الفهرس

* من الأحاديث الموضوعة (٤).

* استخلاف النبي أبابكر في الصلاة واقتداؤه به فيها.

..................................................... السيّد عليّ الحسيني الميلاني ٧

* أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (١٥).

.................................................... السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ٧٧

* دليل المخطوطات :

* فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية ـ مشهد المقدّسة (٣).

..................................................... الدكتور محمود فاضل ١٠٦.


* الإمامة : تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي (٧).

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعي ١٢٧

* من التراث الأدبي المنسي في الأحساء :

* أحمد الشايب.

....................................................... الشيخ جعفر الهلالي ١٤٧

* من ذخائر التراث :

* المنتقى النفيس من درر القواميس.

............................... تقديم وعرض : السيد محمدرضا الحسيني الجلالي ١٥٥

* من أنباء التراث........................................................... ٢٣٨

__________________

*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة كتاب منتهى المطلب في تحقيق المذهب بخطّ مؤلّفه العلّامة الحلّي المتوفّى سنة ٧٢٦ هـ ، والذي تقوم مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث بتحقيقه ، راجع العدد ١٤ ص ٢٣٦.





من الأحاديث الموضوعة

(٤)

استخلاف النبي أبا بكر في الصلاة

واقتداؤه به فيها

السيد علي الحسيني الميلاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين.

وبعد ...

فهذه رسالة وجيزة تناولت فيها خبر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر في أيام مرض موته أبا بكر بالصلاة بالمسلمين ، وأنه خرج إلى المسجد وصلى خلفه معهم .. بالبحث والتحقيق ، وإنه بذلك لحقيق :

لتعلقه بأحوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيرته المباركة ...

ولتمسك القائلين بخلافة أبي بكر من بعده به ...

وللأحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية المستفادة منه ...

ولأمور غير ذلك ...

لقد بحثت عن الخبر من أهم نواحيه ، وسبرت ما قيل فيه ، وتوصلت على ضوء ذلك إلى واقع الحال ... وحق المقال ...

فإلى أهل التحقيق والفضل ... هذا البحث غير المسبوق ولا المطروق من قبل ،


أرجو أن ينظروا فيه بعين الإنصاف ... بعيدا عن التعصب والاعتساف ... وما توفيقي إلا بالله.

علي الحسيني الميلاني


(١)

أسانيد الحديث ونصوصه

لقد اتفق المحدثون كلهم على إخراج هذا الحديث ، فلم يخل منه (صحيح) ولا (مسند) ولا (معجم) ... لكنا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب (الصحاح الستة) وما أخرجه أحمد بن حنبل في (المسند) ... لكون ما جاء في هذه الكتب هو الأتم لفظا والأقوى سندا ، فإذا عرف حاله عرف حال غيره ، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره ...

الموطأ :

جاء في (الموطأ) : (وحدثني عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله صل الله عليه (وآله) وسلم خرج في مرضه فأتى فوجد أبا بكر وهو قائم يصلي بالناس ، فاستأخر أبو بكر فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن كما أنت ، فجلس رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى جنب أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهو جالس ، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر) (١).

صحيح البخاري :

وأخرجه البخاري في مواضع كثيرة من (صحيحه) منها ما يلي :

١ ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا

__________________

(١) الموطأ ـ بشرح السيوطي ـ ١ / ١٥٦. وفي طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ١ / ١٣٦.


الأعمش ، عن إبراهيم ، قال الأسود : قال : كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ، فقالت :

(لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقيل له : إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس ، وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : إنكن صواحب يوسف! مروا أبا بكر فليصل بالناس.

فخرج أبو بكر فصلى ، فوجد النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم من نفسه خفة ، فخرج يهادي بين رجلين ، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع ، فأراد أبو بكر أن يتأخر ، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أن مكانك.

ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه.

قيل للأعمش : وكان النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه : نعم.

رواه أبو داود (١٢) عن شعبة عن الأعمش بعضه. وزاد أبو معاوية : جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائما) (٣).

٢ ـ حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبد الله أنه أخبره عن أبيه ، قال : (لما اشتد برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وجعه قيل له في الصلاة! فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس.

قالت عائشة : إن أبا بكر رجل رقيق ، إذا قرأ غلبه البكاء.

قال : مروه فيصلي. فعاودته.

قال : مروه فيصلي ، إنكن صواحب يوسف) ، (٤).

__________________

(٢) هو أبو داود الطيالسي.

(٣) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٢٠ باب حد المريض أن يشهد الجماعة

(٤) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٠ باب : أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.


٣ ـ حدثنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : (أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن يصلي بالناس في مرضه ، فكان يصلي بهم.

قال عروة : فوجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في نفسه خفة ، فخرج فإذا أبو بكر يؤم الناس ، فلما رآه أبو بكر استأخر فأشار إليه أن كما أنت.

فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه ، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر) (٥).

٤ ـ حدثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدثنا حسين ، عن زائدة ، عن عبد الملك ابن عمير ، قال : حدثني أبو بردة ، عن أبي موسى ، قال : (مرض النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فاشتد مرضه فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس.

قالت عائشة : إن رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس!

قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس. فعادت.

فقال : مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف.

فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم) (٦)

٥ ـ حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : (إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال في مرضه : مروا أبا بكر يصلي بالناس.

قالت عائشة : قلت : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء! فمر عمر فليصل للناس.

فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولي له : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس. ففعلت حفصة.

__________________

(٥) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٢ باب من قام إلى جنب الإمام لعلة.

(٦) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٠.


فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : صه ، إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل للناس.

فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيرا) (٧).

٦ ـ حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : (دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟

قالت : بلى ، ثقل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : أصلى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك.

قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، قالت : ففعلنا فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمي عليه.

ثم أفاق ، فقال : أصلى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.

قال : ضعوا لي ماء في المخضب. قالت : فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه.

ثم أفاق فقال : أصلى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.

فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه.

ثم أفاق فقال : أصلى الناس؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله. والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لصلاة العشاء الآخرة.

فأرسل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس ، فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يأمرك أن تصلي بالناس. فقال أبو بكر ـ وكان رجلا رقيقا ـ : يا عمر ، صل بالناس. فقال له عمر : أنت أحق بذلك. فصلى أبو بكر تلك الأيام.

ثم إن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وجد من نفسه خفة ، فخرج بين

__________________

(٧) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٠.


رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بأن لا يتأخر.

قال : أجلساني إلى جنبه. فأجلساه إلى جنب أبي بكر. فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ ، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قاعد.

قال عبيد الله : فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ قال : هات.

فعرضت عليه حديثها ، فما أنكر منه شيئا ، غير إنه قال : أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت : لا ، قال : هو علي) (٨).

٧ ـ حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : (لما مرض النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة. فقال : مروا أبا بكر فليصل.

قلت : إن أبا بكر رجل أسيف ، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة!

قال : مروا أبا بكر فليصل.

فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة : إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل؟ فصلى.

وخرج النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يهادي بين رجلين كأني أنظر إليه يخط برجليه الأرض ، فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر ، فأشار إليه أن صل ، فتأخر أبو بكر وقعد النبي صلى عليه (وآله) وسلم إلى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير) (٩).

__________________

(٨) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٧ باب إنما جعل الإمام ليؤتم به.

(٩) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٦٢ باب من أسمع تكبير الإمام.


٨ ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : (لما ثقل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر أن يصلي بالناس. فقلت : يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.

فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس.

فقلت لحفصة : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.

قال : إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس.

فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة ، فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد.

فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يصلي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر) (١٠).

٩ ـ حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ (أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم الذي توفي فيه ، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة ، فكشف النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم يضحك ، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم. فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف ، وظن أن النبي خارج إلى الصلاة ، فأشار إلينا النبي صلى الله عليه

__________________

(١٠) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٦٢ باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم.


(وآله) وسلم أن أتموا صلاتكم ، وأرخى الستر ، فتوفي من يومه) (١١).

١٠ ـ حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن أنس ، قال : (لم يخرج النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثلاثا ، فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم ، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه ، فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا ، فأومأ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بيده إلى أبي بكر أن يتقدم ، وأرخى النبي الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات) (١٢).

صحيح مسلم :

وأخرجه مسلم بن الحجاج في (صحيحه) غير مرة. من ذلك :

١ ـ حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، حدثنا : موسى ابن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله ، قال : (دخلت على عائشة فقلت لها : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟

قالت : بلى ، ثقل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فقال : أصلى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.

قال : ضعوا لي ماء في المخضب ...) إلى آخر ما تقدم عن البخاري (١٣).

٢ ـ حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد : أخبرنا ، وقال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، قال الزهري : وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن عائشة ، قالت : لما دخل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بيتي قال : مروا أبو بكر فليصل بالناس.

__________________

(١١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٠ باب أن أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.

(١٢) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢ / ١٣٠.

(١٣) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٥٤.


قالت : فقلت يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل رقيق ، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه! فلو أمرت غير أي بكر. قالت : والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قالت : فراجعته مرتين أو ثلاثا. فقال : ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف) (١٤).

٣ ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع.

ح وحدثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : (لما ثقل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ...) إلى آخر ما تقدم عن البخاري (١٥).

٤ ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا : حدثنا ابن نمير ، عن هشام.

ح وحدثنا ابن نمير ـ وألفاظهم متقاربة ـ قال : حدثنا أبي هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : (أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه ، فكان يصلي بهم.

قال عروة : فوجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من نفسه خفة ، فخرج وإذا أبو بكر يؤم الناس ، فلما رآه أبو بكر استأخر ، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت. فجلس رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر) (١٦).

٥ ـ حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قال عبد : أخبرني ، وقال الآخران : حدثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أنس بن مالك : (أن أبا بكر كان يصلي

__________________

(١٤) صحيح مسلم ـ بشرح النووي. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٥٩.

(١٥) صحيح مسلم ـ بشرح النووي. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٥١.

(١٦) صحيح مسلم ـ بشرح النووي. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٦١.


لهم في وجع رسول الله صلى الله عليه الله (وآله) وسلم الذي توفي فيه ..) (١٧).

٦ ـ حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبد الله ، قالا : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت أبي يحدث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن أنس ، قال : (لم يخرج إلينا نبي الله ثلاثا ...) إلى آخر ما تقدم عن البخاري (١٨).

٧ ـ ورواه مسلم ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس ... (١٩).

٨ ـ وعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس ... (٢٠).

٩ ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : (مرض رسول الله ..) إلى آخر ما تقدم عن البخاري (٢١).

صحيح الترمذي :

وأخرجه الترمذي في (صحيحه) حيث قال :

(حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، حدثنا معن ، حدثنا مالك ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس.

فقالت عائشة : يا رسول الله ، إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس.

قالت عائشة : فقلت لحفصة : قولي له : إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس. ففعلت حفصة.

__________________

(١٧) صحيح مسلم ـ بشرح النووي. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٦٢.

(١٨) صحيح مسلم ـ بشرح النوري. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٦٣.

(١٩) صحيح مسلم ـ بشرح النووي. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٦٣.

(٢٠) صحيح مسلم ـ بشرح النووي. هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٦٣.

(٢١) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣ / ٦٣.


فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : إنكن لأنتن صواحبات يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس.

فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيرا.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

وفي الباب عن : عبد الله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد وعبد الله بن زمعة) (٢٢).

سنن أبي داود :

وأخرجه أبو داود في (سننه) بقوله :

(حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الزهري ، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الصمد بن الحرث بن هشام ، عن أبيه عن عبد الله بن زمعة ، قال : لما استقر برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال : مروا من يصلي للناس.

فخرج عبد الله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبو بكر غائبا ـ فقلت : يا عمر ، تم فصل بالناس. فتقدم فكبر.

فلما سمع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم صوته ، وكان عمر رجلا مجهرا. فقال : أين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون.

فبعث إلى أبي بكر ، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس.

حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن عبد الله بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : أن عبد الله بن زمعة أخبره بهذا الخبر قال : لما سمع النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم

__________________

(٢٢) صحيح الترمذي ٥ / ٥٧٣ باب مناقب أبي بكر.


صوت عمر ـ قال ابن زمعة ـ خرج النبي حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال : لا لا لا ، ليصل للناس ابن أبي قحافة؟ يقول ذلك مغضبا) (٢٣).

سنن ، النسائي :

وأخرجه النسائي في (سننه) :

١ ـ أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله ، قال : (دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني ...) إلى آخره كما تقدم (٢٤).

٢ ـ حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : (لما ثقل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ...) إلى آخره كما تقدم (٢٥).

٣ ـ أخبرنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، قال : (آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مع القوم ، صلى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر (٢٦).

٤ ـ أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا بكر بن عيسى صاحب البصري ، قال : سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة : (أن أبا بكر صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في الصف (٢٧) ٥ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري ، عن حسين بن علي ، عن

__________________

(٢٣) سنن أبي داود ٢ / ٢٦٦ باب في استخلاف أبي بكر.

(٢٤) سنن النسائي ٢ / ١٠ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٢٥) سنن النسائي ٢ / ٩٩ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٢٦) سنن النسائي ٢ / ٧٧ صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.

(٢٧) سنن النسائي ٢ / ٧٧ صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.


زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : (لما قبض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم (أبا بكر؟! قالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر) (٢٨).

٦ ـ أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثني أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : (سمت عبيد الله بن عبد الله يحدث عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس. قالت : وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلى قاعدا ، وأبو بكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر) (٢٩).

سنن ابن ماجة :

وأخرجه ابن ماجة في (سننه) :

١ ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ووكيع ، عن الأعمش.

ح وحدثنا علي بن محمد ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : (لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبو معاوية : لما ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبو بكر فليصل بالناس ... قالت : فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس.

فوجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من نفسه خفة ، فخرج إلى الصلاة ... فكان أبو بكر يأتم بالنبي ، والناس يأتمون بأبي بكر) (٣٠).

٢ ـ حدثنا ابن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : (أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أبا بكر أن

__________________

(٢٨) سنن النسائي ٢ / ٧٤ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٢٩) سنن النسائي ٢ / ٨٤ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٣٠) سنن ابن ماجة ١ / ٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.


يصلي بالناس في مرضه ...) (٣١).

٣ ـ حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، أنبأنا عبد الله بن داود من كتابه في بيته ، قال : سلمة بن نبيط ، أنا عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شربط ، عن سالم ابن عبيد ، قال : (أغمي على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في مرضه ، فلما أفاق قال : أحضرت الصلاة؟ قالوا : نعم.

قال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس. ثم أغمي عليه فأفاق فقال ... ثم أغمي عليه فأفاق فقال ... فقالت عائشة : إن أبي رجل أسيف ، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع ، فلو أمرت غيره!

ثم أغمي عليه فأفاق فقال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس ، فإنكن صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ.

قال : فأمر بلال فأذن ، وأمر أبو بكر فصلى بالناس.

. ثم إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وجد خفة فقال : أنظروا لي من أتكئ عليه.

فجاءت بريرة ورجل آخر فأتكأ عليهما ، فلا رآه أبو بكر ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن أثبت مكانك.

ثم جاء رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر صلاته ، ثم إن رسول الله قبض.

قال أبو عبد الله : هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي) (٣٢).

٤ ـ حدثنا علي بن محمد ، ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، قال : (لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : ادعوا لي عليا.

__________________

(٣١) سنن ابن ماجة ١ / ٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.

(٣٢) ابن ماجة ١ / ٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.


قالت عائشة : يا رسول الله ، ندعو لك أبا بكر؟ قال : ادعوه.

قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر؟ قال : ادعوه.

قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس؟ قال : نعم.

فلما اجتمعوا رفع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم رأسه فنظر فسكت. فقال عمر : قوموا عن رسول الله.

ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة : يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل رقيق حصر ، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون ، فلو أمرت عمر يصلي بالناس؟.

فخرج أبو بكر فصلى بالناس ، فوجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من نفسه خفة ، فخرج. يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ، فلما رآه الناس سبحوا بأبي بكر ، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي أي مكانك.

فجاء رسول الله فجلس عن يمينه وقام أبو بكر ، وكان أبو بكر يأتم بالنبي والناس يأتمون بأبي بكر.

قال ابن عباس : وأخذ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر.

قال وكيع : وكذا السنة.

قال : فمات رسول الله في مرضه ذلك (٣٣).

مسند أحمد :

وأخرج أحمد بن حنبل في (مسنده) أكثر من غيره بكثير ، فلنذكر طائفة من رواياته :

١ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثني أبي ، عن

__________________

(٣٣) سنن ابن ماجة ١ / ٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.


أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، قال : (لما مرض صلى الله عليه (وآله) وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، ثم وجد خفة ، فخرج ، فلما أحس به أبو بكر أراد أن ينكص ، فأومأ إليه النبي فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر) (٣٤).

٢ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، قال : لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : ادعوا لي عليا.

قالت عائشة : ندعو لك أبا بكر؟ قال : ادعوه.

قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر؟ قال : ادعوه.

قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس؟ قال : ادعوه.

فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت. فقال عمر : قوموا عن رسول الله فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ...) (٣٥).

٣ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن الوليد ، ثنا سفيان ، عن حميد عن أنس بن مالك ، قال : (كان آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عليه برد متوشحا به وهو قاعد) (٣٦).

٤ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، أنا سفيان ـ يعني ابن حسين ـ ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : (لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة. فقال بعد مرتين : يا بلال ، قد بلغت ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع.

فرجع إليه بلال فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، من يصلي بالناس؟

__________________

(٣٤) مسند أحمد ١ / ٢٣١.

(٣٥) مسند أحمد ١ / ٣٥٦.

(٣٦) مسند أحمد ٣ / ٢١٦.


قال : مر أبا بكر فليصل بالناس.

فلما أن تقدم أبو بكر رفعت عن رسول الله الستور قال : فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة ، فذهب أبو بكر يتأخر وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة ، فأشار رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى أبي بكر أن يقوم فيصلي ، فصلى أبو بكر بالناس. فما رأيناه بعد) (٣٧).

٥ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى ، قال : (مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ...) (٣٨).

٦ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة قالت : (لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له ، فخرج رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم معتمدا على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض.

وقال عبيد الله : فقال ابن عباس : أتدري من ذلك الرجل؟ هو علي بن أبي طالب ، ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا.

قال الزهري : فقال النبي ـ وهو في بيت ميمونة ـ لعبد الله بن زمعة : مر الناس فليصلوا.

فلقي عمر بن الخطاب فقال : يا عمر صل بالناس ، فصلى بهم ، فسمع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم صوته فعرفه وكان جهير الصوت ...) (٣٩).

٧ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود عن عائشة ، قالت : (لما مرض رسول الله ... فجاء النبي حتى جلس إلى جنب أبي

__________________

(٣٧) مسند أحمد ٣ / ٢٠٢.

(٣٨) مسند أحمد ٤ / ٤١٢.

(٣٩) مسند أحمد ٦ / ٣٤.


بكر ، وكان أبو بكر يأتم بالنبي ، والناس يأتمون بأبي بكر) (٤٠).

٨ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة : (... فجاء النبي حتى جلس عن يسار أبي بكر ، وكان رسول صلى الله عليه (وآله) وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر) (٤١).

٩ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا بكر بن عيسى ، قال : سمعت شعبة بن الحجاج يحدث عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل عن مسروق ، عن عائشة (أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في الصف) (٤٢).

١٠ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا شبابة بن سوار ، أبا شعبة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : (صلى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم خلف أبي بكر قاعدا في مرضه الذي مات فيه) (٤٣).

١١ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا شبابة ، ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : (قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في مرضه الذي مات فيه : مروا أبا بكر يصلي بالناس. وصلى النبي خلفه قاعدا) (٤٤).

١٢ ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا زائدة ، ثنا عبد الملك بن عمير ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : (مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس ، فقالت عائشة : يا رسول الله إن أبي رجل رقيق! فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس فإنكن صواحبات يوسف.

__________________

(٤٠) مسند أحمد ٦ / ٢١٠.

(٤١) مسند أحمد ٦ / ٢٢٤.

(٤٢) مسند أحمد ٦ / ١٥٩.

(٤٣) مسند أحمد ٦ / ١٥٩.

(٤٤) مسند أحمد ٦ / ١٥٩.


عام أبو بكر الناس ورسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حي) (٤٥).

__________________

(٤٥) مسند أحمد ٥ / ٣٦١.


(١٠)

نظرات في أسانيد الحديث

لقد نقلنا الحديث بأتم ألفاظه وأصح طرقه عن الصحاح ومسند أحمد ، وكما ذكرنا من قبل فإن معرفة حاله بالنظر إلى هذه الأسانيد والمتون تغنينا عن النظر فيما رووه في خارج الصحاح عن غير من ذكرناه من الصحابة ، لربما أشرنا إلى بعض ذلك في خلال البحث ...

لقد كانت الأحاديث المذكورة عن :

١ ـ عائشة بنت أبي بكر.

٢ ـ عبد الله بن مسعود.

٣ ـ عبد الله بن عباس.

٤ ـ عبد الله بن عمر.

٥ ـ عبد الله بن زمعة.

٦ ـ أبي موسى الأشعري.

٧ ـ بريدة الأسلمي.

٨ ـ أنس بن مالك.

٩ ـ سالم بن عبيد.

فنحن ذكرنا الحديث عن تسعة من الصحابة وإن لم يذكر الترمذي إلا ستة ، حيث قال بعد إخراجه عن عائشة : (وفي الباب عن : عبد الله بن مسعود ، وأبي موسى ، وابن عباس ، وسالم بن عبيد ، وعبد الله بن زمعة) (٤٦).

لكن العمدة حديث عائشة ... بل إن بعض ما جاء عن غيرها من الصحابة

__________________

(٤٦) صحيح الترمذي ٥ / ٥٧٣.


مرسل ، وإنها هي الواسطة. كما سنرى ...

فلنبدأ أولا بالنظر في أسانيد الحديث عن غيرها ممن ذكرناه :

* حديث أبي موسى الأشعري :

أما الحديث المذكور عن أبي موسى الأشعري ـ والذي أتفق عليه البخاري ومسلم ، وأخرجه أحمد ـ ففيه :

١ ـ إنه مرسل ، نص عليه ابن حجر وقال : (يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة) (٤٧).

٢ ـ إن الراوي عنه (أبو بردة) وهو ولده كما نص عليه ابن حجر (٤٨) وهذا الرجل فاسق أثيم ، له ضلع في قتل حجر بن عدي ، حيث شهد عليه ـ في جماعة ـ شهادة زور أدت إلى شهادته (٤٩) ... وروى أيضا أنه قال لأبي الغادية ـ قاتل عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه ـ : (أأنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال : نعم. قال : فناولني يدك. فقبلها وقال : لا تمسك النار أبدا) (٥٠).

٣ ـ والراوي عنه : (عبد الملك بن عمير) :

وهو (مدلس) و (مضطرب الحديث جدا) و (ضعيف جدا) و (كثير الغلط) :

قال أحمد : (مضطرب الحديث جدا مع قلة روايته ، ما أرى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها) (٥١).

__________________

(٤٧) فتح الباري ٢ / ١٣٠.

(٤٨) فتح الباري ٢ / ١٣٠.

(٤٩) تاريخ الطبري ٤ / ١٩٩ ـ ٢٠٠.

(٥٠) شرح نهج البلاغة ٤ / ٩٩.

(٥١) تهذيب التهذيب ٦ / ٤١١ وغيره.


وقال إسحاق بن منصور : (ضعفه أحمد جدا) (٥٢).

وعن أحمد : (ضعيف يغلط) (٥٣).

وقال ابن معين : (مخلط) (٥٤).

وقال أبو حاتم : (ليس بحافظ ، تغير حفظه) (٥٥). وعنه : (لم يوصف بالحفظ) (٥٦).

وقال ابن خراش : (كان شعبة لا يرضاه) (٥٧).

وقال الذهبي : (أما ابن الجوزي فذكره فحكي الجرح وما ذكر التوثيق) (٥٨).

وقال السمعاني : (كان مدلسا) (٥٩).

وكذا قال ابن حجر (٦٠).

وعبد الملك ـ هذا ـ هو ـ الذي ذبح عبد الله بن يقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي ، وهو رسول الإمام الحسين عليه‌السلام إلى أهل الكوفة ، فإنه لما رمي بأمر ابن زياد من فوق القصر وبه رمق أتاه عبد الملك بن عمير فذبحه ، فلما عيب ذلك عليه قال : (إنما أردت أن أريحه!) (٦١).

٤ ـ ثم الكلام في أبي ـ موسى الأشعري نفسه ، فإنه من أشهر أعداء مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقد كان يوم الجمل يقعد بأهل الكوفة عن الجهاد

__________________

(٥٢) تهذيب التهذيب ٦ / ٤١٢. ميزان الاعتدال ٢ / ٦٦٠.

(٥٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٦٦٠.

(٥٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٦٦٠ ، المغني ٢ / ٤٠٧ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٤١٢.

(٥٥) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٦٠.

(٥٦) تهذيب التهذيب ٦ / ٤١٢.

(٥٧) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٦٠.

(٥٨) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٦٠.

(٥٩) الأنساب ١٠ / ٥٠ في (القبطي).

(٦٠) تقريب التهذيب ١ / ٥٢١.

(٦١) تلخيص الشافي ٣ / ٣٥ ، روضة الواعظين : ١٧٧ ، مقتل الحسين ـ للمقرم ـ : ١٨٥.


مع الإمام علي عليه‌السلام ، وفي صفين هو الذي خلع الإمام عليه‌السلام عن الخلافة وقد بلغ به الحال أن كان الإمام عليه‌السلام يلعنه في قنوته مع معاوية وجماعة من أتباعه.

ثم إن أحمد روى هذا الحديث في فضائل أبي بكر بسنده عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ... كذلك ، (٦٢).

* حديث عبد الله بن عمر :

وأما الحديث المذكور عن عبد الله بن عمر فالظاهر كونه عن عائشة كذلك ، كما رواه مسلم ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن حمزة بن عبد الله ابن عمر ، عن عائشة ... لكن البخاري رواه بسنده عن الزهري ، عن حمزة ، عن أبيه ، قال : (لما اشتد برسول الله وجعه ...).

وعلى كل حال فإن مدار الطريقين على :

محمد بن شهاب الزهري وهو رجل مجروح عند يحيى بن معين (٦٣) وعبد الحق الدهلوي ، وكان من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومن الرواة عن عمر بن سعد اللعين :

قال ابن الحديد : (وكان الزهري من المنحرفين عنه ، وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة ، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه. فبلغ ذلك علي بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي عل أبيك. وأما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لأريتك كبر أبيك) (٦٤).

__________________

(٦٢) فضائل الصحابة ١ / ١٠٦.

(٦٣) هو من شيوخ البخاري ومسلم. ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه أعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه. توفي سنة ٣٠٢ ه. ترجم له في : تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٢٩ وغيرها.

(٦٤) شرح نهج البلاغة ٦ / ١٠٢.


قال : (وروى عاصم بن أبي عامر البجلي ، عن يحيى بن عروة ، قال : كان أبي إذا ذكر عليا نال منه) (٦٥).

ويؤكد هذا سعيه وراء إنكار مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ كمنقبة سبقه إلى الإسلام ـ قال ابن عبد البر : (وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزاق : وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري) (٦٦).

وقال الذهبي بترجمة عمر بن سعد : (وأرسل عنه الزهري وقتادة. قال ابن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!) (٦٧).

وقال العلامة الشيخ عبد الحق الدهلوي بترجمة الزهري من (رجال المشكاة) : (إنه قد أبتلي بصحبة الأمراء وبقلة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرهم! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت؟!).

وقال ابن حجر بترجمة الأعمش : (حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال : أجود الأسانيد : الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله. فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري؟! فقال : تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري؟! الزهري يرى العرض والإجازة ويعمل لبني أمية ، والأعمش فقير ، صبور ، مجانب للسلطان ، ورع ، عالم بالقرآن) (٦٨).

ولأجل كونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم كتب إليه الإمام السجاد عليه‌السلام كتابا يعظه فيه ، جاء فيه : (إن ما كتمت ، وأخف ما احتملت ، أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له الطريق الغي ... جعلوك قطبا أداروا بك رحى

__________________

(٦٥) شرح نهج البلاغة ٤ / ١٠٢.

(٦٦) الإستيعاب ، ترجمة زيد بن حارثة.

(٦٧) الكاشف ٢ / ٣١١.

(٦٨) تهذيب ٤ / ١٩٥.


مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلما إلى ضلالتهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم ، احذر ، فقد نبئت ، وبادر فقد أجلت ...) (٦٩).

ثم الكلام في عبد الله بن عمر نفسه :

فإنه ممن امتنع عن بيعة أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد عثمان ، وقعد عن نصرته ، وترك الخروج معه في حروبه ، ولكنه لما ولي الحجاج بن يوسف الحجاز من قبل عبد الملك جاءه ليلا ليبايعه فقال له : ما أعجلك؟! فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية!! فقال له : إن يدي مشغولة عنك ـ وكان يكتب ـ فدونك رجلي ، فمسح على رجله وخرج!!.

* حديث عبد الله بن زمعة :

وأما حديث عبد الله بن زمعة ... فقد رواه أبو داود عنه بطريقين ، والمدار في كليهما على (الزهري) وقد عرفته.

* حديث عبد الله بن عباس :

وأما حديث عبد الله بن عباس ... الذي رواه ابن ماجة وأحمد ، الأول رواه عن : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس. والثاني رواه عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن الأرقم ، عنه ... فمداره على :

أبي إسحاق ، عن الأرقم

وقد قال البخاري : (لا نذكر لأبي إسحاق سماعا من الأرقم بن

__________________

(٦٩) ذكر الكتاب في : تحف العقول عن آل الرسول : ١٩٨ ، للشيخ ابن شعبة الحراني ، من أعلام الإمامية في القرن الرابع ، وفي إحياء علوم الدين ٢ / ١٤٣ بعنوان : (ولما خالط الزهري السلطان كتب أخ له في الدين إليه)!.


شرحبيل) (٧٠).

وأبو إسحاق السبيعي : (قال بعض أهل العلم : كان قد اختلط ، وإنما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه) (٧١).

و (كان مدلسا) (٧٢).

وكان يروي عن عمر بن سعد قاتل الحسين عليه‌السلام (٧٣).

وكان يروي عن شمر بن ذي الجوشن الملعون (٧٤).

وفي سند أحمد مضافا إلى ذلك :

١ ـ سماع (زكريا) من (أبي إسحاق) بعد اختلاطه كما ستعرف.

٢ ـ (زكريا بن أبي زائدة) قال أبو حاتم : (لين الحديث ، كان يدلس ، ورماه بالتدليس أيضا أبو زرعة وأبو داود وابن حجر ... وعن أحمد : (إذا اختلف زكريا وإسرائيل فإن زكريا أحب إلي في أبي إسحاق ، ثم قال : ما أقربهما ، وحديثهما عن أبي إسحاق لين سمعا منه بآخره). (٧٥).

أقول : فالعجب من أحمد يقول هذا وهو مع ذلك يروي الحديث عن زكريا عن أبي إسحاق في (المسند) كما عرفت وفي (الفضائل) (٧٦).

نعم ، رواه لا عن هذا الطريق لكنه عن ابن عباس عن العباس ، فقال مرة : (حدثنا يحيى بن آدم) وأخرى (حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم) عن قيس بن الربيع ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، عن العباس بن عبد المطلب : (إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال في مرضه :

__________________

(٧٠) ذكره في الزوائد بهامش سنن ابن ماجة ١ / ٣٩١.

(٧١) ميزان الاعتدال ٣ : ٢٧٠.

(٧٢) تهذيب التهذيب ٨ : ٥٦.

(٧٣) الكاشف ، ميزان الاعتدال ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٩٦.

(٧٤) ميزان الاعتدال ٢ : ٧٢.

(٧٥) تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨٥ ، الجرح والتعديل ١ : ٢ / ٥٩٣.

(٧٦) فضائل الصحابة ١ / ١٠٦.


(مروا أبا بكر يصلي بالناس ، فخرج أبو بكر فكبر ووجد النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم راحته فخرج يهادي بين رجلين ، فلما رآه أبو بكر تأخر ، فأشار إليه النبي مكانك ، ثم جلس رسول الله إلى جنب أبي بكر فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة) (٧٧).

لكن مداره على (قيس بن الربيع) الذي أورده البخاري في الضعفاء (٧٨).

وكذا النسائي (٧٩) وابن حبان في المجروحين (٨٠) وضعفه غير واحد ، بل عن أحمد أنه تركه الناس ، بل عن يحيى بن معين تكذيبه (٨١).

* حديث عبد الله بن مسعود :

وأما الحديث المذكور عن ابن مسعود فأخرجه النسائي ، ورواه الهيثمي أيضا وقال : (رواه أحمد وأبو يعلى).

وفي مسنده عند الجميع (عاصم بن أبي النجود) قال الهيثمي : (وفيه ضعف) (٨٢).

قلت : وذكر الحافظ ابن حجر عن ابن سعد : (كان كثير الخطأ في حديثه) وعن يعقوب بن سفيان : (في حديثه اضطراب) وعن أبي حاتم : (ليس محله أن يقال هو ثقة ولم يكن بالحافظ) وقد تكلم فيه ابن علية فقال : (كل من اسمه عاصم سيئ الحفظ) وعن ابن خراش : (في حديثه نكرة) وعن العقيلي : (لم يكن فيه إلا سوء الحفظ) والدار قطني : (في حفظه شئ) والبزار : (لم يكن بالحافظ) وحماد بن

__________________

(٧٧) فضائل الصحابة ١ / ١٠٨ ، ١٠٩.

(٧٨) الضعفاء ـ للبخاري ـ : ٢٧٣.

(٧٩) الضعفاء ـ للنسائي ـ : ٤٠١.

(٨٠) كتاب المجروحين ٢ / ٢١٦.

(٨١) تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥٠ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٣ ، لسان الميزان ٤ / ٤٧٧.

(٨٢) مجمع الزوائد ٥ / ١٨٣.


سلمة : (خلط في آخر عمره) وقال العجلي : (كان عثمانيا) (٨٣).

* حديث بريدة الأسلمي :

وأما حديث بريده الأسلمي الذي رواه أحمد بسنده عن ابن بريدة عن أبيه ، فمع غض النظر عما قيل في رواية ابن بريدة ـ سواء كان (عبد الله) أو (سليمان) عن أبيه (٨٤) فيه :

(عبد الملك بن عمير) وقد عرفته.

* حديث سالم بن عبيد :

وأما حديث سالم بن عبيد الذي أخرجه ابن ماجة :

١ ـ فقد قال فيه ـ ابن ماجة : (هذا حديث غريب).

٢ ـ وفي سنده نظر ... فإن (نعيم بن أبي هند) تركه مالك ولم يسمع منه ، لأنه (كان يتناول عليا رضي‌الله‌عنه) (٨٥).

و (سلمة بن نبيط) لم يرو عنه البخاري ومسلم ، قال البخاري : (اختلط بآخره) (٨٦).

٣ ـ ثم إن (سالم بن عبيد) لم يرو عنه في الصحاح ، وما روى له من أصحاب السنن غير حديثين ، وفي إسناد حديثه اختلاف!

قال ابن حجر : (سالم بن عبيد الأشجعي ، من أهل الصفة ، ثم نزل الكوفة وروى له من أصحاب السنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس. وله رواية عن عمر فيما قاله وصنعه عند وفاة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وكلام أبي بكر في ذلك.

__________________

(٨٣) تهذيب التهذيب ٥ / ٣٥.

(٨٤) تهذيب التهذيب ٥ / ١٣٨.

(٨٥) تهذيب التهذيب ١٠ / ٤١٨.

(٨٦) تهذيب التهذيب ٤ / ١٤٠.


أخرجه يونس بن بكير في زياداته.

روى عنه هلال بن يساف ونبيط بن شريط وخالد بن عرفطة) (٨٧).

وقال أيضا : (الأربعة ـ سالم بن عبيد الأشجعي له صحبة ، وكان من أهل الصفة ، يعد في الكوفيين. روى عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم في تشميت العاطس ، وعن عمر بن الخطاب. روى عنه. خالد بن عرفجة ـ ويقال ابن عرفطة ـ وهلال بن يساف ونبيط بن شريط. وفي إسناد حديثه اختلاف) (٨٨).

أقول : يظهر من عبارة ابن حجر في كتابيه ، ومن مراجعة الرواية عن الهيثمي (٨٩) أن حديث سالم بن عبيد حول صلاة أبي بكر هو الحديث الذي عن عمر فيما قاله وصنعه عند وفاة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ... لكن ابن ماجة ذكر بعضه ـ كما نص عليه الهيثمي ـ ، وظاهر عبارة ابن حجر في (الإصابة) عدم صحة إسناده ، ولعله المقصود من قوله في (تهذيب التهذيب) : (وفي إسناد حديثه اختلاف) إذ القدر المتيقن منه ما يرويه نبيط بن شريط عنه ، وهذا الحديث من ذاك!

* حديث أنس بن مالك :

أما حديث أنس بن مالك ، فمنه ما عن الزهري عنه ، وقد أخرجه البخاري ومسلم وأحمد.

والزهري من قد عرفته.

مضافا إلى أن الراوي عنه عند البخاري هو شعيب ، وهو : شعيب بن حمزة ، وهو كاتب الزهري وراويته (٩٠).

ويروي عن شعيب : أبو اليمان ، وهو : الحكم بن نافع.

__________________

(٨٧) ا لإصابة ٢ / ٥.

(٨٨) تهذيب التهذيب ٣ / ٣٨١.

(٨٩) مجمع الزوائد ٥ / ١٨٢.

(٩٠) تهذيب التهذيب ٤ / ٣٠٧.


وقد تكلم العلماء في رواية أبي اليمان من شعيب ، حتى قبل : لم يسمع منه ولا كلمة (٩١).

والراوي عن (الزهري) عند أحمد : سفيان بن حسين ، وقد اتفقوا على عدم الاعتماد على رواياته عن الزهري ، فقد ذكر ذلك ابن حجر عن : ابن معين وأحمد والنسائي وابن عدي وابن حبان ...

وعن يعقوب بن شيبة : (في حديثه ضعف) وعن عثمان بن أبي شيبة : (كان مضطربا في الحديث قليلا) وعن ابن خراش : (كان لين الحديث) وعن أبي حاتم : (لا يحج به) وعن ابن سعد : (يخطئ في حديثه كثيرا) (٩٢).

هذا ، وقد روى الهيثمي هذا الحديث فقال : (رواه أحمد وفيه : سفيان بن حسين وهو ضعيف في الزهري ، وهذا من حديثه عنه) (٩٣).

ومنه ما عن حميد عن أنس ، وقد أخرجه النسائي وأحمد ، وحميد هو : حميد بن أبي حميد الطويل ، وقد نصوا على أنه كان (مدلسا) وعلى (أن أحاديثه عن أنس مدلسة) (٩٤) وهذا الحديث من تلك الأحاديث.

مضافا إلى أن الراوي عنه ـ عند أحمد ـ هو سفيان بن حسين ، وقد عرفته.

هذا ، وسواء صحت الطرق عن أنس أو لم تصح فالكلام في أنس نفسه :

فأول ما فيه كذبه ، وذلك في قضية حديث الطائر المشوي ، حيث كان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قد دعا الله سبحانه أن يأتي بعلي عليه‌السلام ، وكان يترقب حضوره ، فكان كلما يجئ علي عليه‌السلام ليدخل على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال أنس : (إن رسول الله على حاجة) حتى غضب رسول الله وقال له : (يا أنس ، ما حملك على رده؟!).

__________________

(٩١) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٨٠.

(٩٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٩٦.

(٩٣) مجمع الزوائد ٥ / ١٨١.

(٩٤) تهذيب التهذيب ٣ / ٣٤.


ثم كتمه الشهادة بالحق ، وذلك في قضية مناشدة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الناس عن حديث الغدير وطلبه الشهادة منهم به ، فشهد قوم وأبى آخرون  ـ ومنهم أنس ـ فدعى عليهم فأصابتهم دعوته ...

ومن المعلوم أن الكاذب لا يقبل خبره ، وكتم الشهادة إثم كبير قادح في العدالة كذلك.

* حديث عائشة :

وأما حديث عائشة ... فقد ذكرنا أنه هو العمدة في هذه المسألة :

لكونها صاحبة القصة.

ولأن حديث غيرها إما ينتهي إليها ، وإما هو حكاية عما قالته وفعلته.

ولأن روايتها أكثر طرقا من رواية غيرها ، وأصح إسنادا من سائر الأسانيد ، وأتم لفظا وتفصيلا للقصة ...

وقد أوردنا الأهم من تلك الطرق ، والأتم من تلك الألفاظ ... فأما البحث حول ألفاظ ومتون الحديث ـ عنها ـ فسيأتي في الفصل اللاحق مع النظر في ألفاظ حديث غيرها.

وأما البحث حول سند حديثها ، فيكون تارة بالكلام على رجال الأسانيد ، وأخرى بالكلام على عائشة نفسها.

أما رجال الأسانيد ... فإن طرق الأحاديث المذكورة عنها تنتهي إلى :

١ ـ الأسود بن يزيد النخعي.

٢ ـ عروة بن الزبير بن العوام.

٣ ـ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.

٤ ـ مسروق بن الأجدع.

ولا شئ من هذه الطرق بخال عن الطعن والقدح المسقط عن الاعتبار والاحتجاج :


أما الحديث عن الأسود عن عائشة :

فإن (الأسود) من المنحرفين عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه‌السلام (٩٥).

والراوي عنه في جميع الأسانيد المذكورة هو إبراهيم بن يزيد النخعي ، وهو من أعلام المدلسين ... قال أبو عبد الله الحاكم ـ في الجنس الرابع من المدلسين : قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا ـ قال : (أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه الدقيقي ، قال : حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، قال : حدثني خلف بن سالم ، قال : سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين ، فأخذنا في تمييز أخبارهم ، فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن وإبراهيم بن يزيد النخعي ، لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين ، وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم؟ وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين. أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي ربما دلس عنهم) (٩٦).

والراوي عن إبراهيم هو : (سليمان بن مهران الأعمش). و (الأعمش) معروف بالتدليس (٩٧) ، ذلك التدليس القبيح القادح في العدالة ، قال السيوطي ـ في بيان تدليس التسوية ـ : (قال الخطيب : وكان الأعمش وسفيان الثوري يفعلون مثل هذا. قال العلائي : فهذا النوع أفحش أنواع التدليس مطلقا وشرها. قال العراقي : وهو قادح فيمن تعمد فعله. وقال شيخ الإسلام : لا شك أنه جرح ، وإن وصف به الثوري والأعمش فلا اعتذار ...) (٩٨).

قال الخطيب : (التدليس للحديث مكروه عند أهل العلم ، وقد عظم بعضهم

__________________

(٩٥) شرح النهج لأبي الحديد ٤ / ٩٧.

(٩٦) معرفة علوم الحديث : ١٠٨.

(٩٧) تقريب التهذيب ١ : ٣٣١.

(٩٨) تدريب الراوي ١ : ٢٢٦.


الشأن في ذمه ، وتبجح بعضهم بالبراءة منه) (٩٩).

ثم روى عن شعبة بن الحجاج قوله : (التدليس أخو الكذب).

وعنه : (التدليس في الحديث أشد من الزنا).

وعنه : (لأن أسقط من السماء أحب إلي من أن أدلس).

وعن أبي أسامة : (خرب الله بيوت المدلسين ، ما هم عندي إلا كذابون).

وعن ابن المبارك : (لأن تخر من السماء أحب إلي من أن ندلس حديثا).

وعن وكيع : (نحن لا نستحل التدليس في الثياب فكيف في الحديث!).

فإذن ، يسقط هذا الحديث ، بهذا السند ، الذي اتفقوا في الرواية به ، فلا حاجة إلى النظر في حال من قبل الأعمش من الرواة.

لكن مع ذلك نلاحظ أن الراوي عن الأعمش عند البخاري وأحمد ـ في إحدى طرقهما ـ وعند مسلم والنسائي هو (أبو معاوية) وهذا الرجل أيضا من المدلسين :

قال السيوطي : (فائدة : أردت أن أسرد أسماء من رمي ببدعة ممن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما :

وهم : إبراهيم بن طهمان ، أيوب بن عائذ الطائي ، ذر بن عبد الله المرهبي ، شبابة بن سوار ، عبد الحميد بن عبد الرحمن ... محمد بن حازم أبو معاوية الضرير ، ورقاء بن عمر اليشكري ... هؤلاء رموا بالارجاء ، وهو تأخير القول في الحكم على مرتكب الكبائر بالنار ...) (١٠٠).

وذكر ابن حجر عن غير واحد أنه كان مرجئا خبيثا ، وأنه كان يدعو إليه (١٠١).

والرازي عن (الأعمش) عند ابن ماجة وأحمد في طريقه الأخرى هو : وكيع

__________________

(٩٩) الكفاية في علم الرواية ١ / ١٨٨.

(١٠٠) تدريب الرواي ١ / ٢٧٨ وفي طبعة ١ / ٣٢٨.

(١٠١) تهذيب التهذيب ٩ / ١٢١.


ابن الجراح ، وفيه : أنه كان يشرب المسكر وكان ملازما له (١٠٢).

ثم إن الراوي عن أبي معاوية في إحدى طرق البخاري هو : حفص بن غياث ، وهو أيضا من المدلسين (١٠٣).

مضافا إلى أنه كان قاضي الكوفة من قبل هارون ، وقد ذكروا عن أحمد أنه : كان وكيع صديقا لحفص بن غياث فلما ولي القضاء هجره) (١٠٤).

وأما الحديث عن عروة بن الزبير :

فإن عروة بن الزبير ولد في خلافة عمر ، فالحديث مرسل ، ولا بد أنه يرويه عن عائشة.

وكان عروة من المشهورين بالبغض والعداء لأمير المؤمنين عليه‌السلام ـ كما عرفت من خبره مع الزهري ، والخبر عن ابنه ـ وحتى حضر يوم الجمل على صغر سنه (١٠٥) وقد كان هو والزهري يضعان الحديث في تنقيص الإمام والزهراء الطاهرة عليهما‌السلام ، فقد روى الهيثمي عنه حديثا ـ وصححه ـ في فضل زينب بنت رسول الله جاء فيه أنه كان يقول : (هي خير بناتي) قال : (فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق إليه فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حق فاطمة؟! فقال : لا أحدث به أبدا) (١٠٦).

والراوي عنه ولده (هشام) في رواية البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة  ... وهو أيضا من المدلسين ، فقد قالوا : (كان ينسب إلى أبيه ما كان يسمعه من غيره ، وقد ذكروا أن مالكا كان لا يرضاه ، قال ابن خراش : بلغني أن مالكا نقم

__________________

(١٠٢) تذكرة الحفاظ ١ : ٣٠٨. ميزان الاعتدال ١ : ٣٣٦.

(١٠٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥٨.

(١٠٤) تهذيب التهذيب ١١ / ١١١.

(١٠٥) تهذيب التهذيب ٧ / ١٦٦.

(١٠٦) مجمع الزوائد ٩ / ٢١٣.


عليه حديثه لأهل العراق ، قدم الكوفة ثلاث مرات ، قدمة كان يقول : حدثني أبي ، قال : سمعت عائشة. وقدم الثانية فكان يقول : أخبرني أبي ، عن عائشة. وقدم الثالثة فكان يقول : أبي ، عن عائشة) (١٠٧) وهذا الحديث من تلك الأحاديث

وأما الحديث عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة :

فإن الراوي عن (عبيد الله) عند البخاري ومسلم والنسائي هو (موسى بن أبي عائشة) وقد قال ابن أبي حاتم سمعت أبي (١٠٨) يقول : (تريبني رواية موسى بن أبي عائشة حديث عبيد الله بن عبد الله في مرض النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم) (١٠٩).

وعند أبي داود وأحمد هو : الزهري ـ لكن عند الأول يرويه عن عبيد الله ، عن عبد الله بن زمعة ـ والزهري من قد عرفته سابقا.

هذا مضافا إلى ما في عبيد الله بن عبد الله نفسه ... فقد روى ابن سعد ، عن مالك بن أنس ، قال : (جاء علي بن حسين بن علي بن أبي طالب إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يسأله عن بعض الشئ!! وأصحابه عنده وهو يصلي ، فجلس حتى فرغ من صلاته ثم أقبل عليه عبيد الله.

فقال أصحابه : أمتع الله بك ، جاءك هذا الرجل وهو ابن ابنة رسولي الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وفي موضعه ، يسألك عن بعض الشئ!! فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته تم أقبلت على ما أنت فيه!

فقال عبيد الله لهم : أيهات! لا بد لمن طلب هذا الشأن من أن يتعنى!!) (١١٠).

__________________

(١٠٧) تهذيب التهذيب ١١ / ٤٤.

(١٠٨) هو : محمد بن إدريس الرازي ، أحد كبار الأئمة الحفاظ المعتمدين في الجرح والتعديل. توفي سنة ٢٠٧ ه تقريبا. توجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٦٧ ، تاريخ بغداد ٣ / ٧٣ وغير هما من المصادر الرجالية.

(١٠٩) تهذيب التهذيب ١٠ / ٣١٤.

(١١٠) طبقات ابن سعد ٥ / ٢١٥.


وأما الحديث عن مسروق بن ، الأجدع عن عائشة :

ففيه :

١ ـ (أبو وائل) وهو (شقيق بن سلمة) يرويه عن (مسروق) وقد قال عاصم بن بهدلة : (قيل لأبي وائل : أيهما أحب إليك : علي أو عثمان؟ قال : كان علي أحب إلي ثم صار عثمان!!) (١١١).

٢ ـ (نعيم بن أبي هند) يرويه عن (أبي وائل) عند النسائي وأحمد بن حنبل. و (نعيم) قد عرفته سابقا.

ثم إن في إحدى طريقي أحمد عن (نعيم) المذكور : (شبابة بن سوار) وقد ذكروا بترجمته أنه كان يرى الإرجاء ويدعو إليه ، فتركه أحمد وكان يحمل عليه ، وقال أبو حاتم : لا يحتج بحديثه (١١٢) وقد أورده السيوطي في الفائدة المذكورة ، وحكى ابن حجر بترجمته ما يدل على بغضه لأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١١٣).

هذا ، ويبقى الكلام في عائشة نفسها ...

فقد وجدناها تريد كل شأن وفضيلة لنفسها وأبيها ومن تحب من قرابتها وذويها  ... فكانت إذا رأت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلاقي المحبة من إحدى زوجاته ويمكث عندها ثارت عليها ... كما فعلت مع زينب بنت جحش ، إذ تواطأت مع حفصة أن أيتهما دخل عليها النبي ملى الله عليه وآله وسلم فلتقل : (إني لأجد منك ريح مغافير حتى يمتنع عن أن يمكث عند زينب ويشرب عندها عسلا) (١١٤).

وإذا رأته يذكر خديجة عليها‌السلام بخير ويثني عليها قالت : (ما أكثر ما

__________________

(١١١) تهذيب التهذيب ٤ / ٣١٧.

(١١٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٦٤ ، تاريخ بغداد ٩ / ٢٩٥.

(١١٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٦٥.

(١١٤) هذه من القضايا المشهورة فراجع كتب الحديث والتفسير بتفسير سورة التحريم.


تذكر حمراء الشدق؟! قد أبدلك الله عزوجل بها خيرا منها) (١١٥).

وإذا رأته مقدما على الزواج من امرأة حالت دون ذلك بالكذب والخيانة ، فقد حدثت أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسلها لتطلع على امرأة من كلب قد خطبها فقالت لعائشة : (كيف رأيت؟ قالت : ما رأيت طائلا! فقال : لقد رأيت خالا بخدها اقشعر كل شعرة منك على حدة فقالت : ما دونك من سر) (١١٦).

ولقد ارتكبت ذلك حتى بتوهم زواجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... فقد ذكرت : أن عثمان جاء النبي في نحر الظهيرة. قالت : فظننت أنه جاءه في أمر النساء ، فحملتني الغيرة على أن أصغيت إليه) (١١٧).

أما بالنسبة إلى من تكرهه ... فكانت حربا شعواء ... من ذلك مواقفها من الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ... فقد (جاء رجل فوقع في علي وفي عمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة. فقالت : أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا. وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشد هما) (١١٨).

بل كانت تضع الحديث تأييدا ودعما لجانب المناوئين له عليه‌السلام ... فقد قال النعمان بن بشير : كتب معي معاوية إلى عائشة قال : فقدمت على عائشة فدفعت إليها كتاب معاوية. فقالت : يا بني ألا أحدثك بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟

قلت : بلى.

قالت : فإني كنت وحفصة يوما من ذاك عند رسول الله.

فقال : لو كان عندنا رجل يحدثنا.

__________________

(١١٥) مسند أحمد ٦ / ١١٧.

(١١٦) طبقات ابن سعد ٨ / ١١٥ ، كنز العمال ٦ / ٢٩٤.

(١١٧) مسند أحمد ٦ / ١١٤

(١١٨) مسند أحمد ٦ / ١١٣.


فقلت : يا رسول الله ، ألا أبعث لك إلى أبي بكر؟ فسكت.

ثم قال : لو كان عندنا رجل يحدث.

فقالت حفصة : ألا أرسل لك إلى عمر؟ فسكت.

ثم قال : لا. ثم دعا رجلا فساره بشئ ، فما كان إلا أقبل عثمان ، فأقبل بوجهه وحديثه فسمعته يقول له : يا عثمان ، إن الله عزوجل لعله أن يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه. ثلاث مرار.

فقلت : يا أم المؤمنين ، فأين كنت عن هذا الحديث؟!

فقالت : يا بني ، والله لقد أنسيته حتى ما ظننت أني سمعته) (١١٩).

قال النعمان بن بشير : (فأخبرته معاوية بن أبي سفيان. فلم يرض بالذي أخبرته ، حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به. فكتبت إليه به كتابا) (١٢٠).

فانظر كيف أيدت ـ في تلك الأيام ـ معاوية على مطالبته الكاذبة بدم عثمان! وكيف اعتذرت عن تحريضها الناس على قتل عثمان! ولا تعقل عن كتمها اسم الرجل الذي دعاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بعد أن أبى عن الإرسال خلف أبي بكر وعمر ـ وهو ليس إلا أمير المؤمنين عليه‌السلام ... ولكنها لا تطيب نفسا بعلي كما قال ابن عباس ، وسيأتي.

فإذا كان هذا حالها وحال رواياتها في الأيام العادية ... فإن من الطبيعي أن تصل هذه الحالة فيها إلى أعلى درجاتها في الأيام والساعات الأخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وأن تكون أخبارها عن أحواله في تلك الظروف أكثر حساسية ... فتراها تقول :

(لما ثقل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال رسول الله لعبد الرحمن ابن أبي بكر : إيتني بكتف ولوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه. فلما

__________________

(١١٩) مسند أحمد ٦ / ١٤٩.

(١٢٠) مسند أحمد ٦ / ٨٧.


ذهب عبد الرحمن ليقوم قال : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر) (١٢١).

وتقول :

(لما ثقل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس).

وتقول :

(قبض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ورأسه بين سحري ونحري) (١٢٢).

تقول هذا وأمثاله ...

لكن عندما يأمر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن يدعى له علي لا يمتثل أمره ، بل يقترح عليه أن يدعى أبو بكر وعمر! يقول ابن عباس :

(لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة ، فقال : ادعو لي عليا. قالت عائشة : ندعو لك أبا بكر؟ قال : ادعو قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر؟ قال : ادعوه. قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس؟ قال : ادعوه فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت. فقال عمر : قوموا عن رسول الله ...) (١٢٣).

وعندما يخرج إلى الصلاة ـ وهو يتهادى بين رجلين ـ تقول عائشة : (خرج يتهادى بين رجلين أحدهما العباس) فلا تذكر الآخر. فيقول ابن عباس :

(هو علي ولكن عائشة لا تقدر على أن تذكره بخير) (١٢٤).

فإذا عرفناها تبغض عليا إلى حد لا تقدر أن تذكره بخير ، ولا تطيب نفسها به ... وتحاول إبعاده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... وتدعي لأبيها

__________________

(١٢١) مسند أحمد ٦ / ٤٧.

(١٢٢) مسند أحمد ٦ / ١٢١.

(١٢٣) مسند أحمد ١ / ٣٥٦.

(١٢٤) عمدة القاري ٥ / ١٩١.


ولنفسها ما لا أصل له ... بل لقد حدثت أم سلمة بالأمر الواقع فقالت :

(والذي أحلف به ، إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم. قالت : عدنا رسول الله غداة بعد غداة فكان يقول : جاء علي ؟!! ـ مرارا ـ قالت : أظنه كان بعثه في حاجة قالت : فجاء بعد ، فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ، فكنت أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ... (١٢٥).

إذا عرفنا هذا كله ـ وهو قليل من كثير ـ استيقنا أن خبرها في أن صلاة أبيها كان بأمر من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج فصلى خلفه ـ كما في بعض الأخبار عنها ـ ... من هذا القبيل ... ومما يؤكد ذلك اختلاف النقل عنها في القضية وهي واحدة ... كما سنرى عن قريب ...

* * *

__________________

(١٢٥) مسند أحمد ٦ / ٣٠٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٨ ، ابن عساكر ٣ / ١٦ ، الخصائص : ١٣٠ وغيرها.


(٣)

تأملات في متن الحديث ومدلوله

قد عرفت أن الحديث بجميع طرقه وأسانيده المذكورة ساقط عن الاعتبار ...

فإن قلت : إنه مما اتفق عليه أرباب الصحاح والمسانيد والمعاجم وغيرهم ، ورووه عن جمع من الصحابة ، فكيف تقول بسقوطه بجميع طرقه؟

قلت : أولا : لقد رأيت في (النظر في الأسانيد والطرق) أن رجال أسانيده مجروحون بأنواع الجرح ولم نكن نعتمد في (النظر) إلا على أشهر كتب القوم في الجرح والتعديل ، وعلى كلمات أكابر علمائهم في هذا الباب.

وثانيا : إن الذي عليه المحققون من علماء الحديث والرجال والكلام أن الكتب الستة فيها الصحيح والضعيف والموضوع ، وإن الصحابة فيهم العدل والمنافق والفاسق ... وهذا ما حققناه في بعض بحوثنا (١٢٦).

نعم ، المشهور عندهم القول بأصالة العدالة في الصحابة ، والقول بصحة ما أخرج في كتابي البخاري ومسلم ...

أما بالنسبة إلى حديث (صلاة أبي بكر) فلم أجد أحدا يطعن فيه ، لكن لا لكونه في الصحاح ، بل الأصل في قبوله وتصحيحه كونه من أدلة خلافة أبي بكر عندهم ، ولذا تراهم يستدلون به في الكتب الكلامية وغيرها :

من كلمات المستدلين بالحديث على الإمامة :

قال القاضي عضد الدين الإيجي ـ في الأدلة الدالة على إمامة أبي بكر ـ :

(الثامن : إنه صلى الله عليه (وآله) وسلم استخلف أبا بكر في الصلاة وما

__________________

(١٢٦) راجع الفصل الأخير من كتابنا (التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف).


عزله فيبقى إماما فيها ، فكذا في غيرها ، إذ لا قائل بالفصل ، ولذلك قال علي رضي الله عنه : قدمك رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في أمر ديننا ، أفلا نقدمك في أمر دنيانا؟! (١٢٧).

وقال الفخر الرازي ـ في حجج خلافة أبي بكر ـ :

(الحجة التاسعة : إنه عليه‌السلام استخلفه على الصلاة أيام مرض موته وما عزله عن ذلك ، فوجب أن يبقى بعد موته خليفة له في الصلاة ، وإذا ثبت خلافته في الصلاة ثبت خلافته في سائر الأمور ، ضرورة أنه لا قائل بالفرق) (١٢٨).

وقال الأصفهاني :

(الثالث : النبي استخلف أبا بكر في الصلاة أيام مرضه ، فثبت استخلافه في الصلاة بالنقل الصحيح ، وما عزل النبي أبا بكر عن خلافته في الصلاة ، فبقي كون أبي بكر خليفة في الصلاة بعد وفاته ، وإذا ثبت خلافة أبي بكر بعد وفاته في الصلاة ثبت خلافة أبي بكر بعد وفاته في غير الصلاة لعدم القائل بالفصل) (١٢٩).

وقال النيسابوري صاحب التفسير ، بتفسير آية الغار :

(استدل أهل السنة بالآية على أفضلية أبي بكر وغاية اتحاده ونهاية صحبته وموافقة باطنه وظاهره ، وإلا لم يعتمد عليه الرسول في مثل تلك الحالة. وإنه كان ثاني رسول الله في الغار. وفي العلم لقوله صلى الله عليه (وآله) وسلم ما صب في صدري شئ إلا وصببته في صدر أبي بكر (١٣٠). وفي الدعوة إلى الله ، لأنه عرض الإيمان أولا على أبي بكر فآمن ، ثم عرض أبو بكر الإيمان على طلحة والزبير وعثمان بن عفان

__________________

(١٢٧) هذا كلام موضوع على أمير المؤمنين عليه‌السلام قطعا ، والذي جاء به ... مرسلا كما في الإستيعاب ٣ / ٩٧١ هو الحسن البصري المعروف بالارسال والتدليس والانحراف عن أمير المؤمنين عليه السلام!!

(١٢٨) الأربعين : ٢٨٤.

(١٢٩) شرح طوالع الأنوار ، في علم الكلام : مخطوط.

(١٣٠) هذا من أحاديث سلسلتنا هذه إن شاء الله تعالى.


وجماعة أخرى من أجلة الصحابة ، وكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في الغزوات وفي أداء الجماعات وفي المجالس والمحافل.

وقد أقامه في مرضه مقامه في الإمامة ...) (١٣١).

وقال الكرماني بشرح الحديث :

(فيه فضيلة لأبي بكر ، وترجيحه على جميع الصحابة ، وتنبيه على أنه أحق بخلافة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من غيره) (١٣٢).

وقال العيني :

(ذكر ما يستفاد منه ، وهو على وجوه : الأول : فيه دلالة على فضل أبي بكر.

الثاني : فيه أن أبا بكر صلى بالناس في حياة النبي ، وكانت في هذه الإمامة التي هي الصغرى دلالة على الإمامة الكبرى. الثالث : فيه أن الأحق بالإمامة هو الأعلم) (١٣٣).

وقال النووي :

(فيه فوائد : منها : فضيلة أبي بكر وترجيحه على جميع الصحابة وتفضيله وتنبيه على أنه أحق بخلافة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم غيره ، وأن الإمام إذا عرض له عذر عن حضور الجماعة استخلف من يصلي بهم ، وإنه لا يستخلف إلا أفضلهم. ومنها : فضيلة (١٣٤) عمر بعد أبي بكر لأن أبا بكر لم يعدل إلى غيره) (١٣٥).

وقال المناوي بشرحه :

(تنبيه : قال أصحابنا في الأصول : يجوز أن يجمع عن قياس ، كإمامة أبي

__________________

(١٣١) تفسير النيسابوري. سورة التوبة.

(١٣٢) الكواكب الدراري ـ شرح البخاري ٥ / ٥٢.

(١٣٣) عمدة القاري ـ شرح البخاري ٥ / ١٨٧ ـ ١٨٨.

(١٣٤) وذلك لأن أبا بكر قال لعمر : صل بالناس ... وكأن أقوال أبي بكر وأفعاله حجة؟! على أنهم وقعوا في إشكال صن هذه الناحية ، كما ستعرف!

(١٣٥) المنهاج ، شرح صحيح مسلم ، هامش إرشاد الساري ٣ / ٥٦.


بكر هنا ، فإن الصحب أجمعوا على خلافته ـ وهي الإمامة العظمى ـ ومستندهم القياس على الإمامة الصغرى ، وهي الصلاة بالناس بتعيين المصطفى) (١٣٦)

وفي (فواتح الرحموت ـ شرح مسلم الثبوت) في مبحث الإجماع :

(مسألة : جاز كون المستند قياسا. خلافا للظاهرية وابن جرير الطبري ، فبعضهم منع الجواز عقلا ، وبعضهم منع الوقوع وإن جاز عقلا. والآحاد أي أخبار الآحاد قيل كالقياس اختلافا. لنا : لا مانع ... وقد وقع قياس الإمامة الكبرى وهي الخلافة العامة على إمامة الصلاة ... والحق أن أمره إياه بإمامة الصلاة كان إشارة إلى تقدمه في الإمامة الكبرى على ما يقتضيه ما في صحيح مسلم ...) (١٣٧).

لكنك قد عرفت أن الحديث ليس له سند معتبر في الصحاح فضلا عن غيرها ، ومجرد كونه فيها ـ وحتى في كتابي البخاري ومسلم ـ لا يغني ـ عن النظر في سنده .. وعلى هذا فلا أصل لجميع ما ذكروا ، ولا أساس لجميع ما بنوا ... في العقائد وفي الفقه وفي علم الأصول ...

لا دلالة للاستخلاف في إمامة الصلاة على الخلافة :

وعلى فرض صحة حديث أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر بالصلاة في مقامه ... فإنه لا دلالة لذلك على الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ... لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا خرج عن المدينة ترك فيها من يصلي بالناس ... بل إنه استخلف ـ فيما يروون ـ ابن أم مكتوم للإمامة وهو أعمى ، وقد عقد أبو داود في (سننه) بابا بهذا العنوان فروى فيه هذا الخبر ... وهذه عبارته : (باب إمامة الأعمى حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري أبو عبد الله ، ثنا ابن مهدي ، ثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم استخلف ابن

__________________

(١٣٦) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ٥ / ٥٢١.

(١٣٧) فواتح الرحموت ـ شرح مسلم الثبوت ، في علم الأصول ٢ / ٢٣٩ هامش المستصفى للغزالي.


أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى) (١٣٨) ... فهل يقول أحد بإمامة ... ابن أم مكتوم لأنه استخلفه في الصلاة؟!

ولقد اعترف بما ذكرنا ابن تيمية ـ الملقب ب (شيخ الاسلام) ـ حيث قال : (الاستخلاف في الحياة نوع نيابة لا بد لكل ولي أمر ، وليس كل من يصلح للاستخلاف في الحياة على بعض الأمة يصلح أن يستخلف بعد الموت ، فإن النبي استخلف غير واحد ، ومنهم من لا يصلح للخلافة بعد موته ، كما استعمل ابن أم مكتوم الأعمى في حياته وهو لا يصلح للخلافة بعد موته ، وكذلك بشير بن عبد المنذر وغيره) (١٣٩).

بل لقد رووا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى خلف عبد الرحمن بن عوف وهو ـ لو صح ـ لم يدل على استحقاقه الخلافة من بعده ، ولذا لم يدعها أحد له ... لكنه حديث باطل لمخالفته للضرورة القاضية بأن النبي لا يصلي خلف أحد من أمته  ... فلا حاجة إلى النظر في سنده.

وعلى الجملة ، فإنه لا دلالة لحديث أمر أبي بكر بالصلاة ، ولا لحديث صلاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلفه حتى لو تم الحديثان سندا ...

وأما سائر الدلالات الاعتقادية والفقهية والأصولية ... التي يذكرونها مستفيدين إياها من حديث الأمر بالصلاة في الشروح والتعاليق ... فكلها متوقفة على ثبوت أصل القضية وتمامية الأسانيد الحاكية لها ... وقد عرفت أن لا شئ من تلك الأسانيد بصحيح ، فأمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه أبا بكر بالصلاة في موضعه غير ثابت ...

وجوه كذب أصل القضية :

بل الثابت عدمه ... وذلك لوجوه عديدة يستخرجها الناظر المحقق في القضية

__________________

(١٣٨) سنن أبي داود ١ / ٩٨.

(١٣٩) منهاج السنة ٤ / ٩١.


وملابساتها من خلال كتب الحديث والتاريخ والسيرة .. وهي وجوه قوية معتمدة ، تفيد ـ بمجموعها ـ أن القضية مختلقة من أصلها ، وأن الذي أمر أبا بكر بالصلاة في مقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أيام مرضه ليس النبي بل غيره ...

فلنذكر تلك الوجوه باختصار :

١ ـ كون أبي بكر في جيش أسامة :

لقد أجمعت المصادر على قضية سرية أسامة بن زيد ، وأجمعت على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر مشايخ القوم : أبا بكر وعمرو ... بالخروج معه ... وهذا أمر ثابت محقق ... وبه اعترف ابن حجر العسقلاني في (شرح البخاري) وأكده بشرح (باب بعث النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أسامة بن زيد رضي‌الله‌عنهما في مرضه الذي توفي فيه) فقال : (كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بيومين ... فبدأ برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وجعه في اليوم الثالث ، فعقد لأسامة لواء بيده ، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرب ، وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ، فتكلم في ذلك قوم  ... ثم اشتد برسول الله وجعه فقال : أنفذوا بعث أسامة).

وقد روي ذلك عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن الجوزي وابن عساكر ... (١٤٠).

فالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أمر بخروج أبي بكر مع أسامة ، وقال في آخر لحظة من حياته : (أنفذوا بعث أسامة) بل في بعض المصادر (لعن الله من تخلف عن بعث أسامة) (١٤١).

__________________

(١٤٠) فتح الباري ٨ / ١٢٤.

(١٤١) الملل والنحل ١ / ٢٩ لأبي الفتح الشهرستاني ، المتوفى سنة ٥٤٨ ه ، توجد ترجمته والثناء عليه في : وفيات الأعيان ١ / ٦١٠ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٠٤ طبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٧٨ ، شذرات الذهب ٤ / ١٤٩ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٨٩ وغيرها.


هذا أولا.

وثانيا : لقد جاء في صريح بعض الروايات كون أبي بكر غائبا عن المدينة ، ففي (سنن أبي داود عن ابن زمعة) : (وكان أبو بكر غائبا ، فقلت : يا عمر ، قم فصل بالناس).

وثالثا : في كثير من ألفاظ الحديث (فأرسلنا إلى أبي بكر) ونحو ذلك ، مما هو ظاهر في كونه غائبا.

وعلى كل حال فالنبي الذي بعث أسامة ، وأكد على بعثه ، بل لعن من تخلف عنه ... لا يعود فيأمر بعض من معه بالصلاة بالناس ، وقد عرفت أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم إذا غاب أو لم يمكنه الحضور للصلاة استخلف واحدا من المسلمين وإن كان ابن أم مكتوم الأعمى!

٢ ـ التزامه بالحضور للصلاة بنفسه ما أمكنه :

وكما ذكرنا فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان يستخلف للصلاة إلا في حال خروجه عن المدينة ، أو في حال لم يمكنه الخروج معها إلى الصلاة ... وإلا فقد كان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ملتزما بالحضور بنفسه ... ويدل عليه ما جاء في بعض الأحاديث أنه لما ثقل قال : (أصلى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك. قال : ضعوا لي ماء ...) فوضعوا له ماء فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمي عليه (١٤٢) وهكذا إلى ثلاث مرات ... وفي هذه الحالة صلى أبو بكر بالناس ، فهل كانت بأمر منه؟!

بل في بعض الأحاديث أنه كان إذا لم يخرج لعارض حضره المسلمون إلى البيت فصلوا خلفه :

فقد أخرج مسلم عن عائشة ، قالت : (اشتكى رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١٤٢) في أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغمى عليه ـ بها للكلمة من المعنى الحقيقي ـ أولا ، كلاما بين العلماء لا نتعرض إليه لكونه بحثا عقائديا ليس هذا محله.


وآله) وسلم فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه ، فصلى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جالسا فصلوا بصلاته قياما) (١٤٣).

وعن جابر : (اشتكى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره) (١٤٤).

وأخرج أحمد عن عائشة : (أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم صلى في مرضه وهو جالس وخلفه قوم ...) (١٤٥).

ويشهد لما ذكرنا ـ من ملازمته للحضور إلى المسجد والصلاة بالمسلمين بنفسه ـ ما جاء في كثير من أحاديث القصة من أن بلالا دعاه إلى الصلاة ، أو آذنه بالصلاة ، فهو كان يجئ متى حان وقت الصلاة إلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ويعلمه بالصلاة ، فكان يخرج بأبي هو وأمي بنفسه ـ وفي أي حال من الأحوال كان ـ إلى الصلاة ويصلي بالناس.

٣ ـ استدعاؤه عليا عليه‌السلام :

فأبو بكر وغيره كانوا بالجرف ... الموضع الذي عسكر فيه أسامة خارج المدينة ...

وهو صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يصلي بالمسلمين ... وعلي عنده ... إذ لم يذكر أحد أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم أمره بالخروج مع أسامة ...

حتى اشتد به الوجع ... ولم يمكنه الخروج ... فقال بلال : (يا رسول الله ، بأبي وأمي من يصلي بالناس؟) (١٤٦) ... هناك دعا عليا عليه‌السلام ... قائلا : (ادعو لي عليا) قالت عائشة : (ندعو لك أبا بكر؟) وقالت حفصة : (ندعوا لك عمر؟) ...

__________________

(١٤٣) صحيح مسلم بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ٣ / ٥١.

(١٤٤) صحيح مسلم بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ٣ / ٥١.

(١٤٥) مسند أحمد ٦ / ٥٧.

(١٤٦) مسند أحمد ٣ / ٢٠٢.


فما دعي علي ولكن القوم حضروا أو أحضروا!! (فاجتمعوا عنده جميعا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انصرفوا. فإن تك لي حاجة أبعث إليكم ، فانصرفوا) (١٤٧).

إنه كان يريد عليا عليه‌السلام ولا يريد أحدا من القوم ، وكيف يريدهم وقد أمرهم بالخروج مع أسامة ، ولم يعدل عن أمره؟!

٤ ـ أمره بأن يصلي بالمسلمين أحدهم :

فإذ لم يحضر علي ، ولم يتمكن من الحضور للصلاة بنفسه ، والمفروض خروج المشايخ وغيرهم إلى جيش أسامة ، أمر بأن يصلي بالناس أحدهم ... وذاك ما أخرجه أبو داود عن ابن زمعة فقال :

(لما استعز برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة. فقال : مروا من يصلي بالناس).

وفي حديث أخرجه ابن سعد عنه قال : (عدت رسول الله في مرضه الذي توفي فيه ، فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله : مر الناس فليصلوا.

قال عبد الله : فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم ، فلما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه ، وكان أبو بكر غائبا ، فقلت له : صل بالناس يا عمر. فقام عمر في المقام ... فقال عمر : ما كنت أظن حين أمرتني إلا أن رسولي الله أمرك بذلك ، ولولا ذلك ما صليت بالناس.

فقال عبد الله : لما لم أر أبا بكر رأيتك أحق من غيره بالصلاة) (١٤٨).

وفي خبر عن سالم بن عبيد الأشجعي قال : (إن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه ، فكان كلما أفاق قال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا

__________________

(١٤٧) تاريخ الطبري ٢ / ٤٣٩.

(١٤٨) الطبقات الكبرى ٢ / ٢٢٠.


بلالا فليصل بالناس) (١٤٩).

وقد كان من قبل قد استخلف ابن أم مكتوم ـ وهو مؤذنه ـ في الصلاة بالناس كما عرفت.

٥ ـ قوله : إنكن لصويحبات يوسف :

وجاء في الأحاديث أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعائشة وحفصة : (إنكن لصويحبات يوسف!) وهو يدل على أنه قد وقع من المرأتين ـ مع الالحاح الشديد والحرص الأكيد ـ ما لا يرضاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... فما كان ذلك؟ ومتى كان؟

إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما عجز عن الحضور للصلاة بنفسه ، وطلب عليا فلم يدع له ـ بل وجد الالحاح والاصرار من المرأتين على استدعاء أبي بكر وعمر ـ ثم أمر من يصلي بالناس ـ والمفروض كون المشايخ في جيش أسامة ـ أغمي عليه ـ كما في الحديث ـ وما أفاق إلا والناس في المسجد وأبو بكر يصلي بهم ... فعلم أن المرأتين قامتا بما كانتا ملحتين عليه ... فقال : (إنكن لصويحبات يوسف) ثم بادر إلى الخروج معجلا معتمدا على رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض ... كما سيأتي.

فمن تشبيه حالهن بحال صويحبات يوسف يعلم ما كان في ضميرهن ، ويستفاد عدم رضاه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفعلهن مضافا إلى خروجه ...

فلو كان هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة لما رجع باللوم عليهن ، ولا بادر إلى الخروج وهو على تلك الحال ...

ولكن شراح الحديث ـ الذين لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة ـ اضطربوا

__________________

(١٤٩) بغية الطلب في تاريخ حلب. مخطوط. الورقة ١٩٤ ، لكمال الدين ابن العديم الحنفي ، المتوفى سنة ٦٦٠ ه.

ترجم له الذهبي واليافعي وابن العماد في تواريخهم وأثنوا عليه. وقال ابن شاكر الكتبي : (كان محدثا فاضلا حافظا مؤرخا صادقا فقيها مفتيا منشئا بليغا كاتبا محمودا) فوات الوفيات ٢ / ٢٢٠.


في شرح الكلمة ومناسبتها للمقام :

قال ابن حجر : (إن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ، ومرادها زيادة على ذلك هو أن لا يتشاءم الناس به ، وقد صرحت هي فيما بعد بذلك. وبهذا التقرير يندفع إشكال من قال : إن صواحب يوسف لم يقع منهن إظهار يخالف ما في الباطن) (١٥٠).

قلت : لكنه كلام بارد ، وتأويل فاسد.

أما أولا : ففيه اعتراف بأن قول عائشة : (إن أبا بكر رجل أسيف فمر عمر أن يصلي بالناس) مخالفة للنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، ورد عليه منها ، بحيث لم يتحمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال هذا الكلام.

وأما ثانيا : فلأنه لا يتناسب مع فصاحة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحكمته ، إذ لم يكن صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشبه الشئ بخلافه ويمثله بضده ، وإنما كان يضع المثل في موضعه ... ولا ريب أن صويحبات يوسف إنما عصين الله بأن أرادت كل واحدة منهن من يوسف ما أرادته الأخرى وفتنت به كما فتنت به صاحبتها ، فلو كانت عائشة قد دفعت النبي عن أبيها ولم ترد شرف ذلك المقام الجليل له ، ولم تفتتن بمحبة الرئاسة وعلو المقام ، لكان النبي في تشبيهها بصويحبات يوسف قد وضع المثل في غير موضعه ، وهو أجل من ذلك ، فإنه نقص ... وحينئذ يثبت أن ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما كان لمخالفة المرأة وتقديمها بالأمر ـ بغير إذن منه صلى الله عليه وآله وسلم ـ لأبيها ، لأنها مفتونة بمحبة الاستطاعة والرغبة في تحصيل الفضيلة واختصاصها وأهلها بالمناقب كما قدمناه في بيان طرف من أحوالها.

وأما ثالثا : فقد جاء في بعض الأخبار أنه لما قالت عائشة : (إنه رجل رقيق فمر عمر) لم يجبها بتلك الكلمة بل قال : (مروا عمر) (١٥١) ومنه يظهر أن السبب

__________________

(١٥٠) فتح الباري ٢ / ١٢٠.

(١٥١) تاريخ الطبري ٢ / ٤٣٩.


في قوله ذلك لم يكن قولها : (إنه رجل أسيف).

وقال النووي بشرح الكلمة :

(أي : في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه ، وفي مراجعة عائشة : جواز مراجعة ولي الأمر على سبيل العرض والمشاورة والإشارة بما يظهر أنه مصلحة وتكون تلك المراجعة بعبارة لطيفة ، ومثل هذه المراجعة مراجعة عمر في قوله : لا تبشرهم فيتكلوا. وأشباهه كثيرة مشهورة) (١٥٢).

قلت : وهذا أسخف من سابقه ، وجوابه يظهر مما ذكرنا حوله ، ومن الغريب استشهاده لعمل عائشة بعمل عمر ومعارضته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلم في مواقف كثيرة!!

ومما يؤكد ما ذكرنا من عدم تمامية ما تكلفوا به في بيان وجه المناسبة ، أن بعضهم ـ كابن العربي المالكي ـ التجأ إلى تحريف الحديث حتى تتم المناسبة ، فإنه على أساس تحريفه تتم بكل وضوح ، لكن الكلام في التحريف الذي ارتكبه ... وسنذكر نص عبارته فانتظر.

٦ ـ تقديم أبي بكر عمر :

ثم إنه قد جاء في بعض تلك الأحاديث المذكورة تقديم أبي بكر لعمر ـ بل ذكر ابن حجر أن إلحاح عائشة كان بطلب من أبيها أبي بكر (١٥٣) ـ ... وقد وقع القول من أبي بكر ـ قوله لعمر : صل بالناس ـ موقع الإشكال كذلك ، لأنه لو كان الآمر بصلاة أبي بكر هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكيف يقول أبو بكر لعمر : صل بالناس؟! فذكروا فيه وجوها :

أحدها : ما تأوله بعضهم على أنه قاله تواضعا.

__________________

(١٥٢) المنهاج بشرح صحيح مسلم ، هامش القسطلاني ٣ / ٦٠.

(١٥٣) فتح الباري ١ / ١٢٣.


والثاني : ما اختاره النووي ـ بعد الرد على الأول ـ وهو أنه قاله للعذر المذكور ، أي كونه رقيق القلب كثير البكاء ، فخشي أن لا يسمع الناس!

والثالث : ما احتمله ابن حجر ، وهو : أن يكون فهم من الإمامة الصغرى الإمامة العظمى ، وعلم ما في تحملها من الخطر ، وعلم قوة عمر على ذلك فاختاره) (١٥٤).

وهذه الوجوه ذكرها الكرماني قائلا : (فإن قلت : كيف جاز للصديق مخالفة أمر الرسول ونصب الغير للإمامة؟! قلت : كأنه فهم أن الأمر ليس للإيجاب. أو أنه قاله للعذر المذكور ، وهو أنه رجل رقيق كثير البكاء لا يملك عينه. وقد تأوله بعضهم بأنه قال تواضعا) (١٥٥).

قلت : أما الوجه الأول فتأويل ـ وهكذا أولوا قوله عندما استخلفه الناس وبايعوه : (وليتكم ولست بخيركم) (١٥٦) ـ لكنه ـ كما ترى ـ تأويل لا يلتزم به ذو مسكة ، ولذا قال النووي : (وليس كذلك).

وأما الوجه الثاني فقد عرفت ما فيه من كلام النبي.

وأما الوجه الثالث فأظرف الوجوه ، فإنه احتمال أن يكون فهم أبو بكر!! الإمامة العظمى!! وعلم ما في تحملها من الخطر؟! علم قوة عمر على ذلك فاختاره! ولم يعلم النبي بقوة عمر على ذلك فلم يختره!! وإذا كان علم من عمر ذلك فعمر أفضل منه وأحق بالإمامة العظمى!!

لكن الوجه الوجيه أنه كان يعلم بأن الأمر لم يكن من النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ، وعمر كان يعلم ـ أيضا ـ بذلك ، ولذا قال له في الجواب : (أنت أحق بذلك) ، وقوله لعمر : (صل بالناس) يشبه قوله للناس في السقيفة : (بايعوا أي الرجلين شئتم) يعني : عمر وأبا عبيدة ...

__________________

(١٥٤) فتح الباري ١ / ١٢٣.

(١٥٥) الكواكب الدراري ـ شرح البخاري ٥ / ٧٠.

(١٥٦) طبقات ابن سعد ٣ / ١٨٢.


٧ ـ خروجه معتمدا على رجلين :

إنه وإن لم يتعرض في بعض ألفاظ الحديث إلى خروج النبي إلى الصلاة أصلا وفي بعضها إليه ولكن بلا ذكر لكيفية الخروج ... إلا أن في اللفظ المفصل ـ وهو خبر عبيد الله عن عائشة ، حيث طلب منها أن تحدثه عن مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ جاء : (ثم إن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وجد من نفسه خفة ، فخرج بين رجلين أحدهما العباس).

وفي حديث آخر عنها : (وخرج النبي يهادي بين رجلين ، كأني أنظر إليه يخط برجليه الأرض).

وفي ثالث : (فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة ، فقام يهادي بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد).

وفي رابع : (فوجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من نفسه خفة ، فخرج وإذا أبو بكر يؤم الناس).

وفي خامس : (فخرج أبو بكر فصلى بالناس ، فوجد رسول الله من نفسه خفة ، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض).

أقول : هنا نقاط نلفت إليها الأنظار على ضوء هذه الأخبار :

١ ـ متى خرج أبو بكر إلى الصلاة؟

إنه خرج إليها والنبي في حال غشوة ، لأنه لما وجد من نفسه خفة خرج معتمدا على رجلين ...

٢ ـ متى خرج رسول الله؟

إنه خرج عند دخول أبي بكر في الصلاة ، فهل كانت الخفة التي وجدها في نفسه في تلك اللحظات صدفة بأن رأى نفسه متمكنا من الخروج فخرج على عادته


أو أنه خرج عندما علم بصلاة أبي بكر إما بإخبار مخبر ، أو بسماع صوت أبي بكر؟ إنه لا فرق بين الوجهين من حيث النتيجة ، فإنه لو كان قد أمر أبا بكر بالصلاة في مقامه لما بادر إلى الخروج وهو على الحال التي وصفتها الأخبار!

٣ ـ كيف خرج رسول الله؟

لم يكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقادر على المشي بنفسه ، ولا كان يكفيه الرجل الواحد بل خرج معتمدا على رجلين ، بل إنهما أيضا لم يكفياه ، فرجلاه كانتا تخطان في الأرض ... وإن خروجا كهذا ـ ليس إلا لأمر يهم الإسلام والمسلمين ، وإلا فقد كان معذورا عن الخروج للصلاة جماعة ، كما هو واضح ... فإن كان خروج أبي بكر إلى الصلاة بأمر منه فقد جاء ليعزله ، كما كان في قضية إبلاغ سورة التوبة حيث أمر أبا بكر بذلك ثم أمر بعزله وذاك من القضايا الثابتة المتفق عليها ، لكنه لم يكن بأمر منه للوجوه التي ذكرناها ...

٤ ـ على من كان معتمدا؟

واختلفت الألفاظ التي ذكرناها فيمن كان معتمدا عليهما ـ مع الاتفاق على كونهما اثنين ـ فمنها : (رجلين أحدهما العباس) ومنها : (رجلين) ومنها : (فقال : أنظروا لي من أتكئ عليه ، فجاءت بريرة ، ورجل آخر فاتكأ عليهما). وهناك روايات فيها أسماء أشخاص آخرين ...

ومن هنا اضطربت كلمات الشراح ...

فقال النووي بشرح (فخرج بين رجلين أحدهما العباس) :

وفسر ابن عباس الآخر بعلي بن أبي طالب. وفي الطريق الآخر : فخرج ويد له على رجل آخر ، وجاء في غير مسلم : بين رجلين أحدهما أسامة بن زيد. وطريق الجمع بين هذا كله : إنهم كانوا يتناوبون الأخذ بيده الكريمة تارة هذا وتارة ذاك وذاك ، ويتنافسون في ذلك. وأكرموا العباس باختصاصه يبدو استمرارها له ، لما


له من السن والعمومة وغيرها ، ولهذا ذكرته عائشة مسمى وأبهمت الرجل الآخر ، إذ لم يكن أحد الثلاثة الباقين ملازما في جميع الطريق ولا معظمه ، بخلاف العباس ، والله أعلم) (١٥٧).

وفي خبر آخر عند ابن خزيمة عن سالم بن عبيد : (فجاءوا ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج إلى الصلاة) (١٥٨).

ترى أن (الرجل الآخر) في جميع هذه الطرق غير مذكور ، فاضطر النووي إلى ذكر توجيه لذلك ، بعد أن ذكر طريق الجمع بين ذلك كله ، لئلا يسقط شئ منها عن الاعتبار!! بعد أن كانت القضية واحدة ...

وروى أبو حاتم أنه خرج بين جاريتين ، فجمع بين الخبرين بأنه (خرج بين الجاريتين إلى الباب ، ومن الباب أخذه العباس وعلي ، حتى دخلا به المسجد) (١٥٩).

لكن خبر خروجه بين جاريتين وهم صدر من الذهبي أيضا (١٦٠).

وذكر العيني الجمع الذي اختاره النووي قائلا : (وزعم بعض الناس) ثم أشكل عليه بقوله : (فإن قلت : ليس بين المسجد وبيته مسافة تقتضي التناوب ...) فأجاب بقوله : (قلت : يحتمل أن يكون ذلك لزيادة في إكرامه أو لالتماس البركة من يده) (١٦١).

وأنت تستشم من عبارته (وزعم بعض الناس) ثم من الإشكال والجواب عدم ارتضائه لما قاله النووي وكذلك ابن حجر رد ـ كما ستعلم ـ على ما ذكره النووي بما جاء في رواية معمر : (ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير) ورواية الزهري : (ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير).

__________________

(١٥٧) المنهاج شرح مسلم هامش إرشاد الساري ٣ / ٥٧.

(١٥٨) عمدة القاري ٥ / ١٨٧.

(١٥٩) عمدة القاري ٥ / ١٨٧.

(١٦٠) عمدة القاري ٥ / ١٩٠.

(١٦١) عمدة القاري ٥ / ١٨٧.


والتحقيق : إن القضية واحدة ، و (الرجل الآخر) هو علي عليه‌السلام (ولكن عائشة ...) أما ما ذكره النووي فقد عرفت ما فيه ، وقد أورد العيني ما في رواية معمر والزهري تم قال : (وقال بعضهم : وفي هذا رد على من زعم أنها أبهمت الثاني لكونه لم يتعين في جميع المسافة ولا معظمها) قال العيني : (أشار بهذا إلى الرد على النووي ولكنه ما صرح باسمه لاعتنائه به ومحاماته له) (١٦٢).

قلت : والعيني أيضا لم يذكر اسم القائل وهو ابن حجر ، ولا نص عبارته لشدتها ، ولنذكرها كاملة ، فإنه كما لم يصرح باسم النووي كذلك لم يصرح باسم الكرماني الذي اكتفى هنا بأن قال : (لم يكن تحقيرا أو عداوة ، حاشاها من ذلك) (١٦٣) وهي هذه بعد روايتي معمر والزهري :

(وفي هذا رد على من تنطع فقال : لا يجوز أن يظن ذلك بعائشة ، ورد من زعم أنها أبهمت الثاني لكونه لم يتعين في جميع المسافة ... وفي جميع ذلك الرجل الآخر هو العباس ، وأختص بذلك إكراما له. وهذا توهم ممن قاله ، والواقع خلافه ، لأن ابن عباس في جميع الروايات الصحيحة جازم بأن المبهم علي فهو المعتمد) (١٦٤).

إلا أن من القوم من حملته العصبية لعائشة على أن ينكر ما جاء في رواية معمر والزهري ، وقد أجاب عن ذلك ابن حجر حاملا الإنكار على الصحة فقال : (ولم يقف الكرماني على هذه الزيادة فعبر عنها بعبارة شنيعة) (١٦٥).

٨ ـ حديث صلاته خلف أبي بكر :

وحديث أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتم في تلك الصلاة بأبي بكر ـ بالإضافة إلى أنه في نفسه كذب كما سيأتي ـ دليل آخر على أن ، أصل القضية ـ أعني أمره أبا

__________________

(١٦٢) عمدة القاري ٥ / ١٩١.

(١٦٣) الكواكب الدراري ٥ / ٥٢.

(١٦٤) فتح الباري ٢ / ١٢٣.

(١٦٥) فتح الباري ٢ / ١٢٣.


بكر بالصلاة ـ كذب ... وبيان ذلك :

٩ ـ وجوب تقديم الأقرأ :

هذا ، وينافي حديث الأمر بالصلاة منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ثبت عنه من وجوب تقديم الأقرأ في الإمامة إذا استووا في القراءة ، وفي الصحاح أحاديث متعددة دالة على ذلك ، وقد عقد البخاري (باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم (١٦٦).

وذلك لأن أبا بكر لم يكن الأقرأ الإجماع ... وهذا أيضا من المواضع المشكلة التي اضطربت فيها كلماتهم :

قال العيني : (اختلف العلماء فيمن هو أولى بالإمامة فقالت طائفة : الأفقه ، وقال آخرون : الأقرأ) فأجاب عن الإشكال بعدم التعارض : (لأنه لا يكاد يوجد إذ ذاك قارئ إلا وهو فقيه) قال : (وأجاب بعضهم بأن تقديم الأقرأ كان في صدر الإسلام) (١٦٧).

وقال ابن حجر بشرح عنوان البخاري المذكور :

(هذه الترجمة منتزعة من حديث أخرجه مسلم من رواية أبي مسعود الأنصاري وقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أن شعبة كان يتوقف في صحة هذا الحديث. ولكن هو في الجملة يصلح للاحتجاج به عند البخاري. قيل : المراد به الأفقه. وقيل : هو على ظاهره.

وبحسب ذلك اختلف الفقهاء ، قال النووي قال أصحابنا : الأفقه مقدم على الأقرأ ، ولهذا قدم النبي أبا بكر في الصلاة على الباقين ، مع أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم نص على أن غيره أقرأ منه ـ كأنه عنى حديث : أقرؤكم أبي ـ قال : وأجابوا

__________________

(١٦٦) صحيح البخاري بشرح العيني ٥ / ٢١٢.

(١٦٧) عمدة القاري ٥ / ٢٠٣.


عن الحديث بأن الأقرأ من الصحابة كان هو الأفقه).

قال ابن حجر : (قلت : وهذا الجواب يلزم منه أن من نص النبي على أنه أقرأ من أبي بكر كان أفقه من أبي بكر ، فيفسد الاحتجاج بأن تقديم أبي بكر كان لأنه الأفقه).

قال : (ثم قال النووي بعد ذلك : إن قوله في حديث أبي مسعود : فإن كانوا قي القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم في الهجرة.

يدل على تقديم الأقرأ مطلقا. إنتهى).

قال ابن حجر : (وهو واضح للمغايرة) (١٦٨).

أقول : فانظر إلى اضطراباتهم وتمحلاتهم في الباب ، وما ذلك كله إلا دليلا على عجزهم عن حل الإشكال ، وإلا فأي وجه لحمل حديث تقديم الأقرأ على (صدر الإسلام) فقط؟ أو حمله على أن المراد هو (الأفقه)؟! وهل كان أبو بكر الأفقه حقا؟!

وأما الوجه الآخر الذي نسبه النووي إلى أصحابه فقد رد عليه ابن حجر ... وتراهم بالتالي يعترفون بوجوب تقديم الأقرأ أو يسكتون!!

إن المتفق عليه في كتابي البخاري ومسلم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان هو الإمام في تلك الصلاة. وكذا جاء في حديث غيرهما ... فهذه طائفة من الأخبار صريحة في دلك ...

وطائفة أخرى فيها بعض الاجمال ... كالحديث عند النسائي : (وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلى قاعدا ، وأبو بكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر). والآخر عن ابن ماجة : (ثم جاء رسول الله حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر صلاته).

وطائفة ثالثة ظاهرة أو صريحة في صلاته خلف أبي بكر ، كالحديث عند النسائي

__________________

(١٦٨) فتح الباري ٢ / ١٣٥.


وأحمد : (إن أبا بكر صلى للناس ورسول الله في الصف) والحديث عند أحمد : (صلى رسول الله خلف أبي بكر قاعدا) وعنده أيضا : (وصلى النبي خلفه قاعدا).

ومن هنا كان هذا الموضع من المواضع المشكلة عند الشراح ، حيث اضطربت كلماتهم واختلفت أقوالهم فيه ... قال ابن حجر : (وهو اختلاف شديد) (١٦٩).

فابن الجوزي وجماعة أسقطوا ما أفاد صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم خلف أبي بكر عن الاعتبار ، بالنظر إلى ضعف سنده ، وإعراض البخاري ومسلم عن إخراجه (١٧٠) قال ابن عبد البر : (الآثار الصحاح على أن النبي هو الإمام) (١٧١) وقال النووي : (كان بعض العلماء زعم أن أبا بكر كان هو الإمام والنبي مقتد به ، لكن الصواب أن النبي كان هو الإمام وقد ذكره مسلم) (١٧٢).

لكن فيه : أنه إن كان دليل الرد ضعف السند ، فقد عرفت أن جميع ما دل على أمره أبا بكر بالصلاة ضعيف ، وإن كان دليل الرد إعراض الشيخين فقد ثبت لدى المحققين أن إعراضهما عن حديث لا يوهنه ، كما أن إخراجهما لحديث لا يوجب قبوله. نعم ، خصوم ابن الجوزي وجماعته ملتزمون بذلك.

وعبد المغيث بن زهير وجماعة قالوا : كان أبو بكر هو الإمام أخذا بالأحاديث الصريحة في ذلك قال الضياء المقدسي وابن ناصر : (صح وثبت أنه صلى خلفه مقتديا به في مرضه الذي توفي فيه ثلاث مرات ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل لا علم له بالرواية) (١٧٣).

__________________

(١٦٩) فتح الباري ٢ / ١٢٠.

(١٧٠) لابن الجوزي رسالة في هذا الباب أسماها (آفة أصحاب الحديث) نشرناها لأول مرة بمقدمة وتعاليق هامة سنة ١٣٩٨ ه.

(١٧١) عمدة القاري ٥ / ١٩١.

(١٧٢) المنهاج ، شرح صحيح مسلم ٣ / ٥٢.

(١٧٣) عمدة القاري ٥ / ١٩١ ، لعبد المغيث رسالة في هذا الباب ، رد عليها ابن الجوزي برسالته المذكورة.


لكن فيه : أنها أحاديث ضعيفة جدا ، ومن عمدتها ما رواه شبابة بن سوار المدلس المجروح عند المحققين ... علي أن قولهما : (ثلاث مرات) معارض بقول بعضهم (كان مرتين) وبه جزم ابن حبان (١٧٤) وأما رمي المنكرين بالجهل فتعصب ...

والعيني وجماعة على الجمع بتعدد الواقعة ، قال العيني : (روي حديث عائشة بطرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما ، وفيه اضطراب غير قادح.

وقال البيهقي ، لا تعارض في أحاديثها ، فإن الصلاة التي كان فيها النبي إماما هي صلاة الظهر يوم السبت أو يوم الأحد ، والتي كان فيها مأموما هي صلاة الصبح من يوم الاثنين وهي آخر صلاة صلاها حتى خرج من الدنيا.

وقال نعيم بن أبي هند : الأخبار التي وردت في هذه القصة كلها صحيحة وليس فيها تعارض ، فإن النبي صلى في مرضه الذي مات فيه صلاتين في المسجد ، في إحداهما كان إماما وفي الأخرى كان مأموما) (١٧٥).

قلت :

أولا : إن كلام البيهقي في الجمع أيضا مضطرب ، فهو لا يدري الصلاة التي كان فيها إماما أهي صلاة الظهر يوم السبت أو يوم الأحد!؟ وكأن المهم عنده أن يجعل الصلاة الأخيرة ـ يوم الاثنين ـ صلاته مأموما كي ثبت الإمامة العظمى لأبي بكر بالإمامة الصغرى!!

وثانيا : إن نعيم بن أبي هند ـ الذي حكم بصحة كل الأخبار ، وجمع كالبيهقي بالتعدد لكن من غير تعيين لجهله بواقع الأمر! ـ رجل مقدوح مجروح لا يعتمد على كلامه كما تقدم في محله.

وثالثا : إنه اعترف بوجود الاضطراب في حديث عائشة ، وكذا اعترف بذلك ابن حجر ، ثم ذكر الاختلاف ، وظاهره ترك المطلب على حاله من دون اختيار ، ثم

__________________

(١٧٤) عمدة القاري ٥ / ١٩١.

(١٧٥) عمدة القاري ٥ / ١٩١.


أضاف أنه (اختلف النقل عن الصحابة غير عائشة ، فحديث ابن عباس فيه : أن أبا بكر كان مأموما وحديث أنس فيه : أن أبا بكر كان إماما. أخرجه الترمذي وغيره) (١٧٦)

والتحقيق :

إن القصة واحدة لا متعددة ، فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج في تلك الواقعة إلى المسجد ونحى أبا بكر عن المحراب ، وصلى بالناس بنفسه وكان هو الإمام وصار أبو بكر مأموما ...

هذا هو التحقيق بالنظر إلى الوجوه المذكورة ، وفي متون الأخبار ، وفي تناقضات القوم ، وفي ملابسات القصة ... ثم وجدنا إمام الشافعية يصرح بهذا الذي انتهينا إليه ... قال ابن حجر :

(صرح الشافعي بأنه صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يصل بالناس في مرض موته في المسجد إلا مرة واحدة ، وهي هذه التي صلى فيها قاعدا ، وكان أبو بكر فيها أولا إماما ثم صار مأموما يسمع الناس التكبير) (١٧٧).

ثم إن هذا الذي صرح به الشافعي من أن أبا بكر (صار مأموما يسمع الناس التكبير) مما شق على كثير من القوم التصريح به ، فجعلوا يتبعون أهواءهم في رواية الخبر وحكاية الحال ، فانظر إلى الفرق بين عبارة الشافعي وما جاء مشابها لها في بعض الأخبار ، وعبارة من قال :

(فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله وهو جالس ، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر).

ومن قال :

(فكان أبو بكر يصلي قائما ، وكان رسول الله يصلي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر).

__________________

(١٧٦) فتح الباري ٢ / ١٢٠.

(١٧٧) فتح الباري ٢ / ١٣٨.


ومن قال :

فصلى قاعدا وأبو بكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر).

ومن قال :

(فكان أبو بكر يأتم بالنبي والناس يأتمون بأبي بكر).

ومن قال :

(جاء رسول الله حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قبض أبو بكر صلاته).

إنهم يقولون هكذا كي يوهموا ثبوت نوع إمامة لأبي بكر!! وتكون حينئذ كلماتهم مضطربة مشوشة بطبيعة الحال!! وبالفعل فقد وقع التوهم ... واختلف الشراح في القضية وتوهم بعضهم فروعا فقهية ، كقولهم بصحة الصلاة بإمامين!! :

فقد عقد البخاري : (باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم) وذكر فيه الحديث عن عائشة الذي فيه : (وكان رسول الله يصلي قاعدا ، ويقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر) (١٧٨).

وقال العيني بعد الحديث وفيه : (قيل للأعمش : وكان النبي يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه : نعم!).

قال : (استدل به الشعبي على جواز ائتمام بعض المأمومين ببعض وهو مختار الطبري أيضا ، وأشار إليه البخاري ـ كما يأتي إن شاء الله تعالى ـ.

ورد بأن أبا بكر كان مبلغا ، وعلى هذا فمعنى الاقتداء اقتداؤه بصوته ، والدليل عليه أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم كان جالسا وأبو بكر كان قائما ، فكانت بعض أفعاله تخفى على بعض المأمومين ، فلأجل ذلك كان أبو بكر كالإمام في حقهم) (١٧٩).

أقول : ولذا شرح السيوطي الحديث في الموطأ بقوله :

(أي يتعرفون به ما كان النبي يفعله لضعف صوته عن أن يسمع الناس تكبير

__________________

(١٧٨) صحيح البخاري ـ بشرح العيني ـ ٥ / ٢٥٠.

(١٧٩) عمدة القاري ٥ / ١٩٠.


الانتقال ، فكان أبو بكر يسمعهم ذلك) (١٨٠).

ويشهد بذلك الحديث المتقدم عن جابر : (اشتكى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد ، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره).

بل لقد عقد البخاري نفسه : (باب من أسمع الناس تكبير الإمام) وأخرج الحديث تحته (١٨١)!!

١٠ ـ لا يجوز لأحد التقدم على النبي :

هذا كله بغض النظر عن أنه لا يجوز لأحد أن يتقدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما بالنظر إلى هذه القاعدة المسلمة كتابا وسنة فجميع أحاديث المسألة باطلة ، ولقد نص على تلك القاعدة كبار الفقهاء ، منهم : إمام المالكية وأتباعه ، وعن القاضي عياض إنه مشهور عن مالك وجماعة أصحابه ، قال : وهو أولى الأقاويل (١٨٢) وقال الحلبي بعد حديث تراجع أبي بكر عن مقامه : (وهذا استدل به القاضي عياض على أنه لا يجوز لأحد أن يؤمه صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لأنه لا يصح التقدم بين يديه ، في الصلاة ولا في غيرها ، لا لعذر ولا لغيره ، وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك ، ولا يكون أحد شافعا له ، وقد قال : أئمتكم شفعاؤكم. وحينئذ يحتاج للجواب عن صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف ركعة ، وسيأتي الجواب عن ذلك) (١٨٣).

قلت : يشير بقوله : (وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك) إلى قوله عزوجل : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) (١٨٤) وقد تبع في ذلك إمامه مالك بن أنس

__________________

(١٨٠) تنوير الحوالك ـ شرح موطأ مالك ١ / ١٥٦.

(١٨١) فتح الباري ٢ / ١٦٢.

(١٨٢) نيل الأوطار ٣ / ١٩٥.

(١٨٣) السيرة الحبية ٣ / ٣٦٥

(١٨٤) سورة الحجرات ٤٩ : ١.


كما في فتح الباري (١٨٥) لكن من الغريب جدا قول ابن العربي المالكي : (قوله تعالى (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) أصل في ترك التعرض لأقوال النبي ، وإيجاب أتباعه والاقتداء به ، ولذلك قال النبي في مرضه : مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة لحفصة : قولي له : إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس من البكاء ، فمر عليا (١٨٦) فليصل بالناس ، فقال النبي : إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس.

يعني بقوله : صواحب يوسف الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز ، (١٨٧)

أقول : إن الرجل يعلم جيدا بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتمثل بقوله : (إنكن صواحب يوسف) إلا لوجود فتنة من المرأتين ، فحرف الحديث من (فمر عمر) إلى (فمر عليا) ليتم تشبيه النبي المرأتين بصويحبات يوسف ، لأن المرأتين أرادتا الرد عن الجائز (وهو ـ صلاة أبي بكر) إلى غير الجائز (وهو صلاة علي!)

إذن ، جميع أحاديث المسألة باطلة.

أما التي دلت على صلاة النبي خلف أبي بكر فواضح جدا.

وأما التي دلت على أنه كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الإمام فلاشتمالها على استمرار أبي بكر في الصلاة ، وقد صخ عنه أنه في صلاته بالمسلمين عندما ذهب رسول الله إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم .. لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الصلاة (استأخر) ثم قال : (ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله) ...

وهذا نص الحديث عن سهل بن سعد الساعدي :

__________________

(١٨٥) فتح الباري ٣ / ١٣٩.

(١٨٦) فكان الحديث بثلاثة ألفاظ ١ ـ (فمر غيره) ٢ ـ (فمر عمر) ٣ ـ (فر عليا) وهذا من جملة التعارضات الكثيرة الموجودة بين ألفاظ هذه القضية الواحدة!! لكنا نغض النظر عن التعرض ليس خوفا إلا من الإطالة.

(١٨٧) أحكام القرآن ٤ / ١٤٥.


«إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال : أتصلي للناس فأقيم؟ قال : نعم. فصلى أبو بكر. فجاء رسول الله والناس في الصلاة ، فتخلص حتى وقف في الصف ، فصفق الناس ، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته.

فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فأشار إليه رسول الله أن أمكث مكانك. فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله من ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فصلى.

فلما انصرف قال : يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ فقال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله ...).

وقد التفت ابن حجر إلى هذا التعارض فقال بشرح الحديث :

(فصلى أبو بكر. أي : دخل في الصلاة ، ولفظ عبد العزيز المذكور : وتقدم أبو بكر فكبر. وفي رواية المسعودي عن أبي خازم : فاستفتح أبو بكر الصلاة وهي عند الطبراني.

وبهذا يجاب عن الفرق بين المقامين ، حيث امتنع أبو بكر هنا أن يستمر إماما وحيث استمر في مرض موته صلى الله عليه (وآله) وسلم حين صلى خلفه الركعة الثانية من الصبح كما صرح به موسى بن عقبة في المغازي. فكأنه لما أن مضى معظم الصلاة حسن الاستمرار ، ولما أن لم يمض منها إلا اليسير لم يستمر) (١٨٨).

وهذا عجيب من ابن حجر!!

فقد جاء في الأحاديث المتقدمة : (فصلى) كما في هذا الحديث الذي فسره؟ ب (أي : دخل في الصلاة) : فانظر منها الحديث الأول والحديث السابع من الأحاديث المنقولة عن صحيح البخاري.

__________________

(١٨٨) فتح الباري ٢ / ١٣٣.


بل جاء في بعضها : «فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة» فانظر الحديث الثامن من أحاديث البخاري.

لكن بعض الكذابين روى في هذا الحديث أيضا : (فصلى رسول الله خلف أبي) قال الهيثمي : (رواه الطبراني وفي إسناده عبد الله بن جعفر بن نجيح وهو ضعيف جدا) (١٨٩).

فظهر إن لا فرق ... ولا يجوز لأبي بكر ولا لغيره من أفراد الأمة التقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا في الصلاة ولا في غيرها ...

١١ ـ رأي أمير المؤمنين عليه‌السلام في القضية :

وبعد أن لاحظنا متون الأخبار ومداليلها ، ووجدنا التعارض والتكاذب فيما بينها ، بحيث لا طريق صحيح للجمع بينها بعد كون القضية واحدة ... واستخلصنا أن صلاة أبي بكر في مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم تكن بأمر منه قطعا ... فلنرجع إلى مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام لنرى راية في أصل القضية فيكون شاهدا على ما استنتجناه ، ولنرى أيضا أن صلاة أبي بكر بأمر من كانت؟؟

لقد حكى ابن أبي الحديد المعتزلي عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني حول ما كان بين أمير المؤمنين وعائشة ، جاء فيه :

(فلما ثقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه ، أنفذ جيش أسامة وجعل فيه أبا بكر وغيره من أعلام المهاجرين والأنصار ، فكان علي عليه‌السلام حينئذ بوصوله إلى الأمر ـ إن حدث برسول الله حدث ـ أوثق ، وتغلب على ظنه أن المدينة ـ لو مات ـ لخلت من منازع ينازعه الأمر بالكلية ، فيأخذه صفوا عفوا ، وتتم له البيعة فلا يتهيأ فسخها لو رام ضد منازعته عليها. فكان من عود أبي بكر من جيش أسامة بإرسالها إليه وإعلامه بأن رسول الله يموت ما كان ، ومن حديث الصلاة

__________________

(١٨٩) مجمع الزوائد ٥ / ١٨١.


بالناس ما عرف.

فنسب علي عليه‌السلام إلى عائشة أنها أمرت بلالا ـ موك أبيها ـ أن يأمره فليصل بالناس ، لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما روي قال : (ليصل بهم أحدهم) ولم يعين ، وكانت صلاة الصبح ، فخرج رسول الله وهو في آخر رمق يتهادى بين على والفضل بن العباس ، حتى قام في المحراب ـ كما ورد في الخبر ـ ثم دخل ، فمات ارتفاع ، الضحى ، فجعل يوم صلاته حجة في صرف الأمر إليه ، وقال : أيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله في الصلاة؟! ولم يحملوا خروج رسول الله إلى الصلاة لصرفه عنها ، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن. فبويع على هذه النكتة التي اتهمها علي عليه‌السلام على أنها ابتدأت منها.

وكان علي يذكر هذا لأصحابه في خلواته كثيرا ويقول : إنه لم يقل صلى الله عليه وآله وسلم إنكن لصويحبات يوسف إلا إنكارا لهذه الحال وغضبا منها ، لأنها وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما ، وإنه استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ، فلم يجد ذلك ولا أثر ، مع قوة الداعي الذي كان يدعو إلى أبي بكر ويمهد له قاعدة الأمر وتقرر حاله في نفوس الناس ومن اتبعه على ذلك من أعيان المهاجرين والأنصار ..

فقلت له رحمة الله : أفتقول أنت : إن عائشة عينت أباها للصلاة ورسول الله لم يعينه؟!

فقال : أما أنا فلا أقول ذلك ، ولكن عليا كان يقوله ، وتكليفي غير تكليفه ، كان حاضرا ولم أكن حاضرا ...) (١٩٠).

نتيجة البحث :

لقد استعرضنا أهم أحاديث القضية وأصحها ، ونظرنا أولا في أسانيدها ، فلم نجد حديثا منها يمكن قبوله والركون إليه في مثل هذه القضية ، فرواة الأحاديث بين

__________________

(١٩٠) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩٦ ـ ١٩٨.


(ضعيف) و (مدلس) و (ناصبي) و (عثماني) و (خارجي) ... وكونها في الصحاح لا يجدي ، وتلقي الكل إياها بالقبول لا ينفع ...

ثم نظرنا في متونها ومداليلها بغض النظر عن أسانيدها ، فوجدناها متناقضة متضاربة يكذب بعضها بعضها ... بحيث لا يمكن الجمع بينها بوجه ... بعد أن كانت القضية واحدة ، كما نص عليه الشافعي ومن قال بقوله من أعلام الفقه والحديث ..

ثم رأينا أن الأدلة والشواهد الخارجية القويمة تؤكد عل استحالة أن يكون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة في مقامه.

وخلاصة الأمر الواقع : أن النبي لما مرض كان أبو بكر غائبا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان مع أسامة بن زيد في جيشه ، وكان النبي يصلي بالمسلمين بنفسه ، حتى إذا كانت الصلاة الأخيرة حيث غلبه الضعف واشتد به المرض طلب عليا فلم يدع له ، فأمر بأن يصلي بالناس أحدهم ، فلما التفت بأن المصلي بهم أبو بكر خرج معتمدا على أمير المؤمنين ورجل آخر ـ وهو في آخر رمق من حياته ـ لأن يصرفه عن المحراب ويصلي بالمسلمين بنفسه ـ لا أن يقتدي بأبي بكر! ـ ويعلن بأن صلاته لم تكن بأمر منه ، بل من غيره!!.

ثم رأينا أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يرى أن الأمر كان من عائشة و (علي مع الحق والحق مع علي) (١٩١).

وصلى الله على رسوله الأمين ، وعلى علي أمير المؤمنين والأئمة المعصومين ، والحمد لله رب العالمين.

__________________

(١٩١) كما في الأحاديث الكثيرة المتفق عليها بين المسلمين. أنظر من مصادر أهل السنة المعتبرة : صحيح الترمذي ٣ / ١٦٦ ، المستدرك ٣ / ١٢٤ ، جامع الأصول ٩ / ٤٢٠ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٣ وغيرها.


أهل البيت (ع)

في المكتبة العربية

(١٥)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

٥٢١ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام

للأعمش ، وهو أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي ـ مولاهم ـ الكاهلي الكوفي (٦١ ـ ١٤٨ ه).

قال الآلوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية ص ٨ : (وللأعمش ـ وهو أحد مجتهدي أهل السنة ـ سفر كبير في مناقب الأمير كرم الله وجهه).

ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٦ / ٢٦ ـ ٢٤٨ ووصفه بالإمام ، شيخ الإسلام ، شيخ المقرئين والمحدثين ... أصله من نواحي الري (١) فقيل : ولد بقرية (أمه) من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين ، وقدموا به الكوفة طفلا ، وقيل : حملا ...

وترجم له في تاريخ الإسلام ، في وفيات سنة ١٤٨ ه ، ص ١٦١ ، وحكى عن ابن عيينة أنه قال : (كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله ، وأحفظهم للحديث ، وأعلمهم بالفرائض).

وعن الفلاس أنه قال : (كان يسمى (المصحف) من صدقه).

__________________

(١) قال ابن خلكان في ترجمته له : (كان أبوه من دماوند) أقول : وهي بين الري وطبرستان.

وقال الخطيب في ترجمته له : (وكان أبوه من سبي الديلم).


وعن يحيى القطان أنه قال : (هو علامة الإسلام).

وعن وكيع أنه قال : (بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى).

وعن الخريبي أنه قال : (ما خلف الأعمش مثله).

وعن العجلي أنه قال : (كان ثقة ثبتا ، كان محدث الكوفة).

قال الذهبي : (وكان مع جلالته في العلم والفضل صاحب ملح ومزاح).

أقول : ترجم له المحدث القمي في الكنى والألقاب ٢ / ٤٥ وقال : (ونقلوا عنه نوادر كثيرة ، بل صنف ابن طولون الشامي كتابا في نوادره سماه (الزهر الأنعش في نوادر الأعمش).

الأعمش وهشام

ذكره الدميري في حياة الحيوان (في كلمة : الشاة) أن هشام بن عبد الملك بعث إلى الأعمش : أن أكتب إلي بمناقب عثمان! ومساوئ علي!!

فأخذ الأعمش القرطاس فأدخله في فم شاة فلاكته ، وقال للرسول : قل له هذا جوابه ...

الأعمش والمنصور

كان الأعمش من صغار التابعين ، أدرك بعض الصحابة وروى عنهم ، وأخذ من كبار التابعين وروى عنهم في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام حديثا كثيرا ، فلا غرو إذا كان له سفر كبير في مناقبه عليه‌السلام.

فقد أخرج ابن المغازلي ـ المشتهر بابن الجلابي ـ في (مناقب أمير المؤمنين عليه السلام) (٢) برقم ١٨٨ ، بإسناده عن عمر بن شبة عن المدائني : وبإسناد ثان عن الحسن

__________________

(٢) يأتي كتابه هذا وترجمته في هذا العدد برقم ٥٢٨ فراجع.


ابن عرفة عن أبي معاوية عن الأعمش ، وبإسناد ثالث عن سليمان بن سالم عن الأعمش.

وأخرج أخطب خوارزم في (مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام) (٣) برقم ٢٧٩ ، في الفصل التاسع عشر منه بإسناد آخر عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن الأعمش ، قال : (وجه إلي المنصور! فقلت للرسول : لما يريدني أمير المؤمنين؟! قال : لا أعلم ، فقلت : أبلغه أني آتيه ، ـ ثم تفكرت في نفسي فقلت : ما دعاني في هذا الوقت لخير ، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فإن أخبرته قتلني!!

قال : فتطهرت ولبست أكفاني وتحنطت ، ثم كتبت وصيتي ، ثم صرت إليه فوجدت عنده عمرو بن عبيد ، فحمدت الله تعالى على ذلك وقلت : وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة ، فقال لي : أدن يا سليمان ، فدنوت.

__________________

(٣) يأتي كتابه وترجمته في هذا العدد برقم ٥٢٩.

وقد أخرجه في كتابه مقتل الحسين عليه‌السلام ١ / ١١١ بهذا الإسناد أيضا مقتصرا على قسم من الحديث مما يخص الحسن والحسين عليهما‌السلام.

وأورده المرزباني في (المقتبس) والحافظ اليغموري في (نور القبس المختصر من المقتبس) ص ٢٥١ موجزا.

وأخرجه الحافظ الطبراني بإسناد آخر ، ورواه عنه الشيخ الصدوق في أماليه ، في المجلس ٦٧ ، فقد رواه فيه عن أربعة من شيوخه بإسناد آخر عن الأعمش ، ثم رواه عن شيخه المكتب بإسناد آخر عنه ، ثم قال : (وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (الطبراني) فيما كتب إلينا من أصبهان ...).

ثم رواه الصدوق عن شيخه الطالقاني بإسناد آخر عن الأعمش ، ثم أورد المتن بطوله وأخرجه ابن العديم في (بغية الطلب) في المجلد السادس ، في الورقة ٩ ، من مخطوطة مكتبة طوبقبو في إسلامبول.

وقد رواه ابن عدي ـ المتوفى سنة ٣٦٥ ه ـ ورواه عنه حمزة السهمي صاحب (تاريخ جرجان) وسبب ذلك نقمة الذهبي المسكين وتألمه! فقال في ميزان الاعتدال ١ / ٥١٧ : (لقد نقمت على ابن عدي وتألمت منه! لروايته عنه فيما نقله حمزة السهمي عن ابن عدي ... حدثني الأعمش ، قال : بينا أنا نائم إذ انتبهت بالحرس من جهة المنصور ...).

(قصة الأعمش والمنصور سردها أخطب خوارزم الموفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب مناقب علي).


فلما قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسائله ، وفاح مني ريح الحنوط فقال : يا سليمان ما هذه الرائحة؟! والله لتصدقني وإلا قتلتك! فقلت : يا أمير المؤمنين ، أتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي : ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي ، فإن أخبرته قتلني! فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت.

فاستوى جالسا وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم قال : أتدري يا سليمان ما أسمي؟

قلت : عبد الله الطويل ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.

قال : صدقت ، فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كم رويت في علي من فضيلة ، من جميع الفقهاء كم يكون؟

قلت : يسير يا أمير المؤمنين!

قال : على ذاك.

قلت : عشرة آلاف حديث وما زاد.

قال : فقال : يا سليمان ، لأحدثنك في فضائل علي حديثين يأكلان كل حديث رويته عن جميع الفقهاء! فإن حلفت لي أن لا ترويهما لأحد من الشيعة حدثتك بهما!

قلت : لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم.

فقال : كنت هاربا من بني مروان ، وكنت أدور البلدان أتقرب إلى الناس بحب علي وفضائله وكانوا يؤونني ويطعمونني ...) (٤).

__________________

(٤) الحديث طويل لا يحتمله المقام ، فمن أراده فليراجع مناقبي ابن المغازلي والخوارزمي المطبوعين غير مرة.


الأعمش وأهل السنة

أخرج العقيلي في الضعفاء الكبير ٣ / ٤١٦ في ترجمة (عباية) : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا محمد بن داود الحداني ، قال : سمعت عيسى بن يونس يقول :

(ما رأيت الأعمش خضع إلا مرة واحدة! فإنه حدثنا بهذا الحديث (قال علي : أنا قسيم النار) فبلغ ذلك أهل السنة ، فجاءوا إليه فقالوا : أتحدث بأحاديث تقوي بها الرافضة والزيدية والشيعة؟!

فقال : سمعته فحدثت به.

فقالوا : فكل شئ سمعته تحدث به؟!

قال : فرأيته خضع ذلك اليوم).

ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٢٤٦.

الأعمش والمرجئة

وكانوا ينهونه عن التحديث بفضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ويمنعونه من ذلك ويحرجونه.

أخرج يعقوب بن سفيان الفسوي ـ المتوفى سنة ٢٧٧ ه ـ في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦٤ قال : (سمعت الحسن بن الربيع يقول : قال أبو معاوية : قلنا للأعمش : لا تحدث بهذه الأحاديث!

قال : يسألوني فما أصنع؟ ربما سهوت ، فإذا سألوني عن شئ من هذا فسهوت فذكروني.

قال : فكنا يوما عنده فجاء رجل فسأله عن حديث (أنا قسيم النار).

قال : فتنحنحت!


قال : فقال الأعمش : هؤلاء المرجئة لا يدعوني أحدث بفضائل علي ، أخرجوهم من المسجد حتى أحدثكم).

ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٢٤٥.

الأعمش وورقاء ومسعر

أخرج العقيلي في كتاب الضعفاء ٣ / ٤١٥ بإسناده عن ورقاء أنه أنطلق هو ومسعر إلى الأعمش يعاتبانه في حديثين بلغهما عنه : قولي علي : أنا قسيم النار ، وحديث آخر : فلان كذا وكذا على الصراط ...

أقول : يبدو أن الحديث الثاني كان في مثالب بعض الحكام المنافقين فكنوا عن أسمه وعما يلاقيه يوم القيامة!

الأعمش وأبو حنيفة

وأخرج الكلابي ـ المتوفى سنة ٣٩٦ ه ـ في (مناقب أمير المؤمنين عليه السلام) (٥) في الحديث رقم ٣ ، بإسناده عن شريك بن عبد الله ، قال : (كنت عند الأعمش ـ وهو عليل ـ فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا : يا با محمد ، إنك في آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث ، فتب إلى الله منها!

قال : أسندوني أسندوني ، فأسند ، فقال : حدثنا أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما ، فذلك قوله تعالى : (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) (سورة ق ، الآية ٢٣).

__________________

(٥) يأتي كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام في هذا العدد برقم ٥٢٦ ، فراجع ترجمته هناك.


قال : فقال أبو حنيفة للقوم : قوموا لا يجئ بشئ أشد من هذا!).

وأخرجه الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) برقم ٨٩٥ بسندين.

ورواه الكردري في كتاب مناقب أبي حنيفة!! ج ٢ ص ٦.

ورواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في الجزء الثاني من أماليه ، ص ٢٤١ بإسناد آخر ولفظ أطول مما تقدم ، فروى عن شريك بن عبد الله القاضي قال : (حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة ، فسألوه عن حاله ، فذكر ضعفا شديدا وذكر ما يتخوف من خطيئاته ، وأدركته ذمة فبكى.

فأقبل عليه أبو حنيفة فقال : يا أبا محمد ، اتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث ، لو رجعت عنها كان خيرا لك!!

قال الأعمش : مثل ماذا يا نعمان؟!

قال : مثل حديث عباية : (أنا قسيم النار).

قال : أولمثلي تقول يا يهودي؟! أقعدوني ، سندوني ، أقعدوني.

حدثني ـ والذي مصيري (إليه) ـ موسى بن طريف ـ ولم أر أسديا كان خيرا منه ـ قال : سمعت عباية بن ربعي ـ إمام الحي ـ قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : أنا قسيم النار أقول : هذا وليي دعيه ، وهذا عدوي خذيه.

وحدثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجاج ، وكان يشتم عليا شتما مقذعا!!  ـ يعني الحجاج لعنه الله ـ عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عزوجل ، فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما ، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما.

قال أبو سعيد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما آمن بالله من لم يؤمن بي ، ولم يؤمن بي من لم يتول ـ أو قال : لم يحب ـ عليا ، وتلا : (القيا في جهنم كل كفار


عنيد).

قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه ، وقال : قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا).

وأورده بطوله الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ـ في كتابه مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٥٧ عن كل من شريك القاضي وعبد الله بن حماد الأنصاري.

ثم قال : (وفي رواية غيرهما :

وحدثني (٦) أبو وائل ، قال : حدثني ابن عباس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عليا أن يقسم بين الجنة والنار ، فيقول : خذي ذا ، عدوي ، وذري ذا ، وليي ...).

ورواه أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري ـ من أعلام القرن الخامس ـ في كتابه (الأربعين حديثا) ص ١٨ ، والعماد الطبري في كتابه (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) ص ٤٩.

أقول : ولا أظن أبا حنيفة لاحق أحدا من أهل الكبائر والموبقات العظام في آخر لحظات حياته أو قبلها فاستتابه ونصحه ووعظه وحذره وأنذره.

ولم يسجل لنا التاريخ أنه وعظ أحدا من الفساق ، أهل العصيان والطغيان ، أهل الخمور والفجور ، أهل القتل والسفك والنهب والهتك ، وما أكثرهم في عهده من رعاة وسوقة!

ولم يحدثنا التاريخ أنه ردع أحدا من الكذابين والوضاعين المفترين على الله ورسوله ، وما أكثرهم في زمانه!

وإنما قصد الأعمش يستتيبه من رواية أحاديث صحيحة ثابتة رواها عن ثقات عنده ، لا لشئ سوى إنها في فضائل أمير المؤمنين في عليه‌السلام!

ولم يضعف أبو حنيفة الحديث ، ولم يناقش في رواته ، وإنما عاتبه على نشر فضائل

__________________

(٦) قائل (حدثني) هو الأعمش.


لأمير المؤمنين عليه‌السلام!!

وقد عانى الأعمش وغيره من ذلك ، ولم يسلم من إيذاء المرجئة ومبغضي أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى في آخر لحظة من حياته وفي حالة احتضاره!!

ولو كان المجال يسع لعددت جماعة من الكذابين الوضاعين الذين عايشهم أبو حنيفة وكانوا في عصره ومصره ، وهو ساكت عنهم جميعا ، وهو لم يوبخ الأعمش على روايته عمن ليس بثقة ، وإنما عاتبه على تحديثه بفضائل علي عليه‌السلام!

ويشهد لذلك ما أخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخه برقم ٤٤٨ ، بإسناده عن موسى الجهني : (جاءني عمرو بن قيس الملائي وسفيان الثوري فقالا لي : تحدث هذا الحديث في الكوفة أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟!).

فلم يوبخاه على روايته حديثا ضعيفا ، وإنما قصداه يعاتبانه على التحديث بفضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام!!

علما بأن حديث المنزلة حديث صحيح ثابت الإجماع ، متفق عليه ، متواتر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أخرجه الشيخان في الصحيحين وغيرهما من أصحاب الصحاح والمعاجم والسنن والمسانيد.

ويشبه قصة الأعمش ما فعله أنس بن مالك ، فقد أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٣١ في رواياته لحديث الطير :

أخرج بإسناده عن ثابت البناني أن أنس بن مالك كان شاكيا ، فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا عليا رضي‌الله‌عنه ، فتنقصه محمد بن الحجاج!!

فقال أنس : من هذا؟! أقعدوني ، فأقعدوه ، فقال : يا بن الحجاج ، لا أراك تنقص علي بن أبي طالب ، والذي بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق ، لقد كنت خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ...

فذكر له حديث الطير ، وفي آخره : (قال محمد بن الحجاج : يا أنس ، كان هذا


بمحضر منك؟

قال : نعم.

قال : أعطي بالله عهدا أن لا أتنقص عليا بعد مقامي هذا ، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشنت له وجهه).

وأما حديث قسيم النار

فقد روي مرفوعا وموقوفا ، أما الحديث المرفوع فقد رواه أمير المؤمنين عليه السلام وحذيفة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : (علي قسيم النار).

أما ما رواه علي عليه‌السلام ، فقد أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦٤ ، والدارقطني في العلل ٦ / ٢٧٣ رقم ١١٣٢ ، وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه : ٦٧ عنه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : (إنك قسيم النار ، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب).

وأخرجه الخطيب الخوارزمي الحنفي في (مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام) برقم ٢٨١ ، والحموئي في فرائد السمطين ١ / ٣٢٥ ، بإسنادهما عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا اللفظ ، وأوعز إليه الكنجي في (كفاية الطالب) ص ٧١.

وأما حديث أبي ذر فقد رواه أبو بكر الشافعي بإسناده عنه ، وأخرجه الدارقطني في العلل ٦ / ٢٧٣ رقم ١١٣٢ عن أبي بكر الشافعي ، ثم قال : (وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد! ... وإنما روى هذا الحديث الأعمش ، عن موسى بن طريف ، عن عباية ، عن علي).

وأما ما رواه حذيفة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار ٣ / ٩٠ رقم ٣٩٩٩ بلفظ : (علي قسيم النار) والقاضي عياض في الشفاء في إخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمغيبات ، وعد منها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن علي : (إنه قسيم النار).


والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ... في حرف العين من قسم الأقوال ، والمناوي في كنوز الحقائق ، ص ٩٨ طبعة بولاق ، وص ٩٢ من طبعة بهامش الجامع الصغير ، والفتني في مجمع بحار الأنوار ٣ / ١٤٤ ، والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١٥٣.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٥ : (فقد جاء في حقه (علي عليه‌السلام) الخبر الشائع المستفيض : إنه قسيم النار والجنة ...).

أما ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ موقوفا ـ أنه قال : (أنا قسيم النار).

فقد أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ١٩٢ عن أبي نعيم ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن موسى بن طريف ، عن عباية ، عن علي عليه‌السلام.

وفي ج ٢ ص ٧٦٤ بلفظ : (أنا قسيم النار ، إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك ، وهذا لي.

قال : ورأيت في كتاب عمر بن حفص بن غياث : حدثني أبي عن الأعمش حديث علي : أنا قسيم النار.

فقلت لموسى : ما كان عباية عندكم؟ فذكر من فضله ومن صلاته ومن صيامه وصدقه.

ورواه عمر بن حفص بن غياث في كتابه عن أبيه ، عن الأعمش ، وعنه يعقوب الفسوي في (المعرفة والتاريخ).

وأخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث ٢ / ١٥٠ ، قال : يرويه عبد الله بن داود ، عن الأعمش ، عن موسى بن طريف.

أراد أن الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلال كالخوارج ، فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ، ونصف فيها.

وقسيم في معنى مقاسم ، مثل جليس وأكيل وشريب. إنتهى).

وأخرجه قبله السرقسطي ـ المتوفى سنة ٢٤٧ أو ٢٥٥ ه ـ في كتاب الدلائل ،


الورقة ١٦ ، وعنه بهامش (غريب الحديث) لابن قتيبة.

وأخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ٢٣٣٩ بإسناده عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ، وعن خبيب ، عن موسى بن طريف ، وعن عبد الله بن داود الخريبي ، عن الأعمش ، وعن عبد القدوس ، عن الأعمش ، ولفظ هذا الأخير : (أنا والله الذي لا إله إلا هو قسيم النار ، هذا لي وهذا لك).

وأخرجه الدارقطني في العلل ٦ / ٢٧٣ كما تقدم.

وأخرجه أبو عبيد الهروي في الغريبين ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٥.

وأخرجه الخطيب البغدادي ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٢٤٣ رقم ٧٦١ بلفظ : (أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا ، وذري ذا).

وأخرجه الحافظ ابن عساكر بإسناد آخر عن الأعمش ، وعبد الواحد بن حسان وهارون بن سعيد ، عن موسى بن طريف ... بهذا اللفظ.

وأخرجه أيضا بإسناد آخر ، وفيه : (إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك ، وهذا لي).

وأخرجه الزمخشري في الفائق ٣ / ١٩٥ (قسم) (٧) وابن الأثير في النهاية ٤ / ٦١ (قسم) قال : (وفي حديث علي : (أنا قسيم النار) أراد أن الناس فريقان : فريق معي ، فهم على هدى ، وفريق علي ، فهم على ضلال ، فنصف معي في الجنة ، ونصف علي في النار).

وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٩ / ١٣٩ وأورد كلام ابن قتيبة

__________________

(٧) وفي طبعة حيدرآباد سنة ١٣٢٤ ه ، في ج ٢ ص ١٧١ ، وفي طبعة البابي الحلبي سنة ١٣٦٦ ه ج ٢ ص ٣٤٦ (قال : (علي) رضي‌الله‌عنه : (أنا قسيم النار) أي مقاسمها ومساهمها ...) وهو موجود في مخطوطات (الفائق) ومطبوعاته ما عدا طبعة البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، فإنهما أسقطاه من الكتاب! والله العالم بتلاعبهما بالفائق وغيره من كتب التراث وكم حذفا وكم حرفا!!


وكلام أبي عبيد الهروي في تفسير كلامه عليه‌السلام.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥ ، والحموئي في فرائد السمطين ١ / ٣٢٦ ، والخفاجي في نسيم الرياض ٣ / ١٦٣ ، والزبيدي في تاج العروس ٩ / ٢٥ (قسم).

ولكثرة طرق الحديث وأسانيده فقد جمعها الحافظ ابن عقدة ـ المتوفى سنة ٣٣٣ ه ـ فألف كتابا مفردا فيه ، ذكره له أبو العباس النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه ـ والشيخ الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه ـ في فهرسيهما ، ص ٩٤ وص ٥٣ ، في عداد مؤلفاته الكثيرة باسم : (من روى عن علي عليه‌السلام قسيم النار)

ثم أورد شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ في فهرسته إسناده إلى رواية كتبه.

ولو كان اليوم بأيدينا لكان فيه علما كثيرا.

أحمد بن حنبل يقر هذا الحديث

وقد سئل أحمد عن حديث قسيم النار فلم يضعفه ، ولم يخدش فيه ، ولا جرح راويه ، بل ثبته واتجه إلى تأويله وبيان معناه.

وكذلك أبو حنيفة لم يضعف الحديث ، ولم يعاتب الأعمش على روايته حديثا ضعيفا ، وإنما اللوم والعتاب والاستنابة كانت على نشر حديث في فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام!!

قال محمد بن منصور الطوسي : (كنا عند أحمد بن حنبل ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله ، ما تقول في هذا الحديث الذي روي أن عليا قال : أنا قسيم النار؟

فقال : ما تنكرون من ذا؟! أليس روينا أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق؟!

قلنا : بلى.


قال : فأين المؤمن؟

قلنا : في الجنة.

قال : فأين المنافق؟

قلنا : في النار.

قال : فعلي قسيم النار).

طبقات الحنابلة : ٣٢٠ رقم ٤٤٨ ، المنهج الأحمد في طبقات أصحاب أحمد ١ / ١٣٠ ، كفاية الطالب : ٢٢ عن ابن عساكر في تاريخ دمشق ، تلخيص مجمع الآداب : جزء ٤ حرف القاف (قسيم النار) برقم ٢٧٤٩ وفيه : (حدث محمد بن منصور الطوسي قال : سألت أحمد بن حنبل عما يروى أن علي بن أبي طالب قسيم النار ...) خلاصة تذهيب الكمال ...

وفي تاريخ الخلفاء ـ لأحد أعلام القرن الخامس ، طبعة موسكو بالتصوير على مخطوطة قديمة الورقة ١١ / أ ـ : (وروي أنه قيل لأحمد بن حنبل : ما معنى قول النبي عليه‌السلام : علي قسيم الجنة والنار؟

فقال : صحيح لا ريب فيه ، تأويله أن من يحبه في الجنة ، وأن من يبغضه في النار ، فهو قسيم الجنة والنار ، أشار إلى قوله : لا يحبك إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلا منافق ردي).

ولاشتهار هذا الحديث في الأوساط نظمه الشعراء منذ ذلك العصر (منتصف القرن الثاني) وحتى اليوم ، ومن أقدم من نظمه غير مرة السيد الحميري فقال :

ذاك قسيم النار من قبله

خذي عدوي وذري ناصري

ذاك علي بن أبي طالب

صهر النبي المصطفى الطاهر

وقال غيره في أبيات له ، وربما نسبت إلى العوني :

وكيف يخاف النار من هو موقن

بأن أمير المؤمنين قسيمها

وقال دعبل في أبيات له :

قسيم الجحيم فهذا له

وهذا لها باعتدال القسم


وقال الزاهي :

لا تجعلن النار لي مسكنا

يا قاسم الجنة والنار

وقال غيره :

علي حبه جنه

قسيم النار والجنة

وصي المصطفى حقا

إمام الإنس والجنة

أقول : وقد سجل التاريخ وكتب الحديث والرجال الشئ الكثير من هذا النمط مما كانوا عليه من السعي في إخفاء فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والنهي عن التحديث بها ، وملاحقة من حدث بشئ ، من ذلك وتضعيفه واتهامه بالكذب وما شاكل.

وقد جمعت ما وقفت عليه من ذلك ما لا يسع المجال لذكره هنا ، ولعل الله يسر نشره في المستقبل فترون نماذج مهولة مما كانوا عليه من إخفاء فضائل العترة الطاهرة فلم يألوا جهدا في ذلك حكومة وشعبا منذ عهد عمر ومعاوية إلى عهد صدام وآل سعود!

٥٢٢ ـ كتاب المناقب.

لأبي المفضل ، نصر بن مزاحم بن سيار المنقري العطار الكوفي ثم البغدادي ، المتوفى سنة ٢١٢ ه.

ومنقر ـ بكسر الميم وفتح القاف ـ : بطن من بني تميم.

ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ١٠٥ ، وابن حاتم في الجرح والتعديل ٨ / ٤٦٨ ، وابن حبان في الثقات ٩ / ٢١٥ ، والدار قطني في المؤتلف والمختلف ٤ / ٢٢٠٢ ولم يضعفه ، والنديم في الفهرست : ١٠٦.

وترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه ، وأبو العباس


النجاشي ـ المتوفى سنة ٤٥٠ ه ـ رحمهما‌الله في فهرستيهما برقمي ٧٧٢ و ١١٤٨ وذكرا كتبه ومنها (المناقب) ورواها الطوسي بثلاثة أسانيد عنه ، ورواها النجاشي بإسنادين عنه ، وروى كتاب الجمل له بإسناد ثالث عنه.

ومما ذكرا له من الكتب : كتاب صفين ، كتاب النهروان ، كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام ـ وقد تقدم ـ وكتاب أخبار محمد بن إبراهيم وأبي السرايا ، ولم يذكره الطوسي ، وذكر له أخبار المختار بن أبي عبيدة ، ولم يذكره النجاشي ، ولم يذكر هما النديم وذكر مقتل حجر بن عدي مما لم يذكراه.

وهو من رجال كتابي الكافي وكامل الزيارات ، ووثقه ابن حبان فذكره في ثقاته ، وأطراه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٠٦ بقوله عنه : (فهو ثقة ، ثبت صحيح النقل ، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال ، وهو من رجال أصحاب الحديث ...).

وممن يروي عنه ابنه الحسين بن نصر.

ومن مصادر ترجمة نصر الكامل ـ لابن عدي ـ ٧ / ٢٥٠٢ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٢٨٢ معجم الأدباء ٧ / ٢١٠ ، خلاصة الأقوال : ١٧٥ ، لسان الميزان ٦ / ١٥٧ ، جامع الرواة ٢ / ٢٩١ ، روضات الجنات ٨ / ١٦٥ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٦٩ ، قاموس الرجال ٩ / ١٩٨ ـ ٢٠١ ، معجم رجال الحديث ١٩ / ١٤٣ ـ ١٤٦ ، هدية العارفين ٢ / ٤٩٠ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٨ / ٢٨ ، بروكلمن ـ الذيل ـ ١ / ٢١٤ والترجمة العربية ٣ / ٣٦.

٥٢٣ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

لمحمد بن أسلم الطوسي ، المتوفى سنة ٢٤٢ ه.

ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٩٥ وحكى عن ابن خزيمة أنه قال : (حدثنا من لم تر عيناي مثله : أبو عبد الله محمد بن أسلم).

وراجع بقية مصادر ترجمته في هامشه.

ينقل عنه العاصمي في أوائل (زين الفتى) ، قال : (ووجدت في كتاب المناقب


لمحمد بن أسلم : حدثنا عبيد الله بن موسى ...).

٥٢٤ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

لأبي جعفر محمد بن سليمان الكوفي ، قاضي صعدة ، ونسبه في أسد بن خزيمة ، وفرغ من كتابه هذا في ١٢ رجب من عام ٣٠٠ ه.

وكان خرج بالكوفة مع علي بن زيد الطالبي سنة ٢٥٦ ه ، فوجه إليه المعتمد العباسي جيشا هزموه وقتلوا كثيرا من أصحابه.

ثم التحق محمد بن سليمان يحيى بن الحسين الحسني ، وهاجر معه إلى اليمن في عام ٢٨٣ (٢٨٦) ونزل صعدة منها وهي على طريق الحج بين مكة وصنعاء ، وهناك لقب يحيى بن الحسين بأمير المؤمنين! الهادي إلى الحق ، وفتح نجران ، وسقطت صنعاء في يده ، وتوفي سنة ٢٩٨ ه.

وهو إمام المهدوية من الزيدية.

وكان محمد بن سليمان صاحبه وتلميذه والراوي عنه وقاضيه ومؤرخ سيرته ومدون فقهه.

وقد ترجم له ابن أبي الرجال في الجزء الثاني من (مطلع البدور) ص ٣٠٣ فقال : (علامة العلماء وسيدهم ، الفاضل المحدث ، الجامع للكمالات الربانية محمد بن سليمان الكوفي رحمه‌الله هو العلامة ، حافظ الإسلام صاحب الهادي إلى الحق عليه‌السلام ، نسبه في أسد بن خزيمة ، تولى القضاء للهادي ولولده الناصر .. وله كتب صنفها في الدين منها : كتاب البراهين في معجزات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي أنبائه (كذا) وكتاب المناقب في فضائل أمير المؤمنين كرم الله وجهه ، وشواهد إمامته ، وكرم منشئه ، وحظه من الله ومن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشريف صحبته ، وخلافته ، وصدق وصيته ، بالأسانيد الخمسة المعروفة ، المشهور بفضل رواتها في علماء الحديث ...).

أقول : وله من المؤلفات :

١ ـ سيرة إمام الهدى والصدق أمير المؤمنين الهادي إلى الحق ، يحيى بن الحسين


ابن القاسم الرسي (٢٢٠ ـ ٢٩٨ ه).

منها نسخة كتبت سنة ٦١٠ ه ، في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، رقم ٧٣ تاريخ.

وفيها نسخة أخرى ، كتبت سنة ١٠٦٤ ه ، ضمن المجموع ٤٨ ، من ٥٥ ـ ٢٦٦ ذكرت في فهرسها ، ص ٦٧٥.

وأخرى في ملت كتبخانه سي في إسلامبول علي أميري القسم العربي ، رقم ٢٤٦٩ ، كتبت سنة ٨٠٦ ه.

وحققه الدكتور سهيل زكار ، وصدر عن دار الفكر في بيروت سنة ١٣٩٢ ه.

٢ ـ المنتخب في الفقه ، وهو أسئلة فقهية وجهها إلى الهادي فأجاب عليها فدونها ونسقها وسماها : المنتخب ، وقد تنسب إلى الهادي.

مخطوطة سنة ٥٣٧ ه ، في الفاتيكان ، رقم V ١٧٠١.

وأخرى من مخطوطات القرن السابع ، في المتحف البريطاني ، رقم OR ٣٩٤٠.

٣ ـ كتاب الفنون ، وهو أيضا أسئلة لمحمد بن سليمان أجاب عليها الهادي فجمعها ودونها.

منه مخطوطة في المتحف البريطاني ، ضمن المجموعة OR ٣٩٧١ ، من الورقة A.

ومنه ثلاث مخطوطات في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، بالأرقام ٣٨ و ٣٩ و ٦٧.

ومنه مخطوطة في الأمبروزيانا.

٤ ـ شرح صدور المحبين وإغاضة الناصبين ، مختصر كتاب الشمائل والبراهين ، وربما الملخص له غيره.

نسخة منه في الجامع الكبير في صنعاء ، بأول المجموعة ٩٠ مجاميع ، من ص ١ ـ ٣٢ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٨٦.

٥ ـ الأخبار والحكايات. منه مخطوطة في جستربيتي ، رقم ٣٨٤٩.

٦ ـ جزء من حديثه ، يوجد في ملت كتبخانه سي ، في إسلامبول فيض الله ، ضمن المجموع ٤ / ٥٠٧ ، ومنه مصورة في مكتبة السيد المرعشي.


٧ ـ البراهين في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وهو على ما يبدو من (مطلع البدور) كما تقدم غير كتابه المناقب ، ولكن ما وجدناه حتى الآن من مخطوطات كتاب (البراهين) يطابق كتاب (المناقب) تماما ، كما يأتي.

٨ ـ مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

كتاب قيم جمع فيه أكثر من ألف ومائتي حديث من غرر مناقب أمير المؤمنين وفضائله عليه‌السلام ، رواها عن شيوخه بأسانيد جياد ، وفرغ منه ١٢ رجب سنة ٣٠٠ هجرية.

أوله : (قال أبو جعفر ... قال : سألت هند بن أبي هالة التميمي ـ وكان وصافا ـ عن صفة حلية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ...).

مخطوطاته :

١ ـ نسخة في الأمبروزيانا في إيطاليا ، رقم ١٢٨. H ، فرغ منها الكاتب في ١٤ ربيع الأول سنة ١٠٦٧ ه ، وهي سبعة أجزاء في ٢٢٧ ورقة ، كتبها على مخطوط مكتوب عليه : (قوبل بأصله وصحح عليه سنة ٥٦٧ ه).

وعنها مصورة في مكتبة السيد المرعشي العامة في رقم ، رقم ٧٧١ ، ذكرت في الجزء الثاني من فهرس مصوراتها.

٢ ـ مخطوطة أخرى فيها ، رقم C ٢٠٦ ، كتبت سنة ١١٣٢ ه ، في ٢٥٨ ورقة.

٣ ـ نسخة كتبت سنة ١٢٩٣ ه ، في ١٧٧ ورقة ، في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ٢١٨٩ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٣٩ باسم (البراهين).

٤ ـ نسخة كتبها عبد الله العنسي ومحمد بن علي المهاجر ، في جامع الفليحي في صنعاء ، تاريخها غرة جمادى الأولى سنة ١٣٥٣ ه ، ثم أرسلها محمد بن الحسين الجلال هدية إلى المغفور له السيد شهاب الدين المرعشي رحمه‌الله في ١٧ شعبان ١٣٩٥ ه ، وهي الآن في مكتبته العامة العامرة في قم ، تحمل رقم ٤٨٤١ ، مذكورة في فهرسها


١٣ / ٣٩ باسم (البراهين الصريحة).

وجاء اسم الكتاب على الورقة الأولى من المخطوطة هكذا :

كتاب براهين سيد الأولين والآخرين ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، مظهر العجائب ، علي بن أبي طالب وأولاده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

جمعه القاضي العلامة أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي ، جامع المنتخب مما يبدو أنه كان مكتوبا على النسخة المنقول منها هذه النسخة ، فنقلها الكاتب على هذه النسخة كما وجدها.

وجاء في أعلى الورقة نفسها عن نسخة أخرى للكتاب :

كتاب البراهين الصريحة والمناقب الفصيحة ، جمعه علامة الشيعة ، جامع المنتخب ، قاضي الهادي ، أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي رحمه‌الله تعالى.

طبع الكتاب :

قام بتحقيقه زميلنا العلامة الشيخ محمد باقر المحمودي حفظه ورعاه ، وأنجز عمله وقدمه إلى الطبع ، وها هو الآن قيد الطبع ، وسوف يصدر عن وزارة الإرشاد في طهران ومجمع إحياء الثقافة الإسلامية في جزءين أو ثلاثة ، وفق الله العاملين.

مصادر الترجمة :

بروكلمن ـ الأصل الألماني ـ ١ / ٢٠٩ ، والترجمة العربية ٣ / ٢١ ، سزكين ـ الأصل الألماني ـ ١ / ٣٤٦ ، والترجمة العربية ٢ / ١ ص ٢٠٨ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٥٤ ، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٨٣ ، فهرس مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ٤ / ١٧٣٩ و ١٧٨٦ ، فهرس المكتبة الغربية في الجامع الكبير في صنعاء ٦٧٥ ، فهرس مكتبة المرعشي ١٣ / ٣٩ ، نوادر المخطوطات العربية في تركيا ١ / ٢٢٥ ولقبه هناك جمال الدين ، مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني : ١٣٨ ـ ١٤٠.


٥٢٥ ـ مناقب الإمام الهاشمي أبي الحسن علي بن أبي طالب.

رواية أبي عمر المطرز ، محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد الخراساني الباوردي ثم البغدادي ، صاحب ثعلب ، والمشهور بغلام ثعلب (٢٦١ ـ ٣٤٥ ه).

ينقل عنه السيد ابن طاوس ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ه ، في كتبه ، ومنها في الملاحم والفتن ص ١١ وقال : (وربما كانت النسخة في حياة أبي عمر الزاهد الراوي لها) ، وهو مثبت في فهرس مكتبة السيد علي آل طاووس ، رقم ٤٤٦ ، وذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ٢٢ / ٣١٦.

ترجم له النديم في الفهرست : ٨٢ قال : (وكان نهاية في النصب والميل على علي عليه‌السلام!).

وترجم له القفطي ني إنباه الرواة ٣ / ١٧١ وحكى عن ابن برهان أنه قال : (لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد ، قال : وله كتاب غريب الحديث ...).

وكان يحب معاوية! خذله الله مغاليا فيه ، حشره الله معه ، و (المرء مع من أحب) وألف جزء من الموضوعات في فضائله (٨) فكان لا يمكن أحدا من السماع منه حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء!! فكان يفرضه عليهم دون رغبة منهم في ذلك.

٥٢٦ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

لأبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي الدمشقي ، المعروف بأخي تبوك (٣٠٣ ـ ٣٩٦ ه).

ترجم له ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ١٠ / ٥٩٨ وعدد شيوخه ومن رووا

__________________

(٨) قال ابن النجار : (وكان أبو عمر الزاهد قد جمع جزء في فضل معاوية! وأكثر مناكير وموضوعات) حكاه عنه ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٤٢٨ ، وعدد له مؤلفاته.

وراجع عن قولهم : (لا يصح في فضل معاوية حديت) كتاب الغدير ٥ / ٢٦١ و ٣٣٠ و ١٠ / ١٣٨.


عنه ، حكى توثيقه عن الحنائي قائلا : (أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي الشاهد الثقة الأمين) وحكي عن عبد العزيز الكتاني أنه قال عنه (وكان ثقة نبيلا مأمونا ، حدثنا عنه عدة ...).

وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام : ٣٣٣ ، وحكى توثيقه عن الكتاني ثم قال : (قلت : كان مسند وقته بدمشق).

وترجم له في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧ ووصفه بالمحدث الصادق المعمر ، وعدد شيوخه ومن رووا عنه ، وحكى عن الكتاني قوله (كان ثقة نبيلا مأمونا).

وله ترجمة في : العبر ٣ / ٦١ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٤ ، شذرات الذهب ٣ / ١٤٧ ، وتبصير المنتبه : ١٢٢٣ ووصفه بمسند دمشق.

مخطوطة :

يوجد منه مخطوطة كتبت في اليمن ، منضمة إلى كتاب (مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام) لابن المغازلي ، وهي الآن في المكتبة الإسلامية الكبرى في طهران ، سنتحدث عنها عند الكلام عن مناقب ابن المغازلي.

طبعاته :

وطبع في طهران سنة ١٣٩٤ ه منضما إلى مناقب ابن المغازلي ، وطبع معه كلما طبع فراجعه.

٥٢٧ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

لابن مردويه ، وهو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فدرك الأصفهاني (٣٢٣ ـ ٤١٠ ه).

ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ : ١٠٥٠ ووصفه بالحافظ الثبت العلامة ... وعمل المستخرج على صحيح البخاري ، وكان قيما بمعرفة هذا الشأن ، بصيرا بالرجال ،


طويل الباع ، مليح التصانيف ...

وترجم له في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨ وقال : (صاحب التفسير الكبير والتاريخ والأمالي الثلاثمائة مجلس (٩) ...). وحكى عن بعضهم أنه قال فيه : (هو أكبر من أن تدل عليه وعلى فضله وعلمه وسيره ، وأشهر بالكثرة ، والثقة من أن يوصف حديثه ...)

قال : (وكان من فرسان الحديث ، فهما يقظا متقنا ، كثير الحديث جدا ، ومن نظر في تواليفه عرف محله من الحفظ ، وله كتاب بالتشهد وطرقه وألفاظه في مجلد صغير ، وتفسيره للقرآن في سبع مجلدات).

أقول : وسماه في هدية العارفين ١ / ٧٢ : (تفسير المسند للقرآن) وينقل عنه السيوطي في الدراية كثيرا.

أقول : وله من المؤلفات إضافة إلى ما سبق :

٦ ـ كتاب أولاد المحدثين. ينقل عنه ابن ماكولا في الإكمال كثيرا.

٧ ـ كتاب الصحيح ، كما في الاستدراك لابن نقطة ، في (عبدويه) وحكى عنه بهامش كتاب الإكمال ٦ / ٣٣ : قال : حدث عنه ... وأحمد بن موسى بن مردويه في صحيحه ...

أقول : ولعله هو المستخرج على صحيح البخاري.

٨ ـ الأبواب.

٩ ـ الشيوخ ، ذكر هما الصفدي في ترجمته من الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠١.

١٠ ـ تاريخ أصفهان.

١١ ـ الجامع المختصر في الطب ، ذكراه في هدية العارفين ١ / ٧٢.

__________________

(٩) كما في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨ ، يوجد مجلس منا في مكتبة كوبرلي في إسلامبول ، ضمن المجموع رقم ٢٥٢ ، عليه قراءة تاريخها سنة ٦١٥ ه ، كما في فهرسها ١ / ١٣٨.

ويوجد ثلاثة مجالس منها ، من القرن السادس ، في الظاهرية ، في المجموع ١٠٨ مجاميع ، كما في فهرس حديث الظاهرية : ١١٠.


١٢ ـ جزء فيه انتقاء من حديث أهل البصرة (١٠).

ومناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام عده الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ه ـ في مقدمة كتابه (مناقب آل أبي طالب) من مصادره ، وأورد إسناده إليه فقال في ١ / ٩ : (إسناد مناقب ابن مردويه : عن الأديب أبي العلاء ، عن أبيه (عن) أبي الفضل الحسن بن زيد ، عن أبي بكر بن مردويه الأصفهاني).

وكان عند السيد ابن طاووس ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ه ـ وينقل عنه في كتبه كثيرا في كتابه (اليقين) وفي كتابه (الطرائف) ويوجد في فهرس مكتبته (١١) برقم ٤٤٢.

وقال رحمه‌الله في كتاب الطرائف : ١٣٧ (ظفرت بأصل لكتاب المناقب لابن مردويه فوجدت ثلاث مجلدات ، وهي عندي ...).

وينقل عنه الصاحب بهاء الدين الإربلي في (كشف الغمة) كثيرا.

٥٢٨ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

لابن المغازلي أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن أبي يعلى المالكي الواسطي ، المشتهر بابن المغازلي والجلابي وابن الجلابي ، المتوفى سنة ٤٨٣ ه.

ذكره تلميذه خميس الحوزي الواسطي فقال : (كان مالكي المذهب ، شهد عند أبي المفضل محمد بن إسماعيل ، وكان عارفا بالفقه والشروط والسجلات ، وسمع الحديث الكثير عن عالم من الناس من أهل واسط وغيرهم ... وكان مكثرا ، خطيبا على المنبر ، يخلف صاحب الصلاة بواسط ، وكان مطلعا على كل علم من علوم الشريعة ، غرق ببغداد وأحدر إلى واسط فدفن بها وكان يومه مشهودا) (١٢).

وترجم له السمعاني في الأنساب (الجلابي) فقال : (بضم الجيم وتشديد اللام ،

__________________

(١٠) في المكتبة الظاهرية ، ضمن المجموع رقم ٨٥ مجاميع ، من مخطوطات القرن السابع ، ذكره سزكين ١ / ٤٦٢.

(١١) نشر في المجلد الثاني عشر من مجلة المجمع العلمي العراقي سنة ١٣٨٤ ه = ١٩٦٥ م.

(١٢) سؤالات الحافظ السلفي : ٣٣.


وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى الجلاب ، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب الجلابي ، المعروف بابن المغازلي ، من أهل واسط العراق ، وكان فاضلا ، عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه ...).

وترجم له ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ٤ / ٧١ وقال : (أبو الحسن ، المعروف بابن المغازلي ، سمع كثيرا ، وكتب بخطه وحصل ، وخرج التاريخ وجمع مجموعات ..).

ثم سمى بعض مشايخه وحكى كلام خميس الحوزي ، ثم أرخ وفاته بيوم الأحد عاشر صفر سنة ٤٨٣ ه ، نقل ذلك من خط أبي نصر الأصفهاني.

وترجم له ابن نقطة في الاستدراك (١٣) باب (الجلابي والجلابي) قال :

(أما الأول ـ بضم الجيم ـ : فهو أبو الحسن علي بن محمد ... الواسطي ، صاحب تاريخ واسط ، الذي ذيل به على تاريخ بحشل.

حدث عن جماعة ، منهم أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي. في خلق كثير ، وكان من الثقات).

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات وقال : (سمع كثيرا وكتب بخطه وحصل الأصول ، وخرج التخاريج وجمع مجموعات ...) إلى آخر ما مر عن ابن النجار من دون أن يشير إليه!

غرق أبو الحسن الجلابي ببغداد في صفر من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وأحدر إلى واسط فدفن بها.

وابنه أبو عبد الله محمد بن علي بن ابن الجلابي ... توفي في رمضان سنة ٥٤٢ ، وهو صحيح السماع ، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا ببغداد وواسط) (١٤).

__________________

(١٣) في الجزء الأول الورقة ٩١ ، من مخطوطة سنة ٦٥٩ ه في دار الكتب الظاهرية ، رقم ١٢١٤ ، مصورة مكتبة المرعشي.

(١٤) هو أشهر من أبيه ، وكان قاضيا ، ومن شيوخ السمعاني وابن عساكر ، وهذه الطبعة ، توجد ترجمته في مصادر كثيرة.


وألف سيدنا الجليل المغفور له السيد أبو المعالي شهاب الدين النجفي المرعشي ـ المتوفى سنة ١٤١١ ه ـ رحمه‌الله رسالة مفردة في ترجمة ابن المغازلي سماها (الميزان القاسط في ترجمة مؤرخ واسط) طبعت في مقدمة كتاب المناقب سنة ١٣٩٤ ه.

مؤلفاته :

١ ـ ذيل تاريخ واسط لبحشل (١٥).

٢ ـ مشيخة.

٣ ـ أصحاب شعبة.

٤ ـ أصحاب يزيد بن هارون.

٥ ـ أصحاب مالك.

٦ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وهو كتاب جليل قيم ، يحتوي على ٤٦٧ حديثا من غرر مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، بأسانيد جياد ، أكثر رواته من رجالات واسط وأعلامها ، وكان كتابا مشهورا متداولا يقرأ على الملأ في جوامع واسط ويزدحم الناس لسماعه.

قال أبو الحسن علي بن محمد ابن الشرفية الواسطي (١٦) : (وقرأت المناقب التي صنفها ابن المغازلي بمسجد الجامع بواسط الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي ـ لعنه الله ولقاه ما عمل ـ في مجالس ستة ، أولها الأحد رابع صفر ، وآخرهن عاشر صفر من سنة ٥٨٣ في أمم لا تحصى عديدهم ، وكانت مجالس ينبغي أن تؤرخ) (١٧).

أقول : وممن كان يقرأ هذا الكتاب على الناس عبد الله بن منصور ابن الباقلاني الواسطي المقرئ ، المتوفى سنة ٥٩٣ ه ترجم له الذهبي في معرفة القراء

__________________

(١٥) وهو أسلم بن سهل بحشل الواسطي ، المتوفى سنة ٢٩٢ ه وكتابه (تاريخ واسط) طبع بغداد سنة ١٣٨٧ ه.

(١٦) ترجمنا له في العدد الخامس من (تراثنا) عند ذكر كتابه (عيون الحكم والمواعظ) ص ٥٦.

(١٧) مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام لابن المغازلي : ٤٤٨.


الكبار / ٥٦٦٢ وقال :

(قال ابن نقطة : قال لي أبو طالب بن عبد السميع كان ابن الباقلاني يسمع كتاب مناقب علي رضي‌الله‌عنه عن مؤلفه أبي عبد الله ابن الجلابي ... قال : وأقرأ الناس أكثر من أربعين سنة).

وكتب عمران بن الحسن بن ناصر العذري ـ من علماء الزيدية ـ نسخة من المناقب لنفسه سنة ٦١٣ ه على نسخة كانت بخط ابن الشرفية الواسطي ، وكان كتبها سنة ٥٨٥ ه.

ونسخة منه كانت في مكتبة السيد ابن طاووس الحلي ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ه ـ رحمة الله ، وينقل منه في كتبه ومؤلفاته ككتاب (اليقين) وغيره ، ومذكور في فهرس كتبه برقم ٤٤٣ (١٨).

ومن مصادر ترجمته :

١ ـ سؤالات الحافظ السلفي ـ لخميس الحوزي ـ عن جماعة من أهل واسط (١٩).

٢ ـ الأنساب ـ للسمعاني ـ / ٤٤٦٣ (الجلابي).

٣ ـ الاستدراك ـ لابن نقطة ـ مخطوطة دار الكتب الظاهرية ، رقم ١٢١٤ ج ١ ، الورقة : ٩١

٤ ـ اللباب ١ / ٣١٩.

٥ ـ ذيل تاريخ بغداد ـ لابن النجار ـ ٤ / ٧١.

٦ ـ الوافي بالوفيات ـ للصفدي ـ ٢٢ / ١٣٣.

٧ ـ ا لمشتبه ـ للذهبي ـ : ١٣١.

__________________

(١٨) نثر هذا الفهرس في مجلة المجمع العلمي العراقي في المجلد الثاني عشر سنة ١٣٨٤ ه = ١٩٦٥ م كما مر آنفا.

(١٩) طبعه مجمع اللغة العربية بدمشق سنة ١٣٩٦ ه


٨ ـ تبصير المنتبه ١ / ٣٨٠.

٩ ـ تاج العروس (جلب).

١٠ ـ رجال تاج – العروس ٣ / ٢٣٤.

مخطوطاته :

١ ـ نسخة يمنية في المكتبة الإسلامية الكبرى في طهران ، فرغ منها الكاتب ١٦ ذي الحجة سنة ١٠٤٥ ه ، على نسخة كتبت سنة ٩٧١ ه وهذه كتبت على نسخة بخط عمران بن الحسن العذري ، كتبها سنة ٦٢٣ ه على نسخة بخط أبي الحسن علي بن محمد بن أبي نزار ابن الشرفية الواسطي. كتبها بواسط العراق سنة ٥٨٥ ه.

ثم قوبلت نسختنا هذه على نسخة صحيحة كان تاريخها سنة ٦١٢ ه وعليها بهذا التاريخ إجازة بخط علي بن أحمد بن الحسين الأكوع : (قد أجزت للأمير الأجل ، السيد الأمير ، نظام الدين ولي أمير المؤمنين المفضل بن علي بن المظفر العلوي العباسي كتاب المناقب لابن المغازلي أن يرويه عني على الوجه الصحيح بشروط السماع ، وناولتها ذلك).

وعنها مصورة في مكتبة المرعشي العامة في قم ، رقم ١٨٧ ذكرت في فهرس مصوراتها ١ / ١٧٠.

وعنها أيضا فيلمان في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، برقمي ٤٢٠٦ و ٤٢٠٧ ، صورت مرتين كما في فهرس مصوراتها ٣ / ٣٢.

٢ ـ مخطوطة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، كتبت سنة ١٢٨٨ ه ضمن المجموعة رقم ٦٦١ ، من الورقة ١١٥ ـ ١٨٧ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٨١٥ ـ ١٨١٦ وبآخرها قصيدة للمؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام وفائدة في سند رواية الكتاب عن مؤلفه.

٣ ـ مخطوطة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء رقم ٢١٧٤.

٤ ـ مخطوطة في برلين ، كتبت في القرن التاسع ، في ٣٢ ورقة ، رقم ٩٦٧٨ ، ذكرها


آلورث في فهرسها ٩ / ٢١٧.

٥ ـ مخطوطة أخرى فيها ، رقم ١٠٢٨١ ، ذكر آلورث أيضا في فهرسها.

٦ ـ مخطوطة في المكتبة الناصرية في لكهنو وهي مكتبة آل صاحب العبقات ، وبها نقص.

٧ ـ مخطوطة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الأشرف ، وهي بخط مؤسسها شيخنا الحجة العلامة الأميني المتوفى سنة ١٣٩٠ ه ، ـ قدس الله نفسه ـ نسخها بخط يده على مخطوطة المكتبة الناصرية المتقدمة في رحلته العلمية إلى الديار الهندية عام ١٣٨٠ ه ، ونسخت أنا على هذه نسخة لنفسي.

طبعاته :

طبع لأول مرة في المطبعة الإسلامية في طهران سنة ١٣٩٤ ه ، بتحقيق محمد باقر البهبودي ، وتكرر طبعه بالتصوير على هذه الطبعة عدة مرات في إيران ولبنان ومنها في طهران سنة ١٤٠٣ ه ، ومنها في بيروت طبعة دار الأضواء سنة ١٤٠٣ ه بالتصوير على الطبعة الأولى.

وطبعته مكتبة الحياة في بيروت طبعة جديدة بحذف التعاليق والشروح! مكتوب عليها : إعداد المكتب العالمي للبحوث!!.

للبحث صلة ...


دليل المخطوطات

فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية

مشهد المقدسة

(٣)

الدكتور محمود فاضل

(٢٦٥)

كفاية الأحكام = كفاية المعتقد = كفاية المقتصد

(فقه ـ عربي)

 للملا محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري (١٠٩٠ ه) صاحب هذه المدرسة.

نسخة من نكاح الإماء إلى القضاء والشهادات ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها مؤلفها على هذه المدرسة التي بناها أيضا. كتبت العناوين باللون الأحمر. الورق فرنجي. القطع : وزيري.

عدد السطر : ١٩. ٥ / ٦١ × ٥ / ١١ سم.

(٢٦٦)

كمال الدين وتمام النعمة (إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة) ، ج ١ و ٢

(أخبار ـ عربي)

لابن بابويه القمي ، الشيخ الصدوق (٣٨١ ه).

نسخة ناقصة الآخر ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الآخوند الملا آقا على هذه المدرسة في ربيع الأول سنة ١٣٢٢ ه. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف القطع : مستطيل.


عدد السطور : ٥ / ١٨ × ٥ / ٧ سم.

(٢٦٧)

كنز العرفان في فقه القرآن

(علوم قرآن ـ عربي)

للفاضل المقداد ابن عبد الله (٨٢٦ ه).

نسخة من الطهارة إلى الشهادات ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها أحمد بن عبد الحسين الشيباني ، فرغ منها في رجب سنة ٩٥٦ ه ، كتبت العناوين بالشنجرف. الورق سباهاني. القطع : مصري.

عدد السطور : ٢٣. ١٩ × ٥ / ١٢ سم.

(٢٦٨)

نسخة ثانية من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها خليل الله ابن إسماعيل بن علي الحسيني النظري ، فرغ منها في السابع عشر من شوال سنة ٩٥٩ ه بقصبة خيبر من قصبات الهند ، وعلى صفحتها الأولى ملاحظة بخط محمد مقيم الأسترآبادي جاء فيها أن سبهدار خان أهداه هذا الكتاب سنة ١٠٤٥ ه. كتبت الآيات والعلامات باللون الأحمر. القطع : وزيري مستطيل.

عدد السطور : ١٥. ١٧ × ٨ سم.

(٢٦٩)

كنز اللغات

(لغة من العربي إلى الفارسي ـ فارسي)

لمحمد بن عبد الخالق بن معروف ، من علماء القرن التاسع الهجري.

نسخة كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الآخوند الملا علي الدرودي في ربيع الأول سنة ١٣٣٢ ه. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق سباهاني. القطع : وزيري.


عدد السطور : ٢٠. ٥ / ١٧ × ٥ / ١٢ سم.

(٢٧٠)

لباب الإعراب = اللباب في النحو

(نحو ـ عربي)

لتاج الدين محمد بن محمد بن أحمد بن سيف ، المعروف بالفاضل الأسفرايني (٦٨٤ ه).

الكتاب يشتمل على مقدمة وأربعة فصول :

١ ـ في الإعراب.

٢ ـ في المعرب.

٣ ـ في العوامل.

٤ ـ في مقتضي الإعراب.

نسخة كتبت بقلم النستعليق على الطريقة الهندية ، كتبها عطاء ابن كلخواجه بن محمد بن محمد السمرقندي الغوري ، فرغ منها ظهر السبت الحادي عشر من صفر سنة ٧٦٥ ه ، وعليها حواش بتوقيع (شرح) ، (والله أعلم) وعلى صفحتها الأولى ختم كتب فيه : (الحقير الفقير بنده عالمان باك ضمير ميرزا بابا) أوقفها الملا عبد السميع على هذه المدرسة. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. القطع ١٧ × ١٤ سم.

عدد السطور : ٩. ٥ / ١٠ × ٦ سم.

(٢٧١)

لغت

(لغة ـ فارسي)

معجم أدخل فيه كلمات جديدة إلى الفارسية ، ويظن أن تاريخ الفراغ من تأليفه يوم ٢٣ رجب سنة ٨٩٦ ه وقد سقط من الأول ٩٦ ورقة ، وفي آخر الكتاب باب في أسماء شتى ، فصل في الحساب ... فصل في الكسور وأول عنوان في الكتاب :


باب الراء المضمومة ب ، الرباح كي ماذه الربابيح جمع رباح جهار جهار الربان ناخذاه اي مهتر ملاحان ويقال افعل ...

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبت العناوين والرموز باللون الأحمر. النسخة موقوفة عل الطلبة الإمامية. لم تنشر. الورق من (٩٧ ـ ٢٦٥) أصفهاني. القطع ٥ / ٢٣ × ١٣ سم.

عدد السطور : ١٩. ١٧ × ٨ سم.

(٢٧٢)

اللوامع الزاهرة

(فقه ـ عربي)

تعليقة على كتاب اللمعة الدمشقية.

نسخة تحتوي على فصل الطهارة بخط يشبه خط المؤلف ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ د. الورق فرنجي.

عدد السطور : ٢٣. ١٥ × ٥ / ١٠ سم.

(٢٧٣)

متشابه القرآن

(علوم القرآن ـ عربي)

لابن شهرآشوب.

فرغ من تأليفه سنة ٥٧٠ ه.

نسخة ناقصة ورقة أو ورقتان من البداية ، كتبت بقلم نسخي ، فرغ منها يوم الاثنين سلخ جمادى الأولى سنة ١٠٨٧ ه ، كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق ترمة.

عدد السطور : ١٨. ١٧ × ٧ سم.

* * *


(٢٧٤)

مجمع البحرين ومطلع النيرين

(لغة ـ عربي)

لفخر الدين بن محمد الطريحي (١٠٨٥ ه).

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد مؤمن بن محمد حسين الكاتب الشريف السبزواري فرغ منها يوم الخميس السابع من ذي الحجة سنة ١١١١ ه على صفحتها الأولى : (وقف على الفرقة الناجية) وذكر أن اسم الواقف (يحيى). كتبت المفردات بالشنجرف. الورق سباهاني. القطع ٣٧ × ٢٣ سم.

عدد السطور : ٣٢. ٥ / ٢٦ × ١٦ سم.

(٢٧٥)

نسخة ثانية من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، وعلى صفحتها الأخيرة صيغة وقف كتبت بخط محمد رضا النظيري صاحب الديوان والذي أوقف بعض أملاكه على مجالس العزاء على الحسين عليه‌السلام ، وشهد ستة عشر شخص عل ذلك ، وكانت النسخة ملكا لعبد الغفور ابن الحاج محمد رضا سنة ١١٩٨ ه ثم انتقلت إلى ملك أخيه سنة ١٢٠٢ ه كتبت المفردات في المتن والحاشية بالشنجرف. الورق سباهاني. القطع : رحلي.

عدد السطور : ٣٣. ٥ / ٢٩ × ١٤ سم.

(٢٧٦)

نسخة ثالثة من الكتاب ، كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في شوال سنة ١٢٩٣ ه. كتبت جملة من المفردات بالشنجرف. الورق فرنجي. القطع ٢٥ × ١٨ سم.

عدد السطور : ٢٦. ٢٠ × ١٢ سم.


(٢٧٧)

مجموعة :

١ ـ تراجم الأعاجم

(القرآن بالفارسية ـ فارسي)

لزين المشايخ محمد بن أبي القاسم البقالي الخوارزمي (٥٦٢ ه) ، أو لأبي المعالي أحمد بن محمد التمرندي.

ناقص الآخر ، من سورة الناس إلى أوائل آل عمران بعكس السور.

٢ ـ هادي الشادي في الأدوات

(لغات / أدب ـ عربي فارسي)

لأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الميداني النيشابوري (٥١٨ ه).

تشتمل على ثلاثة فصول : الأول في الأسماء ويحتوي على ١٢ باب ، والثاني في الأفعال ويحتوي على ٤ أبواب ، والثالث في الحروف ويحتوي على ١٠ أبواب ، والنسخة تحتوي على الفصل الأول إلى أواخر الباب الثاني عشر.

كتبت المجموعة بخط نسخي ، كتبت في القرن السابع أو الثامن الهجري تقديرا ، أوقفها الشيخ محمد باقر المدرس على الطلبة سنة ١١٧٦ ه. كتبت العناوين بالشنجرف. الورق دولت آبادي. القطع : جيبي.

عدد السطور : ١٦ و ٢١.

(٢٧٨)

مجموعة :

١ ـ القواعد الإلهية في الكلام والحكمة = قواعد المرام في الحكمة والكلام

(كلام ـ عربي)

للشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (٦٧٩ ه) تلميذ الخواجة وأستاذ العلامة الحلي.

٢ ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد

(كلام ـ عربي)


لجمال الدين العلامة الحلي.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتبت في السابع من ربيع الأول إلى صفر سنة ٩١٤ ه على ظهر الصفحة الأولى تملك فضل جان وعدة تملكات أخرى ، أوقفها الملا عبد السميع ، وبالنسخة أثر أرضة. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق ترمة.

عدد السطور : ١٧. ٥ / ١٤ × ١٠ سم.

(٢٧٩)

مجموعة :

١ ـ استقصاء النظر في البحث عن القضاء والقدر.

(كلام ـ عربي)

للعلامة الحلي ، وعنونها باسم السلطان محمد خدابنده.

٢ ـ منهاج الكرامة في معرفة الإمامة.

له أيضا ، وعنونها بأسم ملك.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتبها عبد الجواد بالكاظمية ، وفرغ منها في الخامس من ربيع الأول سنة ٩٢١ ه في بدايتها ونهايتها ختم دائري كبير كتب وسطه : (وقف نمود أين كتاب را با جهل ودو جلد ديكر حاجي محمد رضا ارجستاني بر كافه ى طلبه مشهد مقدس) كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق ترمة. القطع : ربعي.

عدد السطور : ١٥. ٥ / ١٢ × ٩ سم.

(٢٨٠)

مجموعة :

١ ـ مشرق الشمسين وإكسير السعادتين.

(فقه ـ عربي)

لبهاء الدين محمد العاملي ، الشيخ البهائي (١٠٣١ ه).


يحتوي عل كتاب الطهارة فقط ، وفرغ من التأليف في الخامس عشر من رجب سنة ١٠٢٠ ه بدار السلطنة ، وهذا الكتاب جامع لكتب الشيعة الأربعة ، والنسخة كتبت بقلم نسخي ، عدد السطور : ٣٩. قياس ٢٩ × ١٥ سم.

٢ ـ الاستبصار فيما اختلف من الأخبار.

(أخبار ـ عربي)

لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن حسن الطوسي (٤٦٠ ه).

وهذه النسخة كتبت بقلم نسخي. قياس ٥ / ٢٧ × ١٥ سم.

كتب هذه المجموعة كاتب واحد ، رممت أوراقها الأولى وذهبت بعض الأسطر ، وعلى هامش الصفحة الثانية من الاستبصار (ولما كان جناب ... ثقة الأنام حجة الإسلام الشيخ محمد رحيم أدام الله ظله العالي قد أرقف نصف ما في المجموعة المرحوم الحاج ملا محمد حسن صدر الحفاظ على مكتبة المرحوم خلد آشيان جنت مكان العلامة السبزواري أعلى الله مقامه ، وإن على متولي المجموعة المذكورة أن يشتري كتبا من عائد تصليح الكتب ويوقفها على المدرسة المذكورة ، فإن كتاب الجواهر هذا (كتب اشتباها) مع أربعة كتب أخرى قد اشتريت من منافع نصف المجموعة الموقوفة ، وبعد شرائها أجريت عليها صيغة الوقف بشروط سائر الكتب الموقوفة ، ثم أوقفت. وكان ذلك تحريرا في العشرين من جمادى الآخرة سنة ١٠٣٠ ه.) أوقف النسخة الملا عبد السميع على هذه المدرسة. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق سباهاني. القطع : رحلي.

(٢٨١)

مجموعة :

١ ـ منهاج الكرامة.

(كلام ـ عربي)

للعلامة الحلي.

ناقصة الأول.


٢ ـ رسالة في اللعن.

(كلام وعقائد ـ فارسي)

لمحمد بن أبي طالب الأسترآبادي ، وهي ترجمة لنفحات اللاهوت للمحقق الكركي.

أولها : (بسملة. سباس بي قياس لايق خالقي است كه محبان آكاه ومخلصان).

٣ ـ رسالة يوحنا بن إسرائيل الذمي المصري.

(عقائد ـ فارسي)

ناقصة الآخر.

الرسالة الأولى والثانية من هذه المجموعة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد بن محمود بن جلال الدين الحسني الأردستاني ، فرغ منها يوم الخميس ٢٧ رجب سنة ١٠٠٦ ه بقرية جزة القهبائية.

عدد السطور ١٦. ١٢ × ٥ / ٥ سم.

والرسالة الثالثة كتبت بخط النستعليق. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق أصفهاني. القطع ١٧ × ٩ سم.

عدد السطور : ٧.

(٢٨٢)

مجموعة :

١ ـ شرح الباب الحادي عشر.

(كلام ـ عربي)

للفاضل المقداد (٨٢٦ ه).

٢ ـ مراح الأرواح

(صرف ـ عربي)

لأحمد بن علي بن مسعود (٦١٣ ه).

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتب الرسالة الأولى محمد صالح سنة ١٠٥٧ ه ، أوقفتها السيدة زينب بنت الشيخ محمد علي القايني سنة ١١٤١ ه على عموم الطلبة. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق أصفهاني. القطع ١٧ × ٥ / ٩ سم.

عدد السطور ١٣. ١١ × ٥ سم.


(٢٨٣)

مجموعة في الدعاء

(دعاء ـ فارسي)

١ ـ تحفة الزائر

لمحمد باقر بن محمد تقي المجلسي الثاني (١١١١ ه).

فرغ من تأليفها في صفر سنة ١٠٨٥ ه.

نسخة كتبت بخط النستعليق ، كتبها محمد حسين في شهر رمضان سنة ١١٠٤ ه ، وقد قوبلت على نسخة المؤلف في أصفهان ، وهي ناقصة الأول. كتبت العناوين بالشنجرف.

عدد السطور ٢٣. ٥ / ١٨ × ٧ سم.

٢ ـ مفاتيح الغيب

للعلامة المجلسي.

وهي رسالة بالفارسية في فضيلة الاستخارة والاستشارة ، تقع في مقدمة وثمانية مفاتيح وخاتمة ، فرغ من تأليفها في شهر رمضان سنة ١١٠٤ ه.

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها إسماعيل بن الحاج إبراهيم العامري السبزواري. القطع ٥ / ٢٣ × ١٢ سم.

عدد السطور ٢٢. ٥ / ١٩ × ٧ سم.

(٢٨٤)

مجموعة (رسالتان فقهيتان) :

١ ـ هدية المؤمنين

(فقه استدلالي ـ عربي)

للسيد نعمة الله الجزائري (١١١٢ ه).

نسخة ناقصة الأول ، كتبت بقلم نسخي ، كتبها رضي بن نبي القزويني ، فرغ منها عصر الأربعاء التاسع من صفر سنة ١١١٩ ه ، كتبت أثناء العودة من النجف وكربلاء وسامراء وبغداد في منزل


أسد آباد ، وصححت وقوبلت بهمدان يوم السبت ١٢ صفر من تلك السنة بعد العودة من الزيارة.

عدد السطور : ١٤. ١٢ × ٧ سم.

٢ ـ رسالة في تحقيق صلاة الجمعة

(فقه ـ فارسي)

لجمال الدين محمد بن حسين الخوانساري.

كتبها باسم الشاه سليمان الصفوي الموسوي الحسيني بهادرخان وبإشارته وتقع في مقدمة وثلاثة فصول بالفارسية.

نسخة كتبت بخط النستعليق ، عليها حواش بتوقيع : (منه دام ظله). كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف.

عدد السطور : ١٥. ١٢ × ٧ سم.

كتبت هذه المجموعة بخطين. الورق سباهاني. القطع ٥ / ٧ × ٥ / ١١ سم. أوقفها الشيخ محمد صالح على عموم طلبة الأرض المقدسة في صفر سنة ١٢٩٩ ه.

(٢٨٥)

مجموعة (رسالتان) :

١ ـ ألفية ابن مالك

(نحو ـ عربي)

 لابن مالك النحوي (٦٧٢ ه).

٢ ـ نظم اللآلئ في تجويد كلام الله تعالى

(تجويد وقراءة ـ فارسي)

للسيد أبي القاسم القارئ ، وقد نظمها أيام الشاه عباس الثاني وعنونها باسمه ، وهي ثمانية أبيات بالفارسية.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، الرسالة الأولى معربة ، وكتب الثانية محمد صادق ، فرغ منها يوم الأربعاء غرة ربيع الآخر سنة ١١٩٣ ه. كتبت العناوين بالشنجرف. الورق فرنجي. القطع ٢١ × ٥ / ١٤ سم.


(٢٨٦)

مجموعة :

١ ـ كبرى

(منطق ـ فارسي)

لمير سيد شريف علي بن محمد الجرجاني (٨١٦ ه).

٢ ـ حاشية التهذيب = حاشية الملا عبد الله

(منطق ـ عربي)

للملا عبد الله اليزدي (٩٨١ ه).

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبت سنة ١٢٥٩ و ١٢٦١ ه بخط كاتبين ، ولم يلاحظ عليها آثار وقف إلا ختم المدرسة والرقم. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق فرنجي. القطع ١٥ × ١٠ سم.

عدد السطور : ١٣ و ١٦.

(٢٨٧)

مجموعة :

١ ـ قطر الندى وبل الصدى

(نحو ـ عربي)

لابن هشام النحوي (٧٦١ ه).

٢ ـ البهجة المرضية في شرح الألفية

(نحو ـ عربي)

لجلال الدين السيوطي (٩١١ ه).

نسخة كتبت بقلم نسخي ، كتبها محمد علي بن قدرة علي ، فرغ منها في ذي القعدة سنة ١٢٨١ ه بسمنان. القطع ٢١ × ١٦ سم.

عدد السطور : ١٣ و ١٤. ١٦ × ١٥ سم.

* * *


(٢٨٨)

مجموعة :

١ ـ رسالة في أحكام الصلاة

(فقه ـ عربي)

للشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني (١١٨٨ ه).

وقد كتب في بدايتها رسالة مختصرة في الصلاة ثم شرحها.

٢ ـ أجوبة المسائل الخراسانية

(فقه ـ عربي)

لحسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.

نسخة كتبت بقلم نسخي ، أوقفها الشيخ محمد صالح على طلاب الأرض المقدسة كتبت العناوين وعلامات المتن باللون الأحمر. الورق فرنجي.

عدد السطور : ٢٢. ٥ / ١٧ × ١٠ سم.

(٢٨٩)

مجموعة :

١ ـ حاشية السيوري

(حكمة ـ عربي)

للفاضل المقداد (٨٢٦ ه).

وهو شرح مزجي كتب فيه المتن تحت عنوان (قوله).

٢ ـ بيست باب تقويم

(نجوم ـ فارسي)

لنظام الدين عبد العلي بن محمد حسين البيرجندي (٩٣٤ ه).

كتبت هذه المجموعة بخط النستعليق ، كتبها علي بن كربلائي قارداشخان الصفي آبادي ، أوقفها الملا علي الدرودي مع ستة وأربعين كتابا آخر على هذه المدرسة سنة ١٢٩٧ ه. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق فرنجي. القطع ٥ / ١٤ × ٥ / ١٠ سم.


عدد السطور : ١٤. ٥ / ٩ × ٥ / ٥ سم.

(٢٩٠)

مجموعة :

١ ـ مفتاح الكرامة ، ج ١

(فقه ـ عربي)

الشارح السيد محمد جواد العاملي (١٢٢٦ ه) وهو شرح لقواعد الأحكام للعلامة الحلي.

٢ ـ عوائد الأيام من مهمات أدلة الأحكام

(فقه ـ عربي)

لأحمد بن محمد مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني (١٢٤٤ ه). وهي ناقصة الآخر.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتبها كاتبان ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ ه. كتبت عناوين وعلامات الرسالة الأولى باللون الأحمر. الورق فرنجي.

(٢٩١)

مجموعة :

١ ـ حاشية التهذيب

(منطق ـ عربي)

للملا عبد الله اليزدي (٩٨١ ه).

٢ ـ كبرى.

(منطق ـ فارسي)

لمير سيد شريف علي الجرجاني (٨١٦ ه).

نسخة كتبت بقلم نسخي ، الورق فرنجي. القطع : رقعي.

عدد السطور : ١٦. ٥ / ١٤ × ٨ سم.

* * *


(٢٩٢)

مجموعة :

١ ـ رسالة الوجيزة

(فقه ـ فارسي)

لمحمد جعفر بن محمد صفي الآباده إي الأصفهاني (١٢٨٠ ه).

رسالة فقهية بالفارسية في مسائل الصلاة وقد اختارها من كتاب (تحفة الأبرار).

٢ ـ رسالة سؤال وجواب

(فقه ـ فارسي)

للحاج سيد محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني (١٢٦٠ ه).

وهي رسالة بالفارسية تشتمل على أجوبة على الأسئلة الفقهية.

نسخة كتبت بقلم نسخي ، لم يلاحظ عليها آثار وقف أو نشر. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق فرنجي. القطع : وزيري.

عدد السطور : ١٧ و ٢١.

(٢٩٣)

مجموعة :

أنوار التنزيل وأسرار التأويل

(تفسير ـ عربي)

للقاضي البيضاوي (٦٨٢ أو ٦٩٥ ه).

من سورة طه إلى آخر القرآن.

٢ ـ حاشية أنوار التنزيل

(تفسير ـ عربي)

شرح على تفسير البيضاوي ، من أول سورة عم إلى آخر القرآن.

٣ ـ حاشية أنوار التنزيل.

شرح آخر أوسع من الشرح السابق ، وهذا الشرح لسورتي عم ويس.


كتبت هذه المجموعة بقلم النستعليق ، كتبها الخواجة مير بين سنتي ٩٩٠ ـ ٩٩٨ ه ببلدة كابل في مدرسة الخواجة عبد الخالق ، أوقفها الملا عبد السميع. كتبت العناوين والعلامات بالشنجرف. الورق سمرقندي. القطع : ربعي.

عدد السطور : ٢٢. ١٤ × ٥ / ٨ سم.

(٢٩٤)

مجموعة :

١ ـ حاشية الملا جلال

(منطق ـ عربي)

لجلال الدين محمد بن سعد الدين أسعد الصديقي الدواني (٩٠٨ ه).

وهي حاشية كتبت مطالبها تحت عنوان (قوله) ناقصة الأول.

٢ ـ حاشية على شرح الشمسية

(منطق ـ عربي)

 حاشية للمؤلف السابق.

٣ ـ حاشية على الحاشية على شرح الشمسية

(منطق ـ عربي)

لمير صدر الدين الدشتكي.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، عدد سطورها : ١٨ ، وبقلم النستعليق عدد سطورها : ١٦. قياس ٥ / ١٠ × ٥ / ٤ سم ، كتب الأولى محمد مؤمن بن جلال الدين محمد ، فرغ منها يوم الجمعة ٢٧ جمادى الآخرة سنة ١٠١٦ ه ، وكتب الرسالة الثانية محمد رضا ، وهي مبتورة الأول. وهذه النسخة واحدة من خمسمائة كتاب أوقفها الشيخ محمد باقر المدرسي سنة ١١٧٦ ه. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق سباهاني. القطع ٥ / ١٦ × ٥ / ٩ سم.

* * *


(٢٩٥)

مجموعة :

١ ـ إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة.

للحسن بن يوسف بن المطهر الحلي.

فرغ من تأليفها يوم الثلاثاء ١٩ ذي القعدة سنة ٧٠٧ ه.

٢ ـ دراية الحديث

(دراية ـ عربي)

للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي ، المقتول سنة ٩٦٥ ه.

٣ ـ فهرست الشيخ الطوسي

(رجال ـ عربي)

لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠ ه).

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتب الرسالة الأولى سرايا ابن حامد بن علوان ، وكتب الثانية حسن بن فخر الدين ، فرغ منها يوم الأربعاء ٩ ذي الحجة سنة ١٠١٩ ه بخوي ، وكتب الثالثة كاتب الرسالة الأولى ، وفرغ منها يوم الجمعة أول صفر سنة ١٠٢٠ ه ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري علي هذه المدرسة في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ ه. كتبت العناوين والأسماء والعلامات باللون الأحمر.

عدد السطور : ٢١. ١٤ × ٩ سم.

(٢٩٦)

مجموعة :

١ ـ كبرى

(منطق ـ فارسي)

لمير سيد شريف علي الجرجاني (٨١٦ ه).

٢ ـ حاشية التهذيب

(منطق ـ عربي)

للملا عبد الله اليزدي (٩٨١ ه).

٣ ـ مختصر تلخيص المفتاح

(أدب ـ عربي)


لمسعود بن عمر التفتازاني (٧٩١ ه).

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتبها محمد بن محمد رحيم الجنابري ، الذي فرغ من الأولى يوم الاثنين سنة ١٢٣٠ ه ، ومن الثانية يوم ١٩ جمادى الآخرة من تلك السنة ، ومن الثالثة يوم الأحد ٢١ شوال نفس السنة ، وقد أوقفها الميرزا بابا السبزواري على هذه المدرسة في الثامن من شهر رمضان سنة ١٢٩٣ ه. كتبت العناوين والعلامات باللون الأحمر. الورق فرنجي. القطع ٥ / ٢٠ × ٥ / ١٣ سم.

عدد السطور : ١٨. ٥ / ١٤ × ٥ / ٨ سم.

(٢٩٧)

مجموعة :

١ ـ شرح شواهد القطر

(نحو ـ فارسي)

للشارح نظام الدين ابن المولى أحمد الأردبيلي.

٢ ـ شرح التصريف

(فارسي)

للشارح السابق.

٣ ـ صرف مير

(صرف ـ فارسي)

لمير سيد شريف علي الجرجاني (٨١٦ ه).

كتبت هذه المجموعة بقلم النستعليق ، فرغ منها يوم الأربعاء ١٨ شؤال سنة ١٢٤٢ ه ، وهذه النسخة من موقوفات هذه المدرسة. القطع ٥ / ١٦ × ٥ / ١٠ سم.

عدد السطور : مختلف.

(٢٩٨)

مجموعة :

١ ـ ألفية ابن مالك

(نحو ـ عربي)


٢ ـ كبرى

(منطق ـ فارسي)

لمير سيد شريف علي الجرجاني.

٣ ـ حاشية

(منطق ـ عربي)

للملا عبد الله اليزدي.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتبها حسين بن كربلائي رمضان خبوشاني بين سنة ١٢٥٨ ـ ١٢٥٩ ه الورق فرنجي.

القطع ٥ / ١٦ × ١٠ سم. عدد السطور : ١٥ و ١٧.

(٢٩٩)

مجموعة :

١ ـ مقابس الأنوار ونفايس الأسرار في أحكام النبي المختار وعترته الأطهار.

للشيخ أسد الله ابن المولى إسماعيل الدزفولي الكاظمي (١٢٣٧ ه).

كتاب جيد يشتمل على اصطلاحات خاصة ، ويحتوي على مباحث من أول الطهارة إلى رضاع كتاب النكاح ، وفي بدايته فوائد رجالية وكثير من تراجم المتقدمين وقد طبع الكتاب مرارا في إيران.

٢ ـ قصيدة القاضي شويف الدين المقري.

(عربي)

٣ ـ جواهر الكلام.

(فقه ـ عربي)

للشيخ محمد حسن النجفي (١٢٦٦ ه) يحتوي على فصل الصلاة.

كتبت هذه المجموعة بقلم نسخي ، كتبها حسين بن كاظم ، فرغ منها في السابع من صفر سنة ١٢٦٠ ه ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ ه. الورق فرنجي.

عدد السطور : ٢٥. ٥ / ١٥ × ٥ / ٩ سم.

* * *


(٣٠٠)

مجموعة :

١ ـ حاشية = شرح

(حكمة ـ عربي)

أشار الشارح إلى كتاب المباحث المشرقية للإمام الفخر ، وهذا الشرح على طريقة (قوله) على فصل الإلهيات من كتاب في الحكمة.

٢ ـ حاشية في الحكمة

(حكمة ـ عربي)

مبتورة الأعلى والأسفل.

٣ ـ حاشية على تفسير البيضاوي.

لعصام الدين إبراهيم.

من جزء عم ، مبتورة الأول.

كتبت هذه المجموعة بخطين ، كتبت الرسالة الأولى والثانية بقلم النستعليق ، عدد السطور : ٢١ ، قياس ٥ / ١٣ × ٨ سم ، والرسالة الثالثة كتبها السيد محمد بدخشي. كتبت العناوين باللون الأحمر. الورق أصفهاني. القطع : ربعي.

(٣٠١)

مجموعة :

١ ـ رسالة نجاة العباد

(فقه ـ عربي)

 للشيخ محمد حسن ابن الشيخ باقر النجفي ، صاحب الجواهر (١٢٦٦ ه).

وهي في أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس.

٢ ـ رسالة النجاة في يوم المعاد.

للمؤلف السابق ، وهي في مباحث الطهارة والصلاة والصوم.

٣ ـ رسالة في أحكام الأموات.

(فقه ـ عربي)


للمؤلف السابق.

نسخة كتبت بقلم نسخي ، فرغ منها في محرم سنة ١٢٩٣ ه بالمدرسة الباقرية ، وفي أول هذه المجموعة كتاب مطبوع باسم (سرور العباد) وهو الرسالة العملية للشيخ الأنصاري. كتبت العناوين باللون الأحمر. الورق فرنجي.

عدد السطور : ١٩.

(٣٠٢)

مجموعة :

١ ـ المناهل

(فقه ـ عربي)

للسيد محمد المجاهد (١٢٤٢ ه).

من القضاء وشئ من الطهارة ، ولم يتم الكاتب النسخة.

٢ ـ مقدمات الحدائق

(فقه ـ عربي)

للشيخ يوسف البحراني (١١٨٦ ه).

اثنتا عشرة مقدمة في مباحث مقدمات علم الأصول والقواعد الكلية للاستنباط.

٣ ـ شرح الوافية.

(أصول ـ عربي)

للسيد بحر العلوم مهدي بن مرتضى الطباطبائي (١٢١٢ ه).

لم يتم الكاتب النسخة.

كتبت هذه المجموعة بقلم النستعليق ، أوقفها الميرزا بابا السبزواري علي هذه المدرسة في شهر رمضان سنة ١٢٩٣ ه. الورق فرنجي.

عدد السطور مختلف.

للبحث صلة ...


الإمامة

تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي

(٧)

عبد الجبار الرفاعي

١٠٦٩ ـ كتاب في الإمامة

لشاه فتح الله بن هبة الله بن عطاء الله الشيرازي ، المعروف بسيد كمال الدين ، المتوفى في أصفهان سنة ١٠٩٨ ه.

أدرج فيه مناظراته مع المولى عبد الرحيم اللاري الصحاف المدرس بالمدينة المنورة.

أنظر : ريحانة الأدب ٣ / ١٧٣ ، الذريعة ٢ / ٣٣٢.

١٠٧٠ ـ كتاب في الإمامة

للفضل بن عبد الرحمن البغدادي المتكلم.

قال النجاشي : (قال أبو عبد الله الحسين ابن عبيد الله رحمه‌الله : كان عندي كتابه في الإمامة وهو كتاب كبير).

أنظر : رجال النجاشي : ٣٠٦ ، الذريعة ٢ / ٣٣٢.

١٠٧١ ـ كتاب في الإمامة

لأبي الحسن محمد بن أحمد الحارثي الخطيب بساوة.

تقدم بعنوان : كتاب الإمامة.

١٠٧٢ ـ كتاب في الإمامة

لأبي بكر محمد بن خلف الرازي المتكلم.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨١ ، الذريعة ٢ / ٣٣٤.

١٠٧٣ ـ كتاب في الإمامة

لأبي جعفر محمد بن الخليل السكاك البغدادي ، صاحب هشام بن الحكم ، المتوفى سنة ١٧٩ هـ.

أنظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٢٥ ، الذريعة ٢ / ٣٣٤ ، رجال النجاشي : ٣٢٩ ، كشف الحجب


والأستار ٤٢٥ ، الفهرست ـ للشيخ الطوسي ـ : ١٣٢ ، معالم العلماء: ٩٥.

١٠٧٤ ـ كتاب في الإمامة

لأبي الحسين محمد بن علي البصري البغدادي المعتزلي ، المعروف بالطيب أو الطبيب ، المتوفى في بغداد سنة ٤٣٦ ه.

أنظر : ريحانه الأدب ٧ / ٦٣.

١٠٧٥ ـ كتاب في الإمامة

للشيخ نوح بن الشيخ قاسم بن الشيخ محمد الجعفري القرشي النجفي (ولد حدود ١٢١٣ ه ـ ١٣٠٠ ه).

أنظر : معارف الرجال ٣ / ٢١٢.

١٠٧٦ ـ كتاب في الإمامة

لأبي يوسف يعقوب بن نعيم بن قرقارة الكاتب.

قال النجاشي : وصنف كتابا (كتبا) في الإمامة ...

أنظر رجال النجاشي : ٤٤٩ ، الذريعة ٢ / ٣٣٩.

١٠٧٧ ـ كتاب في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن

للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد

ابن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٠٠ ، الذريعة ٢ / ٣٤١ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، مجلة تراثنا ع ١٣ (١٤٠٨ ه) ص ١٠٠ ، كشف الحجب والأستار : ٤٢٥.

١٠٧٨ ـ كتاب في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وتفضيله على أهل البيت عليهم السلام ، أو : كتاب حقائق التفضيل في تأويل التنزيل.

لجعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء بن بكر ابن وائل ، أبي محمد.

أنظر : رجال النجاشي : ١٢٤.

١٠٧٩ ـ كتاب في إمامة الحسن والحسين (عليهما‌السلام).

لأبي إسحاق إبراهيم بن عياش البصري المعتزلي.

أنظر : طبقات المعتزلة ـ لابن المرتضى ـ : ١٠٧ ، أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية (القسم المخطوط).

١٠٨٠ ـ كتاب في الإمامة (صغير).

للحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم


السلام ، أبي محمد الأطروش ، المتوفى سنة ٣٠٤ هجرية.

أنظر : رجال النجاشي : ٥٧ ، الذريعة ٢ / ٣٢٤ وسماه : الإمامة الصغير.

١٠٨١ ـ كتاب في الإمامة (كبير).

للحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أب محمد الأطروش ، المتوفى سنة ٣٠٤ هجرية.

أنظر : رجال النجاشي : ٥٧ ، الذريعة ٢ / ٣٢٤

١٠٨٢ ـ كتاب في الإمامة (كبير).

لأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن وندك.

أنظر : رجال النجاشي : ١٢٣ ، الذريعة ٢ / ٣٢٣

١٠٨٣ ـ كتاب في إمامة المفضول.

لأبي محمد هشام بن الحكم ، مولى كنده.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٣٣ ، الذريعة ٢ / ٣٣٨.

١٠٨٤ ـ كتاب في (الإمامة) و (نقضه) و (نقض نقضه).

للقاضي أشرف الدين صاعد بن محمد بن

صاعد البريدي الآبي (ق ٦ ه).

أنظر : فهرست منتجب الدين : ١٠٠ ، مرآة الكتب ٢ / ٦٦ ، ريحانة الأدب ٣ / ١٩٣.

١٠٨٥ ـ كتاب في التوحيد والعدل والإمامة.

لأبي طالب عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، المتوفى بواسط سنة ٣٥٦ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٢٣٣.

١٠٨٦ ـ كتاب في طرق من كنت مولاه.

لمعاوية السجزي.

أنظر : معالم العلماء : ١٢٢.

١٠٨٧ ـ الكتاب المبين في إثبات إمامة الطاهرين.

في الإمامة وأحوال الأئمة وشيعتهم والغيبة وغير ذلك.

لميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيشابوري الهندي الأكبر آبادي الأخباري ، المقتول في الكاظمية سنة ١٢٣٢ ه.

نسخة في خزانة آل جمال الدين في سوق الشيوخ ، برقم ٣٩٠ ، في ٣٠٠ ص.

أنظر : ريحانة الأدب ١ / ٨٦ الذريعة ١٧ / ٢٨٠ ، إيضاح المكنون ٢ / ٣٢٧ ، مجلة الموسم


ع ١ (١٤٠٩ ه).

١٠٨٨ ـ كتاب من روى حديث غدير خم.

للقاضي الحافظ الجعابي ، أبي بكر محمد بن عمر بن محمد سالم البراء التميمي ، شيخ الشيخ المفيد (٢٨٤ ـ ٣٥٥ ه).

أنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٢٦.

١٠٨٩ ـ كتاب من روى حديث الغدير.

لأبي المفضل الشيباني ، محمد بن عبد الله ابن محمد بن عبيد الله الكوفي ، شيخ شيخ الطائفة الطوسي.

أنظر : الذريعة ٢٢ / ٢٢٦.

١٠٩٠ ـ كتاب يوحنا.

فارسي.

تقدم بعنوان : منهاج المناهج في إثبات الإمامة

١٠٩١ ـ كتب في الإمامة.

لأبي الطيب الرازي المتكلم.

أنظر : معالم العلماء : ١٣٩ ، وعبر عنه في الذريعة ١٧ / ٢٦٥ بكتاب الإمامة نقلا عن معالم العلماء ، لكن المذكور فيه ما أثبتناه.

١٠٩٢ ـ الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة.

لمحمد بن علي بن حسن ، المعروف بصديق حسن خان ، المتوفى سنة ١٣٠٧ ه.

طبع في : الهند (بلدة بهوبال) : مطبعة الصديقي.

أنظر : مصادر الدراسة عن الدول والسياسة في الإسلام : ٧.

١٠٩٣ ـ كتاب الكر والفر في الإمامة.

للحسن بن علي (عيسى) بن أبي عقيل ، أبي محمد العماني الحذاء ، شيخ جعفر بن قولويه.

قال النجاشي : (وهو كتاب في الإمامة ، مليح الوضع ، مسألة وقلبها وعكسها).

أنظر : رجال النجاشي : ٤٨ ، معالم العلماء : ٣٧ ، فهرست الطوسي : ٥٤ ، مرآة الكتب ٣ / ١٥٥ ، الذريعة ١٧ / ٢٩٢ و ٢٦ / ٣١٢.

١٠٩٤ ـ الكر والفر.

في الإمامة.

منسوب للشيخ علي بن بابويه القمي ، والد الشيخ الصدوق.

أنظر : فهرست آل بابويه : ٤٣.


١٠٩٥ ـ الكر والنفي في الأمانة والإمامة عن المماثلة في الاستدلال بين طريق النبوة والإمامة.

لأبي الفتح محمد الكراجكي.

أنظر: إيضاح المكنون ٢ / ٣٥٢.

١٠٩٦ ـ كشف الحق ونهج الصدق.

للعلامة الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

يأتي بعنوان : نهج الحق وكشف الصدق.

١٠٩٧ ـ كشف الخلافة.

للسيد إعجاز حسن الامروهي ، المعاصر للمفتي مير عباس وتلميذه.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٣٤.

١٠٩٨ ـ كشف السحاب.

في شرح الخطبة الشقشقية.

لملا حبيب الله بن علي مدد بن رمضان الكاشاني (ق ١٤ ه).

أنظر ريحانة الأدب ٥ / ١٩ ، كتابنامه نهج البلاغة : ٥٥

١٠٩٩ ـ الكشف فيما يتعلق بالسقيفة.

لأحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمري ، ابن عبيد بن عازب ـ أخي البراء بن عازب

الأنصاري.

أنظر : رجال النجاشي : ٨٤ ، معالم العلماء : ١٩ ، إيضاح المكنون ٢ / ٣٢٤ ، كشف الحجب والأستار : ٤٦٤ ، الذريعة ١٨ / ٥٢.

١١٠٠ ـ كشف المهم في طرق خبر غدير خم.

للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الموسوي الكتكاني التوبلي البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٧ ه.

نسخة في المكتبة الرضوية بمشهد. برقم ٦٨٥ ، في ٤٣ ورقة ، تاريخها ١١٠١ ه.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٦٤ ، فهرس الرضوية ٥ / ١٥٧

١١٠١ ـ كشف اليقين في اختصاص مولانا علي عليه‌السلام بإمرة المؤمنين.

للسيد رضي الدين ابن طاووس المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

يأتي بعنوان : اليقين في إمرة أمير المؤمنين.

١١٠٢ ـ كشف اليقين في الإمامة.

للعلامة الحلي ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

يقوم بتحقيقه : حسين الدركاهي.


١١٠٣ ـ كشكول إمامت.

فارسي.

للسيد عزيز الله إمامت.

طهران ، ١٣٥١ ش ، ٢٤٠ ص ، وزيري.

١١٠٤ ـ الكشكول فيما جرى على آل الرسول.

في الإمامة.

ينسب إلى العلامة ولم يثبت.

أنظر أمل الآمل ٢/ ٣٦٤ ـ ٣٦٥.

١١٠٥ ـ كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر.

لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي القمي ، تلميذ الشيخ الصدوق (ق ٤ ه).

نسخة في مكتبة آية المرعشي ، برقم ١١٤١ ، في ٨٠ ورقة ، تاريخها ١١٨٠ ه.

ونسخة في مجموعة ، رقم ٩٨٠ ، الأوراق ٣٠٠ ب ـ ٣٦٣ ، تاريخها سنة ١٠٨٦ ه.

ونسخة في المجموعة رقم ٢٨٢٥ (الأوراق ١ ب ـ ٦٤ ر ـ

ونسخة في مكتبة باريس ، رقم ٢٠١٨ ، الأوراق ٢٠٧ ـ ٢٥٧، تاريخها سنة ١٠٨٦.

ونسخة في مشهد ٥ / ١٥٧ ، أخبار ٦٨٦ ، في

٥٤ ورقة ، تاريخها سنة ١٣١٨ ه.

ونسخة في برلين ، رقم ٩٦٧٥ ، من ٤٩ ـ ٨٩.

ونسخة في الجمعية الآسيوية ، كلية الحكومة ٨٢٥.

ونسخة في مكتبة بورهار رقم ٥١ ، في ١٧١ ورقة (ق ١٣ ه).

ونسخة في مكتبة إمام الجمعة بزنجان.

طبع في :

طهران : ١٣٠٥ ش ، حجرية بضمن الخرائج والجرائح.

قم : انتشارات بيدار ، ١٤٠١ ه ، ٣٤٢ ص ، ٢٤ سم ، تحقيق السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري.

أنظر كشف الحجب والأستار ٤٧١ ، الذريعة ٨٦ / ٨٦ ، تاريخ التراث العربي  ـ لسزكين ـ مج ١ ج ٣ / ٢٩٩ ، ريحانة الأدب ٢ / ١٢٧ ، دليل المخطوطات ١ / ١٣٤ ، فهرس المرعشي ٣ / ١٧٣ و ٣١٤ ـ ٣١٥ و ٨ / ٢٩.

١١٠٦ ـ كفاية الخصام ني تعيين الإمام.

فارسي.

ترجمة لكتاب (غاية المرام) للسيد هاشم البحراني.

ترجمه الشيخ محمد تقي بن علي الدزفولي.

طهران ، ١٢٧٧ ق ، ٧٢٢ ص ، حجرية ، رحلي.


١١٠٧ ـ الكفاية في الإمامة.

مجهول المؤلف.

أنظر : معالم العلماء : ١٤٥ ، الذريعة ١٨ / ٩٥.

١١٠٨ ـ الكفاية.

في الإمامة.

لعماد الدين الحسن بن علي بن محمد الطبري.

ألفه في أصفهان سنة ٦٧٢ ه.

أنظر : مرآة الكتب ٣/ ١٧٣ ، ريحانة الأدب ٤/ ١٩٩ الذريعة ١٨/ ٩٥.

١١٠٩ ـ كفاية الموحدين في عقايد الدين.

فارسي.

في ثلاثة مجلدات : الأول في الأصول الثلاثة ، والثاني في الإمامة ، والثالث في المعاد.

للسيد إسماعيل بن أحمد العلوي العقيلي النوري الطبرسي القدوسي ، المتوفى سنة ١٣٢١ هجرية.

في مجلد الإمامة منه الموسوم ب (عصمة الولاية) مسائل يوم الغدير ، وتاريخ فراغه يوم الغدير من سنة ١٣٠١ ه ، وذكر في آخره قريبا من مائتي كتاب من كتب العامة التي ينقل في كتابه عنها.

طبعت جميع مجلداته بطهران.

أنظر : الذريعة ١٨ / ١٠١.

١١١٠ ـ الكلام الجلي في ولاية أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

للسيد حيدر الحلي الحسيني.

بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ـ ١٩٨٤ م ٢٧٢ ص ، ٢٤ سم.

١١١١ ـ الكلام على حديث ولاية اثني عشر رجلا.

حول الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا).

للسيد محمد بن إسماعيل الأمير.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقم ٥٠١٥ ، من ٤٣ ب ـ ٤٦ ر.

أنظر : فهرسها ١٣ / ٢١٣.

١١١٢ ـ كلمة حول الإمامة.

لعبد الغفار مساعد.

طبع في قم : دار الباقر ، ١٣٥٧ ش ، ١٥ ص.

١١١٣ ـ الكلمة الطيبة.

في إثبات عصمة الأئمةعليهم‌السلام ونزول آية التطهير في العترة الطاهرة.

للشيخ محمد بن إبراهيم الأصفهاني الحائري


النجفي المولود بها سنة ١٣٠٤ ه.

أنظر : الذريعة ١٨ / ١٢٥.

١١١٤ ـ كلمة عابرة حول كتاب (الإمامة في الإسلام) لعارف تأمر.

لمصطفى غالب.

مجلة الإيمان (النجف الأشرف) س ١ : ع ٩ و ١٠ (١ ـ ٢ / ١٣٨٤) ص ٤٧ ـ ٥٣.

١١١٥ ـ كليات مسألة ولايت.

فارسي.

لمحمود حسيبي سياهبوش.

طبع في طهران : مؤسسه إسلامي أبجد ، ١٣٦١ ش ، ٧٢ ص.

١١١٦ ـ الكليمية.

من كتب الإسماعيلية.

تأليف الشيخ آدم بن عبد الطيب ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.

كتبها إلى داعيه كليم الدين موسى الداعي الداودي تعرية له مما جرى عليه من النائبة بوفاة والده عبد الطيب. وفيها من ذكر الموت والصبر وبيان أمر الدنيا وتصاريف أحوالها ، ومن كيفية تسلسل النص من آدم النبي إلى آخرهم ، ومنهم إلى أئمتهم ، ومن الأئمة إلى دعاتهم واحدا بعد واحد حتى

انتهت إلى داعيه المذكور ونبذ من سيرتهم.

أنظر : الذريعة ١٨ / ١٣٦.

١١١٧ ـ كنز الفوائد.

فارسي.

في الإمامة والفوائد الدينية والأخلاقية.

للمولى محمد كاظم بن محمد شفيع الهزار جريبي ، من تلاميذ الوحيد البهبهاني.

مرتب على مقدمة واثني عشر بابا وخاتمة.

يوجد عند الشيخ محمد علي الهمداني الحائري.

أنظر : كشف الحجب والأستار : ٤٧٦ ، الذريعة ١٨ / ١٦١ ، مرآة الكتب ٣ / ١٧٨.

١١١٨ ـ الكواكب الدرية في النصوص على إمامة خير البرية وذكر نجاة أتباع الذرية.

لصلاح بن إبراهيم بن أحمد الهادي ، المتوفى سنة ٧٠٢ ه.

نسخة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ، برقم ٨ مجاميع من ورقة ١٧٦ ـ ١٩٩ ، تاريخها سنة ٧٢١ ه.

ونسخة في مكتبة جامع الغربية ، رقم ٨٧ مجاميع.

أنظر : مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ١١٢.


١١١٩ ـ الكواكب المضيئة للشيعة المرضية.

في قيام حجج الإمامية على فرق الزيدية.

للشيخ محمد جواد الشيرازي.

كتبه في رد الزيدية بأمر أستاذه المولى محمد كاظم ، وفرغ منه في سنة ١٢٥٧ ه ، ورتبه على مقدمة في أن الإمامة كالنبوة وظيفة إلهية باختيار الشارع ، ومطالب، أولها في النصوص على الاثني عشر ، وثانيها في وجه عدم خروجهم جميعا إلى الجهاد، وثالثها في اختلاف الفرق الزيدية أصولا وفروعا ، ورابعها في مناقضاتهم وبعض تضييقاتهم ، وخاتمة في إثبات الإمامة على خلاف العامة.

كان عند محمد علي السبزواري بالكاظمية.

أنظر : الذريعة ١٨ / ١٨١.

١١٢٠ ـ كيست مولا؟آنكه آزادت كند.

فارسي.

بمناسبت غدير خم.

منشورات شاهد طهران ، ع ١٥ (شهريور ١٣٦٣ ش).

١١٢١ ـ گذرگاه أعظم : برداشتى از كتاب (براهين الإمامة)

فارسي.

للسيد مرتضى شجاعي.

طهران ، سازمان جاب خواجة ، ١٣٦٤ ش / ١٩٨٥ م ، ١١٢ ص، رقعي.

١١٢٢ ـ كلشن إيمان.

فارسي.

في الإمامة.

لمحمد صفي بن ولي القزويني في (٦٦ بابا) فيه بيان مذاهب الطوائف في الإمامة ومنشأ اختلافهم وذكر شبههم ، وإثبات الانحصار في الاثني عشر، وحقية الاثني عشرية ، ووجود الحجة عليه‌السلام في كل زمان ، وجملا من مناقبهم ومواليدهم، وقد بسط القول في صاحب الزمانعليه‌السلام.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٢٢٤.

١١٢٣ ـ لآلئ الولاية.

ألفية منظومة في الإمامة.

للميرزا محمد بن سليمان التنكابني ، المتوفى سنة ١٣٠٢ ه.

نظمها سنة ١٢٥٩ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ٤٦٣ و ١٨ / ٢٦٦ و ٢٣ / ١٣١.

١١٢٤ ـ لسان صدق إبراهيم در خلافت أمير المؤمنين از نظر قرآن.

فارسي.


لعلي محمد بن محمد ولي زنجاني.

قم ، ١٣٧٨ ق ، ٣٤٠ ص ، وزيري.

١١٢٥ ـ لسان الصدق ومنادي الهدى.

في إثبات إمامة أئمة الهدى.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٣٠٦.

١١٢٦ ـ اللطمة على منكري العصمة.

في حقيقة العصمة والأدلة على وجوب عصمة الإمام عليه‌السلام ، وبيان وجه إقراره بالذنب والعصيان.

للسيد عبد الله بن الحسن الموسوي السبزواري المدعو بالبرهان ، المولود سنة أنظر : الذريعة : ١٨ / ٣٢٥.

١١٢٧ ـ لواء الحمد.

في وقائع حجة الوداع وفضل يوم الغدير وخطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ..

وبعض القصائد الغديرية.

للشيخ صارم الدين محمد الشريف ابن الشيخ محمد إبراهيم بن محمد إسماعيل الأردستاني اليزدي الحائري (ق ١٤ ه).

طبع في بومبي ، ١٣٠٥ ه ، حجرية.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٣٥٦.

١١٢٨ ـ لوامع السقيفة والدار والجمل وصفين والنهروان.

للشيخ الرئيس عبيد الله بن عبد الله السعد آبادي أو السد آبادي.

أنظر : الذريعة ١٨ / ٣٦٨.

١١٢٩ ـ لوامع السقيفة والدار والجمل وصفين.

للشيخ الرئيس أبي عبد الله الحسين بن محمد الحلواني.

أنظر : الذريعة ١٧ / ٢٥٥ و ١٨ / ٣٦٧ ـ ٣٨ ، كشف الحجب والأستار : ٤٨١.

١١٣٠ ـ المائتين.

في الإمامة.

للميرزا محمد حسن بن محمد كريم الزنوزي التبريزي ، الرئيس المرجع بها ، (المتوفى في تبريز سنة ١١٣١) ه.

أنظر : ريحانة الأدب ٢ / ٣٩٢ ، الذريعة ١٩ / ٢

١١٣١ ـ كتاب ما روي في عدد الأئمة.

لمحمد بن علي بن الفضل بن تمام بن سكين.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٥ ، الذريعة


١٩ / ٢١.

١١٣٢ ـ كتاب ماهية العصمة.

لأبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني ، المعروف بابن أبي العزاقر.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٧٨.

١١٣٣ ـ ما يجب على العبد عند مضي الإمام عليه‌السلام.

لأبي جعفر محمد بن أحمد بن أبي قتادة.

مولى السائب ابن مالك الأشعري.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٣٨ ، الذريعة ١٩ / ٣٥.

١١٣٤ ـ كتاب ما يفعل الناس حين يفقدون الإمام.

لأحمد بن أبي زاهر موسى ، أبي جعفر الأشعري القمي.

أنظر : رجال النجاشي : ٨٨ ، الذريعة ١٩ / ٣٦.

١١٣٥ ـ المبدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة.

لأبي عبد الله أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي ، المعروف بالأحمر البجلي (ق ٢ الهجري).

أنظر : المغازي الأولى ومؤلفوها : ٥ ، الذريعة ١٩ / ٤٧ ، معجم المؤلفين ١ / ١ ، معجم الأدباء ـ لياقوت ـ ١ / ٣٥ ، معالم العلماء : ٢٧ ، مصادر التراث العسكري عند العرب ٢ / ٣١٢.

معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ١٢٤.

١١٣٦ ـ المبسوط في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للشيخ عبد النبي بن سعد الدين الأسدي الجزائري الغروي.

طبع باسم : الإمامة ، في النجف الأشرف.

المطبعة الحيدرية ، سنة ١٣٧٣ ه ، في ٢٠٦ ص ، القطع المتوسط.

أنظر : مرآة الكتب ٢ / ٦٧ ، الذريعة ١٩ / ٥٣.

١١٣٧ ـ مبعث وغدير : أولين وآخرين پيام در قرآن.

فارسي.

لجلال الدين همائي.

١١٣٨ ـ كتاب المثالب.

سماه : فلا تلم كبير ...

في الإمامة.

للمظفر بن محمد بن أحمد أبي الجيش البلخي الخراساني النوبختي ، المتوفى سنة ٣٦٧


هجرية.

أنظر : معالم العلماء : ١٢٤.

١١٣٩ ـ مثالب النواصب.

فارسي.

في الإمامة.

للشيخ نصير الدين عبد الجليل القزويني.

تقدم بعنوان : كتاب بعض مثالب النواصب.

١١٤٠ ـ مثنوي أسرار الولاية.

لحبيب.

تقدم بعنوان : أسرار الولاية.

١١٤١ ـ مثنوي خلافتنامة حيدرى.

للشاعر خاموش.

تقدم بعنوان : خلافتنامة حيدري.

١١٤٢ ـ المجالس.

في الإمامة.

للميرزا حيدر علي بن المدقق الشيرواني محمد بن الحسن ـ الذي يروي عن المجلسي ـ المتوفى سنة ١٠٩٨ ه.

أنظر : كشف الحجب والأستار ٤٨٦ ، الذريعة ١٩ / ٣٥٣.

١١٤٣ ـ المجالس.

في الإمامة.

لأبي محمد هاشم بن الحكم ، شيخ متكلمي الشيعة الكوفي الواسطي البغدادي ، روى عن الإمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٣٣ ، الذريعة ١٩ / ٣٥٦.

١١٤٤ ـ كتاب مجالسة مع المخالفين في معان مختلفة.

لأبي الجيش مظفر بن محمد بن أحمد البلخي.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٢٢.

١١٤٥ ـ مجلس في الإمامة مع أبي علي الجبائي.

لابن مملك الأصفهاني أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن مملك.

أنظر : معالم العلماء : ١٤٢ ، الفهرست : ١٧٧.

١١٤٦ ـ مجلس يوم الغدير.

في إمامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

لأبي طالب الفارسي العراقي الزيدي (ق ٦ ه).

أنظر : تراثنا ع ٢١ (١٤١٠ ه) ص ٢٣٦.


١١٤٧ ـ مجمع البحرين.

في أدلة الفريقين المتفق عل نقلها الفريقان. مبسوط في رد العامة ، مع الترجمة ، بلسان الأردو.

للمولوي السيد أحمد حسين بن إمام بخش صاحب العظيم آبادي ، المتوفى سنة ١٣١٩ ه.

طبع بالهند في ١٠٠٠ صفحة.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ٢٢.

١١٤٨ ـ المحجة البيضاء.

فارسي.

في رد العامة.

للشيخ محمد تقي بن محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المعروف بآقا نجفي ، المتوفى سنة ١٣٣١ ه.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ١٤٦

١١٤٩ ـ محنة الأوصياء.

لمحمد بن مسعود العياشي.

أنظر : معالم العلماء : ١٠٠.

١١٥٠ ـ المحيط بأصول الإمامة.

على مذهب الزيدية.

للحسن بن أحمد بن متوية.

نسخة في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ، برقم ٦٤٥ ، في ١٣١ ورقة ، تاريخها سنة ١٠٦٥ ه.

١١٥١ ـ مختصر سابع البحار.

في الإمامة.

للآقا رضي بن محمد نصير بن عبد الله بن محمد تقي المجلسي.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ١٩٧.

١١٥٢ ـ مختصر سابع البحار.

للشيخ محمد تقي آقا نجفي المتوفى سنة ١٣٣٢ ه.

تقدم بعنوان : جامع الأنوار في تلخيص سابع البحار ، في الإمامة.

١١٥٣ ـ كتاب مختصر في الإمامة.

لأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي ، المتوفى سنة ٣٥٢ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٥٢.

١١٥٤ ـ مخيرية.

للسيد محمد تقيا.

قصيدة عربية في الإمامة.

توجد في المكتبة الرضوية رقم ٧١٩٨ ، بخط علي أشرف الطالقاني مع مقدمة منثورة فارسية


كتابتها سنة (١٢٩٩) ه في عشرة أوراق.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ٢٣٤.

١١٥٥ ـ مدارج اليقين.

في شرح الأربعين حديثا في الإمامة من طرق العامة.

للشيخ أبي الحسن سليمان بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أحمد بن يوسف بن عمار الماحوزي البحراني المتوفى سنة ١١٢١ ه نسخة في مكتبة الشيخ أحمد بن صالح الطعان البحراني.

وأخرى في مكتبة الشيخ عباس القمي.

وثالثة عند السيد نصر الله التقوي في طهران.

أنظر : الذريعة ١ / ٤١٨ و ٢٠ / ٢٣٨ ، ريحانة الأدب ٥ / ٢٣٨ ، تاريخ البحرين ـ المخطوط ، للشيخ محمد علي آل عصفور ـ : ١٥٧ ، فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ١٦ و ٧٨ ، كشف الحجب والأستار : ٣٦.

١١٥٦ ـ المدخل إلى الإمامة.

للشيخ محمد مهدي الآصفي.

بحث مقدم : في المؤتمر العالمي الثالث للإمام الرضا عليه‌السلام (مشهد ٣ / ١٤١٠ ه).

١١٥٧ ـ مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر.

للسيد هاشم البحراني.

يأتي بعنوان : مدينة المعجزات في النص على الأئمة الهداة.

١١٥٨ ـ مدينة المعجزات في النص على الأئمة الهداة.

للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل البحراني المتوفى سنة ١١٠٧ ه.

طبع في :

طهران : سنة ١٢٧١ ه حجرية.

طهران : سنة ١٢٩١ ه حجرية ، ٦٢٥ ص ، رحلي.

طهران : سنة ١٣٠٠ ه ، حجرية ، ٥٣٧ ص ، رحلي.

١١٥٩ ـ مذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

للسيد علي نقي الحيدري.

بغداد ، ١٣٧٣ ه ٧٦ ص ، القطع المتوسط.

١١٦٠ ـ مذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

يتضمن حجج الشيعة في انتمائهم لأهل البيت عليهم‌السلام ، مع النصوص النبوية على الأئمة الاثني عشر من كتب سائر الفرق


الإسلامية.

للسيد محمد الحيدري.

بيروت ، دار الأضواء ، ١٤٠٩ ه ـ ١٩٨٩ م ، ٦٤ ص، ١٤ ٢٠ سم.

١١٦١ ـ مرآة القلوب.

فارسي.

في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والأدلة الصحيحة.

لعلي رضا بن محمد الرستمداري.

فرغ منه سنة ١٠٣٠ ه.

نسخة في مكتبة آية المرعشي بقم ، مجموعة رقم ٣٠٠٨ ، من ٣٣١ ر ـ ٣٣٩ ب.

أنظر : فهرسها ٨/ ١٩٥ ـ ١٩٦.

١١٦٢ ـ المراجعات.

حوار حول مسألة الإمامة وقضايا الاختلاف الأساسية بين الشيعة والسنة ، جرى بالمراسلة بين الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر والسيد عبد الحسين شرف الدين.

طبع مرات كثيرة منها في :

صيدا : سنة ١٣٥٥ ه ٣١٢ ص ، وزيري.

صيدا : سنة ١٩٥٣ م ، ط ٣ ، ٣٤٠ ص ، وزيري.

النجف الأشرف : ط ٦ ، ٣٢٧ ص ، وزيري.

النجف الأشرف : ط ٧ ، ٣٢٧ ص ، وزيري.

طهران : مكتبة النجاح ، ١٣٥٩ ش ، ٣١٢ ص.

بيروت : مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٤ ه ٣٥٧ ص ، وزيري.

قم : ١٤٠٥ ه.

حققه وخرج أحاديثه الشيخ حسين الراضي (أبو مجتبى).

وقد ترجم كتاب المراجعات إلى عدة لغات منها : الأوردوية والفارسية والانكليزية.

١١٦٣ ـ مرده به شيعيان جهان (إمامت وشفاعت).

فارسي.

للشيخ علي أكبر ناصري.

طهران ، شركت سهامي طبع كتاب ، ١٣٥١ ش ، ٤٥٤ ص.

١١٦٤ ـ مسألة الإمامة.

للقاسم بن محمد بن علي بن الرشيد الزيدي العلوي ، المتوفى سنة ١٠٢٩ ه.

نسخة في مكنبة د. مارسيل بوازار بجنيف (سويسرا) في ٥ ورقات.

وعنها مصورة في عمادة شؤون المكتبات بجامعة محمد بن سعود بالرياض ، ضمن


مجموعة برقم ٢٣٦٨.

وعنها مصورة في معهد المخطوطات بالكويت.

أنظر : نشرة أخبار التراث العربي، ع ٣٤ (١١ ـ ١٢ / ١٩٨٧ م) ص ٥.

١١٦٥ ـ مسألة الإمامة.

ليحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام (٢٤٥ ـ ٢٩٨ ه).

ونسخة في المتحف البريطاني ، مجموع ٣٧٩٨. or ، في الورقة ٣٨ ب ، وهي جواب على أبي عبد الله الحسن بن عبد الله الطبري حول إمامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

أنظر : مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني : ١٣٥.

١١٦٦ ـ مسألة الإمامة في مذهب الشيعة الإمامية.

دراسة مقارنة في نظرية الإمامة عند الشريف المرتضى والقاضي عبدالجبار.

لعلي بلوط.

بيروت ، جامعة القديس يوسف ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية (رسالة دكتوراه مسجلة).

أنظر : نشرة أخبار التراث العربي ع ٢٠

(٧ ـ ٨ / ١٩٨٥ م) ص ٢٤.

١١٦٧ ـ مسألة العصمة.

للسيد المرتضي.

طبع بإيران ضمن مجموعة رسائل عدتها ثلاثين رسالة في مجلدين في سنة ١٣١٥ ه.

أنظر : الذريعة ١٨ / ١١٨.

١١٦٨ ـ مسألة في الإمامة.

للشيخ رشيد الدين عبد الجليل بن أبي الفتح مسعود بن عيسى ، المتكلم الرازي.

أنظر : فهرست منتجب الدين : ١١٠ ، مرآة الكتب ٢ / ٦٧ ، الذريعة ٢٠ / ٣٨٤.

١١٦٩ ـ مسألة في الإمامة.

تضم إجابات عل أسئلة أبي عبد الله الحسين بن عبد الله الطبري.

ليحيى بن الحسين بن القاسم الرسي (٢٢٠ ـ ٢٩٨ ه).

نسخة في مكتبة المتحف البريطاني ، ملحق ٢٠٦ مخطوطات شرقية ، ٣٧٩٨ / ١١ ، من ٣٨ ـ ٣٩ ، سنة ١١٧٢ ه.

ونسخة في الفاتيكان ، برقم ١٣.

أنظر : سزكين مج ١ ج ٣ / ٣٣٧. مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٥١٦.


١١٧٠ ـ مسألة في الجواب عن الشبهات الواردة لخير الغدير.

بضمن رسائل الشريف المرتضى ٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٤.

للشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

طبع في قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه.

١١٧١ ـ مسألة في علة امتناع علي عليه السلام عن محاربة الغاصبين لحقه بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

بضمن رسائل الشريف المرتضى ٣ / ٣١٥ ـ ٣٢١.

للشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي.

تحقيق : السيد مهدي الرجاني.

طبع في قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه.

١١٧٢ ـ مسألة في علة مبايعة أمير المؤمنين عليه‌السلام أبا بكر

بضمن رسائل الشريف المرتضى ٣ / ١٤١ ـ ٢٤٧.

للشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

طبع في قم : دار القرآن الكريم ، ١٤٠٥ ه.

١١٧٣ ـ المسألة في تخصيص الإمام (الأيام).

للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : كشف الحجب والأستار : ٥١٦ ، الذريعة ٢٠ / ٣٨٥ ، وفي رجال النجاشي : ٤٠١ ذكره بعنوان : كتاب مسألة في تخصيص الأيام ولعله من سهو النساخ.

١١٧٤ ـ مسألة في معنى من كنت مولاه.

للأديب أبي جعفر محمد بن موسى.

عند السيد شهاب الدين بقم.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ٣٩٤.

١١٧٥ ـ مسألة في من مات ولم يعرف إمام زمانه.

هل هو صحيح ثابت أم لا؟

للشيخ أبي عبد الله المفيد.

عند السيد شهاب الدين بقم.

أنظر : الذريعة ٢٠ / ٣٩٥.

١١٧٦ ـ مسألة في المولى.

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.


المتوفى سنة ٤١٣ ه.

تقدم بعنوان : أقسام المولى.

١١٧٧ ـ كتاب مسألة في النص الجلي.

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

نسخة في مكتبة مجلس شوراي ملي في طهران ، ضمن مجموعة من ورقة ٣٤٠ ـ ٣٤١.

نسخة في مكتبة آية الله المرعشي بقم. مجموعة ٧٨ ، من ١٦٨ ب ـ ١٦٩ ب.

ونسخة ضمن مجموعة رقم ٢٤٣ ، في الورقة.

وفي المجموعة ٢٥٥ ، من ١٧٢ ب ـ ١٧٤ ز.

ونشره الشيخ محمد حسن آل ياسين في مجموعة : نفائس المخطوطات ، في بغداد ، وفي النجف الأشرف مع رسالة (الثقلان) ورسائل أخرى ، منشورات دار الكتب التجارية سنة ١٣٧٠ ه.

كما أعادت طبعه بالأوفسيت مكتبة المفيد في قم (إيران) بضمن : عدة رسائل للشيخ المفيد.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٠١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، تراثنا (قم) ع ١٣ (١٤٠٨ ه) ص ٩٩ ـ ١٠٠ ، فهرست مكتبة مجلس شوراي ملي ٧ / ٢٧٢ ، فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي ١ / ٩٦ و ٢٦٨

و ٢٨٦ ، كشف الحجب والأستار ، ٥١٩ ، الذريعة ٢٠ / ٣٩٧ و ٢٤٠ / ١٧٢.

١١٧٨ ـ المسألة المفردة في الإمامة.

للشيخ المتكلم أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي.

وهي غير كتاب (الإنصاف) في الإمامة الذي تقدم له.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٧٥ ، الذريعة ٢٠ / ٣٩٤.

١١٧٩ ـ المسألة المقنعة في إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٠٢ ، الذريعة ١١ / ٢٢٦ و ٢٠ / ٣٩٤. معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٥ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، تراثنا (قم) ع ١٣ (١٤٠٨ ه) ص ١٠٠.

١١٨٠ ـ المسائل الأربعة في أمر الإمامة.

لأبي محمد الفضل بن شاذان النيشابوري.

تقدم بعنوان : كتاب الأربع مسائل في الإمامة.


١١٨١ ـ المسائل الجارودية.

للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان

تأتي بعنوان : مسائل الزيدية.

١١٨٢ ـ مسائل الزيدية.

في تعيين الخلافة والإمامة في ولد الحسين بن علي عليه‌السلام.

نسخة في مكتبة الطهراني بسامراء.

ونسخة في مكتبة الحلي بالنجف الأشرف.

ثلاث نسخ في مكتبة آية الله المرعشي بقم : في المجموعة ٧٨ ، من ٧٨ ـ ب ٨٥ ب ، وفي المجموعة ٢٤٣ ، من ٧٩ ب ـ ٨٦ ب ، وفي المجموعة ٢٥٥ ، من ٩٠ ب ـ ٩٨ ر.

ونسختان في مجلس شوراي ملي بطهران.

طبع في :

النجف الأشرف : مكتبة دار الكتب التجارية ١٣٧٠ ه بضمن رسائل الشيخ المفيد.

قم : مكتبة المفيد ، أوفسيت ، بضمن : عدة رسائل للشيخ المفيد.

أنظر : رجال النجاشي : ٤٠١ ، الذريعة ٢٠ / ٣٥١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، فهرس مكتبة مجلس شوراي ملي ٧ / ٦٤ و ٢٧١ ، فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي ١ / ٩١ و ٢٦٧ و ٢٨٥ ، تراثنا (قم) ع ١٣ (١٤٠٨ ه)

ص ١٠٧.

١١٨٣ ـ المسائل في الفرق بين النبي والإمام.

لشيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي.

مطبوع ضمن الرسائل العشر للشيخ

الطوسي في قم.

أنظر : الفهرست للشيخ الطوسي : ١٦١ ، معالم العلماء : ١١٥ عبر عنه : مسألة الفرق بين النبي والإمام ، كشف الحجب والأستار ٥١١ ، الذريعة ٢٠ / ٣٦٢.

١١٨٤ ـ المسائل والجوابات

في الإمامة.

لمحمد بن عبد الله (أبو عبد الله) بن مملك الجرجاني الأصفهاني.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨١ الذريعة : ٢٠ / ٣٧٣.

١١٨٥ ـ مسألة ي خلافت وجانشيني بيامبر صلى‌الله‌عليه‌وآله

فارسي.

قم : في طريق الحق ، ١٣٦١ ش ، ١٢ ص (في طريق الحق ، دورة ٤ ، ٩).


١١٨٦ ـ المستثبت.

في نقض كتاب (المسترشد في الإمامة) لأبي القاسم البلخي.

للشيخ أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة ، المتكلم الرازي.

أنظر : كشف الحجب والأستار : ٥٢٠ ، رجال النجاشي : ٣٧٥ ـ ٣٧٦. مرآة الكتب ٢ / ٧٠. معالم العلماء : ٩٥ ، الفهرست للطوسي : ١٣٢ ، الذريعة ١ / ٢١.

١١٨٧ ـ المسترشد في الإمامة.

نقض كتاب أبي جعفر بن قبة في الإمامة المعروف بالإنصاف.

لأبي القاسم البلخي.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٧٦. مرآة الكتب ٢ / ٧٠ ، الذريعة ٢ / ٢١ و ٩.

١١٨٨ ـ المسترشد في الإمامة.

لمحمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري الكبير.

وهو غير ابن جرير الطبري الصغير صاحب دلائل الإمامة المتأخر عن الكبير بنحو مائة سنة تقريبا.

طبع في :

النجف الأشرف : المطبعة الحيدرية ، د. ت ،

١٧٠ ص ، القطع المتوسط (تقديم : الشيخ آقا بزرك الطهراني).

النجف الأشرف : د. ت ، ٢١٢ ص ، القطع المتوسط.

يقوم بتحقيقه : الشيخ أحمد المحمودي.

أنظر : الذريعة ٢١ / ٩ ، معالم العلماء : ١٠٦ رجال النجاشي : ٣٧٦ ، الفهرست للشيخ الطوسي : ١٥٩. كشف الحجب والأستار : ٥٢٠.

١١٨٩ ـ مستمسك الخلافة.

لعلي محمد علي دخيل.

بيروت ، مؤسسة الوفاء.

١١٩٠ ـ مسكت المخالف.

بالأردو.

في رد العامة.

للسيد سجاد حسين البارهوي الهندي.

مطبوع.

أنظر : الذريعة ٢١ / ١٩.


من التراث الأدبي النسي في الأحساء

أحمد الشايب

١٢٦٣ ـ ١٣٣٣ ه.

الشيخ جعفر الهلالي

هو : الشيخ أحمد بن عبد الله بن محمد الشايب العمراني الأحسائي.

ولادته :

ولد المترجم في قرية (العمران الجنوبية) إحدى قرى الأحساء عام ١٢٦٣ ه وكان فاضلا جليلا ، وخطيبا بارزا.

دراسته :

سافر إلى النجف الأشرف للدراسة والتحصيل العلمي ، وكان عمره آنذاك ثلاثين سنة ، وقد مكث هناك ثلاث عشرة سنة ، عاد بعدها إلى بلده الأحساء ، وكان معروفا بورعه وتقواه.

امتهن الخطابة الحسينية ، فقرأ في كل من الأحساء ، والبحرين ، ومسقط ، والكويت.

وكان بالإضافة إلى خطابته يقوم بالأمور الحسبية في بلده.


وفاته :

توفي المترجم في قرية العمران الجنوبية ـ مسقط رأسه ـ عام ١٣٣٣ ه ، وله من العمر ٧٠ سنة.

أدبه وشعره :

كان المترجم شاعرا ينظم الشعر في أكثر من مناسبة ، إلا أن أكثر شعره ضاع مع ما ضاع من شعر تلك المنطقة ، للأسباب التي ذكرناها سابقا (١) ، ولم نعثر منه إلا على النزر القليل ، فهذه بعض أشعاره جاءت ضمن قصيدتين قالهما في رثاء الحسين عليه‌السلام ، ونحن نوردهما هنا ليطلع عليهما القارئ الكريم.

القصيدة الأولى :

عش ما بدا لك في سرور

في ظل شاهقة القصور

لا بد تعلم موقنا ...

أن لست إلا في غرور (٢)

مهما تقعقعت (٣) النفوس ...

وقد عزمت على المسير

__________________

(١) أنظر العدد : ٤ السنة الأولى.

(٢) لا يخفى أن الشاعر في هذين البيتين قد اقتبس بعض الألفاظ من أبيات وردت لأبي العتاهية في خطابه للرشيد حيث قال :

عش ما بدا لك فارها

في ظل شاهقة القصور

يسعى إليك لما اشتهيت

لدى الرواح وفي البكور

وإذا النفوس تغرغرت

بزفير حشرجة الصدور

فهناك تعلم موقنا

أن لست إلا في غرر

 (٣) في لسان العرب : يقال : نفسه تتقعقع أي تضطرب. كلما صدرت إلى حال لم تلبث أن تصير إلى حال أخرى تقربه من الموت لا تلبث على حال واحدة.


ورحلت منها راغما

وعددت من أهل القبور

فأعمل لنفسك إنما

حظ المقصر في قصور

فعساك تحظ بالرضا

والفوز في يوم المنشور

وألزم محبة من بهم

يرجى الخلاص من السعير

أبناء فاطمة البتول ...

وعترة الهادي البشير

أهل الرياسة والعلى

والفجر والشرف الخطير

علل الوجود ونعمة

المعبود في كل الدهور

تحيى بذكرهم القلوب

وينجلي غسق (٤) الصدور

جار الزمان عليهم

ورمتهم أيدي الشرور

فغدوا فريسة كاشح

من جوره وأبي خمور

لا تنس وقعة كربلا

من ذلك الخطب الكبير

حيث الحسين ملقى بها

عار على تلك الوعور (٥)

متزملا (٦) بدمائه

متسربلا (٧) حر الصخور

متدثرا (٨) سلب القنا

متكفنا سبخ الدبور

وبنو أبيه وصحبه

من حوله مثل البدور

__________________

(٤) الغسق : ظلمه أول الليل.

(٥) الوعور ، جمع وعر : المكان المخيف الوحش : المكان الصلب ضد السهل.

(٦) يقال : تزمل بثوبه : تلفف ، والمزمل : الملفف بثيابه.

(٧) السربال : القميص ، وسربلته فتسر بل ، أي ألسبته السربال ، وكل ما يلبس ـ كالدرع وغيره ـ يسمى سربالا.

(٨) يقال : تدثر وادثر بالثوب : اشتمل وتلفف به فهو متدثر ومدثر ، والدثار : الثوب الذي يستدفأ به من فوق الشعار : ما يتغطى به النائم.


أكفانهم سافي (٩) الريا

ح وغسلهم فيض النحور

هذا وأعظم حادث

وأجل رزء في الدهور

لما بنات محمد

أبرزن من بين الخدور

هذي تنادي وا حما

ي وتلك تدعو يا نصيري

وا لهفتاه لزينب

من بينهن بلا شعور

تبكي وتلطم خدها

وتحن من قلب كسير

وتقول : يا عزي ويا

حرزي ويا محرمي وسوري

ما لي أراك معفر

الخدين في حر الهجير

ونساك من فوق المطا (١٠)

تهدى إلى رجس كفور

يمشين في ذل السبا

للشام في حال نكير

والعابد السجاد مغلول

اليدين على البعير

أضحى أسيرا بينهم

وا لهفتاه على الأسير

يا آل طه أنتم

غوث الصريخ المستجير

فكوا وثاقي سادتي

في يوم حشري والنشور

ما لي سواكم عاصم

في ذلك اليوم العسير

وإليكم من (أحمد)

غررا تفوق على النظير

وعليكم صلى الإله

لدى الرواح وفي البكور

__________________

(٩) يقال : سفى سفيا ، وأسفى إسفاء الريح التراب : ذرته أو حملته ، فهي سافية جمع سافيات وسواف.

(١٠) المطا : الظهر لامتداده ، والشاعر هنا يريد المطايا جمع مطية ، وهي الدابة التي تركب ، ويستوي فيها المذكر والمؤنث ، ويقال : امتطى الدابة أي ركبها.


وهذه هي القصيدة الثانية لشاعرنا المترجم يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام أيضا :

أميم لا تنكري حزني ولا وصبي

والمرء لا زال في هم وفي تعب

كفي العتاب فإن العتب مهلكة

وما بقلبي يكفيني من العتب

رماني الدهر حتى صرت من بلد

أنحو لأخرى ومن واد إلى شعب (١١)

مباعدا عن بني أمي وعن وطني

وعن دياري وعن أهلي وعن صحبي

حتى حللت بدار أهلها خلفوا

أهلي وأصحابها زادوا على الصحب

في كل ندب لهم ندب ونائحة

على الحسين تبكي أعين السحب

هذي منابرهم قد طاولت شرفا

شمس الضحى وعلت في السبعة الشهب

لهفي لسبط رسول الله من بكيت

له العوالم في بدء وفي عقب

فلست أنساه فوق الترب منجدلا

وحوله من أباة الضيم كل أبي

مصرعون على الرمضاء قد نسجت

ريح الشمال لهم بردا من الترب

وحولهم نسوة قد فطرت أسفا

بفطر مهجتها صخر الصفا الصلب

وبينهم زينب مثل العجول لها

قلب بساعرة الأحزان في لهب

تدعو فتدعو لها السبع الطباق أسا

والكون أصبح داجي اللون في حجب

ولست أنسى إمام المسلمين على

مهزولة القود (١٢) محمولا بلا قتب (١٣)

يقول : يا عمتا ماذا البكا ، فعلى

ما قدر الملك الجبار فاحتسبي

__________________

(١١) الشعب ، جمع شعاب : الطريق في الجبل ، مسيل الماء في بطن أرض؟ ما انفرج بين الجبلين. والشاعر حرك العين لضرورة الشعر.

(١٢) القود جمع قوداء : يطلق على الفرس وغيره ، يقال : قود يقود قودا الفرس وغيره : طال ظهره وعنقه فهو أقود.

(١٣) القتب ، جمع أقتاب : الرحل.


تقول : يا بن أخي أنى وقد نظرت

عيني أباك عفير الخد في الترب

ورأسه نصب عيني فوق منتصب

يلوح كالبدر يتلو آية العجب

وهذه نسوة المختار قد هتكت

بعد حسن الصون والحجب (١٤)

* * *

__________________

(١٤) نقلنا هذه القصيدة والتي قبلها عن مجموعة خطية في الأحساء لجواد الرمضان ، كما ذكرها السيد هاشم الشخص في كتابه عن شعراء وعلماء هجر.


من ذخائر التراث



المنتقى النفيس

من درر القواميس

انتخاب وعرض منهجي لما في كتاب (قواميس الرجال والدراية) للفاضل الدربندي (ت ١٢٨٦) من الفوائد الرجالية.

تقديم وعرض

السيد محمد رضا الحسيني

الجلالي



تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد خاتم النبيين ، وعلى آله الأئمة الطيبين الطاهرين.

وبعد ، فبين العشرات من المؤلفات القيمة في علوم الحديث ، وقفنا على كتاب (القواميس في علمي الرجال والدراية).

وبما أنه من نفائس المخطوطات لما يحتوي عليه من تحقيقات بديعة ، ومطالب شيقة ، في علم (الرجال) وعلم (الدراية) ، وقع اختيارنا عليه لنعرض المنتقى منه ، وإليك نبذة موجزة عن المؤلف ، والكتاب :

المؤلف

١ ـ اسمه وحياته :

جاء اسم المؤلف في مقدمة الكتاب (الورقة ١) هكذا :


(آقا بن عابد بن رمضان بن زاهد ، الشيرواني ، الدربندي).

قال الشيخ الطهراني : عالم متبحر ، وحكيم بارع ، وفقيه فاضل ، ورجالي محدث.

ولد في (دربند) حدود سنة ١٢٠٨ ه وأخذ المقدمات والسطوح من علماء بلده ، ثم هاجر إلى قزوين وأخذ علوم الفقه والأصول والحديث من المولى الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري ـ المتوفى ١٢٧١ ـ وشقيقه الشهيد الثالث ـ المقتول سنة ١٢٦٣ ـ وأخذ الحكمة والفلسفة عن الآخوند المولى آقا الحكمي القزويني.

واشترك في الجهاد ضد الروس الذين غزو بلاد إيران عام ١٢٤٠ ، مع كافة العلماء بزعامة السيد محمد المجاهد الطباطبائي الحائري الذي توفي بعد رجوعه من المعركة في قزوين سنة ١٢٤٢ ، وعندما نقل جثمانه إلى كربلاء كان المترجم له معها فاستقر هناك ، واشتغل في حوزة المولى الشيخ محمد شريف المازندراني الشهير بشريف العلماء ، وأخذ منه الأصول ، ولما توفي أستاذه الشريف سنة ١٢٤٦ ه هاجر الشيخ الدربندي إلى النجف الأشرف (١).

وقال الطهراني : كان في النجف من تلاميذ الشيخ علي بن جعفر كاشف الغطاء (ت ١٢٥٣) في الفقه ، وتلمذ في كربلاء المشرفة على الشيخ شريف العلماء المازندراني ، في الأصول.

وقد شارك في العلوم المتنوعة وبرع في أكثرها ، فقد كان متبحرا في الفقه ، والأصول ، والمعقول ، والمنقول ، والحديث ، والرجال ، وغيرها.

قال المحدث القمي : وكان يولي كتب الحديث تعظيما بالغا ، بحيث كان إذا أخذ بيده كتاب (التهذيب) للشيخ الطوسي ، قبله ووضعه عل رأسه ، كما يفعل بالقرآن الكريم ، ويقول : (إن كتب الحديث لها عظمة القرآن) (٢).

ثم رجع إلى كربلاء ، وتصدى للتدريس بها :

__________________

(١) الصالحي في (كربلاء في حاضرها وماضيها) المخطوط.

(٢) الفوائد الرضوية : ٥٤.


قال الطهراني : طال مكثه في كربلاء ، فكان من أجلاء العلماء بها ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، أثرت عليه وقعة الطف بشكل خاص ، فكان من أجلها ثائرا موتورا ، هاجر من كربلاء إلى طهران وبقي بها مدة.

يقول السفير الفرنسي في طهران في عصر المترجم له (كنت دوكوبينو) : يمكن أن نعد الملا آقا (المترجم له) نموذجا فريدا من الحكماء الإلهيين ، حيث كان يعارض علانية وبدون هوادة كل رأي ينافي أصول العقيدة ، وكان يبدي عداءه للصوفية ، وينظر إلى الشيخية وعقائدها بسخط ، ويرمي عقائد الأخبارية بالبطلان (٣).

وكان أحد نماذج السلف الصالح ، الذين يحق لنا الاعتزاز بهم والإشادة بذكرهم (٤).

وقد انتقل في آخر عمره إلى طهران واحتل بها مقاما ساميا ، وكان يقوم بدور العلماء العظام آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر إلى أن توفي رحمه‌الله.

وفاته :

توفي ـ أعلى الله مقامه ـ سنة ١٢٨٥ ه ، كما أرخه الشاعر المؤرخ الشيخ محمد ابن داود الهمداني (إمام الحرمين) الكاظمي ، في المقطوعة التالية ، قال : ومن جيد التواريخ قولنا في وفاة الملا آقا بن عابد بن رمضان الدربندي :

حل بنا البلاء لا حول ولا

وما البلا ينزل إلا بالولا

بموت مفرد غدا في جمعه

العلوم طرا علما مرتجلا

__________________

(٣) مذاهب وفلسفه در آسياى وسطى : ٩١ ـ ٩٤.

(٤) الكرام البررة ١ / ...


فاضل دربند ومن في عصره

قد كان كهفا للورى وموئلا

فانفصمت عرى الهدى بفقده

وانقصمت ظهور من قال بلى

ومذ أتانا نعيه أرخته

(قد طارر روحه إلى عرش العلا) (٥)

لكن العلامة شيخنا الطهراني أرخ وفاته بسنة ١٢٨٦ ه ، وذكر أنها كانت في طهران ، وقال فأودع جسده الشريف هناك ، فلما كشف عنه وجد على طراوته ، فحمل إلى كربلاء ، ودفن في الصحن الصغير في حجرة دفن بها جمع من فحول الطائفة ، وأبطال العلم ، كمؤلف الفصول والضوابط (٦).

٢ ـ مؤلفاته :

١ ـ أسرار الشهادة ، واسمه الكامل (إكسير العبادات في أسرار الشهادات) :

وهو في مقتل الحسين عليه‌السلام وشرح واقعة الطف.

قال شيخنا الطهراني : مرتب على أربعة وأربعين مجلسا ، وقدم له اثنتي عشرة مقدمة ، وذيل المجالس بتذييل وخاتمة ، في كل منها مجالس عديدة.

ألفه مدة ثمانية عشر شهرا ، وفرغ منه صبيحة يوم الجمعة منتصف ذي القعدة سنة ١٢٧٢ وطبع مرارا.

وترجم هو من موضوع (مقام وحدة الحسين عليه‌السلام) إلى آخر الكتاب ، بالفارسية.

__________________

(٥) فصوص اليواقيت في نصوص المواقيت : ٩ ـ ١٠ ، المقطوعة (١٥) طبع الهند سنة ١٣٠٠ ه مطبعة حسني.

(٦) الكرام البررة ١ / ١٥٣ بتصرف.


أنظر إلى (سعادات ناصري) في قائمة المؤلفات هذه.

ومن شدة خلوصه وصفاء نفسه نقل في هذا الكتاب أمورا لا توجد في الكتب المعتبرة ، وإنما أخذها من بعض المجاميع المجهولة ، اتكالا على قاعدة (التسامح في أدلة السنن) مع أنه لا يصدق البلوغ بمجرد الوجادة بخط مجهول ، وقد تعرض شيخنا في (اللؤلؤ والمرجان) ، إلى بعض تلك الأمور.

وقال المحدث المؤرخ الشيخ عباس القمي : وأسرار الشهادة مشتمل على مطالب لا يمكن الاعتماد عليها (٧).

٢ ـ جواهر الايقان :

قال الطهراني : مقتل فارسي ... طبع بإيران ، وهو غير (سعادات ناصري) الذي هو ترجمة (أسرار الشهادة) ، كما يأتي (٨).

٣ ـ الجوهرة في الأسطرلاب :

قال الطهراني : ألفه للميرزا محمد رضي خان الملقب بميرزا على جاه بهادر خان ، بعد قراءته عليه شطرا من العلوم ، وفرغ منه في السبت الثالث من ذي الحجة في ١٢٧٣ ه.

وهو كتاب لم يكتب مثله في بابه من حيث البسط والتحقيق ، فلله در مؤلفه.

وقد رتبه على مقدمة في فهرس أبوابه الخمسة والعشرين وخاتمة ، وطبع بلكهنو في ١٢٨٠ ه ومعه إجازته لتلميذه السيد ميرزا رضي خان الموسوي الهندي (٩).

٤ ـ حجية الأصول المثبتة بأقسامها :

ذكره في الذريعة ٦ / ٢٧١ ، وقد رد عليه الميرزا محمود شيخ الإسلام برسالة (إثبات عدم حجية الأصول المثبتة).

٥ ـ خزائن الأحكام في شرح الدرة النجفية لبحر العلوم في الفقه :

__________________

(٧) لاحظ : الذريعة ٢ / ٢٧٩ ، والفوائد الرضوية : ٥٤ ، وأعيان الشيعة : (آقا)

(٨) الذريعة ٥ / ٢٦٤.

(٩) الذريعة ٥ / ٢٩١.


قال الطهراني : في شرح الدرة المنظومة ... قال : إنه يقرب من مائة ألف بيت وهو مطبوع في مجلد (١٠).

٦ ـ خزائن الأصول :

نقل الشيخ الطهراني عن إجازة له : إن خزائن الأصول في فنون الأدلة العقلية والعقائد الدينية من المبدأ والمعاد ، يقرب من ثمانين ألف بيت.

طبع في طهران في ١٢٦٧ ه في مجلدين : أولهما في أصول الفقه ، وثانيهما في أصول العقائد والدراية والرجال وغيرها (١١).

رأيت نسخة مطبوعة سنة ١٢٨٤ ه ، جاء في مقدمتها ـ بعد أن ذكر طلب جمع من تلامذته أن يملي عليهم الأصول ـ ما يلي :

(فشمرت للجد في تحرير ما كنت أملي ، في أرض الحائر الحسيني على صاحبها آلاف ثناء وتحية لما أتى الدهر بما هد الأصلاب ، وأطار الألباب من النازلة الهائلة الفجيعة الفظيعة في تلك البقعة المباركة في سنة ١٢٥٨ ه ، سافرت إلى بلاد إيران ، وأنا بين أنياب الزمان ومخالبه ، مرتضعا من الدهر ثدي عقيم ، وراكبا من الذل ظهر بهيم ، كسيرا لا يجبر ، ومضيما لا ينتصر ، فكتبت بعض المباحث الباقية في تلك البلاد في الأيام الخالية ، والقلب دهش ، والبنان مرتعش ، وكيف لا؟! حيث لا ينفس إطلاق الزفرات وإعلان الضجيج تنفيسا من برحاء القلوب ، وتخفيفا من أثقال الكروب).

يبدأ الجزء الأول بمباحث الحسن والقبح ، وينتهي بآخر البراءة.

وكان الفراغ منه يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ١٢٥٨.

ويبدأ الجزء الثاني بالاستصحاب إلى آخر بحث (تبدل الموضوع).

ثم يبدأ بمقدمة كتاب آخر وهو كتاب (المسائل التمرينيات) كما يلي ذكره في هذه القائمة.

__________________

(١٠) الذريعة ٧ / ١٥٢.

(١١) الذريعة ٧ / ١٥٣.


٧ ـ الرسالة العملية :

ذكرها شيخنا الطهراني في ترجمته من الكرام البررة ١ / ١٥٣ وهو يدل على كونه من مراجع التقليد

٨ ـ سعادات ناصرية :

ذكره المحدث القمي في مؤلفاته ، وقد مر أنه ترجمة لكتابه (أسرار الشهادة) فلاحظ الذريعة ٥ / ٢٦٤.

٩ ـ العناوين في الأصول :

وهو مختصر كتاب (خزائن الأصول) طبع معه.

١٠ ـ القواميس : وهو الكتاب الذي نحن بصدد عرض مختصره ، وسيأتي الحديث عنه مفصلا.

١١ ـ المسائل التمرينية :

ذكرها الطهراني في (الكرام البررة).

أقول : إعلم أن المحقق الدربندي اخترع علما خاضا سماه بعلم (التمرينيات) قال عنه : (إن فن التمرينيات الذي اخترعته هو مجمع بحري القواعد الأصولية والقوانين الفقهية ، وإتقان القواعد الأصولية ، واستحداث الأصول الفقهية واستحكامها ، وهو في الحقيقة علم جديد وفن مخترع ، لم يحم حوله السابقون).

وغرضه في ذلك العلم ، هو تمرين الطلاب على استخدام القواعد الأصولية ، والفقهاء في تطبيقها على الفروع لاستنباط الأحكام منها ، مع التوسع في النقض والإبرام وعرض الافتراضات والردود بشكل عميق.

وقد طبع قسم منه في آخر الجزء الثاني من (خزائن الأصول) ، وبدأ مباحثه بمسألة (معرفة الطريق إلى موضوعية الموضوع للاستصحاب) ، وعنون لمباحثه بعنوان (خزينة) مما يدل على أنه قسم من (الخزائن) ، وانتهى منه سنة سبع وستين بعد المائتين والألف.


٣ ـ مصادر الترجمة :

ترجم له المؤلفون كافة ، نذكر منهم :

١ ـ شيخنا العلامة الطهراني في (الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة) من طبقات أعلام الشيعة ، ١ / ٢ ـ ١٥٣.

٢ ـ المآثر والآثار للمراغي : ١٣٩.

٣ ـ تكملة أمل الآمل ، للسيد حسن الصدر الكاظمي.

٤ ـ قصص العلماء ، للتنكابني ، وهو من تلامذته.

٥ ـ الفوائد الرضوية ، للمحدث القمي : ٥٤.

٦ ـ أعيان الشيعة.

٧ ـ الذريعة ، عند ذكر كتبه ...

٨ ـ ريحانة الأدب.

٩ ـ الأعلام ، للزركلي.

١٠ ـ معجم المؤلفين ، لكحالة.

القواميس

١ ـ موضوعه :

قال عنه في (الورقة ٣) :

(إن هذا الكتاب المسمى ب (القواميس) قد صنفته في علم الإسناد (علم أصول الحديث) فيشمل الفنين أي فن الرجال وفن الدراية).

وقال (الورقة ٢) : (إني لما فرغت من تصنيف هذا الكتاب في فن الرجال ، ألحقت به بعد مدة فن الدراية ، لأني رأيت أن تركه وطي الكشح عنه يفضي إلى عدم تمامية علم الإسناد وعلم أصول الحديث).

وسماه الشيخ العلامة الطهراني ب (طبقات الرواة) وقال : وفيه مباحث الدراية


والرجال وتمييز المشتركات وغيرها وسماها (القواميس) كما يأتي.

الذريعة ١٥ / ١٤٨.

٢ ـ منهج التأليف :

قال في قسم الدراية من الكتاب (الورقة ٢) :

(إعلم أني ما راعيت في مباحث هذا الفن حسن الترتيب ، وما لاحظت في مسائل هذا العلم شدة الالتصاق بين السابق واللاحق ، بل لم يتجل في نظري عند الكتابة إلا تحقيق الحال في كل مسألة من المسائل ، وتبيين المقال في كل مبحث من المباحث ، كيف ما اتفق الوضع والترتيب ، بمعنى أن وضع المباحث وإن كان كالدرر المنثورة لا يتجلى عند الأنظار حسن ولا وجه ، لنكتة من النكات.

وأعتذر عن ذلك بأن كتابة المباحث قد جرت على نمط ما وقع عليه التفكر والتدبر ، تقديما وتأخيرا).

(وهذا يجري على قسم الرجال).

وقال (الورقة ٥٩ من قسم الرجال) : (ولا نبالي بكون ما أشرنا إليه مما لا يوجد في كلام الجل أو الكل ، أو يكون ما نختاره مخالفا لما عليه المعظم ، فنحقق المطالب على وفق ما تقتضيه الدلائل ، من غير وحشة منا في تلك المخالفة ، وكيف لا؟ فإن تلك المخالفة إنما نستوحش منها لو بنينا الأمر في باب التزكية والجرح على ما عليه جمع من كون ذلك من باب الشهادة ، فإن مدخولية هذا البناء كالبناء على أنه من باب النبأ ، من وجوه عديدة.

فإذا كان الأمر فيه مما يدور مدار حصول القطع من جملة من القرائن وبعد فقده على حصول الظن الاجتهادي الاطمئناني ، فلا نتجنب المخالفة ولا نستوحش من الانفراد).


٣ ـ سبب التأليف :

قال ـ بعد ذكر شرف علم السنة ـ (الورقة ١) :

(إنه كان عند الأقدمين من أهل الإيمان وأصحاب الايقان أشرف العلوم وأعلاها ، وأنفسها في نفوسهم وأغلاها).

وقال ـ بعد ذكر اهتمام العلماء في طلب الحديث وعلومه إلى حد اقتحام الأهوال ، وركوب الأسفار ، والرحلة في طلبه ، وذكر مساهمة الفرق الإسلامية كافة في ذلك ، وذكر أول تصنيف فيه من زمن أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ (الورقة ٢) :

(ثم إن التفاوت بين الأزمنة السابقة بحسب كثرة الرغبات ... إلا أنه لم يشابه عصرنا هذا واحدا من الأعصار السالفة ... حيث أنه قلت العزائم وقصرت ، وضعفت الرغبات وبردت الهمم في عصرنا).

ونراه يشتكي من أهل زمانه ، فيقول (الورقة ١) :

(يا معشر خلاني وإخواني ، قد شن الدهر الخوان غارته في ربوع أهل الحجا ولم يبق من معالم أهل العلم إلا دارس ، لا ترون من ديارهم إلا دمنة عفتها الأعصار.

فتلك مغانيهم وهذي ربوعهم

توارثها أعصارها وخريفها

فواعجبا من مشتغلي هذا العصر ، وعلماء هذا الزمان! وكيف لا أعجب؟! فإنهم نبذوا الأدلة وراء ظهورهم من حيث لا يشعرون.

فآيات الكتاب باكية لفقد من يفهم ظواهرها ، والمحكمات منها ، فضلا عن من يحيط بوجوه إعجازها وبطونها وأسرار تأويلاتها والاسترشادات الدقيقة والاستنباطات الرقيقة منها.


والسنة ضاجة وصائحة لانطماس آثارها وانخفاض أعلامها ، واعتلاء القتار والغبار على صحائفها وكتبها ، وإسدال القوم ثيابهم دونها ، وطيهم الكشح عنها.

وعقيلة العقل وكريمتها جازعة ونادبة على كونها بمعزل عن درك الناس حقيقتها ، وأخذهم أحكامها ، وتلازمها وآثارها ولوازمها.

فكيف لا تشق سيرة الماضين ثوبها ولا تمزق إجماعات الأقدمين إهابها على ما أصيب به الدين.

أين العلوم الحقانية؟ والفنون الربانية؟ من علم المبدأ والمعاد؟ وعلم الحجج وعلم أحوال النفس والمفارقات؟ وعلم الأخلاق الحميدة من الملكات؟).

ويبدو من خلال كلامه أن الباعث له على التأليف هو إهمال أهل ذلك الزمان لعلوم الحديث والإسناد على أساس المغالطات والشبهات التي أثارتها الجماعة الأخبارية ، الذين عارضوا بشدة علوم الشريعة من أصول ورجال ودراية وحكمة وكلام ، مما أدى إلى محاولة اندراس معالم مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام.

وقد فصل الأستاذ الصالحي الحديث عن عصر المترجم له ، مشيرا إلى ما كانت عليه كربلاء من الانقسام والفرقة على أثر مواقف الجماعة المتسمية بالأخبارية وبعض فرقها المتطرفة كالشيخية ، وأن المترجم له كان له موقف صلب في ردهم وصدهم ، وإفحامهم عن خلال المناظرات العلمية ، والمجادلات العلنية ، حتى كسر شوكتهم ، وفرق جماعتهم ، وأدى إلى انتصار المتشرعة عليهم ، وإخماد تلك الفتن ، وكانت قمة الجهود المبذولة هو الاجتماع العلمي الكبير الذي حضره أعلام النجف وكربلاء يومئذ الذي أدى إلى الحكم على الشيخ أحمد الأحسائي بالتكفير ، وكان المترجم له يؤدي دورا إعلاميا في القضية حيث كان يعلن عن نتائج ذلك على المنابر وفي خطاباته المختلفة ، مما تعرض على أثر ذلك لضغوط وتهديدات تبدو من خلال كلماته المذكورة في ثنايا مؤلفاته فاضطر إلى السفر إلى إيران ، وورد طهران دار السلطنة ـ آنذاك ـ.

وقد احتل هناك مقاما رفيعا وأصبح زعيما كبيرا واستقطب قلوب الناس ونفذت كلمته فيهم ، وكان شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى وقف من


تصرفات البلاط السلطاني موقفا حازما ، فعارض تصرفات الشاه القاجاري المخالفة للشرع المقدس ، وحاسب الأمراء والحكام والولاة على مظالمهم مما قوى مركزه بين الأمة ، وحاولت السلطات عرض المناصب الهامة عليه فرفضها ، حتى توفي فجأة في طهران ، وقد اقترنت فترة وجود الشيخ في طهران بفترة سفارة المستشرق الفرنسي (كنت دوكو بينو) عام (١٢٧١ ـ ١٢٧٤) فتكلم عن مقام الشيخ وبعض شؤونه الاجتماعية ، وإن خلطها ببعض التهم والأراجيف غير اللائق نقلها ، فلاحظها في كتاب (كربلاء في حاضرها وماضيها).

وذكر بعض قضاياه تلميذه في كتاب (قصص العلماء) فراجع.

٤ ـ وصفه :

بالغ المصنف في مدح كتابه ، فهو يقول (الورقة ٢) :

(إن جمعا من العلماء ـ وإن ألف في فن الرجال كتبا ورسائل ـ إلا أني لم أر إلى الآن ما يكون ألفاظه در السحاب أو أصفى قطرا ... وكيف لا؟ فإن هذا شأن الكتاب الذي أخذ بمجامع الأصول المتقنة ...

ثم إن هذا الكتاب الذي وصفه فيما ذكر قد سميته ب : القواميس في صناعة الأصول والكليات في علم الرجال ...

ثم يا أخي ، أعرف قدر هذه القواميس فإنها في هذه الصناعة سفطة الأصول العامة ، وسند رقية الكليات والضوابط التامة ، فلها من الشأن العظيم نطاق ، ومن الشرف سباق ... وكيف لا؟ فإن كل الصيد في جوف الفرا).

واعتذر عن ذلك بقوله :

(وليس هذا من قبيل إعجاب المرء بنفسه وتزكيته إياها ، بل من قبيل بيان الواقع ، فإني ما مدحت أمة يوم شرائها ، ولا عروسا ليلة هدائها ، ولا شربت السم اتكالا على ما عندي من الترياق).

ويقول (الورقة ٤) :


(من أنصف علم أن من أراد التمهر والحذاقة في هذه الأزمنة وما بعدها في علم أصول الحديث ، وعلم الإسناد ، وأراد أن يعد من فضلاء المحدثين وجهابذتهم ، فلا بد له أن يخوض في بحار مطالب هذا الكتاب ، ويسبح في قواميس مسائله ومباحثه ، ثم يذعن بأنه عيال عليه).

وهكذا نجد المؤلف يبالغ في مدح كتابه ، وما ذكره من العذر لا يكون ـ بنظرنا  ـ مبررا لهذا العمل الذي يعد في عرف أهل العلم نوعا من المباهاة التي لا داعي لذكرها ، إذ سيرتهم على تقديم أفضل التحقيقات وأرشقها بلسان متواضع ، ولعل هذا الطراز من الحديث هو الموجب لبقاء مؤلفات هذا المحقق الفذ في زوايا الخمول والاهمال ، وليكن هذا عبرة لمن يرفل في أثواب العجب بجودة الطبع وكثرة التأليف ، ليعلم أن التاريخ له بالمرصاد.

٥ ـ نسخة الكتاب :

والنسخة التي اعتمدناها مصورة عن نسخة محفوظة عند العلامة الحجة السيد النجومي في كرمانشاه ـ إيران وهي نسخة كاملة تقع في ١٦٣ ورقة ، كتب ناسخها في آخر القسم الأول (فن الرجال) ما يلي :

(إلى هنا نهاية خط المصنف دام ظله ، وقد تم هذا المجلد وإن وقع بخطوط مختلفة حرصا مني على استنساخه ، مع قلة البضاعة ، وفقد المال ، وتشتت البال ، حيث أني وجدته أجمع الجوامع وأعظم المنافع ، في هذا الفن ، وما سواه من النسخ (أي الكتب) المؤلفة في الرجال) كالتاريخ ، لا يجدي نفعا ، ولا يشفي غراما ، ولا يبين غث الأسانيد من سمينها.

وقد استنسخ بعضها من النسخة الأصل ، التي هي بخط الأستاد المصنف دام ظله ، ولكن قوبل كله مع نسخة الأصل ، في غاية شدة الاهتمام منه ـ دام ظله ـ ومني.

فهو : وإن كان ذا خطوط عديدة ، بعضها لا يقرأ ، إلا أنها نسخة صحيحة يليق


أن ينتفع بها.

وقد وفقني الله لقرائتها كلها عند المصنف دام ظله ، إلا بابا واحدا أو بابين منه ، وجملة أخرى من الأصولين والحديث.

اللهم انفعني به وعظم نفعي ، وأدم نعمتك علي ولا تفرن بيني وبينه أبدا ما أبقيتني ، فإنه والله ميزان الحق والعدل علما وعملا بعد الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.

إلا أن ريب الزمان ذو غير ، العقول مدخولة ، والآراء سخيفة ، والعقائد ضعيفة ، وقد ضاقت عليه الأرض من بعد رحبها.

اللهم أحص أعداءه عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تدع على وجه الأرض منهم أحدا ، فإنهم خربوا بلادك ، وأفسدوا عبادك ، إنك أنت أحكم الحاكمين.

وأنا المفتقر إلى عفو الله الكريم ، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم القرميسيني مولدا وموطنا.

وسيتلو ذلك ـ إن شاء الله ـ فن الدراية بيد الأستاد الأجل دام ظله).

وفي نهاية الصفحة ختم بيضوي منقوش عليه : (المتوكل على الله محمد بن إسماعيل).

وكتب الناسخ في نهاية القسم الثاني (فن الدراية) ما نصه :

(إلى هنا نهاية خط المصنف الأستاد العلامة دام ظله ، وقد قو بلت هذه النسخة الشريفة على نسخته.

وقد فرغت ـ وأنا العبد ... محمد بن إسماعيل القرميسيني موطنا ومولدا ـ في يوم الأربعاء ، رابع شهر ذي الحجة الحرام في سنة ثمانين بعد مائتين بعد الألف من الهجرة النبوية).

٦ ـ رجاء المؤلف :

ومن غير المألوف ما نجد المؤلف يذكره في الكتاب محافظة على كتابه من


السرقة والانتحال ، فيقول (الورقة ٤) :

(المرجو من العلماء الأنجاب ، ومن ارتضع ثدي الفطانة والآداب وقرط آذان الإيمان بأقراط المعارف والايقان ، وتجلبب بأشرف جلابيب الفضل والاحسان ، أن يمنعوا الجهال ـ ومن نجيرته طبعت على السوء والخيانة ـ عن الاستراق والانتحال ، من مطالب هذا الكتاب ، بأن ينسبوها إلى أنفسهم.

فإن هذا الفعل الأشنع الأقبح قد شاهدته مرارا في طائفة وجمع من طلاب هذا العصر الذين لم يفتحوا عيون عقولهم بغير رقدة الغفلات وسنة الجهالات.

وأما العالم العيلم ... فهو برئ من وصمة التدليس وسمة التلبيس ، ومتصف بالإنصاف والوفاء بالحقوق ونشر المساعي الجميلة لمن اعتزل في كسر بيت لا يرى إلا نفسه ، ولا يسمع إلا حسه ، ويستغرق أوقاته ... في التفكر في المسائل العويصة والمباحث المعضلة).

وكذلك يقول في آخر الكتاب ، في قسم الدراية (الورقة ٣٨) :

(ثم أوصيكم ـ أيها الاخلاء الروحانية ـ بالعدل والسداد والتقى والإنصاف ، كما أوصي نفسي بذلك ... وأن تمنعوا من ديدنهم كديدن الجهال ، من السرقة والانتحال من مطالب هذا الكتاب بأن ينسبوا جملة من مطالبه إلى أنفسهم).

٧ ـ أدبه :

من الملاحظ في عبارة الكتاب ، أنها تتسم بقوة الأداء واستعمال الأساليب البلاغية من كناية ومجاز والاعتماد على السجع الجميل ، وأداء المعاني العلمية بألفاظ سلسة ، وجمل قصيرة واضحة ، بعيدا عن التعقيد.

وهذه مزية يمتاز بها هذا الكتاب وسائر مؤلفات هذا المحقق الفذ.

٨ ـ منهج هذا العرض :

حاولنا إيراد فهرس مطالب أصل الكتاب برقم (١٤٥) بعنوان فهرس قسم


الرجال من القواميس.

وحاولنا انتخاب مواضيع متفرقة مما يعتبر للمؤلف فيه أثر بارز من إبداع أو عرض أو مناقشة أو شرح ، ولم نورد ما لا يمتاز من الآراء المعروفة.

كما حاولنا ذكر رؤوس المطالب فقط ، من دون تعرض إلى الأمثلة والتفاصيل التي أوردها.

والتزمنا ذكر مطالبه ، من دون تعرض للنقد ، فإن هدفنا توجيه الأنظار إلى قيمة الكتاب ، وأن يكون ما نورده باعثا للهمم على إحيائه ونشره ، والمراجعة إليه لمن أراد الوقوف على تفاصيل بحوثه.

فالآراء المطروحة لا تمثل إلا عن رأي مؤلفها ، ولا تعني كونها خالية عن النقد بنظرنا.

ونقلنا ما في الكتاب حرفيا ، وأشرنا إلى مواضع المنقول بأرقام الأوراق ، بين قوسين ، هكذا : (الورقة ...).

وفيما إذا رأينا حاجة إلى توضيح ، فإنا نضيفه بين المعقوفين ، هكذا : (الورقة ....).

واكتفينا في هذا العرض على ما في قسم الرجال فقط ، بأمل أن نعود إلى عرض ما في قسم الدراية إن شاء الله.

وقد رتبنا المواضيع المنتخبة على حروف الهجاء ، كما رقمناها بأرقام متسلسلة تسهيلا لتناولها.

ونحمد الله على توفيقه لرضاه ، ونسأله العفو عنا بإحسانه ، والمزيد من النعم الظاهرة والباطنة بجلاله ، وصلى الله على خاتم المرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى الأئمة المعصومين من آله ، وسلم تسليما.

وكتب

السيد محمد الرضا الحسيني

الجلالي


حرف الألف

١ ـ ابن نمير :

قيل : إن توثيق ابن نمير ومن ماثله ربما يحصل منه اعتداد وقوة ما بملاحظة قوة اعتداد المشايخ بذلك.

فقال المؤلف حول ذلك (الورقة ٧٥) :

إنه يطلق على عبد الله ، وابنه محمد ، وهما من علماء العامة ، وهما في قوة الحفظ والضبط كابن عقدة.

وعن مختصر الذهبي : عبد الله بن نمير الهمداني ، أبو هشام ، عن هشام وعنه ابنه محمد ، وأحمد ، وابن معين ، حجة ، توفي سنة تسع وتسعين ومائة.

ومحمد بن عبد الله بن نمير ، الحافظ ، أبو عبد الرحمن ، الخارقي الكوفي الزاهد ، عن المطلب بن زياد ، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة ، ومطين ، كان أحمد يعظمه تعظيما عجيبا.

وقال أحمد بن صالح : (ما رأيت في العراق مثله ، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين).

ولا يخفى أن المراد من ابن نمير في الكلام السابق هو محمد لا أبوه.

٢ ـ الاختلاف في النسخ :

قال (الورقة ١٥) :

إعلم أنه كثيرا ما تختلف النسخ المقروءة على الأساطين ، وشيوخ الإجازة من الكتب الأربعة ، فهذا كما يكون في المتن فكذا يكون في السند ، وقد يكون فيهما ، فلا بد من إمعان النظر ليتميز الغث من السمين ، فإنه كثيرا ما ينبعث عن ذلك الاختلاف الآثار المختلفة ، وتترتب عليه الأحكام المتغايرة.


(ثم ذكر أمثلة ، ورجح فيها بعض النسخ على بعض اعتمادا على الأسس التالية :)

١ ـ لكونه هو المعهود في الإسناد.

٢ ـ هكذا في أكثر النسخ موافقا للكافي.

٣ ـ إسماعيل بن مهران سهو ، لتكرر ابن مرار.

٤ ـ لأنه هو المعهود الموافق للقاعدة المطابق لما في الكافي.

٥ ـ وهو سهو لعدم النظير.

٦ ـ فيشكل الأمر ، والأقوى ترجيح ما في النجاشي.

٧ ـ لعدم الظفر بروايته عنه.

٨ ـ ولعله الصواب لأنه موافق لما في الرجال.

ويقول (الورقة ١٧) :

وجملة الكلام أن الأمر في ذلك الباب ... إنما يدور مدار الأصول والقرائن والمرجحات والظنون الرجالية ومدار فقدها.

٣ ـ الإجازات :

قال (الورقة ٤٣) :

إن ضبط إجازات المشايخ عصرا بعد عصر ، وجمعا بعد جمع ، وجيلا بعد جيل ، والمداقة في ذلك ، ومراعاة شروط الإجازة ، والاستجازة ، وتحمل الأخبار وروايتها ، إنما هو شأن من شؤون المحدثين إلى زماننا.

بل إن ذلك من الأمور الواجبة المؤكدة في غاية الوجوب والتأكد عندهم بخلاف المجتهدين ، إذ كم من مجتهد كامل بارع ليس له إجازة تحمل الأخبار من أحد من أهل الإجازات ومشايخها.

بل إن ذلك مما لا يعبأون به أصلا ، وإنما يعدون ذلك من الأمور المستحسنة ، وما هو من باب التيمن والتبرك!.


فإذا أقدم واحد منهم على ذلك اكتفى بأدون أنحاء الإجازة مرتبة وأقلها زمانا ، من الإجازة الإجمالية الكائنة بمقدار نصف سطر من الكتابة إما مشافهة أو كتابة!.

بل ربما يكتفون في هذا النحو من الإجازة بإجازة شخص واحد ، ويعدون التعدي عن ذلك من قبيل تضييع الأوقات!.

وقد يكون المجيز ممن ليس له الإجازة عن أحد أصلا من الطرق المتصلة بأصحاب الكتب الأربعة!.

ثمرتها :

(الورقة ٧٣) :

أورد على نفسه بقوله : أي فائدة في التفرقة بين تحسين المحقق الكركي وأمثاله من المشايخ المتأخرين ، وبين توثيقهم؟

فإن ذلك إنما يثمر وينفع ، لو بني الأمر في نقل أخبار الكتب المصنفة من الإمامية على اشتراطه بالإجازة ، بعد زمن الشيخ الطوسي ، كاشتراطه بها قبله ، وليس الأمر كذلك ، فالتستري ـ شيخ المجلسي ـ كان يعتقد أنه لا حاجة إلى الإجازة في الكتب المتواترة ، كما هو المعروف الآن من تواتر الكتب الأربعة؟

وأجاب بقوله : فيثمر في غير الكتب الأربعة سواء من المحمدين الثلاثة أو غيرهم من أي طبقة كان.

ويثمر أيضا في مقام الأخذ من الأصول المصححة ، فإن الأخذ من الأصول المصححة أحد أركان تصحيح الرواية ، فهذا كما ترى لا يتمشى إلا في شأن من له الإجازة

ويثمر أيضا بالنسبة إلى صدق اسم المحدث والراوي وعدم ذلك ، بمعنى أن من لم يكن نقله بشرائط تحمل الحديث من القراءة والإجازة ، لم يصدق على نقله ـ ولو كان من الكتب الأربعة المتواترة ـ اسم التحديث والرواية.

* * *


٤ ـ الاختصاص والمشاركة :

قال في الفصل السابع (الورقة ٣١) :

إعلم أن قضية الاختصاص والمشاركة مما لا تجري فيه ضابطة تكون هي المرجع في مقام الاشتباه ، بل الأمر في ذلك يدور مدار تصريحات حذقة المحدثين من مشايخ الإجازات ، كما صرحوا بأن ابني سعيد الأهوازيين يشاركان في جميع مشايخ الإجازة إلا زرعة وفضالة ، فينفرد بالرواية عنهما الحسن.

٥ ـ الاخراج :

قال (الورقة ٨٠) :.

إخراج متن الحديث هو إخراجه بتمامه ، ويقابله التخريج للمتن ، وإخراج الحديث : هو النقل من المصادر كيف اتفق ، وليس للأصوليين في الاخراج اصطلاح.

٦ ـ ارتباط الحديث بعلم الرجال :

قال (الورقة ٢) :

إن من ادعى الحذاقة في علم الأحاديث وهو خال عن العلم بالقواعد المتقنة في صناعة الرجال فهو في دعواه غير صادق ، فإن المماسة والملاصقة بين هذين كالمماسة بين علمي الفقه والأصول.

٧ ـ إسماعيل بن عباد الصاحب :

قال (الورقة ٦٩) :

ذكر الشهيد الثاني رحمه‌الله : أنه حدث مدة وكان تلامذته مائة ألف وعشرين ألفا من المحدثين ، وكان يملي له ستة ، وكلما يذكر من العلم والفضل فهو فوقه.

وإن ما قيل في شأنه لم يكن فيه تصريح بتعديله ، لكن القصة مسفرة ، بل


ظاهرة في كونه مجدد المذهب في وقته ، ومروج الأخبار وناشرها في عصره.

فلا بد من حصول القطع ، ولا أقل من الظن القوي ، بأنه كان في درجة عليا من العدالة.

٨ ـ أصحاب الإجماع :

قال (الورقة ٢٨) :

العبارة المنقولة في قضية الإجماع :

١ ـ في شأن جماعة كجميل ، هكذا : (أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتعويلهم لما يقولون به ، وأقروا لهم).

٢ ـ في شأن بريد بن معاوية ، هكذا : (أجمعت العصابة على تعديلهم وانقادوا لهم بالفقه).

[المقصود منه]

إن المقصود من العبائر المختلفة شئ واحد ، والمقصود من كلها شئ واحد ، والقرائن الدالة على ذلك غير عزيزة :

فمنها : أنه لولا أن الأمر كذلك لزم إحداث قول ثالث في المسألة.

[رأي المجلسي]

وقد صرح المجلسي المتقدم بأن المراد منها : أن هؤلاء ـ أي أهل الإجماع ـ عدول وثقات قبل قولهم من حيث إنه تولهم ، الإجماع.

فهذا كما ترى مما لا تأثير له أصلا فيما وقع بعد واحد أو متعدد منهم ، فليس حال الأسانيد ألف وقع فيها واحد أو متعدد منهم إلا كحال سائر الأسانيد.

وهذا الرأي يتراءى ـ أيضا ـ من طريقة جمع كثير في الكتب الفقهية الاستدلالية ، كما لا يخفى على من تتبع كتب المحقق ، والعلامة ، والشهيدين ، وصاحبي


المعالم والمدارك.

[رأي المؤلف]

والمتبادر من العبارة هو ما فهمه متأخرو المتأخرين من أن أسباب الضعف من الإرسال ، والاضمار والتعليق ، والوقف ، ووجود من هو ضعيف بأي ، نحو كان ضعفه ، مما لا يؤثر بعد واحد أو متعدد من أصحاب الإجماع.

بل إرادة هذا المعنى مما انعقد عليه إجماع متأخري المتأخرين.

وهذا المسلك هو الأنسب الأولى.

وقال (الورقة ٢٩) :

وأصحاب الإجماع ـ غير ابن أبي عمير ـ لا يفرق بين مراسيلهم وبين غيرها من الأقسام ، فكله مما في حكم الصحيح لا من قسم الصحيح حقيقة.

(لاحظ : الصحيح الحقيقي وما بحكمه).

[طبقاتهم]

قال (الورقة ٢٧) :

إعلم أن مبدأ أصحاب الإجماع من الطبقة الثامنة ، وآخرهم من الطبقة الحادية عشر ، بل الثانية عشر على وجه (لاحظ : مبدأ الطبقات).

وآخر الأئمة عليهم‌السلام الذين أدركه بعضهم هو الجواد عليه‌السلام ، وذلك كما في صفوان بن يحيى ، فإنه من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وقد أدرك الجواد عليه السلام.

وكذلك الحال في ابن أبي عمير والبزنطي.

وأول الأئمة الذين أدركهم بعضهم هو علي بن الحسين السجاد عليه‌السلام ، وذلك كما في معروف بن خربوذ ، كما أنه من أصحاب الصادق والباقر عليهما‌السلام أيضا.


أما عثمان بن عيسى فهو من أصحاب الكاظم والرضا عليهما‌السلام ، وكذا يونس بن عبد الرحمن.

وأما جميل بن دراج ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحماد بن عثمان ، وأبان بن عثمان ، فهم من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام بمعنى أنهم أحداث أصحاب الصادق عليهم‌السلام.

وأما عبد الله بن المغيرة فهو من أصحاب الكاظم عليه‌السلام خاصة.

وأما بريد بن معاوية ، وأبو بصير ـ أعني الليث بن البختري المرادي ـ ومحمد ابن مسلم ، وزرارة ، والفضيل بن يسار ، فهم من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام.

ومن أهل الإجماع من لم يرو عن أحد من الأئمة عليهم‌السلام وهو فضالة ابن أيوب ...

وقيل بدل الحسن بن محبوب : الحسن بن علي بن فضال ، ...

وبدل أبي بصير المرادي : أبو بصير الأسدي علي بن قاسم ، ولكنه رد ببعد الطبقة.

[أصل الإجماع]

قال (الورقة ٢٧) :

وأول من نقل الإجماع عن الأصحاب على ذلك ـ أي على تصحيح ما يصح عنهم ـ هو أبو عمرو الكشي ، وظني أنه قد سبقه في هذه الدعوى غيره وأنه اعتمد في ذلك على قول أستاده أبي النضر العياشي ، وكيف كان : فإن أكثر من تأخر عن الكشي قد أذعنوا بما قال ، وقد صرح جمع بأنه (عدل) وقد نقل الإجماع ، فيجب قبول قوله.

بل أقول : إن ظني أن كل من هم بعد الكشي قد أجمعوا على حقية ما نقله ، وبعبارة أخرى : إن الإجماع ـ بجملة من طرقة ، من البرهاني والحدسي واللطفي ـ قد


انعقد على حقية ما قال به الكشي ونقله.

[القدح في بعضهم]

إن قلت : إن ذلك ينافي ما صرح به جمع في شأن جمع من أهل الإجماع من القدح فيهم والتصريح بعدم قبول روايتهم ممن ليسوا على طريقتنا الاثني عشرية ، كأبان بن عثمان ، وعبد الله بن بكير ، فإن الأول من الناووسية ، والثاني من الفطحية.

فمن جملة المصرحين بذلك : العلامة ، حيث قال في أبان : الأقرب عدم قبول روايته ، لقوله تعالى : (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) ولا فسق أعظم من عدم الإيمان.

قلت : إن ذلك لا يضر بما قلنا ولا ينافيه جدا ، لأن الإجماع لا يقدح في انعقاده مخالفة معلوم النسب ، وإن بنينا الأمر في باب الإجماع على طريقة البرهان.

على أن استدلال العلامة معارض بالمثل ، وأن كلمات العلامة ليست على نهج واحد ، بل متناقضة ، وذلك حيث قال في شأن عبد الله بن بكير : وأنا أعتمد على روايته وإن كان مذهبه فاسدا.

وبعد الإغضاء عن كل ذلك نقول : إن الخلاف إنما هو في طائفة خاصة كأبان وابن بكير ، فلا يلزم من ذلك طرح الأصل المؤصل ، المأخوذ من الإجماع الذي نقله ا لعدل.

وإن شئت فقل : إن الإجماع المنقول في المقام ليس بمتحد بالشخص بل هو في الحقيقة إجماعات منقولة بعدد أصحاب الإجماع ، فعدم قبول الإجماع المنقول في طائفة لوجود معارضي على زعم مدعيه ، لا يستلزم رفع اليد عن الكل.

[عمل الطائفة بروايات آخرين]

قال (الورقة ٣٠) :


واعلم أن الشيخ ذكر في (العدة) : (أن الطائفة عملت بما رواه بنو فضال ، والطاطريون ، وعبد الله بن بكير ، وسماعة ، وعلي بن أبي حمزة وعثمان بن عيسى.

فهذه العبارة ـ كما ترى ـ ظاهرة في دعوى الإجماع ونقله عن الأصحاب.

والإنصاف قاض بأن المراد منها ما أراده الفرقة الأولى من عبارة الكشي (وهو وثاقة المذكورين بأسمائهم فقط ، بقطع النظر في أسانيدهم).

على أنه لم يعهد من أحد إلى الآن أن يقول إن مراسيل سماعة والبطائني والطاطريين وبني فضال ، ومرفوعاتهم وموقوفاتهم ومعلقاتهم ، مما في حكم الصحيح.

وإن ذلك لو تمشى في هؤلاء لتمشى في النوفلي والسكوني ، لنقل بعض في شأنهما مثل هذه العبارة.

وهذا كما ترى ، ينفيه الإجماع بسيطا ومركبا ...

ولا يخفى أن هذا الإجماع الذي نقله الشيخ ليس كالاجماع الذي نقله الكشي ، فإن ذلك كان المعظم على قبوله ـ وإن كانوا مختلفين في وجهه ـ وليس الأمر هنا كذلك ...

والمراد من بني فضال خمسة رجال : علي بن فضال ، وابنه الحسن ، وأبناء الحسن الثلاثة.

والمراد من الطاطريين : يوسف بن إبراهم ، وعلي بن الحسن بن محمد ، ويمكن أن يراد الأعم في المقامين.

[عددهم]

قال (الورقة ٢٨) : عن عددهم :

«يترقى عددهم إلى عشرين».

وقال (الورقة ٣١) :

إنه يبلغ عدد كل من ادعي الإجماع في شأنه ـ ولو على بعض الوجوه وبعض الأقوال غير المشهورة ـ واحدا وثلاثين.


[حجيته]

وقال (الورقة ٦٠) :

(ظني أن ذلك في الدرجة العليا من التوثيق).

٩ ـ الأصول الأربعمائة :

قال (الورقة ٦٩) :

قال المحقق في (المعتبر) : روى عن الصادق عليه‌السلام من الرجال ما يقارب أربعة آلاف رجل ، وبرز بتعليمه من الفقهاء الأفاضل جم غفير ، كزرارة وإخوته ، وجميل بن دراج ، وجميل بن صالح ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ، والهشامين ، وأبي بصير ، والحلبيين ، وعبد الله بن سنان ، والكناني ، وغيرهم من أعيان الفضلاء ، حتى كتب من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف ، سموها (أصولا).

وقال (الورقة ٧٣) :

صنف الإمامية من عهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى عهد أبي محمد العسكري عليه‌السلام أربعمائة كتاب تسمى (الأصول) ، فهذا معنى قوله : (له أصل) ، وكان من دأب أصحاب الأصول أنهم إذا سمعوا من أحدهم عليهم‌السلام حديثا بادروا إلى ضبطه في أصولهم من غير تأخير.

. وقال (الورقة ٧٩) :

وأما الصحيفة الكريمة السجادية فأعلى رتبة وأجل من أن تعد وتدخل في الكتب المصنفة والأصول المدونة ، وكذلك الصحيفة الرضوية ، والرسالة الرضوية المعروفة بالذهبية (١).

__________________

(١) أنظر عنوان (الفهرستات) في هذا العرض.


١٠ ـ الأصول والأخبار :

قال (الورقة ٤٣ ـ ٤٤) :

إنا ما صنعنا صنيعنا في الأصول إلا للتوسل بذلك إلى تحصيل الأهلية والقابلية وحيازة الاستعداد للاعتكاف في الأبواب الوسيعة المنيفة العلية الشريفة العظيمة للكتاب الكريم والأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة والنبوة والخلافة صلوات الله عليهم أجمعين.

بل : إنا ما وصلنا في العلوم الشريفة العظيمة : الفقه ، وتفسير كتاب الله الكريم والأصولين ، إلى ما توصلنا إليه ، إلا بالتمسك بأذيال الأحاديث بعد الكتاب الكريم ، فقد تمسكنا بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

فكل ما حققنا في الأصولين : أمول الأديان وأصول الفقه ، وما ذكرنا من التدقيقات في فن التمرينيات من المباحث ... إنما هو ما وصلنا إليه بالتأمل في جملة من الأحاديث ، مع أن فوق ما وصلنا إليه سهما الرقيب والمعلى.

فهذا إذا كان حال جملة يسيرة منها فكيف بقواميسها التيارة ، وبحارها المواجة؟؟

فمهما لم يتصف العالم الأصولي بكونه عوام بحار الأحاديث وسياح قواميسها ، لم يعده أكامل الصناعة الأصولية ـ الذين بلغوا الغاية القصوى ـ من حزب الأصوليين ، بل يحسبونه دخيلا في الصناعة.

فإذا كان الحال كذلك ، فمن ذا الذي يقول ، ومن ذا الذي يحكم من العلماء وأولي النهى ، بأن الصناعة الرجالية التي أخذت ـ كصناعة الأصول ـ من تصريحات الأخبار ودلالاتها الفحوائية والالتزامية ، وارتكب لضبط أحوال الرجال الرواة علماء الصدر الأول من فضلاء أصحاب الأئمة عليهم‌السلام وفقهائهم ، إن معاشر الأصولية لا يعتدون بشأنها ولا يعدونها من الأمور الواجبة؟!

كلا ثم كلا ، إن هذا إلا مرية صرفة ، وفرية محضة.


١١ ـ الأغسال (كتاب لابن عباس)

قال (الورقة ٥٦) :

وجه عدم الاعتداد بكتاب (أغسال ابن عباس) فلعله لأجل القدح في ذلك الكتاب ، نظرا إلى عدم ثبوت الانتساب إلى ابن عباس ، لا لأجل القدح فيه ، فإن الشيخ الحر رحمه‌الله قد ذكر في ترجمته : إن حاله في الجلالة والاخلاص لأمير المؤمنين عليه‌السلام أشهر من أن يخفى.

وكيف كان ، فإن الأقوى عندي هو الاعتماد على حديثه.

١٢ ـ ألفاظ التعديل والتوثيق :

قال (الورقة ٥٩) :

من كلمات التعديل ، بل أعلى درجة في التزكية :

كون الرجل (محدثا) أي من يسمع صوت الملك ولا يرى شخصه.

كما ورد في بعض الأخبار في شأن سلمان رضي‌الله‌عنه ، وهذا من قبيل الكلي المنحصر في فرد (وأنظر الورقة ٧٣).

وقال (الورقة ٦١) :

وقد يتراءى ـ أيضا ـ من جمع أن كون الرجل من (مشايخ الإجازة) دليل توثيقه.

وكذا كونه لا يخبر الثقة إلا عن ثقة.

وكذا كونه في سند مقدوح من غير جهته ، أو في سند لم يقدح أصلا ، بمعنى أنه لو كان مقدوحا لكان مقدوحا من جهته.

وكذا كونه ممن يكثر الكليني ـ رحمه‌الله ـ أو من يضاهيه الرواية عنه.

وكذا كونه ممن اعتمد عليه القميون.

وكذا كونه وصي عدل ممن يقول الثقة في شأنه : (أخبرني الثقة).


وكذا كونه ممن يقال في شأنه أنه (أسند عنه) (١).

أو أنه مضطلع في الرواية ...

الأوجه والأصدق :

قال (الورقة ٦١) :

قيل : إنهما مما يدل على التوثيق ، لكن لا مطلقا ، بل إذا أضيفا إلى العلماء أو الفقهاء أو المحدثين أو نحو ذلك ، أو ذكر بعدهما المفضل عليه العدل.

وقيل : إنهما يفيدان التوثيق مطلقا.

الأورع والأتقى والورع والتقي :

قال : قيل : إنهما مما يدل على التوثيق أيضا.

وقال (الورقة ٧٥) :

إن من جملة الأمارات الاجتهادية (أي في مقام الاعتداد بقول الراوي) : أن يكون للصدوق ـ رحمه‌الله ـ طريق إليه ، وهذا مما قد عده بعض المحققين من قسم التحسين.

وهو ليس أنقص درجة من توثيق ابن فضال وابن عقدة ، وقد حكم بذلك بالعدالة.

ونقل عن بعض المحققين أن قولهم : (وكيل) يقتضي العدالة ، بل ما فوقها.

١٣ ـ ألفاظ المدح :

قال (الورقة ٦٣) :

__________________

(١) أنظر بحثنا : (المصطلح الرجالي : أسند عنه) ـ الطبعة الأولى ـ نشرة تراثنا ـ السنة الأولى ـ العدد الثالث (ص ٩٨ ـ ١٥٤) وقد استدركنا عليه بجملة وافرة من المطالب ، ومنها رأي المصنف المحقق الدربندي رحمه‌الله ، واستغنينا بذلك عن إعادته هنا.


ميزان المدح هو بناء الأمر على ما يفيد مدحا عرفيا ولو كان بمثل :

الاتصاف بكون الراوي صاحب كتاب أو أصل.

أو ترحم الإمام عليه‌السلام عليه.

أو من ذكر الرحمة والترضية بعد ذكر اسمه حيا أو ميتا شيخ من الأصحاب ، أو عدل منهم.

أو أنه كان من أصحابنا المتكلمين.

وله ألفاظ تقرب به إلى الصحة.

ومن علامة كون الرجل ممدوحا ذكره على الاهمال والاطلاق الخالي عن الغمز في كتاب الشيخ النجاشي.

وكذا قولهم : (لا بأس به) بل قيل : إنه دال على التوثيق ، لوقوع النكرة في سياق النفي.

* * *


حرف التاء

١٤ ـ التخريج :

قال (الورقة ٨٠) :

تخريج متن الحديث في اصطلاح المحدثين : نقل موضع الحاجة فقط من متن الحديث ، أخذا من تخريج الراعية المرتع ، وهو أن تأكل بعضه وتترك بعضه ، ويقابله الاخراج للمتن.

وتخريج الحديث بتمامه سندا ومتنا من الأصول والكتب ، هو : أن يستخرج منها المتفق عليه بينهما ، أي الأصح طريقا. والأجدى متنا ، أو الأهم الأوفق للغرض من كل باب ، ويقابله الاخراج للحديث.

وقال (الورقة ٨١) :

والتخريج الأصولي يستعملونه في باب الأقيسة ، فيقولون : (تخريج المناط) في مقابل (تحقيق المناط وتنقيحه).

وفي اصطلاح الرجاليين ، هو أن يكون الشيخ هو الأخير من مشيخة التلميذ ، بمعنى أنه إذا تم الاستكمال بالتلمذ عليه قيل : (إنه خرجه) وهو (تخرج عليه) ، أي ألحقه بالشيوخ في زمانه : (لاحظ : الاخراج).

١٥ ـ التصحيح والتضبيب :

قال (الورقة ٣٣) :

التصحيح : كتابة لفظة (صح) على كلام صح رواية ومعنى ، ولكنه عرضة للشك أو الخلاف.

والتضبيب ـ ويسمى التمريض ـ : أن يمد خطا أوله كرأس الضاد ، ولا يلزق بالممدود عليه ، يمد على ثابت نقلا فاسد لفظا ، أو معنى ، أو ضعيف أو ناقص ، ومن


الناقص موضع الإرسال أو الانقطاع.

وربما اقتصر بعضهم على (الصاد) في علامة التصحيح فأشبهت الضبة.

١٦ ـ التصحيف :

قال (الورقة ١٣) :

لا يخفى عليك أن التأمل التام في الطبقات وإمعان النظر في مقالات علماء الرجال مما قد يقضي أيضا بوقوع الغلط والتصحيف في السند ، وإن كان قاطبة النسخ متوافقة عليه.

[وذكر تصحيفات كثيرة وقعت في الأسانيد ، واستند لتصحيحاته لها إلى أمور منها :].

١ ـ المتكرر في الأسانيد.

٢ ـ ما في طريق النجاشي وفهرست الطوسي.

٣ ـ ما يعطيه كلمات علماء الرجال.

٤ ـ لوجوده في سندي الكافي والتهذيب ، وتكرره في الإسناد.

٥ ـ لشهادة التتبع.

٦ ـ ما لا يخفى على الحاذق الممرن في صناعة الرجال.

ثم قال : ولا يخفى عليك أن هذا الأمر ـ أي السهو والغلط بحسب الزيادة والنقصان والتصحيف والتغيير ـ مما لا حصر لوقوعه ، لكنه لا يطلع عليه إلا الحاذق الممرن في صناعة الرجال ، بل لا يعد من علماء الرجال من ليس له يد طولى في معرفة هذا الأمر وكيف كان ، فإن من أعظم ثمرات علم الرجال هذا.

إن الكامل في هذه الصناعة يعرف أن قضية السهو مما يجري في كل الكتب ، أي من الطهارة إلى الديات بمعنى أنه لا يكون كتاب إلا أنه قد وقع فيه سهو إلا القليل.

بل أقول : قلما يوجد باب خال عن السهو فيه ...


ثم إن هذا ليس على نمط واحد بل على أنماط مختلفة :

من وقوع ذلك في أسانيد معينة في جميع الكتب الأربعة ، وذلك في غاية القلة.

ومن وقوع ذلك في بعضها دون البعض وذلك في غاية الكثرة وقد عرفت أن السهو الواقع في التهذيب في غاية الكثرة.

ومن وقوع ذلك على نهج يحصل الجزم واليقين به فيه ، نظرا إلى القواعد والقرائن المفيدة للقطع (وذكر أن طريق إصلاحه هي الطرق السابقة).

ومن وقوع ذلك على نهج يحكم فيه على نمط الرجحان ، (وذكر القرائن المؤدية إلى إصلاح التصحيف على الرجحان (الورقة ١٤) كما يلي :)

١ ـ لاستفادة الصواب من بعض أسانيد ذلك الباب.

٢ ـ استفادة ذلك عن طريق الفهرست للطوسي.

٣ ـ مما هو متكرر.

٤ ـ لأنه لا يروي الراوي عنه مشافهة.

٥ ـ لأنه لم تعهد له رواية الراوي عنه.

٦ ـ لبعد اتصال الراوي به.

٧ ـ لتكرر الفصل بينهما.

٨ ـ لتكرره في مثل السند.

٩ ـ لثبوت مكانه في الإسناد.

١٠ ـ لثبوته في طريق النجاشي.

١١ ـ لأن الراوي غير موجود في كتب الرجال.

وفرق بين موارد القطع بالتصحيف ، وبين موارد ترجيح التصحيف ، بقوله (الورقة ١٤) :

إن الأمثلة للقسم الرجحاني ليس من موارد الظن القوي ، ووجهه واضح عند العالم بالأصول والقواعد ، والحاذق الذي يمعن النظر في الموارد ...

إن العمل بطبق القسم الرجحاني إنما يكون في صورة انفراد التهذيب


والاستبصار بما فيهما ، إما بسبب مغايرة ما فيهما لما في الكافي ، وإما بسبب عدم وجود هذا السند المفروض في الكافي.

وأما في صورة التطابق بين ما في الكافي وما في التهذيب فلا اعتداد بالقسم الرجحاني ، بل يبنى الأمر حينئذ على الأصل والظاهر بالحكم بصحة ما فيهما.

١٧ ـ التضييق في الجرح :

قال (الورقة ٧٠) :

ينبغي أن لا تعتبر دائرة الجرح والتوهين على نمط الاتساع وإلا لزم رفع اليد عن أكثر الأخبار ، وينبعث من ذلك تضييع مساعي السابقين ، ثم ينبعث من ذلك انقطاع أكثر آثار الشريعة.

فالعمل الضابط وما يجب مراعاته في ذلك هو : أن لا تسارع إلى توطين نفسك على مسارعات الغضائري في الجرح ، ولا سيما إذا كان منفردا في ذلك ، ولا على مسارعات القميين مطلقا ، ولا سيما إذا كان الصدوق وشيخه ابن الوليد على خلافهم أو اطلعت على تعليلاتهم من الأمور التي لا تعد من الأسباب الطاعنة والقادحة.

وقال (الورقة ٧١) :

إن ديدن القميين والغضائري ومن يحذو حذوهم في باب الجرح مما لا اعتداد به ، نظرا إلى عدم تمهرهم في الصناعة الرجالية ، مضافا إلى عدم بذلهم مجهودهم في الفحص والتفتيش.

١٨ ـ التعديل :

قال :

إن العمدة أولا في باب التوثيق والتعديل ، وهكذا في باب معرفة درجات العدالة ، هو تتبع الأخبار والتأمل فيها.

وقد وجدنا جملة من الأخبار الناطقة بتزكية الأئمة عليهم‌السلام وتوثيقهم جمعا


من أصحابهم.

مثل ما نقل ابن طاوس في (كشف المحجة) من كتاب (المسائل) للكليني عن علي بن إبراهيم بسنده إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنه دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال : أدخل علي عشرة من ثقاتي.

فقال : سمهم لي ، فسماهم عليه‌السلام.

ومثل ما روى الصدوق في (عيون الأخبار) بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‌السلام في كتابه ، وذكر الصحابة الذين مضوا على منهاج نبيهم ولم يغيروا ولم يبدلوا.

ومثل ما ورد في بعض التوقيعات.

قال (الورقة ٦٠) :

وظني أن العمدة في باب توثيق جمع من المخالفين من الزيدية والفطحية والواقفية والعامة هو تتبع الأخبار أيضا.

١٩ ـ تعليق الشيخ للأحاديث :

قال (الورقة ٤٧) :

كم من رجل قد ذكرهم (يعني الشيخ الطوسي في الفهرست) لكن لم يذكر في ترجمتهم طريقه إليهم ، بل إنه يجري في جمع من فضلاء الرواة ومشاهير المشايخ.

أما ترى ما ذكره في الفهرست في (ليث) حيث قال :

ليث المرادي يكنى أبا بصير ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهم‌السلام له كتاب.

فلعله إنما صنع ذلك ، لعدم ظفره بكتب هؤلاء ، أو عدم تحقق الإجازة له بالنسبة إليها من مشايخه حين تصنيفه الفهرست ، وقد تحقق له ذلك حين تصنيف التهذيب.

ولا مانع من القول بأن زمن تصنيف التهذيب متأخر عن زمن تصنيف الفهرست ، إلا ما يتراءى منه في الفهرست من ذكره في ترجمة نفسه كتبه ومنها


التهذيب؟!

وأنت خبير بأن الأمر في مثل ذلك سهل ، لأنه يمكن أن يكون من الملحقات بالفهرست بعد الفراغ عنه ، وأمثال ذلك غير عزيزة فيه ، كما لا يخفى على الناظر فيه.

[وأشار إلى موارد كثيرة ذكرها الفاضل الأردبيلي في جامع الرواة وصحح بها الطرق على هذا الأصل ، الورقة (٤٩ ـ ٥٥)].

٢٠ ـ التقارض :

قال (الورقة ٢٠) :

(إن رواية كل من المتعاصرين عن الآخر أمر واقع) ، (وهذا معنى التقارض عنده).

قال (الورقة ٢٥) :

إن المقارضة مما تمس به الحاجة في كثير من الطبقات فلا وجه لعدها ـ بعد وقوعها ـ من الأمور المرجوحة في الإسناد.

وقال : اعلم أن لزوم المقارضة في الإسناد مما يستبعده الحذقة في صناعة الرجال ، فكل موضع يقع فيه التقارض أو يتوهم ، يرتكبون فيه فتح أبواب التأويلات.

وقال (الورقة ٢١) :

وأنت خبير بأن هذه الاستيحاشات التي تتراءى منهم في باب التقارض مما لا أرى له وجها ، فإنه كما تشتد الحاجة إلى رواية أحد المتعاصرين عن الآخر إما مشافهة وإما بالواسطة ، فكذا تشتد الحاجة إلى أن يتقارض المتعاصران في الروايات فهذا كما لا مانع منه عقلا ، فكذا لا مانع منه عرفا وعادة ...

والحاصل : إنهم إن أرادوا أن المقارضة ممتنعة ، أو غير واقعة في الإسناد ، فهذا كما ترى مما يرده وقوعه مرارا كثيرة كما علمت.

وإن أرادوا أنها ليست في التدوال والكثرة على نمط رواية أحد المتعاصرين عن الآخر مشافهة أو بالواسطة ، فهذا كما ترى من القضايا الصادقة ، إلا أنه لا ينبعث


منه مرجوحية المقارضة ولزوم فتح باب التأويلات البعيدة خوفا من لزوم المقارضة.

فإن قلت : لعل إجماعهم قد قام على مرجوحية المقارضة فلهذا لا يصيرون إليها مهما أمكن التأويل.

قلت : إن درن إثبات ذلك الإجماع خرط القتاد ، بل لم يعهد في ذلك الإجماع المنقول فضلا عن الإجماع المحقق.

٢١ ـ تمييز المشتركات :

قال (الورقة ١١) :

ملاك الأمر في ذلك تحقق القرائن ، فكلما ازدادت القرائن قوي الظن.

بل قد يترقى الأمر إلى درجة العلم واليقين وأقل ما يكتفى به هي قرينة واحدة.

وبالجملة : فلا بد من أن تنصب بين عينيك حين ملاحظتك الأسانيد طبقات الرجال ، ومراتب المشيخة ، وهكذا وقوع التصريح بالمطلقات ، ولو كان ذلك في موضع واحد ، وفي غير الكتاب الذي أنت تلاحظ السند فيه من الكتب المعتبرة في الأخبار.

ومن جملة أقوى الدلائل والشواهد في ذلك الباب ، ما في طريق النجاشي ، والفهرست ، والفقيه ، ونحو ذلك.

فقد بان أن تحصيل الأصول والضوابط ، وإتقانها في باب تمييز المشتركات ـ سواء كان في سلاسل مشايخ الإجازة وطبقات رجالهم ، أم كان فوقها ـ غير مختص بباب المقترنات كموارد الأصول المذكورة ونحوها ، بل يجري في المنفردات والمتعاطفات.

٢٢ ـ توثيقات الفقهاء :

قال (الورقة ٦٧) :

إن كل ما فيه سبيل الاستنباط والترجيح والاجتهاد لمجتهد ـ سواء كان ممن


صنف في علم الرجال كتابا أم لا ـ ليس لمجتهد آخر أن يحتج به ويتكل عليه ، ويتخذه مأخذا ومدركا.

فما يذكره الفقهاء في كتبهم الاستدلالية من الحكم بصحة حديث ، مما لا يجوز لمجتهد آخر التعويل عليه ، على الأقوى.

إذ ليس ذلك في قوة التزكية والتعديل لكل من رواته على التنصيص والتعيين فلا يعد ـ عند التحقيق ـ لا من الشهادة ، ولا من النقل ، إذ يمكن أن يكون ذلك بناء على ما ترجح عندكم في أمر كل من الرواة من سبيل الاجتهاد ، فلا يكون حكمهم حجة على مجتهد آخر.

وكذلك الكلام في التحسين والتوثيق والتقوية والتضعيف.

نعم ، يمكن أن يقال : إذا كان بعض الرواة غير مذكور في كتب الرجال ، أو غير معلوم الحال ، ولا هو بمختلف في أمر ، فحينئذ يقرب من الحق أن يعتبر ذلك الحكم من جانبهم من قبيل الشهادة المعتبرة.

٢٣ ـ التوثيق العام :

قال (الورقة ٥٩) :

إن أصحاب الأصول والكتب في الأخبار من الثقات ، وإن كان قد ذكر جمع كثير منهم في كتب الرجال على نمط الاهمال بالمعنى الأعم.

وبعد الإغضاء عن ذلك ، فلا أقل من كونهم بمنزلة من صرح بمدحه.

ولعل جمعا من أصحابنا المحدثين قد التفتوا إلى ما أشرنا إليه كما صدر من الشيخ المفيد وابن شهرآشوب والطبرسي ، حيث تضمن كلامهم لتوثيق أربعة آلاف رجل من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

وأنت خبير بأن هذا لا يلائم إلا لما أشرنا إليه ، لأن المذكور الآن من أصحابه عليه‌السلام في كتب الرجال والحديث لا يبلغ هذا العدد فضلا عن الزيادة ، فلا تغفل.

وقد يستفاد من كلام الشهيد الثاني توثيقه جميع رواة حديثنا الذين كانوا في


زمن الكليني ـ رحمه‌الله ـ والذين من بعده إلى زمان الشهيد الثاني ـ رحمه‌الله ـ.

* * *


حرف الحاء

٢٤ ـ الحسن كالصحيح :

قال (الورقة ٦٣) :

درجة من الممدوحية تقرب من إفادته الصحة ، وذلك.

كالوصف عند المشهور بأنه صحيح الحديث ،

أو كثير الرواية ،

أو أنه أول من نشر الأحاديث ،

إلى غير ذلك من الأوصاف.

أو الوصف بأنه كان مقدما في العلوم ، ووجها أو عينا من أصحابنا ، إلى غير ذلك.

٢٥ ـ الحواريون :

قال (الورقة ٥٩) :

(من كلمات التعديل وهو الثاني (منها) في الشأن والعظمة) : فالخبر الدال على قضية الحواريين وعظم شأنهم خبر معتبر يساعده النقل القطعي على بعض الوجوه بل العقل.

وبعبارة أخرى : إنه من الأخبار المحفوفة بالقرائن المفيدة للقطع ، فلا أقل من إفادته الظن القوي الذي في أقصى درجات القوة.

وقال (الورقة ٦٦) :

الأصل في قضية الحواريين هو الخبر القوي المحفوف بالقرائن والمساعدات الكثيرة المفيدة للعلم وذلك ما رواه الكشي.


حرف الخاء

٢٦ ـ الخبر المعتبر :

قال (الورقة ٧٦ ـ ٧٧) :.

الذي يعد قسيما للصحيح والموثق والحسن ، وكثيرا ما يستعمله المجلسي الثاني في باب الأدعية ، المراد منه ـ إذا وقع قسيما لما ذكر ـ : هو الخبر الذي اتصف سنده بالضعف ، ولكن وقع في كتاب معتبر من كتب الأخبار ، مثل الكافي ، وكتب الصدوق ونحو ذلك من القرائن الموجبة للاعتبار ، وهي :

١ ـ كون الراوي ثقة يؤمن منه الكذب ، وإن كان فاسد المذهب صرح به الشيخ وصاحب المدارك وجمع.

٢ ـ كون الحديث موجودا في كتاب من كتب الأصول المجمع عليها ، أو كتاب أحد الثقات ، ذكره الحر.

٣ ـ كون الحديث موجودا في الكتب الأربعة وغيرها من الكتب المتواترة اتفاقا والمشهود لها بالصحة.

٤ ـ كونه منقولا من كتب أحد من أصحاب الإجماع.

٥ ـ كون بعض رواته من أصحاب الإجماع ، وقد صح ـ أي ثبت ـ نقله عنه.

٦ ـ كونه من روايات من وثقه الأئمة وأمروا بالرجوع إليه.

٧ ـ كونه موافقا للقرآن أو السنة المعلومة أو الضروريات ، أو موافقا للاحتياط ، أو لإجماع المسلمين ، أو الدليل العقلي القطعي ، أو للمشهور بين الطائفة ، أو لفتوى جماعة.

٨ ـ عدم وجود معارض.

٩ ـ تعلقه بالاستحباب.

١٠ ـ كون الراوي غير متهم في روايته لمخالفته لمذهبه ، كروايات العامة للفضائل


حرف السين

٢٧ ـ السادات :

قال (الورقة ٩٣) :

نعم ما قيل : إنه ليس سلالة النبوة والطهارة كأحد من الناس إذا ما آمن واتقى ، وكان عند آبائه الطاهرين مرضيا مشكورا.

هذا ، وأنت خبير بأن لازم هذا الكلام ، كلوازم جملة من الأخبار ، استنهاض تأسيس أصل في أجلة السادات ، ولا سيما في العلماء منهم وذلك بأن نقول : الأصل فيهم الثقة والعدالة.

ونظير ذلك تأسيس أصل في مشيخة المحدثين.

٢٨ ـ سر العالمين ، كتاب للغزالي :

قال (الورقة ٨٥ ـ ٨٦) :

الغزالي حاله في التسنن والتصوف أظهر من الشمس ، ومع ذلك كان متصلبا في مذهبه ، ومتعصبا لما عليه ، نعم إن كتابه (سر العالمين) يستفاد منه أنه قد اهتدى إلى الحق واستبصر ويقال : إنه آخر تصنيفاته.

وقد حكي عن تلميذه محمد بن أبي القاسم أنه ذكر في كتاب (المحاكمات) لقاءه مع الشريف المرتضى الرازي في طريق مكة ، وانتقاله عن التسنن إلى التشيع ، فلما اعترض عليه أخوه أحمد ، بعد قدومه أجابه بهذا البيت :

يار بر ما عرض إيمان كرد ورفت

پيركبري را مسلمان كرد ورفت

٢٩ ـ السفارة للإمام :

جعل من كلمات التعديل في الدرجة الثالثة : السفارة للإمام عليه‌السلام وقال :


ودلالة ذلك على الدرجة العليا من العدالة مما لا يشك فيه ذو مرية.

وقد وجد فيهم جمع يمكن أن يقال : إن درجتهم تضاهي درجة الحواريين ، لغاية قربهم بالحجة عليه‌السلام (وهو الأبواب الأربعة رضي‌الله‌عنهم.

وأما الألفاظ الواقعة في جملة من الأخبار مثل (إن جمعا من أصحاب الأئمة عليهم‌السلام أمناء الله وأركان دين الله).

وهكذا الألفاظ التي تؤدي هذا المؤدى مثل (إن فلانا أحد الأركان الأربعة) ونحو ذلك ، في أيضا مما يدل على التعديل جدا.

والظاهر أن التنصيص بهذه الصفة في أخبار الأئمة عليهم‌السلام لا تنقص درجته في العدالة عن درجة التنصيص بالسفارة والوكالة.

* * *


حرف الشين

٣٠ ـ شرطة الخميس :

قال (الورقة ٦٠) :

إن الأخبار الواردة في شأن المتصفين بكونهم من شرطة الخميس مما يفيد عدالتهم ، بل شيئا فوق العدالة كما لا يخفى على المتدبر في فقه تلك الأخبار.

بل يمكن أن يقال : إن شأن هؤلاء لا ينقص عن شأن جمع من الوكلاء والسفراء.

وقال (الورقة ٦٦) :

إن الأخبار الواردة في شرطة الخميس في غاية الاستفاضة ، بل في حد التواتر المعنوي ، وهم ـ على ما ذكره الكشي ـ ستة آلاف رجل.

٣١ ـ الشهداء مع الإمام الحسين عليه‌السلام :

قال (الورقة ٦٦) :

إن كتب علم الرجال لم يصرح فيها بتوثيق الحواريين المستشهدين بين يدي الإمام عليه‌السلام.

ولا بد أن نقول بأن علماء الرجال لم يهملوا الأمر إلا للاتكال على الظهور والضرورة.

وعلى قاعدة الحواريين ، فإن كل شهداء كربلاء كانوا من الحواريين للإمام عليه السلام.

* * *


حرف الصاد

٣٢ ـ صحة الحديث وضعفه باعتبار متنه :

قال (الورقة ٣) :

قولهم : (إن صحة الحديث وضعفه مما يعلم من متن الحديث) من التخيلات الفاسدة.

٣٣ ـ الصحيح وما بحكمه :

(قال في أثناء كلامه على أصحاب الإجماع) :

إن هاهنا دقيقة تجب الإشارة إليها ، وهي أنه يمكن الفرق بين المراسيل لابن أبي عمير وبين الأسانيد التي فيها التعليق أو الوقف بعد ابن أبي عمير ، والأسانيد التي فيها رجل ضعيف بعد ابن أبي عمير بأي سبب كان ضعفه.

وذلك بأن تكون المراسيل منه من قسم الصحيح المشهوري ، وذلك لما علم من القرينة الدالة على أنه لا يرسل إلا عن العدل.

وأما سائر الأقسام فتكون كلها مما في حكم الصحيح ، لا من قسم الصحيح حقيقة.

فهذا هو الحق الذي لا محيص عنه ، واعرف ثمرة هذا في باب التعارض لأن احتمال أنه لا يفرق بين الصحيح وما في حكمه احتمال ضعيف ، فتأمل.

* * *


حرف الضاد

٣٤ ـ ضعف السند دون المتن :

قال (الورقة ٩٤ ـ ٩٥) :

إعلم أنك إذا وجدت حديثا ضعيفا بإسناد ضعيف فلا يسوغ أن تقول : إنه ضعيف المتن ، بالتصريح ، ولا أن تقول : هذا الحديث ضعيف ، بقول مطلق ، وتعني بالاطلاق ضعف الإسناد والمتن جميعا ، بل إنما لك أن تصرح بأنه ضعيف الإسناد ، أو تطلق القول وتعني بالاطلاق ضعف الإسناد فقط.

إذ ربما يكون ذلك المتن قد روي بسند آخر يثبت به الحديث وأنت لم تظفر به.

* * *


حرف الطاء

٣٥ ـ الطبقات :

(إن اهتمام المؤلف انصب ـ بصورة كبيرة وجدية ـ في تعيين طبقات الرجال ، وقد أكد على ذلك تأكيدا بليغا ، كما توسع في ذلك بشكل ينفرد به ، فلذلك آثرنا إيراد معلومات أكثر حولها ، وقد مر أن شيخنا الطهراني سمى هذا الكتاب باسم (طبقات الرواة) ولعله لأجل التوسع المذكور).

فائدتها :

قال : إن فائدة معرفة الطبقات هي الأمن من تداخل المتشابهين ، وإمكان الاطلاع على تبيين التدليس ، والوقوف على حقيقة المراد من العنعنة من السماع أو اللقاء أو الإجازة أو نحوها ، فإن العنعنة تحتملها.

وكذا معرفة مواليدهم ووفياتهم وبلدانهم وأوطانهم.

ثم إن جمعا منهم قد عرفوا الطبقة قائلين : إن الطبقة في اصطلاحهم عبارة عن جماعة اشتركوا في السن ولقاء المشايخ وقد يكون الشخص الواحد من طبقتين باعتبارين.

وأنت خبير بأن ما ذكر لا يتميز كثيرا بالنسبة إلى أخبارنا ، وما ذكر في تعريف الطبقات مما لا يخلو من مدخولية. (قسم الدراية ، الورقة ٢١).

منهجه في تحديد الطبقة :

(الورقة ٢ ، ٢٣).

قال سائلا : الكلام الوافي في التمييز بين أصحاب طبقة معينة ، وبين أصحاب طبقتين متصلتين ، بمعنى أن المعيار ماذا؟


وبماذا يعرف الميزان المستقيم في ذلك؟؟

فإن الأمور المتصورة المحتملة في ذلك :

١ ـ من إناطة الأمر في ذلك على إمام الزمان أو رئيسه.

٢ ـ ومن إناطته على الأزمنة والأعصار المتغايرة العرفية.

٣ ـ ومن إناطته على عد كل عصر ثلاثين سنة وما يقرب منها.

٤ ـ ومن إناطته على التقدم في الولادة والوفاة.

٥ ـ ومن إناطته على التلميذية والأستاذية.

٦ ـ ومن غير هذه الاحتمالات!؟

وقال في الجواب ـ بعد أن نقض جميع الاحتمالات طردا وعكسا ـ (الورقة ٢٤) :

إفهم أن التحقيق أن ما يناط الأمر عليه ، وما يعرف به التفرقة بين المقامين هو العرف ، بمعنى أن المعيار في ذلك هو العرف.

مثلا : إن المفيد ، والغضائري ، وابن أبي جيد ، وابن عبدون ، كانوا ممن لم يرو بعضهم عن البعض.

وكانوا في زمانهم من المشهورين الذين يرجع إليهم طلاب الأخبار ويستجيزون منهم.

فيكون الذين استجازوا عنهم وأخذوا الأخبار منهم من أهل طبقة لاحقة بطبقتهم ، وإن كان أهل هذه الطبقة اللاحقة قد روى بعضهم عن البعض أيضا ، نظرا إلى أن هذا الراوي لم يعاصر بعض مشيخة المروي عنه ، أو عاصره ولم يلقه ، أو لقيه ولم يرو عنه شيئا لعذر ، أو روى عنه ولكنه لم يرو كل ما روى عنه ذلك الشخص الذي يعد من أهل طبقة هذا البعض.

فهذه طريقة واضحة في التفرقة بين أصحاب طبقة معينة من الطبقات وبين أصحاب طبقتين متصلتين.

* * *


تداخل الطبقات :

قال (الورقة ٥) : إن جمعا من أصحاب هذه الطبقة (الأولى) كما يمكن أن يدخلوا فيها ، نظرا إلى كون جمع من أساتيدهم ومجيزيهم من جملة المجيزين والأساتيد لأصحابها ، فكذلك يمكن أن يدخلوا في الطبقة التي فوقها أي الثانية ، نظرا إلى ... إجازتهم ـ جمعا من أصحاب هذه الطبقة واستجازتهم من جمع من أصحاب الطبقة الثالثة.

وذلك كالسيد المرتضى : فإنه كما أجاز جمعا ممن هم دون أهل هذه الطبقة الأولى ، كالداعي الحسني ، والسيد ذي الفقار ، والقاضي ابن البراج ، ومحمد بن المرتضى ولده ، وتقي ابن نجم الحلبي ، وعبد العزيز الطرابلسي ...

فكذلك ، قد أجاز جمعا من أهل هذه الطبقة ، كالشيخ الطوسي ، والكراجكي وسلار الديلمي ...

وكما أن من مشايخه جمعا من أهل الطبقة الثانية ، وذلك كالمفيد ومن في مرتبته.

وكذلك من مشايخه جمع من أهل الطبقة الثالثة كالحسين بن علي ابن بابويه ، والتلعكبري ، وغير ذلك.

قال : أن يكون جمع داخلين في الطبقتين ، نظرا إلى اعتبارين ، غير مختص بهذه الطبقات.

بل كثيرا ما يوجد في غيرها ، فلا بد من الدقة والنظر وإمعان التأمل في أمثال ما ذكر.

الطبقات الخمس عشر :

احتوى الفصل الأول من الكتاب على ذكر الطبقات التي رتبها فقال :

الأولى : (من أساطين حملة الأخبار ومشايخ الإجازة) وعد منهم :

أولهم الشيخ الطوسي ، والشيخ النجاشي ، وأحمد بن الغضائري ، والمرتضى ،


والرضي ، والكراجكي ، وجعفر الدوريستي ، وغيرهم.

الثانية : وأصحابها في غاية الكثرة إلا أن الأهم مما ذكر معظم مشايخ شيخ الطائفة ممن له الإجازة منهم في تحمل الأخبار ، وعد منهم :

الشيخ المفيد ، والحسين بن الغضائري ، وابن أبي جيد القمي ، وابن الحاشر ابن عبدون ، وابن أبي الصلت الأهوازي ، والشريف المحمدي.

الثالثة : وأصحابها ـ أيضا ـ في غاية الكثرة ، ومنهم : الشيخ الصدوق محمد ، وأخوه الحسين ، وأحمد بن محمد بن يحيى ، وأحمد بن الوليد والتلعكبري ، وجعفر بن قولويه ، وأبو محمد الطبري الحسن بن حمزة وابن عقدة الحافظ ، وأحمد البزوفري ، وابن الزبير ابن الكوفي ، وأبو المفضل الشيباني ، وغيرهم.

والحاصل أن مشيخة الإجازة في هذه الطبقة من الأثبات العدول وغيرهم في غاية الكثرة.

الرابعة : وذكر من أصحابها الكليني ، ووالد الصدوق علي بن الحسين القمي ، وابن بطة ، وجميع مشيخة الصدوق وهم كثيرون.

الخامسة : فأصحابها ـ أيضا ـ لا يحصون كثرة ولا يستقصون كسعد بن عبد الله ، ومحمد بن الحسن الصفار ومحمد بن يحيى العطار ، ومحمد بن مسعود العياشي أبو النضر.

ويكفي في صدق عدم إمكان استقصاء سلسلة هذه الطبقة ملاحظة مشيخة الكليني فقط.

(الورقة ٢٤) : ولم يكن فيهم من عاصر الأئمة عليهم‌السلام لأنهم كانوا في الغيبة الصغرى.

السادسة : أصحابها أيضا في غاية الكثرة : كأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، وأحمد البرقي ، وابن أبي الخطاب ، ومحمد بن عبد الجبار ومحمد بن عبد الحميد ، وسهل بن زياد ، وإبراهيم بن هاشم وغيرهم.

السابعة : وأصحابها وإن لم يكونوا بمنزلة أصحاب الطبقات المذكورة إلا أنهم


مع ذلك كثيرون.

والمعيار في ذلك ـ أي ما هو ضابط على نمط الغالب ـ أن يكون أصحابها في مرتبة العباس بن معروف القمي ، والعباس بن عامر القصباني ، وهذان العباسان لم يرويا عن المعصوم أصلا ، وإن كانا في زمن الأئمة عليهم‌السلام.

والحسين والحسن ابنا سعيد الأهوازيان.

ويمكن أن يعد من هذه الطبقة زكريا بن آدم ، وزكريا بن إسحاق ، القميان ، وآدم بن إسحاق ، ومحمد بن البرقي ، وابن عيسى الأشعري ، وابن عبيد اليقطيني ، وغيرهم.

الثامنة : وأصحابها : صفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، والنضر بن سويد ، ومحمد بن سنان ، وحماد بن عيسى ، والحسن الوشاء ، والحسن ابن فضال ، والحسن بن علي بن يقطين ، وابن محبوب إلى غير ذلك.

التاسعة : لأصحاب الكاظم عليه‌السلام.

العاشرة : لأصحاب الصادق عليه‌السلام.

الحادية عشرة : لأصحاب الباقر عليه‌السلام.

الثانية عشرة : لأصحاب السجاد عليه‌السلام.

الثالثة عشرة : لأصحاب الحسين عليه‌السلام.

الرابعة عشرة : لأصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

الخامسة عشره : لصحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال (الورقة ٧) : إعلم أن سر التفصيل فيما دون الطبقة التاسعة : الإشارة إلى جملة من أصحاب كل طبقة.

ووجه الاجمال في التاسعة وما فوقها هو أن أصحاب كل طبقة مما دون التاسعة كانوا يروون عن من فوقهم أصولهم وكتبهم وكتب غيرهم على نمط من أنماط الإجازة ، وإن كان جمع كثير من هؤلاء الرواة في حد أنفسهم ممن لقي إماما أو إمامين أو جمعا من الأئمة عليهم‌السلام ورووا عنه.


ألا ترى إلى صفوان بن يحيى ، أنه ـ مع كونه من أصحاب الرضا عليه‌السلام وممن لقي الكاظم عليه‌السلام ـ قد روى عن أربعين رجلا من أصحاب الصادق عليه السلام ، وله ثلاثون كتابا.

والنضر بن سويد قد أخذ الأخبار عن يحيى بن عمران الحلبي من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

الطفرة بين الطبقات :

قال (الورقة ٨) : إن ما قدمناه من الطبقات إنما هو الضابط الذي على نمط الغلبة لا الكلية ، إذ رواية جمع من أهل الطبقة السادسة عن جمع من أهل الطبقة الثامنة ليس بعزيز.

وهكذا الكلام في غيرها من الطبقات.

فلا بد من التدقيق الكامل والتأمل التام.

وقال : بل لا يستبعد أن أقول : إن رواية أهل السادسة من أهل العاشرة مما يوجد في أخبار الكتب الأربعة بعد كون المروي عنه من الثامنة والتاسعة ، ونظرا إلى الحيثيات التي قدمناها.

وإن شئت بيان ذلك لشدة مس الحاجة إليه مع كونه من الأمور العجيبة الغريبة ، فاعلم أن ابن أبي عمير قد روى عنه بعض أهل الطبقة السادسة وهو أحمد ابن محمد بن عيسى وابن أبي عمير من الثامنة والتاسعة وإن شئت فأضف إليهما الطبقة السابعة فإنه ـ على ما ذكره علماء الرجال ـ أدرك من الأئمة عليهم‌السلام ثلاثا : الكاظم عليه‌السلام ولم يرو عنه ، وروى عن الرضا والجواد عليهما‌السلام.

ولكن المتتبع الخبير لا يخفى عليه أنه قد روى أيضا عن الصادق عليه‌السلام ، فيتصف بكونه من الطبقة العاشرة.

قد تحقق من جميع ذلك أن رواية أهل الطبقة السادسة من أهل العاشرة ، أمر واقع.


٣٦ ـ الطرق المتعددة :

إن للشيخ إلى علي بن الحسن بن فضال طرقا عديدة مستفيضة ، فوجود طريق صحيح واحد فيها ، مما يكفي في الحكم مطلقا بأن طريق الشيخ إليه صحيح ، فلا يتفاوت الحال في ذلك بالنسبة إلى وقوع التخالف والتغاير في الأسانيد ...

فوجود الضعف في طريق واحد من الطرق لا يقدح في طريقه الصحيح. وطريق الفهرست إلى علي بن فضال قالوا فيه : إنه لا ضعيف لجهالة علي بن محمد بن الزبير عندهم ، ولا طريق إليه في المشيخة.

لكن في التهذيب في (باب الحيض) الحديث الخامس ، هكذا : أخبرني جماعة عن التلعكبري عن ابن عقدة ، عن ابن فضال هذا.

وهذا طريق موثق بابن عقدة.

إن ما ذكره الشيخ في الفهرست إلى ابن فضال إنما كان طريقا تفصيليا مسموعا عن شيخه بقراءة الشيخ كتب ابن فضال عنده ، وبإجازته إياه نقلها ، وإن شئت قل : طريقا تصريحيا ابتدائيا حقيقيا وبلا واسطة ، لا طريقا ضمنيا واستيلاديا ، وبالواسطة.

وأما ما في التهذيب فمن الطرق الضمنية الاستيلادية.

* * *


حرف الظاء

٣٧ ـ الظن الرجالي :

قال (الورقة ٦٣) :

إن الدليل على التعديل هو الظن الاجتهادي ، بمعنى أن كل واحد من تلك الأمور مما يفيد الظن بثبوت العدالة في الراوي الموصوف به ، ولو كان الثابت فيه العدالة أدون درجة منها.

وبعبارة أخرى : إن هذا كما يخرج الراوي عن المجهولية ، فكذا يدخله في الممدوحية ، فلا ضير أن نصف هذه العدالة بالفرد الخفي غير الظاهر من أفراد العدالة ، والدليل على اعتبار مثله هو جريان العمومات ، لصدق الاسم.

وقال (الورقة ٢٠) :

إن قلت : ما الدليل على حجية الظن (في القرائن المذكورة في تمييز المشتركات) ، على أن الظن لا يحصل (في كثير منها) إلا على نمط الضعف ، وأن الأصل الأصيل هو عدم حجية الظن ، لا سيما في الموضوعات الصرفة التي ما نحن فيه منها؟.

قلت : إن الأصل الأصيل مما في محله ، لكن الإجماع والسيرة قد قاما على حجية الظنون الرجالية مطلقا ، فهي ما يفيدها الأصول والقواعد المشار إليها في هذا الكتاب.

وإن شئت أن تعبر بنمط آخر فسم هذا الإجماع ب (الإجماع اللبي) وتلك السيرة ب (السيرة اللبية) ، فهما مما يرد على الأصل ، ورود المنجز على المعلق ، والخاص على العام.

فهذا هو المقصود من كلمات الأساطين من أن الظنون الرجالية حجة معتبرة.

وقد توهم جهال هذا العصر أن المقصود من ذلك أن تصحيح الغير واجتهاده حال الإسناد مما يكتفى به لإفادة الظن؟!


فهذا كما ترى جهل محض ، واستقصاء من الجهل المحض بالجهل المحض.

* * *


حرف العين

٣٨ ـ العدالة :

قال (الورقة ٦١) :

هي عبارة عند الكل عن (الملكة) بناء على التحقيق ، وأن الاختلاف فيها ـ بين العلماء ـ إنما هو بحسب الكواشف عنها.

وقال (الورقة ٧٦) :

القول بأن العدالة عبارة عن حسن الظاهر يوجب اتساع الدائرة فيكون الأخبار الصحيحة في غاية الكثرة (لدخول الحسن فيها) وقد سمعت ممن أثق به أن هذا ما اختاره السيد الأجل السيد المحسن الكاظمي.

وهذا ـ مع قطع النظر عن كونه خلاف التحقيق ـ مما يمكن أن ينزل إطلاقه على التقييد ، بمعنى أن يكون مقصوده أن جملة من الألفاظ الدالة على المدح مما يؤدي هذا المعنى لا كل ما يدل عليه.

٣٩ ـ علم الرجال :

تعريفه : قال (في قسم الدراية ١) :

هو علم يقتدر به على معرفة أحوال الرواة من حيث أنهم رواة ، أي من حيث اتصافهم بالعدل والموثقية والمدح وحسن الحال ، أو الضعف والذم والقدح ونحو ذلك.

وأيضا : على معرفة الأصول الكلية والضوابط التامة التي بها يعرف تمييز المشتركات وخلو الأسانيد من وقوع الغلط ونحوه فيها واتكالها عليه وما يتعلق به.

وجه التسمية :

وجه تسمية ذلك مع كون جماعة منهم نساء وأطفالا مميزين ، هو : أن الأوائل


كانوا يصدرون كلامهم بمقالة : إن فلانا أو فلانا من أصحاب الباقر عليه‌السلام وأن الفلاني والفلاني من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

الحاجة إلى علم الرجال :

قال : بالتأمل فيما أشرنا إليه يعلم أن معاشر العلماء الإمامية بأجمعهم تشتد حاجتهم غاية الاشتداد إلى العلم بالصناعة الرجالية ، فيجب عليهم تحصيله وإن افترقوا ـ نظرا إلى جملة من الجهات ـ إلى عشرين فرقة ، بل أزيد : من حزب المتكلمين ، والحكماء والعرفاء الإمامية.

ومن أحزاب الأخباريين المفترقين إلى فرق عديدة نظرا إلى جملة من المباحث والمقامات.

ومن أحزاب المجتهدين الأصوليين : حزب المقتصرين بالعلم في الأحكام الشرعية.

ومن أحزاب المبتعدين عنه إلى العمل بالظنون الخاصة ، والمفترقين نظرا إلى جملة من الجهات والحيثيات إلى فرق عديدة.

وقد نبهنا في محله إلى وجه شدة احتياج الكل إلى العلم بهذه الصناعة وسر وجوب تحصيله عليهم ، ببيانات شافية ودلائل كافية.

فلا تصغ بعد ذلك إلى مقالات شرذمة من أحزاب الأخباريين ، فإن أولئك لم يأخذوا في شئ بضرس قاطع ، وقد اشتبهت عليهم أيضا طريقة الأسلاف الأكامل من المحدثين فخرجت هذه الطائفة عن سيرة الكل ، حتى عن سيرة أكامل الأخباريين.

والحاصل أن المجتهدين الأصوليين بأجمعهم يعدون معرفة علم الرجال من شرائط الاجتهاد ، ولا خلاف في ذلك بينهم ، وأن الخلاف في ذلك إنما صدر من شرذمة من الأخباريين ممن لا اعتداد بقولهم.

* * *


ثمرة علم الرجال :

قال (الورقة ١٣) : من أعظم ثمرات علم الرجال هذا (أي الاطلاع على التصحيف).

* * *


حرف الغين

٤٠ ـ الغرر والدرر للآمدي :

قال (الورقة ٨٦) :

وأما عدم الاعتداد بكتاب (الغرر والدرر) فمعلوم وجهه لأن مؤلفه ـ أي الآمدي ـ من العامة.

ويمكن أن يقال : إن كتاب (الغرر والدرر) مما له شواهد ظنية دالة على أن ما فيه من الحكم الكاملة ، والمواعظ الشافية ، والنصائح الوافية والأحكام البليغة ، مما صدر من معدن العلوم الصافية ولي الله أمير المؤمنين عليه‌السلام ، هذا بعد الإغضاء عن أن نقول : إن تلك الشواهد شواهد قطعية ، وإلا فالأمر أوضح.

على أنه قد مرت ـ فيما سبق ـ الإشارة إلى دعوى الشيخ إجماع الطائفة على العمل بها روته العامة عن أئمتنا عليهم‌السلام.

اللهم إلا أن يقال : إن ذلك إنما كان فيما كانت الرواية عن الإمام عليه‌السلام بلا واسطة لا على التعميم حتى يشمل المرسل ، والمرفوع ، ونحو ذلك.

* * *


حرف الفاء

٤١ ـ فرات بن إبراهيم :

قال (الورقة ٨٣) :

قال بعض متأخري المتأخرين : إن فرات بن إبراهيم من المشايخ ، الكوفي له تفسيره المعروف ، وهو حسن ، روى عن محمد بن أحمد بن علي الهمداني.

وقال شيخنا المجلسي في (بحار الأنوار) : إن تفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا ذم ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها ، مما يعطي الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به.

وقد روى الصدوق عنه أخبارا بتوسيط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي.

وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في (شواهد التنزيل) وغيره.

فهو مجهول على المشهور ، حسن كالصحيح على التحقيق.

فقد علم أن فرات بن إبراهيم ، كان من المشايخ العظام وكتابه معتمد.

٤٢ ـ فضالة بن أيوب الأزدي :

قال (الورقة ٢٩) :

قال الكشي في ترجمة فضالة الأزدي : روى عنه الحسين بن سعيد ، لم ، إنتهى.

وهو معارض بما في النجاشي من أنه روى عن الكاظم عليه‌السلام على أن ما في الكشي من أنه روى عنه الحسين بن سعيد يخالف ما هو المشهور من أن الحسين يشارك أخاه في جميع المشايخ إلا زرعة وفضالة.

وبالجملة ، فإن كل ما تراه ـ بعبارة (الحسين عن فضالة) فهو غلط مشهور صادر عن جمع من محققي المحدثين.

* * *


٤٣ ـ الفقه الرضوي :

قال (الورقة ٨٦) :

ظهوره في زمن العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ وقصته مشهورة قد ذكرها المجلسي ، فلا حاجة إلى نقلها هنا.

والوجوه المستنهضة لكونه حجة ، بكونه من المعصوم عليه‌السلام : قاصرة عن درجة ما يدل على خلاف ذلك.

وفيه في (باب الصلاة) ما يحتج به أعاظم الصوفية على لزوم استحضار صورة المرشد على البال في الصلاة والتوجه إليه ، وذلك : إذا قمت إلى الصلاة فانصب بين عينيك واحدا.

فقولنا بعدم حجيته لا لأجل ذلك فقط ، فإنه غير ظاهر في مراد المتصوفة ، وله معنى صحيح.

بل لوجوه واعتبارات أخر.

ومع ذلك كله ، يمكن أن نحتج بأخبار هذا الكتاب من باب التأكيد والتسديد والترجيح.

والحال في كتاب (طب الرضا عليه‌السلام) كالحال في (الفقه الرضوي) ، إلا أن هذا الكتاب أنقص درجة من ذلك ، لأنه كم من مجتهد ومحدث يدعي ثبوت الفقه الرضوي من المعصوم ـ ولو كان هذا الثبوت على نمط الظن ، كما هو الشأن في أكثر الأخبار ـ.

وهم مع ذلك لم يدعوا هذا الثبوت في شأن كتاب (الطب).

نعم ، إن العلامة المجلسي نقل اعتباره في جلد (السماء والعالم من بحاره).

٤٤ ـ الفهرستات :

قال (الورقة ٣١) :


الفهرستات التي صنعت لبيان أصحاب الأصول والكتب في الأخبار من جملة الأحاديث ، ومشايخ الإجازات ، وغيرهم من الباب إلى المحراب.

وأصحاب الفهرستات لم يذكروا إلا أصحاب الكتب والأصولي من أصحاب الأئمة عليهم‌السلام ومعاصر بهم ومن يحذو حذوهم.

ولم يذكروا في الأغلب حال المروي عنه الذي روى عنه المحدث مشافهة رواية أو روايتين أو روايات ، بمعنى أنهم ما ذكروا في الأغلب أن ذلك المروي عنه من مشيخة إجازة هذا المحدث.

على أن أصحاب الفهرستات لا يذكرون كل الطرق المسندة إلى شيخ ذلك المحدث ، حتى يذكر اسم هذا المحدث في تضاعيف تلك الطرق : والأسانيد ، ويتبين الأمر غاية التبين.

بل ، إنما يذكرون الطرق التي لهم إلى ذلك الشيخ ، بل طريقا أو طريقين أو طرقا متعددة من طرقهم الكثيرة غير المحصاة.

وقال (الورقة ٣٢) :

إن علماء الرجال قد تركوا ذكر جملة كثيرة من أصحاب الأصول من أصحاب الأئمة عليهم‌السلام ، وهكذا ذكر جملة من أصحاب الكتب المصنفة في تلك الأزمنة.

إن الشيخ الطوسي مع طول ، باعه ووفور علمه ، وشدة حرصه في ذكر أصحاب المصنفات من أصحاب الأصول من أصحاب الأئمة عليهم‌السلام لم يذكر في فهرسته إلا نيفا وستين أصلا.

٤٥ ـ فهرست قسم الرجال من كتاب القواميس (١) :

(الورقة ٣ ـ ٤) :

__________________

(١) هذا الفهرس من وضع المؤلف رحمه‌الله ، وقد نقلناه بتوضيح ما.

وقد لخصنا أهم مطالب هذا القسم كله في هذا التلخيص والعرض ورتبناه على حروف المعجم ، كما يلاحظه القارئ.


يشتمل على فصول :

الفصل الأول : في بيان المشاهير من الأوائل من طبقات الرجال وهي خمسة عشر طبقة وفيه تذييل لجملة من القواعد والفوائد.

والفصل الثاني : فيه إشارة إلى أصول محكمة في باب تمييز المشتركات من مشيخة الإجازات وهو في الطبقات ، وحمل المطلقات على المقيدات : في كليات الأسماء ومحاملها العامة ، مثل (كل أحمد بن محمد) بعد المفيد فهو (ابن الوليد) وهكذا.

الفصل الثالث : فيه إشارة إلى أدلة تلك الأصول ، ووجوه ذلك المجمل ، بأخذ مجامع جملة من الأبواب من الكافي والتهذيب والفقيه.

وفيه إشارة إلى تأسيس الأصول وتقنين القوانين في كل باب من الأبواب الثلاثة ، أي باب المقترنات ، وباب المنفردات ، وباب المتعاطفات.

الفصل الرابع : في أخذ مجامع الكلام بالنسبة إلى الأصل المؤصل من الأصول المتقنة ، والقرينة المعتبرة من القرائن الرجالية المحكمة ، وهي القاعدة في القبلية والبعدية.

الفصل الخامس : في تحقيق الحال في التقارض.

الفصل السادس : في أصحاب الإجماع ، وبيان طبقاتهم ومن في عصرهم من الأئمة عليهم‌السلام ، ومعنى ذلك الإجماع ، وأجلة من صدر منه ادعائه ، وبيان هل هو على نمط واحد ، أو فيهم من وقع فيه الخلاف؟

الفصل السابع : في تنقيح الكلام في أمر الطبقات ، ومشايخ الإجازات بذكر أمر به يعرف الوجه في اختصاص جمع من أهل طبقة سابقة بالرواية من أهل طبقة أو من أهل طبقة عالية ، والمشاركة في جميع مشايخ الإجازة وفيه تعرض لمصنفات تمييز المشتركات ، كجامع الأردبيلي ، والبحث حوله.

الفصل الثامن : في الإشارة إلى جملة من المسائل النافعة مثل كثرة الأحاديث في الزمن السابق.

الفصل التاسع : في الإشارة إلى ما ذهبت إليه من الألفاظ الدالة على التوثيق


مما وقع في الأخبار والآثار وكلمات الفضلاء إلى مراتب التعديل ومطالب أخرى.

الفصل العاشر : فيه الإشارة إلى الألفاظ الدلة على الجرح والتوهين ، وفي تضييق دائرة الجرح وتوسعة دائرة التعديل.

وإلى توثيق جمع من مشيخة الإجازة وأصحاب الأئمة عليهم‌السلام ، وملاك الأمر في الإجازة.

وفيه تذييل متضمن لجملة من المطالب المهمة من بيان حال جملة من الكتب ، وحال ابن عباس ، وما يجب على المحدث مراعاته ، وتأسيس أصالة التوثيق في أجلة السادات العلوية.

وتذنيب : متضمن لجملة من الأمور كعدم إطلاق الضعف في الحديث الضعيف السند ، ونقل روايات العامة في مناقب أهل البيت عليهم‌السلام ، وغير ذلك.

الفصل الحادي عشر : في الذكر الاجمالي للرواة من شيوخ الإجازة.

الفصل الثاني عشر : في بيان أمور كثيرة ، وفي الوصية لاستحكام أمر الطبقات ، وكون بعض من أصحاب طبقتين ، أو ثلاث أو أكثر ، ومعنى (أسند عنه).

* * *


حرف القاف

٤٦ ـ قرينتا القبلية والبعدية :

قال (الورقة ١٧) :

اعلم أن القرينتين (القبلية) و (البعدية) قد تجامعان معا أصلا من الأصول في باب تمييز المشتركات ، في باب مشايخ الإجازة.

فهذا أقصى الأمارات وأشدها في البين ، بل ما يفيده يسمى عند أهل الصناعة (علما).

ويزيد القوة إذا وجد في المقام ما يفيد الحصر ، حصرا مستفادا من نبو الطبقات.

ويدانيه في القوة ما يتحقق فيه القرينتان (القبلية والبعدية) المتكررتان ، خاليتين من اجتماعهما مع أصل من الأصول المذكورة.

ويقع التفاوت في إفراد هذا القسم بحسب وقوع التفاوت بحسب كثرة التكرار وقلته ، فيقدم في صورة الاحتمال ما هو أكثر تكرارا ، على ما هو أقل تكرارا.

ويمكن أن يقال : إن بعد تحقق التكرار ، لا يتحقق المرجح ، لأن كثرة التكرار ليس من المرجحات.

وفيه ما فيه.

ثم إن ما تحققت فيه القرينتان معا ، ولو مرة واحدة أقوى مما فيه القبلية والبعدية المتعارضتان مما لا مرجح فيه إلا في صورة وجود التكرار في إحداهما وعدمه في الأخرى.

وما هو أكثر دورانا وتكرارا يقدم على الأقل ، ولا ريب في تقديم واجد إحدى القرينتين ولو مرة على فاقدهما.

فاعلم أن ما هو أوسع دائرة وأعظم نفعا وأوفر فائدة في باب تمييز المشتركات ، وتعيين المحتملات إنما هو هذا النوع من الأمارات أي أمارة القبلية والبعدية.


وقال (الورقة ١٨) :

وأظن أن كثيرا ما ينبعث التفاضل والتفاوت والأفضلية والمفضولية بين علماء الرجال من التفاوت في الدراية والحذاقة في هذا الباب.

وقال (الورقة ١٩ ـ ٢٠) :

إن صورة تحقق القرينتين على أقسام :

تحققهما مع أصل من الأصول المتقدمة.

وتحققهما مع عدم الجامعة مع أصل منهما.

فعل التقادير : إما أن يتحقق على نمط التكرر والكثرة ، أو لا.

وعلى الثاني : إما أن لا يتحقق التكرر والكثرة أصلا ، أو يتحقق ذلك في إحداهما دون الأخرى.

وعلى كل التقادير : إما أن يتحقق ذلك بالنسبة إلى ملاحظة الكتب الأربعة أو ملاحظة غيرها.

وعلى الأول : إما أن يضاف إلى ذلك طرق الكشي والنجاشي والفقيه ، والفهرست والفقيه ، أو لا يضاف إليه.

وعلى صورتي الإضافة وعدمها : إما أن يضاف إلى ذلك ما في الكتب الأربعة ، أو لا.

وعلى التقادير ـ غير الصورة الأخير ـ إما أن يوجد المعارض في البين بحسب تحقق القبلية والبعدية في مقابلة أو لا.

وعلى الأول : إما المحتمل المقابلة واحد ، أو ما فوقه إلى الثلاثة ، بل الأربعة.

وعلى تقادير تحقق المعارضة : إما المعارضة بحسب الأمرين معا في الكل ، أو بحسبهما في طائفة ، وبحسب أحدهما في أخرى أو بحسب إحداهما في الكل.

وعلى الأخير وبعض ما قبله : إما القرينة الواحدة من صقع واحد ، أو صقعين.

وعلى أكثر التقادير : إما أن يتحقق القبلية والبعدية مع اتحاد السند أو تحقق مع التلفيق من الإسناد.


وعلى التقادير : إما أن يعلم القبلية والبعدية معا ، أو أحدهما بالنسبة إلى الرجل أو بالنسبة إلى من في درجته باعتبار المشاركة في المشايخ.

فهذه هو الصور المتصورة في تحقق القرينتين.

وأما المتصورة في تحقق قرينة واحدة فعددها في غاية الكثرة أيضا.

(واعتبار هذه الصور يبتني علي (الظن الرجالي) فلاحظه).

* * *


حرف الكاف

٤٧ ـ كثرة الحديث :

قال : قولهم (كثر الحديث) يدل على المدح لقولهم عليهم‌السلام : اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا.

٤٨ ـ الكليني وأبو داود :

قال (الورقة ١٢) :

قد يشكل الأمر في باب العطف (المتعاطفات) في جملة مواضع : منها : ما في سند خبر في (باب صفة الوضوء) والسند هكذا : (محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، وأبي داود جميعا ، عن الحسين بن سعيد).

فالأمر في ذلك مردد بين أن يعطف (أبو داود) على عدة أو على (أحمد بن محمد).

ويبعد الأول : أن الكليني لم يلق أبا داود المنشد ، لأن بين وفاتيهما على ما في النجاشي والفهرست : (سبعا أو ثماني وتسعين سنة).

ويبعد الثاني : وقوع الابتداء بأبي داود في أسانيد الكافي ، وعطفه على العدة في مواضع ... (كأول باب الصلاة وباب قراءة القرآن).

والتقريب في غاية الوضوح : إذ احتمال التعليق في الأول ، والذهول عن الإعراب في الثاني ، أو الحكاية بناء على وضع الكنية على الرفع : من التمحلات المحضة والتكلفات البعيدة.

على أن كثرة العطف بالرفع ينفي الذهول ، وثبوت العطف بالجر ينفي الوضع على الرفع.

فمقتضى ذلك ثبوت رواية الكليني عن أبي داود وبذلك جزم الشيخ في


التهذيب في (باب المياه) ...

فقد اتضح من ذلك كله أنه قد انبعثت من ذلك عويصة عضلاء.

وكيف كان ، فإن أبا داود ـ وهو : سليمان بن سفيان ـ هو المنشد المسترق.

وفي الفهرست : يروي عنه الحسن بن محبوب ، وعبد الرحمن بن أبي نجران.

فقد اتضح أن رواية الكليني عنه مشافهة في حيز الامتناع بحسب العادة.

فقد تبين لك صدق ما ادعيناه من صعوبة الأمر في باب العطف في جملة من المواضع.

وقال بعض الحذقة في صناعة الرجال : (إن محمد بن يعقوب قد روى عن أبي داود ، عن الحسن بن سعيد ، وليس بالمسترق قطعا ، وإلى الآن لم يتبين لي من هو؟ ولم أجد من أصحابنا من يحتمله ، ولا يبعد أن يكون أبا داود السجستاني!).

وأنت خبير أن ما نفي عند البعد ليس ببعيد ... لإمكان الملاقاة عادة بين الكليني وأبي داود السجستاني.

وقال (الورقة ١٣) :

ولا يخفى عليك أن الحق ـ وإن كان بحسب بادئ النظر ـ قد أبلج ، ولكن عند التدقيق في الصدور شئ يتلجلج ، وهو أن الأمر لو كان كما ذكر لاشتهر اشتهار الشمس كون السجستاني من مشيخة الكليني.

على أن في البين وجوها مبعدة أخرى لا تخفى على المتأمل.

* * *


حرف اللام

٤٩ ـ لم يرو :

قال (الورقة ٢٩) :

إعلم أن التعارض بين قول علم من علماء الرجال : (إن فلانا روى عن الإمام عليه‌السلام) وبين قول علم آخر (إن هذا لم يرو عن الإمام عليه‌السلام أصلا) ، مما يفيد ثمرة عظيمة ، فلا بد من الترجيح حتى يبنى الأمر على منواله.

وقد يؤدي الترجيح إلى الحكم بوقوع ما في السند مما حذف فيه الواسطة.

وذلك الترجيح إنما يحصل من تتبع الأسانيد والقرائن القبلية والبعدية ، ونحو ذلك.

وهكذا من ملاحظة حال المخبر بذلك من حذاقة في الحديث والرجال ، وعدم انفراده في ذلك الخبر ، وملاحظة ضد ذلك.

إن رمز (لم) في كتب الرجال إنما يذكر في شأن من عاصر الإمام عليه‌السلام ، إلا أنه لم يرو عنه عليه‌السلام ، ولا يذكر في شأن من لم يعاصر الإمام أصلا ، بل إن هذا مما جرى عليه ديدنهم.

وبهذا لم يعهد من علماء الرجال أن يثبتوا في أصحاب الطبقة الأولى إلى الخامسة رمز (لم) (أنظر عنوان : الطبقات).

ومن هنا ، فإن ما وقع من الفاضل الحاذق الأسترآبادي في جملة من المواضع مما لم يعلم له وجه (١).

__________________

(١) لقد تحدثنا عن مشكلة الجمع بين عد الراوي في الرواة وعده في من لم يرو عنهم ، وعن استعمال الرجاليين لرمز (لم) في كتبهم في بحث مفصل ، نشر في نشرة (تراثنا) السنة الثانية ١٤٠٧ ، العدد ٧ ـ ٨ الصفحات ٤٥ ـ ١٤٩.


حرف الميم

٥٠ ـ مالك الأشتر :

قال (الورقة ٦٠) :

قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : (مالك! ما مالك؟! لو كان صخرا لكان صلدا ولو كان جبلا لكان فندا ، كان مني كما كنت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

وقوله عليه‌السلام ـ بعد جزعه عليه ثلاثة أيام : (ما قامت النساء عن مثل مالك).

وما يؤدي هذا المعنى من كلماته عليه‌السلام :

ولا يخفى أن مثل تلك الأخبار تثبت لمالك شأنا عظيما فوق العدالة.

هذا كله بعد الإغضاء عن كونه منصوبا من قبل أمير المؤمنين عليه‌السلام للمناصب الثلاثة : منصب الافتاء ، ومنصب الولاية الشرعية ، ومنصب الخلافة.

وبعد قطع النظر عن كونه عينا من عيون شرطة الخميس ووجها من وجوههم.

٥ ـ المتعاطفات :

قال (الورقة ١١) :

مثال ذلك ما في الكليني (باب الأحداث الموجبة) : محمد بن يعقوب ، عن محمد ابن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، جميعا ، عن صفوان بن يحيى).

فأحمد بن إدريس عطف على محمد بن إسماعيل ، وجميعا إشارة إلى الفضل بن شاذان ، ومحمد بن عبد الجبار ، والتقريب واضح.

وانظر (تمييز المشتركات) و (الكليني وأبي داود).

* * *


٥٢ ـ محمد بن أبي بكر :

قال (الورقة ٦٥) :

وردت في شأنه أخبار كثيرة ، من قبيل :

١ ـ الأخبار الناطقة بأنه كان من الفائزين بمرتبة التشيع بالمعنى الأخص.

٢ ـ والأخبار الناطقة بشدة محبة أمير المؤمنين عليه‌السلام له.

٣ ـ والاخبار الناطقة بأنه كان من نوابه ، ووكلائه ، وعماله ، وقد أمر عليه‌السلام جماعات كثيرة من أهل مصر برجوعهم إليه في أمر الدين.

٤ ـ والأخبار الناطقة بأنه كان من الحواريين.

فإن أكثر تلك الأخبار مما وصلت إلى حد التواتر المعنوي ، وكل مجموعة منها مما يؤدي كونه في الدرجة العليا من العدالة بل فوقها!

٥٣ ـ محمد بن أبي عبد الله الكوفي :

قال (الورقة ٧٤) :

هو محمد بن جعفر الأسدي ، الذي هو من مشايخ الكليني ، ووالد الصدوق ، وهو يكنى أبا الحسين ، وكان أحد الأبواب ، قاله الشيخ وعده في كتاب (الغيبة) من الثقات الذين كانت ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، ونقل توقيعا في توثيقه.

وقال النجاشي : إنه ثقة ، صحيح الحديث ، إلا أنه يروي عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه.

٥٤ ـ محمد بن إسماعيل (في سند الكافي) :

قال (الورقة ٢١ ـ ٢٢) :

قد اضطرب كلام الأصحاب في (محمد بن إسماعيل) غاية الاضطراب ، هل


هو ابن بزيع؟ أو البرمكي القمي ـ وقم من الري ـ فيقال الرازي أيضا؟ أو البندقي النيشابوري؟ أو مشترك؟

ويبعد ابن بزيع :

١ ـ ببعد الطبقة ، لأن ابن يعقوب يروي عنه في كتابه بواسطة أو واسطتين ، وثلاث.

٢ ـ وباطراد تجريد محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه ابن يعقوب مشافهة عن قيد (ابن بزيع) في جميع رواياته عنه.

وكونه اتفاقيا بعيد.

٣ ـ ولزوم التقارض ، لأن في ترجمة الفضل بن شاذان أنه يروي عن ابن بزيع.

٤ ـ وبأنه لو كان هو ابن بزيع لكان قد أدرك خمسة أئمة عليهم‌السلام ، لكونه من أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، وهي مزية عظيمة تتوفر دواعي الرواة على نقلها.

٥ ـ وللزم أن ينقل ابن يعقوب عنه بعض ما رواه عن الأئمة عليهم‌السلام مشافهة ، لتكون بينه وبين الكاظم عليه‌السلام واسطة واحدة ، لوفور الرغبة في علو الإسناد ، والواقع خلاف ذلك.

هذا ، وأنت خبير بأن هذه الاستيحاشات والاستبعادات التي تتراءى منهم في باب التقارض ، مما لا أرى له وجها فإنه كما تشتد الحاجة إلى رواية أحد المعاصرين عن الآخر إما مشافهة وإما بالواسطة ، فكذا تشتد الحاجة إلى أن يتقارض المتعاصران في الروايات ، هذا بالنسبة إلى المقارضة.

ولا تتوهم أن لازم مقالنا أن حمل محمد بن إسماعيل على ابن بزيع مما لا غائلة فيه ، فإن ذلك الحمل مما يكفي في رده ما ذكر من الوجوه.

وقال بعضهم : في صحة هذا السند قول لأن في لقاء الكليني لابن بزيع إشكالا ، فتضعف الرواية لجهالة الواسطة ، وإن كان كلاهما مرضيين معظمين.

وظن ظان أن قضية التعليق كما تدفع الحمل على النيشابوري البندقي ، فكذا تدفع الحمل على البرمكي ، وقد صرح به بعضهم.


وكم من معتقد بأنه يجب الحمل على النيشابوري.

والمستفاد من كلماتهم أنه لا سبيل إلى حمله على غير من ذكر من الثلاثة.

فاعلم أن المسمى بهذا الاسم (ستة عشر رجلا) ممن هم مذكورون في كتب الرجال من أصحابنا ، ومن يحتاج إلى العلم بهم بالنسبة إلى الكتب الأربعة وما في درجتها.

وإلا ، فإن أخذت الكلام على الإطلاق ، ـ بعد الاشتراط بكونهم من العلماء ومن جملة حاملي الحديث ومشايخ الإجازة ـ فذلك مما يقرب من (الثلاثين).

وكيف كان ، فإن ما يحتمله السند المذكور غير منحصر في الثلاثة بل إن ذلك مما يترامى إلى الستة ، وذلك :

لأن من جملة هؤلاء المذكورين في كتب الرجال :

محمد بن إسماعيل البلخي.

ومحمد بن إسماعيل الصيمري.

وهذان من أصحاب الهادي عليه‌السلام.

وأيضا : محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه‌السلام.

وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالعراق.

فهؤلاء الرجال الثلاثة أيضا مما يحتمله السند المذكور ، كما لا يخفى.

ومع ذلك نقول : إن الأرجح هو الحمل على النيشابوري.

فإن الحمل على البرمكي وإن كان يؤيده كونه من أهل الري كابن يعقوب ، إلا أنه مما يزيفه أنه لم تعهد رواية ابن يعقوب عنه إلا بواسطة أو واسطتين كجعفر الأسدي ومحمد السياري وعدة.

على أن التأييد المذكور ليس من التأييد السديد في شئ.

وأما الحمل على أحد الرجال الثلاثة الذين ذكرناهم أخيرا مما لا يخلو عن مرجوحية ، كما لا يخفى.

وكيف كان ، فإن القرائن الدالة على كون الرجل هو البندقي النيشابوري


غير عزيزة.

وذلك لما ظهر من جملة القرائن أن البندقي كان من تلامذة ابن شاذان ، وذلك مثل حكاية البندقي جملة كثيرة من أحوال ابن شاذان.

على أن ذلك مما صرح به جمع : أي كون البندقي من تلامذته.

ونسدد ذلك بإكثار الكشي الروايات عن البندقي ، والتقريب ظاهر ، فإن الكشي كالكليني يتساويان في الطبقة.

والحاصل أن في المقام قرينة مقبولة ، وهي القاعدة في القبلية والبعدية ، فهي كافية في إثبات المرام ، وتقوى إذا لوحظ ما بين المتأخرين من الإجماع على كون الرجل هو البندقي.

فكل (عمد بن إسماعيل) بعد ابن يعقوب هو (البندقي).

٥٥ ـ محمد بن سنان الزاهري :

قال (الورقة ٧٢) :

كثر فيه الجارح ، وتضيفه هو المشهور عند الطائفة ، إلا أن مقتضى الحق والتحقيق ـ مع ذلك ـ هو القول بتعديله ، كما صرح به المفيد ، والسيد ابن طاوس ، وجمع من متأخري المتأخرين ، كالحسن بن شعبة والمجلسي ، والحر العاملي ، ونظرائهم من أهل التدقيق.

بل إني أصوب من ادعى القطع بعدالته وعظم جلالته من ملاحظة جملة من القرائن ، مثل :

١ ـ كونه أستاذ جمع من الأعلام وشيخهم ، ومن يكثرون الرواية عنه ـ أصولا وفروعا ـ ويتلقونها بالقبول ، مثل الأحمدين الأشعري والبرقي ، ويونس والعبيدي ، وابن أبي الخطاب ، وابني سعيد ، وأيوب بن نوح ، وغيرهم من العدول الثقات.

٢ ـ وملاحظة ما أشرت إليها من الضابطة (أي أن المعتبر من الجرح أن لا يؤدي إلى رفع اليد عن الآثار.


٣ ـ وملاحظة عدم صدور قدح أصلا من الشيخين في شأنه.

٤ ـ وملاحظة الأخبار من ظهور المعجزة في حقه ، المروية في (عددية) المفيد.

٥ ـ ومن ملاقاته لثلاثة من الأئمة الكاظم ، والرضا ، والجواد عليهم‌السلام ورؤيته لهم.

٦ ـ وكونه من الوكلاء الممدوحين ، وقد صرح به الحر العاملي.

وملاحظة ما رواه التلعكبري عن محمد بن همام قال : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : قلت لأحمد بن هلال الكرخي : أخبرني عما يقال في محمد بن سنان من الغلو؟ فقال : معاذ الله ، هو والله علمني الطهور ، وحبس العيال ، وكان متقشفا متعبدا.

وقال (الورقة ٧١) :

من المواضع التي زلت فيها أقدام القميين حيث ضعفه رئيسهم ابن الوليد ، حتى قال بعضهم : (إنه كان غاليا)!.

والعجب من الطوسي حيث تبعهم ، والنجاشي قال في شأنه : إنه جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين كثير الرواية ، حسن التصانيف.

ومثل هذا يتراءى من الكشي ، والعلامة حكم في ترجمته بقبول روايته ، والجم الغفير من متأخري المتأخرين قد أذعنوا بأنه في الدرجة العليا من الجلالة والثقة والعدالة.

فما عليه طائفة من المتأخرين كالشهيد الثاني من اتباعهم القميين في تضعيفه مما صدر عن قلة الفحص والتأمل.

٥٦ ـ مشايخ الإجازة :

قال (الورقة ٢٢) :

الأصل الأصيل في مشايخ الإجازة هو التوثيق ، بل إن هذا مما يتراءى من سيرتهم وتتبع الموارد في الإسناد ، والحاصل أنه لا يعدل عن مقتضى هذا الأصل إلا بدليل.


على أن إجماعهم على الحكم بصحة السند مما يكشف عن التوثيق الضمني ، وهو كالتوثيق الصريح من حيث الاعتداد به ، كما لا يخفى على الحاذق المتتبع.

(وانظر الورقة ٣٥).

وقال ـ (الورقة ٦٢) :

وقد يتراءى من جمع : أن كون الرجل من مشايخ الإجازة دليل توثيقه.

وقال (الورقة ٦٦) :

ومن جملة الأمور التي اعتبرناها من علائم التوثيق وأمارات التعديل كون الرجل من مشيخة الإجازة.

(ثم ذكر كلام السيد الداماد من قوله : إن لمشايخنا الكرام مشيخة يؤثرون ذكرهم (في الرواشح)).

قال : إن ما ذكر لا يختص بمن تصدر بهم الأسانيد ، بل إنه جار في كل المشايخ وأصحاب الإجازات ، وإن كانوا من أصحاب الأئمة لاتحاد الوجه في الكل.

وقال :

إن جمعا كثيرا من مشايخ الإجازة لم يذكروا في النجاشي والفهرست أصلا فكيف يجري فيهم قضية طرقهما.

وإنما تعرض لذكرهم الشيخ في كتاب رجاله ، لا في الفهرست ، ثم تبعه المتأخرون في ذلك من العلامة وابن داود والأسترآبادي والتفريشي.

٥٧ ـ محمد بن نصير :

هو من أهل كش ، من مشايخ الإجازة وقد ذكره الشيخ في كتاب رجاله والعلامة في الخلاصة وقالا : إنه روى عنه أبو عمرو الكشي.

فلما رجعنا إلى أسانيد الأخبار علمنا أن العياشي أيضا من تلامذته وممن روى عنه.

وذلك كما في (العيون) بإسناده عن محمد بن مسعود العياشي ، عن محمد بن


نصير ، عن الحسن بن موسى.

وفي (العلل) عن العياشي ، عن محمد بن نصير ،. عن أحمد بن محمد بن عيسى.

٥٨ ـ موافقة الكتاب والسنة :

قال (الورقة ٨٨) :

إن مقصود المعصوم من قوله عليه‌السلام في خبر يونس ، من موافقة الكتاب والسنة النبوية ، أو وجود شاهد من الأحاديث المتقدمة ، ليس اشتراط العمل به والاعتماد عليه بوقوعه في الكتاب الكريم أو السنة النبوية أو الأحاديث المروية عن الإمام السابق!.

لأن ذلك لا يعقل بوجه من الوجوه.

بل المقصود من ذلك وجود ما في هذا الحديث في الكتاب والسنة أو الأحاديث المروية عن الإمام السابق ، وجودا على الاجمال والأصلية ، ولو كان على وجه الاستنباط الدقيق الرقيق ، أو الرمزية والتأويل المقبول.

وهكذا من السنة النبوية ، ولكن على وجه أجلى وأفصح مما في الكتاب الكريم.

وما لا يكون موافقا للكتاب ولا السنة ، فإما أن يكون بنحو المخالفة لهما أو على نهج لا يكون فيهما أصلا.

وبعبارة جامعة : كل ما ينافي الأصول والقواعد الإمامية التي اتفقوا عليها ، سواء في مقامات الإثبات أو النفي ، وسواء كانت من الأصول أو الفروع.

* * *


حرف النون

٥٩ ـ النجاشي :

قال (الورقة ٥) :

فهو (أي الشيخ الطوسي) والشيخ النجاشي متشاركان في أكثر شيوخهما ، نعم. إن لكل منهما شيوخا ينفرد بالرواية عنهم دون صاحبه.

ثم لا يخفى أن النجاشي يروي عن بعض مشايخ الإجازة بلا واسطة بخلاف الشيخ الطوسي ، وذلك أنه يروي عن الشيخ الأجل التلعكبري بلا واسطة ، والطوسي يروي عنه بواسطة عدة من مشايخه.

وقال (الورقة ٦٤) :

قد علم من طريقة النجاشي التي التزم بها في كتابه أن كل من فيه مطعن ومغمز يلتزم إيراد ذلك البتة إما في ترجمته أو ترجمة غيره.

فمهما لم يورد ذلك مطلقا واقتصر على مجرد ترجمة الرجل ، وذكره من دون إرداف ذلك بمدح أو ذم أصلا كان ذلك علامة أن الرجل سالم عنده عن كل مغمز ومطعن ، وداخل في قسم الممدوحين.

وقد تنبه لهذه الطريقة الشيخ ابن داود ، فأورد مثل ذلك في الممدوحين ونسبه إلى النجاشي ، وقال (جش ، ممدوح).

وقد سبقني إلى ذلك السيد الأجل الداماد.

وقال (الورقة ٧١) :

من أخذ مجامع كلماتنا وتأمل فيها حق التأمل عرف سر طرحنا جرح النجاشي وعدم اعتدادنا بتوهينه ، في جملة كثيرة من المواضع ، وإن كان ذلك مسددا أيضا بموافقة جمع من علماء الرجال ، ومؤيدا في مواضع جرحه بجملة من الأخبار الصحيحة على ما هو عليه في الأغلب وفي أكثر المقامات من بذل الجهد وتمام البحث


وإكمال الفحص وإصابة التحقيق ومشاهدة الحق.

مضافا إلى ذلك كله مقالة : أنه أعلم من الكل في الصناعة الرجالية ، كما تدور هذه المقالة على ألسنة المشهور.

وذلك مثل جرحه المفضل بن عمر الجعفي ، وقد وافقه في ذلك الغضائري والعلامة والسيد الأسترآبادي.

ولكن جرحه يؤدي إلى ما أشرنا إليه (من إفضائه إلى انقطاع آثار الشريعة ، وأدائه إلى تكذيب أعمدة المذهب كالكليني والصدوق في شهادتهم بصحة كتبهم).

وكيف لا؟! فإنه هو الذي كتب هؤلاء ملاء بما أخذ منه في كل فن من الأخبار.

وقدمنا تعديل الشيخ المفيد إياه في (إرشاده) معتضدا بها ذكره الطوسي في (الغيبة) من أنه من جملة الوكلاء المرضيين ، وقد وثقه الحسن بن شعبة في كتابه.

٦٠ ـ نقد الطرق إلى الكتب :

قال ـ نقلا عن بعض الأجلاء ـ :

إعلم أن الشيخ الطوسي ـ رحمه‌الله ـ قد صرح في آخر التهذيب والاستبصار بأن هذه الأحاديث التي نقلناها عن هذه الجماعة قد أخذتها عن كتبهم وأصولهم.

والظاهر أن هذه الكتب والأصول كانت عنده معروفة ، كالكافي والتهذيب وغيرهما عندنا في زماننا ، كما صرح به ابن بابويه في أول (من لا يحضره الفقيه).

فلو قال قائل بصحة هذه الأحاديث كلها ، وإن كان الطريق إلى هذه الكتب والأصول ضعيفا ، إذا كان مصنفو هذه الكتب والأصول وما فوقها من الرجال إلى المعصوم عليه‌السلام ثقات ، لم يكن مجازفا.

وقال (الورقة ٤٥) :

إن الشيخ يروي الحديث عن طائفة معلقا (ـ التعليق) وليس له في الفهرست ولا في المشيخة إلى كتبهم طريق أصلا.


وإنما صنع الشيخ كذلك ، تعويلا على ما عنده من كون الأصول والكتب عنده مشهورة بل متواترة ، وإنها يذكر الأسانيد لاتصال السند.

ولهذا نراه لا يقدح عند الحاجة في أوائل السند بل إنما يقدح في من يذكر بعد أصحاب الأصول.

لكن المتأخرين من فقهائنا يقولون : حيث أن تلك الشهرة لم تثبت عندنا فلا بد لنا من النظر في جميع السند.

فبذلك أسقطوا كثيرا من أخبار الكتابين عن درجة الاعتداد والاعتبار.

فإذا عرفت ذلك فاعلم : أن من أمعن النظر فيما قدمنا من أنه لا يمكن الاكتفاء بما في الفهرست والمشيخة ، بل لا بد من تتبع أسانيد الأخبار ، علم أنه كثيرا ما يوجد لكل من الأصول والكتب من أسانيد التهذيب والاستبصار طرق كثيرة غير مذكورة في الفهرست والمشيخة.

بل يكون في الأغلب أكثر تلك الطرق الموجودة في أسانيد التهذيب والاستبصار مما يوصف بالصحة والاعتبار من الحسن والموثقية ونحو ذلك.

(وقد أشار في الورقة ٤٦ إلى أن الفاضل الأردبيلي في (جامع الرواة) قد صحح الطرق على هذا الأساس ، واستعمل هذه القاعدة).

«سبحان ربك رب العزة عما يصفون»

«وسلام على المرسلين»

«والحمد لله رب العالمين»


من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* مقباس الهداية في علم الدراية ، ج ١ ـ ٣.

تأليف : الفقيه الرجالي الشيخ عبد الله بن محمد حسن المامقاني النجفي (١٢٩٠ ـ ١٣٥١ هجرية).

سفر قيم أوفى الموضوع حقه ، واستوفى البحث في مطالبه ، وقد خرج المصنف ـ رحمه الله ـ في بعض مباحثه عن المنهجية المتداولة ، فتوسع في بعض الأبواب ، وأدخل بعض المباحث الأصولية ، ونقح جملة من المسائل الحديثية ، وتفرد في جملة من تحقيقاته واختياراته.

تم تحقيقه اعتمادا على طبعتي الكتاب الحجريتين : الأولى المطبوعة سنة ١٣٤٥ ه ، والثانية المطبوعة في آخر الجز الثالث من كتاب (تنقيح المقال في علم الرجال) كان قد

فرغ منها المؤلف ـ رحمه‌الله ـ سنة ١٣٥٠ ه.

صدر الكتاب في ثلاثة أجزاء ، وقد صنع محقق الكتاب ٢٥٠ مستدركا لكل ما يستوجبه النص أو تقتضيه ضرورة البحث ، مضافا إليها ما يقرب من ٥٠٠ فائدة درائية ، وستصدر بأجمعها في ثلاثة أجزاء تحت عنوان (مستدركات مقباس الهداية) وسيليها جزء باسم (نتائج مقباس الهداية) يعد خلاصة لمصطلحات علماء الدراية وخلاصة للكتاب ومستدركاته وفوائده ومسائله.

تحقيق : الشيخ محمد رضا المامقاني.

نشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، قم / ١٤١١ ه.


* مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان ، ج ٨.

تأليف : الشيخ الفقيه أحمد المقدس الأردبيلي ، المتوفى في النجف الأشرف سنة ٩٩٣ هجرية.

شرح لكتاب (إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان) في الفقه ، للعلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه) وهو من أحسن شروحه وأجمعها فوائد ، اشتمل هذا الجزء على كتاب المتاجر ومقاصده.

تحقيق : الشيخ مجتبى العراقي والشيخ علي بناه الاشتهاردي والشيخ حسين اليزدي الأصفهاني.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١١ ه.

* الجوهرة في نظم التبصرة.

نظم : الشيخ أبي محمد تقي الدين الحسن ابن علي بن داود الحلي ، صاحب كتاب (الرجال) المعروف برجال ابن داود (٦٤٧ ـ ٧٠٧ ه).

نظم فيها تمام كتاب (تبصرة المتعلمين في أحكام الدين للعلامة الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ هجرية.

تم تحقيق الكتاب وفق نسختين مخطوطتين محفوظتين في مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ، تحت رقمي ٥٠٩٠ م ، ٥٦١٣ ع ، وصدر منضما إلى كتاب التبصرة المذكور آنفا في مجلد واحد.

تحقيق : حسين الدركاهي.

نشر : مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ـ طهران / ١٤١١ هجرية.

* كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار ، ج ٢.

تأليف : السيد أحمد بن محمد رضا الحسيني الأعرجي الصفائي الخوانساري (١٢٩١ ـ ١٣٥٩ ه).

يبحث الكتاب في المؤلفات الشيعية ـ على غرار موسوعة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) لآقا بزرك الطهراني ، المتوفى سنة ١٣٨٩ ه ـ تعريفا وتوثيقا ، ويسهب في تراجم مؤلفيها ورواتها وإيراد الأقوال فيهم ، والانتهاء بجرحهم أو تعديلهم لمن كان منهم من المحدثين ، فكان كتابا جامعا بين فهرسة الكتب وبين نقد الرجال.

صدر الجزء الثاني منه ، وجزؤه الثالث تحت الطبع ، ومن المؤمل أن يتم الكتاب في عشرة أجزاء.


إعداد ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، قم / ١٤١١ ه.

* المهذب البارع في شرح المختصر النافع. ج ٣.

تأليف : الشيخ جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٧٥٧ ـ ٨٤١ هجرية).

هو شرح لكتاب (المختصر النافع) في فقه الإمامية ، للمحقق الحلي أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن الهذلي (٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه) أورد في كل مسألة أقوال علماء الإمامية وأدلة كل قول ، وبين الخلاف في كل مسألة خلافية. وغيرها مما يتعلق بتلك البحوث.

اشتمل هذا الجزء على كتب : الوديعة والعارية ، الإجازة ، الوكالة ، الوقوف والصدقات والهبات ، السبق والرماية ، الوصايا ، النكاح ، الطلاق ، الخلع والمباراة ، الظهار ، والايلاء.

تحقيق : الشيخ مجتبى العراقي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم /١٤١١ ه.

* تفسير سورة الكافرون.

* هياكل النور ، وشواكل الحور في شرح

هياكل النور.

* أنموذج العالم.

تأليف : العلامة المحقق الشيخ جلال الدين عمد بن أسعد الدواني (٨٣٠ ـ ٩٠٨ هجرية).

عدة رسائل في علوم مختلفة ، نحا فيها المؤلف منحى الفلاسفة في عرض آرائه في مؤلفاته هذه.

تحقيق : الدكتور السيد أحمد التويسركاني.

نشر : مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد / ١٤١١ ه.

* مقدمة الواجب.

تأليف : الفقيه السيد ماجد بن هاشم الجد حفيصي البحراني ، المتوفى سنة ١٢٠٨ ه.

عرض ومناقشة لمسألة مقدمة الواجب بين متقدمي الأصوليين ومتأخريهم.

تم تحقيق هذه الرسالة وفق نسخة مخطوطة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ١٥١٩.

تحقيق؟ الشيخ محمد عيسى الديهي البحراني.

نشر : دار التراث البحراني ـ قم / ١٤١١ هجرية.


كتب صدرت محققة

* تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، ج ١٠ و ١١.

تأليف: الفقيه المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه).

صدر مؤخرا الجزءان العاشر والحادي عشر من هذه الموسوعة الفقهية الحديثية القيمة ، التي جمع فيها مؤلفها ـ رحمه‌الله ـ أحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين ، فربت على عشرين ألف حديث من الأحاديث التي صارت مدار عمل فقهاء الإمامية.

اشتمل الجزء العاشر على أحاديث كتاب الصوم ، فيما ضم الجزء الحادي عشر على القسم الأول من أحاديث كتاب الحج.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ، قم / ١٤١١ ه.

* رسالة أبي غالب الزراري.

تأليف : أبي غالب الزراري أحمد بن محمد ابن أعين الكوفي البغدادي (٢٨٥ ـ ٣٦٨ ه).

اشتمل الكتاب على رسالة كتبها أبو غالب الزراري إلى ابن ابنه في التعريف بآل أعين ، وتعد هي ترجمة ذاتية باعتبار أن كاتبها

واحد من أعلام آل أعين ، وقد كتب عن أفراد عائلته بدقة فائقة ، كما ترجم لنفسه في الكتاب ترجمة وافية.

وتعتبر هذه الرسالة أقدم إجازة مكتوبة تحدد معالم طرق تحمل الحديث وأدائه وصلت إلينا من القدماء.

وتعد أيضا أقدم ما كتب في (الرجال) فهي تحتوي على معلومات رجالية قيمة.

كما تعد هذه الرسالة أقدم ما ألف في الفهرسة إذ احتوت في آخرها على (ثبت الكتب) التي رواها المؤلف ، وأجاز لحفيده روايتها.

كما اشتمل الكتاب على تكملة الرسالة المذكورة أعلاه كان قد كتبها أبو عبد لله الغضائري الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الواسطي البغدادي ، المتوفى سنة ٤١١ ه ، إذ كان هو راوي الرسالة وأحد تلامذة مؤلفها ، وقد جمعت هذه التكملة أحاديث نادرة جعلت منها كأصل الرسالة من حيث الأهمية العلمية والتراثية ، كما أنها تدل على عمق معارف مؤلفها.

كما ألحق محقق الرسالتين مؤلفا بآخر الكتاب بعنوان (معجم الأعلام من آل أعين الكرام) استوعب فيه كل من ذكر في الكتاب وكل من انتمى إلى أعين ـ بنسب أو سبب ـ وإن لم يذكر فيه يضم بين دفتيه جميع ما يرتبط


بهم من تاريخ وتراجم.

ثم ألحق بكل ما تقدم مجموعة من الفهارس الفنية العلمية.

وكان قد طبع قسم من الكتاب في بغداد بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين سنة ١٣٧٣ ه.

وطبع أيضا في أصفهان مع شرح السيد محمد علي الأبطحي الموحد الأصفهاني سنة ١٣٩٩ ه.

تم تحقيق الكتاب على عدة نسخ مخطوطة نفيسة، مذكورة تفاصيلها في مقدمة الكتاب.

تحقيق:السيد محمد رضا الحسيني الجلالي.

نشر : مركز الأبحاث والدراسات

الإسلامية التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم / ١٤١١ ه.

* التحرير الطاووسي.

تأليف : الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني زين الدين بن علي الجبعي العاملي ، صاحب كتاب : معالم الأصول (٩٥٩ ـ ١٠١١ ه).

كتاب رجالي مبوب حسب حروف المعجم ، مقتبس من كتاب (حل الإشكال في معرفة الرجال) للسيد أحمد بن موسى ابن طاووس الحلي ـ المتوفى سنة ٦٧٣ ه ـ انتقى منه المؤلف ـ رحمه‌الله ـ ما أدرج فيه السيد ابن طاووس من كتاب (اختيار معرفة الناقلين) لأبي

عمرو الكشي ، وأضاف على أسانيدها ومتونها بيانات وتعليقات.

تم تحقيقه وفق أربع نسخ مخطوطة محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ، وهي :

١ ـ نسخة بخط المؤلف ـ رحمه‌الله ـ.

٢ ـ نسخة كتبت سنة ١٠٦٠ ه. محفوظة في المكتبة برقم ٣١١٢ ضمن مجموعة.

٣ ـ نسخة كتبت سنة ١٠١٠ ه ، محفوظة في المكتبة برقم ١٤٥٧ ضمن مجموعة.

٤ ـ نسخة أخرى مستنسخة من النسخة رقم (٢) المذكورة أعلاه ، بدون تاريخ.

تحقيق : فاضل الجواهري.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤١١ ه.

* تبصرة المتعلمين في أحكام الدين.

تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ أبي منصور جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه).

وهو من المتون الفقهية المهمة ، الجامعة ـ على اختصارها ـ دورة تامة في الفقه ، من الطهارة إلى الديات ، على طريقة الفتوى في ٤٠٠٠ مسألة ، وله ما يزيد على ثلاثين شرحا.

كان قد طبع عدة مرات قبل هذه ، وقد تم تحقيق هذه الطبعة على نسخة مخطوطة محفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي بطهران ،


تاريخها سنة ٧٥٩ ه ، وعليها إجازتان بخط المصنف ـ بتاريخ ٢٥ ربيع الآخر ٧٥٩ ه!! ـ وابنه فخر المحققين قدس‌سرهما.

تحقيق : الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي.

نشر : مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ـ طهران / ١٤١١ هجرية.

* شواهد التنزيل لقواعد التفضيل.

* فضائل شهر رجب.

تأليف : الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحذاء الحنفي النيسابوري ، المعروف بالحاكم الحسكاني ، من أعلام القرن الخامس الهجري.

وكتاب (شواهد التنزيل) من الكتب القيمة المؤلفة في الآيات النازلة في فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ، وكان قد طبع لأول مرة بتحقيق المحقق سنة ١٣٩٣ ه ، وصدر من منشورات مؤسسة الأعلمي في بيروت.

ثم أعاد العمل عليه ، وألحق في آخره رسالة للمؤلف في فضائل شهر رجب.

تحقيق : الشيخ محمد باقر المحمودي.

نشر : مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ومؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ـ طهران / ١٤١١ ه.

* زينب الكبرى.

تأليف : العلامة الأديب الشيخ جعفر بن محمد الربعي النقدي (١٣٠٣ ـ ١٣٧٠ ه).

كتاب قيم يبحث في حياة عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ المتوفاة سنة ٦٢ ه ـ ويبين تفصيل أحوالها ، ويشرح فضائلها ومناقبها ومزاياها التي خصها بها الباري تعالى ويظهر رفعة شأنها وجلالتها عليها‌السلام.

كان قد طبع لأول مرة في النجف الأشرف سنة ١٣٦١ ه.

تحقيق : الشيخ فارس محمد رضا الحسون.

نشر : مؤسسة الإمام الحسين عليه‌السلام ـ قم / ١٤١١ ه.

* التوحيد والتثليث.

تأليف : العلامة المجاهد الشيخ محمد جواد ابن حسن البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه).

هو عبارة عن جواب لرسالة كانت قد جاءت إلى المؤلف من إحدى نواحي سوريا ـ من أحد النصارى ـ مثيرة بعض الشبهات ، فكتب المؤلف ـ رحمه‌الله ـ رده هذا وأبان الحق فيه ، ونشره لما لم يعرف المرسل عنوانه!

كان الكتاب قد طبع لأول مرة في مطبعة العرفان بصيدا سنة ١٣٣٢ ه.


كما ألحق معد الكتاب في آخره قائمة فهرستية لما ألف قبال اليهود والنصارى ، ردا ، أو مناظرة ، أو كشفا لدسائس وحيل المبشرين والمستشرقين.

إعداد : م. ع. ح.

نشر : دار قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ قم / ١٤١١ ه.

* رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين عليه‌السلام ، ج ٢ ـ ٤.

تأليف : السيد صدر الدين علي بن نظام الدين أحمد بن معصوم الحسيني الشيرازي المدني، صاحب (سلافة العصر) ، المشتهر بابن معصوم ، والمعروف بالسيد علي خان المدني (١٠٥٢ ـ ١١٢٠ ه).

شرح فيه (الصحيفة السجادية) وهي مجموعة أدعية الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (٣٨ ـ ٩٥ ه).

وللصحيفة السجادية شروح كثيرة ، وهذا أحسنها وأكبرها وأجمعها فوائد ، وكان قد طبع عل الحجر غير مرة في إيران.

تحقيق: السيد محسن الحسيني الأميني.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١١ ه.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* روضة المتقين في شرح أخبار الأئمة المعصومين ، ج ٧ و ٨.

تأليف : المولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي ، المعروف بالمجلسي الأول (١٠٠٣ ـ ١٠٧٠ ه).

شرح مزجي متوسط ل (كتاب من لا يحضره الفقيه) للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه ، مع بيان حال أسانيده والإشارة إلى صحة الحديث ، وقد اشتمل هذان الجزءان على كتب : التجارة ، الأطعمة والأشربة ، الإيمان والنذور والكفارات ، والنكاح.

تعليق : السيد حسين الموسوي الكرماني والشيخ علي بناه الاشتهاردي.

أعادت مؤسسة الثقافة الإسلامية (كوشان بور) في طهران طبعهما بالتصوير على الطبعة الأولى للكتاب ، وصدرا في سنتي ١٤١٠ و ١٤١١ ه.

* على ضفاف الغدير.

إعداد : السيد محمد محدث والشيخ عبد الله المحمدي والشيخ محمد بهره مند.

مراجعة وتنسيق : السيد فاضل الحسيني


الميلاني.

فهرس موضوعي وتحليلي لموسوعة (الغدير) للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني ، المتوفى سنة ١٣٩٠ ه.

اشتمل هذا الكتاب على ثمان فهارس علمية ، هي : الموضوعي ، الآيات ، الأحاديث الأشعار ، الأمكنة والبلدان ، الوقائع والأيام ، القبال ، والأمثال.

كانت هذه الفهارس قد طبعت قبل عدة سنوات في لبنان وإيران مضافا إليها فهرس الأعلام وطبعت مجتمعة تحت هذا العنوان ، وقد أفرد هذا الفهرس في كتاب وطبع مستقلا كما يأتي.

أعادت طبعه مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية بالتصوير على الطبعة الحروفية الجديدة المطبوعة في بيروت ، وصدر في قم سنة ١٤١٠ هجرية.

* أعلام الغدير.

إعداد : السيد محمد محدث والشيخ عبد الله المحمدي والشيخ محمد بهره مند.

مراجعة وتنسيق : السيد فاضل الحسيني الميلاني.

هو الفهرس التاسع الذي كان يضمه الكتاب السابق في طبعته الأولى ، ثم أفرد عنه

وطبع مستقلا لأهميته.

أعادت طبعه بالتصوير ـ على الطبعة الأولى الصادرة في لبنان وإيران ـ مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٠ ه.

* غرر الحكم ودرر الكلم.

تأليف: القاضي ناصح الدين أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد التميمي الآمدي، المتوفى سنة ٥١٠ أو ٥٥٠ ه.

كتاب في الكلم القصار ، والحكم والأمثال ، من كلمات مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، اشتمل على أكثر من أحد عشر ألفا منها.

كثرت نسخ الكتاب المخطوطة، وكثرت طبعات الكتاب ـ المحققة وغير المحققة ـ أيضا.

تم تصحيح الكتاب في طبعته هذه على ثمان نسخ مخطوطة من محفوظات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، وأدرجت اختلافات النسخ في جدول أثبت في آخر الكتاب ، كما أضاف المصحح في آخر الكتاب أيضا مستدركا للحكم والكلمات المناسبة لمنهجية الكتاب والتي لم تدرج فيه فبلغت ٢٤٣ حكمة ومثلا.

تصحيح : السيد مهدي الرجائي.

أعادت دار الكتاب الإسلامي في قم طبعه بالتصوير على طبعة بيروت الأولى وصدر سنة


١٤١١ ه.

* قاموس الرجال ، ج ٣.

تأليف : الشيخ محمد تقي التستري.

هو شرح ونقد لكتاب (تنقيح المقال في علم الرجال) للعلامة والرجالي الكبير الشيخ عبد الله المامقاني (١٢٩٠ ـ ١٣٥١ ه) وكان هذا الشرح قد طبع في إيران فيما مضى.

أعادت طبعه بصف جديد مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١١ ه ، كما تم إدراج مستدركات المؤلف ـ التي كانت مطبوعة مستقلة في الطبعة الأولى ـ في مواضعها من الأجزاء المختلفة البالغة ١٢ جزءا.

* سحر بابل وسجع البلابل.

نظم : السيد جعفر بن محمد الحلي النجفي (١٢٧٧ ـ ١٣١٥ ه).

هو ديوان شاعر العراق الأديب العالم السيد جعفر الحلي : اشتمل على مختلف الأغراض الشعرية التي يطرقها كل شاعر ، وقد تصدرت الديوان مقدمتان ، الأولى للشيخ علي الخاقاني والثانية للشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء.

أعادت طبعه بالتصوير منشورات

الشريف الرضي ـ قم / ١٤١١ ه.

* المؤمنون في القرآن ، ج ١.

تأليف : السيد قاسم بن محمد شبر (١٣٠٨ ١٣٩٩ ه).

عرض وشرح وتفسير للآيات القرآنية الكريمة التي تذكر صفات المؤمن ، وما يتعلق منها بالأحكام الشرعية والمواعظ والنصائح التي تنفع الشباب المؤمن والناشئة.

أعادت طبعه بصف جديد مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١١ ه.

صدر حديثا

* منازل الآخرة.

تأليف : الشيخ المحدث عباس بن محمد رضا القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.

كتاب يعرض حالات ما قبل الموت وعالم ما بعده ، وهو ما يعرف بعالم البرزخ ، كما يشير إلى بعض العقبات في كل مرحلة من تلك ، والأهوال الشديدة والمنازل الموحشة التي تعترض الإنسان في سفره في عالم الآخرة.

تعريب : حسين كوراني.

نشر : دار الكتاب الإسلامي ـ قم / ١٤١١ هجرية.

كما عربه عن الفارسية أيضا الدكتور عبد


المهدي اليادكاري ، وصدر من منشورات الشريف الرضي ـ قم / ١٤١١ ه كذلك.

* جزاء الأعمال وآثار الأعمال في دار الدنيا ، ج ٤ و ٥.

تأليف : السيد هاشم الموسوي الجزائري الناجي.

كتاب مجمع الأحاديث والأخبار الواردة عن أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم مستقاة من أمهات المصادر الأصلية تبين جزاء ارتكاب بعض الأعمال والآثار المترتبة عليها في دار الدنيا.

صدر الجزءان الرابع والخامس في قم / ١٤١١ ه.

* أعلام النساء المؤمنات.

تأليف : الشيخ محمد الحسون وأم علي مشكور.

كتاب اشتمل على أكثر من أربع مائة ترجمة للنساء المؤمنات اللواتي لهن دور مشرف في المجتمع الإسلامي على مر العصور ، ويبرز المكانة السامية التي أعطاها الدين الإسلامي للمرأة ، وقد تصدرت الكتاب مقدمة مقارنة عن أحوال المرأة وحقوقها في الإسلام ، وفي المجتمعات والأمم التي كانت قبل الإسلام ، ومكانتها في الحضارتين الشرقية والغربية

الحاليتين ، كما الحق بمتن الكتاب مجموعة من الفهارس الفنية لمطالبه.

نشر: منشورات أسوة التابعة لمنظمة الحج والأوقاف والشؤون الخيرية ـ طهران / ١٤١١ هجرية.

* نظرية المعرفة.

تأليف : الشيخ حسن محمد مكي العاملي.

هي مجموعة محاضرات للشيخ جعفر السبحاني تدور حول (نظرية المعرفة) عند فلاسفة الإسلام وغيرهم ، والنظرية هي عند حقيقة المعرفة الإنسانية وقيمتها وأدواتها ، وما يرتبط بتلك من العوارض كمراحل المعرفة وحدودها وموانعها وغير ذلك ، وقد صيغت تلك المحاضرات بعبارات تقربها إلى الأفهام ويسهل إدراكها.

نشر : المركز العالمي للدراسات الإسلامية ـ قم / ١٤١١ ه.

* الشهاب المنير في تواتر حديث الغدير.

تأليف : السيد طالب الخرسان.

كتيب يثبت تواتر حديث الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (من كنت مولاه فعلي مولاه) من كتب الجمهور ، كما يبحث في معنى كلمة (المولى) وفي سند الحديث ورواته.

نشر : دار النشر ـ قم / ١٤١١ ه.


* الأسير في الإسلام.

تأليف : ، الشيخ علي الأحمدي الميانجي.

كتاب يعطي صورة واضحة وجلية عن نظرة الإسلام لأسير الحرب وكيفية معاملته ، وحقوقه.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١١ ه.

* التشيع : نشوؤه ، مراحله ، مقوماته.

تأليف : السيد عبد الله الغريفي.

كتاب يعرض فكرة التشيع في نشوئها ومراحل تبلورها ، ودور أئمة أهل البيت عليهم السلام في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة ، كما يبحث في المقومات الأساسية للتشيع على لمستويين : العقائدي والروحي.

نشر : دار الموسم للإعلام ـ بيروت / ١٤١١ ه.

* الترتب.

تأليف : السيد محمد رضا الشيرازي.

بحث أصولي حول مسألة (الترتب) عند أساطين فقهاء الطائفة.

نشر : مؤسسة الفكر الإسلامي ـ قم / ١٤١٠ ه.

* فهارس ربيع الأبرار.

إعداد : السيد علي العدناني الغريفي.

مجلد ضم ثلاثة عشر فهرسا من الفهارس الفنية التي تم صنعها لكتاب (ربيع الأبرار ونصوص الأخبار) للشيخ محمود بن عمر الزمخشري.

نشر : منشورات الشريف الرضي ـ قم / ١٤١١ ه.

* الأثر الخالد في الولد والوالد.

تأليف : السيد علي بن حسين العلوي ١٣٤٦ ـ ١٤٠٣ ه).

كتاب يعرض وظائف وحقوق الآباء والأبناء تجاه كل منهما ، مستلهمة من الآيات القرآنية الكريمة وأحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

نشر : منشورات دار الذخائر ـ قم / ١٤١١ ه.

* الإلهيات : على هدى الكتاب والسنة والعقل.

تأليف : الشيخ حسن محمد مكي العاملي.

مجلد يشتمل على محاضرات الشيخ جعفر السبحاني في جزءين ، يضم الأول منهما على


مبحث إثبات الصانع وأسمائه وصفاته جل جلاله الأعم من التوحيد والعدل ، ويضم الجزء الثاني مباحث النبوة والإمامة والمعاد ، وما يرتبط بها من بحوث حول القضاء والقدر ، والبداء ، والجبر والاختيار.

صدر الكتاب في قم سنة ١٤٠٩ ه.

* أبو طالب بطل الإسلام.

تأليف: السيد حيدر محمد سعيد العرفي.

كتاب يورد فيه مؤلفه الأدلة القاطعة التي تثبت إسلام وإيمان شيخ الأباطح أبي طالب عليه‌السلام ، جمعها من أقوال العلماء الأعلام ، ورتبها بشكل مسلسل ، ونسقها بصورة مترابطة ، كما أضاف مقدمة عن إيمان آباء الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتوسع بذكر الأدلة الفقهية والبدهية والعقلية والنقلية وما يتعلق منها بالعقيدة بخصوص ذلك.

صدر في دمشق سنة ١٤١٠ ه.

* تاريخ الحركة العلمية في كربلاء.

تأليف : نور الدين الشاهرودي.

دراسة موضوعية شاملة عن جوانب

الحركة العلمية الدينية في مدينة كربلاء ، وتراجم علمائها وفقهائها ممن أسهموا في إثراء كنوز العلم والمعرفة منذ أن تحولت أرضها إلى بقعة مباركة بضمها الجسد الطاهر لسبط

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وريحانته الإمام أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام.

نشر : دار العلوم ـ بيروت/ ١٤١٠ ه.

* فهارس شواهد التنزيل.

إعداد : الشيخ محمد جواد المحمودي.

كتاب تضمن مجموعة من الفهارس الفنية لمطالب كتابي (شواهد التنزيل) و (فضائل شهر رجب) للحاكم الحسكاني ، آنفي الذكر.

نشر : مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ومؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الإسلامي ـ طهران / ١٤١٠ ه.

* دروس من الثقافة الإسلامية ، ج ١.

تأليف : الشيخ إبراهيم الأميني.

كتاب يستعرض ـ بصورة موجزة ـ مفاهيم الإسلام في أبعاده العبادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية مما يخدم الشباب والجيل الناشئ.

تعريب : الشيخ جعفر الهادي.

نشر : مؤسسة أنصاريان ـ قم / ١٤١١ ه.

* علي في الكتاب والسنة ، ج ١.

تأليف : حسين الشاكري.

كتاب تضمن ـ في جزئه الأول هذا ـ بعض الآيات الكريمة النازلة في شأن أمير المؤمنين


الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام مبوبة على ١١٠ باب على عدد اسمه الشريف (علي) بحساب الجمل ، وأردفها بأربعة عشر موردا من الآيات النازلة بشأن أهل البيت عليهم السلام تيمنا بعدد المعصومين.

أما جزؤه الثاني الخاص بالأحاديث النبوية الشريفة المنتخبة في مناقبه عليه السلام فهو قيد الطبع الآن.

نشر : دار المؤرخ العربي ـ بيروت / ١٤١١ هجرية.

* فهرس مخطوطات مكتبة آية الله السيد المرعشي العامة ، ج ١٩.

تأليف : السيد أحمد الحسيني.

فيه وصف لأربع مائة مخطوطة ومجموعة ذات عدة رسائل مخطوطة من محفوظات المكتبة ، مبتدئا بالرقم ٧٢٠١.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤١١ ه.

* جامع أحاديث الشيعة ، ج ١٩.

تم إعداد هذا الكتاب بإشراف آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي ـ قدس‌سره ـ المتوفى سنة ١٣٨٠ ه.

يشتمل هذا الجزء على أحاديث كتب : العارية ، الإجارة ، الجعالة ، الوكالة ، الغصب ،

الشفعة ، الوقوف والصدقات ، السكنى والحبس ، الهبات ، السبق والرماية ، الوصايا ، العتق ، التدبير والمكاتبة والاستيلاد ، الإقرار ، الإيمان ، والنذر والعهد.

صدر في قم سنة ١٤١١ ه.

* القرآن والطب الحديث.

تأليف : الدكتور صادق عبد الرضا علي.

كتاب يركز خلال بحثه في بعض آيات القرآن الكريم على الجانب الصحي فقط ، ويثبت أن العلم الحديث لم يتمكن من مخالفة علوم القرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة وأحاديث العترة الهادية عليهم‌السلام ، بل إن ما جاء به ليس إلا إقرارا وتوكيدا لها.

نشر : دار المؤرخ العربي ـ بيروت / ١٤١١ هجرية.

* تلخيص (مقباس الهداية).

تلخيص وتحقيق : علي أكبر الغفاري.

وكتاب (مقباس الهداية في علم الدراية) للفقيه الرجالي الشيخ عبد الله المامقاني ، المتوفى سنة ١٣٥١ ه ، المار ذكره في باب (كتب ترى النور لأول مرة) هو أفضل ما كتب في بابه وفنه فكان كتابا جامعا لعلوم الحديث واصطلاحاته ودرايته مضافا إلى ذلك مباحث في أمول الفقه والاجتهاد وعلم الكلام


التي ذكرها المؤلف استطرادا ، فتم تلخيصه وعرض مطالبه بشكل أسهل كيما يصلح ليكون منهجا دراسيا لطلاب الجامعات.

كما أضاف ملخص الكتاب ومحققه ثلاث مقالات إلى آخر الكتاب ، هي :

١ ـ تاريخ تدوين الحديث وكتابته.

٢ ـ فقه الحديث ودرايته.

٣ ـ ذكر بعض ما يجب على الباحث أن يطلع عليه من الألقاب والأنساب في الأسانيد.

نشر : جامعة الإمام الصادق عليه‌السلام ـ طهران / ١٤١١ ه.

كتب تحت الطبع

* معارج اليقين في أصول الدين.

تأليف: الشيخ محمد بن محمد السبزواري، من أعلام القرن السابع الهجري.

كتاب أخلاقي يحوي جملة كبيرة من الأحاديث الأخلاقية المروية عن النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام ، وذلك في عدة فصول.

لم يكن هذا الكتاب ـ حتى تحقيقه هذا ـ يطلق عليه إلا اسم (جامع للأخبار) ذلك الاسم المشهور ، كما كان مدار بحث ونقاش حول نسبته إلى مؤلف معين وتحديد نسخته الحقيقية ، وقد ذهب محقق الكتاب إلى تسميته

الجديدة هذه ونسبته إلى السبزواري وفق أدلة أدرجها في مقدمة التحقيق.

تحقيق : أسامة آل جعفر.

وسيصدر الكتاب ضمن : سلسلة مصادر (بحار من الأنوار) منشورات مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث.

* مكارم الأخلاق.

تأليف : الشيخ أبي نصر رضي الدين الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي ، من أعلام القرن السادس الهجري.

من الكتب الأخلاقية المهمة الواسعة الانتشار ، وقد اشتمل هذا الكتاب على طائفة كبيرة من الأحاديث الشريفة في الآداب والسنن الدينية المختلفة ، المروية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم‌السلام ، مرتب على اثني عشر بابا وجملة فصول ، وهو من مآخذ كتاب (بحار الأنوار) للعلامة المجلسي. المتوفى سنة ١١١٠ ه.

طبع الكتاب مرات عديدة ، منها طبعة محرفة في ممر ، وطبع طبعة مصححة في إيران ، ثم توالت طبعاته على النسخة المصححة عدة مرات في إيران ولبنان.

ولأهميته البالغة تم تحقيقه على عدة نسخ مخطوطة ، إحداها مقابلة على نسخة المؤلف


قدس‌سره.

تحقيق : أسامة آل جعفر.

وسيصدر الكتاب ضمن منشورات مؤسسة قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ قم ، بإذنه تعالى.

كتب قيد التحقيق

* آلاء الرحمن في تفسير القرآن.

تأليف : العلامة المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه).

تفسير مزجي يحتوي على مقدمة رائعة ذات فصول ثلاثة في : إعجاز القرآن ، وجمعه ، وقراءاته؟ ثم شرع في التفسير إلى أواسط سورة النساء ولم يتمه ، إذ وافاه الأجل في شعبان سنة ١٣٥٢ ه.

يقوم بتحقيقه : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ قم.

* الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد.

تأليف : الشيخ الفاضل أبي عبد الله المقداد ابن عبد الله السيوري الحلي الأسدي ، المتوفى سنة ٨٢٦ ه.

هو شرح لكتاب (واجب الاعتقاد في ما يجب على العباد) للعلامة الحلي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه) يتناول العقائد الإسلامية ، وما يجب

معرفته على المكلفين أصولا وفروعا ، مع عرض شيق لأمهات المسائل الكلامية وكثير من المباحث الفقهية.

يقوم بتحقيقه : صفاء الدين البصري ، معتمدا على نسخة مخطوطة ثمينة ، محفوظة ضمن مجموعة برقم ٨٩٠ في مكتبة جامع كوهرشاد في مدينة مشهد المقدسة ، وقد طبع هذا الكتاب على الحجر في إيران سنة ١٣١٥ ه ، ضن كتاب (كلمات المحققين).

وسيصدر ضمن منشورات مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد ، إن شاء الله تعالى.

* معالم الدين وملاذ المجتهدين.

تأليف : الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن ابن الشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩٥٩ ـ ١٠١١ ه).

هو من أشهر تصانيف الشيخ المؤلف رحمه الله ، رتبه على مقدمة وأربعة أقسام ، واشتملت المقدمة على متصدين : في فضيلة العلم ، وفي المباحث الأصولية ، وأول الأقسام الأربعة في العبادات ، ولم يتم الكتاب إذ وافاه الأجل المحتوم ، وكان قسم الأصول منه قد طبع عدة مرات مستقلا في إيران لكونه من الكتب الدراسية في الحوزات العلمية.

يقوم بتحقيقه بأكمله : الشيخ فارس


الحسون ، معتمدا في عمله عل ثلاث نسخ مخطوطة ، هي :

١ ـ نسخة كاملة ، كتبت بعد انتهاء المؤلف رحمه‌الله من تأليف الكتاب بشهر تقريبا ، وهي مقابلة على نسخة الأصل أيضا ، وعليها حواش من المؤلف رحمه‌الله.

٢ ـ نسخة تحتوي على قسم الفقه فقط ، مقابلة على نسخة الأصل ، وعليها حواش من المؤلف أيضا.

٣ ـ نسخة تحتوي على قسم الأصول فقط مكتوبة في عهد المؤلف رحمه‌الله.

وكان قسم الأصول من الكتاب قد صدر قبل سنوات بتحقيق الدكتور مهدي محقق عن مؤسسة الدراسات الإسلامية لجامعة مك جيل الكندية ـ فرع طهران.

وقد طبع أيضا بتحقيق عبد الحسين محمد علي البقال في النجف الأشرف ، ثم أعاد العمل عليه وأجرى فيه تعديلات وصدر عن مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

كما أعادت دار الكتب الإسلامية في طهران طبعه بالتصوير على طبعة النجف الأشرف المذكورة آنفا.

إضافة إلى ذلك فقد صدرت مقدمة الكتاب محققة عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٤٠٦ هجرية.

* مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار وابن عم محمد المختار.

تأليف : الشيخ هاشم بن محمد ، من أعلام القرن السادس الهجري.

ذكر فيه ستة وثلاثين بابا في أحوال وتاريخ ومناقب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، نقل رواياتها عن جمع من مشايخه من الخاصة والعامة.

يقوم بتحقيقه : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ قم.

* أسرار الشهادة.

تأليف : الفاضل الدربندي ، الشيخ عابد ابن رمضان بن زاهد الشيرواني (١٢٠٨ ـ ١٢٨٥ هجرية).

كتاب في مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام وشرح واقعة الطف الفظيعة ، واسمه الكامل (إكسير العبادات في أسرار الشهادات).

يقوم بتحقيقه : الشيخ فؤاد الحلواجي البحراني.

* مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة

تأليف : الشيخ المفيد ، معلم الأمة ، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي التلعكبري البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.


كتيب صغير نفيس ، تعرض فيه مصنفه ـ رحمه‌الله ـ لفضائل الشهور الهجرية ، مستعرضا فيها أهم الوقائع والمناسبات الدينية والتاريخية ، كولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام ، ووفياتهم ، وما رافقتها من أحداث أخر ، كما استعرض من خلال ذلك جانبا من العبادات والمسنونات في تلك الأيام.

كان الكتاب قد طبع سابقا مع شرح

القصيدة البائية للسيد الحميري في ممر سنة ١٣١٣ ه ، ثم ملحقا بكتابي تقويم المحسنين وتوضيح المقاصد سنة ١٣١٥ ه ، وأعيد طبعه بعد ذلك في إيران عدة مرات ضمن كتاب (مجموعة نفسية) المحتوي على عدة رسائل صغار لعدد من المؤلفين.

يقوم بتحقيقه : ميثم الجواهري بالاعتماد على نسخة ثمينة مكتوبة في عصر المؤلف رحمه الله ، يعود تأريخها إلى سنة ٣٩١ ه.

* * *

تراثنا - ٢٤

المؤلف:
الصفحات: 254