
الفهرس
*من معالم الحجّ والزيارة :
*غدير خم :
........................................ الدكتور
الشيخ عبدالهادي الفضلي ٧
*من الأحاديث الموضوعة (٥) :
*أحاديث تحريم النبيّ متعة النساء (رسالة في المتعتين).
............................................. السيّد
عليّ الحسيني الميلاني ٤٢
*أهل
البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (١٦).
............................................. السيّد
عبدالعزيز الطباطبائي ٧٤
*دليل المخطوطات :
*فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية ـ مشهد المقدّسة (٤).
.................................................. الدكتور
محمود فاضل ٨٧
*الإمامة : تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي (٨).
.................................................... عبدالجبّار
الرفاعي ١٠٣
*من ذخائر التراث :
*إنجاح المطالب (شرح المنظومة المحبيّة) للشيخ محمد بن محمد
رضا القمي المشهدي.
............................... تحقيق
: السيّد محمدرضا الحسيني الجلالي ١١٥
*من أنباء التراث...................................................... ٢٤٣
__________________

من معالم الحج
والزيارة :
غدير خم
الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي
في اليوم الثامن
عشر من شهر ذي الحجة من هذه السنة الجارية ، وهي العاشرة
والأربعمائة بعد الألف للهجرة الشريفة تطل علينا ذكرى يوم الغدير الأغر ، وقد مر عليها
أربعة عشر قرنا
ولهذه المناسبة
الكريمة ، ولأهمية يوم الغدير تاريخيا وعقائديا ، رأيت أن أكتب
عن موقع (غدير
خم) كمعلم من معالم
الحج والزيارة التي كنت قد كتبت عن أكثر
من واحد منها ، فقد ورد ـ كما سأشير ـ استحباب الصلاة في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم الواقع في غدير خم ، والذي شيد على الموضع الذي وقف فيه رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخطب بالناس خطبته المعروفة ب (خطبة يوم الغدير) ،
ونص فيها على ولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
وإضافة لما تقدم
فإن موضع غدير خم من المواضع الإسلامية التي شهدت أكثر
من موقف من مواقف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتي يمكننا تلخيصها بالتالي :
١ ـ وقوعه في طريق
الهجرة النبوية.
٢ ـ وقوعه في طريق
عودة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع.
__________________
٣ ـ وقوع بيعة
الغدير فيه.
وكل واحد من هذه
المواقف الثلاثة يشكل بعدا مهما في مسيرة التاريخ
الإسلامي ، فالهجرة كانت البدء لانتشار الدعوة الإسلامية وانطلاقها خارج
ربوع مكة ، ومن ثم إلى العالم كله.
وحجة الوداع
والعودة منها إلى المدينة المنورة كانت ختم الرسالة حيث كمل
الدين فتمت النعمة.
وبيعة الغدير هي
التمهيد لعهد الإمامة والإمام حيث ينتهي عهد الرسالة والرسول.
ومن هنا اكتسب
موضع (غدير خم) أهميته الجغرافية في التراث الإسلامي
ومنزلته التكريمية كمعلمة خطيرة من معالم التاريخ الإسلامي.
واشتهر الموقع
بحادثة الولاية للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أكثر من شهرته
موقعا أو منزلا من معالم طريق الهجرة النبوية أو من طريق العودة من حجة الوداع.
وقد ذكر حادثة
الولاية أو بيعة الغدير الكثير من المؤرخين ، وممن أفردها بتأليف
خاص وموسوعي المرحوم الشيخ الأميني بكتابه الموسوم ب «الغدير في الكتاب والسنة
والأدب» ، ومما استعرضه فيه رواة الحادثة والمؤرخين لها ، وقد بلغت رواية الحادثة ـ
في
عرضه ـ مستوى التواتر.
وقد أشار إلى
الحادثة وتواتر روايتها غير واحد من علماء الحديث الثقات
الأثبات.
منهم : الشيخ
الإمام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري
الدمشقي الشافعي المقرئ ، المتوفى سنة ٨١٣ ه ، في كتابه «أسنى المطالب في مناقب
سيدنا علي بن أبي طالب» المطبوع بالمطبعة الميرية بمكة المحمية سنة ١٣٢٤ ه ، فقد
جاء في الصفحة الثالثة منه ما نصه :
«أخبرنا أبو حفص
عمر بن الحسن المراغي فيما شافهني به ، عن أبي الفتح
يوسف بن يعقوب الشيباني ، أنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، أنا أبو منصور
القزاز ، أنا
الإمام أبو بكر بن ثابت الحافظ ، أنا محمد بن عمر بن بكير ، أنا أبو عمر
يحيى بن عمر الأخباري ، ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي ، ثنا الأشج ، حدثنا
العلاء بن سالم ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : سمعت
عليا رضياللهعنه بالرحبة ينشد الناس من سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول :
(من
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه) ، فقام اثنا عشر
بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ذلك.
هذا حديث حسن من
هذا الوجه ، صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير
المؤمنين علي ، وهو متواتر أيضا عن النبي صلىاللهعليهوسلم رواه الجم الغفير.
ولا عبرة بمن حاول
تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم ، فقد ورد مرفوعا
عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد
ابن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم والبراء
ابن عازب وبريدة بن الخصيب وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وعبد
الله بن عباس وحبشي بن جنادة وعبد الله بن مسعود وعمران بن حصين وعبد الله بن
عمر وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وأسعد بن زرارة وخزيمة بن
ثابت وأبي أيوب الأنصاري وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وسمرة بن جندب
وزيد بن ثابت وأنس بن مالك ، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم.
وصح عن جماعة منهم
ممن يحصل القطع بخبرهم.
وثبت أيضا أن هذا
القول كان منه صلىاللهعليهوسلم يوم غدير خم ، وذلك
في خطبة خطبها النبي صلىاللهعليهوسلم في حقه ذلك اليوم ، وهو اليوم الثامن عشر
من ذي الحجة سنة إحدى عشرة لما رجع صلىاللهعليهوسلم من حجة الوداع».
وبعد هذه التقدمة
سيكون الحديث عن هذا الموضع الشريف في حدود النقاط
التالية :
ـ اسم الموقع.
ـ سبب التسمية.
ـ تحديد الموقع
جغرافيا.
ـ وصف الموقع
تاريخيا.
ـ وصف مشهد النص
بالولاية.
ـ الأعمال المندوب
إليها شرعا في هذا الموقع.
ـ وصف الموقع
الراهن.
ـ الطرق المؤدية
إليه.
ـ صور وخرائط.
اسم الموقع :
١ ـ اشتهر الموضع
باسم (غدير خم) ، ففي حديث السيرة لابن كثير ٤ / ٤٢٤ : «قال المطلب بن زياد ، عن
عبد الله بن محمد بن عقيل : سمع جابر بن عبد الله يقول : كنا بالجحفة بغدير خم
فخرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم من خباء أو
فسطاط ....».
وفي حديث زيد بن
أرقم ، قال : «خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بغدير
خم تحت شجرات» .
وكذلك في حديثه
الآخر ، قال : «لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من
حجة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ...» .
وفي شعر نصيب :
وقالت بالغدير
غدير خم :
|
|
أخي إلى متى هذا
الركوب
|
ألم تر أنني ما
دمت فينا
|
|
أنام ولا أنام
إذا تغيب
|
__________________
وفي قول الكميت
الأسدي :
ويوم الدوح دوح
غدير خم
|
|
أبان له الولاية
لو أطيعا
|
وضبط لفظ «خم» في
لسان العرب ـ طبعة دار صادر ـ بفتح الخاء ، ونقل عن
ابن دريد أنه قال : «إنما هو خم ، بضم الخاء» .
٢ ـ كما أنه يسمى
ب «وادي خم» ، أخذا من واقع الموضع ، قال الحازمي : «خم : واد بين مكة والمدينة
عند الجحفة ، به غدير ، عنده خطب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة» .
وقد ورد هذا الاسم
في حديث السيرة لابن كثير ٤ / ٤٢٢ ونصه : «قال الإمام
أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي عبيد ، عن ميمون أبي
عبد
الله ، قال : قال زيد بن أرقم ـ وأنا أسمع ـ : نزلنا مع رسول الله منزلا يقال له :
وادي
خم ...».
وفي نص المراجعات ـ
ص ٢١٧ ط ١٧ ـ : «وأخرج الإمام أحمد من حديث
زيد بن أرقم : قال : نزلنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بواد يقال له : وادي خم ،
فأمر بالصلاة ، فصلاها بهجير ... إلى آخره».
٣ ـ وقد يطلق عليه
«خم» اختصارا ، كما في كتاب «صفة جزيرة العرب» فقد
قال مؤلفه الهمداني في ص ٢٥٩ ـ وهو يعدد بلدان (تهامة اليمن) ـ : «ومكة : أحوازها
لقريش وخزاعة ، ومنها : مر الظهران ، والتنعيم ، والجعرانة ، وسرف ، وفخ ، والعصم
،
وعسفان ، وقديد ـ وهو لخزاعة ـ ، والجحفة ، وخم ، إلى ما يتصل بذلك من بلد جهينة ومحال
بني حرب».
__________________
وكما في شعر معن
بن أوس المزني :
عفا وخلا ممن
عهدت به خم
|
|
وشاقك بالمسحاء
من سرف رسم
|
وفي قول المجالد
بن ذي مران الهمداني من قصيدة قالها لمعاوية بن أبي سفيان
وقد رأى تمويهه وتمويه عمرو بن العاص على الناس في دم عثمان :
وله حرمة الولاء
على الناس
|
|
بخم وكان ذا
القول جهرا
|
٤ ـ وأطلق عليه في بعض الحديث اسم
الجحفة من باب تسمية الجزء باسم
الكل ، لأن خما جزء من وادي الجحفة الكبير ـ كما سيأتي ـ.
وقد جاء هذا في
حديث عائشة بنت سعد الذي أخرجه النسائي في
«الخصائص» ـ كما في المراجعات : ٢١٩ ـ ونصه : «عن عائشة بنت سعد ، قالت : سمعت أبي
يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الجحفة ...».
ورواه ابن كثير في
السيرة ٤ / ٤٢٣ عن ابن جرير بسنده بالنص التالي : «عن
عائشة بنت سعد ، سمعت أباها يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول
يوم الجحفة ، وأخذ بيد علي ...».
٥ ـ ويقال له : «الخرار»
.. «قال السكوني : موضع الغدير غدير خم يقال له :
الخرار» .
ويلتقي هذا مع
تعريف البكري في معجم ما استعجم ٢ / ٤٩٢ للخرار حيث قال : «قال الزبير : هو وادي
الحجاز يصب على الجحفة».
٦ ـ ويختصر ناسنا
اليوم الاسم فيطلقون عليه : «الغدير».
٧ ـ الغربة ، بضم
الغين المعجمة وفتح الراء المهملة والباء الموحدة ، هكذا ضبطه
البلادي في معجم معالم الحجاز ٣ / ١٥٩ ، وهو الاسم الراهن الذي يسميه به أبناء
المنطقة
__________________
في أيامنا هذه ،
قال البلادي : «ويعرف غدير خم اليوم باسم (الغربة) ، وهو غدير عليه نخل قليل لأناس
من البلادية من حرب ، وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة على أكيال ، وواديهما
واحد ، وهو وادي الخرار».
ويقيد لفظ «الغدير»
بإضافته إلى (خم) تمييزا بينه وبين غدران أخرى ، قيدت
ـ هي الأخرى ـ بالإضافة ، أمثال :
ـ غدير الأشطاط :
موضع قرب عسفان.
ـ غدير البركة :
بركة زبيدة.
ـ غدير البنات :
في أسفل وادي خماس.
ـ غدير سلمان : في
وادي الأغراف.
ـ غدير العروس :
في وادي الأغراف أيضا .
وقد يطلق على
غديرنا : «غدير الجحفة» ، كما في حديث زيد بن أرقم : «أقبل النبي صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة ...»
.
سبب التسمية :
نستطيع أن نستخلص
من مجموع التعريفات التي ذكرتها المعجمات العربية
للغدير التعريف التالي :
الغدير : هو
المنخفض الطبيعي من الأرض يجتمع فيه ماء المطر أو ماء السيل ،
ولا يبقى إلى القيظ .
ويجمع على : غدر ـ
بضم أوليه ـ ، وغدر ـ بضم أوله وسكون ثانيه ـ ، وأغدرة ،
وغدران.
__________________
وعللوا تسمية
المنخفض الذي يجتمع فيه الماء غديرا ب :
١ ـ أنه اسم مفعول
لمغادرة السيل له ، أي أن السيل عندما يملأ المنخفض
بالماء يغادره ، بمعنى يتركه بمائه.
٢ ـ أنه اسم فاعل «من
الغدر ، لأنه يخوف وراده فينضب عنهم ، ويغدر بأهله ،
فينقطع عند شدة الحاجة إليه» .
وقواه الزبيدي في
معجمه «تاج العروس» بقول الكميت :
ومن غدره نبز
الأولون
|
|
بأن لقبوه
الغدير الغديرا
|
وشرح معنى البيت :
بأن الشاعر «أراد (أن) من غدره نبز الأولون الغدير بأن
لقبوه الغدير ، فالغدير الأول مفعول نبز ، والثاني مفعول لقبوه».
وسبب التسمية
الموقع بالغدير لأنه منخفض الوادي.
أما خم ، فنقل
ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٣٨٩ عن الزمخشري أنه قال : «خم :
اسم رجل صباغ ، أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة».
ثم نقل عن صاحب «المشارق»
أنه قال : «إن خما اسم غيضة هناك ، وبها غدير
نسب إليها».
والتعليل نفسه
نجده عند البكري في معجم ما استعجم ٢ / ٣٦٨ قال : «وغدير
خم على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرة عن الطريق ، وهذا الغدير تصب فيه عين
وحوله شجر كثير ملتف ، وهو الغيضة التي تسمى خما».
تحديد الموقع
جغرافيا :
نص غير واحد من
اللغويين والجغرافيين والمؤرخين على أنه موقع غدير خم بين
مكة والمدينة.
ففي لسان العرب ـ
مادة : خم : «وخم : غدير معروف بين مكة والمدينة».
__________________
وفي النهاية ،
لابن الأثير ـ مادة : خم : «غدير خم : موضع بين مكة والمدينة».
وفي معجم البلدان ٢
/ ٣٨٩ : «وقال الحازمي : خم : واد بين مكة والمدينة».
وفي المصدر نفسه :
«قال الزمخشري : خم : اسم رجل صباغ ، أضيف إليه الغدير
الذي هو بين مكة والمدينة».
ويبدو أنه لا خلاف
بينهم في أن موضع غدير خم بين مكة والمدينة ، وإنما وقع
شئ قليل من الخلاف بينهم في تعيين مكانه بين مكة والمدينة ، فذهب الأكثر إلى أنه
في (الجحفة) ، ويعنون بقولهم (في الجحفة) أو (بالجحفة) وادي الجحفة ـ كما سيأتي ـ.
من هؤلاء :
ابن منظور في لسان
العرب ـ مادة : خمم ، قال : «وخم : غدير معروف بين مكة
والمدينة ، بالجحفة ، وهو غدير خم».
والفيروز آبادي في
القاموس المحيط ـ مادة : خم ، قال : «وغدير خم : موضع على
ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين».
والزمخشري في نصه
المتقدم الذي نقله عنه الحموي في معجم البلدان ٢ / ٣٩٨ القائل فيه : «خم : اسم رجل
صباغ ، أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة
بالجحفة».
وفي حديث السيرة
لابن كثير ٤ / ٤٢٤ ـ المتقدم ـ : «قال المطلب بن زياد ، عن
عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمع جابر بن عبد الله يقول : كنا بالجحفة بغدير خم
...».
وكما قلت ، يريدون
من (الجحفة) في هذا السياق : الوادي لا القرية التي هي
الميقات ، وذلك بقرينة ما يأتي من ذكرهم تحديد المسافة بين غدير خم والجحفة ، الذي
يعني أن غدير خم غير الجحفة (القرية) ، ولأن وادي الجحفة يبدأ من الغدير وينتهي
عند البحر الأحمر فيكون الغدير جزءا منه ، وعليه لا معنى لتحديد المسافة بينه وبين
الوادي الذي هو جزء منه.
وتفرد الحميري في
الروض المعطار ـ ط ١٩٧٥ ص ١٥٦ ـ فحدد موضعه بين الجحفة وعسفان ، قال : «وبين
الجحفة وعسفان غدير خم».
وهو ـ من غير ريب ـ
وهم منه ، وبخاصة أنه حدد الموضع بأنه على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق ،
حيث لا يوجد عند هذه المسافة بين الجحفة وعسفان موضع يعرف بهذا الاسم.
والظاهر أنه نقل
العبارة التي تحدد المسافة بثلاثة أميال من الجحفة يسرة
الطريق من «معجم ما استعجم» ، ولم يلتفت إلى أن البكري يريد بيسرة الطريق
الميسرة للقادم من المدينة إلى مكة ، وليس العكس ، فوقع في هذا التوهم.
قال البكري في
معجمه ٢ / ٣٦٨ : «وغدير خم على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة
عن الطريق» ، ـ وكما قلت ـ يريد بالميسرة جهة اليسار بالنسبة إلى القادم من
المدينة
إلى مكة بقرينة ما ذكره في بيان مراحل الطريق بين الحرمين ومسافاتها عند حديثه
عن العقيق في ج ٣ ص ٩٥٤ ـ ٩٥٥ ، حيث بدأ بالمدينة ، قال : «والطريق إلى مكة من
المدينة على العقيق : من المدينة إلى ذي الحليفة ...».
ونخلص من هذا إلى
أن غدير خم يقع في وادي الجحفة على يسرة طريق الحاج
من المدينة إلى مكة ، عند مبتدأ وادي الجحفة حيث منتهى وادي الخرار.
ومن هنا كان أن
أسماه بعضهم بالخرار ـ كما تقدم ـ.
ولعل علة ما
استظهره السمهودي في كتابه وفاء الوفا ٢ / ٢٩٨ ط ١ ، من أن
الخرار بالجحفة هو ما أوضحته من أن غدير خم مبتدأ وادي الجحفة ، وعنده منتهى
وادي الخرار.
ويؤيد هذا الذي
ذكرته قول الزبير ـ الذي نقلته آنفا عن معجم ما استعجم ٢ / ٤٩٢ ـ من أن الخرار واد
بالحجاز يصب على الجحفة.
وقد يشير إلى هذا
قول الحموي في معجم البلدان ٢ / ٣٥٠ : «الخرار .... وهو
موضع بالحجاز ، يقال : هو قرب الجحفة».
وعبارة عرام
التالية تؤكد لنا أن الغدير من الجحفة ، قال ـ كما نقله عنه الحموي
في معجم البلدان ٢ / ٣٨٩ ـ : «ودون الجحفة على ميل غدير خم ، وواديه يصب في
البحر» ، حيث يعني بواديه وادي الجحفة لأنه هو الذي يصب في البحر حيث ينتهي
عنده.
أما المسافة بين
موضع غدير خم والجحفة (القرية = الميقات) فحددت ـ فيما لدي من مراجع ـ بالتالي :
ـ حددها البكري في
معجم ما استعجم ٢ / ٣٦٨ بثلاثة أميال ، ونقل عن
الزمخشري أن المسافة بينهما ميلان ناسبا ذلك إلى (القيل) إشعارا بضعفه.
وإلى القول بأن
المسافة بينهما ميلان ذهب الحموي في معجمه ٤ / ١٨٨ قال : «وغدير خم بين مكة
والمدينة ، بينه وبين الجحفة ميلان».
وقدر الفيروزآبادي
المسافة بثلاثة أميال ، قال في القاموس ـ مادة : خم :
«وغدير خم : موضع على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين».
وقدرها بميل كل من
نصر وعرام ، ففي تاج العروس ـ مادة : خم : «وقال
نصر : دون الجحفة على ميل بين الحرمين الشريفين».
وفي معجم البلدان ٢
/ ٣٨٩ : «وقال عرام : ودون الجحفة على ميل غدير خم».
وهذا التفاوت في
المسافة من الميل إلى الاثنين إلى الثلاثة أمر طبيعي ، لأنه يأتي ـ عادة ـ من
اختلاف الطريق التي تسلك ، وبخاصة أن وادي الجحفة يتسع بعد الغدير ، ويأخذ
بالاتساع أكثر حتى قرية الجحفة ومن بعدها أكثر حتى البحر ، فربما
سلك أحدهم حافة الجبال فتكون المسافة ميلا ، وقد يسلك أحدهم وسط الوادي فتكون
المسافة ميلين ، ويسلك الآخر حافة الوادي من جهة السهل فتكون المسافة ثلاثة أميال.
__________________
وصف الموضع
تاريخيا :
احتفظ لنا التاريخ
بصورة تكاد تكون كاملة المعالم متكاملة الأبعاد لموضع
غدير خم ، فذكر أنه يضم المعالم التالية :
١ ـ العين :
ففي لسان العرب ـ
مادة : خم : «قال ابن الأثير : هو موضع بين مكة والمدينة
تصب فيه عين هناك» .
وفي معجم ما
استعجم ٢ / ٣٦٨ والروض المعطار : ١٥٦ : «وهذا الغدير تصب
فيه عين».
وفي معجم البلدان ٢
/ ٣٨٩ : «وخم : موضع تصب فيه عين».
وتقع هذه العين في
الشمال الغربي للموقع كما سيتضح لنا هذا من ذكر المعالم
الأخرى.
٢ ـ الغدير :
وهو الذي تصب فيه
العين المذكورة كما هو واضح من النصوص المنقولة المتقدمة.
٣ ـ الشجر :
ففي حديث الطبراني
: إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطب بغدير خم
تحت شجرات .
وفي حديث الحاكم :
لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حجة الوداع ،
__________________
ونزل غدير خم أمر
بدوحات فقممن» .
وفي حديث الإمام
أحمد : «وظلل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بثوب على
شجرة سمرة من الشمس» .
وفي حديثه الآخر :
وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت شجرتين
فصلى الظهر» .
والشجر المشار
إليه هنا من نوع (السمر) ، واحد (سمرة) بفتح السين المهملة
وضم الميم وفتح الراء المهملة ، وهو من شجر الطلح ، وهو شجر عظيم ، ولذا عبر عنه
بالدوح كما في الأحاديث والأشعار التي مر شئ منها ، واحده دوحة ، وهي الشجرة
العظيمة المتشعبة ذات الفروع الممتدة.
وهو غير (الغيضة)
الآتي ذكرها ، لأنه متفرق في الوادي هنا وهناك.
٤ ـ الغيضة :
وهي الموضع الذي
يكثر فيه الشجر ويلتف ، وتجمع على غياض وأغياض.
وموقعها حول
الغدير ، كما ذكر البكري في معجم ما استعجم ٢ / ٣٦٨ ، قال :
«وهذا الغدير تصب فيه عين ، وحوله شجر كثير ملتف ، وهي الغيضة».
ومر بنا أن صاحب
المشارق ذكر «أن خما اسم غيضة هناك ، وبها غدير نسب
إليها».
٥ ـ النبت البري :
ونقل ياقوت الحموي
في معجمه البلداني ٢ / ٣٨٩ عن عرام أنه قال : «لا نبت
فيه غير المرخ والثمام والأراك والعشر».
__________________
٦ ـ المسجد :
وذكروا أن فيه
مسجدا شيد على المكان الذي وقف فيه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، وصلى وخطب ونصب عليا للمسلمين خليفة ووليا.
وعينوا موقعه بين
الغدير والعين ، قال البكري في معجمه ٢ / ٣٦٨ : «وبين الغدير
والعين مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم».
وفي معجم البلدان ٢
/ ٣٨٩ أن صاحب المشارق قال : «وخم موضع تصب فيه
عين ، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
ويبدو أن هذا
المسجد قد تداعى ولم يبق منه في زمن الشهيد الأول ، المتوفى سنة
٧٨٦ ه ، إلا جدرانه ، كما أشار إلى هذا الشيخ صاحب الجواهر ـ في الجواهر ٢٠ / ٧٥ طبعة
النجف ـ نقلا عن كتاب «الدروس في فقه الإمامية» للشهيد الأول ، قال : «وفي
الدروس : والمسجد باق إلى الآن جدرانه ، والله العالم».
أما الآن فلم نجد
له أثرا .. كما سأشير إلى هذا فيما يعقبه.
٧ ـ ونقل ياقوت في
معجم البلدان ٢ / ٣٨٩ عن الحازمي أن «هذا الوادي
موصوف بكثرة الوخامة».
يقال : وخم المكان
وخامة إذا كان غير ملائم للسكنى فيه.
٨ ـ ومع وخامته
ذكر عرام ـ فيما نقله ياقوت عنه ـ أن به أناسا من خزاعة
وكنانة ، ولكنهم قليلون ، قال : «وبه أناس من خزاعة وكنانة غير كثير».
وصف مشهد النص
بالولاية :
وينسق على ما تقدم
من وصف الموضع تاريخيا وصف حادثة الولاية بخطواتها
المتسلسلة والمترتب بعضها على بعض لتكتمل أمام القارئ الكريم الصورة للحادثة
التي أعطت هذا الموضع الشريف أهميته كمعلم مهم من معالم السيرة النبوية المقدسة ،
وتتلخص بالتالي :
١ ـ وصول الركب
النبوي بعد منصرفه من حجة الوداع إلى موضع غدير خم
ضحى نهار الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام من السنة الهادية عشرة للهجرة.
فعن زيد بن أرقم :
«لما حج رسول الله صلىاللهعليهوسلم حجة الوداع ، وعاد
قاصدا المدينة أقام بغدير خم ـ وهو ماء بين مكة والمدينة ـ وذلك في اليوم الثامن
عشر
من ذي الحجة الحرام» .
٢ ـ ولأن هذا
الموضع كان مفترق الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة ، والعراق ،
والشام ، ومصر ، تفرق الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متجهين وجهة
أوطانهم ، فأمر صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام أن يجمعهم برد المتقدم
وانتظار المتأخر.
ففي حديث جابر بن
عبد الله الأنصاري : «إن رسول الله نزل بخم فتنحى
الناس عنه ، وأمر عليا فجمعهم» .
وفي حديث سعد : «كنا
مع رسول الله فلما بلغ غدير خم وقف للناس ، ثم رد من
تقدم ، ولحق من تخلف» .
٣ ـ ونزل الرسول
قريبا من خمس سمرات دوحات متقاربات ، ونهى أن يجلس تحتهن.
يقول زيد بن أرقم
: «نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين مكة والمدينة عند
سمرات خمس دوحات عظام» .
وفي حديث عامر بن
ضمرة وحذيفة بن أسيد ، قالا : " لما صدر رسول الله صلى
الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ولم يحج غيرها ، أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهى عن
__________________
شجرات بالبطحاء
متقاربات لا ينزلوا تحتهن " .
٤ ـ ثم أمر صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقم ما تحت تلكم السمرات من شوك ،
وأن تشذب فروعهن المتدلية ، وأن ترش الأرض تحتهن.
ففي حديث زيد بن
أرقم : «فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك» .
وفي حديثه الآخر :
«أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالشجرات فقم ما
تحتها ، ورش» .
وفي حديث عامر بن
ضمرة وحذيفة بن أسيد : «فقم ما تحتهن وشذبن عن
رؤوس القوم» .
٥ ـ وبعد أن نزلت
الجموع منازلها وأخذت أماكنها ، أمر صلىاللهعليهوآله
وسلم مناديه أن ينادي : «الصلاة جامعة».
يقول حبة بن جوين
العرني البجلي : «لما كان يوم غدير خم دعا النبي صلى
الله عليه وسلم : (الصلاة جامعة) نصف النهار ...» .
وفي حديث زيد
المتقدم : «فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى :
الصلاة جامعة».
٦ ـ وبعد أن
تكاملت الصفوف للصلاة جماعة ، قام صلىاللهعليهوآلهوسلم
إماما بين شجرتين من تلكم السمرات الخمس.
يقول عامر وحذيفة
في حديثهما المتقدم : «حتى إذا نودي للصلاة غدا إليهن
فصلى تحتهن».
وفي رواية الإمام
أحمد عن البراء بن عازب ، قال : " كنا مع رسول الله فنزلنا
__________________
بغدير خم فنودي
فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت
شجرتين ، فصلى الظهر» .
٧ ـ وظلل لرسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الشمس أثناء صلاته
بثوب ، علق على إحدى الشجرتين.
ففي رواية الإمام
أحمد من حديث زيد بن أرقم : «وظلل لرسول الله صلى الله
عليه وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس» .
٨ ـ وكان ذلك
اليوم هاجرا شديد الحر.
يقول زيد بن أرقم
: «فخرجنا إلى رسول الله في يوم شديد الحر ، وإن منا من
يضع بعض ردائه على رأسه ، وبعضه على قدمه من شدة الرمضاء» .
٩ ـ وبعد أن انصرف
صلىاللهعليهوآلهوسلم من صلاته ، أمر أن يصنع له
منبر من أقتاب الإبل .
١٠ ـ ثم صعد صلىاللهعليهوآلهوسلم المنبر متوسدا يد علي عليهالسلام.
يقول جابر في
حديثه المتقدم : «وأمر عليا فجمعهم ، فلما اجتمعوا قام فيهم وهو
متوسد يد علي بن أبي طالب».
١١ ـ وخطب صلىاللهعليهوآلهوسلم خطبته التالية : الحمد لله ، ونستعينه ونؤمن به ، ونتوكل
عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ،
ولا مضل لمن هدى.
وأشهد أن لا إله
إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد :
أيها الناس : قد
نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي
__________________
قبله ، وإني أوشك
أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول ، وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟
قالوا : نشهد أنك
قد بلغت ونصحت وجهدت ، فجزاك الله خيرا.
قال : ألستم
تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته
حق ، وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من
في
القبور؟
قالوا : بلى ،
نشهد بذلك.
قال : اللهم اشهد.
ثم قال : أيها
الناس ألا تسمعون؟
قالوا : بلى.
قال : فإني فرطكم
على الحوض ، وأنتم واردون علي الحوض ، وإن عرضه ما بين
صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟!
فنادى مناد : وما
الثقلان يا رسول الله؟
قال : الثقل
الأكبر كتاب الله ، طرف بيد الله عزوجل ، وطرف بأيديكم
فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر الأصغر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن
يتفرقا
حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا
عنهما
فتهلكوا.
ثم أخذ بيد علي
فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما ، وعرفه القوم أجمعون ،
فقال :
أيها الناس : من أولى
الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا : الله
ورسوله أعلم.
قال : إن الله
مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت
مولاه فعلي مولاه.
يقولها ثلاث مرات
، وفي رواية الإمام أحمد : أربع مرات.
ثم قال : اللهم
وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحبب من أحبه ، وأبغض من
أبغضه ، وانصر من
نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار.
ألا فليبلغ الشاهد
الغائب .
١٢ ـ «ثم طفق
القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم
الصحابة : الشيخان أبو بكر وعمر ، كل يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت
وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة» .
١٣ ـ «وقال ابن
عباس : وجبت ـ والله ـ في أعناق القوم» .
يعني بذلك البيعة
بالولاية والإمرة والخلافة.
١٤ ـ ثم استأذن
الرسول شاعره حسان بن ثابت في أن يقول شعرا في المناسبة.
ففي رواية الغدير ١
/ ١١ : «فقال حسان : إئذن لي يا رسول الله أن أقول في
علي أبياتا تسمعهن.
فقال : قل ، على
بركة الله.
فقام حسان فقال :
يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله
في الولاية ماضية ، ثم قال :
يناديهم يوم
الغدير نبيهم
|
|
بخم فأسمع
بالنبي مناديا
|
يقول : فمن
مولاكم ووليكم
|
|
فقالوا ولم
يبدوا هناك التعاميا
|
إلهك مولانا
وأنت ولينا
|
|
ولم تر منا في
الولاية عاصيا
|
فقال له : قم يا
علي فإنني
|
|
رضيتك من بعدي
إماما وهاديا»
|
الأعمال المندوب
إليها شرعا في هذا الموقع :
الأعمال المندوب
إليها شرعا في هذا الموضع ، هي :
__________________
١ ـ استحباب
الصلاة في مسجده المعروف ـ تاريخيا ـ بمسجد رسول الله ، ومسجد النبي ، ومسجد غدير
خم.
٢ ـ الإكثار فيه
من الدعاء والابتهال إلى الله تعالى.
قال الشيخ صاحب
الجواهر في كتابه جواهر الكلام ٢٠ / ٧٥ ط بيروت ١٩٨١ :
«وكذلك يستحب للراجع على طريق المدينة الصلاة في مسجد غدير خم ، والاكثار
فيه من الدعاء ، وهو موضع النص من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على أمير
المؤمنين عليهالسلام».
ومن الحديث الذي
يدل على ذلك : ما رواه الشيخ الحر العاملي في الوسائل ٣ / ٥٤٨ ط ٥ ، بيروت ١٤٠٣ ه
:
١ ـ بإسناده عن
حسان الجمال : قال : حملت أبا عبد الله [الصادق] عليهالسلام
من المدينة إلى مكة ، قال : فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد
فقال :
«ذاك موضع قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال : من كنت مولاه فعلي
مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه».
٢ ـ بإسناده عن
عبد الرحمن بن الحجاج : قال : سألت أبا إبراهيم [الكاظم]
عليهالسلام عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار وأنا مسافر؟
فقال : صل فيه ،
فإن فيه فضلا ، وقد كان أبي عليهالسلام يأمر بذلك.
٣ ـ بإسناده عن
أبان ، عن أبي عبد الله [الصادق] عليهالسلام قال : إنه
تستحب الصلاة في مسجد الغدير ، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام فيه أمير
المؤمنين عليهالسلام وهو موضع أظهر الله عزوجل فيه الحق.
وقال الشيخ يوسف
البحراني في الحدائق الناضرة ١٧ / ٤٠٦ ط ٢ ، بيروت
١٤٠٥ ه : «يستحب لقاصدي المدينة المشرفة المرور بمسجد الغدير ودخوله والصلاة
فيه ، والاكثار من الدعاء.
وهو الموضع الذي
نص فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على إمامة أمير
المؤمنين وخلافته بعده ، وقع التكليف بها ، وإن كانت النصوص قد تكاثرت بها عنه
صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل ذلك اليوم ، إلا أن التكليف الشرعي والإيجاب الحتمي
إنما وقع في ذلك اليوم ، وكانت تلك النصوص المتقدمة من قبيل التوطئة لتوطن النفوس
عليها وقبولها بعد التكليف بها.
فروى ثقة الإسلام
في (الكافي) والصدوق في (الفقيه) عن أبان ، عن أبي عبد
الله عليهالسلام : قال : يستحب الصلاة في مسجد الغدير ، لأن النبي صلى الله
عليه
وآله وسلم أقام فيه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو موضع أظهر الله عزوجل فيه الحق.
وروى المشايخ
الثلاثة ـ نور الله تعالى مضاجعهم ـ في الصحيح عن عبد
الرحمن بن الحجاج : قال : سألت أبا إبراهيم عليهالسلام عن الصلاة في مسجد غدير
خم وأنا مسافر ، فقال : صل فيه ، فإن فيه فضلا كثيرا ، وكان أبي يأمر بذلك».
وقد ذكر استحباب
الصلاة في مسجد الغدير غير واحد من فقهائنا الإمامية ،
مضافا إلى من ذكرتهم ، منهم :
ـ الشيخ الطوسي في
«النهاية» ، قال : «وإذا انتهى [يعني الحاج] إلى مسجد
الغدير ، فليدخله ، وليصل فيه ركعتين» .
ـ القاضي ابن
البراج في «المهذب» ، قال : «فمن توجه إلى زيارته صلى الله
عليه وآله وسلم من مكة بعد حجه فينبغي له إذا أتى مسجد الغدير .... فليدخله ،
ويصلي من ميسرته ما تيسر له ، ثم يمضي إلى المدينة» .
ـ الشيخ ابن إدريس
في «السرائر» ، قال : «وإذا انتهى [الحاج] إلى مسجد
الغدير دخله وصلى فيه ركعتين» .
ـ الشيخ ابن حمزة
في «الوسيلة» ، قال : «وصلى [يعني الحاج] أيضا في مسجد
الغدير ركعتين إذا بلغه» .
__________________
ـ الشيخ يحيى بن
سعيد في «الجامع» ، قال : «فإذا أتى [الحاج] مسجد الغدير
دخله وصلى ركعتين» .
ـ السيد الحكيم في
«منهاج الناسكين» ، قال : «وكذا يستحب الصلاة في
مسجد غدير خم ، والاكثار من الابتهال والدعاء فيه.
وهو الموضع الذي
نص فيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالولاية لأمير
المؤمنين عليهالسلام ، وعقد البيعة له ، صلى الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين».
وصف الموقع الراهن
:
وصفه المقدم عاتق
بن غيث البلادي ـ المؤرخ الحجازي المعاصر ـ في كتابه معجم معالم الحجاز ٣ / ١٥٩ ط
١ ، قال : «ويعرف غدير خم اليوم باسم (الغربة) ، وهو
غدير عليه نخل قليل لأناس من البلادية من حرب ، وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة
على أكيال ، وواديهما واحد ، وهو وادي الخرار .
وكانت عين الجحفة
تنبع من قرب الغدير ، ولا زالت فقرها ماثلة للعيان.
وتركب الغدير من
الغرب والشمال الغربي آثار بلدة كان لها سور حجري لا
زال ظاهرا ، وأنقاض الآثار تدل على أن بعضها كان قصورا أو قلاعا ، وربما كان هذا
حيا من أحياء مدينة الجحفة ، فالآثار هنا تتشابه».
وقد استطلعت ـ
ميدانيا ـ الموضع من خلال رحلتين :
ـ كانت أولاهما :
يوم الثلاثاء ٧ / ٥ / ١٤٠٢ ه = ٢ / ٣ / ١٩٨٢ م.
ـ والثانية : يوم
الأربعاء ١٨ / ٦ / ١٤٠٩ ه = ٢٥ / ١ / ١٩٨٩ م.
__________________
الرحلة الأولى :
غادرت مدينة جدة
شروق الشمس بسيارة جيب تويوتا ، وكان برفقتي ولدي
عماد وخاله السيد ياسين السيد جابر البطاط ـ المتوفى ٢٩ / ١ / ١٤٠٩ ه ـ رحمهالله تعالى ، وولده السيد فاضل.
وبعد ساعتين
تقريبا من مغادرتنا جدة وصلنا إلى مفرق الجحفة قبيل مدينة
رابغ ، والكائن عند مطارها المحلي يمنة الطريق ، ونزلنا عن الطريق العام إلى طريق
الجحفة ، ولم تكن آنذاك مزفتة ، وفي أكثر مواضعها غير ممهدة.
وبعد نحو عشر
كيلوات وصلنا إلى مسجد الميقات الذي شيد من قبل الحكومة
السعودية ملاصقا لأساس المسجد القديم المندثر.
ودخلنا المسجد ،
وكان خادمه نائما ـ وهو من أعراب تلك البادية ـ ، فأيقظناه ،
وسألناه عن الطريق إلى قصر علياء ، وما في الطريق مما قد يصد السيارة فيعرقل سيرنا.
ثم صعدت على سطح
المسجد ـ وكان سلمه مليئا بطيور الخفاش ـ ونظرت الطريق وحددت الجهة الميسرة للسير
فيها.
وانطلقنا على
بقايا آثار طريق الهجرة وسط أكوام من الحجارة التي جرفتها السيول إليه ، ووسط رمال
عملت منها السيول ما يشبه السدود الحاجزة ، شقتها السيارة شقا.
وبعد أن قطعنا ما
يقرب من خمسة كيلوات وصلنا إلى قصر علياء ، ويقع هذا
القصر على حد قرية الجحفة (الميقات) من جهة المدينة المنورة ورابغ ، كما أن المسجد
الذي ذكرناه يقع على حد القرية من جهة مكة المكرمة.
وبعد أن استرحنا
قليلا والتقطنا بعض الصور للقصر ، انعطفت الطريق بنا إلى اليمين لانعطاف الجبال
المطلة عليه من جهة يمناها للقادم من مكة ، ويسراها للقادم من المدينة.
وفي متسع من
الوادي تشعبت فيه الطرق على مدى عرضه ، حتى وصلنا إلى
رملة غزيرة انعدمت فيها آثار الطريق فوقفنا قليلا ، ولاح لنا راع مع غنيمات عند
سفح الجبل ، فنزلت قاصدا إياه ، وكانت رجلاي تغوصان في الرمل إلى ما يقرب من
الركبتين ، ولوحت له بعباءتي فوقف ثم اتجه جهتي والتقينا غير بعيد من الجبل ،
وسألته
عن طريق الغربة فقال : سيروا باستقامة سيارتكم ، وبعد قليل توافيكم حرة تطلعون
فيها على مزرعة صغيرة جديدة ، ومن على الحرة تبين لكم نخيل الغربة.
فدلفنا بسيارتنا
نشق الرمال شقا حتى انتهت بنا إلى مرتفع ارتقينا به
الحرة التي ذكرها الراعي.
وفي الحرة التقينا
سيارة نقل صغيرة (وانيت) يسوقها شاب بدوي ، وإلى جانبه
شيخ كبير ، فاستوقفتهما ، وبعد السلام عليهما ، سألتهما عن الأصل والوطن ، فقالا :
من
البلادية من حرب ، نسكن بعد الغربة بقليل.
قلت : الغربة هي
مقصدنا.
قال الشيخ : أنتم
من الشرقية تريدون الغدير؟
قلت : هله هله ;
أي : نعم نعم ، بلهجة البادية.
قال : هي عند
النزلة من الحرة يمين الطريق مباشرة.
فودعناهما ودخلنا
الغدير حامدين الله توفيقه ، وشاكرين على السلامة.
وبعد أن استقر بنا
الجلوس تناولنا من القهوة والشاي ، ثم قمنا وتجولنا بالوادي
الفسيح والتقطنا من الصور من مختلف جهاته.
كان الوادي فسيحا
جدا ، تتخلله أشجار السمر منتشرة في كل أبعاده.
ويقع بين سلسلة
جبال من جنوبه وشماله.
ومسيله يمر مع
سفوح جباله الجنوبية ، وهي أعلى وأضخم من جباله الشمالية.
وعلى المسيل من
جهة سهل الوادي ثلاث كوم من النخيل بين كل كومة
وأخرى نحو عشرين مترا ، وكل كومة لا تتجاوز الآحاد.
ومن المظنون قويا
أنها نبتت هنا بفعل ما يرميه المارون بالوادي من نوى التمر
الذي يتناولونه مع
القهوة.
وقريبا من منعطف
الوادي إلى جهة الغرب غيضة ، وسطها عين جارية ، قد
تكون هي عين الغدير التاريخية!
أما الغدير فلم نر
له آثارا ، وكذلك المسجد ، ولعلهما عفيا بفعل تأثير عوامل
التعرية والإبادة من أمطار وسيول ورياح وما إليها!
وبعد أن استكملنا
استطلاعنا عدنا على الطريق نفسه إلى جدة ، ووصلنا إليها
بعد الغروب بساعة تقريبا.
الرحلة الثانية :
وكانت بعد عودتنا
من زيارة قبر السيدة آمنة بنت وهب عليهاالسلام أم النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في الأبواء (الخريبة) ، ومبيتنا في منزل الحاج علي بن
سالم
العبيدي بوادي الفرع.
وكان معي في هذه
الرحلة ابناي معاد وفؤاد وابنا عمتهما السيدان الحسن
والحسين الخليفة والشيخ صالح العبيدي من خطباء المنبر الحسيني بجدة والشاب عابد
العلاسي من جدة.
وبعد أن وصلنا إلى
ميقات الجحفة قبيل الظهر سلكنا الطريق السابقة إلى
الغدير ، فرأيناها قد غير السيل العرم الذي جاء المنطقة بعد رحلتنا الأولى الكثير
من
معالم الطريق ، وعفى القليل المتبقي من آثارها.
ورأينا قبيل
وصولنا إلى الغدير ، ومقابل الحرة ، على قمة الجبل المحاذي لها ،
منازل من البناء الجاهز لشركة إنشائية ، يسلك إليها طريق ممهدة تتفرع من طريق
رابغ ـ الغدير.
وعندما وصلنا إلى
الغدير رأينا السيل قد فعل مفعوله في تغيير شئ غير قليل
من المعالم التي رأيناها سابقا.
منها : أن أهار
الجرف السابق المطل على المسيل بما لا يقل عن ثلاثة أمتار
فأطاح ببعض النخيل
التي كانت عليه.
ومنها : أن ذهب
بالعيضة إلا بقايا منها.
ورأينا العين قد
أصبحت تجري من تحت الجرف الجديد ، ويسير مجراها بحافته
إلى كومة من الشجر لا تبعد عن منبع العين بأكثر من عشرين مترا.
وبعد أن التقطنا
بعض الصور ، وتناولنا التمر والقهوة ، توجهنا إلى رابغ عن
الطريق الأخرى التي لا تمر بالجحفة ، والتي تقع شرقي رابغ.
الطريق المؤدية
إلى الموقع :
رأينا مما تقدم أن
هناك طريقين تؤديان إلى موقع غدير خم ، إحداهما من الجحفة ،
والأخرى من رابغ.
ـ طريق الجحفة :
تبدأ من مفرق
الجحفة عند مطار رابغ سالكا تسعة كيلوات مزفتة إلى أول قرية
الجحفة القديمة ، حيث شيدت الحكومة السعودية ، بعد أن هدمت المسجد السابق الذي
رأيناه في الرحلة الأولى ، مسجدا كبيرا في موضعه ، وحمامات للاغتسال ، ومرافق صحية
،
ومواقف سيارات.
ثم تنعطف الطريق
شمالا وسط حجارة ورمال كالسدود بمقدار خمسة كيلوات
إلى قصر علياء ، حيث نهاية قرية الميقات.
ثم تنعطف الطريق
إلى جهة اليمين ، قاطعا بمقدار كيلوين أكواما من الحجارة
وتلولا من الرمال ، وحرة قصيرة المسافة.
ثم تهبط من الحرة
يمنة الطريق حيث وادي الغدير.
٢ ـ طريق رابغ :
وتبدأ من مفرق
طريق مكة ـ المدينة العام ، الداخل إلى مدينة رابغ عند إشارة
المرور ، يمنة
الطريق للقادم من مكة ، مارة ببيوتات من الصفيح ، وأخرى من الطين
يسكنها بعض بدو المنطقة.
ثم يصعد على طريق
قديمة مزفتة تنعطف به إلى اليسار ـ وهي الطريق العام
القديمة التي تبدأ بقاياها من وراء مطار رابغ ـ.
وبعد مسافة عشر
كيلوات ، وعلى اليمين ، يتفرع منه الفرع المؤدي إلى الغدير ،
ومسافته من رابغ
إلى الغدير ٢٦ كيلوا تقريبا.
وفي ضوء ما تقدم :
يقع غدير خم من ميقات
الجحفة مطلع الشمس بحوالي ٨ كيلوات ، وجنوب
شرقي رابغ بما يقرب من ٢٦ كم.
* * *








أحاديث تحريم النبي متعة النساء
(رسالة في المتعتين)
السيد علي الحسيني الميلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
وبعد .. فإن البحث
عن المتعتين قديم جدا ، وكتابات السلف والخلف عنهما
من النواحي المختلفة كثيرة جدا أيضا ، وهذه رسالة وجيزة كتبتها بمناسبة أحاديث
رووها في أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي حرم متعة النساء ، وعمدتها ما
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه
السلام .. منها أنه قال لابن عباس ـ وقد بلغه أنه يقول بالمتعة ، واللفظ لمسلم ـ :
«إنك رجل تائه ، نهانا رسول الله عن متعة النساء يوم خيبر» وهي أحاديث موضوعة
مختلقة ، يعترف بذلك كل من ينظر في أسانيدها ومداليلها وينصف ، والله هو الموفق.
تمهيد :
لا خلاف بين
المسلمين في نزول القرآن المبين بالمتعتين ...
أما متعة الحج ،
فقد قال عزوجل :
(فمن تمتع بالعمرة إلى
الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم
تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله
حاضري
المسجد الحرام) .
وأما متعة النساء
، فقد قال عزوجل :
(فما استمتعتم به منهن
فآتوهن أجورهن فريضة) .
وكان على ذلك عمل
المسلمين ...
حتى قال عمر بعد
شطر من خلافته :
«متعتان كانتا على
عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأنا أنهى
عنهما وأعاقب عليهما».
فوقع الخلاف ...
وحار التابعون له
، الجاعلون قوله أصلا من الأصول ، كيف يوجهونه وهو
صريح في : قال الله .. وأقول ..؟!
متعة الحج :
ومتعة الحج : أن
ينشئ الإنسان بالمتعة إحرامه في أشهر الحج من الميقات ،
فيأتي مكة ، ويطوف بالبيت ، ثم يسعى ، ثم يقصر ، ويحل من إحرامه ، حتى ينشئ
في نفس تلك السفرة إحراما آخر للحج من مكة ، والأفضل من المسجد الحرام ،
ويخرج إلى عرفات ، ثم المشعر ... إلى آخر أعمال الحج ...
فيكون متمتعا
بالعمرة إلى الحج.
وإنما سمي بهذا
الاسم لما فيه من المتعة ، أي اللذة بإباحة محظورات الاحرام ،
في تلك المدة المتخللة بين الاحرامين ...
وهذا ما حرمه عمر
وتبعه عليه عثمان ومعاوية وغيرهما ...
__________________
موقف علي وكبار
الصحابة من تحريمها :
وكان في المقابل
أمير المؤمنين علي عليهالسلام الحافظ للشريعة المطهرة والذاب عن السنة المكرمة :
أخرج أحمد ومسلم
عن شقيق قال ـ واللفظ للأول ـ : «كان عثمان ينهى عن
المتعة ، وكان علي يأمر بها ، فقال عثمان لعلي : إنك كذا وكذا. ثم قال علي : لقد
علمت أنا تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم؟ فقال : أجل» .
وعن سعيد بن
المسيب ، قال : «اجتمع علي وعثمان بعسفان ، فكان عثمان
ينهى عن المتعة والعمرة. فقال له علي : ما تريد إلى أمر فعله رسول الله صلى الله
عليه
[وآله] وسلم تنهى عنه؟! فقال عثمان : دعنا عنك! فقال علي : إني لا أستطيع أن
أد عك» .
وعن مروان بن
الحكم ، قال : «شهدت عثمان وعليا ، وعثمان ينهى عن المتعة
وأن يجمع بينهما. فلما رأى علي ذلك أهل بهما : لبيك بعمرة وحجة معا. قال : ما كنت
لأدع سنة النبي لقول أحد» .
وعلى ذلك كان
أعلام الصحابة ...
* كابن عباس ... فقد أخرج أحمد أنه قال : «تمتع النبي صلى الله عليه [وآله]
وسلم ، فقال عروة بن الزبير : نهى أبو بكر وعمر عن المتعة». فقال ابن عباس :
ما يقول عرية !! قال : يقول : نهى أبو بكر وعمر عن المتعة.
__________________
فقال : ابن عباس :
أراهم سيهلكون ، أقول : قال النبي ; ويقولون : نهى أبو
بكر وعمر!» .
* وسعد بن أبي وقاص .. فقد أخرج الترمذي : «عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن
نوفل أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس ـ وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى
الحج ـ فقال الضحاك بن قيس : لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله تعالى. فقال سعد :
بئسما قلت يا ابن أخي. فقال الضحاك : فإن عمر بن الخطاب قد نهى ذلك. فقال سعد : قد
صنعها رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وصنعناها معه.
هذا حديث صحيح» .
* وأبي موسى الأشعري .. فقد أخرج أحمد : «أنه كان يفتي بالمتعة فقال له
رجل : رويدك ببعض فتياك : فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك!
حتى لقيه أبو موسى بعد فسأله عن ذلك ، فقال عمر : قد علمت أن النبي صلى
الله عليه [وآله] وسلم قد فعله هو وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا بهن معرسين في
الأراك ، ثم يروحون بالحج تقطر رؤوسهم» .
* وجابر بن عبد الله .. فقد أخرج مسلم وغيره عن أبي نضرة ، قال : " كان
ابن عباس يأمر بالمتعة ، وكان ابن الزبير ينهى عنها. قال فذكرت ذلك لجابر بن عبد
الله. فقال : على يدي دار الحديث. تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم
فلما قام عمر قال : إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء ، وإن القرآن
قد نزل
منازله ، فافصلوا حجكم من عمرتكم ، وأبتوا نكاح هذه النساء فلن أوتى برجل
__________________
نكح امرأة إلى أجل
إلا رجمته بالحجارة» .
* وعبد الله بن عمر .. فقد أخرج الترمذي : «أن عبد الله بن عمر سئل عن
متعة الحج. فقال : هي حلال. فقال له السائل : إن أباك قد نهى عنها. فقال : أرأيت
إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسول الله أمر أبي نتبع أم أمر رسول الله صلى الله
عليه
[وآله] وسلم؟! فقال الرجل : بل أمر رسول الله. قال : لقد صنعها رسول الله صلى
الله عليه [وآله] وسلم» .
* وعمران بن حصين ـ وكان شديد
الإنكار لذلك حتى في مرض موته ـ
فقد أخرج مسلم : «عن مطرف قال : بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي
توفي فيه فقال : إني محدثك بأحاديث ، لعل الله أن ينفعك بها بعدي. فإن عشت فاكتم
علي وإن مت فحدث بها إن شئت. إنه قد سلم علي. وأعلم أن نبي الله صلى الله
عليه [وآله] وسلم قد جمع بين حج وعمرة ، ثم لم ينزل فيها كتاب الله ، ولم ينه عنها
نبي الله. فقال رجل برأيه فيها ما شاء» .
قال النووي بشرح
أخبار إنكاره : «وهذه الروايات كلها متفقة على أن مراد
عمران أن التمتع بالعمرة إلى الحج جائز ، وكذلك القران ، وفيه التصريح بإنكاره على
عمر بن الخطاب منع التمتع».
__________________
دفاع ابن تيمية ثم
إقراره بالخطأ :
وذكر شيخ إسلامهم
ابن تيمية في الدفاع عن عمر وجوها ، كقوله : «إنما كان
مراد عمر أن يأمر بما هو أفضل» واستشهد له بما رواه عن ابنه من أنه «كان عبد
الله بن عمر يأمر بالمتعة ، فيقولون له : إن أباك نهى عنها. فيقول : إن أبي لم يرد
ما
تقولون» وحاصل كلامه ما صرح به في آخره حيث قال : «فكان نهيه عن المتعة على
وجه الاختيار ، لا على وجه التحريم ، وهو لم يقل : «أنا أحرمهما».
قلت
: أما أن مراده كان
الأمر بما هو أفضل ، فتأويل باطل ، وأما ما حكاه عن
ابن عمر فتحريف لما ثبت عنه في الكتب المعتبرة ، وقال ابن كثير : «كان ابنه عبد
الله يخالفه فيقال له : إن أباك كان ينهى عنها! فيقول : خشيت أن يقع عليكم حجارة
من السماء! قد فعل رسول الله ، أفسنة رسول الله نتبع أم سنة عمر بن الخظاب؟!» .
والعمدة إنكاره
قول عمر : «وأنا أحرمهما». وسنذكر جمعا ممن رواه!.
هذا ، وكأن ابن
تيمية يعلم بأن لا فائدة فيما تكلفه في توجيه تحريم عمر
والدفاع عنه ، فاضطر إلى أن يقول :
«أهل السنة متفقون
على أن كل واحد من الناس يؤخذ بقوله ويترك إلا
رسول الله ، وإن عمر أخطأ ، فهم لا ينزهون عن الإقرار على الخطأ إلا رسول الله
صلى الله عليه [وآله] وسلم» .
لكنه ليس «خطأ» من
عمر ، بل هو «إحداث» كما جاء في الحديث المتقدم
عن أبي موسى الأشعري ... وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«أنا فرطكم على
الحوض ، وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني ، فأقول :
__________________
يا رب أصحابي! فيقال
: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!» .
ولقائل أن يقول :
إن الغرض الأصلي من التحريم هو إحياء سنة الجاهلية ،
فإنهم «كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض» .
قال البيهقي : «ما
أعمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عائشة في
ذي الحجة إلا ليقطع بذلك أمر الشرك» .
ولذا صح عنه صلى
الله عليه [وآله] وسلم : «لو استقبلت من أمري ما
استدبرت ما أهديت ، ولولا أن معي الهدي لأحللت. فقام سراقة بن مالك بن جعشم
فقال : يا رسول الله هي لنا أو للأبد؟ فقال : لا ، بل للأبد». أخرجه أرباب الصحاح
كافة ، وعقد له البخاري في صحيحه بابا.
متعة النساء :
وهي أن تزوج
المرأة الحرة الكاملة نفسها من الرجل المسلم بمهر مسمى إلى
أجل مسمى ، فيقبل الرجل ذلك ، فهذا نكاح المتعة ، أو الزواج الموقت ، ويعتبر فيه
جميع ما يعتبر في النكاح الدائم ، من كون العقد جامعا لجميع شرائط الصحة ، وعدم
وجود المانع من نسب أو سبب وغيرهما ، ويجوز فيه الوكالة كما تجوز في الدائم ،
ويلحق
الولد بالأب كما يلحق به فيه ، وتترتب عليه سائر الآثار المترتبة على النكاح
الدائم ،
من الحرمة والمحرمية والعدة ...
إلا أن الافتراق
بينهما يكون لا بالطلاق بل بانقضاء المدة أو هبتها من قبل الزوج ، وأن العدة ـ إن
لم تكن في سن اليأس الشرعي ـ قرءان إن كانت تحيض ، وإلا خمسة وأربعون يوما. وأنه
لا توارث بينهما ، ولا نفقة لها عليه وهذه أحكام دلت عليها الأدلة الخاصة ، ولا
تقتضي أن يكون متعة النساء شيئا في مقابل النكاح مثل
__________________
ملك اليمين.
ثبوتها بالكتاب
والسنة والإجماع :
وقد دل على
مشروعية هذا النكاح وثبوته في الإسلام :
١ ـ الكتاب ،
في قوله عزوجل
: (فما استمتعتم به منهن ...) وقد روي عن جماعة من كبار الصحابة والتابعين ، المرجوع إليهم في
قراءة القرآن وأحكامه
التصريح بنزول هذه الآية المباركة في المتعة ، حتى أنهم كانوا يقرأونها : «فما
استمتعتم
به منهن إلى أجل ...» ، وكانوا قد كتبوها كذلك في مصاحفهم ، فهي ـ حينئذ ـ نص
في المتعة ، ومن هؤلاء :
عبد الله بن عباس
، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وجابر بن عبد الله
وأبو سعيد الخدري ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والسدي ، وقتادة .
بل ذكروا عن ابن
عباس قوله : «والله لأنزلها الله كذلك ـ ثلاث مرات».
وعنه وعن أبي
التصريح بكونها غير منسوخة.
بل نص القرطبي على
أن دلالتها على نكاح المتعة هو قول الجمهور ، وهذه
عبارته : «وقال الجمهور : المراد نكاح المتعة الذي كان في صدر الإسلام» .
٢ ـ السنة : وفي السنة أحاديث كثيرة دالة على ذلك ، نكتفي منها بواحد
مما
أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم عن عبد الله بن مسعود قال :
«كنا نغزو مع رسول
الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ليس لنا نساء. فقلنا :
ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك. ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. ثم
__________________
قرأ عبد الله : (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما
أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)
.
ولا يخفى ما يقصده
ابن مسعود من قراءة الآية المذكورة بعد نقل الحديث ،
فإنه كان ممن أنكر على من حرم المتعة.
٣ ـ الإجماع : فإنه لا خلاف بين المسلمين في أن «المتعة» نكاح. نص على
ذلك القرطبي ، وذكر طائفة من أحكامها ، حيث قال :
«لم يختلف العلماء من السلف والخلف أن المتعة نكاح إلى أجل ، لا ميراث فيه ،
والفرقة تقع عند انقضاء الأجل من غير طلاق» ثم نقل عن ابن عطية كيفية هذا
النكاح وأحكامه .
وكذا الطبري ،
فنقل عن السدي : «هذه هي المتعة ، الرجل ينكح المرأة
بشرط إلى أجل مسمى» .
وعن ابن عبد البر
في «التمهيد» : أجمعوا على أن المتعة نكاح ، لا إشهاد فيه ،
وأنه نكاح إلى أجل يقع فيه الفرقة بلا طلاق ولا ميراث بينهما».
تحريم عمر :
وكانت متعة النساء
ـ كمتعة الحج ـ حتى وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وزمن أبي بكر ، وفي شطر من خلافة عمر بن الخطاب ، حتى قال :
«متعتان كانتا على
عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما» وقد وردت
قولته هذه في كتب الفقه والحديث والتفسير والكلام أنظر منها : تفسير الرازي ٢ /
١٦٧ ، شرح معاني الآثار ٣٧٤ ، سنن البيهقي ٧ / ٢٠٦ ، بداية المجتهد ١ / ٣٤٦
__________________
المحلى ٧ / ١٠٧ ،
أحكام القرآن ـ للجصاص ـ ١ / ٢٧٩ ، شرح التجريد للقوشجي الأشعري ، تفسير القرطبي ٢
/ ٣٧٠ ، المغني ٧ / ٥٢٧ ، زاد المعاد في هدي خير العباد ٢ / ٢٠٥ ، الدر المنثور ٢
/ ١٤١ ، كنز العمال ٨ / ٢٩٣ ، وفيات الأعيان ٥ / ١٩٧.
ومنهم من نص على
صحته كالسرخسي ، ومنهم من نص على ثبوته كابن قيم
الجوزية. وفي المحاضرات للراغب الإصبهاني : «قال يحيى بن أكثم لشيخ بالبصرة :
بمن اقتديت في جواز المتعة؟ قال : بعمر بن الخطاب. فقال : كيف هذا وعمر كان
أشد الناس فيها؟! قال : لأن الخبر الصحيح قد أتى أنه صعد المنبر فقال : إن الله
ورسوله أحلا لكم متعتين وإني أحرمهما عليكم وأعاقب عليهما ; فقبلنا شهادته ولم
نقبل
تحريمه».
وفي بعض الروايات
: أن النهي كان عن المتعتين وحي على خير العمل .
وعن عطاء ، عن
جابر بن عبد الله : «استمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأبي
بكر وعمر ، حتى إذا كان في آخر خلافة عمر استمتع عمرو بن حريث بامرأة ـ سماها جابر
فنسيتها ـ فحملت المرأة ، فبلغ ذلك عمر ، فدعاها فسألها فقالت : نعم. قال : من
أشهد؟ قال عطاء : لا أدري قال : أمي أم وليها. قال : فهلا غيرها؟!.
فذلك حين نهى عنها»
.
ومثله أخبار أخرى
، وفي بعضها التهديد بالرجم .
فالذي نهى عن
المتعة هو عمر بن الخطاب ...
__________________
وفي خبر : أن رجلا
قدم من الشام ، فمكث مع امرأة إلى ما شاء الله أن يمكث ،
ثم إنه خرج ، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب ، فأرسل إليه فقال : ما حملك على
الذي فعلته؟ قال : فعلته مع رسول الله ، ثم لم ينهانا عنه حتى قبضه الله. ثم مع
أبي
بكر ، فلم ينهانا حتى قبضه الله ، ثم معك ، فلم تحدث لنا فيه نهيا. فقال عمر : أما
والذي نفسي بيده لو كنت تقدمت في نهي لرجمتك» .
ومن هنا ترى أنه
في جميع الأخبار ينسبون النهي إلى عمر ، يقولون : «فلما
كان عمر نهانا عنهما» و «نهى عنها عمر» و «قال رجل برأيه ما شاء» ونحو ذلك ، ولو كان
ثمة نهي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان لنسبة النهي وما ترتب
عليه من الآثار الفاسدة إلى عمر وجه كما هو واضح. وقد جاء عن أمير المؤمنين
عليهالسلام قوله : «لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي» وعن ابن
عباس : «ما كانت المتعة إلا رحمة من الله تعالى رحم بها عباده ، ولولا نهي عمر
عنها
ما زنى إلا شقي» .
ومن هنا جعل تحريم
المتعة من أوليات عمر بن الخطاب .
بل إن عمر نفسه
يقول : «كانتا على عهد رسول الله ، وأنا أنهى عنهما» فلا
يخبر عن نهي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل ينسب النهي إلى نفسه ويتوعد
بالعقاب. بل إنه لم يكذب الرجل الشامي لما أجابه بما سمعت ، بل لما قال له : «ثم
معك فلم تحدث لنا فيه نهيا» اعترف بعدم النهي مطلقا حتى تلك الساعة ولا يخفى ما
تدل عليه كلمة «تحدث».
__________________
موقف علي وكبار
الصحابة من تحريمها :
ثم إنه وإن تابع
عمر في تحريمه بعض القوم كعبد الله بن الزبير ، لكن ثبت على
القول بحلية المتعة ـ تبعا للقرآن والسنة ـ أعلام الصحابة ، وعلى رأسهم مولانا
أمير
المؤمنين وأهل البيت عليهمالسلام ... قال ابن حزم :
«وقد ثبت على
تحليلها بعد رسول الله جماعة من السلف ، منهم من الصحابة :
أسماء بنت أبي بكر وجابر بن عبد الله وابن مسعود وابن عباس ومعاوية بن أبي سفيان
وعمرو بن حريث وأبو سعيد الخدري وسلمة ومعبد ابنا أمية بن خلف.
ورواه جابر عن
جميع الصحابة مدة رسول الله ومدة أبي بكر وعمر إلى قرب
آخر خلافة عمر».
قال : «ومن
التابعين : طاووس وعطاء وسعيد بن جبير وسائر فقهاء مكة أعزها
الله ...» .
ولم يذكر ابن حزم
عمران بن حصين وبعض الصحابة الآخرين : وذكر ذلك
القرطبي وأضاف عن ابن عبد البر : «أصحاب ابن عباس من أهل مكة واليمن
كلهم يرون المتعة حلالا على مذهب ابن عباس» .
ومن أشهر فقهاء
مكة المكرمة القائلين بحلية المتعة : عبد الملك بن عبد العزيز ،
المعروف بابن جريح المكي ، المتوفى سنة ١٤٩ ه ، وهو من كبار الفقهاء وأعلام
التابعين وثقات المحدثين ومن رجال الصحيحين ، فقد ذكروا أنه تزوج نحوا من
تسعين امرأة بنكاح المتعة.
وذكر ابن خلكان أن
المأمون أمر أيام خلافته أن ينادي بحلية المتعة. قال :
__________________
فدخل عليه محمد بن
منصور وأبو العيناء ، فوجداه يستاك يقول ـ وهو متغيظ ـ :
متعتان كانتا على عهد رسول الله وعهد أبي بكر وأنا أنهى عنهما. قال : ومن أنت
يا جعل حتى تنهى عما فعله رسول الله وأبو بكر؟! فأراد محمد بن منصور أن
يكلمه ، فأوما إليه أبو العيناء وقال : رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه
نحن؟! ودخل عليه يحيى بن أكثم فخلا به وخوفه من الفتنة ، ولم يزل به حتى
صرت رأيه» .
الأقوال في الدفاع
عن عمر :
وجاء دور
المدافعين والموجهين الذين يتعبون أنفسهم في هذا السبيل ... كما هو
شأنهم في كل قضية من هذا القبيل ... حيث الحكم ثابت بالكتاب والسنة ... وبالضرورة
من الدين ... والخليفة يخالف بكل صراحة ... حكم رب العالمين ...
لكنهم اختلفوا إلى
طوائف ... بين قائل بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
هو الذي حرمها ، وقائل بأن عمر هو الذي حرمها ... وقائل بأن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم هو الذي نسخ حكم الإباحة ، لكن لم يعلم به إلا عمر!!.
أما القول الأخير
فهو للفخر الرازي ، فقد قال :
«فلم يبق إلا أن
يقال : كان مراده أن المتعة كانت مباحة في زمن الرسول
عليهالسلام ، وأنا أنهى عنه لما ثبت عندي أنه نسخها» .
وقال النووي بعد
قولة عمر :
«محمول على أن
الذي استمتع في عهد أبي بكر وعمر لم يبلغه النسخ» .
وأما القولان
الأولان فقد ذكرهما ابن قيم الجوزية .
__________________
لكن اختلف أصحاب
القول الأول في وقت تحريم النبي صلىاللهعليهوآله
وسلم إلى أقوال سبعة : .
١ ـ أنه يوم خيبر.
وهذا قول طائفة ، منهم الشافعي.
٢ ـ أنه في عمرة
القضاء.
٣ ـ أنه عام فتح
مكة. وهذا قول ابن عيينة وطائفة.
٤ ـ أنه في أوطاس.
٥ ـ أنه عام حنين.
قال ابن القيم : وهذا في الحقيقة هو القول الثاني ، لاتصال
غزاة حنين بالفتح.
قلت
: وسأذكر الحديث
فيه.
٦ ـ أنه عام تبوك
: وسأذكر الحديث فيه.
٧ ـ أنه عام حجة
الوداع.
قال ابن القيم : «وهو
وهم من بعض الرواة ، سافر فيه وهمه من فتح مكة إلى
حجة الوداع ... وسفر الوهم من زمان إلى زمان ، ومن مكان إلى مكان ، ومن واقعة
إلى واقعة ، كثيرا ما يعرض للحفاظ فمن دونهم» .
وعمدة ما ذكره
أصحاب القول الثاني في وجه تحريم ما أحله الله ورسوله وبقي
الحكم كذلك حتى ذهاب رسول الله إلى ربه ـ وقد تقرر أن لا نسخ بعده صلى الله
عليه وآله وسلم ـ هو : «إن عمر هو الذي حرمها ونهى عنها ، وقد أمر رسول الله
باتباع ما سنه الخلفاء الراشدون» .
فهذه هي الأقوال
التي يستخلصها المتتبع المنقب من خلال كلماتهم المضطربة
وأقوالهم المتعارضة ...
__________________
نقد القول بأن
النسخ من النبي ولم يعلم به إلا عمر :
أما القول الثالث ـ
وهو أن النسخ كان من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
نفسه ، ولكن لم يعلم به غير عمر ـ فقد كان الأولى بإمامهم!! الفخر الرازي أن لا
يتفوه به! إذ كيف يثبت النسخ عند عمر فقط ولا يثبت عند علي عليهالسلام وجمهور
الصحابة؟! ولماذا خصه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالعلم به دونهم؟! وهلا
أخبر هو عن هذا النسخ ـ الثابت عنده! ـ حين قال له ناصحه ، وهو عمران بن
سوادة : «عابت أمتك منك أربعا ... قال : وذكروا أنك حرمت متعة النساء وقد كانت
رخصة من الله ، نستمتع بقبضة ونفارق عن ثلاث. قال : إن رسول الله صلى الله عليه
[وآله] وسلم أحلها في زمان ضرورة ، ثم رجع الناس إلى سعة ...» .
ولماذا لم تقبل
الأمة منه ذلك وبقي الخلاف حتى اليوم؟!.
نقد القول بأن
التحريم من عمر ويجب اتباعه :
قال ابن القيم : «فإن
قيل : فما تصنعون بما رواه مسلم في صحيحه عن جابر
ابن عبد الله قال : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله
وأبي بكر ، حتى نهى عنها عمر في شأن عمرو بن حريث. وفيما ثبت عن عمر أنه
قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا أنهى عنهما : متعة النساء ومتعة الحج؟.
قيل : الناس في
هذا طائفتان :
طائفة تقول : إن
عمر هو الذي حرمها ونهى عنها ، وقد أمر رسول الله صلى
الله عليه [وآله] وسلم باتباع ما سنه الخلفاء الراشدون. ولم تر هذه الطائفة
تصحيح حديث سبرة بن معبد في تحريم المتعة عام الفتح ، فإنه من رواية عبد الملك
ابن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده وقد تكلم فيه ابن معين. ولم ير البخاري
__________________
إخراج حديثه في
صحيحه مع شدة الحاجة إليه وكونه أصلا من أصول الإسلام. ولو
صح عنده لم يصبر عن إخراجه والاحتجاج به. قالوا : ولو صح حديث سبرة لم يخف
على ابن مسعود ، حتى يروي أنهم فعلوها. ويحتج بالآية.
وأيضا : ولو صح لم
يقل عمر إنها كانت على عهد رسول الله ، وأنا أنهى عنها
أعاقب عليها ، بل كان يقول إنه صلى الله عليه [وآله] وسلم حرمها ونهى عنها. قالوا
: ولو صح لم تفعل على عهد الصديق وهو عهد خلافة النبوة حقا.
والطائفة الثانية
رأت صحة حديث سبرة ، ولو لم يصح فقد صح حديث علي
رضياللهعنه أن رسول الله حرم متعة النساء.
فوجب حمل حديث
جابر على أن الذي أخبر عنها بفعلها لم يبلغه التحريم ولم
يكن قد اشتهر حتى كان زمن عمر ، فلا وقع فيها النزاع ظهر تحريمها واشتهر.
وبهذا تأتلف
الأحاديث الواردة فيها. وبالله التوفيق» .
أقول
: فالقائلون بهذا
القول يلتزمون بأن التحريم كان من عمر لا من الله
ورسوله ، لكنهم يوجهون تحريم عمر ، بل ينسبونه إلى الله ورسوله باعتبار أن رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر باتباع ما سنه الخلفاء الراشدون.
هذا عمدة دليلهم
... فإذا لم يثبت «أن رسول الله أمر باتباع ما سنه الخلفاء
الراشدون» لم يبق مناص من الاعتراف بأن ما فعله عمر كان «إحداثا في الدين»
كما قال غير واحد من الصحابة!.
إن قوله : «وقد
أمر رسول الله باتباع ما سنه الخلفاء» إشارة إلى ما يروونه
عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من
بعدي وعضوا عليها بالنواجذ»!
لكن هذا الحديث من
أحاديث سلسلتنا هذه!!.
إنه حديث باطل
بجميع أسانيده وطرقه ، ولقد أفصح عن بطلانه بعض كبار
__________________
الأئمة كالحافظ
ابن القطان ، المتوفى سنة ٦٢٨ ه ، قال ابن حجر بترجمة عبد الرحمن
السلمي : «له في الكتب حديث واحد في الموعظة صححه الترمذي. قلت : وابن حبان
والحاكم في المستدرك.
وزعم ابن القطان
الفاسي : إنه لا يصح ، لجهالته " .
وقد ترجم لابن
القطان وأثنى عليه كبار العلماء .
وبقي القول بأن
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي حرمها ... وقد
عرفت أن القائلين به اختلفوا على أقوال :
أما القول بأنه
كان عام حجة الوداع فقد قال ابن القيم : «هو وهم من بعض
الرواة ...».
وأما القول بأنه
كان عام حنين ، فقد قال ابن القيم : «هذا في الحقيقة هو
القول الثاني ، لاتصال غزاة حنين بالفتح».
وأما القول بأنه
كان في غزوة أوطاس فقد قال السهيلي : «من قال من الرواة
كان في غزوة أوطاس فهو موافق لمن قال عام الفتح» .
وأما القول بأنه
كان في عمرة القضاء فقد قال السهيلي : «أغرب ما روي في
ذلك رواية من قال في غزوة تبوك ، ثم رواية الحسن أن ذلك كان في عمرة القضاء»
وقال ابن حجر : «وأما عمرة القضاء فلا يصح الأثر فيها ، لكونه من مرسل
الحسن ، ومراسله ضعيفة ، لأنه كان يأخذ عن كل أحد ، وعلى تقدير ثبوته فلعله أراد
أيام خيبر لأنهما كانا في سنة واحدة ، كما في الفتح وأوطاس سواء» .
__________________
قال ابن القيم : «والصحيح
أن المتعة إنما حرمت ـ عام الفتح» .
وقال ابن حجر : «الطريق
التي أخرجها مسلم مصرحة بأنها في زمن الفتح
أرجح ، فتعين المصير إليها».
قال هذا بعد أن
ذكر روايات الأقوال الأخرى ، وتكلم عليها بالتفصيل ... حتى قال : «فلم يبق من
المواطن ـ كما قلنا ـ صحيحا صريحا سوى غزوة خيبر وغزوة
الفتح. وفي غزوة خيبر من كلام أهل العلم ما تقدم» .
بل لقد نسب
السهيلي هذا القول إلى المشهور .
١ ـ حديث التحريم
عام الفتح :
قلت
: وهذا نص الحديث عند مسلم بسنده :
«حدثنا إسحاق بن
إبراهيم ، أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن
عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني ، عن أبيه ، عن جده ، قال : أمرنا رسول الله
صلى الله عليه [وآله] وسلم بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ، ثم لم يخرج حتى
نهانا
عنها» .
٢ ـ حديث التحريم
في غزوة تبوك
ورووا حديث
التحريم في غزوة تبوك عن :
١ ـ أمير المؤمنين
عليهالسلام.
٢ ـ جابر بن عبد
الله.
٣ ـ أبي هريرة.
__________________
أما الحديث عن
أمير المؤمنين عليهالسلام فقد ذكره النووي قائلا :
«وذكر غير مسلم عن
علي أن النبي نهى عنها في غزوة تبوك ، من رواية
إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، عن عبد الله بن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن
علي» .
وأما الحديث عن
جابر فأخرجه الحازمي.
وأما الحديث عن
أبي هريرة فأخرجه ابن راهويه وابن حبان من طريقه وقد
أوردهما ابن حجر ولا حاجة إلى
ذكرهما اكتفاء بما سنذكره في نقدهما.
٣ ـ حديث التحريم
في غزوة حنين :
ورووا حديث
التحريم في غزوة حنين عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام
كذلك ... فقد أخرج النسائي قائلا :
«أخبرنا عمرو بن
علي ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى ، قالوا : أنبأنا عبد
الوهاب ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : أخبرني مالك بن أنس أن ابن شهاب
أخبره أن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي أخبراه أن أباهما محمد بن علي أخبرهما
أن علي بن أبي طالب قال : نهى رسول الله يوم خيبر عن متعة النساء. قال ابن المثنى
:
يوم حنين ، وقال : هكذا حدثنا عبد الوهاب من كتابه» .
٤ ـ حديث التحريم
في يوم خيبر :
ورووا في الصحاح
وغيرها حديث التحريم في يوم خيبر عن أمير المؤمنين عليه
السلام كذلك ، لكن باختلاف في اللفظ كما سترى ، ونكتفي هنا بما جاء عند البخاري
__________________
ومسلم :
أخرج البخاري : «حدثنا
مالك بن إسماعيل ، حدثنا ابن عيينة أنه سمع
الزهري يقول : أخبرني الحسن بن محمد بن علي وأخوه عبد الله عن أبيهما إن عليا
رضياللهعنه قال لابن عباس : إن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم نهى
عن المتعة
وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر» .
وأخرج مسلم : «حدثنا
يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، عن ابن
شهاب ، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي ، عن أبيهما ، عن علي بن أبي طالب
أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل
لحوم الحمر الإنسية.
وحدثناه عبد الله
بن محمد بن أسماء الضبعي ، حدثنا جويرية ، عن مالك بهذا
الإسناد وقال : سمع علي بن أبي طالب يقول لفلان : إنك رجل تائه ، نهانا رسول
الله. بمثل حديث يحيى عن مالك.
حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وابن نمير وزهير بن حرب جميعا ، عن ابن عيينة ،
قال زهير : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن حسن وعبد الله ابني محمد
ابن علي ، عن أبيهما ، عن علي : أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم نهى عن
نكاح المتعة يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأهلية.
وحدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا عبيد الله ، عن ابن
شهاب ، عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي ، عن أبيهما ، عن علي إنه سمع ابن
عباس يلين في متعة النساء فقال : مهلا يا ابن عباس ، فإن رسول الله صلى الله عليه
[وآله] وسلم نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية.
وحدثني أبو الطاهر
وحرملة بن يحيى ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ،
عن ابن شهاب ، عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أبيهما
__________________
أنه سمع علي بن
أبي طالب يقول لابن عباس : نهى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. عن متعة
النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية» .
أقول :
وفي جميع أحاديث
الباب نقود مشتركة ، توجب القول ببطلانها جميعا ، حتى
لو صحت كلها سندا ...
فنذكر تلك النقود
المشتركة بإيجاز ، ثم نتعرض لنقد حديث فتح مكة لكونه
القول المشهور كما عرفت ، ولنقد حديث خيبر بالتفصيل لكونه المشهور عندهم عن
أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو من أحاديث الصحيحين!!.
وإنما تعرضنا ـ من
بين الأحاديث الأخرى ـ لحديثي تبوك وحنين ... لأنهم
رووهما عن أمير المؤمنين عليهالسلام كذلك.
نقود مشتركة :
وأول ما في هذه
الأحاديث تكاذب البعض منها مع البعض الآخر ، الأمر الذي
حار القول واضطربوا وتضاربت كلماتهم في حله ، فاضطر بعضهم إلى القول بأن
المتعة أحلت ثم حرمت ثم أحلت ثم حرمت ... حتى عنون مسلم في صحيحه : «باب
نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ ، واستقر حكمه إلى يوم القيامة».
لكن الأخبار لم
تنته بذلك ، بل جاءت بالتحليل والتحريم حتى سبعة مواطن
كما قال القرطبي .
__________________
إلا أن ابن القيم
ينص على أن النسخ لا يقع في الشريعة مرتين ، فكيف
بالأكثر؟! وهذه عبارته حيث اختار التحريم في عام الفتح : «ولو كان التحريم زمن
خيبر لزم النسخ مرتين ، وهذا لا عهد بمثله في الشريعة البتة ولا يقع مثله فيها» .
ثم تكذيب قولة عمر
: «متعتان كانتا على عهد رسول الله ، وأنا أنهى عنهما
...» لجميعها : فإنه في هذا القول الثابت
عنه ـ معترف بأنه هو الذي حرم ما كان
حلالا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثم قول الأصحاب ـ
قبل عمر وفي زمانه وبعده ـ بحلية المتعة ، وأن عمر هو الذي حرمها ، وأنه لولا
تحريمه لما زنى إلا شقي ...
نقد حديث عام الفتح :
أما حديث عام
الفتح فقد عرفت من كلام ابن القيم عدم صحته ، قال : «
فإنه من رواية عبد الملك بن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن جده وقد تكلم فيه ابن
معين ، ولم ير البخاري إخراج حديثه في صحيحه».
أقول
: نكتفي هنا من
ترجمة الرجل بما ذكره ابن حجر العسقلاني وأشار في
كلامه إلى هذا الحديث ، وهذا نص عبارته : «قال أبو خيثمة : سئل يحيى بن معين
عن أحاديث عبد الملك بن الربيع عن أبيه عن جده فقال : ضعاف. وحكى ابن
الجوزي عن ابن معين أنه قال : عبد الملك ضعيف. وقال أبو الحسن ابن القطان : لم
تثبت عدالته ، وإن كان مسلم أخرج له فغير محتج به. إنتهى.
ومسلم إنما أخرج
له حديثا واحدا في المتعة متابعة. وقد نبه على ذلك
المؤلف» .
__________________
نقد حديث حنين :
وأما حديث التحريم
يوم حنين الذي رواه النسائي عن أمير المؤمنين عليه
السلام فسنتكلم عليه عندما نتعرض لما رووه عنه عليهالسلام.
قلت
: هذا مضافا إلى
أنهم رووا عن الربيع بن سبرة نفسه أن التحريم كان في حجة الوداع :
أخرج أبو داود : «حدثنا
مسدد بن مسهر ، حدثنا عبد الوارث ، عن إسماعيل
ابن أمية ، عن الزهري ، قال : كنا عند عمر بن عبد العزيز ، فتذاكرنا متعة النساء. فقال
له رجل يقال له ربيع بن سبرة : اشهد على أبي أنه حدث أن رسول الله نهى عنها في حجة
الوداع» .
نقد حديث غزوة تبوك :
وأما حديث غزوة
تبوك ... فالذي عن أمير المؤمنين عليهالسلام سنذكره كذلك.
وأما الذي عن جابر
بن عبد الله فقد نص ابن حجر العسقلاني على أنه «لا
يصح ، فإنه من طريق عباد بن كثير ، وهو متروك» .
أقول
: ذكر ابن حجر في
تهذيب التهذيب : «عباد بن كثير الثقفي البصري»
و «عباد بن كثير الرملي الفلسطيني» وكلاهما «متروك» «يروي أحاديث موضوعة» ،
«كذاب». وعن أبي حاتم بترجمة الثاني ـ : «ظننت أنه أحسن حالا من عباد بن
كثير البصري فإذا هو قريب منه ، ضعيف الحديث» .
__________________
هذا ، وكأن واضعه
وضعه ليقابل به الحديث الصحيح الثابت عنه الدال على
بقائه على الإباحة حتى آخر لحظة من حياته.
كما وضعوا
الأحاديث العديدة في رجوع ابن عباس ... كما سنشير.
وكما وضعوا عن
أمير المؤمنين عليهالسلام ... كما ستعلم!.
والذي عن أبي
هريرة قال ابن حجر : «إن في حديث أبي هريرة مقالا ، فإنه
من رواية مؤمل بن إسماعيل عن عكرمة بن عمار ، وفي كل منهما مقال» .
أقول
: فإن شئت تفصيل
ذلك فراجع ترجمتهما .
نقد حديث يوم خيبر :
وأهم أحاديث
المسألة ... ما وضع على لسان أمير المؤمنين عليهالسلام ... لأن أمير المؤمنين أهم المعارضين ... فلتبذل الهمم من
الذين أشربوا في قلوبهم ... حسبة ... وتزلفا إلى الحكام والولاة المتسلطين.
لكن الأحاديث
الموضوعة على لسانه متكاذبة متهافتة لتكثر القالة عليه وتعدد
الأيدي المختلقة ... وهذه آية من آيات علو الحق ...
لقد وضعوا الحديث
على لسان أحفاده عن ابنه محمد بن الحنفية ... ولم يضعوه
على لسان أولاد الحسنين ... عنهما .. عن أمير المؤمنين ... لأنهم يعلمون أن مثل
هذه التهمة لا تلتصق بهم ...
وضعوه ... على
لسانه عليهالسلام. يخاطب ابن عمه عبد الله بن العباس ... وقد بلغه أنه يقول
بالمتعة ... يخاطبه بلهجة حادة ...
ولقد كان بالامكان
أن تنطلي الحقيقة على خواص الناس فضلا عن عوامهم
... لولا اختلاف الاختلاق!.
__________________
فلنشرع في شرح
القضية ببعض التفصيل في فصول :
١ ـ تعارض الحديث
عن علي في وقت التحريم :
لقد روي هذا
الحديث عن الزهري ، عن الحسن بن محمد بن علي وأخيه
عبد الله بن محمد بن علي ، عن أبيهما ، عن علي عليهالسلام أنه قال لابن عباس :
«إنك رجل تائه ،
إن رسول الله نهى عنها يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية» .
وعن الزهري ،
عنهما ، عن أبيهما ، عن علي ... «يوم حنين» .
وعن الزهري ، عن
عبد الله بن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي :
«إن النبي نهى
عنها في غزوة تبوك» .
وعن ... محمد بن
الحنفية أنه قال عليهالسلام لابن عباس :
«إنك رجل تائه ،
إن رسول الله نهى عن متعة النساء في حجة الوداع» .
وعن الشافعي عن
مالك بإسناد عن علي :
«إن رسول الله نهى
يوم خيبر عن أكل لحوم الحمر الأهلية» ولم يزد على ذلك ،
وسكت عن قصة المتعة» .
فهذه أخبارهم
بالسند الواحد عن أمير المؤمنين عليهالسلام حول أمر
واحد ...!!.
فإن
قلت : ليس كلها بصحيح
عندهم.
قلت
: أما الأول فقد
اتفقوا على صحته واستندوا إليه في بحوثهم.
__________________
وأما الثاني فهو
عند النسائي وكتابه من صحاحهم.
وأما الرابع الذي
رواه الطبراني فقد أورده الهيثمي وقال له : «رجاله رجال
الصحيح» .
نعم ، الثالث ذكره
النووي ثم قال نقلا عن القاضي عياض : «لم يتابعه أحد
على هذا وهو غلط» .
ـ وقال ابن حجر : «وأغرب
من ذلك رواية إسحاق بن راشد عن الزهري عنه
بلفظ : نهي في غزوة تبوك عن نكاح المتعة وهو خطأ أيضا» .
أما الخامس فتتعلق
به نقاط :
إنه لو كان قد ثبت
عنده نهي عن المتعة يوم خيبر لما سكت عن القصة ، لأنه
تدليس قبيح كما لا يخفى.
لكن الشافعي نفسه
ممن يرى أن التحريم من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وفي يوم خيبر .
مضافا إلى أن
الحديث عن مالك ، وهو يروي في الموطأ : عن الزهري ، عن
عبد الله والحسن ، عن أبيهما محمد بن الحنفية ، عن أبيه علي أنه قال : «نادى منادي
رسول الله ، نادى يوم خيبر : ألا إن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه [وآله] وسلم
ينهاكم عن المتعة» .
٢ ـ تلاعب القوم
في لفظ حديث خيبر :
وإذ عرفت أن
الصحيح عندهم مما رووا عن أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا
__________________
الباب حديث
التحريم يوم خيبر وعمدته حديث الزهري عن ابني محمد بن الحنفية
عنه عليهالسلام ... فلا بأس بأن تعلم بأن القوم رووه بألفاظ مختلفة :
قال ابن تيمية : «رواه
الثقات في الصحيحين وغيرهما عن الزهري ، عن
عبد الله ، والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما محمد بن الحنفية ، عن علي بن
أبي
طالب أنه قال لابن عباس لما أباح المتعة : إنك امرؤ تائه! إن رسول الله حرم المتعة
ولحوم الحمر الأهلية عام خيبر. رواه عن الزهري أعلم أهل زمانه بالسنة وأحفظهم
لها ، أئمة الإسلام في زمنهم ، مثل : مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وغيرهما ممن
اتفق على علمهم وعدالتهم وحفظهم ، ولم يختلف أهل العلم بالحديث في أن هذا حديث
صحيح يتلقى بالقبول ، ليس في أهل العلم من طعن فيه» .
وفي البخاري ومسلم
والترمذي وأحمد عن الزهري : «أخبرني الحسن بن محمد
ابن علي وأخوه عبد الله ، عن أبيهما أن عليا قال لابن عباس : إن النبي نهى عن
المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر».
وفي مسلم : «سمع
علي بن أبي طالب يقول لفلان : إنك رجل تائه».
وفيه : «سمع ابن
عباس يلين في المتعة فقال : مهلا يا ابن عباس».
وفي النسائي : «عن
أبيهما أن عليا بلغه أن رجلا لا يرى بالمتعة بأسا فقال :
إنك تائه ، إنه نهاني رسول الله عنها وعن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر».
وفي الموطأ رواه
عن علي بلفظ : «نادى منادي رسول الله يوم خيبر ...»
أما الشافعي فروى
حديث خيبر ، لكن سكت عن قصة المتعة لما علم فيها
من الاختلاف!.
وأما الطبراني
فروى الحديث بلفظ : «تكلم علي وابن عباس في متعة النساء
فقال له علي : إنك رجل تائه ، إن رسول الله نهى عن متعة النساء في حجة الوداع»
فروى الحديث لكن جعل زمن التحريم حجة الوداع!.
__________________
٣ ـ نظرات في
دلالة حديث خيبر :
ثم إن هذا الحديث
في متنه ودلالته صريح في الأمور التالية :
أولا
: إن أمير المؤمنين
عليهالسلام كان يرى حرمة نكاح المتعة ، حتى أنه
خاطب ابن عباس القائل بالحلية بقوله : «إنك رجل تائه».
وهذا كذب ، فالكل
يعلم أن الإمام عليهالسلام كان على رأس المنكرين
لتحريم نكاح المتعة ، كما كان على رأس المنكرين لتحريم متعة الحج ، ولكن لا غرابة
في وضع القوم الحديث على لسانه في باب نكاح المتعة كما وضعوه في باب متعة الحج ...
وهو أيضا عن لسان ولدي محمد عن أبيهما عنه ... فقد روى البيهقي : «عن عبد الله
والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما : أن علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، قال : يا بني أفرد بالحج فإنه أفضل» .
وثانيا
: إن تحريم متعة
النساء كان يوم خيبر ... وهذا ما غلطه وكذبه كبار
الحفاظ ، ثم حاروا في توجيهه : قال ابن حجر بشرحه عن السهيلي : «ويتصل بهذا الحديث
تنبيه على إشكال ، لأن فيه النهي عن نكاح المتعة يوم خيبر ، وهذا شئ لا يعرفه أحد
من أهل السير ورواة الأثر» .
وقال العيني بشرحه
: «قال ابن عبد البر : وذكر النهي عن المتعة يوم خيبر
غلط» .
وقال القسطلاني
بشرحه : «قال البيهقي : لا يعرفه أحد من أهل السير» .
وقال ابن القيم : «قصة
خيبر لم يكن فيها الصحابة يتمتعون باليهوديات ، ولا
__________________
استأذنوا في ذلك
رسول الله ، ولا نقله أحد قط في هذه الغزوة ، ولا كان للمتعة فيها
ذكر البتة لا فعلا ولا تحريما " .
وقال ابن كثير : «قد
حاول بعض العلماء أن يجيب عن حديث علي بأنه وقع
فيه تقديم وتأخير. وإلى هذا التقرير كان ميل شيخنا أبي الحجاج المزي. ومع هذا ما
رجع ابن عباس عما كان يذهب إليه من إباحتها» .
وثالثا
: إن ابن عباس كان
على خلاف أمير المؤمنين عليهالسلام في مثل هذه
المسألة.
وهذا مما لا نصدقه
، فابن عباس كان تبعا لأمير المؤمنين عليهالسلام لا سيما
في مثل هذه المسألة التي تعد من ضروريات الدين الحنيف.
ولو تنزلنا عن ذلك
، فهل يصدق بقاؤه على رأيه بعد أن بلغه الإمام عليه
السلام حكم الله ورسوله في المسألة؟!.
كلا والله ، ولذا
اضطر الكذابون إلى وضع حديث يحكي رجوعه ... قال ابن
تيمية : «وروي عن ابن عباس أنه رجع عن ذلك لما بلغه حديث النهي» .
لكنه خبر مكذوب
عليه ، قال ابن حجر العسقلاني عن ابن بطال : «وروي
عنه الرجوع بأسانيد ضعيفة» . ولذا قال ابن كثير : «... ومع هذا ما رجع ابن
عباس عما كان يذهب إليه من إباحتها».
نعم ، لم يرجع ابن
عباس حتى آخر لحظة من حياته :
أخرج مسلم عن عروة
بن الزبير أن عبد الله بن الزبير قام بمكة فقال :
«إن أناسا أعمى الله قلوبهم ـ كما أعمى أبصارهم ـ يفتون بالمتعة ، يعرض برجل.
فناداه
فقال : إنك لجلف جاف ، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل في عهد إمام المتقين ـ يريد
__________________
رسول الله ـ. فقال
له ابن الزبير : فجرب بنفسك ، فوالله لئن فعلتها لأرجمنك
بأحجارك» .
وابن عباس هو
الرجل المعرض به ، وقد كان قد كف بصره ، فلذا قال :
أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم». وقد وقع التصريح باسمه في حديث أبي نضرة الذي
أخرجه مسلم أيضا وأحمد.
فهذا حال ابن عباس
وحكمه في زمن ابن الزبير بمكة. فابن عباس كان
مستمر القول على جواز المتعة ، وتبعه فقهاء مكة كما عرفت ، ومن الواضح عدم
جواز نسبة القول بما يخالف الله ورسوله والوصي إلى ابن عباس ، لو كان النبي قد
حرم المتعة وأبلغه الإمام به حقا؟.
٤ ـ نظرات في سند
ما روي عن علي عليهالسلام :
هذا ، وقد رأيت أن
الأحاديث المتعارضة المروية عن أمير المؤمنين عليهالسلام
في تحريم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نكاح المتعة مروية كلها بسند واحد
... فكلها عن الزهري عن ابني محمد عن أبيه
...
وبغض النظر عما
ذكروا بترجمة عبد الله والحسن ابني محمد بن الحنفية ...
وعما جاء في خبر
الحسن بن محمد عن سلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله من
«أن رسول الله أتانا فأذن لنا في المتعة» من الدلالة على عدم قولهما بالحرمة ، إذ
لا يعقل أن يروي الرجل عن هذين الصحابيين حكم التحليل ولا يروي عنهما ـ أو لم
يخبراه ـ النسخ بالتحريم لو كان : بغض النظر عن ذلك ...
__________________
وبغض النظر عن
التكاذب والتعارض الموجود فيما بينهما ...
فإن مدار هذه
الأحاديث على «الزهري».
موجز ترجمة الزهري
:
وهذا موجز من
ترجمة «الزهري» الذي وضع الأحاديث المختلفة المتعارضة
على مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام :
١ ـ كان من أشهر
المنحرفين عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان يجالس
عروة بن الزبير فينالان منه.
٢ ـ كان يرى
الرواية عن عمر بن سعد بن أبي وقاص ، قاتل الإمام الحسين
ابن علي عليهماالسلام.
٣ ـ كان من عمال
الحكومة الأموية ومشيدي أركانها ، حتى أنكر عليه كبار
العلماء ذلك.
٤ ـ قدح فيه
الإمام يحيى بن معين حين قارن بينه وبين الأعمش.
٥ ـ كتب إليه
الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام يوبخه ويؤنبه
على كونه في قصور الظلمة ... ولكن لم ينفعه ذلك!!.
وإن شئت التفصيل
فراجع الحلقة السابقة من سلسلتنا.
نتيجة البحث في
نكاح المتعة :
ويتلخص البحث في
خصوص نكاح المتعة في خطوط :
١ ـ إنه من أحكام
الإسلام الضرورية بالكتاب والسنة والإجماع ، وكان على
ذلك المسلمون قولا وفعلا.
٢ ـ وإن عمر بن
الخطاب حرمه بعد شطر من خلافته.
٣ ـ واختلف القوم ـ
بعد الإقرار بالأمرين المذكورين ـ واضطربوا في توجيه تحريم عمر :
فمنهم من قال بأن
النسخ كان من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يعلم به
غير عمر ، وهذا من البطلان بمكان.
ومنهم من قال بأن
التحريم كان من عمر نفسه لكن يجب اتباعه ، لقول رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين». ولكن هذا
الحديث من أحاديث سلسلتنا!!.
ومنهم من قال بأن
المحرم هو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسه ... ثم
اختلفوا في وقت هذا التحريم على أقوال ، واستندوا إلى أحاديث ... لكنها أحاديث
موضوعة ...
٤ ـ وإذا كانت
حلية المتعة من أحكام الإسلام ، والأحاديث في تحريم النبي
موضوعة ، وإن عمر هو الذي حرم ، وأن الحديث المستدل به لوجوب اتباعه يشكل
الحلقة القادمة من سلسلتنا ...
فما هو إلا «حدث»
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إياكم
ومحدثات الأمور ...».
أقول :
هذا ما توصلت إليه
في هذا البحث الوجيز الذي وضعته في حدود الأحاديث
والأقوال الواردة فيه ، من غير تعرض للأبعاد المختلفة والجوانب المتعددة التي طرحها
الباحثون من فقهاء ومتكلمين في كتبهم المفصلة المطولة ...
والله أسأل أن
يوفقنا لتحقيق الحق واتباعه ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه
الكريم ، وأن يحشرنا في زمرة محمد وآله وأشياعه ، إنه هو البر الرحيم.
أهل البيت (ع)
في المكتبة العربية
(١٦)
|
|
السيد عبد العزيز الطباطبائي
٥٢٩ ـ مناقب أمير
المؤمنين عليهالسلام.
للخوارزمي ، ضياء
الدين صدر الأئمة شمس الإسلام ، أبي المؤيد الموفق بن
أحمد الحنفي المكي ، ثم الخوارزمي أخطب خطباء خوارزم ، المشتهر بأخطب خوارزم ،
الخطيب الخوارزمي (٤٨٤ ـ ٥٦٨ ه).
وقد تقدم له في
العدد السابق كتاب «مقتل الحسين عليهالسلام» وترجمنا له
هناك ترجمة مطولة مع عد بعض مصادر ترجمته.
وأما
كتاب المناقب فقد ذكره الذهبي
في ميزان الاعتدال ١ / ٥١٧ و ٣ / ٤٦٧.
فأقدم من نقل عنه
هو قطب الدين الكيدري ـ معاصر المؤلف ـ في كتابه «أنوار
العقول في أشعار وصي الرسول».
وينقل الكنجي ـ
المتوفى سنة ٦٥٨ ه ـ في «كفاية الطالب» عن هذا الكتاب.
وكان عند السيد
ابن طاووس ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ه ـ وينقل عنه كثيرا في كتبه ،
وخاصة في كتابه «اليقين» وهو مدرج في فهرس مكتبته برقم ٤٤٥ .
وينقل عنه الصاحب
بهاء الدين علي بن عيسى الإربلي البغدادي ـ المتوفى
__________________
سنة ٦٩٢ ه ـ في
كتابه «كشف الغمة» كثيرا بل ، ربما نشره كله فيه.
وذكره جلبي في كشف
الظنون ٢ / ١٨٤٤.
مخطوطاته :
١ ـ مخطوطة من
القرن الثامن في مكتبة الإمام الرضا عليهالسلام في مشهد ،
رقم ١٨٤٢ ، ذكرت في فهرسها العام ص ٥٥٤ ، وفي فهرسها القديم ٣ / ٩٠.
وعنها مصورة في
مكتبة السيد الحكيم العامة في النجف الأشرف.
٢ ـ مخطوطة كتبها
عز الدين بن أحمد بن علي بن أبي المنصور الجيلاني لخزانة
عماد الدين يحيى بن محمد بن عبد الله العمراني ، في حجر ظفار في جامع حي الإمام
المنصور بالله ، وفرغ منه في ٢٥ رجب سنة ٧٨٧ ه ، ومعه كتاب " خلاصة سيرة سيد
البشر للمحب الطبري ، بخطه هذا الكاتب ، وهي في مكتبة الوزيري العامة في مدينة
يزد ، رقم ١٣٧٦ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٥٨١ ، وذكرت في فهرسها للمخطوطات العربية ، ص
٢٧٠.
وعنها فيلم في
جامعة طهران ، رقم ٢٤٥٤ ، ذكر في فهرس مصوراتها ١ / ٦٩٥.
٣ ـ مخطوطة سنة
٩٨٦ ه كتبها صدر الإسلام بن أبي المعالي ، فرغ منها في
محرم ، ومعه «الفصول المهمة» لابن الصباغ ، وهي المكتبة المركزية لجامعة طهران ،
رقم
٦٦٦٥ ، كما في فهرسها ١٦ / ٣٢٩.
٤ ـ نسخة خزائنية
فيها أيضا ، رقم ٦٢١ ، ذكرت في فهرسها ٥ / ١٥٦٢ ـ ١٥٧٢.
٥ ـ مخطوطة القرن
الثاني عشر ، والموجود منها إلى أواسط الفصل التاسع
عشر ، في مكتبة مدرسة سبهسالار (مطهري) في طهران ، رقم ٧٣٣٤ ، ذكرت في فهرسها ٥ /
٦٥٤.
٦ ـ مخطوطة كانت
في مكتبة مدرسة السيد البروجردي في النجف الأشرف ،
برقم ٢٠٣٩.
٧ ـ مخطوطة في
مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام العامة في النجف
الأشرف ، رقم ١٨١٨ كتبت سنة ١٢٦٩ ه ، بخط نسخي جميل.
٨ ـ مخطوطة في
مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، كتبها يحيى بن حسين بن
إسماعيل اليمني في اليمن ، وفرغ منها ١٣ شعبان ١٣٨١ ه ، بآخر المجموعة رقم ٢٩٩٧ ،
ذكرت في فهرسها ٨ / ١٦٩.
٩ ـ مخطوطة أخرى
فيها ، كتبت سنة ١٢٨٨ ه ، رقم ٥١٨٨ ، ذكرت في فهرسها ١٣ / ٣٩٣.
١٠ ـ مخطوطة في
مكتبة كلية الإلهيات في جامعة الفردوسي في مشهد ، برقم
٦٢٨ ، ذكرت في فهرسها ١ / ٥٧٩.
١١ ـ مخطوطة في
مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، فرغ منها الكاتب في ١ شوال
سنة ١٠٠٤ ه رقم ٢١٧٤ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٩٤ باسم «الفصول السبعة والعشرين».
١٢ ـ مخطوطة أخرى
فيها ، رقم ٢١٦٥ فرغ منها الكاتب في محرم سنة ١١٠٧
هجرية ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٩٥.
١٣ ـ مصورة في
المكتبة المركزية بجامعة طهران ، رقم الفيلم ٣٨٢٥ ، مذكورة في
فهرس مصوراتها ٢ / ٢٥٤ دون وصف مخطوطتها والتعريف بها!
طبعاته :
١ ـ طبع على الحجر
في تبريز سنة ١٣١٣ ه ، مع مقدمة للعلامة الشيخ محمد
باقر البهاري الهمداني رحمهالله.
٢ ـ طبع في النجف
الأشرف طبعة حروفية بالمطبعة الحيدرية سنة ١٣٨٥ ه ،
مع مقدمة للعلامة السيد محمد رضا الخرسان النجفي ، حفظه الله ورعاه.
٣ ـ طبع في طهران
من منشورات مكتبة نينوى ، بالتصوير على الطبعة
النجفية.
٤ ـ طبع في قم سنة
١٤١١ ه ، من منشورات جماعة المدرسين بتحقيق الشيخ
مالك المحمودي البهبهاني ومقابلته على المخطوطتين رقم ١ و ٢ ، ومقدمة للعلامة
الشيخ
جعفر السبحاني التبريزي حفظه الله ورعاه.
٥ ـ وهو في سبيله
إلى الطبع في بيروت من منشورات مؤسسة البلاغ.
مصادر ترجمته :
رسائل الرشيد
الوطواط ٢ / ٣٣ ـ ٤٠ تجد فيها نماذج من نظمه ونثره.
١ ـ خريدة القصر ،
في شعراء خوارزم ، وعنه في عبقات الأنوار.
٢ ـ الجواهر
المضيئة ٢ / ١٨٨.
٣ ـ إنباه الرواة ٢
/ ٣٣٢.
٤ ـ ذيل تاريخ
بغداد ، لابن الدبيثي.
٥ ـ المختصر
المحتاج إليه : ٣٦٠ رقم ١٣٤١.
٦ ـ تاريخ الإسلام
، وعنه في العقد الثمين.
٧ ـ الوافي
بالوفيات ، وعنه في بغية الوعاة.
٨ ـ العقد الثمين ٧
/ ٣١٠ رقم ٢٥٥٧.
٩ ـ بغية الوعاة ٢
/ ٣٠٨.
١٠ ـ عبقات
الأنوار ، مجلد حديث التشبيه : ٢٧٨ ـ ٣١٢.
١١ ـ الفوائد
البهية : ٤١٠.
١٢ ـ هدية
العارفين ٢ / ٤٨٢.
١٣ ـ الكنى
والألقاب للمحدث القمي ٢ / ١٥ في حرف الألف من الألقاب (أخطب خوارزم).
١٤ ـ الغدير ٣٩٧ ـ
٤٠٧.
١٥ ـ أعلام
الزركلي ٧ / ٣٣٣.
١٦ ـ معجم
المؤلفين ١٣ / ٥٢.
١٧ ـ الأدب العربي
في إقليم خوارزم ، لهند حسين طه ، ص ٣٢٩.
أضف إليها مقدمات
كتبه المطبوعة كمناقب أمير المؤمنين عليهالسلام بطبعاته
الثلاث ومقتل الحسين عليهالسلام ، ومناقب أبي حنيفة!
نماذج من نظمه :
كان الخوارزمي
أديبا شاعرا ، قوي النظم ، جيد النضد ، وهو من شعراء
الخريدة ، ترجم له العماد الأصفهاني في قسم شعراء خوارزم من «خريد القصر» وأورد
له نماذج من شعره ، ونحن نذكر له هنا أيضا نماذج من شعره ، فمنها قوله :
إلى التقى
فانتسب إن كنت منتسبا
|
|
فليس يجديك يوما
خالص النسب
|
بلال الحبشي
العبد فاق تقى
|
|
أحرار جيد قريش
صفوة العرب
|
غدا أبو لهب
يرمى إلى لهب
|
|
فيه غدت حطبا
حمالة الحطب
|
وله في أمير
المؤمنين عليهالسلام روائع عصماء لا يسعها المجال ، وإنما ننتقي
منها أبياتا كنماذج قوله من قصيدة :
إن عليا سيد
الأوصياء
|
|
مولى أبي بكر
ومولى عمر
|
أقصر عن أسيافه
قيصر
|
|
وإن كسرى عن
قناه انكسر
|
انحجرت آساد يوم
الوغى
|
|
لما اكتسى للحرب
جلد النمر
|
لم يتقلد سيفه
في الوغى
|
|
إلا ونادى الدين
جاء الظفر
|
وهل أتى مدح فتى
هل أتى
|
|
لغيره في هل أتى
إذ نذر
|
فيا لها من سير
في العلى
|
|
تتلى على الناس
كمثل السور
|
وله فيه عليهالسلام من قصيدة :
هل أبصرت عيناك
في المحراب
|
|
كأبي تراب من
فتى محراب
|
لله در أبي تراب
إنه
|
|
أسد الحراب
وزينة المحراب
|
هو ضارب وسيوفه
كثواقب
|
|
هو مطعم وجفانه
كجوابي
|
هو قاصم الأصلاب
غير مدافع
|
|
يوم الهياج
وقاسم الأسلاب
|
إن النبي مدينة
لعلومه
|
|
وعلي الهادي لها
كالباب
|
لولا علي ما
أهتدى في مشكل عمر
|
|
ولا أبدى جواب
صواب
|
قد نازع الطير
النبي ورده
|
|
من رده فاصدق
بغير كذاب
|
فتح المبشر باب
مسجده له
|
|
إذ سد فيه سائر
الأبواب
|
أسد الإله وسيفه
وقناته
|
|
كالظفر يوم
صياله والناب
|
جاء النداء من
السماء وسيفه
|
|
بدم الكماة يلج
في التسكاب
|
لا سيف إلا ذو
الفقار ولا فتى
|
|
إلا علي هازم
الأحزاب
|
وجلت خطابته
عرائس خردا
|
|
للخاطبين كثيرة
الخطاب
|
ولقد أتى هذا
الفتى ما قد أتى
|
|
في (هل أتى)
فإلى متى إرهابي
|
وله فيه عليهالسلام من قصيدة :
محمد النبي كمصر
علم
|
|
أمير المؤمنين
له كباب
|
هو البكاء في
المحراب لكن
|
|
هو الضحاك في
يوم الحراب
|
علي كاسر
الأصنام لما
|
|
علا كتف النبي
بلا احتجاب
|
علي إن أتوه
بمعضلات
|
|
معقدة له فصل
الخطاب
|
حديث براءة
وغدير خم
|
|
وراية خيبر فصل
الخطاب
|
هما مثلا كهارون
وموسى
|
|
بتمثيل النبي
بلا ارتياب
|
بنى في المسجد
المخصوص بابا
|
|
له إذ سد أبواب
الصحاب
|
كأن الناس كلهم
قشور
|
|
ومولانا علي
كاللباب
|
ولايته بلا ريب
كطوق
|
|
على رغم المعاطس
في الرقاب
|
إذا عمر تخبط في
جواب
|
|
ونبهه علي
للصواب
|
علي تارك عمرا
كجذع
|
|
لقي بين الدكادك
والروابي
|
ففضله النبي
بصدق ضرب
|
|
على من صدقوه في
الثواب
|
مؤد في الركوع
زكاة مال
|
|
حوته حرابه يوم
الحراب
|
فنازع صهره
الطير المهادي
|
|
وكان يرد منه
بالكذاب
|
وقوله فيه عليهالسلام من أخرى :
لقد تجمع في
الهادي أبي حسن
|
|
ما قد تفرق في
الأصحاب من حسن
|
هل فيهم من تولى
يوم خندقهم
|
|
قتال عمرو وعمرو
خر للذقن
|
هل فيهم يوم بدر
من لقى قدما
|
|
قتل الوليد
الهزبر الباسل الحرن
|
هل فيهم من رمى
في حين سطوته
|
|
بباب خيبر لم
يضعف ولم يهن
|
وهل أتى هل أتى
إلا إلى أسد
|
|
فتى الكتائب طود
الحلم في المحن
|
الناس في سفح
علم الشرع كلهم
|
|
لكن علي أبو
السبطين في الفنن
|
٥٣٠ ـ مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام.
للحافظ أبي العلاء
الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد العطار
الهمداني المقرئ ، صدر الحفاظ ، شيخ همدان وإمام العراقين (٤٨٨ ـ ٥٦٩ ه).
ترجم له كل من ابن
الدبيثي وابن النجار والسمعاني في ذيولهم على تاريخ
بغداد.
قال عنه ابن
النجار : «إمام في علوم القراءات والحديث». والأدب والزهد ،
وحسن الطريقة.
ثم حكى عن
السمعاني أنه قال عنه حافظ متقن ، ومقرئ فاضل ، حسن
السيرة ، جميل الأمر ، مرضي الطريقة ، غزير الفضل سخي بما يملكه ، مكرم
للغرباء ...» .
وقال عنه تلميذه
الآخر : عبد القاهر الرهاوي : «تعذر وجود مثله في أعصار
كثيرة ... أربى على أهل زمانه في كثرة السماع ... وبرع على حفاظ عصره في حفظ ما
يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير ...
وكان يقول : لو أن
أحدا يأتي إلي بحديث واحد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لم
يبلغني لملأت فمه ذهبا .
وكان ـ رحمهالله ـ شديد التمسك
بسنن رسول الله صلىاللهعليهوآله فكان
لا يسمع باطلا أو يرى منكرا إلا غضب لله ، ولم يصبر على ذلك ولم يداهن " .
وكان لا يأكل من
أموال الظلمة ، ولا قبل منهم مدرسة قط ولا رباطا .. وكان
يقرئ نصف نهاره الحديث ، ونصفه القرآن والعلم.
وكان لا يخشى
السلاطين ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يمكن أحدا أن
يعمل في مجلسه منكرا ولا سماعا .. .
وكان حسن الصلاة ،
لم أر أحدا من مشايخنا أحسن صلاة منه ، وكان مشددا في
أمر الطهارة لا يدع أحدا يمس مداسه! ... .
وكانت السنة شعاره
، ولا يمس الحديث إلا متوضئا .. .
ثم نشر الله تعالى
ذكره في الآفاق ، وعظم شأنه في قلوب الملوك وأرباب
المناصب الدنيوية والعلمية والعوام ، وحتى أنه كان يمر بهمدان فلا يبقى أحد رآه
إلا
__________________
قام ، ودعا له ،
حتى الصبيان واليهود .. .
أقول
: وكان من الحشمة
والجلالة والشوكة بحيث أن السلطان السلجوقي
محمد بن محمود بن ملك شاه لما ورد همدان زار أبا العلاء في داره وجلس بين يديه ،
فنصحه أبو العلاء كثيرا ووعظه ، وكان مقبلا عليه مصغيا إلى كلامه .
وكتب إليه المقتفي
كتابا من جملته : «وبعد فإن الأب القديس النفيس خامس
أولي العزم! وسابع السبعة على الحزم ، وارث علم الأنبياء! حافظ شرع المصطفى .. .
واستدعاه المقتفي
العباسي ، فلما أدخل عليه كان يأمره خواص الخليفة بتقبيل
الأرض في المواضع فأبى ولم يفعل ، وقام إليه الخليفة وأجلسه ثم كلمه ساعة وسأل منه
الدعاء فدعا ، وأذن له في الرجوع ، ولم يقبل منه صلة ولا خلعة ، وخرج من بغداد
حذرا
من أن يفتتن بالدنيا .
فسار مسير الشمس
في كل موطن
|
|
وهب هبوب الريح
في الشرق والغرب
|
وله في المعاجم
وكتب التراجم ترجمة حسنة وثناءا كثيرا اقتصرنا على ما
اقتطفناه منها ، قال الصفدي «وجمع بعضهم كتابا في أخباره وأحواله وكراماته وما مدح
به من الشعر وما كان عليه ، وأورد من ذلك ياقوت في معجم الأدباء قطعة
جيدة
__________________
وكان إماما في
النحو واللغة».
وعمل دارا للكتب
وخزانة [في همدان] وأوقف جميع كتبه فيها ، وانقطع لإقراء
القرآن ورواية الحديث إلى آخر عمره .
مؤلفاته :
١ ـ الانتصار في
معرفة قراء المدن والأمصار.
وهو طبقات القراء
في ٢٠ مجلدا ، قال الجزري : «وأنا أتلهف للوقوف عليه أو
على شئ منه من زمن كثير ....» .
٢ ـ زاد المسافر
وعتاد المسامر ، ومعرفة المبتدأ وقصص الرسل والأنبياء ، وتاريخ
الأمم السوالف والخلفاء ، وما ورد من سيرهم عن العلماء والحكماء.
هو خمسون مجلدا ،
المجلد الثالث عشر منه في دار الكتب الوطنية في تبريز رقم
٣٦٠٧ ، من مخطوطات القرن السابع ، ذكر في فهرسها ص ٧٩٥ ، وعنه مصورة في جامعة
طهران ، رقم ٦٢٢٧ ، ذكر في فهرس مصوارتها ٣ / ٢٤٥.
٣ ـ الهادي إلى
معرفة المقاطع والمبادي.
وهو كتاب الوقف
والابتداء.
نسخة منه في جستر
بيتي ، رقم ٣٥٩٥ ; وأخرئ في طوبقبو رقم ١٥٠. A
كتبت سنة ٨٢٦ ه [الذريعة ٢٥ / ١٥٠].
٤ ـ غاية الاختصار
، في القراءات العشر لأئمة الأمصار.
مخطوطة منه في
مكتبة نور عثمانية ، رقم ٨٦.
٥ ـ كتاب الماءات
، ماءات القرآن.
__________________
٦ ـ كتاب التجويد.
٧ ـ قراءة أبي
حنيفة!
نسخة منه في مكتبة
آلمالي في آنتاليا من تركيا ، ضمن المجموعة رقم ٢٥٤٨ ،
راجع الفهرس الجامع لمخطوطات تركيا ٢ / ١١٢.
٨ ـ كتاب الأدب في
حسان الحديث ، ذكر في هدية العارفين.
وأفرد قراءات
القراء السبعة لكل منهم مفردة في مجلد يخصه.
٩ ـ مولد أمير
المؤمنين عليهالسلام ، سنتحدث عنه في العدد القادم إن شاء الله.
١٠ ـ مناقب أمير
المؤمنين عليهالسلام.
ـ قال الفخر
الكنجي في كفاية الطالب : ٢٥٢ ـ بعد إيراد حديث ـ : ما كتبناه
إلا من حديث ابن شاذان ، رواه الحافظ الهمداني في مناقبه ، وتابعه الخوارزمي.
وقال في ص ٢٥٠ في
حديث آخر : «قلت : هكذا ذكره حافظ العراقين في
مناقبه ، وتابعه الخوارزمي ، ورواه الحافظ محدث الشام [ابن عساكر] بطريقين».
وفي ص ٣٢٢ في
نهاية حديث : «قلت : هذا حديث أخرجه حافظ العراق في
مناقبه ، وتابعه الخوارزمي».
ومن مصادر ترجمته
:
المنتظم ١٠ / ٢٤٨ ،
ومناقب أحمد : ٥٣٢ ، ومعجم الأدباء ٣ / ٢٦ ـ ٤٦ و ٨ / ٥ طبعة
__________________
دار المأمون ،
مرآة الزمان ٨ / ٣٠٠ ، تذكرة الحفاظ ١٣٢٤ ، العبر ٤ / ٢٠٦ ، سير أعلام النبلاء ٢١
/ ٤٠ ـ ٤٦ ، المختصر المحتاج إليه : ١٥٧ ، معرفة القراء الكبار ٢ / ٥٤٢ ، المستفاد
: ٩٦ رقم ٦٣ ، تلخيص مجمع الآداب : ٤ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٨٤ ، ٦٢٦ (قطب الدين)
ذيل طبقات الحنابلة ـ لابن رجب ـ ١ / ٣٢٤ ، طبقات القراء ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦ ، بغية
الوعاة ١ / ٤٩٤ ، طبقات الحفاظ ـ للسيوطي ـ : طبقات المفسرين ١ / ١٢٨ ، شذرات
الذهب ٤ / ٢٣١ ، هدية العارفين ١ / ٢٨٠ ، الأعلام ٢ / ١٨١ ، معجم المؤلفين ٣ / ١٩٧
، بروكلمن ـ الذيل ـ ١ / ٧٢٤.
وترجم له من
أصحابنا تلميذه منتجب الدين ابن بابويه القمي في فهرسته
برقم ١٤٢ وقال : «العلامة في علم الحديث والقراءة ، كان من أصحابنا ، وله تصانيف
...».
وله ترجمة في أمل
الآمل ٢ / ٦٢ ، رياض العلماء ١ / ١٥١ ، طبقات أعلام الشيعة ـ الثقات العيون في
سادس القرون ـ : ٥٣ ، أعيان الشيعة ٢ / ٤٦٨ ـ ٤٧٠ وفي طبعة ٤ / ٦٣٤ ، روضات الجنات
٣ / ٩ ، معجم رجال الحديث ٤ / ٢٨٣.
٥٣١ ـ مناقب أمير
المؤمنين عليهالسلام
منقولة من الفصول
المهمة لابن الصباغ المالكي ، المتوفى سنة ٨٥٥ ، في ٣٥ ورقة.
ذكر في فهرس الخديوية
٥ / ١٥٩ ، وراجع في حرف الفاء الفصول المهمة.
وقد تقدم في حرف
الفاء في العدد ... كتب أخرى بهذا الصدد باسم : فضائل
علي عليهالسلام كما تأتي كتب في العدد القادم باسم : مناقب علي عليهالسلام.
٥٣٢ ـ مناقب أمير
المؤمنين وولديه الحسن والحسين عليهمالسلام.
مرتب على مقدمة
وثلاثة أبواب.
أوله : «الحمد لله
الذي رفع قدر أحبائه ....».
طبع بمصر طبعة
حجرية سنة ١٢٨٠ ه.
ذكر في فهرس
المكتبة (الكتبخانة) الخديوية في ٥ / ١٥٩ وهو الفهرس القديم لدار الكتب المصرية.
للبحث صلة ...
دليل المخطوطات
فهرس المخطوطات المدرسة الباقرية
مشهد المقدسة
(٤)
الدكتور محمود فاضل
(٣٠٣)
مجموعة
:
١ ـ حاشية شرح
جديد التجريد.
|
(كلام ـ عربي)
|
لمير صدر الدين
دشتكي.
٢ ـ حاشية على
حاشية شرح جديد التجريد.
|
(كلام ـ عربي)
|
حاشية للمولى جلال
الدين محمد الدواني على حاشية مير صدر الدين.
٣ ـ حاشية على
حاشية مختصر الأصول.
|
(أصول ـ عربي)
|
حاشية للسيد صدر
الدين محمد على حاشية المولى علي الطوسي على حواشي
مختصر الأصول ، وهي مبتورة الأول.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي ، على ورقتها الأولى تملك
محمد خليل الحسيني المرعشي وعدة تملكات أخرى ، قطع محل
الأسماء منها. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق ترمة. القطع ربعي.
عدد السطور : ١٩
و ١٠. ١١ × ٥ سم.
|
* * *
(٣٠٤)
مجموعة
:
١ ـ الفوائد
الحائرية.
|
(فقه ـ عربي)
|
لمحمد باقر بن
محمد أكمل البهبهاني (١٢٠٨ ه).
٢ ـ رسالة عملية.
|
(فقه ـ عربي)
|
لنفس المؤلف السابق.
٣ ـ روضة
المتقين.
|
(فقه ـ عربي)
|
لمحمد باقر بن
محمد تقي المجلسي ، والأصل لمحمد تقي المجلسي الأول.
مبتورة الأول.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم النستعليق ، كتبها جعفر اللاهيجي. الورق فرنجي. القطع جيبي.
عدد السطور : ١٨
٥ / ١١ × ٦ سم.
|
(٣٠٥)
مجموعة
:
١ ـ صرف مير.
|
(صرف ـ فارسي)
|
لمير سيد شريف علي
الجرجاني.
٢ ـ تصريف عربي.
للزنجاني.
٣ ـ الألفية.
|
(فقه ـ عربي)
|
للشهيد الأول.
مع ترجمة فارسية
كتبت بين السطور.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي ، كتبها كاتبان ، والرسالة
|
|
الأخيرة مبتورة
الأعلى والأسفل. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق فرنجي. القطع ١٦
× ١١ سم.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣٠٦)
مجموعة
:
١ ـ الحدائق
الناضرة في أحكام العترة الطاهرة.
|
(فقه ـ عربي)
|
للشيخ يوسف بن
أحمد بن إبراهيم البحراني (١١٨٦ ه).
وهي تشتمل على
مقدمتها.
٢ ـ عوائد
الأيام من مهمات أدلة الأحكام.
|
(فقه ـ عربي)
|
لأحمد بن مهدي بن
أبي ذر النراقي (١٢٤٤ ه).
٣ ـ مستند
الشيعة.
|
(فقه ـ عربي)
|
للملا أحمد
النراقي (١٢٤٤ ه).
كتبت هذه المجموعة
بقلم النسخ والنستعليق ، أوقفها الحاج الملا كاظم الهمداني وقفا عاما. كتبت جملة
من العناوين باللون الأحمر. الورق فرنجي.
عدد السطور : ٢٧ و
٣٠.
(٣٠٧)
مجموعة
:
١ ـ كفاية المبتدي
وبلغة المهتدي.
رسالة في بيان
شروط الصلوات اليومية وأفعالها وتروكها وأحكامها ، مشتملة
على أربعة فصول وخاتمة : ١ / في شرائط الصلاة. ٢ / في أفعال الصلاة. ٣ / في تروك
الصلاة. ٤ / في أحكام الصلاة. خاتمة في توابع الصلاة.
أولها : بسملة.
الله أحمد على سوابغ النعم ، وترادف القسم ، وإياه أسأل أن
يصلي ...
|
نسخة كتبت بقلم
نسخي ، كتبها علي بن محمد بن موسى ، فرغ
منها يوم الأربعاء ١٤ محرم الحرام سنة ٨٦٠ ه ، نسخة قديمة نقل
فيها عن الشهيد رحمة الله عليه. كتبت العناوين بالشنجرف. الورق دولت آبادي.
عدد السطور : ٢٠.
٥ / ١٣ × ٥ / ٩ سم.
|
٢ ـ فوائد للشهيد
أبي عبد الله محمد بن مكي.
وهي صفحة واحدة في
الصلاة.
٣ ـ اللمعة
الدمشقية (متن اللمعة).
للشهيد ، وهي بنفس
الخط والحجم السابق ، وكتبها نفس الكاتب ، فرغ منها
يوم الأحد ١٢ جمادى الأولى سنة ٨٦٠ ه.
٤ ـ الموجز الحاوي
لتحرير الفتاوي (موجز السرائر).
الأصل للشيخ فخر
الدين محمد بن أحمد بن إدريس العجلي (٥٩٨ ه).
والتلخيص لجمال
الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٨٤١ ه).
وهو من البداية
إلى قسم من كتاب الزكاة ، وهو بنفس الخط والحجم.
|
كتبت هذه
المجموعة بنفس الخط والحجم والورق ، على صفحتها الأولى تملك مختار بن محمد
الأسترآبادي ، أوقفها الملا عبد السميع على طلاب هذه المدرسة. كتبت العناوين
والعلامات بالشنجرف. القطع ٥ / ١٨ × ٥ / ١٣ سم.
|
(٣٠٨)
مجموعة
:
١ ـ شرح فرائض
السراجي.
|
(فقه ـ فارسي)
|
الأصل لسراج الدين
محمد بن محمد السجاوندي الحنفي ، والشارح مجهول.
٢ ـ خمسة فصول
في الحساب :
|
(رياضيات ـ
فارسي)
|
١ / ضرب الآحاد. ٢
/ ضرب العشرات. ٣ / ضرب الآحاد في العشرات. ٤ / ضرب المئات. ٥ / ضرب العشرات في
المئات.
٣ ـ رسالة في خلل
القراءات.
وهي الفصل السابع
والعشرون من كتاب بالفارسية.
٤ ـ رسالة في
الإرث
|
(فقه ـ عربي)
|
ناقصة الأول.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم النسخ والنستعليق ، كتبها محمد
حسين بن الحاج محمد الباخزري في مسجد الخواجة بهراة ، وفرغ
منها في ١٧ جمادى الآخرة سنة ١٦٠٠ ه. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر.
الورق سمرقندي. القطع ١٩ × ١٣
سم.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣٠٩)
١ ـ الباب
الحادي عشر.
|
(كلام ـ عربي)
|
٢ ـ النافع يوم
الحشر في شرح الباب الحادي عشر.
٣ ـ رسالة موج
في واجبات الصلاة.
|
(فقه ـ عربي)
|
للمحقق الثاني علي
بن عبد العالي الكركي ، فرغ من تأليفها يوم الخميس
١٠ جمادى الآخرة سنة ٩١٧ ه ، وتشتمل على مقدمة وأبواب وخاتمة.
٤ ـ رسالة فارسي
حساب.
للملا علي القوشجي.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم النسخ والنستعليق ، كتبها معين
الدين علي الرضوي القايني ، فرغ منها في النصف من ربيع الأول
سنة ١٠٦٥ ه ، وهي واحد من خمسمائة كتاب أوقفها الشيخ محمد
باقر على هذه المدرسة سنة ١١٧٦ ه كتبت العناوين والعلامات
باللون الأحمر. الورق ترمة. القطع رقعي.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣١٠)
مجموعة
:
١ ـ رسالة مائة
حديث في فضل أمير المؤمنين عليهالسلام.
|
(أخبار ـ عربي)
|
٢ ـ ترجمة
التوراة.
|
(أديان ـ عربي)
|
٣ ـ ورقتان في
تاريخ الأئمة الأطهار.
٤ ـ رسالة
الحسيني = الوسواسية.
|
(فقه ـ عربي)
|
للشيخ حسين بن عبد
الصمد الحارثي العاملي والد الشيخ البهائي.
ومطالب مختلفة في
الأدعية بالفارسية.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي ، كتبها عبد الكريم بن هداية
الله التوني سنة ١٠٧٦ ه ، كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. القطع ٥ / ١٦ × ٩ سم.
عدد السطور : ١٦.
٥ / ١٢ × ٥ سم.
|
(٣١١)
مجموعة
:
١ ـ إفادات أحمد
بن فهد الحلي.
|
(فقه ـ عربي)
|
وتحتوي على مسائل
بصورة سؤال وجواب أخذت عن ابن فهد الحلي.
٢ ـ المسائل
البحرية.
|
(فقه ـ عربي)
|
له أيضا.
٣ ـ المسائل
اللوامع.
|
(فقه ـ عربي)
|
له أيضا.
٤ ـ المسائل التي
سألها الفاضل المقداد بن عبد الله بن الحسين السيوري من
الشهيد الأول محمد بن شرف الدين مكي وأجوبتها ، وهي سبع وعشرون مسألة مع
أجوبتها.
|
كتبت هذه
المجموعة سنة ١١٧٢ ه ، بقلم نسخي ، كتبت
العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق سباهاني. القطع جيبي.
عدد السطور : ١٣.
١١ × ٥ / ٦ سم.
|
(٣١٢)
مجموعة
:
١ ـ السامي في
الأسامي.
|
(لغة ـ فارسي)
|
لأبي الفضل أحمد
بن محمد الميداني النيشابوري (٥١٨ ه).
|
كتبت بقلم نسخي
معرب ، وبقلم النستعليق ، كتبت العناوين والرموز بالشنجرف. الورق ترمة. الورق :
٣١٠ :
عدد السطور : ٢٢
٥ / ٢٠ × ٥ / ١٠ سم.
|
٢ ـ فرهنك ألفاظ
قرآن.
|
(فارسي)
|
|
|
|
من ص ٣١٠ ـ ٣١٦
بنفس الخط والحجم.
٣ ـ تفسير معاني
وآيات گلستان سعدي.
|
(فارسي)
|
من ص ٣١٧ ـ ٣٢٠
بنفس الخط والحجم.
٤ ـ لغت فارسي.
مقالة في اللغة
التازية ومن الفارسي إلى التازي.
من ص ٣٢٠ ـ ٣٢٢
بنفس الخط والحجم.
|
كتبت هذه
المجموعة بخط واحد ، أوقفها الملا نصرت مع ٣٩
كتاب آخر وقفا عاما.
|
(٣١٣)
مجموعة
:
١ ـ حاشية شرح
الإرشاد.
|
(فقه ـ عربي)
|
الشرح للمقدس
الأردبيلي (٩٩٣ ه) والحاشية لمحمد باقر بن محمد أكمل
البهبهاني (١٢٠٨ ه) ومطالب الحاشية تحت عنوان (قوله).
٢ ـ تعليقة على
منهج المقال = مقدمة رجال البهبهاني.
|
(رجال ـ عربي)
|
الأصل للميرزا
محمد الأسترآبادي والتعليقة لمحمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني.
٣ ـ شرح القواعد
باب المتاجر.
|
(فقه ـ عربي)
|
للشيخ جعفر.
٤ ـ المواريث.
|
(فقه ـ عربي)
|
إرث الشيخ حسن بن
الشيخ جعفر.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي ، كتب الرسالة الأولى جعفر
الحسيني السبزواري المعرف بالميرزا بابا ، والرسالة الثانية بنفس
الخط أيضا ، فرغ منها يوم الجمعة الثالث من ذي القعدة سنة ١٢٥٧
ه بكربلاء ; وكتب الرسالة الثالثة والرابعة أحمد بن الملا إسماعيل
الخراساني النيشابوري ، فرغ منها يوم الجمعة ١٧ ربيع الأول سنة
١٢٥٨ ه ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في ذي
القعدة سنة ١٢٩٧ ه ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق فرنجي.
عدد السطور : ٢٤
و ٢٥.
|
(٣١٤)
مجموعة
:
١ ـ العوامل في
النحو.
|
(عربي)
|
لعبد القادر
الجرجاني النحوي (٤٧١ أو ٤٧٤ ه).
٢ ـ شرح العوامل
الصغير.
٣ ـ متن ألفية
الشهيد.
|
(فقه ـ عربي)
|
٤ ـ تجويد
القرآن.
|
(فارسي)
|
للحاج محمد زكي بن
محمد إبراهيم الهمداني شيخ الإسلام بكرمانشاه الشهيد.
يشتمل على مقدمة
وسبعة أبواب وخاتمة ، وللمقدمة فصلان ، أحدهما في فضل
القرآن والثاني في وجوب التجويد.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي ، كتبها السيد محمد علي. كتبت العناوين باللون الأحمر. الورق
فرنجي. القطع ٥ / ١٦ × ١٠ سم.
عدد السطور : ١١
و ١٢ ١٢ × ٧ سم.
|
(٣١٥)
مجموعة
:
١ ـ إجازة
الاجتهاد التي منحها الشيخ حسن بن الشيخ جعفر للسيد جعفر ولعله هو الميرزا بابا
السبزواري ـ سنة ١٢٥٨ ه.
|
(عربي)
|
٢ ـ حاشية
الشرائع.
|
(عربي)
|
|
|
|
عدة أوراق ناقصة.
٣ ـ الرسالة
الصومية.
|
(عربي)
|
للشيخ محمد حسن بن
الشيخ باقر.
٤ ـ مقالات فقهية
تشتمل على : الصلاة والغصب ، وخطها يشبه خط الشارح.
٥ ـ شرح نتائج الأفكار.
الأصل للسيد
إبراهيم الموسوي ، والشرح للميرزا جعفر الحسيني المشتهر
بالميرزا بابا السبزواري ، والنسخة بخط الشارح.
|
كتب هذه
المجموعة كاتبان ، وبعضها بخط المؤلف ، وكتب قسم
آخر في ٧ شهر رمضان سنة ١٢٦١ ه بقصبة طبس ، أوقفها الميرزا
بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٢ ه ، كتبت النسخة بقلم
نسخي. الورق فرنجي.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣١٦)
مجموعة
:
١ ـ مقدمة في
واجبات الصلاة تشتمل على عدة فصول.
|
(فقه ـ عربي)
|
٢ ـ الجعفرية.
|
(فقه ـ عربي)
|
للمحقق الكركي.
٣ ـ النافع يوم
الحشر في شرح الباب الحادي عشر.
|
(كلام ـ عربي)
|
للفاضل المقداد.
٤ ـ واجب
الاعتقاد.
|
(عربي)
|
يشتمل على
الاعتقادات والطهارة إلى الأمر بالمعروف.
للشهيد ، وتقع في
مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ، وهي في واجبات الصلاة.
٦ ـ منظومة فقهية.
ناظمها حسن بن
داود ، فرغ منها في ذي القعدة سنة ٧٠٠ ه.
كتبت هذه المجموعة
بقلم نسخي ، كتبها أحمد بن علي بن محمود
|
العسكري العادلي
البحراني ، فرغ منها يوم ١٩ ذي القعدة سنة
١٠٨١ ه بلاهور الهند ، وكاتبها مالكها ، أوقفها الملا عبد السميع
كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق هندي.
عدد السطور : ١٣
و ١٤. ٥ / ١٣ × ٩ سم.
|
(٣١٧)
مجموعة
:
أصول الميرزا
بابا.
|
(عربي)
|
وردت مطالبه تحت
عنوان (قاعدة).
٢ ـ رسالة في
حقيقة لفظ اليوم والنهار.
|
(فقه ـ عربي)
|
رسالة في حقيقة
لفظي اليوم والنهار ، فرغ منها يوم الاثنين العاشر من محرم
الحرام سنة ١٢٥٧ ه بالنجف.
٣ ـ رسالة في
الاشتراط.
|
(أصول ـ عربي)
|
فرغ منها يوم
الأربعاء ٢٦ ذي الحجة سنة ١٢٥٩ ه بالنجف.
٤ ـ رسالة مقدمة
الواجب.
للاقا حسين
الخوانساري.
وعدة مباحث في
أصول الفقه ، التسامح في أدلة السنن ، حجية العلم ، حجية
خبر الواحد ، ومسائل في الأصول العملية.
٥ ـ رسالة الشيخ
حسن بن الشيخ جعفر ، وهي في الغصب والشهادات.
٦ ـ رسالة في
التقية.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي بخط واحد ، أوقفها الميرزا
بابا السبزواري على هذه المدرسة.
الورق فرنجي.
القطع ٢١ × ١٥ سم.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣١٨)
مجموعة
:
١ ـ رسالة
المناسك.
|
(فقه ـ عربي)
|
للشهيد وهي تشتمل
على مقدمة ومقالتين وخاتمة.
٢ ـ أحاديث في
فضيلة الحج.
|
(عربي)
|
لعل مؤلفها كاتبها.
٣ ـ البحث
الخامس في بيان آداب السفر.
|
(عربي)
|
نقل هذا البحث عن
كتاب «المنتهى».
٤ ـ رسالة في
آداب السفر.
|
(عربي)
|
٥ ـ رسالة في تحقيق النية.
|
(فقه ـ عربي)
|
وهي في سبع صفحات
، نقلها الكاتب عن خط المرحوم الشهيد الثاني.
٦ ـ الحج والعمرة
على وجه الاختصار.
لعلها للكاتب ،
وهي رسالة في ثلاث صفحات ـ بالعربية ـ ذكر فيها دستور
الحج والعمرة باختصار.
٧ ـ رواية عن
الكافي في فضيلة قضاء حاجة المؤمن.
لكاتب النسخة وهي
صفحة واحدة بالعربية.
٨ ـ نتائج الأفكار
في حكم المقسمين في الأسفار = رسالة في تحقيق صلاة
القصر.
لزين الدين بن علي
بن أحمد العاملي الشهيد (ره) فرغ منها يوم الاثنين ١٧
شهور رمضان سنة ٩٥٠ ه ، وهي تشتمل على اثنتي عشرة مسألة.
٩ ـ رسالة في بيان
مقدار ذراع مكة وبعض كيفيات المسجد الحرام. (فارسي)
وهي رسالة في تاريخ مكة المكرمة والمسجد الحرام وتعيين أماكنها المقدسة ،
ومؤلفها كاتب النسخة.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم النستعليق ، عدد سطوره : ١٧ ، قياس ١٢ × ٥
سم ، وبقلم النسخ عدد سطوره : ١١ ، قياس ٥ / ١٠ × ٤ سم ، وكتاب الرسائل التسع محمد شريف بن نجم
الدين بن محمد أثناء سفره إلى مكة المكرمة ، وقد بدأ برسالة «نتائج الأفكار» ببلدة
كل كندة في مدرسة شاه مردم ، في ذي الحجة وأتمها في ذي
القعدة سنة ٩٥٥ ه ، وأتم الرسالة الثامنة ببلدة هند دكن من بلاد
نظام شاه في مدرسة نعمت خان يوم الأربعاء الأول من ذي القعدة
سنة ٩٩٩ ه ، أوقف النسخة على هذه المدرسة الملا عبد السميع
وهي مقابلة ومصححة. كتبت العناوين بالشنجرف. الورق هندي.
القطع ٥ / ١٧ × ٩ سم.
|
(٣١٩)
مجموعه
:
١ ـ حاشية المعالم.
من البداية إلى
تعارض الأحوال ، ويبدو أن المحشي لم يتمها.
٢ ـ فصل منقول
من كتاب «كنوز النجاح» يقع في صفحة واحدة.
|
(فارسي)
|
٣ ـ مقال في
المواعظ ، في ورقتين.
|
(عربي)
|
٤ ـ تحفة
الوزراء.
|
(أخلاق ـ فارسي)
|
|
|
|
يشتمل على أربعين
باب ، وكل باب على أربع نصائح.
٥ ـ روايات في
المواعظ والأخلاق.
|
(عربي)
|
٦ ـ الغالب
والمغلوب.
|
(فارسي)
|
يقال : إن أرسطو
دفعه للإسكندر.
٧ ـ مناجاة أمير
المؤمنين عليهالسلام.
|
(عربي)
|
٨ ـ روايات منقولة
عن أربعين الشهيد ، عيون الأخبار ، البحار ، ودعاء
منقول عن مهج الدعوات ، وتفسير الأحلام ، ومقالات مختلفة.
٩ ـ رسالة
اعتقادية في الرد على الصوفية.
للشيخ محمد باقر
بن محمد تقي المجلسي.
١٠ ـ رسالة في
الأوزان والمقادير.
للشيخ محمد باقر
بن محمد تقي المجلسي.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم النسخ والنستعليق في مدرسة محمد
حسن بن الحاج الملا علي الهرندي ، من توابع أصفهان ، وفرغ منها
في شعبان سنة ١٢٤٥ ه ، وأوقفها موسى بن محمد رضا في ربيع
الآخر سنة ١٢٥٨ ه. الورق فرنجي.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣٢٠)
مجموعة
:
مبتورة الأعلى
والأسفل.
٢ ـ فائدة في ذكر
جماعة قال النجاشي في حقهم : ثقة ثقة ، مرتين ، وهي في
صفحة واحدة.
٣ ـ فيما عثرت
عليه من مشايخ شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ، وهي
في صفحة واحدة.
في ثلاث أوراق.
٥ ـ رسالة في
بيان أصول العقائد.
|
(عربي)
|
للشيخ محمد باقر
بن محمد تقي ، وهي رسالة مختصرة في رد الصوفية تقع في
بابين.
٦ ـ رسالة في
تحقيق أحوال الرجال.
|
(عربي)
|
للشيخ محمد باقر
المجلسي.
٧ ـ القصيدة
العينية لابن أبي الحديد في مدح أمير المؤمنين عليهالسلام.
٨ ـ القصيدة
البائية. له أيضا.
٩ ـ مختصر الأصول؟.
رسالة في أصول
الفقه بالعربية وفيها عشرة أبواب ، ولابن الحاجب (٦٤٦ ه)
كتاب بهذا الاسم.
١٠ ـ زبدة
الأصول.
|
(أصول ـ عربي)
|
للشيخ البهائي.
|
كتبت هذه
المجموعة بقلم نسخي. كتب عدة رسائل من البداية
جعفر الحسيني السبزواري المشتهر بالميرزا بابا السبزواري ،
والرسالة الأخيرة بخط الحسيني ابن الميرزا جعفر السبزواري ،
فرغ منها سنة ١٢٥١ ه. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق فرنجي.
عدد السطور :
مختلف.
|
(٣٢١)
مجموعة
:
١ ـ رسالة في
الفقه.
|
(عربي)
|
وردت مباحثها تحت
عنوان (قوله) وهي مبتورة الأعلى والأسفل.
٢ ـ ورقة من ألفية
ابن مالك.
٣ ـ وسائل
الشيعة إلى أحكام الشريعة.
|
(أخبار ـ عربي)
|
لمحسن بن الحسن
الحسيني الأعرجي ، ومقدمة هذا الكتاب فيها الرد على
الأخباريين.
٤ ـ رسالة في علم
الصناعة. (فارسي)
في الصناعة
والكيمياء.
٦ ـ رسالة في
علم العروض والقافية.
|
(عربي)
|
٧ ـ فقه اللغة.
|
(عربي)
|
للثعالبي ، من
الباب ١٦ إلى الأخير.
٨ ـ رسالة في
المناظرة.
|
(عربي)
|
لمحمد بن الحسين
المشتهر بفخر الدين الحسيني.
٩ ـ رسالة ولدية
في آداب البحث والمناظرة.
|
(عربي)
|
لنجف قلي ميرزا ،
وتقع في ثلاثة أبواب وخاتمة.
١٠ ـ الفتوح
المصونة والأسرار المكنونة.
للسيد أحمد بن
علوان اليماني.
١١ ـ متن تلخيص
المفتاح.
|
(عربي)
|
معاني البيان.
فصل يشتمل على
تفسير ما يقرب من سورتين من سور القرآن. مبتور الأعلى
والأسفل.
كتب هذه المجموعة
عدة كتاب ، فكتب فقه اللغة للثعالبي بقلم نسخي معرب ، عدد سطوره : ٢٧ ، قياس ١٦ × ١٠
سم ، وكتبت
الرسالة الولدية
بقلم نسخي مختلف السطر ، كتبها الشيخ محمد بن
سليمان الأفندي في ذي الحجة سنة ١٢٠٣ ه ، وفرغ من كتاب
الفتوح ليلة الأحد ١٨ ربيع الآخر سنة ١١٧٠ ه ، أوقف هذه.
النسخة على هذه
المدرسة محمد كاظم الهمداني سنة ١٢٩١ ه.
للبحث صلة ...
الإمامة
تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي
(٨)
|
|
عبد الجبار الرفاعي
١١٩١
ـ مشكاة الولاية مظفري.
في إثبات
الولاية ونظم بعض معجزات الأئمة عليهمالسلام وبعض تواريخهم ، وتفصيل المعراج وغير ذلك.
وهو من نظم
الفاضل المتخلص بأديب المولى حسن علي بن حسين علي الهمداني الحائري ، المتوفى
بالحائر سنة ١٣٢٧ ه.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٦٤.
١١٩٢
ـ مشكلة الخلافة وموقف الإمام علي ابن أبي طالب منها.
رسالة دكتوراه.
للدكتور خليل
شاكر حسين.
مدرس في قسم
التاريخ في جامعة البصرة.
|
|
١١٩٣
ـ مصائب النواصب.
في نقض كتاب «نواقض
الروافض» الذي ألفه : ميرزا مخدوم الشريفي.
للقاضي نور الله
الشهيد بن شريف الحسيني المرعشي التستري ، المستشهد سنة ١٠١٩ ه.
نسخة في المكتبة
الرضوية بمشهد.
ونسخة في مكتبة
المجلس في طهران.
ونسخة في خزانة آل
كاشف الغطاء في النجف الأشرف.
ونسخة في خزانة
محمد علي الخوانساري في النجف الأشرف.
ونسخة في خزانة
الحاج علي محمد بالشوشترية بالنجف الأشرف ، ناقصة.
أنظر : الذريعة ١٥
/ ٢٤ و ٢١ / ٧٧ ، كشف الحجب والاستار : ١٦٣ و ٥٢٥.
|
١١٩٤
ـ مصابيح الظلام.
فارسي.
في إثبات الإمام.
للسيد أبي
القاسم بن محمد بن حسين الشريفي الذهبي.
مرتب على مصابيح.
يوجد منه نسخة
في (الجامعة : ٤٣) ناقصة الأول تبدأ في الورقة في المصباح الثالث في آيات العصمة الدالة على الخلافة
والإمامة ، والمصباح الرابع في أفضلية الإمام ، والخامس في علم الإمام ، والسادس
في وجوب طاعته ، والسابع في شجاعة الإمام ، والثامن في زهد الإمام ، والتاسع
الآيات الدالة على وجوده ، العاشر في عدالة الإمام.
كتب نسخة (الجامعة
في سنة ١٠٩٨ ه) بخط مراد بن ساقي.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٨٨.
١١٩٥
ـ مصابيح الظلام في الرد على من ذهب إلى أفضيلة الخلفاء الثلاثة على سيدنا علي
المرتضى.
لنجم الدين حسين
القادري.
أنظر : الثقافة
الإسلامية في الهند : ٢٤٣.
|
|
١١٩٦
ـ كتاب المصابيح في إثبات الإمامة.
للسيد حميد
الدين أحمد بن عبد الله الكرماني الإسماعيلي.
نسخة في مجموعة
فيضي في بومباي ، برقم ٥٢ ، في ٦٩ ورقة ، تاريخها سنة ١٢٢٨ ه.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٧٨ ، فهرسة المجدوع : ١٢١.
١١٩٧
ـ المصابيح.
في الإمامة.
لحميد الدين
أحمد بن عبد الله.
تقدم بعنوان :
كتاب المصابيح في إثبات الإمامة.
١١٩٨
ـ مصابيح الهداية وأنوار الولاية.
فارسي.
في الآيات
النازلة في أهل البيت عليهم السلام والأدلة على إمامتهم.
لعباس بن محمد
بيك قاجار ، المتخلص بناسخ (ق ١١ ه).
نسخة في المكتبة
الرضوية برقم ٧٠٥١ ، في ٢٧٣ ورقة.
أنظر : فهرسها ١١
/ ٦٨٤ / ٦٨٥.
|
١١٩٩
ـ مصباح الحكم.
في الأدلة على
الإمامة وإثبات إمامة الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام.
أرجوزة للشيخ
محمد باقر بن قربان علي المازندراني.
فرغ من شرحها
سنة ١٢٤٧ ه.
توجد نسخة خطية
من شرحها المسمى «أنوار الرشاد للأمة في معرفة الأئمة» المتقدم ذكره ، في مكتبة
آية الله المرعشي في قم ، برقم ٤٣٠٧ ، في ٥٠ ورقة.
أنظر : فهرس
مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي ١١ / ٢٩٩.
١٢٠٠
ـ مصباح الهداية في إثبات الولاية.
للسيد علي
الموسوي البهبهاني.
القاهرة :
مطبوعات النجاح ، ١٣٩٦ ه ، ٣٣٦ ص ، ٢٤ سم.
١٢٠١
ـ مصباح الهداية.
في معرفة من له
الولاية ، يعني الإمام.
للسيد هادي بن
حسين الأشكوري النجفي.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ١٢٤.
|
|
١٢٠٢
ـ مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية.
للإمام السيد
روح الله بن السيد مصطفى الخميني (١٣٢٠ ـ ١٤٠٩ ه).
فرغ منه سنة
١٣٤٩ ه.
ترجمة : السيد
أحمد الفهري.
طبع في طهران :
بيام آزادي ، ١٣٦٠ ش ، ٢٢٢ ص ، القطع المتوسط (عربي ، وفارسي).
أنظر : الذريعة ٢١
/ ١٢٣.
١٢٠٣
ـ مصباح الهداية في تفسير أربعين آية أو في إثبات الولاية.
للسيد علي بن
محمد الموسوي البهبهاني الرامهرمزي.
طبع في إيران.
طبع ترجمته باسم «شاهراه هدايت».
طهران ، ١٣٦٦ ه
، حجرية ، ١٩١ ص ، رقعي.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ١٢٣.
١٢٠٤
ـ مطلع الأنوار
في إمامة الأئمة
الأطهار.
للمولى حسن علي
جديد الإسلام.
مرتب على مقدمة
وأربعة أبواب وخاتمة.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ١٥٢.
|
١٢٠٥
ـ مظلومي كمشده در سقيفة مقدمه اي بر رفتار شناسي أبا بكر
فارسي.
لرضا باك نزاد.
طبع في يزد :
مؤسسة مهدية آشلدز ، ١٣٥٧ ش ، ج ٥ ، ٢٨٨ ص.
طهران : ج ٢ ،
١٩٧٧ م ، ٦٠٨ ص.
قم : كوثر ،
١٣٥٧ ش ، ٣٢٠ ص ، ج ٣.
١٢٠٦
ـ مظهر الحق.
في رد العامة.
بالأردو.
مطبوع.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ١٦٨.
١٢٠٧
ـ معائب النواصب.
للشيخ أبي علي
الرجالي ، المتوفى سنة ١٢١٦ هجرية.
تقدم بعنوان :
العذاب الواصب على الجاحد الناصب.
١٢٠٨
ـ معارضة الأضداد باتفاق الأعداد.
جزء لطيف في فن
الإمامة
للعلامة الكراچي
، أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.
|
|
أنظر الذريعة ٢١
/ ١٨٥.
١٢٠٩ ـ معارف السلماني
بمراتب الخلفاء الرحماني.
رسالة في علم
الإمام والنبي صلى الله عليه وآله.
للسيد عبد الحسين
بن عبد الله بن رحيم الدزفولي اللاري.
طبع مكررا في
سنة ١٣١٣ ه.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ١٩٢.
١٢١٠
ـ معاصم الهدى والإصابة في تفضيل علي على الصحابة.
في الرد على
الجاحظ في كتابه «العثمانية».
لحميد الدين
أحمد بن عبد الله الكرماني (ق ٥ ه).
نسخة في مكتبة
آية المرعشي ، رقم ٣٧٤٢ ، في ١٠٤ ورقة ، تاريخها ، سنة ١٣٠٩ ه.
أنظر : فهرسها ١٠
/ ١٣٨ ، الذريعة ٢١ / ١٩٦ ، فهرسة المجدوع : ٩٥ ـ ٩٦.
١٢١١
ـ معالم المدرستين.
مدرسة أهل البيت
ومدرسة الخلفاء.
للسيد مرتضى
العسكري.
طبع في طهران :
مؤسسة البعثة ، ١٤٠٥ ه.
وأعيد طبعه في
بيروت بالأوفسيت.
|
صدر منه حتى
الآن ثلاثة أجزاء ، وما زال المؤلف حفظه الله تعالى مشغولا في إنجاز القسم
المتبقي الذي يشتمل على جزءين.
١٢١٢
ـ معتمد الشيعة.
بالفارسية.
في الإمامة
والمطاعن.
لحسين علي خان ،
المتوفى بعد سنة ١٢٤٠ ه.
صنفه لمعتمد
الدولة.
أنظر : كشف الحجب
والأستار : ٥٣٤.
١٢١٣
ـ المعتمد في الإمامة.
للعلامة
الكراجكي ، محمد بن علي بن عثمان ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.
يوجد بطهران عند
السيد جلال الدين المحدث الأرموي.
أنظر : الذريعة
: ١١ / ٦١ و ٢١ / ٢١٣.
١٢١٤
ـ معرفة الإمام.
وأسماء الحدود
العلوية الروحانية والجسمانية.
روزي.
إسماعيلي.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٢٤٨.
|
|
١٢١٥
ـ معرفة الإمام.
فارسي.
لمحمد بن محمود
الدهدار.
كتبه في جواب
بعض السادات وأرسله إليه ، بخط الشيخ عبد علي الزنجاني سنة ١٣٥٠ ه.
موجود عند صاحب
الذريعة ، وصرح فيه بأن الإمام الحقيقي وصاحب سر النبي صلى الله عليه وآله
ومفترض الطاعة هو علي بن أبي طالب ثم أولاده الأحد عشر ، وحكى قول الرضا عليهالسلام : «بشرطها وشروطها وأنا من شروطها».
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٢٤٧.
١٢١٦
ـ معرفة الإمام.
باللغة
الكجراتية.
للشيخ محمد حسن
بن أبي القاسم الكاشاني ، نزيل بومبي مطبوع.
أنظر : الذريعة
: ٢١ / ٢٤٧.
١٢١٧
ـ معرفة الإمامة.
للشيخ ناصر
مكارم الشيرازي.
ترجمة : جعفر
صادق الخليلي.
طهران مؤسسة
البعثة ، ١٣٦٦ ش / ١٩٨٧ م ٨٢ ص ، رقعي.
|
١٢١٨
ـ معرفة الأئمة.
فارسي.
لمحمد علي
الكرمانشاهي.
نسخة في المكتبة
الرضوية ، رقم ١٠٨٧٤.
١٢١٩
ـ معنى حديث الغدير.
للسيد مرتضى بن
أحمد بن محمد بن علي الحسيني التبريزي الخسروشاهي (١٢٩٩ ـ ١٣٧٢ ه).
تقدم بعنوان :
إهداء الحقير في
معنى حديث الغدير.
١٢٢٠
ـ معيار الهدى في رد إظهار الهدى.
لافتخار علي بن
الحكيم وزير علي الفيروزآبادي.
و «إظهار الهدى»
تأليف بعض أهل السنة ، كتبه في الرد على «أنوار الهدى» الذي ألفه الشيخ أحمد
الديوبتدي.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٢٨٣.
١٢٢١
ـ المعيار والموازنة في الإمامة.
لأبي القاسم
جعفر بن محمد الإسكافي.
كما ذكره النديم
في الفهرست : ٢١٣.
وقد حققه ونشره
: الشيخ محمد باقر المحمودي ، بعنوان : المعيار والموازنة في فضائل
|
|
الإمام أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) وبيان أفضليته على جميع العالمين
بعد الأنبياء والمرسلين ، لأبي جعفر الإسكافي محمد بن عبد الله المعتزلي ،
المتوفى سنة ٢٢٠ ه.
ط ١ ، ١٤٠٢ ه ـ
١٩٨١ م ، ٣٤٩ ص ، القطع الكبير.
١٢٢٢
ـ المغنية في إثبات حقية مذهب الإمامية وإمامة الاثني عشر.
للسيد جعفر بن
محمد محسن الحسيني مرتب على مقدمة ومقصدين وخاتمة ، كلها ذوات فصول وأبواب ،
وفرغ منه سنة ١١١٤ ه.
كان عند الشيخ
عباس القمي.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٢٩٧.
١٢٢٣
ـ مفاتيح الغيب.
فارسي.
في علم الأئمة
بخمسة أشياء.
لميرزا محمد تقي
بن محمد المامقاني ، المتوفى سنة ١٣١٢ ه.
طبع في : تبريز
: سنة ١٣٤٥ ه ، ١١٢ ص ، حجرية.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٣٠٥ ، فهرس مشار : ٤٨٤٢.
|
١٢٢٤ ـ مفاتيح
المطالب في خلافة علي بن أبي طالب.
فارسي.
للسيد إعجاز
حسين بن محمد علي النيشابوري الكنتوري.
طبع في الهند ،
د. ت ، جلد أول ، ٥٦٤ ص ، حجرية وزيري.
وفي المروة ،
١٣١٩ ق ، حجرية ، وزيري.
أنظر : فهرست
كتابهاي جابي فارسي : ٤٨٤٢.
١٢٢٥
ـ مفتاح الهداية ومشكاة الولاية.
فارسي.
لعلي أكبر بن
عباس اليزدي الحائري.
طبع في النجف
الأشرف سنة ١٣٤٤ ه.
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٣٥٧.
١٢٢٦
ـ المفصح في الإمامة.
لشيخ الطائفة
أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.
والنسخة حصلت
بيد الشيخ النوري في ظهر كتاب «النهاية» للشيخ الطوسي بخط أبي المحاسن ، فانتسخ
منها نسخا ، منها بخط الميرزا محمد الطهراني ، ونسخة في مكتبة راجه فيض آبادي.
|
|
أنظر : رجال النجاشي
: ٤٠٣ ، معالم العلماء : ١١٤ ، الذريعة ٢١ / ٣٦٩.
١٢٢٧
ـ مفهوم الخلافة ووجوبها في الإسلام.
للشيخ محمد حسين
الزين.
العرفان (صيدا)
مج ٧٤ : ع ٩ و ١٠ (٣ ، ٤ / ١٤٠٧ ه ـ ١١ ، ١٢ / ١٩٨٧ م) ص ٦١ ـ ٧٤.
١٢٢٨
ـ مقالات الإمامية.
لأبي القاسم سعد
بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، المتوفى سنة ٣٠١ ه.
أنظر : معالم
العلماء : ٥٤.
١٢٢٩
ـ المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية.
للسيد جمال
الدين أحمد ابن طاووس.
تقدم بعنوان :
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية.
١٢٣٠
ـ مقالة في الإمامة.
للشيخ عابد داود
الكشميري الطوسي.
فرغ منه سنة
١١٣٠ ه.
ضمن مجموعة من
كتب السيد الخامنه اي التبريزي ، بخط عبد الحسين بن عبد الرحمن البغدادي بتاريخ
١١٣٧ ه.
|
أنظر : الذريعة ٢١
/ ٣٩٧.
١٢٣١
ـ مقام ولايت در شرح زيارت جامعه كبيره.
فارسي.
لأحمد زمرديان.
طهران ، دفتر نشر
فرهنك إسلامي ، ط ٢ ، ١٣٦٤ / ١٩٨٥ م ، ٨٣٦ ص ، وزيري.
١٢٣٢
ـ مقام ولايت ورسالت.
فارسي.
للشيخ حسين علي
المنتظري.
باسدار إسلام (قم)
(عدد شهريور ١٣٦٣ شمسي).
١٢٣٣
ـ مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثني عشر.
أو مقتضب الأثر
في النص على الأئمة الاثني عشر.
لأحمد بن محمد
بن عبيد الله بن الحسن بن سليمان بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري ، أبي عبد
الله ، المتوفى سنة ٤٠١ ه.
وهو في ثلاثة
أجزاء ، وفي الثاني أورد أسماءهم من الكتب السماوية ، وفي الثالث أورد جملة من
الأشعار في أعدادهم قبل كمال عددهم ومددهم.
|
|
والنسخة في
خزانة كتب الميرزا محمد الطهراني، وكان قد نسخها من أصل كتبه محمد بن أحمد بن
محمد بن عبد الكريم ابن أبي الفتوح الهمداني،فرغ منه سنة ٥٧٥ ه.
طبع في النجف
الأشرف ١٣٤٦ ه.
وطبع في بيروت :
دار الأضواء ، أوفسيت على طبعة النجف الأشرف.
وطبع في قم ،
سنة ١٣٣٩ ش ، ٥٥ ص.
أنظر : معالم
العلماء : ٢٠ ، ريحانة الأدب ٨ / ١٣٠ ، الذريعة ٢٢ / ٢١.
١٢٣٤
ـ مقدمه اي بر إمامت.
فارسي.
لمحمد علي كرامي.
قم ، روح ،
طهران ، بيام آزادي الفتح ، أصفهان ، قائم ، ١٣٥٩ ش ، ١٢٣ ص.
١٢٣٥
ـ المقنع في الإمامة.
للشيخ عبيد الله
بن عبد الله السعد (الأسد) آبادي (ق ٥ ه).
نسخة في المكتبة
الرضوية ، رقم ٥٦٩٤ ، تاريخها سنة ٩٨٣ ه.
وأخرى في مكتبة
جامع كوهرشاد بمشهد، رقم ١٣٦،تاريخها سنة ١٠٧٧ ه.
يقوم بتحقيقه :
شاكر شبع.
أورده بتمامه
السيد هبة الدين بن أبي محمد
|
الحسن الموسوي ـ
المعاصر للعلامة الحلي ـ في كتابه: المجموع الرائق من أزهار الحدائق.
أنظر : معالم
العلماء : ٧٨ ، الذريعة ٢٢ / ١٢١
١٢٣٦
ـ كتاب المقنع في الإمامة.
لأبي الحسين
محمد بن بشر الحمدوني السوسنجردي.
أنظر : رجال
النجاشي : ٣٨١ ، الذريعة ٢٢ / ١٢٢.
١٢٣٧
ـ المقنعة في الإمامة.
للشيخ المفيد ،
محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.
نسخة في مكتبة هدايت
في قم ، بضمن مجموعة.
أنظر : تراثنا ،
ع ٤ (١٤٠٦ ه) ص ١٠٣.
الذريعة ٢٢ /
١٢٤ ، كشف الحجب والأستار : ٥٤٧.
١٢٣٨
ـ مكتب أهل البيت عليهمالسلام بيرامون مسائل
إمامت وولايت.
فارسي.
لمصطفى نوراني.
قم ، ١٩٧٧ م ،
٨٥ ص ، ج ٢.
|
|
١٢٣٩
ـ ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري.
لإبراهيم بيضون.
بيروت : دار
النهضة الغربية، ١٩٧٩ م.
١٢٤٠
ـ ملامح عامة في النظرية السياسية عند الإمام علي عليهالسلام.
(جهود الإمام في
بناء المجتمع العقائدي).
لحسن جابر.
المنطق : ع ٤٤ ،
٤٥ (١١ ـ ١٢ / ١٤٠٨ ه ـ ٧ ـ ٨ / ١٩٨٨ م) ، ص ٧٠ ـ ٨٧.
١٢٤١
ـ ملامح في السلطة السياسية في الدولة الإسلامية من خلال نظرة الإمام علي عليهالسلام.
لحسن بن جابر.
المنطق ع ٤١ (٣
/ ١٩٨٨ م ـ ٧ / ١٤٠٨ ه) ص ٤٥ ـ ٦٦.
١٢٤٢
ـ ملحقات الاحقاق.
إحقاق الحق
وإزهاق الباطل.
للسيد شهاب
الدين الحسيني المرعشي النجفي.
وهو ملحقات
كتبها السيد المرعشي
|
لكتاب «إحقاق
الحق» للقاضي نور الله المرعشي ، وهي تبدأ من المجلد الخامس حتى الثالث والعشرين.
نشرتها في قم
مكتبة آية الله السيد المرعشي.
١٢٤٣
ـ ملحمة عيد الغدير.
لمحمد جابر
العاملي ، المتوفى سنة ١٩٤٥ م.
بيروت : ١٩٤٥ م.
١٢٤٤
ـ ملحمة عيد الغدير.
للشاعر المسيحي
بولس سلامة ، قاضي بيروت (١٣٢٠ ه = ١٩٠٢ م ـ ١٣٩٩ ه = ١٩٧٩ م).
وهي منظومة في
٣٠٨٥ بيتا طبعت عدة مرات منها في :
بيروت : مطبعة
النسر ، ١٩٤٧ م.
بيروت : ١٩٦١ م
، ٣١٨ ص ، ٢٤ سم.
طهران : المؤسسة
الثقافية لهيئة أنصار الحسين ، ١٣٦٩ ش ـ ١٤١٠ ه.
١٣٤٥
ـ ملخص المرام.
في تلخيص «غاية
المرام».
في الإمامة.
للآقا نجفي
الأصفهاني ، المتوفى سنة
|
|
١٣٣١ ه.
أنظر : الذريعة ٢٢
/ ٢١٢.
١٢٤٦
ـ منار الهدى في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر.
للشيخ علي بن
عبد الله بن علي البحراني المهزي ، المتوفى سنة ١٣١٩ ه.
طبع في :
بمبئي سنة ١٣٢٠
ه ، ٣٨٤ ص ، حجرية ، رحلي.
بيروت : دار
المنتظر ، ١٤٠٥ ه ، تحقيق : السيد عبد الزهراء الخطيب).
١٢٤٧
ـ منار الهدى في إثبات النص على الأئمة الاثنا عشر النجباء.
للشيخ علي بن
عبد الله البحراني ، المتوفى سنة ١٣١٩ ه.
تقدم بعنوان :
منار الهدى في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر.
للبحث صلة ..
|
من ذخائر التراث
إنجاح المطالب
شرح المنظومة المحبية
في علوم البلاغة
: المعاني ، والبيان ، والبديع
للشيخ المحدث
المفسر محمد بن محمد رضا القمي المشهدي
(ق ١٢)
|
|
السيد محمد رضا الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد ، وعلى آله
الطيبين الطاهرين المعصومين الأئمة المنتجين ، وعلى أوليائهم الأخيار المهتدين.
واللعن الدائم على
أعدائهم ومبغضيهم الضالين من الآن إلى قيام يوم الدين ،
آمين.
إلهنا بك نستعين.
* * *
١ ـ مقدمة المحقق
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب إلي جمع من
الإخوان ، من طلاب الحوزة العلمية أن أقوم بتدريس علوم
البلاغة في كتابها المقرر : «الشرح المختصر لتلخيص المفتاح» فقمت بالأمر ، وكنت
مبتهجا إذ وجدت فيهم مشاركين في علوم الأدب ، وكانوا يملأون أجواء الدرس
بشذاها العطر ، خاصة عندما تثار المناقشات ، التي أعتبرها ضرورية للطلاب في
تقدمهم العلمي ، ومن أجل تفتح قرائحهم ، وفتح الآفاق أمامهم ، وإعطائهم الفرصة
للتحرك نحو طموحاتهم ، والقدرة على البحث والمناقشة السليمة وإبداء الرأي وإثباته.
ومذ رأيت فيهم تلك
الروح ، تبلورت في خاطري فكرة عرضتها عليهم ،
ومجملها : أن يعمد كل واحد منم إلى كتاب من الكتب المخطوطة المؤلفة في علوم
البلاغة ، فيقوم بتقويم نصه ، ومراجعة مصادره والقيام بما يسمى في هذا العصر
بعملية
«تحقيقه». على أن يكون ذلك امتدادا لكل مادة ندرسها في المنهج المقرر ، وأثناء
الدراسة ، بحيث لا يخرج عن مهمة الطالب في مطالعة الدرس ولا يكون أمرا غريبا
على واجباته اليومية تجاه المنهج.
وكان غرضي من وراء
الفكرة :
أولا ـ أن يعيش
الطالب أجواء المادة من خلال نصوص أخرى ، غير الكتاب
المقرر ، الذي يتلقاه بالدرس والتوضيح ، ويعتمد في فهمه على محاضرات الأستاذ
وشرحه ، فيتدرب على تفهم النصوص الأخرى ، بل ومناقشتها ، فيستقل بالفهم ،
ويتجرأ على النقد
، وأخيرا الاستنتاج الصحيح.
فيكون ذلك مدعاة
له إلى التحقيق بشكل أعمق ، والالتحام مع العلم
بشكل عملي ومباشر.
ثانيا ـ أن تحيى
تلك الآثار العزيزة من مؤلفات القدماء في هذه المجالات ،
والمعرضة ـ على أثر الإهمال ـ للتلف والإبادة.
فما دام الطالب
يعيش أجواء العلم ، ويمارسه بالدرس والبحث والمطالعة ، فإن
لديه شوقا أكبر واهتماما أعظم في أداء مثل هذا العمل ، الذي يعده البعض في غير
هذا الظرف أجنبيا عن مهمة الطالب ، بالرغم من كونه من أهم الأمور الثقافية
والتراثية والعلمية.
وليست هذه المقدمة
مجالا للبحث عن ذلك.
وكأن الفكرة
المطروحة على الإخوان كانت «جديدة» إذ لم يسبق لأستاذ في
الحوزة ـ على مبلغ ما أعلم ـ أن عرض مثل هذه.
ولقد حاولت أن
أهيئ من أسماء الكتب البلاغية بعدد الحاضرين في مجلس
الدرس ، والذين بلغوا ـ بما أنا فيهم ـ خمسة عشر شخصا.
وكانت القائمة
التي أعددتها ، كالتالي :
١ ـ الإبانة عن
حدود البلاغة وأقسام الفصاحة :
منه نسخة في
الخزانة الرضوية «مكتبة آستان قدس رضوي» في مشهد ، برقم
٤٠٢٩ ، المعاني والبيان رقم ٢٧.
وعنه فيلم في
جامعة طهران ، برقم ٢٠٠٥.
٢ ـ أساس الاقتباس
:
للسيد اختيار بن
السيد غياث الدين الحسيني ، ألفه سنة (٨٩٧) ، ذكره في
كشف الظنون ،
وموجود في الخزانة الرضوية «مكتبة آستان قدس رضوي» في
مشهد.
أنظر : الذريعة ٢
/ ٥.
٣ ـ أسرار البلاغة
:
للشيخ البهائي
محمد بن الحسين العاملي الحارثي (كما نسب إليه).
طبع مع كتاب «المخلاة»
في مصر ، وطبع ثانية في بيروت.
٤ ـ الأنموذج في
علوم البلاغة :
للسيد عبد الوهاب
بن علي الحسيني الأسترآبادي الجرجاني (ق ٩).
هو الكتاب الثالث
، من مجموعة برقم ١٠١ ، في مكتبة السيد المرعشي
النجفي ، في قم المقدسة.
أنظر : الذرية ٢ /
٤٠٢ ـ ٤٠٣.
٥ ـ الايضاح :
لجلال الدين ،
محمد بن عبد الرحمن القزويني (ت ٧٣٩).
منه نسختان في
مكتبة السيد المرعشي النجفي ، برقم ٥٣٩ ورقم ٢١٣٩.
٦ ـ بساتين الجنان
في علمي المعاني والبيان :
للسيد الميرزا محمد
تقي بن الميرزا عبد الرزاق ، الأحمد آبادي ، الأصفهاني
(ت بعد ١٣٤٠).
الذريعة ٣ / ١٠٣.
٧ ـ بلغة البلاغة ـ
أرجوزة في علومها ـ :
من نظم الشيخ محمد
بن محمد طاهر السماوي الفضلي (١٣٧٠).
من أبياتها :
فخذ إليك بلغة
البلاغة
|
|
حسن النظام حلوة
الصياغة
|
الذريعة ٣ / ١٤٧.
٨ ـ تجريد البلاغة
:
للشيخ ابن ميثم
البحراني ميثم بن علي (ت ٦٧٩).
منه نسخة في مكتبة
الشهيد المطهري ـ طهران ، وعنه فيلم في جامعة طهران
رقم ١٤٣٦ ، عن مكتبة مجلس الشورى الاسلامي المعروف سابقا باسم (سنا) ٤
/ ٢٠٨٦ ، وقد طبع في بيروت.
الذريعة ٣ / ٣٥٢.
٩ ـ تلخيص دلائل
الإعجاز :
للسيد محمد
الحسيني الخوانساري.
منه نسخة برقم ٧٦٧
في مكتبة السيد المرعشي النجفي.
١٠ ـ تمحيص
التلخيص :
للفاضل الهندي.
وهو متن الشرح
التالي.
١١ ـ التنصيص على
معاني تمحيص التلخيص :
للفاضل الهندي
أيضا ، شرح فيه المتن السابق ، وقد طبع بآخر المجلد الثاني
من كشف اللثام (ص ٥٠٠ ـ وما بعدها).
منه نسخة برقم ٨١٧
في مكتبة السيد المرعشي النجفي.
١٢ ـ الدر والمرجان
في علمي المعاني والبيان :
للحجة السيد هبة
الدين الشهرستاني الكاظمي.
منظومة في ٣٠٠ بيت
نظمها سنة ١٣٢١.
وهي موجودة عندي ،
استنسختها سنة ١٣٨٥ ، عن نسخة خط الأخ الفاضل
الشيخ محمد بن مرتضى الشهير بالشهرستاني ، عن نسخة خط المؤلف.
١٣ ـ كمال البلاغة
:
للشيخ عبد الرحمن
بن علي اليزدي.
منه نسخة في مكتبة
السيد المرعشي برقم ٢٩٣٦ ، ونسخ في الخزانة الرضوية
(مكتبة آستان قدس رضوي) بالأرقام : ٧٧١ ـ ٢٦١ ـ ٤٩١٥.
وفيلم عنه في
جامعة طهران برقم ٢١٠٢.
أنظر : الذريعة ١٨
/ ١٣٧ ، فهرست آستان قدس ٧ / ٢٩٣ و ٦٨٩ ، وفهرست مكتبة السيد المرعشي ٨ / ١٣٣.
١٤ ـ منظومة
البيان :
لقوام الدين محمد
بن محمد مهدي القزويني الحلي (ق ١٢) نظمها سنة ١١٣٥ ،
في ٢٧٤ بيتا.
توجد ـ مع منظومة له
في المنطق ـ في مكتبة السيد المرعشي برقم ١٣٨٥.
١٥ ـ إنجاح
المطالب في الفوز بالمآرب ، شرح المنظومة المحبية.
لابن الشحنة
الحنفي المتوفى (٨١٥).
في ١٠٠ بيت ، وقد
طبعت مكررا في مصر وفي إيران ضمن مجموعة من
الأراجيز والمتون.
وقد نسب نظمها إلى
الشيخ الميرزا محمد المشهدي (مؤلف شرحها هذا الذي
نقدم له) كما ذكرنا ذلك في مقدمة المنظومة التي طبعت بتحقيقنا في مجلة (تراثنا)
العدد الرابع ـ السنة الأولى (ص ٢٠٧ ـ ٢٠٩).
وذلك سهو ، كما
أوضحناه في مقال (تحقيق النصوص بين صعوبة المهمة
وخطورة الهفوات) المنشور في العدد من مجلة (تراثنا) السنة الثانية ١٤٠٧
ص (٢٠ ـ ٢١) وقد أوضحنا أن المتن المنظوم إنما هو لابن الشحنة (ولاحظ إيضاح
المكنون ٢ / ٥٨١ و ٢ / ٦٠١) والشرح للشيخ الميرزا محمد المشهدي القمي
صاحب تفسير (كنز الدقائق وبحر الغرائب) باتفاق جميع المفهرسين والمترجمين له ،
بلا خلاف ، وقد وقع اختياري على هذا الشرح ، لأمور :
١ ـ احتواؤه على
المتن المنظوم ، فنكون بذلك قد حققنا الكتابين ـ المتن ،
والشرح ـ معا.
وقد طبع تحقيقنا
لمتن المنظومة بعنوان «الأرجوزة اللطيفة في علوم البلاغة»
في مجلة «تراثنا» الفصلية التي تصدر من مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء
التراث في قم ، السنة الأولى ١٤٠٦ العدد الرابع ، ص ٢٠٧ ـ ٢٠٩.
ولاحظ ما سنذكره
عنها ضمن ترجمة المؤلف.
٢ ـ إن المتن جمع
علوم البلاغة الثلاثة : المعاني ، والبيان ، والبديع ، في وجازة
بالغة محافظا على سلاسة اللفظ ، من دون أي تعقيد أو إغلاق ، بينما لا تخلو
الأراجيز
العلمية من ذلك عادة.
٣ ـ إنه يقرب من
متن (تلخيص المفتاح) بشكل واضح ، بحيث يمكن أن
يعد فهرسا لمطالبه.
وأما الشرح فهو
جامع لدقائق العلم ومسائله وشارح لها شرحا وافيا ، خاليا
عما هو زائد من البحوث الجانبية المطروحة في الكتب المفصلة.
٤ ـ إن المؤلف ،
على سعة ثقافته ، وجودة أسلوبه ، ومشاركته الفعالة في العلوم
لم يوف حقه من التعريف في الأوساط العلمية.
فلذلك ، ولأسباب
أخرى ، آثرت العمل في هذا الكتاب بما يرفع عنه غبار
الاهمال ، ويكون في مستوى الإفادة للطلاب الأعزاء ، ليفيدوا من متنه المنظوم
بالحفظ والاستذكار ، ومن شرحه المنثور بالمراجعة والتكرار.
ووجدت منه نسخة في
مكتبة السيد المرعشي النجفي دام ظله فاستنسختها.
ووجدت ذكر نسختين
لها في مشهد ، فيممت سنة ١٤٠٤ شطر ذلك الوادي
الأقدس ، لزيارة ثامن الأئمة المعصومين الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه
السلام ، فجاورت مشهده الشريف مدة شهر رمضان المبارك ، واعتكفت بجواره
المنيف ، مغتبطا بالاستفاضة من محضره المقدس ، والانتهال من معين خزانة الكتب
العامرة المنسوبة إليه ، فعشت لفترة مترددا بين أعتاب روضته المكرمة ، وظل قبته
المعظمة ، وصحن حضرته الأنيق الأبهج ، وقضيت شهرا مليئا بالروح ، عبقا بالقدس ،
وقمت خلال ذلك بإنجاز مقابلة الكتاب بالنسختين المحفوظتين هناك ، ورجعت من
حضرته غانما بالعلم والنور والروح لا سئما ولا قاليا ، بل عائد راجع إليه إن شاء
الله ،
رزقنا الله الحشر معه في الحال والمآل.
وقد حاولت إيفاء
حق المؤلف رحمهالله من حيث الترجمة ، فجمعت ما كتب
عنه في معاجم التراجم ، ونظمت ما وقفت عليه من شؤون مؤلفاته ، وقدمت بها لهذا
الكتاب ، عسى أن يكون مدعاة لمن يهمه الأمر لإحياء سائر كتبه الثمينة.
كما قمت بإعداد
فهارس لهذا الكتاب تزيد في كماله ، وتنفع المراجعين له.
والله أسال أن
يوفقنا للخير ، ويجعلنا من أهله.
|
وكتب
السيد محمد رضا
الحسيني
الجلالي
|
٢ ـ المؤلف
الأديب ، الفقيه ،
المحدث ، المفسر
الشيخ الميرزا محمد المشهدي
ابن المولى محمد
رضا المشهدي بن إسماعيل بن جمال الدين القمي.
١ ـ اسمه وعائلته
:
١ ـ اسمه :
سمى نفسه في بعض
ما وقفنا عليه من مؤلفاته ـ بداية ونهاية ـ ب : «الميرزا
محمد» .
وكذلك سماه
المجلسي والخونساري ، في تقريظيهما كتابه وجميع من ترجم
له ، كالحر العاملي والأفندي وسيد الروضات والنوري والقمي والأمين
__________________
والطهراني والبغدادي .
إلا أن السيد
الأمين عنونه باسم «محمد رضا» ، ثم عاد وصرح بأن الظاهر
أنه «محمد» .
٢ ـ أبوه :
سماه ابنه المترجم
في مواضع عديدة ـ منها في تفسيره : كنز الدقائق ـ ب
«محمد رضا».
وكذلك ذكره
المترجمون له ، سابقو الذكر.
إلا أنه جاء في
بعض مؤلفات المترجم ذكر أبيه باسم «رضا» كما في إنجاح
المطالب ـ هذا ـ وكاشف الغمة ، حيث ذكر اسمه بعنوان «الميرزا محمد بن رضا
القمي» في بداية الكتابين ونهايتهما.
وقد عنون اسم الأب
كذلك ـ «رضا» ـ كل من الحر العاملي والقمي ،
إلا أن الأخير عاد ، واستظهر أن الصحيح فيه هو «محمد رضا» .
أما سائر
المترجمين ، فلم يذكروه إلا باسم «محمد بن محمد رضا» حتى مع
الكتابين المذكورين .
__________________
وليس ما فعله الحر
ـ وحده ـ دليلا على مغايرة «محمد بن محمد رضا» عنده ،
بدليل إنه لم يترجم في كتابه للثاني ، ولم ينسب إليه سائر مؤلفات المترجم.
والظاهر أن الحر ـ
الذي لم يذكره إلا باسم «محمد بن رضا القمي» لم يقف
إلا على كتابه «إنجاح المطالب» الذي ذكره في ترجمته ، فلم يقف على سائر مؤلفاته ،
بدليل عدم ذكرها في هذا العنوان ، ولم يذكرها مع عنوان آخر.
ونجد في التراجم
شخصا باسم «المولى
محمد رضا المشهدي».
قال الأفندي في
ترجمة الشيخ منتجب الدين الرازي ، متحدثا عن كتابه
«الفهرست» ـ : نسخة منه بخط بعض الأفاضل ، ولعله المولى محمد رضا المشهدي ،
تلميذ الشيخ البهائي ، وقد نقلت عن نسخة والد البهائي وقوبلت مع نسخة البهائي
نسخ عديدة ... وكان فيها اختلاف مع النسخ المشهورة .
ونقل الأفندي في
تعليقته على أمل الآمل عن الحواشي على فهرست المنتجب
بخط المولى محمد رضا المشهدي تلميذ البهائي مصرحا بأنه رأى النسخة في بلدة تبريز ،
بينما يحتمل أن تكون الحواشي منقولة من خط البهائي ينسبها في موضع إلى البهائي
نفسه ، فلتلاحظ .
وكلام الأفندي
نقله سيد الروضات .
وعنونه شيخنا
الطهراني في أعلام المائة الحادية عشرة بقوله : محمد رضا
المشهدي ، من تلامذة شيخنا البهائي (ت ١٠٣٠) حكى في الرياض ٢ / ٢٢٠ في ترجمة (القطب
الراوندي) ـ عن خط صاحب الترجمة ـ حكاية أستاذه البهائي بعض
__________________
ما يتعلق بترجمة
القطب المذكور في حاشية البهائي على منتجب الدين.
وكذا في الرياض ٢
/ ٤٤٧ في ترجمة (سليمان بن الحسن الصهرشتي) وكتب
بخطه نسخة من (فهرس منتجب الدين) عن خط والد البهائي التي عليها حواشي
البهائي ، ذكر ذلك في الرياض (٤ / ١٤٥) في ترجمة منتجب الدين .
وقال في (مصنفي
علم الرجال) : المولى محمد رضا المشهدي ، من تلاميذ
البهائي ، كتب بخطه نسخة (فهرست منتجب الدين) عن نسخة بخط والد الشيخ
البهائي ، وعليها حواش من البهائي .
وقد رأى السيد
الطباطبائي نسخة (خلاصة الأقوال في الرجال) للعلامة
الحلي التي قرأها المولى محمد رضا المشهدي على الشيخ البهائي ، مرتين ، وكتب له
البهائي إجازة ، هذا نصها :
أما بعد الحمد
والصلاة ..
فقد استخرت الله
سبحانه ، وأجزت الأخ الأعز الفاضل التقي الذكي الزكي ،
تاج الأتقياء ، وخلاصة الفضلاء ، مولانا محمد رضا المشهدي ، الخادم أدام الله
تعالى
فضائله ، أن يروي عني هذا الكتاب الشريف ، بسندي المتصل إلى مؤلفه شيخنا
الأعظم آية الله العلامة ، أحله الله دار الكرامة.
وذلك بعد ما صرف
سلمه الله جملة من الأيام في تصحيحه ، واستكشاف مبهماته ،
وتحقيق مستوراته.
__________________
وكذلك أجزت له مدت
أيام إفضاله أن يروي كتاب الفهرست ، لشيخ الطائفة
وسراج الأمة قدسسره.
وكتاب الرجال
للشيخ الأفضل ، ثقة الدين الحسن بن داود طاب ثراه.
وفهرست النجاشي رحمهالله.
بطرقي المتصلة بهم
، فليرو ذلك لمن شاء وأحب ، والمأمول أن لا ينساني من
صالح الدعوات في مظان الإنابة.
حرره الفقير إلى
الله تعالى محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي ، في قم المحروسة ،
سنة ألف وست ، حامدا مصليا مسلما.
وقد قرأ علي الأخ
الأعز الأفضل المشار إليه هذا الكتاب مرة ثانية ، وكان
الفراغ من قراءته في العشر الثالث من الشهر الثاني ، من السنة السادسة عشر بعد
الألف.
محمد المشتهر
ببهاء الدين العاملي ، حامدا مصليا.
وعلى النسخة
بلاغات قراءة بخط البهائي ، وحواش له على الخلاصة ، ومعها
(الرسالة الكرية) للبهائي ، بتاريخ ١٨ رجب سنة ١٠٠٦.
أقول
: الظاهر أن (محمد
رضا المشهدي) هو والد الميرزا محمد المشهدي
الذي نترجم له ، وذلك :
١ ـ لأن الطبقة
تعين ذلك ، فلم نعرف في هذه الفترة شخصا آخر بهذا الاسم ،
واللقب.
٢ ـ ارتباط الأب
والابن بالشيخ البهائي ، كما يظهر من مقدمة كتاب كنز
الدقائق للابن.
ومهما يكن ، فإن
ما ذكرنا في ترجمة الأب ، يظهر منه :
١ ـ أن الوالد كان
من أصحاب البهائي ، وملازميه ، وأن تلقيبه بالمشهدي
يقتضي سكناه في
مشهد الرضا عليهالسلام.
٢ ـ أن الوالد كان
(خادما) وهذا يعني ـ على الأقرب ـ قيامه بخدمة الروضة
الرضوية المقدسة ، وأنه كان يشتغل بذلك إلى جانب ما كان عليه من العلم والفضل.
وسيأتي في ذكر أولاده
أن منهم من كانت له مثل هذه الخدمة في تلك السدة
الشريفة ، ولعل التتبع في أضابير إدارة الروضة الرضوية ، الجامعة لقوائم أسماء
الذين
خدموا هناك ، يفيد بعض المعلومات حول هذه العائلة العلمية ، لكنا فعلا بعيدون عن
تناول ذلك ، ونسأل الله التوفيق له.
٣ ـ أنه كان ذا
مرتبة علمية عالية ، حيث يعبر عنه البهائي ب «الأخ الأعز ،
الفاضل ، التقي ، الذكي ، الزكي ، تاج الأتقياء ، وخلاصة الفضلاء ، مولانا ...».
بل إن تصديه
لقراءة كتاب «الخلاصة» للعلامة ، على الشيخ البهائي ، مرتين ،
وإجازة البهائي له بذلك وبسائر كتب الرجال ، لهو دليل واضح على بالغ اهتمامه
بالعلم ، وخاصة علم الرجال.
ومن هنا يمكن
القول بأن صاحب رياض العلماء ، وكذلك شيخنا العلامة
الطهراني لم يطلعا على مثل هذه الإجازة ، وإلا لذكراها في ترجمة الرجل ، ولم يكتف
شيخنا الطهراني في «مصفى المقال» بذكر استنساخه لكتاب فهرست منتجب الدين ،
كما عرفت.
على أن جميع ذلك
لا يستدعي أن يدرج اسم الرجل في (مصنفي علم الرجال)
حيث لم يذكر له تأليف رجالي.
إلا أن نقل صاحب
الرياض عن المولى محمد رضا المشهدي بعض المعلومات
الرجالية ، لا بد أن يكون من كتاب قد ألفه ، وإن كان يحتمل نقلها عن خط البهائي ،
فلاحظ.
٣ ـ أولاد المترجم
له :
تدل وثيقة الوقف
التي كتبتها ابنة المترجم له على جزء من تفسيره على أن
له «أولادا» حيث جعلت تولية الوقف للأرشد والأصلح والأعلم من أولاده ، كما تدل
نفس الوثيقة على أنهم كانوا مشتغلين بالعلم حيث فرض فيهم «الأعلم» من
الآخرين.
وقد وقفنا على من
يلي أسماؤهم من أولاده :
١ ـ إسماعيل :
وقد ألف المترجم
باسمه (شرح المنظومة الصرفية) المسمى بالفوائد الشارحة ،
لما قرأ إسماعيل على أبيه تلك المنظومة ، وذلك في سنة ١٠٩٠ ه في مشهد ، كما
سيأتي عند ذكر مؤلفاته.
ولم نعرف عن
إسماعيل هذا شيئا ، ولم يذكره شيخنا الطهراني في الكواكب
المنتثرة ، فهو مما يستدرك عليه.
٢ ـ محمد رضا :
في مكتبة ملك
بطهران نسخة مرقمة ٧٩٢ تحتوي على رسالة باسم (ترجمة
حديث الغمامة والوسادة) بالفارسية جاء في أولها ما ترجمته : هذه (رسالة مشتملة
على حديثين يدلان على فضل السيد إسماعيل الحميري ، وشرح قصيدته ، ومترجمها
بشكل مختصر خادم محبي علي بن أبي طالب (عليهالسلام) : محمد رضا بن ميرزا
__________________
محمد بن محمد رضا
بن إسماعيل القمي أصلا ، المشهدي مولدا ومسكنا.
وتاريخها جمادى
الآخرة سنة ١١٢٣ .
وقد عنون شيخنا في
الطبقات :
للمولى محمد رضا
المشهدي ، المدرس في المشهد الرضوي في ١١٣٥ ه ، وقال :
ينقل عنه السيد شمس الدين محمد الرضوي في كتاب «وسيلة الرضوان» جملة من
الكرامات ، ووصفه بقوله «فضائل مآب العلائي» ويظهر منه أنه كانت له خدمة في
الآستانة [السدة الرضوية المقدسة] وأنه كان نائب سركشيك [نائب رئيس
الملاحظين] أيضا .
٣ ـ الميرزا محمد
إبراهيم :
ترجم شيخنا في
الطبقات للميرزا محمد إبراهيم بن الميرزا محمد المشهدي
الذي تملك نسخة من (الرجال الكبير) للميرزا الأسترآبادي في سنة (١١٣٨)
وقابلها وصححها في تلك السنة ، وهي سنة الطاعون في المدرسة السعدية في التربة
الحيدرية .
أقول
: والطبقة تساعد
على كونه ابن المؤلف المترجم له.
وقد وجدت في نسخة
من كنز الدقائق برقم (١٠٥٤) في مكتبة السيد المرعشي على
هامش (ص ٤) تعليقة منقولة من رجال الأسترآبادي بعنوان «منه مد ظله العالي».
٤ ـ ابنته :
وقد أوقفت ابنته
جزء من كتاب التفسير الفارسي المسمى بالتبيان السليماني
__________________
، لأبيها ، على
المستوطنين في المشهد الرضوي المقدس ، جاء ذلك على ظهر نسخة
كتبت سنة (١١١١) موقوفة في المكتبة الرضوية ، برقم ٩٤٣٩.
٥ ـ أخوه :
عنون شيخنا في
الطبقات للمولى محمد صالح بن المولى محمد رضا المشهدي ،
وقال : رأيت بخطه (قواعد العلامة) عند السيد محمد مهدي الصدر.
ورأيت بخطه مجموعة
من رسائل الآقا رضي القزويني صاحب «لسان
الخواص» قد كتبها في سنة ١١٠٠ ، عند الحاج السيد نصر الله الأخوي ، بطهران .
ورأيت بعض تملكاته
بخطه الجيد ، منها تملك «شرح حكمة العين» بتاريخ
جمادى الآخرة سنة ١١٢٨ .
٦ ـ أوصافه :
١ ـ المشهدي :
وصف نفسه بالمشهدي
في مقدمة تفسيره ، فقال : ... ميرزا محمد المشهدي ابن
محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي .
وقد عرفت أن والده
كان يدعى بالمشهدي أيضا ، كما أن ابنه (محمد رضا)
وصف نفسه بالمشهدي مولدا ومسكنا.
وكل ذلك يدل على
أن لهذه العائلة توطنا في مشهد ، والنسبة إلى هذه المدينة
جاءتهم من السكنى بها.
__________________
كما أن جل نشاطه
العلمي المتوفر ، قد نجز في مشهد ، كما سنذكره عند سرد
مؤلفاته.
ولذلك عبر هو عن
نفسه بالمشهدي مولدا ومسكنا .
٢ ـ القمي :
ذكر نفسه في هذا
الكتاب ـ إنجاح المطالب ـ بداية ونهاية ، وكذلك في كاشف الغمة باسم : محمد بن رضا
القمي ، وذكر نفسه في مواضع أخر من كتبه باسم : محمد
ابن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي.
وبما أنه هو وأباه
كانا يوصفان بالمشهدي ، فإن وصف (القمي) لا بد أن
تكون لآبائه.
وقد جاء التصريح
في كلامه هو ، وكلام ابنه محمد رضا ، بقولهما : «القمي
أصلا».
ولعل والده «المولى
محمد رضا» هو الذي انتقل من قم إلى مشهد ، فتلقب
بالمشهدي إضافة إلى القمي.
ومن هنا فإن من
المطمأن به كون ولادة المترجم له في مدينة مشهد ، كما صرح
به هو في كتابه «سته ضرورية» بأنه «المشهدي مولدا ومسكنا».
فلا وجه لحصر وصفه
في القمي .
والسيد الأمين
عنونه بالقمي ، لكنه عاد وعنونه بالقمي الأصل ، المشهدي
المولد والمسكن .
__________________
٣ ـ الخياط :
وصفته ابنته في
وثيقة الوقف المسجلة على جزء من تفسيره الفارسي المسمى
بالتبيان السليماني ، فقالت : المرحوم مولانا ميرزا محمد الشهير بخياط مؤلف هذا
الكتاب .
٤ ـ الميرزا :
تكرر وصفه بذلك ،
فوصف هو نفسه به في كتبه ، ووصفه الآخرون عند ترجمته ،
وحتى المجلسي والخونساري في تقريظ كتابه.
والكلمة فارسية
تعني ـ تارة ـ الكاتب لشخص آخر ، ويطلق ـ أخرى ـ على
المساعد في العمل ، وأكثر ما يراد به الهاشمي من ناحية أمه ، أي من أم علوية ،
وترادفها كلمة «الشريف» في مصطلح بعض المؤلفين في اللغة العربية.
ولم نعرف وجه
توصيفه بذلك.
٥ ـ السنابادي :
قال شيخنا في
الطبقات وصفه بذلك الشيخ لطف الله ، الذي صحح المترجم
له نسخة (شرح شواهد ابن الناظم) وقابلها بنسخة خط المؤلف وكتب في آخرها أنه
فرغ من التصحيح في (١٥ شهر رمضان ١٠٨٧) ووهب النسخة للشيخ لطف الله ،
فكتب هذا في آخره بخطه الثلث الجيد ما صورته :
هو حسبي وكفى ،
هذا مما وهبه لي المولى ، الفاضل ، الكامل ، العلامة ، الفهامة ، المؤيد ، المسدد
، مولانا محمد ، المشهدي ، السنابادي دام عزه وبقاؤه ، وأنا داعيه ... لطف الله.
__________________
والنسخة عند السيد
محمد الجزائري .
٦ ـ سميه :
وللمترجم سمي يعبر
عنه بمير محمد المشهدي ، وهو سيد علوي وهو : معز
الدين الأمير محمد بن أبي الحسن الموسوي المشهدي ، ذكر في بعض كتبه أنه عرض
عليه الحمى في سنة ١٠٤٣. وهو في سن الثمانين .
فيكون متقدما على
المؤلف المترجم له.
ولهذا السيد
مؤلفات عديدة ، كالتالي :
١ ـ النجاة في يوم
العرصات ، في أصول الدين.
٢ ـ أنيس الصالحين
، في الأعمال والأوراد.
٣ ـ ثمرة العقبى.
٤ ـ ذخيرة يوم
الجزاء.
٥ ـ عيون اللألئ.
٦ ـ التقية ، في
المنطق ، ألفها باسم ولده تقي الدين سنة ١٠٠١.
٧ ـ واجبات علية ،
بالفارسية ، ألفها سنة ١٠٠٤.
٨ ـ الشمسية ، في
النحو ، باسم ولده شمس الدين.
٩ ـ الصدرية ، في
النحو ، باسم ولده صدر الدين.
__________________
٧ ـ عصره :
ينحصر تراث
المترجم له ، المتوفر ، في ما ألفه في الفترة بين ١٠٧٤ ـ ١١٠٧.
ففي سنة ١٠٧٤ ألف
هذا الكتاب الذي نقدم له.
وفي سنة ١١٠٧ قرظ
الخونساري كتابه التفسير.
وخلال هذه الفترة
ألف ما بأيدينا من مؤلفاته ورسائله فبعد ١٠٧٤ حيث ألف
إنجاح المطالب في ٢٩ شهر رمضان في مشهد.
في ١٠٧٥ ألف كتاب «كاشف
الغمة» في ٢٦ ربيع الأول.
وفي ١٠٨٥ ألف
رسالة الوجود ، وتفسيره الفارسي المسمى بالتبيان السليماني.
وفي ١٠٨٧ صحح شرح
شواهد ابن الناظم في ١٥ شهر رمضان وألف شرح
الزيارة الرجبية.
وفي سنة ١٠٩٠ ألف
الفوائد الشارحة لمشكلات المنظومة الصرفية الموسومة
بالترصيف في مشهد ، وشرح الصحيفة السجادية في شهر شوال.
في سنة ١٠٩٤ فرغ
من تأليف الجزء الأول من تفسيره.
في سنة ١٠٩٧ يوم
الغدير ، فرغ من الجزء الثالث منه في مشهد.
في سنة ١١٠٣ فرغ
من الجزء الرابع منه.
كما قرظه المجلسي
في (١١٠٢).
وفي سنة (١١٠٧)
قرظ المحقق الخونساري كتابه التفسير.
٨ ـ ولادته ،
ووفاته؟.
ومن المؤسف أنا لم
نعثر على مجريات حياته فيما قبل هذه الفترة ولا بعدها.
إلا أن من المعقول
أن يفرض أنه كان في ١٠٧٤ على مبلغ فائق من العلم ،
حيث أقدم على شرح
هذه المنظومة بهذا الشكل الجيد ، المنبئ عن مقدرة أدبية
كبيرة ، واستيعاب لفنون العلم وخباياه ، مما لم يتسن لصغير في العمر.
ولو فرضنا أن ابنه
إسماعيل الذي درس عنده المنظومة الصرفية في سنة ١٠٩٠
كان عمره ١٥ سنة على الأقل ، فيكون من مواليد ١٠٧٥.
ولو كان أبوه
المؤلف ابن ٢٥ سنة عند ولادته لكانت ولادة الأب في ١٠٥٠
على أكثر تقدير.
وأما وفاته : فهي
تتأخر عن سنة ١١٠٧ حتما ، حيث كتب المحقق الخونساري
تقريظ كتابه.
وقد ذكر بعضهم أنه
فقد في فتنة الأفغان سنة ١١٣٥ على مدينة إصفهان ،
عاصمة السلطان حسين الصفوي الحسيني ، ودفن بها .
وقد ذكر الخراساني
في من دفن بأصفهان من علماء مشهد خراسان ، ما نصه :
الثالث والعشرون : محمد بن محمد رضا القمي ، صاحب تفسير كنز الدقائق في أربع
مجلدات .
أقول
: يبدو أن المؤلف
قد هاجر إلى إصفهان بعد إنجاز تأليفه لقسم كبير من
كتابه (كنز الدقائق) وحمل كتابه هذا معه ، وعرضه على علماء وقته ، وفي مقدمتهم
المجلسي فقرظه سنة ١١٠٢ والخونساري فقرظه سنة ١١٠٧ ، وبقي تلك الفترة في
أصفهان ، ولا يبعد أن يكون قد اتصل خلالها بالسلطان سليمان (ت ١١٠٥) وبعده
بالسلطان حسين (١١٠٦ ـ ١١٣٥).
ويشهد لذلك أنه
أهدى بعض مؤلفاته إليهما ، كما سيأتي.
__________________
وإذا لم يدل دليل
على وفاته قبل ١١٣٥ ، فلا يبعد أن يكون قد بقي إلى هذه
السنة الذي اغتاله الهجوم الوحشي الذي شنه أعداء الحق (الأفغان) على عاصمة
التشيع آنذاك ، مدينة أصفهان ، عاصمة الصفويين.
فليس مستبعدا أنه
قتل باعتباره واحدا من كبار العلماء المرتبطين بالبلاط ،
فانمحى أثره ، مثل الكثير من رجال ذلك العصر في تلك البلدة.
٩ ـ أساتذته
ومعاصروه :
وأما أساتذته فلم
نعرف عنهم في بداية عمره وتحصيله شيئا مطلقا.
وقد ذكر سيد
الروضات في ترجمته : أنه من علماء زمن العلامتين السبزواري
(ت ١٠٩٠) والمجلسي (ت ١١١٠) ومولانا الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١) .
ولم يستبعد كونه
من جملة تلاميذ الفيض ، والآخذين منه ، وإن لم يجد ذكره في
شئ من الكتب والإجازات .
أقول
: ليس من المستبعد
أن يكون قد أخذ من السبزواري حيث كان يسكن
في مشهد ، إلا أنا لم نجد نصا بذلك.
وأما المجلسي
فكذلك ، لا يبعد أن يكون قد حضر عنده بفرض وفوده إلى
أصفهان ، واتصاله به ، لأنه عرض عليه كتابه فقرظه في سنة ١١٠٢ ، فإن ما احتواه
التقريظ من عبارات المدح والثناء ، يدل على اتصال المؤلف به لمدة كثيرة ، فإن
المجلسي لا يكيل مثل ذلك جزافا ، فلا يكتبه إلا بعد الاختبار والبحث.
فلا بد من فرض
حضور المؤلف لدى المجلسي منذ ١١٠٢ وحتى ١١٠٧ ، أو
__________________
إلى وفاة المجلسي
في ١١١٠؟!.
فليس بعيدا عن
الصواب ما ذكره الأمين من تلمذه على المجلسي ، وكذلك
ما صنعه الطهراني والقمي من عده في تلامذته.
وقد يقال مثل ذلك
بالنسبة إلى المحقق الخونساري (ت ١١٢٥) الذي قرظ
كتابه في ١١٠٧ وكال له عبارات المدح والثناء.
ثم إن شيخنا
الطهراني ذكر أن المترجم له «مجاز» من المجلسي وكذلك ذكر
القمي .
وصرح النوري بأنه
رأى الإجازة على ظهر تفسيره المسمى ب «كنز الدقائق»
إلى جنب تقريظ المجلسي له .
وقال الطهراني بأن
الإجازة مذكورة على ظهر التفسير أيضا وأنها مؤرخة بسنة
١١٠٢ .
لكن المذكور في
ظهر التفسير ليس إلا التقريظ المؤرخ بذلك التأريخ ، وليس
فيه أي ذكر عن الإجازة بالرواية ، وسنقف على نصه الكامل.
فهل كانت ـ إلى
جنب كلمة التقريظ في النسخة التي رآها النوري ـ إجازة
من المجلسي للمؤلف لم نجدها في النسخ المتوفرة؟.
إن ذلك محتمل؟ فإن
من البعيد أن لا يميز النوري ـ وكذا الطهراني بين
__________________
التقريظ المجرد ،
وبين الإجازة؟؟.
وأما تلمذه عند
الفيض ، فقد وجدنا بعد احتمال سيد الروضات له قول
الخراساني بذلك في ذكر علماء خراسان من العرفاء والصوفية ما نصه :
العاشر : جناب
الشيخ ميرزا محمد المشهدي الطوسي ، صاحب تفسير كنز
الحقائق ، وبحر الدقائق [!] ابن مولانا إسماعيل ، كان من تلامذة المرحوم الفيض ،
ولم
نعلم عن تاريخ ولادته ووفاته ومحل دفنه شيئا .
والظاهر أن
الخراساني اختلط عليه اسم والد المؤلف باسم جده كما اختلط
عليه اسم كتابه ، وسيأتي بيان ذلك.
وكذلك فرضه شخصا
آخر غير من ذكر وفاته في أصفهان في فتنة الأفاغنة ،
وقال : إنه مدفون بها وقد نقلناه سابقا.
١٠ ـ كلمات
العلماء في الثناء عليه :
يبدو أن المترجم
له قد احتل موقعا رفيعا عند مترجميه والمتعرضين لذكره من
معاصريه أو المتأخرين عنه ، وقد انعكس ذلك على كتب التراجم والفهرسة.
وفي مقدمة الكلمات
ما كتبه العلامتان : المحدث المجلسي ، والمحقق
الخونساري في تقريظيهما لكتابه التفسير ، وإليك نصهما :
__________________
١ ـ تقريظ المجلسي
:
بسم الله الرحمن
الرحيم
لله در المولى ،
الأولى ، الفاضل ، الكامل ، المحقق ، المدقق ، البدل النحرير ،
كشاف دقائق المعاني بفكره الثاقب ، ومخرج جواهر الحقائق برأيه الصائب ، أعني
الخبير ، الأسعد ، الأرشد ، مولانا ميرزا محمد ، مؤلف هذا التفسير ، لا زال مؤيدا
بتأييدات القدير ، فلقد أحسن وأتقن وأفاد وأجاد ، فسر الآيات البينات بالآثار
المروية عن الأئمة الأطياب ، فأمتاز من القشر اللباب ، وجمع بين السنة والكتاب ،
وبذل جهده في استخراج ما تعلق بذلك من الأخبار ، وضم إليها لطائف المعاني
والأسرار ، جزاه الله عن الإيمان وأهله خير جزاء المحسنين ، وحشره مع الأئمة
الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وكتب بيمناه
الوازرة الدائرة أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد
تقي أوتيا كتابيهما بيمينيهما وحوسبا حسابا يسيرا ، في يوم عيد الغدير المبارك سنة
١١٠٢.
والحمد لله أولا
وآخرا ، والصلاة على سيد المرسلين محمد وعترته الأكرمين الأطهرين .
__________________
٢ ـ تقريظ المحقق
الخونساري :
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله الذي
نزل على عبده الكتاب وجعله آية لمن أوتي جوامع الكلم وفصل
الخطاب ، والصلاة والسلام على نبيه الأمي الذي أرسله بشواهد بيناته ، وبعثه في
الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ، وعلى آله الأئمة الذين هم الراسخون في علم
القرآن تفسيرا وتأويلا ، ومرتلوه حق الترتيل ، والمفضلون فيه على كثير ممن خلق
تفضيلا.
أما بعد ، فقد أيد
الله تعالى بفضله الكامل جناب المولى ، العالم ، العارف ،
الألمعي ، الفاضل ، مجمع فضائل الشيم ، جامع جوامع العلوم والحكم ، عالم معالم
التنزيل وأنواره ، عارف معارف التأويل وأسراره ، حلال كل شبهة عارضة ، كشاف
كل مسألة دقيقة غامضة ، الذي أحرق بشواظ طبعه الوقاد شوك الشكوك والشبهات ،
ونقد بلحاظ ذهنه النقاد نقود الأحكام الشرعية المستفادة من الآيات والروايات ،
أعني المكرم بكرامة الله الأحد الصمد ، مولانا ميرزا محمد ، أعانه الله في كل باب
،
وأثابه جزيل الثواب ، إذ وفقه لتأليف هذا الكتاب الكريم في تفسير القرآن وجمعه من
التفاسير المعتبرة وسائر كتب الأخبار المشتهرة ، فهو كاسمه «كنز الدقائق وبحر
الغرائب» الذي يصاد بغوص النظر فيه أصداف درر الحقائق فنفع الله به الطالبين ،
وجعله ذخرا لمؤلفه الفاضل يوم الدين.
وأنا العبد
المفتقر إلى عفو ربه الباري ، جمال الدين محمد بن حسين
الخونساري ، أعانهما الله يوم الحساب ، وأوتيا فيه بيمينهما الكتاب.
وقد كتب ذلك في
شهر محرم الحرام من شهور سنة سبع ومائة بعد الألف .
وإليك نماذج من
كلمات المترجمين في حقه :
قال الحر العاملي
: مولانا الميرزا محمد ، فاضل ، معاصر .
وقال سيد الروضات
: الفاضل ، المحدث المتبحر ، الثقة ، الجليل ، الإمامي ،
المولى «ميرزا محمد» .
وقال ـ أيضا ـ :
كان فاضلا ، عالما ، عاملا ، جامعا ، أديبا ، محدثا ، فقيها ،
مفسرا ، نبيها ، موثقا ، وجيها .
وقال النوري :
العالم ، الجليل ، والمفسر ، النبيل ، المتبحر ، الفاضل ،
اللوذعي .
وقال : رأيت على
ظهر تفسيره مدحا عظيما وثناء بليغا من العلامة المجلسي
عليه وعلى تفسيره .
وقال المدرس :
عالم عامل ، جامع ، أديب ، فاضل ، بارع ، فقيه ، مفسر ،
محدث موثق ، من أعاظم علماء عصر المجلسي والمحقق السبزواري والفيض
الكاشاني .
__________________
١١ ـ مؤلفاته :
أسهم المؤلف في
دعم التراث بإنجاز مؤلفات كثيرة ، في الفنون التي شارك فيها ،
فجمع بذلك بين العلم والعمل ، وإليك قائمة بأسماء مؤلفاته ، مع ما وقفنا عليه من
خصوصياتها ، مرتبة حسب سنوات تأليفها :
١ ـ إنجاح المطالب
في الفوز بالمآرب ، ألفه سنة ١٠٧٤ :
هو شرح المنظومة
المحبية ، التي نظمها محمد بن محمد بن محمود ، أبو الوليد ،
محب الدين ، الشهير بابن الشحنة الحنفي (ت ٨١٥).
وهي أرجوزة لطيفة
في مائة بيت تحتوي على علوم البلاغة (المعاني ، والبيان ،
والبديع) .
وقد ذكره شيخنا
الطهراني في الذريعة بعنوان أنه : شرح منه لأرجوزته
المئوية في المعاني والبيان ، فرغ من شرحها يوم السبت التاسع والعشرين من شهر
رمضان سنة ١٠٧٤ .
__________________
وقد أكد على أن
ذلك هو الصحيح في اسمه ، وأن تسميته بنجاح المطالب ،
كما فعله الحر وسيد الروضات والقمي تصحيف منهم.
وما ذكره شيخنا هو
الصواب ، وهو الموجود في النسخ التي وقفنا عليها من
الكتاب ، وهي :
١ ـ نسخة مكتبة
السيد آية الله المرعشي ، برقم ١٥٨٧.
وهي نسخة كاملة
مكتوبة بخط النسخ الجيد إلا أن عناوين الأبواب والفصول
غير مكتوبة فيها.
جاء في آخرها : «قد
فرغ من تسويده ـ بتأييد الله وحسن توفيقه ـ في عصر
يوم السبت ثامن الشهر الثالث من ألسنة الرابعة من العشر الثالث من المائة الثانية
بعد الألف ، المطابقة للعشرين من الحمل ـ ابن عنايت الله ، محمد صادق بيرجندي
اللهم اغفر لهما».
فتاريخ كتابتها هو
: الثامن من ربيع الأول سنة ١١٢٤.
٢ ـ نسخة موقوفة
بمكتبة الإمام الرضا عليهالسلام ، برقم ٣٩٨٥.
وهي أيضا كاملة ،
لكن خطها ليس بالجيد ، جاء في آخرها : «تم أين نسخة
في يوم الخميس ، ثالث شهر ذي القعدة الحرام ، اللهم اغفر لكاتبه ولوالديه».
وكما يلاحظ فإن
الكاتب لم يذكر سنة التحرير.
وقد أوقفها مالكها
محمد رضا بخورسوز سنة ١١٣٧ ، وهي النسخة التي ذكر
__________________
صاحب الذريعة أنه
رآها .
٣ ـ نسخة أخرى
بمكتبة الإمام الرضا عليهالسلام ، برقم ٤٠٣٥ ، وهي
مكتوبة بالخط الفارسي الدقيق ، وهي ناقصة في الأصل ، لكن مالكها عماد المحققين
ـ مفهرس المكتبة الرضوية المباركة ـ أكمل نقصها ـ بداية ونهاية ـ بخطه ، من نسخة
أخرى ، وكتب في آخرها قوله : «تم ما سقط من قلم كاتب النسخة ، على يد الحقير
الخاطئ الحاج ميرزا مهدي عماد المحققين ، محقق كتابخانه مباركه رضوية (عليه
السلام) صبيحة يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر شوال المكرم سنة ١٣٤٦ من
الهجرة ، في خزانة المكتبة المباركة ، ولله الحمد والمنة.
وهذه هي النسخة
الأخرى التي رآها صاحب الذريعة في الخزانة الرضوية .
و (إنجاح المطالب)
هو هذا الكتاب الذي نقدم له ، وقد حققناه اعتمادا على
النسخ المذكورة ، مضافا إلى هذه المقدمة والتخريجات والفهارس والحمد لله على
توفيقه
٢ ـ كاشف الغمة في
تاريخ الأئمة عليهمالسلام :
مختصر يحتوي على
تواريخ المعصومين عليهمالسلام مرتبا على مقدمة وأربعة
عشر مقالة ، فرغ المصنف منها في مشهد ، ليلة السادس عشر من شهر ربيع الآخر
سنة ١٠٧٥.
منه نسخة في مكتبة
مجلس الشورى الإسلامي ـ في طهران برقم ٢٠٠٠ .
ولم يذكره شيخنا
في الذريعة ، فهو مما يستدرك عليها ، وقد أعده الأخ الحاج
الشيخ أحمد المحمودي دام علاه للنشر.
__________________
٣ ـ تبيان سليماني
ـ بالفارسية ـ :
وهو تفسير للقرآن
الكريم بما ورد من السنة المطهرة ، وقد ذكر في مقدمته ما
ترجمته : أما بعد فإن الفقير الحقير ، كثير التقصير أحقر عباد الله القدير ميرزا
محمد
ابن رضا القمي ، أحسن الله أحوالهما لما كان عازما ـ منذ مدة ـ أن يؤلف تفسيرا
باللغة
الفارسية على طبق الأحاديث المروية عن الأئمة عليهمالسلام بطرق علماء الشيعة
رضوان الله عليهم ، فيضعه في سمط التحرير ، وينظمه في سلك التقرير ، ولكنه كان
يتقاعس عن ذلك لقصور بضاعته ، وقصر يد فطنته ، عن إنفاذ هذا العزم العظيم ،
وعن الفوز بهذه المرتبة الجسيمة.
... من عهد حكومة
الملك سليمان الحسيني الموسوي الحيدري الصفوي بهادر خان خلد الله ملكه وسلطانه ...
وسمى هذا الكتاب «تبيان سليماني» والله الموفق والمعين.
وقال في آخر هذا
الجزء : تم الجزء الأول من التفسير الموسوم بالتبيان السليماني
على يد مؤلفه الفقير ميرزا محمد بن رضا المشهدي في منتصف رجب المرجب سنة
١٠٨٥.
ويوجد منه جزءان
في المكتبة الرضوية في مشهد :
١ ـ برقم ٩٤٣٨ من
ابتداء القرآن إلى نهاية سورة المائدة ، وتاريخ كتابته
١٠٨٥ ، وهي نسخة المؤلف.
٢ ـ برقم ٩٤٣٩ من
الآية من سورة التوبة ، إلى الآية من
سورة العنكبوت ، وتاريخ كتابتها سنة ١١١١ ، وهي النسخة التي أوقفتها ابنة المؤلف
على المستوطنين في مشهد ، وقد نقلنا سابقا نص وقفيتها.
وقد ذكر المترجم
في ـ تفسير كنز الدقائق ، في الآية ٧١ من سورة البقرة اسم
تفسيره هذا وقال :
في حديث طويل ، وقد ذكرته بتمامه في تفسيرنا الموسوم بالتبيان ، وعلى الله التكلان
.
ولم يذكر شيخنا في
الذريعة هذا الكتاب ، فهو مما يستدرك عليها ، وكذلك لم
يذكره أحد ممن ترجم له إلا ما جاء في فهرس المكتبة الرضوية عند التعريف بالنسخة
٤ ـ رسالة في الوجود ـ بالفارسية ـ
ألفها سنة ١٠٨٥ ظاهرا :
قال الطهراني : رد
فيها على المولى رجب علي (ت ١٠٦٥ ـ أو ـ ١٠٨٠) في
رسالته المشهورة في «الاشتراك اللفظي والمعنوي في كلمة : الوجود».
وذكر أن نسخة هذه
الرسالة موجودة في نهاية نسخة من الكافي للكليني مؤرخة
بسنة ١٠٨٥ عند السيد محمد علي الطباطبائي (الشهيد القاضي ، إمام جمعة
تبريز)
٥ ـ شرح الزيارة الرجبية ـ بالفارسية ـ
ألفه سنة ١٠٨٧ :
قال شيخنا
الطهراني : فارسي ... ذكر أولا سندها إلى الشيخ الحسين بن روح
النوبختي.
وطريقته أن يذكر
أولا الإعراب ، ثم اللغة ، ثم الترجمة ، والمعنى.
ألفه في المشهد
الرضوي سنة ١٠٨٧ ه.
نسخة منه عند
الشيخ نصر الله الشبستري ، في تبريز تاريخ كتابتها سنة ١٠٩٧ ه .
وقال شيخنا
الطهراني في الطبقات : وله شرح الزيارة الجامعة الرجبة لسيد
__________________
الشهداء عليهالسلام ، في كتب المولى محمد علي الخونساري .
٦ ـ شرح الصحيفة السجادية ـ ألفه سنة ١٠٩٠ :
قال شيخنا
الطهراني : شرح الصحيفة ، للميرزا محمد بن محمد رضا المشهدي ،
مؤلف كنز الدقائق في تفسير القرآن ، أوله : الحمد لله الذي كتب في صحيفة بصائرنا
محبة أوليائه ... إلى آخره.
شرع فيه أول شهر
رمضان سنة ١٠٩٠ ، وفرغ منه في ثامن شوال ، كما جاء
في آخرها.
نسخة منه في مكتبة
السيد محمد المحيط في طهران .
ونسخة في مكتبة
السيد عيسى العطار ، في بغداد ، وهي ناقصة وصل فيها إلى
آخر دعائه عليهالسلام إذا سأل العافية وشكرها .
أقول
: ونسخة منه في
مكتبة السيد محمد المشكاة بطهران ، برقم ١٠٣ .
وذكر السيد
المرعشي أن عنده نسخة من الكتاب .
وذكر شيخنا
الطهراني : لعلها بخط المؤلف .
وقد ذكرت له نسخ
أخرى في المكتبات التالية :
١ ـ في المكتبة
الرضوية بالمشهد المقدس ، برقم ١٠٢٠.
٢ ـ مكتبة السيد
المرعشي ، برقم ٢٥٢٢.
__________________
٣ ـ المكتبة
المركزية لجامعة طهران ، برقم ٣٧.
٤ ـ مكتبة مجلس
الشورى الإسلامي بطهران ، برقم ٤٧٤٤.
قال المؤلف في
مقدمتها :
أما بعد ، فيقول
الفقير إلى الله الغني ميرزا محمد بن محمد رضا المشهدي : هذه
فوائد اتفقت مني على الصحيفة السجادية ، الملقبة بزبور أهل البيت وإنجيل آل محمد
صلىاللهعليهوآله ، كتبتها تذكرة للخلان والإخوان ، وتبصرة لذوي الأفهام.
وفي نهايتها :
قد وقع الفراغ من
تسويد هذه الأوراق يوم الجمعة ثامن شوال ، بعد الشروع
فيه في أول رمضان المبارك ، بعد مضي ألف وتسعين سنة من الهجرة النبوية ، في مشهد
ثامن الأئمة على مشرفها ألف ألف سلام وتحية ، على يد مؤلفه الفقير المفتاق إلى
الله
العزيز الغني ، ميرزا محمد بن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي ...
٧ ـ الفوائد الشارحة
لمشكلات المنظومة الصرفية الموسومة ب «الترصيف في
نظم التصريف» ألفها سنة (١٠٩٠).
والمنظومة أرجوزة
في خمسمائة بيت غير المقدمة والخطبة نظمها الشيخ
عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد الحنفي مفتي الحرم المكي ، نظمها سنة ١٠٠٠ ، وتوفي
هو سنة ١٠٣٧.
شرحها المترجم
لولده إسماعيل ، لما قرأها عليه بمشهد سنة ١٠٩٠.
قال ذلك شيخنا في
الذريعة ، ثم قال :
أوله : الحمد
لمصرف الأمور ، والصلاة على من أرسله لنظم الدهور ، وآله
الشفعاء يوم النشور ... إلى آخره.
فرغ منه ظهر يوم
الثلاثاء خامس جمادى الآخرة سنة ١٠٩٠ ويقرب من
عشرة آلاف بيت . قال : رأيته في مكتبة الحاج محمد حسن كبة ، بسامراء
بعنوان «شرح الترصيف» .
٨ ـ كنز الدقائق وبحر
الغرائب ، ألفه سنة (١٠٩٤ ـ ١١٠٣).
تفسير للقرآن
الكريم باللغة العربية ، في أربع مجلدات ضخام.
يحتوى الأول على
تفسير القرآن من أوله إلى نهاية سورة المائدة. فرغ منه
في جمادى الآخرة سنة ١٠٩٤ في مشهد.
ويحتوي الثاني على
تفسير سورة الأنعام إلى نهاية سورة الكهف ، فرغ منه في
مشهد ، ولم نقف على تاريخ الانتهاء منه.
ويحتوي الثالث على
تفسير سورة مريم إلى نهاية سورة الملائكة ، فرغ منه يوم
الغدير سنة ١٠٩٧.
ويحتوي الرابع على
تفسير سورة يس ، إلى نهاية القرآن ، فرغ منه في ذي
الحجة سنة ١١٠٣.
قال المؤلف في
أوائله :
أما بعد ، فيقول
الفقير إلى رحمة ربه الغني ، ميرزا محمد المشهدي ابن محمد رضا
ابن إسماعيل بن جمال الدين القمي : إن أولى ما صرف في تحصيله كنوز الأعمار ،
وأنفقت في نيله الهمم والأفكار «علم التفسير» ...
وقد كنت فيما مضى
قد رقمت تعليقات على التفسير المشهور للعلامة
الزمخشري ، وأجلت النظر فيه.
ثم على الحاشية
للعلامة النحرير ، والفاضل المهرير ، الشيخ الكاملي ، بهاء
الدين العاملي.
ثم سنح لي أن أؤلف
تفسيرا يحتوي على دقائق أسرار التنزيل ، ونكات أبكار
__________________
التأويل ، مع نقل
ما روي في التفسير والتأويل عن الأئمة الأطهار ، والهداة الأبرار ...
حتى وفقني ربي
للشروع في ما قصدته ، والإتيان بما أردته ، ومن نيتي أن أسميه
ـ بعد تمامه ـ ب : «كنز الدقائق وبحر الغرائب» ليطابق اسمه ما احتواه ، ولفظه معناه.
اسمه :
وهكذا نجد اسمه في
بداية الكتاب ونهايته ، كما ذكرنا ، وهكذا ذكره شيخنا
الطهراني وجاء كذلك في تقريظ الخونساري إلا أنه وقع في بعض المواضع
اختلاف في نقل اسمه ، كما يلي :
١ ـ ذكره البغدادي
باسم «كنز الدقائق وبحر الغرائب البطائق» ولم
أعرف لكلمة (البطائق) معنى ، وأظنها مصحفة عن كلمة (... ليطابق) الواردة في
كلام المصنف ، فظنها جزء من اسم الكتاب.
٢ ـ ذكره
الخراساني باسم : كنز الحقائق وبحر الغرائب .
وجاء هذا في مواضع
احتمالا .
٣ ـ جاء في وثيقة
الوقف لبنت المؤلف باسم : كنز الغرائب وبحر الدقائق .
٤ ـ ذكره بعضهم
باسم : كنز العرفان .
__________________
وصفه عند الأعلام
:
وقفنا على تقريظي
العلامتين : المحدث المجلسي ، والمحقق الخونساري ،
ووصفهما لهذا التفسير بالمدح العظيم والثناء البليغ .
وقال سيد الروضات
: له كتاب كبير في التفسير بأحاديث أهل بيت العصمة
... لم يسبقه إلى وضعه أحد من العلماء ،
قديما وحديثا ، وذلك لأن تفسير نور الثقلين ،
وإن سبقه ، إلا أنه أسقط أسانيد الأخبار .
وقال النوري : من
أحسن التفاسير وأجمعها وأتمها ، وهو أنفع من الصافي
وتفسير نور الثقلين .
وقال الطهراني :
وهذا التفسير مقصور على ما ورد عن أهل البيت عليهم
السلام ، نظير تفسير نور الثقلين ، لكنه أحسن منه بجهات :
لذكره الأسانيد ،
وبيان ربط الآيات وذكر الإعراب .
أقول
: أما القول بأنه
أحسن التفاسير من حيث كون الأحاديث فيه مسندة ،
فليس أمرا عاما في أحاديث الكتاب ، ففيه الكثير من الأحاديث المرسلة ، أو بحذف
إسناده اعتمادا على المصادر التي ذكرها.
ولا ريب أن تفسير «البرهان»
للبحراني يفوقه في هذه الجهة بكثير ، بالإضافة
إلى أن المحدث البحراني ، متخصص بفن الحديث ، وله ممارسة جادة فيه ، وتشهد
مؤلفاته الحديثية المتنوعة على ذلك.
فالحق أنه لا يغني
في هذا المجال عن مثل تفسير البرهان.
__________________
وأما سائر ما ذكر
من ميزات هذا التفسير ، فهو وإن كان حاويا لها إلا أن
الغريب عدم ذكرهم ـ ولو بالإشارة ـ اعتماده الكبير على مجمع البيان من تفاسيرنا
وعلى تفاسير العامة ، مثل الزمخشري والبيضاوي ، مع أن المؤلف أفاد هذا ـ ولو من
طرف خفي ـ في مقدمته للكتاب ، كما نقلنا.
نعم ، إن المؤلف
بفرض كونه واحدا من كبار أدباء عصره وتضلعه في علوم
العربية ، كما تشهد له مؤلفاته فيها ـ قد أبدى في ثنايا البحوث آراءه.
وللوقوف على خصائص
هذا التفسير لا بد من جولة واسعة في ربوعه ، نسأل
الله التوفيق لذلك في مناسبة أخرى.
طبعات الكتاب
ونسخه :
لهذا التفسير نسخ
كثيرة جدا ، وقد ذكرت في نشرة «تراثنا» العامرة ، قائمة
بمواضع وجودها .
كما طبع الكتاب في
سنة واحدة! طبعتين :
إحداهما : طبعة
مؤسسة المدرسين بقم ، سنة ١٤٠٦ ، معتمدة على نسخة واحدة
فقط!.
فمضافا إلى القصور
في التعريف بالكتاب والمؤلف فيها ، قد سقطت من
الكتاب في هذه الطبعة مقاطع طويلة وقد تصل أحيانا إلى صفحة كاملة أو أكثر ،
وحذف منها أهم مميزات الكتاب ، وهو قسم كبير من الأحاديث المفسرة للآيات.
والثانية : طبعة
مؤسسة وزارة الإرشاد ، في طهران ، سنة ١٤٠٦ ، وقد استدرك
__________________
المحقق فيها بعض
نقائص الطبعة السابقة ، فاعتمد فيها على أكثر من نسخة ، وبذلك
تم النقص الواقع في تلك الطبعة ، وتوسع في التعريف بالكتاب والمؤلف ، إلا أنها
منيت
بسوء الاخراج ، وفقدان التصحيح ، فهي مليئة بالأخطاء المطبعية والفنية والتحقيقية
،
مما ينم عن القصور والاهمال.
ولعل الله يقيض من
المحققين اليقظين صاحب همة عالية ، ليحيي هذا الأثر
الكريم من تراثنا العزيز ، بصورة تليق بشأنه.
٩ ـ معاد وحشر جسماني ـ بالفارسية ـ :
يحتوي على بيان
حقيقة المعاد ، وحشر الأرواح والأجساد ، ومعنى الإيمان
والكفر ، وذكر فيه : أن أركان المعاد أربعة :
خراب العالم
الصغير ـ أي موت الإنسان ـ ثم تعميره وإحياؤه ، وخراب العالم
الكبير ، ثم تعميره وإحياؤه.
قال شيخنا
الطهراني : يدل على تبحره وفضله وقال : ألفه باسم السلطان
سليمان الصفوي (ت ١١٠٥).
وتوجد نسخة منه في
مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ـ طهران ـ برقم ٥٦٧٣
في ٢٦٢ صفحة .
وقال أيضا : رأيته
بكربلاء عند الميرزا محمد الطهراني ، ونسخة ناقصة الآخر
ضمن مجموعة عند السيد محمد الجزائري .
__________________
١٠ ـ التحفة الحسينية ـ بالفارسية ـ :
قال شيخنا
الطهراني : فارسي في آداب الصلاة ومقدماتها ، وتعقيباتها ، ونوافلها
الليلية والنهارية ، وآداب الوصية ، وأحكام الأموات ، وأعمال الأسبوع والشهور
والسنة ، وآداب السفر ، وأدعية الأعراض والأمراض ...
ألفه باسم سلطان
حسين الصفوي ، ورتبه على مقدمة ، وأبواب فيها سبعة
فصول وخاتمة فيها ثلاث وعشرون فائدة.
رأيت نسخة منه عند
السيد محمد الواعظ الخونساري الأصفهاني نزيل
الكاظمية .
وقال القمي : كتاب
كبير في أعمال السنة بالفارسية .
والظاهر أنه يريد
هذا الكتاب.
١١ ـ سلم درجات الجنة في
معرفة فضائل أبي الأئمة ـ بالفارسية ـ :
ترجمة أربعين
حديثا.
قال شيخنا في
الذريعة : أهداه إلى السلطان حسين الصفوي ، ورتبه على مقدمة
وأربعين حديثا ، يذكر الحديث ثم يشرحه بعنوان «بيان».
والنسخة ضمن
مجموعة ، رأيتها في كتب الشيخ قاسم محيي الدين في النجف ،
بخط محمد أمين ، تاريخ كتابتها ١١١٧ .
ونسخة منه في
مكتبة ملك بطهران ، برقم ٥٩٢٠.
__________________
١٢ ـ سته ضرورية ـ بالفارسية ـ :
رسالة مختصرة في
الإمامة ، كتبها باسم السلطان حسين الصفوي. مخطوطة في
مكتبة الإمام الرضا عليهالسلام في مشهد ، برقم ١٤٣ ، ولم يسجل عليها اسم الناسخ
ولا تاريخ النسخ ، لكن تاريخ وقفها على المكتبة سنة ١١٤٥ ه .
١٣ ـ كتاب الصيد والذبائح :
كذا سماه السيد
الأمين ، وقال : استدلالي كبير .
لكن القمي سماه :
رسالة في أحكام الصيد والذباحة .
١٤ ـ حاشية على الكشاف للزمخشري (١٠٠).
صرح المؤلف
بتأليفه إياه في أول كتابه (كنز الدقائق) (١٠١) :
١٥ ـ حاشية على حاشية
البهائي على تفسير البيضاوي (١٠٢).
صرح المؤلف
بتأليفه إياه في أول (كنز الدقائق) أيضا.
١٦ ـ مراصد العصمة
والضلالة :
ذكره في كتابه (كاشف
الغمة) المتقدم ذكره (١٠٣).
__________________
وأخيرا : على طريق
التحقيق :
قمنا بالمحاولات
التالية :
١ ـ اعتمدنا النسخ
المخطوطة الثلاث ـ التي مر ذكرها في عداد مؤلفات المؤلف.
ورمزنا إلى نسخة
مكتبة السيد المرعشي ب «ش».
وإلى نسخة مشهد
المرقمة (٣٩٨٥) ب «خ».
وإلى نسخة مشهد
المرقمة (٤٠٣٥) ب «ق».
وبالإضافة إلى
المتن المذكور في هذه النسخ ، اعتمدنا في ضبطه على :
المطبوع ضمن
مجموعة من الأراجيز مع (عقود الجمان) للسيوطي ـ طبعة حجرية في طهران سنة (١٣١٦)
باهتمام الشيخ أحمد الشيرازي ، وقد رمزنا إليها ب «طد».
والمطبوع ـ ضمن
مجموعة مهمات المتون ـ في القاهرة سنة (١٣٦٨) بمطبعة
الاستقامة ، نشر المكتبة التجارية : وعبرنا عنها ب «المطبوعة المصرية».
٢ ـ قمنا بإخراج
الكتاب : تنقيطا ، وضبطا ، بما يجعله صالحا للاستخدام في
المناهج الدراسية ، مميزا بالوضوح والدقة.
٣ ـ حاولنا توضيح
جوانب من الشواهد المذكور في الكتاب تفتح أمام
الطالب مجالا للمراجعة إلى المصادر المتكفلة لشرحها.
٤ ـ أعددنا للكتاب
فهارس متنوعة ، تناسب موضوعه ، تسهيلا لمراجعته.
والحمد لله أولا
وآخرا.
* * *
٣ ـ متن الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
(وبه نستعين)
الحمد لله الذي
ميز الإنسان بإدراك المعاني ، وعلم البيان بإيراد التراكيب
والمباني.
والصلاة على محمد
المؤيد ببديع محسنات المعاني والألفاظ ، وعلى آله الأطهار
الأبرار ، وصحبه الأخيار الايقاظ.
أما بعد ، فيقول
المحتاج إلى الله الغني ، ميرزا محمد بن رضا ، القمي : هذه
فوائد علقتها على الأرجوزة المنظومة في فن البلاغة لأنها فائقة على سائر ما صنف في
هذه الصناعة ، لكونها قليلة اللفظ ، كثيرة المعاني ، قريبة إلى فهم
المقاصد للأجانب
والأداني ، وسميتها ب «إنجاح المطالب» ، ومن الله الفوز بالمآرب.
__________________
قال الراجز :
١ ـ الحمد لله وصلى الله
|
|
على رسوله الذي
اصطفاه
|
٢ ـ محمد وآله وسلما
|
|
وبعد ، قد أحببت
أن أنظما
|
٣ ـ في علمي البيان والمعاني
|
|
أرجوزة لطيفة
المعاني
|
٤ ـ أبياتها عن مائة لم تزد
|
|
فقلت غير آمن من
حسد
|
أقول :
افتتح أرجوزته ـ
بعد التيمن بالتسمية ـ بحمد الله سبحانه أداء لحق شئ مما يجب عليه من شكر نعمائه ، التي نظم هذه
الأرجوزة أثر من آثارها.
والحمد في اللغة
هو الثناء على الجميل الاختياري ، نعمة كان أو غيرها ، وفي
العرف : فعل ينبئ عن تعظيم المنعم ، من حيث أنه منعم ، سواء كان ذكرا باللسان
ـ أي ثناء ـ أو اعتقادا بالجنان ، أو عملا بالأركان.
فبين المعنيين
عموم وخصوص من وجه ، بحسب الموردين والمتعلقين.
لله : اللام
للاختصاص ، حيث لا يصلح للملك ، باعتبار الداخل ، لا
المدخول كما في نحو «الجل للفرس».
__________________
والله : علم للذات
الواجب الوجود ، المستجمع لجميع أسباب المحاسن
من صفات الكمال وسمات الجلال ، فتعليق الحمد به مشعر بالعلية ، نحو (التكرمة
للعالم) ولذا لم يقل : الحمد للخالق ، أو الرازق ، أو نحوهما ، مما يوهم اختصاص
الحمد بوصف دون وصف.
وصلى
: بمعنى دعا ، أي
طلب الرحمة ، وإذا أسند إلى الله جرد عن معنى
الطلب ، وقصد به معنى «رحم» مجازا.
على رسوله : وهو النبي الذي له دين وكتاب.
اصطفاه
: اختاره.
محمد
: من الأعلام
المنقولة من اسم المفعول ، سمي به إلهاما من الله تعالى ،
وتفاؤلا بأنه يكثر حمد الخلق له ، لكثرة خصاله الحميدة.
وآله
: أصله «أهل» بدليل
«أهيل».
وقال الكسائي :
سمعت أعرابيا يقول : (آل وأويل ، وأهل وأهيل) فأصله
الهمزة.
وهم : علي ،
وفاطمة ، والحسنان ، ويطلق تغليبا على باقي الأئمة عليهمالسلام
وسلما
: عطف تفسيري لقوله
«صلى» بدليل قوله : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما) .
وبعد
: من الظروف ، ولها
أربع حالات ، باعتبار ما تضاف إليه :
* ذكره : وإعرابها
بدون التنوين.
__________________
* وحذفه ، مع
تقدير لفظه : وإعرابها بدونه ، أيضا.
* وحذفه ، وعدم
تقديره مطلقا : وإعرابها مع التنوين.
* وحذفه ، وتقدير
معناه : وبناؤها على الضم.
والأرجوزة في
النظم ، بمنزلة الرسالة في النثر.
قال : مقدمة .
أقول
:
أي هذه مقدمة في
بيان معنى الفصاحة والبلاغة وما يتصل بهما ، مأخوذة من
«مقدمة الجيش» للجماعة المقدمة منها من (قدم) بمعنى (تقدم).
قال
:
٥ ـ فصاحة المفرد في سلامته
|
|
من نفرة فيه ومن
غرابته
|
٦ ـ وكونه مخالف القياس
|
|
ثم الفصيح من
كلام الناس
|
٧ ـ ما كان من تنافر سليما
|
|
ولم يكن تأليفه
سقيما
|
٨ ـ وهو من التعقيد أيضا خال
|
|
وإن يكن مطابقا
للحال
|
٩ ـ فهو البليغ والذي يؤلفه
|
|
وبالفصيح من
يعبر نصفه
|
أقول
:
الفصاحة ـ في
الأصل ـ تنبئ عن الإبانة والظهور ، يقال فصح الأعجمي
__________________
وأفصح : إذا انطلق
لسانه وخلصت لغته من اللكنة ، وجادت ، فلم يلحن ، وأفصح
به : أي صرح به.
يوصف بها المفرد
والكلام والمتكلم ، يقال : كلمة فصيحة ، وكلام فصيح ،
وكاتب فصيح ; في النثر ، وقصيدة فصيحة ، وشاعر فصيح ; في النظم.
والبلاغة : تنبئ
عن الوصول والانتهاء ، يوصف بها الكلام والمتكلم ، دون
المفرد ، يقال : كلام بليغ ، ومتكلم بليغ ، ولم يسمع : كلمة بليغة.
ولما كانت الفصاحة
في الاصطلاح عبارة عن كون اللفظ جاريا على القوانين
المستنبطة من استقراء كلامهم ، كثير الاستعمال على ألسنة العرب الموثوق بعربيتهم ،
والبلاغة عبارة عن كون الكلام على وفق مقتضى الحال ، وكان كل منهما صفة
للكلام والمتكلم بمعنى ، والفصاحة صفة للمفرد بمعنى ، مع اشتراك المفرد والكلام
والمتكلم في معنى مطلق الفصاحة ، والكلام والمتكلم في معنى مطلق البلاغة ، أفرد
لكل منها تعريفا يدل على امتيازه عن الآخر.
فقوله : «فصاحة المفرد ـ إلى
قوله : وكونه مخالف القياس» بيان لمعنى فصاحة المفرد.
يعني : فصاحة
المفرد عبارة عن سلامته من نفرة فيه ـ أي : من تنافر الحروف ـ ومن الغرابة ، ومن
كونه مخالف القياس اللغوي المستنبط من استقراء اللغة ، حتى لو وجد في الكلمة شئ من
هذه الثلاثة لا تكون فصيحة.
والتنافر : وصف في
الكلمة يوجب ثقلها على اللسان ، وعسر النطق بها ، مثل
ما في «الهعخع» بالخاء المعجمة ، في قول أعرابي سئل عن ناقته؟ : (تركتها ترعى
__________________
الهعخع).
والغرابة : كون
الكلمة وحشية غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال ، ك
(تكأكأتم) و (افرنقعوا) في قول عيسى بن عمر النحوي ، حين سقط من الحمار ،
واجتمع الناس عليه : (ما لكم تكأكأتم علي تكأكأتم على ذي جنة ، فافرنقعوا عني)
أي : اجتمعتم ، تنحوا.
كذا ذكره الجوهري
في الصحاح.
والمخالفة : كون
الكلمة على خلاف القانون المستنبط من تتبع لغة العرب ،
أعني مفردات ألفاظهم الموضوعة ، أو ما هو في حكمها كوجوب الإعلال في نحو
(قام) والادغام في نحو (مد).
والكلمة المشتملة
على مخالفة القياس نحو (الاجلال) بفك الادغام في قوله :
الحمد لله العلي
الاجلال
|
|
...
|
والقياس (الأجل)
بالإدغام.
وقوله : «ثم الفصيح ـ إلى قوله
: ـ وهو من التعقيد أيضا خال» ، إشارة إلى تعريف الكلام الفصيح.
يعني : الكلام
الفصيح ما كان سالما من تنافر الكلمات ، ولم يكن تأليفه سقيما
ـ أي ضعيغا ـ وكان خاليا من التعقيد اللفظي والمعنوي.
والتنافر : أن
تكون الكلمات ثقيلة على اللسان ، كقوله :
__________________
وضعف التأليف : أن
يكون تأليف أجزاء الكلام على خلاف القانون النحوي
المشتهر بين معظم أصحابه ، حتى يمتنع عند الجمهور ، كالإضمار قبل الذكر لفظا
ومعنى ، نحو : «ضرب غلامه زيدا».
والتعقيد اللفظي :
أن لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المعنى المراد منه ،
لخلل واقع في الترتيب ، بأن لا يكون ترتيب الألفاظ على وفق ترتيب المعاني ،
بسبب تقديم أو تأخير أو حذف أو غير ذلك مما يوجب صعوبة فهم المراد ، وإن كان
جاريا على القوانين ، كقول الفرزدق في مدح خال هشام بن عبد الملك :
وما مثله في
الناس إلا مملكا
|
|
أبو أمه حي أبوه
يقاربه
|
أي : ليس مثله في
الناس حي يقاربه إلا مملكا ـ أعطي الملك والمال ـ أبو أمه
أبوه ، يعنى هشاما.
والتعقيد المعنوي
: أن لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المعنى المراد ، لخلل
واقع في انتقال الذهن من المعنى الأول المفهوم بحسب اللغة ، إلى الثاني المقصود ،
وذلك يكون لإيراد اللوازم البعيدة المفتقرة إلى الوسائط الكثيرة ، مع خفاء
__________________
القرائن الدالة
على المقصود ، كقول عباس بن الأحنف :
سأطلب بعد الدار
عنكم لتقربوا
|
|
وتسكب عيناي
الدموع لتجمدا
|
أي : لتسر.
جعل جمود العين
كناية عن السرور ، والذهن لا ينتقل منه إليه ، بل ينتقل
إلى بخلها بالدموع حال إرادة البكاء.
وقوله : «وإن يكن ـ إلى قوله :
ـ فهو البليغ» ، إشارة إلى
تعريف الكلام البليغ.
يعني : إن الكلام
البليغ هو الكلام الفصيح مع كونه مطابقا لمقتضى الحال.
والمراد بالحال :
الأمر الداعي إلى التكلم على وجه مخصوص ، وذلك الوجه
المخصوص هو (مقتفى الحال) مثلا : كون المخاطب منكرا للحكم حال تقتضي
تأكيد الكلام ، والتأكيد مقتضاها.
ومعنى مطابقته له
: أن الحال إن اقتضى التأكيد كان الكلام مؤكدا ، وإن
اقتضى الإطلاق كان عاريا عن التأكيد ، وهكذا.
قوله : «والذي يؤلفه» ، إشارة إلى تعريف المتكلم البليغ.
يعني : إن الكلام
الفصيح المطابق لمقتضى الحال كلام بليغ ، ومن له ملكة
التكلم به متكلم بليغ.
وقوله : «وبالفصيح من يعبر
نصفه» إشارة إلى معنى
المتكلم الفصيح.
__________________
يعني : من يعبر عن
المعنى بالكلام الفصيح نصفه ـ نحن ، أيضا ـ بالفصيح.
ويحتمل أن يكون
إشارة إلى أن «الفصيح» قد يطلق على «البليغ».
قال :
١٠ ـ والصدق أن يطابق الواقع ما
|
|
نقول والكذب
خلافه اعلما
|
أقول
:
صدق الخبر مطابقة
حكمه للواقع ـ أي الخارج الذي يكون لنسبة
الكلام الخبري ـ وكذبه عدم مطابقته للواقع.
وقال النظام : صدق
الخبر مطابقته لاعتقاد المخبر ، ولو كان ذلك
الاعتقاد خطأ ، (وكذبه عدم مطابقته لاعتقاد المخبر ، ولو كان خطأ) .
وقال الجاحظ : صدق
الخبر مطابقته للواقع ، مع الاعتقاد بأنه مطابق ،
وكذبه عدم مطابقته ، مع الاعتقاد بأنه غير مطابق ، فاعلم.
__________________
الفن الأول
علم المعاني
قال :
١١ ـ وعربي اللفظ ذو أحوال
|
|
يأتي بها مطابقا
للحال
|
١٢ ـ عرفانها علم هو المعاني
|
|
منحصر الأبواب
في ثمان
|
أقول
:
للفظ العربي أحوال
، كالتأكيد ، والتجريد ، والحذف ، والذكر ، والتقديم ،
والتأخير ، وغير ذلك ، هي مقتضى الحال ، معرفتها هو علم المعاني.
فهو : علم يعرف به
أحوال اللفظ العربي ، التي بها يطابق اللفظ مقتضى
الحال.
واحترزنا بالقيد
الأخير عن الأحوال التي ليست بهذه الصفة ، كالإدغام ،
والرفع ، والنصب ، وما أشبه ذلك ، مما لا بد منه في تأدية أصل المعنى.
وينحصر المقصود من
علم المعاني في ثمانية أبواب :
الأول : أحوال
الإسناد الخبري.
الثاني : أحوال
المسند إليه.
الثالث : أحوال
المسند.
الرابع : أحوال
متعلقات الفعل.
الخامس : القصر.
السادس : الإنشاء.
السابع : الفصل
والوصل.
الثامن : الإيجاز
والاطناب والمساواة.
الباب الأول
أحوال الإسناد الخبري
قال :
١٣ ـ إن قصد المخبر نفس الحكم
|
|
فسم ذا فائدة ،
وسم
|
١٤ ـ إن قصد الإعلام بالعلم به
|
|
لازمها ،
وللمقام انتبه
|
١٥ ـ إن ابتدائيا فلا يؤكد
|
|
أو طلبيا فهو
فيه يحمد
|
١٦ ـ وواجب بحسب الإنكار
|
|
ويحسن التبديل
بالأغيار
|
أقول
:
لا شك أن من بصدد
الإخبار ، إما أن يكون قصده بخبره إفادة المخاطب
الحكم ، كقوله. (زيد قائم) لمن لا يعرف أنه قائم.
أو إفادة أنه ـ أي
من بصدد الإخبار ـ عالم بالحكم ، كقولك : (حفظت
التوراة) لمن حفظها ، والمراد إفادة أنك عالم بأنه حفظها.
ويسمى الحكم الذي
قصد بالخبر إفادته ، في الصورة الأولى : (فائدة الخبر)
وإليه أشار بقوله : (فسم ذا فائدة).
__________________
ويسمى كون المخبر
عالما به ، الذي قصد إفادته بالخبر ، في الصورة الثانية :
(لازم فائدة الخبر) لأن الأول يمتنع بدونه ، وهو بدون الأول لا يمتنع ، كما هو حكم
اللازم الأعم.
وإليه أشار بقوله
: (وسم إن قصد الأعلام بالعلم به * لازمها).
قوله : (وللمقام
انتبه).
الحال والمقام
متقاربا المفهوم ، والتغاير بينهما اعتباري ، فإن الأمر الداعي مقام
باعتبار توهم كونه محلا لورود الكلام على خصوصية ما ، وحال باعتبار توهم كونه
زمانا له.
وأيضا : المقام
يعتبر إضافته إلى المقتضى ـ اسم المفعول ـ فيقال : مقام التأكيد ،
والاطلاق ، والحذف ، والإثبات.
والحال إلى
المقتضي ـ اسم الفاعل ـ فيقال : حال الإنكار ، وحال خلو الذهن.
ومقامات الكلام
متفاوتة ، ولذا قال : (وللمقام انتبه) ، فإن المخاطب الملقى
إليه الكلام :
إما أن يكون خالي
الذهن من الحكم ونقيضه ، والكلام الملقى إليه يسمى
«ابتدائيا» ولا يؤكد أصلا ، وإليه أشار بقوله : (إن ابتدائيا فلا يؤكد).
أو يكون معتقدا
بنقيضه ومنكرا للحكم ، فالكلام الملقى إليه يسمى «إنكاريا»
ويؤكد بحسب الإنكار ، وإليه أشار بقوله : (وواجب بحسب الإنكار).
أو لا يكون معتقدا
للحكم ولا لنقيضه ، بل شاكا فيه ، ويسمى الكلام الملقى
إليه «طلبيا» ويؤكد استحسانا لا وجوبا ، وإليه أشار بقوله : (أو طلبيا فهو فيه
يحمد).
قوله : (ويحسن التبديل
بالأغيار) أي : يحسن تبديل
مخاطب بغيره ، مثلا
إذا كان المخاطب منكرا
، يصح تبديله بخالي الذهن ، وتنزيله منزلته ، إذا كان معه
شئ من الدلائل والشواهد إن تأمله ارتدع عن الإنكار ، كما تقول لمنكر الإسلام :
«الإسلام حق» من غير تأكيد ، لما معه من الدلائل الدالة على نبوة محمد صلى الله
عليه وآله وسلم ، لكنه لا يتأملها ليرتدع عن الإنكار.
قال :
١٧ ـ والفعل أو معناه من أسنده
|
|
لما له في ظاهر
ذا عنده
|
١٨ ـ حقيقة عقلية ، وإن إلى
|
|
غير ملابس مجاز
أولا
|
أقول
:
الإسناد مطلقا ـ
سواء كان خبريا أو غير خبري ـ منه حقيقة عقلية ، ومنه مجاز عقلي.
والحقيقة العقلية
: إسناد الفعل أو معناه ، من المصدر ، واسم الفاعل ،
والمفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل ، والظرف.
واحترز به عما لا
يكون المسند فيه فعلا أو معناه ، كقولنا : (الحيوان جسم)
فإنه ليس حقيقة عقلية ولا مجازا عقليا عند بعضهم ، ومنهم الراجز.
إلى شئ الفعل أو معناه له عند المتكلم ـ أي بحسب اعتقاده ـ في
الظاهر من حاله وكلامه.
كقول المؤمن : (أنبت
الله البقل) وقول الجاهل : (أنبت الربيع البقل).
وإلى ذلك أشار
بقوله : (والفعل
أو معناه من أسنده لما له في ظاهر ذا
__________________
عنده
حقيقة عقلية).
والمجاز العقلي :
هو إسناد الفعل أو معناه إلى غير ما هو له في الظاهر من
حال المتكلم ، ملابس لما هو له في الجملة ، بتأول ونصب قرينة من حاله على أنه
غير ما هو له ، نحو قول المؤمن : (أنبت الربيع البقل).
وأشار إليه بقوله
: (وإن
إلى غير ملابس مجاز أولا) يعني : إن أسند إلى غير ما هو له بتأول ملابس لما هو له فهو مجاز عقلي.
الباب الثاني
أحوال المسند إليه
أي الأمور العارضة
له باعتبار أنه مسند إليه ، كحذفه ، وذكره ، وغير ذلك.
قال :
١٩ ـ الحذف للصون وللإنكار
|
|
والاحتراز أو
للاختبار
|
أقول :
من الأمور العارضة
للمسند إليه أنه قد يحذف ، ولا يجوز ذلك إلا إذا صلح له
المقام باعتبار القرينة وقد بين في النحو ، ودعا إليه داع ، والمراد هنا بيان
الداعي.
وقد يكون الداعي
إليه إرادة صون المسند إليه عن اللسان ، تعظيما له. أو
صون لسانك عنه ، إهانة له.
وقد يكون إرادة
تيسر الإنكار عند الحاجة إليه ، كقولك : (فاجر ، فاسق)
إذا علم بالقرينة أن المراد زيد ، ليتأتى أن تقول : ما أردت زيدا ، بل غيره.
وقد يكون سبب
الحذف كون ذكره عبثا يحترز بالحذف عنه ، إذا تعين بالقرينة
نحو :
قال لي : كيف أنت؟
قلت : عليل ... للاحتراز عن العبث
بذكره.
وقد يكون الداعي
إلى الحذف إرادة اختبار تنبه السامع ، هل يتنبه بالقرينة
أم لا؟
أو اختبار مقدار
تنبهه ، هل يتنبه بالقرائن الخفية أم لا؟
قال :
٢٠ ـ والذكر للأصل وللتنويه
|
|
والبسط والضعف
وللتنبيه
|
أقول
:
أما ذكر المسند
إليه :
فلأنه الأصل ، ولا
مقتضي للعدول عنه.
أو للتنويه
والتهويل ، إذا كان اسمه يدل على العظمة ، نحو (الأمير قال
كذا).
أو بسط الكلام ،
حيث يكون إصغاء المخاطب مطلوبا للمتكلم لعظمته وشرفه ، نحو قوله تعالى : (هي عصاي) .
أو الاحتياط ،
لضعف التعويل على القرينة.
أو التنبيه على
غباوة السامع ، وأنه لا يتنبه للشئ بالقرينة.
__________________
قال :
٢١ ـ وإن بإضمار يكن معرفا
|
|
فللمقامات
الثلاثة اعرفا
|
٢٢ ـ والأصل في الخطاب للمعين
|
|
والترك فيه
للعلوم البين
|
أقول
:
أما تعريف المسند
إليه بالإضمار :
فلأن المقام
للتكلم أو الخطاب أو الغيبة ، بدون اسم الظاهر ، لتقدم ذكره ،
أو غير ذلك ، نحو : أنا قمت ، (أنت قمت) ، وزيد هو قائم.
وأصل الخطاب أن
يكون لمعين ، واحدا كان أو كثيرا ; لأن وضع المعارف
للمعين.
وقد يترك الخطاب
متناولا لغير المعين أيضا ، فيفيد العموم البين.
قال :
٢٣ ـ وعلمية فللإحضار
|
|
أو قصد تعظيم أو احتقار
|
أقول
:
علمية المسند إليه
ـ أي إيراده علما ـ تكون :
لإحضاره في ذهن
السامع باسم مختص به ، ولا يصلح لهذا سوى العلم من
__________________
المعارف ، نحو : (الله أحد) .
وقد يكون لقصد
تعظيم المسند إليه ، إذا دل العلم عليه ، كما في الألقاب
المادحة ، نحو (علي ركب).
وقد يكون لقصد
احتقار المسند إليه ، إذا دل العلم عليه ، كما في الألقاب الذامة ،
نحو (معاوية هرب).
وقد يكون لغير ذلك
، نحو الاستلذاذ بذكر اسمه ، أو التبرك به ، أو التفاؤل
به ، أو التطير به ، إلى غير ذلك من الاعتبارات المناسبة للمقام.
قال :
٢٤ ـ وصلة للجهل والتعظيم
|
|
للشأن والايماء
والتفخيم
|
أقول
:
إيراد المسند إليه
موصولا يكون :
لعدم علم المتكلم
أو المخاطب أو كليهما بالأحوال المختصة به سوى الصلة.
فالأول نحو : الذي
كان معنا أمس رجل فاضل.
والثاني نحو :
الذين في بلاد المشرق لا أعرفهم.
والثالث نحو :
الذين في بلاد الشرق لا نعرفهم.
ويكون لتعظيم شأن
الخبر ، نحو قول الفرزدق :
إن الذي سمك
السماء بنى لنا
|
|
بيتا دعائمه أعز
وأطول
|
أورد المسند إليه ـ
وهو اسم إن ـ موصولا ، تعظيما لشأن الخبر ، وهو (بنى) بأنه
فعل من رفع السماء ، وهذا بخلاف ما لو قال : إن الله ، أو الرحمن ، أو غير ذلك ...
__________________
ولتعظيم شأن غير
الخبر ، نحو قوله تعالى : (الذين كذبوا شعيبا
كانوا هم الخاسرين) .
أورد (الذين كذبوا ...) موصولا ـ وهو
المسند إليه ـ لتعظيم شعيب ، وهو غير الخبر ، وهذا بخلاف ما لو قال : إن القوم الفلاني ....
وقد يكون للايماء
إلى جنس الخبر المبني عليه [نحو قوله تعالى] : (إن الذين يستكبرون عن
عبادتي ، سيدخلون جهنم داخرين)
.
أورد المسند إليه ـ
وهو الذين يستكبرون ـ موصولا ، للايماء إلى أن الخبر المبني عليه من جنس العقاب ،
فإذا ذكر ـ تجد ذلك الايماء ـ الخبر ـ وهو (سيدخلون جهنم)
ـ كان أوقع وأمكن في النفس.
وقد يكون للتفخيم
والتهويل ، نحو : (فغشيهم
من اليم ما غشيهم) .
فإن في هذا
الإبهام من التفخيم ما لا يخفى.
وقد يكون لغير ما
ذكر من الاعتبارات.
قال :
٢٥ ـ وبإشارة لذي فهم بطي
|
|
في القرب والبعد
أو التوسط
|
أقول
:
تعريف المسند إليه
بإيراده اسم إشارة يكون لمخاطب ذي فهم بطئ ، حقيقة ،
أو ادعاء بأنه لا يدرك غير المحسوس.
__________________
سواء كان اسم
الإشارة موضوعا للقريب ، نحو «ذا» أو البعيد نحو «ذلك»
أو التوسط نحو «ذاك زيد».
وقد يكون لغير ذلك
من الاعتبارات ، كتحقير المسند إليه بالقرب ، نحو (أهذا الذي يذكر
آلهتكم) .
أو تعظيمه بالبعد
، نحو (آلم * ذلك الكتاب) .
قال :
٢٦ ـ وأل لعهد أو حقيقة وقد
|
|
يفيد الاستغراق
أو ما انفرد
|
أقول
:
«أل» التعريف يكون للعهد الخارجي ، وللحقيقة ، وقد يفيد
الاستغراق ، أو
ما انفرد ـ أي صار فردا من الحقيقة غير معين ـ وهو المسمى ب «العهد الذهني» عند
المحققين.
فإذا أريد الإشارة
إلى أمر معين معهود في خارج الذهن بسبب قرينة ، عرف المسند إليه تعريف العهد
الخارجي ، نحو (ليس الذكر كالأنثى) و (جاء القاضي) إذا
لم يكن في البلد إلا واحد معين.
وإذا أريد الإشارة
إلى نفس الحقيقة ، من دون اعتبار الفرد ، عرف تعريف
الحقيقة ، نحو : (الرجل خير من المرأة).
وإذا أريد شمول
أفراد يتناولها اللفظ لغة ، عرف تعريف الاستغراق الحقيقي
__________________
نحو (إن الإنسان لفي خسر) .
أو أفراد يتناولها
عرفا ، نحو : (جمع الأمير الصاغة) أي صاغة بلده ، سمي
بالاستغراق العرفي.
وإذا أريد فرد من
الحقيقة غير معين في الخارج والذهن ، نحو قوله تعالى : (أخاف أن يأكله الذئب) فهو تعريف العهد الذهني ، المشار إليه بقوله «أو ما انفرد»
.
قال :
٢٧ ـ وبإضافة فلاختصار
|
|
أو قصد تعظيم أو احتقار
|
أقول
:
قد يعرف المسند
إليه بإضافته إلى إحدى المعارف : لقصد الاختصار ، نحو
قول جعفر بن علبة الحارثي :
__________________
هواي مع الركب
اليمانين مصعد
|
|
جنيب وجثماني
بمكة موثق
|
والمسند إليه ـ
هواي ـ أي : مهوي ، أورده مضافا ، لأنه اختصر من «الذي
أهواه» وما يؤدي مؤداه.
وقد تكون الإضافة
لتعظيم شأن المضاف المسند إليه ، نحو : (عبد الخليفة
ركب).
أو شأن المضاف
إليه المسند إليه نحو : (عبدي حضر) تعظيما للمتكلم بأن له
عبدا ـ وهو المضاف إليه المسند إليه ـ.
أو شأن غير هما ،
نحو : (عبد السلطان عندي) (تعظيما للمتكلم بأن عبد
السلطان عنده) وهو غير المسند إليه ، وغير المضاف إليه المسند إليه.
وقد تكون الإضافة
لقصد احتقار المسند إليه ، نحو : (ولد الحجام حاضر).
أو المضاف إليه
المسند إليه ، نحو : (ضارب زيد حاضر).
أو غيرهما ، نحو :
(ولد الحجام يجالس زيدا).
قال :
٢٨ ـ وإن منكرا فللتحقير
|
|
والضد والإفراد
والتكثير
|
أقول
:
إن كان المسند
إليه منكرا ، فتنكيره لقصد تحقير ، أو ضد التحقير ـ وهو التعظيم ـ يعني : إنه بلغ
في انحطاط الشأن أو ارتفاعه إلى حد لا يمكن أن يعرف ،
__________________
نحو قول ابن أبي
السمط :
له حاجب في كل
أمر يشينه
|
|
وليس له عن طالب
العرف حاجب
|
تنكير (حاجب)
الأول للتعظيم ، أي : حاجب عظيم ، والثاني للتحقير ، أي :
مانع حقير فكيف بالعظيم؟!
ويكون التنكير
للإفراد ، أي : القصد إلى فرد غير معين مما يشمله اسم الجنس ، نحو قوله تعالى : (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) .
وللتكثير ، نحو
قولهم : (إن له لإبلا).
وللتقليل ، نحو
قوله تعالى : (رضوان من الله أكبر) ، وإليه أشار بقوله :
ـ (وضده) أي : ضد
التكثير ـ وهو التقليل ـ في صدر البيت التالي.
قال :
٢٩ ـ وضده ، والوصف للتبيين
|
|
والمدح والتخصيص
والتعيين
|
أقول
:
إيراد الوصف
للمسند إليه :
(قد يكون للتبيين
والكشف ، نحو : الجسم الطويل العريض العميق ، يحتاج
إلى فراغ يشغله) .
__________________
وقد يكون للمدح.
وقد يكون للتخصيص
، وهو ـ في عرف هذا الفن ـ عبارة عن : تقليل
الاشتراك في النكرات ، ورفع الاحتمال في المعارف.
وفي عرف النحاة
يخص بالأول ، ويسمون الثاني «توضيحا».
والراجز لما جرى ـ
هنا ـ على اصطلاح النحاة سمى المعنى الثاني «تعيينا».
مثال التخصيص (رجل
عالم جاء).
و (زيد العالم قال)
مثال للتعيين إن لم يتعين قبل الوصف ، وإلا ، فمثال المدح.
وقد يكون لغير ذلك
من الاعتبارات ، كالذم والترحم ، وغير ذلك.
قال :
٣٠ ـ وكونه مؤكدا فيشمل
|
|
لدفع وهم كونه
لا يشمل
|
أقول
:
تأكيد المسند إليه
يكون :
لدفع توهم عدم
الشمول ، نحو : (جاءني القوم كلهم أو أجمعون) لئلا
يتوهم أن بعضهم لم يجئ ، إلا أنك لم تعتد بهم ، أو جعلت الفعل الواقع عن البعض
كالواقع عن الكل ، بناء على أنهم في حكم شخص واحد ، كما يقال : (بنو تميم
قتلوا زيدا) وإنما قتله واحد منهم.
وقد يكون لدفع
توهم السهو ، نحو : (جاء زيد زيد) ، لئلا يتوهم أن الجائي
عمرو ، وإنما ذكر زيد على سبيل السهو.
وقد يكون لدفع
توهم التجوز ، أي : التكلم بالمجاز ، نحو : قطع اللص
الأمير الأمير ، أو نفسه ، أو عينه ، لئلا يتوهم أن إسناد القطع إلى الأمير مجاز ،
وإنما
__________________
القاطع بعض غلمانه.
وإلى الوجهين
الأخيرين أشار بقوله : (والسهو والتجوز المباح) في البيت
التالي :
قال :
٣١ ـ والسهو والتجوز المباح
|
|
ثم بيانه
فللإيضاح
|
أقول
:
تعقيب المسند إليه
بعطف البيان يكون لإيضاحه باسم مختص به ، نحو :
(قدم صديقك خالد).
ولا يلزم كون
الثاني أوضح ; لجواز أن يحصل الايضاح من اجتماعها.
وقد يكون ـ أيضا ـ
للمدح ، كما ذكر صاحب الكشاف إن : (البيت الحرام) في قوله تعالى : (جعل الله الكعبة
البيت الحرام قياما للناس) عطف بيان ، جئ به للمدح.
وقوله في البيت
التالي : (باسم به يختص) من تتمة هذا البحث.
قال :
٣٢ ـ باسم به يختص ، والأبدال
|
|
يزيد تقريرا لما
يقال
|
أقول
:
إيراد البدل من
المسند إليه يزيد تقريرا لما يقال ، أي للمسند إليه ، نحو :
(جاء أخوك زيد) حصل التقرير بالتكرير.
قال :
٣٣ ـ والعطف تفصيل مع اقتراب
|
|
أو رد سامع إلى
الصواب
|
__________________
أقول
:
عطف شئ على المسند
إليه يكون :
لتفصيل المسند
إليه ، مع اقتراب ، أي اختصار ، نحو (جاء زيد وعمرو)
فإن فيه تفصيلا للفاعل من غير دلالة على تفصيل الفعل ، إذ «الواو» إنما هي
للجمع المطلق ، من غير تعرض لتقدم أو تأخر أو معية.
وقوله : (مع
اقتراب) ، احتراز عن نحو : (جاءني زيد وجاءني عمرو) فإن فيه
تفصيلا مع أنه ليس من عطف المسند إليه ، بل هو من عطف الجملة.
ويكون لتفصيل المسند
، بأنه حصل من أحد المذكورين أولا ، ومن الآخر
بعده متراخيا ، أو غير متراخ ، مع اقتراب أيضا ـ واحترز به عن نحو : (جاءني زيد
وعمرو بعده بيوم أو سنة) ـ نحو : (جاءني زيد فعمرو) لتفصيل المسند مع عدم
التراخي ، و: (جاءني زيد ثم عمرو) لتفصيل المسند مع التراخي.
وقد يكون لرد
السامع من الخطأ في الحكم إلى الصواب فيه ، نحو : (جاء
زيد لا عمرو) لمن اعتقد أنهما جاءاك معا.
قال :
٣٤ ـ والفصل للتخصيص ، والتقديم
|
|
فلإهتمام يحصل التقسيم
|
٣٥ ـ كالأصل ، والتمكين والتفال
|
|
وقد يفيد
الاختصاص إن ولي
|
٣٦ ـ نفيا وقد على خلاف الظاهر
|
|
يأتي ، كأولي
والتفات دائر
|
أقول
:
تعقيب المسند إليه
بضمير الفصل لتخصيص المسند إليه بالمسند ، أي : لقصر
__________________
المسند عليه ، نحو (زيد هو القائم) معناه : القيام مقصور على زيد
لا يتجاوزه إلى عمرو ـ مثلا ـ.
وإلى هذا أشار
بقوله : والفصل للتخصيص.
وتقديم المسند
إليه على المسند لكون ذكره أهم ، والأهم يقدم ، وتلك الأهمية :
إما أن تكون ناشئة عن كون تقديمه الأصل ; لأنه المحكوم عليه في حالة لا
يكون شئ مقتضيا للعدول عنه ، فحينئذ يصير تقديمه أهم ، نحو (زيد قائم).
وإنما قلنا : لا
يكون شئ مقتضيا للعدول عنه؟.
لأنه لو كان ـ كما
في الجملة الفعلية ، فإن كون المسند هو العامل يقتضي
العدول عن تقديم المسند إليه ـ لم يكن تقديمه أهم ، فلا يقدم.
أو تكون الأهمية
ناشئة عن إرادة تمكين الخبر في ذهن السامع لأن في المبتدأ
تشويقا إلى الخبر ، ومعلوم أن حصول الشئ بعد الشوق ألذ وأوقع في النفس ، كقول
أبي العلاء المعري :
والذي حارت
البرية فيه
|
|
حيوان مستحدث من
جماد
|
أو تكون الأهمية
ناشئة من إرادة التفاؤل بما صدر به الكلام ، إذا كان المسند
إليه مما يتأتى فيه ذلك ، نحو : سعد في دارك.
__________________
إلى غير ذلك من
الاعتبارات.
وإلى ما ذكرنا
مفصلا أشار الراجز مجملا بقوله : (والتقديم ـ أي : تقديم المسند إليه ـ
فلإهتمام يحصل التقسيم) أي : يكون لاهتمام حاصل من التقسيم بأن التقديم إما لأنه الأصل ولا مقتضي للعدول عنه ، أو
لتمكين الخبر في ذهن السامع ، أو للتفاؤل ، أو لغير ذلك.
قوله : (وقد يفيد الاختصاص إن
ولي نفيا) إشارة إلى أنه
قد يفيد تقديم المسند إليه ـ بشرط أن يكون المسند إليه واقعا بعد حرف نفي ، والخبر
جملة فعلية ـ
لتخصيصه بالمسند ، أي : قصر المسند عليه ، نحو : (ما أنا قلت هذا) معناه :
عدم قول هذا مقصور علي ، لا يتجاوز عني إلى غيري ، ولذا يلزم أن يكون غيره
قائلا لهذا.
هذا كله إذا خرج
الكلام على وفق مقتضى الظاهر من الحال.
وقد يخرج الكلام
على خلاف مقتضى الظاهر من الحال ، لاقتضاء الحال إياه ، وإليه أشار بقوله : (وقد على خلاف الظاهر
يأتي ، كأولى والتفات دائر) يعني :
قد يأتي الكلام
على خلاف مقتضى الظاهر من الحال ; لاقتضاء الحال إياه ، وذلك
كالأولى ، والالتفات الدائر على ألسنة أرباب هذا الفن.
أما قوله : (كأولى) فإشارة إلى أنه قد يتلقى المخاطب بغير ما يترقب ; بسبب
حمل كلامه على خلاف مراده ; تنبيها على أن ذلك الغير هو الأولى بالقصد والإرادة ;
كقول القبعثرى للحجاج ـ وقد قال الحجاج له متوعدا إياه : (لأحملنك على الأدهم)
أراد الحجاج القيد ـ : (مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب) فأبرز وعيد الحجاج في
معرض الوعد ، وتلقاه بغير ما يترقب ; بأن حمل «الأدهم» في كلامه على الفرس الأدهم ـ
أي : الذي غلب سواده حتى ذهب البياض فيه ـ وضم
__________________
إليه «الأشهب» أي
: الذي غلب بياضه حتى ذهب ما فيه من السواد ـ ، ومراد الحجاج إنما هو القيد ، فنبه
على أن الحمل على الفرس هو الأولى بأن يقصده.
وقوله : (والتفات دائر) إشارة إلى ما يسميه علماء المعاني «التفاتا» وهو :
التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة ، التي هي التكلم والخطاب والغيبة ، بعد
(التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر منها ، بشرط أن يكون التعبير) الثاني على
خلاف مقتضى الظاهر ، ويكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبر بغير هذا الطريق
وذلك يكون في كل
من التكلم والخطاب والغيبة ، أي كل منها ينقل إلى
الآخرين فتصير الأقسام ستة ، حاصلة من ضرب الثلاثة في الاثنين :
مثال الانتقال من
التكلم إلى الخطاب : (ما لي لا أعبد الذي
فطرني وإليه ترجعون)
مكان : أرجع.
وإلى الغيبة : (إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك) مكان : لنا.
ومن الخطاب إلى
التكلم ، قول الشاعر :
طحا بك قلب في
الحسان طروب
|
|
بعيد الشباب عصر
حان مشيب
|
__________________
يكلفني ـ مكان :
يكلفك ـ ليلى وقد شط وليها
|
|
وعادت عواد
بيننا وخطوب
|
وإلى الغيبة : (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) مكان : بكم.
ومن الغيبة إلى
التكلم : (الله الذي أرسل الرياح
، فتثير سحابا ، فسقناه)
مكان : ساقة.
وإلى الخطاب : (مالك يوم الدين إياك نعبد) مكان : إياه.
ووجه حسن الالتفات
أن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب ، كان
أحسن تطرية لنشاط السامع ، وأكثر إيقاظا للإصغاء إلى ذلك الكلام.
الباب الثالث
أحوال المسند
قال :
٣٧ ـ لما مضى الترك مع القرينة
|
|
والذكر أن
يفيدنا تعيينه
|
أقول
:
ترك المسند مع
القرينة الدالة عليه يكون لقصد الاحراز عن العبث ،
__________________
والاختصار ، وغير
ذلك من الاعتبارات التي سبق اعتبارها في المسند إليه.
وإنما قال في
المسند إليه : «حذفه» وفي المسند : «تركه» رعاية للطيفة وهي :
أن المسند إليه أقوى ركن في الكلام وأعظمه ، والاحتياج إليه فوق الاحتياج إلى
المسند ، فحيث لم يذكر في الكلام لفظا فكأنه أتي به لفرط الاحتياج إليه ، ثم أسقط
لغرض ، بخلاف المسند ; فإنه ليس بهذه المثابة في الاحتياج ، فيجوز أن يترك
ولا يؤتى به لغرض ، وذلك نحو قول ضابئ بن الحارث البرجمي :
ومن يك أمسى
بالمدينة رحله
|
|
فإني وقيار بها
لغريب
|
فإن ياء المتكلم
اسمه ، ولغريب خبره ، وقيار مسند إليه ، والمسند محذوف
للاختصار والاحتراز عن العبث ، حيث تعين بالقرينة ، فذكره عبث.
وقوله : والذكر أن
يفيدنا تعيينه ، يعني : أن ذكر المسند لأن يفيد الذكر تعيين
المسند فعلا ، فيفيد التجدد ، أو اسما : فيفيد الثبوت ، كما أشار
إليه فيما بعد.
قال :
٣٨ ـ وكونه فعلا فللتقيد
|
|
بالوقت مع إفادة
التجدد
|
٣٩ ـ واسما فلانعدام ذا ومفردا
|
|
لأن نفس الحكم
فيه قصدا
|
أقول
:
كون المسند فعلا
يكون لتقييده بالوقت ، أي : بأحد الأزمنة الثلاثة التي هي
الماضي والمستقبل والحال ، على أخصر وجه ، بخلاف الاسم نحو : (زيد قائم أمس
__________________
أو الآن أو غدا)
فإنه يحتاج إلى انضمام قرينة ، وأما الفعل فأحد الأزمنة جزء مفهومه ، فهو بصيغته
يدل عليه.
مع إفادة التجدد ،
الذي من لوازم الزمان ، الذي هو جزء من مفهوم الفعل ،
وتجدد الجزء وحدوثه يقتضي تجدد الكل وحدوثه ، وظاهر أن الزمان غير قار الذات لا
تجتمع أجزاؤه بعضها مع بعض ، كقول طريف بن تميم :
أو كلما وردت
عكاظ قبيلة
|
|
بعثوا إلي
عريفهم يتوسم
|
أي : يتفرس الوجوه
ويتأملها ، يحدث منه ذلك التوسم شيئا فشيئا ،
ويصدر منه النظر لحظة فلحظة.
وكون المسند اسما فلانعدام ذا ، أي التقييد المذكور وإفادة
التجدد ،
بل لإفادة الثبوت والدوام ، لأغراض تتعلق بذلك ، كالمدح والذم وما أشبه
ذلك مما يناسبه الدوام والثبات ، كقوله :
لا يألف الدرهم
المضروب صرتنا
|
|
لكن يمر عليها
وهو منطلق
|
يعني : إن
الانطلاق ثابت له دائم ، من غير اعتبار تجدد.
وكون المسند مفردا
لكون نفس الحكم فيه مقصودا من غير اعتبار تقوي
__________________
الحكم (أو كون
المسند سببيا .
لأنه لو كان
المراد تقوي الحكم) يؤتى فيه بالجملة الفعلية ، نحو : (زيد
ضرب) حيث جعل التقوي بتكرر الإسناد.
وإن كان المراد
كونه سببيا يؤتى فيه بالجملة ، نحو : (زيد انطلق أبوه ، أو أبوه
منطلق).
وإلى هذا أشار
بقوله : (لأن
نفس الحكم فيه قصدا).
قال :
٤٠ ـ والفعل بالمفعول إن تقيدا
|
|
ونحوه فليفيد
أزيدا
|
أقول
:
تقييد الفعل ونحوه
، من اسم الفاعل والمفعول وغير ذلك ، بمفعول مطلق ،
أو به ، أو فيه ، أو له ، أو معه ، ونحوه : من الحال ، والتمييز ، والاستثناء ،
فليفيد
أزيد مما أفاده : بدون التقييد ، وذلك الازدياد يوجب الغرابة الموجبة لقوة فائدة
الكلام.
وقوله : (ونحوه)
إما بالرفع عطف على قوله : «والفعل» ، أو بالجر
عطف على قوله : «بالمفعول».
وترك التقييد يكون
لمانع من إفادة الأزيد ، كعدم العلم بالمقيدات ، أو عدم
__________________
الاحتياج إليها أو
خوف انقضاء الفرصة ، أو عدم إرادة أن يطلع السامع أو غيره
من الحاضرين على زمان الفعل أو مكانه ، ويشير إليه بصدر البيت التالي :
قال :
٤١ ـ وتركه لمانع منه ، وإن
|
|
بالشرط لاعتبار
ما يجئ من
|
٤٢ ـ أداته والجزم أصل في إذا
|
|
ـ لا إن ـ ولو ولا كذاك منع ذا
|
أقول
:
تقييد الفعل
بالشرط ، نحو : (أكرمك إن تكرمني ، وإن تكرمني أكرمك) يكون
لاعتبارات وحالات تستفاد من التقييد بأدوات الشرط ، وقد فضل ذلك في النحو ،
ولكن لا بد من النظر هنا في بعض مباحثها ، المتعلقة «بأن ، وإذا ، ولو» المهملة في
علم
النحو.
فنقول : «إن وإذا»
مشتركان في أنهما للشرط في الاستقبال ، وعدم الجزم
بلا وقوع الشرط فيهما ، لكن يفترقان بأن أصل «إن» عدم الجزم بوقوع الشرط في
اعتقاد المتكلم ، وأصل «إذا» الجزم بوقوعه في اعتقاده.
و «لو» للشرط في
الماضي مع القطع بانتفاء الشرط ، فيلزم انتفاء الجزاء ، كما
تقول : (لو جئتني لأكرمتك) ، معلقا الاكرام بالمجئ مع القطع بانتفائه ، فيلزم
انتفاء
الاكرام.
فقوله : «ولو» عطف
على قوله : «إذا» يعني : إن الجزم أصل في «إذا ولو» إلا أن بينهما فرقا من جهة أن
الأصل في «إذا» الجزم بالوقوع ، وفي «لو» بالامتناع.
وقوله : (ولا كذاك منع ذا) إشارة إلى ما ذكرنا من أنه لا فرق بين «إن وإذا» في
أن عدم وقوع الشرط فيهما غير مقطوع.
وقوله : (والجزم أصل ...) إلى آخره ، إشارة إلى أنه قد يأتي على خلاف ذلك
لنكتة ، كإبراز
غير الحاصل في معرض الحاصل.
قال :
٤٣ ـ والوصف والتعريف والتأخير
|
|
وعكسه يعرف
والتنكير
|
أقول
:
نكتة التعريف
والتأخير وعكسه ـ أي : التقديم ـ والتنكير ، تعرف مما ذكر في
أحوال المسند إليه :
فتعريفه للإشارة
إلى معين ، نحو : (زيد القائم).
وتنكيره لقصد
الأفراد ، نحو : (زيد إنسان).
وتأخيره : لأنه
الأصل ولا مقتضي للعدول عنه.
وتقديمه إذا كان
أهم.
الباب الرابع
أحوال متعلقات الفعل
قال :
٤٤ ـ ثم مع المفعول حال الفعل
|
|
كحاله مع فاعل
من أجل
|
٤٥ ـ تلبس ، لا كون ذاك قد جرى
|
|
وإن يرد إن لم
يكن قد ذكرا
|
٤٦ ـ النفي مطلقا أو الأثبات له
|
|
فذاك مثل لازم
في المنزلة
|
أقول
:
وليعلم أن كثيرا
من الاعتبارات السابقة يجري في متعلقات الفعل ، لكن عقد
هذا الباب لتفصيل بعض من ذلك ، لاختصاصه بمزيد بحث عنه.
ولا بد لذلك من
تقديم مقدمة وهي ما أشار إليه بقوله : (ثم مع المفعول ...).
إلى آخره ، يعني :
إن حال الفعل مع المفعول كحاله مع الفاعل ، من أجل أن
الغرض من ذكره معه تلبس ، أي : إفادة تلبس الفعل بالفاعل (لا كون ذاك قد
جرى) أي : لا كون الفعل واقعا مطلقا من غير اعتبار تعلقه بالفاعل أو المفعول ،
أي : إفادة وقوعه في نفسه من غير إرادة أن يعلم ممن وقع أو على من وقع ، إذ لو
أريد ذلك لقيل : (وقع الضرب ، أو وجد ، أو ثبت) من غير ذكر الفاعل أو
المفعول ; لكونه عبثا.
ثم أشار بقوله : (وإن
يرد ...) إلى آخره ، إلى أنه إذا لم يذكر المفعول به مع
الفعل المسند إلى فاعله ، فالغرض :
إن كان إثبات
الفعل للفاعل أو نفيه عنه ، من غير اعتبار تعلقه بمن وقع
عليه ، نزل الفعل المتعدي منزلة اللازم ، ولم يقدر له مفعول ، لأن المقدر كالمذكور
في
أن السامع يفهم منه أن الغرض الأخبار بوقوع الفعل عن الفاعل باعتبار تعلقه
بمن وقع عليه.
وإن كان الغرض
تعلقه بمن وقع عليه ، لزم تقدير المفعول بحسب القرائن ،
والحذف ـ حينئذ ـ يكون لنكتة.
وإلى القسم الأول
أشار بقوله : (وإن يرد) يعني : إن أريد النفي والإثبات
له ، أي للفاعل ، من غير اعتبار تعلقه بالمفعول ، فذاك الفعل مثل لازم ـ أي : فعل
لازم ـ في المنزلة ، من غير تقدير المفعول له ، وذلك نحو قوله تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
والمعنى ـ والله
أعلم ـ : لا يستوي
__________________
الذين وجد لهم
حقيقة العلم والذين لم توجد لهم تلك الحقيقة.
وإلى القسم الثاني أشار بقوله في صدر البيت التالي أعني قوله : (من
غير
تقدير وإلا لزما) أي : إن لم يرد الإثبات والنفي بدون التعلق بالمفعول ، بل اعتبر
تعلقه به ، لزم تقدير المفعول.
قال :
٤٧ ـ من غير تقدير وإلا لزما
|
|
والحذف للبيان
فيما أبهما
|
٤٨ ـ أو لمجيئ الذكر أو لرد
|
|
توهم السامع غير
القصد
|
٤٩ ـ أو هو للتعميم أو للفاصله
|
|
أو هو لاستهجانك
المقابلة
|
أقول
:
حذف المفعول يكون
:
للبيان بعد
الإبهام ، نحو : (لو شاء لهداكم أجمعين) والمعنى : لو شاء هدايتكم ، فإنه لما قيل : «لو شاء» علم
السامع أن هناك شيئا علقت المشيئة عليه ، لكنه مبهم ، فإذا جئ بجواب الشرط صار
مبينا ، فصار أوقع في النفس.
وقد يكون لمجئ
الذكر ، أي ذكر المفعول بعده ، على وجه يتضمن إيقاع
الفعل على صريح لفظه ، لا على الضمير العائد إليه ، إظهارا لكمال العناية بوقوعه
عليه ، حتى كأنه لا يرضى أن يوقعه على ضميره ، وإن كان كناية عنه ، كقوله :
قد طلبنا ، فلم
نجد لك في السؤدد
|
|
والمجد والمكارم
، مثلا
|
__________________
أي : قد طلبنا لك
مثلا ، إذ لو ذكره لكان المناسب : فلم نجده ، فيفوت
الغرض ، أعني : إيقاع عدم الوجدان على صريح لفظ (المثل).
وقد يكون لدفع
توهم إرادة غير المراد ، ابتداء ، كقوله :
وكم ذدت عني من
تحمل حادث
|
|
وسورة أيام حززن
إلى العظم
|
أي قطعن اللحم إلى
العظم ، فحذف المفعول ; إذ لو ذكر اللحم لربما توهم
ـ قبل ذكر ما بعده ، أي : ما بعد اللحم ، أعني «إلى العظم» ـ أن القطع لم ينته
إلى العظم ، وإنما كان في بعض اللحم.
وقد يكون للتعميم
في المفعول ، مع الاختصار ، نحو قوله تعالى : (والله يدعو إلى دار السلام)
أي : جميع عباده ،
وهذا التعميم ، وإن أمكن أن يستفاد من ذكر المفعول
بصيغة العموم ، لكن يفوت الاختصار.
وقد يكون لرعاية
الفاصلة ، نحو قوله : (والضحى ، والليل إذا
سجى ، ما ودعك ربك وما قلى)
أي : ما قلاك.
وقد يكون لاستهجان
ذكره ، كقول عائشة : ما رأيت منه ـ أي : من النبي
صلىاللهعليهوآله ـ وما رأى مني ،
أي : العورة ، وإليه أشار بقوله (أو لاستهجانك
المقابلة) أي : المقابلة
بذكر مفعولي الفعلين أعني : رأيت ، ورأى.
__________________
قال :
٥٠ ـ وقدم المفعول أو شبيهه
|
|
ردا على من لم
يصب تعيينه
|
أقول
:
تقديم المفعول
ونحوه ـ من الجار والمجرور ، والظرف ، والحال ، ونحو ذلك ـ
على الفعل ، لرد الخطأ في التعيين ، كقولك : (زيدا عرفت) لمن اعتقد أنك عرفت
إنسانا ، وأصاب في ذلك ، واعتقد أنه غير زيد ، وأخطأ فيه.
قال :
٥١ ـ وبعض معمول على بعض كما
|
|
إذا اهتمام أو
لأصل علما
|
أقول
:
تقديم بعض معمولات
الفعل على بعض :
إما لأنه أهم ،
نحو : (قتل الخارجي فلان) الأهم في تعلق القتل هو الخارجي
المقتول ليتخلص الناس من شره.
أو لأن تقديمه
الأصل ولا مقتضي للعدول عنه ، نحو : أعطيت زيدا درهما ،
فإن المفعول الأول فيه أصله التقديم ; لما فيه من معنى الفاعلية ، وهو أنه عاط ،
أي
آخذ للعطاء.
الباب الخامس
باب القصر
قال :
٥٢ ـ القصر نوعان حقيقي وذا
|
|
ضربان والثاني
إضافي كذا
|
__________________
٥٣ ـ كقصرك الوصف على الموصوف
|
|
وعكسه من نوعه
المعروف
|
أقول
:
القصر في اللغة :
الحبس ، وفي الاصطلاح : تخصيص شئ بشئ (بطريق
مخصوص.
وهو حقيقي وإضافي
، لأن تخصيص شئ بشئ) :
إما أن يكون بحسب
الحقيقة ، بأن لا يتجاوزه إلى غيره أصلا ، وهو الحقيقي.
أو بحسب الإضافة
إلى شئ آخر بأن لا يتجاوزه إلى ذلك الشئ وإن أمكن
أن يتجاوزه إلى شئ آخر في الجملة ، وهو [ال] إضافي.
وكل منهما نوعان :
قصر الموصوف على
الصفة ، وهو أن لا يتجاوز الموصوف من تلك الصفة إلى
صفة أخرى ، لكن يجوز أن تكون تلك الصفة لموصوف آخر.
وقصر الصفة على
الموصوف ، وهو : أن لا تتجاوز الصفة عن ذلك الموصوف
إلى موصوف آخر ، لكن يجوز أن يكون لذلك الموصوف صفات أخر.
وقوله : (من نوعه المعروف) إشارة إلى قصر الموصوف على الصفة.
قال :
٥٤ ـ طرقه النفي والاستثنا هما
|
|
والعطف والتقديم
ثم إنما
|
٥٥ ـ دلالة التقديم بالفحوى وما
|
|
عداه بالوضع
وأيضا مثلما
|
٥٦ ـ القصر بين خبر ومبتدأ
|
|
يكون بين فاعل
وما بدا
|
__________________
٥٧ ـ منه فمعلوم وقد ينزل
|
|
منزلة المجهول
أو ذا يبدل
|
أقول
:
طرقه : أي ، طرق
القصر كثيرة ، والمذكور هنا أربعة :
أحدها : النفي
والاستثناء ، كقولك : ما ضرب زيد إلا عمرا.
وثانيها : العطف ،
كقولك : ضرب زيد لا عمرو.
ومنها : تقديم ما
حقه التأخير ، نحو : (إياك نعبد) .
ومنها : إنما ;
كقولك : إنما ضرب زيد.
قوله : (دلالة
التقديم بالفحوى وما سواه بالوضع) معناه : أن دلالة التقديم على القصر إنما تكون
بالفحوى ، لا بالوضع ، وما سواه إنما يدل عليه بالوضع.
وأيضا : كما يكون
القصر بين الفاعل وبين ما بدا منه أي : الفعل ، كذلك
يكون بين المبتدأ والخبر ، نحو : ما زيد إلا قائم ، وزيد شاعر لا كاتب ، وغير ذلك.
واعلم أن أصل
الحكم الذي استعمل فيه «ما وإلا» أن يكون حكما مما يجهله
المخاطب وينكره ; بخلاف «إنما» فإن أصله أن يكون الحكم المستعمل هو فيه (حكما
مما يعلمه المخاطب ولا ينكره.
فقوله : فمعلوم ،
أي : إذا كان أداة القصر «إنما» فالحكم المستعمل هو
فيه) يجب أن يكون من شأنه أن يكون معلوما ، على عكس «ما وإلا».
__________________
قوله : (وقد ينزل منزلة
المجهول) يعني : قد ينزل
الحكم المعلوم للمخاطب منزلة المجهول له ، فيستعمل له «ما وإلا» لاعتبار مناسب ،
نحو : (وما محمد إلا رسول)
أي : مقصور على
الرسالة ، لا يتعداها إلى التبرؤ من الهلاك ، فالمخاطبون ـ وهم الصحابة ـ كانوا عالمين بكونه (مقصورا على
الرسالة) غير جامع بين
الرسالة والتبرؤ عن الهلاك ، لكنهم لما كانوا يعدون هلاكه أمرا عظيما ، نزل استعظامهم هلاكه منزلة إنكارهم إياه ، فاستعمل له النفي
وإلا ، والاعتبار المناسب هو : الإشعار بعظم هذا الأمر في نفوسهم وشدة حرصهم على
بقائه عليه السلام.
قوله : (أو ذا
يبدل) إشارة إلى أنه قد ينزل المجهول منزلة المعلوم ، فيستعمل
له «إنما» لاعتبار مناسب ، وهو : ادعاء الظهور ، نحو قوله تعالى ـ حكاية عن اليهود
ـ : (إنما نحن مصلحون) ادعوا أن كونهم مصلحين أمر ظاهر من شأنه أن لا يجهله
المخاطب.
__________________
الباب السادس
باب الإنشاء
قال :
٥٨ ـ ويقتضي الإنشا إذا كان طلب
|
|
ما هو غير حاصل
والمنتخب (١٠٥)
|
٥٩ ـ فيه التمني وله الموضوع
|
|
ليت وإن لم يكن الوقوع
|
٦٠ ـ ولو وهل مثل لعل الداخلة
|
|
فيه والاستفهام
والموضوع له
|
٦١ ـ هل همزة من ما وأي أينا
|
|
كم كيف أيان متى
أم أنى
|
أقول
:
الإنشاء قد يطلق
على نفس الكلام الذي ليس لنسبته خارج يطابقه
أو لا يطابقه ، وقد يقال على ما هو فعل المتكلم ، أعنى : إلقاء مثل هذا الكلام ،
كما أن الأخبار كذلك.
والأظهر أن المراد
ـ ههنا ـ هو الثاني ، بقرينة تقسيمه إلى الطلب وغير الطلب ،
وتقسيم الطلب إلى التمني ، والاستفهام ، وغيرهما.
والمراد بها
معانيها المصدرية ، بقرينة قوله : (وله الموضوع : ليت) لظهور أن
«ليت» ـ مثلا : مستعمل لمعنى التمني ، لا لقولنا : (ليت زيدا قائم).
فالإنشاء :
إن لم يكن طلبا ،
كأفعال المقاربة ، وأفعال المدح والذم ، وصيغ العقود ،
__________________
والقسم ، ورب ،
ونحو ذلك ، فلا يبحث عنها ، لقلة المباحث (الانشائية)
المتعلقة بها ، ولأن ـ في الأصل ـ أكثرها أخبار نقلت إلى معنى الإنشاء.
وإذا كان طلبا ،
يقتضي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ، لامتناع طلب
الحاصل ، فلو استعمل صيغ الطلب في مطلوب حاصل امتنع إجراؤها على معانيها
الحقيقة ، ويتولد منها ـ بحسب القرائن ـ ما يناسب المقام.
وأنواع الطلب
كثيرة ، والمنتخب منها ههنا :
التمني : والموضوع
له «ليت» وإن لم يكن ـ أي : لم يوجد ـ الوقوع لما يتمنى
به ، نحو : ليت الشباب يعود.
و «لو» و «هل» مثل
«لعل» الداخلة في الطلب في كون كل منها داخلة
في الإنشاء الطلبي ، مثل : (لو تأتيني فتحدثني) بالنصب ، (فإن النصب) (١٠٧) قرينة
على أن «لو» ليست على أصلها ، إذ لا ينصب المضارع بعدها بإضمار «أن» ، وإنما
تضمر بعد الأشياء الستة ، والمناسب ههنا هو التمني.
ومن المنتخب
للانشاء الطلبي ـ أيضا ـ الاستفهام : واللفظ الموضوع له : هل
وهمزة ، ومن ، وما ، وأي ، وأين ، وكم ، وكيف ، وأيان ، ومتى ، وأنى.
قال :
٦٢ ـ فهل بها يطلب تصديق وما
|
|
لا همزة تصور
وهي هما
|
٦٣ ـ وقد للاستبطاء والتقرير
|
|
وغير ذا يكون
والتحقير
|
أقول :
يطلب ب «هل»
التصديق ، أي : انقياد الذهن وإذعانه بوقوع نسبة تامة
__________________
بين الشيئين ،
وتدخل في الجملة الفعلية ، نحو : هل قام زيد ، وفي الاسمية ، نحو :
هل عمرو قاعد.
فإن طلب بها وجود
الشئ في نفسه ، نحو : (هل زيد موجود) تسمى : «هل
البسيطة».
وإن طلب وجود الشئ
لغيره ، نحو : (هل زيد قائم) تسمى : «هل
المركبة».
و «ما» ـ لا
الهمزة ـ يطلب بها التصور فقط :
فإن طلب بها تصور
مسمى الاسم ومدلول اللفظ ، من غير اعتبار تحققه في
الخارج ، كقولك : ما الكلمة؟ تسمى : «ما الشارحة للإسم».
وإن طلب بها تصور
مسمى الاسم ; باعتبار تحققه ووجوده في الخارج ، نحو :
ما الإنسان؟ أي : حقيقته ـ الموجودة في الخارج ، تسمى «ما الحقيقة».
قوله : (وهي هما)
يعني : أن الهمزة تكون لطلب التصديق والتصور ، كليهما.
مثال طلب التصديق
: أزيد قائم؟ وأقام زيد؟.
ومثال طلب التصور ـ
في طلب تصور المسند إليه ـ : (أدبس في الإناء أم عسل؟) عالما بحصول شئ في الإناء ،
طالبا لتعيينه.
وفي طلب تصور
المسند : (أفي الخابية دبس أم في الزق؟) عالما بكون الدبس
في واحد من الخابية والزق ، طالبا لتعيين ذلك.
قوله : (وقد
للاستبطاء) يعني : مطلق أداة الاستفهام قد يكون للاستبطاء ،
نحو : كم دعوتك؟.
وقد يكون للتقرير
، أي : حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه ، وإلجائه إليه نحو : (أليس الله بكاف عبده) .
__________________
وقد يكون لغير هذا
، كالتعجب ، نحو : (ما لي لا أرى الهدهد)؟! .
وقد يكون للتحقير
، نحو : من هذا؟ استحقارا بشأنه مع أنك تعرفه. وغير
ذلك من الاعتبارات المناسبة للمقام.
قال :
٦٤ ـ والأمر وهو طلب استعلاء وقد لأنواع يكون جائي
أقول
:
من أنواع الطلب :
الأمر ، وهو : طلب الفعل على سبيل الاستعلاء ، (وقد
يكون لمعان أخر) كالإباحة ، نحو :
جالس الحسن أو ابن سيرين.
والتهديد ، نحو : (اعملوا ما شئتم) .
والتعجيز ، نحو : (فأتوا بسورة من مثله ...) .
والتسخير ، نحو : (... كونوا قردة خاسئين)
.
وإلى ذلك أشار
بقوله : وقد لأنواع يكون جائي.
قال :
٦٥ ـ والنهي وهو مثله بلا بدا
|
|
والشرط بعدها
يجوز والندا
|
__________________
أقول
:
من أنواع الطلب
النهي ، وهو : طلب ترك الفعل على جهة الاستعلاء ، وإليه
أشار بقوله : (وهو
مثله بلا بدا) يعني : أن النهي
مثل الأمر في الجزء الأخير
للمعنى وهو قيد الاستعلاء ، لا في الجزء الأول ، فإن متعلق الطلب
في الأمر :
الفعل ، وفي النهي : تركه.
وقوله : (والشرط بعدها يجوز) إشارة إلى أنه يجوز تقدير الشرط بعد الأربعة
المذكورة سابقا ، وهي : التمني ، والاستفهام ، والأمر ، والنهي وإيراد الجزاء
عقبها
مجزوما ب «إن» المضمرة مع الشرط : كقولك في التمني : (ليت لي مالا أنفقه)
أي : إن أرزقه أنفقه.
وفي الاستفهام : (أين
بيتك؟ أزرك) أي : إن تعرفنيه أزرك.
وفي الأمر : (أكرمني
أكرمك) ، أي : إن تكرمني ، أكرمك.
وفي النهي : لا
تشتم ; يكن خيرا منك ، (أي : إن تشتم يكن خيرا
منك) .
قوله : (والندا)
يعني : من أنواع الطلب النداء ، وهو : طلب الاقبال بحرف
نائب مناب (أدعو) لفظا أو تقديرا ، نحو : (يا زيد) ، بتقدير : أدعو زيدا.
وقد تستعمل صيغته
في غير معناه ، (وهو طلب الاقبال) .
__________________
كالإغراء في قولك
لمن أقبل يتظلم : (يا مظلوم) قصدا إلى إغرائه ، وحثه
على زيادة التظلم وبث الشكوى ; لأن الإقبال حاصل.
وكالاختصاص في
قولهم : (أنا أفعل ـ يا أيها الرجل ـ) فقولنا : أيها الرجل ،
أصله تخصيص المنادى بطلب إقباله عليك ، ثم جعل مجردا عن طلب الإقبال ،
ونقل إلى تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه ، إذ ليس المراد ب «أي» صفة
المخاطب ، بل ما يدل عليه ضمير المتكلم ، ف «أيها» مضموم ، و «الرجل» مرفوع ،
والمجموع في محل نصب على أنه حال ، والمعنى : أنا أفعل مخصصا من بين
الرجال.
وإلى ذلك المفصل
أشار مجملا في صدر البيت التالي ، بقوله : (وقد للاختصاص والاغراء تجئ).
قال :
٦٦ ـ وقد للاختصاص والاغراء
|
|
تجئ ، ثم موقع
الإنشاء
|
٦٧ ـ قد يقع الإخبار للتفاؤل
|
|
والحرص أو بعكس
ذا ، تأمل
|
أقول
:
قد يقع الخبر موضع
الإنشاء :
إما للتفاؤل ،
بلفظ الماضي ، دلالة على أنه كأنه وقع ، نحو : وفقك الله للتقوى.
أو لإظهار الحرص
في وقوعه ، فإن الطالب إذا عظم رغبته في شئ يكثر
تصويره إياه ، فربما يخيل إليه حاصلا فيورده بلفظ الماضي ، نحو :
رزقني الله لقاءك.
قوله : (أو بعكس ذا تأمل) إشارة إلى أنه قد يقع الإنشاء موضع الخبر ،
__________________
كقوله :
أسيئي بنا أو
أحسني لا ملومة
|
|
لدينا ولا مقلية
إن تقلت
|
أي : إنا راضون
بما تفعلين في حقنا ، ولا نلومك ، أسأت أو أحسنت ،
ولا نبغضك إن أنت تقليت وغضبت علينا.
وفي «تقلت» التفات
من الخطاب إلى الغيبة ، احترازا عن نسبة
التقلي إلى العشيقة المخاطبة.
الباب السابع
مبحث الفصل والوصل
والوصل : عطف بعض
الجمل على بعض ، (والفصل تركه) .
قال :
٦٨ ـ إن نزلت ثانية من ماضيه
|
|
كنفسها أو نزلت
كالعارية
|
٦٩ ـ إفصل وإن توسطت فالوصل
|
|
لجامع أرجح ثم الفصل
|
٧٠ ـ للحال حيث أصلها (١٢٨) قد سلما
|
|
أصل وإن مرجح
تحتها
|
أقول :
وجب الفصل ، إذا
أتت جملة بعد جملة ، إن كانت الجملة الثانية نازلة من
__________________
الجملة الماضية ـ
أي الأولى ـ منزلة نفسها ، أي : إن كان بينهما كمال الاتصال ، وذلك بأن تكون
الجملة الثانية مؤكدة للأولى تأكيدا معنويا لدفع توهم تجوز أو غلط ، نحو (... لا ريب فيه)
بالنسبة إلى (ذلك الكتاب ...)
إذا جعل «ذلك الكتاب» جملة مستقلة منفردة عن سابقه ، و «لا ريب فيه» جملة
أخرى مؤكدة لدفع ما يتوهم من أنه ـ أي : ذلك الكتاب ـ مما يرمى به جزافا.
أو بأن تكون
الجملة الثانية بدلا من الأولى ، لأنها غير وافية بتمام المراد ، نحو : (أمدكم بما تعلمون ، أمدكم بأنعام وبنين
وجنات وعيون) فإن المراد التنبيه على نعم الله تعالى ، والمقام يقتضي اعتناء بشأنه ، لكونه
مطلوبا في نفسه ، وذريعة إلى غيره.
إلى غير ذلك من الأسباب
المقتضية لكمال الاتصال.
وأيضا : يجب ، إذا
كانت الثانية نازلة من الأولى كالعارية ، أي كان بينهما كمال
الانقطاع ، وذلك عند اختلافهما خبرا وإنشاءا ، لفظا ومعنى ، (نحو قول الشاعر :
وقال رائدهم :
أرسوا نزاولها
|
|
فكل حتف امرئ
يجري بمقدار
|
لم يعطف «نزاولها»
على «ارسوا» لأنه خبر لفظا ومعنى ، و «ارسوا» إنشاء
لفظا ومعنى) .
وإلى ما ذكرنا
أشار بقوله : (إن نزلت ...) إلى آخره ، يعني : إن نزلت الجملة
الثانية من الجملة الأولى كنفسها ، لأن بينهما كمال الاتصال ، أو نزلت منها
كالعارية
__________________
لأن بينهما كمال
الانقطاع ، افصل أنت وجوبا.
قوله : (وإن توسطت ...) إلى آخره ، يعني : إن الوصل واجب إذا لم يكن
بينهما كمال الاتصال ولا كمال الانقطاع ، بل التوسط بينهما إذا كان بينهما جامع
أرجح.
والجامع بينهما
يجب أن يكون باعتبار المسند إليهما كما في : (زيد قائم وعمرو
ذاهب) إذا كان بينهما مناسبة كالأخوة والصداقة ، ونحو ذلك ، أو المسندين ، نحو :
(يشعر زيد ويكتب) للمناسبة الظاهرة بين الشعر والكتابة ، وتقارنها في خيال
أصحابها. وتفصيل الحال :
إذا كان أصل الحال
ـ أي : ما ينبغي أن يكون الحال عليه ـ سالما من معارض ،
فإن الحال الأصل فيه أن يكون بغير واو ، فإنه بمنزلة النعت لصاحبه.
ويترك ذلك الأصل
إذا لم تشتمل الجملة الواقعة حالا على رابطة غير
العاطف ، نحو : (جاء زيد وعمرو ذاهب) حتى يرتبط الحال بصاحبها ، وإلى هذا
أشار بقوله : (ثم
الفصل ...) إلى آخره ،
أي : الفصل أصل للحال حيث أصلها
قد سلم من معارض.
قوله : (وإن مرجح ، تحتما) يعني : إن كان مرجح لذلك الأصل تحتم ذلك الأصل ، وذلك إذا
كانت الجملة الواقعة حالا فعلية ; فعلها مضارع مثبت ، نحو : (جاء زيد
يضحك) فإنه لا يجوز الوصل أصلا ، لأن الأصل ـ في الحال ـ الحال المفردة التي امتنع
الوصل فيها ، وهي تدل على حصول صفة لما جعلت الحال له ، والمضارع المثبت كذلك ،
فيمتنع الواو فيه ; كما في المفردة.
__________________
الباب الثامن
مبحث الإيجاز والاطناب والمساواة
قال :
٧١ ـ توفية المقصود بالناقص من
|
|
لفظ له الإيجاز
والاطناب إن
|
٧٢ ـ بزائد عنه (١٣٥) وضربا الأول
|
|
قصر وحذف جملة
أو جمل
|
٧٣ ـ أو جزء جملة وما يدل
|
|
عليه أنواع ومنه
العقل
|
أقول
:
المقبول من طرق
التعبير تأدية أصل المراد بلفظ مساو له ، نحو : (ولا يحيق المكر السئ
إلا بأهله) ويسمى : مساواة.
أو بلفظ ناقص عنه
، واف ، ويسمى : إيجازا ، وهو ضربان : إيجاز قصر ، وهو ما ليس بحذف ، نحو : (ولكم في القصاص حياة) فإن معناه كثير ، ولفظه قليل ، ولا حذف فيه.
وإيجاز حذف ،
والمحذوف :
إما جملة ، نحو : (ليحق الحق ويبطل الباطل) أي : فعل ما فعل ليحق.
__________________
أو أكثر من جملة
واحدة ، نحو : (أنا أنبئكم بتأويله ،
فأرسلون ، يوسف)
أي : فأرسلون إلى يوسف ، لأستعبره الرؤيا ، ففعلوا ، فأتاه ، وقال له : يا يوسف.
أو جزء جملة : إما
عمدة فيها ، نحو ما مر في حذف المسند إليه والمسند ، أو فضلة ، نحو : (واسأل القرية) أي : أهل القرية.
وقولنا في تعريف
الإيجاز : (واف) احتراز عن (الإخلال) فإنه التعبير عن
المعنى المراد بلفظ ناقص عنه ، غير واف ، كقوله :
والعيش خير في
ظلال النوك
|
|
ممن عاش كدا
|
وأصل المراد : إن
العيش الناعم في ظلال النوك ـ وهو الحمق والجهالة ـ خير
من العيش الشاق في ظلال العقل ، ولفظه غير واف بذلك ، فيكون مخلا ، فلا
يكون مقبولا.
وما يدل على الحذف
أنواع :
ومنه ـ أي ما يدل
على الحذف ـ العقل ، نحو : (وجاء ربك) فالعقل يدل على امتناع مجئ الرب تعالى وتقدس ، ويدل على
تعيين المراد ـ أيضا ـ أي : أمره أو عذابه.
والاطناب : تأدية
المراد بلفظ زائد عليه ; لفائدة.
__________________
آذنتنا ببينها
أسماء
|
|
رب ثاو يمل منه
الثواء
|
وقولنا : «لفائدة»
احتراز عن «التطويل» فإنه المشتمل على الزائد لا
لفائدة ، ولا يكون الزائد متعينا ، نحو قوله :
وقددت الأديم
لراهشيه
|
|
وألفى قولها
كذبا ومينا
|
والكذب والمين
واحد.
قال :
٧٤ ـ وجاء للتوشيع بالتفصيل
|
|
ثان والاعتراض
والتذييل
|
أقول
:
جاء ... ثان ، أي «الإطناب»
للتوشيع ، والاعتراض ، والتذييل :
أما التوشيع ، ففي
اللغة : لف القطن المندوف ، وفي الاصطلاح : ما أشار
إليه بقوله : (بالتفصيل) ، وهو : أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسر باسمين ، ثانيهما
معطوف على الأول ، نحو : يشيب ابن آدم ويشيب فيه خصلتان ، الحرص وطول الأمل.
وأما الاعتراض ،
فهو : أن يؤتى ـ في أثناء الكلام ، أو بين كلامين متصلين
معنى ـ بجملة ، أو أكثر ، لا محل لها من الأعراب ، لنكتة سوى دفع الإيهام ، كالتنزيه
في قوله تعالى : (ويجعلون لله البنات ـ سبحانه ـ ولهم ما يشتهون) والدعاء في قوله :
إن الثمانين ـ
وبلغتها ـ
|
|
قد أحوجت سمعي
إلى ترجمان
|
__________________
والتنبيه في قوله
:
واعلم ـ فعلم
المرء ينفعه ـ
|
|
أن سوف يأتي كل
ما قدرا
|
وأما التذييل ،
فهو : تعقيب الجملة بجملة تشتمل على معناها ، للتوكيد كقوله
ولست بمستبق أخا
لا تلمه
|
|
على شعث ، أي
الرجال المهذب
|
أي : لست أنت
بمستبق أخا لا تلمنه على شعث ، أي تفرق ، وذميم
خصال ، فهذا الكلام يدل بمفهومه على نفي الكامل من الرجال ، وقد أكده بقوله :
(أي الرجال المهذب).
__________________
الفن الثاني
علم البيان
قال :
٧٥ ـ علم البيان ما به يعرف
|
|
إيراد ما طرقه
تختلف
|
٧٦ ـ في كونها واضحة الدلالة
|
|
...
|
أقول
:
قدمه على البديع
للاحتياج إليه في تحصيل نفس البلاغة ، وتعلق البديع
بالتوابع.
وهو ما ـ أي علم ـ
يعرف به إيراد ما ـ أي معنى ـ طرقه ـ أي التراكيب الدالة عليه ـ تختلف في كونها
واضحة الدلالة ، أو خفية الدلالة عليه ، يعني : يكون بعضها واضح الدلالة وبعضها
خفي الدلالة عليه.
والمراد : ملكة
الاقتدار على إيراد ذلك المعنى بكل واحد من تلك التراكيب ،
فلو عرف واحد إيراد معنى قولنا : (زيد جواد) بطرق مختلفة ، لم يكن بمجرد ذلك
عالما بالبيان ، ما لم يصر ذلك ملكة له بالنسبة إلى كل معنى دخل تحت قصده.
قال :
............
|
|
فما به من لازم
الموضوع له
|
٧٧ ـ إما مجاز منه الاستعارة
|
|
تبنى على التشبيه أو كناية
|
__________________
أقول
:
اللفظ المراد به
لازم ما وضع له : إن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له
فمجاز ، وإلا فكناية.
فإرادة ما وضع له
مع اللازم جائز في الكناية ، دون المجاز.
ومن المجاز :
الاستعارة المصرحة التي تبنى على التشبيه ، أي : أصلها التشبيه
نحو : (رأيت أسدا في الحمام) أي : شجاعا.
فتعين التعرض
للتشبيه قبل التعرض للمجاز ، ولهذا قال :
٧٨ ـ وطرفا التشبيه حسيان
|
|
ولو خياليا
وعقليان
|
٧٩ ـ ومنه بالوهم وبالوجدان
|
|
وفيهما يختلف
الجزءان
|
أقول
:
طرفا التشبيه ،
وهما : المشبه والمشبه به :
إما حسيان ،
والمراد بالحسي : المدرك ـ هو ، أو مادته ـ بإحدى الحواس الخمس الظاهرة ، أعني :
البصر ، والسمع ، والشم والذوق ، واللمس :
أما المدرك هو
بإحداها :
فكالخد والورد ،
في المبصرات.
والصوت الضعيف
والهمس ، في المسموعات.
والنكهة ـ وهي ريح
الفم ـ والعنبر ، في المشمومات.
والريق والخمر ،
في المذوقات.
__________________
والجلد الناعم
والحرير ، في الملموسات.
وأما المدرك مادته
بإحداها ، فكالخيالي الذي هو عبارة عن المعدوم الذي
فرض مجتمعا من أمور ، كل واحد منها مما يدرك بالحس ، كما في قوله :
وكأن محمر
الشقيق
|
|
إذا تصوب أو
تصعد
|
أعلام ياقوت
نشرن
|
|
على رماح من
زبرجد
|
فإن كلا ـ من :
العلم والياقوت والرمح والزبرجد ـ محسوس ، لكن المركب
ـ الذي هذه الأمور مادته ـ ليس بمحسوس ، لأنه ليس بموجود ، والحس لا يدرك
إلا ما هو موجود في المادة ، حاضر عند المدرك على هيئآت مخصوصة.
وإما عقليان ،
والمراد بالعقلي : ما لا يكون هو ولا مادته مدركا بالحس الظاهر ،
كالعلم والحياة ، ووجه الشبه كونهما جهتي إدراك إذ المراد بالعلم : الملكة.
فدخل في العقلي ما
يدرك بالوهم ، والمراد به هنا : ما كان غير مدرك بإحدى
الحواس الظاهرة ، ولكنه بحيث لو أدرك لكان مدركا بها ، كما في قوله :
أيقتلني
والمشرفي مضاجعي
|
|
ومسنونة زرق
كأنياب أغوال
|
ويدخل ما يدرك
بالوجدان ـ أيضا ـ وهو : ما يدرك بالقوى الباطنة ، ويسمى
«وجدانيات» كاللذة ، وهو : إدراك لما هو عند المدرك خير ، من حيث هو كذلك (والألم
، وهو : إدراك لما هو عند المدرك شر ، من حيث هو كذلك) .
وقوله : (وفيهما يختلف الجزءان) يعني : في الحسي والعقلي يختلف الجزءان ،
__________________
أي : المشبه
والمشبه به ، أي : يكون أحدهما حسيا والآخر عقليا ، كالمنية والسبع ، فإن المنية ـ
أي : الموت ـ عقلي ، لأنه عدم الحياة عما من شأنه أن يكون حيا ، والسبع حسي.
والعطر وخلق كريم
، في عكس المثال الأول.
قال :
٨٠ ـ ووجهه ما اشتركا فيه وجا
|
|
ذا في حقيقتيهما
وخارجا
|
٨١ ـ [وصفا فحسي وعقلي وذا
|
|
واحد أو في حكمه
أو لا كذا]
|
أقول
:
وجه الشبه ما ـ أي
: المعنى الذي ـ اشتركا ـ أي : قصد اشتراك الطرفين ـ فيه ، لا مطلق ما اشتركا فيه
، فإن زيدا والأسد يشتركان في كثير من الأشياء ، مع أنها ليست وجه الشبه.
وجاء وجه الشبه
خارجا عن حقيقة الطرفين ، كما مر.
وغير خارج :
إما عين حقيقة
الطرفين ، كما في تشبيه ثوب بآخر في نوعهما ، كما يقال :
(هذا القميص مثل ذلك) في كونهما كتانا.
أو جزء حقيقتهما
المشترك : وهو الجنس ، أو المختص : وهو الفصل.
فالأول ، كما إذا
كان وجه الشبه ـ في المثال المذكور ـ كونهما ثوبا.
والثاني ، كما إذا
كان وجه الشبه كونهما من القطن.
__________________
قال :
٨٢ ـ والكاف أو كأن أو كمثل
|
|
أداته وقد بذكر
فعل
|
أقول
:
أداة التشبيه :
الكاف ، وكأن ، ومثل ، وقد يشبه بذكر الفعل ، كيشابهه ويماثله
وما أشبهه.
قال :
٨٣ ـ وغرض منه على المشبه
|
|
يعود أو على
مشبه به
|
أقول
:
الغرض من التشبيه ـ
في الأغلب ـ يعود إلى المشبه ، وذلك كبيان إمكانه إذا كان أمرا غريبا يمكن أن
يخالف فيه ، كما في قوله :
فإن تفق الأنام
فأنت منهم
|
|
فإن المسك بعض
دم الغزال
|
فإنه لما ادعى أن
الممدوح فاق حتى صار أصلا برأسه وجنسا بنفسه ، وكان هذا
في الظاهر كالممتنع ، احتج لهذه الدعوى ، وبين إمكانها بأن شبه هذا الحال بحال
المسك
الذي هو من الدماء ، ثم لا يعد في الدماء ، لما فيه من الأوصاف الشريفة التي لا
توجد
في الدم.
وقد يعود الغرض
منه إلى المشبه به ، كبيان الاهتمام به ، كتشبيه الجائع وجها ـ كالبدر
في الاشراق والاستدارة ـ بالرغيف.
__________________
قال
:
٨٤ ـ فباعتبار كل ركن قسما
|
|
أنواعه ، ثم
المجاز فأفهما
|
أقول
:
التشبيه كما يطلق
على المعنى المصدري ، كذلك يطلق على الكلام الذي يقع
فيه التشبيه بهذا المعنى ، كقولك : زيد كالأسد في الشجاعة ، وبهذا الاعتبار يسمى
كل من طرفيه ـ أداته ووجهه ـ ركنا منه ، فباعتبار كل ركن من أركانه قسم أنواعه :
فباعتبار طرفيه
أربعة : لأنهما إما مفردان ، أو مركبان ، أو المشبه مفرد والمشبه
به مركب ، أو بالعكس.
وباعتبار وجهه :
إما تمثيل إن كان وجه الشبه منتزعا من عدة أمور ، وإما غير
تمثيل ، وهو بخلافه.
وأيضا : إما مجمل
لم يذكر وجه الشبه ، أو مفصل ذكر وجهه.
وأيضا : إما قريب
مبتذل ينتقل من المشبه إلى المشبه به من غير تدقيق ، وإما
بعيد مثله غريب ، بخلاف ذلك.
وباعتبار الأداة :
إما مؤكد حذف أداته ، أو مرسل ، وهو بخلاف ذلك.
وباعتبار الغرض ـ
أيضا ـ : إما مقبول ، وهو الوافي بإفادة الغرض ، أو مردود بخلافه.
وتفصيل ذلك موكول
إلى مطولات الفن.
قال :
٨٥ ـ مفرد أو مركب وتارة
|
|
يكون مرسلا أو
استعارة
|
__________________
أقول
:
المجاز المطلق وهو
اللفظ المراد به لازم ما وضع له ، مع القرينة المانعة من
إرادة ما وضع له ، إن كانت العلاقة المصححة له غير التشبيه ، يسمى «مجازا
مرسلا» ، ويكون مفردا ، نحو : (رعينا الغيث) أي : النبت الذي سببه الغيث.
وإن كان العلاقة
التشبيه : فإن كان التشبيه في المعاني التركيبية ، كما يقال
للمتردد : (إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى) شبه صورة تردده في ذلك الأمر
بصورة تردد من قام ليذهب ، فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا ، وتارة لا يريد فيؤخر
أخرى ، فاستعمل في الصورة الأولى الكلام الدال بالمطابقة على الصورة الثانية ،
ووجه الشبه هو الإقدام تارة والإحجام أخرى ، فهو «المجاز المركب» وقد يسمى
«التمثيل على سبيل الاستعارة» وقد يسمى «التمثيل» مطلقا.
وإن كان التشبيه
في المعاني الإفرادية ، نحو : رأيت أسدا في الحمام ، يسمى
«استعارة مصرحة» فافهم.
وفي الاستعارة
يجعل ذا ـ أي : المشبه ـ ذاك ـ أي : المشبه به ـ ، وادعي له ـ أي : للمشبه ـ اسم
المشبه به ، وإليه أشار بقوله ـ في صدر البيت التالي ـ : (بجعل ذا ذاك وادعي له).
قال :
٨٦ ـ بجعل ذا ذاك وادعي له
|
|
وهي إن اسم جنس
استعير له
|
٨٧ ـ أصلية أولا فتابعيه
|
|
وإن يكن ضدا
تهكميه
|
أقول
:
الاستعارة ـ
باعتبار اللفظ المستعار ـ قسمان :
__________________
لأن مستعار إن كان
اسم جنس ، فالاستعارة أصلية (كأسد) إذا استعير
للرجل الشجاع ، (وقتل) إذا استعير للضرب الشديد.
وإن لم يكن اللفظ
المستعار اسم جنس فالاستعارة تبعية ، وتلك تكون في
الفعل ، وما يشتق منه ، والحرف ، لأن الاستعارة في الأولين لمعنى المصدر بالأصالة
ولهما بالتبع ، وفي الثالث لمتعلق معناه بالأصالة وله بالتبع.
ومن أنواع
الاستعارة : «الاستعارة التهكمية» وهي التي استعملت في ضد
معناها الحقيقي أو نقيضه ، لتنزيل التضاد أو التناقض منزلة التناسب ، بواسطة التهكم.
وهي تكون ـ أيضا ـ
أصلية وتبعية ، وإليه أشار بقوله : (وإن يكن ضدا تهكمية).
فالأول ، كقولك : (رأيت
أسدا) وأنت تريد جبانا ، على سبيل التهكم.
والثاني ، كقوله :
(فبشرهم بعذاب أليم) أي : أنذرهم ، استعيرت البشارة ـ التي هي الأخبار بما يظهر
سرورا في المخبر به ـ للإنذار ـ الذي هو ضده ـ
بإدخال الإنذار في جنس البشارة ، على سبيل التهكم.
قال :
٨٨ ـ وما به لازم معنى وهو لا
|
|
ممتنعا كناية فاقسم إلى
|
٨٩ ـ إرادة النسبة أو نفس الصفة
|
|
أو غير هذين
اجتهد أن تعرفه
|
__________________
أقول
:
اللفظ الذي أريد
به لازم معناه ـ والحال أن معناه
لا يكون ممتنعا بحسب
الإرادة معه ـ «كناية» وهي ثلاثة أقسام :
أحدها : الكناية
المطلوب بها نسبة ، أي : إثبات أمر لأمر ، أو نفيه عنه ، كقوله
إن السماحة
والمروءة والندى
|
|
في قبة ضربت على
ابن الحشرج
|
كنى عن إثبات هذه
الصفات لابن الحشرج بأن جعلها في قبة مضروبة عليه
فأفاد إثبات الصفات المذكورة لابن الحشرج ، لأنه إذا أثبت الأمر في مكان الرجل
فقد أثبت له.
وثانيها : الكناية
المطلوب بها صفة من الصفات ، كطول القامة في قوله :
(طويل نجاده) فإن طول النجاد يستلزم طول القامة.
وثالثها : الكناية
المطلوب بها غير نسبة ولا صفة ، بل موصوف ، مثل أن يتفق
في صفة من الصفات اختصاص بموصوف فتذكر تلك الصفة ليتوصل بها إلى
ذلك الموصوف ، كقوله :
الضاربين بكل
أبيض مخذم
|
|
والطاعنين مجامع
الأضغان
|
الضغن : الحقد ،
ومجامع الأضغان : معنى واحد كناية عن القلوب.
وإلى الثالث أشار
بقوله : (أو
غير هذين اجتهد أن تعرفه).
__________________
الفن الثالث
علم البديع
قال :
٩٠ ـ علم البديع تحسين الكلام
|
|
رعاية الوضوح
والمقام
|
أقول
:
علم البديع هو :
علم به يعرف وجوه تحسين الكلام ، بعد رعاية مقتضى المقام
الذي علم في المعاني ، ورعاية وضوح الدلالة ، الذي علم في البيان.
وهذا إشارة إلى أن
هذه الوجوه إنما تعد محسنة للكلام بعد رعاية الأمرين.
قال :
٩١ ـ ضربان لفظي كتجنيس ورد
|
|
وسجع أو قلب
وتشريع ورد
|
أقول
:
الوجوه المحسنة
للكلام ، قسمان :
الأول : اللفظي ،
أي : الراجع إلى تحسين اللفظ أولا وبالذات ، وإن كان قد
يفيد بعضها تحسين المعنى أيضا.
__________________
والثاني : المعنوي
، وهو بعكس ذلك.
ومن المحسنات
اللفظية : التجنيس ; وهو تشابه في اللفظ ، أي : في التلفظ.
فخرج التشابه في
المعنى ، نحو : أسد وسبع.
أو مجرد العدد ،
نحو : ضرب وعلم.
أو في مجرد الوزن
، نحو : ضرب وقتل.
والتام منه : أن
يتفق اللفظان في أنواع الحروف ، ويكون في المركب ، نحو قوله :
كلكم قد أخذ
الجام ولا جام لنا
|
|
ما الذي ضر مدير
الكأس لو جاملنا
|
(ومنها : رد العجز على الصدر ، وهو في
النثر : أن تجعل أحد اللفظين المكررين ،
أو المتجانسين ، أو الملحقين بهما ، في أول الفقرة ، والآخر في آخرها ، نحو :
(وتخشى الناس والله
أحق أن تخشاه) مثال المكرر.
و (سائل اللئيم
يرجع ودمعه سائل) مثال المتجانسين.
و (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) مثال الملحقين بهما) .
ومنها : السجع ،
وهو : توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر ،
ويطلق على نفس الكلمة الأخيرة من الفقرة ، باعتبار توافقها للكلمة الأخيرة من
الفقرة الأخرى ، والسجع ثلاثة أضرب :
مطرف : إن اختلفت
الفاصلتان في الوزن ، نحو : (ما لكم لا ترجون لله
وقارا
__________________
وقد
خلقكم أطوارا)
فإن (الوقار) و (الأطوار) مختلفان وزنا.
وترصيع : إن لم
يختلف الوزنان ، وكان جميع ما في إحدى القرينتين من
الألفاظ مثل ما يقابله من القرينة الأخرى في الوزن ، والتوافق على الأخير ، نحو :
(هو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه) فجميع ما في
القرينة الثانية موافق لما يقابله من القرينة الأولى.
ومتواز : إن لم
يكن جميع ما في القرينة ولا أكثر مثل ما يقابله من الأخرى ، نحو : (فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة) لاختلاف (سرر)
و (أكواب) في
الوزن والتقفية .
ومنها : «القلب»
وهو : أن يكون الكلام بحيث لو عكسته وبدأت بالحرف
الأخير إلى الأول ، كان الحاصل بعينه هو هذا الكلام ، كقوله :
مودته تدوم لكل
هول
|
|
وهل كل مودته
تدوم
|
ومنها : «التشريع»
وهو : بناء البيت على قافيتين يصح المعنى عند الوقوف
على كل منهما ، كقوله :
يا خاطب الدنيا
الدنية إنها
|
|
شرك الردى ،
وقرارة الأكدار
|
(فإن وقفت على (الردى) فالبيت من
الضرب الثامن من الكامل) .
__________________
وإن وقفت على (الأكدار)
فهو من الضرب الثاني منه.
قال :
٩٢ ـ والمعنوي منه كالتسهيم
|
|
والجمع والتفريق
والتقسيم
|
أقول
:
أما المحسنات
المعنوية :
فمنها : «التسهيم»
يقال : برد مسهم : إذا كان فيه خطوط مستوية ، وهو : أن تجعل قبل العجز من الفقرة
ما يدل عليه ، إذا عرف الروي ، نحو : (وما كان الله ليظلمهم
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) .
ومنها : «الجمع»
وهو : أن يجمع بين اثنين أو أكثر في حكم ، كقوله تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) .
ومنها : «التفريق»
وهو : إيقاع التباين بين أمرين من نوع في المدح ، أو غيره ،
كقوله :
ما نوال الغمام
وقت ربيع
|
|
كنوال الأمير
يوم سخاء
|
فنوال الأمير
بدرة عين
|
|
ونوال الغمام
قطرة ماء
|
أوقع التباين بين
النوالين.
ومنها : «التقسيم»
وهو : ذكر متعدد ، ثم إضافة ما لكل إليه على التعيين ،
كقوله :
ولا يقيم على
ضيم يراد به
|
|
إلا الأذلان عير
الحي والوتد
|
__________________
هذا على الخسف
مربوط برمته
|
|
وذا يشج فلا
يرثي له أحد
|
قال :
٩٣ ـ والقول بالموجب والتجريد
|
|
والجد (١٨٢)
والطباق والتأكيد
|
أقول :
من المحسنات المعنوية
القول بالموجب ، وهو ضربان :
أحدهما : أن تقع
صفة في كلام الغير كناية عن شئ (أثبت له حكم ، فتثبتها
لغيره من غير تعرض لثبوت الحكم لذلك الغير وانتفائه عنه) ، نحو : (يقولون لئن رجعنا إلى
المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل * ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
.
فالأعز صفة وقعت
في كلام المنافقين كناية عن فريقهم ، والأذل كناية عن
المؤمنين ، وقد أثبت المنافقون لفريقهم إخراج المؤمنين من المدينة ، فأثبت الله
تعالى
في الرد عليهم صفة العزة لغير فريقهم ، وهو الله ورسوله والمؤمنون ، ولم يتعرض لثبوت
ذلك الحكم ـ الذي هو الاخراج ـ للموصوفين بالعزة أعني الله ورسوله والمؤمنين ، ولا
لنفيه عنهم.
والثاني : حمل لفظ
وقع في كلام الغير على خلاف مراده (حال كون خلاف
__________________
مراده) مما يحتمله ذلك اللفظ ، بذكر متعلق ذلك اللفظ ، كقوله :
قلت : ثقلت إذ
أتيت مرارا
|
|
قال : ثقلت
كاهلي بالأيادي
|
فلفظ (ثقلت) وقع
في كلام الغير بمعنى : حملتك المؤنة ، فحمله على تثقيل
عاتقه بالأيادي.
ومنها : «التجريد»
وهو : أن ينتزع من أمر ذي صفة أمرا آخر مثله ، لأجل
المبالغة ، وذلك لكمال تلك الصفة في ذلك الأمر ، حتى كأنه بلغ من الاتصاف بتلك
الصفة إلى حيث يصح أن ينتزع منه موصوف آخر بتلك الصفة ، نحو قولهم : (لئن سألت
فلانا لتسألن به البحر) بالغ في اتصافه بالسماحة حتى انتزع منه بحرا في السماحة .
ومنها : «الجد» (وهو
: الهزل الذي يراد به الجد) كقوله :
إذا ما تميمي
أتاك مفاخرا
|
|
فقل عد عن ذا ، كيف أكلك للضب
|
ومنها «الطباق»
وهو : الجمع بين معنيين متقابلين في الجملة ، وهو ضربان :
__________________
وطباق الإيجاب ،
نحو : (وتحسبهم أيقاظا وهم
رقود) .
وطباق السلب ، وهو
: أن يجمع بين فعلي مصدر واحد ، أحدهما مثبت والآخر منفي ، نحو : (ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون
ظاهرا من الحياة الدنيا) .
ومنها : «التأكيد»
أي تأكيد المدح بما يشبه الذم ، وهو ضربان :
أحدهما : أن
يستثني من صفة ذم منفية عن الشئ ، صفة مدح لذلك الشئ بتقدير دخولها فيها ، كقوله :
ولا عيب فيهم
غير أن سيوفهم
|
|
بهن فلول عن قراع
الكتائب
|
والثاني : أن يثبت
لشئ صفة مدح ، ويذكر عقيب إثبات صفة المدح لذلك الشئ أداة الاستثناء ، بعدها صفة مدح أخرى لذلك الشئ ، نحو : (أنا
أفصح العرب ، بيد أني من قريش).
قال :
٩٤ ـ والعكس والرجوع ، والايهام
|
|
واللف والنشر
والاستخدام
|
أقول :
من المحسنات
المعنوية : العكس ، وهو : أن تقدم في الكلام جزءا ، ثم تعكس
فتقدم ما أخرت وتؤخر ما قدمت ، نحو : عادات السادات ، سادات العادات.
__________________
ومنها : «الرجوع»
وهو : العود إلى الكلام السابق بنقضه وإبطاله ، لنكتة ،
كقوله :
قف بالديار التي
لم يعفها القدم
|
|
بلى ، وغيرها
الأرواح والديم
|
والنكتة : إظهار
التحير.
ومنها : «الايهام»
وهو : أن يطلق لفظ له معنيان ، قريب وبعيد ، ويراد البعيد اعتمادا على قرينة خفية
، نحو قوله تعالى : (والسماء بنيناها بأيد) أراد بـ (الأيد) معناها البعيد وهو القدرة.
ومنها : «اللف
والنشر» وهو : ذكر متعدد ، ثم ذكر ما لكل واحد من آحاد هذا المتعدد من غير تعيين ،
ثقة بأن السامع يرده إليه ، نحو : (ومن رحمته جعل لكم الليل
والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) .
ومنها «الاستخدام»
وهو : أن يراد بلفظ له معنيان أحدهما ، ثم يراد بضميره
الآخر ، كقوله :
إذا نزل السماء
بأرض قوم
|
|
رعيناه وإن
كانوا غضابا
|
أراد (بالسماء)
الغيث ، وبضميره في (رعيناه) النبت.
أو يراد بأحد
ضميرين أحد المعنيين ، ويراد بالضمير الآخر معناه الآخر ،
__________________
كقوله :
فسقى الغضا
والساكنيه وإن هم
|
|
شبوه بين جوانحي
وضلوعي
|
أراد بأحد
الضميرين ، وهو المجرور في (الساكنيه) : المكان الذي فيه شجرة
الغضا ، وبالآخر ، وهو المنصوب في (شبوه) النار الحاصلة من شجرة الغضا.
قال :
٩٥ ـ والسوق والتوجيه والتوفيق
|
|
والبحث والتعليل
والتعليق
|
أقول
:
ومن المحسنات
المعنوية : السوق ، أي : سوق المعلوم مساق غيره ، لنكتة ،
كالتوبيخ ، كقولها :
أيا شجر الخابور
مالك مورقا
|
|
كأنك لم تجزع
على ابن طريف (٢٠١)
|
ومنها : «التوجيه»
ويسمى «محتمل الضدين» وهو : إيراد الكلام محتملا
لوجهين مختلفين ، كالمدح والذم ، كقول من قال لأعور : (ليت عينيه سواء) يحتمل
صحة العين العوراء : فيكون دعاءا له ، والعكس : فيكون دعاءا عليه.
ومنها : «التوفيق»
وهو : جمع أمرين فصاعدا ، متباينين لا بالتضاد ، نحو : (الشمس والقمر بحسبان) .
ومنها : «البحث»
والأظهر أن مراده به استيفاء أقسام الشئ الذي يطلق
__________________
عليه «التقسيم»
كقوله تعالى : (يهب لمن يشاء إناثا
ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا إناثا ، ويجعل من يشاء عقيما)
فإن الإنسان إما
أن لا يكون له ولد ، أو يكون له ولد ذكر ، أو أنثى ، أو ذكر
وأنثى ، وقد استوفى في الآية جميع الأقسام.
ومنها : «التعليل»
المعروف بينهم ب «حسن التعليل» وهو : أن يدعي لوصف
علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي ، كقوله :
لم تحك نائلك
السحاب وإنما
|
|
حمت به فيصيبها
الرخصاء
|
ومنها : «التعليق»
وهو تأكيد الحكم بما يشعر بالعلية ، نحو (العالم مستحق للإكرام) أي : من حيث أنه
عالم.
__________________
خاتمة الفن الثالث
في السرقات الشعرية
وما يتصل بها مثل
: الاقتباس ، والتضمين ، والعقد ، والحل ، والتلميح .
قال :
٩٦ ـ السرقات ظاهر فالنسخ
|
|
يذم لا أن
استطيب المسخ
|
٩٧ ـ والسلخ مثله ، وغير ظاهر
|
|
كوضع معنى في
محل آخر
|
أقول
:
«السرقة» اتفاق
قائل مع قائل آخر سابق عليه فيما جاز أن يدعى فيه
السبق والزيادة بين القائلين.
فاتفاق القائلين
إن كان في الغرض على العموم ـ كالوصف بالشجاعة والسخاء ـ لا يسمى سرقة ، وإن كان
في وجه الدلالة كالتشبيه والمجاز والكناية ، وكذكر هيئة تدل على الصفة ، لاختصاصها
بمن هي له ، كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين ، ووصف البخيل بالعبوس مع سعة
ذات اليد ـ فإن اشترك الناس في معرفته لا يسمى سرقة.
(وإن لم يشترك ،
فكان مما جاز فيه دعوى التفاضل ، فالاتفاق فيه مع سابق
يسمى سرقة) .
__________________
والسرقة ظاهر ،
وغير ظاهر :
أما الظاهر ، فهو
: أن يؤخذ المعنى كله مع اللفظ كله أو بعضه ، أو وحده :
فإن أخذ مع اللفظ : كله ، من غير تغيير لنظمه فهو مذموم ، ويسمى
«نسخا» ، وإليه أشار بقوله : (فالنسخ يذم).
وإن كان أخذ اللفظ
كله مع تغيير النظم ، أو أخذ بعض اللفظ لا كله ، يسمى
«مسخا» ، وهو إن كان أبلغ ، بواسطة حسن السبك أو غيره ، فممدوح ، وإلا فلا ،
وإليه أشار بقوله : (إن استطيب المسخ).
وإن أخذ المعنى
وحده ، يسمى «سلخا» وهو مثل المسخ ، أي : إن كان أبلغ
من الأول فممدوح ، وإلا فلا.
مثال الأول : ما
يحكى عن ابن زبير أنه فعل بقول معن بن أوس :
إذا أنت لم تنصف
أخاك وجدته
|
|
على طرف الهجران
إن كان يعقل
|
ويركب حد السيف
من أن تضيمه
|
|
إذا لم يكن عن
شفرة السيف مرحل
|
فقد حكي أن عبد
الله بن زبير دخل على معاوية فأنشده هذين البيتين ، فقال
له معاوية : لقد شعرت بعدي يا أبا بكر! ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن
ابن أوس المزني ، فأنشده قصيدته التي أولها :
لعمرك ما أدري
وإني لأوجل
|
|
على أينا تغدو
المنية أول
|
حتى أتمها ، وفيها
هذان البيتان ، فأقبل معاوية على عبد الله ، فقال :
__________________
ألم تخبرني أنهما
لك؟!.
فقال : اللفظ
والمعنى له ، وبعد : فهو أخي من الرضاعة وأنا أحق بشعره.
ومثال المسخ
الممدوح ، قول بشار :
من راقب الناس
لم يظفر بحاجته
|
|
وفاز بالطيبات
الفاتك اللهج
|
أي : الشجاع
القتال الحريص على القتل.
وقول سلم :
من راقب الناس مات
هما
|
|
وفاز باللذة
الجسور
|
أي : الشديد
الجرأة.
فبيت سلم أجود
سبكا ، وأخصر لفظا.
ومثال السلخ : قول
أبي تمام :
هو الصنع إن
تعجل فخير وإن ترث
|
|
فللريث في بعض
المواضع أنفع
|
وقول أبي الطيب :
ومن الخير بطوء
سيبك عني
|
|
أسرع السحب في
المسير الجهام
|
أي : السحاب الذي
لا ماء فيه.
__________________
وأما غير الظاهر :
فمنه : أن ينقل
المعنى إلى محل آخر ، كقول البحتري :
سلبوا ـ أي :
ثيابهم ـ وأشرقت الدماء عليهم
|
|
محمرة فكأنهم لم
يسلبوا
|
لأن الدماء
المشرقة كانت بمنزلة ثيابهم.
وقول أبي الطيب :
يبس النجيع عليه
ـ أي : على السيف ـ وهو مجرد
|
|
عن غمده فكأنما
هو مغمد
|
لأن الدم اليابس
بمنزلة الغمد له.
فنقل المعنى من
القتل والجرح (إلى السيف) .
وإليه أشار بقوله
: (كوضع معنى في محل آخر).
ومنه : أن يتشابه
معنى البيت الأول ، ومعنى البيت الثاني ، كقول جرير :
فلا يمنعك من
إرب لحالهم
|
|
سواء ذو العمامة
والخمار
|
يعني : إن الرجال
منهم والنساء سواء في الضعف.
وقول أبي الطيب :
ومن في كفه منهم
قناة
|
|
كمن في كفه منهم
خضاب
|
__________________
وإليه أشار بقوله
في صدر البيت التالي : (أو يتشابهان).
ومنه : أن يكون
المعنى الثاني أشمل من المعنى الأول ، كقول جرير :
إذا غضبت عليك
بنو تميم
|
|
وجدت الناس كلهم
غضابا
|
لأنهم يقومون مقام
كل الناس.
وقول أبي نؤاس :
ليس على الله
بمستنكر
|
|
أن يجمع العالم
في واحد
|
فإنه يشمل الناس
وغيرهم ، فهو أشمل من معنى بيت جرير ، وإليه أشار
بقوله ـ في صدر البيت التالي ـ : (أو ذا أشمل).
قال :
٩٨ ـ أو يتشابهان أو ذا أشمل
|
|
ومنه قلب
واقتباس ينقل
|
أقول : ومن غير
الظاهر : «القلب» وهو : أن يكون معنى الثاني نقيض معنى
الأول ، كقول الشاعر :
أجد الملامة في
هواك لذيذة
|
|
حبا لذكرك
فليلمني اللوم (٢٢٣)
|
وقول الآخر :
أأحبه وأحب فيه
ملامة
|
|
إن الملامة فيه
من أعدائه (٢٢٤)
|
__________________
وما يصدر من عدو
المحبوب يكون مبغوضا ، وهذا نقيض معنى البيت الأول
بهذا الاعتبار ، وإن كان إياه باعتبار آخر.
ومنه : «الاقتباس»
وهو : أن يضمن الكلام ـ نظما أو نثرا ـ شيئا من القرآن
أو الحديث ، على وجه لا يكون فيه إشعار بأنه منه ، كما يقال ـ في أثناء الكلام ـ :
قال الله تعالى كذا ، وقال النبي صلىاللهعليهوآله كذا ، ونحو ذلك ، فإنه لا يكون
اقتباسا ، كقوله :
إن كنت أزمعت
على هجرنا
|
|
من غير ما جرم
فصبر جميل
|
وإن تبدلت بنا
غيرنا
|
|
فحسبنا الله
ونعم الوكيل
|
قال :
٩٩ ـ ومنه تضمين وتلميح وحل
|
|
ومنه عقد
والتأنق إن تسل
|
١٠٠ ـ براعة استهلال انتقال
|
|
حسن اختتام
وانتهى المقال
|
أقول :
ومن غير الظاهر : «التضمين»
وهو : أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير ،
بيتا كان أو ما فوقه ، أو مصراعا أو ما دونه ، مع التنبيه على أنه من شعر الغير ،
إن
لم يكن ذلك مشهورا ، كقوله :
على أني سأنشد
عند بيعي
|
|
أضاعوني وأي فتى
أضاعوا
|
__________________
والمصراع الثاني
للعرجي ، وتمامه : ليوم كريهة وسداد ثغر.
ومنه : «التلميح»
وهو : أن يشير في فحوى الكلام إلى قصة أو شعر أو
مثل ، من غير ذكره ، كقوله :
فوالله ما أدري
أأحلام نائم
|
|
ألمت بنا أم كان
في الركب يوشع
|
(وصف الشاعر لحوقه بالأحبة المرتحلين
، وطلوع شمس وجه الحبيب من
جانب العشاء في ظلمة الليل ، ثم استعظم ذلك واستغربه وتجاهله. تحيرا ،
وقال :
أهذا حلم أراه في النوم ، أم كان فيما بين الركب يوشع عليهالسلام) فرد
الشمس؟! فأشار إلى قصة يوشع عليهالسلام على ما روي من أنه قاتل الجبارين ،
في يوم الجمعة ، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت ،
فلا يحل له قتالهم فيه ، فدعا الله ، فرد الشمس ، حتى فرغ من قتالهم.
ومنه : «الحل» فهو
: أن ينثر نظم وإنما يكون مقبولا إذا كان سبكه لا
يتقاصر عن سبك النظم ، كقول بعض : (فإنه لما أقبحت فعلاته ، وحنظلت
__________________
نخلاته ، لم يزل
سوء الظن يقتاده ، ويصدق توهمه الذي يعتاده) حل قول أبي الطيب :
إذا ساء فعل
المرء ساءت ظنونه
|
|
وصدق ما يعتاده
من توهم
|
ومنه : «العقد»
وهو : أن ينظم النثر على طريق الاقتباس ، كقوله :
ما بال من أوله
نطفة
|
|
وجيفة آخره يفخر
|
عقد قول أمير
المؤمنين عليهالسلام : «ما لابن آدم والفخر ؟! وإنما أوله
نطفة ، وآخره جيفة».
واعلم أن بعضهم عد
الاقتباس والتضمين والتلميح والحل والعقد ، مما
يتصل بالسرقات الشعرية ، والراجز عدها منها ، مع الإشارة إلى الاعتبار الأول في
قوله : (السرقات الشعرية وما يتصل بها) تصحيحا لكلا الاعتبارين.
قوله : (والتانق
إن تسل) أي : إن تخرج من بين الآنق وغير الآنق ، والآنق :
الأحسن ، وتتبعه.
والمراد بالآنق
الأحسن : أن يكون أعذب لفظا ، وأحسن سبكا ، ويصح معنى ،
وينبغي ذلك في ثلاثة مواضع :
الأول : الابتداء
، لأنه أول ما يقرع السمع ، فإن كان آنقا أقبل السامع عليه ، وإلا فلا.
ومن التأنق في
الابتداء : «براعة الاستهلال» المشار إليه بقول الراجز وهو : كون الابتداء مناسبا
للمقصود ، كقول أبي محمد الخازن :
__________________
بشرى فقد أنجز
الاقبال ما وعدا
|
|
وكوكب المجد في
أفق العلى صعدا
|
في مطلع قصيدة
يهنئ بها الصاحب بولد بنت .
والثاني «التخلص»
والمراد به (الانتقال مما افتتح به الكلام إلى المقصود
المشار إليه بقول الراجز) : (انتقال) أي : الانتقال من الابتداء ، فإن تأنق
فيه ، وروعيت المناسبة ، أقبل السامع إلى إصغاء ما بعده ، وإلا فلا ، كقوله :
يقول في قومس
قومي وقد أخذت
|
|
منا السرى وخطى
المهرية القود
|
أمطلع الشمس
تبغي أن تؤم بنا
|
|
فقلت : كلا ،
ولكن مطلع الجود
|
والثالث : «الاختتام»
المشار إليه بقول الراجز : (حسن اختتام) لأنه آخر
ما يعيه السمع ، ويرتسم في النفس ، فإن كان حسنا تلقاه السمع ،
واستلذه ، وجبر ما وقع فيما سبقه من التقصير ، وإلا كان الأمر على العكس ، حتى
ربما أنساه
المحاسن الموردة فيما سبق ، كقوله :
وإني جدير ـ إذ
بلغتك ـ بالمنى
|
|
وأنت بما أملت
منك جدير
|
فإن تولني منك
الجميل فأهله
|
|
وإلا فإني عاذر
وشكور
|
__________________
وانتهى المقال ،
والحمد لله على كل حال.
قد فرغ من تأليف «إنجاح
المطالب في الفوز بالمآرب» أقل عباد الله وأذل
خلق الله محمد بن رضا القمي ، بلغهما الله إلى آمالهما .
يوم السبت ،
التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك ، سنة ألف وأربع
وسبعين مضين من الهجرة النبوية ، في مشهد ثامن الأئمة علي بن موسى الرضا عليه
التحية والثناء ، وعلى الله التوكل ومنه الاستعانة في كل الأمور .
__________________
|
وكتب
السيد محمد رضا
الحسيني
الجلالي
|
فهرس المصادر والمراجع
١ ـ أعيان الشيعة
/ للسيد محسن الأمين العاملي / الطبعة الأولى.
٢ ـ أمل الآمل/
للحر العاملي/ تحقيق السيد أحمد الحسيني/ مطبعة الآداب، النجف.
٣ ـ إيضاح المكنون
/ للبغدادي / طبع تركية.
٤ ـ التبيان
السليماني / للميرزا محمد المشهدي ـ المؤلف / مخطوط في المكتبة الرضوية ـ
مشهد برقم (٩٤٣٩).
٥ ـ تراثنا / نشرة
فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت عليهمالسلام في قم السنة الأولى
(١٤٠٦) / العدد الرابع.
٦ ـ تحقيق النصوص
بين صعوبة المهمة وخطورة الهفوات / للسيد محمد رضا الحسيني طبع في نشرة «تراثنا»
السنة العدد .
٧ ـ تعليقة أمل
الآمل / للأفندي /.
٨ ـ الذريعة إلى
تصانيف الشيعة / للشيخ آغا بزرك الطهراني / الطبعة الأولى.
٩ ـ جامع الشواهد
/ للشيخ محمد باقر الشريف الأردكاني / المطبعة المحمدية ـ إصفهان منشورات
الفيروزآبادي ـ قم.
١٠ ـ رياض العلماء
/ للمولى عبد الله الأفندي الأصفهاني تحقيق السيد أحمد الحسيني / مطبعة الخيام ـ
قم ١٤٠١ ه.
١١ ـ ريحانة الأدب
/ للمدرس.
١٢ ـ روضات الجنات
/ للسيد محمد باقر الموسوي الأصفهاني الشهير بالخونساري / نشر إسماعيليان ـ قم.
١٣ ـ الروضة
النضرة في علماء المائة الحادية عشرة، للشيخ آغا بزرك الطهراني ـ مخطوط.
١٤ ـ ستة ضرورية /
للميرزا محمد المشهدي ـ المؤلف ـ مخطوطة في مكتبة آستان قدس
برقم (١٤٣).
١٥ ـ الصحيفة
السجادية / تقديم آية الله الحجة السيد المرعشي / طبعة الآخوندي ـ
طهران ١٣٦١ ه.
١٦ ـ فهرست مكتبة
آستان قدس رضوي في مشهد / سيد علي أردلان / نشر المكتبة برقم ١٣٦٥.
١٧ ـ فهرست مكتبة
آية الله المرعشي / قم تأليف السيد أحمد الحسيني.
١٨ ـ فهرست مكتبة
مجلس الشورى الإسلامي ـ طهران.
١٩ ـ فهرست مكتبة
مشكاة ـ طهران.
٢٠ ـ فهرست مكتبة
ملك ـ طهران.
٢١ ـ الفوائد
الرضوية / للشيخ عباس القمي.
٢٢ ـ الفيض القدسي
/ للنوري الشيخ ميرزا حسين / طبع مع بحار الأنوار ـ الطبعة
الحديثة ـ (ج ١٠٨).
ـ القرآن الكريم.
٢٣ ـ كاشف الغمة /
للميرزا محمد المشهدي ـ المؤلف ـ / مخطوط في مكتبة المجلس برقم (٢٠٠٠).
٢٤ ـ كنز الدقائق
وبحر الغرائب / للميرزا محمد المشهدي / طبع مؤسسة جامعة المدرسين قم ١٤٠٦. وطبع
مؤسسة وزارة الثقافة طهران ١٤٠٦.
٢٥ ـ الكواكب
المنتثرة / للشيخ آغا بزرك الطهراني / مصورة عن خط المؤلف عند السيد الطباطبائي ـ قم.
٢٦ ـ مجموع مهمات
المتون ، طبع مصر.
٢٧ ـ مصفى المقال
في مصنفي علم الرجال / للشيخ آغا بزرك الطهراني مطبعة دولتي ـ
طهران ١٣٧٨.
٢٨ ـ معجم البلدان
/ للحموي / دار صادر ـ بيروت.
٢٩ ـ مقامات
الحريري.
٣٠ ـ منتخب
التواريخ / للخراساني ملا هاشم.
٣١ ـ المنظومة
المحبية / لابن الشحنة الحنفي / طبع في نشرة (تراثنا) السنة الأولى
١٤٠٦ ، العدد الرابع.
٣٢ ـ هدية
العارفين / للبغدادي / طبع تركية.
٣٣ ـ الوشاح شرح
المختصر على تلخيص المفتاح ، للشيخ محمد الكرمي ، منشورات
بصيرتي ـ قم.
من أنباء التراث
كتب ترى النور لأول مرة
* كشف الأستار عن وجه
الكتب والأسفار ، ج ٣.
تأليف : السيد
أحمد بن محمد رضا الحسيني الأعرجي الصفائي الخوانساري (١٢٩١ ـ ١٣٥٩ ه).
يبحث الكتاب في
المؤلفات الشيعية ـ على غرار موسوعة «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» لآقا بزرك
الطهراني ، المتوفى سنة ١٣٨٩ ه ـ
تعريفا وتوثيقا ، ويسهب في تراجم مؤلفيها ورواتها وإيراد الأقوال فيهم ،
والانتهاء بجرحهم أو تعديلهم لمن كان منهم من المحدثين ; فكان كتابا جامعا بين
فهرسة الكتب وبين نقد الرجال.
صدر الجزء
الثالث منه ، ومن المؤمل أن
|
|
يتم الكتاب في
عشرة أجزاء.
إعداد ونشر :
مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث، قم /١٤١١ ه.
* الرسائل الاعتقادية
، ج ١ و ٢.
تأليف : المولى
محمد إسماعيل بن الحسين ابن محمد رضا المازندراني الأصفهاني
الخواجوئي ،
المتوفى سنة ١١٧٣ ه.
مجموعة من
الرسائل الاعتقادية المهمة
التي تناولت
أمورا شتى ، طبعت ضمن مجلدين ، ضم الأول منهما ٨ رسائل ، فيما ضم الثاني ١٨ رسالة.
تم تحقيق هذه
الرسائل على عدة نسخ مخطوطة.
تحقيق : السيد
مهدي الرجائي.
|
نشر : دار
الكتاب الإسلامي ـ قم.
* كنز الدقائق وبحر
الغرائب ، ج ١٠.
تأليف : الشيخ
محمد بن محمد رضا بن إسماعيل المشهدي ، من أعلام القرنين الحادي عشر والثاني عشر
الهجريين.
تفسير للقرآن
المجيد جمع بين التفسير اللغوي وبين التفسير بالمأثور عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ; وبقية أجزائه تحت الطبع.
تحقيق : حسين
الدركاهي.
نشر : وزارة
الثقافة والارشاد الإسلامي ـ طهران / ١٤١١ ه.
وقد صدرت
الأجزاء الخمسة الأولى من نفس الكتاب أيضا من تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١١ ه!! كما صدرت الأجزاء
الثلاثة الأولى منه أيضا بتحقيق الشيخ مجتبى العراقي سنة ١٤١١ ه!!
* أجوبة المسائل
الهندية.
تأليف : شيخ
الإسلام ، العلامة المحدث محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.
هي تسع مسائل
فقهية مختلفة كان قد
|
|
أرسلها إليه شقيقه
المولى عبد الله من الهند ، فأجاب عنها وأعادها إليه.
تم تحقيق
الرسالة وفق نسختين مخطوطتين محفوظتين في مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.
تحقيق : السيد
مهدي الرجائي.
نشر : دار
الكتاب الإسلامي ـ قم.
كتب صدرت محققة
* تفصيل وسائل الشيعة
إلى تحصيل مسائل الشريعة ، ج ١٢ ـ ١٤.
تأليف : الفقيه
المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه).
هي موسوعة فقهية
حديثية قيمة ، جمع فيها مؤلفها ـ قدسسره ـ أحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين ، فربت على عشرين ألف حديث من الأحاديث التي صارت مدار عمل فقهاء
الإمامية.
اشتملت الأجزاء
الثلاثة هذه على بقية أحاديث كتاب الحج ، كما أن بقية أجزاء الكتاب ـ البالغة
ثلاثين جزءا ـ هي تحت الطبع ، وسوف تصدر تباعا إن شاء الله تعالى.
تحقيق ونشر :
مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، قم / ١٤١١ ه.
|
* الغيبة.
تأليف : شيخ
الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه).
سفر جليل من
أصفى المنابع وأهمها وأوفرها بحثا في الغيبة وعللها وأسبابها والحكمة الإلهية
التي اقتضتها ، وقد تضمن أقوى الحجج والبراهين العقلية والنقلية على وجود الإمام
الثاني عشر عليهالسلام وغيبته ثم ظهوره في آخر الزمان ، ويرد على إشكالات
المخالفين والمعارضين لها استدلالا بالكتاب العزيز والسنة المطهرة والعقل.
كان قد طبع لأول
مرة على الحجر في إيران سنة ١٣٢٣ ه ، ثم أعيد طبعه حروفيا في النجف الأشرف ،
وتكرر طبعه بالتصوير على هذه الطبعة في العراق وإيران عدة مرات.
تم تحقيقه على
عدة نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في مقدمة المحققين.
تحقي: الشيخ
عباد الله الطهراني الميانجي والشيخ علي أحمد ناصح النهاوندي.
نشر : مؤسسة
المعارف الإسلامية ـ قم / ١٤١١ ه.
* الوافي ، ج ١٤.
تأليف : الشيخ
المحدث محمد محسن بن المرتضى ، المشتهر بالفيض الكاشاني (١٠٠٧ ـ
|
|
١٠٩١ ه).
في الجمع بين
أحاديث الكتب الأربعة للطائفة : الكافي ، كتاب من لا يحضره الفقيه ، التهذيب ،
والاستبصار ; كل ذلك مع الشرح والبيان.
كان قد طبع في
إيران لأول مرة على الحجر ، وأعيد طبعه بالتصوير عليها غير مرة.
صدر منه لغاية
الآن ١٤ جزءا وبقية أجزائه قيد الطبع والتحقيق.
تحقيق : السيد
ضياء الدين العلامة.
نشر : مكتبة
الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ـ أصفهان.
* ديوان الباقيات
الصالحات.
نظم : عبد
الباقي العمري الفاروقي الموصلي (١٢٠٤ ـ ١٢٧٩ ه).
هو مجموع ما
نظمه هذا الشاعر الفذ من قصائد في مدح رسول الله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله
وسلم ، ومدح ورثاء أهل بيته المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ; ومن هذا
الديوان يظهر مدى تعلق الشاعر بحب أهل البيت عليهمالسلام.
كان قد طبع لأول
مرة في النجف الأشرف سنة ١٣٤٧ ه ، ثم أعيد طبعه الآن في قم بعد تصحيحه وضبطه
بالشكل وصفه بالحرف الجديد.
|
تصحيح : أبو
مصعب البصري.
نشر : منشورات
الشريف الرضي ـ قم.
* المنقذ من التقليد
والمرشد إلى التوحيد ، ج ١.
تأليف : العلامة
الشيخ سديد الدين محمود ابن الحسن الحمصي ، المتوفى أوائل القرن السابع الهجري.
هو من خيرة ما
كتب في علم الكلام ، طرق فيه مؤلفه ـ رحمهالله ـ أبواب هذا العلم المتعارفة بين العلماء ، فأوضح
مشتبهاتها وحل إشكالاتها.
تم تحقيق الكتاب
وفق نسختين مخطوطتين.
تحقيق : الشيخ
محمد هادي اليوسفي الغروي.
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
طبعات جديدة
لمطبوعات سابقة
* من فقه الجنس في
قنواته المذهبية.
تأليف : الدكتور
الشيخ أحمد الوائلي.
بحث تطرق فيه
المؤلف ـ بأسلوب جديد ـ إلى المسائل الفقهية مما يرتبط بالجنس من نكاح دائم
ومتعة ووطء بملك يمين وما إلى ذلك ، وعرض فيه خلاف الفقهاء والمذاهب
|
|
فيها ، ورد على
مفتريات وادعاءات بعضها مما أرادوا إلصاقه بالشيعة الإمامية.
أعادت منشورات
الشريف الرضي في قم طبعه بالتصوير على طبعة الكتاب الأولى الصادرة عن مؤسسة أهل
البيت عليهمالسلام ـ بيروت / ١٤٠٦ ه.
* الثاقب في المناقب.
تأليف : الشيخ
عماد الدين أبي جعفر محمد ابن علي بن محمد بن حمزة الطوسي المشهدي ، المعروف
بابن حمزة ، المتوفى بعد سنة ٥٨٥ ه.
عرض روائي
لمعاجز النبي والزهراء والأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين ، مضافا إلى
ذلك فإنه يذكر ما في كتاب الله المجيد من آيات الأنبياء ودلالات الأصفياء عليهمالسلام ، ثم يذكر بإزاء كل آية أو فضيلة ما يوازيها ويضاهيها من
آيات أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وقد اعتمده جمع من الأعلام ممن جاء بعد المؤلف في
تأليف كتبهم.
تحقيق : الشيخ
نبيل رضا علاوان.
أعادت طبعه
بالتصوير مؤسسة أنصاريان في قم على طبعة الكتاب الأولى الصادرة عن دار الزهراء
البيروتية.
|
*
زيد الشهيد.
تأليف : السيد
عبد الرزاق بن محمد الموسوي المقرم ، المتوفى سنة ١٣٩١ ه.
عرض وتحليل
لحياة الشهيد زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، المستشهد
سنة ١٢٢ ه ، ونهضته وشهادته ; وهو أول مؤلفات السيد المقرم رحمه الله ، ومن أفضل
ما كتب عن زيد الشهيد عليه السلام.
كان قد طبع لأول
مرة في النجف الأشرف سنة ١٣٥٥ ه ، وأعيد طبعه بها أيضا.
ثم أعادت
منشورات الشريف الرضي في قم طبعه بالتصوير على طبعة النجف الأشرف.
*
الصحيفة الصادقية.
تأليف : الشيخ
باقر شريف القرشي.
جمع فيه المؤلف
مجموعة كبيرة من أدعية الإمام جعفر الصادق عليهالسلام (٨٣ ـ ١٤٨ ه) وكذلك ما أثر عنه مما كان عليهالسلام يناجي به ربه في عقيب صلواته وخلواته.
أعاد مجمع
الذخائر الإسلامية في قم طبعه بالتصوير على طبعة الكتاب الأولى الصادرة في بيروت
عن دار الأضواء.
|
|
* النزاع والتخاصم
فيما بين بني أمية وبني هاشم.
تأليف : تقي
الدين أبي محمد أحمد بن علي المقريزي الشافعي المصري ، المتوفى سنة ٨٤٥ هجرية.
كتاب مهم بحث
فيه المؤلف عن مشكلة النزاع بين الشجرة الخبيثة بني أمية وبين الشجرة الطيبة بني
هاشم ، كما بحث عن تاريخ هذه المشكلة ، وكيفية استيلاء بني أمية على الخلافة مع
عدم استحقاقهم لها ، فأصبح موضع عناية واهتمام كثيرين من أهل التاريخ منذ تأليفه
وحتى اليوم.
وقد سبق نشر هذا
الكتاب بتصحيح الشيخ محمود عرنوس ، وصدر عن مكتبة
الأهرام بالقاهرة ، سنة ١٩٣٧ م ، وقد ألحق به رسالة للجاحظ (١٦٣ ـ ٢٥٥ ه) في ذم
بني أمية.
ثم حققهما
الدكتور حسين مؤنس على عدة نسخ مخطوطة ، وصدرا في كتاب واحد أيضا بمصر سنة ١٩٨٨
م.
أعادت مكتبة
الشريف الرضي في قم طبعه بالتصوير على الطبعة الأخيرة.
* ديوان الصاحب بن
عباد.
هو مجموع ما
نظمه الوزير كافي الكفاة أبو
|
القاسم إسماعيل
بن عباد بن العباس بن أحمد الطالقاني (٣٢٦ ـ ٣٨٥ ه) في مختلف الأغراض الشعرية ،
وقد ضمن شعره القصص والحوادث والروايات ، كما ضمنه المناقشات والمناظرات
المذهبية إحقاقا لمذهب الإمامية.
كان قد حققه
الشيخ محمد حسن آل ياسين على عدة نسخ مخطوطة ، وطبع مرتان من قبل في بغداد
وبيروت.
أعادت مؤسسة
قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ قم طبعه بالتصوير على الطبعة الثانية.
صدر حديثا
* الصحيح من سيرة
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ج ٥ و ٦.
تأليف السيد
جعفر مرتضى العاملي.
يتناول المؤلف
في الجزء الخامس عدة شخصيات وأحداث تاريخية بالبحث والتحقيق في بابه الأول ، وفي
بابه الثاني بحث حول عدة سرايا كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد بعثها ، بحث حول ما حيكت حولها من
تناقضات وملابسات في نصوصها التاريخية.
كما خصص الجزء
السادس للبحث حول أحداث غزوة بني النضير وشخصياتها.
صدر الجزءان في
مجلد واحد.
|
|
نشر : مؤسسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
* طب الإمام الكاظم عليهالسلام.
تأليف : شاكر
شبع.
كتاب يجمع كل ما
ورد عن الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليها السلام (١٢٨ ـ ١٨٣ ه) حول
علم الطب ، مع بحث تحليلي ودراسة وافية لما يوافيه ويماثله في الطب الإسلامي
والعربي واليوناني القديم.
نشر : المؤتمر
العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد.
* اللؤلؤ والمرجان.
تأليف : السيد
علي أكبر بن عبد الحسين
آية اللهي الجهرمي اللاري (١٣١٤ ـ ١٣٨١ ه).
كتاب يحتوي على
ثمانين حديثا مرويا عن
الرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وتم شرحها
ببيانات شافية وتوضيحات مهمة ، وقد قسمت إلى أربعينين ، الأربعين الأولى حول
العلم والعصمة ومن له العلم والعصمة ، والأربعين الثانية في موضوعات مختلفة.
نشر : دار
الحكمة ـ قم.
|
* مكاتيب الإمام
الرضا عليهالسلام.
تأليف : الشيخ
علي الأحمدي الميانجي.
كتاب يشتمل على
كل ما روي عن الولي الضامن الإمام الثامن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا عليهماالسلام (١٤٨ ـ ٢٠٣ ه) من الكتب والرسائل المتضمنة لجوابات
الأسئلة في
الأحكام وغيرها ، وحتى ما أملاه على آخرين فكتبوه ، باستثناء ما طبع مستقلا مما
نسب إليه صلوات الله عليه مثل : «صحيفة الرضا عليهالسلام» و «فقه الرضا عليه السلام»
نشر : المؤتمر
العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد / ١٤١١ ه.
* العقد الثمين في
إثبات وصاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
تأليف : القاضي
المحدث محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني.
رسالة صغيرة في
إثبات أن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام هو وصي رسول الله الأكرم صلىاللهعليهوآله وسلم ، مستفاد ذلك من الأحاديث المروية في كتب المحدثين
فقط ، ولم يذكر ما ورد منها في كتب الشيعة أو التي رويت عن أهل البيت عليهمالسلام.
|
|
نشر : مكتبة دار
التراث ـ صنعاء / ١٤١١ هجرية.
* أحسن التراجم
لأصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام ، ج ٢.
تأليف : عبد
الحسين الشبستري.
يذكر الكتاب
أصحاب الإمام موسى
الكاظم عليهالسلام (١٢٨ ـ ١٨٣ ه) والرواة عنه وغيرهم ممن عاصره عليهالسلام ، وقد صدر الجزء الثاني من الكتاب مبتدئا بحرف الغين إلى
آخر حروف المعجم ، كما أضاف المؤلف بابا خاصا بالنساء الراويات عن الإمام موسى
الكاظم عليهالسلام ، وقد سبق أن ذكرنا منهجية الكتاب في العدد ١٧ من نشرتنا
هذه ، ص ٢٤٠ عند صدور جزئه الأول.
نشر : المؤتمر
العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد / ١٤١١ ه.
* الكتاب المقدس تحت
المجهر.
تأليف : عودة
مهاوش الأردني.
دراسة نقدية
للتوراة والإنجيل الرائجين ، ترد فيها أمثلة عن تناقضات الكتابات الواردة
في العهدين ، ويثبت من خلال ذلك كله أن العهدين الرائجين ليسا كلام الله المنزل
، ولا
يعدوان كونهما كلام مؤرخين وأعمالا أدبية كتبت بعد سنين متطاولة من وفاة النبي
موسى
|
ورفع النبي عيسى
عليهماالسلام.
نثر : مؤسسة
أنصاريان ـ قم.
* إرشاد السائل إلى
أهم المسائل.
تأليف : السيد
بدر الدين أمير الدين الحوثي.
رسالة صغيرة في
الرد على المعتقدات الوهابية الهدامة ، كتبت لتحصين الشباب ضد هذه الفكرة
المنحرفة.
نشر : مؤسسة دار
التراث اليمني ـ صنعاء / ١٤١١ ه.
* مسند علي بن سويد
السائي.
تأليف : الشيح
فاضل المالكي.
كتاب تضمن شروحا
لمرويات علي بن سويد السائي عن سابع أئمة أهل البيت عليهمالسلام الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام (١٢٨ ـ ١٨٣ ه) وخصوصا الرسالة التي أرسلها إليه الإمام الكاظم
عليهالسلام من الحبس جوابا عن كتاب أرسله إليه السائي تضمن مسائل
عديدة ، إذ كان هو أحد عيون تلامذته عليهالسلام ، كما اشتمل الكتاب على بحوث شتى ترتبط بمطالب الرسالة
الجوابية.
نشر : المؤتمر
العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد / ١٤١١ ه.
|
|
* أصول الحديث
وأحكامه في علم الدراية.
تأليف : الشيخ
جعفر السبحاني.
كتاب حول
العوارض الطارئة على الحديث من جانب السند والمتن وكيفية تحمله وآداب نقليه وغيرها
مما يتعلق بعلم الدراية ، بشكل بعيد عن الإطناب والتعقيد ، وقد وضع المؤلف كتابه
هذا على ضوء كتاب «البداية» للشهيد الثاني ، واقتفى أثره في أكثر المباحث.
نشر : لجنة
إدارة الحوزة العلمية ـ قم.
* من الإعجاز البلاغي
والعددي للقرآن الكريم.
تأليف : الدكتور
أبو زهراء النجدي.
كتاب يبحث في سر
الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم ، ثم يعرج على ذكر أسرار من الإعجاز العددي له ،
ويورد أمثلة كثيرة عن التواؤم والتناسق والتناسب بين الكلمة المعينة أو مشتقاتها
وعدد ورودها في القرآن الكريم ، وما يستفاد من ذلك.
صدر في بيروت
سنة ١٤١٠ ه.
* الدعاء المأثور عند
أهل البيت عليهم السلام.
تأليف : محمد
يحيى سالم.
كتيب يهدف إلى
ربط الإنسان بربه الجليل
|
طوال يومه ليكون
ذلك الربط وسيلة تمنح
المسلم قوة وإرادة على أداء دوره في إقامة الدين في نفسه وعلى واقعه ، وذلك
بإيراد
نصوص كثيرة من الأحاديث والأدعية المروية عن أهل البيت عليهمالسلام.
نشر : مؤسسة دار
التراث اليمني ـ صنعاء / ١٤١١ ه.
* دعوى السفارة في
الغيبة الكبرى.
تأليف : محمد
سند.
بحث حول انقطاع
السفارة الخاصة للإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجة الشريف في زمان الغيبة
الكبري المبتدئة عام ٣٢٩ ه ، ورد على الشبه المحاكة حول ذلك ، وتزييفها وتبيين
الصواب في كل ذلك.
نشر : مكتبة
الداوري ـ قم / ١٤١١ ه.
* موارد السجن في
النصوص والفتاوى.
تأليف : الشيخ
نجم الدين الطبسي النجفي.
دراسة فقهية
استدلالية مقارنة في موارد السجن وحقوق السجين على ضوء الكتاب العزيز والسنة.
المطهرة ، وأبحاث تاريخية ترتبط بذلك ; ويشير كذلك إلى موارد الاتفاق بين
الإمامية وغيرهم من المسلمين ، لم إلى ما تنفرد به الإمامية من آراء ، وما يتفرد
به غيرهم. وما
|
|
تقوله الإمامية
إزاء كل ذلك.
نثر : مكتب
الإعلام الإسلامي ـ قم.
* الواقفية ، ج ٢.
تأليف : الشيخ
رياض محمد حبيب الناصري.
دراسة تحليلية
لحركة الواقفة التي نشأت بعد وفاة الإمام موسى الكاظم عليهالسلام
ووقفوا على إمامته ولم يؤمنوا بامتداد الإمامة إلى من بعد من أئمة أهل البيت
عليهم السلام ، وقد ذكرنا تفصيلا أكثر لذلك في العدد ١٧ ، ص ٢٤١ ، بعد صدور
الجزء الأول من الكتاب.
نشر : المؤتمر
العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد / ١٤١١ ه.
كتب تحت الطبع
* تذكرة الفقهاء ، ج
١ و ٢.
تأليف : العلامة
الحلي ، الشيخ أبي منصور
جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه).
هو من أهم الكتب
المؤلفة في الفقه المقارن
على المذاهب الإسلامية المختلفة ، لخص فيه فتاوى العلماء ، وذكر قواعد الفقهاء ،
وبين فيه الطريقة المثلى ، وهي طريقة الإمامية ، الآخذين
|
دينهم عن أهل
بيت النبوة عليهمالسلام ، لا بالرأي والقياس ، ولا باجتهاد الناس ، وقد خرج منه
إلى آخر كتاب النكاح.
تم تحقيقه على
عدة نسخ مخطوطة نفيسة ، منها ما هو مقروء على المصنف قدسسره ، ومنها ما عليه إجازة مهمة.
وسوف يصدر ضمن
منشورات مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم.
* مستدركات علم رجال
الحديث ، ج ١.
تأليف : الشيخ
علي النمازي الشاهرودي.
كتاب رجالي واسع
، جمع فيه مؤلفه أسماء الأعلام التي وردت بشكل خاص في موسوعة «بحار الأنوار»
للعلامة المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه ، ورتبها حسب حروف المعجم ، وذكر موارد
ذكرهم في كتب الرجال الأخرى.
كما أورد فيه
جملة أخرى من أسماء الرجال الذين لم ترد أسماؤهم في الموسوعات الرجالية مع إيراد
تراجم موسعة للعديد منهم.
والكتاب يقع في
عدة مجلدات ، وسيصدر الأول منها قريبا إن شاء الله تعالى ضمن منشورات حسينية
عماد زاده في أصفهان.
|
|
* مناظرة والد الشيخ
البهائي مع أحد علماء العامة في حلب.
والكتاب عبارة
عن مناظرة في الإمامة جرت بين الشيخ حسن بن عبد الصمد
الجباعي الحارثي ـ المتوفى سنة ٩٨٤ ه ـ وبين أحد علماء العامة في حلب سنة ٩٥١ ه.
تم تحقيقه وفق
خمس نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في مقدمة المحقق.
تحقيق : شاكر
شبع.
وسيصدر ضمن
منشورات مؤسسة قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ قم ، قريبا بإذنه
تعالى.
كتب قيد التحقيق
* شرح القبسات.
والقبسات للحكيم
الفيلسوف السيد محمد باقر الحسيني الأسترآبادي الأصفهاني ، المشتهر بالمحقق
الداماد ، المتوفى سنة ١٠٤٠ ه ، وهو أستاذ الفيلسوف الشهير صدر الدين الشيرازي.
والكتاب في
الفلسفة الإلهية ، أثبت فيه قدم الله تعالى وأزليته وسرمديته ، وحدوث العالم مما
سواه تعالى.
وهذا الشرح
لصهره. السيد. أحمد بن عبد
|
الحسيب العاملي.
يقوم بتحقيقه :
حامد ناجي.
* الفرقة الناجية.
وإثبات أنها
الشيعة الإمامية.
تأليف : الشيخ
إبراهيم بن سليمان القطيفي.
فرغ منه خامس
صفر سنة ٩٤٥ ه.
يقوم بتحقيقه :
الشيخ مهدي الفقيه الايماني.
* الصراط المستقيم
إلى مستحقي التقديم.
تأليف : الشيخ
زين الدين أبي محمد بن يونس البياضي ، المتوفى سنة ٨٧٧ ه.
كتاب نفيس في
الإمامة ، يعد مع كتاب «الشافي» للسيد المرتضى ـ المتوفى سنة ٤٣٦ ه ـ أهم كتب
الإمامة ، ثم تميز عن «الشافي» بسعة أبوابه وشمولها.
وقد ضم بين
دفتيه لباب ما يزيد على مائتي كتاب من كتب الفريقين ، فاحتوى على الألوف من
الأحاديث الشريفة والآثار المعتمدة والأشعار مع إيجاز العبارة ومتانة الحجة.
يقوم بتحقيقه :
في موسى الكعبي وصائب محمد الحديثي ، بالاعتماد على ثلاث نسخ مخطوطة ، هي :
|
|
١ ـ النسخة المودعة
في مكتبة سليمان خان في مشهد المقدسة ، برقم ١٢٢٧ ، وهي مكتوبة في عصر المؤلف رحمهالله.
٢ ـ النسخة
المودعة في مكتبة مجلس الشورى بطهران ، برقم ١٣٧٨ ، ولم يكتب تاريخ النسخ.
٣ ـ النسخة
المودعة في مكتبة آية الله المرعشي العامة بقم المشرفة ، برقم ١٣٥٠ ، تاريخها
سنة ١٣٣٣ ه.
وسيصدر الكتاب
ضمن منشورات مؤسسة قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ قم ، بإذنه تعالى.
* المحتضر.
تأليف : الشيخ
عز الدين أبي محمد الحسن ابن سليمان الحلي ، من أعلام القرن الثامن الهجري.
كتاب في ذكر
الروايات الدالة على حضور الإمام عليهالسلام عند كل ميت في حال الاحتضار والعلم بثمرة الولاية وتبعة
الشك في الإمام عليهالسلام والعداوة له أو التقصير في حقه على اليقين.
كان قد طبع لأول
مرة حروفيا في النجف الأشرف سنة ١٣٧٠ ه.
يقوم بتحقيقه :
السيد حسن مير الحسيني.
|
* إلزام النواصب.
تأليف : الشيخ
مفلح بن الحسن الصيمري البحراني ، المتوفى حدود سنة ٩٠٠ هجرية.
كتيب صغير في
الإمامة ، بحث فيه المؤلف ـ رحمهالله ـ في عقائد المذاهب الإسلامية المختلفة بطريقة فريدة شيقة
، وأثبت فيه أحقية مذهب أهل البيت عليهم السلام.
كان قد طبع على
الحجر في إيران سنة ١٣٠٣ ه.
يقوم بتحقيقه :
الشيخ عبد الله المحمدي ، معتمدا في عمله على عدة نسخ مخطوطة.
* بصائر الدرجات.
تأليف : الشيخ
الأقدم أبي جعفر محمد ابن الحسن بن فروخ الصفار المتوفى سنة ٢٩٠
|
|
هجرية.
كتاب يشتمل على
أحاديث في فضائل وكرامات ومعاجز آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ويظهر من عدة
قرائن أن المؤلف ـ رحمهالله ـ صنف في بادئ الأمر كتاب البصائر
بصورة مختصرة ، ثم زاد عليه ورتبه ، فسمى الأول : بصائر الدرجات الصغرى ،
والثاني :
بصائر الدرجات الكبرى.
وهذا الكتاب هو
غير كتاب «بصائر الدرجات» لسعد بن عبد الله الأشعري ، المتوفى سنة ٢٩٥ أو ٣٠١ ه.
يقوم بتحقيقه :
الشيخ فارس الحسون ، معتمدا على عدة نسخ ، منها نسخة قديمة
ومصححة ، كتبت في القرن السادس الهجري ، من محفوظات مكتبة آية الله المرعشي العامة
ـ قم ، برقم ١٥٧٤.
وسيصدر الكتاب
ضمن منشورات مؤسسة قائم آل محمد عليهالسلام ـ قم ، بإذنه تعالى.
|
* * *
|