْنُ : الذى يُخبَز عليه الفُرْنِىُ ، وهو خبزٌ غليظٌ نُسِب إلى موضعه ، وهو غير التَنُّور.

قال الهُذَلى (٢) :

__________________

(١) بعده :

وألقى مصابيح القراءة

وصال الغواني بالكتاب المتمم

(٢) أبو خراش.


نقاتل جوعهم بمُكَلَّلَاتٍ

من الفُرْنِىِ يَرْعَبُهَا الجَمِيلُ

ويُرْوَى : «نُقَابِلُ» بالباء.

وفى كلام بعض العرب : «فإذا هى مثل الفُرْنِيَّةِ الحمراءِ».

فرتن

فَرْتَنَا : مقصورٌ : اسم مرأة. والعربُ تسمِّى الأَمَةَ فَرْتَنَا.

وفَرْتَنَا أيضاً : قصرٌ بمَروِ الرُوذِ ، كان أبو خازم قد حاصَر فيه زُهَير بن ذؤيب العدوىَّ الذى يقال له : هَزَارْ مَرْدُ.

فرجن

الفِرْجَوْنُ : المِحَسَّة.

وقد فَرْجَنْتُ الدّابة ، أى حَسَسْتُها.

فرسن

الفِرْسِنُ من البعير ، بمنزلة الحافر من الدابّة ، وربَّما استعير فى الشاة.

قال ابن السَرَّاج : النون زائدة لأنَّها من فَرَسْتُ. وقد ذكر.

فرعن

فِرْعَوْنُ : لقبُ الوليد بنُ مصعَب ملكِ مصر.

وكلُّ عاتٍ متمرِّدٍ فِرْعَوْنٌ.

والعُتاةُ : الفَرَاعِنَةُ.

وقد تَفَرْعَنَ ، وهو ذو فَرْعَنَةٍ ، أى دهاءِ ونُكْرٍ.

وفى الحديث : «أخَذْنا فِرْعَوْنَ هذه الأمّة».

فطن

الفِطْنَةُ كالفهم. تقول : فَطَنْتُ للشىء بالفتح.

ورجلٌ فَطِنٌ وفَطُنٌ ، وقد فَطِنَ بالكسر فِطْنَةً وفَطَانَةً وَفَطانِيَةً.

والمُفَاطَنَةُ : مُفَاعَلَةٌ منه.

فكن

التَفَكُّنُ : التندُّمُ على ما فات.

فنن

الفَنُ (١) : واحد الفُنُونِ ، وهى الأنواعُ.

والأفانينُ : الأساليبُ ، وهى أجناسُ الكلام وطُرُقُهُ.

ورجلٌ مَتَفَنِّنٌ ، أى ذو فُنُونٍ.

وافْتَنَ الرجلُ فى حديثه وفى خُطبته ، إذا جاء بالأَفَانِينِ ، وهو مثل اشتقّ. قال أبو ذؤيب :

__________________

(١) كذا وردت هذه المادة متقدمة على تاليتها.


فافْتَنَ بعد تمام الوِرْدِ ناجِيةً

مثلَ الهِرَاوَةِ بِكْراً ثِنْيُهَا (١) أَبِدُ

والفَنُ : الطَرد. تقول ؛ فَنَنْتُ الإبلَ ، أى طردتها. قال الأعشى :

والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطَالَ جِراؤُها

ونَشَأْنَ فى فَنٍ وفى أَذْوادِ

وقد فسرناه فى باب السين.

والفَنَنُ جمعه أَفْنَانٌ ، ثم أَفَانِينُ ، وهى الأغصان. وقال الراجز يصف رَحًى :

* لها زِمَامٌ من أَفَانِينِ الشَجَرْ*

وشَجَرَةٌ فَنَّاءُ ، أى ذات أَفْنَانٍ ، وفَنْوَاءُ أيضا على غير قياس. وقول الراجز :

* لَأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عُثْمٍ فَنَّا (٢) *

أى أمراً عجباً. ويقال عَنَاءٌ ، أى آخُذُ عليها بالعَنَاءِ حتَّى تهب لى مَهْرَها.

والتَفْنِينُ : التخليطُ. يقال : ثوبٌ فيه تَفْنِينٌ ، إذا كانت فيه طرائقُ ليست من جنسه.

ورجلٌ مِفَنٌ : يأتى بالعجائب ؛ وامرأةٌ مفَنَّةٌ.

والفَنَّانُ فى شعر الأعشى (٣) : الحِمار الوحشىّ الذى يأتى بفنونٍ من العَدْوِ.

فلن

ابن السرّاج : فلانٌ : كنايةٌ عن اسمٍ سمِّى به المحدَّث عنه ، خاصٌّ غالبٌ.

ويقال فى النداء : يافُلُ ، فتحذف منه الألف والنون لغير ترخيم ، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلَا.

وربَّما جاء ذلك فى غير النداء ضرورةً. قال أبو النجم :

* فى لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ (٤) *

واللَجَّةُ : كثرة الأصوات ، ومعناه أَمْسِكْ فلاناً عن فلان.

ويقال فى غير الناس : الفُلَانُ والفُلَانَةُ ، بالألف واللام.

فلكن

الفَيْلَكُونُ : البَرْدِىُّ ، وهو فَيْعَلُولٌ.

__________________

(١) فى اللسان : ثنيا بكراها أبد.

(٢) بعده :

حتى يكون هرها دهدنا

(٣) قال ابن برى : وبيت الأعشى الذى أشار إليه هو قوله :

وإن يك تقريب من الشد غالها

بميعه فنان الاجارى مجذم

(٤) قبله :

تدافع الشبب ولما تقتل


فين

الفَيْنَاتُ : الساعات. يقال : لقِيته الفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ ، أى الحين بعد الحين. وإن شئت حذفتَ الألف واللام فقلت لقيته فَيْنَةً ، كما قالوا : لقيته النَدَرَى ، وفى نَدَرَى.

ورجلٌ فَيْنَانُ الشَعَرِ ، أى حسَن الشعَر طويلُه ، وهو فَعْلَانُ.

فصل القاف

قبن

قَبَنَ (١) فى الأرض قُبُوناً : ذهب.

وحمارُ قَبَّانَ : دويْبَّة. ويقال هو فَعَّالٌ.

والوجه أن يكون فَعْلَانَ ، كما ذكرناه فى الباء.

والقَبَّانُ : القِسْطاسُ ، معرَّبٌ.

وفلانٌ قَبَّانٌ على فلانٍ ، أى أمينٌ عليه.

واقْبَأَنَ : تَقَبَّضَ ، مثل اكْبَأَنَّ.

قتن

قَتُنَ الرجل بالضم يَقْتُنُ قَتَانَةً : صار قليل الطُعْمِ (٢) فهو قَتِينٌ. وامرأة قَتِينٌ أيضاً.

ويسمَّى القُرَادُ قَتِيناً لقلَّة دمِه. قال الشماخ :

وقد عَرِقَتْ مَغَابِنُهَا وجادتْ

بدِرَّتِهَا قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ

قحزن

أبو زيد : يقال : ضربه فقَحْزَنَهُ بالزاى ، أى صَرعَه. وقال ابن الأعرابى : حتَّى تَقَحْزَنَ ، أى حتَّى وقَع.

قال النضر : القَحْزَنَةُ : الهِراوة. وأنشد :

جَلَدْتُ جَعَارِ عند باب وِجَارِهَا

بقَحْزَنَتِى عن جَنبها جَلَدَاتِ

قرن

القَرْنُ للثَور وغيره.

والقَرْنُ : الخُصلة من الشعَر ، ومنه قول أبى سفيان : «فى الروم ذاتِ القُرُون» ، قال الأصمعىّ : أراد قُرُونَ شعورهم ، وكانوا يطوِّلون ذلك فُعرِفوا به.

ويقال : للمرأة قَرْنَانِ (٣) ، أى ضفيرتان قال الأسدىّ :

كذبتمْ وبيتِ الله لا تَنكحونها

بَنِى شابَ قَرْنَاهَا تُصَرُّ وَتُحْلَبُ

أراد : يا بَنِى التى شاب قَرْنَاهَا ، فأضمَره.

__________________

(١) قَبَنَ يَقْبِنُ من باب جلس.

(٢) الطعم ، بالضم ، أى الطعام.

(٣) ويقال : للرجل قَرْنَانِ ، هكذا فى المخطوطات واللسان.


وذو القَرْنَيْنِ : لقب إسكندرَ الرُومىِّ. وكان يقال للمنذر بن ماء السماء : ذو القَرْنَيْنِ ، لضفيرتين كان يَضفِرهما فى قرنَىْ رأسِه فيُرسِلهما.

والقَرْنُ : جُبَيلٌ صغير منفرد.

والقَرْنُ : حَلْبَةٌ من عَرَقٍ ، والجمع القُرُونُ.

وأنشد الأصمعى :

تُضَمَّرُ بالأصَائِلِ كلَّ يومٍ (١)

تُسَنُّ على سنابكها القُرُونُ

يقال : حلبنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنَيْنِ ، أى عرّقناه.

والقَرْنُ : ثمانون سنة ، ويقال ثلاثون سنة.

والقَرْنُ : مِثلك فى السِنّ. تقول : هو على قَرْنِى ، أى على سنّى.

والقَرْنُ من الناس : أهل زمانٍ واحدٍ.

قال :

إذا ذهب القَرْنُ الذى أنت فيهم

وخُلِّفْتَ فى قَرْنِ فأنت غريبُ

والقَرْنُ أيضاً : العَفَلَةُ الصغيرة ، عن الأصمعىّ.

واخْتُصِمَ إلى شُريحٍ فى جارية بها قَرْنٌ فقال : أَقْعِدُوهَا فإنْ أصابَ الأرض فهو عيبٌ ، وإن لم يصب الأرض فليس بعيبٍ.

والقَرْنُ : قَرْنُ الهودج. قال حاجبٌ المازنىّ :

صَحَا قلبى وأَقْصَرَ غير أنّى

أَهَشُّ إذا مررتُ على الحُمُولِ

كَسَوْنَ الفارسيَّةَ كلَ قَرْنٍ

وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُدُولِ

والقَرْنُ : جانب الرأس. ويقال : منه

سمّى ذو القَرْنَيْنِ لأنَّه دعا قومه إلى الله تعالى فضربُوه على قَرْنَيْهِ.

والقَرْنَانِ : منارتان تُبنَيان على رأس البئر ويوضَع فوقهما خشبةٌ فتعلَّق البكرة فيها.

وقَرْنُ الشمس : أعلاها ، وأوَّلُ ما يبدو منها فى الطُلوع.

والقَرَنُ بالتحريك : الجَعْبة. قال الأصمعى : القَرَنُ : جعبةٌ من جلود تكون مشقوقةً ثم تُخْرَز. وإنّما تشقّ حتّى تصل الريح إلى الريش فلا يَفسُدَ. قال :

يا ابْنَ هِشَامٍ أَهْلَكَ الناسَ اللَبَنْ

فكلُّهم يَعدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ

والقَرَنُ أيضاً : السيف والنَبْل.

ورجلٌ قارِنٌ : معه سيفٌ ونَبْلٌ.

والقَرَنُ : حبلٌ يُقرَن به البعيران. قال جرير :

أَبْلِغْ أَبَا مِسْمَعٍ إنْ كنتَ لَاقِيَهُ

أَنّى لدَى الباب كالمشدود فى القَرَنِ

__________________

(١) يروى : نعودها الطراد فكل يوم.


والأَقْرَانُ : الحبالُ ، عن ابن السكيت.

والقَرَنُ : البعيرُ المقرونُ بآخرَ. وقال (١) :

ولو عند غَسَّانَ السَلِيِطىِّ عَرَّسَتْ

رَغَا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيرُ (٢)

والقَرَنُ : موضعٌ ، وهو ميقاتُ أهل نجد ، ومنه أُوَيس القَرَنِىِ. (٣)

والقَرَنُ : مصدر قولك رجلٌ أَقْرَنُ بيِّن القَرَنِ ، وهو المَقْرُونُ الحاجبين (٤).

والقِرْنُ بالكسر : كُفؤك فى الشجاعة.

والقُرْنَةُ بالضم : الطرَف الشاخصُ من كلِّ شىء. يقال : قُرْنَةُ الجبَلِ ، وقُرْنَةُ النَصْلِ ، وقُرْنَةُ الرحمِ ، لأحدى شعبتيها.

وقَرَنَ بين الحجِّ والعمرة قِرَاناً ، بالكسر.

وقَرَنْتُ البعيرين أَقْرُنُهُمَا قَرْناً ، إذا جمعتَهما فى حَبلٍ واحدٍ ، وذلك الحبْل يسمَّى القِرَانَ.

وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ ، إذا وقعتْ حوافر رجليه مواقع حوافر يديه ، يَقْرُنُ بالضم فى جميع ذلك.

وقَرَنْتُ الشىء بالشىء : وصلتُه به.

وقُرِّنت الأَسَارَى فى الحبال ، شُدِّد للكثرة.

قال الله تعالى : (مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ).

واقْتَرَنَ الشىءُ بغيره.

وقَارَنْتُهُ قِرَاناً : صَاحَبْتُهُ ؛ ومنه قِرَانُ الكواكب.

والقِرَانُ : الجمع بين الحج والعمرة.

والقِرَانُ : أن تَقْرُنَ بين تمرتين تأكلهما.

الأصمعى : القِرَانُ : النَبْل المستوِية من عملِ رجلٍ واحد. قال : ويقال للقوم إذا تناضَلوا : اذكُروا القِرَانَ ، أى وَالُوا بين سَهمينِ سهمين.

وأَقْرَنَ الرجُل ، إذا رفعَ رأس رمحه لئلَّا يصيب مَن قُدّامَه.

وأَقْرَنَ الدُمَّل : حان أن يتفقّأ.

وأقْرَنَ الدم فى العِرْق واسْتَقْرَنَ ، أى كثُر وَتَبَيَّغَ.

وأَقْرَنَ له ، أى أطاقه وقوِىَ عليه. قال الله تعالى : (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) ، أى مطيقين.

والمُقْرِنُ أيضاً : الذى قد غلبته ضَيعته ، تكون له إبلٌ وغنمٌ ولا مُعينَ له عليها ، أو يكون يسقى إبلَه ولا ذائدَ له يذودها.

__________________

(١) الأعور النبهانى.

(٢) قبله :

أقول لها سليطا بأرضها

فبئس مناخ النازلين جرير

(٣) القرْن هنا بتسكين الراء. وأما أويس القرني فليس منسوباً إلى ميقات أهل نجد ، وإنما نسبته إلى بني قرن بطن من مراد من اليمن. وحكى القاضي عياض عن القابسي أن من سكِّن الراء أراد الجبل ، ومن فتح أراد الطريق.

(٤) وقَرِنَ من باب طَربَ. وهو المقرون الحاجبين. وقَرَنَ الشىء بالشَىء يَقْرُنُ ويَقْرِنُ من باب نَصَرَ وضَرَبَ.


قال ابن السكيت : والقَرِينُ : المصاحِبُ. والقُرِينَانِ : أبو بكر وطَلحة ، لأنَّ عثمان بن عبيد الله أخا طلحة ، أخذَهما فقَرَنَهُمَا بحبل ، فلذلك سُمِّيا القَرِينَيْنِ.

وقَرِينَةُ الرجل : امرأتُه.

وقولهم : إذا جاذبته قرينُته بَهَرها ، أى إذا قُرِنَتْ به الشديدةُ أطاقَها وغلبَها.

ودُورٌ قَرَائِنُ ، إذا كان يستقبل بعضُها بعضاً.

ويقال : أَسْمَحَتْ قَرِينُهُ وقَرُونُهُ ، وقَرُونَتُهُ وقَرِينَتُهُ ، أى ذلّتْ نفسه وتابعَتْه على الأمر.

والقَرُون : الناقة التى تجمع بين مِحلَبَين.

والقَرُونُ من الدوابّ : الذى يعرق سريعاً.

والقَرُونُ : الذى تقع حوافرُ رجليه مواقعَ حوافر يديه. وكذلك الناقة التى تَقْرُنُ ركبتيها إذا بركتْ ، عن الأصمعى.

والقَرُونُ : التى يُجمَع خِلفاها القادِمان والآخِران فيتدانيان.

والقَرُونُ : الذى يجمع بين تَمرتين فى الأكل. يقال : «أبَرَماً قَرُوناً».

وقَارُونُ : اسم رجلٍ من بنى إسرائيل ، يُضرَب به المثل فى الغِنَى ، ولا ينصرف للعُجمة والتعريفِ.

والقَارُونُ : الوَجُّ.

وسقاءٌ قَرْنَوِىٌ ومُقْرَنًى مقصورٌ : دبغ بالقَرْنُوَةِ قال ابن السكيت ؛ هى عُشْبةٌ تَنبُت فى ألوية الرمل ودَ كادِكه تَنبُتُ صُعُداً ، ورقُها أُغَيبِرُ يشبه ورقَ الحَنْدَقوق. ولم يجىء على هذا المثال إلَّا تَرقُوةٌ ، وعَرقُوةٌ ، وعَنصُوة ، وثَندُوة.

قسن

اقْسَأَنَ الرجُل اقْسِئْنَاناً ، إذا كبر وعَسَا.

قال الراجز :

يا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّذْ مِنِّى

إنْ تَكُ لَدْناً لَيِّنَا فإنِّى

ما شئتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِ

أبو عبيدة : القُسَأْنِينَةُ ، من اقْسَأَنَ العودُ وغيره ، إذا اشتدَّ وعسا.

واقْسَأَنَ الليلُ : اشتدّ ظلامه.

قطن

قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ : أقام به وتوطّنه ، فهو قاطِنٌ. قال العجاج :

* قَوَاطِناً مكّةَ من وُرْقِ الحَمِى (١) *

والجمع قُطَّانٌ وقَاطِنَةٌ ، وقَطِينٌ أيضاً مثل غَازٍ وغَزَىٍّ ، وعازبٍ وعَزِيبٍ.

والقَطِينُ : الخدَم والأتباع.

__________________

(١) قبله :

ورب هذا البلد المحرم

والقاطنات البيت غير الريم


والقَطِينَةُ : سَكَن الدار. يقال : جاء القوم بقطينتهم. قال زهير :

رأيتَ ذوى الحاجاتِ حولَ بيوتهم

قَطِيناً لهم حتَّى إذا أَنْبَتَ البَقْلُ

وقال جرير :

هذا ابنُ عَمِّى فى دمشقَ خليفةً

لو شئتُ ساقَكُمُ إلَىَ قَطِينا

والقِطَانُ : شِجار الهَودج.

والقَطَنُ بالتحريك : ما بين الورِكين.

وقَطَنُ الطائر : أصلُ ذنَبه.

وقَطَنٌ أيضا : جبلٌ لبنى أسد.

والقِطْنَةُ والقَطِنَةُ بكسر الطاء ، مثال المِعْدَةِ والمَعِدَةِ : التى تكون مع الكَرِش ، وهى ذات الأطباق التى تسمِّيها العامّة الرمَّانة ؛ وكسر الطاء فيه أجود.

وقُطْنَةُ : لقب رجلٍ ، وهو ثابتُ قُطْنَةَ العَتَكىّ. والأسماءُ المعارفُ تُضاف إلى ألقابها ، وتكون الألقاب معارفَ وتتعرَّف بها الأسماء ، كما قيل قيسُ قُفّةَ ، وزيدُ بطّةَ ، وسعيدُ كُرْزٍ.

والقُطْنُ معروف ، والقُطْنَةُ أخصُّ منه. وأمَّا قول الراجز :

كأنّ مَجْرَى دَمْعها المُسْتَنِ

قُطُنَّةٌ من أجود القُطُنِ

فإنّما شدّد ضرورةً ، ولا يجوز مثلُه فى الكلام. ويجوز قُطْنٌ وقُطُنٌ ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ.

وقول لبيد :

* فتَكَنَّسُوا قُطنُاً تَصِرُّ خِيَامُها (١) *

أراد به ثياب القُطْنِ.

والمَقْطَنَةُ : التى تزرع فيها الأَقْطَانُ.

والقِطْنِيَّةُ بالكسر : واحدة القَطَانِىِ ، كالعَدَس وشبهه.

واليَقْطِينُ : ما لا ساقَ له من النَبات ، كشجر القَرع ونحوِه.

واليَقْطِينَةُ : القرعة الرَطْبة.

والقَيْطُونُ : المُخدَع بلغة أهل مصر.

ويقال للكَرْمِ إذا بدتْ زَمَعَاتُهُ : قد قَطَّنَ تَقْطِيناً.

قعن

قُعَيْنٌ : بطنٌ من بنى أسدٍ.

والقَيْعُونُ : نبتٌ.

قفن

القَفِينَةُ : الشاة تُذبَح من قفاها. وقد قَفَنَهَا قَفْناً ؛ وهو منهىٌّ عنه. وفى حديث إبراهيمَ

__________________

(١) صدره :

كأن مجرى دمعه المستن

قطنة من أجود القطن


النخعىّ : فيمن ذَبح فأبانَ الرأس ، فقال : «تلك القَفِينَةُ لا بأس بها».

ويقال النون زائدة لأنَّها القَفِيَّةُ.

ويقال : القَفَنُ ، فى موضع القفا ، فتزاد فيه نونٌ مشدّدة. قال الراجز :

أُحِبُّ منكَ موضعَ الوشحَنِ

وموضعَ الإزارِ والقَفَنِ

وقول عمر رضى الله عنه : «إنِّى أستعملُ الرجلَ الفاجر لأستعينَ بقوّته ثم أكونُ على قَفَّانِهِ» يعنى على قفاه ، أى على تتبُّع أمره. والنون زائدة.

وقال أبو عبيدٍ : هو معرّب قَبَّانٍ ، الذى يوزَن به.

قمن

يقال : أنت قَمَنٌ أن تفعل كذا بالتحريك ، أى خليقٌ وجديرٌ ، لا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنّث ، فإن كسرت الميم أو قلت قَمِينٌ ثنّيت وجمعت وأنّثت.

وهذا الأمر مَقْمَنَةٌ لذاك ، أى مَخْلَقَةٌ له ومَجْدَرةٌ.

وتَقَمَّنْتُ فى هذا الأمر موافَقَتك ، أى توخّيتُها.

قنن

القِنُ : العبدُ إذا مُلِكَ هو وأبواه ، ويستوى فيه الاثنان والجمع والمؤنّث. وربَّما قالوا عبيدٌ أَقْنَانٌ ، ثم يجمع على أَقِنّةٍ. ويُنشَد لجرير :

* أولادُ قومٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ (١) *

وقُنُ القميص وقُنَانُهُ بالضم : كُمّه.

والقُنَانُ أيضاً : ريح الإبط أشدَّ ما تكون.

أبو عبيد : القِنَّةُ بالكسر : قُوّة من قوى حَبل الليف ، وجمعها قِنَنٌ.

والقِنَّةُ أيضاً : ضربٌ من الأدوية ، وهو بالفارسية «بيرزَذْ».

والقُنَّةُ بالضم : أعلى الجبل ، مثل القُلّة. قال :

أَمَا ودماءٍ مائراتٍ تَخَالُهَا

على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَسْرِ عَنْدَمَا

والجمع قِنَانٌ ، مثل بُرْمَةٍ وبِرَامٍ ، وقُنَنٌ وقُنَّاتٌ.

واقْتَنَ الوَعِل ، إذا انتصبَ على القُنَّةِ.

وأنشد الأصمعى (٢) :

* والرَحْلَ يَقْتَنُ اقْتِنَانَ الْأَعْصَمِ (٣) *

والقَنَانُ : جبلٌ لبنى أسد. قال زهير :

__________________

(١) قبله :

إن سليطا في الخسار إنه

(٢) لأبى الأخزر الحِمَّانِىّ.

(٣) قبله :

لا تحسبي عض النسوع الأزم

وبعده :

سوفك أطراف النصى الأنعم


* وكم بالقَنَانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ (١) *

والقِنْقِنُ بالكسر : ضربٌ من الجِرذان.

والقِنْقِنُ أيضاً : الدليل الهادى ، والبصير بالماء فى حفر القُنِىِ ، وكذلك القُنَاقِنُ بالضم ، والجمع القَنَاقِنُ بالفتح.

والقِنِّينَةُ بالكسر والتشديد : ما يُجعَل فيه الشراب ؛ والجمع القَنَانِىُ.

والقَوَانِينُ : الأصول ، الواحد قانُونٌ ، وليس بعربيٍّ.

قين

القَيْنُ : الحدّاد ، والجمع القيُونُ.

ابن السكيت : يقال للحدّاد ما كانَ قيناً ، ولقد قَانَ يَقيِنُ قَيْناً. يقال : قِنْ إناءَك هذا عند القَيْنِ.

وقِنْتُ الشىء أَقِينُهُ قَيْناً : لممتُه وأصلحتُه.

وأنشد (٢) :

ولى كبِدٌ مجروحةٌ قد بَدَا بها

صُدُوعُ الهَوَى لو كان قَيْنٌ يَقِينهُا

وفى المثل : «إذا سمِعتَ بسُرَى القَيْنِ فإنَّهُ مُصْبِحٌ» ، وهو سَعدُ القَيْنِ ، صار مثَلاً فى الكذب والباطل. يقال : «دُهْدُرَّيْنِ وسعدُ القَيْنِ».

وبنات قَيْنٍ : اسم موضع كانت به وقعةٌ فى زمان عبد الملك بن مَرْوان. قال عويف القوافى :

صَبَحْنَاهُمْ غَدَاةَ بَنَاتِ قَيْنٍ

مُلَمْلَمَةً لها لَجَبٌ طَحُونا

ويقال لبنى القَيْنِ من بنى أسدٍ : بَلْقَيْنِ ، كما قالوا بَلْحارثِ وبَلْهُجَيْمِ ، وهو من شواذِّ التخفيف. وإذا نسبت إليهم قلت قَيْنِىٌ ، ولا تقل بَلْقَيْنِىٌّ.

والقَيْنَانِ : موضع القيد من وَظِيفَىْ يدَىِ البعير. قال ذو الرمّة :

دَائَى له القَيْدُ فى دَيْمُومَةٍ

قَيْنَيْهِ وانحسرتْ عنه الأَناعِيمُ

يربد جمع الأَنْعَامِ ، وهى الإبل.

__________________

(١) صدره :

جعلن القنان عن يمين وحزنه

(٢) الكلابىّ أبو الغمر ، لرجل من أهل الحجاز :

غلا ليت شعر ي هل تغير بعدنا

ظباء بذى الحصاص نجل عيونها

ولي كبد مجروحة قد بدت بها

صدوع الهوى لو أن قينا يقينها

وكيف يقين القين صدعا فتشتفى

به كبد أبت الجروخ أنينها

يعنى رَحْلاً قَيَّنَهُ النَجَّارُ وعَمِله. ويقال نسبَه إلى بنى القَيْنِ.


واقْتَانَ النبتُ اقْتِيَاناً ، إذا حَسُنَ.

واقْتَانَتِ الروضة : أخذت زُخرفَها. ومنه قيل للماشطة مُقَيِّنَةٌ. وقد قَيَّنت العروسَ تَقْييناً زيَّنَتْها. وإنّما سمِّيت بذلك لأنها تزيِّن النساء ، شبِّهت بالأَمَةَ ، لأنّها تُصلح البيت وتزيِّنه.

وتَقَيَّنَتْ هى ، أى تزيَّنَتْ.

والقَيْنَةُ : الأَمَةُ مغنّيةً كانت أو غير مغنّيةٍ ، والجمع القِيَانُ. قال زهير :

رَدّ القِيَانِ جِمَالِ الحَىِّ فاحتملوا

إلى الظهيرة أمرٌ بينهم لَبِكُ

قال أبو عمرو : كلُّ عبدٍ هو عند العرب قَيْنٌ ، والأَمَةُ قَيْنَةٌ. وبعض الناس يظنُ القَيْنَةَ المغنّية خاصَّةً ، وليس هو كذلك.

وقول زهير :

* على كل قَيِنىٍ قَشيبٍ ومُفْأَمِ (١) *

يعنى رَحْلاً قَيَّنَهُ النجَّار وعمِله ، ويقال نسبَه إلى بنى القَيْنِ.

فصل الكاف

كبن

الأصمعى (٢) : الكَبْنُ : ما ثُنِىَ من الجِلد عند شَفة الدَلْو ثمّ خِرُز. تقول منه : كَبَنْتُ الدلوَ بالفتح أَكْبنها بالكسر ، إذا كففْتَ جوانبَ شفتها.

وكَبَنْتُ عن الشىء : عدلتُ عنه.

وكَبَنْتُ الشىء : غَيَّبْتُهُ ، وهو مثل الخبْن.

وكَبِنَ فلانٌ : سَمِنَ.

والكُبُنَّةُ : المنقبض البخيل. وقال (٣) :

يَسَرٍ إذا كان (٤) الشتاء وأَمْحَلُوا

فى القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

الأموى : كَبَنَ الظَبْى ، إذا لطَأ. واكْبَأَنّ انقبض. قال مُدرِك (٥) :

* يا كَرَوَاناً صُكَ فاكْبَأَنَّا (٦) *

ورجل مَكْبُونُ الأصابع ، وهو مثل الشَثْنِ.

والكُبَانُ : داءٌ يأخذ الإبلَ. يقال : بعيرٌ مَكْبُونٌ.

كتن

الكَتَّانُ بالفتح معروف ، وحذَفَ الأعشى منه الألفَ للضرورة فقال :

__________________

(١) صدره :

خرجن من السوبان ثم جزعته

(٢) كَبَنَ يَكْبِنُ ويَكْبُنُ كَبْناً الثوب : ثناه إلى داخله ثم خاطه ، والشىءَ : غيّبه.

(٣) عمير بن الجعد الخزاعىّ.

(٤) ويروى : «إذا هَبَّ».

(٥) هو مدرك بن حصن.

(٦) بعده :

فشن بالسلح فلما شنا


هو الواهبُ المُسْمِعَاتِ الشُرُو

بَ بين الحرير وبين الكَتَنْ

كما حذفها ابن هَرْمَةَ فى قوله :

بَيْنَا أُحَبِّرُ مَدحاً عاد مَرْثِيَةً

هذا لَعَمْرُكَ شَرٌّ دِينُهُ عِدَدُ

دِينُهُ : دأبه. والعِدَدُ : العِدَادُ ، وهو اهتياج وجعِ اللديغ.

والكَتَنُ : الدرَن والوسَخ ، وأثر الدُخَان فى البيت.

وكَتِنَتْ جحافُل البعير من أكل العشب ، إذا لزقَ به أَثَر خُضرته. قال ابن مُقْبل :

والعيرُ ينفخ فى المَكْتَانِ قد كَتِنَتْ

منه جحافُله والعِضْرِسُ الثُجَرُ (١)

الثُجَرُ : جمع ثُجْرَةٍ ، وهى القطع منه.

وقيل : الثُجَرُ الجماعات المتفرِّقة منه ، قطعةٌ هنا وأخرى هنا. والعِضْرِسُ : شجر له نَوْرٌ أحمر إلى السَواد. ويروى : «الثَجِرُ» بفتح الثاء وكسر الجيم ، وهو المعرَّض.

وثُجرة الوادى : وسَطه حيثُ اتَّسَع وانبطح.

ويقال احتلَّ ثُجْرَتَهُ ، أى وَسَطه وأَعْرَضَهُ.

والمَكْتَانُ : نبتٌ ، وهو من خير النبت ، الواحدة مَكْتَانَةٌ.

وكَتِنَتْ : لزِجَتْ واتسختْ. وكلُّ ما اتّسَخ فقد كَتِنَ.

ويقال حَشَرَ الوَطْبُ وكَتِنَ ، إذا اتّسخ وكثُر عليه [اللبَن (٢)].

وسِقاء كَتِنٌ ، إذا تلزَّجَ به الدرَن.

كدن

الكِدْنُ بالكسر : ما توطِّىء به المرأة لنفسها فى الهَودج من الثياب ، والجمع كُدُونٌ.

والكِدْنُ : شىءٌ من جلودٍ يدقّ فيه كالهاوُن.

والكِدْنَةُ : الشَحم واللحم. يقال للرجل : إنّه لحسَن الكِدْنَةِ. وبعيرٌ ذو كِدْنَةٍ.

ورجلٌ كَدِنٌ وامرأة كَدِنَةٌ : ذات لحم وشحم.

والكَوْدَنُ : البِرذَونُ يُوكَفُ. ويشبَّه به البليد يقال : ما أبين الكَدَانَةَ فيه ، أى الهُجْنَةَ.

والكِدْيَوْنُ ، مثال الفرجون : دُقاق

__________________

(١) ويروى : «فى المَكْنَانِ» بميم مفتوحة ونونين ، وهو نبت واحدته مَكْنَانَةٌ وهى شجرة غبراء صغيرة ، وقال القزاز : المكنان : نبات الربيع ويقال الموضع الذى ينبت فيه. والعِضْرِسُ : شجرٌ.

والثُجَرُ : جمع ثُجْرَةٍ وهى القطعة منه ، ويقال الثُجَرُ للريّان.

(٢) التكملة من المخطوطة.


التراب عليه دردىُّ الزيت ، تُجَلى به الدروع :

قال النابغة :

عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً

فهُنَّ وِضَاءٌ صافياتُ الغَلَائِلِ

كرن

الكِرَانُ : العُود ، ويقال الصَنْجُ.

قال لبيد :

صَعْلٌ كسَافِلَةِ القَنَا ظُنْبُوبُهُ (١)

وكَأَنَّ جُؤْجُؤَهُ صفيحُ كِرَانِ

والكَرِينَةُ : المغنِّية.

كرزن

الكِرْزِنُ والكِرْزِينُ بالكسر : فأسٌ عظيمة ، مثل الكِرْزِمِ والكِرْزِيمِ ، عن الفرّاء.

كفن

الكَفْنُ : غزْل الصوف. يقال : كَفَنَ يَكْفِنُ. قال :

* ويَكْفِنُ الدَهرَ إلَّا رَيثَ يَهْتَبِدْ (٢) *

والكُفْنَةُ (٣) : شجر.

والكَفَنُ معروف ، يقال كَفَّنْتُ الميّت تَكْفِيناً.

كمن

كَمَنَ (٤) يَكْمُنُ كُمُوناً : اختفى ، ومنه الكَمِينُ فى الحرب.

وناقةٌ كَمُونٌ ، أى كتومٌ للِّقاح ، وهى التى إذا لقحتْ لم تشُلْ بذنبها.

وحزنٌ مُكْتَمِنٌ فى القلب : مُخْتَفٍ.

والكَمُّونُ بالتشديد معروف.

والكُمْنَةُ : ورَمٌ فى الأجفان وأُكالٌ ، فتحمرُّ له العين. يقال : كَمِنَتْ عينهُ تَكْمَنُ كُمْنَةً.

كنن

الكِنُ : السُترة ؛ والجمع أَكْنَانٌ. قال الله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً).

والأَكِنَّةُ : الأغطية. قال الله تعالى : (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) ، الواحد كِنَانٌ.

قال عُمَر بن أبى ربيعة :

تحت عَيْنٍ كِنَانُنَا

ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ (٥)

__________________

(١) ويروى : كسافلة القناة وظيفة.

(٢) صدره :

يظل في الشاء يرعاها ويعكتها

(٣) الكَفْنَةُ بالفتح : شجرٌ ، وغلط الجوهرى فضمّ. قاموس.

(٤) كَمَنَ له كدخل وسمع كمُوناً ، وكَمِنَتْ عينه وكُمِنَتْ كسمع وعُنِىَ.

(٥) قال ابن برى : صواب إنشاده :


الكسائى : كَنَنْتُ الشىء : سترتُه وصُنته من الشمس. وأَكْنَنْتُهُ فى نفسى : أسررته.

وقال أبو زيد : كَنَنْتُهُ وأَكْنَنْتُهُ بمعنًى ، فى الكِنِ وفى النفس جميعا.

وتقول : كَنَنْتُ العلم وأَكْنَنْتُهُ ، فهو مَكْنُونٌ ومُكَنٌ.

وكَنَنْتُ الجارية وأَكْنَنْتُهَا ، فهى مَكْنُونَةٌ ومُكَنَّةٌ.

أبو عمرو : الكُنَّةُ بالضم : سَقِيفة تُشْرَع فوق باب الدار ، والجمع كُنَّاتٌ.

وبنو كُنَّةَ : قومٌ من العرب.

والكَنَّةُ بالفتح : امرأة الابن ، وتجمع على كَنَائنَ ، كأنه جمع كَنِينَةٍ.

قال الزبرقان ابن بدر : «أبغضُ كَنَائِنِى إلىَّ القُبَعَةُ الطُلَعَةُ».

والكِنَانَةُ : التى تُجعَل فيها السهام.

وكِنَانَةُ : قبيلةٌ من مُضَر ، وهو كِنَانَةُ ابن خُزَيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مضَر.

وبنو كِنَانَةَ أيضاً من تغلب بن وائل ، وهم بنى عِكَبٍّ ، يقال لهم قَرِيشُ تَغلِب.

واكْتَنَ واسْتَكَنَ : استتر.

والمُسْتَكِنَّةُ : الحقد. قال زهير :

وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ

فلا هُو أبداهَا ولم يَتَقَدَّمِ (١)

والكانُونُ والكانُونَةُ : المَوْقِد.

ويقال للثقيل من الرجال. كانونٌ. قال الحطيئة :

أَغِرْ بَالاً إذا اسْتُودِعْتِ سِرًّا

وكانوناً على المُتَحَدِّثينا

وكانُونُ الأوّلُ وكانونُ الآخِر : شهران فى قَلبِ الشتاء ، بلُغة أهل الروم.

كون

(كَانَ) إذا جعلتَه عبارةً عمَّا مضى من الزمان احتاجَ إلى خَبر ، لأنّه دلّ على الزمان فقط تقول : كان زيدٌ عالماً. وإذا جعلته عبارةً عن حُدوث الشىء ووقوعه استَغنى عن الخبر ، لأنّه دل على معنًى وزمانٍ. تقول كَانَ الأمرُ ، وأنا أعرفه مُذْ كَانَ ، أى مذْ خُلِقَ. قال الشاعر (٢) :

فِدًى لِبَنِى ذُهْلٍ بن شَيْبَانَ نَاقَتِى

إذا كَانَ يومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ

__________________

ـ برد عصب مرحل

وقبله :

؟ ذا القلب منزل

دارس العهد محول

أينا بات ليلة

بين غصنين يوبل

(١) فى اللسان : «ولم يَتَجَمْجَمِ».

(٢) مَقَّاسٌ العائذىّ.


وقد تقع زائدةً للتوكيد ، كقولك زيدٌ كانَ منطلقاً ، ومعناه زيدٌ منطلقٌ. قال الله تعالى : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً). وقال الهذلىّ (١) :

وكنتُ إذا جَارِى دَعَا لِمَضُوفَةٍ

أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِى

وإنّما يُخبر عن حاله ، وليس يُخبر بكُنْتُ عما مضى من فعله.

وتقول : كانَ كَوْناً وكَيْنُونَةً أيضاً ، سبّهوه بالحيدودة والطَّيرورة من ذوات الياء. ولم يجئ من الواو على هذا إلّا أحرف : كَيْنُونَةٌ ، وهَيْعُوعَةٌ ، ودَيْمُومَةٌ ، وقَيْدُودَةٌ. وأصله كَيَّنُونَةً بتشديد الياء فحذفوا كما حذفوا من هَيِّنٍ ومَيِّتٍ ولو لا ذلك لقالوا كَوْنُونَةٌ. ثمّ إنَّه ليس فى الكلام فَعْلُولٌ.

وأمَّا الحيدودة فأصله فَعْلُولَةٌ بفتح العين فسكنتْ.

وقولهم : لم يَكُ ، وأصله يَكُونُ ، فلما دخلتْ عليها لم جزَمتْها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقى لم يكن ، فلمَّا كُثر استعمالُها حذفوا النونَ تخفيفاً ، فإذا تحرَّكتْ أثبتوها فقالوا : لم يكن الرجل. وأجاز يونسُ حذفَها مع الحركة.

وأنشد :

إذا لم تكُ الحاجات مِن هِمَّة الفتى

فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَتَائِمُ

وتقول : جَاءونى لا يكون زيداً ، تعنى الاستثناء ، كأنَّك قلت : لا يكون الآتى زيداً.

وكَوَّنَهُ فَتَكَوَّنَ : أَحْدَثَهُ فَحدَثَ.

والكِيَانَةُ : الكَفالة.

وكُنْتُ على فلان أَكُونُ كَوْناً ، أى تكفّلت به. واكْتَنْتُ به اكْتِيَاناً مِثله.

وتقول : كُنْتُكَ ، وكُنْتُ إيّاك ، كما تقول : ظَنَنْتُكَ زيداً وظننت زيداً إياك ، تضع المنفصل موضع المتَّصل فى الكناية عن الاسم والخبر ، لأنَّهما منفصلان فى الأصل ، لأنّهما مبتدأ وخبر. قال أبو الأسود الدؤلى :

دَعِ الخَمر يشربها الغواةُ فإنَّنى

رأيتُ أخاها مُجْزِئاً لمكانِها

وإلّا يَكُنْهَا (٢) أو تَكُنْهُ فإنّه

أخوها غَذَتْهُ أمه بلِبَانِهَا

يعنى الزبيب.

والكَونُ : واحد الأَكْوَانِ.

وسَمْعُ الكِيَانِ : كتابٌ للعجم.

والاسْتِكانَةُ : الخضوع.

والمَكانَةُ : المنزلة.

__________________

(١) أبو جندب.

(٢) ويروى : «فإن لا يكنها».


وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بيِّن المَكانَةِ.

والمَكانُ والمَكانَةُ الموضع. قال الله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ) ولما كُثر لزوم الميم تُوُهِّمَتْ أصليةً فقيل تمَكّنْ كما قالوا من المسكين تمَسْكَنْ.

أبو عمرو : يقال للرجل إذا شاخَ كنْتِىٌ ؛ كأنّه نُسِب إلى قوله : كنْتُ فى شبابى كذا وكذا. قال :

فأصبحتُ كنْتِيًّا وأصبحتُ عَاجِناً

وشرُّ خصالِ المرء كنْتٌ وعَاجِنُ

كهن

الكاهِنُ معروف ، والجمع الكُهَّانُ والكَهَنَةُ. يقال : كَهَنَ يَكْهُنُ كِهَانَةً ، مثل كتب يكتب كتابة ، إذا تَكَهَّنَ. وإذا أردت أنّه صار كاهِناً قلت : كهُنَ بالضم يَكْهُنُ كَهَانَةً بالفتح.

والكاهِنَانِ : حَيَّانِ (١).

كين

الكَيْنُ : لحمةٌ داخَل فرج المرأة ، والجمع كُيُونٌ ، وهى كالغُدَد. قال جرير :

غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فرزدق كَيْنَها

غَمْزَ الطبيبِ نَغانِغَ المعذورِ

وباتَ فلانٌ بكِينَة سَوءٍ بالكسر ، أى بحالةِ سوء.

و (كأيِّنْ) معناها معنى كَمْ فى الخبر والاستفهام. وفيها لغتان كأيِّنْ مثال كَعَىٍّ ، وكَائِنْ مثال كاعٍ.

قال أُبَىُّ بن كعب لزِرّ بن حُبَيش : «كأيِّنْ تعدُّ سورةَ الأحزاب؟» ، أى كم تَعُدُّ.

وتقول فى الخبر : كأيِّنْ من رجل قد رأيتُ ، تريد بها التكثير ، فتخفض النكرةَ بعدها بمِنْ.

وإدخال (مِنْ) بعد كأيِّنْ ، أكثر من النصب بها ، وأَجْوَدُ. قال ذو الرمة :

وكائِنْ ذَعَرْنَا من مَهَاةٍ وَرَامِحٍ

بلادُ العِدَا ليست له ببِلادِ

فصل اللام

لبن

اللَبَنُ : اسم جنسٍ ، والجمع الأَلْبَانُ.

واللَبَنُ أيضاً : وجعٌ فى العنق من الوِسادة.

وقد لَبِنَ الرجل بالكسر.

ويقال أيضاً لَبِنَتِ الشاة لَبَناً ، أى غَزُرَتْ.

وناقةٌ لَبِنَةٌ : غزيرةٌ.

أبو زيد : اللَبُونُ من الشاء والإبل : ذات اللَبَنِ ، غزيرةً كانت أم بكيئةً ، وجمعها لِبْنٌ ولُبْنٌ

__________________

(١) وهما بنو قريظة ، والنضير ، نسبة لجدهم الكاهن بن هارون.


عن يونس. يقال : كم لُبْنُ غنمك ، أى ذوات الدَرِّ منها. قال : فإذا قَصَدوا قصد الغزيرة قالوا لَبِنَةٌ ، وقد لَبِنَتْ لَبَناً.

وقال الكسائى : إنَّما سمع كم لِبْنُ غنمك؟ أى كم رِسْلُ غنمك.

وابنُ اللَبُونِ : ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخَل فى الثالثة ، والأنثى ابنة لَبُونٍ ، لأنَّ أمَّه وضعَتْ غيره فصار لها لَبَنٌ. وهو نكرةٌ ويعرَّف بالألف واللام. قال جرير :

وابنُ اللَّبُونِ إذا مالُزَّ فى قَرَنٍ

لم يَستطع صَولةَ البُزْلِ القَنَاعِيسِ

ولَبَنْتُهُ أَلْبِنُهُ وأَلْبُنُهُ : سقَيتُه اللبن ، فأنا لابِنٌ. يقال : نحن نَلْبُنُ جيراننا ، أى نسقيهم اللَّبَنَ.

ولَبَنَهُ بالعصا يَلْبَنُهُ بالكسر لَبْناً ، إذا ضربهَ بها. يقال : لَبَنَهُ ثلاثَ لَبَنَاتٍ.

ولَبَنَهُ بصخرة : ضَرَبه بها.

ورجلٌ لآبِنٌ أيضاً ، أى ذو لَبَنٍ ، كقولك : تامرٌ ، أى ذو تَمْرٍ. قال الحطيئة :

وغَرَرْتَنِى وَزَعْمْتَ أَ

نَّكَ لابِنٌ بالصيف تَامِرْ

وأَلْبَنَ القومُ : كثُر عندهم اللَّبَنُ.

وأَلْبَنَتِ الناقة : نزل لَبَنُها فى ضَرْعها ، فهى مُلبِنٌ. وقال :

* أَعْجَبَهَا إذْ أَلْبَنَتْ لِبَانُهْ *

وفرسٌ مَلْبُونٌ ولَبِينٌ : رُبِّىَ باللَّبَنِ ، مثل عَلِيفٍ من العَلَفِ.

وقومٌ مَلْبُونُونَ ، إذا ظهر منهم سَفَهٌ يصيبهم من أَلْبَانِ الإبل ، مثل ما يصيب أصحاب النَبيذ.

وتقول : هذا عُشب مَلْبَنَةٌ بالفتح ، أى يكثُر عليه لَبَنُ الشاة.

وجاء فلانٌ يَسْتَلْبِنُ ، أى يطلب لَبَناً لعياله أو لضِيفانه.

واللَّبِنَةُ : التى يُبْنَى بها ، والجمع لَبِنٌ ، مثل كلمةٍ وكَلِمٍ. قال :

إمَّا يَزَالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ

دَلْوَكَ عن حَدِّ الضُرُوسِ واللَّبِنْ

قال ابن السكيت : من العرب من يقول لِبْنَةٌ ولِبْنٌ ، مثل لِبْدَةٍ ولِبْدٍ.

ولَبَّنَ الرجل تَلْبِيناً ، إذا اتَّخذه.

والمِلْبَنُ : قالب اللَّبِنِ. والمِلْبَنُ : المِحْلَبُ.

ولَبِنَةُ القميص : جُرُبَّانُهُ.

والتَّلَبُّنُ : التلدُّن ، وهو التمكّث والتلبّث.

والمُلَبَّنُ بالتشديد : الفَلَاتَجُ ، وأظنه مُوَلَّداً.

واللِّبَانُ بالكسر ، كالرَضاع ، يقال : هو أخوه بلِبَانِ أمّه. قال ابن السكيت : ولا يقال بلَبَن أمّه ، إنّما اللَّبَنُ الذى يُشرَب من ناقةٍ


أو شاةٍ أو بقرة. قال الكميت يَمدح مَخْلد ابن يزيد :

تَلْقَى النَدَى ومَخْلَداً حَلِيفَيْنْ

كانَا معاً فى مهده رضيعَينْ

تَنَازَعَا فيه لِبَانَ الثَدْيَيْنْ

واللَّبَانُ بالفتح : ما جَرَى عليه اللَببُ من الصدر.

واللُّبَانُ بالضم : الكُنْدُرُ.

واللُّبَانَةُ : الحاجةُ.

ولُبْنَانُ : جبلٌ.

واللُّبْنَى : شجرة لها لَبَنٌ كالعسَل ، وربَّما يتبخر به. قال (١) :

* ورَنْدًا ولُبْنَى والكِبَاءَ المُقَتَّرَا (٢) *

ولُبْنَى ولُبَيْنَى ، من أسماء النساء. وقول الراجز :

* أَقْفَرَ منها يَلْبَنٌ وأَفْلُسُ (٣) *

هما موضعان.

لجن

تَلَجَّنَ الشىء : تلزَّج.

وتَلَجَّنَ رأسُه ، إذا غَسَله فلم يُنْقِ وسخَه.

ولَجَّنْتُ الخِطْمِىَّ ونحوَه تَلْجِيناً ، إذا ضربتَه ليَثْخُنَ.

واللَّجِينُ : الخَبَط ، عن ابن السكيت ، وهو ما سقط من الورق عِند الخَبْط. قال الشمَّاخ :

وماءٍ قد وَرَدْتُ لِوَصْلِ أَرْوَى

عليه الطَيرُ كالورَق الجِينِ

ويقال : تَلَجَّنَ القومُ ، إذا أخذوا الورَق ودقُّوه وخَلَطوه بالنَوى لتُعلَفَه الإبل.

وناقةٌ لَجُونٌ : ثقيلةٌ فى السير. وقد لَجَنَتْ تَلْجُنُ لُجُوناً ولِجَاناً.

واللُّجَيْنُ : الفِضَّة جاء مصغَّراً ، مثل الثريّا والكُمَيت.

لحن

اللَّحْنُ : الخطأ فى الإعراب. يقال فلان لَحَّانٌ ولَحَّانَةٌ ، أى كثير الخطأ (٤).

والتَّلْحِينُ : التخطئة.

واللَّحْنُ : واحد الأَلحانِ واللُّحُونِ. ومنه الحديث : «اقرءوا القرآنَ بِلُحُونِ العرب». وقد لَحَنَ فى قراءته ، إذا طرَّب بها وغرَّد. وهو أَلْحَنُ الناس ، إذا كان أحسنَهم قراءةً أو غِناء.

__________________

(١) امرؤ القيس.

(٢) صدره :

وبانا وألويا من الهند ذاكيا

(٣) فى اللسان : «فأفلُسُ».

(٤) لحن من باب قَطَعَ ، وطَرِبَ.


ولَحَنَ إليه يَلْحَنُ لَحْناً ، أى نَوَاهُ وقصَده ومالَ إليه.

ولَحَنَ فى كلامه أيضاً ، أى أخطأ.

واللَّحَنُ ، بالتحريك : الفطنة. وقد لَحِنَ بالكسر (١).

وفى الحديث : «ولعلَّ أحدَكم أَلْحَنُ بحُجّته من الأخَر» ، أى أفطن لها. ومنه

قول عمر بن عبد العزيز : «عجبت لمن لَاحَنَ الناسَ كيف لا يعرفُ جوامعَ الكلم» ، أى فاطَنَهم.

أبو زيد : لَحَنْتُ له بالفتح أَلْحَنُ لَحْناً ، إذا قلتَ له قولاً لا يفهمه عنك ويخفَى على غيره. ولَحِنَهُ هو عنِّى بالكسر يَلْحَنُهُ لَحَناً ، أى فهمه ، وأَلْحَنْتُهُ أنا إياه.

ولَاحَنْتُ الناسَ : فاطنتُهم. قال الفَزَارىّ (٢) :

وحديثٍ أَلَذُّهُ هو ممّا

يَنعَتُ الناعتون يُوزَن وَزْنا

منطَقٌ رائعٌ وتَلْحَنُ أحيا

ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا

يريد أنَّها تتكلم وهى تريد غيرَه ، وتعرِّض فى حديثها فتُزِيله عن جهته ، من فِطنتها وذكائها ، كما قال تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ، أى فى فحواه ومعناه. وقال القتَّال الكلابىّ :

ولقد وَحَيْتُ لكم لكى ما تفهموا

وَلَحنْتُ لَحناً ليس بالمرتابِ

وكأن اللَّحْنَ فى العربية راجعٌ إلى هذا ، لأنَّه من العدول عن الصَواب.

لخن

لَخِنَ السقاءُ بالكسر لَخَناً ، أى أَنْتَنَ. ومنه قولهم : أَمَةٌ لَخَناءُ. ويقال : اللَّخْنَاءُ التى لم تختَن.

والرجل أَلْخَنُ.

لدن

رمْحٌ لَدْنٌ ، أى ليِّنٌ ؛ ورماحٌ لُدْنٌ بالضم.

والتَّلَدُّنُ : التمكّث. يقال : تَلَدَّنَ عليه ، إذا تلّكأ عليه.

ولَدُنْ : الموضعُ الذى هو الغاية ، وهو ظرفٌ غير متمكِّن بمنزلة عِنْدَ ، وقد أدخلوا عليها (مِنْ) وَحدَها من بين حروف الجرّ. قال تعالى : (مِنْ لَدُنَّا). وجاءت مضافةً تخفض ما بعدها.

وفى لَدُنْ ثلاث لغاتٍ : لَدُنْ ، ولَدَى ، ولَدُ.

قال الراجز (٣) :

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) مالك بن أسماء بن خارجة الفزارى.

(٣) غيلان بن حريث.


* مِنْ لَدُ لَحْيَيْهِ إلى مُنْخُورِهِ (١) *

وقد حمل حذفُ النون بعضَهم على أنْ قال : لَدُنْ غُدْوَةً فنصب غدوةً بالتنوين. قال ذو الرمة :

لَدُنْ غُدْوَةً حتَّى إذا امتدَّتِ الضُحَى

وحَثَّ القِطينَ الشَحْشَحَانُ المُكلّفُ

لأنَّه توهم أن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين ، فنصب كما تقول ضاربٌ زيداً.

ولم يعملوا لَدُنْ إلا فى غُدْوَةٍ خاصّةً.

لزن

اللَّزْنُ : الشِدَّةُ. وعيشٌ لَزِنٌ ، أى ضيِّقٌ.

واللَّزَنُ ، بالتحريك : اجتماع القوم على البئر للاستقاء حتَّى ضاقت بهم وعَجَزتْ. وكذلك فى كلّ أمر. قال الأعشى :

ويُقْبِلُ ذُو البَثِّ والراغبو

نَ فى ليلةٍ هى إحدى اللَّزَنْ

لسن

اللِّسَانُ : جارحة الكلام ، وقد يكنى بها عن الكلمة فتؤنَّث حينئذ. قال أعشى باهلة :

إنىّ أتتنى لِسَانٌ لا أُسَرُّ بها

من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ

فمن ذكّره قال فى الجمع ثلاثة أَلْسِنَةٍ ، مثل حِمَارٍ وأحْمِرَةٍ ، ومن أنّثه قال ثلاث ألْسُنٍ ، مثل ذِرَاعٍ وأذْرُعٍ ؛ لأنّ ذلك قياسُ ما جاء على فِعَالٍ من المذكر والمؤنث.

واللَّسَنُ بالتحريك : الفصاحة. وقد لَسِنَ (٢) بالكسر فهو لَسِنٌ وألْسَنُ ، وقومٌ لُسْنٌ.

وفلانٌ لِسَانُ القوم ، إذا كان المتكلِّمَ عنهم.

واللِّسَانُ : لِسَانُ الميزان.

ولَسَنْتُهُ ، إذا أخذتَه بلِسَانِكَ.

قال طرفة :

وإذا تَلْسُنُنىِ ألْسُنُها

إنّنى لستُ بَموْهُونٍ فَقِرْ

والمَلْسُونُ : الكذاب.

واللِّسْنُ ، بكسر اللام : اللغة. يقال : لكل قومٍ لِسْنٌ ، أى لغة يتكلَّمون بها.

والمُلَسَّنُ من النعال : الذى فيه طُولٌ ولطافةٌ ، على هيئة اللسان. قال كثير :

لَهُمْ أُزُرٌ حُمْرُ الحواشى يَطَونَها

بأقدامهمْ فى الحضرمِّى المُلَسَّنِ

وكذلك امرأةٌ مُلَسَّنَةُ القدمين.

__________________

(١) قبله :

يستوعب النوعين من خريره

قال ابن برى : وأنشده سيبويه إلى : «منخوره» أى مَنْخَرِهِ.

(٢) لَسِنَ من باب طَرِبَ ، ولَسَنَ من باب نصر.


لعن

اللَّعْنُ : الطردُ والإبعادُ من الخير.

واللَّعْنَةُ الاسمُ ، والجمع لِعَانٌ ولَعَنَاتٌ.

والرجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ ، والمرأةُ لَعِينٌ أيضا.

واللَّعِينُ : الممسوخ.

والرجل اللَّعِينُ : شىء يُنْصَبُ وسط المزارع تُستَطرَد به الوحوش. قال الشماخ :

ذَعَرْتُ به القَطا ونفيتُ عنه

مَقَامَ الذِئبِ كالرجُلِ اللَّعِينِ

والمُلَاعَنَةُ واللِّعَانُ : المباهَلة.

والمَلْعَنَةُ : قارعةُ الطريقِ ومَنزِلُ الناسِ.

وفى الحديث : «اتَّقوا المَلَاعِنَ» يعنى عند الحدَث.

ورجلٌ لُعَنَةٌ : يَلْعَنُ الناس كثيراً ، ولُعْنَةٌ ، بالسكين : يَلْعَنُهُ الناس.

لغن

اللُّغْنُونُ : لغة فى اللُغْدُودِ ، والجمع اللَّغَانِينُ.

وبعضُ بنى تميمٍ يقول : لَعَنَّكَ ، بمعنى لَعَلَّكَ.

قال الفرزدق :

قِفَا يا صاحبىّ بنا لَعَنَّا

نَرَى العَرَصَاتِ أو أَثَرَ الخِيَامِ

لقن

لَقِنْتُ الكلام بالكسر : فهِمته ، لَقَناً.

وتَلَقَّنْتُهُ : أخذته ، لَقَانِيَةً والتَّلْقِينُ كالتفهيم. وغلامٌ لَقِنٌ : سريع الفهم. والاسم اللَّقَانَةُ.

لكن

اللُّكْنَةُ : عُجمةٌ فى اللسان وعِىٌّ. يقال : رجلٌ أَلْكَنُ بيِّن اللَّكَنِ.

و (لكن) خفيفةٌ وثقيلةٌ : حرفُ عطفٍ للاستدراك والتحقيق يُوجَب بها بعد نفى ، إلا أنّ الثقيلة تعمل عمل إنّ تنصب الاسم وترفع الخبر ويُستدرَك بها بعد النفى والإيجاب. تقول : ما جاءنى زيد لكِنَ عَمْراً قد جاء ، وما تكلّم زيد لَكِنَ عَمْراً قد تكلم. والخفيفة لا تعمل لأنَّها تقع على الأسماء والأفعال ، وتقع أيضاً بعد النفى إذا ابتدأت بما بعدها. تقول : جاءنى القوم لَكِنْ عَمْروٌ لم يجىء ، فترفع. ولا يجوز أن تقول لكن عَمْروٌ وتسكت حتَّى تأتى بجملة تامة. فأمّا إنْ كانت عاطفةً اسماً مفرداً على اسم مفرد لم يجزْ أن تقع إلّا بعد نفى ، وتلزمُ الثانى مثلَ إعراب الأول تقول : ما رأيت زيداً لَكِنْ عَمْراً ، وما جاءنى زيدٌ لَكِنْ عَمْرٌو. وأمَّا قول الشاعر :

فَلَسْتُ بآتِيهِ ولا أستطيعه

ولَاكِ اسْقِنِى إنْ كان ماؤك ذا فَضْلِ

فإنّه أراد ولَكِنْ ، فحذف النون ضرورةً ، وهو قبيحٌ.


وبعض النحويين يقول : أصله أَنَّ ، واللام والكاف زائدتان ، يدلُّ على ذلك أنَّ العرب تُدخِل اللام فى خبرها. وأنشد الفراء :

* ولكنَّنى فى حُبِّهَا لَكَمِيدُ (١) *

وقوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) ، يقال أصله لَكِنْ أنا ، فحذفت الألف فالتقت نونان ، فجاء بالتشديد لذلك.

لن

لَنْ : حرفٌ لنفى الاستقبال ، وتنصب به تقول : لَنْ تقوم.

لون

اللَّوْنُ : هيئةٌ كالسَواد والحمرة.

ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ.

واللَّوْنُ : النوع.

وفلان مُتَلَوِّنٌ ، إذا كان لا يثبُت على خُلُقٍ واحد.

ولَوَّنَ البسرُ تَلْوِيناً ، إذا بدا فيه أثر النُضْج.

واللَّوْنُ : الدَقَلُ ، وهو ضربٌ من النخل.

وقال الأخفش : هو جماعةٌ ، واحدتها لِينَةٌ ، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء.

ومنه قوله تعالى : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) وتمرها سمين يسمَّى العجوة ، والجمع لِينٌ ، وجمع اللِّينِ لِيَانٌ ، مثل ذئب وذِئاب ، قال امرؤ القيس :

وسالفةٍ كسَحُوقِ اللِيَا

نِ أَضْرَمَ فيها الغَوِىُّ السُعُرْ

لهن

اللُّهْنَةُ بالضم : السُلْفَةُ ، وهو ما يتعلَّل به الإنسان قبل إدراك الطعام. تقول لَهَّنْتُه تَلْهِيناً فتَلَهَّنَ ، أى سلَّفته. ويقال : أَلْهَنْتُهُ ، إذا أهديتَ له شيئاً عند قُدومه من سفره.

وقولهم : لَهِنّكَ بفتح اللام وكسر الهاء : كلمةٌ تستَعمل عند التوكيد ، وأصلها لَإنّكَ ، فأبدلت الهمزة هاءً ، كما قالوا فى إيَّاك : هِيَّاك.

وإنَّما جاز أن يُجمع بين اللام وإنَّ وكلاهما للتوكيد لأنّك لما أبدلت الهمزة هاءً زال لفظُ إنَّ فصار كأنّها شىء آخر. قال الشاعر :

لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ

على كاذبٍ من وعدها ضَوْءُ صَادِقَ

اللام الأولى للتوكيد ، والثانية لام إنَّ.

وقال أبو عُبيد : أنشدنا الكسائى :

لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ

على هَنَوَاتٍ كاذبٍ من يقولها (٢)

__________________

(١) الرواية : «لعميد» بالعين.

(٢) قبله :

وبي من تباريح الصبابة لوعة

قتيلة أشواق وشوق قتيلها


وقال : أراد لِلَّه إنّك من عبسيَّة ، فحذف اللام الأولى من لله ، والألف من إنّك ، كما قال الآخر :

* لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَوَى تَعْدُو*

أراد : لله ابنُ عمك ، أى والله. والقول الأوَّل أصحّ.

لين

الِلينُ : ضدُّ الخشونة. يقال : لَانَ الشىء يَلِينُ ليناً ، وشىءٌ لَيِّنٌ ولَيْنٌ مخفّفٌ منه ، والجمع أَلْيِنَاءُ.

وقومٌ لَيْنُونَ وأَلْيِنَاءُ ، إنَّما هو جمع لَيِّنٍ مشدّد ، وهو فَيْعِلٌ ، لأنّ فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَاءَ.

واللَّيَانُ بالفتح : المصدر من اللين. تقول : هو فى لَيَانٍ من العيش ، أى فى نعيمٍ وخَفْضٍ.

ولَيَّنْتُ الشىء وأَلْيَنْتُهُ ، أى صيَّرته لَيِّناً.

ويقال أيضاً أَلَنْتُهُ وأَلْيَنْتُهُ ، على النقصان والتمام ، مثل أطَلْتُهُ وأَطْوَلْتُهُ.

واللِّيَانُ بالكسر : المُلَايَنَةُ والملاطَفةُ.

تقول : لَايَنَنِي مُلَايَنَةً ولِيَاناً.

واسْتَلَانَهُ : عدَّه لَيِّناً.

وتَلَيَّنَ : تملّق.

فصل الميم

مأن

المَؤُونَةُ تهمز ولا تهمز ، وهى فعُولَةٌ. وقال الفراء : هى مَفْعُلَةٌ من الأَيْنِ ، وهو التَعب والشدَّة (١). ويقال هى مَفْعُلَةٌ من الأَوْنِ ، وهو الخُرْجُ والعِدْلُ ، لأنَّها ثِقلٌ على الإنسان.

قال الخليل : ولو كانت مَفْعُلَةٌ لكانت مَئِينَةً مثل مَعيشة.

وعند الأخفش يجوز أن تكون مَفْعُلَةٌ.

ومَأَنْتُ القوم أَمْؤُنُهُمْ مَأْناً ، إذا احتملت

__________________

(١) والمعنى أنه عظيم التعب فى الإنفاق على من يعول.

و (المَؤُونَةُ) : الثِقْلُ ، وفيها لغات إحداها على فَعولَةٍ بفتح الفاء ، وبهمزة مضمومة ، والجمع مَئُونَاتٌ على لفظها. ومَأَنْتُ القوم أَمْأَنهم مهموز بفتحتين ، واللغة الثانية مُؤْنَةٌ بهمزة ساكنة.

قال الشاعر :

أميرنا مءنته خفيفه

والجمع (مُؤَنُ) ، مثل غرفةٍ وغُرَفٍ. والثالثة مُونَةٌ بالواو ، والجمع مُوَنٌ مثل سُورَةٍ وسُوَرٍ.

يقال منها : مَانَهُ يَمُونُهُ من باب قال. عن المصباح.


مُؤْنَتَهُمْ. ومن ترك الهمز قال : مُنْتُهُمْ أَمُونُهُمْ.

وأتانى فلان وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ ، أى لم أكترثْ له. قال الكسائى : وما تهيَّأت له.

وقال أعرابىٌّ من سُلَيْم : أى ما علمت بذلك.

وهو يَمْأَنُهُ ، أى يعلمه. وأنشد :

إذا ما علمتُ الأمر أقررتُ عِلْمَهُ

ولا أَدَّعِى ما لستُ أَمْأَنُهُ جَهْلا

كفى بامرىءٍ يوماً يقول بِعلْمِهِ

ويسكتُ عما ليس يعلمه فَضْلا

وَمأّنْتُ فلاناً تَمْئِنَةً ، أى أعلمته. وأنشد الأصمعىُّ للمرّار الفَقعسىّ :

فتهَامسُوا شيئاً فقالوا عَرِّسُوا

من غير تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ

أى من غير تعريف ولا هو فى موضع التَعْرِيس.

والتَمْئِنَةُ : الإعلامُ.

والمُئِنَّةُ : العلامةُ. وفى حديث ابن مسعود : «إنّ طول الصلاة وقِصَرَ الخطبة مَئِنَّةٌ مِن فِقْه الرجل». قال الأصمعىُّ : سألنى شُعبة عن هذا الحرف فقلت : مَئِنَّةٌ أى علامةٌ لذاك وخليق لذاك.

قال الراجز :

إنَّ اكتحالاً بالنَقِىِّ الأَبْلَج

ونظراً فى الحاجب المُزَجَّج

مَئِنَّةٌ من الفِعَال الأعوجِ

وهذا الحرف هكذا يُروى فى الحديث والشعر بتشديد النون ، وحقُّه عندى أن يقال مَئِينَةٌ ، مثال مَعِينَةٍ على فَعِيلَةٍ ، لأن الميم أصلية ، إلَّا أن يكون أصل هذا الحرف من غير هذا الباب ، فتكون مَئِنَّةٌ مَفْعِلَةً من إنَّ المكسورة المشدّدة ، كما يقال هو مَعْسَاةٌ من كذا ، أى مَجْدَرَةٌ ومظنَّةٌ ، وهو مبنىٌّ من عَسَى. وكان أبو زيد يقول : مَئِتَّةٌ بالتاء ، أى مَخْلَقَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ ومَحْرَاةٌ ونحو ذلك ، وهو مَفْعِلَةٌ من أَتَّهُ يَؤُتُّهُ أَتّاً ، إذا غلبه بالحجّة.

الأصمعى : ماءنْتُ فى هذا الأمر على وزن مَا عَنْتُ ، أى رَوَّأْتُ.

ويقال : امْأَنْ مَأْنَكَ واشْأَنْ شَأْنَكَ ، أى اعملْ ما تُحسنه.

والمَأْنُ والمَأْنَةُ : الطِفْطِفَةُ ، والجمع مَأَنَاتٌ ومُئونٌ أيضاً على فُعُولٍ مثل بَدْرَةٍ وبُدُورٍ على غير قياس.

أبو زيد : مَأَنْتُ الرجل أَمْأَنُهُ مَأْناً ، إذا أصبت مَأْنَتَهُ. قال : وهى ما بين سُرَّتِهِ وعانته وشُرْسُوفِهِ.

والمَأْنُ أيضاً : الخشبة فى رأسها حديدةٌ تُثَار بها الأرض ، عن أبى عمرو وابنِ الأعرابى.


متن

المَتْنُ من الأرض : ما صلُب وارتفع ، والجمع مِتَانٌ ومُتُونٌ. قال (١) :

* والقومُ قد طعنوا مِتَانَ السَجْسَجِ (٢) *

ومَتُنَ الشىء بالضم مَتَانَةً ، فهو مَتِينٌ ، أى صلبٌ.

ومَتْنَا الظَهْرِ : مُكْتَنَفَا الصُلْبِ عن يمينٍ وشمالٍ من عَصَب ولحم ، يذكَّر ويؤنث.

ومَتَنْتُ الرجل مَتْناً : ضربت مَتْنَهُ.

ومَتْنُ السهم : ما دون الرِيش منه إلى وسطه.

ويقال أيضا : رجلٌ مَتْنٌ من الرجال ، أى صُلبٌ.

ومَتَنَ به مَتْناً : سار به يومَه أجمع.

والمُمَاتنَةُ : المباعدة فى الغاية. يقال : سار سيراً مُمَاتِناً ، أى شديداً.

ومَاتَنَهُ ، أى ماطله.

ومَتَنْتُ الكبش : شقَقت صُفْنه واستخرجت بيضتَه بعُروقها.

وتَمْتِينُ القوس بالعَقَبِ ، والسِقاءِ بالرُّبِّ : شدُّه وإصلاحه بذلك.

مثن

المَثَانَةُ : موضع البول.

ومَثَنْتُهُ أَمْثُنُهُ (٣) بالضم مَثْناً ، فهو مَمْثُونٌ ، إذا أصبت مَثَانَتَهُ.

ويقال : مَثِنَ الرجل بالكسر فهو أَمْثَنُ بيِّن المَثَنِ إذا كان لا يستمسك بولُه. والمرأةُ مَثْنَاءُ.

قال الكسائى : يقال رجل : مَثِنٌ ومَمْثُونٌ للذى يشتكى مَثَانَتَهُ. وفى حديث عمّار : «أنَّه صلّى فى تُبَّانٍ وقال : إنِّى مَمْثُونٌ».

مجن

المُجُونُ : أن لا يبالى الإنسان ما صنع.

وقد مَجَنَ بالفتح يَمْجُنُ مُجُوناً ومَجَانَةً ، فهو مَاجِنٌ ؛ والجمع المُجَّانُ.

وقولهم : أخذه مَجَّاناً ، أى بلا بدل. وهو فَعَّالٌ ، لأنه ينصرف.

والمُمَاجِنُ من النوق : التى يَنزُو عليها غير واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلقَح.

وطريقٌ مُمَجَّنٌ ، أى ممدود.

__________________

(١) الحارث بن حلزة.

(٢) صدره :

أنى اهتديت وكنت غير رجيلة

(٣) مَثَنَهُ يَمْثِنُهُ من باب ضرب ، ومَثَنَهُ يَمْثُنُهُ من باب نصر : أصاب مثانته.


منجن

المَنْجَنُونُ : الدُولاب التى يستقى عليها.

قال ابن السِّكيت : هى المَحَالة التى يُسنَى عليها.

وهى مؤنَّثة على فَعْلَلُولٍ ، والميم من نفس الحرف كما قلناه فى منجنيقٍ ؛ لأنَّه يجمع على مَنَاجِينَ.

وأنشد الأصمعى (١) :

* ومَنْجَنُونٍ كالأتان الفَارِقِ (٢) *

ويروى : «ومَنْجَنِينٍ» ، وهما بمعنًى.

محن

مَحَنْتُ البئر مَحْناً ، إذا أخرجتَ ترابها وطينها.

والمِحْنَةُ : واحدة المِحَنِ التى يُمْتَحَنُ بها الإنسان من بليَّةٍ.

ومَحَنْتُهُ وامْتَحْنْتُهُ ، أى اختبرته ، والاسم المِحْنَةُ.

ومَحَنَهُ عشرين سوطاً ، أى ضربَه.

وأتيتُ فلاناً فما مَحَنَنِي شيئاً ، أى ما أعطانى.

مخن

المَخْنُ : الرجُل الطويل. والمَخْنُ : البكاء.

والمَخْنُ : النَزْع من البئر. قال الراجز :

قد حكم القاضى بأمرٍ عَدْلِ

أن يَمْخَنُوهَا (٣) بثَمَانِى أَدْلِ

مدن

مَدَنَ بالمكان : أقام به. ومنه سمِّيت.

المَدِينَةُ ، وهى فَعِيلَةٌ ، وتجمع على مَدَائِنَ بالهمز ، وتجمع أيضاً على مُدْنٍ ومُدُنٍ ، بالتخفيف والتثقيل.

وفيه قولٌ آخَر : أنّها مَفْعِلَةٌ من دِنْتُ ، أى مَلَكْتُ.

وفلان مَدَّنَ المَدَائِنَ ، كما يقال : مَصَّرَ الأمْصَارَ.

وسألت أبا عَلِىٍّ الفَسَوِىَّ عن همز مَدَائِنَ فقال : فيه قولان ، من جعله فَعِيلَةً من قولك : مَدَنَ بالمكان ، أى أقام به ، همَزَه. ومَن جعله مَفْعِلَةً من قولك دِينَ ، أى مُلِكَ لم يهمزْه ، كما لا يهمز مَعَايِش.

وإذا نسبت إلى مَدِينَةِ الرسول صلى الله عليه وسلم قلت مَدَنِىٌ ، وإلى مَدِينَةِ المنصور مَدِينِىٌ ، وإلى مَدَائِنِ كسرى مَدَائِنِىٌ ، للفرق بين النَسب ، لئلَّا يختلط.

ومَدْنُ : قريةُ شعيبٍ عليه السلام.

__________________

(١) لعمارة بن طارق.

(٢) قبله :

اعجل بغرب مثل غرب طارق

(٣) فى اللسان : «أن تَمْنَخُوهَا».


مرن

مَرَنَ الشىء يَمْرُنُ مُرُوناً ، إذا لانَ ، مثل جَرَنَ.

ومَرَنَ على الشىء يَمْرُنُ مُرُوناً ومَرَانَةً : تعوَّده واستمرَّ عليه.

يقال : مَرَنَتْ يده على العمل ، إذا صلُبتْ.

قال الراجز :

قد أكْنَبَتْ يداك بعد اللِينِ (١)

وبعد دُهْنِ البَانِ والمَضْنُونِ

وهَمَّتَا بالصَبر والمُرُونِ

ومَرَنَ وجهُ فلان على هذا الأمر. وإنه لمُمَرَنُ الوجه ، أى صُلب الوجه. قال رؤبة :

* لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ (٢) مُمَرَّنِ (٣) *

والمَرِنُ بكسر الراء : الحالُ والخُلُقُ. يقال : ما زال ذلك مَرِنِي ، أى حالى.

ويقال للقوم : هم على مَرِنٍ واحدٍ ، وذلك إذا استوتْ أخلاقُهم.

والمَرْنُ ، ساكنٌ : الفِرَاءُ فى قول النمر :

* كأنَّ جلودَهنّ ثِيابُ مَرْنِ (٤) *

وأَمْرَانُ الذِراعِ : عَصبٌ يكون فيها.

ومَرَنَ بعيرَهُ يَمْرُنُهُ مَرْناً ، إذا دهن أسفلَ قوائمه مِن حَفًى به.

والمَرَانَةُ : الِلينُ.

ومَرَانَةُ : موضعٌ. قال لبيد :

لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنَهُ أُثَالُ

فسَرْحَةُ فالمَرَانَةُ فالخيالُ (٥)

ومَرَانَةُ : اسم ناقةِ ابنِ مُقْبل. قال :

يا دارَ سَلْمَى خَلَاءً لا أُكَلِّفُهَا

إلّا المَرَانَة حتَّى تعرف الدِينا

ويقال : أراد المُرُونَ والعادة ، أى بكثرة وقوفى وسلامى عليها لتعرف طاعتى لها.

والتَمْرِينُ : التليين.

والمارِنُ : ما لانَ من الأنف وفَضَل عن القصَبة ، وما لان من الرُمح. قال عبيدٌ يذكر ناقته :

__________________

(١) فى اللسان : «بعد لين».

(٢) قال ابن برى : صَوَابه : «مَعِكٍ» بالكاف. يقال رجلٌ مَعِكٌ : مماطلٌ.

(٣) بعده :

أليس ملوى الملاوي مثغن

(٤) صدره :

خفيفات الشخوص وهن خوص

(٥) الرواية : «فالحِيَالُ» بكسر المهملة وبالياء الموحدة. وشَرْجَةُ بالشين المعجمة والجيم ، والخيال أرض لبنى تغلب. والكلام فى رواية البيت عن التكملة.


هاتيك تَحمِلنى وأبيضَ صارماً

ومُذَرَّباً فى مَارِنٍ مَخْمُوسِ (١)

والمُمَارِنُ من النوق : مثل المماجن ، يقال : مَارنَتِ الناقةُ ، إذا ضُرِبَتْ فلم تلقح.

والمُرَّانُ بالضم : الرِماح ، وهو فُعَّالٌ ، الواحدة مُرَّانَةٌ.

ومَرَّانُ (٢) بالفتح : موضعٌ على ليلتين من مكّة على طريق البصرة ، وبه قبر تميم بن مُرّ.

قال جرير :

إنِّى إذا الشاعرُ المغرورُ حَرَّبَنِى

جارٌ لقبرٍ على مَرَّانَ مرموسِ

مزن

أبو زيد : المُزْنَةُ : السَحابة البيضاء ، والجمع مُزْنٌ.

والبَرَدُ : حَبُ المُزْنِ.

والمازِنُ : بيض النمل.

ومازِنٌ : أبو قبيلةٍ من تميم ، وهو مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم. ومَازِنٌ فى بنى صعصعة ابن معاوية. ومازِنٌ فى بنى شيبان. ويقال للهلال : ابن مُزْنَةَ. قال (٣) :

كأنَّ ابن مُزْنَتِهَا جَانِحاً

فَسِيطٌ لدى الأُفْقِ من خِنْصِرِ

والمُزْنَةُ : المَطْرة. قال (٤) :

ألم ترَ أنّ اللهَ أنزل مُزْنَةً

وعُفْرُ الظباءِ فى الكِنَاسِ تَقَمَّعُ

وكانت العرب تسمِّى عُمَانَ المَزُونَ. قال الكميت :

وأمّا الأَزْدُ أَزْدُ أبى سعيدٍ

فأكره أن أسمّيها المَزُونَا

وهو أبو سعيد المهلَّب المَزُونِىُ ، أى أكره

__________________

(١) قوله مخموس ، بالخاء معجمة ، أى رمحاً طول مارنه خمس أذرع. قاله المؤلف.

(٢) فى اللسان : ومرّ أبو جعفر المنصور على قبره بمَرَّانٍ ، وهو موضع على أميال من مكّة على طريق البصرة ، فقال :

صلى عليك الله من متوسد

قبرا مررت به على مران

قبرا تصعن مومنا متخشعا

عبد الإله ودان بالقرآن

فإذا الرجال تنازعوا في شبهة

فصل الخطاب بحكمة وبيان

فلو إن هذا الدهر أبقى مؤمنا

أبقى لنا عمرا أبا عثمان

(٣) عمرو بن قميئة.

(٤) أوس بن حجر.


أن أنسبه إلى المَزُونِ ، وهى أرض عمان. يقول : هو من مضر. وقال أبو عبيدة : يعنى بالمَزُونِ الملَّاحين. قال : وكان أردَشِير بن بَابَكانَ جعلَ الأزدَ ملَّاحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بسِتِّمائة سنة.

ومُزَيْنَةُ : قبيلة من مضر ، وهو مُزْيَنَةُ بن أُدِّ بن طابخة بن الياس بن مضر ؛ والنسبة إليهم مُزَنِىٌ.

مشن

المَشْنُ : ضرب من الضَرب بالسوط. يقال : مَشَتَهُ مَشْناً. قال العجاج :

* وفى أخاديد السِياطِ المُشَّنِ (١) *

وامْتَشَنْتُ الشىء : اقتطعته واختلسته.

وامْتَشَنْتُ السيف : استللته.

وحكى ابن السكِّيت عن الكلابىّ : مرّتْ لى غِرارةٌ فمَشَنَتْنِي. وأصابتنى مَشْنَةٌ ، وهو الشىء له سعةٌ (٢) ولا غورَ له ، منه ما بَضَّ منه دمٌ ومنه ما لم يَجرَح الجلد. يقال : مَشَنَهُ بالسيف ، إذا ضربه فقشر الجِلد.

ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً : درَّتْ كارهةً.

والمُشَانُ المِشَانُ : نوعٌ من الرُطَب (٣). وفى المثل : «بِعِلّةِ الوَرَشَانِ تأكل رطب المُشَانِ المِشَانُ» بالإضافة.

ويقال : امْتَشِنْ منه ما مَشَنَ لك ، أى خُذْ منه ما وجدتَ.

والمِشَانُ من النساء : السليطة المُشاتِمة.

معن

المَعْنُ : الشىء اليسير الهيِّن. قال النَمْر ابن تولب :

وما ضَيَّعْتُهُ فأُلَامَ فيه

فإنَّ هلاكَ (٤) مالِكَ غيرُ مَعْنِ

أى ليس بهيّنٍ. ورجلٌ مَعْنٌ فى حاجته.

وقولهم : «حَدِّثْ عن مَعْنٍ ولا حرج» وهو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطَر ابن شَريك بن عمرو الشيبانىّ وهو عمّ يزيد بن مَزْيَد بن زائدة الشيبانىّ. وكان مَعْنٌ أجودَ العرب.

ويقال : ما له سَعْنَةٌ ولا مَعْنَةٌ ، أى شىء.

والمَاعُونُ : اسمٌ جامعٌ لمنافع البيت ، كالقِدْر والفأس ونحوِها. قال الأعشى :

__________________

(١) بعده :

شاف لبغى الكلب المشيطن

(٢) قوله : وهو الشىء له سعة ، عبارة القاموس : وهو الجرح له سعة.

(٣) فى المخطوطات : «نوعٌ من التمر».

(٤) فى اللسان : «فإنَّ ضياعَ».


بأَجْوَدَ منه بمَاعُونِهِ

إذا ما سماؤهُم لم تَغِمْ

ويسمَّى الماء أيضاً مَاعُوناً ، وينشد :

* يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ صَبًّا (١) *

وتسمَّى الطاعة ماعُوناً.

وحكى الأخفشُ عن أعرابىٍّ فصيحٍ : لو قد نزلنا لصنعتُ بناقتك صنيعاً تعطيك الماعُونَ ، أى تنقاد لك وتطيعك.

وقوله تعالى : (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) قال أبو عبيدة : الماعون فى الجاهلية كلُّ منفعةٍ وعطيّةٍ.

قال الأعشى :

بأَجْوَدَ منه بماعُونِهِ

إذا ما سماؤهُم لم تَغِمْ

قال : والمَاعُونُ فى الإسلام : الطاعةُ والزكاةُ.

وأنشد للراعى :

قومٌ على الإسلام لَمَّا يَمْنَعُوا

ماعُونَهُمْ ويُضَيِّعُوا التهلِيلا (٢)

ومن الناس من يقول : المَاعُونُ أصله مَعُونَةٌ والألف عوضٌ من الهاء.

وأَمْعَنَ الفرس : تباعَدَ فى عَدْوه.

وأَمْعَنَ فلانٌ بحقّى : ذهب به.

وأَمْعَنَتِ الأرض : رَوِيَتْ.

وماءٌ مَعِينٌ ، أى جارٍ. ويقال هو مفعولٌ من عُنْتُ الماءَ إذا استنبطتَه.

وكلأٌ مَمْعُونٌ : جرَى فيه الماء.

والمُعْنَانُ : مَجارى الماء فى الوادى.

والمَعَانُ : المباءة والمنزِل.

ومَعَانٌ : موضع بالشأم.

مكن

مَكَّنَهُ الله من الشىء وأَمْكَنَهُ منه ، بمعنًى.

واسْتَمْكَنَ الرجل من الشىء وتَمَكَّنَ منه ، بمعنًى.

وفلان لا يُمْكِنُهُ النُهوض ، أى لا يقدر عليه.

وقولهم : ما أَمْكَنَهُ عند الأمير ، شاذٌّ.

والمَكْنُ : بيض الضَبّ. قال (٣) :

ومَكْنُ الضِبَابِ طعامُ العُرَيّ

بِ لا تَشتهيه نفوسُ العَجَمْ

__________________

(١) أقول لصاحبي ببراق تجد

تبصر هل ترى برقا أراه

يمج صبيره المااعون مجا

إذا تسم من الهيف اعتراه

(٢) فى اللسان : «ويُبَدِّلُوا التنزيلا».

(٣) أبو الهندىّ.


والمَكِنَةُ بكسر الكاف : واحدة المكِنِ والمَكِنَاتِ. وفى الحديث : «أَقِرُّوا الطير على مَكِنَاتِهَا» ومَكُنَاتِهَا بالضم.

قال أبو زياد الكلابىّ وغيره من الأعراب : إنَّا لا نعرف للطير مَكِنَاتٍ وإنَّما هى وكُنَاتٌ.

فأمَّا المَكِنَاتُ فإنَّما هى للضِباب.

قال أبو عبيد : ويجوز فى الكلام ، وإنْ كان المَكْنُ للضباب ، أن يُجعَل للطير تشبيهاً بذلك ، كقولهم : مشافر الحبشىّ ، وإنَّما المشافر للإبل. وكقول زهيرٍ يصف الأسد :

* له لِبَدٌ أظفارُهُ لم تُقَلَّمِ (١) *

وإنَّما لهُ مخالبُ. قال : ويجوز أن يراد به على أَمْكِنَتِهَا ، أى على مواضعها التى جعلها الله لها ، فلا تَزجُروها ولا تلتفتوا إليها ، لأنَّها لا تضرُّ ولا تنفع ، ولا تعدو ذلك إلى غيره.

ويقال : الناس على مَكِنَاتِهِمْ ، أى على استقامتهم.

الكسائى : أَمْكَنَتِ الضبّةُ : جمعَتْ بيضَها فى بطنها ، فهى مَكُونٌ.

وقال أبو زيد : أَمْكَنَتِ الضبّةُ فهى مُمْكِنٌ ، وكذلك الجرادة.

والمَكْنَانُ بالفتح والتسكين : نبتٌ. ومعنى قول النحويين فى الاسم : إنَّهُ مُتَمَكِّنٌ ، أى إنَّه معربٌ ، كعُمَرَ وإبراهيم. فإذا انصرف مع ذلك فهو المُتَمَكِّنُ الأَمْكَنُ ، كزيدٍ وعمرٍو. وغير المُتَمَكِّنِ هو المبنىّ ، كقولك : كيفَ وأينَ.

ومعنى قولهم فى الظرف : إنَّه مُتَمَكِّنٌ ، أى إنّه يستعمل مرّةً ظرفاً ومرّةً اسماً ، كقولك جلست خلفَك فتنصب ، ومجلسى خلْفُكَ فترفع فى موضعٍ يصلح أن يكون ظرفا. وغير المُتَمَكِّنِ هو الذى لا يُستعمل فى موضع يصلح أن يكون ظرفاً إلّا ظرفاً ، كقولك لقيته صباحاً وموعدُك صباحاً ، فتنصب فيهما ولا يجوز الرفع إذا أردت صباحَ يومٍ بعينه. وليس ذلك لعلّةٍ توجب الفرق بينهما أكثر من استعمال العرب لها كذلك ، وإنّما يؤخذ سماعاً عنهم ، وهى صباحٌ ، وذو صباحٍ ، ومَساءٌ ، وعشيَّةٌ وعِشاءٌ ، وضُحًى وضَحْوَةٌ ، وسَحَرٌ ، وبَكَرٌ وبُكْرَةٌ ، وعَتَمَةٌ ، وذات مرّةٍ وذات يومٍ ، وليلٌ ونهارٌ ، وبُعَيْدَاتُ بَيْنَ. هذا إذا عنيت بهذه الأوقات يوماً بعينه. أمّا إذا كانت نكرةً وأدخلت عليها الألف واللام تكلمتَ بها رفعاً ونصباً وجرًّا. قال سيبويه : أخبرنا بذلك يونسُ النحوىّ.

__________________

(١) صدره :

لدى أسد شاكي السلاح مقذف


منن

المُنَّةُ بالضم : القُوّة. يقال : هو ضعيف المُنَّة.

ومَنَّهُ السَيرُ : أضعفَه وأعياه.

ومَنَنْتُ الناقةَ : حسَرتها.

ورجلٌ مَنِينٌ ، أى ضعيفٌ كأنَّ الدهرَ منَّه ، أى ذهب بمُنَّتِهِ ، أى بقوّته.

والمَنِينُ : الحبل الضعيف. والمَنِينُ : الغبار الضعيف.

والمَنُ : القَطْعُ ، ويقال النقص. ومنه قوله تعالى : (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ). قال لبيد :

لِمُعَفَّرٍ قَهدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ

غُبْسٌ كَواسِبُ لا يُمَنُ طَعامُها

ومَنَ عليه مَنَّا : أنعمَ.

والمَنَّانُ ، من أسماء الله تعالى : والمِنِّينَى منه كالخِصِّيصَى.

ومَنَ عليه مِنَّةً ، أى امْتَنَ عليه. يقال : «المِنَّةُ تَهدِم الصَنيعة».

أبو عبيد : رجلٌ مَنُونَةٌ : كثير الامتنان.

والمَنُونُ : الدهرُ. قال الأعشى :

أَأَنْ رأت رجلاً أَعْشَى أَضَرَّ بهِ

رَيْبُ المَنُونِ ودهرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ

والمَنُونُ : المنيّة ، لأنَّها تقطع المَدَدَ وتنقُص العَدَدَ. قال الفراء : والمَنُونُ مؤنَّثة ، وتكون واحدةً وجمعاً.

والمَنُ : المَنَا ، وهو رِطلان ، والجمع أَمْنَانٌ ، وجمع المَنَا أَمْنَاءٌ.

والمَنُ : شىءٌ حلوٌ كالطَرَنْجَبِينِ. وفى الحديث : «الكمأة من المَنِ».

ومَنْ : اسمٌ لمن يصلُح أن يخاطَب ، وهو مبهَم غير متمكّن ، وهو فى اللَفظ واحد ويكون فى معنى الجماعة ، كقوله تعالى : (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ). قال المتلمس (١) :

لَسْنَا كَمَنْ حَلّتْ إيَادٍ دَارَهَا

تَكْرِيتَ تَنْظُرُ حَبَّهَا أَنْ يُحْصَدَا

فأنَّث فِعْلَ مَنْ ، لأنَّه حمله على المعنى لا على اللفظ. والبيتُ ردىءٌ ، لأنّه أبدل من قبل أن يتمَّ الاسم.

ولها أربعة مواضع : الاستفهام ، نحو مَنْ عندك. والخبر ، نحو رأيت مَنْ عندك. والجزاء ، نحو مَنْ يُكْرِمْنِى أُكْرِمْهُ. وتكون نكرةً موصوفةً ، نحو مررت بمَنْ مُحْسِنٍ ، أى بإنسانٍ مُحْسِنٍ. قال الشاعر (٢) :

__________________

(١) صوابه الأعشى ، كما فى اللسان. انظر ديوان الأعشى ص ١٥٤.

(٢) بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصارى.


وكفى بنا فضلاً على مَنْ غَيْرِنا

حُبُّ النبىِّ محمدٍ إيَّانا

خفض غيراً على الإتباع لِمَنْ ، ويجوز فيه الرفع على أن تجعل مَنْ صلةً بإضمار هو.

وتُحكَى بها الأعلامُ والكُنَى والنكراتُ فى لغة أهل الحجاز. إذا قال رأيت زيداً قلت : مَنْ زيداً؟ وإذا قال : رأيتُ رجلاً قلت : مَنَا لأنّه نكرة وإن قال : جاءنى رجلٌ قلت : مَنُو.

وإن قال : مررتُ برجلٍ قلت مَنِي. وإن قال جاءنى رجلانِ قلت : مَنَانْ. وإن قال مررتُ برجلين قلت مَنَيْنْ بتسكين النون فيهما. وكذلك فى الجمع : إنْ قال جاءنى رجالٌ قلت مَنُونْ ومَنِينْ فى النصب والجر ، ولا تحكى بها غير ذلك.

ولو قال رأيت الرجل قلت : مَنِ الرجلُ بالرفع لأنَّه ليس بعَلَمٍ. وإن قال : مررت بالأمير قلت : مَنِ الأمير. وإن قال : رأيت ابن أخيك قلت : مَنِ ابنُ أخيك بالرفع لا غيرُ. وكذلك إن أدخلت حرفَ العطف على مَنْ رفعت لا غيرُ ، قلت : فمَنْ زيدٌ ، ومَنْ زيدٌ. وإن وصلتَ حذفت الزيادات قلت : مَنْ يا هذا. وقد جاءت الزيادةُ فى الشعر فى حال الوصل. قال الشاعر (١) :

أَتَوْا نَارِى فقلتُ مَنُونَ أنتمْ

فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلَاما

وتقول فى المرأة : مَنَهْ ومَنْتَانْ ومَنَاتْ ، كله بالتسكين وإن وصلتَ قلت : مَنَةً يا هذا بالتنوين ومَنَاتٍ. [يا هؤلاء](٢) وإن قال : رأيت رجلاً وحماراً قلت : مَنْ وأَيَّا ، حذفت الزيادة من الأوّل لأنّك وصلته. وإن قال : مررت بحمارٍ ورجلٍ قلت أَىٍّ ومَنِي. فقِسْ عليه.

وغير أهل الحجاز لا يرون الحكايةَ فى شىءٍ منه ، ويرفعون المعرفة بعد مَنْ اسماً كان أو كنيةً أو غير ذلك. والناس اليوم فى ذلك على لغة أهل الحجاز.

وإذا جعلت مَنْ اسماً متمكّناً شدّدته لأنَّه على حرفين ، كقول الراجز (٣) :

* حتى أَنَخْنَاهَا إلى مَنٍ ومَنْ (٤) *

أى أبركناها إلى رجلٍ وأىِّ رجل يريد بذلك تعظيم شأنه.

و (مِنْ) بالكسر : حرفٌ خافضٌ ، وهو لابتداء الغاية ، كقولك : خرجت مِنْ بغدادَ إلى

__________________

(١) نمر بن الحارث الضبى.

(٢) التكملة من المخطوطة.

(٣) خطام المجاشعىّ.

(٤) قبله :

فرحلوا رحلة فيها رعن


الكوفة. وقد تكون للتبعيض كقولك : هذا الدرهم من الدراهم. وقد تكون للبيان والتفسير ، كقولك : لله درّك مِنْ رجلٍ! فتكون مِنْ مفسِّرةً للاسم المكنّى فى قولك درّك وترجمةً عنه.

وقوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) فالأولى لابتداء الغاية ، والثانية للتبعيض ، والثالثة للتفسير والبيان.

وقد تدخل مِنْ توكيداً لغْواً كقولك : ما جاءنى مِنْ أحدٍ ، ووَيْحَهُ مِنْ رجلٍ ، أكّدتهما بمِنْ.

وقوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) أى فاجتنبوا الرِجسَ الذى هو الأوثان.

وكذلك ثوبٌ مِنْ خَزٍّ.

وقال الأخفش فى قوله تعالى : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ) مِنْ (حَوْلِ الْعَرْشِ) وقوله تعالى : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) : إنَّما أدخل مِنْ توكيداً ، كما تقول رأيت زيداً نفسه.

وتقول العرب : ما رأيتُه مِنْ سنةٍ ، أى منذ سنة. قال تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ). وقال زُهير :

لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ الحِجْرِ

أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومِنْ دَهْرِ

وقد تكون بمعنى عَلَى ، كقوله تعالى : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ) ، أى على القوم.

وقولهم فى القَسَمِ : مِنْ ربّى ما فعلتُ ، فمِنْ حرف جرّ وضعت موضع الباء ههنا ، لأنَّ حروف الجرّ ينوب بعضُها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى.

ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين ، كما قال :

أَبْلغْ أبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً

غير الذى قد يقال مِلْكَذِبِ

مون

مَانَهُ يَمُونُهُ مَوْناً ، إذا احتمل مَؤُونَتَهُ وقام بكفايته ، وهو رجل مَمُونٌ ، عن ابن السكيت.

مهن

المَهْنَةُ بالفتح : الخِدْمة.

وحكى أبو زيد والكسائىّ : المِهْنَةِ بالكسر ، وأنكره الأصمعى.

والماهِنُ : الخادمُ. وقد مَهَنَ القومَ يَمْهَنُهُمْ مَهْنَةً ، أى خَدَمَهُمْ.

ويقال أيضاً : مَهَنْتُ الإبلَ مَهْنَةً ، إذا حلّيتها عن الصَدَر.

وامْتَهَنْتُ الشىء : ابتذلته. وأَمْهَنْتُهُ : أضعفته.

ورجلٌ مَهِينٌ ، أى حقيرٌ.


مين

المَيْنُ : الكذِب. قال عدىُّ بن زيد :

فقَدَّمْتِ (١) الأديمَ لِرَاهِشَيْهِ

وأَلْفَى قولها كذباً ومَيْنا

والجمع مُيُونٌ. يقال : «أكثر الظُنون مُيُونٌ».

وقد مَانَ الرجل يَمِينُ مَيْناً ، فهو مَائِنٌ ومَيُونٌ.

ووُدُّ فلانٍ مُتَمَايِنٌ.

فصل النون

نتن

النَتْنُ : الرائحة الكريهة. وقد نَتُنَ الشىء وأَنْتَنَ بمعنًى ، فهو مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ ، كسرت الميم اتباعاً لكسرة التاء ، لأنّ مِفعِلاً ليس من الأبنية.

ونَتَّنَهُ غيره تَنْتِيناً ، أى جعله مُنْتِناً.

ويقال قومٌ مَنَاتِينُ. قال الراجز (٢) :

قالت سُلَيْمَى لا أُحِبُّ الجَعْدِينْ

ولا السِبَاطَ إنَّهُمْ مَنَاتِينْ

وقد قالوا : ما أَنْتَنَهُ.

نحن

نَحْنُ : جمع أَنَا من غير لفظِه ، وحرِّك آخرُه بالضم لالتقاء الساكنين ، لأن الضمّة من جنس الواو التى هى علامةٌ للجمع.

ونَحْنُ كنايةٌ عنهم.

نون

النُّونُ : الحوت ، والجمع أَنْوَانٌ ونِينَانٌ.

وذو النُّونِ : لقب يونس بن متَّى عليه السلام.

والنُّونُ : شَفْرة السيف. قال الشاعر :

* بِذِي نُونَيْنِ قَصَّالٍ مِقَطِّ*

والنُّونُ : اسم سيفٍ لبعض العرب. قال (٣) :

سأجعلُه مكانَ النُّونِ مِنِّى

وما أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلَالِ (٤)

يقول : سأجعل هذا السيفَ الذى استفدتُه

__________________

(١) فى اللسان : «فقَدَّدَت».

(٢) ضبّ بن نُعْرَة.

(٣) الحارث بن زهير.

(٤) قال ابن برى : وصواب إنشاده :

ويخبرهم مكان النون منى

وما أعطيته عرق الخلال

لأن قبله :

سيخبر قومه حنش بن عمرو

بما لاقاهم وابنا هلال

فى التكملة : حسن بن وهب إذا لاقاهم.


مكانَ ذلك السيف الآخر ، وما أُعطِيته عن مودّة ، بل أخذتُه عَنوةً.

والنُّونُ : حرفٌ من حروف المعجم ، وهو من حروف الزيادات ، وقد يكون للتأكيد يلحق الفعلَ المستقبلَ بعد لام القسم ، كقولك : والله لأضربنَّ زيداً. ويلحق بعد ذلك الأمر والنهى ، تقول : اضْرِبَنَّ زيداً ولا تضربنّ عَمْراً. ويلحق فى الاستفهام ، تقول هل تضربنَّ زيداً. وبعد الشرط ، كقولك : إمّا تضربنَّ زيداً اضْرِبْهُ ، إذا زادت على إنْ (ما) زدت على فعل الشرط نونَ التأكيد. قال الله تعالى : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ). وتقول فى فعل الاثنين لَتَضْرِبَانِّ زيداً يا رجلان ، وفى فعل الجماعة : يا رجالُ اضْرِبُنَّ زيداً بضم الباء ، ويا امرأةُ اضربِنَّ زيداً بكسر الباء ، ويا نسوةُ اضْرِبْنَانِّ زيداً ، وأصله اضْرِبْنَنَّ بثلاث نوناتٍ فتفصل بينهن بالألف وتكسِر النون تشبيهاً بنون التثنية.

وقد تكون نون التأكيد خفيفةً كما تكون مشدّدةً ، إلّا أنَّ الخفيفة إذا استقبلَها ساكنٌ سقطتْ ، وإذا وقَفْتَ عليها وقبلها فتحةٌ أبدلتَها ألفاً ، كما قال الأعشى :

* ولا تَعبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعْبُدَا (١) *

وربَّما حذِفتْ فى الوصل ، كقول الشاعر (٢) :

اضْرِبَ عنكَ الهمومَ طارِقَها

ضَرْبَكَ بالسيف قَوْنَسَ الفرسِ

والمخفّفة تصلح فى مكان المشدّدة ، إلّا فى موضعين فى فِعل الاثنين : يا رجلان اضربانِّ زيداً ، وفى فعل جماعة المؤنث : يا نسوةُ اضربنانِّ زيداً ، فإنَّه لا يصلح فيهما إلَّا المشدّدة ، لئلا تلتبس بنون التثنية. ويونس يجيز الخفيفة هاهنا أيضاً ، والأوَّل أجود.

وتقول : نَوَّنْتُ الاسم تَنْوِيناً. والتَّنْوِينُ لا يكون إلّا فى الأسماء.

فصل الواو

وتن

الوَتِينُ : عِرْقٌ فى القلب ، إذا انقطع ماتَ صاحبُه. وقد وَتَنْتُهُ ، إذا أصبتَ وَتِينَهُ. قال حُميدٌ الأرقط :

__________________

(١) صدره :

وذا النصب المنصوب لا تنسكنه.

(٢) هو طرفة بن العبد.


* مِنْ عَلَقِ المَكْلِىِّ والمَوْتُونِ (١) *

والوَاتِنُ : الشىء الدائم الثابت فى مكانه.

قال رؤبة :

* على أَخِلَّاءُ الصَفَاءِ الوُتَّنِ (٢) *

ويروى بالثاء ، وهما بمعنًى.

يقال وَتَنَ الماءُ وغيره وُتُوناً وتِنَةً أيضاً ، أى دام ولم ينقطع.

والوَاتِنُ : الماء المَعِينُ الدائم ، الذى لا يذهب.

عن أبى زيد.

والمُوَاتَنَةُ : الملازمة فى قلَّة التفرّق.

وثن

الوَثَنُ : الصنم ، والجمع وُثْنٌ وأَوْثَانٌ ، مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ وآسادٍ.

الأصمعى : اسْتَوْثَنَ الرجلُ من المال ، إذا استكثَر منه ، مثل اسْتَوْثَجَ واسْتَوْثَرَ.

والوَاثِنُ مثل الوَاتِنِ ، وهو الثابت الدائم.

وجن

الوَجِينُ : العارضُ من الأرض ينقاد ويرتفع قليلاً ، وهو غليظ.

ومنه الوَجْنَاءُ ، وهى الناقة الشديدة شبِّهتْ به فى صلابتها. وقال قومٌ : هى العظيمة الوَجْنتين.

والوَجِينُ : شطّ الوادى.

والوَجْنَةُ : ما ارتفَع من الخدَّين. وفيها أربع لغات : وَجْنَةٌ ، ووُجْنَةٌ وأُجْنَة ، ووِجْنَةٌ.

ورجلٌ مُوَجَّنٌ : عظيم الوَجَنَاتِ. ويقال : ما أدرى أَىُّ مَنْ وَجَّنَ الجلدَ هو ، أىْ أىُّ الناس هو؟. والوَجْنُ : الدَقُّ.

ويقال : وَجَنَ القَصَّارُ الثوبَ يَجِنُهُ وَجْناً : دَقَّهُ.

أبو زيد : المِيجَنَةُ : المِدَقَّةُ ، والجمع مَوَاجِنُ.

وأنشد لعامر بن عُقَيل السعدىُّ جاهلىّ :

رقابٌ كالمَواجِنِ خَاظِيَاتٌ

وأَسْتَاهٌ على الأَكْوَارِ كُومُ

قوله خَاظِيَاتٌ بالظاء ، من قولهم : خَظَا بَظَا.

ودن

وَدَنْتُ الشىء وَدْناً ووِدَاناً : بلَلْتُهُ ، فهو مَوْدُونٌ ووَدِينٌ ، أى منقوع.

وجاء قومٌ إلى بنت الخُسِّ بحجرٍ فقالوا : احْذِى لنا من هذا نَعلاً ، فقالت : دِنُوهُ.

__________________

(١) قبله :

شريانه تمنع بعد اللين

وصيغة خرجن بالتسنين

(٢) قبله :

أمطر في أكناف غين مغين


واتَّدَنَ الشىء ، أى ابتلَّ. واتَّدَنَهُ أيضاً ، بمعنى بَلهُ. قال الكميت :

ورَاجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شِظافٍ

كمُتَّدِنِ الصَفَا كَيْمَا يَلِينا (١)

والوَدْنُ أيضاً : حُسن القيام على العَروس.

يقال : أخذوا فى وِدَانِهِ.

ووَدَنَتِ المرأةُ وأَوْدَنَتْ ، إذا ولدتْ ولداً ضاوياً. والولدُ مَوْدُونٌ ومُودَنٌ أيضاً. قال (٢) :

وأُمُّكَ سوداءُ مَوْدُونَةٌ

كَأَنَّ أناملها الحُنْظُبُ

ومَوْدُونٌ : اسم فرسٍ.

وزن

المِيزانُ معروف ، وأصله مِوْزَانٌ ، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها.

وقام مِيزَانُ النهار ، أى انتصفَ.

ووَزَنْتُ الشىء وَزْناً وزِنَةً.

ويقال : وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان. قال تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).

وهذا يَزِنُ درهماً.

ودرهمُ وازِنٌ ، أى تامٌّ. وقال الشاعر (٣) :

مثلُ العصافير أحلاماً ومقدرةً

لو يُوزَنُونَ بزِفِّ الريشِ ما وُزنُوا (٤)

ووَازَنْتُ بين الشيئين مُوَازَانَةً ووِزَاناً.

وهذا يُوَازِنُ هذا ، إذا كان على زِنَتِهِ أو كان محاذيه.

ويقال : وَزَنَ المُعْطِى وأتزَنَ الآخِذُ ، كما يقال نَقَدَ المُعْطِى وانتقد الآخذ. وهو افتعل ، قلبوا الواو تاءً وأدغموا.

والوَزِينُ : الحنظل المطحون. وفلانٌ وَزِينُ الرأى ، أى رَزِينُهُ.

وقولهم : هو وزنَ الجبل ، أى ناحيةً منه.

وهو زِنَةَ الجبل ، أى حذاءَه. قال سيبويه : نُصِبَا على الظرف.

وتقول العرب : «حَضَارِ والوَزْنُ مُحْلِفَانِ» ، وهما نجمان يطلُعان قبل سُهَيْلٍ.

ومَوْزَنُ بالفتح : موضعٌ ، وهو شاذّ مثل مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ. قال كثيِّر :

__________________

(١) فى اللسان : «حتى يلينا».

(٢) حسان بن ثابت يهجو رجلا.

(٣) قَعْنَبُ بن أمّ صاحب.

(٤) بعده :

جهلا علينا وجبنا عن عدوهم

لبئست الخلتان الجهل والجبن

قال ابن برى : الذى فى شعره : «شبه العصافير».


كَأَنَّهُمُ قَصْراً مصابيحُ راهبٍ

بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَلِيطِ ذُبَالَها (١)

وسن

الوَسَنُ : النُعاسُ. والسِنَةُ مثله.

وقد وَسِنَ الرجل يَوْسَنُ ، فهو وَسْنَانُ.

واسْتَوْسَنَ مثله.

واوْسِنْ يا رَجُلُ لَيْلَتَكَ ، والألف ألف وصلٍ.

وتقول : ما له هَمٌّ ولا وَسَنٌ إلّا ذاك.

ووَسِنَ الرجل أيضاً فهو وسِنٌ ، أى غُشِىَ عليه من نَتْنِ ريح البئر ، مثل أَسِنَ.

وأَوْسَنَتْهُ البئرُ. وهى ركيّةٌ مُوسِنَةٌ ، عن أبى زيد.

وقولهم : تَوَسَّنَها ، أى أتاها وهى نائمة ، يريدون به إتيان الفحلِ الناقةَ.

وامرأةٌ مِيسانٌ ، بكسر الميم ، كأنَّ بها سِنَةً من رَزَانتها.

ومَيْسَانُ بالفتح : موضعٌ.

وضن

الوَضِين للهودج بمنزلة البِطان للقَتَب ، والتصديرِ للرحْل ، والحزامِ للسَرج. وهما كالنِسْعِ إلَّا أنَّهما من السُيور إذا نُسج نِساجةً بعضُه على بعض مضاعَفاً. والجمع وُضُنٌ. قال المثقِّب (٢) :

تقول إذا درأتُ لها وَضِينِى

أهذا دِينُهُ (٣) أبداً ودِينِى

قال أبو عبيدة : وَضِينٌ فى موضع مَوْضُونٍ ، متل قتيلٍ فى موضع مقتولٍ.

تقول منه : وَضَنْتُ النِسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً ، إذا نسجته.

والمَوْضُونَةُ أيضاً : الدرع المنسوجة تُوضَنُ حَلَقُ الدرعِ بعضُها فى بعض مضاعَفةً. ويقال أيضاً منسوجةٌ بالجواهر. ومنه قوله تعالى : (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ).

وطن

الوَطَنُ : محلُّ الإنسان. وقد خفَّفه رؤبةُ بقوله :

أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكن من وَطَنِى (٤)

__________________

(١) بعده :

هم أهل ألواح السرير ويمنه

قرابين أرداف لها وشمالهها

(٢) العبدىّ.

(٣) فى اللسان : «دَأْبُهُ».

(٤) قبله :

كيما ترى أهل العراق أننى


لو لم يكن عَامِلَها لم أَسْكُنِ

بها ولم أَرْجُنْ بها فى الرُجَّنِ

وأَوْطانُ الغنم : مرابِضها.

وأَوْطَنْتُ الأرضَ ، ووَطَّنْتُها تَوْطِيناً واسْتَوْطَنْتُهَا ، أى اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتّطانُ ، وهو افْتِعَالٌ منه.

وتَوْطِينُ النفس على الشىء ، كالتمهيد.

ويقال : مِن أين مِيطَانُكَ ، أى غايتُك.

والمِيطَانُ : الموضع الذى يُوَطَّنُ لتُرسَل منه الخيل فى السِباق ، وهو أوّلُ الغاية.

والمِيتَاءُ والمِيدَاءُ : آخر الغاية.

والمَوْطِنُ : المشهَدُ من مشاهد الحرب. قال تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) وقال طَرَفة :

على مَوْطِنٍ يخشى الفتى عندَه الرَدَى

مَتَى تَعْتَرِكْ فيه الفوارسُ تُرْعَدِ

وعن

الوَعْنَةُ : الأرض الصُلبة.

قال أبو زيد : تَوَعَّنَتِ الناقةُ ، أى سمِنتْ غايةَ السِمَنِ.

وكن

الوَكْنُ بالفتح : عُشّ الطائر فى جبلٍ أو جِدارٍ. والمَوْكِنُ مثله.

الأصمعى : الوَكْنُ : مأوى الطائر فى غير عشّ. والوَكْرُ بالراء : ما كان فى عشٍّ.

أبو عمرو : الوُكْنَةُ (١) والأُكْنَةُ بالضم : مواقع الطير حيثمُا وقعت ؛ والجمع وُكْنَانٌ ، ووُكْنَاتٌ ووُكَنٌ ، كما قلناه فى جمع رُكْبةٍ.

وتقول : وَكَنَ الطائرُ بيضَه يَكِنُهُ وَكْناً ، أى حَضَنه.

وتَوَكَّنَ ، أى تمكَّنَ.

والوَاكِنُ : الجالس. قال عمرو بن شأس وذكَرَ نساءً :

ومِنْ ظُعُنٍ كالدَوْمِ أَشْرَفَ فوقها

ظباءُ السُلَىِ وَاكِناتٍ على الخَمْلِ

أى جالساتٍ على الطنافس التى وَطَّأْنَ بها الهوادج. والسُلَىُّ : اسم موضع. ونصب «واكِناتٍ» على الحال.

وهن

الوَهْنُ : الضَعْفُ. وقد وَهَن الإنسانُ ، ووَهَنَهُ غيره. يتعدَّى ولا يتعدّى. وقال طرفة :

* إننى لستُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ (٢) *

ووَهِنَ أيضاً بالكسر وَهْناً ، أى ضَعُفَ.

__________________

(١) الوَكْنَةُ مثلثةً ، والوُكُنَة بضمتين.

(٢) يروى : «بموهونٍ غُمُرْ». وصدره :

وإذا تلسنني ألسنها


وأوْهَنْتُهُ أيضاً ووَهَّنْتُهُ تَوْهِيناً.

والوَهْنُ من الإبل : الكثيف.

والوَهْنُ : نحوٌ من نِصف الليل ؛ والمَوْهِنُ مثله. قال الأصمعىّ : هو حين يُدبِر الليل.

وقد أَوْهَنَّا : صرنا فى تلك الساعة.

والوَاهِنَةُ : القُصَيْرَى ، وهى أسفل الأضلاع.

وامرأةٌ وَهْنَانَةٌ : فيها فتور وأناة.

وين

الوَيْنُ : العِنَب الأسوَد ، الواحدة وَيْنَةٌ.

فصل الهاء

هتن

أبو زيد : التَهْتَانُ : نحوٌ من الدِيمَةِ.

وأنشد :

يا حَبَّذَا نَضْحُكَ بالمَشَافِرِ

كأنه تَهْتَانُ يومٍ مَاطِرِ

وقال النَضْر بن شُمَيْلٍ : التَهْتَانُ : مطرُ ساعةٍ ثم يفتُر ثم يعود. وأنشد للشمَّاخ :

أَرْسَلَ يوماً دِيمَةً تَهْتَانَا

سَيْلَ المِتَانِ يملأ القُرْيَانا

يقال : هَتَنَ المطر والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً وتَهْتَاناً (١) ، إذا قَطَر متتابعاً.

وسحابٌ هاتِنٌ ، وسحائبُ هُتَّنٌ ، مثل رَاكِعٍ ورُكَّعٍ. وسحابٌ هَتُونٌ ، والجمع هُتُنٌ مثل عَمُودٍ وعُمُدٍ.

هجن

الهِجَانُ من الإبل : البِيضُ. وقال عمرو ابن كلثوم :

* هِجَانِ اللَونِ لم تقرأ جَنِينَا (٢) *

ويستوى فيه المذكَّر والمؤنث والجمع. يقال بعيرٌ هجَانٌ ، وناقةٌ هِجَانٌ وإبلٌ هِجَانٌ ، وربَّما قالوا هَجَائِنُ. قال عمرو بن أحمر :

كأنَّ على الجِمَالِ أَوَانَ خَفَّتْ

هَجَائِنَ من نِعَاجِ أُرَاقَ عِينَا (٣)

وأرضٌ هِجَانٌ : طيِّبة التُرب مَرَبٌّ.

وامرأةٌ هِجَانٌ : كريمةٌ.

وقال الأصمعىُّ فى قول علىٍّ رضوان الله عليه :

هذا جَنَاىَ وهِجَانُهُ فيه

وكُلُّ جَانٍ يدُه إلى فِيهْ

يعنى خياره.

__________________

(١) وزاد المجد : «وهَتَنَاناً».

(٢) صدره :

ذراعي عيطل أدماء بكر

(٣) فى اللسان : من نعاج أوارعينا وكذلك فى المخطوطة.


اليزيدى : هو هِجَانٌ بيِّن الهَجَانة ، ورجلٌ هَجِينٌ بيّن الهُجْنَةِ.

والهُجْنَةُ فى الناس والخيل ، إنّمَا تكون من قبل الأمّ ، فإذا كان الأب عتيقا والأمُّ ليست كذلك كان الولد هَجِينا. وقال الراجز :

* العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ (١) *

والإقْرَافُ من قبل الأب. وقالت هند (٢) :

فإنْ نَتَجَتْ حُرًّا كريماً فبالحَرَا

وإنْ يَكُ إقْرَافٌ فمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ

والهَاجِنُ : الصبيّة تُزَوَّج قبل بلوغها ، وكذلك الصغيرة من البهائم. وفى المثل : «جَلّتِ الهَاجِنُ عن الولد» أى صَغُرَتْ ، و «جَلَّتِ الهَاجِنُ عن الرِفْدِ» ، وهو القَدَح الضخم.

وقال ابن الأعرابى : «جَلّتِ العُلْبة عن الهَاجِنِ» أى كبرتْ. قال : وهى بنت اللبون يُحمَل عليها فتَلقح ثم تُنتَج وهى حِقّةٌ. قال : ولا يصلح أن يُفعل بها ذلك.

ويقال : هَجَّنَهُ ، أى جعله هَجِيناً.

وتَهْجِينُ الأمر أيضا : تقبيحه.

واهْتُجِنَتِ الجاريةُ ، إذا وطئتْ وهى صغيرة.

والمُهْتَجِنَةُ : النخلة أوّلَ ما تُلَقَّحُ.

هدن

هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً : سكَن. وهَدَنَهُ ، أى سَكَّنَهُ ، يتعدَّى ولا يتعدى. وقال :

إنَّ العَوَاوِيرَ مأكولٌ حُظوُظَتُها

وذو الكَهَامَةِ بالأقْوال مَهْدُونُ

وَهَادَنَهُ : صالحه ، والاسم منهما الهُدْنَةٌ.

ومنه قولهم : «هُدْنَةٌ على دَخَنٍ» أى سكونٌ على غِلٍّ.

وتَهَادَنَتِ الأمور : استقامت.

والهِدَانُ : الأحمق الثقيل ، والجمع الهُدُونُ.

وتَهْدِينُ المرأة ولدَها : تَسْكِيتُها له بكلام إذا أرادت إنامته.

والتَهْدِينُ : البُطْءُ.

هزن

هَوَازِنُ : قبيلةٌ من قيس ، وهو هوازن بن منصور بن عِكرِمة بن خَصَفة بن قيس عيلان.

هلن

الهِلْيَوْنُ : نبتٌ معروف.

همن

المُهَيْمِنُ : الشاهد ، وهو مَن آمن غيرَه من الخوف. وأصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ ، بهمزتين ، قلبت الهمزة الثانية ياءً كراهةً لاجتماعهما ، فصار

__________________

(١) بعده :

ثلاثة فأيهم تلعس

(٢) بنت النعمان بن بشير.


مُأَيْمِنٌ ، ثم صيِّرت الأولى هاءً ، كما قالوا : أراق الماء وهَرَاقه.

هنن

الفراء : هَنَ يَهِنُ هَنِيناً ، أى حَنَّ. وقال :

حَنَّتْ ولات هَنَّتْ

وأَنَّى لكِ مَقْرُوعُ

وقد يكون بمعنى بكى ، وأنشد يعقوب :

لَمَّا رأى الدار خَلَاءً هَنَّا

وكاد أن يُظْهِرَ ما أَجَنَّا

وقول الراعى :

* نَعَمْ لَاتَ هَنَّا إنَّ قلبك مِتْيَحُ (١) *

يقول : ليس الأمر حيث ذهبتَ.

ويقال : ما بالبعير هُنَانَةٌ بالضم ، أى ما به طِرْقٌ.

وأَهَنَّهُ الله فهو مَهْنُونٌ.

والهِنَنَةُ : ضربٌ من القنافذ.

هون

الهَوْنُ : السَكِينَةُ والوقار.

وفلان يَمْشِى على الأرض هَوْناً.

والهَوْنُ : مصدر هَانَ عليه الشىء أى خفَّ.

وهَوَّنَهُ الله عليه ، أى سهّله وخفّفه.

وشىءٌ هَيِّنٌ ، على فَيْعِلٍ ، أى سهلٌ. وهَيْنٌ مخفّفٌ ، والجمع أَهْوِنَاءُ. كما قالوا شىءٌ وأَشْيِيَاءُ على أَفْعِلَاءَ. وقومٌ هَيْنُونَ لَيْنُونَ.

والهُونُ بالضم : الهَوَانُ. وهُونُ بن خُزَيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر : أخو كنانة وأسد.

وأَهَانَهُ : استخفّ به ، والاسم الهَوَانُ والمَهَانَةُ. يقال : رجلٌ فيه مَهَانَةٌ ، أى ذُلٌّ وضَعْفٌ.

واسْتَهَانَ به وتَهَاوَنَ به : استحقره. وقوله :

ولا تُهِينَ الفقيرَ عَلَّكَ أنْ

تركع يوماً والدهرُ قد رَفَعَهْ

أراد لا تُهِينَنْ ، فحذف النون الخفيفة لمّا استقبلها ساكن.

ويقال : امْشِ على هِينَتِكَ ، أى على رِسْلِكَ.

وكانت العرب تسمى يومَ الاثنين. أَهْوَنَ ، فى أسمائهم القديمة. أنشدنى أبو سعيد السِيرافِىُّ قال : أنشدنى ابنُ دريدٍ لبعض شعراء الجاهليّة :

أؤَمِّل أن أعيش وأنَّ يومى

بأوَّلَ أو بأَهْوَنَ أو جُبَارِ

أمِ التالِى دُبَارٍ أمْ فَيَوْمِى

بمؤنسٍ أو عَرُوبَةَ أو شِيَارِ

والهَاوُنُ : الذى يُدَقّ فيه ، معرّب ، وكان أصله هاوونٌ ، لأنَّ جمعه هَوَاوِينٌ مثل قانونٍ وقوانينٍ ، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً ، وفتحوا الأولى لأنَّه ليس فى كلامهم فَاعُلٌ بالضم.

__________________

(١) صدره :

أفى أثر الأظعان عينك تلمح


فصل الياء

يتن

اليَتْنُ : أن تخرج رِجْلَا الولد قَبْلَ رأسه ويديه فى الولادة ، وهو عيبٌ. وقال (١) :

* فجاءت بيَتْن للضيافة أَرْشَمَا (٢) *

يقال منه : أَيْتَنَتِ المرأةُ والناقة.

يرن

اليَرُونُ : ماء الفحل ، وهو سُمٌّ.

يزن

ذو يَزَنٍ : ملكٌ من ملوك حمير ، تُنسَب إليه الرماح اليَزَنِيَّةُ. يقال : رمحٌ يَزَنِىٌ ، وأَزَنِىٌ ، ويَزَأنِىُ ، وأَزْأَنِىٌ.

يفن

اليَفَنُ : الشيخُ الكبير. قال الأعشى :

وما إنْ أرى الدهرَ فيما خَلَا (٣)

يغادر من شَارِخٍ (٤) أو يَفَنْ

يقن

اليَقِينُ : العلم وزوالُ الشَكّ. يقال منه : يَقِنْتُ الأمر يَقْناً (٥) ، وأَيْقَنْتُ ، واسْتَيْقَنْتُ ، وتَيَقَّنْتُ ، كلُّه ، بمعنًى.

وأنا على يَقِينٍ منه. وإنَّما صارت الياء واواً فى قولك مُوقِنٌ للضمة قبلها. وإِذا صغّرته رددتَه إلى الأصل وقلت مُيَيْقِنٌ.

وربما عبَّروا عن الظنّ باليَقِينِ ، وباليَقِينِ عن الظنّ. قال الشاعر (٦) :

تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأَيْقَنَ أنّنى

بها مُفْتدٍ من واحدٍ لا أُغَامِرُهْ

يقول : تشمّمَ الأسدُ ناقتى يظنُّ أنِّى أفتدى بها منه وأَسْتَحْمِى نفسى فأتركُها له ولا أقتحم المهالكَ بمقاتَلَته.

يمن

اليَمنُ : بلاد للعرب ، والنسبة إليها يَمَنِيٌ وَيَمَانٍ مخفّفةً ، والألف عِوَضٌ من ياء النسب فلا يجتمعان.

قال سيبويه : وبعضُهم يقول يَمَانِيٌ بالتشديد.

قال أميَّةُ بن خَلَف :

__________________

(١) البعيث.

(٢) صدره :

لقى حملته أمه وهي ضيفة

(٣) فى اللسان وفى المخطوطة مثله : «فيما مضى».

(٤) فى اللسان وفى المخطوطة مثله : «يغادر من شَارف» وفى التكملة ص ١١٣٢ : «شارخ».

(٥) يَقْنَا ويَقنَاً محركة.

(٦) أبو سدرة الأسدىّ ، ويقال الهحيمى.


يَمَانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً

وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُوَاظِ

وقومٌ يَمَانِيَةٌ ويَمَانُونَ ، مثل ثَمَانِيَة وثَمَانُون. وامرأةٌ يَمَانِيَةٌ أيضاً.

وأَيْمَنَ الرجل ، ويَمَّنَ ، ويَامَنَ ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذَ فى سيره يَمِيناً. يقال : يَامِنْ يا فلان بأصحابك ، أى خُذْ بهم يَمْنَةً.

ولا تقل تَيَامَنْ بهم. والعامّة تقوله.

وتَيَمَّنَ : تنسَّبَ إلى اليَمَنِ.

والتَيْمَنِىُ : أفق اليَمَنِ.

واليُمْنُ : البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه ، فهو مَيْمُونٌ ، إذا صار مُبارَكاً عليهم. ويَمَنَهُمْ فهو يَامِنٌ ، مثل شُئِم وشَأَمَ (١).

وتَيَمَّنْتُ به : تبرَّكت.

والأَيَامِنُ : خلاف الأشائم. قال المرقِّش (٢) :

ولقد غَدَوتُ وكنتُ لا

أغدُو على واقٍ وحاتِمْ (٣)

فإذا الأشائمُ كالأَيا

مِنِ والأَيَامِنُ كالأَشائِمْ

وقول الكميت :

ورأت قضاعةُ فى الأَيَا

مِنِ رَأْىَ مثبورٍ وثَابِرْ

يعنى فى انتسابها إلى اليَمَنِ ، كأنه جمعَ اليَمَنَ على أَيْمُنٍ ، ثم على أَيَامِنَ ، مثل زمنٍ وأَزْمُنٍ.

واليَمْنَةُ بالفتح : خلاف اليَسْرَةِ. يقال : قعَدَ فلانٌ يَمْنَةً.

والأَيْمَنُ والْمَيْمَنَةُ : خلاف الأيسر والميسرة.

واليَمِينُ : القوَّةُ. قال الحطيئة (٤) :

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ

تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ باليَمِينِ

وقوله تعالى : (تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) قال ابن عباس رضى الله عنهما : أى مِن قِبَلِ الدِينِ ، فتزيِّنون لنا ضلالتَنا.

كأنَّه أراد : تأتوننا عَن المأتى السهل.

الأصمعى : فلانٌ عندنا باليَمِينِ ، أى على اليُمْنِ.

__________________

(١) فى الأصل : «وشائم» صوابه من اللسان.

(٢) ويرون لخُزُزَ بن لوْذَانَ.

(٣) قبله :

لا يمنعنك من بغا

الخير تعقاد التمائم

وكذلك لا شر ولا

خير على أحد بدائم

(٤) صوابُه الشماخ ، كما فى ديوانه وفى المخطوطات.


واليَمِينُ : القَسَمُ ، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمَانٌ. يقال : سمِّى بذلك لأنَّهم كانوا إذا تحالَفُوا ضربَ كلُّ امرىءٍ منهم يَمِينَهُ على يَمِينِ صاحبه.

وإنْ جعلتَ اليَمِينَ ظرفاً لم تجمعه ، لأنَّ الظروف لا تكاد تجمع ، لأنَّها جهاتٌ وأقطارٌ مختلفة الألفاظ. ألَا ترى أنَّ قُدَّامَ مخالفٌ لخَلْف ، واليَمِين مخالفٌ للشمال.

وقولُ الشاعر (١) :

* يَبْرِى لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ (٢) *

يقول : يَعرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال ، وذهَب إلى معنى أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِهَا ، فجمع لذلك.

وقولُ الشاعر (٣) :

* ألقتْ ذُكَاءُ يَمِينَها فى كَافِرِ (٤) *

يعنى مالت بأحد جانَبيها إلى المغيب.

واليَمِينُ : يَمِينُ الإنسان وغيرِه.

وتصغير اليَمِينِ يُمَيِّنٌ ، بالتشديد بلا هاءٍ.

وأما الذى

فى حديث عمر رضى الله عنه : «زَوَّدَتْنَا أُمُّنَا بِيُمَيْنَتيها من الهَبِيدِ» فيقال : إنّه أراد بِيُمَيْنَتَيها تصغير يُمْنَى ، فأبدل من الياء الأولى تاءً إذ كانتا للتأنيث.

واليُمْنَةُ بالضم (٥) : البُرْدَةُ من برود اليَمَنِ.

وقال :

* واليُمْنَةَ الْمُعَصَّبَا (٦) *

وأمّ أَيْمَنَ : امرأةٌ أعتقها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وهى حاضنة أولادِه ، فزوَّجها من زيد فولدت له أُسامة.

وأيْمُنُ الله : اسمٌ وضع للقسم ، هكذا بضمِّ الميم والنون ، وألفه ألفُ وصل عند أكثر النحويين ، ولم يجىء فى الأسماء ألف وصل مفتوحةٌ غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء ، تقول : لَيْمُنُ اللهِ ، فتذهب الألف فى الوصل.

قال الشاعر (٧) :

__________________

(١) هو العجاج.

(٢) بعده :

ذو خرق طلس وشخص مذال

فى التكملة : الرواية «تَبْرِى له» على التذكير ، أى للممدوح.

(٣) ثعلبة بن صُعَيْرٍ.

(٤) صدره :

فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما

(٥) فى اللسان بالفتح والضم.

(٦) وكذا وردت هذه القطعة فى اللسان (يمن) ص ٣٥٦.

(٧) نصيب.


فقال فريقُ القومِ لَمَّا نَشَدْتُهُمْ

نَعَمْ وفريقٌ لَيْمُنُ اللهِ مَا نَدْرِى

وهو مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف ، والتقدير لَيْمُنُ اللهِ قسمى ، ولَيْمُنُ الله ما أقسم به.

وإذا خاطبتَ قلت : لَيْمُنُكَ. وفى حديث عُروة ابن الزُبير أنّه قال : «لَيْمُنُكَ لئن كنتَ ابتَلَيْتَ لقد عَافَيْتَ ، ولئن كنتَ سَلبتَ لقد أبقيتَ» وربَّما حذفوا منه النون فقالوا : ايْمُ اللهِ وايمُ اللهِ أيضاً بكسر الهمزة ، وربَّما حذفوا منه الياء فقالوا : امُ اللهِ وربما أبقَوا الميم وحدها مضمومةً قالوا : مُ اللهِ ، ثم يكسرونها لأنَّها صارت حرفاً واحداً ، فيشبِّهونها بالباء ، فيقولون مِ اللهِ. وربَّما قالوا مُنُ اللهِ بضم الميم والنون ، ومَنَ اللهِ بفتحهما ، ومِنِ اللهِ بكسرهما.

وقال أبو عبيد : وكانوا يحلفون باليَمِينِ فيقولون : يَمِينُ اللهِ لا أفعلُ. وأنشَدَ لأمرئ القيس :

فقلتُ يَمِينُ اللهِ أبرحُ قاعداً

ولو قَطَعوا رأسى لديكِ وأوصالىِ

أراد : لا أبرح ، فحذف لا وهو يريده.

ثم يجمع اليَمِينُ على أَيْمُنٍ ، كما قال زهير :

فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومنكم

بمُقْسَمَةٍ تمور بها الدماءُ

ثم حلَفوا به فقالوا : أَيْمُنُ الله لأَفْعَلَنَّ كذا ، وأَيْمُنُكَ يا ربِّ إذا خاطبوا. قال : فهذا هو الأصل فى ايْمُنُ اللهِ ، ثم كُثر هذا فى كلامهم وخفَّ على ألسنتهم حتّى حذفوا منه النون كما حذفوا فى قولهم : لم يَكُنْ فقالوا لم يَكُ. قال : وفيها لغاتٌ كثيرة سوى هذه.

وإلى هذا ذهب ابن كَيْسَانَ وابن دُرْستويه فقال : ألفُ أَيْمُنُ ألف قطعٍ وهو جمع يَمِينِ ، وإنَّما خفّفتْ همزتها وطرحتْ فى الوصل لكثرة استعمالهم لها.


بابُ الهاء

فصل الألف

أبه

أبو زيد : ما أَبَهْتُ للأمر آبهُ أَبْهاً ، وهو الأمر تنساه ثم تَتَنَبَّهُ له. ويقال أيضاً : ما أَبِهْتُ له بالكسر آبَهُ أَبَهاً ، مثل نَبِهْتُ نَبَهاً.

والأُبَّهَةُ : العظَمة والكِبْرُ. يقال : تَأَبَّهَ الرجُل ، إذا تكبَّر.

وربَّما قالوا لِلْأَبَحِّ : أَبَهُ.

أته

التَأَتُّهُ : مُدَلٌ من التَعَتُّهِ.

أقه

الأَقْهُ : القاهُ ، وهو الطاعة ، كأنّه مقلوبٌ منه.

أله

أَلهَ بالفتح إِلَاهَةً ، أى عَبَدَ عِبَادَةً. ومنه

قرأ ابن عباس رضى الله عنهما : (ويَذَرَكَ وإِلَاهَتَكَ) بكسر الهمزة. قال. وعِبَادَتَكَ.

وكان يقول : إنَّ فرعون كان يُعْبَدُ [فى الأرض (١)].

ومنه قولنا «اللهُ» وأصله إلَاهٌ على فِعَالٍ ، بمعنى مَفْعُولٍ ، لأنه مَأْلُوهٌ أى معبودٌ ، كقولنا : إمَامٌ فِعَالٌ بمعنى مَفْعُولٍ ، لأنه مُؤْتَمٌّ به ، فلما أُدْخِلَتْ عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته فى الكلام. ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه فى قولهم : الإله. وقُطِعَت الهمزةُ فى النداء للزومها تفخيماً لهذا الاسم.

وسمعْتُ أبا علىٍّ النحوىَّ يقول : إنَّ الألِف واللام عِوَضٌ منها. قال : ويدلُّ على ذلك استجازتُهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف فى القَسَم والنداء ، وذلك قولهم : أَفَأَللهِ لَيَفْعَلَنَّ ، ويا أَللهُ اغفر لى. ألَا ترى أنَّها لو كانت غير عِوَضٍ لم تَثْبُتْ كما لم تثبُت فى غير هذا الاسم. قال : ولا يجوز أيضاً أن يكون للزوم الحرف ، لأنَّ ذلك يوجب أن تُقْطَعَ همزة الذى والتى. ولا يجوز أيضاً أن يكون لأنَّها همزةٌ مفتوحة وإن كانت موصولة ، كما لم يَجزْ فى ايْمُ اللهِ وايْمُنُ اللهِ التى هى همزة وصل فإنَّها مفتوحة.

قال : ولا يجوز أيضاً أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال ، لأنَّ ذلك يوجب أن تُقْطَعَ الهمزة أيضاً فى غير هذا مما يكثُر استعمالهم له. فعَلِمْنَا أنَ

__________________

(١) زيادة من نسخة.


ذلك لمعنًى اختُصَّتْ به ليس فى غيرها ، ولا شىء أولى بذلك المعنى من أن يكون المُعَوَّضُ من الحرف المحذوف الذى هو الفاء.

وجَوَّزَ سيبويه أن يكون أصلُه لَاهاً على ما نذكره من بعد.

وإلَاهَةُ : اسم موضعٍ بالجزيرة. وقال (١) :

كَفَى حَزَناً أن يرحَل الرَكْبُ غُدْوَةً

وأُصْبِح فى عُلْيَا إلَاهَةَ ثاوِيا (٢)

وكان قد نهشته حيّةٌ.

وإلَاهَةُ أيضاً : اسمٌ للشمس غير مصروفٍ بلا ألفٍ ولامٍ ، وربَّما صرفوه وأدخلوا فيه الألف واللام فقالوا الإلَاهَةُ (٣). وأنشدنى أبو علىّ :

تَرَوَّحْنَا من اللَعْبَاءِ قَصْراً (٤)

وأَعْجَلْنَا الإلاهةَ أنْ تَؤُوبا (٥)

وقد جاء على هذا غير شىء من دخول لام المعرفة الاسمَ مرّةً وسقوطها أخرى ، قالوا : لَقِيتُهُ النَدَرَى وفى نَدَرَى ، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ ، ونَسْرٌ والنَسْرُ : اسمُ صنمٍ ، فكأنَّهم سَمَّوْها إلَاهةَ لتعظيمهم لها وعبادتِهم إيَّاها.

والآلِهَةُ : الأصنامُ ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها ، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشىء فى نفسه.

والتَأْلِيهُ : التعبيد.

والتَأَلُّهُ : التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة :

* سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تَأَلُّهِى (٦) *

وتقول : أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً ، أى تَحَيَّرَ ؛ وأصله وَلِهَ يَوْلَهُ ولَهاً. وقد ألِهْتُ على فلانٍ ، أى اشتدَّ جزعى عليه ، مثل ولِهْتُ.

أمه

الأَمَهُ : النِسيانُ. تقول منه : أَمِهَ بالكسر.

وقرأ ابنُ عباس رضى الله عنهما : (وادَّكَرَ بعدَ أَمَهٍ).

قال الشاعر :

أَمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً

كذاكَ الدهرُ يُودِى بالعُقُولِ

وأمّا ما فى حديث الزهرىّ : «أمِهَ» بمعنى أقرّ واعترف ، فهى لغة غير مشهورة.

__________________

(١) أفنون التغلبى ، واسمه صُرَيْمُ بن معشر.

(٢) قبله :

لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقى

إذا هو لم يجعل له الله واقيا

 (٣) فى التكملة «ألاهة» بالضم لا بالكسر. التكملة للصغانى ص ١١٣٣.

(٤) يروى : «عَصْراً» ، و «قَسْراً».

(٥) بعده :

على مثل ابن مية فانعياه

تشق نواعم البشر الجيوبا

(٦) قبله :

لله در الغانيات المده


والأَمِيهَةُ : بَثْر تَخْرُجُ بالغَنَم كالحصبة أو الجُدَرِىّ. يقال : أُمِهَتِ الغنمُ تُؤْمَهُ أَمْهاً ، فهى مَأموهةٌ.

ويقال فى الدُّعَاء على الإنسان : آهَةً وأَمِيهَةً.

وأنشد ابنُ الأعرابىّ :

طبيخُ نُحَازٍ أو طبيخُ أَمِيهةٍ

دقيقُ العظامِ سَيِّئُ القِشْمِ أَمْلَطُ

والأَمَّهَةُ : أصل قولهم أُمٌّ. قال قُصَىٌّ :

* أُمَّهَتِى خِنْدِفُ والياسُ أَبِى (١) *

والجمع أُمَّهَاتٌ وأُمَّاتٌ. وقال الراعى :

كانت نجائبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ

أُمّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلَا

أنه

الاصمعىّ : أَنَهَ يَأْنِهُ أَنْهاً وأُنُوهاً ، مثل أَنَحَ يَأْنِحُ ، وذلك إذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يجده. وقومٌ أُنَّهٌ مثل أُنَّحٍ. وأنشد لرؤبة يصف فحلا :

رَعَّابَةٌ يُخْشِى نُفُوسَ الأُنَّهِ

بِرَجْسِ بَهْبَاهِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ

أى يُرْعِبُ نفوسَ الذين يَأْنِهُونَ.

أوه

قولُهم عند الشِكاية : أَوْهِ من كذا ، ساكنة الواو ، إنَّما هو تَوَجُّعٌّ. قال الشاعر :

فَأَوْهِ لذكراها (٢) إذا ما ذَكَرْتُها

ومن بُعْدِ أرضٍ بيننا وسَماءِ

وربَّما قلبوا الواو ألِفاً فقالوا : آهِ من كذا ، وربَّما شدّدوا الواو وكسروها وسكّنوا الهاء فقالوا : أَوّه من كذا. وربَّما حذفوا مع التشديد الهاء فقالوا : أَوِّ مِنْ كذا ، بلا مدٍّ. وبعضهم يقول : آوَّهْ بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء ، لتطويل الصوت بالشكاية. وربَّما أدخلوا فيه التاء فقالوا : أَوَّتَاهُ ، يُمَدُّ ولا يُمَدُّ.

وقد أَوَّهَ الرجل تَأْوِيهاً ، وتَأَوَّهَ تَأَوُّهاً ، إذا قال أَوَّهْ. والاسم منه الآهَةُ بالمدّ. قال المُثَقِّبُ العَبْدِىُّ :

إذا ما قمتُ أَرْحَلُهَا بلَيْلٍ

تَأَوَّهُ آهَةَ (٣) الرجلِ الحزينِ

ويروى : «أَهَّةَ» من قولهم : أَهَ ، أى توجَّع.

قال العجاج :

__________________

(١) قبله :

عبد يناديهم بهال وهي

وبعده :

حيدره خالى لقيط وعلى

وحاتم الطائي وهاب؟

(٢) ويروى : فأي لذكراها ، كما فى اللسان.

(٣) ويروى : تهوه هاهة


* بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المجروحِ (١) *

ومنه قولهم فى الدعاء على الإنسان : آهَةً لَكَ وأَوَّةً لَكَ ، بحذف الهاء أيضاً مشددة الواو.

أيه

إيهِ : اسمٌ سُمِّىَ به الفعل ، لأنَّ معناه الأمر.

تقول للرجل إذا استزدتَه من حديثٍ أو عملٍ : إيهِ بكسر الهاء. قال ابن السكيت : فإنْ وَصَلْتَ نَوَّنْتَ فقلتَ : إيهٍ حَدِّثْنَا.

قال : وقول ذى الرُمَّة :

وَقَفْنَا فقلنا إيهِ عن أُمِّ سالِمٍ

وما بَالُ تَكْلِيمِ الديارِ البَلاقِعِ

فلم ينوّن وقد وصل ، لأنَّه قد نوى الوقف.

قال ابن السَرِىّ : إذا قلتَ إيهِ يا رجل فإنَّما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما ، كأنَّك قلت : هاتِ الحديث : وإن قلت : إيهٍ بالتنوين ، فكأنّك قلت : هاتِ حديثاً لأنَّ التنوين تنكيرٌ. وذو الرمّة أراد التنوين فتركه للضرورة. فإذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْته قلتَ : إيهاً عَنَّا.

وإذا أردتَ التبعيد قلتَ : أَيْهاً بفتح الهمزة ، بمعنى هَيْهَات. وأنشد الفرّاء :

ومِنْ دُونِىَ الأَعْيَارُ والقِنْعُ كُلّهُ

وكُتْمَانُ أَيْهاً ما أَشَتَّ وأَبْعَدَا

والتَأْيِيهُ : دُعَاء الإبل. تقول : أَيَّهْتُ بالجِمالِ ، إذا صحتَ بها ودَعَوْتها. ومن العرب من يقول أَيْهَاتَ ، فى معنى هَيْهَاتَ. وربَّما قالوا أَيْهَانِ بالنون كالتثنية.

فصل الباء

بده

البُدَاهَةُ : أوّل جَرى الفرس. وقال الأعشى :

إلَّا عُلَالَةَ أَوْ بُدَا

هَةَ سَابِح نَهْدِ الجُزَارَهْ (٢)

وتقول : بَدَهَهُ أمرٌ يَبْدَهُهُ بَدْهاً : فَجِئَهُ.

وبَدَهَهُ بأَمْر ، إذا استقبلَه به.

وبَادَهَهُ : فَاجَأَهُ. والاسم البَدَاهَةُ والبَدِيهَةُ.

وهما يَتَبَادَهَانِ بالشِعر ، أى يَتَجَاريانِ.

ورجلٌ مِبْدَهٌ. قال رؤبة :

* وكَيْدِ مَطالِ وخَصْم مِبْدَهِ (٣) *

__________________

(١) قبله :

وإن تشكيت أذى القروح

(٢) قبله :

ولا تقاتل بالعصـ

ى ولا نرامي بالحجارة

(٣) قبله :

بالدرة عنى دره كل عنجهي


بره

أتت عليه بُرْهَةٌ من الدهر وبَرْهَةٌ ، أى مدّة طويلة من الزمان.

وأَبْرَهَةُ ، من ملوك اليمن ، وهو أَبْرَهَةُ ابن الحارث الرائش ، الذى يقال له ذُو المَنَار.

وأَبْرَهَةُ بن الصبّاح أيضاً من ملوك اليمن ، وكان عالِماً جَواداً.

وأَبْرَهَةُ الأشرمُ الحبشىُّ أيضاً من ملوك اليمن ، وهو أبو يَكْسُومَ صاحبُ الفيل. وقال :

مَنَعْتَ من أَبْرَهَةَ الحَطيما

وكنتَ فيما ساءهُ زَعيما

والبَرهَرْهَةُ : المرأةُ التى كأنها تُرْعَدُ رُطُوبَةً ، وهى فَعَلْعَلَةٌ ، كُرِّرَ فيه العين واللام. وقال امرؤ القيس :

بَرَهْرَهَةٌ رُؤُدَةٌ رَخْصَةٌ

كخُرْعُوبَةِ البانةِ المُنفطِرْ

الأصمعى : بَرَهُوتُ على مثال رَهَبُوتٍ : بئرٌ بحضرموت ، يقال فيها أرواحُ الكُفّار. وفى الحديث : «خير بئر فى الأرض زمزمُ ، وشرُّ بئرٍ فى الأرض بَرَهُوتُ».

ويقال بُرْهُوتُ مثل سُبْرُوتٍ.

بله

رجلٌ أَبْلَهُ بيِّن البَلَهِ والبَلَاهَةِ ، وهو الذى غلبتْ عليه سلامةُ الصدر. وقد بَلِهَ بالكسر وتَبَلَّهَ. والمرأةُ بلهاء.

وفى الحديث : «أكثرُ أهلِ الجنّة البُلْهُ» يعنى البُلْهَ فى أمر الدنيا ، لقِلِّةِ اهتمامهم بها ، وهم أَكْيَاسٌ فى أمر الآخرة.

قال الزبرِقان بن بدرٍ : «خيرُ أولادنا الأَبْلَهُ العَقُولُ» ، يريد أنَّه لشدّة حيائه كالأَبْلَهِ وهو عَقُولٌ.

ويقال شبابٌ أَبْلَهُ ، لما فيه من الغَرارة ، يوصف به كما يوصف بالسُلُوِّ والجنون ، لمضارعته هذه الأسباب.

وعيشٌ أَبْلَهُ : قليلُ الغموم. وقال (١) :

بَعْدَ غُدَانِىِّ الشبابِ الأَبْلَهِ (٢)

وتَبالَهَ : أرَى من نفسه ذلك وليس به.

وهو فى بُلَهْنِيَةٍ من العيش ، أى سَعَةٍ ، صارت الألف ياءً لكسرة ما قبلها ، والنون زائدة عن سيبويه.

وبَلْهَ : كلمةٌ مبنيةٌ على الفتح مثل كيف ، ومعناها دَعْ. قال كعب بن مالكٍ يصف السيوف :

__________________

(١) الرجز لرؤبة.

(٢) قبله :

إما تريني خلف المموة

براق أصلاد الجبين الأجله


تَذَرُ الجماجمَ ضاحِياً هَامَاتُها

بَلْهَ الأكُفَّ كأنها لم تُخْلَقِ (١)

قال الأخفش : بَلْهَ هاهنا بمنزلة المصدر ، كما تقول ضَرْبَ زَيْدٍ. ويجوز نَصْبُ «الأَكُفَّ» على معنى دَعِ الأَكُفَّ. وقال ابن هَرْمَةَ :

تمشِى القَطُوفُ إذا غَنَّى الحُداةُ بها

مَشْىَ النَجِيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُجُبا

ويقال : معناها سِوَى. وفى الحديث : «أَعْدَدْتُ لعبادى الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ ، ولا أذنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَرٍ ، بَلْهَ ما أطْلعتُهُمْ عليه».

بوه

البُوهُ : طائرٌ يشبه البوم إلا أنه أصغر منه والأنثى بُوهَةٌ. قال أبو عمرو : وهى البُومَةُ الصغيرة ، ويُشَبَّهُ بها الرجل الأحمق. قال امرؤ القيس (٢) :

أيا هند لا تنكحى بُوهَةً

عليه عَقِيقَتُهُ أَحْسَبا (٣)

وقولهم : «صُوفَةٌ فى بُوهَةٍ» ، يراد به الهبَاءُ المنثور الذى يُرَى فى الكَوَّةِ.

ابن السكيت : ما بُهْتُ له وما بِهْتُ له ، أى ما فَطِنت له.

والبَاهُ مثال الجَاهِ : لغةٌ فى البَاءَةِ ، وهى الجماع.

بهه

الأَبَهُ : الأَبَحُّ.

والبَهْبَهِىُ : الجسيمُ.

والبَهْبَاهُ فى الهَدِيرِ ، مثل البَخْبَاخِ. قال رؤبة يصف فحلاً :

رَعَّابَةٌ يُخْشِى نفوسَ الأُنَّهِ (٤)

بِرَجْسِ بَهْباهِ الهديرِ البَهْبَهِ

ويروى : ... «بَخْبَاخِ الهدير» ...

__________________

(١) قبله :

نصل السيوف إذا قصرن بخطونا

قدما ونلحقها إذا لم تلحق

(٢) امرؤ القيس بن مالك الحميرى.

(٣) بعده :

مسعة بين أرساغه

به عسم ينبغى أرنبا

ليجعل في بده كعبها

حذار المنية أن يعطبا

(٤) قبله :

ودون نبح النابح الموهوه


فصل التّاء

تره

الأصمعى : التُرَّهاتُ (١) : الطرقُ الصغار غير الجادّة تتشعَّب عنها ، الواحدةُ تُرَّهَةٌ ، فارسىّ معرّب ، ثمَّ استعير فى الباطل فقيل : التُرَّهَاتُ البَسَابِسُ ، والتُرَّهَاتُ الصَحَاصِحُ. وهو من أسماء الباطل ، وربَّما جاء مضافاً. وناسٌ يقولون تُرَّهٌ والجمع تَرَارِيهُ. وأنشدوا :

رُدُّوا بَنِى الأعرج إبْلى من كَثَبْ

قَبْلَ التَرَارِيهِ وبُعْدِ المُطَّلَبْ

تفه

التَافِهُ : الحقيرُ اليسيرُ. وقد تَفِهَ. وفى الحديث فى ذكر القرآن : «لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ».

تمه

تَمِهَ الطعامُ بالكسر تَمَهاً : فَسَدَ.

وقال أبو الجرّاح : تَمِهَ اللحمُ تَمَاهَةً ، وهو مثل الزُهُومَةِ. وتَمِهَ اللبنُ : تغيّرتْ رائحته.

والتَمَهُ فى اللبن كالنَمَسِ فى الدسَم.

وشاةٌ مِتْمَاه : يَتْمَهُ لبنُها إذا حُلِبَ (٢).

تهته

التَهْتَهَةُ مثل اللُكْنَة.

والتَهَاتِهُ : الأباطيل والتُرَّهَاتُ. قال القطامىّ :

ولم يكن ما ابْتَلَيْنا من مَواعِدِها

إلَّا التَهَاتِهَ والأُمْنِيَّةَ السَّقَمَا

تيه

تَاهَ يَتِيهُ تَيْهاً. وهو أَتْيَهُ الناس.

وتَاهَ فى الأرض ، أى ذهب متحيّراً ، يَتِيهَ تَيْهاً وتَيَهاناً (٣).

وتَيَّهَ نفسه وتَوَّهَ بمعنًى ، أى حَيَّرها وطَوَّحها.

وما أَتْيَهَهُ وأَتْوَهَهُ.

وتَاهَ ، أى تكبّر. وما أَتْيَهَ فلاناً وما أَطْيَحَهُ.

والتِيهُ : المفازةُ يُتَاهُ فيها ، والجمع أَتْيَاهٌ وأَتَاوِيهُ.

وفَلَاةٌ تَيْهَاءُ ، وأرضٌ مَتِيهَةٌ ، مثال مَعِيشَةٍ وأصله مَفْعِلَةٌ.

فصل الجيم

جبه

الجَبْهَةُ للإنسان وغيره.

__________________

(١) والتُرُّهَاتُ أيضاً.

(٢) وفى نسخة : «إذا حُلِبَتْ سريعاً».

(٣) فى اللسان : يَتِيهُ تَوْهاً وتَيْهاً وتِيهاً وتَيَهاناً.


ورجلٌ أَجْبَه بيِّن الجَبَهِ ، أى عظيم الجَبْهَةِ ، وامرأةٌ جَبْهاءُ ، وبتصغيره سمى جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِىُّ.

والجَبْهَةُ : جَبْهَةُ الأسد ، وهى أربعة أَنْجُم ينزلها القمر.

والجَبْهَةُ : الخَيْلُ. وفى الحديث : «ليس فى الجَبْهَةِ صَدَقَهٌ». والجَبْهَةُ من الناس : الجماعةُ.

وجَبَهْتُهُ : صككتُ جَبْهَتَهُ (١).

وجَبَهْتُهُ بالمكروه ، إذا استقبلْتَه به.

وجَبَهْنَا الماء جَبْهاً : ورَدْنَاهُ وليست عليه أداةُ الاستقاء.

ابن السكيت : يقال وَرَدْنَا ماءً له جَبِيهَةٌ ، إمَّا كان مِلْحاً فلم ينضَح مَا لَهُمْ الشُرْبُ ، وإمَّا كان آجِناً ، وإمَّا كان بعيد القَعْرِ غليظاً سَقْيُهُ شديداً أَمْرُهُ.

جره

سمعتُ جَرَاهِيَةَ القومِ ، أى جَلَبَتَهُمْ وكلامَهم علانيةً دون السِرِّ.

جله

الجَلْهَةُ : ما استقبلَك من حروف الوادى.

وجَلْهَتَا الوادى : ناحِيَتاهُ وحَرْفاهُ. قال لبيد :

فَعَلَا (٢) فُرُوعَ الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ

بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها

والجمع جِلَاهٌ.

وجَلَهْتُ الحصى عن المكان : نَحَّيْتُهُ عنه ؛ والموضع جَلِيهَةٌ.

الأصمعى : الجَلَهُ : انحسارُ الشَعَر عن مقدَّم الرأس ، وهو ابتداء الصلَع ، مثل الجَلَحِ. وقد جَلِهَ يَجْلَهُ (٣). قال رؤبة :

بَرَّاقَ أصلادِ الجبينِ الأَجْلَهِ (٤)

لِلَّهِ دَرُّ الغانياتِ المُدّهِ

الكسائى : ثورٌ أَجْلَهُ : لا قَرْنَ له ، مثل أَجْلَحَ.

جنه

قال القُتيبىّ : الجُنَهِىُ (٥) : الخيزُرانُ. قال : وسمعت من يُنْشِد للفرزدق :

__________________

(١) جَبَهَهُ كمَنَعَهُ.

(٢) روِى بالمهملة والمعجمة.

(٣) جَلهَ كفَرِحَ. وجلهت الحصى كمَنَعَ.

(٤) قبله كما فى اللسان :

لما رأتنى خلق المموه

وبينه وبين الشطر الذى يليه هنا :

بعد غدانى الشباب الأبله

ليت المنى ولدهر جرى السمه

 (٥) ضبط فى التكملة والمحكم بفتحها.


فى كَفِّهِ جَنُهِىٌ رِيحُهُ عَبِقٌ

فى كفِّ أروعَ فى عِرْنينِهِ شَمَمُ

قال : ويروى : «فى كفّه خيزران ...».

جوه

الجَاهُ : القَدْرُ والمنزلةُ. وفلان ذو جَاهٍ.

وقد أَوْجَهْتُهُ أنا ووَجَّهْتُهُ ، أى جعلته وَجِيهاً.

وجَاهِ : زَجْرٌ للبعير دونَ الناقة ، وهو مبنىٌّ على الكسر. قال الأصمعىّ : وربَّما قالوا جاهٍ بالتنوين.

وأنشد :

إذا قُلْتُ جَاهٍ لَجَّ حتَّى تَرُدَّهُ

قُوَى أَدَمٍ أَطْرافُها فى السلاسِلِ

ويقال : جاهَهُ بالمكروه جَوْهاً ، أى جَبَهَهُ.

جهجه

جَهْجَهْتُ بالسَبُعِ : صِحْتُ به ليَنْكَفَّ.

ويقال : تَجَهْجَهْ عنّى ، أى انْتَهِ.

فصل الدّال

دره

الدَّرْهُ : الدَفْعُ. يقال : دَرَهْتُ (١) عن القوم : دَفَعْتُ عنهم ، مثل دَرَأْتُ ، وهو مُبْدَلٌ منه ، نحو هَرَاقَ الماءَ وأراقه.

والمِدْرَهُ : زعيمُ القوم والمتكلِّم عنهم.

قال لبيد :

* ومِدْرَهُ الكتيبةِ الرَدَاحِ*

والجمع المَدَارِهُ. ومنه قول الأصبَغ :

يا ابنَ الحَجَاجِحَةِ المَدَارِهْ

والصابرين على المكارهْ

دله

ذهب دَمُهُ دَلْهاً بالتسكين ، أى هَدَراً.

والتَّدْلِيهُ : ذهابُ العقل من الهوى. يقال : دَلَّهَهُ الحُبُّ ، أى حَيَّرَهُ وأدهشه. ودَلِهَ هو يَدْلَهُ (٢).

قال أبو زيد فى كتاب الإبل : الدَّلُوهُ : الناقةُ التى لا تكاد تجىء (٣) إلى إلْفٍ ولا ولدٍ. وقد دَلَهَتْ عن إلْفِهَا وعن ولدها تَدْلَهُ دُلُوهاً.

دهده

دَهْدَهْتُ الحجر فتَدَهْدَهَ : دحرجته فتدحرج.

وقد تُبْدَلُ من الهاء ياء فيقال : تَدَهْدَى الحجرُ وغيره تَدَهْدِياً ، ودَهْدَيْتُهُ أنا أُدَهْدِيهِ دَهْداةً ودِهْدَاءً ، إذا دحرجتَه. قال ذو الرمة :

* كما تَدَهْدَى من العَرْضِ الجلاميدُ (٤) *

__________________

(١) دَرَهَ كمنع.

(٢) دَلِهَ من باب فَرِحَ.

(٣) كذا. والذى فى اللسان : «تحن» من الحنين.

(٤) صدره :

أدنى تقاذفه التقريب أو خبب


والدَّهْدَهَانُ : الكبيرُ من الإبل. وقال :

* لَنِعْمَ سَاقِى الدَّهْدَهَانِ ذى العَدَدْ (١) *

والدَّهْدَاهُ : صغارُ الإبل. قال الراجز :

قد رَوِيَتْ إلَّا دُهَيْدِهِينَا (٢)

قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِرينا

كأنه جَمَع الدَّهْدَاهِ على دَهَادِهَ ثم صغّر دَهَادِهَ فقال دُهَيْدِهٌ ، ثم جمع دُهَيْدِهاً بالياء والنون.

وكذلك أَبْكُرٌ جمع بَكْرٍ ثم صَغَّرَ فقال أُبَيْكِرٌ ، ثم جمعه بالياء والنون.

ويقال : ما أدرى أى الدَّهْدَا هو ، أىْ أىُّ الناس هو. وحكى الكسائى : أىُ الدَّهْدَاءِ هو ، بالمدّ.

وقولهم : «إلّادَهٍ فَلَادَهٍ» ، قال الأصمعى :

معناه إنْ لم يكن هذا الأمر الآنَ فلا يكون بعد الآن. قال : ولا أدرى ما أصله وإنِّى أظنُّها فارسيّة.

يقول : إنْ لم تضربْه الآن فلا تضربه أبداً. وأنشد أبو عبيدة لرؤبة :

* وقُوَّلٌ إلّادَهٍ فَلَادِهِ (٣) *

والقُوَّلُ : جمع قائل ، مثل راكع ورُكَّعٍ.

فصل الراء

رده

الرَّدْهَةُ : نُقْرَةٌ فى صَخرة يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ ، والجمع رَدْهٌ ورِدَاهٌ (٤).

يقال : قرِّب الحمارَ من الرَّدْهَةِ ولا تقل له سَأْ.

قال الخليل : الرَّدْهَةُ : شبه أَكَمَةٍ كثيرة الحجارة. وفى الحديث أنّه صلى الله عليه وسلم ذكر المقتول بالنَهرَوانِ فقال : «شيطان الرَّدْهَةِ».

رفه

رَفَهَتِ الإبلُ بالفتح تَرْفَهُ رَفْهاً ورُفوهاً ، إذا وَرَدَتِ الماءَ كلَّ يوم متى شاءت ؛ والاسم الرِّفْهُ بالكسر. وأَرْفَهْتُهَا أنا.

والإرْفَاهُ : التَدَهُّنُ والترجيلُ كلَّ يوم ، وقد نُهِىَ عنه.

ورجلٌ رافِهٌ ، أى وادِعٌ. وهو فى رَفَاهَةٍ من العيش ، أى سَعَةٍ ، ورَفَاهِيَةٍ على فَعالِيَة

__________________

(١) بعده :

الجلة الكوم الشراب في العضد

(٢) فى التكملة :

لقد رويت إلا دهيدهينا

إلا ثلاثين وأربعينا

أبيكرات وأبيكرينا

(٣) قبله :

فاليوم قد نهنهني تنهنهي

(٤) وزاد المجد : رُدَّهٌ. وردَهَهُ بحَجرٍ كمنعه : رَمَاهُ به.


ورُفَهْنِيَةٍ ، وهو ملحقٌ بالخماسىّ بألِفٍ فى آخره ، وإنما صارت ياءً لكسرة ما قبلها.

ويقال : بينى وبينك ليلةٌ رَافِهَةٌ وثلاثُ ليالٍ رَوَافِهَ ، إذا كان يُسَارُ إلى الماء فيهنّ سيراً لَيِّناً.

ورَفِّهْ عن غريمك تَرْفِيهاً ، أى نَفّسْ عنه.

وفى المثل : «أَغْنَى من التُفَةِ عن الرُّفَهِ» (١) ، يقال : الرُّفَةُ : التِبْنُ ، والتُفَهُ : السَبُعُ ، وهو الذى يسمَّى عَناقَ الأرض ، لأنَّه لا يقتات التبن.

ريه

تَرَيَّهَ السرابُ : تَرَيَّعَ. والمُرَيَّهُ : المُرَيَّعُ.

قال رؤبة :

عليه رَقْرَاقَ السرابِ الأَمْرَهِ (٢)

يَسْتَنُّ من رَيْعانِهِ المُرَيَّهِ

فصل السّين

سبه

السَبَهُ : ذَهابُ العقل من هَرَمٍ. ورجلٌ مَسْبُوهٌ ومُسَبَّهٌ.

سته

الاسْتُ : العَجُزُ ، وقد يراد به حَلْقة الدُبُر.

وأصلها سَتَهٌ على فَعَلٍ بالتحريك (٣) ، يدلُّ على ذلك أنَّ جمعه أَسْتَاهٌ ، مثل جملٍ وأجمالٍ.

ولا يجوز أن يكون مثل جِذْعٍ وقُفْلٍ اللذين يُجْمَعَان أيضاً على أَفْعالٍ ، لأنَّك إذا رَدَدْتَ الهاء التى هى لام الفعل وحذفت العين قلت سَهٌ بالفتح. قال الشاعر (٤) :

شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّهَا وسَمِينُها

وأنتَ السَّهُ السُفْلَى إذا دُعِيَتْ نَصْرُ

يقول : أنت فيهم بمنزلة الاسْتِ من الناس.

وفى الحديث : «العينُ وِكاءُ السَّهِ» بحذف عين الفعل. ويروى : «وِكاءُ السَّتِ» بحذف لام الفعل.

ورجلٌ أَسْتَهُ بيِّن السَّتَهِ ، إذا كان كبير العَجُزِ.

والسُّتْهُمُ والسُّتَاهِىٌ مثلُه. والمرأة سَتْهاءُ.

ابن السكيت : رجلٌ أسْتَهُ وسُتاهِىٌ : عظيمُ الاسْتِ ، وامرأةٌ سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ ، والميم زائدة.

وسَتَهْتُ الرجل سَتْهاً : ضربته على اسْتِهِ.

__________________

(١) ذكر ابن حمزة الأصفهانى فى أَفْعَلَ من كذا : أغنى من التُفَةِ عن الرُفَةِ بالتخفيف ، وبالتاء التى يوقف عليها بالهاء.

(٢) روى : «كأن رقراق» ، و «يعلوه رقراق». و «الأمقه» بدل الأمره ، وهما بمعنًى واحد.

(٣) قال ابن خالويه : فيها ثلاث لغات : سَهٌ ، وسَتٌ ، واسْتٌ.

(٤) أوس.


وإذا نَسَبْتَ إليها قلت : سَتَهِىٌ بالتحريك ، وإن شئت قلت اسْتِىٌ ، تركتَه على حاله.

وسَتِهٌ أيضاً بكسر التاء ، كما قالوا : حَرِحٌ.

وأمَّا قول الشاعر (١) :

وأنتَ مكانُكَ من وائِلٍ

مكانُ القُرَادِ من اسْتِ الَجَمَلْ

فهو مجازٌ ، لأنَّهم لا يقولون فى الكلام اسْتُ الجَمَل ، وإنَّما يقولون : عَجُزُ الجَمَل.

وقولهم : باسْتِ فلانٍ : شَتْمٌ للعرب ، قال الحطيئة :

فَبِاسْتِ بنى قَيْسٍ وأَستاهِ طَيِّئٍ

وبِاسْتِ بَنِى دُودَانَ حاشا بَنِى نَصْرِ

أبو زيد : ما زال فلان على اسْتِ الدهر مجنوناً ، أى لم يزل يُعْرَفُ بالجنون. قال أبو نخيلة :

مَا زَالَ مُذْ كان (٢) على اسْتِ الدَهْرِ

ذا حُمُقٍ يَنْمِى وعَقْلٍ يَحْرِى

أى لم يزل مجنوناً دهرَه.

ويقولون : كان ذاك على اسْتِ الدهر.

وكذلك على أُسِّ الدهر وإسِّ الدهر ، أى على قِدَمِهِ.

سفه

السَّفَهُ : ضدُّ الحِلْمِ ، وأصله الخِفَّةُ والحركةُ.

يقال : تَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ ، أى مالتْ به.

قال ذو الرمة :

جَرَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رياحٌ تَسَفَّهَتْ (٣)

أَعَالِيَها مَرُّ الرياحِ النَواسمِ

وقال أيضاً :

* على ظَهْرِ مِقلاتٍ سَفِيهٍ جَدِيلُهَا (٤) *

يعنى خفيفٍ زِمامُها.

وتَسَفَّهْتُ فلانا عن ماله ، إذا خدعتَه عنه.

وتَسَفَّهْتُ عليه ، إذا أَسْمَعْتَهُ. وسَفَّهَهُ تَسْفِيهاً : نَسَبَهُ إلى السَّفَهِ. وسَافَهَهُ مُسَافَهَةً. يقال : سَفِيهٌ لم يجد مُسافِهاً.

وقولهم : سَفِهَ نَفْسَهُ ، وغَبِنَ رأيَه ، وبَطِرَ عيشَه ، وأَلِمَ بطنَهُ ، ووَفِقَ أمرَه ، ورَشِدَ أمرَه ، كان الأصل سَفِهَتْ نفسُ زيدٍ ورَشِدَ أمرُهُ ، فلما حُوِّل الفعلُ إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه ، لأنه صار فى معنى سَفَّهَ نفْسَه بالتشديد.

هذا قول البصريين والكسائى ، ويجوز عندهم

__________________

(١) الأخطل.

(٢) فى اللسان : ما زال مجنونا.

(٣) فى اللسان : مشين كما اهتزت رماح

(٤) صدره :

وأبيض موشى القميص نصبته


تقديم هذا المنصوب ، كما يجوز : غُلَامَهُ ضَرَبَ زَيْدٌ.

وقال الفرّاء : لما حُوِّلَ الفعل من النّفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ، ليَدُلّ على أن السَّفَهَ فيه ، وكان حُكْمُهُ أن يكون سَفِهَ زيدٌ نَفْساً ، لأن المفسِّر لا يكون إلّا نكرة ، ولكنه تُرِكَ على إضافته ونُصِبَ كنصب النكرة تشبيها بها ولا يجوز عنده تقديمه ، لأن المفسِّر لا يتقدم.

ومثله قولهم : ضِقْتُ به ذَرْعًا وطِبْتُ به نَفْساً ، والمعنى ضاق ذرعى به ، وطابت نفسى به.

وسَفُهَ فلان بالضم سَفَاهاً وسَفَاهَةً ، وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً ، لغتان ، أى صار سَفِيهاً. فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَهُ وسَفِهَ رأيَه لم يقولوه إلّا بالكسر ، لأن فَعُلَ لا يكون متعدّياً.

وسَفِهْتُ الشرابَ أيضاً بالكسر ، إذا أكثرت منه فلم تَرْوَ. وأسفهكَهُ الله.

وسَافَهْتُ الدَنَّ أو الوطْبَ ، إذا قَاعَدْتَهُ فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة.

سمه

سَمَهَ الفرسُ يَسْمَهُ بالفتح فيهما سُمُوهاً : جَرَى جَرْياً لا يعرف الإعياء ، فهو سَامِهٌ والجمع سُمَّهٌ.

وقال (١) :

* لَيْتَ المُنَى والدهرَ جَرْىُ السُّمَّهِ (٢) *

وسَمَهَ فهو سامِهٌ ، أى دُهِشَ.

أبو عمرو : جَرَى فلانٌ السُّمَّهَى ، إذا جرى إلى غير أمر يعرفه.

والسُّمَّهَى والسُّمَّيْهَى : الكذبُ والأباطيلُ.

وذهبتْ إبلُهُ السُّمَّهَى : تفرَّقَتْ فى كلِّ وجهٍ.

والسُّمَّهَى : الهواء بين السماء والأرض.

سنه

السَّنَةُ : واحدة السنين. وفى نقصانها قولان : أحدهما الواو وأصلها سَنْوَةٌ ، والآخر الهاء وأصلها سَنْهَةٌ مثل جَبْهَةٍ ، لأنّها من سَنَهَتِ النخلةُ وتَسَنَّهَتْ ، إذا أتت عليها السنون.

ونخلةٌ سَنْهَاءُ ، أى تحمل سَنَةً ولا تحمل أخرى. وقال بعض الأنصار (٣) :

فليست بسَنْهَاءَ ولا رُجَّبِيَّةٍ

ولكن عَرَايَا فى السنينَ الجَوائِحِ

__________________

(١) رؤبة.

(٢) بعده :

لله در الغانيات المدة

قال ابن برى : ويروى فى رجزه : «جَرْىُ» بالرفع على خبر ليت ، ومن نصبه فعلى المصدر أى يجرى جرى السُمَّهِ ، أى ليت الدهر يجرى بنا فى مُنَانَا إلى غير نهاية ينتهى إليها.

(٣) سُوَيدُ بن الصامت.


وفيه قول آخر : أنّها التى أصابتها السَّنَةُ المجدِبة. قاله أبو عبيد ، وقال أيضا : يقال أرضُ بنى فلانٍ سَنَةٌ ، إذا كانت مجدِبة.

والعرب تقول : تَسَنَّيْتُ عنده ، وتَسَنّهْتُ عنده. واستأجرته مُسَانَاةً ومُسَانَهَةً. وفى التصغير سُنَيَّةٌ وسُنَيْهَةٌ. وإذا جمعتَ بالواو والنون كسرتَ السين فقلتَ سِنُونَ وبعضهم يقول سُنُونَ بالضم. وأما من قال سِنِينٌ ومِئينٌ ورفع النون ففى تقديره قولان : أحدهما أنه فِعْلِينٌ مثل غِسْلِينٍ محذوفةً إلَّا أنَّه جمعٌ شاذٌّ ، وقد يجىء فى الجموع ما لا نظير له نحو عِدًى ، وهذا قول الأخفش.

والقول الثانى أنه فَعِيلٌ وإنما كسروا الفاء لكسرة ما بعدها ، وقد جاء الجمع على فَعِيل نحو كَلِيبٍ وعَبِيدٍ ، إلّا أن صاحب هذا القول يجعل النون فى آخره بدلا من الواو ، وفى المائة بدلا من الياء.

وقوله تعالى : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) قال الأخفش : إنَّه بدلٌ من ثلاثٍ ومن المائةِ ، أى لبثوا ثلثمائةٍ من السنين. قال : فإن كانت السنون تفسيراً للمائة فهى جرٌّ ، وإن كانت تفسيراً للثلاث فهى نصبٌ.

والتَّسَنُّهُ (١) : التَكَرُّجُ الذى يقع على الخبز والشَراب وغيرهما. تقول : خبزٌ مُتَسَنِّهٌ.

فصل الشّين

شبه

شِبْهٌ وَشَبَهٌ لغتان بمعنًى. يقال : هذا شِبْهُهُ ، أى شَبِيهُهُ. وبينهما شَبَهٌ بالتحريك ، والجمع مَشَابِهُ على غير قياس ، كما قالوا مَحَاسِنُ ومذاكيرُ.

والشُّبْهَةُ : الالتباسُ.

والمُشْتَبِهَاتُ من الأمور : المُشْكِلَاتُ.

والمُتشابِهاتُ : المُتَمَاثِلَاتُ.

وتَشَبَّهَ فلان بكذا.

والتَشْبيِهُ : التمثيلُ.

وأَشْبَهْتُ فلاناً وشَابَهْتُهُ. واشْتَبَهَ علىّ الشىء.

والشِبْهُ : ضربٌ من النحاس. يقال : كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنًى. قال المرّار :

تَدِينُ لِمَزْرُورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ

من الشِبْهِ سَوَّاها برفقٍ طَبِيبُها

والشَبَهَانُ : ضربٌ من العِضَاهِ. وقال رجلٌ من عبد القيس :

بِوَادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَثَّ صَدْرُهُ

وأَسْفَلُهُ بالمَرْخِ والشَّبَهانِ

ويقال : هو النَمَّامُ من الرياحين.

__________________

(١) فى المختار : وقوله تعالى (لَمْ يَتَسَنَّهْ) أى لم تغَيّره السِنُون.


شده

شُدِهَ الرجلُ شَدْهاً فهو مشدوهٌ : دُهِشَ (١). والاسم الشُّدْهُ والشَّدَهُ ، مثل البُخْلِ والبَخَلِ.

وقال أبو زيد : شُدِهَ الرجلُ : شُغِلَ ، لا غَيْرُ.

شره

الشَّرَهُ : غَلَبَةُ الحِرص. وقد شَرِهَ الرجلُ (٢) فهو شَرِهٌ.

شفه

الشَّفَةُ : أصلها شَفَهَةٌ ، لأنَّ تصغيرها شُفَيْهَةٌ.

والجمع شِفَاهٌ بالهاء. وإذا نَسَبْتَ إليها فأنت بالخيار إنْ شئت تركتَها على حالها وقلت شَفِىٌ مثال دَمِىٍّ ويَدِىٍّ وعِدِىٍّ ، وإن شئت شَفَهِىٌ.

وزعم قومٌ أنَّ الناقص من الشَّفَةِ واوٌ ، لأنه يقال فى الجمع شَفَواتٌ.

ورجلٌ أَشْفَى ، إذا كان لا تنضم شَفَتَاهُ كالأَرْوَقِ. ولا دليلَ على صحته.

ورجلٌ شُفَاهِىٌ بالضم : عظيمُ الشَّفَتَيْنِ.

ابن السكيت : فلانٌ خفيف الشَّفَةِ ، أى قليل السؤال للناس. ويقال : له فى الناس شَفَةٌ ، أى ثناءٌ حسنٌ.

وما كلمته ببنت شَفَةٍ ، أى بكلمةٍ.

والشَّفْهُ : الشُغْلُ. يقال : شَفَهَنِى (٣) عن كذا ، أى شَغَلَنِى.

وقولهم : نحن نَشْفَهُ عليك المرتَع والماء ، يعنى نَشْغَلُهُ عنك ، أى هو قَدْرُنَا لا فَضْلَ فيه.

ورجلٌ مَشْفُوهُ ، إذا كثُر سؤال الناس إيّاه حتّى نفَد ما عنده ، مثل مَثْمُودٍ ومَضْفُوفٍ ومكثورٍ عليه.

وقد شَفهَنِى فلانٌ ، إذا ألحّ عليك فى المسألة حتّى أنفدَ ما عندك.

وماءٌ مَشْفُوهٌ ، وهو الذى قد كثُر عليه الناس.

والمُشَافَهَةُ : المخاطبةُ من فيك إلى فيه.

والحروفُ الشَّفَهِيَّةُ : الباءُ والفاءُ والميمُ ، ولا تَقُلْ شَفَوِيَّةٌ.

شكه

شَاكَهَهُ مُشَاكَهَةً وشِكَاهاً : شَابَهَهُ وقَارَبَهُ. وفى المثل : «شَاكِهْ أبا فلان» ، أى قَارِبْ فى المدح. كما يقال : «بدون هذا ينْفَقُ الحمارُ». قال زهير :

عَلَوْنَ بِأَنْمَاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّةٍ

وِرَادٍ حَواشِيهَا مُشَاكِهةِ الدَمِ

__________________

(١) شَدَهَ رأسَه كمَنَعَ ، وشُدِهَ كعُنِىَ دُهِشَ.

وفى القاموس : والاسمُ الشَدْهُ ويحرك ويضم.

(٢) شَرِهَ كَفَرِحَ : غلب حرصُهُ.

(٣) شَفَهَهُ كمَنَعَهُ : شَغَلَهُ أو ألحّ عليه.


أبو عمرو بن العلاء : أَشْكَهَ الأمرُ ، مثل أَشْكَلَ.

شوه

شَاهَتِ الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً : قَبُحَتْ.

وشَوَّهَهُ الله فهو مُشَوَّهٌ.

وفرسٌ شَوْهَاءُ : صفةٌ محمودةٌ فيها ، ويقال يراد بها سَعةُ أشداقها. قال الشاعر (١) :

فهى شَوْهَاءُ كالجُوَالِقِ فُوها

مُسْتَجَافٌ يَضِلُّ فيه الشكيمُ (٢)

ولا يقال للذكر أَشْوَهُ.

ويقال رجلٌ أَشْوَهُ بيِّن الشَوَهِ ، إذا كان سريعَ الإصابة بالعين.

ابن السكيت : يقال لا تُشَوِّهْ علىَّ ، أى لا تقل ما أَحْسَنَكَ فتصيبنى بالعين.

ويقال أيضاً : تَشَوَّهَ له ، أى تنكّر له وتَغَوَّلَ.

ورجلٌ شَائِهُ البصر ، أى حديد البصر.

والشاةُ من الغنم تذكَّر وتؤنَّث.

وفلان كثير الشَاةِ والبعير ، وهو فى معنى الجمع ، لأنَّ الألف واللام للجنس.

وأصل الشاةِ شَاهةٌ ، لأنَّ تصغيرها شُوَيْهَةُ ، والجمع شِيَاهٌ بالهاء فى [أدنى (٣)] العدد. تقول ثلاث شِيَاهٍ إلى العَشْرِ ، فإذا جاوزْتَ فبالتاء ، فإذا كثرت قيل : هذه شاءٌ كثيرةٌ. وجمع الشَّاءِ شَوِىٌ.

والشَّاةُ أيضاً : الثَور الوحشىّ قال طرفة :

* كَسَامِعَتَىْ شَاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ (٤) *

وتَشَوَّهْتُ شَاةً ، إذا اصطدته (٥).

أبو عبيد : أرضٌ مَشَاهَة : ذاتُ شَاءٍ ، كما يقال : أرضٌ مَأْبَلَةٌ.

والنسبة إلى الشَّاءِ شَاوِىٌ. وقال الراجز (٦) :

لا ينفع الشَّاوِىَ فيها شَاتُهُ (٧)

ولا حَمِارَاهُ ولا عَلَاتُهُ (٨)

وإن سمَّيتَ به رجلاً قلت شَائِىٌ ، وإن شئت شاوِىٌ ، كما تقول عَطَاوِىٌّ. وإن نسبْتَ إلى الشَّاةِ قلت شَاهِىٌ.

__________________

(١) أبو دواد.

(٢) الشكيم : حديدة معترِضةٌ فى اللجام.

(٣) التكملة من المخطوطة.

(٤) صدره :

مؤللتان تعرف العتق فيهما

(٥) فى نسخة : «اصطدتها».

(٦) مبشّر بن هذيل الشَمْخِىُّ.

(٧) قبله :

ورب خرق نازح فلاته

(٨) بعده :

إذا علاها اقتربت وفاته


وأمّا قول الأعشى يذكر بعض الحصون :

أقام به شَاهَبُورُ الجُنُو

دَ حَوْلَيْنِ تضربُ فيه القُدُمْ

فإنَّما عنى بذلك شَابُور الملك ، إلَّا أنّه لما احتاج إلى إقامة وزن الشعر ردَّه إلى أصله فى الفارسية ، وجعل الاسمين اسماً واحداً وبناه على الفتح مثل خَمْسَةَ عَشَرَ.

فصل الصّاد

صه

صَهْ : كلمةٌ بنيت على السكون. وهو اسمٌ سُمِّىَ به الفعلُ ، ومعناه اسكتْ. تقول للرجل إذا أَسْكَتَّهُ : صَهْ ؛ فإن وصلْتَ نوّنْتَ فقلت : صَهٍ صَهْ. وقال المبرِّد : فإن قلت صَهٍ يا رجلٌ بالتنوين فإنَّما تريد الفرق بين التعريف والتنكير ، لأنَّ التنوين تنكيرٌ.

فصل الطّاء (١)

طله

يقال : فى الأرض طُلْهَةٌ من كَلَأٍ ، وطُلَاوَةٌ وبُرَاقَةٌ ، أى شىءٌ صالحٌ منه.

والطُلْهُمُ من الثياب : الخفافُ ، ليست بُجُددٍ ولا جيَادٍ.

فصل العين

عته

المَعْتُوهُ : الناقصُ العقل. وقد عُتِهَ عَتْهاً (٢).

والتَّعَتُّهُ : التَجَنُّنُ والرُعونةُ. يقال : رجلٌ مَعْتُوهٌ بيِّن العَتَه ، ذكره أبو عبيدٍ فى المصادر التى لا تشتقّ منها الأفعال. قال رؤبة :

بعد لَجَاجٍ لا يكاد يَنْتهِى

عن التَصابِى وعن التَعَتُّهِ

وقال الأخفش : رجلٌ عَتَاهِيَةٌ (٣) ، وهو الأحمق.

وأبو العَتَاهِيةِ كنيةٌ.

عنجه

العُنْجُهِىُ : ذو البأْوِ. وقال الفراء : يقال فلانٌ ذو عُنْجُهِيَّةٍ وعُنْجُهَانِيَّةٍ (٤) ، وهى الكِبْرُ والعظمةُ. ويقال: العُنْجُهِيَّةُ : الجهلُ والحمقُ.

وينشد :

__________________

(١) هذا الفصل ساقط من المطبوعة ، وإثباته من المخطوطة.

(٢) عُتِهَ كعُنِىَ عَتْهاً ، وعُتْهاً ، وعُتَاهاً بضمهما.

(٣) وهو مصدر عُتِهَ.

(٤) وعَنْجَهَانِيَّةٍ.


عِشْ بِجِدٍ فلم (١) يَضُرَّكَ نُوكٌ

إنَّما عيشُ من ترى بُجدُودِ (٢)

رُبَّ ذى أُرْبَةٍ مُقِلٍّ من الما

ل وذى عُنْجُهِيَّةٍ مجدودِ

عده

العَيْدَهُ : السَّيِّئُ الخُلُقِ من الإبل وغيره.

قال رؤبة :

* وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ (٣) *

وفى فلانٍ عَيْدَهٌ وعَيْدَهِيَّةٌ ، أى سوءُ خُلُقٍ وكِبْرٌ ، فهو عَيْدَهٌ وعَيْدَاهٌ. وقال :

وإنِّى على ما كان من عَيْدَهِيَّتِى

ولُوثَةِ أَعْرَابِيَّتِى لَأَرِيبُ

عزه

رجلٌ عِزْهَاةٌ ، وعِزْهَاءَةٌ ، وعِزْهًى مُنوَّنٌ : لا يَطْرَبُ لِلَّهْوِ ويَبْعُدُ عنه. والجمع عَزَاهٍ ، مثل سِعْلَاةٍ وسَعَالٍ ، وعِزْهُونَ بالضم.

الكسائى : رجلٌ فيه عِنْزَهْوَةٌ ، أى كِبْرٌ.

عضه

العِضَاهُ : كلُّ شجرٍ يَعْظُمُ وله شوكٌ. وهو على ضربين : خالصٌ وغير خالصٍ. فالخالصُ : الغَرْفُ ، والطَلْحُ ، والسَلَمُ ، والسِدْرُ ، والسَيَالُ ، والسَمُرُ ، واليَنْبُوتُ (٤) ، والعُرفُط ، والقَتَادُ الأعظمُ ، والكَنَهْبُلُ ، والغَرَبُ ، والغَرْقَدُ ، والعَوْسَجُ.

وغيرُ الخالصِ : الشَوْحَطُ ، والنَبْعُ ، والشريَانُ ، والسَرَاءُ ، والنَشَمُ ، والعُجْرُمُ ، والتأْلَبُ ، والغَرْفُ. فهذه تُدْعَى عِضَاهَ الْقياس من القوس.

وما صَغُرَ من شجر الشوك فهو العِضُّ ، وقد ذكرناه فى الضاد.

وما ليس بِعِضٍّ ولا عِضَاهٍ من شجر الشَوك فالشُكاعَى ، والحُلَاوَى ، والحَاذُ ، والكُبُّ ، والسُلَّجُ.

وواحدةُ العِضَاةِ عِضَاهَةٌ ، وعِضَهَةٌ ، وعِضَةٌ بحذف الهاء الأصلية كما حُذِفَتْ من الشَفة. وقال :

إذا مات منهم ميِّتٌ (٥) سُرِقَ ابْنُهُ

ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيِرُها

__________________

(١) فى اللسان : «فلن».

(٢) فى اللسان : «بالجُدُودِ».

(٣) قبله :

أو خاف صقع القارعات الكده

وبعده :

أشدق يفتر افترار الأفوه

(٤) التكملة من المخطوطة.

(٥) فى اللسان : «سَيِّدٌ». يريد أنّ الابن يشبه الأب ، فمن رأى هذا ظنّ هذا ، فكأن الابن مسروق. والشكير : ما ينبت فى أصل الشجرة.


ونقصانها (الهاء) ، لأنَّها تجمع على عِضَاهٍ مثل شِفَاهٍ ، فتُرَدُّ الهاء فى الجمع وتُصَغَّرُ على عُضَيْهَةٍ ، ويُنْسَبُ إليها فيقال بعيرٌ عِضَهِىٌ للذى يرعاها.

وبعيرٌ عِضَاهِىٌ وإبلٌ عِضَاهِيَّةٌ. وبعضهم يقول نقصانها (الواو) ؛ لأنَّها تجمع على عِضَوَاتٍ.

وينشد :

هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِمَا

وعِضَوَاتٌ تَقْطَعُ اللهازِما

ويقال بعيرٌ عَضَوِىٌ وإبلٌ عَضَوِيَّةٌ ، بفتح العين على غير قياس.

وعَضِهَتِ الإبلُ بالكسر تَعْضَهُ عَضَهاً ، إذا رَعَتِ العِضَاهَ. وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ. وقال : (١)

وقَرَّبُوا كُلَّ جُمَالِىٍ عَضِهْ

قَرِيبَةٍ نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِهِ (٢)

وَجِمَالٌ عَوَاضِهُ ، وناقةٌ عاضِهٌ أيضاً.

وأَعْضَهَ القومُ : رَعَتْ إبلهم العِضَاهَ.

وأرضٌ مُعْضِهَةٌ : كثيرةُ العِضَاهِ.

والعَضِيهَةَ : البَهِيتَةُ ، وهى الإفْكُ والبُهْتَانُ تقول : يا لِلْعَضِيَهةِ بكسر اللام ، وهى استغاثةٌ.

والتَعْضِيهُ : قطعُ العِضَاهِ. يقال فلان : يَنْتَجِبُ غيرَ عِضَاهِهِ ، إذا انتحل شِعْرَ غيره.

وقال :

يا أيُّها الزاعِمُ أنّى أَجْتَلِفْ

وأَنّنى غيرَ عِضَاهِى أَنْتَجِبْ

كَذَبْتَ إنَّ شَرَّ ما قيل الكَذِبْ

وعَضَهَهُ عَضْهاً : رماه بالبهتان. وقد أَعْضَهْتَ يا رجلُ : أى جئتَ بالبهتان.

قال الكسائى : العِضَةُ : الكذبُ والبهتانُ ، وجمعها عِضُونَ مثل عِزَةٍ وعِزِين. قال تعالى : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ). ويقال نقصانه (الواو) وأصلُهُ عِضْوة ، وهو من عَضَوْتُهُ أى فَرَّقْتُهُ ؛ لأنَّ المشركين فرّقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذباً وسحراً ، وكِهانةً وشِعْراً. ويقال نقصانه (الهاءُ) وأصله عِضَهَةٌ ، لأنَ العِضَةَ والعِضِينَ فى لغة قريش : السِحْرُ ، وهم يقولون للساحر عاضِهٌ.

قال الشاعر :

أعوذ بربِّى من النافثا

تِ فى عُقَدِ (٣) العَاضِهِ المُعْضِهِ

أبو عبيد : الحَيَّةُ العَاضِهُ والعاضِهةُ : التى تقتُل من ساعتها إذا نَهَشَتْ.

عله

العَلَهُ : التَحَيُّرُ والدَهَشُ. وقد عَلِهَ عَلَهاً.

قال لبيد :

__________________

(١) هِمْيَان بن قُحَافة السَعدىّ.

(٢) بعده :

أبقى السناف أثرا بأنهضه

(٣) يروى : «فى عِضَهِ».


عَلِهَتْ تَرَدَّدُ (١) فى نِهَاءِ صُعائِدِ

سَبْعاً تُؤاماً كاملا أَيَّامُها

ورجلٌ عَلْهَانُ وامرأةٌ عَلْهَى ، مثل غَرْثَانَ وغَرْثَى ، أى شديد الجوع. وقد عَلِهَ يَعْلَهُ.

وفرسٌ عَلْهَى : نشيطةٌ فى اللجام.

والعَلْهَانُ أيضاً : الظليمُ.

والعَالِهُ : النعامةُ.

والعَلْهَاءُ : ثوبان يُنْدَفُ فيهما وبر الإبل ، يُلْبَسَانِ تحت الدِرع. قال عمرو بن قمئة :

وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ (٢) البطل الأَرْ

وَعَ بين العَلْهاءِ والسِرْبالِ

وأصل العَلَهِ الحدّةُ والانهماكُ.

عمه

العَمَهُ : التحيُّرُ والتردُّدُ. وقد عَمِهَ بالكسر فهو عَمِهٌ وعامِهٌ ، والجمع عُمَّهٌ. قال رؤبة :

ومَهْمَهٍ أَطْرَافُهُ فى مَهْمَهِ

أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ

وأرضٌ عَمْهَاءُ : لا أَعْلامَ بها.

وذهبتْ إبله العُمَّهَى ، إذا لم يَدْرِ أين ذهبتْ.

والعُمَّيْهَى مثله.

عوه

العَاهَةُ : الآفةُ. يقال عِيهَ الزّرعُ وإِيفَ ، وأرضٌ مَعْيُوهَةٌ.

وأَعَاهَ القومُ : أصابت ماشيتَهم العاهَةُ.

وقال الأموىّ : أَعْوَهَ القومُ مثله.

والتَعْوِيهُ : التعريسُ ، وهو النزول فى آخر الليل.

وكلُّ من احتبس فى مكان فقد عَوَّهَ.

قال رؤبة :

* شَأْزٍ بمن عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ (٣) *

فصل الفاء

فره

الفَارِهُ : الحَاذِقُ بالشىء. وقد فَرُهَ بالضم يَفْرُهُ فهو فارِهٌ ، وهو نادرٌ مثل حامِضٍ ، وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ ، مثل صَغُرَ فهو صَغِيرٌ ، ومَلُحَ فهو مَلِيحٌ.

ويقال للبرذون والبغل والحمار : فارِهٌ بَيِّنُ الفُرُوهَةِ والفَرَاهَةِ والفَرَاهِيَةِ ، وبراذينُ فُرْهَةٌ مثل صاحبٍ وصُحْبَةٍ ، وفُرْهٌ أيضاً مثل بَازِلٍ وبُزْلٍ ، وحائِلٍ وحُولٍ.

__________________

(١) فى اللسان : «تَبَلَّدُ».

(٢) فى اللسان : «لِتَصْرَعَ» يعنى المنية.

(٣) بعده :

ناء من التبيح نائي المغتبق


ولا يقال للفرس فارِهٌ ، ولكن رائعٌ وجَوَادٌ. وكان الأصمعىُّ يُخَطِّئُ عَدِىّ بن زيد فى قوله :

فنَقَلْنَا صُنْعَهُ حتى شَتَا

فارِهَ البالِ لَجُوجاً فى السَنَنْ

قال : لم يكن له علمٌ بالخيل.

وأَفْرَهَتِ الناقةُ فهى مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ ، إذا كانت تُنْتَجُ الفُرْهَ. وقال أبو ذؤيب :

ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لسِاقِها

فخَرَّتْ كما تَتَّايَعُ الرِيحُ بالقَفْلِ

ومُفَرِّهَةٌ أيضاً. قال مالك بن جَعْدَةَ التغلبىّ :

فإنّك يوم تأتينى حَرِيباً

تَحِلُّ عَلَىَّ يومئذٍ نُذُورُ

تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ

على أَخْفافِها عَلَقٌ يَمُورُ

وفَرِهَ بالكسر : أَشِرَ وبَطِرَ. وقوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فَرِهِينَ) فمن قرأه كذلك فهو من هذا ، ومن قرأه : فارِهِينَ فهو من فَرُهَ بالضم.

فقه

الفِقْهُ : الفهمُ. قال أعرابىٌّ لعيسى بن عمر : «شَهِدْتَ عليك بالفِقْهِ».

تقول منه : فَقِهَ الرجلُ ، بالكسر. وفلانٌ لا يَفْقَهُ ولا يَنْقَهُ. وأَفْقَهْتُكَ الشىء. ثمَّ خُصَّ به عِلْمُ الشريعة ، والعَالِمُ به فَقِيهٌ ، وقد فَقُهَ بالضم فَقَاهَةً ، وفَقَّهَهُ الله.

وتَفَقَّهَ ، إذا تعاطى ذلك.

وفَاقَهْتُهُ ، إذا باحثْتَه فى العِلْمِ.

فكه

الفَاكِهَةُ معروفةٌ ، وأجناسُها الفَوَاكِهُ.

والفَاكِهَانِىُ : الذى يبيعها.

والفُكاهَةُ بالضم : المُزاحُ. والفَكاهَةُ بالفتح : مصدر فَكِهَ الرجلُ بالكسر ، فهو فَكِهٌ ، إذا كان طيِّب النفْس مَزَّاحاً.

والفَكِهُ أيضاً : الأَشِرُ البَطِرُ. وقرىء : (وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فَكِهِينَ)، أى أَشِرِينَ.

وفاكِهِينَ أى ناعمين.

والمُفَاكَهَةُ : الممازَحةُ. يقال : «لا تُفَاكِهْ أَمَه ، ولا تَبُلْ على أَكَمَه».

وتَفَكَّهَ : تَعَجَّبَ ، ويقال تَنَدَّمَ. قال تعالى : (فَظَلْتُمْ) تَفَكَّهُونَ أى تَندمون.

وَتَفَكَّهْتُ بالشىء : تَمتَّعْتُ به.

أبو زيد : أَفْكَهَتِ الناقةُ ، إذا دَرَّتْ عند أكل الربيع قبل أن تضعَ ، فهى مُفْكِهَةٌ.

والفَاكِهُ بن المغيرة المخزومىّ : عَمُّ خالد ابن الوليد.


فوه

الأفْوَاهُ : ما يُعَالَجُ به الطِيبُ ، كما أنَّ التوابل ما تُعَالَجُ به الأطعمة. يقال فُوهٌ وأَفْوَاهٌ ، مثل سُوقٍ وأسْواقٍ ، ثم أَفَاوِيهُ.

والفُوهُ أصلُ قولنا فَمٌ ، لأنَّ الجمع أَفْوَاهٌ إلَّا أنَّهم استثقلوا اجتماع الهاءين فى قولك : هذا فُوهُهُ بالإضافة ، فحذفوا منها الهاء فقالوا : هذا فُوهُ وفُو زيدٍ ، ورأيت فَازيدٍ ، ومررت بِفِي زيدٍ ، وإذا أضفتَه إلى نفسك قلت : هذا فِىَ ، يستوى فيه حال الرفع والنصب والخفض ، لأنَّ الواو تُقْلَبُ ياءً فتُدْغَمُ. وهذا إنما يقال فى الإضافة ، وربَّما قالوا ذلك فى غير الإضافة ، وهو قليل. قال العجاج :

خَالَطَ من سَلْمَى خياشيمَ وفَا

صهباءَ خُرْطُوماً عُقَاراً قَرْقَفا

يصف عذوبةَ ريقها ، يقول : كأنَّها عُقارٌ خالط خياشيمَها وفَاهَا ، فكَفَّ عن المضاف إليه.

وقولهم : كَلَّمْتُهُ فَاهُ إلى فِىِ ، أى مُشَافِهاً ، ونُصِبَ فُوهُ على الحال.

وإذا أفردوا لم تحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوّضوا من الهاء ميماً فقالوا هذا فَمٌ وفَمَانِ وفَمَوَانِ ، ولو كانت الميم عِوَضاً من الواو لما اجْتَمَعَتا.

أبو زيد : فَاهَا لِفِيكَ ، ومعناه الخيبةُ لك.

قال أبو عبيد : وأصله أنَّه يريد : جَعَلَ الله لِفِيكَ الأرضَ ، كما يقال : بفِيكَ الحجرُ ، وبِفِيكَ الإِثْلِبُ. وأنشد لرجلٍ من بَلْهُجَيْم (١) :

فقلتُ له فَاهَا لِفِيكَ فإنها

قَلُوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أنت حاذِرُهْ

يعنى يَقْرِيَكَ ، من القِرَى.

والفَوَهُ بالتحريك : سعةُ الفَمِ. ورجلٌ أَفوهُ وامرأةٌ فَوْهَاءُ ، بَيِّنَا الفَوَهِ. وقد فَوِهَ يَفْوَهُ.

ويقال : الفَوَهُ خُروجُ الثنايا العُلَى وطولها.

__________________

(١) فى نوادر أبى زيد : وأخبرنى أبو العباس محمد بن يزيد وغيره ، أن هذا الرجل لقيه أسدٌ فاخترط سيفَه فقتله ثم قال :

تحسب هواس وأيقن أننى

بها مفتدين صاحب لا أناظره

فقلت له الخ ...

قال : معنى تحسَّب اكتفَى ، من قولك :رحَسْبُكَ الله ، كقول الله جل وعز : (عَطاءً حِساباً) أى كافياً. وتقول العرب: ما أَحْسَبَكَ فهو لى مُحْسِبٌ ، أى ما كفاك فهو لى كافٍ. رروقوله : «هَوَّاسٌ» يعنى الأسد ، وإنّما سُمِّىَ هَوَّاساً لأنه يُهَوِّسُ الفريسةَ ، أى يدقّها. وقوله :ر«فاها لفيك» دعَا عليه بالداهية. والداهيةُ :رضربهُ له بسيفه.


وأَفْوَاهُ الأزقّة والأنهار واحدتها فُوَّهَةٌ ، بتشديد الواو.

ويقال : اقْعُدْ على فُوَّهَةِ الطريق ، والجمع أَفْوَاهٌ على غير قياس.

ويقال أيضاً : إنّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لشديدٌ ، أى القَالَة ، وهو من فُهْتُ بالكلام.

والأَفْوَهُ الأَوْدِىُّ : شاعرٌ.

ومَحَالَةٌ فَوْهَاءُ ، إذا كانت أسناتها التى يجرى الرَشَاءُ بينها طِوَالاً.

وفوَّهَهُ الله : جعله أَفْوَهَ.

وفَاهَ بالكلام يَفُوهُ : لفَظَ به. يقال : ما فُهْتُ بكلمة وما تَفَوَّهْتُ ، بمعنًى ، أى ما فتحت فمي بها.

والمُفَوَّهُ : المِنْطِيقُ.

واسْتَفَاهَ الرجلُ فهو مُسْتَفِيهٌ ، إذا اشتدَّ أكله بعد ضَعفٍ وقلّة.

والفَيِّهُ : الأكول ، وأصله فَيْوِهٌ فأُدغِم ، وهو المنطيق أيضاً ، والمرأةُ فَيِهَّةٌ.

فهه

الفَهَّهُ والفَهَاهَةُ : العِىُّ.

ورجلٌ فَهٌ وامرأة فَهَّةٌ. وقال :

فلم تُلْفِنِى فَهًّا ولم تُلْفِ حُجَّتِى

مُلَجْلَجَةً أَبْغِى لها من يُقِيمُها

وقد فَهِهْتَ يا رجلُ بالكسر فَهَهاً ، أى عَيِيتَ. يقال سَفِيهٌ فَهِيهٌ. وفَهَّهُ الله وفَهَّهَه.

ويقال : خرجتُ لحاجةٍ فأَفَهَّنِى عنها فلان حتَّى فَههْتُ ، أى أَنْسَانِيها.

وفى الحديث : «ما سمعتُ منك فَهَّةً فى الإسلام قبلَها» ، قال أبو عبيد : يعنى السَقْطةَ والجَهْلَةَ ونحوها.

فصل القاف

قمه

القُمَّهُ من الإبل مثل القُمَّحِ ، وهى الرافعة رءُوسها إلى السماء ، الواحدة قامِهٌ وقامِحٌ.

قال رؤبة :

* قَفْقَافُ أَلْحِى الوَاعِسَاتِ القُمَّهِ (١) *

قوه

الأموىّ : القَاهُ : الطاعةُ ، حكاها عن بنى أسدٍ. يقال : مالَكَ عَلَىَ قَاهٌ ، أى سلطانٌ.

قال الراجز :

__________________

(١) والذى فى رجز رؤبة :

ترجاف الحي الراعسات القمه

وقال ابن برى : قبله :

يعدل أنضاد القفاف الرده

عنها وأثباج الرمال الوره


تالله لو لا النارُ أنْ نَصْلاها (١)

أو يَدْعُوَ الناسُ علينا اللهَ

لَمَا سمعنا لِأَميرٍ قَاهَا

يقال منه : أَيْقَهَ الرجلُ واسْتَيْقَهَ ، أى أطاع. قال المُخَبَّلُ :

ورَدُّوا صُدورَ الخيلِ (٢) حتى تَنَهْنَهُوا

إلى ذى النُهَى واسْتَيْقَهُوا لِلْمُحَلِّمِ

وهو مقلوب ، لأنه قدّم الياء على القاف وكانت القاف قبلها. ويروى : ... «واسْتَيْدَهُوا» وأَيْقَهَ ، أى فَهِمَ. يقال : أَيْقِهْ لهذا ، أى افْهَمْهُ.

قهقه

القَهْقَهَةُ فى الضِحك معروفةٌ ، وهو أن تقول : قَهْ قَهْ. يقال : قَهَ وقَهْقَهَ بمعنًى. وقد جاء فى الشِعر مخفّفا. وقال الراجز :

* وهُنَّ فى نَهَانُفٍ وفى قَهِ (٣) *

والقَهْقَهَةُ فى السير مثل الهَقْهَقَةِ ، مقلوبٌ منه.

وأنشد الأصمعى لرؤبة :

* أَقَبُ قَهْقاهٌ إذا ما هَقْهَقا (٤) *

وأنشد له أيضاً :

يُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ

بالهَيْفِ من ذاك البعيدِ الأَمْقَهِ

قيه

أبو عبيد : القُوهَةُ : اللَبَنُ إذا تغيَّر طعمهُ قليلا وفيه حلاوةُ الحَلَبِ.

والقُوهِىُ : ضربٌ من الثِياب بِيضٌ.

فصل الكاف

كده

كَدَهَ يَكْدَهُ : لغةٌ فى كَدَحَ يَكْدَحُ. يقال أصابه شىءٌ فكَدَهَ وَجْهَهُ. وبه كَدْهٌ وكُدُوهٌ.

وكَدَهَهُ الحَجَرُ ، إذا صَكَّهُ وأَثَّرَ فيه أثراً شديداً.

قال رؤبة :

__________________

(١) فى التكملة :

والله لولا أن يقال شاها

ورهبة النار بأن نصلاها

أو يدعو الناس علينا الله

آما دعو الناس علينا الله

أما عرفنا لأمير قاها

ما خطرت سعد على قناها

 (٢) فى التكملة : فدوا نحور القوم ، ويروى : فشكو نحور الخيل

(٣) قبله :

نشأت في ظل النعيم الأرقه

(٤) قبله :

جد ولا يحمدنه أن يلحقا


* أَوْ خَافَ صَقْعَ القَارِعَاتِ الكُدَّهِ (١) *

كره

كَرِهْتُ الشىءَ أَكْرَهُهُ كَراهةً وكَرَاهِيَةً ، فهو شىء كَرِيهٌ ومكروهٌ.

والكَرِيهَةُ : الشِدَّةُ فى الحرب.

وذو الكَرِيهةِ : السيف الماضى فى الضريبة ، عن أبى عبيدة.

الفرّاء : الكُرْهُ بالضم : المَشَقّةُ. يقال : قمتُ على كُرْهٍ ، أى على مشقّة. قال : ويقال أقامنى فلانٌ على كَرْهٍ بالفتح ، إذا أَكْرَهَكَ عليه.

قال : وكان الكسائى يقول : الكَرْهُ والكُرْهُ لغتان.

وأَكْرَهْتُهُ على كذا : حملتُهُ عليه كَرْهاً.

وكَرَّهْتُ إليه الشىءَ تَكْرِيهاً : نقيض حَبَّبْتُهُ إليه.

واسْتَكْرَهْتُ الشىءَ.

والكَرِهُ : الجملُ الشديدُ الرأسِ.

كمه

الأَكْمَهُ : الذى يُولَد أعمى. وقد كَمِهَ بالكسر كَمَهاً. قال رؤبة :

* هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارتدادَ الأَكْمَهِ (٢) *

واستعاره سُوَيْدٌ فجعله عارضاً بقوله :

* كَمِهَتْ عيناه حتَّى ابْيَضَّتَا (٣) *

أبو سعيد : الكَامِهُ : الذى يركب رأسَه فلا يدرى أين يتوجَّه. يقال : خرج يَتَكَمَّهُ فى الأرض.

كنه

كُنْهُ الشىء : نهايتُهُ. يقال : أَعْرِفُهُ كُنْهَ المعرفة.

ووقتُ الأمرِ : كُنْهُهُ أيضاً ، ولا يُشْتَقُّ منه فعلٌ.

وقولهم : لا يَكْتَنِهُهُ الوصفُ ، بمعنى لا يَبلغ كُنْهَه ، أى قدرَهُ وغايتَهُ. كلامٌ مُوَلَّدٌ.

كهه

كَهْكَهَ الأسدُ فى زئيره ، كأنَّه حكاية صوته.

__________________

(١) يروى «يَخَافُ». الصَقْعُ : كلُّ ضربٍ على يابس. والقارعة : كلّ هَنَةٍ شديدة القَرْعِ.

(٢) بعده :

في غائلات الحائر المتهته

(٣) عجزه :

فهو يلحى نفسه لما نزع


والكَهْكاهَةُ : المُتَهَيِّبُ. قال الهذَلىّ (١) :

ولا كَهْكَاهَةٌ بَرِمٌ

إذا ما اشْتَدَّتِ الحِقَبُ

وكَهَ السكران ، إذا اسْتَنْكَهْتَهُ فكَهَ فى وجهك.

فصل اللام

لهله

اللُهْلُهُ بالضم : الأرض الواسعة يَطَّرِدُ فيها السرابُ ؛ والجمع لَهَالهُ. وقال الراجز (٢) :

* ومُخفقٍ من لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ (٣) *

واللَهْلَهُ ، بالفتح : الثوبُ الردىءُ النَسْجِ ، وكذلك الكلامُ والشِعْرُ. يقال لَهْلَهَ النَسَّاجُ الثوبَ ، أى هَلْهَلَهُ. وهو مقلوبٌ منه.

ليه

لَاهَ يَلِيهُ لَيْهاً : تَسَتَّرَ. وجَوَّزَ سيبويه أن يكون لَاهٌ أصلَ اسمِ الله تعالى ، قال الشاعر (٤) :

كَحِلْفَةٍ من أبى رَبَاحٍ (٥)

يَسْمَعُهَا لاهُهُ الكُبَارُ

أى إلَاهُهُ ، أُدْخِلَتْ عليه الألف واللام فجرى مجرى الاسم العلَم ، كالعبَّاس والحسَن ، إلّا أنَّه يخالف الأعلام من حيثُ كان صفةً.

وقولهم : يا أللهُ : بقطع الهمزه ، إنّما جاز لأنه يُنْوَى به الوقف على حرف النداء تفخيما للاسم.

وقولهم : لَاهُمَّ واللهُمَّ فالميم بدلٌ من حرف النداء. وربَّما جُمِعَ بين البدل والمُبْدَل منه فى ضرورة الشِعْر ، كقول الراجز :

* عَفَوْتَ (٦) أو عَذّبْتَ يا اللهُمَّا*

لأنَّ للشاعر أن يردّ الشىء إلى أصله.

قال الشاعر (٧) :

لَاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ فى حَسَبٍ

عَنِّى ولا أنت دَيَّانِى فَتَخْزُونِى

أراد : لِلَّهِ ابنُ عَمِّكَ ، فحذف لام الجر واللامَ

__________________

(١) أبو العِيَال.

(٢) هو رؤبة.

(٣) قبله :

بعد اهتضام الراغيات النكه

وبعده :

من؟ يجتبنه ومهمه

(٤) الأعشى.

(٥) فى اللسان :

كدعوة من أبي كبار

(٦) فى اللسان : «غَفَرْتَ» وكذلك فى المختار والمخطوطات.

(٧) ذو الإصْبَعِ العَدْوَانِىّ.


التى بعدها ، وأما الألف فهى منقلبة عن الياء ، بدَلالة قولهم : لَهْىَ أبوك ، ألا ترى كيف ظَهَرَتِ الياءُ لَمَّا قلِبَتْ إلى موضع اللام.

وأما لَاهُوتٌ فإنْ صحَّ أنَّه من كلام العرب فيكون اشتقاقه من لَاهَ ، ووزنه فَعَلُوتٌ مثل رَغَبُوتٍ ورَحَمُوتٍ ، وليس بمقلوبٍ كما كان الطاغوت مقلوباً.

واللَاتُ : اسمُ صنمٍ كان لثَقيفٍ ، وكان بالطائف. وبعض العرب يقف عليها بالتاء ، وبعضهم بالهاء. قال الأخفش : سمعنا من العرب من يقول : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) بالتاء ويقول : هى اللَّاتْ ، فيجعلها تاءً فى السكوت.

وهى اللّاتِ فاعلمْ أنه جَرٌّ فى موضع الرفع ، فهذا مثلُ أمسِ مكسورٌ على كلّ حالٍ ، وهو أجود منه ، لأنَّ الألف واللام اللتين فى اللاتِ لا تسقطان وإن كانتا زائدتين ، قال : وأمَّا ما سمعنا من الأكثر فى اللَاتِ والعُزَّى فى السكوت عليها فاللّاهُ ، لأنها هاءٌ فصارت تاءً فى الوصل. وهى فى تلك اللغة مثل كان من الأمر كَيْتِ وكَيْتِ ، وكذلك هَيْهَاتِ فى لغة من كَسَرَ ، إلّا أنَّه يجوز فى هَيْهَاتِ أن يكون جماعةً ولا يجوز ذلك فى اللات ، لأنَّ التاء لا تزاد فى الجماعة إلّا مع الألف ، وإن جعلْتَ الألف والتاء زائدتين بقى الاسم على حرف واحد.

فصل الميم

مده

التَمَدُّهُ : التَمَدُّحُ. والمادِهُ : المادِحُ ، والجمع المُدَّهُ. قال رؤبة :

لِلَّهِ دَرُّ الغانياتِ المُدَّهِ

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تَأَلُّهِى

مره

مَرِهَتِ العينُ مَرَهاً ، إذا فَسَدَتْ لتَرْكِ الكُحْلِ. وهى عينٌ مَرْهَاءُ ، وامرأة مَرْهَاءُ ، والرجلُ أَمْرَهُ.

أبو عبيد : المُرْهَةُ : البياضُ الذى لا يخالطه غيرُه. وإنَّما قيل للعين التى ليس فيها كُحْلٌ مَرْهَاءُ لهذا المعنى.

مقه

المَقَهُ : بياضٌ فى زُرقة. وامرأةٌ مَقْهَاءُ. وقال أبو عمرو : هى القبيحةُ البياضِ يشبه بياضُها بياضَ الجِصِّ. وسرابٌ أَمْقَهُ. قال ذو الرمّة :

إذا خَفَقَتْ بأمقه صَحْصَحَانٍ

رُءوس القومِ والْتَزَمُوا (١) الرِحالا

ومنهم من يقول : المَقَهُ مثلُ المَرَهِ.

__________________

(١) فى اللسان : «واعتنقوا».


مهه

المَهَاهُ : الطراوةُ والحُسْنُ. قال عمران ابن حِطَّان :

وليس لعيشنا هذا مَهَاهٌ

وليست دَارُنا الدنيا بِدارِ

وقال الآخر :

كَفَى حَزَناً أنْ لا مَهَاهَ لعيشنا

ولا عملٌ يَرْضَى به اللهُ صالِحُ

وهذه الهاء إذا اتَّصلت بالكلام لم تَصِرْ تاءً ، وإنما تصير تاءً إذا أردْتَ بالمَهَاةِ البقرةَ.

الأحمر والفرّاء : يقال فى المثل : «كلُّ شىء مَهَهٌ ، ما النِساءَ وذِكْرَهُنَّ» ، أى إنَّ الرجلَ يحتمل كلَّ شىء حتَّى يأتى ذِكْرُ حُرَمِهِ فيمتعض حينئذ فلا يحتمله. وقولهم مَهَهٌ ، أى يسيرٌ. ويقال أيضاً مَهَاهٌ ، أى حَسَنٌ. ونصب النساءَ على الاستثناء ، أى ما خلا النساء. وإنَّما أظهروا التضعيف فى مَهَهٍ فَرْقاً بين فَعَلٍ وفَعْلٍ.

والمَهْمَهُ : المفازةُ البعيدةُ الأطراف ، والجمع المهامِهُ.

ومَهْ : كلمةٌ بُنِيَتْ على السكون ، وهو اسمٌ سُمِّىَ به الفعل ، ومعناه اكْفُفْ ، لأنَّه زجرٌ. فإنْ وصلْتَ نَوَّنْتَ فقلتَ : مَهٍ مَهٍ.

ويقال : مَهْمَهْتُ به ، أى زَجَرْتُهُ.

موه

المَاءُ : الذى يُشْرَبُ ، والهمزةُ فيه مُبْدَلَةٌ من الهاء فى موضع اللام ، وأصله مَوَهٌ بالتحريك ، لأنه يجمع على أَمْوَاهٍ فى القِلّة ومياهٍ فى الكثرة ، مثل جملٍ وأجمالٍ وجِمالٍ. والذاهب منه الهاء ، لأن تصغيرهُ مُوَيْهٌ ، فإذا أَنَّثْتَهُ قلت مَاءَةٌ مثل ماعةٍ.

ومَاهَتِ الرَكِيَّةُ تَموُهُ وتَمِيهُ وتَمَاهُ مَوْهاً ومُؤُوهاً ، إذا ظهر ماؤها وكثُر. وكذلك السفينةُ إذا دخلَ فيها الماء.

ومِهْتُ الرجل ومُهْتُهُ بكسر الميم وضمها ، إذا سقيتَه الماء.

ورجلٌ مالٌ ، أى كثير ماءِ القلب ، كقولك : رجلٌ مالٌ. قال الراجز :

* إنك يا جَهْضَمُ ماءُ القَلْبِ (١) *

أى بليدٌ.

الكسائى : بئرٌ مَاهَةٌ ومَيْهة ، أى كثيرة المَاءِ.

وأَمَاهَ الحافرُ ، أى أَنْبَطَ الماءَ. وأَمَاهَتِ الأرضُ ، إذا ظهر فيها النَزُّ. وأَمَهْتُ الرجلَ

__________________

(١) بعده :

ضخم عريض مجرئش الجنب


والسكينَ ، إذا سقيتَهما. وأَمَهْتُ الدواةَ : صببتُ فيها الماءَ. وأَمَاهَ الفحلُ ، إذا ألقى ماءَهُ فى رحم الأنثى.

ومَوَّهْتُ الشىءَ : طليته بفِضَّةٍ أو ذهبٍ وتحتَ ذلك نُحاسٌ أو حديدٌ. ومنه التَمْوِيهُ وهو التلبيسُ.

والماوِيَّةُ : المِرآة ، كأنَّها منسوبة إلى الماء.

ومَاوِيَّةُ أيضاً : اسم امرأة. قال طَرَفة :

* ليس هذا منك مَاوِىَ بِحُرّ (١) *

وتصغيرها مُوَيَّةُ. قال حاتمٌ الطائى يخاطب مَاوِيَّةَ امرأته :

فَضَارَتْهُ مُوَىَ ولم تَضِرْنِى

ولم يَعْرَقْ مُوَىَ لها جَبِينِى

يعنى الكلمةَ العوراءَ.

ومَاهُ : موضعٌ ، يذكّر ويؤنث.

والنسبة إلى الماء مَائِىٌ ، وإن شئت مَاوِىٌ فى قول من يقول عَطَاوِىٌّ.

وماءُ السماء : لقب عامر بن حارثة الأَزْدِىّ ، وهو أبو عمرٍو مُزَيْقِيَاءُ الذى خرج من اليمن لمّا أحس بسَيل العِرَمِ ، فسُمِّىَ بذلك لأنَّه كان إذا أجدب قومُه مانَهُمْ حتَّى يأتيهم الخِصْبُ ، فقالوا : هو ماء السماء ، لأنه خَلَفٌ منه. وقيل لولده بنو ماء السماء ، وهم ملوك الشام. قال بعض الأنصار :

أنا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرٍو وجَدِّى

أبوهُ عامرٌ ماءُ السماءِ

وماء السماء أيضاً : لقب أمّ المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدىّ بن ربيعة بن نَصر اللَخْمِىّ ، وهى ابنة عَوفِ بن جُشَمَ بن النَمِرِ بن قاسِطٍ. وسُمِّيَتْ بذلك لجمالها. وقيل لولدها : بنو ماء السماء ، وهم ملوك العراق.

قال زُهير بن جَنَاب :

ولَازَمْتُ الملوك مِنَ ال نصرٍ

وَبَعْدَهُمُ بَنِى ماءِ السماءِ

فصل النون

نبه

شىءٌ نَبَهٌ ونَبِهٌ ، أى مشهورٌ. قال ذو الرمة :

كأنه دُمْلُجٌ من فضة نَبَهٌ

فى ملعبٍ من جَوَارِى (٢) الحَىِّ مَفْصُومُ

إنَّما جعله مفصوماً لِتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام.

ويقال النَبَهُ : الضَالَّةُ توجد عن غَفْلَة لا عن طلبٍ. يقال : وجدت الضالّة نَبَهاً.

__________________

(١) صدره :

لايكن حبك داء قائلا

(٢) فى اللسان : «من عَذَارَى».


ونَبُهَ الرجلُ بالضم (١) : شَرُفَ واشتهر ، يَنْبُهُ نَبَاهَةً ، فهو نَبِيهٌ ونابِهُ. وهو خلاف الخامل.

ونَبَّهْتُه أنا : رفعتُه من الخمول. يقال : أَشِيعُوا بالكُنَى فإنَّها مَنْبَهَةٌ.

وانْتَبَهَ من نومه : استيقظ. وأَنْبَهْتُهُ أنا.

والتَنْبِيهُ مثله.

ونَبَّهْتُهُ على الشىء : أوقفتُه عليه فَتَنَبَّهَ هو عليه.

أبو زيد : نَبِهْتُ للأمر بالكسر ، أَنْبَهُ نَبَهاً ، وهو الأمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له.

أبو عمرو : أَنْبَهْتُ حاجةَ فلانٍ ، إذا نسيتَها ، فهى مُنْبَهَةٌ.

ونَبْهَانُ : أبو حىّ من طيِّىءٍ ، وهو نَبْهَانُ ابن عمرو.

نجه

النَجْهُ : الزجرُ والردعُ. قال :

حُيِّيتَ عنا أيُّها الوَجْهُ (٢)

ولغيرك البَغْضَاءُ والنَجْهُ

تقول منه : نَجَهْتُ (٣) الرجلَ ، وانْتَجَهْتُهُ ، وتَنَجَّهْتُهُ. قال رؤبة :

* كَعْكَعْتُهُ بالرَجْمِ والتَنَجُّهِ (٤) *

ويروى : «كَفْكَفْتُهُ». يقول : رددْتُ الخصم.

ورجلٌ نَاجِهٌ ، إذا دخل بلداً فكرِهه.

نده

النَدْهُ : الزجرُ. تقول : نَدَهْتُ (٥) البعير ، إذا زجرتَه عن الحوض وغيره.

ونَدَهْتُ الإبل : سُقْتُها مجتمعةً.

وكان طلاقُ الجاهلية : اذهَبى فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ ، أى لا أردُّ إبلك ، لتذهبْ حيث شاءت.

والنَدْهَةُ والنُدْهَةُ ، بفتح النون وضمها : الكثرة من المال من صامتٍ أو ماشيةٍ. وأنشد الأموىُّ لجميل :

فَكَيْفَ ولا تُوفِى دماؤُهُمُ دَمِى

ولا مالُهُمْ ذو نَدْهَةٍ فيَدُونِى

نزه

النُزْهَةُ معروفةٌ ، ومكانٌ نَزِهٌ. وقد نَزِهَتِ الأرضُ بالكسر.

وخرجنا نتنزَّه فى الرياض ، وأصله من البعد.

__________________

(١) فى القاموس : نَبِهُ مثلثةً : شَرُفَ ، فهو نَابِهٌ ، ونَبِيهٌ ، ونَبَهٌ محركة ، وقومٌ نَبَهٌ أيضا.

(٢) فى اللسان : حياك ربك.

(٣) نَجَهَ كمَنَعَ.

(٤) نَدَهَ كَمَنَعَ.

(٥) بعده :

او خاف صقع القارعات الكده


قال ابن السكيت : وممّا يضعه الناسُ فى غير موضعه قولهم : خرجنا نتنزّه ، إذا خرجوا إلى البساتين. قال : وإنَّما التنزُّهُ التباعدُ عن المياه والأرياف. ومنه قيل : فلان يَتَنَزَّهُ عن الأقذار ويُنَزِّهُ نفسَه عنها ، أى يُبَاعِدُهَا عنها.

والنَزَاهَةُ : البُعدُ عن السوء.

ونُزْهُ الفَلَاةِ : ما تباعَدَ منها عن المياه والأرياف. قال الهُذَلى (١) :

أَقَبَّ طريدٍ بنُزْهِ الفَلَا

ةِ لا يَرِدُ الماءَ إلّا انْتِيَابَا (٢)

ويقال : سُقْتُ إبلى ثم نَزَهْتُها نَزْهاً ، أى باعدتها عن الماء. وإنَّ فلاناً لَنَزِيهٌ كريمٌ ، إذا كان بعيداً عن اللؤم. وهو نَزِيهُ الخُلُقِ.

وهذا مكانٌ نَزِيهٌ ، أى خَلَاءٌ بعيدٌ من الناس ليس فيه أحد.

نفه

نَفِهَتْ نفسُهُ بالكسر : أَعْيَتْ وكَلَّتْ.

والنَافِهُ : الكالُّ المُعْيِى من الإبل وغيرها ؛ والجمع نُفَّهٌ.

وقد أَنْفَهَ فلانٌ إبله ونَفّهَها ، إذا أَكَلَّهَا وأعياها. وجَمَلٌ مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفّهَةٌ. قال :

رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ فى هَوَاكُمْ

وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ

والمَنْفُوهُ : الضعيفُ الفؤادِ الجبانُ.

نقه

نَقِهَ من مرضه بالكسر نَقَهاً ، مثل تَعِبَ تَعَباً ، وكذلك نَقَهَ نُقُوهاً ، مثل كَلَحَ كُلُوحاً ، فهو نَاقِهٌ ، إذا صَحَّ وهو فى عقب علّته. والجمع نُقَّهٌ. وأَنْقَهَهُ الله.

ويقال أيضاً : نَقِهَ الكلامَ نَقَهاً ، ونَقَهَهُ بالفتح نَقْهاً ، أى فَهِمَه. وفلان لا يَفْقَهُ ولا يَنْقَهُ.

والاسْتِنْقَاهُ : الاستفهامُ.

وانْقِهْ لى سَمْعَكَ ، أى أرْعِنِيِه.

نكه

النَكْهَةُ : ريحُ الفم. ونَكِهْتُهُ : تَشَمَّمْتُ ريحه. وقال :

__________________

(١) أسامة بن حبيب.

(٢) فى اللسان : أقب رباع. ويروى : إلا اثتيابا.

وقبله :

كأسحم فرد على حافة

يشرد عن كتفيه الذبابا


نَكِهْتُ مجاهداً (١) فوجدتُ منه

كريحِ الكلبِ ماتَ حَديثَ عَهْدِ

واسْتَنْكَهْتُ الرجل فنَكَهَ فى وجهى يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً ، إذا أمرتَه بأن يَنْكَهَ ، لِتَعْلَمَ أشاربٌ هو أم غير شاربٍ.

والنكَّهُ بالضم من الإبل : التى ذهبتْ أصواتُها من الإعياء والضَعف ، وهى لغة تميم فى النُقَّهِ.

ونُكِهَ الرجل : تغيَّرتْ نَكْهَتُهُ من التُخَمة.

ويقال فى الدعاء للإنسان : هُنِّئْتَ ولا تُنْكَهْ ، أى أصبتَ خيراً ولا أصابك الضُرُّ.

نهه

نَهْنَهْتُ الرجل عن الشىء فتَنَهْنَهَ ، أى كَفَفْتُه وزجرتُه فكَفَّ.

ونَهْنَهْتُ السَبُعَ ، إذا صِحْتَ به لِتَكُفَّهُ.

والنَهْنَهُ : الثَوبُ الرقيقُ النسج ، مثل اللَهْلَهِ والهَلْهَلِ.

والأصل فى نَهْنَهَ نَهَّهَ بثلاث هاءات ، وإنَّما أبدلوا من الهاء الوسطى نوناً للفرق بين فَعْلَلَ وفَعَّلَ. وإنَّما زادوا النون من بين سائر الحروف لأنَّ فى الكلمة نوناً.

نوه

نَاهَ الشىءُ يَنُوهُ : ارتفع ، فهو نائِهٌ.

ونَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً ، إذا رفعتَه.

ونَوَّهَتْ باسمه ، إذا رفعتَ ذِكرَه.

ونَاهَتْ نفسى ، أى قَوِيَتْ.

ونَاهَ النباتُ : ارتفع.

فصل الواو

وبه

يقال : فلان لا يُوبَهُ له ولا يُوبَهُ به ، أى لا يُبَالَى به.

ابن السكيت : ما وَبَهْتُ له وما وَبِهْتُ له ، أى ما فطِنت له.

وأنت تِيبَهُ بكسر التاء ، مثل تِيجَلُ ، أى تُبَالِى.

وجه

الوَجْهُ معروف ، والجمع الوُجُوهُ وحكى الفرّاء : حَىَ الوُجُوهَ وحَىَ الأُجُوهَ.

قال ابن السكيت : ويفعلون ذلك كثيراً فى الواو إذا انضمتْ.

والوجْهُ والجِهةُ (٢) بمعنًى ، والهاء عوضٌ من الواو.

__________________

(١) صوابه : «مُجَالِداً». وقد رواه فى (نجا) : «نجوت مُجَالِداً».

(٢) الجِهَةُ بالكسر والضم : الناحية ، كالوجه.


ويقال : هذا وَجْهُ الرأى ، أى هو الرأى نفسه. والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ بكسر الواو وضمها. والواو تثبت فى الأسماء ، كما قالوا وِلْدَةٌ وإنّما لا تجتمع مع الهاء فى المصادر.

والمُوَاجَهَةُ : المقابلةُ.

ويقال : قعدتُ وُجَاهَكَ ووِجَاهَكَ ، أى قبالتك.

واتّجَهَ له رأىٌ ، أى سَنَح ، وهو افْتَعَلَ ، صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قبلها وأُبْدِلَتْ منها التاء وأُدْغِمَتْ. ثم بُنِىَ عليه قولك : قعدتُ تُجَاهَكَ وتِجَاهَكَ ، أى تلقاءك.

وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ ، أى تَوَجَّهْتُ ، لأنَّ أصل التاء فيهما واوٌ.

ووَجَّهْتُهُ فى حاجةٍ ، ووَجَّهْتُ وجهى لله سبحانه ، وتَوَجَّهْتُ نحوك وإليك.

وتَوَجَّهَ الشيخ ، إذا وَلَّى وكَبِرَ. وفى المثل : «أحمقُ ما يَتَوَجَّهُ» ، أى لا يُحْسِنُ أن يأتى الغائط.

وشىءٌ مُوَجَّهٌ ، إذا جُعِلَ على جِهَةٍ واحدةٍ لا يختلف.

وقد وَجُهَ (١) الرجل بالضم ، أى صار وَجِيهاً ، أى ذا جَاهٍ وقَدْرٍ. وأَوْجَهَهُ الله ، أى صَيَّرَهُ وجِيهاً.

وأَوْجَهْتُهُ ، أى صَادَفْتُهُ وجِيهاً. قال المُسَاوِرُ بن هند بن قيس بن زهير :

إنَّ الغوانىَ (٢) بعد ما أَوْجَهْنَنِى

أَعْرَضْنَ (٣) ثُمَّتَ قُلْنَ شيخٌ أعورُ

ووُجُوهُ البلد : أشرافُهُ.

والوَجِيهَةُ : خَرَرةٌ.

ويقال للولد إذا خرجتْ يداه من الرحم أوّلاً. وَجِيهٌ. وإذا خرجتْ رِجْلَاه أولاً : يَتْنٌ.

والوَجِيهُ : اسم فرسٍ ، قاله الأصمعىّ.

أبو عبيد : التَوْجِيهُ هو الحرف الذى بين ألِف التأسيس وبين القافية ، عن الخليل. قال : ولك أن تغميِّره بأىّ حرفٍ شئت ، كقول امرئ القيس : «أنى أفرّ (٤)» مع قوله «صُبُرْ»

__________________

(١) وَجُهَ من باب ظَرُفَ.

(٢) فى اللسان : أدبرن شمت.

(٣) فى اللسان : أمرؤ القيس

فلا وأبيك ابنه العمر

ى لا يدعى القوم أنى أفر

تميم بن مر وأشياعها

وكندة حولى جميعا صبر

إذا ركبوا اليل واستلأموا

تحرقت الأرض واليوم قر


وقوله «واليوم قَرّ». ولذلك قيل له توجيهٌ. وغيره يقول : التوجيهُ اسمٌ لحركاته إذا كان الرَوِىُّ مُقَيَّداً ، وأمّا نفس الحرف فيُسَمَّى الدخيلُ.

وده

اسْتَوْدَهَتِ الإبلُ واسْتَيْدَهَتْ : اجتمعتْ وانساقتْ.

واسْتَوْدَهَ الخَصْمُ واسْتَيْدَهَ ، أى انقاد وغُلِبَ. قال المُخَبَّلُ :

وَرَدَّ صدورَ الخيلِ حتى تَنَهْنَهُوا (١)

إلى ذى النُهَى واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ

يقول : أطاعوا لمن كان يأمرهم بالحلم. ويروى : «واسْتَيْقَهُوا» من القَاهِ ، وهو الطاعةُ.

وره

الوَرَهُ : الحمقُ ، ويقال الخُرْقُ. ورجلٌ أَوْرَهُ وامرأةٌ وَرْهَاءُ. وقد وَرِهَتْ تَوْرَهُ. وقال (٢) يصف طَعنةً :

كَجَيْبِ الدِفنِسِ الوَرْهَا

ءِ رِيعَتْ وهى تَسْتَفْلِى

وريحٌ وَرْهَاءُ : فى هبوبها خُرْقٌ وعَجرفةٌ.

وفه

الوَافِهُ : قَيِّمُ البِيعَةِ ، بلغة أهل الحيرة. وفى الحديث : «لا يُغَيَّرُ وَافِهٌ عن وُفْهِيَّتِهِ ، ولا قِسِّيسٌ عن قِسِّيسِيَّتِهِ».

وقه

الوَقْهُ : الطاعةُ مقلوبٌ من القَاهِ. وقد وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ ، أى أطعتُ ، ويروى :

* واسْتَيْقَهُوا لِلْمُحَلِّم (٣) *

وله

الوَلَهُ : ذهابُ العقل ، والتحيُّرُ من شدة الوجد.

ورجلٌ وَالِهٌ ، وامرأةٌ والِهٌ ووالِهَةٌ.

قال الأعشى :

فأقبلتْ وَالِهاً ثَكْلَى على عَجَلٍ

كُلٌّ دَهَاها وكُلٌّ عندها اجْتَمَعا

وقد وَلِهَ يَوْلَهُ وَلهاً ووَلَهَاناً ، وتَوَلَّهَ واتَّلَهَ ، وهو افْتَعَلَ فأُدْغِمَ. قال الشاعر (٤) :

__________________

(١) فى المخطوطات : «تَنَهْنَهَتْ». وفى اللسان : وردوا صدور الخيل حتى تنهنهت.

(٢) الفند الزمانى ، ويروى لامرئ القيس ابن عابس.

(٣) فى بيت المخبل السابق فى مادة (وده).

(٤) مُلَيْحٌ الهذلىّ.


* واتَّلَهُ الغَيُورُ (١) *

والتَوْلِيهُ : أن يُفَرَّقَ بين المرأة وولدها. وفى الحديث : «لا تُوَلَّهُ والدةٌ بولدها» أى لا تُجْعَلُ وَالِهاً ، وذلك فى السبايا.

وناقةٌ وَالِهٌ ، إذا اشتدَّ وَجْدُها على ولدها.

والمِيلَاهُ : التى من عادتها أن يشتدَّ وَجْدُهَا على ولدها ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها.

قال الكميت يصف سحاباً :

كأنَّ المَطافِيلَ المَوَالِيهَ وَسْطَهُ

يُجَاوِبُهُنَّ الخيزُرانُ المُثَقَّبُ

وماءٌ مُولَهٌ ومُوَلَّهٌ : أُرْسِلَ فى الصحراء فذهَب. قال الراجز :

حَامِلَةٌ دَلْوُكَ (٢) لا مَحْمُولَهْ

مَلْأَى من الماء كَعيْنِ المُولَهْ

ورواه أبو عمرو :

* تَمْشِى من الماءِ كَمَشْىِ المُولَهْ *

قال : والمُولَهُ : العنكبوتُ. وقال رؤبة :

به تَمَطَّتْ عَرْضَ كُلِ مِيلَهِ (٣)

بِنَا حَراجِيجُ المَهَارِى النُفَّهِ

أراد البلاد التى تُوَلِّهُ الإنسان ، أى تُحَيِّرُهُ.

ووه

إذا تَعَجَّبْتَ من طِيبِ الشىء قلتَ : وَاهاً له ما أَطْيَبَهُ! قال أبو النجم :

وَاهاً لِرَيَّا ثم وَاهاً وَاهَا

يا ليت عينيها (٤) لنا وفَاهَا

بثمنٍ نُرْضِى به أَبَاهَا (٥)

وإذا أغريت إنساناً بشىء قلت : وَيْهاً يا فلان ، وهو تحريضٌ ، كما يقال : دونَك يا فلان.

قال الكميت :

وجاءت حوادثُ فى مثلها

يقال لِمِثْلَىِ وَيْهاً فُلُ

ويه

وَيْهٌ : كلمةٌ تقال فى الاستحثاث. وأنشد ابن السكيت :

وَهْوَ إذا قيل له وَيْهاً كُلْ

فإنَّه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلْ

وهو إذا قيل له وَيْهاً فُلْ

فإنه أَحْرِ (٦) به أنْ يَنْكُلْ

__________________

(١) البيت بتمامه :

إذا ما حال دون كلام سعدى

تنائي الدار واتله الغيور

 (٢) فى اللسان : «دَلْوِىَ».

(٣) فى اللسان : به تمطت غول

(٤) المشهور فى الرواية : يا ليت عيناها

(٥) بعده :

فاضت دموع العين من جراها

هي المنى لو أننا نلناها

(٦) فى اللسان : فإنه أحج به.


وأمَّا سيبويه ونحوُه من الأسماء فهو اسمٌ بُنِىَ مع صوتٍ ، فجُعِلَا اسماً واحداً ، وكسروا آخره كما كسروا غَاقِ لأنّه ضارع الأصواتَ وفارق خمسة عشر ، لأنَّ آخره لم يضارع الأصوات فيُنَوَّنَ فى التنكير. ومن قال هذا سيبويهُ ورأيت سيبويهَ فأعْرَبَهُ بإعراب ما لا ينصرف ثَنَّاهُ وجمعَه ، فقال السِيبَوَيْهَانِ والسِيبَوَيْهُونَ. وأمّا من لم يعربْه فإنه يقول فى التثنية ذوا سيبويه وكلاهما سيبويه ، ويقول فى الجمع : ذَوُو سيبويهِ ، وكلَّهم سيبويهِ.

وهوه

وَهْوَهَ الأسدُ فى زئيره فهو وَهْوَاهٌ. ووَهْوَهَ الحمارُ حول عَانَتِهِ إشفاقاً عليها. قال رؤبة :

* مُقْتَدِرُ الضَيْعَةِ وَهْوَاهُ الشَفَقْ*

فصل الواو

هوه

رجلٌ هُوهَةٌ بالضم ، أى جبانٌ.

هيه

هَيْهَاتَ : كلمةُ تبعيدٍ. قال جرير :

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العَقِيقُ وأَهْلُهُ

وهَيْهَاتَ خِلٌّ بالعقيقِ نُحَاوِلُهْ

والتاءُ مفتوحةٌ مثل كيفَ ، وأصلها هاءٌ ، وناسٌ يكسرونها على كلِّ حال بمنزلة نون التثنية.

وقال الراجز يصف إبلاً قطعتْ بلاداً حتَّى صارت فى القِفَارِ :

يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتَاوِيَّاتِ (١)

هَيْهَاتِ من مُصْبَحِهَا هَيْهَاتِ

هَيْهَاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبِعَاتِ

وقد تُبْدَلُ الهاء الأولى همزة فيقال أَيْهَاتَ ، مثل هَرَاقَ وأَرَاقَ. قال :

* أَيْهَاتَ منكَ الحياةُ أَيْهَاتا*

قال الكسائى : ومن كسَر التاء وقف عليها بالهاء فقال هَيْهَاهْ ، ومن نصبها وقف بالتاء وإن شاء بالهاء.

وقال الأخفش : يجوز فى هَيْهَاتَ أن تكون جماعةً فتكون التاء التى فيها تاء الجمع التى للتأنيث.

قال : ولا يجوز ذلك فى اللاتِ والعُزَّى ، لأن لَاتَ وكَيْتَ لا يكون مثلُها جماعة ، لأن التاء لا تزاد فى الجماعة إلّا مع الألف ، وإن جعلت الألف والتاء زائدتين بقى الاسمُ على حرف واحد.

فصل الياء

يهيه

يقول الراعى لصاحبه من بعيدٍ : يَاهِ يَاهِ ، أى أَقْبِلْ. قال ذو الرّمة :

يُنَادِى بِيَهْيَاهٍ وَيَاهٍ كأنه

صُوَيْتُ رُوَيْعٍ ضَلَّ بالليل صَاحِبُهْ (٢)

ويَهيَهْتُ بالإبل ، إذا قلت لها : يَاهِ يَاهِ.

__________________

(١) راجع التكملة ص ١١٤٧.

(٢) راجع التكملة ص ١١٤٧.


بابُ الواو والياء

قال الجوهرىّ : جميع ما فى هذا الباب من الألف إمّا أن تكون منقلبة من واوٍ مثل دَعَا ، أو من ياءٍ مثل رَمَى ، وكلُّ ما فيه من الهمزة فهى مُبَدَلَةٌ من الياء أو من الواو. ونحو القضاء أصله قَضَاىٌ ، لأنَّه من قَضَيْتُ ؛ ونحو العزاء أصله عَزَاوٌ لأنّه من عَزَوْتُ.

ونحن نشير فى الواو والياء إلى أصولهما ، إنْ شاء الله تعالى.

فصل الألف

أبا

الأَبَاءُ بالفتح والمد : القَصَبُ ، الواحدة أَبَاءَةٌ. ويقال هو أَجَمةُ الحَلْفَاء والقصَب خاصّةً.

قال الشاعر (١) :

مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُهُ

بعضاً كمعمعةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ (٢)

والإبَاءُ بالكسر : مصدر قولك : أَبَى فلانٌ يَأْبَى بالفتح فيهما ، مع خُلُوٍّ من حروف الحلْق ، وهو شاذٌّ ، أى امتنع ، فهو آبٍ وأَبِىٌ وأَبَيَانٌ بالتحريك. قال الشاعر (٣) :

وقَبْلَكَ ما هَابَ الرجالُ ظُلَامَتِى

وفَقَّأْتُ عينَ الأَشْوَسِ الأَبَيَانِ

وتَأَبَّى عليه ، أى امتنع.

وأَبَى فلانٌ الماءَ ، وآبَيْتُهُ الماءَ. قال الشاعر (٤) :

قد أُوبِيَتْ كُلَّ ماءٍ فهى صَادِيَةٌ (٥)

مهما تُصِبْ أُفُقاً من بَارِقٍ تَشِمِ

وعَنْزٌ أبْوَاءُ. وقد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبًى. وتَيْسٌ آبَى بَيِّنُ الأُبَاءِ ، إذا شمّ بَوْلَ الأَرَوى فمرِض منه. قال الشاعر :

__________________

(١) كعب بن مالك الأنصارى يوم حفر الخندق.

(٢) بعده :

فليأت مأسدة تسن سيوفها

بين المذاد وبين جزع الخندق

(٣) أبو المُجَشِّر ، جاهلى.

(٤) ساعدة بن جؤية.

(٥) فى المطبوعة الأولى : «صادية» صوابه فى المخطوطة واللسان.


فقلتُ لِكَنَّازٍ تَوَكَّلْ (١) فإنَّه

أُبًى لا إَخالُ الضأنَ منه نَواجيا (٢)

ويقال : أخذه أُبَاءٌ ، على فُعَالٍ بالضم ، إذا جعل يَأْبَى الطعام.

وقولهم فى تحيَّة الملوك فى الجاهلية : أبيتَ اللَعْنَ ، قال ابن السكِّيت : أى أبَيتَ أن تأتىَ من الأمور ما تُلْعَنُ عليه.

والأَبُ

أصله أَبَوٌ بالتحريك ، لأنَّ جمعه آباءٌ ، مثل قَفاً وأَقْفَاءٍ ورَحًى وأَرْحَاءٍ ، فالذاهب منه واوٌ ، لأنَّك تقول فى التثنية : أَبَوَانِ. وبعض العرب يقول أَبَانِ على النَقْصِ ، وفى الإضافة أَبَيْكَ ، وإذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ ، وكذلك أَخُونَ وحَمُونَ وهَنُونَ. قال الشاعر :

فلمَّا تَعَرَّفْنَ أصواتَنا

بَكَيْنَ وفَدَّيْننا بالأَبِينَا

وعلى هذا قرأ بعضهم : إلَهَ أَبِيكَ إبراهيمَ (وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) يريد جمع أَبٍ ، أى أَبِينَكَ فحذف النون للإضافة.

ويقال : ما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً.

وما له أَبٌ يَأْبُوهُ ، أى يَغْذُوهُ ويُرَبّيهِ.

والنسبة إليه أَبَوىٌ.

والأَبَوَانِ : الأبُ والأُمُّ.

وبينى وبين فلان أُبُوَّةٌ. والأُبُوَّةُ أيضاً : الآبَاءُ ، مثل العمومة والخُؤُولة.

وكان الأصمعى يروى قول أبي ذؤيب :

لو كان مِدْحَةُ حَىٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً

أَحْيَا أُبُوَّتَكَ الشُمَّ الأَمادِيحُ

وغيره يرويه :

«أَبَاكُنَ يا لَيْلىَ الأَماديحُ»

. وقولهم : يا أَبَةِ افْعَلْ ، يجعلون علامة التأنيث عوضاً عن ياء الإضافة ، كقولهم فى الأُمّ : يا أُمّهْ ، وتقف عليها بالهاء ، إلّا فى القرآن فإنَّك تقف عليها بالتاء اتِّباعاً للكتاب.

وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث بالتاء فيقولون : يا طَلْحَتْ.

وإنّما لم تسقط التاء فى الوصل من الأبِ وسقطت من الأمّ إذا قلت يا أُمّ أَقْبِلِى ، لأنَ الأَبَ لما كان على حرفين كان كأنَّه قد أُخِلَّ به ، فصارت الهاء لازمةً وصارت الياء كأنَّها بعدها.

وقولُ الشاعر :

__________________

(١) يروى : «تَدَكَّلْ».

(٢) بعده :

فمالك من أروى تعاديت بالعمى

ولاقيت كلابا مطلا وراميا

فأن أخطأت نبلا حدادا ظباتها

على القصد لا تخطىء كلابا ضواريا


تقول ابْنَتِى لما رأتْنِىَ شاحباً

كأنَّكِ فينا يا أَبَاتَ غريبُ

أراد يا أَبَتَاهُ ، فقدّم الألف وأخّر التاء.

وقد يقلبون الياء ألِفاً ، قالت عَمْرَةُ (١) :

وقد زعموا أَنِّى جَزِعْتُ عليهما

وهَلْ جَزَعٌ إنْ قلتُ وَا بِأَبَاهُما (٢)

تريد : وا بِأبِيهِما.

وقالت امرأة :

* يَا بِيَبِى أنتَ ويَا فَوْقَ البِيَبْ (٣) *

قال الفرّاء : جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتهما فى الكلام. وقال : يا أَبَتَ ويَا أَبَتِ لغتان ، فمن نصب أراد النُدْبَةَ فحذف.

ويقال : لا أَبَ لك ولا أَبَا لَكَ ، وهو مدحٌ.

وربَّما قالوا : لا أَبَاكَ ؛ لأنّ اللام كالمُقْحَمَةِ.

قال أبو حَيَّةَ النُمَيْرِىُّ :

أَبِالْمَوْتِ الذى لَا بُدَّ أَنِّى

مُلَاقٍ لَا أَبَاكِ تُخَوِّفِينِى (٤)

أراد تُخَوِّفِينَنِى ، فحذف النون الأخيرة.

قال ابن السكيت : يقال : فلان «بَحْرٌ لا يُؤْبَى» ، وكذلك «كَلَأٌ لا يُؤْبَى» أى لا يجعلك تَأْبَاهُ ، أى لا ينقطع من كثرته.

والأَبْوَاءُ ، بالمدّ : موضعٌ.

أتا

الإتْيَانُ : المجىءُ. وقد أَتَيْتَهُ أَتْياً. قال الشاعر :

* فاحْتَلْ لنفسك قَبْلَ أَتْىِ العَسْكَرِ*

وأَتَوْتُهُ أَتْوَةً لغةٌ فيه ، ومنه قول الهذلىّ (٥)

* كنتُ إذا أَتَوْتهُ من غَيْبِ (٦) *

__________________

(١) الجُشَمِيَّة.

(٢) قبله :

هما أخوا في الحرب من لا أخا له

إذا خاف يوما نبوى فدعاهما

 (٣) فى اللسان :

يا بأبي أنت ويا فوق البيت

يا بأبي خصيام من خصى وزب

وفى المخطوطة : «يا بأبى».

(٤) بعده :

دعى ماذا علمت ساتقيه

ولكن بالمغيب نبئيني

(٥) هو خالد بن زهير.

(٦) قال :

يا قوم مالي وأبا ذؤيب

كنت إذا أتونه من غيب

يشم عطفى ويبز ثوبي

كأنما أربته بريب


وقوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) أى آتِياً ، كما قال : (حِجاباً مَسْتُوراً) أى ساتراً.

وقد يكون مفعولاً ، لأنَّ ما أتاك من أمر الله عزّ وجلّ فقد أَتَيْتَهُ أنت. وإنَّما شُدِّدَ لأن واوَ مفعولٍ انقلبت ياءً لكسرة ما قبلها ، فأدغمت فى الياء التى هى لام الفعل.

وتقول : أَتَيْتُ الأمرَ من مَأْتَاتِهِ ، أى من مَأْتاه ، أى من وجهه الذى يُؤْتَى منه ، كما تقول : ما أحسن مَعْنَاةَ هذا الكلام ، تريد معناه.

قال الراجز :

وحاجَةٍ كنتُ على صُمَاتِها

أَتَيْتُهَا وَحْدِىَ من مَأْتاتِها

وقرئ : (يَوْمَ يَأْتِ) بحذف الياء ، كما قالوا : لا أَدْرِ ، وهى لغة هُذَيْلٍ.

وتقول : آتَيْتُهُ على ذلك الأمر مُوَاتَاةً ، إذا وافقتَه وطاوعته. والعامّة تقول : وَاتَيْتُهُ.

وآتَاه إيتاءً ، أى أعطاه. وآتَاهُ أيضاً ، أى أَتَى به. ومنه قوله تعالى : (آتِنا غَداءَنا) أى ائْتِنَا به.

والإتَاوَةُ : الخَراج ؛ والجمع الأَتَاوِى. قال الجعدىّ :

مَوَالِىَ حِلْفٍ لا مَوالِى قَرابةٍ

ولكنْ قَطِيناً يسألون الأَتاوِيا (١)

تقول منه : أَتَوْتُهُ آتُوه أَتْواً وإِتَاوَةً. قال الشاعر (٢) :

ففى كلِّ أسواق العراق إتَاوةٌ

وفى كلِّ ما باع امرؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ

ويقال للسِقَاءِ إذا مُخِضَ وجاء الزُبْدُ : قد جاء أَتْوُهُ.

ولفلانٍ أَتْوٌ ، أى عطاءٌ.

ويقال : ما أحسَن أَتْوَ يَدَىْ هذه الناقة ، وأَتْىَ أيضاً ، أى رَجْعَ يديها فى السير.

والإيتاءُ : الإعطاءُ.

وتَأَتَّى له الشىءُ ، أى تَهيَّأَ. وتَأَتى له ، أى تَرَفّقَ وأَتَاهُ من وجهه.

قال الفرّاء : يقال جاء فلان يَتَأَتَّى ، أى يتعرّض لمعروفك.

__________________

(١) قبله :

فلا تنتهى أضغان قومي بينهم

وساتهم حتى يصيروا مواليا

(٢) حُنىَّ بن جابر التغلبى.


وأَتَّيْتُ للماء تَأْتِيَةً وتَأْتيًّا ، أى سهَّلتُ سبيلَه ليخرج إلى موضعٍ (١).

والأَتِىُ : الجدولُ يُؤَتِّيهِ الرجلُ إلى أرضه.

وهو فَعِيلٌ. يقال : جاءنا سيلٌ أَتِىٌ وأَتَاوِىٌ ، إذا جاءك ولم يُصِبْك مطرُه. قال الراجز (٢) :

* سيلٌ أَتِىٌ مَدَّهُ أَتِىُ (٣) *

والأَتِىُ أيضاً والأَتَاوِىُ : الغريبُ. ونسوةٌ أَتَاوِيَّاتٌ. قال الشاعر :

لا يُعْدَلَنَ أَتَاوِيُّونَ تَضْرِبُهُمْ

نَكْبَاءُ صِرٌّ بأصحاب المُحِلَّاتِ (٤)

وأمَّا قول الشاعر (٥) :

أَلَمْ يَأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِى

بما لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيادِ

فإنَّما أثبت الياء ولم يحذفْها للجزم ضرورةً وردّه إلى أصله. قال المازنىّ : ويجوز فى الشعر أن تقول زيدٌ يَرْمِيُكَ برفع الياء ، ويَغْزُوُكَ برفع الواو ، وهذا قَاضِىٌ بالتنوين مع الياء ، فتجرى الحرف المعتلّ مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه فى الأسماء والأفعال جميعاً لأنَّه الأصل.

واسْتَأْتَتِ الناقةُ اسْتِئْتَاءً مهموز ، أى ضَبِعَتْ وأرادت الفحل.

والإتَاءُ : البركةُ والنَماءُ ، وحملُ النخلِ (٦).

تقول منه : أَتَتِ النخلةُ تَأْتُو إتاءً. وأنشد ابن السكيت (٧) :

هنا لك (٨) لا أُبَالِى نَخْلَ بَعْلٍ

ولا سَقْىٍ وإنْ عَظُمَ الإتاءُ

والمِيتَاءُ والمِيدَاءُ ممدودان : آخرُ الغاية حيث ينتهى إليه جَرْىُ الخيل.

والمِيتَاءُ : الطريقُ العامرُ. ومجتمعُ الطريق أيضاً مِيتَاءُ ومِيدَاءٌ. يقال : بَنَى القومُ بيوتَهم على مِيتَاءٍ واحدٍ ومِيدَاءٍ واحدٍ.

ودارِى بميتَاء دارِ فلانٍ ومِيدَاءِ دارِ فلانٍ ، أى تِلقاءَ دَارِهِ ومحاذيةً لها.

__________________

(١) صواب العبارة «ليخرج من موضع إلى موضع».

(٢) العجاج.

(٣) قبله :

كأنه والهول عسكرى

(٤) قال الفارسىّ : ويروى : «لَا يَعْدِلَنَّ أَتَاويون» ، فحذف المفعول ، وأراد : لا يَعْدِلَنَّ أتاويُّونَ شأنهم كذا أنفسَهم.

(٥) قيس بن زهير العبسى.

(٦) فى المخطوطات : «والإتَاءُ : الغَلّةُ ، وحَمْلُ النَخْلِ».

(٧) لعبد الله بن رواحةَ.

(٨) عَنَى بهنالك موضع الجهاد ، أى أستشهد فأرزق عند الله فلا أبالى نخلاً ولا زرعاً.


أثا

أَثَا بِهِ يَأْثُو به ويَأْثِى أيضاً إثَاوَةً وإثَايَةً ، أى وشَى به. ومنه قول الشاعر :

* ذا نَيْرَبٍ آثِ (١) *

أخا

الأَخُ أصله أَخَوٌ بالتحريك ، لأنه جمع على آخاء مثل آباء ، والذاهب منه واوٌ ، لأنَّك تقول فى التثنية أَخَوَانِ ، وبعض العرب يقول أَخَانِ على النقص. ويجمع أيضاً على إخْوَانٍ ، مثل خَرَبٍ وخِرْبَانٍ ، وعلى إخْوَةٍ وأُخْوَةٍ عن الفرّاء.

وقد يُتَّسَعُ فيه فيراد به الاثْنَانِ كقوله تعالى : (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ). وهذا كقولك : إنَّا فَعَلْنا ، ونحن فعلنا ، وأنتما اثْنَانِ. وأكثر ما يُستعمل الإخوانُ فى الأصدقاءِ ، والإخوةُ فى الولادةِ. وقد جُمع بالواو والنون ، قال الشاعر (٢) :

وكان بَنُو فَزَارَةَ شَرَّ قومٍ (٣)

وكنتُ لهم كشَرِّ بَنِى الأَخِينَا

ولا يقال أَخُو ولا أَبُو إلّا مضافاً ، تقول : هذا أَبُوكَ وأَخُوكَ ، ومررت بأَبِيكَ وأَخِيكَ ، ورأيت أَباكَ وأَخاكَ. وكذلك حَمُوكَ ، وهَنُوكَ ، وفُوكَ ، وذو مَالٍ. فهذه ستّة أسماءٍ لا تكون مُوَحَّدَةً إلّا مضافةً. وإعرابها فى الواو والياء والألف ، لأنَّ الواو فيها وإن كانت من نفس الكلمة ففيها دليلٌ على الرفع ، وفى الياء دليل على الخفض ، وفى الألف دليل على النصب.

ويقال : ما كنتَ أَخاً ولقد أَخَوْتَ تَأْخُو أُخُوَّةً.

ويقال : أُخْتٌ بَيِّنَةُ الأُخُوَّةِ أيضاً.

وإنَّما قالوا أُخْتٌ بالضم ليدلّ على أنَّ الذاهب منه واوٌ ، وصَحَّ ذلك فيها دون الأَخِ لأجل التاء التى ثَبَتَتْ فى الوصل والوقف ، كالاسم الثلاثى.

والنسبة إلى الأَخِ أَخَوِىٌ. وكذلك إلى الأُخْتِ ؛ لأنَّك تقول أَخَوَاتٌ. وكان يونس يقول أُخْتِىٌ ، وليس بقياس.

وآخَاهُ مُؤَاخَاةً وإخَاءً. والعامّة تقول : واخّاهُ.

وتقول : لا أَخَا لَكَ بفلانٍ ، أى هو ليس لك بِأَخٍ.

وتآخَيَا على تَفَاعَلَا.

وتَأَخَّيْتُ أَخاً ، أى اتخذت أَخاً.

وتَأَخَّيْتُ الشىء أيضاً مثل تَحَرَّيْتُهُ.

__________________

(١) أورده صاحب اللسان عن الجوهرى : «ذو نيرب آثِ» وقال : قال ابن برى صوابه : ولا أكون لكم ذا نيرب آث

(٢) عُقَيْلُ بن عُلْفَةَ المُرِّىُّ.

(٣) صوابه : «شَرَّ عَمٍّ». وفى نوادر أبى زيد :

وکان فزارئ عم سوء

وكنت لهم كشر بنى الأخينا

أراد الإخوَةَ.


والآخِيَّةُ ، بالمدّ والتشديد : واحدة الأَوَاخِىّ. قال ابن السكيت : وهو أن يُدْفَنَ طَرَفَا قِطعةٍ من الحبل فى الأرض وفيه عُصَيَّةٌ أو حُجَيْرٌ ، فيظهر منه مثل عُرْوَةٍ تُشَدُّ إليه الدابّة. وقد أَخَّيْتُ للدابّة تَأْخِيَةً.

والآخِيَّةُ أيضاً : الحُرْمَةُ والذِمَّةُ. تقول : لفلان أَوَاخىُ وأسبابٌ تُرْعَى.

أدا

الأَدَاةُ : الآلةُ ، والجمع الأَدَوَاتُ.

وآدَاهُ على كذا يُؤْدِيهِ إيدَاءً ، إذا قوّاه عليه وأعانه. ومن يُؤْدِينِى على فلانٍ ، أى من يُعيننى عليه.

وآدَى الرجلُ أيضاً ، أى قَوِىَ ، من الأَدَاةِ ، فهو مُؤْدٍ بالهمز ، أى شاكٍ فى السلاح. وأمَّا مُودٍ بلا همز ، فهو من أَوْدَى أى هلك.

وأهل الحجاز يقولون : آدَيْتُهُ على أَفْعَلْتُهُ ، أى أَعَنْتُهُ.

ويقولون : اسْتَأْدَيْتُ الأميرَ على فلان فآدانِى عليه ، بمعنى استعديته فأَعدانِى عليه.

وآدَيْتُ للسفر فأنا مُؤَدٍ له ، إذا كنتَ مُتَهَيِّئاً له ، حكاه يعقوب.

وتآدَى ، أى أخذ للدهر أَدَاتَهُ. قال الأسود بن يعفر :

مَا بَعْدَ زَيْدٍ فى فتاةٍ فُرِّقُوا

قَتْلاً وسَبْياً بعد حُسْنِ تآدِى (١)

ويقال : أخذت لذلك الأمر أَدِيَّهُ ، أى أُهبته. ونحن على أَدِىٍ للصلاة ، أى تهيُّؤٍ لها.

قال الأصمعىّ : غَنَمٌ أَدِيَّةٌ ، على فَعِيلَةٍ ، أى قليلة.

وأَدَوْتُ له ، أى خَتَلْتُه. يقال : الذئب يَأْدُو للغزال ، أى يَخْتِسلُه ليأكله (٢). وأنشد أبو زيد :

أَدَوْتُ له لِآخُذَهُ

فهَيْهاتَ الفَتَى حَذِرا

ونصب «حَذِراً» بفعل مضمرٍ ، أى لا يزال حذِراً. ويجوز نصبُه على الحال ؛ لأن الكلام قد تمّ بقوله هيهات ، كأنَّه قال : بَعُدَ عنّى وهو حَذِرٌ.

__________________

(١) بعده :

وتخبروا الأرض الفضاء لعزهم

ويزيد راقدهم على الرفاد

قوله بعد حسن تآدى ، أى بعد قوّة.

(٢) فى بعض النسخ قبل قوله وأنشد «قال : والذئب يأدو الغزال يأكله» اه مصحح المطبوعة الأولى.


وأَدَى اللبنُ يَأْدِى أُدِيًّا ، أى خَثُرَ لِيَرُوبَ.

وحكى اللحيانى : قطع الله أَدَيْهِ ، يريد يَدَيْهِ.

ويقال ثوبٌ أَدِىٌ ويَدِىٌّ ، إذا كان واسعاً.

وأَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً ، أى قضَاه. والاسم الأَدَاءُ. وهو آدَى للأمانة منك ، بمدّ الألف.

وتَأَدَّى إليه الخبر ، أى انتهى.

ويقال : اسْتَأْدَاهُ. مالاً ، إذا صادره واستخرجه منه.

والإدَاوَةُ : المِطْهَرَةُ ، والجمع الأَدَاوَى ، مثال المطايا. قال الراجز :

* إذا الأَدَاوَى مَاؤُهَا تَصَبْصَبَا*

وكان قياسه أَدَائِى مثل رسالة ورسائل ، فتجنَّبوه وفعلوا به ما فعلوا بمطايا وخطايا ، فجعلوا فَعَائِلَ فَعَالَى ، وأبدلوا هنا الواو ليدلَّ على أنه قد كانت فى الواحدة واوٌ ظاهرةٌ ، فقالوا أَدَاوَى.

فهذه الواو بدلٌ من الألف الزائدة فى إدَاوةٍ والألف التى فى آخر الأَدَاوَى بدلٌ من الواو التى فى إدَاوَةٍ ، وألزموا الواو هاهنا كما ألزموا الياء فى مطايا.

أذا

آذَاهُ يُؤْذِيهِ إيذَاءً فأَذِىَ هو أَذًى وأَذَاةً وأَذِيَّةً. وتَأَذَّيْتُ به.

والآذِىُ : موجُ البحر ، والجمع الأَوَاذِىُ.

الأموى : بعيرٌ أَذٍ على فَعِلٍ ، وناقةٌ أَذِيَةٌ ، إذا كان لا يَقَرُّ فى مكان من غير وجع ولكن خِلْقَةً. حكاه عنه أبو عبيد.

أرا

أَرْىُ السحاب : دِرَّتُهُ.

والأرْىُ أيضاً : العسلُ. قال لبيد :

* وأَرْىِ دُبُورٍ شَارَهُ النحلُ عاسِلُ (١) *

وعمل النحل أَرْىٌ أيضاً. وقد أرَتِ النحلُ تَأْرِى أَرْياً ، إذا عَمِلَتِ العسلَ.

وأَرَتِ القِدْرُ تَأْرِى أَرْياً ، أى التزقَ بأسفلها شىءٌ من الاحتراق ، مثل شَاطَتْ.

وأَرِىَ صدرُه بالكسر ، أى وَغِرَ.

وتَأَرَّيْتُ بالمكان : أقمتُ به. قال أعشى باهلة (٢) :

__________________

(١) صدره :

بأشهب من أبكار مزن سحابة

(٢) قال الصاغانى فى بيت الأعشى : هكذا وقع فى أكثر كتب اللغة ، وأخذ بعضهم عن بعض. والرواية :

لا يتارى لما في القدر يرقبه

ولا يزال أمام القوم يقتفر

لا يغمر الساق من أين ولا وصب

ولا يعض على شرسوفه الصفر


لَا يَتَأَرَّى لما فى القِدْرِ يَرْقُبُهُ

ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَفَرُ

أى لا يتحبّس على إدراك القِدْر ليأكل.

قال أبو زيد : يَتَأَرَّى : يَتَحَرَّى.

وممَّا يضعُه الناسُ فى غير موضعه قولهم للمِعْلَفِ آرِىٌ ، وإنَّما الآرِىُ مَحْبِسُ الدابّة.

وقولُ العجاج يصف ثورا :

* واعْتَادَ أَرْباضاً لها آرِىُ (١) *

أى لها أصل ثابت فى سكون الوحشى بها ، يعنى الكِنَاسَ.

وقد تُسَمَّى الآخِيَّةُ أيضاً آرِيًّا ، وهو حبلٌ تُشَدَّ به الدابة فى مَحْبِسِها. ومنه قول الشاعر (٢) :

دَاوَيْتُهُ بالمَحْضِ حتَّى شَتَا

يَجْتَذِبُ الآرِىَ بالْمِروَدِ

أى مع المرود. وهو فى التقدير فاعُولٌ ؛ والجمع الأَوَارِىّ ، يخفَّف ويشدَّد. تقول منه : أَرَّيْتُ للدابة تَأْرِيَةً.

والدابّةُ تَأْرِى إلى الدابّة ، إذا انضمَّت إليها وأَلِفَتْ معها مِعْلَفاً واحداً. وآرَيْتُهَا أنا. قال لبيدٌ يصف ناقته:

تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأرْبها (٣)

شُعْبَةَ السَاقِ إذا الظلُّ عَقَلْ

ويروى : «لم يُورأ».

وأَرَّيْتُ النار تَأْرِيَةً ، أى ذَكَّيْتُها. يقال : أَرِّ نَارَكَ.

والإرَةُ : موضعُ النار ، وأصله إرْىٌ ، والهاء عوض من الياء ، والجمع إرُونَ مثل عِزُونَ.

وبئرُ ذى أَرْوَانَ : اسم بئرٍ بالمدينة ، بفتح الهمزة.

أزا

الإزَاءُ : مصبُّ الماء فى الحوض. قال أبو زيد : هو صَخرة أو ما جَعَلْتَ وقايةً على مصبِّ الماء حين يُفْرَغُ الماءُ. قال الشاعر (٤) :

* بإزَاءِ الحوضِ أو عُقُرِهْ (٥) *

__________________

(١) وبعد قول العجاج :

من معدم الصيران عدملى

اعتادها : أتاها ورجَع إليها. والأرَباض : جمع رَبَضٍ ، وهو المأوى.

(٢) المُثَقِّبُ العَبْدِىّ يصف فرساً.

(٣) قال الليث : «لم يُوأرْ بهَا ، أى لم يُذْعَرْ».

(٤) هو امرؤ القيس.

(٥) صدره :

فرماها في فرائصها

وفى اللسان : «مرابضها».


تقول منه : أَزّيْتُ الحوض تَأْزِيَةٌ وتَوْزِيئاً. وآزَيْتُهُ إيزَاءً ، أى جعلت له إزَاءً.

وأمَّا قول القائل فى صفة الحوض :

* إزَاؤُهُ كالظَرِبَانِ المُوفِى*

فإنَّما عنى به القَيِّمَ.

ويقال للناقة إذا لم تشرب إلَّا من الإزَاء : أَزِيَةٌ. وإذا لم تشرب إلّا من العُقْرِ : عَقِرَةٌ.

ويقال للقَيِّم بالأمر : هو إزاؤُهُ ، وفلان إزَاءُ مَالٍ. قال الشاعر (١) :

لقد عَلِمَ الشَعْبُ أَنَّا لهم

إزاءٌ وأَنَّا لهم مَعْقِلُ

وتقول : هو بإزَائِهِ ، أى بحذائه. وقد آزَيْتُهُ إذا حاذَيْتَهُ ، ولا تقل وَازَيْتُهُ.

وأَزَى الظلُ يَأْزِى أَزْياً وأُزِيًّا ، إذا تَقَبَّضَ.

حكاه الأصمعىّ.

قال أبو زيد : آزَيْتُ على صنيع فلان إيزَاءً : أَضْعَفْتُ عليه.

أسا

أَسَّيْتُهُ تَأْسِيَةً ، أى عَزَّيْتُهُ.

وآسَيْتُهُ بمالى مواساةً ، أى جعلته إسْوَتِى فيه. ووَاسَيْتُهُ لغةٌ ضعيفةٌ فيه.

والإسّوَةُ والأُسْوَةُ بالكسر والضم لغتان ، وهى مَا يَأْتَسِى به الحزين ، يتعزَّى به. وجمعها إسًى وأُسًى. ثمَّ سُمِّىَ الصبرُ أسًى.

وائتَسَى به ، أى اقتدى. يقال : لا تَأْنَسِ بمن ليس لك بأُسْوَةٍ ، أى لا تَقتدِ بمن ليس لك بقدوةٍ.

وتَأَسَّى به ، أى تعزَّى.

وتَآسَوْا ، أى آسى بعضهم بعضاً. قال الشاعر :

وإنَّ الأُولَى بالطَفِّ من آلِ هاشمٍ

تَآسَوْا فَسَنُّوا للكرام التَّآسِيَا

ولى فى فلان إسْوَةٌ وأُسْوَةٌ ، أى قدوةٌ وائتمام.

والأَسَى ، مفتوحٌ مقصورٌ : المداواةُ والعلاجُ ، وهو الحزنُ أيضاً.

والإساءُ ، مكسورٌ ممدودٌ : الدَواءُ بعينه.

والإسَاءُ : الأَطِبَّةُ ، جمع الآسِى ، مثل الرِعَاء جمع الراعى. قال الحطيئة :

* تَوَاكَلَهَا الأَطِبَّةُ والإسَاءُ (٢) *

والأَسُوُّ ، على فَعُولٍ : دواء تأسو به الجُرحَ.

__________________

(١) الكميت. وقال ابن برى : البيت لعبد الله ابن سليم.

(٢) صدره :

هم الآسون أم الرأس لما


وقد أَسَوْتُ الجرحَ آسُوهُ أَسْواً ، أى داويته ، فهو مَأْسُوٌّ وأَسِىٌ أيضاً على فَعِيلٍ. ومنه قول الشاعر (١) :

* أَسِىٌ على أُمِّ الدماغِ حَجِيجُ (٢) *

ويقال : هذا أمر لا يُؤْسَى كَلْمُهُ.

وأهل البادية يسمُّون الخاتنة آسِيَةً ، كنايةً.

والآسِيَةُ أيضاً : السارِيَةُ ، والجمع الأَوَاسِى.

قال النابغة :

فإنْ تَكُ قد وَدَّعْتَ غير مُذَمَّمٍ

أَوَاسِىَ مُلْكٍ أَنْبَتَتْهَا الأوائلُ

والآسِى : الطبيبُ ، والجمع الأُسَاةُ مثل رَامٍ ورُمَاةٍ.

وأَسَوْتُ بينهم أَسْواً ، أى أصلحتُ.

وأَسِىَ على مصيبته بالكسر يَأْسَى أَسًى ، أى حزن. وقد أَصِيتُ لفلانٍ ، أى حزِنتُ له.

أشا

الأَشَاءُ ، بالفتح والمدّ : صغار النخل ، الواحدة أَشَاءةٌ ، والهمزة فيه منقلبةٌ من الياء ، لأنّ تصغيرها أُشَىٌ. قال الشاعر (٣) :

وحَبَّذَا حين تُمْسِى الريحُ باردةً

وَادِى أُشَىٍ وفِتْيانٌ به هُضُمُ

يا ليت شِعرىَ عن جَنْبَىْ مُكَشَّحَةٍ (٤)

وحيث تُبْنَى من الحِنَّاءَةِ الأُطُمُ

عن الأشَاءَةِ هل زالت مَخَارِمُهَا

وهل تَغَيَّرَ من آرَامِهَا إرَمُ

وَجَنَّةٍ ما يُذَمُّ الدهرَ حاضِرُها

جَبَّارُها بالنَّدَى والحَمْلِ مُحْتَزِمُ (٥)

ولو كانت الهمزة أصلية لقال أُشَىْءٌ. وهو وادٍ باليمامة فيه نخيلٌ.

وقد ائْتَشَى العظمُ ، إذا بَرِئَ من كسرٍ كان به. هكذا أقرأنيه أبو سعيد فى المصنَّف.

وقال ابن السكيت : هذا قول الأصمعى. وروى أبو عمرو والفراء : انتشى العظمُ ، بالنون.

__________________

(١) هو أبو ذؤيب.

(٢) صدره :

وصب عليها الطيب حتى كأنها

وحَجِيجُ من قولهم : حَجَّهُ الطبيب ، فهو محجوجٌ وحَجِيجٌ ، إذا سَبَرَ شَجَّتَهُ.

(٣) الشعر لزياد بن منقذ. وفى ديوان الحماسة :

زياد بن حمل ، فراجعه هناك.

(٤) المُكَشَّحَةُ بالشين المعجمة : موضع باليمامة.

(٥) بين البيت الأول والثانى ستة وعشرون بيتاً.


أصا

الآصِيَةُ : طعامٌ مثل الحَسَاء يُصْنَعُ بالتمر.

وقال :

* والإثْرُ والصَرْبُ مَعاً كالآصِيَهْ (١) *

أضا

الأَضَاةُ : الغديرُ ، والجمع أَضىً ، مثل قناةٍ وقَنًى ، وإضَاءُ أيضا بالمد والكسر ، كما قالوا : أَكَمَةٌ وأَكَمٌ وإكَامٌ.

ألا

أَلَا الرجل يَأْلُو ، أى قَصَّرَ. وفلانٌ لا يَأْلُوكَ نُصْحاً ، فهو آلٍ ، والمرأةُ آلِيَةٌ وجمعها أَوَالٍ.

وفى المثل : «إلَّا حَظِيَّهْ فَلَا أَلِيَّهْ» وقد فسرناه فى حظيّة.

وحكى الكسائى عن العرب : أَقْبَلَ يضربه لا يَأْلُ ، يريد لا يَأْلُو فحذف ، كما قالوا : لا أَدْرِ.

ويقال أيضاً : أَلَّى يُؤَلِّى تَأْلِيَةً ، إذا قصَّر وأبطأ.

قال أبو عمرو : وسألَنى القاسم بن مَعْنٍ عن بيت الربيع بن ضَبُع الفَزارىّ :

وإنَّ كَنَائِنِى لَنِسَاءُ صِدقٍ

وَمَا أَلَّى بَنِىَّ وما أَساءُوا

فقلت : أَبْطَئُوا. فقال : ما تدعُ شيئاً. وهو فعلتُ من أَلَوْتُ.

وتقول : آلَاهُ يَأْلُوهُ أَلْواً : استطاعه. قال العرجىّ :

إذا قَادَهُ السُوَّاسُ لا يَملكونه

وكان الذى يَأْلُونَ قَولاً له هَلَا (٢)

أى يستطيعون.

قال ابن السكيت : قولُهم : لا دَرَيْتُ ولا ائْتَلَيْتُ ، هو افتعلتُ من قولك : ما أَلَوْتُ هذا ، أى ما استطعتُه. أى ولا استطعتُ. قال : وبعضهم يقول : لا دَرَيْتُ ولا أَتْلَيْتُ. وقد ذكرناه فى تلا.

والآلَاءُ : النِعَمُ ، واحدها أَلاً بالفتح ، وقد يُكْسَرُ ويُكْتَبُ بالياء ، مثاله مِعًى وأَمْعَاءٌ.

وآلَى يُؤلِى إبلَاءً : حَلَفَ. وتَأَلَّى وائْتَلَى مثلُه فيه.

__________________

(١) قبله :

يا ربنا لا تبقين عاصية

في كل يوم هي لي مناصيه

نتامر الليل وتضحى شاصيه

مثل الهجين الأحمر الجراصية

(٢) قبله :

خطوطا إلى اللذات أجررت مقودي

كأجرارك الحبل الجواد المحلا


ويقال أيضاً : ائْتَلَى فى الأمر ، إذا قصَّر.

والأَلِيَّةُ : اليمينُ ، على فَعِيلَةٍ ، والجمع أَلَايا.

قال الشاعر :

قليلُ الأَلَايَا حافظٌ ليمينه

وإنْ سَبَقَتْ منه الأَلِيَّةُ بَرَّتِ

وكذلك الأُلْوَةُ والأَلْوَةُ والإلْوَةُ.

وأما الأَلوَّةُ بالتشديد ، فهو العود الذى يُتَبَخَّرُ به. وفيه لغتان أُلُوَّةٌ وأَلُوَّةٌ ، بضم الهمزة وفتحها. قال الأصمعىُّ : هو فارسىٌّ مُعَرَّبُ.

والمِئْلَاةُ بالهمز ، على وزن المِعْلاةِ : الْخِرْقَةُ التى تُمسكها المرأةُ عند النَوح وتُشير بها ؛ والجمع المَآلى. قال الشاعر يصف سَحاباً (١) :

كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فى ذُرَاهُ

وأَنْوَاحاً عليهنَ المَآلِى

والأَلَاءُ بالفتح : شجرٌ حسنُ المنظر مرُّ الطعم. قال الشاعر (٢) :

فإنَّكُمُ ومَدْحَكُمُ بُجَيْراً

أَبَا لَجَإِ كما امْتُدِحَ الأَلاءُ

والأَلْيَةُ بالفتح : ألْيَةُ الشاة ، ولا تقل إلْيَةً ولا لِيَّةً. فإذا ثَنّيْتَ قلتَ أَلْيَانِ فلا تلحقه التاء.

وقال الراجز :

* تَرْتَجُ أَلْيَاهُ ارْتِجَاجَ الوَطْبِ (٣) *

وبَائِعُهُ أَلّاءٌ على فَعَّالٍ.

وكبشٌ آلَى على أَفْعَلَ ونعجةٌ أَلْيَا ، والجمع أُلْىٌ على فُعْلٍ. ويقال أيضاً : كبشٌ أَلَيَانٌ بالتحريك ، ونعجةٌ أَلْيَانَةٌ وكِبَاشٌ أَلْيَانَاتٌ.

ورجلٌ آلَى ، أى عظيمُ الأَلْيَةِ. وامرأةٌ عَجْزَاءُ ، ولا تقل أَلْيَاءُ ، وبعضهم يقوله. وقد أَلِىَ الرجلُ بالكسر يَأْلَى أَلىً.

وأَلْيَةُ الحافِرِ : مؤخَّرُهُ.

والأَلْيَةُ : اللحمةُ التى فى أصل الإبهام.

والضَرَّةُ : التى تقابلها.

أما

الأَمَةُ : خلاف الحُرَّةِ ، والجمع إمَاءٌ وآمٍ. وقال الشاعر :

مَحَلَّةُ سَوْءِ أَهْلَكَ الدهرُ أَهْلَها

فلم يَبْقَ فيها غيرُ آمٍ خَوالِفِ

وتجمع أيضاً على إِمْوَانٍ ، مثل إِخْوَانٍ.

وقال القَتَّال :

__________________

(١) لبيد.

(٢) بشر بن أبى خازم.

(٣) قبله :

كأنما عطيه بن كعب

ظمينة واقفة في ركب


* إذا تَرَامَى بَنو الإمْوَانِ بالعَارِ (١) *

وأصل أَمَةٍ أَمَوَةٌ بالتحريك ، لأنَّه يُجْمَعُ على آمٍ ، وهو أَفْعُلٌ مثل أَيْنُقٍ ، ولا تجمع فَعْلَةٌ بالتسكين على ذلك.

وتقول : ما كُنْتِ أَمَةً ، ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّةً.

والنسبة إليه أَمَوِىٌّ بالفتح ، وتصغيرها أُمَيَّةٌ.

وأُمَيَّةُ أيضاً : قبيلةٌ من قريش ، والنسبة إليها أُمَوِىٌ بالضم ، وربَّما فتحوا. ومنهم من يقول أُمَيِّىٌ فيجمع بين أربع ياءاتٍ. وهو فى الأصل اسمُ رجل. وهما أُمَيَّتَانِ الأكبرُ والأصغرُ : ابنا عبد شَمس بن عبد مناف ، أولاد عَلَّةٍ. فمن أُمَيَّةَ الكبرى أبو سُفيان بن حرب ، والعَنابِسُ ، والأعياصُ. وأُمَيَّةُ الصغرى هم ثلاثة إخوةٍ لِأُمٍّ اسمُها عبلة ، يقال لهم العَبَلَاتُ بالتحريك.

ويقال : اسْتَأْمِ أَمَةً غير أَمَتِكَ ، بتسكين الهمز ، أى اتَّخِذْ. وتَأَمَّيْتُ أَمَةً.

وأَمَتِ السِنَّوْرُ تَأْمُو أُمَاءً ، أى صاحت.

وكذلك ماءتْ تَمُوءُ مُوَاءً.

و (إمَّا) بالكسر والتشديد : حرفُ عطف بمنزلة أوْ فى جميع أحكامها ، إلا فى وجهٍ واحد ، وهو أنّك تبتدئ فى أو مُتَيَقِّناً ثم يدركك الشكّ ، وإمّا تبتدئ بها شاكًّا.

ولا بدَّ من تكريرها. تقول : جاءنى إمّا زيدٌ وإمّا عمروٌ. وقول الشاعر (٢) :

إمَّا تَرَىْ رأسى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ

شَمَطاً فأصبح كالثَغَامِ المُخْلِسِ (٣)

يريد : إنْ تَرَىْ رأسى ، وما زائدة. وليس من إمَّا التى تقتضى التكرير فى شئ. وكذلك فى المجازاة ، تقول : إمَّا تَأْتِنِى أُكْرِمْكَ. قال الله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً)

وقولهم (أمَّا) بالفتح فهو لافتتاح الكلام.

وأَمَّا يتضمن معنى الجزاء ، ولا بد من الفاء فى جوابه ، تقول : أَمَّا عبدُ اللهِ فقائمٌ. وإنَّما احتيج إلى الفاء فى جوابه لأنَّ فيه تأويل الجزاء ، كأنك قلت : مهما يكن من شئ فعبدُ اللهِ قائمٌ.

وقولهم (أَيْمَا) و (إيمَا) يريدون أَمَّا وإمَّا ، فيبدلون من إحدى الميمين ياءً. قال الأحوص :

__________________

(١) صدره :

أبا ابن أسماء أعمامي لها وأبى

التكملة ١١٥١.

(٢) حسان بن ثابت.

(٣) فى ديوانه : «المُحْوِلِ» ، ويروى «المُمْحِلِ». ورواية المُخْلِسِ غير صحيحة.


* أَيْمَا إلى جَنَّةٍ أَيْمَا إلى نَارِ (١) *

وقد تكسر.

و (أَمَا) مُخَفَّفٌ تحقيقٌ للكلام الذى يتلوه ، تقول : أَمَا إنَّ زيداً عاقلٌ ، تعنى أنَّه عاقل على الحقيقة لا على المجاز. وتقول : أَمَا والله قد ضرب زيدٌ عَمْراً.

أنا

أَنَى الشىء يَأْنِي إنًى ، أى حَانَ. وأَنَى أيضاً : أدرك. قال الله تعالى : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) أى نُضْجَه.

ويقال أيضاً : أَنَى الحميمُ ، أى انتهى حَرُّهُ.

ومنه قوله تعالى : (وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) أى بالغٍ إنَاهُ فى شدَّة الحَرّ. وكلُّ مدركٍ آنٍ.

وآنَاهُ يُؤْنِيِه إينَاءً ، أى أَخَّرَهُ وحَبَسَهُ وأبطأه. قال الكميت :

ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فى الطبخ طاهياً

عَجِلْت إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا

والاسم منه الأَنَاءُ على فَعَال بالفتح. قال الخطيئة :

وأَخَّرْتُ العَشَاءَ إلى سُهَيْلٍ

أو الشِعْرَى فَطَالَ بِىَ الأَنَاءُ (٢)

وآنَاءُ الليلِ : ساعاتُه. قال الأخفش : واحدُها إنًى ، مثال مِعًى. قال : وقال بعضهم : واحدها إنْىٌ وإنْوٌ. يقال : مضى إنْيَانِ من الليل وإنْوَانِ.

وأنشدَ للهذلىّ (٣) :

السَالِكُ الثَغْرَ مَخشِياً مَوارِدُهُ

فى كلِ إنْىٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ

وقال أبو عبيدة : واحدها إنْىٌ مثل حِسْىٍ (٤) ، والجمع آنَاءٌ مثل أَحْسَاءِ. وأنشد للهذلىّ :

حُلْوٌ ومرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ

فى كلِ إنْىٍ قَضَاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ (٥)

وتَأَنَّى فى الأمر ، أى تَرَفَّقَ وتَنَظَّرَ.

واسْتَأْنَى به ، أى انتظر به. يقال : اسْتُؤْنِيَ به حَوْلاً. والاسم الأَنَاةُ مثل الفناة. يقال : تَأَنَّيْتُكَ حتَّى لا أَنَاةَ بى.

والأَنَاةُ من النساء : التى فيها فتورٌ عند القيام وتَأَنٍ. قال الشاعر (٦) :

__________________

(١) صدره :

يا لهما أمنا شالت نعامتها

(٢) ويروى : «وآنَيْتُ» ، أى انتظرت.

(٣) هو المتنخل.

(٤) فى المخطوطات : «حِنْى».

(٥) يروى : «حَدَاهُ الليل».

(٦) هو أبو حَيَّةَ النميرىّ.


رَمَتْهُ أَنَاةٌ من ربيعةِ عامرٍ

نَؤُومُ الضُحَى فى مَأْتمٍ أىِّ مَأْتَمِ

قال سيبويه : أصله وَنَاةٌ ، مثل أَحَدٍ ووَحَدٍ من الوَنَى.

ورجلٌ آنٍ ، على فَاعِلٍ ، أى كثير الأنَاةِ والْحِلم.

والإنَاءُ معروف ، وجمعه آنيَةٌ ، وجمع الآنيَةِ الأَوَانِى ، مثل سِقَاءٍ وأَسْقِيَةٍ وأسَاقٍ.

أوا

المَأْوَى : كلُّ مكان يَأْوِى إليه شىءٌ ليلا أو نهاراً.

وقد أَوَى فلانٌ إلى منزله يَأْوِى أُوِيًّا ، على فُعُولٍ ، وإوَاءً. ومنه قوله تعالى : (قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ).

وآوَيْتُهُ أنا إيوَاءً ، وأَوَيْتُهُ أيضاً ، إذا أنزلته بك ، فَعَلْتُ وَأَفْعَلْتُ بمعنًى ، عن أبى زيد.

ومَأْوِى الإبل ، بكسر الواو : لغة فى مَأْوَى الإبل خاصّةً ، وهو شاذٌّ ، وقد فسَّرناه فى مَأْقِ العين من باب القاف.

وتَأَوَّتِ الطيرُ تَأَوِّياً : تجمعتْ. وهُنَ أُوِىٌ ، جمع آوٍ ، مثال باكٍ وبُكِىٌّ ، ومُتَأَوِّيَاتٌ. وقال العجاج يصف الأتافىّ :

* كما تَدَانَى الحِدَأُ الأُوِىُ (١) *

شبَّه كل أُثْفِيَةٍ بحِدأَةٍ.

وأَوَيْتُ لفلان فأنا آوى له أَوْيَةً وإيَّةً أيضاً ، تقلب الواو ياءً لكسرة ما قبلها وتدغم ، ومَأْوِيَةً مخففةً ، ومَأْوَاةٌ ، أى أَرْثِى له وأَرِقُّ. قال الشاعر (٢) :

* ولو أننى اسْتَأْوَيْتُهُ ما أَوَى لِيا (٣) *

وابن آوَى يسمَّى بالفارسيّة «شِغَال» ، والجمع بنات آوَى. وآوَى لا ينصرفَ ، لأنَّه أَفْعَلَ وهو معرفة.

أو

أَوْ : حرفٌ إذا دخل الخبرَ دلَّ على الشك والإبهام ، وإذا دخلَ الأمرَ والنَهى دلَّ على التخيير أو الإباحة. فأمّا الشكّ فكقولك : رأيت زيداً أو عمراً. والإبهام كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

والتخيير كقولك : كُلِ السمكَ أو اشرب اللبن ، أى لا تجمعْ بينهما. والإباحة كقولك : جالِسِ

__________________

(١) قبله :

فخف والجنادل الثوى

(٢) ذو الرمة.

(٣) صدره :

على أمر من لم يشوني أمره


الحَسَن أو ابنَ سِيرِينَ. وقد يكون بمعنى إلى أنْ ، تقول : لَأَضْربَنَّهُ أو يتوبَ. وقد يكون بمعنى بلْ فى توسُّع الكلام. قال الشاعر :

بَدَتْ مثل قَرْنِ الشمسِ فى رَوْنَقِ الضُحَى

وصُورتها أو أَنْتِ فى العين أَمْلَحُ

يريد بل أَنْتِ. وقولُه تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) بمعنى بل يزيدون ، ويقال معناه إلى مائة ألفٍ عند الناس أو يزيدون عند الناس ، لأنَّ الله تعالى لا يَشُكُّ.

أا

أ: حرف يُمَدُّ ويُقْصَرُ فإذا مددتَ نوّنتَ ، وكذلك سائر حروف الهجاء.

والألف ينادَى بها القريبُ دون البعيد تقول : أَزَيْدُ أقبلْ ، بأَلِفٍ مقصورة.

والألف من حروف المدّ والِلين. فالليِّنة تسمَّى الألف ، والمتحرّكة تسمَّى الهمزة. وقد يُتَجَوَّزُ فيها فيقال أيضاً ألفٌ ، وهما جميعاً من حروف الزيادة. وقد تكون الألف ضمير الاثنين فى الأفعال ، نحو فَعَلَا ويفعلان ، وعلامةَ التثنية فى الأسماء نحو زَيدانِ ورَجُلانِ.

أيا

الآيَةُ : العلامة ، والأصل أَوَيَةٌ بالتحريك.

قال سيبويه : موضع العين من الآية واوٌ ؛ لأنَّ ما كان موضعَ العين منه واوٌ واللام ياءٌ أكثر ممَّا موضعُ العين واللام منه ياءان ، مثل شَوَيتُ أكثر من باب حَيِيتُ. وتكون النسبة إليه أَوَوِىٌ.

قال الفرّاء : هى من الفعل فاعلةٌ ، وإنَّما ذهبتْ منه اللام ، ولو جاءت تامّة لجاءت آيِيَةً ، ولكنها خُفِّفَتْ.

وجمع الآيةِ آىٌ وآيَاىٌ (١) وآيَاتٌ. وأنشد أبو زيد :

لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائه

غَيْرَ أَثَافِيهِ وأَرْمِدَائِهِ

وآيَةُ الرجل : شخصُه. تقول منه : تآيَيْتُهُ على تَفَاعَلْتُهُ ، وتَأَيَّيْتُهُ على تَفَعَّلْتُهُ ، إذا قصدتَ آيَتَهُ وتَعَمَّدْتَهُ. قالت امرأةٌ لابنتها :

الحُصْنُ أَدْنَى لو تَأَيَّيْتِهِ

مِن حَثْيِكِ التُرْبَ على الراكبِ (٢)

يروى بالمد والقصر.

__________________

(١) قال ابن برى : «صوابه آياءٌ بالهمز ، لأن الياء إذا وقعت طرفا بعد ألف زائدة قلبت همزة.

وهو جمع آى لا آية».

(٢) وقد قالت البنت :

يا متي أبصرني راكب

يسير في مسحنفر لاحب

مازلت أحثو الترب في وجهه

عمجا وأحمى حوزة الغائب


أبو عمرو : خرج القوم بآيَتِهِمْ ، أى بجماعتهم لم يَدعُوا وراءهم شيئاً.

ومعنى الآية من كتاب الله تعالى جماعةُ حُرُوفٍ. وأنشد لبُرْج بن مُسْهِر الطائىّ :

خَرجْنا من النَقْبَيْنِ لا حَىَّ مثلُنَا

بآيتنا نُزْجِى الِلقَاحَ المَطافِلا

وتَأَيَّا ، أى توقَّف وَتَمَكّثَ ، تقديره تَعَيَّا.

يقال : ليس منزلكم هذا منزل تَئِيَّةٍ ، أى منزل تَلَبُّثٍ وتَحَبُّسٍ. قال الحُوَيْدِرةُ :

ومُناخِ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُهُ

قَمِنٍ من الحِدْثَانِ نابِى المَضْجَعِ

و (أَىُ) : اسمٌ معرَبٌ يُسْتَفْهَمُ به ويجَازَى ، فيمن يعقل وفيما لا يعقل. تقول : أَيُّهُمْ أخوك ؛ وأَيُّهُمْ يكرمْنى أُكْرِمْهُ. وهو معرفةٌ للاضافة ، وقد تُتْرَكُ الإضافة وفيه معناها.

وقد يكون بمنزلة الذى فيَحتاج إلى صلةٍ ، تقول : أَيُّهُمْ فى الدار أخوك.

وقد يكون نعتاً للنكرة ، تقول : مررت برجُلٍ أىِ رجلٍ وأيِّما رجل ، ومررت بامرأةٍ أيّةِ امرأة وبامرأتين أَيَّتما امرأتين. وهذه امرأة أَيَّةُ امرأةٍ وامرأتان أَيَّتُمَا امرأتين. وما زائدة.

وتقول فى المعرفة : هذا زيدٌ أَيَّمَا رجلٍ ، فتنصب أَيًّا على الحال. وهذه أَمَةُ اللهِ أَيَّتَمَا جاريةٍ.

وتقول : أَىُّ امرأةٍ جاءتك وجاءك ، وأَيَّةُ امرأةٍ جاءتك. ومررت بجاريةٍ أَىِ جاريةٍ (١).

وجئتك بمُلَاءَةٍ أَىِّ مُلَاءَةٍ وأَيَّةِ مُلَاءَةٍ ؛ كُلٌّ جائزٌ. قال الله تعالى : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ).

وأَىُ قد يُتَعَجَّبُ بها. قال جميل :

بُثَيْنَ الْزَمِى لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتِهِ

على كثرةِ الواشينَ أَىُّ مَعُونِ

قال الفراء : أَىٌ يعمل فيه ما بعده ولا يَعمل فيه ما قبله ، كقوله تعالى : (لِنَعْلَمَ أَيُ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) فرفع. وقال : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، فنصبه بما بعده.

وأمّا قول الشاعر :

تَصِيح بنا حنيفةُ إِذْ رَأَتنا

وأَىَ الأرضِ نَذهب للصِيَاحِ

فإنَّما نصبه لنزع الخافض ، يريد : إلى أَىِّ الأرض؟ قال الكسائى : تقول : لَأَضْرِبَنَ أَيُّهُمْ فى الدار ، ولا يجوز أن تقول : ضربتُ أَيُّهم فى الدار ؛ ففرَّق بين الواقع والمتوقَّع المنتظَر.

وإذا ناديتَ اسماً فيه الألف واللام أدخلتَ بينه وبين حرف النداء أَيُّهَا ، فتقول : يا أَيُّهَا

__________________

(١) وأَيَّةِ جاريةٍ ، كما فى المختار.


الرجل ، ويا أَيَّتُهَا المرأة ، فأَىُ اسمٌ مبهمٌ مفردٌ معرفةٌ بالنداء مبنىٌّ على الضمير ، وها حرف تنبيه ، وهى عِوضٌ مما كانت أَىُّ تضاف إليه. وترفع الرجل لأنَّه صفةُ أَىٍّ.

وقد تُحْكَى بأَىٍّ النكراتُ ما يعقل وما لا يعقل ، ويُستَفهم بها. وإذا استفهمتَ بها عن نكرةٍ ، أعربتَها بإعراب الاسم الذى هو استثباتٌ عنه. فإذا قيل لك : مَرَّ بى رجلٌ قلتَ : أَىٌّ يا فتى ، تُعربها فى الوصل ، وتُشير إلى الإعراب فى الوقف. فإن قال : رأيتُ رجلاً قلت : أَيًّا يافتى ، تُعْرِبُ وتنوِّن إذا وصلتَ ، وتقف على الألف فتقول أَيَّا. وإذا قال : مررت برجلٍ قلت : أَىٍّ يا فتى ، تحكى كلامه فى الرفع والنصب والجر فى حال الوصل والوقف. وتقول فى التثنية والجمع والتأنيث كما قلناه فى مَنْ. إذا قال : جاءنى رجالٌ ، قلت أَيُّونْ ساكنة النون ، وأَيِّينْ فى النصب والجر ، وأَيَّةْ للمؤنث. فإن وصلتَ قلتَ أَيَّةً يا هذا وأَيَاتٍ يا هذا نَوَّنْتَ. فإن كان الاستثبات عن معرفةٍ ؛ رفعتَ أَيًّا لا غير على كلِّ حال.

ولا تحكى فى المعرفة ، فليس فى أَىٍّ مع المعرفة إلَّا الرفع.

وقد تدخل على أَىٍّ الكاف فيُنْقَلُ إلى تكثير العدد بمعنى كم فى الخبر ويكتَبُ تنوينه نوناً ، وفيه لغتان : كَائِنْ مثال كَاعِنْ ، وكَأَيِّنْ مثال كعَيِّنْ. تقول : كَأَيِّنْ رجلاً لقيتُ ، تنصب ما بعد كأيِّنْ على التمييز. وتقول أيضاً : كأيِّنْ من رجلٍ لقيتُ. وإدخالُ مِنْ بعد كأينْ أكثر من النصب بها وأجودُ. وتقول : بكَأَيِّنْ تبيع هذا الثوب؟ أى بكم تبيع؟ قال ذو الرمّة :

وكَائِنْ ذَعَرْنَا من مَهاةٍ ورامِحٍ

بلادُ العِدَا (١) ليست له ببلادِ

و (أَيَا) : من حروف النداء ، ينادى بها القريب والبعيد : تقول : أَيَا زيدُ أَقْبِلْ.

و (أَىْ) مثال كَىْ : حرفٌ ينادى به القريب دون البعيد ، تقول : أَىْ زيدٌ أَقْبِلْ. وهى أيضاً كلمةٌ تتقدَّم التفسير ، تقول : أَىْ كذا ، بمعنى تريد كذا. كما أنّ (إِى) بالكسر كلمةٌ تتقدّم القَسَمَ ، معناها بَلَى. تقول : إى وربّى ، وإِى والله.

وأَيَاةُ الشمسِ : ضوؤُها. وإبَاهَا بكسر الهمزة وقصر الألف ، وأَيَاؤُها بفتح الهمزة والمد.

__________________

(١) يروى : «الوَرَى».


فصل الباء

بآا

الأصمعى : البَأْوُ : الكِبْرُ والفخر. يقال : بَأَوْتُ على القوم أَبْأَى بَأْواً. قال حاتم :

وما زادَنا بَأْواً على ذى قرابةٍ

غِنانا ولا أَزْرَى بأحسابنا الفَقْرُ

وكذلك البَأْوَاءُ.

بتا

بَتَا بالمكان بَتْواً : أقام به. وبَتَأَ بُتُوءًا ، أفصحُ.

بثا

البَثَاءُ : الأرض السهلة ، ويقال بل هى أرضٌ بعينها من بلاد بنى سُلَيْم. قال أبو ذؤيب يصف عِيراً تَحَمَّلَتْ :

رفعتُ لها طَرْفِى وقد حَال دونها

رجالٌ وخيلٌ بالبَثَاءِ تُغِيرُ

بجا

بَجَاءُ : قبيلة. والبَجَاوِيَّاتُ من النُوق أفضلها منسوبةٌ إليها.

بخا

البَخْوُ : الرُطَبُ الردئ ، بالخاء المعجمة ، الواحدة بَخْوَةٌ.

بدا

بَدَا الأمر بُدُوًّا ، مثل قعد قُعُوداً ، أى ظَهَرَ.

وأَبْدَيْتُهُ : أَظْهَرْتُهُ. وقرئ قوله تعالى : (هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ) أى فى ظاهر الرأى. ومن هَمَزَهُ جعله من بدأتُ ، ومعناه أوَّل الرأى.

وبَدَا القومُ بَدْواً ، أى خرجوا إلى باديتهم ، مثال قتل قتلاً.

وبَدَا له فى هذا الأمر بَدَاءٌ ، ممدودٌ ، أى نشأ له فيه رأى. وهو ذو بَدَوَاتٍ.

والبَدْوُ : الباديةُ ، والنسبة إليه بَدَوِىٌ.

وفى الحديث : «مَنْ بَدَا جَفَا» أى من نزلَ البادية صار فيه جَفاء الأعراب.

والبِدَاوَةُ : الإقامةُ بالبادية ، يفتح ويكسر ، وهو خلاف الحِضارة. قال ثعلب : لا أعرف البَداوة بالفتح إلا عن أبى زيد وحدَه. والنسبة إليها بَدَاوِىٌ.

والمَبْدَى : خلاف المَحْضَر.

وبَادَى فلانٌ بالعداوة ، أى جاهَرَ بها.

وتَبَادَوا بالعداوة ، أى تجاهروا بها.

وتَبَدَّى الرجل : أقام بالبادية. وتَبَادَى :تشبّه بأهل البادية.

والبَدِىُ : اسمُ وادٍ لبنى عامر. قال لبيد :

جَعَلْنَ حِرَاجَ القُرْنَتَيْنِ وعالجِاً

يميناً ونَكَّبْنَ البَدِىَ شَمائِلا


ويقال : أَبْدَيْتَ فى منطقك ، أى جُرْتَ ، مثل أَعْدَيْتَ. ومنه قولهم : السلطان ذو عَدَوَانٍ وذو بَدَوَانٍ ، بالتحريك فيهما.

وأهل المدينة يقولون : بَدِينا بمعنى بَدَأْنَا. قال عبد الله بن رَوَاحة الأنصارىّ :

بِاسْمِ الإله وبه بَدِينا

ولو عَبَدْنَا غيره شَقِينا

وحبّذا رَبًّا وحُبَّ دِينا

وتقول : أفعل ذاك بَادِئَ بَدْءِ ، وبَادِىَ بَدِىٍ ، أى أوّلاً. وأصله الهمز ، وإنَّما ترك لكثرة الاستعمال. وربَّما جعلوه اسماً للداهية ، كما قال الراجز :

وقد عَلَتْنِى ذُرْأَةٌ بَادِى بَدِى

ورَثْيَةٌ تنهض بالتشدُّدِ

وصار للفحل لسانى ويَدِى

وهما اسمان جُعِلَا اسماً واحداً ، مثل معديكرب وقَالِى قَلَا.

بذا

البَذَاءُ بالمدِّ : الفُحْشُ. وفلان بَذِىُ اللسان من قوم أَبْذِيَاءَ ، والمرأة بَذِيَّةٌ.

تقول منه : بَذَوْتُ على القوم ، وأَبْذَيْتُ على القوم. وأنشد الأصمعى :

مِثْلَ الشُيَيْخِ المُقْذَحِرِّ البَاذِي

أَوْفَى على رَبَاوَةٍ يُبَاذِى

وقد بَذُوَ الرجل يَبْذُو بَذَاءً ، وأصله بَذَاءَةً فحذفت الهاء ، لأنَّ مصادر المضموم إنّما هى بالهاء ، مثل خَطُبَ خَطَابَةً ، وصَلُبَ صَلَابَةً. وقد تحذف مثل جَمُلَ جَمَالاً.

وبَذْو : اسمُ فرسٍ لأبى سراج (١) ، قال فيه :

إنّ الجياد على العِلَّاتِ مُتْعَبَةٌ

فإنْ ظلمناكَ بَذْوُ اليومَ فاظَّلِمِ

برا

البَرَا : الترابُ. قال الراجز (٢) :

* بِفِيك مِن سارٍ إلى القوم البَرَا (٣) *

والبَرِيّةُ : الخلقُ ، وأصله الهمز ؛ والجمع البَرَايَا والبَرِيَّاتُ.

__________________

(١) قال ابن برى : والصواب بَذْوَةُ : اسم فرس أبى سُوَاج. قال : وهو أبو سُوَاجٍ الضبى.

قال : وصواب إنشاد البيت : فإن ظلمناك بذو بكسر الكاف ، لأنه يخاطب فرساً أنثى ، وفتح الواو على التَرخيم ، وإثبات الياء فى آخره : «فاظَّلِمِى».

(٢) هو مُدْرِكُ بن حِصْنٍ الأسدىّ.

(٣) قبله :

ماذا ابتغت حبى إلى حل العرى

حسبتني قد جئت من وادي القرى


قال الفرّاء : إن أخذتَ البَرِيَّةَ من البَرَا وهو التراب فأصلها غير الهمز ، تقول منه : بَرَاهُ الله يَبْرُوهُ بَرْواً ، أى خلقه.

وفلانٌ يُبَارِى فلاناً ، أى يعارضه ويفعل مثل فعله. وهما يتباريان.

وفلان يُبَارِى الريحَ جوداً وسخاءً.

وانْبَرَى له ، أى اعترضَ له.

ابن السكيت : تَبَرَّيْتُ لمعروفه تَبَرِّياً ، إذا تعرَّضتَ له. وأنشد الفرّاء (١) :

وأَهْلَةِ وُدٍّ قد تَبَرَّيْتُ وُدَّهُمْ

وأَبْلَيْتُهُمْ فى الحمد جُهْدِى ونَائِلِى

والبُرَايَةُ : النُحَاتَةُ وما بَرَيْتَ من العود ، وكذلك البُرَاءُ ، ومنه قول أبى كَبير الهُذَلىّ :

* حَرِقَ المَفَارِقِ كالبُرَاءِ الأَعْفَرِ (٢) *

أى الأبيض.

ويقال للبعير إذا كان باقياً على السير : إنّه لذو بُرَايَةٍ ، وهو الشحم واللحم. قال الشاعر (٣) :

على حَتِ البُرَايةِ زَمْخَرِىِّ ال

سَواعِدِ ظَلَّ فى شَرْىٍ طِوَالِ

والمِبْرَاةُ : الحديدةُ التى يُبْرَى بها السهامُ.

قال الشاعر :

* وأنتَ فى كَفِّكَ المِبْرَاةُ والسَفَنُ*

وبَرَيْتُ القلم بَرْياً ، وبَرَيْتُ البعيرَ أيضاً ، إذا حَسَرْتَهُ وأذهبتَ لحمه.

والبُرَةُ : حلْقةٌ من صُفْرٍ تُجْعَلُ فى لحم أنف البعير. وقال الأصمعىّ : تجعل فى أحد جانبى المنخرين. قال : وإذا كانت البُرَةُ من شَعَرٍ فهى الخِزَامَةُ. قال أبو علىّ : وأصل البُرَةِ بَرْوَةٌ ، لأنها جُمعت على بُرًى ، مثل قريةٍ وقُرًى. وتجمع على بُرَاتٍ وبُرِينَ.

وقد خَشَشْتُ الناقةَ ، وعَرَنْتُها وخَزَمْتها ، وزَمَمْتها ، وخَطَمْتُهَا ، وأَبْرَيْتَها ، هذه وحدَها بالألف ، إذا جعلتَ فى أنفها البُرَةَ ، فهى ناقةٌ مُبْرَاةٌ. قال الشاعر (٤) :

فَقَرَّبْتُ مُبْرَاةً تَخَالُ ضُلُوعَها

من الماسِخِيَّاتِ القِسِىَّ المُوَتَّرا

وكلُّ حلقة من سِوارٍ وقُرطٍ وخَلخالٍ وما أشبهها بُرَةٌ. وقال :

* وقَعْقَعْنَ الخلاخل والبُرِينا*

بزا

بَزَا عليه يَبْزُو ، أى تطاول.

__________________

(١) لأبى الطمحان.

(٢) صدره :

ذهبت بشاشة وأصبح واضحا

(٣) الأعلم الهذلى.

(٤) النابغة الجعدى.


والبَازِى : واحد البُزَاةِ التى تصيد.

والبَزَوَانُ ، بالتحريك : الوثْبُ.

وبَزْوَانُ ، بالتسكين : اسمُ رجلٍ.

وأخذت منه بَزْوَ كَذَا ، أى عِدْلَهُ ونحوه.

والبَزَاءُ : خروج الصدر ودُخول الظهر.

يقال : رجلٌ أَبْزَى وامرأةٌ بَزْوَاءُ.

وأَبْزَى الرجل يُبْزِى إبْزَاءً ، إذا رفع عجزَه. وتَبَازَى مثلُه.

وأَبْزَى فلانٌ بفلان ، إذا غلبه وقَهره. وهو مُبْزٍ بهذا الأمر ، أى قوىٌّ عليه ضابطٌ له.

بطا

الباطِيةُ : إناءُ ، وأظنُّه معرَّباً ، وهو النَاجُودُ.

قال الشاعر :

قَرَّبُوا عُوداً وباطِيةً

فَبِذَا أَدْرَكْتُ حَاجَتِيْهِ

بظا

بَظَا لحمُه يَبْظُو ، أى اكتنز.

ويقال : لحمه خَظا بَظا ، وأصله فَعَلٌ.

بعا

البَعْوُ : الجِنايةُ والْجُرْمُ. قال عوف ابن الأحوص :

وإبْسَالِى بَنِىَّ بغير جُرْمٍ

بَعَوْنَاهُ ولا بِدَمٍ مُرَاقِ (١)

بغى

البَغْىُ : التعدِّى.

وبَغَى الرجل على الرجل : استطال.

وبَغَتِ السماءُ : اشتدَّ مطرها ، حكاها أبو عبيد.

وبَغَى الجُرْحُ : وَرِمَ وترامَى إلى فساد.

وبَغَى الوالى (٢) : ظَلَمَ. وكلُّ مجاوَزةٍ فى الحدّ وإفراط على المقدار الذى هو حَدُّ الشىء ، فهو بَغْىٌ.

وبَرِئَ جرحه على بَغْىٍ ، وهو أن يَبْرَأَ وفيه شىءٌ من نَغَلٍ.

والُبِغْيَةُ : الحاجةُ. يقال : لى فى بنى فلان بِغْيَةٌ وبُغْيَةٌ ، أى حاجةٌ.

والبِغْيَةُ مثل الجِلْسَةِ : الحال التى تبغيها.

والبُغْيَةُ : الحاجةُ نفسُها ، عن الأصمعى.

__________________

(١) فى اللسان : البيت لعبد الرحمن ابن الأحوص :

وإبسائي بنى بغير بعو

جرمناه ولا بدم مراق

(٢) فى الأصل المطبوع. «الوادى» ، صوابه من اللسان.


وبَغَى ضالّته ، وكذلك كلّ طَلِبَةٍ بُغَاءً بالضم والمدّ ، وبُغَايَةٌ أيضاً.

يقال : فَرِّقُوا لهذه الإبل بُغْيَاناً يُضِبُّونَ لها ، أى يتفرَّقون فى طلبها.

وبَغَتِ المرأة بِغَاءً بالكسر والمدّ ، أى زَنَتْ ، فهى بَغِىٌ ، والجمع بَغَايَا.

وقوله تعالى : (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)، مثل قولهم : مِلْحَفَةٌ جديدٌ ، عن الأخفش.

وخرجَتِ المرأة تُبَاغِى ، أى تُزَانِى. والأَمَةُ يقال لها بَغِىٌ ، وجمعها البَغَايا ، ولا يراد به الشَتم ، وإنْ سُمِّينَ بذلك فى الأصل لُفجورهن. يقال : قامت على رءوسهم البَغَايا. قال طُفَيل (١) :

فأَلْوَتْ بَغاياهُمْ بنا وتَباشرتْ

إلى عُرْضِ جيشٍ غيرَ أنْ لم يُكَتَّبِ (٢)

قوله : أَلْوَتْ ، أى أشارت. يقول : ظَنُّوا أنَّا عِيرٌ فَتبَاشَروُا بنا فلم يشعروا إلّا بالغارَةِ. وقال الأعشى :

يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ كالبُسْ

تَانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطفالِ

والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أَكْسِيَةَ الإضْ

رِيح والشَرْعَبِىَّ ذا الأذيالِ

والبَغَايَا أيضاً. الطلائعُ التى تكون قبل وُرود الجيش.

وبيتُ طُفَيل على الإماء أدلُّ منه على الطلائع (٣).

قال الأصمعىّ : رَفَعْنَا بَغْىَ السماء خَلْفَنا ، أى معظم مطرها.

والبَغْىُ : اختيالٌ ومرحٌ فى الفرس. قال الخليل : ولا يقال فرسٌ بَاغٍ.

وبَغَيْتُ الشىءَ : طلبْتُهُ.

ويقال بَغَيْتُ المال من مَبْغَاتِهِ ، كما تقول : أتيتُ الأمر من مَأتاتِهِ ، تريد المَأتَى والمَبْغَى.

وبَغَيْتُكَ الشئ : طَلَبْتُهُ لك ، ومنه قول الشاعر :

__________________

(١) الغَنَوِىُّ.

(٢) قبله :

رأى مجتنو الكرات من رمل عالج

رعالا بدت من أهل شرج وأيهب

يُكَتَّبُ : يُجَمَّعُ. يصغِّر أمرهم ويقول : إنّ الكرّاث طِعْمَتُهم واعتمالهم ، أى قيامهم بحرثه.

وشَرْجٌ ، وأَيْهَبُ : من ديار غَنِىٍّ. وقوله : تباشرت : أى ظنّوا أنه شىء يسرُّهم. وقوله : غير أن لم يكتّب ، يقول : هو جيش عظيم مجتمِع ، ليس بكتائبَ مفترقة.

(٣) من «على الإماء» إلى هنا رسم فى الأصل المطبوع على أنه شعر ، وإنما هو كلام منثور تعليق على ما مضى من بيت طفيل.


* لِيَبْغِيَهُ خيراً وليس بِفاعِلِ (١) *

وقولهم : يَنْبَغِى لك أن تفعل كذا ، هو من أفعال المُطاوعةِ ، يقال : بَغَيْتُهُ فانْبَغَى ، كما تقول : كسرتُهُ فانكسر.

وأبغيتكَ الشىءَ : أعنتكَ على طلبه (٢).

وأَبْغَيْتُكَ الشئ أيضا : جعلتُك طالباً له.

وابْتغَيْتُ الشئَ وتَبغَّيْتُهُ ، إذا طلبتَه وبَغَيْتَهُ. قال ساعدة بن جُؤيَّة الهذَلىّ :

ولكنّما أَهْلِى بِوَادٍ أَنِيسُهُ

سِباعٌ تَبغَّى الناسَ مَثْنَى ومَوْحَدا

وتَبَاغوا ، أى بَغَى بعضُهم على بعض.

بقى

بَقِىَ الشئ يَبْقَى بَقَاءً. وكذلك بَقِىَ الرجل زماناً طويلا ، أى عاش. وأَبْقَاهُ الله.

وبَقِىَ من الشئ بَقِيَّةٌ.

والبَاقِيةُ ، توضع موضع المصدر ، قال الله تعالى : (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) ، أى بَقَاءٍ.

وابقَيْتُ على فلان ، إذا أَرْعَيْتَ عليه ورَحِمْتَه.

يقال : لا أَبْقَى الله عليك إن أَبْقَيْتَ عَلَىَّ. والاسم منه البُقْيَا. قال الشاعر (٣) :

فما بُقْيَا عَلَىَّ تَرَكْتُمَانِى

ولكنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِبَالِ (٤)

وكذلك البَقْوَى بفتح الباء.

وبَقَيْتُهُ أَبْقِيهِ ، أى نظرتُ إليه وترقَّبته.

قال كثيِّر :

فما زلتُ أبْقِى الظُعْنَ حتّى كأنَّها

أَواقِى سَدًى تغتالهنّ الحَوَائِكُ

يقول : شُبِّهَتِ الأَظعانُ فى تباعُدها عن عينى ودخولها فى السَراب بالغَزْلِ الذى تُسَدِّيهِ الحَاكَةُ ، فيتناقص أوّلا فأوّلا.

وفى الحديث : «بَقَيْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم» ، أى انتظرناه.

وبَقَّيْتُهُ بالتشديد ، وأَبْقَيْتُهُ ، وتَبَقَّيْتُهُ ، كلُّه بمعنًى.

واسْتَبْقَيْتُ من الشئ ، أى تركتُ بعضَه.

واسْتَبْقَاهُ : استحياه.

__________________

(١) صدره :

وكم آمل من ذى غنى وقرابة

(٢) التكملة من المخطوطة.

(٣) اللَعِينُ المِنقرىّ.

(٤) قبله :

سأقضى بين كلب بنى كليب

وبين القين قين بنى عقال

فإن الكلب مطعمه خبيث

وإن القين يعمل في سفال


وطيّئٌ تقول : بَقَا وبَقَتْ ، مكان بَقِىَ وبَقِيَتْ. وكذلك أخَواتها من المعتلّ. قال البَوْلانِىُّ :

نَسْتَوْقِدُ النَبْلَ بالحضيض ونَصْ

طَادُ نفوساً بُنَتْ على الكرمِ

أى بُنِيَتْ. يعنى إذا أخطأ يورى النارَ.

بكى

البُكا يُمَدُّ ويُقْصَرُ ، فإذا مددت أردت الصوتَ الذى يكون مع البكاء ، وإذا قَصَرْتَ أردت الدموعَ وخروجها. قال الشاعر (١) :

بَكَتْ عَيْنِى وحَقَّ لها بُكاها

وما يُغْنِى البُكاءُ ولا العَوِيلُ

وبَكَيْتُهُ وبَكَيْتُ عليه بمعنًى. قال الأصمعى : بَكيْتُ الرجل وبَكّيْتُهُ بالتشديد ، كلاهما إذا بكيتَ عليه. وأبو زيد مثله.

وأَبْكَيْتُهُ ، إذا صنعتَ به ما يُبْكيهِ.

وبَاكَيْتُه فبَكَيْتُهُ ، إذا كنتَ أَبْكَى منه.

قال الشاعر :

الشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ

تَبْكِى عليكَ نجومَ الليلِ والقَمرَا

واسْتَبْكَيْتُهُ وأَبْكَيْتُهُ بمعنًى.

وتَبَاكَى : تكلّف البُكَاءَ.

والبَكِىُ : الكثير البُكَاءِ ، على فَعِيلٍ.

والبُكِىُ على فُعُولٍ : جمع باكٍ ، مثل جالسٍ وجُلُوسٍ ، إلّا أنّهم قلبوا الواو ياءً.

بلا

يقال : ناقةٌ بِلْوُ سَفَرٍ بكسر الباء ، وبِلْىُ سَفَرٍ ، للتى قد أبلاها السفر. والجمع أَبْلَاءٌ.

وأنشد الأصمعىّ (٢) :

ومَنْهَلٍ من الأنيس نائِى

شبيهِ لونِ الأرض بالسَماءِ

دَاوَيْتُهُ بِرُجَّعٍ أَبْلَاءِ (٣)

والبلْوَةُ أيضاً بالكسر والبِلْيَةُ مثله.

والبَلِيَّةُ والبَلَاءُ واحدٌ ، والجمع البَلَايَا.

صرفوا فَعَائِلَ إلى فَعَالَى ، كما قلناه فى إدَاوَةٍ.

__________________

(١) الشعر لكعب بن مالك الأنصارى.

(٢) لجندل بن المثنى الطهوى.

(٣) الإنشاد مختل والرواية :

منهل من الأنيس تاه

مجنة منخق الهواء

شبيه لون الأرض بالسماء

قد امتسى نيما من الهباء

ثمت يمسى يابس الأنداء

على أفاعيه من البأساء

والضر سيما المحل والأقواء

داويته برجع أبلاء

(راجع التكملة ص ١١٥٥).


والبَلِيَّةُ أيضاً : الناقةُ التى كانت تُعْقَلُ فى الجاهليةُ عند قبر صاحبها ، فلا تُعْلَفُ ولا تُسْقَى حتّى تموت ، أو يُحْفَرُ لها حُفرةٌ وتُتْرَكُ فيها إلى أنْ تموت ؛ لأنَّهم كانوا يزعمون أنّ الناس يُحشرون ركباناً على البلايا ومُشاةً ، إذا لم تُعكَس مطاياهم على قبورهم. تقول منه : أَبْلَيْتُ وبَلَّيْتُ. قال الطرمّاح :

مَنَازِلُ لا تَرَى الأَنْصَابَ فيها

ولا حُفَرَ المُبَلِّى للمَنُونِ

أى إنّها منازل أهل الإسلام دون أهلِ الجاهلية.

وقامت مُبَلِّيَاتُ فلانٍ يَنُحْنَ عليه ، وذلك أن يَقُمْنَ حولَ راحلته إذا مات.

وبَلِىٌ ، على فَعِيلٍ : قبيلةٌ من قضاعة ، والنسبة إليهم بَلَوِىٌ.

وبَلَوْتُهُ بَلْواً : جَرَّبْتُهُ واختبرته. وبَلَاهُ الله بَلَاءً ، وأَبْلَاهُ إبْلَاءً حسناً. وابْتَلَاهُ : اختبره.

والتَبَالِى : الاختبارُ.

وقولهم : ما أُبَالِيهِ ، أى ما أَكْتَرِثُ له.

وإذا قالوا : لم أُبَلْ حذفوا تخفيفاً ، لكثرة الاستعمال ، كما حذفوا الياء من قولهم : لا أَدْرِ.

وكذلك يفعلون فى المصدر فيقولون : ما أُبَالِيه بَالَةً ، والأصل بَالِيَةً ، مثل عافاه عافيةً ، حذفوا الياء منها بناءً على قولهم : لم أُبَلْ. وليس من باب الطاعة والجَابَةِ والطاقةِ.

وناسٌ من العرب يقولون : لم أُبَلِهْ ، لا يزيدون على حذف الألف ، كما حذفوا عُلَبِطاً.

وبَلِى الثوبُ يَبْلَى بِلًى بكسر الباء ، فإن فَتْحَتْهَا مَدَدْتَ. قال العجاج :

والمرءُ يُبْلِيهِ بَلَاءَ السِرْبَالْ

كَرُّ الليالى واختلافُ الأَحوالْ

وأَبْلَيْتُ الثوب.

ويقال للمُجِدِّ : أَبْلِ ويُخْلِفَ اللهُ.

وتقول : أَبْلَيْتُ فلاناً يميناً ، إذا طَيَّبْتَ نفسَه بها.

والبَلَاءُ : الاختبارُ ؛ ويكون بالخير والشر.

يقال : أَبْلَاهُ الله بَلَاءً حسناً. وأَبْلَيْتُهُ معروفاً.

قال زهير :

جَزَى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلَا بكم

وأَبْلَاهما خيرَ البَلاءِ الذى يَبْلُو

أى خيرَ الصنيع الذى يَختبِر به عبادَه.

قال الأحمر : يقال : نَزَلَتْ بَلَاءِ على الكفّار ، مثل قَطَامِ ، يحكيه عن العرب.

و (بَلَى) : جوابٌ للتحقيق تُوجِب ما يقال لك ، لأنَّها تَرْكٌ للنفى. وهى حرفٌ لأنها نقيضةُ لا.

قال سيبويه : ليس بَلَى ونَعَمْ اسمَين.


بنا

بَنَى فلان بيتاً من البُنيان.

وبَنَى على أهله بِنَاءً فيهما ، أى زَفَّهَا.

والعامّة تقول : بَنَى بأهله ، وهو خطأ. وكان الأصل فيه أنَّ الداخل بأهله كان يَضرِب عليها قُبَّةً ليلةَ دخوله بها ، فقيل لكلِّ داخل بأهله بانٍ.

وبَنَّى قُصُوراً ، شُدِّدَ للكثرة.

وابْتَنَى داراً وبَنَى بمعنًى.

والبنيانُ : الحائطُ.

وقوسٌ بَانِيَةٌ ، بَنَتْ على وَتَرِهَا ، إذا لَصِقَتْ به حتَّى يكاد ينقطع.

والبَنِيَّةُ على فَعِيلَةٍ : الكعبةُ. يقال : لا وربِّ هذه البَنِيَّةِ ما كان كذا وكذا.

والبُنَى بالضم مقصورٌ مثل البِنَى. يقال : بُنْيَةٌ وبُنًى ، وبِنْيَةٌ وبِنًى بكسر الباء مقصورٌ ، مثل جِزْيَةٍ وجزًى.

وفلان صحيح البِنْيَةِ ، أى الفِطرة.

والمِبْنَاةُ : النِطْعُ. قال النابغة :

على ظَهْرِ مِبْنَاةٍ جديدٍ سُيُورُها

يطوف بها وَسْطَ اللَطِيمَةِ بائِعُ

ويقال هى العَيْبَةُ.

وأَبْنَيْتُ فلاناً ، أى جعلته يَبْنِى بيتاً.

قال الشاعر :

لو وَصَلَ الغيثُ أَبْنَيْنَا امْرَأً

كانت له جُبَّةٌ (١) سَحْقَ بِجَادْ

وفى المثل : «المِعْزَى تُبْهِى ولا تُبْنِى» أى لا تُجْعَلُ منها الأَبْنِيَةُ ، لأنَ أَبْنِيَةَ العرب طِرَافٌ وأَخْبِيَةٌ. فالطِرَافُ من أَدَمٍ ، والخِبَاءُ من صوف أو وبرٍ ، ولا يكون من شَعَرٍ.

[بنو]

والابْنُ أصله بَنَوٌ ، والذاهبُ منه واوٌ كما ذهب من أبٍ وأخٍ ؛ لأنَّكَ تقول فى مؤنثه بنتٌ وأختٌ ، ولم نر هذه الهاءَ تلحق مؤنّثاً إلّا ومذكّره محذوف الواو. يدلُّك على ذلك أخواتٌ وهَنَوَاتٌ فيمن رَدَّ. وتقديره من الفِعْلِ فَعَلٌ بالتحريك ، لأنَّ جَمْعَهُ أبناءٌ مثل جَمَل وأَجْمَالٍ ، ولا يجوز أن يكون فِعْلاً أو فُعْلاً اللذين جمعهما أيضاً أفعالٌ ، مثل جِذْعٍ وقُفْلٍ ، لأنّك تقول فى جمعه بَنُونَ بفتح الباء. ولا يجوز أيضاً أن يكون فَعْلاً ساكن العين ، لأنَّ الباب فى جمعه إنّما هو أَفْعُلٌ مثل كلبٍ وأَكْلُبٍ ، أو فُعُولٌ مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ.

وحكى الفرّاء عن العرب : هذا من أَبْنَاوَاتِ الشِعْبِ ، وهم حَىٌّ من بنى كلب.

__________________

(١) صوابه «أبنيْنَ» كما فى اللسان لأن الضمير للخيل. وفى اللسان أيضاً : «كانت له قبة».


ويقال ابْنٌ بَيِّنُ البُنُوَّةِ. والتصغير بُنَىٌ. قال الفراء : يا بُنَىِ ويا بُنَىَ لغتان ، مثل يا أَبَتِ ويا أَبَتَ.

وتصغير أبْنَاءِ أُبَيْنَاءٌ ، وإن شئت أُبَيْنُونَ على غير مُكَبَّرِه. قال الشاعر (١) :

مَنْ يَكُ لا سَاءَ فقد ساءنِى

تَرْكُ أُبَيْنِيكَ إلى غير رَاعْ

كأنّ واحده ابنٌ مقطوع الألف فصغّره فقال أُبَيْنٌ ، ثم جمعه فقال أُبَيْنُونَ.

والنسبة إلى ابْنٍ بَنَوِىٌ ، وبعضهم يقول ابْنِىٌ. وكذلك إذا نسبت إلى أَبْنَاءِ فارس قلت بَنَوِىٌ. وأمّا قولهم أَبْنَاوِىٌ فإنّما هو منسوب إلى أبناء سعدٍ ، لأنَّه جُعل اسماً للحىّ أو للقبيلة ، كما قالوا مَدايِنِىٌّ حين جعلوه اسماً للبلد. وكذلك إذا نسبتَ إلى بِنْتٍ وإلى بُنَيَّاتِ الطريقِ قلت بَنَوِىٌ ، لأنَّ ألف الوصل عوضٌ من الواو ، فإذا حذفتَها فلا بدَّ من ردّ الواو. وكان يونس يقول بِنْتِىٌ.

ويقال : رأيت بنَاتَكَ بالفتح ، ويجرونه مجرى التاء الأصلية.

وبُنَيَّاتُ الطريق هى الطُرُقُ الصِغار تتشعّب من الجادَّةِ ، وهى التُرَّهاتُ.

والبناتُ : التماثيل الصغار التى تلعب بها الجوارى. وفى حديث عائشة : «كنت ألعبُ مع الجوارى بالبَنَاتِ».

وذُكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال : «كان إحدى بَنَاتِ مساجد الله». كأنَّه جعله حصاةً من حَصَى المسجد.

وبنتُ الأرض : الحصاةُ.

وابنُ الأرض : ضربٌ من البقْل.

وتقول : هذه ابْنَةُ فلانٍ وبنتُ فلانٍ ، بتاء ثابتة فى الوقف والوصل. ولا تقل إبنة لأنّ الألف إنما اجْتُلِبَتْ لسكون الباء ، فإذا حرّكتَها سقطتْ.

والجمع بَنَاتٌ لا غير. وأمَّا قول الشاعرِ يصف رجلا أنَّه لم ينتصر إلّا بصياح :

عِرَارُ الظَلِيمِ اسْتَحْقَبَ الركبُ بَيْضَهُ

ولم يَحْمِ أَنْفاً عند عِرْسٍ ولا ابْنِمِ

فإنّه يريد الابنَ ، والميم زائدةٌ. وهو معرَبٌ من مكانين ؛ تقول : هذا ابْنُمٌ ومررتُ بابْنِمٍ ورأيتُ ابْنَما ، تتبع النونُ الميمَ فى الإعراب ، والألف مكسورةٌ على كلِّ حال. قال حسّان :

ولَدْنَا بَنِى العنقاءِ وابْنَىْ مُحرِّقٍ

فأَكْرِمْ بنا خالا وأَكْرِمْ بنا ابْنَما

وتَبَنَّيْتُ فلاناً ، إذا اتّخذتَه ابْناً.

__________________

(١) السفاح بن بُكير اليربوعى.


بوا

البَوُّ : جِلْدُ الحُوَارِ يُحْشَى ثُماماً فتُعطَف عليه الناقُة إذا مات ولدُها. قال الكميت :

* مَدْرَجَةٌ كالبَوِّ بين الظِئْرَيْنْ*

والرَمادُ بَوُّ الأثافىِّ.

والبَوْبَاةُ : المفازةُ ، مثل المَوْمَاةِ. قال ابن السَرَّاج : أصله مَوْمَوَةٌ على فَعْلَلَةٍ.

والبَوْبَاةُ : موضعٌ بعينه.

بها

البَهَاءُ : الحُسْنُ ، تقول منه : بَهِىَ الرجلُ بالكسر وبَهُوَ أيضاً ، فهو بَهِىٌ.

وبَهِىَ البيتُ أيضاً ، أى تَخَرَّقَ وعُطِّلَ.

وأَبْهَاهُ غيره.

وأَبْهَيْتُ الإناء : فرَّغته. حكاه أبو عبيد.

وبيتٌ بَاهٍ ، أى خالٍ لا شىءَ فيه.

وأمّا البَهَاءُ : الناقةُ التى تَستأنِس بالحالِبِ ، فمن باب الهمز.

والبَهْوُ : البيتُ المقدَّم أمام البيوت.

والمُبَاهاةُ : المفاخَرةُ. وتَبَاهَوْا ، أى تفاخروا.

وقولهم : «المِعْزَى تُبْهِى ولا تُبْنِى» لأنَّها تصعد على الأخبية فتخرِّقها حتّى لا يُقْدَرَ على سكناها ، وهى مع ذلك لا يكون الخِباء من أشعارها ، وإنّما يكون من الصُوف والوبر.

وفى الحديث أنَّه عليه الصلاة والسلام سمع رجلاً حين فُتِحَتْ مكةُ يقول : «أَبْهُوا الخيلَ فقد وضعت الحربُ أوزارَها». فقال عليه الصلاة والسلام : «لا تَزالون تُقاتلون الكفّار حتّى تقاتل بقيّتُكم الدَجّالَ».

قوله : «أَبْهُوا الخيل» ، يعنى عَطِّلُوها من الغزو.

با

الباءُ حرفٌ من حروف المعجم. وأمَّا المكسورة فحرف جرٍّ ، وهى لإلصاق الفعل بالمفعول به ، تقول : مررت بزيدٍ. وجائزٌ أن تكون مع استعانة ، تقول : كتبت بالقلم. وقد تجىء زائدةً كقوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ، وحَسْبُكَ بزيدٍ ، وليس زيد بقائم.

والباء هى الأصل فى حروف القَسَم ، تشتمل على المُظهر والمُضمر. تقول : بالله لقد كان كذا.

وتقول فى المضمر : به لأفعلنّ. قال الشاعر :

أَلَا نادت أُمَامَةُ باحتمالِ

لِتَحْزُنَنِى فلا بِكِ ما أُبالِى

بيا

قولهم : حَيَّاكَ الله وبَيَّاك. معنى حَيَّاكَ مَلَّكَكَ ، وبَيَّاكَ قال الأصمعىُّ : اعْتَمَدَكَ


بالتحية. وقال ابن الأعرابىّ : جاء بك. قال الراجز (١) :

بَاتَتْ تَبَيَّا حوضَها عُكُوفا

مثلَ الصُفُوفِ لَاقَتِ الصُفوفا (٢)

وقال آخر :

* وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفتى تَبَيَّاهْ (٣) *

وقال الآخر :

لَمَّا تَبَيَّيْنَا أَخَا تَميمِ

أَعْطَى عَطَاءَ اللحِزِ اللئيمِ

وهذه الأبيات تحتمل الوجهين جميعاً.

قال الأحمر : بَيَّاكَ معناه بَوَّأَكَ منزلاً ، إلَّا أنّها لما جاءت مع حيّاك تُرِكَتْ همزتها وحُوِّلَتْ واوها ياءً.

قال سَلَمة بن عاصم : حكيتُ للفرّاء قول خلف فقال : ما أحسنَ ما قال.

وفى الحديث أن آدمَ عليه السلام لما قُتلَ ابنه مكثَ مائة سنةٍ لا يضحك ، ثم قيل له : حيّاك الله وبَيَّاكَ ، فقال : وما بَيَّاكَ؟ قيل :أضحكك.

قال أبو عبيد : وبعض الناس يقول إنّه إتْبَاعٌ. قال : وهو عندى على ما جاء تفسيره فى الحديث ، أى ليس بإتباعٍ ، وذلك أنَّ الإتباع لا يكاد يكون بالواو ، وهذا بالواو. قال : وكذلك قول العباس فى زمزم : «إنّى لا أُحِلُّها لمغتسِل ، وهى لشاربٍ حِلٌّ وبِلٌّ». وقولهم : «ما أدرى أَىُّ هَىِّ بن بَىٍ هُوَ» أىْ أىّ الناس هو.

وهَيَّانُ بن بَيَّانَ ، إذا لم يُعْرَفْ هو ولا أبوه.

فصل التّاء

تلا

تِلْوُ الشىء : الذى يَتْلُوهُ.

وتِلْوُ الناقةِ : ولَدُها الذى يتلوها.

والتِلْوَةُ من الغنم : التى تُنتَج قبل الصَفَرِيَّةِ.

والتَلَاءُ : الذِمّة ، ومنه قول زهير :

جِوارٌ شاهدٌ عَدْلٌ عليكم

وسِيَّانِ الكَفَالةُ والتَلَاءُ

والتَلِيَّةُ : بقية الدَيْنِ ، وكذلك التُلَاوَةُ بالضم. يقال : تَلِيتْ لى من حقِّى تَلِيَّةٌ وتُلَاوَةٌ تَتْلَى ، أى بَقِيَتْ لى بقيّةٌ. عن ابن السكيت.

وتَلَوْتُ القرآن تِلَاوَةً. وتَلَوْتُ الرجل أَتْلُوهُ تُلُوًّا ، إذا تَبِعْتَهُ. يقال : ما زلت أَتْلُوهُ

__________________

(١) أبو محمد الفقعسىّ.

(٢) بعده :

وأنت لا تغنين عنى فوقا

(٣) بعده :

منا يزيد وأبو محياء


حتّى أَتْلَيْتُهُ ، أى حتَّى تقدّمته وصار خلفى.

ويقال أيضاً : تَلَوْتُهُ ، إذا خذلتَه وتركتَه. عن أبى عبيد.

والمُتَالِى : الذى يُراسل المغنِّىَ بصوتٍ رفيع.

قال الأخطل :

صَلْتُ الجبينِ كأنَّ رَجْعَ صَهِيلِهِ

زَجْرُ المُحَاوِلِ أو غِنَاءُ مُتالِى

وأَتْلَتِ الناقةُ ، إذا تَلَاهَا ولدُها. ومنه قولهم : لا دَرَيْتَ ولا أَتْلَيْتَ : يدعو عليه بأن لا تُتْلِى إبِلُهُ ، أى لا تكون لها أولادٌ. عن يونس.

وأَتْلَيْتُ حقِّى عنده ، أى أبقيت منه بقيّة.

وأَتْلَاهُ الله أطفالاً ، أى أتبعه أولاداً.

وأَتْلَيْتُهُ ، أى سبقته. وأَتْلَيْتُهُ ، أى أَحَلْتُهُ من الحَوَالَةِ.

وأَتْلَيْتُهُ ذِمّةً ، أى أعطيته إيّاها.

قال أبو زيد : تَلَّى الرجلُ بالتشديد ، إذا كان بآخر رمقٍ.

وتَتَلَّيْتُ حَقِّى ، إذا تَتَبَّعْتَهُ حتّى استوفيته.

وجاءت الخيل تَتَالِياً ، أى متتابعة.

توي

التَوُّ : الفردُ. وفى الحديث : «الطّوَافُ تَوٌّ ، والسعىُ تَوٌّ ، والاستجمارُ تَوٌّ».

ووَجَّهَ فلانٌ من خيله بألفٍ تَوٍّ ، يعنى بألف رجلٍ ، أى بألف واحد.

وجاء الرجل تَوًّا ، إذا جاء وحدَه.

والتَوَى مقصورٌ : هلاكُ المال. يقال : تَوِىَ المالُ بالكسر يَتْوَى تَوًى ، وأَتْوَاهُ غيره. وهذا مالٌ تَوٍ على فَعِلٍ.

فصل الثّاء

ثأى

الكسائى : ثَئِىَ الخَرْزُ يَثْأَى. وأَثْأَيْتَهُ أنا ، إذا خَرَمْتَهُ.

والثَأَىُ : الخَرْمُ والفتقُ. قال جرير :

هو الوَافِدَ الميمونُ والراتِقُ الثَأَى

إذا النَعلُ يوماً بالعشيرة زَلّتِ

وأَثْأَيْتُ فى القوم : جَرَّحْتُ فيهم. قال الشاعر :

يَا لَكَ من عَيْشٍ ومن إثْآءِ (١)

يُعْقِبُ بالقتل وبالسِبَاءِ

ثبا

الأصمعى : ثَبَّيْتُ على الشىء تَثْبِيَةً ، أى دُمْتُ عليه.

__________________

(١) فى اللسان :

يالك من غيث ومن إثاء


قال أبو عمرو : التَثْبِيَةُ : الثناء على الرجل فى حياته. وأنشدا جميعاً بيتَ لبيد :

يُثَبِّى ثَنَاءً من كريمٍ وقولُهُ

أَلَا انْعَمْ على حُسْنِ التحيةِ واشْرَبِ (١)

والثُبَةُ : الجماعةُ : وأصلها ثُبَىٌ ، والجمع ثُبَاتٍ وثُبُونَ وثِبُونَ وأَثَابِىُ. قال الراجز (٢) :

* دُونَ أَثَابِىَ من الخيل زُمَرْ (٣) *

والثُبَةُ أيضاً : وسط الحوض الذى يَثُوب إليه الماء ، والهاء هاهنا عوض من الواو الذاهبة من وسطه لأنَّ أصله ثُوَبٌ ، كما قالوا أقام إقامةً وأصله إقْوَاماً ، فعوضوا الهاء من الواو الذاهبة من عين الفعل.

ثدا

الثَدْىُ يذكَّر ويؤنّث ، وهو للمرأة والرجل أيضاً ، والجمع أَثْدٍ وثُدِىٌ على فُعُولٍ ، وثِدِىّ أيضاً بكسر الثاء إتباعاً لما بعدها من الكسر.

وامرأةٌ ثَدْيَاءُ : عظيمةُ الثديين ، ولا يقال رجلٌ أَثْدَى.

والثُدَّاءُ ، مثال المُكَّاءِ : نبتٌ.

وذو الثُدَيَّةِ : لقبُ رجلٍ اسمه ثُرْمُلَةُ ، فمن قال فى الثَدْىِ إنّه مذكر يقول إنّما أدخلوا الهاء فى التصغير لأنَّ معناه اليد ، وذلك أن يدَه كانت قصيرة مقدارَ الثَدْىِ ، يدلُّ على ذلك أنَّهم يقولون فيه : ذو اليُدَيّةِ ، وذو الثُدَيّةِ جميعا.

قال ثعلب : الثَنْدُوَةُ بفتح أولها غير مهموز ، مثال التَرْقُوَة والعَرْقُوَة ، على فَعْلُوَة ، وهى مَغْرِزُ الثَدْىِ. فإذا ضممتَ همزتَ وهى فُعْلُلَةٍ.

قال أبو عبيدة : وكان رؤبة يَهمِز الثُنْدُؤَةَ وسِئَةَ القوسِ. قال : والعرب لا تهمز واحداً منهما.

ثرا

الثَرَى : التراب الندىّ. وأرضٌ ثَرْيَاءُ : ذاتُ نَدًى.

ويقال التقى الثَرَيَانِ ، وذلك أن يجىء المطر فيرسَخ فى الأرض حتَّى يلتقى هو ونَدَى الأرض.

__________________

(١) بعده يصف شراباً :

فهما يغض منه فإن ضمانه

على طيب الأردان غير مسبب

جميل الأسىى فيما أتى الدهر دونه

كريم النثا حلو الشمائل معجب

(٢) هو حميد الأرقط.

(٣) الرجز :

كأنه يوم الرهان المحتضر

وقد بدا أول شخص ينتظر

دون أثابى من الخيل زمر

ضار غدا ينقض صئبان المدر

ويروى : صيبان المطر، أى بَازٍ ضارٍ.


وأمَّا قول طفيل (١) :

يُذَدْنَ ذِيَادَ الخَامِسَاتِ وقد بَدَا

ثَرَى الماء من أَعْطَافِهَا المُتَحَلِّبِ

فإنَّه يريد العَرَقَ.

قال الأصمعىّ : العرب تقول : «شَهْرٌ ثَرَى ، وشهرٌ تَرَى ، وشهرٌ مَرْعَى» أى تُمطِر أوّلاً ثم يطلُع النبات فتراه ، ثمّ يطول فترعاه النَعَمُ.

والثَرَاءُ : كثرةُ المال. قال علقمة بن عَبَدة يصف النساء :

يُرِدْنَ ثَرَاءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَهُ

وشَرْخُ الشبابِ عندهنّ عجيبُ

والمالُ الثَرِىُ ، على فَعِيلِ ، هو الكثير ، ومنه رجلٌ ثَرْوَانُ وامرأةٌ ثَرْوَى ، وتصغيرها ثُرَيَّا.

وثُرَيَّا : اسمُ امرأةٍ من أميَّةَ الصُغرى شبّب بها عمر بن أبى ربيعة.

والثُرَيَّا : النجمُ.

والثَرْوَةُ : كثرةُ العدد. قال ابن السكيت : يقال إنه لذو ثَرْوَةٍ وذو ثَرَاءٍ ، يراد به : إنّه لذو عَدَدٍ وكثرةِ مال. قال ابن مُقْبل :

وثَرْوَةٌ من رجالٍ (٢) لو رأيتَهم

لقلتَ إحدى حِرَاجِ الجَرِّ من أُقُرِ

ويقال : هذا مَثْرَاةٌ للمال ، أى مَكْثَرَةٌ.

وثَرِيتُ بك ، بكسر الراء ، أى كَثُرْتُ بك. ويقال : ثَرِيتُ بفلانٍ فأناثَرٍ به ، أى غنىٌّ عن الناس.

وقال ابن السكيت : ثَرِىَ بذلك يَثْرَى ، إذا فرِح به وسُرَّ.

الأصمعى : ثَرَا القومُ يَثْرُونَ ، إذا كَثُرُوا ونَمَوْا. وثَرَا المالُ نفسُه يَثْرُو ، إذا كَثُرَ.

وقال أبو عمرو : ثَرَا الله القومَ : كَثَّرَهُمْ.

وثَرَوْنَا القومَ ، أى كنّا أكثر منهم. وأَثْرَى الرجلُ ، إذا كَثُرَتْ أموالُه. قال الكميت يمدح بنى أمية :

لَكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورَانِ والحَصَى

لَكُمْ قِبْصُهُ من بين أَثْرَى وأَقْتَرَا

أراد من بينِ مَن أَثْرَى ومن أقتر ، أى من بين مُثْرٍ ومُقْتِرٍ.

وأَثْرَتِ الأرضُ : كَثُرَ ثَرَاهَا. وأَثْرَى المطرُ : بَلَ الثَرَى.

__________________

(١) الغنوىّ.

(٢) ويروى : وثورة من رجال. وبعده : إلى كراكر بالأمصار والحضر


وقولهم : ما بينى وبينك مُثْرٍ ، أى إنه لم ينقطع ؛ وهو مَثَلٌ ، كأنه قال : لم ييبس الثَرَى بينى وبينك ، كما

قال عليه السلام : «بُلوُّا أرحامكم ولو بالسَلام».

قال جرير :

فلا تُوبِسُوا بينى وبينكم الثَرَى

فإنّ الذى بينى وبينكم مُثْرِى

وثَرَّيْتُ الموضع تَثْرِيَةً ، أى رَشَشْتُهُ.

وثَرَّيْتُ السَويقَ أيضاً : بَلَلْتُهُ.

وأبو ثَرْوَانَ : كنيةُ رجلٍ من رُواة الشعر.

ثغا

الثُغَاءُ : صوتُ الشاءِ والمَعْزِ وما شاكلهما.

والثَاغِيَةُ : الشاةُ ، وقد ثَغَتْ تَثْغُو ثُغَاءً ، أى صاحت. يقال : «ما له ثَاغِيَةٌ ولا راغيةٌ».

فالثَاغِيَةُ : الشاةُ ، والراغيةُ : البعيرُ.

وما بالدار ثَاغٍ ولا راغٍ ، أى أحدٌ.

ثفى

الأُثْفِيَّةُ للقِدْر تقديرُها أُفْعُولَةٌ ، والجمع الأثَافِىُ ، وإن شئت خففت.

وقولهم : بَقِيَتْ من بنى فلان أُثْفِيَّةٌ خَشْنَاءُ ، أى بقى منهم عددٌ كثير.

والمُثَفَّاةُ : المرأة التى لزوجها امرأتان سواها ، شُبِّهَتْ بأَثَافِىِ القِدْرِ. والمُثَفَّاةُ أيضاً : سِمةٌ كالأَثَافِىِ.

والمُثَفِّيَةُ : التى مات لها ثلاثة أزواج ، والرجل مُثَفٍ. وثَفَّيْتُ القِدْرَ تَثْفِيَةً ، أى وضعتُها على الأَثَافِىِ. وأَثْفَيْتُ لها ، أى جعلت لها أَثَافِىَ. قال الراجز (١) :

* وصالِيَاتٍ ككما يُؤَثْفَيْن (٢) *

أراد يُثْفَيْنَ ، فأخرجه على الأصل.

ثنى

الثِنَايَةُ : حبلٌ من شعر أو صوف.

قال الراجز :

* والحَجَرَ الأَخْشَنَ والثِنَايَهْ (٣) *

وأما الثِنَاءُ ممدودٌ فعِقَالُ البعير ونحوِ ذلك من حبلٍ مَثْنِىٍ. وكلُّ واحدٍ من ثِنْيَيْهِ فهو ثِنَاءٌ

__________________

(١) هو خِطَامٌ المُجَاشِعِى.

(٢) قبله :

لم يبق من آي بها يحلين

غير حطام ورماد كنفين

(٣) قبله :

أنا سحيم ومعى مدرايه

أعددتها لغيك ذى الدواية

والحجر الأخشن والثنايه

والدواية بضم الدال وكسرها ، كالطرامة فى الأسنان.


لو أُفْرِدَ. تقول : عقلتُ البعير بِثِنَايَيْنِ ، إذا عقلْتَ يديه جميعاً بحبلٍ أو بطرَفَىْ حبلٍ. وإنَّما لم يهمز لأنّه لفظٌ جاء مثنًّى لا يُفْرَدُ واحدُه فيقال ثِنَاءٌ ، فتُرِكَتِ الياءُ على الأصل ، كما فعلوا فى مِذْرَوَيْنِ ، لأنَّ أصل الهمزة فى ثِنَاءٍ لو أُفْرِدَ ياءٌ ، لأنَّه من ثَنَيْتُ ، ولو أفرد واحده لقيل ثِنَاءانِ كما تقول : كِساءانِ ورِدَاءان.

والثِنْىُ : واحد أَثْنَاءِ الشىءِ ، أى تضاعيفه.

تقول : أنفذْتُ كذا فى ثِنْىِ كتابى ، أى فى طيِّه.

قال أبو عبيد : والثِنْىُ من الوادى والجبلِ : منعطَفُه. وثِنْىُ الحبلِ : ما ثَنَيْتَ. قال طَرَفة :

لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى

لَكا لِطوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ باليَدِ

والثِنْىُ أيضاً من النوق : التى وضعتْ بَطْنَيْنِ. وثِنْيُها : ولدها ، وكذلك المرأة. ولا يقال ثِلْثٌ ولا فوقَ ذلك.

والثِنَى مقصورٌ : الأمر يعاد مرَّتينِ. وفى الحديث : «لا ثِنَى فى الصدَقة» أى لا تُؤخذ فى السنة مرَّتين. قال الشاعر (١) :

أَفِى جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعْتَنِى مَلَامَةً

لَعَمْرِى لقد كانت مَلَامَتُها ثِنَى

والثُنْيَا بالضم : الاسمُ من الاسْتِثْنَاءِ ، وكذلك الثَنْوَى بالفتح.

ويقال : جاءوا مَثْنَى مَثْنَى ، أى اثنين اثنين ، ومَثْنَى وثُنَاءَ غير مصروفين ، لِمَا قلناه فى ثلاثٍ من باب الثاء.

وقال أبو عبيدة : مَثْنَى الأَيَادِى ، هى الأنصباء التى كانت تَفْضُلُ من الجَزُورِ فى الميسرِ ، فكان الرجلُ الجواد يشتريها فيعطيها الأَبْرَامَ.

وقال أبو عمرو : مَثْنَى الأَيَادِى : أن يأخذ القِسْمَ مرّةً بعد مرّةٍ. قال النابغة :

أَنِّى أُتَمِّمُ أَيْسَارِى وأَمْنَحُهُمْ

مَثْنَى الأَيَادِى وأَكْسُو الْجَفْنَةَ الأُدُمَا (٢)

وفى الحديث : «من أشراط الساعة أن توضَع الأخيارُ وترفع الأشرارُ ، وأن تُقْرَأَ المَثْنَاةُ على رءوس الناس فلا تُغَيَّرُ» ، يقال هى التى تُسَمَّى بالفارسية دُوبَيْتِى ، وهو الغِنَاءُ. وكان أبو عبيدٍ يذهب فى تأويله إلى غير هذا.

وثَنَيْتُ الشىء ثَنْياً : عطفتَه.

__________________

(١) أوس بن حجر.

(٢) قبله :

نبک ذو عرضهم عنى وعالمهم

وليس جاهل أمر مثل من علما


وثَنَاهُ ، أى كَفَّهُ. يقال : جاء ثَانِياً من عنانه.

وثَنَيْتُهُ أيضاً : صرفته عن حاجته ، وكذلك إذا صرتَ له ثانياً.

وثَنَّيْتُهُ تَثْنِيَةً ، أى جَعلتُه اثنين.

والثُنْيَانُ بالضم : الذى يكون دون السَيِّدِ فى المرتبة ؛ والجمع ثِنْيَةٌ. قال الأعشى :

طويلُ اليدين رَهْطُهُ غيرُ ثِنْيَةٍ

أَشَمُّ كريمٌ جَارُهُ لا يُرَهَّقُ

وفلان ثِنْيَةُ أهلِ بيته ، أى أرذلُهم.

والثُنْىُ والثِنْىُ ، بضم الثاء وكسرها ، مثل الثُنْيَانِ. قال أوس بن مَغْرَاءَ :

تَرَى ثِنَاناً إذا ما جاء بَدْءَهمُ (١)

وبَدْؤُهُمْ إنْ أَتَانَا كان ثُنْيَانا

ورواه اليزيدىّ : «... ثُنْيَانُنَا إن أتاهم».

والثَنِيَّةُ : واحدة الثَنَايَا من السِنِّ.

والثَنِيَّةُ : طريق العقبة ، ومنه قولهم : فلانٌ طَلَّاعُ الثَنَايا ، إذا كان سامياً لمعالى الأمور ، كما يقال طَلَّاعُ أَنْجُدٍ.

والثَنِىُ : الذى يلقى ثَنِيَّتَهُ ، ويكون ذلك فى الظِلف والحافر فى السنة الثالثة ، وفى الخُفِّ فى السنة السادسة. والجمع ثُنْيَانٌ وثِنَاءٌ ، والأنثى ثَنِيَّةٌ ، والجمع ثَنِيَّاتٌ.

واثنان من عدد المذكّر واثنتان للمؤنّث ، وفى المؤنّث لغة أخرى : ثِنْتَانِ بحذف الألف.

ولو جاز أن يُفْرَدَ لكان واحده اثن واثْنَة ، مثل ابنٍ وابْنَةٍ.

وأَلِفُهُ ألفُ وصلٍ. وقد قطعها الشاعر على التوهُّم فقال :

أَلَا لا أَرَى إثْنَيْنِ أَحْسَنَ شيمةً

على حَدَثَانِ الدهر مِنِّى ومن جَمَلْ

وقال قيس بن الخطيم :

إذا جاوز الإثنينِ سِرٌّ فإنَّه

بِنَثٍّ وتكثيرِ الوُشَاةِ قَمِينُ

ويومُ الاثْنَيْنِ لا يُثَنَّى ولا يجمع ، لأنَّه مثنى ؛ فإنْ أحببت أن تجمعَه كأنَّه صفة للواحد قلت أَثَانِينُ.

وقولهم : هذا ثَانِى اثْنَيْنِ ، أى هو أحد الاثنين. وكذلك ثالثُ ثلاثةٍ مضاف ، إلى العشرة ، ولا ينوَّن. فإن اختلفا فأنت بالخيار :

إن شئت أضفْتَ ، وإن شئت نوّنتَ وقلت هذا ثَانِى واحدٍ وثانٍ واحداً. المعنى : هذا ثَنَّى واحداً.

وكذلك ثالث اثنين على ما فسَّرناه فى باب الثاء.

والعدد منصوب ما بين أحدَ عشرَ إلى تسعة عشر ،

__________________

(١) فى المطبوعة : «بدؤهم» محرف. والبَدْءُ : السَيِّدُ دون السيِّد.


فى الرفع والنصب والخفض ، إلّا اثنى عشر فإنّك تُعربه على هجاءين.

وتقول للمؤنث : اثْنَتَانِ وإن شئت ثِنْتَانِ ؛ لأنّ الألف إنَّما اجْتُلِبَتْ لسكون الثاء ، فلما تحركتْ سقطتْ.

ولو سُمِّىَ رجلٌ باثْنَيْنِ أو باثْنَى عَشَرَ لقلت فى النسبة إليه ثَنَوِىٌ ، فى قول من قال فى ابن بَنَوِىٌّ ، واثْنِىٌ فى قول من قال ابْنِىٌّ.

وأمَّا قول الراجز :

كَأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَدَلْدُلِ

ظَرْفُ عجوزٍ فيه ثِنْتَا حَنْظَلِ

فأراد أن يقول : فيه حنظلتان فلم يمكنْه ، فأخرج الاثنين مُخْرَجَ سائر الأعداد للضرورة ، وأضافه إلى ما بعده ، وأراد ثِنْتَانِ من حنظلٍ ، كما يقال ثلاثة دراهم وأربعة دراهم. وكان حقُّه فى الأصل أن يقال اثْنَا دراهمَ واثْنَتَا نسوةٍ ، إلّا أنَّهم اقتصروا بقولهم درهمان وامرأتان عن إضافتهما إلى ما بعدهما.

وانْثَنَى ، أى انعطف. وكذلك اثْنَوْنَى ، على افْعَوْعَلَ.

وأَثْنَى عليه خيراً ، والاسم الثَنَاءُ.

وأثْنَى ، أى ألقَى ثَنِيَّتَهُ.

وتَثَنَّى فى مشيته : تأوَّد.

والمَثَانِى من القرآن : ما كان أقلَّ من المائتين. وتسمَّى فاتحة الكتاب مَثَانِىَ لأنّها تُثَنّى فى كلِّ ركعة. ويسمَّى جميعُ القرآن مَثَانِىَ أيضاً لاقتران آية الرحمة بآية العذاب.

ثوى

ثَوَى بالمكان : أقام به ، يَثْوِى ثَوَاءَ وثُوِيًّا ، مثل مَضَى يَمْضِى مَضَاءً ومُضِيًّا.

يقال : ثَوَيْتُ البصرة ، وثَوَيْتُ بالبصرة.

وأَثْوَيْتُ بالمكان لغةٌ فى ثَوَيْتُ. قال الأعشى :

أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَهُ لِيُزَوَّدا

فمَضَتْ وأَخْلَفَ من قُتَيْلَةَ مَوعِدا

وأَثْوَيْتُ غيرى يتعدَّى ولا يتعدَّى. وثَوَّيْتُ غيرى تَثْوِيَةً.

والثَوِىُ ، على فَعِيلٍ : الضيفُ.

وأبو مَثْوَى الرجُل : صاحبُ منزله.

قال أبو زيد : الثَوِيّةُ : مأوَى الغنم. قال : وكذلك الثَايَةُ غير مهموز. قال : والثايَةُ أيضاً : حجارةٌ تُرفَع فتكون عَلَماً بالليل للراعى إذا رجَع.

قال ابن السكيت : هذه ثَايَةُ الغنم وثَايَةُ الإبل ، أى مأواها وهى عازبةٌ ، أو مأواها حول البيوت.

والثُوَيّةُ (١) : اسمُ موضع.

__________________

(١) بهيئة التصغير. ويقال أيضاً ثوية كغنية.


فصل الجيم

جأى

جَأَى عليه جَأْياً ، أى عضّ.

والجُؤْوَةُ ، مثال الجُعْوَةِ : لونٌ من ألوان الخيل والإبل ، وهى حُمْرَةٌ تضرب إلى السواد.

يقال : فرسٌ أَجْأَى ، والأنثى جَأْوَاءُ. وقد جَئِىَ الفرسُ يَجْأَى.

وكتيبةٌ جَأْوَاءُ بيِّنة الجَأَى ، وهى التى يعلُوها لونُ السَواد لكثرة الدُروع.

وقولهم : «أحمق لا يَجْأَى مَرْغَهُ» أى لا يَحبس لُعَابَهُ.

وسِقَاءٌ لا يَجْأَى شيئاً ، أى لا يمسكه.

والجِئَاوَةُ ، مثال الجِعَاوَةِ : وعاءُ القِدْرِ ، أو شىءٌ توضع عليه من جلدٍ أو خَصَفَةٍ ؛ وجمعها جِئاءُ ، مثل جراحةٍ وجراحٍ. هذا قول الأصمعىّ.

وكان أبو عمرو يقول : الجِيَاءُ والجِوَاءُ ، يعنى بذلك الوِعاءَ أيضاً. والأحمر مثله. وفى حديث علىٍّ عليه السلام : «لَأَنْ أَطّلِىَ بِجِوَاءِ قِدْرٍ أحبُّ إلىَّ من أن أَطَّلِىَ بالزعفران».

وأمّا الخِرْقةُ التى تُنْزَلُ بها القِدْرُ عن الأثافىّ فهى الجِعَالُ.

جبا

الجَبَا بالفتح مقصورٌ : نَثِيلَةُ البئرِ ، وهى ترابها الذى حولها تَراه من بعيد. ومنه امرأةٌ جَبْأَى على فَعْلَى ، مثال وَحْمَى ، إذا كانت قائمةَ الثَديين.

والجِبَى بالكسر مقصوراً : الماءُ المجموع فى الحوض للإبل ، وكذلك الجِبْوَةُ والجِبَاوَةُ.

قال الكسائى : جَبَيْتُ الماء فى الحوض وجَبَوْتُهُ ، أى جَمَعْتُهُ.

والجَابِيَةُ : الحوضُ الذى يُجْبَى فيه الماء للإبل. قال الأعشى :

* كَجَابِيَةِ الشيخِ العِرَاقِىّ تَفْهَقُ (١) *

والجمع الجَوَابِى : ومنه قوله تعالى : (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ).

والجَابِيَةُ : مدينةٌ بالشأم.

وجَبَيْتُ الخَرَاجَ جِبَايَةً ، وجَبَوْتُهُ جِبَاوَةً ، ولا يهمز وأصله الهمز.

والإجباءُ : بيع الزرع قبل أن يبدوَ صلاحُه.

وفى الحديث : «مَنْ أَجْبَى فقد أَرْبَى» ، وأصله الهمز.

والتَجْبِيَةُ : أن يقوم الإنسانُ قيامَ الراكع.

__________________

(١) صدره :

تروح على آل الملحق جفنه

ويروى : «كجابية السَيْح» ، وهو الماء الجارى.

والجمع الجوابى.


وفى حديث ابن مسعود فى ذكر القيامة حين يُنفَخُ فى الصور ، قال : «فيقومون فيُجَبُّونَ تَجْبِيَةَ رجلٍ واحدٍ قياماً لربِّ العالمين».

قال أبو عبيد : التَجْبِيَةُ تكون فى حاليْن : أحدهما أن يضعَ يديه على ركبتيه وهو قائم ، والآخر أن ينكبَّ على وجهه باركاً ، وهو السجود.

واجْتَبَاهُ ، أى اصطفاه.

جثا

الجُثْوَةُ والجَثْوَةُ والجِثْوَةُ ، ثلاث لغات : الحجارةُ المجموعةُ.

وجُثَى الحَرَمِ بالضم ، وجِثَى الحَرَمِ أيضاً بالكسر : ما اجتمع فيه من حِجارة الجمار.

وجَثَا على ركبتيه يَجْثُو ويَجْثِى جُثِياًّ وجُثُوًّا ، على فُعُولٍ فيهما. وأَجْثَاهُ غيره.

وقومٌ جُثِىٌ أيضاً ، مثل جلس جلوساً وقومٌ جلوسٌ. ومنه قوله تعالى : (وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جُثِيًّا) وجِثِيًّا أيضاً بكسر الجيم لما بعدها من الكسر.

وجاثَيْتُهُ ركبتى إلى ركبته. وثَجَاثُوْا على الرُكب.

وسورة الجاثِيَةِ : التى تلى الدُخَان.

جحا

اجْتَحَاهُ : قلبُ اجْتَاحَهُ.

وجَحْوَانُ : اسمُ رجلٍ من بنى أسد. وقال :

فَقَبْلِىَ ماتَ الخالِدانِ كِلاهُما

عَمِيدُ بَنِى جَحْوانَ وابنُ المُضَلَّلِ

وجُحَا : اسمُ رجل. قال الأخفش : لا ينصرف ، لأنّه مثل عُمَرَ.

جخى

التَجْخِيَةُ : المَيْلُ ؛ ومنه قول حذيفة : «كالكُوز مَجْخِيًّا» أى مائلاً ، لأنَّه إذا مال انصبّ ما فيه. وأنشد أبو عبيدة :

* كَفَى سوأةً أنْ لا تزالَ مُجَخِّياً (١) *

وجَخَّى الشيخ أيضاً : انحنى. قال الراجز :

* لا خير فى الشيخ إذا ما جَخَّى (٢) *

__________________

(١) عجزه :

إلى سواة وفراء في استك عودها

(٢) بعده :

وحال غرب عينه ولخسا

وكان أكلا قاعدا وشا

تحت رواق البيت يغشى الدخا

وانثنت الرجل فصارت فخا

وصار وصل الغانيات أخا


ويروى : «اجْلَخَّا». وفى الحديث أنّه عليه السلام : «جَخَّى فى سجوده» ، أى خَوَّى ومدّ ضَبْعَيْهِ وتجافَى عن الأرض.

جدى

الجَدْيَةُ ، بتسكين الدال : شىءٌ محشوٌّ يُجْعَلُ. تحت دَفّتَىِ السرج والرحْل ، وهما جَدْيَتَانِ ، والجمع جَدًى وجَدَيَاتٌ بالتحريك.

وكذلك الجَدِيّةُ على فَعِيلَةٍ ، والجمع الجَدَايَا.

ولا تقل جَدِيدَةٌ. والعامّة تقولها.

والجَدِيَّةُ أيضاً : طريقة الدم ، والجمع الجَدَايَا. وقال أبو زيد : الجَدِيَّةُ من الدم : ما لزِق بالجسد. والبصيرةُ : ما كان على الأرض.

والجَدْىُ من ولد المعز. وثلاثة أَجْدٍ ، فإذا كثُرتْ فهى الجِدَاءُ ، ولا تقل الجَدَايَا ولا الجِدْىُ بكسر الجيم.

والجَدْىُ : برجٌ فى السَماء. والجَدْىُ : نجمٌ إلى جَنْب القطب تُعرف به القِبلةُ.

ومطَرٌ جَدًى مقصورٌ ، أى عامٌّ. يقال : اللهمَّ اسقِنا غيثاً غَدَقاً ، وجَدًى طَبَقاً.

ويقال أيضاً : جَدَا الدهرِ ، أى يَدَ الدهرِ ، أى أبداً.

والجَدَا ، بالقصرِ أيضاً : الجَدْوَى ، وهُمَا العَطِيَّةُ.

وفلان قليل الجَدَاءِ عنك بالمدّ ، أى قليل الغَنَاء والنفع.

والجِدَايَةُ والجَدَايَةُ : الغَزالةُ. قال الأصمعى : هو بمنزلة العَنَاقِ من الغنم. قال الراجز (١) :

تُرِيحُ بَعْدَ النَفَسِ المَحْفُوزِ (٢)

إراحةَ الجَدَايَةِ النَفُوزِ

وجَدَوْتُهُ واجْتَدَيْتُهُ واسْتَجْدَيْتُهُ بمعنًى ، إذا طلبتَ جَدْوَاهُ. قال أبو النجم :

جئنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكا

من نَائِلِ اللهِ الذى يُعْطِيكا

والجادِى : السائلُ العافِى.

وأَجْدَاهُ ، أى أعطاه الجَدْوَى. وأَجْدَى أيضاً ، أى أصاب الجَدْوَى. وما يُجْدِى عنك هذا ، أى ما يُغْنِى.

__________________

(١) جِرانُ العَوْد.

(٢) قبله :

اني صبحت حمل بن كوز

علالة من وكرى أبوز

فى اللسان : «لقد صَبَحْتُ».

والوَكَرَى : ضربٌ من العَدْوِ. والعُلَالَةُ : شىء يجىء بعد شىء. وأبُوزٌ : وَثّابةٌ. مَحْفُوزُ : مدفوع. والنفوز : الوثوب.


جذى

الجَذْوَةُ والجُذْوَةُ والجِذْوَةُ : الجمرةُ الملتهبة ، والجمع جِذًى وجُذًى وجَذًى.

قال مجاهدٌ فى قوله تعالى : (أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ) أى قطعة من الجمر. قال : وهى بلغة جميع العرب.

وقال أبو عبيدة : الجِذْوَةُ مثل الجِذْمَةِ ، وهى القطعة الغليظة من الخشب ، كانَ فى طرفها نارٌ أو لم يكنْ. قال ابن مُقْبل :

باتت حَوَاطِبُ لَيْلَى يلتمسنَ لها

جَزْلَ الجِذَى غير خَوَّارٍ ولا دَعِرِ

والجَاذِى : المُقْعِى منتصبَ القدمين وهو على أطراف أصابعه. قال النُعمان بن عَدِىّ بن نَضْلَةَ :

إذا شئتُ غَنَّتْنِى دهاقينُ قريةٍ

وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو على حرف مَنْسِمِ (١)

والجمع جِذَاءٌ ، مثل نائم ونيام. قال الشاعر :

* وَحَوْلِىَ أعداءٌ جِذَاءٌ خُصُومُها (٢) *

وقال أبو عمرو : جَذَا وجَثَا لغتان بمعنًى.

قال : والجاذِى : القائمُ على أطراف الأصابع.

وأنشد لأبى دُوَاد (٣) :

جاذِياتٍ على السنابك قد أَنْ

حَلَهُنَّ الإسراجُ والإلجامُ

وقال ابن الأعرابى : الجاذِى على قدميه ، والجاثِى على ركبتيه.

وأَجْذَى وجَذَا بمعنًى ، إذا ثبت قائماً. وفى الحديث : «مثل الأرْزة المُجْذِيَةِ على الأرض» أى الثابتة. وكلُّ مَن ثبتَ على شىء فقد جَذَا عليه. قال الراجز :

لم يُبْقِ منها سَبَلُ الرَذَاذِ

غير أَثَافِى مِرْجلٍ جواذِى

والتَجَاذِى فى إشالة الحجر ، مثل التَجَاثِى.

__________________

(١) جعل للإنسان مَنْسِماً على الاتساع ، وإنما المَنْسِمُ للجَمَل.

(٢) صدره :

أعان غريب أم أمير بأرضها

وقبله :

فمن مبلغ الحسناء أن خليلها

بميسان يسقى في قلال وحنتم

وبعده :

فإن كنت ندما فببالا كبر اسقنى

ولا تسقني بالأصفر المنثلم

لعل أمير المؤمنين يسوءه

تنادمنا في الجوسق المتهدم

(٣) يصف الخيل.


ورجلٌ جاذٍ ، أى قصير الباع. وامرأةٌ جَاذِيَةٌ.

قال الشاعر (١) :

إنَّ الخلافةَ لم تكن مقصورةً

أبداً على جاذِى اليدين مُبَخَّلِ (٢)

أبو عمرو : المُجْذَوْذِى : الذى يلازم الرَحْلَ والمنزلَ لا يُفارقه. وأنشد (٣) :

ألستَ بمُجْذَوْذٍ على الرَحْلِ دائبٍ

فمالكَ إلَّا ما رُزِقْتَ نَصِيبُ

قال الكسائىّ : إذا حَمَل الفصيلُ فى سنامه شحماً قيل : أَجْذَى ، فهو مُجْذٍ.

جرى

جَرَى الماء وغيره جَرْياً وجَرَيَاناً ، وأَجْرَيْتُهُ أنا. يقال : ما أشدّ جِرْيَةَ هذا الماء ، بالكسر.

وقوله تعالى : (بسم الله مُجْرَاهَا ومُرْسَاهَا) هما مصدران من أَجْرَيْتُ السفينةَ وأَرْسَيْتُ.

و (مَجْرَاهَا ومَرْسَاهَا) بالفتح ، من جَرَتِ السفينة ورَسَتْ.

وقول لبيد :

وغَنِيتُ سَبْتاً قبل مُجْرَى داحِسٍ

لو كان للنَفْسِ اللجوجِ خُلُودُ

ء: «مَجْرَى دَاحِسٍ» كذلك.

والجِرَايَةُ : الجارِى من الوظائف.

والجِرْوُ والجُرْوُ والجَرْوُ : ولد الكلب والسباع ، والجمع أَجْرٍ ، وأصله أَجْرُوٌ على أَفْعُلٍ ، وجِرَاءٌ. وجمع الجِرَاءِ أَجْرِيَةٌ.

والجِرْوُ والجِرْوَةُ : الصغير من القِثّاء. وفى الحديث : «أَتِىَ النبى صلى الله عليه وسلم بأَجْرٍ زُغْبٍ». وكذلك جَرْوُ الحنظل والرمّان.

وبَنُو جِرْوَةَ : بطنٌ من العرب.

وكان ربيعة بن عبد العُزّى بن عبد شمس بن عبد مَناف يقال له جِرْوُ البطحاء.

وألْقى فلانٌ جِرْوَتَهُ ، إذا صَبَر على الأمر.

وقولهم : ضرب عليه جِرْوَتَهُ ، أى وطّن عليه نفسَه.

وكلبةٌ مُجْرٍ ومُجْرِيَةٌ ، أى معها جِراؤُها ، قال الجُمَيْحُ الأسَدىّ :

أَمَّا إذا حَرَدَتْ حَرْدِى فَمُجْرِيةٌ

ضَبْطَاءُ تَسْكُنُ غِيلاً غيرَ مقروبِ

وجَارِيَةٌ بيِّنة الجَرَايَةِ بالفتح ، والجَرَاءِ والجِرَاءِ. قال الأعشى :

__________________

(١) هو سهم بن حنظلة ، أحد بنى ضُبَيعة بن غنىّ بن أَعْصُر.

(٢) فى اللسان : «مُجَذَّر» يريد ، قصيرهما.

(٣) لأبى الغريب النَصرِىّ.


والبِيض (١) قد عَنَسَتْ وطال جِرَاؤُها

ونَشَأْنَ فى قِنٍ (٢) وفى أَذوادِ

يروى بفتح الجيم وكسرها.

وقولهم : كان ذلك فى أيام جَرَائِها ، بالفتح ، أى صباها.

والجارِيةُ : الشمسُ. والجارِيةُ : السفينةُ.

وجَارَاهُ مُجَارَاةً وجِرَاءً ، أى جَرَى معه.

وجَارَاهُ فى الحديث ، وتَجَارَوا فيه.

والجَرِىُ : الوكيلُ والرسولُ. يقال. جَرِىٌ بيِّن الجَرَايَةِ والجِرَايَةِ ؛ والجمع أَجْرِيَاءُ.

وأمَّا الجَرِىء المقدامُ ، فهو من باب الهمز.

وقد جَرَّيْتُ جَرِيًّا ، واسْتَجْرَيْتُ. وفى الحديث : «قولوا بقولكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشيطانُ».

وسُمِّىَ الوكيل جَرِيًّا لأنَّه يَجْرِى مَجْرَى موكِّله.

وقولهم : فعلتُ ذلك من جَرَّاكَ ومن جَرَّائِكَ ، أى من أجلك ، لغةٌ فى جَرَّاكَ بالتشديد ، ولا تقل مَجْرَاكَ.

والجِرِّيَّةُ ، مثل القِرِّيَّةِ ، هى الحوصلةُ.

والإجْرِيَّا ، بالكسر : الجَرْىُ والعادةُ ممَّا تأخذ فيه. قال الكميت :

وَوَلَّى بإجْرِيَّا وِلَافٍ كأنّه

على الشَرَف الأقصى يُسَاطُ ويُكْلَبُ

وقال أيضاً :

على تلك إجْرِيَّاىَ وهى ضريبتى

ولو أَجْلَبُوا طُرًّا علَىَّ وأَجْلَبُوا

جزى

جَزَيْتُهُ بما صنع جَزَاءً ، وجَازَيْتُهُ ، بمعنًى.

ويقال : جَازَيْتُهُ فَجزَيْتُهُ ، أى غلبته.

وجَزَى عنِّى هذا الأمرَ أى قَضَى. ومنه قوله تعالى : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً).

ويقال : جَزَتْ عنك شاةٌ. وفى حديث أبى بُردة بن نِيَارٍ : «تَجْزِى عنك ولا تَجْزِى عن أحد بعدك» ، أى تَقضى.

وبنو تميم يقولون : أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز.

وتَجَازَيَتُ دَيْنِى على فلان ، إذا تقاضيتَه.

والمُتَجَازِى : المتقاضى.

__________________

(١) قال ابن برى : «والبيض» بالخفض عطف على الشَرْبِ فى قوله :

ولقد أرجل لمتى بعشية

للشرب قبل سنابك المرتاد

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

(٢) ويروى : «فى فَنٍّ» بالفَاء ، أى فى غِنًى أو طَرْدٍ. ويروى : «فى فَنَن» أى فى نَعمةٍ. هذه رواية الأصمعى ، وأما أبو عبيدة فإنه رواه فى قِنٍّ بالقاف ، أى فى عَبِيدٍ وخَذَمٍ.


وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجلٍ ، أى حَسْبُكَ.

والِجْزْيَةُ : ما يُؤخذ من أهل الذمّة ، والجمع الجِزَى ، مثل لحيةٍ ولِحًى.

جسا

جَسَا : ضدُّ لَطُفَ.

وجَسِيَتِ اليدُ وغيرها جُسُوًّا : يَبِسَتْ.

وجَسَا الشيخُ جُسُوًّا : بلغ غاية السنّ.

والماءُ : جَمُدَ.

جعا

جَعَا جَعْواً : جَمَع البعْر وغيرَه كُثْبَةً.

جفا

الجَفَاءُ ممدودٌ : خلاف البرّ. وقد جَفَوْتُ الرجلَ أَجْفُوهُ جَفَاءً ، فهو مَجْفُوٌّ. ولا تقل جَفَيْتُ. وأمَّا قول الراجز :

فلستُ بالجَافِى ولا المَجْفِىِ (١) *

فإنّما بناه على جُفِىَ ، فلما انقلبت الواو ياءً فيما لم يُسَمَّ فاعله بُنِىَ المفعول عليه.

وفلانٌ ظاهر الجِفْوَةِ بالكسر ، أى ظاهر الجَفَاءِ.

وجَفَا السرجُ عن ظهر الفرس. وأَجْفَيْتُهُ أنا ، إذا رفعْتَه عنه. قال الراجز :

تَمُدُّ بالأعناق أو تَلْوِيها

وتشتكى لو أننا نُشْكِيها

مَسَّ حَوَايَا قلّما نُجْفِيهَا (٢)

أى قلّما نرفع الحَوِيَّةَ عن ظهرها.

وجَافَاهُ عنه فتَجَافَى جَنْبُهُ عن الفراش ، أى نَبا.

واسْتَجْفَاهُ ، أى عدّه جَافِياً.

قال أبو زيد : أَجْفَيْتُ الماشية فهى مُجْفَاةٌ ، إذا أتعبتَها ولم تدَعْها تأكل.

جلا

الجَلِىُ : نقيض الخفىّ.

والجَلِيَّةُ : الخبر اليقين.

والجالِيةُ : الذين جَلَوْا عن أوطانهم. يقال : استُعمِل فلانٌ على الجالِيَةِ ، أى على جزية أهل الذمّة. والجَالَّةُ أيضاً مثل الجَالِيَةِ.

والجَلَاءُ بالفتح والمد : الأمر الجَلِىُ. تقول منه : جَلَا لى الخبر ، أى وَضَح.

وقول زهير :

__________________

(١) فى اللسان : «ما أنا بالجافى».

(٢) فى اللسان : «مَسَّ حوايانا فلم نُجْفِيها».


فإنّ الحقَّ مَقْطَعُهُ ثلاثٌ

يمينٌ أو نِفَارٌ أو جَلَاءُ

يريد الإقرارُ.

والجَلَاءُ أيضاً : الخروج من البلد. وقد جَلَوْا عن أوطانهم ، وجَلَوْتُهُمْ أنا ، يتعدَّى ولا يتعدّى.

ويقال أيضاً أَجْلَوْا عن البلد ، وأَجْلَيْتُهُمْ أنا ، كلاهما بالألف. وأَجْلَوْا عن القتيل لا غير ، أى انفرجوا عنه.

وجَلَوْتُ ، أى أوضحتُ وكشفتُ.

وجَلَا : اسم رجلٍ ، سُمِّىَ بالفعل الماضى.

قال سُحَيْمُ بن وَثِيلٍ الرياحى :

أنا ابن جَلَا وطلّاعُ الثنايا

متى أضعِ العمامةَ تعرفونى

وحُكى عن عيسى بن عمر أنّه قال : إذا سُمِّىَ الرجل بِقَتَلَ وضَرَبَ ونحوهما فإنَّه لا ينصرف ، واستدلّ بهذا البيت. وقال غيره : يحتمل هذا البيت وجهاً آخر ، وهو أنَّه لم ينوّنه لأنَّه أراد الحكاية ، كأنَّه قال أنا ابن الذى يقال له جَلَا الأمور وكشَفَها ، فلذلك لم يصرفه.

وجَلَوْتُ بصرى بالكُحْلِ. وجَلَوْتُ همِّى هنّى ، أى أذهبته.

وجَلَوْتُ السيف جِلَاءً بالكسر ، أى صقَلتُ.

وجَلَوْتُ العروس جلاءً أيضاً ، عن أبى نصر ، وجِلْوَةً ، واجْتَلَيْتُهَا بمعنًى ، إذا نظرتَ إليها مَجْلُوَّةً.

والجِلَاءُ أيضاً : كُحلٌ. قال بعضُ الهذليّين (١) :

وأكْحُلْكَ بالصابِ أو بالجِلَا

ءِ فَفَتِّحْ لذلك أو غَمِّضِ

وجَلَاهَا زوجها وصيفاً ، أى أعطاها. يقال : ما جِلْوَتُها بالكسر؟ فيقال : كذا وكذا.

ويقال : ما جِلَاءُ فلان؟ أى بأىِّ شىء يخاطَب من الأسماء والألقابِ فيُعَظَّم به.

واجْتَلَيْتُ العمامة عن رأسى ، إذا رفعتَها مع طيّها عن جَبِينك.

والجَلَاءُ : انحسار الشَعر عن مقدَّم الرأس ، مثل الجَلَهِ. يقال منه : رجلٌ أَجْلَى بيِّن الجَلَاء.

والمَجَالِى : مَقادمُ الرأس ، وهى مواضع الصلَع.

قال الراجز (٢) :

رَأَيْنَ شيخاً ذَرِئَتْ مَجَالِيهْ (٣)

يَقْلِى الغَوَانِى والغَوانِى تَقْلِيهْ

__________________

(١) هو أبو المُثَلَّم.

(٢) لأبى محمد الفقعسىّ.

(٣) قبله :

قالت سليمي إنى لا ابغيه


قال الفرّاء : الواحدُ مَجْلًى. واشتقاقه من الجَلَا ، وهو ابتداء الصَلَع إذا ذهبَ شَعر رأسِه إلى نِصفه.

قال الكسائى : السماء جَلْوَاءُ ، أى مُصْحِيَةٌ ، مثل جَهْوَاءِ.

وقول المتلمِّس :

* وتنصرنى منهم جُلَىٌ وأَحْمَسُ (١) *

هما بطنان من ضُبَيْعَةَ.

وجَلَّى ببصره تَجْلِيَةً ، إذا رمى به كما ينظر الصَقر إلى الصيد. قال لبيد :

فانْتَضَلْنَا وابنُ سَلْمَى قَاعِدٌ

كعتيق الطير يُغْضِى ويُجَلّ

أى ويُجَلِّى.

ويقال أيضاً : جَلَّى الشىءً ، أى كشفه.

وهو يُجَلِّى عن نفسه ، أى يعبِّر عن ضميره.

وانْجَلَى عنه الهمُّ ، أى انكشفَ.

وتَجَلَّى الشىء ، أى تكشَّف.

قال الأصمعىّ : جَالَيْتُهُ بالأمر وجَالَحْتُهُ ، إذا جاهرتَه به. وأنشد :

* مُجَالَحَة ليس المُجَالاةُ كالدَمَسْ*

وتَجَالَيْنَا ، أى انكشفتْ حالُ كلِّ واحدٍ منّا لصاحبه.

وجَلْوَى : اسم فرس خُفَافِ بن نَدْبَةَ.

جما

الجَمَاءُ والجِمَاءَةُ (٢) : الشخصُ. قال الراجز :

* وقُرْصَةٍ مثلِ جُمَاءِ التُرْسِ (٣) *

جنى

جَنَيْتُ الثمرة أجْنِيهاً جَنْياً واجْتَنَيْتُهَا بمعنًى.

والجَنَى : ما يُجْتَنَى من الشجر وغيره. يقال : أتانا بِجَنَاةٍ طيّبةٍ ، لكلِّ ما يُجْتَنَى.

وثمرٌ جَنِىٌ ، على فَعِيلٍ : حين جُنِىَ.

وجَنَى عليه جِنَايَةً.

والتَجَنِّى : مثل التجرُّم ، وهو أن يدّعىَ عليك ذنباً لم تفعلْه.

وفى المثل : «أَجْنَاؤُهَا أبناؤها» ، أى الذين جَنَوْا على هذه الدار بالهدْم هم الذين كانوا بنَوْها ، حكاه أبو عبيد. وأنا أظنُّ أنّ أصل هذا المثل «جُنَاتُها بُنَاتُها» لأنَّ فاعِلاً لا يُجْمَعُ على أفعالٍ ، وأمَّا الأشهاد والأصحاب فإنَّما هما جمع شَهْدٍ وصَحْب ،

__________________

(١) صدره :

يكون نذير من ورائي جنة

(٢) ويُضَمَّان كما فى القاموس.

(٣) قبله :

يا أم سلمى عجلى بخرس


إلّا أن يكون هذا من النوادر ، لأنّه يجىء فى الأمثال ما لا يجىء فى غيرها.

وأَجْنَى الشجرُ ، أى أدرك ثَمرُه.

وأَجَنَتِ الأرض ، أى كَثُرَ جنَاها ، وهو الكلأ والكَمْأة ونحو ذلك.

جوا

الجُوَّةُ بالضم : الرُقعةُ فى السِقَاء. يقال :جَوَّيْتُ السقاء تَجْوِيَةً ، إذا رَقَعْتَهُ.

والجُوَّةُ : القطعةُ من الأرض فيها غلظ.

الجُوَّة : النُقْرة (١)].

والجُوَّةُ مثل الحُوَّة ، وهى لونٌ كالسمرة وصدإ الحديد.

والجِوَاءُ : الواسعُ من الأودية. والجِوَاءُ أيضاً : موضعٌ بالصَمَّان. قال الراجز :

* يَمْعَسُ بالماء الجِوَاءَ مَعْسَا (٢) *

والجِوَاءُ والجِيَاءُ : لغةٌ فى جِئاوَةِ القِدْر ، عن الأحمر.

والجَوُّ : ما بين السماء والأرض. قال أبو عمرو فى قول طرفة :

* خَلَا لَكِ الجَوُّ فبِيضِى واصْفِرِى (٣) *

هو ما اتسع من الأودية.

والجَوُّ : اسم بلدٍ ، وهو اليمامةُ يَمَامَةُ زَرقاءَ.

والجَوَى : الحُرقةُ وشدَّة الوجد من عشقٍ أو حزنٍ. تقول منه : جَوِىَ الرجل بالكسر فهو جَوٍ ، مثل دَوٍ. ومنه قيل للماء المتغيِّر المنِتن : جَوٍ.

قال عدىُّ بنُ زيد :

ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحابٍ

لا جَوٍ آجِنٌ ولا مطروقُ

والآجِنُ : المتغير أيضاً ، إلّا أنّه دون الجَوِى فى النَتْنِ.

ويقال أيضاً : جَوِيَتْ نفسى ، إذا لم يوافقْك البلد. واجْتَوَيْتُ البلد ، إذا كرهتَ المُقام به وإن كنت فى نعمة.

جها

جَهِىَ البيتُ بالكسر ، أى خَرِبَ ، فهو جاهٍ.

وخِبَاءٌ مُجْهٍ : لا سِتر عليهِ.

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) بعده :

وغرق الصمان ماء قلسا

(٣) قبله :

يا لك من قبرة بمعمر

وبعده :

ونقرى ما شئت أن تنقرى


واسْتٌ جَهْوَى ، أى مكشوفةٌ. ومن كلامهم الذى يضعونه على ألسُن البهائم : «قالوا : يا عَنْزُ قد جاء القُرُّ. قالت : يا وَيْلِى ذَنَبٌ أَلْوَى ، واسْتٌ جَهْوَى». حكاه أبو عبيدٍ فى كتاب الغنم.

وبيتٌ أَجْهَى بيّن الجَهَى ، أى لا سقف له.

والسماء جَهْوَاءُ ، أى مُصْحِيَةٌ.

وأَجْهَتِ السماءُ ، أى انقشَع عنها الغيمُ.

وأَجْهَيْنَا ، أى أَجْهَتْ لنا السماء ، كلاهما بالألف.

جيا

الجِيَاءُ : وعاء القِدْر ، وهى الجِئَاوَةُ.

وقال ثعلب : الجيَّةُ : الماء المستنقِع فى الموضع ، غير مهموز ، يشدّد ولا يشدّد.

وقول الأعرابىِّ فى أبى عمرو الشيبانىّ :

وكان ما جَادَ لِى لَا جَادَ عن سَعَةٍ

ثلاثةٌ زائفاتٌ ضَرْبُ جَيَّاتِ (١)

يعنى من ضرب جَىٍ ، وهو اسم مدينة أصبهان معرّبٌ.

فصل الحاء

حبا

احْتَبَى الرجل ، إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته ، وقد يَحْتَبِى بيديه. والاسم الحِبْوَةُ (٢) والحُبْوَةُالحُبْيَة والحِبْيَة (٣)]. يقال : حَلَ حِبْوَتَهُ وحُبْوَتَهُ ، والجمع حِبًى مكسورُ الأولِ ، عن يعقوب.

ويقال : إنَّهُ لَحَابِى الشَرَاسِيفِ ، أى مشْرف الجنبين.

والحَبِىُ (٤) : السحابُ الذى يَعترِض اعتراضَ الجبل قبل أن يطبِّق السماءَ. قال امرؤ القيس :

* فى حَبِىٍ مُكَلَّلِ (٥) *

والحَبَا ، مثالُ العَصَا ، مثله. ويقال : سُمِّىَ به لدنوِّه من الأرض.

وحَبَا الصبىُّ على استه حَبْواً ، إذا زحَفَ.

قال الشاعر (٦) :

__________________

(١) صواب إنشاده :

دراهم زائفات ضربجيات

كما فى التكملة ، أى رَدِيَّاتٌ ، جمع ضربجَىّ ، عن القاموس.

(٢) الِحُبْوَةُ مثلثةً.

(٣) التكملة من المخطوطة.

(٤) والحَبِىُّ كَغَنِىٍّ ويُضَمُّ.

(٥) بيت امرئ القيس بأكمله :

أصاح ترى برقا أريك وميضه

كلمع اليدين في حبي مكلل

(٦) هو عمرو بن شقيق.


لَو لا السِفَارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ (١)

لتَركْتُها تَحْبُو على العُرقوبِ

وحَبَوْتُ للخمسين ، أى دنوتُ لها.

وكلُّ دانٍ فهو حابٍ.

وحَبَا الرملُ ، أى أشرفَ.

وحَبَا السهمُ ، إذا زلج على الأرض ثمّ أصابَ الهدف.

وحَبَاهُ يَحْبُوهُ ، أى أعطاه. والحِبَاءُ : العطاءُ.

قال الفرزدق :

* وإليه كان حِبَاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ (٢) *

وحَابَيْتُهُ فى البيع مُحَابَاةً.

قال الأصمعى : فلان يَحْبُو ما حولَه ، أى يحميه ويمنعُه. قال ابن أحمر :

ورَاحَتِ الشَوْلُ ولم يَحْبُهَا

فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّ (٣)

وكذلك حَبَّى ما حوله تَحْبِيَةً.

حتا

الحَتِىُ ، على فَعِيلٍ : سَوِيقُ المُقْلِ. قال الهذَلىّ :

لا دَرَّ دَرِّىَ إنْ أطعمتُ نَازِلَهُمْ (٤)

قِرْفَ الحَتِىِ وعندى البُرُّ مَكْنُوزُ

وحَتَوْتُ هُدبَ الكساء حَتْواً ، إذا كففْتَه مُلْزَقاً به ، يهمز ولا يهمز.

حثا

حَثَا فى وجهه التراب يَحْثُو ويَحْثِى ، حَثْواً وحَثْياً وتَحْثَاءً.

وحَثَوْتُ له ، إذا أعطيته شيئاً يسيرا.

وأرضٌ حَثْوَاءُ : كثيرة التراب.

والحَثَى : دقاق التبن. قال الراجز :

* كأنَّه غِرَارَةٌ مَلْأَى حَثَى (٥) *

حجا

حَجَوْتُ بالمكان : أقمتُ به. قال العجاج :

* فهُنَّ يعكُفْن به إذا حجا (٦) *

__________________

(١) فى اللسان : وبعده من مهمه.

(٢) صدره :

خالي الذي اغتصب الملوك نفوسهم

(٣) ولم يعتسّ فيها مُدِرّ ، أى لم يَطُفْ فيها حالبٌ يحلبها.

(٤) فى اللسان : «نَازِلَكُمْ».

(٥) قبله :

تسألني عن زوجها أي فتى

خب جروز إذا جاع بكى

ويأكل النمر ولا يلقى النوى

(٦) بعده :

عكف النبيط يلعبون؟


وكذلك تَحَجَّيْتُ به.

وتَحَجَّيْتُ الشىءَ : تعمّدته. قال ذو الرمة يصف حُمُراً :

فجاءت بأَغْبَاشٍ تَحَجَّى شريعةً

تِلاداً عليها رَمْيُها واعتدالُها

وحَجَوْتُ بالشىء : ضَنِنْتُ به ، وبه سُمِّىَ الرجلُ حَجْوَةَ.

والحَجَاةُ : النُفّاخَةُ تكون فوقَ الماء من قَطْرِ المطر ، وجمعها حَجاً.

والحَجَا ، أيضاً : الناحية ، والجمع أَحْجَاءٌ.

قال ابن مُقبل :

لا تُحْرِزُ المرءَ أَحْجَاءُ البلاد ولا

تُبْنَى له فى السَمواتِ السَلَالِيمُ

ويروى : «أَعْنَاءُ».

قال الفراء : حَجِيتُ بالشىءَ بالكسر ، أى أُولِعْتُ به ولَزِمْتُهُ ، يهمز ولا يهمز. وكذلك تَحَجَّيْتُ به. قال ابن أحمر :

أَصَمَّ دُعَاءُ عَاذِلَتِى تَحَجَّى

بآخِرِنا وتَتْسَى أَوَّلِينا

يقال : تَحَجَّيْتُ بهذا المكان ، أى سَبَقْتُكُمْ إليه ولَزمْتُهُ قبلكم.

وحَجَتِ الريحُ السفينةً : ساقتها.

ويقال : بينهم أُحْجِيَّةٌ يَتَحَاجَوْنَ بها.

وحَاجَيْتُهُ فَحَجَوْتُهُ ، إذا داعيْتَه فغلبتَه ؛ والاسم الحُجَيَّا والأُحْجِيَّةُ. يقال : حُجَيَّاكَ ما [كان (١)] كذا وكذا؟ وهى لُعْبَةٌ وَأُغْلُوطَةٌ يتعاطاها الناس بينهم. قال أبو عُبيد : هو نحو قولهم أَخْرِجْ ما فى يدى ولك كذا.

وتقول أيضاً : أنا حُجَيَّاكَ فى هذا الأمر ، أى من يُحَاجِيكَ.

والحِجَا : العقلُ.

وهو حَجِىٌ بذاك ، على فَعِيلٍ ، أى خليقٌ.

وحَجٍ بذاك وحَجًى بذاك ، كلُّه بمعنًى. إلَّا أنَّك إذا فتحت الجيم لم تُثَنِّ ولم تؤنّث ولم تجمع ، كما قلناه فى قَمِنٍ.

وكذلك إذا قلت : إنَّه لَمَحْجَاةٌ أن يفعل ذاك ، أى مَقْمَنَةٌ. وإنّها لَمَحْجَاةٌ ، وإنهم لَمَحْجَاةٌ.

وما أَحْجَاهُ لذلك الأمر ، أى ما أخلَقَه.

وأَحْجِ به ، أى أَخْلِقْ به.

وإنِّى أَحْجُو به خيراً ، أى أظنّ.

وحَجَا الرجلُ القومَ كذا وكذا ، أى حَزَاهُمْ وظنَّهم كذلك.

حدا

الحَدْوُ : سَوْقُ الإبل والغِناءُ لها.

__________________

(١) من المخطوطة.


وقد حَدَوْتُ الإبلَ حَدْواً وحُدَاءً.

ويقال للشَمال حَدْوَاءُ ، لأنّها تَحْدُو السحابَ ، أى تسوقه. قال العجاج :

* حَدْوَاءُ جاءت من بلاد الطُورِ (١) *

ولا يقال للمذكَّر أَحْدَى.

وربَّما قيل للحمار إذا قَدَمَ آتُنَهُ حادٍ. قال ذو الرمة :

* حَادِى ثلاثٍ من الحُقْبِ السَمَاحِيجِ (٢) *

وتَحَدَّيْتُ فلاناً ، إذا باريْتَه فى فعلٍ ونازعْتَه الغَلَبَة. يقال : أنا حُدَيَّاكَ ، أى ابْرُزْلى وحدك.

قال عمرو بن كلثوم :

حُدَيَّا الناسِ كُلِّهِمِ جميعاً

مُقَارعةً بَنِيهمْ عن بَنِينا

وقولهم : حادِى عشر : مقلوبٌ من واحِدِ ، لأنَّ تقدير واحِدٍ فاعلٌ ، فأُخِّرَ الفاءُ وهو الواو فقلبت ياءً لانكسار ما قبلها ، وقُدِّمَ العين فصار تقديره عالفٌ.

حذا

حَذَوْتُ النَعل بالنعل حَذْواً ، إذا قدَّرْتَ كلَّ واحدةٍ على صاحبتها. يقال : حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ.

قال ابن السكيت : حَذَوْتُهُ ، أى قعدتُ بِحذائِهِ.

وحَذَى الخَلُّ فاه يَحْذِيهِ حَذْياً ، إذا قَرَصَه.

يقال : هذا شرابٌ يَحْذِى اللسان.

وحَذَيْتُ يده بالسكّين ، أى قطعتُها.

وحَذَتِ الشَفرةُ النعلَ : قطعَتْها.

وحَذِيَتِ الشاةُ تَحْذَى حَذًى ، مقصورٌ ، وهو أن ينقطع سَلَاهَا فى بطنها فتشتكى.

والحِذَاءُ : النعلُ. واحْتَذَى : انْتَعَلَ.

وقال :

* كُلَ الحِذَاءِ يَحْتَذِى الحَافِى الوَقِعْ (٣) *

والحِذَاءُ : ما وَطىء عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافره. وفى الحديث : «معها حِذَاؤُها وسِقَاؤُها». وأَحْذَيْتُهُ نعلاً ، إذا أعطيتَه نعلا. تقول منه : استحذيتُهُ فأَحْذَانِى.

__________________

(١) فى التكملة : الرواية «من جبال الطور» لا غير.

وبعده :

تزجى أراعيل الجهام الخور

(٢) صدره :

كأنه حين يرمى خلفهن به

(٣) قبله :

يا لبت لي نعلين من جلد الضبع

وشركاء من استها لا تنقطع


وأَحْذَيْتُهُ من الغنيمة ، إذا أعطيتَه منها.

والاسم الحُذَيَّا على فُعَلَّى بالضم ، وهى القِسمة من الغنيمة.

وحِذَاءُ الشىء : إزاؤه. يقال : جلس بِحِذَائِهِ. وحَاذَاهُ ، أى صار بحِذَائِهِ.

واحْتَذَى مثالَه ، أى اقتدَى به.

والحَذِيّةُ ، على فَعِيلَةٍ ، مثل الحُذَيَّا من الغنيمة ؛ وكذلك الحِذْوَةُ بالكسر.

ويقال أيضاً : دارِى حِذْوَة دَارِهِ ، وحُذْوَة داره بالضم ، وحِذَة داره ، أى حِذَاءَ داره.

والحِذْيَةُ بالكسر : القطعةُ من اللحم قُطِعَتْ طولاً.

حرا

يقال : إنِّى لأَجِدُ لهذا الطعام حَرْوَةً وحَرَاوَةً ، أى حرارةً ، وذلك من حرافة كلِّ شىء يؤكل.

والحَرَاةُ : الساحةُ ، والعَقْوَةُ ، والناحيةُ.

وكذلك الحَرَا مقصورٌ. يقال : اذهبْ فلا أَرَيَنَّكَ بَحَراىَ وحَرَاتِى.

ويقال : لا تَطُرْ حَرَانَا ، أى لا تقرُبْ ما حولنا. يقال : نزلتُ بِحَرَاهُ وعَرَاهُ.

والحَرَاةُ أيضاً : الصَوتُ والجلَبةُ ، وصوتُ التهاب النار وحفيفِ الشجر.

والحَرَى أيضاً : موضع بَيض النعامة.

ويحدّث الرجلُ الرجلَ فيقول : بالحَرَى أن يكون كذا.

وهذا الأمر مَحْرَاةٌ لذلك ، أى مَقْمَنَةٌ ، مثل مَحْجَاةٍ. وما أَحْرَاهُ ، مثل ما أَحْجَاهُ.

وأَحْرِ به ، مثل : أَحْجِ به.

ويقال : هو حَرًى أن يفعل بالفتح ، أى خليقٌ وجديرٌ. ولا يثنَّى ولا يجمع. وأنشد الكِسائىّ :

وهُنَ حَرًى أَنْ لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً

وأنت حَرًى بالنار حين تُثِيبُ

وإذا قلت هو حَرٍ بكسر الراء ، وحَرِىٌ على فَعِيلٍ ، ثَنّيْتَ وجمعتَ فقلت : هما حَرِيَّانِ وهُمْ حَرِيُّونَ وأَحْرِيَاءُ ، وهى حَرِيَّةٌ وهُنَ حَرِيَّاتٌ وحَرَايَا ، وأنتم أَحْرَاءٌ جمع حَرٍ. ومنه اشتُقَ التَحَرِّى فى الأشياء ونحوها ، وهو طَلَبُ ما هو أَحْرَى بالاستعمال فى غالب الظنّ ، كما اشتُقَّ التَقَمُّنُ من القَمِنِ.

وفلانٌ يَتَحَرَّى الأمر ، أى يتوخّاه ويقصِده.

وتَحَرَّى فلانٌ بالمكان ، أى تَمَكَّثَ وقوله تعالى : (فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) أى توخَّوا وعَمَدُوا. عن أبى عبيدة. وأنشَد لامرئ القيس :


دَيِمَةٌ هَطْلَاءُ فيها وَطَفٌ

طَبَقُ الأرضَ تَحَرَّى وتَدِرّ

وحَرَى الشىءُ حَرْياً ، إذا نَقَصَ. يقال : يَحْرِى كما يَحْرِى القمرُ. وأَحْرَاهُ الزمانُ.

والحارِيَةُ : الأفعى التى نَقَص جسمُها من الكِبَرِ ، وذلك أخبث ما يكون منها. يقال : رماه الله بأفعى حارِيَةٍ.

وحِرَاءُ بالكسر والمد : جبلٌ بمكة ، يذكّر ويؤنّث. وقال (١) :

أَلَسْنَا أَكْرَمَ الثَقَلَيْنِ طُرًّا

وأَعْظَمَهُمْ ببطن حِرَاءَ نارا (٢)

فلم يصرِفْه لأنَّه ذهب به إلى البلدة التى هو بها.

حزا

حَزَا الشىءَ يَحْزِيهِ ويَحْزُوهُ ، إذا قدّر وخَرَصَ. يقال : حَزَيْتُ النَخْلَ.

وحَزَا السرابُ الشخصَ يَحْزُوهُ ويَحْزِيهِ ، إذا رفعه.

والحازِى : الذى ينظُر فى الأعضاء وفى خِيلَانِ الوجه يتكهَّن.

وحُزْوَى بالضم : اسم عُجْمَةٍ من عُجَمِ الدَهْنَاء ، وهى رملةٌ لها جُمهور عظيم تعلو تلك الجماهير. قال ذو الرمة :

نَبَتْ عيناك عن طللٍ بحُزْوَى

عَفَتْهُ الريحُ وامْتُنِحَ القِطارا

والنسبة إليها حُزَاوِىٌ. قال ذو الرمة :

حُزَاوِيَّة أو عَوْهَج مَعْقِلِيَّة

تَرُودُ بأعطاف الرمال الحَرَائِرِ (٣)

حسا

حَسَوْتُ المرق حَسْواً.

ويومٌ كَحَسْوِ الطير ، أى قصيرٌ.

والحَسُوُّ ، على فَعُولٍ : طعامٌ معروفٌ ، وكذلك الحَسَاءُ بالفتح والمد. تقول : شربت حَسَاءً وحَسُوًّا.

ويقال أيضاً : رجلٌ حَسُوٌّ ، للكثير الحَسْوِ.

__________________

(١) جرير.

(٢) أنشده سيبويه :

مستعلم أيناخيرا قديما

وأعظمنا ببطن حراء نارا

 (٣) فى اللسان : «الحَزَاوِرِ». قال ابن برى : «حُزَاوِيَّةٍ» بالخفض ، وكذلك ما بعده لأنَّ قبله :

كأن عرى المرجان منها نعلقت

على ام خشف من ظباء المشاقر


وقال أبو ذُبْيَانَ بن الرَعْبَلِ : إنَّ أبغضَ الشُيوخ إلىّ الحَسُوُّ الفَسُوُّ ، الأَقْلَحُ الأَمْلَحُ.

وقد حَسَوْتُ حَسْوَةً واحدة. وفى الإناء حُسْوَةٌ بالضم ، أى قَدر ما يُحْسَى مرّة واحدة.

وأَحْسَيْتُهُ المرق فَحَسَاهُ واحْتَسَاهُ بمعنًى.

وتَحَسَّاهُ فى مُهلة.

وكان يقال لأبى جُدْعَانَ : حَاسِى الذهَب ، لأنّه كان له إناءٌ من ذهَب يَحْسُو منه.

والحِسْىُ بالكسر (١) : ما تَنَشَّفُه الأرضُ من الرمل ، فإذا صار إلى صلابةٍ أمسكَتْه فتحفرٍ عنه الرملَ فتستخرجه. وهو الاحْتِسَاءُ. وجمعُ الحِسْىِ الأَحْساءُ ، وهى الكِرَارُ.

والحِسَاءُ : موضعٌ. وقال (٢) :

إذا بَلَّغْتِنِى وحَمَلْتِ رَحْلِى

مَسِيرَةَ أربعٍ بعد الحِساءِ

وحَسِيتُ الخبر بالكسر ، مثل حَسِسْتُ.

قال أبو زُبَيدٍ يصف أسداً :

سِوَى أنّ العِتَاقَ من المطايا

حَسِينَ به فَهُنَّ إليه شُوسُ

وأَحْسَيْتُ الخبر مثله.

حشا

حَشَوْتُ الوسادة وغيرَها حَشْواً.

والحائضُ تَحْتَشِى بالكُرْسُفِ لتحبس الدم.

والحَشَا : ما اضْطَمَّتْ عليه الضلوع ؛ والجمع أَحْشَاءٌ.

وقول الشاعر (٣) :

* بأىّ الحَشَا أمسى الخليطُ المُبايِنُ (٤) *

يعنى الناحية.

وحُشْوَةُ البطن وحِشْوَتُهُ ، بالكسر والضم : أمعاؤه.

وفلانٌ من حِشْوَةِ بنى فلان بالكسر ، أى من رُذَالِهِمْ.

والحَاشِيَةُ : واحدة حَوَاشِى الثوب ، وهى جوانبُه.

وعيشٌ رقيق الحَوَاشِى ، أى رَغْدٌ.

والحَشْوُ والحَاشِيَةُ : صغار الإبل لا كِبارَ فيها ؛ وكذلك من الناس.

قال ابن السكيت : الحَاشِيَتَانِ : ابنُ المخاض وابن اللبون. يقال : أرسل بنو فلان رائداً فانتهى إلى أرض قد شبِعتْ حاشِيتاها.

__________________

(١) الحَسْىُ والحِسْىُ بالفتح والكسر.

(٢) عبد الله بن رواحة الأنصارى.

(٣) هو المعطّل الهذلى.

(٤) صدره :

يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله


والحَشِيَّةُ : واحدة الحَشَايَا.

والمِحْشَى : العِظَامَةُ تُعَظِّمُ بها المرأةُ الرسحاءُ عجيزتَها. وقال :

* جُمًّا غَنِيَّاتٍ عن المَحاشِى *

قال الأصمعى : المَحَاشِى : أكسيةٌ خشِنة ، واحدتها مَحْشَاةٌ. وقول النابغة :

اجْمَعْ مِحَاشَكَ يا يزيدُ فإنَّنى

أعددتُ يَرْبُوعاً لكم وتَمِيما

هو من الحَشْوِ (١).

والحَشَى : الرَبْوُ. وقد حَشِىَ بالكسر فهو رجلٌ حَشٍ وحَشْيَانُ أيضاً. قال الشماخ :

تُلَاعِبُنِى إذا ما شئتُ خَوْدٌ

على الأَنْمَاطِ ذاتُ حَشًى قَطِيعِ

ويروى : «خَوْدٍ» على أن يُجْعَلَ من نَعْتِ بَهْكَنَةٍ فى قوله :

ولو أنّى أَشَاءُ كَنَنْتُ نَفْسِى

إلى بيضاءَ بَهْكَنَةٍ شَمُوعِ

أى ذاتُ نَفَس مُنْقَطِعٍ من سَمِنها.

و «قطيع» نعتٌ لِحشًى.

قال ابن السكيت : يقال : أرنبٌ مَحْشِيَّةُ الكلابِ ، أى تعدو الكلابُ خلفَها حتّى تنبهر الكلاب.

قال الأصمعى : الحَشِىُ ، على فَعِيلٍ : اليابسُ.

وأنشدَ للعجّاج :

* والهَدَبُ الناعمُ والحَشِىُ (٢) *

يروى بالحاء والخاء جميعا.

ويقال حَاشَاكَ وحَاشَى لك ، والمعنى واحد.

ويقال : حَاشَى لله ، أى مَعاذ الله. وقرئ : (حاشَ لِلَّهِ) بلا ألف اتّباعاً للكتاب ، وإلَّا فالأصل حاشا(٣) بالألف.

وحاشا : كلمة يستثنى بها ، وقد تكون حرفاً جارًّا ، وقد تكون فعلا. فإنْ جعلْتَها فعلاً نصبتَ بها فقلت ضربتُهُمْ حاشا زيداً ، وإن جعلتها حرفاً خفضت بها.

وقال سيبويه : حَاشَا لا تكون إلّا حرف جرّ لأنَّها لو كانت فعلاً لجاز أن تكون صلةً لِمَا. كما يجوز ذلك فى خَلَا ، فلما امتنع أن يقال جاءنى القوم ما حاشا زيداً دلَّ أنها ليست بفعلٍ.

__________________

(١) قال ابن برى : «قوله فى (المحاشى) إنه من الحشو غلط قبيح ، وإنما هو من المحش وهو الحرق».

(٢) تمامه :

فهو إذا ما احتافه جوفي

(٣) رسمت فى المطبوعة «حاشى» بالياء ، فى كل موضع وردت فيه هنا.


وقال المبرّد : حاشا قد تكون فعلاً.

واستدلَّ بقول النابغة :

ولا أرى فاعلاً فى الناس يُشبِهه

وما أُحَاشِى من الأقوام من أَحَدِ

فتصرُّفه يدل على أنه فعلٌ ، ولأنَّه يقال حاشا لزيدٍ ، فحرف الجرّ لا يجوز أن يدخل على حرف الجر ، ولأنَّ الحذف يدخلها كقولهم : حَاشَ لزيدٍ ، والحذفُ إنَّما يقع فى الأسماء والأفعال دون الحروف.

حصا

الحَصَاةُ : واحدة الحَصَى ، وتجمع على حَصَيَاتٍ ، مثل بقرةٍ وبقراتٍ.

وحَصَاةُ المِسك : قطعةٌ صُلبةٌ توجد فى فأرة المسك.

وفلان ذو حَصَاةٍ ، أى ذو عقلٍ ولُبٍّ. قال كعب بن سعدٍ الغَنَوِىّ (١) :

وأَعْلَمُ علماً ليس بالظنّ أنَّه

إذا ذَلَّ مَوْلَى المرء فهو ذَلِيلُ

وأنَّ لسانَ المرءِ ما لم تكنْ له

حَصَاةٌ على عَوراتِهِ لَدَلِيلُ

وأرضٌ مَحْصَاةٌ : ذاتُ حَصًى.

وأَحْصَيْتُ الشىءَ : عَدَدْتُهُ.

وقولهم : نحن أكثر منهم حَصًى ، أى عدداً.

قال الأعشى يفضّل عامراً على علقمة :

ولستَ بالأكثرِ منهم حَصًى

وإنَّما العزّةُ لِلكاثِرِ

والحَصْوُ : المنعُ. قال الشاعر (٢) :

أَلَا تخاف الله إذ حَصَوْتَنِى

حَقِّى بلا ذَنْبٍ وإذْ عَنَّيْتَنِى

حضا

حَضَوْتُ النار ، أى سَعَّرْتُها.

والمِحْضَاءُ ، على مِفْعَالٍ : عودٌ تحرَّك به النار.

فإذا همزت فهو مِحْضَأٌ على مِفْعَلٍ.

حظا

حَظِيَتِ المرأةُ عند زوجها حِظْوَةً وحُظْوَةً ، بالكسر والضم ، وحِظَةً أيضاً. وأنشد ابنُ السكِّيت لابنة الْحُمَارِسِ :

هل هى إلَّا حِظَةٌ أو تَطْلِيقْ

أو صَلَفٌ أو بين ذاك (٣) تَعْلِيقْ

قد وَجَبَ المَهْرُ إذا غَابَ الحُوقْ (٤)

__________________

(١) ونسبه الأزهرى إلى طرفة ، وكذلك الصغانى فى التكملة.

(٢) بشير الفريرىّ.

(٣) فى اللسان : من دون ذاك تعليق.

(٤) الصَلَفُ : أن لا تَحظَى المرأة عند زوجها. والحُوقُ : ما أشرف من آطار الكمرة.


وهى حَظِيَّتِى وإحدى حَظَايَاىَ. وفى المثل : «إلّا حَظِيَّةً فلا أَلِيَّةً» يقول : إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوَةُ فيما تطلب فلا تَأْلَ أن تتودَّد إلى الناس لعلَّك أن تدركَ بعضَ ما تريد. وأصله فى المرأة تَصْلَفُ عند زوجها.

ورجلٌ حَظِىٌ ، إذا كان ذا حُظْوَةٍ ومنزلةٍ.

وقد حَظِىَ عند الأمير واحْتَظَى به بمعنًى.

وأَحْظَيْتُهُ على فلانٍ ، أى فضّلتُه عليه.

والحَظْوَةُ بالفتح : سهمٌ صغيرٌ قَدْرُ ذراعٍ.

وإذا لم يكن فيه نصلٌ فهو حُظَيَّةٌ بالتصغير. وفى المثل : «إحدى حُظَيَّاتِ لقمان» ، وهو لُقمان بن عادٍ. وحُظَيَّاتُهُ : سِهامه ومَراميه ، يُضرب لمن عُرف بالشَرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ. وجمعُ الحَظْوَةِ حَظَوَاتٌ وحِظاءٌ بالمدّ.

قال ابن السكيت : يقال : حَنْظَى به ، لغةٌ فى قولك غَنْظَى به ، إذا ندَّدَ به وأسمعه المكروه.

حفا

قال الكسائى : رجلٌ حافٍ بيّن الْحِفْوَةِ والحِفْيَةِ والحِفَايَةِ والحِفَاءِ بالمد.

وقد حَفِىَ يَحْفَى حَفَاءً ، وهو أن يمشى بلا خُفٍّ ولا نعلٍ. فأمَّا الذى حَفِىَ من كثرة المشْى ، أى رَقَّتْ قدمه أو حافره ، فإنَّه حَفٍ بيّن الحَفَى مقصورٌ. وأَحْفَاهُ غيره.

والَحْفَاوَةُ بالفتح : المبالغة فى السؤال عن الرجل والعنايةِ فى أمره. وفى المثل : «مَأْرُبَةٌ لا حَفَاوَةٌ». تقول منه : حَفِيتُ به بالكسر حَفَاوَةً وتَحَفَّيْتُ به ، أى بالغتُ فى إكرامه وإلطافه.

وحَفِىَ الفرسُ : انْسَحَجَ حافره.

وأَحْفَى الرجلُ ، أى حَفِيَتْ دابّته.

والحَفِىُ : العالِمُ الذى يتعلَّم الشىء باستقصاء.

والحَفِىُ أيضاً : المستقصِى فى السؤال. قال الأعشى :

فإنْ تسألى عنِّى فيا رُبَّ سائلٍ

حَفِىٍ عن الأعشى به حيث أَصْعَدا

قال الأصمعىّ : حَفَوْتُ الرجلَ من كلِّ خير أَحْفُوهُ حَفْواً ، إذا منعْتَه من كلِّ خير. وحَفِيتُ إليه بالوصيّة ، أى بالغتُ. حكاه أبو عبيد.

والإحفاءُ : الاستقصاءُ فى الكلام والمنازعةُ.

ومنه قول الحارث بن حلِّزة اليشكرىّ :

أنَّ إخواننا الأَرَاقِمَ يَغْلُو

نَ علينا فى قِيلِهِمْ إحْفَاءُ

وأَحْفَى شاربَه ، أى استقصى فى أخذه وأَلْزَقَ جَزَّهُ.

وفى الحديث أنَّه عليه السلام «أمر أن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى الِلحَى».

أبو زيد : حافَيْتُ الرجلَ : مَارَيْتُهُ ونازعتُه فى الكلام.


حقا

الحَقْوَةُ : وجع البطن. تقول منه حُقِىَ الرجل فهو مَحْقُوٌّ.

وحَقْوُ السهم : مُسْتَدَقُّهُ من مؤخّره مما يلى الريش.

والحَقوُ : الإزار ، وثلاثة أَحْقٍ ، وأصله أَحْقُوٌ على أَفْعُلٍ فحذف ، لأنَّه ليس فى الأسماء اسم آخره حرف علّة وقبله ضمة ، فإذا أدَّى قياسٌ إلى ذلك رُفِضَ ، فأُبْدِلَتْ من الضمة الكسرة فصار آخره ياءً مكسوراً ما قبلها ، فإذا صار كذلك كان بمنزلة القاضى والغازى فى سقوط الياء لاجتماع الساكنين. والكثيرُ حُقِىٌ ، وهو فُعُولٌ ، قلبت الواو الأولى ياءً لتدغم فى التى بعدها.

والحَقْوُ أيضاً : الخَصْرُ ومَشَدُّ الإزار.

حكى

حَكَيْتُ عنه الكلام حِكايَةً ، وحَكَوْتُ لغةٌ حَكاهَا أبو عبيدة.

وحَكَيْتُ فِعْلَهُ وحَاكَيْتُهُ ، إذا فعلتَ مثل فِعْلِهِ وهيئتِهِ.

والمُحَاكَاةُ : المشابَهةُ. يقال : فلان يَحْكِى الشمسَ حُسْناً ويُحَاكِيهَا ، بمعنًى.

وأَحْكَيْتُ العُقْدَةَ : لغةٌ فى أَحْكَأْتُها ، إذا قوّيتَها وشَدَدْتَها. قال عدىّ بن زيد :

أَجْلِ أنَّ الله قد فَضَّلَكُمْ

فوق من أَحْكَى بِصُلْبٍ وإزارْ

ويروى : «فوق من أَحْكَأَ صُلْباً بإزَارْ».

ويروى : «فوق ما أَحْكِى ...».

أى فوقَ ما أقول ، من الحِكايةِ.

حلا

الحُلْوُ : نقيضُ المُرِّ. يقال : حَلَا الشىءُ يَحْلُو حَلَاوَةً. واحْلَوْلَى مثله. وقد عَدَّاهُ حُميدُ ابن ثَورٍ بقوله :

فلمَّا أتَى عامانِ بعد انفصاله

عن الضَرع واحْلَوْلَى دماثاً يَرُودُها

ولم يجئ افْعَوْعَلَ متعدّيا إلّا هذا الحرف وحرفٌ آخر ، وهو اعْرَوْرَيْتُ الفرس.

وأَحْلَيْتُ الشىء : جعلته حُلْواً. يقال : ما أَمَرَّ وما أَحْلَى ، إذا لم يقل شيئاً. وأَحْلَيْتُهُ ، إذا وجدتَه حُلْواً.

وحالَيْتُهُ ، أى طايَبْتُهُ. قال المرّار الفقعسىّ :

فإنى إذا حُولِيتُ حُلْوٌ مَذَاقَتِى

ومُرٌّ إذا ما رَامَ ذو إحْنَةٍ هَضْمِى

والحُلْوَى : نقيض المُرَّى. يقال : خُذِ الحُلْوَى واعْطِهِ المُرَّى. قالت امرأةٌ فى بناتها : «صغراهنّ (١) مراهُنَّ».

__________________

(١) فى المخطوطات : «صُغْرَاهَا مُرَّاهَا».


وتَحَالَتِ المرأةُ ، إذا أظهرتْ حلاوةً وعُجْباً. قال أبو ذؤيب :

* إذا ما تَحَالَى مِثْلُها لا أَطُورُها (١) *

وحَلَوْتُ فلاناً على كذا مالاً ، فأنا أَحْلُوهُ حَلْواً وحُلْوَاناً ، إذا وهبتَ له شيئاً على شىءٍ يفعلُه لك غير الأُجْرَةِ. قال علقمة بن عَبَدة :

أَلَا رَجُلٌ أَحْلُوهُ رَحِلى وناقتى

يُبَلّغُ عنِّى الشِعْرَ إذْ مات قائِلُهْ

اى أَلَا ههنا رجلٌ. ويروى : «أَلَا رجلٍ» بالخفض ، على تأويل : أَمَا من رجلٍ. وفى الحديث : «نَهَى عن حُلْوَانِ الكاهن (٢)».

والحُلْوَانُ أيضاً : أن يأخذ الرجلُ من مَهر ابنته لنفسه. وكانت العرب تُعَيَّرُ به. قالت امرأة :

* لا يَأْخُذُ الحُلْوَانَ من بَنَاتِنَا*

وحُلْوَانُ : اسم بلد.

والْحَلىُ : حَلْىُ المرأة ، وجمعه حُلىٌ ، مثل ثَدْىٍ وثُدِىٍّ ، وهو فُعُولٍ ، وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عِصِىّ. وقرئ : (مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً) بالضم والكسر.

وحِلْيَةُ السيفِ جمعُها حِلًى ، مثل لِحْيَةٍ ولِحًى ، وربَّما ضُمَّ.

وحِلْيَةُ الرجل : صِفَته.

وحَلْيَةُ ، بالفتح : مَأْسَدَةٌ بناحية اليمن. قال المُعَطَّلُ الهذلىّ يصف أسداً :

كأنهم يَخْشَوْنَ منك مُدرَّباً

بِحَلْيَةَ مشبوحَ الذراعين مِهْزَعا

والحَلِىُ على فَعِيلٍ : يبيسُ النَصِىِّ ، والجمع أَحْلِيَةٌ.

وحَلَيْتُ المرأة أَحْلِيَها حَلْياً وحَلَوْتُهَا ، إذا جعلتَ لها حُلِيًّا.

ويقال : حَلِىَ فلانٌ بِعَيْنِى بالكسر وفى عينى ، وبصدرى وفى صدرى ، يَحْلَى حَلَاوَةً ، إذا أعجبَك. قال الراجز :

إنَّ سِرَاجاً لكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ

تَحْلَى به العينُ إذا ما تَجْهَرُهْ

وهذا من المقلوب ، والمعنى : يَحْلَى بالعين.

وكذلك حَلَا فلانٌ بعينى وفى عينى يَحْلُو حَلَاوَةً.

قال الأصمعىّ : حِلىَ فى عينى بالكسر ، وحَلَا فى فمى بالفتح.

ويقال أيضاً : حَلِيَتِ المرأةُ ، أى صارت ذاتَ حُلِىٍ ، فهى حَلِيَّةٌ وحالِيَةٌ ونسوةٌ حَوَالٍ.

وحَلَّيْتُهَا تَحْلِيَةً ، ومنه سيفٌ مُحَلًّى.

__________________

(١) صدره :

فشانكها اني أمين وأنني

(٢) وهى ما يُعْطَى على الكهانة. مختار.


وحَلَّيْتُ الرجل تَحْلِيَةً أيضاً ، أى وصفت حِلْيَتَهُ.

وحَلَّيْتُ الشىء فى عين صاحبه.

وحَلَّيْتُ الطعام : جعلتُه حُلْواً.

وربَّما قالوا حَلَّأْتُ السَوِيقَ ، همزوا ما ليس بمهموز.

واسْتَحْلَاهُ من الحَلَاوَةِ ، كما يقال اسْتَجَادَهُ من الجَوْدَةِ.

وتَحَلّى بالحَلْىِ ، أى تزيَّنَ به.

وقولهم : لم يَحْلَ منه بطائلٍ ، أى لم يستفد منه كبير فائدة. ولا يتكلَّم به إلّا مع الجَحْدِ.

والحَلْوَا : التى تؤكل ، تُمَدُّ وتقصر. قال الكميت :

من رَيْبِ دَهْرٍ أرى حَوادِثَهُ

تَعْتَزُّ حَلْواءَها شَدائِدُها

والحُلَاوَى ، على فُعَالَى بالضم : نبتٌ.

ووقع فلانٌ على حُلَاوَةِ القفا بالضم ، أى على وَسط القفا ، وكذلك على حُلَاوَى القفا وحَلَاوَاءِ القفا ، إذا فتحْتَ مددْتَ ، وإذا ضممْتَ قصرْتَ.

حمى

حَمَيْتُهُ حِمَايَةً ، إذا دفعتَ عنه.

وهذا شىء حِمًى ، على فِعَلٍ ، أى محظورٌ لا يُقْرَبُ.

وأَحْمَيْتُ المكان : جعلتُه حِمًى. وفى الحديث : «لا حِمَى إلّا لله ورسوله».

وسمع الكسائى فى تثنية الحِمَى حِمَوَانِ ، قال : والوجه حِمَيَانِ.

وقيل لعاصم بن ثابتٍ الأنصارىّ «حَمِىُ الدَبْرِ» على فَعِيلٍ بمعنى مفعول.

وحَمَاةُ المرأة : أمُّ زوجها ، لا لغةَ فيها غير هذه.

وكلُّ شىء من قِبَلِ الزوج مثل الأب والأخ فهم الأَحْمَاءُ ، واحدهم حَمًا. وفيه أربع لغات : حَمًا مثل قَفاً ، وحَمُو مثل أَبُو ، وحَمٌ مثل أبٍ ، وحَمْءٌ ساكنة الميم مهموزة ، عن الفراء. وأنشد :

قلتُ لبَوَّابٍ لديه دارُها

تِئْذَنْ فإنى حَمْؤُها وجارُها

ويروى : «حَمُهَا» بترك الهمز.

وكلُّ شىءٍ من قبل المرأة فهم الأَخْتَانُ.

والصِهْرُ يجمع هذا كلَّه.

وأصل حَمٍ حَمْوٌ بالتحريك ، لأنَّ جمعه أَحْمَاءٌ ، مثل آباءِ. وقد ذكرنا فى الأخ أنَ حَمُو من الأسماء التى لا تكون موحَّدةً إلَّا مضافةً ، وقد جاء فى الشِعر مُفرداً. قال رجل من ثقيف :

هىَ ما كَنَّتِى وتَزْ

عُمُ أنِّى لها حَمُوُ (١)

__________________

(١) قبله :

أيها الجبرة اسسلموا وقفوا لي تكلمو

خرجت مزنة من السبحر ريا تجمجم


والحَمَاةُ : عضَلة الساق. قال الأصمعىّ : وفى ساق الفرس حَمَاتَانِ ، وهما اللحمتان اللتان فى عُرْضِ الساق تُرَيَانِ كالعَصَبَتَيْنِ من ظاهرٍ وباطنٍ. والجمع حَمَوَاتٌ.

والحامِى : الفحلُ من الإبل الذى طال مُكثه عندهم. ومنه قوله تعالى : (وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ). قال الفراء : إذا لَقِحَ وَلَدُ ولَدَهِ فقد حَمَىَ ظهرَه ، فلا يُرْكَبُ ولا يُجَزُّ له وبرٌ ولا يُمْنَعُ من مرعى.

والحامِيَتَانِ : ما عن يمين السُنْبُكِ وشِماله.

وفلان حامِى الحقيقة ، مثل حامِى الذِمار ؛ والجمع حُمَاةٌ وحامِيَةٌ.

وفلان حامِى الحُمَيَّا ، أى يَحْمِى حَوْزَتَهُ وما ولِيَهُ. قال العجاج :

* حَامِى الحُمَيَّا مَرِسُ الضَرِيرِ*

وحُمَةُ العقرب : سَمُّهَا وضَرُّهَا ، وأصله حُمَوٌ أو حُمَىٌ ، والهاء عوض.

وأما حُمَّةُ الحَرِّ ، وهى مُعظَمه ، فبالتشديد.

وحُمَيَّا الكأس : أوّل سَورتها.

وحُمُوَّةُ الألم : سَورته. وينشد :

مَا خِلْتُنِى زِلْتُ بعدكم ضَمِناً

أشكو إليكم حُمُوَّةَ الألَمِ

وحَمَيْتُ المريضَ الطعامَ حِمْيَةً وحِمْوَةً.

واحْتَمَيْتُ من الطعام احْتِمَاءً. وأمَّا قول الشاعر :

وقالوا يَا لَأَشْجَعَ يومَ هَيْجٍ

وَوَسْطَ الدارِ ضَرْباً واحْتِمَايا

فإِنَّما أخرجه على الأصل ، وهى لغة لبعض العرب.

وحَمَيْتُ عن كذا حَمِيَّةً بالتشديد ومَحْمِيَةً ، إذا أَنِفْتَ منه ودَاخَلكَ عارٌ وأنفَةٌ أن تفعله.

يقال : فلانٌ أَحْمَى أَنْفاً وأَمْنَعَ ذِمَاراً من فلان.

وحامَيْتُ عنه مُحَامَاةً وحِمَاءً. يقال : الضَرُوسُ تُحَامِى عن ولدها.

وحامَيْتُ على ضيفى ، إذا احتفلتَ له.

قال الشاعر :

حَامَوْا على أضيافهم فَشَوَوْا لهمْ

من لحمِ مُنْقِيَةٍ ومن أكبادِ

وحَمِىَ النهارُ بالكسر ، وحَمِىَ التَنُّورُ ، حَمْياً فيهما ، أى اشتدّ حَرُّهُ.

وحكى الكسائى : اشتد حَمْىُ الشمس وحَمْوُهَا بمعنًى.

وحَمِيتُ عليه بالكسر : غضبتُ. والأَموىّ يَهمِزه.

ويقال : حِمَاءٌ لك بالمدّ ، فى معنى فِداءٌ لك.

وأَحْمَيْتُ الحديدَ فى النار فهو مُحْمًى ، ولا يقال حَمَيْتُهُ.


وتَحَامَاهُ الناس ، أى توقَّوْه واجتنبوه.

حنا

الحَنْوَةُ بالفتح : نبتٌ طيِّبُ الريح ، وقال يصف روضة (١) :

وكَأَنَّ أنماطَ المدائنِ حولها

من نَوْرِ حَنْوَتِها ومن جَرْجارِها

والحِنْوُ بالكسر : واحد أَحْنَاءِ السرجِ والقَتبِ. وحِنْوُ كلِّ شىء أيضاً : اعوجاجُه ؛ ومنه حِنْوُ الجبل.

والحِنْوُ أيضاً : اسم موضع.

والحِنْوُ : واحد الأَحْناءِ ، وهى الجوانب ، مثل الأعناء.

وقولهم : ازْجُرْ أَحْنَاءَ طيرك ، أى نواحيَه يميناً وشِمالاً ، وأَمَاماً وخَلْفاً. وَيراد بالطير الخِفَّة والطَيش. قال لبيد:

فقلتُ ازْدَجِرْ أَحْناءَ طيرك واعْلَمَنْ

بأنّك إنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ عائِرُ

والحَنِيَّةُ : القوسُ. والحَنِىُ : القِسِىُّ.

والحِنَّاءُ مذكورٌ فى باب الهمز.

وحَنَيْتُ ظهرى ، وحَنَيْتُ العود : عَطَفْتُهُ.

وحَنَوْتُ لغةٌ ، وأنشد الكسائى :

يَدُقُ حِنْوَ القَتَبِ المَحْنِيَّا

دَقَّ الوَلِيدِ جَوْزَهُ الهِنْدِيَّا

قال : فجمع بين اللغتين. يقول : يدقُّه برأسه من النعاس.

ورجلٌ أَحْنَى الظهر ، والمرأة حَنْياء وحَنْوَاءُ ، أى فى ظهرها احديدابٌ.

وفلان أَحْنَى الناسِ ضلوعاً عليك ، أى أشفقُهم عليك.

وحَنَوْتُ عليه ، أى عطَفتُ.

وامرأةٌ حانِيَةٌ ، إذا أقامت على ولدها ولم تتزوّجْ بعد أبيهم. وقد حَنَتْ عليهم تَحْنُو حُنُوًّا.

وحَنَتِ النعجة تَحْنُو ، إذا اشتهت الفَحل ، فهى حانٍ وبها حِنَاءٌ ، وكذلك البقَرة الوحشيَّة ، لأنّها عند العرب نعجةٌ.

وتَحَنَّى عليه ، أى تعطَّف ، مثل تَحَنَّنَ.

قال الشاعر :

تَحَنَّى عليكَ النَفْسُ من لَاعِجِ الهَوَى

وكيف تَحَنِّيهَا وأنتَ تُهِينُها

وانْحَنَى الشىء ، أى انعطف.

والمَحَانِى : مَعاطف الأودية ، الواحدة مَحْنِيَةٌ بالتخفيف.

حوا

الحَوِيَّةُ : كِساءٌ محشوٌّ يُدار حول سَنام البعير ، وهى السَوِيَّة.

قال عُمَيْرُ بن وهب الجُمَحِىُ

__________________

(١) النمر بن تولب.


يومَ بدر ، حين حَزَرَ أصحابَ النبى صلى الله عليه وسلم : «رأيتُ الحَوَايَا عليها المنايا».

والحَوِيَّةُ لا تكون إلّا للجِمال ، والسَوِيَّةُ قد تكون لغيرها.

وحَوِيَّةُ البطن وحاوِيَةُ البطن وحاوِيَاءُ البطن ، كلُّه بمعنًى. قال الشاعر (١) :

كَأَنّ نَقِيقَ الحَبِّ فى حاوِيَائِهِ

نَقِيقُ الأفاعى أو نقيقُ العقارِبِ

وقال آخر :

* ومِلْحُ الوَسِيقَةِ فى الحَاوِيَهْ *

يعنى اللبن. وجمع الحَوِيَّةِ حَوَايا ، وهى الأمعاء. وجمع الحَاوِيَاءِ حَوَاوٍ (٢) ، على فواعل وكذلك جمع الحَاوِيَة.

والحِوَاءُ : جماعة بيوتٍ من الناس مُجتمِعة ، والجمع الأَحوِيةُ ، وهى من الوبر.

والحُوَّةُ : لونٌ يخالط الكُمْتَة ، مثل صدأ الحديد. وقال الأصمعى : الحُوَّةُ حُمْرَةٌ تضرب إلى السواد. يقال : قد احْوَوَى الفرس يَحْوَوِى احْوِوَاءً. قال : وبعض العرب يقول احْوَاوَى يَحْوَاوِى احْويوَاءً. وحكى الأصمعى احْوَوَى يَحْوَوِى احْوِوَاءَ ، على وزن ارعَوى. قال : وبعض العرب يقول حَوِىَ يَحْوَى حُوَّةً ، حكاه فى كتاب الفرس.

والحُوَّةُ : سُمْرَةُ الشفة. يقال رجلٌ أَحْوَى وامرأةٌ حَوَّاءُ ، وقد حَوِيَتْ.

والحُوَّةُ : موضعٌ ببلاد كلب. قال ابن الرِقاع :

أو ظبيةٍ من ظباء الحُوَّةِ انتقلتْ

مَذَانِباً فَجَرَتْ (٣) نَبْتاً وحُجْرَانا

وحَوَاه يَحْوِيهِ حَيًّا ، أى جمعه. واحْتَوَاهُ مثله.

واحْتَوَى على الشىء ، أى أَلْمَأَ عليه.

وتَحَوَّى ، أى تَجَمَّعَ واستدار. يقال : تَحَوَّتِ الحيةُ.

وبعيرٌ أَحْوَى ، إذا خالط خُضْرَتَهُ سوادٌ وصفرةٌ.

وتصغير أَحْوَى أُحَيْوٍ ، فى لغة من قال أُسَيْوِدٌ. واختلفوا فى لغة من أدغم ، قال عيسى ابن عمر : أُحَيِّىٌ فصَرَفَ. قال سيبويه : أخطأ هو ،

__________________

(١) جرير.

(٢) فى المخطوطات : حَوَاوِى على فواعل.

(٣) قال ابن برى : الذى فى شعر ابن الرقاع «فُجِرَتْ». والحجران : جمع حاجر ، مثل حائر وحوران ، وهو مثل الغدير يُمْسِك الماء.


ولو جاز هذا لصُرِفَ أَصَمُّ لأنَّه أخفّ من أَحْوَى ولقالوا أُصَيْمٌ فصَرَفُوا. وقال أبو عمرو بن العلاء : أُحَىٌّ كما قالوا أَحَيْوٌ. قال سيبويه : ولو جاز هذا لقلت فى عطاءِ عُطَىٍّ. وقال يونسُ : أُحَىٌّ.

قال سيبويه : هذا هو القياس ، والصواب.

وتقول فى تصغير يَحْيَى : يُحَيِّىٌ يا هذا ، لأنَّ كلَّ اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات أوّلهنّ ياء التصغير فإنّك تحذف منهنّ واحدة ، فإن لم يكن أوّلهنّ ياء التصغير أثبتَّهنّ ثَلَاثَهُنَّ. تقول فى تصغير حَيَّةٍ حُيَيَّةٌ ، وتقول فى تصغير : أيُّوبٍ أَيَيِّيب بأربع ياءات ، واحتملتْ ذلك لأنَّها فى وسط الاسم ، ولو كان طَرَفاً لم تجمعْ بينهنّ.

والحُوَّاءُ ، مثال المُكَّاءِ : نبتٌ يشبه لونَ الذئب ، الواحدة حُوَّاءَةٌ. عن الأصمعى.

حيا

الحَيَاةُ : ضد الموت والحَىُ : ضدُّ المّيت.

والمَحْيَا مَفْعَلٌ من الحياة. تقول : (مَحْيايَ وَمَماتِي). والجمع المَحَايِى.

وزعموا أن الحِىَ بالكسر : جمع الحَيَاةِ.

قال العجاج :

* وقد تَرى إذا الحياةُ حِىُ (١) *

والحَىُ : واحد أَحْيَاءِ العربْ.

وأَحْيَاهُ الله فَحَيِىَ وحَىَ أيضاً ، والإدغام أكثرَ لأنَّ الحركة لازمة ، فإذا لم تكن الحركة لازمةً لم تُدغَم كقوله تعالى : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) ويقرأ : (يَحْيَا من حَيِىَ عن بيّنة).

وقال أبو زيد : حَيِيتُ منه أَحْيَا : اسْتَحْيَيْتُ.

وتقول فى الجمع : حَيُوا ، كما يقال خَشُوا.

قال سيبويه : ذهبت الياء لالتقاء الساكنين ، لأنَّ الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت فى ضَربوا إلى الضم ، ولم تحرَّك الياء بالضم لثِقَله عليها ، فحذفت وضمَّت الياء الباقية لأجل الواو.

قال الشاعر (٢) :

وكُنَّا حَسِبْنَاهُمْ فَوَارِسَ كَهْمَسٍ

حَيُوا بعد ما ماتُوا من الدهر أعْصُرَا

وقال بعضهم : حَيُّوا بالتشديد ، تركه على ما كان عليه للإدغام. قال ابن مفرِّغ (٣) :

عَيُّوا بأمرِهمُ كما

عَيَّتْ ببيضتها الحَمَامَهْ

قال أبو عمرو : أَجْيَا القومُ ، إذا حَسُنَتْ حال مواشيهم. فإن أردتَ أنفسهم قلت : حَيُوا.

__________________

(١) فى اللسان :

كأنها إذا الحياة حي

وأذ زمان الناس دغفلى

(٢) أبو حُزَابَةَ الوليد بن حنيفة.

(٣) فى اللسان : عبيد بن الأبرص.


وأَحْيَتِ الناقةُ ، إذا حَيِىَ ولدُها ، فهى مُحْىٍ ومُحْيِيَةٌ ، لا يكاد يموت لها ولد.

وأَحْيَا القومُ ، أى صاروا فى الحَيا ، وهو الخِصْبُ.

وقد أتيت الأرض فأَحْيَيْتُهَا ، أى وجدتها خِصبةً.

واسْتَحْيَاهُ واسْتَحْيَا منه بمعنًى ، من الحَيَاءِ.

ويقال اسْتَحَيْتُ بياء واحدة ، وأصله اسْتَحْيَيْتُ مثل اسْتَعْيَيْتُ ، فأَعَلوُّا الياء الأولى وألقَوا حركتها على الحاء فقالوا : اسْتَحَيْتُ كما قالوا اسْتَعَيْتُ ، استثقالاً لما دخلتْ عليها الزوائد. قال سيبويه : حُذِفَتْ لالتقاء الساكنين لأنَّ الياء الأولى تقلب ألفاً لتحرّكها. قال : وإنّما فعَلوا ذلك حيث كَثُرَ فى كلامهم. وقال أبو عثمان المازنىّ : لم تُحذف لالتقاء الساكنين ؛ لأنّها لو حذفت لذلك لرَدُّوهَا إذا قالوا هو يَسْتَحِى ، ولقالوا يستحِىُ كما قالوا يَسْتَبيُع.

وقال أبو الحسن الأخفش : اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم ، وبياءين لغة أهل الحجاز ، وهو الأصل ؛ لأنَّ ما كان موضع لامه معتلًّا لم يُعِلوُّا عينه ، ألَا ترى أنَّهم قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ.

ويقولون : قلتُ وبعتُ ، فيُعِلُّونَ العين لِمَا لم تعتلّ اللام ، وإنَّما حَذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة ، كما قالوا لا أَدْرِ فى لا أدرى.

وقوله تعالى : (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) أى لا يستبقى.

والحَيَّةُ تكون للذَكَر والأنثى ، وإنّما دخلتْه الهاء لأنّه واحدٌ من جنسٍ ، كبَطّةٍ ودجاجةٍ ، على أنَّه قد رُوى عن العرب : رأيت حَيًّا على حَيَّةٍ ، أى ذكراً على أنثى.

وفلان حَيَّةٌ ذَكَرٌ.

والنسبة إلى حَيَّةٍ حَيَّوِىٌ.

والحَيُّوتُ : ذَكَرُ الحَيَّاتِ. وأنشد الأصمعى :

* ويأكل الحَيَّةَ والحَيُّوتَا (١) *

والحَاوِى : صاحب الحَيَّاتِ ، وهو فاعلٌ.

والحَيَا ، مقصورٌ : المطرُ والخصبُ ، إذا ثنّيتَ قلت حَيَيَانِ ، فتبيِّن الياء ؛ لأن الحركة غير لازمة.

والحَيَاءُ ممدودٌ : الاستحياءُ. والحَيَاءُ أيضاً : رَحِمُ الناقة ، والجمع أَحْيِيَةٌ ، عن الأصمعى.

والحَيَوَانُ خلاف المَوَتَانِ.

وأرضٌ مَحْيَاةٌ ومَحْوَاةٌ أيضاً ، حكاه ابن السرّاج ، أى ذات حَيَاتٍ.

__________________

(١) بعده :

ويجمق الأغفال والتابوتا

ويخنق العجوز أو تموتا


وحَيْوَةُ : اسمُ رجلٍ ، وإنَّما لم يدغم كما أدغم هَيِّنٌ وميّتٌ لأنَّه اسمٌ مرتجلٌ موضوعٌ لا على وجه الفعل.

والمُحَيَّا : الوجهُ.

والتَّحِيَّةُ : المُلْكُ. قال زُهَير بن جنابٍ الكلبىّ :

ولَكُلُّ ما نَالَ الفَتَى

قد نِلْتُهُ إلَّا التَحِيَّهْ

وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنها تَفْعِلَةٌ والهاء لازمةٌ. قال عمرو بن معديكرب :

أَسِيرُ به إلى النعمان حتى

أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِ (١)

أى على مُلْكِهِ.

ويقال : حَيَّاكَ الله ، أى مَلَّكَكَ الله.

والتَحِيَّاتَ لله ، قال يعقوب : أى المُلْكُ لله والرجل مُحَيِّىٌ والمرأة مُحَيِّيَةٌ. وكلُّ اسمٍ اجتمع فيه ثلاث ياءات فيُنْظَرُ ، فإن كان غير مبنىٍّ على فِعْلٍ حذفَتْ منه اللام نحو قولك عُطَىٌّ فى تصغير عَطَاءٍ ، وفى تصغير أَحْوَى أُحَىٌّ. وإن كان مبنيًّا على فِعْلٍ ثَبَتَتْ نحو قولك مُحَيِّىٌ من حَيَّا يحَيِّى.

وقولهم : حَىَ على الصلاة ، معناه هُلَمَّ وأَقْبِلْ.

وفُتِحَتِ الياء لسكونها وسكونِ ما قبلها ، كما قيل ليتَ ولعلَّ.

والعرب تقول : حَىَ على الثريد ، وهو اسمٌ لفعل الأمر.

وقد ذكرنا (حَيَّهَلْ) فى باب اللام.

وحَاحَيْتُ مكتوب فى آخر الكتاب.

فصل الخاء

خبا

الخَابِيَةُ : الحُبُّ ، وأصلها الهمز ، لأنَّها من خَبَأْتُ ، إلّا أنَّ العرب تركت همزها.

والخِبَاءُ : واحد الأَخْبِيَةِ من وبَر أو صوف ، ولا يكون من شَعَر ، وهو على عمودين أو ثلاثة ، وما فوق ذلك فهو بيتٌ.

واسْتَخْبَيْنَا الخِبَاءَ ، أى نَصَبْنَاهُ ودخَلْنا فيه.

وأَخْبَيْتُ الخِبَاءَ وتَخَبَّيْتُهُ ، إذا عَمِلْتَهُ.

وكذلك التَخْيِيَةُ.

وخَبَتِ النارُ تَخْبُو خُبُوًّا ، أى طَفِئَتْ.

وأَخْبَيْتُهَا أنا.

خثى

الخِثْىُ للبقر ، والجمع أَخْثَاءٌ مثل حِلْسٍ وأَحْلَاسٍ.

__________________

(١) قال ابن برى : ويروى : «أَسيرُ بها» ، و: «أؤمُّ بها».

وقبله :

وكل مفاضة بيضاء زغف

وكل معاود الغارات جلد


والخَثْى بالفتح : المصدر. تقول : خَثَى البقر يَخْثِى خَثْياً.

خجى

الخَجَوْجَى : الرجلُ الطويل الرجلين ، وهو فَعَوْعَلٌ والأنثى خَجَوْجَاةٌ.

خدى

خَدَتِ الناقةُ تَخْدِى ، أى أسرعَتْ ، مثل وَخَدَتْ وخَوَّدَتْ ، كلُّه بمعنًى. قال الراعى :

حتَّى غَدَتْ فى بياض الصبح طَيِّبَةً

رِيحَ المَبَاءَةِ تَخْدِى والثَرَى عَمِدُ

وإنَّما نصب رِيحَ المباءة لَمَّا نوّن طَيِّبةً. وكان حقُّها الإضافة ، فضارع قولهم : هو ضاربٌ زَيْداً.

خذا

خَذَا الشىءُ يَخْذُو خَذْوًا : استرخى. وخَذِىَ بالكسر مثله. يقال : أُذُنٌ خَذْوَاءُ بيّنة الخَذَى.

ويقال للأتان الخَذْوَاءُ ، أى المسترخية الأذُن. قال أبو الغُول (١) يهجو قوماً :

رأيتكمُ بَنِى الخَذْوَاءٍ لَمّا

دَنَا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ الِلحامُ (٢)

ويَنَمة خَذْواءُ : ليّنةٌ ، وهى بقلةٌ.

واسْتَخْذَيْتُ : خضَعتُ. وقد يهمز.

وقيل لأعرابى فى مجلس أبى زيد : كيف تقول اسْتَخْذَأْتُ؟ ليُتعرّف منه الهمزُ ، فقال : العرب لا تَسْتَخْذِئُ ، وهَمَزَ.

خزا

خَزَاهُ يَخْزُوهُ خَزْوًا : ساسه وقهره. قال ذو الإصبع :

لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ فى حَسَبٍ

عَنِّى ولا أنت دَيَّانِى فتَخْزُونِى

أى ولا أنت مَالِكُ أمرى فتسوسَنى.

وخَزِىَ بالكسر يَخْزَى خِزْياً ، أى ذَلَّ وهان. وقال ابن السكيت : وقع فى بليّةٍ.

وأَخْزَاهُ الله. قال لبيد :

غير أنْ لا تَكْذِبَنْهَا فى التُقَى

واخْزُها بالبِرِّ لله الأَجَلّ (٣)

قال الكسائى : خَازَانَى فلان فَخَزَيْتُهُ أَخْزِيهِ ، وكرهتُ أن أَخْزِيَهُ. وخَزِىَ أيضاً يَخْزَى خَزَايَةً ، أى استحياءً ، فهو خَزْيَانُ. وقوم خَزَايَا ، وامرأة خَزْيَاءُ. قال جرير :

__________________

(١) الطهوىّ.

(٢) بعده :

توليتم بودكم وقلتم

امك منك أقرب او جذام

(٣) قبله :

أكذب النفس إذا حدثتها

إن صدق النفس يزرى بالأمل


وإنَّ حِمىً لم يَحْمِهِ غَيْرُ فَرْتَنَا (١)

وغيرُ ابن ذى الكِيرَيْنِ خَزْيان ضائعُ.

أبو عبيد : الخَزَاءُ بالمدّ : نبتٌ.

خسا

يقال : خَسًا أو زَكاً ، أى فردٌ أو زوجٌ.

قال الكميت :

مَكارِمُ لا تُحْصَى إذا نحن لم نَقُلْ

خَسًا أو زَكاً فيما نَعُدُّ خِلَالَها

خشى

خَشِىَ الرجل يَخْشَى خَشْيَةً ، أى خاف ، فهو خَشْيَانُ والمرأة خَشْيَاءُ.

وخَاشَانِى فلان فخَشَيتُهُ أَخْشِيهِ بالكسر ، عن أبى عبيد ، أى كنت أشدّ خَشْيَةً منه. وهذا المكان أخْشَى من ذاك ، أى أشدُّ خوفا.

وقول الشاعر :

ولقد خَشِيتُ بأنَّ مَن تبِعَ الهُدى

سكَنَ الجنانَ مع النبى مُحَمَّدِ

قالوا : معناه عَلِمْتُ.

وقوله تعالى : فَخَشِينا (أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً).

قال الأخفش : معناه كرهنا.

وخَشَّاهُ تَخْشِيةً ، أى خوَّفَه. يقال : «خَشِ ذُؤَالَةْ بالحِبَالَةْ» ، يعنى الذئب.

قال الأصمعىّ : الخَشِىُ ، على فَعِيلٍ ، مثل الخَشِى ، وهو اليابس. قال الراجز :

* سَمَّ ذَرَارِيحَ رِطَابٍ وخَشِى (٢) *

الأموى : الخَشْوُ : الحَشَف من التمر. يقال : خَشَتِ النخلة تَخْشُو ، إذا أحشفتْ.

خصى

الخُصْيَةُ : واحدة الخُصَى ، وكذلك الخِصْيَةُ بالكسر. قال أبو عبيدة : سمعت خُصْيَةً بالضم ولم أسمع خِصْيَةُ بالكسر ، وسمعت خُصْيَاهُ ، ولم يقولوا خُصْىٌ للواحد (٣).

وقال أبو عمرو : الخُصْيَتَانِ : البيضتان.

والخُصْيَتَانِ : الجلدتان اللتان فيهما البيضتان.

وينشد :

__________________

(١) فَرْتَنَا : اسمٌ تسمّى به الإماء.

(٢) قبله :

إن بنى الأسود أخوال أبي

فإن عندي لو ركبت مسحلى

والمِسْحَلُ : العزم الصارم. يقال : قد ركب فلان مِسْحَلَهُ ، إذا عزم على الأمر وجَدَّ فيه.

(٣) قال ابن برى : قد جاء خُصْىٌ للواحد فى قول الراجز :

شر الدلاء الولغة الملازمة

صغيرة كخصى تبس وارمه


كأنّ خُصْيَيْهِ من التَدَلْدُلِ

ظَرْفُ عجوزٍ فيه ثنْتَا حَنْظَلِ

أراد : فيه حَنْظَلَتَانِ.

الأموى : الخُصْيَةُ : البيضةُ. وقالت امرأة من العرب :

لستُ أبالى أنْ أكون مُحْمِقَهْ

إذا رأيتُ خُصْيَةً مُعَلَّقَهْ

والجمع خُصًى ، فإذا ثنّيت قلت خُصْيَانِ ولم تلحقه التاء ، وكذلك الأَلْيَةُ إذا ثنّيت قلت أَلْيَانِ ولم تلحقه التاء ؛ وهما نادران.

وخَصَيْتُ الفحل خِصَاءً ممدودٌ ، إذا سللتَ خُصْيَيْهِ. يقال : برئتُ إليك من الخِصَاءِ. قال بشرٌ (١) يهجو رجلاً :

جَزِيزُ القَفَا شَبعانُ يربِضُ حَجْرَةً

حديثُ الخِصَاءِ وارمُ العَفْلِ مُعْبَرُ

والرجل خَصِىٌ ، والجمع خِصْيَانٌ وخِصْيَةٌ.

وموضع القطع مَخْصِىٌ.

خطا

الخُطْوَةُ بالضم : ما بين القدمين ، وجمع القلّة خُطُوَاتٌ وخُطَوَاتٌ وخُطْوَاتٌ ، والكثير خُطًى.

والخَطْوَةُ بالفتح : المرّة الواحدة ، والجمع خَطَوَاتٌ بالتحريك وخِطَاءٌ ، مثل رَكْوَةٍ ورِكَاءِ.

قال امرؤ القيس :

لها وَثَبَاتٌ كَوَثْبِ الظِبَاءِ

فَوَادٍ خَطَاءٌ ووَادٍ مَطِرْ

وقولهم فى الدعاء إذا دعوا للإنسان : خُطَّىَ عنه السُوءُ ، أى دُفِعَ عنه السوء. يقال خُطِّىَ عنك أى أُمِيطَ.

وخَطَوْتُ واخْتَطَيْتُ بمعنًى ، وأَخْطَيْتُ غيرى إذا حملتَه على أن يَخْطُوَ.

وتَخَطَّيْتُهُ ، إذا تجاوزتُه. يقال : تَخَطَّيْتُ رقابَ الناس ، وتَخَطَّيْتُ إلى كذا ؛ ولا تقل تَخَطَّأْتُ بالهمز.

خظا

خَظَا لحمه يَخْظُو ، أى اكتنز. ولا تقل خَظِىَ. قال السعدىّ (٢) :

رقابٌ كالمَوَاجِنِ خَاظِياتٌ

وأَسْتَاهٌ على الأَكوارِ كُومُ (٣)

وقد يقال : لحمه خَظَا بظَا ، أى مكتنِز ، وأصله فَعَلٌ. قال امرؤ القيس.

__________________

(١) ابن أبى خازم.

(٢) عامر بن الطفيل.

(٣) قبله :

وأهلكني لكم في كل يوم

تعوجكم على واستقم


لها مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كما

أَكَبَّ على ساعديه النَمِرْ

أراد : خَظَاتَانِ فحذف النون استخفافاً.

ويقال : أراد خَظَتَا فردّ الألفَ التى كانت سقطتْ لاجتماع الساكنين للواحد لمَّا تحركت التاء.

والخَظَوَانُ بالتحريك : الذى ركب لحمُه بعضُه بعضاً. قال ابن السكيت : يقال رجلٌ خِنظِيانٌ ، إذا كان فاحشاً.

وخَنْظَى به ، إذا ندّد به وأسمعه المكروه.

خفى

الأصمعى : خَفَيْتُ الشىء أَخْفِيهِ : كتمته.

وخَفَيْتُهُ أيضاً : أظهرته ، وهو من الأضداد.

وأبو عبيدة مثلَه. يقال : خَفَى المطرُ الفأرَ ، إذا أخرجهنَّ من أنفاقهنّ ، أى من جِحَرتهنّ. قال علقمةُ (١) يصف فرساً :

خَفَاهُنَّ من أَنْفَاقِهِنَّ كأنَّمَا

خَفَاهُنَّ وَدْقٌ ذو سَحَابٍ مُرَكَّبِ

وأَخْفَيْتُ الشىء : سترته وكتمته.

قال الأصمعى : الخافِى : الجِنُّ. قال الشاعر (٢) :

* ولا يُحَسُّ من الخَافِى بها أَثَرُ (٣) *

وقال ابن مناذر : الخَافِيَةُ : ما يَخْفَى فى البدن من الجنّ. يقال به خَفِيَّةٌ ، أى لَمَمٌ ومَسٌّ.

وقولهم : أُسود خَفيّة ، كقولهم أسود حَلْيَة ، وهما مأسَدتان.

وشىءٌ خَفِىٌ ، أى خَافٍ. ويجمع على خَفَاياً.

والخَفِيَّةُ أيضا : الركِيَّة. قال ابن السكيت : وكلُّ رَكِيَّةٍ كانت حُفرتْ ثم تركتْ حتَّى اندفنت ثمَ حفروها ونَثَلُوها فهى خَفِيَّةٌ. وقال أبو عبيد : لأنَّها استُخرِجتْ وأظهرتْ.

وخَفِىَ عليه الأثر يَخْفَى خَفَاءً ، ممدودٌ.

ويقال أيضا : بَرَحَ الخَفَاءُ ، أى وضَح الأمر.

قال يعقوب : وقال بعض العرب : «إذا حَسُنَ من المرأة خَفِيَّاها حَسُنَ سائرها» ، يعنى صوتَها وأثر وطئها الأرضَ ، لأنَّها إذا كانت رخيمة الصَوت دلّ ذلك على خَفَرها ، وإذا كانت مقارَبَة

__________________

(١) قوله قال علقمة ، الصواب قال امرؤ القيس : خفاهن ودق من عشى مجلب

هكذا فى ديوانه.

(٢) أعشى باهلة.

(٣) صدره :

يمشى ببيداء لا يمشى بها أحد


الخُطَى وتمكَّنَ أثرُ وطئها فى الأرض دلَّ ذلك على أنَّ لها أردافاً وأوراكاً.

قال الأصمعى : الخَوَافِى : ما دون الريشات العشر من مقدّم الجناح.

والخَوَافِى من السَعَف : ما دون القِلَبَةِ من النَخلة. وهى فى لغة أهل الحجاز العَواهِن.

واسْتَخْفَيْتُ منك ، أى تواريت. ولا تقل اخْتَفَيْتُ.

وخَفَا البرق يَخْفُو خُفُوًّا ، ويَخْفِى خَفْياً ، إذا لَمَعَ لمعاً ضعيفاً معترضاً فى نواحى الغيم. فإنْ لمعَ قليلاً ثم سكن وليس له اعتراضٌ فهو الوميض ، وإن شقَّ الغيمَ واستطال فى الجوّ إلى وسط السماء من غير أن يأخذَ يميناً وشِمالا فهو العقيقة.

واسْتَخْفَيْتُ الشىءَ ، أى استخرجتُه.

والمُخْتَفِى : النَبّاش ، لأنَّه يستخرج الأكفان.

والأَخْفِيَةُ : الأكسية ، والواحد خِفَاءٌ ، لأنَّها تُلقَى على السقاء. قال الكميت يذمُّ قوماً وأنَّهم لا يبرحون بيوتَهم ولا يَحضُرون الحرب :

ففى تلك أحلاسُ البيوتِ لَوَاصِفٌ

وأَخْفِيَةٌ ما هُمْ تُجَرُّ وَتُسْحَبُ

وقوله تعالى : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) ويقرأ : (أَخْفِيهَا) ، أى أزيل عنها خِفَاءَها ، أى غِطاءها. وهو كقولهم : أَشْكَيْتُهُ ، أى أزلته عما يشكوه.

خلا

خَلَا الشىء يَخْلُو خُلُوًّا.

وخَلَوْتُ به خَلْوَةً وخَلَاءً.

وخَلَوْتُ به ، أى سخِرتُ به. وخَلَوْتُ إليه ، إذا اجتمعتَ معه فى خَلْوَةٍ. قال الله تعالى : (وَإِذا خَلَوْا (إِلى شَياطِينِهِمْ). ويقال : إلى هنا بمعنى مَعَ ، كما قال : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ).

وقوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) أى مضى وأُرْسِلَ.

وتقول : أنا منكَ خَلَاءٌ ، أى بَرَاءٌ. إذا جعلته مصدراً لم تُثَنِّ ولم تجمع ، وإذا جعلته اسماً على فَعِيلٍ ثنّيت وجمعت وأنّثت فقلت : أنا خَلِىٌ منك ، أى برىء منك ، وفى المثل : «خَلَاؤُكَ أقنى لحيائك» ، أى منزلُك إذا خلوتَ فيه ألزم لحيائك.

والخَلَاءُ ممدودٌ : المُتَوَضَّأُ. والخَلَاءُ أيضا : المكان لا شىءَ به.

والخَلِيَّةُ : الناقة تُطْلق من عِقالها ويُخَلَّى عنها.

ويقال للمرأة : أنتِ خَلِيَّةٌ ، كناية عن الطلاق.

والخَلِيَّةُ : الناقة تُعطَف مع أخرى على ولدٍ


واحدٍ فتدِرَّان عليه ويَتَحَلَّى أهلُ البيت بواحدةٍ يحلُبونها. ومنه قول الشاعر (١) :

* لها لبن الخَلِيَّةِ والصَعودِ (٢) *

والخَلِيَّةُ أيضا : السَفِينة العظيمة. ومنه قول طرفة :

* خَلَايَا سَفِينٍ بالنواصفِ من دَدِ (٣) *

وتقول : أنا خِلْوٌ من كذا ، أى خَالٍ.

والخَلِيَّةُ أيضا : بيتُ النحل الذى تُعسِّل فيه.

و (خَلَا) كلمةٌ يستثنَى بها ، وتَنصب ما بعدها وتُجرّ. تقول : جاءُونى خَلَا زيداً ، تنصب بها إذا جعلتها فعلاً وتضمر فيها الفاعل ، كأنّكَ قلت : خَلَا مَن جاءنى من زيد. وإذا قلت خَلَا زيدٍ فجررتَ فهى عند بعض النحويين حرفُ جرٍّ بمنزلة حاشا ، وعند بعضهم مصدر مضاف. وأمَّا (ما خَلَا) فلا يكون فيما بعدها إلّا النصب ، تقول : جاءُونى ما خَلَا زيداً ؛ لأنَّ خَلَا لا تكون بعد ما إلّا صلة لها ، وهى معها مصدر ، كأنّك قلت : جاءُونى خُلُوَّ زيدٍ ، أى خُلُوَّهُمْ من زيد ، تريد خالِينَ من زيدٍ.

وقولهم : افْعَلْ كذا وخَلَاكَ ذمٌّ ، أى أعذَرْتَ وسقط عنك الذمُّ.

وخَلَاوَةُ : أبو بطنٍ من أَشْجَعَ ، وهو خَلَاوَةُ ابن سُبيع بن بكر بن أشْجَع. وفى المثل : «أنا من هذا الأمر فالجُ بنُ خَلَاوةَ» أى برىءٌ منه ، وقد ذكرناه فى باب الجيم.

والخَلِىُ : الخالِى من الهمِّ ، وهو خلاف الشجىّ. وقال الأصمعىّ : الخَالِى من الرجال : الذى لا زوجةَ له. وأنشد لامرىء القيس :

* وأَمْنَعُ عِرْسِى أن يُزَنّ بها الخَالِى (٤) *

قال : والقرون الخَاليَةُ ، هم المواضى.

والخَلَى مقصوراً : الرطب من الحشيش ، الواحدة خَلَاةٌ. وجاء فى المثل : «عَبْدٌ وخلًى فى يديه» أى إنه مع عبوديته غنىٌّ. قال يعقوب : ولا تقل : وخَلْىٌ (٥) فى يديه.

وتقول : خَلَيْتُ الخَلَى واخْتَلَيْتُهُ ، أى جَزَرته وقطعته ، فانْخَلَى.

__________________

(١) هو خالد بن جعفر بن كلاب ، يصف فرساً.

(٢) صدره :

أرمت بها الرهاء ليكرموها

(٣) صدره :

كأن حمول المالكية غدوة

(٤) صدره :

ألم ترنى أصبى على المرء عرسه

(٥) فى المطبوعة الأولى : «وخلى» ، صوابه من اللسان.


والمِخْلَى : ما يُجَزُّ به الخَلَى.

والمِخْلَاةُ : ما يُجعَل فيه الخَلَى.

قال ابن السكيت : خَلَيْتُ دابّتى أَخْلِيهَا ، إذا جززت لها الخَلَى.

والسيف يَخْتَلِى ، أى يقطع.

والمُخْتَلُونَ والخَالُونَ : الذين يَخْتَلُونَ الخَلَى ويقطعونه.

وأَخْلَتِ الأرض ، أى كثُر خَلَاها

قال أبو عمرو : خَلَا لك الشىء وأَخْلَى بمعنًى.

وأنشد بيتَ معنِ بن أوس (١) :

أَعاذِلَ هل يأتى القبائلَ حَظُّها

من الموت أم أَخْلَى لنا الموتُ وَحْدَنا

وأَخْلَيْتُ المكان : صادفته خَالِياً.

واسْتَخْلَاهُ مجلسَه ، أى سأله أن يُخْلِيَهُ له.

وأَخْلَيْتُ ، أى خَلَوْتُ. وأَخْلَيْتُ غيرى ، يتعدَّى ولا يتعدّى. قال عُتَىُّ بن مالكٍ العُقَيلىّ :

أتيتُ مع الحُدَّاثِ لَيْلَى فلم أُبِنْ

فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عند خَلائِى

وأَخْلَيْتُ عن الطعام ، أى خَلَوْتُ عنه.

وخَالَيْتُ الرجل : تاركته.

وتَخَلَّيْتُ : تفرّغتُ.

وخَلَّيْتُ عنه ، وخَلَيْتُ سبيله ، فهو مُخَلَّى.

ورأيته مُخَلِّياً. قال الشاعر :

ما لى أَرَاكَ مُخَلِّياً

أين السلاسلُ والقيودُ

أَغَلَا الحديدُ بأرضكمْ

أم ليس يَضْبِطُكَ الحديدُ

خنا

الخَنَا : الفُحشُ. وكلامٌ خَنٍ وكلمةٌ خَنِيَّةٌ.

وقد خَنِىَ عليه بالكسر. وأخْنَى عليه فى منطقه ، إذا أفحش. قال أبو ذؤيب :

فلا تُخْنُوا عَلَىَّ ولا تُشِطُّوا

بقول الفخرِ إنَّ الفخر حُوبُ

وأَخْنَى عليه الدهر ، أَى أتَى عليه وأهلكه.

ومنه قول النابغة :

أَضْحَتْ خَلَاءً وأضحى (٢) أهلُها احتملوا

أَخْنَى عليها الذى أَخْنَى على لُبَدِ

وأَخْنَيْتُ عليه : أفسدت.

خوى

خَوَتِ النجوم تَخْوِى خَيًّا : أمحلتْ ، وذلك إذا سقطتْ ولم تُمطر فى نوئها. وأَخْوَتْ مثله.

__________________

(١) المزنىّ.

(٢) فى اللسان : أمست خلاء وأمسى.


وخَوَتِ (١) الدارُ خَوَاءً ممدودٌ : أقوتْ ، وكذلك إذا سقطت. ومنه قوله تعالى : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ) خاوِيَةً ، أى خاليةً ، ويقال ساقطةً ، كما قال تعالى : (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) ، أى ساقطة على سقوفها.

وخَوَتِ المرأة وخَوِيَتْ أيضاً خَوًى ، أى خلا جوفُها عند الولادة. وخَوَّيْتُ لها تَخْوِيَةً ، إذا عملتَ لها خَوِيَّةً تأكلُها ، وهى طعامٌ.

والخَوِىُ : البطن السهل من الأرض ، على فَعِيلٍ.

وحكى أبو عبيد : الخَوَاةُ : الصوت.

وخَوَّى البعير تَخْوِيَةً ، إذا جَافَى بطنَه عن الأرض فى برُوكه. وكذلك الرجلُ فى سجوده ، والطائرُ إذا أرسلَ جناحَيه.

ويقال أيضاً : خَوَّتِ النجوم ، إذا مالت للمغيب.

فصل الدّال

دأى

الدَأْىُ من البعير : الموضع الذى تقع عليه ظَلِفة الرحْل فتَعقِره. ومنه قيل للغراب : ابن دَأْيَةَ.

وقال يصف الشَيب :

ولما رأيتُ النَسْرَ عَزَّ ابن دَأْيَةٍ

وعَشَّشَ فى وَكْرَيْهِ جاشتْ له نَفْسِى

ويجمع على دَأَيَاتٍ بالتحريك. وجمع الدَأْىِ دَئِىٌ ، مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ ، ومَعْزٍ ومَعِيز. قال الراجز (٢) :

يَعَضُّ منها الظَلِفُ الدَئِيَّا

عَضَّ الثِقَافِ الخُرُصَ الخَطِّيَّا

أبو زيد : دَأَيْتُ للشىء أَدْأَى له دَأْياً ، إذا خْتَلْتَهُ ، مثل أَدَوْتُ له.

ودَأَوْتُ له : لغةٌ فى دَأَيْتُ. يقال : الذئب يَدْأَى للغزال ليأخذه ، أى يَخْتِلُهُ ، مثل يَأْدُو.

دبى

الدَبا : الجرادُ قبل أن يطير ، الواحدة دَبَاةٌ.

قال الراجز :

كَأَنَّ خَوْقَ قُرطها المعقوبِ

على دَبَاةٍ أو على يَعْسُوبِ

وأرضٌ مَدْبِيَّةٌ ، على مَفْعُولَةٍ ، إذا أكل الدَبَى نباتها.

وأَدْبىَ الرِمْثُ ، إذا أشبَه ما يُخرج من ورقه

__________________

(١) خَوَتِ الدار : تهدمت. وخَوَّتْ ، وخَوِيَتْ خَيًّا وخُوِيًّا وخَوَاءً وخَوَايَةً : خَلَتْ من أهلها.

(٢) حميد الأرقط.


الدَبَى. وهو حينئذ يصلُح أن يُرْعَى ويؤكل.

وأرضٌ مُدْبِيَةٌ ومَدْبَاةٌ : كثيرة الدَبَى.

والدُّبَّاءُ ، على وزن المُكاَّءِ : القَرْع ؛ الواحدة دُبَّاءُةٌ. قال امرؤ القيس :

وإنْ (١) أدبرتْ قُلتَ دُبَّاءَةٌ

من الخُضْرِ مغموسةٌ فى الغُدُرْ

ابن الأعرابى : جاء فلان بَدَبَى دَبَى ، إذا جاء بمالٍ كالدَبَى فى الكَثْرة.

دجا

الدُجَى : الظلمة. يقال : دَجَا الليل يَدْجُو دُجُوًّا. وليلةٌ دَاجِيَةٌ. وكذا أَدْجَى الليلُ وتَدَجَّى.

ودَيَاجِى الليل : حنادسُه ، كأنّه جمع دَيْجَاةٍ.

قال الأصمعىّ : دَجَا الليل إنّما هو ألبسَ كلَّ شىء ، وليس هو من الظُلمة. قال : ومنه قولهم : دَجَا الإسلامُ ، أى قوِىَ وألبَس كلَّ شىء.

والدُجَى : جمع دُجْيَةٍ بالضم ، وهى قتْرة الصائد ، والظُلْمة أيضاً.

وإنّه لفى عيشٍ دَاجٍ ، كأنَّه يُراد به الخفض.

والمُدَاجَاةُ : المداراةُ. يقال : دَاجَيْتُهُ ، إذا داريتَه ؛ كأنَّك ساترتَه العداوة. قال قَعنَب ابن أمِّ صاحب :

كُلٌ يُدَاجِى على البغضاءِ صاحبه

ولن أُعَالِنَهُمْ إلّا بما علَنُوا

وذكر أبو عمرٍو أنَ المُدَاجَاةَ أيضاً المنْع بين الشدّة والإرخاء.

دحا

دَحَوْتُ الشىء دَحْوًا : بسطته. قال الله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)، أى بسطها.

ودَحَا المطرُ الحصى عن وجه الأرض.

ويقال للّاعب بالجوز : أَبْعِدِ المَدَى وادْحُهُ ، أى ارْمِهِ.

ويقال للفرس : مَرَّ يَدْحُو دَحْواً ، وذلك إذا رمى بيديه رمياً لا يرفع سُنُبكَه عن الأرض كثيراً.

ودِحْيَةُ بالكسر (٢) ، هو دِحْيَةُ بن خليفةَ الكلبىّ ، الذى كان يأتى جبريلُ النبىّ عليه السلام فى صورته ، وكان من أجمل الناس.

__________________

(١) فى اللسان : «إذا أقبلتْ».

(٢) فى القاموس جواز فتحه.


وأمَّا دَحْيَةُ بالفتح ودَحْوَةُ ، فهم بنا معاوية ابن بكر بن هَوازن.

ومَدْحَى النعامةِ : موضع بيضها. وأُدْحِيُّها : موضعها الذى تفرّخ فيه ؛ وهو أُفْعُولٌ من دَحَوْتُ ، لأنها تَدْحُوهُ برجلها ثم تبيضُ فيه. وليس للنعام عُشٌّ.

ددا

الدَدَا : اللهو واللعب. يقال : هذا دَدًا مثل عَصًا ، ودَدٌ مثل دَمٍ ، ودَدَنٌ مثل حَزَنٍ. وقد ذكر فى النون.

درى

دَرَيْتُهُ (١) ودَرَيْتُ به دَرْيًا ودُرْيَةً ودِرْيَةً ودِرَايَةً ، أى علمت به. وينشد :

* لَا هُمَّ لا أَدْرِى وأنتَ الدَارِى *

وإنَّما قالوا : لا أَدْرِ بحذف الياء تخفيفا ، لكثرة الاستعمال ، كما قالوا لم أُبَلْ ولم يَكُ.

وأَدْرَيْتُهُ ، أى أعلمته. وقرئ : ولا أَدْرَأَكُمْ به ، والوجه فيه ترك الهمز.

ومُدَارَاةُ الناس تهمز ، ولا تهمز ، وهى المداجاة والملاينة.

قال الأصمعى : الدَرِيَّةُ غير مهموز ، وهى دابَّةٌ يستتر بها الصائد فإذا أمكنَه رَمَى. وقال أبو زيد : هو مهموز ، لأنَّها تُدْرَأُ نحو الصيد ، أى تُدفع. قال الأخطل :

فإن كنتِ قد أَقْصَدْتِنِى إذ رَمَيْتِنِى

بسَهمِكَ فالرامى يصيدُ ولا يَدْرِى

أى لا يستتر ولا يَخْتِلُ. وأنشد الفراء :

فإن كنتُ لا أدرى الظِباء فإنَّنى

أدسُّ لها تحتَ الترابِ الدَاوَهِيَا

والمِدْرَى : القرنُ. قال النابغة الدبيانى يصف الثَور والكلاب :

شَكَّ الفَرِيصَةَ بالْمِدْرَى فأَنْفَذَهَا

شَكَّ المُبَيْطِرِ إذ يَشْفِى من العَضَدِ

وكذلك المِدْرَاةُ وربَّما تُصلح بها الماشطة قرونَ النساء ، وهى شىء كالمِسلَّة تكون معها.

قال طرفة :

تَهْلِكُ المِدْرَاةُ فى أكنافه

وإذا ما أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ

ويقال : تَدَرَّتِ المرأة ، أى سرَّحتْ شعرها.

وقولهم : إنَّ بنى فلان ادَّرَوْا مكاناً ، كأنَّهم

__________________

(١) فى القاموس : (دَرَيْتُهُ) ، وبه (أَدْرِى)(دَرْياً) و (دَرْيَةً) ويكسران ، و (دِرْيَاناً) بالكسر ويحرّك ، و (دِرَايَةً) بالكسر ، و (دُرِيًّا) كَحُلِىٍّ.


اعتمدوه بالغزو والغارة. قال سُحَيم بن وَثيل الرِياحىّ :

أتتنا عامرٌ من أرض رامٍ

مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِينا

وتَدَرَّاهُ وادَّرَاهُ بمعنًى ، أى خَتَله ، تَفَعَّلَ وافْتَعَلَ بمعنًى. قال سحيم :

وماذا تَدَّرِى (١) الشعراءُ منِّى

وقد جاوزتُ رأس الأربعينِ

قال يعقوب : كسر نون الجمع لأنَّ القوافى مخفوضة. ألا ترى إلى قوله :

أَخُو خَمْسينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّى

ونَجَّذَنِى مداورة الشُئُونِ

وقول الراجز :

كيف ترانى أَذَّرِى وأَدَّرِى

غِرَّاتِ جُمْلٍ وتَدَرَّى غِرَرِى

فالأوَّل إنما هو بالذال معجمةً ، وهو أَفْتَعِلُ من ذَرَّيْتُ تراب المعدن. والثانى بدالٍ غير معجمة ، وهو أَفْتَعِلُ من ادَّرَاهُ أى ختله. والثالث تَتَفَعَّلُ من تَدَرَّاهُ أى ختله ، فأسقط إحدى التاءين. يقول : كيف ترانى أَذَّرِى تراب المعدن وأَخْتِلُ مع ذلك هذه المرأة بالنظر إليها إذا غَفَلتْ.

وقولهم : جَابُ المِدْرَى ، أى غليظ القرن ، يُدَلُّ بذلك على صغر سنِّ الغزال ؛ لأنَّ قرنه فى أوّل ما يطلع يغلُظ ، ثم يَدِقُّ بعد ذلك إذا طال.

درحى

الدِرْحَايَةُ : الرجل الضخم القصير ، وهو فِعْلَايَةٌ. قال الراجز :

عَكَوَّكُ (٢) إذا مشى دِرْحَايَهْ

يحسبنى لا أعرف الحُدَايَهْ

دسا

دَسَّاها ، أى أخفاها. وهو فى الأصل دَسَّسَها ، فأبدل من إحدى السينين ياءً.

دعا

الدَعْوَةُ إلى الطعام بالفتح. يقال : كنا فى دَعْوَةِ فلان ومَدْعَاةِ فلان ، وهو فى الأصل مصدرٌ ، يريدون الدُعَاءَ إلى الطعام.

والدِعْوَةُ بالكسر فى النسب ، يقال : فلان دَعِىٌ بيّن الدِعْوَةِ والدَعْوَى فى النسب.

هذا أكثر كلام العرب إلَّا عَدِىَّ الربابِ فإنَّهم يفتحون الدال فى النسب ويكسرونها فى الطعام.

__________________

(١) فى اللسان : «وما ذا يَدَّرِى».

(٢) فى اللسان : «عَكَوَّكاً».


والدَعِيُ أيضا : من تَبَنَّيْتَهُ. قال تعالى : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ).

وادَّعَيْتُ على فلانٍ كذا. والاسم الدَعْوَى.

والادّعِاءُ فى الحرب : الاعتزاءِ ، وهو أن يقول : أنا فلان بن فلان.

وتَدَاعَتِ الحِيطان للخراب ، أى تهادمتْ.

والأُدْعِيَّةُ مثل الأُحْجِيَّةِ. والمُداعَاةُ : المحُاجَاةُ. يقال : بينهم أُدْعِيَّةٌ يَتَدَاعَوْنَ بها.

وهى مثل الأُغلوطات. حتَّى الألغاز من الشعر أُدْعِيَّةٌ ، مثلُ قول الشاعر :

أُدَاعِيكَ ما مُسْتَصْحَبَاتٌ مع السُرَى

حِسانٌ وما آثَارُها بِحسَانِ (١)

يعنى السيوفَ. وقال آخر يصف القلم :

حَاجَيْتُكِ يا خنسا

ءُ فى جِنْسٍ من الشِعْرِ

وفيما طُولُهُ شبْرٌ

وقد يُوفِى على الشِبْرِ

له فى رأسه شَقٌ

نَطُوفٌ ماؤه يَجْرِى

أَبِينِى لم أَقُلْ هُجْراً

ورَبِّ البيتِ والْحِجْرِ

ودَعَوْتُ فلاناً ، أى صِحْتُ به واسْتَدْعَيْتُهُ ، ودَعَوْتُ الله له وعليه دُعَاءً. والدَعْوَةُ المرّةُ الواحدة.

والدُعَاءُ : واحد الأَدْعِيَةِ ، وأصله دُعَاوٌ ، لأنَّه من دَعَوْتُ ، إلّا أنّ الواو لمّا جاءت بعد الألف همزت.

وتقول للمرأة : أنِت تَدْعِينَ ، وفيه لغة ثانية : أنتِ تَدْعُوِينَ ، وفيه لغة ثالثة أنتِ تَدْعينَ بإشمام العين الضمّة ، وللجماعة : أنتنّ تَدْعُونَ مثل الرجال سواءٌ.

ودَاعِيَةُ اللبن : ما يترك فى الضرع ليَدْعُوَ ما بعده. وفى الحديث : «دَعْ دَاعِىَ اللبن».

ودَوَاعِى الدهر : صروفه.

وقولهم : ما بالدار دُعْوِىٌ بالضم ، أى أحد.

قال الكسائى : هو من دَعَوْتُ ، أى ليس فيها من يَدْعُو ؛ لا يتكلَّم به إلا مع الجحد.

وقول العجاج :

* إنِّىَ لا أسعى إلى دَاعِيَّهْ *

مشدّدة الياء ، والهاء للعماد مثل التى فى (سُلْطانِيَهْ) و (مالِيَهْ).

قال الأخفش : سمعتُ من العرب من يقول :

__________________

(١) المستصحبات ، عنى بها السيوف. ويروى : ما مستحقبات.


لو دَعَوْنَا لانْدَعَيْنَا ، أى لأجبنا ؛ كما تقول : لو بعثونا لانبعثنا. حكاه عنه أبو بكر ابن السّراج.

دغا

يقال : فلان ذو دَغَوَاتٍ وذو دَغَيَاتٍ ، إذا كان ذا أخلاق رديئة ، الواحدة دَغْوَةٌ ودَغْيَةٌ. قال رؤبة (١) :

* ذا دَغَوَاتٍ قُلَّبَ الأخلاقِ*

أى ذا أخلاق رديئة متلوِّنة.

ودُغَةُ : لقب امرأةٍ من عِجْلٍ تُحَمَّقُ ؛ يقال : «أحمق من دُغَةَ» وأصلها دُغَوٌ أو دُغَىٌ ، والهاء عوض.

دفا

دَفَوْتُ الجريح أَدْفُوهُ دَفْواً ، إذا أجهزتَ عليه ، وكذلك دَافَيْتُهُ وأَدْفَيْتُهُ. حكاهما أبو عبيد.

وفى الحديث أنه عليه الصلاة والسلام أُتِىَ بأسير يُوعَكُ ، فقال لقوم منهم : «اذهبوا به فأَدْفُوهُ» ، يريد الدِفْءَ من البرد ، فذهبوا به فقتلوه ، فَودَاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والدَفَا مقصورٌ : الانحناء ؛ يقال : رجلٌ أَدْفَى ، أى فى صلبه احديدابٌ.

ويقال : وعلٌ أَدْفَى بيِّن الدَفَا ، وهو الذى طال قرناه جدا وذهَبا قِبَلَ أذنيه.

وعَنْزٌ دَفْوَاءُ. وطائرٌ أَدْفَى : طويل الجناح.

والدَفْوَاءُ : الشجرة العظيمة. وفى الحديث أنَّه أبصر شجرةً دَفْوَاءَ تسمَّى ذاتَ أنواطٍ

لأنَّه كان يناطُ السلاح بها وتُعبد دون الله عزّ وجلّ.

وإنَّما قيل للعُقاب دَفْوَاءُ لعوج مِنقارها.

والتَدَافِى : التداول. يقال : تَدَافَى البعير تَدَافِياً ، إذا سار سيراً متجافياً.

وربَّما قيل للنجيبة الطويلة العنق دَفْوَاءُ.

دقى

دَقِىَ الفَصيلُ بالكسر يَدْقَى دَقًى ، إذا أكثر من شرب اللبن حتَّى بَشِمَ ، فهو دَقٍ على فَعِلٍ ، والأنثى دَقِيَةٌ. وقد قيل دَقْوانُ ودَقْوَى.

وأنشد الأصمعى :

وإنِّىَ (٢) لا تَنْظُرُ سُيُوحَ عَباءتِى

شَفِاءُ الدَقَى يا بَكْرَ أُمِ (٣) حَكِيمِ

دلو

الدَلْوُ : واحدة الدِلَاءِ التى يستقى بها.

وكذلك الدَلَا بالفتح ، الواحدة دَلَاةٌ. وجمع

__________________

(١) ليس لرؤبة (راجع التكملة ص ١١٧٥).

(٢) فى اللسان : «وإنّى وإنْ تُنْكِرْ».

(٣) فى اللسان : «يا بكرَ أمّ تَميمِ».


الدَلْوِ فى أقل العدد أَدْلٍ ، وهو أَفْعُلٌ ، قلبت الواو ياءً لوقوعها طرفاً بعد ضمّة. والكثير دِلَاءٌ ودُلِىٌ على فُعُولٍ(١). وقال الراجز :

آلَيْتُ لا أعطى غلاماً أبَدا

دَلَاتَهُ إنِّى أحبّ الأَسْوَدا

يريد بدلَاتِهِ سَجْلَهُ ونصيبه من الوُدّ.

والأسودُ : اسم ابنه.

والدَلْوُ : برجٌ من بروج السماء. والدَلْوُ : سمةٌ للإبل.

وقولهم : جاء فلان بالدَلْوِ ، أى بالداهية.

قال الراجز :

يَحْمِلْنَ عنقاءَ وعَنْقَفِيرَا

والدَلْوَ والدَيْلَمَ والزَفِيرَا

والدَالِيَةُ : المَنْجَنُونُ تديرها البقر ، والناعورة يديرها الماء.

ودَلَوْتُ الدَلْوَ : نزعتها. وأَدْلَيْتُهَا : أرسلتها فى البئر لتمتلىء. وقد جاء فى الشعر الدَالِى بمعنى المُدْلِى. وهو فى قول العجاج يصف ماءً :

* يكشف عن جَمَّاتِهِ دَلْوُ الدَالْ (٢) *

يعنى المُدْلِىَ.

ودَلَوْتُ الناقة دَلْواً : سِرْتُهَا سيراً رويداً.

وقال الراجز :

* لا تَعْجَلَا بالسير وادْلُوَاهَا (٣) *

وقال آخر :

لا تَقْلُوَاهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا

إنّ مع اليوم أَخَاهُ غَدْوَا

وادْلَوْلَى ، أى أسرع ، وهو افْعَوْعَلَ.

ودَلَوْتُ الرجل وَدَاليْتُهُ ، إذا رفَقْت به وداريتَه.

ودَلَّاهُ بغُرُورٍ ، أى أوقعه فيما أراد من تغريره ، وهو من إدلاء الدَلْوِ.

ودَلَوتُ بفلانٍ إليك ، أى استشفعت به إليك.

وقال عمر لمّا استسقى بالعباس رضى الله عنهما : اللهم أنّا نتقرب إليك بعمّ النبى صلى الله عليه وسلم وقَفِيَّةِ آبائه وكُبْرِ رجاله ، دَلَوْنا به إليك مستشفعين.

وتَدَلَّى من الشجرة. وقوله تعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) ، أى تدلّل ، كقوله تعالى : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) ، أى يتمطَّط. قال لبيد (٤) :

__________________

(١) فى القاموس : ودِلِىٌّ ، ودَلَى كعَلَى.

(٢) بعده :

عباءة غبراء من أجن طال

(٣) بعده :

لبئسما لط ولانرعاها

(٤) يصف فرساً.


فتَدَلَّيْتُ عليها قَافِلاً

وعلى الأرض غَيَايَاتُ الطَفَلْ

وأَدْلَى بحجته ، أى احتجَّ بها. وهو يُدْلِى برحِمِه ، أى يمتُّ بها. وأَدْلَى بماله إلى الحاكم : دَفَعَه إليه. ومنه قوله تعالى : (وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ) يعنى الرشوة.

دما

الدَمُ أصله دَمَوٌ بالتحريك ، وإنما قالوا دَمِىَ يَدْمَى لحال الكسرة التى قبل الياء ، كما قالوا رَضِىَ يَرْضَى وهو من الرضوان. قال الشاعر :

فلو أَنَّا على حجرٍ ذُبِحْنَا

جَرَى الدَمَيانِ بالخبر اليقين (١)

وبعض العرب يقول فى تثنيته دَمَوَانِ.

وقال سيبويه : الدَمُ أصله دَمْىٌ على فَعْلٍ بالتسكين ، لأنه يجمع على دِمَاءٍ ودُمِىٍ ، مثل ظبىٍ وظِبَاءٍ وظُبِىٍّ ، ودَلْوٍ ودِلَاءٍ ودُلِىٍّ. قال : ولو كان مثل قَفاً وعَصاً لما جُمع على ذلك.

وقال المبرّد : أصله فَعَلٌ بالتحريك وإن جاء جمعه مخالفاً لنظائره ، والذاهب منه الياء ، والدليل عليها قولهم فى تَثنِيتِه دَمَيَانِ ؛ ألا ترى أنَّ الشاعر لما اضطُرَّ أخرجه على أصله فقال :

فلسنا على الأعقاب تَدْمَى كُلُومُنا

ولكنْ على أقدامنا تَقْطرُ الدَما (٢)

فأخرجَه على الأصل. ولا يلزم على هذا قولهم يَدَيَانِ وإن اتفقوا على أنَّ تقدير يَدٍ فَعْلٌ ساكنة العين ، لأنَّه إنَّما ثُنِّىَ على لغة من يقول لليَدِ يَدًا.

وهذا القول أصحُّ.

وتصغير الدَمِ دُمَىٌ. والجمع دِمَاءٌ ، والنسبة إليه دَمِىٌ ، وإن شئت دَمَوِىٌّ.

ويقال : دَمِىَ الشىء يَدْمَى دَمًى ودُمِيًّا فهو دَمٍ ، مثل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ. والمصدر متّفقٌ عليه أنَّه بالتحريك ، وإنما اختلفوا فى الاسم.

والدُمْيَةُ : الصنمُ ، والجمع الدُمَى ، وهى الصورة من العاج ونحوه. وقول الشاعر :

والبِيضَ يَرْفُلْنَ فى الدُمَى

والرَيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ (٣)

__________________

(١) قبله :

لعمرك إنني وأبا رباح

على طول التجاوز منذ حين

لي غضني وأبغضه وأيضا

يراني دونه وأراه دوني

(٢) فى اللسان :

ولكن على أعقابنا يقطر الدما

(٣) قبله :

إن شواء ونسوة وخبب البازل الأمون


يعنى ثياباً فيها تصاويرُ.

وَسَاتِى دَمَا (١) : اسمُ جبلٍ ، يقال سمِّى بذلك لأنَّه ليس من يومٍ إلّا ويُسْفَكُ عليه دَمٌ ؛ كأنَّهما اسمان جعلا واحداً. وأنشد سيبويه (٢) :

لَمَّا رَأَتْ سَاتِى دَمَا اسْتَعْبَرَتْ

لِلَّهِ دَرُّ اليومَ مَنْ لَامها

وقال الأعشى :

وهِرَقْلاً يومَ ذى ساتِى دَما

من بنى بُرْجَانَ ذى البأس رُجُحْ (٣)

وقد حذف يزيد بن مُفَرِّغٍ الحميرىُّ منه الميم فقال :

* فَدَيْرُ سُوًى فسَاتِيدَا فبُصْرَى*

والمُدَمَّى : السهم الذى عليه حُمرة الدم وقد جَسِدَ به حتّى يضربَ إلى السواد. وكان الرجل إذا رمى العدوَّ بسهمٍ فأصاب ثم رماه به العدوّ وعليه دمٌ ، جعله فى كنانته تبرُّكاً به. ويقال : المُدَمَّى : الشديد الحمرة من الخيل وغيره. وكلُّ أحمرَ شديدِ الحمرة فهو مُدَمًّى. يقال : كُمَيْثٌ مُدَمًّى. ويقال : المُدَمَّى : السهم الذى يتعاوره الرُماة بينهم. وهو راجعٌ إلى ما ذكرناه.

الأصمعىّ : المُسْتَدْمِى : الذى يَستخرج من غريمه دَيْنَهُ بالرفق. قال : والمُسْتَدْمِى أيضا : الذى يقطر من أنفه الدم ، المطأطىء رأسه.

وأَدْمَيْتُهُ أنا ودَمَّيْتُهُ تَدْمِيَةً ، إذا ضربتَه حتَّى خرج منه دَمٌ. قال رؤبة :

فلا تكونى يا ابنةَ الأَشَمِ

وَرقَاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّى

والدامِيَةُ : الشَجَّةُ التى تَدْمَى ولا تسيل.

ودَمُ الأخوين : العَنْدَمُ.

والدَمَةُ أخصُّ من الدَمِ ، كما قالوا بَيَاضٌ وبَيَاضَةٌ.

دنا

دَنَوْتُ منه دُنُوًّا ، وأَدْنَيْتُ غيرى : وسمِّيت الدُنْيَا لدُنُوِّهَا ؛ والجمع دُنىً مثل الكُبْرَى والكُبَر ، والصُغْرَى والصُغَر ؛ وأصله دُنَوٌ فحذفت الواو لاجتماع الساكنين. والنسبة إليها دُنْيَاوِىٌ ، ويقال دُنْيَوِىٌ ودُنْيىٌ.

ويقال : أَدَنَتِ الناقة ، إذا دَنَا نِتاجها.

ودانَيْتُ بين الأمرين ، أى قاربت.

وبينهما دَنَاوَةٌ ، أى قرابةٌ. يقال : ما تزداد منّا إلّا قُرباً ودَنَاوَةً.

والدَنِىُ : القريب ، غير مهموز.

__________________

(١) ويكتب أيضا : «ساتيدما».

(٢) لعمرو بن قميئة.

(٣) فى التكملة : والرواية فى الناس بالنون ، ويروى «رَجَحْ» بالتحريك ، أى رَجَحَ عليهم.


وقولهم : لَقِيتُهُ أَدْنَى دَنِىٍ ، أى أوّلَ شىء.

وأما الدَنِىُ بمعنى الدُونِ فهو مهموز.

ويقال : إنَّه ليُدَنِّى فى الأمور تَدْنَيِةً ، أى يتتبَّع صغيرها وخسيسها. وفى الحديث : «إذا أكلتم فدَنُّوا» ، أى كلُوا ممَّا يليكم.

والمدَنِّى من الرجال : الضعيف.

وتَدَنَّى فلان ، أى دَنَا قليلاً قليلاً.

وتَدَانَوْا ، أى دَنَا بعضُهم من بعض.

والأَدْنَيَانِ : واديان.

والدَنَا : موضعٌ بالبادية.

قال :

فأَمْوَاهُ الدَنَا فُعَويْرِ ضَاتٌ

دَوارِسُ بعد أَحياءٍ حِلالِ

وتقول : هو ابن عمٍ دِنْىٍ ودِنْيَا ودُنْيَا ودِنْيَةٍ ، إذا ضممت الدال لم تُجْرِ ، وإذا كسرت إن شئت أجريت وإن شئت لم تجر. فأما إذا أضفْت العَمَّ إلى معرفةٍ لم يجز الخفض فى دِنْىٍ ، كقولك : هو ابن عَمِّهِ دِنْيَا ودِنْيَةً ، أى لَحًّا ؛ لأن دِنْيًا نكرة فلا تكون نعتاً لمعرفة.

دوى

الدَوَاءُ (١) ممدودٌ : واحد الأَدْوِيَةِ. والدَواءُ بالكسر لغة فيه. وهذا البيت ينشد على هذه اللغة (٢) :

يقولون مخمورٌ وذاك دِوَاؤُهُ (٣)

عَلَىَّ إذَنْ مَشْىٌ إلى البيت واجبُ

أى قالوا : إنَّ الجَلْد والتَعْزير دَوَاؤُهُ ، قال : وعَلَىَّ حِجَّةٌ ماشياً إنْ كنت شربتها.

ويقال : الدِوَاءُ إنّما هو مصدر دَاوَيْتُهُ مُدَاواةً ودِوَاءً.

ورجلٌ دَوٍ بكسر الواو ، أى فاسد الجوف من داءٍ ؛ وامرأة دَوِيَةٌ. فإذا قلتَ رجلٌ دَوًى بالفتح استوى فيه المذكَّر والمؤنّث والجمع ، لأنه مصدر فى الأصل.

ويقال أيضا رجلٌ دَوًى بالفتح ، أى أحمق.

وأنشد الفراء :

وقد أقود بالدَوَى المُزَمَّلِ

أَخْرَسَ فى السَفْرِ بَقَاقَ المَنْزِلِ (٤)

ويقال : تركت فلاناً دَوًى ما أرى به حياةً.

والدَوَى مقصورٌ : المرض. تقول منه : دَوِىَ بالكسر ، أى مَرِضَ. ودَوِىَ صدره.

أيضاً ، أى ضَغِنَ. وأَدْوَاهُ غيره ، أى أمرضه.

__________________

(١) الدَوَاءُ مثلثةً : ما داويت به ، وبالقَصْرِ : المرضُ.

(٢) لأبى الجراح العقيلىّ.

(٣) فى اللسان والمخطوطات : «وهذا دواؤه».

(٤) بَقَاقٌ : كثير الكلام.


ودَاوَاهُ : أى عالجه. يقال : هو يُدْوِى ويُدَاوِى ، أى يعالج. وتَدَاوَى بالشىء ، أى تعالج به. ودُووِىَ الشىءُ ، أى عولج ، ولا يدغم فَرْقاً بين فُوعِلَ وفُعِّلَ. قال العجّاج :

* بفَاحِمٍ دُووِىَ حتَّى اعْلَنْكَسا (١) *

والدُّوَايَةُ والدِّوَايَة : الجُلَيْدَةُ التى تعلو اللبن والمرق.

وقد دَوَّى اللبن تَدْوِيَةً ، إذا ركبته الدُّوَايَةُ.

وقد ادَّوَيْتُ ، أى أكلت الدُّوَايَةَ ؛ وهو افتعلت.

قال الشاعر (٢) :

* كما كَتَمَتْ دَاءَ ابْنِهَا أُمُ مُدَّوِى (٣) *

وذلك أنَّ خاطبةً من الأعراب خطبت على ابنها جاريةً ، فجاءت أُمّها إلى أُمّ الغلام لتنظر إليه ، فدخل الغلام فقال : أَأَدَّوِى يا أُمِّى؟ فقالت الأمّ : اللجامُ معلّقٌ بعمود البيت. أرادت بذلك كتمانَ زَلَّة الابن وسوء عادته.

ودَوِىُ الريح : حفيفها ، وكذلك دَوِىُ النحل والطائر. ويقال دَوَّى الفخل تَدْوِيَةً ، وذلك إذا سمعت لهديره دَوِيًّا.

والمْدَوِّى أيضا : السحاب ذو الرعد المرتجس.

قال الأصمعىّ : يقال دَوَّى الكلب فى الأرض ، كما يقال دَوَّمَ الطائر فى السماء ، إذا دار فى طيرانه ولزم السمتَ فى ارتفاعه. قال : ولا يكون التدويمُ فى الأرض ، ولا التدوية فى السماء.

وكان يعيب قولَ ذى الرَّمة :

حتَّى إذا دَوَّمَتْ فى الأرض رَاجَعَهُ

كِبْرٌ ولو شاء نَجَّى نفسه الهَرَبُ

وبعضهم يقول : هما لغتان بمعنى يحول ، ومنه اشتقّت دُوَّامَةُ الصبىّ ، وذلك لا يكون إلا فى الأرض.

والدَّوَاةُ بالفتح : ما يكتب منه ، والجمع دَوًى ، مثل نَوَاةٍ ونَوًى ، ودُوِىٌ أيضا على فُعُولٍ جمع الجمع ، مثل صَفَاةٍ وصَفاً وصُفِىٍّ.

قال أبو ذؤيب :

عَرَفْتُ الدِيَارَ كَرَقْم الدُّوِ

ىِّ حَبَّرَه الكاتب الحِمْيَرِىُ

وثلاثُ دَوَيَاتٍ إلى العشْر.

والدَّوُّ والدَّوِّىُ : المفازةُ ، وكذلك الدَّوِّيَّة لأنَّها مفازة مثلها فنُسبت إليها. وهو كقولهم : قَعْسَرٌ وَقَعْسَرِىٌّ ، ودهرٌ دَوَّارٌ ودَوَّارِىٌّ.

__________________

(١) بعده :

وبشر مع البيضا أحلسا

(٢) هو يزيد بن الحكم الثقفىّ.

(٣) صدره :

بدامنك غش طالما قد كتمته


قال الشاعر (١) :

ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمشَّى نَعَامُهَا

كمَشْىِ النَصارَى فى خِفَافِ الأَرَنْدَجِ (٢)

والدَّوُّ أيضا : موضعٌ ، وهو أرضٌ من أرض العرب. وربَّما قالوا دَاوِيَّةٌ ، قلبوا الواو الأولى الساكنة ألفاً لا نفتاح ما قبلها.

ولا يقاس عليه.

وقولهم : ما بها دَوِّىٌ ، أى أحدٌ ممّن يسكن الدَّوَّ ، كما يقال : ما بها دُورِىٌّ وطُورِىٌّ.

ابن السكيت : الدَّواءُ : ما عُولج به الفرسُ من تضمير وحَنْذٍ ، وما عولجت به الجارية حتَّى تسمن. وأنشد لسلامةَ بن جَنْدل :

ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ (٣)

يُسْقَى دَوَاءَ قَفِىِّ السَكْنِ مَرْبوبِ

يعنى اللبن ، وإنَّما جعله دَوَاءً لأنَّهم كانوا يضمِّرون الخيل بشُرب اللبن والحَنْذِ ويُقْفُونَ به الجارية ؛ وهى القَفِيَّةُ لأنَّها تُؤْثَر به كما يؤْثر الضيف والصبىّ.

الأصمعى : أرضٌ دَوِيَةٌ مخففٌ ، أى ذات أَدْوَاءٍ.

دهى

الدَاهِيَةُ : الأمر العظيم. ودَوَاهِى الدهر : ما يصيب الناسَ من عظيم نُوَبه وحوادثه.

قال ابن السكيت : دَهَتْهُ دَاهِيَةٌ دَهْيَاءُ ودَهْوَاءُ ، وهو توكيدٌ لها.

والدَّهْىُ ، ساكنة الهاء : النُكْرُ وجودة الرأى. يقال : رجل دِاهَيةٌ بيّن الدَّهْى. والدَّهَاء ممدود ، والهمزة فيه منقلبة من الياء لا من الواو ، وهما دَهْيَاوَانِ.

وما دَهَاكَ ، أى ما أصابك.

فصل الذال

ذئ

ذَأَى الإبل يَذْآها ويَذْءوُهَا ذَأْوًا : طردَها وساقَها.

وذَأَى البقل يَذْأَى ذَأْوًا : لغة فى ذَوَى ، أى ذَبُلِ. عن ابن السكيت.

ذبى

ذُبْيَانُ ، وذِبْيَانُ أيضا بكسر الذال : أبو قبيلة من قيس ، وهو ذِبْيَانُ بن بَغيض بن رَيْث بن غَطَفَان بن سعد بن قيس عَيلان.

__________________

(١) الشماخ.

(٢) فى نسخة : «نعاجها». والأرندج : جلد أسود ، قال أبو عبيد : أصله بالفارسية رنده.

(٣) بالغين المعجمة ، وهو المضطرب الأعضاء.

وفى المطبوعة الأولى : «سفل» ، تحريف.


ذرا

الأصمعى : الذَّرَا بالفتح : كلُّ ما استترت به.

يقال : أنا فى ظلِّ فلان وفى ذَرَاهُ ، أى فى كنفه وستِره ودِفئه.

وذُرَى الشىء بالضم : أعاليه ، الواحدة ذِرْوَةٌ وذُرْوَةٌ أيضا بالضم ، وهى أعلى السَنام.

والذَرَا أيضا : اسمٌ لما ذَرَتْهُ الريح ، واسمُ الدمع المصبوب.

قال سليمان بن صُرَد لعلىّ رضى الله عنه : «بلغنى عن أمير المؤمنين ذَرْوٌ من قولٍ تَشَذَّر (١) لى فيه بالوعيد ، فسرتُ إليه جَواداً».

قوله ذَروٌ من قولٍ ، أى طَرَف منه ولم يتكامل.

ويقال : مَرَّ فلان يَذْروُ ذَرْوًا ، أى يمرُّ مَرًّا سريعاً. قال العجاج :

* ذَارٍ إذا لاقَى العَزَازَ أَحْصَفَا*

وذَرَا الشىء ، أى سقط. وذَرَوْتُهُ أنا ، أى طيرّته وأذهبته. قال أوس :

إذا مُقْرَمٌ منا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ

تَخَمَّطَ منا (٢) نابُ آخَرَ مُقْرَمِ

والذَّارِيَاتُ : الرياح. وذَرَتِ الريح الترابَ وغَيرَه تَذَرُوهُ وتَذْرِيهِ ، ذَرْوًا وذَرْياً ، أى سَفَتْهُ. ومنه قولهم : ذَرَّى الناس الحِنطة.

وأَذْرَيْتُ الشىءَ ، إذا ألقيتَه ، كإلقائك الحَبَّ للزرع.

وطعنه فأَذْرَاهُ عن ظهر دابّته ، أى ألقاه.

واسْتَذْرَتِ المعزى ، أى اشتهت الفحل ، مثل اسْتَدَرَّتْ.

واسْتَذَرَيْتُ بالشجرة ، أى استظللتُ بها وصرتُ فى دفئها. واسْتَذْرَيْتُ بفلان ، أى التجأت إليه وصرتُ فى كَنَفه.

وتَذْرِيَةُ الأكداس معروفة.

والمِذْرَى : خشبةٌ ذاتُ أطرافٍ يُذَرَّى بها الطعام وتُنَقَّى بها الأكداس من التِبن.

ومنه ذَرَّيْتُ ترابَ المعدن ، إذا طلبت منه الذهب.

والذُّرَةُ : حَبٌّ معروف ، وأصله ذُرَوٌ أو ذُرَىٌ ، والهاء عوضٌ.

قال أبو زيد : ذَرَّيْتُ الشاةَ تَذْرِيَةً ، وهو أن تجزّ صوفَها وتدعَ فوق ظهرها شيئاً منه لتُعرفُ به ، وذلك فى الضأن خاصّةً وفى الإبل.

قال : وفلانٌ يُذَرِّى حَسَبَهُ ، أى يمدحُه ويرفع من شأنه. وأنشد لرؤبة :

__________________

(١) تَشَذَّرَ : أى توعّد. قال أبو عبيد : لست أشكّ فيها بالذال ، قال : وبعضهم يقول : تشزر بالزاى.

(٢) ويروى : «فينا».


عَمْداً أُذَرِّى حَسَبِى أن يُشْتَما

بَهذْرِ (١) هَذَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما

وتَذَرَّيْتُ السنام : علوته وفَرعتُه.

الأصمعىّ : تَذَرَّيْتُ بنى فلان وتَنَصَّيْتُهُمْ ، إذا تزوَّجت فى الذُّرْوَةِ منهم والناصية.

والمِذْرَوَانِ : أطراف الأليتين ، ولا واحدَ لهما ، لأنّه لو كان واحدهما مِذْرًى على ما يزعُم أبو عبيدة لقالوا فى التثنية مِذْرَيَانِ ؛ لأنَّ المقصور إذا كان على أربعة أحرف يثنَّى بالياء على كلِّ حال ، نحو مِقْلًى ومِقْلَيانِ.

والمِذْرَوَانِ من القوس : الموضِعان اللذان يقع عليهما الوتَر من أعلى ومن أسفل ، ولا واحد لهما.

وقولهم : جاء فلان ينقُض مِذْرَوَيْهِ ، إذا جاء باغياً يتهدد. قال عنترة يهجو عُمارة بن زيادٍ العبسىّ :

أَحَوْلِى تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها

لتقتلنى فها أنا ذا عُمَارا

يريد : يا عُمَارَةُ.

وأَذْرَتِ العين دمعها : صبَّته.

ذكا

الذَّكَاءُ ممدودٌ : حِدّة القلب. وقد ذَكِىَ الرجل بالكسر يَذْكَى ذَكَاءً ، فهو ذَكِىٌ على فَعِيلٍ.

والذَّكَاءُ أيضا : السنُّ. وقال الحجاج : «فُرِرْتُ عن ذَكَاءٍ». وبلغت الدابةُ الذَّكَاءَ ، أى السنّ.

وذُكَاءُ بالضم غير مصروف : اسمٌ للشمس معرفة لا تدخلها الألف واللام. تقول : هذه ذُكَاءُ طالعةً. ويقال للصبح : ابن ذُكَاءَ ، لأنَّه من ضوئها. قال حُمَيد الأرقط :

فوردَتْ قبلَ انبلاج الفَجْرِ

وابنُ ذُكَاءَ كامنٌ فى كَفْرِ

والتَّذْكِيَةُ : الذبحُ. وتَذْكِيَةُ النار : إيقادها ورفُعها.

ويقال أيضا : ذَكَّى الرجلُ ، إذا أَسَنَّ.

والمَذَاكِى : الخيل التى قد أتَى عليها بعد قُروحها سنةٌ أو سنتان ، الواحدة مُذَكٍ ، مثل المُخْلف من الإبل. وفى المثل : «جَرْىُ المُذَكِّيَاتِ غلَاءٌ».

وذَكَتِ النار تَذْكُو ذَكاً مقصورٌ ، أى اشتعلت. وأَذْكَيْتُها أنا.

وأَذْكَيْتُ عليه العيونَ ، إذا أرسلْتَ عليه الطلائع. قال الشاعر فى النار :

__________________

(١) فى أمالى القالى : «بِهَدْرِ هَدَّارٍ» بالمهملة.

وكذلك فى المخطوطات. راجع التكمَلة ص ١١٧٦.


وظَلَّ لنا يومٌ كأن أُوَارَهُ

ذَكَا النارِ من نَجْمِ الفروعِ طويلُ

وذَكْوَانُ : أبو قبيلة من سُلَيْمٍ.

والمُذْكِيَةُ : ما يلقى على النار تُذَكَّى به.

ذلى

اذْلَوْلَى اذْلِيلَاءً ، أى انطلقَ فى استخفاء.

ذمى

الذَّمَاءُ ممدودٌ : بقية الرُوح فى المذبوح. يقال : الضبُّ أطول شىءٍ ذَمَاءً.

وقد ذَمِىَ المذبوح يَذْمَى ذَمَاءً ، إذا تحرّك.

والذَّمَيَانُ : الإسراع. وقد ذَمَى يَذْمِى ، إذا أسرع.

وَذَمْتِنى ريحُ كذا ، أى آذَتْنى. وأنشد أبو عمرو :

ليست بَعصْلَاءَ تَذْمِى الكلب نَكْهتُها

ولا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها

واسْتَذْمَيْتُ ما عند فلان ، إذا تتبَّعتَه وأخذتَه. يقال : خُذْ من فلان ما ذَمَى لك ، أى ما ارتفع لك.

ذوى

ابن السكيت : ذَوَى البقل بالفتح يَذْوِى (١) ذُوِيًّا فهو ذَاوٍ ، أى ذَبل. قال : ولا يقال ذَوِىَ البقل بالكسر. وقال أبو عبيدة : قال يونس : هى لغة.

وأَذْوَاهُ الحَرُّ ، أى أَذْبلَه.

فصل الرّاء

رأى

الرُؤْيَةُ بالعين تتعدَّى إلى مفعول واحد ، وبمعنى العِلْمِ تتعدَّى إلى مفعولين. يقال : رأى زيداً عَالِماً.

ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً ورَاءَةً ، مثل رَاعَةٍ.

والرَأْيُ معروف ، وجمعه أرْآءٌ وآراءٌ أيضا مقلوب ، ورَئِيٌ على فَعِيلٍ ، مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ.

ويقال أيضا : به رَئِيٌ من الجن ، أى مَسٌّ.

ويقال : رَأَى فى الفقه رَأَياً. وقد تركت العربُ الهمزَ فى مستقبله لكثرته فى كلامهم ، وربّما احتاجت إليه فهمزَتْه ، كما قال الشاعر (٢) :

* ومن يَتَمَلَّ العَيْشَ يَرْءَ ويسمعُ (٣) *

وقال سُراقة البارقىّ :

__________________

(١) ذَيًّا كما فى اللسان.

(٢) هو الأعلم بن جرادة السعدىّ.

(٣) صدره :

ألم ترا مالاقيت والدهر أعصر

وفى اللسان :

ومن يتمل الدهر يرأى ويسمع


أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَيَاهُ

كلانا عالِمٌ بالتُرَّهاتِ (١)

وربَّما جاء ماضيه بلا همز. قال إسماعيل ابن بشّار :

صَاحِ هل رَيْتَ أو سمعتَ برَاعٍ

رَدَّ فى الضَرْعِ ما قَرَى فى الحِلَابِ

ويروى :

... «فى العِلَابِ»

. وكذلك قالوا فى أَرَأَيْتَ وَأَرْأَيْتَكَ : أَرَيْتَ وأَرَيْتَكَ بلا همز.

قال أبو الأسود :

أَرَيْتَ امْرَأً كنتُ لم أَبْلُهُ

أتانى فقال اتَّخِذْنِى خليلا

وقال آخر (٢) :

أَرَيْتَكَ إنْ منعتَ كلامَ لَيْلَى

أتمنعُنى على لَيْلَى البُكاءَ (٣)

وإذا أمرت منه على الأصل قلت : ارْءَ ، وعلى الحذف : رَأْ.

وقولهم : على وجهه رَأْوَةُ الحمق ، إذا عرفت الحمق فيه قبل أن تَخْبُرَهُ.

وأَرَيْتُهُ الشىء فرآهُ ، وأصله أَرْأَيْتُهُ.

وارْتَآهُ : افْتَعَلَ من الرأى والتدبير.

وأَرْأَتِ الشاةُ ، إذا عظُم ضرعُها قبل وِلادها ، فهى مُرْئٍ.

وفلانٌ مُرَاءٍ وقومٌ مُرَاءُونَ ، والاسم الرِّيَاءُ.

يقال : فعلَ ذلك رِياءً وسُمعةً.

ويقال أيضا : قومٌ رِئاءُ ، أى يقابل بعضُهم بعضا. وكذلك بيوتهم رِئاءٌ.

وتَراءَى الجمعان : رأى بعضُهم بعضا.

وتقول : فلان يتراءى ، أى ينظُر إلى وجهه فى المرآة أو فى السيف.

وتَراءَى له شىءٌ من الجن ، وللاثنين : تَرَاءَيَا ، وللجمع : تَرَاءَوْا.

وقال أبو زيد : بعَيْنٍ ما أَرَيَنَّكَ ، أى اعْجَلْ وكنْ كأنِّى أنظرُ إليك.

وتقول من الرئاء : يُسْتَرْأَى فلانٌ ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ. عن أبى عمرو.

والرِّئَةُ : السَحْرُ ، مهموزة ، وتجمع على

__________________

(١) قبله :

ألا أبليغ أبا إسحاق أتى

رأيت البلق دهما مصمتات

بعده :

 كفرت بربكم وجعلت نذرا

على قتالكم حتى الممات

 (٢) هو ركّاض بن أبّاق الدبيرىّ.

(٣) قبله :

فقولا صادقين لزوج حبى

جعلت لها وإن بخلت فداء

وفى اللسان : «كلامَ حُبَّى».


رِئِينَ ، والهاء عوض من الياء. تقول منه : رَأَيْتُهُ ، أى أصبت رئته.

والتَّرِيَّةُ : الشىء الخفىُّ اليسير من الصُفرة والكُدرة تراها المرأةُ بعد الاغتسال من الحيض ؛ فأمَّا ما كان فى أيام الْحَيضِ فهو حَيْضٌ وليس بتَرِيَّةٍ.

وقوله تعالى : (هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) مَنْ همزه جعله من المنظر من رَأَيْتُ ، وهو ما رأته العين من حالٍ حسنةٍ وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنّيةٍ.

وأنشد أبو عبيدةَ لمحمد بن نُمير الثَقَفىّ :

أَشَاقَتْكَ الظعائنُ يوم بَانوا

بِذِى الرِّئْىِ الجميلِ من الأثاثِ

ومن لم يهمزه فإمَّا أن يكون على تخفيف الهمز ، أو يكون من رَوِيَتْ ألوانهم وجلودهم رِيًّا ، أى امتلأتْ وحسُنتْ.

وتقول للمرأة : أنتِ تَرَيْنَ ، وللجماعة : أنتنّ تَرَيْنَ ؛ لأنَّ الفعل للواحد والجماعة سواءٌ فى المواجهة فى خبر المرأة من بنات الياء ، إلَّا أن النون التى فى الواحدة علامة الرفع والتى فى الجمع إنَّما هو نون الجماعة.

وتقول : أنتِ تَرَيْنَنِى ، وإن شئت أدغمت وقلت تَرِيِّنى بتشديد النون ، كما تقول تَضْرِبنِّى.

وسامَرَّا : المدينةُ التى بناها المعتصم ، وفيها لغات : سُرَّ من رأى ، وسَرَّ من رَأَى ، وسَاءَ من رَأَى ، وسَامَرَّا ، عن أحمد بن يحيى ثعلب وابن الأنبارى.

والمِرْآةُ بكسر الميم : التى يُنظَر فيها.

وثلاث مَرَاءٍ ، والكثير مَرَايَا.

قال أبو زيد : رَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً ، إذا أمسكت له المرآةَ لينظر فيها.

والمَرْآةُ على مَفْعَلةٍ : المنظر الحسن. يقال : امرأة حسنة المَرْآةِ والمَرْأَى ، كما يقال حسنة المَنْظَرَةِ والمَنْظَرِ.

وفلانٌ حسنٌ فى مَرْآةِ العين ، أى فى المنظر.

وفى المثل. «تخبر عن مجهوله مَرْآتُهُ» ، أى ظَاهِرُهُ يدلّ على باطنه.

والرُوَاءُ بالضم : حُسن المنظر.

ويقال : رَاءَى فلانٌ الناسَ يُرَائِيهِمْ مُرَاءاةً ، ورَايأَهُمْ مُرَايأَةً على القلب بمعنًى.

ورَأَى فى منامه رُؤْيَا ، على فُعْلَى ، بلا تنوين.

وجمع الرُّؤْيَا رُؤًى بالتنوين ، مثال رُعًى.

وفلانٌ منِّى بمَرْأًى ومسمعٍ ، أى حيث أراه وأسمع قولَه.

ربا

رَبَا الشىء يَرْبُو رَبْواً ، أى زاد.

والرابِيَةُ : الرَّبْوُ ، وهو ما ارتفعَ من الأرض.


ورَبَوْتُ الرَّابِيَةَ : علوتها. وكذلك الرُّبْوَةُ بالضم. وفيها أربع لغات : رُبْوَةٌ ورَبْوَةٌ ورِبْوَةٌ ورَبَاوَةٌ (١).

والرَّبْوُ : النَفَسُ العالى. يقال : رَبَا يَربْوُ رَبْواً ، إذا أخذه الرَّبْوُ.

ورَبَا الفرس ، إذا انتفخ من عَدْوٍ أو فزعٍ.

قال بشر بن أبى خازم :

كَأَنَّ حَفِيفَ مُنْخُرِهِ إذا ما

كَتَمْنَ الرَّبْوَ كيرٌ مُستعارُ

قال الفراء فى قوله تعالى : (فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) أى زائدة ، كقولك : أَرْبَيْتُ ، إذا أخذتَ أكثر مما أعطيت.

ورَبَوْتُ فى بنى فلان ورَبِيتُ ، أى نشأتُ فيهم. وينشد (٢) :

* ثلاثةُ أملاكٍ رَبَوْا فى حُجُورِنَا (٣) *

ورَبَّيْتُهُ تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُهُ ، أى غذوته.

هذا لكلِّ ما ينمِى ، كالولد والزرع ونحوه.

ويقال زنجبيل مُرَبًّى ومُرَبَّبٌ أيضا ، أى معمول بالرُبِّ.

ابن دريد : لفلانٍ على فلان رَبَاءٌ بالفتح والمدّ ، أى طَوْلٌ.

والرِّبَا فى البيع. ويثنَّى رِبَوَانِ ورِبَيَانِ. وقد أَرْبَى الرجل.

والرُّبْيَةُ مخففةً : لغة فى الرِّبَا. وفى الحديث فى صلح أهل نَجْران : «ليس عليهم رُبِّيَّةٌ (٤) ولا دمٌ» قال الفراء : إنما هو رُبْيَةٌ مخففةٌ ، سماعاً من العرب ، يعنى أنَّهم تكلموا بها بالياء ، وكان القياس رُبْوَةً بالواو ، وكذلك الحُبْيَةُ من الاحتباء. ومعنى الحديث أنه أسقط عنهم كلَّ دمٍ كانوا يُطْلَبُونَ به وكلَ رِباً كان عليهم ، إلّا رءوسَ أموالهم فإنهم يردُّونها.

والأُرْبِيَّةُ بالضم والتشديد : أصل الفخذ ، وأصله أُرْبُوَّةٌ فاستثقلوا التشديد على الواو.

وهما أُرْبِيَّتَانِ.

ويقال أيضا : جاء فلان فى أُرْبِيَّةِ قومِه ،

__________________

(١) ورُبَاوَةٌ ورِبَاوةٌ ، عن اللسان.

(٢) لمسكين الدارمىّ.

(٣) عجزه :

فهل قائل حقا كمن هو كاذب

ورَبَوْتُ فى حجره رُبُوًّا ورَبْوًا ، ورَبِيتُ رِبَاءً ورُبيًّا.

(٤) قال أبو عبيد : هكذا روى بتشديد الباء والياء. وقال الفراء : إنما هو رُبْيَةُ مخفّفٌ أراد بها الرِبَا الذى كان عليهم فى الجاهلية ، والدماء التى كانوا يُطْلَبُونَ بها.


أى فى أهل بيته من بنى الأعمام ونحوِهم ، ولا تكون الأُرْبِيَّةُ من غيرهم. وقال :

وإنِّى وَسْطَ ثعلبةَ بن عمرٍو

بلا أُرْبِيَّةٍ نَبَتَتْ فُرُوعا

والإرْبِيَانُ بكسر الهمزة : ضربٌ من السمك بِيضٌ كالدود يكون بالبصرة.

أبو حاتم : الرُّبْيَةُ : ضربٌ من الحشرات ، وجمعه رُبًى.

رتا

الرَّتْوَةُ : الخُطوة. وقد رَتَوْتُ أَرْتُو ، أى خطوت. وفى حديث معاذ رضى الله عنه «أنّه يتقدَّم العلماءَ يومَ القيامة برَتْوَةٍ» ، أى بخطوةٍ ، ويقال بدرجةٍ.

ورَتَاهُ يَرْتُوهُ ، أى أرخاه وأوهاه. قال الحارث (١) يذكر جبلاً وارتفاعَه :

مكفهرًّا على الحوادث لا يَرْ

تُوهُ للدهر مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ (٢)

أى لا توهيه داهية ولا تغيِّره.

ورَتَاهُ أيضا ، أى شدَّه ؛ وهو من الأضداد.

وفى الحديث : «إنَّ الخزيرة تَرْتُو فؤاد المريض» (٣)

أى تشدُّه وتقوّيه. قال لبيدٌ يصف درعا :

فخمةً ذفراءَ تُرْتَى بالعُرَى

قُرْدُمَانِيًّا وتركاً كالبصلْ

يعنى الدروع لها عُرًى فى أوساطها ، فيضمّ ذيلُها إلى تلك العُرَى وتشدُّ إلى فَوق لتشمِّر عن لابسها ، فذلك الشدُّ هو الرَتْوُ.

الأموىّ : رَتَوْتُ بالدلو رَتْواً ، إذا مددتَها مدًّا رفيقاً. وقال غيره : رَتَا برأسه يَرْتُو رَتْواً ؛ وهو مثل الإيماء. حكاه أبو عبيد.

رثى

الرَّثْيَةُ بالفتح : وجع فى الرُكبتين والمفاصل.

قال حُميد يذكر كبره (٤) :

* ورَثْيَةٌ تنهض بالتشدّدِ (٥) *

__________________

(١) الحارث بن حلّزة.

(٢) ويروى : «لا تَرْتُوهُ» ، أى لا تنقصه ولا تضعفه.

(٣) فى المختار : الخزير والخزيرة : لحمٌ يقطع صغاراً على ماء كثير فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق.

(٤) فى اللسان : «أبو نخيلة يصف كبره».

(٥) قبله :

وقد علتني ذراة بادى بدى

وبعده :

وصار للفحا لساني ويدى


ويروى : «... فى تَشَدُّدِى». والجمع رَثَيَاتٌ.

قال الراجز (١) :

وللكبير رَثَيَاتٌ أربعُ

الركبتانِ والنَسَا والأَخْدَعُ

ولا يزال رأسه يُصَدَّعُ (٢)

ورَثَيْتُ الميّت مَرْثِيَّةْ وَرَثَوْتُهُ أيضا ، أذا بكيته وعَدَّدْتَ محاسنَه ، وكذلك إذا نظمتَ فيه شعراً. ورَثَى له ، أى رقّ له.

ابن السكيت : قالت امرأة من العرب : «رَثَأْثُ زَوجى بأبياتٍ» وهمزَتْ. قال الفراء : ربَّما خرجتْ بهم فصاحتُهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز. قالوا : رَثَأْتُ الميِّت ، ولَبَّأْتُ بالحجّ ، وحَلَّأْت السويقَ تَحْلِئَةً ، وإنّما هو من الحلاوة ، إذا كانت تنوح نياحةً (٣).

وامرأةٌ رَثَّاءَةٌ ورَثَّايَةٌ. فمن لم يهمزْ أخرجَه على أصله ، ومن هَمَز فلأنَّ الياء إذا وقعت بعد الألف الساكنة هُمزت. وكذلك القول فى سَقَّاءَةٍ وسَقَّايَةٍ وما أشبهها.

أبو عمرو : رَثَيْتُ عنه حديثاً أَرْثِى رِثَايَةً ، إذا ذكرتَه عنه.

رجا

أَرْجَيْتُ الأمر : أخَّرته ، يهمز ولا يهمز. وقد قرىء : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ) وأَرْجِهْ (وَأَخاهُ). فإذا وصفت الرجلَ به قلت : رجلٌ مُرْجٍ وقومٌ مُرْجِيَةٌ. وإذا نسبتَ إليه قلت رجلٌ مُرْجِىٌ بالتشديد على ما ذكرناه فى باب الهمز.

والرَّجَاءُ من الأمل ممدود ؛ يقال : رَجَوْتُ فلاناً رَجْواً ورَجَاءً ورَجَاوَةً.

ويقال : ما أتيتُك إلّا رَجَاوَةَ الخير. وتَرَجَّيْتُهُ كلّه بمعنى رَجَوْتُهُ. قال بشرٌ يخاطب بنته :

فرَجِّى الخيرَ وانتظرِى إيانِى

إذا ما القارظُ العَنَزِىُّ آبا

وما لى فى فلان رَجِيَّةٌ ، أى ما أَرْجُوهُ.

وقد يكون الرَّجْوُ والرَّجَاءُ بمعنى الخوف.

قال الله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) ، أى تخافون عظمةَ الله. وقال أبو ذؤيب :

إذا لسعته النحلُ لم يَرْجُ لسعَها

وحَالَفَهَا فى بيتِ نُوبٍ عَواسِلِ (٤)

__________________

(١) جوّاس بن نعيم ، ويعرف بابن أمّ نهار.

(٢) بعده :

وكل شيء بعد ذاك ييجع

(٣) كذا. وفى اللسان : «وامرأة رثاءة ورثّاية : كثيرة الرثاء لبعلها أو لغيره ممن يكرمُ عندها تنوح نياحةً».

(٤) يروى : «وخالفها».


أى لم يَخَفْ ولم يُبالِ.

والرَّجَا مقصورٌ : ناحية البئر وحافَتاها. وكلُّ ناحيةٍ رَجًا. يقال منه : أَرْجَيْتُ.

والرَّجَوَانِ : حافَتا البئر. فإذا قالوا : رُمِىَ به الرَّجَوَانِ ، أرادوا أنّه طُرِح فى المهالك.

وقال المرادىّ :

كأنْ لم تَرَىْ قبلى أسيراً مكبلاً

ولا رجلاً يُرْمَى به الرَّجَوَانِ (١)

أى لا يستطيع أن يستمسك. والجمع أَرْجَاءٌ قال تعالى : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها).

وقطيفةٌ حمراء أُرْجُوَانٌ.

وأَرْجَتِ الناقة : دنا نِتاجها ، يهمز ولا يهمز.

والأُرْجُوَانُ : صِبغٌ أحمر شديد الحمرة. قال أبو عبيد : وهو الذى يقال له النَشَاسْتَجُ. قال : والبَهْرَمَانُ دونَه. ويقال أيضا الأُرْجُوَانُ معرّب ، وهو بالفارسية أُرْغُوَانْ ، وهو شجرٌ له نَوْرٌ أحمر أحسنُ ما يكون. وكلُّ لونٍ يشبهه فهو أُرْجُوَانٌ.

قال عمرو بن كلثوم :

كَأَنَّ ثيابنا منّا ومنهم

خُضِبْنَ بأُرْجُوانٍ أو طُلِينا

رحى

الرَّحَى معروفة ، وهى مؤنّثة ، وَالألف منقلبة من الياء. تقول : هما رَحَيَانِ. وقال مُهلِهل :

كَأَنَّا غُدْوَةً وبَنِى أَبِينا

بجنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيَا مُدِيرِ

وكلُّ من مَدَّ قال رَحَاءٌ ورَحَاءانِ وأَرْحِيَةٌ ، مثل عطاءٍ وعطاءانِ وأَعْطِيَةٍ ، فجعلها منقلبة من الواو وما أدرى ما حُجَّته وما صحَّته. وثلاثُ أَرْحٍ والكثير أَرْحَاءٌ : وَرَحَوْتُ الرَّحَى ورَحَيْتُهَا ، إذا أدرتَها.

ورَحَتِ الحيّة تَرحُو وتَرَحَّتْ ، إذا استدارت.

والرَّحَى : قطعةٌ من الأرض تستدير وترتفع على ما حولها.

ورَحَى القومِ : سَيِّدُهُمْ. ورَحَى الحرب : حَوْمَتُهَا. ورَحَى السحابِ : مستدارها.

والرَّحَى : كِركِرة البعير.

والرَّحَى : الضِرس. والأَرحاءُ : الأضراس.

والأَرْحَاءُ : القبائل التى تستقلُّ بنفسها وتستغنى عن غيرها.

والرَحَى فى قول الراعى :

* إلى ضوء نارٍ بين فَرْدَةَ والرَحَى (٢) *

__________________

(١) قبله :

لقد هزئت نى بنجران إذ رات

مقامي في الكبلين أم أبان

(٢) صدره :

عجبت من الساربن والريح قرة


اسم موضع.

والرَّحَى من الإبل : الطحّانة ، وهى الإبل الكثيرة تزدحم.

رخا

شىء رَخْوٌ ورِخْوٌ ، بكسر الراء وفتحها ، أى هَشٌّ.

ورَخِىَ الشىء يَرْخَى ، ورَخُوَ أيضا يَرْخُو ، إذا صار رِخْوًا.

وفرسٌ رِخْوَةٌ ، أى سهلةٌ مسترسِلةٌ. قال أبو ذؤيب :

تَعْدُو به خَوْصَاءُ يَفْصِمُ جَرْيُهَا

حَلَقَ الرِّحَالَةِ فهى رِخْوٌ تَمْزَعُ (١)

أراد فهو شىء رَخْوٌ ، فلهذا لم يقل رِخْوَةٌ.

وأَرْخَيْتُ السِتْرَ وغيره ، إذا أرسلتَه.

وهذه أُرْخِيَّةٌ ، لما أَرْخَيْتَ من شىء. وقد اسْتَرَخْىَ الشىء.

وقول طفيل :

فَأَبَّلَ واسترخى به الخَطْبُ بعد ما

أَسَافَ ولو لا سَعْيُنَا لم يُؤَبِّلِ

يريد به : حَسُنَتْ حاله.

وأَرْخَتِ الناقة ، إذا اسْتَرْخَى صَلاها.

والإرْخَاءُ : ضربٌ من العَدْوِ.

وتَرَاخَى السماءُ : أبطأ المطر.

أبو عبيد : الإرخاءُ : أن تُخلِّىَ الفرسَ وشهوتَه فى العَدْوِ غير مُتْعِبٍ له. يقال : فرسٌ مِرْخَاءٌ من خَيلٍ مَرَاخٍ. وأتانٌ مِرْخَاءٌ : كثيرة الإرْخَاءِ فى العَدْوِ.

ورجلٌ رَخِىُ البال ، أى واسع الحال بيِّن الرَّخَاءِ ، ممدودٌ.

ورُخَاءٌ بالضم : الريح الليِّنة ، قال الأخفش فى قوله تعالى : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) ، أى جعلناها رُخَاءً.

ردى

ابن السكيت : رَدَى الفرسُ بالفتح يَرْدِى رَدْياً ورَدَيَاناً ، إذا رجَم الأرض رَجْماً بيَن العَدْوِ والمشى الشديد.

قال الأصمعى : قلتُ لمنتجِع بن نَبْهَانَ : ما الرَّدَيَانُ؟ فقال : عَدْوُ الحمار بين آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِهِ.

ورَدَيْتُ على الخمسين وأَرْدَيْتُ ، أى زدتُ.

ورَدَيْتُهُ : صدمته. ورَدَيْتُ الحجر بصخرةٍ أو بِمعْولٍ ، إذا ضربْتَه بها لتكسره.

والمِرْدَى : حجرٌ يُرمَى به ، ومنه قيل

__________________

(١) خَوْصَاءُ : فرس غائرة العينين. وحَلَقُ الرِحَالَةِ يعنى الإبزيم. والرحالة : سرجٌ من جلود.


للرجل الشجاع : إنّه لْمِردَى حروبٍ ؛ وهم مَرَادِى الحروب. وكذلك المِرداة. وفى المثل : «كلُّ ضَبٍّ عنْدَه مِرْدَاتُه». وتُشَبَّهُ بها الناقة فى الصلابة ، فيقال مِرْدَاةٌ.

والرَّدَاةُ : الصَخرة ؛ والجمع الرَّدَى. قال الراجز :

* فَحْلُ مَخَاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِّ*

ورَدَيْتُهُ بالحجارة أَرْدِيهِ رَدْياً : رميتُه بها.

ابن السكيت : المِرْدَاةُ : صخرةٌ تكسر بها الحجارة.

ورَدَى الغلامُ ، إذا رفعَ إحدى رجليه وقفَزَ بالأخرى.

ويقال : رَدَى فى البئر وتَرَدَّى ، إذا سقط فى بئر ، أو تهوَّر من جبل. يقال : ما أدرى أين رَدَى؟ أى أين ذهب؟ والرِّدَاءُ : الذى يُلبَس ؛ وتثنيته رِدَاءَانِ وإن شئت رِدَاوَانِ ؛ لأنَّ كل اسمٍ مهموزٍ ممدودٍ فلا تخلو همزتُه إمّا أن تكون أصليّةً فتتركَها فى التثنية على ما هى عليه ولا تقلبها فتقول جَزَاءان وخَطَاءانِ : وإمّا أن تكون للتأنيث فتقلبها فى التثنية واوًا لا غير ، تقول : صفراوان وسوداوان. وإمّا أن تكون منقلبةً من واو أو ياء مثل كساءٍ ورداء ، أو ملحقةً مثل عِلباءٍ وحِرباء ملحقةً بِسرْدَاحٍ وشِمْلَالٍ ، فأنت فيها بالخيار ، فإن شئتَ قلبتها واوًا مثل التى للتأنيث فقلت كِسَاوَانِ وعِلْبَاوَانِ ورِدَاوَانِ ، وإن شئت تركتها همزةً مثل الأصليّة وهو أجودُ فقلت كِسَاءَانِ وعِلْبَاءَانِ ورِدَاءانِ.

والجمع أَكْسِيَةٌ وأَرْدِيَةٌ.

وتَرَدَّى وارْتَدَى بمعنًى ، أى ليس الرِّدَاءَ.

والرِّدْيَةُ كالرِكْبَةِ من الركوب ، والجلسة من الجلوس. تقول : هو حسن الرِّدْيَةِ.

ورَدَّيْتُهُ أنا تَرْدِيَةً.

ورَادَيْتُ عن القوم مُرَادَاةً ، إذا رميتَ بالحجارة.

ويقال أيضا : رَادَيْتُ فلاناً ، إذا رَاوَدْتَهُ ، وهو مقلوب منه. قال طُفيلٌ الغنوىّ :

يُرَادَى على فأسِ اللجامِ كأنَّما

يُرَادَى به مِرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

ويقال أيضا : رَادَاهُ بمعنى دَارَاهُ ، حكاه أبو عبيد.

ورَدِىَ بالكسر يَرْدَى رَدًى ، أى هلك.

وأَرْدَاهُ غيره. ورجلٌ رَدٍ للمهالك ، وأمرأةٌ رَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ.

والمُرْدِىُ : خشبةٌ تدفع بها السفينة تكون فى يد المّلاح ، والجمع المَرَادِى.


رذى

الرَّذِيَّةُ : الناقة المهزولة من السير ؛ والجمع الرَذَايَا. وقال أبو زيد : هى المتروكة التى حَسَرها السفر لا تقدر أن تَلحقَ بالركاب. قال : والذَكَرُ رَذِىٌ. وقد أَرْذَيْتُ ناقتى ، إذا هزلتها وخلَّفتها.

والمُرْذَى : المنبوذُ. وقد أَرْذَيْتُهُ.

رزى

أَرْزَيْتُ ظهرى إلى فلانٍ ، أى التجأت إليه.

قال رؤبة :

* أنا ابنُ أَنْضَادٍ إليها أُرْزِى (١) *

رسا

رَسَا الشىء يَرْسُو : ثبت. وجبالٌ رَاسِيَاتٌ.

ورَسَتْ أقدامهم فى الحرب ، أى ثبتت.

ورَسَتِ السفينة تَرْسُو رُسُوًّا ، أى وقفت على اللنْجَرِ (٢).

وقوله تعالى : بسم الله مُجْرَاهَا ومُرْسَاهَا بالضم من أَجْرَيْتُ وأَرْسَيْتُ ، و: (مَجْرَاهَا ومَرْسَاهَا) بالفتح من رَسَتْ وجَرَتْ.

ورَسَوْتُ بين القوم رَسْواً ، أى أصلحت.

والرَّسْوَةُ : شىء من خَرَزٍ ينظم كالدستينج.

ورَسَوْتُ عنه حديثاً ، أى حدَّثت به عنه.

ويقال أيضا : رَسَوْتُ ، إذا ذكرت منه طرفاً.

والمِرْسَاةُ : التى تُرْسَى بها السفينة ، تسمِّيها الفُرْسُ لَنْكَرْ.

وألقت السحابة مَرَاسِيَها ، إذا دامت.

والرَّوَاسِى من الجبال : الثوابت الرواسخ.

قال الأخفش : واحدتها راسِيةٌ.

وربما قالوا : قد رَسَا الفحل بالشَول ، وذلك إذا قَعَا عليها.

ويقال تمرةٌ نِرْسِيَانَةٌ بكسر النون ؛ لضربٍ من التمر جيِّد.

__________________

(١) قبله :

لا توعدني حيه بالنكز

وبعده :

نغرف من ذى غيث ونوزى

(٢) فى القاموس : «الأنْجَر» وكذلك فى المختار وقال : «قلت قال الأزهرى فى نجر : الأنجر : مرساة السفينة ، وهو اسمٌ عراقىٌّ. وربما قالوا : فلانٌ أثقل من أنجر». وفى هامش المطبوعة الأولى : لفظة اللنجر لعله تعريب لفظ الككنر ، لكنه لم يذكر فى هذا الكتاب.

كذا بهامش.


رشا

الرِّشَاءُ : الحبل ، والجمع أَرْشِيَةٌ.

والرِّشْوَةُ معروفة ، والرُّشْوَةُ بالضم مثله ؛ والجمع رِشاً ورُشاً. وقد رَشَاهُ يَرْشُوهُ رَشْواً.

وارْتَشَى : أخذ الرِّشْوَةَ.

واسْتَرْشَى فى حكمه : طلب الرِّشْوَةَ عليه.

واسْتَرْشَى الفَصيلُ ، إذا طلب الرضاع. وقد أَرْشَيْتُهُ إرْشَاءً.

وأَرْشَيْتُ الدلو : جعلتُ لها رِشَاءً.

وتَرَشَّيْتُ الرجلَ ، إذا لا ينتَه. ورَاشَيْتُه ، إذا ظاهرتَه.

وأَرْشَى الحنظُل ، إذا امتدَّت أغصانُه ، شبِّه بالأرْشِيَةِ.

والرِّشَاءُ : كواكب كثيرةٌ صِغار على صورة السمكة ، يقال لها بطن الحوت ، وفى سُرَّتِهَا كوكبٌ نيِّرٌ ينزله القمر.

رضا

الرِّضْوَانُ : الرِّضَا ، وكذلك الرُّضْوَانُ بالضم. والمَرْضَاةُ مثله.

ورَضِيتُ الشىء وارتَضَيْتُهُ فهو مَرْضِىٌ ، وقد قالوا : مَرْضُوٌّ فجاءوا به على الأصلِ والقياسِ.

ورَضِيتُ عنه رِضاً مقصورٌ ، وهو مصدرٌ محضٌ ، والاسم الرِّضَاءُ ممدودٌ ، عن الأخفش.

وسمع الكسائى رِضَوَانِ وحِمَوَانِ فى تثنية الرِّضَا والحِمَى. قال : والوجه حِمَيَانِ ورِضَيَانِ.

ومن العرب من يقولهما بالياء على الأصل ، والواوُ أكثر.

وعيشةٌ راضِيَةٌ ، أى مَرْضِيَّةٌ. كقولهم :

هَمٌّ ناصبٌ ؛ لأنَّه يقال رُضِيتُ معيشتُه على ما لم يسمَّ فاعله ، ولا يقال رَضِيَتْ.

ويقال : رَضِيتُ به صاحباً.

وربما قالوا : رَضِيتُ عليه ، بمعنى رَضِيتُ به وعنه. وأنشد الأخفش (١) :

إذا رَضِيَتْ عَلَىَّ بنو قُشَيْرٍ

لَعَمْرُ اللهِ أعجبنى رِضاها (٢)

وأَرْضَيْتُهُ عنّى ورَضَّيْتُهُ بالتشديد أيضا ، فَرِضَى. وتَرَضَّيْتُهُ : أَرْضَيْتُهُ بعد جهدٍ.

واسْتَرْضَيْتُهُ فأَرْضَانِى.

وراضَانَي فلانٌ فَرضَوْتُهُ أَرضْوُهُ بالضم ، إذا غلبتَه فيه ؛ لأنّه من الواو. وإنما قالوا رَضِيتُ عنه رِضاً وإن كان من الواو ، كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً ، وقالوا رَضِىَ لمكان الكسر ، وحقَّه أن يقال رَضُوَ.

__________________

(١) للقحيف العقيلى.

(٢) بعده :

ولاتنبو سيوف بنى قشير

ولا تمضى الأسنة في صفاها


ورَضْوَى : جبلٌ بالمدينة ، والنسبة إليه رَضَوَىٌ.

رطا

الأَرْطَى : شجرٌ من شجر الرمل ، وهو أَفْعَلُ من وجهٍ وفَعْلَى من وجهٍ ؛ لأنّهم يقولون أديمٌ مَأْرُوطٌ ، إذا دُبغ بورقه. ويقولون : أديمٌ مَرْطِىٌ. وقد أَرْطَتِ الأرضُ ، إذا أخرجت الأَرْطَى ، والواحدة أَرْطَاةٌ ، ولحوق تاء التأنيث له يدلُّ على أنّ الألف ليست للتأنيث وإنّما هى للإلحاق أو بنى الاسم عليها. قال الشاعر يصف ذئباً :

لَمَّا رأى أَنْ لادَعَه ولا شِبَعْ (١)

مَالَ إلى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ

ورَاطِيَةُ : اسم موضعٍ ، وكذلك أُرَاطٌ ، وهو فى شعر عمرو بن كلثوم :

ونحن الحَابِسُونَ بِذِى أُرَاطٍ

تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَرِيَنا

رعى

الرِّعْىُ بالكسر : الكلأ. وبالفتح المصدر والمَرْعَى : الرِّعْىُ ، والموضع ، والمصدر.

وفى المثل : «مَرْعًى ولا كالسَعْدَانِ».

والرَّاعِى جمعه رُعَاةٌ مثل قاضٍ وقُضَاةٍ ، ورُعْيَانٌ مثل شَابٍّ وشُبَّانٍ ، ورِعَاءٍ مثل جائعٍ وجِيَاعٍ.

وفلان يَرْعَى على أبيه ، أى يَرْعَى غنمَه.

والرَّاعِى : لقب عُبيد بن الحصين النميرىّ الشاعر. قال الفراء : رجلٌ تِرْعِيَّةٌ (٢) وتُرْعِيَّةٌ ، بكسر التاء وضمها والياء مشدّدةٌ فيهما ، للذى يجيد رِعْيَةَ الإبل.

ويقال أيضاً : رجلٌ تِرْعَايَةٌ فى معنى تِرْعِيَّةٍ.

والرَّعَاوِى والرُّعَاوِى ، بفتح الراء وضمها : الإبل التى تَرْعَى حوالى القوم وديارِهم ؛ لأنّها الإبل التى يُعتَمَل عليها. قالت امرأة من العرب تعاتب زوجها :

تَمَشَّشْتَنِى حتَّى إذا ما تركتنى

كنِضْوِ الرَّعَاوَى قلتَ إنّىَ ذاهبُ

ورَاعَيْتُ الأمر : نظرتُ إلى أين يصير.

ورَاعَيْتُهُ : لاحظته. ورَاعَيْتُهُ من مُرَاعَاةِ الحقوق.

__________________

(١) قبله :

يا رب أباز من العفر صدع

تقبض الذئب إليه واجتمع

(٢) فى القاموس : ورجلٌ تَرْعِيَّةٌ مثلثةً وقد يخفّف ، وتِرْعَايَةٌ وتُرْعَايَةٌ بالضم والكسر ، وتَرْعِىٌّ بالكسر : يجيد رِعْيَةَ الإبل.


ويقال : الحمار يُرَاعِى الحُمُرَ ، أى يَرْعَى معها : قال أبو ذؤيب :

مِن وَحْشِ حَوْضَى يُرَاعِى الصيدَ منتبذاً

كأنّه كوكبٌ فى الجوِّ مُنْحَرِدُ

واسْتَرْعَيْتُهُ الشىء فرَعَاهُ. وفى المثل : «من اسْتَرْعَى الذئبَ ظَلَم».

والرَّاعِى : الوَالِى. والرَّعِيَّةُ : العامّة. يقال : ليس المَرْعِىُ كالرَّاعِى.

ورَعَا يَرْعُو ، أى كفَّ عن الأمور. يقال : فلانٌ حسن الرَّعْوَةِ (١) والرِّعْوَةِ والرُّعْوَى والارْعِوَاءِ.

وقد ارْعَوَى عن القبيح ، وتقديره إفْعَوَلَ ، ووزنه افْعَلَلَ. وإنَّما لم يدغم لسكون الياء. والاسم الرُّعْيَا (٢) بالضم والرَّعْوَى بالفتح ، مثل البُقْيَا والبَقْوَى.

وتقول : أَرْعَيْتُ عليه ، إذا أبقيتَ عليه وترّحمته (٣).

وأَرْعَيْتُهُ سمعى ، أى أصغيت إليه. ومنه قوله تعالى : راعِنا. قال الأخفش : هو فاعِلْنا من المُرَاعاةِ على معنى أَرْعِنَا سمعك ، ولكنّ الياء ذهبَتْ للأمر. ويقال : رَاعِناً بالتنوين على إعمال القول فيه ، كأنّه قال : لا تقولوا حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً ، وهو من الرُّعونة.

ورَعَى الأمير رَعِيَّتَهُ رِعايَةً. ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعَاهَا رَعْياً. ورَعَى البعير الكلأ. وارْتَعَى مثله.

ورَعَيْتُ النجوم : رقَبْتها. قالت الخنساء :

أَرْعَى النجومَ وما كُلّفْتُ رِعْيَتَها

وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِى

ابن السكيت : يقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَهُ رِعَايَةً.

وأَرْعَى الله الماشيةَ ، أى أنبت لها ما تَرْعَاهُ.

قال الشاعر :

كأنَّها ظبيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ

تأكل من طَيِّبٍ واللهُ يُرْعِيها

رغا

الرُّغَاءُ : صوت ذواتِ الخفّ. وقد رَغَا البعير يَرْغُو رُغَاءً ، إذا ضجّ. وفى المثل : «كَفَى برُغَائِها منادياً» ، أى إنّ رُغَاءَ بعيرِه يقوم مقامَ ندائه فى التعرُّض للضيافة والقِرَى.

وقد رَغَّى اللبن تَرْغِيَةً ، أى أزبَدَ. ومنه قولهم : كلامٌ مُرَغٍ ، إذا لم يفصِحْ عن معناه.

__________________

(١) فى القاموس : الرَعْوُ والرَعْوَةُ ويثلثان والرَعْوَى ويضم.

(٢) فى القاموس : والاسم الرُعْيَا والرُعْوَى ويفتح.

(٣) كذا. وفى اللسان. «ورحمته».


ويقال أيضا : أمست إبلهم تُرَغِّى وتُنَشِّفُ ، أى لها نُشَافَةٌ ورُغْوَةٌ. حكاه يعقوب.

والمِرْغَاةُ : شىءٌ تؤخذ به الرُّغْوَةُ.

والرُّغْوَةُ فيها ثلاث لغات : رُغْوَةٌ ورَغْوَةٌ ورِغْوَةٌ. وحكى الكسر فيها اللحيانى وغيرُه ، وهو زُبد اللبن ، والجمع رُغاً. وكذلك رُغَايةُ اللبن بالضم والياء ، ورِغَاوَةُ اللبن بالكسر والواو.

وسمع أبو المهدىّ الواوَ فى الضم ، والياءَ فى الكسر.

وارْتَغَيْتُ : شربت الرَّغْوَةَ وفى المثل : «يُسِرُّ حَسْوًا فى ارْتِغَاءٍ» ، يضرب لمن يُظهر أمراً ويريد غيره. قال الشعبىّ لمن سأله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأته : «يُسِرُّ حَسْوًا فى ارْتِغَائِهِ وقد حَرُمَتْ عليه امرأته».

وناقةٌ رَغُوُّ على فَعُولٍ ، أى كثيرة الرُّغَاءِ.

وأَرْغَيْتُهُ أنا : حملتُه على الرُّغَاءِ. قال الشاعر (١) :

أَيَبْغِى (٢) آلُ شَدَّادٍ علينا

وما يُرْغَى لشَدَّادٍ فَصِيلُ

يقول : هم أشِحَّاءُ لا يفرّقون بين الفصيل وأمّه بنَحْرٍ ولا هِبَةٍ.

وتَرَاغَوْا ، إذا رَغَا واحدٌ هاهنا وواحدٌ هاهنا وفى الحديث : «إنَّهم والله تَرَاغَوْا عليه فقتَلوه». وقولهم : ما له ثَاغِيَةٌ ولا راغيةٌ ، أى ما له شاةٌ ولا ناقةٌ.

ويقال أيضا : أتيته فما أَثْغَى ولا أَرْغَى ، أى لم يُعطِ شاةً ولا ناقةً ؛ كما يقال : ما أحشَى ولا أجلّ.

رفا

رَفَوْتُ (٣) الثوبَ أَرْفُوهُ ، يهمز ولا يهمز.

ورَفَوْتُ الرجل : سكّنته من الرعب. قال أبو خِراشٍ الهُذَلىّ ، واسمه خُويلد :

رَفَوْنِى وقالوا يا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ

فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ همُ همُ

والمُرافَاةُ : الاتِّفاق والالتحام. قال الشاعر :

ولَمَّا أنْ رأيتَ أبا رُوَيْمٍ

يُرَافِينِى ويكره أن يُلَاما

والرِّفاءُ : الالتحامُ والاتفاق.

ويقال : رَفَّيْتُهُ تَرْفِيَةً ، إذا قلت للمتزوِّج : بالرِّفاء والبنين. قال ابن السكيت : وإن شئتَ كان معناه : بالسُكون والطمأنينة ، من قولهم : رَفَوْتُ الرجل ، إذا سكَّنتَه.

__________________

(١) هو سبرة بن عمرو الفقعسىّ.

(٢) ويروى : «أتبغى».

(٣) رَفَا من باب عَدَا.


رقى

رَقِيتُ فى السُلَّمِ بالكسر رَقْياً ورُقِيًّا ، إذا صعِدتَ. وارْتَقَيْتُ مثله.

والمَرْقَاةُ بالفتح : الدرجة ، ومن كسرها شبَّهها بالآلة التى يُعمَل بها ، ومن فتح قال : هذا موضعٌ يفعل فيه ، فجعله بفتح الميم مخالفاً.

عن يعقوب.

ورَقَّى عليه كلاماً تَرْقِيَةً ، إذا رفَع.

وتَرَقَّى فى العلم ، إذا رَقِىَ فيه درجةً درجةً.

والرَّقْوَةُ : دِعْصٌ من رملٍ.

وقولهم : «ارْقَ على ظَلْعك» أى امْشِ واصعْد بقدر ما تطيق ، ولا تحملْ على نفسك ما لا تطيقه.

والرُّقْيَةُ معروفة ، والجمع رُقًى. تقول منه : اسْتَرْقَيْتُهُ فَرقَانِى رُقْيَةً فهو راقٍ. وقول الراجز :

لقد علمتُ والأَجَلِّ الباقىِ

أَنْ لا تَرُدُّ القَدَرَ الرَّوَاقِى

كأنَّه جَمَع امرأةً راقيةً أو رجلاً راقيةً بالهاء للمبالغة.

ورُقَيَّةُ : اسم امرأة. وعبد الله بن قيس الرُّقَيَّاتِ إنّما أُضيف قيسٌ إليهنّ لأنّه تزوّج عدّة نسوةٍ وافق أسماؤهن كلُّهن رُقَيَّةَ فنُسِب إليهنّ.

هذا قول الأصمعىّ. وقال غيره : إنّه كانت له عدة جَدَّاتٍ أسماؤهن كلُّهن رُقَيَّة فلهذا قيل : قيسُ بن الرُّقَيَّاتِ. ويقال : إنّما أضيف إليهنّ لأنّه كان يشبِّب بعدّةِ نساء يسمَّين رُقَيَّةَ.

والرُّقَىُ : موضعٌ.

ركا

الرَّكِيَّةُ : البئر. وجمعها رَكِىٌ ورَكايَا.

والرَّكْوَةُ التى للماء ، والجمع رِكَاءٌ ورَكَوَاتٌ بالتحريك. وفى المثل : «صارت القوس رَكْوَةً» ، يضرب فى الإدبار وانقلاب الأمور.

والرَّكَاءُ بالفتح : اسم موضع.

والمَرْكُوُّ : الحوض الكبير. والجرموز : الصغير. قال الراجز :

السَجْلُ والنُطْفَةُ والذَنُوبُ

حتَّى تَرى مَرْكُوَّهَا يَثُوبُ

يقول : أَسْتَقِى تارةً ذَنُوباً وتارةً نُطفةً حتّى يرجع الحوض ملآن كما كان قبل أن يُشْرَبَ.

وأَرْكَيْتُ إليه ، أى لجأت. قال أبو عمرو : يقال للغريم : أَرْكِنِى إلى كذا وكذا ، أى أَخِّرْنِى.

ورَكَوْتُ الحِمْلَ على البعير : ضاعفته.

ورَكَوْتُ على فلان الذنْبَ ، أى وَرَّكْتُهُ.

ورَكَوْتُ بقيّةَ يومى ، أى أقمت.

ابن الأعرابى : رَكَوْتُ الشىء أَرْكُوهُ ، إذا شددته وأصلحته. قال سُويد :


فَدْع عنك قوماً قد كَفَوْكَ شُئُونَهُمْ

وشَأْنُكَ إنْ لم تَرْكُهُ يَتَفَاقَمُ (١)

وأَرْكَيْتُ لبَنِى فلان جنداً ، أى هيّأتُه لهم.

قال الفراء : أَرْكَيْتُ عليه الذنبَ والأمر ، أى وَرَّكْتُهُ. وأنا مُرْتَكٍ على كذا ، أى معوِّلٌ عليه. وما لى مُرْتكًى إلّا عليك.

رمى

رَمَيْتُ الشىء من يدى ، أى ألقيته فارتمى.

ورَمَيْتُ بالسهم رَمْياً ورِمَايَةً.

ورَامَيْتُهُ مُرَامَاةً ورِمَاءً ، وارْتَمَيْنا وتَرَامَيْنَا.

وكانت بينهم رِمِّيَّا ثم صاروا إلى حِجِّيزَى.

أبو عبيدة : رَمَى الله لك ، أى نَصَرك وصنع لك.

ابن السكيت : رَمَيْتُ عن القوس ورَمَيْتُ عليها. قال : ولا تقل رَمَيْتُ بها. قال الراجز :

أَرْمِى عليها وهى فرعٌ أجمُع

وهى ثلاثُ أذرعٍ وإصْبَعُ

قال : ويقال : خرجت أَتَرَمَّى ، إذا خرجت تَرْمِى فى الأغراض وفى أصول الشجر. وخرجت أَرْتَمِى ، إذا رَمَيْتَ القَنَص.

ورَمَيْتُ على الخمسين وأَرْمَيْتُ أيضا ، أى زدتُ. قال حاتم طيىء :

وأَسْمَرَ خَطِّيًّا كَأَنَّ كُعُوبَهُ

نَوَى القَسْبِ قد أَرْمَى ذِرَاعا على العَشْرِ

وتقول : للمرأة أنتِ تَرْمِينَ وأنتنَ تَرْمِينَ ، الواحد والجماعة سواءٌ.

والرَّمَاءُ ، بالفتح والمدّ : الرِبا. وأَرْمَى فلانٌ ، أى أَرْبَى.

قال عمر رضى الله عنه : «لا تَشتروا الذهب بالفضة إلّا يدًا بيدٍ : هَا وهَا ، إنِّى أخافُ عليكم الرَّمَاءَ». قال الكسائى : هو ممدودٌ.

وتَرَامَى الجُرح إلى الفساد.

ويقال : طعنه فأَرْمَاهُ عن فرسه ، أى ألقاه عن ظهر دابَّته ، كما يقال أَذْرَاهُ.

وأَرْمَيْتُ الحجر من يدى ، أى ألقيت.

ويقال : سَابَّهُ فأَرْمَى عليه ، أى زاد.

والرَّمِيَّةُ : الصيد. يقال : بئس الرَّمِيَّةُ الأرنبُ ، أى بئس الشىء مما يُرْمَى الأرنبُ.

وإنَّما جاءت بالهاء لأنَّها صارت فى عداد الأسماء ، وليس هو على رُمِيَتْ فهى مَرْمِيَّةٌ وعُدِلَ به إلى فَعِيلٍ ، وإنَّما هو بئس الشىء فى نفسه مما يُرْمَى الأرنب.

أبو عمرو : المِرْمَاةُ مثل السِرْوَةِ ، وهو نصلٌ مدوَّرٌ للسهم. وأما الذى فى الحديث : «لو أنَ

__________________

(١) فى اللسان :

وشأنك إن لا تركه متفاقم


أحدَهم دُعِىَ إلى مِرْمَاتَيْنِ لأجاب وهو لا يجيب [إلى (١)] الصلاة» ، فيقال : المِرْمَاةُ الظِلْفُ.

وقال أبو عبيد : هو ما بين ظِلْفى الشاة. قال : ولا أدرى ما وجهُه ، إلَّا أنَّه هكذا يفسَّر.

والرَّمِىُ : السَقِىُّ ، وهى السَحابة العظيمة القَطرِ الشديدة الوقِع من سحائب الحميم والخريف ، والجمع أَرْمِيَةٌ وأَسْقِيَةٌ ، عن الأصمعىّ. ومنه قول أبى ذُؤيب يصف عسَلاً :

يَمَانِيَةً أَحْيَالَهَا (٢) مَظَّ مائِدٍ

وآلِ قُرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ

ويروى : «أسقيةٍ».

رنا

رَنَا إليه يَرْنُو رُنُوًّا ، إذا أدام النظر. يقال : ظَلَ رانياً ، وأَرْنَاهُ غيره. ويقال : أَرْنَانِى حُسْنُ ما رأيت ، أى حَمَلنى على الرُّنُوِّ.

وكأسٌ رَنَوْنَاةٌ ، أى دائمة ساكنة ؛ ووزنها فَعَلْعَلَةٌ. قال ابن أحمر :

بَنَتْ (٣) عليها المُلْكَ أَطْنَابَها

كأسٌ رَنَوْنَاةٌ وطِرْفٌ طِمِرّ

يقال إنَّه لم يُسمع إلّا منه.

وفلانٌ رَنُوُّ فلانَة ، إذا كان يُديم النظرَ إليها.

ورجلٌ رَنَّاءٌ بالتشديد ، للذى يديم النظرَ إلى النساء الحِسَان.

والرُّنَاءُ ، بالضم والمدّ : الصوت.

والرَّنَا بالفتح مقصورٌ : الشىء المنظور إليه.

وقولهم : يا ابن تُرْنَا ، كنايةٌ عن اللئيم.

قال صخرُ الغَىّ :

فإنَّ ابْنَ تُرْنَا إذا زُرْتُكُمْ

يدافعُ عنِّىَ قولاً عَنِيفا

روى

الأُرْوِيَّةُ (٤) : الأنثى من الوعول ، وبها سمِّيت المرأة ، وهى أُفْعُولَةٌ فى الأصل ، إلّا أنّهم قلبوا الواو الثانية ياءً وأدغموها فى التى بعدها وكسروا الأولى لتسلم الياء. وثلاثُ أَرَاوِىَ على أفاعيل ، وقد يخفّف فيقال ثلاث أَرَاوٍ. فإذا كثُرتْ فهى الأَرْوَى على أَفْعَلَ بغير قياس.

وأَرْوَى أيضا : اسم امرأة.

والرَّيَّانُ : ضدُّ العطشان ؛ والمرأة رَيَّا ، ولم يُبْدَلْ من الياء واوٌ لأنَّها صفة ، وإنّما يُبدلون الياء فى فَعْلَى إذا كانت اسماً والياء موضع اللام ، كقولك شَرْوَى هذا الثوب ، وإنَّما هى من شَرَيْتُ ، وتَقْوَى وإنَّما هى من التَقِيَّةِ. وإن

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) فى اللسان : أجْيَى لها».

(٣) فى اللسان : «مَدَّتْ عليه».

(٤) الإُرْوِيَّةُ بالضم والكسر.


كانت صفةً تركوها على أصلها قالوا امرأة خَزْيَا ورَيَّا ، ولو كانت رَيَّا اسماً لكانت رَوَّى ، لأنَّك كنت تبدل الألف واوًا موضع اللام وتترك الواو التى هى عين فَعْلَى على الأصل. وقول أبى النجم :

* وَاهًا لرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاهَا*

إنَّما أخرجه على الصفة.

ورَيَّانُ : اسم جبلٍ ببلاد بنى عامر. قال لبيد :

فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّىَ رَسْمُهَا

خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُها

ولنا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ ، أى حاجة.

والرَّوِيَّةُ أيضا : التفكُّر فى الأمر ، جرت فى كلامهم غير مهموزة. والرَّوِيَّةُ أيضا : البقية من الدَيْنِ ونحوِهِ.

والرِّوَاءُ بالكسر والمدّ : حبلٌ يشدُّ به المتاع على البعير ؛ والجمع الأَرْوِيَةُ. يقال : رَوَيْتُهُ على الرَجُل ، إذا شددتَه على ظهر البعير لئلَّا يسقطَ من غَلَبة النوم. قال الراجز :

إنّى على ما كان من تخَدُّدِى

ودِقَّةٍ فى عَظْمِ ساقِى ويَدِى

أَرْوِى على ذى العُكَنِ الضَفَنْدَدِ

ورَوَيْتُ على أهلى ولأهلى ، إذا أتيتَهم بالماء.

يقال : من أينَ رَيَّتُكم ، مفتوحة الراء ، أى من أين تَرْتَوُونَ الماء؟ ورَوِيتُ من الماء بالكسر أَرْوَى رَيًّا ورِيًّا ورِوًى أيضاً ، مثل رضيتُ رِضًا. وارْتَوَيْتُ وتَرَوَّيْتُ ، كلُّه بمعنًى.

ورَوَيْتُ الحديثَ والشِعر رِوَايَةً فأنا راوٍ ، فى الماء والشِعر والحديث ، من قومٍ رُوَاةٍ. قال ابن أحمر :

تَرْوِى لَقى أُلْقِىَ فى صَفْصَفٍ

تصْهَرُهُ الشمسُ فما يَنْصَهِرْ

قال يعقوب : ورَوَيْتُ القوم أَرْوِيهِمْ ، إذا استقيتَ لهم الماء. ورَوَّيْتُهُ الشِعر تَرْوِيَةً ، أى حملته على رِوَايَتِهِ ؛ وأَرْوَيْتُهُ أيضاً.

وسمِّى يومُ التَّرْوِيَةِ لأنَّهم كانوا يَرْتَوُونَ فيه من الماء لما بَعْدُ.

ورَوَّيْتُ فى الأمر ، إذا نظرت فيه وفكّرت ، يهمز ولا يهمز.

وتقول : أَنْشِدِ القصيدةَ يا هذا ، ولا تقل ارْوِها ، إلَّا أن تأمر بروايتها ، أى باستظهارها.

والرَّايَةُ : العَلَمُ.

والرَّاوِيَةُ : البعير أو البغل أو الحمار الذى يُستقَى عليه. والعامَّة تسمّى المزادة راوِيَةً ، وذلك جائزٌ على الاستعارة ، والأصل ما ذكرناه. قال أبو النجم :


تَمْشِى من الرِّدَّةِ مَشْىَ الحُفَّلِ

مَشْىَ الرَّوَايَا (١) بالمزادِ الأَثْقَلِ

وماءٌ رَوَاءٌ بالفتح ممدودٌ ، أى عذبٌ.

قال الراجز :

يا إِبِلِى ماذَأْمُهُ فتَأْبَيْهْ

ماءٌ رَوَاءٌ ونَصِىٌّ حَوْلَيْهْ (٢)

وإذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء وقلت ماءٌ رِوًى. ويقال : هو الذى فيه للواردة رِىٌ.

ورجلٌ له رُوَاءٌ بالضم ، أى منظَر.

ورجلٌ رَاوِيَةٌ للشِعر ، والهاء للمبالغة. وقومٌ رِوَاءٌ من الماء ، بالكسر والمدّ. قال عمر بن لجأ التَيْمِىُّ :

تمشى إلى رِوَاءِ عاطِناتِها

تَحَبُّسَ العانِسِ فى رَيْطاتِها

وعينٌ رَيَّةٌ ، أى كثيرة الماء. قال الأعشى :

فأورَدَها عيناً من السِيفِ رَيَّةً

بها بُرَأٌ مثل الفسيل المُكَمَّمِ

والرَّوِىُ : حرف القافية. يقال : قصيدتان على رَوِىٍ واحد. والرَّوِىُ أيضا : سحابةٌ عظيمة القَطْر شديدة الوقْع ، مثل السَقِىِّ.

ويقال : شربت شُرباً رَوِيًّا.

وارْتَوَى الحبل : غُلظتْ قواه. وارْتَوَتْ مفاصلُ الرجُل : اعتدلتْ وغلظتْ.

رها

أبو عبيدة : رَهَا بين رجليه يَرْهُو رهْوًا ، أى فتح. ومنه قوله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً).

والرَّهْوُ : السير السهل ؛ يقال : جاءت الخيل رَهْوًا. قال ابن الأعرابىّ : رَهَا يَرْهُو فى السير ، أى رفَقَ. قال القُطامى فى نعت الرِكابِ :

يَمْشِينَ رَهْوًا فلا الأَعْجَازُ خاذِلةٌ

ولا الصدورُ على الأَعْجازِ تَتَّكِلُ

والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ : المكان المرتفع والمنخفض أيضاً يجتمع فيه الماء ، وهو من الأضداد.

وقال (٣) :

نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ

محافظةً وكنّا الأَيْمَنيِنَا (٤)

وقال أبو عبيد : الرَّهْوُ : الجَوْبَةُ تكون فى محلّة القوم يسيل منها ماء المطر أو غيره. وفى الحديث أنَّه قضى أن لا شُفعةَ فى فِناءِ ولا طريقٍ

__________________

(١) أراد بالروايا : الإبل.

(٢) بعده :

هذا مقام لك حتى تيبيه

(٣) عمرو بن كلثوم.

(٤) ويروى : وكنا السابقينا.


ولا مَنْقَبةٍ ولا رُكْحٍ (١) ولا رَهْوٍ. والجمع رِهَاءٌ.

والرَّهْوُ : المرأة الواسعة الهَنِ ، حكاه النَضر ابن شُميل.

وأَرْهَيْتُ لهم الطعامَ والشرابَ ، إذا أَدَمْتَهُ لهم ، حكاه يعقوب ، مثل أَرْهَنْتُ. وهو طعامٌ رَاهِنٌ ورَاهٍ ، عن أبى عمرو ، أى دائمٌ. وأنشَدَ للأعشى :

ا يستفيقون منها وهى راهِيَةٌ

إلّا بِهَاتِ وإنْ عَلُّوا وإن نَهِلُوا

ويروى : «رَاهِنَةٌ» يعنى الخمر.

وأرْهِ على نفسك ، أى ارفُقْ بها.

والرَّهْوُ : ضربٌ من الطير ، يقال هو الكُرْكِىُّ.

ورَهْوَةُ فى شعر أبى ذؤيب (٢) : عَقَبَةٌ بمكان معروف.

ويقال : افعلْ ذلك رَهْوًا ، أى ساكناً على هِينَتِكَ.

وعيشٌ رَاهٍ ، أى ساكنٌ رافِهٌ. وخِمْسٌ راهٍ ، إذا كان سهلاً.

ورَهَا البحر ، أى سكنَ.

والرَّهَاءُ : الأرض الواسعة.

ورُهَاءُ بالضم والمدّ : حَىٌّ من مَذْحِجٍ ، والنسبة إليهم رُهَاوِىٌ.

فصل الزّاى

زبى

زَبَيْتُ الشىء أَزْبِيِه زَبْياً : حملته. قال :

* فإنها بعض ما تَزبِى لك الرَقِمُ (٣) *

وازْدَبَيْتُ الشىء ، إذا احتملته والزُّبْيَةُ : الرابية لا يعلوها الماء. وفى المثل : «قد بلغ السَيل الزُّبَى».

والزُّبْيَةُ : حُفرةٌ تُحفَر للأسد ، سمِّيتْ بذلك لأنّهم كانوا يَحفِرونها فى موضع عالٍ. ويقال : تَزَبَّيْتُ زُبْيَةً. قال :

* كاللَذْ تَزَبَّى زُبْيَةً فاصْطِيَدا (٤) *

والأُزْبِىُ : السُرعة والنشاطُ ، على أُفْعُولٍ ،

__________________

(١) المنقبة : الطريق بين الدارَيْنِ. والرُكْحُ :

ناحية البيت من ورائه ، وربما كان فضاءً لا بناء فيه. مختار.

(٢) وبيت أبى ذؤيب :

فإن تمس في قبر برهوة تاويا

أنيك أصداء القبور تصيح

(٣) صدره :

تلك استفدها واعط الحكم واليها

(٤) قبله :

فكنت والأمر الذي قد كيدا


واستثقل التشديد على الواو. قال منظور (١) :

بشَمَجَى المَشْىِ عَجُولِ الوَثْبِ (٢)

حتَّى أتى أُزْبِيُّهَا بالأَدْبِ

وقال الأصمعىّ : الأَزَابِىُ : ضروبٌ مختلفة من السير ، واحدها أُزْبِىٌ.

أبو زيد : لقيت منه الأَزَابِىَ ، واحدها أُزْبىٌ ، وهو الشرُّ والأمر العظيم.

زجا

زَجَّيْتُ الشىء تَزْجِيَةً ، إذا دفَعتَه برفق.

يقال : كيف تُزَجِّى الأيامَ ، أى كيف تدافعها.

ورجلٌ مُزَجًّى ، أى مُزَلَّجٌ.

وتَزَجَّيْتُ بكذا : اكتفيت به. قال الراجز :

* تَزَجَ من دنياكَ بالبلاغِ*

وأَزْجَيْتُ الإبل : سقتها. قال ابن الرِقاع :

تُزْجِى أَغَنَّ كأنّ إبْرَةَ رَوْقِهِ

قَلمٌ أصابَ من الدواة مِدَادَها

والمُزْجَى : الشىء القليل. وبضاعةٌ مُزْجَاةٌ : قليلة.

والريح تُزَجِى السحاب ، والبقرة تُزْجِى ولدها ، أى تسوقه.

وزَجَا الخراجُ يَزْجُو زَجَاءً ممدودٌ ، إذا تيسَّرتْ جِبايته.

والزَّجَاءُ : النفاذ فى الأمر. يقال : فلان أَزْجَى بهذا الأمر من فلان ، أى أشدُّ نفاذاً فيه منه.

ويقال : عطاءٌ قليلٌ يَزْجُو خيرٌ من كثير لا يَزْجُو.

وضحك حتَّى زَجَا ، أى انقطع ضحكُه.

زدا

زَدَا الصبىّ الجَوْز وبالجوز ، يَزْدُو زَدْوًا ، أى لعب ورمى به فى الحَفِيرة ، وتلك الحفيرة هى المِزْداة. يقال : «أَبْعِدِ المَدَى وازْدُه».

قال أبو عبيد : الزَّدْوُ : لغة فى السَدْوِ ، وهو مدُّ اليد نحو الشىء ، كما تسدو الإبل فى سيرها بأيديها.

زرى

زَرَيْتُ عليه بالفتح زِرَايَةً وتَزَرَّيْتُ عليه ، إذا عتَبت عليه. وقال :

يا أيها الزَّارِى على عُمَرٍ

قد قلتَ فيه غير ما تَعْلَمْ

__________________

(١) ابن حَبَّةَ.

(٢) بعده :

أرامتها الأنساع قبل السقب


وقال آخر :

وإنِّى على لَيْلَى لَزَارٍ وإنَّنى

على ذاك فيما بيننا مُسْتَدِيمُها

أى عاتِبٌ ساخطٌ غير راضٍ. وقال أبو عمرو : الزَّارِى على الإنسان : الذى لا يعدُّه شيئا ويُنكِر عليه فِعلَه.

والإزْرَاءُ : التهاون بالشىء. يقال : أَزْرَيْتُ به ، إذا قصّرت به. وازْدَرَيْتُهُ ، أى حَقَرته.

زفى

الزَّفَيَانُ : شدَّة هُبوب الريح. يقال : زَفَتْهُ الريح زَفَيَاناً (١) ، أى طردته.

قال ابن السراج : وناقةٌ زَفَيَانٌ : سريعةٌ.

وقوسٌ زَفَيَانٌ : سريعة الإرسال للسهم.

وزَفَيَانُ : اسم شاعرٍ أو لقبُه.

وزَفَى الظليم زَفْياً ، إذا نشَر جناحَيه وعَدَا.

أبو عمرو : زَفَى السَراب الشىء يَزْفِيهِ ، إذا رفعه ، مثل زهاه.

زقا

الزَّقْوُ والزَّقْى : مصدرٌ. وقد زَقَا الصَدَى يَزْقُو ويَزْقِى زُقَاءً : أى صاح. وكلُّ صائحٍ زَاقٍ.

والزَّقْيَةُ : الصيحةُ.

وقولهم : «هو أثقل من الزَّوَاقِى» ، هى الدُيوك ، لأنَّهم كانوا يَسمُرون ، فإذا صاحت الدِيَكة تفرَّقوا.

زكا

زَكَاةُ المال معروفة.

وزَكَّى ماله تَزْكِيَةً ، أى أدَّى عنه زَكَاتَهُ.

وتَزَكَّى ، أى تصدّق.

وزَكاً : الشَفْعُ : يقال : خَسًا أو زَكاً.

وزَكا الزرع يَزْكُو زَكَاءً ممدودٌ ، أى نَما.

وأَزْكاهُ الله.

وهذا الأمر لا يَزْكُو بفلانٍ ، أى لا يليق به.

وغلامٌ زَكِىٌ ، أى زَاكٍ. وقد زَكَا يَزْكُو زُكُوًّا وزَكَاءً ، عن الأخفش.

الأموىّ : زَكَا الرجل يَزْكُو زُكُوًّا ، إذا تنعَّم وكان فى خِصبٍ.

زنى

الزِّنَى يمدُّ ويقصر ، فالقصر لأهل الحجاز.

قال تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى). والمدُّ لأهل نجد. قال الفرزدق :

أَبَا حاضرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِنَاؤُهُ

ومَن يشرب الخُرْطُومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرَا

__________________

(١) وزاد فى القاموس : زَفْياً.


وقد زنَى يَزْنِى. والنسبة إلىّ المقصور زِنَوِىٌ ، وإلى الممدود زِنَائِىٌّ.

وزَنَّاهُ تَزْنِيَةً ، أى قال له يا زَانِى.

وتسمّى القردة زَنَّاءَةً.

وقولهم : هو لِزِنْيَةٍ وزَنْيَةُ : نقيض قولك هو لِرِشْدَةٍ ورَشْدَةٍ.

والمرأةُ تُزَانِى مُزَانَاةً وزِنَاءً ، أى تُبَاغِى.

زوا

الزَّاوِيَةُ : واحدة الزَّوَايَا.

وزَوَيْتُ (١) الشىء : جمعتُه وقبضته. وفى الحديث : «زُوِيَتْ لى الأرض فأُرِيتُ مشارقَها ومغاربها». وانْزَوَتْ الجلدة فى النار ، أى اجتمعتْ وتَقَبَّضَتْ.

والزِّىُ : اللباس والهيئة ، وأصله زِوْىٌ.

تقول منه : زَيَّيْتُهُ ، والقياس زَوَّيْتُهُ.

وزَوَى الرجلُ ما بين عينَيه. وقال الأعشى :

يَزِيدُ يغُضُّ الطرف دونى كأنّما

زَوَى بين عينيه عَلَىَّ المَحَاجِمُ

فلا يَنْبَسِطْ مِن بين عينيك ما انْزَوَى

ولا تَلْقَنِى إلّا وأنفك رَاغِمُ

وتقول : زَوَى فلان المال عن وارثه زَيًّا.

وزَوُّ (٢) : اسم جبل بالعراق. قال الأصمعى : زَوُّ المنيّة : ما يحدث من هلاك المنيّة. ويقال : الزَّوُّ القَدَرُ. يقال : قُضِىَ علينا وقُدِّرَ ، وحُمَّ ، وزُيَ.

قال الشاعر :

من ابن مَامَةَ كَعْبٍ ثم عَىَّ به

زَوُّ المنيّةِ إلَّا حِرَّةً وقَدَى

الأصمعى : يقال قِدْرٌ زُوَوِيَةٌ وزُوَاوِيَةٌ ، مثل عُلَبِطَةٍ وعُلَابِطَةٍ ، للعظيمة التى تضمُّ أعضاء الجَزُورِ.

والزاى : حرف يمدّ ويقصر ، ولا يكتب إلّا بياء بعد الألف. تقول : هى زايٌ فزَيِّهَا.

قال زيد بن ثابت فى قوله تعالى : (كَيْفَ نُنْشِزُها) هى زَاىٌ فَزيِّهَا ، أى اقرأه بالزاى.

أبو عبيد : الزَّوْزَاةُ : مصدر قولك زَوْزَى الرجل يُزَوْزِى ، وهو أن ينصب ظهرَه ويسرعَ ويقارب الخطو. قال : ويقال زَوْزَيْتُ به ، إذا طردته.

والزَّوُّ : القرينان. يقال : جاء فلان زَوًّا ، إذا جاء هو وصاحبه.

زها

الزَّهْوُ : البُسر الملوّن. يقال : إذا ظهرت

__________________

(١) وزَوَى الشىءَ يَزْوِيِه زَيًّا وزُوِيًّا : نحّاه فانزَوَى. وسِرَّهُ عنه : طواه. والشىء : جمعه وقبضه. والزَاوِيَةُ من البيت : ركنه.

(٢) راجع التكملة ، وتهذيب الصحاح تحقيق عبد السلام هارون وأحمد عطار.


الحمرة والصفرة فى النخل فقد ظهر فيه الزَّهْوُ. وأهل الحجاز يقولون الزُّهْوُ بالضم.

وقد زَهَا النخل زَهْوًا ، وأَزْهَى أيضاً لغةٌ حكاها أبو زيدٍ ولم يعرفْها الأصمعى.

والزَّهْوُ : المنظر الحسن. يقال : زُهِىَ الشىء لعينيك.

أبو زيد : زَهَتِ الشاة تَزْهُو زَهْوًا ، إذا أضرعتْ ودنا وِلادُها.

والزَّهْوُ : الكِبْرُ والفخر. قال الشاعر (١) :

متَى ما أشأْ غير زَهْوِ الملو

كِ أَجْعَلْكَ رَهْطًا على حُيَّضِ

وقد زُهِىَ الرجل فهو مَزْهُوٌّ ، أى تكبّر.

وللعرب أحرف لا يتكلَّمون بها إلا على سبيل المفعول به وإن كان بمعنى الفاعل ، مثل قولهم : زُهِىَ الرجل ، وعُنِىَ بالأمر ، ونُتِجَتِ الشاة والناقة وأشباهُها.

فإذا أمرت منه قلت : لِتُزْهَ يا رجل.

وكذلك الأمر من كلِّ فعلٍ لم يسمَّ فاعله ؛ لأنّك إذا أمرتَ منه فإنَّما تأمر فى التحصيل غير الذى تخاطبه أن يوقع به وأمر الغائب لا يكون إلّا باللام كقولك : لِيَقُمْ زيدٌ.

وفيه لغةٌ أخرى حكاها ابن دريد : زَهَا يَزْهُو زَهْوًا ، أى تكبّر. ومنه قولهم : ما أَزْهَاهُ.

وليس هذا من زُهِىَ ؛ لأنَّ ما لم يسمّ فاعله لا يتعجَّب به. قال الشاعر (٢) :

لنا صاحبٌ مُولَعٌ بالخِلَافِ

كثير الخَطَاءِ قليلُ الصوابِ

أَلَجُّ لَحَاجاً من الخنفساءِ

وأَزْهَى إذا ما مَشَى من غرابِ

وقلت لأعرابى من بنى سُليم : ما معنى زُهِىَ الرجل؟ قال : أُعْجِبَ بنفسه. فقلت : أتقول زَهَا إذا افتخر؟ قال : أمَّا نحن فلا نتكلّم به.

الأصمعىّ : زَهَا السرابُ الشىءَ يَزْهَاهُ ، إذا رفعه ، بالألف لا غير.

وزَهَتِ الريح ، أى هبَّتْ. قال عَبِيد (٣) :

ولَنِعْمَ أَيْسَارُ الجَزُورِ إذا زَهَتْ

رِيحُ الشتاء ومَأْلَفُ الجيرانِ (٤)

وزَهَاهُ وازْدَهَاهُ : استخفّه وتهاونَ به.

قال عُمر بن أبى ربيعة المخزومىّ :

__________________

(١) أبو المثلم الهذلى.

(٢) الأحمر النحوى يهجو العتبىّ والفيض بن عبد الحميد.

(٣) ابن الأبرص.

(٤) فى اللسان :

ريح الشتا وتالف الجيران


فلما تَوَاقَفْنَا وسَلّمْتُ (١) أَقبَلتْ

وُجُوهٌ زهَاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا

ومنه قولهم : فلان لا يُزْدَهَى بخديعة.

وزَهَتِ الإبل زَهْوًا ، إذا سارت بعد الوِرد ليلةً أو أكثر. حكاها أبو عبيد. قال : وزَهَوْتُها أنا ، يتعدَّى ولا يتعدّى.

وإبلٌ زَاهِيَةٌ ، إذا كانت لا ترعى الحمض.

حكاه ابن السكيت.

وقولهم : هم زُهَاءُ مائةٍ ، أى قدر مائة.

وحكى بعضهم : الزَّهْوُ : الباطل والكذب.

وأنشد لابن أحمر :

ولا تَقُولَنَ زَهْوٌ ما يُخَيِّرُنا (٢)

لم يترك الشَيبُ لى زَهْوًا ولا الكِبَرُ

وربّما قالوا : زَهَتِ الريحُ الشجرَ تَزْهَاهُ ، إذا هزَّته.

فصل السين

سأو

السَّأْوُ : النِيَّةُ والطِيَّةُ. وقال أبو عبيد : الوطَنُ. وقال الخليل : السَّأْوُ : بُعْدُ الهمِّ والنزاعِ.

تقول : إنَّك لذو سَأْوٍ بعيدٍ ، أى لبعيد الهمّ.

قال ذو الرمة :

كأنَّنى من هَوَى خَرْقَاءَ مُطَّرَفٌ

دامِى الأظَلِّ بعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ

قال : يعنى همّه الذى تنازعه نفسه إليه.

ويروى هذا البيت بالشين المعجمة من الشأو ، وهو الغاية.

وسَآهُ : قَلْبُ سَاءَهُ. ويقال : سَأَوْتُهُ ، بمعنى سُؤْتُهُ.

سبى

السَّبْىُ والسِّبَاءُ : الأَسْرُ. وقد سَبَيْتُ العدوّ سَبْيًا وسِبَاءً ، إذا أسرتَه. واسْتَبَيْتُهُ مثله. والمرأة تَسْبى قلب الرجل.

وسَبَيْتُ الخَمر سِبَاءً لا غير ، إذا حملتَها من بلد إلى بلد ، فهى سَبِيَّةٌ. فأمَّا إذا اشتريتها لتشربَها فبالهمز.

والسَّبِيَّةُ : المرأة تُسْبَى.

وسَبَاهُ الله يَسْبِيَهُ ، أى غَرّبه وأبعَدَه ، كما تقول : لعنه الله.

وقولهم : ذهبوا أيدى سَبَا وأيادى سَبَا ، أى متفرِّقين ؛ وهما اسمانِ جعلا اسماً واحداً مثل معديكرب ، وهو مصروف لأنَّه لا يقع إلّا حالاً ، أضفتَ أو لم تضف.

__________________

(١) قال ابن برى : ويروى :

ولما تنازعت الحديث وأشرقت

(٢) فى اللسان :

ولا تقولن زهوا ا تخبرني


والسَّابِيَاءُ : المَشِيمةُ التى تخرج مع الولَد.

والسَّابِيَاءُ أيضاً : النتاج. وإذا كثُر نسل الغنم فهى السَّابِيَاءُ. وبنو فلان تَرُوح عليهم سَابِيَاءُ من مالهم. وفى الحديث : «تسعة أَعْشِرَاءِ (١) البركة فى التجارة وعُشْرٌ فى السَّابِياءِ» والجمع السَّوَابِى.

وأَسَابِىُ الدِماء : طرائقها ، واحدتها إسْبَاءَةٌ ، عن أبى عبيدة. قال سلامة بن جندلٍ يذكُر الخيل :

والعادِياتِ أَسَابِىُ الدماءِ بها

كأنَّ أعناقها أنصابُ تَرْجِيبِ

قوله : «أَنْصَابُ» يحتمل أن يريد به جمع النصبِ (٢) الذى كانوا يَعبدُونه ويرجِّبون له العَتَائرَ ويحتمل أن يريد به ما نُصب من العُود والنخلة الرُجَبيّة.

ستا

السَّتَا : لغة فى سَدَا الثَوب. قال الراجز :

رُبَّ خليل لى مليحٍ رِدْيَتُهْ

عليه سربالٌ شديدٌ صُفْرَتُهْ

سَتَاهُ قَزٌّ وحريرٌ لُحْمَتُهُ

أبو زيد : سَتَاةُ الثوب وسَدَاة الثوب بمعنًى.

وأَسْتَيْتُ الثوب مثل أَسْدَيْتُهُ.

قال أبو عبيدة : اسْتَاتَتِ الناقة اسْتَيتَاءً ، إذا استرختْ من الضَبَعة.

سجا

السَّجِيَّةُ : الخُلقُ والطبيعة. وقد سَجَا الشىء يَسْجُو سُجُوًّا : سكن ودام.

وقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) ، أى إذا دامَ وسكن.

وليلةٌ سَاجِيَةٌ ، وساكنةٌ ، وسَاكِرَةٌ ، بمعنًى ومنه البحر السَّاجِى. قال الأعشى :

فما ذَنْبُنا أَنْ جاشَ بحرُ ابنِ عمِّكُمْ

وبَحْرُكَ ساجٍ لا يُوَارِى الدَعامِصا

وطَرْفٌ سَاجٍ ، أى ساكنٌ.

وسَجَّيْتَ الميّت تَسْجِيَةً ، إذا مددت عليه ثوباً.

سحا

السَّحَا : الخفّاش ، الواحدة سَحَاةٌ مفتوحان مقصوران ، عن النضر بن شميل.

وسَحَاةُ كلِّ شىء أيضاً : قِشره ؛ والجمع سَحًا. والسَّحَاة أيضاً : الساحة. يقال : لا أَرَيَنَّكَ بسَحْسَحِى وسَحَاتِى.

وسِحَاءُ الكتاب مكسورٌ ممدودٌ ، الواحدة سِحَاءَةٌ ، والجمع أَسْحِيَةٌ.

__________________

(١) رواه فى مادة عشر : «أعشراء الرزق» قال : والعشر الجزء من أجزاء العشرة ، وكذلك العشير ، وجمع العشير أعشراء مثل نصيب وأنصباء.

(٢) النَصْبُ بفتح فسكون وضم ويحرك.


وسَحَوْتُ القرطاس وسَحَيْتُهُ أيضاً أَسْحَاهُ ، إذا قشرته. وكذلك سَحَوْتُ الطِينَ عن وجه الأرض وسَحَيْتُهُ ، إذا جرفتَه. وأنا أَسْحَا وأَسْحُو وأَسْحِى ، ثلاث لغات.

وسَحَوْتُ الكتاب وسَحَيْتُهُ ، إذا شددته بالسِّحَاءِ.

وأَسْحَى الرجل : كثرت عنده الأَسْحِيَةُ.

ورجلٌ أُسْحُوَانٌ بالضم : كثير الأكل.

والساحِيَةُ : المَطْرة الشديدة الوقْع التى تقشر وجهَ الأرض.

والسِّحَاءُ أيضاً : نبتٌ تأكلُ منه النحل فيطيب عسلُها عليه.

والمِسْحَاةُ كالمجرفة إلّا أنّها من حديد. وأمَّا قول أبى زُبيد :

كأنَّ أَوْبَ مَسَاحِى القومِ فَوْقَهُمُ

طَيْرٌ تَعِيفُ على جُونٍ مَزاحِيفِ

شبَّهَ رجعَ أيدى القوم بالمساحى المعوجّة التى يقال لها بالفارسية كَنَنْدْ فى حَفْر قبر عثمان رضى الله عنه ، بطيرٍ تَعيف على جُونٍ مزاحيفَ.

ويقال ضَبٌ ساحٍ : يرعى السِّحَاءَ.

ويقال أيضاً : ما فى السماء سَحَاةٌ من سحابٍ.

سخا

السَّخَاوَةُ والسَّخَاءُ : الجود. يقال منه : سَخَا يَسْخُو. وسَخِىَ يَسْخَى مثله ، قال عمرو بن كلثوم :

مُشَعْشَعَةً كأنَّ الحُصَّ فيها

إذا ما الماءُ خالطها سَخِينا

أى جُدْنا بأموالنا. وقول من قال «سَخِينا» من السُّخُونَةِ نصب على الحال ، فليس بشىء.

وسَخِيَتْ نفسى عن الشىء ، إذا ترَكْته.

وسَخُوَ الرجل يَسْخُو سَخَاوَةً ، أى صار سَخِيًّا.

وسَخَوْتُ النار أَسْخُوهَا سَخْواً ، وذلك إذا أوقدتَ فاجتمع الجمرُ والرماد ففرَّجْتَه. وفيه لغة أخرى حكاهما جميعاً أبو عمرو : سَخِيتُ النار أَسْخَاهَا سَخْياً ، مثال لبثت ألبث لَبْثاً. يقال : اسْخَ نَارَكَ ، أى اجعل لها مكاناً تُوقَد عليه.

وأنشد :

ويُرْزِمُ أن يَرى المَعْجُونَ يُلْقَى

بسَخْىِ (١) النارِ إرْزَامَ الفَصِيلِ (٢)

والسَّخَا مقصورٌ : ظَلْعٌ يصيب البعيرَ أو الفصيل ، بأنْ يثب بالحمل الثقيل فتعترضَ الريحُ بين الجلد والكتِف. يقال : سَخِىَ البعير

__________________

(١) ويروى : «بسَخْوِ النار».

(٢) الإرزام : التصويت. والمعجون : ما يعجن من الدقيق. يهجو رجلا نهِماً إذا رأى العجينَ يلقى فى النار لينضج صاح كصياح الفصيل إذا رأى العلف. وسَخْىِ النار : موضع استيقادها.


بالكسر يَسْخَى سَخًى ، فهو سَخٍ مثل عَمِ ، حكاه يعقوب.

وفلان يَتَسَخَّى على أصحابه ، أى يتكلَّف السَّخَاءَ.

وأرضٌ سَخَاوِيَّةٌ : ليِّنة التُراب ، وهى منسوبة. ومكانٌ سَخَاوِىٌ.

والسَّخْوَاءُ : الأرض السهلة الواسعة ، والجمع السَّخَاوِى والسَّخَاوَى ، مثل الصَحَارِى والصَحَارَى.

سدا

السَّدْوُ : مدّ اليد نحوَ الشىء. يقال : سَدَتِ الناقة تَسْدُو ، وهو تَذَرُّعها فى المشى واتِّساع خطوها. يقال : ما أحسنَ سَدْوَ رجلَيها وأَتْوَ يدَيها. ونوقٌ سَوَادٍ.

وفلانٌ يَسْدُو سَدْوَ كذا ، أى ينحو نحْوَه.

وبُسْرٌ سَدٍ ، مثال عَمٍ ، وبُسْرَةٌ سَدِيَةٌ ، وهى السَّدَاةُ.

والسَّدَا : نَدَى الليل ، وهو حياة الزرع.

قال الكميتُ ، وجعَلَه مثلاً للجود :

فأنت النَدى فيما ينوبك والسَدَا

إذا الخَوْدُ عَدَّتْ عُقْبَةَ القِدْرِ مالَها

وسَدِيَتِ الأرضُ ، إذا كثُر نداها ، من السماء كان أو من الأرض ، فهى سَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ.

والسَّدَى : المعروف من الثَوب ، وهو خلاف اللُحمة : والسَّدَاةُ مثله ، وهما سَدَيَانِ ، والجمع أَسْدِيَةٌ. تقول منه : أَسْدَيْتُ الثوبَ وأَسْتَيْتُهُ.

وأَسْدَى النخل : إذا سَدَى بُسْرُهُ.

وقد سَدِىَ البُسر بالكسر ، إذا استرخت ثَفَارِيقُهُ. وهذا بلحٌ سَدٍ ، ومنه قول الشاعر :

* يَنْحَتُّ مِنْهُنَ السَّدَى والحَصْلُ (١) *

ويقال : طلبتُ أمراً فأَسْدَيْتُهُ ، أى أصبته.

وإنْ لم تصبْه قلت : أَعْمَسْتُهُ.

والسُّدَى بالضم : المُهْمَلُ. يقال : إبلٌ سُدًى ، أى مُهْمَلَةٌ. وبعضهم يقول سَدًى بالفتح.

وأَسْدَيْتُها ، أى أهملتها.

وتَسَدَّاهُ ، أى عَلَاهُ وركِبه. قال امرؤ القيس :

فلَمَّا دنوتُ تَسَدَّيْتُهَا

فثَوْباً نَسِيتُ (٢) وثوباً أَجُرّ

والسَدْوُ : ركوب الرأس فى السير.

__________________

(١) قبله :

مسكم جبارها والجعل

(٢) فى اللسان : «فثوبا لَبِسْتُ».


والسَادِى : السادسُ. قال الجعدىّ :

إذا ما عُدَّ أربعةٌ فِسالٌ

فزَوْجُكِ خامسٌ وأبوكِ سَادِى (١)

أراد السادس فأبدل من السين ياءً ، كما فسرناه فى ست.

سرا

السَّرْوُ : شجرٌ ، الواحدة سَرْوَةٌ.

والسَّرْوُ مثل الخَيْفِ. والسَّرْوُ : محَلّة حِمْيَرَ.

والسَّرْوُ : سخاءٌ فى مروءةٍ. يقال : سَرَا يَسْرُو ، وسَرِىَ بالكسر يَسْرَى سَرْوًا فيهما.

وسَرُوَ يَسْرُو سَرَاوَةً ، أى صار سَرِيًّا. وقال :

وتَرَى السَرِىَ (٢) من الرجال بنَفْسه

وابنُ السَرِىِ إذا سَرَى أَسْرَاهُما

وجمع السَرِىِ سَرَاةٌ. وهو جمعٌ عزيزٌ أن يجمع فَعِيلٌ على فَعَلَةٍ ، ولا يُعرف غيره. وجمع السَرَاةِ سَرَوَاتٌ.

وتَسَرَّى ، أى تكلَّف السَرْوَ. وتَسَرَّى الجاريةَ أيضاً من السُرِّيَّةِ. وقال يعقوب : أصله تَسَرَّرْتُ من السُرُورِ ، فأبدلوا من إحدى الراءات ياءً ، كما قالوا تَقَضَّى من تَقَضَّضَ.

والسَرِىُ أيضاً : نهرٌ صغيرٌ كالجدول ، والجمع أَسْرِيَةٌ وسُرْيَانٌ ، مثل أَجْرِبَةٍ وجُرْبَانٍ ، ولم يسمع فيه بأَسْرِيَاءَ.

والسَرِيّةُ : قطعة من الجيش. يقال : خير السَرَايَا أربعُمائة رجلٍ.

ابن السكيت : سَرَوْتُ الثوبَ عنِّى سَرْوًا ، إذا ألقيته عنك. قال ابن هَرْمَةَ (٣) :

سَرَى ثَوْبَهُ عنك الصِبَا المُتَخايِلُ

وآذَنَ بالبَيْنِ (٤) الخليطُ المُزايِلُ

أى كشف. وسَرَيْتُ لغة.

وسَرَوْتُ عنِّى درعى ، بالواو لا غير.

وانْسَرَى عنِّى الهمُّ : انكشف. وسُرِّىَ عنِّى الهمُّ مثله.

والسِرْوَةُ بالكسر : سهمٌ صغيرٌ ، والجمع السِرَاءُ.

والسِرْوَةُ أيضا : الجرادة أوَّل ما تكون وهى دودةٌ ، وأصله الهمز ، والسِرْيَةُ لغة فيها.

وأرضٌ مَسْرُوَّةٌ : ذات سِرْوَةٍ.

وسَرَاةُ كلِّ شىء : أعلاه. وسَرَاةُ الفرس : أعلى ظهره ووسَطُه ، والجمع سَرَوَاتٌ. وفى الحديث : «ليس للنساء سَرَوَاتُ الطريق» أى ظهر الطريق.

__________________

(١) فى اللسان ، وكذلك فى المخطوطات : وحموك سادى.

(٢) فى اللسان : نلقى السرى

(٣) إبراهيم.

(٤) فى اللسان : وودع للبين.


ووسَطُه ، ولكنَّهن يَمْشِين فى الجوانب.

وسَرَاةُ النهار : وسَطه.

والسَّرَاءُ بالفتح ممدودٌ : شَجَر تُتَّخذ منه القسىّ. قال زهير يصف وحشاً :

ثلاثٌ كأقْواس السَرَاءِ وناشِطٌ

قد اخضرَّ من لَسِّ الغَمِيرِ جَحافِلُهْ

واسْتَرَيْتُ الإبل والغنمَ والناسَ ، أى اخترتُهم.

قال الأعشى :

وقد أُخْرِجُ الكاعبَ (١) المُسْتَرَا

ةَ مِن خِدرها وأُشِيعُ القِمارا

وهى سِرَىُ إبله وسَرَاةُ ماله.

واسْتَرَى الموتُ بنى فلانٍ ، أى اختار سَرَاتَهُمْ.

والسارِيَةُ : الأُسطوانة. والسَارِيَةُ : السحابة التى تأتى ليلاً.

وسَرَيْتُ سُرًى ومَسْرًى وأَسْرَيْتُ بمعنًى ، إذا سرتَ ليلاً. وبالألف لغة أهل الحجاز ، وجاء القرآن بهما جميعا. وقال حسّان بن ثابت :

حَىِّ النضيرةَ (٢) رَبَّةَ الْخِدْرِ

أَسْرَتْ إليك ولم تكن تَسْرِى

ويقال : سَرَيْنَا سَرْيَةً واحدة ، والاسم السُرْيَةُ بالضم والسُرَى. وأَسْرَاهُ وأَسْرَى به ، مثل أخذ الخطام وأخذ بالخطام. وإنَّما قال تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) وإن كان السُرَى لا يكون إلّا بالليل للتأكيد ، كقولهم : سِرْتُ أمسِ نهاراً ، والبارحةَ ليلاً.

والسِرَايَةُ : سُرَى الليل ، وهو مصدر ، ويقلّ فى المصادر أنْ تجىء على هذا البناء ؛ لأنَّه من أبنية الجمع. يدلُّ على صحّة ذلك أنَّ بعض العرب يؤنّث السُرَى والهُدَى ، وهم بنو أسد ، توهُّماً أنهما جمع سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ.

وإسْرَائِيلُ : اسمٌ يقال هو مضاف إلى إيلَ.

قال الأخفش : هو يُهمز ولا يهمز. قال : ويقال فى لغةٍ إسْرَائِينُ بالنون ، كما قالوا جَبْرِينُ وإسماعين.

سطا

السَطْوَةُ : القهر بالبطش. يقال : سَطَابه (٣).

والسَطْوَةُ : المرّة الواحدة ، والجمع السَطَوَاتُ.

والفحلُ يَسْطُو على طَرُوقته.

أبو عمرو : السّاطِى : الذى يغتلم فيخرُجُ من

__________________

(١) فى اللسان : فقد أطبى الكاعب.

(٢) قال ابن برى رأيت بخط الوزير المغربى : حي النصيرة.

(٣) سَطَا من باب عَدَا.


إبل إلى إبل. وقال (١) :

* هَامَتُهُ مثل الفَنِيقِ السَاطِى (٢) *

قال الأصمعى : السَاطِى من الخيل : البعيد الشَحْوة وهى الخطوة.

وسَطَا الراعى على الناقة ، إذا أدخَل يدَه فى رحمها ليُخرج ما فيها من الوَثْرِ ، وهو ماء الفحل.

وإذا لم يخرجْ لم تَلقَحِ الناقة.

وسَطَا الفرسُ ، أى أبعد الخطو. وسَطَا الماء : كثُر.

وفرسٌ ساطٍ : يَسْطو على سائر الخيل ، ويقال : هو الذى يرفع ذنبَه فى حُضْرِه.

سعى

سَعَى الرجل يَسْعَى سَعْياً ، أى عدا ، وكذلك إذا عمل وكسَب. وكلُّ مَن ولىَ شيئاً على قوم فهو ساعٍ عليهم ، وأكثر ما يقال ذلك فى وُلَاةِ الصدَقة. يقال : سَعَى عليها ، أى عمل عليها ؛ وهم السُعَاةُ. قال الشاعر(٣).

سَعَى عِقَالاً فلم يترك لنا سَبَدًا

فكيف لو قد سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ

والمَسْعَاةُ : واحدة المَسَاعِى فى الكرم والجُود.

والسِعْوُ بالكسر : الساعة من الليل.

يقال : مضىَ من الليل سِعْوٌ وسِعْوَاءُ مثله.

وسَاعَانِى فلان فسَعَيْتُهُ أَسْعِيهِ ، إذا غلبتَه فيه.

وسَعَى به إلى الوالى ، إذا وشَى به.

وسَعَى المُكاتَبُ فى عِتْقِ رقبته سِعَايَةً.

واسْتَسْعَيْتُ العبدَ فى قيمته.

وتقول : زنَى الرجلُ وعَهَر. فهذا قد يكون بالحُرَّةِ والأَمَةِ. ويقال فى الأَمَةِ خاصّةً : قد سَاعَاهَا ؛ ولا تكون المُسَاعَاةُ إلّا فى الإماء.

وفى الحديث : «إماءٌ سَاعَيْنَ فى الجاهلية».

وأُتِىَ عمر رضى الله عنه برجل سَاعَى أَمَةً.

سفى

سَفَتِ الريح الترابَ تَسْفِيهِ سَفْياً ، إذا أذرَتْه ، فهو سَفِىٌ. والسَفىُ أيضا : السحاب.

والسَفَى مقصوراً : خِفَّة الناصية فى الخيل ، وليس بمحمودٍ. قال سَلامة بن جَندلٍ :

ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ

يُسْقَى دَواءَ قَفِىِّ السَكْنِ مربوبِ

__________________

(١) زياد الطمّاحىّ.

(٢) قبله :

قا إلى عذراء بالغطاط

يمشى بمثل الفسطاط ائم ا

مكفهر اللون ذى حطاط

(٣) عمرو بن العدّاء الكلبى.


الأصمعى : الأَسْفَى من الخيل : القليل شَعَر الناصية ؛ ومن البغال : السريعُ. قال : ولا يقال لشىءٍ أَسْفَى لخفّة ناصيته إلا للفرس. وبغلةٌ سَفْوَاءُ :

خفيفةٌ سريعةٌ. قال دُكَين (١) :

جاءت به مُعْتَجِراً بُبرْدِهِ

سَفْوَاءُ تَرْدِى (٢) بنَسِيجِ وَحْدِهِ (٣)

وسَفَا يَسْفُو سُفُوًّا : أسرع فى المشْى وفى الطيران.

والسَفَا أيضا : شَوك البُهمَى. وأَسْفَى الزرعُ ، إذا خشُن أطراف سنبُله.

والسَفَى : التراب. والسَفَاةُ أخصُّ منه.

وقول الشاعر (٤) :

* ورَهْنُ السَفَى غَمْرُ الطبيعةِ مَاجِدُ (٥) *

يعنى تراب القبر. وقال أبو ذؤيب (٦) :

وقد أرسلوا فُرَّاطَهُمْ فتَأَثَّلُوا

قَلِيباً سَفَاها كالإماءِ القَواعِدِ

قوله «سَفَاهَا» ، الهاء فيه للقَلِيبِ.

وسَفْيَانُ : اسم رجل ، يكسر ويفتح ويضم.

وسَفَوَانُ بالتحريك : موضعٌ قرب البصرة.

قال الراجز (٧) :

جاريةٌ بسَفَوَانَ دَارُهَا

تمشى الهوينا ساقطاً خِمَارُهَا (٨)

وسَافَاهُ مُسَافَاةً وسِفَاءً ، إذا سَافَهَهُ. وقال :

__________________

(١) ابن رجاء الفقيمى فى عمر بن هبيرة ، وكان على بَغلة معتجراً ببُرْدٍ رفيع ، فقال على البديهة.

(٢) ويروى : «تخدى».

(٣) بعده :

 مستقبلا حد الصبا بحده

كالسيف صل نصله من غمده

خير أمير جاء من معده

من قبله أو رافد من بعده

فكل قيس فادح من زنده

يرجون رفع جدهم لجده

فإن ثوى ثوى الندى في لحده

واختشعت أمته لفقده

 (٤) كثيّر.

(٥) صدره :

وحال السفى بيني وبينك والعدا

وفى اللسان : غمر النقيبه. والعِدَا : الحجارة والصخور تُجْعَلُ على القبر.

(٦) يصف القبر وحُفَّاره.

(٧) منظور بن مرثد.

(٨) بعده :

قد أعصرت أو قد دنا إعصارها


إنْ كنت سَافِىَ أَخَا تميمِ

فجِئْ بعِلْجَيْنِ ذَوَىْ وزِيمِ

بفَارِسِىٍّ وأَخٍ للرومِ (١)

سقى

ابن السكيت : السِّقَاءُ يكون للَّبن وللماء ، والجمع القليل أَسْقِيَةٌ وأَسْقِياتٌ ، والكثير أَسَاقٍ.

والوَطْبُ للّبن خاصّةً ، والنِحْىُ للسمن ، والقربة للماء.

وسَقَيْتُ فلاناً وأَسْقَيْتُهُ ، أى قلت له سَقْياً.

وسَقَاهُ الله الغيث وأَسْقَاهُ ، والاسم السُّقْيَا بالضم. وقد جمعهما لبيدٌ فى قوله :

سَقَى قَوْمِى بَنِى مجدٍ وأَسْقَى

نُمَيْراً والقبائلَ من هِلالِ

ويقال : سَقَيْتُهُ لِشَفَتِهِ ، وأَسْقَيْتُهُ لماشيته وأرضه ، والاسم السِّقْىُ بالكسر ، والجمع الأَسْقِيَةُ.

قال أبو ذؤيبِ يصف عسلاً :

يَمَانِيَةٍ أَحْيَالَها مَظَّ مائِدٍ

وآل قُرَاسٍ صوبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلِ (٢)

هذا قول الأصمعىّ ، ويرويه أبو عبيدة «صوبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ» ، وهما بمعنًى واحد.

أبو عبيد : السَّقِىُ على فَعِيلٍ : السحابة العظيمة القَطر الشديدة الوقع ، والجمع الأَسْقِيَةُ. والسَّقِىُ أيضا : البَرْدِىُّ فى قول امرئ القيس :

* وسَاقٍ كأنبوب السَقِىِ المُذَلَّلِ (٣) *

الواحدة سَقِيَّةٌ. قال عبدُ الله بن عَجْلَانَ النَهدىّ :

جديدةُ سِرْبَالِ الشبابِ كأنَّها

سَقِيَّةُ بَرْدِىٍّ نَمَتْهَا غُيُولُها

والسَّقىُ أيضا : النخل.

وامرأةٌ سَقَّاءَةٌ وسَقَّايَةٌ. وفى المثل : «اشقِ رَقَاشِ إنها سَقَّايَةٌ» ، يضرب للمحسن ، أى أَحْسِنُوا إليه لإحسانه. عن أبى عبيد.

والمَسْقَوِىُ من الزرع : ما يُسْقَى بالسَيْحِ.

والمَظْمَئِىُّ : ما تسقيه السماء ، وهو بالفاء تصحيفٌ.

والمَسْقَاةُ بالفتح : موضع الشُرب ، ومن

__________________

(١) بعده :

إن؟ الري أخاتيم

والوزيم : اكتناز اللحم.

(٢) قبله :

فجاء بمزج لم ير الناس مثله

هو الضحك إلا إنه عمل النحل

المزج ، بفتح الميم وكسرها.

(٣) صدره :

وكشح لطيف كالجديل مخصر


كسر الميم جعلها كالآلة التى هى مِسْقَاةُ الديك.

وسَقَى بَطْنُهُ [سَقياً (١)] واسْتَسْقَى بمعنًى ، أى اجتمع فيه ماءٌ أصفر ، والاسم السِّقْىُ بالكسر.

والسِّقْىُ أيضا : الحظُّ والنصيب من الشُرب.

يقال : كم سِقْىُ أرضك.

وأَسْقَيْتُهُ ، إذا عِبْتَهُ واغتبته. قال ابن أحمر :

ولا علمَ لى ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِنَّةٌ

ولا أىُّ من عاديتُ أَسْقَى سِقائِيا

وسَقَّيْتُهُ الماء ، شدّد للكثرة. وسَقَّيْتُهُ أيضا ، إذا قلت له سَقَاكَ الله. وكذلك أَسْقَيْتُهُ. قال ذو الرمَّة :

* فما زلتُ أُسْقِى رَبْعَهَا وأخاطبْه (٢) *

والمُسَافَاةُ : أن يستعمل رجلٌ رجلاً فى نَخيل أو كُروم ليقوم بإصلاحها ، على أن يكون له سهمٌ معلوم مما تُغلّه.

وتَسَاقَى القوم : سَقَى كلُّ واحدٍ منهم صاحبَه بجِمَام الإناءِ الذى يُسْقَيَانِ فيه. قال طرفة :

وتَسَاقَى القومُ كأساً (٣) مُرَّةً

وعَلَا الخيلَ دماءٌ كالشَقِرْ

واسْتَقَيْتُ من البئر. وأَسْقَيْتُ فى القِرْبة وسَقَيْتُ فيها أيضاً. قال الشاعر (٤) :

وَمَا شَنَّتَا خرقاءَ وَاهٍ كُلَاهُمَا

سَقَى فيهما مُسْتَعْجِلٌ لم تَبَلَّلَا (٥)

بأَنْبَعَ من عينيكِ للدَمع كُلّمَا

تَعَرَّفْتَ داراً أو توهّمتَ مَنْزِلا

وسِقَايَةُ الماء معروفة. والسِّقَايَةُ التى فى القرآن قالوا : الصُوَاعُ الذى كان الملِك يَشرب فيه.

وقول الهذَلىّ (٦) :

* مُجَدَّلٌ يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَهُ (٧) *

أى يتشرّبه. ويروى : «يَتَكَسَّى» من الِكُسْوَةِ.

سلا

سَلَوْتُ عنه سُلُوًّا. وسَلِيتُ عنه بالكسر سِلِيًّا مثله.

والسَّلْوَى : طائر. قال الأخفش : لم أسمع

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) فى نسخة بدله :

وأسقيه حتى كاد مما أبثه

تكلمني أحجاره وملاعبه

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

(٣) ويروى : «سُمًّا ناقِعاً».

(٤) ذو الرمة.

(٥) فى اللسان :

 ................ واهيتا الكل

سقى فيهم ساق ولما تبلا

 (٦) المتنخل.

(٧) عجزه :

كما تقطر جذع الدولة القطل


له بواحدٍ (١). قال : وهو يُشبه أن يكون واحده سَلْوَى مثل جماعته ، كما قالوا دِفْلَى للواحد والجماعة.

والسَّلْوَى : العسل. قال الهذَلىّ (٢) :

* أَلَذُّ من السَّلْوَى إذا ما نَشُورُهَا (٣) *

ويقال : هو فى سَلْوَةٍ من العيش ، أى فى رغَدٍ. عن أبى زيد.

والسَّلَا مقصورٌ : الجلدة الرقيقة التى يكون فيها الولَد من المواشى إنْ نزعت عن وجه الفصيل ساعةَ يولَد ، وإلّا قتلتْه. وكذلك إن انقطع السَّلَا فى البطن. فإذا خرج السَّلَا سَلِمَتِ الناقة وسَلِمَ الولد ، وإن انقطع فى بطنها هلكتْ وهلك الولد.

ويقال : ناقةٌ سَلْيَاءُ ، إذا انقطع سَلَاها.

وسَلَّيْتُ الناقة أُسَلِّيها تَسْلِيَةً ، إذا نزعت سَلَاهَا ، فهى سَلْيَاءُ.

وفى المثل : «وقَع القومُ فى سَلَا جملٍ» ، أى فى أمرٍ صعبٍ. والجمل لا يكون له سَلاً وإنّما يكون للناقة. وهذا كقولهم : «أعزُّ من الأبلق العَقُوقِ ، ومن بَيْض الأنوق».

ويقال أيضا : «انقطع السَلَا فى البطن» ، إذا ذهَبت الحيلة ، كما يقال : بلغ السكّينُ العظم.

وسَلَّانِى فلان من همّى تَسْلِيَةً وأَسْلَانِى ، أى كشَفه عنِّى. وانْسَلَى عنه الهمُّ وتَسَلّى بمعنًى ، أى انكشف.

والسُّلْوَانَةُ بالضم : خَرَزةٌ كانوا يقولون إذا صُبَّ عليها ماءُ المطر فشرِ بَه العاشقُ سلَا. وقال :

شربتٌ على سُلْوَانَةٍ ماءَ مُزْنَةٍ

فلا وجَديدِ العيشِ يامَىُّ ما أَسْلُو

واسم ذلك الماء السُّلْوَانُ. قال رؤبة :

لو أشربُ السُّلْوَانَ ما سَلِيتُ (٤)

مابى غِنًى عنك وإنْ غَنيِتُ

قال الأصمعى : يقول الرجل لصاحبه سَقَيْتَنِى سَلْوَةً وسُلْوَاناً ، أى طَيَّبْتُ نفسى عنك.

وقال بعضهم : السُّلْوَانُ دواءٌ يُسقاه الحزينُ فَيَسْلُو.

والأطباء يسمُّونه المُفَرِّحُ.

سما

السَّمَاءُ يذكّر ويؤنّثْ أيضاً ، ويجمع على أَسْمِيَةٍ

__________________

(١) فى القاموس : واحده سَلْوَاةٌ.

(٢) خالد بن زهير.

(٣) صدره.

وقاسها بالله جهدا لأثم

(٤) قبله :

مسلم لا أنساك ما حييت


وسماوات. والسَّمَاءُ : كلُّ ما علَاك فأظلَّك ، ومنه قيل لسقف البيت : سَمَاءٌ.

والسَّمَاءُ : المطر ، يقال : ما زلنا نطأ السَّمَاءَ حتَّى أتيناكم. قال الشاعر (١) :

إذا سقط السَّمَاءُ بأرض قومٍ

رَعَيْنَاهُ وإنْ كانوا غِضَابا

ويجمع على أَسْمِيَةٍ وسُمِىٍ على فُعُولٍ. قال العجاج (٢) :

* تلفُّه الرِياحُ والسُّمِىّ *

والسُّمُوُّ : الارتفاع والعلوّ. تقول منه : سَمَوْتُ وسَمَيْتُ ، مثل عَلَوْتُ وعَلَيْتُ ، وسَلَوْتُ وسَلَيْتُ ، عن ثعلب.

وفلان لا يُسَامَى. وقد علا من ساماهُ.

وتَسَامَوْا ، أى تبارَوْا. وسَمَا لِى شخصٌ : ارتفعَ حتّى اسْتَثْبَتُّهُ.

وسَمَا بصره : عَلَا.

والقُرُومُ السَوَامِى : الفحول الرافعةُ رءوسها.

وتقول : رددْتُ من سَامِى طرفه ، إذا قَصرْت إليه نفسَه وأزلت نخوتَه وبأوه.

وسَمَا الفحلُ ، إذا سطا على شَوله سَمَاوَةً.

وأمَّا قول الشاعر (٣) :

* سَمَاءُ الإله فوق سَبْعِ سَمَائِيَا (٤) *

فجمعه على فَعَائِلَ ، كما تجمع سَحَابَةٌ على سَحائِبَ ، ثم ردّه إلى الأصل ولم ينوّن كما ينون جَوَارٍ ، ثم نصب الياء الأخيرة لأنَّه جعله بمنزلة الصحيح الذى لا ينصرف ، كما تقول مررت بصَحَائِفَ يافتى.

والسَّمَاءُ : ظهر الفرس ، لارتفاعه وعلوّه.

وقال (٥) :

وأحمرَ كالديباج أمّا سَمَاؤُهُ

فريَّا وأمّا أَرْضُهُ فَمُحُولُ

وسَمَاوَةُ كلِّ شىء : شخصه. قال العجاج :

* سَمَاوَةَ الهِلالِ حتَّى احْقَوْقَفَا (٦) *

وسَمَاوةُ البيت : سقفه. قال عَلقمة (٧) :

__________________

(١) هو معود الحكماء معاوية بن مالك.

(٢) فى اللسان : قال رؤبة :

تلقه الأروح والسمى

في دفء أرطاة لها حتى

(٣) أميّة :

(٤) صدره :

له ما رأت عين البصير وفوقه

قال الصاغانى : الرواية : فوق ست سمائيا والسابعة هى التى فوق الست.

(٥) طفيل الغنوىّ.

(٦) قبله :

ناج طواه الأين هما وجفا

طي الليالي زلفا فزلفا

(٧) صوابه امرؤ القيس.


* سَمَاوَتُهُ من أَتْحَمِىٍّ مُعَصَّبِ (١) *

والسَّمَاوَةُ : موضعٌ بالبادية ناحيةَ العواصم.

وسَمَّيْتُ فلانًا زيداً وسَمَّيْتُهُ بزيدٍ بمعنًى ؛ وأَسْمَيْتُهُ مثله ، فتَسَمَّى به.

وتقول : هذا سَمِىُ فلانٍ ، إذا وافق اسمُه اسمَه ، كما تقول : هو كَنِيُّهُ. وقوله تعالى : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) أى نظيراً يستحقُّ مثلَ اسمه ، ويقال مُسَامِياً يُسَامِيهِ.

وأَسْمَى فلانٌ ، أى أَخَذَ نَاحِيَةَ السَّمَاوَةِ.

والسُّمَاةُ : الصيادون مثل الرُمَاةِ. وقد سَمَوا واسْتَمَوا ، إذا خرجوا للصيد.

والاسم مشتقٌّ من سَمَوْتُ ، لأنّه تنويٌه ورفعةٌ. واسْمٌ تقديره افْعٌ والذاهب منه الواو ، لأنَّ جمعه أَسْمَاءٌ وتصغيره سُمَىٌ. واختُلف فى تقدير أصله ، فقال بعضهم فِعْلٌ ، وقال بعضهم فُعْلٌ.

وأَسْمَاءٌ يكون جمعاً لهذين الوزنين ، مثل جِذْعٍ وأَجْذَاعٍ ، وقُفْلٍ وأَقْفَالٍ ، وهذا لا تُدرك صيغته إلَّا بالسمع. وفيه أربع لغات اسْمٌ واسْمٌ بالضم ، وسُمٌ وسِمٌ (٢). وينشد :

واللهُ أَسْمَاكَ سُمًا مباركا

آثرك الله به إيثَارَكا

وقال آخر :

وعَامُنَا أَعْجَبَنَا مُقَدَّمُهْ

يُدْعَى أبا السَمْحِ وقِرْضَابٌ سُمُهْ (٣)

بالضم والكسر جميعاً. وألفه ألف وصلٍ وربَّما جعلها الشاعر ألفَ قطعٍ للضرورة ، كقول الأحوص :

وما أنا بالمَخْسُوسِ فى جِذْمِ مَالِكٍ

ولا من تَسَمَّى ثم يلتزم الإسما

وإذا نسبت إلى الاسم قلت سَمَوِىٌ ، وإن شئت اسْمِىٌ تركتَه على حاله. وجمع الأسْمَاءِ أَسَامٍ.

وحكى الفراء : أُعِيذك بأَسْمَاوَاتِ الله.

سنا

السَّنَا مقصورٌ : ضوء البرق.

والسَّنَا أيضا : نبتٌ يتداوى به.

والسَّنَاءُ من الرفعة والشرف ممدودٌ.

__________________

(١) صدره :

ففئنا إلى بيت بعلياه مردح

فِئْنَا : رجعنا. مُرْدَحٌ : واسعٌ. الأتحمىّ المعصّب : البرود المحوكة بعصب اليمن.

(٢) زاد الجواليقى : «وسُمًى كهُدًى».

(٣) بعده :

مبتركا لكل عظم يلحمه


والسَّنِىُ : الرفيع. وأَسْنَاهُ ، أى رفعه وأعلاه.

وسَنَّاهُ ، أى فتحه وسهَّله. وقال :

وأَعْلَمُ عِلْماً ليس بالظنّ أنَّه

إذا الله سَنَّى عَقْدَ شىءٍ تَيَسَّرَا

وسَانَيْتُ الرجل ، إذا راضيتَه وداريتَه وأحسنتَ معاشرته. قال لبيد :

وسَانَيْتُ من ذى بهجةٍ ورَقَيْتُهُ

إذا الله سَنَّى عَقْدَ شىءٍ تَيَسَّرَا

وسَانَيْتُ الرجل ، إذا راضيتَه وداريتَه وأحسنتَ معاشرته. قال لبيد :

وسَانَيْتُ من ذى بهجةٍ ورَقَيْتُهُ

عليه السُمُوطُ عابسٍ مُتَعَصِّبِ

الفراء : يقال تَسَنَّى ، أى تغيّر. وقال أبو عمرو : (لم يَتَسَنَ) : لم يتغير ، من قوله تعالى : (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) ، أى متغيِّر ، فأبدل من إحدى النونات ياءً ، مثل تقَضَّى من تَقَضَّضَ.

والمُسَنَّاةُ : العَرِمُ.

والسَّانِيَةُ : الناضحةُ ، وهى الناقة التى يُستقَى عليها. وفى المثل : «سير السَّوَانِي سفرٌ لا ينقطع». يقال : سَنَتِ الناقة تَسْنُو سَنَاوَةً وسَنَايَةً ، إذا سقت الأرض.

والسَحَابَةُ تَسْنُو الأرض ، والقومُ يَسْنُونَ لأنفسهم إذا استقَوا. والأرضُ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ ، قلبوا الواو ياءً كما قلبوها فى قُنْية.

الفراء : يقال أخذه بِسنَايَتِهِ وصِنَايَتِهِ ، أى أخذه كلَّه.

والسَّنَةُ إذا قلته بالهاء وجعلت نقصانه الواو فهو من هذا الباب.

وتقول : أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْنَاءً ، إذا لبثوا فى موضعٍ سَنَةً. وأَسْنَتُوا ، إذا أصابهم الجُدوبة ، تقلب الواو تاءً للفرق بينهما. قال بكرٌ المازنىّ : هذا شاذٌّ لا يقاس عليه.

سوا

السَّوَاءُ : العدلُ. قال الله تعالى : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى) سَواءٍ.

وسَوَاءُ الشىء : وسَطه. قال تعالى : (فِي سَواءِ الْجَحِيمِ).

وسَوَاءُ الشىء : غَيرُه. قال الأعشى :

* وما عَدَلَتْ عن أهلها لِسَوائِكا (١) *

قال الأخفش : سِوَى إذا كان بمعنى غَيْرٍ أو بمعنى العَدْلِ يكون فيه ثلاث لغات : إنْ

__________________

(١) صدره :

تجانف عن جو اليمامة ناقتي

معناه : وما عدلت من أهلها بك. قال أبو بكر : هكذا رواه أبو عبيدة وفسره ، ورواه غيره : وما عدلت عن أهلها لسوائكا، وقالوا : معناه لغيرك.


ضممت السين أو كسرتها قصرت فيهما جميعاً ، وإن فتحت مددت لا غير.

تقول : مكانٌ سُوًى وسِوًى وسَوَاءٌ ، أى عدلٌ ووسطٌ فيما بين الفريقين. قال موسى بن جابرٍ الحنفىّ :

وَجدنا أبانا كان حَلَّ ببلدةٍ

سِوًى بين قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلَانَ والفِرْزِ

وتقول : مررت برجلٍ سُوَاكَ وَسِوَاكَ وسَوَائِكَ ؛ أى غيرك. وهما فى هذا الأمر سَوَاءٌ وإن شئت سَوَاءانِ ، وهم سَوَاءٌ للجميع وهم أَسْوَاءٌ ، وهم سَوَاسِيَةٌ مثل ثمانية على غير قياس.

قال الأخفش : ووزنه فَعَافِلَةٌ ، ذهب عنها الحرف الثالث وأصله الياء. قال : فأمَّا سَوَاسِيَةٌ أى أشباهٌ فإنَ سَوَاءً فَعَالٌ وسِيَةٌ يجوز أن تكون فِعَةً أو فِلّةً ، إلّا أنَّ فِعَةً أقيس لأنَّ أكثر ما يلغون موضع اللام ، وانقلبت الواو فى سِيَةَ ياءً لكثرة ما قبلها لأنّ أصله سِوْية.

وأَسْوَيْتُ الشىء ، أى تركتُه وأغفلته.

هكذا حكاه أبو عبيد. وأنا أرى أنَّ أصل هذا الحرف مهموزٌ.

وليلةُ السَّوَاءِ : ليلةُ ثلاث عشرة.

الفراء : هذا الشىء لا يُسَاوِى كذا ، ولم يعرف يَسْوَى كذا. وهذا لا يُسَاوِيهِ ، أى لا يعادله.

وسَوَّيْتُ الشىء فاسْتَوَى.

وهما على سَوِيَّةٍ من هذا الأمر ، أى على سَوَاءٍ.

وقسَمتُ الشىءَ بينهما بالسَّوِيَّةِ.

ورجلٌ سَوِىُ الخَلْقِ ، أى مُسْتَوٍ.

واسْتَوَى من اعوجاجٍ. واسْتَوَى على ظهر دابته ، أى علا واستقر.

وسَاوَيْتُ بينهما ، أى سَوَّيْتُ.

واسْتَوى (إِلَى السَّماءِ) ، أى قَصَدَ (١).

واسْتَوَى ، أى استولى وظهَرَ. وقال :

قد اسْتَوَى بِشْرٌ على العِرَاقِ

من غير سيفٍ ودمٍ مُهْرَاقِ

واسْتَوَى الرجل ، إذا انتهى شبابُه.

وقصدتُ سِوَى فلانٍ ، أى قصدت قصده.

وقال قيس بن الخطيم :

ولَأَصْرِفَنَ سِوَى حُذَيْفَةَ مِدْحَتِى

لِفَتَى الْعَشِىِّ وفارسِ الأحزابِ

والسَّوِيَّةُ : كساءٌ محشُوٌّ بثُمَامٍ ونحوِه ، كالبِرذعة. قال عبد الله بن عَنَمة (٢) :

__________________

(١) فى المطبوعة الأولى : «قصدت» ، صوابه من نقل اللسان عن الجوهرى.

(٢) الضبى.


فازْجُرْ حِمَارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ

إذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مكروبُ

والجمع سَوَايَا. وكذلك الذى يجعل على ظهر الإبل ، إلّا أنّه كالحلْقةَ لأجل السَنام ، ويسمَّى الحَوِيَّةَ.

واسْتَوَى الشىء : اعتدل. والاسم السَّوَاءُ.

يقال : سَوَاءٌ عَلَىَّ أقمت أو قعدت.

الكسائى : يقال كيف أصبحتم؟ فيقولون : مُسْوُونَ صالحون ، أى أولادنا ومواشينا سَوِيَّة صالحة.

وفى الحديث (١) : «إذا تَسَاوَوْا هلكوا».

وقوله تعالى : (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) ، أى تستوى بهم.

وقول خالد بن الوليد :

* فَوَّز من قُرَاقِر إلى سُوَى (٢) *

هما ماءان.

سها

السُّهَا : كوكبٌ خفىّ فى بنات نعشٍ الكبرى والناس يمتحنون به أبصارهم. وفى المثل :

«أُرِيهَا السُّهَا وتُرِينِى القمر»

. الأصمعى : السَّهْوَةُ كالصُفَّةِ تكون بين يدى البيوت.

قال أبو عبيد : سمعتُ غير واحدٍ من أهل اليمن يقولون : السَّهْوَةُ عندنا بيتٌ صغيرٌ منحدرٌ فى الأرض ، وسَمْكُه مرتفعٌ من الأرض شبيه بالخِزانة الصغيرة يكون فيها المتاع.

والسَّهْوَةُ من النوق : الليِّنة السير.

والسَّهْوُ : السكون واللِينُ ، والجمع سِهَاءٌ مثل دَلْوٍ ودِلَاءِ. قال الشاعر :

تَنَاوَحَتِ الرياحُ لفقد عَمْرٍو

وكانت قبل مَهْلَكهِ سِهَاءَ

أى ساكنةً ليّنةً.

والمُسَاهَاةُ فى العِشرة : ترك الاستقصاء.

والسَّهْوَاءُ : ساعةٌ من الليل وصدرٌ منه. وفى المثل : «إنَّ المُوصَّينَ بنو سَهْوَانَ» ، معناه أنّك لا تحتاج إلى أن توصِىَ إلَّا من كان غافلاً ساهياً.

والسَّهْوُ : الغفلة. وقد سَهَا عن الشىء يَسْهُو فهو ساهٍ وسَهْوَانُ.

__________________

(١) فى المختار : قال الأزهرى : قولهم : لا يزال الناس بخير ما تباينوا ، فإذا تساوَوْا هلكوا ، أصله أنّ الخير فى النادر من الناس ، فإذا اسْتَوَوْا فى الشرّ ولم يكن فيهم ذو خير كانوا من الهلكى. ولم يذكر أنّه حديث ، وكذا الهَرَوِىُّ لم يذكره فى شرح الغريبين.

(٢) قبله :

لله در رافع أنى اهتدى


أبو عمرو : يقال عليه من المال ما لا يُسْهَى ولا يُنْهَى ، أى لا تُبْلَغُ غايته.

وحَمَلَتِ المرأة سَهْوًا ، إذا حبلتْ على حيضٍ.

سيا

سِيَةُ القوسِ : ما عُطِف من طرفيها. والجمع سِيَاتٌ ، والهاء فى الواحد عوضٌ من الواو.

والنسبة إليها سِيَوِىٌ.

قال أبو عبيدة : كان رؤبة بن العجاج يهمز سِيَةَ القوس وسائر العرب لا يهمزونها.

الفراء : يقال هو فى سِىِّ رأسه ، وفى سَوَاءِ رأسه ، إذا كان فى النَعْمة. قال أبو عبيد : وقد يفسّر سِىُّ رأسِه عددَ شعرهِ من الخير. قال ذو الرمة :

كأنَّه (١) خَاضِبٌ بالسِّىِ مَرْتَعُهُ

أبو ثلاثينَ أمسى وهو مُنْقَلِبُ

والسِّىُ : أرضٌ من أراضى العرب ، وقد تكون المفازةَ.

والسِّيَّانُ : المِثلان ، الواحد سِىٌّ.

قال الحطيئة :

فإيَّاكُمُ وحَيَّةَ بطنِ وادٍ

هَمُوزَ النابِ ليس لكم بِسِىِ

يريد تعظيمه.

وقولهم : (لا سِيَّمَا) كلمةٌ يستثنىَ بها ، وهو سِىٌّ ضمَّ إليه ما ، والاسم الذى بعد «ما» لك فيه وجهان : إن شئت جعلت ما بمنزلة الذى وأضمرت مبتدأً ورفعت الاسم الذى تذكره لخبر المبتدأ ، تقول : جاءنى القوم لا سِيَّمَا أخوك ، أى ولا سِىَّ الذى هو أخوك. وإن شئت جررتَ ما بعده على أن تجعل ما زائدةً ، وتجرّ الاسم بِسىٍّ ؛ لأنَّ معنى سِىٍّ معنى مثلٍ. وينشد قول امرئ القيس :

أَلَا رُبَّ يومٍ لك منهنّ صالحٍ

ولا سِيَّما يومٌ بدارةِ جُلْجُلِ

مجروراً ومرفوعاً.

وتقول : اضْرِبَنَّ القوم ولا سِيَّمَا أخيك ، أى ولا مثل ضربة أخيك. وإن قلت : ولا سِيَّما أخوك ، أى ولا مثل الذى هو أخوك ، تجعل ما بمعنى الذى وتضمر هو وتجعله مبتدأ وأخوك خبره : قال الأخفش : قولهم : إنَّ فلاناً كريمٌ

__________________

(١) فى جمهرة أشعار العرب : «أذاك أمْ خاضبٌ». أذاك يعنى الثور. خاضبٌ يعنى الظليم ، سمِّى خاضباً لأنَّه يخضب ساقيه بالعُشبِ.

والسِىُّ : موضعٌ بنجد. مرتعه يعنى مرعاه.

أبو ثلاثين بيضةً. منقلب ، أى راجعٌ إلى بيته ، من قولك : انقلب إلى أهله : رَجَعَ.


ولا سِيَّمَا إنْ أتيته قاعداً ، فإنّ «ما» هاهنا زائدة لا تكون من الأصل ، وحذف هنا الإضمار ، وصار ما عوضاً منه ، كأنّه قال : ولا مثله إنْ أتيته قاعداً.

فصل الشين

شآا

تَشَاءَى ما بينهما ، مثال تَشَاعَى ، أى تباعد.

يقال : تَشَاءَى القومُ ، إذا تفرَّقوا. قال ذو الرمَّة :

أَبُوكَ تَلَافَى الناسَ والدِينَ بعد ما

تَشَاءَوْا وبيتُ الدِينِ مُنْقَطِعُ الكَسْرِ

والشَّأْوُ : الغاية والأمَد. وعَدَا الفرس شَأْوًا ، أى طَلَقاً.

والشَّأْوُ : السَبْقُ. أبو زيد : شَأَوْتُ القوم شَأْوًا ، إذا سبقتهم. قال امرؤ القيس :

فألقيتُ فى فيه اللجامَ فبَذَّنِى (١)

وقال صِحَابِى قد شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ

والشَّأْوُ : ما أُخرج من تراب البئر ، مثل المِشْآةِ. يقال : أَخْرَجَ شَأْوًا أو شَأْوَيْنِ.

والمَشْآةُ : الزَبيل يُخْرَجُ به تراب البئر ، وهو على وزن المِشْعَاةِ ؛ والجمع المَشَائِى. وقال الراجز :

لو لا الإلَهُ ما سَكَّنَا خَضَّما

ولا ظَلِلْنا بالمَشائِى قُيَّما

وشَأَوْتُ من البئر ، إذا نزعتَ منها التراب.

وشَاءاهُ على فاعَلَه ، أى سابقه. وشاءه أيضاً مثل شآه على القلب ، أى سبقه. وقد جمعهما الشاعرُ فى قوله (٢) :

مَرَّ الحُدُوجُ وما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً

ولقد أراك تُشَاءُ بالأَظْعَانِ (٣)

أبو عبيد : اشْتَأَى ، أى استمع. وقال المفضّل : سَبَقَ.

شبا

شَبَاةُ كلِّ شىء : حَدُّ طَرَفِهِ ؛ والجمع الشَّبَا والشَبَوَاتُ.

وشَبْوَةُ : العقرب ، لا تُجَرى. قال الراجز :

__________________

(١) فى ديوانه :

فكان تنادينا وعقد عذاره

وعقد عذاره : إلباسه اللجام.

(٢) هو الحارث بن خالد المخزومىّ.

(٣) بعده :

تحت الخدور وما لهن بشاشه

اصلا خوارج من قفا نعمان

وهى الإبل عليها النساء. كذا باللسان.


تَكْسُو (١) اسْمَهَا لحماً وتَقْمَطِرُّ

قد جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ

والجمع شَبَوَاتٌ.

وأَشْبَى الرجلُ ، أى وُلِدَ له ولدٌ ذكّى.

وأَشْبَى فلاناً وَلَدُهُ ، أى أَشْبَهُوهُ.

وأَشْبَيْتُ الرجل : رفعته وأكرمته.

وأَشْبَتِ الشجرة : ارتفعتْ.

شتا

الشِّتَاءُ معروف. قال المبرّد : هو جمع شَتْوَةٍ.

وجمع الشِّتَاءِ أَشْتِيَةٌ. والنسبة إليها شَتْوِىٌ وشَتَوِىٌ مثل خَرْفِىٍّ وخَرَفِىٍّ.

وشَتَوْتُ بموضع كذا وتَشَتَّيْتُ : أقمت به الشِّتَاءَ.

وأَشْتَى القوم : دخلوا فى الشِّتَاءِ.

قال الكسائى : عاملته مُشَاتَاةً ، من الشِّتَاءِ.

والشَّتِىُ على فَعِيلٍ والشَّتَوِىُ : مطر الشِّتَاءِ.

وقال النمر بن تولب يصف روضةً :

عَزَبَتْ وبَاكَرَهَا الشَّتِىُ بِدِيمَةٍ

وَطْفَاءَ تملؤها إلى أَصْبَارِها

وهذا الشىء يُشَتِّينِى ، أى يكفينى لِشِتائى.

وقال الراجز يصف بتًّا له :

من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّى

مُقيّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّى (٢)

شجا

الشَّجْوُ : الهمّ والحزن. ويقال : شَجَاهُ يَشْجُوهُ شَجْواً ، إذا أحزنَه. وأَشْجَاهُ يُشْجِيهِ إشْجَاءً ، إذا أغصَّه. تقول منهما جميعا : شَجِىَ بالكسر يَشْجَى شَجًى. وقال الشاعر (٣) :

* فى حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شَجِينَا (٤) *

أراد : فى حلوقكم ، فلهذا قال شَجِينَ.

والشَّجَا : ما ينشَب فى الحلق من عظْم وغيره.

ورجلٌ شَجٍ ، أى حزينٌ. وامرأة شَجِيَةٌ على فَعِلَةٍ.

ويقال : «ويلٌ للشَّجِى من الخَلىّ». قال المبرّد : ياء الخَلِىِّ مشدّدةٌ وياء الشَّجِى مخففةٌ. قال وقد شدِّد فى الشعر. وأنشد :

__________________

(١) فى اللسان : «تكسو اسْتَهَا» ، ويروى «تقشعرّ» أيضا.

(٢) بعده :

تخذته من نعجات ست

(٣) هو المسيّب بن زَيد مناة الغنوىّ.

(٤) صدره :

لاتنكروا القتل وقج سبينا


نام الخَلِيُّونَ عن لَيْلِ الشَّجِيِّينَا (١)

شَأْنُ السُلَاةِ سوى شَأْنِ المُحِبِّينَا

فإن جعلت الشَّجِىَ فَعِيلاً من شَجَاهُ الحزن فهو مَشْجُوٌّ وشَجِىٌ ، فهو بالتشديد لا غير.

ومفازةٌ شَجْوَاءُ : صعبة المَسْلَك.

والشَّجَوجَى : الرجلُ الطويل الرجلين ، مثل الخَجوْجَى.

والنسبة إلى شَجٍ شَجَوىٌ بفتح الجيم ، كما فتحت ميم نَمِرٍ ، فانقلبت الياء ألفاً ثم قلبتها واواً.

شحا

شَحَا فاه يَشْحُوهُ ويَشْحَاهُ شَحْوًا ، أى فتح فاه.

وفرسٌ بعيد الشَّحْوَةِ ، أى بعيد الخطوة.

وجاءت الخيل شَوَاحِىَ ، أى فاتحاتٍ أفواهها.

وشَحَا فُوهُ يَشْحُو ، أى انفتح ، يتعدَّى ولا يتعدى.

شدا

شَدَوْتُ الإبل شَدْواً : سُقْتُهَا.

والشادِى : الذى يَشْدُو شيئاً من الأدب ، أى يأخذ طرفاً منه ، كأنَّه ساقه وجمعه.

وشَدَوْتُ أَشْدُو ، إذا أنشدت بيتاً أو بيتين تمدّ به صوتك كالغناء.

ويقال للمغنِّى : الشَّادِى. وقد شَدَا شعراً أو غناءً ، إذا غنَّى به أو ترنّم به.

شذا

الشَّذَا مقصورٌ : الأذى والشرّ. يقال : قد آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ.

والشَّذَا : ذباب الكلب ، وقد يقع على البعير ، الواحدة شَذَاةٌ.

وقال الخليل : يقال للجائع إذا اشتدَّ جوعُه : ضَرِمَ شَذَاهُ.

والشَّذَا : الملحُ. والشَّذَا : حِدّة ذكاء الرائحة.

والشَّذَاةُ : بقية القوّة والشِدّة. قال الراجز :

فَاطِمُ رُدِّى لى شَذًا من نَفْسِى

وما صَرِيمُ الأمرِ مثل اللَبْسِ

والشَّذَا : ضرب من السفن ، الواحدة شَذَاةٌ.

والشَذَا : شجرٌ. والشَّذَا : كِسَرُ العودِ. قال ابن الإطنابة (٢) :

إذا ما مَشَتْ (٣) نَادَى بما فى ثيابها

ذَكِىُ الشَّذَا والمَنْدَلِىُّ المُطَيَّرُ

__________________

(١) كذا فى المختار واللسان والمخطوطات وهو الصواب. وفى المطبوعة : نام الشجيون عن ليل الخلينا

(٢) قال ابن برى : ويقال البيت للعجير السلولى.

(٣) يروى : «إذا اتكأت».


شرى

الشِّرَاءُ يمدّ ويقصر. يقال منه : شَرَيْتُ الشىء أَشْرِيِه شِرَاءً ، إذا بعته وإذا اشتريته أيضاً وهو من الأضداد ، قال الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) أى يبيعها.

وقال تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) أى باعوه.

وقوله تعالى : اشْتَرَوُا (الضَّلالَةَ بِالْهُدى) أصله اشْتَرَيُوا ، فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء والواو ، فحذفت الياء وحرّكت الواو بحركتها لمَّا استقبلها ساكن.

ويجمع الشِّرَا على أَشْرِيَةٍ ، وهو شاذٌّ لأن فِعَلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ.

والشَّرْىُ بالتسكين : الحنظل. ويقال : لفلانٍ طعمان : أَرْىٌ وشَرْىٌ. والشَّرْىُ أيضا : شجر الحنظَل. قال الهذَلىّ (١) :

على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِىِّ ال

سَواعِد ظَلَّ فى شَرْىٍ طِوالِ

الواحدة شَرْيَةٌ.

والشَّرْيَةُ : النخلة تنبُت من النواة.

والشَّرْىُ أيضا : رُذَالُ المال ، مثل شَوَاهُ.

وشَرِىَ البرقُ بالكسر يَشْرَى شَرًى ، إذا كثُر لمعانه. وقال :

أَصَاحِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ

يموت فُواقاً ويَشْرَى فُواقا

ومنه قولهم : شَرِىَ زمامُ الناقة ، إذا كثُر اضطرابه. وشَرِىَ الفرسُ أيضاً فى سيره واسْتَشْرَى ، أى لَجَّ فى سَنَنِهِ ، فهو فرسٌ شَرِىٌ على فَعِيلٍ. وشَرِىَ الرجل واسْتَشْرَى ، إذا لَجّ فى الأمر.

وشَرِىَ جلده أيضا من الشَّرَى ، وهى خُرَّاجٌ صِغارٌ لها لذْعٌ شديد. والرجل شَر على فَعِلٍ.

وشَرِىَ فلانٌ غضَباً ، إذا استطار غضباً.

والشَّرَى : طريقٌ فى سَلْمَى كثير الأُسْدِ.

وأَشْرَاءُ الحرم : نواحيه ، الواحد شَرًى مقصور. قال الشاعر (٢) :

لُعِنَ الكواعبُ بعد يومِ وَصَلْنَنِى

بِشَرَى الفُراتِ وبعد يوم الْجَوسَقِ

أبو عمرو : أَشْرَيْتُ الحوض وأَشْرَيْتُ الجَفْنَةَ ، إذا ملأتهما.

والشَرْيَانُ والشِرْيَانُ ، بالفتح والكسر : شجرٌ يتَّخذ منه القسىّ.

__________________

(١) الأعلم.

(٢) القطامى.


والِشَرْيَانُ : واحد الشَرَايِيِن ، وهى العروق النابضة ، ومنبِتها من القلب.

وشَرْوَى الشىء : مِثلُه.

وشَرَوْرَى : اسم جبل ، وهو فَعَوْعَلٌ.

والشُرَاةُ : الخوارج ، الواحد شَارٍ ، سُمُّوا بذلك لقولهم : إنّا شَرَيْنَا أنفسنا فى طاعة الله ، أى بعناها بالجنّة حين فارقْنا الأئمَّة الجائرة. يقال منه : قد تَشَرَّى الرجل.

والمُشْتَرِى : نجمٌ.

شصا

شَصَا بصرُه يَشْصُو شُصُوًّا : شَخَصَ.

وأَشْصَاه صاحبه : رفعه. وفى المثل : «إذا ارْجَحَنَ شَاصِياً فارفعْ يداً» ، أى إذا سقَط ورفع رجلَيه فاكْفُفْ عنه.

وشَصَا السحاب ، أى ارتفع فى الهواء.

الكسائى : يقال للميِّت إذا انتفخ فارتفعت يداه ورجلاه : قد شَصَا يَشْصِى شُصِيًّا ، فهو شاصٍ.

ويقال للزِقاق المملوءةِ الشائلةِ القوائِم والقِرَبِ إذا كانت مملوءةً أو نُفخ فيها فارتفعت قوائمُها : شاصِيَةٌ ؛ والجمع شَوَاصٍ. قال الأخطل يصف الزِقاق :

أَنَاخُوا فَجَرُّوا شاصِياتٍ كأنّها

رجالٌ من السُودان لم تَتَسَرْبَلِ (١)

يعنى زِقَاقَ الخمر.

والشَاصِلَّى ، مثل البَاقِلَّى : نبتٌ ، إذا شدّدت قصَرت وإذا خفّفت مددت ، يقال له بالفارسية دَكْرَاوَنَدْ٢).

شطا

شَطَا : اسم قريةٍ بناحية مصر تُنسَب إليها الثياب الشَطَوِيَّةُ. وقول الشاعر :

* تَجَلَّلَ بالشَطِّىِ والحِبَرَاتِ*

يريد الشَطَوِىَ.

شظى

الشَظِيَّةُ : الفِلْقَةُ من العصا ونحوها ، والجمع الشَظَايَا. يقال : تَشَظَّى الشىء ، إذا تطاير شَظَايا. وقال :

* كالدُرَّتَيْنِ تَشَظَّى عنهما الصَدَفُ (٣) *

قال الأصمعى : الشَظَى : عُظَيْمٌ مستدِقٌّ ملزَقٌ بالذراع ، فإذا تَحرَّكَ من موضعه قيل :

__________________

(١) يروى : «لم يتسربلوا».

(٢) فى اللسان : «وكراوند».

(٣) صدره :

يا من راى لي بنى اللذين هما


قد شَظِىَ الفرس بالكسر. قال : وبعض الناس يجعل الشَظَى انشقاقَ العصَب. وأنشد لامرئ القيس :

سَلِيمِ الشَظَى عَبْلِ الشَوَى شَنِجِ النَسا

له حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ على الفالِ

وشَظَى القومِ : خلاف صميمهم ، وهم الأتباع والدُخَلاء عليهم بالحِلْفِ. وقال (١) :

بمَصْرَعِنَا النُعْمَانَ يومَ تَأَلَّبَتْ

علينا تميمٌ من شَظًى وصَمِيمِ

شعا

غارةٌ شَعْوَاءُ ، أى فاشيةٌ متفرّقةٌ. قال عبد الله بن قيس الرقيّات :

كيف نومى على الفراش ولَمَّا

تَشمل الشأمَ غارةٌ شَعْوَاءُ (٢)

وأَشْعَى القوم الغارة إشْعَاءً ، إذا أشعلوها.

الأصمعى : جاءت الخيل شَوَاعِىَ وشَوَائِعَ ، أى متفرِّقة. وأنشد للأجدع بن مالك :

وكَأَنَّ صَرْعَيْهَا كِعَابُ مُقَامِرٍ

ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فَهُنَ شَوَاعِى

أراد شَوَائِعَ فقلبه.

شغا

السِنُ الشَّاغِيَةُ : هى الزائدة على الأسنان ، وهى التى تخالفِ نبتَتها نِبتةَ غيرِها من الأسنان.

يقال رجلٌ أَشْغَى وامرأة شَغْوَاءُ ، والجمع شُغْوٌ ، وقد شَغِىَ يَشْغَى شَغىً مقصورٌ.

ويقال للعقاب : شَغْوَاءُ ، لفَضْل منقارها الأعلى على الأسفل. قال الشاعر :

* شَغْوَاءُ تُوطِنُ بين الشِيقِ والنِيق*

شفى

ابن السكيت : يقال للرجل عند موته وللقمر عند إمِّحاقه وللشمس عند غروبها : ما بقى منه إلَّا شَفاً ، أى قليلٌ. قال العجاج :

ومَرْبإٍ عَالٍ لمن تَشَرَّفَا

أَشْرَفْتُهُ بلا شَفاً أو بِشَفَا

قوله «بلا شَفاً» أى وقد غابت الشمس.

«أو بَشَفَا» أى أو قد بقيَتْ منها بقيّة.

وشَفَا كلِّ شىء : حرفه. قال الله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ). وتثنيته شَفَوَانٍ.

__________________

(١) هَوْبَرٌ الحارثى.

(٢) بعده :

تذهل الشيخ عن بنيه وتبدى

عن خدام العقيلة العذراء

العقيلة فاعلة لتبدى ، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين للضرورة.


قال الأخفش : لما لم تَجُز فيه الإمالة عُرف أنّه من الواو ؛ لأنّ الإمالة من الياء.

وشَفَاهُ الله من مرضه شِفَاءً ، ممدودٌ.

وأشْفَى على الشىء : أشرف عليه. وأَشْفَى المريض على الموت.

واسْتَشْفَى : طلب الشَّفِاءَ.

وأَشْفَيْتُكَ الشىء ، أى أعطيتكَه تَسْتَشْفِى به.

ويقال : أَشْفَاهُ الله عسلاً ، إذا جعله له شِفَاءً.

حكاه أبو عبيدة.

وأشْفَيْتُ بكذا. وتَشَفَّيْتُ من غيظى.

والإشْفَى : الذى للأساكفة. قال ابن السكيت : والإشْفَى ما كان للأساقىّ والمزاود وأشباهِها ، والمِخْصَفُ للنعال.

شقا

الشَّقَاءُ والشَّقَاوَةُ بالفتح : نقيض السعادة.

وقرأ قتادة شِقَاوَتُنَا (١) بالكسر ، وهى لغة.

وإنما جاء بالواو لأنه بنى على التأنيث فى أوّل أحواله وكذلك النهاية ، فلم تكن الواو والياء حرفَىْ إعراب ؛ ولو بنى على التذكير لكان مهموزاً كقولهم : عَظَاءَةٌ ، وعَبَاءَةٌ ، وصَلَاءَةٌ. وهذا أُعِلَّ قبل دخول الهاء. تقول : شَقِىَ الرجل ، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. ويَشْقَى انقلبتْ فى المضارع ألفاً لفتحة ما قبلها. ثم تقول : يَشْقَيَانِ ، فيكونان كالماضى.

وأشْقَاهُ الله يُشْقِيهِ فهو شَقِىٌ بيِّن الشِقُوةِ بالكسر ، وفَتْحُهُ لغةٌ.

والمُشَاقَاةُ : المعاناة والممارسة.

وشَاقَانِى فلانٌ فَشَقَوْتُهُ أَشْقُوهُ ، أى غلبتُه فيه.

شكا

شَكَوْتُ فلانا أَشْكُوهُ شَكَوَى وشِكايَةً وشَكِيَّةً وشَكَاةً ، إذا أخبرتَ عنه بسوءِ فعَلَه بك ، فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِىٌ ، والاسم الشَّكْوَى.

وأَشْكَيْتُ فلاناً ، إذا فعلتَ به فِعلاً أحوجَه إلى أن يَشْكُوكَ. وأَشْكَيْتُهُ أيضاً ، إذا أعتبته من شَكْوَاهُ ونَزَعت عن شِكايَتِهِ وأزلته عما يَشْكُوهُ ؛ وهو من الأضداد. قال الراجز :

تَمُدُّ بالأعْنَاقِ أو تَلْوِيَها (٢)

وتَشْتَكىِ لو أَنَّنَا نُشْكِيَها (٣)

__________________

(١) (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) هى قراءة عاصم وأهل المدينة. وقرأ ابن مسعود : (شَقَاوَتُنَا) ، وقرأ قتادة : (شِقَاوَتُنَا) بالكسر.

(٢) فى اللسان : «أو تثنيها».

(٣) بعده :

مس حوايا فلما نجفيها


واشْتَكَيْتُهُ مثل شَكَوْتُهُ.

واشْتَكَىَ عضواً من أعضائه وتَشَكَّى بمعنًى. واشْتَكَى ، أى اتَّخذ شَكْوَةً.

قال الفراء : المِشْكاةُ : الكوّة التى ليست بنافذة.

ورجلٌ شاكِى السلاح ، إذا كان ذا شَوْكَةٍ وحَدٍّ فى سلاحه. قال الأخفش : هو مقلوب من شائِكٍ.

والشَّكِىُ : الذى يَشْتَكِى. والشَّكِىُ أيضاً : المَشْكُوُّ. والشَّكِىُ أيضاً : المُوجَعُ. قال الطرِمَّاح :

* وَسْمِى شَكِىٌ ولِسَانِى عَارِمُ (١) *

وَسْمِى من السِمِةِ.

والشَّكْوَةُ الشِّكْوَةُ : جلدُ الرضيع ، وهو لِلَّبَنِ ، فإذا كان جِلْدَ الجَذَعِ فما فوقه سمِّى وطْباً.

والشَّكِىُ فى السلاح معرَّبٌ ، وهو بالتركية بَشْ.

شلا

الشِّلْوُ : العُضو من أعضاء اللحم. وفى الحديث : «ائتنى بشِلْوِهَا الأيمن».

وأَشْلَاءُ الإنسان : أعضاؤه بعد البِلىَ والتفرُّق.

وبنو فلانٍ أَشْلَاءٌ فى بنى فلان ، أى بقايا فيهم.

قال ثعلب : وقول الناس : أَشْلَيْتُ الكلب على الصيد ، خطأ. وقال أبو زيد : أَشْلَيْتُ الكلب : دعوته. وقال ابن السكيت : يقال أوسدت الكلب بالصيد وآسَدْتُهُ ، إذا أغريتَه به.

ولا يقال أشليته ، إنَّما الإشْلَاءُ الدعاء. يقال : أَشْلَيْتُ الشاة والناقة ، إذا دعوتَهما بأسمائهما لتحلُبَهما. قال الراعى.

وإنْ بَرَكَتْ منها عَجَاساءُ جِلَّةٌ

بِمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفاسَ (٢) وَبرْوَعا

وقال آخر :

أَشْلَيْتُ عَنْزِى ومسحتُ قَعْبى

ثم تَهَيَّأْتُ لشُربٍ قَأْبِ

وقال زياد الأعجم :

أَتَيْنَا أبا عمرٍو فأَشْلَى كِلابَهُ

علينا فكِدْنَا بينَ بَيْتَيْهِ نُؤْكَلُ

ويروى : «... فأغرى كلابَه».

واسْتَشْلَاه واشْتَلَاهُ ، أى استنقذه. وكلُّ مَن دعوتَه حتَّى تخرجه وتنِّجيه من موضع هَلَكةٍ فقد اسْتَشْلَيْتَهُ وأَشْتَلَيْتَهُ (٣). قال القطامىّ يمدح رجلا :

__________________

(١) قبله :

أنا الطرماح وعمى حاتم

وبعده :

(٢) عفاس وبروع : اسم ناقتين للراعى.

(٣) فى المطبوعة الأولى : «وأشليته».


قَتَلْتَ بَكْراً وكلْباً واشْتَلَيْتَ بنا

فقد أَرَدْتَ بأن يَسْتَجْمِعَ الوَادِى

أبو زيد : ذهبتْ ماشية فلان وبقيتْ له شَلِيَّةٌ ؛ وجمعها شلَايَا ، ولا يقال إلا فى المال.

شوى

شَوَيْتُ اللحم شَيًّا ، والاسم الشِّوَاءُ ، والقطعة منه شِوَاءَةٌ. وأنشد أبو عمرو :

وانْصِبْ لنا الدَهْماءَ طاهِى وعَجِّلَنْ

لنا بشَوَاةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُءوبُها

واشْتَوَيْتُ : اتَّخذت شِوَاءً. وقال (١) :

* فاشْتَوَى ليلةَ ريحٍ واجْتَمَلْ (٢) *

وقد انْشَوَى اللحم ، ولا تقل اشْتَوَى. قال الراجز :

قد انْشَوَى شِوَاؤُنَا المُرَعْبَلُ

فاقْتَرِبُوا إلى الغَدَاءِ فكُلُوا

والشَّاوِىُ : صاحب الشَاءِ. قال الراجز (٣) :

لا تَنْفَعُ الشَّاوِىَ فيها شَاتُهُ (٤)

ولا حِمَارَاهُ ولا عَلَاتُهُ

وأَشْوَيْتُ القوم : أطعمتهم شِوَاءً.

وتعشّى فلان فأَشْوَى من عَشائه ، أى أبقى منه بقيَّة.

والشَوَى : جمع شَوَاةٍ ، وهى جلدة الرأس.

والشَوَى : اليدانِ والرجلان والرأسُ من الآدميِّين ، وكلُّ ما ليسَ مقتلاً. يقال : رماه فأَشْوَاهُ ، إذا لم يُصِبِ المَقْتَلَ. قال الهذَلىّ (٥) :

فإنَّ من القول التى لا شَوَى لها

إذا زَلَّ عن ظهر اللسان انْفِلاتُها

يقول : إنَّ من القول كلمة لا تُشْوِى ولكن تقتُل. وقال الأعشى :

قالت قُتَيلَةُ مَالَهُ

قد جُلِّلَتْ شَيْباً شَوَاتُهْ (٦)

قال أبو عبيدة : أنشدها أبو الخطّاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له : صحّفتَ ، إنَّما هو سَرَاتُهُ أى نواحيه فسكت أبو الخطاب ثم قال لنائم :

__________________

(١) هو لبيد.

(٢) صدره :

أونهته فأتاه رزقه

وقبله :

وغلام أرحلته أمه

بألوك فلذلنا ما سأل

(٣) مبشر بن هذيل الشَمْخِى.

(٤) قبله :

بل رب خرق نازح فلاته

(٥) هو أبو ذؤيب.

(٦) بعده :

أم لا أراه كما عهد

ت صححا وأقصر عادلاته


بل هو صحَّف ، إنَّما هو شَوَاتُهُ. قال أبو عُبيدة : ثمَّ سمِعت رجلاً من أهل المدينة يقول : اقشعرَّت شَوَاتِى ، أى جلدةُ رأسى.

وشَوَى الفَرَسِ : قوائمه ؛ لأنَّه يقال عَبْلُ الشَّوَى ، ولا يكون هذا للرأس ، لأنهم وصَفوا الخيل بأَسَالَةِ الخَدَّيْنِ وعِتْقِ الوجه ، وهو رقّته.

والشَّوَى : رُذَالُ المال. والشَّوَى : هو الشىء الهيِّن اليسير.

والشَّوِيَّةُ : بقيّة قومٍ هلكوا ؛ والجمع شَوَايَا.

قال :

فَهُمْ شَرُّ الشَّوَايَا من ثَمُودٍ

وعَوْفٌ شَرُّ مُنْتَعِلٍ وحافِى

والشُّوَايَةُ بالضم : الشىء الصغير من الكبير ، كالقطعة من الشَّاةِ. ويقال : ما بقى من الشَّاةِ إلّا شُوَايَةٌ.

وشُوَايَةُ الخبز أيضاً : القُرْصُ منه.

والشَّيَّانُ : دم الأخوين ، وهو فَعْلَانُ.

والشَّيَّانُ : البعيد النظر.

والشَّوْشَاةُ ، مثل المَوْمَاةِ : الناقة السريعة.

الكسائى : عَيِىٌّ شَيِىٌّ إتباعٌ له. وبعضهم يقول : شَوِىٌ. وما أعياه وأَشْيَاهُ وأَشْوَاهُ.

وجاء بالعِىِّ والشِىِّ.

شها

الشَّهْوَةُ معروفة. وطعامٌ شَهِىٌ ، أى مُشْتهًى.

ورجلٌ شَهْوَانُ للشىء.

وشَهِيتُ الشىءَ بالكسر أشْهَاهُ شَهْوَةً ، إذا اشْتَهَيْتَهُ. وتَشَهَّيْتُ على فلانٍ كذا.

وهذا شىءٌ يُشَهِّى الطعامَ ، أى يحمل على اشْتِهَائِهِ.

ورجلٌ شَاهِى البصر : قلبُ شَائِهِ البصر ، أى حديد البصر.

فصل الصّاد

صأى

الصَّئِىُ (١) على فَعِيلٍ : صوت الفَرخ ونحوه.

يقال : صَأَى الفرخ يَصْأَى صَئِيًّا ، مثل صَعَى يَصْعَى صَعِيًّا ، إذا صاح. وكذلك الخنزير ، والفيل ، والفأر ، واليربوع. قال :

مَا لِى إذا أَنْزِعُهَا صَأَيْتُ

أَكِبَرٌ غَيَّرَنِى أم بَيْتُ

وفى المثل : «جاء بما صَأَى وصَمَت» ، إذا جاء بالمال الكثير ، أى بالناطق والصامت. ويقال أيضاً : جاء بما صَاءَ وصمت ، وهو مقلوب من صَأَى.

__________________

(١) الصئِىُّ مثلثةً.


قال الفراء : والعقرب أيضا تَصْئِى. وفى المثل : «تلدغ العقرب وتَصْئِى» والواو للحال ، حكاه الأصمعى فى كتاب الفَرق.

صبا

الصَّبِىُ : الغلام ، والجمع صبْيَةٌ وصِبْيَانٌ وهو من الواو. ولم يقولوا أَصِبْيَةٌ استغناءً بصِبْيَةٍ ، كما لم يقولوا أَغْلِمَةٌ استغناءً بغِلْمَةٍ. وتصغير صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ فى القياس ، وقد جاء فى الشعر أُصيْبِيَةٌ ، كأنَّه تصغير أَصْبِيَةٍ. قال الشاعر :

ارْحَمْ أُصَيْبِيَتِى الذين كأنهمْ

حَجْلَى تَدَرَّجُ فى الشَرَبَّةِ وُقَّعُ

ويقال صَبِىٌ بَيّنُ الصِّبَا والصَّبَاءِ ، إذا فتحت الصاد مددت وإذا كسرت قصرت.

والجارية صَبِيَّةٌ ، والجمع صَبَايَا مثل مطيّةٍ ومَطايَا.

والصَّبِيَّانِ ، على فَعِيلَانِ : طرَفا اللَحيين.

قال أبو صدَقة العِجلىّ يصف فرساً :

عارٍ من اللحم صَبِيَّا اللحْيَيْنْ

مُؤَلَّلُ الأُذْنِ أَسِيلُ الخَدَّيْنْ

والصِّبَا أيضاً من الشوق ، يقال منه : تَصَابَى.

وصَبَا يَصْبُو صَبْوَةً وصُبُوًّا ، أى مال إلى الجهل والفتوّة. وأَصْبَتْهُ الجارية.

وصَبِىَ صَبَاءً ، مثال سَمِعَ سَمَاعاً ، أى لعب مع الصِّبْيَانِ.

وأَصْبَتِ المرأةُ ، إذا كان لها صَبِىٌ وولدٌ ذكرٌ أو أنثى. وامرأةٌ مُصْبِيَةٌ بالهاء ، أى ذات صِبْيَةٍ.

والصَّبَا : ريحٌ ، ومهبّها المستوِى أن تهبَّ من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليلُ والنهار ، ونَيِّحَتُهَا الدَبور. تقول منه : صَبَتْ تَصْبُو صُبُوًّا. وتزعم العربُ أن الدَبُورَ تزعج السحابَ وتُشْخِصُهُ فى الهواء ثم تَسُوقه ، فإذا علا كشفتْ عنه واستقبلته الصَبَا فردّت بعضَه على بعض حتَّى يصير كِسْفا واحداً ، والجنوب تلحق روادفَه به وتُمدُّه من المدد ، والشمالُ تمزّق السحاب.

والصابِيَةُ النُكَيْبَاءُ : التى تجرى بين الصَّبَا والشَمال.

وصَابَيْتُ السيفَ ، إذا أدخلتَه فى غِمده مقلوبا. وصَابَيْتُ الرمح : أملتُه للطعن.

صتا

صَتَا يَصْتُو صَتْواً ، وهى مِشيةٌ فيها وَثْبٌ.

صحا

المِصْحَاةُ : إناءٌ. قال الأصمعى : لا أدرى من أىِّ شىء هو. قال الأعشى :

بكأسٍ وإبريقٍ كَأَنَّ شَرابَهُ

إذا صُبَّ فى المِصْحَاةِ خالَطَ بَقَّما


وصَحَا من سكره صَحْواً ؛ والسَكْرَانُ صَاحٍ.

والصَّحْوُ أيضاً : ذَهاب الغيم. واليومُ صَاحٍ وأَصْحَتِ السماءُ ، أى انقشع عنها الغَيْم ، فهى مُصْحِيَةٌ. وقال الكسائى : فهى صَحْوٌ ، ولا تقل مُصْحِيَةٌ.

وأَصْحَيْنَا ، أى أَصْحَتْ لنا السماء.

صدى

الصَّدَى : ذكر البوم. قال العدبّس : الصَّدَى هو هذا الطائر الذى يَصِرُّ بالليل ويقفز قَفَزاناً ويطير ، والناس يرونه الجندب (١) وإنَّما هو الصَّدَى ، فأمَّا الجندب فهو أصغر من الصَّدَى.

والصَّدَى : الذى يُجيبك بمثل صوتك فى الجبال وغيرها. يقال : صَمَ صَدَاهُ وأصَمَّ الله صداهُ ، أى أهلكه ، لأنَّ الرجلَ إذا مات لم يسمع الصَّدَى منه شيئاً فيجيبه. وقد أَصْدَى الجبل.

والتَّصْدِيَةُ : التصفيق.

وصَادَيْتُ فلاناً : داجيتُه وساترتُه وداريته.

قال ابن أحمر يصف قُدُورًا :

ودُهْمٍ تُصَادِيَها الولائِدُ جِلَّةٍ

إذا جَهِلَتْ أَجْوَافُهَا لم تَحَلَّمِ

والمُصَادَاةُ أيضاً : المعارضة. وتَصَدَّى (٢) له ، أى تعرّض وهو الذى يستشرفه ناظراً إليه.

ويقال أيضاً : إنّه لصَدَى إبلٍ ، أى عالمٌ بها وبمصلحتها.

والصَّدَى : العطش ، وقد صَدِىَ يَصْدَى صَدًى ، فهو صَدٍ وصادٍ وصَدْيَانُ ، وامرأةٌ صَدْيَا (٣).

والصَّوَادِى : النخيل الطوال ، وقد تكون الصَّوَادِى التى لا تشرب الماء.

صرى

الفراء : يقال هو الصَّرَى والصَّرِى ، للماء يطول استنقاعه. وقال أبو عمرو : إذا طال مكثه وتغيّر. وقد صَرِىَ الماء بالكسر ، وهذه نطفةٌ صَرَاةٌ.

وصَرَى الماءَ فى ظهرهِ ، زماناً ، أى احتبَسه.

قال الراجز (٤) :

__________________

(١) الجُنْدُبُ ، والجُنْدَبُ ، والجِنْدَبُ.

(٢) فى المختار : وقيل أصله تَصَدَّدَ من الصَدِدَ ، وهو القرب ، فقلبت إحدى الدَالاتِ ياءً ، كما قالوا تَقَضَّىَ وتَظَنَّى ، من تَقَضّضَ وتَظَنَّنَ.

(٣) وامرأة صَدْيَا ، وصَادِيَةٌ.

(٤) الأغلب العجلى.


رُبَّ غلامٍ قد صَرَى فى فِقْرَتِهْ

ماءَ الشبابَ عُنْفُوَانَ سَنْبَتِهْ (١)

وصَرَى بَوْلَهُ صَرْياً ، إذا قطَعه. وصَرَى الله عنه شرَّه ، أى دفَع. وصَرَيْتُهُ ، أى منعته.

قال ذو الرمة :

وَوَدَّعْنَ مشتاقاً أَصَبْنَ فُؤَادَهُ

هَوَاهُنَّ إنْ لم يَصْرِهِ اللهُ قَاتِلُهْ

وصَرَيْتُ الماء ، إذا استقيته ثم قطعته. وقال :

صَرَتْ نظرةً لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ

غَدَا والعَواصِى من دَمِ الجوفِ تَنعرُ (٢)

وصَرَّيْتُ الشاة تَصْرِيَةً ، إذا لم تحلُبْها أياماً حتَّى يجتمع اللبن فى ضَرْعها ، والشاةُ مُصَرَّاةٌ.

وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً ، أى فصلت. يقال : اختصمْنا إلى الحاكم فصَرَى ما بيننا ، أى قطع ما بيننا وفَصَل.

وصَرِىَ فلانٌ فى يدِ فلان ، إذا بقى فى يده رهناً محبوساً.

والصَّرَاةُ : نهرٌ بالعراق ، وهى العظمى والصغرى.

والصَّرَاءُ ممدودٌ : الحنظل إذا اصفرّ ، الواحدة صَرَايَةٌ. ويروى قول امرئ القيس :

* مَدَاكَ عَرُوسٍ أو صَرَايَةَ حَنْظَلِ (٣) *

والصَّارِى : الملّاح ، والجمع صُرَّاءٌ ، مثل قارٍ وقُرَّاءٍ ، وكَافِرٍ وكُفَّارٍ.

وأمَّا الصَّرَارِىُ فقد ذكرناه فى باب الراء.

صعا

الصَّعْوَةُ : طائر ، والجمع صَعْوٌ وصِعَاءٌ.

صغا

صغا يَصغُو ويَصْغِى صُغُوًّا (٤) ، أى مال.

وكذلك صَغِىَ بالكسر يَصْغَى صَغًى وصُغِيًّا.

وصَغَتِ النجومُ ، إذا مالت للغروب.

أبو زيد : يقال صَغْوُهُ معك وصِغْوُهُ معك وصَغَاهُ معك ، أى ميله.

__________________

(١) بعده :

أنعظ حتى أشتد سم سمته

(٢) تَنْعِرُ : تَسِيلُ. وفى المطبوعة الأولى : «تنصر» تحريف.

(٣) صدره :

كأن على المتنسين منه إذا انتحى

الصَرَايَةُ : الحنظلة إذا اصفرّت. هذه رواية الأصمعى ، وغيره يروى : «صلاية» ، وهو الحجر الذى يدق عليه حَبُّ الحنظل.

(٤) فى المختار : صَغَا : مَالَ ، وبابه عَدَا ، وسَمَا ، ورَمَى ، وصَدِىَ ، وصُغِيَّا أيضا. قلت : ومنه قوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ، وقوله تعالى : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ).


وقولهم : أكرموا فلانا فى صَاغِيَتِهِ ، وهم القومُ الذين يميلون إليه ويأتونه ويطلبون ما عنده.

وأَصْغَيْتُ إلى فلانٍ ، إذا ملتَ بسمعك نحوه.

وأَصْغَيْتُ الإناءَ : أملته. يقال : فلان مُصْغًى إناؤه ، إذا نُقِصَ حقّه.

وأَصْغَتِ الناقةُ ، إذا أمالت رأسَها إلى الرحل كأنَّها تستمع شيئاً حينَ يشدُّ عليها الرحل. قال ذو الرمة :

تُصْغِى إذا شَدَّها بالكُورِ جَانِحَةً

حتَّى إذا ما اسْتَوَى فى غَرْزِهَا تَثِبُ

صفا

الصَّفَاءُ ممدودٌ : خلاف الكدَر. يقال : صَفَا الشراب يَصفُو صَفَاءً ، وصَفَّيْتُهُ أنا تَصْفِيَةً.

وصَفْوَةُ الشىءِ : خالصُه. ومحمدٌ صَفْوَةُ الله من خلقه ومُصْطَفَاهُ.

أبو عبيدة : يقال : له صَفْوَةُ مالى ، وصُفْوَةُ مالى ، وصِفْوَةُ مالى. فإذا نزعوا الهاء قالوا : له صَفْوُ مالى بالفتح لا غير.

وصَفَوْتُ القِدْرَ ، أى أخذت صَفْوَتَها.

والصَّفَاةُ : صخرة ملساء ؛ يقال فى المثل : «ما تَنْدَى صَفَاتُهُ» ، والجمع صَفاً مقصورٌ ، واصْفَاءٌ ، وصُفِىٌ على فُعُولٍ. قال الراجز :

كأنَّ مَتْنَيْهِ من النَفِىِ

من طول إشرافٍ على الطَوِىِ

مواقعُ الطيرِ على الصُّفِىِ

والصَّفْوَاءُ : الحجارة الليِّنة المُلْس. وقال امرؤ القيس :

* كما زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بالمُتَنَزِّلِ (١) *

وكذلك الصَّفْوَانُ ، الواحدة صَفْوَانَةٌ.

عن أبى عبيد (٢). ويومٌ صَفْوَانُ ، إذا كان صافِىَ الشمس شديد البرد.

والصَّفَا : موضعٌ بمكة. والصَّفَا : اسم نهر بالبحرين. قال لبيدٌ يصف نخلاً :

سُحُقٌ يُمَتِّعُهَا الصَّفَا وسَرِيُّهُ

عُمٌّ نَواعِمُ بينهنّ كُرومُ

والمِصْفَاةُ : الرَاوُقُ.

والصَّفِىُ : الناقة الغزيرة الدَرِّ ، والجمع صَفَايَا.

يقال منه : ما كانت الناقة والشاة صَفِيًّا ، ولقد صَفَتْ تَصْفُو ، عن أبى عمرو.

والصَّفِىُ : المُصافِى. والصَّفِىُ : ما يَصْطفِيهِ

__________________

(١) صدره :

كميت يزل اللبد عن حال متفه

(٢) فى المختار : ومنه قوله تعالى : (كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ).


الرئيسُ من المغْنم لنفْسه قبل القسمة ، وهو الصَّفِيَّةُ أيضا ، والجمع صَفَايَا. وقال (١) :

لَكَ المِرْبَاعُ منها والصَّفايا

وحُكْمُكَ والنَشِيطةُ والفُضُولُ

وأَصْفَيْتُهُ الودَّ : أخلصتُه له ، وصَافَيْتُهُ.

وتَصَافَينا : تخالصنا. واصْطَفَيْتُهُ : اخترته.

وأَصْفَيْتُهُ بالشىء ، إذا آثرتَه به.

وأَصْفَى الرجلُ من المال والأدب ، أى خلا.

وأَصْفَى الأميرُ دارَ فلان واسْتَصْفَى مالَه ، إذا أخذه كلَّه.

وأَصْفَتِ الدجاجةُ ، إذا انقطع بيضها. وأَصْفَى الشاعر ، إذا انقطع شِعْرُهُ.

صلا

الصَّلَاةُ : الدعاء. قال الأعشى :

وقابلها الريحُ فى دَنِّها

وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ (٢)

والصَّلَاةُ من الله تعالى : الرحمة. والصَّلَاةُ : واحدة الصَّلَوَاتِ المفروضة ، وهو اسم يوضع موضعَ المصدر. تقول : صَلَّيْتُ صَلَاةً ، ولا تقل تَصْلِيَةً.

وصَلَّيْتُ على النبى صلى الله عليه وسلم.

وصَلَّيْتُ العصا بالنار ، إذا ليَّنتَها وقوّمتها.

وقال قيس بن زُهير العبسىّ :

فلا تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ

فما صَلَّى عَصَاكَ كمُسْتَدِيمِ (٣)

أى قَوَّمَ.

والمُصَلِّى : تالى السابق. يقال : صَلَّى الفرسُ ، إذا جاء مُصَلِّياً ، وهو الذى يتلو السابق ، لأنَّ رأسَه عند صَلَاهُ.

والصَّلَايَةُ : الفِهْرُ. قال أميَّة يصف السماء :

سَرَاةُ صَلَايَةٍ خَلْقَاءَ صِيغَتْ

تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئَابُ (٤)

وإنَّما قال امرؤ القيس :

* مَدَاكَ عَرُوسٍ أو صَلَايَةَ حَنْظَلِ (٥) *

__________________

(١) بسطام بن قيس.

(٢) قبله :

وصهباء طاف يهوديها

وأبرزها وعليها ختم

(٣) فى اللسان : «عصاه».

(٤) ويروى : «إياب».

(٥) ورواية الأصمعى : أو سراية حنظل. وصدره :

كأن على المتنين منه إذا انتحى ويروى :

كأن سراته لدى لبيت قائما


فأضافها إليه لأنَّه يُفلَّق بها إذا يبس. والصَّلَاءَةُ بالهمز مثله.

وصلَاءَةُ بن عمرو النميرىّ : أحد القَلْعين (١).

وصلَيْتُ اللحم وغيره أَصْلِيهِ صَلْياً ، مثال رَمَيْتُهُ رَمْياً ، إذا شويته. وفى الحديث أنّه عليه السلام أُتِىَ بشاةٍ مصلّيةٍ

، أى مشويّةٍ.

ويقال أيضا : صَلَيْتُ الرجل ناراً ، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلَاهَا. فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنَّك تريد إحراقه قلت : أَصْلَيْتُهُ بالألف ، وصلَّيْتُهُ تَصْلِيَةً. وقرئ : ويُصَلَّى سعيراً ومن خفَّف فهو من قولهم : صَلِىَ فلان النار بالكسر يَصْلَى صُلِيًّا (٢) : احترق. قال الله تعالى : (أَوْلى بِها صِلِيًّا). قال العجاج (٣) :

* تاللهِ لو لا النارُ أنْ نَصْلَاهَا (٤) *

ويقال أيضا : صلِىَ بالأمر ،. إذا قاسى حرَّه وشدَّته. قال الطهوىّ :

ولا تَبْلَى بَسَالَتُهُمْ وإنْ هُمْ

صَلُوا بالحرب حيناً بعد حِينِ

واصْطَلَيْتُ بالنار وتَصَلَّيْتُ بها. قال أبو زُبَيد الطائى :

وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهمُ

كما تَصَلَّى المقروُر من قَرَسِ (٥)

[و] فلانٌ لا يُصْطَلَى بناره ، إذا كان شجاعاً لا يُطاق.

وصَلَيْتُ لفلانٍ ، مثال رَمَيْتُ ، إذا عمِلت له فى أمرٍ تريد أن تمحل به فيه وتوقعه فى هَلَكةٍ ؛ ومنه المَصَالِى ، وهى الأشراك تُنصَب للطير وغيرها. وفى الحديث : «إن للشيطان فُخُوخاً ومَصَالِىَ» ، الواحدة مِصْلَاةٌ.

والصَّلَا : ما عن يمين الذنب وشِماله ؛ وهما صَلَوَانِ.

وأَصْلَتِ الفرس ، إذا استرخى صَلَوَاهَا ، وذلك إذا قرب نِتاجُها.

والصِّلَاءُ ، بالكسر والمدّ : الشِواء ؛ لأنَّه يُصْلَى بالنار.

__________________

(١) قال ابن برى : القلعان : لقبان لرجلين من بنى نمير ، وهما صلاءة وشريح ابنا عمرو بن خويلفة بن عبد الله بن الحارث بن نمير.

(٢) وصِليًّا وصلَاءً ويكسر : قَاسَى حَرَّهَا كتَصَلَّاهَا ، وأَصلَاهُ النار ، وصلّاهُ إياها وفيها وعليها : أدخله إياها وأثواه فيها. قاموس.

(٣) قال ابن برى : صوابه الزفيان.

(٤) بعده :

أو يدعو الناس علينا الله

لما سمعنا لأمير قاها

(٥) فى اللسان : «فقد تصليت».


والصِّلَاءُ أيضاً : صِلَاءُ النار ، فإن فتحت الصادَ قصرت وقلت صَلَا النار.

وقوله تعالى : (وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ) ، قال ابن عباس رضى الله عنها : هى كنائس اليهود

، أى مواضع الصلوات.

صما

الصَّمَيَانُ بالتحريك : التقلُّب والوثب.

ورجل صَمَيَانٌ : شجاعٌ.

وأَصْمَيْتُ الصيدَ ، إذا رميتَه فقتلتَه وأنت تراه.

وفى الحديث : «كُلْ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ ما أَنْمَيْتَ». وقد صَمَى الصيد يَصْمِى ، إذا مات وأنت تراه.

وأَصْمَى الفرسُ على لجامه ، إذا عضَّ عليه ومضى.

وانْصَمَى عليه ، أى انصبَّ. قال جرير :

إنِّى انْصَمَيْتُ من السماء عَلَيْكُمُ

حتَّى اخْتَطَفْتُكَ يا فرزدقُ مِنْ عَلُ

ويروى : «انْصَبَبْتُ».

صنا

إذا خرج نخلتان أو ثلاثٌ من أصل واحد فكلُّ واحدة منهنّ صِنْوٌ (١) والاثنتان صِنْوَانِ ، والجمع صِنْوانٌ برفع

النون. وفى الحديث : «عَمُّ الرجل صِنْوُ أبيه».

أبو زيد : رَكِيَّتَانِ صِنْوَانِ ، إذا تقاربتا أو نبعتا من عين واحدة.

والصُّنَىُ : حِسىٌ صغيرٌ لا يَرِدُهُ أحد ولا يُؤبَه له ، وهو تصغير صِنْوٍ. قالت ليلى الأخيلية :

أَنَابِغَ لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوَّلا

وكنتَ صُنَيًّا بين صُدَّيْنِ مَجْهَلا

ويقال : هو شَقٌّ فى الجبل.

الفراء : أخذت الشىء بِصِنايَتِهِ ، إذا أخذتَه كلَّه.

صوى

أبو عمرو : الصُّوَى : الأعلام من الحجارة ، الواحدة صُوَّةٌ. وفى الحديث : «إنَّ للإسلام صُوًى ومَناراً كمنار الطريق». ومنه قيل للقبور : أَصْوَاءٌ. وكان الأصمعىّ يقول : الصُّوَى : ما غلُظ

__________________

(١) الصْنُو والصُنْوُ بالكسر والضم ، أو عامٌّ في جميع الشجر. وهما صِنْوانِ وصنْيَانِ مثلثتين.

والصَانِى : اللازم للخدمة. وتَصَنَّى وأَصْنَى : قعد عند القِدْر شَرَهاً يُكَبِّبُ ويشْوى حتّى يصيبه الصِنَاءُ ، للرماد ، ويقصَرُ. وقال الله تعالى : (صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ).


وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلاً.

والصُّوَّةُ : مُختلَف الرِيح. قال الشاعر (١) :

وهَبَّتْ له ريحٌ بمختلف الصُّوَى

صَباً وشمالاً فى منازلِ قُفَّالِ

والصاوِى : اليابس. يقال : صَوَتِ النخلة تَصْوِى صُوِيًّا (٢).

وصَوَّيْتُ لإبلى فحلاً ، إذا اخترتَه وربَّيته للفِحْلة. قال العدبّس الكنانىّ : التَّصْوِيَةُ للفحول من الإبل : أن لا يُحْمَلَ عليه ولا يُعقَد فيه حبلٌ ، ليكون أنشط له فى الضِراب وأقوى. وقال الراجز يصف الراعىَ والإبل (٣) :

صَوَّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا

أَخْيَفَ كانت أُمُّهُ صَفِيَّا

الأصمعى : التَّصْوِيَةُ أن ييبِّس الرجلُ لبنَ شاته ليكون أسمنَ لها وأقوى. يقال : صَوَّيْتُهَا فَصَوَتْ. قال أبو ذؤيب :

مُتَفَلِّقٌ أَنْساؤُها عن قانِىءٍ

كالقُرْطِ صَاوٍ غُبْرُهُ لا يُرْضَعُ

صها

الصَّهْوَةُ : موضع اللِبْد من ظهر الفرس.

وأعلى كلِّ جبلٍ : صَهْوَتُهُ. قال عارِقٌ :

فأقسمتُ لا أَحْتَلُّ إلّا بَصَهْوَةٍ

حرامٍ عليك رملُهُ وشَقائِقُهْ

أبو عمرو : الصِّهَاءُ : مناقع الماء (٤) ، الواحدة صَهْوَةٌ.

أبو عبيد : صَهَا الجرح بالفتح يَصهَى صَهْياً ، إذا نِدَى وسال. وقال الخليل : صَهِىَ الجرح بالكسر.

والصَّهْوَةُ : برجٌ يتَّخذ فوقَ الرابية.

فصل الضّاد

ضبا

ضَبَتْهُ النار تَضْبُوهُ ضَبْواً : غيَّرتْه وشوته.

والمَضْبَاة : خُبْزَةُ المَلَّةِ.

والضَّابِى : الرمادُ.

الكسائى : أَضْبَيْتُ على الشىء : أشرفت عليه أنْ أظفرَ به.

__________________

(١) هو امرؤ القيس. والبيت فى ديوانه ص ٥٤.

(٢) وزاد فى القاموس : صَوِيَتْ فهى صَاوِيَةٌ وصَوِيَةٌ ، وأَصْوَتْ وصَوَّتْ.

(٣) هو الفقعسىّ.

(٤) فى المخطوطة : «منابع الماء» بالباء.

وكذلك فى اللسان.


ضحا

ضَحْوَةُ النهار بعد طلوع الشمس ، ثم بعده الضُحَا ، وهى حين تشرق الشمس ، مقصورة تؤنّث وتذكر ، فمن أنّث ذهبَ إلى أنها جمع ضَحْوَةٍ ، ومن ذكَّر ذهب إلى أنه اسم على فُعَلٍ ، مثل صُرَدٍ وتُغَرٍ. وهو ظرفٌ غير متمكّن مثل سَحَرٍ ؛ تقول : لقيته ضُحاً وضُحَا ، إذا أردت به ضُحَا يومِك لم تنوّنه. ثم بعده الضَحَاءُ ممدود مذكر ، وهو عند ارتفاع النهار الأعلى. تقول منه : أقمت بالمكان حتّى أضحيت ، كما تقول من الصباح : أصبحت. ومنه قول عمر رضى الله عنه : يا عباد الله أَضْحُوا بصلاة الضُحَا ، يعنى لا تصلُّوها إلّا إلى ارتفاع الضُحَا.

والضَّحَاءُ أيضا : الغَدَاء ، وإنّما سمِّى بذلك لأنّه يؤكل فى الضَّحَاءِ. قال ذو الرمّة :

ترى الثَور يمشى ضَاحِياً من ضَحَائِهِ

بها مثل مَشْىِ الهِبْرِزِىِّ المُسَرْوَلِ

تقول منه : هم يَتَضَحَّونَ ، أى يتغدَّون.

وليلةٌ ضَحْيَاءُ : مضيئةٌ لا غيمَ فيها. وكذلك ليلةٌ إضْحِيَانَةٌ بالكسر.

والْأَضْحَى من الخيل : الأشهب ، والأنثى ضَحْيَاءُ.

والضَّحْيَاءُ : اسم فرس عمرو بن عامر بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة ، وهو فارس الضَّحْيَاءِ.

قال الشاعر :

أَبِى فارسُ الضَّحْيَاءِ (١) يوم هَبَالَةٍ

إذا الخيلُ فى القَتْلَى من القوم تَعْثُرُ

وعامرٌ الضَّحْيَانُ : رجل من النمر بن قاسط (٢) ، سمِّى بذلك لأنّه كان يقعُد لقومه فى الضَّحَاءِ يَقضى بينهم.

وضَاحِيَةُ كلِّ شىء : ناحيتُه البارزة. ويقال : هم ينزلون الضَّوَاحِىَ.

ومكانٌ ضَاحٍ ، أى بارز.

والقُلّة الضَّحْيَانَة فى قول تأبط شرًّا (٣) ، هى البارزة للشمس. وفى الحديث : «أنّ لنا الضَّاحِيَةَ

__________________

(١) فى التكملة ص ١١٩٥ : الرواية «فارسُ الحَوَّاءِ» ، وهى فرس أبى ذى الرمة ، والبيت لذى الرمة. وقوله والضحياء فرس عمرو بن عامر صحيح ، والشاهد عليها بيت خداش بن زهير :

أبي فارس الضحياء عمر بن عامر

أبي الذم واختار الوفاء على الغدر

(٢) زيادة فى المخطوطة :

«وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله ابن النمر بن قاسط».

(٣) وبيت تأبط شرا هو قوله : ـ


من البعل ولكم الضامنة من النخل» ، وقد فسرناه فى باب النون.

ويقال : فعل ذلك الأمر ضَاحِيَةً ، أى علانيةً.

قال :

عَمِّى الذى مَنَعَ الدينارَ ضَاحِيَةً

دِينَارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ

والضَّوَاحِى : السموات. وأمَّا قول جرير :

فما شجراتُ عِيصِكَ فى قريشٍ

بَعشَّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَوَاحِى (١)

فإنّما أراد أنّها ليست فى نواحٍ.

قال الأصمعى : ويستحبّ من الفرس أن يَضْحَا عِجَانُهُ ، أى يظهر.

أبو زيد : ضَحَا الطريق يَضْحُو ضَحْواً ، إذا بدا لك وظهر.

وضَحِيتُ بالكسر ضَحًى : عرقت.

وضَحِيتُ أيضاً للشمس ضَحَاءً ممدودٌ ، إذا برزْتَ لها. وضَحَيْتُ بالفتح مثله. والمستقبل أَضْحَى فى اللغتين جميعا. وفى الحديث أن ابن عمر رضى الله عنهما رأى رجلا مُحْرِماً قد استظَّل فقال : «أَضْحِ لمن أحرمت له».

هكذا يرويه المحدِّثون بفتح الألف وكسر الحاء ، من أَضْحَيْتُ. وقال الأصمعىّ : إنما هو اضْحَ لمن أحرمتَ له ، بكسر الألف وفتح الحاء ، من ضَحِيتُ أَضْحَى ؛ لأنَّه إنما أمره بالبروز للشمس. ومنه قوله تعالى : (وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى).

وتقول : أَضْحَى فلانٌ يفعل كذا ، كما تقول : ظل يفعل كذا.

وضَحَّى فلانٌ غنمَه ، أى رعاها بالضُحَا.

ويقال أيضا : ضَحَّى بشاةٍ من الْأُضْحِيَّةِ ، وهى شاة تذبح يوم الأَضْحَى. قال الأصمعى : وفيها أربع لغات إضْحِيَّةٌ وأُضْحِيَّةٌ والجمع أَضَاحِىُ ، وضَحِيَّةٌ على فَعِيلَةٍ والجمع ضَحَايَا ، وأَضْحَاةٌ والجمع أَضْحًى كما يقال أَرْطَاةٌ وأرْطًى. وبها سمّى يوم الْأَضْحَى.

قال الفراء : الْأَضْحَى تؤنّث وتذكّر ، فمن ذكَّر ذهب إلى اليوم. وأنشد (٢) :

رَأَيْتُكُمُ بَنِى الخَذْوَاءِ لَمَّا

دَنَا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِحامُ

تولَّيتم بوُدِّكُمُ وقلتمْ

لَعَكٌّ منك أقربُ أو جُذَامُ (٣)

__________________

 ـ وقلة كنان الرمح بارزة

ضحيانه في شهور الصيف محراق

 (١) العَشَّةُ : الشجرة اللَّئيمَةُ المنبت الدقيقة القضبان والضواحى ، بادية العيدان ولا ورق عليها.

(٢) الشعر لأبى الغول النهشلى.

(٣) الرواية : ـ


وضَحَّيْتُ عن الشىء : رفقت به.

وضَحِ رويداً ، أى لا تعجَلْ. وقال زيد الخيل الطائى :

ولو أنّ نصراً أصلحتْ ذات بينها

لَضَحَّتْ رويداً عن مطالبها عَمْروُ (١)

ونَصْرٌ وعَمْرُو : ابنا قُعَيْنٍ ، وهما بطنان من بنى أسد.

ضرا

عِرْقٌ ضَرِىٌ : لا يكاد ينقطع دمُه. قال العجاج :

* مِمَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَرِىُ (٢) *

وقد ضَرَا يَضْرُو ضَرْوًا فهو ضَارٍ أيضا ، إذا بدا منه الدم. قال الأخطل :

لَمَّا أَتَوْهَا بمصباحٍ ومَبْزَلِهمْ (٣)

سارتْ إليهم سُئورَ الأبْجَلِ الضَّارِى

والضِرْوُ بالكسر : صمغ شجرةٍ تدعى الكَمْكَامَ ، يجلب من اليمن.

والضِرْوُ أيضاً : الضَّارِى من أولاد الكلاب ، والأنثى ضِرْوَةٌ ، والجمع أَضْرٍ وضِرَاءٌ ، مثل ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ. قال ذو الرمة :

مُقَزَّعٌ أطلسُ الأطمار ليس له

إلّا الضِّرَاءَ وإلَّا صَيْدَها نَشَبُ (٤)

وقد ضَرِىَ الكلب بالصيد يَضْرَى ضَرَاوَةً ، أى تعوَّد. وكلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضَارِيَةٌ.

وأَضْرَاهُ صاحبُه ، أى درَّبه وعوّده. وأَضْرَاهُ به أيضاً ، أى أغراه. وكذلك التَّضْرِيَةُ.

قال زهير :

* وتَضْرَى إذا ضَرَّيْتُمُوهَا فتَضْرَمِ (٥) *

وقد ضَرِيتُ بذلك الأمر أَضْرَى ضَرَاوَةً ، ومنه

قول عمر رضى الله عنه : «إياكم وهذه المجازرَ فإنَّ لها ضَرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الخمر».

__________________

أعَكٌّ منكِ أقرب أو جذام

ووقع فى نوادر أبى زيد «لَعَكٌّ». تكملة ص ١١٩٥.

(١) فى اللسان : «فلو».

(٢) قبله :

لها إذا ما هدرت أتى

(٣) المبْزَلُ عند الخمارين : حديدة تغرز فى زق الخمر إذا حضر المشترى ، ليكون أنموذجا للشراب ويشتريه حينئذ ، ويستعمل فى الحضر فى أسقية الماء.

(٤) مُقَزَّعٌ : قليل الشَعر. أطلس : أغبر.

الأطمار : الثياب الأخلاق. ليس له نشب ، أى مالٌ. إلا الضِرَاءَ ، وهى الكلاب الضارية.

وهو يصف الصيّاد.

(٥) صدره :

متى تبعثوها ذميمة


واضْرَوْرَى (١) الرجل اضْرِيرَاءً : انتفخ بطنُه من الطعام واتَّخَمَ.

والضَّرَاءُ بالفتح : الشجر الملتفّ فى الوادى.

يقال : توارى الصيدُ منِّى فى ضَرَاء.

وفلانٌ يمشى الضَّرَاء ، إذا مشى مستخفياً فيما يوارى من الشجر.

ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحبه : هو يمشى له الضَّرَاءَ ويدبُّ له الخَمَر. قال بشر (٢) :

عَطَفْنَا لهم عَطْفَ الضَرُوسِ من المَلَا

بشهْباءَ لا يمشى الضَّرَاءَ رَقِيبها

واسْتَضْرَيْتُ للصيد ، إذا ختلَتَه من حيث لا يعلمُ.

وضَرِيَّةُ : قريةٌ لبنى كلاب على طريق البصرة إلى مكة ، وهى إلى مكة أقرب.

ضعا

الضَّعَةُ : شجر ، وأصلها ضَعَوٌ ، والهاء عوض لأنَّه يُجمع على ضَعَوَاتٍ. قال جرير :

* مُتَّخِذًا فى ضَعَوَاتٍ تَوْلَجَا (٣) *

والنسبة إليها ضَعَوِىٌ. وقال بعضهم : الهاء عوض من الواو الذاهبة من أوّله. وقد ذكرناه فى فصل (وضع).

ضغا

ضَغَا الثعلب والسنّور يَضْغُو ضَغْوًا وضُغَاءً ، أى صاح. وكذلك صوتُ كلِّ ذليلٍ مقهور.

ضفا

الضَّفْوُ : السُبُوغُ. يقال : ضَفَا (٤) الشىء يَضْفُو. وثوبٌ ضافٍ ، أى سابغٌ. قال بشر (٥) :

ليَالِىَ لا أطاوع من نَهَانِى

ويَضْفُو تحت كَعْبَىَّ الإزارُ

وفلان فى ضَفْوَةٍ من عيشه.

وضَفَا المال : كثُر. قال الأخطل (٦) :

إذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رَأْسَهُ

وأعجبه ضَفْوٌ من الثَلّةِ الخُطْلِ (٧)

__________________

(١) صوابه : واظرورى واطرورى ، وبالضاد غلط كما نبه عليه أبو زكريا والهروى.

(٢) ابن أبى خازم.

(٣) قبله :

كأنه ذيخ إذا تفنجا

الذِيخُ : ذكر الضباع الكثير الشعر. التولج والدولج : الكناس.

(٤) ضَفَا الشىء ، من باب عَدَا وسَمَا.

(٥) ابن أبى خازم.

(٦) صوابه «أبو ذؤيب الهذلى». راجع ديوانه طبع الدار ص ٤٣.

(٧) فى ديوانه : إذا الهدف المعزاب بالباء ، وهو الذى عزب بإبله. والثلّة : الغنم. والخُطْل : الطوال الآذان.


ورجل ضَافِى الرأس ، أى كثير شعرَ الرأس.

ضنا

ضَنَتِ المرأة ضَنَاءً ممدودٌ : كثُر ولدها ؛ يهمز ولا يهمز.

أبو عمرو : الضَنْوُ : الولد ، بفتح الضاد وكسرها بلا همز. والضَّنَا : المرض ؛ يقال منه : ضَنِىَ بالكسر يَضْنَى ضَنًى شديدا ، فهو رجل ضَنًى وضَنٍ ، مثل حَرًى وحَرٍ. يقال : تركته ضَنًى وضَنِياً ، فإذا قلت ضَنًى استوى فيه المذكَّر والمؤنث والجمع ، لأنَّه مصدرٌ فى الأصل. وإذا كسرت النون ثنّيت وجمعت كما قلناه فى حَرٍ.

وأَضْنَاه المرضُ ، أى أدنفَه وأثقله.

والمُضَانَاةُ : المعاناة.

ضوا

الأصمعى : الضَوَّةُ : الصوت والجلَبة. يقال : سمعت ضَوَّةَ القوم. وأبو زيد مثله.

والضَّوْضَاةُ : أصواتُ الناس وجَلَبتهم. يقال : ضَوْضَوْا بلا همز ، وضَوْضَيْتُ ، أبدلوا من الواو ياءً.

وضَوَيْتُ إليه بالفتح أَضْوِى ضُوِيًّا ، إذا أويتَ إليه وانضممت.

وأَضْوَيْتُ الأمر ، إذا أضعفته ولم تُحكِمْه.

ويقال : بالبعير ضَوَاةٌ ، أى سلعةٌ.

والضَّوَى : الهُزَالُ. وقال ذو الرمة يصف زَنْدَةً :

أخوها أبوها والضَّوَى لا يضيرها

وساقُ أبيها أُمُّهَا عُقِرَتْ عَقْرَا

وقد ضَوِىَ بالكسر يَضْوَى ضَوًى.

وغلامٌ ضَاوِىٌ ، وزنه فاعُولٌ ، إذا كان نحيفاً قليلَ الجسم خِلْقةً ؛ وفيه ضَاوِيَّةٌ ؛ وجاريةٌ ضَاوِيَّةٌ.

وفى الحديث : «اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا» أى تزوَّجُوا فى الأجنبيات ولا تتزوَّجوا فى العمومة.

وذلك أنَّ العرب تزعم أنَّ ولدَ الرجل من قَرابته يجىء ضَاوِيًّا نحيفاً غير أنه يجىء كريماً على طبع قومه. قال الشاعر :

ذاك عَبيدٌ قد أصاب مَيَّا

يا ليته ألقحها صَبِيَّا

فحملتْ فولدتْ ضَاوِيَّا

ضهى

الضَّهْيَاء ممدودٌ : شجر. والضَّهْيَاءُ أيضا : المرأة التى لا تحيض. وحكى أبو عمرو : أمرأةٌ ضَهْيَاةٌ وضَهْيَاهٌ ، بالتاء والهاء ، قال : وهى التى لا تَطمُث. وهذا يقتضى أن يكون الضَّهْيَا مقصوراً.

والْمُضَاهَاة : المشاكلة ، تهمز ولا تهمز. يقال :


ضَاهَيْتُ. وقرئ : يُضَاهُونَ قول الذين كَفَرُوا.

وهذا ضَهِىُ هذا ، على فَعِيلٍ ، أى شَبيهه.

فصل الطّاء

طآ

الطَّآة مثل الطَعَاةِ : الحمأة ، هكذا قرأته على أبى سعيد فى المصنّف.

وما بالدار طُوئِىٌ ، مثال طُوعِىٍّ ، أى أحدٌ (١)

. طبى

الطُّبْىُ للحافر وللسباع كالضَرع لغيرها. وفى المثل : «جاوَزَ الحزام الطُّبْيَيْنِ». وقد يكون أيضاً لذوات الخُفّ. والطِّبْىُ بالكسر مثلُه ، والجمع أَطْبَاءٌ.

وطَبَيْتُهُ عن كذا : صرفتُه عنه. وطَبَاهُ يَطْبُوهُ ويَطْبِيهِ ، إذا دعاه. قال ذو الرمة :

لَيَالِىَ اللهوُ يَطْبِينِى فأَتْبَعُهُ

كأنَّنى ضاربٌ فى غَمْرَةٍ لَعِبُ (٢)

يقول : يدعونى اللهو فأتّبعه. وكذلك اطَّبَاهُ على افْتَعَلَهُ.

ويقال أيضا : اطَّبَى بنو فلانٍ فلاناً ، إذا خَالُّوهُ (٣) وقتلوه.

وخِلْفٌ طَبِىٌ ، أى مُجَبَّبٌ.

طحا

طَحَوْتُهُ مثل دَحَوْتُهُ ، أى بسطته.

والطَّحَا مقصورٌ : المنبسط من الأرض.

والطَّاحِى : الممتدّ. يقال : ضربَه ضربةً طَحَا منها ، أى امتد. وقال :

* له عسكرٌ طَاحِى الضِفافِ عَرَمْرَمُ*

والمُدَوِّمَةُ الطَّوَاحِى ، هى النُسور تستدير حولَ القتلى.

قال أبو عمرو : طَحَا الرجل ، إذا ذهَبَ فى الأرض. يقال : ما أدرى أين طَحَا.

ويقال : طَحَا به قلبه ، إذا ذهبَ فى كلِّ شىء. قال علقمة بن عَبَدة :

طَحَا بك قلبٌ فى الحِسَانِ طَرُوبُ

بُعَيْدَ الشبابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ

أبو عمرو : طَحَيْتُ ، أى اضطجعتُ :

__________________

(١) وزاد فى القاموس : وطَوَوِىٌّ ، وطَاوِىٌّ ، وطُؤَوِىٌّ كَجُهَنِىٍّ.

(٢) يروى لَيَالِىَ الدهرُ. والضاربُ : السابحُ.

والغمرةُ : هى كثرة الماء.

(٣) قوله : خَالُّوهُ من الخُلَّةِ ، وهى المحبة.


طخا

أبو عبيد : الطَّخَاءُ بالمد : السَحاب المرتفع.

ويقال أيضاً : وجدت على قلبى طَخَاءً ، وهو شبه الغمّ والكرب. قال اللحيانى : ما فى السماء طُخْيَةٌ بالضم ، أى شئٌ من سحاب. قال : وهو مثل الطُخْرُورِ.

والطَّخْيَاءُ ممدودٌ : الليلة المظلِمة. وظلامٌ طاخٍ.

وتكلم فلانٌ بكلمةٍ طَخْيَاءَ ، أى لا تفهم.

طدا

عادةٌ طَادِيَةٌ ، أى ثابتة قديمة. ويقال هو مقلوب واطِدَةٍ. قال القطامى :

* وما تَقَضَّى بَوَاقِى دَيْنِهَا الطَادِى (١) *

والدينُ : الدأب والعادة.

طرا

شئٌ طَرِىٌ ، أى غضٌّ بيّن الطَّرَاوَةِ.

وطَرَّيْتُ الثوب تَطْرِيَةً.

وقال قُطْرُبٌ : طَرُوَ اللحم وطَرِىَ طَرَاوَةً وطَرَاءَةً (٢).

وأَطْرَاهُ ، أى مدحه. وأَطْرَيْتُ العسل ، إذا عقدته. وغِسْلَةٌ مُطَرَّاةٌ ، أى مُرَبَّاةٌ بالأفاويهِ يُغْسَل بها الرأس أو اليد ، وكذلك العود المُطَرَّى المربَّى منه ، مثل المُطَيَّرِ ، يتبخّر به.

والإطْرِيَةُ ، مثال الْهِبْرِيَةِ : ضربٌ من الطعام : ويقال هو [بالفارسيّة (٣)] : لَاخْشَهْ.

طغا

طَغَا يَطْغَى ويَطْغُو طُغْيَاناً (٤) ، أى جاوَز الحدّ.

وكلُّ مجاوزٍ حدَّه فى العِصيان فهو طاغٍ. وطَغِىَ يَطْغَى مثله.

وأَطْغَاهُ المال ، أى جعلَه طَاغِياً.

وطَغَا البحر : هاجت أمواجُه. وطَغَا الدمُ.

تَبَيَّغَ. وطَغَا السيل ، إذا جاء بماءٍ كثير.

والطَّغْيَةُ : أعلى الجبل. وكل مكانٍ مرتفع طَغْوَةٌ. أبو زيد : الطَّغْيَةُ من كلِّ شئ : نبذة منه. قال الهذلىّ يصف مشتار العسل (٥) :

صَبَّ اللَهِيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ

تُنْبِى العُقَابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

قوله تنبى ، أى تدفع ، لأنَّه لا تثبت عليها

__________________

(١) صدره :

ما اعتاد حب سليمى حين معتاد

(٢) زاد فى القاموس : وطَرَاءً وطَرَاةً.

(٣) التكملة من المخطوطة.

(٤) وطُغْوَاناً ، كما فى المختار.

(٥) هو ساعدة بن جؤية.


مخالبُها لملاستها. وأنشد لأسامة الهذلىّ (١) :

وإلَّا النَّعَامَ وحَفَّانَهُ

وطُغْيَا مع اللَهَقِ الناشِطِ

قال الأصمعى : طُغْيَا بالضم. وقال ثعلب : طَغْيَا بالفتح ، وهو الصغير من بقر الوحش.

والطُّغْوَانُ والطُغْيَانُ بمعنًى. والطَّغْوَى بالفتح مثله.

والطَّاغِيَةُ : ملك الروم. والطَّاغِيةُ : الصاعقةُ.

وقوله تعالى : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) يعنى صيحةَ العذاب.

والطَّاغُوتُ : الكاهن والشيطان ، وكلُّ رأسٍ فى الضلالة ؛ قد يكون واحداً ، قال الله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) وقد يكون جميعا ، قال الله تعالى : (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ).

وطَاغُوتٌ وإنْ جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب لأنَّه من طَغَا ، ولاهوت غير مقلوب لأنّه من لَاهٍ ، بمنزلة الرَّغَبُوتِ والرَّهَبُوتِ ؛ والجمع الطَّوَاغِيتُ.

طفا

الطُّفْىُ بالضم : خُوص المُقْلِ. قال أبو ذؤيب :

عَفَا غَيْرَ نُؤْىِ الدارِ ما إنْ تُبِينُهُ

وأَقْطَاعِ طُفْىٍ قد عَفَتْ فى المَنازِلِ (٢)

ويروى : «المَنَاقِلِ (٣)» ، الواحدة طُفْيَةٌ.

وفى الحديث : «اقُتلوا من الحيّات ذا الطُفْيَتَيْنِ والأبتر» ، كأنّه شبّه الخطّين على ظهره بِالطُّفْيَتَيْنِ. وربَّما قيل لهذه الحيّة طُفْيَةٌ على معنى ذات طُفْيَةٍ. قال الهذلى :

وهم يُذِلُّونَهَا من بعد عِزَّتِهَا

كما تَذِلُ الطُّفَى من رُقْيَةِ الرَاقِى

أى ذوات الطُّفَى. وقد يسمّى الشىء باسمِ ما يجاوره.

والطُّفَاوَةُ بالضم : دارَةُ الشمس. ويقال : أصبنا طُفَاوَةً من الربيع ، أى شيئا منه. والطُّفَاوَةُ أيضا : حىٌّ من قيسِ عَيلان.

وطَفَا الشىء فوق الماء يَطْفُو طَفْواً وطُفُوًّا ، إذا علا ولم يرسُب.

ومرّ الظبى يَطْفُو ، إذا خفَّ على وجه الأرض واشتدَّ عَدْوُهُ.

__________________

(١) فى اللسان : أمية بن أبى عائذ الهذلى.

(٢) فى ديوانه : «المَعَاقِل» وكذا باللسان ، وهى المنازل ترتفع عن مجرى السيل ، والواحد منها مَعْقِلٌ.

(٣) المناقل : جمع منقلٍ ، وهو الطريق فى الجبل.


طلا

الطَلَا : الولد من ذوات الظِلف ، والجمع أَطْلَاءٌ. وأنشد الأصمعىُّ لزهير :

بها العيِنُ والأَرْآمُ يَمشيِنَ خِلْفَةً

وأَطْلَاؤُها يَنْهَضْنَ من كل مَجْثَمِ

والطَّلَا : الشَخص ؛ يقال : إنّه لجميل الطَّلَا.

وأنشد أبو عمرو :

وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُلَّبِىِّ جَلَوْتُهُ

جميلِ الطَّلَا مُسْتَشْرِبِ اللونِ أَكْحَلِ

والطَّلَا أيضا : المَطْلِىُ بالقطران.

ابن السكيت : الطَلِىُ : الصغير من أولاد الغنَم ، وإنَّما سمّى طَلِيًّا لأنّه يُطْلَى ، أى تشدّ رجلُه بخيط إلى وتدٍ أيّاماً. وجمعه طُلْيَانٌ ، مثل رغيفٍ ورُغْفَانٍ.

ويقال : طَلَوْتُ الطَّلَا وطَلَيْتُهُ ، إذا ربطتَه برجله وحبستَه. وطَلَيْتُ الشىء : حبسته ، فهو طَلِىٌ ومَطْلِىٌ.

ويقال : بأسنانه طَلِىٌ وطِلْيَانٌ ، مثلَ صَبىّ وصِبْيَانٍ ، أى قَلَحٌ. تقول منه : طَلِىَ فُوه بالكسر يَطْلَى طَلْىً.

والطُّلَى :. الأعناقُ ، قال الأصمعى : واحدتها طُلْيَةٌ. وقال أبو عمرو والفراء : واحدتها طُلَاةٌ.

وأَطْلَى الرجلُ ، أى مالت عنقُه للموت أو لغيره. قال الشاعر :

تركتُ أباكِ قد أَطْلَى ومَالَتْ

عليه القَشْعَمَانِ من النُسورِ (١)

ويروى : «القُشْعُمَانُ» مثال الثُعْلُبَانِ.

والطُّلَاوَةُ (٢) والطَّلَاوَةُ : الحسن والقبول.

يقال : ما عليه طُلَاوَةٌ.

والطِّلَاءُ : ما طُبخ من عصير العنب حتّى ذهب ثلثاه ، وتسميه العجم المَيْبَخْتَج.

وبعض العرب يسمِّى الخمر الطِّلاء ، يريد بذلك تحسين اسمها ، لا أنّها الطِّلَاءُ بعينها. قال عَبيد بن الأبرص للمنذر بن ماء السماء حين أراد قتله :

وقالوا هى الخَمْرُ تُكْنَى الطِّلَاءَ (٣)

كما الذئبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَهْ

ضربه مثلا ، أى تظهر لى الإكرام وأنتَ تريد قتلى ، كما أنَّ الذئب وإن كانت كنيته حسنةً فإنّ عمله ليس بحسَنٍ. وكذلك الخمر وإن سمِّيتْ طِلَاءً وحسُن اسمها فإنَّ عملها قبيح.

__________________

(١) قبله :

وسائلة تسائل عن أبيها

فقلت لها وقعت على الخبير

(٢) فى القاموس : الطُلِاوة مثلثةً.

(٣) فى اللسان :

هل الخمر بكنونها بالطلا


والطِّلَاءُ : أيضاً القَطِران وكلُّ ما طَلَيْتَ به. والطِّلَاءُ : الحبل الذى تشدّ به رجلا الطَلَا إلى وتِد.

وطَلَيْتَهُ بالدهن وغيره طَلْياً. وتَطَلَّيْتُ به ؛ واطَّلَيْتُ به ، على افْتَعَلْتُ.

وطَلَّيْتُ فلاناً تَطْلِيَةً ، إذا مرَّضتَه.

والطُلَّاءُ مثال المُكَّاءِ : الدمُ. حكاه أبو عبيد.

والْمِطْلَاءُ على مِفْعَالٍ : الأرض السهلة الليِّنة تُنبت العِضاه. ويقال : الْمَطَالِى : المواضعُ التى تغذو فيها الوحشُ أَطْلَاءَهَا.

طما

طَمَا الماء يَطْمُو طُمُوًّا ويَطْمِى طُمِيًّا ، فهو طامٍ ، إذا ارتفع وملأ النهر. ومنه طَمَتِ المرأةُ بزوجها ، إذا ارتفعت به.

وطَمَى يَطْمِى مثل طَمَّ يَطِمُّ ، إذا مرّ مسرعاً.

طنى

الطَّنَى : لُزُوق الطِحال بالجَنْب من شدَّة العطش. تقول منه : طَنِىَ البعير بالكسر يَطْنَى طَنًى ، وبعيرٌ طَنٍ.

وطَنَّيْتُهُ تَطْنِيَةً ، إذا عالجتَه من الطَّنَى.

وقال (١) :

أَكْويهِ إمَّا أراد الكَىَّ مُعْتَرِضناً

كَىَّ المُطَنِّى من النَحْزِ الطَّنَى الطَحِلا

ابن السكيت : هذه حيّةٌ لا تُطْنِى ، أى لا يعيش صاحبُها ، تقتُل من ساعتها ، وأصله الهمز.

وقد ذكرناه فى باب الهمز.

طوى

طَوَيْتُ الشىء طَيًّا فانْطَوَى. والطِيَّةُ منه مثل الجِلسة والرِكبة ، ومنه قول ذى الرمَّة :

* كما تُنَشَّرُ بعد الطِيَّةِ الكُتُبُ (٢) *

والطَّوَى : الجوع ، يقال : طَوِىَ بالكسر يَطْوَى طَوًى فهو طَاوٍ وطَيَّانُ. وطَوَى بالفتح يَطْوِى طَيًّا ، إذا تعمَّد ذلك.

وفلان طَوَى كشحَه ، إذا أعرضَ بودّه.

وهذا رجلٌ طَوِى البطنِ على فَعِلٍ ، أى ضامر البطن. عن ابن السكيت. قال العُجَير السلولىّ :

فقام فأدنى من وِسَادِى وِسادَهُ

طَوِى البطنِ ممشوقُ الذراعين شَرْجَبُ

وتَطَوَّتِ الحيّة ، أى تَحَوَّتْ.

والطِّيَّةُ : النيّة. قال الخليل : الطِّيَّةُ تكون منزلاً وتكون منتأًى. تقول منه : مضى لِطِيَّتِهِ ، أى لنِيّته التى انتواها. وبَعُدَتْ عنا طِيَّتُهُ ، وهو

__________________

(١) أبو مزاحم العقيلىّ.

(٢) صدره :

من دمنة نسفت عنها الصبا سفعا


المنزل الذى انتواه. ومضى لِطَيَّتِهِ. وطِيَّةٌ بعيدةٌ ، أى شاسعةٌ.

وطوى : اسم موضع بالشأم ، تكسر طاؤه وتضم ، يصرف ولا يصرف. فمن صرفه جعله اسمَ وادٍ ومكانٍ وجعله نكرةً ، ومن لم يصرفه جعله [اسمَ (١)] بلدةً وبقعةً وجعله معرفةً. وقال بعضهم : طُوًى مثل طِوًى ، وهو الشىء المثنَّى. وقال فى قوله تعالى : (بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) طُوِىَ مرَّتين ، أى قُدِّس. وقال الحسن : ثُنِّيَتْ فيه البركة والتقديس مرتين (٢).

وذو طُوًى بالضم : موضعٌ بمكة.

والطَوِيَّةُ : الضمير.

والطَوِىُ : البئر المَطْوِيَّةُ.

والطَّايَةُ : السطح ، ومِرْبَد التمر.

وأَطْوَاءُ الناقة : طرائق شحمها.

طها

الطَّهْوُ : طبخ اللحم. وفى الحديث : «فما طَهْوِى إذن» ، أى فما عملى إنْ لم أحكمْ ذلك.

يقال منه : طَهَاهُ يَطْهُوهُ ويَطْهَاهُ طَهْوًا وطَهْياً (٣).

وطَهَا الرجُل : ذهب فى الأرض ، مثل طَحَا.

قال الشاعر :

طَهَا هِذْرِيَانٌ قَلَّ تغميضُ عَيْنِهِ

على دُبَّةٍ مثلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ

وكذلك طَهَتِ الإبل ، إذا ذهبتْ نَادَّةً فى الأرض. وقال الأعشى :

فلسنا لبَاغِى المُهْمَلَاتِ بِقِرْفَةٍ

إذا ما طَهَا بالليل مُنْتَشِراتُها

ويبعد أن يقال إنّه من مَاطَ يَميُط.

والطَّاهِى : الطبّاخ.

والطَّهَاءُ ممدودٌ : لغة فى الطَخَاءِ ، وهو السحاب المرتفع. يقال : ما على السماء طَهاءَةٌ ، أى قَزَعَةٌ.

وطُهَيَّةُ : حَىٌّ من تميم نُسبوا إلى أمهم ، وهم أبو سُودٍ وعَوْفٌ وحُبيش (٤) بنو مالك بن حنظلة.

قال جرير :

أَثَعْلَبَةَ الفوارسَ أو رِياحاً

عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشَابا

والنسبة إليهم طُهْوِىٌ ساكنة الهاء ، وبعضهم يقول طُهَوِىٌ على القياس.

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) فى القاموس : وذو طُوَى مثلثة الطاء وينوّن : موضعٌ قرب مكة.

(٣) زاد فى القاموس : وطُهُوًّا وطُهِيًّا وطَهَايَةً :

عالجه بالطبخ أو الشَىِّ.

(٤) فى المخطوطات : «وحَنَش».


فصل الظّاء

ظبى

الظَّبْىُ معروف ؛ وثلاثة أَظْبٍ ، وهو أفعُل فأبدلوا من ضمة العين كسرةً لتسلم الياء. والكثير ظِبَاءٌ وظُبِىٌ على فعول مثل ثُدِىٍّ ، وظَبَيَاتٌ بالتحريك.

والظَّبْىُ أيضاً : وادٍ. قال امرؤ القيس :

* أَسَارِيُع ظَبْىٍ أَو مَسَاوِيكُ إسْحِلِ (١) *

والظَّبْيَةُ : فرج المرأة. وقال الأصمعىّ : هى لكلِّ ذات حافر. وقال الفراء : هى للكلبة.

ومن دعائهم عند الشماتة : «به لا بِظَبْىٍ» ، أى جعل الله ما أصابه لازماً له. ومنه قول الفرزدق (٢) :

أقول له لَمَّا أَتَانِى نَعِيُّهُ

به لا بِظَبْىٍ بالصرِيمَةِ أَعْفَرا

ظُبَةُ

والسيف وظُبَةُ السهم : طرَفُه. قال بَشامة بن حرىّ النهشلىّ (٣) :

إذا الكُمَاةُ تَنَحَّوْا أَنْ يَنَالَهُمُ

حَدُّ الظُبَاتِ وَصَلْنَاهَا بأَيْدِينا

وأصلها ظُبَوٌ (٤) ، والهاءِ عوضٌ من الواو ، والجمع أَظْبٍ فى أقلّ العدد مثل أَدْلٍ ، وظُبَاتٌ وظُبُونَ بالواو والنون. قال كعب :

تَعَاوَرُ أَيْمانُهُمْ بينهم

كُئُوسُ المَنايا بحدِّ الظُبِينَا

وفلانُ بن ظَبْيَانَ ، بالفتح.

ظمى

شفةٌ ظَمْيَاءُ بيِّنة الظَّمَى ، إذا كان فيها سُمرةٌ وذبولٌ. ولِثَةٌ ظَمْيَاءُ : قليلة الدم.

وعينٌ ظَمْيَاءُ : رقيقة الجفن. وساقٌ ظَمْيَاءُ : قليلة اللحم.

وظِلٌ أَظْمَى : أسودُ. ورمحٌ أَظْمَى : أسمر.

والْمَظْمِىُ من الزرع : ما تسقيه السماء. والمَسْقَوِىُّ : ما يُسْقَى بالسَيْحِ.

والظَّمْيَانُ : شجرٌ ينبت بنجدٍ ، يشبه القَرَظَ.

ظنى

تَظَنَّى : تَفَعَّلَ من الظّنِّ ، فأبدل من إحدى النونات ياءً ، وهو مثل تَقَضَّى من تقَضَّضَ.

__________________

(١) صدره :

وتعطو برخيص غير شئن كأنه

(٢) فى زياد.

(٣) أنظر شرح الحماسة للمرزوقى ١٠٠.

(٤) بوزن صُرَدٍ ، كما فى اللسان.


ظيى

الظَيَّانُ : ياسَمين البرّ ، وهو فَعْلَانُ. قال الهذلىّ (١) :

تاللهِ يَبْقَى على الأيام ذُو حِيَدٍ

بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآسُ

يعنى لا يبقى ، لأنّه لو أراد الإيجاب لأدخل عليه اللام ، لأن اللام فى الإيجاب بمنزلة لا فى النفى.

ويقال : الظَيَّانُ : العسلُ. والآسُ : بقيَّة العسَل فى الخلية.

فصل العين

عبى

العَبَاءَةُ والعَبَايَةُ : ضربٌ من الأكسية ، والجمع العَبَاءُ والعَبَاءَاتُ.

وقال يونس : عَبَّيْتُ الجيش تَعْبِيَةً وتَعْبِئَةً وتَعْبِيئاً ، إذا هيّأتَه فى مواضعه. وقال أبو زيد : عَبَأْتُهُ بالهمز.

عتا

يقال : عَتَوْتَ يا فلان تَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيًّا وعِتِيًّا ، والأصل عُتُوٌّ ، ثم أبدلوا من إحدى الضمتين كسرةً فانقلبت الواو ياءً فقالوا عُتِيًّا ، ثم أتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا عِتِيًّا ليؤكِّدوا البدل.

ورجلٌ عاتٍ وقومٌ عُتِىٌ ، قلبوا الواو ياءَ. قال محمد بن السَرِىّ : وفُعُولٌ إذا كانت جمعاً فحقُّها القلب ، وإذا كانت مصدراً فحقُّها التصحيح ؛ لأنّ الجمع أثقلُ عندهم من الواحد.

وتَعَتَّيْتُ مثل عَتَوْتُ ، ولا تقل عَتَيْتُ (٢).

وعَتَا الشيخ يَعْتُو عُتِيًّا وعِتِيًّا : كبر وولّى.

وعَتَّى : لغة هذيل وثَقيف فى حتَّى ، وقرئ : عَتَّى حِينٍ.

عثا

عَثَا فى الأرض يَعثُو : أفسد. وكذلك عَثِىَ بالكسر يَعْثَى. وقال الله تعالى : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ) ، أى لا تُفسدوا (٣).

__________________

(١) هو مالك بن خالد الخناعى :

يامى إن سباع الأرض هالكه

والعفر والادم والارام والناس

والجيش لن بعجز الأيام ذو جيد

بمشخر الخ ...

 (٢) قال فى المختار : العَاتِى : المجاوز للحدّ فى الاستكبار ، والعَاتِى : الجبّار أيضاً ، وقيل العاتى هو المبالغ فى ركوب المعاصى المتمرد الذى لا يقع منه الوعظ والتنبيه موضعاً.

(٣) فى المختار : قال الأزهرى : القراء كلهم متفقون على فتح الثاء ، دل على أن القرآن نزل باللغة الثانية لا غير.


ويقال للضبع عَثْوَاءُ ، لكثرة شعرها ، وللضِبْعان أَعْثَى. وربما قيل للرجل كثير الشعر أَعْثَى ، وللأحمق الثقيل أَعْثَى ، وللعجوز عَثْوَاءُ.

والعِثْيَانُ بالكسر : الضِبْعَانُ.

عجا

عَجَتِ الأم ولدها تَعْجُوهُ عَجْواً ، إذا سقَتْه اللبن.

والعَجِىُ : الذى تموت أمُّه فيربِّيه صاحبُه بلبن غيرها ، والأنثى عَجِيَّةٌ. قال الشاعر :

عَدَانِى أَنْ أَزورك أَنَّ بَهْمِى

عَجَايَا كُلُّها إلّا قلِيلا

والْعَجْوَةُ : ضربٌ من أجود التمر بالمدينة ، ونخلتُها تسمَّى لِينَةً.

وعَاجَيْتُ الصبىَّ ، إذا أرضعتَه بلبن غيرِ أمّه أو منعْتَه اللبنَ وغذّيتَه بالطعام. قال الجعدى :

إذا شئتَ أَبْصَرْتَ من عَقِبِهمْ

يَتَامَى يُعَاجَوْنَ كالأَذْؤُبِ

ولقى فلان مَا عَجَاهُ ، أى لقى شدّةً. ولقّاه الله ما عَجَاهُ وما عَظَاهُ ، أى ما ساءه.

ويقال : العُجَى : الجلود اليابسة تُطْبَخ وتؤكل ، الواحدة عُجْيَةٌ. وقال (١) :

ومُعَصَّبٍ قَطَعَ الشِتَاءَ وقُوتُهُ

أَكْلُ الْعُجَى وتَكَسُّبُ الأَشْكادِ (٢)

والعُجَايَتَانِ : عَصَبَتَانِ فى باطنِ يَدىِ الفرس ، وأَسفلَ منهما هَنَاتٌ كأنَّها الأظفار ، تسمّى السَعْدانات. ويقال : كلُّ عَصَبٍ يتَّصل بالحافر فهو عُجَايَةٌ. قال الراجز (٣) :

وحافرٌ صُلْبُ الْعُجَى مُدَمْلَقُ

وساقُ هَيْقٍ أَنْفُهَا مُعَرَّقُ

الأصمعى : الْعُجَايَةُ والْعُجَاوَةُ لغتان ، وهما قدرُ مُضغةٍ من لحمٍ تكون موصولةً بعَصَبَةٍ ، تنحدر من ركبة البعير إلى الفِرسِ.

عدا

العَدُوُّ : ضدُّ الوَلِىِّ ؛ والجمع الْأَعْدَاءُ ، وهو وصفٌ ولكنّه ضارع الاسمَ. يقال : عَدُوٌّ بيِّن الْعَدَاوَةِ والمُعَادَاةِ ، والأنثى عَدُوَّةٌ.

قال ابن السكيت : فَعُولٌ إذا كان فى تأويل فاعِلٍ كان مؤنَّثه بغير هاءٍ ، نحو رجلٍ صبورٍ وامرأةٍ صبورٍ ، إلَّا حرفاً واحداً جاء نادراً ، قالوا هذه عَدُوَّةُ الله. قال الفراء : وإنّما أدخلوا فيها الهاء

__________________

(١) أبو المهوّش.

(٢) بعده :

فبدأته بالمحض ثم ثنيته

بالشحم قبل محمد وزياد

(٣) الزفيان.


تشبيهاً لها بصديقة ، لأنَّ الشىء قد يبنى على ضدّه.

والعِدَا ، بكسر العين : الْأَعْدَاءُ ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له. قال ابن السكيت : ولم يأت فِعَلٌ فى النُعُوت إلّا حرف واحد ، يقال : هؤلاء قومٌ عِدًا ، أى غرباء ، وقومٌ عِدًا أى أَعْدَاءٌ. وأنشد لسعد بن عبد الرحمن بن حسان(١) :

إذا كنت فى قومٍ عِدًا لستَ منهمْ

فكُلْ ما عُلِفْتَ من خبيثٍ وطَيِّبِ

قال : ويقال قوم عِدًا وعُدًا ، أى أَعْدَاءٌ ، مثل سِوًى وسُوًى. قال الأخطل :

أَلَا يا اسْلَمِى يا هندُ هندَ بَنِى بَدْرِ

وإنْ كان حَيَّانا عُداً آخر الدَهْرِ

يروى بالضم والكسر.

وقال ثعلب : يقال قومٌ أَعْدَاءٌ وعِدًا بكسر العين ، فإن أدخلت الهاء قلت عُدَاةٌ بالضم.

والعَادِى : العَدُوُّ. قالت امرأةٌ من العرب : أَشْمَتَ ربّ العالمين عَادِيَكَ.

وتَعَادَى القوم من العَدَاوَةِ. وتَعَادَى ما بينهم أى فسَد. وتَعَادَى : تباعد. قال الأعشى يصف ظبيةً وغزالها :

وتَعَادَى عنه النهارَ فما تَعْ

جُوهُ إلّا عُفَافَةٌ أَو فُوَاقُ

يقول : تَبَاعَدُ عن ولدها فى المرعى لئلّا يستدل الذئبُ بها على ولدها.

والْعِدَاءُ بالكسر والمدّ : الموالاة بين الصيدَين تَصْرَع أحدَهما على إثر الآخر فى طَلَقٍ واحد.

قال امرؤ القيس :

فعَادَى عِدَاءً بين ثورٍ ونعجةٍ

دِرَاكاً ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

والعَدَاءُ بالفتح والمدّ : طَوَارُ كلّ شىء ، وهو ما انقاد معه من عَرْضِهِ وطوله. والعَدَاءُ أيضاً : تجاوُز الحدّ والظُلم. يقال عَدَا عليه عَدْوًا وعُدُوًّا وعَدَاءً ، ومنه قوله تعالى : (فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ). وقرأ الحسن : عُدُوًّا مثل جُلُوسٍ.

وعَدَا : فِعْلٌ يستثنى به مع مَا وبغير مَا ، تقول : جاءنى القوم ما عَدَا زيداً وجاءونى عَدَا زيداً ، تنصب ما بعدها بها ، والفاعل مضمرٌ فيها.

__________________

(١) قال فى تهذيب إصلاح المنطق ج ١ ص ١٧٢ : وأنشد لدودان بن سعد من بنى أسد :

تبدلت من دودان قسرا وأرضها

فما ظفرت كفى ولا طاب مشربى

إذا كنت ..... الخ

وقبلهما :

لعمرى لرهط المرء خير بقية

عليه وإن عالوا به كل مركب


وعَدَاهُ يَعْدُوهُ ، أى جاوزه.

وما عَدَا فلانٌ أن صنع كذا.

وما لى عن فلان مَعْدًى ، أى لا تَجاوُزَ لى إلى غيره. يقال : عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى ، أى تجاوز.

وعَدِّ عما ترى ، أى اصرفْ بصركَ عنه.

وتَعَادَى القومُ ، إذا أصاب هذا مثلُ داءِ هذا من العَدْوَى ، أو يموت بعضهم فى إثْر بعض.

قال الشاعر :

فمَا لَكِ من أَرْوَى تَعَادَيْتِ بالعَمَى

ولاقيتِ كَلَّاباً مُطِلًّا ورامِيا

والعُدْوَانُ : الظُلم الصراح. وقد عَدَا عليه ، وتَعَدَّى عليه ، واعْتَدَى كلُّه بمعنًى.

وعَوَادِى الدهر : عوائقه. قال الشاعر (١) :

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ

وعَدَتْ عَوَادٍ دُون وَلْيِكَ تَشْعَبُ (٢)

والْعِدْوَةُ والْعُدْوَةُ : جانبُ الوادى وحافَتُه.

قال الله تعالى : (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى). والجمع عِدَاءٌ ، مثل بُرْمَةٍ وبِرامٍ ، ورِهْمَةٍ ورِهَامٍ ، وعِدَيَاتٌ (٣).

وقال أبو عمرو : العُدْوَةُ والعِدْوَةُ : المكان المرتفع.

والعَدْوَى : طلبُك إلى والٍ لِيُعْدِيَكَ على مَن ظلمك ، أى ينتقم منه. يقال : اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فَأَعْدَانِى عليه ، أى استعَنت به عليه فأَعَانَنِى عليه ، والاسم منه العَدْوَى ، وهى المَعُونَةُ.

والعَدْوَى أيضاً : ما يُعْدِى من جرَبٍ أو غيره ، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال : أَعْدَى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ ، أو من عِلَّةٍ به أو جربٍ.

وفى الحديث : «لا عَدْوَى» أى لا يُعْدِى شىء شيئاً.

والعَدْوُ : الحُضْرُ. وأَعْدَيْتُ فرسى واسْتَعْدَيْتُهُ ، أى استحضرته.

وأَعْدَيْتَ فى منطقك ، أى جُرْتَ.

وفلانٌ مَعْدِىٌ عليه ، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر :

وقد عَلِمَتْ عِرْسِى مُلَيكَةُ أَنَّنِى

أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا

الأصمعى : الْعُدَوَاءُ على وزن الغُلَوَاءِ : المكان

__________________

(١) هو ساعدة بن جؤية الهذلى.

(٢) بعده :

ومن العوادي أن تقتك ببغضة

وتقاذف منها وأنك ترقب

(٣) قال ابن برى : وصوابه عِدَوَاتٌ ، ولا يجوز عِدِوَاتٌ على حدّ كِسِرَاتٍ.


الذى لا يطمئنُّ من قَعد عليه. يقال : جئتُ على مركبٍ ذى عُدَوَاءَ ، أى ليس بمطمئنٍّ ولا مستوٍ.

وأبو زيد مثله.

الأصمعى : نمتُ على مكان مُتَعَادٍ ، إذا كان متفاوتاً ليس بمستوٍ. وهذه أرض مُتَعَادِيَةٌ : ذات جِحَرَةٍ ولَخَاقِيقَ :

وعُدَوَاءُ الشغلِ أيضاً : موانِعه. قال العجاج يصف ثوراً يحفر كِنَاساً.

وإنْ أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عنها ووَلَّاهَا ظُلُوفاً ظُلَّفا

والْعُدَوَاء أيضا : بُعْدُ الدار. ويقال : إنَّه لعَدَوَانٌ بفتح العين والدال ، أى شديد العَدْوِ.

وذئبٌ عَدَوَانٌ أيضا : يَعْدُو على الناس. ومنه قولهم : السلطانُ ذو عَدَوَانٍ وذو بَدَوانٍ.

وعَدْوَانُ بالتسكين : قبيلةٌ ، وهو عَدْوَانُ ابن عمرو بن قيسِ عَيلان.

والْعَادِيَةُ من الإبل : المقيمة فى العِضاهِ لا تفارقها ، وليست ترعى الحَمْض. وقال كثيِّر :

وإنّ الذى يبغى من المال أهلُها

أوارِكُ لَمَّا تأتلفْ وعَوادِى

يقول : أهل هذه المرأة يطلُبون من مهرها ما لا يكون ولا يمكن ، كما لا تأتلف هذه الإبل الأوارك والعَوَادِى. وكذلك الْعَادِيَاتُ. وقال :

رأى صَاحِبِى فى الْعَادِيَاتِ نَجيبَةً

وَأَمْثَالَهَا فى الواضعاتِ القَوامِسِ

ودفعتُ عنك عَادِيَةَ فلانٍ ، أى ظلمه وشرَّه.

والْعَدِىُ : الذين يَعْدُونَ على أقدامهم ، وهو جمع عادٍ مثل غازٍ وغَزِىٍّ. وقال (١) :

لَمَّا رَأيتُ عَدِىَ القِوم يَسْلُبُهُمْ

طَلْحُ الشَواجِنِ والطَرْفاءُ والسَّلَمُ (٢)

وعَدِىٌ من قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وهو عَدِىُ بن كعب بن لؤىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النَضر ، والنسبة إليه عَدَوِىٌ.

وعَدِىُ بن مَناة من الرِبَابِ رهطُ ذى الرمة.

وعَدِىٌ فى بنى حنيفة. وعَدِىٌ فى فزارة.

وبنو العَدَوِيَّةَ : قومٌ من حنظلة وتميم.

والعَدَوِيَّةُ من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع ،

__________________

(١) مالك بن خالد الخناعى الهذلىّ.

(٢) بعده :

كفت ثوبي لا ألوى على أحد

أني ئنئت الفتى كالبكر يختطم

الشواجن : مسايل الماء. يقول : انهزم القوم فجعل الطَلْحَ يمشُقهم وهم (يَعْدُونَ).


يخضرّ صغار الشجر فترعاه الإبل. يقال : أصابت الإبل عَدَوِيَّةً.

وسموأل بن عَادِيَاءَ ممدودٌ. قال النمر بن تولب :

هَلَّا سَأَلْتِ بعادِياءَ وبَيْتِهِ

والخَلِّ والخمرِ التى لم تُمْنَعِ

وقد قصره المرادىّ فى الشعر فقال :

بَنَى لنا عَادِيَا حِصْناً حصيناً

إذا ما سامَنِى ضَيمٌ أَبَيْتُ

عذا

الْعِذْىُ (١) بالتسكين : الزرع الذى لا يسقيه إلّا ماء المطر. والْعِذى أيضا : اسم موضع.

والْعَذَاةُ : الأرض الطيِّبة التربة ، والجمع عَذَوَاتٌ. قال ذو الرمة :

بأرضٍ هِجَانِ التُرْبِ وسْمِيَّةِ الثَرَى

عَذَاةٍ نأَتْ عنها المُلُوحَةُ والبَحْرُ

وكذلك أرضٌ عَذِيَةٌ مثل خَرِبةٍ.

عرا

الْعَرَا مقصور : الفِنَاءُ والساحة ، وكذلك الْعَرَاةُ. والْعَرَاةُ أيضا : شدّة البرد.

والْعَرَاءُ بالمدّ : الفضاء لا سِتر به. قال الله تعالى : (لَنُبِذَ بِالْعَراءِ).

وعَرْوَى : هضبةٌ.

وعُرْوَةُ القميص والكوز معروفة. والعُرْوَةُ أيضا من الشجر : الشىء الذى لا يزال باقياً فى الأرض لا يذهب ، وجمعه عُرًى ، ويشبّه به البُنْكُ من الناس. قال مُهلهِل :

خَلع الملوكَ وسار تحت لوائه

شجرُ العُرى وعَرَاعِرُ الأقوامِ

وقال آخر :

ولم أجد عُرْوَةَ الخلائق إلَّا ال

دينَ لَمَّا اعتبرتُ والحَسَبا

والعُرْوَةُ : الأسد ، وبه سمِّى الرجل عُرْوَةَ.

وأنا عِرْوٌ منه بالكسر ، أى خِلْوٌ.

وعَرَانِى هذا الأمر واعْتَرَانِى ، إذا غشيكَ.

وعَرَوْتُ الرجل أَعْرُوهُ عَرْوًا ، إذا ألممتَ به وأتيتَه طالباً ، فهو مَعْرُوٌّ. وفلان تَعْرُوهُ الأضياف وتَعْتَرِيهِ ، أى تغشاه. ومنه قول النابغة :

أَتَيْتُكَ عَارِياً خَلَقاً ثيابى

على خوفٍ تُظَنُّ بى الظُنُونُ

والْعَرِيَّةُ : النخلة يُعْرِيَهَا صاحبها رجلاً مُحتاجاً فيجعل له ثمرها عاماً فيَعْرُوهَا أى يأتيها ،

__________________

(١) العِذْىُ بالكسر ويفتح. عَذَا البلدُ يَعْذُو : طاب هواؤه. والعَذَاةُ : الأرض الطيّبة البعيدة من الماء والوخَم كالعَذِيَةِ ؛ جمعها عَذَوَاتٌ ، وقد عَذُوَتْ وعَذِيَتْ أحسن العَذَاةِ. عن القاموس.


وهى فَعِيلَةٌ بمعنى مفعولةٍ ، وإنما أُدْخِلَتْ فيها الهاء لأنها أُفْرِدَتْ فصارت فى عداد الأسماء ، مثل النطيحة والأكيلة ، ولو جئت بها مع النخلة قلت : نخلةٌ عَرِىٌ. وفى الحديث أنّه رخّص فى الْعَرَايَا بعد نَهيه عن المُزَابَنَةِ

، لأنَّه ربما تأذّى المعْرِى بدخوله عليه ، فيحتاج أن يشتريها منه بثمن ، فرُخِّصَ له فى ذلك. قال شاعر الأفصار (١) :

وليست بسَنْهَاءَ ولا رُجَّبِيَّةٍ

ولكن عَرَايَا فى السنين الجَوَائِحِ

يقول : إنّا نُعْرِيهَا الناسَ المحاويج.

واسْتَعْرَى الناسُ فى كلّ وجه ، وهو من العَرِيَّةِ ، أى أكلوا الرُطَبَ.

والْعَرِيَّةُ أيضاً : الريح الباردة.

الكلابىّ : يقال إن عَشِيَّتَنَا هذه لَعَرِيَّةٌ ، أى باردةٌ.

ويقال : أَهْلَكَ فقد أَعْرَيْتَ ، أى غابت الشمس وبَرِدْتَ.

والْعُرَوَاءُ مثال الغُلَوَاء : قِرَّةُ الحُمىَّ ومَسُّهَا فى أوّل ما تأخذ بالرعدة. وقد عُرِىَ الرجل على ما لم يسمَّ فاعله ، فهو مَعْرُوٌّ. وقول لبيد :

والنيِبُ إن تُعْرَ مِنِّى رِمَّةً خَلَقاً

بعد المماتِ فإنِّى كنتُ أَتَّئِرُ

ويروى : «... تَعْرُ مِنِّى ...» أى تطلب ، لأنّها ربّما قضِمت العظامَ تتملَّح بها.

وعَرِىَ من ثيابه يَعْرَى عُرْياً ، فهو عارٍ وعُرْيَانٌ ، والمرأة عُرْيَانَةٌ. وما كان على فُعْلَانٍ فمؤنثه فُعْلَانَةٌ بالهاء.

وأَعْرَيْتُهُ أنا وعَرَّيْتُهُ تَعْرِيَةً فتَعَرَّى.

ويقال : ما أحسنَ مَعَارِىَ هذه المرأة ، وهى يداها ورجلاها ووجهها. قال أبو كَبيرٍ الهُذَلىّ (٢) :

مُتَكَوِّرِينَ على المَعَارِى بينهم

ضَرْبٌ كتَعْطَاطِ المزادِ الأَثْجَلِ (٣)

ويقال : اعْرَوْرَيْتُ منه أمرًا قبيحاً ، أى ركبتُ. واعْرَوْرَيْتُ الفرسَ : ركبته عُرْيَاناً ، وهو افْعَوْعَلَ.

وفرسٌ عُرْىٌ : ليس عليه سرجٌ ، والجمع الْأَعْرَاءُ. وأمَّا قول الهذَلىّ :

أَبِيتُ على مَعَارِىَ واضحاتٍ

بهنّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ

فإنَّما نصب الياء لأنّه أجراها مجرى الحرف

__________________

(١) سويد بن الصامت.

(٢) يصف قوماً ضُرِبُوا فسقطوا على أيديهم وأرجلهم.

(٣) ويروى : «الأثجل». ومتكورين ، أى بعضُهم على بعض.


الصحيح فى ضرورة الشعر ، ولم ينوّن لأنّه لا ينصرف. ولو قال مَعَارٍ لم ينكر البيت ، ولكنه فرَّ من الزِحافِ.

ويقال أَعْرَاهُ صديقُه ، إذا تباعَد منه ولم ينصره.

عزا

عَزَوْتُهُ (١) إلى أبيه ، وعَزَيْتُهُ لغة ، إذا نسبتَه إليه ، فَاعْتَزَى هو وتَعَزَّى ، أى انتمى وانتسب.

والاسم العَزَاءُ. وفي الحديث : «مَن تَعَزَّى بعَزَّاءِ الجاهلية فَأَعِضُّوهُ بهَن أبيه ولا تَكْنُوا» يعنى بنسب الجاهلية.

والْعِزَةُ : الفِرقة من الناس ، والهاء عوض من الياء ، والجمع عِزًى على فِعَلٍ ، وعِزُونَ وعُزُونَ أيضا بالضم ، ولم يقولوا عِزَاتٌ ، كما قالوا ثُبَاتٌ.

ومنه قوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) قال الراعى :

أَخَلِيفَةَ الرحمنِ إنّ عشيرتى

أَمْسَى سَوَامُهُمُ عِزِينَ فُلُولا

وقال آخر :

فَلَمَّا أَنْ أَتَيْنَ على أُضَاخٍ

ضَرَحْنَ حَصَاهُ أشتاتاً عِزِينا

أى جماعاتٍ فى تفرقةٍ. قال الأصمعى : يقال فى الدار عِزُونَ ، أى أصناف من الناس.

عسا

الأصمعى : عَسَا الشىءُ يَعْسُو عُسُوًّا وعَسَاءً ممدود ، أى يبِس واشتدَّ وصلب.

وعَسَا الشيخ يَعْسُو عُسِيًّا : ولَّى وكبِر ، مثل عَتَا.

قال الأخفش : عَسَتْ يده تَعْسُو عُسُوًّا : غلُظَتْ من العمل. قال الخليل : يقال للشيخ قد عَسَا ، ويقال للنبات إذا غلظ : قد عَسَا. قال : وفيه لغة أخرى : عَسِىَ بالكسر.

وقال أبو عبيد : العَاسِى : شِمراخ النخل (٢).

والْعَسَاءُ مقصورٌ : البلحُ.

وعَسَى من أفعال المقاربة ، وفيه طمعٌ وإشفاقٌ ، ولا يتصرَّف لأنّه وقع بلفظ الماضى لِمَا جاء فى الحال تقول : عَسَى زيدٌ أن يخرج ، وعَسَتْ فلانة أن تخرج ، فزيدٌ فاعِلُ عَسَى وأن يخرج مفعولها ، وهو بمعنى الخروج ، إلَّا أنّ خبره لا يكون اسما.

لا يقال : عَسَى زيدٌ منطلقاً.

__________________

(١) عَزَأ من باب عدَا ورَمَى ، وعَزِىَ كرَضِىَ عَزَاءً فهو عَزٍ : صبر على ما نابه.

(٢) فى القاموس : والغَسَا للبلح بالغين ، وغلط الجوهرى. قال فى الوشاح : ولعل فيه لغتين ، كعَسَى الليلُ إذا أظلم ، بالعين والغين.


وأما قولهم : «عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً» فشاذٌّ نادرٌ ، وضع أبؤسا موضع الخبر. وقد يأتى فى الأمثال ما لا يأتى فى غيرها. وربَّما شبَّهوا عَسَى بكادَ ، واستعملوا الفعل بعده بغير أَنْ ، فقالوا : عَسَى زيدٌ ينطلق. قال الشاعر(١).

عَسَى اللهُ يُغْنِى عن بلادِ ابن قادِرٍ

بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَبَابِ سَكُوبِ (٢)

ويقال : عَسَيْتُ أن أفعل ذاك ، وعَسِيتُ بالكسر ، وقرئ : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ) بالكسر والفتح.

وتقول للمرأة : عَسَتْ أن تفعل ذاك ، وعَسَيْتُنَ للنساء ، وعَسَيْتُمْ للرجال ، ولا يقال منه يَفْعُلُ ولا فَاعِلٌ.

وعَسَى من الله واجبةٌ فى جميع القرآن ، إلّا فى قوله : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ) وقال أبو عبيدة : عَسَى من الله إيجابٌ ، فجاءت على إحدى لغتى العرب ، لأنَ عَسَى فى كلامهم رجاء ويقين. وأنشد لابن مُقْبل :

ظَنِّى بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ

يتنازعون جوائز الأَمثالِ

أى ظَنِّى بهم يقينٌ.

عشا

الْعَشِىُ والعَشِيَّةُ : من صلاة المغرب إلى العَتَمة (٣). تقول : أتيته عَشِىَ أمس وعَشِيَّةَ أمس. وتصغير العَشِىِ عُشَيَّانٌ على غير قياس مكبَّرِه ، كأنَّهم صغّروا عَشْيَاناً ، والجمع عُشَيَّانَاتٌ.

وقيل أيضا فى تصغيره عُشَيْشِيَانٌ ، والجمع عُشَيْشِيَانَاتٌ. وتصغير العَشِيَّةٌ عُشَيْشِيَةٌ ، والجمع عُشَيْشِيَاتٌ.

والْعِشَاءُ ، بالكسر والمدّ ، مثل العَشِىِ.

والْعِشَاءَانِ : المغربُ والعَتَمةُ. وزعم قوم أنَ الْعِشَاءَ من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ، وأنشدوا :

غَدَوْنَا غدوةً سَحَراً بليلٍ

عِشاءً بعد ما انتصف النَهارُ

__________________

(١) سماعة بن أسول النعامى.

(٢) قال ابن برى : وصواب إنشاده : عن بلاد ابن قارب وقال: كذا أنشده سيبويه.

وبعده :

هجف تحف الريح فوق سباله

له من لويات العكوم؟

 (٣) فى المختار : قال الأزهرى : العَشِىُّ ما بين زوال الشمس وغروبها. وصلاتا العَشِىِّ هما الظهر والعصر ، فإذا غابت الشمس فهو العِشاءُ.


والْعَشَاءُ بالفتح والمدّ : الطَعام بعينه ، وهو خلاف الغَداء.

والْعَشَا مقصورٌ : مصدر الْأَعْشَى ، وهو الذى لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار ، والمرأة عَشْوَاءُ وامرأتان عَشْوَاوَانِ. وأَعْشَاهُ فعَشِىَ بالكسر يَعْشَى عَشاً ، وهما يَعْشَيَانِ ولم يقولوا يَعْشَوَانِ ؛ لأنَّ الواو لما صارت فى الواحد ياءً لكسرة ما قبلها تُرِكَتْ فى التثنية على حالها.

وتَعَاشَى ، إذا أرى من نفسه أنَّه أَعْشَى.

والنسبة إلى أَعْشَى أَعْشَوِىٌ ، وإلى العشيّة عَشَوِىٌ.

والعَشْوَاءُ : الناقة التى لا تُبصر أمامَها فهى تَخبِط بيديها كلَّ شىء.

وركب فلانٌ الْعَشْوَاءَ ، إذا خبط أمَره على غير بصيرة. وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْوَاءَ.

ابن السكيت : عَشِيَتِ الإبل تَعْشَى عَشاً ، إذا تَعَشَّتْ ، فهى عَاشِيَةٌ وهذا عِشْيُها. وفى المثل : «الْعَاشِيَةُ تَهيجُ الآبِيَةَ» أى إذا رأت التى تأبى الْعَشَاءَ التى تَتَعَشَّى تبعَتْها فَتَعَشَّتْ معها. وأنشد :

تَرَى المِصَكَّ يَطْرُدُ الْعَوَاشِيا

جِلَّتَهَا والأُخَرَ الحواشِيا

والْعَوَاشِى هى التى ترعى ليلاً. وقال أبو النجم :

* يَعْشَى إذا أظلم عن عَشَائِهِ (١) *

يقول : يَتَعَشّى فى وقت الظلمة.

والْعَشْوَةُ : أن تركب أمراً على غير بَيَاتٍ ؛ يقال : أَوْطَأْتَنِى عُشْوَةً وعَشْوَةً ، أى أمراً ملتبساً ، وذلك إذا أخبرتَه بما أوقعتَه به فى حيرةٍ أو بليَّةٍ.

وعَشَوْتُ ، أى تَعَشَّيْتُ. ورجلٌ عَشْيَانُ ، وهو المُتَعَشِّى.

أبو زيد : مضى من الليل عَشْوَةٌ بالفتح ، وهو ما بين أوله إلى رُبِعِه. يقال : أخذت عليهم بِالْعَشْوَةِ ، أى بالسواد من الليل.

والْعُشْوَةُ بالضم : الشُعلة من النار. وقال :

* كَعُشْوَةِ القَابِسِ تَرْمِى بالشَرَرْ (٢) *

وَعَشَوْتُهُ : قصدتُه ليلاً. هذا هو الأصل ، ثمَّ صار كلُّ قاصد عَاشِياً.

وعَشَوْتُ إلى النار أَعْشُو إليها عَشْواً ، إذا استدلَلتَ عليها ببصرٍ ضعيف. قال الحطيئة :

__________________

(١) بعده :

ترمى المصك يطرد العواشيا

جنتها والأخر الحواشيا

 (٢) قبله :

حتى إذا اشتال سهيل بسحر


متى تَأْتِهِ تَعْشُو إلى ضوء ناره

تجِدْ خير نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ

والمعنى : متى تأته عَاشِياً. وهو مرفوعٌ بين مجزومين ، لأنَّ الفعل المستقبل إذا وقع موقع الحال يرتفع ، كقولك : إنْ تأتِ زيداً تكرمُه يأتِك.

جزمت تأت بإنْ ، وجزمت يأتك بالجواب ، ورفعت تكرمه بينهما وجعلته حالا.

وإذا صدرت عنه إلى غيره قلت : عَشَوْتُ عنه. ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً)(١). وعَشَوْتُهُ فتَعَشَّى أى أطعمثه عَشَاءً. وقال (٢) يصف فرساً :

كانَ ابن أسماء يَعْشُوهُ ويَصْبَحُهُ

من هجمةٍ كفَسِيلِ النخلِ دُرَّارِ

وكذلك عَشَّيْتُهُ تَعْشِيَةً. يقال : عَشِ إبلك ولا تغتّر.

وعَشَّيْتُ عنه أيضا : رفقت به ، مثل ضحّيت عنه.

وإذا قيل لك : تَعَشَ قلت : ما بى من تَعَشٍ ، ولا تقل : ما بى عَشَاءٌ.

عصا

الْعَصَا مؤثّثة. وفى المثل : «العَصَا من الْعُصَيَّةِ» ، أى بعض الأمر من بعض.

يقال عَصاً وعَصَوَانِ ، والجمع عِصِىٌ وعُصِىٌ ، وهو فُعُولٌ وإنَّما كسرت العين إتْباعاً لما بعدها من الكسرة ، وأَعْصٍ أيضا مثلُه كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ.

وقولهم : ألقى عَصَاهُ ، أى أقام وترك الأسفار.

وهو مَثَلٌ. وقال (٣) :

فألقت عَصَاهَا واستقرّتْ بها النَوَى

كما قَرَّ عيناً بالإياب المُسَافِرُ (٤)

وهذه عَصَاىَ أتوكَّأ عليها. قال الفراء : أوَّل لحنٍ سمع بالعراق : هذه عَصَاتِى.

ويقال فى الخوارج : قد شقّوا عَصَا المسلمين ، أى اجتماعهم وائتلافهم.

وانْشَقَّتِ الْعَصَا ، أى وقَع الخلاف. قال الشاعر :

__________________

(١) فى المختار : وفسر بعضهم الآية بضعف البصر. يقال : عَشَا يَعْشُو ، إذا ضعُف بصره.

(٢) هو قُرْط بن التُؤَام اليشكرى.

(٣) ذكر الآمدى أن البيت لمُعَقِّر بن حِمَارٍ البَارِقِىّ.

(٤) قبله :

وحدثها الرواد أن ليس بينها

بين قرى نجران والشام كافر

كافر ، أى مطر.


إذا كانت الهيجاء وانشقَّت العَصَا

فحسبك والضَحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ

أى يكفيك ويكفى الضحَّاك.

وقولهم : لا ترفع عَصَاكَ عن أهلك ، يُراد به الأدب.

والعَصَا : اسم فرسِ جذيمة الأبرش. وفى المثل «ركب العَصَا قصيرٌ».

وقولهم : إنَّه لضعيف الْعَصَا ، أى تِرْعِيَّةٌ.

وأنشد الأصمعىُّ للراعى :

ضعيفُ العَصَا بادِى العروقِ تَرَى له

عليها إذا ما أجدب الناسُ إصْبَعَا

ويقال أيضاً : إنَّه للَيِّنُ العَصَا ، أى رفيقٌ حسنُ السياسة لِمَا وَلِىَ. قال أوس بن مَعنٍ المَزنىّ يذكر رجلاً على ماءٍ يسقى إبلاً :

عليه شَرِيبٌ وَادِعٌ لَيِّنُ الْعَصَا

يساجلها جُمَّاتِهِ (١) وتُساجِلُهْ

موضع الجُمَّاتِ نصبٌ ، وجعل شُربها للماء مساجلةً.

والْعِصِىُ : العظام التى فى الجناح. وقال :

* وفى حقِّها الأدنى عِصِىُ القوادِم*

وعَصَوْتُهُ بالعَصَا : ضربتُه بها. وعَصَوْتُ الجرحَ : شددته.

والعَصَى مقصورٌ : مصدر قولك عَصِىَ (٢) بالسيف يَعْصَى ، إذا ضرَب به. قال جرير :

تَصِفُ السيوفَ وغيركم يَعْصَى بها

يا ابن القُيُونِ وذاك فعل الصَيْقَلِ

وفلان يَعْتَصِى على عصاً ، أى يتوكّأ عليها.

ويَعْتَصِى بالسيف ، أى يجعله عصاً.

[عصي]

والْعِصْيَانُ : خلاف الطاعة. وقد عَصَاهُ يَعْصِيهِ عَصْياً ومَعْصِيَةً ؛ فهو عاصٍ وعَصِىٌ. وعَاصَاهُ أيضاً مثل عَصَاهُ ، واسْتَعْصَى عليه.

واعْتَصَت النواةُ ، أى اشتدَّت.

وأَعْصَى الكَرْمُ ، إذا أخرج عيدانَه.

والْعَاصِى : العِرْقُ الذى لا يرقأ. وقال :

صَرَتْ نظرةً لو صادفتْ جَوْزَ دَارِعٍ

غَدَا والْعَوَاصِى من دم الجوف تَنْعَرُ

وهو من الياء أيضاً.

وعُصَيَّةُ : بطنٌ من سُلَيْمٍ.

والْعُنْصُوَةُ : الخُصلة من الشعر (٣).

__________________

(١) يقال : جاء فى جُمَّةٍ عظيمةٍ ، وجَمَّةٍ ، أى فى جماعة يسألون الدية.

(٢) وعَصِىَ بسيفه ، وعَصَا به يَعْصُو عَصاً : أخذه أخذ العَصَا ، أو ضرب به ضَرْبَهُ بها. عن اللسان.

(٣) فى القاموس : والعُنْصُوَةُ وتفتح عينها ، والعِنْصِيَةُ بالكسر : الخصلة من الشعر.


عضا

الْعُضْوُ والْعِضْوُ : واحد الْأَعْضَاءِ.

وعَضَّيْتُ الشاةَ تَعْضِيَةً ، إذا جزَّأتها أَعْضَاءً.

ويقال أيضاً : عَضَّيْتُ الشىء تَعْضِيَةً ، إذا فرَّقتَه.

وفى الحديث : «لا تَعْضِيَةَ فى ميراث إلّا فيما حمل القَسْمَ» يعنى أن ما لا يحتمل القَسْمَ كالحبّة من الجوهر ونحوها لا يُفَرَّقُ وإن طلبَ بعضُ الورثة القَسْمَ فيه ، لأنَّ فيه ضرراً عليهم أو على بعضهم ، ولكنه يباع ثم يُقسم الثمن بينهم بالفريضة.

وقوله تعالى : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) واحدتها عِضَةٌ ، ونقصانها الواو والهاء ، وقد ذكرناه فى باب الهاء.

الأصمعىّ : فى الدار فِرَقٌ من الناس وعِزُونَ وعِضُونَ وأصنافٌ ، بمعنًى واحد.

عطا

أَعْطَاهُ مالاً يُعْطِيهِ إعْطَاءً ، والاسم الْعَطَاءُ ، وأصله عَطاوٌ بالواو ؛ لأنَّه من عَطَوْتُ ، إلَّا أَنّ العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد الألف ، لأن الهمزة أحمل للحركة منهما (١) ، ولأنَّهم يستثقلون الوقوف على الواو. وكذلك

الياء ، مثل الرِدَاءِ ، وأصله رِدَاىٌ ، فإذا ألحقوا فيها الهاء فمنهم من يهمزها بناءً على الواحد فيقول عَطَاءَةٌ ورِدَاءَةٌ ، ومنهم من يردُّها إلى الأصل فيقول عَطَاوَةٌ ورِدَايَةٌ.

وكذلك فى التثنية عَطَاءَانِ وعَطَاوَانِ ، ورِداءانِ ورِدَايانِ.

واسْتَعْطَى وتَعَطَّى : سأل العَطَاءَ.

ورجلٌ مِعْطَاءٌ : كثير الْإِعْطَاءِ. وامرأةٌ مِعْطَاءٌ ، ومِفْعَالٌ يستوى فيه المذكّر والمؤنث. وقومٌ مَعَاطِىُ ومَعَاطٍ. قال الأخفش : هذا مثل قولهم مَفَاتيحُ ومَفَاتِح ، وأَمَانِىُّ وأَمَانٍ.

والْعَطِيَّةُ : الشىء المُعْطَى ، والجمع الْعَطَايَا.

وقالوا : ما أَعْطَاهُ للمال ، كما قالوا : ما أولاه للمعروف وما أكرمه لى. وهذا شاذٌّ لا يطّرد ؛ لأنَّ التعجب لا يدخل على أَفْعَل ، وإنّما يجوز من ذلك ما سمع من العرب ولا يُقاس عليه.

ويقال : أَعْطَى البعيرُ ، إذا انقاد ولم يَستصعِب.

وقوسٌ عَطْوَى ، على فَعْلَى : موَاتيةٌ سهلةٌ.

__________________

(١) قال ابن برى : هذا ليس سبب قلبِها ، وإنما ذلك لأنها متطرفة بعد ألف زائدة. وقال : فى قوله فى تثنية رِدَاءِ رِدَايَانِ : هذا وهمٌ منه ، إنّما هو رِدَاوَانِ بالواو ، فليست الهمزة تردّ إلى أصلها كما ذكروا ، وإنما تبدل منها واوٌ فى التثنية والنَسَبِ ، والجمع بالألف والتاء.


وعَطَوْتُ الشىء : تناولتُه باليد.

والْمُعَاطَاةُ : المناولة.

وفى المثل : «عاطٍ بغير أَنْوَاطٍ» ، أى يتناول ما لا مطمعَ فيه ولا مُتناول.

ويقال : هو يُعَطِّينِى بالتشديد ويُعَاطِينِى ، إذا كان يخدُمك.

وتَعَاطَاهُ : تناوله. وفلان يَتَعَاطَى كذا ، أى يخوض فيه. وتَعَاطَيْنَا فعَطَوْتُهُ ، أى غلبته.

وقيل فى قوله تعالى : (فَتَعاطى فَعَقَرَ) ، أى قام على أطراف أصابع رجليه ثم رفعَ يديه فضربها.

وإذا أردت من زيد أن يُعْطِيَكَ شيئاً قلت : هل أنت مُعْطِيَّهُ بياءٍ مفتوحة مشددة. وكذلك تقول للجماعة : هل أنتم مُعْطِيَّهُ ، لأنّ النون سقطتْ للإضافة ، وقلبت الواو ياءً وأدغمت وفَتحت ياءَك ، لأنّ قبلها ساكن. وللاثنين : هل أنتما مُعْطِيَايَهُ بفتح الياء. فقسْ على ذلك.

وإذا صغَّرت عَطَاءً حذفت اللام فقلت عُطَىٌ. وكذلك كل اسمٍ اجتمعت فيه ثلاث ياءاتٍ ، مثل عَلِىٍّ وعَدِىٍّ ، حذفت منه اللام إذا لم يكن مبنيًّا على فِعْلٍ ، فإنْ كان مبنيًّا على فِعْلٍ ثبتتْ ، نحو مُحَيِّىٌ من حَيَّا يُحَيِّى تَحِيَّةً.

عظا

الْعَظَاءُ ممدود : جمع عَظَاءَةِ وهى دويْبَّة أكبر من الوزَغة. ويقال فى الواحدة عَظَاءَةٌ وعَظَايَةٌ أيضاً.

ولقىَ فلانٌ ما عَجَاهُ وما عَظَاهُ ، إذا لقى شِدَّةً.

ولَقَّاهُ الله ما عَظَاهُ ، أى ما ساءه.

عفا

الْعَفَاءُ بالفتح والمدّ : التراب. وقال صَفْوان بن مُحرز : إذا دخلتُ بيتى فأكلتُ رغيفاً وشربت عليه ماءً فعلى الدُنيا العَفَاءُ. وقال أبو عبيدة : العَفَاءُ : الدُرُوسُ ، والهلاكُ. وأنشد لزهير يذكر داراً :

تَحَمَّلَ أهلها عنها فبَانُوا

على آثار من ذهب الْعَفَاءُ

قال : وهذا كقولهم : عليه الدَبَارُ ، إذا دعا عليه أن يُدْبر فلا يرجع.

والْعِفَاءُ بالكسر والمدّ : ما كثُر من ريش النعام ووَبر البعير. يقال : ناقة ذات عِفَاءٍ.

والْعَفْوُ : الأرضُ الغُفْلُ التى لم تُوطأ وليست بها آثار. قال الشاعر (١) :

قبيلةٌ كشِرَاكِ النَعْلِ دارِجةٌ

إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لم يوجد لهم أَثَرُ

__________________

(١) الأخطل.


والعَفْوُ والْعُفْوُ والعِفْوُ : الجحشُ. وكذلك الْعَفَا بالفتح والقصر ، والأنثى عَفْوَةٌ.

قال ابن السكيت : الْعِفَا بالكسر. وأنشد المفضَّل لحنظلة بن شرقىّ (١) :

بضَرْبٍ يزيل الهَامَ عن سَكَناتِهِ

وطعنٍ كتَشهاقِ الْعِفَا هَمَّ بالنَهْقِ

وعَفْوُ المالِ : ما يفضُل عن النفقة. يقال : أعطيته عَفْوَ المال ، يعنى بغير مسألة. قال الشاعر :

خُذِى الْعَفْوَ منِّى تستديمى مودّتى

ولا تَنْطُقِى فى سورتِى حين أَغْضَبُ

وعِفْوَةُ الشىء بالكسر : صِفوته. يقال : ذهبتْ عِفْوَةُ هذا النَبت أى لِينه وخَيره. وأكلت عِفْوَةَ الطعام والشراب ، أى خياره.

ويقال : أَعْفِنِى من الخروج معك ، أى دَعْنى منه.

واسْتَعْفَاهُ من الخروج معه ، أى سأله الْإِعْفَاءَ منه.

وعَافَاهُ الله وأَعْفَاهُ بمعنًى ، والاسمُ الْعَافِيَةُ ، وهى دفاع الله عن العبد. وتوضع موضع المصدر.

يقال : عَافَاهُ الله عَافِيَةً.

والْعَافِيَةُ : كلُّ طالبِ رزقٍ من إنسانٍ أو بهيمةٍ أو طائرٍ. وعَافِيَةُ الماء : وَارِدَتُهُ.

والْعِفَاوَةُ بالكسر : ما يُرفع من المرق أوَّلاً يُخَصُّ به من يُكرم. قال الكميت :

وبات وليدُ الحىّ طَيَّانَ ساغِباً

وكاعِبُهُمْ ذاتُ الْعِفَاوَةِ أَسْغَبُ (٢)

تقول منه : عَفَوْتُ له من المرق ، إذا غرَفت له أوّلاً وآثرتَه به.

وقال بعضهم : الْعِفَاوَةُ بالكسر : أوّل المرق وأجودُه.

والعُفَاوَةُ بالضم : آخره ، يردّها مستعير القِدر مع القِدر. يقال منه : عَفَوْتُ القِدر ، إذا تركتَ ذلك فى أسفلها. وأنشد لعوفِ بن الأحوص الباهلىّ (٣) :

فلا تسألينى واسألى عن خَليقتى

إذا ردَّ عَافَى القِدْرِ مَنْ يستعيرُها

وقال الأصمعى : الْعَافِى : ما ترك فى القدر.

أنشد هذا البيت.

وعَفَتِ الربحُ المنزلَ : درسَتْه.

وعَفَا المنزل يَعْفُو : دَرَسَ ، يتعدَّى ولا يتعدَّى.

__________________

(١) هو أبو الطمحان القينىّ.

(٢) فى اللسان : «وظل غلام الحىّ».

(٣) فى اللسان : قال مضرّس الأسدىّ.


وتَعَفَّتِ الدر : درستْ. وعَفَّتُهَا الريح ، شدِّد للمبالغة. وقال :

أَهاجَكَ رَبْعٌ دَارِسُ الرسم بالِلوَى

لأسماءَ عَفى آيَهُ المُورُ والقَطْرُ

ويقال أيضاً : عَفَّى على ما كان منه ، إذا أصلح بعد الفساد.

والعُفِىُ : جمع عَافٍ ، وهو الدارس.

وعَفَوْتُ عن ذنْبه ، إذا تركتَه ولم تعاقبْه.

والْعَفُوُّ ، على فَعُولٍ : الكثير الْعَفْوِ.

وعَفَا الماء ، إذا لم يطرقْه شىءٌ يكدِّره.

وعَفَا الشَعر والبنتُ وغيرهما : كثُر. ومنه قوله تعالى : (حَتَّى عَفَوْا)أى كثرُوا.

وعَفَوْتُهُ أنا وأَعْفَيْتُهُ أيضاً ، لغتان ، إذا فعلتَ ذلك به. وفى الحديث : «أمَر أن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى الِلحَى».

والْعَافِى : الطويل الشعَر.

وعَفَوْتُهُ ، أى أتيتُه أطلب معروفهُ. واعْتَفَيْتُهُ مثله.

والْعُفَاةُ : طلَّاب المعروف ، الواحد عَافٍ.

وقد عَفَا يَعْفُو.

وفلانٌ تَعْفُوهُ الأضيافُ وتَعْتَفِيهِ الأضياف ، وهو كثير الْعُفَاةِ وكثير الْعَافِيَةِ ، وكثير العُفَّى.

عقا

الْعَقَاةُ والْعَقْوَةُ : الساحة وما حولَ الدار ، يقال : اذهَبْ فلا أَرَينّك بِعَقْوَةٍ.

وتقول : ما يطُور (١) بِعَقْوَتِهِ أحد.

والْعِقْيُ بالكسر : ما يخرُج من بطن الصبىُّ قبل أن يأكل. يقال عَقَى الصبىُ يَعْقِى عَقْياً ، إذا أحدثَ أوّلَ ما يحدث وبعد ذلك ، ما دام صغيراً.

يقال فى المثل : «أحرصُ من كلبٍ على عِقْيِ صِبىٍّ» ، وهو الرَّدَج من السَخْلة والمُهْر.

والْعِقْيَانُ من الذهب : الخالص. يقال : هو ما ينبتُ نباتَا فى معدِنه وليس مما يحصَّل من الحجارة.

وعَقَاهُ يَعْقُوهُ ، أى عَاقَهُ ، على القلب ، وأنشد أبو عبيد لحميد (٢) :

ولو أنِّى رميتُك من بعيد (٣)

لَعَاقَكَ عن دعاء الذئب عَاقِى

والاعتِقاءُ : الاحتباس ، وهو قلب الاعتِياقِ.

والاعتِقاءُ : أن يأخذ الحافرُ فى البئر يَمنةً ويسرةَ ، إذا لم يمكنْه أن يُنبِط الماءَ من قعرها ؛ وكذلك

__________________

(١) فى اللسان : ما يَطورُ أحدٌ بعَقْوَةِ هذا الأسد.

(٢) فى اللسان : لذى الخرق الطهوى.

(٣) يروى : «من قريبٍ» ، وهو الصواب كما قال ابن برى.


الأخْذ فى شُعَب الكلام ، ومنه قول رؤبة :

* ويَعْتَقِى بالعُقَمِ التعقِيما (١) *

وأَعْقَى الشىء ، إذا اشتدَّت مرارتُه.

وأَعْقَيْتُ الشىء ، إذا أزلتَه من فيك لمرارته ، كما تقول : أشكيت الرجلَ إذا أزلتَه عمَّا يشكوه.

وفى المثل : «لا تكن حُلواً فتُسْتَرطَ ولا مُرًّا فتُعْقَى».

وعَقَّى بسهمِه ، إذا رمَى به فى الهواء ، لغةٌ فى عَقَّهُ. قال المتنخِّل الهذَلىّ :

عَقَّوْا بسهمٍ فلم يشعُر به أحدٌ

ثم استفاءُوا وقالوا حبَّذا الوَضَحُ

وقد ذكرناه فى باب القاف.

وعَقَى الطائر ، إذا ارتفَعَ فى طيرانه.

عكا

الْعُكْوَةُ بالضم (٢) : أصل ذنَب الدابة حيث عرِّى من الشعر من مَغرِز الذنَب ؛ والجمع عُكاً (٣). ومنه قول الشاعر :

* حتَّى تولِّيك عُكا أَذْنابِها (٤) *

وعَكَوْتُ ذنبَ الدابة عَكْوًا ، إذا عَقَدته.

والعَكِىُ من ألبان الضأن : ما حُلِب بعضه على بعض فاشتدَّ وغُلظ. قال الراجز :

وشَرْبَتَانِ من عَكِىِ الضأنِ

أَلْيَنُ مَسًّا (٥) فى حَوَايَا البطنِ

وعَكَتِ الناقة ، أى سمِنت وغُلظت.

ويقال : مائةٌ مِعْكَاءٌ ، أى سِمانٌ غلاظٌ.

والْعَكْوَاءُ : الشاة التى ابيضَّ مؤخّرها واسودَّ سائرها.

وعَكَتَ المرأة شعرها ، إذا لم ترسلْه. وربَّما قالوا : عَكَا فلان على قومه ، أى عَطَف ، مثل قولهم : عَكَّ على قومه.

علا

عَلَا فى المكان يَعْلُو عُلُوًّا. وعَلِىَ فى الشرف بالكسر يَعْلَى عَلَاءً. ويقال أيضا : عَلَا بالفتح يَعْلَى. قال رؤبة :

__________________

(١) قبله :

بشيظمى يفهم التفهيما

(٢) ويفتح كما فى القاموس.

(٣) وعِكاءٌ كما فى القاموس.

(٤) صدره :

هلكت إن شربت في إكبابها

(٥) فى اللسان : «أحسن مَسًّا». وبعده :

من يثربيا قذاذ خشن

يرمى بها أرمى من ابن تقن


* لَمَّا عَلَا كَعْبُكَ بِى عَلَيتُ (١) *

فجمع بين اللغتين.

وفلانٌ من عِلْيَةِ الناس ، وهو جمع رَجُلٍ عَلِىٍ ، أى شريف رفيع ، مثل صَبِىٍّ وصِبْيَةٍ.

وعَلَوْتُ الرجل : غلبتُه. وعَلَوْتُهُ بالسيف ضربته.

وعَلَا فى الأرض : تكبَّر ، عُلُوًّا فى هذا كلِّه.

وعُلْوُ الدارِ وعِلْوُها : نقيض سِفْلِها.

ويقال : أتيتُه من عَلِ الدار بكسر اللام ، أى من عَالٍ. قال امرؤ القيس :

* كجلمود صَخرٍ حطَّه السيلُ من عَلِ (٢) *

وأتيته من عَلَا. قال أبو النجم :

بَاتَتْ تَنُوشُ الحوضَ نَوْشاً من عَلَا

نَوْشاً به تقْطع أجواز الفَلَا

وأتيته من عَلُ بضم اللام. وأنْشد يعقوب لعدىّ بن زيد :

فى كِنَاسٍ ظَاهِرٍ تَسْتُرُهُ

من عَلُ الشَفَّانِ هُدَّابَ الفَنَنْ (٣)

وأمّا قول أوس :

فمَلَّكَ باللِيطِ الذى تحت قِشره

كِغرْقِىءِ بَيْضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُو

فإن الواو زائدة ، وهى لإطلاق القافية ، ولا يجوز مثله فى الكلام.

وأتيته من عَالٍ. وأنشد يعقوب لدُكَين ابن رجاء :

* ظَمْأَى النَسَا من تحتُ رَيَّا من عَالْ (٤) *

يعنى فرسًا. وأتيته من مُعَالٍ بضم الميم. قال ذو الرمة.

* ونَغَضَانُ الرَحْلِ من مُعَالِ (٥) *

__________________

(١) بعده :

دفعك داداني وقد جريت

(٢) صدره :

مكر مقر مقبل مدبر معا

(٣) قبله :

ولقد ألهوو ببكر شادن

مسها ألين من مس الردن

عينها تسجو بطرف فاتر

نظر الأحول للشاة الأغن

(٤) وقبل بيت دكين :

ينجيه من مثل حمام الأغلال

وقع يد عجلى درجل شملال

 (٥) يصف إبلا سار عليها. وقبله :

يطرحن بالهامه الأغفال

كل جنين لثق السربال

فرج عنه حلق الأغلالو

جذب العرى وجرية الجبال


وأمّا قول أعشى بأهلة :

إنِّى أتتنى لسانٌ لا أُسَرُّ بها

من عَلْوُ لا عَجبٌ منها ولا سَخَرُ

فيروى بضم الواو وفتحها وكسرها ، أى أتانى خبر من أَعلى نجدٍ.

ويقال : عالِ عنّى وأَعْلِ عنّى ، أى تنحّ عنّى.

وأَعْلِ عَن الوسادة (١). وعَالِ عَلَىَ ، أى أحملْ.

وقولُ أميّةَ بن أبى الصَلْت :

سَلَعٌ ما ومثله عُشَرٌ ما

عَائِلٌ ما وعالتِ البَيْقُورَا

أى إنّ السنةَ الجدبة أثقلت البقر بما حُمِّلَتْ من السَلَع والعُشَرِ.

ويقال كنْ [فى (٢)] عَلَاوَةِ الريحِ وسُفَالَتِهَا.

فعَلَاوتها : أن تكون فوق الصيد. وسُفَالَتِهَا : أن تكون تحت الصيد لئلَّا يجد الوحشُ رائحتك.

والْعَلْيَاءُ : كلُّ مكانٍ مشرفٍ.

والْعَلَاءُ والعلاءُ : الرفعة والشرف ، وكذلك المَعْلَاةُ ، والجمع الْمَعَالِى.

والعَلَاةُ : حجرٌ يُجعَل عليه الأقطِ. وقال الراجز (٣) :

لا تَنْفَعُ الشَاوِىَّ فيها شَاتُه (٤)

ولا حِمَاراهُ ولا عَلَاتُهُ

والعَلَاةُ : السندان ؛ والجمع العَلَا.

ويقال للناقة عَلَاةٌ ، تشبَّه بها فى صلابتها.

يقال : ناقةٌ عَلَاةُ الخَلْقِ قال الشاعر :

* جَاوَزْتُهَا بِعَلَاةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ *

أى طويلة جسيمة.

ويقال رجلٌ عَلْيَانُ مثال عطشانَ ، وكذلك المرأة ، يستوى فيه المذكّر والمؤنث. وأنشد أبو علىّ :

ومَتْلَفٍ بين مَوْمَاةٍ ومَهْلَكَةٍ (٥)

جَاوَزْتُهُ (٦) بعَلَاةِ الخَلْقِ عَلْيَانِ

والْعَالِيَةُ : ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى ما وراء مكة ، وهى الحجاز وما والاها ، والنسبة إليها عالِىٌ ، ويقال أيضاً عَلَوِىُ على غير قياس.

ويقال : عالَى الرجل وأَعْلَى ، إذا أتى عالِيَةَ نجدٍ.

__________________

(١) واعْلُ على الوسادة ، أى اقعد عليها. وأَعْلِ عنها ، أى انزلْ عنها.

(٢) التكملة من المخطوطة.

(٣) مبشِّر بن هذيل الشَمْخِىُّ.

(٤) فى اللسان : «لا ينفع».

(٥) فى اللسان : «بمهلكة».

(٦) فى اللسان : «جاوزتها».


والعُلِّيَّةُ : الغرفة ، والجمع الْعَلَالِىُ ، وهو فُعيِّلَةٌ مثل مُرِّيقَةٍ ، وأصله عُلِّيوَةُ ، فأبدلت الواو ياءً وأدغمت ، لأنَّ هذه الواو إذا سكّن ما قبلها صحَّتْ ، كما ينسب إلى الدَلْوِ دَلْوِىٌّ ؛ وهو من عَلَوْتُ. وقال بعضهم : هى الْعِلِّيّةُ بالكسر على فِعيِّلَةٍ. وبعضهم يجعلها من المضاعف ، ووزنها فعليَّة. قال : وليس فى الكلام فُعِّيلة.

وعَالِيَة الرمح : ما دخل فى السنان إلى ثُلثه.

والمُعَلّى بفتح اللام : السابع من سِهام الميسر ، حكاه أبو عبيد عن الأصمعىّ.

والمُعَلِّى بكسر اللام : الذى يأتى الحَلوبة من قِبَلِ يمينها.

والْمُعَلِّى (١) أيضاً : اسم فرس الأسعر الشاعر.

وعَلْوَى : اسم فرسِ سُلَيك.

ويُعَيْلَى مصغّر : اسم رجل. وقول الراجز :

قد عَجِبَتْ منّى ومن يُعَيْلِيَا

لما رأتنى خَلَقاً مُقْلَوْلِيَا

أراد يعيلى فحرّك الياء ضرورةً ، لأنَّه ردّه إلى أصله ، وأصل الياءات الحركة ، وإنما لم تنوّن لأنَّه لا ينصرف.

واسْتَعْلَى الرجُل ، أى عَلَا. واسْتَعْلَاهُ ، أى عَلَاهُ. واعْتَلَاهُ مثله.

وتَعَلَّى ، أى عَلَا فى مُهلة.

وتَعَلَّتِ المرأة من نفاسها ، أى سلمتْ. وتَعَلَّى الرجل من عِلَّتِه.

والعَلِىُ : الرفيع.

وأَعْلَاهُ الله : رفَعه. وعَالاهُ مثله. قال :

عَالَيْتُ أَنْسَاعِى وجُلْبَ الكُورِ

على سَرَاةِ رائِحٍ مَمْطُورِ

وقال رؤبة :

وإنْ هَوَى العاثِرُ قلنا دَعْدَعَا

له وعَالَيْنَا بتَنْعِيشٍ لَعا

وعَلَّيْتُ الحبل تَعْلِيَةً : رفعتُه إلى موضعه من البَكْرَةِ والرِشَاء.

والتَّعَالِى : الارتفاع. تقول منه إذا أمرتَ : تَعَالَ يا رجل بفتح اللام ، وللمرأة : تَعَالَىْ ، وللمرأتين : تَعَالَيَا ، وللنسوة : تَعَالَيْنَ. ولا يجوز أن يقال منه تَعَالَيْتُ ، ولا ينهى عنه.

ويقال قد تَعَالَيْتُ. وإلى أىِّ شىء أَتَعَالَى.

وقولهم : عَلَيْكَ زيداً ، أى خذْه ، لمّا كثُر استعماله صار بمنزلة هلمّ وإن كان أصله من الارتفاع.

وعَلَا بالأمر : اضطلعَ به واستقلّ. قال الشاعر (٢) :

__________________

(١) والمُعَلَّى كَمُعَظَّمٍ ، وفرس الأشعر ، وغلط الجوهرى فكسر لامه.

(٢) على بن عدى الغنوى.


اعْمِدْ لِمَا تَعْلُو فمَا لَكَ بالذى

لا تستطيع من الأمور يَدانِ

وعَلَى لها ثلاثة مواضع. قال أبو العباس المبرّد هى لفظة مشتركة للاسم والفعل والحرف ، لا أنّ الاسم هو الحرف أو الفعل ، ولكن يتَّفق الاسم والحرف فى اللفظ. ألَا ترى أنّك تقول : عَلَى زيدٍ ثوبٌ ، فعَلَى هذه حرفٌ. وتقول : عَلَا زيداً ثوبٌ ، فَعَلَا هذه فعلٌ لأنَّه من عَلَا يَعْلُو.

قال طرفة :

* وعَلَا الخيلَ دماءٌ كالشَقِرْ (١) *

ويروى : «وعَلَى الخيلِ ...».

قال سيبويه : ألفها منقلبة من واوٍ ، إلَّا أنّها تقلب مع المضمر تقول عَلَيْكَ. وبعض العرب يتركها على حالها.

قال الراجز :

أَىَّ قَلُوصِ رَاكبٍ تراها

واشْدُدْ بمَثْنَى حَقَبٍ حَقْوَاها

نَادِيَةً ونَادِيًا أَبَاها

طاروا عَلَاهُنَ فَطِرْ عَلَاهَا

ويقال : هى لغة بلحارث بن كعب.

وعَلَى : حرفٌ خافضٌ ، وقد يكون اسماً يدخل عليه حرف جرّ. قال مُزاحم :

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بعد ما تَمَّ ظِمْؤُهَا

تَصِلُّ وعن قَيْضٍ (٢) بِزِيزَاءَ مَجْهَلِ

وقال آخر (٣) :

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ تَنْفُضُ الطَلَّ بعد ما

رأت حاجب الشمس استوى فَتَرَفَّعا

أى غدت من فوقه ؛ لأنَّ حرف الجر لا يدخل على حرف الجر.

وقولهم : كان كذا عَلَى عهد فلان ، أى فى عهده.

وقد توضع فى موضع عن (٤) وكذلك عامّة حروف الخفض. وقد توضع موضعَ مِنْ ، كقوله تعالى : (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) أى من الناس. وتكون بمعنى الباء ، قال أبو ذُؤيب :

* يَسَرٌ يفيض عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ (٥) *

أى بالقداح.

وتقول : عَلَىَ زيداً وعَلَىَ بزيدٍ ، معناه أعطنى زيداً.

__________________

(١) صدره :

وتساقى القوم سما ناقعا

(٢) فى المطبوعة : «وعن قيظ» تحريف.

(٣) هو يزيد بن الطثرية.

(٤) فى المطبوعة الأولى : «على» تحريف.

وفى القاموس أن على تأتى بمعنى المجاوزة.

(٥) صدره :

وكأنهن ربابة وكأنه


وعُلْوَانُ الكتاب : عنوانه ، يقولونه باللام والنون. وقد عَلْوَنْتُهُ وعَنْوَنْتُهُ.

والعِلَاوَةُ : ما عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمام الوِقْر ، أو علّقته عليه ، نحو السِقَاءِ والسَفُّودِ والسُفْرَةِ ؛ والجمع الْعَلَاوَى مثل إداوةٍ وأَدَاوَى.

والْعِلَاوَةُ أيضا : رأس الإنسان ما دامَ فى عنقه. يقال : ضرب عِلَاوَتَهُ ، أى رأسه.

عمى

الْعَمَى : ذَهاب البصر ، وقد عَمِىَ فهو أَعْمَى وقومٌ عُمْىٌ ، وأَعْمَاهُ الله.

وتَعَامَى الرجلُ : أرى من نفسه ذلك.

وعَمِىَ عليه الأمرُ ، إذا التبسَ ، ومنه قوله تعالى : فَعَمِيَتْ (١)(عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ).

ورجلٌ عَمِى القلبِ ، أى جاهلٌ ، وامرأةٌ عَمِيَةٌ عن الصواب ، وعَمِيَةُ القلب على فَعِلَةٍ ، وقومٌ عَمُونَ. وفيهم عَمِيَّتُهُمْ ، أى جهلهم.

والنسبة إلى أَعْمَى أَعْمَوِىٌ ، وإلى عَمٍ عَمَوِىٌ ، كما قلناه فى شَجَوِىٍّ.

والْأَعْمَيَانِ : السيل ، والجمل الهائج الصَئُولُ.

وعَمَى الموجُ بالفتح يَعْمِى عَمْياً ، إذا رمى القذى والزَبَدَ.

وعَمَّيْتُ معنى البيت تَعْمِيَةً. ومنه المُعَمَّى من الشعر. وقرىء : (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) بالتشديد.

أبو زيد : تركناهم عُمَّى ، إذا أشرفوا على الموت.

والْعَمَاءُ ممدودٌ : السحاب. قال أبو زيد : هو شِبه الدخَان يركب رءوس الجبال.

وعَمَايَةُ : جبلٌ من جبال هُذَيل.

والْمَعَامِى من الأرَضِين : الأغفال ، التى ليس بها أثر عِمَارَةٍ ولا مَعْلَمٌ. وهى الْأَعْمَاءُ أيضاً.

قال رؤبة :

وبلدٍ عَامِيَةٍ أَعْمَاؤُهُ

كأنّ لون أرضه سَمَاؤُهُ

يريد : ورُبَّ بلدٍ.

ويقال : أتيته صَكَّةَ عُمَىٍ ، أى وقتَ الهاجرة ، وهو تصغير أعمى مرخّماً. ويقال : هو اسمُ رجلٍ من العمالقة أغار على قوم ظُهْراً فاستأصلهم ، فنسب الوقتُ إليه.

واعْتَمَيْتُ الشىء : اخترته ، وهو قلب الاعْتِيَام.

وقولهم : ما أَعْمَاهُ ، إنَّما يراد به : ما أَعْمَى

__________________

(١) وقرىء أيضا : «فعُمِّيت» بالبناء للمجهول مع التشديد ، كما سيأتى.


قلبه ؛ لأنّ ذلك ينسب إليه الكثيرُ الضلال. ولا يقال فى عَمَى العيون ما أَعْمَاهُ ، لأنَّ ما لا يُتَزَيَّدُ لا يُتَعَجَّبُ منه.

عنا

عَنَا يَعْنُو : خضَع وذلّ. وأَعْنَاهُ غيره. ومنه قوله تعالى : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ).

ويقال أيضاً : عَنَا فيهم فلانٌ أسيراً ، أى أقام فيهم على إسارِه واحتُبِس.

وعَنَّاهُ غيره تَعْنِيَةً : حبسَه وأسره.

والعانِى : الأسير ؛ وقومٌ عُنَاةٌ ونسوةٌ عَوَانٍ.

وعَنَتْ به أمورٌ : نزلتْ.

وعَنَوْتُ الشىء : أخرجتُه وأظهرته.

قال ابن السكيت : عَنَتِ الأرض بالنبات تَعْنُو عُنُوًّا ، وتَعْنِى أيضا عن الكسائى ، إذا ظهر نبتها. يقال: لم تَعْنُ بلادنا بشىءٍ ولم تَعْنِ ، إذا لم تنبت شيئا. قال ذو الرمة :

ولم يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمَّا عَنَتْ به

من الرُطْبِ إلَّا يُبْسُهَا وهجِيرُها

وما أَعْنَتِ الأرض شيئا ، أى ما أنبتتْ.

وقال عدىّ بن زيد :

ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِىُّ فلم يَلِتْ

كَأَنَّ بَحافَاتِ النِهَاءِ المَزارعا

قوله : «فلم يَلِتْ» ، أى ينقض منه شيئا.

وعَنَيْتُ بالقول كذا (١) ، أى أردتُ وقصدت.

ومعنى الكلام ومَعْنَاتُهُ واحد ، تقول : عرفتُ ذلك فى مَعْنًى كلامه وفى مَعْنَاة كلامه ، وفى مَعْنِىِ كلامه ، أى فحواه.

والْعَنِيَّةُ على فَعِيلَةٍ : بول البعير يُعْقَد فى الشمس يُطلَى به الأجرب ، عن أبى عمرو. وفى المثل : «العَنِيَّةُ تشفى الجرب».

ويقال : عَنَّيْتُ البعير تَعْنِيَةً ، إذا طليتَه بها.

وعَنِىَ الإنسان بالكسر عَنَاءً ، أى تِعب ونصب. وعَنَّيْتُهُ أنا تَعْنِيَةً ، وتَعَنَّيْتُهُ أيضا فَتَعَنَّى.

وعُنِيتُ بحاجتك أُعْنَى بها عِنَايَةً ، وأنا بها مَعْنِىٌ على مفعولٍ. وإذا أمرتَ منه قلت : لِتُعْنَ بحاجتى. وفى الحديث : «مِن حُسن إسلامِ المرء تركُه ما لا يَعْنِيهِ» ، أى ما لا يهمُّه.

والدم العانِى هو السائل.

والأَعْنَاءُ : الجوانب والنواحى ، واحدها عِنْوٌ بالكسر. وقال ابن الأعرابىّ : واحدها عَناً مقصوراً. قال ابن مُقْبل :

لا تُحْرِزُ المرءَ أَعْنَاءُ البلادِ ولا

تُبْنَى له فى السموات السَلالِيمُ

ويروى : «أَحْجَاءُ».

__________________

(١) أَعْنِى عِنَابَةً.


وجاءنا أَعْنَاءٌ من الناس ، واحدهم عِنْوٌ بالكسر ، وهم قومٌ من قبائلَ شتى.

وعَنْوَنْتُ الكتاب وعَلْوَنْتُهُ. والاسم العُنْوَانُ والعُلْوَانُ.

والمُعَنَّى فى قول الوليد بن عُقبة :

قَطَعْتَ الدَهْرَ كالسَدِمِ المُعَنَّى

تُهَدِّرُ فى دِمَشْقَ فما تَرِيمُ

هو الفحل اللئيم إذا هاج حُبِس فى العُنَّةِ ؛ لأنَّه يُرغَب عن فِحلته. ويقال : أصلُه مُعَنَّنٌ من العُنَّةِ ، فأبدل من إحدى النونات ياءً. والمُعَنَّى فى قول الفرزدق :

غلبتُك بالمُفَقِّئ والمُعَنِّى

وبيتِ المُحْتَبِى والخافِقاتِ

يقول : غلبتُك بأربعِ قصائد. منها قوله :

فإنَّكَ لو فَقَّأْتَ عينك لم تجدْ

لنفسك جَدًّا مثل سَعْدٍ ودَارِمِ (١)

ومنها قوله :

فإنَّكَ إذْ تسعى لتُدرك دَارِماً

لأنت المُعَنَّى يا جرِيرُ المُكَلَّفُ

ومنها قوله :

بيتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفنائِهِ

ومُجاشِعٌ وأبو الفوارس نَهْشَلُ

وأمَّا الخافقات فقوله :

وأين تُقَضِّى المَالِكانِ أُمُورَهَا

بحَقٍّ وأين الخافقاتُ اللوامعُ (٢)

والْمُعَانَاةُ : المقاساةُ. يقال : عَانَاهُ وتَعَنَّاهُ ، وتَعَنَّى هو. قال الشاعر :

فقلتُ لها الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتَى

وهَمٍ تَعَنَّانِى مُعَنًّى ركائِبُهْ

وهُمْ يُعَانُونَ مَالَهُمْ ، أى يقومون عليه.

عوى

عَوَى الكلبُ والذئبُ وابن آوى يَعْوِى عُوَاءً : صاح.

وهو يُعَاوِى الكلابَ ، أى يُصَايِحُهَا.

وعَوَيْتُ الشَعْرَ والحَبْلَ عَيًّا : لويته. وعَوَّيْتُهُ أيضا تَعْوِيَةً. قال الشاعر :

__________________

(١) فى اللسان :

فلست ولو فقات عينك واجدا

أبا لك إن عد المساعي كدارم

وفى ديوانه ص ٨٦٢ :

ولست وإن فقات عينك واجدا

أبا لك إن عد المساعي كدارم

(٢) فى ديوانه ٥١٨ :

وأين تقضى المالكان أمورها


فكأنها لَمَّا عَوَيْتُ قُرُونَها

أَدْماءُ سَاوَقها أَغَرُّ نَجِيبُ

واسْتَعْوَيْتُهُ أنا ، إذا طلبتَ منه ذلك.

واسْتَعْوَى فلانٌ جماعةً ، أى نَعَق بهم إلى الفتنة.

وعَوَيْتُ رأسَ الناقة بزمامها ، أى عُجْتُها ، فانْعَوَى. والناقة تَعْوِى بُرَتَها فى سيرها ، إذا لَوَتْهَا بخطامها. قال رؤبة بن العجاج :

* تَعْوِى البُرَى مُسْتَوْفِضَاتٍ وَفْضا (١) *

وعَوَّيْتُ عن الرجل ، إذا كذَّبتَ عنه ورددت على مُغْتابه.

والْعَوَّاءُ ممدودٌ : الكلب يَعْوِى كثيراً.

والعَوَّاءُ : سافلةُ الإنسان ؛ وقد يُقصر. والعَوَّاءُ من منازل القمر ، يمدّ ويقصر ، وهى خمسة أنجمٍ ، يقال إنَّها وَرِكُ الأسد.

أبو زيد : الْعَوَّةُ : الصوت والجلبة ، مثل الضوَّة. يقال : سمعت عَوَّةَ القوم وضَوَّتَهُمْ ، أى أصواتهم وجَلَبتهم. والأصمعى مثله.

وتصغير مُعَاوِيَةَ مُعَيَّةُ ، هذا قول أهل البصرة ، لأنَّ كلَّ اسمٍ اجتمع فيه ثلاث ياءات أوَّلهن ياء التصغير حذَفْتَ واحدة منهنّ ، فإن لم يكن أولاهنَّ ياء التصغير لم تَحذِف منه شيئا. تقول فى تصغير مَيَّةَ : مُيَيَّةُ. وأمَّا أهل الكوفة فلا يحذفون منه شيئا. يقولون فى تصغير مُعَاوِيَة مُعَيِّيَةُ على قول من يقول : أُسَيِّدٌ ؛ ومُعَيْوَةُ على قول من يقول أُسَيْوِدٌ.

عيى

الْعِىُ : خِلاف البيان. وقد عَىَ فى منطقه وعَيِىَ أيضا ، فهو عَيِىٌ على فَعِيلٍ ، وعَىٌ أيضا على فَعْلٍ. وفى المثل : «أَعْيَا من بَاقِلٍ».

ويقال أيضا : عَىَ بأمره وعَيِىَ ، إذا لم يهتدِ لوجهه. والإدغام أكثر. وتقول فى الجمع : عَيُوا مخففاً ، كما قلناه فى حَيُوا. ويقال أيضا عَيُّوا بالتشديد. وقال (٢) :

عَيُّوا بأمرهم كما

عَيَّتْ ببيضتها الحَمَامَهْ

وقومٌ أَعْيَاءٌ (٣) وأَعْيِيَاءُ أيضا. قال سيبويه :

أخبرنا بهذه اللغة يونس. قال : وسمعنا من العرب من يقول أَعْيِيَاءُ وأَحْيِيَةٌ ؛ فيبيّن.

__________________

(١) قبله :

إذا مطونا نقضة أو نقضا

(٢) عبيد بن الأبرص.

(٣) قال ابن برى : صوابه وقومٌ أعِيَّاءٌ وأَعْيِيَاءُ ، كما ذكره سيبويه.


وعَيِيتُ بأمرى ، إذا لم تهتد لوجهه. وأَعْيَانِى هو. وقال :

فإنَّ الكُثْرَ أَعْيَانِى قديماً

ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أنى غُلامُ

يقول : كنتُ متوسطا لم أفتقر فقراً شديداً ولا أمكننى جمعُ المال الكثير. ويروى : «أَعْنَانِى» أى أذلّنى وأخضعنى.

وأَعْيَا الرجلُ فى المشى فهو مُعْىٍ ؛ ولا يقال عَيَّانُ. وأَعْيَاهُ الله ، كلاهما بالألف.

وأَعْيَا عليه الأمر وتَعَيَّا وتَعَايَا ، بمعنًى.

وأَعْيَا : أبو بطنٍ من أسَدٍ ، وهو أَعْيَا أخو فَقْعَسٍ ، ابنا طَريف بن عمرو بن الحارث بن ثعلبة ابن دُودان بن أسد. قال حُريث بن عَنَّاب النَبْهانى :

تَعَالَوْا نفاخركم أَأَعْيَا وفَقْعَسٌ

إلى المجد أدنى أم عشيرةُ حاتِم

والنسبة إليهم أَعْيَوِىٌّ.

وداءٌ عَيَاءٌ ، أى صعبٌ لا دواءَ له ، كأنَّه أَعْيَا الأطباء.

والْمُعَايَاةُ : أن تأتى بشىء لا يُهتدَى له.

وجملٌ عَيَايَاءُ ، إذا لم يهتِد للضراب. ورجلٌ عَيَايَاءُ ، إذا عَىَ بالأمر والمنطق.

فصل الغين

غبا

الغَبْيَةُ : المطرة ليست بالكثيرة ، وهى فوق البَغْشَةِ. يقال : أَغْبَتِ السماء إغْبَاءً فهى مُغْبِيَةٌ ، عن أبى زيد. قال

الراجز :

* وغَبَيَاتٌ بينهنّ وَبْلُ (١) *

وربَّما شبّه بها الجرْىُ الذى يجئ بعد الجرى الأوّل. وقال أبو عبيد : الغَبْيَةِ كالزَبْيَةِ فى السير.

وتقول : غَبِيتُ عن الشىء وغَبِيتُهُ أيضاً ، أَغْبَى غَبَاوَةً ، إذا لم تَفطِنْ له. وغَبِىَ عَلَىَّ الشىء كذلك ، إذا لم تعرفْه.

وفلان غَبِىٌ على فَعِيلٍ ، إذا كان قليل الفِطنة ، وهو من الواو كما قلناه فى شَقِىٍّ.

وتَغَابَى : تغافَل.

غثا

الْغُثَاءُ بالضم والمد : ما يَحمله السيل من القُماش.

وكذلك الْغُثَّاءُ بالتشديد ؛ والجمع الْأَغْثَاءُ.

__________________

(١) فى اللسان :

إن دواء الطامحات السجل

السوط والرشاء ثم الحبل

وغميات بينهن هطل


وغَثَا السيلُ المرتَع يَغْثُوهُ غَثْوًا ، إذا جمع بعضَه إلى بعض وأذهب حلاوتَه. وأَغْثَاهُ مثله.

والْغَثَيَانُ : خُبث النفس. وقد غَثَتْ نفسه تَغْثِى غَثْياً وغَثَيَاناً.

غدا

الْغَدُ أصله غَدْوٌ ، حذفوا الواو بلا عوض.

قال لبيد :

وما الناسُ إلّا كالديار وأَهْلِها

بها يومَ حَلُّوها وغَدْوًا بَلاقِعُ

فجاء به على أصله. والنسبة إليه غَدِىٌ ، وإنْ شئت غَدَوِىٌ.

والغُدْوَةُ : ما بين صلاة الْغَدَاةِ وطلوع الشمس.

يقال : أتيته غُدْوَةَ غير مصروفة ، لأنّها معرفة مثل سَحَر ، إلَّا أنَّها من الظروف المتمكنة. تقول : سِيرَ على فرسك غُدْوَةَ وغُدْوَةً ، وغُدْوَةُ وغُدْوَةٌ.

فما نُوِّنَ من هذا فهو نكرة وما لم ينوّن فهو معرفة ، والجمع غُدًا.

ويقال : آتِيكَ غَدَاةَ غَدٍ. والجمع الغَدَوَاتُ مثل قَطاةٍ وقَطَوَاتٍ.

وقولهم : إنِّى لآتيهِ بِالْغَدَايَا والعشايا ، هو لازدواج الكلام كما قالوا : هَنَأَنِى الطعامُ ومَرَأَنِى ، وإنَّما هو أَمْرَأَنِى.

والغُدُوُّ : نقيض الرواح. وقد غَدَا يَغْدُو غُدُوًّا. وقوله تعالى : (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) أى بِالْغَدَوَاتِ ، فعبّر بالفعل عن الوقت ، كما يقال : أتيتك طلوع الشمس ، أى وقت طلوع الشمس.

والْغَدَاءُ : الطعام بعينه ، وهو خلاف العَشاء.

وإذا قيل لك : ادْنُ فتَغَدَّ قلت : ما بى من تَغَدٍّ ولا تَعَشٍّ ، ولا تقل : ما بى غَدَاءٌ ولا عَشَاءٌ ؛ لأنَّه الطعام بعينه. وإذا قيل لك : ادْنُ فكُلْ قلت : ما بى أكلٌ ، بالفتح.

وغَادَاهُ ، أى غَدَا عليه.

والْغَادِيَةُ : سحابةٌ تنشأ صباحًا.

والاغتِداءُ : الغُدُوُّ.

والغَدْيَانُ : المُتَغَدِّى. وامرأةٌ غَدْيَا على فَعْلَى.

وغَدَّيْتُهُ فتَغَدَّى.

غذا

الغَذِىُ : السخلة ، والجمع غِذَاءٌ مثل فصيلٍ وفِصَالٍ. ومنه

قول عمر رضى الله عنه : «أَمُحْتَسِبٌ عليهم بالغِذَاءِ». وأنشد الأصمعىّ (١) :

لو أنّنى كنت من عادٍ ومن إِرَمٍ

غَذِىَ بَهْمٍ ولقماناً وذا جَدَنِ

ورواه خَلَفٌ الأحمر : «غُذَىَ» بالتصغير.

وقال : غَذِىُ المالِ وغَذَوِيُّهُ : صغاره ، كالسخال ونحوها. ويقال الغَذَوِىُ : أن يبتاع الشىء بنِتاج

__________________

(١) لأفنون التغلبى ، واسمه صريم بن معشر.


ما نزا به الكبشُ ذلك العامَ. قال الفرزدق :

ومُهُورُ نِسْوَتِهِمْ إذا ما أُنْكِحُوا

غَذَوِىُ كُلِّ هَبَنْقَعٍ تِنبالِ

ويروى : «غَدَوِىُّ» بدال غير معجمة ، منسوب إلى غَدٍ ، كأنّهم يمنّونه فيقولون : تَضع إبلُنا غَدًا فنعطيك غَدًا.

والْغِذَاءُ : ما يُغْتَذَى به من الطعام والشراب.

يقال : غَذَوْتُ الصبىّ باللبن فَاغْتَذَى ، أى ربَّيته به. ولا يقال : غَذَيْتُهُ بالياء (١).

وغَذَا الماء : سال. والعِرْقُ يَغْذُو غَذْوًا ، أى يسيل دَمًا ، ويُغَذِّى تَغْذِيَةً مثله. وغَذَا البَوْلُ : انقطع. وغَذَا ، أى أسرع.

والْغَذَوَانُ ، بالتحريك من الخيل : النشيط المشرِع.

وغَذَّى البعير ببوله تَغْذِيَةً ، إذا قطَّعه.

والتَّغْذِيَةُ أيضاً : التربية.

غرا

الْغِرَاءُ : الذى يُلصق به الشىء ، يكون من السمك ، إذا فتحت العين قصرت وإن كسرت مددت : تقول منه : غَرَوْتُ الجلد ، أى ألصقته بِالْغِرَاءِ.

وقوسٌ مَغْرُوَّةٌ ومَغْرِيَّةٌ أيضاً ، حكاه ابن السكيت.

ومثلٌ للعرب : «أدرِكْنى ولو بأحد المَغْرُوَّيْنِ» ، أى بأحد السهمين. وقال ثعلب : أدركنى بسهمٍ أو برمحٍ.

والغَرِيَّانِ ، وهما بناءان طويلان ، يقال هما قبر مالك وعَقيل نديمىْ جذيمةَ الأبرش. وسمِّيا غَرِيَّيْنِ لأنَّ النعمان بن المنذر كان يُغَرِّيهما بدم من يقتُله إذا خرج فى يوم بؤسه. قال الراجز (٢) :

أهَلْ عرفتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنِ (٣)

وصالياتٍ كَكمَا يُؤَثْفَيْنْ

وأَغْرَيْتُ الكلب بالصيد. وأَغْرَيْتُ بينهم.

والاسم الْغَرَاةُ.

وغَرِىَ به بالكسر ، أى أولع به. والاسم الْغَرَاءُ ، بالفتح والمد.

وحكى أبو عُبيد عن خالد بن كلثوم : غَارَيْتُ بين الشيئين غِرَاءً ، إذا واليتَ. ومنه قول كثيِّر :

إذا قلتُ أَسْلُو فاضت العينُ بالبُكا

غِرَاءً ومَدَّتْهَا مَدامِعُ حُفَّلُ

قال : وقال أبو عبيدة. هى فَاعَلْتُ من غَرِيتُ بالشىء أَغْرَى به.

__________________

(١) فى القاموس : غَذَوْتُهُ وغَذَيْتُهُ ، ولم يعرفه الجوهرى فأنكره.

(٢) خطام المجاشعى.

(٣) بين هذا الشطر ولاحقه :

لم يبق من آي بها يحلين

غير خطام ورماد كنفين


وغَرِىَ فلانٌ ، إذا تمادى فى غَضَبه ، وهو من الواو.

والْغَرَى : الحُسْن. ورجلٌ غَرِىٌ.

والْغَرْوُ : العجَب ، وغَرَوْتُ ، أى عجبت.

يقال : لا غَرْوَ ، أى ليس بعجبٍ.

غزا

غَزَوْتُ العدوَّ غَزْوًا. والاسم الْغَزَاةُ. والنسبة إلى الغَزْوِ غَزَوِىٌ. ورجلٌ غَازٍ والجمع غُزَاةٌ مثل قاضٍ وقُضَاةٍ ، وغُزَّى مثل سابقٍ وسُبَّقٍ ، وغَزِىٌ مثل حَاجٍّ وحَجِيجٍ وقَاطِنٍ وقَطِينٍ ، وغُزَّاءٌ مثل فاسقٍ وفُسَّاقٍ. قال تأبط شرًّا:

فَيَوْماً بِغُزَّاءٍ ويوماً بسُرْيَةٍ

ويوماً بخشْخَاشٍ من الرَجْلِ هَيْضَلِ

وأَغْزَيْتُ فلانا ، أى جهَّزته لِلْغَزْوِ.

والْمُغْزِيَةُ : المرأة التى غَزَا زوجها.

وأَغْزَتِ الناقة ، إذا عَسُر لقاحها. قال الأموى : الْمُغْزِيَةُ من النوق : التى جازت السنة ولم تَلِدْ ، مثل المِدراج.

وأتانٌ مُغْزِيَةٌ : متأخِّرة النتاج ثم تنتج.

وأَغَزَيْتُ الرجل : أمهلته وأخَّرت مالى عليه من الدَيْنِ.

ومَغْزَى الكلام : مَقصِده.

وعرفت ما يُغْزَى من هذا الكلام ، أى ما يراد.

وغَزِيَّةُ : قبيلة. قال دُريد بن الصمَّة :

وهل أنا إلّا من غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ

غَوَيْتُ وإنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ

وغَزْوَانُ : اسم رجل.

غسا

غَسَا الليل يَغْسُو غُسُوًّا. وغَسِىَ يَغْسَى ، وأَغْسَى يُغْسِى ، إذا أظلم. قال ابن أحمر :

فَلَمَّا غَسَى لَيْلِى وأيقنتُ أنّها

هى الأُرَبَى جاءت بأُمِّ حَبَوْكَرَى

غشا

الغِشَاءُ : الغِطاء. وجعل على بصره غَشْوَةً وغُشْوَةً وغِشْوَةً ، وغِشَاوَةً ، أى غِطاء. ومنه قوله تعالى : (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ).

والْغَاشِيَةُ : القيامة ، لأنها تَغْشَى بإفزاعها.

الأصمعىّ : يقال رماه الله بِغَاشِيةٍ ، وهى داء يأخذ فى الجوف.

والْغَاشِيَةُ : الجَدِيَّة التى فوق المؤخرة.

والْغَاشِيَةُ : غَاشِيَةُ السَرج.

والْأَغْشَى من الخيل وغيرها : ما ابيضَّ رأسه كلُّه من بين جسده مثل الأرخم. وعنزٌ غَشْوَاءُ بيّنة الغَشَا.

وتقول : غَشَّيْتُ الشىء تَغْشِيَةً ، إذا غطَّيتَه.


وغَشِيتُ الرجل بالسوط : ضربته.

وغَشِيَهُ غِشْيَاناً ، أى جاءه. وأَغْشَاهُ إيّاه غيره.

وغَشِيَهَا غِشْيَاناً : جامَعها.

وغُشِىَ عليه غَشْيَةً وغَشْياً وغَشَيَاناً ، فهو مَغْشِىٌ عليه.

واسْتَغْشَى بثوبه وتَغَشَّى بثوبه ، أى تغطَّى به.

غضى

الْغَضَى : شجر. ومنه قولهم : ذئبُ غَضًى.

وأرضٌ غَضْيَاءُ : كثيرة الغَضَى.

وبعيرٌ غَاضٍ ، إذا كان يأكل الغَضَى. وإبلٌ غَاضِيَةٌ وغَوَاضٍ. وإذا اشتكت بطونَها من أكل الغَضَى قلت : بعيرٌ غَضٍ.

وإبلٌ غَضِيَةٌ وغَضَايَا ، مثل رَمِثَةٍ ورَمَاثَى.

وإذا نسبته إلى الْغَضَى قلت : بعير غَضَوِىٌ.

والإغْضَاءُ إدناء الجفون.

وأغْضَى الليلُ ، أى أظلم. وليلٌ مُغْضٍ لغة قليلة. وأكثر ما يقال ليلٌ غَاضٍ. قال رؤبة :

* يَخْرُجْنَ من أجوازِ ليلٍ غَاضِ (١) *

وليلة غَاضِيَةٌ ، أى مظلمة. ونارٌ غَاضِيَةٌ ، أى مضيئة. وهو من الأضداد.

غطا

الْغِطَاءُ : ما تَغَطَّيْتَ به.

وغَطَّيْتُ الشىء تَغْطِيَةً. وغَطَيْتُهُ أيضاً أَغْطِى غَطْياً. وقال :

أنا ابنُ كِلَابٍ وابنُ أَوْسٍ فَمْن يَكُنْ

قِنَاعُه مَغْطِيَّا فإنِّى لمُجْتَلِى

وغَطَا الليل يَغْطُو ويَغْطِى ، أى أظلم. وغَطَا الماء. وكلُّ شىءٍ ارتفعَ وطال على شىء فقد غَطَا عليه. قال ساعدة بن جُؤَيّة :

كذوائب الحَفَأ الرطيبِ غَطَا بِه

عَبْلٌ ومَدَّ بجانبيه الطُحْلُبُ

قال الفرّاء : وإذا امتلأ الرجل شباباً قيل : غَطَى يَغْطِى غَطْياً وغُطْياً ، بالفتح والضم.

وأنشد (٢) :

يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَا فيه الشبابُ مَعاً

وأَخْطَأَتْهُ عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ (٣)

__________________

(١) بعده :

نضو قداح النابل النواضي

كأنما ينضحن بالخضخاض

(الخضخاض) : القطران. يريد : أنّها عرِقت من شدة السير فاسودَّت جلودها.

(٢) لرجل من قيس.

(٣) قال ابن برى : وإنما هو :

وأخطأته عيون الجن والحسد


غفا

أَغْفَيْتُ إغْفَاءً ، أى نمت. قال ابن السكيت : ولا تقل غَفَوْتُ.

والغَفَا مقصورٌ : ما يخرج من الطعام فيُرْمَى به كالزُوَان.

والْغَفَا أيضاً : آفةٌ تصيب النخل ، وهو شبه الغُبار يقع على البُسر فيمنعه من الإدراك والنُضج ويَمْسخُ طعمَه.

غلا

غَلَتِ القدر تَغْلِى غَلْياً وغَلَيَاناً. وأَغْلَيْتُهَا أنا. ولا يقال : غَلِيَتْ. قال أبو الأسود الدؤلى :

ولا أقول لِقِدْرِ القومِ قد غَلِيَتْ

ولا أقول لباب الدار مَغْلُوقُ

أى إنِّى فصيح لا ألحن.

وغَلَا فى الأمر يَغْلُو غُلُوًّا ، أى جاوزَ فيه الحد.

وغَلَا السعر غَلَاءً. وأغْلَى الله السعر.

وغَلَوْتُ بالسهم غَلْوًا ، إذا رميتَ به أبعدَ ما تقدر عليه.

والغَلْوَةُ : الغاية مِقدار رميةٍ. وفى المثل : «جَرْى المُذَكِّيَاتِ غِلَاءٌ».

وغَالَى باللحم ، أى اشتراه بثمن غَالٍ وقال :

نُغَالِى اللحم للأضيافِ نِيئاً

ونُرْخِصُهُ إذا نَضِجَ القُدُورُ (١)

فحذف الباء وهو يريده.

ويقال أيضا : أَغْلَى باللحم. وقال :

* كأنها دُرَّةٌ أَغْلَى التِجَارُ بها*

والْغَالِيَةُ من الطِيبِ ، يقال أوّل من سمّاها سليمان بن عبد الملك. تقول منه : تَغَلَّيْتُ بالغَالِيَةِ.

والاغْتِلَاءُ : الإسراع. وقال :

كيف تراها تَغْتَلِى يا شَرْجُ

وقد سَهَجْنَاها فطالَ السَهْجُ

وناقةٌ مِغْلَاةُ الوَهَقِ : تَغْتَلِى إذا تَوَاهَقَتْ أخفافها. قال رؤبة :

* تَنَشَّطَتْهُ كُلُّ مِغْلَاةِ الوَهَقْ (٢) *

والهاء للخَرْقِ ، وهو المفازة.

وتَغَالَى لحم الناقة ، أى ارتفَع وذهب.

قال لَبيد :

فإذا تَغَالَى لحمُها وتحسّرتْ

وتقطّعَتْ بعد الكلال خِدَامُها

__________________

(١) فى اللسان : «القَدِيرُ».

(٢) بعده :

مصورة قرؤاء هرجاب فنق


ورواه ثعلبٌ بالعين غير معجمة.

والغُلَوَاءُ : الغُلُوُّ. والغُلَوَاءُ أيضا : صُرعة الشَباب وأوّلُه. عن أبى زيد.

غمى

تركت فلانا غَمًى مثل قَفاً مقصورٌ ، أى مغشيًّا عليه. وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث.

وإنْ شئت قلت : هما غَمَيَانِ وهم أَغْمَاءٌ.

وقد أُغْمِىَ عليه فهو مُغْمًى عليه ، وغُمِىَ عليه فهو مَغْمِىٌ عليه على مفعولٍ.

وأُغْمِىَ عليه الخبر ، أى استعجم ، مثل غُمَّ.

وغَمَى البيتِ : ما فوقَ السقف من القصب والتراب ونحوِه ، فإن كسرت العين مددت. وقد غَمَيْتُ البيت.

الفراء : يقال صُمْنَا للغُمَّى وللغَمَّى ، إذا غُمَّ عليهم الهلال. وهى ليلة الغُمَّى. قال الراجز :

لَيْلَة غُمَّى طامِس هِلالُها

أَوْغَلْتُهَا ومُكْرَهٌ إيغالُها

غنى

غَنِىَ (١) به عنه غُنْيَةً.

وغَنِيَتِ المرأة بزوجها غُنْيَاناً ، أى اسْتَغْنَتْ.

قال قيس بن الخطيم :

أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْيَانُهَا

فتَهْجُرَ أم شَانُنا شانُها

وغَنِىَ بالمكان ، أى أقام. وغَنِى ، أى عاش.

وأَغْنَيْتُ عنك مُغْنَى فلانٍ ومَغْنَى فلانٍ ، ومَغْنَاةَ فلانٍ [ومُغناةَ فلان](٢) ، إذا أجزأتُ عنك مُجْزَأَهُ.

ويقال : ما يُغْنِى عنك هذا ، أى ما يجزئ عنك وما ينفعك.

والْغَانِيَةُ : الجارية التى غَنِيَتْ بزوجها.

قال جميل :

أُحِبُّ الأَيامَى إذْ بُثَيْنَةُ أَيِّمٌ

وأحببتُ لَمَّا أَنْ غَنِيتِ الغَوَانِيَا

وقد تكون التى غَنِيَتْ بحسنها وجمالها.

وأمَّا قول ابن الرُقَيَّاتِ :

لا بارك الله فى الْغَوَانِىِ هلْ

يُصبحنَ إلَّا لَهُنَّ مُطَّلَبُ

فإنَّما حرك الياء بالكسر للضرورة وردَّه إلى أصله. وجائز فى الشعر أن يُرَدَّ الشىء إلى أصله.

والأُغْنِيَّةُ : الْغِنَاءُ ؛ والجمع الْأَغَانِىُ. تقول منه : تَغَنَّى وغَنَّى ، بمعنًى.

والْغَنَاءُ ، بالفتح : النفع. والْغِنَاءُ بالكسر من السماع.

__________________

(١) غَنِى من باب صَدِىَ.

(٢) التكملة من المخطوطة.


والْغِنَى مقصورٌ : اليسار. تقول منه : غَنِىَ فهو غَنِىٌ.

وغَنِىٌ أيضا : حىٌّ من غطفان.

وتَغَنَّى الرجل ، أى اسْتَغْنَى. وأَغْنَاهُ الله.

وتَغَانَوْا ، أى اسْتَغْنَى بعضُهم عن بعض.

وقال المغيرة بن حَبْناء التميمىّ :

كلانا غَنِىٌ عن أخيه حياته

ونحن إذا مُتْنَا أَشَدُّ تَغَانِيا

والمَغْنَى : واحد الْمَغَانِى ، وهى المواضع التى كان بها أهلوها.

غوى

الغَىُ : الضلال والخيبة أيضا. وقد غَوَى بالفتح يَغْوِى غَيًّا وغَوَايَةً ، فهو غَاوٍ وغوٍ.

وأَغْوَاهُ غيره فهو غَوِىٌ على فَعِيلٍ. قال الأصمعىّ : لا يقال غيره. وأنشد للمرقّش :

فمن يَلْقَ خيراً يحمد الناسُ أَمْرَهُ

ومن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَىِ لائِما

وقال دُريد بن الصِمَّة :

وهل أنا إلا من غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ

غَوَيْتُ وإنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ

والتَّغَاوِى : التجمُّع والتعاون على الشر ، من الغَوَابَةِ أو الْغَىِ. يقال : تَغَاوَوْا على عثمان رضى الله عنه فقتلوه.

والْغَوَى : مصدر قولك غَوِىَ السَخْلَةُ والفصيلُ بالكسر يَغْوَى غَوًى. قال ابن السكيت : هو أن لا يَروَى من لبإ أمِّه ولا يَروى من اللبن حتَّى يموت هُزالا. وقال غيره : هو أن يشرب اللبنَ حتَّى يتّخم ويفسد جوفُه. وقال يصف قوساً وسهما :

مُعَطَّفَةُ الأثناءِ ليس فَصِيلُها

بِرازِئِهَا دَرًّا ولا مَيِّتٍ غَوَى

وهو مصدر.

والْغَوْغَاءُ : الجراد بعد الدَبَى ، وبه سمِّى الْغَوْغَاءُ والْغَاغَةُ من الناس ، وهم الكثير المختلطون.

قال الأصمعىّ : الجراد إذا صارت له أجنحة وكاد يطير قبل أن يستقلّ فيطير غَوْغَاء ، وبه شبِّه الناس. وقال أبو عبيدة : الْغَوْغَاءُ : شىءٌ شبيه بالبَعوض إلّا أنّه لا يعضّ ولا يؤذى ، وهو ضعيف. فمن صرفَه وذكّره جعله بمنزلة قَمْقَامٍ والهمزة مبدلة من واو ، ومن لم يصرفه جعله بمنزلة عوراء.

وغَاوَةُ : اسم جبلٍ. قال المتلمِّس يخاطب عمرو بن هند :

فإذا حللتُ ودون بَيْتِىَ غَاوَةٌ

فابْرُقْ بأرضك ما بدا لكَ وارْعُدِ


ووقع الناس فى أُغْوِيَّةٍ ، أى فى داهيةٍ.

والْمُغَوَّيَاتُ بفتح الواو مشدّدةً : جمع المُغَوَّاةِ ، وهى حُفرة كالزُبية. يقال : «مَن حفر مُغَوَّاةً وقَع فيها».

غيا

الْغَيَايَةُ : ضوء شُعاع الشمس ، وليس هو نفس الشعاع. قال لبيد :

* وعلى الأرض غَيَايَاتُ الطَفَلْ (١) *

وغَيَايَةُ البئر : قعرها ، مثل الغَيابة.

أبو عمرو : الْغَيَايَةُ : كلُّ شىءٍ أظلَّ الإنسانَ فوقَ رأسه مثل السَحابة والغُبرة والظُلْمة ونحو ذلك.

وفى الحديث : «تجىء البقرة وآل عِمرانَ كأنهما غمامتان أو غَيَايَتَانِ».

وغَايَا القومُ فوق رأسِ فلانٍ بالسَيف ، كأنَّهم أظلوه به ، عن الأصمعىّ.

والْغَايَةُ : مَدى الشىء ، والجمع غَاىٌ ، مثل ساعةٍ وساعٍ.

والْغَايَةُ : الراية. يقال : غَيَّيْتُ غَايَةً وأَغْيَيْتُ ، إذا نصبتها. عن أبى عبيد.

ويقال : فلانٌ لِغَيَّةٍ ، وهو نقيض قولك : لِرَشْدَةٍ.

فصل الفاء

فآ

أبو زيد : فَأَوْتُ رأس الرجل فَأْوًا ، وفَأَيْتُهُ فَأْياً ، إذا فلقتَه بالسيف. وقال (٢) :

* حتى انْفَأَى الفَأْوُ عن أعناقها سَحَرا (٣) *

وانْفَأَى القَدَح : انشقّ.

والْفَأْوُ : ما بين الجبلين.

والْفِئَةُ : الطائفة ، والجمع فِئُونَ (٤) ، والهاء عوض من الياء. قال الكميت :

* ترى منه جماجَمهم فِئِينَا*

أى فِرَقاً متفرِّقة.

فتى

الْفَتَى : الشابُّ. والْفَتَاةُ : الشابّة. وقد فَتِىَ بالكسر يَفْتَى فَتًى ، فهو فَتِىُ السنّ بيِّن الفَتَاءِ.

وقد وُلد له فى فَتَاءِ سِنِّهِ أولاد. وقال (٥) :

إذا عاش الْفَتَى مائتين عاماً

فقد ذَهبَ اللَذاذةُ والفَتَاءُ

__________________

(١) صدره.

فتدليت عليه قافلا

(٢) ذو الرمة.

(٣) صدره :

راحت من الخرج تهجيرا فما وقعت

(٤) وفئاتٌ أيضا.

(٥) الربيع بن ضبع الفزارىّ.


والْأَفْتَاءُ من الدوابّ : خلاف المَسَانّ ، واحدها فَتِىٌ مثل يتيمٍ وأيتامٍ.

ويقال : لفلان بنتٌ تَفَتَّتْ ، أى تشبَّهتْ بِالْفَتَيَاتِ ، وهى أصغرهنّ.

وفُتِّيَتِ الجاريةُ تَفْتِيَةً ، إذا خُدِّرتْ وسُترتْ ومُنِعت اللعبَ مع الصِبيان. وقول الأسود (١) :

ما بَعْدَ زيدٍ فى فَتَاةٍ فُرِّقُوا

قَتلاً وسَبْياً بعد حُسْنِ تآدِى (٢)

يعنى أنَّهم قتلوا بسبب جارية. وذلك أنّ بعض الملوك خطب إلى زيد بن مالك الأصغر بن حنظلة بن مالك الأكبر ، أو إلى بعض ولده ابنةً له يقال لها أمّ كَهْفٍ فلم يزوّجه ، فغزاهم فقتلهم.

وزيدٌ هاهنا قبيلةٌ.

والفَتَى : السخىّ الكريمُ. يقال : هو فَتىً بيّن الفُتُوَّةِ. وقد تَفَتَّى وتَفَاتَى ، والجمع فِتْيَانٌ وفِتْيَةٌ وفُتُوٌّ على فُعُولٍ ، وفُتِىٌ مثل عُصِىٍّ.

وقال جَذيمة (٣) :

فى فُتُوٍّ أنا رابِئُهُمْ

من كَلَالِ غزوةٍ مَاتُوا

قال سيبويه : أبدلوا الواو فى الجمع والمصدر بدلاً شاذًّا.

ويقال : لا أفعله ما اختلف الفَتَيَانِ ، يعنى الليل والنهار ، كما يقال : ما اختلف الأَجَدَّانِ والجديدان.

واسْتَفْتَيْتُ الفقيه فى مسألةٍ فأَفْتَانِى. والاسم الفُتْيَا والفَتْوَى.

وتَفَاتَوْا إلى الفقيه ، إذا ارتفعُوا إليه فى الفُتْيَا.

فجا

الْفَجْوَةُ : الفُرْجَةُ والمتَّسع بين الشيئين.

تقول منه : تَفَاجَى الشىء ، أى صار له فَجْوَةٌ.

وَفَجْوَةُ الدار : ساحتها.

والْفَجَا : تباعُد ما بين عُرقوبَى البعير.

وقوسٌ فَجْوَاءُ ، إذا بان وتُرها عن كبدها.

وفَجَوْتُهَا أنا فَجْواً ، إذا رفعت وترَها عن كبدها.

وفَجِيَتْ هى بالكسر تَفْجَى فَجاً. وقال (٤) :

* لا فحَجٌ يُرَى بها ولا فَجَا (٥) *

__________________

(١) ابن يعفر

(٢) بعده :

في آل عرف لو بغيت لي الأمسى

لوجدت فيهم أسوة العواد

فتخيروا الأرض لعزهم

ويزيد رافدهم على الرفاد

(٣) الأبرش.

(٤) العجاج.

(٥) بعده :

إذ حجاجا كل جلد محجا


فحا

فَحْوَى القول : معناه ولحنُه. يقال : عرفت ذلك فى فَحْوَى كلامه وفى فَحْوَاءِ كلامه ، ممدودًا ومقصورًا. وإنه ليُفَحِّى بكلامه إلى كذا وكذا.

والفَحَا مقصورٌ : أَبْزَارُ القِدْر ، بكسر الفاء والفتح أكثر ، والجمع أَفْحَاءٌ. وفى الحديث : «من أكل فِحَا أرضٍ لم يضرَّه ماؤُها» يعنى البصل.

يقال : فَحِ قِدْرَكَ تَفْحِيَةً.

فدى

الفِدَاءُ إذا كسر أوله يمدّ ويقصر ، وإذا فتح فهو مقصور. يقال : قُمْ فِدًى لك أبِى. ومن العرب من يكسر فِدَاءً للتنوين إذا جاور لام الجر خاصةً ، فيقول : فِدَاءً لك ، لأنه نكرة ، يريدون به معنى الدعاء. وأنشد الأصمعىّ للنابغة :

مهلاً فِدَاءِ لك الأقوامُ كُلُّهُمُ

وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومن وَلدِ (١)

ويقال : فَدَاهُ وفَادَاهُ ، إذا أعطى فِدَاءَهُ فأنقذه. وفَدَاهُ بنفسه. وفَدَّاهُ تَفْدِيَةً ، إذا قال له جُعلت فِدَاءَكَ.

وتَفَادَوْا ، أى فَدَى بعضُهم بعضا. وافْتَدَى منه بكذا.

وتَفَادَى فلانٌ من كذا ، إذا تحاماه وانزوَى عنه. وقال (٢) :

* تَفَادَى الأُسُودُ الغُلْبُ منه تَفَادِيَا (٣) *

والْفِدْيَةُ والفَدَى والْفِدَاءُ ، كله بمعنى.

والْفَدَاءُ بالفتح : الأنبار ، وهو جماعة الطعام من البُرّ والتمر والشعير. وقال يصف قريةً بقِلَّة الميرة :

كَأَنَ فَدَاءَها إذْ جَرَّدُوهُ

وطافوا حوله سُلَكٌ يَتيمُ

فرا

الفَرْوُ : الذى يلبس ، والجمع الفِرَاءُ.

وافْتَرَيْتُ الفَرْوَ : لبسته.

والفَرْوَةُ : جلدة الرأس. وفَرْوَةُ : اسم رجل.

والفَرْوَةُ : إبدال الثَروة ، وهى الغِنَى. قال الفراء : إنّه لذو فَرْوَةٍ فى المال وثَروةٍ ، بمعنًى.

والأصمعىّ مثله.

__________________

(١) قال الوزير أبو بكر : فداء يروى بالرفع والكسر والنصب. فعلى النصب تقديره الأقوام كلهم يفدونك فِدَاءً ، ومن كسر جعله فى موضع الرفع إلا أنه بناه. وما أثمر ، أى وما أجمع.

(٢) ذو الرمة.

(٣) وفى اللسان : «الليوث الغُلب». وصدره :

مومين من ليث عليه مهابه


والفَرْوَةُ : قطعة نباتٍ مجتمعة يابسة. وقال :

* وهامَةٍ فَرَوْتُها كالفَرْوَةِ*

وفَرَيْتُ الشىء أَفْرِيهِ : قطعتُه لأصلحَه.

وفَرَيْتُ المزادة : خلقتُها وصَنَعتها. وقال :

شَلَّتْ يَدَا فَارِيةٍ فَرَتْها

مَسْكَ شَبُوبٍ ثمّ وَفَّرَتها

لو كانت السَاقِىَ أَصْغَرَتها

وفَرَيْتُ الأرض : سِرْتُها وقطعتها.

وفَرَى فلان كذباً ، إذا خلقَه. وافْتَرَاهُ :اختلقه. والاسم الْفِرْيَةُ.

وفلان يَفْرِى الْفَرِىَ ، إذا كان يأتى بالعجَب فى عمله. وقال (١) :

* قد كنتِ تَفْرِينَ به الفَرِيَّا (٢) *

أى كنتِ تكثيرين فيه القول وتعظِّمينه.

وقوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) ، أى مصنوعا مختلَقاً ، وقيل عظيما.

وأَفْرَيْتُ الأوداج : قطعتها. وأَفْرَيْتُ الشىء : شققته فَانْفَرَى وتَفَرَّى ، أى انشقّ.

يقال : تَفَرَّى الليلُ عن صُبحه. وقد أَفْرَى الذئب بطنَ الشاة.

الكسائى : أَفْرَيْتُ الأديم : قطعتُه على جهة الإفساد. وفَرَيْتُهُ : قطعته على جهة الإصلاح.

وتَفَرَّتِ الأرض بالعيون : انبجست.

وفَرِىَ بالكسر يَفْرَى فَرًى : تحيَّر ودهش.

فسا

فَسَا فَسْواً ، والاسم الفُسَاءُ بالمدّ.

وتَفَاسَتِ الخنفساء ، إذا أخرجَت استها لذلك. وقال :

* بِكْراً عَوَاسَاءَ تَفَاسَى مُقْرِبا*

وفى المثل : «أفحش من قاسيةٍ» ، وهى الخنفساء.

وَالْفَسْوُ : نَبَزُ (٣) حَىٍّ من العرب ، جاء رجل منهم ببُرْدَى حِبَرَةٍ إلى سوق عكاظ فقال : من يشترى منا الفَسْوَ بهذين البردين؟ فقام شيخٌ من مَهْوٍ فارتدى بأحدهما وائتزر بالآخر. وهو مشترى الفَسْوِ ببُرْدَىْ حِبَرة. وضرب به المثل فقيل : «أَخْبَثُ صَفْقَةً من شيخ مَهْوٍ».

والفَسُوُّ : الكثير الفَسْوِ. قال أبو ذُبيان

__________________

(١) هو زُرارة بن صعب يخاطب العامرية.

(٢) قبله :

قد أطعمتنى

مسوسا مدودا حجريا

 (٣) النبز ، بالتحريك : اللقب.


ابن الرَعْبَل : أبغضُ الشيوخ إلىَّ الأَقْلَحُ الأملح ، الحَسُوُّ الفَسُوُّ.

وفى المثل : «ما أقرب مَحْسَاهُ من مَفْسَاهُ».

فشا

فَشَا الخبر يَفْشُو فُشُوًّا ، أى ذاع. وأَفَشَاهُ غيره.

وتَفَشَّى الشىء ، أى اتسع.

والْفَوَاشِى : كلُّ شىء منتشرٍ من المال ، مثل الغم السائمة والإبل وغيرها. وفى الحديث : «ضُمُّوا فَوَاشِيَكُمْ حتَّى تذهبَ فَحْمة العِشاء».

فصا

يقال : تَفَصَّى الإنسان ، إذا تخلّص من المضيق والبليَّة. والاسم الفَصْيَةُ بالتسكين. وفى حديث قَيْلَةَ : قالت الحُديباء : «الفَصْيَةُ واللهِ ، لا يزال كعبُكِ عالياً».

وأصل الْفَصْيَةُ الشىء تكون فيه ثم تخرج منه ، فكأنها أرادت أنّها كانت فى مضيقٍ وشدَّةٍ من قبل عمِّ بناتها فخرجَتْ منه إلى السَعة. وإنّما تفاءلت بانتفاج الأرنب.

ويقال : ما كدت أَتَفَصَّى من فلان ، أى ما كدت أتخلَّص منه.

وتَفَصَّيْتُ من الديون ، إذا خرجتَ منها وتخلَّصت.

وفَصَى اللحم عن العظم ، وفَصَّيْتُهُ منه تَفْصِيَةً ، إذا خلَّصته منه.

ابن السكيت : قد أَفْصَى عنك الحَرُّ ، أى خرج. ولا تقول : أَفْصَى عنك البرد.

وأَفْصَى المطر ، أى أقلع.

وأَفْصَى : اسم رجلٍ ، وهما أَفْصَيَانِ : أَفْصَى ابن دُعْمِىّ بن جَديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، وأَفْصَى بن عبد القيس بن دُعْمِىِّ بن جديلة بن أسد ابن ربيعة.

فضا

الْفَضَاءُ : الساحَة وما اتَّسع من الأرض.

يقال : أَفْضَيْتُ ، إذا خرجتَ إلى الْفَضَاءِ.

وأَفْضَيْتُ إلى فلان بسِرِّى (١). وأَفْضَى الرجل إلى امرأته : باشَرَها وجامعها. وأَفْضَاهَا : إذا جعل مسلكَيْها واحداً.

والْمُفْضَاةُ : الشَرِيمُ.

وأَفْضَى بيده إلى الأرض ، إذا مسَّها بباطن راحته فى سجوده.

والْفَضَا ، مقصورٌ : الشىء المختلط. يقال : طعامٌ فَضًا ، أى فَوْضَى مختلطٌ. وقال :

__________________

(١) فى الأصل : «سرى» ، صوابه من نقل اللسان عن الصحاح


فقلتُ لها يا عَمَّتَا (١) لكِ ناقتى

وتَمْرٌ فَضًا فى عَيْبَتِى وزَبِيبُ

وأمرهم فَضًا بينهم ، أى لا أميرَ عليهم.

فعا

الأَفْعَى حيّةٌ ، وهو أَفْعَلُ ، تقول : هذه أَفْعًى بالتنوين ، وكذلك أَرْوًى ، والجمع أَفَاعِى.

والْأُفْعُوَانُ : ذكر الْأَفَاعِى.

وأرضٌ مَفْعَاةٌ : ذات أَفَاعِى.

والْمُفَعَّاةُ بالتشديد : السِمَة التى على صورة الْأَفْعَى.

وتَفَعَّى الرجل : صار كالْأَفْعَى فى الشرّ.

فغا

الْفَغْوُ والْفَاغِيَةُ : نَوْرُ الحِنَّاء.

وأَفْغَى النبات ، أى خرجت فَاغِيَتُهُ.

والْفَغَاءُ مقصور : البسر الفاسد المغبرّ. يقال منه : أَفْغَتِ النخلة.

فقا

فُقْوَةُ السهم : فُوقُهُ ، والجمع فُقاً. وأنشد أبو عمرو بن العلاء (٢) :

ونَبْلِى وفُقَاهَا كعَرَاقِيبِ قَطاً طُحْلِ

فلا

الْفَلَاةُ : المفازة ، والجمع الْفَلَا والْفَلَوَاتُ.

وجمع الْفَلَا (٣) فُلِىٌ على فُعُولٍ ، مثل عَصاً وعُصِىٍّ.

وأنشد أبو زيد :

موصولة وَصْلاً بها الفُلِىُ

القِىُّ ثم القِىُّ ثم القِىُ

وأَفْلَى القوم ، إذا صاروا إلى الفَلَاة.

والْفَلُوُّ بتشديد الواو : المُهْرُ ؛ لأنَّه يُفْتَلَى ، أى يُفطَم. قال دُكَين بن رجاء :

* كان لنا وهو فَلُوٌّ نُرْبُبُهْ (٤) *

وقد قالوا للانثى : فَلُوَّةٌ ، كما قالوا عَدُوٌّ وعَدُوَّةٌ ، والجمع أَفْلَاءٌ مثل عَدُوٍّ وَأَعْدَاءِ ، وفَلَاوَى أيضاً مثل خَطَايَا وأصله فَعائِلُ ، وقد ذكرناه فى الهمز.

أبو زيد : فَلُوٌّ إذا فتحت الفاء شدّدت الواو ، وإذا كسرت خفّفت فقلت فِلْوٌ مثل جِرْوٍ. قال مُجاشِع بن دارم :

__________________

(١) فى اللسان : «يا خالتى». ويروى : «يا عمتى».

(٢) لامرئ القيس بن عابس الكندى.

(٣) فى المطبوعة الأولى : «الفلاة» ، وهى على هذا الصواب فى اللسان.

(٤) بعده :

؟ الخلق بطير زغبة


جَرْوَلُ يا فِلْوَ بَنِى الهمامِ

فأين عنكَ القهرُ بالحُسَامِ

وفَلَوْتُهُ عن أمه وافْتَلَيْتُهُ ، إذا فطمتَه.

قال الأعشى :

مُلْمِعٍ لاعةِ الفؤادِ إلى جَحْ

شٍ فَلَاهُ عنها فبئس الْفَالِى

وفرسٌ مُفْلٍ ومُفْلِيَةٌ : ذات فَلُوٍّ.

ويقال أيضاً : فَلَوْتُهُ ، أى ربيّته. قال الحطيئة يصف رجلاً :

* نجيبٌ فَلَاهُ فى الرِباطِ نَجِيبُ (١) *

وكذلك افْتَلَيْتُهُ. وقال (٢) :

وليس يهلِكُ منّا سَيِّدٌ أبداً

إلَّا افْتَلَيْنَا غلاماً سَيِّداً فِينا

وفَلَوْتُهُ بالسيف وفَلَيْتُهُ ، إذا ضربتَ رأسه.

وفَلَيْتُ رأسه من القَمل. وتَفَالَى هو واسْتَفْلَى رأسُه ، أى اشتهى أن يُفْلَى.

وفَلَيْتُ الشِعْر ، إذا تدبَّرتَه واستخرجتَ معانيَه وغريبه. عن ابن السكيت. وأمَّا قول عمرو بن معديكرب:

تراه كالثُغَامِ يُعَلُّ مِسْكاً

يسوء الْفَالِيَاتِ إذا قَلَيْنِى

قال الأخفش : يريد فَلَيْنَنِى فحذف النون الأخيرة ، لأنَّ هذه النون وقايةٌ للفعل وليست باسم ، فأمّا النون الأولى فلا يحوز طرحُها لأنّها الاسم المضمر. وقال أبو حيّة النميرىّ :

أبِالموت الذى لا بدَّ أَنِّى

مُلاقٍ لا أَباكِ تُخَوِّفِينِى

أراد تُخَوِّفِينَنِى فحذف. وعلى هذا قرأ بعض القراء : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) فأذهب إحدى النونين استثقالاً كما قالوا : ما أَحَسْتُ منهم أحداً ، فألقَوا إحدى السينين استثقالاً ، فهذا أجدر أن يُسْتثقَل ، لأنَّهما جميعاً متحركان.

فنى

فَنِىَ الشىء فَنَاءً ، وأَفْنَاهُ غيره. وتَفَانَوْا ، أى أَفْنَى بعضُهم بعضاً فى الحرب.

وفِنَاءُ الدار : ما امتدَّ من جوانبها ، والجمع أَفْنِيَةٌ.

ويقال : هو من أَفْنَاءِ الناس ، إذا لم يُعْلَمْ ممّن هو.

أبو عمرو : شجرةٌ فَنْوَاءُ ، أى ذات أَفْنَانِ.

وهو على غير قياس ، لأنَّ قياسه فَنَّاءُ.

__________________

(١) صدره :

سعيد وما يفعل سعيد فإنه

(٢) بشامة بن حزن النهشلى.


والفَنَا مقصور : عِنَب الثعلب ، الواحدة فَنَاةٌ. قال زهير :

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فى كلِّ منزلٍ

نزَلْنَ به حَبُ الْفَنَا لم يُحطَّمِ

ويقال : هو شجرٌ له حَبٌّ أحمر تُتَّخذ منه القلائد.

والْفَنَاةُ أيضاً : البقرة ، والجمع فَنَوَاتٌ.

والْأَفَانِى : نبتٌ ما دام رطْبا ، فإذا يبِس فهو الحَمَاطُ ، واحدتها أَفَانِيَةٌ ، مثال يمانيةٍ.

ويقال أيضاً : هو عنب الثعلب.

أبو عَمرو : فَانَيْتُهُ ، أى داريته. قال الكميت :

* كما يُفَانِى الشَمُوسَ قائِدُهَا (١) *

الأموى : فَانَيْتُهُ : سَكَّنْتُهُ.

فوا

الْفُوَّةُ : عُروقُ يصبغ بها ، وهى بالفارسية «رُوِينَهْ». وتقديرها حُوَّةٌ وقُوَّةٌ.

وثوبٌ مُفَوَّى ، أى مصبوغٌ بِالْفُوَّةِ ، كما تقول : شىء مُقَوَّى من القوّة.

فى

فِى حرف خافض ، وهو للوعاء والظرف وما قدَّر تقديرَ الوعاء. تقول : الماء فى الإناء ، وزيدٌ فى الدار ، والشكُ فى الخبر.

وقد يكون بمعنى عَلَى كقوله تعالى : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ). وزعم يونسُ أنَّ العرب تقول : نزلت فى أبيكَ ، يريدون عليه.

وربَّما استعمل بمعنى الباء ، قال زَيد الخيل :

ويركب يوم الرَوْعِ فيها فوارسٌ

بَصيرون فى طعن الأباهر والكُلَى

أى بطعن الأباهر والكُلَى.

فصل القاف

قبا

الْقَبَاءُ : الذى يُلبَس ، والجمع الْأَقْبِيَةُ.

وتَقَبَّيْتُ قَبَاءً ، إذا لبِستَه.

والْقَبْوُ : الضَمُّ. قال الخليل : نبرةٌ مَقْبُوَّةٌ ، أى مضمومة.

وقِبَةُ الشاة ، إذا لم تشدَّدْ يحتمل أن تكون من هذا الباب والهاء عوض من الواو ، وهى هَنَةٌ متَّصلة بالكَرِشِ ذات أطباق.

وقُبَاءُ (٢) ممدودٌ : موضعٌ بالحجاز ، يذكَّر ويؤنث.

__________________

(١) صدره :

تقيمه تارة وتقعده

(٢) فى القاموس : وقباء بالضم ويذكّر ويقصر.


قتا

الْقَتْوُ : الخِدمة. وقد قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْوًا ومَقْتًى ، أى خدَمت ، مثال غَزَوْتُ أَغْزُو غَزْوًا ومَغْزًى. وقال :

إنِّى امرؤٌ من بنى فزازةَ لا

أُحْسِنُ قَتْوَ الملوكِ والخَبَبا

ويقال للخادم مَقْتَوِىٌ ، بفتح الميم وتشديد الياء ، كأنَّه منسوب إلى الْمَقْتَى ، وهو مصدر ، كما قالوا : ضيعةٌ عَجْزِيَّةٌ للتى لا تفى غلَّتُها بخراجها.

ويجوز تخفيف ياء النسبة ، قال عمرو بن كلثوم :

* متى كنّا لأمّكَ مَقْتَوِينا (١) *

قال أبو عبيدة : قال رجلٌ من بنى الحِرْمَازِ : هذا رجلٌ مَقْتَوِينٌ ، ورجلان مَقْتَوِينٌ ، ورجال مَقْتَوِينٌ ، كلُّه سواء. وكذلك المؤنّث ، وهم الذين يعملون للناس بطعام بطونهم.

قال سيبويه : سألوا الخليل عن مَقْتَوِىٍ ومَقْتَوِينَ فقال : هو بمنزلة الأَشْعَرِىِّ والأَشْعَرِينَ.

قحا

الْأُقْحُوَانُ : البابونَج ، على أُفْعُلَانٍ ، وهو نبتٌ طيّبُ الريح ، حوالَيه ورقٌ أبيض ، ووسطه أصفر. ويصغّر على أُقَيْحِىٌ لأنَّه يجمع على أَقَاحِىَ بحذف الألف والنون ، وإنْ شئت قلت أَقَاحٍ بلا تشديد.

والمَقْحُوُّ من الأدوية : الذى فيه الْأُقْحُوَانُ.

والْأُقْحُوَانَةُ : اسم موضع.

قدا

الْقِدْوَةُ : الإسوة. يقال : فلانٌ قِدْوَةٌ يُقْتَدَى به. وقد يضمّ فيقال : لى بك قُدْوَةٌ ، وقِدْوَةٌ ، وقِدَةٌ.

وقَدَا اللحم والطعامُ يَقْدُو قَدْوًا ، وقَدَى يَقْدِى قَدْياً ، وقَدِىَ بالكسر يَقْدَى قَدًى ، كلُّه بمعنًى ، إذا شمِمتَ له رائحةً طيّبة. يقال : شمِمت قَدَاةَ القِدْرِ ، فهى قَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ ، أى طيِّبة الريح. وما أَقْدَى طعامَ فلانٍ ، أى ما أطيبَ طعمَه ورائحتَه.

وقَدَى الفرسُ يَقْدِى قَدَيَاناً ، أى أسرع.

ومرّ فلان يَقْدُو به فرسه.

وهذا قِدَى رمحٍ بكسر القاف ، أى قَدْرُ رمحٍ. وقال (٢) :

__________________

(١) صدره :

تهددنا وأوحدنا رويدا

ويروى : تهددنا وتوعدنا بالمضارع فيهما على الإخبار.

(٢) هُدبة بن خشرم.


وإنّى إذا ما الموتُ لم يَكُ دونه

قِدَى الشِبْرِ أَحْمِى الأنفَ أَنْ أَتأخَّرا

ويقال : خُذ فى هِدْيَتِكَ وقِدْيَتِكَ ، أى فيما كنت فيه.

وأتتنا قَادِيَةٌ من الناس ، أى جماعة قليلة ، وهم أوّل من يطرأ عليك. وجمعها قَوَادٍ. تقول منه : قَدَتْ تَقْدِى قَدْياً.

قال أبو عبيد : المحفوظ عندنا بالدال غير معجمةٍ. وقال أبو عمرو : هى بالذال معجمة.

قذى

القَذَى فى العين وفى الشراب : ما يسقُط فيه.

وقَذِيَتْ عينُه تَقْذَى قَذًى ، فهو رجل قَذِى العين على فَعِلٍ ، إذا سقطت فى عينه قَذَاةٌ.

الأصمعىّ : قَذَتْ عينه تَقْذِى قَذْياً : رمتْ بالقَذَى.

وأَقْذَيْتُ عينَه : جعلت فيها القَذَى. وقَذَّيْتُهَا تَقْذِيَةً : أخرجت منها القَذَى.

وقَذَتِ الشاة أى ألقت بياضاً من رحمها.

يقال : كلُّ ذَكَرٍ يَمْذِى ، وكلُّ أنثى تَقْذِى.

وقَاذَيْتُهُ : جازيته. قال الشاعر :

فسوفَ أُقَاذِى القومَ إنْ عشتُ سالماً

مُقَاذَاةَ حُرٍّ لا يَقَرُّ على الذُلِ

وأما القَاذِيَةُ من الناس فذكر أبو عمرٍو أنّها بالذال معجمة ، فتكون من هذا الباب.

قرا

القَرْوُ : قَدَح من خشب. والقَرْوُ : مِيلَغُ الكلب. والْقَرْوَةُ : المِيلَغَةُ. والْقَرْوُ : أسفل النخلة يُنْقَرُ فينبَذ فيه.

والقَرْوُ والْقَرْوَةُ : أن يعظم جلدُ البيضتين لريحٍ فيه أو ماءٍ ، أو لنُزول الأمعاء. والرجل قَرْوَانِىٌ وقول الكميت :

فَاشْتَكَّ خُصْيَيْهِ إيغَالاً بنافذةٍ

كأنَّما فُجِرَتْ من قَرْوِ عَصَّارِ

يعنى المِعصرة.

والْقَرْوُ : حوض طويل مثل النهر ترِدُه الإبل.

ويقال : تركت الأرض قَرْوًا واحداً ، إذا طبَّقها المطر. ورأيت القومَ على قَرْوٍ واحدٍ ، أى على طريقةٍ واحدة.

والقَرَا : الظهر.

والقَرْيَةُ معروفة ، والجمع القُرَى على غير قياس لأنَّ ما كان على فَعْلَةٍ بفتح الفاء من المعتل فجمعه ممدود ، مثل رَكْوَةٍ ورِكاءٍ ، وظبيةٍ وظِباءِ.

وجاء الْقُرَى مخالفاً لبابه لا يقاس عليه. ويقال : قِرْيَةٌ لغة يمانية ، ولعلَّها جمعت على ذلك مثل ذِرْوَةٍ وذُرّى ، ولحيةٍ ولُحًى ، والنسبة إليها قَرَوِىٌ.


والْقَرْيَتَيْنِ فى قوله تعالى : (عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) : مكة والطائف.

والْقَرِىُ على فَعِيلٍ : مجرى الماء فى الروض ، والجمع أَقْرِيَةٌ وقُرْيَانٌ.

والْقَرِيَّةُ على فَعِيلَةٍ : خشّبات فيها فُرَضٌ يُجْعَلُ فيها رأس عمود البيت ، عن ابن السكيت.

والْمِقْرَى : إناءٌ يُقْرَى فيه الضَيف. والْجَفْنَةُ مِقْرَاةٌ.

والْمِقْرَاةُ : المسِيل ، وهو الموضع الذى يجتمع فيه ماءُ المطر من كلِّ جانب.

أبو عبيد : الْقَارِيَةُ هذا الطائر القصيرُ الرجلِ الطويل المنقارِ الأخضرُ الظهر ، تحبُّه الأعراب وتتيمّن به ، ويشبِّهون الرجل السخىَّ به. وهى مخففة ، قال الشاعر :

أَمِنْ ترجيعِ قَارِيَةٍ تركتم

عباياكم وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ

والجمع الْقَوَارِى. قال يعقوب : والعامة تقول قَارِيَّةٌ بالتشديد.

الأصمعى : يقال الناس قَوَارِى الله فى الأرض ، أى شهَداء الله ، أُخِذ من أنّهم يَقْرُونَ الناسَ ، أى يتبعونهم فينظرون إلى أعمالهم ، حكاه أبو عبيد فى المصنّف.

قال : والْقَارِيَةُ من السنان : أعلاه وحَدُّهُ ، وكذلك حدُّ السيف ونحوه.

وقَرَوْتُ البلادَ قَرْواً ، وقَرَيْتُهَا ، واقْتَرَيْتُهَا ، واسْتَقْرَيْتُهَا ، إذا تتبَّعَتها تَخرج من أرضٍ إلى أرض.

وجاءنى كلُ قَارٍ وبادٍ ، أى الذى ينزل القَرْيَةَ والبادية.

وأَقْرَيْتُ الجُلَّ على ظهر الفرس ، أى ألزمتُه إيّاه.

وقَرَيْتُ الضيفَ قِرًى ، مثال قَلَيْتُهُ قِلًى ، وقَرَاءً : أحسنتُ إليه. إذا كسرت القاف قصَرت ، وإذا فتحتَ مددت.

وتقول : تَقَرَّيْتُ المياه ، أى تتبعتها. وقَرَيْتُ الماء فى الحوض ، أى جمعت. واسم ذلك الماء قِرًى بكسر القاف مقصورٌ. وكذلك ما قُرِىَ به الضَيْف.

وقُرَّى ، على فُعلى بالضم : اسم ماء بالبادية.

والبعيرُ يَقرِى العلفَ فى شِدقه ، أى يجمعه.

وناقةٌ قَرْوَاءُ : طويلة السَنام ، ويقال الشديدة الظهر ، بيّنة الْقَرَى ؛ ولا يقال جملٌ أَقْرَى.

والْقَرَوْرَى : موضع على طريق الكوفة ، وهو مُتَعَشَّى بين النُقْرة والحاجر. وقال :

* بين قَرَوْرَى ومَرَوْرَياتِها*

وهو فَعَوْعَلٌ عن سيبويه.


والقَيْرَوَانُ : القافلة ، فارسىّ معرّب. وفى حديث مجاهد : «يغدو الشيطان بِقَيْرَوَانِهِ إلى السوق». وجعلها امرؤ القيس للجيش فقال :

وغارةٍ ذات قَيْرَوَانٍ

كأنّ أسرابَها الرِعَالُ

قسا

قَسَا قلبه قَسْوَةً وقَسَاوَةً وقَسَاءً بالفتح والمد ، وهو غِلَظ القلب وشِدَّته.

وأَقْسَاهُ الذنْب. ويقال : الذنْب مَقْسَاةٌ للقلب.

وحجرٌ قاسٍ : صلبٌ.

وقَاسَاهُ ، أى كابَدَه.

وقَسَا : اسم موضع ، قال رجلٌ من بنى ضَبّة :

لنا إبلٌ لمْ تَدْرِ ما الذُعْرُ ، بَيْتُها

بتعشار ، مَرعاها قَسًا فصرائِمُهْ

ودرهمٌ قَسِىٌ ، وهو ضربٌ من الزيوف ، أى فضّة صلبة رديئة ليست بليّنة ، وجمعه قِسْيَانٌ مثل صَبِىٍّ وصِبْيَانٍ. ودراهم قَسِيَّةٌ وقَسِيَّاتٌ.

قال أبو زبيد :

لها صَواهِلُ فى صُمِّ السِلَامِ كما

صاح الْقَسِيَّاتُ فى أيدى الصَيَارِيفِ

وقد قَسَتِ الدراهم تَقْسُو.

ويقال أيضاً يومٌ قَسِىٌ ، أى شديد من حرّ أو شرّ. وليلةٌ قَسِيَّةٌ : باردة.

وقَسِىٌ أيضاً : لقبُ ثقيف ، قال أبو عبيد : لأنَّه مرّ على أبى رِغالٍ وكان مصدِّقاً فقتَلَه ، فقيل : قَسَا قلبه ، فسمِّى قَسِيًّا. قال شاعرهم :

* نحن قَسِىٌ وقَسَا أُبُونا*

قشا

قَشَوْتُ الشىء أَقْشُوهُ قَشْواً ، أى قشرته.

والْمَقْشُوُّ : المقشور ، عن الفراء. يقال : قَشَوْتُ وجهه. وفى حديث قَيْلَةَ : «ومعه عسيبُ نَخْلةٍ مَقْشُوٌّ غير خوصتين من أعلاه».

وقَشَّوْتُهُ تَقْشِيَةً فهو مُقَشًّى ، أى مُقَشَّرٌ.

قصا

قَصَا المكان يَقْصُو قُصُوًّا : بَعُدَ فهو قَصِىٌ وأرضٌ قَاصِيةٌ وقَصِيَّةٌ.

وقَصَوْتُ عَن القوم : تباعدت.

والْقَصَا. البعد والناحية. يقال : قَصِىَ فلان عن جوارنا بالكسر يَقْصَى قَصًا ، وأَقْصَيْتُهُ أنا فهو مُقْصًى ، ولا تقل مَقْصِىٌ. قال بشر :

فحَاطُونَا الْقَصَا ولقد رَأَوْنَا

قريباً حيث يُسْتَمَعُ السِرَارُ

قال الأصمعى : معنى حاطونا الْقَصَا ، أى


تباعدوا عنَّا وهم حولَنَا وما كنَّا بالبعد منهم لو أرادوا أن يدنُوا منا.

ويقال : ذهبتُ قَصَا فلانٍ ، أى ناحيتَه.

وكنت منه فى قَاصِيَتِهِ ، أى ناحيته.

ويقال : هلمّ أُقَاصِكَ أيّنا أبْعَدُ من الشرّ.

وقَصَوْتُ البعير فهو مَقْصُوٌّ ، إذا قطعتَ مِنْ طرف أذنه ، وكذلك الشاة ، عن أبى زيد.

يقال : شاةٌ قَصْوَاءُ وناقةٌ قَصْوَاءُ ، ولا يقال جملٌ أَقْصَى ، وإنَّما يقال مَقْصُوٌّ ومُقَصًّى ، تركوا فيه القياس ، ولأنَّ أَفْعَلَ الذى أنثاه على فَعْلَاءَ إنَّما يكون من باب فَعِلَ يَفْعَلُ ، وهذا إنّما يقال فيه قَصَوْتُ البعير ، وقَصْوَاءُ بائنةٌ عن بابه. ومثله امرأةٌ حسناء ولا يقال رجل أحسن.

وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقةٌ تسمَّى قَصْوَاءَ ، ولم تكن مقطوعة الأذن.

والْقَصِيَّةُ من الإبل : الموَدَّعة الكريمة التى لا تُجهَد فى الحلب ولا تُركَب ، وهى مُتَدِّعَةٌ. وإذا حُمِدَتْ إبل الرجل قيل : فيها قَصَايَا يثق بها ، أى فيها بقيهٌ إذا اشتدَّ الدهر.

وحكى الفراء عن القَنَانىّ : قَصَّيْتُ أظفارى بالتشديد ، بمعنى قَصَصْتُ. وقال الكسائى : أظنه أراد أخذت من أَقَاصِيهَا. قال : وقالت امرأةٌ لأخرى : إنْ وُلِدَ لك ابنٌ فقَصِّى أذنَيه ، أى احذفى منهما.

ويقال : فلانٌ بالمكان الْأَقْصَى ، والناحية الْقُصْوَى والْقُصْيَا بالضم فيهما.

ونزلنا منزلا لا يُقْصِيهِ البصر ، أى لا يَبْلُغُ أَقْصَاهُ.

واسْتَقْصَى فلانٌ فى المسألة وتَقَصَّى بمعنى.

وقُصَىٌ مصغَّرٌ : اسم رجل ، والنسبة إليه قُصَوِىٌ ، تُحذف إحدى الياءين وتُقلب الأخرى ألفاً ثم تقلب واواً ، كما قُلبت فى عَدَوِىٍّ وأُمَوِىٍّ.

قضى

الْقَضَاءُ : الحكم ، وأصله قَضَاىٌ لأنَّه من قَضَيْتُ ، إلّا أنّ الياء لما جاءت بعد الألف همزت.

والجمع الْأَقْضِيَةُ.

والْقَضِيَّةُ مثله ، والجمع الْقَضَايَا على فَعَالَى ، وأصله فَعَائِلُ.

وقَضَى ، أى حَكَمَ ، ومنه قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ). وقد يكون بمعنى الفراغ ، تقول : قَضَيْتُ حاجتى.

وضربه فَقَضَى عليه ، أى قتَلَه ، كأنَّه فرغ منه.

وسَمٌ قَاضٍ ، أى قاتلٌ.

وقَضَى نحبَه قَضَاءً ، أى مات. وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء. تقول : قَضَيْتُ دَيْنِى.

ومنه قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي


الْكِتابِ). وقولُه تعالى : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ) ، أى أنهيناه إليه وأبلغناه ذلك.

وقال الفراء فى قوله تعالى : (ثُمَ اقْضُوا إِلَيَ) يعنى امضوا إلىَّ ، كما يقال : قَضَى فلانٌ ، أى مات ومضى.

وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير ، قال أبو ذؤيب :

وعليهما مَسْرُودَتانِ قَضَاهُمَا

دَاوُدُ أو صَنَعُ السَوابِغُ تُبَّعُ

يقال : قَضَاهُ أى صنعه وقدَّره : ومنه قوله تعالى : (فَقَضاهُنَ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ).

ومنه الْقَضَاءُ والقدر.

ويقال : اسْتُقْضِىَ فلانٌ ، أى صُيِّرَ قَاضِياً.

وقَضَّى الأمير قَاضِياً ، كما تقول : أَمَّرَ أميراً.

وانْقَضَى الشىء وتَقَضَّى بمعنًى.

واقْتَضَى دينه وتَقَاضَاهُ بمعنًى.

وقَضَّوْا بينهم مَنايا ، بالتشديد ، أى أنفذوها.

وقَضَّى اللُبانة أيضاً بالتشديد ، وقَضَاهَا بالتخفيف ، بمعنًى.

والْقَضَّاءُ من الدروع : المحكَمة ، ويقال الصُلبة. قال النابغة :

* ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَ قَضَّاءَ ذَائِلِ (١) *

وتَقَضَّى البازى ، أى انقضَّ ، وأصله تَقَضَّضَ فلمَّا كثُرت الضادات أبدلت من إحداهنّ ياء.

قال العجاج :

* تَقَضِّىَ البَازِى إذا البازِى كَسَرْ (٢) *

والْقِضَةُ مخففة : نبت ينبت فى السهل ، وهى منقوصة. قال أبو عبيد : هى من الْحَمْض والهاء عوض.

وقِضَةُ أيضاً : موضعٌ كانت به وقعةُ تَحْلَاقِ الِلمَمِ ؛ ويجمع على قِضاتٍ وقِضِينَ.

قطا

الْقَطَا : جمع قَطَاةٍ ، وقَطَوَات. قال الكسائى : وربّما قالوا قَطَيَاتٌ ولَهَيَاتٌ ، فى جمع لَهَاةِ الإنسان ، لأنَّ فَعَلْتُ منهما ليس بكثير ، فيجعلون الألف التى أصلها واوٌ ياءً لقلّتها فى الفعل. قال : ولا يقولون فى غَزَوَاتٍ غَزَيَاتٌ ، لأن غَزَوْتُ أَغْزُو كثيرٌ معروفٌ فى الكلام.

وفى المثل : «ليس قَطًا مثل قُطَىٍ» ، أى ليس الأكابر كالأصاغر.

ورِيَاضُ القطا : موضع. وقال :

__________________

(١) صدره :

وكل صموت نثلة تبعية

(٢) قبله :

إذا الكرام ابتدروا الباع بدر


فما رَوْضَةٌ من رِيَاضِ القَطا

أَلَثَّ بها عارِضٌ مُمْطِرُ

والقَطاةُ : مقعد الرِدف ، وهو الرديف.

قال امرؤ القيس :

* كَأَنَّ مكانَ الرِدْفِ منه عَلَى رالِ (١) *

يصفه بإشراف الْقَطَاةِ. والرَألُ : فَرخ النعام.

والْقَطْوُ : مقاربة الخطو مع النَشاط ؛ يقال منه : قَطَا فى مشيته يَقْطُو ، واقْطَوْطَى مثله ، فهو قَطَوَانٌ بالتحريك ، وقَطَوْطًى أيضا على فَعَوْعَلٍ ، لأنه ليس فى الكلام فَعَوْلَى وفيه فَعَوْعَلٌ مثل عَثَوْثَلٍ.

وكساءٌ قَطَوَانِىٌ.

وقَطَوَانُ : موضعٌ بالكوفة.

قعا

أَقْعَى الكلب ، إذا جلسَ على استه مفترِشاً رجلَيه وناصباً يديه. وقد جاء النهى عن الْإِقْعَاءِ فى الصلاة ، وهو أن يضع أَليتَيه على عقبيه بين السجدتين. وهذا تفسير الفقهاء ، فأمَّا أهل اللغة فَالْإِقْعَاءُ عندهم : أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويتسانَدَ إلى ظهره. وقال (٢) :

فَأَقْعِ كما اقْعَى أبوك على اسْتِهِ

رأَى أَنَّ رَيْماً فوقه لا يُعادِلُهْ (٣)

وفى الحديث أنّه صلى الله عليه وسلم «أكل مُقْعِياً».

أبو زيد : قَعَا الفحل على الناقة يَقْعُو قَعْوًا وقُعُوًّا ، على فُعُولٍ ، مثل قَاعَ. وقد يكون القُعُوُّ للظليم أيضاً.

قال ابن دريد : امرأة قَعْوَاءُ : دقيقة الساقين.

والْقَعْوُ : خشبتان فى البَكْرة فيهما المِحور ؛ فإذا كان من حديدٍ فهو الخُطّاف.

قفا

الْقَفَا مقصور : مؤخّر العنق ، يذكّر ويؤنّث.

قال يعقوب : وأنشدنا الفراء :

وما المولى وإنْ عَرُضَتْ قَفَاهُ

بأَجْمَلَ للمحامد من حِمارِ (٤)

__________________

(١) صدره :

وصم صلاب ما يقين من الوجى

(٢) المخبل السعدى يهجو الزبرقان بن بدر.

(٣) قال ابن برى : صواب إنشاد هذا البيت «وأَقْعِ» بالواو لأنّ قبله :

فإن كنت لم تصبح بحظك راضيا

فدع عنك حظى أنني عنك شاغلة

(٤) فى اللسان :

بأحمل اللام من حمار


يقول : ليس المولى وإن أتى بما يُحمَد عليه بأكثر من الحمار محامد.

والجمع قُفِىٌ على فُعُولٍ ، مثل عَصَا وعُصِىٍّ.

ويجمع فى القلّة على أَقْفَاءِ ، مثل رَحًى وأَرْحَاءٍ.

وقد جاء عنهم أَقْفِيَةٌ ، وهو على غير قياس ؛ لأنَّه جمع الممدود ، مثل سَمَاءٍ وأَسْمِيَةٍ.

أبو زيد : قَفَيْتُ الرجل أَقْفِيهِ قَفْياً ، إذا ضربت قَفَاهُ. قال : وهذه شاةٌ قَفِيَّةٌ ، أى مذبوحة من قَفَاهَا. وغيره يقول : قَفِينَةٌ ، والنون زائدة.

وقَفَوْتُ أثره قَفْوًا وقُفُوًّا ، أى اتّبعته.

وقَفَّيْتُ على أثره بفلان ، أى أتبعته إيّاه.

قال تعالى : (ثُمَ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا).

ومنه الكلام الْمُقَفَّى. ومنه سمِّيت قَوَافِى الشعر لأنَّ بعضها يتبع أثر بعض.

والْقَافِيَةُ أيضاً : الْقَفَا. وفى الحديث : «يَعقِد الشيطانُ على قَافِيَةِ رأس أَحدكم (١)».

وعُوَيْفُ الْقَوَافِى : اسمُ شاعر ، وهو عُوَيْفُ ابن معاوية بن عُقبة بن حِصن بن حُذَيفة بن بدر.

وقَفَوْتُ الرجلَ ، إذا قذفتَه بفُجورٍ صريحاً.

وفى الحديث : «لا حدَّ إلّا فى الْقَفْوِ البيّن».

وقَفَوْتُ الرجلَ أَقْفُوهُ قَفْوًا ، إذا رميتَه بأمرٍ قبيح ، والاسم الْقِفْوَةُ بالكسر.

والقَفِىُ والْقَفِيَّةُ : الشىء يُؤْثَر به الضيف والصبىّ. وقال يصف فرساً (٢) :

* يُسْقَى دَوَاءَ قَفِىِ السَكْنِ مَرْبُوبِ (٣) *

وإنَّما جعل اللبنَ دواءً لأنّهم يضمِّرون الخيل بسَقْى اللبن والحَنْذِ.

وكذلك الْقَفَاوَةُ. يقال منه : قَفَوْتُهُ به قَفْوًا ، وأَقْفَيْتُهُ به أيضاً ، إذا آثرتَه به.

ويقال : هو مُقْتَفًى به ، إذا كان مُؤْثَرا مكرّما والاسم الْقِفْوَةُ بالكسر.

ويقال : فلانٌ قِفْوَتِى ، أى خِيرتى ممن أُوثره. وفلانٌ قِفْوَتِى ، أى تُهمَتى ؛ كأنَّه من الأضداد. وقال بعضهم: قِرفتى.

واقْتَفَاهُ ، أى اختاره. واقْتَفَى أثره وتَقَفَّاهُ ، أى اتّبعه.

وقولهم : لا أفعله قَفَا الدهرِ ، أى أبداً.

قلا

قَلَيْتُ السويق واللحم فهو مَقْلِىٌ ، وقَلَوْتُهُ فهو مَقْلُوٌّ لغة. والرجل قَلَّاءٌ.

__________________

(١) فى اللسان : «وفى حديث مرفوع : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عُقَد ، فإذا قام من الليل فتوضأ انحلّت عُقدة».

(٢) الشعر لسلامة بن جندل.

(٣) صدره :

ليس بأسغى ولا أقنى ولا سغل


والقَلِيَّةُ من الطعام ، والجمع قَلَايَا.

والْمِقْلَاةُ والمِقْلَى : الذى يُقْلَى عليه ، وهما مِقْلَيَانِ ، والجمع الْمَقَالِى.

وقَلَا العير أُتُنَه يَقْلُوهَا قَلْوًا ، إذا طردَها وساقَها. قال ذو الرمّة :

* يَقْلُو نَحائِصَ أشباهًا مُحَمْلَجَةً (١) *

والْقِلَى : البغض ؛ فإن فتحت القافَ مددت.

تقول : قَلَاهُ يَقْلِيهِ قِلًى وقَلَاءً ، ويَقْلَاهُ لغة طيِّئ.

وأنشد ثعلب :

* أَيَّامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلَاهَا (٢) *

وتَقَلَّى ، أى تَبَغَّضَ. وقال (٣).

أَسِيئى بنا أو أَحْسِنِى لا مَلُومَةً

لدينا ولا مَقْلِيَّةً إنْ تَقَلَّتِ

خاطَبَها ثم غايَبَ.

أبو عمرو : الْمِقْلَاءُ على مِفْعَالٍ ، والْقُلَةُ مخففةً : عُودان يَلعب بهما الصِبيان. والْمِقْلَاءُ : الذى يضرب به ، والْقُلَةُ : الصغيرة التى تنصب. تقول : قَلَوْتُ الْقُلَةَ أَقْلُو قَلْوًا ، وقَلَيْتُ أَقْلِى قَلْياً لغة ، وأصلها قَلْوٌ والهاء عوض. وكان الفراء يقول : إنما ضُمَّ أوَّلها ليدلّ على الواو. والجمع قُلَاتٌ وقُلُونَ وقِلُونَ بكسر القاف وضمها.

والْقْلِوُ بالكسر : الحمار الخفيف.

والْقِلْىُ : الذى يتخذ من الأُشنان.

والْقَلَوْلِى : الطائر الذى يرتفع فى طيرانه. وقد اقْلَوْلَى ، أى ارتفع.

والمُقْلَوْلِى : المتجافى المستوفز. يقال : اقْلَوْلَى الرجلُ فى أمره ، إذا انكمش. واقْلَوْلَتِ الحُمُرُ فى سرعتها. وأنشد الأحمر (٤) :

يقول إذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ

أَلَا هَلْ أخو عَيْشٍ لذيذٍ بدَائِمِ

وقَلَتِ الناقة براكبها قَلْوًا ، إذا تقدّمَتْ به.

وقَالِى قَلَا : موضعٌ ، وهما اسمان جُعلا واحداً.

قال ابن السراج : بُنى كلُّ واحدٍ منهما على الوقف ، لأنَّهم كرهوا الفتحة فى الياء والألف.

قنا

قَنَوْتُ الغنم وغيرها قِنْوَةً وقُنْوَةً ، وقَنَيْتُ أيضا قِنْيَةً وقُنْيَةً ، إذا اقْتَنَيْتَهَا لنفسك لا للتجارة.

__________________

(١) عجزه :

قودا سماحيج في ألوانها خطب

ويروى :

ورق السرابيل في أحشائها قبب

(٢) بعده :

ولو نشاء قبلت عيناها

(٣) كثيّر.

(٤) للفرزدق.


ومالٌ قُنْيَانٌ وقِنْيَانٌ : يتَّخذ قُنْيَةًقِنْيَةً (١)].

وقُنِيَتِ الجارية تُقْنَى قِنْيَةً على ما لم يسمّ فاعله ، إذا منعت من اللعب مع الصِبيان وسُترت فى البيت. أخبرنى به أبو سعيدٍ عن أبى بكر ابن الأزهر عن بُنْدارٍ عن ابن السكيت. وسألته عن قُنِّيَتِ الجاريةُ تَقْنِيَةً ، فلم يعرفه.

واقْتِنَاءُ المال وغيره : اتِّخاذه. وفى المثل : «لا تَقْتَنِ من كلب سَوءِ جِرواً».

والْمَقْنَاةُ : المَضْحَاةُ (٢) ، يهمز ولا يهمز.

وكذلك المَقْنُوَةُ.

أبو عبيدة : قَنِىَ الرجل يَقْنَى قِنًى ، مثل غَنِىَ يَغْنَى غِنًى. وأَقْنَاهُ الله ، أى أعطاه ما يُقْتَنَى من القُنْيَةِ والنَشَب. وأَقْنَاهُ أيضاً ، أى أرضاه.

والْقِنَى : الرضا ، عن أبى زيد.

قال : وتقول العرب : «من أُعطِىَ مائة من المعز فقد أعطى القِنَى ، ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغِنى ، ومن أعطى مائة من الإبل فقد أعطى المُنَى».

ويقال : أغناه الله وأَقْنَاهُ ، أى أعطاه الله ما يسكُن إليه.

والْقِنْوُ : العذق ، والجمع الْقِنْوَانُ والْأَقْنَاءُ.

وقال :

* طويلةَ الْأَقْنَاءِ والأَثاكِلِ (٣) *

والقَنَا : مقصور مثل القِنْوِ ، والجمع أَقْنَاءٌ.

والْقَنَا أيضاً : جمع قَنَاةٍ ، وهى الرمح ، وتجمع على قَنَوَاتٍ ، وقُنِىٍ على فُعُولٍ ، وقِنَاءِ مثل جَبَلٍ وجِبَالٍ. وكذلك الْقَنَاةُ التى تُحفَر ، وقَنَاةُ الظهر التى تنتظم الفَقَارَ.

ويقال : لَأَقْنُوَنَّكَ قِنَاوَتَكَ ، أى لأجزينَّك جزاءك.

وما يُقَانِينِى هذا الشىء ، أى ما يوافقنى.

وقال الأصمعىّ : قَانَيْتُ الشىء : خلطتُه.

وكلُّ شىء خالطَ شيئا فقد قَانَاهُ. ومنه قول امرئ القيس :

كبِكْرِ الْمُقَانَاةِ البياضَ بُصْفَرةٍ

غَذَاها نَمِيرُ الماء غَيْرُ مُحَلَّلِ (٤)

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) وكذا فى اللسان والقاموس. وفى تهذيب الصحاح للزنجانى : «نقيض المضحاة».

(٣) صدره :

قد أبصرت صعدى بها كتائلي

(٤) غير محلل بالحاء المهملة : الذى لم تكدره السابلة بالنزول عليه.


وأحمر قَانٍ ، أى شديد الحمرة (١).

والقَنَا : احديدابٌ فى الأنف ؛ يقال : رجل أَقْنَى الأنف وامرأة قَنْوَاءُ بيِّنة الْقَنَا ، وهو عيبٌ فى الخيل. قال سَلَامة بن جندل :

* ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِل (٢) *

وقَنِيتُ الحياء بالكسر قُنْيَاناً بالضم ، أى لزمته. قال عنترة :

فَاقنَىْ حَيَاءَكِ لا أَبالَكِ واعْلَمِى

أَنِّى امرؤٌ سأموت إنْ لم أُقْتَلِ

وقَانَى له الشىءُ ، أى دامَ. وقال يصف فرساً :

قَانَى له فى الصيف ظِلٌّ باردٌ

ونَصِىُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ (٣)

قوا

القُوَّةُ : خلاف الضعف. والقُوَّةُ : الطاقة من الحبل ، وجمعها قِوىً. ورجل شديد الْقُوَى ، أى شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ.

وأَقْوَى الرجل ، أى نزل الْقَوَاءَ. وأَقْوَى ، أى فَنِىَ زاده. ومنه قوله تعالى : (وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ).

وأَقْوَى ، إذا كانت دابّته قَوِيَّةً. يقال : فلان قَوِىٌ مُقْوٍ. فالقَوِىُ فى نفسه ، والمُقْوِى فى دابته.

والإقْوَاءُ فى الشعر ، قال أبو عمرو بن العلاء : هو أن تختلف حركات الروىّ فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أو مجرور. وكان أبو عبيدة يقول : الْإِقْوَاءُ نقصان حرفٍ من الفاصلة ، يعنى من عَرُوضِ البيت. وهو مشتق من قُوَّة الحبل ، كأنّه نقصُ قوّةٍ من قواه ، وهو مثل القطع فى عروض الكامل ، كقول الشاعر (٤) :

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بن زُهَيْرٍ

ترجو النساء عواقب الأطْهَارِ

وقد أَقْوَى الشاعر إقْوَاءً.

والقِىُ : القَفْرُ. قال العجاج :

__________________

(١) فى المختار : المشهور المعروف أحمر قانىء بالهمز كما ذكره أئمة اللغة فى كتبهم ، حتى الجوهرى رحمه الله تعالى ، فإنّه ذكره فى باب الهمز أيضا.

ولو كان من البابين لنبّه عليه ، أو لذكره غيره فى المعتل. ولم أعرفْ أحداً غيره ذكره فيه. فيجوز أن يكون من سبق القلم.

(٢) عجزه :

يعطى دواء قفى السكن مربوب

(٣) بعده :

حتى إذا نبح الظباء بدا له

عجل كأحمرة الشريعة اربع

العِجَل : جمع عِجلة ، وهى المزادة مثلوثة أو مربوعة.

(٤) الربيع زياد.


* قِىٌ تناصِيَها بلادٌ قِىُ (١) *

وكذلك القَوَى والقَوَاءُ ، بالمد والقصر.

ومنزلٌ قَوَاءٌ ، أى لا أنيس به. قال جرير :

أَلَا حَيِّيَا الرَبعَ القِوَاءَ وسلِّما

ورَبْعاً كجُثمان الحمامة أَدْهَمَا

يقال : أَقْوَتِ الدار وقَوِيَتْ أيضاً ، أى خلتْ. وأَقْوَى القومُ : صاروا بِالْقَوَاءِ.

وبات فلانٌ الْقَوَاءَ وبات القَفْرَ ، إذا بات جائعاً على غير طُعْمٍ. وقال :

وإنّى لأختارُ القَوَا طاوِىَ الْحَشَا

محافظةً (٢) مِن أن يقال لئيمُ

وقَوٌّ : اسم موضع بين فَيْدَ والنِبَاجَ. وقال (٣) :

* وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرَا (٤) *

والْقَوَاءُ بالفتح : الأرض التى لم تُمطَر بين أرضين ممطورتين.

وقَوِىَ الضعيف قُوَّةً فهو قَوِىٌ ، وتَقَوَّى مثلُه. وقَوَّيْتُهُ أنا تَقْوِيَةً.

وقَاوَيْتُهُ فَقَوَيْتُهُ ، أى غلبته.

وقَوِىَ المطرُ أيضاً ، إذا احتبس. وإنَّما لم تدغم قَوِى وأدغمت حىّ لاختلاف الحرفين وهما متحرّكان. وأدغمت فى قولك لَوَيْتُ لَيًّا وأصله لَوْياً مع اختلافهما ، لأنَّ الأولى منهما ساكنة قلبتها ياءً وأدغمت.

وتقول : اشترى الشركاءُ شيئاً ثمَ اقْتَوَوْهُ ، أى تزايدوه حتَّى بلغَ غاية ثمنه.

وقَوْقَيْتُ مثل ضَوْضَيْتُ. والدجاجة تُقَوْقِى ، أى تصيح قَوْقَاةً وقِيقَاءً على فَعْلَلَ فَعْلَلَةً وفِعْلَالاً ، والياء مبدلة من واوٍ لأنّها بمنزلة ضَعْضَعْتُ ، كرّر فيها الفاء والعين.

والقِيقَاءَةُ : الأرض الغليظة. وقد ذكرناه فى باب القاف فى ترجمة (قوق).

قها

أَقْهَى الرجل من الطعام ، إذا اجتواه وقلّ طُعمه ، مثل أَقْهَمَ.

والقَهْوَةُ : الخمر ، يقال سمِّيت بذلك لأنّها تُقْهِى ، أى تذهب بشهوة الطعام.

والْقَاهِى : الحديدُ الفؤادِ المستطار. قال الراجز :

راحت كما راح أبو رِئَالِ

قاهِى الفؤادِ دَئِبُ (٥) الإجفالِ

__________________

(١) قبله :

وبلدئ ناطها نطى

(٢) يروى : «محاذرةً»

(٣) امرؤ القيس.

(٤) صدره :

سما لك شوق بعد ما كان أقصرا

(٥) فى اللسان : «دائب».


فصل الكاف

كبا

كَبَا لوجهه يَكْبُو كَبْوًا (١) : سقط ؛ فهو كَابٍ.

أبو عمرو : إذا حُنِذَتِ الفرس فلم تَعرقْ قيل : كَبَا الفرس. قال أبو الغوث : وكذلك إذا كَتَم الربو.

وكَبَا الزندُ ، إذا لم تخرج نارُه. وأَكْبَاهُ صاحبُه ، إذا دخَّن ولم يُورِ.

وكَبَوْتُ الشىء ، إذا كسحتَه. وكَبَوْتُ الكُوز ، إذا صببتَ ما فيه.

والكِبَا مقصورٌ : الكناسة ، والجمع الْأَكْبَاءُ ، مثل مِعًى وأَمعاءٍ. والْكُبَةُ مثله ، والجمع كُبُونَ. قال الكميت :

وبالعَذَوَاتِ مَنْبِتُنا نُضارٌ

ونَبْعٌ لا فَصافِصُ فى كُبِينَا

والْكِبَاءُ ممدودٌ : ضربٌ من العُود.

وقال (٢) :

* ورَنْدًا ولُبْنَى والْكِبَاءَ المُقَتَّرَا (٣) *

يقال منه : كَبَّى ثوبَه بالتشديد ، أى بخّره.

وتَكَبَّى واكْتَبَى ، أى تبخَّر.

والكَبْوَةُ : مثل الوقفة تكون منك لرجلٍ عند الشىء تكرهُه.

ابن السكيت : خَبَتِ النار ، أى سكنَ لهبُها.

وكَبَتْ ، إذا غطَّاها الرماد والجمر تحته. وهَمَدتْ ، إذا طَفِئتْ ولم يبقَ منها شىءٌ البتّة.

وفلان كَابِى الرماد ، أى عظيم الرماد ينهال.

كتى

قال الخليل : اكْتَوْتَى الرجل ، إذا بالغ فى صِفَة نفسه من غير عمل. واكْتَوْتَى ، إذا تَتَعْتَعَ.

كثا

كَثْوَةُ بالفتح : اسم شاعر.

كدى

الْكُدْيَةُ : الأرض الصُلبة. يقال : ضَبُ كُدْيَةٍ ، وجمعها كُدًى.

وأَكْدَى الحافرُ ، إذا بلغ الْكُدْيَةَ فلا يمكنه أن يَحفر.

وحفر فَأَكْدَى ، إذا بلغ إلى الصُلب.

أبو زيد : كَدَتِ الأرض تَكْدُو كَدْوًا (٤) ،

__________________

(١) وزاد المجد : كُبُوًّا.

(٢) امرؤ القيس.

(٣) صدره :

وبانا وألويا من الهند ذاكيا

(٤) وزاد المجد كُدُوًّا.


فهى كادية ، إذا أبطأ نباتها. قال : وكَدِىَ الجرو بالكسر يَكْدَى كَدًى ، وهو داء يأخذ الجِراء خاصّة ، يصيبها منه قَىءٌ وسعالٌ حتَّى يُكوَى بين عينيه. وكَدِيَتْ أصابعُه أيضاً ، أى كلّت من من الحفرِ. وكَدِىَ الفصيل كَدًى ، إذا شرب اللبن ففسَد جوفُه.

وأَكْدَيْتُ الرجلَ عن الشىء : رددتُه عنه.

وأَكْدَى الرجلُ ، إذا قلّ خيره. وقوله تعالى : (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) ، أى قطع القليل.

كذا

قولهم : كَذَا ، كنايةٌ عن الشىء. تقول : فعلت كَذَا وكَذَا. وتكون كنايةً عن العدد فتنصب ما بعدها على التمييز ، تقول : له عندى كَذَا درهماً ، كما تقول له عندى عشرون درهماً.

كرى

الْكَرَى : النُعاس. تقول منه : كَرِىَ الرجل بالكسر يَكْرَى كَرًى فهو كَرٍ ، وامرأة كَرِيَةٌ على فَعِلَةٍ. وقال :

لا تُسْتَمَلُّ ولا يَكْرَى مجالِسُها

ولَا يمَلُّ من النَجْوَى مُناجِيها

وأصبح فلانٌ كَرْيَانَ الغداةَ ، أى ناعساً.

وأَكْرَيْتُ العَشاء ، أى أخَّرته. قال الحطيئة :

وأَكْرَيْتُ العَشاءَ إلى سُهَيْلٍ

أو الشِعْرَى فطالَ بى الأَناءُ

وهو يَطلُع سَحَراً ، وما أُكل بعده فليس بعَشاءٍ. يقول : انتظرتُ معروفَكَ حتّى أَيِسْتُ.

وأَكْرَيْنَا الحديثَ الليلةَ ، أى أطلْناه.

قال ابن أحمر :

وتَوَاهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً

والظِلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِ

وأَكْرَى ، أى زاد. وأَكْرَى ، أى نقص.

وهو من الأضداد. وأنشد ابنُ الأعرابىّ (١) :

كَذِى زادٍ مَتَى ما يُكْرِ مِنْهُ

فليس وراءه ثقَةٌ بِزَادِ

وكَرَيْتُ النهر كَرْياً ، أى حفرته. قال الشيبانى : كَرَوْتُ البئر : طويتها.

وكَرَا الفرس كَرْوًا ، وهو خَبْطه بيده فى استقامة لا يُقبِلها نحو بطنه. وكَرَتِ المرأة فى مشيتها تَكْرُو كَرْوًا.

والْكَرْوَاءُ من النساء : الدقيقة الساقين.

وقال :

ليستْ بِكَرْوَاءَ ولكن خِدْ لِم

ولا بزَلَّاءَ ولكن سُتْهُمِ (٢)

__________________

(١) للبيد.

(٢) قال ابن برى : صوابه أن ترفع قافيته ، وبعدهما :

ولا بكحلاء ولكن زرقم


والْكِرَاءُ ممدود ، لأنّه مصدر كَارَيْتُ ، والدليل على ذلك أَنَّك تقول : رجلٌ مُكَارٍ ، ومُفاعِلٌ إنما هو من فاعَلْتُ. وهو من ذوات الواو ، لأنّك تقول : أَعْطِ الكَرِىَ كِرْوَتَهُ بالكسر ، أى كِرَاءَهُ.

وقولُ الشاعر (١) :

لَحِقْتُ وأصحابى على كلِّ حُرَّةٍ

مَرُوحٍ تُبَارِى الأَحْمَشِىَ (٢) المُكارِيا

أراد ظلّ الناقة ، شبّهه بِالْمُكارِى.

والْمُكارِى مخفّفٌ ، والجمع الْمُكَارُونَ سقطت الياء لاجتماع الساكنين. تقول : هؤلاء الْمُكَارُونَ ، وذهبت إلى المُكَارِينَ ، ولا تقل المُكارِيِّينَ بالتشديد. وإذا أضفت المُكارِى إلى نفسك قلت : هذا مُكارِىَ ، بياء مفتوحة مشدّدة. وكذلك الجمع ، تقول : هؤلاء مُكارِىَ ، سقطت نون الجمع للإضافة وقلبت الواو ياءً ، وفتحت ياءك وأدغمت لأنَّ قبلها ساكناً. وهذان مُكارِيَاىَ ، تفتح ياءك. وكذلك القول فى قاضٍ ورامٍ ونحوهما (٣).

وأَكْرَيْتُ الدار فهى مُكْرَاةٌ ، والبيت مُكْرًى.

واكْتَرَيْتُ ، واسْتَكْرَيْتُ ، وتَكَارَيْتُ بمعنًى.

والكَرِىُ على فعيلٍ : الْمُكَارِى. وقال (٤) :

ولا أعود بعدها كَرِيَّا

أمارس الكَهْلةَ والصَبيَّا

يقال : أَكْرَى الكَرِىُ ظهره.

والكَرِىُ أيضاً : المُكْتَرَى.

والكَرِيَّةُ على فَعِيلَةٍ : شجرةٌ تنبُت فى الرمل فى الخِصب ، تنبُت على نِبتة الجَعدةِ بنجدٍ ظاهرةً.

والْكُرَةُ : التى تُضرب بالصَولجان ، وأصلها كُرَوٌ ، والهاء عوضٌ ، وتجمع على كُرِينَ وكِرِينَ أيضاً بالكسر ، وكُرَاتٍ. وقال (٥) :

* كُرَاتُ غلامٍ فى كساء مُؤَرْنَبِ (٦) *

تقول منه : كَرَوْتُ بالكرة أَكْرُو بها كَرْوًا ، إذا لعبت وضربتَ بها. وقال (٧) :

__________________

(١) جرير.

(٢) ويروى : «الأَحْمَسِىَّ» بالسين المهملة ، وهو ظل الناقة أيضاً كما فى اللسان.

(٣) وكذلك فى قَاضِىَّ ورَامِىَّ ونحوهما. عن اللسان والمخطوطات وفى مطبوعة العجم كما هاهنا.

(٤) عذافر الكندى.

(٥) هى ليلى الأخيلية تصف قطاة تدلّت على فراخها.

(٦) صدره :

تدلت على حمص ظلماء كأنها

(٧) هو المسيب بن علس.


مَرِحَتْ يداها للنَجَاءِ كأنَّما

تَكْرُو بكَفَّىْ لاعبٍ فى صاعِ

والمُكَرِّى من الإبل : الليّن السير البطىء.

قال القُطامىّ :

* منها المكرِّى ومنها الليِّنُ السادِى (١) *

وكَرَاءُ : موضعٌ. وقال :

مَنَعْنَاكُمْ كَرَاءَ وجَانِبَيْهِ

كما مَنَعَ العَرِينُ وَحَى اللهَامِ

والْكَرَوَانُ بالتحريك : طائر. قال الراجز :

يا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا

فشَنَّ بالسَلْحِ فَلَمَّا شَنَّا

بَلَّ الذُنَابَى عَبَسًا مُبِنَّا

قالوا : أراد به الحُبَارَى يصكُّه البازى فيتَّقيه بسَلْحه. ويقال : هو الكركىّ ، ويقال له إذا صيد :

أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا

إنَّ النعامَ فى القُرَى

والجمع كِرْوَانٌ بكسر الكاف على غير قياس ، كما إذا جمعت الوَرَشَانَ قلت وِرْشَانٌ.

وهو جمعٌ بحذف الزوائد ، كأنَّهم جمعوا كَرٍ مثل أَخٍ (٢) وإخْوَانٍ. وقد قالوا كَرَاوِينُ كما قالوا وَرَاشِينُ. وينشد(٣) :

* حَتْفُ الحُبَارَيَاتِ والْكَرَاوِينْ (٤) *

كسا

الْكُسْوَةُ والْكِسْوَةُ : واحدة الْكُسَا.

وكَسَوْتُهُ ثوباً فَاكْتَسَى.

والْكِسَاءُ : واحد الْأَكْسِيَةِ ، وأصله كِسَاوٌ لأنَّه من كَسَوْتُ ، إلّا أن الواو لما جاءت بعد الألف همزت.

وتَكَسَّيْتُ بِالْكِسَاءِ : لبِسته. وقول الشاعر (٥) :

فبَاتَ له دون الصَبَا وهى قَرَّةٌ

لحافٌ ومصقولُ الْكِسَاءِ رقيقُ (٦)

__________________

(١) صدره :

وكل ذلك منها كلما رفعت

(٢) فى اللسان والمخطوطة : «كأنهم جمعوا كَرًا مثل أخٍ».

(٣) لدلم العبشمىّ وكنيته أبو زغب.

(٤) قبله :

عن له أعرف ضافي العثنون

داهية صل صفا درخمين

(٥) عمرو بن الأهتم.

(٦) قال ابن برى : صواب إنشاده وبات له يعني للضيف ، وقبله ـ


أراد اللبن تعلوه الدُوَايَةُ.

وقول الحطيئة :

دَعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغْيَتِها

واقْعُدْ فإنك أنت الطاعِمُ الكاسى

قال الفراء : يعنى المَكْسُوَّ ، كقولك : ماءٌ دافقٌ ، وعيشةٌ راضيةٌ ؛ لأنَّه يقال كُسِىَ العريانُ ولا يقال كَسَا(١).

كشى

الْكُشْيَةُ : شحمة بطنِ الضبّ ؛ والجمع الكُشَى. وقال :

وأَنْتَ لو ذُقْتَ الكُشَى بالأَكْبَادْ

لَمَا تركتَ الضبَّ يعدو فى الوَادْ

كظا

كَظَا لحمه يَكْظُو ، أى كثُر واكتنز. يقال : خَظَا لحمه وكَظَا وبَظَا ، كلُّه بمعنًى.

كفى

كَفَاهُ مُؤْنَتَهُ كِفَايَةً.

وكَفَاكَ الشىءُ يَكْفِيكَ ، واكْتَفَيْتُ به.

واسْتَكْفَيْتُهُ الشىء فَكَفَانِيهِ.

وكَافَيْتُهُ من الْمُكَافَاةِ. ورجوت مَكافَاتَكَ ، أى كِفَايَتَكَ.

ورجلٌ كَافٍ وكَفِىٌ ، مثل سالِمٍ وسلِيمٍ.

وهذا رجلٌ كَافِيكَ من رَجُلٍ ، ورَجُلَانٍ كَافِيَاكَ من رَجُلَيْنِ ، ورجالٌ كَافُوكَ من رجالٍ.

وكَفْيُكَ بتسكين الفاء ، أى حسبك.

والْكُفْيَةُ بالضم : القُوت ؛ والجمع الْكُفَى.

وقال :

وَمُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دوننا كُفًى

وذاتِ رضيعٍ لم يُنْمِها رَضِيعُها

كلى

الْكُلْيَةُ معروفة ، والْكُلْوَةُ لغة. قال ابن السكيت : ولا تقل كِلْوَةٌ. والجمع كُلْيَاتٌ وكُلًى. وبنات الياء إذا جُمعت بالتاء لا يحرّك موضع العين منها بالضم.

والْكُلْيَةُ : جُلَيْدَةٌ مستديرة تحت عُروة المزادة تُخْرَز مع الأديم.

والْكُلْيَةُ من القوس : ما بين الأبهَر والكبد وهما كُلْيَتَانِ.

والْكُلْيَتَانِ : ما عن يمين نصل السهم وشماله.

__________________

(١) فى المختار : قلت لا حاجة إلى ما ذهب إليه الفراء من التأويل ، وهو على حقيقته ، ومعناه المُكْتَسِى.


وكُلْيَةُ السحاب : أسفلُه ؛ والجمع كُلًى. يقال : انبعجت كُلَاهُ.

وكَلَيْتُهُ فَاكْتَلَى ، أى أصبت كُلْيَتَهُ.

قال العجاج :

لَهنَّ فى شَبَاتِهِ صَئِىُ

إذا كَلَا (١) واقتحم المَكْلِىُ

يقول : إذا طعن الثَور الكلب فى كُلْيَتِهِ وسقط الكلِىُ : الذى أصيبت كُلْيَتُهُ.

وجاء فلانٌ بغنمه حُمْرَ الْكُلَى ، أى مهازيل.

وكِلَا فى تأكيد الاثنين نظير كلٍّ فى المجموع ، فهو اسمٌ مفردٌ غير مثنّى ، فإذا ولى اسماً ظاهراً كان فى الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالألف. تقول : رأيت كِلَا الرجلين ، وجاءنى كِلَا الرجلين ، ومررت بِكِلَا الرجلين. فإذا اتَّصل بمضمر قلبت الألف ياءً فى موضع الجر والنصب فقلت : رأيت كِلَيْهِمَا ومررت بِكِلَيْهِمَا ، كما تقول عليهما ، وتبقى فى الرفع على حالها. وقال الفراء : هو مثنَّى ، وهو مأخوذ من كُلٍّ فحققت اللام وزيدت الألف للتثنية ، وكذلك كِلْتَا للمؤنث ، ولا يكونان إلَّا مضافين ، ولا يتكلَّم منهما بواحد ، ولو تُكلِّم به لقيل كِلٌ وكِلْتٌ ، وكِلَانِ وكِلْتَانِ.

واحتجَّ بقول الشاعر :

فى كِلْتِ رِجْلَيْهَا سُلَامَى واحِدَهْ

كِلْتَاهُمَا مقرونةٌ بزائِدهْ

أراد فى إحدى رجليها فأفرد. وهذا القول ضعيفٌ عند أهل البصرة ؛ لأنَّه لو كان مثنَّى لوجب أن تنقلب ألفُه فى النصب والجرّ ياءً مع الاسم الظاهر ؛ ولأنَّ معنى كِلَا مخالف لمعنى كُلٍّ ، لأن كُلًّا للإحاطة ، وكِلَا يدلُّ على شىء مخصوص ، وأمَّا هذا الشاعر فإنَّما حذف الألف للضرورة وقدّر أنها زائدة ، وما يكون ضرورةً لا يجوز أن يجعل حجّةً ، فثبت أنَّه اسمٌ مفردٌ كَمِعًى ، إلَّا أنّه وضع ليدلّ على التثنية ، كما أنَّ قولهم نحن اسم مفرد يدلُّ على الاثنين فما فوقهما ، يدلُّ على ذلك قولُ جرير :

كِلَا يَوْمَىْ أُمَامةَ يومُ صَدٍّ

وإنْ لم نَأْتِها إلّا لِماما

أنشدنيه أبو علىّ.

فإنْ قال قائل : فلِمَ صار كِلَا بالياء فى النصب والجرّ مع المضمر ولزمت الألف مع المظهر كما لزمت فى الرفع مع المضمر؟ قيل له : قد كان من حقِّها أن تكون بالألف على كلِّ حال مثل عَصًا ومِعًى ، إلّا أَنَّها لمَّا كانت لا تنفكّ من الإضافة شبِّهتْ بعَلَى ولَدَى ، فجعلت بالياء مع المضمر فى النصب

__________________

(١) فى اللسان : «إذا اكْتَلَى». قال : ويروى : «كلَا».


والجر ، لأن عَلَى لا تقع إلّا منصوبة أو مجرورة ، ولا تستعمل مرفوعة ، فبقيت كِلَا فى الرفع على أصلها مع المضمر ، لأنَّها لم تشبَّه بعَلَى فى هذه الحال.

وأما كِلْتَا التى للتأنيث فإنَّ سيبويه يقول : ألفها للتأنيث والتاء بدل من لام الفعل وهى واو ، والأصل كِلْوَا ، وإنّما أبدلت تاءً لأن فى التاء عَلَم التأنيث ، والألف فى كِلْتَا قد تصير ياءً مع المضمر فتخرج عن علم التأنيث ، فصار فى إبدال الواو تاءً تأكيدٌ للتأنيث.

وقال أبو عُمر الجرمىّ : التاء ملحقة ، والألف لام الفعل ، وتقديرها عنده فِعْتَلٌ. ولو كان الأمر على ما زعم لقالوا فى النسبة إليها كِلْتَوِىٌّ ، فلمَّا قالوا كِلَوِىٌّ وأسقطوا التاء دلَّ على أنَّهم أجرَوْها مجرى التاء التى فى أُخْتٍ ، التى إذا نسبت إليها قلت أَخَوِىٌّ.

كمى

كَمَى فلان شهادته يَكْمِيَها ، إذا كتمها.

وانْكَمَى ، أى استخفى.

وتَكَمَّى : تغطّى. وتَكَمَّتِ الفتنةُ الناسَ ، إذا غشِيَتهم.

والْكَمِىُ : الشجاع المُتَكَمِّى فى سلاحه ، لأنّه كَمَى نفسَه ، أى ستَرها بالدرع والبيضة. والجمع الْكُمَاةُ ، كأنَّهم جمعوا كامٍ مثل قاضٍ وقضاةٍ.

والْكِيمِيَاءُ مثال السِيمِياء : اسم صنعةٍ ، وهو عربىٌّ.

كنى

الْكِنَايَةُ : أن تتكلم بشىء وتريد به غيره.

وقد كَنَيْتُ بكذا عن كذا وكَنَوْتُ. وأنشد أبو زياد :

وإنِّى لَأَكْنُو (١) عن قَذُورَ بغيرها

وأُعْرِبُ أحياناً بها فأُصَارِحُ

ورجلٌ كَانٍ وقومٌ كانُونَ.

والْكُنْيَةُ والْكِنْيَةُ أيضاً بالكسر : واحدة الْكُنَى.

واكْتَنَى فلان بكذا. وفلان يُكْنَى بأبى عبد الله ، ولا تقل يُكْنَى بعبد الله. وكَنَّيْتُهُ أبا زيد وبأبى زيدٍ تَكْنِيَةً. وهو كَنِيُّهُ كما تقول : سَمِيُّهُ.

وكُنَى الرؤيا ، هى الأمثال التى يضربها مَلَكُ الرؤيا ، يُكْنَى بها عن أعيان الأمور.

كوى

الْكَىُ معروف. وقد كَوَيْتُهُ فاكْتَوَى هو.

ويقال : «آخرُ الدواء الْكَىُ» ، ولا تقل : آخر الداء الْكَىُ.

__________________

(١) فى اللسان : «وإنِّى لَأَكْنِى».


وكَوَاهُ بعينه ، إذا أحدَّ إليه النظر. وكَوَتْهُ العقرب : لدغته.

وكَاوَيْتُ الرجل ، إذا شاتمته ، مثل كاوحته.

والْمِكْوَاةُ : الميسم. وفى المثل : «العَير يَضرِط والْمِكْوَاةُ فى النار».

والْكَوَّةُ : نَقْب البيت ، والجمع كِوَاءٌ بالمدّ ، وكِوىً أيضاً مقصوراً ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ.

والْكُوَّةُ بالضم لغة ، وتجمع على كُوًى.

وأمَّا (كَىْ) مخففةً فجوابٌ لقولك : لِمَ فعلت كذا؟ فتقول : كَىْ يكون كذا. وهى للعاقبة كاللام ، وتنصب الفعل المستقبل.

ويقال : كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ ، إن شئت كسرت وإن شئت فتحت ، وأصل التاء فيها هاء ، وإنّما صارت تاءً فى الوصل.

وحكى أبو عبيدة : كان من الأمر كَيَّهْ وكَيَّهْ بالهاء.

ويقال : كَيْمَهْ ، كما يقال لِمَهْ فى الوقف.

كهى

الْكَهَاةُ : الناقة العظيمة. وقال :

إذا عَرَضَتْ منها كَهَاةٌ سمينةٌ

فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

وصخرة أَكْهَى : اسم جبلٍ.

فصل اللام

لأى

يقال : فعلَ ذلك بعد لَأْىٍ ، أى بعد شدَّة وإبطاء.

ولَأَى لَأْياً ، أى أبطأ. والْتَأَى مثله. والْتَأَى الرجل : أفلسَ.

واللَّأْوَاءُ : الشِدَّةُ. وفى الحديث : «من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبَر على لَأْوَائِهِنَ كُنَّ له حِجاباً من النار».

واللَّأَى على وزن اللَعَا : الثور الوحشى ، والجمع أَلْآءٌ على أَلعاءٍ ، مثل جبلٍ وأجبالٍ ؛ والأنثى لَآةٌ مثل لَعَاةٍ.

ولَأَى أيضاً : رجلٌ ، وتصغيره لُؤَىٌ ، ومنه لُؤَىُ بن غالب.

واللَّأَى أيضاً : الشِدّة فى العيش. وقال (١) :

وليس يُغَيِّرُ خِيمَ الكَرِيمِ

خُلُوقَةُ أثوابه واللَّأَى

لبى

لَبَّيْتُ بالحج تَلْبِيَةً ، وربَّما قالوا : لَبَّأْتُ بالهمز وأصله غير الهمز.

ولَبَّيْتُ الرجلَ ، إذا قلتَ له : لَبَّيْكَ.

__________________

(١) العجير السلولى.


قال يونس بن حبيب الضبّىّ النحوىّ : لَبَّيْكَ ليس بمثنًّى ، وإنَّما هو مثلُ عليك وإليك.

وحكى أبو عبيد عن الخليل أن أصل التَّلْبِيَة الإقامة بالمكان. قال : يقال أَلْبَبْتُ بالمكان ولَبَّبْتُ لغتان ، إذا أقمتَ به. قال : ثمَّ قلبوا الباء الثانية إلى الياء استثقالاً ، كما قالوا تظنّيت وإنَّما أصلها تظنّنت.

وقولهم : لَبَّيْكَ مثنًّى على ما ذكرناه فى باب الباء. وأنشد (١) :

دَعَوْتُ لِمَا نَابَنِى مِسْوَرًا

فَلَبَّى فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرِ

قال : ولو كانت بمنزلة عَلَى لقال : فَلبَّى يَدَىْ مِسْوَرِ (٢) ؛ لأنك تقول على زيد إذا أظهرت الاسم ، وإذا لم تظهر تقول عليه ، كما قال (٣) :

دعوتُ فَتًى أجاب فَتًى دَعَاهُ

بَلَبَّيْهِ أَشَمُّ شَمَرْدَلِىُ

الأحمر : يقال : بينهم المُلْتَبِيَةُ غير مهموز ، أى متفاوضون لا يكتم بعضُهم بعضاً إنكاراً.

لتى

الَّتِى : اسمٌ مبهمٌ للمؤنّث ، وهو معرفة ، ولا يجوز نزع الألف واللام منه للتنكير ، ولا يتمُّ إلا بصِلَةٍ. وفيه ثلاث لغات : الَّتِى ، واللَّتِ بكسر التاء ، واللَّتْ بإسكانها. وفى تثنيتها ثلاث لغات أيضا : اللَّتَانِ ، واللَّتَا بحذف النون ، واللَّتَانِ بتشديد النون. وفى جمعها خمس لغات : اللَّاتِى ، واللّاتِ بكسر التاء بلا ياءٍ ، واللَّوَاتِى ، وَاللَّواتِ بلا ياءِ. وأنشد أبو عبيد :

من اللَّوَاتِى والَّتِى واللَّاتِى

زَعَمْنَ أنِّى كَبِرَتْ لِدَاتِى

واللَّوَا بإسقاط التاء. وتصغير (٤) الَّتِى : اللَتَيَّا بالفتح والتشديد. فإذا ثنيت المصغَّر أو جمعت

__________________

(١) للأسدىّ.

(٢) فى المخطوطة : «فلَبَّا يَدَىْ مِسْوَرِ».

(٣) للأسدىّ.

(٤) فى اللسان : وتصغير الَّتِى واللَّاتِى واللَّاتِ : اللَتَيَّا والتَيَّا بالفتح والتشديد. قال العجاج :

دافع عنى بنقير موتتى

بعد اللتيا واللتيا والتي

إذا علتها أنفس تردت

فى اللسان : «علتها نفس». قال فى درة الغواص : العرب خصت الذى والتى عند تصغيرهما وتصغير أسماء الإشارة بإقرار فتحة أوائلهما على صيغها ، وبأن زادت ألفاً فى آخرها عوضا عن ضم أولها فقالوا : فى تصغير الذى والتى : اللذيَّا واللتيَّا ، وفى تصغير ذاك وذلك : ذَيَّاكَ وذيّالك.


حذفت الألف وقلت : اللَّتَيَانِ واللَّتَيَاتُ. قال الراجز :

بعد اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتِى

إذا عَلَتْهَا أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ

وبعض الشعراء أدخل على الَّتِى حرف النداء ، وحروف النداء لا تدخل على ما فيه الألف واللام إلَّا فى قولنا : يا الله ، وحده فكانَّه شبهتها به من حيث كانت الألف واللام غير مفارقتين لها.

وقال :

منَ اجْلِكِ يا الَّتِى تَيَّمْتِ قلبِى

وأنتِ بخيلةٌ بالوصلِ عَنِّى

ويقال : وقعَ فلان فى اللَّتَيَّا والَّتِى ، وهما اسمان من أسماء الداهيَة.

لثى

لَثِىَ الشىء بالكسر يَلْثَى لثًى ، أى نَدِىَ.

وهذا ثوبٌ لَثٍ على فَعِلٍ ، أى ابتلَّ من العرق واتّسخ.

ولَثَى الثوبِ : وسخُه.

قال أبو عمرو : اللَّثَى : ماء يسيل من الشَجر كالصمغ ، فإذا جمد فهو صُعْرُورٌ.

وأَلْثَتِ الشجرة ما حولها ، إذا كانت يقطُر منها ماء.

واللِّثَةُ بالتخفيف : ما حول الأسنان ، وأصلها لِثَىٌ ، والهاء عوض من الياء ، وجمعها لِثَاتٌ ولِثًى.

لحى

اللَّحْىُ : منبِت اللِّحْيَةِ من الإنسان وغيره ؛ والنسبة إليه لَحَوِىٌ (١). وهما لَحْيَانِ وثلاثة أَلْحٍ على أَفْعُلٍ ، إلَّا أنهم كسروا الحاء لتسلمَ الياء ، والكثير لُحِىٌ على فُعُولٍ ، مثل ثُدِىٍّ وظُبِىٍّ ودُلِىٍّ ، وهو فُعُولٌ.

ولِحْيَانُ : أبو قبيلة ، وهو لِحْيَانُ بن هذيل ابن مدركة.

واللْحِيَةْ معروفة ، والجمع لِحًى ولُحًى أيضا بالضم ، مثل ذِرْوَةِ وذُرًا ، عن يعقوب.

وقد الْتَحَى الغلام.

ورجلٌ لِحْيَانِىٌ : عظيم اللِّحْيَةِ. وأبو الحسن علىّ بن خازم يلقَّب بذلك.

والتَّلَحِّى : تطويق العمامة تحت الحنَك.

وفى الحديث : «نهى عن الاقتعاط وأمر بالتَلَحِّى». واللِّحَاءُ ممدود : قشر الشجر. وفى المثل : «لا تدخل بين العصا ولِحَائِهَا».

ولَحَوْتُ العصا أَلْحُوهَا لَحْوًا ، إذا قشرتَها.

__________________

(١) قال ابن برى : «القياس لَحْيىٌّ».


وكذلك لَحَيْتُ العصا أَلْحِى لَحْيًا. وقال (١) :

لَحَيْنَهُمُ لَحْىَ العصا فطَرَدْنَهُمْ

إلى سَنَةٍ قِرْدَانُهَا لم تَحَلمِ

ولَحَيْتُ الرجل أَلْحَاهُ لَحْيًا ، إذا لمتَه ؛ فهو مَلْحِىٌ.

ولَاحَيْتُهُ مُلَاحَاةً ولَحَاءً ، إذا نازعتَه. وفى المثل : «من لَاحَاكَ فقد عاداك».

وتَلَاحَوا ، إذا تنازعوا.

وقولهم : لَحَاهُ الله ، أى قَبّحه ولعنه.

لخى

اللَّخَى : كثرة الكلام فى باطلٍ. تقول : رجلٌ أَلْخَى وامرأةٌ لَخْوَاءُ. وقد لَخِىَ بالكسر لَخًى.

وبعيرٌ لَخٍ وأَلْخَى ، ونَاقةٌ لَخْوَاءُ ، إذا كانت إحدى ركبتيها أعظمَ من الأخرى ، مثل الأَرْكَبِ.

والْأَلْخَى : المعوجّ. وعُقَابٌ لَخْوَاءُ : لأنَّ منقارَها الأعلى أطول من الأسفل.

واللَّخَى أيضا : المُسْعُطُ. والْمِلْخَى مثله.

وقد لَخَوْتُ الرجل ولَخَيْتُهُ وَأَلْخَيْتُهُ بمعنًى ، أى أسعطته.

وأَلْخَيْتُهُ مالاً ، أى أعطيته.

واللَّخَى أيضا : نعت القُبُلِ المضطرب الكثير الماء.

والصبىّ يَلْتَخِى الْتِخَاءً ، إذا أكل خبزاً مبلولاً. والاسم اللِّخَاءُ مثل الغِذَاءِ.

لدى

لَدَى : لغة فى لَدُنْ ، قال تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ). واتّصاله بالمضمرات كاتّصال عليك. وقد أَغْرَى به الشاعرُ فى قوله (٢) :

فدَعْ عنك الصِّبا ولَدَيْكَ هَمًّا (٣)

تَوقَّشَ فى فؤادك واخْتِيَالاً

لذى

الَّذِى اسم مبهم للمذكّر ؛ وهو مبنىٌّ معرفةٌ ، ولا يتمّ إلَّا بصلة. وأصله لَذِى ، فأدخل عليه الألف واللام ، ولا يجوز أن يُنزَعا منه لتنكيرٍ.

وفيه أربع لغات : الَّذِى واللَّذِ بكسر الذال ، واللَّذْ بإسكانها ، والذِىُ بتشديد الياء.

وفى تثنيته ثلاث لغات : اللَّذَانِ ، واللَّذَا بحذف النون. قال الأخطل :

أَبَنِى كُلَيبٍ إنَّ عَمَّىَ اللَّذَا

قَتلا الملوك وفَكَّكا الأَغلالا

واللَّذَانِ بتشديد النون.

__________________

(١) أوس بن حجر.

(٢) لذى الرمة.

(٣) يروى :

؟عن الصما وعليك هما


وفى جمعها لغتان : الَّذِينَ فى الرفع والنصب والجر ، والَّذِى بحذف النون. قال الشاعر (١) :

وإنَ الَّذِى حانت بفَلْجٍ دماؤهم

هُمُ القومُ كُلَّ القومِ يا أُمَّ خالِدِ

يعنى الَّذِينَ. ومنهم من يقول فى الرفع اللَّذُونَ.

وزعم بعضُهم أنَّ أصله ذَا ؛ لأنَّك تقول : ما ذا رأيت ، بمعنى ما الَّذِى رأيت. وهذا بعيد ، لأنَّ الكلمة ثلاثية ولا يجوز أن يكون أصلها حرفاً واحدا.

وتصغير الَّذِى : اللَذَيَّا بالفتح والتشديد ، فإذا ثنّيت المصغّر أو جمعته حذفت الألف فقلت اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ. وقول الشاعر :

فإنْ أَدَعِ اللَّوَاتِى من أناسٍ

أَضَاعُوهُنَّ لا أَدَعِ الَّذِينَا

فإنَّما تركَه بلا صلة لأنّه جعله مجهولاً.

لطى

اللَّطَاةُ : الجبهة. ودائرةُ اللَّطاةِ : التى فى وسط جبهة الدابة.

ويقال : ألقى بِلَطَاتِهِ ، أى بثِقْله. قال ابن أحمر :

فأَلْقَى التِهَامِى منهما بِلَطَاتِهِ

وأَحْلَطَ هذا لا أَرِيمُ مَكانِيا (٢)

والْمِلْطَى ، على مِفْعَلٍ : السِمْحاق من الشِجَاج ، وهى التى بينها وبين العظم القِشرة الرقيقة.

قال أبو عبيد : وأخبرنى الواقدىُّ أنَّ السمحاق فى لغة أهل الحجاز : الْمِلْطَاءُ. قال أبو عبيد : ويقال لها الْمِلْطَاةُ بالهاء. فإذا كانت على هذا فهى فى التقدير مقصورة. قال : وتفسير الحديث الذى جاء «أنّ الْمِلْطَى بدمها» يقول : معناه أنّه حين يشجّ صاحبها يؤخذ مقدارُها تلك الساعة ثم يُقضَى فيها بالقصاص أو الأَرْش ، لا يُنظَر إلى ما يحدُث فيها بعد ذلك من زيادةٍ أو نقصان. قال : وهذا قولهم وليس هو قولَ أهل العراق.

لظى

اللَّظَى : النار. ولَظَى أيضا : اسمٌ من أسماء النار معرفةٌ لا ينصرف.

والْتِظَاءُ النارِ : التهابها. وتَلَظِّيهَا : تلهُّبها.

لعا

رجلٌ لَعْوٌ ولَعًا مقصورٌ ، أى شَهْوَانُ حريصٌ. وكلبةٌ لَعْوَةٌ : حريصةٌ.

__________________

(١) هو الأشهب بن رميلة.

(٢) قبله :

وكفارهم كأبنى سبات تفرقا

سوى ثم كانا منجدا وتهاميا


ولَعْوَةُ : قومٌ من العرب.

ولَعْوَةُ الجوعِ : حِدَّته.

ويقال للعاثر : لَعًا لَكَ! دعاءٌ له بأن ينتعش.

قال الأعشى :

بِذَاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ

فالتَعْسُ أَدْنَى لها من أَنْ يقال لَعا

الفراء : اللَّعْوَةُ : السواد (١) حولَ حلمة الثدى ؛ وبه سُمِّىَ ذو لَعْوَةَ ، وهو قَيْلٌ من أقيال حِمْيَرَ.

ويقال : ما بها لَاعِى قَرْوٍ ، أى ما بها مَن يلحس عُسًّا ، معناه ما بها أحدٌ ، عن ابن الأعرابى.

ويقال : خرجنا نَتَلَعَّى ، أى نأخذ اللُّعَاعَ ، وهو أوَّل النبت. وأصله نَتَلَعَّعُ ، فكرهوا ثلاث عينات فأبدلوا الثالثة ياءً.

وألَعَّتِ الأرض : أخرجت اللُعَاعَ. وَتَلَعَّى العسل : تعقَّد.

لغا

لَغَا يَلْغُو لَغْوًا ، أى قال باطلاً. يقال : لَغَوْتُ باليمين.

ونباحُ الكلب لَغْوٌ أيضاً. وقال :

* فلا تلْغَى لغيرهم كِلَابُ (٢) *

أى لا تُقَتنى كلابُ غيرهم.

ولَغِىَ بالكسر يَلْغَى لَغًا مثله. وقال (٣) :

* عن اللَّغَا ورَفَثِ التَكَلُّمِ (٤) *

واللَّغَا : الصوت ، مثل الوَغَا. ويقال أيضا : لَغِىَ به يَلْغَى لَغًا ، أى لهج به. ولَغِىَ بالشراب أكثر منه.

وأَلْغَيْتُ الشىء : أبطلتُه. وكان ابن عباس رضى الله عنهما يُلْغِى طلاق المُكْره.

وأَلْغَاهُ من العدد ، أى ألقاه منه.

واللَّاغِيَةُ : اللَغْوُ. قال تعالى : (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً)، أى كلمة ذات لَغْوٍ. وهو مِثل تامِرٍ ولابِنٍ ، لصاحب التمر واللبن.

واللَّغْوُ فى الأَيمان : ما لا يُعقَد عليه القلب ، كقول الرجل فى كلامه : بَلَى والله : ولا والله!

__________________

(١) فى اللسان : واللَعْوَةُ واللُعْوَةُ : السواد .. الخ

(٢) صدره :

وقلنا للدليل أقسم إليهم فى التكملة : واستشهاده بالبيت على نباح الكلب باطل : وذلك أن كِلَاباً فى البيت هو كلاب بن ربيعة لا جمع كلبٍ. والرواية «تَلْغَى» بفتح التَاءِ بمعنى تولع. بتصرف. وقال ابن برى : وفى الأفعال : «فلا (تَلْغَى) بغيرهم الرِكَابُ» أتى به شاهدا على (لَغِىَ) بالشىء أُولِعَ به.

(٣) العجاج.

(٤) قبله :

ورب أسراب حجيج كظم


واللَّغْوُ : ما لا يعدُّ من أولاد الإبل فى ديةٍ أو غيرها لصِغرها. وقال (١) :

ويَهْلِكُ بينها المَرْئِىُ لَغْوًا

كما أَلْغَيْتَ فى الدِيَةِ الحُوارا

واللُّغَةُ أصلها لُغَىٌ أو لُغَوٌ ، والهاء عوض ، وجمعها لُغًى مثل بُرَةٍ وبُرًى ، ولُغَاتٌ أيضا.

وقال بعضهم : سمعت لُغَاتَهُمْ بفتح التاء ، وشبّهها بالتاء التى يوقف عليها بالهاء. والنسبة إليها لُغَوِىٌ ولا تقل لَغَوِىٌ.

لفا

اللَّفَاءُ : الخسيس من الشىء. وكلُّ شىءٍ يسير حقيرٍ فهو لَفَاءٌ. وقال (٢) :

وما أنا بالضَعيف فتظلمونى

ولا حَظِّى اللَّفَاءُ ولا الخَسِيسُ

يقال : رضِىَ فلانٌ من الوفاء باللَّفَاءُ ، أى من حقِّه الوافر بالقليل.

وتقول منه : لَفَّاهُ حقَّه ، أى بَخَسه.

وأَلْفَيْتُ الشىء : وجدتُه. وتَلَافَيْتُهُ : تداركته.

لقى

لَقِيتُهُ لِقَاءً بالمد ، ولُقًى بالضم والقصر ، ولُقِيًّا بالتشديد ، ولُقْيَاناً ، ولُقْيَانَةً واحدةً ولَقْيَةً واحدةً ولِقَاءَةً واحدةً. قال : ولا تقل لَقَاةً فإنَّها مولّدةٌ وليست من كلام العرب.

وأَلْقَيْتُهُ ، أى طرحته. تقول : أَلْقِهِ من يدك ، وأَلْقِ به من يدك.

وأَلْقَيْتُ إليه المودّة وبالمودّة.

وأَلْقَيْتُ عليه أُلْقِيَّةً ، كقولك : أَلْقَيْتُ عليه أُحْجِيَّةً ، كلّ ذلك يقال.

والْتقُوا وتَلَاقوْا بمعنًى.

واسْتَلْقَى على قفاه.

وتَلَقَّاهُ ، أى استقبله. وقوله تعالى : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) أى يأخذُه بعضٌ عن بعض.

وجلس تِلْقَاءَهُ ، أى حذاءه. والتِّلْقَاءُ أيضا : مصدرٌ مثل اللِّقَاءِ. وقال (٣).

أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تأتى مَواعِدُهُ

فاليومَ قَصَّرَ عن تِلْقَائِهِ الأَملُ

واللَّقَى بالفتح : الشىء المُلْقَى لهوانه ؛ وجمعه أَلْقَاءٌ. وقال :

* وكنتَ لَقًى تجرى عليك السَوَائِلُ (٤) *

وشَقِىٌ لَقِىٌ إتباعٌ له.

__________________

(١) ذو الرمة.

(٢) أبو زبيد.

(٣) الراعى.

(٤) صدره :

فليتك حال البحر دونك كله


واللَّقْوَةُ : داءٌ فى الوجه ؛ يقال منه لُقِىَ الرجل فهو مَلْقُوٌّ.

واللَّقْوَةُ أيضا : الناقة السريعة اللِقاح. وفى المثل : «لَقْوَةٌ صادفَتْ قبيساً» ، أى صادفت فحلاً سريع الإلقاح.

واللَّقْوَةُ : العُقاب الأنثى. واللِّقْوَةُ بالكسر مثله. قال أبو عبيدة : سمِّيتْ لِقْوَةً لسعة أشداقها.

لكى

لَكِىَ به لَكًى : أُولع به. قال رؤبة :

* والمِلْغُ يَلْكَى بالكلام الأَمْلَغِ (١) *

ولَكِيتُ بفلان : لازمتُه.

لمى

اللَّمَى (٢) : سُمرة فى الشَفَة تُستحسَن. ورجل أَلْمَى وجارية لَمْيَاءُ بيِّنة اللَّمَى.

وظِلٌ أَلْمَى : كثيف أسود. وشجرٌ أَلْمَى الظلالِ من الخضرة. وقال (٣) :

إلى شجرٍ أَلْمَى الظلالِ كأنّه (٤)

رواهبُ أَحْرَمْن الشرابَ عَذُوبُ

والْتُمِىَ لونه مثل التُمِع ، وربَّما همز.

ولُمَةُ الرجل : تِرْبُهُ وشكله ، والهاء عوض.

وفى الحديث : «ليتزوَّج الرجل لُمَتَهُ».

واللُّمَةُ : الأصحاب ما بين الثلاثة إلى العشرة.

لوى

لَوَيْتُ الحبل : فتلته.

ولَوَى الرجل رأسه وأَلْوَى برأسه : أمال وأعرض.

وقوله تعالى : (وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا) بواوين. قال ابن عباس رضى الله عنهما : هو القاضى يكون لَيُّهُ وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر.

وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وَلِيتُ.

قال مجاهد : أى أن تَلُوا الشهادة فتُقيموها أو تُعرِضوا عنها فتتركوها.

ولَوَتِ الناقة ذَنَبَهَا وأَلْوَتْ بذنبها ، إذا حرّكته ، الباء مع الألف فيها.

__________________

(١) قبله.

أوهى أديما حلما لم يدبغ

(٢) اللَمَى مثلثة اللام.

(٣) حميد بن ثور.

(٤) قال ابن برى : صوابه «كأنَّها رواهب» لأنه يصف رِكَاباً. وقبله :

ظللا إلى كيف وظللت ركابنا

إلى مستكفات لهن غروب


ولَوَاهُ بدَيْنِهِ لَيَّاناً ، أى مطله. قال ذو الرمة (١) :

تريدين لَيَّانِى وأنتِ مليئةٌ

وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوِشَاحِ التَقاضِيا (٢)

ولَوَّيْتُ أعناق الرجال فى الخصومة ، شدّد للكثرة والمبالغة. قال تعالى : (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ).

والْتَوَى وتَلَوَّى بمعنًى.

ولَوَيْتُهُ عليه ، أى آثرتُه عليه. وقال :

ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهُمْ

إلَّا صلاصلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ

أى لا يؤثر بها أحد لحسَبه ، للشدّة الَّتِى هم فيها. ويروى : «لا تَلْوِى» أى لا تعطف أصحابها على ذوى الأحساب ، من قولهم : لَوَى عليه ، أى عَطَفَ ، بل تقسم بالمناصفة (٣) على السويّة.

ولِوَى الرملِ مقصور : مُنقَطَعه ، وهو الجَدَد بعد الرملة.

وأَلْوَى القوم : صاروا إلى لِوَى الرملِ ؛ يقال : أَلْوَيْتُمْ فانْزِلُوا. وهما لِوَيَانِ ، والجمع الْأَلْوِيَةُ.

وذَنَبٌ أَلْوَى : معطوفٌ خِلْقَة مثل ذَنَب العنز.

ولِوَاءُ الأمير ممدودٌ. وقال :

غَدَاةَ تَسَايَلَتْ من كلِّ أَوْبٍ

كتائبُ عاقِدِينَ لهم لِوَايا

وهى لغة لبعض العرب. تقول : احتميت احتماياً.

والْأَلْوِيَةُ : المَطَارِدُ ، وهى دون الأعلام والبنود.

واللَّوَى بالفتح : وجعٌ فى الجوف ، تقول منه : لَوِىَ بالكسر.

واللَّوِىُ على فَعِيلٍ : ما ذبَل من البقل. وقد أَلْوَى البقل ، أى ذبل.

واللَّوِيَّة : ما خبأته لغيرك من الطعام.

وقال (٤) :

قلتُ لِذَاتِ النُقْبَةِ النَقِيَّهْ

قُومِى فغَدِّينَا من اللَّوِيَّهْ

وقد الْتَوَتِ المرأة لَوِيَّةً.

وأَلْوَى فلانٌ بحقّى ، أى ذهَبَ به. وأَلْوَى بثوبه ، إذا لمع به وأشار. وأَلْوَتْ به عنقاءُ مُغْرِبٍ أى ذهبَتْ به.

__________________

(١) فى الليَّانِ.

(٢) فى اللسان : «تطيلين».

(٣) صوابه بالمُصَافَنَةِ ، كما فى اللسان والمخطوطات.

(٤) أبو جهيمة الذهلى.


والأَلْوَى : الرجل المجتنب المنفرد لا يزال كذلك.

واللاءونَ : جمع الذِى من غير لفظه بمعنى الَّذِينَ. وفيه ثلاث لغات اللاؤُنَ فى الرفع واللائينَ فى الخفض والنصب ، واللاءو بلا نون ، واللائِى بإثبات الياء فى كلِّ حال ، يستوى فيه الرجال والنساء ، ولا يصغّر لأنَّهم استغنوا عنه باللَتَيَّاتِ للنساء وباللَذَيُّونَ للرجال. وإن شئتَ قلت للنساء اللاء بالكسر بلا ياء ولا مدّ ولا همز ، ومنهم من يهمز.

وأمَّا قول الشاعر (١) :

من النَفَرِ اللاءِ (٢) الذين إذا هُمُ

يَهابُ اللئامُ حَلْقةَ الباب قَعْقَعُوا

فإنّما جاز الجمع لاختلاف اللفظين ، أو على إلغاء أحدهما.

لها

اللهَاةُ : الهَنَةُ المطبقة فى أقصى سقف الفم ، والجمع اللهَا واللهَوَاتُ واللهَيَاتُ أيضاً ، مثل القَطَيَاتِ. وأمّا قوله :

يَا لَكَ من تَمْرٍ ومن شِيشَاءِ

يَنْشَبُ فى المَسْعَلِ واللهَاءِ

فإنّما مدّه ضرورةً ، ويروى بكسر اللام (٣).

قال أبو عبيد : هو جمعٌ لهاً ، مثل الإضاءِ جمع أَضاً والأَضَا جمع أَضَاةٍ.

واللُّهْوَةُ بالضم : ما يُلقيه الطاحن فى فَم الرحى بيده ؛ تقول منه : أَلْهَيْتُ فى الرَحَى. والجمع لُهاً.

واللُّهْوَةُ أيضاً : العطيّة ، دراهمَ كانت أو غيرها ، والجمع اللُّهَا. يقال : إنَّه لمِعْطَاءُ اللُّهَا ، إذا كان جواداً يعطى الشىء الكثير.

ولَهِيتُ عن الشىء بالكسر أَلْهَى لُهِيًّا ولُهْيَاناً ، إذا سلوتَ عنه وتركت ذكره وأضربتَ عنه.

وأَلْهَاهُ ، أى شغله. ولَهَّاهُ به تَلْهِيَةً ، أى علّله.

ولَهَوْتُ بالشىء أَلْهُو لَهْواً ، إذا لعبتَ به.

وتَلَهَّيْتُ به مثله.

وتَلَاهْوا ، أى لَهَا بعضُهم ببعض. وقد يكنى باللهْوِ عن الجماع.

وقوله تعالى : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) قالوا : امرأة ، ويقال ولداً.

وتقول : الْهَ عن الشىء ، أى اتركه. وفى الحديث فى الَبَلل بعد الوضوء : «الْهَ عنه».

__________________

(١) أبو الرُبَيْس.

(٢) فى اللسان : «من النَفَر اللائى».

(٣) فى اللسان : فقد روى بكسر اللام وفتحها ، فمن فتحها ثم مدّ فعلى اعتقاد الضرورة وقد رآه بعض النحويين ، والمجتمع عليه عكسه.


وكان ابن الزبير رضى الله عنه إذا سمِع صوت الرعد لَهِىَ عنه ، أى تركه وأعرضَ عنه.

الأصمعى : إلْهَ عنه ومنه بمعنًى.

وفلان لَهُوٌّ عن الخير ، على فَعُولٍ.

والْأُلْهِيَّةُ من اللهْوِ ؛ يقال : بينهم أُلْهِيَّةٌ ، كما تقول أُحْجِيَّةٌ ، وتقديرها أُفْعُولَةٌ.

وهم لُهَاءُ مائةٍ مثل قولك : زهاء مائةٍ.

ليا

اللِّيَاءُ : شىء يشبه الحمّص شديد البياض يكون بالحجاز ؛ يؤكل. عن أبى عبيد. وفى الحديث : «دخل على معاوية وهو يأكل لِيَاءً مُقَشًّى» ، أى مقشّراً.

وإذا وَصفتَ المرأةَ بالبياض قلت : كأنها لِيَاءَةٌ.

واللِّيَا مقصورٌ : الأرض البعيدة عن الماء.

فصل الميم

مأى

مَأَوْتُ الجِلْدَ مَأْوًا ، ومَأَيْتُهُ مَأْياً ، إذا مددتَه حتَّى يتسع.

وتَمَأَّى الجِلْدُ يَتَمَأَّى تمئِّياً : اتّسعَ ، وهو تَفَعَّل. وقال :

* دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ (١) *

ومِائَةٌ من العدد ، وأصله مِئًى مثال مِعًى ، والهاء عوض من الياء. وإذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُونَ بكسر الميم ، وبعضهم يقول مُئُونَ بالضم.

قال ابن السكيت : قال الأخفش : ولو قلت مِئَاتٌ ، مثال مِعَاتٍ ، لكان جائزا.

وبعض العرب يقول مِائَةُ درهمٍ ، يُشِمُّون شيئاً من الرفع فى الدال ولا يُبَيِّنونَ ، وذلك الإخفاء.

وقال سيبويه : يقال ثَلثُمِائَةٍ ، وكان حقه أن يقولوا ثَلَاثُ مِئِينَ أو مِئَاتٍ ، كما تقول ثلاثة آلاف ، لأنَّ ما بين الثلاثة إلى العشرة يكون جماعةً نحو ثلاثة رجالٍ وعشرة رجال ، شبّهوه بأحد عشر وثلاثة عشر. ومن قال مِئِينٌ ورفع النون بالتنوين ففى تقديره قولان : أحدهما فِعْلِينٌ مثال غِسْلِينٍ ، وهو قول الأخفش ، وهو شاذٌّ.

__________________

(١) بعده :

أو بأعالى السلم المصرب

بلت بكفى عزب مشذب

إذا اتقتك بالنفي الأشهي

فلا تقعسرها ولكن صوب


والآخر فِعيلٌ بكسر الفاء لكسرة ما بعده ، وأصله مِئِىٌ ومُئِىٌ ، مثل عِصِىٍّ وعُصِىٍّ ، فأبدل من الياء نوناً.

وأمَّا قول الشاعر (١) :

* وحَاتِمُ الطَائِىُّ وَهَّابُ المِئِى (٢) *

وقول مزرِّد :

وما زَوَّدُونِى غَيْرَ سَحْقِ عِمَامَةٍ

وخَمْسِ مِىءٍ منها قَسِىٌّ وزَائِفُ

فهما عند الأخفش محذوفان مرخّمان.

وحكى عن يونس أنَّه جمع بطرح الهاء مثل تَمْرَةٍ وتَمْرٍ. وهذا غير مستقيم ، لأنَّه لو أراد ذلك لقال مِئًى مثال مِعًى ، كما قالوا فى جمع لِثَةٍ لِثًى ، وفى جمع ثُبَةٍ ثُبًى.

وأَمْأَى القوم : صاروا مِائَةً. وأَمْأَيْتُهُمْ أنا.

أبو زيد : أَمْأَتْ غمُ فلان ، إذا صارت مِائَةً. وأَمْأَيْتُهَا لك : جعلتها مِائَةً.

ومَأَتِ السنَّور تَمُوءُ مُوَاءً ، إذا صاحت ، مثل أَمَتْ تَأْمُو أُمَاءً.

ويقال : مَأَى ما بينهم مَأْياً ، أى أفسد.

قال العجاج :

* ويَعْتِلُونَ من مَأَى فى الدَحْسِ (٣) *

وقد تَمَأَّى ما بينهم ، أى فسَد.

متا

مَتَوْتُ الشىء : مددته.

والتَمَتِّى فى نزع القوس : مَدُّ الصُلب. قال امرؤ القيس :

فأَتَتْهُ الوَحْشُ واردةً

فتَمَتَّى النَزْعَ فى يَسَرِهْ

محا

مَحَا لوحه يَمْحُوهُ مَحْواً ، ويَمْحِيهِ مَحْياً ، ويَمْحَاهُ أيضا ، فهو مَمْحِىٌ ومَمْحُوٌّ ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها ، فأدغمت فى الياء التى هى لام الفعل. وأنشد الأصمعى :

* كما رأيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا*

__________________

(١) العامرية.

(٢) الرجز :

حيدة خالي ولقيط وعلى

وحاتم الطائي وهاب المنى

ولم يكن كحالك العبد الدعى

يأكل أزمان الهزال والسنى

هنات غير ميت غير ذكر

(٣) بعده :

بالماس يرقى فو كل ماس


وامَّحَى (١) انفعل منه ، وامْتَحَى لغةٌ فيه ضعيفة.

ومَحْوَةُ : ريحُ الشَمال ، لأنَّها تذهب بالسَحاب ، وهى معرفة لا تنصرف ولا تدخلها ألفٌ ولام. قال الراجز :

قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاج

فدَمَّرَتْ بقيّةَ الرَجَاجِ

ويقال : تركت الأرضُ مَحْوَةً واحدةً ، إذا طبَّقها المطر.

والْمِمْحَاةُ : خِرقة يزال بها المَنِىُّ ونحوه.

ومَحْوٌ : اسم موضع ، قال يعقوب : وأنشدنى أبو عمرو (٢) :

لِتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفَتَى ال

مُغَادَرِ بالْمَحْوِ أَذْلَالَها (٣)

مخا

تَمَخَّيْتُ من الشىء وامَّخَيْتُ منه ، إذا تبرأت منه وتَحَرَّجت. قال الراجز :

ولم تُرَاقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِهْ (٤)

من ظُلمِ شيخٍ آضَ من تَشَيُّخِهْ (٥)

مدى

المَدَى : الغاية. يقال : قطعة أرضٍ قدر مَدَى البصر ، وقدر مدّ البصر أيضا ، عن يعقوب.

والْمَدِىُ على فَعِيلٍ : الحوض الذى ليست له نصائبُ. وقال :

* إذا أُمِيلَ فى المَدِىِ فاضا*

والجمع أَمْدِيَةٌ.

والمُدْيَةُ بالضم : الشَفرة ، وقد تكسر ، والجمع مُدْيَاتٌ ومُدًى ، كما قلناه فى كُلْيَةٍ.

والمُدْىُ : القَفِيزُ الشامىّ ، وهو غير المُدِّ.

مذى

المَذْىُ بالتسكين (٦) : ما يَخرج عند الملاعبة والتقبيل ؛ وفيه الوضوء. تقول منه : مَذَى الرجل

__________________

(١) وكذا فى اللسان. وفى المخطوطات : «وانمحى».

(٢) للخنساء.

(٣) فى اللسان : «لِتَجْرِ الحوادثُ».

والأذلال : جمع ذل بالكسر ، وهى المسالك والطرق.

(٤) قبله :

قالت ولم تقصد له ولم تخفه

(٥) بعده :

أشهب مثل النسر عند مسلخه

(٦) فى القاموس : المَذْىُ ، والمَذِىُّ كغَنِىٍّ ، والمَذِى ساكنة الياء.


بالفتح ، وأَمْذَى بالألف مثله. يقال : كلُّ ذكر يَمْذِى وكلُّ أنثى تَقْذِى.

والْمِذَاءُ : المُمَاذَاةُ. وفى الحديث : «الغَيرة من الإيمان ، والْمِذَاءُ من النفاق» ، قال أبو عبيد : هو أن يجمع الرجلُ بين رجال ونساء يخلِّيهم يُمَاذِى بعضهُم بعضاً.

وقال الأموىّ : المَذِىُ ، والوَدِىُّ ، والمَنِىُّ مشدّداتٌ.

وأَمْذَيْتُ فرسى ، إذا أرسلتَها فى المرعى.

وربَّما قالوا : مَذَيْتُهُ. حكاه أبو عبيد.

والمَاذِىُ : العسل الأبيض. والْمَاذِيَّةُ من الدروع : البيضاءُ. وقال الأصمعى : الْمَاذِيَّةُ السَهلة اللّينة. وتسمَّى الخمر مَاذِيَّةً لسهولتها فى الحَلْقِ.

مرا

الأصمعى : المَرْوُ : حجارة بيض برَّاقة تُقدح منها النار ، الواحدة مَرْوَةٌ. وبها سمِّيت المَرْوَةُ بمكّة.

والمَرْوُ : ضربٌ من الرياحين. قال الأعشى :

* وآسٌ وخِيرِىٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ (١) *

ومَرَيْتُ الناقة مَرْياً ، إذا مسحتَ ضرعها ليدرّ.

وأَمْرَتِ الناقةُ ، أى درَّ لبنُها.

والمَرِىُ على فَعِيلٍ : الناقة الكثيرة اللبن.

عن الكسائى. ويقال : هى التى تَدُرّ على المسح.

قال أبو زيد : هو غير مهموز ، والجمع مَرَايَا.

ومَرَيْتُ الفرس ، إذا استخرجتَ ما عنده من الجرى بسَوطٍ أو غيره. والاسم الْمِرْيَةُ بالكسر وقد تضم.

ومَرَى الفرس بيديه ، إذا حرَّكهما على الأرض كالعابث.

والريحُ تَمْرِى السحابَ وتَمْتَرِيهِ ، أى تستدرُّه.

ومَرَاهُ حقَّه ، أى جَحَده. وقرىء قوله تعالى : أَفَتَمْرُونَهُ على ما يَرَى.

ومَارَيْتُ الرجل أُمَارِيهِ مِراءً ، إذا جادلته.

والْمِرْيَةُ : الشكّ ، وقد تضم. وقرىء بهما قوله تعالى : (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) قال ثعلب : هما لغتان ، وأما مِرْيَةُ الناقةِ فليس فيه إلَّا الكسر والضمّ غلط.

والامتِراءُ فى الشىء : الشكُّ فيه ؛ وكذلك التَّمَارِى.

ومَرْوُ : اسم بلد ، والنسبة إليه مَرْوَزِىٌ على غير قياس ، والثوب مَرْوِىٌ على القياس.

__________________

(١) ويروى : «وسمسق» ، وهو المرزجوش.

وعجزه :

إذا كان هنز من ورحت مخشما و (هِنْزَمْنٌ) : عيدٌ لهم.


والْمَرَوْراةُ : المفازَة التى لا شىء فيها ، وهى فَعَوْعَلَةٌ ، والجمع المَرَوْرَى ، والمَرَوْرَيَاتُ ، والمَرَارِىُ.

وفى المثل : «خُذْها ولو بقُرْطَىْ مَارِيَةَ» ، قال ابن السكيت : هى مارِيَةُ بنت أرقَم بن ثعلبة بن عمرو بن جَفْنة بن عَوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن ثعلبة ـ وهو العنقاء ـ ابن عمرٍو مُزيقِياءَ بن عامرٍ ماء السماء. وابنُها الحارث الأعرج الذى عَنَاه حسّان بقوله :

أولادُ جَفْنَةَ حول قبرِ أَبِيهِمِ

قبرِ ابنِ مَارِيَةَ الكريمِ المُفْضِلِ

والمَارِيَّةُ ، بتشديد الياء : القطاة الملساء.

مزا

الْمَزِيَّةُ : الفضيلة. يقال : له عليه مَزِيَّةٌ.

ولا يبنى منه فعلٌ.

مسا

الْمَسَاءُ : خلاف الصباح. والْإِمْسَاءُ : نقيض الإصْبَاحِ. وأَمْسَى مُمْسًى. وقال (١) :

الحمد لله مُمْسَانَا ومُصْبَحَنا

بالخير صَبَّحَنَا رَبِّى ومَسَّانا

وهما مصدرانِ وموضعان أيضا. قال امرؤ القيس يصف جاريةً :

تَضِىءُ الظَلَامَ بالعِشَاءِ كأنّها

مَنَارَةُ مُمْسَى راهبٍ مُتَبَتِّلِ

يريد صومعته حيثُ يُمْسِى فيها. والاسم المُسْىُ والصُبْحُ. وقال (٢) :

* والمُسْىُ والصُبْحُ لا بَقَاءَ مَعَهْ (٣) *

ويقال : أتيته لِمُسْىِ خامسةٍ بالضم ، والكسرُ لغة.

وأتيته مُسَيَّاناً ، وهو تصغير مَسَاءٍ.

وأتيته أُصْبُوحَةَ كلِّ يوم ، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم. وأتيته مُسْىَ أَمْسِ ومِسْىَ أَمْسِ ، أى أَمْسِ عند المَسَاءِ.

والمَسْىُ : إخراج النُطفة من الرحم ، على ما فسرناه فى المَسْطِ. يقال : مَسَاهُ يَمْسِيهِ.

وقال (٤) :

* يَسْطُو على أُمِّكَ سَطْوَ الْمَاسِى *

__________________

(١) أمية بن أبى الصلت.

(٢) الأضبط بن قريع السعدىّ.

وصدره :

لكل هم من الأمور سعة

(٣) ويروى : لا فلاح معه وكذلك فى المخطوطات.

(٤) رؤبة.


ومَسَيْتُ الناقة ، إذا سطوتَ عليها وأخرجتَ ولدها.

مشا

مَشَى يَمْشِى مَشْياً. ومَشَّى تَمْشِيَةً مثله.

وأنشد الأخفش (١) :

ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعَامُهَا (٢)

كَمَشْىِ النصارى فى خِفَافِ الأَرَنْدَجِ (٣)

وقال آخر :

* ولا تَمَشَّى فى فضاء بُعْدَا*

ومَشَّاهُ أيضاً وأَمْشَاهُ بمعنًى.

وتَمَشَّتْ فيه حُمَيَّا الكأس.

ومَشَتِ المرأة تَمْشِى مَشَاءً ممدوداً ، إذا كثُر ولدها. وكذلك الْمَاشِيَة إذا كثُر نسلها.

قال :

* والشاةُ لا تَمْشِى مع الهَمَلَّعِ (٤) *

وناقةٌ مَاشِيةٌ : كثيرة الأولاد.

وشَرِبْتُ مَشُوًّا ومَشِيًّا ، وهو الدواء الذى يُسْهِل. ولا تقل : شربت دواءَ المَشْىِ.

ويقال أيضاً : اسْتَمْشَيْتُ ، وأَمْشَانِى الدواء.

والْمَاشِيَةُ معروفة ، والجمع الْمَوَاشِى. وأَمْشَى الرجلُ ، إذا كثُرت مَاشِيَتُهُ. وقال (٥) :

وكُلُّ فَتًى وإنْ أَثْرَى وأَمْشَى

سَتَخْلِجُهُ عن الدنيا مَنُونُ

مصا

الْمَصْوَاءُ من النساء : التى لا لحمَ على فخذيها.

مضى

مَضَى الشىء مُضِيًّا (٦) : ذهبَ. ومَضَى فى الأمر مَضَاءً : نفذ.

وقول جرير :

فيوماً يُجَارينَ الهَوَى غَيْرَ ماضىٍ

ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ (٧)

__________________

(١) للشماخ.

(٢) يروى : «نِعَاجُها».

(٣) الأرندج واليرندج : الجلد الأسود ، ويروى البيت بكليهما.

(٤) ويروى : «العير لا يمشى». وقبله :

مثلى لا يحسن قولا فعفى

وبعده :

لا تأمريني ببنات أسفع

يعنى الغنم وأسفح اسم كبش

 (٥) النابغة الذبيانى.

(٦) مَضَى الشىء يَمضِى مُضِيًّا بالكسر ، ومَضَى فى الأمر يَمْضِى مَضَاءً ، ومَضَيْتُ على الأرض مُضِيَّا ومَضَوْتُ أيضاً مضُوًّا بفتح الميم وضمها.

(٧) فى اللسان وكذا فى المخطوطات : ترى منهن غول ثغول. والتغول : التلون والتقتّل


فإنَّما ردّه إلى أصله للضرورة ، لأنَّه يجوز فى فى الشعر أن يجرى الحرفُ المعتلّ مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه ، لأنَّه الأصل.

ومَضَيْتُ على الأمر مُضِيًّا ، ومَضَوْتُ على الأمر مَضُوًّا ومُضُوًّا ، مثل الوقود والصعود.

وهذا أمرٌ مَمْضُوٌّ عليه.

وأَمْضَيْتُ الأمر : أنفذْته.

والتَّمَضِّى تَفَعُّلٌ منه. قال الراجز :

أصبَحَ جيرانُك بعدَ الخفض

يُهدى السلامَ بعضُهم لبعض

وقَرَّبُوا لِلْبَيْنِ والتَّمَضِّى (١)

والْمُضَوَاءُ : التقدّم. وقال (٢) :

* فإذا حُبِسْنَ مَضَى على مُضَوَائِهِ (٣) *

مطا

المَطَا مقصورٌ : الظَهْرُ ؛ والجمع الْأَمْطَاءُ.

والْمَطِيَّةُ : واحدة المَطِىِ واحدٌ وجمعٌ ، يذكَّر ويؤنث.

والْمَطايَا فَعَالَى ، وأصله فَعائِلُ ، إلَّا أنَّه فعل به ما فعل بخطايا. وقال أبو العَميثل : المَطِيَّةُ تذكر وتؤنث. وأنشد أبو زيد لربيعة بن مقرومٍ الضّبىّ ، جاهلىّ :

ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظلامِ بَعَثْتُهُ

يشكو الكَلَالَ إلَىَّ دامِى الأَظْلَلِ

والتَمَطِّى : التبختُر ومدُّ اليدين فى المشى.

ويقال : التَمَطِّى مأخوذ من المَطِيطَةِ ، وهو الماء الخاثر فى أسفل الحوض ، لأنَّه يَتَمَطَّطُ أى يتمدّد.

وهو مثل تظنَّيت من الظن ، وتقضَّيت من التقضُّض (٤). قال رؤبة :

به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ

بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِىَ (٥) النُفَّهِ

والْمُطَوَاءُ من التَمَطِّى ، على وزن الغُلَوَاءِ.

والْمَطْوُ : المدّ. يقال : مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً ، إذا مددتَ بهم فى السير. قال الأصمعىّ : الْمَطِيَّةُ : التى تَمُطُّ فى سيرها. قال : وهو مأخوذ من المَطْوِ ،

__________________

(١) بعده :

جول مخاض كالردى المنقض

الجَوْلُ : ثلاثون من الإبل.

(٢) القطامى.

(٣) عجزه :

وإذا لحقن به أصبن طعانا

وفى اللسان : فإ          ا خنسن

(٤) قال فى المختار : ومنه قوله تعالى : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى).

(٥) فى اللسان : «المَطِىِّ النفه».


أى المدّ. قال أبو زيد : يقال منه : امْتَطَيْتُهَا ، أى اتَّخذتها مَطِيَّةً. وقال الأموى : امْتَطَيْنَاهَا ، أى جعلناها مَطَايَانَا.

والْمِطْوُ بالكسر : عذق النخلة ، والجمع مِطاءٌ مثل جِرْوٍ وجِرَاءِ.

ومِطْوُ الشىء : نظيره وصاحبه. وقال :

نَادَيْتُ مِطْوِى وقد مال النهار بهمْ

وعَبْرَةُ العَينِ جارٍ دَمْعُها سَجِمُ

وقال رجلٌ من أَسْد السَراة (١) يصف برقاً (٢) :

فظَلْتُ لدَى البيتِ العتيق أُخِيلُهُ

ومِطْوَاىَ مشتاقانِ لَهْ أرِقانِ

أى صاحباىَ.

معى

المِعَى (٣) : واحد الأَمْعَاءِ. وفى الحديث : «المؤمن يأكل فى مِعًى واحد ، والكافر فى سبعة أَمْعَاءٍ». وهو مَثَلٌ ، لأنَّ المؤمن لا يأكل إلَّا من الحلال ويتوقَّى الحرامَ والشبهة ، والكافر لا يبالى ما أكل ومن أين أكل وكيف أكل.

والْمِعَى أيضاً : المِذْنَبُ من مذانب الأرض.

أبو عبيد : إذا أرطب النخلُ كلُّه فذلك الْمَعْوُ. قال : وقياسه أن تكون الواحدةُ مَعْوَةً ، ولم أسمعهُ. قال : وقال اليزيدىّ : يقال منه أَمْعَتِ النخلة.

وقال ابن دريد : الْمَعْوَةُ : الرُطَبة إذا دخلَها بعض اليبس.

مقا

مَقَوْتُ السيف : جلوته ، حكاه يونس عن أبى الخطَّاب. وكذلك المرآة والطَست. حتَّى قالوا : مَقَا أسنانه.

قال ابن دريد : امْقُ هذا مَقْوَكَ مالَك ، أى صُنْهُ صيانتَك مالك.

مكا

الْمُكَّاءُ بالمد والتشديد : طائر ؛ والجمع الْمَكَاكِىُ.

والْمُكَاءُ مخفّف : الصفير. وقد مَكا يَمْكُو مَكْواً ومُكَاءً : صَفَر. قال تعالى : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا) مُكاءً (وَتَصْدِيَةً).

وقال عنترةُ يصف رجلاً طعَنه :

* تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كشِدْقِ الأَعْلَمِ (٤) *

__________________

(١) فى اللسان : «من أَزْدِ السراة» ، وهما لغتان.

(٢) ذكر الأصبهانى أنه ليعلى بن الأحول.

(٣) المَعْىُ والمِعَى كإلى.

(٤) صدره :

وحليل غانية تركت مجدلا


أبو عبيد : مَكَتْ استُه تَمْكُو مُكَاءً ، إذا كانت مفتوحة.

والْمَكَا ، بالفتح مقصور : جُحر الثعلب والأرنب ونحوِه ، وكذلك الْمَكْوُ. قال الطرِمَّاح :

كم به من مَكْوِ وَحْشِيَّةٍ

قِيظَ فى مُنْتَثل أو شِيَامْ

وجمعه أَمْكَاءٌ.

وتَمَكَّى الفرس ، إذا حكَّ عينه برُكبته.

وقول الشاعر (١) :

* كَالْمُتَمَكِّى بِدَمِ القتيلِ (٢) *

يريد : كالمتوضّئ والمتمسّح.

ومَكِيَتْ (٣) يده تَمْكَا مَكاً ، أى مَجِلَتْ من العمل. قال يعقوب : سمعتُها من الكلابىّ.

ومِيكَائِيلُ : اسم ، يقال هو مِيكَا أضيف إلى إبل. وقال ابن السكيت : مِيكَائِينُ بالنون لغة. قال الأخفش : يهمز ولا يهمز. قال : ويقال مِيكالُ ، وهو لغة. وقال (٤)

ويَوْمَ بَدْرٍ لَقِينَاكُمْ لنا مَدَدٌ

فيه مع النصر مِيكالٌ وجبريلُ

ملا

يقال : مَلَّاكَ الله حبيبَك ، أى متَّعك به وأعاشَك معه طويلا. قال الشاعر (٥) :

وقد كنتُ أرجو أن أُمَلَّاكَ حِقْبَةً

فحالَ قَضاءُ الله دون رَجائِيا (٦)

وتَمَلَّيْتُ عمرى : استمتعت منه. ويقال لمن لبس الجديد : أَبْلَيْتَ جديداً وتَمَلَّيْتَ حبيباً ، أى عشتَ معه مَلَاوَتَكَ من دهرك وتمتَّعت به.

وأَقَمْتُ عنده مَلَاوَةً من الدهر ومُلَاوةً ومِلَاوَةً ، أى حيناً وبرهةً. وكذلك مَلْوَةً من الدهر ومُلْوَةً ومِلْوَةً ، حكاها الفراء. يقال : مُلَاوَةً مُلِّيتُهَا.

والْمَلِىُ : الهَوِىُّ من الدهر. يقال : أقامَ مَلِيًّا

__________________

(١) عنترة الطائى.

(٢) قبله :

إنك والجور على سبيل

(٣) ومَكِيَتْ يده تَمْكَى مَكاً كرَضِىَ يَرْضَى.

(٤) حسان بن ثابت.

(٥) التميمى فى يزيد بن مزيد الشيبانى.

(٦) بعده :

إلا فليمت من شاء بعدك إنما

عليك من الأقدار كان حذاريا


من الدهر. قال تعالى : (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)أى طويلاً.

ومضى مَلِىٌ من النهار ، أى ساعةٌ طويلة.

والْمَلَا مقصورٌ : الصحراء. والْمَلَوَانِ : الليل والنهار. يقال : لا أفعله ما اختلف الْمَلَوَانِ ، الواحد مَلاً مقصورٌ.

وأَمْلَيْتُ له فى غَيّه ، إذا أطلْت. وأَمْلَى الله له ، أى أمهَلَه وطوّل له.

وأَمْلَيْتُ البعيرَ ، إذا وسَّعتَ له فى قيده.

وأَمْلَيْتُ الكتاب أُمْلِى ، وأَمْلَلْتُهُ أُمِلُّهُ ، لغتان جيدتان جاء بهما القرآن (١). واسْتَمْلَيْتُهُ الكتاب : سألته أن يُمْلِيَهُ علىّ.

منا

المَنَا مقصور : الذى يوزن به ، والتثنية مَنَوَانِ ، والجمع أَمْنَاءٌ ، وهو أفصح من المَنِّ.

والْمَنَى أيضا : القدَر. وقال :

* دَرَيْتُ ولا أَدْرِى مَنَا الحَدَثَانِ*

ويقال : مُنِىَ له ، أى قُدِّر. وقال (٢) :

* حتَّى تُلَاقِىَ ما يَمْنِى لك المَانِى (٣) *

أى يقدّر لك القادر.

ويقال أيضاً : دَارِى مَنَا دارِ فلانٍ ، أى مقابلتها. وفى حديث مجاهد : «إنَّ الحَرَمَ حَرَمٌ مَنَاهُ من السموات السبع والأرَضِينَ السبع» أى قَصدُه وحذؤاه.

وأمَّا قول لبيد :

* دَرَسَ الْمَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ (٤) *

فيريد المنازل ، ولكنّه حذف عجز الكلمة اكتفاءً بالصدر. وهو ضرورةٌ قبيحة.

والْمَنِىُ : ماء الرجُل ، وهو مشدّد. والمَذْىُ والوَدْىُ مخفَّفان. وقد مَنَى الرجل وأَمْنَى بمعنًى.

وقوله تعالى : (مِنْ) مَنِيٍ يُمْنى ، قرىء بالتاء على النطفة ، وبالياء على الْمَنِىِ.

واسْتَمْنَى ، أى استدعى خروج المَنِىِّ.

والْمَنِيَّةُ : الموت ، لأنَّها مقدّرة ؛ والجمع الْمَنَايَا.

والْمُنْيَةُ : واحدة الْمُنَى. ومُنْيَةُ الناقة أيضا : الأيام التى يُتعرَّف فيها أَلَاقِحٌ هى أم لا ، وهى

__________________

(١) قال فى المختار : أراد بقوله تعالى : (فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ) وقوله تعالى : (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ).

(٢) أبو قلابة.

(٣) قبله :

ولا تقولن لشي سوف أفعله

(٤) عجزه :

فتفادت بالحبس فالسوبان


ما بين ضراب الفحل إيّاها وبين خَمسَ عشرةَ ليلة ، وهى الأيام التى يستبرأ فيها لِقاحُها من حِيالها.

يقال : هى فى مُنْيَتِهَا ، وقد امْتُنِىَ للفحل. قال ذو الرمة يصف بيضةً :

نَتُوجٍ ولم تُقْرَفْ بما يُمْتَنَى له

إذا نُتِجَتْ ماتت وحَىَّ سَلِيلُها (١)

يقول : هى حامل بالفرخ من غير أن يقارفها فحلٌ.

ومِنًى مقصورٌ : موضعٌ بمكة ، وهو مذكّر يصرف. وقد امْتَنَى القومُ ، إذا أتَوا مِنًى. عن يونس. وقال ابن الأعرابى : أَمْنَى القوم.

والْأُمْنِيَّة : واحدة الْأَمَانِىّ (٢). تقول منه :تَمَنَّيْتُ الشىء ، ومَنَّيْتُ غيرى تَمْنِيَةً.

وتَمَنَّيْتُ الكتابَ : قرأته. قال تعالى : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ).

ويقال : هذا شىءٌ رويتَه أم شىء تَمَنَّيْتَهُ.

وفلان يَتَمَنَّى الأحاديثَ ، أى يفتعلها ، وهو مقلوب من الْمَيْن ، وهو الكذب.

ومَنَوْتُهُ ومَنَيْتُهُ ، إذا ابتليتَه.

ويقال : لَأُمَنِّيَنَّكَ مَنَاوَتَكَ ، أى لأَجزينَّك جزاءك.

والْمُمَانَاةُ : المطاولة. وقال (٣) :

فإلَّا يَكُنْ فيها هُرَارٌ فإنَّنى

بِسِلٍ يُمَانِيهَا إلى الحول خائِفُ (٤)

والْمُمَانَاةُ : الانتظار ، وأنشد أبو عمرو :

عُلِّقْتُهَا قبل انْضِباحِ لَوْنِى

وجُبْتُ لَمَّاعًا بعيدَ البَوْنِ

من أجلها بِفتْيَةٍ مانَوْنِى

أى انتظَرونى حتّى أُدرك بُغيتى.

أبو زيد : يقال مَانَيْتُكَ غير مهموز ، أى كافأتك.

ومَنَاةُ : اسم صنَم كان لهُذَيل وخُزاعة بين مكّة والمدينة ، والهاء للتأنيث وتسكت عليها بالتاء ، وهى لغة. والنسبة إليها مَنَوِىٌّ.

وعبدُ مَنَاةَ بن أُدِّ بن طابخة ، وزيد مَنَاةَ

__________________

(١) قبله :

وبيضاء لا تنحاش منا وأشها

إذا مارأتنا زيل منا زويلها

 (٢) فى المختار : يقال فى جمعها أَمَانٍ وأَمَانِىُّ بالتخفيف والتشديد. كذا نقله عن الأخفش فى (فتح).

(٣) غيلان بن حريث.

(٤) الهرار : داء يأخذ الإبل تسلح منه. والباء فى بسِلٍّ ، زائدة ، أى خائف سلا. قاله الجوهرى.


ابن تميم بن مرّ يمدّ ويقصر. قال هَوْبَرٌ الحارثىّ :

أَلَا هل أتى التيمَ بنَ عبدِ مَنَاءَةٍ

على الشِنْءِ فيما بيننا ابن تميمِ

موما

المَوْمَاةُ : واحدة المَوَامِى ، وهى المفاوز. قال ابن السرّاج : المَوْمَاةُ أصله مَوْمَوَةٌ على فَعْلَلَةٍ ، وهو مضاعف قلبت واوه ألفاً لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها.

مها

المَهَا بالفتح : جمع مَهَاةٍ ، وهى البقَرة الوحشية ، والجمع مَهَوَاتٌ. وقد مَهَتْ تَمْهُو مَهًا فى بياضها.

والمُهَاةُ بضم الميم : ماء الفحل فى رحم الناقة ، وهو من الياء ، والجمع مُهًى ، عن ابن السرَّاج.

ونظيره من الصحيح رُطَبَةٌ ورُطَبٌ ، وعُشَرَةٌ وعُشَرٌ.

والْمَهَاةُ بالفتح أيضا : البِلّورة. قال الأعشى :

وتَبْسِمُ عن مَهًا شَبِمٍ غَرِىٍ

إذا تُعْطِى المُقَبِّلَ يَسْتزيدُ

ويُجمع على مَهَيَاتٍ ومَهَوَاتٍ.

والمُهْوُ : اللبن الرقيق الكثير الماء ، يقال منه : مَهُوَ اللبنُ بالضم يَمْهُو مَهَاوَةً ، وأَمْهَيْتُهُ أنا.

وناقةٌ مِمْهَاةٌ : رقيقة اللبن. ونُطْفةٌ مَهْوَةٌ : رقيقةٌ.

قال الخليل : الْمَهَاءُ ممدودٌ : عيبٌ وأَوَدٌ يكون فى القِدْحِ.

والمَهْوُ : السيف الرقيق. قال صَخر الغَىّ :

* أَبْيضُ مَهْو فى مَتْنِهِ رُبَدُ (١) *

ومَهْوٌ : أبو حىّ من عبد القيس.

وحفر البئر حتَّى أَمْهَى : لغة فى أَمَاهَ على القلب.

وأَمْهَيْتُ الحديدة ، إذا أَحْدَدْتَها. وقال (٢) :

راشَهُ من رِيِش ناهِضةٍ

ثم أَمْهَاهُ على حَجَرِهْ

وقال أبو زيد : أَمْهَيْتُ الحديدة ، أى سقيتها ماء. وأَمْهَيْتُ الفرسَ ، إذا أجريتَه وأحميته.

ميا

مَيَّةُ : اسم امرأة. ومَىٌ أيضا.

فصل النون

نأى

نَأَيْتُهُ ونَأَيْتُ عنه نَأْياً بمعنًى ، أى بعدت.

وأَنْأَيْتُهُ فَانْتَأَى ، أى أبعدته فبعُد.

وتَنَاءَوا ، أى تباعدوا.

والمُنْتَأَى : الموضع البعيد. قال النابغة :

__________________

(١) صدره :

وصارم أخلصت خشبته

(٢) امرؤ القيس.


فإنَّكَ كالليل الذى هو مُدْرِكِى

وإنْ خِلتُ أنّ المُنْتَأَى عنكَ واسعُ

والنُؤْيُ (١) : حَفِيرة حول الخباء لئلَّا يدخله ماءُ المطر ، والجمع نُئِيٌ على فُعُولٍ ، ونِئِيٌ تتبع الكسرة الكسرة ، وأَنْآءٌ ، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آنَاءٌ على القلب مثل أبآرٍ وآبَارٍ. تقول منه : نَأَيْتُ نُؤْياً. وأنشد الخليل :

إذا ما التقَينا سالَ من عَبَراتنا

شآبيبُ يُنْأى سيلُها بالأصابعِ

وكذلك انْتَأَيْتُ نُؤْياً. والمُنْتَأَى مثلُه.

قال ذو الرمة :

ذَكَرْتَ فاهتاجَ السَقَامُ المُضْمَرُ

مَيًّا وشَاقَتْكَ الرسومُ الدُثَّرُ

آرِيُّهَا والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ

والنُّؤَى بفتح الهمزة : لغة فى النُّؤْىِ. قال :

ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رمادٍ

وأشذابُ الخيامِ وقد بَلِينَا

تقول إذا أمرت منه : نَ نُؤْيَكَ ، أى أَصْلِحْهُ. فإذا وقفت عليه قلت : نَهْ ، مثل رَزَيْدًا فإذا وقفت عليه قلت : رَهْ.

نبا

نَبَا الشىء عنِّى يَنْبُو ، أى تجافَى وتباعد.

وأَنْبَيْتُهُ أنا ، أى دفعته عن نفسى. وفى المثل : «الصِدق يُنْبِى عنك لا الوعيد» أى إن الصدقَ يدفع عنك الغائلة فى الحرب دونَ التهديد. قال أبو عبيدة : هو يُنْبِى غير مهموز. قال ساعدة ابن جُؤيّة :

صَبَّ اللَهِيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ

تُنْبِى العُقَابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

ويقال أصله الهمز من الْإِنْبَاء ، أى إن الفعل يخبر عن حقيقتك لا القول.

ونَبَا السيفُ ، إذا لم يعمل فى الضريبة. ونَبَا بصرى عن الشىء. ونَبَا بفلانٍ منزلُه ، إذا لم يوافقه. وكذلك فِراشُه.

والنَّابِيَةُ : القوس التى نَبَتْ عن وترها ، أى تجافَتْ.

والنَّبْوَةُ والنَّبَاوَةُ : ما ارتفع من الأرض.

فإنْ جعلت النَبِىَ مأخوذا منه ، أى أنه شُرِّفَ على سائر الخلق فأصلُه غير الهمز ، وهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول ، وتصغيره نُبَىٌ ، والجمع أَنْبِيَاءُ.

وأمّا قول أوس بن حَجَر يرثى فَضَالة بن كَلَدة الأسدىّ :

عَلَى السَيِّدِ الصَعْبِ لَوْ أنَّه

يقوم على ذِرْوَةِ الصاقِبِ

__________________

(١) فى القاموس : والنَأْىُ ، والنُؤْىُ ، والنُؤَى كهُدًى : الحفير حول الخباء أو الخيمة ، يمنع السيل.


لَأَصْبَحَ رَتْماً دُقَاقَ الْحَصَى

مكانَ النَبِىِ من الكاثِبِ

فيقال : الكاثِبُ جبلٌ وحوله روابٍ يقال لها النَبِىُ ، الواحد نابٍ مثل غازٍ وغَزِىٍّ. يقول : لو قام فُضَالَةُ على الصاقب ـ وهو جبل ـ يذلِّله لَتَسَهَّلَ له حتَّى يصير كالرمل الذى فى الكاثب (١).

نتى

النَّوَاتِىُ : الملّاحون ، واحدهم نُوتِىٌ.

نثا

النَّثَا مقصورٌ مثل الثَنَاءِ ، إلّا أنّه فى الخير والشر جميعاً ، والثَّنَاءُ فى الخير خاصّةً.

ونَثَوْتُ الخبر نَثْواً : أظهرته.

وتَنَاثَوْا الشىء ، أى تذاكَروه.

نجا

نَجَوْتُ من كذا نَجَاءً ممدودٌ ، ونَجَاةً مقصورٌ.

و «الصِدق مَنْجَاةٌ».

وأَنْجَيْتُ غيرى ونَجَّيْتُهُ ، وقرئ بهما قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) المعنى نُنْجِيكَ لا نفعل بل نهلكك ، وأضمر قوله لا نَفْعَلُ (٢) وقال بعضهم : نُنْجِيكَ ، أى نرفعك على نَجْوَةٍ من الأرض فنُظهرك ، لأنّه قال: (بِبَدَنِكَ) ولم يقل بروحك.

ونَجَوْتُ أيضا نَجَاءً ممدودٌ ، أى أسرعت وسَبقت.

والنَّاجِيَةُ والنَّجَاةُ : السريعة تَنْجُو بمن ركبها.

والبعيرُ ناجٍ. وقال :

* نَاجِيَةً ونَاجِياً أَباها (٣) *

وقول الأعشى :

تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً

بنَوَاجٍ سريعةِ الإِيغالِ

أى بقوائمَ سراعٍ.

واسْتَنْجَى ، أى أسرع. وفى الحديث : «إذا سافرتم فى الجُدوبة فاسْتَنْجُوا» وبنو نَاجِيَةَ : قومٌ من العرب ، والنسبة إليهم ناجِىٌ ، تحذف منها الهاء والياء.

__________________

(١) زيادة فى المخطوطة : «وقيل يَقُومُ بمعنى يُقَاوِمُ. وقيل الكاثب : اسم قُنَّةٍ فى الصاقب».

قال ابن برى : الصحيح فى النَبِىِّ ههنا أنه اسم رمل معروف.

(٢) قال فى المختار : وهذا قول غريب لم أعرف أحدا من كبار أئمة التفسير أو اللغة قاله غيره ، رحمه الله.

(٣) قبله :

أي قلوص راكب تراها


ونَجَوْتُ فلاناً ، إذا استنكهتَه. وقال :

نَجَوْتُ مُجَالِدًا فوجدتُ منه

كرِيحِ الكلبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ

ونَجْوُ السَبُعِ : جَعْرُهُ. والنَجْوُ : ما يخرج من البطن. ويقال : أَنْجَى ، أى أحدثَ.

وشرب دواءً فما أَنْجَاهُ ، أى ما أقامه.

ونَجَا الغائطُ نفسه يَنْجُو ، عن الأصمعى.

واسْتَنْجَى ، أى مسح موضع النَجْوِ أو غَسَله.

واسْتَنْجَى الوَتَرَ ، أى مدَّ القوس. وقال (١) :

فتَبَازَتْ وتَبَازَيْتُ لها

جِلْسَةَ الأَعْسَرِ يَسْتَنْجِى الوَتَرْ (٢)

وأصله الذى يتّخذ أوتار القِسِىِّ لأنّه يُخرج ما فى المصارين من النَّجْوِ.

والنَّجَا مقصورٌ ، من قولك : نَجَوْتُ جلدَ البعير عنه وأَبْحَيْتُهُ ، إذا سلختَه. وقال يخاطب ضيفينِ طَرَقاه :

فقلتُ انْجُوَا عنها نَجَا الجِلْدِ إنّه

سيُرضيكما منها سَنامٌ وغارِبُهْ

قال الفراء : أضاف النَّجَا إلى الجِلد لأنَّ العرب تُضيف الشىء إلى نَفْسه إذا اختلف اللفظان كقولهم : (حَقُّ الْيَقِينِ) ، ودارُ الآخرة.

والجِلْدُ نَجاً ، مقصورٌ أيضا.

والنَّجَا : عِيدان الهَودج.

وفلانٌ فى أرضِ نَجَاةٍ يُسْتَنْجَى من شجرها العِصِىُّ والقِسِىُّ.

واسْتَنْجَى الناس فى كلِّ وجه ، إذا أصابوا الرُطَب.

الأصمعى : اسْتَنْجَيْتُ النخلةَ ، إذا التقطتَ رُطَبها. قال : ونَجَوْتُ غُصون الشجرة ، أى قطعتها.

وأَنْجَيْتُ غيرى.

أبو زيد : اسْتَنْجَيْتُ الشجر : قطعته من أصوله. وأَنْجَيْتُ قضيباً من الشجرة ، أى قطعت.

والنَّجَاةُ : الغُصنُ ، والجمع نَجاً.

ويقال : أَنْجِنِى غُصناً ، أى اقْطَعْهُ لى.

والنَّجْوُ : السَحاب الذى هَراق ماءه ، والجمع نِجَاءٌ مثل بَحْرٍ وبِحَارٍ.

وحكى ابن السكيت : أَنْجَتِ السحابةُ ، إذا ولَّت.

والنَّجْوَةُ والنَّجَاةُ : المكان المرتفع الذى تظنّ أنه نَجَاؤُكَ لا يعلوه السيل. وقال (٣) :

__________________

(١) عبد الرحمن بن حسان.

(٢) فى اللسان :

فتهازيت لها جلسة الجازر

(٣) زهير.


أَلَمْ تَرَيَا النُعْمَانَ كان بِنَجْوةٍ

من الشرِّ لو أَنَّ امْرَأَ كان نَاجِيا

ويقال : نَجَّى فلانٌ أرضه تَنْجِيَةً ، إذا كبَسَها مخافة الغرق.

والنُّجَوَاءُ : التمطِّى ، مثل المُطَوَاء. وقال (١) :

* وهَمٌّ تأخذ النُّجَوَاءُ منه (٢) *

ابن الأعرابى : بينى وبين فلان نَجَاوَةٌ من الأرض ، أى سعة.

والنَّجْوُ : السرُّ بين اثنين. يقال نَجَوْتُهُ نَجْوًا ، إذا ساررتَه. وكذلك نَاجَيْتُهُ.

وانْتَجَى القوم وتَنَاجَوْا ، أى تسارُّوا.

وانْتَجَيْتُهُ أيضا ، إذا خصصتَه بِمُنَاجَاتِكَ. والاسم النَّجْوَى. وقال :

فبِتُ أَنْجُو بها نَفْساً تكلِّفنى

ما لا يَهُمُّ به الجَثَّامَةُ الوَرَعُ

وقوله تعالى : (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) فجعلهم هم النَّجْوَى ، وإنَّما النَّجْوَى فِعلهم ، كما تقول : قومٌ رِضاً ، وإنَّما الرِضَا فعلهم.

والنَّجِىُ على فَعِيلٍ : الذى تسارُّه ؛ والجمع الْأَنْجِيَةُ. وقال :

إنِّى إذا ما القومُ كانوا أَنْجِيَهْ

واضطربَ القومُ اضطرابَ الأَرْشِيَهْ

هناك أَوْصِينِى ولا تُوصِى بِيَهْ

قال الأخفش : وقد يكون النَّجِىُ جماعةً مثل الصَديق. قال الله تعالى : (خَلَصُوا نَجِيًّا).

وقال الفراء : وقد يكون النَّجِىُ والنَّجْوَى اسماً ومصدراً.

نحا

النَّحْوُ (٣) : القصد ، والطريق. يقال : نَحَوْتُ نَحْوَكَ ، أى قصدت قصدك. ونَحَوْتُ بَصَرى إليه ، أى صرفت. وأَنْحَيْتُ عنه بصرى ، أى عَدَلته. وقول الشاعر (٤) :

* نَحَاهُ لِلَحْدٍ زِبْرِقانُ وحارِثٌ (٥) *

أى صيَّرا هذا الميّت فى نَاحِيَةِ القبر.

وأَنْحَى فى سيره ، أى اعتمد على الجانب الأيسر.

والانْتِحَاءُ مثله ، هذا هو الأصل ، ثم صار الانْتِحَاءُ الاعتمادَ والميلَ فى كلّ وجهٍ.

__________________

(١) شبيب بن البرصاء.

(٢) عجزه :

يعل بصالب أو بالملال

(٣) (نحَا) من باب عَدَا.

(٤) طريف العبسى.

(٥) عجزه :

وفي الأرض للأقوام بعدك غول


وانْتَحَيْتُ لفلانٍ ، أى عَرَضت له. وأَنْحَيْتُ على حَلْقه السكّيَن ، أى عرضت. ونَحَّيْتُهُ عن موضعه تَنْحِيَةً ، فتَنَحَّى.

وقال (١) :

* كتَنْحِيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ (٢) *

والنَّحْوُ : إعراب الكلام العربىّ ، وحُكى عن أعرابىٍّ أنّه قال : «إنكم لتنظرون فى نُحُوٍّ كثيرة» ، فشبَّهها بعُتُوٍّ ، وهو قليل ، والوجه فى مثل هذا الواو إذا جاءت فى جمعٍ الياء ، كقولهم فى جمع ثَدْىٍ وعَصاً وحَقْوٍ : ثُدِىٌّ وعُصِىٌّ وحُقِىٌّ.

وبنو نَحْوٍ : قومٌ من العرب.

والنِّحْىُ بالكسر : زِقٌّ للسمن ، والجمع أَنْحَاءٌ ، عن أبى عبيدة. وفى المثل : «أَشْغَلُ من ذات النِّحْيَيْنِ»، وهى امرأةٌ من تَيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن فى الجاهلية ، فأتاها خَوَّاتُ ابن جُبَير الأنصارى فساومَها فحلّت نِحْياً مملوءًا فقال : أَمْسِكِيهِ حتَّى أنظر إلى غيره ، ثم حلّ آخر وقال لها : أَمْسِكِيهِ ، فلمَّا شغل يدَيْها ساوَرَها حتَّى قضى ما أراد وهرب ، فقال فى ذلك :

وذاتِ عيالٍ وَاثِقِينَ بعقلها

خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ

وشَدَّتْ يديها إذْ أردتُ خِلَاطَها

بنحْيَيْنِ من سَمْنٍ ذَوَىْ عُجراتِ

فكانتْ لها الويلاتُ من تَرْكِ سَمْنِها

ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بَتاتِ

فشَدَّتَ على النِّحْيَيْنِ كَفًّا شحيحةً (٣)

على سَمْنِها والفتكُ من فَعَلاتِى

ثمَّ أسلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا خوّاتُ كيف كان شِرَادُكَ» وتبسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، قد رزَقَ اللهُ خيراً ، وأعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ.

وهجا رجلٌ بنى تيم الله فقال (٤) :

أناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ منهم

فعُدُّوها إذا عُدَّ الصَمِيمُ (٥)

__________________

(١) النابغة الجعدى.

(٢) صدره :

أمر ونحي عن زوره

(٣) قال ابن برّى : الصواب «كَفَّىْ شحيحةٍ» تثنية كَفٍّ.

(٤) العُدَيْلُ بن الفرخ.

(٥) قبله :

تزحزح يا ابن تيم الله عنا

فما بكر أبوك ولا تميم ـ


الأموى : أهل الْمَنْحَاةِ : القوم البُعَداء الذين ليسوا بأقاربَ.

والْمَنْحَاةُ : طريق السَانِيةِ.

والنَّاحِيَةُ : واحدة النَّواحِى. وقولُ الشاعر (١) :

لقد صبرَتْ حنيفةُ صبرَ قومٍ

كرامٍ تحت أظلال النَّوَاحِى

فإنَّما يريد نَوَاحِى السيوف.

وقال الكسائى : أراد النَّوائِحَ فقلبَ ، يعنى الرايات المتقابلات.

ويقال : الجبلان يَتَنَاوَحَانِ ، إذا كانا متقابلين.

نخا

النَّخْوَةُ : الكِبْرُ والعظَمة. يقال : انْتَخَى فلانٌ علينا ، أى افتخر وتعظّم.

ندا

النِّدَاءُ : الصوت ، وقد يضم مثل الدُعَاءِ والرُغَاءِ.

ونَادَاهُ مُنَادَاةً ونِدَاءً ، أى صاح به.

وتَنَادَوْا ، أى نَادَى بعضُهم بعضاً. وتَنَادَوْا ، أى تجالَسوا فى النَّادِى. قال المرقِّش :

والعَدْوَ بين المجلسين إذا

آدَ العَشِىُّ وتَنَادَى العَمَ

ونَادَاهُ : جالسَه فى النَّادِى. وقال :

* أُنَادِى به آلَ الوَلِيدِ وجَعْفَرَا*

والنَّدِىُ على فَعِيلٍ : مجلس القوم ومتحدَّثهم ، وكذلك النَّدْوَةُ والنَّادِى والمُنْتَدَى. فإنْ تفرّقَ القومُ فليس بنَدِىٍ. ومنه سمِّيتْ دار النَّدْوَةِ بمكة ، التى بناها قصىّ ، لأنَّهم كانوا يَنْدُونَ فيها ، أى يجتمعون للمشاورة.

وقوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) أى عشيرته ، وإنَّما هم أهل النَّادِى ، والنَّادِى مكانُه ومجلسه ، فسمَّاه به ، كما يقال : تقوّض المجلس (٢).

ونَدَوْتُ ، أى حضرت النَّدِىَ. وانْتَدَيْتُ مثله.

ونَدَوْتُ القومَ : جمعتُهم فى النَدِىِ. قال بِشر :

وما يَنْدُوهُمُ النَّادِى ولكنْ

بكل مَحَلَّةٍ منهم فِئَامُ

أى ما يسعهم المجلسُ من كثرتهم.

ونَدَوْتُ أيضاً من الجُود.

__________________

 ـ لكل قبيلة بدر ونجم

وتيم الله ليس لها نجوم

(١) عُتَىُّ بن مالك.

(٢) فى المختار : «ويراد به تَقَوَّضَ أهله».


ويقال : سَنَّ للناس النَّدَى فنَدَوْا.

ويقال أيضاً : فلان نَدِىُ الكفِّ ، إذا كان سخيًّا ، عن ابن السكيت.

ونَدَتِ الإبلُ ، إذا رعَتْ فيما بين النَهَلِ والعَلَلِ ، تَنْدُو نَدْوًا ، فهى نَادِيَةٌ. وتَنَدَّتْ مثله. وأَنْدَيْتُهَا أنا ونَدَّيْتُهَا تَنْدِيَةً. والموضع مُنَدًّى. وقال عَلقمة بن عَبَدة :

تُرَادَى على دِمْنِ الحياضِ فإنْ تَعَفْ

فإنّ المُنَدَّى رحلةٌ فرُكُوبُ

قال الأصمعى : واختصم حيّانِ من العرب فى موضع فقال أحدهما : مَركز رماحنا ، ومخرج نسائنا ، ومَسرح بَهْمِنَا ، ومُنَدَّى خيلنا.

ويقال : هذه الناقة تَنْدُو إلى نوقٍ كرامٍ ، أى تَنزِع فى النسب.

والنُّدْوَةُ بالضم : موضع شُرب الإبل.

وقال (١) :

* قريبةٍ نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِهْ (٢) *

يقول : موضع شربه قريبٌ لا يَتعب فى طلب الماء.

والمُنْدِيَاتُ : المخزياتُ. يقال : ما نَدِيتُ بشىء تكرهه. قال النابغة :

* ما إنْ نَدِيتُ بشىءٍ أنت تكرَهُهُ (٣) *

والنَّدَى : الغايةُ ، مثل المَدَى. والنَّدَى أيضاً : بُعْدُ ذهاب الصوت. يقال : فلانٌ أَنْدَى صوتاً من فلان ، إذا كان بعيد الصوت. وأنشد الأصمعى (٤) :

فقلتُ ادْعِى وأَدْعُ فإنَ أَنْدَى

لِصَوْتٍ أنْ يُنَادِىَ داعِيانِ (٥)

والنَّدَى : الجود. ورجلٌ نَدٍ ، أى جواد.

وفلان أَنْدَى من فلان ، إذا كان أكثر خيراً منه.

وفلان يَتَنَدَّى على أصحابه ، أى يتسخَّى.

ولا تقل يُنَدِّى على أصحابه.

__________________

(١) هِميَانُ بن قحافة.

(٢) قبله :

وقربوا كل جمالي عضة

وبعده :

بعيدة سرته من مغرضة

(٣) عجزه :

إذن فلا رفعت سوطى إلى يدى

(٤) الشعر لدثار بن شيبان النمرىّ.

(٥) قبله :

تقول خليلتي لما أشتكيا

سيدركنا بنو القرم الهجان


والنَّدَى : الشحمُ. والنَّدَى : المطَر والبلَلُ. وقال (١) :

كثَوْرِ العَدَابِ الفَرْدِ يضرُ به النَّدَى

تَعَلَّى النَّدَى فى مَتْنِهِ وتَحَدَّرا

فَالنَّدَى الأول : المطر ، والثانى : الشحم.

وجمع النَّدَى أَنْدَاءٌ ، وقد جمع على أَنْدِيَةٍ. وقال (٢) :

فى ليلةٍ من جُمَادَى ذاتِ أَنْدِيَةٍ

لا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمائِها الطُنُبا

وهو شاذٌ ، لأنّه جمع ما كان ممدوداً مثل كساء وأكسيةٍ.

ونَدَى الأرض : نَدَاوَتُهَا وبَلَلُها. وأرضٌ نَدِيَةٌ على فَعِلَةٍ بكسر العين ، ولا تقل نَدِيَّةٌ.

وشجرٌ نَدْيَانُ.

والنَّدَى : الكلأ. قال بشر :

* تَسَفُ النَّدَى مَلْبُونَةً وتُضَمَّرُ (٣) *

ويقال : النَّدى : نَدَى النهار. والسَدَى : نَدَى الليل. يُضربان مثلاً للجود ويسمَّى بهما.

ونَدِىَ الشىء ، إذا ابتلَّ ، فهو نَدٍ مثال تَعِبَ فهو تَعِبٌ. وأَنْدَيْتُهُ أنا ، ونَدَّيْتُهُ أيضا تَنْدِيَةً.

نزا

نَزَا يَنْزُو نَزْواً ونَزَوَاناً (٤). وفى المثل :

* نَزْوُ الفُرَارِ استجهَلَ الفُرَارَا*

ونَزَا الذكر على الأنثى نِزَاءً بالكسر ، يقال ذلك فى الحافر والظِلف والسباع. وأَنْزَاهُ غيره ، ونَزَاهُ تَنْزِيَةً.

ويقال : وقَع فى الشاة نُزَاءٌ بالضم ، وهو داءٌ يأخذها فتَنْزُو منه حتَّى تموت.

وقلبى يَنْزُو إلى كذا ، أى يُنازِع إليه.

والتَنَزِّى : التوثُّب والتسرّع. وقال (٥) :

كأنَّ فُؤَادَهُ كُرَةٌ تَنَزَّى

حِذَارَ البَيْنِ لو نَفَعَ الحِذَارُ (٦)

والنَّازِيَةُ : قصعة قريبة القَعر.

__________________

(١) عمرو بن أحمر.

(٢) مُرَّةُ بن محكان.

(٣) قبله :

وتسعة آلاف بحر بلاده

(٤) وزاد فى القاموس. ونُزَاءً بالضم ، ونُزُوًّا :

وَثَبَ ، كَنَزَّى.

(٥) بشار ، وقيل نصيب.

(٦) قبله :

أقول وليلتي تزداد طولا

أما للميل بعدهم نهار

جفت عيني عن الضمين حتى

كأن جفونها عنها فصار


نسا

النِّسْوَةُ والنُّسْوَةُ ، بالكسر والضم ، والنِّسَاءُ والنِّسْوَانُ : جمع امرأةٍ من غير لفظها ؛ كما يقال خِلْفَةٌ ومَخَاضٌ ، وذاك وأولئك.

وتصغير نِسْوَةٍ : نُسَيَّةٌ ، ويقال نُسَيَّاتٌ ، وهو تصغير الجمع.

والنِّسْيَانُ بكسر النون : خِلاف الذِّكْرِ والحفظ.

ورجلٌ نَسْيَانُ بفتح النون : كثير النِّسْيَانِ للشىء.

وقد نَسِيتُ الشىء نِسْيَاناً ولا تقل نَسَيَاناً بالتحريك ، لأنَ النَّسَيَانِ إنَّما هو تثنية نَسَا العِرْقِ.

وأَنْسَانِيهِ الله ونَسَّانِيهِ تَنْسِيَةً بمعنًى.

وتَنَاسَاهُ : أرى من نفسه أنّه نَسِيَهُ.

وقولُ امرئ القيس :

ومثلِكِ بيضاءِ العوارضِ طَفْلَةٍ

لَعوبٍ تَنَاسَانِى إذا قمتُ سِرْبالِى

أى تُنْسِينِى ، عن أبى عبيدة.

والنِّسْيَانُ : التركُ. قال الله تعالى : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) ، وقال تعالى : (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) وأجاز بعضهم الهمز فيه. قال المبرِّد : كلّ واوٍ مضمومة لك أن تهمزَها ، إلّا واحدةً فإنّهم اختلفوا فيها ، وهى قوله تعالى : (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) وما أشبهها من واو الجمع. وأجاز بعضهم الجمعَ وهو قليل ، والاختيار تركُ الهمز ، وأصله تَنْسَيُوا فسكِّنت الياء وأسقطت لاجتماع الساكنين ، فلمّا احتيج إلى تحريك الواو ردَّت فيها ضمة الياء.

الأصمعىّ : النَّسَا بالفتح مقصورٌ : عِرْقٌ يخرج من الوِرك فيستبطن الفخِذين ثم يمرُّ بالعرقوب حتَّى يبلغ الحافر ، فإذا سمِنت الدابّةُ انفلقت فخِذاها بلحمتين عظيمتين وجَرَى النَّسَا بينهما واسْتَبَانَ ، وإذا هزلت الدابة اضطربت الفخذان وماجت الرَبَلتان وخفِىَ النَّسَا.

وإنَّما يقال مُنْشَقُ النَّسَا ، يراد موضع النَّسَا.

قال أبو ذؤيب :

مُتَفَلِّقٌ أَنْسَاؤُهَا عن قانِىءٍ

كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُهُ لا يُرْضَعُ

وإذا قالوا : إنّه لشديد النَّسَا فإنّما يراد به النَّسَا نفسه.

قال ابن السكيت : هو عِرْقُ النَّسَا. قال : وقال الأصمعىّ : هو النَّسَا ، ولا تقل : هو عرق النَّسَا ، كما لا يقال عرق الأكْحَل ولا عرق الأبْجَل ، وإنما هو الأكحل والأبجل.

وقال أبو زيد فى تثنيته : نَسَوَانِ ونَسَيَانِ.

والجمع أَنْسَاءٌ.


ويقال : نَسِىَ الرجل فهو نَسٍ على فَعِلٍ ، إذا اشتكى نَسَاهُ.

ونَسَيْتُهُ فهو مَنْسِىٌ ، إذا أصبتَ نَسَاهُ.

والنَّسْىُ والنِّسْىُ : ما تُلقيه المرأة من خِرَق اعتلالها ، مثل وَتْرٍ ووِتْرٍ. وقرئ قوله تعالى : وكنتُ نِسْياً مَنْسِيًّا بالفتح أيضاً. قال دُكَين الفُقَيمىّ :

* كالنَّسْىِ مُلْقًى بالجَهَادِ البَسْبَسِ (١) *

والنِّسْىُ أيضاً : ما نُسِىَ وما سَقَطَ فى منازل المرتحلين من رُذَال أمتعتهم. يقولون : تتبَّعوا أَنْسَاءَكُمْ. قال الشَنْفَرَى :

كأنَّ لها فى الأرض نِسْياً تَقُصُّهُ

على أَمِّها وإنْ تُخَاطِبْكَ تَبْلَتِ (٢)

والْمِنْسَاةُ : العصا. قال الشاعر :

إذا دَبَبْتُ على المِنْسَاةِ من هَرَمٍ

فقد تباعد عنك اللهوُ والغَزَلُ

وأصله الهمز ، وقد ذكرناه فيه.

نشا

النَّشَا مقصورٌ : نسيم الريح الطيِّبة. يقال : نَشِيتُ منه ريحاً نِشْوَةً (٣) بالكسر ، أى شَمِمْتُ.

قال الهُذَلىّ (٤) :

ونَشِيتُ ريحُ الموتِ من تِلْقَائِهِمْ

وخشيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضَابِ

واسْتَنْشَيْتُ مثله. قال ذو الرمة :

* واستُنْشِىَ الغَرَبُ (٥) *

ويقال أيضاً : نَشِيتُ الخبر ، إذا تَخَبَّرْتَ ونظرتَ من أين جاء. يقال : من أين نَشِيتَ هذا الخبر ، أى من أين عَلِمْتَهُ.

قال يعقوب : الذئب يَسْتَنْشِئُ الريحَ بالهمز ، وإنَّما هو من نَشِيتُ غير مهموز.

ورجلٌ نَشْيَانُ للأخبار بيِّن النِّشْوَةِ بالكسر ، وإنَّما قالوه بالياء للفرق بينه وبين

__________________

(١) الجهاد ، كسحاب : الأرض الصلبة. وقبله :

بالدار وحى كاللتي المطرس

(٢) قال ابن برى : بَلَتَ بالفتح ، إذا قَطَعَ.

وبَلِتِ بالكسر ، إذا سكن.

(٣) النشْوَةُ مثلثة النون.

(٤) يروى لقيس بن جعدة الخزاعى. وفى التكملة ١٢٢٨ أن البيت لتميم بن أسد الخزاعى.

(٥) البيت بأكمله :

وأدرك المتبقى من؟

ومن ثمائلها واستنشى الغرب


النَّشْوَانِ. وأصل الياء فى نَشِيتُ واوٌ قلبتْ ياءً للكسرة.

ورجلٌ نَشْوَانُ ، أى سكرانُ ، بيّن النَّشْوَةِ بالفتح (١). وزعم يونس أنه سمع فيه نِشْوَةً بالكسر. وقد انْتَشَى ، أى سكر.

وقول الشاعر (٢) :

وقالوا قد جُنِنْتَ فقلتُ كَلَّا

ورَبِّى ما جُنِنْتُ ولا انْتَشَيْتُ

يريد : ولا بكَيت من سُكْرٍ.

والنَّشَا ، هو النَشَاسْتَجُ ، فارِسىٌّ معرّب ، حذف شطره تحفيفاً ، كما قالوا للمنازل مَنَا (٣).

نصا

النَّاصِيَةُ : واحدة النَّوَاصِى.

ونَصَوْتُهُ : قبضت على نَاصِيَتِهِ.

قالت عائشة رضى الله عنها : «ما لكم تَنْصُونَ مَيِّتَكُمْ» أى تمدّون نَاصِيَتَهُ. كأنّها كرهتْ تسريح رأس الميت.

والنَّاصَاةُ : النَّاصِيَةُ بلغة طيّئ. وقال (٤) :

لقد آذَنَتْ أهلَ اليمامةِ طَيِّئٌ

بحربٍ كَنَاصَاةِ الحصانِ المُشَهَّرِ

ونَوَاصِى الناس : أَشْرَافُهُمْ. وقالت (٥) :

ومَشْهَدٍ قد كَفَيْتُ الغائبين به

فى مجمعٍ من نَوَاصِى الناسِ مَشْهُودِ

والنَّصِيَّةُ من القوم : الخيارُ ، وكذلك من الإبل وغيرها ، وهى البقيَّة. وأنشد أبو عمرٍو للمرّار (٦) :

تَجَرَّدَ من نَصِيَّتِهَا نَوَاجٍ

كما ينجو من البقر الرَعِيلُ

وقال آخر (٧) :

ثلاثةُ آلافٍ ونحن نَصِيَّةٌ

ثلاثُ مِئِينَ إنْ كَثُرْنَا وأربعُ

وانْتَصَيْتُ الشىءَ : اخترته. وهذه نَصِيَّتِى.

وتَذَرَّيْتُ بنى فلانٍ وتَنَصَّيْتُهُمْ ، إذا تزوَّجتَ فى الذِروة منهم والنَّاصِيَةِ.

وتَنَصَّتِ المرأةُ : رجَّلتْ شعرها.

__________________

(١) النشوة أيضاً مثلثة.

(٢) سِنَان بن الفحل.

(٣) فى مثل قول لبيد :

درس النسا بمتالع فأبان

فتقادمت بالحبس فالسوبان

(٤) حُرَيْثُ بن عَتَّاب الطائى.

(٥) أم قبيس الضبيّة.

(٦) الفقعسىّ.

(٧) كعب بن مالك.


وانْتَصَى الشعرُ ، أى طال.

والنَّصِىُ : نبتٌ مادام رطباً ، فإذا ابيضَّ فهو الطَّرِيفةُ ، وإذا ضَخُمَ ويبس فهو الْحَلِىُ. وقال :

لقد لَقِيَتْ شَوْلٌ (١) بِجنْبَىْ بُوَانَةٍ

نَصِيًّا كأَعْرَافِ الكوادنِ أَسْحَما

وأَنْصَتِ الأرضُ ، أى كثر نَصِيُّها.

وهذه فلاةٌ تُنَاصِى فلاةً ، أى تتَّصل بها.

والْمُنَاصَاةُ أيضا : الأخذ بِالنَّواصِى.

نضا

النِّضْوُ بالكسر : البعير المهزول. والناقةُ نِضْوَةٌ ، وقد أَنْضَتْهَا الأسفارُ فهى مُنْضَاةٌ.

وأَنْضَى فلانٌ بعيَره ، أى هَزَلَهُ. وتَنَضَّاهُ أيضا. وقال :

لوَ اصَبَحَ فى يُمْنَى يَدَىَّ زِمامُها

وفى كَفِّىَ الأخرى وبيلٌ تُحَاذِرُهْ

لجاءتْ على مَشْىِ التى قد تُنُضِّيَتْ

وذَلَّتْ وأَعْطَتْ حَبْلَهَا لا تُعاسِرُهْ

ويروى : «تُنُصِّيَتْ» ، أى أُخِذَت بنَاصِيَتِها.

يعنى بذلك امرأة استَصعبتْ على بعلها.

وأَنْضَيْتُ الرجلَ ، أى أعطيته بعيراً مهزولا.

ونَضَا الفرسُ الخيلَ نُضِيًّا : سَبَقها وتقدَّمها ؛ وكذلك إذا أخرج جُرْدَانَهُ.

ونَضَا السهمُ : مضى. ونَضَا ثوبَه ، أى خَلَعه. قال امرؤ القيس :

فجئتُ وقد نَضَتْ لِنَوْمٍ ثيابَها

لَدَى السِتْرِ إلَّا لِبسةَ المُتَفضِّلِ

ويجوز عندى تشديده للتكثير.

ونَضَا سيفَه وانْتَضَاهُ ، أى سلّه.

ونَضَوْتُ البلاد (٢) : قطعتها. قال تأبّط شرًّا :

* وأَنْضُو الفَلَا بالشَاحِبِ المُتَشَلْشِلِ (٣) *

ونَضَا خِضَابُهُ : نَصَلَ وذهب لونُه.

ونِضْوُ السهمِ : قِدْحُهُ ، وهو ما جاوزَ الريش إلى النصل.

وأَنْضَاءُ اللجامِ : حدائده بلا سيورٍ.

والنَّضِىُ على فَعِيلٍ : القِدْحُ أوّلَ ما يكونُ قبل أن يُعْمَلَ. ونَضِىُ السهمِ : ما بين الريش والنَصْل. وقال أبو عمرو : النَّضِىُ : نصلُ السهم ؛ يقال نَضِىٌ مُقَلْقَلٌ. قال لبيد يصف الحمار وأُتُنَهُ :

__________________

(١) فى اللسان : «خيلٌ». وكذلك فى المخطوطات.

(٢) أنْضُو نَضْوًا ونُضُوًّا.

(٣) صدره :

ولكنني أروى من الخمر هامتي


وأَلْزَمَهَا النِجَادَ وشَايَعَتْهُ

هَوَادِيها كَأَنْضِيَةِ المُغَالِى (١)

والنَّضِىُ أيضا : ما بين الرأس والكاهل من العنق. وقال :

يُشَبَّهُونَ سيوفاً فى صَرائِمِهِمْ

وطُولِ أَنْضِيَةِ الأعناقِ واللِمَمِ

والنِّضْوُ : الثوبُ الخَلَقُ.

وأَنْضَيْتُ الثوب وانْتَضَيْتُهُ : أَخْلَقْتُهُ وأبليته.

نطا

تَنَاطَيْتُ الرجال : تمرَّست بهم. يقال : لا تُنَاطِ الرجالَ ، أى لا تَمرَّسْ بهم.

والنَّطْوُ : البعدُ. يقال : أرضٌ نَطِيَّةٌ. ومكانٌ نَطِىٌ ، أى بعيدٌ. وقال (٢) :

* وبلدةٍ نِيَاطُها نَطِىُ (٣) *

أى طريقُها بعيد.

والْإِنْطَاءُ : الإعطاءُ بلغة أهل اليمن.

والنَّطَاةُ : اسمُ أُطُمٍ بخيبر. وقال (٤) :

حُزِيَتْ لى بِحَزْمِ فنْدَةَ (٥) تُحْدَى

كاليَهُودِىِّ من نَطَاةَ الرِقالِ

أراد : كنخل اليهودىّ الرقال.

ونَطَاةُ : قصبةُ خيبر.

نعا

النَّعْىُ : خبر الموت. يقال : نَعَاهُ له نَعْياً ونُعْيَاناً بالضم. وكذلك النَّعِىُ على فَعِيلٍ ، يقال : جاء نَعِىُ فلانٍ.

والنَّعِىُ أيضا : النَّاعِى ، وهو الذى يأتى بخبر الموت. قال الأصمعىُّ : كانت العربُ إذا مات منها ميِّتٌ له قدرٌ ركب راكبٌ فرساً وجعل يَسير فى الناس ويقول : نَعَاءِ فلاناً! أى انْعَهْ وأَظْهِرْ خبرَ وفاته. وهى مبنية على الكسر ، مثل دَرَاكِ ونَزَالِ ، بمعنى أَدْرِكْ وانْزِلْ. وفى الحديث : «يا نَعَاءِ العربَ» : أى انْعَهمْ.

والْمَنْعَى والْمَنْعَاةُ أيضا : خبر الموت. يقال : ما كان مَنْعَى فلانٍ مَنْعَاةً واحدةً ولكنّه كان مَنَاعِىَ.

وتَنَاعَى بنو فلانٍ ، إذا نَعَوْا قتلاهم ليحرِّض بعضُهم بعضاً.

__________________

(١) قال ابن برى : صوابه «المَغَالى» جمع مِغلاة للسهم.

(٢) العجاج.

(٣) بعده :

في تناصيها بلاد في.

(٤) كثيّر.

(٥) فى اللسان : «بَحزْمِ فَيْدَةَ».


وقول الشاعر (١) :

خَيْلَانِ من قَوْمِى ومن أعدائهم

خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكُلٌ نَاعِى

قال الأصمعى : هو مِنْ نَعَيْتُ.

وفلانٌ يَنْعَى على فلان ذنوبَه ، أى يُظْهِرُها ويَشْهَرُها.

واسْتَنْعَى ، أى تقدَّمَ ، مثل اسْتَنَاعَ. يقال : اسْتَنْعَيْتُ الغنم ، إذا تقدَّمْتها ودعْوتَها لتتبعَك.

الأصمعىّ : اسْتَنْعَى بفلان الشرُّ ، أى تتابَعَ به الشرّ. واسْتَنْعَى به حُبّ الخمر ، أى تمادَى به.

واسْتَنْعَى ذِكْرُ فلان : شاع.

والاسْتِنْعَاءُ : شِبْهُ النِفَارِ. يقال : اسْتَنْعَى الإبلُ والقومُ ، إذا تفرَّقوا من شىء وانتشروا.

والنَّعْوُ : شَقُّ المِشْفَرِ ، وهو للبعير بمنزلة التَفِرَةِ للإنسان. وقال (٢) :

خَرِيع النَّعْوِ مضطرب النواحى

كأخلاق الغَرِيفَةِ ذى غُضُونِ (٣)

نغى

ابن السكيت : يقال : سكتَ فلانٌ فما نَغَى بحرف ، أى ما نَبَسَ.

وسمعت نَغْيَةً من كذا وكذا ، أى شيئا من خبر. وأنشد لأبى نُخَيلة :

لمَّا سمِعتُ نَغْيَةً كالشُهْدِ (٤)

رفعتُ من أَطْمَارِ مُسْتَعِدِّ

وقلتُ للعِيسِ اغْتَدِى وجِدِّى

الفراء : النَّغْيَةُ مثل النَغْمة. والأصمعىُّ مثله.

وسمعت منه نَغْيَةً ، وهو الكلام الحسَنُ.

قال أبو عُمَر الجَرْمِىُّ : النَّغْيَةُ أوّل ما يبلغك من الخبر قبل أن تَستثبته.

وهذا الجبل يُنَاغِى السماء ، أى يُدانيها لطوله.

والْمُنَاغَاةُ : المغازلةُ. والمرأة تُنَاغِى الصبىَّ ، أى تكلِّمه بما يعجبه ويسرّه.

نفا

نَفَاهُ : طرده. تقول : نَفَيْتُهُ فَانْتَفَى ونَفَى هو أيضاً ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. قال القُطامى :

__________________

(١) الأجدع الهَمْدَانِى.

(٢) الطرمّاح.

(٣) الرواية «ذا غضونٍ». والنصب فى عين خريع وباء مضطرب ، مردودًا على ما قبله. وهو كما فى التكملة ص ١٢٢٩ :

تمر على الوراك إذا المطايا

تقابست النجاد من الوجين

(٤) فى اللسان : لما أتتني نغيه. وبعده فى اللسان :

كالعسل المزوج بعد الرقد


* فأصبحَ جَارَاكُمْ قتيلاً ونَافِيا (١) *

أى مُنْتَفِياً.

وتقول : هذا يُنَافِى ذاك ، وهما يَتَنَافَيَانِ.

والنِّفْوَةُ بالكسر والنِّفْيَةُ أيضاً : كلُّ ما نَفَيْتَ.

والنُّفَايَةُ بالضم : ما نَفَيْتَهُ من الشىء لرداءته.

ونَفِىُ المطر ، على فَعِيلٍ : ما تَنْفِيهِ وترشّه ، وكذلك ما تطاير من الرِشَاء على ظهر المائح.

وقال :

كأنَّ مَتْنَيْهِ من النَفِىِ (٢)

مَوَاقِعُ الطير على الصُفِىِ (٣)

ونَفِىُ الريح : ما تَنْفِى فى أصول الشجر من التراب ونحوِه. والنَّفَيَانُ مثلُه ، ويشبَّه به ما يتطرَّف من معظم الجيش. وقال (٤) :

وحربٍ يَضِجُّ القومُ من نَفَيَانِهَا

ضجيجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَبِراتِ

ويقال : أتانى نَفِيُّكُمْ ، أى وعيدكم الذى توعدوننى.

نقا

نُقَاوَةُ الشىء : خياره ، وكذلك النُّقَايَةُ بالضم فيهما ، كأنَّهُ بُنِىَ على ضدّه وهو النُفَايةُ ، لأن فُعَالَةً يأتى كثيراً فيما يسقُط من فَضْلة الشىء.

يقال : نَقِىَ الشىءُ بالكسر يَنْقَى نَقَاوَة (٥) بالفتح ، فهو نَقِىٌ أى نظيفٌ.

والنَّقَاءُ ممدودٌ : النظافةُ. والنَّقَا مقصورٌ : الكثيب من الرمل ، وتثنيته نَقَوَانِ ونَقَيَانِ أيضا.

والنَّقَاةُ مثل القَنَاةِ : ما يُرمَى من الطعام إذا نُقِّىَ ، حكاه الأموىّ. وقال بعضهم : نَقَاةُ كلِ

__________________

(١) عجزه :

أصم فزادوا في مسامعه وقرا

(٢) النَفِىُّ والنَثِىّ بمعنًى.

(٣) الصفىّ بالكسر والضم. وبعده :

من طول إشرافي على الطوى

وفى الجمهرة : «كأن مَتْنَىَّ» قال : وهو الصحيح ، لقوله بعده من طول .. الخ.

(٤) العامرية.

(٥) نَقِىَ كرَضِىَ نَقَاوَةً ، ونَقَاءً ، ونَقَاءَةً ، ونُقَاوَةً ، ونُقَايَةً فهو نَقِىّ ، وجمعه نِقَاءٌ ، ونُقَوَاءُ نادرة ، وأَنْقَاءٌ. وأَنْقَاهُ ، وتَنَقَّاهُ ، وانْتَقَاهُ : اختاره. ونَقْوَةُ الشىء ونَقَاوَتُهُ ، ونَقَاتُهُ بفتحتين ، ونُقَايَتُهُ ونُقَاوَتُهُ بضمهما : خياره. وجمع النُقَاوَةِ نُقًى ونُقَاءٌ. وجمع النُقَايَةِ نَقَايَا ، ونُقَاءٌ. ونَقَاةُ الطعام ونَقَايَتُهُ ويضمان : رديئُه وما ألقِىَ منه. قاموس.


شىء : رديئُه ما خلا التَمر ، فإنَ نَقاتَهُ خيارُهُ.

والتَّنْقِيَةُ : التنظيفُ. والانتِقاءُ : الاختيارُ.

والتَّنَقِّى : التَخَيُّرُ.

والنِّقْوُ بالكسر فى قول الفراء : كلُّ عَظْمٍ ذى مخٍّ ؛ والجمع أَنْقَاءٌ.

والنِّقْىُ : مخُّ العظم ، وشحمُ العين من السِمَنِ.

ونَقَوْتُ العظم ونَقَيْتُهُ ، إذا استخرجتَ نِقْيَهُ.

وانْتَقَيْتُ العظمَ مثله.

وأَنْقَتِ الإبل ، أى سمنتْ وصار فيها نِقْىٌ ؛ وكذلك غيرها. قال الراجز فى صفة الخيل.

لا يَشْتَكِينَ عملاً مَا أَنْقَيْنْ

ما دام مُخٌّ فى سُلَامَى أو عَيْنْ

يقال : هذه ناقة مُنْقِيَةٌ ، وهذه لا تُنْقِى.

والنُّقَاوَى : ضربٌ من الحَمْض.

نكى

نَكَيْتُ فى العدوّ نِكَايَةً ، إذا قتلتَ فيهم وجَرحت. قال أبو النجم :

* نَنْكِى العِدَا ونُكْرِمُ الأَضْيافا (١) *

نما

نَمَا المالُ وغيره يَنْمِى نَمَاءً ، وربَّما قالوا يَنْمُو نُمُوًّا ، وأَنْمَاهُ الله. قال الكسائى : ولم أسمعه بالواو إلَّا من أخوين من بنى سُلَيْمٍ ، ثم سألت عنه بنى سليم فلم يعرفوه بالواو.

وحكى أبو عبيدة : نَمَا يَنْمُو ويَنْمِى. وفى الحديث : «لا تمثّلوا بِنَامِيَةِ الله»يعنى الخلق ، لانّه يَنْمِى.

ونَمَوْتُ إليه الحديثَ فأنا أَنْمُوهُ وأَنْمِيهِ ، وكذلك هو يَنْمُو إلى الحسب ويَنْمِى.

ونَمَيْتُ الشىء على الشىء : رفعته. ومنه قول النابغة :

* وانْمِ القُتُودَ على عَيْرَانَةٍ أُجُدِ (٢) *

__________________

(١) قبله :

نحن منعنا وادني لصافا

(٢) صدره :

فعَدِّ عما ترى ، أى انصرف عنه. وانمِ القُتود ، قال أبو بكر : قال أبو جعفر : كان بعض النَحويين يقول : نما المال ، ونَمَاه الله ، ويحتج بهذا البيت أنّه قال وانْمِ القُتُودَ بألف موصولة غير مقطوعة. والصحيح أَنْمِ ، أراد عَلِّ القتود ، أى ارفعها. والقتود : خشب الرحل ، واحدها قَتَدٌ. يوالعيرانة : الناقة الشبيهة بالعير فى صلابتها. والأجد المُوثَّقَةُ الخَلْقِ.


وتقول : نَمَيْتُ الحديتَ إلى فلان نَمْياً ، إذا أسندتَه ورفعتَه وكذلك نَمَيْتُ الرجل إلى أبيه نَمْياً : نسبته إليه. وانْتَمَى هو : انتسب.

قال الأصمعىّ : نَمَيْتُ الحديث مخفّفاً نَمْياً ، إذا بلَّغته على وجه الإصلاح والخير ، وأصله الرفع.

ونَمَّيْتُ الحديث تَنْمِيَةً ، إذا بلَّغته على وجه النميمة والإفساد.

ونَمَّيْتُ النار تَنْمِيَةً ، إذا ألقيتَ عليها حطباً وذكَّيتَها به.

ونَمَى الخِضَابُ والسعرُ : ارتفع وغلا ، فهو يَنْمِى.

وتقول : رَميت الصيدَ فَأَنْمَيْتُهُ ، إذا غابَ عنك ثم مات. وفى الحديث : «كُلْ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ ما أَنْمَيْتَ».

والنَّامِى : الناجِى. قال التغلبىّ :

وقافيةٍ كأنَّ السُمَّ فيها

وليس سَلِيمُها أبداً بِنَامى

صرفتُ بها لسانَ القومِ عنكم

فخرّتْ للسنابك والحَوامِى

وقول الأعشى :

* لا يَتَنَمَّى لها فى القيظِ يَهْبِطُها (١) *

قال أبو سعيد : لا يعتمد عليها.

نوى

نَوَيْتُ نِيَّةً (٢) ونَوَاةً ، أى عزَمتُ. وانْتَوَيْتُ مثله. وقال :

صرمَتْ أميمةُ خُلَّتِى وصِلاتى

ونَوَتْ ولما تَنْتَوِى كَنَوَاتِى

يقول : لم تَنْوِ فِىَّ كما نَوَيْتُ فى مودّتها.

ويروى : «... ولمّا تَنْتَوِى بِنَوَاتِى» ، أى لم تقضِ حاجتى. يقال : نَوَاهُ بِنَوَاتِهِ ، أى ردَّه بحاجته وقضاها له.

وتقول : نَوَاكَ الله ، أى صحِبَك فى سفرك وحفِظك. قال الشاعر :

يا عَمْرُو أَحْسِنْ نَوَاكَ اللهُ بالرَشَدِ

واقرأْ سلاماً على الذَلْفَاءِ بالثَمَدِ (٣)

ونَوَّيْتُهُ تَنْوِيَةً ، أى وكلته إلى نِيَّتِهِ.

ونَوِيُّكَ : صاحبُك الذى نِيَّتُهُ نِيَّتُكَ.

ولى فى بنى فلانٍ نِيَّةٌ ، أى حاجة.

والنِّيَّةُ أيضاً والنَّوَى : الوجه الذى يَنْوِيهِ المسافر من قُرْبٍ أو بُعْدٍ ؛ وهى مؤنثة لا غير.

__________________

(١) عجزه :

ألا الذين لهم فيما أثوا مهل

(٢) أَنْوِى نِيَّةً ، ونِيَةً بالتخفيف.

(٣) فى اللسان :

وأقرا السلام على الأنقاء والثمد


وأمَّا النَّوَى الذى هو جمع نَوَاةِ التمر فهو يذكَّر ويؤنث.

وانْتَوَى القومُ منزلاً بموضع كذا وكذا.

واستقرتْ نَوَاهُمْ ، أى أقاموا.

والنَّوَاةُ : خمسة دراهم ، كما يقال للعشرين نَشٌّ.

ونَاوَاهُ ، أى عاداه ، وأصله الهمز لأنَّه من النَوْءِ وهو النهوض.

وأكلت التمر فَنَوَيْتُ النَّوَى وأَنْوَيْتُهُ ، إذا رميتَ به.

وجمع نَوَى التمرِ أَنْوَاءٌ (١) ، عن ابن كَيسَانَ.

ونَوَتِ الناقة ، أى سمِنتْ ، تَنْوِى نِوَايَةً ونَيًّا فهى نَاوِيَةٌ. وجملٌ نَاوٍ وجِمالٌ نِوَاءٌ ، مثل جائعٍ وجياعٍ.

وإبلٌ نَوَوِيَّةٌ ، إذا كانت تأكل النَّوَى.

والنَّىُ : الشحمُ ، وأصله نَوْىٌ. قال أبو ذؤيب :

* بالنَّىِ فهو تَثُوخُ فيه الإصْبَعُ (٢) *

ونَيَّانُ : موضعٌ. قال الكميت :

من وَحْشِ نَيَّانَ أو من وَحْشِ ذى بَقَرٍ

أَفْنَى حَلَائِلَهُ الإشلاءُ والطَرَدُ

نهى

النَّهْىُ : خلاف الأمر. ونَهَيْتُهُ عن كذا فَانْتَهَى عنه وتَنَاهَى ، أى كَفَّ.

وتَنَاهَوْا عن المنكَر ، أى نَهَى بعضُهم بعضاً. وقول الفرزدق :

* فَنَهَّاكَ عنها منكرٌ ونكيرُ*

إنَّما شدده للمبالغة.

ويقال : إنه لَأَمُورٌ بالمعروف نَهُوٌّ عن المنكر ، على فَعُولٍ.

وفلانٌ ما له نَاهِيَةٌ ، أى نَهْىٌ.

والنُّهْيَةُ بالضم : واحدة النُّهَى ، وهى العُقول ، لأنّها تَنْهَى عن القبيح.

والنِّهْىُ بالكسر : الغديرُ فى لغة أهل نجد ، وغيرُهم يقوله بالفتح.

وتَنَاهَى الماءُ ، إذا وقَفَ فى الغدير وسكَن.

قال العجاج :

* حتّى تَنَاهَى فى صهاريج الصَفَا (٣) *

وتَنْهِيَةُ الوادى : حيث يَنْتَهىِ إليه الماء من حروفه ، والجمع التَّنَاهِى.

__________________

(١) وزاد فى القاموس : ونُوِىٌّ ونِوِىٌّ.

(٢) البيت بتمامه :

قصر الصبوح لها فشرج لحمها

بالتي فهى تشوخ فيها الإصبع

(٣) بعده :

خالط من سلمى خياشيم وفا


ونُهَاءُ الماء بالضم : ارتفاعه. وقال ابن الأعرابى : النُّهَاءُ القوارير والزُجاج. وأنشد :

تَرُدُّ الحَصَى أخفافُهنَّ كأنما

تَكَسَّرَ قَيْضٌ بينها ونُهَاءُ (١)

ويقال : هم نُهَاءُ مائةٍ ونِهَاءُ مائةٍ أيضا ، أى قدر مائةٍ.

والإنهاءُ : الإبلاغ. وأَنْهَيْتُ إليه الخبر فانْتَهَى وتَنَاهَى ، أى بلغ.

والنِّهَايَةُ : الغايةُ. يقال : بلغ نِهَايَتَهُ.

والنُّهْيَةُ بالضم أيضا مثلُه. قال أبو ذؤيب :

* وعَادَ الرَصِيعُ نُهْيَةً للحَمَائِلِ (٢) *

يقول : انهزموا حتَّى انقلبت سيوفُهم فعاد الرصيع على المنكب حيث كانت الحمائل.

ويقال : هذا رجلٌ نَاهِيكَ من رجلٍ ، ونَهْيُكَ من رجلٍ ، ونَهَاكَ من رجلٍ ، وتأويله أنَّه بجِدِّه وغَنَائه يَنْهَاكَ عن تَطَلُّبِ غيره. وقال :

هو الشيخُ الذى حُدِّثْتَ عنه

نَهَاكَ الشيخُ مَكْرُمَةً وفَخْرا

وهذه امرأةُ نَاهِيَتُكَ من امرأة ، تذكّر وتؤنّث ، وتثنَّى وتجمع ، لأنَّه اسم فاعل. وإذا قلت نَهْيُكَ من رجلٍ كما تقول حَسبُك من رجل لم تُثَنِّ ولم تجمع ، لأنَّه مصدر.

وتقول فى المعرفة : هذا عبد الله نَاهِيكَ من رجل ، فتنصب نَاهِيكَ على الحال.

وجَزُورٌ نَهِيَّةٌ ، على فَعِيلَةٍ ، أى ضخمةٌ سمينةٌ.

ويقال : طلبَ الحاجة حتى نَهِىَ عنها بالكسر ، أى تركها ، ظفِرَ بها أو لم يظفرْ.

فصْل الواو

وأى

الْوَأْىُ : الوعدُ. يقال منه : وَأَيْتُهُ وَأْياً.

والْوَأَى بالتحريك : الحمارُ الوحشىُّ المقتدِرُ الخَلْقِ. قال ذو الرمة :

إذا انشقّتِ الظَلْمَاءُ أضحتْ كأنّها (٣)

وَأَى مُنْطَوٍ باقِى الثَمِيلَةِ قارِحُ

ثم يشبَّه به الفرسُ وغيره. قال الْجُعْفِىّ (٤) :

راحُوا بَصَائِرُهُمْ على أكتافهم

وبصيرتى يَعْدُو بها عَتِدٌ وَأَى (٥)

__________________

(١) فى اللسان : «تَرُضُّ الحَصَى» وفيه : «يُكسَّر».

(٢) صدره :

رميناهم حتى إذا أربث جمعهم.

(٣) فى اللسان : إذا انجابت.

(٤) الأَسْعَر.

(٥) قال الأصمعى : البصيرة : شىء من الدم ـ


وقال آخر :

كُلُ وَآةٍ وَوَأَى ضافِى الخُصَلْ

مُعْتَدِلاتٍ فى الرِقَاقِ والجَرَلْ

والْوَئِيَّةُ : الجُوَالِقُ الضخمُ. قال أَوْس :

وحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَئِيَّةُ تاجرٍ

وَهَى عَقْدُها فارفضَّ منها الطوائفُ

وقال الكلابىّ : قِدْرٌ وَئِيَّةٌ (١) : ضخمةٌ.

وناقةٌ وَئِيَّةٌ : ضخمةُ البطن. وقال :

وقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَحْصَحانِ وَئِيَّةٍ

أَنَخْتُ لها بعد الهُدُوءِ الأَثافِيا

وهى فَعِيلَةٌ مهموزةُ العين معتلّة اللام.

قال سيبويه : سألته ـ يعنى الخليل ـ عن فُعِلَ من وَأَيْتُ فقال : وُئِىَ. فقلت : فمن خفّف؟ فقال : أُوِىَ ، فأبدل من الواو همزةً وقال : لا يلتقى واوان فى أول الحرف.

قال المازنىّ : والذى قاله خطأ ، لأنَّ كلَّ واو مضمومة فى أول الكلمة فأنتَ بالخيار إن شئت تركتها على حالها وإن شئت قلبتها همزة فقلت : وُعِدَ وأُعِدَ ، ووُجُوهٌ وأُجُوهٌ ، ووُورِىَ وأُورِىَ ، ووُئىَ وأُوِىَ ، لا لاجتماع الساكنين (٢) ولكن لضمّة الأولى.

وجى

وَجِىَ الفرسُ بالكسر (٣) ، وهو أن يجد وجعاً فى حافره ، فهو وَجٍ والأنثى وَجْيَاءُ. وأَوْجَيْتُهُ أنا. وإنَّهُ لَيَتَوَجَّى.

ويقال : تركته وما فى قلبى منه أَوْجَى ، أى يَئِسْتُ منه.

وسألته فَأَوْجَى عَلَىَّ ، أى بَخِلَ.

وحى

الْوَحْىُ : الكتابُ ، وجمعه وُحِىٌ ، مثل حَلْىٍ وحُلِىٍّ. قال لبيد :

* كما ضَمِنَ الْوُحِىَ سِلامُها (٤) *

__________________

ـ يُستدَلّ به على الرميّة. وأبو عمرو مثله. يقول هذا الشاعر : إنّهم تركوا دم أبيهم وجعلوه خَلفهم ، أى لم يثأروا به ، وأنا طلبت ثأرى. وكان أبو عبيدة يقول : البصيرة فى هذا البيت : الترس أو الدِرع. وكان يرويه : «حَمَلُوا بصائرهم» قاله الجوهرى.

(١) وزاد فى اللسان : قِدْرٌ وَأْيَةٌ.

(٢) قال ابن برى : صوابه لا لاجتماع الواوين.

(٣) وَجِىَ كَرَضِىَ وَجًى فهو وَج ووجىٌّ ، وهى وَجْيَاءُ.

(٤) البيت بتمامه :

فمدافع الريان عرى رسمها

خلقا كما تضمين الوحي سلامها


والْوَحْىُ أيضاً : الإشارة ، والكتابة ، والرسالة ، والإلهام ، والكلام الخفىّ ، وكلُّ ما ألقيتَه إلى غيرك. يقال : وَحَيْتُ إليه الكلامَ وأَوْحَيْتُ ، وهو أن تكلِّمه بكلام تخفيه.

قال العجاج :

* وَحَى لها القَرَارَ فاسْتَقَرَّتِ (١) *

ويروى : «أَوْحَى لها ...». ووَحَى وأَوْحَى أيضاً ، أى كتَب. وقال (٢) :

* لِقَدَرٍ كان وَحَاهُ الْوَاحِى (٣) *

وأَوْحَى الله إلى أنبيائه. وأَوْحَى ، أى أشار.

قال تعالى : (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا).

ووَحَيْتُ إليه بخبرِ كذا ، أى أشرتُ وصَوَّتُّ به رويداً.

والْوَحَى ، مثال الوغَى : الصوتُ. قال الشاعر :

مَنَعْنَاكُمْ كَرَاءَ وَجَانِبَيْهِ

كما مَنَعَ العرينُ وَحَى اللُهَامِ

وكذاك الْوَحَاةُ بالهاء. قال الراجز :

يَحْدُو بها كلُّ فتًى هَيَّاتِ

تَلْقَاهُ بعد الوَهْنِ ذَا وَحَاةِ

وَهُنَّ نحو البيت عامِداتِ

قال الأخفش : نصب عامداتٍ على الحال.

قال النضرُ : سمعتُ وَحَاةَ الرَّعْدِ ، وهو صوته الممدود الخفىّ. قال : والرعد يَحِى وَحَاةً.

واسْتَوْحَيْنَاهُمْ ، أى استصرخناهم.

والْوَحَى : السرعةُ ، يُمَدُّ ويقصر. ويقال : الْوَحَى الْوَحَى : يعنى البِدَارَ البِدَارَ.

وتَوَحَ يا هذا ، أى أَسْرِعْ.

ووَحَّاهُ تَوْحِيَةْ ، أى عجَّله.

والْوَحِىُ على فَعِيلٍ : السريعُ. يقال : موتٌ وَحِىٌ.

وخى

يقال : وَخَيْتُ وَخْيَكَ ، أى قصدتُ قصدك.

وهذا وَخْىُ أَهْلِكَ (٤) ، أى سَمْتُهُمْ حيث ساروا.

وما أدرى أين وَخَى فلانٌ ، أى أينَ توجَّهَ.

__________________

(١) بعده :

وشدها بالراسيات الثبت

(٢) العجاج.

(٣) قبله :

حتى نحاهم جدنا والناحى

وبعده :

بثرمداء جهرة الفضاح

(٤) الوَخْىُ : القصدُ والطريق المعتَمَدُ ، والقاصد ، جمعه وُخِىٌّ وَوِخِىٌّ.


ووَخَتِ الناقةُ تَخِى وَخْياً ، أى سارت سيراً قَصْداً. وقال :

* يَتْبَعْنَ وَخْىَ عَيْهَلٍ نِيَافِ (١) *

ووَاخَاهُ : لغةٌ ضعيفةٌ فى آخَاهُ ، تبنى على يُوَاخِى.

وتَوَخَّيْتُ مرضاتَك ، أى تحرّيتُ وقصدتُ.

وتقول : اسْتَوْخِ لنا بَنِى فلانٍ ما خَبَرُهُمْ؟

أى استخبرْهم. وهذا الحرف هكذا رواه أبو سعيدٍ بالخاء معجمة.

ودى

الْوَدْىُ بالتسكين : ما يخرج بعد البول ، وكذلك الوَدِىُ بالتشديد ، عن الأموىّ. تقول منه : وَدَى بغير أَلِفٍ.

ووَدَى الفرسُ يَدِى وَدْياً ، إذا أدلَى ليبول أو ليَضرب. وقال اليزيدىّ : وَدَى ليبول ، وأدلى ليَضرب. ولا تقل أَوْدَى.

والدِّيَةُ : واحدة الدِّيَاتِ ، والهاء عوضٌ من الواو. تقول : وَدَيْتُ القتيل أَدِيهِ دِيَةً ، إذا أعطيت دِيَتِهَ. واتَّدَيْتُ ، أى أخذت دِيَتَهُ.

وإذا أمرتَ منه قلت : دِ فلاناً ، وللاثنين : دِيَا فلاناً ، وللجماعة : دُوَا فلاناً.

وأَوْدَى فلانٌ ، أى هلك ، فهو مُودٍ.

والْوَدِىُ على فَعِيلٍ : صغار الفسيل ، الواحدة وَدِيَّةٌ.

والْوَادِى معروفٌ ، وربَّما اكتفوا بالكسرة عن الياء كما قال (٢) :

* قَرْقَرَ قُمْرُ الْوَادِ بالشاهِقِ (٣) *

والجمع الْأَوْدِيَةُ على غير قياس ، كأنه جمع وَدِىٍ ، مثل سَرِىٍّ وأَسْرِيَةٍ للنهر. وقول الشاعر (٤) :

* فيها سِهَامُ يثرب أو سِهَامُ الْوَادِى (٥) *

يعنى وَادِى القُرَى.

والتَّوَادِى : الخشباتُ التى تُشَدُّ على خِلف الناقة إذا صُرَّتْ ، الواحدةُ تَوْدِيَةٌ.

__________________

(١) قبله :

أفرغ لإمثال معى ألاف

وبعده :

وهى إذا ما ضمها إبجافي

(٢) أبو الرُبَيْسِ التغلبىّ.

(٣) قبله :

لاصلح بيني فعلموه ولا

بينكم ما حملت عاتق

سيفى وما كنا بنجد وما

قرقر قمر الواد بالشاهق

(٤) هو الأعشى.

(٥) قال ابن برى : وصواب إنشاده بكماله : ـ


وذى

يقال : ما به وَذْيَةٌ بالتسكين ، أى عيبٌ.

ابن السكيت : سمعتُ غير واحدٍ من الكلابيِّين يقولون : أصبحَتْ وليس بها وَحْصَةٌ وليس بها وَذْيَةٌ ، أى بردٌ. يعنى البلادَ والأيّام.

ورى

وَرَى القَيْحُ جوفَه يَرِيهِ وَرْياً : أَكله. وفى الحديث : «لَأَنْ يمتلئ جوفُ أحدكم قَيْحاً حتَّى يَرِيَهُ (١)». وقال عبد بنى الحسحاس :

وَرَاهُنَ رَبِّى مِثْلَ ما قد وَرَيْنَنِى

وأَحْمَى على أَكْبادِهنَّ المَكاوِيا

وأنشد اليزيدىّ :

* قالت له وَرْياً إذا تَنَحْنَحْ (٢) *

تقول منه : رِيا رجُلُ ، ورِيَا للاثنين ، وللجماعة : رُوا ، وللمرأة : رِى وهى ياء ضمير المؤنث مثل قومى واقعدى ، وللمرأتين : رِيَا ، وللنساء : رِينَ.

والاسم الْوَرَى بالتحريك. الفراء : يقال «سَلَّطَ الله عليه الْوَرَى ، وحُمَّى خَيْبَرَا».

والوَرَى أيضاً : الخَلْقُ. يقال : ما أدرى أىُ الْوَرَى هو؟ أىْ أىُّ الخَلْقِ هو. قال ذو الرمّة :

وكائنْ ذَعَرْنَا من مهاةٍ ورامِحٍ

بلادُ الْوَرَى ليست له بِبِلادِ

ووَرَى الزَنْدُ بالفتح يَرِى ورْياً ، إذا خَرجتْ ناره. وفيه لغةٌ أخرى : وَرِىَ الزَنْدُ يَرِى بالكسر فيهما.

وأَوْرَيْتُهُ أنا ، وكذلك وَرَّيْتُهُ تَوْرِيَةً.

وفلان يَسْتَوْرِى زِنَادَ الضلالة.

ويقال أيضا : وَرِىَ المخُّ ، إذا اكتنز.

وناقةٌ وَارِيةٌ ، أى سمينةٌ. وقال (٣) :

* يَأْكُلْنَ من لحم السَدِيفِ الْوَارِى (٤) *

ولحمٌ وَرِىٌ على فَعِيلٍ ، أى سمين.

ويقال : وَرَّى الجرحُ سابِرَهُ تَوْرِيَةً : أصابه الْوَرْىُ. قال العجاج (٥) :

__________________

 ـ مَنَعَتْ قياسُ المَاسِخِيَّةِ رأسَهُ

بسهام يثربَ أو سهام الوَادِى

ويروى : أو سهام بلاد ، وهو موضعٌ.

(١) فى المختار : تمام الحديث : «خيرٌ من أن يمتلئ شِعْراً».

(٢) فى اللسان : «إذا تَنَحنَحا».

(٣) العجاج.

(٤) قال ابن برى : والذى فى شعر العجاج :

وأنهم هامون الديف الواري

عن جزر منه وجوز عارى

(٥) يصف الجراحات.


* عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّى مَنْ سَبَرْ (١) *

كأنه يُعْدِى من عِظَمِهِ ونفور النفس عنه.

ووَارَيْتُ الشىء ، أى أخفيته. وتَوَارَى هو ، أَى استتر.

ووَرَاءَ بمعنى خَلْف ، وقد يكون بمعنى قُدَّامٍ ، وهى من الأضداد. قال الأخفش : يقال لقيته من وَرَاءُ فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف ، تجعله اسماً ، وهو غير متمكّن كقولك من قَبْلُ ومن بَعْدُ. وأنشد (٢) :

إذا أنا لم أُومَنْ عليك ولم يكن

لقاؤك إلَّا من وَراءُ وَراءُ (٣)

وقولهم : «وَرَاءَكَ أَوْسَعُ لك» نُصِبَ بالفعل المقدَّر ، وهو تَأَخَّرْ.

وقوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) ، أى أمامهم.

وتصغيرها وُرَيْئَةٌ بالهاء ، وهى شاذّة.

والْوَرَاءُ أيضا : وَلَدُ الوَلدِ.

وتقول : وَرَّيْتُ الخبر تَوْرِيَةً ، إذا سَتَرْتَهُ وأظهرْتَ غيره ، كأنّه مأخوذ من وراء الإنسان ، كأنَّه يجعله وراءه حيثُ لا يظهر.

وزى

الْوَزَى : القصير الشديد. وقال (٤) :

* تَاحَ لها بَعْدَكَ حِنْزَابٌ وَزَى (٥) *

وحمارٌ وَزًى ، أى مِصَكٌّ نشيطٌ.

والْمُسْتَوْزِى : المنتصبُ المرتفعُ. قال ابن مُقْبل :

ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً

شَكِيرُ جَحَافِلِه قد كَتِنْ (٦)

__________________

(١) بعده :

بين الطراقين ويفلين الشعر

(٢) لِعُتَىِّ بن مالك العقيلى.

(٣) قبله :

أبا مدرك إن الهوى يوم عاقل

دعاني ومالي أن أجيب عزاء

وإن مروري جانبا ثم لا أرى

أجيبك إلا معرضا لجفاء

وإن اجتماع الناس عندي وعندها

إذا جئت يوما زائرا لبلاء

(٤) الأغلب العجلى.

(٥) الرجز :

قد أبصرت سجاح من بعد العمى

تاح لها بعدم حنزاب ورى

ملوح في العين مجلوز القرا

(٦) مُسْتَوْزِياً : منتِصباً مرتفعاً. والشكير : الشَعَر الضعيف هاهنا. وكَتِنَ : أى لزق به أثَرُ خضرة العشب.


وسى

أَوْسَى رأسه ، أى حَلَقَ. والمُوسَى : ما يُحْلَقُ به. قال الفراء : هى فُعْلَى وتؤنّث. وأنشد :

فإنْ تكن المُوسَى جَرَتْ فوق بَظْرِهَا

فما وُضِعَتْ (١) إلَّا وَمَصَّانُ قَاعِدُ

وقال عبد الله بن سعيدٍ الأموىّ : هو مذكّر لا غير. يقال : هذا مُوسًى كما ترى. وهو مُفْعَلٌ من أَوْسَيْتُ رأسَه ، إذا حلقتَه بالمُوسَى. وقال أبو عبيد : ولم نسمع التذكير فيه إلّا من الأموىّ.

ومُوسَى : اسمُ رجلٍ ، قال أبو عمرو بن العلاء : هو مُفْعَلٌ ، يدلُّ على ذلك أنه يُصْرَفُ فى النكرة وفُعْلَى لا ينصرف على كلّ حال ، ولأنّ مُفْعَلاً أكثر من فُعْلَى لأنّه يُبْنَى من كلّ أَفْعَلْتُ.

وكان الكسائى يقول : هو فُعْلَى ، وقد ذكرناه فى السين.

والنسبة إليه مَوْسَوِىٌ ومُوسِىٌ فيمن قال يَمَنِىٌّ.

وقد ذُكِرَ فى عيسى.

ووَاسَاهُ : لغةٌ ضعيفةٌ فى آسَاهُ ، تُبْنَى على يُوَاسِى.

وقد اسْتَوْسَيْتُهُ ، أى قلتُ له وَاسِنِى.

وشى

الشِّيَةُ : كلُّ لونٍ يخالف معظمَ لون الفرس وغيره ، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوّله ، والجمع شِيَاتٌ. يقال : ثَوْرٌ أَشْيَهُ ، كما يقال فرسٌ أَبْلَقُ ، وتيسٌ أَذْرَأُ.

وقوله تعالى : (لا شِيَةَ فِيها) ، أى ليس فيها لونٌ يخالف سائرَ لونها.

يقال : وشَيْتُ الثوبَ أَشِيهِ وَشْيًا وشِيَةً ، ووَشَّيْتُهُ تَوْشِيَةً شدّد للكثرة ، فهو مَوْشِىٌ ومُوَشًّى. والنسبة إليه وَشَوِىٌ تُرَدُّ إليه الواو وهو فاء الفعل ، وتترك الشين مفتوحاً ، هذا قول سيبويه. وقال الأخفش : القياس تسكين الشين.

وإذا أمرْتَ منه قلت : شِهْ بِهاءِ تدخلها عليه ، لأنَّ العرب لا تنطق بحرف واحد ؛ وذلك أنّ أقلّ ما يحتاج إليه البناء حرفان : حرفٌ يبتدأ به وحرفٌ يُوقَف عليه. والحرفُ الواحد لا يحتمل ابتداءً ووقفاً ، لأنّ هذه حركةٌ وذاك سكونٌ ، وهما متضادّان ، فإذا وصلْتَه بشىء ذَهَبَتِ الهاءُ استغناءً عنها.

والْوَشْىُ من الثياب معروف ، والجمع وِشَاءٌ على فَعْلٍ وفِعَالٍ.

ويقال : وَشَى كلامَه ، أى كَذَبَ. ووَشَى به إلى السلطان وِشَايَةً ، أى سعى.

__________________

(١) فى اللسان : «فما خُتِنَتْ». والشعر لزياد الأعجم يهجو خالد بن عَتَّابِ.


والْوَاشِيَةُ : الكثيرة الولد. يقال ذلك فى كلِّ ما يلِدُ. والرجل واشٍ.

ووَشَى بنو فلان وَشْياً : كَثُرُوا.

وما وَشَتْ هذه الماشيةُ عندى بشىءٍ ، أى ما ولدتْ.

وفلان يَسْتَوْشِى فرسَه بعَقِبِهِ ، أى يطلب ما عنده ليزيده. وقد أَوْشَاهُ يُوشِيهِ ، إذا استحثَّه بِمحْجَنٍ أو بكُلَّابٍ. وقال (١) :

جُنَادِفٌ لَاحِقٌ بالرأس مَنْكِبهُ

كأنه كَوْدَنٌ بُوشَى بِكُلَّابِ (٢)

وصى

أَوْصَيْتُ له بشىء وأَوْصَيْتُ إليه ، إذا جعلته وَصِيَّكَ. والاسم الْوِصَايَةُ والْوَصَايَةُ ، بالكسر والفتح.

وأَوْصَيْتُهُ ووَصَّيْتُهُ أيضاً تَوْصِيَةً بمعنًى.

والاسمُ الْوَصَاةُ.

وتَوَاصَى القومُ ، أى أَوْصَى بعضُهم بعضاً.

وفى الحديث : «اسْتَوْصُوا بالنساء خَيْرًا فإنهنَّ عندكم عَوَانٍ».

ووَصَيْتُ الشىء بكذا ، إذا وَصَلْتَهُ. قال ذو الرمة :

نَصِىَ الليلَ بالأيام حتَّى صَلاتُنا

مُقَاسَمةٌ يشتقّ أَنْصَافَها السَفْرُ

وأرضٌ وَاصِيَةٌ : متَّصلة النبات. وقد وَصَتِ الأرضُ ، إذا اتَّصل نبتُها. وربَّما قالوا : تَوَاصَى النبتُ ، إذا اتَّصل. وهو نبتٌ وَاصٍ.

وعى

الْوِعَاءُ : واحد الْأَوْعِيَةِ. يقال : أَوْعَيْتُ الزادَ والمتاعَ ، إذا جعلتَه فى الْوِعَاءِ. قال الشاعر (٣) :

الخيرُ يَبقى وإنْ طال الزمانُ به

والشرُّ أخبثُ ما أَوْعَيْتَ من زادِ

ووَعَاهُ ، أى حفظه. تقول : وَعَيْتُ الحديث أَعِيهِ وَعْيًا. و (أُذُنٌ واعِيَةٌ).

أبو عبيد : الْوَعْىُ : القَيْحُ والمِدَّةُ. يقال : وَعَتِ المِدَّةُ فى الجرح ، إذا اجتمعتْ.

ووَعَى العظمُ ، أى انجبر بعد الكسر.

و (اللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) ، أى يُضمرون فى قلوبهم من التكذيب.

ويقال : لا وَعْىَ عن ذلك الأمر ، أى لا تماسُكَ دونه. قال ابن أحمر :

__________________

(١) جندل بن الراعى يهجو ابن الرِقَاعِ.

(٢) بعده :

من معشر كحلت باللوم أعينهم

وقص الرقاب موال غير طياب

(٣) عبيد بن الأبرص.


تَوَاعَدْنَ أن لا وَعْىَ عن فَرْجِ رَاكِسٍ

فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ عن ذاك مَغْضَرَا

وما لى عنه وَعْىٌ ، أى بُدٌّ.

والْوَعَى بالتحريك : الجلبة والأصوات.

والْوَاعِيَةُ : الصارخةُ.

وغى

الْوَغَى مثلُ الْوَعَى. قال الهذَلىّ :

كَأَنَ وَغَى الخَمُوشِ بِجَانِبَيْهِ

مآتِمُ يَلْتَدِمْنَ على قَتِيلِ (١)

ومنه قيل للحرب وغًى ، لما فيها من الصَوت والجلبة.

والأَوَاغِى : مَفَاجِرُ الدِبَارِ فى المزارع.

وفى

الْوَفَاءُ : ضدُّ الغدر. يقال : وَفَى بعهده وأَوْفَى بمعنًى.

ووَفَى الشىءُ وُفِيًّا ، على فُعُولٍ ، أى تَمَّ وَكَثُر.

والْوَفِىُ : الْوَافِى.

وأَوْفَى على الشىء ، أى أشرف.

وعَيْرٌ مِيفَاءٌ على الإكَامِ ، إذا كان من عادته أن يُوفِىَ عليها. وقال (٢) يصف الحمار :

* عَيْرَانَ مِيفَاءَ على الرُزُونِ (٣) *

ويروى : «أَحْقَبَ مِيفَاءٍ ...». وأَوْفَاهُ حقّه ووَفَّاهُ بمعنًى ، أى أعطاه وَافِياً.

واسْتَوْفَى حقّه وتَوَفَّاهُ بمعنًى.

وتَوَفَّاهُ الله ، أى قبضَ روحه.

والْوَفَاةُ : الموتُ.

ووَافَى فلانٌ : أتَى.

وتَوَافَى القومُ : تَتَامُّوا.

وأَوْفَى : اسم رجلٍ.

وقى

اتَّقَى يَتَّقِى ، أصله اوْتَقَى على افْتَعَلَ ، فقلبت الواوُ ياءً لانكسار ما قبلها وأُبْدِلَتْ منها التاءُ وأُدْغِمَتْ ، فلمَّا كثر استعماله على لفظ

__________________

(١) قال المتنخل :

كأن وغي الخموش بجانبيه

وغى ركب أميم ذوى هياط

قال ابن برى البيت كما أوردناه. وقبله :

وماء قد وردت أميم طام

على أرجائه زجل الغطاط

(٢) حميد الأرقط.

(٣) وبعده :

حد الربيع أرن أرون

لاخطل الرجع ولا قرون

لاحق بطن بقرى سمين


الافتعال توهَّموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه إتَقَى يَتَقِى بفتح التاء فيهما [مُخفَّفة (١)] ، ثم لم يجدوا له مثالاً فى كلامهم يُلحقونه به فقالوا : تَقَى يَتْقِى مثل قَضَى يَقْضِى. قال أوس :

تَقَاكَ بِكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّهُ

يَداكَ إذا ما هُزَّ بالكفِّ يَعْسِلُ

وقال آخر (٢) :

جَلَاهَا الصَيْقَلُونَ فَأَخْلَصُوهَا

خِفَافاً كُلُّهَا يَتْقِى بِأَثْرِ

وقال آخر (٣) :

ولا أَتْقِى الغَيُورَ إذا رآنى

ومِثْلِى لُزَّ بالحَمِسِ الرَبِيسِ

ومن رواها بتحريك التاء فإنَّما هو على ما ذكرنا من التخفيف.

وتقول فى الأمر : تَقِ ، وللمرأة : تَقِى.

وقال (٤) :

زَيَادَتَنَا نُعْمَانُ لا تَقْطَعَنَّهَا

تَقِ اللهَ فينا والكتابَ الذى تَتْلُو

بنى الأمر على المخفّف فاستغنى عن الألف فيه بحركة الحرف الثانى فى المستقبل.

والتَّقْوَى والتُّقَى : واحدٌ ، والواو مبدَلَةٌ من الياء على ما ذكرنا فى رَيَّا.

والتُّقَاةُ : التَّقِيَّةُ. يقال : اتَّقَى تَقِيَّةً وتُقَاةً ، مثل اتَّخَمَ تُخَمَةً.

والتَّقِىُ : المُتَّقِى. وقد قالوا : ما أَتْقَاهُ لِلَّهِ.

وقول الشاعر :

ومَنْ يَتَّقِ فإنَّ اللهَ مَعْهُ

ورِزْقُ اللهِ مُؤْتَابٌ وغادِى

فإنَّما أدخل جَزْماً على جزمٍ للضرورة.

ويقال : قِ على ظَلْعِكَ ، أى الْزَمْهُ وارْبَعْ عليه ، مثل : ارْقَ على ظَلْعِكَ.

وسرجٌ وَاقٍ ، إذا لم يكن مِعْقَرًا.

وفرسٌ واقٍ ، إذا كان يهاب المشى من وجَعٍ يجده فى حافره. وقد وَقَى يَقِى ، عن الأصمعى.

ويقال للشجاع : مُوَقَّى ، أى مَوْقِىٌ جدًّا.

وتَوَقَّى واتَّقَى بمعنًى.

ووَقَاهُ الله وِقَايَةً بالكسر ، أى حَفِظه.

والْوِقَايَةُ أيضاً : التى للنّساء. والْوَقَايَةُ بالفتح لغةٌ.

والْوِقَاءُ والْوَقَاءُ : ما وَقَيْتُ به شيئاً.

والْأُوقِيَّةُ فى الحديث : أربعون درهَماً ،

__________________

(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) خفاف بن ندبة.

(٣) الأسدى.

(٤) عبد الله بن همام السلولىّ.


وكذلك كان فيما مضى ، فأمَّا اليوم فيما يتعارفها الناس ويُقَدِّرُ عليه الأطباء فَالْأُوقِيَّةُ عندهم وزْن عشرة دراهم وخمسة أسباع درهمٍ ، وهو إستارٌ وثُلُثَا إستارٍ. والجمع الْأَوَاقِىّ ، مثل أُثْفِيَّةٍ وأَثَافِىّ ، وإن شئت خفّفتَ الياء فى الجمع.

والْأَوَاقِى أيضاً : جمع وَاقِيَةٍ. قال مهلهل :

ضَرَبَتْ صدرها إلىَّ وقالت

يا عَدِيًّا لقد وَقَتْكَ الْأَوَاقِى

وأصله وَوَاقِى ، لأنّه فَوَاعِلُ ، إلَّا أنّهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأولى ألفاً.

والْوَاقِى : الصُرَدُ ، مثل القَاضِى. ويقال هو الْوَاقِ بكسر القاف بلا ياء ، لأنَّه سمِّى بذلك لحكاية صوته. ويُرْوى قول الشاعر (١) :

ولستُ بهَيَّابٍ إذا شَدَّ رَحْلَهُ

يقول عَدَانِى اليومَ واقٍ وحاتِمُ (٢)

وكى

الْوِكَاءُ : الذى يُشَدُّ به رأس القِربة. وفى الحديث : «احْفَظْ عِفَاصَهَا ووِكَاءَهَا».

يقال : أَوْكَى على ما فى سِقَائِهِ ، إذا شدَّه بالْوِكَاءِ.

وإنَّ فلاناً لَوِكَاءٌ : ما يَبِضُّ بشىء. وسألناه فَأَوْكَى علينا ، أى بَخِلَ.

وفى الحديث أنَّه «كان يُوكِى بين الصفا والمروة» ، أى يملأ ما بينهما سعياً كما يُوكَى السِقَاءُ بعد الملءِ. ويقال معناه أنَّه كان يسكت فلا يتكلَّم ، كأنه يُوكِى فمَه. وهو من قولهم : أَوْكِ حَلْقَكَ ، أى اسْكُتْ.

أبو زيد : اسْتَوْكَتِ الناقةُ ، إذا امتلأتْ شحماً.

ولى

الْوَلْىُ : القربُ والدنوُّ. يقال : تباعَدَ بعدَ وَلْىٍ.

و «كلْ ممِّا يَلِيكَ» ، أى مما يقاربك. وقال (٣) :

* وعَدَتْ عَوَادٍ دون وَلْيِكَ تَشْعَبُ (٤) *

__________________

(١) خُشَيْمُ بن عَدِىٍّ ، ولقبه الرقَّاص الكلبى ، يمدح مسعود بن بحر.

(٢) قبله :

وجدت أباك الخير بحمرا بنجوة

بناها له مجد أشم قماقم

وبعده :

ولكنه يمضى على ذاك مقدما

إذا صد عن تلك الهنات الختارم

(٣) ساعدة بن جؤية الهذلى.

(٤) صدره :

هجرت غضوب وحب من يتجنب


يقال منه : وَلِيَهُ يَلِيَهُ بالكسر فيهما ، وهو شاذّ.

وأَوْلَيْتُهُ الشىء فوَلِيَهُ.

وكذلك وَلِىَ الْوَالِى البلدَ ، ووَلِىَ الرجلُ البَيْعَ ، وِلَايَةً فيهما. وأَوْلَيْتُهُ معروفاً.

ويقال فى التعجب : ما أَوْلَاهُ للمعروف ، وهو شاذٌّ (١).

وتقول : فلان وَلِىَ ووُلِىَ عليه ، كما يقال : سَاسَ وسِيسَ عليه.

ووَلّاهُ الأمير عملَ كذا ، ووَلّاهُ بيعَ الشىء.

وتَوَلَّى العملَ ، أى تقلّد.

وتَوَلَّى عنه ، أى أعرض.

ووَلّى هارباً ، أى أدبَرَ.

وقوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها) أى مستقبلها بوجهه.

والوَلِىُ : المطرُ بعد الوَسْمِىِّ ، سُمِّىَ وَلِيًّا لأنَّه يَلِى الوَسْمِىَّ. وكذلك الْوَلْىُ [بالتسكين (٢)] على فَعْلٍ وفَعِيلٍ ، والجمع أَوْلِيَةٌ. يقال منه : وُلِيَتِ الأرضُ وَلْياً.

والْوَلِىُ : ضدُّ العدوّ. يقال منه : تَوَلَّاهُ.

والْمَوْلَى : المُعْتِقُ ، والمُعْتَقُ ، وابنُ العمّ ، والناصرُ ، والجارُ.

والْوَلِىُ : الصِهْرُ ، وكلُّ من وَلِىَ أمرَ واحدٍ فهو وَلِيُّهُ. وقول الشاعر (٣) :

هُمُ الْمَوْلَى وإنْ جَنَفُوا علينا

وإنَّا من لِقائِهِمُ لزُورُ

قال أبو عبيدة : يعنى الْمَوَالِىَ أى بنى العمّ.

وهو كقوله تعالى : (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً).

وأمَّا قول لبيد :

فَغَدَتْ ، كِلَا الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أنه

مَوْلَى المَخَافةِ خَلْفُها وأَمَامُها

فيريد أنه أَوْلَى موضعٍ أن تكون فيه الحرب.

وقوله : «فَغَدَتْ» تَمَّ الكلام ، كأنَّه قال : فَغدَتْ هذه البقرة وقطع الكلام ثم ابتدأ كأنّه قال : تحسب أنَّ كِلَا الفَرْجَيْنِ مَوْلَى المخافة.

والمَوْلَى : الحليفُ. وقال (٤) :

مَوَالِىَ حِلْفٍ لا مَوَالِى قرابةٍ

ولكنْ قَطِيناً يسألون الأَتَاوِيا

يقول : هم حُلَفَاءُ لا أبناء عمٍّ.

__________________

(١) قال ابن برى : شذوذه كونه رباعياً ، والتعجّب إنما يكون من الأفعال الثلاثية.

(٢) التكملة من المخطوطة.

(٣) عامر الخَصَفِى ، من بنى خَصَفَه.

(٤) النابغة الجعدىّ.


وقول الفرزدق :

فلو كان عبد الله مَوْلًى هَجَوْتُهُ

ولكنّ عبد الله مَوْلَى مَوَالِيا

لأنَّ عبد الله بن أبى إسحاق مَوْلَى الحضرميين ، وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف ، والحَلِيفُ عند العرب مَوْلًى. وإنَّما قال مَوَالِيَا فنصبه لأنَّه ردّه إلى أصله للضرورة. وإنما لم ينوَّن لأنَّه جعله بمنزلة غير المعتلّ الذى لا ينصرف.

والنسبةُ إلى المَوْلَى : مَوْلَوِىٌ ؛ وإلى الوَلِىّ من المطر : وَلَوِىٌ ، كما قالوا عَلَوِىٌّ ؛ لأنَّهم كرهوا الجمع بين أربع ياءات ، فحذفوا الياء الأولى وقلبوا الثانية واواً.

ويقال : بينهما وَلَاءٌ بالفتح ، أى قرابةٌ.

والْوَلَاءُ : وَلَاءُ المُعْتِقِ. وفى الحديث : «نَهَى عن بيع الْوَلَاءِ وعن هِبَتِهِ». والْوَلَاءُ : الْمُوَالُونَ. يقال: هم وَلَاءُ فلان.

والْمُوَالاةُ : ضد المعاداة.

ويقال : وَالَى بينهما وِلَاءً ، أى تَابَعَ.

وافْعَلْ هذه الأشياء على الْوِلَاءِ ، أى متتابعةً.

وتَوَالَى عليه شهران ، أى تتابَع.

واسْتَوْلَى على الأمد ، أى بلغ الغاية.

والْوِلَايَةُ بالكسر : السلطانُ. والْوَلَايَةُ والْوِلَايَةُ : النُصْرَةُ. يقال : هم عَلَىَ وِلَايَةٌ ، أى مجتمعون فى النصرة.

وقال سيبويه : الْوَلَايَةُ بالفتح المصدر ، والْوِلَايَةُ بالكسر الاسمُ مثل الإمَارَةِ والنِقابِة ، لأنَّهُ اسمٌ لما تَوَلَّيْتَهُ وقمتَ به. فإذا أرادوا المصدر فَتَحُوا.

أبو عبيد : الْوَلِيَّةُ : البِرْذَعةُ ، ويقال : هى التى تكون تحت البِرذعة. والجمع الوَلَايَا.

وقولهم :

* كالبلايا رءوسها فى الْوَلَايَا (١) *

تُعنَى الناقةُ التى كانت تُعكَس على قبر صاحبها ثم تطرح الْوَلِيَّةُ على رأسها إلى أن تموت.

وقولهم : أَوْلَى لك! تَهَدُّدٌ ووَعِيدٌ. قال الشاعر :

فأَوْلَى ثم أَوْلَى ثم أَوْلَى

وهل للدَرِّ يُحْلَبُ من مَرَدِّ

قال الأصمعى : معناه قَارَبَهُ ما يُهْلِكُهُ ، أى نَزَلَ به. وأنشد :

فَعادَى بين هَادِيَتَيْنِ منها

وأَوْلَى أن يَزِيدَ على الثَلاثِ

__________________

(١) عجزه :

ما نحات السموم حر الخدود


أى قارب أن يزيد. قال ثعلب : ولم يقل أحدٌ فى أَوْلَى أحسنَ ممّا قال الأصمعى.

وفلان أَوْلَى بكذا ، أى أحرى به وأجدر.

يقال : هو الْأَوْلَى وهم الْأَوَالِى والْأَوْلَوْنَ ، مثال الأَعْلَى والأَعَالِى والأَعْلَوْنَ. وتقول فى المرأة :

هى الْوُلْيَا ، وهما الْوُلْيَيَانِ ، وهنّ الْوُلَى ، وإن شئت الْوُلْيَيَاتُ ، مثل الكُبْرَى والكُبْرَيَانِ والكُبَرِ والكُبْرَيات.

ونى

الْوَنَى : الضَعْفُ والفتورُ ، والكلالُ والإعياءُ.

قال امرؤ القيس :

مِسَحٍّ إذا ما السابِحاتُ على الْوَنَى

أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَدِيدِ المُركَّلِ

يقال : وَنَيْتُ فى الأمر أَنِى وَنْى ووَنْياً ، أى ضَعُفْتُ ، فأنا وَانٍ. قال جَحْدَرٌ اليمانىّ :

وظَهْر تَنُوفَةٍ للريح فيها

نَسِيمٌ لا يَرُوعُ التُرْبَ وَانِى

وناقةٌ وَانِيَةٌ. وأَوْنَيْتُهَا أنا : أتعبتها وأضعفتها.

وفلانٌ لا يَنِى يَفعل كذا ، أى لا يزال يفعل كذا. وافْعَلْ ذاك بلا وَنْيَةٍ ، أى بلا تَوَانٍ.

وامرأةٌ وَنَاةٌ : فيها فتور ، وقد تقلب الواو همزة فيقال : أَنَاةٌ. وقال (١) :

رَمَتْهُ أَنَاةٌ من رَبِيعَةِ عامِرٍ

نَئُومِ الضُحَى فى مَأْتَمٍ أَىِّ مأْتَمِ

وتَوَانَى فى حاجته : قصّر. وقول الأعشى :

ولا يَدَعُ الحَمْدَ بل يَشْتَرِى

بِوَشْكِ الظُنُونِ ولا بالتَوَنْ (٢)

أراد بالتَّوَانِى فحذف الألف لاجتماع الساكنين ، لأنَّ القافية موقوفةٌ.

والْمِينَاءُ : كَلَّاءُ السفن ومرفؤُها ، وهو مِفْعَالٌ من الْوَنَى.

وهى

وَهَى السِقَاءُ يَهِى وَهْياً ، إذا تَخَرَّقَ وانشقَّ.

وفى السِقَاءِ وَهْىٌ بالتسكين ، ووُهَيَّةٌ أيضا على التصغير ، وهو خرقٌ قليلٌ. وفى المثل :

خَلِّ سبيلَ مَنْ وَهَى سقاؤه

ومَنْ هُرِيقَ بالفلاة ماؤه

يُضْرَبُ لمن لا يستقيم أمره.

ووَهَى الحائطُ ، إذا ضعُف وهَمَّ بالسقوط.

ويقال : ضربَه فَأَوْهَى يدَه ، أى أصابها كسرٌ أو ما أشبه ذلك.

.__________________

(١) أبو حَيَّةَ النميرى.

(٢) فى اللسان : بل يشتريه يوشك الفتور.


ووَهَتْ عَزَالِى السماء بمائها ، وكذلك كلُّ شىء استرخى رِباطه.

وأَوْهَيْتُ السقاءَ فَوَهَى ، وهو أن يَتْهَيَّأ للتخرُّق. يقال : أَوْهَيْتَ وَهْياً فارْقَعْهُ.

وقولهم : «غَادَرَ وَهْيَةً لا تُرْقَعُ» ، أى فَتْقاً لا يُقْدَرُ على رتقه.

وى

وَى : كلمةُ تعجّبٍ. ويقال : وَيْكَ ، ووَىْ لعبد الله. وقد تدخل وَىْ على كَأَنْ المخففة والمشدّدة ، تقول : وَىْ كَأَنْ ، ووَىْ كَأَنَّ.

قال الخليل : هى مفصولةٌ ، تقول وَىْ ثم تبتدئ فتقول كَأَنْ. قال الشاعر (١) :

وَىْ كَأَنْ من يَكُنْ له نَشَبٌ يُحْ

بَبْ ومن يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ

فصل الهاء

هبا

الْهَبَاءُ : الشىء المُنْبَثُّ الذى تراه فى البيت من ضَوء الشمس. والْهَبَاءُ أيضاً : دُقَاقُ التراب.

ويقال له إذا ارتفع : هَبَا يَهْبُو هَبْوًا ، وأَهْبَيْتُهُ أنا.

والْهَبْوَةُ : الغَبَرَةُ. قال رؤبة :

تَبْدُو لنا أَعْلَامُهُ بعد الغَرَقْ

فى قِطَعِ الآلِ وهَبْوَاتِ الدُقَقْ

وموضعٌ هَابِى التراب ، أى كأنَّ ترابه مثل الْهَبَاءِ فى الرِقّة. قال هَوْبَرٌ الحارثىّ :

تَزَوَّدَ مِنَّا بين أُذْنَيْهِ ضَرْبَةً

دَعَتْهُ إلى هَابِى الترابِ عقِيمِ

والْهَابِى : تُرابُ القَبْرِ. وأنشد الأصمعىّ :

وهَابٍ كجثمانِ الحمامةِ أجْفَلَتْ

به ريحُ تَرْجٍ والصَبَا كُلَّ مُجْفَلِ

والْهَبَاءَةُ : أرضٌ ببلاد غطفان ، ومنه يوم الْهَبَاءَةِ لقيس بن زُهير العبسىّ على حُذيفة بن بدرٍ الفزارىّ ، قتله فى جَفْرِ الْهَبَاءَةِ ، وهو مُستنقَعٌ بها.

والهَبِىُ والهَبِيَّةُ : الجاريةُ الصغيرةُ.

وهَبِى : زجرٌ للفرس ، أى تَوَسَّعِى وتَبَاعَدِى.

وقال (٢) :

* نُعَلِّمُهَا هَبِى وهَلاً وأرْحِبْ (٣) *

هتا

هَاتِ يا رجل ، أى أَعْطِ. وللمرأة : هَاتِى.

__________________

(١) زيد بن عمرو بن نُفَيْل ، ويقال لنبيه ابن الحجاج.

(٢) الكميت.

(٣) عجزه :

وفي أبياتنا ولنا افتلينا


والْمُهَانَاةُ مُفَاعَلَةٌ منه. وما أُهَاتِيكَ ، أى ما أنا بمعطيك.

هجا

الْهِجَاءُ : خلاف المدح. وقد هَجَوْتُهُ هَجْواً وهِجَاءً وتَهْجَاءً. قال الجعدىّ :

* دَعِى عنكِ تَهْجَاءَ الرجالِ وأَقْبِلِى (١) *

فهو مَهْجُوٌّ. ولا تقل هَجَيْتُهُ.

وبينهم أُهْجُوَّةٌ وَأُهْجِيَّةٌ يَتَهَاجَونَ بها.

والمرأة تَهْجُو زوجَها ، أى تذمّ صحبتَه.

وهَجَوْتُ الحروف هَجْواً وهِجَاءً ، وهَجَّيْتُهَا تَهْجِيَةً ، وتَهَجَّيْتُ ، كلُّه بمعنًى. وأنشد ثعلب (٢) :

يَا دارَ أَسْماءَ قد أَقْوَتْ بأَنشاجِ

كالوَحْىِ أو كإِمامِ الكاتب الْهَاجِى

هدى

الْهُدَى : الرشادُ والدلالةُ ، يؤنَّث ويذكر.

يقال : هَدَاهُ الله للدين هُدًى. وقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) قال أبو عمرو بن العلاء : أولم يُبَيِّنْ لهم.

وهَدَيْتُهُ الطريقَ والبيتَ هِدَايَةً ، أى عرّفته هذه لغة أهل الحجاز ، وغيرهم يقول : هَدَيْتُهُ إلى الطريق وإلى الدار (٣) ، حكاها الأخفش.

وهَدَى واهْتَدَى بمعنًى. وقوله تعالى : (فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ) قال الفراء : يريد لا يَهْتَدِى.

والْهِدَاءُ : مصدرُ قولِك : هَدَيْتُ المرأةَ إلى زوجها هِدَاءً ، وقد هُدِيَتْ إليه. قال زهير :

فإنْ كان (٤) النسَاءُ مُخَبَّآتٍ

فَحَقّ لكلِّ مُحْصَنَةٍ هِدَاءُ

وهى مَهْدِيَّةٌ وهَدِىٌ أيضا على فَعِيلٍ.

والْهَدْىُ : ما يُهْدَى إلى الحرَم من النَعَم. يقال : ما لِى هَدْىٌ إنْ كان كذا وكذا! وهو يمينٌ.

والْهَدِىُ أيضاً على فَعِيلٍ مثله ، وقرىء : (حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) بالتخفيف والتشديد.

الواحدة هَدْيَةٌ وهَدِيَّةٌ.

وأمَّا قول زهير :

__________________

(١) عجزه :

على أذلغى يملأ استك فيشلا

(٢) لأبى وجزة السعدى.

(٣) قال فى المختار : ورد هَدَى فى الكتاب العزيز على ثلاثة أوجه : هَدَى بنفسه كقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) وقوله تعالى : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ). وهَدَى باللام كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) وقوله تعالى : (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ). وهَدَى بإلى كقوله تعالى : (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ).

(٤) ويروى : «وإن تكن».


فلم أرَ مَعْشَرًا أَسَرُوا هَدِيًّا

ولم أَرَ جارَ بيتٍ يُسْتَباءُ

قال الأصمعىّ : هو الرجل الذى له حُرْمَةٌ كحرمة هَدِىِ البيت. قال أبو عبيد : ويقال للأسير أيضاً هَدِىٌ. وأنشدَ للمتلمِّس يذكر طرفَةَ ومقتل عمرِو بن هندٍ إيّاه :

كطُريفةَ بنِ العبد كان هَدِيّهُمْ

ضربُوا صَمِيمَ قَذَالِهِ بِمُهَنَّدِ

أبو زيد : يقال خُذْ فى هِدْيَتِكَ بالكسر ، أى فيما كنت فيه من الحديث أو العمل ولا تعدلْ عنه.

ويقال أيضاً : نظر فلانٌ هِدْيَةَ أمره وما أحسن هِدْيَتَهُ وهَدْيَتَهُ أيضا بالفتح ، أى سيرتَه. والجمع هَدْىٌ مثل تَمْرَةٍ وتَمْرٍ.

ويقال أيضا : هَدَى هَدْىَ فلانٍ ، أى سار سيرتَه. وفى الحديث : «واهْدُوا هَدْىَ عَمَّارٍ».

وهَدَاهُ ، أى تَقَدَّمَه. قال طرَفة :

للفتى عقلٌ يَعيش به

حيث تَهْدِى ساقَهُ قَدَمُهْ

وهَادِى السهمِ : نَصْلُهُ.

والْهَادِى : الراكِسُ ، وهو الثور فى وسط البَيدر تدور عليه الثِيران فى الدِيَاسَةِ.

والْهَادِى : العنقُ. وأقبلتْ هَوَادِى الخيل ، إذا بدتْ أعناقُها ؛ ويقال أوّل رَعيلٍ منها. وقول امرئ القيس:

كأنَّ دماءَ الْهَادِيَاتِ بنَحْرِهِ

عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرجَّلِ

يعنى به أوائل الوحش.

والْهَدِيَّةُ : واحدة الْهَدَايَا. يقال : أَهْدَيْتُ له وإليه.

والْمِهْدَى بكسر الميم : ما يُهْدَى فيه ، مثل الطبَق ونحوه. قال ابن الأعرابىّ : ولا يُسَمَّى الطبقُ مِهْدًى إلّا وفيه ما يُهْدَى.

والْمِهْدَاءُ بالمد : الذى من عادته أن يُهْدِىَ.

والتَّهَادِى : أن يُهْدِىَ بعضُهم إلى بعض.

وفى الحديث : «تَهَادَوْا تَحَابُّوا».

وجاء فلانٌ يُهَادَى بين اثنين ، إذا كان يمشى بينهما معتمِداً عليهما من ضَعفه وتمايُله. قال ذو الرمّة :

يُهَادِينَ جَمَّاءَ المَرافِقِ وَعْثةً

كَلِيلَةَ حجمِ الكَعِب رَيَّا المُخلخَلِ

وكذلك المرأة ، إذا تمايلت فى مِشيتها من غير أن يماشيَها أحدٌ قيل : تَهَادَى. عن الأصمعى.

قال الأعشى :

إذا ما تَأَتى تريد القِيامَ

تَهَادَى كما قد رأيتَ البَهِيرا


أبو زيد : يقال لك عندى هُدَيَّاهَا ، أى مثلها. ويقال رميتُ بسهمٍ ثمّ رميتُ بآخر هُدَيَّاهُ ، أى قَصْدَهُ.

هذى

هَذَى فى منطقة يَهْذِى ويَهْذُو هَذْوًا وهَذَيَاناً.

وهَذَوْتُ بالسيف مثل هَذَذْتُ.

هرا

الْهِرَاوَةُ : العصا الضخمة ، والجمع الْهَرَاوَى بفتح الواو مثال المطايا ، كما قلناه فى الإداوة.

وهَرَوْتُهُ بِالْهِرَاوَةِ وتَهَرَّيْتُهُ ، إذا ضربتَه بها. وقال (١) :

يَكْسَى ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكها

إذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الْهَارِيهْ

وهَرَّيْتُ العمامة تَهْرِيَةً : صفَّرتها.

وهَرَاةُ : اسمُ بلدٍ. وقال (٢) :

* عَاوِدْ هَرَاةَ وإنْ مَعْمُورُها خَرِبا (٣) *

فإن وقفتَ عليها وقفتَ بالهاء.

وإنّما قيل مُعَاذٌ الْهَرَّاءُ ، لأنَّه كان يبيع الثياب الْهَرَوِيَّةَ.

هفا

الْهَفْوَةُ : الزلّةُ. وقد هَفَا يَهْفُو هَفْوَةً.

وهَفَا الطائرُ بجناحيه ، أى خفَق وطار.

وقال :

وَهْوَ إذا الحربُ هَفَا عُقَابُهْ

مِرْجَمُ حربٍ تَلْتَظِى حِرَابُهْ

وهَفَا الشىء فى الهواء ، إذا ذهَب ، كالصُوفة ونحوها.

ومرّ الظبى يَهْفُو ، مثل قولك : يطفو. قال بشرٌ يصف فرساً :

__________________

(١) عمرو بن مِلْقَط الطائى.

(٢) شاعر من أهل هراة لما افتتحها عبد الله بن خازم سنة ٦٦.

(٣) عاود هراة وإن معمورها خربا

وأسعد اليوم مشغوفا إذا طربا ـ


يُشَبَّهُ شَخْصُهَا والخَيْلُ تَهْفُو

هُفُوًّا ظِلَّ فَتْخَاءِ الجَنَاحِ

وهَوَافِى النَعَمِ ، مثل الهَوَامِى.

والْهَفْوُ : الجوعُ. ورجلٌ هَافٍ ، أى جائعٌ.

والْهَفَاةُ : النَظْرَةُ (١).

هقى

هَقَاهُ هَقْياً : تناوله بما يكره. وأَهْقَى (٢) : أفند.

همى

هَمَى الماءُ والدمعُ يَهْمِى هَمْياً (٣) وهَمَيَاناً ، إذا سال.

وهَمَتِ الماشية ، إذا نَدَّتْ للرعى.

وهَوَامِى الإبل : ضَوَالُّهَا.

وهِمْيَانُ الدراهم ، بكسر الهاء ، وهو معرّب.

وهِمْيَانُ بن قحافة السعدىّ بكسر ويضم (٤).

هنو

هَنٌ على وزن أَخٍ : كلمةُ كناية ، ومعناه شىءٌ وأصله هَنَوٌ. تقول : هذا هَنُكَ ، أَى شَيْئُكَ. قال الشاعر:

رُحْتِ وفى رجليكِ ما فيهما

وقد بَدَا هَنْكِ من المِئْزَرِ

قال سيبويه : إنما سكَّنه للضرورة. وهما هَنَوَانِ والجمع هَنُونَ ، وربَّما جاء مُشدّداً فى الشِعر كما شدَّدُوا لَوًّا. قال الشاعر :

ألا ليتَ شِعرى هل أَبِيتَنَّ ليلةً

وهَنِّىَ جاذٍ بَيْنَ لِهْزِمَتَىْ هَنِ

وفى الحديث : «مَن تعزّى بعزاء الجاهلية فأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ ولا تكنوا».

وقولهم : «من يَطُلْ هَنُ أَبِيهِ يَنْتَطِقْ به» ، أى يتقوّى بإخوته. وهو كما قال :

ولو شَاءَ رَبِّى كَانَ أَيْرُ أبيكم

طويلاً كأيْرِ الحارث بن سَدُوسِ

وهو الحارث بن سَدُوسِ بن ذُهْلِ بن شَيبان ، وكان له أحدٌ وعشرون ولداً ذكراً.

وتقول للمرأة : هَنَةٌ وهَنْتٌ أيضاً بالتاء ساكنة النون ، كما قالوا بنتٌ وأختٌ. وتصغيرها هُنَيَّةٌ تردُّها إلى الأصل وتأتى بالهاء ، كما تقول أَخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ. وقد تُبْدَلُ من الياء الثانية هاءٌ فيقال هُنَيْهَةٌ. ومنهم من يجعلها بدلاً من التاء

__________________

(١) وتبعه فى اللسان ، وغلطه الصاغانى وقال : «الصواب المطرة بالميم والطاء».

(٢) فى القاموس واللسان : وأهقى : أفسد.

(٣) وهُمِيًّا. قاموس.

(٤) بل يثلَّث.


التى فى هَنْتٍ. والجمع هَنَاتٌ ، ومن ردّ قال : هَنَوَاتٌ. وقال :

أرى ابن نِزَارٍ قد جَفَانَى ومَلَّنِى

على هَنَوَاتٍ شَأْنُهَا متتابعُ

وفى فلانٍ هَنَاتٌ ، أى خَصَلَاتُ شَرٍّ ، ولا يقال ذلك فى الخير.

وتقول : جاءنى هَنُوكَ ، ورأيت هَنَاكَ ، ومررت بِهَنِيكَ. وقد ذكرناه فى أَخٍ.

وتقول فى النداء : يَا هَنُ أَقْبِلْ ، ويا هَنَانِ أَقْبِلَا ، ويا هَنُونُ أقْبِلُوا. ولك أن تدخل فيه الهاء لبيان الحركة فتقول : يا هَنَهْ ، كما تقول : لِمَهْ ، و (مالِيَهْ) ، و (سُلْطانِيَهْ). ولك أن تُشْبِعَ الحركة فتُوَلِّدَ الألف فتقول : يا هَنَاهُ أَقْبِلْ.

وهذه اللفظة تختصُّ بالنداء كما يختصّ به قولهم : يا فُلُ ويا نَوْمَانُ.

ولك أن تقول يا هَنَاهُ أَقْبِلْ بهاءٍ مضمومة ، ويَا هَنَانِيهِ أَقْبِلَا ، ويَا هَنُونَاهُ أَقْبِلُوا ، وحركة الهاء فيهن مُنْكَرَةٌ ، ولكن هكذا رواه الأخفش. وأنشد أبو زيد فى نوادره (١) :

وقد رَابَنِى قَوْلُهَا يا هَنَا

هُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّ

تعنى كنا مُتَّهَمِينَ فحققتِ الأمر.

وهذه الهاء عند أهل الكوفة للوقف.

ألَا ترى أنَّه شبهها بحرف الإعراب فضمّها. وقال أهل البصرة : هى بدلٌ من الواو فى هَنُوكَ وهَنَواتٍ ، فلذلك جاز أن تضمَّها وتقول فى الإضافة : يا هَنِى أَقْبِلْ ويَا هَنَىَ أَقْبِلَا ، ويَا هَنِىَ أَقْبِلُوا ، وللمرأة : يَا هَنْتُ أقبِلِى بتسكين النون ، كما تقول أُخْتُ وبِنْتُ ، ويَا هَنْتَانِ أَقْبِلَا ، ويَا هَنَاتُ أَقْبِلْنَ ، ويا هَنَتَاهُ أَقْبِلِى ، ويا هَنْتَانِيهِ أَقْبِلَا ، ويَا هَنَاتُوهُ أَقْبِلْنَ.

الفراء : يقال ذهبتُ وهَنَيْتُ ، كنايةٌ عن فَعَلْتُ من قولك : هَنٌ.

هوى

الْهَوَاءُ ممدودٌ : ما بين السماء والأرض ؛ والجمع الْأَهْوِيَةُ. وكل خالٍ هَوَاءٌ. قال زهير :

كأنَّ الرَحْلَ منها فوق صَعْلٍ

من الظِلْمَانِ جُؤْجُؤُهُ هَوَاءُ

وقوله تعالى : (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ)يقال : إنَّه لا عقول لهم.

والهَوَى مقصورٌ : هَوَى النفس ؛ والجمع الْأَهْوَاءُ. وإذا أضفته إليك قلت هَوَاىَ. وهُذَيْلٌ تقول. هَوَىَ وقَفَىَّ وعَصَىَّ. وقال أبو ذؤيب :

سَبَقُوا هَوَىَ وأَعْنَقُوا لِهَواهُمُ

فَتُخُرِّموا ولكلِّ جَنْب مَصْرَعُ

__________________

(١) لامرئ القيس.


وهذا الشىء أَهْوَى إلىّ من كذا ، أى أحبُّ إلىّ. قال الشاعر (١) :

ولَلَيْلَةٌ منها تَعُودُ لنا

فى غير ما رَفَثٍ ولا إثْمِ

أَهْوَى إلى نفسى ولو نَزَحَتْ

مما مَلَكْتُ ومن بنى سَهْمِ

وهَوِىَ بالكسر يَهْوَى هَوًى ، أى أَحَبَّ.

الأصمعى : هَوَى بالفتح يَهْوِى هُوِيًّا ، أى سقطَ إلى أسفل. قال : وكذلك الهُوِىُ فى السير إذا مَضَى.

وهَوَى وانْهَوَى بمعنى. وقد جمعهما الشاعر (٢) فى قوله :

ومَنْزِلَةٍ (٣) لَوْلَاىَ طِحْتَ كما هَوَى

بِأَجرامِهِ من قُلَّة النِيقِ مُنْهَوِى

وهَوَتِ الطعنةُ تَهْوِى : فتحَتْ فَاها ، ومنه قول ذى الرمة :

* هَوَى بين الكُلَى والكَرَاكِرِ (٤) *

وأَهْوَى إليه بيده ليأخَذه. قال الأصمعى : أَهْوَيْتُ بالشىء ، إذا أَوْمَأْتَ به. ويقال : أَهْوَيْتُ له بالسيف.

والْهُوَّةُ : الوَهْدَةُ العميقةُ.

والْأُهْوِيَّةُ على أفعولةٍ مثلها.

والْمَهْوَى والمَهْوَاةُ : ما بين الجبلين ونحو ذلك.

وتَهَاوَى القومُ فى المَهْوَاةِ ، إذا سقط بعضُهم فى إثر بعض.

قال الشيبانى : الْمُهَاوَاةُ : المُلَاجَّة. والْمُهَاوَاةُ : شدَّةُ السير. وأنشد (٥) :

فلم تستطع مَىٌّ مُهَاوَاتَنا السُرَى

ولا لَيْلَ عِيسٍ فى البُرِينَ خواضِعِ

ومَضَى هَوِىٌ من الليل ، على فَعِيلٍ ، أى هزيعٌ منه.

واسْتَهْوَاهُ الشيطان ، أى اسْتَهَامَهُ.

أبو عبيد : الْهَوْهَاءَةُ بالمدّ : الأحمقُ.

ويقال : ما أدرى أىُّ هَىِّ بن بَىٍّ هو ، معناه أىُّ الخلق هو.

وهَيَّانُ بن بَيَّانَ ، كما يقال طامِرُ بن طامِرٍ ، لمن لا يُعْرَفُ أبوه.

__________________

(١) أبو صخر الهذلى.

(٢) هو يزيد بن الحكم الثقفىّ.

(٣) ويروى : «وكم منزل».

(٤) قبله :

طويناهما حتى إذا ما أنيختا

مغاخاهوى بين الكلى والكراكر

 (٥) لذى الرمة.


وهَاوِيةٌ : اسمٌ من أسماء النار ، وهى معرفة بغير ألفٍ ولامٍ. قال تعالى : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) يقول : مُسْتَقَرُّهُ النار.

والْهَاوِيَةُ : الْمَهْوَاةُ. وقال (١) :

يا عَمْرُو لو نَالَتْكَ أَرْمَاحُنا

كنتَ كمن تَهْوِى به الْهَاوِيهْ

وتقول : هَوَتْ أمُّه فهى هاويَةٌ ، أى ثاكلةٌ.

قال كعب بن سعدٍ الغَنَوىّ أخاه :

هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعثُ الصبحُ غَادِياً

وماذا يُؤَدِّى الليلُ حين يَئُوبُ

والْهَوَاهِى : الباطلُ واللغوُ من القول.

قال ابن أحمر :

أَفِى كل يومٍ تَدْعُوَانِ (٢) أَطِبَّةً

إلَىَّ وما يُجْدُون إلَّا الْهَوَاهِيَا

الكسائى : يقال يا هَىَّ مَا لِى ، لا يهمز ، معناه : يا عجباً. وما فى موضع رفعٍ.

فصل الياء

يدى

اليَدُ أصلها يَدْىٌ على فَعْلٍ ساكنة العين ، لأنَّ جمعها أَيْدٍ ويُدِىٌ. وهذا جمع فَعْلٍ مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ ، ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُلٍ إلّا فى حروفٍ يسيرةٍ معدودةٍ مثل زمنٍ وأَزْمُنٍ ، وجبلٍ وأَجْبُلٍ ، وعَصاً وأَعْصٍ.

وقد جمعت الْأَيْدِى فى الشعر على أَيَادٍ ، قال الشاعر (٣) :

* قُطْنٌ سُخَامٌ بِأَيَادِى غُزَّلِ (٤) *

وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكَارِعَ.

وأما قول الشاعر (٥) :

فَطِرْتُ بِمُنْصِلٍ فى يَعْمَلَاتٍ

دَوَامِى الْأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَرِيحا

فهو لغة لبعض العرب ، يحذفون الياء من الأصل مع الألف واللام ، فيقولون فى المُهْتَدِى : المُهْتَدِ ، كما يحذفونها مع الإضافة فى مثل قول الشاعر (٦) :

كَنَوَاحِ رِيشِ حمامةٍ نَجْدِيَّةٍ

ومَسَحْتُ بالِلثَتَيْنِ عَصْفَ الإثمِدِ

أراد كَنَوَاحِى فحذف الياء لمّا أضاف ،

__________________

(١) عمرو بن مِلْقط الطائى.

(٢) فى اللسان : «يَدْعُوَانِ».

(٣) هو جندل بن المثنى الطهوىّ.

(٤) قبله :

كأنه بالصحصحان الأنجل

(٥) مضرِّس بن رِبعىّ الأسدىّ.

(٦) خفاف بن ندبة.


كما كان يحذفها مع التنوين. والذاهبُ منها الياء ، لأنَّ تصغيرها يُدَيَّةٌ بالتشديد لاجتماع الياءين.

وبعض العرب يقولون لِلْيَدِ يَدًى ، مثل رَحًى. قال الراجز :

يَا رُبَّ سَارٍ بَاتَ ما تَوَسَّدَا (١)

إلّا ذِرَاعَ العَنْسِ أو كَفَ الْيَدَى

وتثنيتها على هذه اللغة يَدَيَانِ ، مثل رَحَيَانِ.

قال الشاعر :

يَدَيَانِ بيضاوان عند مُحَرِّقٍ (٢)

قد ينفعانك منهما (٣) أن تُهْضَما

والْيَدُ : القوةُ. وأَيَّدَهُ ، أى قوّاه.

وما لى بفلان يَدَانِ ، أى طاقةٌ. قال تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ).

وقوله تعالى : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ)أى عن ذِلّةٍ واستسلام ، ويقال : نقداً لا نسيئةً.

والْيَدُ : النعمةُ والإحسانُ تصطنعه ، وتجمع على يُدِىٍ ويِدِىٍ ، مثل عُصِىٍّ وعِصِىٍّ. قال الشاعر (٤) :

* فإنَّ له عندى يَدِيًّا وأَنْعُمَا (٥) *

وإنَّما فتح الياء كراهةً لتوالى الكسَرات ، ولك أن تضمها. وتجمع أيضا على أَيْدٍ ، قال الشاعر (٦) :

تَكُنْ لَكَ فى قومى يَدٌ يشكرونها

وأَيْدِى النَدَى فى الصالحين قُرُوضُ

اليزيدى : يَدِىَ فلانٌ من يَدِهِ ، أى ذهبتْ يَدُهُ ويَبِسَتْ. يقال : ما لَه يَدِىَ من يَدِهِ! وهو دعاءٌ عليه ، كما يقال : ما له تَرِبَتْ يَدَاهُ.

ويَدَيْتُ الرجلَ : أصبتُ يَدَهُ ، فهو مَيْدِىٌ.

فإن أردت أنَّك اتخذت عنده يَدًا قلت : أَيْدَيْتُ عنده يَدًا فأنا مُودٍ ، وهو مُودًى إليه. ويَدَيْتُ لغةٌ. قال الشاعر (٧) :

يَدَيْتُ على ابن حَسْحَاسِ بن وَهْبٍ

بأسفلِ ذى الجِذَاةِ يَدَ الكريمِ

وتقول إذا وقع الظبى فى الحِبالة : أَمْيَدِىٌ أم مرجولٌ؟ أى أَوَقَعَتْ يَدَهُ فى الحِبالة أم رِجلْه.

ويَادَيْتُ فلاناً : جازيتُهُ يَدًا بيَدٍ.

وأعطيته مُيَادَاةً ، أى من يَدِى إلى يَدِهِ.

__________________

(١) فى اللسان : «سَارَ ما توسدا».

(٢) يروى : «عند مُحَلِّمٍ».

(٣) فى اللسان :

قد يمنعانك بينهم أن تهضما

(٤) الأعشى.

(٥) صدره :

فلن أذكر النعمان إلا بصالح

(٦) بشر بن أبى خازم.

(٧) بعض بنى أسد.


الأصمعى : أعطيته مالاً عن ظهرِ يَدٍ ، يعنى تَفَضُّلاً ليس من بيعٍ ولا قَرضٍ ولا مكافأةٍ.

وابتعتُ الغنم بِالْيَدَيْنِ ، أى بثمنين مختلفين ، بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر.

ويقال : إنَّ بين يَدَىِ الساعةِ أهوالاً ، أى قُدَّامَهَا.

وهذا ما قَدَّمَتْ يَدَاكَ ، وهو تأكيدٌ كما يقال : هذا ما جنتْ يَدَاكَ ، أى جنيته أنت ، إلّا أنّك تؤكد بها.

أبو زيد : يقال لقيته أولَ ذاتِ يَدَيْنِ ، ومعناه أوّل شىء.

قال الأخفش : ويقال سُقِطَ فى يَدَيْهِ وأُسْقِطَ ، أى ندِم ، ومنه قوله تعالى : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِم)، أى ندموا.

وقولهم : ذهَبوا أَيْدِى سبا وأَيَادِى سبا ، أى متفرِّقين ، وهما اسمان جُعِلَا واحداً.

وتقول : لا أفعله يَدَ الدهر ، أى أبداً.

قال الأعشى :

* يَدَ الدهرِ حتّى تُلَاقِى الخِيَارا (١) *

وقول لبيد :

* حتَّى إذا أَلْقَتْ يَدًا فى كَافِرٍ (٢) *

يعنى بدأت الشمس فى المغيب.

وهذا الشىء فى يدى ، أى فى مِلْكِى.

والنسبة إليها يَدِىٌ ، وإن شئت يَدَوِىٌ.

وامرأةٌ يَدِيَّةٌ ، أى صَنَاعٌ. وما أَيْدَى فلانة.

ورجلٌ يَدِىٌ.

وهذا ثوبٌ يَدِىٌ وأَدِىٌ ، أى واسعٌ.

قال العجاج :

فى الدار إذْ ثَوْبُ الصِبَا يَدِىُ

وإذْ زمانُ الناسِ دَغْفَلِىُ

الأصمعى : يَدُ الثوبِ : ما فَضَل منه إذا تعطَّفتَ به والتحفْتَ. يقال : ثوبٌ قصير اليَدِ.

قال الفراء : وبعضهم يقول لذى الثُدَيَّةِ : ذو اليُدَيَّةِ ، وهو المقتول بنهروان.

وذو الْيَدَيْنِ : رجلٌ من الصحابة ؛ يقال سُمِّىَ بذلك لأنه كان يعمل بِيَدَيْهِ جميعاً ، وهو الذى قال للنبى عليه الصلاة والسلام : «أَقُصرت الصلاةُ أم نَسِيتَ».

__________________

(١) صدره :

رواح العشى وسير الغدو.

(٢) عجزه :

وأجن عورات الثغور ظلامها

وكذلك أراد لبيد أن يصرح بذكر اليمين فلم يمكنه. ومثله قول ثعلبة بن صعير المازنى :

فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما

ألقت ذكاء يمينها في كافر


بابُ الألف اللّيّنة

لأنّ الْأَلِفُ على ضربين : ليّنة ومتحركة.

فالليّنة تسمّى ألفاً ، والمتحرّكة تسمّى هَمْزَة. وقد ذكرنا الهمزة ، وذكرنا أيضا ما كانت الألف فيه منقلبة من الواو والياء ، وهذا الباب مبنىٌّ على ألفاتٍ غير منقلبات من شىء ، فلهذا أفردناه.

آ

آ : حرف هجاء مقصورة موقوفة ، فإنْ جعلتها اسماً مددتها. وهى تؤنّث ما لم تُسَمَّ حرفاً.

وإذا صغّرتَ آيَةً قلتَ أُيَيَّةٌ ، وذلك إذا كانت صغيرة فى الخطّ ، وكذلك القول فيما أشبهها من الحروف.

والألف من حروف المدّ واللين والزيادات.

وحروف الزيادات (١) عشرةٌ ، يجمعها قولك : «اليوم تنساه».

وقد تكون الْأَلِف فى الأفعال ضمير الاثنين نحو فَعَلَا ويفعلان ، وتكون فى الأسماء علامةً للاثنين ودليلاً على الرفع نحو رجلان.

فإذا تحركتْ فهى هَمْزَةٌ. وقد تزاد فى الكلام للاستفهام ، تقول : أزيدٌ عندك أم عمروٌ؟ فإن اجتمعت همزتان فصلْتَ بينهما بألفٍ ، قال ذو الرمة :

أيا ظَبيةَ الوَعْساءِ بين جُلاجِلٍ

وبين النَقَا آ أَنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ

وقد ينادَى بها ، تقول : أَزَيْدُ أَقْبِلْ ، إلّا أنّها للقريب دون البعيد ؛ لأنّها مقصورة (٢).

وهى على ضربين : أَلِفُ وصلٍ ، وأَلِفُ قطعٍ.

وكلُّ ما ثبت فى الوصل فهو أَلِفُ القطع ، وما لم يثبت فهو أَلِفُ الوصل ، ولا تكون إلَّا زائدة.

وأَلِفُ القطع قد تكون زائدة مثل أَلِفِ الاستفهام ، وقد تكون أصليّة مثل أَلِف أَخَذ وأمر.

إذا

إِذَا : اسمٌ يدلُّ على زمان مستقبَل ، ولم

__________________

(١) وقد قلت فى حروف الزيادة ، وأنا أستغفر الله :

سألت حبيبي الوصل منه دعابة

وأعلم أن الوصل ليس يكون

فماس دلالا وابتهاجا وقال لي

برفق محيبا ماحالت يهون

(٢) قال فى المختار : يريد أنها مقصورة من يا ، أو من أيا ، أو من هَيَا ، اللاتى ثلاثتها لنداء البعيد.


تستعمَل إلّا مضافةً إلى جملة ، تقول : أجيئك إذا احمرّ البُسْرُ ، وإذا قِدم فلان.

والذى يدل على أنّها اسمٌ وقوعُها موقَع قولك : آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فلان.

وهى ظرف ، وفيها مجازاة ؛ لأنَّ جزاء الشرط ثلاثة أشياء : أحدها الفعل كقولك إنْ تأتنى آتِكَ ، والثانى الفاء كقولك : إنْ تأتنى فإنا محسنٌ إليك ، والثالث إذَا كقوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ).

وتكون للشىء توافقه فى حالٍ أنت فيها ، وذلك نحو قولك : خرجتُ فَإِذَا زيدٌ قائمٌ ، المعنى خرجتُ ففاجأنى زيدٌ فى الوقت بقيامٍ.

وأمّا إِذْ فهى لما مضَى من الزمان ، وقد تكون للمفاجأة مثل إِذَا ، ولا يليها إلَّا الفعل الواجب ، وذلك نحو قولك : بينما أنا كذا إذْ جاء زيدٌ.

وقد تُزَادَانِ جميعاً فى الكلام ، كقوله تعالى : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى) أى وَعَدْنَا (١).

وقول الشاعر (٢) :

حتَّى إِذَا أَسْلكوهُمْ فى قُتائِدَةٍ

شَلًّا كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُرُدَا

أى حتّى أسلكوهم فى قُتَائِدَةٍ ، لأنّه آخر القصيدة. أو يكون قد كَفَّ عن خبره لعلم السامع.

ألا

(إلَى) : حرفٌ خافضٌ ، وهو مُنْتَهًى لابتداءِ الغاية ، تقول : خرجتُ من الكوفة إلى مكّة ، وجائزٌ أن تكون دخلْتَها وجائزٌ أن تكون بَلغْتَها ولم تدخلْها ؛ لأنَّ النهاية تشتمل أوّلَ الحدّ وآخره ، وإنما تمتنع مجاوزته.

وربَّما استعمل بمعنى عِنْدَ ؛ قال الراعى :

* فقد سادَتْ إِلَىَ الغَوَانِيَا (٣) *

وقد تجىء بمعنى مَعَ ، كقولهم : الذَّوْدُ إلى الذَوْدِ إبِلٌ. قال الله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) ، وقال : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) أى مع الله ، وقال : (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ).

قال سيبويه : ألفُ إلَى وعَلَى منقلبتان من واوين ، لأنَّ الألفات لا تكون فيها الإمالةُ ، ولو سُمِّىَ به رجلٌ قيل فى تثنيته إلوَانِ وعَلَوان.

__________________

(١) فى اللسان : «أى وَوَاعَدْنَا».

(٢) عبد مناف بن رِبْع الهُذَلىّ.

(٣) البيت بأكمله :

ثقال غذا راد النساء خريدة

صناع فقد سادت إلى الغوانيا

أى عندى. وراد النساءُ : ذهبن وجئن. امرأةٌ رَوَادٌ ، أى تدخل وتخرج.


فإذا اتَّصل به المضمر قلبته ياءً فقلت : إلَيْكَ وعَلَيْكَ. وبعض العرب يتركُه على حاله فيقول : إلاك وعلاك.

وأمّا (أَلَا) فحرفٌ يفتَتح به الكلام للتنبيه ، تقول : أَلَا إنّ زيداً خارجٌ ، كما تقول : اعلمْ أنَّ زيداً خارجٌ.

وأمّا (أُولُو) فجمعٌ لا واحدَ له من لفظه ، واحده ذُو. وأُولَاتُ للإناث واحدتها ذَات ، تقول : جاءنى أُولُو الألباب ، وأُولات الأحمال.

وأمَّا (أُولَى) فهو أيضا جمعٌ لا واحدَ له من لفظه ، واحدُه ذَا للمذكر ، وذِهِ للمؤنث ، يمدّ ويقصر ، فإنْ قصرته كتبته بالياء ، وإن مددتَه بنيته على الكسر. ويستوى فيه المذكَّر والمؤنث.

وتصغيره أُلَيَّا بضم الهمزة وتشديد الياء ، يمدّ ويقصر ؛ لأنَّ تصغير المبهم لا يغيِّر أوُله بل يترك على ما هو عليه من فتحٍ أو ضمٍّ. وتدخل ياء التصغير ثانيةً إذا كان على حرفين ، وثالثةً إذا كان على ثلاثة أحرف. وتدخل عليه ها لِلتنبيه ، تقول : هؤلاء. قال أبو زيد : ومن العرب من يقول هَؤُلَاءِ قومُك ، فينوِّن ويكسر الهمزة.

وتدخل عليه الكاف للخطاب ، تقول : أُولَئِكَ وأُولَاكَ. قال الكسائى : مَن قال أُولَئِكَ فواحده ذَلِكَ ، ومن قال أُولَاكَ فواحده ذَاكَ. وأُولَالِكَ مثل أُولَئِكَ. وأنشد ابن السكِّيت :

أُولَالِكَ قَوْمِى لم يكونوا أُشَابَةً

وهل يَعِظُ الضِلِّيَل إلَّا أُولالِكا

وإنّما قالوا : أُولَئِكَ فى غير العقلاء.

قال الشاعر :

ذُمّ المَنازِلُ بعد مَنْزِلةِ الِلوَى

والعَيْشُ بعد أُولَئِكَ الأَيَّامِ

وقال تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً).

وأما (الأولَى) بوزن العُلَى ، فهو أيضا جمعٌ لا واحدَ له من لفظه ، واحده الَّذِى. وأمّا قولهم : ذهبت العرب الأُلَى ، فهو مقلوب من الأوَلِ ، لأنّه جمع أُولى ، مثل أُخْرَى وأَخَر.

وأمَّا (إلَّا) فهو حرف استثناء يستثنى به على خمسة أوجهٍ : بعد الأيجابِ ، وبعد النفىِ ، والمُفَرَّغِ ، والمُقَدَّم ، والمُنْقَطِعِ فيكون فى الاستثناء المنقطع بمعنى لكنْ لأنّ المستثنىَ من غير جنس المستثنىَ منه.

وقد يوصف بإلَّا ، فإن وصفْتَ بها جعلتها وما بعدها فى موضِع غَير وأَتْبَعْتَ الاسم بعدَها ما قبله فى الإعراب فقلت : جاءنى القومُ إلَّا زيد ، كقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا). وقال عمرو بن معديكرب (١) :

__________________

(١) قال ابن برى : ذكر الآمدى فى المؤتلف والمختلف أن هذا البيت لحضرمى بن عامر.


وكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أخوه

لَعَمْرُ أَبِيكَ إلَّا الفَرقدانِ (١)

كأنّه قال غير الفرقدين. وأصل إلَّا الاستثناء والصفةُ عارضةٌ. وأصل غير صفةٌ والاستثناء عارضٌ.

وقد يكون إلَّا بمنزلة الواو فى العطف ، كقول الشاعر (٢) :

وأَرَى لها دَاراً بِأَغْدِرَةِ ال

سِيدانِ لم يَدْرُسْ لها رَسْمُ

إلَّا رَمَاداً هَامِداً دَفَعَتْ

عنه الرياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ (٣)

أنا

أَنَّى معناه أين ، تقول : أَنَّى لك هذا ، أى من أين لك هذا؟ وهى من الظروف التى يُجازَى بها ، تقول : أَنَّى تَأَتِنِى آتِكَ معناه : من أىّ جهة تَأْتِنِى آتِكَ.

وقد تكون بمعنى كيفَ ، تقول : أَنَّى لك أن تفتح الحصنَ؟ أى كيفَ لك ذلك.

وأمَّا قولك أَنَا فقد ذكرناه فى باب النون.

إيا

إيَّا : اسمٌ مبهم ، وتتَّصل به جميع المضمرات المتّصلة التى للنصب ، تقول : إِيَّاكَ وإِيَّاىَ وإِيَّاهُ وإِيَّانَا. وجعلت الكاف والهاء والياء والنون بياناً عن المقصود ، ليُعلم المخاطَبُ من الغائب ؛ ولا موضع لها من الإعراب ، فهى كالكاف فى ذَلِكَ وأرْأَيْتَكَ ، وكالألف والنون التى فى أَنْتَ ، فيكون إِيَّا الاسمَ وما بعدها للخطاب وقد صارا كالشىء الواحد ؛ لأنَّ الأسماء المبهمة وسائر المَكْنِيَّاتِ لا تضاف ، لأنّها معارف.

وقال بعض النحويين : إنَ إيَّا مضافٌ إلى ما بعده ، واستدلَّ على ذلك بقولهم : «إذا بَلَغَ الرجلُ الستِّين فَإِيَّاهُ وإيَّا الشَوَابِّ» ، فأضافوها إلى الشَوَابِّ وخفضوها.

وقال ابن كيسان : الكاف والهاء والياء والنون هى الأسماء ، وإيَّا عمادٌ لها ، لأنها لا تقوم

__________________

(١) قبله :

وكل قرينة قرنت بأخرى

وإن صلت بها سيفرقان

وكذلك ذكر الصغانى بصفحة ١٢٣٧ من التكملة.

(٢) المخبّل.

(٣) وآخر بيت من هذه القصيدة :

إني وجدت الأمر أرشدة

تقوى الإله وشره الإثم


بأنفسها ، كالكاف والهاء والياء فى التأخير فى يضربك ويضربه ويضربنى ، فلما قدّمت الكاف والهاء والياء عُمِدَتْ بِإِيَّا فصار كلُّه كالشىء الواحد.

ولك أن تقول ضَرَبْتُ إيَّاىَ ، لأنَّه يصح أن تقول ضَرَبْتُنِى ، ولا يجوز أن تقول ضَرَبْتُ إيَّاكَ ، لأنّكَ إنما تحتاج إلى إِيَّاكَ إذا لم يمكنك اللفظ بالكاف ، فإذا وصلت إلى الكاف تركتها.

ويجوز أن تقول : ضَرَبْتُكَ إِيَّاكَ ، لأن الكاف اعْتُمِدَ بها على الفعل ، فإذا أَعَدْتَهَا احتجْتَ إلى إيَّا.

وأمّا قول الشاعر (١) :

كأنّا يومَ قُرَّى إ

نَّما نقتُل إيَّانا (٢)

فإنَّه إنَّما فصَلها من الفعل لأنَّ العرب لا توقع فعل الفاعل على نفسه باتصال الكناية ، لا تقول : قَتَلْتُنِى ، إنَّما تقول قتلتُ نفسى ، كما تقول : (ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) ، ولم تقل ظَلَمْتُنِى ، فأُجْرِىَ إيَّانَا مُجْرَى أنفسنا.

وقد تكون للتحذير ، تقول : إيَّاكَ والأسد ، وهى بدلٌ من فعلٍ ، كأنّك قلت بَاعِدْ.

ويقال هِيَّاكَ ، مثل أَراقَ وهَرَاقَ. وأنشد الأخفش :

فَهِيَّاكَ والأمرَ الذى إنْ تَوَسَّعَتْ

مَوَارِدُهُ ضاقتْ عليك مَصَادِرُهُ (٣)

وتقول : إِيَّاكَ وأنْ تفعل كذا. ولا تقل : إِيَّاكَ أن تفعل ، بلا واوٍ.

وأَيَايَا : زجرٌ. وقال (٤) :

إذا قال حَادِيهِمْ أَيَايَا اتَّقَيْنَهُ

بمثل الذُرَى مُطْلَنْفِئَاتِ العَرائِكِ (٥)

وإِيَاةُ الشمسِ بكسر الهمزة : ضوؤها ، وقد تفتح. وقال (٦) :

سَقته إِيَاةُ الشمسِ إلَّا لِثَاتِهِ

أُسِفَّ فلم تَكْدِمْ عليه بإثْمِدِ

فإن أسقطْتَ الهاء مددْتَ وفتحْتَ. ويقال الْأَيَاةُ للشمسُ كالهالة للقمر ، وهى الدَارَةُ حولها.

__________________

(١) ذو الإصبع العدوانى.

(٢) بعده :

قتلنا منهم كل فتى أبيض حسانا

(٣) فى المحكم : «ضاقت عليك المصادِرُ».

(٤) ذو الرمة.

(٥) قال ابن برى : والمشهور فى البيت :

إذا قال حادينا أيا عجست بنا

خفاف الخطا مطلنفئات العرائك

(٦) طرفة بن العبد ، من معلقته.


با

الْبَاءُ : حرفٌ من حروف الشَفة ، بنيت على الكسر لاستحالة الابتداء بالموقوف. وهى من عوامل الجرّ ، وتختص بالدخول على الأسماء ، وهى لإلصاق الفعل بالمفعول به. تقول : مررتُ بزيد ، كأنَّك ألصقت المرور به.

وكلُّ فعلٍ لا يتعدّى فلك أن تعدِّيه بِالْبَاءِ ، والألف ، والتشديد ، تقول : طار به ، وأطاره ، وطيّره.

وقد تزاد الباء فى الكلام ، كقولهم : بِحَسْبِكَ قولُ السَوء. قال الشاعر (١) :

بِحَسْبِكَ فى القوم أَنْ يَعْلَمُوا

بأنّك فيهم غَنِىٌّ مُضِرّ

وقوله تعالى : (وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً) وقال الراجز :

نحن بنو جَعْدَةَ أصحابُ الفَلَجْ

نضرب بالسيف ونرجو بالفَرَجْ (٢)

أى الفَرَجَ. وربَّما وُضِعَ موضع قولك مِنْ أَجْلِ ، كقول لبيد :

غُلْبٍ تَشَذَّرُ بالذُحُولِ كأنّهُمْ

جِنُّ البَدِىِّ رواسِياً أَقْدَامُها

أى من أجل الذُحُولِ. وقد توضع موضع عَلَى ، كقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ) أى على دينارٍ ، كما توضع على موضع الباء ، كقول الشاعر :

إذا رَضِيَتْ عَلىَّ بنو قُشَيْرٍ

لَعَمْرُ اللهِ أعجبنى رِضاها

أى رَضِيَتْ بى.

تا

تَا : اسمٌ يشار به إلى المؤنّث ، مثل ذَا للمذكر.

قال النابغة :

هَا إنَ تَا عِذْرَةٌ إلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ

فإنَّ صاحبها قد تاهَ فى البَلَدِ

وتِه مثل ذِه. وتَانِ للتثنية ، وأولاء للجمع

__________________

(١) الأشعر الزَفَيان ، واسمه عمرو بن حارثة ، يهجو ابن عمه رضوان.

(٢) الرجز لعطاردٍ الجعدىّ. والرواية :

الرجز لعطارد الجعدى وبعده :

نحن بني جعدة أصحاب الفلج

نضرب بالسيف ونرجو بالفرج

نحن منعنا سيلة حتى اعتلج

بصادق الطعن وبيض كالسرج

وليس في قتل حروري حرج

الرواية «بنى» بدل «بنو» على المدح والاختصاص راجع تكملة الصغانى ١٢٣٧.


وتصغير تَا : تَيَّا ، بالفتح والتشديد ؛ لأنَّك قلبت الألفَ ياءً وأدغمتها فى ياء التصغير.

ولك أن تدخل عليها ها للتنبيه ، فتقول : هَاتَا هِنْدٌ ، وهاتَانِ ، وهؤُلَاءِ ، وفى التصغير هَاتَيَّا.

فإن خاطبت جئت بالكاف فقلت : تِيكَ وتِلْكَ ، وتَاكَ وتَلْكَ بفتح التاء ، وهى لغة رديئة.

والتثنية تَانِكَ وتَانِّكَ بالتشديد. والجمع أُولَئِكَ وأُولَاكَ وأُولَالِكَ فالكاف لمن تخاطبه فى التذكير والتأنيث والتثنية والجمع ، وما قبل الكاف لمن تشير إليه فى التذكير والتأنيث والتثنية والجمع.

فإن حفظْتَ هذا الأصلَ لم تخطئ فى شىء من مسائله.

وتدخل هَا على تِيكَ وتَاكَ ، تقول : هاتِيكَ هندٌ وهاتَاكَ هندٌ. قال عَبيدٌ يصف ناقته :

هاتِيكَ تحملنى وأبيضَ صارماً

ومُذَرَّباً فى مَارِنٍ مَخْمُوسِ (١)

وقال أبو النجم :

جئنا نُحَيّيكَ ونَسْتَجْدِيكا

فافعلْ بنا هاتَاكَ أو هاتِيكا

أى هذه أو تلك ، عطيّةً أو تحيّة. ولا تدخل ها على تِلكَ ؛ لأنَّهم جعلوا اللام عوضاً من هَا التنبيه.

وتالِكَ : لغةٌ فى تِلْكَ. وأنشد ابن السكيت (٢) :

* وحَانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسَارُ (٣) *

والتاء من حروف الزيادات ، وهى تزاد فى فى المستقبل إذا خاطبْتَ. نقول : أَنْتَ تَفْعَلُ وتدخل فى أمر المواجَهة لِلغابر ، كما قرئ قوله تعالى : فبذلك فلتَفْرَحوا. قال الراجز :

قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها

تِيذَنْ فإنِّى حَمْؤُها وجارُها

أراد لِتَأْذَنْ (٤) ، فحذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أنت تِعْلم.

وتُدْخِلُها أيضاً فى أمر ما لم يُسَمَّ فاعله.

فتقول مِنْ زُهِىَ الرجلُ : لِتُزْهَ يا رجل ، ولِتُعْنَ بحاجتى.

قال الأخفش : إدخال اللام فى أمر المخاطَب

__________________

(١) رُمحٌ مَارِنٌ : صُلْبٌ لَدْنٌ.

(٢) الشعر للقطامىّ يصف سفينة نوح عليه السلام.

(٣) صدره :

إلى الجودى حتى صار حجرا

وقبله :

وعامت وهى قاصدة بإذن

ولولا الله جار بها الجوار

 (٤) فى اللسان : «لِتِيذَنْ».


لغةٌ رديئةٌ ؛ لأنَّ هذه اللام إنّما تدخل فى الموضع الذى لا يُقْدَرُ فيه على افْعَلْ ؛ تقول : لِيَقُمْ زيدٌ ، لأنّك لا تَقْدِر على افْعَلْ. وإذا خاطبْتَ قلتَ قُمْ ، لأنّك قد استغنيت عنها.

والتاء فى القسم بدلٌ من الواو ، كما أبدلوا منها فى تَتْرَى ، وتُرَاثٍ ، وتُخَمَةٍ ، وتُجاهٍ. والواو بدلٌ من الباء ، يقال : تَاللهِ لقد كان كذا. ولا تدخل فى غير هذا الاسم. وقد تزاد التاء للمؤنَّث فى أول المستقبل وفى آخر الماضى ، تقول : هى تَفْعَلُ وفَعَلَتْ. فان تَأَخَّرَتْ عن الاسم كانت ضميراً ، وإن تقدّمتْ كانت علامةً (١). وقد تكون ضميرَ الفاعل فى قولك فَعَلْتُ ، ويستوى فيه المذكَّر والمؤنّث ، فإنْ خاطبتَ مذكّراً فتحتَ ، وإن خاطبت مؤنّثاً كسرت.

وقد تزاد التاء فى أنت فتصير مع الاسم كالشىء الواحد من غير أن تكون مضافة إليه.

وتنسب القصيدة التى قوافيها على التاء تَاوِيَّةٌ.

حا

الحَاءُ : حرفُ هجاءِ ، يمدّ ويقصر.

وحَاءُ أيضاً : حَىٌّ من مَذْحِجٍ. قال الشاعر :

* طَلَبْتُ الثأر فى حَكَمٍ وَحَاءِ*

وحَاءِ : زجرٌ للإبل ، بنى على الكسر لالتقاء الساكنين ، وقد يقصر. فإن أردت التنكير نوّنتَ فقلت : حاءٍ وعاءٍ.

أبو زيد : يقال للمَعزِ خاصّةً : حَاحَيْتُ بها حَيحاءً وحيحاءة ، إذا دعوتَها.

قال سيبويه : أبدلوا الألفَ بالياء لشبهها بها ؛ لأنَّ قولك : حاحيتُ ، إنما هو صوتٌ بَنيْتَ منه فعلا ، كما أنَّ رجلاً لو أكثر من قوله لا ، لجاز أن تقول : لَالَيْتَ ، تريد : قلتَ لا. ويدلُّك على أنَّها ليست فَاعَلْتُ قولهم : الحَيْحَاءُ والعَيْعَاءُ بالفتح ، كما قالوا الحَاحَاتُ والهَاهَاتُ ، فأُجْرِىَ حَاحَيْتُ وعَاعَيْتُ وهَاهَيْتُ مُجْرَى دَعْدَعْتُ ، إذْ كُنَّ للتصويت.

وقال أبو عمرو : يقال حَاحِ بضأنك وحاء بضأنك ، أى ادْعُهَا.

خا

أبو زيد : خاءِ بِكَ ، معناه اعْجَلْ ، جعلَه صوتاً مبنيّاً على الكسر. قال : ويستوى فيه الاثنان والجمع والمؤنّث. وأنشد للكميت :

__________________

(١) قوله فإن تأخرت عن الاسم الخ ، فى القاموس : والمحركة فى أواخر الأفعال ضمير كقمت ، والساكنة فى أواخرها علامة للتأنيث كقامت. اه مصحح المطبوعة الأولى.


إذا ما شَحَطْنَ الحَادِيَيْنِ سَمِعْتَهُمْ

بِخَاءِ بِكَ الحقْ يهتفون وحَيَّهَلْ (١)

وقال ابن سَلَمة : معناه خِبْتَ ، وهو دعاءٌ منه عليه ، يقول : بِخَائِبِكَ ، أى بأمرك الذى خابَ وخسِر. وهذا خلافُ قولِ أبى زيد كما ترى.

ذا

ذَا اسمٌ : يشار به إلى المذكّر. وذى بكسر الذال للمؤنث. تقول : ذِى أَمَةُ اللهِ. فإنْ وقفْتَ عليه قلت : ذِهْ بهاءٍ موقوفةٍ. وهى بدلٌ من الياء ، وليست للتأنيث وإنما هى صلة ، كما أبدلوا فى هُنَيَّةٍ فقالوا هُنَيْهَةٌ. فإن أدخلتَ عليه ها للتنبيه قلت : هذا زيد ، وهَذِى أَمَةُ الله ، وهذه أيضاً بتحريك الهاء. وقد اكتفوا به عنه.

فإنْ صغَّرتَ ذا قلت : ذَيَّا بالفتح والتشديد ، لأنَّك تقلب ألف ذَا ياءً لمكان الياء قبلها ، فتدغمها فى الثانية وتزيد فى آخره ألفاً لتفرّق بين المبهم والمعرب. وذَيَّانِ فى التثنية.

وتصغير هذا : هَذَيَّا.

ولا يصغّر ذِى للمونّث وإنما يصغر تَا ، وقد اكتفوا به عنه.

وإن ثنّيت ذَا قلت ذَانِ ، لأنَّه لا يصحُّ اجتماعهما لسكونهما فتسقط إحدى الألفين ، فمن أسقط ألف ذا قرأ : إنَ هذين لَسَاحِرانِ فأعربَ. ومن أسقط ألف التثنية قرأ : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) ، لأنَّ ألف ذَا لا يقع فيها إعراب.

وقد قيل إنّها على لغة بَلحارث بن كعبٍ.

والجمع أُولَاءِ من غير لفظه.

فإن خاطبتَ جئتَ بالكاف فقلت : ذَاكَ وذَلِكَ ، فاللام زائدة والكاف للخطاب ، وفيها دليلٌ على أنَّ ما يومأ إليه بعيدٌ. ولا موضعَ لها من الإعراب.

وتُدْخِلُ «هَا» على ذَاكَ فتقول : هَذَاكَ زيدٌ ، ولا تُدْخِلُهَا على ذَلِكَ ولا على أُولَئِكَ كما لم تدخلها على تِلْكَ.

ولا تُدخل الكاف على ذِى للمؤنّث ، وإنَّما تدخلها على تَا ، تقول : تِيكَ وتِلْكَ ، ولا تقل ذِيكَ فإنَّه خطأ.

وتقول فى التثنية : رأيت ذَيْنِكَ الرجلين ، وجاءنى ذَانِكَ الرجلان. وربَّما قالوا : ذَانِّكَ بالتشديد ، وإنَّما شدّدوا تأكيداً وتكثيراً للاسم ، لأنَّه بقى على حرفٍ واحد ، كما أدخلوا اللام على ذَلِكَ ، وإنَّما يفعلون مثل هذا فى الأسماء المبهمة لنُقصانها.

وتقول للمؤنث : تَانِكَ ، وتَانِّكَ أيضاً

__________________

(١) فى اللسان : «بِخَاىِ بِكَ».


بالتشديد ، والجمع أُولَئِكَ. وحكم الكاف قد ذكرناه فى تَا.

وتصغير ذَا : ذَيَّاكَ ، وتصغير ذَلِكَ : ذَيَّالِكَ.

وقال :

أو تَحْلِفِى بِرَبِّكِ العَلِىِ

أَنِّى أَبُو ذَيَّالِكِ الصَبِىِ

وتصغير تِلْكَ تَيَّاكَ (١).

وأما ذُو الذى بمعنى صَاحِبٍ فلا يكون إلَّا مضافاً ، فإنْ وصفتَ به نكرهً أضفتَه إلى نكرةٍ ، وإن وصفتَ به معرفةً أضفته إلى الألف واللام ، ولا يجوز أن تضيفه إلى مضمر ولا إلى زيد وما أشبهه. تقول : مررتُ برجلٍ ذِى مالٍ ، وبامرأة ذاتِ مالٍ ، وبرجلين ذَوَىْ مالٍ بفتح الواو ، كما قال تعالى : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) ، وبرجال ذَوِى مالٍ بالكسر ، وبنسوة ذَوَاتِ مالٍ ، ويَا ذَوَاتِ الجِمَامِ فتكسر التاء فى الجمع فى موضع النصب ، كما تكسر تاء المسلمات. تقول : رأيت ذَوَاتِ مالٍ ، لأنَ أصلها هاء ، لأنَّك لو وقفتَ عليها فى الواحد لقلت ذَاهْ بالهاء ، ولكنَّها لما وُصِلَتْ بما بعدها صارت تاءً.

وأصل ذُو ذَوًى مثل عَصًا ، يدلُّ على ذلك قولهم : هاتَانِ ذَوَاتَا مالٍ. قال تعالى : (ذَواتا أَفْنانٍ) فى التثنية. ونرى أنّ الألف منقلبة من واوٍ (٢) ، ثمَّ حذفت من ذَوًى عينُ الفعل لكراهتهم اجتماعَ الواوين ، لأنَّه كان يلزم فى التثنية ذَوَوَانِ مثل عَصَوَانِ (٣) ، فبقى ذَا منوّناً ثم ذهب التنوين للإضافة فى قولك : ذُو مَالٍ.

والإضافة لازمةٌ له ، كما تقول : فُو زَيْدٍ وفَا زَيْدٍ ، فإذا أفردْتَ قلت : هَذَا فَمٌ.

فلو سمَّيت رجلاً ذُو لقلت هَذَا ذَوًى قد أقبل ، فتردّ ما ذهب ، لأنَّه لا يكون اسمٌ على حرفين أحدهما حرفُ لين ؛ لأنَّ التنوين يذهبه فيبقى على حرفٍ واحد.

ولو نسبتَ إليه قلت ذَوَوِىٌّ ، مثال عَصَوِىٍّ.

__________________

(١) قوله وتصغير تلك تياك ، كذا فى جميع النسخ التى بأيدينا ، والظاهر أن يقول تيالك باللام.

وفى القاموس : وتصغير تا تيا وتياك وتيالك. اه مصحح المطبوعة الأولى.

وقال ابن برى : صوابه تَيَّالِكَ ، فأمَّا تَيَّاكَ فتصغير تِيكَ.

(٢) قال ابن برى : «صوابه منقلبة من ياء».

(٣) قال ابن برى : صوابه كان يلزم فى التثنية ذَوَيان. قال : لأنَّ عينه واو ، وما كان عينه واوا فلامه ياء حملا على الأكثر. قال : والمحذوف من ذَوى هو لام الكلمة لا عينها كما ذكر ؛ لأن الحذف فى اللام أكثر من الحذف فى العين.


وكذلك إذا نسبتَ إلى ذَاتٍ ؛ لأنَّ التاء تحذف فى النسبة ، فكأنّك أضفت إلى ذى فرددْتَ الواو.

ولو جمعت ذُو مَالٍ قلت : هؤلاء ذَوُونَ ، لأنَّ الإضافة قد زالت. قال الكميت :

ولا أَعْنِى بذلك أَسْفَلِيكُمْ

ولكنِّى أريد به الذَوِينَا

يعنى به الأَذْوَاءَ ، وهم ملوك اليمن من قُضاعة المسمَّون بذِى يَزَنَ ، وذِى جَدَنٍ ، وذِى نُوَاسٍ ، وذِى فَائِشٍ ، وذِى أَصْبَحَ ، وذِى الكَلَاع.

وهم التَبَابعة.

وأما ذُو التى فى لغة طَيِّىءٍ بمعنى الذى فحقُّهَا أن توصف بها المعارف ، تقول : أنا ذُو عَرَفْتَ وذُو سَمِعْتَ ، وهَذِهِ المرأةُ ذُو قالت كذا ، يستوى فيه التثنية والجمع والتأنيث. قال الشاعر (١) :

ذَاكَ خَلِيلِى وذُو يُعَاتِبُنِى

يَرْمِى ورائِىَ بامْسَهِم وامْسَلِمَهْ (٢)

يريد الذى يعاتبنى ، والواو التى قبله زائدة.

قال سيبويه : إن ذَا وحدها بمنزلة الذى ، كقولهم : ماذا رأيت؟ فتقول : متاعٌ حسنٌ.

قال لبيد :

أَلَا تَسْأَلَانِ المرءَ ماذا يحاولُ

أَذَنْبٌ فَيُقْضَى أم ضلالٌ وباطلُ

قال : وتجرى مع ما بمنزلة اسمٍ واحدٍ ، كقولهم : ماذَا رأيت؟ فتقول : خيراً ، بالنصب ، كأنَّه قال : ما رأيت؟ ولو كان ذَا ههنا بمنزلة الذى لكان الجواب خيرٌ بالرفع.

وأما قولهم ذَاتُ مرّةٍ وذُو صباحٍ ، فهو من ظروف الزمان التى لا تتمكَّن. تقول : لقيته ذَاتَ يومٍ وذَاتَ ليلةٍ وذَاتَ غَدَاةٍ وذَاتَ العِشَاءِ وذَاتَ مرّةٍ وذَاتَ الزُمَيْنِ وذَاتَ العُوَيْمِ ، وذَا صباحٍ وذَا مَسَاءِ وذَا صَبُوحٍ وذَا غَبُوقٍ ، فهذه الأربعة بغيرها هاءٍ وإنَّما سُمِعَ فى هذه الأوقات ، ولم يقولوا : ذَاتَ شهرٍ ولا ذَاتَ سنةٍ.

قال الأخفش فى قوله تعالى : (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) إنَّما أنّثوا ذَاتَ لأنَّ بعض الأشياء قد يُوضع له اسمٌ مؤنّث ولبعضها اسمٌ مذكّر ، كما قالوا دارٌ وحائطٌ ، أنّثوا الدار وذكَّروا الحائط.

وقولهم : كان ذَيْتَ وذَيْتَ ، مثل كيت وكيت ، أَصله ذَيْوٌ على فَعْلٍ ساكنة العين ، فحذفت الواو فبقى على حرفين فشُدِّدَ كما شُدِّدَ كَىٌ

__________________

(١) بُجَيْرُ بن عَثْمَةَ الطائى أحد بنى بَوْلَانَ.

(٢) قبله :

وإن مولاي ذو يعاتبني

لا؟ عنده ولاجرمه


إذا جعلته اسماً ، ثم عُوِّضَ من التشديد التاء. فإنْ حذفْتَ التاء وجئت بالهاء فلا بد من أن تردَّ التشديد ، تقول : كان ذَيَّت وذَيَّهْ. وإن نسبْتَ إليه قلت ذَيَوِىٌّ ، كما تقول بَنَوِىٌّ فى النسبة إلى البنت.

فا

الفَاءُ من حروف العطف ، ولها ثلاثة مواضع :

يُعْطَفُ بها وتدلُّ على الترتيب والتعقيب مع الإشراك. تقول : ضربت زيداً فعَمْرًا.

والموضع الثانى : أن يكون ما قبلها علَّةً لما بعدها ، وتجرى على العطف والتعقيب دون الإشراك ، كقولك : ضربه فبكى ، وضربه فأوجعه ، إذَا كان الضرب علّةً للبكاء والوجع.

والموضع الثالث : هو الذى يكون للابتداء ، وذلك فى جواب الشرط ، كقولك : إن تزرنى فأنت محسنٌ ، يكون ما بعد الألف كلاماً مستأنفاً يعمل بعضُه فى بعض ؛ لأنَّ قولك أنت ابتداءٌ ومحسنٌ خبره ، وقد صارت الجملة جواباً بالفاء.

وكذلك القولُ إذا جئتَ بها بعد الأمر والنهى والاستفهام والنفى والتمنِّى والعَرْض ، إلَّا أنّك تنصب ما بعد الفاء فى هذه الأشياء الستّة بإضمار أن ، تقول : زُرْنِى فأُحْسِنَ إليك ، لم تجعل الزيارة علّة للإحسان ، ولكنك قلت : ذاك من شأنى أبداً أنْ أفعل وأن أُحْسِنَ إليك على كلّ حال.

كذا

كَذَا : اسمٌ مبهمٌ ، تقول : فعلت كذا. وقد يجرى مجرى كَمْ فتنصب ما بعده على التمييز ، تقول : عندى كذا وكذا درهماً ، لأنه كالكناية.

كلا

كَلَّا : كلمةُ زجْرٍ وردعٍ ، ومعناها انْتَهِ لا تفعلْ ، كقوله تعالى : (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ. كَلَّا) أى لا يطمع فى ذلك.

وقد تكون بمعنى حقًّا ، كقوله تعالى : (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ).

لا

لا : حرفُ نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل ، إذا قال هو يفعل غداً (١).

وقد يكون ضِدًّا لِبَلَى ونَعَمْ.

وقد يكون للنهى ، كقولك : لَا تَقُمْ ولا يَقُمْ زيدٌ ، يُنْهَى به كلُّ منهىٍّ من غائب أو حاضر.

وقد يكون لغواً. قال العجاج :

* فى بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ (٢) *

__________________

(١) فى المختار : قلتَ لا يفعلُ غداً.

(٢) أراد : فى بئر حُورٍ ، أى فى بئر هلاك.

وقال الفراء : لا جحدٌ محض فى هذا البيت ، ـ


وقال تعالى : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) أى ما منعك أن تسجد.

وقد يكون حرفَ عطفٍ لإخراج الثانى مما دخَلَ فيه الأول ، كقولك : رأيت زيداً لا عَمرًا.

فإنْ أدْخلت عليها الواوَ خرجَتْ من أن تكون حرفَ عطف ، كقولك : لم يقم زيدٌ ولا عمروٌ ؛ لأنَّ حروف النَسَق لا يدخل بعضُها على بعض ، فتكون الواو للعطف ولا إنَّما هى لتوكيد النفى.

وقد تزاد فيه التاء فيقال : لَاتَ ، وقد ذكرناه فى باب التاء.

وإذا استقبلَها الألفُ واللام ذهَبتْ ألفه ، كما قال :

أَبَى جُودُهُ لا البخلَ واستعجلتْ نَعَمْ

به من فتًى لا يَمنع الجوعَ قَاتِلَهْ (١)

وذكر يونس أنَّ أبا عمرو بن العلاء كان يجرُّ البخل ويجعل لَا مضافةً إليه ، لأنَّ لَا قد تكون للجود وللبخل ، ألا ترى أنَّه لو قيل له امْنَعِ الحقَّ فقال لَا ، كان جوداً منه. فأمَّا إنْ جعلتها لغواً نَصَبَتْ البُخل بالفعل ، وإن شئت نصبته على البدل.

وقولهم : إمَّا لى فافعلْ كذا ، بالإمالة ، أصله إنْ لَا ، وما صلةٌ ، ومعناه إن لا يكن ذلك الأمر فافعلْ كذا.

وأمَّا قول الكميت :

كَلَا وكَذَا تَغْمِيضَةً ثم هِجْتُمُ

لَدَى حِينَ أَنْ كانوا إلى النوم أَفْقَرا

فيقول : كان نومهم فى القلّة والسرعة كقول القائل : لَا وَذَا.

و (لَوْ) : حرفُ تَمَنّ ، وهو لامتناع الثانى من أجل امتناع الأوّل ، تقول : لو جئتنى لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التى للجزاء ، لأنّها توقع الثانىَ من أجل وجود الأوّل.

وأمّا (لَوْ لَا) فمركّبة من معنى إنْ ولَوْ ، وذلك أنْ لو لا يمنع الثانى من أجل وجود الأوّل ، تقول : لو لا زيدٌ لهلكنا ، أى امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلَّا ، كقول الشاعر (٢) :

تَعُدُّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم

بنى ضَوْطَرَى لو لا الكَمِىَّ المُقَنَّعا

وهو كثير فى القرآن.

وإنْ جعلت لَوْ اسماً شدّدتَه فقلت قد أكثرت

__________________

(١) أى لا يمنع الجوع الطعام الذى يقتله.

(٢) جرير.


من اللوِّ ؛ لأنَّ حروف المعانى والأسماءَ الناقصة إذا صُيِّرَتْ أسماءً تامةً ، بإدخال الألف واللام عليها أو بإعرابها ، شدِّد ما هو منها على حرفين ؛ لأنّه يزاد فى آخره حرفٌ من جنسه فيدغَم ويصرَف ، إلّا الألف فإنّك تزيد عليها مثلَها فتمدّها ، لأنَّها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزةً ، فتقول فى لَا : كتبتُ لاءً جيّدةً. قال أبو زُبَيد:

ليتَ شعرِى وأينَ منِّىَ لَيْتٌ

إنَّ لَيْتاً وإنَّ لَوًّا عَنَاءُ

ما

ما : حرفٌ يتصرّف على تسعة أوجه : الاستفهامُ ، نحو مَا عِنْدَكَ.

والخبرُ ، نحو : رأيت مَا عِنْدَكَ ، وهو بمعنى الذى.

والجزاءُ ، نحو : ما تَفْعَلْ أَفْعَلْ.

وتكون تعجّباً نحو : ما أحسن زيداً.

وتكون مع الفعل فى تأويل المصدر نحو : بلغنى ما صَنعتَ ، أى صنيعُك.

وتكون نكرةً يلزمها النعتُ ، نحو : مررتُ بمَا مَعْجِبٍ لك ، أى بشىء معجبٍ لك.

وتكون زائدةً كافَّةً عن العمل ، نحو إنَّما زيدٌ منطلقٌ ، وغيرَ كافّةٍ نحو قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ).

وتكون نفياً نحو : ما خرج زيدٌ ، وما زيدٌ خارجاً. فإنْ جعلتها حرف نَفى لم تُعملها فى لغة أهل نجد لأنَّها دَوّارةٌ وهو القياس ، وأَعْمَلْتَهَا على لغة أهل الحجاز تشبيهاً بلَيْسَ ، تقول : ما زيدٌ خارجاً ، وما هذا بَشَرًا.

وتجىء محذوفةً منها الألف إذا ضممتَ إليها حرفاً ، نحو بِمَ ، ولِمَ ، و (عَمَ يَتَساءَلُونَ).

قال أبو عبيد : تُنسب القصيدة التى قوافيها على ما : مَاوِيَّةٌ.

وماءِ : حكايةُ صوت الشاء ، مبنىٌّ على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمّة بقوله :

لا يَنْعَشُ الطَرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يناديه باسمِ الماءِ مبغومُ

وزعم الخليل أنَّ مَهْمَا أصلها ما ضُمَّتْ إليها ما لغواً ، وأبدلوا الألف هاءً.

وقال سيبويه : يجوز أن تكون مَهْ كَإِذْ ، ضُمَّ إليها ما.

وقول الشاعر (١) :

إمَّا تَرَىْ رأسِى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ

شَمَطاً فأصبحَ كالثَغَامِ الممحلِ (٢)

__________________

(١) حسان.

(٢) فى اللسان : «المُخْلِسِ».


يعنى إنْ تَرَى رأسى.

وتدخل بعدها النون الخفيفة والثقيلة ، كقولك إمَّا تقومنَّ أَقُمْ. ولو حذفتَ ما لم تقلْ إلّا : إن تقمْ أَقُمْ ، ولم تنوِّنْ.

وتكون إمَّا فى معنى المجازاة ، لأنَّه إنْ قد زِيدَ عليها مَا.

وكذا مَهْمَا فيها معنى الجزاء.

متى

مَتَى : ظرف غير متمكن ، وهو سؤالٌ عن مكان (١) ، ويجازَى به.

الأصمعى : مَتَى فى لغة هذيل قد تكون بمعنى مِنْ. وأنشد لأبى ذؤيب :

شَربْنَ بماء البحر ثم تَرَفَّعَتْ

مَتَى لجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

أى من لجَج. وقد تكون بمعنى وَسْطٍ.

وسمع أبو عبيد (٢) بعضهم يقول : وَضَعْتُهُ مَتَى كُمِّى ، أى وَسْطَ كُمِّى.

وا

وَا : حرفُ الندبةِ ، تقول : وَا زَيْدَاه. ويقال أيضاً : يَا زَيْدَاه.

(الواو)

وو (الواو) من حروف العطف تجمع الشيئين ولا تدل على الترتيب ، وتدخل عليها ألف الاستفهام كقوله تعالى : (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ) ، كما تقول : أفعجبتم.

وقد تكون بمعنى مَعَ ، لما بينهما من المناسبة ؛ لأن مَعَ للمصاحبة ، كقول النبىّ صلى الله عليه وسلم : «بُعِثْتُ والساعةُ كَهَاتَيْنِ» وأشار إلى السبَّابة والوُسطى ، أى مع الساعة.

وقد تكون الواو للحال كقولهم : قمتُ وأَصُكُّ وجهه ، أى قمت صَاكاًّ وجهه ، وكقولك : قمت والناس قُعُودٌ.

وقد يُقْسَمُ بها ، تقول : والله لقد كان كذا.

وهو بدلٌ من الباء ، وإنما أُبْدِلَ منه لقُربه منه فى المخرج ، إذْ كان من حروف الشَفَة. ولا يتجاوز الأسماءَ المظهرة ، نحو : واللهِ ، وحَيَاتِك ، وأبيك.

وقد تكون الواو ضمير جماعة المذكّر فى قولك : فعلوا ويفعلون وافعلوا.

وقد تكون الواو زائدةً. قال الأصمعىّ : قلت لأبى عمرٍو : قولهم رَبَّنَا ولك الحمد؟ فقال : يقول الرجل للرجل : بِعْنى هذا الثوبَ ، فيقول : وهو لَكَ ، وأظنه أراد : هو لَكَ. وأنشد الأخفش :

فإذا وذلك يا كُبَيْشَة لم يكن

إلا كلَمَّةِ حَالِمٍ بخيالِ

__________________

(١) فى المطبوعة فى العجم واللسان : «عن زمان».

(٢) فى المخطوطة : «أبو زيد».


كأنه قال : فإذا ذلك لم يكن. وقال آخر (١) :

قِفْ بالديار التى لم يعفُها القِدَمُ

بَلَى وغَيَّرَها الأرواحُ والدِيَمُ

يريد : بلى غَيَّرَهَا. وقوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) فقد يجوز أن تكون الواو هنا زائدةً.

و (وَيْكَ) كلمةٌ مثل وَيْبَ ووَيْحَ ، والكاف للخطاب. قال الشاعر (٢) :

وَيْكأَنْ مَن يكن له نَشَبٌ يُحْ

بَبْ ومن يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ

قال الكسائى : هو وَيْكَ أدخل عليه أَنْ ، ومعناه ألم تَرَ. وقال الخليل : هى وَىْ مفصولةٌ ، ثم تبتدئ فتقول : كأَنْ.

ها

الْهَاءُ حرف من حروف المعجم ، وهى من حروف الزيادات.

وها : حرفُ تنبيهٍ. قال النابغة :

هَا إنَّ تَا عِذْرَةٌ إلّا تَكُنْ نَفَعَتْ

فإنَّ صاحبها قد تَاهَ فى البَلَدِ

وتقول : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) ، تجمع بين التنبيهين للتوكيد. وكذلك : أَلَا يا هَؤُلاءِ. وهو غير مفارقٍ لِأَىٍّ ، تقول : يَا أَيُّهَا الرجل. وهَا قد يكون جوابَ النداء ، يمدُّ ويقصر. قال الشاعر :

لَا بَلْ يُجِيبُكَ حين تَدْعُو باسْمِهِ

فيقول هاءَ وطالَ ما لَبَّى

وهَا للتنبيه ، وقد يقسم بها ، يقال : لَا هَا اللهِ ما فعلتُ ، أى لَا واللهِ ، أُبدلت الْهَاء من الواو ، وإن شئت حذفت الألف التى بعد الهاء وإنْ شئتَ أثبتَّ.

وقولهم : لَا هَا اللهِ ذَا ، أصله لَا واللهِ هذا ، ففرّقتَ بين هَا وذَا ، وجعلت الاسم بينهما وجررتَه بحرف التنبيه ، والتقديرُ : لَا واللهِ ما فعلتُ هذا ، فحُذِف واختُصر لكثرة استعمالهم هذا فى كلامهم ، وقُدِّمَ هَا كما قُدّمَ فى قولهم : ها هُوَ ذَا ، وهَا أَنا ذَا.

قال زهير :

تَعَلّمَنْ هَا لَعَمرُ اللهِ ذَا قَسَماً

فاقْصِدْ لِذَرْعَكَ وانْظُرْ أين تَنْسَلِكُ

و (الْهَاء) قد تكون كنايةً عن الغائب والغائبة ، تقول : ضَرَبَهُ وضَرَبَها.

و (هو) للمذكّر ، و (هى) للمؤنث. وإنَّما بَنَوا الواو فى هُوَ واليَاءَ فى هِىَ على الفتح ليفرِّقوا بين هذه الواو والياء التى هى من نفس الاسم المكنىّ

__________________

(١) زهير بن أبى سلمى.

(٢) هو زيد بن عمرو بن نُفَيْلٍ ، ويقال هو لنبيه بن الحجاج السهمىّ.


وبين الواو والياء اللتين تكونان صلةً فى نحو قولك : رَأَيْتُهُو ومررتُ بِهِى ؛ لأنَّ كلَّ مبنىٍّ فحقُّه أن يبنى على السكون ، إلّا أنْ تَعْرِضَ علّةٌ توجب له الحركة. والتى تَعْرِضُ ثلاثةُ أشياء : أحدها : اجتماع الساكنين ، مثل كيف وأين.

والثانى : كونه على حرف واحد ، مثل الباء الزائدة.

والثالث : الفرق بينه وبين غيره ، مثل الفعل الماضى بنى على الفتح لِأَنَّه ضارع بعضَ المضارعة ، ففُرِقَ بالحركة بينه وبين ما لم يُضارِع ، وهو فعل الأمر المُوَاجَهُ به ، نحو افْعَلْ.

وأمَّا قول الشاعر :

* ما هِىَ إلّا شَرْبَةٌ بِالحَوْأَبِ (١) *

وقول بنت الْحُمَارِسِ :

* هل هى إلّا حِظَةٌ أو تَطْلِيقْ (٢) *

فإنَّ أهل الكوفة قالوا : هى كناية عن شىء مجهول ، وأهل البصرة يتأوَّلونها القصة.

وربَّما حُذِفَتْ من هُوَ الواوُ فى ضرورة الشعر ، كما قال (٣) :

فَبَيْنَاهُ يَشْرِى رَحْلَهُ قال قائلٌ

لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلَاطِ نَجِيبُ (٤)

وقال آخر (٥) :

إنَّهُ لا يُبْرِئُ دَاءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلَايَا من سَنَامٍ وكَبِدْ

وكذلك اليَاءُ من هِىَ ، وقال :

* دَارٌ لِسُعْدَى إذْهِ من هَوَاكا*

وربَّما حذفوا الواو مع الحركة ، وقال (٦) :

__________________

(١) فى الأصل : بالجوأب ، بالجيم المعجمة ، صوابه من اللسان.

وبعده :

فصمدي من بعدها أو صوبي

(٢) بعده :

أو صلف من بين ذاك تعليق

(٣) العُجَير السلولى.

(٤) قال ابن السيرافى : الذى وجد فى شعره : رخو الملاط طويل.

. وقَبله :

فباتت هموم الصدر شتى يعدنه

كما ييد شلو بالعراء قتيل

وبعده :

محلى بأطواق عتاق كأنها

يقايا لجين جرسهن صليل

(٥) العجير السلولى.

(٦) يَعْلَى بن الأحول.


فَظَلْتُ لدَى البيتِ العتيقِ أُخِيلُهُ

ومِطْوَاىَ مُشْتَاقَانِ لهْ أَرِقَانِ (١)

قال الأخفش : وهذا فى لغة أَزْدِ السَرَاةِ كثيرٌ.

قال الفراء : والعرب تقف على كل هاءٍ مؤنث بالهاء ، إلّا طَيِّئاً فإنَّهم يقفون عليها بالتاء ، فيقولون : هذه أَمَتْ وجَارِيَتْ وَطَلَحَتْ.

وإذا أدخلت الهاء فى الندبة أثْبَتَّها فى الوقف وحذفتَها فى الوصل ، وربَّما ثَبتتْ فى ضرورة الشعر فيُضَمُّ كالحرف الأصلى ، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة.

وأنشد الفراء :

يَا رَبِّ يَا رَبَّاهُ إيَّاكَ أَسَلْ

عَفْرَاءَ يا رَبَّاهُ من قَبْلِ الأَجَلْ

وقال قيس :

فقلتُ أَيَا رَبَّاهُ أَوَّلُ سَأْلتِى

لِنَفْسِى لَيْلَى ثم أَنْتَ حَسِيبُها (٢)

وهو كثير فى الشعر ، وليس شىء منه بحجَّةٍ عند أهل البصرة ، وهو خارج عن الأصل.

وقد تزاد الهاء فى الوقف لبيان الحركة ، نحو : لِمَهْ ، و (سُلْطانِيَهْ) ، و (مالِيَهْ) ، وثُمَّ مَهْ ، يعنى ثُمَّ مَاذَا. وقد أتت هذه الهاء فى ضرورة الشعر كما قال :

هُمُ القائلون الخيرَ والآمِرُونَهُ

إذا ما خَشُوا من مُعْظَمِ الأمرِ (٣) مُفْظِعا

فأجراها مجرى هاء الإضمار.

وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة ، مثل هَرَاقَ وأَرَاقَ. قال الشاعر :

وأَتَى صَوَاحِبُها فَقُلْنَ هَذا الذِى

مَنَحَ المودّةَ غَيْرَنَا وجَفَانا

يعنى أَذَا الذى.

و (هاءِ) : زجرٌ للإبل ، وهو مبنىٌّ على الكسر إذا مددْت ، وقد يقصر. تقول :

__________________

(١) قبله :

أرقت لبرق دونه شروان

يمان وأهوى البرق كل يمان

وبعده :

فليت لنا من ماء زمزم شربه

مبردة باتت على طهيان

(٢) قبله :

جعا للمرمون لله استغرونه

بمكة شعثا كي تمحى ذنوبها

وبعده :

فإن أعط ليلى في حياتي لاينب

إلى الله عبد توبة لا أثوبها

(٣) قال الصاغانى : والرواية من محدث الأمر معظلما.


هَاهَيْتُ بالإبل ، إذا دعوتَها ، كما قلناه فى حَاحَيْتُ.

و (هَا) مقصورٌ للتقريب ، إذا قيل لك : أين أنت؟ فتقول. هَا أَنَا ذَا ، والمرأة تقول.

هَا أَنَا ذه. وإنْ قيل لك : أين فلان؟ قلت إذا كان قريباً : هَا هُوَ ذَا ، وإن كان بعيداً قلتَ : ها هُوَ ذاكَ ، وللمرأة إذا كانت قريبةً. ها هِىَ ذِهْ ، وإن كانت بعيدةً : ها هِىَ تِلْكَ.

و (الهاء) تزاد فى كلام العرب على سبعة أَضْرُبٍ : أحدها : للفرق بين الفاعل والفاعلة ، مثل ضاربٍ وضاربةٍ ، وكريمٍ وكريمةٍ.

والثانى : للفرق بين المذكّر والمؤنّث فى الجنس ، نحو امرىءٍ وامرأةٍ.

والثالث : للفرق بين الواحد والجمع ، نحو بقرةٍ وبقرٍ ، وتمرةٍ وتمرٍ.

والرابع : لتأنيث اللفظة وإن لم تكن تحتها حقيقةُ تأنيثٍ ، نحو قِرْبَةٍ وغُرْفَةٍ.

والخامس : للمبالغة ، مثل علّامةٍ ونسّابةٍ ـ وهذا مدحٌ ـ وهِلْبَاجَةٍ وفَقَافَةٍ ، وهذا ذمٌّ. وما كان منه مدحاً يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغايةِ والنهايةِ والداهيةِ. وما كان ذمًّا يذهبون به إلى تأنيث البَهِيمةِ. ومنه ما يستوى فيه المذكّر والمؤنّث نحو رَجُلٌ مَلُولَةٌ وامرأةٌ مَلُولَةٌ.

والسادس : ما كان واحداً من جنسٍ يقع على الذكر والأنثى ، نحو بطَّةٍ وحيَّةٍ.

والسابع تدخل فى الجمع لثلاثة أوجه : أحدها أنْ تدلَّ على النَسَبِ ، نحو المَهَالِبةِ. والثانى تدلُّ على العُجْمَةِ ، نحو المَوَازِجَةِ والجَوَارِبَةِ ، وربَّما لم تدخل فيها الهاء كقولهم : كَيَالِجُ. والثالث أن تكون عوضاً من حرفٍ محذوفٍ ، نحو المَرازِبَةِ والزَنادِقَةِ والعَبَادِلةِ ، وهم عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزُبير. وقد تكون الهاء عوضاً من الواو الذاهبة من فاء الفعل ، نحو عِدَةٍ وصِفَةٍ. وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل ، نحو ثُبَةِ الحوضِ ، أصله من ثَابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوباً ، وقولهم : أقام إقامةً وأصله إقْوَاماً. وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل ، نحو مائةٍ ورئةٍ وبُرَةٍ.

هلا

هَلَا : زجرٌ للخيل ، أى تَوَسَّعِى وتَنَحَّىْ.

وقال :

* وأَىُّ جُوَادٍ لا يقال له هَلَا*

وللناقة أيضاً. وقال :

* حتَّى حَدَوْنَاهَا بهَيْدٍ وهلَا (١) *

__________________

(١) بعده :

حتى يرى أسفلها صار علا


وهما زجران للناقة ، وقد تُسَكَّنُ بها الإناث عند دنوِّ الفحل منها. قال الجعدىّ :

* أَلَا حَيِّيَا لَيْلَى وقُولَا لها هَلَا (١) *

وأما هَلَّا بالتشديد فأصلها لا ، بُنِيَتْ مع هَلْ فصار فيها معنى التحضيض ، كما بنوا لَوْ لَا وأَلّا وجعلوا كلَّ واحدةٍ مع لَا بمنزلة حرفٍ واحدٍ وأخلصوهنَّ للفعل حيث دخل فيهنَّ معنى التحضيض.

هنا

هُنَا وهَهُنَا للتقريب إذا أشرت إلى مكانٍ.

وهُنَاكَ وهُنَالِكَ للتبعيد ، واللامُ زائدةٌ ، والكاف للخطاب وفيها دليلٌ على التبعيد ، تفتح للمذكّر وتكسر للمؤنث. قال الفراء : يقال : اجلسْ هَهُنَا قريباً ، وتَنَحَ هَهُنَا أى تَبَاعَدْ. وهُنَا أيضاً : اللَهو واللعِب. وأنشد الأصمعى لامرئ القيس :

وحديثُ الرَكْبِ يومَ هُنَا

وحدِيثٌ مَّا على قِصَرِهْ

وهَنَّا بالفتح والتشديد معناه هَهُنا. وَهُنَّاكَ أى هُنَاكَ. قال :

* لما رأيتُ محمَليْها هَنَّا (٢) *

ومنه قولهم : تجمّعوا من هَنَّا ومن هَنَّا ، أى من هَهُنا ومن هَهُنَا.

وقول القائل :

* حَنَّتْ نَوَارُ ولَاتَ هَنَّا حَنَّتِ (٣) *

يقول : ليس ذا موضعَ حنينٍ.

وقولُ الراعى :

* نَعَمْ لَاتَ هَنَّا إنّ قلبَكَ مِتْيَحُ (٤) *

يقول : ليس الأمر حيث ذهبتَ.

ويقال فى النداء خاصّةً : يا هَنَاهُ ، بزيادة هاءِ فى آخره تصير تاءً فى الوصل ، معناه يا فُلَانُ ، وهى

__________________

(١) قال :

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا

فقد ركبت أمرا أغر محجلا

وقالت له :

تعسيرنا داء بأمک مثله

وآ حصان لا قال لها هلا

(٢) بعده :

مخدرين كدت أن؟

(٣) بعده :

وبدا الذي كانت نوار أجنت

(٤) صدره :

أفى أثر الأظعان عينك تلمح


بدلٌ من الواو التى فى هَنُوكَ وهَنَوَاتٍ. قال امرؤ القيس :

وقد رَابَنِى قولها يا هَنَا

هُ وَيْحَكَ ألحقتَ شَرًّا بِشَرّ

هيا

هَيَا من حروف النداء ، وأصلها أَيَا ، مثل هَرَاقَ وأَرَاقَ. قال الشاعر :

* ويقول من طربٍ هَيَا رَبَّا (١) *

يا

يَا : حرفٌ من حروف المعجم ، وهى من حروف الزيادات ومن حروف المد واللين ، وقد يكنى بها عن المتكلِّم المجرور ذكراً كان أو أنثى ، نحو قولك : ثَوْبِى وغُلَامِى. وإنْ شئت فتحتَها وإن شئت سكَّنت. ولك أن تحذفها فى النِداء خاصّةً ، تقول : يَا قَوْمِ ويَا عِبَادِ بالكسر ، فإنْ جاءت بعد الألف فُتِحَتْ لا غير ، نحو عصَاىَ ورحَاىَ. وكذلك إن جاءت بعد ياء الجمع ، كقوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ) وأصله بِمُصْرِخِينِى ، سقطت النون للإضافة ، فاجتمع الساكنان فحركت الثانية بالفتح لأنَّها ياء المتكلّم ردّتْ إلى أصلها ، وكَسَرَها بعضُ القرّاء توهُّمًا أن الساكن إذا حُرِّكَ حرّك بالكسر ، وليس بالوجه. وقد يكنى بها عن المتكلِّم المنصوب إلّا أنّه لا بدّ من أن تزاد قبلها نونُ وقايةٍ للفعل ليَسْلَمَ من الجرّ ، كقولك : ضربنى. وقد زيدتْ فى المجرور فى أسماء مخصوصةٍ لا يقاس عليها ، مثل مِنِّى وعَنِّى ولَدُنِّى وقَطْنِى. وإنَّما فعلوا ذلك ليسلم السكون الذى بنى الاسم عليه.

وقد تكون الياء علامةً للتأنيث ، كقولك : افْعَلِى وأنتِ تفعلين.

وتنسب القصيدة التى قوافيها على الْيَاءِ يَاوِيَّةٌ.

ويَا : حرفٌ ينادى به القريبُ والبعيدُ ، تقول :يَا زيدُ أَقْبِلْ.

وقول الراجز (٢) :

*يَا لَكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ (٣)*

فهى كلمة تعجُّب.

وأمَّا قوله تعالى : أَلَا يَا اسْجُدُوا لله بالتخفيف ، فالمعنى : أَلَا يَا هؤلاء اسجدوا ، فحذف المنادَى اكتفاءً بحرف النداء ، كما حذف حرف

__________________

(١) صدره :

فأصاخ يرجو أن يكون حيا

(٢) هو طرفة بن العبد.

(٣) بعده :

خلا لك الجو فبيضى واصفري

ونقرى ما شئت ان تنقري


النداء اكتفاءً بالمنادى فى قوله تعالى : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) إذا كان المراد معلوماً.

وقال بعضهم : إنَ يَا فى هذا الموضع إنَّما هو للتنبيه ، كأنّه قال : أَلَا اسْجُدُوا ، فلمَّا دخل عليه يَا للتنبيه سقطت الألف التى فى اسجدوا لأنَّها ألفُ وصل ، وذهبت الألف التى فى يَا لاجتماع الساكنين ، لأنَّها والسين ساكنتان. قال ذو الرمة :

أَلَا يَا اسْلَمِى يَا دَارَ مَىَّ على البِلَى

ولا زال مُنْهَلًّا بجَرْعَائِكِ القَطْرُ

انتهى الجزء السادس من كتاب «الصحاح»

تأليف الإمام الجوهرى وبتمامه تم الكتاب

الصّحاح - ٦

المؤلف:
الصفحات: 415