
مستدرك
الآية الاولى ـ قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
(الأحزاب : ٣٣)
قد تقدم ما يدل
على نزول الكريمة في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن العامة في ج ٢ ص ٥٠١ وج ٣ ص ٥١٣ وج ٩ ص ١ وج ١٤ ص ٤٠ وج
١٨ ص ٣٥٩ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٤ ص ٢١٢١ ط ١ دار الغرب الإسلامي ـ بيروت ١٤٠٦ ه) قال:
حدّثنا أبو سهل
أحمد بن محمد بن زياد ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا إبراهيم بن حبيب يعرف بابن
الميتة الكوفي ، حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبي الجحاف ، عن عطية ، عن
أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاء إلى باب علي (عليهالسلام) أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة (عليهماالسلام) ، فقال : «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ،
الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ـ الآية.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٣٣
ص ٢٦٠ ط مؤسسة الرسالة) قال :
وله عندنا حديث
آخر بهذا الاسناد ، عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة ، فقال : الصلاة
الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ
لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ٤٥١ ط دار المأمون للتراث) قال :
حدثنا أبو خيثمة ،
حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، حدثنا سفيان ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ
سلمة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم جلّل عليّا ، وحسنا ، وحسينا ، وفاطمة كساء ، ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
فقالت أم سلمة :
قلت : يا رسول الله ، أنا منهم؟ قال : إنك إلى خير.
ومنهم الحافظ
المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى ٤٦٣ ه في «موضح أوهام الجمع
والتفريق» (ج ٢ ص ٣١٢ ط دار المعرفة ـ بيروت) قال :
أخبرنا أبو سعد
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الماليني أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق
بمصر ، حدّثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي ، حدثني أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد
الأموي ، حدثنا عمي عبيد بن سعيد عن الثوري ، عن عمرو بن قيس عن زبيد عن شهر بن
حوشب ، عن أم سلمة رضياللهعنها أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء ثم تلا (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : وفيهم أنزلت.
ومنهم الشيخ يونس
الشيخ ابراهيم السامرائي في «حقائق عن آل البيت والصحابة» ص ١١ ط المكتبة العصرية
ـ صيدا ـ بيروت عام ١٤٠٠ ه ١٩٨٠ م) قال :
لا يخفى على كل
مسلم أن الله تعالى أمرنا بحب آل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم كما جاء ذلك في صريح القرآن الكريم ، قال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) كما قال في عزوجل في آية أخرى : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ولهذه المكانة
العظيمة لآل بيت النبي يجب على المسلم أن يسعى لتعظيمهم واحترامهم والعمل بما
أمروا به من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، فقد ذكر الفخر الرازي أن
أهل بيته صلىاللهعليهوسلم ساووه في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد ،
وفي السلام ، والطهارة ، وفي تحريم الصدقة ، وفي المحبة ، ومن هذا وغيره يظهر لنا
وجوب محبة آل البيت وتحريم بغضهم التحريم الغليظ. وبذلك صرح البيهقي والبغوي ، بل
نص عليه الامام الشافعي فيما حكي عنه من قوله :
يا آل بيت رسول
الله حبكم
|
|
فرض من الله في
القرآن أنزله
|
يكفيكم من عظيم
الفخر أنكم
|
|
من لم يصلّ
عليكم لا صلاة له
|
ولأبي الحسن عن
جبير رحمهالله.
أحب النبي
المصطفى وابن عمه
|
|
عليا وسبطيه
وفاطمة الزهراء
|
هم أهل بيت أذهب
الرجس عنهم
|
|
وأطلعهم في
افقنا أنجما زهرا
|
وقال الامام عبد
الوهاب الشعراني في الفتوحات :
فلا تعدل بأهل
البيت خلقا
|
|
فأهل البيت هم
أهل السيادة
|
فبغضهم من
الإنسان خسر
|
|
حقيقي وحبهم
عبادة
|
ومنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير
أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٣٨٥ ط مؤسسة الرسالة في بيروت) قال :
الأوزاعي : حدثنا
أبو عمار ـ رجل منا ـ حدثني واثلة بن الأسقع ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم ، أخذ حسنا ، وحسينا ، وفاطمة ، ولف عليهم ثوبه ، وقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣]
اللهم هؤلاء أهلي. قال واثلة : فقلت يا رسول الله ، وأنا من أهلك؟ قال : وأنت من
أهلي قال : فإنها لمن أرجى ما أرجو.
هذا حديث حسن
غريب.
وقال أيضا في ج ١٠
ص ٣٤٦ : أنبأنا جماعة عن أسعد بن روح ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، أخبرنا ابن
ريذة ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أبو خليفة ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ،
حدثنا عبد الحميد بن بهرام ، حدثنا شهر ، سمعت أمّ سلمة تقول : جاءت فاطمة غدية
بثريد لها تحملها في طبق ، حتى وضعتها بين يديه صلىاللهعليهوسلم ، فقال [لها] : أين ابن عمك؟ قالت : هو في البيت. قال :
ادعيه ، [وائتيني بابني] قالت : فجاءت تقود ابنيها ، كل واحد منهما في يد ، وعلي
يمشي في أثرها ، [حتى دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم] فأجلسهما في حجره ، وجلس علي على يمينه ، وجلست فاطمة عن
يساره ، [قالت أم سلمة :] فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت ،
ببرمة فيها خزيرة ، فجلسوا يأكلون من تلك البرمة ، وأنا أصلي في تلك الحجرة. فنزلت
: (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وأخذ فضل الكساء فغشاهم ثم أخرج يده اليمنى من الكساء
وألوى بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي.
قالت : فأدخلت
رأسي فقلت : يا رسول الله وأنا معكم؟ قال : أنت إلى خير. مرتين.
رواه الترمذي
مختصرا وصححه من طريق الثوري عن زبيد عن شهر بن حوشب.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي الحنبلي ـ ابن النجار المتوفى ٩٧٢ ه في
«شرح الكوكب المنير» (ج ٢ ص ٢٤٢ ط دار الفكر ـ دمشق) قال:
وأهل البيت (هم :
علي وفاطمة) بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم (ونجلاهما) هما
حسن وحسين (رضي الله تعالى عنهم) ، لما في الترمذي : أنه لما نزل قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) أدار النبي صلىاللهعليهوسلم الكساء ، وقال : هؤلاء أهل بيتي.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزّي المتوفى
٧٤٢ في كتابه «مختصر
الأشراف بمعرفة الأطراف» (ج ١٢ ص ٣٩٧ ط بيروت)
حديث خرج رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود ... الحديث ـ في فضل الحسن
والحسين. وفيه : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في اللباس عن سريج بن يونس وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى
، ثلاثتهم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن مصعب بن شيبة به ـ مختصرا.
وفي الفضائل عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ، كلاهما عن محمد
بن بشر ، عن زكريا بن أبي زائدة ـ بتمامه. د في اللباس (٦ : ١) عن يزيد بن خالد ـ وحسين
ابن علي ـ ت فيه (لا ، في الاستئذان ٨٣) عن أحمد بن منيع ـ ثلاثتهم عن يحيى بن أبي
زائدة به ـ مختصرا كما هاهنا ، وقال ت : حسن صحيح.
وقال أيضا في ج ١٣
ص ١٢ : حديث : أن النبي صلىاللهعليهوسلم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ... الحديث. ت في
المناقب (١٣٤ : ٥) عن محمود بن غيلان ، عن أبي أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن زيد ،
عن شهر بن حوشب به. وقال : حسن صحيح ، وهذا أحسن شيء روي في هذا الباب.
ومنهم الدكتور علي
محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٢١٠ ط مؤسسة
الكتب الثقافية في الدوحة) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثني أبي ، ثنا محمد بن مصعب قال ثنا الأوزاعي عن شدّاد أبي عمار قال : دخلت على
واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليا فلما قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت
من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قلت : بلى. قال أتيت فاطمة رضياللهعنها أسألها عن علي ، قالت توجه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه علي وحسن وحسين رضياللهعنهم ، آخذ كل واحد منهم بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة
فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا ، كل واحد منهما على فخذه ، ثم لفّ
عليهم ثوبه أو قال
كساء ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وقال : اللهم
هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق.
(أ) رواته : ثقات
، عدا محمد بن مصعب وحديثه حسن إن شاء الله.
(ب) درجته :
إسناده حسن.
(ج) تخريجه :
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٧ ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ، وزاد
«إليك لا إلى النار» والطبراني ، وفيه محمد بن مصعب ، وهو ضعيف الحديث ، سيئ الحفظ
، رجل صالح في نفسه.
قلت : اختلف
العلماء في تضعيفه ، ومن ضعفه فإنما ضعفه من قبل حفظه ، وقال أبو زرعة : صدوق في
الحديث ، وقال أحمد : لا بأس به.
ومنهم العلامة أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه في «معجم
الشيوخ» (ص ١٣٣ ط مؤسسة الرسالة ودار الايمان بيروت ـ طرابلس) قال :
حدثنا محمد بن
عمار بالكوفة حدثنا محمد بن عبيد بن أبي هارون المقرئ ، حدّثنا أبو حفص الأعشى ،
عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن محمد بن سوقة ، عن من أخبره ، عن أم سلمة ، قالت :
كان النبي صلىاللهعليهوسلم عندنا منكسّا / ٤٢ / رأسه ، فعملت له فاطمة خزيرة ، فجاءت
ومعها حسن وحسين رضياللهعنهم ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ أين زوجك؟ اذهبي فادعيه ، فجاءت به فأكلوا ، فأخذ كساء
فأداره عليهم. فأمسك طرفه بيده اليسرى ، ثم رفع اليمنى إلى السماء وقال : اللهم
هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. أنا حرب لمن حاربتم
، سلم لم سالمتم ، عدوّ لم عاداكم.
ومنهم العلامة
الشيخ فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المولود سنة ٥٤٤
والمتوفى سنة ٦٠٦
ه في كتابه «المحصول في علم الأصول» (ج ٢ ص ٨١ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال
:
أما الآية فقوله
تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ؛
والخطأ رجس : فيجب أن يكونوا مطهرين عنه.
وأما الخبر فقوله
عليه الصلاة والسلام : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي. وأما
المعنى فإن أهل البيت مهبط الوحي ، والنبي صلىاللهعليهوسلم منهم وفيهم : فالخطأ عليهم أبعد.
وقال أيضا في ص ٨٢
: فإذن : هذه الآية تدل على عصمة أهل البيت ، وكلّ من قال ذلك زعم أنّ المراد به
علي وفاطمة والحسن والحسين لا غير ، فلو حملناه على غيرهم : كان ذلك قولا ثالثا.
ومنهم الشيخ أبو
محمد السيد بن ابراهيم أبو عمه ـ في «الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن
الكريم» (ص ٩٠ دار الصحابة للتراث بطنطا) قال :
قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الآية ٣٣].
قال الحاكم ـ رحمهالله تعالى ـ في المستدرك (٢ / ٤١٦) : حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب أنبأنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول : حدثني
أبو عمار قال : حدثني واثلة بن الأسقع رضياللهعنه قال : جئت أريد عليا رضياللهعنه فلم أجده. فقالت فاطمة رضياللهعنها : انطلق إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعوه فاجلس فجاء مع رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله
وسلم فدخل ودخلت معهما. قال : فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من
حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وأنا شاهد فقال : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً) اللهم هؤلاء أهل بيتي قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم
ووافقه الذهبي وقال : سمعه الوليد بن مزيد من الأوزاعي. حديث حسن.
ومنهم شيخ الإسلام
أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني المتوفى ٧٢٨
ه في «قواعد الأديان» (ص ٢٦ ط دار القلم للتراث ـ الهرم) قال :
وقد روى الامام
أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة : أن هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلىاللهعليهوسلم كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين رضياللهعنهم فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا.
وقال أيضا في ص ٢٧
: ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرا ، دعا النبي
صلىاللهعليهوسلم لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصا به ، وهم علي وفاطمة ، رضياللهعنهما ، وسيدي شباب أهل الجنة ، جمع الله لهم بين أن قضى لهم
بالتطهير ، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلىاللهعليهوسلم ، فكان في ذلك ما دلنا على أن إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم
نعمة من الله ، ليسبغها عليهم ، ورحمة من الله وفضل لم يبلغوهما بمجرد حولهم
وقوتهم ، إذ لو كان كذلك لاستغنوا بهما عن دعاء النبي صلىاللهعليهوسلم ، كما يظن من يظن أنه قد استغنى في هدايته وطاعته عن إعانة
الله تعالى له ، وهدايته إياه.
وقال شيخ الإسلام
المذكور في كتاب «الفتاوى الكبرى» ج ١ ص ٥٥.
مسألة : في رجل
قال في علي بن أبي طالب رضياللهعنه إنه ليس من أهل البيت ، ولا تجوز الصلاة عليه ، والصلاة
عليه بدعة؟
الجواب : أما كون
علي بن أبي طالب من أهل البيت ، فهذا مما لا خلاف بين المسلمين فيه ، وهو أظهر عند
المسلمين من أن يحتاج إلى دليل ، بل هو أفضل أهل البيت ، وأفضل بني هاشم بعد النبي
صلىاللهعليهوسلم ، وقد ثبت عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه أدار كساه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : اللهم
هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت) قال
:
أما بعد : فقد قال
الله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب ـ ٣٣].
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٧ ص ٣٢٩ ط دار الفكر) قال :
قال [عمرو بن ميمون]
: ودعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن والحسين وعليا وفاطمة عليهمالسلام ، ومدّ عليهم ثوبا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في «التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية» (ص
٣١١ ط مكتبة الرياض الحديثة) قال :
بيته علي وفاطمة
والحسن والحسين الذي أدار عليهم الكساء وخصهم بالدعاء ، ذكره الشيخ تقي الدين.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في .. خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر
الإسلام» (ص ٤٦٣ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
ان النبي صلىاللهعليهوسلم مضطجعا على كساء حبري عند زوجته أم المؤمنين أم سلمة ،
وكانت قائمة تصلي ، فدخلت عليه فاطمة الزهراء تحمل له برمة فيها خزيرة ، فقال لها
: ادع لي زوجك وابنيك فجاء علي وحسن وحسين ، فدخلوا ، فجلسوا يأكلون من تلك
الخزيرة ؛ وهبط جبريل ، عليهالسلام ، وتلا على النبي الكريم قول الله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
فأخذ الرسول صلىاللهعليهوسلم طرفا من الكساء الذي كان يضطجع فوقه ،
فغطى به فاطمة
وعليا وحسنا وحسينا ، ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء ، ثم قال : اللهم هؤلاء
أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الحليم أبو شقة في «تحرير المرأة في عصر الرسالة» (ج ٣ ص ٤١ ط ١ دار
القلم ـ الكويت ـ عام ١٤١٠) قال :
عن عائشة : خرج
النبي صلىاللهعليهوسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله
ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [رواه مسلم].
ومنهم المحق
الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني»
(ج ١ ص ٢٣١ ط ١ دار عمار ـ عمان والمكتب الكلامي بيروت) قال :
حدثنا الحسن بن
أحمد بن حبيب الكرماني بطرسوس. حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا عمار بن محمد ،
عن سفيان الثوري ، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد
الخدري رضياللهعنه في قوله جل وعز : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : نزلت في خمسة : في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضياللهعنهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلي الله عليه وآله واتباع
السنة» (ص ١٨) قال :
وأوضح لنا صلىاللهعليهوسلم مكانة الامام علي وزوجه فاطمة وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين فعن
عائشة أنها قالت : خرج النبي صلىاللهعليهوسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم
جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ
الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) رواه مسلم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد علي الصابوني الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة
المكرمة في «من كنوز السنة» (ص ١٤١ ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة) قال : ومن
محبة الرسول صلىاللهعليهوسلم تتولد محبة (آل البيت) ، محبة آله وعشيرته ، لأن من أحب
شخصا أحب من يلوذ به وينتسب اليه ، ولا شك أن آل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم هم أحق الناس بالحب والتقدير ، وقد أثنى الله عليهم بقوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فمحبتهم محبة للرسول ، وتكريمهم تكريم له صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد الأمين بن محمد المختار الحكبني الشتقيطي في «أضواء البيان في إيضاح
القرآن بالقرآن» (ج ٦ ص ٥٧٩ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال :
وقال بعض أهل
العلم : إن أهل البيت في الآية هم من تحرم عليهم الصدقة والعلم عند الله تعالى.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ، الآية. يعني أنه يذهب الرجس عنهم ، إلخ.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول صلىاللهعليهوسلم» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٣٠ ط دار النور الإسلامي ودار
البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :
انه دعاهم ثم تلا
هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) ... أبو هريرة.
ومنهم العلامة
محمد بن أحمد بن جزى الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود ٧٤١ والمتوفى ٧٩٢ ه في «التسهيل
لعلوم التنزيل» (ج ٣ ص ١٣٧ ط دار الفكر) قال :
(إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ) (الرجس) أصله
النجس ، والمراد به هنا النقائص والعيوب (أهل البيت) منادى أو منصوب على
التخصيص ، وأهل
بيت النبي صلىاللهعليهوسلم : هم أزواجه وذريته وأقاربه كالعباس وعلي وكل من حرمت عليه
الصدقة ، وقيل المراد هنا أزواجه خاصة ، والبيت على هذا المسكن ، وهذا ضعيف لأن
الخطاب بالتذكير ، ولو أراد ذلك لقال عنكن وروي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ وعلي وفاطمة والحسن
والحسين.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢٨ ط عالم الكتب ـ بيروت)
قال :
روي من طرق صحيحة
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، جاء ومعه علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وقد أخذ كل
واحد منهما بيده صلىاللهعليهوسلم حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا
وحسينا على فخذيه ، ثم لف عليهما كساء ، ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وفي رواية قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وفي أخرى : قال :
اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم ،
إنك حميد مجيد.
إلى أن قال :
ويحتمل ان التخصيص بالكساء لهؤلاء الأربع لأمر الهي ، يدل عليه حديث أم سلمة رضي
الله تعالى عنها أنها قالت : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه المصطفى من يدي فقلت :
وأنا معكم يا رسول الله؟ فقال : إنك من أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم وإنك على خير.
وروى أحمد في
مسنده والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي علي ، وحسن ، وحسين
، وفاطمة رضوان الله عليهم أجمعين.
وروى ابن أبي شيبة
وأحمد والترمذي والطبراني والحاكم وصححه عن أنس أن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يمر ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر فيقول : الصلاة أهل البيت
... (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اه.
ومنهم الفاضل
المعاصر؟ في «فهرس مسند أبي يعلى» (ج ١٤ ص ٩٠ ط دار المأمون للتراث) قال : جلّل
عليا وحسنا وحسينا وفاطمة كساء ثم قال ...
ومنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٥٤١ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
(إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية نزلت في النبي صلىاللهعليهوسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهمالسلام) يعني إنما يذهب بأمره ونهيه فيأمركم بمكارم الأخلاق
ومعالي الأمور ، والرجس الإثم الذي نهى الله عنه ، قيل : الشيطان والشرك.
ومنهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٨٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال:
ويدخل أهل بيته في
هذه الآية من باب أولى بل بنص الحديث الخمسة الذين جللهم النبي صلىاللهعليهوسلم بكسائه كما
في صحيح مسلم عن
عائشة رضياللهعنها قالت : خرج النبي صلىاللهعليهوسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله
ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ومنهم العلامة
الشيخ عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص ٤٨٢ ط دار
الريان) قال :
وكثيرا ما بيّن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أهل بيته الذين نزلت في حقهم الآية الشريفة هم علي بن
أبي طالب ، وفاطمة الزهراء وولديهما الحسن والحسين فقد قال واثلة بن الأسقع : لقد رأيتني ذات يوم ، وقد جئت
النبي صلىاللهعليهوسلم في بيت أم سلمة ، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى
وقبّله ، ثمّ جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها
بين يديه ، ثم دعا بعلي ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في .. فهارس أحاديث وآثار مسند
الامام أحمد بن حنبل (ج ١ ص ٣٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ) أنس ٣ / ٢٨٥.
(إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) ٦ / ٢٩٢.
(إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ).
قاله لأهل بيت علي
عمرو بن ميمونة ١ / ٣٣١.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول صلىاللهعليهوسلم» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٣٢ ط دار النور الإسلامي ودار
البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :
أنه لما نزلت هذه
الآية دخل عليه علي وفاطمة والحسن ...
مستدرك
الآية الثانية ـ قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)
(الشورى : ٢٣)
قد تقدم ما ورد في
نزولها في شأن أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أعلام الامة ـ في ج ٣ ص ٢ ـ إلى ٢٢ وج ١٤ ص ١٠٦ ـ إلى ص
١١٥ وج ٢٠ ص ٧٨ و ٧٩. ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق.
فمنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٦٢٤ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً) أي على ما أدعوكم إليه (إِلَّا الْمَوَدَّةَ
فِي الْقُرْبى) ، قال جار الله : انها لما نزلت قيل : يا رسول الله من
قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ويدل عليه ما روي عن علي عليهالسلام قال : شكوت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حسد الناس ، قال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من
يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف
أزواجنا. وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن
اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه فأنا أجازه عليها غدا إذا لقيني
يوم القيامة.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوسلم واتباع السنة» (ص ١٦) قال :
وتجب محبة آل
البيت ومودتهم قال الله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
ومنهم الفاضل عبد
الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج ١ ص ٤٩ ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
ولما نزلت الآية
الكريمة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) سئل الرسول : من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم. قال : علي
وفاطمة وولدهما.
ومنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن المدني المغربي المالكي في الدرر المكنونة (ص ١١ ط المطبعة
الفاسية) قال :
وأخرج سعيد بن
منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال : قربى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأخرج الطبراني والبزار عن الحسن بطرق بعضها حسن انه خطب
خطبة بليغة قال أنا الحسن بن محمد صلىاللهعليهوسلم أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا من أهل البيت الذين
افترض الله تعالى مودتهم وموالاتهم فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٨٤ ط دار الريان للتراث) قال :
وأنزل الله في
كتابه العزيز ما يدعم تعاليم الرسول فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
ومنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي في «غرر التبيان
فيمن لم يسم في القرآن» (ص ٤٦٥ ط دار قتيبة) قال :
(إِلَّا الْمَوَدَّةَ
فِي الْقُرْبى) [الآية ٢٣] هي :
مودتهم النبي صلىاللهعليهوسلم في قرابته منهم ، فيصدّقونه ، ولا يؤذونه ، وقيل : هي مودة
أقاربه صلىاللهعليهوسلم لأجله ، وقيل : هم بنو فاطمة ، وقيل : بنو عبد المطلب ،
وقيل : أهل الخمس.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في «التنب يهات السنية على العقيدة الواسطية» (ص
٣١٠ ط مكتبة الرياض الحديثة) قال :
قوله ويحبون أهل
بيت رسول الله إلخ. أي أن أهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت الرسول صلىاللهعليهوسلم ويتولونهم ويحترمونهم ويكرمونهم لقرابتهم من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاحترامهم ومحبتهم والبر بهم من توقيره واحترامه صلىاللهعليهوسلم وامتثالا لما جاء به الكتاب والسنة من الحث على ذلك ، قال
تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقد تكاثرت الأحاديث بالأمر بذلك والحث عليه. قال ابن كثير
رحمهالله بعد كلام : ولا ننكر الوصاية بأهل البيت والأمر بالإحسان
إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة وأشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا
وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية.
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد الونشريسي التلمساني المتولد في حدود
سنة ٨١٤ والمتوفى بفأس ٩١٤ ه في كتاب «المعيار المعرب» (ج ٢ ص ٥٤٥ ط بيروت) قال :
ومما يدل على
احترام ذريته صلىاللهعليهوسلم قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أي إلّا أن تودّوني في قرابتي ، والذرية أقرب القرابة.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٤٦٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال : علي وفاطمة
وابناهما طب ٣ : ٣٩ ، ١١ : ٤٤٤ ـ مجمع ٧ : ١٠٣ ، ٩ : ١٦٨ ـ كشاف ١٤٥ ـ قرطبي ١٦ :
٢٢ ـ كثير ٣ : ٩٨.
علي وفاطمة والحسن
أهلي خفا ٢ : ٩٣.
علي وفاطمة والحسن
والحسين كثير ٣ : ٩٨ ـ قرطبي ١٦ : ٢٢.
علي وفاطمة
وولداهما منثور ٦ : ٧ ـ مسير ٧ : ٢٨٥ ـ قرطبي ١٦ : ٢٢ ـ كثير ٣ : ٩٨.
ومنهم العلامة
شهاب الدين محمد أحمد الجعفي في «تفسير آية المودة» ق ١٢
قال في قوله تعالى
: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقيل : هم ولد عبد المطلب ويدل عليه ما روى أنس بن مالك
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا وحمزة وجعفر
وعلي والحسن والحسين والمهدي.
مستدرك
الآية الثالثة ـ قوله تعالى سلام على آل ياسين (الصافات : ١٣٠)
قد تقدم الأحاديث
التي تدل على نزولها في أهل البيت عليهمالسلام نقلا عن العامة في ج ٣ ص ٤٤٩ وج ٩ ص ١٢٧ وج ١٤ ص ٣٦٠ وج ١٨
ص ٥٠٣ وج ٢٤ ص ١٤٢ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق. رواه جماعة.
فمنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٥٧٨ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
سلام على آل
ياسين. وقيل : آل محمد روي في الحاكم.
مستدرك
الآية الرابعة ـ قوله
تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما
بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ)
(سورة الرحمن / ١٩ و ٢٠)
قد تقدم ما ورد في
نزولها في أهل البيت عليهمالسلام عن العامة في ج ٣ ص ٢٧٤ وج ٩ ص ١٠٧ وج ١٤ ص ٢٥٦ وج ٢٠ ص ٨٨
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :
فمنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٦٩٥ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
وروي في الثعلبي :
مرج البحرين علي وفاطمة ، بينهما برزخ محمد ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن
والحسين عليهمالسلام.
مستدرك
الآية الخامسة ـ قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ
الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا
وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (آل عمران : ٦١)
قد تقدم ما يدل على نزول هذه الكريمة في
شأن أهل البيت عليهمالسلام
عن أعلام العامة في ج ٣ ص ٧٥ وج ٩ ص ٧٠ وج ١٤ ص ١٣١ وج ١٨ ص ٣٨٩ ج ٢٠ ص ٨٤.
ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق.
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢٤ ط عالم الكتب ـ بيروت)
قال :
وأهل بيته صلوات
الله وسلامه عليه : علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضياللهعنهم ، وجميع ذريتهم تبع لهم. أما كونهم وحدهم هم أهل تلك
الدرجة فالدليل عليه حديث المباهلة. يقول المفسرون : لما نزل قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما
جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ
وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ). احتضن رسول الله صلّى الله
عليه وسلم ، الحسن
، والحسين ، ومشت فاطمة خلفه ، وعلي خلفها وهو يقول لهم : إذا دعوت فآمنوا ... إلخ. ثم يعلق جار الله على هذا فيقول : ولا دليل أقوى من هذه
الآية على فضل أصحاب الكساء.
ومنهم العلامة ...
في كتابه «القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم» (ص ٥١ ط بيروت) قال :
ولما أنزل الله
آية المباهلة (فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) ... الآية. دعا النبي صلىاللهعليهوسلم فاطمة رضياللهعنها وحسنا وحسينا رضياللهعنهما وخرج للمباهلة.
وقال أيضا : فقد
قال الله تعالى : في حق إبراهيم : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى ، وَعِيسى وَإِلْياسَ). ومعلوم ان عيسى لم ينتسب إلى إبراهيم إلّا من جهة امه
مريم.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ في «الاختلاف
في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة» (ص ٤٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ٥ :
١٤) قال :
قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) فدعا حسنا وحسينا (وَنِساءَنا
وَنِساءَكُمْ) فدعا فاطمة عليهاالسلام ، (وَأَنْفُسَنا
وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا عليا عليهالسلام.
ومنهم العلامة ...
في كتابه «القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم» (ص ٢١ ط بيروت) قال :
وقد ثبت في الصحاح
حديث وفد نجران ، ففي البخاري ومسلم عن حذيفة وأخرجه مسلم عن سعد بن أبي ـ وقاص
قال : لما نزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا
نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ، وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ ، وَأَنْفُسَنا
وَأَنْفُسَكُمْ) دعا رسول الله صلّى الله عليه
وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوسلم واتباع السنة» (ص ١٨) قال :
ولما نزلت هذه
الآية (فَقُلْ تَعالَوْا
نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي. رواه
مسلم.
ومنهم الشيخ أبو
محمد السيد بن إبراهيم أبو عمه ـ في «الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن
الكريم» (ص ١٩ ط دار الصحابة للتراث بطنطا) قال :
قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) [الآية ٦١].
قال الترمذي رحمهالله في سننه رقم (٢٩٩٩) : حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل
عن بكير بن مسمار ـ هو مدني ثقة ـ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضياللهعنه قال : لما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
قال أبو عيسى :
هذا حديث حسن غريب صحيح. قلت : هذا حديث حسن.
ونهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٧٤ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :
ولما نزلت هذه
الآية (فَقُلْ تَعالَوْا
نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي.
ومنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٧٦ ط ١ دار الحكمة
اليمانية)
عن ابن عباس :
فلما دعاهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المباهلة أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة عليهمالسلام وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا أنا دعوت فآمنوا ثم دعا النصارى إلى المباهلة
فأحجموا عنها ، وأقروا بالذلة ،
وقبلوا الجزيّة ،
وروي أنهم استشاروا العاقب وكان ذا رأيهم ، فقال : إنه نبي مرسل وما لاعن قوم شيئا
قط فعاش كبيرهم ولا ثبت صغيرهم فوادعوه وانصرفوا ، وروي أن أسعف نجران قال لهم :
إني لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا
فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة وسألوا الصلح ، فصالحهم
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل سنة ألفي حلة ، ألف في رجب وألف في صفر ، وثلاثين
درعا ، وثلاثين فرسا ، وثلاثين رمحا ، فدفعوها اليه ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم
عليه الوادي نارا وما حال الحول على النصارى حتى هلكوا (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) أي هذا الذي قصّ عليك من نبأ عيسى لهو القصص الحق.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الحليم أبو شقة في «تحرير المرأة في عصر الرسالة» (ج ٣ ص ٤٠ ط ١ دار
القلم ـ الكويت ـ عام ١٤١٠) قال :
قال تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما
جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ
وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [سورة آل عمران : ٦١].
ورد في تفسير ابن
كثير : ... (فَقُلْ تَعالَوْا
نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا
وَأَنْفُسَكُمْ) أي نحضرهم في حال المباهلة ... فلما أصبح رسول الله صلىاللهعليهوسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين
في خميل له ، وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة ، وله يومئذ عدة نسوة.
عن عائشة قالت :
أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلىاللهعليهوسلم فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : مرحبا بابنتي ، ثم أجلسها عن يمينه.[رواه البخاري ومسلم].
وقال أيضا في ص ٩٠
: وورد أيضا : ... قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم العاقب والطيب من رءوس وفد نجران من النصارى فدعاهما إلى
الملاعنة فواعداه على أن
يلاعناه الغداة
قال : فغدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا
أن يجيبا ... قال جابر : وفيهم نزلت : (تَعالَوْا نَدْعُ
أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) وقال جابر : أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلي بن أبي طالب وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة
وهكذا رواه الحاكم في مستدركه عن علي بن عيسى ثم قال : صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه ، هكذا قال. وقد رواه أبو داود والطيالسي عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي
مرسلا وهذا أصح. وقد روي عن ابن عباس والبراء نحو ذلك.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٨٣ ط دار الريان للتراث) قال :
عند ما قدم عليه
وفد نصارى نجران ، فقد دعاهم الرسول إلى الإسلام ، وتلا عليهم ما أنزل الله من
القرآن في «عيسى بن مريم» ، فلما رفضوا أمر الله سبحانه النبي أن يعرض عليهم
الملاعنة بقوله تعالى :
(فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ
وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) وارتضى زعماء النصارى المباهلة ، فلما كان اليوم التالي ،
استعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لذلك ، فأخذ بيد علي وفاطمة ، وبيد الحسن والحسين ثم أرسل
إلى النجرانيين فخافوا عاقبة ملاعنة نبي الله صلىاللهعليهوسلم وقالوا نصالحك على الجزية ولا نلاعنك ، فصالحهم وأصبحوا في
جوار الله وذمة رسوله.
مستدرك
الآية السادسة ـ قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً
وَيَتِيماً
وَأَسِيراً) (الدهر : ٨)
قد تقدم ما ورد في
نزول الكريمة في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن أعلام العامة في ج ٣ ص ١٥٧ و ٥٨٣ وج ٨ ص ٥٧٦ وج ٩ ص ١١٠
وج ١٤ ص ٤٤٦ وج ١٨ ص ٣٣٩ ـ وج ٢٠ ص ١٥٣ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي
لم نرو عنها فيما مضى.
فمنهم العلامة
محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود ٧٤١ والمتوفى ٧٩٢ ه في «التسهيل
لعلوم التنزيل» (ج ٤ ص ١٦٧ ط دار الفكر) قال :
(وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ) نزلت هذه الآية وما بعدها في علي بن أبي طالب وفاطمة
والحسن والحسين رضياللهعنهم فإنهم كانوا صائمين فلما وضعوا فطورهم ليأكلوه جاء مسكين
فرفعوه له وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين فلما وضعوا فطورهم جاء يتيم فدفعوه له
وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين فلما وضعوا فطورهم جاء أسير فدفعوه له وباتوا طاوين
والآية على هذا مدنية لأن عليا إنما تزوج فاطمة بالمدينة.
ومنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي المتوفى ٧٣٣ ه في
«غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن» (ص ٥٢٥ ط دار قتيبة ـ دمشق وبيروت) قال :
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) [الآية ٧]. هم :
علي ، وفاطمة ، وجاريتهما فضة ، لما مرض الحسن والحسين ، فنذروا إن عوفيا صيام
ثلاثة أيام ، فبرأ ، فصاموا أول يوم ووضعوا العشاء أقراصا من شعير ، فوقف سائل ،
فآثروه وطووا ، ثم وقف عليهم في الليلة الثانية يتيم ،
فآثروه وطووا ،
وفي الثالثة أسير ، فآثروه وطووا. فنزلت. (وَأَسِيراً) : [الآية ٨]. هو : الأسير من الكفّار يحسن إليه في دار
الإسلام ، وقيل : هو المملوك ، وقيل : هو الأسير من المسلمين ، وقيل : هو الغريم
المسجون.
ومنهم الدكتور فرج
بصمه جي من «كنوز المتحف العراقي» (ص ٤٢٤ ط وزارة الاعلام بغداد» قال :
الرقم ٤٥ ـ باب من
الخشب يتألف من مصراعين مفقود بعض أجزائه عليه كتابة نسخية بارزة حول حشواته. صنع
كما هو مدون عليه سنة (٤٩٨ ه الموافق ١١٠٤ م) نقل من جامع الامام إبراهيم في
الموصل ، (٦٧٦ ـ ع) ، ونص الكتابة في أعلى الباب :
١ ـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
٢ ـ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ
يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ)
٣ ـ (الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً
وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ،)
٤ ـ (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا
شُكُوراً) .
ومنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٨٧٦ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام وجارية لهم.
__________________
ومنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي المتوفى ٧٨٢ في «البركة
في فضل السعي والحركة» (ص ٥٩ ط دار المعرفة ـ بيروت) قال:
وفي تفسير
الثعالبي أن عليا رضياللهعنه انطلق إلى يهودي يعالج الصوف ، فقال له : هل لك أن تعطيني
جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلىاللهعليهوسلم بثلاثة آصع من شعير؟ قال : نعم! فأعطاه الصوف والشعير ،
فقبلت فاطمة وأطاعت وقامت إلى صاع فطحنته وخبزت منه خمسة قراص. الحديث بطوله.
ومنهم العلامة
الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري
المتوفى سنة ١٠٣١ ه في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ١٠٦ ط
مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
وروى الثعلبي
بإسناده : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما المصطفى في ناس فقالوا : يا أبا الحسن ،
لو نذرت ، فنذر علي وفاطمة : إن شفيا أن يصوما ثلاثا.
فشفيا ولا شيء
عندهم ، فاقترض علي من يهودي آصعا ، فصنعت فاطمة طعاما ، وقدمته له عند فطره ،
فوقف بالباب سائل ، فاستطعمهم فقال علي :
فاطم ذات المجد
واليقين
|
|
يا بنت خير
الناس أجمعين
|
أما ترين البائس
المسكين
|
|
قد قام بالباب
له حين
|
يشكو إلى الله ويستكين
|
|
يشكو إلينا جائع
حزين
|
كل امرئ بكسبه
رهين
|
|
وفاعل الخيرات
يستعين
|
موعده جنة عليين
|
|
حرّمها الله على
الضنين
|
وللبخيل موقف
مهين
|
|
تهوى به النار
إلى سجّين
|
فقالت فاطمة :
أمرك سمع يا بن
عمّ وطاعة
|
|
ما بي من لوم
ولا وضاعة
|
غذيت باللب
وبالبراعة
|
|
أطعمه ولا أبالي
الساعة
|
أرجو إذا أنفقت
من مجاعة
|
|
أن ألحق الأخيار
والجماعة
|
وأدخل
الخلد ولي شفاعة
|
فأعطى الطعام
ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الماء فصنعت مثله ، فوقف بالباب يتيم فاستطعم ،
فقال علي رضياللهعنه :
يا فاطمة بنت
السيد الكريم
|
|
بنت نبي ليس
بالزنيم
|
قد جاءنا الله
بذا اليتيم
|
|
من يرحم الله
فهو رحيم
|
موعده في جنة
النعيم
|
|
قد حرّم الخلد
على اللئيم
|
يساق في النار
إلى الجحيم
|
|
شرابه الصديد
والحميم
|
فقالت فاطمة :
إني لأعطيه ولا
أبالي
|
|
وأوثر الله على
عيالي
|
أمسوا جياعا وهم
أشبالي
|
|
أصغرهما يقتل في
القتال
|
بكربلاء يقتل في
اغتيال
|
|
للقاتل الويل مع
الوبال
|
تهوى به النار
إلى سفال
|
|
مصفّد اليدين
بالأغلال
|
لقوله
زادت على الأكيال
|
فأعطى الطعام ،
وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح فوقف بالباب أسير فاستطعم
فقال علي :
فاطمة بنت النبي
أحمد
|
|
بنت نبي سيّد
مسوّد
|
هذا أسير للنبي
المهتدي
|
|
مكبل في غله
المقيد
|
يشكو إلينا
الجوع والتشدد
|
|
من يطعم اليوم
يجده في غد
|
فأطعمي من غير
منّ أو نكد
|
|
حتى تجازى بالذي
لا ينفد
|
فقالت فاطمة :
لم يبق مما جئت
غير صاع
|
|
قد دميت كفي مع
الذراع
|
ابناي والله من
الجياع
|
|
أبوهما بمحتده
صناع
|
يصنع المعروف
بابتداع
|
|
عبل الذراعين
طويل الباع
|
وما
على رأسي من قناع
|
فأعطوه الطعام
ومكثوا ثلاثا لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم ، فأخذ علي الحسين ، وأقبل على
المصطفى وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فقال المصطفى : ما أشد ما يسوؤني مما
أرى بكم ، انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة فلما رآها ، وقد لصق بطنها بظهرها وغارت
عينها لشدة الجوع قال : وا غوثاه!! يموت أهل بيت محمد جوعا؟! فنزل قول الله تعالى
: (يُوفُونَ بِالنَّذْر
..) إلى قوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللهِ).
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي
المصنوعة» (ص ٢٩ ط دار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :
اللهم أنزل على آل
محمد كما أنزلت على مريم .. الأصبغ بن نباتة ١ / ٣٧١.
أقول : قاله صلىاللهعليهوآله في قصة اطعام أهل البيت عليهمالسلام.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد عطية الأبراشي في «عظمة الإسلام» (ص ٤٠٤ ط مكتبة الانجلو المصرية ـ القاهرة)
قال :
ذات يوم مرض الحسن
والحسين ابنا علي بن أبي طالب ، فحزن أبوهما ، وحزنت أمهما فاطمة بنت الرسول ،
وحزنت مربيتهما فضة ، فنذر علي وفاطمة والمربية أن يصوموا ثلاثة أيام لله إذا شفى
الحسن والحسين. وقد شفاهما الله من مرضهما ، فبدأ علي وفاطمة وفضة الصيام للوفاء
بالنذر. ولم يكن في بيت علي طعام للفطور والسحور ، فاستلف علي ثلاثة أقداح من
الشعير. فطحنت فاطمة منها قدحا وخبزته لفطور اليوم الأول. وعند أذان المغرب جلس
علي وفاطمة وفضة لتناول طعام الفطور ، وهو ماء وأقراص الشعير التي خبزتها ابنة
الرسول. فلما أرادوا أن يأكلوا قدم مسكين وطرق الباب ، وطلب إحسانا ، فأعطوه أقراص
الشعير ، واكتفوا بالماء فطورا ،
وباتوا تلك الليلة
جائعين ، ولم يجدوا طعاما للسحور. وفي اليوم الثاني أصبحوا صائمين. وفي الغد طحنت
فاطمة قدحا آخر من الشعير ، وخبزته أقراصا ، فلما سمعوا أذان المغرب جلسوا للفطور
، فطرق الباب يتيم من اليتامى ، يطلب طعاما ، فأعطوه ما كان لديهم من أقراص الشعير
، واكتفوا بالماء في فطورهم ، وباتوا جياعا في تلك الليلة أيضا. وفي اليوم الثالث
صاموا ، وطحنت فاطمة الباقي من الشعير وخبزته ، فلما جلسوا للفطور عند المغرب ،
قدم أسير جائع ، وطرق الباب ، وطلب إحسانا ، فقدموا له ما كان لديهم من الطعام ،
وحمدوا الله كل الحمد ؛ لأنهم استطاعوا الوفاء بما نذروه له جل شأنه. رحمهمالله رحمة واسعة ، فقد باتوا ثلاث ليال جياعا ، وفضلوا المسكين
واليتيم والأسير على أنفسهم ، وأحسنوا إليهم بما في أيديهم. وهذا نوع من الإيثار
لا وجود له اليوم ، لا وجود له في ذلك العصر المادي الذي انتشرت فيه الأثرة وحب
النفس ، وصار كل إنسان يعيش لنفسه ، ويحب نفسه ، ولا يفكر إلّا في نفسه ، ولا يشعر
بشعور غيره ، ولا يتألم المسكين ، ولا يعطف على يتيم ، ولا ينظر إلى فقير. وفي ذلك
قال عزوجل : (وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً ، وَأَسِيراً. إِنَّما نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً).
ومنهم الفاضل
المعاصر توفيق الحكيم في «مختار تفسير القرطبي» (ص ٨٦١ ط الهيئة المصرية العامة
للكتاب) قال :
وقال أهل التفسير
: نزلت في علي وفاطمة رضياللهعنهما وجارية لهما اسمها فضة. وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري
وغير واحد من المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا رواه ليث عن مجاهد عن
ابن عباس في قوله عزوجل : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً* وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى
حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعادهما عامة العرب ؛ فقالوا : يا أبا الحسن ـ ورواه
جابر الجعفي عن قنبر مولى علي قال : مرض الحسن والحسين حتى عادهما أصحاب رسول الله
صلّى الله
عليه وسلم ، فقال
أبو بكر رضياللهعنه : يا أبا الحسن ـ رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبي سليم ـ لو
نذرت عن ولديك شيئا ، وكل نذر ليس له وفاء فليس بشيء. فقال رضياللهعنه : إن برأ ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا. وقالت جارية لهم
نوبية : إن برأ سيداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة مثل ذلك. وفي حديث
الجعفي فقال الحسن والحسين : علينا مثل ذلك فألبس الغلامان العافية ، وليس عند آل
محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي إلى شمعون بن حاريا الخيبري ، وكان يهوديا ،
فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير ، فجاء به ، فوضعه ناحية البيت ، فقامت فاطمة إلى
صاع فطحنته واختبزته ، وصلّى علي مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه. وفي حديث الجعفي :
فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد منهم قرص ، فلما
مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش ، إذ أتاهم مسكين ، فوقف
بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ـ في حديث الجعفي ـ أنا مسكين من مساكين
أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأنا والله جائع ؛ أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة.
فسمعه علي رضياللهعنه ، فأنشأ يقول :
فاطم ذات الفضل
واليقين
|
|
يا بنت خير
الناس أجمعين
|
أما ترين البائس
المسكين
|
|
قد قام بالباب
له حنين
|
يشكو إلى الله
ويستكين
|
|
يشكو إلينا جائع
حزين
|
كل امرئ بكسبه
رهين
|
|
وفاعل الخيرات
يستبين
|
موعدنا جنّة
علّيين
|
|
حرّمها الله على
الضنين
|
وللبخيل موقف
مهين
|
|
تهوي به النار
إلى سجّين
|
شرابه الحميم
والغسلين
|
|
من يفعل الخير
يقم سمين
|
ويدخل
الجنة أي حين
|
فأنشأت فاطمة رضياللهعنها تقول :
أمرك عندي يا
ابن عمّ طاعة
|
|
ما بي من لؤم
ولا وضاعة
|
غذيت في الخبز
له صناعة
|
|
أطعمه ولا أبالي
الساعة
|
أرجو إذا أشبعت
ذا المجاعة
|
|
أن ألحق الأخيار
والجماعة
|
وأدخل
الجنة لي شفاعة
|
فأطعموه الطعام ،
ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم
الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلّى علي مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ؛ فوقف بالباب
يتيم فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي
يوم العقبة. أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطم بنت السيد
الكريم
|
|
بنت نبي ليس
بالزنيم
|
لقد أتى الله
بذي اليتيم
|
|
من يرحم اليوم
يكن رحيم
|
ويدخل الجنة أي
سليم
|
|
قد حرم الخلد
على اللئيم
|
ألّا يجوز
الصراط المستقيم
|
|
يزلّ في النار
إلى الجحيم
|
شرابه
الصديد والحميم
|
فأنشأت فاطمة رضياللهعنها تقول :
أطعمه اليوم ولا
أبالي
|
|
وأوثر الله على
عيالي
|
أمسوا جياعا وهم
أشبالي
|
|
أصغرهم يقتل في
القتال
|
بكربلا يقتل
باغتيال
|
|
يا ويل للقاتل
مع وبال
|
تهوى به الناس
إلى سفال
|
|
وفي يديه الغلّ
والأغلال
|
كبولة
زادت على الأكبال
|
فأطعموه الطعام
ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح ؛ فلما كانت في اليوم
الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلّى علي مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ؛ إذ أتاهم أسير
فوقف
بالباب فقال :
السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا! أطعموني فإني أسير
محمد. فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطمه يا بنت
النبي أحمد
|
|
بنت نبي سيد
مسوّد
|
وسماه الله فهو
محمد
|
|
قد زانه الله
بحسن أغيد
|
هذا أسير للنبي
المهتد
|
|
مثقّل في غلّة
مقيد
|
يشكو إلينا
الجوع قد تمدد
|
|
من يطعم اليوم
يجده في غد
|
أعطيه
لا تجعليه أقعد
|
فأنشأت فاطمة رضي
الله تعالى عنها تقول :
لم يبق مما جاء
غير صاع
|
|
قد ذهبت كفّي مع
الذراع
|
ابناي والله هما
جياع
|
|
يا ربّ لا
تتركهما ضياع
|
أبوهما للخير ذو
اصطناع
|
|
يصطنع المعروف
بابتداع
|
عبل الذراعين
شديد الباع
|
|
وما على رأسي من
قناع
|
إلّا
قناعا نسجه أنساع
|
فأعطوه الطعام
ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح ، فلما أن كان في
اليوم الرابع ، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن ، وبيده اليسرى الحسين ،
وأقبل نحو رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع ، فلما أبصرهم رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قال : يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم انطلق
بنا إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ،
وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول الله صلىاللهعليهوسلم عرف المجاعة في وجهها بكى وقال : وا غوثاه يا الله ، أهل
بيت محمد يموتون جوعا فهبط جبريل عليهالسلام وقال : السلام عليك ، ربك يقرئك السلام يا محمد ، خذه
هنيئا في أهل بيتك. قال : وما آخذ يا جبريل فأقرأه (هَلْ أَتى عَلَى
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) إلى قوله : (وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً*
إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً).
مستدرك
الآية السابعة ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ
مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)
(الطور : ٢١)
قد مر ما في دلالة
هذه الكريمة في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن العامة في ج ١٤ ص ٦٧٦ وج ٢٠ ص ٤١ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى رواه جماعة :
منهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٣١ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
قال (ابن عبد البر
في كتاب الصحابة) قال رجل لابن عمر يا أبا عبد الرحمن فعلي قال علي من أهل البيت
ولا يقاس بهم ، علي مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في درجته والله سبحانه يقول : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فاطمة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في درجته وعلي مع فاطمة.
مستدرك
الآية الثامنة ـ قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) (سورة الحج : ١٩)
قد تقدم ما ورد في
نزولها في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن العامة في ج ٣ ص ٥٥٢ وج ١٤ ص ٤٠٧ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :
منهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ١
ص ٧٢٣ ط عالم الكتب ـ بيروت) قالوا :
(هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : نزلت فينا. علي. التفسير ٢ : ٣٨٦.
قلت : إشارة إلى
ما رواه الحاكم في «المستدرك بإسناده عن علي عليهالسلام أنه قال : (هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : نزلت فينا وفي الذين بارزوا يوم بدر : عتبة وشيبة
والوليد ، هذا حديث صحيح الاسناد عن علي رضياللهعنه. وقد اتفق الشيخان على إخراجه من حديث الثوري كما حدثناه
أبو زكريا العنبري.
مستدرك
الآية التاسعة ـ قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
وَما كانَ اللهُ
مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
(سورة الأنفال :
٣٣)
قد تقدم ما ورد من
الأحاديث في نزولها في خصوص أهل البيت عليهمالسلام عن كتب أعلام العامة في ج ٣ ص ٥٤٥. ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها في ما سبق. رواه جماعة من أعلام العامة :
منهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة ١٢٧٨
في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٨ ط المطبعة الفاسية) قال :
وقال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنْتَ فِيهِمْ) أشار صلىاللهعليهوسلم إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته وإنهم أمان لأهل الأرض
كما انّ هو صلىاللهعليهوسلم أمان لهم. وفي ذلك أحاديث كثيرة. أخرج جماعة كلهم بسند
ضعيف مرفوعا :
النجوم أمان لأهل
السماء وأهل بيتي أمان لامتي. وفي رواية : أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل
بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون.
ومنهم روى العلامة
عبد الله بن نوح الجيابخوري في «الامام المهاجر» (ص ٢١٦ ط دار الشروق بجدة) قال :
ومنها قوله تعالى
: (وَما كانَ اللهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) سيأتي في الأحاديث ما يشير إلى وجود ذلك في أهل البيت
وإنهم أمان لأهل الأرض.
مستدرك
الآية العاشرة ـ قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
كَمِشْكاةٍ
فِيها مِصْباحٌ) الآية (النور : ٣٥)
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٣ ص ٤٥٨ وج ٩ ص ١٢٤ وج ١٤ ص ٣٦٩ وج ١٨ ص ٤٧٧ ومواضع أخرى
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة أحمد
علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٤٥٥ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
المشكاة فاطمة ،
والمصباح الحسن والحسين.
مستدرك
الآية الحادية بعد العشرة ـ قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ
عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (سورة البقرة : ٣٧)
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الكلمات التي تلقاها آدم :
بحق محمد وعلي
وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت.
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٣ ص ٧٦ و ٧٨ و ٧٩ وج ٩ ص ١٠٤ ـ ١٠٦ وج ١٤ ص ١٤٨ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة.
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٦٣٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :
قال بحق محمد وعلي
وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت.
موضوعات ٢ : ٣ ـ تنزيه
١ : ٤١٣.
مستدرك
الآية الثانية بعد العشرة ـ قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها
حُسْناً) (سورة الشورى : ٢٣)
قد تقدّم ما يدلّ
عليه عن العامّة في مواضع متعدّدة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق ، رواه جماعة :
منهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن المدني المغربي المالكي في الدرر المكنونة (ص ١١ ط المطبعة
الفاسية) قال :
وفي رواية : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ
فِيها حُسْناً) قال : اقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.
وأخرج الشعبي وابن
أبي حاتم عن ابن عباس في : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) الآية. قال : المودة لآل محمد صلىاللهعليهوسلم. انتهى.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٤ ص ٤٣٦ إلى ٤٤٣ وج ٥ ص ٥٢ و ٨٦ وج ٦ ص ٣٣٢ و ٣٤٢ وج ٩ ص ٣٠٩
إلى ٣٧٥ وج ١٦ ص ٤٠٥ وج ١٨ ص ٢٦١ إلى ٢٨٩ و ٥٤١ إلى ٥٤٢ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق رواه جماعة :
__________________
__________________
__________________
فمنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٤ ص ٢٠٦١ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ١٩٨٦ م) قال :
حدثنا محمد بن
القاسم بن زكريا ، حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم ، عن عمرو أبي محرز ، عن
عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي الحديث.
ومنهم الفاضل
المعاصر العماد مصطفى طلاس في «المصطفى من أحاديث المصطفى» (ص ٩١ ط دار طلاس دمشق)
قال :
عن يزيد بن حيّان
أن زيد بن أرقم حدّثه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن
يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى
والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ ، فخذوا بكتاب الله
تعالى واستمسكوا به ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، قالها
ثلاثا أخرجه الامام أحمد ومسلم وعبد بن حميد.
__________________
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٣ ص
٤١٠ ط دار الفكر بيروت) قال :
وقال صلىاللهعليهوسلم في حديث رواه الترمذي عن زيد بن أرقم وجابر وحسنه (إني
تارك فيكم) إشارة إلى قرب أجله صلّى الله تعالى عليه وسلم وانه وصية لامته (ما إن
أخذتم به) أي تمسكتم وعملتم به واتبعتموه وما موصوفة وان شرطية والجملة صفة أو
موصولة وصلته (لن تضلوا) بمخالفة الشريعة والطريق المستقيم (كتاب الله) بدل مفسر
له (وعترتي) بمثناة فوقية ومعناه (أهل بيتي) السابق بيانهم ووجه تخصيصهم هنا وروي
لم تضلوا.
وقال أيضا في ج ٤
ص ٣٢٥ : (وأوصى) صلى الله تعالى عليه وسلم في مرض موته (بالثقلين بعده) وقوله (كتاب
الله وعترته).
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٦٢ ط دار طلاس دمشق) قال :
أخبرنا أبو الفرج
محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني ـ بها ـ أنا أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني ، نا الحسن بن مسلم بن الطبيب الصنعاني ، حدثنا عبد الحميد
بن صبيح ، نا يونس بن أرقم ، عن هارون بن سعد ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن
النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده :
كتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». قال سليمان : لم يروه
عن هارون إلّا يونس.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٦٩٠ : أخبرنا علي بن المحسن القاضي ، نا محمد بن عبد الله بن الحسين القطيعي ،
نا محمد بن القاسم الأنباري ، حدثني عم أبي أحمد بن بشار بن الحسن ، أنا عبد
الأعلى بن حماد النرسي ، نا يحيى بن حمّاد ، نا أبو عوانة ، عن سليمان بن مهران
الكاهلي ـ وهو الأعمش ـ عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ،
فانظروا كيف تحفظوني فيهما». قلنا : يا رسول الله ، ومن أهل بيتك؟ قال : «آل علي ،
وآل جعفر ، وآل العباس ، وآل عقيل».
وأما أحمد بن سيار
ـ بالسين المهملة ، والياء المعجمة باثنتين من تحتها ـ فقد ذكرناه مع نظيره : «أحمد
بن سنان» في الفصل الثاني من هذا الكتاب.
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ٤١٠ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر بيروت) قال :
(وقال عليه الصلاة
والسلام) أي فيما رواه الترمذي عن زيد بن أرقم وجابر وحسنه (إني تارك فيكم ما) أي
شيئا عظيما فما موصوفة صفتها (إن أخذتم به) أو موصولة والشرطية صفتها أي إن تمسكتم
به وعملتم به ويروى ما ان تمسكتم به (لن تضلوا) أي عن الحق بعده أبدا (كتاب الله
وعترتي أهل بيتي) تفصيل بعد الإجمال وقع بدلا أو بيانا (فانظروا) أي فتأملوا
وتفكروا (كيف تخلفوني) بتخفيف النون وتشدد أي كيف تعقبونني (فيهما) أي في حقهما
ووقع في أصل الدلجي كتاب الله وعترتي بين الشرط والجزاء وهو مخالف للأصول المعتمدة
ثم المراد بعترته أخص قرابته وقيل المراد علماء أمته فالتمسك بالقرآن التعلق بأمره
ونهيه واعتقاد جميع ما فيه وحقيقته والتمسك بعترته محبتهم ومتابعة سيرتهم.
وقال أيضا في ج ٤
ص ٤٢٤ : (وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله تعالى) بالجر بدل مما قبله ويجوز رفعه
ونصبه (وعترته) بكسر أوله أي أقاربه وأهل بيته وسميا بالثقلين اما لثقلهما على
نفوس كارهيهما أو لكثرة حقوقهما فهما شاقان أو لعظم قدرهما أو لشدة الأخذ بهما أو
لثقلهما في الميزان من قبل ما أمر به فيهما أو لأن عمارة الدين بهما كما عمرت
الدنيا بالانس والجن المسميين بالثقلين في قوله تعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ
أَيُّهَ
الثَّقَلانِ).
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٨٤ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
وقد حرص النبي صلىاللهعليهوسلم ، على أن يبين لصحابته ولمن يتبعهم إلى يوم الدين ، فضل
أهل البيت ، فقد قال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، أحدهما أعظم من
الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا
حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
ومنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٢ ص ١٠٤٦ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ١٩٨٦ م) قال :
حدثنا أبو القاسم
الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين ، حدّثنا الحسين بن الحكم
الحبري ، حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، حدثنا علي بن الحسن العبدي ، عن محمد بن
رستم [أبو] الصامت الضبي ، عن زاذان أبي عمر ، عن أبي ذر : أنه تعلّق بأستار
الكعبة وقال : يا أيها الناس من عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا جندب
الغفاري ، ومن لم يعرفني ، فأنا أبو ذر ، أقسمت عليكم بحق الله وبحق رسوله هل فيكم
أحد سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما أقلّت الغبراء ، وما أظلّت الخضراء ذا لهجة
أصدق من أبي ذر» ، فقام طوائف من الناس فقالوا : اللهم إنا قد سمعناه ، وهو يذكر
ذلك ، فقال : والله ما كذبت منذ عرفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أكذب أبدا ، حتى ألقى الله تعالى ، وقد سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ،
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، سبب بيد الله تعالى ، وسبب بأيديكم ،
وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإن إلهي عزوجل
قد وعدني أنهما لن
يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وسمعته صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ،
ومن تخلّف عنها هلك».
ومنهم العلامة
أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٨٨ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
وعنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم):
«إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل
بيتي أن اللطيف الخبير نبأني أنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
أخرج «مسلم» و «أحمد»
عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما : كتاب الله عزوجل ، وهو حبل الله الذي من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان
على الضلالة وعترتي أهل بيتي».
ومنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنبأنا عبد الوهاب
الأنماطي قال أنا محمد بن المظفر قال نا أحمد بن محمد العتيقي قال حدثنا يوسف بن
الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلي قال نا أحمد بن يحيى الحلواني قال نا عبد الله
بن داهر قال نا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وأنهما لن
يزالا جمعا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
ومنهم العلامة
محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الأباضي الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود
١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ ه في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ١٤٢ ط دار الكتب
العلمية) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين
السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض». رواه
أحمد ، والطبراني في الكبير ، عن زيد بن ثابت.
ومنهم العلامة عز
الدين أبي محمد عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي المولود سنة ٥٧٨ والمتوفى سنة
٦٦٠ ه في كتابه «الاشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز» (ص ٦٦ ط دار المعرفة
بيروت) قال :
وقال صلىاللهعليهوآله : (خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي).
ومنهم الشيخ محمد
سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي واتباع السنة» (ص ١٩) قال :
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إني تارك فيكم ما
إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض فانتظروا كيف تخلفوني فيهما».
رواه الترمذي.
ومنهم المحقق
الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني»
(ج ١ ص ٢٣٢ ط ١ دار عمار عمان والمكتب الإسلامي بيروت) قال : حدثنا الحسن بن مسلم
بن الطيب الصنعاني. حدثنا عبد الحميد بن صبيح. حدثنا يونس بن أرقم ، عن هارون بن
سعد ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم به لن تضلوا
:
كتاب الله وعترتي
، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
لم يروه عن هارون
بن سعد إلّا يونس.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «خلفت فيكم الثقلين كتاب الله حبل
ممدود وطرفه بيد الله وطرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا
حتى يردا عليّ الحوض فاحفظوني فيهما»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في مواضع من الكتاب منها ج ٩ ص ٣٦٤ ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما مضى ـ رواه جماعة :
فمنهم المحدث
الخبير نبيط بن شريط الأشجعي في «الأحاديث الموضوعة» ص ٢٩ ط دار الصحابة للتراث ـ في
طنطا ـ قال :
وبه عن جده عن
النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود وطرفه بيد
الله ، وطرفه بأيديكم ، وعترتي ، أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ،
فاحفظوني فيهما».
وقال محقق الكتاب
: سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما يثقل على النفس.
صحيح. وإسناده
موضوع. له شواهد عديدة :
له شاهد من حديث
أبي سعيد الخدري ، أخرجه أحمد (٣ / ١٤ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩) ، وابن أبي عاصم في السنة (١٥٥٣)
، (١٥٥٥) ، والطبراني في الكبير (٢٦٧٨) ، (٢٦٧٩) ، وفيه عطية العوفي ، من الضعفاء.
له شاهد من حديث
زيد بن أرقم ، أخرجه أحمد (٤ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧) ، ومسلم (٢٤٠٨) ، وابن أبي عاصم في
السنة (١١٥٠) ، (١١٥١) ، (١١٥٢).
له شاهد من حديث
جابر بن عبد الله ، أخرجه الترمذي (٣٨٧٦) ، وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه ،
قلت : سنده ضعيف.
له شاهد من حديث
عمرو بن عوف ، أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٢ / ٢٤) وسنده ضعيف.
له شاهد من حديث
علي ، أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٥٥٨) ورجاله ثقات. وله شاهد من حديث زيد بن
ثابت ، أخرجه البخاري (٥ / ١٨١ ـ ١٨٩) ، وابن أبي عاصم (١٥٤٨) ، (١٥٤٩) ،
والطبراني في الكبير (٤٩٢١) ، (٤٩٢٣) وسنده حسن في الشواهد.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ٦٥٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
عترتي أهل بيتي
أبو سعيد الخدري ٣ / ٢٦ و ٥٩.
عترتي أهل بيتي
وإنهما لن يتفرقا ٥ / ١٨٢.
مستدرك
قال صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم خليفتين أحدهما أكبر من الآخر»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٣٧٥ ومواضع أخرى من الكتاب. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :
فمنهم العلامة
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الايار المولود ٥٩٥ والمتوفى
٦٥٨ ه في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصوفي» (ص ٨٧ ط دار الكاتب العربي
للطباعة والنشر القاهرة) قال :
حدثنا أبو عبد
الله محمد بن أحمد الحاكم ويعرف بابن اليتيم في آخريين عن أبي
بكر بن خير. أنا
أبو عمرو الخضر بن عبد الرحمن. أنا أبو علي الصدفي قراءة عليه وأنا أسمع في المسجد
الجامع عمّره الله بحضرة المرية في ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة. أنا أبو الوليد
الباجي ، وأبو العباس العذري وأنبأني ابن أبي حمزة عن أبيه عنهما قالا : أنا أبو
ذر أنا الدار قطني نا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى
وعشرين يعني وثلاثمائة. نا الحسين بن الخبري. نا الحسن بن الحسين العربي. نا علي
بن الحسن العبدري عن محمد بن رستم أبي الصامت الضبي عن زاذان أبي عمر عن أبي ذر ،
أنه تعلّق بأستار الكعبة وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني
فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر. أقسمت عليكم بحق الله وبحق رسوله
هل فيكم أحد سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما أقلّت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق
من أبي ذر» ، فقامت طوائف من الناس ، فقالوا : اللهم إنا قد سمعناه وهو يذكر ذلك
فقال : والله ما كذبت مذ عرفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أكذب أبدا حتى ألقى الله تعالى ، وقد سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوسلم يقول : إني تارك فيكم [خليفتين] أحدهما أكبر من الآخر كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض سبب بيد الله تعالى وسبب بأيديكم وعترتي أهل
بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهم فإنّ إلهي عزوجل قد وعدني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
وسمعته صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها
نجا ومن تخلف عنها هلك».
ليس في هؤلاء
الرواة من أول اسمه دال ولا ذال وعدة المذكورين في الحروف الثلاثة الجيم والحاء
والخاء ثلاثة عشر منهم في التكملة تسعة رجال.
مستدرك
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها
نجا ومن تخلّف عنها هلك»
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ٥ ص ٤٩٥ وج ٩ ص ٢٨٨ وج ١٨ ص ٣١٦ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٢ ص ١٠٤٦ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ١٩٨٦ م) قال :
حدثنا أبو القاسم
الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين ، حدّثنا الحسين بن الحكم
الحبري ، حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، حدثنا علي بن الحسن العبدي ، عن محمد بن
رستم [أبو] الصامت الضبي ، عن زاذان أبي عمر ، عن أبي ذر : أنه تعلّق بأستار
الكعبة وقال : يا أيها الناس من عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا جندب
الغفاري ، ومن لم يعرفني ، فأنا أبو ذر ، أقسمت عليكم بحق الله وبحق رسوله هل فيكم
أحد سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما أقلّت الغبراء ، وما أظلّت الخضراء ذا لهجة
أصدق من أبي ذر» ، فقام طوائف من الناس فقالوا : اللهم إنا قد سمعناه ، وهو يذكر
ذلك ، فقال : والله ما كذبت منذ عرفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أكذب أبدا ، حتى ألقى الله تعالى ، وقد سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ،
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، سبب بيد الله تعالى ، وسبب بأيديكم ،
وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإن إلهي عزوجل
قد وعدني أنهما لن
يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وسمعته صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ،
ومن تخلّف عنها هلك».
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٧ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الحاكم في
المستدرك وقال : صحيح الاسناد عن أبي ذر أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة : من عرفني
فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ألا إن [مثل] أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من
ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها (هلك)».
وأخرجه من حديثه (البزار)
و (الطبراني) في معاجمه الثلاثة ، وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري ،
وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان وليسا في إسناد الحاكم. وأخرجه
البزار والطبراني من حديث ابن عباس ، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري المذكور.
ومنهم العلامة
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الايار المولود ٥٩٥ والمتوفى ٦٥٨
ه في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصوفي» (ص ٨٧ ط دار الكاتب العربي للطباعة
والنشر القاهرة) قال :
حدثنا أبو عبد
الله محمد بن أحمد الحاكم ويعرف بابن اليتيم في آخريين عن أبي بكر بن خير. أنا أبو
عمرو الخضر بن عبد الرحمن. أنا أبو علي الصوفي قراءة عليه وأنا أسمع في المسجد
الجامع عمّره الله بحضرة المرية في ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة. أنا أبو الوليد
الباجي ، وأبو العباس العذري وأنبأني ابن أبي حمزة عن أبيه عنهما قالا : أنا أبو
ذر أنا الدار قطني نا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى
وعشرين يعني وثلاثمائة. نا الحسين بن الخبري. نا الحسن بن
الحسين فذكر مثل
ما تقدم عن «المؤتلف والمختلف» سندا ومتنا باختلاف يسير في بعض الألفاظ. وقال بعد
تمام الحديث : ليس في هؤلاء الرواة من أول اسمه دال ولا ذال وعدة المذكورين في
الحروف الثلاثة الجيم والحاء والخاء ثلاثة عشر منهم في التكملة تسعة رجال.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليهالسلام» (ص ٢٥١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة) قال :
وفي أهل البيت
قوله صلىاللهعليهوسلم (ألا إن مثل أهل
بيتي فيكم مثل سفينة نوح. من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي واتباع السنة» (ص ٢٠ ط) قال
:
وأكد على بيان
منزلة آل بيته قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا
ومن تخلف عنها هلك). رواه ابن جرير.
وقال أيضا : وفي
رواية عن أبي ذر : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح فمن قوم نوح من ركب فيها نجا
ومن تخلف عنها هلك ومثل باب حطة في بني إسرائيل). رواه الطبراني في الكبير.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المشتهر بابن نقطة المولود ٥٧٩
والمتوفى ٦٢٩ ه في «تكملة الإكمال» (ج ٣ ص ١٤١ ط جامعة ام القرى ـ مكة المكرمة)
قال :
وجهم بن السبّاق ،
حدّث عن بشر عن الرشيد عن المهدي بحديث مرفوع «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ..»
الحديث ، روى عنه محمد بن زكريا الغلابي.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عدنان شلاق في «فهرس الأحاديث والآثار» لكتاب
الكنى والأسماء
للدولابي (ص ٣٧ ط عالم الكتب في بيروت) قال :
أهل بيتي مثل
سفينة نوح ـ عامر بن واثلة ، أبو الطفيل.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في مصر» (ص ٢٣٣ ط دار المعارف القاهرة) قال :
قاله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، «أهل بيتي كسفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها غرق».
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٧٥٥ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني بيروت) قال :
حدثني روح بن
الفرج قال : ثنا يحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي قال : ثنا عبد الكريم بن هلال
الجعفي أنه سمع أسلم المكي قال : أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة قال : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن
تركها غرق».
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٣ ط دار ابن كثير ـ دمشق وبيروت) قال:
وقال أبو ذر
الغفاري رضياللهعنه : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أهل بيتي مثل سفينة نوح ـ عليهالسلام ـ من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها زجّ في النار».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام :
«رحمة الله وبركاته عليكم انه حميد مجيد»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٢٤ ص ٥٦٧ ـ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :
منهم العلامة
الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي الشافعي المناوي القاهري في «اتحاف السائل
بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٦٩ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
عن زينب بنت ام
سلمة أن المصطفى دخل عليه الحسن والحسين وفاطمة ، فجعل الحسن من شق والحسين من شق
، وجعل فاطمة في حجره ، وقال : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد.
رواه الطبراني وغيره.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٥٧ ط مكتبة
التراث الكلامي بالقاهرة) قال :
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يرعى أبناء الزهراء : فعن زينب بنت ام سلمة أن المصطفى صلىاللهعليهوسلم دخل عليه الحسن والحسين وفاطمة فجعل الحسن من شق والحسين
من شق ـ فذكر مثل ما تقدم عن «الإتحاف».
مستدرك
قال النبي صلىاللهعليهوآله حين أعجبه قضاء علي عليهالسلام : «الحمد لله
الذي جعل الحكمة في أهل البيت»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٨ ص ٤٧ وج ٩ ص ٣٧٧ ومواضع أخرى من الكتاب ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٨ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
وعن حميد بن عبد
الله بن يزيد المدني قال ذكر عند النبي صلىاللهعليهوسلم قضاء قضى به علي بن أبي طالب رضياللهعنه فأعجبه ثم قال : الحمد لله الذي جعل الحكمة في أهل البيت.
خرجه الامام أحمد في المناقب.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ادّبوا أولادكم ... على حبّ نبيكم
وحبّ أهل بيته»
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٤٤٥ وج ١٨ ص ٤٩٧ وج ٢٤ ص ٦١٦ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة محمد
يوسف بن عيسى بن اطيفش الاباضي الحفصي العدوي القرشي
الجزائري المولود
١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ ه في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٤٤ ط دار الكتب
العلمية) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل
بيته وقراءة القرآن ؛ فإن حملة القرآن في ظلّ الله تعالى يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ،
مع أنبيائه وأصفيائه». رواه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده ، والديلمي في
مسند الفردوس ، عن علي.
مستدرك
قال صلىاللهعليهوآله : «السلام عليكم يا أهل البيت .. (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ
الرِّجْسَ)
ـ الآية ـ (الأحزاب : ٣٣)
قد تقدم ما يدل
عيه من العامة في ج ١٨ ص ٣٦٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ٢ ص ٥٩٥ ط دار طلاس دمشق) قال:
أنا أبو الحسين
محمد بن جعفر بن علي الآبنوسي ، نا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون الكوفي ، نا
إسحاق بن محمد بن مروان ، نا أبي ، نا عبد الله بن يسار بن مزاحم العطار ، ابن أخي
نصر بن مزاحم ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن أبي داود ، عن أبي الحمراء ، قال : كان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجيء كل صلاة فيضع يده بجنبتي الباب قال : أما تسعة أشهر
فقد حفظنا ، وأنا أشك في شهرين ـ فيقول : «السلام عليكم يا أهل البيت» مرارا . ثم يقول : «الصلاة يا أهل البيت ،(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
__________________
__________________
عَنْكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قلت : يا أبا الحمراء ، من كان في البيت؟ قال : علي ،
وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضياللهعنهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٦٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
رأيت رسول الله
يأتي باب علي وفاطمة مجمع ٩ : ٦٨ و ١٢١.
مستدرك
سجد رسول الله خمس سجدات حين أتى جبرئيل وقال : «إن الله يحب
عليا وفاطمة والحسن والحسين ويحب من أحبّهم»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٢٠٠ وج ١٨ ص ٣٩٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن
__________________
الجوزي» (ص ط دار
البشائر الإسلامية بيروت) قال :
سجد النبي صلىاللهعليهوسلم خمس سجدات ... في فضل أهل البيت ومحبيهم ٢ / ٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب
حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له»
قد تقدم ما يدل
على ذلك من أعلام العامة في ج ٥ ص ٨٦ وج ٩ ص ٣٨٥ وج ١٨ ص ٣١٢ و ٣١٧ و ٣٢٢ و ٥١٤
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليهالسلام» (ص ٢٥١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامي القاهرة) قال :
وإنما مثل أهل
بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل. من دخله غفر له.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوسلم واتباع السنة» (ص ٢٠) قال :
وفي رواية عن أبي
ذر : ومثل أهل بيتي باب حطة في بني إسرائيل ـ رواه الطبراني في الكبير.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق
وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف»
قد مضى ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٢٩٤ ـ ٣٠٨ وج ١٨ ص ٣٢٣ ـ ٣٣٠ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليهالسلام» (ص ٢٥١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامي القاهرة) قال :
(النجوم أمان لأهل
الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف).
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٦ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الحاكم
وصححه ، وتعقب عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : النجوم أمان فذكر مثل ما تقدم عن عبد الحليم الجندي.
ومنهم الفاضل المعاصر
محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوآله واتباع السنة» (ص ٢٠) قال :
وذكرنا صلىاللهعليهوسلم بمقام أهل البيت فينا : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي). رواه
أبو يعلي في مسنده.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢٩ ط عالم الكتب
بيروت) قال :
أخرج الامام أحمد
في مسنده ، وأبو عمرو الغفاري رضياللهعنهما عن علي رضياللهعنه قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم:
«النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت
النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل
الأرض».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحبهم فبحبي أحبّهم ومن أبغضهم
فببغضي أبغضهم»
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس وآثار مسند الامام أحمد
بن حنبل» (ج ٢ ص ٩٨٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من أحبهم فبحبي
أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم عبد الله بن مغفل ٤ / ٨٧ و ٥ / ٥٤ و ٥٧.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحب [أراد] [سرّه] أن يحيى حياتي
ويموت موتي فليتول عليا عليهالسلام»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٥ ص ١٠٤ ـ ١١٠ وج ١٧ ص ٢٤٥ ـ ٢٤٨ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى. رواه جماعة:
منهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة ١٢٧٨
في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١٩ ط المطبعة الفاسية) قال :
وأخرج الطبراني
والرافعي عن ابن عباس : «من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها
ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي
خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا
أنالهم الله شفاعتي».
وصح كما في ابن
حجر حديث : ان لكل نبي عصبة ينتمون إليها ان ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم وهم
عترتي خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم من أحبهم أحبه الله تعالى ومن أبغضهم
أبغضه الله تعالى والذي نفسي بيده فان يبغض أهل بيتي أحد لأكبه الله في النار.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ٦١٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من يريد أن يحيى حياتي
ويموت موتي ك ٣ : ١٢٨.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ١٣١ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
من يريد أن يحيا
حياتي ويموت موتي ... معرفة الصحابة / علي ٣ / ١٢٨.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ولو ان رجلا صفن بين الركن والمقام
فصلى وصام ثم لقى الله مبغضا لآل بيت محمد صلىاللهعليهوآله دخل
النار»
قد تقدم ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج ٩ ص ٤٩٢ ـ ٤٩٤ وج ١٨ ص ٤٨٨ وج ٢٤ ص ٢٥٨ ومواضع أخرى
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة:
فمنهم العلامة
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الايار المولود ٥٩٥ والمتوفى
٦٥٨ ه في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصوفي» (ص ١٣١ ط دار الكاتب العربي
للطباعة والنشر القاهرة) قال :
الأوسي وغيرهم.
حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الملك في كتابه من «مرسية» مرة بعد أخرى
قال : أنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسود ، أنا القاضي أبو علي حسين بن
محمد بن سكرة قال : نا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل «بسرقسطة» أنا
أبو عمر أحمد بن محمد المقرئ أذنا ، نا أبو جعفر أحمد بن عون الله ، نا قاسم بن
أصبغ ، قال شيخنا أبو بكر. وحدثني أبي عن أبي عمر بن عبد البر ، نا عبد الوارث بن
سفيان عن قاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا اسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن حميد بن
قيس المكي مولى بني أسد بن عبد العزى عن عطاء بن أبي رباح وغيره من أصحاب ابن عباس
عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال «يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا : أن
يثبت قائلكم ، وأن يهدي ضالكم ، ويعلم جاهلكم ، وسألت الله : أن يجعلكم جوداء
محداء رحماء ، ولو
أن رجلا صفن بين الركن والمقام ، فصلى وصام ثم (لقى) الله مبغضا لآل بيت محمد صلىاللهعليهوسلم دخل النار».
مستدرك
مكتوب على باب الجنة : «محمد رسول الله علي حبيب الله الحسن والحسين
صفوة الله فاطمة أمة الله ، على من باغضهم لعنة الله»
قد تقدم ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٣٧٨ وج ١٥ ص ٤٣٨ وج ٢٠ ص ٥٥٢ ومواضع أخرى ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٥٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنا أبو منصور
القزاز قال أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال أخبرنا هلال بن محمد الحفار قال حدثني
أبو الحسن علي بن أحمد بن حموية قال حدثني محمد بن إسحاق المقرئ قال نا علي بن
حماد الخشاب قال نا علي بن المديني قال نا وكيع «ابن» الجراح قال نا سليمان «بن»
مهران قال نا جابر عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا
إله إلّا الله محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة
أمة الله ، على «من» باغضهم لعنة الله.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٥٩ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
قال عبد الله بن
عباس : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليلة عرج بي إلى
السماء رأيت
مكتوبا على باب الجنة بالذهب : لا إله إلّا الله محمد رسول الله علي حبيب الله
الحسن والحسين صفوة الله فاطمة أمة الله».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يسأل ابن آدم عن أربع ... وعن حبنا
أهل البيت فقيل يا رسول الله ومن هم؟ فأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب
عليهالسلام»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٧ ص ٢٣٥ ـ ٢٣٧ وج ٩ ص ٤١١ ـ ٤١٣ وج ١٨ ص ٤٧٩ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق» (ج
١٧ ص ٣٦٥ ط دمشق) قال :
وعن أبي ذر قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن
علمه ما عمل به ، وعن ماله ممّ اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت. فقيل :
يا رسول الله ، ومن هم؟ فأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «واحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي
لحبي»
قد تقدم ما يدل عن
العامة في ج ٩ ص ٤٣٧ ـ ٤٤٣ وج ١٨ ص ٤٥٠ ـ ٤٥٢ وج ٢٤
ص ٥٢٣ ـ ص ٥٤٠
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق.
فمنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنا القزاز قال
أخبرنا أبو بكر الخطيب قال أنا الحسن بن الحسين النعالي قال أخبرنا أحمد بن نصر بن
عبد الله الذراع قال نا أبو العباس أحمد بن رزقويه قال نا يحيى بن معين قال نا
هشام بن يوسف قال نا عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد الله عن
أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ،
وأحبوا أهل بيتي لحبي».
ومنهم العلامة
المؤرخ شرف الدين المبارك بن أحمد اللخمي الاربلي المتوفى سنة ٦٣٧ في «تاريخ اربل»
(ص ٢٢٤ ط العراق) قال :
قال : حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن حسن بن عبد الجبار الصوفي ، قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين
، قال : حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي عن أبيه
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أحبوا الله ـ عزوجل ـ لما يغذوكم ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن العلل.
ومنهم الشيخ محمد
سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوسلم واتباع السنة» (ص ١٩) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أحبوا الله لما يغذوكم فذكر مثل ما تقدم عن العلل. ثم
قال : رواه الترمذي.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٦ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الترمذي
والحاكم وقال : صحيح الاسناد عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : أحبوا الله تعالى لما يغذوكم به فذكر مثل ما تقدم عن
العلل.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١ ص ١٣٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أحبوا أهل بيتي
لحبي. ت ٣٧٨٩ ـ طب ١٠ / ٣٤٢ ـ منثور ٦ : ٧ ـ اتحاف ٩ / ٦٣٢ ـ متناهية ١ : ٢٦٦.
وقال أيضا في ص
١٣٧ : أحبوني لحب الله ـ فذكر مثل ما تقدم ـ ثم قال : طب ١٠ : ٣٤٢. خط ٤ : ١٦٠.
ومنهم العلامة
محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الاباضي الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود
١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ ه في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٣٩ ط دار الكتب
العلمية) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ،
وأحبوا أهل بيتي لحبي».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من مات على حب آل محمد مات
شهيدا»
من مات على حب آل
محمد مات مغفورا له.
من مات على حب آل
محمد مات تائبا.
من مات على حب آل
محمد مات مغفورا له مؤمنا مستكملا للايمان.
من مات على حب آل
محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير.
من مات على حبّ آل
محمّد يزفّ الى الجنّة كما تزفّ العروس الى بيت زوجها.
من مات على حب آل
محمد فتح الله له في قبره بابان إلى الجنة.
من مات على حب آل
محمد جعل الله قبره مزار لملائكة الرحمة.
من مات على حب آل
محمد مات على السنة والجماعة.
ألا من مات على
بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله.
ألا من مات على
بغض آل محمد مات كافرا.
ألا من مات على
بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة.
رواه جماعة من
أعلام القوم :
منهم العلامة أحمد
علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٦٢٥ ط ١ دار الحكمة
اليمانية) قال :
قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم): «من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب
آل محمد مات مغفورا له ، ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ومن مات على حب آل
محمد مات مغفورا له مؤمنا مستكملا للايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك
الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف
العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابان إلى
الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار لملائكة الرحمة ، ألا ومن
مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم
القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات
كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة» ، ذكر الكلام المتقدم في
الكشاف.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلّى الله عليه
وآله في مصر» (ص
٢٣٣ ط دار المعارف ـ القاهرة) قال :
من مات على حب آل
محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ومن مات
على بغض آل محمد مات كافرا ، ومن مات على بغض آل محمد ، لم يشم رائحة الجنة».
ومنهم الشيخ محمد
خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للصفوري» (ص
١٨٣ ط دار ابن كثير) قال :
وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ومن مات على حب آل
محمد مات مؤمنا ، ومن مات على حب آل بيت محمد بشّره ملك الموت بالجنة ، ومن مات
على حب آل محمد فتح له في قبره باب إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل
الله تعالى قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة
والجماعة ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف من قبره إلى الجنة كما تزف العروس إلى
بيتها ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من
رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد
لم يشم رائحة الجنة».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي وفاطمة وابنيهما : «اللهم هؤلاء أهل
بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٢ ص ٥٠١ وج ٣ ص ٥١٣ وج ٩ ص ٢ وج ١٤ ص ٤٠ وج ١٨ ص ٣٦٣ وج ٢٤ ص
٣٨٨. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٧ ص ٣٦٥ ط دار الفكر) قال :
قال جميع بن عمير
: دخلت مع أمي على عائشة فقالت : أخبريني كيف كان حب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي؟ فقالت عائشة : كان أحب الناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لقد رأيته يوما أدخله تحت ثوبه وفاطمة وحسنا وحسينا فقال
: اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فذهبت
لأدخل رأسي فمنعني ، فقلت : يا رسول الله ، أولست من أهلك؟ قال : إنك على خير إنك
على خير.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند أحمد
بن حنبل» (ج ١ ص ١٨٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم هؤلاء أهل
بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس. أم سلمة ٦ / ٢٩٢ و ٣٠٤.
وقال أيضا في ص
١٧٨ : اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس. أم سلمة ٦ / ٢٩٨.
وقال أيضا في»
موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» ج ٢ ص ٢٥٣ : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي
فأذهب عنهم الرجس. حم ٦ : ٢٩٢ ، ٣٠٤.
اللهم هؤلاء أهل
بيتي فأذهب عنهم الرجس. بداية ٨ : ٣٥ ـ طب ٩ : ١١.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم هؤلاء ذريتي وأهل بيتي»
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٢٥٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم هؤلاء ذريتي
وأهل بيتي. مشكل ١ : ٣٣٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا وفاطمة وعلي والحسن والحسين
مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٢٤ ص ٥٦٣ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري
المتوفى سنة ١٠٣١ ه في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٧٠ ط
مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
عن علي عن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أنا وفاطمة وعلي مجتمعون ، ومن أحبنا يوم
القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد ، فبلغ ذلك رجلا من الناس ، فقال : كيف
بالعرض والحساب؟ فقال : كيف بصاحب سّر حين ادخل الجنة من ساعته». رواه الطبراني.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ٩٥٨ ط القاهرة) قال :
عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : أنا وفاطمة وعلي مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة
نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد. فذكر مثل ما تقدم عن الإتحاف.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥٣٠ وج ١٠ ص ٢٣٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر
بيروت) قال :
أنا وفاطمة وحسين
مجتمعون. طب ٣ : ٣٢.
قلت : وفي الطبري
ج ٣ ص ٤١ ط دار احياء التراث العربي : فبلغ ذلك رجلا من الناس فسأل عنه فأخبرته
فقال : كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له : كيف كان لصاحب ياسين بذلك حتى ادخل الجنة من
ساعته.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «حبّ آل محمد يوما خير من عبادة سنة
ومن مات دخل الجنة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٩٧ وج ١٨ ص ٤٨٣ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق.
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في «تفسير المودة» (ق ٤٦ مصورة مكتبة
اسلامبول) قال :
وعن ابن مسعود رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ومن مات عليه دخل
الجنة».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع
خصال لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطى أحدا بعدنا»
قد تقدم ما يدل
عليه من العامة في ج ٤ ص ١٠٧ و ١١١ وج ٩ ص ٤٧٨ وج ١٥ ص ٢٦٤ وص ٣٩٤ ومواضع أخرى
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٧ ص ٣٤٠ ط دار الفكر) قال :
وعن علي الهلالي
قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه ، قال : فبكت
حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم طرفه إليها ، فقال : حبيبتي فاطمة ، ما الذي يبكيك؟ قالت :
أخشى الضيعة من بعدك ، فقال : لقد علمت أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة ، فاختار
منها أباك ، فبعثه برسالته ، ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك ، وأوحى إليّ أن
أنكحك إياه ، يا فاطمة ، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحدا قبلنا
، ولا يعطي أحدا بعدنا : أنا خاتم النبيين ، وأكرم النبيين على الله ، وأحب
المخلوقين إلى الله ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ،
وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله ، وهو حمزة بن عبد المطلب ، وهم عم أبيك وعم
بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث شاء ، وهو ابن عم
أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن والحسين ، وهما سيدا شباب
أهل الجنة ، وأبوهما ـ والذي بعثني بالحق ـ خير منهما ، يا فاطمة ـ والذي بعثني
بالحق ـ إن منهما مهدي هذه الامة ، إذا صار الدنيا هرجا ومرجا ، وتظاهرت الفتن ،
وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقر كبيرا
، فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا ، يقوم بالدين في
آخر الزمان ، كما قمت به في أول الايمان ، ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ، يا
فاطمة ، لا تحزني ولا تبكي ، فإن الله أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك مني ،
وموضعك من قلبي ، وزوّجك الله زوجك ، وهو أشرف أهل بيتي حسبا ، وأكرمهم منصبا ،
وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عزوجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٣٧ ط مكتبة التراث
الإسلامي القاهرة) قال :
فذكر مثل ما تقدم
عن مختصر تاريخ دمشق.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١٠ ص ١٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
نحن أهل بيت قد
أعطانا الله سبع خصال. مجمع ٨ : ٢٥٣ ، ٩ : ١٦٥.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا
كافيته عليها يوم القيامة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤١٨ ـ ٤٢١ وج ١٨ ص ٤٦١ ـ ص ٤٦٦ و ٤٩٩ وج ٢٤ ص ٢٩٧ ـ ٣٠٠
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة.
منهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٧ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج ابن عساكر
عن علي بن أبي طالب عنه صلىاللهعليهوسلم : «من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته عليها يوم
القيامة».
وأخرج الخطيب عن
عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صنع صنيعا إلى أحد من خلف عبد المطلب ولم يكافه بها
في الدنيا فعليّ مكافاته إذا لقيني».
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة» (ص ١٩) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (من صنع إلى أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة).
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ٣٧٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من صنع إلى أحد من
أهل بيتي يدا كافيته كنز ٣٤١٥٢ ـ خفا ٢ : ٣١٣ ، ٣٥٨ ـ قيس ٨٣٩ ـ عدي ٥ : ١٨٨٤.
من صنع إلى أحد من
خلف ولد كنز ٣٣٩١٢.
من صنع إلى أحد من
ولد عبد المطلب يدا فلم يكافئه مجمع ٩ : ١٧٣.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ألا إن عيبتي التي آوى إليها أهل بيتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٣١ وج ١٨ ص ٤٦٧ و ٤٨٧ و ٥٣٤ وج ٢٤ ص ٢٩٤ ومواضع أخرى
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة:
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٩٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
ألا إن عيبتي التي
آوى إليها أهل بيتي ت ٣٩٠٤ ـ ش ١٢ : ١٥٩ ـ مشكاة ٦٢٤٠ ـ منثور ٣ : ٢٧٠ ـ كنز
٣٣٦٩٩.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي
وهم شيعتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٢٢ و ٤٢٣ ومواضع أخرى من الكتاب ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر الشيخ مصطفى عبد القادر عطا في «تعليقات احياء الميت في فضائل آل البيت ـ للسيوطي»
(ص ٤٩ ط دار الجيل بيروت) قال :
أخبرنا أبو معاذ
عبد الغالب بن جعفر الضراب ، قال : نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق ، قال : حدثني
محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر العلوي ، قال : أنبأنا سليمان بن علي
الكاتب ، قال : حدثني القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي
طالب ، قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده محمد بن عمر عن أبيه عمر بن علي عن أبيه
علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتي».
هذا وقد أورد
الحديث الامام السيوطي في جامعة الصغير حديث رقم ٤٨٩٤. وفي جامعه الكبير حديث رقم
١٤٩٣٦ العدد الحادي والعشرون من الجزء الثاني من السنن القولية إصدار مجمع البحوث
الإسلامية.
الحديث في الجامع
الصغير بلفظ : «أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب
من قريش ، ثم الأنصار ، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن ثم من سائر العرب ، ثم
الأعاجم ، ومن أشفع له أولا أفضل».
أورده السيوطي في
الجامع الصغير حديث رقم ٢٨٣٠ عن ابن عمر رضي الله
عنهما ، ورمز إليه
بالضعف.
وأورده الهيثمي في
مجمع الزوائد وقال : «وفيه من لم أعرفهم».
ورواه الدارقطني
في الأفراد عن أبي الربيع الزهراني عن حفص بن داود عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر.
قال الدار قطني : تفرّد به حفص عن ليث ا. ه
قال ابن الجوزي :
ليث ضعيف ، وحفص كذاب ، وهو المتهم به ا. ه
وقال المناوي في
فيض القدير : «وأخرجه أيضا أبو الطاهر المخلص في السادس من حديثه». وأورده الامام
السيوطي أيضا في جمع الجوامع ١ / ٣٣٩ وعزاه للطبراني في الكبير عن ابن عمر رضياللهعنهما.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٢٩٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
شفاعتي لامتي من
أحب أهل بيتي كنز ٣٤١٧٩ ، ٣٩٠٥٧ ـ خط ٢ : ١٤٦.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا يشرب من الكوثر من خفر ذمتي ووتر
عترتي وقتل أهل بيتي»
قد تقدم ما يدل
على ذلك عن العامة في ج ٩ ص ٤١٣ وج ٢٤ ص ٤٢٨ وص ٥٦٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٣٠٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنبأنا اسماعيل بن
أحمد قال نا اسماعيل بن مسعدة قال أنا حمزة قال نا أبو أحمد
ابن عدي قال نا
سعيد بن عثمان الحراني قال نا مخلد بن مالك قال نا حماد بن يحيى ابن المختار قال
نا عطية العوفي عن أنس بن مالك قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا أنس ان الله قد أعطاني الكوثر الليلة ، قلت :
وما الكوثر؟ قال : نهر في الجنة طوله ستمائة عام وعرضه ما بين المشرق والمغرب ، لا
يشرب [منه] أحد قبلي ولا يطعمه من خفر ذمتي ، ووتر عترتي ، وقتل أهل بيتي.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : «وأوصيكم بعترتي خيرا وان موعدكم الحوض»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٦ ص ٤٥٠ وج ٩ ص ٤٣٣ وج ١٨ ص ٤٦٧ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة.
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق» (ج
١٨ ص ٥ ط دار الفكر) قال :
عن عبد الرحمن بن
عوف قال : لما افتتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة انصرف إلى الطائف ، فحاصرهم سبع عشرة ليلة ، أو ثمان
عشرة ، فلم يفتحها ، ثم أوغل غدوة ، أو روحة ، ثم نزل ، ثم هجّر ، فقال : أيها
الناس ، إني لكم فرط ، وأوصيكم بعترتي خيرا ، وإن موعدكم الحوض. والذي نفسي بيده
لتقيمن الصلاة ، ولتؤتن الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلا مني ، أو كنفسي فليضربنّ
أعناق مقاتلتهم ، وليسبين ذراريهم. قال : فرأى الناس أنه أبو بكر وعمر ، فأخذ بيد
علي ، فقال: هذا.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن
والحسين ثمرها والشيعة ورقها»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٥٠ وج ١٨ ص ٣٤٤ وج ٢٤ ص ٣٠١ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة:
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٨ ص ١٧ ط دار الفكر) قال :
وعن علي قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
شجرة أنا أصلها ،
وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرها ، والشيعة ورقها. فهل يخرج من الطيّب إلّا
الطيّب ، وأنا مدينة ، علي بابها ، فمن أرادها فليأت الباب.
مستدرك
قال صلىاللهعليهوآله : نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة : «أنا
وأخي علي وعمي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي»
قد تقدم ما يدل
على ذلك عن العامة في ج ١٣ ص ٢١٧ ـ ٢٢٠ وج ١٨ ص ٤١٨ ـ ٤٠ وج ١٩ ص ٦٦٦.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أشهر بن مهدي الخطيب
البغدادي في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ١٩٧ ط دار طلاس دمشق) قال:
أنا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن أحمد يعقوب الوزان ، أنا جدي لامي أبو بكر محمد بن عبيد الله بن
الفضل بن قفرجل ، ثنا محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان ، نا إبراهيم بن الوليد ـ يعني
الجشاش ـ حدثني سعيد بن عبد الحميد الأنصاري ، نا عبد الله بن رياح اليماني ، ثنا
عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ؛ أنا وعلي ، وجعفر
، وحمزة ، والحسن ، والحسين ، والمهدي».
فمنهم العلامة
الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي في «عقد الدرر في
أخبار المنتظر» (ص ١٤٥ ط مكتبة عالم الفكر القاهرة) قال:
وعن أنس بن مالك ،
رضياللهعنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة ـ فذكر مثل ما
تقدم عن الخطيب ـ وفيه : أخي علي وعمي حمزة ـ
أخرجه جماعة من
أئمة الحديث في كتبهم ؛ منهم : الامام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني
، في سننه» وأبو القاسم الطبراني ، في «معجمه» والحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وغيرهم
، رضياللهعنهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١٠ ص ١٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
نحن سبعة من ولد
عبد المطلب حاوي ٢ : ١٢٤.
نحن بنو عبد
المطلب سادة أهل الجنة ه ٤٠٨٧ ـ ك ٣ : ٢١١.
وقال أيضا : نحن
سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وعلي وعمي خط ٩ : ٤٣٤ ـ أصفهان ٢ : ١٣٠ ـ
متناهية ١ : ٢٢٠. وقال أيضا في ص ١٨ : نحن ولد (عبد) المطلب سادة أهل الجنة ه ٤٠٨٧
ـ كنز ٣٤١٦٢.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اشتدّ غضب الله على من آذاني في
عترتي»
قد مر ما يدل على
ذلك عن العامة في ج ٩ ص ٥١٨ و ٥١٩ و ٥٢٠ وج ١٨ ص ٤٣٩ وص ٥٤٤ وج ٢٤ ص ٣٣٠ و ٣٣١
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي في «الدرر
المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١٧ ط المطبعة الفاسية) قال :
وأخرج الديلمي
وأبو نعيم مرفوعا : «اشتدّ غضب الله على من آذاني في عترتي».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت
أحد إلّا أدخله الله النار»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٦١ وج ١٨ ص ٤٦٠ وج ٢٤ ص ٢٦٢ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٦ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الحاكم في
المستدرك وقال : حديث صحيح على شرط مسلم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلّا أدخله
الله النار».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أبغض أهل البيت فهو منافق»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٥٥ ـ ٤٥٧ وج ١٨ ص ٤٦٠ وص ٥٤٤ وج ٢٤ ص ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٣٩
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ مصطفى عبد القادر عطا في «تعليقات احياء الميت في فضائل آل البيت ـ للسيوطي»
(ص ٣٢ ط دار الجيل بيروت) قال :
وقد روى الامام
أحمد مرفوعا «من أبغض أهل البيت فهو منافق.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ١١ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من أبغضنا أهل
البيت فهو منافق منثور ٦ : ٧.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب»
رواه جماعة :
فمنهم الامام المرشد
بالله الشريف يحيى بن الحسين الشجري في «الأمالي الخميسية»
٨ (ج ١ ص ١٥١ ط
مطبعة الفجالة بمصر) قال :
قال أخبرنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني ، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق
بن زيد المعدل ، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ماهان ، قال حدثنا عمران بن عبد
الرحيم ، قال حدثنا الحماني ، قال حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عبادة عن ابن
عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قول الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأنا وأهل بيتي
مطهرون من الذنوب ، ألا وإن الله تبارك وتعالى اختارني من ثلاثة من أهل بيتي على
جميع أمتي وأنا سيد الثلاثة ، وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر.
قال أهل السدة :
يا رسول الله سم لنا الثلاثة نعرفهم؟ فبسط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كفه الطيبة المباركة ثم حلق بيده ، قال اختارني وعلي وحمزة
وجعفر عليهمالسلام ، كنا رقودا بالأبطح ليس منا إلّا مسجى بثوبه ، علي عن
يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي ، فما نبهني من رقدتي غير حفيف أجنحة
الملائكة وبرد ذراع علي عليهالسلام تحت خدي ، فانتبهت من رقدتي وجبرئيل عليهالسلام في ثلاثة أملاك ، فقال له بعض الأملاك الثلاثة يا جبريل :
إلى أي هؤلاء الثلاثة أرسلت؟ فحركني برجله وقال إلى هذا ، وهو سيد ولد آدم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له أحد الثلاثة : ومن هو اسمه؟ فقال : هذا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم سيد المرسلين ، وهذا علي خير الوصيين ، وهذا حمزة سيد
الشهداء ، وهذا جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة حيث يشاء.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥٢٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أنا وأهل بيتي
مطهرون من الذنوب شج ١ : ١٥١ ـ منثور ٥ : ١٩٩ ـ نبوة ١ : ١٣٣.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنشدكم الله في أهل بيتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٣٤ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥٦٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أنشدكم الله في
أهل بيتي شفا ٢ : ١٠٥ ـ طب ٥ : ٢٠٥ ـ كنز ٣٧٦١٩ :
قلت : والحديث في
المعجم للطبري ج ٥ ص ١٨٣ ط دار احياء التراث العربي : حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد
بن أرقم قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنشدكم الله في أهل بيتي» قلنا لزيد : ومن أهل بيته؟
قال : الذين يحرمون الصدقة ، آل علي وآل العباس وآل عقيل وآل جعفر.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : «لا يبغضنا أحد [رجل] ولا يحسدنا إلّا أدخله النار
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٥٤ و ٤٦١ وج ١٨ ص ٥٠٥ وج ٢٤ ص ٥٩١ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف
الحديث النبوي
الشريف» (ج ٧ ص ٣٢٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
لا يبغضنا أحد ولا
يحسدنا أحد منثور ٦ : ٧ ـ كنز ٣٤٢٠٣.
لا يبغضنا أهل
البيت أحد ك ٤ : ٣٥٢ ـ مجمع ٧ : ٢٩٦ ـ كنز ٣٤٢٠٤.
لا يبغضنا أهل
البيت رجل إلّا أدخله الله النار منثور ٦ : ٧.
لا يبغضنا رجل
إلّا أدخله الله النار حب ٢٢٤٦.
لا يبغضنا ولا
يحسدنا أحد طب ٣ : ٨٢ ـ مجمع ٤ : ٢٧٨ ، ٩ : ١٧٢.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أبغضنا أهل البيت بعثه الله [حشره
الله] يوم القيامة يهوديا»
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٤٦٨ وج ١٨ ص ٥١١ وج ٢٤ ص ٥٤١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى. رواه جماعة:
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ١٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من أبغضنا أهل
البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا جرجان ٣٦٩ ـ موضوعات ٢ : ٧.
من أبغضنا أهل
البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا كر ٢ : ٦٩ ـ عقيلي ٢ : ١٨٠ ـ لىء ١ : ٢١١ ـ موضوعات
٢ : ٦ ـ تنزيه ١ : ٤١٤ ـ فوائد : ٣٩٦.
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلى
المصنوعة» (ص ١٤٢ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
من أبغضنا أهل
البيت بعثه الله يهوديا ... جابر.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلاتك
وبركاتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم إنك حميد
مجيد»
قد مر ما يدل على
ذلك عن العامة في ج ١٩ ص ٢٨٨ ومواضع أخرى من هذه الموسوعة ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ٣٤٤ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا حوثرة بن
أشرس أبو عامر قال : أخبرني عقبة ، عن شهر بن حوشب.
عن أم سلمة زوج
النبي صلىاللهعليهوسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لفاطمة : «ائتني بزوجك وابنيك» فجاءت بهم. فألقى عليهم
رسول الله صلىاللهعليهوسلم كساء كان تحتي خيبريا أصبناه من خيبر ، ثم قال : «اللهم
هؤلاء آل محمد عليهالسلام فاجعل صلاتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل
إبراهيم إنك حميد مجيد». قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول
الله صلىاللهعليهوسلم من يدي وقال : «إنك على خير».
وقال أيضا في ص
٤٥٦ : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا علي بن زيد ،
عن شهر بن حوشب. عن أم سلمة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لفاطمة : «ائتني
فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٢٥٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم هؤلاء أهل
بيتي ت ٢٩٩٢ ، ٣٢٠٥ ، ٣٧٢٤ ، ٣٧٨٧ ، ٣٨٧١ ـ حم ٤ : ١٠٧ ، ٦ : ٢٩٢ ، ٣٠٤ ـ ه ق ٢ :
١٥٢ ك ٢ : ٤١٦ ، ٣ : ١٤٧ ـ منثور ٥ : ١٩٨ ـ حب ٢٦٤٥ ـ مشكل ١ : ٣٣٢ ، ٣٣٧ ـ تخ ٢ :
٧٠ ـ شج ١ : ١٥١ ـ فتح ٧ : ٧٤ ، ١٣٨ ـ كثير ٦ : ٤٠٨ ـ طبري ٢٢ : ٦ مشكاة ٤ : ٦١٢٦
ـ شفا ٢ : ١٠٦ كر ٤ : ٢٠٧. طب ٣ : ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ـ خصائص ٩.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٢٥٣ : اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك ـ طب ٣ : ٦٣١.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ١٩٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم إن هؤلاء آل
محمد (فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد) حم ٦ : ٣٢٣ ـ طب ٣ : ٤٧ ـ كر ٤ : ٢٠٧ ،
٣١٨ ـ كنز ٣٧٥٤٣ ، ٣٧٦٢٩ ـ مشكل ١ : ٣٣٤ منثور ٥ : ١٩٨.
اللهم إن هؤلاء
أهل بيتي كر ٤ : ٣١٨ ـ كنز ٣٧٥٤٣ منثور ٥ : ١٩٨.
منهم مؤلف فهرست
مسند أبي يعلى أحمد بن علي التميمي الموصلي في (ج ١٤ ص ٥٣ ط دار المأمون للتراث)
قال : اللهم هؤلاء آل محمد ١٢ / ٦٩١٢.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا سلم لمن سالمهم أهل الخيمة حرب لمن
حاربهم ولي لمن والاهم والله لا يحبهم إلّا سعيد الجد طيّب المولد ولا
يبغضهم إلّا شقي الجدّ رديّ الولادة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٦٥ وج ١٨ ص ٤١٥ ومواضع أخرى
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٣ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
عن زيد بن أرقم ان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربهم وسلم
لم سالمهم وعن أبي بكر الصديق رضياللهعنه قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو متكّئ على قوس عربيّة في خيمة والخيمة فيها علي وفاطمة
والحسن والحسين فقال : يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة حرب لمن
حاربهم وليّ لمن والاهم والله لا يحبّهم إلّا سعيد سعيد الجدّ طيّب المولد ولا
يبغضهم إلّا شقي الجدّ ردىّ الولادة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقّاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ١٢٥ ط دار الكتاب اللبناني) قال :
أحاديث النبي عليهالسلام في فضل علي ومحبته متواترة في كتب الحديث المشهورة .. منها
ما انفرد به ، وهو حديث الخيمة الذي رواه الصديق رضياللهعنه حيث قال : «رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيم خيمة ، وهو متكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي
وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : معشر المسلمين .. أنا سلم لم سالم فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن جواهر المطالب.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى
يحبكم لله ولقرابتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٥٠ وج ١٨ ص ٤٣٧ و ٢٤ ص ٣٠٩ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ١٢٤١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
لا يدخل قلب امرئ
إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي. العباس ١ / ٢٠٨.
لا يدخل قلب امرئ
إيمان حتى يحبكم لله عزوجل ولقرابتي عبد المطلب بن ربيعة ٤ / ١٦٥.
لا يدخل قلب رجل
الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله العباس.
لا يدخل قلب رجل
الايمان حتى يحبكم لله عزوجل ولرسوله عبد المطلب بن ربيعة ٤ / ١٦٥.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «نحن أول الناس دخولا الجنة أنا
وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٢٥٧ ـ ص ٢٦٨ وج ١٨ ص ٤٠٦ و ٤٠٧ و ٤٠٨ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الحافظ جلال
الدين السيوطي في «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٦٨ ط حيدرآباد) قال :
عن علي رضياللهعنه قال أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، فقلت :
يا رسول الله! فمحبونا قال : من ورائكم (ك).
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٥٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أول من يدخل الجنة
أنا وأنت والحسن والحسين ميزان ٧٩٠٤.
أول من يدخل الجنة
علي وفاطمة مسانيد ٢ : ٥٦.
وقال أيضا في ج ١٠
ص ١٥ : نحن أول الناس دخولا في الجنة حم ٢ : ٢٧٤.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق» (ج
١٧ ص ٣٨١ ط دمشق) قال :
وعن علي قال :
شكوت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حسد الناس لي ، فقال : «يا علي ، أما ترضى أنّ أول أربعة
يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرارينا
خلف أزواجنا وأشياعنا من ورائنا؟».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في حق أهل البيت عليهمالسلام : «اللهم
عاد من عاداهم ووال من والاهم»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ٣٨٣ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا سهل بن
زنجلة ، حدثنا ابن أبي أويس قال : حدثني أبي ، عن عكرمة بن عمار ، عن أثال بن قرة
، عن ابن حوشب الحنفي قال : حدثني أم سلمة قالت : جاءت فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوسلم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم متوركة الحسن والحسين ، في يدها برمة للحسن ، فيها سخين ،
حتى أتت بها النبي صلىاللهعليهوسلم فلما وضعتها قدامه ، قال لها : «أين أبو الحسن؟». قالت :
في البيت. فدعاه ، فجلس النبي صلىاللهعليهوسلم وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين يأكلون.
قالت أم سلمة :
وما سامني النبي صلىاللهعليهوسلم وما أكل طعاما قط إلّا وأنا عنده ، إلّا ساميته قبل ذلك
اليوم ـ تعني ب «سامني» : دعاني إليه. فلما فرغ التفّ عليهم بثوبه ثم قال : «اللهم
عاد من عاداهم ، ووال من والاهم».
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١١٧ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
وأقبلت الزهراء
ذات ليلة على بيت أم سلمة فجلست متوركة الحسن والحسين وفي يدها برمة ـ قدر ـ فيها
سخين ـ طعام حار ـ فوضعتها أمام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتساءل : ـ أين أبو حسن؟ ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المسند»
باختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٨ ص ١٢ ط دار الفكر) قال :
وعن أم سلمة قالت
: جاءت فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم متوركة الحسن والحسين ، في يدها برمة للحسن ـ وقال ابن
حمدان : للحسين ـ فيها سخين ، فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المسند.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن
سالمكم»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٩ و ١٦١ ـ ١٧٤ وج ١٨ ص ٤١١ ـ ٤١٥ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
انا القزاز نا
أحمد بن علي قال نا محمد بن الحسين القطان قال نا عبد الباقي بن قانع نا أحمد بن
علي الخزاز قال حدثنا أحمد بن حاتم قال حدثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن أبي
حازم عن أبي هريرة قال : نظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : أنا حرب لمن حاربكم
وسلم لمن سالمكم.
ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى ٩١١ ه في كتابه «القول
الجلي في فضائل علي عليهالسلام» (ص ٣٩ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين : فذكر الحديث مثل ما تقدم
عن العلل المتناهية.
ثم قال : أخرجه
الحاكم وغيره.
وقال مصحح الكتاب
:
(سنده) أبو الجحاف
عن أبي حازم عن أبي هريرة.
والحديث أخرجه
الحاكم في المستدرك (٣ / ١٤٩) قال أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا تليد بن سليمان ثنا أبو الجحاف فذكره وقال : هذا حديث
حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل بن تليد بن سليمان فإني لم أجد له رواية
غيرها. وسكت عنه الذهبي فلم يتعقبه بشيء.
وأخرجه أحمد بن
حنبل في مسنده (٢ / ٤٤٢). والطبراني في الكبير في مجمع الزوائد (٩ / ١٦٩) وقال :
رواه أحمد والطبراني وفيه تليد بن سليمان وفيه خلاف. وبقية رجاله رجال الصحيح.
ومنهم الأستاذ
محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك ـ للحاكم» (ص ٧٤ ط بيروت) قال :
أنا حرب لمن
حاربتم زيد بن أرقم ٣ : ١٤٩.
أنا حرب لمن
حاربكم أبو هريرة ٣ : ١٤٩.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري القسم ١ (ص
١١٦ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
أنا حرب لمن
حاربتم وسلم لمن سالمتم. زيد بن أرقم أهل البيت. معرفة الصحابة ٣ / ١٤٩.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث موارد الظمآن إلى زوائد ابن
حبان» للحافظ نور الدين الهيثمي (ص ٥١ ط دار البشائر الإسلامية ودار النور بيروت)
قال :
أنا حرب لمن
حاربكم وسلم لمن سالمكم ... زيد بن أرقم ٥٥٥.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب
الكنى والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٦٨٠ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني بيروت) قال :
حدثني إسحاق بن
سيار النصيبي قال : حدثنا رجل قال : حدثنا أسباط بن نصر الهمداني أبو يوسف عن
السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهمالسلام : «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم». وذكره في ص ٧٥٦
مثل ما تقدم سندا ومتنا بعينه.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري القسم ٢ (ص
٤٦٦ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
نظر النبي إلى علي
وفاطمة والحسن والحسين .. معرفة الصحابة / أهل البيت ٣ / ١٤٩. قلت : في الأصل :
فقال : أنا حرب لمن حاربكم إلخ.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥١٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أنا حرب لمن
حاربتم وسلم لمن سالمتم بداية ٨ : ٣٦ ، ميزان ٧١٢.
وقال أيضا في ج ١٠
ص ٣٧ : نظر النبي إلى علي وفاطمة والحسن ك ٣ : ١٤٩ ـ عدي ٢ : ٥١٦. قلت : في الأصل
ـ فقال : أنا حرب لمن حاربتم ـ إلخ.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما بال رجال يقولون ان رحم رسول
الله لا تنفع قومه يوم القيامة»
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٤٥٠ وج ١٨ ص ٤٣١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢٣ ط عالم الكتب
بيروت) قال :
وروى أحمد والحاكم
والبيهقي عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول على المنبر : «ما بال رجال يقولون : إن رحم رسول الله
صلىاللهعليهوسلم لا تنفع قومه يوم القيامة؟ بلى والله .. إن رحمي موصلة في
الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض».
مستدرك
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «إنكم ستبتلون أهل بيتي من بعدي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٥٠ وج ٢٤ ص ٣١٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص ٩٩) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنكم ستبتلون أهل بيتي من بعدي.
قال في الهامش :
رواه الطبراني في «الكنوز».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ألا من آذى قرابتي فقد آذاني ومن
آذاني فقد آذى الله»
قد تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٤٦٧ وج ١٨ ص ٥٠١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة فخر
الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة ٦٠٦ ه في «أقرباء الامام الشافعي»
(ص ٣٨٤ ط مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة) قال :
وروى أيضا بإسناده
عن أبي هريرة رضياللهعنه أن سبيعة بنت أبي لهب ، جاءت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم (فقالت : يا رسول
الله إن الناس يصيحون بي ، ويقولون : إني ابنة حطب النار. فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم) وهو مغضب شديد الغضب. فقال : «ما بال أقوام يؤذونني في
قرابتي. ألا من آذى قرابتي فقد آذاني. ومن آذاني ، فقد آذى الله».
مستدرك
أحب الرجال إلى الرسول صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب
نستدرك هاهنا. عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق رواه جماعة :
فمنهم الأستاذ
عباس العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج ٢ ص ١٢٥ ط دار الكتاب
اللبناني) قال :
روت السيدة عائشة
حيث سئلت : «أي الناس أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ .. قالت : فاطمة! .. فقيل : من الرجال؟ .. قالت : زوجها
.. ان كان ما علمت صواما قواما».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أتوا
إليك لا إلى النار»
قد تقدم ما يدل
على ذلك في ج ٩ ص ١٤٥ ـ ١٤٨ وج ١٨ ص ٣٩٢ ومواضع
أخرى ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ص ٤٧١ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا محمد بن
إسماعيل بن أبي سمينة البصري ، حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، عن أبي عمار
شداد ، عن واثلة بن الأسقع قال : أقعد النبي صلىاللهعليهوسلم عليا عن يمينه وفاطمة عن يساره ، وحسنا وحسينا بين يديه ،
وغطّى عليهم بثوب وقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أتوا إليك لا إلى
النار».
ومنهم العلامة أبو
منصور عبد الرحمن بن محمد بن حسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي المشتهر بابن عساكر
المتوفى ٦٢٠ ه في «الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين» (ص ١٥٤ ط مكتبة التراث
الإسلامي) قال :
أخبرني عمي الامام
الحافظ رحمهالله ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز رحمهالله ، أنا الجوهري ، أنا أبو عمرو بن حيويه ، أنا أحمد بن
معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، أنا ابن سعد كاتب الواقدي ، أنا أبو أسامة ، عن عوف
بن أبي جميلة ، عن أبي المعدل عطية الطفاوي ، عن أمه قالت : أخبرتني أم سلمة قالت
: بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم في بيتي إذ جاءت الخادم فقالت علي وفاطمة بالسدّة
فقال لي : تنحي فتنحيت في ناحية البيت ، فدخل علي وفاطمة ومعهما حسن وحسين وهما
صبيان صغيران ، فأخذ حسنا وحسينا فأجلسهما في حجره ، وأخذ عليا فاحتضنه إليه ،
وأخذ فاطمة بيده الأخرى فاحتضنهما وقبلهما ، وأغدق عليهما خميصة سوداء ثم قال :
اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهلي ، قالت أم سلمة : وأنا يا رسول الله؟ قال :
وأنت. هذا حديث صحيح ، وقد روي مختصرا في صحيح مسلم رحمهالله. وقوله : أغدق : أي سدل عليهم. والخميصة : كساء مربع أسود
له علمان ، فإن لم يكن له علمان فليس بخميصة.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٨
ص ١٢ ط دار الفكر) قال :
وعن البراء بن
عازب قال : جاء علي رضياللهعنه وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي صلىاللهعليهوسلم فقال بردائه وطرحه عليهم ثم قال : اللهم هؤلاء عترتي.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٣ ص ٢١٣٥ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ـ ١٩٨٦ م) قال :
عطية الطفاوي
البصري ، يكنى أبا المعذّل ، يروي عن أبيه عن أم سلمة ، فضيلة أهل البيت. روى عنه
عوف بن أبي جميلة الأعرابي.
ثم قال المحقق
الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر في تعليقته على الكتاب : الحديث في كنى
الدولابي : (٢ / ١٢١ ، ١٢٢) عن (.. عوف ، عن أبي المعذّل عطية الطفاوي ، عن أبيه :
أن أمّ سلمة حدّثته قالت : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيته يوما إذ قال لي الخادم : إنّ عليا وفاطمة بالسدّة
، فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ... الحديث» ، وأحمد في المسند : ٦ / ٣٠٤ ،
ورواه أحمد في فضائل الصحابة أيضا : ٢ / ٥٨٣ ، وأخرجه ان عساكر في الأربعين في
مناقب أمهات المؤمنين : صفحة : ٤١ أ ، وقال : (هذا حديث صحيح). قلت : مدار الحديث
على عطية الطفاوي وهو ضعيف (ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الساجي ضعيف جدا ،
ووهاه الأزدي) ، انظر اللسان : ٤ / ١٧٦. وأبوه لم أقف له على ترجمة.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٢٥٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم هؤلاء أهل
بيتي وأهل بيتي أحق حم ٤ : ١٠٧.
وقال أيضا في ج ٥
ص ١٦ : دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ثم قال اللهم هؤلاء أهلي بداية ٧ :
٣٤٠.
وقال أيضا : دعا
لأهله فذكر عليا وفاطمة مجمع ٩ : ١٧٣.
وقال أيضا : في
كتابه «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام أحمد بن حنبل» ج ١ ص ١٨٤ وج ١ ص ٤١٠ عن
واثلة بن الأسقع ٤ / ١٠٧ : مثل ما تقدم في الموسوعة.
وقال أيضا في ج ١
ص ١٨٤ من فهارس الأحاديث والآثار :
اللهم هؤلاء أهلي
سعد بن أبي وقاص ١ / ١٨٥.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٢٥٣ من الموسوعة : اللهم هؤلاء أهلي (وأهل بيتي). م فضائل الصحابة ٣٢ ـ حم ١ :
١٨٥ ه ق ٧ : ٦٣ ـ مسير ١ : ٣٩٩ ـ منثور ٢ : ٣٩ ـ شفا ٢ : ١٠٧ ـ كنز ٣٦٤٩٦.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري القسم ٢ (ص
٤٧٥ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
هؤلاء أهل بيتي
اللهم أهل بيتي أحق. معرفة الصحابة / أهل البيت ٣ / ١٤٧.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٧٥٥ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني بيروت) قال :
حدثنا علي بن معبد
بن نوح قال : حدثنا عبد الوهاب الخفاف قال : حدثنا عوف عن أبي المعزل عطية الطفاوي
قال : حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيتي إذ قالت الخادم : إن عليا وفاطمة عليهماالسلام بالسدة فقال لي : «قومي عن أهل بيتي» قالت : فقمت فتنحيت
في ناحية البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسينعليهماالسلام
صبيان صغيران فأخذ
الصبيين فقبلهما ووضعهما في حجره واعتنق عليا وفاطمة ثم أغدف عليهما ببردة له وقال
: «اللهم إليك لا إلى النار» قالت : فقلت : يا رسول الله وأنا قال : «وأنت».
أخبرني أحمد بن
شعيب قال : أخبرنا سليمان بن سالم قال : أنبأ النضر قال : حدثنا عوف عن أبي المعزل
عطية الطفاوي ، عن أبيه أن أم سلمة حدثته قالت : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيته يوما إذ قال لي الخادم : إن عليا ـ فذكر الحديث
كما مر بعينه. وذكره أيضا في ص ٧٧٧ مثله متنا بالسند الثاني.
ومنهم العلامة
الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري
المتوفى سنة ١٠٣١ ه في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٦٩ ط
مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
عن أم سلمة قالت :
بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيتي إذ قال الخادم ـ فذكر الحديث مثل ما مر عن التصنيف
الفقهي ـ ثم قال في آخره : [رواه أحمد وغيره].
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٧٥ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
فبينما كان رسول
الله صلىاللهعليهوسلم في بيت أم سلمة إذ قالت خادمتها : إن عليا وفاطمة بالباب ـ
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المناوي.
ومنهم مؤلف فهارس
مسند أبي يعلى أحمد بن علي التميمي الموصلي في (ج ١٤ ص ٥٣ ط دار المأمون للتراث)
قال :
اللهم هؤلاء أهل
بيتي ١٢ / ٧٠٢١ ، ١٣ / ٧٤٨٦.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين في
قبة تحت العرش»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٩٦ وج ١٨ ص ٤٢١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥٢٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أنا وعلي وفاطمة
والحسن والحسين. مجمع ٩ : ١٧٤ ـ كنز ٣٤١٧٧ ـ لىء ١ : ٢٠٤ وقال أيضا في ص ٥٣٠ :
أنا وفاطمة والحسن
والحسين تنزيه ١ : ٤١٦ ـ فوائد ٣٨٨ ـ كر ٤ : ٢١٣ ـ لىء ١ : ٢٠٤ ـ كنز ٣٤١٧٧ ،
٣٤١٦٥ ـ مجمع ٩ : ١٧٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «معرفة آل محمد براءة من النار وحب
آل محمد جواز على الصراط والولاية لآل محمد أمان من العذاب»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٩٤ ـ ٤٩٧ وج ١٨ ص ٤٩٦ وج ٢٤ ص ٥٦٨ ومواضع أخرى ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة
القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي المولود
بها سنة ٤٧٦
والمتوفى بمراكش ٥٤٤ ه في «الغنية ـ فهرس شيوخه» (ص ١٦٠ ط ١ دار الغرب الإسلامي
بيروت) قال :
قال : وحدثنا عبد
الله بن محمد حدثنا محمد بن عبيد بن خالد حدثنا محمد بن عثمان البصري حدثنا محمد
بن الفضيل عن محمد بن سعد عن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على
الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب».
ومنهم العلامة
الشيخ محمد بن عمر النووي في «قامع الطغيان على منظومة شعب الايمان ـ للشيخ زين
الدين الكوشني» (ص ٢٥ ط دار احياء الكتب العربية عيسى البابي وشركاء في القاهرة)
قال :
وفي الحديث :
معرفة آل محمد براءة من النار ـ فذكر مثل ما تقدم عن «الغنية».
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد الونشريسي التلمساني المولود في حدود
سنة ٨٢٤ والمتوفى بفأس ٩١٤ ه في كتاب «المعيار المعرب» (ج ٢ ص ٥٤٥ ط بيروت) قال :
معرفة آل محمد
براءة من النار ـ فذكر مثل ما تقدم عن «الغنية».
ثم قال : رواه
المقداد بن الأسود عنه صلىاللهعليهوآله.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الحاج أحمد الرهوي في «الخطب المنبرية في الجمع
والأعياد والكسوف والاستسقاء السنوية» (ص ٩٠ ط دار العلم بيروت) قال :
وعن المقداد بن
الأسود رضياللهعنه ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال معرفة فذكر الحديث مثل ما تقدم في «الغنية».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إن آل محمد [نحن] شجرة النبوة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٣٧٨ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
إنّ آل محمد شجرة
النبوة. تنزيه ١ : ٤١٤ ـ لىء ١ : ٢١٠ ـ عدي ٢ : ٤٨٦ ـ فوائد ٣٩٥ ـ موضوعات ٢ : ٥.
وقال أيضا في ج ١٠
ص ١٥ نحن أهل بيت شجرة النبوة. شج ١ : ١٥٤.
نحن أهل بيت طهرهم
الله ، من شجرة النبوة. منثور ٥ : ١٩٩.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا
وانّ أهل بيتي سيلقون بعدي اثرة تطريدا وتشريدا»
تقدم ما يدل عليه
في ج ٩ ص ٣٨٧ ـ ٣٨٩ ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه هناك رواه جماعة من أعلام
العامّة :
منهم الحافظ
العلامة أبو نعيم الاصبهاني في «أخبار أصبهان» (ج ٢ ص ١٢) قال :
حدثنا أحمد بن
إسحاق ثنا علي بن الوزير ثنا اسماعيل بن موسى السّدي ثنا عمرو بن القاسم عن يزيد
بن أبي زياد عن ابراهيم بن علقمة عن عبد الله قال كنّا
جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فرأينا في وجهه شيئا كرهناه فقلنا يا رسول الله ما نزال
نرى في وجهك الشيء نكرهه فبما ذاك قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على
الدنيا وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي أثره تطريدا وتشريدا.
ومنهم المحققان
الفاضلان الدكتور عبد الغفار سليمان البنداري والأستاذ محمد أحمد عبد العزيز في «التعليق
على كتاب تعريف أهل التقديس ـ لابن حجر العسقلاني» (ص ١١٧ ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال :
فساق روايته عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : كنا جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم إذ جاءه فتية من قريش فتغير لونه فقلنا يا رسول الله : إنا
نرى في وجهك الشيء نكرهه فقال : «إنا أهل بيت اختار الله لنا فذكر مثل ما تقدم عن
أبي نعيم ـ وزاد : يجيء قوم من هاهنا ـ وأومأ بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود ،
يسألون الحق ولا يعطونه ـ مرتين أو ثلاثا فيقاتلون فيعطون ما سألوا فلا يقتلون حتى
يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فمن أدرك ذلك
منكم فليأته ولو حبوا على الثلج.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء
ـ للدولابي» (ج ٣ ص ٦٧٧ ط دار الكتاب المصري القاهرة ودار الكتاب اللبناني بيروت)
قال :
أخبرني أحمد بن
شعيب قال : أنبأنا محمد بن يحيى بن محمد قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو عثمان
الحراني قال : حدثنا محمد بن فضيل قال : حدثنا عمارة بن القعقاع عن إبراهيم عن
علقمة عن عبد الله قال : قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أهل بيتي هؤلاء اختارهم الله للآخرة ولم يخترهم
للدنيا وسيلقون بعدي تشريدا وتطريدا وبلاء شديدا».
وذكر أيضا في ص
٧٥٥ مثل ما مر بعينه سندا ومتنا.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في «نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق»
(ص ١٥٩ ط دار السلام) قال :
أخرج الدولابي في
الكنى والأسماء فقال : أخبرني أحمد بن شعيب أنبأنا محمد ابن يحيى بن محمد ثنا عبد
الرحمن بن عمرو أبو عثمان الحراني ثنا محمد بن فضيل ثنا عمارة بن القعقاع عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن أهل بيتي هؤلاء اختارهم الله للآخرة ولم يخترهم
للدنيا وسيلقون بعدي تشريدا وتطريدا وبلاء شديدا.
درجة الحديث :
الحديث بمجموع
طرقه حسن ، رجال إسناد ابن ماجة ثقات رجال الصحيح إلّا معاوية بن هشام ويزيد بن
أبي زياد ، أما معاوية بن هشام فقد قال فيه الحافظ : صدوق له أوهام ، تقريب
التهذيب ٢ / ٢٦١ وقال الذهبي : ثقة ، الكاشف ٣ / ١٥٩ وقد أخرج له مسلم. وأما يزيد
بن أبي زياد فهو ضعيف وقد أخرج له مسلم مقرونا ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٦٥ ، الكاشف ٣
/ ٢٧٨.
ولكن لم ينفرد
يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم فقد تابعه راويان ثقتان أحدهما الحكم ابن عتيبة
الكندي وهو ثقة ، تقريب التهذيب ١ / ١٩٢ وقد أخرج هذه المتابعة الحاكم في المستدرك
والطبراني في الكبير ، والثاني عمارة بن القعقاع وهو ثقة ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٥١
وقد أخرج هذه المتابعة الدولابي في الكنى والأسماء.
قلت : والغريب من
صنيع الامام الذهبي رحمهالله حيث حكم على الحديث بالوضع في تلخيصه للمستدرك.
تحقق النبوءة :
هكذا وقع الأمر سواء بسواء كما أخبر به النبي صلىاللهعليهوسلم فقد لاقى أهل بيته صلىاللهعليهوسلم تشريدا وتطريدا وبلاء شديدا ابتداء من سيدنا علي كرم الله
وجهه الذي واجه بغيا وعنادا واختلافا في عهد خلافته ثم ولديه
الحسن والحسين رضياللهعنهما حيث قتل الأول مسموما وقتل الآخر في كربلاء مظلوما عطشانا
ثم أولادهما الكرام حيث قادهم الأمراء أسرى وعاملوهم بالسجن والعذاب والنكال في
كلتا الدولتين الاموية والعباسية.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إن الله تعالى غير معذبك ولا ولدك»
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ١ ص ١٣٢ وج ١٩ ص ٢١٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري
المتوفى سنة ٩١١ ه في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٥٢ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :
إن الله تعالى غير
معذبك ولا ولدك ـ قاله لفاطمة (طب عن ابن عباس).
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا يحبكم [يحبّنا] إلّا مؤمن ولا يبغضكم
[يبغضنا] إلّا منافق»
قد تقدم من العامة
ما يدل عليه في ج ٩ ص ٤٥٤ وج ١٨ ص ٥٠٥ وج ٢٤ ص ٥٩١ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي
المصنوعة» (ص ١٢٢ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
لا يحبكم إلّا
مؤمن تقي ولا يبغضكم إلّا منافق ... علي ١ / ٣٨٤.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٧ ص ٣٤٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
لا يحبكم إلّا
مؤمن تقي. سنة ١٤ : ١٦٩ ـ كر ٧ : ٢٨٩.
وقال أيضا في «فهارس
أحاديث وآثار مسند الامام أحمد بن حنبل» ج ٢ ص ١٢٣٩ :
لا يحبهم إلّا
مؤمن ولا يبغضهم إلّا منافق من أحبهم. البراء بن عازب ٤ / ٢٩٢.
وقال أيضا في «الموسوعة»
ج ٨ ص ٣٢ : من أحب هؤلاء فقد أحبني. كنز ٣٤١٩٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحبني فليحب عليا ومن أحب عليا
فليحب فاطمة ومن أحب فاطمة فليحب الحسن والحسين ، محبتهم إيمان
وبغضهم نفاق»
قد تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٦ ص ٤٠١ ـ ٤١٨ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني في «تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص ٤١٣ ط المكتبة
القاهرة) قال :
[حديث] : من أحبني
فليحب عليا ومن أحب عليا فليحب فاطمة ومن أحب
فاطمة فليحب الحسن
والحسين وإن أهل الجنة ليتباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون إليهم ، محبتهم إيمان
وبغضهم نفاق ومن أبغض أحدا من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي وإنني نبي مكرم بعثني الله
بالصدق فأحبوا أهلي وأحبوا عليا(عد) من حديث أنس وفيه عبد الله بن حفص.
ومنهم الفاضل
المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة
المرفوعة» (ص ٤٩ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
من أحبني فليحب
عليا ومن أحب عليا فليحب فاطمة ومن أحب ... ١ / ٤١٣.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحبني وأحب هذين وأباهما
وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة»
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ١٧٤ ـ ١٧٨ وج ١٨ ص ٣٥٢ ـ ص ٣٥٥ وج ٢٤ ص ٦٣٩ و ٦٤٠ ومواضع أخرى
، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب أبي
الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٣٥ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن علي رضياللهعنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أحبني وأحب هذين وامّهما وأباهما كان معي في درجتي
يوم القيامة. أخرجه الامام أحمد والترمذي.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٩
ص ٣٥٩ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وبه ، قال :
أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ ، قال
: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل ، قال : حدثني نصر بن علي ، قال : أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي ، قال : حدثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبي جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
علي بن حسين ، عن أبيه ، عن جدّه أن النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد حسن وحسين ، فقال : «من أحبني وأحب هذين وأباهما
وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة». قال عبد الله بن أحمد : لما حدّث نصر بن
علي بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط ، فكلّمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول
له : هذا الرجل من أهل السنة ، ولم يزل به حتى تركه ، وكان له أرزاق فوفرها عليه
موسى. قال الحافظ أبو بكر : إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنّه رافضيا ، فلما علم
أنه من أهل السنة تركه.
ومنهم الحافظ
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢١ ط عالم الكتب
بيروت) قال :
وحدثنا نصر بن علي
الجهضمي بسنده عن علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ إن النبي صلىاللهعليهوآله أخذ بيد الحسن والحسين رضياللهعنهما وقال : فذكر الحديث مثل ما تقدم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى
يحبكم لله عزوجل ولقرابتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج ٥ ص ٤٥٨ وج ٩ ص ٤٥٠ وج ١٨ ص ٥٢٩ و ٥٣٠ و ٥٤٤ ومواضع
أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الدكتور علي
محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٥٥٥ ط مؤسسة
الكتب الثقافية في الدوحة) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثني أبي ، ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحرث
، عن عبد المطلب بن ربيعة ، قال : دخل العباس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدّث ، فإذا
رأونا سكتوا ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودرّ عرق بين عينيه ثم قال : «والله لا يدخل قلب امرئ
إيمان حتى يحبكم لله عزوجل ؛ ولقرابتي».
(أ) رواته : ثقات
، خلا يزيد بن أبي زياد مختلف فيه ، وحديثه حسن إن شاء الله.
١ ـ يزيد بن أبي
زياد الهاشمي مولاهم ـ كان من الشيعة الكبار ، ضعّف ابن معين ، وقال مرة : ليس
بالقوي ، وقال الحافظ في التقريب : ضعيف ، وقال أحمد : ليس بذاك ، وقال مرة : ليس
بالحافظ ، وقال ابن حبان : كان صدوقا إلّا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير ، وكان يلقن
فوقعت المناكير في حديثه فسماع من سمع منه قبل التغير صحيح.
ذكره ابن شاهين في
الثقات. وثّقه أحمد بن صالح المصري ، وقال : لا يعجبني قول من تكلم فيه ، وقال ابن
سعد : كان ثقة في نفسه إلّا أنه اختلط في آخر عمره فجاء
بالعجائب ، ولد
سنة ٧٤ ه ، ومات سنة ١٣٦ ه ، أخرج له البخاري تعليقا وبقية الستة.
أقول : مع
اختلافهم في توثيقه وتضعيفه ، يحمل حديثه على الحسن إن شاء الله ، لا سيما وقد روى
له مسلم في صحيحه ، وأخرج له البخاري وإن كان تعليقا.
٢ ـ عبد الله بن
الحارث : هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، ولد
على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وجاءت به أمه هند إلى أختها حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم فرآه وحنكه ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسلا ، وروى عن عمر وعثمان وعلي ، وعن أبيه ، وعن جدّه
العباس بن عبد المطلب ، وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وغيرهم ،
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : كان من فقهاء المدينة ، وثقه العجلي ويعقوب بن
شيبة ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : أجمعوا على أنه ثقة ، مات سنة ٧٩ ه ،
وقيل ٨٤ ه ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
عبد المطلب بن
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، صحابي نزل الشام وسكنه ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم وعن علي وعنه ابنه عبد الله ، مات سنة ٦٢ ه وأخرج له مسلم
وأبو داود والنسائي ، اختلف في اسمه أهل الحديث ، فتارة يقولون عبد المطلب ، وتارة
يقولون المطلب ، وهما شخص واحد.
(ب) درجته :
إسناده حسن ، من أجل يزيد.
(ج) تخريجه : أخرجه
الترمذي في المناقب ٥ / ٣١٧ من يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث قال حدثني
عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث «أنّ العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مغضبا ـ وأنا عنده ـ فقال ما أغضبك؟ قال يا رسول الله ما
لنا ولقريش ، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشّرة ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك.
قال : فغضب رسول
الله صلىاللهعليهوسلم حتى احمرّ وجهه ثم قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل
الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله ، ثم قال : أيها الناس
من آذى عمي فقد
آذاني ، فإنما عمّ الرجل صنو أبيه» وهذا هو نص الحديث التالي.
وقال الترمذي :
حديث حسن صحيح.
(د) المفردات :
(درّ عرق) : وفي
الرواية التالية : استدر ، أي برز عرق بين عينيه من شدّة الغضب.
وقال أيضا في ص
٥٥٧ : حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا يزيد ـ يعني ابن عطاء
ـ عن يزيد ـ يعني ابن أبي زياد ـ عن عبد الله بن الحرث بن نوفل ، حدثني عبد المطلب
بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال : دخل العباس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مغضبا فقال له : ما يغضبك؟ قال : يا رسول الله ما لنا إذا
تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة ـ وذكر مثل ما تقدم ـ بزيادة : «وحتى استدر عرق
بين عينيه ـ وكان إذا غضب استدر ـ فلما سرى عنه قال : والذي نفسي بيده ـ أو نفس
محمد بيده ـ الحديث ـ ثم قال :
(أ) رواته : ثقات.
حسين بن محمد
المروزي شيخ أحمد ثقة ، سبقت ترجمته في ٢٥٧.
١ ـ يزيد بن عطاء
بن يزيد اليشكري ، قال الحافظ في التقريب : لين الحديث ، وقال أحمد : ليس بحديثه
بأس ، وروي أنه كان يوثقه ، وضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان.
وقال ابن عدي :
يزيد بن عطاء مع لينه حسن الحديث ، يكتب حديثه ، مات سنة ١٧٩ ه ، وأخرج له البخاري
في خلق أفعال العباد وأبو داود.
(ب) درجته :
إسناده حسن ، فيه يزيد بن عطاء ، ويزيد بن أبي زياد فيهما مقال.
(ج) تخريجه : سبق
تخريجه والتعليق عليه في الحديث قبله ، وقد أخرج هذه الرواية الحاكم في «المستدرك»
٣ / ٣٣٣ عن المطلب بمثله وعن عبد الله بن الحارث عن العباس وصححه. ووافقه الذهبي.
(صنو أبيه) : في
النهاية : الصنو : المثل وأصله ان تطلع نخلتان من عرق واحد ،
يريد : ان أصل
العباس وأبي واحد وهو مثل أبي أو مثلي.
وقال أيضا في ص
٥٥٨ : حدثني عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا يزيد بن عطاء ، عن
يزيد ، عن عبد الله بن الحرث بن نوفل ، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد
المطلب قال : أتى ناس من الأنصار النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل
محمد مثل نخلة نبتت في كباء. قال حسين : الكباء الكناسة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أيها الناس من أنا؟ قالوا : أنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ قال : فما
سمعناه قط ينتمي قبلها ـ إلّا أنّ الله عزوجل خلق خلقه فجعلني من خير خلقه ، ثم فرقهم فرقتين ، فجعلني
من خير الفرقتين ، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني
من خيرهم بيتا ، وأنا خيركم بيتا ، وخيركم نفسا. صلىاللهعليهوسلم.
(أ) رواته : ثقات.
سبق ذكرهم في الحديث الذي قبله.
(ب) درجته :
إسناده حسن ، فيه اليزيدان وفيهما كلام.
(ج) تخريجه :
أورده الهيثمي في المجمع ٨ / ٢١٥ عن عبد المطلب بن ربيعة بلفظه وقال : «رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة عليهاالسلام : «أنا وإياك وهذان
وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج ٩ ص ١٧٤ ـ ١٨٠ وج ١٨ ص ٣٤٨ ـ ٣٥٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١ ص ٣٩٣ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا إبراهيم بن سعيد
، حدثنا حسين بن محمد ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي فاختة. عن علي ، قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لفاطمة : «إني وإياك ، وهذا ـ يعنيني ـ وهذين : الحسن
والحسين يوم القيامة في مكان واحد».
ومنهم العلامة
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري المصري المتوفى سنة
٩١١ ه في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٧٠ ط حيدرآباد) قال:
عن أبي سعيد أن
النبي صلىاللهعليهوسلم دخل على ابنته فاطمة وابناه إلى جانبها وعلي نائم فاستسقى
الحسن فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال
: يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة كأنه آثر عندك منه ، قال : ما هو بآثر عندي منه
وإنهما عندي بمنزلة واحدة وإنك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة (كر).
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام)
(ص ٤٨٢ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
وزار النبي الكريم
يوما بيت «علي بن أبي طالب» ، فوجده هو و «فاطمة» نائمين وسمع أحد السبطين يستسقي
، فأبت عليه رحمته وشفقته أن يوقظ النائمين ، ووجد شاة عجفاء ، فمسح على ضرعها ،
وأخذ يحلبها ، فدرّت بإذن الله ؛ وأحست «الزهراء» بوجود أفضل الآباء فنهضت إليه.
وتقدم أحد الطفلين يريد أن يشرب قبل أخيه ، فنحّاه برفق وسقى الآخر فقالت فاطمة : «يا
رسول الله كأنه أحبهما إليك؟ قال لا ، ولكنه استسقى قبله» ؛ وبذلك لم يكتف بتقديم
الشراب إليهما ، ولكنه انتهز الفرصة ليبث في الطفلين منذ الصغر أكرم العادات ، فقد
علمهما أن ينتظر الواحد منهما
دوره ، وأن يؤثر
شقيقه على نفسه. ولما شرب السبطان قال النبي الرحيم : «أنا وإياك ـ فذكر الحديث
مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥٢٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أنا وإياك وهذين
وهذا. كنز ٣٧٦١٢.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليهاالسلام» (ص ٣٤ ط دار الجيل بيروت) قال :
عن علي قال : دخل
عليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا نائم على المنامة ـ فذكر مثل ما تقدم.
مستدرك
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن
والحسين خيوطه وفاطمة علاقته والأئمة عموده»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٢٠٧ وج ١٨ ص ٤١٧ وج ٢٤ ص ٤٢٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة:
فمنهم العلامة أبو
الحسن علي بن محمد عراق الكناني المتوفى سنة ٩٦٣ ه في «تنزيه الشريعة المرفوعة» (ج
١ ص ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
[قال رسول الله صلىاللهعليهوآله] : أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه
وفاطمة علاقته والأئمة من أمتي عموده توزن فيه أعمال المحبين
والمبغضين لنا».
ومنهم الفاضل
المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة
المرفوعة» (ص ١٧ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
أنا ميزان العلم
وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه ... ١ / ٣٩٧.
مستدرك
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في
حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٩٥ وج ١٨ ص ٤٢١ وج ٢٤ ص ٦٤٧ و ٢٤ ص ٦٤٧ ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري
المتوفى سنة ١٠٣١ ه في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٦٢ ط
مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
عن عمر بن الخطاب
عنه عليه الصلاة والسلام : «إن فاطمة وعليّا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة
بيضاء سقفها عرش الرحمن»
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في «سيدة نساء أهل الجنة» (ص ١٥٥ ط مكتبة التراث
الإسلامي القاهرة) قال :
ولعظم مكانة
الزهراء يقول عمر بن الخطاب :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في
حظيرة القدس في
قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن».
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ٣٥٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
إن فاطمة وعليا
والحسن والحسين في. كنز ٣٤١٦٧ ـ كر ٤ : ٢١٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من آذاني في أهلي [وعترتي] فقد
آذى الله»
قد تقدم ما يدل
على ذلك عن العامة في ج ١٨ ص ٤٥٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من آذاني في أهلي.
كنز ٣٤١٩٧.
من آذاني وعترتي
تنزيه ١ : ٤٠٩.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : «من أبغض أحدا من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي»
قد مر ما يدل عليه
على ذلك عن العامة في ج ٩ ص ٤٨٦ وج ١٨ ص ٤٦٦ وج ٢٤ ص ٤٠٩ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي
المصنوعة» (ص ١٤٢ دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
من أبغض أحدا من
أهل بيتي فقد حرم شفاعتي. أنس ١ / ٤٠٥.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل
بيتي ولأصحابي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٧ ص ١٤٢ وج ١٨ ص ٤٥٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوسلم واتباع السنة» (ص ٢٠) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي). رواه
ابن عدي في الكامل والديلمي في مسند الفردوس.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٨ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج ابن عدي ، والديلمي
في مسند الفردوس ، عن علي ، عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي
ولأصحابي».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحبهم [أهل البيت] أحبه الله ومن
أبغضهم أبغضه الله»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٣٩ وج ١٨ ص ٣٣١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ٩٨٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
من أحبهم أحبه الله
ومن أبغضهم أبغضه الله. البراء بن عازب ٤ / ٢٨٣.
من أحبهم فأحبه
الله ومن أبغضهم فأبغضه الله. البراء بن عازب ٤ / ٢٩٢.
وقال أيضا في ج ٨
ص ٣٤ من كتاب «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» : من أحبهم أحبه الله ومن
أبغضهم أبغضه الله. خ ٥ : ٤٠ ـ م الايمان ١٢٩ ـ صفة ٥٠١.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي
أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب»
قد تقدم ما يدل
عليه في العامة من ج ٩ ص ٣٨٠ وج ١٨ ص ٤٨٦ وص ٥٤٣ وج ٢٤ ص ٣٨٢ ـ ٣٨٤ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٧ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الطبراني في
الكبير عن ابن عمر أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «أول من أشفع له يوم القيامة [من أمتي] أهل بيتي ،
ثم الأقرب فالأقرب من قريش ثم الأنصار ثم من آمن بي واتبعني من اليمن ثم سائر
العرب ، ثم الأعاجم ، ومن أشفع له أولا أفضل».
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٤٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أول من أشفع له من
أمتي أهل بيتي. مجمع ١٠ : ٣٨٠.
أول من أشفع له من
أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب. موضوعات ٣ : ٢٥٠ ـ ضعيفة ٧٣٢.
مستدرك
قول النبي صلىاللهعليهوآله : «اخلفوني في أهل بيتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٤٧ وج ١٨ ص ٤٤٢ وج ٢٤ ص ٤٣٤ ومواضع أخرى .. ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة:
فمنهم العلامة
محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الحفصي العدوي الجزائري الاباضي في «جامع الشمل في
حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٤٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
وروى الطبراني في
الأوسط بإسناد فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف ، عن ابن عمر قال : آخر ما تكلم به
النبي صلىاللهعليهوسلم : «اخلفوني في أهل بيتي».
ومنهم العلامتان
الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج ١ ص ١٦٢ ط دمشق)
قالا :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : اخلفوني في أهل بيتي [طس] عن ابن عمر.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «احفظوني في قرابتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٣٤ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١ ص ١٥٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
احفظوني في
قرابتي. مسانيد ٢ : ١٩٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم هؤلاء خاصتي وأهل بيتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٢ ـ ٦٩ وج ١٨ ص ٤٤٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٢٥٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم هؤلاء خاصتي
وأهل بيتي. أصفهان ١ : ١٠٨.
مستدرك
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاث مرات
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٣٨٩ إلى ٣٩٢ وج ١٨ ص ٥٠٦ و ٥٤٠. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم شيخ الإسلام
أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني المتوفى ٧٢٨
ه في «قواعد الأديان» (ص ٢٨ ط دار القلم للتراث الهرم) قال :
وثبت في صحيح مسلم
عن زيد بن أرقم أنه قال : «خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بغدير يدعى «خم» بين مكة والمدينة فقال : «وأهل بيتي»
أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي».
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوآله واتباع السنة» (ص ١٨ ط) قال :
وقد أمرنا رسولنا صلىاللهعليهوسلم بمعرفة فضل أهل البيت. فعن زيد بن أرقم انه قال : قام رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله
وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : (أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن
يأتي رسول الله ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور
، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي ،
أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي
فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل
بيته ، ولكن أهل الجنة من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي وآل عقيل
وآل جعفر وآل عباس ، فقال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم).
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ مصطفى عبد القادر عطا في «تعليقات احياء الميت في فضائل آل البيت ـ للسيوطي»
(ص ٢٧ ط دار الجيل بيروت) قال :
عن زيد بن أرقم أن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إني تارك فيكم ثقلين : فذكر الحديث مثل ما تقدم عن
رياض الجنة ثم قال : انظر الحديث في : صحيح مسلم ، وسنن الترمذي ، وسنن النسائي ،
وسنن الدارمي ، باب ١ من فضائل القرآن ، ومسند الامام أحمد ٢ / ١١٤ ، ٤ / ٣٦٧.
والمستدرك للحاكم. وهو حديث صحيح.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٩٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أذكركم الله في
أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيت أذكركم. زيد بن أرقم ٤ / ٣٦٧.
ومنهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٨٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
في الصحيح عن يزيد
بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما
جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمعت حديثه وغدوت معه وصليت خلفه. لقد لقيت يا زيد خيرا
كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت
بعض الذي كنت أعرف من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال : قام
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله
وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد فذكر مثل ما تقدم عن رياض الجنة. ثم قال :
ـ وفي رواية ـ أحدهما كتاب الله عزوجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على
ضلالة. وفيه : فقلنا من أهل بيته ، نساؤه؟ قال : لا وايم الله ، إن المرأة تكون مع
الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها
وقومها ، أهل بيته
أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد عبد الرحمن العكّ ـ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر
حياة الصحابة ـ للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي» (ص ٣١١ ط دار الايمان دمشق وبيروت)
قال :
أخرج مسلم عن يزيد
بن حيّان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضياللهعنه ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : فذكر مثل ما تقدم عن «رياض
الجنة» وليس فيه : وفي رواية ـ إلخ.
إلّا أنه قال
بمكانه : كذا في رياض الصالحين. وأخرجه أيضا ابن جرير كما في منتخب الكنز (٥ / ٩٥).
وأخرج البخاري عن ابن عمر رضياللهعنهما قال : قال أبو بكر رضياللهعنه : ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم في أهل بيته. كذا في منتخب الكنز (٥ / ٩٤).
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد الله الليثي الأنصاري في «تعاليقه على كتاب الوقوف على ما في
صحيح مسلم من الموقوف» لابن حجر العسقلاني (ص ١١٩ ط مؤسسة الكتب الثقافية) قال :
أخرجه مسلم في
كتاب : فضائل الصحابة. باب من فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه ٢٤٠٨ (٣٦).
والحديث بعد قوله
: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا. هو : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمعت حديثه وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد
خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله قال : يا بن أخي والله لقد كبرت سني
، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال : قام
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما فينا خطيبا
بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر. ثم
قال : «أما بعد.
ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك فذكر الحديث مثل ما تقدم عن رياض الجنة.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٩ ط عالم الكتب
بيروت) قال :
ألا أيها الناس
فإنما أنا بشر ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن رياض الجنة.
مستدرك
«إن الصدقة حرام على محمد وآل محمد»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٣٨٩.
ونستدرك هاهنا عن
كتب القوم التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
فمنهم العلامة
الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى ٢٢٤ ه في «الأموال» (ص ٣٣٩ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
حدثنا عبد الله بن
صالح عن الليث بن سعد عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : حدثني عبد الله بن الحرث
بن نوفل الهاشمي «أن عبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب أخبره أن أباه
ربيعة بن الحارث ، والعباس بن عبد المطلب قالا لعبد المطلب بن ربيعة بن الحرث ،
وللفضل بن العباس : ائتيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقولا : يا رسول الله ، قد بلغنا ما ترى من السن ، وقد
أحببنا أن نتزوج ،
__________________
وأنت يا رسول الله
أبرّ الناس وأوصلهم ، وليس عند أبوينا ما يصدقان عنا ، فاستعملنا يا رسول الله على
الصدقات فنؤدي إليك ما يؤدي العمال ، ولنصيب ما كان فيها من مرفق. قال : فأتى علي
بن أبي طالب ، ونحن على تلك الحال فقال لنا : والله لا يستعمل منكما أحدا على
الصدقة. فقال له ربيعة بن الحارث : هذا من حسدك وبغيك ، وقد نلت صهر رسول الله فلم
نحسدك عليه. قال : فألقي علي رداءه ، ثم جلس عليه ، فقال : أنا أبو حسن القوم ،
والله لا أريم مقامي هذا حتى يرجع إليكما ابناكما بجواب ما بعثتما به إلى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم. قال عبد المطلب : فانطلقت أنا والفضل ، حتى نوافق صلاة
الظهر قد قامت ، فصلينا مع الناس ، ثم أسرعت أنا والفضل إلى باب حجرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وهو يومئذ عند زينب بنت جحش ـ فقمنا بالباب ، حتى أتى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخذ بأذني وأذن الفضل ، وقال : أخرجا ما تصرران ، ثم
دخل ، وأذن لي وللفضل فدخلنا ، فتواكلنا الكلام قليلا ، ثم كلمته ـ أو كلمه الفضل
، شك في ذلك عبد الله ـ قال : فكلمناه بالذي أمرنا به أبوانا ، فسكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ساعة ورفع بصره قبل سقف البيت ، حتى طال علينا وظننا أنه
لا يرجع إلينا شيئا ، وحتى رأينا زينب تلمع من وراء الحجاب بيدها ، تريد أن لا
نعجل ، إذ انّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أمرنا ، قال : ثم خفض رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأسه ، فقال لنا : إنّ هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس ،
وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ، ادعوا لي نوفل بن الحرث ، فدعي له نوفل فقال :
يا نوفل ، أنكح عبد المطلب. قال : فأنكحني. قال ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ادعوا لي محمية بن جزء. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمحمية : أنكح الفضل. قال : فأنكحه ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قم فأصدق عنهما من الخمس كذا وكذا. قال : لم يسمعه لي
عبد الله بن الحرث».
ومنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٣٣ برواية ولده عبد الله. ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
حدثنا عبد الله ،
قال حدثني أبي ، قال حدثنا يحيى بن سعيد ، قال حدثني بريد بن أبي مريم ، عن أبي
الحوراء السعدي ، قال : قلت للحسن بن علي :
ما تذكر من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟
قال : أذكر أني
أخذت تمرة من تمر الصدقة ، فألقيتها في فمي ، فانتزعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بلعابها ، فألقاها في التمر ، فقال له رجل : ما عليك لو
أكل هذه التمرة؟ قال : «إنّا لا نأكل الصدقة».
وقال أيضا في ص ٣٥
: حدثنا عبد الله ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا محمد بن بكر ، قال : أخبرنا ثابت بن
عمارة ، قال حدثني ربيعة بن شيبان أنه قال للحسن بن علي ـ عليهالسلام ـ ما تذكر من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟
قال : أدخلني غرفة
الصدقة ، فأخذت منها تمرة ، فألقيتها في فمي.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألقها ، فإنها لا تحل لرسول الله ولا لأحد من أهل بيته».
وقال أيضا في ص ٣٦
: حدثنا عبد الله ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا أبو أحمد هو الزبيري ، قال حدثنا
العلاء بن صالح ، قال حدثنا بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء قال : كنا عند حسن
بن علي ـ عليهماالسلام ـ فسئل : ما عقلت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ أو عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : كنت أمشي معه فمر على جرين من تمر الصدقة ، فأخذت
تمرة ، فألقيتها في فيّ ، فأخذها بلعابي ، فقال بعض القوم : وما عليك لو تركتها؟
قال : «إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة». قال : وعقلت منه الصلوات الخمس.
ومنهم الدكتور عبد
الله أبو السعود بدر مدرس التفسير والحديث بكلية التربية بالفيوم جامعة القاهرة «في
فقه العبادات» (ص ٣٢٢ ط عالم الكتب) قال :
عن الحسن بن علي
قال : «كنت أمشي مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمر على جرين من تمر الصدقة ، فأخذت تمرة فألقيتها في فمي
، فأخذها بلعابي ، فقال
بعض القوم : وما
عليك لو تركتها ، قال : «إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة».
وقال أيضا في ص
٣٣٣ : وعن أبي هريرة قال : «أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة ، فجعلها في فيه
، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : كخ كخ (ليطرحها) ثم قال : «أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة».
ومنهم العلامة
حميد بن زنجويه المتوفى سنة ٢٥١ ه في كتابه : «الأموال» (ج ٣ ص ١١٤٣ ط مركز الملك
فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) قال :
أخبرنا حميد ثنا
محمد بن يوسف أنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال :
استعمل النبي صلىاللهعليهوسلم أرقم بن أبي أرقم الزهري على الصدقة ، فاستتبع أبا رافع.
فأتى أبو رافع النبي صلىاللهعليهوسلم فاستشاره. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : يا أبا رافع ، ان الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد.
وان مولى القوم من أنفسهم.
أخبرنا حميد ثنا
الحسين بن الوليد ثنا شعبة عن الحكم (عن) ابن أبي رافع عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم استعمل رجلا من بني مخزوم على الصدقات ، فقال لأبي رافع :
اصحبني كي أنيلك منها. قال : فقلت : حتى أسأل النبي صلىاللهعليهوسلم. فقال النبي : يا أبا رافع ، أو ما علمت ان الصدقة لا تحل
لآل محمد. قال : إنما أنا مولاك. قال : مولى القوم من أنفسهم.
أخبرنا حميد أنا
عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال : أخبرني عبد الله
بن نوفل الهاشمي أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أخبره أن أباه
ربيعة بن الحارث وعباس بن عبد المطلب قالا لعبد المطلب بن ربيعة وللفضل بن عباس :
ائتيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقولا (له) : يا رسول الله ، قد بلغنا ما ترى من السنين ،
وأحببنا أن نتزوج وأنت يا رسول الله أبر الناس وأوصلهم ، وليس عند أبوينا ما
يصدقان عنا ، فاستعملنا على الصدقات ، فلنؤدّ إليك ما يؤدي العامل ، ولنصب ما كان
فيها من مرفق. قال عبد المطلب : فانطلقت أنا
والفضل فكلمته ،
أو كلمه الفضل ، فقال لنا : إن هذه الصدقة ، إنما هي أوساخ الناس. وانها لا تحل
لمحمد ، ولا لآل محمد.
حدثنا حميد ثنا
محمد بن يوسف ثنا سفيان عن منصور عن طلحة عن أنس قال : مر النبي صلىاللهعليهوسلم بتمرة في الطريق ، فقال : لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة
لأكلتها.
أخبرنا حميد أنا
محمد بن يوسف ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أم كلثوم ابنة علي قال : أتيتها بشيء
من الصدقة. فقالت : احذر شبابنا. فان مولى للنبي صلىاللهعليهوسلم حدّثني يقال له ميمون أو مهران قال قال لي النبي صلىاللهعليهوآله : يا ميمون ، أو يا مهران ، أنا أهل بيت نهينا عن الصدقة.
وان موالينا منا. فلا تأكل الصدقة.
أخبرنا حميد ثنا
النضر بن شميل أنا شعبة عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة قال : أخذ الحسن
تمرة من تمر الصدقة ، فجعلها في فيه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كخ كخ ، ألقها. أما شعرت إنا لا نأكل الصدقة.
أخبرنا حميد ثنا
أبو نعيم ثنا معرّف بن واصل حدثتني (حفصة) ابنة طلق امرأة من الحي سنة تسعين عن
جدي أبي عميرة رشيد بن مالك قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم ، فجاء رجل بطبق عليه تمر ، فقال : ما هذا؟ أصدقة
أم هدية؟ قال الرجل : بل صدقة. قال : فقدمها إلى القوم ، والحسن يتعفر بين يديه ،
فأخذ تمرة فجعلها في فيه الصبي ، فنظر اليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأدخل إصبعه في فيه فانتزع التمرة ، فقذفها ، وقال : إنا
آل محمد ، لا نأكل الصدقة.
أخبرنا حميد ثنا
أبو الأسود أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن أبي حمزة الخولاني عن عبد
الله بن عباس أن عمر بن الخطاب قال للعباس وللفضل : اذكر لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يأمر لكما بشيء من الصدقات ، فاني سأحضر لكما. فذكر ذلك
الفضل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اصبروا على أنفسكم يا بني هاشم ، فإنما الصدقات غسالات
الناس ،
وإنما أريد أن
استوهبكم من الله يوم القيامة.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ٢ ص ٧٩١ ط دار طلاس دمشق) قال:
حدث عن محارب بن
دثار ، وحفصة بنت طلق. روى عنه : أبو أحمد الزبيري ، ووكيع ، وأبو نعيم ، وأحمد بن
عبد الله بن يونس. أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، نا
القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا علي بن أحمد الجواربي ، ثنا
أبو أحمد ، نا معرّف بن واصل ، عن حفصة بنت طلق ، عن أبي عمير رشيد بن مالك قال :
كنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فأتي بطبق فيه تمر ، فقال : «هدية أو صدقة»؟ قالوا : صدقة.
قال : فردها إلى أصحابها ، قال : والحسن بن علي يتعفّر بين يديه ، فأخذ تمرة
فألقاها في فيه ، فقال : «إنا آل محمد لا نأكل الصدقة».
كذا كان في كتاب
ابن مهدي : عن أبي عمير ، والصواب : عن أبي عميرة ـ بفتح العين ـ وبزيادة هاء.
ومنهم العلامة
الشيخ ناصر الدين أحمد بن محمد المشهور بابن المنير الاسكندراني المتوفى سنة ٦٨٣ ه
في «المتواري على تراجم أبواب البخاري» (ص ١٨١ ط مكتبة المعلى الكويت) قال :
وفيه أبو هريرة :
أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة ، فجعلها في فيه فقال النبي صلىاللهعليهوسلم [بالفارسية] : كخ
كخ. أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» (ج ١ ص
٢٣٥ ط المكتبة العلمية بيروت) قال :
حديث أبي هريرة رضياللهعنه ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يؤتى بالتمر عند صرام النخل ؛ فيجيء هذا بتمره ، وهذا من
تمره ، حتى يصير عنده كوما من
تمر. فجعل الحسن
والحسين رضياللهعنهما يلعبان بذلك التمر ؛ فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه ،
فنظر اليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخرجها من فيه ، فقال : «أما علمت أن آل محمد لا يأكلون
الصدقة؟». أخرجه البخاري في : ٢٤ ـ كتاب الزكاة : ٥٧ ـ باب أخذ صدقة التمر عند
صرام النخل.
حديث أبي هريرة رضياللهعنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي
فأرفعها لآكلها ، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها». أخرجه البخاري في : ٤٥ ـ كتاب
اللقطة : ٤٥ ـ باب إذا وجد تمرة في الطريق.
حديث أنس رضياللهعنه ، قال : مرّ النبي صلىاللهعليهوسلم بتمرة مسقوطة ، فقال : «لولا أن تكون صدقة لأكلتها». أخرجه
البخاري في : ٣٤ ـ كتاب البيوع : ٤ ـ باب ما يتنزه من الشبهات.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٢ ص ٩٦٦ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ١٩٨٦ م) قال :
رشيد بن مالك ،
أبو عميرة ، له صحبة ، روى حديثه معرف بن واصل ، عن حفصة بنت طلق.
قاله البخاري فيما
أخبرنا علي بن إبراهيم ، عن ابن فارس عنه : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا معرف بن واصل
السعدي ، حدثني حفصة بنت طلق امرأة من الحي سنة تسعين عن جدي أبي عميرة رشيد بن
مالك : كنت عند النبي صلىاللهعليهوسلم فجاء رجل بطبق تمر ، فقال : «إنّا آل محمد لا نأكل الصدقة».
ومنهم العلامة
الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني المصري
الشافعي المشتهر ـ بابن حجر في «الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف» (ص ١١٩ ط
مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
حديث آخر : حدثني
زهير بن حرب ، وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية حدثني أبو حيان [حدثني] يزيد بن
حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سيرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا
اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ... الحديث. وفيه : أهل بيته من
حرم الصدقة بعده. قال : من هم ، قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر ، وآل عباس.
ومنهم الدكتور علي
محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٥٥٨ ط دار
الثقافة الدوحة دولة قطر) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثني أبي ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا ابن المبارك ، عن يونس ، عن الزهري ، عن عبد
الله بن الحرث بن نوفل ، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث ، أنه هو والفضل أتيا
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليزوجهما ، وستعملهما على الصدقة فيصيبان من ذلك ، فقال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس ، وإنها لا تحل لمحمد
ولا لآل محمد ، ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لمحمية الزبيدي : زوج الفضل ، وقال لنوفل بن الحرث بن
عبد المطلب : زوج عبد المطلب بن ربيعة ، وقال لمحمية بن جزء الزبيدي ـ وكان رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يستعمله على الأخماس ـ فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصدق عنهما من الخمس شيئا لم يسمعه عبد الله بن الحرث.
وفي أول هذا
الحديث أن عليا لقيهما فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يستعملكما فقالا : هذا حسدك. فقال : أنا أبو حسن القوم
، لا أبرح حتى أنظر ما يرد عليكما ، فلما كلّماه سكت ، فجعلت زينب تلوح بثوبها أنه
في حاجتكما.
(أ) رواته : ثقات.
يونس : هو ابن
يزيد بن أبي النجاد ، مولى معاوية ، سبقت ترجمته في رقم ٤.
(ب) درجته :
إسناده صحيح.
(ج) تخريجه :
أخرجه مسلم في
الزكاة باب : ترك استعمال آل بيت النبي على
الصدقة ٢ / ٧٥٢ عن
عبد المطلب بن ربيعة.
وأخرجه أبو داود
والنسائي ، وانظر التخريج كاملا والتعليق عليه في الحديث التالي.
وقال أيضا في ص
٥٥٩ : حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب وسعد قالا : ثنا أبي ، عن صالح ، عن
الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ،
أخبره أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أخبره أنه اجتمع ربيعة ابن
الحرث وعباس بن عبد المطلب فقالا : والله لو بعثنا هذين الغلامين ـ فقال لي وللفضل
بن عباس ـ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصابا ما
يصيب الناس من المنفعة؟ فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب ، فقال : ما ذا
تريدان؟ فأخبراه بالذي أرادا قال : فلا تفعلا فو الله ما هو بفاعل. فذكر الحديث
مثل ما تقدم عن كتاب «الأموال» مع اختلاف في اللفظ. ثم قال :
(أ) رواته : ثقات
، يعقوب : هو ابن ابراهيم بن سعد.
١ ـ سعد : هو ابن
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أخو يعقوب ـ ثقة ، وثّقه
ابن معين وابن سعد والعقيلي وقال أحمد : لم يكن به بأس ، ولي قضاء واسط وغيرها ،
مات سنة ٢٠١ ه وعمره ٦٣ سنة ، أخرج له البخاري والنسائي.
٢ ـ عبيد الله بن
عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب هو عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وقيل عبد الله مكبرا ، والظاهر أنهما لرجل واحد كما
قال الحافظ ـ ذكره ابن حبان في الثقات ، أخرج له النسائي.
(ب) درجته :
إسناده صحيح.
(ج) تخريجه :
١ ـ أخرجه مسلم في
الزكاة باب : ترك استعمال آل النبي على الصدقة ٢ / ٧٥٢
بنحوه.
٢ ـ وأخرجه أبو
داود في كتاب الخراج والامارة والفيء ٢ / ١٣٣ ، عنه بنحوه.
٣ ـ وأخرجه
النسائي في الزكاة باب : استعمال آل النبي صلىاللهعليهوسلم على الصدقة ٥ / ١٠٥ عنه باختصار.
(د) المفردات :
(إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم): متعلق ببعثنا ـ وما بينهما جملة معترضة لبيان المقصود
بالغلامين.
(نفاسة علينا) :
حسدا لنا.
(تصرران) : تجمعان
في صدوركما من الكلام وكل شيء جمعته فقد صررته.
(إنما هي أوساخ
الناس): ي أنها تطهير لأموالهم وأنفسهم أي كغسالة الأوساخ.
(أصدق عنهما الخمس):
أي أدّ عن كل منهما صداق زوجته ، وفي الكلام حذف بينته الرواية السابقة وروايات
أخرى عند مسلم وغيره ، وهي أن النبي صلىاللهعليهوسلم دعا محمية وطلب منه أن يزوج الفضل ابنته ، ودعا نوفل بن
الحارث وطلب منه أن يزوج عبد المطلب ابنته ...
وقال أيضا في ص
٥٦١ : حدّثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق قال
: ثنا الزهري ، عن محمد بن عبد الله بن نوفل بن الحرث ، عن عبد المطلب بن ربيعة بن
الحارث ، قال : اجتمع العباس بن عبد المطلب وابن ربيعة بن الحرث في المسجد فذكر
الحديث.
(أ) رواته : ثقات.
١ ـ محمد بن عبد
الله بن نوفل : هو محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب
الهاشمي النوفلي ، مقبول ، يروي عنه الزهري ، ذكره ابن حبان في الثقات ، أخرج له
الترمذي والنسائي :
(ب) درجته :
إسناده صحيح.
(ج) تخريجه : مكرر
الحديث السابق والذي قبله.
ومنهم العلامة
السيد محمد بن اسماعيل الكحلاني الصنعاني المولود سنة ١٠٥٩ ه بكحلان والمتوفى ٣
شعبان ١١٨٢ ه في كتابه «سبل السلام في شرح بلوغ المرام ـ لابن حجر» (ج ٢ ص ١٤٧ ط
دار الكتب العلمية بيروت) قال :
(وعن عبد المطلب
بن ربيعة بن الحرث) بن عبد المطلب بن هاشم ، سكن المدينة ثم تحول منها إلى دمشق
ومات بها سنة اثنتين وستين ، وكان قد أتى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يطلب منه أن يجعله عاملا على بعض الزكاة ، فقال له رسول
الله صلىاللهعليهوسلم الحديث وفيه قصة (قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس) هو
بيان لعلة التحريم (وفي رواية) أي لمسلم عن عبد المطلب (وإنها لا تحل لمحمد ولا
لآل محمد. رواه مسلم) فأفاد أن لفظ لا تنبغي أراد به لا تحل فيفيد التحريم أيضا
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٢٠ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
دخل الحسن بن علي
يوما المسجد فمد يده وأخذ تمرة من تمر الصدقة ووضعها في فمه فنزعها جده صلىاللهعليهوسلم من فيه حفيده بلعابها وجعلها في تمر الصدقة ثانية فقال
أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا نبي الله ما كان عليك من هذه التمرة؟ فقال النبي عليه
الصلاة والسلام : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور يوسف القرضاوي في «فقه الزكاة» (ج ٢ ص ٧٣٥ ط مؤسسة الرسالة بيروت)
قال :
وأما حديث الحسن
بن علي وقول الرسول صلىاللهعليهوسلم : (أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة). وفي رواية مسلم (لا تحل
لنا الصدقة).
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث موارد الظمآن إلى زوائد ابن
حبان» للحافظ نور الدين الهيثمي (ص ١٣ ط دار البشائر الإسلامية ودار النور بيروت)
قال :
أتي النبي صلىاللهعليهوسلم بشيء من تمر الصدقة فأخذت ... الحسن بن علي ١٣٧.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ١٢٩٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
يا ميمون أو يا
مهران إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة. ميمون أو مهران ٤ / ٣٥.
وقال أيضا في «موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف» ج ٣ ص ٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر قال :
إنّ آل محمد لا
تحل لنا الصدقة حم ٣ : ٤٤٨.
إنّ آل محمد لا
يأكلون الصدقة حم ٢ : ٤٠٦.
إنّ آل محمد لا
يحل لهم الصدقة معاني ٢ : ٨.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري القسم ١ (ص
١٤٠ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
إن الصدقة لا تحل
لمحمد ولا لأهل بيت محمد ... عمرو بن حزم الزكاة ١ / ٣٩٦.
إن الصدقة لا تحل
لنا ... أبو رافع الزكاة ١ / ٤٠٤.
وقالوا أيضا في «فهرس
أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» ج ٢ ص ٨٤٢ ط عالم الكتب بيروت.
قالوا :
لا تحل الصدقة
لمحمد صلىاللهعليهوسلم الثوري الزكاة ٦٩٣٩. ٤ / ٥٠.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو يعلى محمد بن عبد الله بن حسن الشبراويّ القويني في
«فهارس صحيح ابن
خزيمة» (ص ١٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ان آل النبي صلىاللهعليهوسلم الذين حرموا الصدقة آل علي وآل عقيل و... ١٣٥٦.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لكل بني ام ـ [أب ـ آدم] عصبة ينتمون
إليها إلّا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٦٤٤ ـ ٦٥٥ وج ١٠ ص ٢٣٩ وج ١٨ ص ٣٣١ وج ١٩ ص ٦٤ وج ٢٤ ص
٥٤٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة
:
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١٠٩ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا عثمان بن
أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين. عن فاطمة الكبرى
قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لكل بني أم عصبة ينتمون إليه إلّا ولد فاطمة فأنا وليهم
وأنا عصبتهم».
ومنهم العلامة
الحافظ جلال الدين السيوطي في «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٤٥ ط حيدرآباد) قال :
[قال النبي صلىاللهعليهوآله] : إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلّا ولد فاطمة فأنا
وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم من أحبهم أحبه
الله ومن أبغضهم أبغضه الله (ك وابن عساكر عن جابر).
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ٩٥٨
ط مكتبة التراث
الإسلامي القاهرة) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلّا ولد فاطمة فأنا وليهم
وأنا عصبتهم. من أحب آل البيت فهو معهم :
ومنهم العلامة
الشيخ نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشتهر بالملا علي القاري المتوفى ١٠١٤ ه
في «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص ٢٧٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال
:
حديث : «كل بني
آدم ينتمون إلى عصبة أبيهم ، إلّا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وعصبتهم».
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في «تمييز الطيب
من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص ١٢٣ ط دار الكتاب العربي بيروت)
قال :
(حديث) كل بني آدم
ينتمون إلى عصبة أبيهم إلّا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم وأنا عصبتهم ـ رواه الطبراني
في الكبير من حديث فاطمة وكذا أخرجه أبو يعلى وسنده ضعيف والحديث مرسل وله شاهد
عند الطبراني وقول ابن الجوزي في العلل المتناهية أنه لا يصح ليس بجيد.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ١٩
ص ٤٨٣ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
قال الحافظ أبو
بكر : أما حديث شيبة فقد رواه عن جرير غير عثمان ؛ أخبرناه الحسن بن أبي بكر ، قال
: أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، قال : حدثنا ابن أبي العوام يعني محمد بن
أحمد بن يزيد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن شيبة ، عن
فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة قالت : قال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا
أبوهم وأنا عصبتهم».
قال : وأخبرناه
علي بن محمد بن عبد الله المعدّل ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق
، قال : حدثنا جعفر بن محمد الزعفراني ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا
محمد بن عمرو الرازي عن حسين الأشقر ، عن جرير بن عبد الحميد الضبي ، عن شيبة بن
نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل بني أم ينتمون إلى عصبة ، غير ولد فاطمة فأنا أبوهم
وأنا عصبتهم».
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٢٥ ط دار الفكر بيروت) قال :
وعن جابر رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فيما أخرجه الحاكم في المستدرك ، وابن عساكر على شرط
البخاري ومسلم : «إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلّا ولد فاطمة ، فأنا وليهم
، وأنا عصبتهم ، وهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم
أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله».
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه «فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي
الكبير» (ص ٢٤١ ط دار المعرفة بيروت) قال :
كل ولد آدم فإن
عصبتهم لأبيهم ... عمر ٣ / ١٤٣.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «كل سبب ونسب ينقطع [منقطع] يوم
القيامة إلّا سببي ونسبي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٦٤٥ و ٦٥٦ ـ ٦٧٠ وج ١٠ ص ٢٠٠ ـ ٢١٩ وج ١٨ ص ٤٣١ ـ ٤٣٦
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ٤٣٢ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر بيروت) قال :
وفي حديث كل سبب
ونسب ينقطع إلّا سببي ونسبي.
منهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ١١ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الطبراني في
الكبير بإسناد رجاله ثقات عن ابن عباس ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فذكر الحديث مثل ما تقدم ـ وفيه : منقطع ، مكان :
ينقطع.
ومنهم العلامة محمد
بن سليمان بن فرج في «رياض الجنة» (ص ١٩) قال :
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببي
ونسبي).
ومنهم العلامة
السيد عبد الله مير غني نزيل الطائف الملكي الحنفي المشتهر بالمحجوب في «المعجم
الوجيز من أحاديث الرسول العزيز» (ص ٢٨٨ ط عالم الكتب بيروت) قال :
«كل سبب ونسب
منقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي». الطبراني والحاكم والبيهقي.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه : «فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي
الكبير» (ص ٢٤٠ ط دار المعرفة بيروت) قال :
كل سبب ونسب يوم
القيامة ينقطع ... عمر ٣ / ١٤٣.
كل نسب وسبب منقطع
إلّا سببي ونسبي. ٣ / ١٦٥.
كل نسب وصهر منقطع
يوم القيامة ، إلّا ... عبد الله بن الزبير ٣ / ١٤٣.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد»
قد تقدم ما يدل
على ذلك من العامة في ج ٩ ص ٣٠٤ و ٣٧٨ وج ١٨ ص ٤٤٣ وج ٢٤ ص ٥٨٩ ومواضع أخرى ،
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
السيد عبد الله مير غني نزيل الطائف الملكي الحنفي المشتهر بالمحجوب في «المعجم
الوجيز من أحاديث الرسول العزيز» (ص ٤٣٥ ط عالم الكتب بيروت) قال:
«نحن أهل بيت لا
يقاس بنا أحد». الديلمي [٦٥ ب مكرر].
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١٠ ص ١٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
نحن أهل بيت لا
يقاس بنا أحد. كنز ٣٤٢٠١.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «تنقطع الأنساب يوم القيامة إلّا نسبي
وصهري»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٦٤٥ و ٦٥٦ ـ ٦٧٠ وج ١٠ ص ٢٠٠ ـ ٢١٩ وج ١٨ ص ٤٣١ ـ ٤٣٦
ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه في «معجم
الشيوخ» (ص ٣٣٨ ط مؤسسة الرسالة بيروت ودار الايمان طرابلس) قال :
عمر بن الحسن بن
علي بن مالك ، أبو الحسين القاضي حدثنا عمر بن الحسن الأشناني ، ببغداد ، قال :
وحدّث في كتاب أبي الحسن ، عن محمد بن سعد كاتب الواقدي ، حدثنا عصمة بن محمد
الأنصاري ، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، أن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «تنقطع الأنساب يوم القيامة إلّا نسبي وصهري».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم
لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا اليه
والمحب لهم بقلبه ولسانه»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٨١ و ٤٨٢ وج ١٨ ص ٤٩٤ و ٤٩٥
و ٥١٦ ومواضع
أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوسلم واتباع السنة» (ص ٢٠) قال :
وأشار إلى أنواع
البر لآل البيت فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي
والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا اليه والمحب لهم بقلبه
ولسانه). رواه الديلمي.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١ ص ٤٥٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أربع أنا لهم شفيع
يوم القيامة كنز ٤٣٤٥٦.
مستدرك
كلمات القوم في شأن أهل البيت عليهمالسلام
منها كلام أبي بكر : ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوآله في أهل بيته
قد تقدم ما يدل
على ذلك عن العامة في ج ١٨ ص ٥١٣ وص ٥٣٦ ومواضع أخرى من الكتاب ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٣١١ والنسخة
مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال :
وعن أبي بكر
الصديق انه قال : يا أيها الناس ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوآله
وبارك وسلم في أهل
بيته. رواه الطبري وقال خرجه البخاري وارقبوا محمدا أي احفظوه.
ومنهم العلامة
حسام الدين المردي الحنفي في كتابه «آل محمد» (ص ٣٩) قال:
ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم في أهل بيته. أخرجه الحافظ السخاوي ولم أقف له على أصل
اعتمده وصح عن أبي بكر بسند صحيح انه قال : ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم أي احفظوا عهده وودّه في أهل بيته.
ومنهم العلامة
المعاصر السيد محمد بن علي الاهدلي الحسيني الشافعي في «نثر الدرر المكنون» (ص ١٣٠
ـ ١٣٨ ط زهران بمصر) قال :
وروى البخاري في
صحيحه أيضا ـ قال أبو بكر : أيها الناس ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم ، أي احفظوا عهده وودّه في أهل بيته.
ومنهم العلامة
الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هيبت الله سيد الكل القفطي الشافعي في «الانباء
المستطابة» (ص ٥٨ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلند) قال :
ومن ذلك ما روى عن
أبي بكر ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن يحيى بن مدين عبد الواحد التلمساني في كتاب «المعيار المعرب» (ج ١٢
ص ٢٠٥ ط بيروت) قال :
وفيه أيضا [أي في
صحيح البخاري] من حديث وافد قال : سمعت أبي يحدث عن أبي بكر قال : «ارقبوا محمدا
في أهل بيته». والآثار في هذا المعنى كثيرة. وروينا منها في كتاب الشفا للإمام
العلامة حامل لواء السنة بالمغرب أبي الفضل عياض رحمهالله من ذلك جملة ، وأجمع المسلمون على تعظيم آل محمد صلىاللهعليهوسلم ، لا يخالف في ذلك ولا يستنكف منه مؤمن خالص الايمان.
ومنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد
المدنيان في «الجامع
الأحاديث» (القسم الثاني ج ١ ص ٢٢٤) قالا :
عن ابن عمر قال :
قال أبو بكر. فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج البخاري عن
ابن عمر ان أبا بكر الصديق قال : فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في «التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية» (ص
٣١٣ ط مكتبة الرياض الحديثة الرياض) قال :
قوله (ولقرابتي) قرابة
النبي صلىاللهعليهوسلم من ينسب إلى جده الأقرب وهو عبد المطلب ممن صحب النبي صلىاللهعليهوسلم أو رآه من ذكر أو أنثى ، انتهى فتح الباري. وروى البخاري
عن ابن عمر رضياللهعنهما عن أبي بكر الصديق رضياللهعنه أنه قال : ارقبوا محمدا في أهل بيته. وفي الصحيح أن الصديق
قال لعلي رضياللهعنه : والله لقرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي. وقال عمر بن الخطاب للعباس :
والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامك كان
أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من إسلام الخطاب.
ومنها
كلام كعب الأحبار
رواه جماعة من
أعلام القوم في كتبهم :
منهم العلامة شهاب
الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في «تفسير آية المودة» (ص ٤٥ والنسخة مصورة من
مكتبة اسلامبول) قال :
وروي من إن كعب
الأحبار أخذ بيد العباس رضياللهعنه فقال : اني أحبّها في الشفاعة عندك قال: وهل لي شفاعة؟ قال
: نعم ، ليس أحد من أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله إلّا له شفاعة.
ومنها
كلام اخت الزهري في كتمانه فضائل أهل البيت عليهمالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٧ ص ٣٥٧ ط دار الفكر) قال :
قال جعفر بن
إبراهيم الجعفري : كنت عند الزهري أسمع منه ، فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت : يا
جعفري لا تكتب عنه ، فإنه مال إلى بني أمية ، وأخذ جوائزهم ، فقلت : من هذه؟ قال :
اختي رقية خرفت ، قالت : خرفت أنت كتمت فضائل آل محمد.
ومنها
كلام عمر بن عبد العزيز الخليفة الاموي
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشهاب أحمد بن محمد الحنفي المصري في «تفسير آية المودة» (ق ٤٥ مصورة مكتبة
اسلامبول) قال :
وروي ان عبد الله
بن حسن بن حسن دخل على عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه وهو حديث السن فرفع عمر مجلسه وأقبل عليه وقضى حوائجه ثم
أخذ عكنة من عكنه فغمزها حتى أوجعه وقال : اذكرها عندك للشفاعة وقول عمر لما سأله
قومه
عن ذلك : إنه ليس
أحد من بني هاشم إلّا وله شفاعة فرجوت أن أكون في شفاعة هذا.
وقال أيضا في ص ٥١
: روى أبو الحسن الاصبهاني عن سعيد بن أبان القرشي قال : دخل عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام على عمر بن عبد العزيز وهو حدث السن وله وقرة فرفع عمر
مجلسه وأقبل عليه وقضى حوائجه ثم أخذ عكنة من عكنه فغمزها حتى أوجعه وقال : اذكرها
عندك للشفاعة فلما خرج لامه قومه وقالوا : أتفعل هذا بغلام حدث؟ فقال : إن الثقة
حدثني حتى لكأني أسمع من فيّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها وأنا أعلم إن فاطمة لو
كانت حية لسرها ما فعلت بابنها قالوا : فما معنى غمزك بطنه وقولك ما قلت؟ قال :
إنه ليس أحد من بني هاشم إلّا وله شفاعة فرجوت أن أكون في شفاعة هذا.
ومنهم العلامة شمس
الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء
الرسول ذي الشرف» (ص ٣٤ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف افندي باسلامبول) قال
:
وروى أبو الفرج
الاصبهاني من طريق عبيد الله بن عمر القواريري أنبأ يحيى بن سعيد بن سعيد بن أبان
القرشي قال : دخل عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب على عمر بن عبد العزيز وهو
حدث السن وله وقرة ـ إلى آخر ما تقدم آنفا.
ومنهم العلامة
الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في
مناقب الأخيار» (ق ٣٩ المصورة من مكتبة فاتيكان) قال :
أخبرنا الحسن أنبا
الحسن بن محمد بن كيسان النحوي نبا اسماعيل بن اسحق نبا نصر بن علي نبا الأصمعي
نبا عثمان بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر قال : قال عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه : أفضل الناس أقربهم برسول الله حتى ينقطع النسل.
ومنهم العلامة عبد
الله بن نوح الجيابخوري الجاوي في «الامام المهاجر» (ص ٢٠٨ ط دار الشروق بجدة) قال
:
وقال الخليفة عمر
بن عبد العزيز رضياللهعنه : ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إليّ منكم ، ولأنتم أحب
إليّ من أهل بيتي.
ومنها
كلام العلامة العارف الشيخ أحمد بن علي
بن يحيى الرفاعي المتوفى سنة ٥٧٨ ه في «البرهان المؤيدي» (ص ٤٤ ط دار الكتاب
النفيس بيروت) قال :
الحق يقال : نحن
أهل بيت ، ما أراد سلبنا سالب إلّا وسلب ، ولا نبح علينا كلب إلّا وجرب ، ولا همّ
على ضربنا ضارب إلّا وضرب ، ولا تعالى على حائطنا حائط إلّا وخرب : (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ
آمَنُوا النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ).
ومنها
كلام العارف الشيخ محي الدين العربي
الطائي الأندلسي ـ المطبوع في آخر كتاب «شرح صلوات چهارده معصوم ـ وسيلة الخادم
إلى المخدوم» للشيخ فضل الله بن روزبهان الاصبهاني» (ص ٢٩٣ ط قم) قال :
الحمد لله رب
العالمين حمدا أزليا بأبديته وأبديا بأزليته سرمدا باطلاقه متجليا في مرايا آفاقه
حمد الحامدين ودهر الداهرين صلوات الله وملائكته وحملة عرشه وجميع خلقه من أرضه
وسمائه على سيدنا ونبينا أصل الجود وعين الشاهد والمشهود أول الأوائل وأدل الدلائل
مبدأ أنوار الأزلي ومنتهى العروج الكمالي غاية الغايات المتعين بالنشئات أب
الأكوان بفاعليته وأم الإمكان بقابليته المثل الأعلى الالهي هيولى لعوالم الغير
المتناهي روح الأرواح ونور الأشباح فالق إصباح الغيب دافع الظلمة والريب محتد
التسعة والتسعين رحمة للعالمين سيدنا في الوجود
صاحب لواء الحمد
والمقام المحمود المبرقع بالعماء حبيب الله محمد المصطفى صلوات الله عليه.
وعلى سرّ الأسرار
ومشرق الأنوار المهندس في الغيوب اللاهوتية والسياح في الفيافي الجبروتية المصور
للهيولى الملكوتية والوالي للولاية الناسوتية أنموذج الواقع وشخص الإطلاق المنطبع
في مرايا الأنفس والأمانة الالهية ومادّة العلوم الغير المتناهية الظاهر بالبرهان
والباطن بالقدرة والشان فاتحة مصحف الوجود بسملة كتاب الموجود حقيقة نقطة البائية
المتحقق بالمراتب الانسانية حيدر آجام الإبداع الكرار في معارك الاختراع النير
الجلي والنجم الثاقب إمام الأئمة علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وعلى الجوهرة
القدسية في تعيّن الانسية صورة النفس الكلية جواد العالم العقلية بضعة الحقيقة
النبوية مطلع الأنوار العلوية عين عيون الأسرار الناجية لمحبيها عن النار ثمرة
شجرة اليقين سيدة نساء العالمين المعروفة بالقدر والمجهولة بالقبر قرّة عين الرسول
الزهراء العذراء البتول صلوات الله عليها.
وعلى الثاني من
شروط لا إله إلّا الله ريحانة محمد رسول الله رابع الخمسة العبائية عارف الأسرار
العمائية موضع سرّ الرسول حاوي كلّيات الأصول حافظ الدين وعيبة العلم ومعدن
الفضائل وباب السلم كهف المعارف وعين الشهود روح المراتب وقلب الوجود فهرس العلوم
اللدني لؤلؤ صدف أنت مني النور اللامع من شجرة الأيمن جامع الكمالين أبي محمد
الحسن عليهالسلام.
وعلى النور المتوحد
بالهمة العلياء المتوسد بالشهود والرضا مركز عالم الوجود سر الواجد والموجود شخص
العرفان وعين العيان نور الله وسرّه الأتم المتحقق بالكمال الأعظم ونقطة دائرة
الأزل والأبد المتشخص بألف الأحد فاتحة مصحف الشهادة والي ولاية السيادة الأحدية
الجمع الوجودي والحقيقة الكلية الشهودي كهف الامامة وصاحب العلامة كفيل الدين
الوارث بخصوصيات سيد المرسلين
والخارج عن محيط
الأين وللوجود إنسان العين ومضمون الإبداع مذوق الأذواق ومشوق الأشواق مطلب
المحبين ومقصد العشاق المقدّس عن الشين أبي عبد الله الحسين عليهالسلام.
وعلى آدم أهل
البيت المنزّه عنه كيت وكيت روح جسد الامامة شمس فلك الشهامة مضمون كتاب الإبداع
جلّ تعمية الاختراع سر الله في الوجود انسان عين الشهود خازن كنوز الغيوب واقف
امور المحب والمحبوب مطلع نور الايمان كاشف سر العرفان الحجة القاطعة والدرة
اللامعة ثمرة شجرة طوبى القدسية أزل الغيب وأبد الشهادة السر الالهي في ستر
العبادة وتد الأوتاد رزين العباد إمام العالمين ومجمع البحرين علي بن الحسين عليهالسلام.
وعلى باقر العلوم
وشخص العالم والمعلوم ناطقة الوجود نسخة الموجود ضرغام آجام المعارف المنكشف لكل
كاشف الحياة السارية في المجاري النور المنبسطة على الدراري حافظ المعارج اليقين
وارث علوم المرسلين حقيقة الحقائق الظهورية دقيقة الدقائق النورية الفلك الجارية
في اللجج الغامرة والمحيط علمه بالزبر الغابرة النبأ العظيم الصراط المستقيم
المستند من كل ولي أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام.
وعلى أستاذ العالم
وسيد الوجود مرتقى المعارج ومنتهى الصعود البحر المواج الأزلي والسراج الوهاب
الأبدي ناقد خزائن المعارف والعلوم محتد العقول ونهاية الفهوم معلّم علوم الأسماء
دليل طرق السماء الكون الجامع الحقيقي والعروة الوثقى الوثيقى برزخ البرازخ وجامع
الأضداد نور الله بالهداية والإرشاد المستمع القرآن من قائله الكاشف لأسراره
ومسائله مطلع الشمس الأبد جعفر بن محمد عليه صلوات الله الملك الأحد.
وعلى شجرة الطور
والكتاب المسطور والبيت المعمور والسقف المرفوع والسر المستور والرق المنشور
والبحر المسجور وآية النور كليم أيمن الامامة منشأ الشرف
والكرامة نور
مصباح الأرواح جلاء زجاجة الأشباح ماء التخمير الأربعيني غاية معارج اليقيني اكسير
فلزات العرفاء معيار نقود الأصفياء مركز الأئمة العلوية محور فلك المصطفوية الأمر
للصور والأشكال بقبول الاصطبار والانتقال النور الأنور أبي ابراهيم موسى بن جعفر
عليه صلوات الله الملك الأكبر.
وعلى السر الالهي
والرائي للحقائق كما هي النور اللاهوتي والإنسان الجبروتي والأصل الملكوتي والعالم
الناسوتي مصداق معلّم المطلق والشاهد الغيبي المحقق روح الأرواح وحياة الأشباح
هندسة الموجود الطيار في المنشئات الوجود كهف النفوس القدسية غوث الأقطاب الانسية
الحجة القاطعة الربانية محقق الحقائق الامكانية أزل الأبديات وأبد الأزليات الكنز
الغيبي والكتاب اللاريبي قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية إمام
الورى بدر الدجى أبي محمد علي بن موسى الرضا عليهالسلام.
وعلى باب الله
المفتوح وكتاب الله المشروح ماهية الماهيات مطلق المقيّدات وسرّ السرّيات الوجود
ظل الله الممدود المنطبع في مرآة العرفان والمنقطع من نيله حبل الوجدان غواص بحر
القدم محيط الفضل والكرم حامل سر الرسول مهندس الأرواح والعقول أديب معلمة الأسماء
والشئون فهرس الكاف والنون غاية الظهور والإيجاد محمد بن علي الجوادعليهالسلام.
وعلى الداعي إلى
الحق أمين الله على الخلق لسان الصدق وباب السلم أصل المعارف ومنبت العلم منجي
أرباب المعادات ومنقذ أصحاب الضلالات والبدعات إنسان عين الإبداع أنموذج اصول
الاختراع مهجة الكونين ومحجة الثقلين مفتاح خزائن الوجوب حافظ الغيوب طيار جو
الأزل والأبد علي بن محمد عليه صلوات الله الملك الأحد.
وعلى البحر الزاخر
زين المئاثر والمفاخر الشاهد لأرباب الشهود والحجة على ذوي الجحود معرّف حدود
حقايق الربانية متنوع أجناس عوالم السبحانية عنقاء
قاف القدم طاوس
روضة الفضل والكرم العالم بما جرى به اللوح والقلم القائم مرقاة الهمم وعاء
الأمانة ومحيط الامة مطلع النور المصطفوي الحسن بن علي العسكري عليهالسلام.
وعلى سرّ السرائر
العلّية وخفي الأرواح القدسية معراج العقول موصل الأصول قطب رحى الوجود مركز دائرة
الشهود كمال النشأة ومنشأ الكمال جمال الجميع ومجمع الجمال الوجود المعلوم والعلم
الموجود السائل نحوه الثابت في الابود المحاذي للمرآة المصطفوية والمتحقق بالأسرار
المرتضوية والمترشح بأنوار الالهية والمربي بالاسرار الربوبية الحقائق الوجودية
قسّام الدقايق الشهودية الاسم الأعظم الالهي الحاوي للنشأة الغير المتناهي غوّاص
يم الرحمانية مسلك آية الرحمية طور تجلى الالوهية نار شجرة الناسوتية ناموس الله
الأكبر غاية البشر أب الوقت مولى الزمان الذي للخلق أمان ناظم مناظم السر والعلن
أبي القاسم م ح م د بن الحسن صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ومنها
كلام العلامة فضل الله بن روزبهان
الخنجي الاصفهاني المتوفى ٩٢٧ ه في «وسيلة الخادم إلى المخدوم ـ در شرح صلوات
چهارده معصوم عليهمالسلام»
(ص ٥٣ ط كتابخانه
عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
بسم الله الرحمن
الرحيم
محامد ارباب فهم
وادراك ، سزاوار مبدع الأفلاك كه از اوج سماك تا مركز خاك ، چهارده طبقه خلق بديع
در ولاى چهارده معصوم پاك آفريده وبر صفحه اين دوازده برج سپهر مقرنس ، دوازده
امام مقدس رقم هستى كشيده بر قامت فلك اطلس خلعت نيلوفرى از خزانه عطاى پنج آل عبا
دوخته وچراغ عالم افروز ماه وخور را ... به دو سيد وسرور ودو بهتر ومهتر
برافروخته. رباعي :
اى دل به حديث
اهل معنى بگرو
|
|
جز راه ولاى
احمد وآل مرو
|
عالم شده از
براى ايشان موجود
|
|
لولاك لما خلقت
الأفلاك شنو
|
وصلوات ناميات بر
سيد كائنات محمد مصطفى كه نور ظلمت سوز او چراغ عالم وجود وجود قدسي نمود. او اصل
هستى هر موجود است وبر آل بزرگوار وعترت نامدارش خصوصا امام ماجد ساجد على مرتضى
كه صاحب منقبت أنا وعلي من نور واحد است ؛ وبر فاطمه زهرا كه بضاعت فاطمة بضعة مني
، من آذاها فقد آذاني در بازار فضائل او وارد است ؛ وبر حسن رضا كه شربت كرامت إنّ
ابني هذا سيد نوشيده ؛ وبر حسين شهيد كربلا كه خلعت فضيلت الحسين سبط من الأسباط
پوشيده ؛ وبر على زين العابدين كه پدر ائمه هدى است ؛ وبر محمد باقر كه قائم به
وظيفه علم وتقى است ؛ وبر جعفر صادق كه واقف در مقام صدق وتصديق است ؛ وبر موسى
كاظم كه شهسوار ميدان كرامت وتوفيق است ؛ وبر على بن موسى الرضا كه امام راضى به
قضاى الهى ؛ وبر محمد تقى جواد كه واهب مواهب نامتناهى است ؛ وبر على نقى هادى كه
بدر آسمان هدايت است ؛ وبر حسن عسكري كه سر خيل لشكل ولايت است ؛ وبر محمد مهدى
موعود منتظر كه امام جهان وامام آخر الزمان است. صلوات الله وسلامه وتحياته
وبركاته عليهم أجمعين. رباعي :
آن كس كه ز مهر
چهارده محروم است
|
|
محرومى او به
نزد حق معلوم است
|
در نزد خدا
وسيله روز جزا
|
|
ما را صلوات
چهارده معصوم است
|
اما بعد نموده مى
شود كه در تاريخ سابع [و] عشرين شهر رجب المرجب سنه تسع وتسعمائة ، اين ضعيف نحيف
فضل الله بن روزبهان الامين الاصبهانى را ـ فرج الله همومه ببركة الأئمة المعصومين
ـ از حوادث روزگار ونوايب چرخ ناپايدار ، انواع شدايد وكربات واصناف محن وبليّات
پيش آمده بود. كربت غربت با محنت خوف وشدّت مضموم شده وفراق اخوان به اجلاى اوطان
قرين گشته وعدم
مساعدت حال وفقدان
أعوان واحباب موجب كمال ملال شده : رباعي :
در دار بلا اسير
احزان شده ام
|
|
يعقوب صفت حزين
وگريان شده ام
|
ميراث پيمبران
برند اهل كمال
|
|
من وارث پيغمبر
كنعان شده ام
|
في الجملة از
غلبات هموم وغلواى عموم ، در حال خود تحيري داشتم وبر لوح دل جهت معالجه دفع اين
غموم ، نقش تفكرى من نگاشتم. ملهم غيب در خاطر صورت فرموده حضرت سيّد اول وآخر كه
: إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأصحاب القبور تصوير كرد ودرد بى درمان مرا از
دواخانه استعانت به اكابر اصحاب قبور تدبير فرمود. انديشه كردم كه از اصحاب قبور
جماعتى اختيار كنم جهت استعانت كه قبر هر يك بيت المعمور جهان آخرت وكعبه مقاصد
اصحاب حاجت باشد وجميع طوائف امت متفق باشند در آنكه استعانت از ايشان موجب نجات
از غم وسبب حصول حاجات عرب وعجم است ودر اين ... خلافي ميان اولين وآخرين نباشد ؛
پس اين معنى را مقصود ومحصور در چهارده معصوم پاك كه قبور ايشان همچون صندوقهاى
افلاك ، زيور خانه خاك است دانستم ووجهه توجه خود را قبله آستان ايشان ساختم وروى
تولاى خويش را به جانب ارواح مقدسه ايشان برافروختم وچون تشرّف به شرف زيارت
وآستانه بوسى مرقد مطهره ايشان كه همچو كواكب آسمان در اطراف اقطار منتشر است ،
ميسر نبود ، به صدق تمام وتوجه كامل ، دل را به محبت وولاى ايشان مشعوف گردانيدم
وزبان را به صلوات وسلام بر آن اجلّه كرام ، عليهم صلوات الله وسلام الملك العلّام
مشغول ساختم وطريق نجات از بليات وسبيل حصول مقاصد وحاجات در اين توجّه وابلاغ
صلوات منحصر ديده.
در اثناء ، صورت
تركيب صلواتى مرتب كه مشتمل بر شمّه [اى] از جلايل مناقب وجزايل مآثر ومفاخر ايشان
بود ، در خاطر ورود يافت. في الحال آن را از لوح ضمير به اعانت كلك تحرير تصوير
كردم وبعد از اتمام كتابت آن به نياز واخلاص تمام
بدان صلوات ، توسل
به حضرت عليّه وتقرب به ارواح سنيه ايشان جسته ، مطالب ومقاصد خود را بعد از تقديم
صلوات در حضرت واهب العطيات عرض كردم ، ورجا وامل را به حصول مقاصد خود قوى ساختم.
ان شاء الله به بركت ذكر آن اجله سادات كه خلاصه كائناتند جميع مقاصد اين غريب از
ممكن غيب چهره گشايد واز آينه ضمير ، زنگ غم كدورت حزن والم بزدايد. رباعي :
يا رب به درت
گريه وآه آوردم
|
|
هر چند به خروار
گناه آوردم
|
يا رب به نبى
وآل او بخش مرا
|
|
چون از ره بندگى
پناه آوردم
|
چون تركيب آن صلوات
مشتمل بود بر بسى از احوال ومناقب واوصاف اين اجلّه كرام ، وذكر القاب وواقعات
ومواقع قبور ومراقد ايشان در فحواى آن اندراج داشت ، يكى از دوستان كه به مطالعه
آن مشرّف شده بود التماس نمود كه آن صلوات را شرحي نوشته گردد كه متضمن بيان لغات
وحل اشارات به احوال وواقعات واسباب وفات وبيان وجه تلقّب ايشان به آن القاب باشد
؛ وفي الجملة مجمل سيرت آن چهارده معصوم از فحواى آن معلوم گردد.
چون سؤال آن دوست
موجب نشر احوال ومزيد ذكر آن سادات صالحه بود وبر حكم فرموده : عند ذكر الصالحين
تنزل الرحمة ، سبب نزول رحمت الهى وموجب فوز به سعادت نامتناهى باشد ، التماس به
قبول مقرون گشت وبر طبق اختصار شروع در نوشتن شرحي شد كه في الجملة بدان مقاصد
اشارت نمايد وچون حالت تحرير اين شرح از كتب ودفاتر كه از او در اين مطلب استمدادى
توان ، يك ورق حاضر نبود ، بدانچه مخزون خاطر است على سبيل الاقتصار اكتفا نموده
شد ؛ ان شاء الله تعالى بعد از اتمام ، موسوم به كتاب «وسيلة الخادم إلى المخدوم
در شرح صلوات چهارده معصوم» خواهد شد. والله يعصمنا من النار ببركتهم ويوصلنا إلى
الجنة في خدمتهم وهذا أوان الشروع في الشرح :
إلى أن قال في ص
٥٩ :
بسم الله الرحمن
الرحيم
به نام خداى
خداوند رحمت عام بر مؤمنان كه ايشان را به توفيق طاعات وبلاغ صلوات وتحيّات به روح
مقدس آن حضرت وآل كرام برگزيده وآغاز مى كنم. (إِنَّ اللهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
به درستى كه خدا
وفرشتگان او درود مى فرستند بر پيغمبر ؛ اى آنان كه ايمان آورده ايد درود فرستيد
بر او وسلام كنيد سلام كردنى. اين است ترجمه آيت.
بدانكه حضرت حق
سبحانه وتعالى در اين آيه كريمه ، مؤمنان را امر فرموده كه صلات وسلام به حضرت پيغمبر
صلىاللهعليهوآلهوسلم فرستند ؛ وگريز نيست از آنكه بدانند كه معنى صلوات وسلام
چيست ؛ وبدانند كه اين امر وجوب است كه اگر ترك كنند عاصى كردند ؛ وچون امر وجوب
باشد محل آن كجاست ووقت آن كى است ؛ وبيان افضل صيغه صلوات وفضيلت صلوات بر حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ پس در حقيقت معنى آيه چهار مقصد بيان بايد كرد :
مقصد اول : در
معنى صلوات
بدانكه صلات در
اصل زبان عرب دعاست نزد اكثر علما ، چنانچه گويند فلان كس بر فلان كس صلات فرستاد
ومراد آن باشد كه جهت او دعا كرد وبدين معنى است آنچه حق تعالى فرمود : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً
تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ
لَهُمْ).
يعنى فراگير از
مالهاى ايشان صدقه كه پاك گردانى ايشان را بدان صدقه ومال ايشان را افزون سازى ؛
ودعا كن بر ايشان كه دعاى تو موجب سكون ، وآرام ايشان است. وچون كسى نزد حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم صدقه مال خود آوردى ، آن حضرت بر او صلوات فرستادى ، به
موجب فرموده حضرت حق تعالى ؛ چنانچه شخصى كه او را ابن ابى اوفى گفتندى ، صدقه مال
خود را نزد حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم آورد ؛ آن حضرت فرمود : اللهم صلّ على آل أبي
أوفى.
وصلوات را هر گاه
نسبت به حضرت حق تعالى كنند در آنجا مناسب نيست كه گويند به معنى دعاست ، زيرا كه
دعا چيزى از كسى خواستن است ؛ وهمه كس از حق تعالى چيزى مى خواهند [اما او] بى
نياز است از خواستن چيزى. علما گفته اند كه مراد از صلوات خداى تعالى بر بنده رحمت
اوست بر بنده ، رحمتى تمام كه ناشى از لطف وفضل باشد همچون لطف وفضل كسى كه جهت
كسى دعا كند ؛ وآن كمال رحمت است ؛ واز اينجا فرق ظاهر مى گردد ميان آنكه گويند
خدايا : صلوات بر فلان فرست يا گويند خدايا بر او رحمت كن.
واز اين فرقست كه
طايفه اى از علما صلات را مخصوص به انبيا داشته اند زيرا كه كمال رحمت كه از صلات
فهم مى گردد ، مستحقان آن انبيااند وآل ايشان به تبعيت. وتحقيق اين مسأله چنان است
كه بسيارى از علما بر آن رفته اند كه صلات مخصوص به انبياء است به اصالت وبر آل
ايشان وتابعان به تبعيت انبيا جايز است صلوات ؛ وبر غير انبيا صلات به اصالت ، يا
ترك اولى است به مذهب بعضى يا مكروه است به مذهب بعضى ؛ ودليل ايشان آن است كه چون
نام حضرت حق جلّ وعلا وانبيا وفرشتگان ياد كنند مستحب است كه در وصف ايشان ، يا
ثناى يا دعا كنند چنانچه در مراسلات ومكاتيب كه مى نويسند مناسب است كه بر كسى كه
بدو كتابت نويسند ثنايى يا دعايى ياد كنند ، اولى واقرب به ادب آن است كه مراتب
ثنا ودعاى آنان كه اسم ايشان مذكور مى گردد محفوظ باشد. چنانچه در مكاتيب ومراسلات
از ادب مترسلان آن است كه مراتب نگاه مى دارند. مثلا چون اسم پادشاه مذكور مى گردد
مى نويسند كه : خلّد الله ملكه وسلطانه ، وچون اسم امرا مذكور مى گردد مناسب نيست
كه همان دعا كه جهت پادشاه مى نويسند ، جهت امرا مى نويسند زيرا كه ترك ادب است كه
دعاى پادشاه جهت ديگرى ياد كنند. پس جهت امرا نويسند كه ابّد الله إمارته. اگر چه
ابد الله وخلد الله يك معنى دارد ؛ فاما جهت
ادب وتميز مراتب ،
فرقى در عبارت مى كنند وهمچنين در ديگر مراتب وزراء وقضات وصواحب نگاه مى دارند
وتمامى ارباب محاورات واصحاب وعادات مى دانند كه از باب رعايت ادب وحفظ مراتب است.
بدين قياس علما
اين عرف را اعتبار مى كنند ودر ذكر حضرت حق جل وعلا وفرشتگان وانبيا مثل اين ترتيب
وادب حفظ مى كنند وترك آن را ترك أولى ومكروه مى دانند زيرا كه در عرف محاورات ترك
ادب است ترك حفظ اين ترتيب ، وهر چه در عرف آن را ترك ادب شمارند لا بد است فقيه
را كه محافظت آن كند. پس بنابر اين نزد ذكر حضرت حق سبحانه وتعالى مى گويند سبحانه
وتعالى يا عزوجل ؛ ونزد ذكر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نمى گويند «محمد عزوجل» واگر چه آن حضرت عزيز وجليل است ، بنابر اين نكته كه در
ذكر پادشاه وامرا گفتيم ؛ بلكه در ذكر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مى گويند محمد :
صلىاللهعليهوآله ؛ وهمچنين در ذكر صالحان امت رضوان ورحمت مى فرستند وصلوات
را مخصوص انبيا مى سازند ، تا مراتب محفوظ باشد وترك راه اين محافظت را بنابر اين
نكته ترك اولى يا مكروه مى دانند مطلقا.
بلى به تبعيت جايز
مى دارند زيرا كه صلوات بر آن به تبعيت در احاديث صحاح وارد شده ؛ اين است حقيقت
اين مسأله نزد بسيارى از علما ، وبعضى از علما بر اين رفته اند كه صلوات بر ساير
مؤمنان جايز است به اصالت ، بنابر آن كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم صلوات بر آل ابى اوفى فرستاد به اصالت چنانچه مذكور شد.
وطايفه اول در جواب گفته اند كه اين مخصوص پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم است وامام كه قائم او باشد در ستدن صدقه ومحل آن خاص است ،
حكم او را عام نتوان ساخت. وطايفه ديگر از علما بر آن رفته اند كه صلوات به اصالت
مخصوص انبياست واكبر آل. حضرت فاطمه صلوات الله عليها وهر يكى از دوازده امام به
اصالت صلوات توان فرستاد. واين قول قوى مختار اين ضعيف است ودليل
آنكه به اتفاق ،
صلوات بر آل به تبعيت مى توان فرستاد پس مطلق صلوات به اتفاق بر ايشان جايز باشد.
ومانعان اصالت مى
گويند كه جهت حفظ مراتب ، صلوات به اصالت را مخصوص انبياء مى سازيم وما در جواب مى
گوئيم ... ايشان به نيت نبوت ورسالت چنان كامل است كه مى توانند كه داخل در تعظيم
صلوات باشند ؛ چنانچه فرزندان نجيب پادشاه را توان كه بگويند : خلد الله ملكه ؛
ودر محاورات آن را ترك ادب نمى گويند. پس آن محذور ترك حفظ مراتب برطرف باشد ؛
وبنده به ثواب تبليغ كمال رحمت كه موجب نزول ده رحمت است در عوض آن فايز گردد وما
در بسيار مواقع مى بينيم كه اهل البيت خصوصا اولاد فاطمه به امورى مخصوصند كه حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بدان مخصوص است ؛ مثل حرام بودن صدقه وذكر ايشان در نماز ؛
چرا نشايد كه در اصالت صلوات هم آن صلحاى امّت مخصوص وممتاز باشند واگر مؤمن منصف
نيكو تأمل نمايد. همانا اين قول را راجح داند وترك فضيلت صلوات بر آن ارواح مقدّسه
نمايد والله اعلم.
اينست بيان صلوات
حق تعالى بر بنده ؛ وامّا صلوات ملائكه بر بنده ؛ علما گفته اند كه مراد از آن
استغفارست ودليل ايشان آنست كه حق تعالى در قرآن مى فرمايد در باب ملائكه (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) وظاهر آن است كه استغفار نوعى از دعاست ليكن چون اين دعا
را حق تعالى بيان فرموده كه استغفارست حمل صلات ودعاى ملائكه را بر استغفار كرده
اند. وامّا صلات مؤمنان ، علما گفته اند : مراد از آن دعاست وظاهرا مراد دعايى
باشد متضمن نوعى از كمال ثنا وتعظيم كه ممتاز از ساير دعاها باشد والله أعلم.
مقصد دوّم : در
معنى سلام در زبان عرب
سلام سلامتي است
وسالم بودن از عيوب ومكروهات ، ومعنى سلام عليك آن
است كه سلامتي از
عيوب ومكروهات بر تو مستعلى وغالب باد به طريق دعا ، ودر ضمن طلب سلامتي جهت كسى
كه طلب جميع خيرات دنيا وآخرت مندرج است زيرا كه چون شخصى را جميع اقسام سلامت
حاصل شد همه خيرات او را حاصل مى گردد والّا سلامتي تمام حاصل نشده ، بنابر آنكه
حاصل نشدن خيرى از خيرات كسى را موجب نقصى است در قابليت كه از خير محروم مانده ؛
پس صحيح است كه سلامتي از آن نقص او را حاصل نيست واز اين جهت كه دعاى سلامتي شامل
طلب جميع خيرات است سلام را حق تعالى تحيّت اهل اسلام ساخته ومعنى سلام حق تعالى
بر پيغمبر ، فرو فرستادن كمال سلامت وبرائت از جميع منقصت هاست ومخصوص ساختن آن
حضرت است به كمال سلامت كه موجب حصول جميع خيرات است ولهذا آن را تأكيد فرموده
بدان كه فرمود در آيت «وسلام كنيد بر او سلام كردنى» واما سلام مؤمنان ، مراد از
آن دعاى سلامت وتحيت تعظيم ومحبت است واگر علما ، سلام را حكم صلات داده اند در آن
كه بر غير انبيا بر هيچ غايبى سلام نكنند ونفرستند. وسلام به مخاطب توان كرد ،
چنانچه گويند سلام عليك ونگويند نزد ذكر غايبى جز از انبيا عليهمالسلام. وبعضى از علما مطلقا جايز داشته اند بر غايب وحاضر وبعضى
مخصوص به انبيا واكابر آل فاطمه صلوات الله وسلامه عليها ودوازده امام داشته اند
همچون صلات ؛ واين مختار ماست همچنانچه در صلات بيان كرديم.
مقصد سوم : در
واجب بودن صلوات بر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآله اكثر علما بر آنند كه صلوات بر حضرت پيغمبر واجب است ومحل
آن نماز است ووقت آن تشهد آخر ، ودليل آن كه آيت دلالت بر امر به صلات كرد واصل
امر از براى وجوب است ، پس واجب باشد. واحاديث صحيح آن را به نماز مخصوص ساخت ومحل
آن را تشهد اخير گردانيد ، پس در تشهد آخر واجب باشد ؛ وبعضى از علما برآنند كه در
مدت عمر بر هر مؤمنين واجب است كه يك
نوبت صلات بر حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرستد بنابر آن كه در آيت وارد شده ؛ وآيه دلالت بر آن
نمى كند كه در نماز واجب باشد واحاديث دلالت بر فعل پيغمبر مى كند كه در نماز صلات
مى فرستاده وشايد كه سنت باشد پس حكم به وجوب نتوان كرد. واما صلات بر آل حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم ، اكثر علما برآنند كه در تشهد آخر بعد از صلوات بر پيغمبر
صلىاللهعليهوآلهوسلم به قول اكثر علما مستحب است وبعضى گويند كه بر آل نيز مستحب
است. مقصد چهارم : در بيان افضل صيغه صلوات وذكر فضيلت صلوات بر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآله
ودر احاديث صحاح
وارد شده كه اصحاب ، از حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم سؤال كردند وگفتند يا رسول الله! امّا [سلام] بر تو دانسته
كه چگونه مى بايد نمود ، ما را تعليم فرما كه چگونه بر تو صلات فرستيم. فرمود
بگوئيد : اللهم صل على النبي محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
وبارك على النبي محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد. واين افضل
صيغه هاى صلواتست زيرا كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد از سؤال تعليم فرمود واز اين حديث مفهوم مى شود كه
اهتمام تمام آن حضرت را بود ، بدان كه در صلات آل را با آن حضرت ياد كنند ، زيرا
كه در صلوات ومباركات هر دو ايشان را قرين خود ياد فرمود.
ومحققان گفته اند
كه حقيقت صلوات وفايده آن توسل جستن است به حق تعالى وتقرّب بدان حضرت به واسطه
كسى كه او را جهت مناسبتى با بنده باشد از ... بر آن ومناسبتي با حضرت حق تعالى
داشته باشد به واسطه تجرّد تا به جهت تجرّد استفاضه نمايد. وبه جهت تعلق ، افاضه
فرمايد ... آن اين دو جهت به بنده رسد بى وسيله كسى چنين فيض نمى توان يافت وبر
اين قياس آل كرام آن حضرت واسطه اند ميان امت وآن حضرت ؛ زيرا كه ايشان ...
پيغمبرند صلىاللهعليهوآله
وسلم وبه واسطه
ايشان ... با آن حضرت پيدا مى توان كرد ، پس واجب است صلوات بر ايشان فرستادن
والله أعلم.
وامّا فضيلت صلوات
بر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم آن را حد وحصرى نيست واتفاق علماست كه بعد از اداى فرائض
وقرائت قرآن هيچ فضيلت طاعت به صلوات حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم نمى رسد. واحاديث صحاح در اين معنى بسيار وارد شده. از آن
جمله آنكه أبي ابن كعب انصاري (رضياللهعنه) روايت كند كه از حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم سؤال كردم كه از اوقات خود چه مقدار صرف صلوات تو كنم؟ آن
حضرت فرمود : هر چند زيادت كنى ، خير تو در آن باشد. گفت : گفتم : ثلثي از اوقات
صرف كنم ، همان فرمود : وهمچنين زيادت مى كردم تا آن زمان كه گفتم همه اوقات صرف
در صلوات تو كنم. فرمود : آن بهتر باشد تو را ، يا چنانچه فرمود.
از آن جمله آنكه
در حديث وارد شده كه حضرت پيغمبر. صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : حمزه سيد الشهداء وجعفر طيار سلام الله عليهما را
در واقعه ديدم كه پيش ايشان طبقى رطب نهاده بود واز آن مى نوشيدند چون پاره بنوشيدند
، آن رطب ميوه ديگر شد واز آن ميوه هم پاره اى نوشيدن ، چون پاره بنوشيدند آن ميوه
، ميوه ديگر شد. با ايشان گفتم پدر ومادر من فداى شما باد ، در آخرت چه عمل را
خوبتر وثواب دار يافتيد؟ گفتند : پدر ومادر ما فداى تو باد! بهترين اعمال را در
آخرت صلوات بر تو يافتيم وثواب هيچ عمل بدان نمى رسد واز آن جمله آنكه حضرت پيغمبر
صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : هر كه يك نوبت بر من صلوات فرستد حضرت حق سبحانه
وتعالى ده نوبت بر او صلوات فرستد.
واز اينجا معلوم
مى شود كه هيچ عمل فضيلت صلوات بر آن حضرت نيست زيرا كه اعلى مراتب بنده آنست كه
خداوند از او راضى گردد واعلى مراتب رضا آن است كه بر او صلوات فرستند وچون يك
صلات را دو صلوات الهى جزا باشد ،
هيچ عمل از صلوات
بر حضرت پيغمبر فاضلتر نباشد. وبعضى از مشايخ گفته اند كه چون كسى خواهد كه دعاى
او مستجاب گردد ، در اول دعا صلوات بر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرستد ودعا كند وختم به صلوات بر آن حضرت نمايد كه البته
دعاى او مستجاب گردد زيرا كه صلوات بر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم اگر چه در همه اوقات ثواب وفضيلت بسيار ... در احوال به
طريق ذكر ... شد :
ومن قصيدته التي قالها في منقبة الامام
الثامن عليهالسلام وذكرها
في كتابه «مهماننامه بخارا» ص ٣٣٤ :
مهيمنا به حبيب
محمد عربي
|
|
به حق شاه ولايت
على عالى فن
|
بهر دو سبط
مبارك به شاه زين عباد
|
|
به حق باقر
وصادق به كاظم احسن
|
به حق شاه رضا
ساكن حظيره قدس
|
|
به حق شاه تقى
ونقى صبور محن
|
به حق عسكري
وحجت خدا مهدى
|
|
كزين دوازده ده
نجات روح وبدن
|
فداى خاك رضا
باد صد روان أمين
|
|
كه اوست چاره
درد وشفيع زلّت من
|
وقال أيضا في ص
٢٨١ : اللهم هؤلاء أئمتنا وسادتنا وكبراؤنا ، بهم نتولى ومن أعدائهم نتبرأ. اى بار
خدايا اين جماعت امامان وپيشوايان ما ومهتران وسيدان وبزرگان مايند ، بديشان تولى
مى كنيم واز دشمنان ايشان تبرى مى نمائيم.
بدان كه از عبادات
مشهور ميان مردم تولى وتبرى است ، وجماعت اماميه گفته اند كه او جزو ايمانست
وايمان بى او باطل است ، وما اولا بيان معنى آن بنماييم ؛ پس گوييم معنى تولا در
لغت اينجا خود را موصوف ساختن است به ولائى ودوستى كسى ، واو را والى ومتصرف در
امور خود دانستن ومعناى تبرى خود را برى ساختن از كسى وبيزار شدن ؛ واو را دشمن
خود شمرد ؛ وتولا در عرف مذهب اماميه عبارت از آن است كه خود را به ولا ومحبت حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم وامير المؤمنين عليهالسلام واولاد او خصوصا اين يازده امام
موصوف سازند.
وايشان را والى ومتصرف در امور خود دانند ؛ وتبرى آنكه از دشمنان ايشان بيزار شوند
وخود را از ايشان برى سازند. ومذهب اماميه آن است كه اين تولى وتبرى هر يكى جزو
ايمانند واگر كسى تولا وتبرى به معنى مذكور نداشته باشد مؤمن نيست ؛ واحكام اسلام
بر او جارى نيست.
دلايل ايشان آيات
واحاديث است كه در باب وجوب ولاى حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم واولاد وارد شده. مثل آيه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ) وحديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» ؛ وحديث : «اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه» وغير آن از اخبار صحاح واخبارى ديگر كه اماميه روايت مى كنند
اينست مذهب ايشان. فاما آنكه تعيين نمايد كه اين جماعت اعداء ، كه تبرا از ايشان
جزو ايمانست ، چه كسانند وكيانند به اتفاق ، اصلا جز ايمان نيست ، واگر كسى تبرا
از اعداء كند وتعيين هيچ عدو نكند اصلا در ايمان او خللى نيست ودر اين مقدمه هيچ
نزاعى ميان اماميه نيست.
واما هل سنّت
برآنند كه تولاى حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم وآل ، واجب است بر بنده وتبرى از دشمنان او فرض عين بر هر
مؤمنى ، وهر كه ايشان را والى ومتصرف امور خود نداند واعتقاد نكند مؤمن نيست وهر
كه از دشمنان ايشان تبرى نكند وبيزار نگردد نه از جمله مؤمنانست. ودليل بر آنكه
محبت حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم واجب است ، وبى آن ايمان تمام نيست آنست كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون [أحب اليه من] والده
وولده والناس أجمعين». پس ثابت شد كه ايمان بى محبت آن حضرت صلىاللهعليهوآلهوسلم تمام نيست ومحبت گاهى محقق شود كه محبوبان محبوب را ،
محبوب شمارند ودشمنان محبوب را ، دشمن خود دانند. وشك نيز نيست كه حضرت على وائمه
اثنا عشر [عليهمالسلام] محبوبان حضرت پيغمبر كه آن جزو ايمان است محقق شود ، محبت
ايشان جزو ايمان باشد. و
همچنين دشمنان
حضرت پيغمبر را دشمن داشتن از تتمه محبت آن حضرت است كه آن جزو ايمان است ، ودشمن
محبوب دشمن محبّست وحضرت امير المؤمنين عليهالسلام وتتمه ائمه اثنا عشري بى شك محبوب حضرت پيغمبرند ـ صلوات
الله وسلامه عليهم ـ آن حضرت محب ايشان است وما گفتيم كه بيزار شدن از دشمنان حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم جزو ايمانست ؛ پس بيزار شدن از دشمنان ايشان هم جزو
ايمانست.
پس ظاهر شد كه
تولا وتبرا به اتفاق فريقين جزو ايمان است ونزاع در آن است كه على حدّه ياد بايد
كرد وجزوى على حدّه بايد شمرد ؛ يا داخل در ايمان به رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم است. اماميه برآنند كه آن را على حدّه جزو ايمان بايد شمرد
، واهل سنّت مى گويند او داخل در ايمان به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم است ، به وجهى كه ما بيان كرديم واين نزاعى بسيار اندك است
، وقريب است به نزاعهاى لفظي ، واين نزاع از قبيل آن نزاع است ، كه شخصى گويد كه
انسان دو جزو دارد. حيوان وناطق ، وديگرى گويد انسان پنج جزو دارد : جسم ونامى وحسّاس
ومتحرك بالإرادة وناطق. وعاقل داند كه اين نزاع لفظي است وبه حقيقت هيچ نزاعى
نيست. زيرا كه جسم ونامى وحساس ومتحرك بالإرادة همه اجزاى حيوانند وجزو جزو ، جزو
است ومال هر دو سخن يكى است ، همچنين است نزاع سنت وشيعه در اين مبحث. والله أعلم.
«اللهم وال من
والاهم وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم والعن من ظلمهم وعجّل فرجهم
وأهلك عدوهم من الانس والجن برحمتك يا أرحم الراحمين». اى بار خدايا موالات فرما
ودوست گير آن كسى را كه موالاتي كند ودوست گيرد اين سادات وائمه ما را كه ياد كرده
شدند ومعادات كن آن كسى را كه معادات كند با ايشان ، وايشان را دشمن گيرد ؛ ومخذول
وبى نصرت ساز كسى را كه نصرت ايشان نكند ؛ ولعنت كن بر كسى كه ظلم كند بر ايشان
وتعجيل فرما فرج
ايشان را به ظهور
مظهر موعود وهلاك گردان دشمن ايشان را از انس وجن از اوليان وآخريان به رحمت خود
اى رحم كننده ترين رحم كنندگان ؛ اينست صيغه تولا وتبرى. وهر كس كه اين صيغه را
گفت تولا وتبراى او تمام شد ، به اتفاق جميع اهل مذهبين. زيرا كه اقرار به وجوب
موالات كرده ووجوب معادات بنابر آنكه اقرار در صيغه دعا اتم اقرارات است در عرف.
وامّا لعن بر كسى
كه بر اهل بيت پيغمبر ظلم كند جايز است به اتفاق بى نزاع ، وحقيقت اين مسأله كه
معنى لعن راندن است از رحمت الهى ؛ وغير كافر كه در كفر باشد ، كسى ديگر رانده از
رحمت الهى نيست ، بنابر آنكه خداى تعالى همه گناهان را مى آمرزد غير شرك ؛ چنانچه
مى فرمايد : (إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) پس چون غير شرك همه گناهان آمرزد ، غير از مشرك كه بر شرك
مرده باشد كسى ديگر را نتوان كه او از رحمت خداى تعالى رانده است ؛ زيرا كه چون
اميد مغفرت باشد از رحمت خداى تعالى رانده نشده وچون از رحمت خداى تعالى رانده
نشده باشد ، وكسى گويد كه او را از رحمت خداى تعالى رانده شده ، دروغ گفته باشد.
واگر دعا كند كه او از رحمت خداى تعالى رانده شده باشد ، دعاى ناحق كرده باشد وبه
خودش بازگردد. چنانچه در اخبار وارد شده كه هر كس لعنت مى كند كسى را ، آن لعنت به
سوى آن كس مى رود ؛ اگر او مستحق لعنت است بدو مى رسد ؛ واگر مستحق نيست به لعنت
كننده باز مى گردد. وما بيان كرديم كه غير كافر كه بر كفر مرده باشد ، كسى به خصوص
، مستحق لعنت نيست پس هر كه خصوص كسى را ، غير كافر مرده بر كفر ، لعنت مى كند ،
في الحقيقة خود را لعنت كرد ، وبال آن بدو بازمى گردد.
اكنون سخن دريان
است كه موجبات وخصال كفر چه چيز است وما بيان كرديم كه دشمنى با پيغمبر وآل او از
خصال كفرست زيرا كه موالات ايشان جزو ايمان است ؛ پس معادات ايشان كفر باشد واقصى
مراتب معادات آن است كه كسى را
بكشند ويا حرب
كنند ووى را از حق وى منع كنند ، پس بر اين تقدير ابن ملجم ويزيد ومعاويه عليه
اللعنة والعذاب وغير ايشان از مردمانى كه متواتر شده در ميان امّت ، كه ايشان ائمه
كبار را كشته اند وزهر داده واز حق ايشان منع كرده ، بى شك بر ايشان لعن توان كرد
زيرا كه اين خصال كفرست ، بى شك كه از ايشان صادر شده ، وتوبه ايشان وبازگشتن به
ايمان محقق نشده ، پس كفر محقق است وايمان محقق نه ، پس به اتفاق ايشان را لعن
توان كرد ؛ لعنة الله عليهم وعلى محبيهم أجمعين.
واما ديگر كسان كه
معادات ايشان محقق نشده ، به مجرد روايات مختلفه كه معارضات دارد ، به خصوص لعنت
نبايد كرد ، بلكه همچنين بايد گفت كه لعنت بر هر كس كه بر آل محمد ظلم كند ، وكرد
، ودشمنى نمود با ايشان چنانچه حق تعالى مى فرمايد : (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ
عَلَى الظَّالِمِينَ). اين است حقيقت اين مسأله كه اگر اهل مذهبين اتفاق دهند كه
بدانند ما كمال حق بيان كرديم.
وقال أيضا في ص
٢٨٩ : چون صلوات بر آن چهارده معصوم پاك تمام شد وتبرا كه جزو ايمان مؤمنانست در
اين فقره نموده شد ، اكنون شروع در توسل است بديشان وطلب حاجات از حق تعالى بوسيلة
[ايشان] ان شاء الله مستجاب گردد. آمين يا رب العالمين.
اللهم نتوسل إليك ونتشفّع
بك بهؤلاء الأجلة الكرام المعصومين في نصرة عساكر الإسلام وحفظ معالم الدين.
اى بار خداوندا!
توسل مى جوئيم به سوى تو وشفيع مى گردانيم به حضرت تو با اين چهارده معصوم پاك در
يارى كردن لشكرهاى اسلام ودر نگاه داشتن نشانها وشعارهاى دين اسلام ؛ الها ، پروردگارا
، حيّا ، قيّوما! به حرمت اين چهارده معصوم كه وسيله وشفيع مايند به حضرت تو كه
لشكرهاى اسلام را در هر جا كه باشند نصرت فرما وشعار دين محمد را در عالم قائم
وظاهر گردان.
وفي قضاء حاجاتنا
وحصول مقاصدنا في المنزلين.
اى بار خدايا!
توسل مى جوييم به سوى تو وشفيع مى گردانيم به حضرت [تو] اين چهارده معصوم پاك در
قضا فرمودن وبرآوردن حاجتهاى ما در دنيا ودر آخرت ، ودر حاصل شدن مقصودهاى ما در
قبر وقيامت. الها ، پروردگارا ، حيّا ، قيّوما! به حرمت اين چهارده معصوم كه وسيله
وشفيع مايند ، به حضرت تو كه حاجت هاى ما در دنيا وآخرت برآور ؛ وعافيت دنيا ونجات
آخرت ما را كرامت فرما ؛ به حضرت تو كه حاجت هاى ما در دنيا وآخرت برآور ؛ وعافيت
دنيا ونجات آخرت ما را كرامت فرما ؛ ومقاصد ما را از عذاب وفتنه نگاه دار وروح
وايمان به ما رسان ؛ ودر قيامت از شدايد وهول وعرصات وصراط وميزان وحساب نگاه دار.
وفي مغفرة ذنوبنا
ومحو سيئاتنا وقبول حسناتنا.
اى بار خدايا!
توسل مى جوئيم به سو تو ، وشفيع مى گردانيم به حضرت تو به اين چهارده معصوم پاك در
آمرزيدن گناهان ومحو گردانيدن بديهاى ما وقبول فرمودن نيكيهاى ما ؛ الها ،
پروردگارا ، حيّا ، قيوما! به حرمت اين چهارده معصوم پاك كه وسيله وشفيع مايند در
حضرت تو ، كه گناهان ما را تمامى بيامرز ؛ صغير وكبير ، ظاهر وباطن ، فاش وپوشيده
؛ گناهان دل وجوارح وبديهاى ما را از صحائف اعمال ما پاك گردان ومحو ساز ؛ وحسنات
ما را به لطف وكرم خود قبول فرما.
ودوام عافيتنا
ودفع البليات عنّا وتفريج همومنا.
اى بار خدايا توسل
مى جوييم وشفيع مى آوريم به حضرت تو ، به اين چهارده معصوم پاك ، در دوام عافيت ما
؛ ودفع گردان بلاها از ما گشودن به شادى مبدّل ساختن غمهاى ما. الها ، پروردگار ،
حيّا قيّوما! به حرمت اين چهارده معصوم پاك كه وسيله وشفيع مايند در حضرت تو؟
عافيت كه بزرگترين نعمتى است به ما كرامت فرموده اى ، آن را دائم گردان وبلاها آخر
الزمان وحوادث روزگار از ظلم ظالمان وجور جابران از ما دفع كن. وغمها وبلاهاى ما
را به لطف وكرم خود به شادى وفرح مبدل ساز وراه نجات از بلا وغم ما را كرامات
فرماى.
ووسّع أرزاقنا
وتيسر مهماتنا.
اى بار خدايا!
توسل مى جوييم به سوى تو وشفيع مى گردانيم به حضرت تو ، بدين چهارده معصوم پاك ،
در نيكوييهاى خلقهاى ما ودر فراخى روزى هاى ما ودر آسان گردانيدن مهم هاى ما. الها
، پروردگارا ، حيّا ، قيّوما! به حرمت اين چهارده معصوم پاك كه وسيله وشفيع مايند
در حضرت تو ، كه اخلاق ما را خوب گردان وصبر وقناعت را خلق ما ساز ؛ واز طمع وحرص
وغضب ما را در پناه خود گير وروزى هاى ما را واسع گردان ؛ وما را در طلب روزى وغم
آن محزون مساز وتعب مفرما وروزى ما را از وجهى كه پسنديده تو باشد به ما رسان ، بى
تعب وغم وبى احتياج به خلايق ومهمات ما را ميسر گردان وهر كار وحاجت ومهم كه ما را
پيش آيد آن را ميسر فرما ، وتوفيق رفيق ما ساز.
وفي السلامة في
الحضر والصحة والغنيمة في السفر.
بار خدايا! توسل
مى جويم به سوى تو وشفيع مى گردانم به حضرت تو بدين چهارده معصوم پاك در سلامت در
حضر ومنزل خود ودر سفر ؛ الها ، پروردگارا ، حيّا ، قيوما! به حرمت چهارده معصوم
پاك كه وسيله وشفيع مايند در حضرت تو كه ما را سلامتي وتندرستى در سفر وحضر روزى
گردان وصحت وغنيمت ما را در سفر وغربت نصيب فرما.
وفي الموت
بالايمان والبعث في زمرة أصحاب الإحسان.
اى بار خدايا!
توسل مى جوييم به سوى تو وشفيع مى گردانيم به حضرت تو به اين چهارده معصوم پاك كه
وسيله وشفيع مايند در حضرت تو كه ما را با ايمان بميران ، ووقت موت ما را شهادت
كامله مرضيّه روزى گردان ، وما را در جمله [اصحاب] احسان ، برانگيزان روز قيامت.
وفي أن تجعل كل
هذه لنا ولآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأزواجنا وموالينا وأستادينا ومعلمينا ولأرباب
حقوقنا ولسائر المؤمنين والمؤمنات.
اى بار خدايا!
توسل مى جويم به سوى تو وشفيع مى گردانم به حضرت تو بدين چهارده معصوم پاك در آنكه
بگردانى همه اين چيزها كه ما طلب كرديم از براى ما واز براى پدران ما ومادران ما
وفرزندان ما وزنان ما وموالي وخادمان ما ، واستادان ومعلمان ما وجماعتى كه از ما
علم آموخته اند وجماعتى را كه بر ما حقها دارند واز براى ساير مؤمنان ومؤمنات.
الها ، پروردگارا
، حيّا ، قيّوما! به حرمت اين چهارده معصوم پاك كه وسيله وشفيع مايند در حضرت تو
كه هر چه در اين خاتمه صلوات از تو طلب كرديم به ما برسان ودر آن شريك ساز پدران
ومادران وخادمان ودوستان واستادان ومعلمان وارباب حقوق وساير مؤمنين ومؤمنات
وتمامى را اين مرادات كه جهت خود سؤال كرديم ، عطا فرما! وهمه را مراد برآور.
ومنها
كلام الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو
كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله
في مصر» (ص ٥ ط دار
المعارف القاهرة) قال :
وكانت ذرية الامام
والزهراء خيرة الأخيار من الخلق وأعلاها قدرا عند الحق ، (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) لم يجتمع في نسل أحد من العالمين من يقارب آل البيت
وذريتهم ـ عند الله ورسوله والمؤمنين ـ مقاما أو يدانيهم أخلاقا وأحلاما ، فهم
الأصدقون قبلا ، المهديون سبيلا أقطاب الجلالة وشموس النبوة والرسالة ، برأ الله
أرواحهم صلة متصلة دائمة بالملكوت الأعلى ووقاها شح وأدران الحياة الدنيا ، وجعل
حياتهم أداء للأمانة وخلفة لمن أراد الحق وقدوة لمن أحب الله ورسوله وأقباسا من
نور جدهم صلىاللهعليهوسلم كما رأته ووصفته السيدة عائشة للفاروق عمر رضياللهعنهما عند ما سألها : «هل رأيت الرسول حقا؟ «فقالت رأيته نورا
يصل الأرض بالسماء» وأحسن ختامهم فاصطفاهم بالشهادة وخصهم بالسبق دوما في
مواقف اليأس
والاختيار بين الدنيا ومادتها وزهرتها وما عند الرفيق الأعلى فكانوا حقّا المصطفين
الأخيار الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون.
وقد وجهنا صلىاللهعليهوسلم ـ فأحسن توجيهنا ـ إلى التزام حسن الأدب تجاه آل البيت مع
تمام الحب والإعزاز لهم ، فجمع عليّا والزهراء وحسنا وحسينا معه وجبريل وأظلهم
بعباءته فكانوا أهل بيته الذين أفردهم بمقام الخصوصية منه صلى الله عليه وعلى آله
وسلم قال فيهم «إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها». و «يا
فاطمة إن الله عزوجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» ما شاء الله .. وقال لعلي : «لا
يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق» فجعله ميزان قسط يفرق به بين الايمان
والنفاق وقال في الحسنين : «اللهم إني أحبهما فأحب من يحبهما» فلا إيمان لمن لا
محبة له في آل البيت.
وقد أعلا الحق
سبحانه وتعالى ذكرهم ونزههم عن كل نقيصة وأنزل فيهم ذكرا يتعبد به وقرآنا يتلى
فقال : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وإذا أراد الله تعالى فلا رادّ لإرادته ، وإذا أراد سبحانه
أن يختبر عبدا ليحبه ابتلاه واختاره إلى جواره فكان أهل البيت ـ بفضل الله ـ مصونين
عن رجس الدنيا وقذرها بالجهاد الدائم والعبادة الحقة والتجرد للحق تعالى. ولن يضاف
إليهم ـ وهم عين الطهر ـ إلّا كل طاهر مطهر يشبههم ، فهم على بصيرة ويقين واختيار
وتطوع العابدين الزاهدين الراكعين الساجدين والعلماء المجاهدين والشهداء الأحياء
عند ربهم يرزقون وما زالوا ـ على مدى الزمان ـ قبلة العرفاء السائحين في ملكوت
الله جل وعلا وأئمة الأولياء الصالحين مقبلين في كل الأحوال على الله ، مؤيدين
بفضل الله وإرادته ورحمته وبركاته ووارثتهم للنور المحمدي.
ومن ثم ، فلا عجب
أن يحدث النبي المبعوث رحمة للعالمين أمته على حب آل بيته حتى تفوز ـ بمحبتهم ـ بمحبته
، وتسعد ـ بموالاة أخص قرابته ـ بشفاعته ، فهم معدن الرحمة الجامعة ومهبط البركات
الشاملة ، وفيهم سر صلة الأرحام على مدى
الزمان وفي كل
مكان كما قال الحق عزوجل (رَحْمَتُ اللهِ
وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) فمن في الورى يصدق عن الرحمة والبركة مجتمعتين؟ ومن ذا
الذي لا يرجو نفحة من رحمة الله وبركاته عليه؟ ومن ذا الذي لا تهفو روحه إلى نسمات
القرب والحب؟ ليحشر معهم يوم يحشر ، فالمرء مع من أحب يوم ينقطع كل سبب ونسب إلّا
سببه ونسبه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فشرف المحبة أشرف الأنساب ولقد سبقت لسيدنا سلمان
الفارسي من الله الحسنى ، فتبوأ المكانة الزلفى بشرف الاضافة إلى آل البيت جزاء
وفاقا لخالص ولائه وصادق وفائه ومحض طهره وصفاته للنبي وآل بيته الأطهار ، فكان
سلمان بحق ، كما قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «سلمان منا أهل البيت».
إلى أن قال في ص
١٣ : ونطرح هنا تساؤلا : من هم أهل بيت الرسول الطاهرون المتطهرون؟ هذا تساؤل كثر
حول الجدل ، وتعددت فيه الآراء.
لكن أرجح الآراء
التي نميل إليها ويميل إليها الكثير من أهل العقل والعلم ، أن المقصود بأهل البيت
الذين جاءوا في الآية القرآنية : (رَحْمَتُ اللهِ
وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) هم بالاضافة إلى رأس الدوحة الطاهرة الامام علي بن أبي
طالب كرّم الله وجهه ، وفاطمة البتول ، ثم الحسن والحسين رضياللهعنهم جميعا. وهذا التحديد يستدلون عليه بما أخرجه الترمذي ،
وصححه أبو جرير وابن المنذر ، والحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقي ، والكثير من
مؤرخي الشيعة ، عن أم سلمة زوجة النبي صلىاللهعليهوسلم أنها قالت : في بيتي نزلت آية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ). وكان في البيت وقتئذ فاطمة وعلي والحسن والحسين ، فجللهم
ـ أي غطاهم ـ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكساء كان عليه ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : «هؤلاء أهل
بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».
وفي رواية أخرى عن
ام سلمة أيضا ، قالت : «إن النبي صلىاللهعليهوسلم كان في بيتها على منامة له. وعليه كساء خيبري ، فجاءت
فاطمة رضياللهعنها ببرمة ـ أي
قدر من الحجارة ـ فيها
خريزة ـ صنف من الطعام فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ادع زوجك وابنيك حسنا وحسينا ، فدعتهم فبينما هم يأكلون
، إذ نزلت على النبي هذه الآية الكريمة ، فأخذ النبي بفضلة كسائه ، فغشاهم إياها ،
ثم أخرج يده من الكساء وألوى بها إلى السماء ، ثم قال : «اللهم هؤلاء هم أهل بيتي
وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» وقالها ثلاث مرات.
قالت أم سلمة
فأدخلت رأسي في الستر ، فقلت : يا رسول الله وأنا معك ، فقال : «إنك إلى خير».
هؤلاء هم أهل
البيت ، الذين أذهب الله عنهم الرجس.
هؤلاء هم أهل
البيت الطاهرون المتطهرون.
وبالطبع فإن نسل
هؤلاء قد جاء طاهرا متطهرا.
أما وقد جددنا ـ على
قدر اجتهادنا ـ من هم أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فإن هناك الكثير من أحاديث النبي التي جاءت إلينا ،
والتي تحضنا وتدفعنا إلى حبهم ومحبتهم ، فهو حب ، وهي محبة للرسول صلىاللهعليهوسلم. ومحبة الرسول وأهل بيته هي من صادق الايمان ، وصدق
العقيدة. قد روى الديلمي والطبراني وابن حبان ، والبيهقي ، أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وتكون
عترتي أحب إليه من عترته ، وأهلي أحب إليه من أهله وذاته».
وقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تعلق فاز
، ومن تخلف عنها زج في النار».
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم
الثقلين ، كتاب الله حبل ممدود من الأرض إلى السماء ، وعترتي أهل بيتي. وإن الله
اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ، فانظروا
بما تخلفوني فيهما».
وهناك حديث يؤكد
أن عترته هم أبناؤه ، فقد قال صلىاللهعليهوسلم : «كل
سبب ونسب منقطع
يوم القيامة إلّا سببي ونسبي ، وكل ولد أم فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ،
فإني أنا أبوهم وعصبتهم».
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي ، وآذاني في
عترتي ، ومن اصطنع إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها ، فأنا أجازيه عليها
غدا إذا لقيني يوم القيامة».
وعن أبيّ بن كعب
أنه قال : قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ، حب نبيكم ، وحب أهل
بيته. وعلى قراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله ، يوم لا ظل إلّا ظله ، مع
أنبيائه وأصفيائه».
وأخيرا ، وليس
آخرا ، يقول الرسول الكريم صلىاللهعليهوسلم : «أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة : المكرم لذريتي أو
القاضي لهم الحوائج ، والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه ، والمحب لهم
بقلبه ولسانه».
حب آل بيت النبي
إذن فرض وواجب.
ومنها
كلام الفاضل المعاصر المستشار عبد
الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليهالسلام»
(ص ١٠٧ ط المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة) قال :
بلغ الامام الصادق
بمسالمته للمنصور بعض آماله لأهل بيته ، بقية أيام حياته ، بل طوال خلافة أبي جعفر
المنصور. فكان ميمون النقيبة بالسلام الذي نشده ، والأمان الذي دعا له ، وأطال
زمانه. ومنع كثيرا من الطغيان الذي طالما شكاه أبوه ، على ما سيروي ابن أبي الحديد
في شرح نهج البلاغة ـ (ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ، ونقصى ونمتهن ، ونحرم
ونقتل. ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا. ووجد الكاذبون والجاحدون لكذبهم
وجحودهم موضعا .. فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله وما
لم نفعله ليبغضونا إلى الناس. وكان
عظم ذلك وكبره زمن
معاوية بعد موت الحسن. فقتلت شيعتنا بكل بلدة. وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة.
ومن يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره. ثم لم يزل البلاء
يزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين. ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة
وأخذهم بكل ظنة وتهمة. حتى أن الرجل يقال له زنديق أحب إليه من أن يقال شيعة علي).
وفي عصر الباقر كان الحسن البصري الجسور (قاضي عمر بن عبد العزيز وشيخه الذي لا
يهاب الخلفاء) إذا روى عن أمير المؤمنين علي قال (قال أبو زينب) ليخفي الاسم الذي
لا خفاء له!
بل كان الشعبي شيخ
المحدثين بالعراق يقول (ما ذا لقينا من آل علي إذا أحببناهم قتلنا وإذا أبغضناهم
دخلنا النار).
وكان طبيعيا في
دولة «هرقلية» أن يكون همها الملك لا الدين ، تعاقب من تتوهم خطره عليها وتترك من
تزندق ، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة ، والبلهنية
التي يؤثرها دعاة الدعة. بدأ ذلك من عهد معاوية وسيستمر استمرار فساد الدولة.
وستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي ، أو توقع بهم لفرطات تفرط من
أحدهم ، أو تعزى كذبا إليهم ، منتهزة للفرص حينا ، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان.
كانت الأوامر تصدر
من بغداد إلى أرجاء الامبراطورية التي تدين لبني العباس ، ومنها مصر ، أن (لا يقبل
علوي ضيعة ، ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها. وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد
إلّا العبد الواحد (والرقيق يومذاك قوة العمل) وإن كانت بين العلوي وبين أحد خصومة
فلا يقبل قول العلوي. ويقبل قول خصمه بدون بينة)! وكانوا يسفرون من الأطراف إلى
العاصمة ليكونوا تحت الرقابة. بل أمر الرشيد أن يضمن العلويون بعضهم بعضا. وكانوا
يعرضون على السلطان كل يوم ، فمن غاب عوقب .. وكأن «أهل بيت النبي» جالية من العدو
أو شرذمة من المشبوهين.
ولقد كان يكفي
للحيطة أقل القليل من حاكم يريد أن يطمئن. وإنما كان ذلك
الكيد سياسة إبادة
مستمرة ، يشترك في تنفيذها الخلفاء ، والأشياع الظلمة ، تدفع الثائرين إلى أن
يثوروا ، فيؤخذوا بثوراتهم ، أو يؤخذ غيرهم بجرائر تنسب إليهم ، أما سياسة أهل
البيت فواضحة من شعار أبناء علي في كلمة مسلم بن عقيل (إنا أهل بيت نكره الغدر) قالها
عند ما عرض عليه البعض قتل عبيد الله بن زياد في إحدى زياراته. فنجا ابن زياد بهذا
الشعار ليقتل مسلما فيما بعد. أما شعار حاشية معاوية فكان (إن لله جنودا من عسل)
يقصدون دس السم إلى أعدائهم فيه.
ولقد طالما استعمل
الطغاة السم في أهل البيت في القرون التالية. فإن لم يكن سم في خفاء فالقتل جهرة.
ومن الروايات أن أئمة أهل البيت ـ الاثني عشر ـ ماتوا مسمومين ما عدا أمير
المؤمنين عليا وأبا الشهداء الحسين ـ ماتا شهيدين.
في أيام الخليفة
الهادي (سنة ١٦٩) كان أهل بيت النبي في المدينة يستعرضون كل يوم! لكل واحد منهم
كفيل من نسيب أو قريب. بل ولي عليهم واحد من ذرية عمر بن الخطاب هو عبد العزيز بن
عبد الله. فولى بدوره على أهل البيت رجلا يقال له عيسى الحائك. فحبسهم الحائك في
المقصورة. فثارت لأجلهم المدينة إذا ثاروا ، وكسرت السجون واخرج المسجونون ، وبويع
للحسين بن علي بن الحسن. فبقى واحدا وعشرين يوما بالمدينة ثم ارتحل إلى مكة فأقام
بها إلى زمن الحج.
وكرر التاريخ نفسه
في خروج الحسين ومن معه من أهل المدينة إذ جاءه الامام موسى الكاظم يستقيله من
الخروج معه. كما صنع أبوه مع النفس الزكية (محمد بن عبد الله). قال الكاظم للحسين (أحب
أن تجعلني في حل من تخلفي عنك) قال أنت في سعة. قال الكاظم (أنت مقتول .. وعند
الله عزوجل أحتسبكم من عصبة ..).
وجهز الهادي جيشا
لاقاه حيث استشهد في موقع يقال له (فخ) ومعه كثير من العلويين. وحملت رأس (الحسين
شهيد فخ) إلى القائد العباسي بالبشرى! مع رؤس مائة آخرين. واستعرض القائد الرءوس
بالمدينة فقال الامام الكاظم عند ما عرضوا رأس الحسين (إنا لله وإنا إليه راجعون.
مضى والله مسلما. صالحا. صواما قواما آمرا
بالمعروف ناهيا عن
المنكر. ما كان في أهل بيته مثله).
وكان مع الحسين
يحيى بن عبد الله بن الحسن (أخي محمد وإبراهيم ، وإدريس أبناء عبد الله بن الحسن)
فلما انتهت المعركة استتر ، ثم ظهر ، فخرج على الرشيد في بلاد الديلم ، ووجه إليه
الرشيد جيشا بقيادة الفضل بن برمك حتى استسلم بعهد مكتوب. ومع ذلك استفتى الرشيد
العلماء لقتله ، فأبى ذلك محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وصاح : ما ذا تصنع لو كان
محاربا وولى كان آمنا.
لكن الرشيد وجد من
علماء السوء من أفتاه بقتله ، وكان هو أقدر على النفاق السياسي من مفتيه. أخذ من
المفتي ما يملكه ، ليصنع هو ما يقدر عليه .. فسجن يحيى وضيق عليه الخناق حتى مات
في سجنه ، كمثل ما سيموت في سجن الرشيد الامام موسى الكاظم ويشهد الرشيد الناس
عليه ، ليبرئ نفسه من تهمة اغتياله.
أما الأخ الرابع
إدريس فأفلت هاربا إلى مصر ، ثم إلى المغرب ، وقيل دس إليه الرشيد هناك من سمه.
فأسس ابنه دولة الأدارسة.
وسيموت في حبس
الرشيد كذلك عبد الله بن الحسن (الأفطس). قتله جعفر بن برمك وزير الرشيد. وسيموت
في حبسه محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، والعباس بن محمد بن عبد الله
، وكذلك الحسين ابن ... عبد الله بن جعفر.
وفي عهد المأمون
وجه إلى جماعة من آل أبي طالب. فحملوا إليه في مرو عاصمة خراسان وفيهم الامام علي
الرضا (بن الكاظم بن الصادق) فخاطبه في أن يكون ولي عهده. فأبى. فتهدده بقوله : (إن
عمر جعل الشورى في ستة آخرهم جدك. وقال من خالف فاضربوا عنقه. ولا بد من قبول ذلك)
فقيل : وبايع له المأمون والعباس ابن المأمون.
ثم دعاه المأمون
للخطبة فأوجز ، وكأنه يتوقع وجازة أيامه. فاكتفى بعد أن حمد الله بقوله (إن لنا
عليكم حقا برسول الله صلىاللهعليهوآله. ولكم علينا حق فإذا أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم).
لكنه مات بعد قليل في ظروف مبهمة لا
يستبعد منها دس
السم كما تؤكد الشيعة ، فموت علي الرضا كان حلا لاشكالات بني العباس سواء من يحبون
المأمون ، أو الكارهين للرضا ، أو للمأمون ذاته.
ولا نستطرد للسرد
فليس في تاريخ البشرية ، كلها ، اسرة شردت وجردت ، وذاقت العذاب والاسترهاب ، مثل
أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم.
بدأ بهم تاريخ
الإسلام مجده. واستمر فيهم بعبرته وعظمتها. قدم أبوهم للبشرية أسباب خلاصها بكتاب
الله وسنة الرسول. وقدم أهل بيته أرواحهم في سبيل القيم التي نزل بها القرآن وجاءت
بها السنة. كانت مصابيحهم تتحطم لكن شعلتهم لا تنطفئ ، لتخلد الجهاد والاستشهاد
والإرشاد ، بالمثل العالي الذي كانوه ، والضوء الذي لم تمنع الموانع من انتشاره ،
وعلم فيه أبناء النبي أمته بعض علومه : أن الاستشهاد حياة ، للمستشهدين وللأحياء
جميعا.
وقال أيضا في ذيل
الكتاب ص ١١٠ و ١١١ : وتستمر عجلات الطغيان في الدوران. وتتوالى مقاتل الطالبيين
توالي الخلفاء العباسيين ـ ففي بدء عهد المأمون يقتل بالعراق : الحسن بن الحسين بن
زيد عند قنطرة الكوفة مع أبي السرايا. والحسن بن اسحق بن علي في وقعة السوس مع أبي
السرايا. ومحمد بن الحسن بن الحسين يقتل باليمن في أيام أبي السرايا. وعلي بن عبد
الله بن محمد يقتل باليمن في أيام أبي السرايا ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل (وهو
ابن طباطبا) الخارج مع أبي السرايا سنة ١٩٩ مطالبين بالبيعة (للرضا من آل محمد).
وقد انهزموا بجيش هرثمة بن أعين قائد المأمون سنة ٢٠٠. وقتلى العلويين على يد هذا
الجيش كثيرون.
وفي عهد المعتصم
خرج محمد بن القاسم .. بن علي بالطالقان فقبض عليه عبد الله بن طاهر وبعث به إلى
الخليفة. وحبس المعتصم عبد الله بن الحسن .. بن جعفر حتى مات في مخبئه. فلما جاء
الواثق أمن العلويون بضع سنين. إذ جمعوا ثم حبسوا ، عن الانطلاق خارج العاصمة
سامراء ، فتطامنوا واطمأنت السلطة. ثم هبت عليهم في أيام المتوكل ريح عاتية من
جنون الفزع.
فلقد أزال قبر
الحسين وحرثه حتى لا يزار. وشتت شمل شيعته وفرقهم في النواحي. فمنهم من حبسوا
ومنهم من تواروا حتى ماتوا في مهربهم ـ وتناقل الناس أشعارا منسوبة إلى ابن السكيت
عالم النحو الكبير ، وكان يعلم ولدي المتوكل. وفي هذه الأشعار :
تالله إن كانت
أمية قد أتت
|
|
قتل ابن بنت
نبيها مظلوما
|
فلقد أتاه بنو
أبيه بمثله
|
|
هذا لعمرك قبره
مهدوما
|
أسفوا على ألا
يكونوا شاركوا
|
|
في قتله فتتبعوه
رميما!
|
وربما أراد
المتوكل أن يتيقن من صدور هذا الشعر أو من ولاء العالم حين سأله : أيهما أحسن :
ولداي (المؤيد والمعتز) أم الحسن والحسين؟ ... ولم يرضه جوابه. فأمر بقتله فقتلوه.
ولم يلبث المتوكل إلّا قليلا حتى قتله ابنه «المنتصر» في مؤامرة! وإنما كانت فظاعة
الجريمة الأخيرة قصاصا عجلت به المساء لمقتل عالم آثر الصدق.
ولم يصلح للعلويين
بال إلّا أشهرا بعد مصرع المتوكل. ليعود البطش بهم إلى عنفوانه في أيام المستعين.
فمنهم من خرج وخرج الناس معه ، كيحيى بن عمر خرج فقتل. ومنهم من خرج ولم يخرج
الناس معه ، فحبس ليموت سنة ٢٧١. وهو الحسن بن محمد المعروف بالحرون. ومنهم محمد
بن جعفر خرج وحبس حتى مات في سامراء ليتتابع سجل الشهداء ..
نقف عن السرد ،
عند أبيات لابن الرومي (٣٢١ ـ ٣٨٤) من جيميته في رثاء يحيى بن عمر بعد مقتله إذ
خرج على بني العباس في القرن الرابع من جراء ظلمهم :
أمامك فانظر أي
نهجيك تنهج
|
|
طريقان شتى
مستقيم وأعوج
|
أكل أوان للنبي
محمد
|
|
قتيل زكي
بالدماء مضرج؟
|
بني المصطفى كم
يأكل الناس شلوكم
|
|
لبلواكمو عما
قليل مفرج
|
أبعد المسمى
بالحسين شهيدكم
|
|
تضاء مصابيح
السماء فتسرج؟
|
أيحيى العلاء
لهفي لذكراك لهفة
|
|
يباشر مكواها
الفؤاد فينضج
|
لمن تستجد الأرض
بعدك زينة
|
|
فتصبح في
أثوابها تتبرج؟
|
سلام وريحان
وروح ورحمة
|
|
عليك ومحدود من
الظل سجسج
|
ألا أيها
المستبشرون بيومه
|
|
أظلت عليكم غمة
لا تفرج
|
نظار لكم أن
يرجع الحق راجع
|
|
إلى أهله يوما
فتشجوا كما شجوا
|
غررتم إذا
صدقتموا أن حالة
|
|
تدوم لكم.
والدهر لونان أخرج
|
أبى الله إلّا
أن يطيبوا وتخبثوا
|
|
وأن يسبقوا
بالصالحات ويفلجوا
|
لعل قلوبا قد
أطلتم غليلها
|
|
ستظفر منكم
بالشفاء فتثلج
|
ومنها
كلام الشريف علوي بن طاهر بن عبد الله
الهدار الحداد العلوي في «القول الفصل» (ج ٢ ص ١٧٩ ط جاوا ـ في إخفاء تحديث فضائل أهل البيت
ومناقبهم خوفا من الطغاة الجبابرة) قال :
بل كان مثل زيد بن
أرقم يخاف من التحديث بمناقب أهل البيت وقد سأله رجل من أهل العراق عن حديث غدير
خم فامتنع عن اجابته وقال له إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقال ليس عليك مني
بأس ذكره في المسند.
وفي الصحيح إن ابن
عمر رضياللهعنهما قال لبعض الشاميين بعد ما أخبره ببعض مناقب الامام علي عليهالسلام لعل ذلك يسوءك قال نعم قال فارغم الله بأنفك قال إني أبغضه
قال أبغضك الله فاذهب فاجهد عليّ جهدك.
وقد كانت رواية
حديث واحد في بعض العصور السابقة في مناقب أهل البيت كافية لجرح الراوي ان سلم من
القتل والسجن.
وقد منعوا أبا
هريرة وأبا سعيد الخدري من التحديث بذلك وجبهوهما وضرب نصر بن علي الجضمي ألف سوط
لروايته حديثا في فضائلهم وكانت سياسة الملوك
وعلماء الدنيا
داعية إلى نفرة العامة وخوف الخاصة من التحدث بذلك والناس على دين ملوكهم ولو لا
بقية من المخلصين صبروا على خوف من الفراعنة فنقلوا بعض ما بلغهم من ذلك لذهب ما
بقي من الوارد في أهل البيت في طي الخفاء وعكس ذلك أن يروي بعض غلاة النواصب
الأحاديث الموضوعة التي يعترف جهابذة الحديث بوضعها وإنها من الافتراء على رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذب محض لا يحل نقله ولا سماعه إلّا لمجرد التحذير منه
وتقتضي الحال أن يبقى معدودا في رجال الصحيح وهذا من تأثير القوة فان لها كسوة
تستر معايب من يلوذ بها وبالجملة فلا عبرة بطعنهم في عبد الله بن عمر كما قرره
الحافظ ابن حجر.
فقال بعد أن نقل
كلام ابن عدي في أبان بن تغلب انه من أهل الصدق وان كان مذهبه مذهب الشيعة ما لفظه
«قلت هذا قول منصف وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين فالتشيع في عرف
المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وان عليا كان مصيبا حروبه وان مخالفه
مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم ان عليا أفضل الخلق بعد رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته
بهذا لا سيما ان كان غير داعية وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا
تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة» اه كلام الحافظ ولم يذكر رحمهالله تعالى حكم الناصبي الغالي وهو مقابل الرافضي وإنما استشكل
في بعض كلامه جرحهم الشيعي مطلقا وتعديلهم الناصبي غالبا ولعمري إنه موضع إشكال
وما الذي أحل عرض أمير المؤمنين علي عليهالسلام وبغضه حتى لم يؤثر ذلك في عدالة مبغضيه وسابيه وحرم عرض
غيره إن هذا لشيء عجاب وقد رام بعض المتحذلقين أن يفسر كلام الحافظ ابن حجر فزعم
انه أراد بالشيعي الذي جرحوه مطلقا الشيعي الكافر الذي يعتقد نبوة علي عليهالسلام أو ألوهيته وهذا كذب وفضيحة قد أنزل هذا القائل الحافظ ابن
حجر بمنزلة من الجهل لن ينزل بها حتى قريب العهد بالإسلام ، فكيف
بأحد أئمة الإسلام
، وهل يعقل ان الحافظ يجهل كون الكافر مجروحا مطلقا حتى يستشكل جرحهم له سبحانك
هذا بهتان عظيم ، والحق ان من كفر بتشيعه كمن اعتقد نبوة علي عليهالسلام أو ألوهيته ومثله من كفر بنصبه كمن اعتقد نبوة يزيد كلاهما
بمنزلة واحدة ، ومنهم من يعتقد انه من السابقين الأولين من الصحابة وقد كان من الفرقة
الأخيرة طائفة عظيمة بقيت إلى ما بعد السبعمائة ، ومنهم كثير ممن يدعي التصوف
وينتسب إلى الحنابلة ومنهم من قال فيمن توقف في يزيد انه يوقف على النار وهؤلاء
كلهم لا يقول بعدالتهم أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ، وأما من يعتقد كفر الشيخين رضياللهعنهما أو فسقهما ويتبرأ منهما ، ومن يعتقد كفر علي وعثمان رضياللهعنهما أو فسقهما ويتبرأ منهما ، فينبغي أن يقال فيهما بقول واحد
فإنهما فريقان متقابلان (فان قيل) ان الفرق بين الشيخين وعلي وعثمان عظيم (قلنا)
ليقل القائلون في عظم الفرق بينهما ما شاءوا فلن ينتهي إلى أن يفرق به بين أعراضهم
وما حرم الله منهم ولو قيل بصحة الفرق لبطلت حجج أهل السنة على الرافضة وأشباههم ،
وأما من تولى الشيخين وعثمان معهما وتبرأ من علي ، ومن تولاهما وتولى عليا معهما
وتبرأ من عثمان فهذا فريقان متقابلان فينبغي أن يقال في أحدهما بمثل ما قيل في الآخر
من جرح أو تعديل ولا يقتضي الإنصاف إلّا ذلك ، فأما جرح من تولى الأربعة وفضل
عليهم عليا أو لم يفضله ولكن اعتقد انه كان مصيبا في حروبه وتعديل من سب عليا
وتبرأ منه وأبغضه ولكنه تولى الثلاثة فلا يقوله إلّا من كان متقلدا مذهب النواصب
وهذا النوع هو الذي استشكله الحافظ ابن حجر وأخبث منه من يجرح من تكلم في مقاتلي
علي عليهالسلام ويعدل من تكلم فيه وفي ناصريه وقد قال الحافظ ابن حجر في
مقدمة الفتح «الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان
والصواب موالاتهما جميعا ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع» اه ومراده بالشيعي
المبتدع من يتولى عليا ويبرأ من عثمان رضياللهعنهما فان الشيعة فرق كالنواصب وقد تزيد بدعة بعض
فرقهم على بعض
وقال في موضع آخر «وأما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة ان جرحه لا يقبل في أهل الكوفة
لشدة انحرافه ونصبه وغير الجوزجاني ممن على شاكلته مثله كالأزدي» اه أقول ولكن وصف
بعضهم الجوزجاني هذا بأنه كان صلبا في السنة ولعله إنما عنى سنة الشيطان فأما سنة
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا يوصف بالصلابة فيها الناصبي المنحرف وهذا يشبه قول
الآخر فيه إنه لشدة صلابته في السنة يحمل على علي عليهالسلام ويشبهه أيضا ما استأنس به الذهبي على تشيع الحاكم رحمهالله بأنه ألّف جزأ في مناقب فاطمة البتول على أبيها وعليها
الصلاة والسلام كأن السني لا يكون عنده سنيا حتى يطمس كل فضيلة لها ولا يذكر لها
منقبة وهذه والله قاصمة الظهر ، وعار الدهر ، وبالجملة فان من نظر في كتب الجرح
والتعديل رأى فيها كثيرا من التخليط والتشويش فينبغي لطالب الحق أن لا يأخذ ما
فيها على علاته وقد صدق من قال ان المصائب العظيمة في الإسلام تعصب كثير من حملة
الحديث للشيع والأحزاب (فان تكلف متكلف) وأجاب بأنهم عدلوا الناصبي غالبا لأن له
شبهة في ظنه خطأ علي عليهالسلام في مقاتلة أهل القبلة (قلنا) وللشيعي مثلها أو أعظم منها
فيمن قاتل عليا عليهالسلام وأصحابه وهو وهم من أهل القبلة مثلهم فما الذي أهدر شبهة
هذا وأعمل شبهة ذاك؟! ان هي إلّا قسمة ضيزى ولا يغب عنك إن مرادنا بالشيعة من
ذكرهم الحافظ ابن حجر أعني من يتولى الشيخين ويعرف لهما فضلهما (فان قيل) ان أولئك
كانوا متدينين ببغض علي عليهالسلام لاعتقادهم خطأه (قلنا) وهؤلاء كانوا متدينين بحب علي عليهالسلام لاعتقادهم اصابته فأي الفريقين أحق بالأمن ان كنتم تعلمون.
ومنها
كلام الأستاذ السيد محمد وهبي ابراهيم ـ
شقيق السيد الرائد في مقدمة «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٩ لرائد العشيرة المحمدية محمد زكي ابراهيم ـ ط مطبوعات
العشيرة المحمدية
بمبنى جامع البنات
بالقاهرة) قال :
أولا من هم أهل
البيت؟ : قال أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة : «أهل البيت
هم علي وفاطمة والحسن والحسين» وذهب إليه الزمخشري في بعض أقواله : وتبعه بعض
المفسرين وقال الفخر الرازي والقسطلاني وآخرون : «أهل البيت أولاده وأزواجه والحسن
والحسين ، وعلي منهم لمعاشرته فاطمة ، وملازمته النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال سعيد بن مقاتل وعكرمة ومقاتل «أهل البيت نساؤه»
وقال زيد بن الأرقم «أهل البيت من تحرم عليهم الصدقة وهم آل علي وعقيل وجعفر
والعباس ، وذلك هو الراجح ، قال السيوطي هؤلاء هم الأشراف حقيقة في سائر الأمصار
وهو ما عليه الجمهور ، وقال الشعراني قول زيد بن الأرقم هو معنى حديث صحيح (قلنا :
رواه مسلم والنسائي).
ثانيا ـ من هم أهل
العباءة والرداء؟.
في (الخطيب) عن
عائشة أن الرسول خرج وعليه مرط مرحّل (عباءة صوف) من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ،
ثم الحسين ، ثم فاطمة ، ثم علي ، ثم قال (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي رواية أخرى قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، أو أهل بيت
محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم ، إنك حميد
مجيد» ونحوه روايات شتى ، وفي رواية : كان معهم جبريل وميكائيل ،
قال الطبري : وقد
تكرر هذا الفعل مرات منه صلىاللهعليهوسلم ، وعن علي رضياللهعنه قال : شكوت إلى رسول الله حسد الناس لي ، فقال : «أما ترضى
أن تكون رابع أربعة هم أول من يدخل الجنة ، أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن
أيماننا وشمائلنا ، وذرياتنا خلف أزواجنا؟ ، ومما يلحق بهذا المقام ما رواه
الديلمي قال : قال صلىاللهعليهوسلم نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة. «أنا وحمزة وعلي
وجعفر ، والحسن ، والحسين والمهدي».
ثالثا : آية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ):
روى أحمد
والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم (أنزلت هذه الآية
في خمسة ، فيّ وفي علي ، وحسن وحسين وفاطمة).
وروى أحمد
والترمذي وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه
عن أنس ، أن رسول الله بعد نزول هذه الآية ، كان يمر ببيت فاطمة ، إذا خرج لصلاة
الفجر ، يقول : «الصلاة أهل البيت». (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي رواية أبي سعيد : جاء صلىاللهعليهوسلم أربعين صباحا إلى دار فاطمة يقول : «السلام عليكم أهل
البيت ، رحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ) الآية) وفي رواية له عن ابن عباس سبعة أشهر ، وفي رواية
لابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ثمانية أشهر.
رابعا : (آية
المودة في القربى) :
قال القسطلاني :
المراد بالقربى من ينسب إلى جده الأقرب عبد المطلب ، وقال البغوي والرازي
والبيضاوي ، وتابعهم أكثر المفسرين «القربى هم أهل البيت.
قال الزمخشري. «روي
أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله. من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا
مودتهم؟ قال : «علي وفاطمة وابناهما) قلنا : هذه هي رواية الطبراني ، وابن مردويه
، وابن أبي حاتم عن ابن عباس ، ويدل له سبب نزول الآية ، فإنه لما تفاخر الأنصار
بأيديهم على الدعوة الإسلامية ، وعاتبهم الرسول فيما منوا به على الله ، أسفوا
وجثوا على الركب وقالوا : «أموالنا وما فيما أيدينا لله ورسوله» فنزل قوله تعالى :
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) (الآية) فهذه نصوص
قطعية في أن المراد بالقربى هم أهل بيت رسول الله ، لا يشذ عن ذلك إلّا المبتلون
بالحقد على أهل البيت باسم العلم والسلفية.
خامسا : وجوب حب
أهل البيت :
(١) أخرج ابن سعد
قال صلىاللهعليهوسلم استوصوا بأهل بيتي خيرا ، فإني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن
خصمه ، خصمه الله.
ونقل القرطبي عن
ابن عباس في قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى) قال : رضا محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار وروى
الديلمي والطبراني والبيهقي وابن حبان ، قال صلىاللهعليهوسلم «لا يؤمن عبد حتى
أكون أحبّ إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته ، وأهلي أحبّ إليه من أهله
وذاته أحبّ إليه من ذاته» وأخرج البخاري عن ابن عمر ، قال أبو بكر : النبي خطب
فقال «أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا» وروى الامام أحمد ، قال صلىاللهعليهوسلم «إني أوشك أن أدعى
فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله ، حبل ممدود من الأرض إلى السماء ،
وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض
يوم القيامة ، فانظروا بم تخلفوني فيهما» وفي رواية «إن الله سائلكم كيف خلفتموني
في كتاب الله وأهل بيتي» وروى الحاكم والترمذي وصححه على شرط الشيخين ، قال صلىاللهعليهوسلم «أحبوا الله لما
يغذوكم به ، وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي» واستقصاء هذه الأخبار يطول ،
وحسبنا هذا.
سادسا : تحريم بغض
أهل البيت :
(١) أخرج الطبراني
، والبيهقي ، وابن مندة وابن أبي عاصم ، قال صلىاللهعليهوسلم «ما بال أقوام
يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي ، فقد آذاني ، ومن آذاني
فقد آذى الله» وروى أبو الشيخ قال صلىاللهعليهوسلم «ما بال رجال
يؤذونني في أهل بيتي؟ والذي نفسي بيده ، لا يؤمن عبد حتى يحبني ، ولا يحبني حتى
يحب ذريتي»؟ (قلنا وقد كان من أدب السلف الصالح ألا يقرءوا في الصلاة بسورة (اللهب)
حفاظا على قلب رسول الله ونفسه ، مع أنها قرآن منزل) وروى أحمد مرفوعا «من أبغض
أهل البيت فهو منافق» وروى الحاكم صحيحا على شرط الشيخين : قال صلىاللهعليهوسلم : «لا يبغضنا أهل البيت أحد ، إلّا أدخله الله النار» وروى
الديلمي عن أبي سعيد قال صلىاللهعليهوسلم : «اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي» وروى الطبراني في
الأوسط قال : لا يبغضنا
أحد إلّا زيد عن
الحوض يوم القيامة بسياط من نار.
ونختم البحث بما رواه
الدار قطني مرفوعا قال صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا الحسن. أما أنت وشيعتك ففي الجنة ، وإن قوما
يزعمون أنهم يحبونك يصغرون الإسلام ثم يلفظونه ، يمرقون منه ، كما يمرق السهم من
الرمية» (وهذا الحديث من أعلام النبوة في تصوير متسلقة هذا الزمان) والحمد لله.
ومنها
كلام الفاضل المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة
الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ١٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأهل البيت هم
المختصون بالطهارة الحقة ، فهم الذين اختصهم الله بمحبته ، وانتدبهم لأن يكونوا
خلفاء عنه في ملكه ، وأظهرهم ليظهر لك عجائب قدرته ، وأكرمهم بمختلف الكرامات ،
وخلصهم من طبائع نفوسهم ، ونجاهم من إطاعة هوى أنفسهم ، حتى صارت كل أفكارهم
مستقلة به سبحانه وتعالى ، وعلاقاتهم معه لا مع غيره. فمحبتهم أساس الطريق إلى
الله تعالى ، وأصله ، وكل الأحوال والمقامات درجات للمحبة. ولقد أكرم الله سبحانه
وتعالى أهل البيت بتعليم جاهلهم وإرشاد ضالّهم وتقوية ضعيفهم فالتواضع لهم حق
والاستنصاف لهم واجب والخدمة بقدر الإمكان لهم قرب.
وإذا كان الله
سبحانه وتعالى ، تفضل وأولى ، وطهر وزكى ، وكرم وأكرم آل بيت النبوة كما جاء بذلك
قوله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). فلا أقل من أن يكون هذا التفضل الالهي ، والكرم الرباني ،
له إيثاره في قلوب بني البشر ، استجابة لأمر الله سبحانه ، وتحقيقا لدعوة رسوله صلىاللهعليهوسلم. والإيثار لحب أهل بيت النبوة ، استجابة لله ولرسوله ،
والأدب معهم إنما يتحقق ذلك بحفظ حرمتهم غائبين أو حاضرين ، فلا يغتاب أحد منهم
ولا ينقص
قدره ، فالغيبة
حرام بالإجماع لا سيما في حق أهل البيت والأولياء ، لأن لحومهم سموم قاتلة كلحوم
العلماء والأنبياء.
فليحذر المسلم
جهده من هذه الخصلة الذميمة ، ومن أولع بهذا فلا يفلح أبدا ، فالأولياء كالأنبياء
، فمن فرق بينهم حرم خيرهم وكفر نعمتهم.
ولكن أصحاب الغفلة
، وأرباب الغرة ، إذا هبت رياح صولتهم في زمان غفلتهم ، فإنهم يلاحظون أهل الحقيقة
بعين الاستحقار ، ويحكمون عليهم بضعف الحال ، وينسبونهم إلى الضلال ويعدونهم من
جملة الجهال ، وذلك في زمان الغفلة ، ومدة مهلة أهل الغيبة.
أما الذين لهم قوة
اليقين ، ونور البصيرة ، فإنهم ساكنون تحت جريان الحكم : يرون الغائبات عن الحواس
بعيون البصيرة من وراء ستر رقيق ، فلا الطوارق تهزمهم ، ولا هواجم الوقت تستفزهم ،
وعن قريب يلوح علم اليسر ، وتنجلي سحائب العسر ، ويمحق الله كيد الكائدين.
فأهل القلوب
والبصائر ، والذوق والمشاهدة ، يؤثرون أهل البيت بالحب الصادق ، والوفاء الكامل ،
والإخلاص ـ المخلص ، والإجلال الوافر لا ابتداعا منهم ، بل امتثالا لأمر خالقهم ،
وتعظيما لقدر نبيهم ، واستجابة لقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ، وأبو الشيخ ، وابن
حبان في صحيحه ، والبيهقي مرفوعا أنه صلىاللهعليهوسلم قال :
«لا يؤمن عبد حتى
أكون أحب اليه من نفسه ، وتكون عترتي أحب إليه من عترته ، وأهلي أحب إليه من أهله
، وذاتي أحب إليه من ذاته».
وما أخرج البيهقي
، وأبو الشيخ ، وابن حبان في صحيحه عن علي كرم الله وجهه قال : خرج علينا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم مغضبا حتى استوى على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم
قال : «ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني ،
ولا يحبني حتى يحب ذريتي».
إلى أن قال في ص
١٥ : «وأحبوني لحب الله». بمعنى إنما تحبوني لأنه سبحانه وتعالى أحبني فوضع محبتي
فيكم ، كما يصرح به الخبر الصحيح :
«إذا أحب الله
عبدا ، نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبوه».
«وأحبوا أهل بيتي
لحبي». أي إنما تحبونهم لأني أحببتهم بحب الله تعالى لهم.
وقد يكون أمرا
بحبهم ، لأن محبتهم لهم تصديق لمحبتهم للنبي صلىاللهعليهوسلم. (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) اه. [الشورى ٢٣].
وأهل بيته صلوات
الله وسلامه عليه ، ساووه ـ كما يقول الفخر ـ في خمسة أشياء :
في الصلاة عليه
وعليهم في التشهد.
وفي السلام : يقال
في التشهد : سلام عليك أيها النبي.
وقال تعالى : سلام
على آل ياسين [الصافات ١٣٠].
وفي الطهارة قال
تعالى : (طه) [طه ١] أي يا
طاهر.
وقال تعالى : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).
وقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، وحب آل بيت سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وودهم ، والولاء لهم ، وتعظيمهم واحترامهم وتكريمهم ،
ورد به الأمر الالهي في القرآن الكريم ، والأحاديث الصحيحة ، واجماع السلف والخلف
من الامة.
وليس هذا فحسب ،
بل ويقضي بذلك العقل أيضا قياسا على ما تقرر من وجوب شكر المنعم ، وسيدنا رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، نبي الرحمة ، وهادي الامة ، ومنقذ البشرية ، منعم علينا
بذلك كله ، فشكره وتقديره ، واحترامه وتكريمه واجب علينا ، ومن شكره وتقديره ،
إكرام ذريته ، والتودد إليهم.
وعلى هذا فأدلة
الشريعة الإسلامية الأربعة : من الكتاب الكريم ، والسنة الشريفة المطهرة ، وإجماع
السلف والخلف من الامة ، والقياس ، قاضية على المسلمين بود آل بيته صلىاللهعليهوسلم ، وجلب هذه الأدلة مما لا يسعه المقام ، إذ قد وقرت به
مجلدات عظام ،
واستوى في علم موضوعها وتسليمه الخاص والعام من الامة.
وإنما استطردنا هنا
في ذكر بعض جمل منها ، لأجل التنوير على المحبين لأهل بيته الكرام لقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً
وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ
بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وسيدنا المصطفى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم من آل ابراهيم قطعا ، فآله منهم أيضا ، وهم من المصطفين
على العالمين.
وكذلك قوله تعالى
: (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). نص صريح في ذلك.
والآيات والأحاديث
التي يؤيد بعضها بعضا في نباهة شأنهم كثيرة للغاية ، وأيضا قوله سبحانه وتعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، نص في ذلك كله. وصريح الأحاديث الصحيحة الواردة في فضلهم
لا تعد ولا تحصى ، منها :
قوله صلىاللهعليهوسلم فيما أخرجه الترمذي في سننه ، وأبو حاتم عن زيد بن أرقم رضياللهعنه : «أنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم».
وقوله صلىاللهعليهوسلم فيما أخرجه الترمذي والامام أحمد :
«من آذى قرابتي
فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله».
وأخرج الامام
البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا
أهدي لك هدية سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقلت : بلى ، قال : سألنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلنا : يا رسول الله .. كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال
: «قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
ويعلق سيدنا جابر
على هذا الحديث فيقول : «لو صليت صلاة ولم أصل فيها على محمد وآل محمد ما رأيت
أنها تقبل».
وأخرج الترمذي في
سننه عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت ام سلمة رضياللهعنها ، فدعا النبي صلىاللهعليهوسلم ، فاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فجللهم بكساء ، وعلي خلف ظهره
ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا». قال ام سلمة :
وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : «أنت على مكانك ، وأنت على خير». ها هم أهل البيت
أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، كما نصت عليه هذه الآية الكريمة ، وحدد
سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في هذا الحديث اختصاصهم بهذا الفضل وحدهم دون أن يشاركهم
فيه غيرهم.
وهذا الاختصاص يدل
على أن أم سلمة كانت تسمع وترى وتقول : أنا معكم يا رسول الله؟ وترفع الكساء لتدخل
، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يجذبه منها ويقول لها : «أنت على مكانك وأنت على خير».
ولاختصاص هذه
الآية الكريمة بأهل الكساء ، أو أهل العباءة فقط دون سواهم ، فانه لا يضاف إلى هذه
الخصوصية ، ولا ينطوي تحت لوائها أحد غيرهم ، حتى ولو كان هذا الغير هي أم سلمة
نفسها ، بل ولو كان هذا الغير هي زوجة من زوجات سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأم من أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن أجمعين.
ولو جاز ، أو صح
غير هذا ، لأذن سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لام سلمة بالدخول تحت الكساء استجابة لرغبتها ، وتطبيبا
لخاطرها ، وتقديرا لاخلاصها ووفائها ، أما وأن شيئا من ذلك لم يكن ، وهو صلوات
الله وسلامه عليه ، أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، بل وهو بالمؤمنين رءوف رحيم ، لأنه
البار العطوف ، السمح الجواد ، الناطق بالصدق والصواب ، فقد تعين أن الآية لا تختص
إلّا بأهل الكساء فحسب ، كما تواترت الأخبار والآثار الصحيحة بذلك ، وهي حسب رواية
أم سلمة
على الحصر فهم فقط
، وامتيازهم عن غيرهم بهذه المآثر الكريمة المشرفة دون سواهم. وتتلألأ أنوار السنة
المطهرة ، لتفعم دنيا المسلمين بفضائل أهل البيت ، فيخرج الامام مسلم في صحيحه
بسنده عن يزيد بن حيان التيمي قال :
انطلقت أنا وحصين
بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضياللهعنه ، فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا
كثيرا : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، حدثنا يا زيد ما
سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال : يا بن أخي .. والله لقد كبرت سني ، وقد عهدي ،
ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا ، ومالا فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما ـ بين مكة والمدينة ـ فحمد
الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : «أما بعد .. ألا أيها الناس ، فإنما أنا
بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه
الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به». فحث على كتاب الله ورغب فيه ،
ثم قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ،
أذكركم الله في أهل بيتي».
فقال له حصين :
ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال : نساؤه من
أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
قال : ومن هم؟ قال
: هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس.
قال : كل هؤلاء
حرم الصدقة؟ قال : نعم .. اه.
وعن ابن عباس رضياللهعنهما أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«يا بني عبد
المطلب .. إني سألت الله أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وأن
يجعلكم جوداء نجداء رحماء».
فلو أن رجلا صفن
بين الركن والمقام فصلّى وصام ، ثم لقي الله مبغضا لأهل بيت محمد دخل النار».
وللقوم كلمات
كثيرة بالنظم في مناقب أهل البيت عليهمالسلام وفضائلهم.
ومنها
كلام الشافعي قائد الشافعية نظما
ذكره جماعة :
فمنهم الشيخ محمد
علي طه الدرّة في «تفسير القرآن الكريم واعرابه وبيانه» (ج ١١ ص ث ٤١٤ ط دار
الحكمة دمشق وبيروت ١٤٠٢) قال :
ومن قول الشافعي رضياللهعنه :
يا آل بيت رسول
الله حبكم
|
|
فرض من الله في
القرآن أنزله
|
يكفيكم من عظيم
الفخر أنكم
|
|
من لم يصل عليكم
فلا صلاة له منه
|
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليهالسلام» (ص ٥١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة) قال :
وسمع العالم
الشافعي في جامع عمرو يهتز تحتانا إلى أبناء علي في الحجاز فينشد :
يا راكبا قف
بالمحصب من منى
|
|
واهتف بقاعد
خيفها والناهض
|
إن كان رفضا حب
آل محمد
|
|
فليشهد الثقلان
أني رافضي
|
وقال أيضا في ص
٢٥٢ :
فالشافعي ـ أكبر
عقل علمي ـ يضع حب أهل البيت بين فرائض الدين. ويذكر المسلمين بأن الصلاة على أهل
البيت جزء من الصلاة لله. يقول :
يا أهل بيت رسول
الله حبكم
|
|
فرض من الله في
القرآن أنزله
|
كفاكم من عظيم
القدر أنكم
|
|
من لم يصل عليكم
لا صلاة له
|
ومنهم الفاضل
المعاصر المحقق أبو الفداء عبد الله القاضي في «تعاليق ـ توالي
التأسيس لمعالي
محمد بن إدريس» (ص ١٤٦ ط دار الكتب الإسلامية بيروت) قال :
يا أهل بيت رسول
الله ـ فذكر البيتين مثل ما تقدم عن الجندي ـ إلّا أن فيه : يكفيكم من عظيم الفخر
أنكم ـ
ومنهم العلامة
محمد زكي ابراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٨ ط ٤
مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال :
يا أهل بيت رسول
الله حبكم ـ فذكر البيتين كما تقدم ـ إلّا أن فيه :
في البيت الأول :
فرض عظيم اله العرش أنزله.
وفي البيت الثاني
: يكفيكم من جليل القدر.
ومنهم العلامة فخر
الدين محمد بن عمر بن حسين الرازي المتوفى سنة ٦٠٦ ه في مناقب الامام الشافعي» (ص
١٤٠ ط مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة) قال :
يا راكبا قف
بالمحصب من منى
|
|
واهتف بقاعد
جمعها والناهض
|
سحرا إذا فاض
الحجيج إلى منى
|
|
فيضا ، كملتطم
الفرات الفائض
|
إن كان رفضا حب
آل محمد
|
|
فليشهد الثقلان
أني رافضي
|
وقال أيضا :
آل النبي ذريعتي
|
|
وهم إليك وسيلتي
|
أرجو بأن أعطى
غدا
|
|
بيد اليمين
صحيفتي
|
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور مصطفى الشكعة في «اسلام بلا مذاهب» (ص ٤٤٣ ط ٨ الدار المصرية
اللبنانية القاهرة) قال :
يا راكبا قف
بالمحصّب من منى ـ فذكر الأبيات الثلاث مثل ما تقدم عن الرازي ـ وفيه في المصرع
الثاني من البيت الأول : بقاعد خيفها والناهض. وفي المصرع الثاني من البيت الثاني
: فيضا كملتطم ـ
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور أحمد نحراوي عبد السلام الاندونيسي في «الامام الشافعي في مذهبيه
القديم والجديد» (ص ١٣٥ ط ١ دار الكتب ، ومكتبة الشباب القاهرة عام ١٤٠٨ ه ـ ١٩٨٨
م) قال :
ان الامام الشافعي
في بعض أشعاره يبدي رغبته في ذلك المذهب فمن ذلك قوله :
أنا الشيعي في
ديني وأصلي
|
|
بمكة ثم داري
عسقلية
|
بأطيب مولد وأعز
فخرا
|
|
وأحسن مذهب تسمو
البرية
|
وقوله : يا راكبا
قف بالمحصب من منى ـ فذكر مثل ما تقدم من «اسلام بلا مذاهب».
ومنها
كلام أبي الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين
بن محمد الحصكفي المتولد بطنزة بعد الستين وأربعمائة والمتوفى سنة ٥٥٣ بميافارقين
ذكره جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المنتظم
في تاريخ الملوك والأمم» (ج ١٨ ص ١٢٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ومن أشعاره
الرقيقة :
أقوت مغانيهم
فأقوى الجلد
|
|
ربعان كل بعد
سكن فدفد
|
أسأل عن قلبي
وعن أحبابه
|
|
ومنهم كل مقر
يجحد
|
وهل تجيب أعظم
بالية
|
|
وارسم خالية من
ينشد
|
ليس بها إلّا
بقايا مهجة
|
|
وذاك إلّا حجر
أو وتد
|
كأنني بين
الطلول واقف
|
|
اندبهن الأشعث
المقلد
|
[صاح الغراب فكما تحملوا
|
|
مشى بها كأنه
مقيد
|
يحجل في آثارهم
بعدهم
|
|
بادي السمات
أبقع وأسود
|
لبئس ما اعتاضت
وكانت قبلها
|
|
يرتع فيها ظبيات
خرد]
|
ليت المطايا
للنوى ما خلقت
|
|
ولا حدا من
الحداة أحد
|
رغاؤها وحذوهم
ما اجتمعا
|
|
للصب إلّا ونحاه
الكمد
|
تقاسموا يوم
الوداع كبدي
|
|
فليس لي منذ
تولوا كبد
|
على الجفون
رحلوا وفي الحشا
|
|
تقيلوا ودمع
عيني وردوا
|
فأدمعي مسفوحة
وكبدي
|
|
مقروحة وعلتي ما
تبرد
|
وصبوتي دائمة
ومقلتي
|
|
دامية ونومها
مشرد
|
تيمني منهم غزال
اغيد
|
|
يا حبذا ذاك
الغزال الأغيد
|
حسامه مجرد
وصرحه
|
|
ممرد وخده مورد
|
وصدغه فوق
احمرار خده
|
|
مبلبل معقرب
مجعد
|
[كأنما نكهته وريقه
|
|
مسك وخمر
والثنايا برد]
|
يقعده عند
القيام ردفه
|
|
وفي الحشا منه
المقيم المقعد
|
[له قوام لقضيب بانة
|
|
يهتز قصدا ليس
فيه أود]
|
أيقنت لما أن
حدا الحادي بهم
|
|
ولم امت ان
فؤادي جلمد
|
كنت على القرب
كئيبا مغرما
|
|
صبا فما ظنك بي
إذ بعدوا
|
هم الحياة
اعرقوا أم اشأموا
|
|
أم أيمنوا أم
اتهموا أم أنجدوا
|
ليهنهم طيب
الكري فانه
|
|
حظهم وحظ عيني
السهد
|
نعم تولوا
بالفؤاد والكرى
|
|
فأين صبري بعدهم
والجلد
|
لولا الضنا جحدت
وجدي بهم
|
|
لكن نحولي
بالغرام يشهد
|
ليس على المتلف
غرم عندهم
|
|
ولا على القاتل
عمدا قود
|
هل أنصفوا إذ
حكموا أم اسعفوا
|
|
من تيموا أم
عطفوا فاقتصدوا
|
بل اصطفوا إذ
حكموا واتلفوا
|
|
من هيموا
وأخلفوا ما وعدوا
|
وسائل عن حب أهل
البيت هل
|
|
أقر إعلانا به
أم أجحد
|
هيهات ممزوج
بلحمي ودمي
|
|
حبهم وهو الهدى
والرشد
|
حيدرة والحسنان
بعده
|
|
ثم علي وابنه
محمد
|
جعفر الصادق
وابن جعفر
|
|
موسى ويتلوه علي
السيد
|
أعني الرضا ثم
ابنه محمد
|
|
ثم علي وابنه
المسدد
|
الحسن التالي
ويتلو تلوه
|
|
محمد بن الحسن
المفتقد
|
فإنهم أئمتي
وسادتي
|
|
وإن لحاني معشر
وفندوا
|
أئمة أكرم بهم
أئمة
|
|
أسماؤهم مسرودة
تطرد
|
هم حجج الله على
عباده
|
|
وهم إليه منهج
ومقصد
|
هم في النهار
صوم لربهم
|
|
وفي الدياجي ركع
وسجد
|
قوم أتى في هل
أتى مدحهم
|
|
ما شك في ذلك
إلّا ملحد
|
قوم لهم فضل
ومجد باذخ
|
|
يعرفه المشرك ثم
الملحد
|
قوم لهم في كل
أرض مشهد
|
|
لا بل لهم في كل
قلب مشهد
|
قوم منى
والمشعران لهم
|
|
والمروتان لهم والمسجد
|
قوم لهم مكة
والأبطح وال
|
|
خيف وجمع
والبقيع الغرقد
|
ما صدق الناس
ولا تصدقوا
|
|
ما نسكوا
وأفطروا وعيدوا
|
لو لا رسول الله
وهو جدهم
|
|
وا حبذا الوالد
ثم الولد
|
ومصرع الطف ولا
أذكره
|
|
ففي الحشا منه
لهيب موقد
|
يرى الفرات ابن
البتول طاميا
|
|
يلقى الردى وابن
الدعي يرد
|
حسبك يا هذا
وحسب من بغى
|
|
عليهم يوم
المعاد الصمد
|
يا أهل بيت
المصطفى يا عدتي
|
|
ومن على حبهم
اعتمد
|
أنتم إلى الله
غدا وسيلتي
|
|
وكيف أخشى وبكم
اعتضد
|
وليكم في الخلد
حي خالد
|
|
والضد في نار
لظى يخلد
|
ولست أهواكم
ببغض غيركم
|
|
إني إذا أشقى
بكم لا أسعد
|
فلا يظن رافضي
أنني
|
|
وافقته أو خارجي
مفسد
|
محمد والخلفاء
بعده
|
|
أفضل خلق الله
فيما أجد
|
هم أسسوا قواعد
الدين لنا
|
|
وهم بنوا أركانه
وشيدوا
|
ومن يخن أحمد في
أصحابه
|
|
فخصمه يوم
المعاد أحمد
|
هذا اعتقادي
فالزموه تفلحوا
|
|
هذا طريقي
فاسلكوه تهتدوا
|
والشافعي مذهبي
مذهبه
|
|
لأنه في قوله
مؤيد
|
اتبعه في الأصل
والفرع معا
|
|
فليتبعني الطالب
المسترشد
|
إني بإذن الله
ناج سابق
|
|
إذا ونى الظالم
والمقتصد
|
ومنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ١٤٢ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
ووقف على قصيدة
طويلة نحو المائة بيت في مديح أهل البيت للشيخ العلا يحيى بن سلامة الحصكفي ذكرها
ابن الجوزي في تاريخه المعروف بالمنتظم فاخترت منها هذا القدر.
ليت المطايا
للنوى ما خلقت
|
|
ولا حدا من
الحداة أحد
|
فذكر منها ستة
وأربعين بيتا.
ومنهم العلامة فضل
الله بن روزبهان الخنجي الاصفهاني المتوفى ٩٢٧ ه في «وسيلة الخادم إلى المخدوم ـ در
شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام» (ص ٢١ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
نمونه ديگرى كه
مربوط به قرن ششم است امام ابو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي (م ٥٥١ يا ٥٥٣) است ؛
بنا به نقل ابن طولون او قصيده اى در مدح دوازده امام سروده است. بخشى از سروده او
ياد از نام دوازده امام است :
حيدرة والحسنان
بعده
|
|
ثم علي وابنه
محمد
|
وجعفر الصادق
وابن جعفر
|
|
موسى ، ويتلوه
علي السيد
|
أعني الرضا ، ثم
ابنه محمد
|
|
ثم علي وابنه
المسدد
|
الحسن التالي
ويتلو تلوه
|
|
محمد بن الحسن
المعتقد
|
وللحصكفي أيضا
قصيدة طويلة في فضائل أهل البيت عليهمالسلام ذكرها ابن الجوزي في المنتظم ص ١٣٢ فقال : وله أيضا :
حنت فأذكت لوعتي
حنينا
|
|
أشكو من البين
وتشكو البينا
|
قد عاث في
اشخاصها طول السرى
|
|
بقدر ما عاث
الفراق فينا
|
فخلها تمشي
الهوينا طالما
|
|
أضحت تباري
الريح في البرينا
|
وكيف لا نأوي
لها وهي التي
|
|
بها قطعنا السهل
والحزونا
|
ها قد وجدنا
البر بحرا زاخرا
|
|
فهل وجدنا غيرها
سفينا
|
ان كن لا يفصحن
بالشكوى لنا
|
|
فهن بالارزام
يشتكينا
|
قد أقرحت بما
تئن كبدي
|
|
ان الحزين يرحم
الحزينا
|
مذ عذبت لها
دموعي لم تبت
|
|
هيما عطاشا وترى
المعينا
|
وقد تياسرت بهن
جائرا
|
|
عن الحمى فاعدل
بها يمينا
|
تحن اطلالا عفا
آياتها
|
|
تعاقب الأيام
والسنينا
|
يقول صبحي أترى
آثارهم
|
|
نعم ولكن لا نرى
القطينا
|
لو لم تجد
ربوعهم كوجدنا
|
|
للبين لم تبل
كما بلينا
|
ما قدر الحي على
سفك دمي
|
|
لو لم تكن
أسيافهم عيونا
|
أكلما لاح لعيني
بارق
|
|
بكت فأبدت سري
المصونا
|
|
لا تأخذوا قلبي
بذنب مقلتي
|
|
وعاقبوا الخائن
لا الأمينا
|
|
|
ما استترت
بالورق الورقاء كي
|
|
تصدق لما علت
الغصونا
|
|
قد وكلت بكل باك
شجوه
|
|
تعينه إذ عدم
المعينا
|
هذا بكاها
والقرين حاضر
|
|
فكيف من قد فارق
القرينا
|
أقسمت ما الروض
إذا ما بعثت
|
|
أرجاؤه الخيري
والنسرينا
|
وأدركت ثماره
وعذبت
|
|
أنهاره وأبدت
المكنونا
|
وقابلته الشمس
لما أشرقت
|
|
وانقطعت أفنانه
فنونا
|
أذكى ولا أحلى
ولا أشهى ولا
|
|
أبهى ولا أوفى بعيني
لينا
|
من نشرها وثغرها
ووجهها
|
|
وقدها فاستمع
اليقينا
|
يا خائفا عليّ
أسباب العدى
|
|
أما عرفت حصني
الحصينا
|
إني جعلت في
الخطوب موئلي
|
|
محمدا والأنزع
البطينا
|
أحببت ياسين
وطاسين ومن
|
|
يلوم في ياسين
أو طاسينا
|
سرّ النجاة
والمناجاة لمن
|
|
أوى إلى الفلك
وطور سينا
|
وظن بي الأعداء
إذ مدحتهم
|
|
ما لم أكن بمثله
قمينا
|
يا ويحهم وما
الذي يريبهم
|
|
مني حتى رجموا
الظنونا
|
وكم مديح قدروا
في رافد
|
|
فلم يجنوا ذلك
الجنونا
|
وإنما أطلب رفدا
باقيا
|
|
يوم يكون غيري
المغبونا
|
يا تائهين في
أضاليل الهوى
|
|
وعن سبيل الرشد
ناكبينا
|
تجاهكم دار
السلام فابتغوا
|
|
في نهجها
جبريلها الأمينا
|
لجوامعي الباب
وقولوا حطة
|
|
تغفر لنا الذنوب
أجمعينا
|
ذروا العنا فإن
أصحاب العبا
|
|
هم النبأ إن
شئتم التبيينا
|
ديني الولاء لست
أبغي غيره
|
|
دينا وحسبي
بالولاء دينا
|
هما طريقان فاما
شأمة
|
|
أو فاليمين [فاسلكوا]
اليمينا
|
|
|
|
|
|
سجنكم سجين إن
لم تتبعوا
|
|
علينا دليل
عليينا
|
وانتخب أبو
البركات الباعوني في كتابه المذكور ق ١٤٣ منها ستّ أبيات وهي :
يا خائفا على
أسباب الردى
|
|
أما عرفت حصني
الحصينا
|
إني جعلت في
الخطوب موئلي
|
|
محمدا والأنزع
البطينا
|
أحب ياسين
وطاسين ومن
|
|
يلوم في ياسين
أو طاسينا
|
يا ذاهبين في
أضاليل الهوى
|
|
وعن سبيل الحق
ناكبينا
|
لجوا الباب معي
وقولوا حطّة
|
|
يغفر لنا الذنوب
أجمعينا
|
ديني الولاء
ولست أبغي غيره
|
|
دينا وحسبي
بالولاء دينا
|
ومنها
كلام منظوم لدعبل بن علي الخزاعي
ذكره القوم في في
كتبهم.
فمنهم العلامة صدر
الدين علي بن أبي الفرج بن الحسن البصري في «الحماسة البصرية» (ج ١ ص ١٩٩ ط عالم
الكتب بيروت) قال :
وقال دعبل بن علي
الخزاعي :
مدارس آيات خلت
من تلاوة
|
|
ومنزل وحي مقفر
العرصات
|
لآل رسول الله
بالخيف من منى
|
|
وبالبيت
والتعريف والجمرات
|
ديار علي
والحسين وجعفر
|
|
وحمزة والسجاد
ذي الثفنات
|
قفا نسأل الدار
التي خف أهلها
|
|
متى عهدها
بالصوم والصلوات
|
وأين الأولى شطت
بهم غربة النوى
|
|
أفانين في
الآفاق مفترقات
|
أحب قصي الدار
من أجل حبهم
|
|
وأهجر فيهم
زوجتي وبناتي
|
ألم تر أني من
ثلاثين حجة
|
|
أروح وأغدوا
دائم الحسرات
|
أرى فيئهم في
غيرهم متقسما
|
|
وأيديهم من
فيئهم صفرات
|
فإن قلت عرفا
أنكروه بمنكر
|
|
وغطوا على
التحقيق بالشبهات
|
قصارا منهم أن
أذوب بغصة
|
|
تردد بين الصدر
واللهوات
|
كأنك بالأضلاع
قد ضاق رحبها
|
|
لما ضمنت من شدة
الزفرات
|
لقد خفت في
الدنيا وأيام عيشها
|
|
وإني لأرجو
الأمن بعد وفاتي
|
ومنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ١٤٣ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
ومن أحسن ما قيل
في هذا المعنى وما مدح به أهل البيت القصيدة المشهورة الجامعة لهذه الأمور من
المديح والرثى والبكاء على أهل البيت وهي قصيدة دعبل ابن علي الخزاعي شاعر آل بيت
رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم أظفر منها إلّا بهذا القدر وهو هذا :
مدارس آيات خلت
من تلاوة
|
|
ومنزل وحي مقفر
العرصات
|
لآل رسول الله
بالخيف من منى
|
|
وبالركن
والتعريف والحجرات
|
ألم تر إني مذ
ثلاثون حجة
|
|
أروح وأغدو دائم
الحسرات
|
أرى فيئهم في
غيرهم متقسما
|
|
وأيديهم من
فيئهم صفرات
|
وآل رسول الله
نحف جسومهم
|
|
وآل زياد غلظ
القصرات
|
بنات زياد في
الخدور نواعم
|
|
وبنت رسول الله
في الفلوات
|
إذا وتروا مدّوا
إلى واتريهم
|
|
أكفا عن الأوتاد
منقبضات
|
ولو لا الذي أرجوه
في اليوم أو غد
|
|
تقطع قلبي أثرهم
حسرات
|
ومنها
كلام منظوم لشمس الدين محمد بن طولون
المتوفى ٩٥٣ في «الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية عند الامامية» على
ما في «مقدمة ـ شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام»
(ص ٢٤ ط قم)
عليك بالأئمة
الاثني عشر
|
|
من آل بيت
المصطفى خير البشر
|
أبو تراب حسن
حسين
|
|
وبغض زين
العابدين شين
|
محمد الباقر كم
علم درى
|
|
والصادق ادع
جعفرا بين الورى
|
موسى هو الكاظم
وابنه علي
|
|
لقبه بالرضا
وقدره علي
|
محمد التقي قلبه
معمور
|
|
على التقى دره
منثور
|
والعسكري الحسن
المطهر
|
|
محمد والمهدي
سوف يظهر
|
ومنها
كلام منظوم لصاحب كتاب «مناسك الحج
وعلامات مكة مكرمة شرفها الله تعالى ـ أو : كتاب فتوح الحرمين در توصيفات كعبه»
بالفارسية. على ما في «مقدمة كتاب شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام»
(ص ٢٧ ط قم)
قال الناظم بعد
ذكر الخلفاء :
چونكه على داشت
به خاك انتساب
|
|
كرد نبى كنيت او
بو تراب
|
وه كه از آن خاك
چه گلها دميد
|
|
نكهت جاويد به
عالم وزيد
|
سنبل وگل را به
چمن زيب وزين
|
|
موى حسن آمد
وروى حسين
|
آن دو نهال اند
كه تا روز دين
|
|
بارورند از گل
واز ياسمين
|
هر دم از اين
باغ برى مى رسد
|
|
تازه تر از تازه
ترى مى رسد
|
آن ده ودو همچون
بروج فلك
|
|
نظم جهان داده
سما تا سمك
|
باز از آن غنچه
خونين كفن
|
|
رسته گلى تازه
ترا چون سمن
|
گلشن دين يافته
زين ، زيب وزين
|
|
گلبن توحيد على
حسين
|
گلشن گردون
ورياش بهشت
|
|
در بر آن روضه
نمايند زشت
|
سر زده زان باز
نهال عجب
|
|
داده ثمره هاى
علوم وادب
|
شد صدف گوهر
عالى فرش
|
|
ساحت شهرى كه
على شد درش
|
علم كه در روى
زمين وافرست
|
|
از دم عيسى نفس
باقر است
|
باز شكفته گلى
از باغ او
|
|
داده جلا ديده
ما زاغ او
|
بست دهان دگران
راز گفت
|
|
غنچه شدند آن
همه واو شكفت
|
صادق صديق به
صدق وصفا
|
|
ناظر ومنظور به
صدق وصفا
|
باز آن گلبن
عالى تبار
|
|
وه چه رطب بود
كه آمد ببار
|
لآكام ولايت شده
شيرين ازو
|
|
يافته تمكين عجب
دين ازو
|
آنكه ببرد از دل
اغيار بيم
|
|
كاظم غيض است به
خلق كريم
|
باز دميد از چمن
او گلى
|
|
كامده روح قدسيش
بلبلى
|
خاك خراسان شده
زو مشك بو
|
|
خلق به آن بو
شده در جستجو
|
دم چه زنم از
صفت بى حدش
|
|
داده پيمبر خبر
از مرقدش
|
خلق محمد كرم
مرتضى
|
|
هر دو عيان ساخت
على الرضا
|
باز از آن طينت
عنبرسرشت
|
|
جلوه گرى كرد
گلى از بهشت
|
برد به تقوى گرو
از مابقى
|
|
شهرت از آن يافت
به عالم تقى
|
سر زده زآن باغ
على منظرى
|
|
در صف شيران
جهان صفدرى
|
زنگ زداى دل هر
متقى
|
|
كنيت او گشت از
آن رو نقى
|
او به تفاوت شده
آئينه اى
|
|
تا فكند عكس به
گنجينه اى
|
زاده از آن زبده
پيغمبرى
|
|
محسن احسن ، حسن
عسكري
|
بحر سخا ، كان
وفا وكرم
|
|
ساية ده طوبى
باغ ارم
|
باز چه گويم چو
گلى زو دميد
|
|
آه چه گل ،
گلشنى آمد پديد
|
نكهت او برده ز
دلها گمان
|
|
پر شد ازو دامن
آخر زمان
|
رشته كه از حق
به نبى بسته شد
|
|
باز به آن سلسله
پيوسته شد
|
نقطه اول چو به
آخر رسيد
|
|
كار بدايت به
نهايت كشيد
|
هادى دين مهدى
آخر زمان
|
|
خلق جهان يافته
از وى أمان
|
گفت نبى كز پى
ظلم وفساد
|
|
روى زمين پر كند
از عدل وداد
|
قاتل دجال به
شمشير كين
|
|
با دم عيسى نفس
او قرين
|
هر يك از آن
گوهر گيتى فروز
|
|
داده به شب
روشنى نيم روز
|
هر يك از ايشان
عجب ومن عجب
|
|
سلسله شان سلسله
من وهب
|
هر كه به آن
سلسله پيوسته شد
|
|
از ستم حادثه
وارسته شد
|
من كه در آن
روضه رياضت كشم
|
|
زآن گل وگلزار
ببوى خوشم
|
نكهت آن عطر كفن
بس مرا
|
|
خار وخسش سر
وسمن بس مرا
|
ومنها
كلام منظوم للشاعر السيد عبد الغفار بن
عبد الواحد بن وهب الموصلي البغدادي البصري المتوفى ١٢٩١ ه في «ديوان الحرمين» (ص ٨٨ ط عالم الكتب ـ ومكتبة النهضة العربية بيروت)
في قصيدة طويلة
يمدح بها الامام موسى الكاظم عليهالسلام حين ورود الستارة النبوية الشريفة التي أهداها اليه
السلطان محمود خان وهي من الخفيف. أولها :
يا إمام الهدى
ويا صفوة الله
|
|
ويا من هدى هداه
العبادا
|
إلى أن قال :
ومزايا الفخار
أورثتموها
|
|
شرف الجد يورث
الأولادا
|
أنتم علة الوجود
وفيكم
|
|
قد عرفنا
التكوين والايجادا
|
ما ركنتم إلى
نفائس دنيا
|
|
ولقد كنتم بها
أفرادا
|
وانتقلتم منها
وأنتم أناس
|
|
ما اتخذتم إلّا
رضا الله زادا
|
ولقد قمتم
الليالي قياما
|
|
واكتحلتم من
القيام السهادا
|
إن يكونوا كما
أذاعوا فمن ذا
|
|
مهّد الأرض سطوة
والبلادا
|
ومحا الشرك
بالمواضي غزاة
|
|
وسطا سطوة
الاسوة جهادا
|
حيث إنّ الإله
يرضى بهذا
|
|
بل بهذا من
القديم أرادا
|
فجزيتم عن أجركم
بنعيم
|
|
تتوالى الأرواح
والأجسادا
|
وابتغيتم رضا
الإله ولا ز
|
|
لتم بعز يصاحب
الآبادا
|
أنتم يا بني
البتول أناس
|
|
قد صعدتم بالفجر
سبعا شدادا
|
آل بيت النبي
والسادة الط
|
|
هر رجال لم
يبرحوا أمجادا
|
فضلوا بالفضائل
الخلق طرّا
|
|
مثلما تفضل
الظبا الأغمادا
|
ليس يحصي عليهم
المدح مني
|
|
ولو أنّ البحار
صارت مدادا
|
أنتم الذخر يوم
حشر ونشر
|
|
ومعاذا إذا
رأينا المعادا
|
ومنها
كلام بعض المحبين
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٦ ط ٤
مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال :
لا تطلبوا آل النبي
|
|
بشرق أرض أو
بغرب
|
وذروا الجميع
وأقبلوا
|
|
نحوي .. فمسكنهم
بقلبي
|
مستدرك
فضائل ومناقب الامام
الأول علي بن أبي طالب أمير المؤمنين سلام الله عليه
لله در الصاحب بن
عباد يمدح عليا عليهالسلام
ألف : أمير
المؤمنين علي
|
|
باء : به ركن
اليقين قوي
|
تاء : توى
أعدائه بحسامه
|
|
ثاء : ثوى حيث
السماك مضي
|
جيم : جرى في
خير أسباق العلى
|
|
حاء : حوى
العلياء وهو صبي
|
خاء : خبت حساده
من خوفه
|
|
دال : درى ما لم
يحز انسي
|
ذال : ذؤابة
مجده فوق السهى
|
|
راء : روي فخاره
علوي
|
زاي : زوى وجه
الضلالة سيفه
|
|
سين : سبيل
يقينه مرضي
|
شين : شأى أمد
المجاري سبقه
|
|
صاد : صراط
الدين منه سوي
|
ضاد : ضياء
شموسه نور الورى
|
|
طاء : طريق
علومه نبوي
|
ظاء : ظلام الشك
عنه زائل
|
|
عين : عرين
أسوده محمي
|
غين : غرار
حسامه حتف العدى
|
|
فاء : فسيح
الراحتين سخي
|
قاف : قفا طرق
النبي المصطفى
|
|
كاف : كريم
المنتمى قرشي
|
لام : لقاح
الحرب محروس الذرى
|
|
ميم : منيع
الجانبين تقي
|
نون : نقي الجيب
مرفوع البنا
|
|
واو : وصي
المصطفى مهدي
|
هاء : هدية ربه
لنبيه
|
|
ياء : يقيم
الدين وهو رضي
|
أهدى ابن عبّاد
اليه هذه
|
|
غرّاء لم يفطن
لها شيعي
|
يرجو بها حسن
الشفاعة عنده
|
|
حسن الولاء موحد
عدلي
|
أبرزتها مثل
العروس بديهة
|
|
فليبتدر لنشيدها
الكوفي
|
وقال أيضا :
أنا من شيعة
الرضا
|
|
سيد الناس حيدره
|
الامام المطهر ب
|
|
ن الحصان
المطهّره
|
وأخي المصطفى
ومن
|
|
حسد الفخر مفخره
|
زوج مولاتنا
التي
|
|
لم يكن مثلها
مره
|
جاش طبعي بمدحه
|
|
فاستميلوا
لأنشره
|
انّ آثاره منا
|
|
قب في الناس
مؤثره
|
فهو في السلم
روضة
|
|
وهو في الحرب
قسوره
|
كم عزيز أذّله
|
|
بيديه وعفّره
|
المساعي عليه في
|
|
يوم بدر موفّره
|
سيفه صولجانه
|
|
وهم فيه كالكرة
|
فاسألوا عنه
أحده
|
|
واسألوا عنه
خيبره
|
جعل البأس درعه
|
|
ومعاليه مغفره
|
حيث لم يغن عامر
ب
|
|
ن طفيل وعنترة
|
كم غصون من
العلو
|
|
م بعلياه مثمره
|
كفّه كفّت الخطو
|
|
ب وكانت مظفّره
|
ففدى الخلق كفّه
|
|
بل فدى الخلق
خنصره
|
صاحب المصطفى
على
|
|
حال عسر وميسرة
|
ربّ قوم تغيّروا
|
|
وأمنّا تغيّره
|
ناصح الجيب آمن
ال
|
|
غيب لم يعرف
الشره
|
صاحب الحوض
والرسو
|
|
ل بها ذاك بشّره
|
قد فدى ليلة
الفرا
|
|
ش أخاه لينصره
|
لعن الله كل من
|
|
ردّ هذا وأنكره
|
لعن الله عصبة
|
|
ناصبته على تره
|
نكثته وحاربت
|
|
ه على غير تبصره
|
تلك أفعالها
التي
|
|
قد تبدين منكره
|
ويلها لم تخف من
ال
|
|
له في سبره
الجرة
|
يا تباريح كربلا
|
|
انّ نفسي محيّره
|
للذي نال سادتي
|
|
من رزايا مشمّره
|
كنتم بكرة بدو
|
|
ر ظلام منوّره
|
فدموعي بفيضها
|
|
عن ولوعي مخبّره
|
كم مراث نظمتها
|
|
في الموالي
محبّره
|
إذ تيقّنت انها
|
|
عن ذنوبي مكفّره
|
كرياض مجودة
|
|
ولئال مفقّره
|
سرن شرقا ومغربا
|
|
حولها ألف محبره
|
سيد الناس حيدره
|
|
هذه خير تذكره
|
لابن عبّاد الذي
|
|
أربح الله متجره
|
يرتجي في ولائكم
|
|
حسن عفو ومغفره
|
وله :
نوقشوا قلبي
رأوا وسطه
|
|
سطرين قد خطّا
بلا كاتب
|
حب علي بن أبي
طالب
|
|
وحب مولاي أبي
طالب
|
وله :
لو شقّ عن قلبي
يرى وسطه
|
|
سطران قد خطّا
بلا كاتب
|
العدل والتوحيد
في جانب
|
|
وحب أهل البيت
في جانب
|
وله :
حب علي بن أبي
طالب
|
|
فرض على الشاهد
والغائب
|
وأمّ من نابذه
عاهر
|
|
تبذل للنازل
والراكب
|
أنا وجميع من
فوق التراب
|
|
فداء تراب نعلم
أبي تراب
|
وله :
يقولون لي : ما
تحب النبي
|
|
فقلت : الثرى
بفم الكاذب
|
أحب النبي وآل
النبي
|
|
وأختص آل أبي
طالب
|
دخول النار في
حب الوصي
|
|
وفي تفضيل أولاد
النبي
|
أحب إلي من جنات
عدن
|
|
أخلّدها بتيم أو
عدي
|
وله :
علي ولي
المؤمنين لديكم
|
|
ومولاكم من بين
كل الأعاظم
|
علي من الغصن
الذي منه أحمد
|
|
ومن سائر
الأشجار أولاد آدم
|
وله :
العدل والتوحيد
والإمامة
|
|
والمصطفى
المبعوث من تهامه
|
وسيلتي
في عرصة القيامة
|
وله :
حب علي علوّ
همّه
|
|
لأنّه سيّد
الأئمّه
|
وينسب له :
أبا حسن إن كان
حبّك مدخلي
|
|
جحيما فانّ
الفوز عندي جحيمها
|
وكيف يخاف النار
من هو مؤمن
|
|
بأن أمير
المؤمنين قسيمها
|
لله درّ الحميري
حيث يقول :
سماه جبار السما
|
|
صراط حق فسما
|
فقال في الذكر
وما
|
|
كان حديثا يفترى
|
هذا صراطي
فاتبعوا
|
|
وعنهم لا تخدعوا
|
فخالفوا ما
سمعوا
|
|
والخلف ممن
شرعوا
|
واجتمعوا
واتفقوا
|
|
وعاهدوا ثم
التقوا
|
إن مات عنهم
وبقوا
|
|
ان يهدموا ما قد
بنى
|
وله :
وأنت صراطه
الهادي اليه
|
|
وغيرك ما ينجى
الماسكينا
|
وله :
علي ذا صراط هدى
|
|
فطوبى لمن اليه
هدى
|
وله :
وله صراط الله
دون عباده
|
|
من يهده يرزق
تقى ووقارا
|
في الكتب مسطور
مجلى باسمه
|
|
وبنعته فاسأل به
الأحبارا
|
العوني :
إمامي صراط الله
منهاج قصده
|
|
إذا ضل من أخطا
الصواب عن السبل
|
ابن مكي :
فان يكن آدم من
قبل الورى
|
|
نبي وفي جنة عدن
داره
|
فان مولاي علي
ذو العلى
|
|
من قبله ساطعة
أنواره
|
تاب على آدم من
ذنوبه
|
|
بخمسة وهو بهم
اجاره
|
وان يكن نوح بنى
سفينة
|
|
تنجيه من سيل
طمى تياره
|
فان مولاي علي
ذو العلى
|
|
سفينة ينجى بها
أنصاره
|
وان يكن ذو
النون ناجى حوته
|
|
في اليم لما كضه
حضاره
|
ففي جلندى
للأنام عبرة
|
|
يعرفها من دله
اختياره
|
ردت له الشمس
بأرض بابل
|
|
والليل قد تجللت
أستاره
|
وإن يكن موسى
رعى مجتهدا
|
|
عشر إلى أن شفه
انتظاره
|
وسار بعد ضره
بأهله
|
|
حتى علت
بالواديين ناره
|
فان مولاي علي
ذو العلى
|
|
زوجه واختار من
يختاره
|
وإن يكن عيسى له
فضيلة
|
|
تدهش من أدهشه
انبهاره
|
من حملته امه ما
سجدت
|
|
للات بل شغلها
استغفاره
|
ابن الرومي
رأيتك عند الله
أعظم زلفة
|
|
من الأنبياء
المصطفين ذوي الرشد
|
مستدرك
نسبه الشريف وولادته وألقابه وكناه وفضائله ومناقبه عليهالسلام
قد تقدم ذلك نقلا
عن العامة في المجلدات السابقة من هذا السفر الشريف. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ١١ ط طهران)
قال :
الفصل الأول : في
ولادته وما يتعلق بها ولد عليهالسلام في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر رجب سنة تسع مائة
وعشر من التاريخ الفارسي المضاف إلى الإسكندر وكان ملك الفرس يومئذ مستمرا وكان
ملكهم أبرويز بن هرمز وقيل ولد بالكعبة البيت الحرام وكان مولده بعد ان تزوج رسول
الله صلىاللهعليهوآله بخديجة رضياللهعنها بثلاث سنين وكان عمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم ولادته ثمانيا وعشرين سنة فلما نشأ وكبر أصاب أهل مكة
جدب شديد وقحط مولم أجحف بذوي الثروة وأضر إلى الغاية بذوي العيال فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم يا عم إن أخاك أبا طالب
كثير العيال وقد
أصاب الناس ما ترى
فانطلق بنا اليه فلنخفف من عياله آخذ من بيته رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه قال
العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى
ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا وطالبا فاصنعا
ما شئتما فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا فضمه اليه وأخذ العباس جعفرا فضمه اليه فلم يزل علي
مع رسول الله حتى بعثه الله عزوجل نبيا فاتبعه وآمن به وصدقه وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلثاء. ولما نزل الوحي على
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وشرفه الله سبحانه وتعالى بالنبوة كان علي يومئذ لم يبلغ
الحلم وكان عمره إذ ذاك في السنة الثالثة عشر وقيل أقلّ من ذلك وقيل أكثر منه
وأكثر الأقوال وأشهرها أنه كان لم يكن بالغا فانه أوّل من أسلم وآمن برسول الله صلىاللهعليهوسلم من الذكور وقد ذكر صلىاللهعليهوسلم ذلك وأشار اليه في أبيات قالها بعد ذلك بمدة مديدة نقلها
عنه الثقات ورواها النقلة الإثبات ، شعر :
محمد النبي أخي
وصنوي
|
|
وحمزة سيد
الشهداء عمي
|
وجعفر الذي يضحي
ويمسي
|
|
يطير مع
الملائكة ابن أمي
|
وبنت محمد سكني
وعرسي
|
|
منوط لحمها بدمي
ولحمي
|
وسبطا أحمد
ولداي منها
|
|
فأيكم له سهم
كسهمي
|
سبقتكم إلى
الإسلام طرا
|
|
غلاما ما بلغت
أوان حلمي
|
وأوجب لي ولايته
عليكم
|
|
رسول الله يوم
غدير خمّ
|
فويل ثم ويل ثم
ويل
|
|
لمن يلقى الإله
غدا بظلمي
|
ونقل عن جابر بن
عبد الله رضياللهعنه قال سمعت عليا عليهالسلام ينشد ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يسمع :
أنا أخو المصطفى
لا شك في نسبي
|
|
به ربيت وسبطاه
ولدي
|
جدي وجد رسول
الله منفرد
|
|
وفاطم زوجي لا
قول ذي فندي
|
صدقته وجميع
الناس في بهم
|
|
من الضلالة والاشراك
والنكد
|
قال فتبسم رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وقال صدقت يا علي ورباه النبي وأزلفه وهداه إلى مكارم
الأخلاق وثقفه وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكة مستخفيا وأخرج عليا معه
فيصليان ما شاء الله فإذا قضيا صلاتهما وأمسيا رجعا إلى مكة إلى مكانهما فمكثا
كذلك يصليان على استخفاء من أبي طالب وساير عمومتهما وقومهما ثم ان أبا طالب عبر
عليهما وهما يصليان فقال لرسول الله يا بن أخي ما هذا الذي أراك تدين به فقال يا
عم هذا دين الله تعالى ودين ملائكته ودين رسوله ودين أبينا إبراهيم بعثني الله به
رسولا إلى العباد وأنت يا عم أحق من بدأت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من
أجابني اليه وأعانني عليه وقال له علي يا أبت قد آمنت برسول الله صلىاللهعليهوسلم واتبعته وصليت معه لله فقال له : يا بني أما انه لم يدعك
إلّا الى خير فالزمه.
ونقل عن يحيى بن
عفيف قال حدثني أبي قال كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب بمكة قبل أن يظهر أمر
رسول الله صلىاللهعليهوآله فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلّقت الشمس ثم استقبل
الكعبة فقام يصلي فجاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب
فركع الغلام والامرأة ثم رفع فرفعا ثم سجد فسجدا فقلت يا عباس أمر عظيم أتعرف من
هذا الشاب قال : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أتدري من هذا الغلام قال علي بن
أبي طالب ابن أخي أتدري من المرأة قال هذه خديجة بنت خويلد ان ابن أخي حدثني ان
ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الذي هو عليه ولا والله ما ظهر على الأرض اليوم
على هذا الدين غير هؤلاء فهذا تلخيص أمر ولادته وما تبعها.
الفصل الثاني : في
نسبه من القريش اما من جهة الأب فهو علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي يجتمع هو ورسول الله صلىاللهعليهوسلم في جدهما هو عبد المطلب
وكان عبد الله
والد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو طالب والد علي أخوين لأب وام كانت أمهما فاطمة بنت
عمرو بن عابد المخزومي القرشي فهذا نسبه من جهة الأب أما من جهة الام فأمه فاطمة
بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف تجتمع هي وأبو طالب في هاشم ابن عبد مناف وأسلمت
وهاجرت وكانت هي ام جعفر وعقيل وطالب أخو علي وكان هؤلاء اخوته لأبويهرضياللهعنهم.
الفصل الثالث : في
اسمه ولقبه أما اسمه فيسمى حيدره فسماه النبي عليا وأما لقبه فالمرتضى وأمير
المؤمنين والوصي وأما كنيته فأبو الحسن وأبو تراب كناه بذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان علي عليهالسلام يحب كنيته بأبي تراب ويفرح إذا دعي بها وإيضاح سبب ذلك ما خرجه
الامامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سهل بن سعد الساعدي رضياللهعنه قال انه جاء رجل يوما فقال له إن فلانا أمير المدينة يذكر
عليا عند المنبر قال فيقول ما ذا قال يقول أبو تراب فضحك سهل وقال والله ما سماه
به إلّا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما كان له اسم أحب اليه منه فسأل الرجل سهلا عن ذلك ،
فقال ان رسول الله جاء بنته فاطمة عليهاالسلام فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني
وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لإنسان انظر أين هو فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد
فجائه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو مضطجع قد سقط ردائه عن شقيه فأصابه تراب فجعل رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يمسحه عنه ويقول قم يا أبا تراب فصارت أحب كناه اليه.
الفصل الرابع :
في صفته كان عليهالسلام أدم شديد الادمة ظاهرة السمرة عظيم العينين أقرب إلى القصر
من الطول لم يجاوز حد الاعتدال في ذلك ذا بطن كثير الشعر عريض اللحية أصلع أبيض
الرأس واللحية لم يصفه أحد من العلماء بالخضبات غير سوادة ابن حنظلة فانه قال رأيت
عليا أصفر اللحية ولم ينقله غيره ويشبه أن يكون محمل
كلامه انه قد خضب
مرة ثم تركه وقد انتشر بين المخبرين واشتهر لأعين المستبصرين وظهر في زبر الآثرين
وصدر على ألسنة الآخرين ان من صفاته التي يختص باضافة نسبها اليه ونعوته التي تقتص
باضافة لباسها عليه الأنزع البطين حتى صارت عليه علما للناظرين وقدرها الله عز
وعلا من صفايا صفاته عليهالسلام وهو خير القادرين وقد منحوا المحاضرة في اصداق الأسماع من
لآليها المنظومة مما استخرجته أيدي القرائح من منائح أقسامها الموهوبة ومواهبها المقسومة
ما لفت كل قلب إلى التتام غررها المجلوة واستجلاء وجوهها المكثومة من نظم القائل
في البحر الكامل شعر :
من كان قد عرفته
مدية دهره
|
|
ومرت له أخلاق
سم منقع
|
فليعتصم بعرى
الدعاء ويبتهل
|
|
بامامة الهادي
البطين الأنزع
|
نزعت عن الآثام
طرا نفسه
|
|
ورعا فمن
كالأنزع المتورع
|
وحوى العلوم عن
النبي وراثة
|
|
فهو البطين بكل
علم مودع
|
وهو الوسيلة في
النجاة إذ الورى
|
|
رجفت قلوبهم
لهول المجمع
|
فهذا تلخيص ما ورد
في صفته وزبدة ما قيل في حليته ومما يستفتح أبواب المسامع من واردات طلائع البدائع
في معني صفات البطين الأنزع ما هو ألذّ عند السامع من حصول الغنى للبائس القانع
ووصول الأمن إلى قلب الخائف الخاشع وهو انه عليهالسلام لما اشتمل عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بتربيته إياه ومتابعته في هذا فكان بأوامره ونواهيه يروح
ويغدي وبشعاره يتجلب ويرتدي وباستبصاره في اتباعه يأتم ويهتدي.
وعلى الجملة عن
المرء لا تسئل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي خصه الله عز وعلا من أنوار
النبوة المنتشرة في الآفاق بنفس زكية مستنيرة الإشراق قابلها بصفاتها لانطباع صور
مكارم الأخلاق مطهرة لضيائها من اقتراب كدر الكفرة وشقاق النفاق فنزعت لطهارتها عن
ظلمات الشرك ونكبات الافك فكان عليهالسلام أول ذكر آمن برسول الله صلىاللهعليهوسلم معه بغير شك ونزعت نفسه إلى
تكسير الأصنام
والتماثيل وتطهير المسجد الحرام من الأوثان والأباطيل وتغيير أساليب الشك
والأضاليل حتى روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده بسنده يرفعه اليه عليهالسلام انه قال انطلقت أنا والنبي حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول
الله صلىاللهعليهوسلم اجلس فجلست وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى بي ضعف
الصبي فنزل وجلس لي نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه فنهض فلقد خيل فيه لي
اني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال من صفر أو نحاس فجعلت
أزاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه فقال لي
رسول الله صلىاللهعليهوسلم اقذف به فقذفته فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت
أنا ورسول الله صلىاللهعليهوسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقينا أحد من الناس
ونزعت نفسه عن ارتكاب السيئات فاجتهد في اجتنابها ونزعت إلى اجتناب الشهوات فجد في
قطع أسبابها ونزعت إلى اكتساب الطاعات فسعى في اقترابها واقتناء ثوابها ونزعت إلى احتقاب
الحسنات فارتدى بجلبابها وانتدى سوى محرابها فلهذا لما رجحت نفسه الزكية بكثرة ما
نزعت عنه من المجتنب ونزعت اليه من المقترب اغتدى أحق بصفة الأنزعية وأخرى بها
فاعتبار هذه الألفاظ المستتلاة للمعاني المستملاة والمستعلاة والمجاني المستجلاة
فصارت له عليهالسلام لفظة الأنزع من المدائح المستجناة والمثاني المستجلاة ولما
اكتنفت العناية الالهية وأحاطت لالطاف الربانية وأحدقت الرأفة الملكوتية برسول
الله صلىاللهعليهوسلم فجعلت قلبه مشكاة لأنوار النبوة والولاية وأنزل الله عليه
الكتاب والحكمة وعلّمه ما لم يكن يعلم وعلي يومئذ مشمول ببركات تربيته محصول له
ثمرات حنوه عليه فشفقته لمع من تلك الأنوار بارقها وطلع من آفاق مشكاتها شارفها
فاستنار قلب علي بتلك الأنوار وذكى بتلك الآثار وصفا من شوائب الاكدار واستعد
لقبول ما يفيض عليه من أسرار العلوم وعلوم الأسرار ويجعل فيه من مقدار الحكم وحكم
الأقدار
فتحلى بيمن
الايمان وتزين بعوارف المعرفة واتصف بمحكم الحكمة وأدرك أنواع العلم فصارت الحكم
من ألفاظه ملتقطة وشوارد العلوم الظاهرة والباطنة به آنسه وعيونها من قليب قلبه
منفجرة ولم يزل بملازمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم يزيده الله تعالى علما حتى قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه : أنا مدينة العلم
وعلي بابها.
فكان من غزارة
علمه يذلل جوامع القضايا ويوضح مشكلات الوقائع ويسهل مستصعب الأحكام فكل علم كان
له فيه أكثر وكل حكمة كان له عليها استظهار وسيأتي تفصيل هذا التأصيل في الفصل
السادس المعقود لبيان علمه وفضله إن شاء الله وحيث اتضح ما آتاه الله تعالى من
أنواع العلم وأقسام الحكمة فباعتبار ذلك وصف بلفظة البطين فإنها لفظة يوصف من هو
عظيم البطن متصف بامتلائه ولما كان قد امتلأ علما وحكمة وتضلع من أنواع العلوم فأقسام
الحكمة ما صار غذاء له مملوا به وصف باعتبار ذلك بكونه بطينا من العلم والحكمة كمن
تضلع من الأغذية الجسمانية ما عظم بطنه فصار باعتباره بطينا فأطلقت هذه اللفظة
نظرا إلى ذلك هذا هو المعنى الذي أهدته هداة الرواة إلى ألسنة الأقلام وورائه معنى
اطلعت زهرة بروح هداية الإلهام وأينعت زهره مروج دراية الأفهام يطرب بسامعه ويعجب
من يعيه ولا غرو ان اطرب وأعجب بليغ المعاني وفصيح الكلام وتقريب تقريره وتهذيب
تحريره ان لفظة بطين هي فعيل ولفظة فعيل معدولة فتارة يكون معدولة عن فاعل كشهيد
وعليم عن شاهد وعالم وتارة عن مفعول كقتيل وجريح عن مقتول ومجروح وتارة عن مفاعل
كخصيم ونديم عن مخاصم ومنادم وتارة عن مفعل كبديع وعجيب عن مبدع ومعجب وإذا كان
محال ما يكون معدولة عنه وأقسامه مفعل فتكون لفظة بطين هاهنا معدولة عن مبطن وقد
انتشرت الأخبار في الأقطار وظهرت الآثار في الأمصار ان عليا كان قد حصل على علم
كثير ومعرفة وافرة ودراية وافية أظهر بعضا لشمول معرفته وعموم منفعته وأبطن بعضا
إلى حين
حضور حملته وكان
مما أظهره في بعض القضايا ما حقن به دما قد انعقد بسبب إراقته وما أنقذ به خلقا
جما من الحيرة لاشكال واقعته حتى حصل له عليهالسلام الاعتراف بعلمه ومعرفته فانه احضر إلى عمر بن الخطاب وهو
حينئذ أمير المؤمنين امرأة زانية وهي حامل فأمر برجمها وإقامة حد الزنا عليها فقال
له علي عليهالسلام انه لا سبيل لك على ما في بطنها فردها عمر وقال بمحضر من
الصحابة لولا علي لهلك عمر.
ولما ولي علي عليهالسلام إمرة المؤمنين رفعت اليه واقعة حارت عقول علماء وقتها في
حكمها وحارت افهامهم عن إدراكها وفهمها ففوقت يد معرفته لكشف اشكالها صائب سهمها
فانجلت بنور علمه وتأييد حكمه ظلمة أشباهها وغمة غمها فانه تزوج رجل بامرأة لها
فرج النساء وفرج الرجال وهي التي تسميها العلماء الخنثى وكان للرجل جارية مملوكة
له فجعل تلك الجارية صداقا للمرأة التي تزوجها فدخل بها ووطئها فحبلت منه وولدت له
ولدا وانها وطئت بفرج الرجال الجارية التي أخذتها صداقا فحبلت الجارية من وطئها
فولدت ولدا فصارت المرأة التي هي خنثى اما للولد الذي ولدته من زوجها وأبا للولد
الذي ولدته جاريتها من وطيها فاشتهرت قضيتها ورفعت إلى أمير المؤمنين فحضر والديه
وشرحت له حقيقة القضية وان المرأة التي خنثى تحيض وتوطأ وتطأ وقد حبلت وأحبلت وصار
الناس متحيري الافهام في ذلك وفي إصابة صوابها مضطري الأفكار في كيفية جوابها
منتظرين من علوم أمير المؤمنين ما يعلمون به حكم فصل خطابها فاستدعى عليهالسلام غلاميه برقا وقنبرا وأمرهما أن يعتبرا أضلاع الخنثى
اعتبارا لا يعترضه شك ولا يبقى معه ريب ويعداها من الجانبين فان كانت الأضلاع
متساوية في الجانب الأيمن والأيسر فهي امرأة وان كانت متفاوتة والأيسر أنقص من
الأيمن بضلع فهو رجل فادخل الخنثى كما أمير أمير المؤمنين عليهالسلام فلما أماطا عن أضلاعه لباسها وجرّداها وأحاط علما
باعتبارها وعداها وجدا أضلاع الجانب الأيسر تنقص عن أضلاع
الجانب الأيمن
بضلع واحد فشهدا بذلك عنده على الصورة التي شاهداها فحكم عليهالسلام يكون الخنثى رجلا وفرق بينهما وقضى ببطلان ذلك العقد وهذا
القضاء الذي قضاه والحكم الذي أمضاه والتأييد الذي أيده تعالى به فهذه جناه ويطرب
معناه إذا كشف خفي سرّه ورفع عن وجهه مسبل سره وأنا الآن أكشفه وأوضحه وأصفه
وأشرحه.
فأقول لما خلق
الله تعالى آدم عليهالسلام أراد لإحسانه اليه ولخفي حكمه فيه أن يجعل له زوجا من جنسه
يسكن كل واحد منهما إلى صاحبه فلما نام آدم خلق الله تعالى من ضلعه الأيسر حوا
فانتبه فوجدها جالسة عنده كأحسن من يكون من الصور فلذلك صار الرجل ناقصا من جانبه
الأيسر بضلع واحد والمرأة كاملة من الجانبين فالأضلاع الكاملة أربعة وعشرون ضلعا
في كل جانب اثنى عشر فالرجل لذلك نقص منها ضلع واحد وأضلاعه من الجانب الأيمن اثنى
عشر ومن الجانب الأيسر أحد عشر وباعتبار هذه الحالة قيل للمرأة انها ضلع أعوج وقد
صرح الحديث النبوي صلوات الله على مصدره فيما أسنده الثقات والمسانيد الصحاح انه
قال ان المرأة خلقت من ضلع عوج لم يستقم على طريقه فان استمتعت بها استمتعت بها
وبها يصح وان ذهبت تقيمها كسرتها ولقد أحسن بعض الأدباء فنظم في ذلك فقال :
هي الضلع
العوجاء لست تقيمها
|
|
ألا ان تقويم
الضلوع انكسارها
|
أتجمع ضعفا
واقتدارا على الفتى
|
|
أليس عجيبا
ضعفها واقتدارها
|
فانظر إلى كيفية
استخراج أمير المؤمنين عليهالسلام بنور علمه وثابت فهمه وكمال إدراكه وتأييد معرفته وصائب
فكرته ما أوضح به سنن السداد وسبيل الرشاد وأظهر ترجيح جانب الذكورة على الأنوثة
من مادة الإيجاب ما جعله الله تعالى للأضلاع من صفتي النقص والكمال في الأعداد وكم
مثل هذه من قضايا وارية الزناد جارية الجواد سارية العهاد لو رام القلم حصر
تعدادها لحسر لسانه عن التعدد كل منها يشهد له عليهالسلام عند الاستشهاد بغزارة علمه المستفاد من الطارف والتلاد
ويسجل له بذلك بين
العباد يوم قيام الأشهاد وسيأتي ان شاء الله لهذه النبذة في الفصل السابع زيادة
تمام وتتمة ازدياد فهذا بعض آثاره ما أظهره من علمه وأبداه من معرفته وأما ما
أبطنه منه فلم يبده لفظه مفصّلا لتنقله الألسنة ولا نقله لسانه عن قلبه لتستودعه
الأسماع بل صرّح بوجوده وأعرب عن تحققه فقال في بعض كلامه المروي عنه عليهالسلام ان بين جنبي علما جمّا لا أجد له حملة وقال في جملة كلمات
مبسوطة بل اندمجت عليّ مكنون علم لو بحت لاضطربتم اضطراب الارشية في الطوى البعيد فعلم
بهذا التقرير انه عليهالسلام قد ابطن علما جمّا فكان باعتباره بطينا فهذا ما جرى به
القدر في صفته قلمه وما وصل اليه مكان قدرية فرقه.
فمن بعض أقواله عليهالسلام في القدر والذي لم يجده من يعينه العلم المكنون الذي
أباحته تقتضي باضطراب سامعيه ليس علما قد اكتسبه بقراءة ودراسة ولا بمباحثة وتكرار
بل هو علم لدني قذف الله تعالى نوره في قلبه من مشكاة تقوية وألهمه إياه لما تحلى
زهده في متاع دنيا وقد صرح كتاب الله تعالى وسنة رسوله بذلك فقال عز من قائل
واتقوا الله ويعلمكم الله وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم من زهد في الدنيا علمه الله بلا تعلم وهداه بلا هداية
وجعله بصيرا وهذا لفظ الحديث فيما رواه الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته وقد كان
علي عليهالسلام قد أحكم هذين الدليلين وسلك السبيلين.
أما حصول صفة
التقوى له فقد أثبتها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأبلغ الطرق وأعلاها فانه قال له يوما مرحبا بسيد المسلمين
وإمام المتقين هكذا رواه الحافظ بسنده وإذا وصفه بكونه امام أهل التقوى كان مقدما
عليهم بزيادة تقواه فالتقوى ثابتة له بصفة الزيادة على غيره من المتقين.
وأما زهده في
الدنيا فقد ذكرنا في الفصل المعقود لذلك ما فيه غنية وكفاية ولا حاجة إلى إعادته
هاهنا ويلزم من حصول صفة التقوى وصفة الزهد له ان يترتب عليها مقتضاهما من حصول
العلم المفاض على قلبه من غير دراسة بل بتعليم الله
تعالى إياه واعلم
ان باعتبار كون ذلك صفة ذاتية لقلبه جعلنا هذا المقدار مساقا في فضل صفته فذكرناه
فيه وأوردناه خاتمة له ولم نجعله في فصل علمه لهذا المعنى.
ومنهم العلامة
الشيخ يوسف سبط ابن الجوزي في «تذكرة خواص الامة في معرفة الأئمة» (ص ٣ طهران) قال
:
واختلف العلماء في
تسميته بعلي عليهالسلام فقال مجاهد هو اسم سمته به امه عند ولادته وقال عطاء إنما
سمته امه حيدرة بدليل قوله يوم خيبر أنا الذي سمتني أمي حيدرة فلما علا على كتفي
الرسول صلىاللهعليهوسلم وكسّر الأصنام سمي عليا من العلو والرفعة والشرف وقال ابن
عباس كانت امه إذا دخلت على هبل لتسجد له وهي حامل به علا على بطنها فيتقوس
فيمنعها من السجود فسمي عليا لهذا وقول مجاهد أظهر لأنه ثبت المستفيض به ولا
يمنعها من تسميتها عليا أن تسميه حيدرة لأن حيدرة اسم من أسامي الأسد لغلظ عنقه
وذراعيه وكذلك كان أمير المؤمنين عليهالسلام فيكون علي اسمه الأصلي وحيدرة وصفا له وقد سماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذا القرنين.
أخبرنا عبد الله
بن أبي المجد الحربي قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد سنة ست وتسعين وخمسمائة قال أنبا
هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني وكنيته أبو القاسم ويعرف بابن الحصين قال
أبو علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي قال أنبا أبو بكر بن أحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك القطيعي حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا عبد الله بن الامام أبي عبد الله
أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قال حدثني أبي حدثنا ابن نمير ثنا عبد الملك الكندي
ثنا أبو حازم المدني وقال أحمد بن حنبل ثنا عثمان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا
محمد بن إسحاق ثنا محمد بن ابراهيم التيمي [التميمي] عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي
عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم انّ لك في الجنة قصرا وانك ذو قرنيها.
وهذا الحديث أخرجه
أحمد بن حنبل في المسند وأخرجه أحمد أيضا في كتاب
جمع فيه فضائل
أمير المؤمنين.
رواه النسائي
مسندا ويسمى البطين لأنه كان بطينا من العلم وكان يقول لو ثنيت لي وسادة لذكرت في
تفسير بسم الله الرحمن الرحيم حمل بعير.
ويسمى الأنزع لأنه
كان أنزع من الشرك وقيل لأنه كان اجلح ويسمى أسد الله وأسد رسوله ويسمى يعسوب
المؤمنين لأن اليعسوب أمير النحل وهو احزمهم يقف على باب الكوارة عند رجوع النحل
من المرعى ، كلما مرت به نحلة شم فاها فان وجد منها رائحة منكرة علم انها رعت
حشيشة خبيثة فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة ليتأدب بها غيرها وكذا علي عليهالسلام يقف على باب الجنة فيشم أفواه الناس فمن وجد منه رائحة
بغضه ألقاه في النار.
قال في الصحاح
اليعسوب ملك النحل ومنه قيل للسيد يعسوب والمؤمنون يتشبهون بالنحل لأن النحل تأكل
طيبا وتضع طيبا وعلي عليهالسلام أمير المؤمنين.
ويسمى الولي
والوصي والتقي وقاتل الناكثين والقاسطين وشبيه هارون وصاحب اللوى وخاصف النعل
وكاشف الكرب وأبو الريحانتين وبيضة البلد في ألقاب كثيرة.
فصل : فأما كنيته
فأبو الحسن والحسين وأبو القصم وأبو تراب وأبو محمد والنبي صلىاللهعليهوسلم كنّاه أبا تراب والحديث في المسند والصحيحين قال أحمد وقد
تقدم اسناد المسند حدثنا ابن نمير عن عبد الملك الكندي عن أبي حازم قال جاء رجل
إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان يذكر عليا ابن أبي طالب عند المنبر فقال ما يقول قال
يقول أبو تراب ويلعن أبا تراب فغضب سهل وقال والله ما كنّاه به إلّا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما كان اسم أحبّ اليه منه دخل علي عليهالسلام على فاطمة رضياللهعنها فأغضبته في شيء فخرج إلى المسجد فاضطجع على التراب وفي لفظ
فسقط ردائه على التراب وخلص التراب على ظهره فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمسح التراب عن ظهره وقال اجلس أبا تراب متفق عليه.
وقال الزهري والذي
سبّ عليا في تلك الحالة مروان بن الحكم لأنه كان أميرا في
المدينة من قبل
معاوية.
وقال الحاكم أبو
عبد الله النيسابوري كان بنوا أمية تنقص عليا عليهالسلام بهذا الاسم الذي سماه به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويلعنوه على المنبر بعد الخطبة مدة ولايتهم وكانوا يستهزؤن
به وانما استهزؤا بالذي سماه به وقد قال الله تعالى (قُلْ أَبِاللهِ
وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ
بَعْدَ إِيمانِكُمْ) الآية.
والذي ذكره الحاكم
صحيح فإنهم ما كانوا يتحاشون من ذلك بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص انه دخل
على معاوية بن أبي سفيان فقال له ما منعك أن تسب أبا تراب الحديث وسنذكره فيما بعد
ان شاء الله تعالى.
واستمر الحال إلى
زمن عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه فجعل مكان ذلك السب أن الله يأمر بالعدل والإحسان فلما ولي
بعده يزيد بن عبد الملك لم يتعرض لسبّه فقيل له في ذلك فقال ما لنا ولهذا واستمر
الحال.
وقيل ان الوليد بن
يزيد أعاد السبّ وقيل إنّ بعض بني أمية كان يقول اللهم صل على معاوية وحده لقد
لقينا من علي جهده وروي عنه عليهالسلام انه كان يقول أنا أبو الحسنين القرم
والقرم السيد
المكرم وأصله البعير الذي لا يحمل عليه ولا يذلل لكرامته.
فصل :
في ذكر والده عليهالسلام قد ذكرنا نسبه وانّه ابن عبد المطلب ولما احتضر عبد المطلب
أوصى إلى أبي طالب وعهد اليه في أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقد أشار محمد بن
سعد في كتاب الطبقات عن جماعة من العلماء منهم ابن عباس ومجاهد وعطاء والزهري
وغيرهم فذكر طرفا من ذلك.
فقالوا : توفى عبد
المطلب في السنة الثانية ولرسول الله صلىاللهعليهوسلم ثمان سنين وكانت قد أتت على عبد المطلب مائة وعشرون سنة
ودفن بالجحون.
قالت ام أيمن أنا
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمشي تحت سريره وهو
يبكي. وقيل كان
لعبد المطلب يوم مات ثمانون سنة والأول أظهر.
وروى مجاهد عن ابن
عباس قال قوم من القافة من بني مذحج لعبد المطلب لما شاهدوا قدمي رسول الله صلىاللهعليهوسلم يا أبا البطحاء احتفظ بهذا فانا لم نر قدما أشبه بالقدم
الذي في المقام من قدميه فقال عبد المطلب لأبي طالب اسمع ما يقول هؤلاء فان لابني
هذا ملكا ثم ان أبا طالب قام بنصرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكفالته أحسن القيام فكان معه لا يفارقه وكان يحبه حبا
شديدا ويفديه على أولاده ولا ينام إلّا وهو إلى جانبه وكان يقول له انك لمبارك
النقيبة ميمون الطلعة وذكر ابن سعد في الطبقات قال خرج أبو طالب إلى ذي المجاز
ومعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعطش فقال يا ابن أخي عطشت ولا ماء فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فضرب بعقبه الأرض فنبع الماء فشرب.
وذكر أهل السير
انّ أبا طالب لما قام بنصرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذبّ عنه أحسن الذب اجتمعت اليه قريش وقالوا ان ابن أخيك
قد سبّ آلهتنا وسفّه أحلامنا وضلل آباءنا فاما أن تسلمه إلينا أو يقع الحرب بيننا.
فقال بفيكم الحجر والله لا أسلمه إليكم أبدا فقالوا هذا عمارة بن الوليد بن
المغيرة أجمل فتى في قريش وأحسنه فخذه واتخذه ولدا عوضه وسلّمه إلينا نقتله ورجل
برجل فقال أبو طالب قبح الله هذه الوجوه ويحكم والله بئس ما قلتم تعطوني ابنكم
اغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه بئس والله الرجل أنا. ثم قال افرقوا بين النوق
وفصلانها فان حنت ناقة إلى غير فصيلها دفعته إليكم. ثم قال :
والله لن يصلوا
إليك بجمعهم
|
|
حتى اوسد في
التراب رهينا
|
فاصدع بأمرك ما
عليك غضاضة
|
|
وابشر وقر بذاك
منك عيونا
|
وعرضت دينا لا
محالة انه
|
|
من خير أديان
البرية دينا
|
لولا الملامة أو
حذار مسبّة
|
|
لوجدتني سمحا
بذاك ضينا
|
ثم قال أبو طالب
يذب عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من سنة ثمان من
مولده إلى السنة
العاشرة من النبوة. وذلك اثنان وأربعون سنة.
وقال الواقدي أصاب
أبا طالب سهم عام الفجار فكان يجمع منه. وأخبرنا جدي أبو الفرج رحمهالله قال أنبأ محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قال أنبأ
أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنبأ أبو عمرو محمد بن العباس بن حيويه أنبأ أبو
الحسن أحمد بن معروف أنبأ الحسن بن الفهم أنبأ محمد بن سعد أنبأ محمد بن عمرو بن
واقد الواقدي قال حدثني معمر بن راشد عن محمد بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن
أبيه قال لما مرض أبو طالب مرض الموت دخل عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له يا عم قل كلمة أشهد لك بها غدا عند الله فقال له
يا ابن أخي لولا رهبة أن تقول قريش دهورني الجزع فتكون سبّة عليك على بني أبيك
لأقررت بها عينك لما رأى من نصحك لي وبه قال ابن سعد حدثنا الواقدي قال دعا أبو
طالب قريشا عند موته فقال لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد ابن أخي وما اتبعتم
فاتبعوه وأعينوه فأرشدكم فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتأمرهم بها
وتدعها بنفسك يا عم فقال يا بن أخي أما انك لو سألتني الكلمة وانا صحيح لتابعتك
على ما تقول ولكني أكره أن يقال جزع عند الموت ثم مات وقال ابن سعد بالاسناد
المتقدم حدثني الواقدي قال قال علي عليهالسلام لما توفى أبو طالب أخبرت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبكا بكاء شديدا ثم قال اذهب فغسله وكفّنه وواره غفر الله
له ورحمه فقال له العباس يا رسول الله انك لترجو له فقال أي والله لأرجو له وجعل
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستغفر له أياما لا يخرج من بيته وقال الواقدي قال ابن
عباس عارض رسول الله صلىاللهعليهوسلم جنازة أبي طالب وقال وصلتك رحم وجزاك الله يا عم خيرا وذكر
ابن سعد أيضا عن هشام بن عروة قال ما زالوا كافين عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى مات أبو طالب يعني قريشا وقال السدي مات أبو طالب وهو
ابن بضع وثمانين سنة ودفن بالجحون عند عبد المطلب وقال علي عليهالسلام يرثيه :
أبا طالب عصمة
المستجير
|
|
وغيث المحول
ونور الظلم
|
لقد هدّ فقدك
أهل الحفاظ
|
|
فصلّى عليك وليّ
النعم
|
ولقّاك ربّك
رضوانه
|
|
فقد كنت للطهر
من خير عم
|
وقال أيضا :
ارقت لطير آخر
الليل غرّدا
|
|
يذكرني شجوا
عظيما مجددا
|
أبا طالب مأوى الصعاليك
ذا الندا
|
|
جوادا إذا ما
أصدر الأمر أوردا
|
فأمست قريش
يفرحون بموته
|
|
ولست أرى حيّا
يكون مخلّدا
|
أرادوا أمورا
زينتها حلومهم
|
|
سنوردهم يوما من
الغي موردا
|
يرجون تكذيب
النبي وقتله
|
|
وان يفترى قدما
عليه ويجحدا
|
كذبتم وبيت الله
حتى نذيقكم
|
|
صدور العوالي
والحسام المهندا
|
فاما تبيدونا
واما نبيدكم
|
|
واما تروا سلم
العشيرة ارشدا
|
وإلّا فان الحي
دون محمد
|
|
بني هاشم خير
البرية محتد
|
__________________
فصل : في ذكر
والدته وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت
بها سنة أربع من الهجرة وشهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم جنازتها وصلى عليها ودعى لها ودفع لها قميصه فألبسها إياها
عند تكفينها. قال الزهري وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يزورها ويقيل عندها في بيتها وكانت صالحة قال ابن عباس
وفيها نزلت (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) الآية قال وهي أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية
حافية وهي أول امرأة بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة بعد خديجة.
__________________
قال الزهري سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة فقالت وا سؤتاه فقال لها
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاني أسأل الله أن يبعثك كاسية قال وسمعته يقول ويذكر عذاب
القبر فقالت وا ضعفاه فقال اني أسأل الله أن يكفيك ذلك وذكر أحمد بن الحسين
البيهقي بإسناده إلى أنس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم نزل في حفرتها وقال أهل السير هي أول هاشمية ولدت خليفة
هاشميا ولا يعرف خليفة أبواه هاشميان سوى أمير المؤمنين علي عليهالسلام ومحمد بن زبيدة ولد هارون الرشيد الملقب بالأمين وكذا لم
يل الخلافة من اسمه علي سوى أمير المؤمنين وعلي بن المعتضد ويلقب بالمكتفي.
وروي إنّ فاطمة
بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعلي عليهالسلام فضربها الطلق ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها وكذا
حكيم بن حزام ولدته امه في الكعبة قلت وقد أخرج لها أبو نعيم الحافظ حديثا طويلا
في فضلها إلّا انهم قالوا في إسناده روح بن صلاح ضعفه ابن علي فلذلك لم نذكره.
فصل : في ذكر
أولادها وجميعهم من أبي طالب وهم ستة أربع ذكور وابنتان فالذكور طالب وعقيل وجعفر
وعلي وبين كل واحد وبين الآخر عشر سنين فطالب أكبر ولد أبي طالب وبه كان يكنى وبين
طالب وعقيل عشر سنين وبين عقيل وجعفر عشر سنين وبين جعفر وعلي عشر سنين فعلي عليهالسلام أصغر ولده وطالب أكبرهم وكنيته أبو زيد وكان عالما بأنساب
قريش أخرجه المشركون يوم بدر لقتال رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكرها فقال لهم :
اما يغزون طالب
|
|
في مقنب من هذه
المقانب
|
وليكن المغلوب
غير غالب
|
|
وليكن المسلوب
غير السالب
|
فلما انهزم
المشركون يوم بدر لم يوجد لا في القتلى ولا في الأسرى ولا رجع إلى مكة ولا يدرى ما
حاله وليس له عقيب.
وأما عقيل فقال
ابن سعد انه أخرج يوم بدر مع من أخرج مكرها وأسر يومئذ ولم
يكن له مال ففداه
عمه العباس وقال ابن سعد نبا علي بن عيسى النوفلي نبا أبان بن عثمان عن معاوية بن
عمار قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر انظروا من هاهنا من أهل بيتي من بني هاشم فجاء علي
عليهالسلام فنظر إلى العباس ونوفل وعقيل ثم رجع فناداه عقيل يا ابن ام
والله لقد رأيتنا فجاء علي إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم فأخبره فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوقف على رأس عقيل فقال أبا زيد قتل أبو جهل فقال إذا لا
تنازعوا في تهامة فان كنت أثخنت القوم وإلّا فاركب أكتافهم وفي رواية الآن صفا لك
الوادي ثم رجع عقيل إلى مكة فأقام بها إلى سنة ثمان من الهجرة ثم خرج مهاجرا إلى
المدينة فشهد غزاة مؤتة وأطعمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم من خيبر مائة وأربعين وسقا كل سنة.
قال الواقدي أصاب
عقيل يوم مؤتة خاتما عليه تماثيل فنفله إياه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان في يده وقال الواقدي وعاش إلى سنة خمسين من الهجرة
وتوفي فيها بعد ما ذهب بصره عليهالسلام.
وأخبرنا جدي أبو
الفرج محمد بن علي الجوزي وشيخنا العلامة زيد بن الحسن ابن زيد الكندي قال جدي
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري سماعا وقال زيد بن الحسن الكندي
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري إجازة قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن
علي بن محمد الجوهري أخبرنا أبو عمرو محمد بن العباس بن حيويه أخبرنا أبو الحسن
أحمد بن معروف وأخبرنا الحسن بن فهم حدثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي أنبا الفضل بن
ركين نبا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق انّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعقيل يا أبا يزيد اني أحبّك حبين حبّا لقرابتك وحبّا
لما كنت أعلم من حب عمي إياك وكان له عقب بالمدينة وله بها دار ومن أولاده يزيد
وبه كان يكنّى وسعيد وأمهما ام سعيد بنت عمرو من بني صعصعة وجعفر الأكبر وأبو سعيد
وهو اسمه وكان أحول وأمهما ام البنين كلابية
ومسلم وهو الذي
بعثه الحسين عليهالسلام إلى الكوفة فقتله ابن زياد وعبد الله وعبد الرحمن وعلي
وجعفر وحمزة ومحمد ورملة وام هاني وفاطمة وام القسم وزينب وام النعمان لأمهات
أولاد شتى وكان عقيل قد باع رباع بني هاشم بمكة وهو الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهل ترك لنا عقيل من منزل واما البنتان فامّ هاني قال ابن
سعد اسمها جعدة وقيل فاختة وقيل هند وهي التي صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة الضحى في بيتها يوم الفتح ثمان ركعات وقد أخرجه
البخاري ومسلم في الصحيحين عنها قالت ذهبت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوب فسلمت عليه فقال
من هذه قلت أنا أم هاني بنت أبي طالب فقال مرحبا فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان
ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف قلت يا رسول الله زعم ابن أمي علي انه قاتل
رجلا قد أجرته فلان أي هبيرة زوجها فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أجرنا من أجرت قالت وذلك منحي وفي بعض الروايات الصحيحة
إن ذلك كان في بيتها قال الزهري الذي أجرته زوجها أبو وهب هبيرة بن عمرو بن عائد
المخزومي وتوفى بنجران مشركا وقيل غيره وامّا ام هاني فهاجرت إلى المدينة ولما
أفضت الخلافة إلى علي عليهالسلام استعمل فيها جعدة بن هبيرة والابنة الأخرى اسمه جمانة
تزوجها أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها في حياة
رسول اللهصلىاللهعليهوسلم.
وأما سيرة جعفر بن
أبي طالب فسنذكرها فيما بعد ان شاء الله تعالى وذكر ابن سعد لأبي طالب ابنة أخرى
وقال اسمها وريطة وقيل أسماء وامّ الجميع فاطمة بنت أسد وذكر أيضا لأبي طالب ابنا
آخر وقال اسمه طليق واسم امه علّه [وعلّة] والله أعلم بالصواب.
الباب الثاني في
ذكر فضائله عليهالسلام وهي أشهر من الشمس والقمر وأكثر من الحصى والمدر وقد اخترت
منها ما ثبت واشتهر وهي قسمان :
قسم مستنبط من
الكتاب ، والثاني من السنّة الظاهرة التي لا شك فيها ولا ارتياب. وقد روى مجاهد
قال سأل رجل عن ابن عباس فقال ما أكثر فضائل علي بن أبي طالب واني لأظنها ثلاثة
آلاف فقال له ابن عباس هي إلى الثلاثين ألفا أقرب من ثلاثة آلاف ثم قال ابن عباس
لو انّ الشجر أقلام ، والبحور مداد والانس والجن كتاب وحساب ما احصوا فضائل أمير
المؤمنين عليعليهالسلام.
وروى عكرمة عن ابن
عباس قال : ما أنزل الله في القرآن آية إلّا وعلي رأسها وأميرها. ثم ذكر بعض
الآيات الكريمة التي نزلت في شأنه عليهالسلام وكذلك من الأخبار النبوية الشريفة أوردنا بعضها في
المجلدات السابقة.
ومنهم الأستاذ
محمد سعد زغلول في «فهارس المستدرك ـ للحاكم» (ص ٦٩١ ط بيروت) قال :
فضائل علي بن أبي
طالب رضياللهعنهما. ٣ / ١٠٨.
ذكر بعض فضائل علي
رضياللهعنه. ٣ / ١٠٩.
وأشار أيضا إلى
إسلامه عليهالسلام.
وقال : نبئ النبي صلىاللهعليهوآله يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء.
وأشار إلى نداءه عليهالسلام في موسم الحج ببراءة.
وأشار أيضا إلى
الحديث :
«من كنت مولاه
فعلي مولاه».
وأشار أيضا إلى
الحديث :
«أنا مدينة العلم
وعلي بابها».
وأشار إلى براءة
أمير المؤمنين من دم عثمان.
وأشار إلى الحديث
:
«سدوا الأبواب
إلّا باب علي».
وأشار إلى الحديث
:
من سبّ عليا فقد
سبني.
وأشار إلى الحديث
:
من أطاع عليا فقد
أطاعني.
وأشار إلى الحديث
:
يا علي أنت سيد في
الدنيا وسيد في الآخرة.
وأشار إلى مبارزة
علي عليهالسلام عمرو بن عبد ود.
وأشار إلى قتل
مرحب على يد علي عليهالسلام. وفتح خيبر على يده عليهالسلام.
وأشار إلى الحديث
: أنت مني وأنا منك.
وأشار إلى ان لعلي
عليهالسلام أربع خصال ليست لأحد.
وأشار إلى اخبار
النبي صلىاللهعليهوآله بشهادة علي عليهالسلام.
وأشار إلى ان لم
يرفع حجر من بيت المقدس إلّا وجد تحته دم [عبيط] عند شهادة عليعليهالسلام.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ١٦ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
ما رفع حجر بإيلياء
ليلة قتل علي إلّا ... معرفة الصحابة / علي ٣ / ١٤٤.
ومنها
كلماته المنظومة
رواها جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
بكر عبد الله بن محمد بن عبيد المشتهر بابن أبي الدنيا البغدادي المتوفى ٢٨١ ه في
«الصمت وآداب اللسان» (ص ٤٥١ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت) قال :
حدثنا يوسف بن
موسى ، حدثنا جرير ، عن حمزة الزيات ، قال : قال علي بن أبي طالبرضياللهعنه :
لا تفش سرّك
إلّا إليك
|
|
فإن لكل نصيح
نصيحا
|
فإني رأيت غواة
الرجا
|
|
ل لا يتركون
أديما صحيحا
|
ومنها
كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة عز
الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ٤ ص ١٠٨ ط القاهرة)
قال :
وروى جابر الجعفي
عن محمد بن علي عليهالسلام ، قال : قال علي عليهالسلام : ما رأيت منذ بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله رخاء ، لقد أخافتني قريش صغيرا ، وانصبتني كبيرا ؛ حتى قبض
الله رسوله ، فكانت الطامّة الكبرى ، والله المستعان على ما تصفون.
وقال أيضا في ص
١٠٩ : وروى زرارة بن أعين عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام ، قال : كان علي عليهالسلام إذا صلى الفجر لم يزل معقّبا إلى أن تطلع الشمس ؛ فإذا
طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس ؛ فيعلّمهم الفقه والقرآن ؛
وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك ؛ فقام يوما فمرّ برجل ، فرماه بكلمة هجر ـ قال
: لم يسمّه محمد بن علي عليهالسلام ـ فرجع عوده على بدئه حتى صعد المنبر ، وأمر فنودي :
الصلاة جامعة! فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه ثم قال : أيها الناس ، إنه
ليس شيء أحب إلى الله ولا أعم نفعا من حلم إمام وفقهه ؛ ولا شيء أبغض إلى الله ولا
أعم ضررا من جهل إمام وخرقه ، ألا وإنه من لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من
الله حافظ ؛ ألا وإنه من أنصف من نفسه لم يزده الله إلّا عزّا ، ألا وإن الذل في
طاعة الله أقرب إلى الله من التعزز في معصيته. ثم قال : أين المتكلم آنفا؟ فلم
يستطع الإنكار ، فقال ها أنا ذا يا أمير المؤمنين ، فقال : أما إني لو أشاء لقلت ،
فقال : إن تعف وتصفح ، فأنت أهل ذلك ؛ قال : قد عفوت وصفحت ؛ فقيل لمحمد بن علي عليهالسلام : ما أراد أن يقول؟ قال : أراد أن ينسبه.
وقال أيضا في ص
١١٠ : وروى زرارة أيضا ، قال : قيل لجعفر بن محمد عليهالسلام : إن قوما هاهنا ينتقصون عليا عليهالسلام ، قال : بم ينتقصونه لا أبا لهم! وهل فيه موضع نقيصة!
والله ما عرض لعلي أمران قط كلاهما لله طاعة إلّا عمل بأشدهما وأشقهما عليه ، ولقد
كان يعمل العمل كأنه قائم بين الجنة والنار ، ينظر إلى ثواب هؤلاء فيعمل له ،
وينظر إلى عقاب هؤلاء فيعمل له ؛ وإن كان ليقوم إلى الصلاة ، فإذا قال : وجّهت
وجهي تغير لونه ؛ حتى يعرف ذلك في وجهه ؛ ولقد أعتق ألف عبد من كدّ يده ؛ كل منهم
يعرق فيه جبينه ، وتحفى فيه كفّه ، ولقد بشّر بعين نبعت في ماله مثل عنق الجزور ،
فقال : بشّر الوارث بشرّ ، ثم جعلها صدقة على الفقراء والمساكين وابن السبيل إلى
أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ليصرف الله النار عن وجهه ، ويصرف وجهه عن النار.
وروى القنّاد ، عن
أبي مريم الأنصاري ، عن علي عليهالسلام : لا يحبني كافر ولا ولد زنا.
وروى جعفر بن زياد
، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا بنور إيماننا نحب علي بن
أبي طالب عليهالسلام ، فمن أحبّه عرفنا أنه منا.
ومنها
إرسال رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا عليهالسلام
لبئر ذات العلم لأجل الماء وقتاله عليهالسلام
مع الجنّ
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو بكر يموت بن المزرّع بن يموت بن عيسى بن موسى بن سيّار المتوفى سنة ٣٠٤
في «الأمالي» المطبوع في «نوادر الرسائل» (ص ١٦٧ ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ١٤٠٧)
قال :
حدثنا عبد الله بن
محمد البلوي ، قال : ثنا عمارة بن زيد ، قال : ثنا ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن
إسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه عن ابن عباس ، قال :
لما توجّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الحديبية إلى مكة ، أصاب الناس عطش شديد ، وحرّ شديد ؛
فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجحفة معطشا ، والناس عطاش. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من رجل يمضي في نفر من المسلمين معه القرب ، فيردون
البئر ذات العلم ، ثم يعود ، يضمن له رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجنّة؟ فقام رجل من القوم ، فقال : أنا يا رسول الله.
فوجهه النبي صلىاللهعليهوسلم ، ووجه معه السّقاة.
فأخبرني سلمة بن
الأكوع ، قال : كنت في السقاة. قال : فمضينا ؛ حتى إذا دنونا من الشجر والبئر
سمعنا في الشجر حسّا وحركة شديدة ، ورأينا نيرانا تتقد بغير حطب ، فأعرب الرجل
الذي كنا معه ، وأرعبنا رعبا شديدا حتى ما يملك أحد منا نفسه ، فرجعنا ولم نطق أن
نجاوز الشجر.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما لك رجعت؟ قال : بأبي وأمي يا رسول الله ؛ إني لماض
إلى الدغل والشجر إذ سمعنا حركة شديدة ورأينا نيرانا تتقد بغير حطب ، فأرعبنا رعبا
شديدا ، فلم نقدر أن نجاوز موضعنا ، فرجعنا إليك يا رسول الله.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : تلك عصابة من الجن هولت عليك. أما إنك لو مضيت لوجهك حيث
أمرتك ما نالك منهم سوء ، ولرأيت فيهم عبرة وعجبا.
قال : ثم دعا رسول
الله صلىاللهعليهوسلم رجلا آخر من أصحابه ، فوجّه به ، وقد سمع كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم للرجل الأول حيث قال : أما إنك لو مضيت لوجهك حيث أمرتك
لما نالك مكروه.
قال سلمة : ومضى
الرجل ونحن معه نحو الماء وجعل يرتجز ويقول [من الرجز] :
أمن عزيف الجن
في دوح السلم
|
|
ينكل من وجهه
خير الأمم
|
من قبل أن يبلغ
آبار العلم
|
|
فيستقي والليل
مبسوط الظلم
|
ويأمن الذم وتوبيخ الكلم
ثم مضى ، حتى إذا
كان في ذلك الموضع ، سمع وسمعنا من الشجر ذلك الحس ، وتلك الحركة ؛ فذعرنا ذعرا
شديدا حتى ما يستطيع أحدنا أن يكلّم صاحبه. فرجع ورجعنا لا نملك أنفسنا.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للرجل : ما حالك؟ فقال : يا رسول الله ؛ والذي بعثك بالحق
لقد ذعرت ذعرا شديدا ما ذعرت مثله قط. وقلنا ذلك معه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : تلك عصابة من الجن هوّلوا عليكم ولو سرت حيث أمرتك لما
رأيت إلّا خيرا ، ولرأيت فيهم عبرة ولم تر سوءا.
قال : واشتد العطش
بالمسلمين ، وكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يهجم بالمسلمين في الشجر والدغل ليلا.
فدعا علي بن أبي
طالب رضوان الله عليه ، فأقبل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : سر مع هؤلاء السقاة حتى ترد بئر العلم ،
فتستقي وتعود إن شاء الله. قال سلمة بن الأكوع : فخرج علي أمامنا ونحن في أثره ،
والقرب في أعناقنا ، وسيوفنا بأيدينا ؛ وعلي يقدمنا ، وإنا لنحضر خلفه ما نلحقه
وهو يقول [من الرجز] :
أعوذ بالرحمن أن
أميلا
|
|
من عزف جنّ
أظهرت تهويلا
|
وأوقدت نيرانها
تعويلا
|
|
وقرعت مع عزفها
الطبولا
|
قال : فسار ونحن
معه ، نسمع تلك الحركة ، وذلك الحس ؛ فدخلنا من الرعب مثل الذي كنّا نعرف. وظننا
أن عليا سيرجع كما رجع صاحباه. فالتفت إلينا وقال : اتبعوا أثري ، ولا يفزعنكم ما
ترون ، فليس بضائركم إن شاء الله. ومرّ لا يلتفت على أحد حتى دخل بنا الشجر. فإذا
نيران تضطرم بغير حطب. وإذا رءوس قد قطعت لها ضجّة ولألسنتها لجلجة شديدة ، وأصوات
هائلة. فتالله لقد أحسست برأسي قد انصرفت قشرته ، ووقعت شعرته. ورجف قلبي حتى لا
أملك نفسي. وعلى يتخطى تلك الرءوس ، ويقول : اتبعوني ولا خوف عليكم ، ولا يلتفت
أحد منكم يمينا ولا شمالا.
فجعلنا نتلو أثره
حتى جاوزنا الشجر ووردنا الماء ، فاستقت السقاة ، ومعنا دلو واحد ، فأدلاه البراء
بن مالك في البئر ، فاستقى دلوا أو دلوين ، ثم انقطع الدلو فوقع في القليب.
والقليب ضيق مظلم بعيد. فسمعنا في أسفل القليب قهقهة وضحكا شديدا ، فراعنا ذلك.
فقال علي : من
يرجع إلى عسكرنا فيأتينا بدلو أو دلوين؟ فقال أصحابه : ومن يستطيع أحد يجاوز الشجر
مع ما رأينا وسمعنا؟
قال علي : فإني
نازل في القليب ، فإذا نزلت فأدلوا إلى قربكم.
ثم اتزر بمئزر ،
ثم نزل في القليب. وما تزداد القهقهة إلّا علوا. فو الذي نفس محمد بيده إنه لينزل
وما فينا أحد إلّا وعضداه يهتزان رعبا.
وجعل ينحدر في
مراقي القليب إذ زلّت رجله فسقط في القليب ، فسمعنا وجبة شديدة ازددنا لها رعبا.
وجعلنا نسمع اضطرابا شديدا ، وغطيطا كغطيط المجنون.
ثم نادى علي :
الله أكبر ، الله أكبر ؛ أنا عبد الله وأخو رسوله ، هلمّوا قربكم فدلّيناها إليه ،
فأفعمها وعصّبها في القليب ، ثم أصعدها على عنقه شيئا شيئا عن آخرها.
ثم حمل قربتين
وحملنا نحن قربة قربة ، ومرّ بين أيدينا لا يكلمنا ، ولا نكلمه ، ولا يذكر لنا
شيئا ؛ إلّا أنّا نسمع همهمة.
حتى إذا صرنا
بموضع الشجر لم نر مما رأينا شيئا ، ولا سمعنا مما كنا نسمع حسّا.
حتى إذا كدنا أن
نجاوز الشجر سمعنا صوتا منقطعا أبحّ وهو يقول [من الرجز] :
أي فتى ليل أخي
روعات
|
|
وأي سبّاق إلى
الغايات
|
لله درّ الغرر
السادات
|
|
من هاشم الهامات
والقامات
|
مثل رسول الله
ذي الآيات
|
|
وعمّه المقتول
ذي السبقات
|
حمزة ذي الجنات
والروضات
|
|
أو كعلي كاشف
الكربات
|
كذا يكون الموفي
الحاجات
|
|
والضرب للأبطال
والهامات
|
قال سلمة بن
الأكوع : وعلي أمامنا يرتجز ويقول [من الرجز] :
الليل هول يرهب
المهيبا
|
|
ويذهل المشجع
اللبيبا
|
ولست فيه أرهب
الترهيبا
|
|
لأنني أهول منه
ذيبا
|
ولست أخشى الروع
والخطوبا
|
|
ولا أبالي الهول
والكروبا
|
إذا هززت الصارم
القضيبا
|
|
أبصرت منه عجبا
عجيبا
|
قال سلمة : وانتهى
علي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وله زجل.
فقال له رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : ما ذا رأيت في
طريقك يا علي؟ فأخبره بما رأى. فقال : إن الذي رأيت مثل ضربه الله لي ولمن حضر معي
في وجهي هذا. قال علي : بأبي وأمي يا رسول الله فاشرحه لي.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما الرءوس التي رأيت والنيران ، والرءوس ملجلجة
بألسنتها لها أصوات هائلة ، وضجة مفزعة : فذاك مثل أناس يشهدون معي ، ويرون إحساني
ويسمعون عتاب ربي وحكمته ، ولا تؤمن قلوبهم. والهاتف الذي هتف بك فذاك قاتل الحق
وهو سملقة بن عراني الذي قتل عدو الله مسعرا شيطان الأصنام الذي كان يكلّم قريشا
منها ويسرع في هجائي لعنه الله.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في «هواتف الجنان» (ص ١٧١ ط
مؤسسة الرسالة في بيروت) قال :
فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن يموت بن المزرع بن سيّار متنا وسندا.
ومنها
إرسال رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليا لدعوة الجن إلى الإسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو بكر يموت بن المزرّع بن يموت بن عيسى بن موسى بن سيّار المتوفى سنة ٣٠٤
في «الأمالي» المطبوع في «نوادر الرسائل» (ص ١٤٣ ط مؤسسة الرسالة
في بيروت سنة ١٤٠٧)
قال :
حدثنا عبد الله بن
محمد البلوي ، قال : ثنا عمارة بن زيد ، قال : حدثني أبو البختري وهب بن وهب ، قال
: حدثني محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، قال : حدثني
سلمان الفارسي ، قال : كنّا مع النبي صلىاللهعليهوسلم في مسجده في يوم مطير ، ذي سحائب ورياح ، ونحن ملتفون حوله
، فسمعنا صوتا لا نرى شخصه ، وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله. فردّ عليهالسلام ، وقال : ردّوا على أخيكم السلام قال : فرددنا عليه. فقال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أنت؟ قال : أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، أتيتك
يا رسول الله مسلما.
فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : مرحبا بك يا عرفطة ، أظهر لنا ـ رحمك الله ـ في صورتك.
قال سلمان : فظهر لنا شيخ أزبّ أشعر ، قد لبس وجهه شعر غليظ متكائف قد واراه ،
وإذا عيناه مشقوقتان طولا ، وله فم في صدره ، فيه أنياب بادية طوال ، وإذا له في
موضع الأظفار من بين يديه مخالب كمخالب السباع ، فلما رأيناه اقشعرت جلودنا ،
ودنونا من النبي صلىاللهعليهوسلم.
فقال الشيخ : يا
نبي الله. ابعث معي من يدعو جماعة قومي إلى الإسلام ، وأنا أردّه إليك سالما إن
شاء الله.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : أيكم يقوم فيبلّغ الجن عني وله عليّ الجنّة. فما
قام أحد. وقال الثانية والثالثة ، فما قام أحد.
فقال علي كرّم
الله وجهه : أنا يا رسول الله. فالتفت النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الشيخ ، فقال : وافني إلى الحرّة ، في هذه الليلة ،
أبعث معك رجلا يفصل بحكمي ، وينطق بلساني ، ويبلّغ الجن عني. قال سلمان : فغاب
الشيخ ، وأقمنا يومنا ، فلما صلى النبي صلىاللهعليهوسلم العشاء الآخرة ، وانصرف الناس من المسجد ، قال : يا سلمان
سر معي. فخرجت معه ، وعلي بين يديه ، حتى أتينا الحرة.
فإذا الشيخ على
بعير كالشاة ، وإذا بعير آخر على ارتفاع الفرس ، فحمل عليه
رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا ، وحملني خلفه ، وشدّ وسطي إلى وسطه بعمامة ، وعصّب
عيني ؛ وقال : يا سلمان لا تفتحن عينيك حتى تسمع عليا يؤذّن ، ولا يروعك ما تسمع ،
فإنك آمن إن شاء الله. ثم أوصى عليّا بما أحبّ أن يوصيه ، ثم قال : سيروا ولا قوة
إلّا بالله.
فثار البعير سائرا
يدف كدفيف النعام ، وعلى يتلو القرآن ؛ فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذّن علي ،
وأناخ البعير ، وقال : انزل يا سلمان. فحللت عيني ونزلت ، فإذا أرض قوراء ، لا ماء
ولا شجر ، ولا عود ولا حجر ، فلما بان الفجر أقام علي الصلاة وتقدّم وصلى بنا أنا
والشيخ. ولا أزال أسمع الحسن حتى إذا سلّم علي التفت ، فإذا خلق عظيم ، لا يسمعهم
إلّا الخطيب الصيّت الجهير ، فأقام علي يسبح ربه ، حتى طلعت الشمس ، ثم قام فيهم
خطيبا ، فخطبهم ، فاعترضه منهم مردة ، فأقبل علي عليهم ، فقال : أبالحق تكذّبون ،
وعن القرآن تصدقون وبآيات الله تجحدون؟
ثم رفع طرفه إلى
السماء فقال : بالكلمة العظمى ، والأسماء الحسنى ، والعزائم الكبرى ، والحي القيوم
، محيي الموتى ، وربّ الأرض والسماء ، يا حرسة الجن ، ورصدة الشياطين ، خدّام الله
الشرهباليين ، ذوي الأرواح الطاهرة.
اهبطوا بالجمرة
التي لا تطفأ ، والشهاب الثاقب ، والشواظ المحرق ، والنحاس القاتل ، بالمص ،
والذاريات ، وكهيعص ، والطواسين ، ويس ، و (ن ، وَالْقَلَمِ وَما
يَسْطُرُونَ وَالنَّجْمِ إِذا هَوى وَالطُّورِ ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ، فِي رَقٍّ
مَنْشُورٍ ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) والأقسام والأحكام ، ومواقع النجوم ؛ لما أسرعتم الانحدار
إلى المردة المتولعين المتكبرين ، الجاحدين لآيات رب العالمين.
قال سلمان : فحسست
الأرض من تحتي ترتعد ، وتعبث في الهواء هبوبا شديدا ، ثم نزلت نار من السماء صعق
لها كل من رآها من الجن ، وخرّت على وجوهها مغشيّا عليها ، وخررت أنا على وجهي ،
ثم أفقت فإذا دخان يفور من الأرض يحول بيني وبين النظر إلى عبثة المردة من الجن ،
فأقام الدخان طويلا بالأرض.
قال سلمان : فصاح
بهم علي : ارفعوا رءوسكم : فقد أهلك الله الظالمين ، ثم عاد إلى خطبته ، فقال : يا
معشر الجن والشياطين والغيلان ، وبني شمراخ وآل نجاح ، وسكان الآجام والرمال
والأقفار ، وجميع شياطين البلدان :
اعلموا أن الأرض
قد ملئت عدلا ، كما كانت مملوءة جورا. هذا هو الحق (فَما ذا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
قال سلمان : فعجبت
الجن لعلمه ، وانقادوا مذعنين له ، وقالوا : آمنّا بالله ، وبرسوله ، وبرسول رسوله
، لا نكذّب وأنت الصادق والمصدّق.
قال سلمان :
فانصرفنا في الليل على البعير الذي كنّا عليه ، وشدّ علي وسطي إلى وسطه ، وقال :
اعصب عينيك ، واذكر الله في نفسك.
وسرنا يدفّ بنا
البعير دفيفا ، والشيخ الذي قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمامنا ، حتى قدمنا الحرّة ، وذلك قبل طلوع الفجر ، فنزل
علي ونزلت ، وسرّح البعير فمضى ، ودخلنا المدينة فصلينا الغداة مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما سلّم رآنا ، فقال لعلي : كيف رأيت القوم؟ قال :
أجابوا وأذعنوا. وقص عليه خبرهم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما انهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة.
ومنهم الشيخ أبو
بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي المتوفى سنة ٣٢٧ ه في «هواتف الجنان» (ص
١٤٣ ط مؤسسة الرسالة سنة ١٤٠٧) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن يموت بن المزرع بن سيار بعينه سندا ومتنا.
ومنهم العلامة حجة
الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي في «سر العالمين وكشف ما في
الدارين» (ص ٩٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وأما حديث جن
العقبة فأعجب ، قال عبد الله بن مسعود : «مشيت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلي بن أبي طالب عليهالسلام في ليلة مظلمة حتى وقف بنا على ثقب ، فظهر منه رجل فقال :
انزل بنا يا رسول الله! فناولني فاضل ثيابه ، ثم أخذ
بيد علي عليهالسلام ونزلا في الثقب وأقعدني مكاني ، فلما برق بارق الصبح عادا
ومعهما رجال يشبهون الزط ، فقال : هؤلاء إخوانك المؤمنون ، وكان معي ماء فيه منبوذ
شيء من التمر ، فشرب منه ثم توضأ». صح ذلك من غير نزاع ، وقد أوله أرباب الهوى على
اختيار ما يريدون ؛ فمن أراد أن يعلم حقيقة هذا وغيره فلينظرن في كتاب «مغايب
المذاهب» وهو من جملة تصانيفنا.
ثم ذكر قصة زعيم
بن بلعام العجيبة الذي وجد الخضر عليهالسلام في طلب منبع النيل ـ إلى أن قال : وأعجب من هذا الحديث
حديث بلوقيا وعفان وحديثهما طويل ، وإشارة منه كافية ، فقد بلغ من سفرهما حتى وصلا
إلى المكان الذي فيه سليمان ، فتقدم بلوقيا ليأخذ الخاتم من إصبعه ، فنفخ فيه
التنين الموكل معه ، فأحرقه فضربه عفان بقارورة فأحياه ، ثم مد يده ثانية وثالثة
فأحياه بعد ثلاث ، فمد يده رابعة فاحترق وهلك فخرج عفان وهو يقول : أهلك الشيطان
أهلك الشيطان ، فناداه التنين : ادن أنت وجرب ، فهذا الخاتم لا يقع في يد أحد إلّا
في يد محمد صلىاللهعليهوسلم إذا بعث ، فقل له إن أهل الملأ الأعلى قد اختلفوا في فضلك
وفضل الأنبياء قبلك ، فاختارك الله على الأنبياء ؛ ثم أمرني فنزعت خاتم سليمان
فجئتك به ، فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعطاه عليّا فوضعه في إصبعه ، فحضر الطير والجان والناس
يشاهدون ويشهدون ، ثم دخل الدمرياط الجني ، وحديثه طويل ، فلما كانوا في صلاة
الظهر تصور جبرائيل عليهالسلام بصورة سائل طائف بين الصفوف ، فبينا هم في الركوع إذ وقف
السائل من وراء علي عليهالسلام طالبا ، فأشار علي بيده فطار الخاتم إلى السائل ، فضجت
الملائكة تعجبا ، فجاء جبرائيل مهنيا وهو يقول أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخبر النبي بذلك عليا فقال علي عليهالسلام : ما نصنع بنعيم زائل ، وملك حائل ، ودنيا في حلالها حساب
، وفي حرامها عقاب؟ فإن اعترض المفتي وقال : كيف قاتل معاوية على الدنيا ؛ فالجواب
أنه قاتل على حق هو له يصل به إلى حق.
مستدرك
مناقب وفضائل سيدتنا ام الأئمة النجباء والدة السبطين الحسن والحسين
زوج أمير المؤمنين فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلوات الله عليهم
أجمعين
لله درّ العبدي
حيث قال :
وزوج في السماء
بأمر ربي
|
|
بفاطمة المهذبة
الطهور
|
وصير مهرها خمسا
بأرض
|
|
لما تحويه من
كرم وحور
|
فذا خير الرجال
وتلك خير
|
|
النساء ومهرها
خير المهور
|
وله :
وزوجه بفاطم ذو
المعالي
|
|
على الأرغام من
أهل النفاق
|
وخمس الأرض كان
لها صداقا
|
|
ألا لله ذلك من
صداق
|
وله :
صديقة خلقت
لصديق
|
|
شريف في المناسب
|
اختاره واختارها
|
|
طهرين من دنس
المعايب
|
اسماهما قرنا
على سطر
|
|
بظل العرش راتب
|
كان الإله وليها
|
|
وأمينه جبريل
خاطب
|
والمهر خمس
الأرض موه
|
|
بة تعالت في
المواهب
|
ونهابها من حمل
طوبى
|
|
طيبت تلك
المناهب
|
ابن حماد :
وقالت ام أيمن
جئت يوما
|
|
إلى الزهراء في
وقت الهجير
|
فلما أن دنوت
سمعت صوتا
|
|
وطحنا في الرحاء
له الهدير
|
فجئت الباب
أقرعه مليا
|
|
فما من سامع أو
من مجير
|
إذ الزهراء
نائمة سكوت
|
|
وطحن للرحاء بلا
مدير
|
فجئت المصطفى
فقصصت شاني
|
|
وما عاينت من
أمر ذعور
|
فقال المصطفى
شكرا لربي
|
|
بإتمام الحباء
لها جدير
|
رآها الله متعبة
فألقى عليها النوم ذو المن الكبير
ووكل بالرحى
ملكا مديرا
|
|
فعدت وقد ملئت
من السرور
|
قال ابن الحجاج في
رده على مروان بن أبي حفصة :
أكان قولك في
الزهراء فاطمة
|
|
قول امرئ لهج بالنصب
مفتون
|
عيرتها بالرحى
والحب تطحنه
|
|
لا زال زادك حبا
غير مطحون
|
وقلت ان رسول
الله زوجها
|
|
مسكينة بنت
مسكين لمسكين
|
ست النساء غدا
في الحشر يخدمها
|
|
أهل الجنان بحور
الحر والعين
|
وقال محمد بن
منصور السرخسي :
وأراد رب العرش
أن يلقى بها
|
|
شجر كريم العرق
والأغصان
|
فقضى فزوجها
عليا انه
|
|
كان الكفي لها
بلا نقصان
|
وقضى الإله من
أن تولد منهما
|
|
ولدان كالقمرين
يلتقيان
|
سبطا محمد
الرسول وفلذتا
|
|
كبد البتول كذاك
يعتلقان
|
فبنى الامامة
والخلافة والهدى
|
|
بعد الرسالة
ذانك الولدان
|
وقال مهيار :
يا ابنة المختار
من كل
|
|
الأذى روحي فداك
|
يا ابنة المختار
ان الله
|
|
بالفضل اجتباك
|
وارتضى بعلك
للخل
|
|
ق جميعا وارتضاك
|
وعلى الامة جمعا
|
|
فضل الله أباك
|
وقال الزاهي :
وبمدح فاطمة
البتول تنير لي
|
|
ظلم القيامة يوم
ينفخ صورها
|
مستدرك
ذكر مناقب فاطمة الزهراء بنت النبي صلىاللهعليهوآله وفضائلها
قد ذكرنا في
المجلدات السابقة من هذه الموسوعة الشريفة ما تيسر لنا من فضائلها ومناقبها غير
المتناهية.
ونستدرك هاهنا ـ وهو
المجلد الثالث والثلاثون ـ من «تعليقات إحقاق الحق» عن كتب العامة التي لم نرو
عنها فيما سبق ـ فنقول بعون الله تعالى وسبحانه :
الآيات التي تدل
على فضائلها :
مستدرك
الآية الاولى ـ قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٣٨ وج ١٤ ص ٥٣٠ ومواضع أخرى. نقلا عن العامة ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور عبد الله محمود شحاته في «أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن
الكريم ـ جزء عم» (ص ٣١٢ ط الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة)
قال :
في تفسير سورة
الكوثر : القول الثاني : ان الكوثر أولاده من نسل فاطمة ـ أي ان الله يعطيه منها
نسلا يبقون إلى آخر الزمان.
مستدرك
الآية الثانية ـ قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
(الأحزاب : ٣٣)
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٢ ص ٥٠١ وج ٣ ص ٥١٣ وج ٩ ص ١ وج ١٤ ص ٤٠ وج ١٨ ص ٣٥٩ وج ٢٢ ص
٢ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الميثمي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لابن حنبل» (ص ٤ ط بيروت) قال :
وأخرج «الترمذي»
من حديث أنس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) يمر بباب فاطمة إذا خرج للصلاة قريبا من ستة أشهر فيقول : «الصلاة
أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ومنهم عبد الله
منها وسمير جابر في «أخبار النساء» (ص ١٨٣ ط دار الكتب العلمية ط بيروت) قال :
وجمع النبي صلىاللهعليهوسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين ، فألقى عليهم كساءه وضمّهم
إلى نفسه ؛ ثم تلا هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون في تاريخ الإسلام» (ص ٢٣ ط دار
الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي فاطمة وزوجها
وبنيها نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فجللهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بكساء وقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي».
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٤ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
قال أنس رضياللهعنه : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يمرّ على باب فاطمة رضياللهعنها إذا خرج لصلاة الفجر ، ويقول : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣].
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣١٦ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
كان صلىاللهعليهوآله يأتي فاطمة وعلي والحسن والحسين كل يوم عند صلاة الصبح حتى
يأخذ بعضادتي الباب ويقول ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٧٢ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
روى أنس بن مالك :
«أن رسول الله كان يمر ببيت فاطمة ، ستة أشهر ، إذا خرج لصلاة الفجر ، يقول :
الصلاة يا أهل بيت «محمد» ، (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٦ ص ٣٦٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
كان يمر بباب
فاطمة إذا خرج إلى الصلاة ستة أشهر. وقال في «فهارس المستدرك للحاكم» ص ٧٠٨ مثل ما
مر ـ وزاد : يوقظها لصلاة الفجر.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا
رواه جماعة :
منهم العلامة أبو
الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن
سيد الناس المتوفى ٧٣٢ ه في «منح المدح ـ أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم أورثاه» (ص ٣٥٦ ط دار الفكر دمشق) قال :
قرئ على الشيخ أبي
بكر أحمد بن إسماعيل بن فارس بالقاهرة ، وأنا أسمع ، وقرأت على أبي الفتح يوسف بن
يعقوب بن المجاور الشيباني بسفح قاسيون قالا : انا العلامة أبو اليمن الكندي سماعا
عليه ، انا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، انا أبو طالب محمد بن
علي بن الفتح ، انا أبو الحسين بن شمعون ، ثنا : أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي ،
ثنا أبو أسامة ، ثنا علي بن ثابت ، ثنا أسباط بن نصر عن السري عن بلال بن مرداس عن
شهر بن حوشب عن ام سلمة رضياللهعنها قالت : جاءت فاطمة عليهاالسلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحريرة فوضعتها بين يديه. فقال : «ادعي زوجك وابنيك»
فدعتهم فطعموا ، وعليهم كساء خيبري فجمع الكساء عليهم ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل
بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا». قالت أم سلمة : ألست من أهل البيت؟
قال : «إنك على خير وإلى خير». وبه قال ابن شمعون : حدثنا محمد ، ثنا أبو أسامة ،
ثنا علي بن ثابت عن أبي
إسرائيل عن زبيد
عن شهربة بن حوشب عن ام سلمة مثل ذلك.
رواه الترمذي في
المناقب عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيري عن سفين عن زبيد عن شهربة. وقال
صحيح.
مستدرك
الآية الثالثة ـ قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)
(الشورى : ٢٣)
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٣ ص ٢ وص ٥٣١ وج ٩ ص ٩٢ وج ١٤ ص ١٠٦ وج ١٨ ص ٣٣٦ وص ٣٣٨ وج ٢٠
ص ٧٨ وج ٢٢ ص ٩٦.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة
١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١١ ط المطبعة
الفاسية) قال :
وقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها
حُسْناً) روى الطبراني في «المعجم الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الآية ، قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله
مودتهم قال : علي وفاطمة والحسن والحسين.
مستدرك
الآية الرابعة ـ قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ
وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ
وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ)
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٣ ص ٧٥ وج ٩ ص ٧٠ وج ١٤ ص ١٣١ وج ١٨ ص ٣٨٩ وج ٢٠ ص ٨٤ وج ٢٢ ص
٣٣.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة.
فمنهم العلامة
الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ في «الاختلاف
في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة» (ص ٤٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٤٠٥) قال :
قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) فدعا حسنا وحسينا (وَنِساءَنا
وَنِساءَكُمْ) فدعا فاطمة عليهاالسلام (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا عليا عليهالسلام.
مستدرك
الآية الخامسة ـ قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٣ ص ٥٤٩ وج ١٤ ص ٥٧٥ وج ١٩ ص ١١٩ وج ٢٥ ص ٥٣١ ومواضع أخرى.
نقلا عن كتب العامة. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه
جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ٢ ص ٣٣٤ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
قرأت على الحسين
بن يزيد الطحان هذا الحديث فقال : هو ما قرأت على سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن
عطية.
عن أبي سعيد قال :
«لما نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبى
حَقَّهُ) [الإسراء : ٢٦]
دعا النبي صلىاللهعليهوسلم فاطمة وأعطاها فدك».
وقال أيضا في ص
٥٣٤ : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ،
عن أبي سعيد الخدري ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم.
ومنهم الشيخ
سليمان البلخي القندوزي في «ينابيع المودة» (ص ١١٩ ط اسلامبول) قال :
وفي جمع الفوائد ،
أبو سعيد قال : لما نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى
حَقَّهُ) ـ فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في «الجرح والتعديل» (ج ١ ص ٢٥٧)
قال :
سألت أبي وأبا
زرعة عن حديث رواه سعيد بن خثيم عن فضيل بن مرزون عن عطية عن أبي سعيد قال. فذكر
مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلي ـ إلّا أن فيه : فجعل لها فدك.
مستدرك
فاطمة حوراء آدمية
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه في «معجم
الشيوخ» (ص ٣٤٤ ط مؤسسة الرسالة بيروت ودار الايمان طرابلس) قال :
حدثنا غانم بن
حميد ، ببغداد ، حدّثنا أبو عمارة أحمد بن محمد ، حدّثنا الحسن بن عمرو بن سيف
السدوسي ، حدثنا القاسم بن مطيّب ، حدّثنا منصور بن صدقة ، عن أبي معبد ، عن ابن
عباس ، قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنما
سمّاها فاطمة لأن الله عزوجل فطمها ومحبيها عن النار».
مستدرك
أسماء فاطمة سلام الله عليها
قد تقدم ذكر أسماء
بضعة الرسول صلىاللهعليهوآله في مواضع من هذا الكتاب الشريف نقلا عن أعلام العامة ،
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣١٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وكان لها أسماء
تدعى بها. وهي البتول ، والزهراء ، وطاهرة ، ومطهرة ، وفاطمة ، وكان يحبها صلىاللهعليهوسلم محبة عظيمة ، وكان يكثر تقبيلها ، وفضلها وأوصافها وزهدها
وعبادتها لا يتسع هذا الكتاب لنقله ، وقد نقلنا بعضا مما ورد في فضلها «التوضيح
والتبيين لمسائل العقد الثمين».
مستدرك
إنما سميت فاطمة فاطمة
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١٦ وج ١٩ ص ٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما مضى. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٢ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله تعالى فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من
النار».
وقال أيضا في ص
١٨٩ : قال أسماء رضياللهعنها : قبلت فاطمة رضياللهعنها بولدها الحسن ، فلم أر لها دما ، فقلت : يا نبي الله لم أر
لفاطمة دما من حيض ونفاس ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة».
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن الجوزي» (ص ٣٧
ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
إنما سميت فاطمة
لأن الله تعالى فطم ... ذكر تزويج فاطمة بعلي ١ / ٤٢١.
ومنهم العلامة
محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية ـ المسماة فتح الكريم القريب
شرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» (ص ٢٤٠ ط مكتبة جدّة) قال :
(وذكر صاحب الفتاوي
الظهيرية من الحنفية أن من خصائصه أن ابنته فاطمة الزهراء لم تحض ولما ولدت طهرت
من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها صلاة قال ولذلك سميت الزهراء وقد ذكره من
أصحابنا المحب الطبري في كتابه «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» (وأورد فيه
حديثين أنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة لا تحيض ولا يرى لها دم في طمث ولا ولادة.
ومنهم الشيخ عبد
المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :
ولما سئل عليهالسلام لم سمّيتها فاطمة كان يقول : إن الله عزوجل قد فطمها
وذريتها من النار
يوم القيامة.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٦ ص ٦٧٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
لم ير لفاطمة دم
حيض ولا نفاس.
مستدرك
سميت فاطمة البتول
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٥ وج ١٩ ص ١١ وج ٢٥ ص ١٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر العلامة أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى ٥٥٦ ه في «المعلم
بفوائد مسلم» (ج ٢ ص ١٣٠ ط بيت الحكمة تونس والجزائر) قال :
وقال أحمد بن يحيى
: سميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها وعن نساء الامة دينا وفضلا وحسبا رضياللهعنها.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٨٣ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
وجاء في شرح
المصابيح : إن فاطمة سميت بتولا لانقطاعها عن نساء الامة فضلا ودينا وحسبا.
ومنهم الشيخ عبد
المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :
لقّبت رضياللهعنها بلقب السيدة مريم «البتول» لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا
ودينا وحسبا.
وسنرى فيما بعد حياتها رضياللهعنها مع الامام بعد الزواج .. وكيف ضربت لنساء المسلمين مثلا
عظيما في الصبر والعفّة والمؤازرة .. في كل ما يريده الامام علي كرّم الله وجهه.
مستدرك
سميت فاطمة عليهاالسلام : الزهراء
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٤٤ وج ١٩ ص ١٠ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ عبد
المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :
لقبوها بالزهراء :
لأنها كانت بيضاء اللون وكانت تلقب بالمحدّثة : لأنه قال الرواة إن الملائكة تهبط
من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم ابنة عمران عليهاالسلام ويحدّثها روح القدس.
مستدرك
كانت فاطمة عليهاالسلام إذا دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله قام إليها
وقبّلها
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١٨٥ وج ١٩ ص ١٠١ وج ٢٥ ص ١٣٧ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ عبد
القادر الجيلاني المولود ٤٧٠ والمتوفى ٥٦١ ه في «الغنية لطالبي طريق الحق عزوجل» (ص ٩٧ ط بغداد) قال :
وقد روت عائشة رضي
الله تعالى عنها أنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا دخل على فاطمة رضي الله تعالى عنها قامت إليه فأخذت
بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها وإذا دخلت على النبي قام إليها وأخذ بيدها وقبلها
وأجلسها في موضعه.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس المستدرك ـ للحاكم» (ص
٧٠٨ ط بيروت) قال :
كانت فاطمة إذا
دخلت على النبي قام إليها. ٣ / ١٦٠.
وقال في «موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف» ج ٦ ص ١٦٠ ط بيروت : كان كثيرا ما يقبل غرف فاطمة.
وقال : يقبل نحر فاطمة ..
ومنهم عبد منها
وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٣٨ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قالا :
وكانت إذا دخلت
على النبي صلىاللهعليهوآله أخذ بيدها فقبّلها ورحب بها.
منهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليش سلالة سيد قريش المتوفى ١٢٩٩ ه في «فتح
العلي المالك في الفتوى على مذهب الامام مالك» (ج ١ ص ٤٧ ط دار المعرفة بيروت) قال
:
وأما ما أخرجه أبو
داود والترمذي والنسائي واللفظ للأولين عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما رأيت
أحدا أشبه سمتا وهديا من فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم رضياللهعنها قالت وكانت إذا دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان صلىاللهعليهوسلم إذا دخل عليها قامت
من مجلسها فقبلته
وأجلسته في مجلسها قال الترمذي حديث حسن ففيه بيان المعنى الذي لأجله وقع القيام
وهو التقبيل.
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن الجوزي» (ص ٣٥ وص
٨٠ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
أشار إلى قبلته صلىاللهعليهوآله بنته فاطمة كثيرا.
ومنهم أبو الفوز
محمد بن أمين السويدي البغدادي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص ٣١٩ ط
بيروت) قال :
وكان صلىاللهعليهوآله يكثر تقبيل فاطمة.
ومنهم الفاضل المعاصر
موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص ٣٥٤ ط
عالم الكتب بيروت) قال :
فذكر تقبيل النبي صلىاللهعليهوآله ابنته فاطمة عليهاالسلام.
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
وقال ميسرة بن
حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة قالت : ما رأيت أحدا
كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلىاللهعليهوسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها
كما كانت هي تصنع به ، وقد شبهت عائشة مشيتها بمشية النبيصلىاللهعليهوسلم.
ومنهم العلامة أبو
الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن
سيد الناس المتوفى ٧٣٢ ه في «منح المدح ـ أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم أورثاه» (ص ٣٥٧ ط دار الفكر دمشق) قال :
وروى السراج من
حديث المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضياللهعنها قالت : «ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلىاللهعليهوسلم من فاطمة». وكانت إذا دخلت إليه قام إليها فقبلها ورحّب
بها كما كانت هي تصنع به صلىاللهعليهوسلم. رواه محمد بن الصباح ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا إسرائيل عن
ميسرة بن حبيب عن المنهال رواته ثقات :
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد
عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام» (ص ٤٧٠ ط ٢ دار الريان
للتراث) قال :
وروى «ابن عباس»
أنه كان إذا قدم من سفر قبّل ابنته «فاطمة».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تبعث فاطمة على ناقة من نوق الجنة
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٢٤٥ وج ١٨ ص ٤٠٢ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري
المتوفى سنة ٩١١ ه في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٤٤ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند سنة ١٤٠٦) قال
:
يبعث الله
الأنبياء يوم القيامة على الدواب ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافى بالمؤمنين من
أصحابه المحشر ، وتبعث فاطمة والحسن على ناقتين من نوق الجنة وعلي بن أبي طالب على
ناقتي وأنا على البراق ويبعث بلالا على ناقة فينادى بالأذان وشاهده حقا حقا حتى
إذا بلغ أشهد أن محمدا رسول الله شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين من الأولين والآخرين
، فقبلت ممن قبلت منه (طب ، وأبو
الشيخ ، ك وتعقب ،
والخطيب ، وابن عساكر عن أبي هريرة).
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أحب أهلي فاطمة»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ١٧٦ وج ١٩ ص ٩٦ وج ٢٥ ص ١٢١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشريف ابراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي
المتوفى ١١٢٠ ه في «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» (ص ٦٨ ط
المكتبة العلمية بيروت) قال :
«فاطمة أحب إليّ
منك وأنت أعز عليّ منها». أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ، قال الهيثمي :
رجاله رجال الصحيح.
(سببه) عن أبي
هريرة قال قال علي : يا رسول الله ، أيما أحب إليك : أنا أم فاطمة؟ فذكره.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقّاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٣ ص ٢١٥ ط بيروت) قال :
وسئل النبي صلىاللهعليهوسلم ـ كما قالت عائشة مرة ـ من أحب الناس إليك؟ فقال : فاطمة!
ثم سئل : ومن الرجال؟ فقال زوجها.
ومنهم محمد سعيد
زغلول في «فهارس المستدرك للحاكم» (ص ٧٠٨ ط بيروت) قال : أحب أهلي إليّ فاطمة. ٢ /
٤٨٦.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ٢ ص ٧٦٥ ط دار طلاس دمشق) قال :
أنا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم ، نا أبو الحسن علي بن محمد بن
عبيد الحافظ إملاء ، نا موسى بن موسى ، نا عبد العزيز بن بحر ، نا أبو إدريس
الكوفي تليد بن سليمان ، عن أبي الجحّاف داود بن أبي عوف ، عن جميع بن عمير قال :
دخلت مع عمتي على عائشة فقال : يا ام المؤمنين ، أي الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فاطمة ، قالت : إنما أسألك عن الرجال! قالت :
فزوجها ، إن كان قواما ، صواما ، جديرا بقول الحق.
ومنهم العلامة
محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الاباضي الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود
١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ ه في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٣٨ ط دار الكتب
العلمية) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أحب أهلي إلى فاطمة».
رواه الترمذي ،
والحاكم ، عن أسامة بن زيد.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ١٠ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الطبراني في
الأوسط بإسناد رجاله ثقات إلّا سلمى بن عقبة فلم يعرف عن أبي هريرة أن علي بن أبي
طالب قال : يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال : «فاطمة [أحب] إليّ منك
، وأنت أعز عليّ منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق [مثل]
عدد نجوم السماء. وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحد في قفا صاحبه».
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في
أحاديث النبي
الأمين» (ص ١٥ ط عالم الكتب بيروت) قال :
أحب أهلي إليّ
فاطمة(ت ك) عن أسامة.
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
وأخرج الترمذي من
حديث عائشة أنها قيل لها : أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فاطمة من قبل النساء ، ومن الرجال زوجها وإن كان
ما علمت صوّاما قوّاما.
ومنهم محمد خير
المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة ـ للصفوري» (ص ١٨٢ ط دار ابن كثير) قال :
وقال علي رضياللهعنه : يا رسول الله أنا أحب إليك أم فاطمة؟ فقال : «هي أحب
إليّ منك ، وأنت أعز عليّ منها».
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٩٨ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
فذكرت الحديث مثل
ما تقدم. وذكرته أيضا في «تراجم سيدات بيت النبوة» ص ٦١٤.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمد العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣١٦ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
كلما دخل البيت
مهموما وخرج منه منطلق الأسارير ، فيسألونه فيجيب : «ولم لا وقد أصلحت بين أحب
الناس إليّ».
ومنهم أبو سليمان
حمد بن محمد بن ابراهيم الخطابي في «غريب الحديث» (ج ١ ص ٢٩١ ط دار الفكر دمشق)
قال :
وفي الخبر قلت :
يا رسول الله هي أحب إليك مني؟ قال : هي أحب إليّ منك وأنت أعزّ عليّ.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٦٩ وج ١٩ ص ٣١ وج ٢٥ ص ٦٦ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ
الجلال عبد الرحمن السيوطي في «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٤٤ ط حيدرآباد بالهند) قال :
إن هذا ملك لم
ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربي أن يسلم عليّ ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.(ت عن حذيفة).
ومنهم الحافظ جمال
الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٣٥ ص ٢٤٩ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وقال عبد الرحمن
بن أبي نعم البجلي ، عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلّا ما كان من مريم بنت
عمران».
وقال إبراهيم بن
عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ، ثم فاطمة بنت
محمد ، ثم خديجة ، ثم آسية امرأة فرعون».
ومنهم الفاضل المعاصر
الدكتور عمر سليمان الأشقر في «عالم الملائكة الأبرار» (ص ٤١ ط دار النفائس الكويت
ومكتبة الفلاح أيضا بها) قال :
وفي تاريخ لابن
عساكر بإسناد صحيح عن حذيفة ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : (أتاني ملك فسلم عليّ ـ نزل من السماء ، لم ينزل
قبلها ـ فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة) ، (صحيح الجامع ١ / ٨٠).
وفي مسند أحمد
والترمذي والنسائي عن حذيفة ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : (أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ هو ملك من
الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة ، استأذن ربه ـ عزوجل ـ أن يسلم عليّ ، ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) ، (صحيح الجامع ١ / ٤١٩).
ومنهم الدكتور عبد
الصبور شاهين والاستاذة اصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص
٤٩٣ ط الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قالا :
عن عائشة قالت :
كن أزواج النبي عنده لم يغادر منهن واحدة ، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من
مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما رآها رحب بها وقال : مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن
يمينه ـ أو عن شماله ـ ثم سارّها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى جزعها سارّها ثانية
فضحكت فقلت لها : خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟ فلما قام رسول
الله سألتها : ما قال لك رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله سره.
فلما توفي قلت :
عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله؟ قالت : أما الآن
فنعم ، أما حين سارني في المرة الاولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل
سنة مرة ، وإنه عارضه الآن مرتين وإني لأرى الأجل قد اقترب ، فاتقي الله واصبري
فإنه نعم السلف أنا لك. فبكيت بكائي الذي رأيت. فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال
: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة أو سيدة نساء المؤمنين؟ فضحكت
ضحكي الذي رأيت.
وفي رواية : ..
أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، وإنك أول أهلي لحوقا بي؟ (البخاري ومسلم
وأبو داود والترمذي في جامع ج ٩ ص ١٢٩). و (ابن عساكر وابن أبي شيبة في كنز ج ١٣ ص
٦٧٥ وص ٦٧٧).
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوآله واتباع السنة» (ص ١٨) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. رواه البخاري.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص
الامام علي» للحافظ النسائي (ص ٩٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم بن مخلد بن راهويه قال : أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن
بن أبي نعم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وفاطمة سيدة نساء
أهل الجنة ، إلّا ما كان من مريم بنت عمران.
ومنهم العلامة أبو
حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي المتوفى ٥٠٥ ه في «ذم البخل
وفضل السخاء» (ص ٢٠٤ ط دار الاعتصام) قال :
وضرب على منكبها
وقال لها : «أبشري ، فو الله إنك لسيدة نساء أهل الجنة».
ومنهم العلامة
محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الحفصي العدوي القرشي الاباضي الجزائري المولود
١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٥٦ ط دار الكتب
العلمية) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت
محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».
رواه أحمد ،
والطبراني في الكبير ، والحاكم عن ابن عباس.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ٢٧٧ ط دار الصحابة للتراث)
قال :
أنت سيدة نساء أهل
الجنة.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٣١١ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
وج ٣ ص ٣٥٥ قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وج ٥ ص ٥٥٢ روى مثله
بعينه.
وقال في «فهارس
أحاديث وآثار مسند الامام أحمد» ج ٢ ص ٦٧٨ مثله.
ومنهم الفاضل ساعد
بن عمر بن غازي في «ذيل ـ مجلس من الأمالي ـ لأبي نعيم الاصبهاني» (ص ٥٣) قال :
وسوف أكتفي بذكر
ما أخرجه البخاري (٣٦٢٤) ومسلم (٢٤٥٠) من حديث عائشة الذي روت قوله صلىاللهعليهوسلم لفاطمة «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ـ أو نساء
المؤمنين» وهذا لفظ البخاري.
ولفظ مسلم : (يا
فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة).
وأيضا ما أخرجه
الحاكم (٣ / ١٥١) عن حذيفة رضياللهعنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم عليّ لم ينزل
قبلها فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
صححه الحاكم
ووافقه الذهبي وقال الحافظ في (الفتح) (٧ / ١٠٥) «سنده جيد».
ومنهم السيد رفاعة
رافع الطهطاوي في «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز صلى الله
عليه وآله» (ج ٢ ص
٢٨٨ ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز) قال :
قال في المواهب :
وخرّج الامام أحمد عن ابن عباس أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت
محمد ، ومريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون. فمن أفضل : خديجة أم فاطمة؟ قال :
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال فاطمة بضعة مني ، فلا أعدل ببضعته أحدا ويشهد له قوله صلىاللهعليهوسلم : «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة».
ومنهم الفاضل المعاصر
موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص ٥٠٢ ط
عالم الكتب بيروت) قال :
وعن علي رضياللهعنه قال : ان فاطمة شكت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاما ، وأكثرهم
علما ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، إلّا ما جعل الله تعالى لمريم
بنت عمران ، وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة».
وعن حذيفة قال :
سألتني أمي متى عهدك بالنبي صلىاللهعليهوسلم؟ قال : فقلت لها منذ كذا وكذا ، قال : فنالت مني وسبتني ،
قال : فقلت لها : دعيني فاني آتي النبي صلىاللهعليهوسلم فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك. قال فأتيت
النبي صلىاللهعليهوسلم فصليت معه المغرب ، فصلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم العشاء ثم انفتل فتبعته ، فعرض له عارض فناجاه ، ثم ذهب
فاتبعته فسمع صوتي ، فقال : من هذا؟ قلت : حذيفة ، قال : مالك؟ فحدثته ، فقال :
غفر الله لك ولامك ، ثم قال : أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال : قلت : بلى.
قال : فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة ، فاستأذن ربه أن يسلم
عليّ ويبشرني ، أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة».
ومنهم العلامة
السيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي في «هداية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري» (ج ١
ص ١٧٧ ط مطبعة الاستقامة بمصر) قال :
إنّ جبريل كان
يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلّا حضر أجلي وإنك
أول أهل بيتي لحاقا بي (قالت الرواية) فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء
أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك (روته فاطمة : كتاب المناقب : باب علامات
النبوة).
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ص ١١٠ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا محمد بن
إسماعيل بن أبي سمينة البصري ، حدثنا محمد بن خالد الحنفي ، حدثنا موسى بن يعقوب
الزمعي ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب ، عن ام سلمة قالت : جاءت فاطمة
إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فسارّها بشيء فبكت ، ثم سارها بشيء فضحكت. فسألتها عنها
فقالت : أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة فبكيت فقال : «ما يسرك أن تكوني سيدة نساء
أهل الجنة إلّا فلانة؟». فضحكت. ورواه أيضا في ص ٣١٢ بعين ما تقدم سندا ومتنا.
ومنهم الشريف أبو
الفضل عبد الله بن محمد الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين» (ص
٣٦١ ط بيروت) قال :
فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة إلّا مريم بنت عمران (ك) عن أبي سعيد رضياللهعنه.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد عطية الأبراشي في «عظمة الإسلام» (ص ٣٩٠ ط مكتبة الانجلو المصرية
القاهرة) قال :
ذكر عبادة النبي صلىاللهعليهوآله لابنته فاطمة عليهاالسلام وقوله : «ابشري
فو الله إنك لسيدة
نساء أهل الجنة».
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
وقال علباء بن
أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أفضل نساء أهل
الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم وآسية». رواه أبو داود.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٦ ص ٨٦ ط دار الفكر) قال :
وعن أبي سعيد قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة إلّا ما كان من مريم بنت عمران».
وعن علي : أن
فاطمة شكت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأحلمهم
حلما ، وأكثرهم علما؟! أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلّا ما جعل الله
لمريم بنت عمران ، وأن ابنيك سيّدا شباب أهل الجنة؟!» :
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٨ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
رأيت في «الاحياء»
أن النبي صلىاللهعليهوسلم دخل على فاطمة رضياللهعنها ، فقال : «السلام عليك يا ابنتاه كيف أصبحت؟» قالت : أصبحت
والله وجعة ، أضرّني الجوع ، فبكى صلىاللهعليهوسلم وقال : «لا تجزعي فو الله ما ذقت طعاما منذ ثلاث ، وإني
لأكرم على الله منك ، ولو سألت الله لأطعمني ، ولكن آثرت الآخرة على الدنيا» ثم
ضرب بيده على منكبها وقال : «أبشري ، فو الله إنك سيدة نساء أهل الجنة قالت : فأين
آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران؟ فقال صلىاللهعليهوسلم :
«آسية سيدة نساء
عالمها ومريم سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، إنكن في بيوت من قصب لا أذى
فيها ولا نصب ، ولا صخب اقنعي بابن عمك ، فو الله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا
في الآخرة».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «خير نساء العالمين أربع إحداهن فاطمة
عليهاالسلام»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٤٣ وج ١٩ ص ٥٠ وج ٢٥ ص ٥٢ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٦ ص ٨٦ ط دار الفكر) قال :
وعنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية
وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعليهن».
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبيصلىاللهعليهوآله» (ص ١٦٦ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
وفي صحيح الحديث :
«خير نساء العالمين أربع : مريم وآسية وخديجة وفاطمة» ...
ومنهم سامية منيسي
في «أمهات المؤمنين والقرشيات» (ص ٢٤٦ ط دار المريخ) قالت : فذكرت الحديث كما
تقدم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى
لرضاها»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ١١٦ وج ١٩ ص ٥٤ وج ٢٥ ص ٢٥٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ محب
الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة الله
البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى ٦٤٣ ه في «ذيل تاريخ بغداد» (ج ٢ ص ٢٠٣ ط
دار الكتب العلمية بغداد) قال :
أخبرنا عثمان بن
الحسين بن الحكيم قراءة عليه قال أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين
قراءة عليه أنبأ أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي ثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا
عمر بن محمد الكاغذي ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا عبد الله بن محمد بن سالم ثنا
الحسين بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين
بن علي عن علي رضياللهعنهم أجمعين عن النبي صلىاللهعليهوسلم انه قال لفاطمة عليهاالسلام : إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
ومنهم الحافظ أحمد
بن علي بن المثنى التميمي المتوفى ٣٠٧ ه في «المعجم» (ص ٢٥٩ ط دار المأمون للتراث
بيروت) قال :
حدثنا عبد الله بن
محمد بن سالم ، حدثنا حسين بن زيد ، عن علي بن عمر بن علي ، عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه ، عن جده عن الحسين بن علي عليهالسلام ، عن علي : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لفاطمة عليهاالسلام : «يا فاطمة ، إن الله
عزوجل يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك».
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٢١٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
يا فاطمة إن الله
ليغضب لغضبك. كنز ٣٤٢٣٨ ـ كر ١ : ٢٩٩ ـ عدي ٢ : ٧٦٢.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٨٠ ط دار الريان) قال :
وقال لها رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ١٩٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
إن الله ليغضب
لغضب فاطمة. كنز ٣٤٢٣٧ ـ جوامع ٤٩٩٦.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٧٢ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
في صحيح الحديث عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ان الله ليرضى لرضاك ويغضب لغضبك.
ومنهم الشيخ عبد
المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :
يقول النبي صلىاللهعليهوآله لفاطمة عليهاالسلام : يا فاطمة ان الله عزوجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
ومنهم سامية منيسي
في أمهات المؤمنين والهاشميات» (ص ٢٦٦ ط دار المريخ بالرياض) قالت :
يا فاطمة ان الله عزوجل يغضب ـ فذكرت الحديث.
منهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣٢٨ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
وفي خلال الخلاف
على هذه القضية قال عمر لأبي بكر : «انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها».
فانطلقا فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما. فلما قعدا
عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهماالسلام ، فتكلم أبو بكر فقال : «يا حبيبة رسول الله ، والله ان
قرابة رسول الله أحب إليّ من قرابتي ، وإنك لأحب إليّ من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم
مات أبوك إني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك
وميراثك من رسول الله؟ ألا اني سمعت أباك رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا نورث. ما تركنا فهو صدقة». فقالت : «أرأيتكما ان
حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به؟» قالا : «نعم». فقالت : «نشدتكما
الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضاء فاطمة من رضائي وسخطها من سخطي؟» قالا : «نعم
سمعناه من رسول الله» قالت : «فاني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما
أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما اليه». فقال أبو بكر : «أنا عائذ بالله
تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة» ، ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه تزهق ... ثم خرج
فاجتمع اليه الناس فقال لهم : «يبيت كل رجل منكم معانقا جليلته مسرورا بأهله
وتركتموني وما أنا فيه؟ لا حاجة لي في بيعتكم. أقيلوني بيعتي».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : فاطمة بضعة مني»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٩٨ وج ١٠ ص ١٨٧ وج ١٩ ص ٧٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ عبد
القادر الجيلاني المولود ٤٧٠ والمتوفى ٥٦١ ه في «الغنية لطالبي طريق الحق عزوجل» (ص ٣٦٥ ط بغداد) قال :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «فاطمة بضعة مني ، يريبني ما يريبها».
ومنهم الحافظ أبو
نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني المتوفى ٤٣٠ ه في «مجلس من الأمالي» (ص ٤٧ ط دار
الصحابة للتراث طنطا) قال :
حدثنا إبراهيم بن
أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا خلاد ابن أسلم ثنا سفيان بن
عيينة. عن عمرو بن دينا عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما
أغضبها». متفق عليه من حديث عمرو.
ورواه الزهري عن
علي بن الحسين عن المسور.
ومنهم العلامة
الملا علي القاري في «شرح الشفاء» (ج ٢ ص ٤٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
روى الحديث مثل ما
تقدم عن الحافظ أبي نعيم.
ومنهم العلامة
محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية ـ المسماة فتح الكريم القريب
شرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» (ص ١٩١ ط مكتبة جدّة) قال :
(وذكر المحب
الطبري ما هو أبلغ فإنه أورد حديث المسور بن مخرمة) الذي رواه أحمد والحاكم
والطبراني عنه. أنه لما خطب اليه حسن بن حسن فاعتذر اليه بقوله صلىاللهعليهوسلم فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها ويبسطني ما يبسطها.
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٤ ص ٥٦٥ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر بيروت)
قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٤ ص
٥٦٥ ط دار الفكر بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٨٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
عن المسور بن
مخرمة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنما فاطمة ـ فذكر مثل ما تقدم عن أبي نعيم إلّا أنه ليس
فيه : ويغضبني ما أغضبها.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوآله واتباع السنة» (ص ١٧) قال :
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني). رواه البخاري.
ومنهم الفاضل المعاصر
عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام» (ص ٤٨٠
ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٨٥ ط دار القلم دمشق) قال :
في الصحيحين عن
المسور بن مخرمة سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي
المتوفى ١١٢٠ ه في «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» (ص ١١٦ ط
المكتبة العلمية بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن رياض الجنة.
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين»
(٣٦١ ط عالم الكتب بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن رياض الجنة. وذكر أيضا مثل ما تقدم عن «الخصائص النبوية» للاهدل.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٨٣ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن «رياض الجنة».
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد الدريويش في «أحكام السوق في الإسلام وأثرها
في الاقتصاد الإسلامي» ص ٤٧٤ ط ١ دار عالم الكتب الرياض) قال :
فذكر الحديث
الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم الأستاذ
رضوان محمد رضوان في «فهارس البخاري» (ص ٢٤٣ ط دار المعرفة بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ٢٨٠ ط دار الصحابة للتراث)
قال :
فذكر الحديث
الشريف.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ٥١٠ وج ٥ ص ٥٥٢) قال :
فذكر الحديث
الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر
الشيخ خليل الميسي مفتي زحلة والبقاع مدير أزهر لبنان في «فهرس الموضوعات في صحيح
مسلم» (ص ١٩٣ ط دار القلم بيروت) قال :
فأشار إلى الحديث
الشريف.
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون في تاريخ الإسلام» (ص ٢٢ ط دار
الكتب العلمية بيروت) قال :
إنما فاطمة بضعة
مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.
ومنهم الفاضل محمد
خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة ـ للصفوري» (ص ١٩٠ ط دار ابن كثير) قال :
وأخذ النبي صلىاللهعليهوسلم يوما بيدها وقال :
«من عرف هذه فقد
عرفها ، ومن لم يعرفها ، فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي وروحي التي
بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله».
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٦٨ ط دار الكتاب العربي بيروت) قال :
في صحيح الحديث عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
إنما فاطمة بضعة
مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: «فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٢٥ ص ١٧٧ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ٦٧٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
فاطمة مضغة مني
يقبضني ما قبضها. المسور بن مخرمة ٤ / ٣٢٣.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن
أسخطها فقد أسخطني»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢١٧ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ عبد
المنعم الهاشمي في كتابه «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخطها أسخطني. وقال أيضا
: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: «أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ١٣٥ وج ١٩ ص ٦٠ وج ٢٥ ص ٢١٧ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٥٩ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
الزهراء أول من
يدخل الجنة : يقول علي بن أبي طالب : أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة شجنة مني»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٢٠٠ وج ٢٥ ص ١٥٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ٣٥٥ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
إن فاطمة شجنة
مني. كنز ٣٤٢٤٠.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ٤١٣ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
إنما فاطمة شجنة
مني ... معرفة الصحابة / فاطمة ٣ / ١٥٤.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«أنا أبو ولد فاطمة وأنا عصبتهم»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٦٤٤ وج ١٠ ص ٢٣٩ وج ١٨ ص ٣٣١ وص ٣٣٤ وص ٤٣٢ وص ٥٥٥ وج ١٩
ص ٦٤ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة
:
منهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنا القزاز قال
أخبرنا أحمد بن علي [قال أخبرنا علي] بن محمد المعدل قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق
قال نا جعفر بن محمد الزعفراني قال نا محمد بن حميد قال نا محمد بن عمرو الرازي عن
حسين الأشقر عن جرير بن عبد الحميد عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة
الكبرى قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كل بني آدم ينتمون إلى عصبة [أبيهم] غير ولد فاطمة فإني
أنا أبوهم وأنا عصبتهم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«فاطمة سيدة نساء المؤمنين»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٣٠ وص ٣١ وص ٣٣ وص ٣٤ وج ١١ ص ٢٨١ وج ١٩ ص ٢١ وج ٢٥ ص ٣٨
ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشيخ خليل الميسي مفتي زحلة والبقاع ، مدير أزهر لبنان في
«فهرس الموضوعات
في صحيح مسلم» (ص ٣٦٥ ط دار العلم بيروت) قال :
يا فاطمة! أما
ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين؟ ح ٩٨ ب ١٥ ك ٤٤.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٢١٦ و ٢١٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال : يا فاطمة
ألا ترضين أن تكوني سيدة. خ ٨ : ٧٩ ـ ك ٣ : ١٥٦ ـ فتح ١١ : ٨٠ ـ كنز ٣٤٢١٦ ، ٣٤٢٣٢
ـ عر ٢ : ١٨٨.
ورواه أيضا في ج ٢
ص ٣١١ مثل ما تقدم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة وبعلها وابناهما معي في مكان
واحد»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٢١٢ وج ٢٥ ص ٢٠٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ
الجلال السيوطي في «مسند فاطمة» (ص ٧٠ ط حيدرآباد) قال :
عن أبي سعيد أن
النبي صلىاللهعليهوسلم دخل على ابنته فاطمة وأبناء إلى جانبها وعلي نائم فاستسقى
الحسن فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال
: يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة كأنه آثر عندك منه ، قال : ما هو بآثر عندي منه
وإنهما عندي بمنزلة واحدة وإنك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة (كر).
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحبني وأحب فاطمة وبعلها وبنيها
كان معي في درجتي يوم القيامة»
فقد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٥٢ ص ١٧٤ وج ٧ ص ٤٧١ وج ٩ ص ١٧٤ وج ١٨ ص ٥٤٦ وج ١٩ ص ٢٨٧ وج
٢٥ ص ٢٠٧ ، ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه
جماعة :
فمنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٣٥ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
وعن علي رضياللهعنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أحبني وأحب هذين وأمهما وأباهما كان معي في درجتي يوم
القيامة. أخرجه الامام أحمد والترمذي.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحب فاطمة فقد أحبني»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٢٦١ وج ١٨ ص ٣٩٣ وص ٤٤٥ وج ٢٥ ص ٢٤٣ ومواضع أخرى. ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.
رواه جماعة :
فمنهم الشيخ عبد
المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٤٢ ط
دار الهجرة بيروت)
قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول دوما : من أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة حذية مني»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٢٢٠ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر نبيل بن منصور بن يعقوب البصارة في «فهارس كتب غريب الحديث ـ لأبي سليمان
الخطابي وأبي إسحاق الحربي وابن قتيبة الدينوري» (ص ٢٨ ط دار البشائر الإسلامية
بيروت) قال :
إنما فاطمة حذية
مني ... أبو هريرة ٣ / ١١٨٦.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «حسبك من نساء العالمين أربع
إحداهن فاطمة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٥٨ وج ١٩ ص ٤٤ وج ٣٥ ص ٦٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أحمد
بن علي بن المثنى التميمي المتوفى ٣٠٧ ه في «المعجم» (ص ٦٩ ط دار المأمون للتراث
بيروت) قال :
حدثنا محمد بن
مهدي الأبلي أبو عبد الله بالبصرة ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ،
عن قتادة ، عن أنس بن مالك : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت
خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون».
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
عن أنس مثله
مرفوعا ولفظه : «خير نساء العالمين أربع». وقال معمر عن قتادة عن أنس رفعه : «حسبك
من نساء العالمين أربع» وذكرهن. ويروى نحوه من حديث أبي هريرة وغيره.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٦ ص ٨٥ ط دار الفكر) قال :
وعن أنس قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حسبك من نساء العالمين بأربع : مريم بنت عمران ، وآسية
امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، صلوات الله عليهم أجمعين».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «خير نسائكم فاطمة بنت محمد
صلىاللهعليهوآله»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١١٤ وج ٢٠ ص ٤٣٣ وج ٢٥ ص ٦٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف
الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٦٥٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
خير نسائكم فاطمة
بنت محمد. خط ٤ : ٣٩٢ ـ كر ٤ : ٣٢١.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة سيدة نساء هذه الامة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٧ وج ١٩ ص ٢٣ وج ٢٥ ص ٩٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٦
ص ٣٩١ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
محمد بن الذهلي
أبو جعفر الكوفي روى عن : أبي حازم الأشجعي (س).
روى عنه : أبو
أحمد الزبيري (س) ، وأبو نعيم (س).
روى له النسائي ،
وقد وقع لنا حديثه عاليا جدا.
أخبرنا به أبو
الحسن بن البخاري ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي
الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال
: حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا محمد بن مروان
الذهلي ، قال : حدثني أبو حازم ، قال : حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إن ملكا من
السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي ، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي ،
وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
رواه عن أحمد بن
عثمان بن حكيم ، عن أبي نعيم فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين.
أخرجه في «الخصائص»
من رواية أبي أحمد الزبيري عنه ، فوقع لنا عاليا بدرجتين ، وذكر في أوله قصة.
وقال أيضا في ج ٣٥
ص ٢٤٩ : وقال مسروق ، عن عائشة : حدثتني فاطمة رضياللهعنها قال : أسرّ إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إنّ جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وأنه
عارضني العام مرتين ولا أراه إلّا وقد حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ،
ونعم السلف أنا لك ـ فبكيت ، ثم قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة أو
سيدة نساء المؤمنين؟ فضحكت.
ومنهم المؤرخ
الشهير شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام»
(ج ٣ ص ٤٥) قال في ترجمة سيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله : وقد أخبرها أبوها أنها سيدة نساء هذه الامة.
وقد روى مثله في
كتابه «الخلفاء الراشدون من تاريخ الإسلام» ص ٢٣.
ومنهم الفاضل
المعاصر العلامة أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى ٥٥٦ ه في «المعلم
بفوائد مسلم» (ج ٣ ص ٢٤٢ ط بيت الحكمة تونس والجزائر) قال :
وقوله صلىاللهعليهوسلم لها «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص
الامام علي» (للحافظ النسائي ص ٩٩ ط دار الكتب العلمية بيروت)قال:
أخبرنا محمد بن
منصور الطوسي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله قال : أخبرني أبو جعفر
محمد بن مروان قال : حدثني أبو حازم ، عن أبي هريرة قال : أبطأ علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما صبوة النهار ، فلما كان العشي قال له قائلنا : يا
رسول الله قد شق علينا ، لم نرك اليوم؟ قال : إن ملكا من السماء لم يكن زارني ،
فاستأذن الله في زيارتي ، فأخبرني وبشرني أن فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي ،
وأن حسنا وحسينا
سيدا شباب أهل الجنة.
أخبرنا أحمد بن
سليمان ، قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : أخبرنا زكريا ، عن فراس ، عن الشعبي
، عن مسروق ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : أقبلت فاطمة رضياللهعنها تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال مرحبا بابنتي ، ثم أجلسها عن يمينه (أو عن شماله)
ثم أسرّ إليها حديثا ، فبكت ، ثم إنه أسرّ إليها حديثا ، فضحكت ، فقلت لها : ما
رأيت مثل اليوم فرحا أقرب من حزن؟ وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ
رسول الله صلىاللهعليهوسلم. حتى إذا قبض سألتها ، فقالت : إنه أسر إلي ، فقال : إن
جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة. وإنه عارضني به العام مرتين ، وما أراني
إلّا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحوقا ، ونعم السلف أنا لك ، قالت : فبكيت
لذلك ، ثم قال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة!؟ (أو نساء المؤمنين)
قالت : فضحكت.
أخبرنا محمد بن
معمر البحراني قال : حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو عوانة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن
مسروق قال : أخبرتني عائشة ، قالت : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم جميعا ، ما يغادر منا واحدة ، فجاءت فاطمة رضياللهعنها تمشي ، ولا والله إن تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى انتهت اليه ، فقال : مرحبا بابنتي ، فأقعدها عن
يمينه (أو يساره) ثم سارها بشيء ، فبكت بكاء شديدا ، ثم سارّها بشيء فضحكت ، فلما
قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت لها : أخصّك رسول الله صلىاللهعليهوسلم من بيننا بالسرار وأنت تبكين؟ أخبريني ما قال لك؟ قالت :
ما كنت لأفشي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم سره ، فلما توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقالت : أما الآن فنعم ، سارني في المرة الاولى ، فقال :
إن جبريل عليهالسلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام
مرتين ، ولا أدري الأجل إلّا قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، ثم قال لي : يا فاطمة!
أما ترضين أنك تكوني سيدة نساء هذه الامة ، وسيدة نساء العالمين
فضحكت.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ٢١٤ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
فأشار إلى الحديث
الشريف.
ومنهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٨٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفيه عن عائشة رضياللهعنها قالت : اجتمع نساء النبي صلىاللهعليهوسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه
أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ، ثم إنه سارها فضحكت أيضا ، فقلت لها ما يبكيك؟ فقالت
ما كنت لأفشي سر رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت
أخصك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحديثه دوننا ثم تبكين ، وسألتها عمّا قال ، فقالت : ما
كنت لأفشي سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى إذا قبض سألتها ، فقالت : إنه كان حدثني أن جبريل كان
يعارضه بالقرآن ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال» من حديث مسروق عن
عائشة.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ٢٠٧ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
وأشاروا إلى
الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٢١٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
يا فاطمة أما
ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة.
ورواه أيضا في ج ٢
ص ٣١١ مثله بعينه.
وروى أيضا في
فهارس أحاديث وآثار مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ٤٢٧ :
ألا ترضين أن
تكوني سيدة نساء هذه الامة. فاطمة ٦ / ٢٨٢.
ومنهم الفاضل ساعد
بن عمر بن غازي في «ذيل مجلس من الأمالي لأبي نعيم الاصبهاني» (ص ٥٤) قال :
أخرجه البخاري في (التاريخ
الكبير) (١ / ١ / ٢٣٢) من طريق محمد بن مروان الذهلي عن أبي حازم الأشجعي عن أبي
هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أن فاطمة سيدة نساء أمتي».
ومنهم الفاضل وحيد
عبد السلام بالي في «وقاية الإنسان» (ص ٣١٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ذكر الحديث عائشة
ان النبي صلىاللهعليهوآله سارّ فاطمة فبكت ثم سارها فضحكت ـ وقال في الثانية : يا
فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ـ أو سيدة نساء هذه الامة.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة علاقة الميزان»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٢٠٧ وج ١٣ ص ٧٩ وج ١٨ ص ٤١٧ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ زين الدين محمد بن عبد الرءوف الشافعي المناوي في «اتحاف السائل بما لفاطمة
من المناقب والفضائل» (ص ٧٤ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
«عن ابن عباس عنه
عليه الصلاة والسلام أنه قال : أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين
خيوطه والأئمة من أمتي عموده ، وفاطمة علاقته توزن فيه أعمال المحبين لنا ،
والمبغضين لنا».[رواه الديلمي].
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة لسان الميزان»
قد رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٩١ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
قال علي رضياللهعنه : دخلت يوما منزلي ، فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، وفاطمة بين يديه ،
فقال : «يا حسن ويا حسين ، أنتما كفّتا الميزان وفاطمة لسانه ولا تعتدل الكفّتان
إلّا باللسان ، ولا يقوم اللسان إلّا على الكفتين ، أنتما الامامان ولامكما
الشفاعة ، ثم التفت إلي وقال : يا أبا الحسن أنت توفّي أجورهم ، وتقسم الجنة بين
أهلها يوم القيامة».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة سيدة نساء العالمين»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٧ وج ١٩ ص ١٨ وج ٢٥ ص ٤٢ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر
تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٧ ص ٣٤٢ ط دار الفكر) قال :
وعن عمران بن حصين
أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال له : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة؟ فإنها تشتكي ، قلت :
بلى. قال : فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها ، فسلم فاستأذن ، فقال : أدخل أنا
ومن معي؟ قالت : نعم ، ومن معك يا أبتاه ، فو الله ما عليّ إلّا عباءة. فقال لها :
اصنعي بها هكذا ، واصنعي بها هكذا ، فعلمها كيف تستتر ، فقالت : والله ما علي رأسي
خمار ، قال : فأخذ خلق ملاءة كانت عليه ، قال : اختمري بها ، ثم أذنت لهما ، فدخلا
، فقال : كيف تجدينك يا بنية؟ قالت : إني لوجعة ، وإنه ليزيدني أني مالي طعام آكله
، قال : أما ترضين يا بنية أنك سيدة نساء العالمين؟
قال : تقول : يا
أبه ، فأين مريم بنت عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ،
أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١١٣ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
وعاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنته فاطمة وهي مريضة ذات يوم فقال لها : كيف تجدينك يا
بنية؟ قالت الزهراء : إني لوجعة وانه ليزيدني أني ما لي طعام آكله. فقال النبي
عليه الصلاة والسلام : فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور بعينه.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣٣٣ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم العلامة أبو
الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن
سيد الناس المتوفى ٧٣٢ ه في «منح المدح أو : شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم أورثاه» (ص ٣٥٦ ط دار الفكر دمشق) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
أبو العباس السراج
، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا علي بن هاشم ، عن كثير النواء ، عن عمران بن حصين أن
النبي صلىاللهعليهوسلم : عاد فاطمة وهي مريضة فقال لها : «كيف تجدينك»؟ قالت :
إني وجعة وإنه ليزيدني أني مالي طعام آكله ، قال : «يا بنية أما ترضين أن تكوني
سيدة نساء العالمين» قالت فأين مريم؟ قال : «تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء
عالمك ، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة».
ومنهم سامية منيسي
في «أمهات المؤمنين والقرشيات» (ص ٢٤٦ ط دار المريخ في الرياض قالت :
قال لها في آخر
حياته : أنت أول من لحقني من أهل بيتي وأنت سيدة نساء العالمين فضحكت.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٥٥٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
فاطمة سيدة نساء
العالمين. ورواه أيضا في ج ٢ ص ٣١١.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول صلىاللهعليهوسلم» لأبي عبد الله الترمذي (ص ١٢ ط دار النور الإسلامي ودار
البشائر الإسلامية بيروت) قال :
أربع نساء سيدة
نساء العالمين مريم وآسية وخديجة وفاطمة. ٣٠٧.
ومنهم عفّت وصال
حمزة في «تعليقات منح المدح» (ص ٣٥٨) قالت :
وفي الاصابة ٤ /
٣٦٧ : وقال مسروق عن عائشة : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيها مشي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه ثم أسر إليها
حديثا ؛ فبكت ، ثم أسر إليها حديثا ، فضحكت. فقلت : ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من
حزن. فسألتها عما قال فقالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم سره. فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال : «إن جبريل كان
يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين. وما أراه إلّا قد حضر
أجلي وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك» فبكيت. فقال : «ألا ترضين
أن تكوني سيدة نساء العالمين»؟ فضحكت.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لابنته فاطمة : «أنت أول أهل بيتي لحوقا
بي»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٤٣٩ وج ١٩ ص ١٧٢ وج ٢٥ ص ١٧٣ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١١١ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا أبو خيثمة ،
حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق.
عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيها مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «مرحبا بابنتي». وأجلسها عن يمينه ـ أو عن يساره ـ وأسرّ
إليها حديثا فبكت ، ثم أسرّ إليها حديثا فضحكت. فقلت : ما رأيت
كاليوم حزنا أقرب
من فرح! أي شيء أسرّ إليك رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فلما قبض سألتها ، فقالت : قال : «إن جبريل كان يأتيني
فيعارضني القرآن مرة. وإنه أتاني العام فعارضني به مرتين ، ولا أرى أجلي إلّا قد
حضر. ونعم السلف أنا لك ، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي». فبكيت لذلك. فقال : «أما
ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ـ أو نساء هذه الامة؟». قالت فضحكت.
ومنهم العلامة
العارف الشيخ فخر الدين بن عربي المتوفى ٦٣٨ ه في «تفسير القرآن الكريم» (ج ٢ ص
٨٦٥ ط دار الأندلس بيروت) قال :
وعنه أنه دعا
فاطمة عليهاالسلام ، فقال : (يا بنتاه نعيت إليّ نفسي ، فبكت ، فقال : لا
تبكي ، فإنك أول أهلي لحوقا بي. فضحكت) وتسمى هذه سورة التوديع. وروي أنه عاش
بعدها سنتين. ونزلت في حجة الوداع.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣٣٩ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
أشار إلى الحديث
الشريف كما تقدم.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٥ ص ٢٥٣ ط دار الفكر) قال :
منصور بن بشير حدث
عن ابراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة : ان النبي صلىاللهعليهوآله دعا فاطمة في مرضه الذي توفي فيه ـ فذكر الحديث مثل ما مر
عن المسند لأبي يعلى.
وقال أيضا في ج ٢٦
ص ٨٦ : وعن عائشة : أنها قالت لفاطمة : أرأيت حين أكببت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبكيت ، ثم أكببت فضحكت؟ قالت : أخبرني أنه ميت من وجعه
هذا فبكيت ، ثم أكببت فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به ، قال : «وأنت
سيدة نساء أهل
الجنة ، إلّا مريم بنت عمران» ؛ فضحكت.
ومنهم العلامة شهاب
الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٣ ص ١٧٠ ط
دار الفكر بيروت) قال :
(و) مما أخبر به
صلى الله تعالى عليه وسلم من المغيبات ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى
عنها(ان فاطمة) الزهراء بنته صلى الله تعالى عليه وسلم ورضياللهعنها (أول أهله لحوقا) وروي لحاقا (به) أي أول من ـ فذكر الحديث
مثل ما مر.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب احياء علوم الدين ـ للغزالي» (ج ١
ص ٣٦٩ ط القاهرة) قال :
وأخبر فاطمة ابنته
رضياللهعنها بأنها أول أهله لحاقا.
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ١٧٠ المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
منهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٤ ص ٣٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا هبة الله
بن الحصين ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا
عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا زكريا
بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة رضياللهعنها ، قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «مرحبا بابنتي» ، ثم أجلسها عن يمينه ـ أو عن
شماله ـ ثم أنه أسر إليها حديثا
فبكت ، فقلت لها :
استخصك رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديثه ثم تبكين. ثم انه أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت : ما
رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر سليمان سليم البواب في «مائة أوائل من النساء» (ص ١٥٦ ط ٢ دار الحكمة دمشق)
قال :
ذكر الحديث الشريف
مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب : ع ، م (ص ٣٠ ط مؤسسة المفيد
بيروت) قال :
فذكر الحديث
الشريف.
ومنهم الفاضل
المعاصر رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في «اظهار الحق» (ج ٢ ص ١٥٤ ط دار الجيل
بيروت) قال :
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه : «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٧٩ ط دار الهجرة بيروت) قال :
فذكر الحديث
الشريف
ومنهم الشيخ أحمد
بن محمد بن عبد ربّه الأندلسي صاحب عقد الفريد في كتاب «طبائع النساء وما جاء فيها
من العجائب والغرائب» (ص ١٧٨ ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال :
عن عثمان بن عمر
عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة ام
المؤمنين ـ فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في «نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق»
(ص ٥٢ ط دار السلام) قال :
أخرج البخاري في
صحيحه فقال : حدثنا أبو نعيم ثنا زكريا عن فراس عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة رضياللهعنها قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلىاللهعليهوسلم فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : مرحبا يا ابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر
إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم
فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى قبض النبي صلىاللهعليهوسلم فسألتها فقالت : أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل
سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلّا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي
فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك.
درجة الحديث :
الحديث صحيح : أخرجه الشيخان.
تحقق النبوءة :
صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم حيث كانت فاطمة رضياللهعنها أول من لحقت النبي صلىاللهعليهوسلم من أهل بيته فإنها لم تعش بعده صلىاللهعليهوسلم إلّا ستة أشهر.
يقول الحافظ ابن
جر رحمهالله تعالى : إنهم اتفقوا ـ أي أهل السير ـ على أن فاطمة عليهاالسلام كانت أول من مات من أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم بعده حتى من أزواجه.
ويقول الامام
النووي رحمهالله تعالى : عاشت ـ أي فاطمة رضياللهعنها ـ بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر وهو الصحيح المشهور وقيل : ثمانية أشهر وقيل :
ثلاثة وقيل : شهرين وقيل : سبعين يوما فعلى الصحيح قالوا توفيت رضياللهعنها لثلاث مضين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ويقول النووي رحمهالله تعالى في موضع آخر : هذه معجزة ظاهرة له صلىاللهعليهوسلم بل معجزتان فأخبر ببقائها بعده وبأنها أول أهله لحاقا به
ووقع كذلك.
وقال في الذيل :
هذا الحديث يتعلق بسيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، رضياللهعنها
رواه عن رسول الله
صلىاللهعليهوسلم صحابيان هما فاطمة نفسها وواثلة بن الأسقع الليثي رضياللهعنهما.
أما حديث فاطمة رضياللهعنها ، فأخرجه البخاري في صحيحه ٦١ ـ كتاب المناقب ٢٥ ـ باب
علامات النبوة في الإسلام ٦ / ٦٢٨ (ح ٣٦٢٤) بلفظه و (ح ٣٦٢٦) بمثله.
و ٦٢ ـ كتاب فضائل
الصاحبة ١٢ ـ باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ٧ / ٧٨ (ح ٣٧١٦) بمثله. و ٦٤ ـ كتاب المغازي ٨٣ ـ باب مرض
النبي صلىاللهعليهوسلم ووفاته ٨ / ١٣٥ (ح ٤٤٣٣).
ومسلم في صحيحه
كتاب فضائل الصحابة ١٥ ـ باب فضائل فاطمة رضياللهعنها ٤ / ١٩٠٥ (ح ٢٤٥٠) بمثله.
وابن ماجة في سننه
كتاب الجنائز ٦٤ ـ باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ١ / ٥١٧ (١٦٢) بمثله.
وأحمد في مسنده ٦
/ ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ـ ٢٤٠ بمثله.
والدارمي في مقدمة
سننه ١٤ ـ باب في وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم ١ / ٣٨ (ح ٨٠) بمثله.
وابن سعد في
الطبقات ٢ / ٢٤٧ بمثله.
وابن أبي شيبة في
مصنفه ١٤ / ١٢٩ (ح ١٧٨٤٠) بمثله.
والطبراني في
معجمه الكبير ١١ / ٣٣٠ (ح ١١٩٠٧) بمثله.
والبيهقي في دلائل
النبوة ٦ / ٣٦٤ بمثله.
وأما حديث واثلة
بن الأسقع رضياللهعنه. فأخرجه ابن عساكر في تاريخه كما
في تهذيب تاريخ
ابن عساكر ٥ / ١٨٨ ولفظه «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : أول من يلحقني من أهل بيتي أنت يا فاطمة».
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث
الرسول صلىاللهعليهوسلم» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٦٠ ط دار النور الإسلامي ودار
البشائر الإسلامية بيروت) قال :
قال لها عند موته
إنك أسرع الناس لحوقا بي فضحكت ... فاطمة ٣٠٧.
ومنهم عبد الرحمن
الشرقاوي في «علي امام المتقين» (ج ١ ص ٧٠ ط مكتبة غريب بالعجالة) قال :
فذكر الحديث كما
تقدم.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٣٨ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
قالت عائشة ام
المؤمنين : ما رأيت من خلق الله أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلىاللهعليهوسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبّلها ورحّب
بها وأجلسها في مجلسه ؛ وكان إذا دخل عليها قامت إليه ورحّبت به وأخذت بيده
فقبّلتها. فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه ، فأسرّ إليها فبكت ، ثم أسرّ إليها
فضحكت ، فقلت : كنت أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء ، فإذا هي واحدة منهن ؛
بينما هي تبكي إذ هي تضحك! فلما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألتها ؛ فقالت : أسرّ إلي فأخبرني انه ميت فبكيت ؛ ثم
أسرّ إليّ أني أول أهل بيته لحوقا به فضحكت.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ٢١٢ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
فأشار إلى الحديث
الشريف.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٤٣ ط دار الهجرة بيروت) قال :
ولم تشأ بل ولم
يشأ الله أن يطيل مقامها في الدنيا بعد وفاة رسول الله فقد همس في أذنيها وهو على
فراش الموت قائلا : إنك أول الناس لحوقا بي في الجنة .. فابتسمت والدموع في عينها
ولم تمض ستة أشهر حتى لحقت بالمصطفى عليهالسلام في الخير إن شاء الله.
ومنهم سامية منيسي
في «أمهات المؤمنين والقرشيات» (ص ٢٤٦ ط دار المريخ الرياض) قال :
فذكر انه قال لها
: أنت أول لحوقا بي من أهل بيتي.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله:
«أنا الشجرة وفاطمة فرعها [أصلها]»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ١٥٣ وج ٢٥ ص ١٢٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٥١٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أنا الشجرة وفاطمة
أصلها (فرعها) وعلي لقاحها. كر ٤ : ٣٢١ ـ ميزان ١٨٩٦ ، ٨٩٨١ ـ تذكرة ٩٩ ـ لىء ١ :
٢٢٠ ـ عدي ٦ : ٢٤٥١.
وقال في «فهارس
المستدرك للحاكم ص ٧٠٨ : أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا شجرة وفاطمة حملها»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٥٧ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل محمد
خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة ـ للصفوري» (ص ١٨٢ ط دار ابن كثير) قال :
وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنا شجرة ، وفاطمة حملها ، وعلي لقاحها ، والحسن
والحسين ثمارها ، ومحبونا أهل البيت ورقها ، وكلّنا في الجنة حقّا حقّا».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة ينادى : يا أهل
الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى
تمر»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١٣٩ وج ١٩ ص ٦٧ وج ٢٥ ص ٢١٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة محمد
بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الاباضي الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود ١٢٣٦
والمتوفى ١٣٣٢ ه في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٤٦ ط دار الكتب
العلمية) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع ، غضّوا
أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمرّ». رواه تمام ، والحاكم ، عن علي.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
قد روي عن علي
وأبي أيوب وأبي سعيد وأبي هريرة وعائشة ـ ثم ذكر الأحاديث بأسانيدها المختلفة
والطرق المتفاوتة.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٧٩ وص ١٠٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر) قال :
يا أيها الناس
غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة. متناهية ١ : ٢٦٢.
يا أيها الناس
غضوا أبصاركم ونكسوا رءوسكم. متناهية ١ : ٢٦٢.
يا أيها الناس
غضوا أبصاركم ونكسوا رءوسكم حتى تمر فاطمة. متناهية ١ : ٢٦١.
ورواه أيضا في «فهارس
المستدرك للحاكم» ص ٧٠٨.
ومنهم الفاضل محمد
خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة» للصفوري (ص ١٨٨ ط دار ابن كثير) قال :
وعن أبي أيوب
الأنصاري رضياللهعنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش
: يا أهل الجمع نكسوا رءوسكم ، وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط»
قيل : حتى لا يراها قاتل الحسين ، فيتعلق بها ، فتعفو عنه ، وقد قضى الله عليه
بالعذاب ـ فتمر رضياللهعنها ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع».
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: «ان الله حرّم فاطمة وذريتها على النار»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١٢٣ وج ١٨ ص ٥٧ وج ٢٥ ص ١٩٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٧ ص ١٢٦ ط دار الفكر) قال :
وعن عبد الله بن
مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
ن فاطمة أحصنت
فرجها ، فحرمها الله وذريتها على النار.
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن الجوزي» (ص ٧٣
ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
فأشار إلى الحديث
الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٥٥٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن ابن منظور.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المهدي من ولد فاطمة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٣ ص ٩٨ وص ١١٠ وج ١٠ ص ٢٤٠ وج ١٩ ص ٦٦ وص ٦٧١ و ٦٧٢ و ٦٧٣ و
٦٧٩ وج ٢٥ ص ٥٢٦ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ ابن
كثير الدمشقي في «علامات يوم القيامة» (ص ٢٧ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
وقال أبو داود :
حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، حدثنا أبو المليح الحسن
بن عمر ، عن زياد بن بيان ، عن علي بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن ام سلمة قالت
: سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : (المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة).
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك للحاكم» (ص ٧٠٩ ط بيروت) قال :
المهدي هو من ولد
فاطمة رضياللهعنها.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في فاطمة بعد أن ضمّها إلى صدره :
«ذرية بعضها من بعض»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف باء» (ج ٢ ص ٧٦ ط
عالم الكتب بيروت) قال :
ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لابنته فاطمة رضياللهعنها : أيما خير للمرأة وخير للرجل؟ قالت : أن لا ترى المرأة
رجلا ولا يرى الرجل امرأة فضمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى صدره وقال : ذرية بعضها من بعض.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الحليم أبو شقة في «تحرير المرأة في عصر الرسالة» (ج ٣ ص ٣٩ ط ١ دار
القلم الكويت عام ١٤١٠) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن «ألف باء» وفيه : أي شيء خير للمرأة؟
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة وبعلها وابنيهما : «أنا حرب لمن
حاربكم وسلم لمن سالمكم»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٤٩ وص ١٦١ وج ١٨ ص ٤١١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة.
فمنهم الحافظ محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية) قال :
وفي الترمذي ، عن
زيد بن أرقم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي وفاطمة وابنيهما : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن
سالمكم.
وقال في «تاريخ
الإسلام» ج ٣ ص ٤٥ : وفي الترمذي عن زيد بن أرقم ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي وفاطمة وابنيهما : فذكر الحديث مثل ما تقدم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أفضل نساء أهل الجنة فاطمة
عليهاالسلام»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٥٢ وج ١٩ ص ٥٠ وج ٢٥ ص ٣٠ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ
الجمال يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٣٥ ص ٢٤٩ ط بيروت) قال :
وقال علباء بن
أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : خطّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الأرض أربعة خطوط ، ثم قال : أتدرون ما هذا؟ قالوا :
الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد
ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
ومنهم الفاضل
المعاصر توفيق الحكيم في «مختار تفسير القرطبي» (ص ٢٣٦ ط الهيئة المصرية العامة
للكتاب) قال :
أفضل نساء أهل
الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة
فرعون.
مستدرك
تعليمه صلىاللهعليهوآله
التسبيح لعلي وفاطمة عليهماالسلامعند
المنام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٧٨ وج ٢٥ ص ٣٠٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل وحيد
عبد السلام بالي في «وقاية الإنسان» (ص ٣٨٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
عن علي رضياللهعنه : ان فاطمة رضياللهعنها أتت النبي صلىاللهعليهوسلم تسأله خادما ، فلم تجده ، ووجدت عائشة فأخبرتها ، قال علي
: فجاءنا النبي صلىاللهعليهوسلم وقد أخذنا مضجعنا فقال : «ألا أدلكما على ما هو خير لكما
من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ،
وكبرا أربعا
وثلاثين ، فإنه
خير لكما من خادم» متفق عليه.
ومنهم الشيخ أبو
بكر الجزائري في «منهاج المسلم» (ص ١٣٨ ط دار الكتب السلفية القاهرة) قال :
قول الرسول عليه
الصلاة والسلام لعلي وفاطمة رضياللهعنهما وقد طلبا منه صلىاللهعليهوسلم خادما يساعدهما في البيت : «ألا أدلكما على خير مما
سألتماه؟ إذا أخذتما مضجعا فسبحا ثلاثا ـ فذكر مثل ما تقدم عن «وقاية الإنسان».
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الحميد كشك في «بناء الامرأة المسلمة» (ص ١٧١ ط دار المختار الإسلامي)
قال :
روى البخاري ومسلم
أن فاطمة رضياللهعنها أتت النبي صلىاللهعليهوسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرجال وتسأله خادمة فقال :
«ألا أدلكم على ما هو خير لكما مما سألتما : إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا
وثلاثين. فذكر مثل ما تقدم باختلاف في اللفظ.
ومنهم الحافظ جمال
الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ١٦ ص ٣٣٢ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
أخبرنا به أبو
الحسن ابن البخاري. قال : أنبأنا الكراني. قال : أخبرنا الصيرفي ، قال :
أخبرنا ابن
فاذشاه. قال : أخبرنا الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو
نعيم ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي ، قال : سمعت عبد الله بن يعلى
النهدي ، يقول : قال علي : أتت فاطمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، تشكو اليه العمل وتسأله خادما ، فقال : «أولا خير من ذلك؟
إذا أويت إلى فراشك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين ، واحمديه ثلاثا وثلاثين ، وكبّريه
أربعا وثلاثين». قال عيسى : فقلت لعبد الله بن يعلى : أدركت عليا؟ قال : نعم يوم
صفين.
وقال في ج ٢٠ ص
٣٢١ في ترجمة علي بن اعبد انه روى عن علي بن أبي طالب :
ألا أحدثك عني وعن
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت من أحب أهله اليه؟ قلت : بلى ، قال انها جرت بالرحى
... الحديث.
ومنهم الأستاذ
الدكتور السيد أحمد فرج في «الزواج وأحكامه في مذهب أهل السنة» (ص ٢٢٦ ط ١ دار
الوفاء المنصورة) قال :
وفي الصحيحين أن
فاطمة (رضياللهعنها) أتت النبي صلىاللهعليهوسلم فشكت إليه ما تلقى في يديها من الرحا ، وتسأله خادما فلم
تجده ، وذكرت ذلك لعائشة رضياللهعنها فلما جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرته ، قال علي كرم الله وجهه فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا
، فذهبنا نقوم فقال مكانكما ، فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على بطني ، فقال
: «أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما. إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا
وثلاثين مرة ، واحمدا الله ثلاثا وثلاثين مرة ، وكبرا أربعا وثلاثين مرة ، فهو خير
لكما من خادم» ، قال علي كرم الله وجهه فما تركتها بعد. قيل : ولا ليلة صفين.
ومنهم الفاضل
المعاصر طه عبد الله العفيفي في «من وصايا الرسول صلىاللهعليهوآله» (ص ٣٨٩ ط دار التراث العربي القاهرة) قال :
عن علي رضياللهعنه ، قال لابن أعبد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة رضياللهعنها بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت من أحب أهله اليه ، وكانت عندي؟ قلت : بلى ، قال :
انها جرت بالرحا حتى أثرت في يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها ، وكنست
البيت حتى اغبرت ثيابها ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادما ، فأتته فوجدت
عنده حدثاء ، فرجعت فأتاها من الغد ، فقال : ما كان حاجتك؟ فسكتت ، فقلت : أنا
أحدثك يا رسول الله .. جرت بالرحا حتى أثرت في يدها ، وحملت بالقربة حتى أثرت في
نحرها ، فلما ان جاء الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حرما هي فيه ،
قال :
«اتقي الله يا
فاطمة ، وأدي فريضة ربك ، واعملي عمل أهلك ، وإذا أخذت مضجعك : فسبحي ثلاثا
وثلاثين ، واحمدي ثلاثا وثلاثين ، وكبري أربعا وثلاثين ، فتلك مائة فهو خير لك من
خادم». قالت : رضيت عن الله ورسوله.
زاد في رواية : «ولم
يخدمها».(رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي مختصرا ، وقال : وفي
الحديث قصة ولم يذكرها.
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين»
(ص ١٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
اتقي الله يا
فاطمة وأدّي فريضة ربّك واعملي عمل أهلك وإذا أخذت مضجعك فسبحي ـ فذكر مثل ما
تقدم.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلي أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلي» (ج ١ ص ٢٨٧ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا أبو خيثمة ،
حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا العوام بن حوشب ، حدثني عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن
بن أبي ليلى.
عن علي ، قال :
أتانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى وضع قدمه بيني وبين فاطمة ، فعلّمنا ما نقول إذا أخذنا
مضاجعنا : «ثلاثا وثلاثين تسبيحة ، وثلاثا وثلاثين تحميدة ، وأربعا وثلاثين تكبيرة
، قال : قال علي : فما تركتها بعد. فقال له رجل : ولا ليلة صفين؟ قال : ولا ليلة
صفين».
وقال أيضا في ص
٤١٩ : حدثنا أبو موسى ، حدثنا عثمان بن عمر ؛ حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة.
عن علي ، قال :
قلت لفاطمة : لو أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فسألته خادما ، فانه قد أجهدك العمل. فأتته فلم توافقه.
فقال : «ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أويتما إلى فراشكما. فسبّحا ـ فذكر
مثل ما تقدم ـ وزاد :
فذلك ، مائة على
اللسان ، وألف في الميزان».
حدثنا أبو موسى ،
حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا العوام بن حوشب ، حدثني عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن
بن أبي ليلى. عن علي قال : أتانا رسول الله حتى وضع قدمه ـ فذكر مثل ما تقدم أولا.
وقال أيضا في ص
٤٣٦ : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن مجاهد ،
عن ابن أبي ليلى ، عن علي ، قال : أتت فاطمة النبي صلىاللهعليهوسلم تستخدمه خادما فقال : «أدلك ، أو أعلمك ما هو خير لك من
ذلك؟ إذا أويت إلى فراشك تسبحين ثلاثة وثلاثين. وكبري ، واحمدي أحدهما ثلاثا
وثلاثين ، والآخر أربعا وثلاثين». قال علي : فلم أدعها بعد أن سمعتها. قيل له :
ولا ليلة صفين؟ قال : ولا ليلة صفين».
وقال في ج ١٢ ص
١٢٣ : حدثنا زهير ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة
قال : سألت فاطمة النبي صلىاللهعليهوسلم خادما فقال : «ألا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ تسبحين الله
، وتكبرين ، وتحمدين الله إذا أويت إلى فراشك مائة مرة».
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ١٥ ط ٥ دار ثابت القاهرة) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٤٨٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
تسبحين ثلاثا
وثلاثين (قاله لفاطمة) علي بن أبي طالب ١ / ٨٠.
ومنهم سامية منيسي
في «أمهات المؤمنين والقرشيات» (ص ٢٤٦ ط دار المريخ بالرياض) قال :
فذكر انه أمرهما
بالتسبيح والتكبير والتحميد عوض الخادم.
حديث آخر. رواه
جماعة :
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢١ ص ١٣٥ ط دار الفكر) قال :
عن كثير بن الحارث
، عن القاسم مولى معاوية :
أنه سمع علي بن
أبي طالب يذكر أنه أمر فاطمة تستخدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إنه قد شق علي الرحى ، وأرته
أثرا في يدها من أثر الرحى ، فسألته أن يخدمها خادما ، فقال : «ألا أعلمك خيرا من
ذلك ـ أو قال : خيرا من الدنيا وما فيها ـ إذا أويت إلى فراشك فكبري أربعا وثلاثين
تكبيرة ، وثلاثا وثلاثين تحميدة ، وثلاثا وثلاثين تسبيحة ، فذلك خير لك من الدنيا
وما فيها». فقال علي : ما تركتها منذ سمعتها. فقيل له : ولا ليلة صفين؟ قال : ولا
ليلة صفين.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام» (ص ١٥٨ ط مؤسسة الايمان
ودار الرشيد بيروت ودمشق) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
حديث آخر رواه
جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» (ج ٣ ص
٢٣٧ ط المكتبة العلمية بيروت) قال :
حديث علي ، أن
فاطمة عليهاالسلام ، شكت ما تلقى من أثر الرحا. فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم سبي. فانطلقت فلم تجده. فوجدت عائشة ، فأخبرتها. فلما جاء
النبي صلىاللهعليهوسلم ، أخبرته عائشة بمجيء فاطمة. فجاء النبي صلىاللهعليهوسلم ، إلينا ، وقد أخذنا مضاجعنا. فذهبت لأقوم ، فقال : «على
مكانكما» فقعد بيننا ، حتى وجدت برد قدميه على صدري. وقال : «ألا أعلمكما خيرا مما
سألتماني؟ إذا
أخذتما مضاجعكما
تكبّرا أربعا وثلاثين ، وتسبحا ثلاثا وثلاثين ، وتحمدا ثلاثة وثلاثين. فهو خير
لكما من خادم».
أخرجه البخاري في
: ٦٢ ـ كتاب فضائل أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : ٩ ـ باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي.
ومنهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٧٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
عن ابن أبي ليلى
قال : حدثنا علي ـ فذكر مثل ما تقدم عن «اللؤلؤ والمرجان» وليس فيه : أخرجه
البخاري ـ إلخ.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٤٢ ط دار القلم دمشق) قال :
وقد روى البخاري
عن علي رضياللهعنه أن فاطمة عليهاالسلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن ، فبلغها أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أوتي بسبي ، ـ فروى مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة
السيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي في «هداية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري» (ج ١
ص ٢٦٦ ط مطبعة الاستقامة بمصر) قال :
ألا أعلمكما خيرا
ما سألتماني. إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين ـ فروى مثل ما تقدم عن
اللؤلؤ والمرجان وقال في آخره : (رواه على : كتاب المناقب : باب مناقب علي).
ومنهم العلامة أبو
جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي
الحنفي في «شرح معاني الآثار» (ج ٣ ص ٢٣٣ ط ٢ دار الكتب العلمية بيروت) قال :
حدثنا سليمان بن
شعيب ، قال : ثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم قال : سمعت عبد
الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن علي بن أبي طالب ، أن فاطمة أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم تشكو إليه أثر الرحى في يدها وقد بلغها أن النبي صلىاللهعليهوسلم أتاه سبي ، فأتته تسأله خادما ، فلم تلقه ، ولقيتها عائشة
، فأخبرتها الحديث. فلما جاء النبي صلىاللهعليهوسلم أخبرته بذلك قال : فأتاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا لنقوم فقال «مكانكما» فقعد
بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري. فقال : ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ ـ فذكر
مثل ما تقدم عن اللؤلؤ.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد الأحمدي أبو النور المصري في «منهج السنة في الزواج» (ص ٤٠١
ط ٣ دار السلام للطباعة والتوزيع والنشر والترجمة ـ قال :
وقد روى ابن أبي
ليلى عن علي عليهالسلام ـ فذكر مثل ما تقدم عن اللؤلؤ.
حديث آخر. رواه
جماعة :
فمنهم العلامة شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى ٧٤٨ ه في «معجم شيوخ الذهبي» (ص ٥٥١
ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن
عمر الزاهد أنا محمد بن عبد الهادي أنا يحيى الثقفي أنا حمزة بن العباس حضورا أنا
ابن عبد الرحيم أنا أبو محمد بن حبان نا عبد الله بن محمد بن زكريا ومحمد بن نصير
قالا : أنا إسماعيل بن عمر ثنا سفيان الثوري عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن
علقمة قال : أصابت عليا عليهالسلام خصاصة فقال لفاطمة : لو أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فسألتيه فأتته فقال : «إن شئت أمرت لك بخمسة أعنز وإن شئت
علمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل قالت : بل علمنيهن ، قال : قولي : يا أول الأولين
ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين ويا راحم المساكين ويا أرحم الراحمين»
فانصرفت. فقال علي : ما وراءك؟ فقالت : ذهبت إلى الدنيا وأتيتك
بالآخرة.
ومنهم محمد خير
المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة» (ص ١٩١) قال :
فذكر الحديث
والدعاء مثل ما مر.
حديث آخر. رواه
جماعة :
فمنهم المحقق
الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني»
(ج ١ ص ٢٧٠ ط ١ دار عمار عمان والمكتب الإسلامي بيروت) قال :
حدثنا خالد بن
النضر أبو يزيد القرشي البصري ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا سلمة بن حرب بن زياد
الكلابي ، حدثني أبو مدرك ، حدثني أنس بن مالك قال : «كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد ، حتى إذا طلعت الشمس ، خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واتبعته فقال : انطلق بنا حتى ندخل على فاطمة بنت محمد ،
فدخلنا عليها ، فإذا هي نائمة مضطجعة ، فقال : يا فاطمة ما ينيمك في هذه الساعة؟
قالت : ما زلت عند البارحة محمومة. قال : فأين الدعاء الذي علمتك؟ قالت : نسيته.
فقال : قولي : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي
طرفة عين ، ولا إلى أحد من الناس».
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب احياء علوم الدين ـ للغزالي» (ج ١
ص ١٥٢ ط القاهرة) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي : يا
حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله».
حديث آخر. رواه
جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل
الخلفاء الأربعة ـ
للعلامة الصفوري» (ص ١٩١ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
الثانية : قال في «صحيح
مسلم» قولي : «اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ورب العرش العظيم ، ورب كل شيء
، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان العظيم ، أعوذ بك من شر كل
شيء أنت آخذ بناصيته ، [اللهم] أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك
شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين ، وأغننا من الفقر».
الثالثة : قالت
فاطمة رضياللهعنها : رغّب النبي صلىاللهعليهوسلم في الجهاد ، وذكر فضله ، فسألته الجهاد؟ فقال : «ألا أدلك
على شيء يسير ، وأجره كثير ، ما من مؤمن ولا مؤمنة ، يسد عقب الوتر سجدتين ، ويقول
في كل سجدة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، خمس مرات لا يرفع رأسه حتى يغفر الله
له ذنوبه كلها وان مات في ليلته مات شهيدا».
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٨٦ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
ذكر طلبهما عن
النبي صلىاللهعليهوآله خادما ومجيء النبي إليهما وهما مضطجعان ـ إلى أن قالت : ثم
أضاف في رفق وهو يقدر حالهما : «ألا أخبركما بخير مما سألتماني» أجابا معا : «بلى
يا رسول الله ...».
قال : «كلمات
علمنيهن جبريل : تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا ، وتحمدان عشرا ، وتكبران عشرا ،
وإذا أويتما إلى فراشكما ، تسبحان ثلاثا وثلاثين ، وتحمدان ثلاثا وثلاثين ،
وتكبران ثلاثا وثلاثين ...
ثم ودعهما ومضى ،
بعد أن زودهما بهذا المدد الأهلي ، ولقنهما هذه الرياضة النفسية التي تغلب المصاعب
وتهزم المتاعب ...
ولقد سمع «الامام
علي» بعد أكثر من ثلث قرن يذكر كلمات الرسول ويقول : «فو الله ما تركتهن منذ
علمنيهن!» سأله رجل من أصحابه : ولا ليلة صفين؟ فأجاب
مؤكدا : ولا ليلة
صفين. وذكرت أيضا مثل ما تقدم في كتابها «تراجم سيدات بيت النبوة» ص ٦٠٢ ط بيروت.
ومنهم الدكتور عبد
الصبور شاهين والاستاذة اصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص
٩١ ط الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قالا :
وقد وردت إلى
المدينة مرة غنائم وسبي فانتهزا الفرصة وذهبا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم يشكوان له الجهد والكلال ، ويطلبان شيئا مما أفاء الله على
المسلمين من غنائم. فقال لهما : لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم.
ثم أضاف : ألا أخبركم بخير مما سألتماني؟ فقالا : بلى ، قال : كلمات علمنيهن جبريل
: تسبحان. فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم أبو جعفر
أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحجري المصري في «شرح معاني الآثار» (ج ٣ ص ٢٣٣ ط
دار الكتب العلمية بيروت) قال :
حدثنا ربيع المؤذن
، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن علي
أنه قال لفاطمة ذات يوم «قد جاء الله أباك بسعة ورقيق فأتيه فاطلبي منه خادما»
فأتيته ، فذكرت ذلك له فقال «والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة يطوون بطونهم ، فذكر
الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر طه عبد الله العفيفي في كتابه «حق الزوج على الزوجة وحق الزوجة على الزوج»
(ص ٧١ ط دار الاعتصام) قال :
فقد جاءت فاطمة
ابنة الرسول صلىاللهعليهوسلم تطلب من أبيها خادما يعينها على عمل البيت ، فنصحها
بالإكثار من الذكر والتسبيح والتيقظ للعبادة ، فذلك خير لها.
حديث آخر. رواه
جماعة :
فمنهم الدكتور عبد
الصبور شاهين والاستاذة اصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص
٣٣٧ ط الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قالا :
عن ام سلمة زعمت
أن فاطمة جاءت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم تشتكي إليه الخدمة ، فقالت : يا رسول الله لقد مجلت يدي من
الرحى ، أطحن مرة وأعجن مرة ، فقال لها رسول الله : يرزقك الله شيئا يأتك ، وسأدلك
على خير من ذلك إذا لزمت مضجعك ، فسبحي ثلاثا وثلاثين مرة وكبري ثلاثا وثلاثين مرة
، واحمدي أربعا وثلاثين ، فذلك مائة ، فهو خير لك من الخادم.
وإذا صليت الصبح
فقولي : لا إله إلّا الله وحده لا شريك لك له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ،
بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير (عشر مرات). وبعد صلاة المغرب كذلك. فإن كل
واحدة تكتب عشر حسنات وتحط عشر سيئات ، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل.
لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وهو حرسك ما بين ما تقولين غدوة إلى أن تقوليه
عشية من كل شيطان ومن كل سوء.
مستدرك
دعاء رسول الله صلىاللهعليهوآله لابنته فاطمة عليهاالسلام لما رآها جائعة
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٧٣٨ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني بيروت) قال :
حدثنا أحمد بن
يحيى الصوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا مسهر بن عبد الملك الهمداني ،
عن عتبة بن معاذ البصري ، عن عكرمة ، عن عمران بن حصين
الخزاعي قال : كنت
عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ أقبلت فاطمة قال : فنظرت إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أدني يا فاطمة» فدنت حتى قامت بين يديه فوضع يده
على صدرها في موضع القلادة وفرج بين أصابعه ثم قال : «اللهم مشبع الجاعة رافع
الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد» قال عمران : فنظرت إليها وقد غلب الدم على الصفرة
في وجهها كما كانت الصفرة قد غلبت على الدم قال عمران : فلقيها بعد فسألتها فقالت
: ما جعت بعدها يا عمران.
وروى مثله سندا
ومتنا بعينه في ص ٧٥٦.
ومنهم العلامة
محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية ـ المسماة : فتح الكريم
القريب» (ص ٢٤٠ ط مكتبة جدّة) قال :
(وفي الدلائل
للبيهقي أنه صلىاللهعليهوسلم وضع يده على صدرها ورفع عنها الجوع فما جاعت بعد) وفيه أنه
صلىاللهعليهوسلم لما وضع يده قال اللهم مشبع الجوعة ورافع الوضعة ارفع
فاطمة بنت محمد.
مستدرك
نزع فاطمة عليهاالسلام لستر الباب وفكّت القلبين عن ولديها مع بكائها رغبة
عن الدنيا
قد تقدم منا عن
العامة في ج ١٠ ص ٢٣٤ وص ٢٩١ وج ١٩ ص ١٠٥ وج ٢٥ ص ٢٧٦ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٨٦ ط دار القلم دمشق) قال :
عن ابن عمر أن
النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا خرج كان آخر عهده بفاطمة عليهاالسلام ، فإذا رجع كان أول عهده بفاطمة عليهاالسلام ، فلما رجع من غزوة تبوك وقد اشترت مقينعة فصبغتها بزعفران
، وألقت على بابها سترا ، أو ألقت في بيتها بساطا ، فلما رأى ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم رجع فأتى المسجد فقعد فيه ، فأرسلت إلى بلال ، فقالت :
اذهب فانظر ما ردّه عن بابي؟ فأتاه فأخبره ، فقال : إني رأيتها صنعت كذا وكذا ،
فأتاها فأخبرها ، فهتكت الستر وكل شيء أحدثته ، وألقت ما عليها ، ولبست أطمارها ،
فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبره ، فجاء حتى دخل عليها ، فقال : كذلك كوني فداك أبي
وأمي.
عن ابن عمر : أن
النبي صلىاللهعليهوسلم جاء إلى منزل فاطمة عليهاالسلام فرجع ولم يدخل ، وجاء علي عليهالسلام ، فذكرت ذلك له ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إني رأيت على بابها سترا ، ومالي وللدنيا ، قال :
وكان الستر موشيا ، قال : فذكر ذلك علي لفاطمة عليهاالسلام ، فقالت : يأمرني بما أحب ، فذكر ذلك عليّ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ابعثوا به إلى آل فلان ، فإن بهم إليه حاجة.
عن ثوبان مولى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا سافر كان آخر عهده من أهله بفاطمة عليهاالسلام ، وأول من يدخل عليها إذا قدم ، فقدم من غزاة ، وقد علقت
مسحا أو سترا على بابها ، وحلّت الحسن والحسين عليهماالسلام قلبين من فضة ، فقبض ولم يدخل ، فظنت أنما منعه أن يدخل ما
رأى ، فهتكت الستر ، وفككت القلبين عن الصبيين ، فبكيا وقطعته بينهما ، فانطلقا
إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهما يبكيان ، فأخذهما منهما فقال : «يا ثوبان اذهب بهذا
إلى فلان أو إلى أبي فلان ـ قال : أهل بيت بالمدينة ـ إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن
يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا ، يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب ، وسوارين
من عاج».
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقّاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣١٤ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
«وأسند يحيى عن
محمد بن قيس قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا قدم من سفر أتى فاطمة فدخل عليها وأطال عندها المكث ،
فخرج مرة في سفر وصنعت فاطمة مسكتين من ورق (بكسر الراء) وقلادة وقرطين وسترت باب
البيت لقدوم أبيها وزوجها ، فلما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل عليها ووقف أصحابه على الباب لا يدرون أيقيمون أم
ينصرفون لطول مكثه عندها ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس على المنبر ، ففطنت فاطمة
انه فعل ذلك لما رأى من المسكتين والقلادة والستر .. فنزعت قرطيها وقلادتها
ومسكتيها ونزعت الستر وبعثت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقالت للرسول : قل له تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول لك :
اجعل هذا في سبيل الله. فلما أتاه قال : قد فعلت ، فداها أبوها ، ثلاث مرات ، ليست
الدنيا من محمد ولا من آل محمد ، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح
بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء».
مستدرك
كانت لفاطمة عليهاالسلام سلسلة من ذهب أهدى لها علي عليهالسلام فباعتها
فاشترت بها نسمة فأعتقتها في سبيل الله
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٨٧ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما
سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد ناصر الدين الألباني في «آداب الزفاف في السنة
المطهرة» (ص ٩٠ ط
دار عمر بن الخطاب للنشر والتوزيع) قال :
قال ثوبان : دخل
النبي صلىاللهعليهوسلم على فاطمة وأنا معه ، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب
فقالت : هذا أهدى لي أبو حسن (تعني زوجها عليا رضياللهعنه). ـ وفي يدها السلسلة ـ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : يا فاطمة ، أيسرك أن يقول الناس : فاطمة بنت محمد في
يدها سلسلة من نار؟ [ثم عذمها عذما شديدا] ، فخرج ولم يقعد ، فعمدت فاطمة إلى
السلسلة فباعتها فاشترت بها نسمة فأعتقتها ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار».
وقال المحشي :
أخرجه النسائي (٢
/ ٢٨٤ ـ ٢٨٥) والطيالسي (١ / ٣٥٤) ومن طريقه الحاكم (٣ / ١٥٢ ـ ١٥٣) والطبراني في «الكبير»
(١ / ١٤٨ / ١) وكذا أحمد (٥ / ٢٧٨) وإسناده صحيح موصول. وقال الحاكم : «صحيح على
شرط الشيخين» ووافقه الذهبي ، وقال الحافظ المنذري (١ / ٢٧٣) : «رواه النسائي
بإسناد صحيح» وقال العراق (٤ / ٢٠٥) «... بإسناد جيد». والزيادة الاولى عندهم
جميعا إلّا في رواية النسائي ، والزيادة الثانية عنده وكذا الطيالسي وغيره وسائرها
عند أحمد والحربي في «الغريب» (٥ / ١٨ / ٢) مختصرا والطبراني ولم يسق لفظه. وله
طريق آخر عن أبي أسماء الرجبي عن ثوبان. رواه الروياني في «مسنده» (١٤ / ١٢٦ / ١)
وليس عنده «أيسرك ...» ، وسنده صحيح أيضا. واعلم أن ابن حزم روى (١٠ / ٨٤) هذا
الحديث من طريق النسائي فقط التي ليس فيها زيادة «من ذهب».
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد عطية الأبراشي في «عظمة الإسلام» (ص ٣٥٢ ط مكتبة الانجلو المصرية
القاهرة) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم.
مستدرك
خطبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لفاطمة بنت النبي صلى الله عليه
وعليهما وآلهما
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٣٢٦ وج ١٩ ص ١٢٣ وج ٢٥ ص ٣٨٦ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣٠٤ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
ومن جملة الأخبار
يتضح أن النبي عليهالسلام كان يبقيها لعلي رضياللهعنه. فقد خطبها أبو بكر وعمر فردهما وقال لكل منهما : انتظر
بها القضاء ، أو قال انها صغيرة كما جاء في سنن النسائي.
وفي أسد الغابة
انها لما خطبها أبو بكر وعمر وأبى رسول الله قال عمر : «أنت لها يا علي!» فقال علي
: «مالي من شيء إلّا درعي أرهنها» فزوجه رسول الله فاطمة ، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت
، ثم دخل عليها رسول الله فقال : «مالك تبكين يا فاطمة! فو الله لقد أنكحتك أكثرهم
علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما».
وفي رواية أن عليا
لما سأله النبي : «هل عندك من شيء؟» قال : «كلا». فقال له :
«وأين درعك
الحطمية؟» أي التي تحطم السيوف ، وكان النبي قد أهداه إياها ، فباعها وباع أشياء
غيرها كانت عنده ، فاجتمع له منها أربعمائة درهم ..
جاء في أنساب
الأشراف للبلاذري : «فباع بعيرا له ومتاعا فبلغ من ذلك أربعمائة وثمانين درهما
ويقال أربعمائة درهم ، فأمره أن يجعل ثلثها في الطيب وثلثها في المتاع ففعل ..».
ثم استطرد صاحب
الأنساب إلى رواية أخرى ، يرتفع سندها إلى علي نفسه قال : «سمعت عليا عليهالسلام يقول : «أردت أن أخطب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنته فقلت : والله مالي شيء ، ثم ذكرت صلته وعائدته
فخطبتها اليه» فقال : «وهل عندك من شيء؟» قلت : «لا» قال : «فأين درعك التي أعطيتك
يوم كذا؟ فقلت : هي عندي؟ قال : فأعطها إياها».
وفي طبقات ابن سعد
أن رسول الله قال لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة : «هي لك يا علي! لست بدجال» يعني
لست بكذاب. وذلك أنه كان وعد عليا بها قبل أن يخطبها.
ويروى عن النبي
أنه قال لفاطمة : «ما أليت أن أزوجك خير أهلي».
وجهزت وما كان لها
من جهاز غير سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف ونورة من أدم (إناء يغسل فيه)
وسقاء ومنخل ومنشفة وقدح ورحاءان وجرّتان ..
وعن أنس بن مالك
أن النبي قال له : انطلق وادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من
الأنصار ، قال فانطلقت فدعوتهم ، فلما أخذوا مجالسهم قال صلىاللهعليهوسلم : «الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته ، المطاع
لسلطانه ، المهروب اليه من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق
بقدرته ونيرهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلىاللهعليهوسلم. ان الله عزوجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا
جامعا ، أوشج بها الأرحام وألزمها الأنام. فقال الله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ
قَدِيراً) ، وأمر الله يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل
أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ، ثم ان الله تعالى أمرني أن
أزوج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت فاطمة من علي ، على أربعمائة مثقال فضة ان
رضي بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما وبارك لهما وأطاب
نسلهما ، وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن
الأمة ، أقول قولي
هذا وأستغفر الله لي ولكم».
قال أنس : «وكان
علي عليهالسلام غائبا في حاجة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم قد بعثه فيها .. ثم أمر لنا بطبق فيه تمر فوضع بين أيدينا
، فقال : انتهبوا. فبينما نحن كذلك إذ أقبل علي فتبسم اليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : يا علي! إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة ، وإني
زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة ، فقال علي : رضيت يا رسول الله! ثم إن عليا خرّ
ساجدا شكرا لله ، فلما رفع رأسه قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير
الطيب». قال أنس : «والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب».
ومن المرجح جدا أن
الزهراء قد استشيرت في زواجها على عادة النبي عليهالسلام في تزويج كل بنت من بناته كما جاء في مسند ابن حنبل ،
فيقول لها : فلان يذكرك ، فان سكتت أمضى الزواج ، وان نقرت الستر علم أنها تأباه ،
وفي زواج الزهراء قال لها : يا فاطمة! إن عليا يذكرك. فسكتت ، وفي روايات أخرى أنه
وجدها باكية ، فذاك حيث قال رسول الله : «ما لك تبكين يا فاطمة! فو الله لقد
أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما». ولم يجمع كتاب السيرة على الوقت
الذي تم فيه الزواج ، ولكنهم قالوا انه كان بعد الهجرة ، وبعد غزوة بدر.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد ناصر الدين الالباني في «آداب الزفاف في السنة المطهرة» (ص ٥٥ ط دار
عمر بن الخطاب للنشر والتوزيع) قال :
عن بريدة رضياللهعنه قال : قال نفر من الأنصار لعلي : عندك فاطمة ، فأتى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فسلم عيه ، فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ فقال : يا رسول
الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : مرحبا وأهلا ، ولم يزد عليهما ، فخرج علي بن أبي
طالب على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه ، قالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير
أنه قال لي : مرحبا وأهلا ، فقالوا : يكفيك من رسول الله إحداهما ، أعطاك الأهل
والمرحب.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٨٢ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
وفي رواية : إنه
لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يزوجها ، قال عمر : أنت لها يا علي. فقال علي : مالي من
شيء إلّا درعي أرهنها. فزوجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة. فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ثم دخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما لك تبكين يا فاطمة! فو الله لقد أنكحتك أكثرهم
علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما. وظلت فاطمة الزهراء الزوجة الوحيدة لعلي بن أبي
طالب طيلة حياتها. ولم يتخذ علي عليها زوجة حتى توفيت. وقد ولدت له الحسن والحسين
وأم كلثوم وزينب. وكانت فاطمة ترقّص الحسين بن علي رضياللهعنهما وتقول :
وا بأبي شبه
النبي
|
|
ليس شبيها بعلي
|
ومنهم العلامة الحافظ
جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ١٧ ص ٧٥ ط
بيروت) قال :
وأخبرنا أبو إسحاق
ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا
أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ،
قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد
الرحمن بن حميد الرؤاسي ، قال : حدثني عبد الكريم بن سليط البصري ، عن ابن بريدة ،
عن أبيه ، قال : قال نفر من الأنصار لعلي رضياللهعنه : لو كانت عندك فاطمة. فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يعني : ليخطبها ، فقال : «ما حاجة ابن أبي طالب؟» قال :
يا رسول الله ذكرت فاطمة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مرحبا وأهلا». لم يزده على ذلك. فخرج علي على هؤلاء
الرهط من الأنصار ينتظرونه ، فكأنهم قالوا : ما وراءك؟ قال : إنه قال : «مرحبا
وأهلا». قالوا : يكفيك من
رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحدهما ، أعطاك الأهل ، وأعطاك المرحب. فلما زوجه قال : «لا
بدّ للعروس من وليمة» ، فجمع له رهط من الأنصار شيئا ، فقال : «اللهم بارك لهما في
شملهما». رواه النسائي في «اليوم والليلة». عن أحمد بن سليمان الرهاوي ، وعبد
الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى ؛ جميعا عن مالك بن إسماعيل ، فوقع لنا بدلا عاليا
بدرجتين. وهذا جميع ما له عندهم والله أعلم.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد العزيز الثعالبي التونسي المتوفى ١٩٤٤ م في «معجز محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ٢٦٧ ط بيروت) قال :
ثم سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا : أعندك شيء تمهرها به؟ فقال : فرسي وبدني. فأجابه صلىاللهعليهوسلم أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بدنك فبعها. فباعها رضياللهعنه من عثمان بن عفان ب ٤٨٠ درهما. ثم ردها عليه. فجاء إلى
رسول الله بالمال فوضعه في حجره. فقبض منه قبضا وناولها إلى بلال. وقال له : ابتع
لنا بها طيبا!
وحكى رواة السيرة
ان عقد علي على فاطمة كان في رمضان ، والبناء بها كان في ذي الحجة. وروى بعضهم ،
انه تأخر سبعة أشهر ونصف ، والأول أرجح.
ولما تم العقد ،
دعا صلىاللهعليهوسلم بطبق بسر ، فوضع بين يديه ، وقال لمن حضر من الصحابة
انتهبوا! ولما كانت ليلة الدخول ، أولم عليها رضياللهعنه بكبش من عند سعد بن عبادة وأصوع من ذرة من عند جماعة من
الأنصار.
ومنهم الأستاذ
محمد المنتصر الكتاني في «معجم فقه السلف عترة وصحابة وتابعين» (ج ٧ ص ١٥ ط مطابع
الصفا بمكة المكرمة) قال :
فعن علي بن أبي
طالب عند قاسم بن أصبغ الاندلسي قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلت : يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي
وأني وأني قال : وما ذاك يا علي؟ قال : تزوجني فاطمة قال : وما عندك؟ قلت : عندي
فرسي ودرعي قال :
أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما درعك فبعها قال : فبعتها باربعمائة وثمانين فأتيته
بها فوضعتها في حجره ، ثم قبض منها قبضة وقال : يا بلال ابغنا بها طيبا ..
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٢٦٧ ط دار الريان للتراث) قال :
تقدم أبو بكر إلى
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطب «فاطمة الزهراء» ، فترفق به صلىاللهعليهوسلم وقال : «انتظر بها القضاء» ، فذكر ذلك «أبو بكر لعمر» ،
فقال له «عمر» : ردك «يا أبا بكر». ثم إن «أبا بكر» قال «لعمر» : اخطب «فاطمة» إلى
النبي صلىاللهعليهوسلم فخطبها فقال له مثل ما قال «لأبي بكر» : انتظر بها القضاء.
فجاء «عمر إلى أبي بكر» فأخبره فقال له : ردك «يا عمر». وشاع الخبر في المدينة ،
وكان أول من أخبر «عليا» بذلك جارية له فقالت : هل علمت أن «فاطمة» خطبت إلى رسول
الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : لا. قالت : فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيزوجك؟ ولا شك أن كلامها بعث في نفسه تفكيرا عميقا ، فقد
كان يعصب عليه أن يذهب لخطبتها وهو صفر اليدين لا يملك شيئا يمهرها به ، وعلم أهله
من «بني هاشم» بالخبر ، فأخذوا يحثونه على أن يخطبها ؛ ولكنه تهيب الموقف بعد أن
رفض الرسول خطبة صاحبيه ، فذكر له أهله قرابته من أبيها وأنه لن يرد ابن عمه ؛
وعلم نفر من الأنصار بالخبر ، وكانوا يحبون «فاطمة وعليا» ، فأخذوا يشجعونه على أن
يطلبها ، وشجعه عمر بن الخطاب إذ قال له : أنت لها يا علي.
أثر كل ذلك في نفس
علي فتشجع وقصد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد روى بعد ذلك ما حدث فقال : «كانت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما
أستطيع أن أتكلم ، فقال : ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت ، فقال : لعلك جئت تخطب «فاطمة»؟
قلت : نعم. قال : وهل عندك شيء تستحلها به؟ فقلت لا والله يا رسول الله. فقال : ما
فعلت بالدرع التي سلحتكها؟
فقلت : عندي والذي
نفس «علي» بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم».
وكان الرسول
الكريم يجعل أمر بناته بأيديهن ، وقد استن استشارتهن في أمر زواجهن ، فقال «للزهراء»
: «إن عليا» يذكرك. فسكتت ، فزوجها» وبذلك تم عقد قران أحب اثنين إلى أكرم
الأنبياء : «فاطمة الزهراء» ، أحب الناس إلى أبيها ، و «علي بن أبي طالب» أحب
الرجال إلى نفس ابن عمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد كان هذا القران ، على أصح الروايات التي ترتضيها
النفس ، في شهر رجب بعد مقدم النبي المدينة بخمسة أشهر.
مستدرك
زوّج النبي صلىاللهعليهوآله فاطمة من علي عليهماالسلام بأمر الله تعالى
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٤ ص ٤٦٠ و ٤٧٢ وج ٦ ص ٥٩٢ وج ١٠ ص ٣٢٦ وج ١٧ ص ٨٣ وج ١٨ ص ١٧٣
وج ١٩ ص ١٢٣ وج ٢٥ ص ٤٢٣ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى ٩١١ ه في كتابه «القول
الجلي في فضائل علي عليهالسلام» (ص ٢٦ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن ابن مسعود أن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي». أخرجه
الطبراني.
ومنهم العلامة أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه في «معجم
الشيوخ» (ص ١٩٣ ط مؤسسة الرسالة بيروت ودار الايمان طرابلس) قال :
حدثنا أحمد بن
سعيد ، حدثنا محمد بن علي بن راشد ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا سفيان ، عن
الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :
لما أراد النبي صلىاللهعليهوسلم
أن يوجه بفاطمة إلى علي أخذتها رعدة ، فقال : «يا بنية لا تجزعي ، إني لم أزوجك من
علي ، إن الله عزوجل أمرني أن أزوجك منه ، إن الله تعالى لما أمرني أن أزوجك من
علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفا في الجنة ، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلي
والحلل ، ثم أمر جبريل عليهالسلام
فنصب في الجنة منبرا ، ثم صعد جبريل فاختطب ، فلما ان فرع نثر عليهم من ذلك ، فمن
أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة. يكفيك يا بنية هذا».
ومنهم العلامة ابن
أبي القاسم التجاني في «تحفة العروس ونزهة النفوس» (ص ٣٩ ط مكتبة التراث الإسلامي
بالقاهرة) قال :
وفي رواية عن أنس
: ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعلي حين أراد تزويجه : «ان الله أمرني أن أزوج فاطمة
بنت خديجة ان رضيت». قال : قد رضيت يا رسول الله.
ومنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٢ ص ١٥٥ ط دار الفكر) قال :
محمد بن دينار
العرقي ـ من أهل عرقة من أعمال دمشق ـ روى عن هشيم بسنده إلى أنس بن مالك قال :
بينا أنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم إذ غشيه الوحي فلما سرى عنه قال : هل تدري ما جاء به جبريل
من عند صاحب العرش؟ قلت : لا. قال : ان الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي
طالب انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعددهم من الأنصار ـ الخبر.
ومنهم العلامة
كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في
تاريخ حلب» (ج ٨ ص ٣٥٤٦ ط دمشق) قال :
أخبرنا عمي أبو
غانم بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن
علوان الأسدي ، وابنه القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن وأبو عبد الله محمد
بن أحمد بن محمد بن الطرطوسي الحلبيون بها قالوا : أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد
القاهر بن الموصول الحلبي بها قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن
أبي جرادة الحلبي ـ بها ـ قال : حدثني أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن الجلي
الحلبي بها قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن
أبي نمير العابد الحلبي بها قال : حدثنا أبو الحسن الراجح بن الحسين بن عتاب
النشائي بحلب قال : حدثني محمد بن خلف بن صالح التيمي بكناسة الكوفة قال : حدثني
سليمان الأعمش قال : بعث إليّ أبو جعفر المنصور في الليل ، فقلت في نفسي ما وجه
إليّ في هذا الوقت إلّا وهو يريد أن يسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وذكر الحديث وقال فيه عن المنصور قال : حدثني أبي عن جدي
قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أقبلت فاطمة باكيا فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما يبكيك يا بنية؟ قالت : يا رسول الله عيرنني نساء قريش
وزعمن أنك زوجتني معدما لا مال له ، فقال لها رسول الله والذي بعثني بالحق نبيا يا
بنية ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه وأشهد على ذلك جبريل وميكائيل.
ومنهم العلامة
يوسف بن اسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق في بيروت في «الأنوار المحمدية من
المواهب اللدنية» (ص ٧٠ ط دار الايمان دمشق وبيروت) قال :
وفي هذه السنة [الثالثة]
تزوج علي بفاطمة رضياللهعنهما وخطبها قبله أبو بكر وعمر رضياللهعنهما فلم يجبهما صلىاللهعليهوسلم ثم دعاهما وجماعة من المهاجرين والأنصار فلما اجتمعوا وكان
علي غائبا خطب صلىاللهعليهوسلم خطبة بليغة ثم قال إن الله عزوجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب فاشهدوا أني قد
زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي ثم دعا صلى
الله عليه وسلم
بطبق من بسر وقال انتهبوا فانتهبوا ودخل علي فتبسم النبي صلىاللهعليهوسلم في وجهه ثم قال إن الله عزوجل أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة أرضيت بذلك
فقال قد رضيت بذلك يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام جمع الله شملكما وأعز
جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا قال أنس فو الله لقد أخرج الله منهما
الكثير الطيب.
ومنهم السيد رفاعة
رافع الطهطاوي في «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز صلىاللهعليهوآله» (ج ٢ ص ٥١ ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز) قال :
وفيها تزوج علي
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال : «إن الله تعالى عقد على فاطمة لعلي في السماء»
فنزل الوحي بذلك.
ومنهم الحافظ
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج
١ ص ٣٦٣ ط دار طلاس) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن ابن منظور.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد العزيز الثعالبي التونسي المتوفى ١٩٤٤ م في «معجز محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٢٦٦ ط دار الغرب الإسلامي بيروت) قال :
فخطبها كبار
الصحابة ، اضراب أبي بكر وعمر ، فردهم رسول الله ردا جميلا قال فيه : إني أنتظر
بها القضاء ، فعلموا بذلك انه يريد أن يزوجها من ابن عمها علي بن أبي طالب يشد بها
ظهره ، فأتاه أبو بكر وعمر يحضانه على خطبتها. فقال علي يذكر لهما هذه اليد : لقد
نبهاني لأمر كنت غافلا عنه ، فجئته صلىاللهعليهوسلم ، فقلت هل لك في أن تزوجني فاطمة؟ فقال : انتظر حتى أسألها
رأيها ، ثم كلمها في ذلك : أي بنية؟ ان ابن عمك عليا قد خطبك فما ذا تقولين؟
فبكت رضياللهعنها. وصارحته برأي يدل على الرجاحة والعقل ؛ وهي لا تنظر
للزواج نظرة عاطفية فقط ، فقالت : كأنك يا أبت ادخرتني لفقير قريش.
فقال لها ما يهون
عليها روعتها : والذي بعثني بالحق ما كلمتك في هذا حتى أذن الله لي فيه. فقالت :
رضيت يا أبت بما رضيه لي الله ورسوله.
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي
المصنوعة» (ص ١٨٥ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
يا علي إن الله
زوجك فاطمة وجعل ... ابن عباس ١ / ٣٩٦.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ١٣٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
إن الله أمرني أن
أزوج فاطمة من علي مجمع ٩ : ٢٠٤ ـ جوامع ٤٧١٠ ـ كنز ٣٢٨٩١ ، ٣٢٩٢٩ ، ٣٧٧٥٣ ـ طب ١٠
: ١٩٤ ـ موضوعات ١ : ٤١٥ ، ٤١٨ ـ ميزان ٥٢٨٠ ـ لسان ٤ : ١٢٦ ـ لىء ١ : ٢٠٥ ـ فوائد
٣٩٠ ـ تنزيه ١ : ٤١٠.
وأشار إليه أيضا
في ج ٤ ص ٢٥٨ ـ وج ١١ ص ٢١٧ : يا فاطمة ان الله زوجك سيدا في الدنيا وانه في
الآخرة لمن الصالحين.
وقال أيضا في ج ١١
ص ٢١٧ : يا فاطمة ان الله ...
ومنهم الفاضل محمد
خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة ـ للصفوري» (ص ١٨٤ ط دار ابن كثير) قال :
قال النسفي : لما
دخل النبي صلىاللهعليهوسلم الجنة ليلة المعراج رأى قصرا لخديجة رضياللهعنها ، فأخذ جبريل تفاحة من شجرة من القصر ، وقال : كل هذه يا
محمد ، فإن الله تعالى يخلق منها بنتا تحمل بها خديجة اسمها فاطمة ، ففعل ، فلما
حملت بها وجدت رائحة الجنة تسعة أشهر ، فلما وضعتها ، انتقلت الرائحة إلى فاطمة رضياللهعنها ، فكان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا اشتاق إلى الجنة ، قبّل فاطمة ، فلما كبرت قال : يا
ترى هذه الحورية لمن؟ فجاء جبريل في بعض الأيام ، وقال : إن الله يقرئك السلام
ويقول لك اليوم ، كان عقد فاطمة في موطنها في قصر أمها
في الجنة ، الخاطب
إسرافيل ، وجبريل وميكائيل الشهود ، ورب العزة جل جلاله الولي ، والزوج علي.
قال أنس رضياللهعنه : بينما النبي صلىاللهعليهوسلم في المسجد إذ قال لعلي رضياللهعنه : «هذا جبريل يخبرني أن الله تعالى زوجك من فاطمة ، وأشهد
على تزويجها أربعين ألف ملك ، وأوحى إلى شجرة طوبى : أن انثري عليهم الدر والياقوت
فنثرت عليهم ، فابتدر الحور العين يلتقطن في زوجها علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، فكبر جبريل وميكائيل والملائكة ، فصار التكبير على
العرائس من تلك الليلة.
أطباق الدر
والياقوت الحلي والحلل فهم يتهادونه إلى يوم القيامة.
قال جابر بن عبد
الله رضياللهعنه : دخلت ام أيمن باكية على النبي صلىاللهعليهوسلم فسألها عن ذلك؟ فقالت : دخلت على رجل من الأنصار ، قد زوج
ابنته ، ونثر عليها اللوز والسكر ، فتذكرت تزويجك فاطمة ، ولم تنثر عليها شيئا ،
فقال صلىاللهعليهوسلم : «والذي بعثني بالكرامة واستخصني بالرسالة إن الله تعالى
لما زوج عليا فاطمة ، أمر الملائكة المقربين ، أن يحدقوا بالعرش فيهم جبريل
وميكائيل وإسرافيل ، وأمر الجنان أن تزخرف ، والحور العين أن تزين ، ثم أمر شجرة
طوبى أن تنثر عليهم اللؤلؤ الرطب ، مع الدر الأبيض ، والزبرجد الأخضر مع الياقوت
الأحمر».
وفي رواية : إن
الله تعالى زوج عليا ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى وأوحى إلى السدرة : أن انثري
ما عليك ، فنثرت الدر ، والجوهر ، والمرجان ، فلما كان ليلة الزفاف ، أركبها النبي
صلىاللهعليهوسلم على بغلته الشهباء ، وأمر سلمان الفارسي أن يقودها ،
والنبي صلىاللهعليهوسلم يسوقها فلما كانوا في أثناء الطريق ، إذ سمع وجبة ، فإذا
هو جبريل ، بسبعين ألفا من الملائكة ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما أهبطكم [الساعة]؟» قالوا : جئنا لنزفّ فاطمة إلى ...
مستدرك
خطبة عقد فاطمة عليهاالسلام
تقدم ما يدل عليه
من العامة في ج ١٨ ص ١٨١ وج ١٩ ص ١٣٨ وج ٢٥ ص ٤٣٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٢ ص ١٥٥ ط دار الفكر) قال :
محمد بن دينار
العرقي من أهل عرقة من أعمال دمشق.
روى عن هشيم ،
بسنده إلى أنس بن مالك قال : بينا أنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم إذ غشيه الوحي ، فلما سري عنه قال : «هل تدري ما جاء به
جبريل من عند صاحب العرش؟» قلت : لا. قال: إن ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن
أبي طالب. انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ، وبعددهم من الأنصار»
فانطلقت ، فدعوتهم. فلما أخذوا المقاعد ، قال النبيصلىاللهعليهوسلم :
«الحمد لله
المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب
إليه فيما عنده ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم
بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، كرّمهم بنبيه محمد صلىاللهعليهوسلم. ثم إن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا ، وأمرا مفترضا ، وشج
به الأرحام ، وألزمها الأنام ، فقال تبارك وتعالى : (وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ
قَدِيراً) فأمر الله يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل
قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ؛ (يَمْحُوا اللهُ ما
يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) ثم إن ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب ،
فأشهدكم أني قد زوجته إياها على أربع مائة مثقال فضة ، إن رضي بذلك علي» ـ وكان
النبي صلىاللهعليهوسلم قد
بعثه في حاجة ـ ثم
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا بطبق فيه بسر ، فوضعه بين أيدينا ، وقال : «انتهبوا»
فبينا نحن ننتهب إذ أقبل علي ، فتبسم النبي صلىاللهعليهوسلم إليه وقال : «يا علي ، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة ، وقد
زوجتكها على أربع مائة مثقال فضة ، إن رضيت» فقال علي : رضيت يا رسول الله. ثم خرّ
لله ساجدا. فلما رفع رأسه ، قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «بارك الله فيكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما الكثير
الطيب». قال أنس : فو الله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص
المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٣٦٣ ط دار طلاس دمشق) قال :
أنا الحسن بن أبي
بكر ، نا محمد بن العباس بن نجيح البزاز ـ من لفظه ـ ثنا محمد ابن نهار بن عمار بن
أبي المحياة التيمي إملاء ، نا عبد الملك بن خيار الدمشقي ، نا محمد بن دينار ـ بساحل
دمشق ـ نا هشيم ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : فذكر مثل
ما تقدم عن ابن منظور إلّا أن فيه : المطاع سلطانه المهروب اليه من عذابه ـ وليس
فيه : المرغوب اليه فيما عنده.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٦ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
قال المحب الطبري
: فخطب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال : «الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ،
المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور باختلاف قليل.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام» (ص ١٥٢ ط مؤسسة الايمان
ودار الرشيد بيروت ودمشق) قال :
فذكر مثل ما تقدم
عن ابن منظور باختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم العلامة أبو
طاهر محمد بن أحمد السلفي الاصبهاني المتوفى سنة ٥٧٦ ه بالاسكندرية في «المشيخة
البغدادية» (ق ١٠١ والنسخة مصورة من مكتبة اسكوريال في مادريد) قال :
أخبرنا أبو جعفر
عبد الواحد بن الحسين [اللوازشوزي عله تلعيس ـ كذا] انا القاضيان أبو علي بن عثمان
بن أبي هشام وأبو الحسن على بن الحسن بن أبي مسرة قالا : نا أبو الفرج محمد بن
معيد بن عبدان البغدادي ، نا أبو نعيم محمد بن جعفر بن محمد الأحول ، نا محمد بن
نصار بن يحيى بن أبي المحياة ، نا عبد الملك بن خباز بن عم يحيى بن معين ، نا محمد
بن دينار العرقي عن مشيم بن بشير عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال :
بينا أنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ غشيه الوحي ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن الجوزي» (ص ٥٣
ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :
الحمد الله
المحمود بنعمه ، المعبود بقدرته ... ذكر تزويج فاطمة بعلي ١ / ٤١٨.
الحمد لله المحمود
بنعمه المعبود بقدرته ... ذكر تزويج فاطمة بعلي ١ / ٤١٦.
مستدرك
كان صداق فاطمة درعا حطمية
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٣٥٢ وج ٢٥ ص ٤٠٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى ٣٥٤ ه في «السيرة النبوية
وأخبار الخلفاء» (ص ١٥٢ ط مؤسسة الكتب الثقافية دار الفكر بيروت) قال :
ثم زوج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنته فاطمة عليا في صفر ، وقال له : «أعطها شيئا» ، فقال
: ما عندي يا رسول الله شيء ، قال : «فأين درعك الحطمية؟ فبعث إليها بدرعه».
ومنهم الحافظ أحمد
بن علي بن حجر العسقلاني المتولد ٧٧٣ والمتوفى ٨٥٢ ه في «بلوغ المرام من أدلة
الأحكام» (ص ٢١٥ ط دار النهضة) قال :
وعن ابن عباس قال
: لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أعطها شيئا» قال
: ما عندي شيء. قال «فأين درعك الحطمية؟» رواه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٤٠ ط دار القلم دمشق) قال :
وقد جاء في مسند
علي حديث مفصل في خطبة فاطمة بنت الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فإنه قال : أردت أن أخطب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنته ، فقلت : ما لي من شيء فكيف؟ ثم ذكرت صلته وعائدته ،
فخطبتها إليه ، فقال : «هل لك من شيء؟» قلت : لا ، فقال : «أين درعك الحطمية التي
أعطيتك يوم كذا وكذا؟» قال : هي عندي ، قال : «فأعطها» ، قال : فأعطيتها إياه.
ومنهم الأستاذ
محمد المنتصر الكتاني في «معجم فقه السلف عترة وصحابة وتابعين» (ج ٧ ص ١٥ ط مطابع
الصفا بمكة المكرمة) قال :
وعن ابن عباس عند
النسائي : أن علي بن أبي طالب قال : تزوجت فاطمة فقلت : يا رسول الله ابن لي. فقال
: أعطها شيئا فقلت : ما عندي شيء قال : فأين درعك الحطمية؟ قلت : هو عندي قال :
فأعطها إياه.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى ٣٠٧ ه في
«مسند أبي يعلى» (ج ١ ص ٣٦٢ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا نصر بن علي
، أخبرني العباس بن جعفر بن زيد بن طلق ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ، قال : لما
تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال : «بع درعك» فبعتها
بثنتي عشرة أوقية ، فكان ذاك مهر فاطمة».
وقال أيضا في ص
٣٨٨ : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، حدثنا محمد
بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد قال :
قال علي بن أبي
طالب : زوجني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة على درع حديد حطمية وكان سلّحنيها وقال : «ابعث بها
إليها تحلّلها بها». فبعثت بها إليها ، والله ما ثمنها كذا وأربع مائة درهم.
ومنهم العلامة
السيد محمد بن اسماعيل الكحلاني الصنعاني المشتهر بالأمير في «سبل السلام» (ج ٣ ص
١٤٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
(وعن ابن عباس رضياللهعنهما قال : لما تزوج علي فاطمة رضياللهعنها) هي سيدة نساء العالمين ، تزوجها علي رضياللهعنه في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان وبنى عليها في ذى
الحجة. ولدت له الحسن والحسين والمحسن وزينب ورقية وام كلثوم ، وماتت بالمدينة بعد
موته صلىاللهعليهوسلم بثلاثة أشهر. وقد بسطنا ترجمتها في الروضة الندية (قال له
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعطها شيئا ، قال ما عندي شيء ، قال : فأين درعك الحطمية؟)
بضم الحاء المهملة وفتح الطاء نسبة إلى حطمة من محارب بطن من عبد القيس كانوا
يعملون الدروع (رواه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم) فيه دليل على أنه ينبغي
تقديم شيء للزوجة قبل الدخول بها جبرا لخاطرها وهو المعروف عند الناس كافة ، ولم
يذكر في الرواية هل أعطاها درعه المذكورة أو غيرها.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٦٨ ط دار الريان) قال :
فقال له رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : أين درعك الحطمية ـ إلخ.
ومنهم سامية منيسي
في «أمهات المؤمنين والقرشيات» (ص ٢٤٥ ط دار المريخ الرياض) قال :
وكان مهرها : ثمن
درع لعلي (أربعمائة درهم) أمر النبي صلىاللهعليهوسلم علي أن يجعل ثلثيها في الطيب ، والثلث في المتاع.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا في «الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام» (ص ٦ ط بيروت) قال :
دخل علي رضياللهعنه على رسول الله يريد أن يخطب فاطمة ، فقعد بين يديه لكنه لم
يستطع الكلام لهيبته صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ما جاء بك ، ألك حاجة؟ فسكت. فقال عليه الصلاة
والسلام : لعلك جئت تخطب فاطمة! فقال : نعم. قال : وهل عندك من شيء تستحلها به؟
فقال : لا والله يا رسول الله. فقال : ما فعلت بالدرع التي سلحتكها؟ فقال : عندي
والذي نفس علي بيده ، إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم. قال : قد زوجتك فابعث
بها فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله وسلم.
ومنهم الفاضل
المعاصر ابن أبي القاسم التجاني في «تحفة العروس ونزهة النفوس» (ص ٣٢ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
محمد بن علي بن
أبي طالب رضياللهعنه قال : «أصدق علي فاطمة عليهاالسلام بنت محمد صلىاللهعليهوسلم درعا من حديد ، هذه الدرع هي درعه المعروفة بالحطمية.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد زغلول في «تعاليق تحفة العروس ـ التجاني» (ص ط مكتبة
التراث الإسلامي) قال :
أخرجه أبو داود عن
رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم أن عليا عليه
السلام لما تزوج
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورضى الله عنها أراد أن يدخل بها فمنعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى يعطيها شيئا فقال : يا رسول الله ، ليس لي شيء فقال له
النبي صلىاللهعليهوسلم : أعطها درعك فأعطاها درعه ثم دخل بها. ورواه أبو داود عن
ابن عباس بلفظ «أين درعك الحطمية». وأخرجه النسائي (٦ / ١٢٩).
ومنهم العلامة أبو
سليمان حمد بن محمد بن ابراهيم الخطابي البستي المتوفى ٣٨٨ ه في «غريب الحديث» (ج
١ ص ٢٩١ ط دمشق) قال :
وقال أبو سليمان
في حديث النبي صلى الله عليه : «أن علي بن أبي طالب قال : لما خطبت فاطمة قال
النبي صلى الله عليه : عندك شيء؟ قلت : لا ، قال : فأين درعك الحطمية التي أعطيتك؟
قال : قلت : ها هي ذه ، قال : أعطها».
الدرع الحطمية [قال
: هي الثقيلة العريضة ، وقال بعضهم : هي التي تحطم السيوف : أي تكسرها ، وقيل :]
منسوب إلى حطمة بن محارب ، بطن من عبد القيس ، كانوا يعملون الدروع ، نسبت إليهم
كما نسبت التبعية إلى تبع ، قال الهذلي :
وعليهما
مسرودتان قضاهما
|
|
داود أو صنع
السوابغ تبع
|
مستدرك
وليمة عرس فاطمة عليهاالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٢٤ وج ٢٥ ص ٤٤٩ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ
المحدث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفى ٣٠٣ ه في «عمل اليوم والليلة»
(ص ٩٧) قال :
أخبرنا عبد الأعلى
بن واصل بن عبد الأعلى ، قال حدثنا مالك بن اسماعيل عن عبد الرحمن بن حميد ، قال :
حدثنا عبد الكريم بن سليط البصري.
وأخبرنا أحمد بن
سليمان قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي ،
قال : حدثنا عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة عن أبيه ، أن نفرا من الأنصار قالوا لعلي
: عندك فاطمة فدخل على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال : ذكرت
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «مرحبا وأهلا» لم يزده عليها ، فخرج إلى الرهط من
الأنصار ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : «مرحبا
وأهلا» ، قالوا : يكفيك من رسول الله صلىاللهعليهوسلم إحداهما ، قد أعطاك الأهل ، وأعطاك الرحب ، فلما كان بعد
ذلك بعد ما زوجه ، قال : «يا علي : إنه لا بد للعرس من وليمة» قال سعد : عندي كبش
، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٦٩ ط دار الريان للتراث)
قال :
ولما كانت ليلة
العرس في أوائل ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة ، أولم «علي بن أبي
طالب» وليمة يبدو أنه بذل فيها الكثير مما أفاء الله عليه من «بدر» ومن «بني قينقاع»
، «فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته» وقدّم أخوال الرسول من الأنصار «لعلي»
بعض الهدايا العينية مشاركة منهم في إعداد هذه الوليمة على مألوف عادة الأهل
والأقارب ، فقدم سيد الأوس «سعد بن معاذ» كبشا ، كما قدموا بعضا من ذرة. فلما
انتهت الوليمة انتقلت أفضل عروس إلى منزل كان «علي» قد أعده لسكناهما ، وقد زفت
إليه وهي تلبس بردين وتتحلى بدملوجين من فضة مصفرين بزعفران ، وسعدت بحضور زفافها
شقيقتاها «زينب وأم كلثوم» و «أم أيمن» ومعهن لفيف من فضليات بني النجار جئن
ليهدينها إلى أشجع فتيان المسلمين «علي بن أبي طالب».
ومنهم الشيخ محمد
ناصر الدين الألباني في «آداب الزفاف في السنة المطهرة» (ص ٥٥ ط دار عمر بن الخطاب)
قال :
فلما كان بعد ذلك
، بعد ما زوجه قال : يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة. فقال سعد : عندي كبش ،
وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة.
ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٣ ص
٤٣ ط دار الفكر بيروت) قال :
فذكر الحديث
وشرحه.
مستدرك
جهاز فاطمة عليهاالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٣٦٩ وج ١٩ ص ١٤٤ وج ٢٥ ص ٤٤٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ عبد
العزيز الثعالبي التونسي في «معجز محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ٢٦٧ ط دار الغرب الإسلامي في بيروت) قال :
وكان جهاز فاطمة
فراشا من جلد كبش ، ووسادة من جلد ، ولحافا من قطيفة إذا جعلاه بالطول انكشفت
ظهورهما ، وإذا جعلاه بالعرض انكشفت رءوسهما.
ومكث صلىاللهعليهوسلم ثلاثة أيام لا يدخل عليهما ، ودخل في اليوم الرابع في غداة
باردة ، فوجدهما جالسين في تلك القطيفة ، فأرادا أن يقوما له فقال لهما : كما
أنتما ، وجلس عند رأسيهما ، وبعده مدة شكت له فاطمة عسر الحال فقالت : يا رسول
الله ، ما لنا فراش إلّا هذا الجلد ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه ناضحنا بالنهار
فقال : يا بنية اصبري ، فان موسى بن عمران أقام مع امرأته عشر سنين ليس لهما فراش
إلّا
عباءة قطوانية.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٤٠ ط دار القلم دمشق) قال :
وعن عطاء بن
السائب عن أبيه عن علي قال : جهز رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة في خميل ، وقربة ، ووسادة أدم حشوها ليف الأذخر.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٦٩ ط دار الريان للتراث) قال : فباع علي
بعيرا له بثمانين وأربع مائة درهم ؛ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«اجعلوا ثلثين في
الطيب وثلثا في الثياب». وقد وليت «ام أيمن» أمر إعداد جهاز العروس ، فكان فيما
جهزتها به : سرير وخميلة من قطيفة ، ووسادة من أدم ، وتور من أدم ، ومنشفة ، ومنخل
، وجرتين ، ورحا.
ومنهم سامية منيسي
في «أمهات المؤمنين والقرشيات» (ص ٢٤٥ ط دار المريخ بالرياض) قال :
وكان متاعهما
فراشا من فراء الكبش ، ووسادة حشوها ليف ، وتورا من (أدم) وقربة. وقيل : إهاب شاة
، ووسادة فيها ليف ، ورحاءين وسقاء ، وجرتين.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام» (ص ١٥١ ط مؤسسة الايمان
ودار الرشيد بيروت ودمشق) قال :
وعن ابن عباس رضياللهعنه قال : (خطب علي بن أبي طالب فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعطها شيئا ، قال : ما عندي شيء ، قال : فأين درعك الحطمية؟).
أخرجه أبو داود والنسائي.
وعن أنس رضياللهعنه قال : (قال علي : فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما ، فأتيته
بها فوضعها في
حجره ، فقبض منها قبضة فقال : يا بلال! ابغنا بها طيبا ، وأمرهم أن يجهزوها ، فجعل
لهم سرير شرط بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وسقاء وجرّتين وملء البيت كثيبا ـ يعني
رملا ـ).
مستدرك
ايثار فاطمة عليهاالسلام قميصها الجديد ليلة الزفاف للسائل
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٠١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٦ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
وذكر ابن الجوزي :
أن النبي صلىاللهعليهوسلم صنع لها قميصا جديدا ليلة زفافها ، وكان لها قميص مرقع ،
وإذا بسائل على الباب يقول : أطلب من بيت النبوة قميصا خلقا ، فهمّت أن تدفع له
المرقّع ، فتذكرت قوله تعالى : (لَنْ تَنالُوا
الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) فدفعت له الجديد فلما قرب الزفاف ، نزل جبريل عليهالسلام وقال : يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام ، وأمرني أن
أسلم على فاطمة ، وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر ، فلما
بلغها السلام من ربها وألبسها القميص الذي جاء به جبريل من الجنة ، لفّها رسول
الله صلىاللهعليهوسلم بالعباء ، ولفّها جبريل بأجنحته حتى لا يأخذ نور القميص
بالأبصار ، فلما جلست بين النساء المسلمات والمشركات ومع كل واحدة شمعة ومع فاطمة رضياللهعنها سراج ، رفع جبريل جناحيه ، ورفع العباء وإذ بالأنوار قد
طبّقت المشرق والمغرب ، فلما وقع النور على أبصار المشركات خرج الشرك من قلوبهن ،
وقلن : «نشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله».
مستدرك
دعاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعلي وفاطمة عليهماالسلامليلة
العرس
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٤٠٣ وج ١٩ ص ١٤١ وج ٢٥ ص ٤٥٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر ابن أبي القاسم التجاني في «تحفة العروس ونزهة النفوس» (ص ٣٩ ط مكتبة
التراث الإسلامي القاهرة) قال :
سعيد بن المسيب عن
ابن عباس ـ رضياللهعنه ـ قال : لما ابتنى علي ـ رضياللهعنه ـ بفاطمة رضياللهعنها دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهما فقال : «قوما
إلى بيتكما جمع الله بينكما ، وبارك فيكما ، وأصلح بالكما». ثم قام فأغلق عليهما
بيده.
وفي رواية عن أنس رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي حين أراد تزويجه : إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة
بنت خديجة إن رضيت.
قال : قد رضيت يا
رسول الله. قال أنس : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : جمع الله شملكما ، وأقر عينكما ، وأسعد جدكما ، وأخرج
منكما خيرا طيبا كثيرا.
قال أنس : فو الله
لقد خرج منهما كثير ، رضوان الله على جميعهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا في «الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين»
(ص ٢٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي ليلة البناء بفاطمة : لا تحدثن شيئا حتى تلقاني ،
فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي
وقال : اللهم بارك
فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في نسلهما.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك للحاكم» (ص ٧٠٨ ط بيروت) قال :
أشار إلى دعاءه صلىاللهعليهوآله لهما صباح الزفاف.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة» (ص ١٨٦ ط دار ابن كثير دمشق)
قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما
كثيرا طيبا.
ومنهم الشيخ عبد
العزيز الثعالبي التونسي في «معجز محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٢٦٧ ط دار الغرب الإسلامي في بيروت) قال :
وحضر رسول الله
دخولها وباركهما ، فقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك في شملهما ، ثم
قرأ سورة الإخلاص ، والمعوذتين ، وأشار إلى علي ، وقال له : قم وادخل بأهلك ، باسم
الله والبركة.
ومنهم الحافظ جمال
الدين يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ١٧ ص ٧٥ ط بيروت) قال :
فروى حديثا
بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه ـ وفيه : فقال : اللهم بارك لهما في شملهما.
ومنهم الشيخ محمد
ناصر الدين الالباني في «آداب الزفاف في السنة الطاهرة» (ص ٥٥ ط دار عمر بن الخطاب)
قال :
فلما كانت ليلة
البناء ، قال : لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بماء فتوضأ فيه ، ثم أفرغه على علي ، فقال : اللهم بارك
فيهما وبارك لهما
في بنائهما.
ومنهم الحافظ أبو
بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٣٦٣ ط دار
طلاس) قال :
قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : بارك الله لكما ، وبارك الله فيكما ، وأسعد جدكما ،
وأخرج منكما كثير الطيب. قال أنس : والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في «عمل اليوم والليلة» (ص ٩٧) قال :
فلما كان ليلة
البناء قال : يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني فدعا النبي صلىاللهعليهوسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي فقال : اللهم بارك فيهما
وبارك عليهما ، وبارك لهما في شبلهما.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٦٩ ط دار الريان) قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمر عليا أن لا يدخل على فاطمة حتى يجيئه ، فتبعها بعد
قليل من وصولها حتى وقف على الباب ، فاستأذن ، فأذن له ، فقال : أثمّ أخي؟ فتعجبت
أم أيمن وقالت وهي تتبسط معه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله من أخوك؟ قال : علي بن
أبي طالب قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : هو ذاك يا ام أيمن ؛ ثم
دعا بماء في إناء ، وتلا بعض آيات القرآن الكريم وهو يحرك الماء بيده ، ثم دعا
عليا فنضح على كتفيه وصدره وذراعيه من ذلك الماء ؛ ثم دعا فاطمة ؛ فجاءت بغير خمار
تعثر في ثوبها حياء ؛ فنضح عليها من ذلك الماء ؛ ثم قال : والله ما ألوت أن زوجتك خير
أهلي ؛ ثم دعا لهما قائلا : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما
ثم انصرف وتركهما يرتشفان من السعادة الزوجية الصافية ما شاء الله لهما أن يرتشفا.
ومنهم الفاضل
المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام»
(ص ١٥٤ ط مؤسسة
الايمان ودار الرشيد بيروت ودمشق) قال :
عن أنس بن مالك رضياللهعنه قال : فلما كان ليلة بناء علي بفاطمة رضياللهعنها ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم لفاطمة : ائتني بماء ، فمجّ فيه ، ثم قال لها قومي ، فنضح
بين ثدييها وكتفيها وعلى رأسها وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان
الرجيم ، ثم قال لعلي : ائتني بماء فمج فيه ثم صبّ على رأسه وثدييه وكتفيه وقال :
اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، وفي رواية : أعوذهما بقل هو الله
أحد والمعوذتين ، ثم قال لعلي : ادخل بأهلك وباسم الله والبركة. وأخرج بنحوه
الطبراني وابن جرير وابن عساكر.
مستدرك
فاطمة عليهاالسلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله حقها من فدك
وقد تقدم ذكر فدك
وإعطاء النبي صلىاللهعليهوآله فدك لها عليهاالسلام في مواضع منها ج ٣ ص ٥٤٩ وج ١٠ ص ٢٩٦ و ٣٠٤ وج ١٢ ص ٣٤٠ وج
١٩ ص ١١٩ وج ٥ ص ٤٠٣ و ٤١٠. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه
جماعة :
فمنهم العلامة أبو
جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي
الحنفي في «شرح معاني الآثار» (ج ٢ ص ٤ ط ٢ دار الكتب العلمية بيروت) قال :
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
حدثنا فهد ، قال :
ثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد بن
مسافر ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير أن عائشة رضياللهعنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسلت إلى أبي بكر رضياللهعنه تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما أفاء الله على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة وفدك ، وما بقي من خمس خيبر.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد الخضري ابن الشيخ عفيفي الباجوري المفتش بوزارة الأوقاف في «إتمام
الوقاء في سيرة الخلفاء» (ص ١٥ ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر) قال :
وفي مسلم عن عائشة
رضياللهعنها أن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك (قرية بخيبر) وما بقي من
خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول
__________________
الله صلىاللهعليهوسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا
المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن حالها التي كانت في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أعمل فيها إلّا بما عمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا فوجدت فاطمة على أبي
بكر في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم
يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها وكانت لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة فلما توفيت
استنكر على وجوه الناس.
ومنهم العلامة
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري
المتوفى سنة ٩١١ ه في كتابه «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ١٣ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند سنة ١٤٠٦) قال
:
عن ام هاني أن
فاطمة رضياللهعنهما قالت : يا أبا بكر من يرثك إذا مت؟ قال : ولدي وأهلي ،
قالت : فما شأنك ورثت رسول الله صلىاللهعليهوسلم دوننا ـ فذكر الخبر.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى ٣٥٤ ه في «السيرة النبوية
وأخبار الخلفاء» (ص ٤٢٩ ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في بيروت) قال :
فذكر قصة مطالبتها
فدك من أبي بكر إلى أن قال : فهجرته فاطمة ولم تكلمه حتى ماتت.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني المصري
الشافعي المشتهر بابن حجر في «الوقوف على ما في صحيح مسلم من
الموقوف» (ص ٩٤ ط
مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
ان فاطمة أرسلت
إلى أبي بكر فذكرت الحديث.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد الله الليثي الأنصاري في «تعاليقه» على كتاب «الوقوف على ما في
صحيح مسلم من الموقوف» لابن حجر العسقلاني (ص ٩٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية) قال :
الحديث بعد ذلك هو
الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك ، وما بقي من خمس خيبر.
فقال أبو بكر : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في هذا المال ... الحديث.
ومنهم العلامة أبو
المظفر شمس الدين يوسف بن قزأوغلي ـ سبط ابن الجوزي البغدادي المتوفى ٦٧٤ ه في «ايثار
الإنصاف في آثار الخلاف» (ص ٣٤٠ ط دار السلام القاهرة) قال:
فذكر انها عليهاالسلام ادعت فدكا واستشهدت عليا عليهالسلام وامرأة. قلت : والمرأة هي ام أيمن وكانت من أهل الجنة
بشهادة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ومنهم الفاضل
المعاصر عيسى أيوب الباروني في «الرقابة المالية في عهد الرسول والخلفاء الراشدين»
(ص ٢٨٨ ط ١ جمعية الدعوة الإسلامية العالمية) قال :
ذكر طلب فاطمة
الصديقة فدك من أبي بكر واستدلال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بآيات الإرث. وشهادة ام أيمن ان النبي صلىاللهعليهوآله أعطاها فدك وغير ذلك.
ومنهم الأستاذ
رضوان محمد رضوان في «فهارس البخاري» (ص ٢٦٧ ط دار المعرفة بيروت) قال :
ان فاطمة بنت
النبي صلىاللهعليهوسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. انظر الجهاد : ٢٨٠.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ١ ص ٥٩ ط مكتبة غريب
الفجالة) قال :
وفدك قرية بخيبر ،
وعند ما فرغ رسول الله من خيبر ، وكانت راية المسلمين لعلي ابن أبي طالب ، قذف
الله الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا إلى رسول الله يصالحونه على النصف من فدك ،
فقبل ذلك منهم ، ولم يغزهم ، وكانت فدك لرسول الله خاصة فهي فيء خصه به الله ، لأن
المسلمين لم يأخذوها بقتال فلا تقسم قسمة الغنائم .. لأنها لم يوجف عليها بخيل ولا
ركاب .. وكان الصحابة من قبل قد طلبوا من الرسول أن يقسم الفيء بينهم كما قسم
الغنيمة بينهم ، فذكر الله الفرق بين الأمرين في (سورة الحشر). وقد غرس صلىاللهعليهوسلم بعض النخيل في فدك ، وجعلها لفاطمة الزهراء. فكانت هي التي
تتصرف فيها ، وكانت تتصدق بكل خراجها بعد أن تستبقي ما يسد حاجة عام. ورأى أبو بكر
أن تكون فدك بيد ولي الأمر ، أي بيده يوزع خراجها على الناس ، واحتج أبو بكر لرأيه
بأنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه فهو صدقة.
وأفتى علي بأن
الأنبياء يورثون واستشهد بقوله تعالى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ). وقوله تعالى على لسان زكريا : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي ...) واحتج عليه بأن الحديث الشريف الذي يرويه أبو بكر هو من
أحاديث الآحاد التي ينفرد بروايتها واحد فحسب من الصحابة ، وأحاديث الآحاد لا تقيد
حكما أطلقه القرآن ، ولو أن الرسول أراد أن يخصص أو يقيد هذا الحكم القرآني لأخبر
ورثته أنهم لن يرثوه.
ثم إن فاطمة قالت
ان أباها وهبها أرض فدك فهي إن لم تكن إرثا فهي هبة .. فطلب منها شهودا ، فاستشهدت
بعلي وام أيمن ، فقال : لا بد من رجل وامرأتين أو رجلين. وأفتى علي بأن الشهادة
تصح برجل وامرأة واحدة ، مع حلف اليمين. بل بشاهد
واحد ، ويمين ..
ولكن أبا بكر ردّ هذا الرأي .. ونزع فدك من تحت يدي فاطمة ، واستشار في ذلك عمر
فأيده. وتحدثت المدينة عن غضب فاطمة ..
فقال عمر لأبي بكر
: انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها. فانطلقا جميعا ، فاستأذنا على فاطمة ،
فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها.
فلما قعدا عندها
تكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ، والله إن قرابة رسول الله أحب إليّ من
قرابتي ، وإنك لأحب إليّ من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ، ولا أبقى
بعده. أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله؟ إلّا أني
سمعت أباك رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : نحن الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا
عقارا ، وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة. وما تركنا فهو صدقة فقالت
فاطمة لأبي بكر وعمر : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تعرفانه وتعملان به؟ قالا : نعم.
فقالت : نشدتكما
الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن
أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة ابنتي فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة
فقد أسخطني؟. قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما
أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.
فقال أبو بكر :
أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة.
فقالت لأبي بكر :
والله لا أكلمك أبدا قال : والله لا أهجرك أبدا. والله ما أجد أعز عليّ منك فقرا ،
ولا أحب إليّ منك غنى ، ولكني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه فهو صدقة.
ثم خرج أبو بكر
باكيا ومعه عمر مطرقا ، فذهبا إلى المسجد فاجتمعا بالناس فقال أبو بكر: أيها الناس
أقيلوني! يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته ، مسرورا بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه!
.. لا حاجة لي في بيعتكم.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ٢٩٩ ط دار الصحابة للتراث)
قال :
دعا صلىاللهعليهوسلم فاطمة فأعطاه فدك.
ومنهم الفاضل
المعاصر عمر رضا كحالة في «المرأة في القديم والحديث» (ج ٦ ص ١٨٦ ط مؤسسة الرسالة
بيروت) قال :
وتفقد أبو بكر
قوما تخلفوا عن بيعته عند علي بن أبي طالب كالعباس والزبير وسعد بن عبادة ، فقعدوا
في بيت فاطمة ، فبعث أبو بكر إليهم عمر بن الخطاب ، فجاءهم عمر فناداهم وهم في دار
فاطمة ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو
لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ، فقال : وإن ، فخرجوا
فبايعوا إلّا عليا ، فقد اعتذر ، فقال : انه قد حلف أن لا يخرج ولا يضع ثوبه على
عاتقه حتى يجمع القرآن.
ثم وقفت فاطمة على
بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم
تردوا لنا حقا.
فأتى عمر أبا بكر
، فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ : عد إليه فقل
له أمير المؤمنين يدعوك لتبايع ، فجاء قنفذ فأدى ما أمره به ، فرفع علي صوته ،
فقال : سبحان الله لقد ادعى ما ليس له ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر
طويلا ، ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت
أصواتهم نادت بأعلى صوتها يا أبي يا رسول الله ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب
وابن أبي قحافة. فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تتصدع
وأكبادهم تنفطر.
وبقي عمر ومعهم
قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا : بايع ، فقال :
إذا لم أفعل؟
قالوا : إذا والله الذي لا إله إلّا هو نضرب عنقك. قال : تقتلون عبد الله وأخا
رسوله. قال عمر : أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا وأبو بكر ساكت لا يتكلم ،
فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ، فقال : لا أكره على شيء ما كان فاطمة إلى جنبه
، فلحق علي بقبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصيح ويبكي وينادي : يا ابن ام إن القوم استضعفوني وكادوا
يقتلونني ، ولم يبايع علي حتى توفيت فاطمة وقيل : غير ذلك.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣١٨ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
قال الامام أبو
الفضل أحمد بن طاهر في كتاب بلاغات النساء : ... لما أجمع أبو بكر رضياللهعنه على منع فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدك ، وبلغ ذلك فاطمة لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة
من حفدتها تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين
والأنصار فنيطت دونها ملاءة ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس
فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم فافتتحت الكلام بحمد الله والصلاة على
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت :
لقد جاءكم رسول من
أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فان تعزوه تجدوه أبى دون
نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة صادعا بالرسالة ، مائلا على مدرجة
المشركين ، ضاربا لثبجهم آخذا بكظمهم ، يهشم الأصنام وينكث الهام ، حتى هزم الجمع
وولوا الدبر وتفرّى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين وخرست
شقاشق الشياطين ، وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة
العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاشعين تخافون أن يتخطفكم
الناس من حولكم
فأنقذكم الله
برسوله صلىاللهعليهوسلم بعد اللتيا والتي وبعد ما مني ببهم الرجال وذؤبان العرب
ومردة أهل الكتاب كلما حشوا نارا للحرب أطفأها ونجم قرن للضلال وفغرت فاغرة من
المشركين قذف بأخيه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهيبها
بسيفه مكدودا في ذات الله قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء الله ، وأنتم في
بلهينة وادعون آمنون ، حتى إذا اختار الله لنبيه في أنبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل
جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الآفلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في
عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه ، صارخا بكم ، فوجدكم لدعائه مستجيبين وللغرة
فيه ملاحظين فاستنهضكم فوجدكم خفافا وأحمشكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير ابلكم ،
وأوردتموها غير شربكم ، هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل ...
إلى أن قالت :
وأنتم الآن تزعمون ان لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن الله حكما لقوم
يوقنون. أيها المسلمة المهاجرة أأبتز ارث أبي؟ أفي الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي؟
لقد جئت شيئا فريّا ، فدونكما مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله
والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولكل نبأ مستقر وسوف
تعلمون.
ثم انحرفت إلى قبر
النبي صلىاللهعليهوسلم وهي تقول :
قد كان بعدك
أنباء وهنبثة
|
|
لو كنت شاهدهم
لم تكثر الخطب
|
إنا فقدناك فقد
الأرض وابلها
|
|
واختل قومك
فاشهدهم ولا تغب
|
هذه الرواية لخطاب
الزهراء ، وفي الكتاب نفسه رواية أخرى مخالفة في لفظها ومعناها للرواية السابقة ،
وقبل إيراد الروايتين قال أبو الفضل : ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم كلام فاطمة عليهاالسلام وقلت له ان هؤلاء ـ يشير إلى قوم في زمانه يغضون من قدر آل
البيت ـ يزعمون انه مصنوع وانه من كلام أبي العيناء فقال لي : رأيت مشايخ آل أبي
طالب
يروونه عن آبائهم
ويعلمونه أبناءهم وقد حدثنيه أبي عن جدي يبلغ به فاطمة عليهاالسلام على هذه الحكاية ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن
يولد جد أبي العيناء ، وقد حدث به الحسن بن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله
بن الحسن يذكره عن أبيه. ثم قال أبو الحسن : وكيف يذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه
وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة يتحققونه لولا
عداوتهم لنا أهل البيت؟ ..
ومنهم الفاضل
المعاصر عمر رضا كحالة في «المرأة في القديم والحديث» (ج ٦ ص ١٨٥ ط مؤسسة الرسالة
بيروت) قال :
__________________
__________________
__________________
كانت فاطمة بنت
محمد صلىاللهعليهوسلم ذات نفوذ قوي وتأثير عظيم في سياسة الدولة الإسلامية عقب
انتقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الرفيق الأعلى ، فلما بويع أبو بكر الصديق بالخلافة
خرج علي بن أبي طالب يحمل فاطمة الزهراء على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم
النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن
زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به. فيقول علي : أفكنت أدع رسول
الله صلىاللهعليهوسلم في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه ، فقالت فاطمة
: ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٦٧ ط دار الهجرة بيروت) قال :
وبويع أبو بكر ..
في سقيفة بني ساعدة من المهاجرين والأنصار إلّا أن فاطمة رغبت في الامام خليفة على
المسلمين فركبت بعيرا وكان يقوده الامام وطافت على مجالس الأنصار مجلسا مجلسا تطلب
النصرة والتأييد فكان يجيبها جوابهم.
يا بنت رسول الله
، لقد مضت بيعتنا لهذا الرجل .. يقصدون أبا بكر .. ولو أن زوجك سبق لما عدلنا به
..
فقال الامام : أفكنت
أدع رسول الله في بيته ولم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه.
فأضافت فاطمة تقول
راضية : ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له ..
__________________
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٦٨ ط دار الهجرة بيروت) قال :
وبعد ذلك قال عمر
بن الخطاب إن هذه البيعة (يقصد بيعة أبي بكر) كانت خلعة وقى الله بها المسلمون شرّ
الفتنة .. من أهل الفتنة وذهب مع صاحبه أبي بكر إلى بيت فاطمة ليحملا عليا على
البيعة خشية تفرّق الكلمة .. فلما أحسّت فاطمة بقدومهما قالت عاتبة .. يا أبت رسول
الله .. ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ..
فانصرف الرجلان
باكيان وعمر يؤرقه الحزن .. إلّا أنهما تواعدا العودة إليها لارضائها .. ولما عادا
لها ذات يوم أدارت وجهها للحائط .. دون أن تردّ السلام.
وقال أبو بكر : يا
حبيبة رسول الله والله إن قرابة رسول الله أحبّ إليّ من قرابتي وإنك أحبّ إليّ من
عائشة ابنتي. ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده أفتراني أعرفك وأعرف فضلك
وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلّا أني سمعته صلىاللهعليهوسلم يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركناه فهو صدقة.
فاستمر الرجلان في محاولة لارضائها ولم ييئسا من ذلك العمل. والامام صامت .. يقصد
الرفق بزوجه الحزينة. وظل صامتا عن هذا الكلام حتى فاجأته وفاة السيدة فاطمة
الزهراء زوجته بعد ستة أشهر من وفاة الرسول.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ في «تراجم سيدات بيت
النبوة» (ص ٦٣٢ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
وحملها علي فوق
دابة ، وخرج بها ليلا فطافت بمجالس الأمصار مجلسا مجلسا. تسألهم أن يؤيدوا أبا
الحسن فيما يطلب من حق جحد. أجابوا جميعا : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لأبي
بكر ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا لما عدلنا به أحدا ... فكان الامام يقول : أفكنت
أدع رسول الله في بيته ولم أدفنه ، وأخرج أنازع في سلطانه؟ وترد فاطمة ما صنع أبو
الحسن إلّا ما ينبغي ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم
وطالبهم ... ورجعت
إلى بيتها فلزمته ، فما راعها حين أصبحت إلّا ضجة قد علت قريبا من الباب ، وتناهى
إليها صوت عمر يحاول أن يدخل ، وهو يقسم منذرا ، أن سوف يحمل عليا على البيعة
اتقاء الفتنة وخوفا من تفرق كلمة المسلمين وانتثار قواهم. فصاحت الزهراء بملء
لوعتها : يا أبت رسول الله ، ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟ ...
فضج الناس بالبكاء ، ومضى عمر محزونا مغلوبا على أمره ، فأتى أبا بكر وسأله أن
ينطلق معه إلى الزهراء لعلهما يحاولان استرضاءها ...
واستأذنا عليها
فلم تأذن لهما ، حتى جاء علي وأدخلهما فسلما ، لكنها أشاحت بوجهها عنهما واستدارت
إلى الحائط معرضة مغضبة ...
واستطاع أبو بكر رضياللهعنه أن يجد صوته ويقول : يا حبيبة رسول الله ، والله إن قرابة
رسول الله أحب إليّ من قرابتي ، وانك لأحب إليّ من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات
أبوك أني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك ، وأعرف فضلك وشرفك ، وأمنعك حقك
وميراثك من رسول الله ، إلّا أني سمعته صلىاللهعليهوسلم يقول : لا نورث ، ما تركنا صدقة! .. فقالت فاطمة : أرأيتكما
ان حدثتكما حديثا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، تعرفانه وتعملان به؟ قالا : نعم ...
قالت : نشدتكما
الله ، ألم تسمعا رسول الله يقول : رضى فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن
أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد
أسخطني؟ ..
أجابا : بلى ،
سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...
قالت : فاني أشهد
الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت رسول الله لأشكوكما اليه
... فارتاعا لما سمعا ، وخرج أبو بكر إلى الناس والدمع ينساب من مقلتيه ، فسألهم
أن يقيلوه من بيعتهم ، لكنهم أبوا حتى لا تكون فتنة! ..
ولا يذكر المؤرخون
ـ فيما قرأت ـ أن الزهراء قد حاولت بعد ذلك أن تسترجع ما فات ، وإنما الذي وعاه
التاريخ أنها أسلمت نفسها للحزن ، فلم تر قط منذ مات أبوها
صلىاللهعليهوسلم ، إلّا محزونة باكية ...
وعز العزاء وغلب
الصبر ، ولم يبق لها من رجاء إلّا أن تلحق بأبيها كما بشرها قبل الرحيل ... وما
أسرع ما لحقت به! ...
أصبحت يوم الاثنين
، الثاني من رمضان سنة إحدى عشرة ، فعانقت أهلها وملأت عينيها منهم ، ثم دعت إليها
«ام رافع مولاة أبيها عليه الصلاة والسلام ، فقالت لها بصوت واهن خفيض : يا أمه ،
اسكبي لي غسلا ...
واغتسلت كأحسن ما
كانت تغتسل ، ثم لبست ثيابا لها جددا كانت قد نبذتها حدادا ، ثم قالت لام رافع :
اجعلي فراشي في وسط البيت ...
فلما فعلت ،
اضطجعت عليه واستقبلت القبلة ، تتهيأ للقاء ربها ، ولقاء أبيها الحبيب ... ثم
أغمضت عينيها ونامت! ..
وقام علي فاحتملها
باكيا ، ودفنها بالبقيع ، ثم ودّعها وعاد محزونا إلى صغاره ، وإلى البيت الذي أوحش
من بعد الزهراء ...
وبات المسلمون
محزونين ، بعد أن شيعوا إلى القبر آخر بنات النبي صلىاللهعليهوسلم ولما تمض ستة أشهر بعد وفاته ، على أرجح الأقوال ...
وعاد الشمل الممزق
فالتأم من جديد ولكن في غير هذا العالم ، فضم ثرى طيبة جثمان فاطمة كما ضم جثمان
أبيها صلىاللهعليهوسلم وأخواتها الثلاث : زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، رضوان الله
عليهن ... وطوى القدر الصفحة الاولى من حياة الزهراء ، ثم ما لبث أن عاد بعد حين
لي الكتاب التاريخي الحافل ، ليملأه بنضال الشيعة ، ومأساة كربلاء ، ومصارع
الطالبيين ، وخدعة الدعوة العباسية ، وقيام الدولة الفاطمية ، وما حف بذلك من جليل
الأحداث ، وما تخلف عن ذلك كله من بعيد الآثار في حياة العقيدة الإسلامية ، وفي
التاريخ المذهبي والسياسي للمسلمين! ...
وتتغير الأحداث
والدول ، وتبقى ام أبيها ملء الحياة ، في ذريتها الطاهرة المباركة ، آل النبي صلّى
الله عليه وعلى آله وسلم.
مستدرك
رثاء الزهراء البتول لأبيها صلىاللهعليهوآله
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٤٢٨ وج ١٩ ص ٥٥ وج ٢٥ ص ٥٠٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي الحنفي المولود ١٣١٤ والمتوفى ١٣٨٩
ه والمدفون في البقيع في كتابه «العجالة في الأحاديث المسلسلة» (ص ١٠٢ ط دار
البصائر دمشق) قال :
أخبرنا به الشيخ
عمر حمدان ، والشيخ محمد عبد الباقي ، ولما روياه بكيا ؛ كلاهما عن السيد علي بن
ظاهر الوتري ، عن عبد الغني الدهلوي ، وزاد محمد عبد الباقي ، عن صالح بن عبد الله
السناري ، عن السيد محمد بن خليل القاوقجي ، وهما عن محمد عابد السندي ، عن السيد
عبد الرزاق ، عن الشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي ، عن السيد يحيى بن سليمان
مقبول الأهدل ، عن السيد أبي بكر البطاح الأهدل ، عن السيد يوسف البطاح الأهدل ،
عن السيد طاهر بن حسين الأهدل ، عن الحافظ عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني ، عن
زين الدين الشرجي ، عن نفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي ، عن أبيه ، عن الشيخ
أبي الحسن علي بن هبة الله الشافعي المصري ، عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد
السلفي ، أنا أبو الفتح إيزديار بن مسعود بن إسحاق الغزنوي ، أنا أبو الحسن علي بن
محمد الدينوري ، أنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن محمد ، أنا أبو بكر
محمد بن عدي بن زحر المنقري ، أنا أحمد بن صالح بن عبيد الله الصيدلاني ، أنا أبو
يحيى جعفر بن هشام ، أنا عارم هو محمد بن الفضل بن النعمان السدوسي ، أنا حماد بن
زيد ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك رضياللهعنه ، قال : قالت فاطمة : يا أنس! كيف طابت
أنفسكم أن تحثوا
على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب؟ ثم قالت : وا أبتاه من ربه ما أدناه ، وا أبتاه
إلى جبريل ننعاه ، وا أبتاه أجاب ربا دعاه ، وا أبتاه من جنة الفردوس مأواه. قال
أنس : ثم بكت فاطمة رضي الله تعالى عنها ، وقال ثابت : لما حدث به أنس بكى ، وقال
حماد : لما حدث به ثابت بكى ، وهكذا قال كل واحد من الرواة : لما حدث به شيخنا بكى
، بل لا يمر هذا الحديث بمؤمن إلّا بكى.
قال ابن الطيب :
هو حديث صحيح أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وأبو داود
الطيالسي والحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير والبيهقي في الدلائل وأحمد وابن
حبان وغيرهم ، والتسلسل لا يخلو عن كلام على ما هو معروف في المسلسلات. انتهى.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الحليم أبو شقة في «تحرير المرأة في عصر الرسالة» (ج ٣ ص ٤٢٠ ط ١ دار
القلم الكويت عام ١٤١٠) قال :
عن أنس رضياللهعنه قال : ... فلما دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت فاطمة عليهاالسلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب؟ رواه البخاري.
ومنهم الشيخ أحمد بن
محمد بن عبد ربه الأندلسي في كتابه «طبائع النساء وما جاء فيها من العجائب
والغرائب» (ص ١٨١ ط بولاق) قال :
حماد بن سلمة عن
ثابت عن أنس بن مالك قال : لما فرغنا من دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقبلت على فاطمة فقالت : يا أنس ، كيف طابت أنفسكم أن
تحثوا على وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب؟.
ثم بكت ، ونادت :
يا أبتاه! أجاب ربا دعاه ؛ يا أبتاه! من ربه ما أدناه ؛ يا أبتاه! من ربه ناداه ،
يا أبتاه! إلى جبريل ننعاه ؛ يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه.
قال : ثم سكتت فما
زادت شيئا.
ومنهم الفاضل
المعاصر حسن كامل الملطاوي في «رسول الله صلىاللهعليهوآله في القرآن الكريم» (ص ١٧ ط دار المعارف كورنيش النيل) قال
:
أما السيدة
الزهراء ، وهي أحب بناته إليه صلىاللهعليهوسلم ، فقالت راضية مرضية فيما رواه البخاري رضياللهعنه : يا أبتاه ، أجاب ربّا دعاه ، يا أبتاه ، من جنة الفردوس
مأواه ، يا أبتاه ، إلى جبريل ننعاه.
ومنهم العلامة أبو
زكريا يحيى بن شرف النووي في «المجموع ـ شرح المهذب» (ج ٥ ص ٣٠٨ ط دار الفكر) قال
:
أنس رضياللهعنه قال لما ثقل النبي صلىاللهعليهوسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة رضياللهعنها وا كرب أبتاه فقال ليس على أبيك كرب بعد اليوم فلما مات
قالت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه
فلما دفن قالت فاطمة رضياللهعنها أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب. رواه البخاري رحمهالله.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٣ ص ٥٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا عبد الأول
أخبرنا ابن المظفر ، أخبرنا ابن أعين ، حدثنا الغربري حدثنا البخاري ، حدثنا
سليمان بن حرب ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : لما ثقل النبي صلىاللهعليهوسلم جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة عليهاالسلام : وا كرب أبتاه ، فقال [لها] : ليس على أبيك كرب بعد اليوم
، فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا
أبتاه إلى جبريل أنعاه ، فلما دفن قالت فاطمة عليهاالسلام : يا أنس ، طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب. أخرجاه في الصحيحين.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم
النيسابوري (القسم
٢ ص ٣٧٩ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
يا أنس أطابت
أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... الجنائز ١ / ٣٨٢.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ٦ ص ١٦١ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا نصر بن علي
الجهضمي ، حدثنا عبد الله بن الزبير الباهلي ، حدثنا ثابت البناني ، عن أنس قال :
لما وجد النبي صلىاللهعليهوسلم من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة وا كرب أباه! فقال : لا
كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا موافاته
يوم القيامة
ومنهم الشيخ أحمد
بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في «مختصر منهاج القاصدين» (ص ٣٨٩ ط مكتبة دار
التراث القاهرة) قال :
وفي صحيح البخاري
من حديث أنس رضياللهعنه قال : لما ثقل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة رضياللهعنها : وا كرب أبتاه! فقال لها : ليس على أبيك بعد اليوم.
ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب «عقد الفريد» في طبائع النساء وما
جاء فيها من العجائب والغرائب» (ص ١٨١ ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال : وقفت
فاطمة رضياللهعنها على قبر أبيها صلىاللهعليهوسلم فقالت :
إنا فقدناك فقد
الأرض وابلها
|
|
وغاب مذ غبت عنا
الوحي والكتب
|
فليت قبلك كان
الموت صادفنا
|
|
لما نعيت وحالت
دونك الكثب
|
ومنهم الشيخ محمد
علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم واعرابه وبيانه» (ج ١٣
ص ٢٩٥ ط دار
الحكمة دمشق وبيروت ١٤٠٢) قال :
ومن الاستعارة
أيضا قول فاطمة الزهراء رضياللهعنها ترثي أباها المصطفى صلىاللهعليهوسلم بعد وفاته :
ما ذا على من شم
تربة أحمد
|
|
أن لا يشم مدى
الزمان غواليا؟
|
صبّت عليّ مصائب
لو أنها
|
|
صبّت على الأيام
عدن لياليا
|
ومنهم السيد رفاعة
رافع الطهطاوي في «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز صلىاللهعليهوآله» (ج ٢ ص ٢٤٥ ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز) قال :
ولما دفن صلىاللهعليهوسلم جاءت فاطمة رضياللهعنها فقالت : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب ، وأخذت من تراب القبر الشريف وشمته وأنشدت تقول :
فذكر البيتين.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنّا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٨٢ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قالا :
وقفت فاطمة عليهاالسلام على قبر أبيها صلىاللهعليهوسلم فقالت :
إنا فقدناك فقد
الأرض وابلها
|
|
وغاب مذ غبت عنا
الوحي والكتب
|
فليت قبلك كان
الموت صادفنا
|
|
لمّا نعيت وحالت
دونك الكثب
|
وقال أنس بن مالك
: لما فرغنا من دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقبلت عليّ فاطمة. فقالت : يا أنس ، كيف طابت أنفسكم أن
تحثوا على وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب؟ ثم بكت ونادت : يا أبتاه! أجاب ربّا دعاه ؛ يا
أبتاه! من ربه ما أدناه ؛ يا أبتاه! من ربه ناداه ؛ يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ؛ يا
أبتاه! جنة الفردوس مأواه. ثم بكت وقال :
أغبر أفاق
السماء وكورت
|
|
شمس النهار
وأظلم العصران
|
فالأرض من بعد
النبي كئيبة
|
|
أسفا عليه كثيرة
الرجفان
|
فليبكه شرق
البلاد وغربها
|
|
ولتبكه مضر وكل
يمان
|
وليبكه الطود
العظيم وجوده
|
|
والبيت ذو
الأستار والأركان
|
يا خاتم الرسل
المبارك ضوؤه
|
|
صلّى عليك منزل
القرآن
|
ووقفت فاطمة على
قبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينها وبكت وأنشأت
تقول :
ما ذا على من
شمّ تربة أحمد
|
|
أن لا يشمّ مدى
الزمان غواليا
|
صبّت عليّ مصائب
لو أنها
|
|
صبّت على الأيام
صرن لياليا
|
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم
الأول ص ٧٣٣ ط عالم الكتب بيروت) قالوا : ...
وا أبتاه من ربه
ما أدناه.
ومنهم العلامة أبو
الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن
سيد الناس المتوفى ٧٣٢ ه في «منح المدح ـ أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم أورثاه» (ص ٣٥٨ ط دار الفكر دمشق) قال :
ولما دفن عليهالسلام قالت فاطمة ابنته :
اغبر آفاق
السماء وكورت
|
|
شمس النهار
وأظلم العصران
|
فذكر الأبيات مثل
ما تقدم عن أخبار النساء ـ إلّا أن فيه : وليبكه الطود المعظم جوّه. ثم قال : ومما
يناسب لعلي أو فاطمة رضياللهعنهما : ما ذا عن شمّ تربة أحمد ـ البيتين.
ومنهم الأستاذ
عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج ٢ ص ٣١٨ ط دار
الكتاب اللبناني بيروت) قال :
فذكر قولها عليهاالسلام : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول
الله صلىاللهعليهوسلم؟ ـ ثم ذكرت الأبيات مثل ما تقدم عن ابن سيد الناس.
إلى أن قال :
وقالت على قبره أيضا :
إنا فقدناك فقد
الأرض وابلها
|
|
وغاب مذ غبت عنا
الوحي والكتب
|
فليت قبلك كان
الموت صادفنا
|
|
لما نعيت وحالت
دونك الكثب
|
ومضى آنفا انها تمثّلت
بعد خطابها عن فدك ببيتين من البحر والقافية مع تكرار شطر منهما وهما :
قد كان بعدك
أنباء وهنبثة
|
|
لو كنت شاهدهم
لم تكثر الخطب
|
إنا فقدناك فقد
الأرض وابلها
|
|
واختل قومك
فاشهدهم ولا تغب
|
مستدرك
تاريخ وفاة الزهراء المرضية ام الحسنين ومدة عمرها ومدة مكثها بعد أبيها
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٥٥ وج ١٩ ص ١٧٥ وج ٢٥ ص ٥٥٤ ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٣ ص ٣٤٠ ط دار الفكر) قال :
قال علي فلما قبض
النبي صلىاللهعليهوسلم لم تبق فاطمة بعده إلّا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله
به صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المصري الشافعي المشتهر
بابن حجر في «الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف» (ص ٩٤ ط مؤسسة الكتب
الثقافية) قال :
وفيه : وعاشت بعد
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها
زوجها علي بن أبي
طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلّى عليها علي.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد علي الصابوني في «النبوة والأنبياء» (ص ٢٤٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
أولاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم سبعة وكلهم من خديجة إلّا إبراهيم فهو من مارية القبطية ـ إلى
أن قال : وكلهم ولدوا قبل البعثة إلّا السيدة فاطمة فبعد النبوة بسنة.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :
وقيل انه كان عمر
الرسول في مولدها إحدى وأربعين سنة.
ومنهم العلامة
محمد زكي ابراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ١٩ ط ٤
مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال :
ولدت بمكة يوم
الجمعة الموافق العشرين من جمادي الآخرة ، بعد البعثة بعامين وأمها خديجة بنت
خويلد ، وقد كناها والدها المصطفى صلىاللهعليهوسلم بأم أبيها لشدة حبه لها وحبها له ، وكان يقوم لها إذا
أقبلت ويقبلها ويجلسها في مكانه وجعل سكنها بجوار بيته ، ومن ألقابها الزهراء
والبتول والنبوية.
وتزوجت بالإمام
علي فرزقها الله بالحسن بعد الهجرة بثلاث سنين ، وولدت الحسين بعد نحو عام واحد من
ولادة أخيه الحسن ، وتوفيت في يوم الثلاثاء ثالث أيام جمادي الآخرة مثل شهر
ولادتها سنة عشرة من الهجرة وكان ذلك بعد وفاة أبيها المصطفى صلىاللهعليهوسلم بخمسة وسبعين يوما ، فقد بلغها في مرض موته أنها أول أهله
لحوقا به بعد وفاته ، ودفنت بالبقيع رضياللهعنها.
ويروى عن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم أنها قال سميتها فاطمة لأن الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها عن النار ، وكانت أشبه برسول الله صلىاللهعليهوسلم صورة وسمتا وكلاما وتعبدا وخلقا عظيما.
وفي الحديث عن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة بضعة أي قطعة مني يرضيني ما يرضيها ويؤذيني ما
يؤذيها وفي الحديث الثابت عنه صلىاللهعليهوسلم لكل أبناء نبي عصبة ينتمون إليها إلّا ابنتي فاطمة فأنا
وليها وعصبتها أخرجه الحاكم في المستدرك عن جابر وأخرجه أبو يعلى في المسند عن
فاطمة ، وأخرجه آخرون ولهذا كان الاشراف كلهم من أبنائها رضياللهعنهم أعني ذرية الحسن والحسين وزينب عند من يرى امتداد شرف
النبوة إلى أبناء البنات كصاحب كتاب أسماع الصم في إثبات الشرف من الام ، خلافا
لابن عبد السلام وابن عرفة والسرخسي والزمخشري ووافقهما الكثيرون ، ومضى الحكم على
هذا الاعتبار أما المحسن أخو الحسنين فقد مات طفلا من فاطمة.
مستدرك
أوصت فاطمة عليهاالسلام أن يغسلها علي عليهالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٤٥٤ وص ٤٦٧ وج ١٩ ص ١٧٧ وج ٢٥ ص ٥٦٨ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أحمد
بن علي بن حجر العسقلاني المتولد ٧٧٣ والمتوفى ٨٥٢ ه في «بلوغ المرام من أدلة
الأحكام» (ص ١١٠ ط دار النهضة) قال :
وعن أسماء بنت
عميس رضياللهعنها : أن فاطمة رضياللهعنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله تعالى عنه. رواه الدار قطني.
ومنهم العلامة أبو
المظفر شمس الدين يوسف بن قزأوغلي ـ سبط ابن الجوزي البغدادي المتوفى ٦٥٤ ه في «ايثار
الإنصاف في آثار الخلاف» (ص ٢٥٠ ط دار السلام
القاهرة) قال :
وروت أسماء بنت
عميس : أن فاطمة رضياللهعنها أوصت أن يغسلها علي وأسماء فغسلاها. ق.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد عثمان الخشت القاهري في «الدليل الفقهي للمرأة المسلمة» (ص ٥١ ط
مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال :
وقد أخرج الشافعي
، وأبو نعيم ، بسند حسن ؛ أن عليا غسّل فاطمة ، عليهماالسلام والرضوان.
ومنهم العلامة
السيد محمد بن اسماعيل الكحلاني الصنعاني المولود سنة ١٠٥٩ ه بكحلان والمتوفى ٣
شعبان ١١٨٢ ه في كتابه «سبل السلام في شرح بلوغ المرام ـ لابن حجر» (ج ٢ ص ٩٩ ط
دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وعن أسماء بنت
عميس رضياللهعنها أن فاطمة رضياللهعنها أوصت أن يغسلها علي عليهالسلام. رواه الدار قطني.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه «فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي
الكبير» (ص ٩٠ و ٩٤ ط دار المعرفة بيروت) قال :
ان عليا غسّل
فاطمة ، أسماء بنت عميس.
ومنهم الحافظ أحمد
بن علي الخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج ٢ ص ٤٦٢ ط بيروت) قال :
وأوصت أن لا يلي
غسلها إلّا علي وأسماء.
مستدرك
إن فاطمة عليهاالسلام أوصت أن لا يكشفها أحد بعد وفاتها
تقدم ما يدل على
ذلك عن العامة في ج ١٠ ص ٤٦٣.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنا عبد الله بن
علي المقرئ قال أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد الرزاق قال أنا عبد الملك بن
محمد قال نا أبو علي أحمد بن الفضل بن خذيمة قال نا محمد بن سويد الظمآن قال نا
عاصم بن علي قال نا ابراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن «عبيد الله» بن علي بن أبي
«رافع» عن أبيه عن امه سلمى قالت : اشتكت فاطمة فمرضتها فقالت لي يوما وخرج علي عليهالسلام ، يا أمتاه اسكبي لي غسلا ، فسكبت ، ثم قامت فاغتسلت كأحسن
ما كنت أراها تغتسل ثم قالت هاتي ثيابي الجدد ، فأعطيتها ، فلبستها ثم جاءت إلى
البيت الذي «كانت» فيه فقالت لي قدمي لي الفراش إلى وسط البيت ثم اضطجعت ووضعت
يدها تحت خدها واستقبلت القبلة ثم قالت : يا أمتاه إني مقبوضة اليوم وإني قد
اغتسلت فلا يكشفني أحد ، قال فقبضت مكانا فجاء علي عليهالسلام فأخبرته فقال : والله لا يكشفها أحد فدفنها بغسلها ذلك.
ومنهم العلامة
الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني في «أحاديث
مختارة من موضوعات الجورقاني وابن الجوزي» (ص ١٠٩ ط مكتبة الدار بالمدينة الطيبة)
قال :
المخلص : ثنا
البغوي ، حدثنا علي بن مسلم الطوسي ثنا نوح بن يزيد ، ثنا ابراهيم
بن سعد ، عن ابن
إسحاق ، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع ، عن أبيه عن امه : سلمى ، قالت : فذكر
مثل ما تقدم عن العلل المتناهية.
ومنهم العلامة
محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية ـ المسماة : فتح الكريم
القريب» (ص ٢٤٠ ط مكتبة جدّة) قال :
وفي مسند أحمد
وغيره من حديث ام سلمة أنها لما احتضرت غسلت نفسها وأوصت أن لا يكشفها أي لا يكشف
بدنها أحد بعد موتها فدفنها علي بغسلها ذلك ولم تغسل بعد موتها والحديث المذكور
أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقد أورد البيهقي بإسناد حسن عن أسماء بنت عميس
أنها أوصت أن تغسلها هي وعلي فغسلاها.
ومنهم العلامة أبو
الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف باء» (ج ٢ ص ٣٤٨ ط ٢
عالم الكتب بيروت) قال :
خرج ابن شاهين عن
عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن امه سلمى أنها قالت : اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فذكر الحديث ـ إلى أن قال : وخرج في حديث آخر متصلا به
عن أسماء بنت عميس أن فاطمة رضياللهعنها وصتها أن لا يلي غسلها إلّا هي وعلي بن أبي طالب قالت
أسماء فغسلتها أنا وعلي رضياللهعنهما ورأيت في موضع آخر انها لما حضرتها الوفاة أمرت عليا فوضع
لها غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بثياب أكفانها فأتيت بثائب خشن غلاظ فلبستها ومست من
الحنوط ثم أمرت عليا أن لا تكشف إذا قبضت وان تدرج كما هي في ثيابها.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ١ ص ٧١ ط مكتبة غريب
الفجالة) قال :
فذكر الحديث عن ام
سلمة مثل ما تقدم عن العلل المتناهية.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٣٣٥ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
فذكر مثل ما تقدم
عن ابن الشيخ البلوي في «ألف باء».
مستدرك
أول من عمل له النعش فاطمة عليهاالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٧٠ وج ١٩ ص ١٧٥ وج ٢٥ ص ٥٤٦ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أحمد
بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج ٢ ص ٤٦٥ ط دار
الباز) قال :
أخبرنا محمد بن عمر
بن محمد بن اسماعيل الداودي أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي حدثنا علي بن مسلم حدثنا ابن أبي فديك حدثنا موسى بن أبي عبد الله عن
عون بن محمد بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه عن امه ام جعفر ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب عن أسماء
ابنة عميس ان فاطمة رضياللهعنها بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله لما حضرتها الوفاة قالت : يا أمة اني لاستحيي مما يصنع
بالنساء فقالت لها : إني قد رأيت بأرض الحبشة شيئا يصنع على النساء ، فأمرتها أن
تصنع عليها ولا يلي غسلها إلّا هي وعلي بن أبي طالب رضياللهعنه. قالت أسماء : فعملت نعشا وغسلتها عليه أنا وعلي.
قال ابن أبي فديك
: ففاطمة أول من عمل عليها النعش.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا في «الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين»
(ص ٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وهي أول من غطى
نعشها في الإسلام ، وصلّى عليها علي بن أبي طالب ، وأوصت أن تدفن ليلا ، ففعل ذلك
بها ، ونزل في قبرها علي والعباس والفضل بن العباس.
مستدرك
موضع قبر فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوآله
قد تقدم ما يدل
عليه في مطاوي هذا السفر الشريف في مواضع متفرقة نقلا من العامة ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
برهان الدين ابراهيم بن فرحون المدني المالكي المتوفى ٧٩٩ ه في «ارشاد السالك إلى
أفعال المناسك» (ج ٢ ص ٥٩٢ ط بيت الحكمة قرطاج) قال :
واعلم أن في
الحجرة الشريفة فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعليه علامة خطيرة في خشب مربعة ، وفيها محراب وموضع منخفض
يصلّى فيه.
وذكر بعض المؤرخين
أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضياللهعنه دفنها في بيتها هذا ، وعمي أثر القبر ، فينبغي أن يسلم
عليها في هذا الموضع أيضا ، لاحتمال صحة هذا النقل.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه «فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي
الكبير» (ص ٩٠ ط دار المعرفة بيروت) قال :
ان عليا دفنها
ليلا ، ولم يعلم أبا بكر عائشة.
مستدرك
رثاء الامام علي عليهالسلام في وفاة حبيبة رسول الله وحبيبته صلّى الله
عليهما وعلى أولادهما
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٨٢ وج ١٩ ص ١٧٩ وج ٢٥ ص ٥٧٩ ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي صاحب «عقد الفريد» في «طبائع النساء وما
جاء فيها من العجائب والغرائب» (ص ١٨٢ ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال :
المدائني قال :
لما دفن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فاطمة عليهاالسلام تمثل عند قبرها فقال :
لكل اجتماع من
خليلين فرقة
|
|
وكلّ الذي دون
الممات قليل
|
وإن افتقادي
واحدا بعد واحد
|
|
دليل على ألا
يدوم خليل
|
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ١ ص ٧٠ ط مكتبة غريب
الفجالة) قال : فأسرع علي وجهزها ودفنها بعد العشاء سرا كما أوصت.
وبكاها أحر بكاء
ووقف على قبرها يقول :
لكل اجتماع من
خليلين فرقة
|
|
وإن الذي دون
الفراق قليل
|
وإن افتقادي
واحدا بعد واحد
|
|
دليل على ألا
يدوم خليل
|
ثم ترك البقيع حيث
دفنها ، دون أن يترك على قبرها ما يدل عليه كما أوصته!
ومضى إلى قبر
النبي ، فقال : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك وزائرتك ،
والمختار لها سرعة
اللحاق بك. قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وقلّ عنها تجلدي ، إلّا أن لي التأسي
بسنتك ، وفي فرقتك موضع تعزّ. إنا لله وإنا اليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة ،
وأخذت الرهينة واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء! يا رسول الله : أما
حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، ولا يبرح ذلك من قلبي حتى يختار الله لي دارك التي
أنت بها مقيم. كمد مبرح وهم مهيج! سرعان ما فرق بيننا يا رسول الله! فبعين الله
تدفن ابنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا ، ويمنع إرثها جهرا. ولم يطل منك العهد ، ولم
يخلق منك الذكر .. فإلى الله المشتكى وفيك أجمل العزاء وصلوات الله عليك وعليها ورحمة
الله وبركاته.
وعاد إلى داره
وحيدا ، مع أحزانه ، يواسي صغاره : الحسن والحسين وزينب.
ومنهم السيد رفاعة
رافع الطهطاوي في «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز صلىاللهعليهوآله» (ج ٢ ص ٢٤٥ ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز) قال :
وقد عاشت فاطمة
رضي الله تعالى عنها بعده صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر ، فما ضحكت تلك المدة. وقال علماء السير : لما
دفنها علي وقف على قبرها ، وبكى ، وقال : فذكر البيتين مثل ما مر عن ابن عبد ربه.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا في «الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين»
(ص ٢٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وروي أن عليا رضياللهعنه قال عند دفن فاطمة ، كالمناجي به رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند قبره : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك
النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك. قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورق عنها
تجلدي ، إلّا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزّ ، فلقد وسدتك في
ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون فلقد
استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة. أما حزني فسرمد ، وأما ليلي
فمسهد ، إلى أن
يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم. وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ،
فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر ، والسلام
عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء
ظن بما وعد الله الصابرين.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٨٤ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
شكت فاطمة إلى
أسماء بنت عميس نحول جسمها وقالت : أتستطيعين أن تواريني بشيء؟ قالت : إني رأيت
الحبشة يعملون السريرة للمرأة ، ويشدون النعش بقوائم السرير. فأمرتهم بذلك وعمل لها
نعش قبل وفاتها. فنظرت إليه فقالت : سترتموني ستركم الله. وقالت قبيل وفاتها : يا
أمة اسكبي لي غسلا. فسكبتها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ، ثم قالت : ايتيني
بثيابي الجدد. فأتتها بها فلبستها. ثم قالت : يا أمة إني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت
، فلا يكشفنّ لي أحد كفنا ثم توفيت. وكانت وفاتها بعد النبي صلىاللهعليهوسلم بثلاثة أشهر. وروي إنها توفيت بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بثمانية أشهر. وروي إنها عاشت بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم بستة أشهر. وقيل : بشهر واحد. والصحيح المشهور إنها توفيت
ليلة الثلاثاء لثلاثة خلون من رمضان سنة ١١ ه وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها.
قال المدائني :
لما دفن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه فاطمة عليهاالسلام ، تمثّل عند قبرها فقال : لكل اجتماع من خليلين فرقة ـ إلى
آخر البيتين.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ٢١٣ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
فذكرت مثل ما
تقدم.
ومنهم العلامة أبو
الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن
يحيى ابن سيد
الناس المتوفى ٧٣٢ ه في «منح المدح» (ص ٣٥٨ ط دار الفكر دمشق) قال :
ولما دفن عليهالسلام قالت فاطمة ابنته : فذكر مثل ما تقدم عن أخبار النساء في
العقد.
مستدرك
كلمات القوم في خصوص شأن بضعة رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل
بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة الزهراء
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن ابراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي المتوفى ٧٣٣ ه في
«غرر التبيان فيمن لم يسمّ في القرآن» (ص ٤٢٤ ط دار قتيبة دمشق وبيروت) قال :
وأما بناته فأربع
: أكبرهن زينب ، زوجة أبي العاص : لقيط ، وقيل : هاشم ، ابن الربيع ، ثم رقية زوجة
عثمان ، ثم أم كلثوم زوجته بعدها ، ثم فاطمة ، وهي أفضلهن ، وجميعهن من خديجة.
مستدرك
فاطمة عليهاالسلام أفضل من الخلفاء
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٢٨ وص ٧٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم محمد بن
أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية ـ المسماة : فتح
الكريم القريب» (ص
٢٤٠ ط مكتبة جدّة) قال :
وذكر الامام علم
الدين العراقي شارح المهذب أن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء باتفاق ولعله
بالنظر لما فيهما من البضعة الشريفة لا من حيث جميع العلوم وكثرة المعارف ونقل عن
مالك أنه قال لا أفضل على بضعة النبي صلىاللهعليهوسلم أحدا.
أقول : قوله :
ولعله بالنظر إلخ : بل هي كانت جامعة للمعارف والعلوم كلها لأنها كانت محدّثة
يأتيها الملك ويحدّثها. وهي بضعة الرسول صلىاللهعليهوسلم الشريفة ومضغتها وشجنتها فهي صلوات الله عليها أفضل من
الخلفاء سوى زوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فانه كان أفضل المخلوقات كلها
غير النبي صلىاللهعليهوآله. وهو عليهالسلام كان إمامها بعد أبيه صلىاللهعليهوآله.
وقد نقلنا فيما
سبق عن العلامة الشيخ عبد الهادي (نجا) الابياري من كتابه «جالية الكدر» إنه قال :
والأصح أيضا ان فاطمة أفضل من عائشة لما فيها من البضعة الكريمة التي لا يعادلها
شيء. والخبر الوارد بخيرية خديجة محمول على الخيرية من حيث الأمومة لا السيادة وقد
قال السبكي : الذي اختاره وأدين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ـ إلخ. وقد ذكرنا
أقوال العلماء في أفضلية فاطمة عليهاالسلام في ج ١٠ ص ٢٨ ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف.
مستدرك
كلام عائشة في شأن سيدتنا فاطمة عليهاالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الأستاذ
عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج ٢ ص ٣٢٢ ط دار
الكتاب اللبناني) قال :
جاء في الجزء
الثالث من العقد الفريد عن الرياشي عن عثمان بن عمرو عن إسرائيل بن ميسرة بن حبيب
، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة ام المؤمنين أنها قالت : ما
رأيت أحدا من خلق الله أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلىاللهعليهوسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبلها ورحب بها
وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت اليه ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها ،
فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه ، فأسر إليها فبكت ، ثم أسر إليها فضحكت ، فقلت
: كنت أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء فإذا هي واحدة منهن ، بينما هي تبكي إذا
هي تضحك ، فلما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألتها فقالت : أسر إليّ فأخبرني انه ميت فبكيت ، ثم أسرّ
إليّ أني أول أهل بيته لحوقا به فضحكت. وما قالته السيدة عائشة عن المشابهة بين
الزهراء وأبيها قيل على ألسنة الثقات جميعا ، ويزاد عليه في حديث السيدة عائشة ان
امرأة في فضلها واعتزازها بنفسها كانت ترى للزهراء فضلا على سائر النساء في حلمها
ورصانتها. ففيم يكثر الخلاف على مثل ذلك النصيب من البلاغة إذا نسب إليها؟ ولما ذا
تستعظم البلاغة على من نشأت سامعة لحديث محمد مطبوعة على مشابهته في حديثه؟ ولما
ذا تستعظم على زوجة الامام الذي كان المتفقون على بلاغته أكثر من المتفقين على
شجاعته ، وهي مضرب الأمثال؟ ولما ذا تستعظم على سامعة القرآن الكريم بالليل
والنهار مع الذكاء واللب الراجح؟
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٨٦ ط دار القلم بدمشق) قال :
وعن عائشة بنت
طلحة عن عائشة ام المؤمنين رضياللهعنها أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول
الله صلىاللهعليهوسلم من فاطمة.
وكانت رضياللهعنها شديدة الحرص على ما يرضي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، شديدة الإيثار لما يسره ويرغب فيه على ما تقتضيه الامومة
الحنون ، وحب
الأبناء الطبيعي ،
نذكر من ذلك القليل من الكثير.
مستدرك
كانت فاطمة عليهاالسلام أصدق الناس
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٥٩ وج ١٩ ص ١٠٨ وج ٢٥ ص ٢٨٢ ومواضع أخرى.
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الدكتور عبد
الصبور شاهين والاستاذة اصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص
٤٩٢ ط الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قالا :
عن عائشة قالت :
ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها. حلية الأولياء ٢ : ٤٢.
ومنهم الأستاذ
أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم في مصر» (ص ٥ ط دار المعارف بالقاهرة) قال :
أما وقد تخير الله
ورسوله لعلي المرتضى سيدة نساء العالمين ، فاطمة الزهراء البتول ، ريحانة الرسول
العابدة الزاهدة زوجا وقرينة ، فلا غرو أن ينجبا الذرية الشريفة والعترة الطاهرة ،
فهي بقية الله الباقية لنبيه وحبيبه من ذريته ، وأحبهم إلى نفسه وأقربهم به شبها
في خلقه ، والنسمة الطاهرة الطيبة الميمونة التي جعل نسله صلىاللهعليهوسلم منها ومن نسلها أئمة الامة وخلفاء الله في أرضه وصلة الرحم
وشيجة القربى بسيد الخلق إلى يوم الدين. هي كما يقول إقبال رحمهالله فالمجد يشرق من ثلاثة مطالع في مهدها فمن ذا يدانيها في
مجدها؟. هي بنت من؟ هي زوج من؟ هي أم من؟ هي ومضة من نور عين المصطفى ، وزوج لعلي
المرتضى من له تاج بسورة هل أتى وأم الحسنين السبطين سبطي الهدى والتقى وزينب
عقيلة بني هاشم ذات المكارم والعلا ، من تتبلج أنوار النبوة من مشاهدهم سناء وسنى
لتفيض على محبيهم
سكينة وضياء
وأمنا.
ومنهم العلامة عز
الدين عبد الحميد ابن الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١٥ ص ٢٧٨ ط القاهرة) قال
:
فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وهي سيدة نساء العالمين ، وأمها خديجة سيدة نساء
العالمين ، وبعلها علي بن أبي طالب سيد المسلمين كافة ، وابن عمها جعفر ذو
الجناحين ، وذو الهجرتين ، وابناها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة فضل
بن روزبهان الخنجي الاصفهاني المتوفى ٩٢٧ ه في «وسيلة الخادم إلى المخدوم ـ در
شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام» (ص ١٢٧ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
اللهم صلّ وسلّم
على ست النساء
اى با خدايا درود
وصلوات ده وسلام فرست بر بزرگ زنان.
واز اينجا شروع در
صلوات است بر حضرت خير النساء دختر حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمه زهرا عليهاالسلام ؛ وآن حضرت شريفترين ودوست ترين فرزندان حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم است ؛ وولادت آن حضرت در سالى است كه قريش كعبه را تعمير
كردند ومناقب وفضائل حضرت فاطمه عليهاالسلام والقاب آن حضرت بسيار است واز جمله ست النساء يعنى بزرگ
زنان. چنانچه در حديث وارد شده كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم با حضرت فاطمه فرمود كه : راضى نيستى كه سيد [ه] زنان
مؤمنان باشى ؛ وديگر احاديث در اين باب بسيار است ودر صحاح مسطور ومذكور است.
الغرة الغرّاء
الزهرة الزهراء.
آن حضرت غرّه اى
است وغره ، سفيدى پيشانى است كه روشن وسفيد
است ؛ وعرب چون
كسى در ميان مردم به زيادتي شرف وكمال مشرّف باشد ودر بزرگى نماينده وروشن باشند
گويند او غرّه فلان قبيله است.
وچون در ميان زنان
عالم ، آن حضرت به زيادتي شرف وكمال ، نشانه است ، آن حضرت را غرّه غرّا لقب
كردند. وديگر آن حضرت زهره روشن است همچنانچه زهره در آسمان به روشنى ظاهر است.
شرف وكمال وفضل وافضال آن حضرت بر تمامى اهل عالم روشن است.
الدرّة البيضاء
البتول العذراء.
آن حضرت سفيد است
در شرف وبزرگى وقيمت اصل ونسب ، همچو درّ سفيد است كه از همه جواهر قيمت او زيادت
است وآن حضرت بتول عذرا است ومعنى بتول آن است كه از مردم همه بريده وبا غير شوهر
خود انس ندارد يا آنكه از همه كس بريده وبه عبادت خداى تعالى مشغول است. وعذراء
است يعنى پاكيزه وپرده نشين ، ودختر مستوره را عرب عذراء گويند واين از جمله القاب
آن حضرت است كه جهت زيادتي شرف بدان مخصوص است.
قرّة عين سيد
الأنبياء.
آن حضرت روشنى چشم
پيغمبران صلىاللهعليهوآلهوسلم است بدان حضرت فرزند عزيز حضرت پيغمبر است ؛ چنانچه در
حديث وارد شده كه آن حضرت فرمود : فاطمه پاره از من است ؛ هر كه او را به غضب مى
برد مرا به غضب مى برد وهر چه موجب ايذاى من است. وشك نيست در آنكه حضرت فاطمه
دوست ترين فرزندان حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بوده نسبت با آن حضرت.
المضاجعة سيد
الأصفياء.
آن حضرت همخوابه
است مر سيد اصفياء را كه آن حضرت امير المؤمنين است. وآن اشارت است بدانكه آن حضرت
زوج فاطمه سلام الله عليها است. روايت
كرده اند كه چون
حضرت فاطمه را وقت تزويج رسيد ؛ اكابر صحابه را او را خطبه مى كردند از حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم واو قبول نمى فرمود ؛ واصحاب با حضرت على عليهالسلام گفتند : تو خطبه كن شايد به تو دهد وراضى شود. آن حضرت
فرمود : اكابر صحابه خطبه كردند وقبول نفرمود ؛ بعد از آن به نزد آن حضرت رفت وگفت
: السلام عليك يا رسول الله. آن حضرت فرمود : وعليك السلام. چه حاجت دارى؟ گفت
آمده ام كه فاطمه را خطبه كنم ؛ ودر روايتى است كه آن حضرت فرمود : آمده ام كه
فاطمه را خطبه كنم. فرمود بلى. بعد از آن فاطمه را به صداق پانصد درهم بدان حضرت
داد وتسليم او نمود.
المازجة للتبسم
بالبكاء عند بشارة اللحوق بخير الآباء.
آن حضرت آميزنده
است تبسم را به گريه ، نزد بشارت رسيده به بهترين پدران.
وآن اشارت است
بدانچه در حديث وارد شده كه فاطمه عليهاالسلام در مرض موت حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم نزد آن حضرت آمد ؛ آن حضرت فرمود : خوش آمد دختر من ؛ بعد
از آن فاطمه را بنشاند وبا او پوشيده سخنى گفت ، [آن حضرت] بگريست. ديگر بار با او
آهسته سخنى گفت ، آن حضرت بخنديد. چون برخاست بعضى سؤال كردند كه سبب گريه وخنده
چه بود؟ فرمود : من سرّ پيغمبر را كشف نمى كنم ؛ چون حضرت وفات نمود ديگر بار از
او سؤال كردند. فرمود : اكنون بگويم اول كرت كه با من پوشيده سخنى فرمود گفت : هر
سال يكبار قرآن با من معارضه من كرد ، امسال دو نوبت معارضه فرمود ، گمان مى برم
كه اجل من نزديك شده باشد پس تقواى خداى تعالى بجاى آور ، صبر كن كه من خوش پيشروى
از براى توام ، چون فزع مرا بديد يكبار ديگر با من پوشيده سخن گفت وفرمود : اى
فاطمه راضى نيستى كه سيده زنان اهل بهشت باشى ، يا سيده زنان مؤمنان باشى ، ودر
روايتى آمده كه با من پوشيده فرمود كه در اين خستگى وفات مى فرمايم ، من بگريستم ،
ديگر مرا خبر داد كه اول كسى كه از اهل بيت كه بدو ملحق
مى گردد من خواهم
بود ، پس من بخنديدم ، ودر اين فقره بدين حديث اشارت نموده شده بود. والله أعلم
بالصواب.
المشرفة مع زوجها
وولديها بدخول العباء.
آن حضرت مشرف است
با زوج او وهر دو پسر او به درآمدن در عباى حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم. واين اشارت است بدانكه ايشان آل عبااند چنانچه در حديث
صحيح روايت كرده اند كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم صباحي بيرون آمد وعبائي پوشيده بود از موى سياه ، پس امير
المؤمنين حسن عليهماالسلام درآمد ، آن حضرت او را درآورد ؛ پس امير المؤمنين حسين عليهالسلام درآمد او را نيز درآورد ، بعد از آن فاطمه درآمد ، او را
نيز درآورد. بعد از آن حضرت امير عليهالسلام درآمده او را نيز درآورد. بعد از آن فرمود : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ودر اين فقره بدان اشاره است.
المستعان بها يوم
المباهلة بالتوجه والدعاء.
آن حضرت كسى است
كه استعانت جسته شده بدو وبه فرزندان وشوهر او در روز مباهله به نوحه ودعا. واين
اشارت است به حكايت مباهله ؛ چنانچه روايت كرده اند كه جماعتى از نصاراى نجران كه
شهرى بود از شهرهاى ميان شام ويمن ، نزد حضرت پيغمبر آمدند وبا آن حضرت در باب
عيسى مخاصمه كردند وحضرت پيغمبر فرمود كه عيسى بنده خداست وپيغمبر او ؛ وفرزند خدا
نيست وحق تعالى منزّه است از فرزند. والله تعالى هشتاد آيه از اول سوره آل عمران
در آن باب فرستاد ؛ وحجّت بر ايشان قائم كرد وحضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم را امر فرمود كه با ايشان مباهله كند واين آيه فرستاد : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما
جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ
وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ). يعنى پس هر كه مجادلة كند ومخاصمت نمايد با
تو در امر عيسى ،
از پس آنكه آمد تو را علم ، بدانكه عيسى بنده خداى تعالى ورسول اوست ؛ پس بگو با
آن كسان كه بياييد تا فكرى كنيم ؛ ودر اين امر نظرى كنيم بدان وجه كه بخوانيم
فرزندان ما را وفرزندان شما را وزنان ما را وزنان شما را ونفسهاى ما را ونفسهاى
شما را. يعنى ما همه دوستان وعزيزان خود را جمع كنيم تا اگر عذاب آيد ما را همه
فراگيرد ومستأصل شويم. پس از آن ؛ تضرع ومبالغه در دعا كنيد. وبعضى گويند يعنى
لعنت بر كسى كنيم كه بر باطل باشد وآن است كه مى فرمايد : پس بگردانيم دورى ولعنت
وراندن خداى تعالى را بر دروغ گويان يعنى جمع شويم وبگوييم هر كه دروغ گو باشد
لعنت خداى بر او.
وروايت كرده اند
كه اين آيه فرو آمد حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم نصاراى نجران را طلب فرمود وآيت بر ايشان خواند. گفتند ما
را مهلت ده تا فكرى بكنيم ؛ چون در خلوت به يكديگر رسيدند با عاقب كه صاحب مشورت
ايشان بود گفتند چه مصلحت مى بينى در باب مباهله؟ او گفت : والله اى نصارى! شما مى
دانيد كه محمد نبى مرسل است ، والله كه هيچ قومي يا پيغمبرى ملاعنه نكردند كه بزرگ
ايشان بزيست وكوچك ايشان بزرگ شد واگر شما با او مباهله مى كنيد تمامى هلاك مى
شويد ؛ اگر البته ترك دين خود نمى توانيد كرد با اين مرد صلح كنيد وبازگرديد به
بلاد خود. روز ديگر نزد آن حضرت آمدند وآن حضرت به محل وعده آمده بود وحسين بن على
را در بر گرفته ودست حسن بن على در دست داشت وپس سر او فاطمه مى رفت وامير
المؤمنين على عليهالسلام از پس ايشان ؛ وبا ايشان فرمود : هر گاه كه من دعا كنم شما
آمين بگوييد.
چون نصارى اين حال
را بديدند دانشمند وعابد ايشان گفت : اى جماعت نصارى! من روى چند مى بينم كه اگر
از خدا درخواهند كه كوه را از جاى خود بگرداند او كوه را از جهت دعاى ايشان از جاى
بگرداند ، ما مصلحت كار خود در آن ديديم كه مباهله نكنيم والا تمامى هلاك شويم ويك
نصرانى در روى زمين نماند تا
قيامت. پس نصارى
گفتند : اى ابو القاسم! ما مصلحت كار خود در آن ديديم كه با تو مباهله نكنيم وتو
را به حال خود بگذاريم وبه دين خود ثابت باشيم. آن حضرت فرمود : چون ابا كرديد از
مباهله با مسلمانان ، در نفع وضرر شريك باشيد ؛ پس ابا كردند. پس من با شما جنگ مى
كنم. گفتند : ما طاقت جنگ عرب نداريم وليك با تو صلح مى كنيم كه تو با ما جنگ نكنى
وما را در بلاد خود نترسانى واز دين خود ما را بازنگردانى. هر سال دو [هزار] حلّه
در ماه صفر وهزار حله در ماه رجب وسى عدد زره [به تو خواهيم داد] ؛ حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم با ايشان بدين موجب صلح فرمود وگفت : سوگند بدانكه جان من
در يد وقدرت اوست كه عذاب فرو آويخته بود بر اهل نجران ؛ واگر ايشان ملاعنه مى
كردند تمامى قرده وخنازير مى شدند ودر وادى ايشان آتش افروخته مى شد بر ايشان
وخداى تعالى تمامى اهل نجران را هلاك مى كرد تا مرغ كه بر درخت ايشان نشسته بود ؛
سال آخر نشد كه تمام نصارى هلاك مى شدند.
ودر اين حكايت
فضيلت ومنقبت حضرت فاطمه وزوج واولاد او را حاصل است كه هيچ چيز با او برابرى نمى
كند.
سيدة نساء
العالمين يوم الحشر والجزاء.
آن حضرت بزرگ زنان
عالميان است روز حشر وجزاء واين اشارت است به احاديث بسيار كه در اين باب وارد شده
كه حضرت فاطمه عليهاالسلام در روز قيامت سيده زنان عالميان خواهد بود وبعضى از آن
احاديث گذشت.
ذروة سنام المجد
والعز والبهاء.
آن حضرت بلندى
كوههاى عزت وبزرگ وبها وافتخار است. مراد آنكه آن حضرت در كمال علو ورفعت وبلندى
است در اين مراتب ؛ ودر عرب كسى را كه در غايت بلندى باشد گويند : او كوهان است
زيرا كه در شتر هيچ موضع بلندتر از كوهان نيست واين اشارت است به كمال بزرگى وعزت
قدر آن حضرت است.
الممنوح لها ثواب
التسبيح والتحميد والتكبير بعد المشقة والعناء.
آن حضرت بخشيده
شده است از براى او ثواب تسبيح وتحميد وتكبير بعد از مشقّت وزحمت. واين اشارت است
بدانچه در حديث صحيح روايت كرده اند [از] حضرت امير المؤمنين على عليهالسلام كه فرمود : فاطمه نزد حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم رفت كه شكايت كند از آنكه دست مباركش مجروح شده بود ، از
آنكه آس دست كرده بود وشنيد كه غلامان جهت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم آورده اند ؛ مى خواست كه از آن حضرت خادمه بستاند. آن حضرت
در خانه نبود با يكى از ازواج آن حضرت شكايت كرد ، گفت با حضرت بگويند ؛ چون آن
حضرت به خانه آمد آن حكايت با او بگفتند. امير المؤمنين على عليهالسلام فرمود : شب هنگام حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم نزد ما آمد وما در جامه خواب خوابيده بوديم. رفتيم كه
برخيزيم ، فرمود : به حال خود باشيد در جاى خود ، پس بيامد ودر ميان ما هر دو نشست
تا آن زمان كه من سردى قدم مبارك آن حضرت بر شكم خود دريافتم. پس فرمود : آيا من
شما را دلالت كنم بر چيزى كه بهتر باشد از آنچه شما از من درخواست كرده ايد؟ چون
در جامه خواب در رويد سى وسه نوبت تسبيح كنيد وسى وسه نوبت تحميد كنيد وسى وچهار
نوبت تكبير گوئيد كه اين شما را بهتر است از خادم ؛ ودر اين فقره اشارت بدان بود.
ام الأئمة
الأتقياء الأوصياء فاطمة الزهراء.
آن حضرت مادر
امامان پرهيزكار است كه ايشان وصيان بودند. واين اشارت است به كنيت آن حضرت به اسم
مبارك آن حضرت ؛ وتمامى ائمه سواي امير المؤمنين على عليهالسلام كه زوج آن حضرت است. از بطن آن حضرت شد وآن حضرت مادر
ايشان است واسم مبارك آن حضرت فاطمه است. ولقب مشهور زهرا ، يعنى روشنى از نور
الهى وپاكيزه از تمامى عيوب ومناهى است ، ومناقب آن حضرت غير متناهي است.
آن حضرت صاحب حزن
است آشكارا ودفن كرده شده است پوشيده ؛ واين اشارت است به كمال حزنى كه آن حضرت را
بعد وفات حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بوده ، چنانچه روايت كرده اند كه آن حضرت شش ماه بعد از
وفات پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم در حيات بوده وهرگز تبسم نفرمود وهميشه در حزن وگريه گذرانيد.
انس بن مالك روايت
كند كه چون حضرت پيغمبر در مرض موت سنگين شد حضرت فاطمه عليهاالسلام فرمود وا كرب أباه يعنى واى از زحمت وسختى پدر من آن حضرت
فرمود : ليس على أبيك كرب بعد اليوم. يعنى نيست بر پدر تو بعد از امروز سختى
وزحمتى به وفات. فرمود : چون حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم وفات كرد حضرت فاطمه فرمود : يا أبتاه أجاب ربّا دعاه يا
أبتاه في جنّة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه يعنى اى واى پدر من خبر موت
او را به جبرئيل مى گويم : اى واى! پدر من أجابت فرمود دعاى پروردگار خود. اى واى
پدر من از بهشت فردوس او را جاست. بعد از آن اين مرثيه فرمود :
ما ذا على من
شمّ تربة أحمدا
|
|
ان لم يشم مدى
الزمان غواليا
|
صبّت عليّ مصائب
لو أنها
|
|
صبّت على الأيام
صرن لياليا
|
كسى كو تربت
احمد ببويد
|
|
دگر از غاليه
بويى نجويد
|
مصيبتها ز دوران
ريخت بر من
|
|
كه شب گردد
زبانش روز روشن
|
وچون حضرت فاطمه
وفات فرمود ، ودر شب بر او نماز گذاردند واو را دفن پوشيده كردند ومحل قبر آن حضرت
پوشيده است واختلاف بسيار در آن كرده اند ؛ بعضى برآنند كه در خانه آن حضرت پهلوى
خانه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بوده. آن حضرت را دفن [در آنجا] كردند. واكثر مردمان امروز
زيارت آن حضرت در خلف حجره پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم مى كنند.
مستدرك
فضائل ومناقب السبطين الأعظمين الإمامين الهمامين الحسن والحسين
صلوات الله عليهما
الجماني الكوفي :
أنتما سيدا شباب
جنان ال
|
|
خلد يوم الفوزين
والروعتين
|
يا عديل القرآن
من بين ذي الخل
|
|
ق ويا واحدا من
الثقلين
|
أنتما والقرآن
في الأرض مذ
|
|
أنزل مثل السماء
والفرقدين
|
قمتما من خلافة
الله في الأر
|
|
ض بحق مقام
مستخلفين
|
قاله الصادق
الحديث ولن
|
|
يفترقا دون حوضه
واردين
|
العوني :
وقد شهدتم له
بالسيدين لمن
|
|
في جنة الخلد
أحظى الخلق أزلفه
|
وإنه منهما خير
وليس على
|
|
هذا مزيد فنلقيه
ونحرفه
|
لأن سكان دار
الخلد سادة من
|
|
فوق التراب
وأزكى الخلق أشرفه
|
والسيدان لسادات
الخلائق كا
|
|
لعيوق في قبة
الخضراء مرجفه
|
ومن علا سيدي
ساداتنا شرفا
|
|
فهل يكنفه فضلا
يكنفه
|
ومن له سبطان
سيدان
|
|
شهمان قرمان
مهذبان
|
بحراهما بحران
زاخران
|
|
وما هما بحران
يبغيان
|
بل منهما معرفة
الديان
|
|
أمهما سيدة
النسوان
|
الحميري :
سبطان أمهما
الزهراء منتجبة
|
|
سادت نساء جميع
العالميات
|
ابنا الرسول
الذي جلت فضائله
|
|
إن عدد الفضل عن
وصف المقالات
|
وابنا الوصي
الذي كانت ولايته
|
|
حتما من الله في
تنزيل آيات
|
لولاه من ولد في
بيت معلوة
|
|
تواضعت عنده كل
البيوتات
|
مستدرك
شباهة السبطين عليهماالسلام برسول الله صلىاللهعليهوآله
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٥٣٤ وج ١٩ ص ١٨٩ وج ٢٦ ص ٣١٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الشيخ حافظ
بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول» في التوحيد (ج ٢ ص
٤٨٤ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وله عن علي رضياللهعنه قال : الحسن أشبه برسول الله صلىاللهعليهوآله ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه برسول الله صلىاللهعليهوآله ما كان أسفل من ذلك. هذا حديث حسن غريب.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب : ع ، م» (ص ٨٩ ط مؤسسة المفيد
بيروت) قال :
ويذكر أن هذين
الحفيدين كانا يشبهان أباهما وجدهما في نواح مختلفة فالحسن يشبه محمدا صلىاللهعليهوآله بما فوق السرة وعليا بما تحتها بينما يشبه الحسين عليا في
أعلاه ومحمدا صلىاللهعليهوسلم في أسفله.
مستدرك
تسمية رسول الله صلىاللهعليهوآله سبطيه بالحسن والحسين
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٤٩٢ وج ٢٦ ص ٧ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٤ ص ٢٠٨١ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ـ ١٩٨٦ م) قال :
باب محسن ، ومجشر
، ومخيس ، ومحسر.
أما محسن ، فهو في حديث الحارث عن
علي [بن أبي طالب] : لما ولد الحسن سميته حربا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : هو حسن ، ولما ولد الحسين سميته حربا ، فسماه النبي
حسينا ، ولما ولد الثالث سميته حربا ، فسماه النبي صلىاللهعليهوسلم محسنا وقال : سميتهم بأسماء ولد هارون بشرا وشبيرا ومشبرا.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٦١٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
سماها حسنا وحسينا
بشير بن الخصاصية ٥ / ٨٣.
مستدرك
تعويذ رسول الله صلىاللهعليهوآله لسبطيه الحسن والحسين عليهماالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٥١٩ وج ١٩ ص ١٨٧ وج ٢٦ ص ٢٠١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه
جماعة :
فمنهم الحافظ
المحدث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفى ٣٠٣ ه في «عمل اليوم والليلة»
(ص ٢٩١ ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرني محمد بن
قدامة قال : حدثنا جرير عن منصور عن منهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعوذ حسنا وحسينا ؛ أعيذكما بكلمات الله التامة من كل
شيطان وهامة ومن كل عين لامة وكان يقول : كان أبوكما يعوذ به إسماعيل وإسحاق.
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين»
(ص ٤٥١ ط عالم الكتب بيروت) قال :
كان يعوذ الحسن
والحسين ، فيقول : أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل هامة ، ومن كل عين لامّة(خ
٤) عن ابن عباس رضياللهعنهما.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ٢٥٤ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
فأشاروا إلى
الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» ج ٢ ص ٧٦٦ ، ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
فأشار إلى الحديث
الشريف.
مستدرك
إن الحسن والحسين ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٣ ص ٧٥ وج ٧ ص ٤ وج ٩ ص ٧٠
وص ٦٥٥ ج ١٤ ص ١٣١
وج ١٧ ص ٢٩٢ وج ١٨ ص ٣٨٩ وص ٤٧٩ وص ٥٥٥ وج ٢٠ ص ٨٤ وج ٢١ ص ٣٠٤ وص ٦٠٢ ومواضع أخرى
، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ عماد الدين بن محمد الطبري المشهور بالكيا هراسي المتوفى سنة ٥٠٤ ه في «أحكام
القرآن» (ج ٢ ص ٢٨٦ ط ٢ دار الكتب العلمية بيروت) قال :
قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ). واعلم أن في هذا دلالة على أن الحسن والحسين رضياللهعنهما ابنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأنه أخذ بيد الحسن والحسين حين أراد حضور المباهلة ، وقال
الله تعالى : (نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) ، ولم يكن للنبي صلىاللهعليهوسلم بنون غيرهما ، وقال للحسن : إن ابني هذا سيد. وقال فيه حين بال
عليه وهو صغير : لا ترزموا ابني هذا.
وهما من ذريته
أيضا ، كما جعل الله عيسى من ذرية إبراهيم بقوله : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ ، وَسُلَيْمانَ ، وَأَيُّوبَ ، وَيُوسُفَ ، وَمُوسى ، وَهارُونَ ،
وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) ، وإنما نسبته إليه من جهة امه لأنه لا أب له.
وقال كثير من
العلماء : إن هذا مخصوص بالحسن والحسين أن يسميا ابني رسول الله صلىاللهعليهوسلم دون غيرهما ، لقوله عليهالسلام :
كل سبب ونسب ينقطع
يوم القيامة إلّا سببي ونسبي.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ في «الاختلاف
في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة» (ص ٤٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٤٠٥) قال :
قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) فدعا حسنا وحسينا (وَنِساءَنا
وَنِساءَكُمْ) فدعا فاطمة عليهاالسلام (وَأَنْفُسَنا
وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا عليا عليهالسلام.
ومنهم العلامة أبو
العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي المتوفى ٣٣٢ ه في
«المحن» (ص ٣٣١ ط
٢ دار الغرب الإسلامي بيروت) قال :
قال أبو العرب :
وحدثني فرات بن محمد ، قال : حدثني أبو غيلان محمد بن الحكم البصري ، من ولد الحكم
بن أبي العاص ، قال : حدثنا حفص بن عمران الرازي ، قال : حدثني شيخ عن الشعبي ،
قال : أرسل الحجاج بن يوسف إلى يحيى بن يعمر فأتي به من خراسان في الحديد ، فلما
دخل عليه قال له : أنت تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : لتأتيني بآية من كتاب الله أو لأضربن عنقك ، ولا
تأتيني بهذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا
نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، قال أنا آتيك بهذه الآية ، وقرأ : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ
وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ) : فذكر الله عيسى من ذرية إبراهيم بامه ، فكذلك الحسن
والحسين من ذرية النبي صلىاللهعليهوسلم ، بأمهما.
مستدرك
تفل رسول الله صلىاللهعليهوآله في فم الحسن والحسين عليهماالسلام
رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص
٣٨٣ ط عالم الكتب بيروت) قال :
والحسن بن علي بن
أبي طالب السبط الأكبر رضياللهعنه.
عن سودة قالت :
كنت فيمن شهد فاطمة حين ضربها المخاض قالت : فوضعت ابنا فسررته ووضعته في خرقة
صفراء ، فقال : ائتيني به ، فلففته في خرقة بيضاء فتفل في فيه وسقاه من ريقه.
والحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، حنكه صلىاللهعليهوسلم بريقه ، واذن في اذنه ، وتفل في فمه.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إن الحسن والحسين ريحانتاي»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٥٩٥ وج ١٩ ص ٢٦٠ وج ٢٦ ص ١٧٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها
وفوائدها» (ج ٢ ص ١٠٢ ط المكتب الإسلامي بيروت) قال :
إن الحسن والحسين
هما ريحانتاي من الدنيا.
أخرجه البخاري (٧
/ ٧٩ ، ١٠ / ٣٥٠ ـ فتح) والترمذي (٤ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠) وأحمد (٢ / ٩٢ ، ١١٤) عن محمد بن
أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نعم أن رجلا سأل ابن عمر وأنا جالس عن دم البعوض
يصيب الثوب؟ فقال له : ممن أنت؟ قال : من أهل العراق ، فقال ابن عمر : ها انظروا
إلى هذا! يسأل عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم!! سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : فذكره. والزيادات لأحمد ، والسياق للترمذي وقال : هذا حديث حسن
صحيح.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوآله واتباع السنة» (ص ط) قال :
وقد عرفنا نبينا صلىاللهعليهوسلم ، منزلة سيدنا الحسن والحسين فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : هما ريحانتاي من الدنيا أي الحسن والحسين. رواه البخاري.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٧٨ ط دار الريان) قال :
وروى عبد الله بن
عمر أنه صلىاللهعليهوسلم قال عن حفيديه : الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا.
ومنهم الفاضل خالد
محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٥٩ ط دار ثابت بالقاهرة) قال :
الحسن ، والحسين
ريحانتاي من الدنيا.
ومنهم الشيخ حافظ
بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول» ـ في التوحيد ـ (ج
٢ ص ٤٨٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي الصحيح عن ابن
عمر رضياللهعنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : إن الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ، وللترمذي ـ وقال
حسن ـ عن بريدة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطبنا إذا جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان
ويعثران ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت
حديثي ورفعتهما.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٣ ص ٦١ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
إن الحسن والحسين
ريحانتاي ـ وأيضا : هما ريحانتاي.
وقال في ج ٤ ص ٣٧
: أوصيك بريحانتاي في الدنيا .. أو من الدنيا.
وفي ج ٥ ص ١٥٣ :
ريحانتاي من الدنيا الحسن والحسين.
وفي ج ١٠ ص ٤٨٩ :
الولد ريحانة وريحانتا الحسن والحسين. وأيضا في ص ٣٠٣ ـ روى مثل ذلك. وفي ج ١٠ ص
٢٣٠ : هذان ريحانتاي من الدنيا.
وقال أيضا في «فهارس
أحاديث وآثار مسند الامام أحمد بن حنبل» ج ٢ ص ١١٣٢ ـ هما ريحانتاي من الدنيا.
ومنهم العلامة
السيد عبد الله مير غني نزيل الطائف المكي الحنفي المشتهر بالمحجوب
في «المعجم الوجيز
من أحاديث الرسول العزيز» (ص ٤٧٨ ط عالم الكتب بيروت) قال : الولد ريحانة وريحانتي
الحسن والحسين. الديلمي.
مستدرك
عق النبي صلىاللهعليهوآله عن سبطيه الحسن والحسين عليهما
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٥١١ وج ١٩ ص ١٨٢ وج ٢٦ ص ٢١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى ٩٠٢ ه في «المقاصد الحسنة في
بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (ص ٥١ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
وروى البيهقي عن
جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه عق عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام.
ومنهم العلامة أبو
زكي عثمان شرف النووي في «المجموع ـ شرح المهذب» (ج ٨ ص ٤٢٦ ط دار الفكر) قال :
روى ابن عباس رضياللهعنه قال عق رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الحسن والحسين عليهماالسلام كبشا كبشا.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم
الأول ص ١٦١ وص ٤٣٥ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
أشاروا إلى الحديث
الشريف.
وأيضا في القسم
الثاني ص ٣٦٨ ـ أشاروا اليه كما تقدم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم إنك تعلم إني أحبهما
[الحسن والحسين] فأحبهما»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٦٠ وج ١٩ ص ٢١٩ وج ٢٦ ص ٦٣ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٢٣٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
اللهم تعلم أني
أحبهما فأحبهما خصائص ٦٧.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أحب أهل بيتي إليّ الحسن والحسين
عليهماالسلام»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٥٥ وج ١٩ ص ١٩٢ وج ٢٦ ص ١٦٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشريف عبد
الله بن محمد الحسيني في «أحاديث النبي الأمين» (ص ١٥ ط بيروت) قال :
أحب أهل بيتي إلي
الحسن والحسين (ت) عن أنس.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين سبطان من الأسباط»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٣٥ وج ١٩ ص ٢٥٨ وج ٢٦ ص ١٤٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٥٦٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
الحسن والحسين
سبطان من الأسباط. كنز ٣٤٢٦٤ ، ٣٤٢٨٣.
ومنهم الشريف عبد
الله محمد الحسيني في «أحاديث النبي الأمين» (ص ٢٥٥ ط بيروت) قال :
الحسن والحسين
سبطان من الأسباط(حد حم ت ٥ ك) عن يعلى بن مرة.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : «بأبي وأمي هما من أحبني فليحب هذين»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٢٨٨ وج ٢٦ ص ٣٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٢٢٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
بأبي وأمي من كان
يحبني فليحب هذين (الحسن والحسين). عدي ٣ : ١١٠٧.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ٣٤٣ ط دار الصحابة للتراث)
قال :
من أحبني فليحب
هذين. ٣ / ٢٢٦.
من أحبني
فليحبهما. ٣ / ٢٢٧.
من أحبني فقد
أحبني. ٣ / ٢٢٧.
مستدرك
وجوب مودة ذي القربى
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٣ ص ٢ وص ٥٣١ وص ٥٧٢ وج ٩ ص ٩٢ وص ١٣٠ وج ١٤ ص ١٠٦ وص ٤٣٧ وج ١٨ ص
٣٣٦ وص ٥٣٨ وج ٢٠ ص ٧٨. ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة
١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١١ ط المطبعة
الفاسية) قال :
وقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها
حُسْناً)
روى الطبراني في «المعجم
الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس قال
لما نزل قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الآية قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله
بمودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أول من يدخل الجنة أنا وعلي وفاطمة
وابناهما فمحبونا»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٨ ص ٣٤٨ وج ٢٦ ص ١٩٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ عبد
الرحمن السيوطي في «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٤٥ ط حيدرآباد) قال :
إن أول من يدخل
الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين ، قال علي : فمحبونا قال : من ورائكم ، (ك
وتعقب عن علي).
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسن والحسين عليهماالسلام : «اللهم
ابناي أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٩ ص ٢٢٥ و ٢٢٦ و ٢٢٨ و ٢٢٩ وج ٢٦ ص ٥٩ ومواضع أخرى عديدة. ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم الشيخ عبد
المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٧٧ ط دار الريان) قال :
قال أسامة بن زيد
: طرقت النبي صلىاللهعليهوسلم ذات ليلة في بعض الحاجة ، فخرج إليّ وهو مشتمل على شيء لا
أدري ما هو ؛ فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا
حسن وحسين على وركيه ، فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما ،
وأحب من يحبهما.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص
الامام علي» للحافظ النسائي (ص ١٠٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا القاسم بن
زكريا بن دينار ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا موسى ابن يعقوب الزمعي
عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر ، قال : أخبرني مسلم ابن أبي سهل النبال
، قال : أخبرنا الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة ، قال : أخبرني أسامة بن زيد بن
حارثة قال : طرقت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة لبعض الحاجة ، فخرج وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو؟
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «خديجة ام المؤمنين».
ومنهم محمد عبد
الغني الخولي في «فنون الحديث» (ص ١٦٠ ط بيروت) قال :
وعن أسامة بن زيد
أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال وحسن وحسين على وركيه : هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم
إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما. رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد الله سراج الدين في «سيدنا محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ١٥٧ ط ٣ جمعية التعليم الشرعي حلب) قال :
وروى البخاري في
الأدب المفرد والطبراني عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : سمع أذناي هاتان ، وبصر عيناي هاتان ، رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ بيديه جميعا بكفي الحسن أو الحسين ، وقدميه على قدم
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،
ورسول الله يقول :
ارقه قال : فرقي الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : افتح فاك ثم قبّله ، ثم قال : اللهم أحبه فإني أحبه.
وقد جاء ذلك في
الاصابة وزاد : حزقّه حزقّه ، ترقّ ، عين بقّه.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢١ ط بيروت) قال :
وأخرج سفيان بن
وكيع وعبد بن حميد قالا : أخبرنا خالد بن مخلد بسنده عن أسامة بن زيد قال : طرقت
النبي صلىاللهعليهوسلم ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلىاللهعليهوسلم ، فذكر الحديث الشريف كما تقدم.
ومنهم المحقق
الفاضل محمد مشكور محمود الحاج أمرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني»
(ج ١ ص ٣٣٢ ط ١ دار عمار عمان والمكتب الإسلامي بيروت) قال :
حدثنا علي بن جعفر
بن مسافر التنيسي. حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك ، حدثنا موسى
بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن زيدي بن المهاجر بن قنفذ
التيمي ، عن محمد بن أبي سهل النبال ، عن الحسن بن أسامة بن زيد ، عن أبيه رضياللهعنه قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم وسلم مشتملا على الحسن والحسين وهو يقول : هذان ابناي ،
وابنا فاطمة. اللهم إنك تعلم أني أحبهما.
لا يروى عن الحسن
إلّا بهذا الاسناد ، تفرد به ابن أبي فديك.
الاسناد : الحديث
أخرجه الترمذي بزيادة في أوله. وهو حديث حسن.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ٢٠٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
وج ٢ ص ٩٨٠ وج ٤ ص
٥٦٩ وج ٨ ص ٢٣ و ٣٤ وج ١٠ ص ٢٣٠ أشار في هذه المواضع إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل خالد
محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٥٩ ط دار ثابت بالقاهرة) قال :
هذان ابناي ..
وابنا ابنتي .. اللهم إني أحبهما فأحبهما ، وأحب من يحبهما ..
ومنهم العلامة
الملا علي القاري في «شرح الشفاء» (ج ٢ ص ٤٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ذكر الحديث مثل ما
تقدم.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحب الحسن والحسين
عليهماالسلام
كان معي في درجتي يوم القيامة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٧ ص ٤٧١ وج ٩ ص ١٧٤ وج ١٨ ص ٥٤٦ وج ١٩ ص ٢٨٧ وج ٢٦ ص ١٥٥
ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٢٠
ص ٣٥٤ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
أخبرنا به أبو
الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن بن البخاري في آخرين ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن
طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، وأبو المواهب بن ملوك الوراق.
(ح) : وأخبرنا أبو
العز ابن الصيقل الحرّاني ، قال : أخبرنا أبو علي بن أبي القاسم بن الخريف ، قال :
أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري.
قالا : أخبرنا
القاضي أبو الطيب الطبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد بن الغطريف بجرجان ، قال : حدثنا
عبد الرحمن بن المغيرة ، قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : أخبرنا علي بن جعفر بن
محمد ، قال : حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي
، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه علي رضياللهعنهم أن النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد الحسن والحسين ، فقال : من أحبني وأحب هذين
وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.
ومنهم العلامة
محمد عبد الباقي الايوبي اللكنهوئي المدني في «المناهل السلسلة في الأحاديث
المسلسلة» (ص ٢٢٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
نا محمد بن محمد
بن خلاد الباهلي البصري ، نا نصر بن علي ، نا علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر
، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه
الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب أن النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وأمهما
كان معي في درجتي يوم القيامة.
ومنهم العلامة أبو
طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الاصبهاني المتوفى سنة ٥٧٦ ه بالاسكندرية في «المشيخة
البغدادية» (ق ٣١٣ والنسخة مصورة في مكتبة اسكوريال بمادريد) قال :
حدثنا عبد الله
حدثني نصر بن علي أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي حدثني أخو
موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه علي ابن حسين عن أبيه عن جده أن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما
كان معي في درجتي يوم
القيامة. قال أبو
عبد الرحمن لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكل بعقوبته ألف سوط.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
ج ١ ص ٣٢٢ وج ٢ ص
٩٨٠ وج ٨ ص ٣٢ وص ٣٤ أشار إلى الحديث الشريف.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من أحب الحسن والحسين فقد أحبني
ومن أبغضهما فقد أبغضني»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٩٢ وج ١٩ ص ٢١٨ و ٢١٩ وج ٢٦ ص ٤٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين»
(ص ٥٤٣ ط عالم الكتب بيروت) قال :
من أحب الحسن
والحسين فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني (حم ٥ ك) عن أبي هريرة رضياللهعنه.
فمنهم المولى علي
القاري في «شرح الشفاء» للقاضي عياض (ج ٢ ص ٤٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقال أي في رواية
من أحبهما فقد أحبني أي فكأنه أحبني ومن أحبني حقيقة فقد أحب الله تعالى ومن أبغضهما فقد أبغضني أي فكأنه أبغضني ومن أبغضني
حقيقة فقد أبغض
الله تعالى أي ومن أبغض الله فقد كفر بالله.
ومنهم يسرى عبد
الغني البشرى في «تعاليق كشف الكربة» (ص ٥٥) قال :
وعن حب النبي صلىاللهعليهوسلم للامامين الحسن والحسين .. يقول أبو هريرة رضياللهعنه : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومعه حفيداه الحسن والحسين .. هذا على عاتقه .. وهذا على
عاتقه .. وهو يلثم هذا مرة .. وهذا مرة .. حتى انتهى إلينا .. فقال : من أحبهما
فقد أحبني .. ومن أبغضهما فقد أبغضني ..
مستدرك
نزوله صلىاللهعليهوآله عن المنبر وحمل الحسنين ووضعهما بين يديه
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٧٦ وج ٢٦ ص ٢٨ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
عبد الرحمن بن شعيب بن علي النسائي المتوفى ٣٠٣ ه في «كتاب الجمعة» (ص ١٣١ ط
مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال :
أخبرنا محمد بن
عبد العزيز قال حدثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه
قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يخطب فجاء الحسن والحسين رضياللهعنهما وعليهما قميصان أحمران يعثران فيهما فنزل النبي صلىاللهعليهوسلم فقطع كلامه فحملهما ثم عاد إلى المنبر ثم قال :
صدق الله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ) ، رأيت هذين يعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى قطعت كلامي
فحملتهما.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام» (ص ٤٨١ ط دار
الريان للتراث) قال :
وقد روى أبو بريدة
: كان النبي صلىاللهعليهوسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين ، عليهما قميصان أحمران ،
يمشيان ويعثران ـ فذكر مثل ما تقدم عن كتاب الجمعة.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢٢ ط عالم الكتب
بيروت) قال :
وأخرج الحسين بن
حريث بسنده قال : سمعت أبا بريدة يقول : ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن كتاب الجمعة
بعينه.
مستدرك
بأبي وأمي وأنتما ما أكرمكما على الله قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله
للحسن والحسين عليهماالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ١٨٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٢٢٧ وص ٢٣٢ ط عالم التراث والنشر بيروت) قال : بأبي وأمي أنتما ما
أكرمكما على الله. كنز ٣٧٦٨٥.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إن عليا وفاطمة والحسن والحسين في
حظيرة القدس»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٩٥ وج ١٨ ص ٤٢٢ وج ١٩ ص ٢٩٠
وج ٢٦ ص ٢٢١
ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جلال
الدين عبد الرحمن السيوطي في «مسند فاطمة عليهاالسلام» (ص ٤٥ ط حيدرآباد) قال :
إن فاطمة وعليا
والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن. ابن عساكر عن عمر.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «خير شبابكم الحسن والحسين»
قد تقدم ما يدل
عليه في ج ٤ ص ٢٥٧ وج ٩ ص ٢٥٨ وج ١٠ ص ١١٤ وج ١٨ ص ٣٨٩ وج ٢٦ ص ٢٤٥ ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٦٥٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
خير شبابكم الحسن
والحسين. خط ٤ : ٣٩٢ ـ كر ٤ : ٣٢١.
مستدرك
نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٧١٤ وج ١٩ ص ١٩٩ وج ٢٦ ص ١٣١ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق رواه
جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية
في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٥٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا علي بن
عبيد الله الزاغوني قال أنا علي بن أحمد بن البسري قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة
العكبري قال حدثني أبو صالح محمد بن أحمد قال نا أبو الأحوص قال نا يزيد بن موهب
الرمل قال نا أبو شهاب مسروح بن عمرو عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال
دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم فإذا هو على أربع والحسن والحسين على ظهره وهو يحبو بهما ،
وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
طريق آخر : أنبأنا
ابن خيرون قال انا ابن مسعدة قال أخبرنا حمزة بن يوسف قال نا ابن عدي قال نا عمران
بن موسى بن فضالة قال نا عيسى بن عبد الله بن سليمان قال نا أبو شهاب مسروح عن
سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يمشي على أربع وعلى ظهره الحسن والحسين ، وهو يقول :
نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٥٣١ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني بيروت) قال :
أخبرني أحمد بن
شعيب قال : أنبأ خالد بن روح الدمشقي قال : حدثنا يزيد بن موهب الرملي قال : أنبأ
أبو شهاب مسروح بن شهاب الحدي عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال : دخلت
على النبي صلىاللهعليهوسلم والحسن والحسين على ظهره وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم
العدلان أنتما.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في
إشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٨١ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
وقد روى جابر أنه
دخل يوما على رسول الله فرأى الحسن والحسين على ظهره ، وهو يمشي بهما على أربع.
ويقول : نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف (ج ١٠ ص ٥١ و ١٢ : ١٠٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
وص ٤٦١ نعم
الراكبان هما وأبوهما خير منهما. مجمع ٩ : ١٨٢ ـ كنز ٣٧٦٨٥ ـ ش
مستدرك
تزيين ركني الجنة بالحسن والحسين عليهماالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٢٨ وج ١٩ ص ٢٥٢ وص ٢٥٣ وج ٢٦ ص ٢١٠ ومواضع أخرى ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٦ ص ٦٩٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
لما خلق الله
الجنة قال لها أما ترضين أن زينت ركنين منك بالحسن والحسين.
مستدرك
الحسن والحسين سيفا العرش
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ٢٦ ص ٢٤٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٥٦٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
الحسن والحسين
سيفا العرش. مجمع ٩ : ١٨٤ ـ كنز ٣٤٢٦٢.
مستدرك
إطالة رسول الله صلىاللهعليهوآله سجدته في صلاته لأجل ركوب أحد
السبطين عليه صلىاللهعليهوآله
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٧٢٧ وج ١٩ ص ٣٠٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد جرير الطبري في «ذيل المذيل» (ص ٥٦٦ ط دار المعارف القاهرة) قال :
روى شداد عن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : ما حدثت عن موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جرير بن حازم
عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن أبيه
، قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في إحدى أراه قال : صلاتي العشى وهو حامل ، أحد ابني ابنته
الحسن أو الحسين عليهالسلام فتقدم ، فوضعه عند قدمه اليمنى ، وسجد رسول الله بين
ظهراني صلاته سجدة أطالها ، قال : أبي : فرفعت رأسي من بين الناس ، فإذا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم ساجد ، وإذا الغلام على ظهره ، فعدت فسجدت ، فلما انصرف
رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال الناس : يا رسول الله ، لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما
كنت تسجدها ، أفشي أمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال كل ذلك لم
يكن ، ولكن ابني
هذا ارتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : «يبعث ابنا فاطمة الحسن والحسين على ناقيتن»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٩ ص ٢٤٥ وج ١٨ ص ٤٠٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٢٦١ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
يبعث الله ابنا
فاطمة الحسن والحسين على ناقتين. كر ٣ : ٣١١ ـ ضعيفة ٧٧١.
مستدرك
قاله صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٩ ص ٨٢ وص ١٥٢ و ١٨٥ وج ٥ ص ٢٠ و ٥٦ و ٦٢ وج ٩ ص ٢٢٩ وج ١٠ ص
٥٤٤ وج ١٥ ص ٦٠٣ وج ١٩ ص ٢٣٢ وج ٢٦ ص ٧١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٣٢
ص ٢٤٣ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وأخبرنا أبو الحسن
ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل بن أبي عبد الله ، وزينب بنت مكي ، قالوا
: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ،
قال : أخبرنا أبو
محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى ،
قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا يزيد بن مردانبه ، عن عبد الرحمن ابن أبي نعم
البجلي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
رواه في الخصائص
عن عمرو بن منصور ، عن أبي نعيم ، فوقع لنا كذلك.
وهذا جميع ما له
عنده ، والله أعلم.
ومنهم العلامة أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه في «معجم
الشيوخ» (ص ٣٩٤ ط مؤسسة الرسالة بيروت ودار الايمان طرابلس) قال :
عن حذيفة ، عن
النبي صلىاللهعليهوسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى ٩١١ ه في كتابه «القول
الجلي في فضائل علي عليهالسلام» (ص ١٨ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن علي كرّم الله
وجهه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ،
وأبوهما خير منهما. أخرجه ابن عساكر.
ومنهم عبد المنعم
محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين» (ص ٤٧٧ ط دار الريان) قال :
وروى أبو سعيد
الخدري قوله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلّا ابني الخالة : عيسى ويحيى عليهماالسلام.
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين»
(ص ٢٦٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة(حم ت) عن أبي سعيد رضياللهعنه. الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ، (٥
ك) عن ابن عمر رضياللهعنهما. الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، إلّا ابني الخالة
عيسى بن مريم ويحيى ابن زكريا ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، إلّا ما كان من مريم
بنت عمران (حم ٤ حب طب ك) عن أبي سعيد رضياللهعنه.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
١٩٦ ط دار القلم دمشق) قال :
ومن حديث حذيفة
رفعه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وله طرق أيضا ، وفي الباب عن علي وجابر
وبريدة وأبي سعيد.
ومنهم العلامة
الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في
التوحيد» (ج ٢ ص ٤٨٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وللترمذي عن أبي
سعيد رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وقال حسن صحيح.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص
٥٠٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
أما حديث أبي سعيد
الخدري فقال الامام أحمد : حدثنا سفيان بسنده عن أبي سعيد رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص
الامام علي» للحافظ النسائي (ص ٩٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم بن مخلد بن راهويه قال : أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن
بن أبي نعم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وفاطمة سيدة نساء
أهل الجنة ، إلّا ما كان من مريم بنت عمران.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلىاللهعليهوآله واتباع السنة» (ص ١٩) قال :
وأخبرنا حبيبنا
صلوات الله وسلامه عليه ، عن مكانة السبطين في الجنة : فعن أبي سعيد قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. رواه الترمذي.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في «التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية» (ص
٣٠٣ ط مكتبة الرياض الحديثة الرياض) قال :
وفي حديث أبي سعيد
الخدري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها
وفوائدها» (ص ٤٣٨ ح ٢ ط المكتب الإسلامي بيروت) قال :
الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة.
ورد من حديث أبي
سعيد الخدري ، وحذيفة بن اليمان ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وعبد الله
بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، والبراء بن عازب ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله
، وقرة بن إياس.
١ ـ أما حديث أبي
سعيد ، فيرويه عبد الرحمن بن أبي نعم عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكره.
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٥٩ ط ٥ دار ثابت القاهرة) قال :
الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة ، بعد عيسى.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (ص ٢٨٠ ط
عالم الكتب بيروت)
في القسم الأول ص
١٣٧ وفي القسم الثاني ص ٢٨٠ ذكروا الحديث الشريف.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ١٩٦ ط دار الصحابة للتراث)
قال :
ذكروا الحديث
الشريف مثل ما تقدم ـ وزاد : وأبوهما خير منهما.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار محمد عزت الطهطاوي في «محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل
والقرآن» (ص ١٢٨ ط مكتبة النور مصر الجديدة) قال :
وأخرج الطبراني عن
حذيفة قال : بت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرأيت عنده شخصا فقال لي : يا حذيفة هل رأيت؟ قلت : نعم يا
رسول الله قال : هذا ملك لم يهبط إليّ منذ بعثت أتاني الليلة فبشرني أن الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم يسرى عبد
الغني البشري في «تعاليق كشف الكربة ـ لابن رجب» (ص ٥٦ ط بذيل أصل الكتاب) قالت :
رحم الله الإمامين
الحسن والحسين .. فقد قال عنهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنهما سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم محمد زكي
إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٢٤ ط مطبوعات
العشيرة المحمدية بالقاهرة) قال :
فذكر الحديث كما
تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٤ ص ٥٤٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة : طب ٣ : ٢٩ ـ مجمع ٩ : ١٨٣ ـ حلية ٥.
وقال أيضا في ص
٥٦٩ : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
وقال أيضا في ج ١٠
ص ٢٣١ : هذان سيدا شباب أهل الجنة.
وقال أيضا في «فهارس
حلية الأولياء ـ لأبي نعيم الاصبهاني» ص ٥٩ : الحسن والحسين الحديث عن عمر وأبي
سعيد وكعب بن عجرة.
وقال أيضا في «فهارس
أحاديث وآثار مسند الامام أحمد بن حنبل» ج ١ ص ٣١٤ : إن جبرئيل جاء يبشرني أن
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ـ حذيفة بن اليمان.
مستدرك
مصارعة السبطين بين يدي جدّهما صلّى الله عليه وعليهما واستنهاض
جبرئيل لهما
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٤٩ وج ٢٦ ص ١٢٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أحمد
بن علي بن المثنى التميمي المتوفى ٣٠٧ ه في «المعجم» (ص ٢٣٨ ط دار المأمون للتراث
بيروت) قال :
حدثنا سلمة بن
حيان ، حدثنا عمر بن أبي خليفة العبدي ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن
النبي صلىاللهعليهوسلم قال : كان الحسن والحسين عليهماالسلام
يصطرعان بين يدي
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : هي حسن. فقالت فاطمة عليهاالسلام : يا رسول الله لم تقول : هي حسن؟ فقال : إن جبرئيل عليهالسلام يقول : هي حسين.
كلمات القوم في شأن الحسن والحسين عليهماالسلام
منها
قول عمر بن الخطاب
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
بهاء الدين ابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق ٦٧ مخطوط) قال:
قال في صفحة ٦٧ :
قال روي عن عمر أنه قسم مالا فأعطى الحسن والحسين وأعطى ولده عبد الله دون
عطاياهما ، فقال عبد الله : يا أبت مالك قصرت بي عن الحسن والحسين أو كما قال فقال
عمر : يا بني متى يكون لك أب كأبهما وام كامهما وجدّ كجدهما.
منهم الشيخ يونس
الشيخ إبراهيم السامرائي في «حقائق عن آل البيت والصحابة» (ص ٦٣ ط المكتبة العصرية
صيدا بيروت عام ١٤٠٠ ه ـ ١٩٨٠ م) قال :
قال ابن عباس :
كان ابن الخطاب رضياللهعنه يحب الحسن والحسين ويقدمهما على ولده ولقد قسم يوما فأعطى
الحسن والحسين كل واحد منهما عشرة آلاف درهم ، وأعطى ولده عبد الله ألف درهم
فعاتبه ولده وقال قد علمت سبقي في الإسلام وهجرتي وأنت تفضل عليّ هذين الغلامين؟
فقال ويحك يا عبد الله ائتني بجد مثل جدهما وأب مثل أبيهما ، وأم مثل أمهما وجدة
مثل جدتهما ، وخال مثل خالهما وخالات مثل خالاتهما ، وعم مثل عمهما وعمة مثل
عمتهما. جدهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبوهما علي كرم الله وجهه وأمهما فاطمة وجدتهما
خديجة وخالهما
إبراهيم بن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخالاتهما زينب ورقية وام كلثوم ، وعمهما جعفر بن أبي طالب
وعمتهما ام هانئ بنت أبي طالب.
وقال ابن عساكر في
تاريخه : جعل عمر عطاء الحسن والحسين مثل عطاء أبيهما فألحقهما بفريضة أهل بدر
ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف.
وقيل : قدم على
عمر حلل من اليمن فكسا الناس ، فراحوا في الحلل وهو بين القبر والمنبر جالس ،
والناس يأتون فيسلمون عليه ويدعون ، فخرج الحسن والحسين من بيت أمهما فاطمة
يتخطيان وكان بيت فاطمة في جوف المسجد ليس عليهما من تلك الحلل شيء وعمر قاطب ما
بين عينيه ، ثم قال والله ما هنأني ما كسوتكم قالوا لم يا أمير المؤمنين؟ فقال من
أجل هذين الغلامين يتخطيان الناس ليس عليهما مما كسوت الناس شيء ثم كتب لصاحب
اليمن : أن أبعث إليّ بحلتين لحسن وحسين وعجل. فبعث اليه بحلتين فكساهما وقال الآن
طابت نفسي.
مستدرك
ومنها قول ابن عمر في الحسنين عليهماالسلام : كانا يغران العلم غرا
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٦٤٨ وج ٢٦ ص ٢٤٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم المحقق
الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني»
(ج ١ ص ٣٠٨ ط ١ دار عمار عمان والمكتب الإسلامي بيروت) قال : حدثنا طي بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان
الطائي ببغداد حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن
يونس بن خباب ، عن مجاهد قال :
جاء رجل إلى الحسن
والحسين رضياللهعنهما فسألهما فقالا : إن المسألة لا
تصلح إلّا لثلاثة
: لحاجة مجحفة ، أو لحمالة مثقلة ، أو دين فادح ، فأعطياه ، ثم أتى ابن عمر ،
فأعطاه ولم يسأله. فقال له الرجل : أتيت ابني عمك فسألاني ولم تسألني ، فقال ابن
عمر : ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما كانا يغرّان العلم غرّا.
مستدرك
ومنها قول : العلامة فضل الله بن روزبهان الخنجي الاصفهاني المتوفى ٩٢٧ ه
في «وسيلة الخادم إلى المخدوم ـ در شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام»
(ص ٢٢ ط كتابخانه عمومي آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
مناسب مى نمايد
عبارتى نيز از رشيد الدين ابو الفضل ميبدى (زنده در ٥٢٠ ق) از عالمان اهل سنت
وصاحب تفسير «كشف الأسرار وعدّة الأبرار» در باره فاطمه زهرا سلام الله عليها نقل
كنيم. اين عبارت كه در اوج زيبايى ادبى است نشانى از ادب پارسى شيعى مى باشد. او
در كتاب الفصول در ترجمه روايتى مى نويسد : در اخبار معروف است كه فاطمه زهرا ، آن
سلاله مصطفى ، آن گوهر درياى نبوت ، آن ثمره اصل رسالت ، آن نسيم ميوه جنت ، آن
آشيانه مكانت ، آن مايه حسنات ، آن خير خيّرات ، آن سيده سادات ، آن حرّه اى بذين
محتشمى ، از رسول عليهالسلام سؤال كرد كه در آن شب قدر ومنزلت وقرب وكرامت ، درين آسمان
بلند ، ودرين ولايت عالم فوقى ، از شرف وقدر اين جگرگوشگان من حسن وحسين هيچ اثر
ونشانى ديدى ، واز منقبت وجلالت ايشان شمّتى وطرفي شنيدى؟
رسول گفت : بلى يا
قرّة عين من ندا شنيدم كه گفتند : يا رسول الله برگزيده ، البشارة ؛ كه ملك تعالى
ترا دو قرت عين داده است كه بقاى عرش وكرسي از بركت ايشانست ، ونور زمين وآسمان از
حشمت ايشانست ، وقوت حمله عرش وخزنه
كرسي از فضلات قوت
ايشانست ، وفخر امّت تو به قيامت از ولا ومحبت ايشانست ، ودر بهشت نام سيادت
ومهترى نام وكنيت ايشانست ، صفت شهادت وسعادت صفت وحليت ايشان است نام حسن وحسين
در افواه ملائكه ملكوت ومحاضر مقرّبين وصفوف صافات وجمله فرشتگان چنان ظاهر است
وپيدا كه در شب يلدا ماه در گنبد سما. هر كه ايشان را دوست دارد طرار سعادت بر
آستين قبا دارد ، ودر دار بقا تحيت ولقا دارد ، وهر كه العياذ بالله ، ازيشان ذره
اى غلّ وغايله دارد ، وبه مثقال ذره اى حقد ومخالف دارد ، اگر عبادت جرجيس وخدمت
إدريس دارد ، بلعام وبرصيصا جليس دارد ، وگر همه خيرات وحسنات انيس دارد ، حقا كه
در جريده اشقيا نام رئيس دارد ، ودر دوزخ همنشين زوبع وإبليس دارد.
مستدرك
فضائل ومناقب سيدنا السبط الأكبر الامام الثاني أبي محمد الحسن بن علي
عليهماالسلام
مديحة سيدنا السبط
الأكبر الحسن المجتبى عليهالسلام للآية الشيخ محمد حسين الاصبهاني المشتهر بالكمپاني قدسسره :
نور الهدى من
أفق الحق بدا
|
|
فأشرقت به معالم
الهدى
|
والنير الأعظم
نوره خبا
|
|
مذ أشرق الكون
بنور المجتبى
|
وكيف لا ونور
وجهه المضيء
|
|
زيتونة يكاد
زيتها يضى
|
والمثل الأعلى
لنور النور
|
|
فليس أجلى منه
في الظهور
|
ونوره القاهر
للأنوار
|
|
يكاد أن يذهب
بالأبصار
|
وادي طوى بنوره
استنارا
|
|
ومنه آنس الكليم
نارا
|
ومن سناه خر
موسى صعقا
|
|
واندك منه الطور
لما أشرقا
|
كيف وهذا النير
الالهي
|
|
مثال من ليس له
التناهي
|
وذاته لطيفة
قدسية
|
|
رقيقة الحقائق
العلوية
|
وما الحروف
العاليات إلّا
|
|
أسمائه الغر إذا
تجلى
|
إذ هو رمز الغيب
والشهود
|
|
فاتحة الكتاب في
الوجود
|
بل ذاته نقطة
باء البسملة
|
|
ومجمل الحقائق
المفصلة
|
موقفه من الكيان
العالمي
أصل الوجود غاية
الإيجاد
|
|
جل عن الأشباه
والأنداد
|
بل هو في مقامه
الكريم
|
|
رابطة الحادث
بالقديم
|
وفي محيط الكون
والمكان
|
|
واسطة الوجوب
والإمكان
|
ومبدأ الخير
ومنتهى الكرم
|
|
ومصدر الوجود من
كتم السرى
|
سر الوجود في
محياه علن
|
|
فثم وجه الله
وجهه الحسن
|
غرته مطلع أنوار
الأزل
|
|
فلا يزال نورها
ولم يزل
|
وفي مظاهر
الوجود لن ترى
|
|
أعظم منه مظهرا
ومنظرا
|
أعظم مظهر لا
جلى ظاهر
|
|
به ظهور سائر
المظاهر
|
مستدرك
ميلاد سيدنا الامام الحسن المجتبى عليهالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١١ ص ٢ وج ١٩ ص ١٨١ وج ٢٦ ص ٢٢٩ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
__________________
__________________
__________________
فمنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٤٣ برواية ولده عبد الله ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
هو الامام السيد
الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسبطه ، وسيد شباب أهل الجنة ، أبو محمد القرشي المدني
الشهيد مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة. وقيل : في نصف رمضانها. وعق عنه جده
بكبش. مصادر الترجمة :
١ ـ طبقات خليفة
بن خياط (١ / ١١ ، ٢٨٠ ، ٤٠١ ، ٤٤٥) ، (٢ / ٥٧٩ ، ٦٣٩).
٢ ـ التاريخ
الكبير للبخاري (٢ / ٢٨٦).
٣ ـ مقاتل
الطالبين (٣١).
__________________
٤ ـ تاريخ الطبري (٥
/ ١٥٨ ، ١٦٠ ، ١٦٢ ، ١٧٠).
٥ ـ الجرح
والتعديل لابن أبي حاتم (٣ / ١٩).
٦ ـ مروج الذهب
للمسعودي (٣ / ١٨١).
٧ ـ تاريخ
اليعقوبي (٢ / ١٩١).
٨ ـ الحلية لأبي
نعيم (٢ / ٣٥).
٩ ـ الاستيعاب
لابن عبد البر (١ / ٣٨٣).
١٠ ـ تاريخ بغداد
للخطيب البغدادي (١ / ١٣٨).
١١ ـ صفة الصفوة (١
/ ٣١٩).
١٢ ـ الكامل لابن
الأثير (٣ / ٤٦٠).
١٣ ـ تهذيب
الأسماء واللغات للنووي (١ / ١ / ١٥٨).
١٤ ـ وفيات
الأعيان لابن خلكان (٢ / ٦٥).
١٥ ـ تاريخ
الإسلام (٢ / ٢١٦).
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٣ ص ١٦١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا أبو منصور
القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن ثابت ، قال : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ،
قال : أخبرنا محمد بن المظفر قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن علي ابن الحسن بن شعيب
المدائني ، قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله الدرقي قال : الحسن ابن علي يقال انه
ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.
ومنهم الفاضل محمد
بن الهادي أبو الأجفان في «تعليقات إرشاد السالك ـ لابن مرحون» (ج ١ ص ٩٩ ط بيت
الحكمة) قال :
الحسن بن علي بن
أبي طالب الهاشمي القرشي ، أبو محمد ، امه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم. كان عاقلا حليما محبا للخير فصيحا. ولد سنة ٣
بالمدينة. ت بها
٥٠.
(الأعلام : ٢ /
٢١٤ ، الاصابة : ١ / ٣٢٧ رقم ١٧١٩ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ٢٩٥ رقم ٥٢٨ ، الحلية : ٢
/ ٣٥ رقم ١٣٢ ، صفة الصفوة : ١ / ٧٥٨ رقم ١٢٠).
ومنهم الفاضل
المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليهاالسلام» (ص ١٩١ ط دار الجيل بيروت) قال :
ولد بالمدينة ..
ليلة النصف .. من رمضان المبارك ، سنة ثلاث من الهجرة .. وهو أول ولد علي ..
وفاطمة .. عليهماالسلام ..
قالوا : جاءت
السنة الثالثة من الهجرة ، وجاء الشهر المبارك شهر رمضان .. حتى إذا توسطت البتول
، شهر الله ، فاجأها المخاض .. وتحدثنا سودة بنت مسرح الكندية عن هذه الولادة
فتقول : كنت فيمن حضر فاطمة حين ضربها المخاض .. فجاء النبي .. صلىاللهعليهوسلم .. فقال : كيف هي؟؟ .. كيف ابنتي فديتها؟؟ .. قلت : إنها
لتجهد يا رسول الله .. قال : فإذا وضعت فلا تحدثي شيئا حتى تؤذنيني .. وفي لفظ :
فلا تسبقيني به بشيء .. قالت : فوضعته ، فسررته ولففته في خرقة صفراء .. فجاء رسول
الله صلىاللهعليهوسلم .. فقال : ما فعلت ابنتي فديتها .. وما حالها .. وكيف هي؟؟
.. فقلت : يا رسول الله ، وضعته وسررته ، وجعلته في خرقة صفراء .. قال : لقد
عصيتني .. قالت : أعوذ بالله من معصية الله ، ومعصية رسوله ، سررته يا رسول الله ، ولم
أجد من ذلك بدا .. قال : ائتني به .. فأتيته به ، فألقى عنه الخرقة الصفراء ،
ولفّه في خرقة بيضاء .. وتفل في فيه بريقه.
ومنهم كمال الدين
عمر بن أحمد في «بغية الطلب» (ج ٦ ص ٢٦٦٧) قال :
ويروى عن جعفر عن
أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين إلّا طهر ، ومات الحسن في شهر ربيع الأول سنة
تسع وأربعين وهو ابن سبع وأربعين وكان قد سقي السم. قال الواقدي وابن نمير مثله.
ومنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن محمد جعفر بن حيان المشتهر بأبي الشيخ الأنصاري في «طبقات
المحدثين بأصبهان والواردين عليها» (ج ١ ص ١٩١ ط مؤسسة الرسالة) قال :
فممن دخله [أصبهان]
فيما ثنا أبو بشر عن بعض مشايخه أن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وابن الزبير قدما
غازيين إلى جرجان ، ويكنى الحسن بن علي أبا محمد. ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.
ومنهم الفاضل
الدكتور داويت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب : ع ، م (ص ٨٩ ط مؤسسة المفيد
بيروت) قال :
فيقال ان عليا ولد
في الكعبة نفسها أما الحسن فانه وإن لم يولد في الكعبة أيضا إلّا أنهم يذكرون أنه
ولد في بيت علي وفاطمة في المدينة وهو البيت الوحيد الذي سمح جبريل بابقاء بابه
مفتوحة إلى مسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد الله ـ علي مهنا في «طرائف الخلفاء والملوك» (ص ٣٢ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
ذكر أنه عليهالسلام ولد بالمدينة الطيبة وهو ابن علي وفاطمة عليهماالسلام وأكبر أولادهما وأولهم.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى» (ص ١٩٥ ط دار القلم بدمشق) قال :
ولد عليهالسلام للنصف من شعبان سنة ثلاث من الهجرة على الصحيح وقيل في
رمضان.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٦٣ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأخرج البغوي في
معجمه ، وابن عساكر في تاريخه ، والامام أحمد في مسنده ،
عن جابر رضياللهعنه قال : إن ام الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب قالت : يا رسول الله كأن
عضوا من أعضائك في بيتي ، فقال صلىاللهعليهوآله :
خير رأيتيه ، تلد
فاطمة غلاما فترضعينه بلبن قثم ، فولدت فاطمة الحسن فأرضعته بلبن قثم. قالت : فجئت
به إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فوضعته في حجره ، فبال ، فضربت كفه ، فقال صلىاللهعليهوسلم : أوجعت ابني ، رحمك الله انتهى.
وعن أبي إسحاق ،
عن هانئ ، عن علي رضياللهعنه قال : لما ولد الحسن جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلت : حربا ، قال : بل هو
الحسن ، وذكر الحديث.
مستدرك
تسمية الحسن عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٩٢ وج ١٩ ص ١٨٢ وج ٢٦ ص ٣٤٠ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٦٣ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأخرج الحافظ عن
سودة بنت سرج قالت : كنت ممن حضر فاطمة حين ضربها المخاض فأتانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : كيف هي؟ كيف هي؟ ابنتي فديتها. قلنا : إنها لتجهد.
قال : فإذا وضعت فلا تحدثي شيئا حتى تؤذينني. قالت : فلما وضعته سررته ، ولففته في
خرقة صفراء ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما فعلت ابنتي فديتها ، وما حالها؟ وكيف هي؟ قلت يا رسول
الله : قد وضعت غلاما ، وأخبرته بما صنعت. فقال : لقد عصيتني. قلت : أعوذ بالله من
معصية الله ورسول الله ، سررته يا رسول الله ، ولم أجد من ذلك بدا. فقال : ائتني
به ، فأتيته به فألقى عنه الخرقة
الصفراء ولفه في
خرقة بيضاء وتفل في فيه ، وأرضعه بريقه ، ثم قال : ادعي لي عليا فدعوته فقال : ما
سميته يا علي؟ فقال سميته جعفرا. قال : لا ، لكنه حسن ، وبعده حسين ، وأنت يا علي
أبو الحسن والحسين. رواه أبو نعيم في الحلية ورجاله ثقات. وفي لفظ : وأنت أبو الحسن الخير. وفي رواية للطبراني ،
والامام أحمد ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن حبان ، والحاكم ، والدولابي ، في
كتابه الذرية الطاهرة : أنه سمى الأول حسنا ، فلما ولد الثاني سماه حسينا ، فلما
ولد الثالث سماه محسنا ، وقال : إني سميتهم بأسماء ولد هارون : شبر وشبير ومشبر.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الامام علي عليهالسلام» (ص ١٤٥ ط دار الجيل في بيروت) قال :
نقلا عن سودة : ثم
قال : ادعي لي عليا .. فدعوته .. فقال : ما سميته يا علي؟؟ .. قال:
سميته جعفرا يا
رسول الله .. قال : لا .. ولكنه حسن .. وبعده حسين .. وأنت أبو الحسن والحسين
..!!!
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام»
(٤٧٥ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
فقد وضعت الزهراء
في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة غلاما زكيا كان أشبه الناس بجده خاتم
الأنبياء والمرسلين ، ولما ولد جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أروني ابني ، ما سميتموه! قال علي : سميته حربا ،
قال بل هو حسن وكان هذا هو الاسم الذي اختاره لحفيده ، وهو اسم لم تكن العرب قد
سمّت به من قبل ، وكان أهل اليمن يسمون بعض أولادهم حسن بسكون السين. وفي اليوم
السابع لمولده أمر الرسول الكريم بحلق شعر رأسه والتصدق بزنة الشعر فضة ، وبذبح
شاة يوزع لحمها على الفقراء والمساكين تقربا إلى الله تعالى.
ومنهم عدة من الفضلاء
في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم
النيسابوري (القسم
١ ص ١٦٠ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
ان النبي صلىاللهعليهوسلم سمى الحسن بن علي ... محمد بن علي. معرفة الصحابة / الحسن
٣ / ١٧٣.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ١
ص ٥٩٥ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
لما أن ولد الحسن
سميته حربا. علي معرفة الصحابة. الحسن والحسين ٣ / ١٦٨.
ومنهم الفاضل
المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث موارد الظمآن إلى زوائد ابن
حبان» للحافظ نور الدين الهيثمي (ص ١٢٤ ط دار البشائر الإسلامية ودار النور بيروت)
قال :
لما ولد الحسن
سميته حربا فجاء النبي صلىاللهعليهوسلم فقال ... علي ٥٥١.
مستدرك
تسمية النبي صلىاللهعليهوآله حسنا كان بأمر الله تعالى
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٤٩٠ وج ٢٦ ص ٩ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة
الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشية شرح بانت سعاد لابن هشام صاحب «المغني»
(ج ١ ص ٦٤٥ ط دار صادر بيروت ١٤٠٠ ه ـ ١٩٨٠ م) قال :
ورأيت في الصحيفة
الرضوية أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : بأي شيء سميت ابني هذا؟ فقال : ما كنت لأسبقك
باسمه ، ثم هبط جبريل فقال : يا محمد ، العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول : اسم
ابنك باسم ابني هارون ، فقال : وما اسمه يا جبريل؟ قال : شبّر ، فقال : لساني عربي
، قال : سمّه الحسن ، فسماه ، انتهى ؛ وهذا
يدل على أن شبّرا
وشبيرا غير عربي.
مستدرك
كنية الامام المجتبى وألقابه الشريفة
تقدم ما يدل عليه
من العامة في ج ٢٦ ص ٣٥٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٧٢ ط عالم الكتب بيروت) قال :
كنيته : رضي الله
تعالى عنه ، أبو محمد ، لا غير ، كناه به النبي صلىاللهعليهوسلم.
وأما ألقابه
فكثيرة ، وهي : التقي ، والزكي ، والطيب ، والسيد ، والسبط ، والوفي ، والولي ، كل
ذلك يقال له ، ويطلق عليه.
وأكثر هذه الألقاب
شهرة : التقي. وأعلاها رتبة ، وأولادها به ، ما لقبه به جده سيدنا رسول الله صلوات
الله وسلامه عليه : «السيد» كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه
، عن أبي بكر رضياللهعنه قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم على المنبر ، والحسن بن علي إلى جنبه ، وهو يقبل على الناس
مرة وعليه أخرى ويقول : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله عزوجل أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
مستدرك
أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله الحسن بن علي عليهماالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في كتبهم في ج ١٠ ص ٥٣٤ وج ١١ ص ١٠٠ وج ١٩ ص ٢٩٥ وج ٢٦ ص ٣٦١ ومواضع
أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه
جماعة :
فمنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٤٥ برواية ولده عبد الله ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الطبراني
بإسناد جيد عن علي قال : أشبه الناس بالنبي صلىاللهعليهوسلم ما بين رأسه إلى نحره الحسن. المعجم الكبير (٣ / ٩٨ ـ ٩٩)
، مجمع الزوائد (٩ / ١٧٦).
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٥ ص ٢٢٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ولد سنة ثلاث من
الهجرة ، وكان يشبه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين يشبه ما كان أسفل [من
ذلك] ، وكان له من الولد خمسة عشر ذكرا ، وثمان بنات.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» (ج ٣ ص
١٠٨ ط المكتبة العلمية بيروت) قال :
حديث أبي جحيفة رضياللهعنه ، قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان الحسن بن علي عليهماالسلام ، يشبهه. أخرجه البخاري في : ٦١ ـ كتاب المناقب : ٢٣ ـ باب
صفة النبي صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة فاطمة عليهاالسلام» (ص ٢٠٨ ط دار الجيل في بيروت) قال :
وعن أنس بن مالك :
لم يكن أحد أشبه برسول الله صلىاللهعليهوسلم من الحسن ابن علي وفاطمة عليهمالسلام أخرجه الامام أحمد.
ومنهم الحافظ أبو
الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي الطرابلسي
المتوفى سنة ٢٦١
في «تاريخ الثقات» (ص ١١٦) ترتيب الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى ٨٠٧ وتضمينات
ابن حجر العسقلاني (ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
٢ حدثنا أبو داود
الحضري ، عن سفيان ، عن عمر بن سعيد ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال
: خرجت مع أبي بكر الصديق رضياللهعنه فاستقبل الحسن ابن علي رضياللهعنه فأخذه أبو بكر ، فجعل يقبّله ويقول : بأبي وأمي شبيه
بالنبي صلىاللهعليهوسلم لا شبيها بعلي ، وعلي يضحك رضياللهعنهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد عبد الرحمن العكّ ـ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر
حياة الصحابة ـ للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي» (ص ٣١٩ ط دار الايمان دمشق وبيروت)
قال :
وأخرج ابن سعد
وأحمد والبخاري والنسائي والحاكم عن عقبة بن الحارث قال : خرجت مع أبي بكر رضياللهعنه من صلاة العصر بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم بليال ، وعلي رضياللهعنه يمشي إلى جنبه. فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان ، فاحتمله
على رقبته وهو يقول :
بأبي شبيه
بالنبي
|
|
ليس شبيها بعلي
|
وعلي يضحك. كذا في
الكنز (٧ / ١٠٣).
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ٤١٤) المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ط دار الفكر بيروت) قال :
وعن عقبة بن
الحارث ـ كما في البخاري ـ فذكر مثل ما تقدم عن تاريخ الثقات.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ١
ص ٣٧٦ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان الحسن بن علي يشبهه ... وهب أبو جحيفة معرفة الصحابة
/ الحسن ٣ / ١٦٨. وأيضا أشاروا إلى الحديث في القسم الثاني من «فهرس أحاديث وآثار
المصنف ـ للصنعاني» ص ٦٨٩.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أشار إلى الحديث
الشريف في ج ٤ ص ٦٨٩ وج ٤ ص ٢٢٧ وج ٦ ص ١١٨.
وأيضا في كتابه :
فهارس أحاديث وآثار مسند أحمد بن حنبل ـ أشار إلى الحديث الشريف في ج ١ ص ٥٣١ وص
٥٧٧ وج ٢ ص ٧٣٣ وص ٧٨٢ وص ٨٦٥.
وأيضا في كتابه : «فهارس
المستدرك للحاكم» ص ٦٩٣.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٧٤ ط عالم الكتب بيروت) قال :
أخرج الامام
البخاري في صحيحه ، عن عقبة بن الحارث قال : خرجت مع أبي بكر ، رضياللهعنه ، من صلاة العصر ، بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بليال ، وعلي يمشي إلى جنبه ، فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان
، فاحتمله على رقبته وهو يقول :
بأبي شبيه
بالنبي
|
|
ليس شبيها بعلي
|
قال وعلي يضحك.
انتهى.
وعن أبي جحيفة رضياللهعنه قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان الحسن يشبهه.
وذكر ابن حجر
العسقلاني في تهذيب التهذيب ، قال : قال ابن الزبير : أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الحسن بن علي ، قد رأيته يأتي النبي صلىاللهعليهوسلم وهو ساجد فيركب ظهره ، فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل.
ويأتي وهو راكع
فيفرج له بين رجلين حتى يخرج من الجانب الآخر انتهى.
وقال معمر عن
الزهري عن أنس بن مالك رضياللهعنهما : كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وأخرج ابن عساكر
في التاريخ ، قال : قال مصعب بن عمير : تذاكرنا من أشبه الناس بالنبي صلىاللهعليهوسلم من أهله؟ فدخل علينا عبد الله بن الزبير فقال : أنا أحدثكم
بأشبه أهله إليه وأحبهم إليه ، الحسن بن علي ، رأيته صلىاللهعليهوسلم ، وهو يصلي ، فإذا سجد ركب الحسن على رقبته أو قال ظهره ،
فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل.
ولقد رأيته يحبي
وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
مستدرك
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبّل الحسن عليهالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٧٥٦ وج ١١ ص ٦٣ وج ١٩ ص ٣٠٠ وج ٢٦ ص ٤١٧ وص ٤٣٠ ومواضع
كثيرة من هذا الكتاب. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه
جماعة :
فمنهم العلامة أبو
زكي عثمان شرف النووي في «المجموع ـ شرح المهذب» (ج ٢ ٢ ص ٦٠ ط دار الفكر) قال :
من حديث أبي ليلى
الأنصاري قال كنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فجاء الحسن فأقبل يتمرغ عليه فرفع عن قميصه وقبل زبيبته.
ومنهم أبو يسر
حسام الدين في «التصنيف الفقهي» (ج ٢ ص ٥٣١ ط دار الكتاب بالقاهرة) قال :
حدثنا إبراهيم بن
سعيد الجوهري قال : ثنا محمد بن عمران الأنصاري ابن بنت أبي ليلى قال : حدثني أبي
قال : ثنا ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى داود بن بلال قال : كنا
عند النبي صلىاللهعليهوسلم فجاء الحسن بن علي فجعل يتمرغ عليه فرفع مقدم قميصه فقبل
زبيبه.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» (ج ٣ ص
١٠٣ ط المكتبة العلمية بيروت) قال :
حديث أبي هريرة رضياللهعنه قال : قبّل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الحسن بن علي ، وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، جالسا.
فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : من لا يرحم لا يرحم. أخرجه البخاري في : ٧٨ ـ كتاب
الأدب : ١٨ ـ باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
حديث جرير بن عبد
الله ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : من لا يرحم لا يرحم. أخرجه البخاري في : ٧٨ ـ كتاب
الأدب : ٢٧ ـ باب رحمة الناس والبهائم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد عقله مدرس في الجامعة الأردنية في كتابه : «نظام الاسرة في
الإسلام» (ج ١ ص ٢٣ ط مكتبة الرسالة الحديثة عمان) قال :
وروي عن أبي هريرة
رضياللهعنه قال : قبّل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع
: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر اليه رسول الله ثم قال : من لا
يرحم لا يرحم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد كامل حسن المحامي في «التقوى في القرآن الكريم» (ص ٨٧ ط بيروت)
قال :
روت ام المؤمنين
السيدة عائشة بنت الصديق رضياللهعنهما أن أعرابيا زار في أحد الأيام الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وكان الحسن بن علي بن أبي طالب طفلا
صغيرا ، فرأى
الأعرابي جدّه الرسول صلىاللهعليهوسلم يداعبه ويقبّله في حنان ، وتعجب الأعرابي وسأل الرسول صلىاللهعليهوسلم : أتقبلون الصبيان؟ إننا في عشيرتنا لا نقبّل الصبيان
أبدا. ولم يرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم عما قاله ذلك الأعرابي ، فقال له : أو أملك لك أن نزع الله
من قلبك الرحمة!
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث
وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢ ص ٤٥٤ ط عالم الكتب
بيروت) قالوا :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل
بطنك. معرفة الصحابة. الحسن ٣ : ١٦٨. وذكروا أيضا ـ في «فهرس أحاديث وآثار المصنف للشيخ عبد
الرزاق الصنعاني» ج ١ ص ١٠١٢ ط عالم الكتب بيروت قالوا :
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبّل الحسن الجامع ٢٠٥٨٩. ١١ / ٢٩٨.
مستدرك
الامام الحسن عليهالسلام هو بضعة الرسول صلىاللهعليهوآله
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٥٨ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وقال سليمان بن
شداد : كنت ألاعب الحسن بالمداحي فكنت إذا أصبت مدحاته يقول لي : أيحل لك أن تركب
بضعة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ وإذا أصاب مدحاتي قال لي : أما تحمد الله أن تركبك بضعة
من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ..؟
مستدرك
حمل النبي صلىاللهعليهوآله الحسن عليهالسلام على عاتقه وقال
صلىاللهعليهوآله
: «ونعم الراكب هو»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٧٥ وج ١٩ ص ٣٠٣ وج ٢٦ ص ٤١٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشيخ
الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في
معرفة قبائل العرب» (ص ٣٢٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقد أخرج الحاكم
عن ابن عباس قال : أقبل النبي صلىاللهعليهوسلم وقد حمل الحسن على عاتقه ، فلقيه رجل ، فقال : نعم المركب
ركبت يا غلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ونعم الراكب هو.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٧٦ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
وقد بلغ من فرط
حبه له أنه كان يحمله على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال
النبي صلىاللهعليهوسلم ونعم الراكب هو.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١٠ ص ٥١ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
نعم الراكب هو.
كنز ٣٧٦٤٨ ـ بداية ٨ : ٣٦.
حديث آخر
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ١٠٧ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأخرج الترمذي عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضياللهعنهما قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو حامل الحسن والحسين على ظهره ، وهو يمشي بهما على
أربع ، فقلت : نعم الجمل جملكما؟ فقال : ونعم العدلان هما. على شرط مسلم.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
١٩٧ دار القلم دمشق) قال :
عن ابن عباس قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل : فذكر مثل ما تقدم
عن سبائك الذهب.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من سرّه أن ينظر إلى سيد شباب أهل
الجنة فلينظر إلى الحسن»
قد تقدم نقله منا
عن أعلام القوم في ج ١١ ص ٥٢ ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك رواه جماعة من
الأعلام :
منهم العلامة أبو
القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة
دمشق» ترجمة الامام الحسن (ص ٧٨ ط مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
بيروت) قال :
أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبد الباقي ، حدثنا أبو محمد الحسن بن علي ، أخبرنا أبو عمر بن حيويه ،
أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسين بن فهم ، أخبرنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمد بن
عبد الله الأسدي ، أخبرنا شريك عن جابر عن عبد الرحمن بن شابط عن جابر قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، من سرّه أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى
الحسن بن علي.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ٣٠٩ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من سره أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي.
مستدرك
قد أعطى الحسن من الفضل ما لم يعط أحد من ولد آدم
رواه جماعة :
فمنهم العلامتان
الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج ٣ ص ٧٧٣ ط دمشق)
قالا :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : ألا ان الحسن بن علي قد اعطى من الفضل ما لم يعط أحد من
ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله. (ابن عساكر عن حذيفة).
مستدرك
حج سيدنا الامام المجتبى خمسا وعشرين حجة ماشيا
رواه جماعة :
فمنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ٢٧٢ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
لقد حج الحسن بن
علي خمسا خمسا وعشرين حجة ... عبد الله بن عتبة. معرفة الصحابة / الحسن ٣ / ١٦٩.
مستدرك
تعويذ النبي صلىاللهعليهوآله للحسن عليهالسلام
رواه جماعة :
ومنهم أبو الفوز
محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٠ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
الحسن السبط رضياللهعنه : ولد رضياللهعنه في سنة ثلاث من الهجرة في نصف رمضان وحنّكه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : اللهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم. وسماه
وعق له يوم سابعه وحلق شعره ، وأمر أن يتصدق بوزنه فضة.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٣٨ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
مسروق عن عائشة رضياللهعنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعوذ الحسن والحسين رضياللهعنهما بهذه الكلمات : أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل عين
لامّة ، ومن كل شيطان وهامّة.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٩٣ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
قال المحب الطبري
: ولد الحسن في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة. قال علي رضياللهعنه لما حضرت ولادة فاطمة رضياللهعنها ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم لأسماء بنت عميس ، وام سلمة : أحضراها فإذا وقع ولدها
واستهل صارخا ، فأذّنا في اذنه اليمنى وأقيما في اذنه اليسرى ، فإنه لا يفعل ذلك
بمثله إلّا عصم من الشيطان ثم جاءه النبي صلىاللهعليهوسلم وقال : اللهم إني أعيذه بك ، وولده من الشيطان الرجيم ،
فلما كان يوم السابع سمّاه النبي صلىاللهعليهوسلم حسنا.
مستدرك
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يمص لسان الحسن عليه وشفته
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٥٣ وص ٦٥ وج ١٩ ص ٣٠١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٤٦ برواية ولده عبد الله. ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الامام أحمد
عن معاوية قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمصّ لسانه ، أو قال ـ شفته ـ يعني الحسن بن علي ـ وإنه لن
يعذّب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
الامام أحمد في
المسند (٤ / ٩٣).
وقال الامام
الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١٧٧) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن
بن أبي عوف وهو ثقة.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن
علي رضياللهعنه» (ص ١٠٢ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأخرج الحافظ
الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن معاوية قال :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمص لسانه ، أو شفته ، يعني الحسن وأنه لن يعذب لسان أو
شفتان مصّهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم انتهى.
ومنهم الدكتور علي
محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ١٠٨ ط دار
الثقافة الدوحة دولة قطر) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثني أبي ، ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا جرير بن عبد الرحمن بن [أبي] عوف الجرشي عن
معاوية قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمص لسانه ، أو ـ فذكر مثل ما تقدم عن المسند بعينه.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسن : «هذا مني وأنا منه»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ بدر الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزركشي المتولد ٧٤٥ والمتوفى ٧٩٤
ه في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بالتذكرة في الأحاديث
المشتهرة» (ص ١٨٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقال للحسن : هذا
مني وأنا منه.
مستدرك
إطالة رسول الله صلىاللهعليهوآله السجدة لأجل ركوب الحسن
عليهالسلام
على ظهره
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٧٢٧ وج ١٩ ص ٣٠٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ١٠٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
ويتسامى سيد الخلق
صلىاللهعليهوسلم في تواضعه المتواضع ، حتى جاء الحسن بن علي ، فصعد على
ظهره وهو ساجد صلوات الله وسلامه عليه فلم ينزله حتى نزل.
وقال في ص ١٠٣ :
أخرج النسائي بسنده عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضياللهعنهما. خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لصلاة العشاء وهو حامل الحسن رضياللهعنه فتقدم النبي صلىاللهعليهوسلم ، للصلاة فوضعه ثم كبر وصلّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها.
قال فرفعت رأسي
فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاته قال الناس : يا رسول الله سجدت بين ظهراني صلاتك
سجدة أطلتها ، حتى ظننا أنه قد حدث أمر ، وأنه يوحى إليك. فقال صلىاللهعليهوسلم : كل ذلك لم يكن ، ولكني ارتحلني الحسن فكرهت أن أعجله حتى
ينزل.
وقال في ص ١٠٥ :
وذكر ابن كثير أيضا في البداية والنهاية ، عن عبد الله بن شداد
عن أبيه قال : إن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، صلّى بهم إحدى صلاتي العشى ، فسجد سجدة أطال فيها السجود
، فلما سلم قال الناس له في ذلك ، قال : إن ابني هذا ـ يعني الحسن ـ ارتحلني فكرهت
أن أعجله حتى يقضي حاجته.
وقال أحمد : حدثنا
محمد بن أبي عدي عن عمير بن إسحاق ، قال : كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة رضياللهعنه فقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله يقبل ، فأخذ ،
بقميصه ، قال فقبل سرته تفرد به أحمد.
ومنهم العلامة
محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى ١١٨٩ ه في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ج ٢ ص
٢٨٤ ط عالم الكتب ومكتبتة النهضة العربية) قال :
أخرج ابن سعد عن
عبد الله بن الزبير قال : أشبه أهل النبي صلىاللهعليهوسلم به وأحبهم إليه الحسن ، رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته ،
أو قال ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته وهو راكع فيفرّج له بين
رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
ومنهم الشيخ أبو
الفضل الجويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ٢٦٣ ط دار الصحابة بطنطا) قال :
كان يصلي فإذا سجد
وثب الحسن على ظهره.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٦ ص ٢٨٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
كان يصلي فإذا سجد
وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه فيرفع رفعا. حم ٥ : ٥١ ـ مجمع ٩ : ١٧٥.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسن عليهالسلام : «ترق عين بقة»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
القاضي أبو الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي في «أمثال الحديث
المروية عن النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٢٩ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
حدثنا محمد بن خلف
بن حيان ثنا زيد بن إسماعيل ثنا جعفر بن عون ثنا معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن
أبي هريرة قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد الحسن بن علي وجعل رجليه على ركبتيه وهو يقول :
ترق عين بقة.
مستدرك
الحسن عليهالسلام سيد شباب أهل الجنة
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٥٢ وج ٢٦ ص ٤٣٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ١٠٥ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأخرج الحافظ ابن
كثير بسنده عن جابر بن عبد الله ، رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة ، فلينظر إلى
الحسن بن علي.
وقال في ص ١٠٦ :
وأخرج ابن عبد البر في الاستيعاب ، والترمذي في سننه ، عن أبي سعيد رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ويعلق الشيخ
الزاهد محيي الدين النووي حينما سئل عن قوله صلىاللهعليهوسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، فيقول : إن الحسن
والحسين وإن ماتا شيخين فهما سيدا كل من مات شابا ودخل الجنة ، وكل أهل الجنة
يكونون في أبناء ثلاث وثلاثين ، ولا يلزم كون السيد في سن من يسودهم.
ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار محمد عزت الطهطاوي في «محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل
والقرآن» (ص ٢٥٩ ط مكتبة النور مصر الجديدة) قال :
وأخرج الطبراني عن
حذيفة قال : بت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرأيت عنده شخصا فقال لي : يا حذيفة هل رأيت؟ قلت : نعم يا
رسول الله قال هذا ملك لم يهبط إليّ منذ بعثت أتاني الليلة فبشرني أن الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
مستدرك
إن الحسن عليهالسلام ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١١ ص ٥٠ وج ٢٦ ص ٣٧٨ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي المتوفى ٧٨٢ في «البركة
في فضل السعي والحركة» (ص ٩٨ ط دار المعرفة بيروت) قال :
وقال صلىاللهعليهوآله لعلي رضي الله عن : أوصيك بريحانتي خيرا. يعني
الولدين الحسن
والحسين
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمّد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف (ج ٣ ص ١٣ ط عالم التراث للطباعة والنشر) قال :
إن ابني هذا
ريحانتي من الدنيا. كر ٤ : ٢١٥ ـ كنز ٣٧٧٠٠.
ومنهم العلامة
الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص ٢٨١ ط دار الصحابة للتراث)
قال :
إنه ريحانتي من
الدنيا. ٣ / ١٥٧.
مستدرك
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يدلع لسانه لسيدنا الحسن عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٥٣ و ٥٦ و ٨٣ وج ١٩ ص ٣٠١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الاصبهاني المشتهر بأبي الشيخ المتوفى ٣٦٩
ه في «أخلاق النبي صلىاللهعليهوآله وآدابه» (ص ٩٠ ط القاهرة ١٤٠١ ه ـ ١٩٨١ م) قال :
أخبرنا أبو يعلى ،
وابن أبي عاصم ، قالا : حدثنا وهب بن بقية ، نا خالد ، قال : نا أبو بكر ابن أبي
شيبة ، نا محمد بن بشر ، نا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمزة لسانه فيبهش
اليه.
مستدرك
الحسن عليهالسلام قاسم الله ماله مرات وحجّ عليهالسلام خمسا وعشرين
حجة
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ١٣٢ وج ١٩ ص ٣٢٢ وج ٢٦ ص ٤٥٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي المتوفى ٣٣٣ ه في «المحن» (ص ٢٥٧ ط ٢ دار
الغرب الإسلامي بيروت) قال :
وحدثني عمر بن
يوسف قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا أبو عاصم عن المغيرة عن ابن نجيح :
أن الحسن بن علي ، ابن فاطمة ، حج خمسا وعشرين حجة ، وقاسم ربه ماله مرتين. حدثنا
أحمد بن يزيد عن موسى بن معاوية ، عن أبي مسلم ، عن ابن زياد ، عن عبد الله بن أبي
نجيح ، قال : حج الحسن بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا.
ومنهم العلامة
برهان الدين إبراهيم بن فرحون المدني المالكي المتوفى ٧٩٩ ه في «إرشاد السالك إلى
أفعال المناسك» (ج ١ ص ٩٩ ط بيت الحكمة قرطاج) قال :
ولقد حج الحسن بن
علي رضياللهعنهما خمس عشرة حجة ماشيا ، وإن النجائب لتقاد معه ، ولقد قاسم
الله تعالى ماله ثلاث مرات ، حتى إنه ليعطي الخفّ ويمسك النعل. رواه البيهقي.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ الملوك
والأمم» (ج ٥ ص ١٦٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وحج خمس عشرة حجة
ماشيا وخرج لله من ماله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات. وقال في موضع آخر :
حتى انه كان ليعطي نعلا ويأخذ نعلا.
مستدرك
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في الامام الحسن عليهالسلام : «اللهم إني
أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١١ ص ١٣ وص ٢٩٣ وج ١٩ ص ٣٠٩ وص ٣٤١ وج ٢٦ ص ٣٨٣ ومواضع أخرى
عديدة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ٢ ص ٢٥٤ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة ، حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن يزيد بن أبي زياد
، عن ابن يخنس ، عن سعيد بن زيد بن عمرو ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد الحسن بن علي فقال : اللهم إني أحبه فأحبه.
ومنهم العلامة أبو
محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان المشتهر بأبي الشيخ الأنصاري في «طبقات
المحدثين بأصبهان والواردين عليها» (ج ١ ص ١٩٤ ط مؤسسة الرسالة) قال :
حدثنا أبو القاسم
البغوي قال : ثنا علي بن الجعد قال : ثنا فضيل بن مرزوق ، عن عدي بن ثابت ، عن
البراء ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال للحسن بن علي : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٥ ص ١٦٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا أبو منصور
القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا أبو
العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، حدثنا محمد بن إسماعيل الراشدي ، حدثنا علي
بن ثابت العطار ، حدثنا عبد الله بن ميسرة ، وأبو مريم الأنصاري ، عن عدي بن ثابت
، عن البراء بن عازب ، قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم حاملا الحسن بن
علي رضياللهعنهما وهو يقول : فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى.
ومنهم الحافظ أبو
نعيم أحمد بن عبد الله بن موسى بن مهران الاصبهاني المتوفى ٤٣٠ ه في «تثبيت
الامامة وترتيب الخلافة» (ص ٦٦ ط دار الامام مسلم بيروت) قال :
حدثنا فاروق
الخطابي ، حدثنا أبو مسلم الكشي ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا شعبة ، عن عدي بن
ثابت ، قال : سمعت البراء يقول : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم والحسن أو الحسين على عاتقه وهو يقول : فذكر مثل ما تقدم
عن مسند أبي يعلى.
قال أبو هريرة :
ظننا أن امه حبسته لتجعل في عنقه السخاب ، فلما دخل التزمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم والتزم هو رسول الله ، ثم قال : إني أحبه وأحب من يحبه
ثلاث مرات. وأخرجاه من حديث سفيان بن عيينة عن عبد الله به.
وقال أحمد حدثنا
حماد الخياط بسنده عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى سوق بني قينقاع متكئا على يدي فطاف فيها ، ثم رجع
فاحتبى في المسجد وقال : أين لكاع؟ أدعوا لي لكاع. فجاء الحسن بن علي رضياللهعنه فاشتد حتى وثب في حبوته فأدخل فمه في فمه ثم قال : اللهم
إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاثا.
قال أبو هريرة رضياللهعنه : ما رأيت الحسن إلّا فاضت عيني ، أو قال : دمعت عيني ، أو
بكيت. وهذا على شرط مسلم.
وأخرج الحافظ ابن
حجر في الاصابة بسنده عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : سمعت أذني هاتان وأبصرت عيني هاتان من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أو حسينا وقدماه على قدمي رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : حزقة حزقة ، أرق عين بقة. فيرقى الغلام ، فيضع
قدميه على صدر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : افتح فاك ثم قبله ، ثم قال : اللهم أحبه فاني
أحبه.
وقال في ص ١٠٧ :
وأخرج ابن عبد البر في «الاستيعاب» بسنده عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.
وقال في ص ١٠٨ :
وعن يعلى بن مرة قال : جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده على رقبته ثم ضمّه إلى
إبطه ثم جاء الآخر فجعل يده إلى الأخرى في رقبته ثم ضمه إلى إبطه وقيل هذا. ثم قال
: اللهم إني أحبهما فأحبهما. ثم قال : أيها الناس إن الولد منجلة مجبنة مجهلة.
وقال أيضا في ص
١٠٩ : وقال صلوات الله وسلامه عليه مرة : أدع ابني؟ فأتي له بالحسن رضياللهعنه ، وهو يشتد حتى وقع في حجره فاحتضنه شغفا وفتح فمه فأدخل
فمه فيه وقال : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، وليبلغ الشاهد الغائب.
ومنهم الفاضل
المعاصر عيسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ٥٤ ط عالم الكتب بيروت) قال :
ما رأيت الحسن
إلّا فاضت عيناي ، أو دمعت عيناي ، وذلك أني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدخل فمه في فمه ثم يقول : اللهم أني أحبه فأحبه وأحب من
يحبه ، يقولها ثلاث مرات.
وفيما أخرجه
الامام أحمد في مسنده ، والبخاري ومسلم في صحيحيهما والبيهقي وابن عساكر ،
والطبراني في المعجم الكبير ، عن أبي هريرة رضياللهعنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم إني أحب حسنا فأحبه ، وأحب من يحبه.
وقال أيضا في ص
١٠١ : وأخرج الشيخان عن البراء رضياللهعنه قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والحسن على عاتقه وهو يقول : اللهم اني أحبه فأحبه وأحب
من يحبه. فما كان أحد أحب إليّ من الحسن بعد أن قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما قال. اه.
ويتفاعل سيدنا أبو
هريرة رضياللهعنه تفاعل الصادق في حبه لآل البيت فيقول : لا أزال أحب هذا
الرجل ـ يعني الحسن بن علي ـ بعد ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يصنع به ما يصنع قال : رأيت الحسن في حجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يدخل أصابعه في لحية النبي صلىاللهعليهوسلم ، والنبي صلىاللهعليهوسلم يدخل لسانه في فيه ، ثم يقول : اللهم إني أحبّه.
وأخرج الحافظ ابن
حجر العسقلاني في تهذيبه قال : قال زهير بن الأقمر : بينما الحسن بن علي يخطب بعد
ما قتل علي ، إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واضعة في حبوته ويقول : من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد
الغائب. ولولا غرمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما حدثتكم.
وأخرج ابن عساكر ،
وابن أبي خيثمة ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : إن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يأخذ حسنا فيضمه اليه ثم يقول : اللهم إن هذا ابني
وأنا أحبه وأحب من يحبه.
وأخرج الحافظ ابن
كثير قال : قال أحمد : حدثنا أبو النصر بسنده عن نافع بن جبير عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم في سوق من
أسواق المدينة
فانصرف وانصرفت معه ، فجاء إلى فناء فاطمة فقال : أي لكع أي لكع فلم يجبه أحد ،
فانصرف وانصرفت معه ، إلى فناء فقعد ، قال : فجاء الحسن بن علي.
ومنهم العلامة
محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى ١١٨٩ ه في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ج ٢ ص
٢٧٣ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال :
وفي الصحيحين عن
البراء : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم والحسن على عاتقه وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه. وفي
رواية عن أبي هريرة : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
ومنهم العلامة
السيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي في «هداية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري» (ج ١
ص ١٨ ط مطبعة الاستقامة بمصر) قال :
أثم لكع. أثم لكع
قال فحسبته شيئا فظننت أنها تلبسه سخايا أو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبّله وقال
اللهم أحببه وأحب من يحبه. رواه أبو هريرة : كتاب البيوع : باب ما ذكر في الأسواق.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٩٧ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
وقال أبو هريرة :
ما رأيت الحسن قط إلّا فاضت عيناي ، وذلك أنه قعد يوما في حجر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو يقلب لحيته الشريفة ، ويقول : اللهم إني أحبه فأحبه
، وأحب من يحبه قالها ثلاث مرات.
ومنهم المولى علي
القاري في «شرح الشفاء» (ج ٢ ص ٤٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي رواية أي أخرى
في الحسن أي قال في حق الحسن وحده اللهم إني أحبه فأحب من يحبه.
ومنهم العلامة
سلطان العلماء الشيخ عبد العزيز السلمي في «شجرة المعارف والأحوال» (ص ٥٦ ط دار
الطباعة بدمشق) قال :
قال صلىاللهعليهوسلم في الحسن : اللهم إني أحبه وأحبّ كل من يحبه.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٦٩ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
فذكر الحديث كما
تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد الخضري ابن الشيخ عفيفي الباجوري المفتش بوزارة الأوقاف في «إتمام
الوفاء في سيرة الخلفاء» (ص ٢٠٢ ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر) قال :
وقال في حق الحسن
اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه وقال فيه كما رواه البخاري في صحيحه.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ عبد الله سراج الدين في «سيدنا محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ١٥٨ ط ٣ جمعية التعليم الشرعي حلب) قال :
وروى الشيخان
والترمذي عن البراء رضياللهعنه قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم والحسن على عاتقه يقول : فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي
يعلى.
ومنهم الدكتور عبد
الصبور شاهين والاستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص
٤٩٣ ط الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قالا :
الحسن بن علي : عن
عائشة قال صلىاللهعليهوسلم : اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه.(الطبراني وابن
عساكر في كنز ج ١٢٤١٢).
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي
الحسن علي بن أبي
طالب» (ص ١٩٧ ط دار القلم دمشق) قال :
يقول نعيم : قال
لي أبو هريرة : ما رأيت الحسن قط إلّا فاضت عيناي دموعا ، وذلك أنه أتى يوما يشتد
حتى قعد في حجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجعل يقول بيديه هكذا في لحية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ، ويقول : اللهم إني أحبه
فأحبه ، يقولها ثلاث مرات.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام»
(ص ٤٧٠ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :
ورآه البراء يوما
واضعا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه.
ومنهم الأستاذ
رضوان محمد رضوان في «فهارس البخاري» (ص ٢٤٢ ط دار المعرفة بيروت) قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم والحسن بن علي على عاتقه يقول : اللهم إني أحبه فأحبه.
البراء بن عازب.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٢ ص ١٩٤ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
أشار إلى الحديث
الشريف.
ومنهم العلامة
سلطان العلماء الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي المتوفى ٦٦٠ ه في «شجرة
المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال» (ص ٢٤٣ ط ١ دار الطباع للطباعة والنشر
دمشق) قال :
حمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن على عاتقه وقال : اللهم إني أحبه
فأحبه. وأردف
الحسن والحسين على بغلته الشهباء ، أحدهما قدّامه ، والآخر خلفه ، وسلمة يقود بهم
البغلة حتى أدخلهم حجرة النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقال عبد الله بن
جعفر : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهله ؛ فقدم من سفر فسبق بي
إليه ، فحملني بين يديه ثم جيء بأحد ابني فاطمة ، فأردفه خلفه ، فأدخلنا المدينة
ثلاثة على دابة.
جوده وكرمه عليهالسلام
رواه جماعة :
__________________
فمنهم العلامة أبو
حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي المتوفى ٥٠٥ ه في «ذم البخل
وفضل السخاء» (ص ١١٥ ط دار الاعتصام) قال :
وقال أبو الحسن
المدائني : خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجاجا ، ففاتهم أثقالهم فجاعوا
وعطشوا ، فمروا بعجوز في خبائها ، فقالوا : هل من شراب؟ فقالت : نعم فأناخوا إليها
، وليس لها إلّا شويهة في كسر الخيمة ، فقالت : احلبوها ، وامتذقوا لبنها ، ففعلوا
ذلك ، ثم قالوا لها : هل من طعام؟ قالت : لا إلّا هذه الشاة ، فليذبحها أحدكم حتى
أهيئ لكم ما تأكلون ، فقام إليها أحدهم ، وذبحها ، وكشطها ، ثم هيأت لهم طعاما ،
فأكلوا ، وأقاموا حتى أبردوا ، فلما ارتحلوا قالوا لها : نحن نفر من قريش نريد هذا
الوجه ، فإذا رجعنا سالمين ، فألمي بنا ، فإنا صانعون بك خيرا ، ثم ارتحلوا ،
وأقبل زوجها ، فأخبرته بخبر القوم والشاة ، فغضب الرجل ، وقال : ويلك ، تذبحين
شاتي لقوم لا تعرفينهم ، ثم تقولين : نفر من قريش؟!!.
قال : ثم بعد مدة
ألجأتهما الحاجة إلى دخول المدينة ، فدخلاها ، وجعلا ينقلان البعر إليها ويبيعانه
، ويتعيشان بثمنه ، فمرت العجوز ببعض سكك المدينة ، فإذا ٢ الحسن بن علي جالس على
باب داره ، فعرف العجوز ، وهي له منكرة ، فبعث غلامه فدعا بالعجوز ، وقال لها : يا
أمة الله ، أتعرفيني؟ قالت : لا ، قال : أنا ضيفك يوم كذا وكذا ، فقالت العجوز :
بأبي أنت وأمي ، أنت هو؟ قال : نعم ، ثم أمر الحسن ، فاشتروا لها من شياه الصدقة
ألف شاة ، وأمر لها معها بألف دينار ، وبعث بها مع غلامه إلى حسين ، فقال لها
الحسين : بكم ووصلك أخي؟ قالت : بألف شاة وألف دينار ، فأمر لها الحسين أيضا بمثل
ذلك ، ثم بعث بها مع غلامه إلى عبد الله بن جعفر ، فقال لها : بكم وصلك الحسن
والحسين؟ قالت : بألفي شاة وألفي دينار ، فأمر لها عبد الله بألفي شاة وألفي دينار
، وقال لها : لو بدأت بي لأتعبتهما ، فرجعت العجوز إلى زوجها بأربعة آلاف شاة ،
__________________
وأربعة آلاف
دينار.
حديث آخر
رواه جماعة :
منهم العلامة
الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشية شرح بانت سعاد لابن هشام صاحب «المغني»
(ج ٢ ص ٥٢٥ ط دار صادر بيروت ١٤٠٠ ه ـ ١٩٨٠ م) قال :
وقيس هو ابن ذريح
ـ بفتح الذال المعجمة وكسر الراء وآخره حاء مهملة ـ ابن شبّة ـ بفتح الشين المعجمة
وتشديد الموحدة ـ ابن حذافة بضم الحاء المهملة ، ابن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث
بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر ، وقيس هو رضيع
الحسن بن علي بن أبي طالب ، أرضعته ام قيس. أحب لبني وتزوجها بوساطة الحسن ، وأقام
معها مدة لم تلد له ، فألزمه أبوه بطلاقها فطلّقها ، وتزوجت بعد عدّتها ولم يلبث
حتى طار عقله ، ولحقه مثل الجنون إلى أن مات بعشقها. وذكر القحذمي وابن عائشة أن
ابن أبي عتيق صار إلى الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وجماعة من قريش فقال لهم :
إن لي حاجة إلى رجل أخشى أن يردّني فيها ، وإني أستعين بجاهكم وأموالكم عليه ،
قالوا : ذلك لك مبذول ، فمضى بهم إلى زوج لبنى ، فلما رآهم أعظم مصيرهم إليه ،
قالوا : قد جئناك في حاجة لابن أبي عتيق ، فقال : هي مقضية كائنة ما كانت ، قال
ابن أبي عتيق تهب لي ولهم زوجتك لبنى وتطلقها قال : اشهدوا أنها طالق ثلاثا فعوضه
الحسن مائة ألف درهم وحملها ابن عتيق اليه فلم تزل عنده حتى انقضت عدتها فسأل
القوم أباها فزوجها قيسا ولم تزل معه حتى ماتا.
حديث آخر
رواه جماعة :
منهم العلامة أبو
حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي المتوفى ٥٠٥ ه في «ذم البخل وفضل
السخاء» (ص ١٠٦ ط دار الاعتصام) قال :
ورفع رجل إلى
الحسن بن علي رضياللهعنهما ، رقعة ، فقال : حاجتك مقضية ، فقيل له : يا ابن رسول الله
، لو نظرت في رقعته ، ثم رددت الجواب على قدر ذلك؟! فقال : يسألني الله عزوجل عن ذلّ مقامه بين يدي حتى أقرأ رقعته.
وقال أيضا في ص
١١٣ : وسأل رجل الحسن بن علي ، رضياللهعنهما ، حاجة ، فقال : يا هذا ، حق سؤالك إياي يعظم لدي ،
ومعرفتي بما يجب لك تكبر عليّ ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله ، والكثير في ذات
الله تعالى قليل ، وما في ملكي وفاء لشكرك ، فان قبلت الميسور ، ورفعت عني مؤنة
الاحتمال ، والاهتمام لما أتكلفه من واجب حقك ، فعلت. فقال : يا ابن رسول الله ،
أقبل وأشكر العطية ، وأعذر على المنع .. فدعا الحسن بوكيله ، وجعل يحاسبه على
نفقاته حتى استقصاها ، فقال : هات الفضل من الثلاثمائة ألف درهم ، فأحضر خمسين
ألفا ، قال : فما فعلت بالخمسمائة دينار؟ قال : هي عندي ، قال : أحضرها ، فأحضرها
، فدفع الدنانير والدراهم إلى الرجل ، وقال : هات من يحملها لك فأتاه بحمالين فدفع
اليه الحسن رداءه لكراء الحمالين ، فقال له مواليه : والله ما عندنا درهم ، فقال :
أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.
انه عليهالسلام رأى غلاما يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة فاشتراه من صاحبه
والحائط الذي هو فيه فأعتقه ووهب الحائط له
رواه جماعة :
فمنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
١٩٧ ط دار القلم دمشق) قال :
قال ابن عساكر :
روي عن الحسن عليهالسلام أنه كان مارّا في بعض حيطان المدينة ، فرأى أسود بيده رغيف
يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسن : ما حملك على أن
شاطرته فلم تغابنه فيه بشيء؟ فقال : استحت عيناي من عينيه أن اغابنه ، فقال له :
غلام من أنت؟ قال : غلام أبان بن عثمان ، قال : والحائط؟ قال لأبان ، فقال له
الحسن : أقسمت عليك لا برحت حتى أعود إليك ، فمرّ فاشترى الغلام والحائط وجاء إلى
الغلام فقال له : قد اشتريتك ، فقام قائما ، فقال : السمع والطاعة لله ولرسوله ولك
يا مولاي ، ثم قال : وقد اشتريت الحائط ، وأنت حر لوجه الله والحائط هبة مني إليك.
حديث آخر في جوده عليهالسلام
قد رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الله علي مهنا في «طرائف الخلفاء والملوك» (ص ٣٣ ط ١ دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
من طريف أخبار
الحسن بن علي رضياللهعنه ما ذكره أبو العباس المبرد أن مروان ابن الحكم قال يوما :
إني مشغوف ببغلة الحسن. فقال له ابن أبي عتيق : إن دفعتها إليك أتقصي لي ثلاثين
حاجة؟ قال : نعم. قال : فإذا اجتمع الناس عندك
العشية فإني آخذ
في مآثر قريش ثم أمسك عن الحسن ، فلمني على ذلك. فلما أخذ القوم مجالسهم أفاض في
أولية قريش. قال له مروان : ألا تذكر أولية أبي محمد الحسن وله في هذا ما ليس لأحد؟
قال : إنما كنّا في ذكر الأشراف ، ولو كنّا في ذكر الأنبياء لقدمنا ما لأبي محمد.
فلما خرج ليركب تبعه ابن أبي عتيق فقال له الحسن وتبسم : ألك حاجة؟ قال : نعم ،
البغلة ، فنزل عنها ودفعها اليه.
مستدرك
اعتاقه عليهالسلام عبده لأجل أكله اللقمة الملقاة في الخلاء
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ١٥٣ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها. رواه
جماعة :
فمنهم الحافظ
المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى ٤٦٣ ه في «موضح أوهام الجمع
والتفريق» (ج ٢ ص ٥١٠ ط دار المعرفة بيروت) قال :
أخبرني أبو القاسم
عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا
عبيد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن هانئ النيسابوري ، حدثنا عيسى
بن سالم ، حدثنا وهب بن عبد الرحمن القرشي ، عن جعفر ، عن أبيه أن الحسن رضياللهعنه دخل المتوضأ فأصاب لقمة ـ أو قال كسرة ـ في مجرى الغائط
والبول ، فأخذها فأماط الأذى عنها وغسلها غسلا ناعما ثم أخذها فدفعها إلى غلامه ،
قال : يا غلام أذكرنيها إذا توضأت فلما توضأ قال لغلامه : ناولني اللقمة ـ أو قال
الكسرة ـ قال : أكلتها يا مولاي ؛ قال اذهب أنت حر لوجه الله ؛ فقال له الغلام :
يا مولاي لأي شيء أعتقتني؟ قال : لأني سمعت أمي فاطمة ابنة النبي صلىاللهعليهوسلم تذكر عن أبيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من أكل لقمة ـ أو قال كسرة ـ يعني وجدها في مجرى
الغائط أو البول فأخذها فأماط عنها
الأذى وغسلها غسلا
ناعما ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له ؛ وما كنت لأستخدم رجلا من أهل
الجنة.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١١٧ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا عيسى بن
سالم ، حدثنا وهب بن عبد الرحمن القرشي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن الحسن بن
علي أنه دخل المتوضأ فأصاب لقمة ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الخطيب.
في حلمه عليهالسلام
رواه جماعة :
منهم الحافظ أبو
بكر محمّد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المشتهر بابن نقطة المولود ٥٧٩ والمتوفى
٦٢٩ ه في «تكملة الإكمال» (ج ٢ ص ٧٣٣ ط جامعة ام القرى مكة المكرمة) قال:
فأخبرنا عمر بن
محمد بن طبرزد في كتابه قال : أخبرنا أحمد بن عبد الباقي بن منازل قراءة عليه قال
: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي قال : أخبرنا أقضى القضاة أبو الحسن علي
بن حبيب الماوردي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المعلى الشونيزي بالبصرة
إملاء قال : حدثنا أبو عبد الله بن يعقوب قال : حدثنا محمد بن زكريا قال : حدثنا
ابن عائشة عن عبيد الله بن العباس رجل من بني جشم بن بكر قال : حدثني أبو المعافى
الرجبي من رجبة ، حي من همدان. قال : كان لي صديق من أهل الشام وكان حسودا ، ولكن
كنت أعرف فيه انحرافا عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه فقال : السلام على الطيب الزاكي (بن الطيب الزاكي) فقلت :
كيف كان هذا منك؟ قال : أحدثك ، دخلت المدينة فرأيت رجلا راكب بغلة لم أر أحسن منه
وجها ، ولا
زيا ، ولا ركبة ،
ولا مركوبا ، فسألت عنه فقيل : هذا الحسن بن علي بن أبي طالب فحسدت عليا أن يكون
له ابن مثل هذا ، فصرت إليه أريده فلما رآني أقصد قصده ، وقف لي ، فقلت : أنت ابن
أبي طالب؟ فقال : أنا ابنه ، فقلت : بك وبأبيك أسب وأشتم ، وهو مقبل عليّ كما يقبل
على بعض مهماته ، فلما انقضى كلامي قال : أحسبك غريبا قلت : أجل قال : مل إلينا
وعرّج علينا ولا تدع ، فإن احتجت إلى منزل أنزلناك ، وإن استاويتنا آويناك ، وإن
احتجت إلى مال واسيناك ، وإن ضعفت عن أمر ، عاوناك فانصرفت ، وما في الأرض أحب إلي
منه ، وعلمت أنه طيب من طيب وأنه لا يبغضه إلّا من خاب (وحاب) نقلته من خط شجاع بن
فارس الذهلي مضبوطا.
نبذة من كراماته عليهالسلام
قد رواه جماعة :
فمنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء»
(ج ١ ص ١٣١ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
الحسن بن علي رضياللهعنهما قال المناوي في الطبقات : أخرج أبو نعيم وابن عساكر عن
الأعمش أن رجلا تغوط على قبره فجن ، فجعل ينبح كما ينبح الكلاب ثم مات ، فسمع من
قبره يعوي.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب : ع ، م (ص ٩٠ ط مؤسسة المفيد بيروت)
قال :
١ ـ خرج الحسن في
بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير فنزلا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس فقال
الزبيري لو كان في هذا النخل رطب لأكلناه فدعا الحسن فاخضرت النخلة وحملت رطبا.
٢ ـ طلب منه بعضهم
أن يعمل معجزة فأحيا ميتا. وفي أخرى أرى الطالب الثلاثة
مقيدين بسلاسل إلى
صخرة وألسنة النيران تلتهمهم من كل جانب.
٣ ـ وسقط يوما
سوطه من يده في المدينة فناوله إياه عبد أسود فدعا الحسن له فصار أبيض.
٤ ـ عارض جابر
الجعفي في صلح الحسن مع معاوية فذكر له الحسن حديث النبيصلىاللهعليهوسلم ان ابني هذا سيد سيصلح الله به الفئتين وكأنه لم يقتنع
فتكلم الحسن بكلمات فإذا بالرسول صلىاللهعليهوسلم واقفا أمامهما فذكر له الحسن ما بينهما فأمر النبي جابرا
أن يصدق الامام. وجاء مع النبي علي وحمزة وجعفر فبهت جابر ثم رآهم يصعدون جميعا
إلى السماء.
٥ ـ ما أخزى به
رجلا أظهر شكه به فقال له : هل تقدر أن تجعلني امرأة وامرأتي رجلا. فغضب الحسن
ودعا عليه فصار ما أراد. ثم أنهما تابا وجاءا اليه فدعا الله فعادا إلى الحالة
الاولى.
٦ ـ إن معاوية
أرسل رجلا إلى الحسن يسأله بعض المسائل الصعبة. فسأله ما الفرق بين الحق والباطل؟
فقال الحسن الفرق بين الحق والباطل أربعة أصابع (وهي المسافة بين العين والاذن).
مستدرك
ما حفظه عن جده صلىاللهعليهوآله من دعاء القنوت
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٢٦ ص ٤٦٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه جماعة من العامة :
__________________
__________________
فمنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٢٥) برواية ولده عبد الله (ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
حدثنا أبي رحمهالله قال : حدثنا وكيع ، قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن [بريد]
بن أبي مريم السلولي ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي قال : علمني رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر :
اللهم اهدني فيمن
هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما
قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت.
ومنهم العلامة شيخ
الإسلام أبي الحسن زكريا الأنصاري الشافعي الخزرجي في «فتح العلوم بشرح الاعلام
بأحاديث الأحكام» (ص ٢٠٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وعن الحسن بن علي
بن أبي طالب رضياللهعنهما قال : علمني النبي صلىاللهعليهوسلم فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المسند» وزاد : ولا يعز من
عاديت ـ وصلّى الله عليه النبي.
رواه أبو داود
والنسائي والترمذي. إلّا قوله ولا يعز من عاديت فالطبراني والبيهقي وإلّا وصلّى
الله على النبي فالنسائي.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١٢٦ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن «مسند أهل البيت».
__________________
دعائه عليهالسلام على زياد بن أبيه
رواه جماعة من
العامة :
فمنهم العلامة أبو
العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي المتوفى ٣٣٢ ه في «المحن» (ص ٢٦٤ ط ٢ دار
الغرب الإسلامي بيروت) قال :
وحدثني أحمد بن
مغيث ، قال : حدثنا سفيان ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : بلغ الحسن بن علي أن زيادا
تتبع شيعة علي ثم يقتلهم ، فقال : اللهم لا تقتل زيادا وأمته حتف أنفه ، فإنه كان
يقال : إن في القتل كفارة.
ومن كلامه عليهالسلام في الايمان واليقين
رواه جماعة :
فمنهم عبد الله
المهنا في «طرائف الخلفاء والملوك» (ص ٣٠ ط بيروت) قال :
قال الأصمعي : سأل
علي بن أبي طالب الحسن ابنه رضوان الله عليهما : كم بين الايمان واليقين؟ قال :
أربع أصابع. قال : وكيف ذلك؟ قال : الايمان كل ما سمعته أذناك وصدّقه قلبك ،
واليقين ما رأته عيناك فأيقن به قلبك ، وليس بين العين والأذنين إلّا أربع أصابع.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٧ ص ٣٨ ط دار الفكر) قال :
قال فضيل بن مرزوق
: أتى مالك بن ضمرة الحسن بن علي فقال : السلام عليك يا مسخم وجوه المؤمنين ، قال
: يا مالك ، لا تقل ذلك ، إني لما رأيت الناس تركوا ذلك
إلّا أهله خشيت أن
يجتثوا عن وجه الأرض ، فأردت أن يكون للدين في الأرض ناع ، فقال : بأبي أنت وأمي (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ).
قال جبير بن نفير
الحضرمي : قلت للحسن بن علي : إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة ، فقال : كانت
جماجم العرب بيدي ، يسالمون من سالمت ، ويحاربون من حاربت ، فتركتها ابتغاء وجه
الله ثم أثيرها يا تياس أهل الحجاز؟!.
ومن كلامه عليهالسلام في حسن الخلق
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو موسى محمد بن عمر الاصبهاني المديني المتوفى ٥٨١ ه في «نزهة الحفاظ» (ص
٦٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
أخبرنا الحسن بن
الفضل بن محمد ؛ حدثنا محمد بن علي المذكر ، حدثنا أبو الفوارس أسد بن أحمد بن
الحسن بالبصرة ، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب وعبد العزيز بن يحيى ومحمد بن أحمد
البزاز قالوا : حدثنا محمد بن زكريا اللؤلؤي ، حدثنا الحسن عن الحسن عن الحسن عن
الحسن قال : من أحسن الحسن حسن الخلق.
ومنهم العلامة
المولى علي القاري الحنفي في «شرح مسند أبي حنيفة» (ص ٢٧٩ ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال :
وروى المستغفر في
مسلسلاته ، وابن عساكر عن الحسن البصري ، عن الحسن بن علي ، عن أبي الحسن ، عن جد
الحسن : أن أحسن الحسن الخلق الحسن.
كلامه عليهالسلام في الإحسان
رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر الدكتور ياسين أحمد إبراهيم في تعاليقه على «حلية العلماء في معرفة مذاهب
الفقهاء» للعلامة سيد الدين أبي بكر محمد بن أحمد الشاشي القفال (ج ٥ ص ٢٦٣ ط دار
الباز مكة المكرمة) قال :
أن الحسن بن علي رضياللهعنه كان له دين على إنسان ، فطالب غريمه فقال : أحسن إلي يا
ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : وهبت لك النصف ، فقيل له : النصف كثير ، فقال :
وأين ذهب قوله تعالى : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ
اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : من تمام الإحسان أن يحط الشطر / المبسوط للسرخسي ١٤
: ٩٠ ـ ٩١.
ومن كلامه عليهالسلام في تعليم بنيه وبني اخوته بحفظ العلم وكتابته
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ المؤرخ
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى ٤٦٣ ه في «موضح أوهام الجمع
والتفريق» (ج ٢ ص ٥٥٤ ط دار المعرفة بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن
أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق ، حدثنا أبو غسان [...]
قال : دعا الحسن بن علي رضياللهعنهما بنيه وبني أخيه فقال : يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك
أن تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه
وليضعه في بيته.
وهو يونس بن عبيد
الذي روى عنه محمد بن أبان الجعفي ؛ كتب إلي أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
الاصفهاني أن محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار الأردستاني أخبرهم : قال أخبرنا عبد
الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي قال : سمعت أبي ورأى في كتابي حديثا ، حدّثنا به
علي بن الحسن الهسنجاني ، عن يحيى ابن بشر الأسدي ، عن محمد بن أبان ، عن يونس بن
عبيد عن شرحبيل قال : جمع
الحسن بن علي رضياللهعنهما بنيه وبني أخيه فقال : عليكم بالعلم ، فإن لم تكونوا
تحفظونه فاكتبوه.
وقال أيضا في
كتابه «تقييد العلم» ص ٩١ ط دار إحياء السنة النبوية قال :
أخبرنا الحسن بن
أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، حدثنا ابن
أبي الجنين ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا يونس بن عبد الله بن أبي فروة عن شرحبيل أبي
سعد قال دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه فقال يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك
أن تكونوا كبار ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم أولا.
ومن كلامه عليه في القرآن
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ محي الدين يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة ٦٧٦ في «التبيان في آداب حملة
القرآن» (ص ٦٩) المطبوع بهامش «منار الهدى» في دار المصحف بدمشق قال :
وعن الحسن بن علي رضياللهعنهما قال : إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا
يتدبرونها الليل ويتفقدونها في النهار.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد عثمان الخشت في «خطب الصحابة ومواعظهم» (ص ١٤١ ط المختار الإسلامي
بالقاهرة) قال :
أخرج ابن النجار ،
عن الحسن بن علي رضياللهعنهما ، قال : من طلب الدنيا قعدت به ، ومن زهد فيها لم يبال من
أكلها ، الراغب فيها عبد لمن يملكها ، أدنى ما
فيها يكفي وكلها
لا تغني ، من اعتدل يومه فيها فهو مغرور ، ومن كان يومه خيرا من غده فهو مغبون ،
ومن لم يتفقد النقصان عن نفسه فإنه في نقصان ، ومن كان في نقصان فالموت خير له.
ومن كلامه رواه في
الكتاب :
وأخرج ابن عساكر ،
عن الحسن بن علي رضياللهعنهما ، قال : اعلموا أن الحلم زينة ، والوفاء مروة ، والعجلة
سفه ، والسفر ضعف ، ومجالسة أهل الدناءة شين ، ومخالطة أهل الفسق ريبة.
ومن كلامه عليهالسلام رواه في الكتاب المذكور :
وأخرج ابن عساكر ،
عن الحسن بن علي رضياللهعنهما ، قال : الناس أربعة : فمنهم من له خلاق ، وليس له خلق ؛
ومنهم من له خلق ، وليس له خلاق ؛ ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق ، فذاك شر الناس ؛
ومنهم من له خلق وخلاق ، فذاك أفضل الناس.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
مجاهد بن جبر المتوفى سنة ١٠٢ ه في «تفسيره» (ص ٥٢٧ ط دار الفكر الإسلامي الحديثة)
قال :
أنا عبد الرحمن
ثنا إبراهيم نا آدم ثنا حبان عن سعد بن طريف عن مقسم أبي عبد الرحمن ، قال : قلت
للحسن بن علي : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : أكثرهما ، قلت : فما كان اسم امرأته؟
قال : بلاقيس.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد الصباغ في «الذكر في القرآن الكريم والسنة المطهرة» (ص ١٨٦ ط مكتبة
السلام العالمية ودار الاعتصام) قال :
حكي عن الحسن بن
علي رضياللهعنهما أن الدعاء يستجاب هنالك في خمسة عشر موضعا : في الطواف ،
وعند الملتزم ، وتحت الميزاب ، وفي البيت ، وعند زمزم ، وعلى الصفا والمروة ، وفي
السعي ، وخلف المقام وفي عرفات ، وفي المزدلفة ، وفي منى ، وعند الجمرات الثلاث ،
فمحروم من لا يجتهد في الدعاء فيها وفيما يلي ملخص لما ذكره الامام النووي في
كتابه الأذكار عن الذكر في الحج والعمرة.
ومن كلامه عليهالسلام فيمن اغبرت قدماه في سبيل الله
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر ظافر القاسمي في «الجهاد والحقوق الدولية العامة في الإسلام» (ص ٣١٨ ط دار
العلم للملايين بيروت) قال :
روي عن الحسن بن
علي رضياللهعنهما ، أنه كان يمشي في طريق الحج ، ونجائبه تقاد إلى جنبه.
فقيل له : ألا تركب يا ابن رسول الله؟ فقال : لا. إني سمعت رسول الله عليهالسلام يقول : من اغبرت قدماه في سبيل الله ، لم تمسّها نار جهنم.
ومن كلامه عليهالسلام في جواب أصحاب معاوية
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المولود سنة ٥٤٤ والمتوفى سنة ٦٠٦ ه
في كتابه «المحصول في علم الأصول» (ج ٢ ص ١٦٥ ط دار الكتب
العلمية بيروت)
قال :
حكى ابن داب في
مجادلات قريش قال : اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ،
والوليد بن عقبة ، والمغيرة بن شعبة ، ثم أحضروا الحسن بن علي رضياللهعنهم ليسبوه. فلما حضر تكلم عمرو بن العاص ، وذكر عليا رضياللهعنه ولم يترك شيئا من المساوئ إلّا ذكر فيه. وفيما قال : إن
عليا شتم أبا بكر ، وشارك في دم عثمان إلى أن قال : اعلم أنك وأباك من شر قريش. ثم
خطب كل واحد منهم بمساوئ علي والحسن رضياللهعنهما ومقابحهما ، ونسبوا عليا إلى قتل عثمان ، ونسبوا الحسن إلى
الجهل والحمق.
فلما آل الأمر إلى
الحسن رضياللهعنه خطب ، ثم بدأ بشتم معاوية رضياللهعنه وطوّل فيه ، إلى أن قال له : إنك كنت ذات يوم تسوق بأبيك ،
يقود به أخوك هذا القاعد وذلك بعد ما عمي أبو سفيان ؛ فلعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجمل وراكبه وسائقه وقائده : فكان أبوك الراكب ، وأخوك
القائد وأنت السائق.
ثم قال لعمرو بن
العاص : إنما أنت سبّة كما أنت فامك زانية ، اختصم فيك خمسة نفر من قريش ، كلهم
يدّعي عليك أنك ابنه ، فغلب عليك جزار قريش ، من ألأمهم حسبا ، وأقلّهم منصبا ،
وأعظمهم لعنة ما أنت إلّا شانئي محمد ، فأنزل الله تعالى على نبيه صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ) [الكوثر : ٣].
ثم هجوت رسول الله
صلىاللهعليهوسلم تسعين قافية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم إني لا أحسن الشعر ، فالعنه بكل قافية لعنة.
وأما أنت يا ابن
أبي معيط فو الله ما ألومك أن تبغض عليا ؛ وقد جلدك في الخمر وفي الزنا ، وقتل
أباك صبرا بأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر. وسماه الله تعالى في عشر آيات مؤمنا ، وسماك فاسقا.
وأنت علج من أهل النورية.
أما أنت يا عتبة
فما أنت بحصيف فأجيبك ، ولا عاقل فأعاتبك. وأما وعدك إياي بالقتل فهلا قتلت الذي
وجدت في فراشك مع أهلك؟
وأما أنت يا مغيرة
بن شعبة فمثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة : استمسكي فإني عليك نازلة. فقالت
النخلة : والله ما شعرت بوقوعك عليّ.
وأما زعمك أنه قتل
عثمان فلعمري لو قتل عثمان ما كنت منه في شيء وإنك لكاذب.
ومن كلامه في جواب معاوية
رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر سليمان سليم البواب في «مائة أوائل من النساء» (ص ٢٧٧ ط ٢ دار الحكمة دمشق)
قال :
وبعد التنازل خطب
معاوية. فنال في خطبته من علي والحسن ، فقام الحسن وقال : أيها الذاكر عليا. أنا
الحسن وأبي علي. وأنت معاوية وأبوك صخر. وأمي فاطمة وأمك هند. وجدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجدك حرب. وجدتي خديجة ، وجدتك قتيلة ، فلعن الله أخملنا
ذكرا ، وألأمنا حسبا ، وشرنا قدما ، وأقدمنا كفرا ونفاقا.
ومن كلامه في جواب مروان بن الحكم
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١٣٥ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى قال : كنت
بين الحسين والحسن ، ومروان يتشاتمان فجعل الحسن يكف الحسين فقال مروان : أهل بيت
ملعونون. فغضب الحسن فقال : أقلت : أهل
بيت ملعونون؟ فو
الله لقد لعنك الله على لسان نبيه صلىاللهعليهوسلم وأنت في صلب أبيك.
وقال أيضا في ص
١٣٦ : حدثنا أبو معمر ، حدثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى النخعي. أن
الحسن والحسين مرّ بهما مروان فقال لهما قولا قبيحا. فقال الحسن أو الحسين : والله
، ثم والله ، لقد لعنك الله وأنت في صلب الحكم على لسان نبيه صلىاللهعليهوسلم قال : فسكت مروان.
من كلامه عليهالسلام في جواب الشامي رسول معاوية
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
السيد شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٥٨ نسخة
مكتبة الملي بفارس) قال :
وروي أنّ أمير
المؤمنين عليا عليهالسلام في الرحبة والناس متداركون بين مستفتي ومستعدي إذ قام رجل
فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين فأجابه وقال من أنت قال : رجل من رعيّتك وأهل
بلدك قال عليهالسلام أنا لا أعرفك ولو سلّمت عليّ يوما لعرفتك ثم قال لمن حوله أتعرفون
هذا قالوا ما رأيناه قط إلّا الساعة فقال الرجل الأمان يا أمير المؤمنين قال هل
أحدثت في مصري هذا منذ دخلته قال : لا إلّا أني رجل بعثني إليك معاوية في خفية لكي
أسألك عن مسائل بعث بها اليه ابن الأصفر ملك الروم يسأله عنها ويقول إن كنت أنت
القيّم بهذا الأمر والخليفة بعد محمد صلىاللهعليهوسلم وبارك وسلم فلا يخفى عليك ونعطيك الجزية وإلّا فنتخلص منك
وقد أشكل عليه جوابها فبعثني إليك متغفلا لأسألك قال عليه الرحمة والرضوان ما هي
كم بين الحق والباطل وكم بين السماء والأرض وكم بين المشرق والمغرب وعن هذه
المجرّة وعن قوس قزح وعن الشامة التي في وجه القمر وعن أول نهر جرى على وجه الأرض
وعن أول شيء اهتز عليها وعن العين التي
تأوى إليها أرواح
المشركين وعن العين التي تأوي إليها أرواح المسلمين وعن الخنثى المشكل وعن عشرة
أشياء بعضها أشدّ من بعض فقال أمير المؤمنين عليهالسلام قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضلّه وأضلّ من معه لقد
أعتق جارية فما أحسن أن يتزوجها حكم الله تعالى بيني وبين هذه الامة قطعوا رحمي
وأضاعوا أيامي ورفعوا حقي وصغروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي عليّ بالحسن
والحسين فجاء وبهما فقال يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبارك وسلم وهذا ابني فسل أيهما شئت فقال الشامي اسأل هذا
يعني الحسن عليهالسلام فقال أمير المؤمنين سله فسأله فقال الحسن عليهالسلام يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع ما رأيته
بعينك فهو الحق وما سمعته فهو باطل لو لم تشهد عليه فقال الشامي صدقت أصلحك الله
قال وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم تطلع فيه الشمس وتغرب قال صدقت قال وأما
المجرّة فهي أشراج السماء ومنها يهبط الماء المنهمر وامّا قوس وقزح فانه اسم شيطان
وإنما هو قوس الله تعالى وأمان من الغرق وأما شامة القمر فان صورة القمر كان مثل
صورة الشمس فمحاه الله تعالى كما ورد بالنص القاطع حيث قال جل وعلا (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ
آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) وأما أول نهر جرى على وجه الأرض فهو وادي دلث وأما أول شيء
اهتز على وجه الأرض فهي النخلة وأما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين
يقال لها برهوت وأما العين التي تأوي إليها أرواح المسلمين فهي عين يقال لها؟؟؟
وأما الخنثى فإنسان لا يدري أرجل أم امرأة ينتظر فان كان رجلا احتلم والتحى وان
كانت امرأة حاضت أو بدا ثديها وإلّا قيل له بل على الحائط فان أصاب بوله الحائط
فهو رجل وان انتكص فهي امرأة واما عشرة أشياء بعضها أشدّ من بعض فأشد شيء خلقه
الله تعالى الحجر وأشد من الحجر الحديد يكسر به الحجر وأشد من الحديد النار لأنها
تلينه وأشد من النار الماء لأنه يطفيها وأشد من الماء السحاب لأنه يحمله وأشد من
السحاب الريح لأنها يفرقه وأشد من الريح الإنسان
وأشد من الإنسان
النوم لأنه يسقطه وأشد من النوم المرض لأنه يمنع النوم وأشد من المرض الموت لأنه
يقهره ويفت أجله في عضده أهله ولله ميراث السموات والأرض فقال الشامي أشهد أنك ابن
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبارك وسلم وأولى بهذا الأمر من معاوية ثم كتب هذه الأشياء
فذهب بها إلى معاوية وبعث بها معاوية إلى ابن الأصفر فكتب اليه يا معاوية أشهد
أنها ليست من عندك وما هي إلّا من معدن النبوة وموضع الرسالة. رواه الحافظ الامام
الصالحاني.
ومن كلامه عليهالسلام في تزويج البنات
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد عقلة مدرس في الجامعة الأردنية في كتابه «نظام الاسرة في
الإسلام» (ج ١ ص ٧٨ ط مكتبة الرسالة الحديثة عمان) قال :
قال الحسن بن علي رضياللهعنه : زوجوا بناتكم من الرجل الصالح فانه إن أحبها أكرمها ،
وإن أبغضها فلن يظلمها.
ومن كلامه عليهالسلام في ذم السؤال
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
العباس أحمد بن عبد المؤمن بن عيسى القيسي الشريشي في «شرح المقامات الحريرية» (ج
٢ ص ١٤٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقال الحسن بن علي
رضياللهعنهما حسبك من السؤال أنه يضعف لسان المتكلم ويكسر قلب الشجاع
البطل ويوقف الحر الكريم موقف العبد الذليل ويذهب بنضرة اللون ويمحو الحسب ويحبب
الموت ويمقت الحياة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١٣٢ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
وكان يقول : دع ما
يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب ريبة.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في «تمييز الطيب
من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص ٧٩ ط دار الكتاب العربي بيروت)
قال :
(حديث) دع ما
يريبك إلى ما لا يريبك رواه أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وآخرون عن الحسن بن
علي به مرفوعا وقال الترمذي انه حسن صحيح وقال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه
وكذا صححه ابن حبان.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد عطية الأبراشي في «عظمة الإسلام» (ص ٣٢١ ط مكتبة الانجلو المصرية
القاهرة) قال :
فذكر مثل ما تقدم
عن مسند أبي يعلى.
ومنهم الفاضل وحيد
عبد السلام بالي في «وقاية الإنسان» (ص ٣٢٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
رواه مثل ما تقدم
عن مسند أبي يعلى بعينه ـ ثم قال : رواه الترمذي وقال : حسن صحيح. ورواه أيضا مثل
ما تقدم ـ وزاد بعد الترمذي : والدارمي.
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في ٢ أحاديث النبي
الأمين» (ص ٢٨٣ ـ ط عالم الكتب بيروت) قال :
رواه مثل ما تقدم
عن المسند ـ ثم قال (الطيالسي حم ع والدارمي ت حب ك) عن
الحسن بن علي عليهماالسلام.
ومنهم الأستاذ
محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك ـ للحاكم» (ص ١٦٩ ط بيروت) قال :
أشار إلى كلامه عليهالسلام.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ١
ص ٣٦٤ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
أشاروا إلى كلامه عليهالسلام.
ومن كلامه عليهالسلام في الفقه
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى ٢٢٤ ه في «الأموال» (ص ١٣٥ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
حدثنا أبو عبيد
حدثنا ابن أبي عدي عن سفيان بن سعيد عن عبد الله بن شريك عن بشير بن غالب قال سئل
الحسن بن علي عليهالسلام؟ على من فداء الأسير؟ قال : على الأرض التي يقاتل عنها.
قيل : فمتى يجب سهم المولود؟ قال : إذا استهل صارخا.
من كلامه عليهالسلام في الكرم
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر جمال الدين محمد بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح الدمشقي القاسمي في «تهذيب
موعظة المؤمنين في كتاب إحياء علوم الدين ـ للغزالي» (ص ٢٨٣)
قال :
وعن الحسن بن علي
: الكرم هو التبرع بالمعروف قبل السؤال والإطعام في المحل والرأفة بالسائل مع بذل
النائل.
ومن كلامه عليهالسلام في التفسير
رواه جماعة :
فمنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٤ ص ٤٨) المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ط دار الفكر بيروت) قال :
وقرأ الحسن بن علي
ووجدك ضال أي بالرفع على انه فاعل أي متحير في الحال (فهدى) أي اهتدى بك في المال ونال
مقام الوصال.
ومن كلامه عليهالسلام في الشكر
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي المولود ٣٦٤ والمتوفى ٤٥٠ ه في «أدب
الدنيا والدين (ص ٣٢ ط دار الصحابة للتراث طنطا) قال :
قال الحسن بن علي رضياللهعنه : نعم الله أكثر من أن تشتري إلّا ما أعان عليه وذنوب ابن
آدم أكثر من أن تغفر إلّا ما عفا عنه. وإذا كنت عن شكر نعمه عاجزا فكيف بك إذا
قصرت فيما أمرك أو فرطت فيما كلفك ونفعه أعود عليك لو فعلته هل تكون لنعمه إلّا
كفورا فقد قال تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ
اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها).
قال مجاهد : أي
يعرفون ما عدّد الله عليهم من نعمه وينكرونها بقولهم إنهم ورثوها
عن آبائهم أو
اكتسبوها بأفعالهم.
ومن كلام الحسن عليهالسلام العار خير من النار
رواه جماعة من
أعلام القوم :
منهم العلامة علي
بن الحسن الدمشقي الشافعي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسن بن علي عليهالسلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص ١٧١ ط بيروت) قال :
قال : وأنبأنا ابن
أبي خيثمة ، أنبأنا هارون بن معروف ، أنبأنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : لما قتل
علي سار الحسن في أرض العراق وسار معاوية في أهل الشام ، قال : فالتقوا فكره الحسن
القتال وبايع معاوية على أن جعل العهد للحسن من بعده ، قال : فكان أصحاب الحسن
يقولون : [له] : يا عار المؤمنين. قال : فيقول لهم : العار خير من النار.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في «تمييز الطيب
من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص ١٠٤ ط دار الكتاب العربي بيروت)
قال :
(حديث) العار خير
من النار قاله الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما حين أذعن لمعاوية فقال له أصحابه
يا عار المؤمنين فقال العار خير من النار.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد إبراهيم سليم في «المرأة الغائبة» (ص ٧٠ ط مكتبة القرآن القاهرة) قال
:
وقد أنشدني بعض
أهل الأدب ، للحسن بن علي رضياللهعنهما :
الموت خير من
ركوب العار
|
|
والعار خير من
دخول النار
|
والله
من هذا وهذا جاري
|
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم جماعة من
فضلاء مديرية الطباعة المنيرية في دمشق في «مجموعة الرسائل المنيرية» (ج ٢ ص ٢٦٨ ط
بيروت) قال :
وروى الترمذي في
جامعه عن يوسف بن سعد قال قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال سودت
وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين فقال لا تؤذني رحمك الله فان النبي صلىاللهعليهوسلم رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) يعني نهرا في الجنة ونزلت (إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد قال القاسم بن الفضل أحد
رواته فعددناها فإذا هي ألف شهر لا تنقص يوما ولا تزيد يوما قلت نعم كان من سنة
الجماعة إلى قتل مروان الجعدي آخر ملوك بني أمية هذا القدر أعني ألف شهر وهي
ثمانون سنة وثلاثة أعوام وثلث عام وقال الترمذي هذا حديث غريب.
ومن كلامه عليهالسلام حين وفاته
رواه جماعة :
منهم الشيخ أحمد
بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في «مختصر منهاج القاصدين» (ص ٣٩٤ ط مكتبة دار
التراث القاهرة) قال :
لما نزل الموت
بالحسن بن علي رضياللهعنهما قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ، فأخرج فقال : اللهم
إني أحتسب نفسي عندك ، فإني لم أصب بمثلها.
ومنهم الشريف علي
فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٠٩ ط بيروت) قال :
قال الحافظ أبو
نعيم في حليته : لما اشتد الأمر بالحسن قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار لعلي
أتفكر في ملكوت السموات (يعني الآيات) فلما خرجوا به قال : اللهم إني أحتسب نفسي
عندك فإنها أعزّ عليّ.
ومن كلامه عليهالسلام في جواب مروان بن الحكم
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الله علي مهنا في «طرائف الخلفاء والملوك» (ص ٣٤ ط ١ دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
بينا معاوية جالس
في أصحابه إذ قيل له : الحسن بالباب.
فقال معاوية : إنه
إن دخل علينا أفسد ما نحن فيه ، فقال له مروان بن الحكم : ائذن له فإني أسأله عما
ليس عنده فيه جواب.
قال معاوية : لا
تفعل فإنهم قوم ألهموا الكلام ، وأذن له ، فلما دخل وجلس قال له مروان : أسرع
الشيب إلى شاربك يا حسن ، إن ذلك من الخوف.
قال الحسن : ليس
كما بلغك ولكنّا معشر بني هاشم طيبة أفواهنا ، عذبة شفاهنا ، فنساؤنا يقبلن علينا
بأنفاسهن وقبلهن ، وأنتم معشر بني أمية فيكم بخر شديد ، فنساؤكم يصرفن أفواههن
وأنفاسهن عنكم إلى أصداغكم ، فإنما يشيب منكم موضع العذار من أجل ذلك. قال مروان :
أما إن فيكم يا بني هاشم خصلة سوء.
قال : ما هي؟ قال
: الغلمة. قال : أجل ، نزعت الغلمة من نسائنا ووضعت في رجالنا ونزعت الغلمة من
رجالكم ووضعت في نسائكم ، فما قام لاموية إلّا هاشمي. فغضب معاوية وقال: قد كنت
أخبرتكم فأبيتم حتى سمعتم ما أظلم عليكم بيتكم وأفسد مجلسكم. فخرج الحسن وهو يقول
:
ومارست هذا
الدهر خمسين حجة
|
|
وخمسا أرجي
قابلا بعد قابل
|
فما أنا في
الدنيا بلغت جسيمها
|
|
ولا في الذي
أهوى كدحت بطائل
|
وقد أشرعت في
المنايا أكفّها
|
|
وأيقنت أني رهن
موت معاجل
|
ومن كلامه عليهالسلام ما قاله لمعاوية بن حديج
رواه جماعة :
منهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١٤٠ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا إسماعيل بن
موسى بن بنت السدي ، حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي ، عن الوليد بن يسار الهمداني ،
عن علي بن [أبي] طلحة مولى بني أمية قال : حج معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية
بن حديج وكان من أسب الناس لعلي. قال : فمر في المدينة ، وحسن بن علي ونفر من
أصحابه جالس فقيل له : هذا معاوية ابن حديج الساب لعلي. قال : عليّ الرجل. قال :
فأتاه رسول فقال : أجبه. قال : من؟ قال : الحسن بن علي يدعوك. فأتاه فسلّم عليه
فقال له الحسن : أنت معاوية بن حديج؟ قال : نعم. قال : فردّ ذلك عليه. قال : فأنت
الساب لعلي؟ قال : فكأنه استحيا. فقال له الحسن : أما والله لئن وردت عليه الحوض ـ
وما أراك ترده ـ لتجدنه مشمرا الإزار على ساق يذود عنه رايات المنافقين. ذود غريبة
الإبل ، قول الصادق المصدوق ، (وَقَدْ خابَ مَنِ
افْتَرى) [طه : ٦١].
كلامه عليهالسلام حين وفاته
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين ـ للغزالي» (ج ٢
ص ٣٠٤ ط القاهرة) قال :
ودخل الحسن رضياللهعنه على رجل يجود بنفسه فقال : إن أمرا هذا أوله
لجدير أن يتقى
آخره ، وإن أمرا هذا آخره لجدير أن يزهد في أوله.
كلامه عليهالسلام لزوجه عائشة بنت طلحة
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب «عقد الفريد» في «طبائع النساء وما
جاء فيها من العجائب والغرائب» (ص ١٦١ ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال :
وقال الحسن بن علي
بن حسين لامرأته عائشة بنت طلحة : أمرك بيدك! فقالت : قد كان عشرين سنة بيدك ،
فأحسنت حفظه ، فلم أضيعه إذ صار بيدي ساعة واحدة ، وقد صرفته إليك! فأعجبه ذلك
منها وأمسكها.
ومنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٦٢ ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال :
فذكر مثل ما تقدم
عن كتاب «طبائع النساء».
ومن كلامه عليهالسلام في جواب أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل المعاصر
موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ١٨٩ ط عالم الكتب بيروت) قال :
عن شعبة بن الحجاج
الواسطي ، عن أبي إسحاق الهمداني إن عليا رضياللهعنه ، سأل ابنه الحسن رضياللهعنه ، عن أشياء من المروءة فقال :
يا بني ، ما السداد؟
قال : يا أبتي السداد : رفع المنكر بالمعروف.
قال : فما الشرف؟
قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.
قال : فما المروءة؟
قال : العفاف وإصلاح المرء ماله.
قال : فما الدنيئة؟
قال : النظر في اليسير ومنع الحقير.
قال : فما اللؤم؟
قال : احتراز المرء نفسه وبذله عرسه.
قال : فما السياحة؟
قال : البذل في العسر واليسر.
قال : فما الشح؟
قال : أن ترى ما في يديك سرفا ، وما أنفقته تلفا.
قال : فما الإخاء؟
قال : الوفاء في الشدة والرخاء.
قال : فما الجبن؟
قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.
قال : فما الغنيمة؟
قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا.
قال : فما الحلم؟
قال : كظم الغيظ وملك النفس.
قال : فما الغنى؟
قال : رضى النفس بما قسم الله لها وإن قل ، فإنما الغنى غنى النفس.
قال : فما الفقر؟
قال : شره النفس في كل شيء.
قال : فما المتعة؟
قال : شدة البأس ومقارعة أشد الناس.
قال : فما الذل؟
قال : الفزع عند المصيبة.
قال : فما الجرأة؟
قال : موافقة الأقران.
قال : فما الكلفة؟
قال : كلامك فيما لا يعنيك.
قال : فما المجد؟
قال : أن تعطي في الغرم وأن تعفو عن الجرم ..
قال : فما العقل؟
قال : حفظ القلب كل ما استرعيته.
قال : فما الخرق؟
قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك.
قال : فما الثناء؟
قال : إتيان الجميل وترك القبيح.
قال : فما الحزم؟
قال : طول الأناة ، والرفق بالولاة ، والاحتراس من الناس بسوء الظن ، هو الحزم.
قال : فما الشريف؟
قال موافقة الأخوان ، وحفظ الجيران.
قال : فما السفه؟
قال : اتباع الدناة ، ومصاحبة الغواة.
قال : فما الغفلة؟
قال : تركك المسجد ، وطاعتك المفسد.
قال : فما الحرمان؟
قال : تركك حظك وقد عرض عليك.
قال : فمن السفيه؟
قال : الأحمق في المال المتهاون بعرضه.
قال : ثم قال علي رضياللهعنه : يا بني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أفضل من العقل ، ولا
وحدة أوحش من العجب ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا حسب
كحسن الخلق ، ولا ورع كالكف ، ولا عبادة كالتفكر ، ولا إيمان كالحياء ، ورأس
الايمان الصبر ، وآفة الحديث الكذب ، وآفة العلم النسيان ، وآفة الحلم السفه ،
وآفة العبادة الفترة ، وآفة الطرف الصلف ، وآفة الشجاعة البغي ، وآفة السماحة المن
، وآفة الجمال الخيلاء ، وآفة الحسب الفخر.
وقال أيضا في ص
١٩٢ : أيها الناس إنه من نصح لله وأخذ قولا دليلا ، هدي للتي هي أقوم ، ووفقه الله
للرشاد ، وسدده للحسنى ، فإن جار الله آمن محفوظ ، وعدوه خائف مخذول ، فاحترسوا من
الله بكثرة الذكر. واخشوا الله بالتقوى ، وتقربوا إلى الله بالطاعة ، فإنه قريب
مجيب ، قال الله تبارك وتعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ
عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة : ١٨٦].
فاستجيبوا لله
وآمنوا به ، فانه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم ، فان رفعة الذين يعلمون
عظمة الله أن يتواضعوا ، وعز الذين يعرفون جلال الله أن يتذللوا له ، وسلامة الذين
يعلمون ما قدره الله أن يستسلموا له ، ولا ينكروا أنفسهم بعد المعرفة ، ولا يضلوا
بعد الهدى.
واعلموا علما
يقينا أنكم لن تعرفوا التقي حتى تعرفوا صفة الهدى ، ولن تمسكوا بميثاق الكتاب حتى
تعرفوا الذي نبذه ، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا
الذي أنزله ، فإذا
عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف ، ورأيتم الفرية على الله والتحريف ، ورأيتم كيف
يهوي من يهوي ، ولا يجهلنكم الذين لا يعلمون ، والتمسوا ذلك عند أهله ، فإنهم خاصة
نور يستضاء بهم وأئمة يقتدى بهم.
بهم عيش العلم
وموت الجهل ، وهم الذين أخبركم حلمهم عن جهلهم ، وحكم منطقهم عن صمتهم وظاهرهم عن
باطنهم ، لا يخالفون الحق ، ولا يختلفون فيه ، وقد خلت لهم من الله سنة ، ومضى
فيهم من الله حكم ، وإن في ذلك لذكرى للذاكرين ، واعقلوه إذا سمعتموه عقل رعايته ،
ولا تعقلوه عقل روايته ، فإن رواة الكتاب كثير ، ورعاته قليل ، والله المستعان.
انتهى.
وأخرج اليعقوبي في
تاريخه بسنده قال : قال معاوية للحسن رضياللهعنه : يا أبا محمد ثلاث خلال ما وجدت من يخبرني عنهن؟ قال :
وما هن؟ قال : المروءة ، والكرم ، والنجدة. قال : أما المروءة : فإصلاح الرجل أمر
دينه ، وحسن قيامه على ماله ، ولين الكف ، وإفشاء السلام ، والتحبب إلى الناس.
والكرم : العطية قبل السؤال ، والتبرع بالمعروف ، والإطعام في المحل ، ثم النجدة
الذب عن الجار ، والمحاماة في الكريهة ، والصبر عند الشدائد.
وقال جابر : سمعت
الحسن رضياللهعنه يقول : مكارم الأخلاق عشر : صدق اللسان ، وصدق البأس ،
وإعطاء السائل ، وحسن الخلق ، والمكافأة بالصنائع ، وصلة الرحم ، والتذمم على
الجار ، ومعرفة الحق للصاحب ، وقرى الضيف ، ورأسهن الحياء. وقيل للحسن رضياللهعنه : من أحسن الناس عيشا؟ قال : من أشرك الناس في عيشه. فقيل
له : من أشر الناس عيشا؟ قال : من لا يعيش في عيشه أحد.
وقال الحسن رضياللهعنه : فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها وأشد من المصيبة
سوء الخلق ، والعبادة انتظار الفرج.
ودعا الحسن بن علي
بنيه وبني أخيه فقال : يا بني وبني أخي : إنكم صغار قوم وتوشكون أن تكونوا كبار
قوم آخرين. فتعلموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه
أو يحفظه فليكتبه
، وليجعله في بيته.
وقال رجل للحسن رضياللهعنه : إني أخاف الموت؟ قال : ذاك ، إنك أخرت مالك ، ولو قدمته
لسرك أن تلحق به.
وقال له معاوية
يوما : ما يجب لنا في سلطاننا؟ قال ما قال سليمان بن داود ، قال معاوية : وما قال
سليمان بن داود؟ قال : قال لبعض أصحابه : أتدري ما يجب على الملك في ملكه ، وما لا
يضره.
إذا أدى الذي عليه
منه ، وإذا خاف الله في السر والعلانية ، وعدل في الغضب والرضى ، وقصد في الفقر
والغنى ، ولم يأخذ الأموال غصبا ، ولم يأكلها إسرافا وبدارا ، لم يضره ما تمتع به
من دنياه إذا كان ذلك من خلقه.
وقال الحسن رضياللهعنه : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذا سأله أحد حاجة لم يرده إلّا بها وبميسور من القول.
ومر الحسن رضياللهعنه يوما وقاص يقص على باب مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال الحسن : ما أنت؟ فقال : أنا قاص يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال : كذبت ، محمد القاص ، قال الله عزوجل : (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ) [الأعراف : ١٧٦].
قال : فأنا مذكر ، قال : كذبت ، محمد المذكر ، قال له عزوجل : (فَذَكِّرْ إِنَّما
أَنْتَ مُذَكِّرٌ) [الغاشية : ٢١].
قال : فما أنا؟ قال : المتكلف من الرجال انتهى.
ومن مواعظه رضياللهعنه : اعلموا إن الله لم يخلقكم عبثا ، وليس بتارككم سدى ، كتب
آجالكم ، وقسم بينكم معاشكم ، ليعرف كل ذي لب منزلته ، وأن ما قدر له أصابه وما
صرف عنه فلن يصيبه ، قد كفاكم مئونة الدنيا ، وفرغكم لعبادته ، وحثكم على الشكر ،
وافترض عليكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعل التقوى منتهى رضاه ، والتقوى باب كل
توبة ، ورأس كل حكمة ، وشرف كل عمل. بالتقوى فاز من فاز من المتقين ، قال الله
تبارك وتعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ
مَفازاً) [النبأ : ٣١].
وقال : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ
اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ ، لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزمر : ٦١].
فاتقوا الله عباد
الله واعلموا أنه
من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ، ويسدده في أمره ويهيء له رشده ، ويفلحه
ويبيض وجهه ويعطيه رغبته ، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ومن مواعظه رضياللهعنه أنه كان رضياللهعنه ، يقول : يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا ، وارض
بما قسم الله لك تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما
تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلا. انه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيرا ، ويبنون
مشيدا ، ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بورا ، وعملهم غرورا ، ومساكنهم قبورا. يا ابن
آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك ، فجد بما في يدك لما بين يديك
فان المؤمن يتزود والكافر يتمتع. وكان يتلو هذه الآية بعدها : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوى) [البقرة : ١٩٧].
وقال رضياللهعنه في كلام له : أمتكم آخر الأمم وأنتم آخر أمتكم ، وقد أسرع
بخياركم فما ذا تنتظرون؟ هيهات هيهات ، ذهبت الدنيا بحال بما لها ، وبقيت الأعمال
أطواقا في أعناق بني آدم ، فيا لها موعظة لو وافقت من القلوب حياة ، إنه والله لا
أمة بعد أمتكم ولا نبي بعد نبيكم ، ولا كتاب بعد كتابكم ، وأنتم تسوقون الناس
والساعة تسوقكم ، وإنما ينتظر بأولكم أن يلحق آخركم. من رأى محمدا صلىاللهعليهوسلم فقد رآه غاديا رائحا ، لم يضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة
على قصبة ، رفع له علم فشمر إليه ، فالوحا الوحا ، والنجاء النجاء ، علام تعرجون؟
أسرع بخياركم ، وأنتم كل يوم ترذلون. لقد صحبت أقواما كانت صحبتهم قرة العين ،
وجلاء الصدور ، وكانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم من سيئاتكم أن تعذبوا
عليها ، وكانوا فيما أحل الله لهم من الدنيا أزهد منكم فيما حرم الله عليكم. إني
أسمع حسيسا ، ولا أرى أنيسا ، ذهب الناس ، وبقيت النسناس ، ولو تكاشفتم ما تدافنتم
، تهاديتم الأطباق ، ولم تهادوا النصائح ـ يا ابن آدم ، ان دين الله ليس بالتحلي
ولا بالتمني ، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال انتهى.
ومن كلامه رضياللهعنه : لا أدب لمن لا عقل له ، ولا مودة لمن لا همة له ، ولا
حياء لمن لا دين له ، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل وبالعقل تدرك الدين جميعا ،
ومن حرم العقل حرمهما جميعا انتهى.
وقال رضياللهعنه : هلاك الناس في ثلاث : في الكبر ، والحرص ، والحسد.
فالكبر : هلاك الدين ، وبه لعن إبليس. والحرص : عدو النفس ، وبه أخرج آدم من
الجنة. والحسد : رائد السوء ، ومنه قتل قابيل هابيل انتهى.
وقال رضياللهعنه : دخلت على علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك. فقال لي أتجزع؟
فقلت وكيف لا أجزع وأنا أراك على هذه الحالة؟ فقال يا بني : احفظ عني خصالا أربعا
، إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة : يا بني لا غنى أكثر من العقل ، ولا فقر مثل
الجهل ، ولا وحشة أشد من العجب ، ولا عيش ألذ من حسن الخلق .. واعلم أن مروءة
القناعة والرضا أكبر من مروءة الإعطاء ، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها انتهى.
وقال رضياللهعنه : حسن السؤال نصف العلم .. وقال من بدأ بالكلام قبل السلام
فلا تجيبوه .. وسئل عن الصمت فقال : هو ستر الغي ، وزين العرض وفاعله في راحة
وجليسه في أمن ..
أغن عن المخلوق
بالخالق
|
|
تغن عن الكاذب
والصادق
|
واسترزق الرحمن
من فضله
|
|
فليس غير الله
بالرازق ..
|
من ظن أن الناس
يغنونه
|
|
فليس بالرحمن
بالواثق ..
|
من ظن أن الرزق
من كسبه
|
|
زلت به النعلان
من حالق
|
وأخرج أبو نعيم عن
الأعمش ، قال معاوية للحسن رضياللهعنه : ما المروءة يا أبا محمد؟ .. فقال رضياللهعنه : فقه الرجل في دينه وصلاحه ، وإصلاح معيشته ، وحسن
مخالفته .. وفي رواية : حفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس ، وقيامه بضيفه ،
وأداء الحقوق وإفشاء السلام .. قال فما النجدة؟ قال : التبرع بالمعروف ،
والإعطاء قبل
السؤال ، والإطعام في المحل ، انتهى.
وقال معاوية يوما
في مجلسه : إذا لم يكن الهاشمي سخيا لم يشبه حسبه. وإذا لم يكن الزبيري شجاعا لم
يشبه حسبه. وإذا لم يكن المخزومي تائها لم يشبه حسبه. وإذا لم يكن الأموي حليما لم
يشبه حسبه ، فبلغ ذلك الحسن فقال : والله ما أراد الحق ولكنه أراد أن يغري بني
هاشم بالسخاء فيفنون أموالهم ويحتاجون اليه. ويغري آل الزبير بالشجاعة فيفنون
بالقتل. ويغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس .. ويغري بني أمية بالحلم فيحبهم
الناس. اه.
ومن كلامه رضياللهعنه قال : ما تشاور قوم إلّا هدوا إلى رشدهم.
وقال : اللؤم أن
لا تشكر النعمة.
وقال : لبعض ولده
: يا بني لا تؤاخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره ، فإذا استنبطت الخبرة ، ورضيت
العثرة ، فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة.
وقال رضياللهعنه : لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ، ولا تتكل على القدر. اتكال
المستسلم ، فإن ابتغاء الفضل رزقا من السنة ، والإجمال في الطلب من العفة ، وليست
العفة بدافعة رزقا ، ولا الحرص بجالب فضلا ، فإن الرزق مقسوم ، واستعمال الحرص
استعمال المآثم. اه.
ثم قال رضياللهعنه : القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه ، والبعيد من
باعدته المودة وإن قرب نسبه ، لا شيء أقرب من يد إلى جسد ، وإن اليد تفل فتقطع
وتحسم ..
وقال : الخير الذي
لا شر فيه : الشكر مع النعمة والصبر على النازلة.
وقال : الرجل أقل
من علة : إن الله قد ذكرك فاذكره وأقالك فاشكره.
وقال : عند صلحه
لمعاوية : إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام بالسلامة والصبر ، فسلبت السلامة
بالعداوة ، والصبر بالجزع وكنتم في مبدئكم إلى صفين ، ودينكم أمام دنياكم ، وقد
أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم. اه.
وقال : ما أعرف
أحدا إلّا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه.
وقيل له : فيك
عظمة ، فقال رضياللهعنه : بل فيّ عزة ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون : ٨].
ومن كلامه رضياللهعنه : عليكم بحفظ السرائر ، فإن الله مطلع على الضمائر. وحفظ
القلب هو عدم الاتجاه إلى غير الله ، وحفظ فكرك عن معصيته تعالى.
وعن الشعبي أن
الحسن رضياللهعنه قال : إن أكيس الكيس التقي ، وإن أحمق الحمق الفجور. ألا
وأن هذه الأمور التي اختلفت فيها أنا ومعاوية ، تركت لمعاوية إرادة إصلاح المسلمين
وحقن دمائهم ..
وأخرج ابن عساكر
في تاريخه قال : جاء الحسن رجل من الشام فسأله قائلا : كم بين الحق والباطل وكم
بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وعن هذا المحو الذي في القمر؟ وعن قوس
قزح؟ وعن هذه المجرة ، وعن أول شيء انتضح على وجه الأرض؟ وعن أول شيء اهتز عليها؟
وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين والمشركين؟ وعن المؤنث؟ وعن عشرة أشياء
بعضها أشد من بعض؟ فقال الحسن رضياللهعنه : يا أخا أهل الشام ، بين الحق والباطل أربع أصابع ، ما
رأيت بعينك فهو الحق ، وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا. وبين السماء الأرض دعوة
المظلوم ومد البصر ، فمن قال غير هذا فكذبه .. وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس
حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب ، من قال غير هذا فكذبه ، وأما هذه المجرة فهي
أشراج السماء ، مهبط الماء المنهمر على نوح عليهالسلام. وأما قوس قزح فلا تقل : فإن قزح شيطان ولكنها قوس الله
وأمان من الغرق. وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه
الله. وقال في كتابه : (فَمَحَوْنا آيَةَ
اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) [الاسراء : ١٢].
وأما أول شيء انتضح على وجه الأرض فهو وادي دلس. وأما أول شيء اهتز على وجه الأرض
فهي النخلة. وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين ، فهي عين يقال لها سلمى.
وأما العين التي تأوي إليها
أرواح الكافرين
فهي عين يقال لها برهوت. وأما المؤنث فإنسان لا يدري : امرأة هو أو رجل فينتظر به
الحلم ، فإن كانت امرأة بانت ثدياها ، وإن كان رجلا خرجت لحيته ، وإلّا قيل له
يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل ، وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي
امرأة. وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض : فأشد شيء خلق الله الحجر ، وأشد من
الحجر الحديد ، وأشد من الحديد النار ، وأشد من النار الماء ، وأشد من الماء
السحاب ، وأشد من السحاب الريح ، وأشد من الريح الملك ، وأشد من الملك ، ملك الموت
، وأشد من ملك الموت ، الموت ، وأشد من الموت أمر الله ..
قال الشامي : أشهد
أنك ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأن عليا وصي محمد صلىاللهعليهوسلم. ثم كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى
ابن الأصفر فلما أتاه قال : أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلّا من معدن
النبوة ..
وأخرج ابن عساكر ،
واليعقوبي ، وابن كثير بسنده قال : خطب رضياللهعنه حينما قال له معاوية بعد الصلح : اذكر فضلنا : فقام وحمد
الله وأثنى عليه ، وصلّى على محمد النبي وآله ، ثم قال : من عرفني فقد عرفني ، ومن
لم يعرفني فأنا الحسن بن رسول الله ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن المصطفى
بالرسالة ؛ أنا ابن من صلت عليه الملائكة ، أنا ابن من شرفت به الامة ، أنا ابن من
كان جبريل السفير من الله إليه ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين (صلىاللهعليهوسلم أجمعين). فلم يقدر معاوية أن يكتم عداوته وحسده ، فقال :
يا حسن ، عليك بالرطب فانعته لنا. قال : نعم يا معاوية. الريح تلحقه ، والشمس
تنفخه ، والقمر يلونه ، والحر ينضجه ، والليل يبرده ، ثم أقبل على منطقه فقال :
أنا ابن المستجاب الدعوة ، أنا ابن من كان من ربه كقاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن
مكة ومنى ، أنا ابن من خضعت له قريش رغما ، أنا ابن من سعد تابعه وشقى خاذله ، أنا
ابن من جعلت الأرض له طهورا ومسجدا ، أنا ابن من كانت أخبار السماء
إليه تترى ، أنا
ابن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقال معاوية : أظن نفسك يا حسن تنازعت
إلى الخلافة؟ فقال : ويلك يا معاوية إنما الخليفة من سار بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعمل بطاعة الله ، ولعمري إنا لأعلام الهدى ومنار التقى
، ولكنك يا معاوية ممن أبار السنن ، وأحيا البدع واتخذ عباد الله دخلا ، ودين الله
لعبا ، فكان قد أخمل ما أنت فيه ، فعشت يسيرا ، وبقيت عليك تبعاته. يا معاوية ،
والله لقد خلق الله مدينتين ، إحداهما بالمشرق ، والأخرى أسماها جابلقا أو جابلسا
، ما بعث الله إليهما أحدا غير جدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال معاوية : يا أبا محمد أخبرنا عن ليلة القدر؟ قال :
نعم عن مثل هذا فاسأل ، إن الله خلق السموات سبعا والأرضين سبعا ، والجن من سبع
والانس من سبع ، فتطلب من ليلة ثلاث وعشرين ، إلى ليلة سبع وعشرين ، ثم نهض رضياللهعنه.
وعن أبي جميلة أن
الحسن بن علي رضياللهعنه حين قتل علي استخلف فبينا هو يصلي بالناس إذ وثب إليه رجل
فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهرا ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل
العراق اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت ، الذين قال
الله عزوجل فيهم : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣]
فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلّا باكيا. ورواه الطبراني ورجاله
ثقات.
وفيما أخرجه ابن
عبد البر في الاستيعاب عن الشعبي قال : لما جرى الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية
قال له معاوية : قم فاخطب الناس ، واذكر ما كنت فيه .. فقام الحسن فخطب فقال :
الحمد لله الذي هدى بنا أولكم وحقن بنا دماء آخركم ، ألا أن أكيس الكيس التقي ،
وأعجز العجز الفجور ، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما أن يكون أحق
به مني ، وإما أن يكون حقي فتركته لله ، ولاصلاح أمة محمد صلىاللهعليهوسلم وحقن دمائهم. قال : ثم التفت إلى معاوية فقال : (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ
لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) [الأنبياء : ١١١]
ثم نزل. فقال عمرو لمعاوية : ما
أردت إلّا هذا ..
وفيما أخرجه ابن
شهاب قال : لما دخل معاوية الكوفة حين سلم الأمر اليه الحسن ابن علي ، كلم عمرو بن
العاص معاوية أن يأمر الحسن بن علي فيخطب الناس ، فكره ذلك معاوية ، وقال : لا
حاجة بنا إلى ذلك : قال عمرو : ولكني أريد ذلك ليبدو عيه ، فإنه لا يدري هذه
الأمور ما هي؟ ولم يزل بمعاوية حتى طلب من الحسن أن يخطب ، وقال له : قم يا حسن
فكلم الناس فيما جرى بيننا. فقام الحسن فتشهد ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال
في بديهته : أما بعد : أيها الناس ، فإن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ،
وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول ، وإن الله عزوجل يقول : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ
أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ
ما تَكْتُمُونَ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) [الأنبياء : ١٠٩ ـ
١١١]. فلما قالها قال له معاوية : اجلس ، فجلس ثم قام معاوية فخطب الناس ، ثم قال
لعمرو : هذا من رأيك ..
وعن عمرو بن
الأعصم قال : قلت للحسن رضياللهعنه : إن الشيعة تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة؟ فقال :
كذبوا والله ، ما هؤلاء بالشيعة ، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمناه
ماله.
وعن عبد الرحمن بن
جبير بن نفير عن أبيه ، قال الحسن : إن الناس يقولون أنك تريد الخلافة؟ فقال : قد
كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ، ويسالمون من سالمت فتركتها ابتغاء وجه
الله وحقن دماء أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ..
وعن الحر قال :
خطب الحسن بن علي بالكوفة فقال : إن الحلم زينة ، والوقار مروءة ، والعجلة سفه ،
والسفه ضعف ، ومجالسة أهل الدناءة شين ، ومخالطة أهل الفساق ريبة.
وكان علي يكرم
الحسن إكراما زائدا ، ويعظمه ويجله وقد قال له يوما : يا بني ألا تخطب حتى أسمعك؟
فقال : إني أستحيي أن أخطب وأنا أراك ، فذهب علي فجلس
حيث لا يراه الحسن
، ثم قام الحسن في الناس خطيبا ، وعلي يسمع ، فأدى خطبة بليغة فصيحة ، فلما انصرف
جعل علي يقول : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها
مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران : ٣٤].
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
منهم الشريف مسعود
بن حسن بن أبي بكر القناوي الحسيني الشافعي في «فتح الرحيم الرحمن شرح نصيحة
الاخوان ومرشدة الخلان ـ لان الوردي» (ص ١٢٧ ط شركة مطبعة ومكتبة مصطفى البابي
وأولاده بمصر) قال :
وقال الحسن بن علي
رضي الله تعالى عنه : البخل جامع المساوي والعيوب وقاطع المودّات من القلوب ،
نسأله وتعالى التوفيق لما يحب ويرضى.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة من
أعلام العامة :
فمنهم الأستاذ
أحمد متولي في «منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان» (ص ٧٦ ط ١ مطابع الاهرام
بكورنيش النيل) قال :
وقال الامام الحسن
رضياللهعنه : من علامات المسلم قوة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في
يقين ، وعلم في حلم ، وكيس في رفق ، وإعطاء في حق ، وقصد في غنى ، وتجمل في فاقة
وإحسان في قدرة ، وتجمل في فاقة ، وصبر في شدة ، لا يغلبه الغضب ، ولا تجمع به
الحمية ولا تغلبه شهوة ، ولا تفضحه بطنه ، ولا يستخفه حرصه ، ولا تقصر به نيته ،
فينصر المظلوم ويرحم الضعيف ، ولا يتجل ، ولا يبذر ولا يسرف ، ولا يقتر ، يغفر إذا
ظلم ، ويعفو عن الجاهل ، نفسه منه في عناء ، والناس منه
في رخاء.
ومن كلامه عليهالسلام في المروءة والنجدة والكرم في جواب معاوية
رواه جماعة :
فمنهم محمد بن
محمد الغزالي في كتابه «ذم البخل وفضل السخاوة» (ص ١٠٦ ط دار الاعتصام) قال :
وسأل معاوية الحسن
بن علي رضياللهعنهم ، عن المروءة ، والنجدة ، والكرم ، فقال : أما المروءة
فحفظ الرجل دينه ، [وحرزه] نفسه ، وحسن قيامه بضيفه ، وحسن المسارعة والاقدام في
الكراهية ، وأما النجدة فالذب عن الجار ، والصبر في المواطن ، وأما الكرم فالتبرع
بالمعروف قبل السؤال ، والإطعام في المحل ، والرأفة بالسائل ، مع بذل النائل.
ومن كلامه عليهالسلام في التفسير
رواه جماعة :
ومنهم العلامة
المفسر الشيخ عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المشتهر بالكيا
الهراسي المتولد بطبرستان سنة ٤٥٠ والمتوفى ببغداد سنة ٥٠٤ في «أحكام القرآن» (ج ٣
ـ ٤ ص ٢٣٠ ط بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
وعن الحسن بن علي رضياللهعنهما ، أنه قضى في اللقيط أنه حر ، وقرأ : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ
مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ).
ومن كلامه عليهالسلام في الحسد
رواه جماعة :
فمنهم الشريف أحمد
بن محمد الصديق الحسني الغماري الشافعي في «فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب» (ج ٢
ص ١٩٢ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية بيروت) قال :
ورواه ابن صصري في
أماليه الحديثية من حديث الحسن بن علي عليهماالسلام بلفظ : الغل والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب.
ومن كلامه المنظوم
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
علي الحسن بن رشيق القيرواني المولود ٣٩٠ والمتوفى ٤٥٦ ه في «العمدة في محاسن
الشعر وآدابه» (ج ١ ص ٩٩ ط دار المعرفة بيروت) قال :
الحسن بن علي رحمة
الله عليه ، هو القائل وقد خرج على أصحابه محتضبا رواه المبرد ، وقد روي لغيره :
نسوّد أعلاها ،
وتأبى أصولها
|
|
فليت الذي يسودّ
منها هو الأصل
|
ومنهم الفاضل
المعاصر طه عبد الله العفيفي في «من وصايا الرسول صلىاللهعليهوآله» (ج ١ ص ٧٧٩ ط دار التراث العربي بالقاهرة) قال :
عن الحسن رحمهالله أنه قال :
أحلام نوم أو
كظل زائل
|
|
ان اللبيب
بمثلها لا يخدع
|
كما كان الحسن بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنهما يتمثل كثيرا بهذا البيت :
يا أهل لذات
دنيا لا بقاء لها
|
|
ان اغترار بظل
زائد حمق
|
مستدرك
بعض خطبه عليهالسلام
تقدم بيان بعض
خطبه الشريفة في ج ١١ ص ١٩ وج ٢٦ ومواضع أخرى نقلا عن
العامة ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.
ومنها الخطبة التي ألقاها بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٢٧) برواية ولده عبد الله (ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
حدثنا عبد الله بن
أحمد قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة (قال):
خطبنا الحسن بن علي ، فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس ، لم يسبقه الأولون بعلم ، ولا
يدركه الآخرون ، كان يبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يبعثه بالراية ، جبرائيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ،
لا ينصرف حتى يفتح الله له.
وقال أيضا في ص ٢٩
: حدثنا عبد الله ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا وكيع ، عن (شريك) ، عن أبي إسحاق ،
عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي عليهماالسلام فقال : لقد فارقكم
رجل بالأمس ، ما سبقه الأولون بعلم ـ فذكر مثل ما تقدم بتفاوت يسير في اللفظ ـ وزاد
في آخره : وما ترك من صفراء ولا بيضاء ، إلّا سبعمائة درهم من عطاياه ، كان يرصدها
لخادم أهله.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب : ع ، م (ص ٨٤ ط مؤسسة المفيد
بيروت) قال :
ودفن علي عليهالسلام ليلا وصلّى عليه السحن عليهالسلام وكبر خمسا فلم يعلم أحد أين دفن ـ قالوا ولما توفى علي خرج
الحسن إلى المسجد الأعظم فاجتمع الناس اليه فبايعوه. ثم خطب الناس فقال : أفعلتموها؟
قتلتم أمير المؤمنين أما والله لقد قتل في الليلة التي نزل فيها القرآن ورفع فيها
الكتاب وجف القلم وفي التي قبض فيها موسى بن
عمران وعرّج فيها
بعيسى.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه في «مسند
أبي يعلى» (ج ١٢ ص ١٢٥ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :
حدثنا السامي ،
حدثنا سكين بن عبد العزيز ، حدثنا جعفر ، عن أبيه ، عن جده قال : لما قتل علي ،
قام حسن بن علي خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، والله لقد قتلتم
الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع
بن نون فتى موسى عليهالسلام.
حدثنا إبراهيم بن
الحجاج ، حدثنا سكين قال : وحدثني أبي ، عن خالد بن جابر ، عن أبيه عن الحسن بن
علي ، مثل هذا ، وزاد فيه ، وفيها تيب على بني إسرائيل. وقال : والله ما سبقه أحد
كان قبله ، ولا لحقه أحد كان بعده وإن كان النبي صلىاللهعليهوسلم ليبعثه في السرية وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره.
والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلّا ثمان مائة ، أو سبع مائة درهم أرصدها لخادم
يشتريها.
ومنهم جماعة من
فضلاء لجنة الزهراء للأعلام العربي في «العشرة المبشرون بالجنة في طبقات ابن سعد» (ص
٢٠٧ ط ٣ الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قال :
قال : أخبرنا عبد
الله بن نمير وعبيد الله بن موسى قالا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن
هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن علي قام يخطب الناس فقال : يا أيها الناس لقد
فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرد حتى يفتح الله عليه
، إن جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء ، إلّا سبعمائة
درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما.
قال : أخبرنا عبد
الله بن نمير عن الأجلح عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال : لما توفى علي بن أبي
طالب قام الحسن بن علي فصعد المنبر فقال : أيها الناس ، قد
قبض الليلة رجل لم
يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يبعثه المبعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله
فلا ينثني حتى يفتح الله له ، وما ترك إلّا سبعمائة درهم أراد أن يشتري خادما ولقد
قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبعة وعشرين من رمضان.
ومنهم الفاضل
المعاصر إبراهيم محمد الجمل في «مواعظ الصحابة في الدين والحياة» (ص ٨٤ ط الدار المصرية
اللبنانية) قال :
عن هبيرة قال :
لما توفى علي بن أبي طالب رضياللهعنه قام الحسن بن علي رضياللهعنهما فصعد المنبر فقال : أيها الناس! قد قبض الليلة رجل لم
يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يبعثه المبعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ،
فلا ينثني حتى يفتح الله له ، وما ترك إلّا سبعمائة درهم أراد أن يشتري بها خادما
، ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان.
وزاد في رواية ما
ترك صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه انتهى.
عن الحسن رضياللهعنه أنه لما قتل علي رضياللهعنه قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد :
والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم عليهالسلام ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى عليهالسلام ، وفيها تيب على بني إسرائيل انتهى.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد عثمان الخشت في «خطب الصحابة ومواعظهم (ص ١٣٩ ط المختار الإسلامي
القاهرة) قال :
أخرج ابن سعد عن
هبيرة ـ فذكر مثل ما تقدم عن «العشرة المبشرون» الحديث الثاني.
وقال أيضا : وعند
أبي يعلى ، وابن جرير ، وابن عساكر ، عن الحسن كما في
المنتخب (ج ٥ ص
١٦١) أنه لما قتل علي رضياللهعنه قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ،
والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم عليهالسلام ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى عليهالسلام ، وفيها تيب على بني إسرائيل.
وأخرجه الطبراني ،
عن أبي الطفيل ، فذكر بمعنى روايتي ابن سعد ورواية أبي يعلى وغيره ، وزاد : ثم قال
: من عرفني فقد عرفني ؛ ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلىاللهعليهوسلم ثم تلا هذه الآية قول يوسف : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ
آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ). ثم أخذ في كتاب الله ، ثم قال : أنا ابن البشير! أنا ابن
النذير! وأنا ابن النبي! أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه! وأنا ابن السراج المنير!
وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين! وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا! وأنا من أهل البيت الذي افترض الله عزوجل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
قال الهيثمي :
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه ،
إلّا أنه قال : ويعطيه الراية فإذا حمّ الوغى فقاتل جبريل عن يمينه وقال : وكانت
إحدى وعشرين من رمضان ، ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار
والطبراني في الكبير حسان ـ انتهى.
ومنهم محمد رضا
أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
لما توفي علي رضياللهعنه خرج الحسن إلى المسجد الأعظم فاجتمع الناس إليه فبايعوه ثم
خطب الناس فقال : أفعلتموها. قتلتم أمير المؤمنين. أما والله لقد قتل في الليلة التي
نزل فيها القرآن ورفع فيها الكتاب وجف القلم. وفي الليلة التي قبض فيها موسى بن
عمران وعرج فيها بعيسى.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ ه في «السيرة
النبوية وأخبار الخلفاء» (ص ٥٥٣ ط مؤسسة الكتب الثقافية دار الفكر بيروت) قال :
ثم قام الحسن بعد
دفن أبيه خطيبا في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ـ فذكر مثل ما تقدم عن «مسند
أبي يعلى» ثانيا.
ومنهم عدة من
الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢
ص ٣٤١ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
خطب الحسن بن علي
الناس ... معرفة الصحابة / الحسن ٣ / ١٧٢.
لقد قبض في هذه
الليلة. معرفة الصحابة / الحسن ٣ / ١٧٢.
ومن خطبة له عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم محمد رضا ـ أمين
مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتاب «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» قال :
وكان علي رضياللهعنه اعتل فأمر ابنه الحسن رضياللهعنه أن يصلي بالناس يوم الجمعة. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال : إن الله لم يبعث نبيا إلّا اختار له نفسا ورهطا وبيتا. فو الذي بعث
محمدا بالحق لا ينتقص من حقنا أهل البيت أحد إلّا نقصه الله من عمله مثله. ولا
يكون علينا دولة إلّا وتكون لنا العاقبة. ولتعلمن نبأه بعد حين.
ومن خطبة له عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد عثمان الخشت في «خطب الصحابة ومواعظهم» (ص ١٤٠ ط المختار الإسلامي
القاهرة) قال :
وأخرج الطبراني في
الكبير ، عن الشعبي ، قال : شهدت الحسن بن علي رضياللهعنهما ، حين صالحه معاوية ، فقال له معاوية : إذا كان ذا فقم
فتكلم وأخبر الناس أنك قد سلمت هذا الأمر لي ـ وربما قال سفيان : أخبر الناس بهذا
الأمر الذي تركته ـ فقام فخطب على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ـ قال الشعبي : وأنا
أسمع ـ ثم قال : أما بعد ، فإن أكيس الكيس التقي ، وإن أحمق الحمق الفجور ، وإن
هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية ، أما كان حقا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح
هذه الامة وحقن دمائهم ، أو يكون حقا كان لامرئ أحق به مني ففعلت ذلك ، (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ
لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).
ومنهم إبراهيم
محمد الجمل في «مواعظ الصحابة في الدين والحياء» (ص ٨٦ ط الدار المصرية) قال :
عن الشعبي قال :
شهدت الحسن بن علي رضياللهعنهما حين صالحه معاوية ـ فذكر مثل ما تقدم عن محمد عثمان بعينه.
ومنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء» (ج ٣ ص ١٨٦ ط بيروت) قال :
فذكر مثل ما تقدم
عن محمد عثمان إلّا أن فيه : وإن أعجز العجز الفجور ألا ، ... فذكر البقية باختلاف
يسير في اللفظ ، وقال في آخره : استغفر ونزل.
وقال إبراهيم محمد
الجمل في كتابه المذكور أيضا :
وذكر ابن جرير في
تاريخه أن الحسن بن علي رضياللهعنهما قال في تلك الخطبة : أما بعد ، يا أيها الناس ، فإن الله
قد هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ، وإن لهذا الأمر مدة ، والدنيا دول ، وإن
الله تعالى قال لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (وَإِنْ أَدْرِي
لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) انتهى.
وقال المولوي علي
بن سلطان محمد في «شرح الشفاء» المذكور آنفا ـ فذكر مثل ما تقدم. ثم قال : في شرح
السنة قد خرج مصداق هذا الحديث في الحسن بترك الأمر حين صارت الخلافة اليه وكان
أحق بها وأهلها فسلمها إلى معاوية وترك الملك والدنيا ورعا ورغبة فيما عند الله
وإشفاقا على الامة من الفتنة لا من القلة والذلة إن كان معه يومئذ أربعون ألفا قد
بايعوه على الموت فأصلح الله به بين الفرقتين أهل الشام فرقة معاوية وأهل العراق
فرقة الحسن.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٠ ط دار القلم دمشق) قال :
وخطب الحسن ، بطلب
من معاوية بعد نزوله عن الخلافة ، فقال في خطبته بعد حمد الله والثناء عليه ،
والصلاة على رسول صلىاللهعليهوسلم : فذكرها مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ٣١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
فذكر الخطبة مثل
ما تقدم عن «مواعظ الصحابة».
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٥٦ ط ٥ دار ثابت القاهرة) قال :
فذكر الخطبة
بتفاوت يسير.
ومن خطبة له عليهالسلام ألقاها لأهل الكوفة في دعوتهم إلى حرب الجمل
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الامام علي عليهالسلام» (ص ٤٢ ط دار الجيل في بيروت) قال :
وقام الحسن بن علي
... فقال : أيها الناس ... أجيبوا دعوة أميركم ... وسيروا إلى إخوانكم ... فإنه
سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه ... وو الله لأن يليه أولو النهى ... أمثل في
العاجل والآجل ... وخير في العاقبة ... فأجيبا دعوتنا ... وأعينونا على ما ابتلينا
به وابتليتم ... وإن أمير المؤمنين يقول : قد خرجت مخرجي هذا ظالما أو مظلوما .. وإني
أذكر الله رجلا رعى حق الله إلّا نفر ... فإن كنت مظلوما أعانني ... وإن كنت ظالما
أخذ مني ... والله إن طلحة والزبير أول من بايعني ... وأول من غدر ... فهل استأثرت
بمال أو بدلت حكما؟ .. فانفروا فمروا بالمعروف ... وانهوا عن المنكر ... فسامح إلى
هذا الناس ... وأجابوا ... ورضوا ...
ومن خطبة له عليهالسلام ألقاها بعد أن طعنه رجل بخنجر مسموم
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهمالسلام لأحمد بن حنبل» (ص ١٠ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج الطبراني في
الكبير بإسناد رجاله ثقات ، عن أبي جميلة أن الحسن بن علي حين قتل علي استخلف ،
فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه ، فتمرض منها أشهرا ،
ثم قام فخطب على المنبر ، فقال : يا أهل
العراق اتقوا الله
فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). فما زال يومئذ يتكلم حتى ما نرى في المسجد إلّا باكيا.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٤٨ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وأخرج الحافظ
الذهبي في سير أعلام النبلاء بسنده عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه : أن أهل
العراق لما بايعوا الحسن قالوا له : سر إلى هؤلاء الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا
العظائم ، فسار إلى أهل الشام ، وأقبل معاوية حتى نزل جسر منبج ، فبينما الحسن
بالمدائن إذا نادى مناد في عسكره ، ألا أن قيس بن سعد قد قتل ، فشد الناس على حجرة
الحسن فنهبوا حتى بسطه وأخذوا رداءه ، وطعنه رجل من بني أسد في ظهره بخنجر مسموم
في أليته ، فتحول ونزل قصر كسرى الأبيض وقال : عليكم لعنة الله من أهل قرية ، قد
علمت أنه لا خير فيكم ، قتلتم أبي بالأمس ، واليوم تفعلون بي هذا.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (ص ٢٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وعدا عليه الجراح
بن الأسد ليسير معه فوجأه بالخنجر في فخذه ليقتله. فقال الحسن : قتلتم أبي بالأمس
ووثبتم عليّ اليوم تريدون قتلي زهدا في العادلين ورغبة في القاسطين ، والله لتعلمن
نبأه بعد حين.
ومن خطبة له عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» قال :
ومن خطب الحسن رضياللهعنه في أيامه في بعض مقاماته أنه قال : نحن حزب الله المفلحون.
وعترة رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأقربون ، وأهل بيته الطاهرون الطيبون وأحد الثقلين
اللذين خلفهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم. والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه والمعول عليه في كل شيء لا يخطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه.
فأطيعونا فاطاعتنا مفروضة. إذ كانت بطاعة الله والرسول واولي الأمر مقرونة. فإن
تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول. ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الأمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وأحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان إنه لكم عدو مبين.
فتكونون كأوليائه الذين قال لهم : (لا غالِبَ لَكُمُ
الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ. فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ
نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا
تَرَوْنَ) فتلفون للرماح أزرا وللسيوف جزرا وللعمد خطا وللسهام غرضا
ثم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا والله أعلم.
ومن خطبة له عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر إبراهيم محمد الجمل في «مواعظ الصحابة في الدين والحياة» (ص ٨٥ ط الدار
المصرية اللبنانية) قال :
عن أبي جميلة أن
الحسن بن علي رضياللهعنهما ـ حين قتل علي رضياللهعنه استخلف ، فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب اليه رجل فطعنه
بخنجر في وركه فتمرض منها أشهرا ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل العراق
اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال فيهم الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلّا باكيا
انتهى.
ومن خطبة له عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ١٨٠ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وروى ابن سعد أن
معاوية لما دخل الكوفة وبايعه الحسن ، قال له عمرو بن العاص ، والوليد بن عقبة أو
أمثالهما من أصحابه : إن الحسن رضياللهعنه مرتفع في أنفس الناس ، لقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنه حديث السن عيي ، فمره فليخطب ، فإنه يسفي في الخطبة
فيسقط من أنفس الناس ، فأبى عليهم فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام الحسن على المنبر
دون معاوية وقال : والله لو ابتغيتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده نبي غيري وغير
أخي لم تجدوه ، وإنا قد أعطينا بيعتنا معاوية ، ورأينا إن حقن دماء المسلمين خير
من إهراقها ، والله ما أدري : (لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ
لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) [الحج : ١١١].
فقال : أردت بها ما أراد الله بها ، فقال هودة جابلق وجابرس المشرق والمغرب.
وفي رواية أنه قال
: أما بعد : فإن عليا لم يسبقه أحد من هذه الامة من أولها بعد نبيها ، ولن يلحق به
أحد من الآخرين منهم ثم وصله بقوله الأول.
وفي رواية أن
الحسن لما خطب جعل يخفض من صوته ، فقال له معاوية : أسمعنا فإنا لا نسمع ، فرفع
صوته. فقال له معاوية : هكذا نعم كأنه يأمره بالخفض ، فأبى الحسن وجعل يرفع صوته.
وفي رواية : أن
الحسن قال أثناء خطبته : إن لهذا الأمر مدة ، وإن الدنيا دول وإن الله تعالى قال :
(وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ
أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ ، إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ
وَيَعْلَمُ ما
تَكْتُمُونَ
، وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ). فلما قالها أجلسه معاوية ، فقام فخطب فلم يزل ضرما على
عمرو ، وقال : هذا من فعل رأيك؟
كتابه عليهالسلام إلى معاوية
ذكره جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أحمد زكي صفوت ـ وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة
رسائل العرب في القصور العربية الزاهرة» (ج ٢ ص ١٠ ط المكتبة العلمية بيروت) قال:
ودس معاوية رجلا
من حمير إلى الكوفة ، ورجلا من بني القين إلى البصرة ، يكتبان إليه بالأخبار فدل
على الحميري وعلى القيني فأخذا وقتلا ، وكتب الحسن عليهالسلام إلى معاوية : أما بعد : فإنك دسست إليّ الرجال ، كأنك تحب
اللقاء ، لا أشك في ذلك ، فتوقعه إن شاء الله ، وبلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذوو
الحجى ، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول :
فإنا ومن قد مات
منّا لكالذي
|
|
يروح فيمسي في
المبيت ليغتدي
|
فقل للذي يبغي
خلاف الذي مضى
|
|
تجهّز لأخرى
مثلها فكأن قد
|
(شرح ابن أبي الحديد م ٤ : ص ١١)
وكتابه الآخر إليه
:
من عبد الله الحسن
أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد : فإن الله بعث محمدا صلىاللهعليهوسلم رحمة للعالمين ، فأظهر به الحق ، وقمع به الشرك ، وأعزّ به
العرب عامة ، وشرّف به قريشا خاصة ، فقال : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ
لَكَ وَلِقَوْمِكَ) فلما توفاه الله تنازعت العرب في الأمر بعده ، فقالت قريش
: نحن عشيرته وأولياؤه ، فلا تنازعونا سلطانه ، فعرفت العرب لقريش ذلك ، وجاحدتنا
قريش ما عرفت لها العرب ، فهيهات! ما أنصفتنا قريش ، وقد كانوا ذوي فضيلة في الدين
، وسابقة في الإسلام ، ولا
غرو إلّا منازعتك
إيانا الأمر بغير حق في الدنيا معروف ، ولا أثر في الإسلام محمود ، فالله الموعد ،
نسأل الله معروفه أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينقصنا عنده في الآخرة. إن عليا
لما توفاه الله ولّاني المسلمون الأمر بعده ، فاتق الله يا معاوية ، وانظر لامة
محمد صلىاللهعليهوسلم ما تحقن به دماءها ، وتصلح به أمرها ، والسلام.
وبعث بالكتاب مع
الحارث بن سويد التيمي (تيم الرباب) وجندب الأزدي ، فقدما على معاوية ، فدعواه إلى
بيعة الحسن عليهالسلام ، فلم يجبهما. وكتب جوابه : (شرح ابن أبي الحديد م ٤ : ص ٩)
وقال أيضا في ص ١٤
:
وروى كتاب الحسن
السابق إلى معاوية بصورة أخرى وهي :
كتب الحسن عليهالسلام إلى معاوية مع جندب بن عبد الله الأزدي : من الحسن ابن علي
أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا
إله إلّا هو ، أما بعد : فإن الله جل جلاله بعث محمدا رحمة للعالمين ومنّة
للمؤمنين ، وكافة للناس أجمعين (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ
حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ) فبلّغ رسالات الله ، وقام بأمر الله ؛ حتى توفاه الله غير
مقصّر ولا وان ، بعد أن أظهر الله به الحق ومحق به الشرك ، وخصّ به قريشا خاصة ،
فقال له : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ
لَكَ وَلِقَوْمِكَ) فلما توفى تنازعت سلطانه العرب ، فقالت قريش : نحن قبيلته
وأسرته وأولياؤه ، ولا يحل لكم أن تنازعونا سلطان محمد وحقّه ، فرأت العرب أن
القول ما قالت قريش ، وأن الحجة في ذلك لهم على من نازعهم أمر محمد ، فأنعمت لهم
وسلّمت إليهم ، ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاججت به العرب ، فلم تنصفنا قريش
إنصاف العرب لها ، إنهم أخذوا الأمر دون العرب بالانصاف والاحتجاج ، فلما صرنا أهل
بيت محمد وأولياءه إلى محاجتهم وطلب النصف منهم ، باعدونا واستولوا بالاجتماع على
ظلمنا ومراغمتنا ، والعنت منهم لنا ، فالموعد الله ، وهو الولي النصير. ولقد كنا
تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في حقنا وسلطان بيتنا ، وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة
في الإسلام ،
وأمسكنا عن
منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون والأحزاب في ذلك مغمزا يثلمونه به ، أو
يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من إفساده ، فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا
معاوية على أمر لست من أهله ، لا بفضل في الدين معروف ، ولا أثر في الإسلام محمود
، وأنت ابن حزب من الأحزاب ، وابن أعدى قريش لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ولكتابه ، والله حسيبك ، فستردّ وتعلم لمن عقبى الدار ،
وبالله لتلقين عن قليل ربك ، ثم ليجزينك بما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد.
إن عليا لما مضى لسبيله ـ رحمة الله عليه يوم قبض ، ويوم منّ الله عليه بالإسلام ،
ويوم يبعث حيا ـ ولّاني المسلمون الأمر بعده ، فأسأل الله أن لا يؤتينا في الدنيا
الزائلة شيئا ينقصنا به في الآخرة مما عنده من كرامة ، وإنما حملني على الكتاب
إليك الاعذار فيما بيني وبين الله عزوجل في أمرك ولك في ذلك إن فعلته الحظ الجسيم ، والصلاح
للمسلمين ، فدع التمادي في الباطل ، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي ، فإنك
تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ ومن له قلب منيب ، واتق
الله ودع البغي واحقن دماء المسلمين ، فو الله ما لك خير في أن تلقى الله من
دمائهم بأكثر مما أنت لاقيه به ، وادخل في السلم والطاعة ، ولا تنازع الأمر أهله ،
ومن هو أحق به منك ، ليطفئ الله النائرة بذلك ، ويجمع الكلمة ، ويصلح ذات البين ،
وإن أنت أبيت إلّا التمادي في غيك ، سرت إليك بالمسلمين ، فحاكمتك حتى يحكم الله
بيننا وهو خير الحاكمين.(شرح ابن أبي الحديد م ٤ : ص ١٢).
وقال أيضا في ص ١٨
: كتابه إلى معاوية :
أما بعد : فقد وصل
إليّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت ، وتركت جوابك خشية البغي عليك ، وبالله أعوذ من ذلك
، فاتبع الحق تعلم أني من أهله ، وعليّ إثم أن أقول فأكذب ، والسلام.(شرح ابن أبي
الحديد م ٤ : ص ١٣).
وقال أيضا في ص ٢٠
: ولما سلم الحسن بن علي رضياللهعنه الأمر إلى معاوية ، سار يريد المدينة ، فكتب إليه معاوية
يدعوه إلى قتال الخوارج ، فكتب إليه : لو آثرت
أن أقاتل أحدا من
أهل القبلة لبدأت بقتالك ، فإني تركتك لصلاح الامة ، وحقن دمائها.(الكامل لابن
الأثير ٣ : ١٦٣).
وروى أبو العباس
المبرّد قال : دخل معاوية الكوفة مع الحسن بن علي صلوات الله عليه بعد أن بايعه
الحسن والحسين عليهماالسلام ، وقيس بن سعد بن عبادة ، ثم خرج الحسن يريد المدينة ،
فوجّه إليه معاوية ، وقد تجاوز في طريقه ، يسأله أن يكون المتولي لمحاربة الخوارج
، فقال الحسن : والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين ، وما أحسب ذلك يسعني ، أفأقاتل
عنك قوما أنت والله أولى بالقتال منهم.(الكامل للمبرد ٢ : ١٥٦).
كتابه إلى أهل البصرة
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أحمد زكي صفوت ـ وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة
رسائل العرب في عصور العربية الزاهرة» (ج ٢ ص ٢٧ ط المكتبة العلمية بيروت) قال:
وكتب الحسن بن علي
عليهماالسلام إلى أهل البصرة كتابا قال فيه : من لم يؤمن بالله وقضائه
وقدره فقد كفر ، ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر ، إن الله لا يطاع استكراها ، ولا
يعصى لغلبة ، لأنه المليك لما ملّكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن عملوا
بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما فعلوا ، وإن عملوا بالمعصية فلو شاء حال بينهم وبين
ما فعلوا ، فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي أجبرهم على ذلك ، فلو أجبر الله الخلق على
الطاعة لأسقط عنهم الثواب ، ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب ، ولو أهملهم
لكان عجزا في القدرة ، ولكن له فيهم المشيئة التي غيبها عنهم ، فإن عملوا بالطاعات
كانت له المنّة عليهم ، وإن عملوا بالمعصية كانت له الحجة
عليهم .(المنية والأمل ص ١٠).
وقال أيضا في ص ٣٦
: كتابه عليهالسلام إلى زياد بن أبيه :
وكان سعيد بن أبي
سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، فلما قدم زياد الكوفة طلبه وأخافه ، فأتى الحسن بن علي عليهالسلام مستجيرا به ، فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم ،
وأخذ ماله ونقض داره ، فكتب الحسن بن علي عليهالسلام إلى زياد : من الحسن بن علي إلى زياد : أما بعد ، فإنك
عمدت إلى رجل من المسلمين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم ، فهدمت داره ، وأخذت ماله
، وحبست أهله وعياله ، فإن أتاك كتابي هذا فابن له داره ، واردد عليه عياله وماله
، وشفّعني فيه فقد أجرته ، والسلام.
ورد على سيدنا
الحسن عليهالسلام كتاب من زياد فقرأه وتبسم وكتب بذلك إلى معاوية ، وجعل
كتاب زياد عطفه ، وبعث به إلى الشام ، وكتب جواب كتابه كلمتين لا ثالثة لهما : من
الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية ، أما بعد : فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، والسلام.
ما كتب عليهالسلام لمعاوية في الصلح
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى ١١٨٩ ه في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ج ٢ ص
٢٨٣ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال :
وصورة ما كتبه [الحسن]
لمعاوية في الصلح : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية
بن أبي سفيان ، صالحه على أن يسلّم إليه ولاية
__________________
المسلمين ، على أن
يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين ، وليس لمعاوية بن أبي
سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا ، بل يكون الأمر بعده شورى بين المسلمين ،
وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم
، وعلى أن أصحاب علي آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا ، وعلى
معاوية بذلك عهد الله وميثاقه ، وأن لا يبتغي للحسن بن علي ولأخيه الحسين ولا لأحد
من بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم غائلة سرّا ولا جهرا ، ولا يحيف أحدا منهم في أفق من
الآفاق ، أشهد عليه فلان بن فلان وكفى بالله شهيدا ، ولما تم الصلح طلب معاوية من
الحسن رضياللهعنهما أن يتكلم في جمع من الناس ، ويعلمهم أنه قد سلّم الأمر إلى
معاوية وبايعه فأجاب إلى ذلك ، وصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، إلى أنه
قال : وقد علمتم أن الله تعالى هداكم يجدي ، ونقذكم من الضلالة وأعزكم به بعد
الذلة وكثركم به بعد القلة إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه ، فنظرت لصلاح الامة
وقطع الفتنة ، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني ، وتحاربوا من حاربني
، فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه ، وقد بايعته ورأيت أن حقن الدماء
خير من سفكها ، ولم أرد بذلك إلّا صلاحكم وبقاءكم ، (وَإِنْ أَدْرِي
لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه : «حليم آل البيت الامام الحسن بن علي رضياللهعنه» (ص ١٨٣ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وانعقدت جلسة
الصلح على الشروط التالية :
شروط الامام الحسن
: كتب الامام الحسن رضياللهعنه ، وكان إذ ذاك بمسكن : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا ما صالح عليه
الحسن بن علي ، معاوية بن أبي سفيان : صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين :
١ ـ على أن يعمل
فيها بكتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله ، وسيرة الخلفاء الصالحين.
٢ ـ ليس لمعاوية
أن يعهد لأحد عهدا ، بل تكون الخلافة للحسن من بعده ، أو يكون الأمر شورى بين
المسلمين.
٣ ـ الناس آمنون
حيث كانوا من أرض الله تعالى ، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.
٤ ـ أن يترك سب
علي وأن لا يذكره إلّا بخير.
٥ ـ أصحاب علي
آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا ، فلا يتعرض لأحد منهم
بسوء.
٦ ـ أن لا يبتغي
للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ، ولا لأحد من أهل بيت رسول الله غائلة سرا ولا
جهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق.
٧ ـ أن يوصل لكل
ذي حق حقه.
٨ ـ أن يوفر للحسن
حقا قدره خمسون مليون درهم (٥٠ ألف ألف) في كل سنة.
٩ ـ أن يقضي له
جميع ديونه.
١٠ ـ أن لا يطالب
أهل الحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه.
١١ ـ أن يعطيه ما
في بيت مال الكوفة وهو خمسة ملايين درهم (خمسة آلاف ألف).
١٢ ـ أن يكون له
خراج دارابجرد بفارس ، أو كورين من كور البصرة.
وعلى معاوية بذلك
، عهد الله وميثاقه ، وشهد عليها عبد الله بن الحارث ، وعمرو ابن سلمة وغيرهما ،
وكفى بالله شهيدا .
__________________
__________________
مستدرك
شهادته عليهالسلام بالسم وكتمانه اسم القاتل
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ١٦٩ وج ١٩ ص ٣٣٥ وج ٢٦ ص ٥٧٦ ،
__________________
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
__________________
__________________
__________________
فمنهم أبو محمد
عبد الله بن محمد بن حيان المشتهر بابن الشيخ في «طبقات المحدثين بأصبهان
والواردين عليها» (ج ١ ص ١٩١ ط مؤسسة الرسالة) قال :
وتوفي سنة تسع
وأربعين ، ودفن بالبقيع ، وصلّى عليه سعيد بن العاص قال أبو نعيم : مات الحسن سنة
ثمان وخمسين.
ومنهم الحافظ أبو
عبد الله نعيم بن حماد في «الفتن والملاحم» (ج ١ ص ١٦٤ ط مكتبة التوحيد بالقاهرة)
قال :
__________________
حدثنا هشيم أخبرنا
حصين ، حدثنا أبو حازم قال : لما احتضر الحسن بن علي رضياللهعنهما أوصى أن يدفن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا أن يكون في ذلك تنازع أو قتال ، فيدفن في مقابر
المسلمين ، فلما مات جاء مروان بن الحكم في بني أمية ، ولبسوا السلاح وقال : لا
يدفن مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، منعتم عثمان ، فنحن نمنعكم ، فخافوا أن يكون بينهم قتال
، قال أبو حازم ، قال أبو هريرة : أرأيت لو أن ابنا أوصى أن يدفن مع أبيه ، فمنع
ألم يكن ظلموا؟ قلت : بلى ، قال : فهذا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمنع أن يدفن مع أبيه ، ثم انطلق أبو هريرة إلى الحسين رضياللهعنهما فكلّمه وناشده الله ، وقال : أوصى أخوك إن خفت أن يكون
قتالا فردوني إلى مقابر المسلمين ، فلم يزل به حتى فعل ، وحمله إلى البقيع ، فلم
يشهده أحد من بني أمية إلّا خالد بن الوليد بن عقبة ؛ فانه ناشدهم الله ، وقرابته
فخلوا عنه ، فشهد دفنه مع الحسين رضياللهعنه.
ومنهم الحافظ أبو
حاتم محمد بن حبان بن أحمد المشتهر بابن حبان البستي السجستاني المتوفى ٣٥٤ ه في «تاريخ
الصحابة الذين روي عنهم الأخبار» (ص ٦٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
الحسن بن علي بن
أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن فاطمة الزهراء كان أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوسلم. كنيته : أبو محمد ، سم حتى نزل كبده أوصى إلى أخيه
الحسين. إذا أنا مت فاحفر لي مع أبي وإلّا ففي بيت علي وفاطمة وإلّا ففي البقيع
ولا ترفعن في ذلك صوتا ، فمات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بعد ما مضى من
إمارة معاوية عشر سنين وهو ابن تسع وأربعين سنة. وصلّى عليه سعيد بن العاص قدمه
الحسين وقال تقدم فلولا انها سنة ما قدمتك ثم أمر الحسين أن يحفر له في بيت علي
وفاطمة فبلغ ذلك بني أمية فأقبلوا وعليهم الدروع وقالوا والله لا نتخذ القبور
مساجد فنادى الحسين في بني هاشم فأقبلوا
بالسلاح ثم ذكر
الحسين قول أخيه لا ترفعن في ذلك صوتا فحفر له في البقيع ودفن هناك عليهالسلام في أحسن مقام.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٥ ص ٢٢٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن
عبد الباقي بن سلمان ، قال : أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني ، قال : حدثنا محمد بن علي
، قال : حدثنا أبو عروبة الحراني ، قال : حدثنا سليمان بن محمد ابن خالد ، قال :
حدثنا ابن علية ، عن ابن عون ، عن محمد بن إسحاق ، قال : دخلت أنا ورجل على الحسن
نعوده ، فقال : قد ألقيت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه
المرة. ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه ، فقال : يا أخي من
تتهم؟ قال : لم ، لتقتله؟ قال : نعم ، قال : إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد
تنكيلا ، وإن لم يكن فلا أحب أن يقتل بي بريء ، ثم قضى رضياللهعنه.
أخبرنا محمد بن
عبد الملك بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا
أبو عمر بن حيوية ، قال : حدثنا محمد بن خلف ، قال : حدثني أبو عبد الله اليماني ،
قال : حدثنا محمد بن سلام الجمحي ، عن ابن جعدة ، قال : كانت جعدة بنت الأشعث بن
قيس تحت الحسن بن علي فدس إليها يزيد أن سمي حسنا حتى أتزوجك ، ففعلت ، فلما مات
الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها ، فقال : إنا والله لم نرضك
للحسن أفنرضاك لأنفسنا. مرض الحسن أربعين يوما ، وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة
، وهو ابن سبع وأربعين سنة ، وصلّى عليه سعيد بن العاص بالمدينة ، ودفن بالبقيع ،
وقيل : إنه توفي في سنة خمسين ، وقيل : إحدى وخمسين.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي
الحسن علي بن أبي
طالب» (ص ٢٠٢ ط دار القلم دمشق) قال :
وسقي الحسن سما
كان سبب موته ، يقول عمير بن إسحاق : دخلت أنا ورجل آخر من قريش على الحسن بن علي
، فقال : وقد سقيت السم مرارا ، وما سقيت مرة هي أشد من هذه ، وقد أخذ في السوق ،
فجاء الحسين حتى قعد عند رأسه ، وقال : أي أخي ، من صاحبك؟ قال : تريد قتله؟ قال :
نعم ، قال : لئن كان صاحبي الذي أظن فالله أشد نقمة ، وفي رواية : الله أشد بأسا
وأشد تنكيلا ، وإن لم يكنه ما أحب أن تقتل بي بريئا.
وقد اجتمع الناس
لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدا من الزحام. روى الواقدي عن ثعلبة بن أبي مالك
قال : شهدت الحسن يوم مات ودفن ببقيع ، ورأيت البقيع لو طرحت فيه إبرة ما وقعت
إلّا على رأس إنسان.
وتوفي الحسن وهو
ابن سبع وأربعين على الأصح. مات لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين (٥٠)
، وروي عن أبي جعفر قال مكث الناس يبكون على الحسن بن علي سبعا ما تقوم الأسواق.
وقد ولي الحسن بعد
موت علي عليهماالسلام لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربعين ، وصالح معاوية في شهر
ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ، ويسمى عام الصلح مع معاوية «عام الجماعة». فكانت
خلافته ستة أشهر تمت بها ثلاثون سنة للخلافة.
ومنهم الفاضل
الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب : ع ، م (ص ٩١ ط مؤسسة المفيد
بيروت) قال :
والخبر عن وفاة
الحسن. وكذلك الخبر الذي تأخذ به الشيعة هو أنه مات مسموما بعد عدة محاولات غير
ناجحة لسمه.
فتذكر القصة أنهم
اتفقوا مع خادم له يحمل طعامه ، أن يسمم له الطعام ، فكتب إليهم أنه فعل ذلك ثلاثا
فلم يحدث شيء. فأرسلوا رسولا بكتاب إلى الخادم ومعه زجاجة بها سم قتال يقال أن
قطرة منه في البحر تقتل السمك. وهذا السم هو «زهر
هلاهل» كما يصفه
أحد الشيوخ الايرانيين (أي السم الفتاك) بانه سائل يفرزه السقنقور في بعض الأحيان
على سفح التل وهو قوي إلى درجة يتمكن بها من قتل أي حيوان إذا ضربه وإذا وقع على
الأرض حفر سطحها. لكن الرسول كان جائعا فنزل في مرحلة ليأكل ، فلما أكل أصابه مغص
شديد. فجاء ذهب وهو يتلوى فأكله أما ناقته فسلمت ووصل الكتاب والسم المرسل إلى
خادم الحسن ، إلى يد الحسن نفسه. وكان عنده بعض الضيوف. فلما قرأ الكتاب وضعه تحت
وسادته ولم يذكر شيئا وألح عليه أصحابه بالسؤال فلم يجبهم. وأصفر وجهه فقام أحد
أصحابه وتمكن من أخذ الكتاب فلما قرأه مع آخرين قاموا وقتلوا الخادم الذي افتضح
غدره.
وفي مرة أخرى أغرى
مروان كما يذكر الشيعة إحدى زوجات الحسن بسمه وأقنعها أن يزيد ابن الخليفة يرغب
تزوجها ولا يتمكن من ذلك ما دام الحسن حيا. فاتفقت معه على سمه. فوضعت له السم في
المرة الاولى بالعسل وأطعمته إياه فمرض مرضا شديدا وأدرك ما جرى فذهب إلى قبر
الرسول صلىاللهعليهوسلم وصلّى واحتك بحجر القبر وذهب عنه الألم شيئا فشيئا ويعتبر
أنه شفى بمعجزة. وأخذ منذ ذلك الحين يشك بزوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس وتسمى أيضا
بأسماء. وحاولت مرة أخرى تسميمه ووضعت السم في تمر وجاءته به في سلة فأمرها الحسن
من باب الحيطة والحذر أن تأكل من التمر قبله ولما كانت تميز التمرات المسمومة أخذت
حفنة من غير المسموم وأكلتها. وأخذ الحسن سبع تمرات مسمومات فشعر بمرض شديد فذهب
إلى قبر النبي صلىاللهعليهوسلم مرة أخرى فنجا بمعجزة. وبعد هذه الحوادث اضطربت أعصاب
الحسن فقال لأصحابه أن صحته منذ سنوات عديدة لم تكن على ما يرام في المدينة وقد
قرر الذهاب إلى الموصل. وكان أحد أسباب ذلك رغبته في الابتعاد من زوجته التي كان
يخافها. وكان في الموصل رجل أعمى يكره الحسن عليهالسلام فسمم رأس عكازته وجاءه يوما يطلب صدقة وكان الحسن جالسا
متربعا وإحدى رجليه على الأرض
ووضع الأعمى رأس
عصاه على رجل الحسن وداسها بثقله. وأعلن الأطباء أن العصا كانت مسمومة وسقوه بعض
الأدوية فشفى.
ولم يجد الحسن
راحة التي كان ينشدها في الموصل فعاد إلى المدينة وسكن بعيدا عن زوجته التي شك
فيها واتخذ الحيطة في مأكله ومشربه ولكن أسماء جاءت ليلا ومعها سم من الماس
المسحوق. وكان إلى جانب الحسن إناء فيه ماء للشرب ففكرت في تسميم الماء ولكن فوهة
الإناء كانت مشدودة بقطعة من القماش مختومة. غير أن القماش كان ناقعا فرشت السم
عليه فامتصه فتسمم الماء ، ولما أمر الحسن ابنته أن تسقيه ماء ففعلت فأصابه مرض
شديد حتى قذف باحشائه. وعلى كل حال فان هذا الوصف التصويري يذكر بأنه قذف بكبده
قطعة قطعة حتى بلغت مائة وسبعين قطعة. وقال أحد الشيوخ الايرانيين ان الأطباء
الحديثين يقولون ان هذا الأمر غير ممكن وقوعه وبذلك يلقون بعض الشك على تفاصيل
شهادة الحسن ..
ويذكر في الأخبار
أن الحسن عند ما كان على فراش الموت أخبر بأن من أعطته السم لا تنال ما تريد ،
فيروى بناء على ذلك أن معاوية أرسل إليها بعد ذلك يقول : إننا نحب حياة يزيد ،
ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه.
وتروى قصة انهم
أرادوا دفنه مع النبي صلىاللهعليهوسلم حسب وصيته ، وكان قد أخبر بأن عائشة ربما منعت دفنه هناك.
فإذا فعلت ذلك فيدفن في البقيع إلى جانب امه. فلما حملوا جنازة الحسن إلى قبر
النبي صلىاللهعليهوسلم أبلغ مروان الخبر إلى عائشة فخرجت تمنع وقد ركبت بغلة
وقالت ان دفن الحسن هناك مما يحط من قدر الرسول صلىاللهعليهوسلم فغضب محمد بن الحنفية أخو الحسن من أبيه علي وقال لها خرجت
على أبي وأنت على جمل واليوم جئت تشتميننا وأنت على بغلة ، وان خرجت غدا لخزي
الإسلام فستكونين على فيل فغضبت عائشة من ذلك والتفتت إلى بني أمية وسألتهم كيف
انها تخاطب بمثل ذلك وهم سكوت فسألوها وما نفعل فقالت ارموا جنازة الحسن بالسهام
ففعلوا حتى سل منها سبعون
نبلا. فأخذ بنو
هاشم الجنازة ودفنوها بالبقيع كما أوصى الحسن إلى جانب امه فاطمة.
كلمات القوم من الصحابة والتابعين والعلماء في حق سيدنا الامام الحسن
عليهالسلام
منها
كلام عبد الله بن عمر وعمرو بن العاص
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ إمام
الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى ٢٤١ ه في «مسند أهل البيت» (ص
٤٥) برواية ولده عبد الله (ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :
وأخرج البزار
بإسناد رجاله رجال الصحيح ـ غير هاشم بن البريد ـ وهو ثقة عن رجاء بن ربيعة قال :
كنت جالسا بالمدينة في مسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو ، فمر الحسن بن
علي فسلم ، فرد عليه القوم وسكت عبد الله بن عمرو ، ثم أتبعه فقال : وعليك السلام
ورحمة الله ، ثم قال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، والله ما كلمته منذ
ليالي (صفين). فقال أبو سعيد : ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه؟ قال : نعم. فقام فدخل
أبو سعيد فاستأذن ، فأذن له ، ثم استأذن لعبد الله بن عمرو ، فدخل ، فقال أبو سعيد
لعبد الله بن عمرو : حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن فقال : نعم أحدثكم ، إن
أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قال : فقال له الحسن : إذا علمت أني أحب أهل الأرض
إلى أهل السماء فلم قاتلتنا ، أو كثرت يوم صفين؟ فقال : أما إني والله ما كثرت
سوادا ، ولا ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبي ، أو كلمة نحوها. قال : أما علمت
أنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الله؟
قال : بلى. ولكني أسرد الصوم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فشكاني أبي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله! إن عبد الله ابن عمرو يصوم النهار
ويقوم الليل ، قال : صم وأفطر ، وصل ونم ، فإني أنا أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ،
قال لي : يا عبد الله! أطع أباك. فخرج يوم صفين وخرجت معه. مجمع الزوائد (٩ / ١٧٦
ـ ١٧٧).
وذكره من طريق
أخرى غير (البزار) عن الطبراني في المعجم الأوسط وذكر أن في إسناده علي بن سعيد بن
بشير وفيه «لين» (٩ / ١٨٦ ـ ١٨٧).
ومنها
كلام أبي بكر
رواه جماعة :
منهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في كتابه «تحفة
الأشراف بمعرفة الأطراف» (ج ٥ ص ٢٩٩ ط بيروت) قال :
ان أبا بكر رأى
الحسن فأخذه على عنقه ، ثم قال : بأبي شبيها برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ليس شبيها بعلي ، وعلي يضحك. في صفة النبي صلىاللهعليهوسلم (المناقب ٢٣ : ١)
عن أبي عاصم ـ وفي الفضل الحسن (المناقب ٥٢ : ٥) عن عبدان ، عن ابن المبارك في
المناقب (الكبرى ٧ : ١) عن محمد بن عبد الله المخرمي ، عن أبي داود ، عن سفيان ـ ثلاثتهم
عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن ابن أبي مليكة ، عنه به ومعنى حديثهم واحد. قيل :
إن عمر بن سعيد تفرد به.
ومنهم الحافظ
القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب المشتهر بالنسائي الخراساني المتوفى
سنة ٣٠٣ ه في كتابه «فضائل الصحابة» (ص ١٩ ط بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
أخبرنا محمد بن
عبد الله بن المبارك قال : أنا أبو داود ، عن سفيان عن عمر بن سعيد عن ابن أبي
مليكة عن عقبة بن الحارث ، قال : إني مع أبي بكر حين مرّ على الحسن فوضعه على عنقه
، ثم قال بأبي شبيه النبي صلىاللهعليهوسلم ، لا شبه علي ، وعلي معه ، فجعل يضحك.
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد عبد الرحمن العك ـ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر
حياة الصحابة ـ للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي» (ص ٣١٨ ط دار الايمان ـ دمشق وبيروت)
قال :
وأخرج أبو نعيم
والجابري في جزئه عن عبد الرحمن ابن الأصبهاني قال : جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر
رضياللهعنهم وهو على منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : انزل عن مجلس أبي ، قال : صدقت ، إنه مجلس أبيك ،
وأجلسه في حجره وبكى. فقال علي رضياللهعنه : والله ما هذا عن أمري. فقال : صدقت والله ما اتهمتك. وعن
ابن سعد عن عروة أن أبا بكر خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر ، فقال : انزل
عن منبر أبي ، فقال علي : إن هذا شيء من غير ملإ منا. كذا في الكنز (٣ / ١٣٢).
ومنها
كلام أبي هريرة
رواه جماعة :
منهم العلامة جمال
الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي الكلبي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٢٣٠ ط مؤسسة
الرسالة) قال :
وقال عبد الله بن
عون عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقى الحسن بن علي فقال : ارفع ثوبك حتى اقبل ما
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبل فرفع عن بطنه
فوضع فمه على
سرته.
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد عبد الرحمن العك ـ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر
حياة الصحابة ـ للعلامة محمّد يوسف الكاندهلوي» (ص ٣١٨ ط دار الايمان دمشق وبيروت)
قال :
وأخرج أحمد عن
عمير بن إسحاق قال : رأيت أبا هريرة رضياللهعنه لقي الحسن بن علي رضياللهعنهما فقال له : اكشف عن بطنك حيث رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبل منه ، فكشف عن بطنه فقبّله. وفي رواية. فقبل سرته.
قال الهيثمي (٩ / ١٧٧) : رواه أحمد والطبراني إلّا أنه قال : فكشف عن بطنه ووضع
يده على سرته. ورجالهما رجال الصحيح غير عمير بن إسحاق وهو ثقة. اه. وأخرجه ابن
النجار عن عمير كما في الكنز (٧ / ١٠٤) وفيه : فوضع فمه على سرته.
وأخرج الطبراني عن
المقبري قال : كنا مع أبي هريرة رضياللهعنه فجاء الحسن ابن علي رضياللهعنهما فسلّم فرد عليه القوم ، ومعنا أبو هريرة رضياللهعنه لا يعلم ، فقيل له : هذا حسن بن علي يسلّم ، فلحقه فقال :
وعليك يا سيدي ، فقيل له : تقول : يا سيدي ، فقال : أشهد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنه سيد قال الهيثمي (٩ / ١٧٨) : رجاله ثقات. وأخرجه
أيضا أبو يعلى وابن عساكر عن سعيد المقبري نحوه كما في الكنز (٧ / ١٠٤). وأخرجه
الحاكم (٣ / ١٦٩) وصححه.
ومنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص
٤٩٩ ط عالم الكتب بيروت) قال :
وعن سعيد بن أبي
سعيد المقبري قال : كنا مع أبي هريرة ، فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب فسلم علينا
فرددنا عليهالسلام ، ولم يعلم به أبو هريرة ، فقلنا له : يا أبا هريرة ، هذا
الحسن بن علي قد سلم علينا ، فلحقه وقال : وعليك السلام يا سيدي ، ثم قال : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : انه سيد.
ومنها
كلام معاوية بن أبي سفيان
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
الحجاج يوسف بن الزكي المزي الكلبي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٢٣٠ ط مؤسسة الرسالة
بيروت) قال :
قال حريز بن عثمان
عن عبادة بن حمزة ... عن معاوية رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمص لسانه ـ أو قال : شفتيه يعني الحسن بن علي وانه لن
يعذّب لسان أو شفتان مصّهما رسول اللهصلىاللهعليهوآله.
ومنهم المستشار
سالم البهناوي في «الخلافة والخلفاء الراشدون بين الشورى والديمقراطية» (ص ٣١٧ ط ١
الزهراء للاعلام العربي القاهرة) قال :
إن معاوية أخذ بيد
الحسن بن علي ، في مجلس له ، ثم قال لجلسائه : من أكرم الناس أبا واما وجدا وجدة؟
فقالوا : أمير المؤمنين أعلم ، فأخذ بيد الحسن وقال : هذا أبوه علي بن أبي طالب
وامه فاطمة بنت محمد ، وجده رسول الله ، وجدته خديجة ...
ومنها
كلام نعمان بن العجلان الزرقي
رواه جماعة من
الأعلام :
منهم العلامة أبو
القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في «ترجمة الامام الحسن من
تاريخ دمشق» (ص ١٣٨ ط بيروت) قال :
أخبرنا أبو العزّ
أحمد بن عبيد الله اذنا ومناولة ، وقرأ عليّ اسناده ، أخبرنا أبو علي محمد بن
الحسين ، أخبرنا أبو الفرج المعافا بن زكريا ، أخبرنا الحسين بن علي
المرزباني النحوي
، أخبرنا عبد الله بن هارون النحوي ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا أبو عثمان قال
: سمعت أبا الحسن المدائني يقول : قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من
الأشراف من أكرم الناس أبا واما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة؟ فقام النعمان بن
العجلان الزرقي ، فأخذ بيد الحسن فقال : هذا أبوه علي وامه فاطمة وجده رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجدته خديجة وعمّه جعفر وعمته ام هاني بنت أبي طالب وخاله
القاسم وخالته زينب ، فقال عمرو بن العاص أحبّ بني هاشم دعاك إلى ما عملت؟ قال ابن
العجلان : يا ابن العاص ما علمت ، إنه من التمس رضى مخلوق بسخط الخالق حرّمه الله
امنيّته ، وختم له بالشقاء في آخر عمره ، بنو هاشم أنضر قريش عودا ، وأقعدها سلما
، وأفضلها أخلاقا(أحلاما خ ل).
ومنهم الفاضل
المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليهالسلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢ ه
بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ١ ص ١١٠ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٣٩٩) قال :
روي أن معاوية بن
أبي سفيان كان جالسا ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ـ إلى : وخالته زينب.
ومنها
كلام العلامة فضل الله بن روزبهان الخنجي الاصفهاني المتوفى ٩٢٧ ه في «وسيلة
الخادم إلى المخدوم ـ در شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام»
(ص ١٣٩ ط كتابخانه
عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
اللهم وصلّ وسلم
على الامام الثاني.
اى بار خدايا صلوات
ده وسلام فرست بر امام دوم.
از اينجا شروع در
صلوات است بر حضرت امام دوم امير المؤمنين حسن عليهالسلام وآن حضرت بعد از حضرت امير المؤمنين على عليهالسلام امام به حق است وخلافت نبوت بدو ختم شده. وروايت كرده اند
كه صباح آن شب كه حضرت امير المؤمنين على عليهالسلام را دفن كردند حضرت امير المؤمنين حسن با برادران واكابر
قوم خود به مسجد كوفه فرمودند وبر منبر رفت وفرمود : امشب مردى در گذشت كه هيچ كس
از سابقان بدو نرسيده وهيچ كس از لاحقان بدو نرسند وهيچ درهم ودينارى ميراث نگذشت
إلّا چند درهمى كه جهت آنكه خادم جهت اطفال بخرد مهيّا داشته بود ؛ بعد از آن عبد
الله عباس در پايه منبر نشسته بود برخاست وخطبه كرد ومردمان را گفت شتابند وبا
امام خود وفرزند حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم وسلم بيعت كنند. پس خلايق شتافتند وبا آن حضرت بيعت كردند
وخلقي بسيار از لشكرهاى اسلام به بيعت آن حضرت درآمدند وكار خلافت وامامت تمام شد.
صاحب آيات المناقب
من المثاني.
آن حضرت صاحب آيت
هاى منقبت ها است از قرآن كه اسم آن مثاني است زيرا كه در آنجا جمع ميان وعده
ووعيد شده ، واين اشارت است به آيات كه در مناقب آن حضرت واهل بيت فرود آمده وآن
بسيار است از جمله آيات (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ) الآية. وآيه (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
كاشف أسرار
الحقائق والمعاني.
آن حضرت كشف كننده
اسرار حقيقت ها است. واين اشارت است به علم ومعرفت آن حضرت واشارت [به] حقايق كه
آن حضرت كشف فرموده. زيرا كه هر يك از ائمه دوازده گانه محل اسرار علوم الهى
ومستقر اسرار وحكمت نامتناهى بوده اند وجميع حقايق علوم از اشارت ايشان كشف شده.
حارز قصبات السبق
في المرابع والمعاني.
آن حضرت رباينده
قصب هاى سبق است در منزلها ومقامها. وعرب را عادت است كه چون اسب دوانند در منتهاى
دوانيدن اسب نى ها را بر زمين فرو برند كه هر كس پيش تر برسد ، آن را بربايد وآن
را قصب السبق گويند وچون كسى در فضائل وكمالات بر همه كس سابق باشد ، گويند ؛ او
قصب السبق از همه كس ربوده. واين اشارت است به سبق آن حضرت در كمالات ، وچون اول
اولاد امير المؤمنين على عليهالسلام است.
الفائق بمنقبة :
نعم الراكب على السائر والباري.
آن حضرت فايق است
به منقبت فرموده خوشا سوارى كه اوست بر هر كسى كه سير مى كند وهر كس كه ساكن است.
وآن اشارت است بدانچه در حديث وارد شده از روايت عبد الله عباس كه او گفت : حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوسلم وسلم امير المؤمنين حسن را بر دوش مبارك خود نشانده بود.
مردى گفت : خوش مركبي كه تو سوار شدى اى پسر ، آن حضرت فرمود : خوش سوارى كه اوست
؛ ودر اين فقره بدان سخن اشارت بود.
المتولعة إلى
جماله الحور والغوالي.
آن حضرت مشتاق وحريص
است به سوى جمال او حوران بهشت كه ايشان بى نيازند از آرايش از بس كه آراسته وصاحب
حسن اند. واين اشارت است به كمال حسن وكمال جمال آن حضرت به غايتي كه حوران بهشت
با وجود آن حسن وصفا مشتاق ديدار وحريص جمال آن حضرت بوده اند. روايت كرده اند كه
حضرت بسيار ماننده بود به حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم وسلم وكسى در زمان آن حضرت ماننده تر به حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم نبود وحضرت امير المؤمنين على عليهالسلام فرمود كه حسن به حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم ماننده تر است از سينه تا سر ، وحسين به حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم ماننده تر است از سينه تا شيب ؛ وروايت كرده اند كه آن
حضرت زن بسيار
مى كرده واز كمال
جمال او ، زنان بدو شيفته بوده اند وهر زن كه آن حضرت مى خواسته وطلاق مى گفته
ديگر رجعت نمى نموده وزنان را صداقها ومتعه هاى وافى مى داده تا به رضا وطيب خاطر
از او مفارقت كنند ؛ ودر اخبار آمده كه نوبتى زنى را طلاق داده وده هزار درهم يا
زيادت متعه او داده چون مال آن متعه را پيش آن زن برده اند گفته : متاع قليل عن
حبيب مفارق. يعنى متاعي اندك از دوستى كه مفارقه كرده. اين سخن را بدان حضرت
رسانيده اند فرمود : اگر من زنى را رجعت كردمى اين را رجعت مى كردم.
الفاتح لأبواب
المنائح على البائس والعاني.
آن حضرت گشاينده
درهاى بخششهاست بر درويش واسير. واين اشارت است به كرم وعطاى آن حضرت. روايت كرده
اند كه آن حضرت عطاى بسيار مى فرمود : واز مشهوران كريمان بنى هاشم آن حضرت است.
وحكايات آن حضرت بسيار است.
التارك شوكة
الخلافة تبرّما من المتاع الفاني.
آن حضرت ترك كننده
است شوكت خلافت را از جهت سير برآمدن از متاع فانى دنيا. واين اشارت بدانكه آن
حضرت به اختيار ترك خلافت كرد. چنانچه روايت كرده اند كه چون اهل كوفه با آن حضرت
بيعت كرده اند ولشكرهاى بسيار از شيعه [با] آن حضرت بيعت كرده اند وشيعه آن حضرت
وامراى عرب نزد آن حضرت جمع شدند ، عزم قتال شام فرمود با چهل هزار مرد آراسته از
كوفه بيرون رفت ودر مقدمه لشكر قيس بن سعد بن عبادة را با دوازده هزار سوار روانه
گردانيد وايشان به جزيره وموصل آمدند وآن حضرت با برادران ولشكر به مداين آمدند
ومدتي در قصر مداين ساكن شد واعتماد بر وفاى كوفيان نداشت زيرا كه مى دانست كه در
باطن با آن حضرت راست نيستند ومكاتيب با اهل شام مى نويسند ؛ ونيز انديشه فرمود كه
مستولى شام ، ترك ملك نمى كند واهل شام با او موافقند ؛ ديگر خون مسلمانان ريخته
مى شود. پس كتابت به معاويه نوشت وبا او صلح كرد.
الحافظ لجماجم
عساكر الإسلام من القاصي والداني.
آن حضرت نگاه
دارنده كله هاى سر لشكرهاى اسلام است ، از دور ونزديك. يعنى هر دو لشكر را كه
دوران ومخالفان ونزديكان وموافقان بودند ، از قتل وهلاك نگاه داشت ، وبر ايشان
ترحم فرموده ، خلافت را بگذاشت تا خون مسلمانان ريخته نشود. روايت كرده اند كه آن
حضرت چون در مداين فرود آمد با آن حضرت لشكرها بود ، همچو كوه وآن حضرت فرموده كه
كله هاى سر عرب تمامى در دست من بود من آن را نگاه داشتم از براى خداى تعالى ،
ونگذاشتم كه ايشان هلاك شوند واين نهايت شفقت ومرحمت است كه كسى ملك وخلافت را
بگذارد تا مؤمنان وبندگان خدا هلاك نشوند. واين از كمال كرم واحسان اوست.
الراحم على
المسلمين برفع الموت الأحمر القاني.
آن حضرت رحم كننده
است بر مسلمانان به برداشتن مرگ سوخ سخت سرخ ؛ مراد از مرگ سرخ قتل و [از سخت]
مبالغه در سرخى [است] وآن اشارت است بدانكه خون بسيار در ميان مسلمانان شده بود
وآن حضرت رحم فرمود وآن خون را از ميان ايشان برداشت بافكند [ن] صلح.
المصلح بين
الفئتين العظيمتين لتأييد الدين وتشييد المباني.
آن حضرت اصلاح
كننده است ميان دو گروه بزرگ از براى تقويت دين ومحكم گردانيدن بناهاى اسلام. واين
اشارت است بدانكه آن حضرت اصلاح فرمود ميان لشكرها. چنانچه در حديث صحيح وارد شده
كه آن حضرت [پيغمبر] در بالاى منبر بود وحضرت امير المؤمنين حسن نزد آن حضرت نشسته
بود آن حضرت فرمود : اين پسر من سيد است وزود باشد كه خداى تعالى اصلاح كند به
واسطه او ميان دو گروه بزرگ از مسلمانان.
سيد شباب أهل
الجنة ، في الجنة ذات القطوف الدواني.
آن حضرت سيد
جوانان اهل بهشت است كه آن بهشت خداوند [صاحب]
خوشه هاست كه
نزديكند از جهت چيدن آن خوشه ها ؛ واين اشارت است به حديث صحيح كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم وسلم فرمود : حسن وحسين سيدان جوانان اهل بهشت اند در بهشت
واين از مناقب آن دو حضرت است.
أبي محمد الحسن بن
علي السيد الرضا السبط الزكي.
كنيت آن حضرت ابو
محمد است وآن حضرت را فرزندان بوده وبزرگتر ايشان حسن مثنى نام داشته وديگر زيد بن
الحسن وفاطمه بنت حسين زوجه حسن مثنى بوده ؛ واسم مبارك آن حضرت اول حرب بوده
وحضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم او را حسن نام كرده چنانچه مذكور شد. واز جمله القاب آن
حضرت يكى سيد است ويكى رضا به واسطه آنكه كمال رضا وتواضع او را حاصل بوده ويكى
ديگر سبط ؛ زيرا كه آن حضرت سبط حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم است ويكى ديگر زكى به واسطه كمال پاكى وطهارت كه آن حضرت
داشته. اين القاب مشهور است.
الشهيد بالسم
النتيع ، المدفون بالبقيع.
آن حضرت شهيد است
به زهر پالوده خالص ودفن كرده شده است در بقيع. واين اشارت است به سبب شهادت آن
حضرت ؛ روايت كرده اند كه چون آن حضرت با اهل شام صلح كرد وخلافت را بگذاشت وبا
اهل وجماعت وساير اولاد امير المؤمنين على عليهالسلام به مدينه نقل فرمود ومدتي در آنجا ساكن شد بعد از آن جعدة
بنت اشعث بن قيس كه زوجه آن حضرت بود ، آن حضرت را زهر داد وآن حضرت مريض شد.
روايت كرده اند كه در مرض موت مى فرمود كه : مرا چند نوبت زهر دادن ؛ اين نوبت اثر
آن در رگ جان خود درمى يابم. چون مرض اشتداد يافت فرمود : فرش مرا نقل كنيد بن صحن
خانه ، شايد كه در ملكوت آسمان وزمين نظر كنم. بعد از آن وفات فرمود. ولادت آن
حضرت در مدينه بود در شب نصف رمضان سنه اثنين از هجرت ، ودر بعضى روايت سنه ثلاث
از هجرت ؛ ودر مدينه وفات
فرمود در بيست
وهشتم صفر سنه خمسين از هجرت ؛ وسن مبارك آن حضرت چهل وهفت سال وچند ماه بود وآن
حضرت را در بقيع دفن كردند آنجا كه امروز قبّه ساخته اند ، منسوب بدان حضرت وبه
عباس بن عبد المطلب است.
اللهم وصلّ على
سيدنا محمد وآله سيّما الامام المجتبى الحسن الرضا وسلّم تسليما.
ومنها
كلام الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن
علي رضياللهعنه» (ص ٩٩ ط عالم الكتب بيروت) قال :
لا رتبة فوق رتبة
النبوة ، ولا درجة أعلى من درجة الرسالة. والله سبحانه وتعالى أجرى سنته ألا يخص
بإفضاله ، وجميل صنعه وإقباله ، إلّا من يسمو إليه طرفه بالإجلال ، وألا يوضح له
قدره بين الاضراب والاشكال. ولكن ليس الأمر كما تذهب إليه الأوهام ، ولا كما يعتقد
فيه الأنام ، بل الجواهر مستورة في معادنها ، وقيمة المحال بساكنيها. فمن صبر على
مقساة الذل في الله تعالى ، وضع الله على رأسه قلنسوة العرفان ، فهو العزيز سبحانه
، الذي لا يشمت بأوليائه أعداءهم ولا يضيع من جميل عهده جزاءهم. فهم الذين سبقت لهم
منه العناية ، وصدقت فيهم الولاية فبقوا على الحق من غير تحريف ولا تحويل ،
وأدركتهم الرحمة السابقة ، فلم تتطرق إليهم مفاجأة تغيير ولا خفى تبديل.
وسيدنا الحسن بن
علي رضياللهعنه ، من الذين سبقت لهم من الله العناية ، واختصهم بالولاية ،
فالتزموا بالحق للحق ، فأدركتهم رعاية الحق ، حتى أوضح الله قدرهم بين الأشكال
والألوان ، ووضع على رءوسهم قلنسوة الهداية والعرفان ، فأحبهم صلوات الله وسلامه
عليه ، لحبهم لله تعالى ، وآثرهم بالترغيب فيهم ، والحث عليهم ، لقربهم منه
سبحانه.
ولقد توالت آيات
الله تعالى ، على إمامنا الحسن بن علي رضياللهعنه ، وأسبغ الله نعمه عليه ، حتى أفعم قلب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحبه ، وأمر بحبه ، وحث على حبه ، حتى جاء ذلك واضحا في
الصحيح من السنة.
وقال أيضا في ص
١٣٢ : دواعي الحق بحسن البيان ناطقة ، وألسنة الخلق فيما ورد به التكليف صادقة. وخواطر
الغيب بكشف ظلم الريب مفصحة ، وزواجر التحقيق عن متابعة التمويه للقلوب ملازمة.
غير أن الهداية ليست من حيث السعاية ، وإنما الهداية من حيث البداية. وليست
الهداية بفكر العبد ونظره ، وإنما الهداية بفضل الحق وجميل ذكره. فمن قام بحق الله
تعالى ، تولى الله أموره ، على وجه الكفاية ، فلا يخرجه إلى أمثاله ، ولا يدع شيئا
من أحواله ، إلّا أجراه على ما يريده بحسن إفضاله. فإن لم يفعل ما يريده ، جعل
العبد راضيا بما يفعل ، وروح الرضا على الأسرار ، أتم من راحة العطاء على القلوب.
وإمامنا الجليل
الحسن بن علي رضياللهعنه ، له من شهادة الخلق ، ما يعبر عنه بأقلام الحق ، ومن ثناء
الخلق ما يعد من دواعي الحق. فمنذ أن نشأ ، رضياللهعنه ، وهو يرى أن تقوى الله حمته من محارمه ، وألزمت قلبه
مخافته ، حتى أسهرت لياليه ، وأظمأت هواجره ، فأخذ الراحة بالنصب ، والري بالظمإ ،
واستقرب الأجل ، فبادر العمل ، وكذب الأمل. والباحث في تاريخه رضياللهعنه والدارس لسيرته ، والمتتبع لآثاره ، يجد من كلام الرواة
الثقات ، والحافظ المكثرين ما يبين لنا بوضوح واضح ، منزلة الامام الحسن بن علي رضياللهعنه ، عندهم ، ومكانته لديهم.
يقول عنه أبو نعيم
في الحلية : فأما السيد المحبب ، والحكيم المقرب ، الحسن بن علي رضياللهعنهما. فله في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب ، والمقام
المؤنق المهذب.
ويقول ابن أسعد
اليافعي : ومن توكله : أنه بلغه أن أبا ذر يقول : الفقر أحب إليّ من الغنى ،
والسقم أحب إليّ من الصحة. فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل
على حسن اختيار
الله تعالى له ، لم يختر غير ما اختار الله له.
ثم يعلق الحافظ
الذهبي على هذا فيقول في سير أعلام النبلاء : وهذا حد الوقوف على الرضا مما تصرف
به القضاء انتهى.
ويعبر ابن قتيبة
في كتابه النفيس (عيون الأخبار) عن منزلة الامام الحسن رضياللهعنه ، عند الناس فيقول : مقام الحسن عند عمر بن هبيرة : كتب
ابن هبيرة إلى الحسن ، وابن سيرين ، والشعبي ، فقدم بهم عليه ، فقال لهم : إن أمير
المؤمنين يكتب إليّ في الأمر ، إن فعلته خفت على ديني ، وإن لم أفعله خفت على نفسي.
فقال له ابن سيرين ، والشعبي قولا رققا فيه. وقال له الحسن : يا ابن هبيرة ، إن
الله يمنعك من يزيد ، وإن يزيد لا يمنعك من الله. يا ابن هبيرة خف الله في يزيد
ولا تخف يزيد في الله. يا ابن هبيرة : إنه يوشك أن يبعث الله إليك ملكا فينزلك عن
سريرك إلى سعة قصرك ، ثم يخرجك عن سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، ثم لا ينجيك إلّا عملك
، يا ابن هبيرة : إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فأمر له بأربعة آلاف درهم.
وأمر لابن سيرين والشعبي بألفين ، فقالا : رققنا فرقق لنا انتهى.
وأخرج اليعقوبي في
تاريخه بسنده قال : قال معاوية : ما تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا
يسكت من الحسن بن علي ، وما سمعت منه كلمة فحش قط ، إلّا مرة ، فإنه كان بين الحسن
بن علي ، وبين عمرو بن عثمان بن عفان ، خصومة في أرض ، فعرض الحسن بن علي أمرا ،
لم يرضه عمرو؟ فقال الحسن ليس له عندنا إلّا ما رغم أنفه ، فهذه أشد كلمة فحش
سمعتها منه قط. انتهى.
ويقول الهجويري في
الكشف : عند ما ارتفع شأن القدريين ، وكانت لهم الغلبة ، وانتشر مبدأ أهل الاعتزال
في الدنيا ، كتب الحسن البصري إلى الحسن بن علي وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ،
السلام عليك يا ابن رسول الله ، وقرة عينه ، ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فإنكم
معشر بني هاشم كالفلك الجارية في اللجج ، ومصابيح الدجى ، وأعلام الهدى والأئمة
القادة ، الذين من تبعهم نجا ، كسفينة نوح المشحونة ،
التي يأوي إليها
المؤمنون ، وينجو بها المتمسكون. فما قولك يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند حيرتنا في القدر ، واختلافنا في الاستطاعة؟ لتعلمنا
بما تأكد عليه رأيك ، فإنكم ذرية بعضها من بعض ، يعلم الله علمكم ، وهو الشاهد
عليكم ، وأنتم شهداء على الناس ، والسلام.
وحينما وصله
الخطاب أجابه قائلا : أما بعد : فقد انتهى إليّ كتابك ، عند حيرتك وحيرة من زعمت
من أمتنا ، والذي عليه رأي : أن من لم يؤمن بالقدر خيره وشره ، فقد كفر ، ومن حمل
المعاصي على الله فقد فجر ، إن الله لا يطاع بإكراه ، ولا يعصى بغلبة ، ولا يهمل
العباد من المملكة ، ولكنه المالك لما ملكهم ، والقادر على ما غلب عليه قدرتهم ،
فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا ، ولا لهم عنا مثبطا ، فإن أتوا بالمعصية ،
وشاء أن يمن عليهم ، ويحول بينهم وبينها فعل ، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها
إجبارا ، ولا ألزمهم إياه إكراها باحتجاجه عليهم ، أن عرضهم ومكنهم ، وجعل لهم
السبيل إلى أخذ ما دعاهم إليه ، وترك ما ينهاهم عنه ، ولله الحجة البالغة والسلام.
ثم يعلق الهجويري
على هذا فيقول : ويقصد الحسن أن العبد مختار في كسبه بقدر استطاعته من الله عزوجل والدين بين الجبر والقدر ، ولم يكن مرادي من هذا الخطاب
إلّا هذه الكلمة ، ولكني أوردتها بجملتها ، لأنها بينة الفصاحة والبلاغة ، وقد
أوردتها لأبين إلى أي درجة بلغ رضياللهعنه في علم الحقائق والأصول ، فإشارة الحسن البصري بالرغم من
بلاغتها ، تعد من بدء العلم.
وقد قرأت أنه
بينما كان الحسن بن علي جالسا عند باب داره في الكوفة ، إذ جاء أعرابي فسبه وسب
أباه وامه ، فنهض الحسن بن علي قائلا : أيها الأعرابي ، أجوعان أنت حتى أطعمك ، أم
ظمآن حتى أرويك ، أم ما ذا بك؟ فلم يلتفت الأعرابي إليه ، بل استمر في سبابه ،
فأمر الحسن عبده أن يأتي بكيس من الفضة ، ثم أعطاه للرجل قائلا : عفوا أيها
الأعرابي ، فليس لدي غيره ، ولو كان لدي المزيد لأعطيتك. وعند ما سمع
الأعرابي منه هذا
القول صاح : أشهد أنك ابن بنت النبي صلىاللهعليهوسلم فقد جئتك أختبر حلمك. ثم قال : هكذا يكون أولياء الله
الحقيقيون ، الذين لا يهمهم ، أمدحهم الناس أم لاموهم ، والذين يسمعون اللوم
هادئين فيستوي عندهم مدح الخلق لهم أو قدحهم فيهم.
وأخرج ابن حجر في
تهذيب التهذيب بسنده قال : قال جويرة : لما مات الحسن ابن علي بكى مروان في جنازته
، فقال الحسين : أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم
من هذا ، وأشار بيده إلى الجبل.
ويقول ابن خلكان
في وفيات الأعيان : كان الحسن إذا فرغ من الوضوء تغير لونه ، فقيل له في ذلك ،
فقال : حق على ما أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغير لونه اه.
وأخرج الحافظ ابن
كثير بسنده قال : ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي.
وقال غيره : كان
الحسن إذا صلّى الغداة في مسجد رسول الله ، يجلس في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع
الشمس ، ثم يسند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، رجل له شرف إلّا أتاه ويجلس إليه من يجلس ، من سادات
الناس يتحدثون عنده ، ثم يقوم فيدخل على أمهات المؤمنين فيسلم عليهن ، فربما
أتحفنه ثم ينصرف إلى منزله ، وما نزل لمعاوية عن الخلافة إلّا من ورعه ، صيانة
لدماء المسلمين.
كان له على معاوية
في كل عام جائزة ، وكان يفد إليه ، فانقطع سنة عن الذهاب وجاء وقت الجائزة فاحتاج
الحسن فربما أجازه بأربعمائة ألف درهم ، وراتبه في كل سنة مائة ألف ، إليها ـ وكان
من أكرم الناس ـ فأراد أن يكتب إلى معاوية ليبعث بها إليه ، فلما نام تلك الليلة
رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، في المنام فقال له : يا بني أتكتب إلى مخلوق بحاجتك؟
وعلمه دعاء يدعو به ، فترك الحسن ما كان هم به من الكتاب ، فذكره معاوية وافتقده ،
وقال : ابعثوا إليه بمائتي ألف ، فلعل له ضرورة في تركه القدوم علينا ، فحملت إليه
من غير سؤال.
وقال صالح بن أحمد
: سمعت أبي يقول : الحسن بن علي مدني ثقة. حكاه ابن عساكر في تاريخه ، قالوا :
وقاسم الله ثلاث مرات ، وخرج من ماله مرتين ، وحج خمسا وعشرين مرة ماشيا ، وأن
النجائب لتقاد بين يديه.
وروى ذلك البيهقي
من طريق عبيد الله بن عمير عن ابن عباس ، وقال علي بن زيد ابن جدعان : وقد علق
البخاري في صحيحه : أنه حج ماشيا والنجائب تقاد بين يديه.
وروى داود بن رشيد
عن حفص عن جعفر بن محمد عن أبيه ، قال : حج الحسن ابن علي ماشيا والنجائب تقاد بين
يديه ، ونجائبه تقاد إلى جنبه.
وقال العباس بن
الفضل عن القاسم عن محمد بن علي قال : قال الحسن بن علي : إني لأستحي من ربي أن
ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه.
قالوا : وكان يقرأ
في بعض خطبه سورة إبراهيم. وكان يقرأ كل ليلة سورة الكهف قبل أن ينام ، يقرؤها من
لوح كان يدور معه حيث كان من بيوت نسائه ، فيقرؤه بعد ما يدخل في الفراش قبل أن
ينام رضياللهعنه.
وأخرج ابن عساكر
في تاريخه بسنده ، وابن عبد البر في الاستيعاب قالا : قال له والده علي رضياللهعنه يوما : قم يا حسن فاخطب الناس. فقال : إني أهابك أن أخطب
وأنا أراك ، فتغيب عنه بحيث يسمع كلامه ولا يراه. فقام الحسن فحمد الله ، وأثنى
عليه ، وتكلم ثم نزل. فقال علي : ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. وهاجر قوم من
قريش فذكر كل رجل منهم مناقبه فقال معاوية للحسن : يا أبا محمد ، ما يمنعك من
القول فما أنت بكليل اللسان؟ قال يا أمير المؤمنين : ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة
إلّا ولي مخضها ولبابها ثم قال :
فيم الكلام وقد
سبقت مبرزا
|
|
سبق الجياد من
الذي يتنفس؟
|
وأخرج اليعقوبي في
تاريخه بسنده عن رجاء بن ربيعة قال : كنت جالسا بالمدينة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو
فمر الحسن بن علي
، فسلم فرد عليه القوم ، وسكت عبد الله بن عمرو ، ثم أتبعه فقال : وعليك السلام
ورحمة الله ، ثم قال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، والله ما كلمته منذ
ليال صفين. فقال أبو سعيد : ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه؟ قال : نعم. قال : فقام
فدخل أبو سعيد فاستأذن له ، ثم استأذن لعبد الله بن عمرو ، فدخل فقال أبو سعيد
لعبد الله بن عمرو : حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن. فقال : نعم ، أنا أحدثكم
به ، أنه أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قال : فقال له الحسن. إذا علمت أني أحب أهل
الأرض إلى أهل السماء فلم قاتلتنا أو كثرت يوم صفين؟ قال : أما أني والله ما كثرت
سوادا ولا ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبي أو كلمة نحوها. قال : أما علمت أنه لا
طاعة لمخلوق في معصية الله؟ قال : بلى ولكني كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فشكاني أبي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال يا رسول الله : إن عبد الله بن عمرو يصوم النهار ،
ويقوم الليل ، قال صم وأفطر وصل ونم ، فإني أنا اصلي وأنام وأصوم وأفطر. ثم قال لي
: يا عبد الله ، أطع أباك ، فخرج يوم صفين وخرجت معه.
رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة.
وعن عبد الرحمن بن
أبي عوف قال : قال عمرو بن العاص ، وأبو الأعور السلمي لمعاوية : إن الحسن بن علي
عيي فقال معاوية : لا تقولا ذلك فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قد تفل في فيه ، ومن تفل في فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فليس بعيي. فقال الحسن بن علي : أما أنت يا عمرو ، فتنازع
فيك رجلان فانظر أيهما أباك ، وأما أنت يا أبا الأعور ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعن رعلا ، وذكوان ، وعمرو بن سفيان.
رواه الطبراني عن
شيخه محمد بن عون السيرافي ورجاله ثقات.
وعن المقبري قال :
كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي رضياللهعنهما ، فسلم فرد عليه القوم ، ومعنا أبو هريرة لا يعلم. فقيل له
: هذا حسن بن علي يسلم ، فلحقه
فقال : وعليك يا
سيدي. فقيل له تقول : يا سيدي؟ فقال : أشهد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنه لسيد. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وأخرج الحافظ
الذهبي في سير أعلام النبلاء قال : أنبأنا العوام بن حوشب ، عن هلال بن يساف قال :
سمعت الحسن يخطب ويقول : يا أهل الكوفة ، اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم ، وإنا
أضيافكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله فيهم : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ). قال : فما رأيت قط باكيا أكثر من يومئذ.
وأخرج المسعودي في
مروج الذهب بسنده قال : قال صاحب العقد : بينما معاوية جالس في أصحابه إذ قيل له :
الحسن بالباب. فقال معاوية : انه إن دخل علينا أفسد ما نحن فيه. فقال له مروان بن
الحكم : ائذن له ، فإني أسأله عما ليس عنده فيه جواب. قال معاوية : لا تفعل ،
فإنهم قوم : ألهموا الكلام عن وحي ، واغترفوه من بحر.
وأخرج ابن عساكر
في تاريخه بسنده قال : قال عبد الله بن مصعب : كان رجل عندنا قد انقطع في العبادة
فإذا ذكر عبد الله بن الزبير بكى ، وإذا ذكر عليا نال منه ، فقلت له : ثكلتك أمك ،
لغدوة من علي ، أو روحة في سبيل الله ، خير من عمر عبد الله ابن الزبير حتى مات.
ولقد أخبرني عبد
الله بن عروة أن عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن في غداة من الشتاء باردة ، فو
الله ما قام حتى تصبب جبينه عرقا فغاظني ذلك ، فقمت إليه ولمته على ما فعل فقال :
والله يا ابن أخي ما قالت النساء عن مثله.
وأخرج ابن عبد
البر في الاستيعاب ، وابن الأثير الجزري في تاريخه الكامل : كان الحسن بن علي رضياللهعنه ، حليما كافيا ، ورعا فاضلا ، دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك
الملك والدنيا رغبة فيما عند الله ، وكان يقول :
والله ما أحببت
منذ علمت ما ينفعني وما يضرني أن ألي أمر أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، على أن يهراق في ذلك محجمة دم.
وكان من المبادرين
إلى نصرة عثمان بن عفان.
وأخرج الحافظ
الذهبي بسنده قال : حدثني مساور السعدي قال : رأيت أبا هريرة قائما على مسجد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يوم مات الحسن ، يبكي وينادي بأعلى صوته : يا أيها الناس ،
مات اليوم حب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فابكوا.
ويقول ابن أسعد
اليافعي في مرآة الجنان : ومناقبه ـ أي الحسن بن علي ـ بالأنساب ، والاكتساب ،
والقرابة ، والنجابة ، والمحاسن ، في الظاهر والباطن معروفة مشهورة ، وفي تعدادها
غير محصورة ، وكان مع نهاية الشرف والارتفاع في غاية التلطف والاتضاع انتهى. رحمهالله تعالى ورضي عنه.
ومنها
وقام بعده ابنه
السبط الحسن
|
|
ونجل صخر في
الخلاف ما سكن
|
سنة إحدى في
ربيع الآخر
|
|
تنازل الجمعان
بالعسكر
|
قريب الأنبار
بأرض مسكن
|
|
وظهر القدر بجيش
الحسن
|
(وقام) بالخلافة والولاية بمبايعة أهل
الكوفة أجمعين (بعده) أي بعد قتل علي كرّم الله وجهه (ابنه) فاعل قام وهو (السبط)
بكسر السين وسكون الباء أي سبط رسول الله صلىاللهعليهوسلم وريحانته ، والسبط لغة ابن بنت الرجل (الحسن) عطف بيان وهو
آخر الخلفاء الراشدين ، وخلافته حقّ وصدق بنص جدّه صلىاللهعليهوسلم عليها كما سيأتي بيانه ، وبإجماع أهل الكوفة كما مرّ ، ومن
ثمة لما قال في خطبة الصلح الآتي : إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه إلخ ، أقرّ له
معاوية بذلك ولم يردّ عليه ، وإلى ذلك أشار بقوله : (ونجل صخر) أي معاوية بن أبي
سفيان بن صخر بن حرب ، والنجل بالنون والجيم الولد كما مرّ (في الخلاف) أي
المخالفة والنزاع مع الامام (ما سكن) بل استمر على ذلك ، ثم إن الحسن رضياللهعنه أقام بالخلافة ستة
أشهر ، وبعد ذلك
سار إلى معاوية في أربعين ألفا أو أكثر (سنة إحدى) وأربعين (في) شهر (ربيع الآخر)
وقيل في شهر ربيع الأول وقيل في جمادي الاولى.
إلى أن قال في ص
٢٨٥ : (و) كان (خير أهل عصره وأشرفا) سيدا حليما كريما زاهدا ذا سكينة ووقار جوادا
ممدوحا ، خرج من مال الله مرتين ، وقاسم لله ماله ثلاث مرات حتى إن كان ليعطي نعلا
ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا ، وسمع رجلا يسأل ربّه عزوجل عشرة آلاف درهم ، فبعث بها إليه ، وأخرج أبو نعيم في
الحلية أنه قال : إني لأستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فحج عشرين حجة
ماشيا ، وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضياللهعنهما قال : لقد حج الحسن خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وأن النجائب
لتقاد بين يديه.
وشكى إليه رجل
حاله وفقره بعد أن كان ذا ثروة فأعطاه خمسمائة دينار وخمسين ألف درهم ، ثم اعتذر
إليه أنه لم يجد غيرهما.
وأخرج ابن عساكر
أنه قيل له : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إليّ من الغنى ، والسقم أحب إليّ من
الصحة ، فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل إلى حسن اختيار الله له
، لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له. وفضائله لا تفي بذكرها هذه
العجالة.
ومنها
كلام الشريف أبو الحسن علي الحسني
الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص ١٩٥ ط دار القلم دمشق) قال :
الحسن بن علي بن
أبي طالب رضياللهعنه :
هو الحسن بن علي
بن أبي طالب ، ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء وريحانته ، وأشبه خلق الله به في
وجهه. ولد للنصف من شعبان سنة ثلاث من الهجرة على الصحيح ، وقيل في رمضان. كان
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحبه حبا شديدا
حتى كان يقبل
زبيبته وهو صغير ، وربما مص لسانه ، واعتنقه وداعبه ، وربما جاء ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره ، ويقره على ذلك ويطيل
السجود من أجله ، وربما صعده على المنبر.
وقد روى الزهري عن
أنس قال : كان الحسن بن علي أشبههم وجها لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعن هانئ عن علي قال : الحسن أشبه برسول الله ما بين
الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه برسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أسفل من ذلك. وكان علي يكرم الحسن إكراما زائدا ويعظمه
ويبجله ، وقد قال له يوما : يا بني ألا تخطب حتى أسمعك؟ فقال : إني أستحيي أن أخطب
وأنا أراك ، فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن ، ثم قام الحسن في الناس خطيبا وعلي
يسمع ، فألقى خطبة بليغة فصيحة ، فلما انصرف جعل علي يقول : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ
وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). وكان أكثر دهره صامتا ، فإذا قال بذ القائلين ، وكان لا
يشارك في دعوة ولا يدخل في مراء ، ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا ، وقاسم الله ماله
ثلاث مرات ، وخرج من ماله مرتين ، وحج خمسا وعشرين مرة ماشيا ، وإن النجائب لتقاد
من يديه.
وقد كان ابن عباس
يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا ، ويرى هذا من النعم عليه ، وكانا إذا طافا
بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما.
ومنها
كلام الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء
الرسول صلىاللهعليهوآله
في كربلاء» (ص ٥٧ ط دار ثابت بالقاهرة) قال :
كان عابدا : يحب
الله ويخشاه ، ويخرج إلى الحج من المدينة إلى مكة أعواما كثيرة ماشيا على قدميه
والنجائب تقاد بين يديه ، حتى إذا سئل عن سبب هذا الاجتهاد لنفسه أجاب : إني أستحي
أن ألقى ربي ، ولم أمش على قدمي إلى بيته.
كان جوادا : لم
يكن يبقى من ماله شيئا .. لا يعرف مكروبا إلّا فرّج كربته ، ولا غارما إلّا قضى
دينه .. سيدا : لا يعرف الدنيّة ولا يقبلها ، ولا يعرف السوء طريقا إلى لسانه
ومقاله .. يقول محمد بن إسحاق : ما رأيت أحدا كان إذا تحدث تمنيت ألا يسكت ، مثل
الحسن بن علي .. وما سمعت منه كلمة سوء قط .. وإن أشدّ كلمة سمعتها منه ، هي تلك
التي قالها حين وقعت خصومة بينه وبين عمرو بن عثمان ، فقال الحسن : ليس له عندنا
إلّا ما رغم أنفه .. تلك أشد كلمة سمعته يقولها ..!!
ولقد تحدث رضياللهعنه راسما للناس صورة المؤمن المثالي الرشيد ، فقال : إنه من
تصغر في عينه ويخرج على سلطان بطنه ، وفرجه ، وجهله .. لا يسخط ولا يتبرم .. إذا
جالس العلماء ، كان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم .. وإذا غلب على الكلام ،
لم يغلب على الصمت .. لا يشارك في ادّعاء .. ولا يدخل في مراء .. لا يغفل عن
إخوانه ، ولا يختص نفسه بخير دونهم. وإذا تردد بين أمرين ، لا يدرى أيهما أقرب إلى
الحق. نظر أيهما أقرب من هواه ، فخالفه واتّقاه ..!!
ومنها
كلام العلامة شمس الدين أبو البركات
محمد الباعوني الشافعي في «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي
طالب» (ص ١٢٠ نسخة
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وكان الحسين يعظمه
ويمتثل أمره ويرد الناس إذا اجتمعوا وازدحموا عليه وكان عليهالسلام عالما عابدا ناسكا صديقا فاضلا مهابا جوادا وقورا حليما
حكيما فصيحا ورعا صدوقا وليا تقيا شديد الخوف كثير الخشوع جامعا بجميع الأوصاف
الحميدة حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وان الجياد لتقاد معه ولقد قاسم الله ماله ثلاث
مرات حتى انه كان يعطي الخف والنعل.
ومنها
كلام يسرى عبد الغني البشري في «تعاليق
كشف الكربة ـ لابن رجب» (ص ٥٥ ط بذيل أصل
الكتاب) قالت :
الامام الحسن بن
علي هو سبط رسول الله صلىاللهعليهوسلم وريحانته ، كانت حياته ومماته صورة من أروع صور النبل
والتضحية والعفة والنزاهة وسكينة النفس .. ونقاء الضمير .. وسلامة الوجدان .. حسبه
منزلة رفيعة في الدنيا والآخرة أنه حفيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم .. وابن الامام علي .. وفاطمة الزهراء .. وشقيق الحسين سيد
الشهداء .. وحسبه مكانة عالية بين الصديقين والأبرار أنه رفض أن يصل إلى منصب
الخلافة عن طريق مضرج بدماء الشهداء .. وآثر أن يرفع راية السلام .. بدلا من أن
يطلق صيحة الحرب .. فقد كان قلبه مضيئا بالرحمة .. ووجدانه مشرقا بالحنان .. ونفسه
مزدحمة بالفضائل.
كانت قبلات النبي صلىاللهعليهوسلم التي تتضوع كعبير السماء على شفتيه .. وكان حب النبي له
ولأخيه الامام الحسين يجعل حياتهما كحياة الملائكة .. إذا كان في نقاء النور ..
وصفاء الجدول الرقراق .. ففي طفولتهما الباهرة الطاهرة أخذا من بيت النبوة كلمات
الوحي .. وتعاليم السماء .. ومنهج الإسلام .. والتربية الالهية .. ومن بيت الابوة
والامومة أخذا المثل العليا .. والقدوة الحسنة .. وفي هذا المناخ الناصع الشفاف
نشأ الامامان الحسن والحسين كوكبين دريين .. لا يكاد يمر يوم دون أن يعرب النبي صلىاللهعليهوسلم لأصحابه عن حبه لحفيديه .. وكان الامام الحسن أكثر شبها
برسول الله صلىاللهعليهوسلم في ملامحه .. حدث ذات يوم أن كان أبو بكر وعلي خارجين من
المسجد بعد الصلاة .. وإذا بهما يريان الحسن يلعب .. فحمله أبو بكر وداعبه .. ثم
قال وداعبه .. ثم قال له : بأبي شبيه بالنبي .. وليس شبيها بعلي .. والامام علي
يضحك.
مستدرك
فضائل ومناقب الامام الثالث السبط سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن
علي عليهماالسلام
لله درّ الصاحب
ابن عباد حيث يرثي سيدنا الحسين عليهالسلام :
عين جودي على
الشهيد القتيل
|
|
واتركي الخدّ كالمحل
المحيل
|
كيف يشفي البكاء
في قتل مولا
|
|
ي إمام التنزيل
والتأويل
|
ولو أن البحار
صارت دموعي
|
|
ما كفتني لمسلم
بن عقيل
|
قاتلوا الله
والنبي ومولا
|
|
هم عليا إذ
قاتلوا ابن الرسول
|
صرعوا حوله
كواكب دجن
|
|
قتلوا حوله
ضراغم غيل
|
اخوة كل واحد
منهم لي
|
|
ث عرين وحدّ سيف
صقيل
|
أوسعوهم طعنا
وضربا ونحرا
|
|
وانتهابا يا ضلة
من سبيل
|
والحسين الممنوع
شربة ماء
|
|
بين حر الظبى
وحر الغليل
|
مثكل بابنه وقد
ضمّه وه
|
|
وغريق من الدماء
الهمول
|
فجعوه من بعده
برضيع
|
|
هل سمعتم بمرضع
مقتول
|
ثم لم يشفهم سوى
قتل نفس
|
|
هي نفس التكبير
والتهليل
|
هي نفس الحسين
نفس رسول ال
|
|
له نفس الوصي
نفس البتول
|
ذبحوه ذبح
الأضاحي فيا قل
|
|
ب تصدّع على
العزيز الذليل
|
وطئوا جسمه وقد
قطّعوه
|
|
ويلهم من عقاب
يوم وبيل
|
أخذوا رأسه وقد
بضّعوه
|
|
إن سعي الكفار
في تضليل
|
نصبوه على القنا
فدمائي
|
|
لا دموعي تسيل
كل مسيل
|
واستباحوا بنات
فاطمة الزه
|
|
راء لمّا صرخن
حول القتيل
|
حملوهن قد كشفن
على الأق
|
|
تاب سبيا بالعنف
والتهويل
|
يا لكرب بكربلاء
عظيم
|
|
ولرزء على النبي
ثقيل
|
كم بكى جبرئيل
مما دهاه
|
|
في بنيه صلّوا
على جبرئيل
|
سوف تأتي
الزهراء تلتمس الحك
|
|
م إذا حان محشر
التعديل
|
وأبوها وبعلها
وبنوها
|
|
حولها والخصام
غير قليل
|
وتنادي يا رب
ذبّح أولا
|
|
دي لما ذا وأنت
خير مديل
|
فينادى بمالك
ألهب النا
|
|
ر وأجج وخذ بأهل
الغلول
|
ويجازى كل بما
كان منه
|
|
من عقاب التخليد
والتنكيل]
|
يا بني المصطفى
بكيت وأبكي
|
|
ت ونفسي لم تأت
بعد بسولي
|
ليست روحي ذابت
دموعا فأبكي
|
|
للذي نالكم من
التذليل
|
فولائي لكم
عتادي وزادي
|
|
يوم ألقاكم على
سلسبيل
|
لي فيكم مدائح
ومراث
|
|
حفظت حفظ محكم
التنزيل
|
قد كفاني في
الشرق والغرب فخرا
|
|
أن يقولوا : من
قيل اسماعيل
|
ومتى كادني
النواصب فيكم
|
|
حسبي الله وهو
خير وكيل
|
مديحة سيدنا
الشهيد الامام الحسين عليهالسلام قالها العلامة الحجة الآية الشيخ محمد حسين الكمباني
الاصفهاني قدسسره :
أسفر صبح اليمن
والسعادة
|
|
عن وجه سر الغيب
والشهادة
|
أسفر عن مرآة
غيب الذات
|
|
ونسخة الأسماء
والصفات
|
تعرب عن غيب
الغيوب ذاته
|
|
تفصح عن أسمائه
صفاته
|
ينبئ عن حقيقة
الحقائق
|
|
بالحق والصدق
بوجه لائق
|
لقد تجلى أعظم
المجالي
|
|
في الذات والصفات
والأفعال
|
روح الحقيقة
المحمدية
|
|
عقل العقول
الكمل العلية
|
فيض مقدس عن
الشوائب
|
|
مفيض كل شاهد
وغائب
|
تنفس الصبح بنور
لم يزل
|
|
بل هو عند أهله
صبح الأزل
|
وكيف وهو النفس
الرحماني
|
|
في نفس كل عارف
رباني
|
به قوام الكلمات
المحكمة
|
|
به نظام الصحف
المكرمة
|
تنفس الصبح بسر
القدم
|
|
بصورة جامعة
للكلم
|
تنفس الصبح
بالاسم الأعظم
|
|
محا عن الوجود
رسم العدم
|
بل فالق الإصباح
قد تجلى
|
|
فلا ترى بعد
النهار ليلا
|
فأصبح العلم ملأ
النور
|
|
وأيّ فوز فوق
نور الطور
|
ونار موسى قبس
من نوره
|
|
بل كل ما في
الكون من ظهوره
|
أشرق بدر من
سماء المعرفة
|
|
به استبان كل
اسم وصفة
|
به استنار عالم
الإبداع
|
|
والكل تحت ذلك
الشعاع
|
به استنار ما
يرى ولا يرى
|
|
من ذروة العرش
إلى تحت الثرى
|
|
فهو بوجهه الرضى
المرضى
|
|
نور السموات
ونور الأرض
|
|
|
فلا توازي نوره
الأنوار
|
|
بل جل أن تدركه
الأبصار
|
|
|
غرته بارقة
الفتوة
|
|
قرة عين خاتم
النبوة
|
|
|
تبدو على غرته
الغراء
|
|
شارقة الشهامة
البيضاء
|
|
|
بادية من آية
الشهامة
|
|
دلائل الاعجاز
والكرامة
|
|
|
من فوق هامة
السماء همته
|
|
تكاد تسبق
الفضاء مشيته
|
|
|
ما هامة السماء
من مداها
|
|
ان إلى ربك
منتهاها
|
|
|
أم الكتاب في
علو المنزلة
|
|
وفي الأبا نقطة
باء البسملة
|
|
|
تمت به دائرة
الشهادة
|
|
وفي محيطها له
السيادة
|
|
|
|
|
|
|
لو كشف الغطاء
عنك لا ترى
|
|
سواه مركزا لها
ومحورا
|
وهل ترى لملتقى
القوسين
|
|
أثبت نقطة من
الحسين
|
فلا ورب هذه
الدوائر
|
|
جل عن الأشباه
والنظائر
|
بشرك يا فاتحة
الكتاب
|
|
بالمعجز الباقي
مدى الاحقاب
|
وآية التوحيد
والرسالة
|
|
وسر معنى لفظة
الجلالة
|
بل هو قرآن
وفرقان معا
|
|
فما أجل أجل
شأنه وأرفعا
|
هو الكتاب
الناطق الالهي
|
|
وهو مثال ذاته
كما هي
|
ونشأة الأسماء
والشئون
|
|
كل نقوش لوحه
المكنون
|
لا حكم للقضاء
إلّا ما حكم
|
|
كأنه طوع بنانه
القلم
|
رابطة المراد
بالارادة
|
|
كأنه واسطة
القلادة
|
ناطقة الوجود
عين المعرفة
|
|
ونسخة اللاهوت
ذاتا وصفة
|
في يده أزمة
الأيادي
|
|
بالقبض والبسط
على العباد
|
بل يده العليا
يد الافاضة
|
|
في الأمر والخلق
ولا غضاضة
|
لك الهنا يا سيد
الكونين
|
|
فغاية الآمال في
الحسين
|
وارث كل المجد
والعلياء
|
|
من المحمدية
البيضاء
|
فانه منك وأنت
منه في
|
|
كل المعاني يأله
من شرف
|
وفيه سر الكل في
الكل بدا
|
|
روحان في روح
الكمال اتحدا
|
لك العروج في
السموات العلى
|
|
له العروج في
سموات العلا
|
حظك منتهى
الشهود في دنى
|
|
وسهمه أقصى
المنى من الفنا
|
منك أساس العدل
والتوحيد
|
|
منه بناء قصره
المشيد
|
منك لواء الدين
وهو حامله
|
|
قام بحمله
الثقيل كاهله
|
والمكرمات
والمعالي كلها
|
|
أنت لها المبدأ
وهو المنتهى
|
لك الهنا يا
صاحب الولاية
|
|
بنعمة ليس لها
نهاية
|
أنت من الوجود
عين العين
|
|
فكن قرير العين
بالحسين
|
شبلك في القوة
والشجاعة
|
|
نفسك في العزة
والمناعة
|
منطقك البليغ في
البيان
|
|
لسانك البديع في
المعاني
|
طلعتك الغراء
بالاشراق
|
|
كالبدر في
الأنفس والآفاق
|
صفاتك الغر له
ميراث
|
|
والمجد ما بين
الورى تراث
|
لك الهنا يا
غاية الإيجاد
|
|
بمده الخيرات
والأيادي
|
وهو سفينة
النجاة في اللجج
|
|
وبابها السامي
ومن لج ولج
|
سلطان إقليم
الحفاظ والابا
|
|
مليك عرش الفخر
اما وأبا
|
رافع راية الهدى
بمهجته
|
|
كاشف ظلمة العمى
ببهجته
|
مستدرك
تاريخ ولادة سيد الشهداء الحسين بن علي عليهماالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٢٥٦ وج ١٩ ص ٣٦١ وج ٢٧ ص ١ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٣٩٨ ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وقال خليفة بن
خيّاط : وفي سنة أربع ولد الحسين بن علي بن أبي طالب.
وقال الزبير بن
بكار : ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع.
وقال حفص بن غياث
عن جعفر بن محمد : كان بين الحسن والحسين طهر واحد.
وقال عبد الله بن
ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه ، مثل ذلك.
وقال محمد بن سعد
: علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة وكان بين
ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة ، وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من
الهجرة.
وقال زهير بن
العلاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة : ولدت فاطمة حسينا بعد حسن بسنة وعشرة
أشهر ، فمولده لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ.
__________________
ومنهم علامة
التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ـ ابن عساكر في «ترجمة
الامام الحسين عليهالسلام ـ من تاريخ دمشق» (ص ١٤ ط دار التعارف للمطبوعات بيروت)
قال :
أنبأنا أبو سعد [المطرز]
محمد بن محمد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا أبو
حامد : أحمد بن محمد النيسابوري ، أخبرنا محمد بن إسحاق ، أخبرنا أبو الأشعث ،
أخبرنا زهير بن العلا [ء] أخبرنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : ولدت فاطمة
حسينا بعد حسن بسنة وعشرة أشهر ، فمولده لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ وقتل
يوم الجمعة يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرّم سنة إحدى وستين وهو ابن أربع وخمسين
سنة وستة أشهر ونصف.
ومنهم الحافظ أبو
حاتم محمد بن حبان بن أحمد المشتهر بابن حبان البستي السجستاني المتوفى ٣٥٤ ه في «تاريخ
الصحابة الذين روي عنهم الأخبار» (ص ٦٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال
بعد ذكر اسمه
ونسبه : ابن فاطمة الزهراء كنيته : أبو عبد الله. بينه وبين أخيه طهر واحد
كان النبي صلىاللهعليهوسلم يقول اللهم إني أحبهما فأحبهما. قتل يوم عاشوراء بكربلاء
يوم السبت وهو عطشان سنة إحدى وستين : وفي هذه السنة ولد عمر بن عبد العزيز وقتادة
والأعمش وهشام بن عزرة.
وقال أيضا في
كتابه «الثقات» ج ٣ ص ٦٨ مثل ما تقدم.
ومنهم أبو الفوز
محمد أمين في «سبائك الذهب» (ص ٣٢٠ ط بيروت) قال :
ولد رضياللهعنه بالمدينة لخمس خلون من شعبان لسنة أربع من الهجرة ، وقد
علقت به البتول رضياللهعنها بعد ولادة أخيه الحسن لخمسين ليلة. هكذا صح النقل. ولما
ولد أخذه النبي صلىاللهعليهوسلم في حجره وأذّن في اذنه اليمنى ، وأقام في اذنه اليسرى وفعل
به كما فعل بأخيه الحسن رضياللهعنهما. وقد روي
عنه صلىاللهعليهوسلم قال : حسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحب الحسين. وفضائله
كثيرة لا يسعها مثل هذا الموضع.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٣ ص ١٧٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي ذي القعدة من
هذه السنة : علقت فاطمة بابنها الحسين رضياللهعنهما ، وكان بين ولادتها الحسن وعلوقها بالحسين خمسين ليلة.
وقال في ص ٢٠٤ :
وفي هذه السنة : ولد الحسين بن علي ، لثلاث ليال خلون من شعبان. أخبرنا أبو منصور
القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : أخبرنا محمد
بن المظفر ، قال : حدثنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني ، قال : أخبرنا أبو بكر
البرقي ، قال : ولد الحسين بن علي رضياللهعنهما في ليال خلون من شعبان من سنة أربع من الهجرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه : «اصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله» (ص ٧٦) قال :
ولد الحسين سماه
الامام حربا. فجاء الرسول صلىاللهعليهوسلم يقول : ما ذا سميتموه؟ أجاب الامام : سميته حربا فقال عليهالسلام بل هو حسين ـ وهو سيد شباب أهل الجنة.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٠٣ ط دار القلم دمشق) قال :
ولد الحسين بن علي
لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع ، وحنّكه النبي صلىاللهعليهوسلم وتفل في فيه ودعا له وسمّاه حسينا ، وكان وجه الحسن ـ كما
قدّمنا ـ يشبه وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد أدرك الحسين من حياة النبي صلىاللهعليهوسلم
خمس سنين أو نحوها
، وروى عنه أحاديث.
مستدرك
تسمية رسول الله صلىاللهعليهوآله حسينا عليهالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١١ ص ٢٦٠ وج ٢٧ ص ٢١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٣٩٧ ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
قال الزبيدي ، عن
عدي بن عبد الرحمن الطائي ، عن داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن ام الفضل
بنت الحارث : رأيت فيما يرى النائم أن عضوا من أعضاء النبي صلىاللهعليهوسلم في بيتي وفي رواية في حجري فقصصتها على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم ،
فولدت فاطمة غلاما فسماه النبي صلىاللهعليهوسلم حسينا ، ودفعه إلى ام الفضل ، وكانت ترضعه بلبن قثم.
وقال في ص ٣٩٩ :
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن علي بن أبي طالب : إنه سمى ابنه
الأكبر حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر قال : فدعاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إني أمرت أن أغير اسم ابني هذين فقلت : الله
ورسوله أعلم ، فسماهما حسنا وحسينا.
وقد تقدم حديث أبي
إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي في ترجمة الحسن ابن علي في ذكر شبر وشبير ومشبّر ،
وفي شبه الحسن والحسين للنبي صلّى الله عليه
وسلم ، وحديث عمرو
بن دينار عن عكرمة أنه شقّ اسم حسين من حسن.
__________________
نقش خاتمه عليهالسلام : «علمت فاعمل»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو بكر جابري الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ١٠٨ ط دار الكتب العلمية
بالقاهرة) قال :
روي أن نقش خاتم
الحسين بن علي رضياللهعنهما : علمت فاعمل.
مستدرك
من أحب الحسين فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٣٠٢ وج ٢٧ ص ١٠٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠٠ ط بيروت) قال :
وقد تقدم في ترجمة
الحسن بن علي أنه صلىاللهعليهوسلم أخذ الحسن والحسين فقال : من أحبني ، وأحب هذين وأباهما
وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. وقوله : من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما
فقد أبغضني.
من أحب حسينا كان مع رسول الله في درجته يوم القيامة
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حليم آل البيت الامام الحسن بن
__________________
علي رضياللهعنه» (ص ١٠٦ ط عالم الكتب بيروت) قال :
فقد أخرج الحافظ
ابن حجر العسقلاني رضياللهعنه في كتابه النفيس تهذيب التهذيب بسنده عن جعفر بن محمد ، عن
أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أخذ بيد الحسن والحسين ، فقال : من أحبني وأحب هذين
وأباهما وأمهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة.
مستدرك
الحسين وأخوه الحسن عليهماالسلام أغصان الشجرة النبوية
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٥ ص ٢٦٥ وج ٧ ص ١٨٣ وج ٩ ص ١٥٥ وج ١٧ ص ١٨٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة
الصفوري» (ص ١٨٣ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :
وعن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة ، أنا أصلها ،
وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنة.
مستدرك
اللهم إني أحبه فأحبّه وأحبب من يحبه قاله في الحسين عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٢٩٤ وج ٢٧ ص ٥١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الدكتورة
عائشة بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوسلم» (ص ٢٠١ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
قال صلىاللهعليهوسلم وهو آخذ بكتفي الحسين ، وقدماه على قدميه صلىاللهعليهوسلم ، يرقصه قائلا : ترق ، ترق فما يزال الصبي يرقى حتى يضع
قدميه على صدر جده ، فيقول له : افتح فاك! .. فيفتحه ، ويقبله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : اللهم إني أحبه ، فأحبّه وأحبب من يحبه.
وروته أيضا في
كتابه : تراجم سيدات بيت النبوة ص ٦١٧ مثله.
مستدرك
الحسين عليهالسلام ريحانة النبي صلىاللهعليهوآله
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٠ ص ٥٩٥ وج ١٩ ص ٢٦٠ وج ٢٧ ص ٣٩ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠١ ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وقال عبد الرحمن
بن أبي نعم : كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض ، فقال : ممن أنت؟ قال : من
أهل العراق. قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : هما ريحانتاي من الدنيا.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٠٤ ط دار القلم دمشق) قال :
عن أبي أيوب
الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
والحسن والحسين
يلعبان على صدره ، فقلت : يا رسول الله أتحبهما؟ قال : كيف لا أحبهما وهما
ريحانتاي من الدنيا.
مستدرك
قوله صلىاللهعليهوآله : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب
حسينا
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٢٦٥ وج ١٩ ص ٣٧٣ وج ٢٧ ص ٧٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
فمنهم العلامة
الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى ٩٠٢ ه في «المقاصد الحسنة في
بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» ص ٢٠١ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
حديث : حسين مني
وأنا من حسين. الترمذي من حديث سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرة الثقفي به مرفوعا ،
وقال : حسن ، وكذا رواه أحمد وابن ماجة في «السنة» في حديث.
ومنهم الدكتور علي
محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ٢٨ ط دار
الثقافة الدوحة دولة قطر) قال :
حدثنا عبد الله ،
حدثني أبي ، ثنا عفان ، ثنا وهيب ، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن
أبي راشد ، عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى طعام دعوا له قال : فاستنتل رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال عفان : قال وهيب : فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يأخذه قال : فطفق الصبي هاهنا مرة ، وهاهنا مرة. فجعل
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يضاحكه حتى أخذه قال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى
تحت ذقنه ، فوضع فاه على فيه فقبله وقال : حسين
__________________
مني وأنا من حسين
، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط.
(أ) رواته : ثقات.
١ ـ وهيب هو ابن
خالد بن عجلان الباهلي أبو بكر البصري ـ ثقة ثبت ، لكنه تغير بآخره قال أحمد : ليس
به بأس ، وقال ابن مهدي : كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال ، وثّقه أبو حاتم
وابن سعد وقال : كان ثقة كثير الحديث حجة ، مات سنة ١٦٥ ه ، أخرج له أصحاب الكتب
الستة.
٢ ـ سعيد بن أبي
راشد ، روى عن يعلى بن مرة وعنه عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال الحافظ في
التقريب : مقبول ، وذكره ابن حبان في الثقات ، من الثالثة ، أخرج له الترمذي وابن
ماجة.
(ب) درجته :
إسناده صحيح.
(ج) تخريجه :
أخرجه الترمذي وابن ماجة عن يعلى بن مرة بألفاظ متقاربة.
١ ـ أخرجه الترمذي
في مناقب الحسن والحسين ٥ / ٣٢٤ مقتصرا على الجزء المرفوع فقط دون ذكر القصة وقال
: حديث حسن.
٢ ـ وأخرج ابن
ماجة في المقدمة في فضل الحسن والحسين ١ / ٥١ بنحو رواية أحمد ، وذكر القصة مع
اختلاف يسير في اللفظ.
(د) المفردات :
(استمثل) : توقف
أو طلب الوقوف.
(سبط من الأسباط):
أي أمة من الأمم في
الخير.
ومنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠١ ط بيروت) قال :
وقال عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى بن مرة أنه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى طعام دعوا له فاستنتل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمام القوم ، وحسين مع غلمان يلعب ، فأراد رسول الله صلّى
الله عليه
وسلم أن يأخذه قال
: فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يضاحكه حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه
، فوضع فاه على فيه فقبله وقال : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ،
حسين سبط من الأسباط.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٥٣١ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني بيروت) قال :
حدثنا محمد بن عوف
الطائي قال : ثنا محمد بن المبارك الصوري قال : ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله
بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى ابن مرة قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودعينا إلى طعام فإذا حسين يلعب ورسول الله صلىاللهعليهوسلم أمام القوم فبسط يده فطفق الصبي يفر منه مرة إلى هاهنا
ومرة إلى هاهنا ويضاحكه حتى إذا أخذه جعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في فأس رأسه
وقال : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط. وفي ص
٧٥٦ ذكر مثل ما تقدم متنا وسندا بعينه.
ومنهم عدة من الفضلاء
في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم ٢ ص ٤٨١ ط
عالم الكتب بيروت) قالوا :
حسين مني وأنا من
حسين ... يعلى بن مرة بن وهب. معرفة الصحابة / الحسين ٣ / ١٧٧.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٣٣ وص ٢٤٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقال أيضا في
كتابه : موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ج ١ ص ٣٢ وج ٤ ص ٥٤٤ ذكر مثله. وأيضا
في ج ١٠ ص ٢٢٥ ذكر مثله.
ومنهم العلامة أبو
الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين»
(ص ٢٥٥ ط عالم الكتب بيروت) قال :
حسين مني وأنا من
حسين أحب الله من أحب حسينا.
ومنهم الفاضل خالد
محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٥٩ ط دار ثابت بالقاهرة) قال : حسين مني ،
وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحب حسينا ..
ومنهم الدكتورة
عائشة بنت الشاطئ في «بنات الرسول صلىاللهعليهوسلم» (ص ٢٠١ ط دار الكتاب العربي بيروت) قال :
فذكر الحديث
الشريف مثل ما مر.
وروته أيضا في
كتابها «تراجم سيدات بيت النبوة» ص ٦١٧.
مستدرك
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ٤ ص ٥٩ وص ٨٣ وص ١٥٢ وص ١٥٨ وج ٥ ص ٢٠ وص ٥٦ وص ٦٢ وج ٩ ص ٢٢٩
وص ٢٤٤ وج ١٠ ص ٦٩ وص ٧٢ وص ٩١ وص ١٠٣ وص ٥٤٤ وج ١٣ ص ١٠٩ وص ١١٦ وج ١٥ ص ٦٠٣ وج
١٨ ص ٣٨٥ وص ٤٠٨ وص ٤٥٧ وج ١٩ ص ٢٦٣ وص ٢٧٧ وص ٢٨٨ وص ٢٩٣ وج ٢٧ ٢ ص ٤٨ ومواضع أخرى
، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ط مؤسسة
الرسالة بيروت) قال :
وقوله : الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٠٤ ط دار القلم دمشق) قال :
وعن الحارث عن علي
مرفوعا : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
بكاء الحسين عليهالسلام كان يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوآله
رواه جماعة :
فمنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٠٤ ط دار القلم بدمشق) قال :
وفي مراسيل يزيد
بن زياد : أن النبي صلىاللهعليهوسلم سمع حسينا يبكي ، فقال لامه : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني؟.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ في «تراجم سيدات بيت
النبوة» (ص ٦١٥ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الأستاذ
أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في مصر» (ص ١٧ ط دار المعارف بمصر) قال :
فذكر مثل ما تقدم.
مستدرك
إن الحسين عليهالسلام من ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآله
تقدم ما يدل على
ذلك عن العامة في ج ٢٧ ص ٩٨ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
منهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة
١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١٤ ط المطبعة
الفاسية) قال :
وحكي أن الرشيد
قال لموسى الكاظم رضياللهعنه : كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنتم بنو علي؟ وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده
لامه فقرأ الكاظم : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ) إلى قوله (مِنَ الصَّالِحِينَ). ثم قال : وليس لعيسى أب وإنما الحق بذرية الأنبياء من قبل
امه. وكذلك الحقنا بذرية رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قبل أمنا فاطمة رضياللهعنها. ثم قال :
قال الله عزوجل : (فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) الآية ولم يدع عند مباهلتهم غير فاطمة وعلي والحسن والحسين
وهما الأبناء.
وذكر في «الروض
الزاهر» عن الشعبي قال : لما بلغ الحجاج أن يحيى بن يعمر يقول : إن الحسن والحسين رضياللهعنها من ذرية رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان يحيى بن يعمر بخراسان فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم
والي خراسان أن ابعث إليّ يحيى بن يعمر فبعث به اليه قال الشعبي : كنت عند الحجاج
حين أتي به اليه فقال له الحجاج : بلغني انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية رسول
الله صلىاللهعليهوسلم قال : أجل يا حجاج قال الشعبي : فعجبت من جرأته بقوله يا
حجاج
فقال له الحجاج
والله لم تخرج منها وتأتني بها مبينة واضحة من كتاب الله لألقين أكثر منك شعرا ولا
تأتني بهذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ). قال : فان خرجت من ذلك وأتيت بها واضحة مبينة من كتاب
الله فهو امامي قال : نعم فقال : قال الله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) إلى : (الصَّالِحِينَ). ثم قال يحيى بن يعمر : فمن كان أبا عيسى وقد ألحقه الله
بذرية إبراهيم وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلىاللهعليهوسلم فقال له الحجاج : وما أراك إلّا وقد خرجت وآتيت بها مبينة
واضحة والله لقد قرأتها وما علمت بها قط.
ومنهم الحاكم في «المستدرك»
(ج ٣ ص ١٦٤ ط حيدرآباد) قال :
حدثنا أبو سهل
أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد النحوي ببغداد ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا بشر
بن مهران ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير قال : دخل يحيى ابن يعمر على الحجاج.
وحدثنا إسحاق بن
محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة ثنا أحمد بن موسى ابن إسحاق التميمي ثنا محمد
بن عبيد النحاس ثنا صالح بن موسى الطلحي ثنا عاصم بن بهدل قال : اجتمعوا عند
الحجاج فذكر الحسين بن علي فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده يحيى بن يعمر فقال له : كذبت أيها الأمير فقال :
لتأتيني على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب الله عزوجل أو لأقتلنك قتلا ، فقال : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى) إلى قوله عزوجل (وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ) فأخبر الله عزوجل أن عيسى من ذرية آدم بأمه والحسين بن علي من ذرية محمد صلىاللهعليهوسلم بامه ، قال : صدقت ، فما حملك على تكذيبي في مجلسي؟ قال :
ما أخذ الله على الأنبياء ليبيننه للناس ولا يكتمونه قال الله عزوجل : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ
ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) قال فنفاه إلى خراسان. وقد أورده الذهبي بتلخيص السند ولم
يضعفه.
ومنهم الدكتورة
عائشة بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ١٩٧ ط
دار الكتاب العربي
بيروت) قالت :
ونقل الترمذي في (سننه)
عن أسامة بن زيد رضياللهعنه أنه قال : طرقت باب النبي صلىاللهعليهوسلم في بعض الحاجة ، فخرج رسول الله وهو مشتمل على شيء ، لا
أدري ما هو ، فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه يا رسول الله؟
.. فكشفه ، فإذا الحسن والحسين ، وقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهم إني
أحبهما فأحبهما ، وأحب من يحبهما ...
مستدرك
شمول آية المودة للحسين عليهالسلام أيضا
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٣ ص ٢ وص ٥٣٣ وج ٩ ص ٩٢ وج ١٤ ص ١٠٦ وج ١٨ ص ٣٣٦ وص ٥٣٨ ومواضع
أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة
١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١١ ط المطبعة
الفاسية) قال :
وقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها
حُسْناً) إلى قوله : (تَفْعَلُونَ) روى الطبراني في المعجم الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس قال لما نزلت قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الآية ، قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله
مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما.
مستدرك
شمول آية المباهلة لسيدنا الحسين الشهيد عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٣ ص ٧٥ وج ٩ ص ٧٠ وج ١٤ ص ١٣١ وج ١٨ ص ٣٨٩ وج ٢٠ ص ٨٤ وج ٢٧ ص ١١١
ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ في «الاختلاف
في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة» (ص ٤٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة
١٤٠٥) قال :
قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ) فدعا حسنا وحسينا (وَنِساءَنا
وَنِساءَكُمْ) فدعا فاطمة عليهاالسلام ، (وَأَنْفُسَنا
وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا عليا عليهالسلام.
مستدرك
من أراد أن ينظر إلى شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٥٢ وج ١٩ ص ٣٨١ وج ٢٧ ص ٤٧ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٢٤ ط ٤
مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال :
وروى ابن حبان
وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من سره أن ينظر إلى شباب أهل الجنة فلينظر إلى
الحسين بن علي رضياللهعنه.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٨ ص ٣٠٩ وص ٣١٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
من سره أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين. مجمع ٩ : ١٨٧ ـ مطالب ٣٩٩٠ ـ كر ٤ : ٣١٦.
مستدرك
إعطاء رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسين عليهالسلام جرأته وجوده
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٨ ص ٥٤٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠٠ ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وقال إبراهيم بن
علي الرافعي ، عن أبيه ، عن جدته زينب بنت أبي رافع : أتت فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوسلم بابنيها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في شكوه الذي توفي
فيه فقالت : يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا ، قال : أما حسن فإن له هيبتي
وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي.
وروي عن محمد بن
عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه وعمه ، عن جده ، نحو ذلك.
مستدرك
قطع رسول الله صلىاللهعليهوآله كلامه في المنبر ونزل فحمل الحسين
وأخاه عليهماالسلام ثم عاد إلى المنبر
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٢٧ ص ٦٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠٣ ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وقال زيد بن
الحباب : حدثني حسين بن واقد ، عن عبد الله بن واقد ، عن عبد الله ابن بريدة ، عن
أبيه ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان
ويعثران فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله
ورسوله : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ
وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت
حديثي ورفعتهما.
أخبرنا بذلك أبو
الفرج بن أبي عمر بن قدامة ، وابن علّان وابن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال :
أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا ابن مالك ، قال :
حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، فذكره.
ومنهم الدكتورة
عائشة بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوسلم» (ص ٢٠١ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
وقد وقف يوما يخطب
المسلمين ، فجاء الحسن والحسين ، عليهما قميصان
أحمران يمشيان
ويعثران ، فنزل النبي صلىاللهعليهوسلم من المنبر ، فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال يخاطب القوم
: صدق الله : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ
وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)! .. نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران ، فلم أصبر حتى
قطعت حديثي ورفعتهما! .. وروته في كتابه «تراجم سيدات بنت النبوة» ص ٦١٧. مثله
بعينه.
مستدرك
إطالة رسول الله صلىاللهعليهوسلم سجوده في الصلاة لأجل ركوب
الحسين على ظهره
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١١ ص ٣٠٦ وج ١٩ ص ٣٦٧ وج ٢٧ ص ٦٣ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠٢ ط بيروت) قال :
وقال محمد بن عبد
الله بن أبي يعقوب ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن أبيه : خرج علينا رسول
الله صلىاللهعليهوسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسنا أو
حسينا ، فتقدم النبي صلىاللهعليهوسلم فوضعه ثم كبّر للصلاة ، فصلّى فسجد بين ظهري صلاته سجدة
أطالها. قال أبي : فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ساجد ، فرجعت في سجودي ، فلما قضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الصلاة ، قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهري
الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ، قال : كل ذلك لم
يكن ، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.
أخبرنا بذلك أبو
الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ،
قالوا : أخبرنا
حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن
المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني
أبي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا جرير بن حازم ، قال : حدثنا محمد
بن أبي يعقوب ، فذكره.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في «بنات النبي صلىاللهعليهوآله» (ص ٢٠١ ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت :
فذكر مثل ما تقدم
باختلاف يسير في اللفظ.
وذكرت أيضا مثله
في كتابه «تراجم سيدات بيت النبوة» ص ٦١٧.
لا يقومنّ أحدكم من مجلسه الّا للحسين عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٧ ص ٤٥٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
لا يقومن أحدكم من
مجلسه إلّا للحسين
مستدرك
حسين عليهالسلام خير الناس
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف»
(ج ١٠ ص ٢٠١ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
هذا الحسين بن علي
خير الناس. كر ٤ : ٣٢٣.
مستدرك
لعن الله من قطع السدر
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٢٧ ص ٣٦٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج
٣ ص ٦٨١ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
لعن الله من قطع
السدر. محمد بن علي أبو جعفر الجامع ١٩٧٥٧. ١١ / ١١.
قاتل الحسين عليهالسلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار
رواه جماعة :
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في «تمييز الطيب»
(ص ١١٤ ط دار الكتاب العربي بيروت) قال :
(حديث) قاتل
الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار قال ابن حجر قد ورد عن علي رفعه
من طريق واه.
احترامه عليهالسلام للحرم الشريف الالهي
رواه جماعة :
__________________
فمنهم علامة
التاريخ محمد بن مكرم ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ٧ ص ١٤٢ ط دار
الفكر) قال :
قال الحسين [في
جواب ابن عباس] : لان اقتل بمكان كذا وكذا أحب إليّ أن تستحل بي ـ يعني : مكة.
ومنهم الدكتور
محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ٤٥ ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال :
ـ فذكر مثل ما
تقدم ـ فقال : قال : فبكى ابن عباس وقال : أقررت عين ابن الزبير بذلك ، وذلك الذي
سلى نفسي عنه. قال : ثم خرج ابن عباس عنه وهو مغضب وابن الزبير على الباب ، فلما
رآه قال : يا ابن الزبير قد أتى ما أحببت ، قرّت عينك ، هذا أبو عبد الله خارج
ويتركك والحجاز ، ثم قال :
يا لك من قنبرة
بمعمر
|
|
خلا لك الجو
فبيضي واصفري
|
ونقّري ما شئت
أن تنقّري
|
|
صيّادك اليوم
قتيل فأبشري
|
ومنهم الفاضلان المعاصران
الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم
الثاني ج ٦ ص ٤٣٢ ط دمشق) قالا :
قال ابن عباس :
وكان الذي سخى بنفسه عنه أن قال لي : إن هذا الحرم يستحل برجل ، ولأن اقتل في أرض
كذا وكذا أحب إليّ من أن أكون أنا هو.(ش).
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٥٤ وص ٩٥ ط ٥ دار ثابت القاهرة) قال :
قال عليهالسلام في الخروج عن مكة : لأن اقتل في أي مكان من الأرض أحب إليّ
من أن اقتل هنا فيستباح البلد الحرام بسببي.
نبذة من كلماته الشريفة الحكيمة
ومن كلامه عليهالسلام ما رواه :
__________________
__________________
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
١٢٩٦ ه والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ ه في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٣٤ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
قال الحسين رضياللهعنه : إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد ألا يعرفك ،
فإن أشقى الأعراض به معارفه. لا تتكلف ما لا تطيق ، ولا تتعرض لما لا تدرك ، ولا
تعد بما لا تقدر عليه ، ولا تنفق إلّا بقدر ما تستفيد ، ولا تطلب من الجزاء إلّا
بقدر ما صنعت ؛ ولا تفرح إلّا بما نلت من طاعة الله تعالى ، ولا تتناول إلّا ما
رأيت نفسك له أهلا. (عن ياقوت المستعصمي في أسرار الحكماء).
شر خصال الملوك
الجبن عن الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عن الإعطاء. قال لنافع بن الأزرق
لما قال له : صف لي إلهك الذي تعبد يا نافع؟ من وضع دينه على القياس ، لم يزل
الدهر في الالتباس ، مائلا إذا كبا عن المنهاج ، ظاعنا
__________________
بالاعوجاج ، ضالا
عن السبيل ، قائلا غير الجميل ؛ يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه فأقول :
لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، وبعيد غير مستقص ، يوحّد
ولا يبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال.
فبكى الأزرق وقال : ما أحسن كلامك!
ومن كلامه رضياللهعنه:
حوائج الناس من نعم الله عليكم ، فلا تملوا النعم فتعود نقما.
وقال : صاحب
الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك ، فأكرم وجهك.
وقال : الحلم زينة
والوفاء مروءة والصلة نعمة والإكثار صلف والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلو ورطة
ومجالسة أهل الدناءة شر ، ومجالسة أهل الفسوق ريبة.
كلامه عليهالسلام في حق السائل
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
حميد بن زنجويه المتوفى سنة ٢٥١ ه في كتابه : «الأموال» (ج ٣ ص ١١٢٥ ط مركز الملك
فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) قال :
أخبرنا حميد ثنا
محمد بن يوسف أنا سفيان عن يعلى مولى لفاطمة ابنة الحسين عن فاطمة ابنة الحسين عن
أبيها حسين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : للسائل حق ، وإن جاء على فرس.
أخبرنا حميد ثنا
علي بن الحسن عن ابن المبارك عن مصعب بن محمد عن يعلى ابن أبي يحيى مولى لفاطمة
ابنة الحسين عن الحسين بن علي عن النبي صلىاللهعليهوسلم مثله.
أخبرنا حميد أنا
علي بن الحسن عن ابن المبارك عن ابن جريج عن مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن
سكينة بنت حسين عن النبي صلىاللهعليهوسلم مثله.
ومنهم العلامة أبو
عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة ١٢٠٩
والمتوفى بها أيضا سنة ١٢٧٦ في كتابه : «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص ٢٠٧ ط
عالم الكتب في بيروت ١٤٠٣) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم ـ ثم قال : روي عن الحسين بن علي عليهماالسلام موقوفا.
كلامه عليهالسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص وعتابه عليه
رواه جماعة :
منهم العلامة أبو
الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي في «تاريخ واسط» (ص ٢٣٦
ط عالم الكتب بيروت) قال :
حدثنا أسلم ، قال :
ثنا محمد بن عبد الملك ، قال : ثنا معلى بن عبد الرحمن ، قال : ثنا شريك عن داود
بن أبي عوف عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه ، قال : سمعت الحسين بن علي يعاتب عبد الله
بن عمرو وهو يقول : لحقت بعدوّنا وفعلت وفعلت. فقال له عبد الله : أما والله ما
ضربت معهم بسيف ولا طعنت معهم برمح ولا رميت بسهم. ولكن أبي شكاني إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدي فوضعها في يده وقال : يا عبد الله ، أطع أباك.
كلامه عليهالسلام في الموت
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر راجي الأسمر في «كنوز الحكمة ـ أو : حكمة الدين والدنيا» (ص ٥٤٢ ط دار
الجيل بيروت) قال :
الموت باب الآخرة.(الحسين
بن علي).
ومنهم الفاضل
المعاصر امل شلق في «معجم حكمة العرب» (ص ٣٩١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
فذكر مثله بعينه.
ومن كلام له عليهالسلام لأعدائه أعداء الله
رواه جماعة :
منهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ٨٣ خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني
المؤسسة السعودية بمصر) قال :
ثم ركب الحسين على
فرسه وأخذ مصحفا فوضعه بين يديه ، ثم استقبل القوم رافعا يديه يدعو بما تقدم ذكره
: اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة إلى آخره ، وركب ابنه علي بن
الحسين ـ وكان ضعيفا مريضا ـ فرسا يقال له الأحمق ، ونادى الحسين : أيها الناس :
اسمعوا مني نصيحة أقولها لكم ، فأنصت الناس كلهم ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه
: أيها الناس : إن قبلتم مني وأنصفتموني كنتم بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ،
وإن لم تقبلوا مني : (فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) [يونس : ٧١].
فلما سمع ذلك
أخواته وبناته ارتفعت أصواتهن بالبكاء فقال عند ذلك لا يبعد الله ابن العباس ـ يعني
حين أشار عليه أن لا يخرج بالنساء معه ويدعهن بمكة إلى أن ينتظم الأمر ـ ثم بعث
أخاه العباس فسكتهن ، ثم شرع يذكر الناس فضله وعظمة نسبه وعلو قدره وشرفه ، ويقول
: راجعوا أنفسكم وحاسبوها. هل يصلح لكم قتال مثلي ، وأنا ابن بنت نبيكم ، وليس على
وجه الأرض ابن بنت نبي غيري؟ وعلي أبي ، وجعفر ذو الجناحين عمي. وحمزة سيد الشهداء
عم أبي؟ وقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة : فإن صدقتموني بما أقول
فهو الحق ، فو الله ما تعمدت كذبة منذ علمت أن الله يمقت على الكذب ، وإلّا
فاسألوا
أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، جابر بن عبد الله ، وأبا سعيد ، وسهل بن سعد ،
وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، يخبرونكم بذلك ، ويحكم! أما تتقون الله؟ أما في هذا
حاجز لكم عن سفك دمي؟.
فقال عند ذلك شمر
بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف : إن كنت أدري ما يقول؟ فقال له حبيب بن مطهر
: والله يا شمر إنك لتعبد الله على سبعين حرفا ، وأما نحن فو الله إنا لندري ما
يقول ، وإنه قد طبع على قلبك.
ثم قال : أيها
الناس ، ذروني أرجع إلى مأمني من الأرض ، فقالوا : وما يمنعك أن تنزل على حكم بني
عمك؟ فقال : معاذ الله (إِنِّي عُذْتُ
بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ، ثم أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها ، ثم قال :
أخبروني أتطلبوني بقتيل لكم قتلته؟ أو مال لكم أكلته أو بقصاصة من جراحة؟ قال :
فأخذوا يكلمونه.
قال : فنادى يا
شبيب بن ربعي ، يا حجاج بن أبجر ، يا قيس بن الأشعث ، يا زيد بن الحارث ، ألم
تكتبوا إلي أنه قد أينعت الثمار واخضر الجنات ، فأقدم علينا ، فإنك إنما تقدم على
جند مجندة! فقالوا له : لم نفعل. فقال : سبحان الله! والله لقد فعلتم ، ثم قال : يا
أيها الناس ، إذ قد كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم ، فقال له قيس بن الأشعث : ألا
تنزل على حكم بني عمك فإنهم لن يؤذوك ، ولا ترى منهم إلّا ما تحب؟ فقال له الحسين
: أنت أخو أخيك ، أتريد أن تطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا
أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقر لهم إقرار العبيد.
قال : وأقبلوا
يزحفون نحوه وقد تحيز إلى جيش الحسين من أولئك طائفة قريب من ثلاثين فارسا فيما
قيل ، منهم الحر بن يزيد أمير مقدمة جيش ابن زياد ، فاعتذر إلى الحسين مما كان
منهم.
ومن كلامه عليهالسلام الفقهي
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
حميد بن زنجويه المتوفى سنة ٢٥١ ه في كتابه : «الأموال» (ج ١ ص ٣٣٢ ط مركز الملك
فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) قال :
حدثنا حميد قال :
قال أبو عبيد : أنا ابن أبي عدي عن سفيان عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال
: سئل الحسين بن علي : على من فداء الأسير؟ قال : على الأرض التي يقاتل عنها. قيل
: فمتى يجب سهم المولود؟ قال : إذا استهل.
حدثنا حميد أنا
يحيى بن عبد الحميد ثنا شريك عن عبد الله بن شريك عن بشر ابن غالب قال : سأل ابن
الزبير الحسين بن علي عن فكاك الأسير فقال : على القرية التي يقاتل من دونها.
وقال أيضا في ج ٢
ص ٥٢٧ : حدثنا حميد قال أبو عبيد : أنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن شريك
عن بشر بن غالب قال : سئل الحسين بن علي : متى يجب سهم المولود؟ قال : إذا استهل.
قيل : فعلى من فداء الأسير؟ قال : على الأرض التي يقاتل عنها.
كلامه عليهالسلام في «التهنئة»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة أبو
زكريا يحيى بن شرف النووي في «المجموع ـ شرح المهذب» (ج ٨ ص ٤٤١ ط دار الفكر) قال
:
جاء عن الحسين رضياللهعنه (أنه علم إنسانا
التهنئة فقال قل بارك الله لك في الموهوب لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره.
ومن كلامه عليه : «خير المال ما وقى العرض»
رواه جماعة :
ومنهم الحافظ
الجمال أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤٠٦ ط مؤسسة الرسالة في
بيروت) قال :
وقال محمد بن يونس
الكديمي ، عن الأصمعي ، عن ابن عون : كتب الحسن إلى الحسين يعتب عليه إعطاء
الشعراء ، فكتب إليه : إن خير المال ما وقي العرض. رواها يحيى بن معين عن الأصمعي
، قال : بلغنا عن ابن عون.
ومن كلامه عليهالسلام : «لا تتكلف ما لا تطيق ولا تنفق إلّا بقدر ما تستفيد»
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
١٢٩٦ ه والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ ه في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٢٩ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
نهيه عن الإسراف
والتبذير ، كان الحسين رضياللهعنه مع جوده الذي امتاز به ، وكرمه الذي يندر نظيره ، لا
يتجاوز حد السخاء إلى الإسراف ، وينهى عن التبذير ، فقد روي عن ياقوت المستعصمي في
أسرار الحكماء قوله : لا تتكلف ما لا تطيق ولا تنفق إلّا بقدر ما تستفيد.
ومن كلامه عليهالسلام للوليد في يزيد اللعين
رواه جماعة :
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
فمنهم الأستاذ
أحمد أبو كف في «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في مصر» (ص ٢٣ ط دار المعارف بالقاهرة) قال :
قال عليهالسلام للوليد : «يا أمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة بنا
فتح وبنا ختم ، ويزيد فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسوق
والفجور ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالبيعة
والخلافة.
كلامه عليهالسلام على بنيه وبني أخيه
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ
المؤرخ الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في «تقييد العلم» (ص ٩١
ط دار إحياء السنة النبوية) قال :
أخبرنا أبو نعيم
الحافظ ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ،
__________________
أخبرنا أبو العباس
محمد بن إسحاق السراج ، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ، حدثنا أبي ، حدثنا
محمد بن أبان عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة عن شرحبيل بن سعد قال : جمع الحسين
بن علي بنيه وبني أخيه فقال يا بني! إنكم اليوم صغار قوم ، أوشك أن تكونوا كبار
قوم ، فعليكم بالعلم ، فمن لم يحفظ منكم ، فليكتبه ـ كذا قال : جمع الحسين بن علي
، والصواب الحسن كما ذكرناه أولا ، والله أعلم.
كلامه عليهالسلام لابن الزبير
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ٥٨) خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير (ط مطبعة المدني
المؤسسة السعودية بمصر) قال :
وقال أبو مخنف :
قال أبو جناب يحيى بن خيثمة عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبد الله بن سليم والمنذر
بن المشعل الأسديين قالا : خرجنا حاجين من الكوفة فقدمنا مكة فدخلنا يوم التروية ،
فإذا نحن بالحسين وابن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحى فيما بين الحجر والباب ،
فسمعنا ابن الزبير وهو يقول للحسين : إن شئت تقيم أقمت فوليت ، هذا الأمر فوازرناك
وساعدناك ، ونصحنا لك وبايعناك؟ فقال الحسين : إن أبي حدثني أن لها كبشا يستحل
حرمتها يقتل ، فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش. فقال له ابن الزبير : فأقم إن شئت
وولني أنا الأمر فتطاع ولا تعصى ، فقال : وما أريد هذا أيضا ، ثم إنهما أخفيا
كلامهما دوننا ، فما زالا يتناجيان حتى سمعنا دعاة الناس متوجهين إلى منى عند
الظهيرة ، قالا : فطاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمروة ، وقصّر من شعره وحلّ من
عمرته ، ثم توجه نحو الكوفة ، وتوجهنا نحن مع الناس الى منى.
كلامه عليهالسلام في معنى «الصمد»
رواه جماعة :
فمنهم الشيخ محمد
كامل حسن المحامي في كتابه «مع الله في القرآن الكريم» (ص ٢٢ ط بيروت) قال :
وقال الامام
الحسين بن علي رضياللهعنه : إن الصمد هو الذي اكتمل سؤدده وانتهى.
ومن كلامه عليهالسلام : «من أتى مسجد الله فهو ضيف الله»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه في «المؤتلف
والمختلف» (ج ٣ ص ١٣١٣ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه ـ ١٩٨٦ م) قال :
زياد بن سابور ،
سمع الحسين بن علي عليهالسلام ، يقول : من أتى مسجدا لا يأتيه إلّا لله ، فذاك ضيف الله
، حتى يخرج منه.
ذكر ذلك أسلم بن
سهل ، قال : [حدثنا] محمد بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن
عمارة ، عن زياد الحارثي. قال أسلم : [هذا] زياد بن سابور ، عم بقية بن عبيد ،
والد وهب بن بقية.
ومن كلامه عليهالسلام في القرآن
رواه جماعة :
فمنهم الأستاذ
محمد المنتصر الكتاني الأستاذ بجامعة ام القرى بمكة المكرمة في
«معجم فقه السلف
عترة وصحابة وتابعين» (ج ٤ ص ٧٤ ط مطابع الصفا بمكة المكرمة) قال :
وعن الحسين بن علي
قال : إذا قرنت بين الحج والعمرة فطف طوافين واسع سعيين.
كلامه عليهالسلام في ان أبي خير مني ومن أمي
رواه جماعة :
منهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٨ ص ٢٩ ط دار الفكر) قال :
وعن مولى لحذيفة
قال : كان حسين بن علي آخذا بذراعي في أيام الموسم ، قال : ورجل خلفنا يقول :
اللهم ، اغفر له ولامه ، فأطال ذلك ، فترك ذراعي وأقبل عليه فقال : قد آذيتنا منذ
اليوم ، تستغفر لي ولامي ، وتترك أبي ، وأبي خير مني ومن أمي؟!
ومن كلامه عليهالسلام المنظوم قاله في يوم تاسوعا
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ٨٠) خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير (ط مطبعة المدني
المؤسسة السعودية بمصر) قال :
وقال أبو مخنف :
حدثني الحارث بن كعب وأبو الضحاك عن علي بن الحسين زين العابدين ، قال : إني لجالس
تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها وعمتي زينب تمرضني إذ اعتزل أبي في خبائه ومعه
أصحابه ، وعنده حوى مولى أبي ذر الغفاري ، وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول :
يا دهر أف لك من
خليل
|
|
كم لك بالاشراق
والأصيل
|
من صاحب أو طالب
قتيل
|
|
والدهر لا يقنع
بالبديل
|
وإنما الأمر إلى
الجليل
|
|
وكل حيّ سالك
السبيل
|
فأعادها مرتين أو
ثلاثا حتى حفظتها وفهمت ما أراد ، فخنقتني العبرة فرددتها ، ولزمت السكوت ، وعلمت
أن البلاء قد نزل.
ومنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق ١٣٦ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
قال :
فذكر بيت الأول
والمصراع الأول من البيت الثاني.
أقول : في رواية
غير الدكتور غازي «من خليل» و «والأصيل».
وذكره ابن الجوزي
في المنتظم ج ٥ ص ٣٣٨.
ومن كلامه المنظوم
ما رواه جماعة :
فمنهم الشيخ محمد
الخضر شيخ جامعة الأزهر في كتابه «تراجم الرجال» (ص ٢٧ المطبعة التعاونية) قال :
ونسب إليه الجاحظ
ما يأتي :
الموت خير من
ركوب العار
|
|
والعار خير من
دخول النار
|
والله
من هذا وهذا جاري
|
ومن كلامه المنظوم ما قاله في زوجته رباب
رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ الملوك
والأمم» (ج ٦ ص ٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
الرباب بنت امرئ
القيس : تزوجها الحسين بن علي رضياللهعنهما ، فولدت له سكينة ، وكان يحبها حبا شديدا ، ويقول :
لعمرك إنني لأحب
دارا
|
|
تحل بها سكينة
والرباب
|
أحبهما وأبذل جل
مالي
|
|
وليس لعاتب عندي
عتاب
|
وكانت الرباب معه
يوم الطف ، فرجعت إلى المدينة مصابة مع من رجع ، فخطبها الأشراف من قريش ، فقالت :
والله لا يكون حمو آخر بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعاشت بعد الحسين رضياللهعنه سنة لم يظلها سقف ، فبليت وماتت كمدا.
ومنهم الفضيلة
الشيخ محمد الخضر شيخ جامع الأزهر في كتابه «تراجم الرجال» (ص ٢٧ ط المطبعة
التعاونية) قال :
شعره : يروى أن
أخاه الحسن رضياللهعنه عاتبه في إمرأته فقال : فذكر البيتين. إلّا أن فيه : «كل
مالي» و «ليس للائمي».
ومن كلامه المنظوم في الدنيا والرزق
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ١٤٧) خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير (ط مطبعة المدني
المؤسسة السعودية بمصر) قال : وأنشد بعضهم للحسين رضياللهعنه أيضا :
لئن كانت الدنيا
تعدّ نفيسة
|
|
فدار ثواب الله
أعلى وأنبل
|
وإن كانت
الأبدان للموت انشئت
|
|
فقتل امرئ
بالسيف في الله أفضل
|
وإن كانت
الأرزاق شيئا مقدّرا
|
|
فقلة سعي المرء
في الرزق أجمل
|
وإن كانت
الأموال للترك جمعها
|
|
فما بال متروك
به المرء يبخل
|
ومن كلامه عليهالسلام في أهل القبور
رواه جماعة :
فمنهم كمال الدين
عمر بن أحمد ابن جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٥٩٦ ط دمشق) قال :
ناديت سكان
القبور فاسكتوا
|
|
وأجابني عن
صمتهم ندب الجثا
|
قالت أتدري ما
صنعت بساكني
|
|
مزقت ألحمهم
وخرقت الكسا
|
وحشوت أعينهم
ترابا بعد ما
|
|
كانت تأذى
باليسير من القذى
|
أما العظام
فإنني فرقتها حتى
|
|
تباينت المفاصل
والشوا
|
قطعت ذا من ذا
ومن هذا كذا
|
|
فتركتها ومما
يطول بها البلى
|
ومن كلامه المنظوم
شعره الغريب
الفصيح قاله في جواب أعرابي ـ رواه جماعة :
فمنهم العلامة
كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٦٩ و ٧٣ ط طهران) قال :
كان الحسن عليهالسلام في المسجد الحرام فوقف أعرابي عليه وحوله حلقة فقال لبعض
جلسائه عليهالسلام من هذا الرجل؟ فقال : الحسن بن علي بن أبي طالب فقال
الأعرابي : إياه أردت فقال له : وما تصنع به يا أعرابي؟ فقال : بلغني انهم يتكلمون
فيعربون في كلامهم وإني قطعت بواديا وقفارا وأودية وجبالا وجئت لأطارحه الكلام
وأسأله عن عويص العربية فقال له جليس الحسن عليهالسلام : إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب وأومى إلى الحسين عليهالسلام فوقف عليه وسلم عليه ثم قال : وما حاجتك يا أعرابي؟ فقال :
إني جئتك من الهرقل والجعلل والاينم والهمم فتبسم الحسين عليهالسلام وقال : يا أعرابي لقد تكلمت بكلام ما
يعقله إلّا
العالمون. فقال الأعرابي : وأقول أكثر من هذا فهل تجيبني على قدر كلامي؟ فقال له
الحسين عليهالسلام : قل ما شئت فاني مجيبك عنه ، فقال الأعرابي : إني بدوي
وأكثر مقالي الشعر وهو ديوان العرب فقال له الحسين عليهالسلام ، قل ما شئت فاني مجيبك عليه فأنشأ يقول :
هفا قلبي إلى
اللهو وقد ودّع شرخيه
|
|
وقد كان أنيقا
عفرى تجرار ذيليه
|
علالات ولذات
فيا سقيا لعصريه
|
|
فلما عمم الشيب
من الراس نطاقيه
|
وأمسى قد عناني
منه تجديد حصابيه
|
|
تسليت عن اللهو
وألقيت قناعيه
|
وفي الدهر
أعاجيب لمن يلبس حاليه
|
|
فلو يعمل ذو رأي
أصيل فيه راييه
|
لا
لفا عبرة منه له في كل عصريه
|
فقال له الحسين عليهالسلام : يا أعرابي قد قلت فاسمع مني ثم انه عليهالسلام قال :
فما رسم شجاني
|
|
انمحى أية رسمية
|
سفور [د] درح [ج]
|
|
الذيلين في
بوغاء قاعيه
|
وهو وحرحف تترى
|
|
على تلبيد نوبيه
|
ودلاح من المزن
|
|
دنا نوء سماكيه
|
أتى مثعنجر الود
|
|
ق يجود من
خلاليه
|
وقد احمد برقاه
|
|
فلا ذم لبرقيه
|
وقد جلل رعداه
|
|
فلا ذم لرعديه
|
شجيج الرعد شجاج
|
|
إذا ارخى نطاقيه
|
فاضحى دارسا قفر
|
|
البينونة اهليه
|
فقال الأعرابي لما
سمعها : ما رأيت كاليوم قط مثل هذا الغلام أعرب منه كلاما وأدرب لسان وأفصح منه
منطقا فقال له الحسن عليهالسلام : يا أعرابي :
هذا غلام كرّم الر
|
|
حمن بالتطهير
جديه
|
كساه القمر
القمقا
|
|
م من نور سنائيه
|
ولو عدد طماح
|
|
نفحنا عن عداديه
|
وقد أرضيت من
|
|
شعري وقومت
عروضيه
|
فلما سمع الأعرابي
قول الحسن عليهالسلام قال : بارك الله عليكما مثلكما بخلته الرجال وعن مثلكما
قامت النساء فو الله لقد انصرفت وأنا محب لكما راض عنكما فجزاكما الله خيرا.
وانصرف.
نبذة من كتبه الشريفة
كتابه عليهالسلام إلى عبد الله بن جعفر ـ رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٧ ص ١٤١ ط دار الفكر) قال :
وكتب عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب إليه كتابا يحذره أهل الكوفة ، ويناشده الله أن يشخص إليهم. فكتب
إليه الحسين : إني رأيت رؤيا ، ورأيت فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمرني بأمر أنا ماض له ، ولست بمجبر بها أحدا حتى الاقي
عملي.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ٦١) خرجه من كتاب ابن كثير (ط مطبعة المدني المؤسسة
السعودية بمصر) قال :
فكتب ابن جعفر على
لسان عمرو بن سعيد ما أراد عبد الله. ثم جاء بالكتاب إلى عمرو فختمه بخاتمه ، وقال
عبد الله لعمرو بن سعيد : ابعث معي أمانك ، فبعث معه أخاه يحيى ، فانصرفا حتى لحقا
الحسين فقرءا عليه الكتاب فأبى أن يرجع ، وقال : إني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام وقد أمرني فيها بأمر وأنا ماض له ، فقالا : وما
تلك الرؤيا؟ فقال : لا أحدث بها أحدا حتى ألقى ربي عزوجل.
ورواه أيضا في ص
٩٠.
كتابه الآخر إلى عبد الله بن جعفر
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ٩١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أما بعد ، فإنه لم
يشاقق الله ورسوله من دعا إلى الله عزوجل وعمل صالحا ، وقال إنني من المسلمين ، وقد دعوت إلى الأمان
والبر والصلة. فخير الأمان أمان الله. ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في
الدنيا. فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانا يوم القيامة. فإن كنت نويت
بالكتاب صلتي وبري ، فجزيت خيرا من الدنيا والآخرة ، والسلام.
كتابه عليهالسلام في جواب عمرو بن سعيد بن العاص
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة ٧٤٢ ه في «تهذيب الكمال» (ج ٦ ص ٤١٨ ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
فكتب إليه الحسين :
إن كنت أردت بكتابك إليّ بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ، وإن لم تشاقق
من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال : إنني من المسلمين ، وخير الأمان أمان الله ،
ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان
الآخرة عنده.
جود الامام عليهالسلام وكرمه
رواه جماعة :
__________________
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها
١٢٩٦ ه والمتوفى بها أيضا ١٣٧٢ ه في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٢٤ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
قد اشتهر النقل
عنه رضياللهعنه بأنه كان يكرم الضيف ، ويمنح الطالب ، ويصل الرحم ، وينيل
الفقير ، ويسعف السائل ، ويكسو العاري ، ويشبع الجائع ، ويعطي الغارم ، ويشد على
يد الضعيف ، ويشفق على اليتيم ، ويعين ذا الحاجة ، وقلّ أن وصله مال إلّا فرقه (كما
قال محمد بن أبي طلحة الشافعي القرشي) في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) في
الفصل السابع ، في كرم الحسين وجوده.
وروى أحمد بن
سليمان في (عقد اللآل في مناقب الآل) أن الحسين رضياللهعنه كان جالسا في مسجد جده رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد وفاة أخيه الحسن رضياللهعنه ، وكان عبد الله بن الزبير جالسا في ناحية المسجد ، (وعتبة
بن أبي سفيان) في ناحية أخرى ، فجاء أعرابي على ناقة فعلقها بباب المسجد ، ودخل
فوقف على (عتبة بن أبي سفيان) فسلّم عليه ، فرد عليهالسلام ، فقال له الأعرابي : إني قتلت ابن عم لي وطولبت بالدية ،
فهل لك أن تعطيني شيئا؟ فرفع رأسه إلى غلامه وقال : ادفع إليه مائة درهم. فقال
الأعرابي : ما أريد إلّا الدية تماما ، ثم تركه وأتى عبد الله بن الزبير وقال له
مثل ما قال لعتبة. فقال عبد الله لغلامه : ادفع إليه مائتي درهم. فقال الأعرابي :
ما أريد إلّا الدية تماما.
__________________
ثم تركه وأتى
الحسين رضياللهعنه فسلّم عليه وقال : يا ابن رسول الله إني قتلت ابن عم لي
وقد طولبت بالدية ، فهل لك أن تعطيني شيئا؟ فقال له : يا أعرابي : نحن قوم لا نعطي
المعروف إلّا على قدر المعرفة ، فقال : سل ما تريد؟ فقال له الحسين رضياللهعنه : يا أعرابي ما النجاة من الهلكة؟ قال : التوكل على الله عزوجل. فقال : وما الهمة؟ قال : الثقة بالله ، ثم سأله الحسين رضياللهعنه غير ذلك وأجاب الأعرابي ، فأمر له الحسين رضياللهعنه بعشرة آلاف درهم ، وقال له : هذه لقضاء ديونك ، وعشرة آلاف
درهم أخرى ، وقال : هذه تلم بها شعثك ، وتحسن بها حالك ، وتنفق منها على عيالك ،
فأنشأ الأعرابي يقول :
طربت وما هاج لي
معبق
|
|
ولا لي مقام ولا
معشق
|
ولكن طربت لآل
الرسو
|
|
ل فلذ لي الشعر
والمنطق
|
هم الأكرمون هم
الأنجبون
|
|
نجوم السماء بهم
تشرق
|
سبقت الأنام إلى
الكرمات
|
|
وأنت الجواد فلا
تلحق
|
أبوك الذي ساد
بالمكرمات
|
|
فقصر عن سبقه
السبق
|
به فتح الله باب
الرشاد
|
|
وباب الفساد بكم
مغلق
|
شجاعته عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة علي
بن أحمد بن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ١٧٤ ط مطبعة العدل بالنجف الأشرف) قال :
فصل في علمه
وشجاعته وشرف نفسه وسيادته عليهالسلام : قال بعض أهل العلم علوم أهل البيت لا تتوقف على التكرار
والدرس ولا يزيد يومهم فيها على ما كان في الأمس لأنهم المخاطبون في أسرارهم
والمحدثون في النفس. فسمى معارفهم وعلومهم بعيدة عن الإدراك واللمس ومن أراد سترها
كمن أراد ستر وجه
الشمس وهذا مما
يجب أن يكون ثابتا مقررا في النفس فهم يرون عالم الغيب في عالم الشهادة ويقفون على
حقائق المعارف في خلوات العبادة وتناجيهم ثواقب أفكارهم في أوقات أذكارهم بما
تسنموا به غارب الشرف والسيادة وحصلوا بصدق توجيههم إلى جناب القدس فبلغوا به
منتهى السؤال والإرادة فهم كما في نفوس أوليائهم ومحبيهم وزيادة فما تزيد معارفهم
في زمان الشيخوخة على معارفهم في زمن الولادة وهذه امور تثبت لهم بالقياس والنظر
ومناقب واضحة الحجول بادية الغرر ومزايا تشرق اشراق الشمس والقمر وسجايا يزين عيون
التواريخ وعنوانات الأثر فما سألهم مستفيد أو ممتحن فوقفوا ولا أنكر منكر أمرا من
الأمور إلّا علموا وعرفوا ولا جرى معهم غيرهم في مضمار شرف إلّا سبقوا وقصر محاورهم
وتحلقوا سنة جرى عليها الذين تقدموا منهم وأحسن اتباعهم الذين خلفوا وكم عانوا في
الجدال والجلاد أمورا فبلغوها بالرأي الأصيل والصبر الجميل فما استكانوا ولا ضعفوا
فبهذا وأمثاله سموا على الأمثال وشرفوا تقر الشقاشق إذا هدرت شقاشقهم وتصغى
الأسماع إذا قال قائلهم أو نطق ناطقهم ويكشف الهوى إذا قيست به خلائقهم ويقف كل
ساع عن شأوهم فلا يدرك غايتهم ولا ينال طرائقهم سجايا منحهم بها خالقهم وأخبر بها
صادقهم فسر بها أوليائهم وأصادقهم وحزن لها مباينهم ومفارقهم وقد حل الحسين عليهالسلام من هذا البيت الشريف في أوجه وارتفاعه وعلو محله فيه علوا
تطامنت النجوم عن ارتفاعه واطلع بصفا سره على غوامض المعارف فانكشفت له الحقائق
عند اطلاعه وطار صيته بالفضائل والفواضل فاستوى الصديق والعدو في استماعه ولما
انقسمت غنائم المجد حصل على صعابها ومرتاعه فقد اجتمع فيه وفي أخيه عليهماالسلام من خلال الفضائل مالا خلاف في اجتماعه فكيف لا يكونا كذلك
وهما ابنا علي وفاطمة وسبطان لمن كان سيد النبيين والمرسلين وخاتمهم والحسين عليهالسلام هو الذي أرضى غرب السيف والسنان ومال إلى منازلة الأبطال
والشجعان.
قال الشيخ كمال
الدين بن طلحة اعلم ان الشجاعة من المعاني القائمة بالنفوس ولها رجال أبطال
وصناديد الشئوس ولا يعرف صاحبها إلّا إذا ضاق المجال واشتد القتال وأحدقت الرجال
بالرجال فمن كان مجزاعا مهلاعا فتراه يستركب الهزيمة ويستقبلها يستصوب المدينة
ويتطرقها ويستعذب المفرة ويتشوقها ويستصحب الذلة ويتعلقها فذلك مهبول الام لا تعرف
نفسه شرفا ولا له عن الخساسة والدناءة منصرفا ، ومن كان كرارا صبارا خائضا غمرات
الأهوال بنفس مطمئنة وعزيمة مرجحة بعد مصافحة الصفاح غنيمة باردة ومراوحة الرماح
فائدة وعائدة ومكافحة الكتائب مكرمة زائدة ومناوحة المعائب منقبة شاهدة جانحا إلى
ابتياع العز بمهجته ويراها ثمنا قليلا جامحا عن ارتكاب الدنايا وان غادرت جماحه
قتيلا :
يرى الموت أحلى
من ركوب دنية
|
|
ولا يقتدي
للناكصين دليلا
|
ويستعذب التعذيب
فيما يفيده
|
|
نزاهته عن أن
يقال ذليلا
|
فهذا مالك زمام
الشجاعة وحائزها وله من قداحها معلاها وفائزها وقد صحف النقلة في صحائف السير بما
رواه وحرروا القول بما نقله المتقدم إلى المتأخر فيما رووه أن الحسين عليهالسلام لما قصد العراق سمع به أميرها عبيد الله بن زياد لعنه الله
فسرب الجنود لمقاتلته أسرابا وحزب الجيوش لمحاربته أحزابا وجهز اليه من العساكر
عشرين ألف مقاتل ما بين فارس وراجل فأحدقوا به شاكين في كثرة العدد والعديد
ملتمسين منه نزوله على حكم ابن زياد وبيعته ليزيد فان أبى ذلك فليؤذن بقتال يقطع
الوتين وحبل الوريد ويصعد بالأرواح إلى المحل الأعلى ويطرح الأشباح على الصعيد
فتبعت نفسه الأبية جدها وأباها وعزفت عن ارتكاب الدنية فأباها ونادته النخوة
الهاشمية فلباها ومنحها بالاجابة إلى مجانبة الذلة وحباها فاختار مجالدة الجنود
ومصادمة صباها والصبر على مقارعة صوارمها وسم سباها وكان أكثر هؤلاء الخارجين
لقتاله قد كاتبوه وطاوعوه وشايعوه وتابعوه وسألوه القدوم عليهم ليبايعوه فلما
جاءهم أخلفوا ما وعدوه ومالوا إلى السحب العاجل فقصدوه فنصب
نفسه صلىاللهعليهوآله واخوته وأهله وكانوا نيفا وسبعين لمحاربتهم واختاروا
جميعهم القتل على متابعتهم ليزيد ومبايعتهم فاعتقلهم الفجرة الطغام ورشقتهم الرماح
والسهام هذا والحسين عليهالسلام ثابت أقدامه في المعترك أرسى من الجبال وقلبه لا يضطرب
لهول القتال ولا لقتال الرجال ولا لمنازلة الأبطال ثم قال يا أهل الكوفة قبحا لكم
وتعسا حين استصرختمونا فأتيناكم مرجفين فشحذتم علينا سيفا كان في أيماننا وحثثتم
علينا نارا نحن أضرمناها على أعدائكم وأعدائنا فأصبحتم إلبا على أوليائكم ويدا
لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم ولا ذنب كان منا إليكم فلكم الويلات هلا إذ
كرهتمونا تركتمونا والسيف ما سام والجأش ما طاش والرأي يستحصد ولكنكم أسرعتم إلى
بيعتنا إسراع الذباب وتهافتم تهافت الفراش ثم نقضتمونا سفها وظلما ألا لعنة الله
على الظالمين ثم حمل عليهم وسيفه مصلت في يده وهو ينشد ويقول :
أنا ابن علي
الطهر من آل هاشم
|
|
كفاني بهذا
مفخرا حين أفخر
|
وجدي رسول الله
أكرم من مشى
|
|
ونحن سراج الله
في الأرض نزهر
|
وفاطم أمي من
سلالة أحمد
|
|
وعمي يدعى ذا
الجناحين جعفر
|
وفينا كتاب الله
انزل صادقا
|
|
وفينا الهدى
والوحي بالخير يذكر
|
ولم يزل عليهالسلام يقاتل حتى قتل كثيرا من رجالهم وفرسانهم وشجعانهم خائضا
لجج الغمرات غير هائب للموت من جميع جهاته إلى أن تقدم اليه الشمر بن ذي الجوشن في
جموعه وسيأتي تفصيل ما جرى له معه في فصل مصرعه إن شاء الله تعالى.
ومنهم الحافظ
الذهبي في «سير الأعلام» (ج ٣ ص ٣٠٢) قال :
وبقي عامة يومه لا
يقدم عليه أحد حتى أحاطت به الرجالة وهو رابط الجأش يقاتل قتال الفارس الشجاع ان
كان ليشدّ عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى شدّ فيها الأسد حتى صاح بهم شمر :
ثكلتكم أمهاتكم ما ذا تنظرون به؟ فإذا حملوا اليه
من كل جانب.
ومنهم العلامة ابن
أبي الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١٥ ص ٢٧٤ ط القاهرة) قال :
ومن مثل الحسين بن
علي عليهماالسلام! قالوا يوم الطف : ما رأينا مكثورا قد أفرد من إخوته وأهله
وأنصاره أشجع منه ، كان كالليث المحرب ، يحطم الفرسان حطما ، وما ظنّك برجل أبت
نفسه الدنية وأن يعطي بيده ، فقاتل حتى قتل هو وبنوه واخوته وبنو عمه بعد بذل
الأمان لهم والتوثقة بالايمان المغلّظة وهو الذي سنّ للعرب الإباء واقتدى بعده
أبناء الزبير وبنو المهلّب وغيرهم.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٦ ص ٣٣٢ ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس :
كتب معاوية إلى الوليد بن عتبة ـ ابن أخيه وكان قد ولاه على المدينة : أن أرسل
إليّ الحسين بن علي مع شرطي حتى نبلسه فبينا أنا عنده أرسل إليه ، فأقراه كتاب
معاوية. فقال : أنت ترسل بي إليه يا ابن آكلة الأكباد ، فقال : أما والله ، إنه لا
بدّ لك من ذلك من السمع والطاعة. فوثب الحسين ، فأخذ عمامته ، فاجترها إليه ، وجعل
الوليد يطلقها عنه كورا كورا ، ويقول : ما أردنا أن نبلغ كل هذا منك يا أبا عبد
الله. فقمت إلى الحسين ، فلم أزل به حتى أخرجته ، فالتفت إلي الوليد ، فقال : جزاك
الله خيرا ، ما هجنا بأبي عبد الله إلّا أسدا. فبلغ ذلك معاوية ، فقال : يا أهل
الشام ، ما كنتم صانعين لو شهدتموه؟ قالوا : لو شهدناه لقتلناه. فقال معاوية : إن
ثمّ لدما مصونا عند بني عبد مناف ، الوليد أعلم بأدب أهله. ولما هلك معاوية ولي
المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان رجلا رفيقا سريا كريما. كان بين
الحسين بن علي وبين الوليد بن عتبة كلام في مال كان بينهما بذي المر. والوليد
يومئذ أمير المدينة. فقال الحسين بن علي : استطال عليّ الوليد بن عتبة في حقي
بسلطانه ، أقسم بالله
لينصفني من حقي أو
لأحدّن سيفي ، ثم لأقومنّ في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم لأدعونّ بحلف الفضول. فقال عبد الله بن الزبير : وأنا
أحلف بالله لئن دعا به لأحدنّ سيفي ، ثم لأقومنّ معه حتى ينصف من حقّه ، أو نموت
جميعا. فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري ، فقال مثل ذلك. فبلغت عبد الرحمن بن
عثمان ابن عبيد الله التميمي ، فقال مثل ذلك. فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف
الحسين من حقّه حتى رضي وقيل : إنهما تنازعا في الأرض ، فبينا حسين ينازعه إذ
تناول عمامة الوليد عن رأسه ، فجذبها. فقال مروان بن الحكم ـ وكان حاضرا ـ ما رأيت
كاليوم جرأة رجل على أميره. قال الوليد : ليس ذلك بك ، ولكنك حسدتني على حلمي عنه.
فقال حسين عليهالسلام : الأرض لك ، اشهدوا أنها له .
مستدرك
قول الملك للنبي : «إن أمتك ستقتل الحسين عليهالسلام»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٢٧ ص ٢٧٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
فمنهم العلامة
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها
وفوائدها» (ج ٢ ص ٤٨٤ ط المكتب الإسلامي بيروت) قال :
أتاني جبريل عليه
الصلاة والسلام ، فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا (يعني الحسين) ، فقلت : هذا؟
فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء.
أخرجه الحاكم (٣ /
١٧٦ ـ ١٧٧) عن محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم
الفضل بنت الحارث : أنها دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله رأيت حلما منكرا الليلة ، قال :
وما هو؟ قالت : إنه شديد ، قال : وما هو؟ قال رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في
حجري ، فقال : رأيت خيرا ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في حجرك ، فولدت
فاطمة الحسين ، فكان في حجري كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فدخلت يوما إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم تهريقان من الدموع ، قالت فقلت : يا نبي الله بأبي أنت
وأمي مالك؟ .. فذكره وقال : صحيح على شرط الشيخين.
وقال أيضا في ص
٤٨٥ : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي : إن ابنك هذا : حسين
مقتول ، وإن شئت أريتك من تربته الأرض التي يقتل بها. قال فأخرج تربة حمراء.
قلت : وهذا إسناد
صحيح على شرط الشيخين ، وقال الهيثمي (٩ / ١٨٧) : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد آخر من حديث أنس نحوه. أخرجه أحمد (٣ / ٢٤٢ و ٢٦٥) عن عمارة بن زاذان ثنا
ثابت عنه ، وعمارة هذا صدوق كثير الخطأ. كما في التقريب.
مستدرك
قول جبرئيل للنبي صلىاللهعليهوآله : «إن أمتك ستقتل الحسين
عليهالسلام»
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٢٧ ص ٢٥٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضلان
عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ٢٩ ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال :
ومن حديث ام سلمة
قالت : كان عندي النبي عليهالسلام ومعي الحسين فدنا من النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأخذته ، فبكى فتركته ؛ فقال له جبريل : أتحبه يا محمد؟ قال
: نعم! قال : أما إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها!
فبسط جناحه ، فأراه منها ، فبكى النبي صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ١٩٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أما ان أمتك
ستقتله (الحسين) أنس بن مالك ٣ / ٢٤٢.
يقتل الحسين حين يعلوه القتير
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٣٧٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
يقتل الحسين حين
يعلوه القتير. طب ٣ : ١١٠.
يقتل الحسين بشط الفرات
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٤٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
بل قام من عندي
جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. علي بن أبي طالب ١ / ٨٥.
إن الحسين يقتل بالطف
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في «إظهار الحق» (ج ٢ ص ١٥٥ ط دار الجيل
بيروت) قال :
وإن الحسين بن علي
رضياللهعنهما يقتل بالطف ـ وهو ، بفتح الطاء وتشديد الفاء ، مكان بناحية
الكوفة على شط نهر الفرات والآن اشتهر بكربلاء ـ فاستشهد الحسين رضياللهعنه في الطف ، كما أخبر.
ومنهم العلامة
محمد بن يحيى اليماني في «ابتسام البرق» (ص ٢٥٣ ط بيروت) قال :
وأخبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بقتل الحسين رضياللهعنه بالطف ، وأخرج بيده تربة وقال فيها مضجعه.
ومنهم الفاضل
الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في «إظهار الحق» (ج ٢ ص ١٥٤ ط دار الجيل
بيروت) قال :
وإن الحسين بن علي
رضياللهعنهما يقتل بالطف ـ وهو ، بفتح الطاء وتشديد الفاء ، مكان بناحية
الكوفة.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ١٦٧ وص ٣٧٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
وذكر إخباره صلىاللهعليهوسلم بشهادته.
إن الحسين عليهالسلام يقتل بأرض بابل
رواه جماعة :
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٣٧٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
يقتل الحسين بأرض
بابل. بدية ٣ : ١٦٣.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام : «إن قتلة الحسين في النار»
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١١ ص ٣٣٤ وج ١٩ ص ٣٦٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق ، ذكره جماعة من العامة :
فمنهم العلامة
كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في
تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٤٣ ط دمشق) قال :
أخبرنا أبو نصر ،
إذنا ، قال : أخبرنا علي قال : أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم قال : أخبرنا أبو
الفضل الرازي قال : أخبرنا جعفر بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن هارون قال : حدثنا
محمد بن إسحاق قال : أخبرنا العباس بن محمد مولى بني هاشم قال :
حدثنا يحيى بن أبي
بكير قال : حدثنا علي ـ ويكنى أبا إسحاق ـ عن عامر بن سعد البجلي قال : لما قتل
الحسين بن علي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام فقال : إن رأيت البراء بن عازب فأقرأه مني
السلام وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار ، وإن كاد الله يسحت أهل الأرض منه
بعذاب أليم ، فقال فأتيت البراء فأخبرته ، فقال صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور بي.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٧ ص ١٥٥ ط دار الفكر) قال :
قال عامر بن سعد
البجلي : لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام ، فقال : إن رأيت البراء بن عازب ـ فذكر مثل ما
تقدم عن «بغية الطلب».
ومنهم العلامة
الشيخ تقي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدمي الحنبلي
في «مصائب الإنسان من مكايد الشيطان» (ص ١٧٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
قال عامر بن سعيد
البجلي : لما قتل الحسين رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام فقال : إن رأيت البراء بن عازب فأقرئه مني
السلام ، وأخبره ـ فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».
نبذة من كرامات سيدنا الحسين عليهالسلام
منها
نكال قتلته عليهالسلام ونقمتهم وعذابهم
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء»
(ج ١ ص ١٣١ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
الحسين بن علي رضياللهعنهما قال الامام الشلي باعلوي في المشرع الروي : من كرامات
الحسين رضياللهعنه : ما روى عن ابن شهاب الزهري قال : لم يبق من قتلة الحسين
أحد إلّا وعوقب في الدنيا ، إما بالقتل ، أو بالعمى ، أو سواد الوجه ، أو زوال
الملك في مدة يسيرة. ومنها أن عبد الله بن حصين ناداه وقت محاربتهم له ومنعهم
الماء عنه : يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء ، والله لا تذوق منه قطرة
حتى تموت عطشا ، فقال الحسين : اللهم اقتله عطشا ، فكان ذلك الخبيث يشرب الماء ولا
يروى حتى مات عطشا.
ودعا الحسين بماء
يشربه ، فرماه رجل يقال له وزغة بسهم فأصاب حنكه فحال بينه وبين الماء ، فقال
الحسين رضياللهعنه : اللهم أظمئه ، فكان ذلك الخبيث يصيح من الحرّ في بطنه
ومن البرد في ظهره ، وبين يديه الثلج والمراوح وخلفه الكانون ويقول : اسقوني ،
فيؤتى بالاناء العظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم ، فيشربه
ويقول : اسقوني أهلكني العطش ، فيسقى كذلك إلى أن انقدّ بطنه كانقداد البعير. وذكر
هاتين الكرامتين أيضا ابن حجر في الصواعق.
وقال الشلي أيضا :
وسمع شيخ كبير ممن أعان على قتل الحسين رضياللهعنه : أن كل من أعان على قتله لم يمت حتى يصيبه بلاء ، فقال :
أنا ممن شهده وما أصابني أمر أكرهه ، فقام إلى السراج ليصلحه ، فثارت النار
فأصابته ، فجعل ينادي النار النار حتى مات.
قال : حكي أن شخصا
حضر قتله فقط فعمى ، فسئل عن سبب عماه فقال : إن رأى النبي صلىاللهعليهوسلم حاسرا عن ذراعيه وبيده الكريمة سيف وبين يديه نطع ، ورأى
عشرة من قاتلي الحسين مذبوحين بين يديه صلىاللهعليهوسلم ، ثم لعنه
وسبه بتكثيره
سوادهم ، ثم أكحله بمرود من دم الحسين فأصبح أعمى.
قال : وعلق شخص
رأس الحسين في لبب فرسه ، فرؤي بعد أيام وجهه أشد سوادا من القار ، فقيل له : كنت
أنضر العرب وجها ، فقال : ما مرت عليّ ليلة من حين حملت تلك الرأس إلّا واثنان
يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكس فتسعفني فصرت كما
ترى ، ثم مات على أقبح حالة ، واستشهد الحسين يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة ٦١ رضى
الله عنه.
ومنهم العلامة
العارف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني القلقشندي المولود بها سنة ٨٩٨
والمتوفى بالقاهرة سنة ٩٧٣ ه في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص ١٢٥ ط دار الفكر بيروت)
قال :
قال الامام
القرطبي وقد قتل الله تعالى قاتل الحسين المسمى شمر أشد قتلة وقاسى حزنا طويلا
وألقى رأسه المذموم في الموضع الذي كان لقى فيه رأس الحسين رضياللهعنه وذلك بعد قتله الحسين بستة أعوام وبعث المختار به إلى
المدينة فوضع بين يدي بني الحسين رضياللهعنه يقول لو لم يكن على قاتل الحسين من الإثم والمقت إلّا
اغضاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليه لكان في ذلك كفاية ثم إنه رضياللهعنه يحلف ويقول والله لو أنه كان لي في دم الحسين مدخل وخيرت
بين دخول الجنة والنار لاخترت النار خوفا أن يراني رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الجنة فينظر إلي نظرة غضب انتهى.
وروى الترمذي عن
عمارة بن عمر قال لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وألقيت تلك الرءوس في رحبة
المسجد صار كل من دخل يقول خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم ثم تباكى
الناس حتى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه فبينما الناس كذلك إذا
جاءت حية سوداء فدخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فغابت ثم
جاءت فدخلت منخريه ثانيا
حتى فعلت ذلك ثلاث
مرات من بين تلك الرءوس والناس يقولون قد خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا.
قال العلماء وكان
ذلك مكافأة له على ما فعل برأس الحسين وهي من علامات العذاب الظاهر الذي حل به
فضلا عن العذاب الباطن ثم إن الله تعالى سلط المختار على أصحاب عبيد الله كلهم
فقتلهم شر قتلة حتى أوردهم النار وذلك أن الأمير مذحج بن إبراهيم بن مالك لقى عبيد
الله بن زياد على خمسة فراسخ من الموصل وعبيد الله في ثلاثة وثمانين ألفا وإبراهيم
في أقل من عشرين ألفا فتطاعنوا بالرماح وتراموا بالسهام وتضاربوا بالسيوف إلى أن
اختلط الظلام فنظر ابراهيم إلى رجل عليه بردة حسناء ودرع سابغة وعمامة من خز دكناء
وديباجة خضراء من فوق الدرع وقد أخرج يده من الديباجة ورائحة المسك تفوح منه وفي
يده صحيفة مذهبة فقصده الأمير إبراهيم لا لشيء وإنما هو ليأخذ من يده تلك الصحيفة
مع الفرس الذي تحته فلما قرب منه لم يلبث أن ضربه ضربة كانت فيها نفسه فتناول
الصحيفة وفر الفرس فلم يقدر عليه وان الناس لا يبصر بعضهم بعضا من شدة الظلمة
فتراجع أهل العراق إلى عسكرهم والخيل لا تطأ إلّا على القتلى فأصبح الناس وقد
فقدوا من أهل العراق ثلاثة وسبعين رجلا وقتل من أهل الشام سبعون ألفا فلما أصبح
الناس وجدوا فرس عبيد الله فردوه إلى الأمير إبراهيم وعلم أن الذي كان قتله في
الظلمة هو عبيد الله بن زياد فكبر الأمير إبراهيم وخر ساجدا لله عزوجل وقال الحمد لله الذي أجرى قتله على يدي ثم بعث به إلى
المختار ومع الرأس سبعون ألف رأس ذكره الحافظ أبو الخطاب ابن دحية رحمهالله.
ومنهم الدكتور
محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ١٠٧) قال : وقد قال الترمذي : حدثنا واصل بن عبد
الأعلى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير. قال : لما جيء برأس عبيد الله
بن زياد وأصحابه فنصبت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون : قد جاءت قد
جاءت ، فإذا حية قد جاءت
تتخلل الرءوس حتى
دخلت في منخري عبيد الله بن زياد ، فمكثت هنيهة ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيب ، ثم
قالوا : قد جاءت قد جاءت ، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. ثم قال الترمذي : حسن صحيح.
وقال أيضا في ص
١٢٠ : وقال عبد الملك بن عمير : دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين بن
علي بين يديه على ترس ، فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على المختار بن أبي
عبيد وإذا رأس عبيد الله بن زياد بن يدي المختار على ترس ، وو الله ما لبثت إلّا
قليلا حتى دخلت على عبد الله بن مروان وإذا برأس مصعب ابن الزبير على ترس بين
يديه.
ومنهم العلامة أبو
العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي
المولود سنة ٢٥١ والمتوفى سنة ٣٣٣ ه في كتابه «المحن» (ص ١٨٧ ط دار الغرب
الإسلامي في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
قال أبو معشر :
ولما ولى يزيد بن معاوية عبيد الله بن زياد العراق فكان عبيد الله في الكوفة حتى
قتل الحسين ثم رجع [إلى] البصرة ، فكان بها حتى مات يزيد وحرقت الكعبة ورجع حصين
بن نمير إلى الشام ، وبويع لمروان بن الحكم ، فأرسل حصين بن نمير مددا إلى زياد ،
وأرسل ابن الزبير إبراهيم بن محمد بن طلحة إلى الكوفة أميرا ، ثم أرسل عبد الله بن
مطيع إلى المدينة ، فسار عبيد الله بن زياد إلى المختار فالتقوا بخازر فاقتتلوا ،
فقتل المختار عبيد الله بن زياد ومن معه حصين بن نمير وذا الكلاع وعامة من كان معه
ممن شهد الحرة من رءوسهم.
قال أبو معشر :
فحدثني رجل من أهل المدينة أنه نظر إلى خمسين رأسا بعث بها المختار إلى ابن الزبير
، فيهم رأس عبيد الله بن زياد ، وحصين بن نمير ، وذي الكلاع ، فلما قتل عبيد الله
بن زياد ارتضى أهل البصرة عبد الله بن الحارث بن نوفل فأمروه على أنفسهم ، وبعث
ابن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عاملا على البصرة ،
ثم بعث حمزة بن
الزبير بعده ، ثم بعث مصعبا ، فقتل المختار وبعث برأسه إلى ابن الزبير ، فقال ابن
الزبير : ما حدثني كعب إلّا صدقته فيه ، قال لي تقتل ابن معقب قد قتلته.
وقتل مصعب أصحاب
المختار ، قتل منهم ثمانية آلاف صبرا وكان خلع طاعة عبد الله بن الزبير ودعا إلى
نفسه ، ونافق بالكوفة ، فحاربه مصعب بن الزبير من البصرة فقتله ودخل الكوفة ، ثم
حج في سنة إحدى وسبعين ، فقدم على ابن الزبير ، قال : ودخلت حيّة في رأس عبيد الله
بن زياد لما وضع برحبة الكوفة. حدثني بكر بن حماد عن نعيم بن حماد عن أبي معاوية
عن الأعمش عن عمار بن عمير قال : كنا بالرحبة ، فأتي برءوس ، ورأس عبيد الله بن
زياد ، فقالوا : انفلتت الحية فانفرجوا لها ، فأقبلت تشم الرءوس حتى دخلت في رأس
عبيد الله بن زياد ، ثم خرجت ثم دخلت والناس ينظرون.
قال بكر : حدثني
به أبو الحسن الكوفي عن أبيه عن أبي معاوية بإسناد مثله.
ومنهم الحافظ أبو
العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ ه
في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١٠ ص ٢٨٣ ط دار الفكر في بيروت) قال :
أخبرنا أبو معاوية
عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في
المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل
الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت
ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. هذا حديث حسن صحيح.
قال محشي الكتاب
في الذيل : وإنما أورد الترمذي هذا الحديث في مناقب الحسين لأن فيه ذكر المجازاة
لما فعله عبيد الله بن زياد برأس الحسين رضياللهعنه.
قال العيني : إن
الله تعالى جازى هذا الفاسق الظالم عبيد الله بن زياد بأن جعل قتله على يدي
إبراهيم بن الأشتر يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة ست وستين على أرض يقال
لها الجازر بينها وبين الموصل خمسة فراسخ وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي أرسله
لقتال ابن زياد ولما قتل ابن زياد جيء برأسه وبرءوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار
وجاءت حية دقيقة تخللت الرءوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وهو ابن زياد وخرجت من
منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرءوس ثم إن
المختار بعث برأس ابن زياد ورءوس الذين قتلوا معه إلى مكة إلى محمد بن الحنفية
وقيل إلى عبد الله بن الزبير فنصبها بمكة وأحرق ابن الأشتر جثة ابن زياد وجثث
الباقين.
ومنهم الشريف أحمد
بن محمد الخافي [الخوافي] في «التبر المذاب» (ص ٨٨ مخطوط) قال :
قال عبيد الله بن
عمر لقد رأيت في هذا القصر عجبا يعني قصر الكوفة رأيت رأس الحسين عليهالسلام بين يدي ابن زياد ورأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار
ورأيت رأس المختار بين يدي المصعب ابن الزبير ثم رأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد
الملك بن مروان ثم استقر الملك في بني أمية إلى أن خرج عبد الله السفاح ابن محمد
بن علي بن عبد الله بن العباس على بني أمية وقتلهم عن آخرهم وملكوا الملك ثم إن
ابن زياد أمر بتجهيز الرءوس والسبايا إلى الشام إلى يزيد لعنه الله.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٢٧١ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
ولم تنقض سنوات
أربع على يوم كربلاء حتى كان يزيد قد قضى نحبه ، ونجمت بالكوفة جريرة العدل التي
حاقت بكل من مد يدا إلى الحسين وذويه .. فسلط الله على قاتلي الحسين كفؤا لهم في
النقمة والنكال يفل حديدهم بحديدة ويكيل لهم
بالكيل الذي
يعرفونه. وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي داعية التوابين من طلاب ثأر الحسين.
فأهاب بأهل الكوفة أن يكفروا عن تقصيرهم في نصرته ، وأن يتعاهدوا على الأخذ بثأره
فلا يبقين من قاتليه أحد ينعم بالحياة ، وهو دفين مذال القبر في العراء .. فلم ينج
عبيد الله بن زياد ، ولا عمر بن سعد ، ولا شمر بن ذي الجوشن ، ولا الحصين ابن نمير
، ولا خولي بن يزيد ، ولا أحد ممن أحصيت عليهم ضربة أو كلمة أو مدوا أيديهم بالسلب
والمهانة إلى الموتى أو الأحياء .. وبالغ في النقمة فقتل وأحرق ومزق وهدم الدور
وتعقب الهاربين ، وجوزي كل قاتل أو ضارب أو ناهب بكفاء عمله .. فقتل عبيد الله
وأحرق ، وقتل شمر بن ذي الجوشن وألقيت أشلاؤه للكلاب ، ومات مئات من رؤسائهم بهذه
المثلات وألوف من جندهم وأتباعهم مغرقين في النهر أو مطاردين إلى حيث لا وزر لهم
ولا شفاعة .. فكان بلاؤهم بالمختار عدلا رحمة فيه ، وما نحسب قسوة بالآثمين سلمت
من اللوم أو بلغت من العذر ما بلغته قسوة المختار.
ولحقت الجريرة
الثالثة بأعقاب الجريرة الثانية في مدى سنوات معدودات ..
فصمد الحجاز في
ثورته أو في تنكره لبني أمية إلى أيام عبد الملك بن مروان ، وكان أحرج الفريقين من
سبق إلى أحرج العملين. وأحرج العملين ذاك الذي دفع اليه ـ أو اندفع اليه ـ الحجاج
عامل عبد الملك .. فنصب المنجنيق على جبال مكة ، ورمى الكعبة بالحجارة والنيران
فهدمها وعفى على ما تركه منها جنود يزيد بن معاوية .. فقد كان قائده الذي خلف مسلم
بن عقبة وذهب لحصار مكة أول من نصب لها المنجنيق وتصدى لها بالهدم والإحراق ..
وما زالت الجرائر
تتلاحق حتى تقوض من وطأتها ملك بني أمية ، وخرج لهم السفاح الأكبر وأعوانه في دولة
بني العباس .. فعموا بنقمتهم الأحياء والموتى ، وهدموا الدور ، ونبشوا القبور ،
وذكر المنكوبون بالرحمة فتكات المختار بن أبي عبيد ، وتجاوز الثأر كل مدى خطر على
بال هاشم وأمية يوم مصرع الحسين.
لقد كانت ضربة
كربلاء ، وضربة المدينة ، وضربة البيت الحرام ، أقوى ضربات أمية لتمكين سلطانهم
وتثبيت بنيانهم وتغليب ملكهم على المنكرين والمنازعين .. فلم ينتصر عليهم المنكرون
والمنازعون بشيء كما انتصروا عليهم بضربات أيديهم ، ولم يذهبوا بها ضاربين حقبة ،
حتى ذهبوا بها مضروبين إلى آخر الزمان.
وتلك جريرة يوم
واحد هو يوم كربلاء .. فإذا بالدولة العريضة تذهب في عمر رجل واحد مديد الأيام ،
وإذا بالغالب في يوم كربلاء أخسر من المغلوب إذا وضعت الأعمار المنزوعة في
الكفتين.
ومنهم العلامة
الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ص
٣٥٧ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
بعد ذكر اسمه
ونسبه : وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان يروي عن أبيه أحاديث ، وروى الناس
عنه. وهو الذي قتل الحسين ، وهو تابعي ثقة.
وقال أبو بكر بن
أبي خيثمة : سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو؟ فقال : كيف يكون من قتل
الحسين ثقة؟
وقال الحاكم أبو
أحمد : سمعت أبا الحسين الغازي يقول : سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول : سمعت يحيى
بن سعيد يقول : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : حدثنا العيزار بن حريث عن عمر
بن سعد ، فقال له رجل من بني ضبيعة يقال له موسى : يا أبا سعيد هذا قاتل الحسين.
فسكت ، فقال : عن قاتل الحسين تحدثنا. فسكت.
وقال عبد الرحمن
بن يوسف بن خراش : حدثنا أبو حفص هو الفلاس ، قال : سمعت يحيى بن سعيد القطان ،
وحدثنا عن شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام إليه
رجل ، فقال : أما تخاف الله تروي عن عمر بن سعد ، فبكى وقال : لا أعود احدّث عنه
أبدا.
إلى أن قال في ص
٣٥٩ : قال الحميدي : حدثنا سفيان عن سالم إن شاء الله قال :
قال عمر بن سعد
للحسين : إن قوما من السفهاء يزعمون أني أقتلك. فقال حسين : ليسوا بسفهاء ، ولكنهم
حلماء ثم قال : والله إنه ليقر بعيني أنك لا تأكل برّ العراق بعدي إلّا قليلا.
وقال أبو بكر بن
أبي خيثمة : حدثنا عبد السلام بن صالح ، قال : حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن
شريك ، قال : أدركت أصحاب الأردية المعلّمة وأصحاب البرانس من أصحاب السواري إذا
مرّ بهم عمر بن سعد ، قالوا : هذا قاتل الحسين وذلك قبل أن يقتله.
وروي عن محمد بن
سيرين عن بعض أصحابه ، قال : قال علي لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاما تخيّر
فيه بين الجنة والنار فتختار النار.
وقال أبو بكر بن
أبي خيثمة : حدثنا أبي ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، قال : وبلغ مسيره ـ يعني
الحسين ـ عبيد الله بن زياد وهو بالبصرة ، فخرج على بغالهم هو واثنا عشر رجلا حتى
قدموا الكوفة ، فحسب أهل الكوفة أنه الحسين بن علي وهو متلثم ، فجعلوا يقولون :
مرحبا بابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وأقبل الحسين حتى نزل نهري كربلاء وبلغه خبر الكوفة ،
فبعث ابن زياد عمر بن سعد على جيش وأمره. أن يقتله ، وبعث شمر بن جوشن الكلابي
فقال : اذهب معه فإن قتله وإلّا فاقتله وأنت على الناس ، قال : فخرجوا حتى لقوه ،
فقاتل هو ومن معه حتى قتلوا.
وقد ذكرنا بعض
أخباره في ترجمة الحسين بن علي.
قتله المختار سنة
خمس وستين وقيل : ست وستين وقيل : سبع وستين وعليه لعائن الله والملائكة والناس
أجمعين.
ومنهم العلامة
الشريف أحمد بن محمد الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٨٦ ـ المخطوط) قال :
ثم قام عمر بن سعد
لعنه الله عند ابن زياد يريد منزلته التي وعده بها فلم يف له فخرج من عنده وهو
يقول ما رجع أحد مثل ما رجعت أطعت الفاسق ابن زياد الظالم
ابن الفاجر وأغضبت
الحاكم العدل وقطعت القرابة الشريفة وكان كلما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه
وكلّما دخل المسجد خرج الناس منه وكل من رآه سبّه فلزم بيته إلى أن قتل عليه غضب
الله.
ومنهم العلامة أبو
العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي
المولود سنة ٢٥١ والمتوفى سنة ٣٣٣ ه في كتابه «المحن» (ص ١٨٥ ط دار الغرب
الإسلامي في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
حدثنا أبو جعفر
تميم بن محمد قال : حدثني أبي رحمهالله محمد بن أحمد بن تميم التميمي قال : حدثني عمر بن يوسف
ومحمد بن أسامة قال : حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال :
حدثنا أبو معشر قال : حدثني رجل من الأنصار أن المختار بن أبي عبيد كتب إلى عبد
الله بن الزبير فقال لرسوله : إذا جئت مكة فدفعت كتابي إلى ابن الزبير فأت المهدي
يعني ابن الحنفية محمد بن علي بن أبي طالب ، فأقرأ عليهالسلام وقل له : يقول لك أبو إسحاق ، إني أحبك وأحب أهل بيتك ،
قال : فأتاه فقال له ذلك ، فقال له : كذبت وكذب أبو إسحاق ، كيف يحبني ويحب أهل
بيتي وهو يجلس عمر بن سعد بن أبي وقاص على وسائده وقد قتل الحسين بن علي بن أبي
طالب. قال : فلما قدم عليه رسوله أخبره بما قال محمد بن علي بن الحنفية ، قال :
فقال المختار بن أبي عبيد لأبي عمرة صاحب حرسه : استأجر لي نوائحا يبكين الحسين بن
علي بن أبي طالب رحمهالله على باب عمر بن سعد بن أبي وقاص. قال : ففعل ذلك الحرسي ،
قال : فلما بكين قال عمر لابنه عمر ايت الأمير فقل له : ما بال النوائح يبكين
الحسين بن علي بن أبي طالب على باب داري ، قال : فأتاه ابنه فقال له ذلك ، قال :
فقال له المختار : لأنه أهل أن يبكي عليه ، قال : أصلحك الله ، إنه عن ذلك ، قال :
نعم ، ثم دعا أبا عمرة صاحب حرسه فقال : اذهب إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص فأتني
برأسه ، قال : فأتاه فقال : قم إليّ أبا حفص ، فقام إليه عمر
وهو ملتحف فجلله
بالسيف فقتله ، وجيء برأسه إلى المختار وحفص جالس عنده على الكرسي ، فقال : هل
تعرف هذا ، قال : نعم ، رحمة الله عليه ، قال : أتحب أن ألحقك به ، قال : وما خير
في الحياة بعده ، فضرب رأسه أيضا فقتله.
سبب استشهاده عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور السيد عبد العزيز سالم ـ أستاذ التاريخ الإسلامي في «تاريخ الدولة
العربية ـ منذ ظهور الإسلام حتى سقوط الدولة الاموية» (ص ٣٦٠ ط مؤسسة شباب الجامعة)
قال :
لما توفى معاوية
بن أبي سفيان كتب أهل الكوفة إلى الحسين بن علي يبايعونه بالخلافة ، وكان مما
كتبوه إليه : إنا قد حبسنا أنفسنا على بيعتك ، ونحن نموت دونك ، ولسنا نحضر جمعة
ولا جماعة بسببك. وفي هذه الآونة استدعاه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عامل
المدينة وطالبه بالبيعة ليزيد ، فسام التأخير ، واحتج بأن مثله لا يعطي بيعته سرا
، وأبدى استعداده لمبايعة يزيد إذا اجتمع الناس ، ثم انصرف إلى داره ، وأقام حتى
المساء. ورحل بعد ذلك إلى مكة. أما ابن الزبير فقد سبق الحسين في الرحيل إلى مكة
حتى لا يرغم على المبايعة ليزيد. إذ كان يطمع في الظفر بالخلافة بعد معاوية. ولما
دخل مكة ، قال : أنا عائذ بالبيت. ولزم جانب الكعبة لا يفارقه عامة النهار. وما
كاد الحسين يصل إلى مكة ، ويعلم أهل مكة بوصوله ، حتى بدءوا يترددون عليه ويجتمعون
عنده دون أن يحفلوا بابن الزبير. ثم والاه أهل الكوفة بالمكاتبات العديدة يسألونه
القدوم عليهم ليسلموا الأمر اليه ويطردون النعمان ابن بشير عامل الكوفة. وأول ما
ورد عليه كتاب حمله اليه رسولان من قبل سليمان بن صرد وجماعة من شيعة الكوفة ، وفي
اليوم التالي ورد عليه رسولان آخران ومعهما خمسون كتابا من أشراف أهل الكوفة
ورؤسائها. وفي اليوم الثالث وافاه رسولان
يحملان إليه خمسين
كتابا أخرى فلما أمسى ذلك اليوم ورد عليه سعيد بن عبد الله الثقفي ومعه كتاب من
رؤساء أهل الكوفة ، وهكذا تتابعت الكتب على الحسين حتى ملأ بها خرجين له. فرد
الحسين على أهل الكوفة جميعا بكتاب واحد دفعه إلى رسولين من أهل الكوفة يخبرهم فيه
بأنه سيرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل ليتحقق بنفسه من حقيقة مشاعرهم قبل أن يقدم
هو (أي الحسين) عليهم.
ووصل مسلم بن عقيل
إلى الكوفة في ٥ شوال سنة ٦٠ ه ، وبايعه من أهلها ثمانية عشرة ألف رجل سرا
للحسين. وعلم النعمان بن بشير الأنصاري والي الكوفة بوصوله ، وكان رجلا مسالما ،
فوقف سلبيا من مسلم ، وأعلن عن موقفه بقوله : لا أقاتل إلّا من قاتلني ، ولا أثب
إلّا على من وثب عليّ ، ولا آخذ بالقرفة والظنة ، فمن أبدى صفحته ونكث بيعته ضربته
بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم أكن إلّا وحدي. ولكن بعد أنصار الأمويين في
الكوفة وعلى رأسهم عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي ، وعمارة بن عقبة كتبوا إلى
يزيد بن معاوية يخبرونه بما قدم مسلم بن عقيل إلى الكوفة من أجله ، وما كان من
تخاذل النعمان بن بشير نحو مسلم. فكتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد عامله على
البصرة بعهده إليه في ولاية البصرة والكوفة معا ، ويأمره بعزل النعمان والقضاء على
مسلم. فلما علم مسلم بقدوم عبيد الله ، خاف على نفسه ، فلاذ بدار هانئ بن عروة
المرادي في قول وهانئ بن ورقة المذحجي في قول آخر ، وكان هانئ هذا من أشراف الكوفة
، وطلب منه أن يضيفه ويجيره ، فأجاره هانئ على غير رغبته ، وأدخله دار نسائه ،
وجعل الشيعة يختلفون إليه في دار هانئ فكان مسلم يبايع من أتاه منهم ويأخذ عليهم
العهود والمواثيق المؤكدة بالوفاء. وفي أثناء مقامه تهيأت له فرصة قتل عبيد الله
بن زياد الذي قدم لزيارة شريك بن الأعور في منزل هانئ ، وكان شريك قد مرض مرضا
شديدا ، ولكنه لم يغتنم هذه الفرصة ويثب عليه لأمرين : الأول كراهية هانئ لقتله في
داره ، والثاني كراهيته للغدر. وعلم ابن زياد عن طريق جواسيسه أن مسلم بن عقيل
يقيم بدار هانئ ، فاستقدمه
إليه ، فقدم إليه
هانئ ، فأمره بإحضار مسلم بن عقيل ، فامتنع عن دفع ضيفه حتى يموت دونه ، فهدده ابن
زياد بالقتل ، فلم يحفل بتهديده ، فغضب أحد أتباع ابن زياد ، وضرب هانئ بقضيب كان
بيده على أنفه وجبينه حتى كسر أنفه وأسال الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه ،
ثم أمر ابن زياد به فألقي في بيت. وبلغ مذحجا أن ابن زياد قد قتل هانئا فأقبلوا
حتى أحاطوا بالقصر ، فخرج إليهم شريح القاضي وأعلن لهم أن هانئا لم يقتل ،
فانصرفوا. وعند ما علم ابن عقيل أن هانئا قد قتل دعا كل من بايعه من الشيعة ،
فتجمعوا لديه فتقدم معهم حتى أحاطوا بقصر الامارة ، ولكن ابن زياد أرسل إليهم من
يخوفهم المعصية ويهددهم بالعذاب ، فتفرقوا عن ابن عقيل ، فلما ألفى نفسه وحيدا قد
خذله القوم مضى في أزقة الكوفة لا يدري إلى أين يذهب ، فانتهى إلى باب امرأة كندية
فآوته ، ولكن ابنها مضى إلى ابن زياد ودله على مكان ابن عقيل ، وتم القبض عليه ،
ثم أمر به ابن زياد فرقى به إلى أعلى القصر ، فضربت عنقه هناك فسقطت رأسه إلى
الرحبة ثم سقط الجسد ، أما رأسه فبعث به إلى دمشق وأما جسده فصلب. أما الحسين فلم
تكن قد وصلته أخبار مسلم ، فاستبطأها وعزم على السير نحو الكوفة ، فلما هم بالرحيل
أتاه ابن عباس وحاول أن يثنيه عن السير خوفا من غدر أهل العراق به ، ولكنه لم يصغ
إليه بحجة أن مسلم بن عقيل كتب إليه باجتماع أهل الكوفة على بيعته ونصرته ، وعند
ما علم ابن الزبير بعزم الحسين على الرحيل سر في نفسه لمسيره وشجعه على إتيان
الكوفة وقال : وفقك الله! أما لو أن لي بها مثل أنصارك ما عدلت عنها ثم دخل أبو
بكر بن الحارث بن هشام على الحسين قبل سيره ونصحه بعدم الذهاب إلى الذين عدوا على
أبيه علي وأخيه الحسن ، ولكن الحسين شكره على نصيحته ولم يأخذ بها.
فلما اقترب الحسين
من القادسية لقيه نفر أبلغه بمقتل مسلم بن عقيل ونصحوه بالعودة ، وظل كلما تقدم
قليلا أقبل عليه من ينصحه بالعودة ، ولكنه واصل السير. وكان ابن زياد قد وجه
الحصين بن نمير في أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة وأمره
أن يقيم فيما بين
القادسية إلى القطقطانة حتى يمنع من يخرج من الكوفة لنصرة الحسين. ثم سار الحسين
في طريقه إلى الكوفة فتصدت له في الطريق فرقة من الفرسان منعته من السير إلى
الكوفة أو العودة إلى الحجاز ، فاختار طريقه إلى كربلاء وهو في قدر ٥٠٠ فارس من
أهل بيته وأصحابه ونحو مائة من الرجال ، فلما وصل إلى هناك في غرة المحرم من سنة
٦١ أمر بأثقاله فحطت. ثم أرسل ابن زياد عمر بن سعد ابن أبي وقاص في أربعة آلاف
فارس ، فحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الشريعة وهي موضع الماء ، ثم نشب القتال في
٩ من المحرم ، وتكاثر عساكر الكوفة على الحسين وأصحابه ، فلم يزل أصحاب الحسين
يقاتلون ويقتلون حتى لم يبق معه غير أهل بيته ، ثم قتل علي بن الحسين ، ثم عبد
الله بن مسلم بن عقيل. وظلوا يتساقطون الواحد بعد الآخر حتى لم يبق سواه ، فحمل
عليه مالك بن بشر الكندي فضربه بالسيف على رأسه وعليه برنس خز فقطعه وأفضى السيف
إلى رأسه فجرحه ، ثم اشتد على الطعان وتكاثرت عليه عساكر ابن زياد فظل يقاتل حتى
قتل ، واحتز القتلة رأسه وحملوها إلى ابن زياد بالكوفة ، فأرسلها إلى يزيد بدمشق.
وكان عدد القتلى من أصحاب الحسين ٧٢ رجلا احتزت رءوسهم وحملت على أطراف الرماح.
ثم كانت حركة
التوابين برئاسة سليمان بن صرد الخزاعي تعبيرا عن ندم الشيعة على خذلانهم للحسين
بن علي وسخطهم على بني أمية ، وتفصيل ذلك أنه لما قتل الحسين ورجع ابن زياد إلى
الكوفة تلاقت الشيعة بالتلاوم والندم ، ورأت أن قد أخطأت خطئا كبيرا بدعائهم
الحسين وتركهم نصرته وإجابته حتى قتل إلى جانبهم ، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم
عليهم إلّا قتل من قتله أو القتل فيهم ، فاجتمعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤساء
الشيعة هم : سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيب ابن نجبة الفزاري ، وعبد الله بن سعد
بن نفيل الأزدي ، وعبد الله بن وال التيمي ، ورفاعة بن شداد البجلي ، كلهم من خيار
أصحاب علي ، فاجتمع هؤلاء الزعماء في منزل سليمان بن صرد ، ولم يلبث أهل الكوفة أن
قبلوا دعوة ابن الزبير عند ما دعاهم
إليها مصعب ابن
الزبير في سنة ٦٨ ه للتخلص من استبداد المختار ، وطلبوا من مصعب بن الزبير أن
يخلص الكوفة من المختار الكاذب ، فزحف مصعب بجموع أهل البصرة واشتبك مع المختار في
موقعة المذار ، فانهزم المختار وتراجع إلى الكوفة ثم قتل. وهكذا خضعت العراق لابن
الزبير ، وظلت كذلك إلى أن تمكن عبد الملك بن مروان من القضاء على مصعب في سنة ٧١
بدير الجاثليق على النحو الذي سنوضحه عند حديثنا عن حركة ابن الزبير في الحجاز.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٥ ص ٣٢٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال
في ترجمة يزيد بن
معاوية اللعين : ويكنى أبا خالد ، ولد سنة ست وعشرين هو وعبد الملك ، وامه ميسون
بنت بحدل ، وكان له أولاد جماعة ، فمنهم : معاوية ابنه ، وولي الخلافة بعده أياما.
ومنهم : عاتكة ، تزوجها عبد الملك بن مروان ، فولدت له أربعة أولاد ، وهذه عاتكة
كان لها اثنا عشر محرما كلهم خلفاء : أبوها يزيد ، وجدها معاوية ، وأخوها معاوية
بن يزيد ، وزوجها عبد الملك ، وحموها مروان بن الحكم ، وابنها يزيد بن عبد الملك ،
وابن أبيها الوليد بن يزيد ، وبنو زوجها : الوليد ، وسليمان ، وهشام ، وابنا ابن
زوجها : يزيد وإبراهيم ، ابنا الوليد بن عبد الملك. ولم يتفق مثل هذا لامرأة
سواها.
وقد أسند يزيد بن
معاوية الحديث ، فروى عن أبيه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وإسنادنا إليه متصل ، غير أن الامام أحمد سئل : أيروى عن
يزيد الحديث؟ فقال : لا ، ولا كرامة ، فلذلك امتنعنا أن نسند عنه.
وقد ذكرنا أن
معاوية لما مات كان ابنه يزيد غائبا ، فلما سمع بموت أبيه معاوية قدم وقد دفن ،
فبويع له وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة وأشهر ، فأقر عبيد الله بن زياد على البصرة ،
والنعمان بن بشير على الكوفة ، وكان أمير مكة عمرو بن سعيد بن العاص ، وأمير
المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ولم يكن ليزيد همّ حين ولي إلّا
بيعة النفر الذين
أبوا على أبيه الاجابة إلى بيعة يزيد ، فكتب إلى الوليد بن عتبة : أما بعد ، فخذ
حسينا وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة
حتى يبايعوا ، والسلام. فبعث إلى مروان ، فدعاه واستشاره وقال : كيف ترى أن أصنع؟
قال : إني أرى أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة ، فإن فعلوا
قبلت ، وإن أبوا ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية ، فإنهم إن علموا بموته
وثب كل واحد منهم في جانب ، فأظهر الخلاف والمنابذة ، إلّا أن ابن عمر لا أراه يرى
القتال ، ولا يحب الولاية ، إلّا أن تدفع إليه عفوا.
وأرسل عبد الله بن
عمرو بن عثمان وهو غلام حدث إلى الحسين وابن الزبير يدعوهما ، فوجدهما في المجلس
جالسين فقالا : أجيبا الأمير. فقالا له : انصرف ، فالآن : نأتيه : ثم أقبل ابن
الزبير على الحسين فقال له : ما تظن فيما بعث إلينا؟ فقال الحسين : أظن طاغيتهم قد
هلك ، وقد بعث هذا إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشوا الخبر. قال : وأنا ما أظن
غيره ، فما تريد أن تصنع؟ قال : اجمع فتياني الساعة ، ثم أسير إليه ، فإذا بلغت
الباب احتبستهم. قال : فإني أخافه عليك إذا دخلت قال : لا آتيه إلّا وأنا على
الامتناع.
قال : فجمع مواليه
وأهل بيته ، ثم قام يمشي حتى انتهى إلى باب الوليد وقال لأصحابه : إني داخل ، فإن
دعوتكم أو سمعتم صوتي قد علا فاقتحموا عليّ بأجمعكم ، وإلّا فلا تبرحوا حتى أخرج.
فدخل وعنده مروان ، فسلم عليه بالامرة وجلس ، فأقراه الوليد الكتاب ، ونعى إليه
معاوية ، ودعاه إلى البيعة ، فقال الحسين (إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) رحم الله معاوية ، وعظم لك الأجر ، أما ما سألتني من
البيعة فإن مثلي لا يعطي بيعته سرا ، ولا أراك تجتزي مني سرا دون أن تظهرها على
رءوس الناس علانية قال : أجل ، قال : فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة
دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا. فقال له الوليد وكان يحب العافية ، فانصرف على
اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس. فقال له مروان. والله إن فارقك الساعة ولم
يبايع لا
قدرت منه على
مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينك وبينه ، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع
أو تضرب عنقه. فوثب الحسين عند ذلك فقال : يا ابن الزرقاء ، أنت تقتلني أو هو؟
كذبت والله وأثمت. ثم خرج فقال مروان : والله لا يمكنك من مثلها من نفسه ، فقال
الوليد : والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت ، وإني قتلت حسينا.
إلى أن قال في ص
٣٣٥ عند ذكر مقتله عليهالسلام :
وذلك أنه أقبل حتى
نزل شراف ، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم الخيل ، فنزل الحسين رضياللهعنه ، وأمر بأبنيته فضربت ، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر
بن يزيد التميمي ـ وكان صاحب شرطة ابن زياد ـ حتى وقفوا مقابل الحسين عليهالسلام في حرّ الظهيرة ، فأمر الحسين رجلا فأذّن ، ثم خرج فقال :
أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإليكم ، إني لم آتكم حتى قدمت عليّ رسلكم ،
وأتتني كتبكم أن أقدم علينا ، فليس لنا إمام ، فإن كنتم كارهين انصرفت عنكم إلى
المكان الذي أقبلت منه ، فسكتوا عنه ، وقالوا للمؤذن : أقم الصلاة ، فأقام الصلاة
، وصلّى الحسين ، وصلّى الحر معه ، ثم تراجعوا ، فجاءت العصر ، فخرج يصلي بهم وقال
: أتتني كتبكم ورسلكم ، فقال الحر : ما ندري ما هذه الكتب والرسل. فقال : يا عقبة
بن سمعان ، أخرج إلي الخرجين. فأخرجهما مملوءين صحفا فنشرها بين أيديهم ، فقال
الحر : إنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد أمرنا أن لا نفارقك حتى نقدمك
الكوفة على عبيد الله بن زياد ، فقال الحسين : الموت أدنى [إليك] من ذلك. وقام
فركب وركب أصحابه وقال : انصرفوا بنا. فحالوا بينه وبين الانصراف ، فقال للحر :
ثكلتك أمك ، ما تريد؟ قال : إني لم اومر بقتالك ، إنما أمرت أن لا أفارقك حتى
أقدمك الكوفة ، فإذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ، ولا تردك المدينة حتى أكتب
إلى ابن زياد ، وتكتب أنت إلى يزيد أو إلى ابن زياد لعل الله أن يرزقني العافية من
أن أبتلي بشيء من أمرك ، فتباشر الحسين والحر يسايره ، ثم جاءه كتاب عبيد الله بن
زياد أن جعجع بالحسين حتى يبلغك
كتابي ، فأنزلهم
الحر على غير ماء ، ولا في قرية ، وذلك في يوم الخميس ثاني المحرم ، فلما كان من
الغد قدم عمر بن سعد من الكوفة في أربعة آلاف ، وكان عبيد الله قد ولى عمر بن سعد
الري ، فلما عرض أمر الحسين قال له : اكفني أمر هذا الرجل ، ثم اذهب إلى عملك.
فقال : أعفني فأبى. قال : أنظرني الليلة ، فأخره فأنظر في أمره ، [ثم أصبح] راضيا.
فبعث إلى الحسين رجلا يقول له : ما جاء بك؟ فقال : كتب إليّ أهل مصركم ، فإذا
كرهتموني فإني أنصرف عنكم. وجاء كتاب عبيد الله إلى عمر : حل بين الحسين وأصحابه
وبين الماء كما صنع بعثمان. فقال : اختاروا مني واحدة من ثلاث : إما أن تدعوني
فألحق بالثغور أو أذهب إلى يزيد ، أو انصرف من حيث جئت. فقبل ذلك
__________________
عمر ، وكتب إلى
عبيد الله بذلك ، فكتب عبيد الله. لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي ، فقال الحسين
: لا والله لا يكون ذلك أبدا.
وفي رواية : أن
عبيد الله قبل ذلك ، فقال له شمر بن ذي الجوشن : والله إن رحل عن بلادك ولم يضع
يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعز ، ولتكونن أولى بالضعف ، والعجز ، ولكن
لينزلن على حكمك هو وأصحابه ، فقال له عبيد الله. أخرج بكتابي إلى عمر بن سعد ،
وليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي ، فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما ، وإن
أبو فليقاتلهم ، فإن فعل فاسمع له وأطع ، وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الناس ،
فثب عليه فاضرب عنقه وأبعث إلي برأسه.
وكتب عبيد الله :
أما بعد ، فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة ،
فانظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إليّ سلما ، فإن أبوا
فازحف إليهم حتى تقتلهم ، فإن قتل حسين فأوطئ الخيل صدره
__________________
وظهره ، فإنه عاق
قاطع ، فإن مضيت لأمرنا جزيناك خيرا ، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخل بين شمر
بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنا قد أمرناه ، والسلام.
فلما جاء شمر
بالكتاب إلى عمر وقرأه قال : ويلك ، لا قرب الله دارك ، قبح الله ما قدمت به عليّ
، والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه ، وأفسدت علينا أمرا قد كنا
رجونا أن يصلح ، قال : فقال : أخبرني ما أنت صانع لأمر أميرك؟ أتقاتل عدوه ، وإلّا
فخل بيني وبين الجند والعسكر. فقال : لا ، ولا كرامة ، ولكن أنا أتولى ذلك. قال :
فدونك. فنهض إليه عشية الخميس لتسع مضين من المحرم ، وجاء شمر حتى وقف على أصحاب
الحسين فقال : أين بنو أختنا؟ فخرج إليه العباس وعبد الله وجعفر بنو علي ، فقالوا
: مالك وما تريد؟ قال : أنتم يا بني أختي آمنون ، قالوا : لعنك الله ، ولعن أمانك
، أتؤمننا وابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا أمان له؟! فنادى عمر : يا خيل اركبي وأبشري.
فركب في الناس ،
ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر ، وحسين جالس. أمام بنيه مجتثيا بسيفه إذ خفق برأسه
على ركبتيه ، فسمعت أخته الضجة ، فقالت : يا أخي ، أما تسمع الأصوات قد اقتربت؟
فرفع رأسه فقال : إني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام فقال لي : إنك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها وقال
له العباس : يا أخي ، أتاك القوم. فنهض وقال : يا عباس ، اركب [بنفسك] أنت يا أخي
حتى تلقاهم فتقول لهم ما لكم وما بدا لكم. فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا ،
فقال : ما تريدون؟ فقالوا : جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو
نناجزكم. قال : فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم. فوقفوا
، فرجع إلى الحسين فأخبره الخبر ، ثم رجع إليهم فقال : يا هؤلاء ، إن أبا عبد الله
يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ننظر في هذا الأمر ، فإذا أصبحنا التقينا إن شاء
الله ، وإنما أراد أن يوصي أهله ، فقال عمر للناس : ما ترون؟ فقال له عمرو بن
الحجاج : سبحان الله ، والله لو كان من الديلم ، ثم سألك هذا لكان ينبغي أن تجيبه
، فجمع الحسين
أصحابه ، وقال :
إني قد أذنت لكم فانطلقوا في هذه الليلة ، فاتخذوه جملا ، وتفرقوا في سوادكم
ومدائنكم ، فإن القوم إنما يطلبوني ، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري. فقال أخوه
العباس : لم نفعل ذلك لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا. ثم تكلم إخوته وأولاده
وبنو أخيه وبنو عبد الله بن جعفر بنحو ذلك ، فقال الحسين : يا بني عقيل ، حسبكم من
الفتك بمسلم ، اذهبوا فقد أذنت لكم. فقالوا : لا والله ، بل نفديك بأنفسنا وأهلينا
، فقبح الله العيش بعدك.
وقال مسلم بن
عوسجة : والله لو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لرميتهم بالحجارة ، وقال سعيد بن عبد
الله الحنفي : والله لا نخليك حتى يعلم الله أننا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك ،
والله لو علمت أني اقتل ، ثم أحيا ، ثم احرق حيا ، ثم أذرى تسعين مرة ما فارقتك
حتى ألقى حمامي دونك. وتكلم جماعة [من] أصحابه بنحو هذا ، فلما أمسى الحسين جعل
يصلح سيفه ويقول مرتجزا :
يا دهر أف لك من
خليل
|
|
كم لك بالاشراق
والأصيل
|
من
صاحب أو طالب قتيل
|
فلما سمعه ابنه
علي خنقته العبرة ، فسمعته زينب بنت علي ، فنهضت إليه وهي تقول : واثكلاه ، ليت
الموت أعدمني الحياة ، اليوم ماتت فاطمة أمي ، وعلي أبي ، يا خليفة الماضي ، وثمال
الباقي. فقال لها الحسين : أخيّة ، لا يذهب حلمك الشيطان.
وترقرقت عيناه ،
فلطمت وجهها ، وشقت جيبها ، وخرّت مغشية عليها. فقام إليها الحسين عليهالسلام فرشّ الماء على وجهها ، وقال : يا أخيّة اعلمي أن أهل
الأرض يموتون ، وأهل السماء لا يبقون ، ولي اسوة برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإني اقسم عليك يا اخية لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي
وجها.
وقام الحسين
وأصحابه يصلون الليل كله ، ويدعون ، فلما صلّى عمر بن سعد الغداة ـ وذلك يوم
عاشوراء ـ خرج فيمن معه من الناس ، وعبّأ الحسين أصحابه ، وكانوا اثنين وثلاثين
فارسا ، وأربعين راجلا ، ثم ركب الحسين دابته ، ودعى بمصحف
فوضعه أمامه ،
وأمر أصحابه فأوقدوا النار في حطب كان وراءهم لئلا يأتيهم العدو من ورائهم. فمرّ
شمر فقال : يا حسين ، تعجلت النار في الدنيا. فقال مسلم بن عوسجة : ألا رميته بسهم؟
فقال الحسين : لا ، إني أكره أن أبدأهم ، ثم قال الحسين عليهالسلام لأعدائه : أتنسبوني؟ فانظروا من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم ،
فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ، ألست ابن بنت نبيكم؟ وابن ابن عمه؟ أليس
حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ وجعفر الطيار عمي؟ فقال شمر [بن ذي الجوشن] : عبدت الله
على غير حرف إن كنت أدري ما تقول. فقال : أخبروني أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو
مال لكم أخذته!؟ فلم يكلموه. فنادى : يا شبث بن ربعي ، يا قيس بن الأشعث ، يا حجار
، ألم تكتبوا إلي؟ قالوا : لم نفعل ، فقال : فإذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم.
فقال له قيس : أو لا تنزل على حكم ابن عمك؟ فإنه لن يصل إليك منهم مكروه ، فقال :
لا والله ، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل.
فعطف عليه الحر
فقاتل معه فأول من رمى عسكر الحسين عليهالسلام بسهم : عمر بن سعد ، وصار يخرج الرجل من أصحاب الحسين
فيقتل من يبارزه ، فقال عمرو بن حجاج للناس. يا حمقى. أتدرون من تقاتلون؟ هؤلاء
فرسان المصر ، وهم قوم مستميتون ، فقال عمر : صدقت ، فحمل عمرو بن الحجاج على
الحسين ، فاضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة أول أصحاب الحسين ، وحمل شمر وحمل
أصحاب الحسين عليهالسلام من كل جانب ، وقاتل أصحاب الحسين قتالا شديدا ، فلم يحملوا
على ناحية إلّا كشفوها ، وهم اثنان وثلاثون فارسا ، فرشقهم أصحاب عمر بالنبل ،
فعقروا خيولهم ، فصاروا رجالة ، ودخلوا على بيوتهم ، يقوضونها ثم أحرقوها بالنار ،
فقتل أصحاب الحسين كلهم وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته منهم من أولاد علي عليهالسلام : العباس ، وجعفر ، وعثمان ، ومحمد ، وأبو بكر ومنهم من
أولاد الحسين : علي ، وعبد الله ، وأبو بكر ، والقاسم. ومنهم من أولاد عبد الله بن
جعفر : عون ، ومحمد. ومن أولاد عقيل : جعفر ، وعبد الرحمن ، وعبد الله ، ومسلم ،
قتل
بالكوفة. وقتل عبد
الله بن مسلم بن عقيل ، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل ، وقتل عبد الله بن بقطر رضيع
الحسين. وجاء سهم فأصاب ابنا للحسين وهو في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه وهو يقول :
اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فحمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن
فسطاط الحسين برمحه ، ونادى : عليّ بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله. فصاح
النساء وخرجن من الفسطاط ، وصاح به الحسين عليهالسلام : حرقك الله بالنار.
ثم اقتتلوا حتى
وقت الظهر ، وصلّى بهم الحر صلاة الخوف ، ثم اقتتلوا بعد الظهر ، وخرج علي بن
الحسين الأكبر فشد على الناس وهو يقول :
أنا علي بن
الحسين بن علي
|
|
نحن ورب البيت
أولى بالنبي
|
تالله
لا يحكم فينا ابن الدعي
|
فطعنه مرة بن منقذ
فصرعه ، واحتوشوه فقطعوه بالسيوف ، فقال الحسين : قتل الله قوما قتلوك يا بني ،
على الدنيا بعدك العفاء. وخرجت زينب بنت فاطمة [تنادي] : يا أخاه يا ابن أخاه.
وأكبت عليه ، فأخذ بيدها الحسين فردّها إلى الفسطاط ، وجعل يقاتل قتال الشجاع ، وبقي
الحسين زمانا ما انتهى إليه رجل منهم [إلّا] انصرف عنه وكره أن يتولى قتله ، واشتد
به العطش فتقدم ليشرب ، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه ، فجعل يتلقى الدم
ويرمي به السماء ويقول : اللهم أحصهم عددا واقتلهم مددا ، ولا تذر على الأرض منهم
أحدا. ثم جعل يقاتل ، فنادى شمر في الناس : ويحكم ، ما تنتظرون بالرجل ، اقتلوه.
فضربه زرعة بن شريك على كتفه ، وضربه آخر على عاتقه ، وحمل عليه سنان بن أنس
النخعي فطعنه بالرمح ، فوقع ، فنزل إليه فذبحه واجتز رأسه ، فسلّمه إلى خولي ابن
يزيد الأصبحي ، ثم انتهبوا سلبه ، فأخذ قيس بن الأشعث عمامته ، وأخذ آخر سيفه ،
وأخذ آخر نعليه ، وآخر سراويله ، ثم انتهبوا ماله ، فقال عمر بن سعد : من أخذ شيئا
فليرده ، فما منهم من ردّ شيئا. وجاء سنان حتى وقف على فسطاط عمر بن سعد ، ثم نادى
:
اوقر ركابي فضة
وذهبا
|
|
فقد قتلت السيد
المحجبا
|
قتلت خير الناس
أما وأبا
|
|
وخيرهم إذ
ينسبون نسبا
|
فقال له عمر : يا
مجنون ، تتكلم بهذا الكلام؟ ثم قال عمر : من يوطئ فرسه الحسين؟ فانتدب أقوام
بخيولهم حتى رضوا ظهره ، وأمر بقتل علي بن الحسين ، فوقعت عليه زينب وقالت : والله
لا يقتل حتى اقتل. فرقّ لها وكف عنه. وبعث برأسه ورءوس أصحابه إلى ابن زياد ،
فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث. وجاءت هوازن بعشرين رأسا
وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن ، وجاءت بنو تميم بسبعة عشر ، وبنو أسد بستة ، وبنو مذحج
بسبعة.
فلما وصل رأس
الحسين إلى ابن زياد جعل ينكث ثنيته بقضيب في يده ، فقال له زيد بن أرقم : والله
الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم على هاتين الشفتين [يقبلهما]. ثم نصب رأس الحسين بالكوفة
بعد أن طيف به ، ثم دعى زفر بن قيس ، فبعث معه برأس الحسين ورءوس أصحابه إلى يزيد
، فلما دخل على يزيد قال : ما وراءك؟ قال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره
، ورد علينا الحسين في ثمانية عشر من أهل بيته ، وستين من شيعته ، فسرنا إليهم ،
فسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم ابن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال ،
فغدونا عليهم من شروق الشمس ، فأحطنا بهم ، فجعلوا يهربون إلى غير وزر ويلوذون منا
بالآكام والحفر كما تلوذ الحمائم من صقر ، فو الله ما كان إلّا جزر جزور أو نومة
قائل حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجردة ، وخدودهم معفرة ، تصهرهم الشمس
، وتسفى عليه الريح ، تزاورهم العقبان والرخم بقي سبسب.
فدمعت عينا يزيد
وقال : كنت أرضى من طاعتهم بدون قتل الحسين ، لعن الله ابن سمية ، أما والله لو
أني صاحبه لعفوت عنه. ثم جلس يزيد ، ودعى أشراف أهل الشام ، وأجلسهم حوله ، ثم
أدخلهم عليه.
أخبرنا عبد الوهاب
بن المبارك قال : أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال : أخبرنا
الحسين بن علي
الطناجيري قال : أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين قال : أخبرنا أحمد ابن عبد الله بن
سالم قال : حدثنا علي بن سهل قال : حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا حماد بن زيد ،
عن جميل بن مرة ، عن أبي الوصي قال : نحرت الإبل التي حمل عليها رأس الحسين وأصحابه
، فلم يستطيعوا أكلها ، كانت لحومها أمرّ من الصبر. قال مؤلف الكتاب : ولما جلس
يزيد وضع الرأس بين يديه وجعل ينكث بالقضيب على فيه ويقول :
يفلّقن هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعق وأظلما
|
فقال أبو برزة ـ وكان
حاضرا : ارفع قضيبك ، فو الله لرأيت فاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم على فيه يلثمه.
أخبرنا ابن نصر
قال : أخبرنا ابن أحمد السراج قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي العلاف قال :
أخبرنا أبو الحسين بن أخي ميمي قال : أخبرنا أبو الحسين بن صفوان قال : حدثنا عبد
الله بن محمد القرشي قال : حدثني محمد بن صالح قال : حدثنا علي بن محمد ، عن خالد
بن يزيد بن بشر السكسكي ، عن أبيه ، عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي قال : قدم برأس
الحسين ، فلما وضع بين يدي يزيد ضربه بقضيب كان في يده ، ثم قال :
يفلّقن هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
أنبأنا علي بن عبيد
الله بن الزغواني قال : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، عن أبي عبيد الله المرزباني
قال : أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب قال : أخبرنا عبد الله بن أبي سعد الوراق قال :
حدثنا محمد بن أحمد قال : حدثنا محمّد بن يحيى الأحمري قال : حدثنا ليث ، عن مجاهد
قال : جيء برأس الحسين بن علي ، فوضع بين يدي يزيد بن معاوية ، فتمثل بهذين
البيتين ، يقول :
ليت أشياخي ببدر
شهدوا
|
|
جزع الخزرج من
وقع الأسل
|
فأهلوا واستهلوا
فرحا
|
|
ثم قالوا لي :
بقيت لأتمثل
|
قال مجاهد : نافق
فيها ، ثم والله ما بقي من عسكره أحدا إلّا تركه.
قال علماء السير :
ثم [دعا] يزيد بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه ، فأدخلوا عليه فقال لعلي : يا
علي ، أبوك الذي قطع رحمي ، وجهل حقي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما رأيت.
فقال علي : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَها). ثم دعا بالنساء والصبيان ، فأجلسوا بين يديه ، فرأى هيئة
قبيحة ، فقال : قبح الله ابن مرجانة ، لو كانت بينكم وبينه قرابة ما فعل بكم هذا.
فرقّ لهم يزيد ، فقام رجل أحمر من أهل الشام فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه
ـ يعني فاطمة بنت علي ـ وكانت وضيئة ، فارتعدت وظنت أنهم يفعلون ، فأخذت بثياب
أختها زينب ـ وكانت زينب أكبر منها ـ فقالت زينب : كذبت والله ، ما ذلك لك ولا له.
فغضب يزيد وقال : كذبت ، إن ذلك لي ، ولو شئت أن أفعله لفعلته ، قالت : كلا والله
، ما جعل الله ذلك لك إلّا أن يخرج من ملتنا ويدين بغير ديننا ، فعاد الشامين فقام
وقال : هب لي هذه ، فقال : اغرب ، وهب الله لك حتفا قاضيا ، ثم قال يزيد للنعمان
بن بشير : جهزهم بما يصلحهم ، وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا يسير بهم
إلى المدينة. ثم دخلن دار يزيد ، فلم يبق من آل معاوية امرأة إلّا استقبلتهن تبكي
وتنوح على الحسين ، وكان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلّا دعا علي بن الحسين ، فدعاه
يوما ودعا معه عمرو بن الحسين ـ وكان صغيرا ـ فقال يزيد لعمرو : أتقاتل هذا؟ يعني
ابنه خالدا. قال : لا ، ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا ، ثم أقاتله. فقال يزيد :
سنة أعرفها من أحرم ، ثم بعث بهم إلى المدينة ، وبعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد
بن العاص ـ وهو عامله على المدينة ـ فكفنه ودفنه بالبقيع عند قبر امه فاطمة. هكذا
قال ابن سعد.
وذكر ابن أبي
الدنيا أنهم وجدوا في خزانة يزيد رأس الحسين ، فكفنوه ، ودفنوه بدمشق عند باب
الفراديس. ولما أتى أهل المدنية مقتل الحسين عليهالسلام خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها حاسرة وهي تبكي
وتقول :
ما ذا تقولون إن
قال النبي لكم
|
|
ما ذا فعلتم
وأنتم أفضل الأمم
|
بعترتي وبأهلي
عند منطلقي
|
|
منهم أسارى
ومنهم ضرجوا بدم
|
ما كان هذا
جزائي إذ نصحت لكم
|
|
أن تخلفوني بشر
في ذوي رحم
|
أنبأنا الحسين بن
محمد بن عبد الوهاب قال : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال : أخبرنا أبو طاهر
المخلص قال : أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال : حدثنا الزبير ابن بكار قال :
حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال : كان علي بن الحسين الأصغر مع امه ، وهو يومئذ
ابن ثلاث وعشرين سنة ، وكان مريضا ، فلما قتل الحسين قال عمر بن سعد : لا تعرضوا
لهذا المريض ، قال علي بن الحسين : فغيبني رجل منهم فأكرم منزلي واختصني وجعل يبكي
كلما دخل وخرج ، حتى كنت أقول : إن يكن عند أحد خير فعند هذا. إلى أن نادى منادي
عبيد الله بن زياد : ألا من وجد علي بن الحسين فليأت به ، فقد جعلنا فيه ثلاثمائة
درهم. قال : فدخل علي والله وهو يبكي ، وجعل يربط يدي إلى عنقي ويقول أخاف.
وأخرجني إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا أنظر ، وأدخلت على
ابن زياد فقال : ما اسمك؟ فقلت : علي بن الحسين. فقال : أو لم يقتل الله عليا؟ قلت
: كان أخي ، يقال له علي أكبر مني ، قتله الناس : قال : بل الله قتله ، قلت : الله
يتوفى الأنفس حين موتها. فأمر بقتله ، فصاحت زينب بنت علي : يا ابن زياد ، حسبك من
دمائنا ، أسألك بالله إن قتلته إلّا قتلتني معه. فتركه ، فلما صار إلى يزيد بن
معاوية قام رجل من أهل الشام فقال : سباياهم لنا حلال ، فقال علي بن الحسين : كذبت
، ما ذلك لك إلّا أن تخرج من ملتنا ، فأطرق يزيد مليا ثم قال لعلي بن الحسين : إن
أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك فعلت ، وإن أحببت وصلتك ورددتك إلى بلدك ، قال : بل
تردني إلى المدينة. فوصله وردّه.
أخبرنا عبد الرحمن
القزاز قال : أخبرنا أحمد [بن علي] بن ثابت قال : أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، قال
: حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف قال : حدثنا بشر بن موسى قال : حدثنا عمر
بن علي قال : قتل الحسين بن علي سنة إحدى وستين ، وهو
يومئذ ابن ست
وخمسين سنة ، في المحرم يوم عاشوراء.
وقد قال جعفر بن
محمد : وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
وقال أبو نعيم
الفضل بن دكين : وهو ابن خمس وستين أو ست وستين.
قال مؤلف الكتاب :
وهذا لا وجه له ، فإنه إنما ولد في سنة أربع من الهجرة ، ومن نظر في مقدار خلافة
الخلفاء إلى زمان قتله علم أنه لم يصل إلى الستين. وقول جعفر ابن محمد أصح.
وقال هشام بن محمد
الكلبي : قتل سنة اثنتين وستين. وهو غلط.
أخبرنا أبو منصور
القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال : أخبرنا ابن رزق قال : أخبرنا أبو
بكر محمد بن عمر الحافظ قال : حدثنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا محمد بن عبد الله
الخزاعي قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عامر بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت
النبي صلىاللهعليهوسلم فيما يرى النائم نصف النهار ، أشعث أغبر ، بيده قارورة ،
فقلت : ما هذه القارورة؟ قال : دم الحسين وأصحابه ما زلت ألتقطه منذ اليوم فنظرنا
فإذا هو في ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين.
أخبرنا القزاز قال
: أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح قال : حدثنا محمد بن عبد
الله بن إبراهيم الشافعي قال : حدثنا محمد بن شداد المسمعي قال : حدثنا أبو نعيم
قال : حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن
عباس قال : أوحى الله تعالى إلى محمد صلىاللهعليهوسلم إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن
ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.
وأخبرنا ابن ناصر
قال : أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد العتيقي
قال : سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبد الله الصيرفي يقول : سمعت جعفر الخلدي
يقول : كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين ، فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه
شيء. وزرت قبر الحسين فغفوت عند القبر غفوة ، فرأيت كأن القبر قد شقّ وخرج منه
إنسان ، فقلت : إلى أين يا ابن رسول
الله؟ فقال : من
يد هؤلاء.
ومنهم الفاضل
المعاصر سليمان سليم البواب في «مائة أوائل من النساء» (ص ٢٧٨ ط دمشق) قال :
وبعد ست سنوات على
وفاة الحسن ، تمكن معاوية أن يأخذ البيعة لابنه يزيد. لكن الحسين بن علي رفض أن
يبايعه. فإذا كانت الولاية وراثة فالحسين أولى بالوراثة. وإذا كانت للأصلح فهو
الأصلح ، لأن يزيد فتى من بني أمية ، خليع رقيق الدين ، وصاحب لهو وشراب ومجون.
وهل من المعقول أن تسحب الخلافة من حفيد خديجة ام المؤمنين. لتمنح إلى حفيد هند
آكلة أكباد المسلمين ، وبطلة الحقد والانتقام في موقعة احد؟؟
لكن هذا ما حدث
بالفعل ، ويا ليته توقف عند هذا الحد!
فبعد أن ورث يزيد
بن معاوية الخلافة ، وهو أول خليفة وارث. أصرّ على أن يأخذ البيعة من الحسين بن علي.
فأرسل إلى الوليد بن عتبة أمير المدينة ، من يحرضه على أخذ البيعة من الحسين أو
قتله. لكن الوليد رفض قائلا : .. سبحان الله! أقتل حسينا أن قال لا أبايع؟ والله
إني لأظن أن أمرأ يحاسب بدم الحسين خفيف الميزان عند الله يوم القيامة.
أخبر الحسين أهله
بما جرى. وعزم على الرحيل. فنصحه أخوه محمد بن الحنفية أن يذهب إلى مكة وأن يكتب
إلى الناس لمبايعته. ففعل كما أشار عليه ، وبدأ يجهز نفسه للرحيل. وما أن قام
الحسين بأهل بيته ، حتى ظهرت زينب إلى سطح الأحداث من جديد. فقد قررت أن تترك
زوجها عبد الله بن جعفر ، لتلتحق بأخيها الحسين. لم يطل بهم المقام في مكة ، فقد
جاءتهم رسل أهل الكوفة مبايعين إمامهم الحسين بن علي. وتحسبا للعواقب فقد أرسل
الحسين إلى الكوفة ، ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليتأكد من الأمر. وحين وصل
تمكن من أخذ مبايعة ألف إنسان من الشيعة. بايعوا الحسين وهم يبكون وهنا أرسل مسلم
إلى الحسين يبلغه بالأمر.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٧ ص ١٣٧ ط دار الفكر) قال :
__________________
__________________
ولما حضر معاوية
دعا يزيد بن معاوية ، فأوصاه بما أوصاه به ، وقال له : انظر حسين بن علي ابن فاطمة
بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنه أحب الناس إلى الناس فصل رحمه ، وارفق به يصلح لك
أمره ، فإن يك منه شيء فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
وتوفي معاوية نصف
رجب سنة ستين ، وبايع الناس يزيد.
فكتب يزيد مع عبد
الله بن عمرو بن أويس العامري عامر بن لؤي إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو
على المدينة : أن ادع الناس فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأ به
الحسين بن علي فإن أمير المؤمنين رحمهالله ، عهد إلي في أمره للرفق به واستصلاحه.
فبعث الوليد من
ساعته نصف الليل إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير فأخبرهما بوفاة معاوية ،
ودعاهما إلى البيعة ليزيد ، فقالا : نصبح وننظر ما يصنع الناس ، ووثب الحسين فخرج
، وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول : هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا
مروءة ، وقد كان الوليد أغلظ للحسين ، فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ،
فقال الوليد : إن هجنا بأبي عبد الله إلّا أسدا. فقال له مروان أو بعض جلسائه :
اقتله ، قال : إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف. فلما صار الوليد إلى منزله قالت
له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : أسببت حسينا؟ قال : هو بدأ
فسبني ، قالت : وإن سبك حسين تسبه ، وإن سبّ أباك تسب أباه؟ قال : لا.
وخرج الحسين وعبد
الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة ، وأصبح الناس ، فغدوا على
__________________
البيعة ليزيد ،
وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقال المسور بن مخرمة : عجل أبو عبد الله ،
وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه إلى العراق ليخلو بمكة. فقدما مكة ، فنزل الحسين
دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري ، وجعل يحرض
الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح إلى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق ،
ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك ، فكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ، ويقول : لا
تفعل.
ومنهم العلامة
كمال الدين عمر بن أحمد جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ
حلب» (ج ٦ ص ٢٦٠٨ ط دمشق) قال :
فذكر مثل ما مر عن
ابن منظور وذكر أيضا في ص ٢٥٧٢ مثله.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعارف والمدرس التاريخ الإسلامي
بالجامعة المصرية في «محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية» (ج ٢ ص ١٢٤ ط المكتبة
التجارية الكبرى بمصر) قال :
جاء الحسين مكة
فكان أهلها يختلفون إليه ويأتونه ومن بها من المعتمرين وأهل الآفاق وابن الزبير قد
لزم جانب الكعبة فهو قائم يصلي عندها عامة النهار ويطوف ويأتي الحسين فيمن يأتيه
ولا يزال يشير عليه بالرأي وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير لأن أهل الحجاز لا
يبايعونه ما دام الحسين بالبلد. لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وبيعة يزيد أرجفوا
بيزيد واجتمعت الشيعة إلى منزل كبيرهم سليمان بن صرد الخزاعي واتفقوا أن يكتبوا
إلى الحسين يستقدمونه ليبايعوه ، فكتبوا إليه نحوا من ١٥٠ صحيفة. ولما اجتمعت
الكتب عنده كتب إليهم : أما بعد فقد فهمت كل الذي اقتصصتم وقد بعثت إليكم بأخي
وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم
ورأيكم فان كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به
رسلكم أقدم إليكم وشيكا إن شاء
الله فلعمري ما
الامام إلّا العامل بالكتاب والقائم بالقسط والدائن بدين الحق والسلام. ثم دعا
الحسين مسلم بن عقيل فسيره نحو الكوفة ، وأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف ، فان
رأى الناس مجتمعين عجل إليه بذلك فسار مسلم نحو الكوفة وأميرها النعمان بن بشير
الأنصاري فأقبلت إليه الشيعة تختلف إليه. ولما بلغ ذلك النعمان صعد المنبر وقال :
أما بعد ، فلا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة فإن فيهما تهلك الرجال وتسفك الدماء
وتغصب الأموال وكان النعمان حليما ناسكا يحب العافية ثم قال إني لا أقاتل إلّا من
يقاتلني ولا أثب على من لا يثب عليّ ولا أنبه نائمكم ولا أتحرش بكم ولا آخذ بالقرف
ولا الظنة ولا التهمة ولكنكم إن أبديتم صفحتكم ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم فو
الله الذي لا إله إلّا هو لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي ولو لم يكن لي منكم
ناصر ولا معين أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل فقام
إليه رجل من شيعة بني أمية وقال له إنه لا يصلح ما ترى إلّا المغشم إن هذا الذي
أنت عليه رأي المستضعفين فقال أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون
من الأعزين في معصية الله ونزل ، فكتب ذلك الرجل إلى يزيد يخبره بقدوم مسلم بن
عقيل ومبايعة الناس له ويقول إن كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ
أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك فان النعمان رجل ضعيف أو يتضعف فعزل يزيد النعمان
وولى على الكوفة عبيد الله بن زياد أمير البصرة فجعله والي المصرين وأمره بطلب
مسلم بن عقيل وقتله أو نفيه فقام ابن زياد إلى الكوفة وخطب في أهلها فقال : أما
بعد فان أمير المؤمنين ولاني مصركم وثغركم وفيئكم وأمرني بانصاف مظلومكم وإعطاء
محرومكم وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم وبالشدة على مريبكم وعاصيكم وأنا متبع فيكم
أمره ومنفذ فيكم عهده فأنا لمحسنكم كالوالد البر ولمطيعكم كالأخ الشقيق وسيفي
وسوطي على من ترك أمري وخالف عهدي فليبق امرؤ على نفسه ثم نزل فأخذ العرفاء والناس
أخذا شديدا وقال اكتبوا لي الغرباء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ومن فيكم من
الحرورية وأهل
الريب الذين دأبهم الخلاف والشقاق فمن كتبهم إلي برئ ومن لم يكتب لنا أحدا فليضمن
لنا ما في عرافته أن لا يخالفنا فيهم مخالف ولا يبغي علينا منهم باغ فمن لم يفعل
برئت منه الذمة وحلال لنا دمه وماله وأيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير
المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صلب على باب داره ، ألقيت تلك العرافة من العطاء وسير
إلى موضع نعمان الزارة.
سمع مسلم بمقال
ابن زياد فاستجار بهانئ بن عروة المرادي فأجاره متكرهين وصارت الشيعة تختلف إليه
هناك فعلم ابن زياد بمقره بدار هانئ فاستقدم هانئا فقدم عليه ، ولما دنا منه قال
عبيد الله :
أريد حياته
ويريد قتلي
|
|
عذيرك من خليلك
من مراد
|
فقال هانئ وما ذاك؟
فقال : يا هانئ ما هذه الأمور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين والمسلمين جئت
بمسلم فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال وظننت أن ذلك يخفى لك وقد أراد هانئ
أن ينكر فلم يجد إلى الإنكار سبيلا فطلب منه ابن زياد أن يسلم إليه مسلما فامتنع
خوف السبة والعار فأمر ابن زياد به فضرب وحبسه بالقصر. ولما علم بذلك مسلم نادى في
أصحابه بشعارهم يا منصور وكان قد بايعه ثمانية عشر ألفا وحوله في الدور أربعة آلاف
فاجتمع إليه ناس كثير فعبأهم وأقبل إلى القصر فأحاط به وامتلأ المسجد والسوق من
الناس ولم يكن مع ابن زياد إلّا ثلاثون رجلا من الشرط وعشرون رجلا من الأشراف وأهل
بيته ومواليه وأقبل أشراف الناس يأتونه فدعا كثير بن شهاب الحارثي وأمره أن يخرج
فيمن أطاعه من مذحج ويخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج
فيمن أطاعه من كندة فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس وأمر بمثل ذلك غيره من
الأشراف وأبقى عنده بعضهم استئناسا بهم فخرج الذين أمروا بالخروج يخذلون الناس
وأشرف الذين بالقصر على الناس فمنعوا أهل الطاعة وخوفوا أهل المعصية. ولما رأى
الناس ذلك شرعوا يتفرقون حتى لم يبق مع ابن عقيل في المسجد إلّا
ثلاثون رجلا فحار
في أمره أين يذهب واختفى فعلم ابن زياد بمكان اختفائه فأرسل إليه محمد بن الأشعث
فجاء به فقال مسلم لابن الأشعث إني أراك تعجز عن أماني فهل تستطيع أن تبعث من عندك
رسولا يخبر الحسين بحالي ويقول له عني ليرجع بأهل بيته ولا يغره أهل الكوفة فإنهم
أصحاب أبيه الذي كان فراقهم بالموت أو القتل ففعل ذلك ابن الأشعث ولما جيء بمسلم
إلى ابن زياد قتله ثم قتل بعده هانئ بن عروة المرادي.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في مصر» (ص ٢٢ ط دار المعارف القاهرة) قال :
لقد آلت الخلافة
إلى معاوية بن أبي سفيان وحولها إلى ملك وراثي في دمشق. وكان الامام الحسن ، أخو
الامام الحسين ، يستطيع أن ينقلب على معاوية ، لكنه حقنا لدماء المسلمين لم يفعل
ذلك رغم أن الحسين لم يرض بما حدث. ولكن الحسين ما ذا يفعل وقد قطع أخوه الأكبر
وعدا وعهدا ، لا يمكن أن ينكصه.
ولذلك ، فبعد موت
الامام الحسن ، أصبح الحسين في حل من الاتفاق ، ووضع أمامه نصيحة أبيه التي
أوصاهما بها قبل أن يموت. إذ جمع علي بن أبي طالب الحسن والحسين وقال لهما :
أوصيكما بتقوى الله ، ولا تطلبا الدنيا وإن طلبتكما ، ولا تأسفا على شيء منها زوى
عنكما. افعلا الخير ، وكونا للظالم خصما ، وللمظلوم عونا. ولم يقبل الحسين أن يخلف
معاوية ابنه يزيد ، وأن يكون على رأس الإسلام فتى فاسق وظالم. ولذلك ، فإن الحسين
لم يبايع يزيد ولم يعترف به ، رغم أن يزيد كان يعتبر بيعة الحسين له شيئا هاما.
كان الحسين في
المدينة المنورة ، حين طلب يزيد وألح على واليه هناك ، الوليد ابن عتبة ، أن يأخذ
له البيعة من الحسين وأصحابه. وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر
فمبايعة الحسين في رأي يزيد كانت تساوي مبايعة الملايين من المسلمين ، الذين
أرهبهم بالسيف والوعد والوعيد أو الذين لم يرهبهم. ولذلك طلب
يزيد من واليه على
المدينة المنورة أن يأخذ الحسين وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر أخذا شديدا
، ليس فيه رحمة ، إذا لم يبايعونه.
وقد التقى الوليد
بالحسين ، وطلب منه بيعة يزيد. ورفض الحسين. بينما فر عبد الله بن الزبير إلى مكة
لاجئا إلى بيت الله الحرام ، وبايع عبد الله بن عمر. وفي المدينة بعد أن رفض
الحسين مبايعة يزيد ، ذهب مروان بن الحكم شيخ الأمويين إلى الوليد ولامه ، لأنه
أذن للحسين بالانصراف من مجلسه ولم يشدد عليه ، ولم يحبسه حتى يبايع أو تضرب عنقه.
وهنا يقول الحسين لمروان : أأنت تضرب عنقي؟ ثم يلتفت إلى الوليد ، ويقول : يا أمير
، إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، بنا فتح الله وبنا ختم. ويزيد فاسق فاجر ،
شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة معلن بالفسوق والفجور .. ومثلي لا يبايع مثله ،
ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالبيعة والخلافة.
خرج الحسين من دار
الوليد بن عتبة ، وقد عزم على الهجرة من المدينة إلى مكة المكرمة. وفي مكة المكرمة
ذاع خبر ما قاله الحسين للوليد ومروان ، ورفضه بيعة يزيد. وهنا تتقاطر عليه الرسل
من المسلمين عامة ، وأهل الكوفة يبايعون الحسين بالخلافة. وتقول رسائلهم التي
نشرتها مصادر كثيرة بتوسع : .. الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ،
يا ابن رسول الله ، فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار ، واعشوشبت الأرض ، وأورقت
الأشجار ، فأقدم إذا شئت ، فإنما تقدم على جنود مجندة لك. والسلام.
هنا يعتزم الحسين
أمرا. بعد أن بقي في مكة أربعة أشهر لقد اعتزم الخروج من مكة المكرمة إلى الكوفة.
ويستشير أصحابه فيما اعتزمه ، فيحاول الكثير أن يثنيه عن عزمه. ويقول له ابن
الزبير لو أقمت بالحجاز ، ثم أردت هذا الأمر ـ أي الخلافة ـ هنا لما خالفناك ،
وإنما ساعدناك وبايعناك ونصحناك. ويرد الحسين على ابن الزبير بوجهة نظره قائلا :
إن أبي حدثني أن لها ـ أي مكة المكرمة ـ كبشا تستحل به حرمتها ،
فما أحب أن أكون
هذا الكبش.
لكن الحسين ، قبل
أن يشد رحاله إلى الكوفة ، يرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ، ليمهد له ويتحاور مع أهل
الكوفة ويرى إن كانوا جادّين. ويذهب مسلم ابن عقيل ، ويرسل من يقول للحسين أن تعال
إلى الكوفة ، فالكل على بيعتك. بل تقول المصادر التاريخية إن مسلم بن عقيل أبلغ
الحسين ، أن المبايعين له بلغوا ١٨ ألفا في تقدير ابن كثير و ٣٠ ألفا في تقدير ابن
قتيبة.
ومنهم العلامة
الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البشتي المتوفى ٣٥٤ ه في «السيرة النبوية
وأخبار الخلفاء» (ص ٥٥٨ ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في بيروت) قال :
فلما بلغ الحسين
بن علي الخبر بمصاب الناس بمسلم بن عقيل خرج بنفسه يريد الكوفة ، وأخرج عبيد الله
بن زياد عمر بن سعد إليه فقاتله بكربلاء قتالا شديدا حتى قتل عطشانا ، وذلك يوم
عاشوراء يوم الأربعاء سنة إحدى وستين ، وقد قيل : إن ذلك اليوم كان يوم السبت ،
والذي قتل الحسين بن علي هو سنان بن أنس النخعي. وقتل معه من أهل بيته في ذلك
اليوم : العباس بن علي بن أبي طالب ، وجعفر بن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن علي
بن أبي طالب الأكبر ، وعبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والقاسم بن الحسن
بن علي بن أبي طالب ، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، ومحمد بن أبي سعيد
بن عقيل بن أبي طالب ؛ واستصغر علي بن الحسين بن علي فلم يقتل ، انفلت في ذلك
اليوم من القتل لصغره ، وهو والد محمد بن علي الباقر ، واستصغر في ذلك اليوم أيضا
عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يقتل لصغره ، وجرح في ذلك اليوم الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب جراحة شديدة حتى حسبوه قتيلا ثم عاش بعد ذلك ، وقتل في
ذلك اليوم سليمان مولى الحسن بن علي بن أبي طالب ، ومنجح مولى الحسين بن علي بن
أبي طالب ،
وقتل في ذلك اليوم
الخلق من أولاد المهاجرين والأنصار ، وقبض على عبد الله بن بقطر رضيع الحسين بن
علي بن أبي طالب في ذلك اليوم ، وقيل : حمل إلى الكوفة ثم رمي به من فوق القصر ،
أو قيد فانكسرت رجله ، فقام إليه رجل من أهل الكوفة وضرب عنقه.
وكانت ام الحسين
بن علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وام العباس بن علي بن أبي طالب ام البنين بنت حزام بن
خالد بن ربيعة ، والعباس يقال له : السقاء ، لأن الحسين طلب الماء في عطشه وهو
يقاتل ، فخرج العباس وأخوه ، واحتال حمل إداوة ماء ودفعها إلى الحسين ، فلما أراد
الحسين أن يشرب من تلك الاداوة جاء سهم فدخل حلقه ، فحال بينه وبين ما أراد من
الشرب فاحترشته السيوف حتى قتل ، فسمي العباس بن علي السقاء لهذا السبب ، وكانت
والدة جعفر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر ليلى بنت أبي
مرة بن عروة بن مسعود بن معتب ، وكانت ام عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب
الرباب بنت القاسم بن أوس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب ، وكانت ام القاسم بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ام ولد ، وكانت ام عون بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب
جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة ، وكانت ام محمد بن عبد الله بن جعفر بن عقيل
بن أبي طالب ام ولد ، وكانت ام عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب رقية بنت علي
بن أبي طالب ، وكانت ام الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خولة بنت منظور بن زيان
الفزاري ، وكانت ام عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ام ولد ، وقد قيل : إن أبا
بكر بن علي بن أبي طالب قتل في ذلك اليوم ، وامه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك
بن ربعي. والذي تولى في ذلك اليوم حز رأس الحسين بن علي بن أبي طالب شمر بن ذي
الجوشن.
بعث عمر بن سعد اللعين الرأس الشريف
الحسيني إلى ابن زياد الخبيث واعتراض زيد بن أرقم عليه في مجلسه لعمله الشنيع
بالرأس الشريف
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
كمال الدين عمر بن أحمد جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في تاريخ
حلب» (ج ٦ ص ٢٦٣٠ ط دمشق) قال :
وبعث عمر بن سعد
برأس الحسين من ساعته إلى عبيد الله بن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحي. وأقام عمر
بن سعد بكربلاء بعد مقتل الحسين يومين ، ثم أذن في الناس بالرحيل وحملت الرءوس على
أطراف الرماح ، وكانت اثنين وسبعين رأسا ، جاءت هوازن منها باثنين وعشرين رأسا ،
وجاءت تميم بأربعة عشر رأسا مع الحصين بن نمير ، وجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا مع
قيس بن الأشعث ، وجاءت بنو أسعد بستة رءوس مع هلال الأعور ، وجاءت الأزد بخمس رءوس
مع عيهمة بن زهير ، وجاءت ثقيف باثني عشر رأسا مع الوليد بن عمرو.
وأمر عمر بن سعد
بحمل نساء الحسين وأخواته وبناته وجواريه وحشمه في المحامل المستورة على إبل ،
وكانت بين وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين قتل الحسين خمسون عاما.
قالوا : ولما ادخل
رأس الحسين عليهالسلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة
ثنايا الحسين ، وعنده زيد بن أرقم ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : مه ، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا ، فلقد رأيت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلثمها ، ثم خنقته العبرة ، فبكى ، فقال له ابن زياد : مم
تبكي؟ أبكى الله عينيك ، والله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.
قالوا : وكانت
الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد.
قالوا : واجتمع
أهل الغاضرية فدفنوا أجساد القوم.
ومنهم العلامة
الشريف أحمد بن محمد الحسيني الشافعي الخوافي في «التبر المذاب» (ص ٨٥ المخطوط)
قال :
وروى ابن أبي
الدنيا أنه كان عند ابن زياد زيد بن أرقم فقال له ارفع قضيبك عن ثنايا الحسين عليهالسلام فو الله لطال ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبّل ما بين هاتين الشفتين ثم جعل زيد يبكي فقال له ابن
زياد أبكى الله عينيك لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك فنهض زيد وهو يقول أيها
الناس أنتم العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة والله ليقتلن
خياركم وليستعبدن شراركم فبعدا لمن يرضى الذل والعار قال يا ابن زياد لأحدثنك
حديثا هو أغلظ عليك من هذا رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقعد حسنا على فخذه اليمنى والحسين على اليسرى ثم وضع يده
على يافوخهما وقال اللهم إني أستودعك إياهما وصالح المؤمنين فكيف كانت وديعة رسول
الله صلىاللهعليهوسلم عندك يا ابن زياد قال هشام بن محمد لما وضع الرأس بين يدي
ابن زياد لعنه الله قالت له كاهنته قم وضع قدمك على فم عدوك فقام فوضع قدمه على
فيه ثم قال لزيد بن أرقم كيف ترى فقال والله لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم واضعا فاه حيث وضعت قدمك.
ومنهم العلامة ابن
منظور في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ٧ ص ١٥٢ ط دمشق) قال:
وفي حديث آخر عنه
: أتي برأس الحسين في طست إلى ابن زياد ، فجعل ينكت فاه ويقول : إن كان لصبيحا ،
إن كان لقد خضب. وعن زيد بن أرقم قال : كنت عند عبيد الله ابن زياد إذ أتي برأس
الحسين بن علي فوضع في طست بين يده ، فأخذ قضيبا فجعل يفتر به عن شفتيه وعن أسنانه
فلم أر ثغرا قط كان أحسن منه ، كأنه الدر ، فلم أتمالك أن رفعت صوتي بالبكاء فقال
: ما يبكيك أيها الشيخ؟ قال : يبكيني ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمص موضع هذا
القضيب ويلثمه ، ويقول : اللهم إني أحبه فأحبه.
وعن زيد بن أرقم
أنه خرج من عند ابن زياد يومئذ وهو يقول : أما والله لقد
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول : اللهم إني أستودعكه وصالح المؤمنين ، فكيف حفظكم
لوديعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ١٠٧) خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير (ط مطبعة المدني
المؤسسة السعودية بمصر) قال :
وقال أبو مخنف عن
سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : دعاني عمر ابن سعد فسرّ حتى إلى أهله لأبشرهم
بما فتح الله عليه وبعافيته ، فأجد ابن زياد قد جلس للناس ، ودخل عليه الوفد الذين
قدموا عليه ، فدخلت فيمن دخل ، فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه ، وإذا هو ينكت فيه
بقضيب بين ثناياه ساعة ، فقال له زيد ابن أرقم : ارفع هذا القضيب عن هاتين
الثنيتين فو الله الذي لا إله إلّا هو لقد رأيت شفتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم على هاتين الثنتين يقبّلهما ثم انفضخ الشيخ يبكي ، فقال له
ابن زياد : أبكى الله عينك ، فو الله لو لا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك
، قال : فنهض فخرج ، فلما خرج قال الناس : والله لقد قال زيد بن أرقم كلاما لو
سمعه ابن زياد لقتله ، قال : فقلت ما قال؟ قالوا : مر بنا وهو يقول :
ملك عبد عبيدا
|
|
فاتخذهم تليدا
|
أنتم يا معشر
العرب العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة ، وأمرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم
، ويستعبد شراركم ، فبعدا لمن رضي بالذل.
وقد روي من طريق
أبي داود بإسناده عن زيد بن أرقم بنحوه. ورواه الطبراني عن طريق ثابت بن زيد.
ومنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (المجلد
السادس من القسم الثاني ص ٤٣٢) قالا :
عن زيد بن أرقم
قال : كنت جالسا عند عبيد الله بن زياد إذ أتي برأس الحسين رضياللهعنه فوضع بين يديه ، فأخذ قضيبه فوضعه بين شفتيه ، فقلت له :
إنك لتضع
قضيبك في موضع
طالما لثمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم! فقال : قم إنك شيخ قد ذهب عقلك.(خط في المتفق).
ومنهم الفاضل
المعاصر سليمان سليم البواب في «مائة أوائل من النساء» (ص ٢٨٤ ط ٢ دار الحكمة دمشق)
قال :
وبعد أيام سيقت
قافلة السبايا ورءوس الشهداء المقطوعة إلى دمشق. حتى دخلوا على يزيد بن معاوية. ثم
أمر يزيد برأس الحسين فأبرز في طست. فتقدم منه وأخذ يلعب بثناياه بقضيب يحمله
بيده. وهو يقول :
يا غراب البين
أسمعت فقل
|
|
إنما تذكر شيئا
قد فعل
|
ليت أشياخي ببدر
شهدوا
|
|
جذع الخزرج من
وقع الأسل
|
حين حكت بقباء
بركها
|
|
واستحر القتل في
عبد الأشل
|
لأهلوا واستهلوا
فرحا
|
|
ثم قالوا يا
يزيد أن لا تشل
|
فجزيناهم ببدر
مثلها
|
|
وأقمنا ميل بدر
فاعتدل
|
لست للشيخين إن
لم أثأر
|
|
من بني أحمد ما
كان فعل
|
فبكت جميع نساء
هاشم ، إلّا زينب انتفضت تصيح بالطاغية :
صدق الله يا يزيد
: (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ
الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها
يَسْتَهْزِؤُنَ). أظننت يا يزيد أنه حين أخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف
السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا هوانا على الله وأن بك عليه كرامة
، وأن هذا لعظيم خطرك فشمخت بأنفك ونظرت في عطفيك ، جذلان فرحا حتى رأيت الدنيا
مستوسقة لك والأمور متسقة عليك وقد أمهلت ونفست ، وهو قول الله تبارك وتعالى : (لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) .. وتابعت قولها :
أتقول ليت أشياخي
ببدر شهدوا ، غير متأثم ولا مستعظم وأنت تنكث ثنايا أبي عبد الله بمخصرتك. ولم لا
تكون كذلك. وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة
بإهراقك دماء ذرية
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونجوم الأرض من آل عبد المطلب .. والله ما فريت إلّا في
جلدك. ولا حززت إلّا في لحمك. وسترد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم برغمك .. وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المؤمنين إذا كان
الحكم الله والخصم محمد صلىاللهعليهوسلم ، وجوارحك شاهدك عليك. فبئس للظالمين بدلا ، أيكم شر مكانا
وأضعف جندا. مع أني والله يا عدو الله وابن عدوه ، أستصغر قدرك وأستعظم تقريعك.
غير أن العيون عبرى والصدور حرى ، وما يجزي ذلك أو يغني عنا ، وقد قتل الحسين عليهالسلام. وحزب الشيطان يقربنا إلى حزب السفهاء ، ليعطوهم أموال
الله على انتهاك محارم الله. فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، وهذه الأفواه تتحلب من
لحومنا. وتلك الجثث الزواكي بعتامها عسلان الفلوات. فلئن اتخذتنا مغنما لتتخذن
مغرما حين لا تجد إلّا ما قدمت يداك ، تستصرخ بابن مرجانة ، ويستصرخ بك. وتتعاوا
وأتباعك عند الميزان. وقد وجدت أفضل زاد زودك معاوية ـ وهو ـ قتل ذرية محمد صلىاللهعليهوسلم.
واستقبلت نساء
أمية زينب بالبكاء والعويل. وأقيمت المناحة ثلاثة أيام. ثم جهزهم يزيد وأرسلهم إلى
المدينة. وفي الطريق عرجوا على كربلاء. وكان قد مضى أربعون يوما على المذبحة. ولا
تزال فيها أشلاء مرمية تركتها الوحوش. وجددن المناحة هناك ثلاثة أيام أخرى. وحين
دخل موكبهم إلى المدينة. علا البكاء والنواح من كل حدب وصوب.
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٦ ص ١٥١ ط دار الفكر) قال :
لما أقبل وفد
الكوفة برأس الحسين عليهالسلام دخلوا مسجد دمشق ، فقال لهم مروان بن الحكم : كيف صنعتم؟
قالوا : ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا فأتينا والله على آخرهم ، وهذه الرءوس
والسبايا : فوثب مروان فانصرف. وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم ، فقال : ما صنعتم؟
فأعادوا عليه الكلام ، فقال : حجبتم عن محمد يوم القيامة ،
إن أجامعكم على
أمر أبدا ، ثم قام وانصرف. ودخلوا على يزيد فوضعوا الرأس بين يديه. قال : فسمعت
الحديث هند بنت عبد الله بن عامر بن كثير ، وكانت تحت يزيد بن معاوية ، فتقنعت
بثوبها وخرجت ، وقال : يا أمير المؤمنين ، أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم ، فأعولي عليه وحدي على ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصريحة قريش ، عجّل عليه ابن زياد فقتله ، قتله الله. ثم
أذن للناس ، فدخلوا والرأس بين يديه ، ومعه قضيب فنكت به في ثغره ، ثم قال : إن
هذا وأنا كما قال الحصين بن الحمام المري : [من الطويل].
نفلّق هاما من
رجال أحبة
|
|
إلينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
فقال رجل من أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقال له : أبو برزة الأسلمي : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين؟
أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا كريما ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يرشفه ، أما إنك يا يزيد ، تجيء يوم القيامة وابن زياد
شفيعك ، ويجيء هذا يوم القيامة ومحمد صلىاللهعليهوسلم شفيعه ، ثم قام فولى.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ١٠٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
قال عمار بن
معاوية الدهني : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، حدثني عن مقتل الحسين حتى
كأني حضرته قال : مات معاوية ، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة ، فأرسل
إلى الحسين بن علي ليأخذ بيعته ليلته. فقال : أخرني وارفق بي. فأخره فخرج إلى مكة
فأتاه رسل أهل الكوفة فقالوا : إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ، ولسنا نحضر الجمعة مع
الوالي فاقدم علينا. وكان النعمان بن بشير الأنصاري والي الكوفة. فبعث الحسين بن
علي إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي
طالب. ليأخذ
بيعتهم. فقال سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إليّ. فإن كان حقا قدمت إليه. فخرج
مسلم حتى أتى المدينة فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية. فأصابهم عطش. فمات أحد
الدليلين. فقدم مسلم الكوفة فنزل على رجل يقال له «عوسجة». فلما علم أهل الكوفة
بقدومه ، دنوا إليه. فبايعه منهم ١٢٠٠٠. فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية إلى
النعمان : لأن أكون ضعيفا أو مستضعف. قد فسد البلد. فقال له النعمان : لأن أكون
ضعيفا في طاعة الله أحب إليّ من أن أكون قويا في معصيته. ما كنت لأهتك سترا. فكتب
الرجل بذلك إلى يزيد. فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون فاستشاره. فقال له : ليس
للكوفة إلّا عبيد الله بن زياد. وكان يزيد ساخطا على عبيد الله. وكان همّ بعزله عن
البصرة. فكتب إليه برضاه وأنه قد أضاف إليه الكوفة. وأمره أن يطلب مسلم بن عقيل.
فإذا ظفر به قتله.
فأقبل عبيد الله
بن زياد في وجه البصرة حتى قدم الكوفة متلثما. فلا يمر على أحد فيسلم إلّا قال له
أهل المجلس : عليك السلام يا ابن بنت رسول الله يظنونه الحسين بن علي قدم عليهم.
فلما نزل عبيد الله القصر ، دعا مولى له فدفع إليه ثلاثة آلاف درهم. فقال اذهب حتى
تسأل عن الرجل الذي يبايعه أهل الكوفة فادخل عليه وأعلمه أنك من حمص وادفع إليه
المال وبايعه.
فلم يزل المولى
يتلطف حتى دلوه على شيخ يلي البيعة ، فذكر له أمره فقال : لقد سرني إذ هداك الله ،
وساءني أن أمرنا لم يستحكم. ثم أدخله على مسلم بن عقيل ودفع المال وخرج حتى أتى
عبيد الله فأخبره ، وتحول مسلم حين قدم عبيد الله من تلك الدار إلى دار أخرى ،
فأقام عند هانئ بن عروة المرادي وكان عبيد الله قال لأهل الكوفة : ما بال هانئ بن
عروة لم يأتني؟ فخرج اليه محمد بن الأشعث في أناس من وجوه أهل الكوفة وهو على باب
داره ، فقالوا له : إن الأمير قد ذكرك واستبطأك فانطلق إليه. فركب معهم حتى دخل
على عبيد الله بن زياد وعنده شريح القاضي ، فقال عبيد الله ـ لما نظر إليه ـ لشريح
: أتتك بمائن رجلاه فلما سلم عليه قال له : يا هانئ ،
أين مسلم بن عقيل؟
فقال : لا أدري. فأخرج إليه الذي دفع الدراهم إلى مسلم. فلما رآه سقط في يده وقال
: أيها الأمير ، ما دعوته إلى منزلي ، ولكنه جاء فطرح نفسه عليّ. فقال : ائتني به
، فتلكأ. فاستدناه ، فأدنوه منه. فضربه بالقضيب وأمر بحبسه فبلغ الخبر قومه ،
فاجتمعوا على باب القصر ، فسمع عبيد الله الجلبة. فقال لشريح القاضي : اخرج إليهم
فأعلمهم أنني ما حبسته إلّا لأستخبره عن خبر مسلم لا بأس عليه مني. فبلغهم ذلك
فتفرقوا ، فنادى مسلم بن عقيل لما بلغه الخبر بشعاره ، فاجتمع إليه ٤٠٠٠٠ من أهل
الكوفة ، فركب وبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر ، فأمر كل
واحد منهم أن يشرف على عشيرته فيردهم ، فكلموهم ، فجعلوا يتسللون فأمسى مسلم وليس
معه إلّا عدد قليل منهم ، فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا ، فلما بقي وحده تردد
في الطريق بالليل فأتى باب امرأة فقال : اسقيني ماء ، فسقته فاستمر قائما فقالت :
يا عبيد الله! إنك مرتاب فما شأنك؟ قال : أنا مسلم بن عقيل ، فهل عندك مأوى؟ قالت
: نعم ، ادخل فدخل وكان لها ولد من موالي محمد بن الأشعث فانطلق إلى محمد بن
الأشعث فأخبره ، فلم يفجأ مسلما إلّا والدار قد احيط بها ، فلما رأى ذلك خرج بسيفه
يدفعهم عن نفسه فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان فأمكن من يده ، فأتى به عبيد الله
فأمر به فأصعد إلى القصر ثم قتله وقتل هانئ بن عروة وصلبهما.
ولم يبلغ الحسين
ذلك حتى كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال فلقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له :
ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيرا ، وأخبره الخبر ، فهمّ أن يرجع وكان معه إخوة مسلم
فقالوا : والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل.
فساروا وكان عبيد
الله قد جهز الجيش لملاقاته فوافوه بكربلاء ، فنزلها ومعه خمسة وأربعون نفسا من
الفرسان ونحو مائة راجل ، فلقيه عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وكان عبيد الله ولاه
الري وكتب إليه بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين ، فلما التقيا قال له الحسين :
اختر مني إحدى ثلاث : إما أن ألحق بثغر من الثغور ، وإما
أن أرجع إلى
المدينة ، وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية؟ فقبل ذلك عمر منه ، فكتب فيه إلى
عبيد الله فكتب إليه : لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي. فامتنع الحسين فقاتلوه ،
فقتل معه أصحابه وفيهم سبعة عشر شابا من أهل بيته ، ثم كان آخر ذلك أن قتل وأتي
برأسه إلى عبيد الله فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد ومنهم علي بن الحسين كان
مريضا ومنهم عمته زينب. فلما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى
المدينة. هذه الرواية مضبوطة إلّا أنه ينقصها بعض التفاصيل ومنها تفاصيل المعركة ،
وها نحن أولاء نوفي الموضوع حقه.
كان عمر بن سعد
كارها محاربة الحسين ، فلما أمره عبيد الله بن زياد أن يسير لقتاله تلكأ فقال له
زياد : فاردد علينا عهدنا. قال : فأسير إذن. فلما سار قال عمر لقرة بن سفيان
الحنظلي ، انطلق إلى الحسين فسله ، ما أقدمك؟ فأتاه فأبلغه ، فقال الحسين : أبلغه
عني أن أهل المصر (الكوفة) كتبوا إلي يذكرون ألا إمام لهم ويسألونني القدوم عليهم
، فوثقت بهم فغدروا بي بعد أن بايعني منهم ١٨٠٠٠ رجل فلما دنوت علمت غرور ما كتبوا
إلي وأردت الانصراف إلى حيث منه أقبلت فمنعني الحر بن يزيد وسار حتى جعجع بي (تعلق
بي وكفني عن الذهاب) في هذا المكان ولي بك قرابة قريبة ورحم ماسة فأطلقني حتى
أنصرف. فرجع قرة إلى عمر بن سعد بجواب الحسين فقال عمر : الحمد لله ، والله إني
لأرجو أن أعفى من محاربة الحسين.
وكتب ابن زياد إلى
عمر بن سعد ، أن امنع الحسين وأصحابه الماء ، فلا يتذوقوا منه حسوة كما فعلوا
بالتقي عثمان بن عفان. فلما ورد على عمر بن سعد ذلك ، أمر عمرو بن الحجاج أن يسير
في خمسمائة راكب فينيخ على الشريعة (مورد الناس للاستقاء) ويحولوا بين الحسين
وأصحابه وبين الماء وذلك قبل مقتله بثلاثة أيام ، فمكث أصحاب الحسين عطاشا. قالوا
ولما اشتد بالحسين وأصحابه العطش ، أمر أخاه العباس بن علي أن يمضي في ثلاثين
فارسا وعشرين راجلا مع كل رجل قربة حتى يأتوا الماء فيحاربوا من حال بينهم وبينه.
فمضى العباس نحو الماء وأمامهم
نافع بن هلال حتى
دنوا من الشريعة. فمنعهم عمرو بن الحجاج فجالدهم العباس على الشريعة بمن معه حتى
أزالوهم عنها. واقتحم رجالة الحسين الماء فملأوا قربهم. ووقف العباس في أصحابه
يذبون عنهم حتى أوصلوا الماء إلى عسكر الحسين. ثم إن ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد
قائد الجيش الذي يحارب الحسين.أما بعد ، فإنى لم أبعثك إلى الحسين لتطاوله الأيام
ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتكون شفيعه إلي. فاعرض عليه وعلى أصحابه النزول
على حكمي فإن أجابوك ، فابعث به وبأصحابه إليّ. وإن أبوا فازحف اليه فإنه عاق شاق
فإن لم تفعل فاعتزل جندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه
بأمرنا.
كان عبيد الله بن
زياد يريد أن يقضي على الحسين ورجاله في الحال ويرى أن عمر ابن سعد يتمهل في قتاله
فأمره إن هم رضوا بالنزول على حكمه أن يبعثهم إليه وإلّا يزحف عليهم. ومعلوم أن
الحسين يرفض أن ينزل على حكم عبيد الله وعلى فرض أنه ذهب هو ورجاله إليه فإنه يأمر
بقتلهم ، وقد كان عمر بن سعد كارها في الوقت نفسه لقتال الحسين لكنه كان لا يريد
أن يعتزل ويتخلى عن ولاية الري. فنادى في أصحابه ، أن انهضوا إلى القوم. فنهضوا
إليه عشية الخميس وليلة الجمعة : لتسع ليال خلون من المحرم. فسألهم الحسين تأخير
الحرب إلى غد فأجابوه ، فأمر الحسين أصحابه أن يضموا مضاربهم بعضهم من بعض ويكونوا
أمام البيوت وأن يحفروا من وراء البيوت أخدودا (شقا في الأرض) وأن يضرموا فيه حطبا
وقصبا كثيرا لئلا يأتوا من أدبار البيوت فيدخلوها وذلك استعدادا للقتال والدفاع
ولما صلّى عمر بن سعد الغداة نهض بأصحابه وعلى ميمنته عمرو بن صبيح الصيداوي وعلى
ميسرته شمر ابن ذي جوشن واسمه شرحبيل بن عمرو بن معاوية من آل الوحيد. وعلى
الرجالة شبث بن ربعي والراية بيد زيد مولى عمر بن سعد.
وعبأ الحسين عليهالسلام أيضا أصحابه وكانوا ٣٢ فارسا و ٤٠ راجلا فجعل زهير ابن
القين البجلي على ميمنته وحبيب بن مظاهر على ميسرته ودفع الراية إلى أخيه
العباس بن علي. ثم
وقف ووقفوا أمام البيوت. وانحاز الحر بن يزيد الذي كان جعجع بالحسين إلى الحسين.
فقال له : قد كان مني الذي كان وقد أتيتك مواسيا لك بنفسي ، أفترى ذلك لي توبة مما
كان مني؟ قال الحسين : نعم إنها لك توبة فأبشر فأنت الحر في الدنيا والحر في
الآخرة إن شاء الله. ونادى عمر بن سعد مولاه زيدا أن قدّم الراية فتقدم بها وشبت الحرب.
فلم يزل أصحاب
الحسين يقاتلون ويقتلون حتى لم يبق معه غير أهل بيته. فكان أول من تقدم منهم ، علي
بن الحسين وهو علي الأكبر. فلم يزل يقاتل حتى قتل ثم قتل عبد الله بن مسلم بن عقيل
رماه عمرو بن صبح الصيداوي فصرعه. ثم قتل عدي ابن عبد الله بن جعفر الطيار. قتله
عمرو بن نهشل التميمي. ثم قتل عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب رماه لقيط بن ياسر
الجهني بسهم فقتله. ثم قتل أبو بكر بن الحسن ابن علي ، رماه عبد الله بن عقبة
الغنوي بسهم فقتله.
ولما رأى ذلك
العباس بن علي قال لإخوته عبد الله وجعفر وعثمان بني علي عليهالسلام : تقدموا أنتم فحاموا عن سيدكم حتى تموتوا دونه. فتقدموا
جميعا. فصاروا أمام الحسين يقونه بوجوههم ونحورهم. فحمل هانئ بن ثويب الحضرمي على
عبد الله بن علي فقتله. ثم حمل على أخيه جعفر بن علي فقتله أيضا. ورمى يزيد
الأصبحي عثمان بن علي بسهم فقتله ثم خرج إليه فاحتز رأسه فأتى عمر بن سعد ، فقال
له أثبني. فقال عمر : عليك بأميرك (يعني عبيد الله بن زياد) فسله أن يثيبك.
وبقي العباس بن
علي قائما أمام الحسين يقاتل دونه ويميل معه حيث مال حتى قتل. وبقي الحسين وحده.
فحمل عليه مالك بن سنان الكندي فضربه بالسيف على رأسه وعليه برنس خز فقطعه وأفضى
السيف إلى رأسه فجرحه. فألقى الحسين البرنس ودعا بقلنسوة فلبسها ثم اعتم بعمامة
وجلس. فدعا بصبي له صغير فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد وهو في حجر الحسين
بمشقص (بنصل) فقتله. وبقي الحسين مليا جالسا ولو شاءوا أن يقتلوه ، قتلوه. غير أن
كل قبيلة كانت تتكل
على غيرها وتكره
الاقدام على قتله. وعطش الحسين. فدعا بقدح من ماء. فلما وضعه في فمه ، رماه الحصين
بن نمير بسهم فدخل في فمه وحال بينه وبين الماء. فوقع القدح من يده. ولما رأى
القوم قد أحجموا عنه ، قام يتمشى على المسناة نحو الفرات فحالوا بينه وبين الماء.
فانصرف إلى موضعه الذي كان فيه. فرماه رجل من بني تميم يقال عمر الطهوي بسهم
فأثبته في عاتقه. فنزع الحسين السهم. وضربه زرعة بن شريك التميمي بالسيف واتقاه
الحسين بيده. فأسرع السيف في يده. وحمل عليه سنان بن أنس بن عمرو النخعي الأصبحي
فطعنه فسقط ، ونزل إليه خولي بن يزيد الأصبحي ليحز رأسه فأرعد. فقال له سنان بن
أنس فت الله في عضديك وأبان يديك فنزل إليه فذبحه واحتز رأسه.
ووجد بالحسين حين
قتل ٣٣ طعنة و ٣٤ ضربة وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلّا شد عليه مخافة
أن يغلب على رأسه حتى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولي وسلب الحسين ما كان عليه فأخذ
سراويله بحر بن كعب وأخذ قيس قطيفة وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له الأسود وأخذ
سيفه رجل من بني أهل حبيب بن بديل. ومال الناس على الفرش والحلي والإبل فانتهبوها
وانتهبوا ملابس النساء. فلما جاء عمر بن سعد ، أمرهم أن يردوا ما سلبوا. فما رد
أحد شيئا.
رأس الامام الحسين الشهيد عند يزيد العنيد
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٩ ص ٢٢٠ ط دار الفكر) قال :
قال عبد الواحد
القرشي : لما أتي يزيد بن معاوية برأس الحسين بن علي عليهماالسلام ، تناوله بقضيب ، فكشف عن ثناياه ، فو الله ما البرد بأبيض
من ثناياه ثم قال : [من الطويل] :
يفلّقن هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعقّ وأظلما
|
فقال له رجل عنده
: يا هذا ، ارفع قضيبك ، فو الله لقد رأيت شفتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مكانه يقبله ، فرفعه متذمرا عليه ، فغضب.
ومنهم العلامة
الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص
٨٨ المخطوط) قال :
وذكر ابن أبي
الدنيا قال كان عند يزيد لعنه الله أبو برزة الأسلمي فقال له يا يزيد ارفع قضيبك
فو الله لطال ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبّل ثناياه وكان علي بن الحسين عليهالسلام والنساء موثّقين بالحبال فناداه علي يا يزيد ما ظنّك برسول
الله لو رآنا على هذا الحال موثوقين بالحبال عرايا على أقتاب الجمال بغير غطاء ولا
وطاء فلم يبق (أحد) في القوم إلّا بكى. وذكر أيضا من الحسن البصري رضياللهعنه قال ضرب يزيد رأس الحسين عليهالسلام ومكانا كان يقبّله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم تمثل رضياللهعنه بقوله :
سمية أمسى نسلها
عدد الحصى
|
|
وبنت رسول الله (ص)
ليس لها نسل
|
ومنهم العلامة
الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص
٨٨ المخطوط) قال :
وحكى هشام بن محمد
عن أبيه عن عبيد بن عمير قال كان رسول قيصر حاضرا عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من
فقال رأس الحسين قال ومن الحسين قال ابن فاطمة قال ومن فاطمة قال بنت محمد قال ومن
محمد قال نبينا قال تبّا لكم ولدينكم وما أنتم عليه وحق المسيح إنّ عندنا في بعض
الجزائر دير فيه حافر حمار ركبه عيسى السيد المسيح ونحن نحجّ اليه في كل عام من
الأقطار ونبذل له النذور ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فأشهد أنكم على باطل ثم قام ولم
يعد إليه.
ومنهم أبو العرب
محمد بن أحمد القيرواني التميمي المغربي المالكي في «المحن» (ط
دار الغرب
الإسلامي في بيروت) قال :
وحدثني بكر بن
حماد قال : حدثنا زهير بن عباد الرؤاسي قال : حدثنا أبو عمر الصنعاني عن حرام بن
عثمان قال : أتي برأس الحسين بن علي بن أبي طالب فالقي بين يدي يزيد بن معاوية بن
أبي سفيان فجعل يضرب وجهه بقضيب ويدخله في فمه وعينيه ، فقال زيد بن أرقم : ارفع
قضيبك عن مكانه ، فقال يزيد : ولم ، قال : إني رأيت فم رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكانه ، فقال يزيد : إنك شيخ قد خرفت ، فاقتحم زيد عن السرير
وكان جالسا عليه مع يزيد فقال : العجيب من هذا ، فأشهد لقد رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم يجلسه على فخذه اليسرى واضعا يده على رأسه وهو يقول :
اللهم إني أستودعكه وصالح المؤمنين ، فكيف حفظت وديعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال حزام بن عثمان
: حدثت بهذا الحديث بالعراق ، فلما قدمت المدينة حدثني سعيد بن معاذ وغيره أنهم
حضروا ذلك حين قاله زيد بن أرقم ليزيد.
الرأس الحسيني الشريف كيف عاملوا به؟
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في «بغية الطلب في
تاريخ حلب» (ج ٦ ص ٢٦٤٦ ط دمشق) قال :
وقال : حدثنا
محمود قال : حدثنا محمد بن موسى بن داود قال : وحدثني محمد ابن سعد قال : حدثني
الواقدي قال : حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي قال : أول رأس حمل في
الإسلام على خشبة رأس الحسين بن علي.
ومنهم العلامة
الشيخ إسماعيل بن هبة الله الموصلي الشافعي في «غاية الوسائل في معرفة الأوائل» (والنسخة
مصورة من مكتبة السلطان أحمد الثالث في اسلامبول ص ١٠٢) قال :
أول رأس رفع على
خشبة في الإسلام رأس الحسين بن علي رضياللهعنهما عن زر بن حبيش قال : أول رأس رفع على خشبة رأس الحسين رضياللهعنه وكان قتل بنينوى من أرض العراق في يوم عاشوراء من سنة إحدى
وستين.
ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في «الوسائل في سامرة الأوائل» (ص
٦١ ط بيروت سنة ١٤٠٦) قال :
وأخرج ابن سعد عن
الشعبي أيضا قال رأس الحسين أول رأس حمل في الإسلام.
وأخرج ابن سعد عن
زر بن حبيش قال : أول رأس رفع على خشبة رأس الحسين.
ومنهم علامة
التاريخ صارم الدين إبراهيم بن محمد بن ايدمر بن دقماق القاهري المتولد سنة ٧٥٠
والمتوفى سنة ٨٠٩ ه في «الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين» (ج ١ ص ٧٨ ط
عالم الكتب في بيروت سنة ١٤٠٥ ه) قال :
ولما دخلت سنة
إحدى وستين خرج الحسين يريد الكوفة ، فتلقاه عسكر ابن زياد ، فقتلوه بالطف وقتلوا
معه اثنين وسبعين رجلا من أولاده واخوته وبني عمه وأصحابه ومواليه ، وسبوا حريمه
وبعث عبيد الله بن زياد السبي والحريم ورءوس القتلى إلى عند يزيد بن معاوية ، وكان
يزيد بدمشق ، فردهم إلى المدينة وحمل رأس الحسين على رمح ، وهو أول رأس حمل في
الإسلام.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف» (ج ٥ ص ٣٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :
رأيت الحسين أول
رأس حمل في الإسلام. مجمع ٩ : ١٩٦.
من كرامات الرأس الشريف الحسيني
رواها جماعة :
فمنهم العلامة
الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة ٣٥٤ ه في «السيرة
النبوية وأخبار الخلفاء» (ص ٥٦٠ ط مؤسسة الكتب الثقافية دار الفكر بيروت) قال :
ثم أنفذ عبيد الله
بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام مع أسارى النساء والصبيان من أهل بيت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم على أقتاب مكشفات الوجوه والشعور ، فكانوا إذا نزلوا منزلا
أخرجوا الرأس من الصندوق وجعلوه في رمح وحرسوه إلى وقت الرحيل ، ثم أعيد الرأس إلى
الصندوق ورحلوا ؛ فبينا هم كذلك إذ نزلوا بعض المنازل وإذا فيه دير راهب ، فأخرجوا
الرأس على عادتهم وجعلوه في الرمح وأسندوا الرمح إلى الدير ، فرأى الديراني بالليل
نورا ساطعا من ديره إلى السماء ، فأشرف على القوم وقال لهم : من أنتم؟ قالوا : نحن
أهل الشام ، قال : هذا رأس من هو؟ قالوا : رأس الحسين بن علي ، قال : بئس القوم
أنتم! والله لو كان لعيسى ولد لأدخلناه أحداقنا! ثم قال : يا قوم! عندي عشرة آلاف
دينار ورثتها من أبي وأبي من أبيه ، فهل لكم أن تعطوني هذا الرأس ليكون عندي
الليلة وأعطيكم هذه العشرة آلاف دينار؟ قالوا : بلى ، فأحدر إليهم الدنانير ،
فجاءوا بالنقاد ، ووزنت الدنانير ونقدت ، ثم جعلت في جراب وختم عليه ، ثم أدخل
الصندوق ، وشالوا إليه الرأس ، فغسله الديراني ووضعه على فخذه وجعل يبكي الليل كله
عليه ، فلما أن أسفر عليه الصبح قال : يا رأس! لا أملك إلّا نفسي ، وأنا أشهد أن
لا إله إلّا الله وأن جدك رسول الله ، فأسلم النصراني وصار مولى للحسين ، ثم أحدر
الرأس إليهم فأعادوه إلى الصندوق ورحلوا ، فلما قربوا من دمشق قالوا : نحب أن نقسم
تلك الدنانير ، لأن يزيد إن رآها أخذها منا ، ففتحوا الصندوق وأخرجوا الجراب بختمه
وفتحوه ، فإذا الدنانير كلها قد تحولت خزفا ، وإذا على جانب من الجانبين من السكة
مكتوب (وَلا تَحْسَبَنَّ
اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) وعلى الجانب الآخر (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، قالوا : قد افتضحنا والله! ثم رموها في بردي نهر لهم ،
فمنهم من
تاب من ذلك الفعل
لما رأى ، ومنهم من بقي على إصراره ، وكان رئيس من بقي على ذلك الإصرار سنان بن
أنس النخعي. ثم اركب الأسارى من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم من النساء والصبيان أقتابا يابسة مكشفات الشعور ، وأدخلوا
دمشق كذلك ، فلما وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في
يده ويقول : ما أحسن ثناياه! قد ذكرت كيفية هذه القصة وباليتها في أيام بني أمية
وبني العباس في كتاب الخلفاء ، فأغنى عن إعادة مثلها في هذا الكتاب لاقتصارنا على
ذكر الخلفاء الراشدين منهم في أول هذا الكتاب.
ومنها
(ما رواه جماعة :
فمنهم العلامة
محمد عبد الباقي الأيوبي اللكنهوئي المدني في «المناهل السلسلة في الأحاديث
المسلسلة» (ص ١٨٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
المسلسل بقول كل
راو والله إني سمعته
أرويه عن أحمد بن
عبد الله المكي ، عن محمد بن محمد السقاف ، عن صالح بن إبراهيم بن عبد اللطيف ، عن
أبيه ، عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن الطيب ، عن أبي طاهر محمد ، عن أبيه
إبراهيم بن حسن ، عن ابن الديبع ، عن السخاوي قال : أخبرتني والله آمنة بنت نصر
الله ، عن أحمد بن أبي بكر بن العز ، عن القاضي سليمان ابن حمزة الصالحي ، عن جعفر
بن علي الهمداني ، عن الحافظ محمد بن أحمد الأصبهاني ، عن أبي علي الحسن بن أحمد
الحداد ، عن أبي سعيد إسماعيل أبي علي السماك ، عن عبد الوهاب بن جعفر الميداني ،
عن أبي القاسم الفضل بن جعفر بن محمد التيمي ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد
العسقلاني ، عن أبي الحسن علي بن هارون الأنصاري ، عن محمد بن أحمد المصري ، عن
صالح بن حكيم أبي شعيب البصري نزيل مصر ، عن معاذ بن أسد الخراساني ، عن الفضل بن
موسى السيناني ،
عن الأعمش ، عن
سلمة بن كهيل قال : رأيت رأس الحسين بن علي رضياللهعنهما أتى على القنا وهو يقول (فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) قال : قلت لسلمة آلله أنت سمعته؟ قال آلله إني سمعته منه
بباب الفراديس من دمشق لا مثل لي ولا شبه. قال الفضل : فقلت للأعمش آلله أنت سمعته
من سلمة؟ فقال : إني سمعته منه. قال معاذ : فقلت للفضل أنت سمعته من الأعمش؟ فقال
: آلله إني سمعته منه ، قال السخاوي : وهكذا قال كل واحد من الرواة إلى أن وصل
إلينا ، قال ابن الطيب : الحديث أخرجه الكتاني في مسلسلاته التي اتصلت بالسلفي ،
عن تمام الرازي وأسد بن القاسم الحلبي ، كلاهما عن الفضل. وقد صرحوا بأنه ضعيف
والتسلسل لا يخلو عن كلام على عادة المسلسلات ـ انتهى ، والله أعلم.
ومنها
سطوع النور مثل العمود من الاجانة التي
فيها الرأس الشريف إلى السماء وترفرف الطيور البيض حولها
قد رويناه عن
الكتب العامة في ج ١١ ص ٤٩١ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها
فيما مضى. رواه جماعة من العامة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ١٠٥) خرجه من كتاب الحافظ (ط مطبعة المدني المؤسسة
السعودية بمصر) قال :
ويقال : إن عمر بن
سعد أمر عشرة فرسان فداسوا الحسين بحوافر خيولهم حتى ألصقوه بالأرض يوم المعركة ،
وأمر برأسه أن يحمل من يومه إلى ابن زياد مع خولي ابن يزيد الأصبحي ، فلما انتهى
به إلى القصر وجده مغلقا ، فرجع به إلى منزله فوضعه تحت إجانه وقال لامرأته نوار
بنت مالك : جئتك بعز الدهر ، فقالت : وما هو؟ فقال : برأس الحسين. فقالت : جاء
الناس بالذهب والفضة ، وجئت أنت برأس ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ والله؟ والله لا يجمعني وإياك فراش أبدا ، ثم نهضت
عنه من الفراش ،
واستدعى بامرأة له أخرى من بني أسد فنامت عنده. قالت المرأة الثانية الأسدية :
والله ما زلت أرى النور ساطعا من تلك الاجانة إلى السماء ، وطيور بيضا ترفرف
حولها. فلما أصبح غدا به إلى ابن زياد فأحضره بين يديه ، وقال إنه كان معه رءوس
بقية أصحابه وهو المشهور. ومجموعها اثنان وسبعون رأسا ، وذلك أنه ما قتل قتيل إلّا
احتزوا رأسه وحملوه إلى ابن زياد ، ثم بعث بها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية إلى
الشام.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (ص ١٣١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أقبل خولي بن يزيد
الأصبحي برأس الحسين ـ فذكر مثل ما تقدم عن «استشهاد الحسين عليهالسلام» باختلاف قليل وزيادة ونقصان.
الاختلاف في مدفن الرأس الشريف
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
حاتم محمد بن حبان البستي السجستاني في «تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار» (ص
٦٧ ط بيروت) قال :
وحمل رأس الحسين
إلى الشام وكان له يوم قتل ثمان وخمسون سنة. وقد قيل : ست وخمسون سنة. والذي قتله
يومئذ سنان بن أنس النخعي لعنه الله. وكان الحسين يخضب بالسواد. واختلف في موضع
رأسه ، فمنهم من قال : إن رأسه على رأس عمود في مسجد جامع دمشق عن يمين القبلة وقد
رأيت ذلك العمود ومنهم من زعم أن رأسه في البرج الثالث من السور على باب الفراديس
بدمشق ومنهم من زعم أن رأسه في قبر معاوية وذلك أن يزيد دفن رأسه في قبر أبيه
وقال: أحصنه بعد
الممات ، فأما
جثته فبكربلاء ، وفي قتله أخبار كثيرة تنكبنا ذكرها لأن شرطنا في هذا الكتاب
الاختصار ولزوم الاقتصار.
وقال أيضا في
كتابه «الثقات» ج ٣ ص ٦٨ ط حيدرآباد مثل ما تقدم عن التاريخ وأشار إليه السيد علي
الحريري المصري في كتابه «الحروب الصليبية» ص ٩٤ ط بيروت والدكتور عصام محمد شارد
في «تعليقه على كتاب الحروب الصليبية» في الصفحة المذكورة فقال : لما علم الصالح
بن رزيك وزير مصر بوجود مشهد سيدنا الحسين رضياللهعنه بتلك الجهة خاف عليه من هجمات الافرنج ، فعزم على نقله إلى
مصر ، فابتنى له جامعا مخصوصا خارج باب زويلة دعاه جامع الصالح نسبه إليه بنية أن
يجعل فيه الرأس الشريفة. فلما فرغ من بنائه لم يمكنه الخليفة من تلك بدعوى أنه لا
يليق أن يكون ذلك الأثر الشريف خارج سور المدينة ، فكانت حجته حقا وأبى إلّا أن
يجعله في بعض أجزاء قصر المدعو قصر الزمرد فأقام له مشهدا هناك. ثم في سنة ٧٤٠ /
١١٣٩ احترق المشهد في ولاية السلطان الناصر محمد بن قلاوون الثالثة فأعيد بناؤه.
وقد اعتنى به السلاطين والأمراء في كل عصر بعمارته وزخرفته وتحليته وإعلاء شأنه ،
وأخيرا أقيم في جواره جامع. حتى إذا كانت أيام الأمير عبد الرحمن كتخدا أحد أمراء
المماليك أعيد بناء المشهد الحسيني في سنة ١١٧٥ / ١٧٦١ ، وبعد ذلك أعيد بناؤه
برمته في أيام الخديوي إسماعيل باشا سنة ١٢٨٢ / ١٨٦٥ ، وكان الناظر على الأوقاف
المصرية الأمير راتب باشا وتمت عمارته في ٢٨ محرم سنة ١٢٩٠ / ١٨٧٣ إلّا المأذنة
فتمت في سنة ١٢٩٥ / ١٨٧٨ وادخل في الجامع عدة بيوت حتى أصبح كما نعرفه الآن ، وهو
الجامع المعروف بجامع سيدنا الحسين تجاه خان الخليلي بالقاهرة.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور كمال الدين سامح في «العمارة الإسلامية في مصر» (ص ٢٩ الهيئة
المصرية العامة للكتاب) قال :
المشهد الحسيني
بالقاهرة : دفن به رأس الامام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد نقله من عسقلان إلى
القاهرة وذلك بعد إنشاء قبة المشهد الذي أنشئ خصيصا له في سنة (٥٤٩ ه ـ ١١٥٤ م).
وفي سنة (٦٣٣ ه ـ ١٢٣٥ م) بدأ أبو القاسم يحيى بن ناصر السكري بإنشاء منارة على
باب المشهد أتمها ابنه في سنة ١٢٣٦ م وهي المنارة الحافلة بالزخارف الجصية فوق
الباب المعروف بالباب الأخضر والباقي منها قاعدتها المربعة وعليها لوحتان
تذكاريتان ، وفي سنة ١٢٤٨ م حصل حريق بالمشهد. وممن عنى بالمشهد بعد ذلك والي مصر
من قبل الدولة العثمانية السيد محمد باشا الشريف الذي تولى الحكم ما بين سنتي (١٥٩٥
ـ ١٥٩٧ م) كذلك عنى به الأمير حسن كتخدا عزبان الجلفي المتوفى سنة (١١٢٤ ه ـ ١٧١٢
م) فقد وسعه وزاد فيه. وفي عهد الخديو إسماعيل سنة (١٢٧٩ ه ـ ١٨٦٢ م) أمر بتجديده
والزيادة فيه وتم بناؤه في سنة (١٢٩٠ ـ ١٨٧٣ م) ومنارته في سنة (١٢٩٥ ه ـ ١٨٧٨ م).
ومنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ٢٩ ص ١٢١ ط دار الفكر) قال :
أبو كرب قال : كنت
في القوم الذين دخلوا يريدون قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك. قال : وكنت فيمن
نهب خزائنه بدمشق ، فدخلت إلى خزانة لهم فرأيت فيها سفطا مرفوعا ، فأخذته ، قلت :
في هذا غناي. قال : فركبت فرسي ، وجعلته بين يدي ، وخرجت من باب توماء ، فعدلت عن
يميني ، وفتحت قفله فإذا أنا بحريرة في داخلها رأس مكتوب على بطاقة فيها : هذا رأس
الحسين بن علي. فقلت : ما لكم لا غفر الله لكم. فحفرت له بسيفي حتى واريته.
ومنهم العلامة ابن
فضل الله العمري في «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» (ج ١ ص ٢٢٠ ط مطبعة دار
الكتب المصرية بالقاهرة) قال :
مشهد الحسين
بعسقلان. كان رأسه بها. فلما أخذها الفرنج ، نقل المسلمون الرأس
إلى القاهرة ،
ودفن بها في المشهد المعروف به ، خلف القصرين ، على زعم من قال ذلك. والأغلب أنه
لم يتجاوز دمشق. لأنه إنما حمل إلى يزيد بن معاوية. وكانت دمشق دار ملكه وملك بني
أمية. ومن المحال أن يتجاوز الرأس المحمول إلى السلطان لغير حضرته. وله بدمشق مشهد
معروف ، داخل باب الفراديس. وفي خارجه مكان الرأس ، على ما ذكروا. وقد جاء في
أخبار الدولة العباسية أنهم حملوا أعظم الحسين ورأسه إلى المدينة النبوية حتى
دفنوه بقبر أخيه الحسن. والمدى بعيد بين مقتل الحسين ومبنى مشهد عسقلان.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في مصر» (ص ١٧ ط دار المعارف بالقاهرة) قال :
رأس سيد الشهداء ،
تشدك إلى رحابها ، محبون وعاشقون ، على موعد وغير موعد. أنت تجد دائما الحي الذي
شرف باسم الحسين عامرا بكل ألوان الناس من مختلف الجنسيات تجذبهم جميعا المحبة
والعشق لآل بيت الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى ريحانة الرسول ، وسبطه. مئات الألوف من المحبين
والمتشيعين لآل البيت ، حتى وإن اختلفت المذاهب ، فالكل في حب آل بيت النبي سواء.
ولما ذا الحسين؟
وحي الحسين بالذات ، هو مبتغى الناس في مصر ومن خارجها. ولما ذا يستأثر سيد
الشهداء بمثل هذا الحب والإقبال؟
السؤال سهل.
والجواب أكثر سهولة وصعوبة في الوقت نفسه!
إنها قصة البطولة
والعبرة ، وقصة الايمان ، الذي ميز آل بيت الرسول وقصة الدفاع عن المبدأ والعقيدة
إلى آخر مدى ، ومهما كانت التضحيات.
الامام الحسين سبط
الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. ولد في بيت النبوة ، من ابنته البتول
فاطمة الزهراء رضياللهعنها. وهو أخو الامام الحسن ، ابنا الامام علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه.
ومنهم العلامة
العارف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني القلقشندي في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص
٢٢٢ ط دار الفكر بيروت) قال :
قال أهل التاريخ
ولما مات معاوية وأفضت الخلافة إلى يزيد ولده وذلك في سنة ستين ووردت بيعته على
الوليد بن عتبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها أرسل إلى الحسين بن علي وإلى عبد
الله بن الزبير ليلا فأتى بهما فقال بايعا فقالا مثلنا لا يبايع ليلا أو قال سرا
ولكنا نبايع على رءوس الناس إذا أصبحنا فرجعا إلى بيوتهما وخرجا من أهلهما إلى مكة
وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوالا وذا
القعدة وخرج يوم التروية يريد الكوفة فبعث عبيد الله بن زياد خيلا لمقتل الحسين
وأمر عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص فأدركه بكربلاء. وقيل ان عبيد الله بن زياد كتب
إلى الحر بن يزيد الرياحي أن جعجع الحسين قال أهل اللغة أراد حبسه وضيق عليه ـ والجعجع
والجعجاع الموضع الضيق من الأرض ـ ثم أمده بعمر بن سعد في أربعة آلاف ثم ما زال
عبيد الله يزيد العساكر ويستنفر الجماهير إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفا وأميرهم
عمر بن سعد ووعده أن يملكه مدينة الري. فباع الفاسق الرشد بالغي. وفي ذلك يقول:
لأنزل ملك الري
والري منيتي
|
|
وأرجع مأثوما
بقتل حسين
|
فضيق عليه اللعين
أشد تضييق وسد بين يديه واضح الطريق إلى أن قتله يوم الجمعة وقيل يوم السبت العاشر
من المحرم وقال ابن عبد البر وقيل يوم الأحد لعشر مضين من المحرم بموضع من أرض
الكوفة يقال له كربلاء ويعرف أيضا بالطف وعليه جبة من خز دكناء وهو ابن ست وخمسين
سنة قال نسابة قريش الزبير بن بكار وكان مولده لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع
من الهجرة وفيها كانت غزوة ذات الرقاع وفيها قصرت الصلاة وفيها تزوج النبي صلىاللهعليهوسلم ام سلمة واتفقوا على أنه قتل رضياللهعنه يوم عاشوراء العاشر من المحرم سنة إحدى وستين ويسمى عام
الحزن وقتل معه اثنان وثمانون رجلا من أصحابه مبارزة فيهم
الحسن بن يزيد
لأنه بارز وقتل مع الحسين ثم قتل جميع بنيه إلّا عليا المسمى بزين العابدين فانه
كان مريضا فأخذ أسيرا بعد قتل أبيه وقتل أكثر اخوة الحسين وبني أعمامه.
عين أبكي بعبرة
وعويل
|
|
واندبي ان ندبت
آل الرسول
|
سبعة كلهم لصلب
علي
|
|
قد أصيبوا وتسعة
لعقيل
|
قال الامام جعفر
الصادق وجد بالحسين ثلاث وثلاثين طعنة وأربع وثلاثون ضربة واختلفوا فيمن قتله فقال
يحيى بن معين أهل الكوفة يقولون إن الذي قتل الحسين عمر بن سعد بن أبي وقاص. قال
يحيى وكان إبراهيم بن سعيد يروي فيه حديثا أنه لم يقتله عمر بن سعد وقال ابن عبد
البر إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها
عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين وأمر عليهم عمر بن سعد ووعد أن يوليه الري إن ظفر
بالحسين وقتله وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من مصر ومن اليمن وكان سليمان بن
قنة يقول دم الحسين اشترك فيه جماعة ولعلهم من ذكرنا من أهل مصر واليمن وقيل قتله
سنان بن أويس النخعي وقال مصعب النسابة الثقة قتل الحسين بن علي سنان بن أبي سنان
النخعي وهو جد شريك القاضي ويصدق ذلك قول الشاعر :
وأي رزية عدلت
حسينا
|
|
غداة تبيره كفا
سنان
|
وقال خليفة بن
خياط الذي ولي قتل الحسين هو شمر بن ذي الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد وكان شمر
أبرص وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير فحز رأسه وأتى به إلى عبيد الله بن
زياد وقال :
أوقر ركابي فضة
وذهبا
|
|
إني قتلت الملك
المحجبا
|
قتلت خير الناس
أما وأبا
|
|
وخيرهم ان
ينسبوه نسبا
|
انتهى ما ذكره ابن
عبد البر وقال غيره تولى حمل الرأس بشر بن مالك ودخل به على ابن زياد وهو يقول هذا
الشعر فغضب ابن زياد من قوله وقال فإذا علمت أنه
كذلك فلم قتلته
والله لا نلت مني خيرا أبدا ولألحقنك به ثم قدمه فضرب عنقه وقال بعضهم ان يزيد بن
معاوية هو الذي قتل قاتل الحسين. وروى الامام أحمد بن حنبل عن ابن عباس رضياللهعنهما قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم نصف النهار أشعث أغبر ومعه قارورة فيها دم يتتبعه من الأرض
ويلتقطه فيها فقلت يا رسول الله ما هذا فقال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه
من الأرض منذ اليوم قال عمار بن ياسر فحفظنا ذلك اليوم فوجدنا الحسين قد قتل ذلك
اليوم. قال الامام القرطبي وهذا سند صحيح لا مطعن فيه قال ابن عباس وساق القوم حرم
رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ذلك اليوم كما تساق الأسارى حتى إذا بلغوا بهم إلى
الكوفة خرج الناس وجعلوا ينظرون إليهم وكان في الأسارى يومئذ علي بن الحسين رضياللهعنهما وكان شديد المرض قد جمعت يداه إلى عنقه وزينب بنت علي من
فاطمة الزهراء وأختها ام كلثوم وفاطمة وسكينة بنتا الحسين وساق الفسقة معهم رءوس
القتلى وكان محمد بن الحنفية رضياللهعنه يقول قتل مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا كلهم من ولد فاطمة
الزهراء رضياللهعنها وكان الحسن البصري رضياللهعنه يقول قتل مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته لم
يكن على وجه الأرض له شبيه وقال غيره إنه قتل مع الحسين بن علي من ولده وإخوته
وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال أتي برأس الحسين
إلى عبيد الله بن زياد فجعل في طشت فجعل ينكت فيه ويقول في حسنه شيء وكان أنس يقول
كذب عبيد الله بن زياد كان الحسين أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان مخضوبا بالوسمة قال أهل اللغة ومعنى ينكت أي يضرب
الرأس بالقضيب الذي في يده حتى يؤثر فيه قال أصحاب السير ثم أمر عبيد الله بن زياد
من فوره بالرأس حتى ينصب في الريح فتحاماه أكثر الناس فقام رجل يقال له طارق بن المبارك
بل هو المشئوم الملعون المذموم فقوره ونصبه بباب ولد عبيد الله بن زياد ونادى في
الناس ثم جمعهم في المسجد الجامع وخطب بهم خطبة لا يحل لمسلم
ذكرها ثم دعا
بزياد بن حر الجعفي فسلم اليه رأس الحسين ورءوس اخوته وبنيه وأهل بيته وأصحابه
ودعا بعلي بن الحسين فحلمه وحمل عماته وأخواته إلى يزيد على بعير وطيء والناس
يخرجون إلى لقائهم في كل بلد ومنزل حتى قدموا دمشق فأقيموا على درج باب المسجد
الجامع حيث يقام السبي ثم وضع الرأس المكرم بين يدي يزيد فأمر أن يجعل في طشت من
ذهب وجعل ينظر اليه ويقول :
صبرنا وكان
الصبر منا عزيمة
|
|
وأسيافنا يقطعن
كفا ومعصما
|
ففلق هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعق وأظلما
|
ثم تكلم بكلام
قبيح وأمر بالرأس أن تصلب بالشام ولما رأى خالد بن عبد الله ذلك قال :
جاءوا برأسك يا
ابن بنت محمد
|
|
متزملا بدمائه
تزميلا
|
وكأنما بك يا
ابن بنت محمد
|
|
قتلوا جهارا
عامدين رسولا
|
قتلوك عطشانا
ولم يترقبوا
|
|
في قتلك التنزيل
والتأويلا
|
ويكبرون بأن
قتلت وإنما
|
|
قتلوا بك
التكبير والتهليلا
|
وكان خالد هذا من
أجل عباد التابعين وقد اختفى شهرا وهم يطلبونه ليقتلوه فلم يظفروا به واختلف الناس
في موضع الرأس المكرم وأين حمل من البلاد فروى الحافظ أبو العلاء الهمداني أن يزيد
حين قدم عليه رأس الحسين بعث به إلى المدينة مع أقوام من موالي بني هاشم وضم إليهم
جماعة من موالي أبي سفيان وبعث بنقل الحسين ومن بقي من أهله معهم ولم يدع لهم حاجة
بالمدينة إلّا وقد أمر لهم بها وقد كان الذي تلقى رأس الحسين بالمدينة حين قدموا
بها عمر بن سعيد بن العاص وهو إذ ذاك عامل على المدينة ليزيد فقال عمر وددت أنه لم
يبعث به إلي ثم أمر عمر بن سعيد برأس الحسين فكفن ودفن بالبقيع عند قبر امه فاطمة
الزهراء رضياللهعنهما. قال الامام القرطبي وهذا أصح ما قيل فيه وبه قال الزبير
بن بكار الذي هو أعلم بالأنساب.
وقال الامامية ان
الرأس أعيد إلى الجثة بكربلاء بعد أربعين يوما قال القرطبي رحمهالله تعالى وما ذكر من أنه دفن بعسقلان في المشهد المعروف بها
أو بالقاهرة فهو شيء باطل لا يصح انتهى. قلت قد ثبت أن طلائع بن رزيك الذي بنى
المشهد بالقاهرة نقل الرأس إلى هذا المشهد بعد أن بذل في نقلها نحو أربعين ألف
دينار وخرج هو وعسكره فتلقاها من خارج مصر حافيا مكشوف الرأس هو وعسكره. وهي في
برنس حرير أخضر في القبر الذي هو في المشهد موضوعة على كرسي من خشب الآبانوس ومفروش
هناك نحو نصف اردب من الطيب كما أخبرني بذلك خادم المشهد. ومما وقع لي أنني قلت
لسيدي الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي مفتي المسلمين رضياللهعنه أترى أن تزور معنا
رأس الحسين في المشهد بخان الخليلي فقال انه لم يثبت كون الرأس هناك فقلت له نزوره
بالنية على تقدير صحة ذلك فقال نعم فلما دخلنا مقصورته بالمشهد قلت للشيخ اجلس
مراقبا بقلبك للرأس فجلس متخيلا لها في ذهنه فحصل له ثقل رأس فنام فرأى نقيبا
مشدود الوسط قد خرج من القبر فما زال بصره يتبعه حتى دخل مقصورة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال له يا رسول الله ان الشيخ شهاب الدين بن الشلبي وعبد
الوهاب الشعراني يزوران رأس ولدك الحسين فقال صلىاللهعليهوسلم تقبل الله منهما انتهى فاستيقظ الشيخ شهاب الدين وتواجد
حتى وقعت عمامته من فوق رأسه وقال آمنت وصدقت بأن الرأس هنا وحكى الواقعة ولم يزل
يزوره حتى مات.
فزر يا أخي هذا
المشهد بالنية الصالحة إن لم يكن عندك كشف فقول الامام القرطبي رحمهالله تعالى ان دفن الرأس في مصر باطل بل صحيح في أيام القرطبي
فان الرأس إنما نقلها طلائع بن رزيك بعد موت القرطبي فافهم والله تعالى أعلم.
ومنهم العلامة شمس
الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ١٤٠ والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية
بخراسان) قال :
وأمّا رأسه
فالمشهور بين أهل التاريخ والسير انه بعثه زياد بن أبيه الفاسق إلى يزيد بن معاوية
وبعث به يزيد إلى عمر بن سعد الأشدق لطيم الشيطان وهو إذ ذاك بالمدينة فنصبه ودفن
عند امه بالبقيع.
وذكر ابن أبي
الدنيا ان الرأس لم يزل في خزانة يزيد حتى هلك فأخذ ثم غسل وكفن ودفن داخل باب
الفراديس من مدينة دمشق والله أعلم.
وذكر الحافظ ابن
عساكر رحمهالله ان ابن زياد لما وضع الرأس بين يديه تمثل بقول الشاعر :
ليت أشياخي ببدر
شهدوا
|
|
جزع خزرج من وقع
الأسل
|
قد قتلنا القوم
من ساداتهم
|
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل
|
ثم نصبه بدمشق
ثلاثة أيام ثم وضع بخزانة السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك فجيء به فقد بقي
عظما أبيض فكفنه وطيبه وصلّى عليه ودفنه في مقابر المسلمين.
ومما ينسب إلى
يزيد بن معاوية انه أنشد والرأس بين يديه :
نعب الغرب (فقلت)
قل أو لا تقل
|
|
فقد اقتضيت من
الرسول ديوني
|
قال بعض أهل
التاريخ هذا كفر صريح لا يقوله مقر بنبوة محمد صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم العلامة
الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص
٩٠ المخطوط) قال :
واختلف في الرأس
على أقوال أصحّها إنه عاد بعد أربعين يوما إلى جثته الشريفة. روي ذلك عن زين
العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وجابر بن عبد الله وهو أول من زار قبره بعد
أربعين يوما. قال ابن الجوزي رضياللهعنه وفي أي مكان كان رأسه أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر
قاطن في الأسرار والخواطر وقد أنشد
بعض أشياخنا فيه :
لا تطلبوا
المولى الحسين
|
|
بأرض شرق أو
بغرب
|
ودعوا الجميع
واعرجوا
|
|
نحوي فمشهده
بقلبي
|
وقال أيضا في ص ٩١
: قال الزهري لما بلغ الحسن البصري الكوفة قتل الحسين بكى حتى اختلج صدغاه ثم قال
وا ذلّ أمة قتل ابن بنت نبيها دعيّها والله ليردّن رأس الحسين إلى جسده ثم لينتقمن
له جدّه وأبوه من ابن مرجانة ويزيد.
ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليهالسلام» (ص ١١٠) خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير (ط مطبعة المدني
المؤسسة السعودية بمصر) قال :
وقد اختلف العلماء
بعدها في رأس الحسين هل سيّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا ، على قولين ،
الأظهر منها أنه سيّره إليه ، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة فالله أعلم.
وقال أبو مخنف عن
أبي حمزة الثمالي عن عبد الله اليماني عن القاسم بن بخيت ، قال : لما وضع رأس
الحسين بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغره ، ثم قال : إن
هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المري :
يفلقن هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعق وأظلما
|
فقال له أبو برزة
الأسلمي : أما والله لقد أخذ قضيبك هذا مأخذا ، لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يرشفه ، ثم قال : ألا إن هذا سيجيء يوم القيامة وشفيعه
محمد ، وتجيء وشفيعك ابن زياد. ثم قام فولى.
وقد رواه ابن أبي
الدنيا عن أبي الوليد عن خالد بن يزيد بن أسد عن عمار الدهني عن جعفر ، قال : لما
وضع رأس الحسين بين يدي يزيد وعنده أبو برزة وجعل ينكت بالقضيب فقال له : ارفع
قضيبك فلقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلثمه.
ومنهم العلامة
الشيخ عبد الغني بن اسماعيل النابلسي المتوفى سنة ١١٤٣ ه في كتابه «الحقيقة
والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز» (ص ٥٣ ط القاهرة) قال :
وعندنا في دمشق
الشام مزار داخل باب الفراديس يقال له مشهد الحسين ويسمى مسجد الرأس وهو معروف
الآن وهو مشهد حافل عليه جلالة وهيبة وله وقف على مصالحه وهذا المشهد يقصده الناس
للزيارة والدعاء والتبرك والتماس الحوائج وهو في غاية القبول كذا ذكره ابن
الحوراني في الزيارات وفي مصر أيضا مشهد يسمى مشهد الحسين عليهالسلام.
ومنهم الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٥٥ ط بيروت) قال :
اختار الله تعالى
للإمام الحسين رضياللهعنه ما عنده ، فقربه إليه ، ونقله من دار المحن إلى دار المنح
، ومن دار الفناء ، إلى دار النعيم السرمدي المقيم ، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى
وستين من الهجرة.
فسافر عمر بن سعد
بالرأس الشريف إلى الكوفة وسلمها إلى ابن زياد (الشهير بابن مرجانة) فطاف بها في
الأسواق ، ثم وجهها إلى دمشق ليزيد ، فأمر برفعها بها ثلاثة أيام ، ثم أمر بأن
يطاف بها في البلاد (عاملهم الله بما يستحقون) فطيف بها حتى وصلت (عسقلان) وأميرها
إذ ذاك من خيرة الناس إيمانا وخوفا من الله ؛ فدفنها في مكان فخيم استمرت به إلى
سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، وفي شعبان منها خرج الأفضل ابن أمير الجيوش بعساكر
كثيرة الى بيت المقدس (كما نقله المقريزي عن ابن ميسر) وحارب من به وملكه ثم دخل (عسقلان).
ولما علم بالرأس
الشريف عمل مشهدا جليلا بالمدينة المذكورة إذ رأى المكان الأول صار لا يليق
بجلالها ، ولما تكامل أخرجها فعطرها وحملها على صدره وسعى بها ماشيا إلى أن أحلها
في المشهد المذكور فاستمرت به إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة من الهجرة ، وحواليها
قضى الله على عسقلان أن تمتد إليها أيدي الطمع من الافرنج وكان بها أمير يقال له (عياش)
فأرسل إلى الخليفة (الفائز بأمر الله) بمصر يقول له : أما بعد فإن الفرنج قد
أشرفوا على أخذ عسقلان وإن بها رأس الامام الحسين
ابن علي فأرسلوا
من تختارونه وإلّا أخذوها ، وكان الخليفة (الفائز) أحد الخلفاء الفاطميين إذ ذاك
طفلا صغيرا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره ، ولذلك كان الحل والعقد والأمر والنهي
لأكبر وزرائه (طلائع بن رزيك) فأرسل فرقة من الجيش تحت أمر (مكنون) الخادم ، وزوده
بثلاثين ألف دينار ، فأتوا بها ووصلوا إلى (قطية) فخرج الوزير إلى لقائها من عدة
مراحل ومعه جيوش كثيرة وكلهم حفاة خاشعون فحملها الوزير على صدره حتى دخلوا مصر
وبنى (طلائع) مسجدا لها خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر ، وهو المعروف (بجامع
الصالح) الآن ، فكشف الحجب عن تلك الذخيرة النبوية فوجد دمها لم يجف ، ووجد
لها رائحة أطيب من المسك (كما قال المقريزي) فغسلها في المسجد المذكور على ألواح من الخشب (بأعلى الحائط
ألواح الآن يقال إنها هي التي كان عليها الغسل) ثم أراد أن يشرف ذلك المسجد بدفنها
فيه فأبى أهل القصر وهم معية الملك الفائز وقالوا : إن أثرا نبويا جليلا كهذا لا
يليق أن يكون مستقره خارج حدود القاهرة بل لا بد من دفنه في قصر الملك.
وكانت بوابة الباب
الأخضر الموجودة الآن تحت المنارة الصغرى للمسجد الحسيني بابا من أبواب القصر
المنتهى إلى الجمالية واسمه (باب الديلم) ودهليز الخدمة فعمدوا إلى الجهة المذكورة
وبنوا بها بناء فخما حلوه بأنواع الزخارف الجميلة وكسوا جدرانه بالرخام الملون في
البقعة المباركة الحالية (عن كتاب التاريخ الحسيني للمرحوم السيد محمود البيلاوي).
قد حصل تضارب في الأقوال ، واختلاف كثير في وجود رأس الحسين رضياللهعنه. فبعضهم يقول : إنه دفن بدمشق ونقل إلى عسقلان ومنها إلى
القاهرة. وبعضهم يقول : إنه مدفون بالمدينة عند قبر امه فاطمة رضياللهعنها وقيل بمسجد الرقة على الفرات ، وبعضهم ينكر أن ابن زياد
أرسله إلى يزيد ، وبعض أهل السنة اتفقوا على أنه مدفون مع الجسد بكربلاء.
ولقد حقق المرحوم
علي بك جلال الحسيني في كتابه (تاريخ الحسين) من
الشواهد ما يثبت
وجود الرأس بالقاهرة ، كما أن الأستاذ حسن أفندي قاسم الكاتب التاريخي لمجلة
الإسلام الغراء ، أثبت في كتابه (مصرع الحسين) الذي ظهر حديثا ، بالأدلة التاريخية
، والشواهد الدينية المنقولة عن كبار العلماء ، أن الرأس الشريف مدفون بالقاهرة
بالمشهد الحسيني بلا خلاف ، وقد أورد كثيرا من التحقيقات المؤيدة لذلك بأدلة ثابتة
، والله تعالى أعلم.
زيارة المسجد
الحسيني.
لقد أشرقت الديار
المصرية ببزوغ الشمس المنيرة بأنوار النبوة رأس الامام الحسين رضياللهعنه وحلولها بالقبة الشريفة بالقاهرة سنة ثمان أو تسع وأربعين
وخمسمائة بعد الهجرة بالمسجد الحسيني وصار من دفنها إلى الآن مطمح أنظار العباد من
المسلمين في أقطار القطر المصري ويزار في معظم الأوقات خصوصا في المولد الحسيني
المشهور.
المواسم السنية
بالمسجد الحسيني
ويحتفل بالمسجد
الحسيني في كل عام بعشرة مواسم جليلة هي أعياد للامة المصرية الإسلامية ، ومطالع
للأنوار السنية الحسينية ، بها تستمد البركات ، وتعم النفحات ، كيف لا وهي مشارق
الأنوار ، ومعاهد الأسرار ، في مشهد سبط النبي المختار؟ والمواسم المذكورة هي : ١
ـ ليلة عاشوراء ويومها ٢ ـ المولد النبوي الشريف المولد الحسيني ٤ ـ حفلة الغسلة ٥
ـ ليلة المعراج ويومها ٦ ـ ليلة الخامس من شهر شعبان تذكارا لليلة التي ولد فيها
الامام الحسين رضياللهعنه ٧ ـ ليلة النصف من شعبان ويومها ٨ ـ ليلة القدر ٩ ـ شهر
رمضان ١٠ ـ الاحتفال بنقل الكسوة الشريفة النبوية إلى المسجد الحسيني في شوال من
كل سنة (والآن في ذى القعدة).
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في مصر» (ص ٣٤ ط دار المعارف القاهرة) قال :
حي الحسين في
القاهرة القديمة ، اتصل بهذا الحادث الجليل في كربلاء. وكان هذا الاتصال عن طريق
تسلسل تاريخي ، تحتويه عشرات من كتب المؤرخين ، وتشير إليه الوقائع والأحداث.
في مكان المشهد
الحسيني ، بدأت القاهرة القديمة من ألف عام أو يزيد ، على يد الفاطميين ، نسبة إلى
فاطمة الزهراء ، ام الحسين ، وابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وزوجة علي بن أبي طالب. وقد روي عن الامام علي بن موسى
الرضا أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إن الله فطم ابنتي فاطمة وولديها ومن أحبهم ، من النار.
منطقة المشهد
الحسيني كانت مقر حكم الفاطميين في القاهرة. وفي مكان المشهد الحسيني الحالي وحوله
كان قصر الزمرد ، أهم قصور دولة الفاطميين. وهذا القصر كان يشمل منطقة خان الخليلي
، ويمتد ربما إلى حافة شارع بور سعيد الآن. وفي مكان قصر الزمرد ـ وكان أشرف مكان بالقصر تقام به
الصلاة ـ جيء بالرأس الشريف ليدفن هناك. ولأن الزمرد لونه أخضر ، فقد سميت المنطقة
بالباب الأخضر. ومنطقة الباب الأخضر ، هي التي تضم مقام الامام الحسين رضياللهعنه. وهذا المقام يضم الرأس الشريف ، وعليه الآن مقصورة من
الفضة ، تحوي فصوصا خمسا من الماس هدية من طائفة البهرة. وكانت المقصورة قبلها من
خشب الساج الهندي ، المحفور والمعشق .. نقلت إلى متحف الفن الإسلامي. وقبل مقصورة
الفضة كانت هناك مقصورة من النحاس نقلت إلى مشهد آخر.
وقد تردد الآراء
حول رأس الامام الحسين. رواية تقول : إن الرأس أرسل إلى عمر ابن سعيد بن العاص ،
والي يزيد على المدينة المنورة ، حيث قام الوالي بدفنها في البقيع عند قبر السيدة
فاطمة. ورواية أخرى تقول : إن الرأس وجد بخزانة يزيد بن معاوية بعد موته ، فأخذ ،
ودفن بدمشق عند باب الفراديس. ويقول ابن كثير : وادعت الطائفة المسماة بالفاطميين
، الذين ملكوا الديار المصرية أنهم دفنوه بها وبنوا عليه
المشهد المشهور
بمصر. ويحصي العقاد عدة أماكن ذكرت بأن رأس الامام الحسين دفن فيها ، وهي المدينة
المنورة كربلاء ، الرقة ، دمشق ، عسقلان ، القاهرة ، مرو.
وأقرب رواية
للتاريخ أنه بعد استشهاد الامام الحسين على أرض كربلاء جرى التمثيل بالجثة. فقدم
الجسد الطاهر خولي بن يزيد الأصبحي ، ليجز الرأس ، لكنه لم يستطع ، وارتعد جسده
فتقدم شمر بن ذي الجوشن بنفسه وجز الرأس ، ثم أرسله إلى يزيد بن معاوية ليتلقى
المكافأة ، وهي توليته على إحدى الأمارات الإسلامية.
وترى د. سعاد ماهر
.. أن أقوى الآراء هو الذي يقول إن الرأس طيف به في الأمصار الإسلامية حتى وصل إلى
عسقلان حيث دفن هناك. وحينما استولى الفرنجة على عسقلان ، تقدم الصالح طلائع وزير
الفاطميين بمصر ، فدفع ٣٠ ألف درهم ، واسترد الرأس الشريف ونقله إلى القاهرة.
ويؤيد هذا الرأي
ابن خلكان الذي يذكر في تاريخه : إن رأس الحسين بن فاطمة كان مدفونا بعسقلان قبل
نقله إلى مصر ، وأن الأفضل شاهنشاه ، بنى مشهد الرأس في عسقلان.
وابن بطوطة ، يؤيد
الرواية ويقول بعد زيارته لعسقلان : ثم سافرت من القدس الشريف إلى ثغر عسقلان ، وهو
خراب ، قد عاد رسوما طامسة وأطلالا دراسة. وبها المشهد الشهير ، حيث كان رأس
الحسين بن علي قبل أن ينقل إلى القاهرة ، وهو مسجد عظيم سامي العلو.
ثم يقول ابن بطوطة
عند زيارته للقاهرة : ومن المزارات الشريفة ، المشهد المقدس العظيم الشأن ، حيث
رأس الحسين بن علي ، وعليه رباط ضخم عجيب البناء ، على أبوابه حلق فضة وصحائفها ،
وهو موفى الحق من الإجلال والإعظام.
ويقول المؤرخ
الهروي في كتابه الإشارات إلى أماكن الزيارات. وفيها ـ أي عسقلان ـ مشهد الحسين ..
فلما أخذتها الفرنج ، نقله المسلمون إلى مدينة القاهرة سنة تسعة وأربعين وخمسمائة.
وتفند الدكتورة
سعاد ماهر الآراء التي قيلت ، من الناحية الأثرية ، من خلال كتابيها مخلفات الرسول
في المشهد الحسيني ومساجد مصر : فعن القول بوجود الرأس في المدينة المنورة ، هناك
ما ينقضه الدليل المادي الذي ذكره المسعودي ، وهو أنه كان يوجد حتى القرن الرابع
الهجري شاهد مكتوب عليه العبارة الآتية : الحمد لله مميت الأمم ومحيي الأمم هذا
قبر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سيدة نساء العالمين ، والحسن بن علي بن أبي طالب ، وعلي
بن الحسين بن علي ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، رضوان الله عليهم أجمعين.
فلو أن الرأس كان
مدفونا في البقيع ، لما أغفل ذكر اسم سيد الشهداء. وهذا النص منقول من كتاب
الاشراف والتنبيه للمسعودي عن ابن كثير في البداية والنهاية.
أما قول غالبية
الشيعة الامامية (الاثنا عشرية) ، بأن الرأس مدفون مع الجسد في كربلاء فهو لا
تؤيده مراجعة الحوادث. فمن المستبعد عقلا ، أن يعيد يزيد بن معاوية الرأس إلى
كربلاء ، حتى لا يزيد النار اشتعالا ، وهو يعلم بأنها مركز الشيعة والمتشيعين
للإمام الحسين ، والمؤيدين لمذهبه. هذا بالاضافة إلى ما جاء في أحداث سنة ٢٣٦ ه
من أن الخليفة المتوكل أمر (النويريج) بالمسير إلى قبر الحسين وهدمه. فتناول
النويريج مسماة وهدم أعلى قبر الحسين وانتهى هو ومن معه إلى الحفر أو موضع اللحد ،
فلم يروا أثرا للرأس. ولا يمكن أن يتصور أحد أن الرأس قد بلى في ذلك الوقت المبكر
، إذا عرف أن أرض كربلاء رملية تحتفظ بالعظام مئات السنين.
أما الرأي الذي
يقول إن الرأس موجود في رباط مرو بخراسان. فهو منقوض من أساسه ، لأن أبا مسلم
الخراساني ، الذي قيل إنه نقل الرأس من دمشق ، لما استولى عليها ، وبنى عليها
الرباط بمرو ، لم يكن أبو مسلم موجودا بالشام وقت فتحها أيام العباسيين ، ثم إن
العباسيين لو ظفروا بالرأس لأظهروه للناس.
وأقرب الآراء ، أن
الرأس وضع أول الأمر في خزائن السلام بدمشق ، ثم دفن في عسقلان على البحر ، وحين
استولى الفرنجة على عسقلان تقدم الصالح طلائع ابن
رزيك ، وزير
الفاطميين بمصر ، فدفع ٣٠ ألف درهم ، واسترد الرأس الشريف ، ونقله إلى مصر ، حيث جاء
الرأس في حراسة ثلة من الجند ، واستقبله الخليفة الفاطمي كما يقول الامام الشعراني
في طبقات الأولياء : هو وعسكره حفاة عند الصالحية وقد وضع الرأس الشريف في كيس
أخضر من الحرير ، على كرسي آبنوس ، وفرش تحته المسك والطيب ، وبنى عليه القبة
المعروفة.
والدليل على وجود
الرأس الشريف ، ما ذكره عثمان مدوخ في كتابه (العدل الشاهد في التحقيق المشاهد).
وقد ألفه في القرن التاسع عشر. وقال فيه : إن المرحوم عباس كتخدا الفزدوغلى لما
أراد توسيع المسجد المجاور للمشهد الحسيني ، قيل إن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن.
فأراد تحقيق ذلك ، فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الأستاذ الجوهري
الشافعي والأستاذ الشيخ الملوي المالكي .. وكانا من كبار العلماء العاملين ، وشاهدا مما بداخل البرزخ
، ثم ظهرا وأخبرا بما شهداه. وهو كرسي من خشب الساج عليه طست من ذهب ، فوقه ستار
من الحرير الأخضر ، تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق ، داخله الرأس الشريف.
والذي نريد أن
نقوله هنا .. إننا لا نرجح وجود الرأس الشريف فقط ؛ بل إننا نؤكد ذلك ، ليس مما
أوردناه من الأدلة .. وإنما أيضا من خلال الاهتمام بالمشهد الحسيني قرنا وراء قرن.
ذكرنا بعضا منه وأغفلنا الكثير من الاهتمامات المتنوعة.
ودليل آخر محسوس
ملموس ، هو كثرة الاخوة الايرانيين ، الذين جاءوا إلى مصر عبر العصور ، واختاروا
مقامهم وسكناهم ، بل مقار أعمالهم ، بجوار الرأس الشريف. حتى أن الكثير من الأسماء الايرانية كانت إلى فترة قصيرة ـ وما
تزال ـ تنتشر فوق الدكاكين والوكالات وغيرها ، وانتشر حول المشهد بالذات بيع
السجاد الشيرازي والتبريزي. ويضاف إلى ذلك تلك المقصورة التي أهدتها جماعة البهرة
للمشهد الحسيني. وهذه الجماعة فيها الكثير من العلماء والباحثين الذين درسوا
وتأكدوا من وجود الرأس الشريف. وهو السبب في إهدائهم المقصورة عام ١٩٦٥ والتي
تكلفت
٣٠٠ ألف جنيه جمعت
من جماعة البهرة أنفسهم. بالاضافة إلى تلك المقصورة التي أهديت إلى مشهد السيدة
زينب رضياللهعنها.
والواقع أن لجلال
المشهد وبركته ، فإن الدولة في مصر المؤمنة ، قد جعلت من المشهد الحسيني المسجد
الرئيسي الذي يختص بصلاة العيدين فيه .. كما تقام فيه أيضا الاحتفالات بالمناسبات
الدينية الهامة.
هكذا يثبت وجود
الرأس في مصر.
وعلى أية حال ،
ففي أي مكان رأس الحسين أو جسده ـ كما يقول سبط الجوزي ـ فهو ساكن في القلوب
والضمائر ، قاطن في الأسرار والخواطر.
والمهم كما يرى
العقاد : أيّا كان ذلك الموضع الذي دفن فيه الرأس الشريف ، فهو في كل موضع أهل
للتعظيم والتشريف. وإنما أصبح الحسين بكرامة الشهادة ، وكرامة البطولة ، وكرامة
الاسرة النبوية .. معنى يحضره المسلم في صدره ، وهو قريب أو بعيد من قبره. لكن ما
ذا بقي من القديم الآن ، وقد ثبت أن الرأس الشريف موجود في مشهد الامام الحسين
بمصر؟!
يقول المقريزي :
نقل رأس الحسين من عسقلان إلى القاهرة يوم الأحد ٨ من جمادى الآخرة سنة ٥٤٨ ه (٣١
أغسطس ١١٥٣ م) وصل الرأس إلى القاهرة يوم الثلاثاء العاشر من نفس الشهر. ثم أنزل
بالرأس إلى الكافوري ـ حديقة القصر الفاطمي ـ ثم حمل في سرداب إلى قصر الزمرد ودفن
عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة.
ويضيف ابن عبد
الظاهر أن طلائع بن رزيك بنى الجامع خارج باب زويلة ليدفن الرأس به ويفوز بهذا
الفخار ، فغلبه أهل القصر الفاطمي ، وعمدوا إلى هذا المكان الموجود به الآن ، وهو
قصر الخلافة الفاطميّة في ذلك الوقت ، وبنوه له. وكان ذلك في خلافة الفائز الفاطمي
سنة ٥٤٩ ه (١١٥٤ م). وحمل الرأس الشريف في سرداب طويل حفر تحت الأرض من باب زويلة
القبة الشريفة.
ويقول ابن جبير
الذي زار مصر في عصر الأيوبيين وبعد الحريق الذي شب في
المشهد عام ٦٤٠ ه
في عده الصالح نجم الدين أيوب ، أنه انشئت منارة على باب المشهد عام ٦٣٤ ه (١٢٣٧
م). أنشأها أبو القاسم بن يحيى السكري ، ولم يتمها فأتمها ابنه وهي مليئة بالزخارف
الجصية والنقوش ، تعلو الباب الأخضر ، وقد قام بترميمها وتوسيعها بعد ذلك القاضي
الفاضل عبد الرحيم البيساني. ثم في عصر الناصر محمد بن قلاوون أمر بتوسيع المسجد
عام ٦٨٤ ه وفي العصر العثماني أمر السلطان سليم بتوسيع المسجد لما رآه من الإقبال
العظيم من الزائر والمصلين. ثم بعد ذلك أحضرت للمسجد عمد الرخام من القسطنطينية ،
وبنيت ثلاثة أبواب من الرخام جهة خان الخليلي ومثلها الباب الأخضر الذي بجوار
القبة بالجهة الشرقية.
ولما قدم مصر
السلطان عبد العزيز العثماني عام ١٢٧٩ ه وزار المقام الحسيني ، أمر الخديو
إسماعيل بعمارته وتشييده على أتم شكل وأحسن نظام ، واستغرقت العلمية التي أشرف
عليها علي باشا مبارك ووصفها في خططه ، عشر سنوات.
هذه ملامح مما حدث
لسبط الرسول صلىاللهعليهوسلم وحضور رأسه الشريف إلى مصر ، وتشريف مصر به. مما يجعل
المشهد الحسيني قبلة لمحبي آل البيت ، والمؤمنين الصابرين المجاهدين.
أقيم المشهد
الحسيني ، لكن الدولة الفاطمية تلاشت.
ومما يثبت وجود
الرأس الشريف ، أن الأيوبيين الذين أنهوا الحكم الفاطمي الشيعي بمصر ، اهتموا
بالمشهد. فصلاح الدين جعل به حلقة تدريس وفقهاء ، وفوض ذلك للفقيه البهاء الدمشقي
السني المذهب. وكان يجلس عند المحراب الذي يقع الضريح خلفه. وفي مكان هذه المدرسة
بنى المسجد الحسيني. وزيادة في الاهتمام ـ كما يقول الأثري حسن عبد الوهاب ـ فإن
صلاح الدين الأيوبي أهدى للمشهد مقصورة ، تشبه المقصورة التي أهداها للإمام
الشافعي عام ٥٧٤ ه وقبل صلاح الدين كان الملك الصالح نجم الدين أيوب ، الذي بنى
إيوانا للتدريس ، وبيوتا خاصة للفقهاء. وقد وصفها ابن جبير في رحلته. وهذا الرحالة
زار مصر عام ٥٧٨
هجرية. وفي عصر
الكامل الأيوبي بنيت المنارة على باب المشهد عام ٦٣٤ ، تعلو الباب الأخضر تهدم
معظمها ولم يبق منها حتى الآن إلّا القاعدة المربعة وعليها لوحتان تثبتان ذلك. وفي
عصر الصالح نجم الدين أيوب (٦٣٧ ـ ٦٤٧ هجرية) ، احترق بناء المشهد في عام ٦٤٠
هجرية. وقد رممه الصالح ووسعه ، وألحق به ساقية وميضأة ، ووقف عليه أراضي ؛ وظلت
العناية بالمشهد الحسيني أيام المماليك. فالظاهر بيبرس حين بيعت قطعة أرض بجانب المشهد من حقوق
القصر الفاطمي ، رد ثمنها وهو ٦ آلاف درهم وو قها على الجامع. ثم إن الناصر محمد
بن قلاوون وسع المسجد عام ٦٨٤ هجرية. وفي العصر العثماني ، تم توسيع المسجد نظرا
للإقبال الشديد عليه من جماهير مصر الممنة ، وضعت له مقصورة من آبنوس مطعم بالصدف
عليه ستر من الحرير المزركش ، ونقلت إلى المشهد الحسين في احتفال كبير وصفه الجبرتي
بأنها حملت وأمامها طائفة الرفاعية والصوفية بطبولهم وأعلامهم ، وبأيديهم المباخر
الفضية وبخور العود والعنبر ، وبأيديهم قماقم ماء الورد يرشونه على الناس. أما عبد
الرحمن كتخدا ، فقد أعاد بناء المسجد عام ١١٧٥ هجرية وعمل له صهريجا وحنفية ، وخصص
رواتب لخدمه وسدنته ، ثم إنه في عهد الخديو إسماعيل كما يقول علي باشا مبارك ـ أعاد
عمارته وتشييده واستغرق ذلك عشر سنوات وفرش بالفرش النفيسة ، ونوّر بالشموع
والزيوت الطيبة والأنفاس الغازية في قناديل البلور ورتبوا له فوق الكفاية من
الأئمة والمؤذنين والمبلغين والبوابين والفراشين والكناسين والوقادين والسقايين
ونحو ذلك ، وأوقفوا عليه أوقافا جمة بلغ إيرادها نحو ألف جنيه في السنة.
وكما يقول علي
المبارك أيضا : إنه فتح بجوار الجامع عام ١٢٩٥ ه (١٨٧٨ م) شارع السكة الجديدة.
وعلي مبارك نفسه كمهندس قام بتصميم البناء الحالي. وقد صرف على هذه العمارة ٧٩ ألف
جنيه من ميزانية الأوقاف ، هذا عدا ما تبرع به الأمراء وعلية القوم.
ويذكر أنه أحضرت
للمسجد الأعمدة الرخامية من القسطنطينية. وقد احتوى صحن الجامع على ٤٤ عمودا. كما
بني له المئذنة الكبيرة الحالية على الطراز العثماني ، وهي تشبه القلم الرصاص.
وعلى هذه المئذنة لوحتان بخط السلطان عبد المجيد خان. على أننا لا يمكن أن نتحدث
عن المشهد الحسيني ، دون أن نتحدث عن غرفة تجاور الرأس الشريف. وهذه الغرفة أنشأها
عباس حلمي الثاني لمجموعة من الآثار النبوية الشريفة ، كانت قد نقلت إلى المشهد
الحسيني عام ١٣٠٥ هجرية وحفظت في دولاب في الجدار الجنوبي الغربي للمزار الشريف.
وهذه الغرفة الآن
مفروشة بالسجاد الثمين ، وفيها مصابيح وثريات بلورية نادرة ، وجدرانها مكسوة
بالرخام المجزع ، وبها محراب صغير ، كما أنها تحتوي على دولاب عبارة عن دولاب حائط
، وهو فجوة في الجدار قوي ظهرها بقضبان من حديد ، وكسيت بالجوخ الأخضر. ولهذه
الفجوة باب من خشب الجوز المطعم بالعاج والصدف والأبنوس ، وكتب بأعلى الباب بأحرف
من عاج (إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها).
هذه الغرفة لها
بابان ، أحدهما يفتح على المسجد ، والآخر يفتح على مشهد الامام الحسين. وفي داخل
الدولاب الآثار النبوية الشريفة ، وتشمل قطعة من قميص الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ومكحلة ومرودا ، وقطعة من قضيب ، وشعرات من شعره الشريف
، ثم مصحفين كريمين بالخط الكوفي على رق غزال ، أحدهما منسوب لسيدنا عثمان ،
والثاني لسيدنا علي بن أبي طالب رضياللهعنهما. وهذه الآثار النبوية الشريفة ـ كما تقول المصادر ـ تداولها
آل البيت وتسارع عليها الخلفاء والأمراء.
وقد ذكرت المصادر
أيضا ، أن ما تركه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد وفاته : ثوبا حبرة ، وإزار عثماني ، وثوبان صحاريان ، وقميص صحاري ،
وقميص سحولي ، وسراويل ، وجبة يمانية وخميصة أو كساء أبيض ، وقلانس .. ومجموعات من
شعره
الشريف.
أما هذه الآثار
الموجودة بالمشهد الحسيني فهي بعض ما خلفه الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد قامت
د. سعاد ماهر بدراسة هذه الآثار ويقال إن هذه الآثار في مصر كانت عند بني إبراهيم
في مدينة ينبع بالحجاز ، وهؤلاء توارثوها وفي القرن السابع الهجري (١٣ ميلادي) في
عصر الظاهر بيبرس ، اشترى هذه الآثار الشريفة من بني إبراهيم الوزير المصري الصاحب
تاج الدين. لكن اختلف على المبلغ الذي دفع ، فمصادر تقول إنه دفع فيها ٦٠ ألف درهم
فضة ، وقيل مبلغ ٢٥٠ ألف درهم ، وقيل كذلك مائة ألف درهم. وهذه الآثار نقلت إلى
مصر وحفظت بمكان على النيل سمى رباط الآثار أو الرباط الصاحبي التاجي. وعرف مؤخرا
باسم أثر النبي في حي مصر القديمة. وهذا الرباط لأهميته ، كان له شيخ يشغل وظيفة
شيخ الآثار النبوية. وكان هذا الشيخ من القضاة الموثوق بهم. ومنهم من ذكره ابن
إياس في حوادث عام ٨٨٩ هجرية وهو الشيخ ولي الدين أحمد. وفي الضوء اللامح للسخاوي
ذكر في عام ٨٧٠ هجرية كان شيخ رباط الآثار هو ولي الدين أبو زرعة أحمد بن محمد ،
الذي نقل قاضيا لدمياط.
والواقع أنه كما
اختلف المؤرخون ـ على عادتهم ـ على ثمن شراء هذه المخلفات النبوية من بني إبراهيم
، فقد اختلفوا أيضا في نوعها وعددها. ولكنهم يذكرون الكثير عن رباط الآثار ، وكيف
بني ومن بناه ، ومهاجمة مياه الفيضان له .. واهتمام الخلفاء والسلاطين به ، ومنهم
الأشراف شعبان في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري ، ومنهم أيضا السلطان برقوق
عام ٧٨٤ هجرية.
والمهم أن هذه
المخلفات النبوية الشريفة ظلت في رباط الآثار إلى أن نقلت منه إلى قبة السلطان
الغوري عام ٩٢٦ هجرية أو قبل هذا التاريخ ، خشية السرقة بعد أن تصدع مبنى رباط
الآثار.
ولقد بقيت هذه
الآثار بقية الغوري حوالي ثلاثة قرون ، إلى أن نقلت في عام
١٢٧٥ هجرية إلى
المشهد الزينبي ، ثم نقلت منه إلى خزانة القلعة ، واستمرت بها حتى عام ١٣٠٤ هجرية
، وبعدها نقلت إلى ديوان عموم الأوقاف ، ثم في عام ١٣٠٥ هجرية نقلت إلى سراي
عابدين ، ومن سراي عابدين إلى المشهد الحسيني في دولاب خاص إلى أن انشئت لها
الغرفة الحالية عام ١٣١١ هجرية.
وعملية النقل من
قصر عابدين إلى المشهد الحسيني جرت في احتفال كبير ، تقدمه رجال الطرق الصوفية ..
وتقدمه الشيوخ المهدي والبكري والسادات ، وقناصل الدول وغيرهم ، وسار الموكب الكبير
من قصر عابدين ، بشارع عبد العزيز ، فالعتبة الخضراء ، إلى شارع محمد علي ، فميدان
باب الخلق ، فطريق تحت الربع ، فالسكرية ، فالعقادين بالغورية ، فالسكة الجديدة
إلى أن وصلت إلى المشهد الحسيني.
ولكن يأتي سؤال
هنا : هل هذه المخلفات النبوية الشريفة الموجودة بالمشهد الحسيني ، هي المخلفات
الموجودة فقط والتي تم توارثها منذ عصر النبوة؟
إن في المشهد
الحسيني ـ كما أحصت د. سعاد ماهر ـ ثلاث قطع من النسيج ، وقطعة من القضيب ـ أي
العصا ـ والمكحلة ، والمسبل ، أو المرود ـ وبعض شعر اللحية والرأس الشريف. وبالطبع
فهناك الكثير في عالم الإسلام في اسطنبول ، وباكستان ، وتونس ، بل هناك في المسجد
الأحمدي في طنطا غرفة خاصة وخزانة خاصة بها شعرات من شعر رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
الواقع أنه منذ أن
مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ بل وقبل وفاته صلىاللهعليهوسلم ـ كانت مثل هذه المخلفات الشريفة ـ مطلبا للمسلمين ،
يحفظونها بين أحداق العيون. بمعنى أنه لم يكن بنو إبراهيم في ينبع وحدهم الذين
توارثوا مخلفات الرسول ، فالكثير كان لديهم الكثير من المخلفات الشريفة ، بل إنه
في مصر أيضا كانت هناك كثير من المخلفات الشريفة ـ خاصة الشعرات ـ في الخانقاوات
والمساجد. والمقتنيات الخاصة.
وهذا يعني أن في
المشهد الحسيني قليلا من كثير من الآثار النبوية الشريفة ، بل إنه ـ وهذا ما يثبت
وجهة نظري ـ في المشهد الحسيني ، كما أحصيت ١٥ شعرة من شعرات الرسول الشريفة ،
فبعضها اشترى من بني إبراهيم ، وبعضها اهدي للمشهد الحسيني. وهذا يؤكد ما قيل من
أن الرسول صلىاللهعليهوسلم كان يهدي شعره بين الناس. أما بالنسبة للمصحف المنسوب
لعثمان بن عفان ، والمصحف الآخر المنسوب لعلي بن أبي طالب فإنهما كما تؤكد د. سعاد
ماهر ـ ليسا هما المصحفين الأصليين ، وأنهما منسوخان في عصر بعد عصر الخليفتين
الراشدين رضياللهعنهما وأرضاهما.
ومنهم الفاضل
المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج
٢ ص ٢٦٠ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :
اتفقت الأقوال في
مدفن جسد الحسين عليهالسلام ، وتعددت أيما تعدد في موطن الرأس الشريف .. فمنها أن
الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها .. ومنها أنه أرسل إلى عمرو
بن سعيد بن العاص والى يزيد على المدينة ، فدفنه بالبقيع عند قبر امه فاطمة
الزهراء .. ومنها إنه وجد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته ، فدفن بدمشق عند باب
الفراديس ..
ومنها انه كان قد
طيف به في البلاد حتى وصل إلى عسقلان ، فدفنه أميرها هناك وبقي بها حتى استولى
عليها الافرنج في الحروب الصليبية .. فبذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر
ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة حيث دفن بمشهده المشهور. قال الشعراني
في طبقات الأولياء : ان الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى
الصالحية ، فتلقى الرأس الشريف ووضعه في كيس من الحرير الأخضر على كرسي من الأبنوس
وفرش تحته المسك والعنبر والطيب ، ودفن في المشهد الحسيني قريبا من خان الخليلي في
القبر المعروف.
وقال السائح
الهروي في الإشارات إلى أماكن الزيارات : وبها ـ أي عسقلان ـ مشهد
الحسين رضياللهعنه : كان رأسه بها ، فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون إلى
مدينة القاهرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وفي رحلة ابن بطوطة إنه سافر إلى عسقلان
وبه المشهد الشهير حيث كان رأس الحسين بن علي عليهالسلام ، قبل أن ينقل إلى القاهرة.
وذكر سبط ابن
الجوزي فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات ، وإنه لما
جيء به بين يدي يزيد بن معاوية قال : لأبعثنه إلى آل أبي معيط عن رأس عثمان وكانوا
بالرقة ، فدفنوه في بعض دورهم ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع وهو إلى جانب سوره
هناك.
فالأماكن التي
ذكرت بهذا الصدد ستة في ست مدن هي : المدينة ، وكربلاء ، والرقة ، ودمشق ، وعسقلان
، والقاهرة ، وهي تدخل في بلاد الحجاز والعراق والشام وبيت المقدس والديار
المصرية. وتكاد تشتمل على مداخل العالم الإسلامي كله من وراء تلك الأقطار ، فان لم
تكن هي الأماكن التي دفن فيها رأس الحسين فهي الأماكن التي تحيا بها ذكراه لا مراء
..
وللتاريخ اختلافات
كثيرة ، نسميها بالاختلافات اللفظية أو العرضية ، لأن نتيجتها الجوهرية سواء بين
جميع الأقوال ، ومنها الاختلاف على مدفن رأس الحسين عليهالسلام. فأيا كان الموضع الذي دفن به ذلك الرأس الشريف ، فهو في
كل موضع أهل للتعظيم والتشريف. وإنما أصبح الحسين ـ بكرامة الشهادة وكرامة البطولة
وكرامة الاسرة النبوية ـ معنى يحضره الرجل في صدره وهو قريب أو بعيد من قبره. وإن
هذا المعنى لفي القاهرة ، وفي عسقلان ، وفي دمشق ، وفي الرقة ، وفي كربلاء ، وفي
المدينة ، وفي غير تلك الأماكن سواء.
وقاحة ابن زياد
ويقل الاختلاف أو
يسهل التجاوز عنه كذلك فيما حدث بين فاجعة كربلاء ولقاء يزيد .. فالمتواتر لسير
الأمور أنهم حملوا الرءوس والنساء إلى الكوفة ، فأمر ابن زياد
أن يطاف بها في
أحياء الكوفة ثم ترسل إلى يزيد. وكانت فعلة يدارونها بالتوقح فيها على سنّة
المأخوذ الذي لا يملك مداراة ما فعل. فبات خولي بن يزيد ليلته بالرأس في بيته ،
وهو يمني نفسه بغنى الدهر كما قال. فأقسمت امرأة له حضرمية : لا يجمع رأسها ورأسه
بيت وفيه رأس ابن رسول الله. ثم غدا إلى قصر ابن زياد وكان عنده زيد ابن أرقم من أصحاب رسول
الله .. فرآه ينكث ثنايا الرأس حين وضع أمامه في اجانة ، فصاح به مغضبا : ارفع
قضيبك عن هاتين الثنيتين .. فو الذي لا إله إلّا غيره لقد رأيت شفتي رسول الله على
هاتين الشفتين يقبّلهما .. وبكى .. فهزئ به ابن زياد وقال له : لو لا أنك شيخ قد
خرفت وذهب عقلك ، لضربت عنقك! فخرج زيد وهو ينادي في الناس غير حافل بشيء : أنتم
معشر العرب العبيد بعد اليوم .. قتلتم ابن فاطمة وآثرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل
شراركم ويستعبد خياركم. وادخلت السيدة زينب بنت علي رضياللهعنها ، وعليها أرذل ثيابها ومعها عيال الحسين واماؤها .. فجلست
ناحية لا تتكلم ولا تنظر إلى ما أمامها. فسأل ابن زياد : من هذه التي انحازت ناحية
ومعها نساؤها؟ فلم تجبه .. فأعاد سؤاله ثلاثا وهي لا تجيبه ، ثم أجابت عنها إحدى
الإماء : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاجترأ ابن زياد قائلا : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم
وأبطل أحدوثتكم .. وقد كانت زينب رضياللهعنها حقا جديرة بنسبها الشريف في تلك الرحلة الفاجعة التي تهد
عزائم الرجال .. كانت كأشجع وأرفع ما تكون حفيدة محمد وبنت علي واخت الحسين. وكتب
لها أن تحفظ بشجاعتها وتضحيتها بقية العقب الحسيني من الذكور .. ولولاها لانقرض من
يوم كربلاء .. فلم تمهل ابن زياد أن ثارت به قائلة : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه
وطهرتا من الرجس تطهيرا .. إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله.
فقال ابن زياد : قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة. فغلبها الحزن والغيظ من هذا
التشفي الذي لا ناصر لها منه ، وقالت : لقد قتلت كهلي ، وأبديت أهلي ، وقطعت فرعي
واجتثثت أصلي ، فان يشفك هذا فقد اشتفيت .. فتهاتف ابن زياد ساخرا
وقال : هذه سجاعة
.. لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا. فقالت زينب : إن لي عن السجاعة لشغلا .. ما
للمرأة والسجاعة؟
علي زين العابدين
ثم
نظر ابن زياد إلى
غلام عليل هزيل مع السيدة زينب فسأله : من أنت؟ قال : علي ابن الحسين. قال : أو لم
يقتل الله علي بن الحسين؟ قال : كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس. فأعاد ابن زياد
قوله : الله قتله. فقال علي : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، وما كان لنفس أن تموت
إلّا بإذن الله .. فأخذت زيادا عزة الإثم وانتهره قائلا : وبك جرأة لجوابي! وصاح
الخبيث الأثيم بجنده : اذهبوا به فاضربوا عنقه .. فجاشت بعمة الغلام قوة لا يردها
سلطان ، ولا يرهبها سلاح .. لأنها قوة من هان لديه الموت وهانت عليه الحياة ،
فاعتنقت الغلام اعتناق من اعتزم ألا يفارقه إلّا وهو جثة هامدة ، وأقسمت لئن قتلته
لتقتلني معه. فارتد ابن زياد مشدوها وهو يقول متعجبا : يا للرحم .. إني لأظنها ودت
أني قتلتها معه. ثم قال : دعوه لما به .. كأنه خسب ان العلة قاضية عليه. وعلى هذا
هو زين العابدين جد كل منتسب إلى الحسين عليهماالسلام ، وكان كما قال ابن سعد في الطبقات : ثقة كثير الحديث
عاليا رفيعا ورعا ، وكما قال يحيى بن سعيد : أفضل هاشمي رأيته في المدينة .. ولولا
استماتة عمته كما ترى ، لقد كادت تذهب بهذه البقية الباقية كلمة على شفتي ابن زياد!
ومنهم العلامة
محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٢٧ ط ٤
مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال :
أولا رأى المؤرخون
وكتاب السيرة :
يجمع المؤرخون
وكتاب السيرة على أن جسد الحسين رضوان الله عليه دفن مكان مقتله في كربلاء ، أما
الرأس الشريفة فقد طافوا به حتى استقرت بعسقلان الميناء الفلسطيني. وقد أيد وجود
الرأس الشريف بعسقلان ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد منهم ابن
ميسر والقلقشندي وعلي بن أبي بكر
الشهير بالسايح
الهروي وابن إياس وسبط الجوزي. وممن ذهب إلى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة
المؤرخ العظيم عثمان مدوخ إذ قال : إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار ... مشهد
بدمشق دفن به الرأس أولا ثم مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض ونقل إليه الرأس من
دمشق ثم نقل إلى المشهد القاهري لمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر. ويقول
المقريزي ان رأس الحسين رضوان الله عليه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في ٨ جمادى
الآخرة عام ٥٤٨ ه وبقيت عاما مدفونة في قصر الزمرد حتى انشئت له خصيصا قبة هي المشهد
الحالي وكان ذلك عام ٥٤٩ ه.
ثانيا شهادة
الدكتور الحسيني هاشم.
ويقول فضيلة الشيخ
الحسيني هاشم وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث تعليقا على ما دسّه الناسخون على
كتاب الامام السيوطي (حقيقة السنة والبدعة) ما ملخصه : وقد أكد استقرار الرأس بمصر
أكبر عدد من المؤرخين منهم ابن إياس في كتابه والقلقشندي في صبح الأعشى ،
والمقريزي الذي عقد فصلا في خططه المسمى المواعظ والاعتبار ص ٤٢٧ ، ص ٤٢٨ ، ص ٤٣٠
يؤكد رواية ابن ميسر أن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي هو الذي حمل الرأس
الشريف على صدره من عسقلان وسعى به ماشيا حيث وصل مصر يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة
سنة ٥٤٨ هجرية وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر يوم الثلاثاء ١٠ من جمادي
الآخرة سنة ٥٤٨ هجرية عند قبة باب الديلم ، حيث الضريح المعروف الآن بمسجده
المبارك ، وكذا (السخاوي) رحمهالله قد أثبت رواية نقل رأس الحسين إلى مصر.
ثالثا : الرأي
الرسمي لمصلحة الآثار :
تقول الاستاذة
عطيات الشطوى المفتشة الأثرية الثقة والمشرفة المقيمة على تجديد القبة الشريفة :
تؤكد وثائق هيئة
الآثار أن رأس الحسين رضوان الله عليه نقل من عسقلان إلى القاهرة كما يقول
المقريزي في يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة الموافق
٣١ أغسطس سنة ١١٥٣ م وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم
وإليها ، وحضر في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادي الآخر المذكور الموافق ٢
سبتمبر ١١٥٣ م. ويضيف المقريزي : فقدم به الرأس الأستاذ مكنون في عشاري من عشاريات
الخدم وأنزل به إلى الكافوري (حديقة) ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد ثم دفن في
قبة الديلم بباب دهليز الخدمة. وفي العصر الأيوبي أنشأ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر
السكري المعروف بالزرزور منارة على باب المشهد سنة ٦٣٤ ه (١٢٣٦ م) وهي منارة
مليئة بالزخارف الجصية والنقوش البديعة ، وهي تعلو الباب الأخضر وقد تهدم معظمها
ولم يبق منها إلّا القاعدة المربعة وعليها لوحتان تأسيسيتان. وقد احترق هذا المشهد
في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة ٦٤٠ ه ، وقد قام بترميمه بعد هذا الحريق
القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ووسعه وأحلق به ساقية وميضأة ووقف عليه أراضي
خارج الحسينية قرب الخندق. واستمرت عمليات التوسيع والاضافة حتى جاء الأمير كتخدا
فقد قام باصلاحات كثيرة ، ففي سنة ١١٧٥ ه أعاد بناء المسجد وعمل به صهريجا وحنفية
بفسحة وأضاف إليه إيوانين كما رتب للقائمين عليه مرتبات كثيرة ظل معمولا بها حتى
سنة ١٢٠٦ ه. ولما قدم إلى مصر السلطان عبد العزيز سنة ١٢٧٩ ه وزار المقام
الحسيني الشريف ، أمر الخديوي إسماعيل بعمارته وتشييده على أتم شكل وأحسن نظام ،
وقد استغرقت هذه العملية عشر سنوات إذ تمت سنة ١٢٩٠ ه ، أما المنارة فقد تمت سنة
١٢٩٥ ه. أما في عهد ثورة ٢٣ يولية سنة ١٩٥٢ م فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد
الحسين وزيادة مساحته وفرشه وإضاءته حتى يتسع لزائريه والمصلين به. وقد بدأت هذه
التجديدات سنة ١٩٥٩ م ، تمت سنة ١٩٦٣ م ، وبلغت جملة تكاليفها ٨٣ ألف جنيه.
رابعا : دليلان
آخران :
الدليل الأول :
لقد أراد الله أن
يقطع حجة القائلين بعدم وجود الرأس بالقاهرة ، وأن يسمهم على الخرطوم ، فقد عثر
الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن من سنوات [أشرنا إليها بالمسلم في حينها] على
نسخة خطية محفوظة من «تاريخ آمد» لابن الأورق المتوفى عام (٥٧٢ ه) وهي مكتوبة عام
(٥٦٠ ه) ـ أي قبل وفاة المؤرخ باثنتي عشرة سنة ـ ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم (٥٨٠٣)
شرقيات ، وقد أثبت صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقيني أن رأس الحسين قد نقل من
عسقلان إلى مصر عام (٥٤٩ ه) ، أي في عهد المؤرخ ، وتحت سمعه وبصره ، وبوجوده ،
ومشاركته ضمن جمهور مصر العظيم في استقبال الرأس الشريف.
ولا نظن أن مخلوقا
يتمتع بذرة من الإنصاف يماري في وجود الرأس الشريف بمصر بعد ذلك ، أو يماري في أن
ظهور هذه النسخة الخطية من هذا الكتاب في هذا الوقت إنما هو كرامة لأهل البيت
جميعا ، وللحسين بخاصة ، ولو علم (ابن تيمية) وهو خصم الحسين الأخصم بذلك لتاب إلى
الله من قوله أنها (رأس يهودي بمصر) ، سامحه الله ، وبصر السائرين على منهجه ، بما
هو أهدى وأندى وأجدى.
الدليل الثاني :
معروف أن الدولة
الفاطمية بمصر كانت محل تناظر وتنافس بالغ ومخاصمة مع الدولة العباسية بالعراق ، وكانت
كل دولة منها تتسقط للأخرى مواقع الزلل ، ومواطن الأخطاء للتشهير بها ، وأضعاف
مركزها ، وبخاصة في مثل هذه الموضوعات التي يتأثر بها الجماهير ، مهما كان الخلاف
بينهم في أبناء علي ، وأبناء العباس فكان صمت العباسين وغيرهم دولة وشعبا ، على
هذا الحدث الخطير أكبر دليل على صحة وجود الرأس بعسقلان ، ثم على صحة نقلها من
عسقلان إلى مصر. وقد غاب هذا الدليل عن المتحدثين على كثرتهم في هذا الجانب رغم
أنه قاطع حاسم.
خامسا : شهود عدول
مع وجود الرأس الشريف بالقاهرة :
نقل في أواخر (بحر
الأنساب) ما ملخصه (بتصرف) أن العلامة الشبراويّ ألف
كتابا أسماه (الإتحاف)
أثبت فيه وجود الرأس بمقره المعروف بالقاهرة يقينا وذكر أن ممن أثبتوا ذلك السادة
الأعلام :
(١) الامام المحدث
الحافظ زكي الدين المنذري.
(٢) الامام المحدث
الحافظ ابن دحية.
(٣) الامام المحدث
الحافظ نجم الدين الغيطي.
(٤) الامام مجد
الدين بن عثمان.
(٥) الامام محمد
بن بشير.
(٦) القاضي محي
الدين بن عبد الظاهر.
(٧) القاضي عبد
الرحيم.
(٨) كما أكد هذا
الشيخ عبد الله الرفاعي المخزومي في مؤلفه.
(٩) والشيخ ابن
النحوي في مؤلفه.
(١٠) والشيخ
القرشي في مؤلفه.
(١١) الشيخ
الشبلنجي في مؤلفه.
(١٢) الشيخ حسن
العدوي في مؤلفه.
(١٣) الشيخ
الشعراني في أكثر من مؤلف.
(١٤) الشيخ
المناوي في مؤلفه.
(١٥) الشيخ الصبان
في مؤلفه.
(١٦) الشيخ
الأجهوري في مؤلفه.
(١٧) كما أكده
الشيخ أبو المواهب التونسي.
(١٨) الشيخ أبو
الحسين التمار.
(١٩) الشيخ شمس
الدين البكري.
(٢٠) الشيخ كريم
الدين الخلوتي.
وجماهير الصوفية
على اختلاف المراتب والأسماء والمشارب والأوطان. مما
يرفع الحكم إلى
درجة التواتر لعدم التسليم بتواطؤ كل هؤلاء على الكذب أو على الجهل والغفلة
والتعصب ، بالاضافة إلى كبار المؤرخين الذين أسلفنا ذكرهم. وتم الإجماع على أن
الرأس الطاهر وصل إلى القاهرة من عسقلان في (يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة سنة
خمسمائة وتسع وأربعين) فحمله الأمير (سيف المملكة كمين) والقاضي (ابن مسكين) إلى
السرداب الخليفي العظيم بقصر الزمرد ، فحفظ مؤقتا بالسرداب من عاشر جمادى الآخرة
في خلافة (الفائز الفاطمي) على يد وزيره الصالح (طلائع بن رزيك) حتى بنى القبر
الحالي والقبة عند باب (الديلم) الواقع وقتئذ في الجنوب الشرقي من القصر الكبير
والمعروف الآن بالباء الأخضر فحمل الرأس الشريف من السرداب العظيم إلى هذا القبر
ودفن به في الثلاثاء الأخير من ربيع الآخر على المشهور من العام التالي وهو موعد
الذكرى السنوية الكبرى.
سادسا : قول فصل
في الموضوع
تحقيق علمي حاسم
لاختنا في الله
الدكتورة الأثرية الحاجة سعاد ماهر عميدة كلية الآثار
في كتاب (أولياء
الله الصالحون) للعلامة الأثرية المحققة الدكتورة سعاد ماهر تحدثت بإفاضة عن موضوع
الرأس الشريف ، فجمعت بين العلم والمنطق والعقل والعاطفة. وبعد أن فندت الروايات
التي تقول بدفن الرأس بعيدا عن القاهرة أفردت بداية من صحيفة (٣٧٤) من الكتاب
المذكور هذا التحقيق العظيم الذي تقول فيه ما نصه : ولكن ما السبب في اختيار مدينة
عسقلان بالذات لكي تكون مقرا للرأس؟ وهي مدينة لم تحدثنا كتب التاريخ بأنها كانت
مركزا من مراكز الشيعة (مثلا) اللهم إلّا إذا أريد أن يكون الرأس في مكان قريب من (بيت
المقدس) من جهة وقريب من (الساحل) من جهة إخراجها من (المشرق) ، حيث لاقى الشيعة
الشيء الكثير من اضطهاد الأمويين أولا ، ثم العباسيين ثانيا ، ليمكن نقلها في يسر
إلى (شمال إفريقيا وبلاد المغرب مثلا) حيث اتجه عدد عظيم من الشيعة!!!
ومهما يكن من أمر
فقد بات في حكم المؤكد أنه لم يكن في القرن الخامس الهجري وجود للرأس في دمشق بل
كان في مدينة عسقلان للأسباب الآتية :
أولا ـ يؤيد وجود
الرأس بعسقلان في العصر الفاطمي نص تاريخي منقوش على منبر (المشهد) الذي أعاد
بناءه بدر الجمالي وأكمله ابنه الأفضل في عصر الخليفة المستنصر. ولما نقل الرأس
إلى مصر ، نقل المنبر إلى المشهد الخليلي بالقدس ، والمنبر ما زال موجودا حتى الآن
هناك.
أما النص الكتابي
فقد جاء فيه : الحمد لله وحده لا شريك له ، محمد رسول الله ، علي ولي الله ، صلّى
الله عليهما وعلى ذريتهما الطاهرة ، سبحان من أقام لموالينا الأئمة مشهدا مجدا رفع
راية ، وأظهر معجزا بين كل وقت وآية. وكان من معجزاته تعالى إظهاره رأس مولانا
الامام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب صلّى الله عليه وعلى جده
وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمون ستروه فيه. وإظهاره الآن شرفا
لأوليائه الميامين ، وانشراح صدور شيعته المؤمنين. ورزق الله فتى مولانا وسيدنا
معد أبي تميم الامام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلّى الله عليه وعلى آبائه
وأبنائه الطاهرين.
ثانيا ـ جاء في
المقريزي أن المؤرخ ابن المأمون ذكر في حوادث سنة ٥١٦ ه أن الخليفة الفاطمي الآمر
بأحكام الله أمر بإهداء قنديل من ذهب وآخر من فضة إلى مشهد الحسين وأهدى إليه
الوزير المأمون قنديلا ذهبيا له سلسلة فضية.
ثالثا ـ لو كان
الرأس موجودا في مكان آخر غير عسقلان سواء في الشام أو خارجها لما عز على خلفاء
الدولة الفاطمية الوصول إليه ، وهم كما نعلم من الشيعة الاسماعيلية وقوتهم الدينية
تعتمد في أكثر ما تعتمد على نسبهم لفاطمة الزهراء ، أما قوتهم السياسية فقد فاقت
الدولة العباسية ، إذ امتدت الدولة الفاطمية من مصر وبلاد الشام والحجاز واليمن
شرقا إلى شمال إفريقيا وبلاد المغرب غربا ، بل أنه حدث في عهد الخليفة المستنصر أن
نادى البساسيري أحد كبار الشيعة ، بسقوط الدولة
العباسية في بغداد
والبصرة وواسط وجميع الأعمال وذكر اسم الخليفة المستنصر الفاطمي على منابرها في
خطبة الجمعة ، وفي هذا أكبر شاهد على تلك القوة.
رابعا ـ ما ذكره
عثمان مدوخ في كتاب (العدل الشاهد) من العثور بالقرب من باب الفراديس على طاق
مسدود بحجر عليه كتابة تفيد أنه مشهد الحسين فلما رفع الحجر وجدت الفجوة خالية من
الدفن ، مما يؤيد نقل الرأس منها.
خامسا ـ جاء في
المقريزي ، وبنى طلائع مسجدا لها (يعني الرأس) خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر
وهو المعروف بجامع الصالح طلائع الآن فغسلها في المسجد المذكور على ألواح من خشب.
يقال انها لا زالت موجودة بهذا المسجد.
فمما لا شك فيه
أنه قد أحضرت إلى القاهرة رأس ، وليس من مستغرب أن تكون قد غسلت في مسجد الصالح
طلائع ، ويؤيد هذه الرواية ما كشفت عنه الحفائر التي أجريت سنة (١٩٤٥). من وجود
مبان بجوار الجهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح طلائع عليها كتابات أثرية
منها (ادْخُلُوها بِسَلامٍ
آمِنِينَ) ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ، ولذلك
فإنه من المرجح أن تكون هذه الكتابات من بقايا المشهد الذي بناه الصالح طلائع
مجاورا لمسجده لكي يدفن فيه رأس الحسين (كما ذكر ابن دقاق).
سادسا ـ جاء في
كتاب (العدل الشاهد في تحقيق المشاهد) أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا الفزدغلي ، لما
أراد توسيع المسجد المجاور للمشهد الشريف ، قيل له ان هذا المشهد لم يثبت فيه دفن.
فأراد تحقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ، ونزل فيه الأستاذ الجوهري
الشافعي والأستاذ الشيخ الملوي المالكي وكانا من كبار العلماء العاملين وشاهدا ما
بداخل البرزخ ثم ظهرا وأخبرا بما شاهداه ، وهو كرسي من الخشب الساج عليه طشت من
ذهب فوقه ستارة من الحرير الأخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخله الرأس
الشريف ، فانبنى على إخبارهم تحقيق هذا المشهد وبنى المسجد والمشهد وأوقف عليه
أوقافا يصرف
على المسجد من
ربعها.
هذا ولا أجد في
هذا المقام خيرا من العبارة التي جاءت في المقريزي أختم بها موضوع الرأس الشريف :
ولحفظه الآثار وأصحاب الحديث ونقله الأخبار ، ما إذا طولع وقف منه على السطور وعلم
منه ما هو غير المشهور ، وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية ، وهي بصحة الدعوى ملية ،
والعمل بالنية أو كما قال الجوزي ، ففي أي مكان كان رأس الحسين أو جسده فهو ساكن
في القلوب والضمائر قاطن في الأسرار والخواطر (انتهى).
نقول : وبعد هذا
التحقيق العلمي الحاسم وما قدمناه قبله لم يبق وجه للملاحاة والجدل حول هذا الموضوع
، ويجب العلم بأنه ليس من أمهات العقائد حتى تتاجر به هيئات المنتفعين بالدعوة
الوهابية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، والحسين هو الحسين ، أمس واليوم وغدا
إلى يوم القيامة ، ولينطح الصخر من أراد أن يدمر رأس نفسه.
سابعا : معالم
ومعلومات
الرأس والمشهد والقبة
يقول المقريزي :
نقلت رأس الحسين رضوان الله عليه من عسقلان إلى القاهرة ـ في يوم الأحد ثامن جمادي
الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة الموافق (٣١ أغسطس سنة ١١٥٣ م) وكان الذي وصل
بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم وإليها ، وحضر في القصر يوم الثلاثاء العاشر
من جمادي الآخر المذكور (الموافق ٢ سبتمبر سنة ١١٥٣ م) ويضيف المقريزي : فقدم به
الرأس الأستاذ مكنون في عشاري من عشاريات الخدمة وأنزل به إلى الكافوري (حديقة) ثم
حمل في السرداب إلى قصر الزمرد ثم دفن في قبة الديلم بباب دهليز الخدمة. ويضيف ابن
عبد الظاهر أن طلائع بن رزيك بنى جامعه خارج زويلة ليدفنه الرأس به ويفوز بهذا
الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك إلّا عندنا فعمدوا إلى هذا
المكان وبنوه له
ونقلوا الرخام اليه وكان ذلك في خلافة الفائز على يد طلائع في سنة تسع وأربعين
وخمسمائة ، ويفهم من هذين النصين أن الرأس بقي عاما مدفونا في قصر الزمرد ، حتى
انشئت له خصيصا قبة هي المشهد الحالي وذلك سنة ٥٤٩ ه.
قالوا : ولما جاءت
الدولة الأيوبية جعل صلاح الدين بالمشهد حلقة تدريس وفقهاء وفوضها للفقيه البهاء
الدمشقي ، وما كان ليفعل ذلك لولا تأكده من وجود الرأس الشريف في هذا المكان. ولما
تولى الوزارة معين الدين حسين ابن شيخ الشيوخ ابن حموية في عهد الملك الصالح نجم
الدين أيوب بني ايوانا للتدريس وبيوتا للفقهاء في مكان المسجد الحالي بجوار المشهد
ثم توالت التجديدات والصيانات والاصلاحات والتوسعات بهذا الحرم المصري ولا زالت
تتوالى حتى اليوم وغدا بإذن الله.
وصف القبة
المباركة
وقد كتب ابن جبير
وصفا شاملا دقيقا للقبة والمدرسة جاء فيه : فمن ذلك المشهد العظيم الشأن الذي
بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهما. وهو في تابوت من فضة مدفون تحت الأرض. قد بني عليه بنيان
جميل يقصر الوصف عنه. ولا يحيط الإدراك به مجلل بأنواع الديباج ، محفوف بأمثال
العمد الكبار شمعا أبيض ومنه ما هو دون ذلك قد وضع أكثره في أتوار فضة خالصة
ومذهبة. وعلقت عليه قناديل فضة ، وحف أعلاه كله بأمثال التفافيح ذهبا في مصنع شبيه
الروضة يقيد الأبصار حسنا وجمالا. فيه من أنواع الرخام المجزع الغريب الصنعة
البديع الترصيع مما لا يتخيله المتخيلون. والمدخل إلى هذه الروضة على مسجد على
مثلها في التأنق والغرابة ، وحيطانه كلها رخام على الصفة المذكورة ، وعن يمين
الروضة المذكورة وشمالها وهما على تلك الصفة بعينها ، والأستار البديعة الصنعة من
الديباج معلقة على الجميع.
القبة في عصرها
الحديث
وفي عصرنا هذا
اهتمت الدولة بكل هيئات الاختصاص فيها بتجديد هذه القبة المباركة على أحدث الفنون
التكنولوجية .. فحقنت الحوائط واستبدلت بالقبة القديمة قبة عظيمة صبتها من معدن خاص
لا يقبل الصدأ ، ولا التغير قامت بصنعه الشركات الألمانية بالمواصفات التي طلبت
منها كما قامت بإعادة النقوش والرخام الداخلي على ما كان عليه ، حفظا للصورة
الأثرية المباركة ، وقد شاركت جماعة (البهرة الهندية) بفرش الضريح بأرقى أنواع
المرمر الشفاف .. وقد حضر افتتاح الزيارة بالقبة الجديدة وزراء الدولة وكبار
علمائها ، ورجال مجلسي الشعب والشورى. وقد تحدث السيد وزير الأوقاف فضيلة الدكتور
الأحمدي أبو النور أستاذ الدراسات العليا بالأزهر ، كما تحدث كبار رجال الدولة
بينما كان الميدان والطرقات من حول المسجد مليئة بأفراد الشعب من كل الطبقات
يهللون ويكبرون (راجع تفاصيل وصف القبة في باب الملحقات).
أضرحة القبة
الشريفة
وقد أبلغني الأخ
المرحوم الشيخ (عرفة الكبير شيخ المسجد الحسيني السابق) وهو والد الأخ الشيخ محمد
عرفة الشيخ الحالي للمسجد الحسيني ، وكان رحمهالله رجلا مهذبا صالحا ثقة ترجى بركاته أبلغني أنه عرف من
سابقيه عند تجديد المسجد الحسيني بأمر السلطان الخليفة عبد العزيز خان في زيارته
لمصر وتخليد ذكرى هذه الزيارة بتسمية (شارع عبد العزيز) الممتد بين ميدان العتبة
الخضراء وميدان الجمهورية (عابدين) قال : (كان الضريح الطاهر ينزل الزوار إليه
بعدد من السلالم فأنشأ المهندسون سقفا عظيما على مستوى أراضي المسجد فوق القبر
فتكونت فوق القبر غرفة وضع فيها مقصورة صغرى ، وبعض التحف القيمة على سبيل التذكار
، ونقلت المقصورة الخشبية الكبرى إلى أعلى ، وأبلغني أنه رأى هذه الغرفة ثم نقلت
المقصورة الخشبية الكبرى إلى ضريح (السيدة رقية بنت علي الرضا) في منطقة السيدة
نفيسة ، ولا تزال إلى الآن ، واستبدل بها المقصورة النحاسية التي
ظلت شارة جليلة
على الضريح ، حتى أهدى سلطان البهرة المقصورة الفضية الموجودة الآن على القبر وهي
مكفتة بالذهب ومزينة بالأحجار الكريمة ، وقد قبلتها مصر بمطلق الإعزاز ، وبالغ
التكريم لصاحب القبر العظيم ، ولكن على الزائر ألا ينشغل أبدا بهذه المظاهر ، وأن
يتخطاها إلى التزام الحكمة الشرعية في الزيارة بشروطها المقررة عند فقهاء الإسلام
وعند أهل الله الصالحين والحمد لله رب العالمين.
(البناء الحالي
للمسجد)
ولما قدم مصر
السلطان عبد العزيز سنة ١٢٧٩ ه وزار المقام الحسيني الشريف أمر الخديو إسماعيل
بعمارته وتشييده على أتم وأحسن نظام ، وقد استغرقت هذه العملية باشراف راتب باشا
عشر سنوات إذا تمت سنة ١٢٩٠ ه. وقد أسهب علي مبارك في خططه في وصف المسجد وهو
البناء الحالي ، وما بذله الخديو إسماعيل الذي فتح بجوار المشهد (سنة ١٢٩٥ ه سنة
١٨٧٨ م) شارع السكة الجديدة من آخر الموسكي شرقا حتى وصل إلى تلول البرقية
المعروفة بالدرّاسة الآن (والموسكي نسبة إلى موسك) أحد كبار الدولة الأيوبية الذي
أنشأ هذا الشارع ، وقد انتقد علي مبارك سوء التصرف الهندسي الذي قام على أساسه
المسجد والواجهة والنوافذ والأبواب ، أشد الانتقاد ، وتابعه كثيرون.
قاعة المخلفات
النبوية
وقد انشئت
للمخلفات النبوية قاعة خاصة جنوبي المرقد الحسيني الشريف ، بنيت على أحسن طراز
وزينت أفخر زينة وللقاعة الشريفة بابان أحدهما إلى المسجد والآخر يؤدي إلى القبة ،
وقد كتب على جدران الغرفة من الداخل على الرخام البسملة وسورة «ألم نشرح» وبعد ذلك
النص الآتي : ذكر ما هو محفوظ بهذه الخزانة المباركة من آثار المصطفى صلىاللهعليهوسلم وآثار خلفائه رضياللهعنهم أجمعين تشمل هذه الخزانة من الآثار النبوية على قطعة من
قميصه الشريف ومكحلة
ومرود وقطعة من
القضيب وشعرتين من اللحية الشريفة وبها أيضا مصحفان كريمان بالخط الكوفي أحدهما
بخط سيدنا عثمان بن عفان رضياللهعنه والآخر بخط سيدنا الامام علي كرم الله وجهه وهكذا كتب.
وكانت هذه
المخلفات بجامع أثر النبي بمصر القديمة قبل نقلها إلى هذه القاعة ، بعد التأكد من
صحة نسبها إلى سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونقلها من مكان إلى مكان.
وبمناسبة تجديد
القبة أهدى رجال (البهرة) الهنديون للباب الفاصل بين القبة الشريفة وحجرة المخلفات
بابا جديدا مغلقا بالذهب الخالص ومكفتا بالفضة والأحجار الكريمة تقديرا منهم
للآثار النبوية والرأس الشريف.
واجهة المسجد
وجهود العشيرة المحمدية
منذ أكبر من
أربعين عاما والعشيرة المحمدية كما هو مسجل بمجلتها المسلم تدعو وتجاهد وتكافح
عمليا في سبيل وصل ميداني الحسين والأزهر ومسجديهما ، وإزالة جميع المباني بينهما
حتى يكون هناك ميدان مناسب للإنشاء واجهة عظيمة للمشهد الحسيني تتناسب ومنزلته في
القلوب ، ومع توالي الإلحاح استجابت بعض الجهات المسئولة إلى ما استطاعت حتى قررت
وزارة الأوقاف إقامة واجهة جديدة تتقدم الواجهة القديمة بحيث تليق بمنزلة صاحب
المقام ، وجعلت طول هذه الواجهة (٤٥) مترا وعرضها (٨) أمتار ، وروعي في الواجهة
الجديدة أن تكون أقصر من القديمة ، حتى تظهر شرفات الواجهة القديمة ، وقد صممت هذه
الواجهة بحيث جاءت آية في الدقة والإبداع ، وتتكون الواجهة من حائط تزخرفه سبعة
عقود مدببة ، يرتكز كل منها على عمودين من الرخام. ويحيط بهذه العقود شريط من
الزخارف الجصية البديعة. ويستعمل ثلاث من هذه العقود كأبواب ، أما الأربعة الباقية
فهي نوافذ. وستكون النوافذ مملوءة بالبرنز المخرم ، وكذا النصف العلوي من الأبواب.
وستتدلى من الحوائط المحصورة بين العقود مشكاوات بديعة التصميم ، ويعلو كل
منها دائرة من
الزخارف الجصية في توازن وتماثل محكم. وستقام مئذنة في الطرف الجنوبي الشرقي
مماثلة للمئذنة الموجودة في الطرف الجنوبي الغربي ومن نفس الطراز. ثم حالت الظروف
المالية الطارئة دون سرعة التنفيذ حتى تبرع أحد كبار المحبين بمبلغ نصف مليون جنيه
لتحقيق هذا الحلم الجميل بحق ، وبدأت إحدى الشركات الكبرى عملها فعلا ، ثم تصدى
لها بعض المسئولين بأسباب غير مقنعة إطلاقا ، فأوقف العمل وحطم الأمل ، ولكن الله
غالب على أمره وسوف يتحقق الأمل بإذن الله يوما من الأيام.
هدم المتوكل الخليفة العباسي قبر الحسيني الشريف بكربلاء
رواه جماعة :
منهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١١ ص ٢٣٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ومن الحوادث : أن
المتوكل أمر بهدم قبر الحسين بن علي عليهماالسلام ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر ويسقى موضع
قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى صاحب الشرطة في الناحية : من وجدناه عند
قبره بعد ثالثة بعثنا به إلى المطبق ، فهرب ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحرث ذلك [الموضع]
وزرع ما حوله.
وقيل : كان ذلك
سنة ثمان وثلاثين.
كلمات الأعاظم والمؤرخين في شأن سيدنا الامام الشهيد عليهالسلام
فمنهم العلامة
السيد صدّيق حسن خان القنوجي في «اكليل الكرامة في تبيان مقاصد الامامة» (ص ٣٥ ط ١
عام ١٤١١ ه) قال :
وقد غلط القاضي
أبو بكر بن العربي المالكي في هذا فقال ـ في كتابه الذي سماه
بالعواصم والقواصم
ـ ما معناه : إن الحسين قتل بشرع جده ، وهو غلط حملته عليه الغفلة عن اشتراط
الامام العادل ، ومن أعدل من الحسين في زمانه في إمامته وعدالته في قتال أهل
الأهواء؟
ومنهم العلامة فضل
الله بن روزبهان الخنجي الاصفهاني المتوفى ٩٢٧ ه في «وسيلة الخادم إلى المخدوم ـ در
شرح صلوات چهارده معصوم عليهمالسلام» (ص ١٤٩ ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفي بقم) قال :
اللهم وصلّ وسلّم
على الامام الثالث الشهيد.
اى بار خدايا!
درود وصلوات ده وسلام فرست بر امام سوم كه لقب او شهيد است وشهيد كسى است كه در
معركه كفّار كشته شود.
از اين [جا] شروع
است در صلوات بر حضرت امير المؤمنين حسين عليهالسلام وآن حضرت امام سوم است وولادت آن حضرت در سال چهارم از
هجرت بوده واز بعد امير المؤمنين حسن عليهالسلام ، آن حضرت امام شد ولقب آن حضرت شهيد است زيرا كه شرف
شهادت يافت.
الهمام السعيد
القوي السيد الرضي السديد.
آن حضرت سيد بزرگى
است كه مردمان در حاجات ومقاصد ، قصد او مى كنند واز او مرادات طلب مى نمايند ؛
وآن حضرت سعيد است ، يعنى صاحب سعادت دنيا وآخرت كه در دنيا مرتبه امامت يافته
ومنقبت شهادت وحميّت در دين او را حاصل شد ؛ ودر آخرت سيد جوانان اهل بهشت خواهد
بود ؛ وآن حضرت قوى است در دين ومحكم وصلب است در راه حق وراستى.
روايت كرده اند كه
چون حضرت امير المؤمنين حسن عليهالسلام مى خواست كه با اهل شام صلح كند در مجلس بيعت آن حضرت حاضر
نشد ، كس فرستاد وآن حضرت را طلب كرد ، آن حضرت فرمود : من هرگز با ظالمان صلح نمى
كنم ودر
بيعت ايشان درنمى
آيم ، بعد از آن فرمود كه : اگر برادر من استره بردارد وبيني مرا از روى من قطع
كند من سر پيش دارم وقبول كنم. ومرا از آن خوشتر آيد كه مرا به بيعت معاويه مكلّف
دارد. حضرت امام حسن عليهالسلام كس فرستاد ومبالغه كرد تا حاضر شد [آنگاه] فرمود كه نه
پدرت وصيّت فرمود كه از سخن وطاعت بيرون نروى؟ فرمود : بلى! فرمود : من مى گويم
صلح كن تا خون مسلمانان در ميان پايمال نگردد. پس به حكم برادر وطاعت او راضى شد.
وصلح كرد واين از غايت شدّت وقوّت وصلابت آن حضرت بود در دين. وآن حضرت رضى است
وراست است وصاحب سداد در دين يعنى به قضا خدا راضى است در عين سداد.
الولي الحميد
المجيد الوصي الحديد.
آن حضرت ولى است
يعنى موصوف به ولايت است كه از صفت ائمه است ، وستوده است در اخلاق حميده ، وسخى
وكريم است وبزرگ است در سخاوت وكرم ؛ چنانچه روايت كرده اند كه آن حضرت از كريمان
مشهور بنى هاشم است وحكايات به سخاوت آن حضرت بسيار است. وآن حضرت وصى است زيرا كه
هر يكى از ائمه ، وصى آن امامند كه پيش از ايشان بوده وحضرت امير المؤمنين على عليهالسلام هر دو برادر را ، امامت داده بود به وصيت حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوسلم ؛ وآن حضرت در غايت حدّت وصلابت است در دين ؛ وحديد از
اوصاف آن حضرت است. چنانچه در حديث وارد شده : خيار أمتي أحدّها ؛ يعنى بهترين
كسان از امت من حديدان وتيزانند كه به حدّت وتيزى قطع اعداى دين نمايند.
ريحانة رسول الله
صاحب الوعد والوعيد.
آن حضرت ريحانه
حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بود. واين اشارات است بدان حديث كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرموده كه حسن وحسين دو ريحان من اند از دنيا ؛ وريحانه
شخصى را به كسى گويند كه موجب
راحت وانس خاطر او
باشد. وآن حضرت نسبت با رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كه صاحب وعده ثواب ووعيد عقاب است اين مرتبه داشته وراحت
وانس ومحبت آن حضرت در دنيا به ايشان بوده. أسامة بن زيد روايت كند كه شبى حاجتى
داشتم ، نزد حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم رفتم ، آن حضرت بيرون آمد ، ديدم كه آن حضرت چيزى بر پشت
مبارك بسته ، شمله برداشت ، حسن وحسين عليهماالسلام را بر پشت مبارك بسته بود. فرمود پسران من اند وپسران دختر
من اند. اى بار خدايا! من دوست مى دارم ايشان را هر دو. پس تو دوست دار ايشان را
ودوست دار كسى را كه ايشان را دوست دارد. وانس بن مالك روايت كند كه از حضرت
پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم سؤال كردند كه كدام از اهل بيت دوست تر مى دارى؟ فرمود حسن
وحسين را. وبا حضرت فاطمه عليهاالسلام مى فرمود : هر دو پسر مرا بخوان ، پس ايشان را مى بوييد
وبه سينه خود باز مى گرفت واين اشارت است بدانكه آن هر دو سيد بزرگ وريحانه آن
حضرت بودند :
حبيب حبيب الله
والمتصل به بفضله العتيد.
آن حضرت حبيب حبيب
الله است ومتصل است بدو واسطه فضل وكرامت مهيا كه آن حضرت را بوده. واين اشارت است
بدان حديث كه آن حضرت صلىاللهعليهوآلهوسلم فرموده : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا. يعنى
حسين بعضى از من است ومن بعضى از حسينم. خداى تعالى دوست دارد كسى را كه حسين را
دوست دارد. اينها همه دلالت است بر آنكه حضرت محبوب حبيب است.
سيد شباب أهل
الجنة في الجنة يوم المزيد.
آن حضرت سيد
جوانان اهل بهشت است در روز مزيد كه روز جمعه است در بهشت ؛ ودر آن روز حق تعالى
بهشت را مزيد عنايت افضال وكرم مشرف مى فرمايد. واين اشارتست به حديث كه مذكور شد.
المشهر بسيف
الحمية في الدين على كل جبار عنيد.
آن حضرت بركشيده
است مر شمشير حميت را در دين بر هر جبارى كه عناد با حق داشته باشد. واين اشارت
است بدانكه حضرت به خلافت يزيد عليه اللعنة والعذاب راضى نشد وشمشير حميت در دين
بركشيده در مقابله او بايستاد ودر دفع او سعى واجتهاد فرمود.
وروايت كرده اند
كه چون معاويه در شام وفات يافت واز تمام مردم جهت يزيد لعين بيعت گرفته بود إلّا
بعضى از اولاد خلفا كه بيعت نكرده بودند وايشان آن وقت در مدينه بودند ، وحضرت
امام حسين عليهالسلام وعبد الله بن زبير بيعت نكرده بودند ودر مدينه بودند ،
يزيد ملعون كتابت به امير مدينه نوشت ، في الحال كه معاويه وفات كرد ، ودر آنجا
مبالغت نوشت كه قبل از آنكه خبر فوت معاويه فاش شود ، حسين بن علي وعبد الله بن
زبير را حاضر گردان وايشان را استمالت ده وبيعت ايشان بستان ؛ اگر قبول كنند هر چه
خواهند از ايشان قبول كن واگر به او امتناع نمايند ، ايشان را في الحال به قتل
رسان ، پيش از آنكه فتنه ظاهر شود. امير مدينه را وليد بن عتبة نام بود. چون كتابت
بدو رسيد ، كس فرستاد وايشان را هر دو طلب نمود ووقت نماز ظهر بود وايشان هر دو در
مسجد پيش يكديگر نماز مى گذارند. شخصى آمد وگفت : امير شما را مى طلبد! ايشان
گفتند : چون از نماز فارغ شويم بياييم. پس حضرت امام حسين عليهالسلام با عبد الله زبير گفت : آيا به چه كار ما را مى طلبند؟ گفت
: نمى دانم. آن حضرت فرمود : همانا طاغيه در شام مرده وما را از جهت بيعت كردن با
يزيد پليد من طلبند. عبد الله بن زبير گفت : من نمى روم ، آن حضرت گفت : من اطاعت
من كنم ومى روم فاما چنان مى روم ، كه او را بر من دستى نباشد. آن حضرت نماز ظهر
بگذارد وبه خانه رفت وتمامى اهل بيت وپسران عم ، اولاد جعفر وعقيل وغلامان را مسلح
ساخته همراه برداشت ومتوجه خانه وليد شد وبا ايشان گفت : شما چنان نشينيد كه آواز
من شنويد ، چون سخن گويم. چون
پيش وليد رفت ،
وليد خبر هلاك معاويه با آن حضرت بگفت واستمالت نامه يزيد بنمود وطلب بيعت كرد. آن
حضرت فرمود : بيعت من پوشيده نتواند بود ؛ طريق آن است كه تو به مسجد آيى وخطبه
كنى ومردمان را از موت معاويه خبر دهى وطلب بيعت كنى تا در آن مسجد كه همه كس حاضر
باشند من بيعت كنم. اين سخن فرمود وبرخاست. مروان حاضر بود گفت : امير او را بكش
كه چون بيرون رفت ، ديگر بيعت نخواهد كرد. آن حضرت التفات كرد وفرمود : اى پسر
زرقاء! نه تو مرا توانى كشت ونه او ونه يزيد. وليد گفت : اى مروان! تو مى گويى كه
من فرزند رسول الله را بكشم ، جهت آنكه با فاسقى فاجر بيعت نمى كند. پس آن حضرت
بيرون آمد وعبد الله زبير برادر خود را فرستاد نزد وليد وگفت : تو مرا ترساندى از
بس كه متواتر رسولان مى فرستى ومرا طلب مى كنى ؛ من فردا بيايم. وآن شب حضرت امام
حسين عليهالسلام با تمامى اهل بيت وجماعت وموالي وأقوام از مدينه بيرون
آمدند وعبد الله بن زبير نيز با توابع خود بيرون رفتند ومتوجه مكه شدند ؛ چون آن
حضرت از مدينه بيرون آمد اين آيه را خواند : (فَخَرَجَ مِنْها
خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
چون آن حضرت با
عبد الله بن زبير به مكه رسيدند ، عبد الله بن عباس در مكه بود ؛ نزد آن حضرت آمد
وگفت : مصلحت آن است كه در مكه ساكن باشى واهل حجاز با تو موافقت كنند واگر يزيد
لشكر فرستد اهل حجاز وقبا به من مدد كنند ودفع لشكر او بكنند. امام حسين عليهالسلام فرمود : من از حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شنيدم كه فرمود اين حرم را غوچى است كه حرمت حرم به واسطه
او برود ومن نمى خواهم كه آن غوچ من باشم ؛ وبه واسطه آنكه من اينجا ساكن شوم ،
يزيد لشكر فرستد وحرمت حرم باطل شود. عبد الله بن عباس گفت پس از اعتماد بر مردم
كوفه مكن ؛ در اثناى اين احوال مردم كوفه از امراى عرب وشيعه على عليهالسلام ، كتابتها بدان حضرت نوشتند وآن حضرت طلب نمودند وگفتند :
شخصى را از اهل
بيت خود به كوفه فرست تا بيعت از مردمان بگيرد. آن حضرت مسلم بن عقيل را بفرستاد
وخود عازم توجه آن جانب شد وشمشير حميت از غلاف غيرت بيرون كشيده به خلافت
واستيلاى يزيد پليد مريد عنيد رضا نداد وعزم توجه حرم فرمود.
العازم بقوة
الغيرة على قمع كافر مريد.
آن حضرت عزم كننده
است به قوت غيرت بركندن هر كافرى كه تمرد كند از امامت وخلاف آن حضرت.
وآن اشارتست به
يزيد لعين كه بى استحقاق ، متصدى منصب خلافت شد وبه واسطه قصد قتل آن حضرت از دين
برگشت. نعوذ بالله من هذا. روايت كرده اند كه آن حضرت بعد از آنكه مسلم بن عقيل را
فرستاده بود ، عزم توجه كوفه جزم فرمود ومسلم چون كتابتهاى اهل كوفه با بيعت نموده
كوفيان جهت آن حضرت بفرستاد وكوفيان در كتابت مبالغه كرده بودن كه هر چند زودتر
پيش از آنكه اهل شام بيايند ، توجه مى بايد كرد ؛ آن حضرت به تعجيل بيرون فرمود
وقبل از آنكه آن حضرت به كوفه رسد يزيد پليد ـ عليه وعلى محبيه لعنة الله ـ عبيد
الله زياد ملعون را به كوفه فرستاد كه تدارك آن حال بكند. عبيد الله بن زياد چون
نزديك كوفه رسيده از طرف حجاز درآمد وبه شكل حضرت امام حسين برآمده جامه هاى سفيد
پوشيده ودرّاعه گذاشته بر شتر سوار ؛ مردمان كوفه تصور كردند كه حضرت حسين است به
استقبال او بيرون آمدند ؛ او پرده به روى نجس خود گرفته بود وبه هر قبيله كه مى
رسيد سلام مى كرد ؛ وايشان مى گفتند وعليك السلام يا ابن رسول الله ، وهمراه او مى
شدند ، بدان گمان كه آن حضرت است ؛ چون به در قصر رسيدند ، امير كوفه در قصر نگشود
واز بالاى قصر گفت : اى پسر رسول خدا ، امشب جاى ديگر فرود آى تا فردا اين قصر را
خالى كنيم. مردمان مبالغه مى كردند كه در بگشاى واو در نمى گشود. عبيد الله بن زياد
پرده از روى خود برداشت وگفت در بگشاى كه لعنت بر تو
باد. عبيد الله را
مردمان شناختند واو در بگشود ومردم بترسيدند ومتفرق شدند.
صباح مردمان را
جمع كرد ومبالغت نمود كه مسلم بن عقيل را بدو سپارند وحيله بسيار كردند تا مسلم را
به دست آورد واو را شهيد گردانيد ؛ واين خبرها در راه به حضرت امام حسين عليهالسلام رسيد وچون توجه فرموده بود باز نتوانست گشتن وغيرت دين
نگذاشت كه از مقاتله دشمن لعين روگردان شود ودر راه با فرزدق شاعر ملاقات نمود واز
احوال مردم كوفه پرسيد ؛ گفت اى پسر رسول خدا! دلهاى كوفيان با تو است وشمشيرهاى
ايشان با بنى اميه. آن حضرت به وظايف عبوديت الهى قائم شده ، جان را در راه خداى
تعالى نهاد.
القائم في مقامات
العبودية بوظائف التقديس والتحميد.
آن حضرت ايستاده
است در مقامهاى بندگى الهى به وظيفه هاى ذكر پاك حق تعالى وذكر بزرگى او جل وعلا ؛
واين اشارت است بدانكه آن حضرت با وجود آنكه مى دانست كه كوفيان با او وفا نخواهند
كرد وجان وعرض در عرصه تلف وخطاست ؛ چون وظيفه عبوديت الهى آن بود كه به خلافت آن
فاسق پليد راضى نشوند ونگذارند كه ظالم فاسق بر بندگان خداى تعالى ظلم كند ووالى
وحاكم ايشان باشد ، در مقامات عبوديت قائم شد. به وظايف تقديس وتمجيد الهى قيام
نمود ودر آن راه خطرناك از دشمن باك نداشت.
المجتهد في أداء
شكر المنعم بمواهب الثناء والتحميد.
وآن حضرت كوشش
كننده بود در اداى شكر خداى تعالى نعمت دهنده موهبتهاى ثنا وتحميد الهى ، واين
اشارت است بدانچه روايت كرده اند كه آن حضرت در آن راه ، همه اوقات به عبادت طاعات
ووظايف ثنا وتحميد مشغول بود ، وظيفه شكر نعمت به جا آورد.
الواصل بقطع منازل
القرب إلى ازورة سنام التوحيد.
آن حضرت واصل بود
به واسطه بريدن منزلهاى قرب الهى به غايت بلندى
توحيد. واين اشارت
است بدانكه آن حضرت چون در راه حق تعالى جان عزيز را جهت رضاى او فدا فرمود ، قطع
منازل قرب فرموده به غايت توحيد رسيده است. زيرا كه غايت توحيد الهى آن است كه
موحد ، خود را فداى حق تعالى سازد واز جميع منازل ومقامات بگذرد وروايت كرده اند
كه آن حضرت در آن راه كه توجه كوفه فرموده بود ، هر شب حكايات يحيى بن زكريا
پيغمبر مى نمود تا آن شب كه صباح آن شهيد خواهد شد ، فرمود : سبحان الله! من هو ان
الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا بعث إلى بغي من بغايا بني إسرائيل ، يعنى
بدرستى كه از خوارى دنيا بر خداى تعالى آن است كه سر يحيى بن زكريا را پيش قحبه [اى]
از قحبگان بنى إسرائيل فرستادند يعنى دنيا پيش خداى تعالى خوار است كه سر عزيز
همچون يحيى كه اعز خلايق بود نزد خدا تعالى پيش فاحشه فرستادند.
ودر اين سخن تسلى
اهل بيت مى فرمود كه اگر سر مبارك او را پيش يزيد فرستند ايشان از آن تسلى باشند
كه دنيا پيش خداى تعالى خوار است كه سر يحيى پيغمبر نزد فاحشه مى فرستند وسر
بهترين خلايق حسين بن على پيش يزيد لعين پليد. واين دلالت بر آن مى كند كه آن حضرت
قطع منازل قرب فرموده دنيا را در نظر همت آن حضرت هيچ اعتبار نبود زيرا كه واصل
بود با على مراتب توحيد.
أبي عبد الله
الحسين بن علي الشهيد السيد السبط الزكي.
كنيت آن حضرت ابو
عبد الله بود وآن حضرت را فرزندان بوده على اكبر وعلى أصغر ، امام زين العابدين
است. ونسل آن حضرت همه از امام زين العابدين است ودختر آن حضرت فاطمه است وسكينه.
وشهيد از القاب آن حضرت است چنان [كه] مذكور شد. وديگر از القاب آن حضرت سيد است
زيرا كه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم او را سيد خوانده چنانچه سابقا مذكور شد. واز القاب آن
حضرت سبط است زيرا كه پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم فرمود : حسين سبطي است از اسباط ؛ ومى تواند بود كه مراد
آن باشد كه آن حضرت سبط پيغمبر است
صلىاللهعليهوآلهوسلم زيرا كه دختر زاده را سبط مى گويند ومى تواند بود كه :
مراد آن باشد كه آن حضرت سبطي است همچون اسباط بنى إسرائيل كه از اولاد ائمه بوده
اند همچنانچه از اسباط بنى پيغمبران مى بوده اند. ديگر از القاب آن حضرت زكى است
يعنى پاكيزه. زيرا كه آن حضرت به حسب ونسب پاكيزه بوده واز جميع عيبها وعارها
ومعايب ومثالب مطهر است وطهارت فطرت آن حضرت به كمال است.
المقتول بين الكرب
والبلاء ، المدفون بالطف من الكربلاء.
آن حضرت كشته شده
است ميانه شدت وبلا ؛ ودفن كرده شده است در طف از كربلا ؛ واين اشارت است به قتل
آن حضرت ودفن در كربلا.
روايت كرده اند كه
چون حضرت حسين عليهالسلام با اهل بيت وجماعت خود حوالى كوفه رسيد عبيد الله بن زياد
، [عمر بن] سعد را با بيست هزار سوار به جنگ آن حضرت فرستاد. او با لشكرها از كوفه
بيرون آمد ودر مقدمه لشكر خود حر بن قيس رياحى را با هزار سوار روانه گردانيد ؛
چون حر با آن لشكر بدان حضرت رسيد ، آن حضرت فرمود : تو چه كسى وبه چه كار آمده اى؟
گفت : من حر بن قيسم ومرا فرستاده اند كه از تو جدا نشوم تا لشكر به تو رسد. آن
حضرت فرمود اهل كوفه با من بيعت كردند ومرا طلب نمودند ومن به سخن ايشان آمدم.
اكنون اگر مى خواهند من بازگردم. حر گفت اى فرزند رسول الله! كوفيان با عبيد الله
موافق شده اند با يزيد بيعت كرده ودر قصد تواند. تو از اين راه كه آمده اى طريق
ديگر پيش گير وبازگرد ومن بگويم كه من بديشان نرسيدم. آن حضرت قبول فرمود وبازگشت
وآن شب همه شب سير فرمود چون بامداد كرد در موضع كربلا نزول فرموده بود. فرمود اين
موضع را چه نام است؟ گفتند كربلا. فرمود : هذا موضع كرب وبلاء ؛ يعنى اين جاى شدت
وغم وبلا است.
چون آن حضرت فرود
آمد حر را ديد كه با لشكر در مقابل او فروآمدند. با حر
گفت نه بازگشتى.
حر گفت لشكر طاعت من نكردند. روز ديگر لشكرها برسيدند وعمر بن سعد با بيست هزار كس
در مقابل آن حضرت فرود آمد وآب فرات بر آن حضرت ببستند ؛ لعنة الله على قاتل
الحسين وكل من شمت بقتله. وآن حضرت را شهيد كردند واين فقير را طاعت نوشتن تفاصيل
آن حكايت نبود ، زيرا كه تمام جوارح فقير مى لرزيد وچندان شدت مصيبت در فقير اثر
مى كند كه هوش وتوانايى وعقل ودانايى مرا محو مى گرداند ودر تكرار وبيان آن فايده
چندان نيست ، به جز شادكامى خوارج ودشمنان وبيان فتح ونصرت آن ملعونان.
بلى ، خاصيّت ذكر
آن مصايب [كه] بر آن حضرت واهل بيت آن حضرت وحضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم وارد شده آن است كه هر مؤمن كه او را مصيبتي پيش آيد يا
خوارى وشدتي او را روى نمايد ، ياد آن حكايات ومصايب كند ، بر وى آسان گردد زيرا
كه گاهى كه بر آن بزرگان وپيشوايان دين چنان مصايب واقع شود ، بر همه مؤمنان امر
مصايب آسان گردد وكسى را در مصيبت وخوارى وشدت عيب وعارى نباشد.
وولادت آن حضرت در
مدينه بوده ، روز سه شنبه وبه روايتى روز پنجشنبه سوم ماه شعبان وبعضى گويند پنجم
ماه شعبان سنه اربع هجرت ، وبعضى گويند آخر ماه ربيع الاول سنه ثلاث از هجرت ؛
وسنّ مبارك آن حضرت ، پنجاه وهفت سال وپنجاه بود وروز عاشورا كه روز شنبه بود.
وبعضى گويند روز دوشنبه وبعضى گويند روز جمعه سنه احدى وستين از هجرت شهيد شد.
وفرزندان امير المؤمنين على وبعضى از فرزندان عقيل وجعفر وبعضى از فرزندان آن حضرت
شهيد شدند وحضرت امام زين العابدين طفل بود وخسته در خيمه خوابيده بود. قصد او
كردند وخواهرش خود را بر او انداخته ، مانع شدند.
وام سلمه رضى الله
عنها كه از أمهات مؤمنين بود ، فرمود كه آن روز كه امير المؤمنين حسين را شهيد
كردند در مدينه حضرت پيغمبر صلىاللهعليهوآلهوسلم
را در واقعه ديدم
وسر مبارك ومحاسن مباركش خاك آلود بود. گفتم يا رسول الله! چه مى شود تو را؟ فرمود
: حالى در مقتل حسين عليهالسلام حاضر بودم. روايت كرده اند كه روزى كه آن حضرت را شهيد
كردند آفتاب گرفته شد وهيچ رنگ نداشت وشعاع او تيره بود. زهري گويد : نشانه قتل
امير المؤمنين حسين عليهالسلام آن بود كه روز قتل آن حضرت هر سنگى كه از بيت المقدس
برداشتند در شيب آن خون ايستاده بود. في الجملة واقعه در اسلام از اين عظيم تر
واقع نشده. لعنت خداى تعالى به عدد علم خداى بر هر كس باد كه به قصد آن حضرت در آن
جنگ حاضر شده ودر آن شريك بوده وبدان راضى بوده وبدان راضى باشد ؛ وبر آنها كه بر
پدر بزرگوار وجد عالى مقدار وبرادر ومادر آن حضرت عليهم الصلوات والسلام ظلم وجور
كرده ورنجانيده اند تا روز قيامت وبدان امر كرده باشد.
روايت كرده اند كه
هر كس از آن بيست هزار كس كه در آن جنگ حاضر شده بود به بدترين وجهى در دنيا هلاك
شدند ومختار بن ابى عبيده ثقفى كه يكى از محبان اهل بيت بود ، بعد از آن ، زماني
در كوفه خروج كرد وابراهيم بن مالك اشتر را به جنگ عبيد الله زياد فرستاد وابراهيم
عبيد الله را بكشت وبه دوزخ فرستاد. ودر صحاح اخبار آورده اند كه سر عبيد الله بن
زياد را به كوفه آوردند با سرهاى كشتگان لشكر او ودر آستانه مسجد كوفه بريختند.
مارى پيدا شد به غايت مهيب ودر ميان آن سرها رفت وتفتيش مى كرد تا سر بلند عبيد
الله را بيافت واز سوراخ بيني او در رفت واز گوش او بيرون آمد وغايب شد. ديگر بعد
از اندك زماني بازگشت. مردم گفتند آمد آمد. همچنان درآمد وبه گوش او در رفت واز
بيني او بيرون آمد وچند نوبت چنين كرد.
ومختار بن [ابى]
عبيده در تفحص وتفتيش مردمانى رفت كه در قتل حسين حاضر شده بودند وهر يك از ايشان
را به بدترين وجهى [بكشت] وهر كه از او بگريخت به بدترين وجهى در ورطه هلاك شد وبعضى
از محدثان روايت كرده اند
كه نوبتى در كوفه
مجمعى بود وجمعى كه حاضر بودند حكايت جماعتى مى كردند كه در قتل امام حسين عليهالسلام حاضر بوده اند. يكى از ايشان گفت : هر كسى كه در قتل امام
حسين حاضر شده از طرف دشمنان از دنيا نرفت تا به بدتر عذابي هلاك شد. شخصى گفت من
در آنجا حاضر شده ام ومرا هيچ بلايى پيش نيامد. اتفاقا او در جايى نشسته بود كه بر
بالاى سر او چراغ بود ؛ في الحال شعله از چراغ بر آن ملعون افتاد ودر جامه او گرفت
؛ هر چند آب آوردند وبر او ريختند آن شعله در افزونى بود واشتعال مى نمود ، گويا
آن روغن بود. آن مرد برخاست وخود را در فرات انداخت ؛ آن شعله زيادت شد تا او را
بسوزانيد وبه آتش جاويد رسانيد.
روايت كرده اند كه
سليمان بن صرد كه يكى از اكابر امراى كوفه بود از آن جمله بود ، كه كتابت به حضرت
امام حسين عليهالسلام نوشته بود وبيعت كرده وآن حضرت را به كوفه دعوت كرده بود
وچون آن حضرت به كوفه متوجه شده نصرت نكرده بعد از آنكه آن حضرت شهيد شد وآن مصايب
بر اهل بيت آن حضرت بگذشت از آن حال پشيمان گشت وشبها در خانه خود مى گريست
وجماعتى ديگر از كوفيان هم پشيمان شدند وشبها مى آمدند وذكر مقتل آن حضرت وآنچه بر
بدن مبارك وبر اهل بيت آن حضرت گذشته بود مى نمودند وگريه هاى بسيار مى كردند تا
از اين جمله بيست هزار مردم جمع شدند وگفتند ما توبه مى كنيم از اين گناه.
سليمان بن صرد گفت
: توبه ما آن است كه برخيزيم واتفاق كنيم وبه جنگ اهل شام رويم وخون امام حسين از
ايشان بخواهيم. بدين وجه اتفاق كردند وبيعت نمودند وايشان را توابين لقب شد ويراق
كردند واز كوفه بيرون آمدند.
اول ايشان متوجه
زيارت حضرت امام حسين عليهالسلام شدند وچون به صحراى كربلا رسيدند چند فرسخ سرها تمام برهنه
كردند ، نوحه وفرياد وزارى برداشتند وجامه ها پاره كردند وجمله نوحه ها سرودند وا
حسيناه ، وا حسيناه در گرفتند وچون بر سر قبر مبارك آن حضرت حاضر شدند گريه ها
كردند ونوحه ها
سرودند وخاك بر سر
كردند وگفتند جمله : اى پسر رسول خداى! اى بهترين خلايق! اى وصى على مرتضى! اى
شهيد غريب! اين حزين كئيب! اى لب تشنه آب فرات! اى آغشته در خاك وخون! وقت حيات ،
ما در نصرت تو تقصير كرديم ودر بيعت تو غدر نموديم وتو را به دشمنان كافر بى رحم
بازگذاشتيم وعلم در نصرت تو برنيفراشتيم. اكنون از آن گناه بزرگ پشيمان شده واميد
داريم كه ما را پيش جد خود شفاعت فرمايى واز گناه وخطاى ما درگذرى. بدين موجب سه
شبانه روز متصل گريه وفرياد كردند تا جويها از سيل اشك ايشان روان شد. بعد از آن
ساز جنگ كردند ومتوجه شام شدند وملاعين اهل شام به جنگ ايشان بيرون آمدند وايشان
بسيارى را از آن كافران به دوزخ فرستادند واندكى از ايشان بازگشتند.
وحكايات وكرامات
وغرائب كه بعد از آن ظاهر شده بسيار است. زيد بن أرقم كه يكى از اميران صحابه بود
وآن وقت در كوفه ساكن. روايت كرد كه روزى كه سر مبارك امام حسين عليهالسلام به كوفه درآوردند روز جمعه بود وسر مبارك آن حضرت بر سر
نيزه كرده بودند ودر كوچه هاى كوفه مى گردانيدند ومن در غرفه ساكن بودم. چون سر به
مقابل غرفه رسيد ، شنيدم كه سورة الكهف مى خواند وبدين آيه رسيده بود : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ
وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) ؛ واين از آيات الهى عجيب نيست؟
وقبر مبارك آن
حضرت در طف واقع است از كربلا وآن صحرا را كربلا مى گويند وآن محلى كه قبر مبارك
آن حضرت واقع است اسم آن طف است از صحراى كربلا. روايت كرده اند كه چون حضرت امير
المؤمنين عليهالسلام از جنگ صفين باز مى گشت از طرف شام بر صحراى كربلا بگذشت ،
آنجا باز ايستاد وبگريست وفرمود : اين محل جنبيدن شتران ايشان است ؛ اين محل كشتن
مردان ايشان است. بعد از آن پرسيدند كه يا امير المؤمنين اين اشارت به كيست؟ فرمود
جماعتى از آل محمد در اينجا كشته شوند كه اهل زمين وآسمان برايشان بگريند وغرائب
آيات و
عجايب بينات مرقد
آن حضرت بسيار است از آن جمله آنكه كوران مادر زاد وشلان مادر زاد در آنجا روشن مى
شوند وصحت مى يابند. اين از متواترات است ونور وبها ومجد وثناى آن مرقد مطهر از آن
ظاهرتر است كه بر چشم ارباب بصيرت پوشيده باشد.
اللهم صلّ وسلّم
على إمام الخافقين أبي عبد الله الحسين.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد أبو زهرة في «تاريخ المذاهب الإسلامية» (ص ٣٥ ط دار الفكر
العربي) قال :
وقد كان العصر
الأموي محرضا على المغالاة في تقدير علي رضياللهعنه ، لأن معاوية سن سنة سيئة في عهده وفي عهد ابنه ومن خلفه
من الأمويين حتى عهد عمر بن عبد العزيز ، وتلك السنة هي لعن إمام الهدى علي بن أبي
طالب رضياللهعنه عقب تمام الخطبة ، ولقد استنكر ذلك بقية الصحابة ونهوا
معاوية وولاته عن ذلك ، حتى لقد كتبت ام سلمة زوج رسول الله صلىاللهعليهوسلم اليه كتابا تنهاه وتقول فيه إنكم تلعنون الله ورسوله على
منابركم ، ذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه ، وأشهد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحبه. وفوق ذلك فانه في عهد يزيد قتل الحسين بن علي الذي
هو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة؟ كما ورد في الأثر قتلة فاجرة وذهب دمه عبيطا ، من
غير أن ترعى حرمة دين. وأخذت بنات الحسين وبنات علي سبايا إلى يزيد بن معاوية ،
وهم بنات ابنة النبي صلىاللهعليهوسلم ، والعترة النبوية الطاهرة ..
ومنهم الفاضل
المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ١٤ ط ٥ دار ثابت القاهرة) قال :
وكانت حلقات درسه
غاية في الجلال والمهابة .. وصفها معاوية نفسه فقال : إذا دخلت مسجد رسول الله ،
فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رءوسهم الطير ؛ فتلك حلقة
أبي عبد الله
الحسين ..!!
ومنهم العلامة
الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام المشهور بابن تيمية
المتوفى ٧٢٨ ه في كتابه : «أحكام الصيام» (ص ١٦٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت
سنة ١٤٠٦) قال :
فلما قتل الحسين
بن علي رضياللهعنهما يوم عاشوراء قتلته الطائفة الظالمة الباغية ، وأكرم الله
الحسين بالشهادة ، كما أكرم بها من أكرم من أهل بيته. أكرم بها حمزة وجعفر ، وأباه
عليا ، وغيرهم ، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته ، وأعلى درجته ، فإنه هو
وأخوه الحسين سيدا شباب أهل الجنة ، والمنال العالية لا تنال إلّا بالبلاء. كما قال
النبي صلىاللهعليهوسلم لما سئل : أي الناس أشد بلاء فقال : الأنبياء ثم الصالحون
ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في
بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض
وليس عليه خطيئة. رواه الترمذي وغيره.
فكان الحسن
والحسين قد سبق لهما من الله تعالى ما سبق ، من المنزلة العالية ، ولم يكن قد حصل
لهما من البلاء ما حصل لسلفهما الطيب ، فإنهما ولدا في عز الإسلام ، وتربيا في عز
وكرامة ، والمسلمون يعظمونهما ويكرمونهما ، ومات النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يستكملا سن التمييز ، فكانت نعمة الله عليهما أن
ابتلاهما بما يلحقهما بأهل بيتهما ، كما ابتلى من كان أفضل منهما ، فإن علي بن أبي
طالب أفضل منهما ، وقد قتل شهيدا وكان مقتل الحسين مما ثارت به الفتن بين الناس.
وقال أيضا في ص
١٦٨ : وفي المسند عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : ما من رجل يصاب بمصيبة ، فيذكر مصيبته وإن قدمت
، فيحدث لها استرجاعا ، إلّا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها. وهذا من
كرامة الله للمؤمنين ، فإن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد ،
فينبغي للمؤمن أن
يسترجع فيها كما أمر الله ورسوله ليعطي من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها.
ومنهم العلامة؟ في
كتابه : «القول القيم مما لابن تيمية وابن القيم» (ص ٢٤ ط بيروت) قال :
فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن «أحكام الصيام» سندا ومتنا ـ ثم قال :
فهذا الحديث رواه
الحسين. وعنه روته ابنته فاطمة التي شهدت مصرعه وقد علم الله ان مصيبته تذكر على
طول الزمان.
وقال في «الاقتضاء»
ص ١٤٤ وهو يتحدث عن يوم عاشوراء : ولما كرم الله فيه سبط نبيه أحد سيدي شباب أهل
الجنة ، وطائفة من أهل بيته بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله وكانت هذه المصيبة عند
المسلمين يجب أن تتلقى به المصائب.
قصيدة الفرزدق الشاعر في شأنه عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم العلامة
الكمال محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤل» (ص ٧٤ ط طهران) فلما وصل إلى «الشقوق»
لاقى الفرزدق الشاعر فسلم عليه ودنى منه فقبل يده فقال له الحسين عليهالسلام من أين أقبلت يا أبا فراس؟ فقال : من الكوفة فقال : كيف
تركت أهل الكوفة قال : خلفت قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية وقد قل الديانون والقضاء
ينزل من السماء والله يفعل في خلقه ما يشاء. وجرى بينهما كلام. ثمّ ودّعه الفرزدق
في نفر من أصحابه ومضى يريد مكة فقال له ابن عم له من بني مجاشع : يا أبا فراس هذا
الحسين بن علي ؛ قال له الفرزدق : نعم هذا الحسين بن علي وابن فاطمة الزهراء بنت
محمد المصطفى هذا والله ابن خيرة الله وأفضل من شيء على الأرض وقد كنت قلت فيه
أبياتا غير متعرض لمعروفه بل أردت وجه الله والدار الآخرة فلا عليك ان لا تسمعها
فقال ابن عمه ان رأيت أن تسمعنيها أبا فراس فقال :
قلت فيه وفي امه
وأبيه وجده :
هذا الذي تعرف
البطحاء وطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
هذا حسين رسول
الله والده
|
|
أمست بنور هداه
تهتدي الأمم
|
هذا ابن فاطمة
الزهراء عترته
|
|
في جنة الخلد
مجريا به القلم
|
إذا رأته قريش
قال قائلها
|
|
إلى مكارم هذا
ينتهي الكرم
|
يكاد يمسكه
عرفان راحته
|
|
ركن الحطيم إذا
ما جاء يستلم
|
بكفه خيزران
ريحه عبق
|
|
بكف أروع في
عرنينه شمم
|
يغضى حياء ويغضى
من مهابته
|
|
فلا يكلم إلّا
حين يبتسم
|
ينشق نور الدجى
من نور غرّته
|
|
كالشمس تنجاب عن
إشرافها الظلم
|
منشقة من رسول
الله نبعته
|
|
طابت أرومته
والخيم والشيم
|
من معشر حبّهم
دين وبغضهم
|
|
كفر وقربهم ملجأ
ومعتصم
|
يستدفع الضرّ
والبلوى بحبهم
|
|
ويستقيم به
الإحسان والنعم
|
إن عدّ أهل
التقى كانوا أئمتهم
|
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل هم
|
لا مجار يستطيع
بعد غايتهم
|
|
ولا يدانيهم قوم
وإن كرموا
|
بيوتهم في قريش
يستضئلها في
|
|
النائبات وعند
الحكم ان حكموا
|
فجده في قريش من
أرومتها
|
|
محمد وعلي بعده
علم
|
بدا له شاهد
والشعب من احد
|
|
والخندقان ويوم
الفتح قد علموا
|
وخيبر وحنين
يشهدان له
|
|
وفي قريضة يوم
صيلم قتم
|
مناقب قد علت
أقدارها ونمت
|
|
آثارها لم ينلها
العرب والعجم
|
أقول : وأنشد هذه
الأبيات لهشام بن عبد الملك في ابنه زين العابدين علي بن الحسين حيث قال هشام لم
أعرفه فسمع ذلك الفرزدق فقال : لكني أعرفه هذا علي ابن الحسين زين العابدين فأنشد.
كلام عبد الله بن الزبير في شهادة الحسين عليهالسلام
رواه العلامة
الشريف أحمد بن محمد الحسيني الخوافي في «التبر المذاب» (ص ٩١ المخطوط) قال :
قال عامر الشعبي
لما بلغ عبد الله بن الزبير قتل الحسين بكى حتى بل دموعه لحيته ثم صعد المنبر وقال
ألا وإنّ أهل العراق قوم غدر فجر ألا وإن أهل الكوفة دعوا حسينا ليولّوه عليهم
يقيم أمورهم ويسير فيهم بسيرة جدّه وينصرهم على عدوهم ويعيد معالم الإسلام ومنار
الايمان فلما قدم عليهم ثاروا عليه فقتلوه وقالوا له أما أن تضع يدك في يد الفاجر
الملعون ابن زياد فيرى فيك رأيه أو ينفذ فيك حكمه فاختار الوفاة الكريمة على
الحياة الذميمة فرحم الله حسينا وأخزى قاتله ولعن من أمر بذلك ورضى به أفبعد ما
جرى على أبي عبد الله الحسين ما جرى يطمأنّ أحد إلى هؤلاء ويقبل عهود الفجر الغدر
أما والله لقد كان الحسين صوّاما بالنهار وقوّاما بالليل وبضعة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم والله لهو أولى من يزيد الفاجر الذي استبدل بالقرآن الغنا
وبالبكاء من خشية الله الحداء وبالصيام شرب الخمر وبقيام الليل الزمور والمعازف
وبمجالس الذكر الركض في طلب الصيود واللعب بالقردة فسوف يلقون غيّا ألا لعنة الله
على الظالمين الذين بدّلوا نعمة الله كفرا وحلّوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها
فبئس القرار.
وقال الفاضل
المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلىاللهعليهوآله في كربلاء» (ص ٧ ط ٥ دار ثابت القاهرة) قال :
من الصعب أن نجد
في تاريخ البشرية كله ، يوما كذلك اليوم الفريد والمجيد .. وأبطالا ، كاولئك
الأبطال الشاهقين والباهرين ..!! إذ لم يكن الأمر في ذلك اليوم ، أمر شهداء برزوا
لمناياهم في استبسال وغبطة .. ولا أمر جيش ، خرج لجيش مثله ، فأبلى وأحسن البلاء
.. إنما الأمر الذي شغل الدنيا في يوم كربلاء ، هو أنه اليوم الذي تجلت
فيه قداسة الحق.
وشرف التضحية على نحو متميز وفريد ..!! وصحيح أن تاريخ الإسلام مترع بالمشاهد
الزاخرة بقداسة الحق وشرف التضحية ، أيام الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وفيماتلا عصره الرائد العظيم من عهود وعصور .. بيد أن
يوم كربلاء ، تبقى له سمته المجيدة ، وميزته الفريدة. فالقضية الجليلة التي دار من
أجلها الصراع .. والقلة الصامدة الماجدة ، التي وهبت حياتها لتلك القضية ..
والطريقة التي دار بها القتال بين أربعة آلاف فارس من جيش ابن زياد ، واثنين
وسبعين لا غير .. هم أنصار الامام الحسين .. والأحداث المروعة ، التي سبقت ذلك
اليوم .. والحصاد الأليم ، والعظيم الذي خلفه ، بعد أن مالت شمسه للغروب .. كل ذلك
يجعل من يوم كربلاء يوما فريدا في تاريخ الآلام والبطولات .. في تاريخ التضحية
والمجد .. في تاريخ المأساة والعظمة .. وفي تاريخ الحق الذي شهد في ذلك اليوم ورغم
هزيمة أبطاله سيادة وانتصارا قرّت بهما عيناه ..!!
إن أعظم ما صنع
الحسين وأهله وصحبه في ذلك اليوم هو أنهم جعلوا الحق قيمة ذاته ، ومثوبة نفسه ؛
فلم يعد النصر مزية له .. ولم تعد الهزيمة إزراء به ..!!! لقد وقف اثنان وسبعون
بطلا ، وراء قائدهم العظيم أبي عبد الله الحسين : ليس لهم في إحراز النصر على
عدوهم أدنى أمل .. وليس أمامهم سوى القتل بأسلحة خصم فاجر ، متوحش ، مسعور ..
وأمامهم فرص النجاة ، إذا هم أرادوها .. لكنهم رفضوا النجاة ؛ ما دامت ستكون غمطا
لقداسة الحق ، وثلما لشرف التضحية ..!! وهكذا راحوا يقاتلون حول قائدهم الممجد ،
معانقين المنايا ، واحدا بعد واحد .. وهم يصيحون ، بل يغنون : الله ، والجنة ..
الله ، والجنة ..!! من أجل ذلك ، يرفض هذا الكتاب الوقوف عند اعتبار كربلاء مأساة
وفاجعة ، ومناسبة للبكاء والعويل .. ويمد بصره نحو مضمونها الصحيح ، وجوهرها
النضير ، فيراها مهرجانا للحق وعيدا للتضحية ، ليس لهما نظير ..!! إنه يوم لم يعرف
المسلمون بعد ، حقه عليهم ، ولا واجبهم تلقاءه.
وإن الأقدار لم
تدع رءوس أبناء الرسول تحمل على أسنة رماح قاتليهم ؛ إلّا لتكون
مشاعل على طريق
الأبد .. للمسلمين خاصة ، وللبشرية الراشدة كافة ، يتعلمون في ضوئها الباهر : أن
الحق وحده هو المقدس .. وأن التضحية وحدها هي الشرف .. وأن الولاء المطلق للحق ،
والتضحية العادلة في سبيله ، هما وحدهما اللذان يجعلان للإنسان وللحياة قيمة ومعنى
..!!!فهل يأذن حفيد الرسول ، وأبو الأبطال ، أن أقدم عنه وعن رفاقه الأبرار هذه الصفحات
..!!إني لأجاوز قدري ، إذا زعمت أو توهمت أنني قادر على إيفاء تضحياتهم وعظمتهم
حقها .. لقد وجدت ـ لا غير ـ عبير تلك التضحيات وتلك العظمة ؛ فرحت انادي الناس كي
يستمتعوا معي بهذا العبير ..!!! وليشهدوا ـ كما لم يشهدوا من قبل ـ شرف التحضية ،
وعزمها القدير ..!! ويا أبا عبد الله .. سلام على البيت الذي أنجبك .. وعلى الدين
الذي رباك .. وسلام على رفاقك الأبطال الممجدين ، والشهداء الظافرين.
إلى أن قال في ص
٣٠ :
ثم بحياة الشهيد
الممجد والعظيم أبي عبد الله الحسين بن علي ومعه عشرات من إخوانه ، وأهل بيته
وصحبه ، في يوم يجعل الولدان شيبا ..!! وهكذا ، لم تكن كربلاء ملحمة ذات فصل واحد
، بدأ وانتهى يوم العاشر من المحرم .. بل كانت ذات فصول كثيرة. بدأت قبل كربلاء
بسنوات طوال .. واستمرت بعد كربلاء دهرا طويلا ..!!! أجل .. لقد بدأت ملحمة كربلاء
ومأساتها ، يوم تمت خدعة التحكيم ، وحين وقع التمرد الرهيب والفتنة في صفوف أتباع
الامام ، ثم حين خلا الجو لراية الأمويين داخل الشام ، وخارج الشام ..!! ولكأنما
كان الامام علي يرى ببصيرته الثاقبة كل ذلك المصير ..!! فذات يوم أثناء مسيرة مع
جيشه إلى صفين بلغ به السير هذه الرقعة من الأرض ، فتمهل في سيره ثم وقف يتملّى
مشهد الفضاء الرهيب ، وسألت عبراته من مآقيه ، واقترب منه أصحابه صامتين واجمين ،
لا يدرون ما ذا أسال من مقلتي الأسد الدموع ..!! ثم سألهم ويمناه ممتدة صوب تلك
الأرض التي تعلقت بها عيناه : ما اسم هذا المكان؟ قالوا : كربلاء. قال : هنا محطّ
رحالهم ومهراق دمائهم ..!!! واستأنف سيره
مع المقادير ..
ترى من كان يعني .. ومن كان يعني ..؟؟ أكان يعني قرة عينه الحسين ومن معه من إخوة
له وأبناء ..؟؟ أكان يعني أولئك الأبطال الذين ستشهد هذه الأرض ذاتها استشهادهم
الرهيب والمهيب بعد عشرين عاما لا غير من هذه النبوءة الصادقة ..؟؟ ربما .. وربما
لم يكن إلهامه ولم تكن بصيرته يومئذ معلّقين بواحد بذاته من أهل بيته المباركين.
فهو على أية حال يدرك أن المعركة التي بدأها من أجل الحق لن تنتهي .. ويدرك أنه لن
يصبر أحد من بعده على لأوائها وضراوتها مثلما سيصبر أبناؤه الذين ورثوا البطولة
كابرا عن كابر ..! وحين يحتدم في البصائر النقيّة ولاؤها لحق مقدس. أو لمبدإ جليل
، فإن هذا الاحتدام يتلقى في لحظة إشراق روحي مددا من الرؤية غير منظور ، يكشف
الغيب ويجذب إلى دائرة الاستشراف أحداث الزمن البعيد ..!! ولعل شيئا كهذا ، حدث
ذلك اليوم ، فرأى الامام التقي النقي بلاء أبنائه وحفدته ، رأى بلاءهم العظيم في
سبيل القضية التي حمل لواءها ، ورأى محطّ رحالهم ، ومهراق دمائهم ..!
القضية إذن ، كانت
كما قلنا ، قضية النبوة لا الملك .. النبوة بكل تألقاتها الورعة وموازينها العادلة
.. لا الملك الذي يريد نفر من الأمويين أن يردّوا به وثنية الجاهلية في أثواب
تنكرية ..!! والذين يدرسون معارك الجمل ، وصفين ، وكربلاء خارج هذه الدائرة ، ولا
يأمنون عثار تفكيرهم ، وزيغ أحكامهم. ولقد رأينا كثيرين ممن تحدثوا عن كربلاء
يحمّلون الحسين مسئولية مصيره ، ومصير الذين خرجوا معه ..!! والحسين رضياللهعنه ، يتحمل في شجاعة وغبطة مسئولية ذلك المصير ، ولكن ليس
بالمعنى الذي يقصده هؤلاء .. فهم يرون أنه خرج تلبية لدعوة ثوار الكوفة إياه ،
باعتبار هذه الدعوة فرصة رآها سانحة لاسترداد الخلافة من بيت معاوية إلى بيت
الامام .. وهم يلومونه ، أو يكادون ؛ لأنه لم يصغ لنصح الناصحين من عشيرته
الأقربين ؛ كي يبقى مكانه في البلد الحرام مكة نافضا يديه من مشاكل الموقف الكالح
الذي نتج عن استخلاف يزيد .. فهل كان ذلك كذلك ..؟؟ أبدا .. وإن الأمر لمختلف جدا
.. فالقضية
في ضمير الحسين لم
تكن قضية فرصة سنحت .. ولا هي قضية حق شخصي في الخلافة يبتغي استرداده .. ولا هي
من القضايا التي يكون للإنسان الرشيد حق التخلي عنها ..! القضية في ضمير التقي
الشجاع ، كانت قضية دين .. ويستوي عنده تخليه عن هذه القضية ، وتخليه عن هذا الدين
..! صحيح أن الشكل الخارجي للقضية تمثّل يومها في استخلاف يزيد .. لكنّ جوهرها
الصحيح كان واضحا أمام وعي الحسين ورشده ونور بصيرته ـ تماما كما كان واضحا من قبل
أمام وعي أبيه الامام ، وأمام رشده وبصيرته ..!! واستخلاف يزيد على هوانه ، لا
ينفي عن القضية موضوعيتها العميقة ، ولا يقلل من تبعة النهوض بها ، بل هو يزيد من
إلحاح هذه التبعات.
ما قيل في رثاه عليهالسلام
ذكره جماعة :
فمنهم الشريف شهاب
الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الإيجي الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ق
نسخة مكتبة الملي بفارس)
فلما غلب الأعور
السلمي يوم صفين على الماء ولم يقدر أصحاب علي عليهالسلام على جرعة منه فبعث الحسين عليهالسلام في خمسمائة فارس فكشف الأعور السلمي عنه فقال أمير
المؤمنين : معاشر الناس هذا ولدي يقتل بطف كربلاء ظمآنا وينفر فرسه يحمحم ويقول في
حمحمته : الظليمة الظليمة يا أمة قتلت ابن بنت نبيها وهم يقرءون القرآن الذي جاء به
إليهم ويذكرون اسمه على منابرهم. ثم إن عليا عليهالسلام جعل يقول :
وكل ذي نفس أو
غير ذي نفس
|
|
يسعى إلى أجل
يجري بمقدار
|
لقد أمر زمان
عصرا وحلا
|
|
ولا أدري اليوم
حلوا بعد إمرار
|
أرى الحسين
جهارا قبل مصرعه
|
|
علما يقينا بأن
يرثى بأشعار
|
ولما جاء الفرس
إلى الخيام ونعى الحسين عليهالسلام صرخت زينب بزفيرها
وأبدت شكواها
لنفيرها وقالت :
مات الفخار ومات
الجود والكرم
|
|
واغبرت الأرض
والآفاق
|
وأغلق الله
أبواب السماء فما
|
|
ترقى لهم دعوة
يجلى بها الغمم
|
غاب الحسين فوا
لهفا لمقتله
|
|
وصار يعلو ضياء
الأمر الظلم
|
يا قوم هل من
فدا يا قوم هل عوض
|
|
للموت بقبله أن
لا يرأف دم
|
يا أمة السوء لا
سقيا لصنعكم
|
|
يا أمة عجبت من
فعلها الأمم
|
فصرخن النساء
ويبكين بكاء شديدا ، ثم قال :
مصيبتي فوق ان
أرثي بأشعاري
|
|
وان يحيط بها
وصفي وأفكاري
|
قد كنت آمل
آمالا اسرّ بها
|
|
لو لا القضاء
الذي في حكمه جاري
|
جاء الجواد فلا
أهلا بمقدمه
|
|
إلّا بوجه حسين
مدرك الثار
|
يا نفس صبرا على
الدنيا ومحنتها
|
|
هذا الحسين إلى
رب السماء ساري
|
فصرخ النساء
وأعلين النداء : وا محمداه وا حمزتاه وا علياه وا فاطمتاه وا حسناه وا حسيناه وا
أخاه وا سيداه ثم بكت سكينة وجعلت تقول :
لقد حطمتنا في
الزمان نوائبه
|
|
ومزقنا أنيابه
ومخالبه
|
وأخنى على الدهر
في دار غربة
|
|
وديت بما أخشى
عليّ عقاربه
|
فجّعني
بالأقربين وشتّت يداه
|
|
لنا شملا عزيزا
مطالبه
|
وأودى أبي
والمنتقى لنوائبي
|
|
فجلّت رزاياه
وطمّت مصائبه
|
حسين أبي أمسى
له الترب مشرقا
|
|
وأظلم من دين
الإله مذاهبه
|
لقد حلّ بي فيه
الذي لو نشرت
|
|
أناخ على رضوى
تداعت جوانبه
|
وكيف يعزّى فاقد
شطر نفسه
|
|
فجانبه حي وقد
مات جانبه
|
تمزّقنا أيدي
الزمان وجدّنا
|
|
رسول الذي عمّ
الأنام مواهبه
|
ولم يبق لي ركن
الود بظلّه
|
|
إذا غالبني من
الأمر ما لا اغالبه
|
ومنها ما قالت ام
كلثوم رضياللهعنها :
أضحكني الدهر
وأبكاني
|
|
والدهر ذو صرف
وألوان
|
سائلهم عن ستة
صرعوا
|
|
بالطف أضحوا رهن
الأكفان
|
لقد ذللنا بعد
عز فما
|
|
أدفع ضيما حين
يغشاني
|
ومما قالت حين رأت
الحسين منصوبا رأسه المحلى بكل رين :
يا هلالا لما
استتم ضياء
|
|
خانه دهره وأمسى
غروبا
|
يا قضيبا اغض ما
كان أودته
|
|
رياح الردى وكان
رطيبا
|
ما توهمت يا
شقيق فؤادي
|
|
كان هذا مقدرا
مكتوبا
|
يا أخي الصغيرة
كلّمها
|
|
فقد كاد قلبها
أن يذوبا
|
يا أخي لو ترى
عليا بذل الأسر
|
|
مضني لا يستطيع
ركوبا
|
كلّما أوجعوه
ضربا ناداك
|
|
بذل وفاض دمعا
سكوبا
|
وإن الامام زين
العابدين عليهالسلام لما حمل إلى ابن زياد على بعير بغير وطأ وأفخاذه تشحب دما
كان يقول :
يا أمة السوء لا
سقيا لسعيكم
|
|
يا أمة لن تراعى
جدّنا فينا
|
يسيرونا على
الأقتاب عارية
|
|
كأننا لم نشيد
فيكم دينا
|
تصفقون على
أيديكم فرحا
|
|
وأنتم في فجاج
الأرض تسبّونا
|
أليس جدي رسول
الله ويحكم
|
|
أهدى البرية من
طرق المضلينا
|
يا وقعة الطف قد
أورثتني كمدا
|
|
والله يهتك
أسناد المسيئينا
|
وروى الامام
الصالحاني بإسناد عن إمام الأئمة وقائد الامة محمد بن إدريس الشافعي في مرثية
الحسين عليهالسلام :
تاوّب همي
والفؤاد كئيب
|
|
وادقّ عيني
والرقاد غريب
|
ومما نفى نومي
وشيّب لمتي
|
|
تصاريف أيام لهن
خطوب
|
فمن مبلغ عني
الحسين رسالة
|
|
وإن كرهتها أنفس
وقلوب
|
قتيلا بلا جرم
كان قميصه
|
|
صبيغ بماء
الأرجوان خضيب
|
تزلزلت الدنيا
لآل محمد (ص)
|
|
وكاد لهم صمّ
الجبال تذوب
|
فللسيف أغوال
وللرمح رنّة
|
|
وللخيل من بعد
الصهيل يجيب
|
وغارت نجوم
واقشعرت ذوانب
|
|
وهتك أستار وشق
جيوب
|
يصلّى على
المهدي من آل هاشم
|
|
ويغزى بنوه ان
ذا لعجيب
|
لئن كان ذنبا حب
آل محمد (ص)
|
|
فذاك ذنب لست
منه أتوب
|
وكذلك أورد هذه
المرثية عن الشافعي امام أئمة البرية الامام الهمام فخر الدين الرازي في ذكر
المناقب العلية وقال دعبل الخزاعي في وصف هذه الأحوال جزاه الله تعالى إياه مناه
عن هذا المقال :
لا أضحك الله
سنّ الدهر ان ضحكت
|
|
وآل أحمد
مظلومون قد قهروا
|
مشردون حيارى لا
نصير لهم
|
|
كأنهم قد جنوا
ما ليس يغتفر
|
وعن ام سلمة رضي
الله تعالى عنها قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي رضياللهعنهما وعن ابن أبي زياد النهمي عن بعضهم قالوا : كنا إذا خرجنا
إلى الجبانة بالليل مقتل الحسين عليهالسلام سمعنا نوح الجن عليه وهم يقولون :
مسح الرسول
جبينه
|
|
فله بريق في
الخدود
|
أبواه من عليا
قريش
|
|
جده خير الجدود
|
عن محمد بن عباد
بن صهيب عن أبيه قال : قدم رجل المدينة يطلب الحديث والعلم فجلس في حلقة فمر بهم
رجل فسلّم عليهم فقال له ذلك الرجل : نحب أن تخبرنا بما جئت له تريد نصرة الحسين
بن علي عليهماالسلام؟ قال : نعم ارحيب أريد نصرة الحسين ، فلما صرت بالربذة إذا
برجل جالس فقال لي : أبا عبد الله أين تريد؟ قلت : نصرة الحسين قال : وأنا أريد
أيضا كذلك ولنا رسول هناك يأتينا بالخبر الساعة فلم يلبث وهو يحدثني إذ أقبل رجل
فقال له الذي كان معي ما ورائك؟ فأنشأ يقول :
والله ما جئتكم
حتى بصرت به
|
|
وسط العجاجة تحت
السيف منحورا
|
وحوله فتية تدمى
نحورهم
|
|
مثل المصابيح
يغشون الدجى نورا
|
وقد جثثت قلوصي
كي أصادفهم
|
|
من قبل أن ينكح
الخرّد الحورا
|
يا لهف نفسي لو
أني لحقتهم
|
|
إني تحليت إذ
حلّوا الأساويرا
|
فأجابه الذي كنت
معه واستعبر وقال :
فلا زال قبر أنت
تسكنه
|
|
حتى القيامة
يسقى الغيث ممطورا
|
في فتية وهبوا
الله أنفسهم
|
|
قد فارقوا المال
والأهلين والدورا
|
ثم التفت ولم
أرهما فعلمت أنهما من الجن فرجعت إلى المدينة فإذا الخبر قد لحقنا إن الحسين عليهالسلام قد قتل وان رأسه حمله سنان بن أنس النخعي إلى يزيد ـ رواه
أبو الشيخ وعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام قال : نيح على الحسين بن علي عليهماالسلام ثلاث سنين يعني الجن وفي اليوم الذي قتل فيه. وعن واثلة بن
الأسقع والمسور بن مخرمة والمشيخة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وبارك وسلم : يجيئون مقتنعين فيستمعون النوح ويبكون.
وقال أبو الأسود
الدئلي يرثي الحسين عليهالسلام :
أقول وزادني
غيظا وجزعا
|
|
أزال الله ملك
بني زياد
|
وأبعدهم كما
غدروا وخانوا
|
|
كما بعدت ثمود
وقوم عاد
|
ولا رجعت ركابهم
إليهم
|
|
إذا قفّت إلى
يوم التناد
|
وإني قد وجدت هذين
البيتين قد نسبا إلى الجن سمعتها بعض عمات الحسين رضي الله تعالى عنه :
وان قتيل الطف
من آل هاشم
|
|
أذل رقاب
المسلمين فذلت
|
حبيب رسول الله
لم يك فاحشا
|
|
مصيبته أدمت
انوفا وجلّت
|
ومنها أيضا :
لئن كانت
الأحبار في الدين وقرت
|
|
فسبط رسول الله
أولى وأفضل
|
ولو كان ذاك
القرم يقصده العدى
|
|
فمهلا لجسم كان
بالروح ينحل
|
ولو كان يرعى حق
آل محمد (ص)
|
|
ففي مقتل
السبطين لم كان يمهل
|
أمثلك يؤذى يا
سليل محمد (ص)
|
|
أمثلك ظلما في
البرية يقتل
|
فتعسا لكم يا
قاتلي سبط أحمد
|
|
أغدركم يوم
القيامة يقبل
|
اجتاز ابن
الهبارية الشاعر بكربلا فجعل يبكي ويقول :
أحسين المبعوث
جدك بالهدى
|
|
قسما يكون الحق
عنه مسائلي
|
لو كنت شاهد
كربلا لبذلت في
|
|
تنفيس كربك جهد
بذل الباذل
|
وسقيت حد السيف
من أعدائكم
|
|
عللا وحد
الشمهري الذابل
|
لكنني أخرت عنك
لشقوتي
|
|
فبلا بلى بين
العرى وسابل
|
هبني حرمت النصر
من أعدائكم
|
|
فاقتل من حزن
ودمع سائل
|
ثم نام في مكانه
فرأى رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام فقال له : يا فلان جزاك الله مني خيرا ابشر فان
الله تعالى قد كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين.
ترثي الرباب بنت إمرئ القيس زوجها عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر عمر رضا كحالة في «المرأة في القديم والحديث» (ج ٧ ص ٢٤٢ ط مؤسسة الرسالة
بيروت قال :
الرباب بنت إمرئ
القيس بن عدي زوج الحسين بن علي بن أبي طالب : من شواعر العرب ، كانت من خيار نساء
عصرها وأفضلهن ؛ قالت ترثي زوجها الحسين حين قتل :
إن الذي كان
نورا يستضاء به
|
|
بكربلاء قتيل
غير مدفون
|
سبط النبي جزاك
الله صالحة
|
|
عنا وجنبت خسران
الموازين
|
قد كنت لي جبلا
صعبا ألوذ به
|
|
وكنت تصحبنا
بالرحم والدين
|
من لليتامى ومن
للسائلين ومن
|
|
يغني ويأوي إليه
كل مسكين
|
والله لا أبتغي
صهرا بصهركم
|
|
حتى اغيب بين
الرمل والطين
|
مستدرك
مديحة سيدنا السجاد عليهالسلام
قالها الآية الشيخ
محمد حسين الكمباني الاصفهاني قدسسره
سبحان من أبدع
في الإيجاد
|
|
بشره المودع في
السجاد
|
أبان سر الحق
والحقيقة
|
|
بصورة بديعة
أنيقة
|
تصورت في أعظم
المجالي
|
|
حقيقة الجلال
والجمال
|
جل عن الثناء في
جلاله
|
|
عز عن الأطراف
في جماله
|
بدر سماء عالم
الأسماء
|
|
وزين أهل الأرض
والسماء
|
غرة وجه عالم
الإمكان
|
|
قرة عين العلم
والعرفان
|
نور الهدى وبهجة
اللاهوت
|
|
روح التقى ومهجة
الناسوت
|
قطب محيط الغيب
والشهادة
|
|
وقبلة الأقطار
في العبادة
|
وكعبة الأوتاد
والأبدال
|
|
ومستجار الكل في
الأهوال
|
نتيجة الجواهر
الزواهر
|
|
وصفوة الكل من
القواهر
|
موصل الأصول في
البداية
|
|
وغاية الغايات
في النهاية
|
مبدأ كل طائل
ونائل
|
|
ومنتهى الخيرات
والفضائل
|
ونفسه اللطيفة
الزكية
|
|
صحيفة المكارم
السنية
|
بل هي ام الصحف
المكرمة
|
|
جوامع الحكمة
منها محكمة
|
بل الحروف
العاليات طرا
|
|
تحكي عن اسمه
العلي قدرا
|
هو الكتاب
الناطق الربوبي
|
|
ومخزن الأسرار
والغيوب
|
يفصح عن مقام سر
الذات
|
|
يعرب عن حقائق
الصفات
|
وفي الثناء
والدعا لسانه
|
|
لسان باريه
تعالى شأنه
|
زبوره نور رواق
العظمة
|
|
يفوق كل الزبر
المعظمة
|
زبوره في الحمد
والتمجيد
|
|
زينة عرش ربه
المجيد
|
فيه من الإخلاص
والتوحيد
|
|
ما لا ترى عليه
من مزيد
|
وحاله أبلغ من
مقاله
|
|
جل عن الوصف
لسان حاله
|
فانه معلم
الضراعة
|
|
والاعتراف منه
بالاضاعة
|
له لدى العجز
والاستكانة
|
|
مكانة لا فوقها
مكانة
|
وفي العبودية
والعبادة
|
|
في غاية السمو
والسيادة
|
مقامه الكريم في
أقصى الفنا
|
|
تراثه من جده
حين دنا
|
وفوزه بمنتهى
الشهود
|
|
من مبدإ الإيجاد
والوجود
|
وكيف لا وهو
سليل الخيرة
|
|
حفيد لا اعبد
ربا لم أره
|
ونوره الباهر في
المحراب
|
|
يذهب بالأبصار
والألباب
|
والثفنات الغر
في مساجده
|
|
أطواره السبعة
في مشاهده
|
بنورها استنارت
السبع العلى
|
|
والملأ الأعلى
بنورها علا
|
وآية النور على
جبينه
|
|
وشقة البدر على
عرينه
|
كان كفيه لدى
الدعاء
|
|
ميزان عدل الله
في القضاء
|
قيامه في ساعة
الضراعة
|
|
يذكر الناس قيام
الساعة
|
وقوفه بين يدي
معبوده
|
|
يذكر الموقف في
رعوده
|
لسانه في موقع
التلاوة
|
|
عين الحياة معدن
الحلاوة
|
وكيف لا وإنما
لسانه
|
|
مهبط وحي الله
جل شانه
|
لا بل لسانه لدى
التلاوة
|
|
لسان غيب الله
في الطلاوة
|
تلاوة تفطر
القلوبا
|
|
بالرعب بل تكاد
أن تذوبا
|
تلاوة تهابها
الأملاك
|
|
تكاد تندك بها
الأفلاك
|
وكيف وهي من
سماء العظمة
|
|
ومصدر الصحائف
المعظمة
|
تمثل الواجب
آياته
|
|
بل ذاته الأقدس
في صفاته
|
تمثل العشائر
المعظمة
|
|
تمثلا بكل معنى
الكلمة
|
تمثل العروج في
الصلاة
|
|
إلى سماوات
المكاشفات
|
تمثل الجحيم في
حروره
|
|
والخلد في حريره
وحوره
|
ومكرماته بلا
إحصاء
|
|
جلت عن المديح
والثناء
|
وصبره الجميل في
المصائب
|
|
وحمله من أعجب
العجائب
|
ونال من ذوي
القلوب القاسية
|
|
مالا تطيقه
الجبال الراسية
|
شاهد بالطف من
الفظائع
|
|
ما لا أمض منه
في الفجائع
|
كيف وفي مصارع الكرام
|
|
مصارع العقول
والأحلام
|
وكاد أن تقضي
على حياته
|
|
وهو على ما هو
من ثباته
|
شاهد رض هيكل
التوحيد
|
|
بعاديات الشرك
والجحود
|
وهو يضعضع
السموات العلى
|
|
فهل ترى أعظم من
هذا البلا
|
شاهد رأس المجد
والمعالي
|
|
على العوالي في
يد الأنذال
|
وانه من أعظم
الرزايا
|
|
على النبي سيد
البرايا
|
كيف وهذا الراس
راس الدين
|
|
وهو مدار عالم
التكوين
|
وقبلة العقول
والنفوس
|
|
ومطلع الأقمار
والشموس
|
رأى اضطرام
النار في الخباء
|
|
وهو خباء العز
والإباء
|
رأى هجوم الكفر
والضلالة
|
|
على بنات الوحي
والرسالة
|
رأى فرارهن في
البيداء
|
|
وهو عليه أعظم
الارزاء
|
شاهد في عقائل
النبوة
|
|
ما ليس في شريعة
المروة
|
من نهبها وسلبها
وضربها
|
|
ولا مجير قط غير
ربها
|
لقد رأى رب
الحفاظ والابا
|
|
حرائر المختار
في سر السبا
|
شاهد سوق
الخفرات الطاهرة
|
|
سوافر الوجوه
لابن العاهرة
|
وقد رأى من
الدعي ابن الدعي
|
|
هتك المصونات
بقول موجع
|
مستدرك
فضائل ومناقب الامام الرابع زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام
مستدرك
ميلاد سيدنا الامام السجاد علي بن الحسين عليهماالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٨ وج ١٩ ص ٤٣٨ وج ٢٨ ص ١٦ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٢٤ ط دار القلم دمشق) قال :
وكانت ولادة علي
بن الحسين في بعض شهور سنة ثمان وثلاثين ، وامه سلافة
__________________
بنت يزدجرد آخر
ملوك فارس ، وتوفي سنة أربع وتسعين في المدينة ، ودفن بالبقيع في قبر عمه الحسن بن
علي ، وليس للحسين رضياللهعنه عقب إلّا من ولده زين العابدين.
ومنهم الشريف أحمد
بن عبد الله الحسيني الإيجي الفارسي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٨٨ نسخة مكتبة الملي
بفارس) قال :
ولادته بالمدينة
في الخميس من شعبان من سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيام جده أمير المؤمنين عليهالسلام قبل وفاته بسنتين. وقال الصالحاني مولده سنة ثمان وثلاثين
من الهجرة ولد بعد وفاة علي بن أبي طالب بسنتين وكان عمره سبعا وخمسين سنة توفى في
سنة أربع وتسعين هجرية ودفن بالبقيع ولكثرة سجوده
__________________
وهجوده يسمى
السجاد.
وقال صاحب كتاب
الأنوار فيه ولد بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة لسنتين بقيتا من أيام عثمان.
وروي أنه ولد يوم الخميس لسبع ليال من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة. وقيل سنة
ست وثلاثين والله سبحانه أعلم.
واستشهد أبوه وله
أربع وعشرون سنة وعند الشيعة انه هو الأكبر والأصغر قتل مع أبيه بكربلاء انتهى
كلامه. فهذا اختلاف ميلاده والأصح منها ما صح عند الحساب.
مستدرك
اسمه عليهالسلام وكنيته
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٣ وج ١٩ ص ٤٣٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٢٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، أبو الحسن : امه ام ولد اسمها غزالة. روى عن أبيه ، وابن
عباس ، وجابر بن عبد الله ، وصفيّة ، وام سلمة ، وشهد مع أبيه كربلاء وهو ابن ثلاث
وعشرين سنة ، وكان مريضا حينئذ ملقى على الفراش ، فلما قتل الحسين قال شمر :
اقتلوا هذا ، فقال رجل من أصحابه : سبحان الله ، أتقتلون غلاما حدثا مريضا لم
يقاتل ، وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فقال : لا تعرضوا للنسوة ولا لهذا المريض ،
ثم ادخل على ابن زياد ، فهم بقتله ثم تركه وبعثه إلى يزيد ، فرده إلى المدينة ،
فالعقب من ولد الحسين لعلي من هذا ، وأما الأكبر المقتول فلا عقب له.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف
الحديث النبوي
الشريف» (ج ١١ ص ٤٤٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال : يولد لابني هذا
ابن يقال له علي. لىء ١ : ٢٣٥ ـ ميزان ٧٥٣٧ ـ لسان ٥ :
مستدرك
ألقابه الشريفة
تقدم ما يدل عليه
في ج ١٢ ص ٦ وج ٢٨ ص ٣٠ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشريف أحمد
الحسيني الإيجي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٨٩ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :
روي ان له ألقابا
كثيرة كلها تطلق عليه أشهرها زين العابدين وسيد العابدين والزكي والأمين وذو
الثفنات. وقيل : كان سبب لقبه بزين العابدين انه كان ليلة في محرابه قائما في
تهجده فتمثل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته فلم يلتفت اليه فجاء إلى
إبهام رجله فالتقمها فلم يلتفت اليه فآلمه فلم يقطع صلاته فلما فرغ منها وقد كشف
الله تعالى له فعلم انه شيطان فسبّه ولطمه وقال : اخسأ يا ملعون فذهب وقام إلى إتمام
ورده فسمع صوتا ولا يرى قائله وهو يقول له : أنت زين العابدين ثلاثا. فظهرت هذه
الكلمة واشتهرت لقبا له.
وقال في الأنوار
يكنى أبا محمد ويقال : أبا الحسن وقيل : انه كان يكنى أبا بكر.
مستدرك
حلمه عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٧٦ وج ١٩ ص ٤٦١ وج ٢٨ ص ٦٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٢٧ ط بيروت) قال :
أخبرنا المبارك بن
علي الصيرفي ، عن عبد الغفار بن القاسم ، قال : كان علي بن الحسين خارجا من المسجد
، فلقيه رجل فسبه ، فثارت إليه العبيد والموالي ، فقال علي بن الحسين : مهلا عن
الرجل ، ثم أقبل عليه ، فقال : ما ستر الله عليك من أمرنا أكثر ، ألك حاجة نعينك
عليها؟ فاستحيا الرجل ، فألقى إليه خميصة كانت عليه ، وأمر له بألف درهم ، فكان
الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسل.
ومنهم الشريف
السيد أحمد بن عبد الله الإيجي الشيرازي الحسيني في «توضيح الدلائل» (ق ٣٩٥ نسخة
مكتبة الملي بفارس) قال :
وكان خارجا يوما
فلقيه رجل فسبّه ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ.
وقال أيضا : وكان
عنده قوم أضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فأقبل به الخادم مسرعا فسقط
السفود من يده على رأس بني لعلي بن الحسين عليهماالسلام تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي عليهالسلام للغلام وقد تحيّر الغلام واضطرب : أنت حر فإنك لم تعمده
وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.
وقال في ص ٣٨٩ :
وعن سفيان قال : جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهماالسلام فقال : إن فلانا قد وقع فيك وآذاك فقال له : فانطلق بنا
اليه فانطلق معه وهو يرى انه سينتصر لنفسه فلما أتاه قال له : يا هذا ان كان ما قلته
فيّ حقا فالله تعالى يغفر لي وان كان ما قلته فيّ باطلا فالله تعالى يغفر لك.
وكان بينه وبين
ابن عمه الحسن بن الحسن شيء من المنافرة فجاء الحسن إلى علي وهو في المسجد مع
أصحابه فما ترك شيئا إلّا قال له من الأذى وهو ساكت ثم انصرف الحسن فلما كان الليل
أتاه إلى منزله فقرع عليه الباب فخرج حسن اليه فقال
له علي : يا أخي
ان كنت صادقا فما قلت لي فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فيه فغفر الله لك والسلام
عليك ورحمة الله وبركاته ثم ولى فاتبعه حسن فبكى حتى رق له ثم قال له : والله لا
عدت لأمر تكرهه فقال له علي عليهالسلام : فأنت في حلّ مما قلته.
عبادته عليهالسلام لله تعالى
رواها جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٢٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا عبد الوهاب
بن المبارك ، قال : أخبرنا علي بن محمد الأنباري ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن
يوسف ، قال : أخبرنا ابن صفوان ، قال : أخبرنا أبو بكر القرشي ، قال : حدثني محمد
بن أبي معشر ، قال : حدثني ابن أبي نوح الأنصاري ، قال : وقع حريق في بيت فيه علي
بن الحسين رضياللهعنهما وهو ساجد ، فجعلوا يقولون له : يا ابن رسول الله النار ،
يا ابن رسول الله النار ، فما رفع رأسه حتى أطفئت ، فقيل له : ما الذي ألهاك عنها؟
قال : ألهتني النار الأخرى.
أخبرنا محمد بن
عبد الباقي بإسناد له عن عبد الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي ابن الحسين رضياللهعنهما لا تجاوز يده فخذه ، ولا يخطر بيده ، وكان إذا قام إلى
الصلاة أخذته رعدة ، فقيل له : ما لك؟ فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.
أخبرنا عبد الرحمن
بن محمد القزاز [بإسناده] عن جعفر بن محمد ، قال : كان علي بن الحسين رضياللهعنهما لا يحب أن يعينه على طهوره أحد ، كان يستقي الماء لطهوره
ويخمره قبل أن ينام ، فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم يتوضأ ثم يأخذ في صلاته ،
وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر ، وربما صلاها على بعيره.
ومنهم الشريف أحمد
بن عبد الله الحسيني الإيجي الشيرازي في «توضيح الدلائل»
(ق ٣٨٩) قال :
وكان رضياللهعنه إذا توضأ للصلاة يصفر لونه فيقول له أهله : ما هذا الذي
يعتادك عند الوضوء؟ فيقول : تدرون بين يدي من أريد أن أقوم. وإذا قام إلى الصلاة
أخذته الرعدة ويقول : أريد أن أقوم بين يدي ربي وأناجيه. فلهذا تأخذني الرعدة.
ووقع الحريق
والنار في البيت الذي هو فيه وكان ساجدا في صلاته فجعلوا يقولون له : يا ابن رسول
الله النار يا ابن رسول الله النار فما رفع رأسه من سجوده حتى أطفئت. فقيل له : ما
الذي ألهاك عنها؟ قال : نار الآخرة.
مستدرك
سخائه وإنفاقه في سبيل الله تعالى
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٥٥ وج ١٩ ص ٤٦٨ وج ٢٨ ص ٤٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٢٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا عبد الوهاب
، قال : أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، قال : حدثنا أبو محمد الجوهري ، قال :
حدثنا ابن حيوية ، قال : أخبرنا [أبو بكر] بن الأنباري ، قال : حدثنا إسماعيل بن
إسحاق القاضي ، قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الله بن هارون بن
أبي عيسى ، عن أبيه ، عن حاتم بن أبي صفيرة ، عن عمرو بن دينار ، قال : دخل علي بن
الحسين رضياللهعنهما على أسامة بن زيد في مرضه الذي مات فيه وهو يبكي ، فقال له
: ما يبكيك؟ قال : دين عليّ ، قال : كم مبلغه؟ قال : خمسة عشر ألف دينار ـ أو بضعة
عشر ألف دينار ـ قال : فهو عليّ.
وقال شيبة بن
نعامة الضبي : كان علي بن الحسين رضياللهعنهما يبخل ، فلما
مات وجدوه يقوت
مائة أهل بيت.
أخبرنا محمد بن
أبي القاسم بإسناد له عن أبي حمزة الثمالي ، قال : كان علي بن الحسين رضياللهعنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول : إن صدقة
السر تطفئ غضب الرب عزوجل.
ومنهم الشريف أحمد
بن عبد الله الحسيني الإيجي الفارسي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٩٥ نسخة مكتبة الملي
بفارس) قال :
وكان رضياللهعنه دخل على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال
له علي عليهالسلام : ما شأنك؟ قال عليّ دين ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير
في اللفظ.
من كراماته عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٣٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنبأنا محمد بن
أبي منصور الحافظ ، قال : أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم المكي ، قال :
أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر ، قال : أخبرني علي بن أحمد بن عبد
الرحمن الأصبهاني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن
معمر ، قال : سمعت الزهري يقول : وجه عبد الملك بن مروان رسلا في حمل علي بن
الحسين فوجدوه بمكة ، فحملوه مكبلا بالحديد ومنع الناس أن يدخلوا عليه. قال ابن
شهاب : فأذنت عليه ، فصرفني البوابون من عند عبد الملك فأذنوا لي ، فدخلت عليه
الحبس وجعلت أتوجع له وأقول له : يعز عليّ يا ابن رسول الله أن أراك على مثل هذه
الحالة ، فلما رأى شدة حزني وبكائي ، قال :
يا زهري ، لا تجزع
إن هذا الحديد لا يؤذيني ، ثم نزعه من رجله ووضعه بين يدي ، وقال : لست أجوز معهم
ذات عرق. قال : ثم مضوا به محمولا ، فما لبثنا بعد ذلك إلّا أربعة أيام حتى [أتت]
رسل عبد الملك يسألون عن علي بن الحسين وقد فقدوه ، فقلت كيف كان أمره؟ قالوا :
لما نزلت ذات عرق فبتنا بها ليلتنا تلك فلما أصبحنا وجدنا حديده وفقدناه. قال ابن
شهاب : فقدمت بعد ذلك بأسبوع على عبد الملك وهو بالشام فسألني عن علي بن الحسين ،
فقلت : أنت أعلم به مني ، فقال : إنه قدم عليّ في اليوم الذي فقده فيه أصحابي بذات
عرق فدخل عليّ من هذا الباب فقال : ما أنا وأنت ، فقلت : أريد أن تقيم عندي ..
ومنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء»
(ج ٢ ص ٣١٠ ط مصر) قال :
علي زين العابدين
أحد أفراد ساداتنا آل البيت وأعاظم أئمتهم الكبار رضياللهعنه وعنهم أجمعين ، حمله عبد الملك بن مروان مقيدا من المدينة
، ووكل به من يحفظه ، فدخل عليه الامام الزهري لوداعه ، فبكى وقال : وددت أني
مكانك ، فقال : أتظن أن ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان ، وإنه ليذكرني عذاب الله
تعالى ، ثم أخرج رجليه من القيد ويديه من الغلّ ثم قال : لا زلت معهم على هذا
يومين من المدينة ، قال فما مضت أربع ليال إلّا وقد قدم الموكلون به المدينة
يطلبونه فما وجدوه ، فسألت بعضهم فقال : إنا نراه متبوعا ، إنه لنازل ونحن حوله
نرصده إذ طلع الفجر فلم نجده ووجدنا حديده. قال الزهري : فقدمت بعد ذلك على عبد
الله فسألني فأخبرته ، فقال : قد جاءني يوم فقده الأعوان فقال لي : ما أنا وأنت ،
فقلت : أقم عندي ، فقال : لا أحب ، ثم خرج فو الله لقد امتلأ قلبي منه خيفة.
كتمان نفسه ونسبه إذا سافر
رواه جماعة :
فمنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٢٨ ط دار القلم دمشق) قال :
ويقول جويرية بن
أسماء ـ وهو من أخص خدم سيدنا علي بن الحسين المعروف بزين العابدين : ما أكل علي
بن الحسين بقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم درهما قط. وكان إذا سافر كتم نفسه ، فقيل له في ذلك ، فقال
: أنا أكره أن آخذ برسول الله صلىاللهعليهوسلم مالا أعطي به. وكذلك روي عن أبي الحسن علي الرضا بن موسى
الكاظم ، فقد قيل إنه كان إذا سافر كتم نفسه ، فقيل له في ذلك ، فقال : أنا أكره
أن آخذ برسول الله صلىاللهعليهوسلم مالا أعطي به.
مستدرك
وصية الامام السجاد لابنه محمد الباقر عليهماالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٢ ص ١٠٦ و ١٠٧ وج ١٩ ص ٤٨٥ عن كتب أعلام القوم ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الشريف أحمد
عبد الله الحسيني الإيجي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٩٥ نسخة مكتبة الملي
بشيراز) قال :
وكان أوصى ابنه
محمدا فقال : يا بني لا تصحبنّ خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق فقال : جعلت
فداك من هؤلاء الخمسة؟ قال : لا تصحبن فاسقا فانه يبيعك بأكلة فما دونها فقال : يا
أبه وما دونها؟ فقال : يطمع فيها ثم لا ينالها. قال : ومن الثاني؟ قال : لا تصحبنّ
البخيل فانه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت اليه ، قال : ومن الثالث؟
قال : لا تصحبن
كذّابا فانه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد ، قال : ومن الرابع؟
قال : لا تصحبن أحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك ، قال : ومن الخامس؟ قال : لا تصحبن
قاطع رحم فاني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع.
مستدرك
دعائه عليهالسلام في سجوده
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٤٣ وج ١٩ ص ٤٥٢ وج ٢٨ ص ٨٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٢٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن
ناصر بإسناد له عن طاوس ، قال : رأيت علي بن الحسين رضياللهعنهما ساجدا ، فقلت : رجل صالح من أهل بيت طيب ، لأسمعن ما يقول
: فأصغيت إليه فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك
بفنائك. فو الله ما دعوت بها في كرب إلّا كشف عني.
ومنهم الشريف
السيد أحمد الحسيني الشيرازي الإيجي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٩٤ نسخة مكتبة الملي
بفارس) قال :
قال طاوس : رأيت
علي بن الحسين ساجد في الحجر ـ فذكر مثل ما تقدم عن المنتظم ـ إلّا أن فيه : «عبدك»
بدل «عبيدك».
مستدرك
دعاؤه عليهالسلام بعد كل صلاة باسم الله الأعظم
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٢ ص ١٢٤ وج ٢٨ ص ٨٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٢٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا عبد الوهاب
بن المبارك ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، قال : أخبرنا ابن علي
الطناجيري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن شاهين ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ، قال :
حدثنا أحمد بن الحارث ، قال : حدثنا جدي قال : حدثنا الهيثم بن عدي ، قال : حدثنا
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي بن الحسين رضياللهعنهما : سألت الله عزوجل في دبر كل صلاة [سنة] أن يعلمني اسمه الأعظم. قال : فو
الله إني لجالس قد صليت ركعتي الفجر إذ ملكتني عيناي ، فإذا رجل جالس بين يدي قال
: قد استجيب لك ، فقل : اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لا
إله إلّا هو رب العرش العظيم. ثم قال لي : أفهمت أم أعيد عليك ، قلت : أعد عليّ ،
ففعل قال علي : فما دعوت بها في شيء قط إلّا رأيته ، وإني لأرجو أن يدخر الله لي
عنده خيرا.
مستدرك
نبذة من كلامه عليهالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٢ ص ١٠٢ وج ١٩ ص ٤٧٩ وج ٢٨ ص ٩٢ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
بكر عبد الله بن محمد بن عبيد المشتهر بابن أبي الدنيا البغدادي المتوفى ٢٨١ ه في
«الصمت وآداب اللسان» (ص ٢٥٩ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت) قال :
حدثنا علي بن
الجعد ، وخالد بن خداش ، وخلف بن هشام ، قالوا : حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ،
عن علي بن الحسين رضياللهعنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من حسن إسلام المرء ، تركه ما لا يعنيه. حديث مرسل رجاله
ثقات.
فائدة : قال
الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة : أصح الأسانيد كلها : الزهري عن علي بن الحسين عن
أبيه عن علي (التهذيب لابن حجر ٧ / ٣٠٥). وقيل غير ذلك وقد قال الامام النووي :
والمختار أنه لا يجزم في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا (تقريب الإرشاد ص ٢ ـ ٣).
أخرجه مالك في «الموطأ» ص ٣٣٤ ، كتاب السير ، باب في فضل الحياء ، وقد أخرجه
المصنف من طريقه.
وأحمد في «المسند»
١ / ٢٠١ عن الحسين بن علي. والترمذي في «سننه» ٤ / ٥٥٨ كتاب الزهد ، رقم (٢٣١٧) عن
أبي هريرة قال هذا حديث غريب.
وابن ماجة في «سننه»
٢ / ١٣١٥ ـ ١٣١٦ كتاب الفتن ، باب كف اللسان في الفتنة عن أبي هريرة. وعبد الرزاق
في «المصنف» رقم ٢٠٦١٧.
وهناد بن السري في
«كتاب الزهد» ١٠٤ ب من طريق المصنف.
وعبد الله بن وهب
في «الجامع» ١ / ٤٨ من طريق المصنف.
ومن كلامه عليهالسلام لمروان بن الحكم
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٨ ص ٤٠ ط دار الفكر) قال :
قال لمروان بن
الحكم : فما لكم تسبون عليا على المنابر؟ قال : لا يستقيم الأمر إلّا بذلك.
ومن كلامه عليهالسلام ما وصى به ابنه محمد الباقر عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم علامة
المعتزلة ابن أبي الحديد عز الدين عبد الحميد في «شرح النهج» (ج ١٦ ص ١٠٨ ط
القاهرة) قال :
قال المبرد في «الكامل»
أوصى علي بن الحسين ابنه محمد بن علي عليهمالسلام فقال : يا بني عليك بتجرع الغيظ من الرجال فان أباك لا
يسرّه بنصيبه من تجرع الغيظ من الرجال حمر النعم والحلم أعز ناصرا وأكثر عددا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
بكر عبد الله بن محمد بن عبيد المشتهر بابن أبي الدنيا البغدادي المتوفى ٢٨١ ه في
«الصمت وآداب اللسان» (ص ٣٨٦ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت) قال :
حدثني حسين ، قال
: سمع علي بن حسين رجلا يغتاب رجلا ، فقال : إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه في «مختصر
تاريخ دمشق لابن
عساكر» (ج ١٧ ص ٣٧٣ ط دار الفكر) قال :
وعن طاوس قال :
قلت لعلي بن حسين بن علي : ما بال قريش لا تحب عليا؟ فقال : لأنه أورد أولهم النار
وألزم آخرهم العار.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» ج ٦ ص ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وكان يقول : عجبت
للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة ، وعجبت كل العجب لمن شك في
الله وهو يرى خلقه ، وعجبت كل العجب لمن ينكر النشأة الأخرى وهو يرى الأولى ، ولمن
عمر لدار الفناء وترك دار البقاء. وكان إذا أتاه سائل رحب به وقال : مرحبا بمن
يحمل زادي إلى الآخرة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج ١
ص ٢٧٦ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
إن من حسن إسلام
المرء تركه. علي بن حسين الجامع ٢٠٦١٧. ١١ / ٣٠٨.
ومن كلامه عليهالسلام المنثور والمنظوم
رواه جماعة :
فمنهم الشريف أحمد
بن مجد الله الحسيني الشيرازي الإيجي في «توضيح الدلائل»
(ق ٣٨٩ نسخة مكتبة
الملي بفارس) قال :
وكان رضياللهعنه يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن علانيتي وتقبح سريرتي
اللهم كما اسأت وأحسنت إليّ فإذا عدت فعد عليّ.
وعن سفيان بن
عيينة عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام سيد العابدين وهو يحاسب نفسه ويناجي ربه ويقول : حتام إلى
الحياة سكونك وإلى الدين وعمارتها كونك اما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ومن وارته
الأرض من الافك ومن فجعت به من إخوانك ومن نقل إلى دار البلى من أقرانك.
فهم في بطون
الأرض بعد ظهورها
|
|
محاسنهم فيها
بوال دواثر
|
خلت دورهم منهم
وأقوت عراصها
|
|
وساقتهم نحو
المنايا المقادر
|
وخلّوا عن
الدنيا وما جمعوا لها
|
|
وضمّتهم تحت
التراب الحفائر
|
كم تخرمت أيدي
المنون من قرون بعد قرون وكم غيّرت الأرض ببلاها وغيّبت في ثراها ممن عاشرت من
صنوف الناس وشيعتهم إلى الارماس.
وأنت على الدنيا
مكتب منافر
|
|
لخطابها فيها
حريص مكابر
|
على خطر تمسي
وتصبح لاهيا
|
|
أتدري بما ذا لو
عقلت تخاطر
|
وان امرأ يسعى
لدنياه جاهدا
|
|
ويذهل عن أخراه
لا شك خاسر
|
فحتام على الدنيا
إقبالك وبشهواتها اشتغالك قد وحطك القتر وداناك الذبر دانت عما يراد بك ساه لومك
لاه.
وفي ذكر هول
الموت والقبر والبلى
|
|
عن اللهو
واللذات للمرء زاجر
|
انظر إلى الأمم
الخالية والقرون الفانية والملوك الماضية العاتية كيف انتفستهم الأيام وأفناهم
الحمام فامتحت من الدنيا آثارهم وبقيت فها أخبارهم.
وأضحوا رميما في
التراب واقفرت
|
|
مجالس منهم عطلت
ومقاصر
|
وحلّوا بدار لا
تزاور بينهم
|
|
وانّى لسكان
القبور التزاور
|
فما ان ترى إلّا
جثى قد ثووا بها
|
|
مسنمة تسفى عليها
الأعاصر
|
كما عانيت من ذي
عزة وسلطان وجنود وأعوان تمكن من دنياه ونال فيها مناه فبنى الحصون والدساكر وجمع
الاعلاق والذخائر.
فما صرفت كفّ
المنية إذ أتت
|
|
مبادرة تهوى
اليه الذخائر
|
ولا دفعت عنه
الحصون التي بنى
|
|
وحفّت بها
أنهارها والدساكر
|
ولا قارعت عنه
المنية خيله
|
|
ولا طمعت في
الذبّ عنه العساكر
|
أتاه من أمر الله
ما لا يرد ونزل به من قضائه ما لا يسد فتعالى الله الملك الجبار المتكبر القهار
قاصم الجبارين ومبير المتكبرين.
ملك عزيز ما
يردّ قضائه
|
|
عليم حكيم نافذ
الأمر قاهر
|
عنى كلّ ذي عزّ
لعزة وجهه
|
|
وكل عزيز
للمهيمن صاغر
|
لقد خشعت واستسلمت
وتضاءلت لعزة ذي العرش الملوك الجبابر البدار البدار والحذار الحذار من الدنيا
ومكايدها وما نصبت لك من مصايدها وتخلّت لك من زينتها واستشرفت لك من فتنتها.
وفي دون ما
عاينت من فجعاتها
|
|
إلى رفضها مراع
وبالزهد آمر
|
فجدّ ولا تغفل
فعيشك زائل
|
|
وأنت إلى دار
المنية صابر
|
فلا تطلب الدنيا
فان طلابها
|
|
وإن تلت منها
غبة لك ضائر
|
وهل يحرص عليها
لبيب أو يسر بلذاتها أريب وهو على ثقة من فنائها وغير طامع في بقائها أم كيف تنام
عين من يخشى البيات وتسكن نفس من يتوقع الممات.
ألا لا ولكنا
نفر نفوسنا
|
|
وتشغلنا اللذات
عما نحاذر
|
فكيف تلذ العيش
من هو موقن
|
|
بموقف عدل يوم
تبلى السرائر
|
كأنا نرى إلّا
نشور واننا
|
|
سدى ما لنا بعد
الفناء مصادر
|
وما عسى أن ينال
طالب الدنيا من لذتها ويتمتع به من بهجتها مع فنون مصائبها وأصناف عجائبها وكثرة
التعب في طلابها ومكابد أسقامها وأوصابها.
وما ان بنى في
كل يوم وليلة
|
|
يروح عليه صرفه
ويباكر
|
تغاوره آفاتها
وهمومها
|
|
وكم ما عسى يبقى
لها المتغاور
|
فلا هو مغبوط
بدنياه آمن
|
|
ولا هو عن
تطلابها النفس قاصر
|
كم غرت الدنيا من
مخلد إليها وصرعت من مكبّ عليها فلم تنعشه من صرعته ولم تقله من عثرته ولم تداوه
من شعبه ولم تشفه من ألمه.
بلى أوردته بعد
عزّ ومنعة
|
|
موارد سوء ما
لهنّ مصادر
|
فلما رأى أن لا
نجاة وانه
|
|
هو الموت لا
ينجيه منه الموازر
|
تندم لم تفنيه
طول ندامة
|
|
عليه وأبكته
الذنوب الكبائر
|
بكى على ما له سلف
من خطاياه وتحسّر على ما خلّف من دنياه حيث لا تنفعه الاستعبار ولا ينجيه الاعتذار
من هو المنية ونزول البلية.
أحاطت به آفاته
وهمومه
|
|
وابلس لما
أعجزته المعاذر
|
فليس له مما
يحاذر ناصر
|
|
وقد جشأت خوف
المنية نفسه
|
ترددها
دون اللهاة الحناجر
|
هنا لك خفّ عنه
غواده وأسلمه أهله وعواده وارتفعت الرزية والعويل ويئسوا من برء العليل غمّضوا
بأيديهم عيينة ومدوا عند خروج نفسه.
فكم موجع يبكى
عليه تفجّعا
|
|
ومستنجد صبرا
وما هو صابر
|
ومسترجع داع له
الله مخلص
|
|
يعدّد منه خير
ما هو ذاكر
|
وكم شامت مستبشر
بوفاته
|
|
وعما قليل كالذي
صار صابر
|
شقت جيوبها نساؤه
ولطمت خدودها إماؤه وأعول لفقده جيرانه وتوجّع لرزئه إخوانه ثم أقبلوا على جهازه
وتشمروا لابرازه.
فظلّ أحب القوم
كان لقربه
|
|
يحثّ على تجهيزه
ويبادروا
|
شمّر من قد
احضروه لغسله
|
|
ووجه لما فاض
للقبر حافر
|
وكفّن في ثوبين
واجتمعت مشيّعة إخوانه والعشائر فلو رأيت الأصغر من أولاده وقد غلب الحزن على
فؤاده يغشى من الجزع عليه وقد خضّب بالدموع خديه ثم
أفاق وهو يندب
أخاه ويقول بشجو وا ويلاه.
لا بصرت من قبح المنية
منظرا
|
|
يهال لمرآة
ويرتاع ناظر
|
أكابر أولاد
يهيج اكتيابهم
|
|
إلى ما تناسوه
البنون الأصاغر
|
ورنّة نسوان
عليه جوازع
|
|
مدامغها فوق
الخدود غزائر
|
ثم أخرج من سعة
قصره إلى ضيق قبره حثوا بأيديهم عليه التراب وأكثروا التلدد والانتحاب ووقفوا ساعة
عليه وقد يئسوا من النظر اليه.
فولوا عليه
معلولين وكلهم
|
|
لمثل الذي لامي
أخوهم محاذر
|
كشاه رتاع آمنات
بدا لها
|
|
بمدنية بادى
الذراعين حاسر
|
فريعت ولم ترتع
قليلا وأجفلت
|
|
فلما انتهى منه
الذي هو حاذر
|
عادت إلى مراعاها
ونسيت ما في اجتهادها ا فبافعال البهائم اقتدينا أم على آثارها جرينا عد إلى ذكر
المنقول إلى الثرى والمدفوع إلى هول ما ترى.
هوى مصرعا في
لحده وتوزعت
|
|
مواريثه أرحامه
والأواصر
|
وانحوا على
أمواله يقسمونها
|
|
ولا حامدا منهم
عليها وشاكر
|
فيا عامر الدنيا
ويا ساعيا لها
|
|
ويا آمنا من أن
تدور الدوائر
|
كيف أمنت هذه
الحالة وأنت ساير إليها لا محالة أم كيف تتهنّأ بحياتك وهي مطيّتك إلى مماتك أم
كيف يشبع طعامك وأنت تنتظر حمامك.
ولم تتزود
للرحيل وقد دنا
|
|
وأنت على حال
وشيكا مسافر
|
ويا ويح نفسي كم
اسوّف توبتي
|
|
وعمري فإن
والردى لي ناظر
|
وكل الذي أسلفت
الصحف مثّلت
|
|
يحاذي عليه عادل
الحكم قاهر
|
فكم ترقّع بدينك
دنياك وتركت في ذلك هواك إني لأراك ضعيف اليقين يا واقع الدنيا بالدين أبهذا أمرك
الرحمن أم على هذا ذلك القرآن.
تخرّب ما يبقى
وتعمر فانيا
|
|
فلا ذاك موفور
ولا ذاك عامر
|
فهل لك ان وافاك
حتفك بغتة
|
|
ولم تكتسب خير
لدى الله عاذر
|
أترضى بأن تفنى
الحياة وتنقضي
|
|
ودينك منقوص
ومالك وافر
|
كلام الامام السجاد عليهالسلام في أقسام الصوم
رواه جماعة :
فمنهم العلامة شيخ
الإسلام إبراهيم بن محمد المؤيد الخراساني الجويني في «فرائد السمطين» (ج ٢ ص ٢٢٩
ط بيروت) قال :
أخبرنا القاضي
فاضل قطره ، بل كامل عصره بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن وهسوذان الرناني
الزنجاني رحمهالله بقراءتي عليه في داره زنجان سلخ شهر رمضان ويوم عيد الفطر
لسنة خمس وتسعين وست مائة قلت له : أخبرك الامام ضياء الدين أبو حامد محمد بن
الحسن بن محمد الغزنوي الأصل الزنجاني المولد ـ إجازة؟ قال : نعم ، قال : أخبرنا
الشيخ أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب قراءة عليه وأنا أسمع. حيلولة : أقول :
وأخبرني بجميع روايات ذاكر هذا ، الشيخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج
إجازة بروايته عنه ، إجازة ، قال : أنبأنا الشيخ الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي
بن ميمون النرسي قدم علينا ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد
الرحمن بن الحسين قراءة ، أنبأنا أحمد بن محمد بن علي الصوفي التميمي قراءة عليه ،
أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن حسان الزنجاني المقرئ ، حدثنا أحمد بن محمد أبو
سهل الرازي ، حدثنا القاسم بن محمد الضبي ، حدثنا سليمان [بن] داود [عن سفيان بن
عيينة] : عن الزهري قال : دخلت على علي بن الحسين فقال لي : يا زهري من أين جئت؟
قلت : من المسجد. قال : فيم كنتم؟ قلت : تذاكرنا أمر الصوم فاجتمع رأيي ورأي
أصحابي [على] أنه ليس شيء من الصوم واجب إلّا [صوم] شهر رمضان. فقال علي بن الحسين
: ليس كما قلتم ، إن الصوم على أربعة وثلاثين وجها ، عشر خصال منها واجبة كوجوب
شهر رمضان ، وعشر خصال منها حرام ، وأربعة عشرة خصلة منها صاحبها [فيها] بالخيار
إن شاء
صام وإن شاء أفطر.
فأما عشر خصال التي هي واجبة : فصوم شهر رمضان ، و [صوم] شهرين متتابعين فيمن جامع
أو أكل متعمدا في شهر رمضان واجب إذا لم يجد العتق. وصوم شهرين متتابعين [في]
كفارة الظهارة إذا لم يجد العتق واجب. وصوم شهرين متتابعين في [قتل] الخطاء إذا لم
يجد العتق. وصوم ثلاثة أيام متتابعات في كفّارة اليمين واجب إذا لم يقدر على العتق
وعلى الطعام. وصوم أذى حلق الرأس كما قال الله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ
بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) [فصاحبها فيها
بالخيار ، فإن صام صام ثلاثة أيام].
وصوم المتعة واجب
لمن يجد الهدي وذلك كما قال الله عزوجل : (فَمَنْ تَمَتَّعَ
بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ
يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ،
تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ
الْحَرامِ). وصوم جزاء الصيد [واجب] قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً
فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ
هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ
صِياماً) [المائدة : ٩٥].
ثم قال : أو تدري كيف يكون عدل الصيام يا زهري؟ قال : قلت : لا. قال : يقوّم الصيد
قيمة ثم يفض تلك القيمة على الأصوع فينظركم صاع هنّ فصام لكل نصف صاع يوما وصوم
النذر واجب. وصوم الاعتكاف واجب. وأما صوم الحرام فصوم يوم الأضحى ويوم الفطر ،
وثلاثة من أيام التشريق. وصوم يوم الشك أمرنا به ونهينا عنه ، أمرنا به أن نصومه
شعبان ، ونهينا أن نفرده رمضان. وصوم الوصال. وصوم الصمت. وصوم الدهر. وصوم نذر
المعصية كل ذلك حرام. وأما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار : فصوم يوم الجمعة ويوم
الخميس ويوم الاثنين ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر وستة أيام
من شوال بعد شهر رمضان فهذا صاحبها بالخيار ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر. فهذه
جماع الصوم يا زهري.
مستدرك
ما قيل في شأنه عليهالسلام
منها
قصيدة الفرزدق ابن غالب الشاعر
رواها جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٣١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
قال علماء السير :
حج هشام بن عبد الملك ولم يل الخلافة بعد ، فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر
فيستلمه ، فلم يقدر عليه ، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ، فأقبل علي بن
الحسين فطاف بالبيت ، فلما بلغ إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلمه ، فقال رجل من
أهل الشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه ، مخافة
أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضرا ، فقال الفرزدق : ولكني أعرفه ، فقال
الشامي : من هذا يا أبا فراس؟ فقال :
هذا الذي تعرف
البطحاء ووطأته
|
|
والبيت يعرفه
والحل والحرم
|
هذا ابن خير
عباد الله كلهم
|
|
هذا التقي النقي
الطاهر العلم
|
إذا رأته قريش
قال قائلها
|
|
إلى مكارم هذا
ينتهي الكرم
|
ينمي إلى ذروة
العز التي قصرت
|
|
عن نيلها عرب
الإسلام والعجم
|
يكاد يمسكه
عرفان راحته
|
|
ركن الحطيم إذا
ما جاء يستلم
|
لو يعلم الركن
من قد جاء يلثمه
|
|
لخرّ يلثم منه
الكف والقدم
|
يغضي حياء ويغضى
من مهابته
|
|
فما يكلّم إلّا
حين يبتسم
|
من جده دان فضل
الأنبياء له
|
|
وفضل أمته دانت
له الأمم
|
ينشق نور الهدى
عن نور غرته
|
|
كالشمس ينجاب عن
إشراقها القتم
|
مشتقة من رسول
الله نبعته
|
|
طابت عناصره
والخيم والشيم
|
هذا ابن فاطمة
إن كنت جاهله
|
|
بجدّه أنبياء
الله قد ختموا
|
الله شرّفه قدما
وفضله
|
|
جرى بذاك له في
لوحه القلم
|
وليس قولك : من
هذا؟ بضائره
|
|
العرب تعرف من
أنكرت والعجم
|
كلتا يديه غياث
عمّ نفعهما
|
|
يستوكفان ولا
يعروهما العدم
|
سهل الخليقة لا
تخشى بوادره
|
|
يزينه اثنان حسن
الخلق والشيم
|
حمال أثقال
أقوام إذا فدحوا
|
|
رحب الفناء أريب
حين يعتزم
|
عم البرية
بالإحسان فانقشعت
|
|
عنه الغيابة
والاملاق والعدم
|
من معشر حبهم
دين وبغضهم
|
|
كفر وقربهم منجى
ومعتصم
|
إن عدّ أهل
التقى كانوا أئمتهم
|
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل هم
|
لا يستطيع جواد
بعد غايتهم
|
|
ولا يدانيهم قوم
وإن كرموا
|
هم الغيوث إذا
ما أزمة أزمت
|
|
والأسد أسد
الشرى والبأس محتدم
|
لا ينقص العسر
بسطا من أكفهم
|
|
سيان ذلك إن
أثروا وإن عدموا
|
يستدفع السوء
والبلوى بحبهم
|
|
ويسترب به
الإحسان والنعم
|
مقدّم بعد ذكر
الله ذكرهم
|
|
في كل بدء
ومختوم به الكلم
|
يأبى لهم أن يحل
الذم ساحتهم
|
|
خيم كريم وأيد
بالندى هضم
|
أي الخلائق ليست
في رقابهم
|
|
لأولية هذا أوله
نعم
|
ما قال لا قط
إلّا في تشهده
|
|
لو لا التشهد
كانت لاؤه نعم
|
من يعرف الله
يعرف أولية ذا
|
|
الدين من بيت
هذا ناله الأمم
|
قال : فغضب هشام
وأمر بحبس الفرزدق بعسفان ـ بين مكة والمدينة. وبلغ ذلك علي بن الحسين ، فبعث إلى
الفرزدق باثني عشر ألف درهم ، وقال : أعذر أبا فراس ،
فلو كان عندنا
أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها الفرزدق وقال : يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت
إلّا غضبا لله عزوجل ولرسوله ، وما كنت لأزرأ عليه شيئا ، فقال : شكر الله لك ،
إلّا إنا أهل البيت إذا أنفذنا أمرا لم نعد فيه ، فقبلها ، وجعل يهجو هشاما وهو في
الحبس ، فكان مما هجاه به قوله :
أتحبسني بين
المدينة والتي
|
|
إليها قلوب
الناس يهوى منيبها
|
يقلّب رأسا لم
يكن رأس سيد
|
|
وعين له حولاء
باد عيوبها
|
توفي علي بن
الحسين بالمدينة في هذه السنة ، ودفن بالبقيع ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ومن العجائب :
ثلاثة كانوا في زمان واحد ، وهم بنو أعمام ، كل واحد منهم اسمه علي ، ولهم ثلاثة
أولاد كل واحد اسمه محمد ، والآباء والأبناء علماء أشراف : علي ابن الحسين بن علي
، وعلي بن عبد الله بن عباس ، وعلي بن عبد الله بن جعفر.
ومنهم الشريف أحمد
بن عبد الله الحسيني الإيجي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ق ٣٩٢ نسخة مكتبة الملي
بفارس) قال :
قال الحافظ
الصالحاني ومما قيل فيه وأدّى منشده حق الولاء ويوفيه ـ فوجدت بخط المادني يروي عن
كيسان عن الهيثم بن عدي قال : حج عبد الملك بن مروان وكان معه الفرزدق بن غالب
فبينا هو قاعد ومر علي بن الحسين عليهماالسلام يمشي على سمت السكون والوقار وهيئة الأئمة الأخيار يتلألأ
من وجهه أنوار العبادات ويتفرس من ميامن ناصيته شعاشع الكرامات ومعه طائفة بكعبة
ولائه طائفة فقال عبد الملك : من هذا الذي لا أعرف طوله يستعمش بزور الإنكار من
حوله فقال الفرزدق : أنا أعرفه وأعرّفه وأنشأ : هذا الذي تعرف البطحاء ووطأته ..
القصيدة.
وقال الامام
اليافعي في تاريخه في ذكر الفرزدق ومفاخراته ومباهاته مع بعض الشعراء : وينسب إلى
الفرزدق ومكرمة فاخرة يرجى له بها الرحمة في دار الآخرة وهي انه لما حج هشام بن
عبد الملك في أيام أبيه طاف وجهد أن يقبل الحجر
الأسود فلم يقدر
عليه لكثرة الزحام فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل
الشام فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين وكان من أحسن الناس وجها
وأطيبهم ريحا قلت : بل أطيبهم وأشرفهم ذاتا وطبعا وأصلا وفرعا ـ فطاف بالبيت فلما
انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم فقال رجل من أهل الشام : من هذا الرجل
الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام : لا أعرفه مخافة أن لا يرغب فيه أهل الشام
وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه فقال الشامي : من هذا يا أبا فراس؟ فقال :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.
وحكى الشيخ الامام
أبو الحسن علي بن عثمان الجلابي حكاية الفرزدق كما حكاه اليافعي.
وأما الشيخ
العلامة كمال الدين ابن طلحة حكاها أن الفرزدق لقى أمير المؤمنين أبا عبد الله
الحسين بن علي عليهماالسلام مسيره إلى كربلاء فلما ودعه الفرزدق وفي نفر من أصحابه
ومضى ويريد مكة فقال له ابن عمّ له من بني مجاشع : يا أبا فراس هذا الحسين بن علي؟
قال الفرزدق : نعم هذا الحسين بن علي وابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى صلىاللهعليهوآله وبارك وسلم هذا والله ابن خيرة الله وأفضل من مشى على
الأرض الآن وقد كنت قلت فيه قبل اليوم أبياتا غير متعرّض لمعروفه بل أردت بذلك وجه
الله والدار الآخرة فلا عليك أن تسمعها فقال ابن عمران رأيت ان تسمعنيها أبا فراس
فقال : قلت فيه وفي امه وأبيه وجده ـ فأنشد القصيدة.
وقال ابن طلحة :
ولما حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه
وجاء علي بن الحسين عليهماالسلام فوقف له الناس وتنحوا حتى استلم فقال جماعة هشام لهشام :
من هذا؟ فقال : لا أعرفه. فسمعه الفرزدق فقال : لكنني أعرفه هذا علي بن الحسين زين
العابدين وأنشد هشاما من الأبيات التي قالها في أبيه الحسين : هذا ابن خير عباد
الله كلهم ...
وخلاف بين
الكتابين في الزيادة والنقصان فان الأبيات في «المنتظم» ثمان وعشرون بيتا وفي «توضيح
الدلائل» ثلاث وعشرون بيتا. والحال ليس في الأول :
هذا ابن فاطمة
الزهراء ويحكم
|
|
وابن الوصي علي
خيركم قدم
|
وأيضا ليس فيه :
هذا علي رسول
الله والده
|
|
أمست بنور هداه
تهتدي الظلم
|
وأيضا ليس فيه :
في كفّه خيزران
ريحها عبق
|
|
في كفّ أروع في
عرنينه شمم
|
وليس في الثاني :
لو يعلم الركن من
قد جاء يلثمه ـ إلخ
و : سهل الخليقة
لا تخشى بوادره ـ إلخ
و : حمال أثقال
أقوام إذا فدحوا ـ إلخ
و : لا ينقص العسر
بسطا من أكفهم ـ إلخ
و : يستدفع السوء
والبلوى بحبهم ـ إلخ
و : مقدّم بعد ذكر
الله ذكرهم ـ إلخ
و : يأبى لهم أن
يحل الذم ساحتهم ـ إلخ
و : أي الخلائق
ليست في رقابهم ـ إلخ
ومنه ما رواه
الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن
أبي طالب» (ص ١٢٣ ط دار القلم دمشق) قال :
نروي من ذلك النزر
اليسير من الوفير الكثير والبحر الغزير.
يقول سعيد بن
المسيب : ما رأيت أحدا أورع من علي بن الحسين.
قال الزهري : ما
رأيت قريشيا أفضل منه. وكان إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين.
كان علي بن الحسين
يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدق به.
قال جرير : إنه
حين مات وجدوا بظهره آثارا مما كان يحمل بالليل الجرب إلى المساكين.
وعن شيبة : قال
لما مات علي بن الحسين وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة.
وعن محمد بن إسحاق
قال : كان الناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم؟ فلما مات علي
بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل. وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة
وتهيج الريح فيسقط مغشيا عليه.
وعن عبد الغفار بن
القاسم قال : كان علي بن الحسين خارجا من المسجد ، فلقيه رجل فسبّه ، فثار اليه
العبيد والموالي ، فقال علي بن الحسين : مهلا عن الرجل ، ثم أقبل على الرجل فقال :
ما ستر عنك من أمرنا أكثر ، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيى الرجل ، فألقى عليه
خميصة كانت عليه ، وأمر له بألف درهم ، فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من
أولاد الرسول.
وكان عند علي بن
الحسين قوم ، فاستعجل خادما له بشواء كان له في التنور ، فأقبل به الخادم مسرعا ،
فسقط السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة ، فأصاب رأسه فقتله ، فقال علي
للغلام : أنت حر ، إنك لم تعمده ، وأخذ في جهاز ابنه.
ومنه ما رواه أبو
الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في
تاريخ الملوك والأمم» (ج ٦ ص ٣٣٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي رواية : أنه
كان إذا أقرض قرضا لم يستعده ، وإذا عار ثوبا لم يرتجعه ، وإذا وعد شيئا لم يأكل
ولم يشرب حتى يفي بوعده ، وإذا مشى في حاجة فوقفت قضاها من ماله. وكان يحج ويغزو
ولا يضرب راحلته. وكان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة.
وقال الزهري : لم
أر هاشميا أفضل منه ولا أفقه منه.
مستدرك
فضائل ومناقب الامام الباقر محمد بن علي صلوات الله عليهما
مدح سيدنا الامام الباقر عليهالسلام
قاله العلامة
الكبير الشيخ محمد حسين الكمباني الاصفهاني قدسسره :
أضاء وجه العلم
والرسوم
|
|
بنور وجه باقر
العلوم
|
إذ هو شمس مشرق
الحقائق
|
|
وبدره المشرق
بالدقائق
|
وكعبة العلم
ومستجارها
|
|
بل في فناء بابه
قرارها
|
ومشعر التوحيد
والشهود
|
|
بل مشرع الحياة
والوجود
|
بل هو ماء
الحيوان الجاري
|
|
فانه سر الوجود
الساري
|
رقيقة الحقيقة
الكلية
|
|
حقيقة الرقائق
العلوية
|
إذ هو في مقامه
المكين
|
|
واسطة التشريع
والتكوين
|
صحيفة التكوين
من إنشائه
|
|
ونسخة التشريع
من إملائه
|
ما قلم القضا
وما لوح القدر
|
|
لو لا بناته لدى
أهل النظر
|
فانه قطب رحى
المشية
|
|
لا بل هو المشية
الفعلية
|
هو المدار في
محيط المعرفة
|
|
به استدار كل
اسم وصفة
|
لا بل هو المدبر
في أفلاكها
|
|
وهو له الحكم
على أملاكها
|
وفي كتاب علمه
الربوبي
|
|
دقائق الأسرار
والغيوب
|
أم الكتاب في
علو رتبته
|
|
فصل الخطاب في
بليغ حكمته
|
جوامع الحكمة
مفرداته
|
|
سحائب الرحمة
مرسلاته
|
وهو لسان الله
في بيانه
|
|
وسره المودع في
لسانه
|
قام بحمل راية
الرسالة
|
|
بمحكم البيان
والدلالة
|
فطبق الأرض
بلابتيها
|
|
بالعلم إشفاقا
بمن عليها
|
وشيد الدين
الحنيف السامي
|
|
حتى علت دعائم
الإسلام
|
قامت به قواعد
التوحيد
|
|
واستحكمت برأيه
السديد
|
فرق جمع الغي
والضلال
|
|
بجمع شمل العلم
والكمال
|
أحيا دوارس
الربوع الخالية
|
|
فأصبحت ذات قباب
عالية
|
أنار وجه الحق
والحقيقة
|
|
بأحسن البيان
والطريقة
|
أحيا بما فيه من
اللطائف
|
|
لطيفه العارف
والمكاشف
|
أحيا بعلمه
معالم الهدى
|
|
فأصبحت آمنة من
الردى
|
وأشرقت به سماء
المعرفة
|
|
مذ أصبحت وشمسها
منكسفة
|
بل استنار عالم
الأنوار
|
|
بنوره الخاطف
للأبصار
|
به استنار الملأ
الأعلى كما
|
|
بالنير الأعظم
ضاءت السما
|
فانه في النور
النور والضياء
|
|
نور سماء عالم
الأسماء
|
علومه الغر
مصابيح الهدى
|
|
بنور علمه اهتدى
من اهتدى
|
هو الصراط
المستقيم الأزلي
|
|
به اهتدى كل نبي
وولي
|
علومه أثماره
الزكية
|
|
من دوحة العلم
المحمدية
|
جوهر علمه من
الكنز الخفي
|
|
فيا له من شرف
في شرف
|
ناشر آثار النبي
الهادي
|
|
بالعلم والحكم
والإرشاد
|
به استبانت
لأولي الأفهام
|
|
معالم الحلال
والحرام
|
به صفت شريعة
المختار
|
|
عن كدر الأهواء
والأفكار
|
كأنها الكوثر في
الصفاء
|
|
طاب ورودها لطيب
الماء
|
به نمت وأورقت
أشجارها
|
|
به زكت وأينعت
أثمارها
|
به تدلت لذوي
المعالي
|
|
أغصانها في غاية
الكمال
|
فاقت بيمنه
شرائع السلف
|
|
فهي كدرة وتلك
كالصدف
|
(الشمائل القدسية)
وكان كالنبي في
شمائله
|
|
وفي صفاته وفي
دلائله
|
ففي محياه حياة
العرفا
|
|
وكيف لا وهو
شبيه المصطفى
|
ووجهه الوجيه
قبلة الورى
|
|
من كل ما يرى
وما ليس يرى
|
وعينه عين عيون
المعرفة
|
|
أسرارها بنورها
منكشفة
|
وصدره خزانة
الجواهر
|
|
وكنز أسرار
الوجود الزاهر
|
وقبلة طور تجلى
الباري
|
|
يندك فيه عالم
الأنوار
|
وروحه في عالم
الأرواح
|
|
منزلة الروح من
الأشباح
|
والخير كل الخير
في لسانه
|
|
والعلم كل العلم
في بيانه
|
منطقه منطقة
الكمال
|
|
ناطقة بالعدل
والاعتدال
|
وللصواب والخطا
ميزان
|
|
والحق والصدق له
عنوان
|
مستدرك
اسمه ونسبه الشريف وكناه وألقابه وميلاده ووفاته عليهالسلام
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٢ ص ١٥٢ وج ١٩ ص ٤٨٨ وج ٢٨ ص ٢١٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك
هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
__________________
__________________
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٧ ص ١٦١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، أبو جعفر الباقر : باقر العلم ، امه أم عبد الله بنت
الحسن بن علي بن أبي طالب ، وولد له جعفر ، وعبد الله من ام فروة بنت القاسم بن
محمد بن أبي بكر الصديق.
وقال في ص ١٦٢ :
توفي محمد في هذه السنة ، وقيل : سنة ثمان عشرة ، وقيل : سبع عشر وهو ابن ثلاث وسبعين
سنة ، وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه.
ومنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج
٣ ص ١٦٢ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
أبو جعفر محمد بن
بن علي بن الحسين. ٣٤١٧.
__________________
ومنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج ١ ص ١٦٤ ط مصر) قال :
توفى في المدينة
المنورة سنة ١١٧ ودفن في قبة العباس رضياللهعنهما.
ومنهم العلامة أبو
عبد الله محمد بن يوسف الگنجي الشافعي القرشي المقتول سنة ٦٥٨ ه في «كفاية الطالب»
(ص ٤٥٥ ط النجف الأشرف) قال :
ولد بالمدينة سنة
سبع وخمسين من الهجرة وقبض بها سنة أربع عشرة ومائة وله يومئذ سبع وخمسون سنة
وقبره بالبقيع مع أبيه وجدته كان له من الولد سبعة أولاد.
مستدرك
كراماته عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ٢٨ ص ٢٣٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه ، رواه جماعة
:
فمنهم العلامة
يوسف بن اسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء»
(ج ١ ص ١٦٤ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
محمد الباقر بن
علي زين العابدين بن الحسين رضياللهعنهم ، أحد أئمة ساداتنا آل البيت الكرام ، وأوحد أعيان العلماء
الأعلام. ومن كراماته : ما روي عن أبي بصير قال : كنت مع محمد بن علي في مسجد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم إذ دخل المنصور وداود بن سليمان قبل أن يفضى الملك لبني
العباس ، فجاء داود إلى الباقر فقال له : ما منع الدوانيقي أن يأتي؟ قال : فيه
جفاء ، فقال الباقر : لا تذهب الأيام حتى يلي هذا الرجل أمر الخلق ، فيطأ أعناق
الرجال ، ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز المال ما لا يجمعه
غيره ، فأخبر داود المنصور بذلك ، فأتى
إليه وقال : ما
منعني من الجلوس إليك إلّا إجلالك ، وسأله عما أخبر به داود فقال : هو كائن ، قال
: وملكنا قبل ملككم ، قال نعم ، قال : ويملك بعدي أحد من ولدي ، قال : نعم ، قال فمدة
بني أمية أطول أم مدتنا؟ قال : مدتكم أطول ، وليلعبن بهذا الملك صبيانكم كما
يلعبون بالكرة ، بهذا عهد إليّ أبي ، فلما أفضت الخلافة إلى المنصور تعجب من قوله
، قال في [المشرع الروي] توفى في المدينة المنورة سنة ١١٧ ، ودفن في قبة العباس رضياللهعنهما.
مستدرك
نبذة من كلماته عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
في ج ١٢ ص ١٨٥ وج ١٩ ص ٤٩٤ وج ٢٨ ص ٢٤٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية المتوفى سنة ٧٥١ ه في «عدة
الصابرين وذخيرة الشاكرين» (ص ١٥٦ ط دار الآفاق الجديدة في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
وقال جعفر بن محمد
رضياللهعنه : فقد أبي بغلة له فقال : ان ردها الله عليّ لأحمدنه
بمحامد يرساها. فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها ، فركبها فلما استوى عليها وضم
اليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال : الحمد لله! لم يزد عليها. فقيل له في ذلك
فقال : هل تركت وأبقيت شيئا ، جعلت الحمد كله لله.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٧ ص ١٦٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا عبد الوهاب
الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، قال : أخبرنا
أبو بكر بن محمد
بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا ابن صفوان ، قال :
حدثنا عبد الله بن محمد القرشي ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا سعيد
بن سليمان عن إسحاق بن كثير ، عن عبد الله بن الوليد ، قال : قال لنا أبو جعفر
محمد بن علي : يدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد؟ قلنا : لا ، قال : فلستم
إخوانا كما تزعمون.
ومنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج
١ ص ١٠٢ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
أسأل الله
العافية. محمد بن علي فضائل القرآن ٥٩٦٠. ٣ / ٣٥٧ ..
ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين ـ للغزالي» (ج ٢
ص ١٢٦ ط القاهرة) قال :
وقد قال محمد بن
علي بن الحسين بن علي : ما دخل قلب امرئ شيء من التكبر قط إلّا نقص من عقله بقدر
ما دخل من ذلك ، قلّ أو كثر.
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١ ص ٣٠٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أنبأنا أبو عبد
الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس ، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا
أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد ابن إسماعيل بن
داود الطوسي ، حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني إسماعيل بن أبي أويس ، عن أبيه
، عن الربيع بن قريع الغطفاني ، عن عقبة بن بشير ، قال : سألت محمد ابن علي بن
الحسين ، قلت : يا أبا جعفر من أول من تكلم بالعربية؟ قال : إسماعيل وهو يومئذ ابن
ثلاث عشرة سنة ، قلت : فما كان كلام الناس قبل ذلك قال : العبرانية.
وفي رواية عن أبي
جعفر ، قال : ألهم الله إسماعيل العربية فنطق بها.
كلامه عليهالسلام في «البيداء»
رواه جماعة :
فمنهم العلامة ابن
أبي الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ٢ ص ٢٩٥ ط مصر) قال : فسئل أبو جعفر محمد
بن علي [عن البيداء] : أهي بيداء في الأرض؟ فقال : كلّا والله انها بيداء المدينة.
أخرج البخاري بعضه [أي بعض حديث الخسف بالجيش في البيداء]. وأخرج مسلم الباقي ـ الصحيح
لمسلم : ٤ / ٢٠٩.
وقال أيضا في ج ٧
ص ١٠٨ في وصية أبيه اليه عليهماالسلام : وروى صاحب الكامل أيضا عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : لما حضرت الوفاة علي بن الحسين عليهماالسلام أبي ضمني إلى صدره ثم قال : يا بني أوصيك بما أوصاني به
أبي يوم قتل وبما ذكر لي ان أباه عليا عليهالسلام أوصاه به : يا بني عليك ببذل نفسك فانه لا يسر أباك بذل
نفسه حمر النعم.
ومنهم العلامة
الشيخ عز الدين عبد الحميد ابن أبي الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١١ ص ٤٣ ط
القاهرة) قال :
وقد روي أن أبا
جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، قال لبعض أصحابه : يا فلان ، ما لقينا من ظلم قريش إيانا
، وتظاهرهم علينا ، وما لقى شيعتنا ومحبونا من الناس! إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش
حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقّنا وحجتنا. ثم تداولتها قريش ،
واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا ، فنكثت بيعتنا ، ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب
الأمر في صعود كئود ، حتى قتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ثم غدر به ، وأسلم ، ووثب
عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره ، وعولجت خلاليل أمهات
أولاده ، فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته ، وهم قليل حق قليل. ثم بايع
الحسين عليهالسلام من أهل العراق عشرون
ألفا ، ثم غدروا
به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم وقتلوه ، ثم لم نزل ـ أهل البيت ـ نستذل ونستضام
، ونقصى ونمتهن ، ونحرم ونقتل ، ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ، ووجد
الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء
وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم
نقله وما لم نفعله ، ليغضونا إلى الناس ، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت
الحسن عليهالسلام ، فقلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة
، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره ، ثم لم يزل
البلاء يشتد ويزداد ، إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليهالسلام ، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ،
حتى إن الرجل ليقال له : زنديق أو كافر ، أحب إليه من أن يقال : شيعة علي ، وحتى
صار الرجل الذي يذكر بالخير ـ ولعله يكون ورعا صدوقا ـ يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة ،
من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ، ولا كانت ولا
وقعت وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع.
وقال أيضا في ج ١٣
ص ٢٠٧ : وروي أن بعض أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام سأله عن قول الله عزوجل : (إِلَّا مَنِ ارْتَضى
مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً). فقال عليهالسلام : يوكل الله تعالى بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم ، ويؤدون
إليه تبليغهم الرسالة ، ووكل بمحمد صلىاللهعليهوآله ملكا عظيما منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات ومكارم
الأخلاق ، ويصده عن الشر ومساويء الأخلاق ، وهو الذي كان يناديه : السلام عليك يا
محمد يا رسول الله وهو شاب لم يبلغ درجة الرسالة بعد ، فيظن أن ذلك من الحجر
والأرض ، فيتأمل فلا يرى شيئا.
مستدرك
فضائل ومناقب الامام السادس أبي عبد الله جعفر بن محمد سلام الله عليه
أنت يا جعفر ال
|
|
مدح والمدح عناء
|
جاز حدّ المدح
من
|
|
قد ولدته
الأنبياء
|
عبد الله بن
المبارك
مدح مولانا الامام جعفر الصادق عليهالسلام
قاله العلامة
الأكبر الشيخ محمد حسين الكمباني الاصفهاني قدسسره :
شق ظلام الجهل
فجر المعرفة
|
|
بصبحه الصادق
رسما وصفة
|
أصبح مشرقا محيط
الدين
|
|
بضوء صبح العلم
واليقين
|
وأصبحت دائرة
الحقائق
|
|
مشرقة بنور علم
الصادق
|
وأصبحت به اصول
المعرفة
|
|
على أساس جل عن
كل صفة
|
وأصبحت قواعد
التوحيد
|
|
قائمة برأيه
السديد
|
وأصبحت لطائف
المعارف
|
|
جلية في قلب كل
عارف
|
وأصبحت معاهد
العلوم
|
|
واضحة الحدود
والرسوم
|
وأصبحت به معالم
الهدى
|
|
زاهرة لمن تحرى
رشدا
|
وأصبحت سنة خير
الأنبيا
|
|
كالقمر البازغ
نورا وضيا
|
وأصبحت دقائق
الكتاب
|
|
تلمع كالشمس بلا
حجاب
|
وأشرقت من أفق
الرسالة
|
|
شمس الهدى
والرشد والدلالة
|
بل من سماء
الذات بدر المعرفة
|
|
به استنار كل
اسم وصفة
|
بل هو صبح الأزل
الوضاح
|
|
من نوره العقول
والأرواح
|
وهو مدار عالم
الأسماء
|
|
واسطة الإبداع
والإنشاء
|
وكل نور هو ضوء
نوره
|
|
ونور سيناء من
طوره
|
ونوره في عالم
الأنوار
|
|
كالبدر في
الكواكب الدراري
|
أنفاسه كالنفس
الرحماني
|
|
حياة ما في عالم
الإمكان
|
وفيض علمه على
الأنام
|
|
مقدس عن درن
الأوهام
|
وأمره الماضي
كلمح بالبصر
|
|
بل هو محور
القضاء والقدر
|
وعزمه المحيط
بالجهات
|
|
كنقطة المركز في
الثبات
|
غرته الغراء في
الاشراق
|
|
بارقة الأنفس
والآفاق
|
منطقه كالوحي لا
سواه
|
|
إذ هو لا ينطق
عن هواه
|
فانه في ذاته
العلية
|
|
سر الحقيقة
المحمدية
|
لسانه مفتاح
أبواب الحكم
|
|
لسانه مصباح
أرباب الهمم
|
لسانه محجة
القلوب
|
|
للسير في عوالم
الغيوب
|
لسانه لسان غيب
الباري
|
|
وسره المحيط
بالأسرار
|
تجلت الأسرار من
لسانه
|
|
وانجلت الأستار
من بيانه
|
بدت بنور علمه
الرباني
|
|
حقيقة القرآن
والمثاني
|
وكيف لا وعلمه
الالهي
|
|
مرآة غيب ذاته
كما هي
|
وعلم الأسماء
آدم الصفي
|
|
في كنه ذاته
وسره الخفي
|
ونال خضر من
لدنه علما
|
|
ومنه لقمان
استفاد حكما
|
ومنه داود أصاب
الحكمة
|
|
ثم ابنه إذ هو
باب الرحمة
|
وعنده علم
الكتاب كله
|
|
فكل من سواه تحت
ظله
|
بل هو كالبحر من
الحباب
|
|
ممن له علم من
الكتاب
|
وكل ما في الصحف
المكرمة
|
|
ففي كتابه
الحكيم محكمة
|
إذ هو في مقامه
الرفيع
|
|
صحيفة التكوين
والتشريع
|
وكيف لا وهي به
قوامها
|
|
ومنه بدئها به
ختامها
|
قام بتكميل
العقول والنهى
|
|
مبدؤه النبي وهو
المنتهى
|
بث لباب العلم
في الألباب
|
|
وميز القشر من
اللباب
|
أحيا بأنواع
العلوم والحكم
|
|
قلوب أرباب
المعالي والهمم
|
روى الصدور
بالعلوم الشافية
|
|
فانه عين الحياة
الصافية
|
أفاض كالحيا على
مواتها
|
|
فأسفر الصباح عن
حياتها
|
أبان عن حقائق
العرفان
|
|
بمحكم البيان
والبنيان
|
شيد أركان الهدى
بحكمه
|
|
وشاد قصرها بعالي
همته
|
همته من هامة
السماء
|
|
كقاب قوسين من
الغبراء
|
مهد للسير إلى
الحقيقة
|
|
قواعد السلوك
والطريقة
|
أعرب عن مقام سر
الذات
|
|
وعالم الأسماء
والصفات
|
حتى تجلى الحق
في كلامه
|
|
فشاهدوه وهو في
مقامه
|
بل أشرقت حقيقة
الحقائق
|
|
مذ بزغت شمس
محيا الصادق
|
وفي بيانه وفي
عيانه
|
|
غنى لذي عينين
عن برهانه
|
فلا وحق الصدق
لو لا الصادق
|
|
لم يك بالحق
الحقيق ناطق
|
له يد المعروف
عند العارف
|
|
بل يده البيضاء
على المعارف
|
دعى إلى مكارم
الأخلاق
|
|
بالقول والفعل
بالاتفاق
|
سن حديث الصدق
صدق لهجته
|
|
وحسن الأخلاق
حسن بهجة
|
وسار في الناس
بأحسن السير
|
|
سيرته سيرة خيرة
الخير
|
وهل ترى مكارم
الأخلاق
|
|
إلّا عن الطيب
في الأعراق
|
كان عظيم خلقه
تراثا
|
|
عن جده أكرم به
ميراثا
|
أفصح عن حقائق
الكتاب
|
|
بما يزيل ريبة
المرتاب
|
فانه سليل من
خوطب به
|
|
وهو ولي عهده
ومنصبه
|
بل هو في صحيفة
الوجود
|
|
كنقطة الباء لدى
الشهود
|
وليس ما في
الكتب المنزلة
|
|
إلّا وفي نقطة
باء البسملة
|
وفي بيانه لحفظ
السنة
|
|
ما ليس في السنة
الّا سنة
|
دافع عنها بقواه
العالية
|
|
مما خلت عنه
القرون الخالية
|
جاهد عنها أعظم
الجهاد
|
|
ببث روح العلم
والإرشاد
|
فاستحكمت بجده
حدودها
|
|
يغنيك عن آثارها
شهودها
|
أحيا ربوع العلم
بعد الطمس
|
|
فاخضر عوده عقيب
اليبس
|
حتى غدت رياضها
انيقه
|
|
وأثمرت ثمارها
الحقيقة
|
سادت به شريعة
الأحكام
|
|
نقية عن كدر
الأوهام
|
حتى صفا لأهلها
زلالها
|
|
وبان عن حرامها
حلالها
|
أكرم بها شريعة
معظمه
|
|
بنائها على أساس
العظمة
|
على أساس الوحي
والتنزيل
|
|
على يد الخبير
بالتأويل
|
مستدرك
اسمه ونسبه الشريف
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٢٠٨ وج ١٩ ص ٥٠٥ وج ٢٨ ص ٣٠٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ أبو
الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي الطرابلسي المتوفى بها سنة ٢٦١ في «تاريخ
الثقات» ترتيب الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى ٨٠٧ وتضمينات ابن حجر العسقلاني (ص
٩٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم أجمعين ولهم شيء ليس لغيرهم ، خمسة أئمة : جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب.
حدثني الحسين
الجعفي ، عن حفص بن غياث ، قال : قدمت البصرة ، فقالوا : لا تحدثنا عن ثلاثة :
جعفر بن محمد ، وأشعث بن سوار ، وأشعث بن عبد الملك ، فقلت : أما جعفر بن محمد فلم
أكن لأدع الحديث عنه ، لقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولفضله.
وقال الدكتور عبد
المعطي قلعجي في تعليقه على الكتاب : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب الهاشمي العلوي أبو عبد الله الصادق : روى عنه شعبة ، والسفيانان ، ومالك ،
وابن جريج ، وأبو حنيفة ، وخلق كثير ، ولا يسأل عن عدالته فهو الثقة ابن الثقة ،
ذكره ابن حبان في الثقات فقال : كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا ، يحتج
بحديثه وقد اعتبرت حديث الثقات عنه فرأيت أحاديث مستقيمة ، ليس فيها شيء يخالف
حديث الإثبات ، ومن المحال أن يلصق به ما جناه غيره. له ترجمة في التاريخ ابن معين
(٢ : ٨٧) ، التاريخ الكبير (١ : ٢ : ١٩٨ ـ ١٩٩) ، التهذيب (٢ : ١٠٣).
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٨ ص ١١٠ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد الله جعفر الصادق. امه ام فروة بنت
القاسم بن محمد بن أبي بكر. كان عالما زاهدا عابدا.
من كراماته عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء»
(ج ٢ ص ٤ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
جعفر الصادق أحد
أئمة ساداتنا آل البيت الكبار ، كان رضياللهعنه إذا احتاج إلى شيء قال : يا رباه أنا محتاج إلى كذا ، فما
يستتم دعاءه إلّا وذلك الشيء بجنبه موضوعا. قاله الشعراني.
قال المناوي : من
كراماته أنه سعي به عند المنصور ، فلما حجّ أحضر الساعي وأحضره وقال للساعي أتحلف؟
فقال نعم ، فقال جعفر للمنصور حلفه؟ بما أراه فقال حلفه ، فقال قل برئت من حول
الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي لقد فعل جعفر كذا وكذا ، فامتنع الرجل ثم حلف ،
فما تم حتى مات مكانه.
ومنها : أن بعض
البغاة قتل مولاه ، فلم يزل ليلته يصلي ثم دعا عليه عند السحر فسمعت الضجة بموته.
ومنها : أنه لما
بلغه قول الحكم بن العباس الكلبي في عمه زيد :
صلبنا لكم زيدا
على جذع نخلة
|
|
ولم نر مهديا
على الجذع يصلب
|
قال : اللهم سلط
عليه كلبا من كلابك ، فافترسه الأسد.
قال الامام الشلي
: من كراماته أن بني هاشم أرادوا أن يبايعوا محمدا وإبراهيم بن عبد الله المحض بن
الحسن المثنى ، وذلك في أواخر دولة بني مروان وضعفهم ، فأرسلوا لجعفر الصادق ،
فلما حضر أخبروه بسبب اجتماعهم فأبى فقالوا مد يدك لنبايعك ، فامتنع وقال : والله
إنها ليست لي ولا لهما ، وإنها لصاحب القباء الأصفر ، والله ليلعبن بها صبيانهم
وغلمانهم ، ثم نهض وخرج ، وكان المنصور العباسي يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر ، فما
زالت كلمة جعفر تعمل فيه حتى ملكوا.
قال الليث بن سعد
: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ، فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس ، وإذا برجل جالس
يدعو ، فقال : يا رب حتى انقطع نفسه ، ثم قال : اللهم يا حي يا حي حتى انقطع نفسه
، ثم قال : اللهم إني أشتهي العنب فأطعمنيه ، اللهم وإن بردي قد خلقا فاكسني ، فو
الله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا وليس على الأرض يومئذ عنب ،
وإذا ببردين موضوعين ولم أر مثلهما في الدنيا ، فأراد أن يأكل فقلت أنا شريكك لأنك
دعوت وأنا أؤمن فقال تقدم وكل ، فأكلت عنبا لم آكل مثله قط ، ما كان له عجم ،
فأكلنا ولم تتغير السلة ، فقال لا تدخر ولا تخبأ شيئا ثم أخذ أحد البردين ودفع
إليّ الآخر ، فقلت أنا في غنى عنه ، فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ، ثم أخذ البردين
اللذين كانا عليه فلقيه رجل بالمسعى فقال : اكسني يا ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما كساك الله ، فدفعهما إليه ، فقلت للذي أعطاه البردين
من هذا؟ قال جعفر بن محمد ، توفى بالمدينة المنورة سنة ١٤٨ ودفن بالبقيع في قبة
أهل البيت رضياللهعنه وعنهم أجمعين. ونفعني ببركاتهم والمسلمين.
مستدرك
وصيته عليهالسلام لابنه الامام الكاظم
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٢٨٤ وج ٢٨ ص ٣٤٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٨ ص ١١١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن
القاسم قال : حدثنا حمد بن أحمد قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال : حدثنا
أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم قال : حدثني أبو الحسن بن الحسين الكاتب قال :
حدثني أبي قال : قال : حدثني الهيثم قال : حدثني بعض
أصحاب جعفر الصادق
قال : دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية ، فكان مما حفظت منها
أن قال : يا بني ، اقبل وصيتي ، واحفظ مقالتي ، فإنك إن حفظتها تعش سعيدا ، وتمت
حميدا ، يا بني إنه من قنع بما قسم له استغنى ، ومن مدّ عينه إلى ما في يد غيره
مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم الله له اتهم الله في قضائه ، ومن استصغر زلة غيره
استعظم زلة نفسه. يا بني ، من كشف حجاب غير انكشفت عورات بيته ، ومن سلّ سيف البغي
قتل به ، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها ، ومن داخل السفهاء حقّر ، ومن خالط
العلماء وقّر ، ومن دخل مداخل السوء اتهم. يا بني ، قل الحق لك وعليك ، وإياك
والنميمة ، فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. يا بني إذا طلبت الجود فعليك
بمعادنه.
كلماته عليهالسلام
تقدم في ج ١٢ و ١٩
و ٢٨ ونستدرك هاهنا ما لم نروه هناك.
ومن كلامه عليهالسلام في التفسير
رواه جماعة :
فمنهم الشيخ محمد
علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم واعرابه وبيانه» (ج ٥ ص ١٦٦ ط دار الحكمة
دمشق وبيروت ١٤٠٢) قال :
وقال جعفر الصادق
: أمر الله عزوجل نبيه صلىاللهعليهوسلم بمكارم الأخلاق ، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق
من هذه : (خُذِ الْعَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ).
كلامه عليهالسلام في الفقه
رواه جماعة :
فمنهم قائد
الشافعية أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة ٢٠٤ في «المسند» (ص ٧٦ ط
دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
أخبرنا إبراهيم بن
محمد حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه انه كبر في العيدين والاستسقاء سبعا وخمسا وجهر بالقراءة.
وقال أيضا في ص ٩٣
: أخبرنا إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرض زكاة الفطر على الحر والعبد والذكر والأنثى ممن تمونون.
وقال في ص ٧٤ :
أخبرنا إبراهيم بن محمد أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا كان يغتسل يوم
العيدين ويوم الجمعة ويوم عرفة وإذا أراد أن يحرم.
وقال أيضا في ص
٣١٥ : أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين قال لا والله
ما سمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم.
وقال أيضا في ص
١٩٨ : أخبرنا إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال وجد في قائم سيف
النبي صلىاللهعليهوسلم كتاب ان أعدى الناس على الله سبحانه وتعالى القاتل غير
قاتله والضارب غير ضاربه من تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله سبحانه على
محمدصلىاللهعليهوسلم.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٨ ص ١١١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
حدثنا محمد بن أبي
القاسم قال : أخبرنا حمد بن أحمد قال : حدثنا أبو نعيم الاصفهاني قال : حدثنا أبي
قال : حدثنا أبو الحسن بن أبان قال : حدثنا أبو بكر بن
عبد الله قال :
حدثنا الوليد بن شجاع قال : حدثنا إبراهيم بن أعين ، عن يحيى بن الفرات قال : قال
جعفر بن محمد لسفيان الثوري : لا يتم المعروف إلّا بثلاثة : تعجيله ، وتصغيره ،
وستره.
أخبرنا محمد بن
ناصر قال : أنبأنا عبد المحسن بن محمد قال : حدثنا مسعود بن ناصر السجستاني قال :
أخبرنا سعيد بن أبي عمرو البحتري قال : سمعت أبا الحسن علي بن حمد بن عبيدة يقول :
سمعت أحمد بن سهل البخاري يقول : سمعت صالح ابن محمد يقول : سمعت أحمد بن عبيدة
يقول : سمعت محمد بن يوسف يقول : سمعت الثوري يقول : دخلت على جعفر بن محمد الصادق
فقلت له : يا ابن رسول الله ، مالي أراك قد اعتزلت عن الناس؟ قال : يا سفيان ، فسد
الزمان ، وتغيّر الاخوان ، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد ، ثم أنشأ يقول :
ذهب الوفاء ذهاب
أمس الذاهب
|
|
والناس بين
مخاتل وموارب
|
يغشون بينهم
المودة والصفا
|
|
وقلوبهم محشوّة
بعقارب
|
وقال أيضا في ج ٩
ص ١٠٧ ـ بعد ذكر سؤال المنصور الدوانيقي عن عبد الصمد العباسي عن حديث البر والصلة
ـ إلى أن قال : ثم التفت المنصور إلى جعفر بن محمد ، فقال : يا أبا عبد الله حدث
بني عمك وإخوتك بحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم في البر. فقال جعفر بن محمد : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
علي بن أبي طالب رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما من ملك يصل رحمه وذا قربته ويعدل في رعيته إلّا شيد
الله ملكه ، وأجزل له ثوابه ، وأكرم ما به ، وخفف حسابه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر أمل شلق في «معجم حكمة العرب» (ص ١٢٣ ط دار الكتب
العلمية بيروت)
قال :
احذروا الحقد فإن
الله يخذل الظالم وينصر المظلوم. جعفر الصادق.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد المنبجي الحنبلي في كتابه : «تسلية أهل
المصائب» (ص ١٢٢ ط دار الكتب العلمية) قال :
وعن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جده. قال : لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول : إن في الله عزاء من كل
مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب
من حرم الثواب. رواه الشافعي في مسنده.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة
زكريا بن محمد بن محمود القزويني المتوفى ٨٦٢ ه في «مفيد العلوم ومبيد الهموم» (ص
٢٩٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وقال جعفر بن محمد
: كفاك بالنصرة من الله أن ترى عدوك يعصي الله فيك.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليهالسلام» (ص ٧٥ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة) قال :
وذات يوم دخل على
جعفر الصادق سدير الصيرفي قال : يا أبا عبد الله ما يسعك القعود. قال لم؟ قال
لكثرة أنصارك .. مائة ألف. مائتي ألف. فتساءل الامام عن عدد المخلصين منهم. وأبدى
زهدا وبصرا بالعواقب.
والحق أن زين
العابدين وابنه وحفيده وبنيهم لم يتجهوا إلى أن تكون لهم دولة. ومن ذلك
قول الكاظم لهشام
بن الحكم : يا هشام كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة فخر
الدين أبو عبد الله أبو المعالي محمد بن عمر بن الحسين الرازي المعروف بابن الخطيب
في «المطالب العالية من العلم الالهي» (ج ١ ص ٢٤٢ ط دار الكتاب العربي بيروت) قال
:
سئل جعفر الصادق رضياللهعنه عن هذه المسألة أيضا فقال : شاهدنا قلعة حصينة ملساء ،
ظاهرها كالفضة المسبوكة ، وباطنها مملوء من الذهب المذاب والفضة المذابة ثم انشقت
الجدران ، وخرج من القلعة حيوان سميع بصير. فلا بد من مدبر يدبره ، وصانع يخلقه.
وعنى بالقلعة : البيضة. وبالحيوان : الفرخ.
وقال أيضا في ص
٢٤٣ : سئل جعفر بن محمد مرة أخرى عن الدليل فقال : أقوى الدلائل على وجوده : وجودي
وذلك لأن وجودي حدث بعد أن لم يكن. فله فاعل.
ومنهم الفاضل
المعاصر راجي الأسمر في «كنور الحكمة ـ أو : حكمة الدين والدنيا» (ص ١٩٧ ط دار
الجيل في بيروت) قال :
أقربكم إلى الحق
أحسنكم أدبا في الدين. جعفر الصادق.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج
١ ص ٤٨ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
إذا أقمت بأرض
عشرا فأتم. جعفر بن محمد عن أبيه عن علي. الصلاة ٤٣٣٤ ٢ / ٥٣٢.
إذا أقمت بأرض
عشرا فأتم. جعفر بن محمد بن علي عن أبيه. الصلاة ٤٣٣٣ ٢ / ٥٣٢.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
منهم العلامة
المولى شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج
١ ص ٩٧ ط دار الفكر بيروت) قال :
وقال جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم : علم الله تعالى وتقدس
عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنهم لا ينالوا الصفو من خدمته فأقام
بينهم وبينه رسولا مخلوقا من جنسهم في الصورة وألبسه من نعته الرأفة والرحمة
وأخرجه إلى الخلق سفيرا صادقا وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته فقال تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ
اللهَ) وشرح الحديث الشريف.
وقال أيضا في ص
١٢٥ : وقال جعفر بن محمد الصادق : لا يذكرك أحد بالرسالة إلّا ذكرني بالربوبية ـ ثم
ذكر شرح الحديث الشريف.
وقال أيضا في ص
٢٩٨ : وقيل : السبع المثاني : أكرمناك بسبع كرامات. هذا مروي
عن الامام جعفر
الصادق ـ فذكر أيضا شرح الحديث الشريف.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم المولوي علي
بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ١ ص ٢٤٦) المطبوع بهامش «نسيم
الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ط دار الفكر بيروت) قال :
وقال جعفر بن محمد
: من تمام نعمته عليه أن جعله حبيبه وأقسم بحياته ونسخ به شرائع غيره وعرج به إلى
المحل الأعلى وحفظه في المعراج حتى ما زاغ البصر وما طغى ـ فذكر شرحه.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم الشريف علي
فكري المصري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٢٨٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وروى محمد بن حبيب
عن جعفر الصادق بن محمد عن أبيه عن جده ورفعه قال : ما من مؤمن ادخل على قومه
سرورا إلّا خلق الله من ذلك السرور ملكا يعبد الله يحمده ويمجده ، فإذا صار المؤمن
في لحده أتاه ذلك السرور الذي أدخله على أولئك ملكا فيقول : أنا اليوم أونس وحشتك
، وألقنك ، وأثبتك بالقول الثابت ، وأشهد بك مشاهد القيامة ، وأشفع لك إلى ربك ،
وأريك منزلتك في الجنة ، كذا في الفصول المهمة.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة عز
الدين عبد الحميد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ٧ ص ١٠٨ ط القاهرة) قال :
قال : ومن كلام
المروي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام مرفوعا : ما هلك امرؤ عرف قدره. رواه أبو العباس المبرد
عنه في الكامل. قال ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : وما إخال رجلا يرفع نفسه فوق قدرها إلّا من خلل في عقله.
كلمات العلماء في شأنه عليهالسلام
منهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٢٥ ط دار القلم دمشق) قال :
وأما ابنه جعفر بن
محمد الصادق فأقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ، ونهى عن الرياسة
والجموع. يصف الامام مالك حاله ، فيقول : كنت آتي جعفر بن محمد وكان كثير التبسم ،
فإذا ذكر عنده النبي اخضر واصفر ، ولقد اختلفت إليه زمانا ، فما كنت أراه إلّا على
إحدى ثلاث خصال : إما مصليا ، وإما صائما ، وإما يقرأ القرآن ، وما رأيته قط يحدّث
عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا على طهارة ، ولا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من
العباد الزهاد الذين يخشون الله.
ومنهم العلامة ابن
الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٢٢٢ ط النجف الأشرف) قال :
كان جعفر الصادق عليهالسلام من بين اخوته خليفة أبيه ووصيه والقائم بالامامة من بعده
برز على جماعة بالفضل وكان أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا نقل الناس عنه من العلوم ما
سارت به الركبان وانتشر صيته وذكره في ساير البلدان ولم ينقل العلماء عن أحد من
أهل بيته ما نقل عنه من الحديث وروى عنه جماعة من أعيان الامة : مثل
يحيى بن سعيد وابن
جريج ومالك بن أنس والثوري وأبو عيينة وأبو حنيفة وشعبة وأبو أيوب السجستاني
وغيرهم. وصى اليه أبو جعفر بالامامة وغيرها وصية ظاهرة ونص عليها نصا جليا. عن أبي
عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام قال : إن أبي استودعني ما هناك وذلك انه لما حضرته الوفاة
قال : ادع لي شهودا فدعوت له أربعة منهم : نافع مولى عبد الله بن عمر فقال : اكتب
هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ـ الوصية. وقال في ص ٢٣٠ : مناقب جعفر الصادق عليهالسلام فاضلة وصفاته في الشرف كاملة وشرفه على جهات الأيام سائلة
وأندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة.
ومنهم العلامة
جابر بن حيان في «تدبير الإكسير الأعظم» (ص ٤٠ ط دمشق) قال :
وبالله أقول : لقد
تحملت من هذا ألما عظيما بذكري له إلى ان منّ الله تعالى عليّ بجعفر بن محمد صلوات
الله عليه. فلم يزل يسهل عليّ ذلك ويكشف لي الأمر وكنت قد حملت نفسي على أن الغز
في هذا الكتاب ، وافك الضمان فاستنقذني الله من الكذب فأنقذكم الله منه لكم وعليكم
فانه بلية عظيمة.
وكتابي هذا يعرف
بثلاثين كلمة ، يذكر فيه الباب الذي قد تقدم في الكتاب الذي قبله في ثلاثين كلمة ،
ونحن نستوفي الكلام في ذلك على ما قد ضمنا في كتبنا هذه وعلى ما قد أتينا به فيما
تقدم من هذه الكتب أعني السبعين وبالله أقول : لو لم يقع إلى أحد من الناس ممن طلب
هذه الصناعة وهذا العلم غير كتابي هذا ، ما كان بالذي يبالي أن لا يسمع بشيء من
الصنعة لصحة ما ذكرته.
مستدرك
فضائل ومناقب سيدنا الامام السابع موسى بن جعفر عليهماالسلام
مدح سيدنا الامام الكاظم عليهالسلام
قاله الآية الشيخ
محمد حسين الكمباني الاصفهاني قدسسره :
أشرق نور العلم
والعبادة
|
|
في ملكوت الغيب
والشهادة
|
وقد تجلى نير
اللاهوت
|
|
فأشرقت مشارق
الناسوت
|
أو نور طور
الجبروت سطعا
|
|
فاندك فيه الطور
والنور معا
|
والطور فان في
فناء بابه
|
|
والنور كل النور
من قبابه
|
فانه مبدأ كل
نور
|
|
بل هو منتهاه في
الظهور
|
نور تعالى شأنه
عن حد
|
|
وعز في نعوته عن
عد
|
ذلك نور منية
الكليم
|
|
رؤيته من زمن
قديم
|
ذلك نور كعبة
الأعاظم
|
|
وقبلة الحاجات
موسى الكاظم
|
أبو العقول والنفوس
النيرة
|
|
ام الكتاب وابن
خير الخيرة
|
بل هو نور كعبة
التوحيد
|
|
وقبلة الشاهد في
الشهود
|
نور سماء الذات
والصفات
|
|
به حياة عالم
الحيات
|
فالق صبح الأزل
المنير
|
|
به استنار كل
مستنير
|
أضاءت السبع
العلى بنوره
|
|
كأنها تدور حول
طوره
|
تود وهي ركع
ببابه
|
|
تكون سجدا على
ترابه
|
وبابه كعبة كل
سالك
|
|
ومستجار الكل في
المهالك
|
وبابه ملتزم
الأرواح
|
|
باب المقام قبلة
الضراح
|
وهو مطاف كعبة
الإسلام
|
|
ومشعر المشاعر
العظام
|
وبابه باب
القضاء الجاري
|
|
كيف وهذا الباب
باب الباري
|
باب بدا الله
فيه ما بدا
|
|
باب اليه مرجع
الأمر غدا
|
أكرم به فانه
باب الهدى
|
|
أنعم به فانه
باب الندى
|
بل هو باب الكشف
والشهود
|
|
والسير في عوالم
الوجود
|
وباب أبواب
التجليات
|
|
في الذات
والأفعال والصفات
|
وباب أبواب
المعالي والهمم
|
|
باب مدينة
العلوم والحكم
|
وكيف لا وانه
ابن بجدته
|
|
سر علي في علو
رتبته
|
وسر خير الخلق
في سريرته
|
|
في علمه وحلمه
وسيرته
|
والجوهر الفرد
من الكنز الخفي
|
|
وحاز فيما حاز
كل الشرف
|
كرسي علمه
العظيم أرفع
|
|
من السموات
العلى وأوسع
|
فانه في علمه
الاشراق
|
|
مليك عرشه
بالاستحقاق
|
وكيف وهو أعظم
المرائى
|
|
لغيب ذات بارئ
الأشياء
|
فانه كالشمس
والضياء
|
|
من المحمدية
البيضاء
|
فهل ترى بغيره
يضاهي
|
|
مهجة ياسين وقلب
طاها
|
إلى علاه منتهى
مكارمه
|
|
ذا فاتح الخير
وهذا خاتمه
|
له الخلافة
المحمدية
|
|
في كل مكرماته
العلية
|
له الخلافة
الالهية في
|
|
عباده أكرم به
من خلف
|
يعرب حقا في
تجلياته
|
|
عن ذاته العليا
وعن صفاته
|
مستدرك
نسبه الشريف وميلاده ووفاته عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٢٩٥ وج ١٩ ص ٥٣٧ وج ٢٨ ص ٥٣٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٩ ص ٨٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، أبو الحسن الهاشمي. ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين.
وقيل : سنة تسع وعشرين. وولد له أربعون ولدا من ذكر وأنثى ، وكان كثير التعبد ،
جوادا ، وإذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه ألف دينار ، وخرج إلى الصلح.
وقال في ص ٨٨ :
توفى موسى بن جعفر لخمس بقين من رجب في هذه السنة.
ومنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى ٧٤٨ ه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص
٢٧٠ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
الأمم القدوة ،
السيد أبو الحسن العلوي ، والد الامام علي بن موسى الرضا مدني نزل بغداد. قيل :
إنه ولد سنة ثمان وعشرين ومائة بالمدينة.
قال الخطيب :
أقدمه المهدي بغداد ، ورده. ثم قدمها. وأقام ببغداد في أيام الرشيد ، قدم في صحبة
الرشيد سنة تسع وسبعين ومائة ، وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه.
ومنهم شعيب
الارنؤوط محقق الكتاب في الذيل فانه قال في تخريج المصادر :
الجرح والتعديل ٨
/ ١٣٩ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٢٧ ، صفوة الصفوة ٢ / ١٠٣ ، منهاج
السنة ٢ / ١١٥ ـ ١٢٤
، وفيات الأعيان ٥ / ٣٠٨ ـ ٣١٠ ، تهذيب الكمال (١٣٨٣) ، تذهيب التهذيب ٤ / ٧٦ / ٢
، ميزان الاعتدال ٤ / ٢٠١ ـ ٢٠٢ ، عبر الذهبي ١ / ٢٨٧ ، تاريخ ابن خلدون ٤ / ١١٥ ،
تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ ، خلاصة تذهيب الكمال (٣٩٠) ، شذرات الذهب ١ / ٣٠٤.
مستدرك
عبادته عليهالسلام ودعائه
قد تقدم ما يدل
عليه عن العامة في ج ١٩ ص ٥٣٩ وج ٢٨ ص ٥٤٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى ٧٤٨ ه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص
٢٧١ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
ثم قال الخطيب :
أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي يحيى
بن الحسن بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين قال : كان موسى بن جعفر يدعى
العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
روى أصحابنا أنه
دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسجد سجدة في أول الليل ، فسمع وهو يقول في سجوده : عظم
الذنب عندي فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ، ويا أهل المغفرة. فجعل يرددها
حتى أصبح.
مستدرك
جوده وسخائه وسماحته عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٩ ص ٥٤١ وج ٢٨ ص ٥٥٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى ٧٤٨ ه في «سير أعلام النبلاء» (ج ٦ ص
٧١ ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :
وكان سخيا كريما ،
يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار. وكان يصرّ الصرر بثلاث
مائة دينار ، وأربع مائة ، ومائتين ، ثم يقسمها بالمدينة ، فمن جاءته صرة ،
استغنى. حكاية منقطعة ، مع أن يحيى بن الحسن متهم.
ثم قال يحيى هذا :
حدثنا إسماعيل بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الله البكري ، قال : قدمت المدينة
أطلب بها دينا فقلت : لو أتيت موسى بن جعفر فشكوت إليه ، فأتيته بنقمي في ضيعته ،
فخرج إلي ، وأكلت معه ، فذكر له قصتي فأعطاني ثلاث مائة دينار. ثم قال يحيى : وذكر
لي غير واحد ، أن رجلا من آل عمر كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا ، وكان قد قال له
بعض حاشيته : دعنا نقتله ، فنهاهم ، وزجرهم. وذكر له أن العمري يزدرع بأرض ، فركب
اليه في مزرعته ، فوجده ، فدخل بحماره ، فصاح العمري لا توطئ زرعنا. فوطئ بالحمار
حتى وصل إليه ، فنزل عنده وضاحكه. وقال : كم غرمت في زرعك هذا؟ قال : مائة دينار.
قال : فكم ترجو؟ قال : لا أعلم الغيب وأرجو أن يجيئني مائتا دينار. فأعطاه ثلاث
مائة دينار. وقال هذا زرعك على حاله.
فقام العمري فقبل
رأسه وقال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته. وجعل يدعو له كل وقت. فقال أبو الحسن
لخاصّته الذين أرادوا قتل العمري : أيما هو خير؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره
بهذه المقدار؟
ومنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «المنتظم» (ج ٩ ص ٨٧ ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال :
وأهدى له بعض
العبيد عصيدة ، فاشترى الضيعة التي فيها ذلك العبد والعبد بألف دينار ، وأعتقه
ووهبها له.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص
٢٢٦ دار القلم دمشق) قال :
وكان موسى بن جعفر
بن محمد بن علي وهو موسى الكاظم كريما حليما ، إذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه
بمال ، وقد يبعث إليه بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلاث مائة دينار ،
وأربع مائة دينار ، ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة.
مستدرك
خطابه للنبي صلىاللهعليهوآله : السلام عليك يا أبة
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٣٣٤ وج ١٩ ص ٥٤٢ وج ٢٨ ص ٥٥٩ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٩ ص ٨٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ثم لم يزل مقيما
بالمدينة إلى أيام الرشيد ، فحج الرشيد فاجتمعا عند قبر النبي صلىاللهعليهوسلم فسمع منه الرشيد كلاما غيّره. وهو ما أخبرنا به منصور
القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال :
حدثنا عمر ابن أحمد الواعظ قال : حدثنا الحسين بن القاسم قال : حدثني أحمد بن وهب
قال : أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى
الله عليه وسلم
زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال
: السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم. افتخارا على من حوله ، فدنا موسى ابن
جعفر فقال : السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن
حقا؟ ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين ، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه
بها ، فتوفي في حبسه ، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن
محمد قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قال : حدثنا محمد بن
عمران المرزباني قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال : حدثني أحمد بن
إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي
عني يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس
فيه انقضاء ، يخسر فيه المبطلون.
توفي موسى بن جعفر
لخمس بقين من رجب هذه السنة.
مستدرك
نبذة من كراماته عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٣١٤ وج ١٩ ص ٥٤٤ وج ٢٨ ص ٥٥٠ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها في ما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ٩ ص ٨٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وأقدمه المهدي
بغداد ثم ردّه إلى المدينة لمنام له رآه.
أخبرنا أبو منصور
القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال : حدثني الحسن بن محمد الخلال قال :
حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا عون بن
محمد قال : سمعت إسحاق الموصلي يقول : حدثني
الفضل بن الربيع ،
عن أبيه : أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضياللهعنه وهو يقول : يا محمد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) قال الربيع : فأرسل إليّ ليلا ، فراعني ذلك فجئته ، فإذا
هو يقرأ هذه الآية ، وكان أحسن الناس صوتا. وقال عليّ بموسى بن جعفر : فجئته به
فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا الحسن ، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب في النوم فقرأ عليّ كذا ، فتؤمنني أن تخرج عليّ أو على أحد من ولدي؟ فقال :
والله لا فعلت ذلك ، ولا هو من شأني قال : صدقت ، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار
ورده إلى أهله إلى المدينة قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلّا وهو على
الطريق خوف العوائق.
وقال في ص ٨٨ :
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال : أخبرنا القاضي أبو محمد
الحسن بن الحسين الأسترآباذي قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال :
سمعت الحسن بن إبراهيم الخلال يقول : ما أهمني أمر ، فقصدت قبر موسى بن جعفر ،
فتوسلت به إلّا سهل الله لي ما أحب.
ومنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء»
(ج ٢ ص ٤٩٦ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
قال شقيق البلخي :
خرجت حاجا في سنة ١٤٩ ، فنزلت القادسية ، فبينما أنا أنظر إلى الناس وزينتهم
وكثرتهم نظرت فتى حسن الوجه. فوق ثيابه ثوب صوف مشتمل بشملة ، وفي رجليه نعلان وقد
جلس منفردا ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في
طريقهم ، والله لأمضين إليه ولأوبخنه ، فدنوت منه فلما رآني مقبلا قال : يا شقيق (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) وتركني ومضى ، فقلت في نفسي. إن هذا لأمر عظيم قد تكلم بما
في نفسي ونطق باسمي ، ما هذا إلّا عبد صالح لألحقنه ولأسألنه أن يحللني ، فأسرعت
في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني ، فلما نزلنا أرض واقصة إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب
ودموعه تجري فقلت
: هذا صاحبي أمضي إليه وأستحله ، فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه ، فلما رآني قال : يا
شقيق اقرأ (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ثم تركني ومضي ، فقلت : إن هذا الفتى لمن الأبدال ، قد
تكلم على سري مرتين ، فلما نزلنا منزلا إذا بالفتى قائم على بئر وبيده ركوة يريد
أن يستسقي ، فسقطت الركوة من يده إلى البئر وأنا أنظر اليه ، فرأيته قد رمق السماء
وسمعته يقول :
أنت ربي إذا
ظمئت من الما
|
|
ء وقوتي إذا
أردت الطعاما
|
اللهم أنت تعلم يا
إلهي وسيدي مالي سواها فلا تعدمني إياها. قال شقيق رضياللهعنه : فو الله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها ، فمدّ يده وأخذ
الركوة وملأها ماء وتوضأ وصلّى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب من رمل فجعل يقبض
بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب ، فأقبلت اليه وسلمت عليه ، فردّ عليّ السلام
، فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم الله تعالى به عليك ، فقال : يا شقيق لم تزل نعمة
الله تعالى علينا ظاهرة وباطنة ، فأحسن ظنك بربك ، ثم ناولني الركوة فشربت منها ،
فإذا سويق وسكر ، فو الله ما شربت قط ألذّ منه ولا أطيب ريحا ، فشبعت ورويت وأقمت
أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ، ثم لم أره حتى دخلنا مكة ، فرأيته ليلة في جنب
قبلة الشراب في نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء ؛ فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ،
فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى ، فلما سلم من صلاة الصبح طاف
بالبيت أسبوعا وخرج ، فتبعته فإذا له حاشية وموال ، وهو على خلاف ما رأيته في
الطريق ، ودار به الناس من حوله ليسلموا عليه ، فقلت لبعض من رأيته بالقرب منه :
من هذا الفتى؟ فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي
طالب رضوان الله عليهم أجمعين ، فقلت وقد عجبت أن تكون هذه العجائب والشواهد إلّا
لمثل هذا السيد. قاله الامام اليافعي.
وذكره الشيخ عبد
الله الشبراويّ في كتابه الإتحاف بحب الأشراف وذكر له مناقب كثيرة كغيره من أئمة
آل البيت وساداتهم رضياللهعنهم ، ونقل هذه الكرامه عن ابن
الجوزي
والرامهرمزي ، وذكر أن وفاته رضياللهعنه في رجب سنة ١٨٣ ، ونقل عن كمال الدين طلحة أنه كان له سبع
وثلاثون ولدا ما بين ذكر وأنثى ، أجلهم علي الرضا رضياللهعنهم أجمعين.
مستدرك
نبذة من كلماته عليهالسلام
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٣٣٨ وج ١٩ ص ٥٥١ وج ٢٨ ص ٥٦٣ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم العلامة ابن
الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٢٣٨ ط النجف الأشرف) قال:
وحكي ان الرشيد
سأله يوما كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنتم بنو علي وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده
لامه فقال الكاظم عليهالسلام أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ
وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ) وليس لعيسى أب ، وانما ألحق بذرية الأنبياء من قبل امه
وكذلك الحقنا بذرية النبي من قبل أمنا فاطمة الزهراء وزيادة أخرى يا أمير المؤمنين
قال الله عزوجل : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ
مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ) ولم يدع صلىاللهعليهوسلم عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين وهما
الأبناء.
ومن كلامه عليهالسلام
رواه في الكتاب
المذكور :
وروي عن موسى بن
جعفر عن آبائه مرفوعا قال قال رسول الله صلّى الله عليه
وآله نظر الولد
إلى والده حبا له عبادة.
وعن إسحاق بن جعفر
قال سألت أخي موسى بن جعفر قلت أصلحك الله أيكون المؤمن خائنا قال لا يكون كذابا ،
ثم قال حدثني أبي جعفر الصادق عن آبائه قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول كل خلة يطوى المؤمن ليس الكذب والخيانة.
ومن كلامه عليهالسلام في ثواب زيارة قبر ابنه الرضا عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم العلامة شيخ
الإسلام الجويني الشيخ إبراهيم بن محمد بن المؤيد الخراساني في «فرائد السمطين» (ج
٢ ص ١٩٤ ط بيروت) قال :
وبالسند المتقدم
عن الحاكم عن محمد بن علي بن الحسين الرازي قال : وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور
قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله ابن عامر عن سليمان بن حفص
قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول : من زار قبر ولدي علي كان له عند الله
سبعين حجة ثم قال : ورب حجة لا تقبل ، من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل
السماوات وإذا كان يوم القيامة وجد معنا زوار أئمتنا أهل البيت وأعلاهم درجة
وأقربهم حياة زوار ولدي علي.
كلمات الأعاظم في شأن سيدنا الامام الكاظم عليهالسلام
ومنهم ابن الجوزي
في «تذكرة خواص الامة» (ص ١٩٦ ط طهران) قال :
وكان موسى جوادا
حليما وإنما سمي الكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث اليه بمال.
ومنهم العلامة
محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٨٣ ط طهران) قال :
هو الامام الكبير
القدر العظيم الشأن الكبير المجتهد الجاد في الاجتهاد المشهور بالعبادة المواظب
على الطاعات المشهور بالكرامات يبيت الليل ساجدا وقائما ويقطع النهار متصدقا
وصائما ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعيدين عليه دعي كاظما كان يجازي المسيء بإحسانه
اليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ولكثرة عباداته كان يسمى بالعبد الصالح ويعرف في
العراق بباب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به ، كراماته
تحار منها العقول وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق لا تزال ولا تزول.
ومنهم الشاعر
الفاضل السيد عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الموصلي البغدادي البصري المتوفى
١٢٩١ ه في «ديوان الأخرس» (ص ٨٨ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية بيروت) قال :
وقال مادحا الامام
موسى الكاظم رضياللهعنه حين ورد الستارة النبوية الشريفة التي أهداها اليه السلطان
محمود خان وهي من الخفيف :
يا إمام الهدى
ويا صفوة الله
|
|
ويا من هدى هداه
العبادا
|
يا ابن بنت
الرسول يا ابن علي
|
|
حي هذا النادي
وهذا المنادى
|
قد أتينا بثوب
جدك نسعى
|
|
وأتيناك سيدي
وفّادا
|
فأتيناك راجلين
احتراما
|
|
واحتشاما وهيبة
وانقيادا
|
نتهادى به إليك
جميعا
|
|
وبه كانت المطايا
تهادى
|
راميات سهم
النوى عن قسي
|
|
قاطعات دكادكا
ووهادا
|
طالبات (موسى بن
جعفر) فيه
|
|
وكذا القدوة (الامام
الجوادا)
|
من نبي قد شرّف
العرش لما
|
|
أن ترقّى بالله
سبعا شدادا
|
شرف في ثياب قبر
نبي
|
|
عطرت في الجد
يورث الأولادا
|
أنتم علة الوجود
وفيكم
|
|
قد عرفنا
التكوين والايجادا
|
ما ركنتم إلى
نفائس دنيا
|
|
ولقد كنتم بها
أفرادا
|
وانتقلتم منها
وأنتم أناس
|
|
ما اتخذتم إلّا
رضا الله زادا
|
ولقد قمتم
الليالي قياما
|
|
واكتحلتم من
القيام السهادا
|
إن يكونوا كما
أذاعوا فمن ذا
|
|
مهّد الأرض سطوة
والبلادا
|
ومحا الشرك
بالمواضي غزاة
|
|
وسطا سطوة
الاسوة جهادا
|
حيث إنّ الإله
يرضى بهذا
|
|
بل بهذا من
القديم أرادا
|
فجزيتم عن أجركم
بنعيم
|
|
تتوالى الأرواح
والأجسادا
|
وأبتغيتم رضا
الإله ولا ز
|
|
لتم بعزّ يصاحب
الآبادا
|
أنتم يا بني
البتول أناس
|
|
قد صعدتم بالفجر
سبعا شدادا
|
آل بيت النبي
والسادة الط
|
|
هر رجال لم
يبرحوا أمجادا
|
فضلوا بالفضائل
الخلق طرّا
|
|
مثلما تفضل
الظبا الأغمادا
|
ليس يحصي عليهم
المدح مني
|
|
ولو أن البحار
صارت مداد
|
أنتم الذخر يوم
حشر ونشر
|
|
ومعاذا إذا
رأينا المعادا
|
(كاظم الغيظ) سالم الصدر عاف
|
|
وما هوى قط صدره
الأحقادا
|
قد وقفنا لدى
علاك وأل
|
|
قينا إلى بابك
الرفيع القيادا
|
مع أنّ الذنوب
قد أوثقتنا
|
|
نرتجي الوعد
نختشي الايعادا
|
ومددنا إليك
أيدي محتاج
|
|
يرجي بفضلك
الإمدادا
|
وبكينا من
الخشوع بدمع
|
|
هو طورا وطورا
فرادى
|
قد وفدنا آل
النبي عليكم
|
|
زودّونا من
رفدكم أرفادا
|
بسواد الذنوب
جئنا لنمحو
|
|
ببياض الغفران
هذا السوادا
|
وطلبنا عفو
المهيمن عنّا
|
|
وأغظنا الأعداء
والالحادا
|
موطن تنزل
الملائك فيه
|
|
ومقام يسر هذا الفؤادا
|
أيها الطاهر
الزكي أغثنا
|
|
وأنلنا الاسعاف
والاسعادا
|
و (علي) أباك يا
ابن علي
|
|
كي ينال المنى
بكم والمرادا
|
مستزيدا بفضلكم
حيث كنتم
|
|
منهلا ما استزيد
إلّا وزادا
|
فعليك السلام يا
خيرة الخلق سلام يبقى ويأبى النفادا ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني
المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في «جامع كرامات الأولياء» (ج ٢ ص ٤٩٥ ط مصطفى
البابي وشركاه بمصر) قال :
موسى الكاظم أحد
أعيان أكابر الأئمة من ساداتنا آل البيت الكرام هداة الإسلام رضياللهعنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم ، وأماتنا على حبهم وحبّ جدهم
الأعظم صلىاللهعليهوسلم.
مستدرك
أولاده عليهالسلام
ذكرهم جماعة :
فمنهم العلامة ابن
الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ١٩٩) قال :
وأما أولاده فقال
الشيخ المفيد رحمهالله كان لأبي الحسن موسى بن جعفر سبعة وثلاثون ولدا ما بين ذكر
وأنثى وهم : علي بن موسى الرضا الامام وإبراهيم والعباس والقاسم لأمهات أولاد
وإسماعيل وجعفر وهارون والحسن أشقاء لام ولد وعبد الله وإسحاق وعبيد الله وزيد
والحسن والفضل وسليمان لأمهات شتى وأحمد ومحمد وحمزة أشقاء ولام ولد وفاطمة الكبرى
وفاطمة الصغرى ورقية وحليمة وام أسماء ورقية الصغرى وكلثوم وام جعفر وام لبانة
وزينب وخديجة وعائشة وآمنة وحسنة وبريرة وعلية وام سلمة وميمونة وام كلثوم. وكان
أفضل أولاد موسى الكاظم عليهالسلام وأنبههم ذكرا وأجلهم قدرا علي بن موسى الرضا وكان أحمد بن
موسى كريما جليلا كبيرا موقرا وكان أبوه موسى الكاظم يحبه ووهب له ضيعة اليسيرية
ويقال ان
أحمد بن موسى أعتق
له ألف مملوك ، وكان محمد بن موسى صاحب وضوء وصلاة ليله كله يتوضأ ويصلي ويرقد ثم
يقوم فيتوضأ ويصل ويرقد هكذا إلى الصباح ، قال بعض شيعة أبيه ما رأيته قط إلّا
ذكرت قوله تعالى : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ
اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) ، وكان إبراهيم بن موسى شجاعا كريما وتقلد الأمر على اليمن
في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ولكل واحد من أولاد أبي الحسن موسى المذكور الكاظم عليهالسلام فضل مشهور.
ومنهم العلامة ابن
الجوزي في «التذكرة» (ص ١٩٧ ط طهران) قال :
قال علماء السير
وله عشرون ذكرا وعشرون أنثى : علي الامام وزيد كان قد خرج على المأمون فظفر به
فبعث به إلى أخيه علي بن موسى الرضا فوبخه وجرى بينهما كلام ذكره القاضي المعافي
في «الجليس والأنيس» فيه : ان عليا قال له : سوأة لك يا زيد ما أنت قائل لرسول
الله صلىاللهعليهوآله إذ سفكت الدماء وأخفت السبل وأخذت المال من غير حلّه غرّك
حمقاء أهل الكوفة وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار. وهذا
لمن خرج من بطنها مثل الحسن والحسين فقط لا لي ولا لك والله ما نالوا بذلك إلّا
بطاعة الله فان أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوه بطاعته إنك إذن لأكرم على الله
منهم.
ومنهم الكمال محمد
بن طلحة في «مطالب السؤل» (ص ٨٤ ط طهران) قال :
فقيل : ولد له
عشرون ابنا وثماني عشرة بنتا ـ فذكر أسمائهم ذكورا وإناثا.
مستدرك
فضائل ومناقب سيدنا الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام
مدح سيدنا الامام الرضا عليهالسلام
قاله المولى الشيخ
محمد حسين الكمباني الاصبهاني قدسسره :
قد استوى سلطان
إقليم الرضا
|
|
باليمن والعزّ
على عرش القضا
|
عرش الخلافة
الالهية في
|
|
عباده فيا له من
شرف
|
لا بل على اريكة
الهوية
|
|
ومركز المشية
الفعلية
|
له الولاية
المحمدية
|
|
في سر ذاته على
البرية
|
ولاية التكوين
والإبداع
|
|
أكرم بهذا الملك
المطاع
|
إذ يده العليا
يد الأيادي
|
|
فهو مثال مبدإ
المبادي
|
أسمائه الحسنى
له صفات
|
|
وهي لذاته
تجليات
|
سلطانه على
الورى سلطانه
|
|
فيما أعزه تعالى
شأنه
|
أعظم ما أحب أن
يعرف به
|
|
في ذاته وفي
معالي رتبه
|
فهو من الكنز
الخفي الباهر
|
|
ذاتا ووصفا أعظم
المظاهر
|
مقامه الرفيع في
أعلى القلم
|
|
ولوح ذاته صحيفة
الحكم
|
فاتحة الكتاب في
الجلالة
|
|
إذ هو سر خاتم
الرسالة
|
بل نقطة الباء
هي عين الرضا
|
|
فانه سر أبيه
المرتضى
|
آيات كبريائه
والعظمة
|
|
بينة في الزبر
المعظمة
|
صحيفة الوجود من
آياته
|
|
لطيفة الشهود سر
ذاته
|
ومحكمات الكلمات
الباهرة
|
|
لذاته العليا
شئون ظاهرة
|
والحرف عالياته
مرتسمة
|
|
في ذاته للعلى
قدرا وسمة
|
تحكي عن الغيب
المصون ذاته
|
|
تعرب عن شئونه
صفاته
|
ظهوره ظهور نور
النور
|
|
فلا أتم منه في
الظهور
|
٢ شمس سماء عالم اللاهوت
|
|
والقمر الزاهر
في الناسوت
|
والملكوت من
ظلال نوره
|
|
والملك كله فناء
طوره
|
الجبروت
كالمسخرات
|
|
لأمره في المحو
والإثبات
|
والملأ الأعلى
سرادقاته
|
|
والعرش والسبع
العلى مرقاته
|
غرته نور رواق
العظمة
|
|
ديباجة الكون
بها منتظمة
|
طلعته مطلع
أنوار الهدى
|
|
ولا ترى أفولا
أبدا
|
ووجهه قبلة كل
عارف
|
|
ومستجار كعبة المعارف
|
وفي محياه حياة
الأوليا
|
|
وكيف وهو روح
خير الأنبيا
|
وعينه عين الرضا
بالقضا
|
|
نفسي لك الفداء
يا عين الرضا
|
ولا تسل عن قلبه
السليم
|
|
إذ لا تنال نقطة
التسليم
|
وهو بما فيه من
الجواهر
|
|
ممثل الكنز
الخفي الباهر
|
جل عن الحدود
والرسوم
|
|
ما فيه من جواهر
العلوم
|
مفاتح الغيوب في
لسانه
|
|
مصابح الشهود في
بيانه
|
وعز شأنه عن
المشاكل
|
|
في حله لعقدة
المشاكل
|
لسانه عين
الحياة الدائمة
|
|
به مبادئ الحياة
قائمة
|
لسانه ناطقة
التوحيد
|
|
ومنطق التجريد
والتفريد
|
منطقه منطقة
الشوارق
|
|
في الفلك الدوار
بالبوارق
|
يعرف عن جوامع
العلوم
|
|
بأحسن الحدود
والرسوم
|
يفصح عن مصادر
الأمور
|
|
وكيف وهو مبدأ
الصدور
|
رموز علمه كنوز
المعرفة
|
|
حقائق الدين بها
منكشفة
|
بنور علمه وحسن
المنطق
|
|
يكشف عن سر
الوجود المطلق
|
وفي بيانه مكارم
الشيم
|
|
وفي معانيه
بدائع الحكم
|
وفي ببذله
العلوم حقها
|
|
كرامة على من
استحقها
|
علومه الحقة في
الاشراق
|
|
كالشمس في
الأنفس والآفاق
|
كل كلامه جوامع
الكلم
|
|
عقودها وثيقة لا
تنفصم
|
كلامه هدى لمن
به اهتدى
|
|
وقوله فصل على
من اعتدى
|
كلامه نور ونور
الطور
|
|
كأنه ظهور ذاك
النور
|
كلامه لطيفة
المعارف
|
|
حياة كل سالك
وعارف
|
به تجلت لأولي
الأبصار
|
|
حقائق الأسرار
والأنوار
|
به سمت معاهد
العلوم
|
|
حتى علت على ذرى
النجوم
|
بل جازت السدة
منتهاها
|
|
تكاد أن تدنو
إلى أدناها
|
كيف وربانيها
على
|
|
فلا ينال قدرها
العلى
|
علي الرضا سليل
المرتضى
|
|
ومن بكفه مقاليد
القضا
|
عقل العقول في
علو المرتبة
|
|
نفس الرسول في
سمو المنقبة
|
أصل الأصول فهو
أسمى شجرة
|
|
فرع البتول فهو
أزكى ثمرة
|
وباسمه استدارات
الدوائر
|
|
وباسمه استقامت
السرائر
|
وباسمه السامي
جرى فلك الفلك
|
|
وذكره عنوان
تسبيح الملك
|
وذكره تحيى به
القلوب
|
|
وتنجلي بذكره
الكروب
|
هو المثاني بل
هو التوحيد
|
|
هو الكتاب
المحكم المجيد
|
فمن يضاهي شرفا
وجاها
|
|
روح محمد وقلب
طاها
|
بيضاء موسى هي
في يمينه
|
|
ونور ياسين على
جبينه
|
وآية النور سناء
نوره
|
|
والنور كل النور
في ظهوره
|
في لوح نفسه
مقام للرضا
|
|
عن وصفه تكل
أقلام القضا
|
لقد تفانى في
الرضاء بالقضا
|
|
حتى تسامى وتسمى
بالرضا
|
بل في رضا
الباري رضاه فان
|
|
بل ذاته بذلك
العنوان
|
بل جاز عن أقصى
مراتب الفنا
|
|
حتى تجلى قائلا
إني أنا
|
هو ابن من دنى
إلى أدنا
|
|
ما كذب الفؤاد
ما رآه
|
وهو لذلك الفؤاد
ثمرة
|
|
فأين منه الطور
أين الشجرة
|
يمثل النبي في
أخلاقه
|
|
فانه النابت من
أعراقه
|
له كرامات
ومكرمات
|
|
في صفحات الدهر
بينات
|
شهود صدق لسمو
ذاته
|
|
كأنه النبي في
صفاته
|
لله درّ صاحب بن
عباد يمدح الامام علي بن موسى الرضا عليهالسلام
يا زائرا سائرا
إلى طوس
|
|
مشهد طهر وأرض
تقديس
|
أبلغ سلامي
الرضا وحطّ على
|
|
أكرم رمس لخير
مرموس
|
والله والله حلفة
صدرت عن مخلص في الولاء مغموس
اني لو كنت
مالكا اربي
|
|
كان بطوس الغناء
تعريسي
|
وكنت أمضي
العزيم مرتحلا
|
|
منتسفا فيه قوة
العيس
|
لمشهد بالزكاء
ملتحف
|
|
وبالسنى والسناء
مأنوس
|
يا سيدي وابن
سادتي ضحكت
|
|
وجوه دهري بعقب
تعبيس
|
لما رأيت
النواصب انقلبت
|
|
راياتها في ضمان
تنكيس
|
صدعت بالحق في
ولائكم
|
|
والحق مذ كان
غير مبخوس
|
يا ابن النبي
الذي [به] قصم ال
|
|
له ظهور الجبابر
الشوس
|
وابن الوصي الذي
تقدم في ال
|
|
فضل على البزل
القناعيس
|
وحائز الفضل غير
منتقص
|
|
ولابس المجد غير
تلبيس
|
انّ بني النصب
كاليهود وقد
|
|
يخلط تهويدهم
بتمجيس
|
كم دفنوا في
القبور من نجس
|
|
أولى به الطرح
في النواويس
|
أنتم حبال
اليقين أعلقها
|
|
ما وصل العمر
حبل تنفيس
|
ما زال عن عقد
حبكم أحد
|
|
غير تهيم النصاب
مدسوس
|
إذا تأملت شؤم
جبهته
|
|
وجدت فيها أشراك
إبليس
|
كم فرقة فيكم
تكفّرني
|
|
ذلّلت هاماتها
بفطيس
|
قمعتها بالحجاج
فانخزلت
|
|
تجفل عني كطير
منحوس
|
عالمهم عند ما
اباحثه
|
|
في جلد ثور أو
مسك جاموس
|
لم يعلموا ـ والأذان
يرفعكم
|
|
صوت أذان أو قرع
ناقوس
|
انّ ابن عباد
استجار بكم
|
|
فما يخاف الليوث
في الخيس
|
كونوا أبا سادتي
وسائله
|
|
يفسح له الله في
الفراديس
|
كم مدحة فيكم
يحبّرها
|
|
كأنها حلّة
الطواويس
|
وهذه كم يقول
قارئها
|
|
قد نثر الدر في
القراطيس
|
يملك رقّ القريض
قائلها
|
|
ملك سليمان صرح
بلقيس
|
بلّغه الله ما
يؤمله
|
|
حتى يحل الرحال
في طوس
|
وقال أيضا :
يا ساريا قد
نهضا
|
|
مبتدرا أو ركضا
|
وقد مضى كأنه ال
|
|
برق إذا ما ومضا
|
أبلغ سلامي
راكبا
|
|
بطوس مولاي
الرضا
|
سبط النبي
المصطفى
|
|
وابن الوصي
المرتضى
|
من شاد عزا
أقعسا
|
|
وحاز فخرا أبيضا
|
وقل له من مخلص
|
|
يرى الولا مفترضا
|
في الصدر لفح
حرقة
|
|
تترك نفسي حرضا
|
من ناصبين
غادروا
|
|
قلب الموالي
ممرضا
|
وخلفّوه واجبا
|
|
مكتئبا قد أرمضا
|
صرّحت عنهم
معرضا
|
|
ولم أكن معرّضا
|
نابذتهم ولم أبل
|
|
ان قيل قد
ترفّضا
|
يا حبّذا رفضي
لمن
|
|
نابذكم وأبغضا
|
ولو قدرت زرته
|
|
ولو على جمر
الغضا
|
لكنني معتقل
|
|
بقيد خطب عرضا
|
جعلت مدحي بدلا
|
|
من قصده وعوضا
|
أمانة موردة
|
|
على الرضا
لترتضى
|
رام ابن عباد
بها
|
|
شفاعة لن تدحضا
|
اسمه الشريف ونسبه وميلاده ووفاته
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٣٤٤ وج ١٩ ص ٥٣ وج ٢٨ ص ٥٩٣ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١٠ ص ١١٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام أبو الحسن الرضي. سمع أباه ، وعمومته ، وغيرهم ، وكان يفتي
في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة.
ومنهم الشريف أبو
الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى ـ سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ط
دار القلم دمشق) قال :
وأبو الحسن علي
الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق جعله المأمون ولي عهده ، كانت ولادته في بعض
شهور سنة ثلاث وخمسين ومائة ، وتوفي في آخر يوم من صفر سنة اثنتين ومائتين ، صلّى
عليه المأمون ودفنه ملاصق قبر أبيه الرشيد.
ومنهم العلامة شيخ
الإسلام الشيخ إبراهيم بن محمد الجويني الخراساني في «فرائد السمطين» (ج ٢ ص ١٩٩ ط
بيروت) قال :
أخبرنا أبو عمرو
عثمان بن الموفق الأذكاني بروايته عن المؤيد محمد بن علي المقرئ إجازة بروايته ،
عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة قال : أنبأنا المشايخ الأربعة : أبو بكر
أحمد بن الحسين بن محمد البيهقي ، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري ، وأبو
عثمان سعيد بن أحمد بن محمد البحيري ، وإسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، قالوا :
أنبأنا الامام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع الحاكم رحمهالله سماعا عليه أنه قال في تاريخه : علي بن موسى أبو الحسن ورد
نيسابور سنة مأتين ، سمع أباه وعمومته إسماعيل وعبد الله وإسحاق وعليا بني جعفر بن
محمد ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي. وكان يفتي في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة.
روى عنه من أئمة الحديث
المعلّى بن منصور الرازي وآدم بن أبي أياس العسقلاني ومحمد بن أبي رافع القصري
القشيري ، ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم. استشهد بسناباد من طوس في شهر رمضان سنة
ثلاث ومأتين ، وهو ابن تسع وأربعين سنة وسنة أشهر.
من كراماته عليهالسلام
ما رواه القوم
فمنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في
«جامع كرامات
الأولياء» (ج ٢ ص ٣١١ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
علي الرضا بن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق أحد أكابر الأئمة ومصابيح الامة ، من أهل بيت النبوة ومعادن
العلم والعرفان والكرم والفتوة. كان عظيم القدر مشهور الذكر. وله كرامات كثيرة :
منها أنه أخبر أنه يأكل عنبا ورمانا فيموت فكان كذلك.
ومنها : أنه قال
لرجل صحيح سليم : استعد لما لا بد منه ، فمات بعد ثلاثة أيام. رواه الحاكم.
ومنها : ما رواه
الحاكم أيضا عن محمد بن عيسى بن أبي حبيب قال : رأيت المصطفى صلىاللهعليهوسلم في النوم في المنزل الذي ينزله الحاج ببلدنا ، فوجدت عنده
طبقا من خوص فيه تمر صيحاني ، فناولني ثمان عشرة تمرة ، فبعد عشرين يوما قدم علي
الرضا من المدينة ونزل ذلك المنزل ، وهرع الناس للسلام عليه ، ومضيت نحوه ، فإذا
هو جالس بالموضع الذي رأيت المصطفى صلىاللهعليهوسلم قاعدا فيه وبيه يديه طبق فيه تمر صيحاني فناولني قبضة فإذا
عدتها بعدد ما ناولني المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، فقلت زدني ، فقال : لو زادك رسول الله صلىاللهعليهوسلم لزدناك. قاله المناوي.
وقال الشيخ عبد
الله الشبراويّ في كتابه الإتحاف بحب الأشراف في ترجمة علي الرضا رضياللهعنه : وكانت مناقبه علية وصفاته سنية ، ونفسه الشريفة هاشمية ،
وأرومته الكريمة نبوية ، وكراماته أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر. منها : أنه
لما جعله المأمون ولي عهده من بعده ، كان من حاشية المأمون أناس قد كرهوا ذلك
وخافوا من خروج الخلافة عن بني العباس وعودها إلى بني فاطمة رضياللهعنها فحصل عندهم من علي الرضا بن موسى الكاظم نفور وكان عادة
الرضا إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه بادر من في الدهليز من الحجاب وأهل
النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليه ، ويرفعون له الستور حتى يدخل ،
فلما حصل لهم هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القضية ودخل في قلوبهم منها شيء.
قالوا فيما
بينهم : إذا جاء
يدخل على الخليفة بعد اليوم نعرض عنه ولا نرفع له الستر واتفقوا على ذلك ، فبينما
هم جلوس إذ جاء الرضا على جري عادته ، فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا له وسلموا عليه
ورفعوا له الستر على عادتهم ، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون في كونهم ما
فعلوا ما اتفقوا عليه وقالوا : الكرة الآتية إذا جاء لا نرفعه له ، فلما كان اليوم
الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا فسلموا عليه ولم يرفعوا الستر ، فجاءت ريح
شديدة فدخلت في الستر ورفعته له حين دخل وخرج ، فأقبل بعضهم على بعض وقالوا : إن
لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية ، انظروا إلى الريح كيف جاءت ورفعت له
الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين ، ارجعوا إلى ما كنتم عليه من خدمته.
وعن صفوان بن يحيى
قال : لما مضى موسى الكاظم وقام ولده أبو الحسن من بعده وتكلم خفنا عليه من ذلك
وقلنا له : إنك أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك منه ، يعني هارون. قال : ليجهدن
جهده فلا سبيل له عليّ.
وعن مسافر قال :
كنت مع أبي الحسن علي الرضا بمنى ، فمرّ يحيى بن خالد البرمكي وهو مغط وجهه بمنديل
من الغبار فقال : مساكين هؤلاء ما يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ، فكان من أمرهم
ما كان ، قال : وأعجب من هذا أني أنا وهارون كهاتين ، وضم إصبعيه السبابة والوسطى.
قال مسافر : فو الله ما عرفت معنى حديثه في هارون إلّا بعد موت الرضا ودفنه
بجانبه.
وعن موسى بن مروان
قال : رأيت علي الرضا بن موسى في مسجد المدينة وهارون الرشيد يخطب ، قال : تروني
وإياه ندفن في بيت واحد.
وعن حمزة بن جعفر
الارجاني قال : خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام من باب وخرج علي الرضا عليهالسلام من باب فقال الرضا عليهالسلام وهو يعني هارون : يا بعد الدار وقرب الملتقى ان طوس
ستجمعني وإياه.
ومن ذلك ما روي عن
بكر بن صالح قال : أتيت الرضا عليهالسلام فقلت : امرأتي
اخت محمد بن سنان
وكان من خواص شيعتكم وبها حمل فادع الله أن يجعله ذكرا قال عليهالسلام : هما اثنان فإذا ولدت سم واحدا محمدا والأخرى ام عمرو
فعدت إلى الكوفة فولدت لي غلاما وجارية فسميت الذكر محمدا والأنثى ام عمرو ، كما
أمرني وقلت لامي : ما معنى ام عمرو؟ قالت : كانت جدتي تسمى ام عمرو. وعن الحسن بن
موسى قال : كنا حول أبي الحسن علي الرضا بن موسى عليهماالسلام ونحن شباب من بني هاشم فمرّ علينا جعفر بن عمر العلوي وهو
رث الهيئة فنظر بعضنا إلى بعض نظر مستزر لهيئته وحالته فقال الرضا عليهالسلام : سترونه عن قريب كثير المال كثير الخدم حسن الهيئة فما
مضى إلّا شهر واحد حتى ولي أمر المدينة وحسنت حالته وكان يمرّ بنا وحوله الخدم
والحشم يسيرون بين يديه فنقوم ونعظمه وندعو له.
وعن الحسين بن
يسارة قال : قال لي علي الرضا عليهالسلام : إن عبد الله يقتل محمدا فقلت : عبد الله بن هارون يقتل
محمد بن هارون؟ قال : نعم وقد وقع ذلك.
ومنهم المحدث شيخ
الإسلام إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني في «فرائد السمطين» (ج ٢ ص
٢٠٨ ط بيروت) قال :
قال الحاكم : ومن
كرامات أولياء الله التي شاهدوا لعلي بن موسى الرضا صلوات عليه أولها ما قدّمنا
ذكره من تمزيق الصورتين بطن حميد بن مهران في مجلس المأمون.
ثم قال الحاكم :
ولقد حدثني علي بن محمد بن يحيى الواعظ ، قال : حدثنا أبو الفضل ابن أبي نصر
الحافظ ، قال : قرأت في كتاب عيسى بن مريم العماني : أن موسى ابن جعفر أوصى إلى
ابنه علي بن موسى ويكنّى أبا الحسن ويلقب بالرضا ، وامه تكتم النوبية. وكان سني
إمامته بقية ملك الرشيد ، ثم محمد بن زبيدة وهو الأمين ، ثم المأمون. ثم إن
المأمون في صدر ملكه أخذ البيعة لعلي بن موسى الرضا بعهد ولايته لأمور المسلمين ـ بعد
رضاه بذلك ـ فقيل له ما تقول؟ فقال : والله لا أفعل وإني
والرشيد كهاتين ـ وحرّك
إصبعيه الوسطى والسبابة ـ فما علم معنى قوله : أنا والرشيد كهاتين حتى دفن بجنبه
فصار قبراهما واحد بجنب الآخر. فلما كان يوم من الأيام دخل علي الرضا على المأمون
وعنده زينب الكذابة التي كانت تزعم أنها ابنة علي ابن أبي طالب وأن عليا دعا لها
بالبقاء إلى يوم الساعة. فقال المأمون لعلي : سلّم علي أختك. فقال : والله ما هي
اختي ولا ولدها علي بن أبي طالب. فقالت زينب : والله ما هو أخي ولا ولده علي بن
أبي طالب. فقال المأمون : ما مصداق قولك هذا؟ قال : إنا أهل البيت لحومنا محرّمة
على السباع فاطرحها إلى السباع ، فإن تك صادقة فإن السباع تغبّ لحمها قالت زينب :
ابدأ بالشيخ. فقال المأمون : لقد أنصفت. قال الرضا : أجل ففتحت بركة السباع وأضربت
فنزل الرضا إليها ، فلما أن رأته بصبصت وأومأت اليه بالسجود فصلّى ما بينها ركعتين
وخرج منها ، فأمر المأمون زينب لتنزل وامتنعت فطرحت إلى السباع فأكلتها. فحسد
المأمون علي الرضا على ذلك.
وقال أيضا في ص
٢٠٩ : فلما كان بعد مدة دخل الرضا على المأمون فوجد فيه هما ، فقال له : أرى فيك
هما؟ فقال المأمون : نعم بالباب بدوي قد دفع إليّ منه سبع شعرات يزعم أنهن من لحية
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد طلب الجائزة ، فإن يك صادقا ومنعته الجائزة قد بخست
شرفي ، وإن يك كاذبا فأعطيته الجائزة فقد سخر بي وما أدري ما أعمل؟ قال الرضا عليهالسلام : عليّ بالشعر فلما رآه شمّه قوال : هذه أربعة من لحية
رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأما الباقي فليس من لحيته صلىاللهعليهوسلم. فقال المأمون : ومن أين هذا؟ فقال : النار والشعر. فألقي
الشعر في النار فاحترقت ثلاث شعرات ، وبقيت الأربعة التي أخرجها علي بن موسى الرضا
ولم يكن للنار عليها سبيل. فقال المأمون : عليّ بالبدوي. فلما مثل بين يديه أمر
بضرب عنقه فقال البدوي : بما ذا؟ فقال : تصدق عن الشعر. قال : أربعة من لحية رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وثلاث من لحيتي. فتمكّن حسد المأمون في قلبه للرضا ، فنفاه
إلى طوس ثم سقاه سما فمات علي الرضا مسموما وقد كمل عمره ثمان
وأربعون سنة ،
فدفن إلى جانب قبر الرشيد ، فعلم قول علي : أنا والرشيد كهاتين. ولما صار إلى
كرامة الله سبحانه وتعالى ، صار ولي الله في أرضه ابنه محمد بن علي بوصية أبيه
إليه ، ولقّبه : صاحب الذوابة. ويقال : التقي. وامه ريحانة ام الحسين ومولده
بالمدينة سنة سبعين ومائة من الهجرة.
وقال أيضا في ص
٢١٠ : قال الحاكم : وحدثني علي بن محمد بن يحيى المذكّر قال : حدثنا محمد بن علي
بن الحسين الفقيه قال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم
بن هاشم ، عن محمد بن عيسي ، عن أبي حبيب البناجي أنه قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام وقد وافى البناج ونزل في المسجد الذي ينزله
الحاج في كل سنة ، وكأني مضيت إليه ونزلت عنده وسلّمت عليه ووقفت بين يديه ، فوجدت
عنده طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني فكأنه قبض قبضة من ذلك التمر ،
فناولني فعددته فكان ثمانية عشر تمرة ، فتأولت أنني أعيش بعدد كل تمرة سنة. فلما
كان بعد عشرين يوما كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي
الحسن الرضا عليهالسلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد ، فرأيت الناس يسعون إليه ،
فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلىاللهعليهوسلم وتحته حصير مثل ما كان تحته ، وبين يديه طبق فيه تمر
صيحاني فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر ، فعددته
فإذا عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت له : زدني منه يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : لو زادك رسول الله صلىاللهعليهوسلم لزدناك.
كرامة أخرى ،
رواها في ٢١١ : وبالسند المتقدم عن الحاكم ، عن محمد بن علي بن الحسين قال :
وحدثنا محمد ابن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن
أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن سعد بن سعيد. عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنه نظر إلى رجل فقال له : يا عبد الله أوص بما تريد ،
واستعدّ لما
لا بدّ منه وكأن
قد قال : فمات بعد ذلك بثلاثة أيام.
كرامة أخرى وهي
استسقاؤه عليهالسلام ـ رواها في ٢١٢ وقال : وبالاسناد المتقدم إلى الحاكم البيع
رحمة الله عليه قال : رأيت في كتب أهل البيت عليهمالسلام أن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليهالسلام ولي عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين
على الرضا يقولون : انظروا ما جاءنا علي بن موسى الرضا؟! ولي عهدنا فحبس عنا
المطر. واتصل ذلك بالمأمون واشتد عليه ، فقال للرضا : قد احتبس عنّا المطر ، فلو
دعوت الله تعالى أن يمطر الناس. قال الرضا : نعم. قال : فمتى تفعل ذلك؟ ـ وكان ذلك
يوم الجمعة ـ فقال : يوم الاثنين فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب فقال : يا بني انتظر يوم الاثنين فابرز فيه إلى الصحراء واستسق فإن الله عزوجل يسقيهم ، وأخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون ليزداد
علمهم بفضلك ومكانك من ربّك عزوجل. فلما كان يوم الاثنين ، غدا علي بن موسى الرضا إلى
الصحراء ، وخرج الخلائق ينظرون ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
اللهم يا رب أنت عظّمت حقّنا أهل البيت فتوسلوا بنا كما أمرت ، وأمّلوا فضلك
ورحمتك ، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك ، فاسقهم سقيا نافعا عامّا غير ضار ، وليكن
ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارّهم. قال : فو الذي بعث
محمدا نبيا لقد نسجت الرياح الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي
عن المطر ، فقال الرضا : على رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم إنما هو لأهل
بلد كذا. فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحركوا ،
فقال الرضا : على رسلكم فما هذه لكم إنما هو لبلد كذا. فما زالت حتى جاءت عشرة
سحائب وعبرت ويقول علي بن موسى الرضا عليهالسلام : على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لبلد كذا. ثم أقبلت
سحابة حادية عشر فقال : يا أيها الناس هذه بعثها الله لكم فاشكروا الله على تفضله
عليكم وقوموا إلى مقاركم
ومنازلكم فإنها
مسامتة لرءوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم
الله عزوجل. ونزل الرضا عن المنبر وانصرف الناس ، فما زالت السحابة
ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية والحياض
والغدران والفلوات. فجعل الناس يقولون : هنيئا لولد رسول الله صلىاللهعليهوسلم كرامات الله. ثم برز إليهم الرضا عليهالسلام ، وحضرت الجماعة الكثيرة منهم فقال : يا أيها الناس :
اتقوا الله في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه ، بل استديموها بطاعته
وشكره على نعمه وأياديه ، واعلموا أنكم لا تشكرون الله عزوجل بشيء بعد الايمان بالله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله
من آل محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحب اليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي
هي معبر لهم تعبر بهم إلى جنان ربهم فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله تعالى ، وقد
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ذلك قولا ينبغي للعاقل أن يزيد في فضل الله عليه فيه أن
يأمله ويعمل عليه قيل : يا رسول الله هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت. فقال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : بل قد نجا ، ولا يختم الله عمله إلّا بالحسنى ، وسيمحو
الله عنه السيئات ويبدّلها له حسنات. إنه كان مرّة يمر في طريق وعرض له مؤمن قد
انكشفت عورته وهو لا يشعر ، فسترها عليه ولم يخبره بها مخافة أن يخجل. ثم إن ذلك
المؤمن عرفه في مهواة فقال له : أجزل الله لك الثواب ، وأكرم لك المآب ، ولا ناقشك
الحساب. فهذا العبد لا يختم له إلّا بخير بدعاء ذلك المؤمن. فاتصل قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهذا الرجل فتاب وأناب وأقبل على طاعة الله ، فلم يأت عليه
سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة ، فوجّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أثرهم جماعة ذلك الرجل آخرهم واستشهد فيهم. فعظّم الله
تعالى البركة من البلاد بدعاء الرضا رضوان الله عليه. وقد كان للمأمون من يريد أن
يكون ولي عهده دون الرضا ، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليهالسلام ، فقال للمأمون بعض أولئك : يا أمير المؤمنين أعيذك بالله
أن يكون تاريخ الخلفاء في
إخراجك هذا الشرف
العميم والفخر العظيم من بيت ولد العباس إلى بيت ولد علي عليهالسلام اعتب على نفسك وأهلك ، جئت بهذا الساحر من ولد السحرة وقد
كان خاملا فأظهرته ووضيعا فرفعته ومنسيّا فذكرت به. ومستخفا به فنوهت به ، قد ملأ
الدنيا مخرقة وتشرفا بهذا المطر الوارد عند دعائه ، ما أخوفني أن يخرج هذا الأمر
عن ولد العباس إلى ولد علي ، بل ما أخوفنى أن يتوصل بسحره إلى إزالة نعمتك
والتوثّب على مملكتك ، هل جنا أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك؟!! فقال المأمون : قد
كان هذا الرجل مستترا عنّا يدعو إلى نفسه فأردنا أن نجعله ولي عهدنا ليكون دعاؤه
إلينا ، ولنعرف ما يخالفه والملك لنا ، وليعتقد فيه المعترفون به أنه ليس مما
ادّعى في قليل ولا كثير ، وأنّ هذا الأمر لنا من دونه ، وقد خشينا إن تركناه على
تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لا نسدّه ، ويأتي علينا ما لا نطيقه ، والآن وإذ
قد فعلنا به ما قد فعلنا ، وأخطأنا في أمره ما أخطأنا وأشرفنا من الهلاك ـ بالتنويه
به ـ على ما أشرفنا فليس يجوز التهاون في أمره ، ولكنا نحتاج أن نضع منه قليلا
قليلا حتى نصوره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر ثم ندبر فيه بما يحسم
عنا مواد بلائه. قال الرجل : يا أمير المؤمنين فولّني مجادلته فإني أفحمه وأصحابه
وأضع من قدره ، فلولا هيبتك في صدري لأنزلته منزلته وبيّنت للناس قصوره عما رشّحته
له. فقال المأمون :
ما شيء أحب إليّ
من هذا. قال : فاجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القواد والقضاة وخيار الفقهاء
لأبيّن نقصه بحضرتهم فيكون تأخيرك له عن محله الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب
فعلك. قال : فجمع المأمون الخلق الفاضلين من رعيته في مجلس واسع قعد فيه لهم وأقعد
الرضا بين يديه في مرتبته التي جعلها له ، فابتدأ الحاجب المتضمن للوضع عن الرضا ،
وقال له : إن الناس قد أكثروا عليك الحكايات وأسرفوا في وصفك ، فما أرى أنك إن
وقفت عليه إلّا برئت منه ، رأوك دعوت الله تعالى في المطر المعتاد مجيئه فجعلوه
آية لك ومعجزة أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا!! وهذا أمير المؤمنين أدام
الله ملكه لا يوازي بأحد إلّا رجح به ،
وقد أحلّك المحل
الذي قد عرفت ، فليس من حقّه أن تسوغ للكذابين وعليه ما يكذّبونه. فقال الرضا
رضوان الله عليه : ما أدفع عباد الله عن التحدث بنعم الله عليّ وإن كنت لا أبغي
أشرا ولا بطرا ، وأمّا ذكرك صاحبك الذي أحلني فما أحلّني إلّا المحل الذي أحلّه
ملك مصر يوسف الصدّيق عليهالسلام ، وكانت حالهما ما قد عرفت. فغضب الحاجب عند ذلك فقال : يا
ابن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله تعالى بمطر مقدور في وقته لا
يتقدم ولا يتأخر وجعلته آية تستطيل بها ، وصولة تصول بها كأنك جئت بمثل آية الخليل
إبراهيم عليهالسلام لما أخذ رءوس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرّقها على
الجبال فأتته سعيا على الرءوس وحففن وطرن بإذن الله تعالى. فإن كنت صادقا فيما
توهم فأحي هاتين الصورتين وسلّطهما عليّ فإن ذلك يكون حينئذ آية معجزة ، فأما
المطر المعتاد فلست أنت أحق بأن يكون جاء بدعوتك من غيرك الذي دعا كما دعوت!!!
وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستندا اليه وكانا
متقابلين على المسند. فغضب علي بن موسى الرضا عليهالسلام وصاح بالصورتين : دونكما الفاجر فافترساه ولا تبقيا له
عينا ولا أثرا. فوثب الصورتان ـ وقد عادتا أسدين ـ فتناولا الحاجب ورضضاه وتهشماه
وأكلاه ولحسا دمه والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون. فلما فرغا منه أقبلا على
الرضا عليهالسلام فقالا : يا ولي الله في أرضه ما ذا تأمرنا أن نفعل بهذا؟ ـ
ويشيران إلى المأمون ـ فغشي على المأمون مما سمع منهما ، فقال الرضا : قفا. فوقفا.
ثم قال الرضا : صبوا عليه ماء ورد وطيبوه. ففعل ذلك به ، وعاد الأسدان يقولان : أتأذن
لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟ قال : لا فإن لله تعالى تدبيرا هو ممضيه. فقالا
: بما ذا تأمرنا؟ قال : عودا إلى مقركما كما كنتما. فعادا إلى المسند وصار صورتين
كما كانتا. فقال المأمون : الحمد لله الذي كفاني شر حميد ابن مهران ـ يعني الرجل
المفترس ـ ثم قال للرضا عليهالسلام : هذا الأمر لجدكم صلىاللهعليهوسلم ثم لكم فلو شئت لنزلت لك عنه.
كرامة أخرى رواها
في ص ٢١٧ وقال :
أنبأني الشيخ محي
الدين عبد الحميد بن أبي البركات الحربي ، وأمين الدين أبو الفضل إسماعيل بن أبي
عبد الله بن حماد العسقلاني ، قالا : أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي
إجازة ، أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي إجازة ، قال : أنبأنا أبو بكر
الحسين بن علي ، أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا القاسم ابن علي
المعمري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا النضر المؤذن النيسابوري يقول : أصابتني
علة شديدة ثقل فيها لساني فلم أقدر منها على الكلام فخطر ببالي زيارة الرضا عليهالسلام والدعاء عنده والتوسل به إلى الله تعالى ليعافني فخرجت
زائرا وزرت الرضا وقمت عند رأسه وصليت ركعتين ، وكنت في الدعاء والتضرع مستشفعا
صاحب القبر إلى الله عزوجل أن يعافيني من علّتي ويحلّ عقدة لساني إذ ذهب بي النوم في
سجودي ، فرأيت في منامي كأن القمر قد انفرج فخرج منه رجل آدم كهل شديد الأدمة ،
فدنا مني فقال : يا أبا النضر قل : لا إله إلّا الله قال : فأومأت إليه كيف أقول
ذلك ولساني منغلق؟ فصاح عليّ صيحة وقال : تنكر لله القدرة؟ قل : لا إله إلّا الله
قال : فانطلق لساني فقلت : لا إله إلّا الله ورجعت إلى منزلي راجلا وكنت أقول : لا
إله إلّا الله ولم ينغلق لساني بعد ذلك.
كرامة قبره الشريف
ـ رواها في ص ٢١٩ :
وبالسند المتقدم
عن الحاكم عن علي بن محمد بن يحيى قال أبو الفضل بن أبي نصر الصوفي : سمعت زيد
الفارسي يقول : كنت بمرو الرود منقرسا مدة سنتين لا أقدر أن أقوم قائما ولا أن
أصلي قائما ، فأريت في المنام : ألا تمر بقبر الرضا وتمسح رجليك به وتدعو الله
تعالى عند القبر حتى يذهب ما بك؟ قال : فاكتريت دابة وجئت إلى طوس ومسحت رجلي
بالقبر ودعوت الله عزوجل فذهب عني ذلك النقرس والوجع فأنا هاهنا منذ سنتين وما
نقرست.
وبه قال الحاكم :
سمعت أبا الحسن بن أبي منصور العلوي يقول : سمعت عمي أبا
محمد يقول : سمعت
أبا نصر بن أبي الفضل بن محمد يقول : سمعت حاجب حمويه ابن علي يقول : كنت مع حمويه
ببلخ فركب يوما وأنا معه فبينا نحن في سوق بلخ إذ رأى حمويه رجلا فوكل به وقال :
احملوه إلى الباب ثم عند انصرافه أمر بإحضار حمار فاره وسفرة وجبنة ومأتي درهم ،
فلما احضر قال : هاتوا الرجل. فجيء به فلما وقف بين يديه قال : قد صفعتني صفعة
وأنا أقتصها منك اليوم؟! أتذكر اليوم الذي زرنا جميعا قبر الرضا رضياللهعنه فدعوت أنت وقلت : اللهم ارزقني حمارا ومأتي درهم وسفرة
فيها جبنة وخبزة. وقلت أنا : اللهم ارزقني قيادة خراسان. فصفعتني وقلت: لا تسأل ما
لا يكون. فالآن قد بلغني الله عزوجل مأمولي وبلغك مأمولك ، والصفعة لي عليك.
ومنها ما رواه في
ص ٢٢٠ : وبه قال الحاكم : سمعت أبا الحسين محمد بن علي بن سهل الفقيه يقول : ما عرض
لي مهم من أمر الدين والدنيا فقصدت قبر الرضا لتلك الحاجة ، ودعوت عند القبر إلّا
قضيت لي تلك الحاجة ، وفرّج الله عني ذلك المهم. ثم قال أبو الحسن رحمهالله : وقد صارت إليّ هذه العادة أن أخرج إلى ذلك المشهد في
جميع ما يعرض لي فإنه عندي مجرب. قال الحاكم رحمهالله : وقد عرّفني الله من كرامات التربة خير كرامة ، منها :
أني كنت متقرسا لا أتحرك إلّا بجهد فخرجت وزرت وانصرفت إلى نوقان بخفين من كرابيس
فأصبحت من الغد بنوقان وقد ذهب ذلك الوجع وانصرفت سالما إلى نيسابور. وبه قال
الحاكم : سمعت أبا الحسين بن أبي بكر الفقيه يقول : قد أجاب الله لي في كل دعوة
دعوته بها عند مشهد الرضا ، حتى إني دعوت الله أن يرزقني ولدا فرزقت ولدا بعد
الإياس منه.
من كرامات قبره
الشريف ـ رواه في ص ١٩٦ وقال :
وبه عن الحاكم قال
: حدثني علي بن محمد بن يحيى المذكر قال : حدثني محمد ابن علي بن الحسين الفقيه
قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم التميمي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن
القهستاني يقول : كنت بمرو الرود ، فلقيت بها رجلا من
أهل مصر مجتازا
اسمه حمزة ؛ وقد ذكر أنه خرج من مصر زائرا لمشهد الرضا عليهالسلام بطوس ، وذكر أنه لما دخل المشهد كان قرب غروب الشمس فزار
الامام وصلّى ولم يكن في ذلك اليوم زائر غيره ، فلما صلّى العتمة أراد خادم القبر
أن يخرجه أو يغلق عليه الباب ، فسأله أن يغلق عليه الباب ويدعه في المسجد ليصلي
فيه ـ فإنه جاء من بلد شاسع ـ ولا يخرجه فإنه لا حاجة له في الخروج. فتركه وغلق
عليه الباب ، فإنه كان يصلي وحده إلى أن أعيا ؛ فجلس ووضع رأسه على ركبتيه ليستريح
ساعة ، فلما رفع رأسه رأى في الجدار مواجه وجهه رقعة عليها هذا البيتان :
من سرّه أن يرى
قبرا برؤيته
|
|
يفرّج الله عمن
زاره كربه
|
فليأت ذا القبر
إن الله أسكنه
|
|
سلاة من رسول
الله منتجبه
|
قال : فقمت وأخذت
في الصلاة إلى وقت السحر ، ثم جلست كجلستي الأولى ووضعت رأسي على ركبتي ، فلما
رفعت رأسي لم أر على الجدار شيئا. وكان الذي رآه مكتوبا رطبا كأنه كتب في تلك
الساعة. قال : فانفلق الصبح وفتح الباب وخرج من هناك.
أورد الامام شهاب
الدين أبو سعيد عبد الملك بن سعد بن عمرو بن محمد بن عمر بن إبراهيم رحمهالله في مصنفه الموسوم بكتاب نزهة الأخيار ، أنه سمع من الشيخ
الزكي أبي الفتوح محمد بن عبد الكريم بن منصور بن غلان ، قال : سمعت الشيخ أبا
الحسن محمد بن القاسم الفارسي بنيسابور ، قال : كنت أنكر على من قصد المشهد بطوس
للزيارة!!! وأصررت على هذا الإنكار ، فأتفق أني رأيت ليلة فيما يرى النائم كأني
كنت بطوس في المشهد ورأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قائما وراء صندوق القبر يصلي فسمعت هاتفا من فوق وهو ينشد
ويقول :
من سرّه أن يرى
قبرا برؤيته
|
|
يفرّج الله عمن
زاره كربه
|
فليأت ذا القبر
إن الله أسكنه
|
|
سلالة من رسول
الله منتجبة
|
وكان يشير في
الخطاب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فاستيقظت
من نومي كأني غريق
في العرق فناديت غلامي يسرج دابتي في الحال فركبتها وقصدت الزيارة وتعودت في كل
سنة مرتين.
قلت : أروي هذه
الرؤيا وجميع مرويات السلار أبي الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي ، عن الشيخ محي
الدين عبد المحيي بن أبي البركات الحربي إجازة بروايته عن الامام مجد الدين يحيى
بن الربيع بن سليمان بن حراز الواسطي إجازة عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن علي
المقدسي ، عنه إجازة.
ولقد أنشدنا
الامام الفاضل الحسن الأخلاق والشمائل فخر الدين هبة الله بن محمد بن محمود الأديب
الجندي رحمهالله تعالى لنفسه بالمشهد المقدس الرضوي على مشرّفه السلام في
زيارتنا الاولى لها جعلها الله مبرورة ، وفي صحائف الأعمال المقبولة مسطورة :
أيا من مناه رضى
ربّه
|
|
تهيأ وإن منكر
الحسن لام
|
فزر مشهدا
للإمام الرضا
|
|
علي بن موسى عليهالسلام
|
وبه أي بالسند
المتقدم في أول الباب : (٤٠) تحت الرقم : (٤٦٧) عن الحاكم الامام أبي عبد الله
محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل ابن الحسين بن عيسى
يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ـ وعديله في
العمارية أبو علي الثقفي وجماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون ـ إلى المشهد
لزيارة قبر علي بن موسى الرضا رضياللهعنه ، فرأيت من تعظيمه لتلك التربة وتواضعه لها ، وتضرعه عند
الوصول إليها ما تحيّرنا فيه ، وذلك بمشهد من عدة من آل السلطان وآل شاذان ابن
نعيم وآل الشنقشين ، وبحضرة جماعة من العلوية من أهل نيسابور وهرات وطوس وسرخس ،
فدوّنوا شمائل أبي بكر محمد بن إسحاق عند الزيارة ، وفرحوا وتصدقوا شكرا لله على ما
ظهر من إمام العلماء عند ذلك الامام والمشهد ، وقالوا بأجمعهم : لو لم يعلم هذا
الامام أنه سنّة وفضيلة لما فعل هذا ، قال : ثم انصرفنا من الزيارة في ربيع الآخر
سنة تسع وثلاث مائة.
أخبار رسول الله صلىاللهعليهوآله عن شهادته وعن ثواب زيارة قبره الشريف ـ رواه في ص ١٨٨ ـ وقال
:
أخبرنا الامام
العالم محمد بن أبي القاسم إجازة ، قال : أخبرني الشيخ عز الدين محمد بن عبد
الرحمن بن معالي الوابيني ، قال : أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي قال : أنبأنا
الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أنبأنا الحاكم الحافظ البيّع رحمهالله ، قال : حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي
بالكوفة ، قال : أنبأنا الحسين بن حميد بن الربيع ، قال : سمعت أبي يقول : استشهد
علي بن موسى الرضا بخراسان بطوس ، بقرية يقال لها : سناباد في شهر رمضان سنة ثلاث
ومأتين.
وبالسند المتقدم
قال الحاكم : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العبسي ، قال : حدثنا محمد
بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ـ يعني ابن عمار ـ عن أبيه ، عن جعفر
بن محمد الصادق رضياللهعنه ، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ،
عن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ستدفن بضعة مني بخراسان ، لا يزورها مؤمن إلّا أوجب الله
له الجنة وحرّم جسده على النار.
وقال أيضا في ص
١٩٠ : أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهرباني ،
أنبأنا مؤرخ بغداد الامام محب الدين محمد بن محمود بن الحسين بن النجار إجازة ،
قال : أنبأنا الامام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة ، أنبأنا
الامام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ، ثم الخوارزمي ، قال :
أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أنبأنا
الامام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ رحمهالله ، قال : أنبأنا الامام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ،
قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ رحمهالله ، قال : أخبرني علي بن محمد بن موسى الواعظ ، قال : حدثنا
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الرازي عن أحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني قال :
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثنا
محمد بن سليمان المصري عن أبيه عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي ، عن قبيصة عن جابر
بن يزيد الجعفي قال : سمعت وارث علم الأنبياء أبا جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن
علي بن أبي طالب يقول : حدثني سيد العابدين علي بن الحسين ، عن سيد الشهداء الحسين
بن علي ، عن سيد الأوصياء علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ، ما زارها مكروب إلّا نفّس
الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه.
حديث آخر في
اخباره صلىاللهعليهوآله في المنام وكلام نفسه عليهالسلام في ثواب زيارته عليهالسلام ـ رواه في ص ١٩١ وقال :
وبه يعني بالسند
المتقدم عن الحاكم البيّع ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن البزار العلوي
بالكوفة قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، قال : حدثنا علي بن
الحسين بن علي بن فضال قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت علي بن موسى الرضا وجاءه رجل
فقال له : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأيت رسول الله في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن
في أرضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيّب في ثراكم نجمي؟ فقال الرضا عليهالسلام : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة
والنجم. ومن زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم
القيامه ، ومن كنا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين : الجن والانس.
ولقد حدثني أبي عن
أبيه ، عن آبائه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثّل في
صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من
النبوة.
اخبار نفسه عليهالسلام عن شهادته بأرض غربة ـ رواه في ص ١٩٢ وقال :
وبه عن الحاكم
البيّع النيسابوري قال : حدثني أبو سعيد أحمد بن عمرو بن رميح
الحافظ ، قال :
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، قال : حدثنا علي ابن الحسين بن
فضال ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا يقول : إني مقتول مسموم
مدفون بأرض غربة ، أعلم ذلك بعهد عهده إلي أبي عن أبيه عن آبائه ، عن علي بن أبي
طالب رضياللهعنه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم
القيامة ، ومن كنّا شفعاؤه نجا لو كان عليه مثل وزر الثقلين.
اخباره في ثواب
زيارته عليهالسلام في ص ١٩٥ وقال : وبه قال الحاكم : أخبرني أبو القاسم بن أبي
سعيد الصيدلاني ، قال : حدثنا محمد ابن علي بن الحسين الرازي قال : حدثنا علي بن
أحمد بن عمران الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن أحمد بن
محمد بن صالح الرازي عن حمدان الديواني رضياللهعنه قال : قال الرضا رضياللهعنه : من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن
حتى اخلّصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط ، وعند
الميزان.
اخبار أبي جعفر
الجواد عن ثواب زيارة قبر أبيه عليهالسلام :
وبه عن الحاكم قال
: حدثنا أبو القاسم بن أبي سعيد الصيدلاني ، قال : أخبرني علي بن أحمد البيع ، قال
: حدثني أبي ، قال : حدثني سعيد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال : سمعت أبا جعفر
محمد بن علي بن موسى يقول : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ، وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبرا بحذاء منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى يفرغ الله من حساب عباده.
اخبار الامام علي
الهادي عن ثواب زيارة قبر جده الرضا عليهماالسلام ـ رواه في ص ١٩٣ وقال : وبه عن الحاكم ، قال : أخبرني أبو
القاسم بن أبي سعيد الصيدلاني قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين الرازي قال :
حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن الصقر بن
دلف قال : سمعت علي بن
محمد بن علي الرضا
، يقول : من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا بطوس وهو على غسل وليصل
عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته فإنه يستجاب له ما لم يسأله في
مأثم أو قطيعة رحم. وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة ، لا يزورها مؤمن إلّا
أعتقه الله من النار وأدخله دار القرار.
اخبار الامام الكاظم
عليهالسلام عن ثواب زيارة تربة ابنه الرضا عليهالسلام ـ رواه في ص ١٩٤ وقال : وبالسند المتقدم عن الحاكم عن محمد
بن علي بن الحسين الرازي قال : وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين
بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبد الله ابن عامر عن سليمان بن حفص المروزي ، قال :
سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول : من زار قبر ولدي علي كان له عند الله سبعين
حجة ثم قال : وربّ حجة لا تقبل. من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل
السماوات وإذا كان يوم القيامة وجد معنا زوار أئمتنا أهل البيت وأعلاهم درجة
وأقربهم حياة زوار ولدي علي.
ومن كلامه عليهالسلام
ما رواه جماعة :
فمنهم شيخ الإسلام
الشيخ إبراهيم بن محمد بن مؤيد بن عبد الله الجويني الخراساني في «فرائد السمطين» (ج
٢ ص ٢٢١ ط بيروت) قال :
أنبأني الشيخ عبد
الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج الثعلبي أنبأنا القاضي جمال الدين عبد
الصمد بن محمد بن أبي الفضل ، أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد الله وأبو القاسم زاهر
بن طاهر إجازة ، قالا : أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين إجازة ، قال :
أخبرنا الحاكم محمد بن عبد الله البيع ، قال : حدثني محمد بن علي الحافظ الواعظ ،
قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين الفقيه قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن
إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران
الأشعري ، قال :
حدثنا سهل بن زياد : عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا ، قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال :
سنّة من ربه ، وسنّة من نبيه وسنّة من وليه.
فأما السنّة من
ربه فكتمان سره ، قال الله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) [الجن : ٧٦]. وأما
السنّة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عزوجل أمر نبيه بمداراة الناس فقال : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) [الأعراف : ١٩٩]. وأما السنّة من وليه فالصبر على البأساء
والضراء ، قال الله تعالى : (وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) [البقرة : ١٧٧].
وبالسند المتقدم
قال الحاكم : حدثني محمد بن علي الحافظ ، قال : حدثني محمد ابن علي بن الحسين قال
: حدثني أبي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن الدلهاث
: عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : إن الله عزوجل أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكاة
، فمن صلّى ولم يزك لم تقبل منه صلاته ، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر
والديه لم يشكر الله عزوجل. وأمر باتقاء الله عزوجل وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله تعالى.
وبالسند السالف
قال الحاكم : حدثني محمد بن علي ، قال : حدثني محمد بن علي بن الحسين الفقيه قال :
وحدثنا علي بن أحمد الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن أحمد
بن محمد بن صالح الخواري ، عن حمدان الديراني ، قال : قال الرضا عليهالسلام : صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله.
وبالسند المتقدم
قال الحاكم : حدثني محمد بن علي قال : حدثني محمد بن علي الفقيه ، قال : حدثنا أبي
قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا ياسر الخادم : عن أبي الحسن الرضا
عليهالسلام قال : السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه.
وبالسند السابق
قال الحاكم : حدثنا محمد بن علي الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن
علي الفقيه قال :
وحدثنا أبي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ،
عن محمد بن أبي الفضل [كذا] : عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : الصلاة قربان كل تقي.
وبالسند المتقدم
قال الحاكم : حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا محمد بن علي قال : وحدثنا أبي ، قال
: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ،
قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : أقرب ما يكون العبد من الله سبحانه تعالى وهو ساجد
، وذلك قوله عز اسمه : (وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ).
قال الوشاء :
وسمعت الرضا يقول : إذا نام العبد وهو ساجد ، قال الله سبحانه للملائكة : انظروا
إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي.
وبالسند المتقدم
قال الحاكم : وحدثني أبو القاسم بن أبي سعيد ، قال : حدثنا أبي رحمهالله ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد القاضي ، قال : حدثنا محمد بن
يحيى قال : حدثنا أبو ذكوان ، قال : حدثنا إبراهيم بن العباس ، قال : كان الرضا رضياللهعنه ينشد كثيرا :
إذا كنت في خير
فلا تغترر به
|
|
ولكن قل : اللهم
سلم وتمم
|
وبالسند المتقدم ،
قال : حدثنا الحاكم ، قال : سمعت علي بن محمد المعاذي يقول : سمعت أبا محمد يقول :
سمعت يحيى بن يحيى العلوي العالم العابد يقول : سمعت عمي أبا الحسن علي بن محمد بن
قتيبة النيسابوري يقول : سمعت الفضل ابن شاذان ، يقول : سمعت علي بن موسى الرضا رضياللهعنه ينشد :
أعذر أخاك على
ذنوبه
|
|
واستر وغض على
عيوبه
|
واصبر على ثلب
السفيه
|
|
وللزمان على
خطوبه
|
ودع الجواب
تفضّلا
|
|
وكل الظلوم إلى
حسيبه
|
كلامه عليهالسلام في التفسير
رواه جماعة :
فمنهم العلامة شيخ
الإسلام الشيخ إبراهيم بن محمد ابن المؤيد الجويني الخراساني في «فرائد السمطين» (ج
٢ ص ٢٢٥ ط بيروت) قال :
وبالسند المتقدم قال
الحاكم : حدثني علي بن عمر المذكر ، قال : أنبأنا محمد بن علي الفقيه قال : حدثنا
أبي قال : حدثنا سعيد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن سليمان ، قال
: سأل رجل أبا الحسن الرضا ـ وهو في الطواف ـ فقال له : أخبرني عن الجواد؟ فقال :
إن لكلامك وجهين : فإن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله
عليه. والبخيل من بخل بما افترض الله عليه. وإن كنت تعنى الخالق فهو الجواد إن
أعطى ، وهو الجواد إن منع ، لأنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له ، وإن منع منه منعه
ما ليس منه.
كلامه عليهالسلام في الدعاء
وبالسند المتقدم
عن الحاكم قال : قال بعضهم : حججت سنة مع علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، فسمعته بالموقف يدعو بهذا الدعاء : اللهم كما سترت عليّ
ما أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني حلمك فليسعني عفوك ، وكما ابتدأتني
بالإحسان فأتم نعمتك عليّ بالغفران ، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك ، وكما
عرفتني وحدانيتك فالزمني طواعيتك ، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلّا بعصمتك
، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه ، يا جواد يا كريم ، يا ذا الجلال والإكرام.
كلامه عليهالسلام في زيارة قبورهم الشريفة وفي اخباره عن شهادته وكيفيتها
وعن استجابة الدعاء عند قبره
رواه في ص ٢١٨
وقال : وبه أي (بالسند المتقدم) أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله
البيع قال : حدثني علي بن محمد المذكر ، قال : حدثنا محمد بن علي الفقيه قال :
حدثنا أحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن
أبيه ، عن ياسر الخادم ، قال : قال علي بن موسى الرضا : لا تشد الرحال إلى شيء من
القبور إلّا إلى قبورنا. ألا وإني مقتول بالسم ظلما ومدفون في موضع غربة ، فمن شدّ
رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر ذنوبه.
وبهذا الاسناد
الذي تقدم آنفا قال الحاكم : سمعت علي بن محمد بن يحيى المذكر ، يقول : سمعت أبا
الفضل ابن أبي نصر الصوفي يقول : سمعت محمد بن أبي علي الصائغ يقول : سمعت رجلا
ذهب عني اسمه عند قبر الرضا يقول : كنت أفكر في شرف القبر وشرف من توارى فيه
فتخالج في قلبي الإنكار على بعض من بها فضربت بيدي إلى المصحف متفألا ، فخرجت هذه
الآية : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ
هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) [يونس : ٥٣]. حتى
ضربت ثلاث مرات فخرج في كلها هذه الآية.
ومن كلامه الشريف الحديث المعروف بسلسلة الذهب
رواه في ص ١٨٩ ـ قال
: اما نسب الامام الرضا عليهالسلام فهو مذكور في الحديث المعروف بسلسلة الذهب الذي رواه
الحاكم وغيره ، قال الحاكم : حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم
البلاذري قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى الرضا إمام
عصره بمكة ـ حرسها الله ـ سنة إحدى وخمسين ومأتين ، قال : حدثني أبي علي بن محمد
المفتي ، قال : حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب قال : حدثني أبي علي بن موسى
الرضا ، قال :
حدثني أبي موسى بن
جعفر المرتضى ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ،
قال : حدثني أبي
محمد ابن علي الباقر ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين ، قال : حدثني
أبي الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد
الأوصياء ، قال : حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء ، قال : حدثني جبرئيل سيد
الملائكة ، قال : قال الله عزوجل سيد السادات : إني أنا الله لا إله إلّا أنا ، من أقر لي
بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
جعل المأمون ولاية العهد إلى الرضا عليهالسلام من بعده
رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١٠ ص ٩٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي هذه السنة :
جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ولي عهد المسلمين
والخليفة من بعده ، وسمّاه الرضي من آل محمد صلىاللهعليهوسلم وأمر جنده أن يطرح السواد ولبس ثياب الخضرة ، وكتب بذلك
إلى الآفاق ، وذلك يوم الاثنين لليلتين خلتا من رمضان هذه السنة. فكتب الحسن بن
سهل إلى عيسى بن محمد. يخبره أن أمير المؤمنين قد جعل علي بن موسى الرضا ولي عهده
، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا أفضل ولا أورع ولا أعلم منه ،
وأنه سمّاه الرضي من آل محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأمر أن يطرح السواد ولبس الخضرة ، وأن يأمر من قبله من
الجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له ، ويأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم
وأعلامهم ، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك ، فوصل الكتاب إلى عيسى يوم الثلاثاء لخمس
بقين من ذي الحجة ، فدعا أهل بغداد إلى ذلك ، فاختلفوا ، فقال قوم : نبايع ، وقال
قوم : لا نخرج الأمر من ولد العباس ، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل ، وغضب
ولد العباس من ذلك ، واجتمع بعض إلى بعض ، وتكلموا فيه وقالوا : نولي بعضنا ونخلع
المأمون. وكان المتكلم في
هذا والمختلف فيه
والمتقلد له : إبراهيم ومنصور بن المهدي.
ذكر العهد الذي
كتبه المأمون بخطه لعلي بن موسى الرضي عليهماالسلام
بسم الله الرحمن
الرحيم. هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين بيده لعلي بن موسى
بن جعفر ولي عهده.
أما بعد : فإن
الله اصطفى الإسلام دينا ، واصطفى له عباده رسلا دالين عليه ، وهادين إليه ، يبشر
أولهم بآخرهم ، ويصدق تاليهم ماضيهم ، حتى انتهت نبوة الله تعالى إلى محمد صلىاللهعليهوسلم على فترة من الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاع من الوحي ،
واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين ، وجعله شاهدا لهم ، ومهيمنا عليهم ،
وأنزل عليه كتابه العزيز الذي (لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ) بما أحل وحرّم ، ووعد وأوعد ، وحذر وأنذر ، ليكون له الحجة
البالغة على خلقه (لِيَهْلِكَ مَنْ
هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَإِنَّ اللهَ
لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ). فبلّغ عن الله رسالته ، ودعا إلى سبيله بما أمره به من
الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، ثم الجهاد والغلظة حتى قبضه
الله إليه ، واختار له ما عنده صلىاللهعليهوسلم ، فلما انقضت النبوة ، وختم الله بمحمد الوحي والرسالة ،
جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين بالخلافة ، وإتمامها وعزها ، والقيام بحق الله
فيها بالطاعة التي بها تقام فرائض الله وحدوده وشرائع الإسلام وسننه ، ويجاهد بها
عدوه ، فعلى خلفاء الله طاعته فيما استخلفهم ، واسترعاهم من أمر دينه وعباده ،
وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ومعاونتهم على إقامة حق الله وعدله ، وأمن السبل ،
وحقن الدماء ، وإصلاح ذات البين ، وجمع الألفة ، وفي خلاف ذلك اضطراب أمر المسلمين
، واختلاف ملتهم ، وقهر دينهم ، واستعلاء عدوهم ، وتفرق الكلمة ، وخسران الدنيا
والآخرة ، فحق على من استخلفه في أرضه ، وائتمنه على خلقه أن يجهد لله نفسه ،
ويؤثر على ما فيه رضى الله وطاعته ، ويعمل لما الله واقفه عليه ، وسائله عنه ،
ويحكم بالحق ، ويعمل بالعدل فيما حمله الله وقلّده ، فإن
الله عزوجل يقول لنبيه داود عليهالسلام : (يا داوُدُ إِنَّا
جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) وقال تعالى : (فَوَ رَبِّكَ
لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ).
وبلغنا أن عمر بن
الخطاب قال : لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوفت أن يسألني الله عنها ، وأيم الله
إن المسئول عن خاصة نفسه على عمله فيما بين الله وبينه ليعرض أمر كبير على خطر
عظيم ، فكيف بالمسؤول عن رعاية الامة ، وبالله الثقة ، وإليه المفزع والرغبة في
التوفيق والعصمة والتسديد والهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة ، والفوز من الله ،
والرضوان والرحمة ، وانظر الأئمة لنفسه وأنصحهم لله في دينه وعباده ، وخلافته في
أرضه من عمل بطاعته ودينه وسنّة نبيه عليهالسلام في مدة أيامه وبعدها ، فأجهد رأيه ونظره فيمن يوليه عهده ،
ويختاره لامارة المسلمين ورعايتهم بعده ، وينصبه علما لهم ، ومفزعا في جمع ألفتهم
، ولمّ شعثهم ، وحقن دمائهم ، والأمن بإذن الله من فرقتهم ، وفساد ذات بينهم ،
واختلافهم ، ورفع نزغ الشيطان وكيده عنهم ، وإن الله عزوجل جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الإسلام وكماله وعزه
وصلاح أهله ، وأنهم خلفاؤه من توكيده لمن يختارونه لهم من بعدهم ما عظمت به النعمة
، وسلمت فيه العاقبة ، وينقض الله بذلك الشقاق والعداوة ، والسعي في الفرقة ،
والتربص للفتنة ، ولم يزل أمير المؤمنين مذ أفضت إليه الخلافة ، فاختبر بشاعة
مذاقها ، وثقل محملها ، وشدة مئونتها ، وما يجب على من تقلدها من ارتباط طاعة الله
ومراقبته فيما حمله فيها وأنصب بدنه ، وأسهر عينه ، وأطال فكره فيما فيه عز الدين
، وقمع المشركين ، وصلاح الامة ، ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنة ، ومنع ذلك من
الخفض ، والدعة ، ومهنأ العيش ، علما بما الله سائله عنه ، ومحبته أن يلقى الله
مناصحا في دينه وعباده ، ومختارا لولاية عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل ما يقدر
عليه في دينه وورعه ، وأرجاهم للقيام بأمر الله وحقه ، مناجيا لله بالاستخارة في
ذلك ، ومسألته إلهامه ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره ، معملا في طلبه ،
والتماسه في أهل
بيته من ولد عبد الله بن العباس وعلي بن أبي طالب ، فكره ونظره ، مقتصرا فيمن علم
حاله ، ومذهبه منهم على الحق علما بالغا في المسألة فيمن خفي عليه أمره ، وجهده
وطاقته ، حتى استقضى أمورهم معرفة ، وابتلى أخبارهم مشاهدة ، وكشف ما عندهم مساءلة
، فكانت خيرته بعد استخارته لله ، وإجهاد نفسه في قضاء حقه في عباده من البيتين
جميعا : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي الحسين بن علي بن أبي طالب ، لما رأى
من فضله البارع ، وعلمه الناصع ، وورعه الظاهر ، وزهده الخالص ، وتخليه من الدنيا
، ومسلمته من الناس ، فقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة ، والألسن
متفقة ، والكلمة فيه جامعة ، وما لم يزل يعرفه به من الفضل ، يافعا وناشئا ، وحدثا
ومكتهلا ، فعقد له العهد والولاية من بعده ، واثقا بخيرة الله في ذلك ، إذ علم
الله من فعله إيثارا له وللدين ، ونظرا للمسلمين ، وطلبا للسلامة ، وثبات الحجة ،
والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين ، ودعا أمير المؤمنين ولده
وأهل بيته وخاصته وقواده وجنده ، فبايعوه مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير
المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ممن هو أشبك رحما ، وأقرب قرابة ،
وسماه الرضي ، إذا كان رضا عند أمير المؤمنين ، فبايعوه معشر بيت أمير المؤمنين ،
ومن بالمدينة المحروسة من قواده وجنده وعامة المسلمين لأمير المؤمنين والرضي من
بعده على اسم الله وبركته وحسن قضائه لدينه وعباده ، بيعة مبسوطة إليها أيديكم ،
منشرحة لها صدوركم ، عالمين ما أراد أمير المؤمنين بها ، وأثر طاعة الله ، والنظر
لنفسه ولكم فيها ، شاكرين لله على ما ألهم أمير المؤمنين من قضاء حقه في رعايتكم ،
وحرصه على رشدكم وصلاحكم ، راجين عائدة الله في جمع ألفتكم ، وحقن دمائكم ، ولم
شعثكم ، وسد ثغوركم ، وقوة دينكم ، وقمع عدوكم ، واستقامة أموركم ، فسارعوا إلى
طاعة وطاعة أمير المؤمنين ، فإنه الأمر إن سارعتم إليه ، وحمدتم الله عليه ، عرفتم
الحفظ فيه إن شاء الله ، وكتب بيده لسبع خلون من شهر رمضان المعظم قدره سنة إحدى
ومائتين.
وكتب الرضي عليهالسلام كلمات منها أنه كتب عند قوله : اختار من البيتين جميعا علي
بن موسى بن جعفر ، كتب تحته : وصلتك رحم وجزيت خيرا.
وكتب تحت مدحه
إياه بقوله : وورعه وزهده : أثنى الله عليك فأجمل ، وأجزل لك الثواب فأكمل.
وكتب تحت قوله :
فعقد له العهد بعده : بل جعلت فداك.
وكتب تحت قوله :
وسمّاه الرضي : رضي الله عنك وأرضاك وأحسن في الدارين جزاك.
ثم كتب الرضي على
ظهر العهد ما نسخته :
بسم الله الرحمن
الرحيم. الحمد لله رب العالمين ، الفعال لما يريد ، لا معقب لحكمه ، ولا راد
لقضائه ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وصلواته على نبيه وعلى آله الطيبين
الطاهرين.
أقول وأنا علي بن
موسى بن جعفر إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما
جهله غيره ، فوصل أرحاما قطعت ، وأمّن أنفسا فزعت ، بل أحياها وقد تلفت ، وأغناها
وقد افتقرت ، مبتغيا رضا رب العالمين ، لا يرضى جزاء من غيره ، وسيجزي الله
الشاكرين ، ولا يضيع أجر المحسنين ، وإنه جعل إليّ عهده والإمرة الكبرى إن بقيت من
بعده ، فمن حل عقدة أمرها ، وفصم عروة أحب إيثاقها ، فقد أباح حريمه وأحل محرمه ،
إذ كان بذلك زاريا على الامام ، منتهكا حرمة الإسلام وقد جعلت لله على نفسي إن
استرعاني أمير المؤمنين وقلدني خلافته العمل فيهم عامة ، وفي بني العباس بن عبد
المطلب خاصة ، بطاعته وسنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأن لا أسفك دما حراما ، ولا أبيح فرجا ولا مالا إلّا ما
سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي ، وقد جعلت بذلك على
نفسي عهدا مؤكدا ، يسألني الله عنه ، فإنه عزوجل يقول : (وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) فإن حدت أو غيرت أو بدلت كنت للتغيير مستحقا ، وللنكال
متعرضا ،
فأعوذ بالله من
سخطه وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافيته لي
وللمسلمين. وقد امتثلت أمر أمير المؤمنين ، وآثرت رضاه ، والله يعصمني وإياه ،
وأشهدت الله على نفسي ، وكفى بالله شهيدا.
وكتبت خطي بحضرة
أمير المؤمنين ، أطال الله بقاءه ، والفضل بن سهل ، ويحيى ابن أكثم ، وعبد الله بن
طاهر ، وثمامة بن أشرس ، وبشر بن المعتمر ، وحماد بن النعمان. في شهر رمضان سنة
إحدى ومائتين.
نسخة الشهادات
رسم أمير المؤمنين
ـ أطال الله بقاءه وكبت أعداءه ـ قراءة مضمون هذه الصحيفة ، ظهرها وبطنها بحرم
سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الروضة والمنبر ، على رءوس الأشهاد ، وبمرأى ومسمع من
وجوه بني هاشم وسائر الأولياء والأجناد ، بما أوجب أمير المؤمنين الحجة بن على
سائر المسلمين ، وأبطل الشبهة التي كانت اعترضت آراء الجاهلين ، و (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ
عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ). وكتب الفضل بن سهل بحضرة أمير المؤمنين في التاريخ
المذكور :
عبد الله بن طاهر
بن الحسين أثبت شهادته في تاريخه.
شهد يحيى بن أكثم
على مضمون هذا الكتاب ، ظهره وبطنه ، وهو يسأل الله عزوجل أن يعرف أمير المؤمنين وكافة المسلمين بركات هذا العهد ،
والميثاق ، وكتب بخطه في التاريخ المبيّن.
شهد حماد بن
النعمان على مضمون ظهره وبطنه ، وكتب بيده في تاريخه.
بشر بن المعتمر
يشهد بذلك ، وكتب بيده في التاريخ.
ثمامة بن أشرس حضر
وكتب خطه. قال هبة الله بن الفضل بن صاعد الكاتب : هذا العهد ، رأيته بخط المأمون
، ابتاعه خالي يحيى بن صاعد بمائتي دينار ، وحمله إلى سيف الدولة صدقة بن منصور ،
وكان فيه خطوط جماعة من الكتاب ، مثل الصولي عبد الله بن العباس ، والوزير
المغربي.
مستدرك
تزويج المأمون العباسي ابنته للإمام علي بن موسى الرضا عليهماالسلام
رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١٠ ص ١٠٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وفي هذه السنة :
زوج المأمون علي بن موسى الرضي ابنته ام حبيب ، وزوج محمد بن علي بن موسى ابنته ام
الفضل.
أخبرنا أبو منصور
القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال : أجاز لي أبو نصر أحمد بن
محمد بن حسنون النرسي وحدثنيه ثقة من أصحابنا عنه قال : أخبرنا إبراهيم بن حامد بن
شباب الاصبهاني قال : أخبرنا أحمد بن يحيى قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : لما
أراد المأمون أن يزوج ابنته من الرضي ، قال لي يا يحيى تكلم. قال : فأجللته أن
أقول له : أنكحت؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، أنت الحاكم الأكبر وأنت أولى بالكلام
، فقال : الحمد لله الذي تصاغرت الأمور بمشيئته ، ولا إله إلّا الله إقرارا
بربوبيته وصلّى الله على سيدنا محمد عند ذكره ، أما بعد :
فإن الله جعل
النكاح الذي رضيه سببا للمناسبة ألا وإني قد زوجت ابنتي من علي ابن موسى الرضي ،
وأمهرتها عنه أربعمائة درهم.
أشعار أبي نواس في شأنه عليهالسلام
رواه في ص ٢٠٠
وقال : أنبأني الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج الثعلبي أنبأنا
القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ، أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد
الله ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر إجازة ، قالا : أنبأنا الحافظ أبو
بكر أحمد بن الحسين
، قال : أنبأنا الامام الحاكم البيع ، قال : حدثني علي بن محمد بن يحيى المذكر قال
: حدثنا محمد بن علي الفقيه قال : حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب
، قال : أنبأنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن
يحيى الفارسي قال : نظر أبو نواس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ذات يوم وقد خرج من عند الخليفة على بغلة له ، فدنا منه
أبو نواس وسلّم عليه وقال : يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحب أن تسمعها
مني. قال : هات. فأنشأ أبو نواس يقول :
مطهرون نقيّات
ثيابهم
|
|
تجري الصلاة
عليهم أينا ذكروا
|
من لم يكن علويا
حين تنسبه
|
|
فما له في قديم
الدهر مفتخر
|
والله لما بدا
خلقا فأتقنه
|
|
صفاكم واصطفاكم
أيها البشر
|
وأنتم الملأ
الأعلى وعندكم
|
|
علم الكتاب وما
جاءت به السور
|
فقال الرضا عليهالسلام : قد جئت بأبيات ما سبقك إليها أحد. ثم قال : يا غلام هل
معك من نفقتنا شيء؟ فقال : ثلاث مائة دينار. فقال : أعطها إياه. ثم قال عليهالسلام : لعله استقلّها؟ يا غلام سق إليه البغلة. وقال أيضا في ص
٢٠٢ : وبالسند المتقدم قال الحاكم النيسابوري في تاريخ مدينة نيسابور وحدثنا أبو
نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن
سفيان الغساني ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال : سمعت أبا العباس
محمد بن يزيد المبرّد ، يقول : خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قد حاذاه
فسأل عنه ولم ير وجهه ، فقيل : إنه علي بن موسى الرضا.
مستدرك
فضائل ومناقب سيدنا الامام التاسع محمد بن علي التقي سلام عليهما
مدح سيدنا الجواد الامام محمد التقي
قاله المولى الشيخ
محمد حسين الكمباني الاصفهاني قدسسره :
سبحان من جاد
على الذوات
|
|
بمقتضى الأسماء
والصفات
|
فقد تجلى باسمه
الجواد
|
|
في مصدر الخيرات
والأيادي
|
في عنصر النبوة
الختمية
|
|
بصورة الولاية
العلية
|
حقيقة الأمانة
المعروضة
|
|
رقيقة الديانة
المفروضة
|
صحيفة المكارم
الجميلة
|
|
لطيفة المعارف
الجليلة
|
سر النبي خاتم
النبوة
|
|
في العلم
والحكمة والمروة
|
ومهجة المخصوص
بالاخوة
|
|
في الحكم
والآباء والفتوة
|
سليل ياسين وسبط
طاها
|
|
فقد تعالى شرفا
وجاها
|
سلالة الخليل في
وفائه
|
|
وصفوة الصفي في
صفائه
|
ساحل جوده هو
الجودي
|
|
به نجى ربنا
نجيا
|
بل هو بالكليم
تاج رأسه
|
|
في بطشه وفي
شديد بأسه
|
بل هو روح الروح
في ابن مريم
|
|
وهو من الكلام
ام الكلم
|
وحشمة الله رهين
نعمته
|
|
في ملكه وعلمه
وحكمته
|
ولا ترى في
الأنبياء مكرمة
|
|
إلّا وفيه كل
معنى الكلمة
|
ووجهه مصباح نور
النور
|
|
طلعته منصة
الظهور
|
ونور وجهه كنور
الباري
|
|
يذهب بالألباب
والأبصار
|
غرته بارقة
الكمال
|
|
شارقة الجلال
والجمال
|
وعينه في عالم
التكوين
|
|
انسان عين الحق
واليقين
|
وقلبه عرش مليك
المعرفة
|
|
بل عرش من لا
اسم له ولا صفة
|
وصدره خزانة
الغيوب
|
|
في سره مسرة
القلوب
|
لسانه شريعة
الأحكام
|
|
لا بل لسان
الوحي والإلهام
|
لسانه ينطق عن
الهوى
|
|
فانه من الشديد
في القوى
|
يمثل النبي في
منطقه
|
|
فان هذا النور
من مشرقه
|
كأنه أريد ذاك
المنطق
|
|
هذا كتابنا
عليكم ينطق
|
كلامه ام جوامع
الكلم
|
|
ومنه سر الكل في
الكل علم
|
كلامه هو الكتاب
الناطق
|
|
آياته الغر هي
الحقائق
|
حقيقة السبع
المثاني ذاته
|
|
والكلمات كلها
آياته
|
سر علي في علو
المنزلة
|
|
فهو إذا نقطة
باء البسملة
|
وليس عندي
عاليات الأحرف
|
|
إلّا رموز سر
سره الخفي
|
وجوده مصباح
أنوار الهدى
|
|
وجوده مفتاح
أبواب الندى
|
دليل أهل الأرض
والسماء
|
|
بل سره معلم
الأسماء
|
هو الجواد لا
إلى نهاية
|
|
وجوده غاية كل
غاية
|
هو الجواد
بالوجود الساري
|
|
وجوده مظهر جود
الباري
|
هو الجواد المحض
لا لغاية
|
|
فانه المبدأ
والنهاية
|
وكل ما في الكون
فيض جوده
|
|
والجود كالذاتي
في وجوده
|
ومن بديع جوده
الإبداع
|
|
فانه في أمره
مطاع
|
فالمبدعات من
معالي هممه
|
|
والكائنات نبذة
من كرمه
|
وجنة النعيم من
نعمائه
|
|
وكيف والجواد من
أسمائه
|
هو الجواد
بالعلم والحكم
|
|
بل كل ما في
اللوح يسطر القلم
|
له يد المعروف
بالمعارف
|
|
فإنها قرة عين
العارف
|
بل يده البيضا
تعالت عن صفه
|
|
إذ هي بيضا سماء
المعرفة
|
وهي يد الجواد
بالافاضة
|
|
أكرم بهذه اليد
الفياضة
|
(باب المراد والفرج)
وباب أبواب
المراد بابه
|
|
والحرز من كل
البلا حجابه
|
كهف الورى وغوث
كل ملتجى
|
|
في الضيق والشدة
باب الفرج
|
وكعبة البيت لكل
ناسك
|
|
وقبلة الضراح
للملائك
|
معتكف للتاليات
ذكرا
|
|
مختلف المدبرات
أمرا
|
وهو مدار الفلك
الدوار
|
|
ومركز الثابت
والسيار
|
والحجب السبعة
ستر بابه
|
|
والحضرات الخمس
في قبابه
|
والعرش كرسي
بباب داره
|
|
ومستوى الرحمة
في جواره
|
كيف وباب الجود
للجواد
|
|
واسم الجواد
مبدأ الإيجاد
|
وكم لأرباب
العقول المرسلة
|
|
باب من الخير
وباب الجود له
|
كل المعالي في
أئمة الورى
|
|
هو الجواد أولا
وآخرا
|
وكلهم أسماء
حسنى الباري
|
|
والجود مبدأ
الوجود الساري
|
وكلهم جواهر
الكنز الخفي
|
|
واسم الجواد
مبدأ التعرف
|
وكل اسم مبدأ
العناية
|
|
واسم الجواد
مبدأ وغاية
|
من جاد ساد فله
السيادة
|
|
في ملكوت الغيب
والشهادة
|
والمكرمات كلها
في الجود
|
|
أكرم به من خلق
محمود
|
مستدرك
نسبه الشريف وميلاده ووفاته
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٤١٤ وج ١٩ ص ٥٨٥ وج ٢٩ ص ٣ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١١ ص ٦٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو جعفر رضوان الله
عليهم. ولد سنة مائة وخمس وتسعين ، وقدم من المدينة إلى بغداد وافدا على المعتصم
ومعه امرأته ام الفضل بنت المأمون ، وكان المأمون قد زوجه إياها وأعطاه مالا عظيما
، وذلك أن الرشيد كان يجري على علي ابن موسى بن جعفر في كل سنة ثلاثمائة ألف درهم
ولنزله عشرين ألف درهم في كل شهر ، فقال المأمون لمحمد بن علي بن موسى لأزيدك على
مرتبة أبيك وجدك. فأجرى له ذلك ، ووصله بألف ألف درهم. وقدم بغداد فتوفي بها يوم
الثلاثاء لخمس ليال خلون من ذي الحجة في هذه السنة ، وركب هارون بن المعتصم وصلّى
عليه ، ثم حمل ودفن في مقابر قريش عند جده موسى بن جعفر ، وهو ابن خمس وعشرين سنة
، وثلاثة أشهر ، واثني عشر يوما ، وحملت امرأته إلى قصر المعتصم فجعلت في جملة
الحرم.
مستدرك
تزويج المأمون ابنته من الامام محمد التقي عليهالسلام
قد مر ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٩ ص ٥٩٦ وج ٢٩ ص ١١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
منهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ الملوك
والأمم» (ج ١٠ ص ٢٦٥ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال
في حوادث سنة خمس
وعشرة ومأتين : أن المأمون شخص من بغداد لغزو الروم في يوم السبت لثلاث بقين من
المحرم ، وكان ارتحاله من الشماسية إلى البردان يوم الخميس بعد صلاة الظهر لست
بقين من المحرم ، واستخلف حين رحل عن بغداد عليها إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ،
وولاه مع ذلك السواد وحلوان وكور دجلة ، فلما صار المأمون بتكريت قدم عليه محمد بن
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
من المدينة في صفر ، فأجازه ، وأمره أن يدخل بابنته ام الفضل ، وكان زوجها منه ،
فأدخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي على شاطئ دجلة ، فأقام بها ، فلما جاءت أيام
الحج خرج بأهله وعياله حتى أتى مكة ، ثم أتى منزله بالمدينة ، فأقام بها.
مستدرك
نبذة من كراماته عليهالسلام
رواها جماعة :
فمنهم العلامة
يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد ١٢٦٥ والمتوفى ١٣٥٠ ه في
«جامع كرامات
الأولياء» (ج ١ ص ١٦٨ ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
محمد الجواد بن
علي الرضا أحد أكابر الأئمة ومصابيح الامة ، من ساداتنا أهل البيت ، وذكره
الشبراويّ في الإتحاف بحب الأشراف وبعد أن أثنى عليه الثناء الجميل وذكر شيئا من
مناقبه وما جرى له مما دل على فضله وكماله ، وأن المأمون العباسي زوجه بنته ام
الفضل ، حكى أنه لما توجه رضياللهعنه من بغداد إلى المدينة الشريفة خرج معه الناس يشيعونه
للوداع ، فسار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار المسيب ، فنزل هناك مع غروب
الشمس ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع يصلي فيه المغرب ، وكانت في صحن المسجد
شجرة نبق لم تثمر قط ، فدعا بكوز فيه ماء ، فتوضأ في أصل الشجرة ، فقام وصلّى معه
الناس المغرب ، فقرأ في الاولى بالحمد لله ، وإذا جاء نصر الله والفتح وقرأ في
الثانية بالحمد لله ، وقل هو الله أحد ثم بعد فراغه جلس هنيهة يذكر الله ، وقام
فتنفل بأربع ركعات وسجد معهن سجدتي الشكر ، ثم قام فودع الناس وانصرف ، فأصبحت
النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا ، فرآها الناس وتعجبوا من ذلك غاية العجب
وكان ما هو أغرب من ذلك ، وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عجم ، فزاد تعجبهم من
ذلك ، وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة. توفى محمد الجواد رضياللهعنه في آخر ذي القعدة سنة ٢٢٠ وله من العمر خمس وعشرون سنة
وشهر ، رضياللهعنه وعن آبائه الطيبين الطاهرين وأعقابهم أجمعين ، ونفعنا
ببركاتهم آمين.
مستدرك
جوده وكرمه عليهالسلام
رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في
«المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١١ ص ٦٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
وبلغنا عن بعض
العلويين أنه قال : كنت أهوى جارية بالمدينة ، وتقصر يدي عن ثمنها ، فشكوت ذلك إلى
محمد بن علي بن موسى الرضا ، فبعث فاشتراها سرا فلما بلغني أنها بيعت ولم أعلم أنه
اشتراها زاد قلقي فأتيته فأخبرته ببيعها فقال : من اشتراها؟ قلت : لا أعلم ، قال :
فهل لك في الفرجة؟ قلت : نعم. فخرجنا إلى قصر له عنده ضيعة فيها نخل وشجر ، وقد
قدم إليه فرشا وطعاما ، فلما صرنا إلى الضيعة أخذ بيدي ودخلنا ، ومنع أصحابه من
الدخول ، وأقبل يقول لي : بيعت فلانة ولا تدري من اشتراها؟ فأقول : نعم وأبكي ،
حتى انتهى إلى بيت على بابه ستر ، وفيه جارية جالسة على فرض له قيمة ، فتراجعت ،
فقال : والله لتدخلن ، فدخلت ، فإذا الجارية التي كنت أحبها بعينها ، فبهت وتحيرت
، فقال : أفتعرفها؟ قلت : نعم ، قال : هي لك مع الفرض والقصر والضيعة والغلة
والطعام ، وأقم بحياتي معها ، وابلغ وطرك في التمتع بها ، وخرج إلى أصحابه فقال :
أما طعامنا فقد صار لغيرنا فجددوا لنا طعاما ، ثم دعا الأكار فعوضه عن حقه من
الغلة حتى صارت لي تامة ثم مضى.
مستدرك
فضائل ومناقب الامام العاشر علي النقي عليهالسلام
مدح سيدنا الامام الهادي عليهالسلام
قاله المولى الشيخ
محمد حسين الاصفهاني الكمباني قدسسره :
لقد تجلى مبدأ
الإيجاد
|
|
في غاية الوجود
باسم الهادي
|
أحسن خلق كل شيء
فهدى
|
|
وباسمه الهادي
اهتدى من اهتدى
|
ميز بين الماء
والسراب
|
|
بالعلم الهادي
إلى الصواب
|
فبان وجه الحق
ذاتا وصفة
|
|
بنير العلم ونور
المعرفة
|
وانفجرت لكل قلب
صادي
|
|
عين الحياة من
محيا الهادي
|
منه حياة الروح
بالهداية
|
|
بل مطلق الحياة
بالعناية
|
بل هو في العقول
والأرواح
|
|
كالروح في
الأجساد والأشباح
|
كيف ومن مشرقه
صبح الأزل
|
|
فلا يزال مشرقا
ولم يزل
|
به حياة عالم
الإمكان
|
|
فانه كالنفس
الرحماني
|
معنى الحقيقة
المحمدية
|
|
وصورة المشية الفعلية
|
ووجهه في مصحف
الإمكان
|
|
فاتحة الكتاب في
القرآن
|
بل وجهه عنوان
حس الذات
|
|
ديباجة الأسماء
والصفات
|
طلعته مطلع نور
النور
|
|
ومشرق الشموس
والبدور
|
غرته في أفق
الامامة
|
|
بارقة العزة
والكرامة
|
نور الهدى
والرشد في جبينه
|
|
بحر الندى
والجود في يمينه
|
بل هي بيضاء
سماء المعرفة
|
|
بها أضاء كل اسم
وصفة
|
بل يده في البسط
فوق كل يد
|
|
وكيف لا وهي يد
الله الأحد
|
كلتا يديه مبدأ
الأيادي
|
|
وفيها نهاية
المراد
|
ففي اليمين قلم
العناية
|
|
وفي الشمال علم
الهداية
|
واليمين والأمان
في يمناه
|
|
واليسر واليسار
في يسراه
|
وعينه باصرة
البصائر
|
|
ونورها النافذ
في الضمائر
|
بل عينه في
النور والشعاع
|
|
انسان عين عالم
الإبداع
|
بل هي في الضياء
والبهاء
|
|
قرة عين عالم
الأسماء
|
أنفاسه جواهر
الناسوت
|
|
وصدره خزانة
اللاهوت
|
وقلبه في قالب
الإمكان
|
|
كالروح في
الأعيان والأكوان
|
وكيف وهو أعظم
المظاهر
|
|
للمتجلي بالجمال
الباهر
|
همته فوق سموات
الهمم
|
|
بل هي كالعنقاء
في قاف القدم
|
وعزمه يكاد يسبق
القضا
|
|
كيف وفي رضاه
لله رضا
|
وهو له ولاية
الهداية
|
|
في منتهى مراتب
الولاية
|
وهو يمثل النبي
الهادي
|
|
في بث روح العلم
والإرشاد
|
فانه لكل قوم
هاد
|
|
كجده المنذر
للعباد
|
بل سره الخفي في
هدايته
|
|
موصل كل ممكن
لغايته
|
فهو له في مسند
التمكين
|
|
هداية التشريع
والتكوين
|
هو النقي لم يزل
نقيا
|
|
وكان عند ربه
مرضيا
|
بل هو من شوائب
الإمكان
|
|
مقدس بمحكم
البرهان
|
وكيف وهو برزخ
البرازخ
|
|
ودونه كل مقام
شامخ
|
وسره بكل معناه
نقي
|
|
فانه سر الوجود
المطلق
|
فهو مجرد عن
القيود
|
|
فكيف بالرسوم
والحدود
|
فهو نقي السر
والسريرة
|
|
وسر جده بحكم
السيرة
|
وهو كتاب ليس
فيه ريب
|
|
وشاهد فيه تجلى
الغيب
|
وكيف لا وهو ابن
من تدلى
|
|
في قربه من
العلي الأعلى
|
ما كذب الفؤاد
ما رآه
|
|
مذ بلغ الشهود
منتهاه
|
مرآته نقية من
الكدر
|
|
فما طغى قط وما
زاغ البصر
|
مستدرك
فضائل الامام علي بن محمد النقي نسبه الشريف وإقامته بسامراء ووفاته بها
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٤٤٢ وج ١٩ ص ٦٠٦ وج ٢٩ ص ٣١ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١٢ ص ٧٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
علي بن محمد بن
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن
الهاشمي. أحد من يعتقد فيه الشيعة الامامة أشخصه المتوكل في مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بغداد ، ثم إلى سامراء فقدمها ، وأقام بها في هذه
السنة ودفن في داره فلاقامته بالعسكر عرف بأبي الحسن العسكري ، وصلّى عليه أبو
أحمد بن المتوكل.
أخبرنا أبو منصور
القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أخبرنا الأزهري ،
أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ حدثنا محمد بن يحيى النديم قال : حدثنا
الحسين بن يحيى قال : اعتل المتوكل في أول خلافته ، فقال لئن برئت لأتصدقن بدنانير
كثيرة ، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك ،
فاختلفوا ، فبعث
إلى علي بن محمد بن علي بن موسى ، فقال : تتصدق بثلاثة وثمانين دينارا. فعجب قوم
من ذلك وتعصب قوم عليه وقالوا : تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا فردّ الرسول
اليه. فقال : قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر لأن الله تعالى قال : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ
كَثِيرَةٍ) فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات
كانت ثلاثة وثمانين موطنا ، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانون وكلما زاد أمير
المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له وأجدى عليه في الدنيا والآخرة.
ومن كلامه الشريف زيارة الجامعة الكبيرة علّمها موسى بن عبد الله النخعي
رواها جماعة :
فمنهم العلامة شيخ
الإسلام إبراهيم بن محمد الجويني الخراساني في «فرائد السمطين» (ج ٢ ص ١٩٥ ط بيروت)
قال :
قال الحاكم :
وأخبرني علي بن محمد بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين الفقيه الرازي
قال : حدثنا علي بن أحمد الدقاق في آخرين ، قالوا : حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد
الله الأسدي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا موسى بن عبد الله
النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام : علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله
بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم. فقال : إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين
وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر ، الله أكبر ثلاثين مرة
، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثم قف وكبّر الله ثلاثين
مرة ، ثم ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرة ، تمام مائة تكبيرة ، ثم قل : السلام
عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن
الرحمة وخزّان العلم ، ومنتهى الحلم ، واصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم
، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ،
وأبواب الايمان ،
وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ورحمة
الله وبركاته.
السلام على أئمة
الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى وذوي النهى واولي الحجى ، وكهف الورى ،
وورثة الأنبياء والمثل الأعلى والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة
والاولى ورحمة الله وبركاته.
السلام على محال
معرفة الله ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب
الله ، وأوصياء نبي الله وذرية رسول الله صلىاللهعليهوآله ورحمة الله وبركاته.
السلام على الدعاة
إلى الله والأدلاء على مرضاة الله ، والمستوفرين في أمر الله ، والثابتين في محبة
الله والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين
الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته. السلام على الأئمة
الدعاة والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة الحماة وأهل الذكر واولي الأمر
، وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه ، وحجته وصراطه ونوره وبرهانه ورحمة الله
وبركاته.
أشهد أن لا إله
إلّا الله وحده لا شريك له ، كما شهد الله لنفسه وشهدت له الملائكة وأولو العلم من
خلقه ، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم ، وأن الدين عند الله الإسلام. وأشهد أن
محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون. وأشهد أنكم الأئمة الهادون المهديون الراشدون المكرّمون
المقربون ، المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله ، القوامون بأمره ، العاملون
بإرادته ، الفائزون بكرامته. اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه واختاركم لسره ،
واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصّكم ببرهانه ، وانتجبكم لنوره ، وأيدكم بروحه
، ورضيكم خلفاء في أرضه وحججا على بريته ، وأنصارا لدينه ، وحفظة لسره ، وخزنة لعلمه
، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه،
وأعلاما لعباده ،
ومنارا في بلاده ، وأدلاء على صراطه.
عصمكم الله من
الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا ،
فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكدتم ميثاقه ،
وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتهم إلى سبيله بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه ،
وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في
الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته ، وبيّنتم فرائضه ، وأقمتم حدوده ، ونشرتم شرائع
أحكامه ، وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلّمتم له القضاء ، وصدّقتم
من رسله من مضى.
فالراغب عنكم مارق
، واللازم لكم لاحق ، والمقصر في حقكم زاهق ، والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم ،
وأنتم أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندكم ، وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ،
وفصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ، ونوره وبرهانه عندكم ، وأمره
إليكم.
من والاكم فقد
والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد
أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.
أنتم السبيل
الأعظم ، والصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة
الموصولة ، والآية المخزونة ، والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس.
من أتاكم نجا ،
ومن لم يأتكم هلك ، إلى الله تدعون ، وعليه تدلون ، وبه تؤمنون ، وله تسلمون ،
وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون.
سعد والله من
والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضلّ من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ،
وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدّقكم وهدي من اعتصم بكم.
من اتبعكم فالجنة
مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن ردّ
عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم.
أشهد أن هذا سابق
لكم فيما مضى ، وجار لكم فيما بقي ، وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت
، بعضها من بعض.
خلقكم الله أنوارا
فجعلكم بعرشه محدقين ؛ حتى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر
فيها اسمه ، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصنا به من ولايتكم ، طيبا لخلقنا ، وطهارة
لأنفسنا ، وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ، فكنا عنده مسلّمين بفضلكم ، ومعروفين
بتصديقنا إياكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين ، وأرفع
درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع
في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صديق ولا شهيد ، ولا
عالم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ، ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد
، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد ، إلّا عرّفهم جلالة أمركم ، وعظم
خطركم ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم
ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه.
بأبي أنتم وأمي
وأهلي ومالي واسرتي أشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوكم
وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغض
لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم ، حرب لمن حاربكم ، محقق لما حققتم مبطل لما
أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم ، محتجب بذمتكم ، معترف
بكم ، مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ،
عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم ، عائذ بكم لائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عزوجل بكم ومتقرب بكم إليه ، ومقدمكم أمام طلبتي وحاجتي وإرادتي
في كل أحوالي واموري ، مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم ، وأولكم وآخركم ،
ومفوض في ذلك كله إليكم ، ومسلّم فيه معكم ، وقلبي لكم مؤمن ورأيي لكم تبع ،
ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالى
دينه بكم ويردكم
في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكنكم في أرضه.
فمعكم معكم لا مع
عدوكم آمنت بجدكم عليهالسلام وتوليت آخركم بما توليت به أولكم ، وبرئت إلى الله تعالى
من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وإخوانهم الظالمين لكم والجاحدين لحقكم
والمارقين من ولايتكم والغاصبين لإرثكم والشاكين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كل
وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله أبدا
ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ، ووفقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني
من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم
ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم ، ويشرف في
عافيتكم ، ويمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأمي
ونفسي وأهلي ومالي من أراد الله بدأ بكم ومن وحّده قبل عنكم ، ومن قصده توجه
إليكم. مواليّ لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ،
وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار ، وحجج الجبار. بكم فتح الله وبكم يختم ، وبكم
ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبكم يكشف الضر ،
وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته ، إلى جدكم بعث الروح الأمين. وإن كانت
الزيارة لأمير المؤمنين عليهالسلام فقل : وإلى أخيك بعث الروح الأمين. آتاكم الله ما لم يؤته
أحدا من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار
لفضلكم ، وذلّ كل شيء لكم وأشرقت الأرض بنوركم ، وفاز الفائزون بولايتكم. بكم يسلك
إلى الرضوان ، وعلى من جحد فضلكم غضب الرحمن. بأبي أنتم وأمي ونفسي ومالي وأهلي
ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في
الأرواح ، وأنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور.
فما أحلى أسماءكم
، وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجل خطركم ، وأوفى
عهدكم. كلامكم نور
، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم الإحسان ، وسجيتكم الكرم
، وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم. إن ذكر الخير
كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه. بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي
كيف أصف حسن ثناءكم؟ وكيف أحصي جميل بلائكم؟ وبكم أخرجنا الله من الذل ، وفرج عنا
غمرات الكروب ، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ، ومن النار.
بأبي أنتم وأمي
ونفسي بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم
تمت الكلمة ، وعظم النعمة ، وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ،
ولكم المودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة ، والمقام المحمود عند الله تعالى والمكان
المعلوم والجاه العظيم ، والشأن الكبير والشفاعة المقبولة.
ربنا آمنا بما
أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب
لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. يا ولي
الله إن بيني وبين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها إلّا رضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سره
، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته ، لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي
فإني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد
أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله. اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد
وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ؛
أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم إنك
أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
ثم قال الامام علي
الهادي عليهالسلام وإذا أردت الانصراف فقل عند الوداع السلام عليك سلام مودع
لا سئم ولا قال ورحمة الله وبركاته إنه حميد مجيد ، السلام عليكم يا أهل بيت
النبوة ، سلام ولي غير راغب عنكم ، ولا مستبدل بكم ولا
مؤثر عليكم ، ولا
منحرف عنكم ولا زاهد في قربكم ، ولا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم وإتيان
مشاهدكم.
والسلام عليكم
وحشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم وجعلني من حزبكم وأرضاكم عني ، ومكنني في
دولتكم وأحياني في رجعتكم وملّكني في أيامكم ، وشكر سعيي بكم وغفر ذنبي بشفاعتكم ،
وأقال عثرتي بحبكم ، وأعلى كعبي بموالاتكم ، وشرفني بطاعتكم ، وأعزني بهداكم
وجعلني ممن أنقلب ـ مفلحا منجعا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله تعالى
وفضله وكفايته ـ بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم.
ورزقني الله العود
ثم العود أبدا ما أبقاني ربي بنية صادقة وإيمان وتقوى وإخبات ورزق واسع حلال طيب.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم ، وأوجب لي المغفرة
والخير والبركة والفوز والايمان وحسن الاجابة ، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم
، المؤمنين بطاعتهم والراغبين في زيارتهم ، المتقربين إليك وإليهم. بأبي أنتم وأمي
ونفسي وأهلي ومالي اجعلوني في همكم ، وصيروني في حزبكم وأدخلوني في شفاعتكم ،
واذكروني عند ربكم.
اللهم صلّ على
محمد وآل محمد وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام ، والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم
الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
مستدرك
فضائل الامام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما
مدح سيدنا الامام العسكري عليهالسلام
قاله المولى الشيخ
محمّد حسين الكمباني الاصفهاني قدسسره :
لقد بدا سر
المليك الأكبر
|
|
في قائد الحق
الزكي العسكري
|
سر النبي في
محاسن الشيم
|
|
ومن يشابه أبه
فما ظلم
|
بل هو في كل
معانيه حسن
|
|
فانه سر النبي
المؤتمن
|
بل فيه سر الحق
بالحق نزل
|
|
إذ هو مستودع
ناموس الأزل
|
واصله فاتحة
الوجود
|
|
وفرعه خاتمة
الشهود
|
وقد تجلى نور
وجهه الحسن
|
|
فاندك فيه الطور
والنور ولن
|
وكيف وهو أعظم
الأنوار
|
|
وكيف وهو نور
وجه الباري
|
أسمائه الحسنى
تجلت فيه
|
|
نفسي الفدا
لوجهه الوجيه
|
بل اسمه الأعظم
قد تجلى
|
|
فيه فانه ابن من
تدلى
|
يمثل الواجب في
صفاته
|
|
كيف وغيب الذات
سر ذاته
|
هو الزكي في علو
الشأن
|
|
عن وصمة الحدوث
والإمكان
|
ومطلق الوجود عن
قيودها
|
|
وعن رسومها وعن
حدودها
|
وذاته في مصحف
الآيات
|
|
ام الكتاب في
سموه الذات
|
وهو أبو العقول
بالكلية
|
|
وكلها في ذاته
مطوية
|
إذ هو كاللطيفة
القدسية
|
|
من الحقيقة
المحمدية
|
ووجهه كتاب حسن
ذاته
|
|
وفهرس الأسماء
في صفاته
|
غرته شارقة
الجمال
|
|
الحاظة بارقة
الجلال
|
وجنة النعيم في
وجنته
|
|
كل نعيم هو في
جنته
|
وعينه عين عيون
النور
|
|
تمثل البصير
بالأمور
|
وعند نورها
المحيط القاهر
|
|
سيان كل باطن
وظاهر
|
يمثل الكنز
الخفي صدره
|
|
فجل شأنه وعز
قدره
|
وقلبه مشكورة
نور الذات
|
|
مجردا عن التعينات
|
وفي تجلياته
مجلاة
|
|
فما أجله وما
أجلاه
|
والغيب في محيطة
شهود
|
|
لا بل هو الشاهد
والمشهود
|
وعنده مفاتح
الغيب وفي
|
|
كتابه المبين كل
الأحرف
|
فيه الحروف
العاليات كالنقط
|
|
ولا سواه نقطة
المركز قط
|
فانه كالنفس
الرحماني
|
|
في كلمات عالم
الإمكان
|
لطائف الأسرار
في لطيفته
|
|
دقائق الأفكار
في صحيفته
|
حيته بذر ثمار
المعرفة
|
|
بها تدلى كل اسم
وصفة
|
وفي سويداء بياض
النور
|
|
يفوق نور الطور
في الظهور
|
لسانه هو الكتاب
الناطق
|
|
وتنجلي بنوره
الحقائق
|
لسانه الناطق
بالصواب
|
|
معرف السنة
والكتاب
|
بل هو في حفظ
حدود السنة
|
|
أحد من السنة
الاسنة
|
رسومها برأيه
السديد
|
|
قد أصبحت أقوى
من الحديد
|
لا بل لسان
الوحي والتنزيل
|
|
يغني سماعه عن
الدليل
|
فهو لسان خاتم
الرسالة
|
|
في النطق
والبيان والدلالة
|
مقامه من النبي السامي
|
|
منزلة المعنى من
الكلام
|
له مقام لي مع
الله ولا
|
|
ارفع منه في
مقامات العلا
|
منطقه منطقة
السماء
|
|
في عالم الصفات
والأسماء
|
منطقه البليغ في
المعارف
|
|
ميزان كل سالك
وعارف
|
بل هو في بيانه
الوحيد
|
|
روح الهدى ومهجة
التوحيد
|
إذ هو سر
المرتضى أبيه
|
|
ونقطة الباء
تجلت فيه
|
فهو قوام الصحف
المنزلة
|
|
ومجمل الصحائف
المفصلة
|
لا بل تجلى الله
في كلامه
|
|
فانه النازل من
مقامه
|
إذ ذاته مرآة
غيب الذات
|
|
تحل فيه صور
الصفات
|
منطقه كنز جواهر
الكلم
|
|
والجواهر الفرد
هناك ينقسم
|
كل كلامه اصول
الحكمة
|
|
فروعها جوامع
مهمة
|
والكل ام الكلم
الطيب في
|
|
وحدته فيا له من
شرف
|
كيف وام الكلمات
ذاته
|
|
حياة كل ممكن
حياته
|
فالمبدعات من
بديع جوده
|
|
بل كل ما في
الكون من وجوده
|
والفلك الأعلى
يدور حوله
|
|
كالعبد يرجو فضله
وطوله
|
والبدر تمثال
لظل بابه
|
|
والشمس خدها على
ترابه
|
له من المعروف
والأيادي
|
|
ما هو معروف بكل
نادي
|
بل عالم الوجود
من خيراته
|
|
وكيف والخير
حليف ذاته
|
إذ يده البيضاء
بالإعطاء
|
|
حقا يد الباسط
بالعطاء
|
وهي يد الإحسان
والانعام
|
|
بل يد ذي الجلال
والإكرام
|
تلك يد الله فما
أقواها
|
|
والأبحر السبعة
من نداها
|
فليس فوقها يد
في الجود
|
|
والجود جود واجب
الوجود
|
له من العلوم
والمعارف
|
|
ما جل عن توصيف
أي واصف
|
رغما لمن أنكره
ولم يحط
|
|
خبرا بما رووه
عنه وضبط
|
فكيف وهو حجة
الله على
|
|
عباده فجل عن أن
يجهلا
|
وعلمه تراثه من
جده
|
|
لا انه بكسبه
وجده
|
وهو أمين الله
في الأنام
|
|
وصدره مستودع
الأحكام
|
وقلبه مرآة ذات
الباري
|
|
في سره لطائف
الأسرار
|
أصاب من لدنه
علما جما
|
|
ولا ترى كيفا له
وكما
|
كيف ولا حد لعلم
الباري
|
|
والسر في المجلى
الأتم سار
|
كل علوم
الأنبياء والرسل
|
|
من علمه مثل
الظلال والمثل
|
والفرع رشح
الأصل في ظهوره
|
|
ذاتا ووصفا فهو
ظل نوره
|
ذواتها من رشحات
ذاته
|
|
فما صفات الكل
من صفاته
|
له مقام في
العلوم والحكم
|
|
يجل عن حيطة لوح
أو قلم
|
له مقام في
الشهود والفنا
|
|
يمثل المشهود في
إني أنا
|
يمثل النبي في
أدناه
|
|
صورته تنبئ عن
معناه
|
حاز من النبي كل
مكرمة
|
|
فهي له فكل معنى
الكلمة
|
فاز بأقصى رتب
الولاية
|
|
ولاية الإرشاد
والهداية
|
ولاية التشريع
والتكوين
|
|
أكرم بهذا العز
والتمكين
|
وهو أبو المهدي
وابن الهادي
|
|
فلا أحق منه
بالإرشاد
|
لطيفة النبي علة
العلل
|
|
واسطة الفيض وان
دق وجل
|
ليس لفضله
المبين كاتم
|
|
مبدؤه ومنتهاه
الخاتم
|
فهو سليل خاتم
الرسالة
|
|
وصاحب الرفعة
والجلالة
|
وهو أب الخاتم
للولاية
|
|
من هو مامول لكل
غاية
|
قاسى عظيما في
عظيم شانه
|
|
من خلفاء الجور
في زمانه
|
حتى اذا القسى في السباع
|
|
وهو ابن ليث غابة الابداع
|
شبل علي أسد
الله ولا
|
|
يرى لديه الأسد
إلّا مثلا
|
وكيف وهو مالك
الأرواح
|
|
بأمره تحل في
الأشباح
|
تطايرت أرواحها
لهيبته
|
|
واضطربت أشباحها
من خيفته
|
وكم رأى في عمره
القصير
|
|
منهم من التوهين
والتحقير
|
ايطب الاسراج
والإلجام
|
|
للبغل منه وهو
الامام
|
فبتر الله به
أعمارهم
|
|
كما محا من
بعدهم آثارهم
|
حتى قضى العمر
بما يقاسى
|
|
فسمه المعتمد
العباسي
|
قضى على شبابه
مسموما
|
|
مضطهدا محتسبا
مظلوما
|
فناحت الحور على
شبابه
|
|
وصبت الدموع في
مصابه
|
تضعضعت لرزئه
السبع العلا
|
|
والملاء الأعلى
تحييه على
|
وانصدعت لرزئه
الجبال
|
|
كأنه الساعة
والأهوال
|
لو لم يكن بقية
الله لما
|
|
رأيت في الوجود
أرضا وسما
|
بكته عين الحق
والحقيقة
|
|
وشرعة المختار
والطريقة
|
لرزئه اقشعرت
الأظلة
|
|
بكاه كل ملة
ونحلة
|
لقد بكاه الروح
والأرواح
|
|
لما استحلوا منه
واستباحوا
|
صبرا جميلا أيها
المؤمل
|
|
والصبر في الرزء
الجليل أجمل
|
واحسن الله لك
العزاء في
|
|
مصيبة ليس لها
من خلف
|
يا حجة الله
وخاتم الحجج
|
|
أغث مواليك إلى
متى الفرج
|
مستدرك
نسبه الشريف وميلاده ووفاته
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٢ ص ٤٥٨ وج ١٩ ص ٦١٩ وج ٢٩ ص ٥٩ ،
ونستدرك هاهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :
فمنهم أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم» (ج ١٢ ص ١٥٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
الحسن بن علي بن
محمد بن علي بن موسى بن جعفر ، أبو محمد العسكري. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين ،
وكان يسكن بسر من رأى ، وبها مات ، وهو أحد من تعتقد فيه الشيعة الامامة. وتوفي في
ربيع الأول من هذه السنة ودفن إلى جانب أبيه.
ما قيل في شأنه عليهالسلام
منهم العلامة عز
الدين عبد الحميد ابن أبي الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١٥ ص ٢٧٨ ط القاهرة)
قال :
ومن الذي يعد من
قريش أو من غيرهم ما يعده الطالبيون عشرة في نسق ؛ كل واحد منهم عالم زاهد ناسك
شجاع جواد طاهر زاك ، فمنهم خلفاء ، ومنهم مرشحون : ابن ابن ابن ابن ، هكذا إلى
عشرة ، وهم الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي عليهمالسلام ؛ وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم.
مستدرك
فضائل ومناقب الامام الثاني عشر الحجة بن الحسن العسكري صلوات الله
عليه وعجل الله فرجه الشريف
لله در العلامة
الكبير الحاج الشيخ محمد حسين الكمباني قدسسره قال :
(في مولد الامام
المهدي بن الحسن صلوات الله عليه)
قد حاز شعبان
عظيم الشرف
|
|
من معدن اللطف
الجلي والخفي
|
فقد تجلى فيه
وجه الباري
|
|
بنوره القاهر
للأنوار
|
وأي نور هو نور
النور
|
|
يندك في سناه
نور الطور
|
أشرق نور من
سماء الذات
|
|
تجلو به حقائق
الصفات
|
نور الولاية
المحمدية
|
|
في أعظم المظاهر
العلية
|
به استنار عالم
الإمكان
|
|
بل نشأة الثبوت
للأعيان
|
أشرق كالشمس ضحى
النهار
|
|
من مستسر عالم
الأسرار
|
أكرم به من غائب
مشهود
|
|
بدا من الغيب
إلى الشهود
|
ليس سواه نير
مغيب
|
|
فهو عن الغيب
المصون يعرب
|
وقال :
غرته قرة عين
المعرفة
|
|
حقيقة الحق بها
منكشفة
|
تشرق من طلعته
شمس الأبد
|
|
ليس لها حد ولا
لها أمد
|
وكيف وهو خاتم
الولاية
|
|
فهل لغاية
الكمال غاية
|
ووجهه المضيء
مصباح الهدى
|
|
يزداد نورا
وضياء أبدا
|
والكوكب الدري
في السماء
|
|
مشكاة ذاك النور
والضياء
|
والله كل ما
يشاء يهدي
|
|
بنوره والنور
نور المهدي
|
وصدره كنز جواهر
الحكم
|
|
معدن أسرار
الحدوث والقدم
|
وقلبه مقلب
القلوب
|
|
وعنده مفاتح
الغيوب
|
وعينه مرآة عين
الذات
|
|
عينا بلا تعين
الصفات
|
لسانه ناطقة
الوجود
|
|
معرف الرسوم
والحدود
|
وكيف لا وهو
لسان الباري
|
|
ينبئ عن حقائق
الأسرار
|
واليمن كل اليمن
في جبينه
|
|
والخير كل الخير
في يمينه
|
وقال :
وهو ولي الأمر
لا سواه
|
|
ومبدأ الخير
ومنتهاه
|
ومصدر الوجود في
البداية
|
|
وغاية الإيجاد
في النهاية
|
كل لسان المدح
عن جلاله
|
|
وأبهر العقول في
جماله
|
بذلك الجلال
والجمال
|
|
قد ختمت دائرة
الكمال
|
وقال :
بشراك يا فاتحة
الوجود
|
|
بخاتم الولاية
الموعود
|
رب المعالي
وربيب المجد
|
|
ووارث المجد أبا
عن جد
|
روح الهدى عقل
العقول الشامخة
|
|
قلب التقى نفس
نفوس الباذخة
|
وملتقى القوسين
في الوجود
|
|
ومركز المحيط في
الشهود
|
هو المدار بل هو
المدير
|
|
بأمره التقدير
والتدبير
|
وعالم الإبداع
تحت أمره
|
|
ونشأة التكوين
دون قدره
|
والقلم الأعلى
لسان حاله
|
|
واللوح كالعنوان
من كماله
|
بقية الله وصفوة
الرسل
|
|
ونخبة الوجود ما
شئت فقل
|
لك الهنا يا سيد
البرايا
|
|
بما حباك واهب
العطايا
|
بالجوهر الفرد
من الجواهر
|
|
في الحسن
والكمال والمفاخر
|
والمقصد الأقصى
من الإيجاد
|
|
والغاية القصوى
من المبادي
|
لطيفة اللطائف
القدسية
|
|
صحيفة الفضائل
النفسية
|
نتيجة النفوس
والعقول
|
|
في قوسي الصعود
والنزول
|
من جنة الأسماء
أسمى شجرة
|
|
لدوحة الوجود
أزكى ثمرة
|
تطور الوجود في
أدواره
|
|
فجاء بالأكمل من
أطواره
|
وجاءت القوى في
الاستكمال
|
|
بصورة جلت عن
المثال
|
فإنها حقيقة
الحقائق
|
|
جامعة كل كمال
لائق
|
وقال :
بشراك يا أبا الأئمة
الغرر
|
|
بغرة الدهر ودرة
الدرر
|
غرته بهجة مهمة
الهدى
|
|
فما أجل المنتهى
والمبتدأ
|
ناشر راية الهدى
بهمته
|
|
كاسر شوكة العدى
بصولته
|
سطوته تقضي على
كل أحد
|
|
فان هذا الشبل
من ذاك الأسد
|
وهو معيد الملة
البيضاء
|
|
مجدد الشريعة
الغراء
|
وناظم الدين
نظاما حسنا
|
|
ومن به الحق
يعود بينا
|
وهل سواه قائم
بالقسط
|
|
وباسط العدل
بأوفى بسط
|
وليس لله يد سوى
يده
|
|
ولا لجمع الكفر
غير مفردة
|
ولا سواه جامع
للشمل
|
|
والحاكم العدل
بقول فصل
|
وقال :
بشراك أيها
الزكي العسكري
|
|
بالملك المهيمن
المقتدر
|
سلطان إقليم
الوجود كله
|
|
وكل شيء هو تحت
ظله
|
وصاحب الفتح
وناشر اللوا
|
|
والملك الذي على
العرش استوى
|
عرش الخلافة
المحمدية
|
|
بل مستوى
الحقيقة الكلية
|
أكرم بهذا الملك
المطاع
|
|
في نشأة التكوين
والإبداع
|
خليفة المبدأ في
الإفضال
|
|
في منتهى العدل
والاعتدال
|
والملكوت كلها
طوع يده
|
|
والملك كالمملوك
عند سيده
|
فاتح باب الجود
والأيادي
|
|
وخاتم الأمجاد
في الإرشاد
|
لطيفة العلم
وروح الحكمة
|
|
ومعدن الحلم
وعين الرحمة
|
كهف الورى
والغوث عند الالتجا
|
|
وفي فناء بابه
كل الرجا
|
وقال :
يا غائبا مثاله
عيانه
|
|
انهض على اسم
الله جل شأنه
|
يا كعبة التوحيد
من جور العدى
|
|
تهدمت والله
أركان الهدى
|
يا صحب البيت
ومستجاره
|
|
ألا ترى قد
هتكوا أستاره
|
يا شرف المشاعر
العظام
|
|
عطفا على شعائر
الإسلام
|
يا غاية الآمال
يا أقصى المنى
|
|
نهضا متى تحل في
وادي منى
|
يا دوحة المجد
العظيم شأنها
|
|
لهفي لها تقطعت
أغصانها
|
متى نراها
والقطوف دانية
|
|
متى نراها
والثمار زاكية
|
يا أيها القصر
المشيد السامي
|
|
كيف دهاك حادث
الامام
|
حتى تداعى منك
ما يسمو على
|
|
سمك الضراح
والسموات العلى
|
متى نراك بعد
طول المدة
|
|
مشيدا بعدة وعدة
|
وقال أيضا :
الغوث أيها
الكتاب الناطق
|
|
فالحرب قد بانت
لها الحقائق
|
نهضا فقد آلت
إلى الخراب
|
|
معاهد السنة
والكتاب
|
تكاد ان تطفئ
ظلمة الفتن
|
|
نور مصابيح
الفروض والسنن
|
انشر لواك أيها
الموتور
|
|
فإنك المؤيد
المنصور
|
وقم بعزمة تسابق
القضا
|
|
وسطوة تثير في
وجه الفضا
|
ثم إملاء
البيداء من عرابها
|
|
وصل بها فأنت
ليث غابها
|
وزلزل الأرض بها
زلزالها
|
|
تذكر الساعة في
أهوالها
|
وقال أيضا :
وكم دم أراقه
مهندة
|
|
وحرة أبرزها شلت
يده
|
وكيف تسبى حرم
المختار
|
|
ودائع الله على
الأكوار
|
وحمل رأس المجد
والمعالي
|
|
على العوالي
أشنع الأفعال
|
وازداد ذلك
الأساس شرا
|
|
في كل يوم وهلم
جرا
|
أبعد هذا للغيور
صبرا
|
|
وهل لذاك الكسر
بعد جبر
|
وقال أيضا :
فيا لثارات
النبي الهادي
|
|
في دينه وآله
الأمجاد
|
يا صاحب الأمر
أغث دين الهدى
|
|
فأنت منصور على
من اعتدى
|
يا صاحب الأمر
لقد طال المدى
|
|
أما لسيف الله
أن يجردا
|
يا أيها القائم
بالقسط أقم
|
|
وجهك للدين
الحنيف وانتقم
|
لدين آبائك من
أعدائه
|
|
بكفك العادل في
قضائه
|
وطهر الأرض من
الأرجاس
|
|
بسطوة تزلزل
الرواسي
|
وما جناه الجبت
والطاغوت
|
|
فهل على مثلك لا
يفوت
|
متى نرى سيفك في
الرقاب
|
|
كأنه صاعقة
العذاب
|
متى نرى بوارق
السيوف
|
|
كأنها تبرق
بالحتوف
|
متى نرى خيلك
تملأ الفضا
|
|
تخالهم أمضى المواضي
للقضا
|
متى نراك مدركا
للنار
|
|
تبتر الأعمال
بالبتار
|
تحيي به العباد
والبلاد
|
|
تشفي به الصدور
والأكباد
|
متى نرى منهلك
العذب الروي
|
|
من بعد أن طال
الصدى فنرتوي
|
يا رب عجل لوليك
الفرج
|
|
فاننا في كل ضيق
وحرج
|
وانصر به الدين
وأهله كما
|
|
وعدته من منك أو
في ذمما
|
لله درّ السيد
حيدر الحلي حيث قال في شأن سيدنا الامام المنتظر :
يا غمرة من لنا
بمعبرها
|
|
موارد الموت دون
مصدرها
|
يطفح موج البلا
الخطير بها
|
|
فيغرق العقل في
تصورها
|
وشدة عندها
انتهت عظما
|
|
شدائد الدهر مع
تكثرها
|
ضاقت ولم يأتها
مفرّجها
|
|
فجاشت النفس من
تحيرها
|
الآن رجس
الضلالة استغرق
|
|
الأرض فضجت إلى
مطهرها
|
وملّة الله غيرت
فغدت
|
|
تصرخ لله من
مغيرها
|
من مخبري
والنفوس عاتبة
|
|
ما ذا يؤدي لسان
مخبرها
|
لم صاحب الأمر
عن رعيته
|
|
أغضى فغضت بجور
أكفرها
|
ما عذره نصب
عينه أخذت
|
|
شيعته وهو بين
أظهرها
|
يا غيرة الله لا
قرار على
|
|
ركوب فحشائها
ومنكرها
|
سيفك والضرب إنّ
شيعتكم
|
|
قد بلغ السيف
حزّ منحرها
|
مات الهدى سيدي
فقم وأمت
|
|
شمس ضحاها بليل
عيثرها
|
واترك منايا
العدى بأنفسهم
|
|
تكثر في الروح
من تعثّرها
|
لم يشف من هذه
الصدور سوى
|
|
كسرك صدر القنا
بموغرها
|
وهذه الصحف محو
سيفك للأ
|
|
عمار منهم أمّحى
لأسطرها
|
فالنطف اليوم
تشتكي وهي في الأ
|
|
رحام منها إلى
مصورها
|
فالله يا ابن
النبي في فئة
|
|
ما ذخرت غيركم
لمحشرها
|
ما ذا لأعدائها
تقول إذا
|
|
لم تنجها اليوم
من مدمرها
|
أشقّة البعد
دونك اعترضت
|
|
أم حجبت منك عين
مبصرها
|
فهاك قلّب
قلوبنا ترها
|
|
تفطرت فيك من
تنضرها
|
كم سهرت أعين
وليس سوى
|
|
انتظارها غوثكم
بمسهرها
|
أين الحفيظ
العليم للفئة
|
|
المضاعة الحق
عند أفخرها
|
تغضي وأنت الأب
الرحيم لها
|
|
ما هكذا الظن في
ابن أطهرها
|
إن لم تغثها
لجرم أكبرها
|
|
فارحم لها ضعف
جرم أصغرها
|
كيف رقاب من
الجحيم بكم
|
|
حررها الله في
تبصرها
|
ترضى بأن
تسترقها عصب
|
|
لم تله عن نأيها
ومزهرها
|
إن ترض يا صاحب
الزمان بها
|
|
ودام للقوم فعل
منكرها
|
ماتت شعار
الايمان واندفنت
|
|
ما بين خمر
العدى وميسرها
|
أبعد بها خطة
تزاد لها
|
|
لا قرّب الله
دار مؤثرها
|
الموت خير من
الحياة بها
|
|
لو تملك النفس
من تخيرها
|
ما غرّ أعداءنا
بربهم
|
|
وهو ملئ بقصم
أظهرها
|
مهلا فلله من
بريته
|
|
عوائد جلّ قدر
أيسرها
|
فدعوة الناس إن
تكن حجبت
|
|
لأنها ساء فعل
أكثرها
|
فرب جرى حشى
لواحدها!
|
|
شكت إلى الله في
تصورها
|
توشك أنفاسها
وقد صعدت
|
|
أن تحرق القوم
في تسعرها
|
وله أيّد الله
تعالى ندبة أخرى تجري في هذا المجرى ، تورث في العين قذى ، وفي القلب شجى :
أقائم بيت الهدى
الطاهر
|
|
كم الصبر فت حشى
الصابر
|
وكم يتظلم دين
الا
|
|
له إليك من
النفر الجائر
|
يمدّ يدا تشتكي
ضعفها
|
|
لطبّك في نبضها
الفاتر
|
ترى منك ناصره
غائبا
|
|
وشرك العدى حاضر
الناصر
|
فنوسع سمعك عتبا
يكاد
|
|
يثيرك قبل ندا
الآمر
|
نهزّك لا مؤثرا
للقعود
|
|
على وثبة الأسد
الخادر
|
ونوقض عزمك
لابائنا
|
|
بمقلة من ليس
بالساهر
|
ونعلم أنك عما
تروم
|
|
لم يك باعك
بالقاصر
|
ولم تخش من قاهر
حيث ما
|
|
سوى الله فوقك
من قاهر
|
ولا بد من أن
نرى الظالمين
|
|
بسيفك مقطوعة
الدابر
|
بيوم به ليس
تبقى ضباك
|
|
على دارع الشرك
والحاسر
|
ولو كنت تملك
أمر النهوض
|
|
أخذت له اهبة
الثائر
|
وإنا وإن
ضرّستنا الخطوب
|
|
لنعطيك جهد رضى
العاذر
|
ولكن نرى ليس
عند الإله
|
|
أكبر من جاهك
الوافر
|
فلو نسأل الله
تعجيله
|
|
ظهورك في الزمن
الحاضر
|
لوافتك دعوته في
الظهور
|
|
بأسرع من لمحة
الناظر
|
فثقف عدلك من
ديننا
|
|
قنا عجمتها يد
الآطر
|
وسكّن أمنك منا
حشى
|
|
غدت بين خافقتي
طائر
|
إلام وحتى م
تشكو العقام
|
|
لسيفك ام الوغى
العاقر
|
ولم تتلظى عطاش
السيوف
|
|
إلى ورد ماء الطلى
الهامر
|
أما لقعودك من
آخر
|
|
أثرها فديتك من
ثائر
|
وقدها يميت ضحى
المشرقين
|
|
بظلمة قسطلها
المائر
|
يردن بمن لا
يغير الحمام
|
|
أو درك الوتر
بالصادر
|
وكل فتى حنّيت
ضلعه
|
|
على قلب ليث شرى
هامر
|
يحدّثه أسمر
حاذق
|
|
بزجر عقاب الوغا
الكاسر
|
بأنّ له أن يسر
مستميتا
|
|
لطعن العدى أوبة
الظافر
|
فيغدو أخف لضم
الرماح
|
|
منه لضم المها
العاطر
|
أولئك آل الوغى
الملبسون
|
|
عدوهم ذلة
الصاغر
|
هم صفوة المجد
من هاشم
|
|
وخالصة الحسب
الفاخر
|
كواكب منك بليل
الكفاح
|
|
تحف بنيرها
الباهر
|
لهم أنت قطب وغى
ثابت
|
|
وهم لك كالفلك
الدائر
|
ظماء الجياد
ولكنهم
|
|
رأوا المثقف
والباتر
|
كماة تلقّب
أرماحهم
|
|
برضاعة الكبد
الواغر
|
وتسمى سيوفهم
الماضيات
|
|
لدى الروع
بالأجل الحاضر
|
فان سدّدوا
السمر حكّوا السماء
|
|
وسدّوا الفضاء
على الطائر
|
وإن جردوا البيض
فالصافنات
|
|
تعوم ببحر دم
زاخر
|
فثمة طعن قنا لا
تقيل
|
|
أسنتها عثرة
الغادر
|
وضرب يؤلف بين
النفوس
|
|
وبين الردى ألفة
القاهر
|
ألا أين أنت أيا
طالبا
|
|
بماضي الذحول
وبالغابر
|
وأين المعد لمحو
الضلال
|
|
وتجديد رسم
الهدى الداثر
|
وناشر راية دين
الإله
|
|
وناعش جد التقى
العاثر
|
ويا ابن العلى
ورثوا كابرا
|
|
حميد المآثر عن
كابر
|
ومدحهم مفخر
المادحين
|
|
وذكرهم شرف
الذاكر
|
ومن عاقدوا
الحرب أن لا تنام
|
|
عن السيف عنهم
يد الشاهر
|
تدارك بسيفك وتر
الهدى
|
|
فقد أمكنتك طلى
الواتر
|
كفى أسفا أن
يمرّ الزمان
|
|
ولست بناه ولا
آمر
|
وأن ليس أعيننا
تستضىء
|
|
بمصباح طلعتك
الزاهر
|
على أن فينا
اشتياقا إليك
|
|
كشوق الربا
للحيا الماطر
|
عليك إمام الهدى
غرّما
|
|
غدا البر تلقى
من الفاخر
|
لك الله حلمك
غرّ النعام
|
|
فأنساهم بطشة
القادر
|
وطول انتظارك فت
القلوب
|
|
وأغضى الجفون
على عائر
|
فكم ينحت الهمّ
أحشاءنا
|
|
وكم تستطيل يد
الجائر
|
وكم نصب عينك يا
بن النبي
|
|
نساط بقدر البلا
الفائر
|
وكم نحن في
لهوات الخطوب
|
|
نناديك من فمها
الفاغر
|
ولم تك منا عيون
الرجا
|
|
ء بغيرك معقودة
الناظر
|
أصبرا على مثل
حزّ المدى
|
|
ونفحة جمر الغضا
الساغر
|
أصبرا وهذا تيوس
الضلال
|
|
قد أمنت شفرة
الجازر
|
أصبرا وسرب
العدى واقع
|
|
يروح ويغدو بلا
ذاعر
|
نرى سيف أولهم
منتضى
|
|
على هامنا بيد
الآخر
|
به تعرّق اللحم
منا وفيه
|
|
تشظّى العظام يد
الكاسر
|
وفيه يسوموننا
خطّة
|
|
بها ليس يرضى
سوى الكافر
|
فنشكو إليهم ولا
يعطفون
|
|
كشكوى العقيرة
للعاقر
|
وحين البطان
التقت حلقتاه
|
|
ولم نر للبغي من
زاجر
|
عججنا إليك من
الظالمين
|
|
عجيج الجمال من
الناحر
|
مستدرك
فضائل ومناقب سيدنا الامام صاحب الزمان ابن الحسن العسكري عجل الله
تعالى فرجه الشريف
تقدم ما يدل عليه
عن العامة في ج ١٣ ص ٥٨ وج ١٩ ص ٦٣٢ وج ٢٩ ص ٨٨ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :
فمنهم الفاضل
المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص ١٤١ ط دار العربي) قال :
الامام محمد بن
الحسن الحجة المهدي المنتظر (٢٦٥ ه ـ ٨٧٨ م) كان ميلاد الامام
الثاني عشر من
أئمة آل البيت في ليلة النصف من شعبان سنة ٢٦٥ ه بسامراء أيام الخليفة المعتمد ... وتحمل محمد بن الحسن
المهدي الامامة في رأي الشيعة وهو ابن خمس سنين إذ توفي الحسن العسكري والده وتركه
في تلك السن فآتاه الله الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين كما جعل يحيى إماما
في حالة طفولته وعيسى نبيا وهو في المهد ، ثم كان له غيبتان صغرى وكبرى طولى :
الاولى كان يحتجب فيها عن الناس إلّا عن الخاصة ، واتصاله فيها بسائر شيعته كان عن
طريق السفراء الذين يتلقون الأسئلة ويبلغونها ثم يصدرون الاجابة عنها موقعة منه
إلى أصحابها السائلين ، وتداول السفارة أربع وكلاء : أولهم عثمان بن عمر الأسدي ثم
ولده محمد عثمان ثم الحسين بن روح النوبختي ثم علي بن محمد السمري.
وأما الغيبة
الكبرى أو الكاملة فهي حدثت في مثل الليلة التي ولد فيها منتصف شعبان سنة ٣٢٨ ه
وانقطعت كل الاتصالات والسفارة بينه وبين الشيعة في عهد الوكيل الرابع الذي كان
مجيئه في زمن شدة ، وربما شعر بأن السنوات التي مرّت على موت آخر الأئمة كانت
مليئة بالجور والظلم وسفك الدماء وأن الامام لا بد أن يظهر أو ربما أدرك الخيبة
فشعر بتفاهة منصبه وعدم حقيقته كوكيل معتمد لدى الامام المنقرض ، ومهما كان فقد
سئل أن يعيش وصيه من بعد فقال : لله أمر هو بالغه.
ولكن هذا الرأي
لمستشرق يحاول تحليل عقيدة الشيعة ، أما الشيعة أنفسهم فهم يعتقدون بحجة المهدي
وبقاء سلطته الروحية وإن كان غائبا فيمكن أن يراسل بكتابة صيغة معينة توضع عند قبر
آخر الأئمة ، أو تطوى وتختم في طين ثم تلقى في البحر أو بئر عميقة فتصل الامام
الغائب فينظر فيها. وقد جعل الله هذا الأمر في غيبته الصغرى سنّة من يوسف إذ ظن
إخوانه أنه قد هلك.
ولقد قالوا : إن
الامام الصادق سئل عن المهدي فقال : إن الله جعل في القائم منا
__________________
سننا من سنن
أنبيائه : سنة من نوح طول العمر ، وسنة من إبراهيم خفاء الولادة واعتزال الناس ،
وسنة من موسى الخوف والغيبة ، وسنة من عيسى اختلاف الناس فيه يقولون : مات ولم يمت
، قتل ولم يقتل ، وسنة من أيوب الفرج بعد البلاء ، ثم سنة من محمد صلىاللهعليهوسلم الخروج بالسيف يقتدى بهداه ويسير المسلمون بسيرته. وقد
تناول العلماء ومنهم ابن خلدون نقد الأحاديث المروية في المهدي المنتظر والتي لا
توجد في صحيحي البخاري ومسلم ، وإنما أخرجها الترمذي وأبو داود والحاكم والبزاز
وابن ماجة والطبراني وأبو يعلى الموصلي مسندة إلى جماعة من الصحابة منهم علي وابن
عباس وابن عمر وطلحة وابن مسعود وأبو هريرة.
ومنهم الدكتور علي
محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ٢٤٢ ط دار
الثقافة الدوحة دولة قطر) قال :
حدثنا عبد الله
حدثني أبي ، ثنا يزيد بن هارون ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة
قال : أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم جمعة لنعرض عليه مصحفا لنا على مصحفه ،
فلما حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا ثم أتينا بطيب فتطيبنا ، ثم جئنا المسجد فجلسنا
إلى رجل فحدثنا عن الدجال ، ثم جاء عثمان بن العاص فقمنا إليه فجلسنا فقال : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : يكون للمسلمين ثلاثة أمصار ، مصر بملتقى البحرين ،
ومصر بالحيرة ، ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات ، فيخرج الدجال في أعراض الناس
فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق
فرقة تقول : نشامه وننظر ما هو ، وفرقة تلحق بالأعراب ، وفرقة تلحق بالمصر الذي
يليهم ، ومع الدجّال سبعون ألفا عليهم السيجان وأكثر تبعه اليهود والنساء ثم يأتي
المصر الذي يليه ، فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول : نشامه وننظر ما هو ، وفرقة
تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحهم
، فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة ، وجهد شديد حتى أن أحدهم
ليحرق وتر قوسه
فيأكله فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر : يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثا
فيقول بعضهم لبعض : إن هذا لصوت رجل شبعان ، وينزل عيسى بن مريم عليهالسلام عند صلاة الفجر. فيقول له أميرهم : روح الله تقدم صل فيقول
: أمراء بعضهم على بعض فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا قضى صلاته أخذ عيسى حربته فيذهب
نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله ،
وينهزم أصحابه فليس يومئذ شيء يواري منهم أحدا حتى أن الشجرة لتقول : يا مؤمن هذا
كافر ، ويقول الحجر : يا مؤمن هذا كافر.
(أ) رواته : ثقات
، خلا علي بن زيد بن جدعان ، مختلف فيه ، ضعفه أحمد ووثقه غيره ، أبو نصرة العبدي
هو المنذر بن مالك بن قطعة.
(ب) درجته :
إسناده حسن.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٦٨٩ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب
اللبناني في بيروت) قال :
قال أبو بشر :
وأبو الأسود عبد الرحمن بن عامر يحدث عنه الهيثم بن خارجة قال حدثنا أبو الأسود عن
عاصم عن زر قال : قال عبد الله : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لن تنقضي الدنيا حتى يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي
واسم أبيه اسم أبي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
وقال في ص ٦٩٠ :
حدثنا علي بن معبد قال : حدثنا أبو الحسن السكن بن نافع عن عمران بن حدير قال :
سمعت أبا كثير رفيع يقول : سمعت أبا حسن عليا عليهالسلام يقول : يملأن الأرض ظلما وجورا ويدخل على كل بيت خوف وظلم
وحرب ويسئلون درهما أو خرزتين فلا يعطونه ثم يملأ الأرض قسطا وعدلا.
حدثنا أحمد بن
شيبان الرملي قال : حدثني محمد بن حبيب الجدي بجدة عن
خالد أبي الهيثم
الطحان قال : حدثنا مطرف عن ابن السفر عن شيخ من النخع قال : سمعت عليا يقول وهو
على المنبر إني أرى أهل الشام على باطلهم أشد اجتماعا منكم على حقكم والله لتطئون
هكذا وهكذا ثم يضرب برجله عن المنبر حتى يسمع صوته آخر المسجد ثم ليستعملن عليكم
اليهود والنصارى حتى تنفوا يعني إلى أطراف الأرض ثم لا يرغم الله إلّا بآنافكم ثم
والله ليبعثن الله رجلا منا أهل البيت يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
ومنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج
٢ ص ٨٧٣ ط بيروت) قال :
لا يخرج المهدي
حتى تطلع مع الشمس آية ـ علي بن عبد الله بن عباس الجامع ٢٠٧٧٥. ١١ / ٣٧٣.
ومنهم الفاضل
المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام
أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ١٠ ط بيروت) قال :
أبشركم بالمهدي
يبعث في أمتي على اختلاف من الناس.أبو سعيد الخدري ٣ / ٣٧ ، ٥٢.
وقال في ج ٢ ص
١٠٦٤ : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ـ علي بن أبي طالب ١ / ٨٤.
وقال في ج ٢. ص
١٢٠٧ : لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي.
وقال أيضا : يواطئ
اسمه اسمي ـ ابن مسعود.
وقال أيضا في ص
١٢٤٣ : لا يزال الدين قائما حتى يكون أحد عشر خليفة من قريش ـ جابر بن سمرة.
وقال أيضا في ص
١٣٠١ : يخرج رجل من عترتي.
وقال أيضا : يخرج
المهدي في أمتي خمسا أو سبعا.
كلمات أعلام العامة في شأنه صلوات الله عليه
فمنهم الشيخ
العارف محي الدين محمد بن علي المالكي المشتهر بابن العربي المتوفى سنة ٦٣٨ ه في «المناقب»
المطبوع في آخر «شرح صلوات چهارده معصوم» (ص ٢٩٣) للشيخ فضل الله بن روزبهان
الاصبهاني المتوفى ٩٢٧ ه ـ قال ابن العربي :
وعلى سر السرائر
العلية وخفي الأرواح القدسية معراج العقول موصل الأصول قطب رحى الوجود مركز دائرة
الشهود كمال النشأة ومنشأ الكمال جمال الجميع ومجمع الجمال الوجود المعلوم والعلم
الموجود السائل نحوه الثابت في الابود المحاذي للمرآة المصطفوية والمتحقق بالأسرار
المرتضوية والمترشح بأنوار الالهية والمربي بالأسرار الربوبية الحقائق الوجودية
قسّام الدقايق الشهودية الاسم الأعظم الالهي الحاوي للنشأة الغير المتناهي غواص يم
الرحمانية مسلك آية الرحمية طور تجلى الالوهية نار شجرة الناسوتية ناموس الله
الأكبر غاية البشر أب الوقت مولى الزمان الذي للخلق أمان ناظم مناظم السر والعلن
أبي القاسم م ح م د بن الحسن صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ومنهم الحافظ أبو
العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ ه
في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ٦ ص ٤٨٤ ط دار الفكر في بيروت) قال :
اعلم أن المشهور
بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل
من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على المماليك
الإسلامية ويسمى بالمهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في
الصحيح على أثره ، وأن عيسى عليهالسلام ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل من بعده فيساعده على
قتله ويأتم بالمهدي في
صلاته.
ومنهم المولوي ولي
الله اللكنهوئي الهندي في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ق ١٦٧
المخطوط) قال :
وفي الصواعق في
تفسير قوله تعالى : وإنه يعلم الساعة قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين ان
هذه الآية نزلت في المهدي ـ وسيأتي في الأحاديث المصرحة بأنه من أهل بيت النبوة
وحينئذ في الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي رضياللهعنهما وإن الله يخرج منهما كثيرا طيبا وان الله يجعل نسلهما
مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة ومن ذلك انه صلىاللهعليهوآله أعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم ودعا لعلي بمثل ذلك.
ومنهم العلامة أبو
الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي في «القناعة فيما يحسن الإحاطة به من أشراط
الساعة» (ص ٥٦ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
قال أبو الحسن
الابري : قد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى صلىاللهعليهوسلم بخروجه ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه
يملأ الأرض عدلا ، وأنه يخرج مع عيسى عليهالسلام ، فيساعده على قتل الدجال بباب له بأرض فلسطين ، وأنه يؤم
هذه الامة ويصلي عيسى خلفه. انتهى.
ومنهم الفاضلة
المعاصرة ليلى مبروك في كتابه «علامات الساعة الصغرى والكبرى» (ص ٥٣ ط المختار
الإسلامي القاهرة) قالت :
وفي زمانه تكون
الثمار كثيرة ، والزروع غزيرة ، والمال وافرا ، والسلطان قاهرا ، والدين قائما ،
والعدو راغما ، والخير في أيامه دائما.
قال كعب الأحبار :
إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب. يملك الدنيا
كما ملك ذو القرنين ، وسليمان بن داود عليهماالسلام .. تجري على يديه الملاحم .. يستخرج الكنوز ويفتح المدائن
ما بين الخافقين .. ينتشر
العدل والأمان في
زمانه .. مكتوب في شعائر الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب والعلم عنده سبحانه
وتعالى.
ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٤ ص ٣١٠ ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال :
وتواترت الأخبار
على أنه يعاون عيسى عليهالسلام على قتل المسيح الدجال بباب (لد) بأرض فلسطين بالشام.
والله تعالى أعلم.
ومنهم الشريف محمد
بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي الشهرزوري المدني في «الاشاعة
لاشراط الساعة» (ص ٨٩ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
في المقام الأول
عند ذكره عليهالسلام : وأما حليته فانه آدم ضرب من الرجال ربعة أجلى الجبهة
أقنى الأنف أشمه أزج أبلج أعين أكحل العينين براق الثنايا أفرقها في خده الأيمن
خال أسود يضيء وجهه كأنه كوكب دري كث اللحية في كتفه علامة للنبي صلىاللهعليهوسلم أذيل الفخذين لونه لون عربي وجسمه جسم اسرائيلي في لسانه
ثقل وإذا أبطأ عليه الكلام ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى ابن أربعين سنة وفي رواية
ما بين ثلاثين إلى أربعين خاشع لله خشوع النسر بجناحيه عليه عبايتان قطوانيتان
يشبه النبي صلىاللهعليهوسلم في الخلق أي بالضم لا في الخلق أي بالفتح ولنذكر تفسير بعض
كلماته قوله آدم هو الأسمر شديد السمرة أو هو الذي لونه لون الأرض وبه سمى آدم عليهالسلام قوله ضرب من الرجال هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق قوله
ربعة هو بين الطويل والقصير قوله أجلى الجبهة هو الخفيف شعر النزعتين من الصدغين
والذي انحسر الشعر عن جبهته قوله أقنى الأنف القنا في الأنف طوله ودقة أرنبته يقال
رجل أقنى وامرأة قنواء قوله أشمه يقال فلان أشم الأنف إذا كان عرنينه رفيعا قوله
أزج أبلج الزجج هو تقويس في الحاجب
مع طول في طرفه
وامتداد وفلان أزج حاجبه كذلك والأبلج هو المشرق اللون مسفرة والأبلج أيضا هو الذي
وضع ما بين حاجبيه فلم يقترنا والاسم البلج بفتح اللام قوله أعين أكحل العينين
الأعين الواسع العين والمرأة العيناء والجمع عين ومنه قوله تعالى
(وَحُورٌ عِينٌ) والكحل بفتحتين
سواد في أجفان العين خلقه من غير اكتحال والرجل أكحل والمرأة كحلاء قوله براق
الثنايا ، أفرقها أي لها بريق ولمعان من شدة بياضها وأفرقها أي ثناياه متباعدة
ليست متلاصقة قوله أذيل الفخذين أي منفرج الفخذين متباعدهما قوله عبايتان
قطوانيتان القطوانية قال في النهاية عباءة بيضاء ٢ قصيرة الخمل والنون زائدة يقال
كساء قطواني وعباءة قطوانية وأما سيرته فانه يعمل بسنة النبي صلىاللهعليهوسلم لا يوقظ نائما ولا يهريق دما يقاتل على السنة لا يترك سنة
إلّا أقامها ولا بدعة إلّا رفعها يقوم بالدين آخر الزمان كما قام به النبي صلىاللهعليهوسلم أوله يملك الدنيا كلها كما ملك ذو القرنين وسليمان يكسر
الصليب ويقتل للخنزير يرد إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم يملأ الأرض قسطا وعدلا كما
ملئت ظلما وجورا يحثو المال حثيا ولا يعده عدا يقسم المال صحاحا بالسوية يرضى عنه
ساكن السماء وساكن الأرض والطير في الجو والوحش في الفقر والحيتان في البحر يملأ
قلوب أمة محمد غنى حتى أنه يأمر مناديا ينادي الا من له حاجة في المال فلا يأتيه إلّا
رجل واحد فيقول أنا فيقول أنت السادن يعني الخازن فقل له إن المهدي يأمرك أن
تعطيني مالا فيقول له أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقوم كنت أجشع أمة
محمد صلىاللهعليهوسلم أي أحرصهم والجشع أشد الحرص ويقول أعجز عما وسعهم قال
فيرده فلا يقبل منه فيقال له انا لا نأخذ شيئا أعطيناه تنعم الامة برها وفاجرها في
زمنه نعمة لم يسمع بمثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا لا تدخر شيئا من قطرها تؤتى
الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا من بزرها تجري على يديه الملاحم يستخرج الكنوز
ويفتح المداين ما بين الخافقين يؤتى إليه بملوك الهند مغلغلين وتجعل خزائنهم حليا
لبيت المقدس يأوي اليه
الناس كما تأوى
النحل إلى يعسوبها حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول يمده الله بثلاثة آلاف من
الملائكة يضربون وجوه مخالفيه وأدبارهم جبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته ترعى
الشاة والذئب في زمنه مكان واحد وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا تضرهم شيئا
ويزرع الإنسان مدا يخرج له سبعمائة مد ويرفع الربا والوبا والزنا وشرب الخمر وتطول
الأعمار وتؤدى الأمانة وتهلك الأشرار ولا يبقى من يبغض آل محمد صلىاللهعليهوسلم محبوب في الخلائق يطفي الله به الفتنة العمياء وتأمن الأرض
حتى ان المرأة تحج في خمس نسوة ما معهن رجل لا تخفن شيئا إلّا الله مكتوب في أسفار
الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب قال الفقيه ابن حجر في القول المختصر في علامات
المهدي المنتظر ولا ينافي هذا ابن عيسى يفعل بعض ما ذكر من قتل الخنزير وكسر
الصليب إذ لا مانع أن كلا منهما يفعله أقول ويحتمل أن يكون الزمان واحدا وينسب إلى
كل منهما باعتبار كما سيأتي.
إلى أن قال في ص
١٠٧ :
(تكملة) في فوائد
تضمنها الأحاديث ودل عليها الكشف الصحيح لخصتها من كلام إمام المحققين محيي الملة
والدين محمد بن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي قال رحمهالله ورضياللهعنه في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات المكية ما
ملخصه ان لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا يقفو أثر
رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويقوي
الضعيف ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يعلم ويشهد يصلحه
الله في ليلة يبيد الظلم وأهله ويقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام ويعزه بعد ذله
ويحييه بعد موته يمسي الرجل في زمانه جاهلا بخيلا جبانا فيصبح أعلم الناس أكرم
الناس أشجع الناس يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل
يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى
إلّا دين الخالص
أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم
فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه فليس له عدو مبين إلّا
الفقهاء خاصة فإنه لا يبقى لهم رياسة ولا تمييز عن العامة بل لا يبقى لهم علم بحكم
إلّا قليل ويرتفع الخلاف عن العالم في الأحكام بوجود هذا الامام ولولا ان السيف
بيده لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون فيقبلون
حكمه من غير إيمان بل يضمرون خلافه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم أسعد
الناس به أهل الكوفة يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف وتعريف
الهي له رجال الهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة
ويعينونه على ما قلده الله وهم تسعة على أقدام رجال من الصحابة قال الله تعالى
فيهم (رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) وهم من الأعاجم ما فيم عربي لكن لا يتكلمون إلّا بالعربية
لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء أي وكأن هذا
إشارة إلى عيسى عليهالسلام إذ لا معصوم إلّا الأنبياء فيكون هو وزيره الأخص وأما عصمة
المهدي ففي حكمه كما يشير إليه كلامه فيما بعد أو إشارة إلى الملك الذي يسدده
ويؤيده قوله ليس من جنسهم لأن عيسى من جنسهم لأنه بشر لكن قد يطلق الجنس على النوع
فيصدق على عيسى لأنه من بني إسرائيل والأعاجم وان كان يطلق على ما سوى العرب لكن
غلب إطلاقه في فارس فحينئذ ليس عيسى من جنسهم أي نوعهم والله أعلم وأنشد رضياللهعنه.
ألا إن ختم
الأولياء شهيد
|
|
وعين إمام
العالمين فقيد
|
هو السيد المهدي
من آل أحمد
|
|
هو الصارم
الهندي حين يبيد
|
هو الشمس يجلو
كل غم وظلمة
|
|
هو الوابل
الوسمي حين يجود
|
ومراده بختم
الأولياء المهدي وبإمام العالمين النبي صلىاللهعليهوسلم والصارم السيف والوابل المطر الكثير والوسمي هو الذي ينزل
في أول الشتاء قال وقد جاء
زمانه وأظلكم
أوانه وظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يليه وهو إشارة إلى
ما ورد في حديث ثلاث مرات ثم الذين يلونهم بعد قوله خير القرون قرني وورد في رواية
ثلاثة تترى وواحد فرادى فيكون قرنه الرابع المفرد الملحق بالثلاثة تترى قال ثم جاء
بينها أي القرون الثلاث والرابع فنزلت وحدثت امور وانتشرت أهواء وسفكت دماء وعاثت
الذئاب في البلاد وكثر الفساد إلى أن طم الجور وطما سيله وأدبر نهار العدل بالظلم
حين أقبل ليله فشهداؤه خير الشهداء وامناؤه خير الأمناء وإن الله يستوزر له طائفة
خبأهم له في مكنون غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في
عباده فبمشاورتهم يفصل ما يفصل فهم العارفون الذين يعرفون ما هناك وأما هو في نفسه
فصاحب سيف حق وسياسة مرقية يعرف من الله قدر ما يحتاج إليه مرتبته ومنزلته لأنه
خليفة مسدد يعرف منطق الطير والحيوان يسري عدله في الانس والجان من أسرار علم
وزرائه الذين استوزرهم الله له قوله تعالى
(وَكانَ حَقًّا
عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وهم على أقدام من قال الله فيهم
(رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) أعطاهم الله في
هذه الآية التي اتخذوها هجيرا وفي ليلهم سميرا فضل علم الصدق حالا وذوقا فعلموا أن
الصدق سيف الله في الأرض ما قام بأحد ولا اتصف به أحد إلّا نصره الله تعالى لأن
الصدق صفته تعالى والصادق اسم وإذا علم الامام المهدي هذا عمل به فيكون أصدق أهل
زمانه فوزراؤه الهداة وهو المهدي فهذا القدر من العلم بالله يحصل للهدى على أيدي
وزرائه.
إلى أن قال في ص
١١٣ :
(تنبيه آخر) جاء
عن ابن سيرين ان المهدي خير من أبي بكر وعمر قيل يا أبا بكر خير من أبي بكر وعمر
قال قد كان يفضل على بعض الأنبياء وعنه لا يفضل عليه أبو بكر وعمر قال السيوطي في
العرف الوردي هذا إسناد صحيح وهو أخف من اللفظ
الأول قال والأوجه
عندي تأويل اللفظين على ما أول عليه حديث بل أجد خمسين منكم لشدة الفتن في زمان
المهدي قلت التحقيق ان جهات التفاضل مختلفة ولا يجوز لنا التفضيل على الإطلاق في
فرد من الأفراد إلّا إذا فضله النبي صلىاللهعليهوسلم كذلك فانه قد وجد في المفضول مزية من جهات أخر ليست في
الفاضل وتقدم عن الشيخ في الفتوحات أنه معصوم في حكمه مقتف أثر النبي صلىاللهعليهوسلم لا يخطئ أبدا ولا شك ان هذا لم يكن في الشيخين وأن الأمور
التسعة التي مرت لم تجتمع كلها في إمام من أئمة الدين قبله فمن هذه الجهات يجوز
تفضيله عليهما وإن كان لهما فضل الصحبة ومشاهدة الوحي والسابقة وغير ذلك والله
أعلم قال الشيخ علي القاري في المشرب الوردي في مذهب المهدي ومما يدل على أفضليته
أن النبي صلىاللهعليهوسلم سماه خليفة الله وأبو بكر لا يقال له إلّا خليفة رسول
الله.
(خاتمة) اشتملت
قصة المهدي على جملة من أشراط الساعة فلنشر إلى عدها وذكر بعض أحاديثها اجمالا
وفاء بما وعدناه من حفظ الأحاديث على المسلمين فمنها حسر الفرات عن جبل من الذهب
كما مر عن أبي هريرة رضياللهعنه لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه
الناس فيقتل تسعة أعشارهم رواه ابن ماجة عنه ورواه أحمد ومسلم عن أبي وفي آخره حتى
يقتل من كل مائة تسعة وتسعون وكذا رواه مسلم عن أبي هريرة روى عنه الشيخان وأبو
داود مختصرا يوشك الفرات يحسر عن كنز فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا وفي رواية نعيم
بن حماد عنه فيقتل من كل تسعة سبعة فإذا أدركتموه فلا تقربوه ومنها قتل النفس
الزكية عن مجاهد قال حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال إذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في
الأرض فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها رواه ابن أبي
شيبة وعن عمار ابن ياسر رضياللهعنه إذا قتلت النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادى مناد من
السماء ان أميركم
فلان وذلك المهدي رواه نعيم بن حماد.
(تنبيه) النفس
الزكية هذا غير النفس الزكية الذي قتل في زمن المنصور العباسي قتله موسى بن عيسى
عم المنصور وهو محمد النفس الزكية ابن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن
السبط بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم بايعه أهل المدينة بالخلافة وكان يقال انه المهدي قتل هو
بالمدينة وقتل أخوه إبراهيم بن عبد الله بالعراق ومات أبوهما في الحبس ومنها طلوع
الرايات السود من قبل خراسان عن ثوبان رضياللهعنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا شديدا
لم يقاتله قوم مثله فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله
المهدي رواه ابن ماجة والحاكم وصححه ومعنى كونه المهدي أن الرايات تصير اليه
وتنصره عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخبر فلا
يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل
بيتي فيملؤها قسطا كما ملئت جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج
رواه ابن أبي شيبة وابن ماجة.
(تنبيه) هذه
الرايات السود غير الرايات السود التي أتت لنصر بني العباس وإن كان كل منهم من قبل
المشرق ومن أهل خراسان وقاتلت بني أمية لأن هؤلاء قلانسهم سود وثيابهم بيض وأولئك
كان ثيابهم سود أو لأن هذه الرايات صغار وتلك كانت عظاما ولأن هذه يقدم بها
الهاشمي الذي على مقدمته شعيب بن صالح التميمي وتلك قدم بها أبو مسلم الخراساني
ولأن هذه تقاتل بني أبي سفيان وتلك قاتلت بني مروان وقد صرح بذلك في رواية سعيد بن
المسيب مرسلا قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء
الله تعالى ثمّ تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل
المشرق وتؤدون الطاعة للمهدي رواه أبو نعيم بن حماد ومنها قذف الأرض أفلاذ
كبدها من الذهب
والفضة عن عبد الله بن مسعود قال ان هذا الدين قد تم وإنه صائر إلى النقصان وان
أمارة ذلك أن تقطع الأرحام ويؤخذ المال بغير حقه وتسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة
قرابته لا يعود عليه بشيء ويطوف السائل لا يوضع في يده شيء فبينما هم كذلك إذا
خارت الأرض خوار البقر يحسب كل أناس أنها خارت من قبلهم فبينما الناس كذلك إذ قذفت
الأرض بافلاذ كبدها من الذهب والفضة لا ينفع بعد شيء منه لا ذهب ولا فضة رواه ابن
أبي شيبة ومنها خسف عند معدن عن ابن عمر قال تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من
الحجاز يأتيه شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب
فأعجبهم معتمله فبينما هم كذلك إذ خسف به وبهم رواه الحاكم وصححه وعن علي كرم الله
وجهه أنه قال الفتن أربع فتنة السراء والضراء وفتنة كذا فذكر معدن الذهب ثم يخرج
رجل من عترة النبي صلىاللهعليهوسلم يصلح الله تعالى على يديه أمرهم رواه نعيم بن حماد بسند
صحيح على شرط مسلم ومنها خسف قرية بالغوطة غربي دمشق عن خالد بن معدان قال لا يخرج
المهدي حتى يخسف بقرية بالغوطة تسمى حرستا رواه ابن عساكر ومنها خسف بالبيداء عن
عائشة رضياللهعنها قالت قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم العجب أن ناسا من أمتي يأتون البيت لرجل من قريش قد لجأ
بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيهم المنتصر والمجبور وابن السبيل يهلكون
مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم رواه البخاري ومسلم وعن
صفية ام المؤمنين قالت قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش حتى إذا
كانوا بالبيداء أو بيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قيل فان كان
معهم من يكره قال : يبعثهم الله على ما في أنفسهم رواه أحمد وأبو داود والترمذي
وابن ماجة ورواه أحمد ومسلم والطبراني عن ام سلمة ورواه أحمد ومسلم والنسائي وابن
ماجة عن حفصة عن ابن عباس يقطع الخليفة بالشام بعثا فهم ستمائة غريب إلى هاشميين
بمكة فإذا
أتوا البيداء
فينزلون في ليلة مقمرة إذ أقبل راع ينظر إليهم ويعجب ويقول يا ويح أهل مكة فينصرف
إلى غنمه ثم يرجع فإذا هم قد خسف بهم فيقول سبحان الله ارتحلوا في الساعة واحدة
فيأتي فيجد قطيفة قد خسف ببعضها وبعضها على وجه الأرض فيعالجها فلا يطيقها فعلم
أنه قد خسف بهم فينطلق إلى صاحب مكة فيبشره فيقول الحمد لله هذه العلامة التي كنتم
تخبرون بها رواه نعيم بن حماد وفي رواية لا يفلت منهم أحد إلّا بشير ونذير بشير إلى
المهدي ونذير إلى السفياني وهما رجلان من كلب.
(تنبيه) وجه الجمع
بين الروايتين أن الرجلين يهربان ثم يأتي الراعي فلا يرى أحدا فيأتي بالبشارة إلى
المهدي أيضا وفي رواية فيخسف بثلثهم ويمسخ ثلثهم فتصير وجوههم إلى أقفيتهم يمشون
إلى ورائهم كما يمشون إلى أمامهم ويلحق ثلثهم بمكة وهذه إن صحت يحتاج في الجمع إلى
تحمل وتعسف ويمكن أن يقال بتكرار خسف الجيش فمرة يكون كذا ومرة كذا ويقربه ما مر
أن صاحب المدينة يبعث بعثا قبل بعث السفياني وأنه أمير على المدينة من قبله فنسب
اليه أيضا والله أعلم ومنها انكساف الشمس والقمر في رمضان عن الامام محمد بن
الباقر قال لمهدينا آيتان لم يكونا منذ خلق الله السموات والأرض ينكسف القمر لأول
ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه ولم تكونا منذ خلق الله السموات والأرض
رواه الدار قطني في سننه وعن ابن عباس قال لا يخرج المهدي حتى تطلع الشمس آية رواه
البيهقي ونعيم بن حماد ومنها طلوع القرن ذي السنين عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر
وقال إذا بلغ العباسي خراسان طلع بالمشرق القرن ذو السنين وكان أول ما طلع بهلاك
قوم نوح حين أغرقهم الله وطلع في زمن إبراهيم حين ألقوه في النار وحين أهلك الله
قوم فرعون ومن معه وحين قتل يحيى بن زكريا فإذا رأيتم ذلك فاستعيذوا بالله من شر
الفتن ويكون طلوعه بعد انكساف الشمس والقمر ثم لا يلبثون حتى يطلع الأبقع بمصر
رواه أبو نعيم بن حماد ومنها طلوع النجم ذي الذنب عن كعب قال يطلع
من المشرق قبل
خروج المهدي نجم له ذنب يضيء أخرجه أبو نعيم قلت وقد ظهر في عام خمس وسبعين في شهر
جمادى الثانية نجم ذو ذنب وأقام مقدار شهرين ثم غاب ومنها خسوف القمر مرتين في
رمضان عن شريك قال بلغني أن قبل خروج المهدي ينكسف القمر في شهر رمضان مرتين رواه
أبو نعيم ومنها نار من قبل المشرق عن أبي عبد الله الحسين بن علي رضياللهعنهما قال : إذا رأيتم علامة السماء نارا عظيمة من قبل المشرق
تطلع ليلا فعندها فرج الناس وهي إقدام المهدي وعن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر رضياللهعنهما قال إذا رأيتم نارا من المشرق ثلاثة أيام أو سبعة أيام
فتوقعوا فرج آل محمد إن شاء الله تعالى ومنها وقعة بالمدينة عظيمة عن أبي هريرة رضياللهعنه قال يكون بالمدينة وقعة يفرق فيها أحجار الزيت ما الحرة
عندها إلّا كضربة سوط فيتنحى عن المدينة بريدين ثم يبايع المهدي رواه أبو نعيم.
(تنبيه) قال في
سفر السعادة أحجار الزيت قريب من باب أبواب المسجد يقال له باب السلام إذا خرج شخص
من السلام وعطف على الجانب الأيمن وصار نحو رمية حجر بلغ المكان المعروف بأحجار
الزيت وعبارة السيد السمهودي في الخلاصة أن أحجار الزيت كانت عند مشهد مالك بن
سنان يضع عليها الزياتون رواياهم فعلا الكبس عليهم فاندفنت ولأبي داود والترمذي
وغيرهما عن مولى أبي اللحم أنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو
الحديث فاقتضى كلام كعب الأحبار أنها موضع من الحرة بمنازل بني عبد الأشهل به كانت
وقعة الحرة انتهى كلامه ومنها نداء من السماء عن عاصم بن عمر البجلي قال لينادين
باسم رجل من السماء لا ينكره الدليل ولا يمنع منه الدليل رواه ابن أبي شيبة وعن
علي رضياللهعنه قال إذا نادى مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلك
يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبه ولا يكون لهم ذكر غيره رواه أبو نعيم وعن
سعيد بن المسيب قال تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان فلا تتناهى حتى
ينادي مناد من
السماء ألا أن الأمير فلان ذلكم الأمير حقا ثلاث مرات رواه أبو نعيم وعن أبي جعفر
الباقر قال ينادي مناد من السماء إن الحق في آل محمد وينادي مناد من الأرض إن الحق
في آل عيسى أو قال العباس فشك فيه وإنما الأسفل كلمة الشيطان والصوت الأعلى كلمة
الله العليا رواه أبو نعيم وعنه رضياللهعنه قال إذا كان الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة فاسمعوا
وأطيعوا وفي آخر النهار صوت اللعين إبليس ينادي ألا إن فلانا قد قتل مظلوما ليشكك
الناس ويفتنهم فكم في اليوم من شاك متحير فإذا سمعتم الصوت في رمضان يعني الأول
فلا تشكوا أنه صوت جبريل وعلامة ذلك أنه ينادي باسم المهدي واسم أبيه وعن إسحاق بن
يحيى عن امه قالت تكون فتنة تهلك الناس لا يستقيم أمرهم حتى ينادي مناد السماء
عليكم بفلان رواه نعيم بن حماد عن شهر بن حوشب قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المحرم يناد مناد من السماء ألا إن صفوة الله فلان
فاسمعوا وأطيعوا في سنة الصبوب المعمعة رواه نعيم ومر عن عمار النداء قبل قتل
النفس الزكية قال في عقد الدرر وهذا النداء يعم أهل الأرض ويسمعه كل أهل لغة
بلغتهم وعن الحكم بن نافع قال إذا كان الناس بمنى وبعرفات نادى مناد بعد أن تتحارب
القبائل ألا أن أميركم فلان ويتبعه صوت آخر ألا أنه قد صدق.
(تنبيه) لا مانع
من تكرر النداء في رمضان وفي ذي الحجة وفي المحرم وغيرها كما يظهر من اختلاف
الروايات ومنها طلوع كف من السماء عن سعيد بن المسيب قال تكون فرقة واختلاف حتى
يطلع كف من السماء وينادي مناد من السماء أن أميركم فلان وعن أسماء بنت عميس أن
أمارة ذلك اليوم أن كفا من السماء مدلاة ينظر الناس إليها. رواه نعيم بن حماد ـ إلى
آخر ما قال.
ومنهم الشريف عبد
الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الادريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص ٧
ط بيروت) قال :
يعتقد كثير من
الناس ـ فيهم علماء وأفاضل ـ أن لا مهدي جاهلين بما ورد من الأحاديث القاضية
بظهوره في آخر الزمان. ولقد أخبرت عن بعض العلماء المدرسين بالأزهر أنه جرى بمجلسه
ذكر المهدي فأنكره ، وقال إن أحاديثه ضعيفة. فقلت لمن أخبرني : هلا سألته عن سبب
ضعفها وعمن ضعفها من الحفاظ؟ مع أنه لو سئل عن ذلك ، لما استطاع ـ وأيم الله ـ جوابا
، وكيف يستطيع وأحاديث المهدي متفق على تواترها بين حفاظ الحديث ونقاده؟ فقد قال
الحافظ أبو الحسين الآبري ، في مناقب الامام الشافعي رضياللهعنه : ما نصه : تواتر الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن
المصطفى صلىاللهعليهوسلم بمجيء المهدي ، وإنه من أهل بيته ، وإنه يملأ الأرض عدلا ،
وأن عيسى عليه الصلاة والسلام ، يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وإنه يؤم هذه الامة
وعيسى عليهالسلام خلفه ، في طول من قصته وأمره ، اه.
ونقله القرطبي في
التذكرة. والحافظ ابن حجر في الفتح. والحافظ السخاوي في فتح المغيث. والحافظ
السيوطي في العرف الوردي. والمحدث الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني في شرح
المواهب. وشارح الاكتفاء وغيرهم ، وأقروه عليه.
وقال المحدث
الناقد أبو العلاء السيد إدريس بن محمد بن إدريس العراقي الحسيني ، في تأليف له في
المهدي : ما نصه : أحاديث المهدي متواترة أو كادت ، وجزم بالأول غير واحد من
الحفاظ النقاد ، اه.
وقال الشوكاني في
تأليف له سماه «التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح» ما نصه :
والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها : منها خمسون حديثا ، فيها
الصحيح والحسن ، والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة ، بل يصدق وصف
التواتر على ما دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول. وأما الآثار عن
الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا ، لها حكم الرفع ، إذ لا مجال للاجتهاد في
مثل ذلك. اه.
وقال المحدث أبو
الطيب صديق بن حسن الحسيني البخاري القنوجي ملك
«بهوپال» في كتاب «الاذاعة
، لما كان وما يكون بين يدي الساعة». ما نصه : والأحاديث الواردة في المهدي على
اختلاف رواياتها كثيرة جدا ، تبلغ حد التواتر ، وهي في السنن وغيرها من دواوين
الإسلام من المعاجم والمسانيد.
وقال أيضا بعد
كلام له ما نصه : وأحاديث المهدي ، بعضها صحيح ، وبعضها حسن وبعضها ضعيف. وأمره
مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار ، اه.
وقال العلامة أبو
عبد الله محمد جسوس في شرح رسالة ابن أبي زيد : ما نصه : ورد خبر المهدي في أحاديث
، ذكر السخاوي أنها وصلت إلى حد التواتر ، اه.
وقال العلامة
الشيخ محمد العربي الفاسي في المراصد :
وما من الأشراط
قد صح الخبر
|
|
به عن النبي حق
ينتظر
|
ثم ذكر جملة منها
إلى أن قال :
وخبر المهدي
أيضا وردا
|
|
ذا كثرة في نقله
فاعتضدا
|
قال شارحه المحقق
أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي في مبهج المقاصد : هذا أيضا مما تكاثرت
الأخبار به ، وهو المهدي المبعوث في آخر الزمان ، ورد في أحاديث ، ذكر السخاوي
أنها وصلت إلى حد التواتر ، اه.
وقال السفاريني في
عقيدته المسماة «بالدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية» :
وما أتى في النص
من أشراط
|
|
فكله حق بلا
شطاط
|
منها الامام
الخاتم الفصيح
|
|
محمد المهدي
والمسيح
|
وقال أيضا في
شرحها : كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل : لا مهدي إلّا عيسى ، والصواب الذي عليه
أهل الحق : إن المهدي غير عيسى ، وإنه يخرج قبل نزول عيسى عليهالسلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي ،
وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم. ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة فيه
من طريق جماعة من الصحابة ، ثم قال : وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر
منهم بروايات
متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ، مما يفيد مجموعة العلم القطعي. فالإيمان بخروج
المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة ، اه.
وممن نص على تواتر حديث المهدي ، شيخ بعض شيوخنا ، الامام العلامة خاتمة المحدثين
بفأس ، قطب الدين السيد محمد بن جعفر الكتاني ، إذ أورده في كتابه «نظم المتناثر
من الحديث المتواتر» من طريق عشرين صحابيا ونقل من نصوص العلماء نحو ما نقلناه
آنفا ، ثم قال : ما نصه : وتتبع ابن خلدون في مقدمته طرق أحاديث خروجه مستوعبا لها
بحسب وسعه ، فلم تسلم له من علة لكن ردوا عليه بأن الأحاديث الواردة فيه على
اختلاف روايتها كثيرة جدا ، تبلغ حد التواتر ، وهي عند أحمد والترمذي ، وأبي داود
، وابن ماجة ، والحاكم ، والطبراني وأبي يعلى ، والبزار ، وغيرهم ، وأسندوها إلى
جماعة من الصحابة. فإنكارها مع ذلك مما لا ينبغي والأحاديث يشد بعضها بعضا ،
ويتقوى أمرها بالشواهد والمتابعات وأحاديث المهدي بعضها صحيح ، وبعضها حسن ،
وبعضها ضعيف ، اه.
ونصوص العلماء في
هذا كثيرة جدا ، وليس غرضنا استقصاءها ، ولا التعرض لرد كلام ابن خلدون إذ قد تصدى
لذلك شقيقنا العلامة المحدث السيد أحمد في كتاب خاص سماه «إبراز الوهم المكنون من
كلام ابن خلدون» نقض فيه كل ما أبداه ابن خلدون من المطاعن ، وتتبع كلامه جملة
جملة بحيث لم يترك بعده لقائل مقالا ، وإنما غرضنا ، أن نذكر أحاديث المهدي معزوة
لمن خرجها من أئمة الحديث ، ونتكلم على أسانيدها تصحيحا وتحسينا وتضعيفا ، بمقتضى
القواعد المحررة في علمي الحديث ، والأصول ، حتى يصير تواترها ملموسا لكل أحد ،
فنقول :
ورد ذكر المهدي ،
من حديث أبي سعيد الخدري ، وعبد الله بن مسعود ، وعلي بن أبي طالب ، وام سلمة ،
وثوبان وعبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي ، وأبي هريرة وأنس بن مالك ، وجابر بن
عبد الله الأنصاري ، وعثمان بن عفان ، وحذيفة بن اليمان ، وجابر بن ماجد الصدفي ،
وأبي أيوب الأنصاري ، وقرة المزني ، وابن عباس ، وام
حبيبة ، وأبي
امامة الباهلي ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعمار بن ياسر ، والعباس بن عبد
المطلب ، والحسين بن علي ، وتميم الداري ، وعائشة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد
الله بن عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله ، وعلي الهلالي ، وعمران بن حصين ،
وعمرو بن مرة الجهني ، وعوف بن مالك ، وأبي الطفيل ، ورجل من الصحابة ، وقيس بن
جابر عن أبيه عن جده ، ومن مرسل سعيد بن المسيب ، والحسن ، وقتادة وشهر بن حوشب ،
ومعمر.
هذا في المرفوعات
دون الموقوفات والمقطوعات وهي كثيرة أيضا ، لها حكم الرفع. لأن الأخبار بالمغيبات
كالمهدي مما لا مجال فيه للاجتهاد ، فيحمل على الرفع. قال الحافظ العراقي في
الألفية :
وما أتى عن صاحب
بحيث لا
|
|
يقال رأيا حكمه
الرفع على
|
ما قال في
المحصول نحو من أتى
|
|
فالحاكم الرفع
لهذا أثبتا
|
وقال الحافظ أبو
عمرو الداني : قد يحكي الصحابي قولا يوقفه على نفسه ، فيخرجه أهل الحديث في المسند
، لامتناع أن يكون الصحابي قاله إلّا بتوقيف ، كحديث أبي صالح السمان عن أبي هريرة
قال : نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات. فمثل هذا لا يقال من قبل الرأي فيكون من
جملة المسند اه.
قال ابن العربي
المعافري في القبس : إذا قال الصحابي قولا لا يقتضيه القياس ، فإنه محمول على
المسند إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ومذهب مالك وأبي حنيفة أنه كالمسند ، اه.
وهو ظاهر كلام
الشافعي في الجديد ، كما قال الحافظ السخاوي وقال الحافظ ابن حجر في شرح النخبة :
ومثال المرفوع حكما لا تصريحا ، أن يقول الصحابي الذي لم يأخذ عن الاسرائيليات ما
لا مجال للاجتهاد فيه ، ولا له تعلق ببيان لغة أو شرح غريب ، كالأخبار عن الأمور
الماضية من بدء الخلق وأخبار الأنبياء عليهمالسلام ، أو الآتية كالملاحم والفتن وأحوال يوم القيامة ، وكذا
الأخبار عما يحصل بفعله ثواب
مخصوص ، أو عقاب
مخصوص ، وإنما كان له حكم المرفوع لأن إخباره بذلك ، يقتضي مخبرا له. وما لا مجال
للاجتهاد فيه ، يقتضي موقفا للقائل به. ولا موقف للصحابة إلّا النبي صلىاللهعليهوسلم أو بعض من يخبر عن الكتب القديمة ، فلهذا وقع الاحتراز عن
القسم الثاني ، وإذا كان كذلك فله حكم ما لو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فهو مرفوع سواء كان ممن سمعه منه ، أو عنه بواسطة ، اه ..
ونص ابن العربي
على أن ما جاء عن التابعين مما لا مجال فيه للاجتهاد ، له حكم الرفع أيضا ، ونقله
عن مذهب مالك.
قلت : وعلى هذا
يكون مرسلا ، فيحتج به عند مالك ، وأبي حنيفة مطلقا ، وعند غيرهما إذا عضده موصول
ضعيف ، أو مرسل آخر ، يروي مرسله عن غير رجال الأول. وإنما أتينا بهذه النصوص
ليعلم القارئ حكم الآثار التي سنوردها بعد الانتهاء من ذكر الأحاديث المرفوعة في
المهدي.
وقال أيضا في ص ١٧
:
سردنا أسماء من
روى حديث المهدي ، فكان عددهم ٣٨ نفسا منهم ٣٣ صحابة و ٥ تابعيون. ونريد الآن أن
نثبت ألفاظ رواياتهم فنقول : ـ فذكر هذه الروايات بأسانيدها ونحن رويناها في
مواضعها في هذا السفر الشريف.
وقال أيضا في ص ٨٩
: أوصافه الخلقية ولبسه :
هو رجل طويل
القامة أدم ـ أي أسمر ـ وجهه كالكوكب الدري في الحسن والوضاءة ، أجلى الجبهة ،
أقنى الأنف ، أكحل العينين واسعهما ، أزج ـ أي دقيق الحاجبين طويلهما ـ أبلج ـ أي
مفروق الحاجبين غير مقرونهما ـ في خده الأيمن خال أسود ، كث اللحية ، براق الثنايا
، في إحدى كتفيه قطعة لحم سوداء ، عليها شعر مجتمع كهيئة الخاتم ، أزيل الفخذين ـ أي
منفرجهما ، بعيد ما بينهما ـ يلبس العباءة القطوانية ، وهي عباءة بيضاء قصيرة
الأهداب.
وقال أيضا في ص ٩٥
: وأحاديث المهدي ، ونزول عيسى ، وطلوع الشمس من
مغربها ، كل منها
متواتر ، فمن أنكر شيئا منها ، عالما بتواتره غير متأول تأويلا مقبولا ، فهو كافر
، وإلّا فمبتدع ضال ، كحال المعتزلة ، فإنهم أنكروا أشياء تواترت في ألسنة جاهلين
بتواترها أو متأولين ، فلذلك لم يكفرهم أهل السنة ، والله أعلم.
«تنبيه» :
ليس في الأخبار
الصحيحة المعتمدة : «اسم أبيه اسم أبي» وهذه الزيادة في بعض الأحاديث من سهو
الرواة أو زادوا لغرض فاسد.
ولنعم ما قال
الحافظ الخبير المحدث الكبير محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في «البيان في أخبار
صاحب» ص ٩٢ ط مؤسسة الهادي عند نقل الأخبار المتضمنة «اسمه اسمي» ـ ونقلنا هذه
الأخبار في محالها من هذه الموسوعة إلّا الأخبار التي رواها زرّ عن عبد الله ـ وهو
ابن مسعود.
وأخبرنا العلامة
الحسن بن محمد بن الحسن اللغوي في كتابه إلي بدمشق ثم لقيته ببغداد قال : أخبرنا
نصر بن أبي الفرج الحصري ، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن أبي زيد العلوي ، عن
أبي علي التستري ، عن أبي عمر الهاشمي ، عن أبي علي محمد ابن أحمد بن عمر اللؤلؤي
البصري ، حدثنا الحافظ أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، حدثنا مسدد حدثنا
يحيى بن سعيد ، عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي
يواطئ اسمه اسمي.
قلت هذا حديث حسن
صحيح أخرجه أبو داود في سنه كما أخرجناه.
وقال أبو داود :
أخبرنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين حدثنا قطر عن القاسم بن أبي بزة عن
أبي الطفيل عن علي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لبعث الله رجلا من أهل
بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا.
قلت هكذا أخرجه
أبو داود في سننه.
وأخبرنا الحافظ
إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني بدمشق والحافظ محمد
ابن عبد الواحد
المقدسي بجامع جبل قاسيون قالا : أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن عبد الجامع بن عبد
الرحمن الفامي بهراة ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي ، حدثنا عيسى بن
شعيب بن إسحاق السجزي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن بشر بن الحسن ، أخبرنا الحافظ أبو
الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الأبري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا
الحديث وقال فيه : وزاد زائدة في روايته : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطول الله
ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم
أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قلت وقد ذكر
الترمذي الحديث ولم يذكر قوله واسم أبيه اسم أبي ، وذكره أبو داود وفي معظم روايات
الحفاظ والثقاة من نقلة الأخبار (اسمه اسمي) فقط والذي رواه (واسم أبيه اسم أبي) فهو
زايدة وهو يزيد في الحديث. وإن صح فمعناه واسم أبيه اسم ابني ، الحسين وكانت كنيته
أبو عبد الله. فجعل الكنية اسما كناية عنه أنه من ولد الحسين دون الحسن ، ويحتمل
أنه قال اسم أبيه اسم ابني أي الحسن ووالد المهدي اسمه حسن ، فيكون الراوي قد توهم
قوله ابني فصحفه فقال أبي ، فوجب حمله على هذا جمعا بين الروايات وهذا تكلف في
تأويل هذه الرواية ، والقول الفصل في ذلك أن الامام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا
الحديث في مسنده في عدة مواضع واسمه اسمي.
أخبرنا بذلك
العلامة حجة العرب شيخ الشيوخ أبو محمد عبد العزيز بن محمد ابن عبد المحسن
الأنصاري قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي أخبرنا أبو
القاسم بن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا ابن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل (عن أبيه) حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله عن
النبي صلىاللهعليهوآله قال : لا تذهب الدنيا أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب
رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
وجمع الحافظ أبو
نعيم طرق هذا الحديث عن الجم الغفير في (مناقب المهدي) كلهم عن عاصم بن أبي النجود
عن زر عن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوآله.
فمنهم سفيان بن
عيينة كما أخرجناه وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم قطر بن خليفة وطرقه عنه بطرق شتى.
ومنهم الأعمش وطرقه عنه بطرق شتى.
ومنهم أبو إسحاق
سليمان بن فيروز الشيباني وطرقه عنه بطرق شتى.
ومنهم : حفص بن
عمر. ومنهم : سفيان الثوري وطرقه عنه بطرق شتى.
ومنهم : شعبة
وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم : واسط بن الحارث.
ومنهم : يزيد بن
معاوية أبو شيبة له فيه طريقان. ومنهم : سليمان بن قرم وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم
: جعفر الأحمر وقيس بن الربيع وسليمان بن قرم وأسباط جمعهم في سند واحد. ومنهم :
عمار بن زريق. ومنهم : عبد الله بن حكيم بن جبير الأسدي.
ومنهم : عمر بن عبد
الله بن بشر. ومنهم : أبو الأحوص.
ومنهم : سعد بن
الحسن بن اخت ثعلبة. ومنهم : معاذ بن هاشم قال حدثني أبي عن عاصم. ومنهم : يوسف بن
يونس. ومنهم : غالب بن عثمان. ومنهم : حمزة الزيات. ومنهم : شيبان. ومنهم : الحكم
بن هشام. ورواه غير عاصم عن زر وهو عمرو بن مرة عن زر كل هؤلاء رووا(اسمه اسمي)
إلّا ما كان من عبيد الله بن موسى عن زائدة عن عاصم فانه قال فيه (واسم أبيه اسم
أبي) ولا يرتاب اللبيب أن هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الأئمة على
خلافها ، والله أعلم. ومنهم : سلام أبو المنذر. ومنهم : أبو شهاب محمد بن إبراهيم
الكناني وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم : عمر بن عبيد الطنافسي وطرقه عنه بطرق شتى.
ومنهم : أبو بكر بن عياش وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم : أبو الجحاف داود بن أبي
العوف وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم : عثمان بن شبرمة وطرقه عنه بطرق شتى. ومنهم :
عبد الملك بن أبي عيينة.
ومنهم : محمد بن
عياش عن عمرو العامري وطرقه بطرق شتى وذكر سندا وقال فيه حدثنا أبو غسان حدثنا قيس
ولم ينسبه. ومنهم : عمرو بن قيس الملائي.
ومنهم الفاضل
المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في «نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق»
(ص ٢٨٩ ط دار السلام) قال :
أخرج الترمذي في
سننه فقال : حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي ثني أبي ثنا سفيان الثوري
عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ
اسمه اسمي.
درجة الحديث : الحديث
بمجموع طرقه صحيح : صححه الترمذي وابن حبان.
تحقق النبوءة :
هذا الحديث يتضمن ظهور رجل من أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم يملك العالم ويملأه قسطا وعدلا وهذا الرجل معروف عند أهل
السنة والجماعة باسم «المهدي» كما جاء مصرحا في الأحاديث الأخرى ، وهو يخرج في آخر
الزمان عند اختلاف وفرقة في الامة الإسلامية فيملك زمام الأمر ويلم شتات المسلمين
ويجمعهم تحت لواء واحد وفي أثناء ملكه وحكمه يخرج الدجال وينزل سيدنا عيسى عليهالسلام ، وقد وردت في شأن المهدي وصفته وملكه أحاديث كثيرة أذكر
طرفا منها في هذا المقام إتماما للفائدة.
١ ـ عن علي رضياللهعنه مرفوعا : لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لبعث الله رجلا من
أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا.
٢ ـ عن ام سلمة رضياللهعنها مرفوعا : المهدي من عترتي من ولد فاطمة.
٣ ـ عن علي رضياللهعنه مرفوعا : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.
٤ ـ عن عبد الله
بن الحارث بن جزء الزبيدي رضياللهعنه مرفوعا : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه.
٥ ـ عن أبي سعد رضياللهعنه مرفوعا : المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف ، يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويملك سبع سنين.
|