الفهرس

كلمة التحرير

«تراثنا» في عامها الخامس

................................................................. اُسرة التحرير ٧

التنوين : أقسامه وأحكامه

.......................................................... السيد حسن الحسيني ٩

تحقيق النصوص : بين صعوبة المهمّة وخطورة الهفوات (٣)

.................................................... السيد محمدرضا الحسيني ٣٣

أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية (١١)

.................................................... السيد عبدالعزيز الطباطبائي ٦٢


فقه القرآن في التراث الشيعي (٤)

...................................... الشيخ محمدعلي الحائري الخرّم آبادي ١٠٩

الإمامة : تعريف بمصادر الإمامة عند الإسلامييّن (١)

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعي ١٢٣

من ذخائر التراث

رسالة زهرة الرياض للسيد ابن طاووس

....................................................... تحقيق : أسد مولوي ١٣٩

من أنباء التراث............................................................. ٢٣٩

__________________

* صورة الغلاف :

نموذج من رسالة «زهرة الرياض» للسيد ابن طاووس.




كلمة التحرير

تراثنا

في عامها الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم

سنوات أربع من عمر «تراثنا» انتهت بالخير والحمد لله ، لتدخل اليوم مرحلة أخرى بزخم معنوي عال ، يحدوها الأمل بالمثابرة الجادة والسعي الحثيث لإحياء أمهات المخطوطات الإسلامية المغمورة المطمورة في زوايا المكتبات العامة والخاصة.

استهدفت «تراثنا» منذ البدء أن تكون منبرا حرا يعكس الأفكار النيرة والخيرة ، وأن تكون منطلقا لتبادل وجهات النظر. وأعلنت ذلك في افتتاحيتها للعدد الأول بمقال تحت عنوان «نحو برمجة تراثية هادفة» وأرادت بذلك حث المعنيين بالتراث للمزيد من الاهتمام لتحقيق الأسفار العلمية والمؤلفات القيمة التي أصبحت عرضة للتلف والضياع والنسيان ، وصيانتها من الاندراس ، وكانت تروم بذلك نشر الفكر الإسلامي الأصيل ، وبث الروح العلمية الهادفة في الأوساط والمحافل العلمية المعنية بنشر التراث الإسلامي ، يجدوها الأمل أن يحقق الله ما صممت العزم عليه.

ورغم علم المعنيين بأن الطريق ملئ بالأشواك والعراقيل .. لكنها جدت واجتهدت للوصول إلى الهدف المنشود ، فقدر الله لما ذلك ، فأصبحت مورد قبول المحافل العلمية والمراكز الثقافية.


وأمطرنا بوابل من الرسائل المادحة المكبرة والمهتمة بهذا الأمر الحيوي الهام ، كلها تشجيع وتأييد وطلب التسديد والموفقية ، ومباركة لهذا المجهود.

وكررنا شكرنا لهم مرارا عديدة ، وذكرنا بأن دعاءهم هو خير سند لنا في أعمالنا ونبتهل إلى الله جل وعلا أن يوفقنا للمزيد.

وبعد مضي ست سنوات من عمر مؤسسة آل البيت ـ (عليهم‌السلام) ـ لإحياء ، التراث تمكن هذا المركز الثقافي من إصدار العشرات من الكتب التراثية المهمة ، وهي في طريقها للكثير منها ، وقد يصل إنتاجها السنوي إلى الأربعين مجلدا محققا رفق منهجية المؤسسة المعروفة في عالم التحقيق ، وهو أمر ليس بالهين عند ذوي الخبرة والاطلاع.

وختاما .. فإنا إذ نشكر جميع العلماء وأصحاب الفضيلة الذين ساندونا في مشروعنا ولا زالوا معنا ، نطلب مرت بقية العلماء أن يغدقوا علينا بما تجود به قرائحهم وبنات أفكارهم في سبيل بلوع المستوى المطلوب.

وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وإليه أنبنا ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أسرة التحرير


التنوين

أقسامه وأحكامه

السيد حسن الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلائق أجمعين محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى الأئمة المعصومين من آله ، من الآن إلى قيام يوم الدين.

وبعد : فإن من الملاحظ ما للتنوين من أثر في علوم الأدب من اللغة ، والنحو ، والصرف ، والإملاء ، والتجويد ، والقراءات ، ولهذا الأخير أثر بارز في باب قراءة الصلاة ، فيدخل في الفقه من هذه الجهة ، أيضا.

والبحث عن التنوين مبثوث في كتب الأدب ، فكان في جمعه في مكان واحد من الفائدة ما لا يخفى على طالبيه.

وقد رتب على فصول وخاتمة :

الفصل الأول : في تعريفه.

الفصل الثاني : في أحكامه.

الفصل الثالث : في أقسامه.

والخاتمة : في فوائد متفرقة.

والمأمول من الإخوان أن ينظروا فيه بعين الرضى.


والله المسؤول أن يتقبله بقبول حسن ، بمنه وإحسانه ، إنه ذو الجلال والإكرام.

* * *


الفصل الأول

في تعريف التنوين

التنوين في الأصل مصدر نونت الكلمة إذا ألحقتها نونا (١).

وفي الاصطلاح : نون ساكنة بالأصالة ، زائدة ، تلحق آخر الكلمة لغير توكيد ، تثبت لفظا لا خطا.

فقولنا : «نون» جنس التعريف ، وما بعده فصول مخرجة :

فخرج بقولنا : «ساكنة» النون المتحركة الزائدة للإلحاق كما في مثل «رعشن» للمرتعش ، و «ضيفن» للطفيلي. وإنما قيد السكون «بالأصالة» لئلا يخرج بعض أفراد التنوين إذا حرك لالتقاء الساكنين نحو «محظورا انظر» (٢).

وبقولنا : «زائدة» النون الأصلية كما في «حسن».

وبقولنا : «تلحق آخر الكلمة» نون الانفعال نحو «انكسر ومنكسر».

وبقولنا : «لغير توكيد» نون التأكيد في مثل «إضربن».

وبقولنا : «تثبت لفظا لا خطا» سائر النونات الزائدة ، ساكنة كانت أو غيرها ، لثبوتها خطا ، كالنون اللاحقة لآخر القوافي ، والنون اللاحقة لآخر الكلمة من كلمة أخرى نحو «أحمد انطلق».

فائدة :

إنما كان التنوين ساكنا ، لأنه حرف ، والحرف مبني ، والأصل في المبني السكون ، فإذا لاقاها ساكن تتحرك بالكسر ، لأن الأصل في تحريك الساكن الكسر ،

__________________

(١) لاحظ : الحدائق الندية : ١٤. والفوائد الضيائية : ٢٩١ ، والتصريح ـ للأزهري ـ ١ / ٣٠.

(٢) راجع : التصريح ١ / ٣١.


كما في حاشية الفوائد الضيائية (٣).

* * *

__________________

(٣) الفوائد الضيائية : ٢٩١.


الفصل الثاني

في أحكام التنوين

إن للتنوين أحكاما لازمة ، لا بد من مراعاتها وهي :

الأول : أن التنوين من مختصات الاسم ، فلا يلحق الفعل ولا الحرف ـ إلا ما استثني ـ وسيأتي التنبيه عليه في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى.

الثاني : أنه لا يجامع الألف واللام ، فلا ينون الاسم المحلى بهما ، وكذا لا يجامع النداء إلا في نداء النكرة المقصودة ، كقول الأعمى : «يا رجلا خذ بيدي» ، وإلا في الضرورة كما سيأتي.

وكذلك لا يجامع الإضافة ، فيحذف من الاسم لو أضيف.

قيل : السبب في الجميع إنها من علامات الاسم ومختصاته ، ولا تجتمع علامتان في الاسم الواحد إلا في النكرة المضافة ، وفيه نظر.

الثالث : أنة يحذف مع العلم الموصوف بكلمة «ابن» المضافة إلى علم آخر تخفيفا ، فتقول : «جاءني زيد بن عمر و» وأما إذا لم يقع صفة نحو «زيد بن عمرو» ـ على أنه مبتدأ وخبر ـ فلا ، لقلة استعماله ، ولأن التنوين إنما حذف في الموصوف لكونه مع الصفة كاسم واحد والتنوين علامة التمام ، وليست هذه العلة موجودة في المبتدأ مع خبره كما صرح به الرضي رحمه‌الله في شرح الكافية (٤).

إلا في الضرورة كقوله : «جارية من قيس بن ثعلبة» (٥) بحذف التنوين من الموصوف.

وقد يحذف في موضع لمشابهته ذلك ، كما قرئ قوله تعالى : (عزير بن الله)

__________________

(٤) لاحظ شرح الكافية ـ بتحقيق الدكتور يوسف حسن عمر ـ ٤ / ٤٨٣ ، ولاحظ أيضا : شرح الكافية ـ طبع شركة الصحافة العثمانية ـ / ٤٠٢.

(٥) بعده : «كريمة أخوالها والعصبة» وهو للأغلب العجلي.


فإن «عزيرا» هذا مبتدأ و «ابن» خبره ، ولما أشبه المجوزة حذفها صورة حملوه عليها فحذف ، لكن لا يقاس عليه (٦).

الرابع : أنه يحذف في الوقف على الكلمة ، لأنه تابع للحركة ، والوقف يقتضي عدم الحركة.

الخامس : أنه يقلب في حالة النصب إلى الألف ، عند الوقف ، فرقا بين حالتي الرفع والنصب ـ على غير لغة ربيعة ـ.

السادس : أنه لا يدخل على ساكن ، لاستحالة اجتماع ساكنين ، ومن ثم تحذف الياء من نحو (قاضي) مرفوعة ومجرورة ، بعد حذف حركتها ، لثقل الضمة والكسرة على الياء ، فتبقى الياء الساكنة ، فإذا دخل عليها التنوين اجتمع ساكنان ، فتحذف الياء ، ويتبع التنوين حركة الضاد فيصير «قاض» بخلاف حالة النصب ، لأن الفتحة تظهر على الياء لخفتها ، فتنون أيضا.

السابع : أنه يدغم فيما بعده إن كان من حروف الادغام وهي حروف «يرملون».

الثامن : أنه لا يدخل على الممنوع من الصرف ، إلا في الضرورة ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

التاسع : أنه يحذف عند اتصاله بساكن بعده في موارد قليلة ، ومنه : (ولا ذاكر الله إلا قليلا) (٧) لكن البغدادي قد ذكر في خزانة الأدب : (٨) أن التنوين حذف لضرورة الشعر لا لالتقاء الساكنين كما ذكر ابن هشام.

وقوله : «وحاتم الطائي وهاب المئي» (٩) فالحذف هنا للضرورة ، وشذت قراءة

__________________

(٦) جواهر الأدب ـ للأربلي ـ : ٧٦.

(٧) هذا عجز بيت ، مدره : «فألفيته غير مستعتب» وهو منسوب إلى أبي الأسود الدؤلي.

(٨) خزانة الأدب ٤ / ٥٥٤.

(٩) قبله : «جيدة خالي ولقيط وعلي» نسبه أبو زيد الأنصاري في النوادر إلى امرأة تفخر بأخوالها من اليمن ، وجعله العيني من رجز لقصي بن كلاب ، وخطأه البغدادي في ذلك بأن حاتما بعد قصي بزمن.


عثمان بن عفان وغيره (قل هو الله أحد الله الصمد) مع أن القياس ثبوته.

العاشر : أنه ـ وإن لم يكتب خطا ـ إلا أن له علامة في الخط ، وهي تكرار الحركة ، وإذا دخل على الساكن كما في تنوين (الغالي) لجئ إلى رسمه خطا ، وسيأتي بيانه.

ويرسم في حالة النصب ألف في آخر الكلمة ، ولعله لما مر من ثبوته وقفا ، فرقا بين الأحوال. أنظر : الحكم الخامس من هذا الفصل.

* * *


الفصل الثالث

في أقسام التنوين

قد أنهوا أقسامه إلى عشرة ، اتفقوا على أربعة منها ، واختلفوا في الباقي ، أما المتفق عليه فهو :

الأول : تنوين الأمكنية : ويسمى تنوين الصرف ، والتمكن ، والتمكين ، أيضا.

وهو اللاحق للاسم المعرب المنصرف ، معرفةً كان كـ «زيد» أو نكرة كـ «رجل».

وفائدة : الدلالة على أن الاسم متأصل في الاسمية ، لأنه لم يشبه الحرف فيبنى ، ولا الفعل بوجود العلتين أو واحدة تقوم مقامهما فيمنع من الصرف ، ولذلك نقل عن الكسائي والفراء : أنه للفرق بين الاسم والفعل.

وحكى السيوطي في «همع الهوامع» عن قطرب والسهيلي : أنه يدخل فرقا بين المفرد والمضاف ، ومن ثم حذف في الإضافة (١٠).

الثاني : تنوين التنكير.

وهو اللاحق لبعض الأسماء المبنية ، فرقا بين معرفتها ونكرتها (١١).

ويقع سماعا في باب اسم الفعل ك «صه» بمعنى : اسكت سكوتا ما في وقت ما غير معين ، وإذا خلا عن التنوين صار بمعنى : اسكت السكوت الحالي.

وكذلك في باب أسماء الأصوات.

وقياسا في المختوم ب «وبه» كسيبويه ، فيكون المراد حينئذ : شخصا ممن سمي

__________________

(١٠) همع الهوامع شرح جمع الجوامع ـ للسيوطي ـ ٢ / ٧٩ ، طبعة محمد بدر الدين النعساني.

(١١) الكواكب الدرية ١ / ٤٤٥ ، شرح ابن عقيل : ٣.


بهذا الاسم ، وإذا حذف منه صار معرفة علما على المشهور بين النحاة.

استدراك :

قال ـ الفاضل عصام الأسفرايني ني حاشيته على لفوائد الضيائية ما لفظه : وقال في «ص» تنوين «صه» للفرق بين الوصل والوقف ، فعند الوصل تنون ، وقيل للفرق بين المعرفة والنكرة ، فمقتضى كلامه ثبوت قسم للتنوين هو الفارق بين الوصل والوقف (١٢).

تنبيهان :

الأول : اختلفوا في تنوين «رجل» هل يدل ـ مع الأمكنية ـ على التنكير ، أم لا؟

فقال بعضهم : إنه يدل عليهما.

ورده ابن هشام في المغني : بأنه لو سميت به رجلا ، بقي ذلك التنوين بعينه مع زوال التنكير (١٣).

وكأنه أخذه من ابن الحاجب فراجع (١٤).

وقال نجم الأئمة الشيخ الرضي رحمه‌الله في شرح الكافية : وأنا لا أرى منعا من أن يكون تنوين واحد للتمكن والتنكير معا ، فرب حرف يفيد فائدتين كالألف والواو في «مسلمان» و «مسلمون» فنقول : التنوين في (رجل) يفيد التنكير أيضا ، فإذا سميت بالاسم تمحضت للتمكن (١٥).

قال ابن معصوم المدني رحمه‌الله في «الحدائق الندية» : وعلى هذا يكون

__________________

(١٢) الفوائد الضيائية : ٢٩١.

(١٣) مغني اللبيب ١ / ٤٤٥.

(١٤) رابع : حاشية الشمني على المغني ٢ / ٩٦.

(١٥) لاحظ : شرح الكافية ١ / ٤٥ بتحقيق الدكتور يوسف حسن عمر ، و ١ / ١٣ طبع شركة الصحافة العثمانية.


تنوين التنكير المختص بالصوت واسم الفعل ، هو المتمحض للدلالة على التنكير كما قاله بعضهم (١٦).

قلت : وكلام الرضي رضي‌الله‌عنه هو المرضي في هذا الباب.

الثاني : علم مما تقدم أن بين تنويني التمكن والتنكير عموما وخصوصا من وجه :

فمادة الاجتماع في تنوين (رجل).

ومادة الافتراق لتنوين التمكن في (زيد) ـ علما ـ.

ومادة الافتراق لتنوين التنكير : (سيبويه) ـ غير علم ـ.

قاله سعد الله في حاشيته على الفوائد الضيائية (١٧).

الثالث : تنوين المقابلة.

وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم ك (مسلمات) ، وجعل هذا التنوين مقابل (نون الجمع) في جمع المذكر السالم ، إذ الألف والتاء ـ كلاهما ـ بمنزلة الواو في جمع المذكر السالم ، فتبقى النون ويقابلها التنوين.

قال ابن هشام في مغني اللبيب : وقيل هو عوض عن الفتحة نصبا.

وأضاف : ولو كان كذلك لم يوجد في الرفع والجر ، ثم الفتحة قد عوض عنها الكسرة ، فما هذا العوض الثاني؟ (١٨).

ثم لا يخفى أنه ليس تنوين تمكين ولا تنوين تنكير ، لدخوله على غير المنصرف بالعلمية والتأنيث كما في «عرفات» علما ، مع أن تنوين التمكين لا يدخل ما منع من الصرف ، ولأن تنوين التنكير لا يلحق المعارف ـ كما مر آنفا ـ.

__________________

(١٦) الحدائق الندية : ١٤.

(١٧) الفوائد الضيائية : ٢٩١.

(١٨) مغني اللبيب ١ / ٤٤٥.


الرابع : تنوين العوض.

وهو اللاحق عوضا عن حرف أصلي أو زائد ، أو عن مضاف إليه مفردا أو جملة ، فهذه أقسام أربعة :

الأول : ما كان عوضا عن حرف أصلي : كتنوين «جوار» في حالة الرفع والجر ، فإن أصله «جواري» على وزن «مساجد» حذفت منه الياء تخفيفيا ، لثقل الضمة والكسرة على الياء ، وعوض عنها التنوين ، وكذا في «غواش» من الجموع المعتلة على وزن (فواعل).

وقال المبرد : هو عوض عن الحركة في الياء المحذوفة.

ورد بلزوم التعويض عن كل حركة محذوفة كما في كلمة «حبلى» (١٩).

وقال الأخفش : التنوين في «جوار» للتمكين ، والاسم منصرف ، لخروجه عن وزن «مساجد» بحذف الياء.

ورد بأن حذفها للتخفيف ، فهي منوية ومقدرة (٢٠) ، وقد اشتهر : أن المقدر كالمذكور.

الثاني : ما كان عوضا عن حرف زائد : كتنوين «جندل» ، فإن أصله «جنادل» حذفت الألف ، وعوض عنها التنوين ، قاله ابن مالك.

قال ابن هشام : والذي يظهر خلافه ، وأنه تنوين الصرف (٢١).

قلت : لا منافاة بين كونه للعوض والصرف ، كما مر مثله عن الرضي في تنوين «رجل» حيث جعله للتمكين والتنكير ـ إذا لم يكن علما ـ اللهم إلا أن يقال : إن حذف الألف من «جنادل» لا ينقص الكلمة حتى يحتاج إلى التعويض عنها ، لأن الكلمة تصير بحذف الألف «جندل» وهو المفرد ، بخلاف ما حذف من «جواري».

__________________

(١٩) لاحظ : مغني اللبيب ١ / ٤٤٦.

(٢٠) راجع المغني ١ / ٤٤٦.

(٢١) راجع : المغني ١ / ٤٤٦.


الثالث : ما كان عوضا عن المضاف إليه إذا كان مفردا ، كتنوين «كل» و «بعض» إذا قطعا عن الإضافة ، كما في قوله تعالى : (وكل في فلك يسبحون) (٢٢) أي وكل أحد ، وقوله تعالى : (ورفعنا بعضهم فوق بعض) (٢٣) أي فوق بعضهم.

هذا ، ولكن قال الأزهري في التصريح : التحقيق أن تنوينهما تنوين تمكين يذهب مع الإضافة ويثبت مع عدمها (٢٤).

ووافقه على ذلك ابن معصوم رحمه‌الله في حدائقه حيث قال : والمحققون على أن التنوين في ذلك للتمكين ، رجع لزوال الإضافة التي كانت تعارضه (٢٥).

ومما يدخل في هذا القسم «أي» في قوله تعالى : (أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى) (٢٦).

الرابع : ما كان عوضا عن المضاف إليه إذا كان جملة ، كتنوين «إذ» في نحو «يومئذ» ، وتقديره «يوم إذ كان ....» ثم حذفت الجملة المضاف إليها «إذ» وعوض عنها التنوين ، وعند التقاء الساكنين في الذال والتنوين كسرت الذال.

وكذلك التنوين في «حينئذ» و «ساعتئذ» و «عامئذ» وكل أسماء الزمان إذا أضيفت إلى «إذ» (٢٧).

تنبيه :

إعلم أن هذه التنوينات الأربعة مختصة بالأسماء. فلا تلحق غيرها بالاتفاق ، لأنها لمعان لا توجد إلا فيه ، كما ذكرنا في فصل الأحكام آنفا. أنظر : الحكم الأول.

__________________

(٢٢) سورة الأنبياء ٢١ : ٣٣.

(٢٣) سورة الزخرف ٤٣ : ٣٢.

(٢٤) شرح التصريح على التوضيح ١ / ٢٠.

(٢٥) الحدائق الندية : ١٤.

(٢٦) سورة الإسراء ١٧ : ١١٠.

(٢٧) جواهر الأدب : ٧٢.


وأما المختلف فيه من أقسام التنوين فهو ستة :

الأول : تنوين الترنم.

وهو اللاحق للقوافي المطلقة ، أي التي آخر رويها أحد حروف الاطلاق الثلاثة (الألف ، والياء ، والواو) الحاصلة من اشباع حركاتها (الفتحة ، والكسرة والضمة) فيكون التنوين بدلا من حرف الاطلاق ، نظما أو نثرا (٢٨).

وبعبارة أخرى : إن التنوين الذي يحصل غنة يلزمها التغني في الحلق بدلا عن حرف الاطلاق الذي هو مدة في الحلق.

وقيل : إنما يسمى بالترنم ، لأنه قاطع للترنم الحاصل من حرف الاطلاق.

ويؤخذ من كلام ابن يعيش : لحوق هذا التنوين بمطلق القوافي ، كما سيجئ ويدخل المعرف باللام وغيره ، كما أنه لا يختص بالاسم ، بل يلحق به كما في قول جرير : (أقلي اللوم عاذل والعتابن) (٢٩).

وبالفعل كما في قوله أيضا : (وقولي إن أصبت لقد أصابن).

ويلحق بالحرف أيضا كما في قول النابغة : (لما تزل برحالنا وكأن قدن) (٣٠).

قال ابن هشام الأنصاري في المغني : زعم أبو الحجاج بن معزوز : أن ظاهر كلام سيبويه في المسمى تنوين الترنم أنه نون عوض من المدة ، وليس بتنوين (٣١).

وسيجئ أن ابن مالك يقول : إنها نون زائدة. ويؤيدهما : ثبوتها لفظا.

الثاني : تنوين الغالي.

وهو اللاحق للقوافي المقيدة ، أي التي ليس آخر رويها حرف إطلاق ، لكن

__________________

(٢٨) جواهر الأدب : ٧٤.

(٢٩) وتمامه : «وقولي إن أصبت لقد أصابن» الآتي ذكره.

(٣٠) قبله : «أفد الترحل غير أن ركابنا».

(٣١) مغني اللبيب ١ / ٦٤٠.


آخر حرف من رويها ساكن صحيح. ويسمى (غاليا) لغلوه على وزنه ، وتجاوزه حد رويه (بكسر وزن الشعر).

وفائدته الفرق بين الوقف والوصل.

وهو لا يختص بالاسم ، كالترنم ، فيلحقه كما في قول رؤبة بن العجاج : «وقاتم الأعماق خاوي المخترقن».

«مشتبه الأعلام لماع الخفقن».

ويلحق الأفعال أيضا كما في قول العجاج :

«من طلل كالأتحمي انهجن» (٣٢).

ويلحق الحروف كما في قول رؤبة ـ على ما قيل ـ (٣٣) :

«قالت بنات العم يا سلمى وانن».

«كان فقيرا معدما ، قالت وانن».

وقد أنكر جماعة ثبوت هذا المقسم من التنوين كما سيأتي في كلام ابن هشام وأثبته آخرون كالأخفش والعروضيين.

قال ابن هشام : وجعله ابن يعيش من نوع تنوين الترنم ، زاعما : أن الترنم يحصل بالنون نفسها لأنها حرف أغن (٣٤).

قلت : فالترنم عنده غير خاص بالقوافي المطلقة. كما ذكرنا.

وقال في المغني أيضا : وأنكر الزجاج والسيرافي ثبوت هذا التنوين البتة ، لأنه يكسر الوزن ، وقالا : لعل الشاعر كان يزيد «إن» في آخر كل بيت ، فضعف صوته بالهمزة ، فتوهم السامع أن النون تنوين.

قال ابن هشام : واختار هذا القول ابن مالك (٣٥).

__________________

(٣٢) قبله : «ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا».

(٣٣) راجع التصريح ـ للأزهري ـ ١ / ٣٧.

(٣٤) مغني اللبيب ١ / ٤٤٨.

(٣٥) مغني اللبيب ١ / ٤٤٨.


تنبه :

قال في مغني اللبيب : زعم ابن مالك في التحفة : أن تسمية التنوين اللاحق للقوافي المطلقة ، والقوافي المقيدة تنوينا ، مجاز ، وإنما هو نون أخرى زائدة ، ولهذا لا تختص بالاسم ، وتجامع الألف واللام ، ويثبت في الوقف (٣٦).

أقول : مدعاه في الترنم قريب ، إذ إثبات النون خطا ـ مع تمكنهم من حذفها ـ دليل على عدم كونه تنوينا وقد تقدم.

وأما الغالي ، فإثباتهم له خطا لعدم تمكنهم من تركه وحذفه ، إذ مع سكون آخر الروي لم يمكن الإعلام بالتنوين بعلامة ، لأنها تابعة للحركة.

هذا ، ولكن في كلام صاحب التحفة ما لا يخفى :

أما أولا : فلأن عدم اختصاصه بالأسماء إنما هو لكونه مفيدا معنى غير مختص بها ، بخلاف التنوينات الأربعة الأولى ، فإنها تفيد معان خاصة بالأسماء ، كما مر.

مع أن كلامه منقوض بتنوين الضرورة الآتي ذكره.

وثانيا : فإن اجتماعه مع الألف واللام ، لأجل عدم اختصاصه بالأسماء ، وقد عرفت : أن السبب المسوغ لم لاجتماع التنوين ـ في الأربع الأول ـ مع الألف واللام ، هو عدم جواز اجتماع علامتين خاصتين بالاسم.

وثالثا : أن إثباتهم له في الوقف سببه ما ذكرناه آنفا من كنون الكلمة ساكنة.

على أن الدسوقي نقل في حاشيته على المغني عن الزمخشري : أن كلامه يفيد أنه لا يثبت في الوقف ، إذ خصه بالوصل (٣٧). وحكاه عنه الشمني أيضا فراجع (٣٨).

__________________

(٣٦) مغني اللبيب ١ / ٤٤٨ وقال الدسوقي في حاشيته على المغني ٢ / ٦ : هذا غير اختياره لمذهب السيرافي والزجاج فله قولان.

(٣٧) حاشية الدسوقي على مغني اللبيب ٢ / ٦.

(٣٨) المنصف من الكلام على مغني ابن هشام ٢ / ٩٨.


الثالث : تنوين الضرورة

وهو اللاحق لما لا ينصرف في الشعر ، كقول امرئ القيس :

«ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة» (٣٩).

وجعل ابن هشام هذا التنوين للتمكن ، إذ الضرورة أباحت صرف الكلمة.

ومنه التنوين اللاحق للمنادى المبني على الضم كقول الأحوص :

«سلام الله يا مطر عليها» (٤٠).

أو المنصوب ، كقوله :

«يا عديا لقد وقتك الأواقي».

الرابع : تنوين الزيادة.

ويسمى تنوين المناسبة أيضا.

وهو اللاحق لغير المنصرف ، في غير الشعر ، كقراءة نافع : (سلاسلا وأغلالا) (٤١).

الخامس : تنوين الشذوذ.

ويسمى تنوين التكثير ، وتنوين الهمز أيضا.

وهو اللاحق لبعض الأسماء المبنية لقصد التكثير.

وهو كقول بعضهم : «هؤلاء قومك» حكاه أبو زيد ، وفائدته : مجرد تكثير اللفظ.

__________________

(٣٩) وتمامه : «فقالت لك الويلات إنك مرجلي».

(٤٠) وتمامه : «وليس عليك يا مطر السلام».

(٤١) سورة الإنسان ٧٦ : ٤.


قال ابن هشام : وقال ابن مالك : الصحيح : أن هذا نون زيدت في آخر الاسم ، كنون «ضيفن» ، وليس بتنوين.

ثم قال : وفيما قاله نظر ، لأن الذي حكاه سماه تنوينا ، فهذا دليل منه على أنه سمعه في الوصل دون الوقف ، ونون «ضيفن» ليست كذلك (٤٢).

السادس : تنوين الحكاية.

وهو اللاحق للفظ فيحكى كما هو ، ذكره ابن الخباز في شرح الجزولية وقال : مثل أن تسمي رجلا ب «عاقلة لبيبة» فإنك تحكي اللفظ المسمى به.

قال ابن هشام بعدما نقله عنه في المغني : وهذا اعتراف منه بأنه تنوين الصرف ، لأن الذي كان قبل التسمية حكي بعدها (٤٣).

وأورد عليه : بأنه ليس في لفظ الحكاية تنوين صرف قطعا ، وكيف يجامع تنوين الصرف ما فيه علتان مانعتان من الصرف فثبت أنه قسم برأسه وإن كان المحكي تنوين صرف.

وأجيب : بأن عدم مجامعة تنوين الصرف لما فيه علتان إنما هي اعتبارية وضعية لا ذاتية ، فإذا وجد ما يدل على المجامعة اعتبر ، كما في الحكاية هنا (٤٤).

تنبيهان :

الأول : قال العلامة الأهدل في الكواكب الدرية (٤٥) ـ بعدما ذكر التنوين وأقسامه ـ : ولكن الأصح اختصاص ما عدا الأخيرين ـ يعني تنويني الترنم والغلو ـ كما مر.

__________________

(٤٢) مغني اللبيب ١ / ٤٤٩.

(٤٣) المغني ١ / ٤٤٩.

(٤٤) راجع المنصف من الكلام ٢ / ٩٩.

(٤٥) الكواكب الدرية شرح متممة الأجرومية ١ / ٨.


وأشار بقوله ، «كما مر» إلى ما ذكره في أوائل بحث التنوين بقوله : فأما الثمانية فاختصاصها بالاسم ظاهر ، لأن واحدا منها لا يكون في الفعل.

قال : وأما الأخيران ، فتسميتهما تنوينا مجاز كما جزم به الفاكهي تبعا لجمع محققين ، لعدم اختصاصهما بالاسم ، ولثبوتهما خطا.

الثاني : قد جمع بعضهم أقسام التنوين العشرة ـ غير متعرض للخلاف ـ في قوله :

«مكن» بزيد ، وأيه «نكرنه» كذا

«قابل» بجمع التأنيث وقد سلما

«عوض» جوار ، إذ «رنم» بمطلقه

«غال» انن ، أو «بصرف» الشعر ما حرما

كذا نداء «بتنوين» كيا مطر

«والحكي» ما «شذ» تلك العشر فافتهما

وجمعها بعضهم أيضا في قوله :

مكن وقابل وعوض والمنكر زد

ورنم اضطر غال واحك ما همزا (٤٦)

فائدة :

قال الأربلي في جواهر الأدب (٤٧) : قد تسمى الأربع المختصة بالأسماء تنوين التمكين ، وعلى هذا فالتنوين نوعان :

أحدها : التمكن.

وثانيهما : الترنم ، فإن بعضهم يدخل الغالي في الترنم ، ويجعل الترنم لما لا يختص بالأسماء.

* * *

__________________

(٤٦) التصريح ١ / ٣٧.

(٤٧) جواهر الأدب : ٧٥.


الخاتمة

وتشتمل على فوائد متفرقة

الأولى :

اختلفوا في حذف التنوين من كلمة «غير» في مثل قولنا «قبضت عشرة ليس غير» مع أنه متمكن متصرف.

فقيل : لبنائه ، فيحتمل أن يكون خبرا لليس ، واسما له.

وقيل : لنية المضاف إليه ، فهو متعين لكونه اسم ليس.

ورد هذا بأن المضاف إليه لا يحذف باطراد مع القرينة.

الثانية :

تنوين «عرفات» ـ إذا كان علما ـ فهو للمقابلة كما مر آنفا ، وأما إذا لم يكن علما فتنوينه للأمكنية ، إذ يمتنع كونه مع العلمية لذلك ، لعدم صرفه.

الثالثة :

تنوين كلمة «قبلا» في قوله :

«وساغ لي الشراب وكنت قبلا»

تنوين الأمكنية والتنكير ، لأنه بعد قطع الإضافة أصبح كالمبهم.

الرابعة :

ورد حذف التنوين تخفيفا في بعض القراءات كقراءة أبي عمرو بن العلاء : (قل هو الله أحد الله الصمد) بحذف التنوين من (أحد) (٤٨) مع أن القراءة

__________________

(٤٨) وقد تقدم أنها قراءة عثمان.


المشهورة بالتنوين.

واعتذر أبو علي عن ذلك ـ كما في مجمع البيان (٤٩) ـ : بأن النون قد شابهت حروف اللين في الآخر في أنها تزاد كما يزدن ، وفي أنها تدغم فيهن كما يدغم كل واحد من الواو والياء في الآخر ، وفي أنها قد أبدلت منها الألف في الأسماء المنصوبة وفي الخفيفة ، فلما شابهت حروف اللين أجريت مجراها في أن حذفت ساكنة لالتقاء الساكنين كما حذف الألف والواو والياء لذلك في نحو «رمى القوم» و «يغزو الجيش» و «يرمي القوم» ومن ثم حذفت ساكنة في الفعل في نحو «لم يك» و (لا تك في مرية) (٥٠) فحذفت في (أحد الله) لالتقاء الساكنين كما حذفت هذه الحروف في نحو : «هذا زيد ابن عمروا» حتى استمر ذلك في الكلام ، والكلام ، أبو زيد :

فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا

هذا ، وأما ما ورد تجويزه في ظاهر عبارة (العروة الوثقى " في مبحث القراءة (٥١) من كتاب الصلاة في الآية الكريمة ، فالأكثرون على خلافه كما هو صريح الحواشي عليه.

الخامسة :

حكى صاحب التيسير والشاطبي وصاحب سراج القارئ إجماع القراء السبعة على إدغام التنوين إذ كان طرفا في (الراء) و (اللام) من غير غنة كما في الشهادة بالرسالة : «وأن محمدا رسول الله» ونحو قوله تعالى : (هدى للمتقين) (٥٢).

وقد أجمعوا على إدغامه في حروف ـ ينمو ـ الأربعة إدغاما مصاحبا للغنة ، إلا من خالف في (الواو والياء) فإنه لا يغن فيهما.

__________________

(٤٩) مجمع البيان في تفسير القرآن ـ للإمام الطبرسي ـ ٥ / ٥٦٢.

(٥٠) سورة هود ١١ : ١٠٩.

(٥١) المسألة رقم ٥٦.

(٥٢) سورة البقرة ٢ : ٢.


وحكي الاجماع مستفيضا على إظهاره قبل حروف الحلق ، كما أجمعوا ـ على ما حكي عن الشاطبية وسراج القارئ على إخفائه مع بقاء الغنة عند خمسة عشر حرفا ، ومن رام التفصيل فليراجع كتب علم التجويد (٥٣).

السادسة :

اختلفوا في إملاء كلمة «إذن» الناصبة للمضارع :

فالجمهور يكتبونها بالألف مع التنوين ، لأنهم يقفون عليها كذلك ، قال ابن هشام : وكذا رسمت في المصاحف (٥٤).

وعن المازني والمبرد : أنها تكتب بالنون.

وبالغ المبرد في ذلك حتى نقل عنه (٥٥) أنه قال : أشتهي أن تكوى يد من يكتب (إذن) بالألف ، لأنها مثل أن ولن ولا يدخل التنوين في الحروف.

لكن نقل عن المازني كتبها بالألف ، فإن صح هذا النقل عنه مع قوله إنه يوقف عليها بالنون فهو مشكل كما قال الدماميني في «تحفة الغريب» (٥٦).

وعن الفراء : إن عملت كتبت بالألف ، إذ لا تلتبس حينئذ بإذا الظرفية ، لقيام المانع من الالتباس وهو العمل ، وإلا كتبت بالنون ، فرقا بينها وبين (إذا).

وتبعه على ذلك أبو الحسن ابن خروف.

وقال الدماميني في «تحفة الغريب» : وحكى ابن أم قاسم عن صاحب «رصف المباني» أنه قال : والذي عندي فيها من الاختيار أن ينظر ، فإن وصلت بالكلام كتبت بالنون عملت أو لم تعمل ، كما يفعل بأمثالها من الحروف ، وإذا وقف عليها كتبت

__________________

(٥٣) راجع : رسالة قواعد التجويد ، للعلامة السيد محمد جواد العاملي ـ صاحب «مفتاح الكرامة» ـ : ٢٣ و ٢٥ و ٢٦.

(٥٤) مغني اللبيب ١ / ٣١.

(٥٥) لاحظ : «تحفة الغريب» للدماميني بهامش «المنصف من الكلام» ١ / ٤٤.

(٥٦) تحفة الغريب ١ / ٤٤.


بالألف ، لأنها إذ ذاك مشبهة بالأسماء المنقوصة (٥٧).

وكيف كان ، فالتنوين فيها ـ عند كتابتها بالألف ـ ليس من التنوين المصطلح.

هذا في حال الوصل.

وأما في حال الوقف :

فقال ابن مالك وابن هشام (٥٨) والجمهور : إن نونها تبدل ألفا ، تشبيها لها بتنوين المنصوب.

وروي عن المازني والمبرد الوقف بالنون لأنها كنون (لن) و (أن).

وقال شيخ الصنعة أبو الفتح ابن جني ، في مبحث الإبدال من التصريف الملوكي ، في إبدال الألف من النون ، ما نصه : وأبدلت أيضا من نون «إذن» في الوقف ، نحو قولك : «لأضربنك إذا» تريد : إذن.

والحمد لله في البدء والانتهاء ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء ، وعلى عترته السادة الأصفياء وسلم تسليما.

* * *

__________________

(٥٧) تحفة الغريب ١ / ٤٤.

(٥٨) مغني اللبيب ١ / ٣١.


مصادر البحث

١ ـ أوضح المسالك في شرح الألفية ، لابن هشام الأنصاري ، طبع مع شرح الأزهري عليه ، دار الفكر ـ طهران.

٢ ـ التحفة ، لابن مالك.

٣ ـ التصريح ، للأزهري ، دار الفكر ـ طهران.

٤ ـ جواهر الأدب في معرفة كلام العرب ، لعلاء الدين الأربلي ، تقديم السيد مهدي الخرسان ، المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ١٣٨٩ ه.

٥ ـ حاشية التوضيح ، للشهاب.

٦ ـ حاشية الجامي ، مطبوع على هوامش شرح الجامي.

٧ ـ حاشية الخضري على شرح ابن عقيل لمتن ألفية ابن مالك ، طبعة البابي الحلبي ـ القاهرة.

٨ ـ حاشية السيوطي ، لأبي طالب ، مكتبة الرضي ـ قم.

٩ ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ، مكتبة الرضي ـ قم.

١٠ ـ حاشية الفوائد الضيائية لسعد الله ، مطبوع مع شرح الجامي.

١١ ـ حاشية ياسين الحمصي على التصريح لخالد الأزهري في شرح توضيح الألفية لابن مالك.

١٢ ـ الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية ، للسيد ابن معصوم المدني ، طبع على الحجر ـ إيران ١٢٩٧.

١٣ ـ حاشية الدسوقي على مغني اللبيب لابن هشام ـ طبع مصر ١٣٥٨ ه.

١٤ ـ شرح الرضي على الكافية.

طبع الآستانة «شركة الصحافة العثمانية». ١٣١ ه.

وطبع مطابع الشروق ـ بيروت بتحقيق الدكتور يوسف حسن عمر ـ جامعة قاديونس ـ ليبيا.

١٥ ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. المطبعة الميمنية ـ القاهرة ١٣٢٢ ه.


١٦ ـ العروة الوثقى ، للسيد الطباطبائي اليزدي ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

١٧ ـ الفوائد الضيائية ـ طبع عبد الرحيم ١٢٩٦ ه ، انتشارات علمية ـ طهران.

١٨ ـ قواعد التجويد ، للسيد محمد جواد العاملي ، صاحب «مفتاح الكرامة» ، مكتبة المفيد ـ قم.

١٩ ـ الكواكب الدرية ، لمحمد بن أحمد الأهدل ، كتاب فروشى جعفري ـ طهران.

٢٠ ـ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، لابن هشام الأنصاري مراجعة سعيد الأفغاني ـ انتشارات سيد الشهداء ـ قم.

٢١ ـ همع الهوامع ، للسيوطي ، طبعه محمد النعساني ، مكتبة الرضي ـ قم.


تحقيق النصوص

بين صفوية المهمة وخطورة الصفوات

(٣)

السيد محمد رضا الحسيني

كتاب فيه

طبقات الأسماء المفردة

من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث

تأليف : أبي بكر : أحمد بن هارون بن روح. البرديجي (ت ٣٠١ ه).

حققته وقدمت له : سكينة الشهابي.

دار طلاس / دمشق ١٩٨٧ م ـ الطبعة الأولى.

تمهيد :

يعد الكتاب من عيون التراث وخاصة في علم رجال الحديث. وبالنسبة إلى ما يخصه من الغرض فهو أقدم ما عشر عليه حتى الآن ، وهو يختص بسرد الأسماء المنفردة الواردة في أسانيد وقف عليها المؤلف فعددها بخصوصياتها السندية ، مضبوطة ، محفوظة في طبقة أصحابها.

ولا ريب أن مثل ذلك يدل على خبره فاتقة في مجال الحديث ، ودقة في ضبطه وحفظه كما أنه يؤثر أثرا كبيرا في المحافظة عليه واستمرار ضبطه.

وعمل المحققة يدل على خبرة واسعة في التحقيق وجهد مشكور


في العمل بما يجعل هذه الطبعة جديرة بالاهتمام.

وقد لاحظت في تحقيق الكتاب ، بعض ما لزم التذكير به : سعيا في تلافيه. وإسهاما في دعمه ليأخذ ما يليق به من محل رفيع بنى الأعمال الجيدة بعون الله.

وملاحظاتنا تنقسم إلى :

١ ـ ملاحظات قي مقدمة التحقيق.

٢ ـ ملاحظات في منهج المؤلف وعمله.

٣ ـ ملاحظات في المتن.

أولا ـ ملاحظات في مقدمة التحقيق.

أ ـ عرفت المحققة بمدينة (برديج) التي نسب إليها المؤلف في هامش ص ٧. ولم تعرف بنسبته الأخرى (البردعي) ثم أرجعت إلى ص ١٢٢ وفي هامش ١٢٢ عرفت بالمدينتين برديج ويردعة.

وفي كل ذلك تكرار وتشويش ، لا يخفي على مثل المحققة.

والأنسب : أن تعرف بالمدينتين في أول مورد تذكر فيه النسبتان ثم ترجع إليه كلما اقتضت الحاجة.

ب ـ في ص ٩ الهامش ٦ عددت أسماء شيوخ المؤلف ولم تذكر الحسين بن الحكم بن مسلم أبا عبد الله الحبري الكوفي الوشاء المتوفى ٢٨٦.

فقد روى عنه البرديجي كما عددناه في تلامذته في مقدمة تفسير الحبري الذي حققناه ص ٥٨ برقم ٨. ولاحظ ص ١٨٥ وتخريج الحديث ٦٠. ص ٣١٢ (١).

وقد نقلنا ذلك عن كتاب (خصائص الوحي المبين ما نزل في أمير المؤمنين عليه‌السلام للحافظ يحيى بن الحسن ابن البطريق الحلي (ت ٦٠٠) (٢) عن

__________________

(١) تفسير الحبري جمعه أبو عبيد الله الحبري الكوفي حققه السيد محمد رضا الحسيني مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ بيروت ١٤٠٨.

(٢) طبع بمطبعة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي بالجمهورية الإسلامية في إيران ـ طهران ١٤٠٦ ه.


الحافظ أبي نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله (ت ٤٣٠) في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو مفقود لكن الحافظ ابن البطريق الحلي روى عنه نيفا وسبعين حديثا.

كما لم تذكر في تلامذته الحسين بن أبي صالح الذي روى عنه ذلك الحديث ، فراجع ذلك المصدر أيضا.

ج ـ إن المحققة قصرت في التعريف بالمؤلف فلم تتبع موارد ذكره كي تقف على ما اختص به في علم الحديث.

فإن الرجل من كبار الحفاظ كما ظهر من ترجمته وله آراء مطروحة في علوم الحديث يظهر من عرض العلماء لها أن الرجل كان ممن يهتم بآرائه.

١ ـ فله رأي في الحديث المؤنن؟ المحتوي على قول الراوي أن فلانا قال : أنه محمول على الانقطاع حتى يتبين السماع (٣).

٢ ـ وله رأي في تعريف المنكر من الحديث : إنه الحديث الذي ينفرد به الرجل ولا يعرف متنه من غير روايته لا من الوجه الذي رواه منه ولا من وجه آخر (٤).

هذا ما عثرنا عليه في المصادر المتوفرة من دون عناء أو بذلك جهد ، ولكن من المتيقن أن التتبع الأوفر وبذل شئ من الجهد الأكثر يوصلنا إلى مزيد مما له أثر أكبر في التعريف بشخصية المؤلف المرموقة في العلم .. كما يشير إلى ذلك كتابه الذي ذكرته المحققة باسم معرفة المتصل من الحديث والمرسل والمقطوع وبيان الطريق الصحيحة لاحظ الكتاب ص ١١.

ثانيا : ملاحظات في منهج المؤلف وعمله :

لا ريب في أن من أهم واجبات المحقق معرفة الكتاب الذي يقوم بتحقيقه.

__________________

(٣) علوم الحديث لابن الصلاح ـ ٨٠ وتدريب الراوي ١٣٤ وعلوم الحديث لصبحي ٢١٤.

(٤) علوم الحديث لابن الصلاح ٦٢ ـ و ٦٣ وتدريب الراوي : ١٥١ وعلوم الحديث ـ لصبحي ٢٣٦ عن توضيح الأفكار ١ / ٣٣٨ للأمير الصنعاني تحقيق محمد محيي الدين ، طبع القاهرة ١٣٦٦.


والإحاطة التامة بمنهج الكتاب ، وأسلوب مؤلفة الذي عرض به موضوع الكتاب ، فإن تأثير ذلك على المحقق واضح لأنه يؤدي إلى فهمه للنص بكل وضوح فيمكنه تحقيق الكتاب وضبط نصوصه وحل مشاكلها العالقة كما يسهل له التفاعل مع الكتاب تفاعلا أفضل من مجرد المطالعة والقراءة أو الاستنساخ والمراجعة أو المحققة واجهت كتابه ومؤلفة بقساوة ملحوظة وبها إني وقفت ـ حسب خبرتي في علم الرجال ، ومناهج كتبه ، وأساليب مؤلفيها ـ على منهج البرديجي مؤلف طبقات الأسماء المفردة لزم ذكر ذلك حتى نخفف شدة ما قالته في منهج المؤلف.

فقد أكدت على نقص عمل المؤلف بعبارات شتى :

١ ـ فتقول : إن كتابنا هذا ـ على ما فيه من تشعت في عرض الأسماء وبعد عن الاستقصاء ... ص ١٣.

٢ ـ وتقول : إن فكرة الكتاب ـ بالتصميم الذي وضعه لها مؤلفه ـ كانت رائعة لو التزم فيه الدقة والتحري ولم يفلت من رقابته كثير من الأسماء المفردة حقا ، والأسماء النظائز؟ لما ذكره في الكتاب. (ص ١٥).

٣ ـ وتقول : وهكذا فإن فرض الأفراد الذي وضعه البرديجي وبني عليه فكرة كتابه فرض ضعيف جدا ، لا يثبت له إلا العدد القليل حين ننظر فيما وصل إليه المتأخرون وما جمعه أصحاب المتشابه في أسماء الرجال. ص ١٥.

٤ ـ وتقول : وإذا كانت الدقة تنقص البرديجي في أسمائه المفردة فشئ آخر ينقصه وهو الاستقصاء ... ص ١٦.

٥ ـ وتقول : وما أكثر الأفراد من الصحابة والتابعين وغيرهم ممن أفلتوا من قبضته ولم يزنهم في ميزانه ففر منه الأفراد وخالطه كثير من غير الافراد. ص ١٦.

٦ ـ وبعد أن ذكرت أمثلة مما فرضته تخلفا من المؤلف ، قالت : أردت بدلك أن أؤكد أن هذا العمل الرائد كان ينقصه الكثير من الدقة والتقصي .. وهكذا فإن الأسماء المفردة حقا في الكتاب قليلة ، لأن قسما كبيرا من هذه الأسماء نجد له أكثر من نظير ، وبعضه من الألقاب وليس من الأسماء (ص ١٨).


٧ ـ وقالت : وأعود إلى القول : لقد كان للبرديجي ـ في كتابه هذا ـ فضل السبق والريادة ولكنه لم يتمكن من الاستقصاء والشمول ... ص ١٩.

٨ ـ ولقد تجاوزت الحدود : في قولها : أغرب حقا أن يجعل يجير بن أبي بجير من الأسماء المفردة وقد سمي ابن ماكولا في مادته ستة عشر رجلا منهم ثلاثة سمي كل منهم (بجير بن أبي بجير) أولهم صحابي شهد بدرا ... ص ١٠٢ ه ٣).

٩ ـ وهي في الهوامش تكرر قولها (ليس منفرد) أوليس من الإفراد.

أقول : إذا كان البرديجي إماما حافظا حجة من حفاظ الحديث المذكورين بالحفظ كما نقلت المحققة عن العلماء في حقه ص ٩.

فإن فرض النقص الفاحش في الكتاب الذي توكد عليه المحققة فرض بعيد جدا.

وإذا كان قد تصدي لتأليفه بالفعل فلا بد أن يكون سالما عن مثل هذا الطعن والنقص والقصور.

ولم يبق كتابه مرجعا شهيرا لهذا الفن إلى قرون بعيدة بعد تأليفه!

وما فائدة الإقدام على نشره وإحيائه إذا لم يكن وافيا بغرضه الذي وضع له؟!

مع أن تصديه لمثل هذا التأليف وتأليفه لكتاب معرفة المتصل من الحديث ... لدليل واضح على نباهته وسعة اطلاعه فكيف يتوهم في حقه أنه قصر في هذا الموضوع ذلك القصور الواسع؟ ولذلك فقد لجانا إلى التدقيق في النص ، فوقفنا علي ما يلي :

١ ـ إن المؤلف ـ بما أنه من كبار المحدثين وأعيانهم ـ فهو إنما يتصدى لذكر الأسماء المنفردة بين خصوص الرواة الذين وردت أسماؤهم ـ تلك ـ خلال أسانيد الحديث.

والمؤلف يصرح بهذا تارة : بذكر نص الحديث : كما في ص ٩٩ برقم ٣٢٥ ، وأخرى بقوله : في حديث فلان وهذا وارد في موارد كثيرة وثالثة : يكتفي بقوله : (عن


فلان) أو (يروي عنه فلان) وهذا الأخير أكثر ما استعمله في الموارد ، ونظرة واحدة في صفحات الكتاب تكفي لإثبات ذلك.

وهذا يعني : أن الاسم المنفرد ، إنما ورد في تلك الروايات المعينة التي أشار إليها المؤلف وحدد أطرافها (بالراوي والمروي عنه).

بل ، بلغ المؤلف من الدقة في عمله بحيث إنه قد يشكك في الاسم المنفرد على أثر تشكيكه في الطريق التي بها توصل إلى ذلك الاسم فيقول : (واختلف في هذا الحديث) وأمثال ذلك.

وقد يجد الاسم في حديث آخر مخالفا لما عنونه أولا ، فيعود إلى ذكر الحديث الثاني ويشكك في أحدهما كما في ص ٧٠ رقم ١٨٦ ، قال :

لاحق بن حميد ـ هو أبو مجلز ـ يحدث عن ابن عباس وابن عمر عمر بصري

وقد روى إبراهيم بن طهمان عن منصور عن لاحق عن المغرور ولا يثبت لأن أصحاب منصور لم يذكروا فيه لاحقا.

ولا حق هذا مجهول إن ثبتت الرواية.

وهذا يكشف ـ بوضوح ـ عن أن المؤلف إنما عدد عنا الأسماء التي وردت في روايات ثبتت له ، أي بلغته بالطرق المعتمدة لبلوغ الرواية وتحمل الحديث لا كل ما وجد في الكتب وإن لم يثبت له.

ولذا نجده كثيرا ما يقول (: وهو في حديث فلان).

وهذا هو ديدن أصحاب الطبقات ومن شروط المتصدين لها ، والمؤلف واحد من قدمائهم.

٢ ـ إن الكتاب مبني على ذكر الأسماء المفيدة بقيود معنية خاصة بأصحاب الأسماء والمراد انفرادها مع تلك القيود.

وأكثر ما استعمل فيه المدينة التي يشتهر فيها اسم الراوي.

مثلا ، قال : (١) المقداد بن الأسود الكندي يعد من أهل المدينة.

وقد يقول : يعد بالمدينة وأحيانا كثيرة يقول : بالمدينة أو مدني وهكذا


في سائر المدن.

ومراده : أن الشخص المذكور بالاسم إنما يعد من الأفراد الذين كانوا بالمدينة وأنه ليس في المدينة شخص يشترك معه في هذا الاسم.

فلا يعترض عليه ما لو وجد من يسمي ب (المقداد من أهل البصرة أو بلد آخر ، غير المدينة.

٣ ـ إن المؤلف إنما يذكر الاسم المنفرد ، كما جاء في سند الحديث فلو جاء اسم الراوي وحده عنونه كذلك مطلقا ولو جاء مع اسم أبيه ذكره كذلك فقوله : عكاشة بن محصن يعني أن هذا المجموع. قد ورد في الحديث وهو منفرد في تلك الطبقة ومن أهل المدينة ، في السند الفلاني.

وهذا ـ أيضا ـ يستعمله أهل الطبقات.

٤ ـ إن المؤلف قد يعتبر الانفراد بالكنى والألقاب دون ذكر الأسماء ولا النسبة إلى الآباء مكتفيا بوضعه في طبقة معينة وذكر الحديث الذي جاء فيه ونسبته إلى بلد معين.

والسبب في ذلك أنه هكذا جاء ذكر الرواي بلقبه ، في الأسانيد التي بلغت المؤلف.

وأحيانا يتصدى لرفع إبهامها ، أو لتوضيحها بقوله : وهو فلان.

وهذا ـ أيضا ـ من شؤون أصحاب الطبقات حيث يعمدون إلى ذكر الراوي باللفظ الذي ذكر في السند وفائدة ذلك ـ بعد المحافظة على الأمانة التامة في النقل والأداء ـ أن ذلك الاسم يبقى مصونا عن الوهم والخلط والتصحيف والتحريف.

ومن هذا الأمور نعرف أن كل ما ذكرته المحققة في المقدمة وفي الهوامش ، من الاعتراض على المؤلف بعدم الدقة أو عدم الاستقصاء وأن من ذكر اسمه ليس منفردا ، أو له نظائر لا وجه له إطلاقا وإليك بعض الأمثلة :

١ ـ قال المؤلف (٥) كناز مبن حصن ... بالشام

علقت المحققة بقولها : ضبطه الأمير ... وذكر في بابه (كناز بن صريم .. شاعر


جاهلي) ص ٣٥.

أقول : إن المؤلف يركز على الاسم كناز بن حصن الراوي للحديث وهو من الصحابة.

فأين ذلك من (كناز بن صريم) الذي لا رواية له وهو شاعر وهو جاهلي! حتى يتعقب به عليه؟!

ومثله ما علقته على (قريب والد الأصمعي حيث نقلت عن ابن ماكولا أنه ذكر بعده اثنين أحدهما : أحد رؤساء الخوارج ص ٩٩ رقم ٣٢٣ وانظر : المقدمة ص ١٥.

فأين هذا الخارجي من رجال إسناد الحديث حتى يكون نقضا للتفرد الذي ذكر المؤلف؟!

٢ ـ قال المؤلّف : [١١٨] طاوس اليماني : يروي عنه الزهري ، وعمرو بن دينار.

وعلقت المحققة بقولها : هو طاووس بن كيسان .. وذكره ابن أبي حاتم ... وذكر بعده ... طاووس بن عتبة.

أقول : إذا ركز المؤلف على الاسم الموصوف باليماني والذي وقع في طبقة التابعين ، ويروي عنه من اتباعهم الزهري وعمرو بن دينار فهو يعني : أن الاسم (طاوس اليماني) منفرد في الأسانيد في هذه الطبقة فلا معنى لأن يتعقب على (طاوس بن عتبة المتأخري طبقة وهذا يعني أن كلا من الاسمين منفرد في طبقته كما فعله الرازي في الجرح ٤ / ٥٠٠ / ٥٠١.

٣ ـ قال المؤلف : ٢١٩ سريع مولى عمر وبن حريث : روى عنه إسماعيل ابن أبي خالد ، كوفي.

وعلقت المحققة بقولها : ليس فردا في بابه لا في طبقته أنظر : الجرح والتعديل ٤ / ٣٠٧.

أقول : وهل فيمن ذكرهم الرازي في الجرح والتعديل من المسمين بهذا


الاسم من أضيف إلى عمرو بن حريث) غير هذا؟!

ثم إن المصنف يركز على رواية إسماعيل عنه وهذا يعني أنه بريد التعريف بسند هذه الرواية.

٤ ـ قال المؤلف : (٣٣٩) يجير بن أبي يجير : يروي عنه إسماعيل بن أمية ، طائفي.

وعلقت المحققة بقولها : غريب حقا أن يجعل (يجير بن أبي يجير) من الأسماء المفردة وقد سمى ابن ماكولا في مادته (ستة عشر) رجلا منهم ثلاثة سمي كل (يجير بن أبي يجير) أو لهم صحابي شهد بدرا وثانيهم المذكور أعلاه وقال : (روى عن عبد الله بن عمرو ، روى عنه إسماعيل بن أمية) وثالثهم روى عنه الباغندي ... أنظر الإكمال ١ / ١٩١.

أقول : بل قد أغربت المحققة في تصديها لما لم تحط به خيرا فإذا كان المصنف بصدد الرواة من الطبقة الرابعة خرج الصحابي الذي هو من الطبقة الأولى. وخرج الثالث الذي هو من طبقة متأخرة.

مع أن أحدا من أولئك ولا من غيرهم لم يكن طائفيا فانفرد بجير بن أبي بجير في هذه الطبقة بالذي روى عنه إسماعيل بن أمية وهل ذكر ابن ماكولا غير هذا؟ حتى يكون ما ذكره المؤلف غريبا؟

وأقول : إن منشأ كل هذه الهفوات إن المحققة لم تعمد إلى الوصول إلى عمق منهج المؤلف وغرضه من الكتاب بالرغم من أنها حاول ذلك وعنونت له في مقدمتها الطويلة ، لكنها قالت ص ١٤.

قسم المؤلف كتابه إلى خمس طبقات ...

وقد عرض رجاله ضمن الطبقة الواحدة : عرضا مشعثا فليس هناك نظام أو منهج يمكن أن يهتدي به القاري إلى الاسم الذي يبحث عنه.

أقول : هذا إجحاف في حق المؤلف ، فإن نفس تقسيمه الرجال على الطبقات جهد ثمين ، ويعتبر منهج عمل كان عليه القدماء مثل ابن سعد قبل المؤلف ، ولو ألغينا


هذه الخصوصية لم تبق ميزة كبيرة لهذا العلم المهم!

ثم إن الكتاب يحتوي على (٤٢٥) أسماء فلو قسمنا ذلك على الطبقات الخمس لما وقع في كل طبقة إلا بنسبة الخمس ، ففي الأولى مثلا (١٠٥) اسم وبما أن الكتاب موضوع للعلماء الخبيرين بكيفية الاستفادة من أمثاله فلا يصعب على واحد منهم أن يضع عينه على صفحة أو صفحات ليجد الاسم المطلوب أمامه ، ولا حاجة إلى بذل جهد لتنظيم الأسماء في كل طبقة على حروف الهجاء مثلا كي يسهل طلبه ، وإن كان هذا التنظيم أجود ، لكنه لا يعني أن الكتاب ليس له نظام ولا منهج تأليف محدد.

وتقول المحققة ، ولم يكن التفرد الذي يقصده في الأسماء تفردا في الطبقة ، ولكنه عدم وجود النظير في أسماء الصحابة والمحدثين.

فإذا كنا نجد (جرثومة) في أسماء الصحابة ، فإننا لن نجد (جرثومة) في التابعين ولا غير التابعين ، من طبقات الكتاب فهو فرد في طبقته ولا نظير له في غيرها من الطبقات.

ثم علقت بقولها : لو كان البرديجي يريد التفرد في الطبقة لذكر (منكدر القرشي) في أفراد الصحابة كما ذكر منكدر بن محمد بن المنكدر) في أتباع التابعين ، ولن نرجع ذلك إلى عدم التقصي إذ لو كان الأمر كذلك كان لا بد لنا أن نجد بعض الأمثال في الكتاب كله (ص ١٤ متنا وهامشا)

أقول : كلا ليس معنى الانفراد هو عدم وجود النظير في كل الطبقات وإلا لم يكن معنى للتقسيم إلى الطبقات أصلا ، وهو مناف لعمل المؤلف المقتضي للعناية بها ، ولا بد أنه قسم كتابه إلى الطبقات لغرض علمي هام كما أشرنا وليس الغرض في مثل الكتاب إلا الانفراد في الطبقة.

أما عدم وجود النظير ، فليس عليه دليل إيجابي إلا عدم وجود مثال له في الكتاب كله.

لكن يكفي لمنع ذلك وجود النظير لأغلب من ورد اسمه في الكتاب ، في


الطبقات الأخرى ، بل في ذات طبقته نفسها ولو في غير الكتاب ، لأن سعة معرفة المؤلف بالحديث ، حتى عد من حفاظه المشهورين يمنع أمثالنا من أن تتهمه بعدم المعرفة لذلك ، أو التقصير في كتاب ألفه.

وأما عدم ذكره (منكدر القرشي) في أفراد الصحابة ، فلا دلالة فيه على ذلك ، فلعل المؤلف لم تثبت له روايته ، كما شكك الرازي في نبوت صحبته الجرح والتعديل ج ٤ ق ١ ص ٤٠٦ رقم ١٨٦٤).

وإذا فرضنا التزامه بعدم النظير للاسم الذي يذكره في جميع الطبقات. فلا بد من تقييد عمله بما ذكرنا من القيود والتصرفات التي قلنا إنها ديدن أصحاب الطبقات ، ولا أقل من اشتراط بلوغ الحديث الحاوي لتلك الأسماء إليه وثبوتها له. وحمل تركه للنظائر على عدم بلوغها إليه في الطبقات الأخرى.

وأما زيادات أبي عبد الله بن بكير وتعقيباته على المؤلف : فهي لا تتصف بالقوة التي عليها كتاب البرديجي ، ولعل ذلك ناشئ من التسامح الذي رمي به ابن بكير (٥).

وأما ما أورده عليه كتاب البرديجي فهو غير وارد :

فهو أولا : يعترض عليه بذكر أسماء على ظواهرها ، وهي ألقاب ليست بأسماء (ص ١٢٣).

وهذا غير وارد ، لأن مراد البرديجي بالاسم ليس هو ما يسمى به الشخص مقابل اللقب والكنية ، من أقسام العلم ، حتى يقال ، إن ما ذكره لقب وليس باسم.

بل مراده ـ كما هو واضح من تتبع كتابه ـ مطلق العلم سواء كان اسما أو لقبا أو كنية ، فكل ما أطلق على الراوي ، وكان منفردا فهو داخل في شرط كتابه.

وكما ذكرنا قبل ، فإن أصحاب الطبقات ، إنما عمدوا إلى ذكر الرواة بعين ما أطلق عليهم في الأسانيد ، فجمع المؤلف المنفردة عن تلك العبارات في كتابه ، وإلا فكل

__________________

(٥) لاحظ ترجمته ، وانظر سؤالات أبي عبد الله بن بكير ، للدارقطني طبع ، دار عمار / الأردن ـ عمان ١٤٠٨ ه


أحد يعلم أن (الأذواء) التي ذكرها في كتابه (ص ٤٤ ـ ٤٥) بالأرقام ٥٤ ـ ٥٨ ليست بأسماء!

والغريب أن أبا عبد الله بن بكير لم يعترض على البرديجي بهذه (الأذواء). وهو يعترض بالألقاب فقط؟

وهو ثانيا : يعترض بأسماء موافقة لبعض ما ذكره المؤلف من الأسماء فتصير بذلك مثاني ومثالث وأكثر وبذلك لا تكون الأسماء التي ذكرها المؤلف منفردة.

وهذا أيضا غير وارد فإن المؤلف إنما عمد إلى أسانيد الحديث وجمع الأسماء المنفردة من الروايات التي بلغته ، والتي نيت؟ عنده طرقها.

فلا يناسب الاعتراض عليه بورود مثل الاسم ونظيره عند غير الرواة ، ولا في الروايات التي لم تثبت بها الأسانيد القويمة.

وبعد ما كتبت هذا وجدت في كتاب (علوم الاسم الحديث) لابن الصلاح المعروف باسم مقدمة ابن الصلاح ما يلي.

النوع التاسع والأربعون معرفة المفردات الآحاد من أسماء الصحابة ورواة الحديث والعلماء وألقابهم وكناهم :

هذا نوع مليح عزيز يوجد في كتب الحفاظ المصنفة في الرجال مجموعا ومفرقا في أواخر أبوابها ، وأفرد أيضا بالتنصيف.

وكتاب أحمد بن هارون البرديجي البرذعي المترجم ب (الأسماء المفردة) من أشهر كتاب في ذلك (٦).

ثم قال ابن الصلاح ولحقه في كثير منه اعتراض واستدراك من غير واحد من الحفاظ منهم أبو عبد الله بن بكير.

وذكر الاعتراض على البرديجي بوجود المثاني والمثالث وأكثر وقال :

__________________

(٦) علوم الحديث ، لابن الصلاح تحقيق الدكتور عتر : ٣٢٥ دار الفكر ـ دمشق ١٤٠٤


وعلى ما فهمناه من شرطه لا يلزمه ما يوجد من ذلك في غير أسماء الصحابة والعلماء ورواة الحديث (٧).

ثم ذكر اعتراض الألقاب المذكورة ، وأنها ليست بأسماء وأجاب :

وليس يرد هذا على ما ترجمت به هذا النوع (٨).

يعني أن العنوان الذي ذكره ابن الصلاح للنوع التاسع والأربعين هذا شامل للألقاب أيضا ، وكتاب البرديجي موضوع على هذا الأساس فلا يرد هذا الاعتراض عليه.

أقول : وابن الصلاح وإن لم يفصل الكلام إلا أنه ذكر الحق من عدم ورود الاعتراضات المذكورة على البرديجي لكنه لم يذكر الخصوصية المهمة في عمل البرديجي وهي تقسيم كتابه إلى الطبقات وقد عرفت أن ذلك من محسنات كتابه ، فهو في وقت واحد حدد طبقات المذكورين ، مؤكدا على انفراد الأسماء.

الملاحظة العامة :

أول من نلاحظه على محققة الكتاب : أنها لم تحاول أن تدخل إلى موضوع الكتاب الذي حققته من الأبواب الميسرة المتوافرة لها وهي كتب مصطلح الحديث التي تعرف بهذا الفن.

ولو كانت تطرق أحد تلك الأبواب ، وأقربها إليها كتاب (علوم الحديث) لابن الصلاح ، المطبوع على مقربة منها ، في دمشق ـ دار الفكر لوقفت على نص ابن الصلاح هذا الذي نقلناه والذي أفاد كثيرا حول منهج الكتاب تسميته ب (الأسماء المفردة) وأنه أشهر كتاب ، في فنه ، أفرد بالتنصيف.

ولعلمت ـ على كل حال ـ أن ما أوردته على المؤلف غير وارد في كثير ولا قليل.

__________________

(٧) علوم الحديث ٣٢٦.

(٨) علوم الحديث نفس الموضع.


وكان عليها ـ على الأقل ـ أن تراجع من له خبرة بعلوم الحديث حتى تسترشد إلى الحق ولقد سبق منا القول (٩) بأن على المحقق لكتاب ما إن لم بموضوعه إلماما وافيا حتى لا تفوته أسرار الفن ولا تنطلي عليه تعقيداته.

وقد ذكر ابن الصلاح عن هذا الفن ـ ونعم ما قال ـ والحق أن هذا فن يصعب الحكم فيه ، والحاكم فيه على خطر من الخطأ والانتقاض (١٠).

ولقد أقحمت المحققة نفسها في فن لم تخبره فكابدت من صعوبته ما كانت في غني عنه وتحملت من خطورة هفواته ما لا يتحمل.

وثاني ما نلاحظه على المحققة : أنها تحملت المشاق في تتبع الموارد المختلفة بظن قصور عمل المؤلف فكالت له تلك العبارات القاسية من دون ما حق!

وكان الأجدر بها أن تسعى في العثور على كل واحد واحد من الأسانيد التي أشار إليها المؤلف والمحتوية على تلك الأسماء المنفردة وبالخصوصيات التي ذكرها المؤلف لتخفف بذلك المؤونة على المراجعين وتدل على كثرة موارد المؤلف وسعة مساحة تتبعه في الكتب الحديثية العزيزة المنال يومذاك!

فتقف هي ، وتوقف الجميع ، على إتقانه وضبطه وإبداعه حتى نال تلك الشهرة إلى زمن متأخر ، فلم يذكر السيوطي ، المتوفى ٩١١ من أفرد ذلك الفن بالتصنيف غيره (١١).

وبذلك يعرف أن أمثال ابن ماكولا لم يتمكنوا من التأثير على أهمية عمل المؤلف ، إذ أنهم إنما عمدوا إلى إيراد أسماء جميع الناس من دون التخصيص بالرواة ورجال الإسناد منهم ، وهذا ليس من مهمة أمثال المؤلف من المحدثين ، كما أشار إلى ذلك ابن الصلاح في عنوان التاسع والأربعين من علوم الحديث.

__________________

(٩) في الكلمة الأولى من هذا المقال (تحقيق النصوص ، بين صعوبة المهمة ، وخطورة الهفوات (المنشور في مجلة (تراثنا العدد ٩ ص ٧ ـ ١١ السنة الثانية ١٤٠٧.

(١٠) علوم الحديث ، لابن الصلاح تحقيق عتر : ٣٢٦.

(١١) تدريب الرواي : ٤٤٥ تحقيق عبد الوهاب المكتبة العلمية المدينة المنورة ١٣٧٩.


ثالثا : ملاحظات في المتن :

لقد وقفنا خلال مطالعتنا للكتاب على الملاحظات التالية :

١ ـ في ص ٣٣ أوردت المحققة الطريق إلى رواية الكتاب عن مؤلفة ، وترجمت لشخص الأول الذي ورد في الطريق وهو : أبو الفضل ابن ناصر السلامي ، ترجمة طويلة ، لكنها أهملت ترجمة سائر رجال الطريق.

الملاحظة : إن ترجمة أعلام الكتاب ليس من مهمات التحقيق ، وإذا أراد محقق كتاب أن يترجم للأعلام فهو حسن ، لكن لا بد من التزام منهج موحد في عمله ، فكان عليها أن تترجم لجميع الرجال الواقعين في الطريق من دون تفرقة أو تترك تراجمهم جميعا!

٢ ـ في ص ٥٣ رقم (١٠٢) صنابحي ...

قال ابن الصلاح : صنابح ... ومن قال فيه (صنابحي) فقد أخطأ علوم الحديث : ٣٢٧.

ومع أن المحققة نقلت في الهامش عن بعض المصادر إن الاسم هو (صنابح) لكنها لم تشر إلى أن ما ورد في المتن هو خطأ! وأن ما ذكره ابن الصلاح صحيح أو لا؟

٣ ـ في ص ٥٥ رقم (١١٤) همدان بريد كان لعمر ...

قال ابن الصلاح : همدان بريد عمر ... ضبطه ابن بكير وغيره ، بالذال المعجمة ، وضبطه بعض من ألف على كتاب البرديجي بالدال المهملة وإسكان المبهم. علوم الحديث : ٣٢٨.

أقول : لم تشر المحققة إلى اختلاف ضبط الكلمة ، مع أن الذي يظهر من ابن الصلاح أن أصل كتاب البرديجي كان بفتح الميم والمعجمة لأن من ألف عليه (!) ضبطه بالمهملة والإسكان ، فلا حظ.

٤ ـ في ص ٥٩ رقم (١٣١ (قوله : مديني).

الملاحظة : هكذا جاءت هذه النسبة هنا ، وفي موارد كثيرة بعدها ، بينما ذكرت


النسبة إلى المدينة بلفظ (مدني) في موارد أخر من الكتاب.

ولم تشر المحققة إلى هذا الاختلاف في النسبة إلى البلدة الواحدة مع أنه منير للسؤال وانظر : مختار الصحاح للرازي مادة (مدن) فإنه قال : النسبة إلى مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (مدني) وإلى مدينة المنصور (مديني) للفرق بينهما. فلا حظ.

٥ ـ في ص ١١٣ رقم (٣٩٥) مراجم بن العوام بن مراجم ، يروي عنه إبراهيم بن الحجاج السامي بصري وأبوه العوام بن مراجم يروي عنه شبعة.

أقول : الظاهر أن قوله ، وأبوه ... إلى آخره ، عنوان مستقل بقرينة قوله : بصري. وهو إنما يذكر ذلك في نهاية العنوان عادة.

وبقرينة ذكر الرواية عن الأب ، وهو إنما يذكر الرواية عمن عنون لم.

وباعتبار أن كلمة (مراجم) المذكورة مع اسم الأب العوام بن مراحم قد وقع فيها تصحيف فقد صحف فيه يحيى بن معين فقال : ابن مزاحم بالزاي والحاء فرد عليه ، كما ذكره ابن الصلاح (١٢) فليس من المستبعد أن يكون المؤلف عنونه لأجل هذه المشكاة بالذات

والحديث المذكور خرجه محقق (علوم الحديث) عن المسند لأحمد ١ / ٧٢ : ومسلم البر ٨ / ١٨ : والترمذي صفة القيامة ٤ / ٦١٤ أنظر : علوم الحديث ٢٧٩.

ومن هنا ، يمكن القول بأن البرديجي لم يعنون في كتابه (طبقات الأسماء المفردة) إلا الأسماء المعرضة للتصحيف ، في أسانيد معنية معروفة ، كما في سند هذا الحديث.

ولو أن المحققة كانت تبذل جهدا للوقوف على تلك الأسانيد ، لكان تزيد من قيمة هذا العمل القيم ، وكانت تقدم للعلم وأهله خدمة جلى.

ومنهما كانت هذه الملاحظات ، فإن إيرادها لم يكن إلا بغرض الفائدة

__________________

(١٢) علوم الحديث ٢٧٩ النوع ٣٥


والتعريف بهذا الكتاب الجليل ولا نظنها مرزية بعمل المحققة المحترمة التي بذلت جهدا مشكورا في إحيائه وتقديمه وإثبات بذلك عن تطلع وذوق وهمة من أجل التراث العزيز :

والله الموفق للصواب وهو المستعان.

الحروف

للرازي

أحمد بن محمد بن المظفر بن المختار (٦٣١)

حققه وقدم له وعلق عليه

الدكتور رمضان عبد التواب

طبع في سلسلة روائع التراث اللغوي ، رقم (٦) بعنوان :

ثلاثة كتب في الحروف

للخليل بن أحمد وابن السكيت والرازي

الطبعة الأولى ١٤٠٢ ـ الناشر : مكتبة الخانجي ـ القاهرة ودار الرفاعي ـ الرياض.

تمهيد :

طبع هذا الكتاب آخر هذه المجموعة ، من ص ١١٥ ص ١٦١.

وقد جاء على الصحفة الأولى من المجموعة عبارة (الطبعة الأولى) كما أن المحقق ذكر في عداد مؤلفات الرازي ـ مؤلف هذا الكتاب ـ برقم ٤ ما نصه : الحروف  ـ وهو هذا الكتاب الذي ننشره لأول مرة ـ.

[ثلاثة كتب ص ١٢٠]

لكن :

هذا الكتاب ـ نفسه ـ قد طبع قبل ٨ سنوات ، في مجلة معهد المخطوطات


العربية ، المجلد العشرين ، في الجزء الأول ، الصادر في شهر ربيع الآخر سنة ١٣٩٤ ه ، ص ٥١ ـ ١٢٤. بتحقيق الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي.

وقد وفقنا على تلك الطبعة في كلمة سابقة من مقالنا هذا (تحقيق النصوص بين صعوبة المهمة ، وخطورة الهفوات) (١٣).

فمن الغريب ادعاء الدكتور رمضان عبد التواب ، أن هذا الكتاب ينشر لأول مرة ، مع قرب المدة بين طبعته هذه سنة ١٤٠٢ ، مع تلك الطبعة سنة ١٣٩٤ بما يقرب من ٨ سنوات ، كما قلنا.

ومع قرب المسافة بين مكان الطبعتين ، حيث أنهما مطبوعان في القاهرة بالذات.

هذا كله ، مع أن من أوليات ما يجب على المحقق أن يبحث قبل إقدامه على العمل في الكتاب ، عن نسخه المطبوعة قبل المخطوطة (١٤).

ومع أن تلك الطبعة قد بذل فيها محققها الدكتور العبيدي جهدا مشكورا ، وسعي في تعضيدها والتعليق عليها بمادة غزيرة من عمله ، فإن الدكتور رمضان هو الآخر قد بذل جهدا واسعا في العمل في الكتاب ، وأبان فيها عن علم واسع وخبرة فائقة ، وزود في تعاليقه القراء بما ينفع ، إلا أن هناك فوائد في طبعة العبيدي لم نجد لها أثرا في طبعة رمضان.

وإن كان رمضان يبدو أقدر على قراءة النص في مواضع إلا أن العبيدي يبدو أضبط في مواضع آخر ، مع أنهما ـ اعتمدا أصلا واحدا ، وهي المصورة عن نسخة مكتبة لاله لي في استانبول برقم ٣٧٣٩.

__________________

(١٣) نشرة (تراثنا) العدد ١٧ ص ١٨٣ ـ ١٨٥.

(١٤) قال الدكتور رمضان عبد التواب (ولا بد من معرفة الطبعات السابقة للكتاب إن كان قد نشر من قبل ... فإن كان الكتاب قد سبق نشره ... اكتفينا بهذه النشرة أما إذا كان الكتاب لم ينشر من قبل أو كانت نشرته فاسدة لسبب أو لآخر استحق عنايتنا به وقيامنا بنشره.

أنظر كتاب : (مناهج تحقيق التراث ، بين القدامي والمحدثين) ٦٥ ـ ٦٦ تأليف : الدكتور رمضان عبد التواب ، نشر : مكتبة الخانجي ـ القاهرة ١٤٠٦ ه


على أن كلام المحققين قد أخفقا في مواضع ثالثة من النص.

وبما أن طبعة رمضان أحدث صدورا ، ومستقلة بالنشر ، فهي أوفر من تلك. فقد اعتمدناها في عملنا اليوم أساسا للنقد. وأضفنا عليها ما في طبعة العبيدي من فوائد أو ذكر ما فاتهما من نكات وشوارد.

في ترجمة المؤلف :

ذكر المحققان أن المؤلف هو :

أحمد بن محمد بن المظفر بن المختار الرازي.

والدكتور رمضان لم يحتمل فيه غير ذلك ، لكنه لم يبن على ما قالوا : إن وفاته كانت سنة ٦٣١ ، بل تجاوز ذلك فقال :

إنه عاش عدة سنوات بعد هذا التاريخ ... ففرغ من كتابه (ذخيرة الملوك ...) في ٦٣٦ وفرغ من كتاب (الحروف) في ٦٣٨ بل ذكر حاجي خليفة : أنه فرغ من تأليف (مقاماته) سنة ٧٠٠.

[ثلاثة كتب ص ١١٩].

أقول : هذا الاحتمال الأخير بعيد جدا ، إذ أن تاريخ كتابة كتاب (الحروف) هو ٦٣٨ وقد وصف المؤلف في بدايتها ـ بنفس القلم الذي كتب به الكتاب ـ بما نصه :

(الشيخ الإمام الحبر الهمام ، الصدر الكبير ... أستاذ الأئمة ، قدوة الأمة ... مفتي الفريقين ، إمام المذهبين ... تغمده الله بغفرانه ، وأسكنه بحبوحة جنانه ، بمحمد وآله الطيبين الطاهرين)

[ثلاثة كتب ، ص ١٣١].

وتاريخ النسخة كما ذكرنا هو ٦٣٨ ، فالدعاء له بالغفران والإسكان في الجنان واضح الدلالة على موته في هذا التاريخ على الأقل.

مع أن عمرة في هذا التاريخ لا يقل عن الأربعين ، خاصة بملاحظة عبارات التمجيد تلك التي لا تقال عادة في شخص غير كهل ، فبقاؤه إلى سنة ٧٠٠ يعني


تجاوزه المائة ، فبلوغه هذا العمر ، وهو في ذلك المقام الجليل ، ينافي عدم معروفية بهذا الشكل ، وشحة المصادر المعرفة به!!

أما الدكتور العبيدي فقد بني على قول الأكثر من أنه توفي سنة ٦٣١ لأن ذلك هو الموجود في إجازة كتبها لبعض تلامذته (١٥) ، مع أن الالتزام بذلك لا يتم لو صح ما نقله رمضان من كونه ألف كتابه (ذخيرة الملوك ... سنة ٦٢٦.

لكن الدكتور العبيدي شكك في أن يكون الرازي هو الحنفي المذهب ، واحتمل أن يكونا رجلين ، لا رجلا واحدا ، وأن الحنفي هو الذي ينسب إليه كتاب (مشكلات مختصر القدوري) في الفقه الحنفي ، وأنه توفي سنة ٦٤٢ ، وهو غير مؤلف (الحروف) العلامة اللغوي.

ولذا لم يذكر العبيدي كتاب (مشكلات مختصر القدوري) في عداد مؤلفات الرازي ، أما الدكتور رمضان ، فلم يلتفت إلى احتمال تعدد الشخصين ، واعتبرهما واحد ، وأنه هو : الحنفي الفقيه المفسر المحدث اللغوي ، وذكر كتاب (مشكلات مختصر القدوري) في عداد مؤلفات الرازي مؤلف (الحروف).

وقد يعذر الإنسان في هذا الصدد ، أمام هذه الشحة في المصادر المعرفة بالرازي كغيره من المغمورين لكن لي ملاحظات لا بأس بذكرها لعلها تسهم في فتح الطريق إلى شئ :

١ ـ إن أكثر الكتب المنسوبة إلى المؤلف موجودة فالفحص فيها مفيد ـ لا محالة ـ للتعريف بشخصيته.

مثلا : قوله في كتاب (الحروف) ص ١٤٩ :

ومن كان جهميا فزد بعد هائه

إذا شئت نونا ثم منه تجهم

فلا خير في جهم بن صفوان عندنا

وجهم سيصلى النار نار جهنم

يعطينا ضوءا عن اعتقاده.

__________________

(١٥) أورد الزركلي في الأعلام ١ / ٢١٨ صورة إجازة له مؤرخة في سنة ٤٣٠ ه ، فلا حظ.


٢ ـ العبارة الموجودة في صدر كتاب (الحروف) هذا الذي نحن بصدده ، وقد نقلناها آنفا ، تحتوي على قوله : (مفتي الفريقين إمام المذهبين).

فما هو المراد بالفريقين؟

وما هما المذهبان اللذان يفتي الرجل بهما؟

٣ ـ تأليفه لبعض الكتب المعبرة عن ولاء وميل واهتمام بأهل البيت عليهم السلام.

مثل كتاب (بذل الحبا في فضل آل العبا) (١٦).

وكتاب (ما (نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي عليه‌السلام) (١٧).

واحتواء كتبه على عبارة (وصلى‌الله‌عليه‌وآله أجمعين) و (محمد وآله الطيبين الطاهرين) فلاحظ ، فلعل هذا يرشد إلى مذهبه!

وقد ذكر المحققان قائمة بأسماء مؤلفات الرازي إلا أن الدكتور رمضان عدد له ١٤ كتابا بما فيها (مشكلات مختصر القدوري) برقم ٥.

والحق أن الدكتور رمضان قد أجاد الحديث عن هذه المؤلفات وجهد في التعريف بها وبأمكنة وجودها ، إلا أنه لم يذكر في عدادها كتاب أذكار القرآن الذي أورده الدكتور العبيدي نقلا عن البغدادي في إيضاح المكنون).

ومهما يكن فإنا بين الطبيعتين ووقفنا على الملاحظات التالية :

١ ـ ص ١٣٣ ، س ١٥ : وجمعتها كلها.

كذا في مطبوعة رمضان ، وهو ظاهر المصورة ـ التي طبعت صورة صفحتها الأولى في ص ١٢٧ ـ لكن الذي في طبعة العبيدي : (وجمعها كلها).

وهذا هو الصواب معنى ، لكن الدكتور العبيدي لم يذكر أصل الموجود في

__________________

(١٦) أنظر مقال : أهل البيت عليهم‌السلام في المكتبة العربية ، رقم ٨١ المنشور في نشرة (تراثنا) العدد الثاني ١٤٠٦ ه.

(١٧) من هذا الكتاب نسخة في مكتبة لاله لي باستانبول في مجموعة برقم ٣٧٣٩ ، وقد استنسخ السيد الطباطبائي دام فضله منها نسخة بيده.


الصورة!

٢ ـ التعليق على الفصل [٢] ص ١٣٤

اعترض المحققان ـ كلاهما ـ على الحصر الذي جاء في هذا الفصل ، وذكر أن ما ذكره المؤلف ناقص ، لكن الدكتور رمضان اعتمد في مدعاه على كتاب سيبويه ، أما الدكتور العبيدي فاعتمد على لسان العرب.

وكل من المرجعين لا يغني عن الآخر!

٣ ـ ص ١٣٥ س ٥ : ألف المنقلبة.

كذا في الطبعتين وكذلك المصورة.

لكن ذلك خطأ حيث إن كلمة المنقلبة صفة للألف والصواب (الألف المنقلبة) ولم يشر المحققان إلى ذلك.

٤ ـ ص ١٣٦ س ٨ : والجاء

هذا غلط مطبعي ، صوابه (والحاء) كما في مطبوعة العبيدي.

٥ ـ ص ١٣٧ س ٦ : وقد يكون زائدا.

في طبعة العبيدي : وقد يكون ذا بذا) فلا حظ.

٦ ـ ص ١٣٧ س ٩ : الواو تبدل من الهمز ، والألف ، ومن الياء

في مطبوعة العبيدي : الواو تبدل من الهمزة ، والألف ومن التاء.

وقد مثل العبيدي للأول بوشاح وأشاح ، وارجع إلى كتاب (القلب) لابن السكيت ، ص ٥٦.

ومثل للثاني بوجل وأجل.

ومثل للثالث بالتكلان ، وأصله : الوكان ، وتقوى وأصله : وقوي ، وأرجع إلى كتاب (القلب) ص ٦٢.

أما في طبعة رمضان ، فلم يمثل لقلب الواو من الياء!

٧ ـ ص ١٣٧ س ١١ : الياء تبدل من الألف ، ومن الواو ومن الهاء.

في مطبوعة العبيدي : (الياء تبدل من الألف ، ومن الواو ومن التاء).


وعلق بقوله : المسموع في هذا : جاء ساتا وساتيا.

وارجع إلى كتاب (القلب) ص ٥٩.

٨ ـ ص ١٣٨ س ٢ : تعلمت باحادا ... فقوله : باجادا.

في طبعة العبيدي : تعلمت باجاد ... فقوله : باجاء).

والمفروض على المحققين أن يستوعبا الحديث عن هذه الكلمة (أبجد) مفردا وجمعا ، حتى يغنيا المراجعين : عن مزيد تتبع ، ويستخلصا الحق من بين المحتملات الكثيرة التي ذكر المصنف بعضها.

٩ ـ ص ١٣٨ س ٧ : عمرو بن جلهاء.

علق عليه الدكتور رمضان بقوله : في المخطوطة) جاها وهو تصحيف.

أقول : وطبعها الدكتور العبيدي كما في المخطوطة ، لكن رمضان لم يذكر وجه التصحيف.

١٠ ـ ص ١٣٨ س ٨ : يا قوم ... إلى آخره.

هذا هو الشعر الذي طبع في مطبوعة العبيدي نثرا ، وقد نبهنا على ذلك في الكلمة السابقة.

وقد تنبه الدكتور رمضان إلى كونه شعرا ، فتضده؟ كذلك ، ونعم ما صنع ، لكنه :

١ ـ في البيت الثاني ، الشطر الأول : غبية

وفي مطبوعة العبيدي : عينه.

٢ ـ وفي البيت الثالث ، الشطر الثاني : إلا الرقيم يمشي بين أبجاد.

وفي مطبوعة العبيدي : إلا الرقيم يمشي بين أبجاد.

وقال رمضان : في المخطوطة : «أبجاد» التصحيف

وهنا أيضاً لم يذكر وجه التصحيف ولم يفسر معنى الانجاد!!

والظاهر أن الصواب : ابجاد وأن المؤلف لأجل هذه الكلمة استشهد بهذه الأبيات ولو كانت أنجاد فما وجه ذكر المؤلف لهذه الأبيات هنا؟!

ثم إن المؤلف بعد إيراده للشعر فسر مفردات منه ، ومنها (أبجاد) فقال :


و (أبو جاد) إلى آخره ... أسماء ملوك مدين ، وكان ملكهم ـ يوم الظلة في زمان شعيب ـ كلمن ...

فترى أن المؤلف فسر ـ أبجاد بما يرتبط بمعنى هذه الأبيات وقد طبع الدكتور رمضان ذلك ، يتنبه إلى وجهه!!

لكن تفسير المؤلف للرقيم بالكلب لا يناسب (أبجاد) فلاحظ!

أما نحن فتعتقد أن الصواب : أبجاد وأن المراد بها كلمة (أبجد) وأخواتها.

كما أن معنى الرقيم هنا هو اللوح الذي كتب فيه أسماء الملوك أولئك.

وكلمة (يمشي) مبني للمفعول.

فالبيت هو : إلا الرقيم يمشي بين أبجاد ومعناه لم يبق إلا اللوح الذي يحرك بين الحروف فيكتب بذلك أسماءهم وتاريخهم ...

والظاهر أن هذا المعنى كان يدور في خلد الدكتور العبيدي ، حتى نقل عن التهذيب ، للأزهري ٩ / ١٤٣ مادة (رقم) عن الفراء : أنه فسر الرقيم باللوح.

١١ ـ ص ١٤٠ س ١١ : أنطا؟ يوم تهجد.

في مطبوعة العبيدي : (إن طال يوم تهجد).

وعلق العبيدي بقوله : وجمعوها (طال يوم انجدته) وعددها اثنتا عشرة ، لا كما قال المؤلف.

١٢ ـ ص ١٤١ ، الفصل (٦) في نظم حروف المعجم كلها على الترتيب والتوالي.

أقول : أورد المصنف على الترتيب المتداول المعروف بنظام (أبتث) مقابل نظام (أبجد).

وقد علق الدكتور العبيدي بقوله : هذا الترتيب هو ترتيب النصر بن عاصم الليثي (٨٩ ه) وهو أول ترتيب يشهده العالم الإسلامي بعد ترتيب (أبجد) قد عمله النصر بوضع كل حرف إلى ما يقاربه في الصورة أ/ ب ت ث / ج ح خ / د ذ ... إلى آخره.

أقول : هذا أغفل الدكتور رمضان ذكره ، وهو ضروري ولذلك نقلناه.


ومما يناسب المقام ـ وهو أمر قد أغفل المحققان معا ـ أن هناك نظاما ثالثا لترتيب الحروف العربية ، وهو النظام (العيني) الذي ابتدعه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥).

وفي هذا النظام ترتب الحروف حسب مخارجها ابتداء بحروف الحق ، وأولها العين ، ثم الحاء ، ثم الهاء ، ثم الخاء ، ثم الغين ، ثم القاف ، ثم الكاف ، ثم الجيم ، ثم الشين ، ثم الضاد ، ثم الصاد ، ثم السين ، ثم الزاي ، ثم الطاء ، ثم الدال ، ثم التاء ، ثم الذال ، ثم الثاء ، ثم الراء ، ثم اللام ، ثم النون ، ثم الفاء ، ثم الباء ، ثم الميم ، ثم الواو ، ثم الألف الساكنة.

وقد رتب على هذا النظام كتابه (العين) في اللغة ، وتبعه القالي (ت ٣٥٩) في (البارع) والأزهري (ت ٣٧٠) في (تهذيب اللغة) والصاحب ابن عباد (ت ٣٨٥) في (المحيط) وابن سيدة (ت ٤٥٨) في (المحكم).

وهو نظام صعب ، فلذلك قد أهمل ، وحلت محله الأنظمة الأخرى ، وأسهلها نظام (أبتث) الذي بني عليه الزمخشري (ت ٣٥٨) كتابه (أساس البلاغة).

وهو أسهل الأنظمة ، وقد استعمله علماء الرجال والفهرسة في سائر العصور.

لكن هذا النظام هو الذي نسب إلى نصر بن عاصم الليثي (ت ٨٩ ه) واعتبر من ابتكارات المسلمين ، ويرتب هكذا :

أ ـ الهمزة : وهي الألف المتحركة ـ ب ث ث ، ج ح خ ، د ذ ، ر ز ، س ش ص ض ، ط ظ ، ع غ ، ف ق ، ك ل ، م ، ن ، هـ ، و ، لا ـ ويسمّى : لام ألف ، والمقصود الألف الساكنة وحدها ، وحيث لا يلفظ بها ابتداءً ، زيد عليها اللام ـ ، ي.

وهذا الترتيب تداوله أهل المشرق الاسلامي ، أمّا أهل المغرب فقد غيّروه على ما يلي :

أ ، ب ت ث ، ج ح خ ، د ذ ، ر ز [إلى هنا يتفق الترتيب مع المشارقة] ط ظ ، ك ل ، م ن ، ص ض ، ع غ ، ف ق ، س ش ، ه وي.


وعلي ذلك كتبهم التراثية في علوم اللغة والرجال وتراجم الأعلام.

١٣ ـ ص ١٤١ الفصل ٦ البيت ٥ ، الشطر الثاني : ولا ملف ...

كذا في الطبعتين ، ولم يعلق عليها الدكتور رمضان بشئ ، أما الدكتور العبيدي فقد علق بقوله : يريد (والصحيح أن المراد هو الألف وحدها لأن الواو والألف والياء هي الحروف الهوانية أو حروف الجوف ، كما سماها الخليل أما الألف التي جاءت في أول الأبيات فالمراد بها الهمزة.

أقول : وما ذكره العبيدي جيد إلا أنه أغفل أن (الألف) التي هي حرف جوفي ، بما أنها ملازمة للسكون والساكن لا يبتدأ به في اللغة العربية ، فلا يمكن التلفظ بها وحدها ، فلذا يجب وجود حرف متحرك قبلها وقد اعتاد الملمون في الكتاتيب أن يستعملوا اللام معها فهم يقولون : (لام ألف) ويعنون (لا) ويريدون تعليم الألف الساكنة ، وأنها حرف آخر غير الهمزة التي هي الألف المتحركة.

وهكذا تعلمناه في الدروس الابتدائية عندهم ورحمهم‌الله.

ومن هنا فإن اللازم طبعها في الشعر بصورة (لام ألف) وما جاء في المطبوعتين بصورة (لا ملف) غير واضح مطلقا وسيجئ من المؤلف استعماله بصورة (لام ألف) في ص ١٤٢ س ٣ ـ ٢٤.

١٤ ـ ص ١٤٢ س ٣ : المتثنية ثديها.

في طبعة العبيدي : المثنية ثديها.

١٥ ـ ص ١٤٢ س ١٤ : في الجواء.

في طبعة العبيدي : في الخواء.

وعلق بقوله : يقال : خوى البيت يخوي خواء : إذا خلا من ساكن يريد لا كالبعير في الأرض الفلاة.

لكن رمضان كيف يفسر الكلام؟!

١٦ ـ ص ١٤٣ س ١ : وشقى.

في طبعة العبيدي : ويسقى.


وهو أنسب للمعنى.

١٧ ـ ص ١٤٣ س ٨ : اللام الجديد.

في طبعة العبيدي : اللام الحديد.

١٨ ـ ص ١٤٣ ه (٢) : في الأصل (دلاهما) تحريف!

أقول : ليس من الضروري الإتيان بكل ما في الآية الكريمة بل لا بد أن يقصر على موضع الشاهد منها وفي كلمة (دلاهما) فلا ضرورة في وجود الفاء حتى يكون عدم ذكرها تحريفا!

١٩ ـ ص ١٤٤ الفصل [٩] س ٤ : ليختر.

في طبعة العبيدي : ليتخذ.

٢٠ ـ ص ١٤٤ ، السطر الأخير : وهي كافات الشتوة.

لم يورد العبيدي هذه الجملة ، بل علق موضعها بقوله : في الأصل كتب مصحح النسخة : وهي كافات الشتوة) تصحيحا لما هو في المتن.

أقول : وإذا كانت في الهامش ، فلما إذا أثبتها الدكتور رمضان في المتن من دون إشارة إلى ذلك؟!

٢١ ـ ص ١٤٥ س ٨ : وهي رميم.

علق الدكتور رمضان بقوله : يشير إلى قوله تعالى (سورة يس).

أقول : الأولى أن يعبر عن هذا بالاقتباس ، فذلك أولى وأحلى وكذلك علق في ص ١٤٦ س ١٣ على قوله : هم فيها خالدون.

٢٢ ـ ص ١٤٥ س ١١ : شعرد؟ ابن سكرة.

من الغريب أن الدكتور العبيدي أثبت هذه العبارة هكذا : شعرا بين سكره (١٨)!

__________________

(١٨) أنظر : مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص ٣٠٤ تأليف الدكتور محمود محمد الطناحي نشر : مكتبة الخانجي ـ القاهرة ١٤٠٥ ه


لكن رمضان طبع في البيت الأولى الفعل (حبسا) كذا مبنيا للمعلوم لكن العبيدي طبعة (حبسا) مبنيا للمجهول.

٢٣ ـ ص ١٤٦ س ١١ : فكلهم أجمعوا.

في طبعة العبيدي : وحبي مثل لاملف.

٢٤ ـ ص ١٤٨ س ١٢ : وحبي مثل لاملف.

في طبعة العبيدي : وحبي مثل لاملف.

وقد مضى كلامنا على (لاملف) وأن الصواب لام ألف).

٢٥ ـ ص ١٥٣ س ٥ : عصيتا.

زاد في طبعة العبيدي : أي عصيتا.

٢٦ ـ ص ١٥٤ س ١٨ : غرفة وظلمة.

في طبعة العبيدي : غرفه ، وظلمه كذا بالهاء

والظاهر أنه الصواب ، لأن الكلمتين مثالان لإبدال الهاء من التاء.

٢٧ ـ ص ١٥٦ س ١٥ : وأما الهمزة المحققة.

في طبعة العبيدي : وأما الهمزة المخففة.

٢٨ ـ ص ١٥٧ س ٩ : الرخرف.

صوابه : الزخوف.

٢٩ ـ ص ١٥٩ س ١٠ : يخرج منها بحذف الصاد.

أقول : الغريب أنه لم يرد في الكتاب ما يحتوي على مجموع هذه الحروف المقطعة (وهي أربعة عشر خوفا) بفرض عدم خذف واحد منها ، في جملة تامة مفيدة.

بل نرى الابتداء بذكر ما يخرج من هذه الحروف ، بحذف الصاد! بينهما يخرج منها بدون حذف ولا زيادة جملة :

«على صراط حق نمسكه أو

صراط علي حق نمسكه» (١٩)

__________________

(١٩) تفسير الصافي : للقبض الكاشاني ١ / ٩١ في تفسير سورة البقرة آية ١.


فهل أغفله المؤلف ، أو طالته يد التحريف؟

٣٠ ـ ص ١٦١ س ١ : سيد الحميري.

كذا في المصورة ، لكن الدكتور العبيدي طبعها (السيد الحميري) وهو الصواب ، لأنه لقب به كذلك في ترجمته.

لكن رمضان اعتقد بما أثبته هنا ، فلذلك كرره في فهرس القوافي (١٦٩) وفهرس الأعلام (١٧٦) هكذا : سيد الحميري.

٣١ ـ ص ١٦١ س ٤ : ألف النون.

أقول : هذا هو الموجود في الأصل أيضا ، لكن العبيدي طبعها (الفت النون) من دون إشارة إلى الأصل.

وقد اتضح من مجموع ما ذكرناه. ، أن الكتاب بالرغم من صغره ، وبذل جهدين؟ من محققين خبيرين عليه ، يزال تنقصه جوانب ، ولا تزال الاحتمالات واردة في بضع كلماته!

ولا ريب أن الدكتور رمضان لو كان يقف على عمل الدكتور العبيدي لأمكنه أن يتلا؟ في قدرا أكبر من التعقيدات ، ويقدم نصا أضبط فائدة أكبر.

ونسأل الله التوفيق لخدمة العلم والحق.

* * *


أهل البيت (ع)

في المكتبة العربية

(١١)

السيد عبدالعزيز الطباطبائي

حرف القاف

٤٠٣ ـ قتال علي وطلحة

لأبي سهل بشر بن المعتمر الهلالي الكوفي ثم البغدادي المعتزلي ، المتوفى سنة ٢١٠ هـ.

من كبار المعتزلة ورؤسائهم ، إليه انتهت رئاسة المعتزلة في وقته. على ما ذكر في ترجمته في فهرست النديم : ١٨٥ و ٢٠٥ ، وطبقات المعتزلة ـ لابن المرتضى ـ : ٥٢ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٠٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٥ ، ولسان الميزان ٢ / ٣٣ ، وهديّة العارفين ١ / ٢٣٢.

٤٠٤ ـ قراءة أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) وحروفه

لأبي طاهر المقرىء ، عبدالواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم المقرىء البغدادي البزّاز ، غلام ابن مجاهد ، المتوفى سنة ٣٤٩ هـ.

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ٧ وقال : كان من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات ، وله في ذلك تصانيف عدّة ... وكان ثقة أميناً ...».

وترجم له الجزري في طبقات القرّاء ١ / ٤٧٥ وقال : «الاُستاذ الكبير ، الامام


النحوي ، العلم الثقة ...».

وقال في ص ٤٧٦ : «قال الحافظ أبو عمرو [الداني] : ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل أبي طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجة واستقامة طريقة ، وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين .. ولما توفي ابن مجاهد رحمه‌الله أجمعوا على أن يقدموه ، فتصدر للإقراء في مجلسه ، وقصده الأكابر ... وهو والد محمد أبي عمر الزاهد غلام ثعلب».

وترجم له النجاشي برقم ٦٥١ وذكر كتابه وقال : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام ابن الحسين ، قال : حدثنا أبو بكر الدوري ، قال : أملى علينا أبو طاهر هذه القراءة ...».

وترجم له شيخ الطائفة الطوسي في فهرسته ، رقم ٥٥٣ ، وروى كتابه هذا عن أحمد بن عبدون ، عن الدوري ، عنه.

وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء ، رقم ٥٥٠.

وراجع الذريعة ١٧ / ٥٤ ، ومعجم رجال الحديث ١١ / ٣٧.

ويأتي في حرف الميم : «مجموع قراءة أمير المؤمنين (عليه‌السلام)» للجلودي.

٤٠٥ ـ قراءة علي بن أبي طالب

لابن مجاهد ، وهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي (٢٤٥ ـ ٣٢٤ ه).

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ١٤٤ وقال : «كان شيح القراء في وقته ، والمقدم منهم على أهل عصره ... وكان ثقة مأمونا ...».

وترجم له النديم في الفهرست : ٣٤ وقال : «وكان واحد عصره غير مدافع ...».

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠٠ وقال : «شيخ القراء في عصره ، ومصنف السبعة ... وكان ثقة مأمونا ...» إلى أن عدد كتبه وعد منها : قراءة النبي! (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، كتاب السبعة ، انفراد القراء السبعة ، قراءة علي بن أبي طالب.

وراجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٧٢ والمصادر المذكورة بهامشه.


٤٠٦ ـ قرة العين في الأخذ بثأر الحسين

لأبي عبد الله بن محمد.

أوله : «الحمد لله رب العالمين الموجد للأشياء بلا معين ...».

بروكلمن الذيل ٢ / ٩٦٩.

طبع في القاهرة مع كتاب «نور العين» للأسفرائيني ، الطبعة الثالثة ، سنة ١٣٧٤ ه ، مطبعة البابي الحلبي ، ويبدأ هذا الكتاب فيه هذه الطبعة من الصفحة ٨٥ حتى نهاية الكتاب ص ١١٢.

نسخة في دار الكتب الوطنية في طهران ، رقم ١٣٥٧ / ع ، كتبت سنة ١٢٩٦ ه ، منضمة إلى «نور العين» للأسفرائيني كما في فهرسها ٩ / ٣٥٢.

نسخة في مكتبة كيره سون في تركيا ، كتبت سنة ١٢٥٣ ه ، ضمن المجموعة رقم ٤٨ من ٤٨ ب ١٤١ / أ ، ذكرها الدكتور رمضان ششن في نوادر المخطوطات العربية في تركيا ٢ / ٢٠٧ ، الفهرس الجامع لمخطوطات تركيا ٢ / ١٧٠.

٤٠٧ ـ قرة العين في البكاء على الحسين (عليه‌السلام)

لمحمد معين بن محمد أمين السندي التتوي الحنفي ، المتوفى سنة ١١٦١ ه.

أثبت فيه فضل البكاء على الحسين (عليه‌السلام) ، وندب إقامة تعزيته والحداد عليه ، وأن جده الرسول الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) لو كان حيا لأعلن الحدا وأقام التعزية وبكى عليه ، وأن إقامة عزاء الحسين لا يختص بالشيعة بل يفعله غيرهم أيضا.

ذكر ذلك كله عبد الرشيد النعماني في ترجمة مطولة للمؤلف طبعها في نهاية كتاب «دراسات اللبيب في حسن الأسوة بالحبيب» للمؤلف المطبوع في كراجي سنة


٤٠٨ ـ قرة العينين في تراجم الحسن والحسين

للشيخ ياسين العمري الموصلي ، وهو ياسين بن خير الله الخطيب العمري ، من فضلاء الموصل وأدبائها وشعرائها ، توفي بعد سنة ١٢٣٢ ه.

ترجم له الزركلي في الأعلام ٨ / ١٢٩ وعدد مؤلفاته ومنها هذا الكتاب ، وذكر مصادر ترجمته فراجعه.

نسخة كتبت سنة ١٢٢٢ ه ، في مكتبة الدكتور محمد صديق الجليلي الموصلي ، بالموصل في ٨٩ ورقة ، وعنها مصورة على الميكروفيلم في المكتبة المركزية في جامعة بغداد ، رقم ١٣ ، ومصورة أخرى عنها في المجمع العلمي العراقي ، رقم الفيلم ١٣٢ ف.

٤٠٩ ـ قرة كل عين في بعض مناقب سيدنا الإمام الحسين

لمحمد بن حسين الشافعي المدني ، المولود بها حدود سنة ١١٤٩ ه ، والمتوفى سنة ١١٨٦ ه.

أوله : «الحمد لله الذي اختار سيدنا محمدا (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ...».

وللمؤلف ترجمة في سلك الدرر ٤ / ٣٥ ، ومعجم المؤلفين ٩ / ٢٤٥.

إيضاح المكنون ٢ / ٢٢٤ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٥٨ و ٢٤٥ ، هدية العارفين ٢ / ٣٣٩.

نسخة في دار الكتب الظاهرية بد مشق ، كتبت سنة ١٢٦٦ ه ، ضمن مجموعة رقمها ٧٠٠٦.

فهرس الظاهرية / التاريخ لخالد الريان : ٣٨٠ ، ٣٨١ ، فهرس الأزهرية ٦ / ٣٤٥.

طبع بتحقيق الأستاذ محمد سعيد الطريحي مع كتاب «المواهب والمنن» للمؤلف الآتي في حرف الميم ، طبعتهما مؤسسة الوفاء البيروتية.


٤١٠ ـ القصائد السبع العلويات

لابن أبي الحديد ، عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن محمد المدائني البغدادي المعتزلي الشافعي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ ه).

وهي سبع قصائد رنانة متينة رصينة عصماء نظمها سنة ٦١١ ه في مدح أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، وقد كتبت العينية منها بالذهب حول ضريحه المقدس.

وعلى هذه القصائد عدة شروح منذ القرن السابع حتى الآن ، ذكرها شيخنا العلامة الرازي رحمه‌الله في الذريعة ١٣ / ٣٩١ ـ ٣٩٢.

وتقدم للمؤلف «شرح نهج البلاغة» و «الألف كلمة من قصار كلمات أمير المؤمنين (عليه‌السلام)» وذكرنا هناك بعض مصادر ترجمة المؤلف.

نسخة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، ضمن المجموعة رقم ٥٠ علم الكلام ، من ١٤٤ ـ ١٥٣ ، ذكرت في فهرسها ص ١٩٧.

ولمحمد بن علي وحيش المتوفى سنة ١٢٧٥ ه شرح على هذه القصائد سماه : «القول السديد وتهديد البليد في شرح علويات ابن أبي الحديد» منه نسخة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، ذكرت في فهرسها ص ١٢١.

وشرحها السيد أبو المحاسن يوسف بن ناصر بن محمد بن حماد العلوي الغروي الحسيني ، سماه : «غرر الدلائل والآيات في شرح السبع العلويات» الذريعة ١٦ / ٤٠.

و «غرر الدلائل» للشيخ محفوظ بن وشاح الحلي ، من أعلام القرن السابع. الذريعة ١٦ / ٤٠.

نسخة القصائد السبع ، جيدة ، كتبها محمد يوسف أبو طالب الحسيني ، بخط التعليق ، سنة ١٢٣٨ ه ، عليها تملك الشيخ أحمد الخطاط الزنجاني بخطه سنة ١٣٥٧ ه ، وهي في مكتبة المتحف العراقي ببغداد رقم ١١٦٨٥ / ١.

وفيها أربع نسخ أخرى.


راجع فهرسها : مخطوطات الأدب في المتحف العراقي : ٤٦١ ، وفي ص ٣٦٤ : شرح صاحب المدارك ، وشرح آخر غير الشروح المعروفة.

٤١١ ـ قصة الطير

للحاكم النيشابوري ، أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه ، ابن البيع الشافعي (٣٢١ ـ ٤٠٥ ه).

من كبار المحدثين ومن أشهرهم. وقد سمع نحو ألفي شيخ ، فإنه سمع بنيسابور وحدها من ألف شيخ (١) وقد ألف أبو موسى المديني كتابا مفردا في ترجمته.

وقال عنه تلميذه أبو حازم العبدوئي : «وتفرد الحاكم أبو عبد الله في عصرنا هذا من غير أن يقابله أحد بالحجاز والشام والعراقين والجبال والري وطبرستان وقومس وخراسان بأسرها وما وراء النهر» (٢).

وقال الصفدي : «وانتخب على خلق كثير ، وجرح وعدل ، وقبل قوله في ذلك لسعة علمه ، ومعرفته بالعلل ، والصحيح والسقيم» (١٣).

ونسبوا الحاكم إلى التشيع ، فقال الخطيب : «وكان يميل إلى التشيع» (١٤).

وقال السمعاني : «وكان فيه تشيع قليل» (٥).

__________________

(١) تبيين كذب المفتري ـ لابن عساكر ـ : ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٣ ، تذكرة الحفاظ : ١٠٣٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٧٦ ، وكرره في ١٧٧ ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ١٨٩ ، العبر ٣ / ٩١ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤ ، طبقات الأسنوي ١ / ٤٠٦ ، طبقات ابن هداية الله : ٤١.

(٢) تبيين كذب المفتري : ٢٣٠

(٣) الوافي بالوفيات ٣ / ٣٢٠.

وقد فسر المباركفوري هذه المصطلحات وبين ما تعني في علم مصطلح الحديث ، فقال في تحفة الأحوذي ١ / ١٠ : «وقيل : الحافظ : من أحاط علمه بمائة ألف حديث.

والحجة : من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث.

والحاكم : من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا وتاريخا ".

(٤) تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٢.

(٥) الأنساب (البتع).


وقال الذهبي : «وصنف وخرج ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل ، وكان من بحور العلم على تشيع قليل فيه!» (٦).

وقال أيضا : «وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان ، لا بل في الدنيا ، وكان فيه تشيع وحط على معاوية ، وهو ثقة ، حجة» (٧).

وقال الأسنوي : «كان فقيها حافظا ثقة حجة ، إلا أنه كان يميل إلى التشيع ويظهر التسنن! انتهت إليه رئاسة أهل الحديث حتى حدث الأئمة عنه في حياته» (٨٩).

وقال ابن ناصر الدين : «وهو صدوق من الأثبات ، لكن فيه تشيع» (٩).

أقول : لا يتوهم القارئ لهذه النصوص أن الحاكم كان شيعيا من الطائفة المعروفة ، كلا فإنه لا يقول بالنص ولا بالعصمة ، ولا يؤمن بإمامة الاثني عشر إماما ، ولم يرفض خلافة من تقدموا عليا (عليه‌السلام) ، بل يراه رابعهم!! فأين هذا من التشيع؟!

نعم كان في الحاكم ميل إلى أهل البيت ومحبة لعلي (عليه‌السلام) وانحراف عن معاوية ، وهذا هو التشيع عند هؤلاء! مجرد محبة علي وآل البيت والولاء لهم والميل إليهم (عليهم‌السلام) ، ومن فضل عليا على عثمان فهو مفرط في التشيع! ومن فضله على الشيخين فهو شيعي غال ، وهذا هو الغلو في التشيع!! قال ابن هداية الله عن الحاكم : " كان فقيها حافظا ثقة ، لكنه كان يفضل علي بن أبي طالب على عثمان (١٠).

وقد تعقب الذهبي هذه الأقوال فقال : «كلا! ليس هو رافضيا ، بل يتشيع» (١١).

وقال : «أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر ، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما

__________________

(٦) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٥.

(٧) العبر ٣ / ٩٢.

(٨) طبقات الشافعية ١ / / ٤٠٦.

(٩) شذرات الذهب ٣ / ١٧٧.

(١٠) طبقات ابن هداية الله : ٤١.

(١١) سير أعلام النبلاء ١٧ /.


بكل حال ، فهو شيعي لا رافضي» (١٢).

وجاء في طبقات القراء ٢ / ١٨٥ : «كان شيعيا مع حبه للشيخين!».

أقول : فانظر إلى هؤلاء القوم كيف جعلوا المعروف منكرا والمنكر معروفا ، وقلبوا الحقائق ، وعاكسوا أمر الله ورسوله ، وناقضوا الكتاب والسنة الآمرين بحب علي ومودة أهل البيت ، وقد فرض الله مودتهم في الكتاب وجعلها أجر الرسالة فقال تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (١٣) فحبهم (فرض من الله في القرآن أنزله) وسيد العترة علي (عليه‌السلام) حبه إيمان وبغضه نفاق فيما صح عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أنه قال لعلي : «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» (١٤).

وهؤلاء عكسوا هذا كله ، وجعلوا التشيع لعلي أي الحب له والميل إليه عيبا يعاب الرجل عليه وينتقد ويهاجم ويضعف ويحارب.

قال الذهبي : «هو معظم للشيخين بيقين ، ولذي النورين ، وإنما تكلم في معاوية فأوذي» (١٥).

نعم ، أوذي على جلالته وإمامته وتوحده في الفن! حاربوه وكسروا منبره وضيقوا عليه وألجأوه إلى الانزواء في بيته لا يأمن الخروج من البيت!! كل ذلك حمية الجاهلية وتعصبا لرأس المنافقين وابن رئيسهم معاوية بن أبي سفيان!

قال أبو عبد الرحمن السلمي : «دخلت على الحاكم وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله ابن كرام ، وذلك أنهم كسروا منبره

__________________

(١٢) تذكرة الحفاظ ١٠٤٥.

(١٣) سورة الشورى ، الآية ٢٣.

(١٤) أخرجه مسلم والنسائي والترمذي وأحمد وغيرهم من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد ، وقد أسلفنا شيئا من ذلك في بعض الأعداد السابقة مما ورد عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في الحث على حب أهل بيته والتركيز على مودتهم ما ناسب المقام وسمح به المجال. راجع العدد الثاني عشر ، ص ٩٢ ـ ٩٣ ، والحادي عشر : ١٣٢ ، والعاشر ١٣٣ ـ ١٣٧.

(١٥) طبقات الشافعية ـ لابن قاضي شهبة ـ ١ / ١٩٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٧٧.


ومنعوه من الخروج! فقلت له : لو خرجت وأمليت في فضائل هذا الرجل معاوية حديثا لاسترحت من المحنة؟ فقال : لا يجئ من قلبي ، لا يجئ من قلبي» (١٦).

وأما كتاب

«قصة الطير» للحاكم

فقد ذكرها هو في كتابه «معرفة علوم الحديث» (١٧) في النوع الخمسين : " جمع الأبواب التي يجمعها أصحاب الحديث ... وأنا أذكر ... الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من المحدثين ببعضها.

فمن هذه الأبواب : قصة الخوارج ، لا تذهب الأيام والليالي ، قصة الغار ، من كنت مولاه .. لأعطين الراية ، قصة المخدج .. قصة الطير ... أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... تقتل عمارا الفئة الباغية ... " فله في كل واحد من هذا كتاب مفرد.

وقال ابن طاهر : «ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم!» (١٨).

أقول : وعد الحاكم حديث الطير من الحديث المشهور ، في النوع الثالث والعشرين من كتابه معرفة علوم الحديث (١٩) قال :

«هذا النوع من هذا العلم معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح ، من ذلك قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : طلب العلم فريضة ... الخوارج كلاب النار ... فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها وطرقها وأبواب

__________________

(١٦) المنتظم ٧ / ٢٧٥ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٧٥ ، الوافي بالوفيات ٣ / ٣٢١ ، طبقات السبكي ٤ / ١٦٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٥٥ ، ومنهاج السنة ٤ / ٩٩.

(١٧) ص ٣١٠ ـ ٣١٤ من طبعة حيدر آباد الثانية ، سنة ١٣٨٥ ه ـ ١٩٦٦ م.

(١٨) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٧٦ ، طبقات السبكي ٤ / ١٦٥ ، وابن طاهر هو المقدسي ، المتوفى ٥٠٧ ه.

(١٩) ص ١١٤ ـ ١١٧.


يجمعها أصحاب الحديث ، وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزءين ... ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير ...».

وحكى ابن الجوزي عن ابن ناصر عن ابن طاهر ، قال : قال أبو عبد الله الحاكم : حديث الطائر لم يخرج في الصحيح ، وهو صحيح» (٢٠).

أقول : ولما كان حديث الطير روي من طرق كثيرة ربما جاوزت حد التواتر ، حيث رواه عن أنس وحده مائة من التابعين أو أكثر ، فكان من الأبواب التي يفردها الحفاظ والمحدثون بالتأليف ويجمعون طرفها وألفاظها في كتاب مفرد ، وكان الحاكم ممن عني بجمع طرقه في جزء ضخم ولم ينفرد بالتأليف فيه ، فقد أفرده بالتأليف قبله وبعده غير واحد من أعلام الحفاظ وأئمة هذا الشأن ، منهم :

٢ ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، المتوفى سنة ٣١٠ ه.

ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ عند كلامه على حديث الطير قال : «ورأيت مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، المفسر ، صاحب التاريخ» وكرره في ١١ / ١٤٧.

٣ ـ الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، المتوفى سنة ٣٣٣ ه.

ذكره له الحافظ ابن شهرآشوب في كتاب «مناقب آل أبي طالب».

٤ ـ الحافظ ابن مردويه أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤١٠ ه.

وقال الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين (عليه‌السلام) ١ / ٤٦ : «وأخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا».

وقال ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٢ : «وقد جمع طرق الطير ابن مردويه والحاكم وجماعة ، وأحسن شئ فيها طريق أخرجه النسائي في الخصائص».

__________________

(٢٠) المنتظم ٧ / ٢٧٥ ، والعلل المتناهية ١ / ٢٣٦.


عده ابن تيمية في منهاج السنة ٤ / ٩٩ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ ممن ألف في حديث الطير.

٥ ـ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠ ه.

ذكره السمعاني في التحبير ١ / ١٨١ ، وابن تيمية في منهاج السنة ٤ / ٩٩ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٦.

٦ ـ أبو طاهر محمد بن علي بن حمدان الخراساني ، من أعلام القرن الخامس.

ذكره له الذهبي في ترجمته من تذكرة الحفاظ : ١١١٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٣ ٤٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣.

٧ ـ الذهبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي الشافعي ، المتوفى سنة ٧٤٨ ه.

قال في تذكرة الحفاظ : ١٠٤٣ ، في ترجمة الحاكم : «وأما حديث كالطير فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل!».

وقال في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٣ : «وحديث الطير على ضعفه! فله طرق جمة وقد أفردتها في جزء».

وقال في ١٧ / ١٦٩ : «وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء وطرق حديث : من كنت مولاه ، وهو أصح ، أصح مهما ما أخرجه مسلم عن علي قال : إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق».

أقول : وقد تقدمت هذه الرسائل وسبق الكلام عليها في العدد الرابع : ٦٨.

حديث الطير

بقي الكلام عن حديث الطير ، لفظه ، طرقه ، مصادره ..

أما لفظه ففي ما رواه الحاكم بإسناده عن يحيي بن سعيد ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، قال : «كنت أخدم رسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقدم لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فرخ مشوي ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل


معي من هذا الطير.

قال : فقلت : اللهم اجعله رجلا رجلا من الأنصار.

فجاء علي رضي‌الله‌عنه ، فقلت : إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على حاجة.

ثم جاء ، فقلت : إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على حاجة.

ثم جاء فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : إفتح.

فدخل ، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : ما حبسك علي؟

فقال : إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس ، يزعم أنك على حاجة!!

فقال : ما حملك على ما صنعت؟!

فقال : ما حملك على ما صنعت؟!

فقلت : يا رسول الله سمعت دعاءك ، فأحببت أن يكون رجلا من قومي!

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : إن الرجل قد يحب قومه ".

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين ٣ / ٣٤٠ ، وابن يونس في تاريخ مصر ، وعنه ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٥٨ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!

وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك ، وابن كثير في البداية والنهاية ٩ / ١٢٥ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥.

وقد أخرجه ابن المغازلي من أربع وعشرين طريقا (٢٣) وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بأسانيد كثيرة تبلغ الأربعين (٢٤).

__________________

(٢١) حكاه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٢٣٦.

(٢٢) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٢.

(٢٣) في كتابه : مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، رقم ١٣ ـ ٦٤٥ ، من طبعة زميلنا العلامة المحمودي حفظه الله ، الجزء الثاني ص ١٠٦ ـ ١٥٦ ، وفي غير ترجمته (عليه‌السلام) ، من تاريخه كما سيأتي.


وطرقه ابن الجوزي من ١٧ طريقا (٢٥).

وألف الذهبي في هذا الحديث كتابا مفردا ، ورواه من بضع وعشرين طريقا وسرد أسماء بضع وتسعين تابعيا رواه عن أنس بن مالك (٢٦).

وساقه ابن كثير عن أكثر من ثلاثين طريقا (٢٧).

وجمع له أحمد ميرين بلوش في تعليقاته على خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي ثلاثين طريقا ، أوردها طريقا طريقا (٢٨).

وعمد زميلنا العلامة الشيخ المحمودي فاستدرك على ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام) عند إيراد أسانيده وطرقه إلى حديث الطير ، فأضاف في «فهذه بضعة وتسعون حديثا من طريق القوم عن عشرة من أجلاء الصحابة ...».

ثم نقول :

قد روى هذا الحديث عشرة من أصحاب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم) ، وهم : أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو رافع ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وحبشي بن جنادة السلولي ، ويعلى بن مرة الثقفي ، وابن عباس ، وسفينة ، وأنس بن مالك ورواه عن أنس أكثر من مائة نفس.

١ ـ أما حديث أمير المؤمنين (عليه‌السلام) :

فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمته (عليه‌السلام) من تاريخ دمشق برقم ٦١٣ ، والكنجي في «كفاية الطالب» ص ١٥٤ ، وأوعز إليه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وصححه حيث قال : في ٣ / ١٣١ : «صحت الرواية عن علي وأبي سعيد

__________________

(٢٥) العلل المتناهية ١ / ٢٢٨ ، من رقم ٣٦٠ ـ ٣٧٧.

(٢٦) نقله بن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٢ عن كتاب الذهبي مباشرة.

(٢٧) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٠ ـ ٣٥٣.

(٢٨) في التعليق على الحديث رقم ١٠ ، طبعة الكويت ، مكتبة المعلا.


الخدري وسفينة ، ووافقه عليه الذهبي في تلخيصه حيث أورده ولم يناقش فيه».

٢ ـ وأما حديث سعد بن أبي وقاص :

فقد أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ٣٥٦ رواه بإسناده عن شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلي ، عنه ، أنه قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم) : في علي ثلاث خلال : لأعطين الراية غدا رجلا يجب الله ورسوله ، وحديث الطير ، وحديث غدير خم وعده القاضي عبد الجبار في المغني ج ٢ ق ٢ / ١٢٢ من رواة حديث الطير.

٣ ـ وأما حديت أبي سعيد الخدري :

فرواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ قال : «وصححه الحاكم».

٤ ـ وأما حديث أبي رافع :

ففي البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣ وعده القاضي عبد الجبار في المغني ج ٢ ق ٢ / ١٢٢ من رواة حديث الطير.

٥ ـ وأما حديث جابر :

فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٣ ، وقال : «أورده ابن عساكر».

٦ ـ وأما حديث جبشي بن جنادة :

ففي البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣.

٧ ـ وأما حديث يعلى بن مرة :

فقد أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦ ، وابن الجوزي في العلل المتناهية رقم ٣٧٠ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٣.

٨ ـ وأما حديت ابن عباس :

فقد أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٠ / ٣٤٣ رقم ١٠٦٦٧ ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦. وعده القاضي عبد الجبار في المغني ج ٢ ق ٢ / ١٢٢ من رواة حديت الطير.


وأخرجه ابن عدي في الكامل : ٩٥٨ ، والحافظ ابن شاهين ، ومن طريقه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) رقم ١٩٥.

وأخرجه يحيى بن محمد بن صاعد ، ومن طريقه الخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ص ٥٨ ـ ٥٩ ، وكذا ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٣.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه برقم ٦١٤ ، وابن الجوزي في العلل برقم ٣٦٠ ، والذهبي في ميزانه ٣ / ٥٨٠ ، وابن حجر في لسانه ٥ / ١٩٩.

٩ ـ وأما حديت سفينة مولى في رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : فقد رواه عنه بريدة بن سفيان وثابت البجلي وعبد الرحمن بن أبي نعم.

أ ـ أما ما رواه بريدة عنه :

فقد أخرجه الحافظان المحاملي والبزار قال كلاهما : حدثنا عبد الأعلى بن واصل ، ثنا عون بن سلام ، ثنا سهل بن شعيب ، ثنا بريدة بن سفيان : عن سفينة ... (٢٩).

وأخرجه الحافظان ابن عساكر برقم ٦٤٣ ، وابن المغازلي ص ١٧٥ ، كلاهما من طريق المحاملي.

وأخرجه الحافظ الطبراني ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦ قال : «أخرجه البزار والطبراني باختصار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة».

ب ـ وأما رواية ثابت البجلي عن سفينة :

فقد أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ / ٥٦٠ رقم ٩٤٥. وفي مناقب علي رقم ٨٦.

وأخرجه الحافظ أبو يعلى ، وعنه ابن حجر في المطالب العالية ٤ / ٦٢ رقم

__________________

(٢٩) البزار في مسنده كما في كشف الأستار ٣ / ١٩٣ مرقم ٢٥٤٧ ، ومجمع الزوائد ١١٢٦.

والمحاملي في أماليه ، الموجود في المكتبة الظاهرية ، في المجموع ٢٣ ، أخرجه في الجزء التاسع ، الورقة ١٧٣ ، وفيه : «إسماعيل بن شعيب» بدل «سهل بن شعيب» وأظن الصحيح : إسماعيل ، وهو الذي ذكره ابن حبان في الثقات ٦ / ٤٢.


٣٩٦٤ ، وأخرجه ابن عساكر برقم ٦٤٥.

وأخرجه الحافظ البغوي ، وعنه ابن عساكر برقم ٦٤٤.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٧ / ٩٥ رقم ٦٤٣٦ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٢ من طريق البغوي وأبي يعلى.

ج ـ وأما رواية عبد الرحمن بن أبي نعم عن سفينة :

فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٧ / ٩٦ رقم ٦٤٣٧ ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦.

١٠ ـ وأما حديث أنس مالك :

فقد رواه عنه جماعة كثيرة من أصحابه من التابعين ، مائة نفس أو يزيدون ، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، وصححه وقال :

«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة».

وقوله «وقد رواه عن أنس جماعة ...» وافقه عليه الذهبي وأورده في تلخيصه ولم يناقشه فيه.

ولعل «ثلاثين» كان في الأصل «ثمانين» فصحف في الطبع ، كما رواه عنه الكنجي في كفاية الطالب ص ١٥٢ ، قال : «وحديث أنس الذي صدرته في أول الباب أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري عن ستة وثمانين رجلا كلهم رووه عن أنس» ثم سرد أسماءهم.

وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء ٦ / ٣٣٩ حديث الطير من طريق مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أنس ، وقال : «غريب من حديث مالك وإسحاق ، ورواه الجم الغفير عن أنس».

وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٢٢٩ : «وأمّا حديث أنس فله ستّة عشر طريقاً ...» فأوردها كلّها ثم قال في ص ٢٣٦ : «وقد ذكره ابن مردويه من نحو


عشرين طريقا ... فلم أر الإطالة بذلك».

فيظهر أنه كان عنده «كتاب حديث الطير» لابن مردويه ، وأن العشرين طريقا غير ما ذكره هو من الستة عشر طريقا.

وقال الذهبي في تارخ الإسلام (٣٠) ٢ / ١٩٧ : «وقال عبيد الله بن موسى وغيره ، عن عيسى بن عمر القاري ، عن السدي ، قال : ثنا أنس بن مالك ، قال أهدي إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) أطيار ، فقسمها وترك طيرا ، فقال : «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فجاء علي ... وذكر حديث الطير».

وله طرق كثيرة عن أنس متكلم فيها ، وبعضها على شرط السنن ، ومن أجودها حديث قطن بن نسير ـ شيخ مسلم ـ ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس ، قال : أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجل مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ... وذكر الحديث».

وقال أيضا في تذكرة الحفاظ (٣١) : «وأما حديث الطير ، فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل.»

وهناك جمع سردوا أسماء التابعين الذين رووا حديث الطير عن أنس ، البالغين نحو المائة ، منهم : الذهبي في كتابه في حديث الطير ، ومنهم ابن كثير ، وسرد أسماءهم في تاريخه ٧ / ٣٥٢ على النسق نقلا عن الذهبي في كتاب (حديث الطير).

قال ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٠ (حديث الطير) : «وهذا الحديث قد صنف الناس فيه وله طرق متعددة ..» ثم ساق الحديث من ٢٢ طريقا عن أنس فحسب ، ثم قال : «فهذه طرق متعددة عن أنس. وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث بعدما أورد طرقا متعددة نحوا مما ذكرنا : ويروي هذا الحديث ...

__________________

(٣٠) طبعة مكتبة الفدسي بالقاهرة ، سنة ١٣٦٨ ه.

(٣١) طبعة حيدرآباد الثانية ص ١٠٤٢


فسرد ابن كثير الأسماء ، ثم قال بعد أن ذكر الجميع : الجميع بضعة وتسعون».

أقول : ونحن نورد لك هنا من هذه الأسماء من ظفرنا بروايته ومصادرها مما تيسر جمعه في هذه العجالة ، فإليك رواة حديث الطير عن أنس فمنهم :

١ ـ أبان ، وهو ابن تغلب أو ابن أبي أبي عياش ، وكلاهما روى عنه حديث الطير.

أخرج حديثه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عبيد الله بن إسحاق السنجاري.

٢ ـ إبراهيم بن مهاجر :

أخرج حديثه ابن مردويه ، وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٣٧٧.

٣ ـ إبراهيم النخعي :

أخرج حديثه ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٣٠.

٤ ـ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة :

حلية الأولياء ٦ / ٣٣٩ ، العلل المتناهية رقم ٣٦١.

٥ ـ إسماعيل ، رجل من أهل الكوفة :

تاريخ ابن عساكر برقم ٦٣٨ ، وتاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥٢ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٦.

٧ ـ إسماعيل بن سلمان أبي المغيرة الأزرق :

التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٣٥٨ ، الكامل ـ لابن عدي ـ : ٢٧٦ ، مسند البزار وعنه في كشف الأستار : ٢٥٤٨ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٦ ، وأخرجه أبو يعلى في مسنده وابن حجر في المطالب العالية ٣ / ٦٢ رقم ٣٩٦٣ عن أبي يعلى والبزار ، وأخرجه ابن المغازلي في المناقب رقم ١٩١ ، والخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) : ٦٨.

٨ ـ السدي إسماعيل بن عبد الرحمن :

أخرج حديثه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه ابن عساكر برقم ٦٣٣ ، ومن طريق آخر برقم ٦٣٤ ، والترمذي في السنن ٥ / ٦٣٧ رقم ٣٧٢١ ، وابن عدي في الكامل : ٢٤٤٩ ، والنسائي في خصائص علي (عليه‌السلام) رقم ١٠ ، وأبو يعلى في مسنده ٧ / ١٠٥


رقم ٤٠٥٢ ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان : ٢٠٥ ، وابن المغازلي بطريقين : ٢٠٥ و ٢٠٦ ، وابن الجوزي في العلل : ٣٦٢ و ٣٦٣ ، وسبطه في التذكرة : ٤٤ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٢١ و ٣٠ ، وأخوه في جامع الأصول ٩ / ٤٧١ طبعة مصر ، والطبري في ذخائر العقبى : ٦١ ، والكنجي في كفاية الطالب : ١٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٧ طبعة القدسي ، وابن كثير ٧ / ٣٥٠ وبطريق آخر ص ٣٥١ ، والتلمساني في الجوهرة ٢ / ٢٣٢ طبعة الرياض ، والبغوي في مصابيح السنة ، والخطيب في مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٤ ، والعاقولي في الرصف ٢ / ٢٦٩ طبعة الكويت ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٥ ١٢ ، وابن حجر العسقلاني في أجوبة عن أحاديث وقعت في المصابيح المطبوعة بآخر المشكاة ٣ / ٣١٤ وقال : «السدي : أخرج له مسلم ، ووثقه جماعة منهم شعبة وسفيان ويحيى القطان».

٩ ـ ثابت البناني :

حديثه في مستدرك الحاكم ٣ / ١٣١ ، وتلخيصه للذهبي ، وميزانه ١ / ٢١ و ٢٥ ، ولسانه ١ / ٣٧ و ٤٣ ، والعقيلي ١ / ٤٦ ، وابن كثير ٧ / ٣٥١.

١٠ ـ ثمامة :

أخرج حديثه الدارقطني ، وابن عساكر : ٦١٦ من طريق الدارقطني ، وابن مردويه ، وعنه ابن الجوزي في العلل ١ / ٢٣٤ ، وابن الجوزي في العلل من طريق آخر ١ / ٢٣١ رقم ٣٧٣.

١١ ـ الحسن البصري :

أخرج حديثه أبو أحمد الحاكم ، وابن عساكر : ٦٢٣ من طريقه ، و ٦٢٢ من طريق آخر ، والكامل ـ لابن عدي ـ : ٧٩٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٠ ، والعلل المتناهية رقم ٣٦٦.

١٢ ـ الحسن بن الحكم :

العلل المتناهية رقم ٣٧٢.

١٣ ـ حميد الطويل :


ابن المغازلي رقم ١٨٩.

١٤ ـ خالد بن عبيد :

الكامل ـ لابن عدي ـ ٨٩٦ ، وابن المغازلي رقم ٢١٢ ، والعلل المتناهية رقم ٣٦٨.

١٥ ـ دينار بن عبد الله :

الكامل : ٩٧٦ ، تاريخ جرجان : ١٣٤ ، تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٢ ، ابن عساكر في تاريخه في ترجمة محمد بن أحمد بن الطيب البغدادي ، العلل المتناهية رقم ٣٦٩.

١٦ ـ الزبير بن عدي :

أبو نعيم في أخبار أصبهان ١ / ٣٣٢ ، ابن المغازلي رقم ١٩٣ ، ابن عساكر رقم ٦٢٩ ، ابن كثير ٧ / ٣٥١ ، فرائد السمطين ١ / ٢١٢.

١٧ ـ الزهري :

أخرج حديثه ابن النجار ، وعنه السيوطي في جمع الجوامع في مسند أنس من قسم الأفعال ٢ / ٢٨٦.

١٨ ـ سالم ، مولى عمر بن عبيدالله :

العلل المتناهية رقم ٣٧١ ، ميزان الاعتدال ١ / ١٠٠.

١٩ ـ سعيد بن المسيّب :

أخرج حديثه ابن شاهين ، ومن طريقه ابن عساكر برقم ٦٢١ ، وبطرق أخرى برقم ٦١٨ و ٦٢٠ ، وابن كثير ٧ / ٣٥١

٢٠ ـ عبد الأعلى التغلبي ،

حديثه في مقتل الحسين (عليه‌السلام) : ٤٦.

٢١ ـ عبد العزيز بن زياد :

حديثه عبد ابن عساكر : ٦٢٨ ، وابن كثير ٧ / ٣٥١.

٢٢ ـ عبد الله بن أنس :

أخرج حديثه الحافظ أبو يعلى عن قطن بن نسير ، وقال عنه الذهبي في


تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٧ : «هو أصح الأسانيد».

وأخرجه ابن عدي في الكامل : ٥٧٠ عن عبدان عن قطن بن نسير ...

وأخرجه ابن المغازلي في المناقب : ٢٠٧ و ٢٠٨ ، وابن كثير ٧ / ٣٥٠ ، وابن حجر في المطالب العالية : ٣٩٦٢.

٢٣ ـ عبد الله القشيري :

أخرج حديثه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة حمزة بن حراس ، وتهذيبه لبدران ٤ / ٤٤٣ ، والسيوطي في جمع الجوامع في مسند أنس ٢ / ٢٨٧ ، كنز العمال ١٣ / ٣٦٥٠٨.

٢٤ ـ عبد الله بن المثنى :

أخرج حديه ابن حجر في لسان الميزان ٤ / ١٢ عن عبد السلام بن راشد عنه ، وقال : «وقد تابعه على رواية حديث الطير عن عبد الله بن المثنى جعر بن سليمان الضبعي ، وهو مشهور من حديثه».

٢٥ ـ عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي :

روى حديث الطير عن أبيه وعن أنس ، أخرجه العقيلي ٢ / ٣١٩ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦ ، وابن الجوزي في العلل رقم ٣٧٠.

٢٦ ـ عبد الملك بن أبي سليمان :

البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٣ ، وابن أبي حاتم ، وعنه ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١ ، وقال : «هذا أجود من إسناد الحاكم» ، والخطيب في تاريخ بغداد ٩ / ٣٦٩ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١ من طريق ابن أبي حاتم ، وص ٣٥٢ من طريق آخر.

٢٧ ـ عبد الملك بن عمير :

عده أسلم بن سهل الواسطي بحشل ممن روى حديث الطير عن أنس في جماعة سماهم ، راجع ابن المغازلي ص ١٧٣.

وأخرج حديثه ابن عدي في الكامل : ٧٧٣ ، والطبراني في المعجم الكبير رقم ٣٧٠ ، وعبد الوهاب الكلابي الدمشقي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) رقم ١٨ ،


والحاكم النيسابوري ، ومن طريقه ابن عساكر رقم ٦٣٧ ، وأورده ابن كثير في تاريخه ج ٧ ، آخر الصفحة ٣٥١ عن الحاكم بإسناده ولفظه ، وأخرجه ابن مردويه ، وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٢٣٢.

وأخرجه ابن المغازلي ، رقم ٢٠٢ ، ابن عساكر بعدة أسانيد ٦٣٥ و ٦٣٦ و ٦٣٧ ، وابن الجوزي في العلل ١ / ٢٣١ ، والكنجي في كفاية الطالب : ١٤٨ ، والحموئي في فرائد السمطين الباب ٤٢ حديث رقم ١٦٥ بسندين ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١ ، وبطريق آخر ٣٥٢.

٢٨ ـ عثمان الطويل :

أخرج حديثه البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٣ رقم ١٤٨٨ ، وعلي بن عمر الحربي في (فوائده) المعروفة بالحربيات (٣٢) ، ابن المغازلي : المغازلي : ١٩٢ ، وابن عساكر ٦٥٢ ، والكنجي في كفاية الطالب : ١٤٤ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١.

٢٩ ـ عطاء :

أخرج حديه في التاريخ الكبير ٢ / ٢ ، والطبراني في الأوسط ، وعنه في مجمع البحرين ٣ / ٣٤٠ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٩ / ٣٦٩ ، وابن عساكر : ٦٤١ ، وابن الجوزي في العلل رقم ٣٦٥.

٣٠ ـ عمرو بن دينار :

أخرج حديه ابن عساكر وابن النجار ، وعنهما السيوطي في جمع الجوامع في مسند أنس ٢ / ٢٨٢ ، وكنز العمال ١٣ / ١٦٧ رقم ٣٦٥٠٧.

٣١ ـ عمران بن وهب الطائي :

الجاحظ في العثمانية : ١٣٤ و ١٤٩ ، والذهبي في الميزان ٣ / ٢٨٠ ، وابن حجر في اللسان ٤ / ٣٥١.

٣٢ ـ قتادة :

__________________

(٣٢) موجدة في المجمع ١٠٤ من مجاميع دار الكتب الظاهرية.


أخرج حديثه علي بن عمر الحربي في الجزء الثالث من فوائده المعروفة بالحربيات (٣٣).

وأخرجه ابن شاهين ، ومن طريقه ابن عساكر ٦٢٤.

وأخرجه ابن المغازلي برقم ٢٠١ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١.

٣٣ ـ المثنى بن أبان :

روى حديه المدائني عنه ، والبلاذري في أنساب الأشراف في ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام) برقم ١٤١ عن المدائني عنه. ٣٤ ـ محمد بن سليم : أخرج حديثه ابن عساكر في تاريخه ٦٣١ و ٦٣٢ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١.

٣٥ ـ ملم بن كيسان أبو عبد الله الضبي الملائي :

أخرج حديثه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٥٨ ، وأخرجه أبو يعلى ، وأخرجه ابن عدي في الكامل : ٢٣٠٩ عن أبي يعلى ، وأخرجه بإسناد آخر ، وأخرجه ابن عساكر برقم ٦٤٠ من طريق أبي يعلى ، وأخرجه الحافظ ابن عقدة ، وأخرجه ابن عساكر برقم ٦٣٩ من طريقه.

وأخرجه ابن مردويه ، وعنه ابن الجوزي في العلل رقم ٣٧٦ ، وأخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٩٨ ، وابن المغازلي بالأرقام ١٩٩ و ٢٠٤ و ٢١١.

وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي في كتاب مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) برقم ٩٩٠ ، وابن عساكر برقم ٦١٩ ، وابن الجوزي في العلل رقم ٣٧٥ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٢.

٣٦ ـ ميمون بن أبي خلف :

أخرج حديثه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٣٥٨ ، والعقيلي ٤ / ١٨٩ ، وأبو يعلى ، وابن عساكر : ٦٢٧ من طريق أبي يعلى ، وبرقم ٦٢٦ من طريق آخر ، وابن كثير

__________________

(٣٣) راجع الهامش السابق.


في تاريخه ٧ / ٣٥١ ، وابن حجر في لسان الميزان ٦ / ١٤٠.

٣٧ ـ نافع :

أخرج حديثه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) رقم ١٩٨ و ٢١٠.

٣٨ ـ هلال بن سويد :

أخرج حديثه البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ٢٠٩ مبتورا على عادته ، والدولابي مبتورا أيضا في الكنى والأسماء ٢ / ١٢٤.

٣٩ ـ يحيى بن سعيد :

أخرج حديثه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين ٣ / ٣٤٠ ، وابن يونس في تاريخ مصر ، وعنه ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٥٨ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ ، والذهبي في تلخيصه ، وابن كثير في تاريخ ٩ / ١٢٥ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥.

٤٠ ـ يحيى بن أبي كثير :

أخرج حديثه الطبراني في المعجم الأوسط ٢ / ٤٤٣ رقم ١٧٦٥ من طريق عبد الرزاق عن الأوزاعي عنه.

٤١ ـ يغنم بن سالم بن قنبر :

أخرج حديثه الحافظ ابن عقدة ، عن إبراهيم بن عقدة ، عن إبراهيم بن محمد بن صدقة العامري ، عنه.

وأخرجه الحافظ الدارقطني في المؤتلف والمختلف : ٢٢٣٤ عن ابن عقدة.

وأخرجه ابن شاهين ، وأخرجه ابن المغازلي في المناقب برقم ١٩٦ من طريقه ، وأخرجه بسندين آخرين عن يغنم برقم ١٩٤ و ٢٠٣.

٤٢ ـ أبو جعفر السباك :


حديثه عند ابن المغازلي رقم ٢٠٠.

٤٣ ـ أبو حذيفة العقيلي :

تاريخ ابن عساكر ٦٤٢ ، وابن كثير ٧ / ٣٥١ ، وبطريق آخر ص ٣٥٢.

٤٤ ـ أبو الخليل (عائذ بن شريح) :

أخرج حديثه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٠٤.

٤٥ ـ أبو الهندي :

أخرجه أبو علي بن شاذان في مشيخته في الجزء الأول الورقة ١٦٤ ، وأبو بكر ابن نجيح البزار في مشيخته في الورقة ١٠١ ب (٣٤).

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ١٧١ ، وابن المغازلي : ١٩٧ ، وابن عساكر برقم ٦٣٠ ، وابن الجوزي في العلل رقم ٣٦٤ ، والكنجي في كفاية الطالب : ١٤٨ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١.

هذا ما يسر الله جمعه بعونه وحسن توفيقه ، على علمي بأن قد فاتني منه كثير ، وما لم تنله يدي منه أكثر ، والحديث إذا تواتر لا يضره ضعف بعض رجال سنده ، فالضعيف منهم له متابع ثقة ، على الأكثر.

قال العيني : «إذا روي الحديث من طرق مفرداتها ضعيفة يصير حسنا يحتج به» (٣٥).

قال الخطيب وهو يتكلم عن حديث إرسال معاذ إلى اليمن للقضاء : «فإن اعتراض المخالف بأن قال : لا يصح هذا الخبر ، لأنه لا يروى إلا عن أناس من أهل حمص لم يسموا ، فهم مجاهيل؟

فالجواب : أن قول الحارث بن عمرو : (عن أناس من أصحاب معاذ) يدل على شهرة الحديث وكثرة رواته ... على أن أهل العلم قد تقتلوه واحتجوا به فوقفنا

__________________

(٣٤) الموجودة في المكتبة الظاهرية في دمشق ، ضمن المجموع رقم ١١٢١.

(٣٥) تحفة الآحوذي ، المقدمة : ٣٠٨.


بذلك على صحته عندهم ، كما وقفنا على صحة قول رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم) : (لا وصية لوارث) وقوله في البحر : (هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته) ... وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من الإسناد ، لكن لما تلقتها الكافة عن الكافة غنوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها» (٣٦).

أقول : فما بال حديت الطير مع هذه الكثرة الهائلة من الرواة والطرق ، وتلقي الكافة عن الكافة ، لم يذعنوا بصحته ، ولم يغنهم عن طلب الإسناد! وهو مما احتج به أمير المؤمنين (عليه‌السلام) عند عد فضائله يوم الشورى على أصحاب الشورى (٣٧) وأقروا بها ولكنهم ... فيا لله وللشورى!!

وقد صححه من عدة وجوه من يعترفون له بإمامته في الفن وتفرده في الدنيا (٣٨) وهو الحاكم النيشابوري ، نعم نرى الذهبي وهذه الكثرة الهائلة من طرق حديث الطير والأسانيد والروايات قد ملأت عينه ، فاعترف بأن الحديث له أصل.

قال : «وأما حديت الطير فله طرق كثيرة جدا! قد أفردتها بمصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل» (٣٩).

بينما نرى ابن كثير بعد أن خصص أربع صفحات كبار من تاريخه ملأها بطرق هذا الحديث وأسانيده ورواته ، وسرد أسماء نحو المائة ممن رواه عن أنس فحسب ـ كما تقدم ـ قال بعد هذا كله : «وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه!!» (٤٠).

أقول : هذا قلب زاغ عن الحق فأزاغه الله وطبع عليه ، فلم تطاوعه نفسه على تصحيح حديث لا يوافق هواه! أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم (٤١) فلا

__________________

(٣٦) الفقيه والمتفقه ١ / ١٨٩ ـ ١٩٠.

(٣٧) المغني ـ للقاضي عبد الجبار ـ المجلد العشرون ٢ / ١٢٢.

(٣٨) راجع ما نقلناه عنهم من الثناء عليه.

(٣٩) تذكرة الحفاظ : ١٠٤٢ ـ ١٠٤٣.

(٤٠) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٣.

(٤١) سورة الجاثية ، الآية ٢٣.


يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى (٤٢) وماذا من تأمل من شامي تلمذ على شيخ الضلال ابن تيمية المخذول؟!

وتراهم يبذلون كل الجهد في إبطال ما يروى في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتضعيفه مهما صح الحديث وكثرت رواته وطرقه وتواتر نقله.

وأما إذا فشل السعي وأعيتهم المقاييس العلمية فلهم عند ذلك أدلة ثلاثة يلجؤون إليها يأباها العلم ، وهي :

١ ـ الاستشهاد بالقلب.

٢ ـ اليمين الفاجرة.

٣ ـ الحدة في الكلام والسب والشتم!

فمن أمثلة الأول ـ عدا ما تقدم عن ابن كثير ـ :

قال الذهبي في حديثه عن المستدرك : «وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد ذلك نحو ربعه ، وباقي الكتاب مناكير وعجائب! وفي غضون ذ لك أحاديث نحو المائة يشهد القلب ببطلانها! كنت قد أفردت منها جزء ، وحديث الطير بالنسبة إليها سماء» (٤٣).

ومن أمثلته :

أخرج الحاكم بإسناده عن علي ، قال : «أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين.

قلت : يا رسول الله فمحبونا؟ قال : من ورائكم.

صحيح الإسناد ولم يخرجاه!».

قال الذهبي في تلخيصه : «الحديث منكر من القول! يشهد القلب بوضعه!!» (٤٤).

__________________

(٤٢) سورة طه ، الآية ١٦

(٤٣) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٧٥ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ١٣١ نحوه.

(٤٤) المستدرك ٣ / ١٥١.


ومن الأمثلة للثاني ، وهو إبطال الحديث باليمين!

أخرج الحاكم عن خمسة من شيوخه بإسنادهم عن علي (عليه‌السلام) ، قال : «سمعت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يقول : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) حتى تمر.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!».

قال الذهبي في تلخيصه : «لا والله ، بل موضوع!» (٤٥).

ومن الأمثلة للثالث ...

سئل أحمد بن حنبل عن حديت «أنا مدينة العلم وعلي بابها»؟ فقال : قبح الله أبا الصلت (٤٦)!

__________________

(٤٥) المستدرك ٣ / ١٥٣. وهذا الحديث [يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ..] رواه أمير المؤمنين علي (عليه‌السلام) وأبو هريرة وأبو أيوب وأبو سعيد الخدري وابن عمر وعائشة.

فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات ، وعنه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد ٥ / ٩٦.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ١٨٠ و ٢٢ / ٤٠٠ ، وأخرجه تمام الرازي في فوائده ، وعنه الطبري في ذخائر العقبى ، وأبو نعيم في دلائل النبوة : ٥٣١ طبعة الهند ، والخطيب في تاريخ بغداد ٨ / ١٤١ ، وأبن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين (عليه‌السلام) : ٣٥٥. وابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥٢٣ ، والخوارزمي في مقتل الحسين (عليه‌السلام) : ٥٥. والمحب الطبري في ذخائر العقبى : ٤٨ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ٣١٠ وقال عنه في ص ٣١١ : «إسناده صحيح ، ورجاله ثقات» ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢١٢ عن الطبراني في الكبير والأوسط ، وابن حجر في الصواعق : ١١٣.

(٤٦) الموضوعات ـ لابن الجوزي ـ ١ / ٣٥٤ ، وأبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح ، ذنبه الوحيد أنه ممن روى هذا الحديث!

والحديث صححه غير واحد من أئمة هذا الشأن ، أولهم يحيى بن معين ـ إمام الجرح والتعديل عندهم ـ على تشدده في التوثيق والتصحيح.

ففي «معرفة الرجال» له رواية ابن محرز عنه رقم ٢٣١ : وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي؟ فقال : ليس ممن يكذب.


أخرج الحاكم بالإسناد إلى علي (عليه‌السلام) في (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (٤٧) :

«قال علي : رسول الله المنذر وأنا الهادي.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه!».

قال الذهبي في تلخيصه : «بل كذب! قبح الله واضعه!» (٤٨)

__________________

فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس : «أنا مدينة العلم وعلي بابها»؟

فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير ، قال : حدث به أبو معاوية قديما ثم كف عنه.

وكرره برقم ٨٣١ ، ورواه برقم ٨٣٢ عن الفيدي ومتابعا لأبي الصلت ، وراجع توثيق أبي الصلت وحديثه في تهذيب التهذيب ٦ / ٣٢٠ ـ ٣٢١.

ولعلهم هددوا أبا معاوية ، فكف عنه ولم يحدث به خوفا على نفسه ، قال الصفدي في ترجمة أبي معاوية هذا في الوافي بالوفيات ٢ / ٣١٦ : «جرى له مع هارون الرشيد حديث ، منه : قال هارون : لا يبت أحد خلافة علي بن أبي طالب إلا قتلته!».

وقد ألف العلامة الكبير المجاهد السيد حامد حسين رحمه‌الله في تصحيح هذا الحديث واستيعاب طرقه ورواته ومصادره مجلدين ضخمين من كتابه «عبقات الأنوار» وراجع تعريبه للعلامة السيد علي الميلاني في عدة أجزاء.

كما وألف أيضا الصديق الغماري المغربي كتابا مفردا في هذا الحديث وبالغ في تصحيحه ودفع الشبه عنه ، مما يدل على خبرة واسعة ومهارة في الفن ، وقد طبع مكررا في القاهرة والنجف الأشرف بتحقيق زميلنا العلامة الشيخ محمد هادي الأميني حفظه الله.

(٤٧) سورة الرعد ، الآية ٧.

(٤٨) المستدرك ٣ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

أقول : وقد روي من وجوه وألفاظ متقاربة والمعنى واحد ، عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام) وابن عباس وابن معود وأبي هريرة وأبي برزة الأسلمي ويعلى بن مرة.

رواه عثمان بن أبي شيبة وعنه عبد الله بن أحمد بن ، مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٢٦ ، وبرقم ١٠٤٢ من طبعة شاكر ، والطبري في تفسيره ١٣ / ١٠٨ ، وابن شاهين ، ومن طريقه الحسكاني في شواهد التنزيل رقم ٣٩٨ و ٤٠٩ ، وابن الأعرابي في معجم شيوخه الجزء الثاني الورقة ١٨٣ و ٢٠٣ و ٢٣٤ ، وابن أبي حاتم ، وعنه في الدر المنثور ، والطبراني في المعجم الأوسط والصغير ١ / ٢٦١ ، وابن مردويه ، وعنه في الدر المنثور ، والثعلبي والنقاش كما في كفاية الطالب : ٢٣٢ ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ج ١ الورقة ٢١ ب ، والواحدي ، ومن طريقه الحموئي في فرائد السمطين ، والحسكاني في شواهد التنزيل بعدة طرق من رقم ٣٩٨ ـ ٤١٦ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٢ ، وابن المغازلي في الناقب ، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ٢ / ٤١٥ ، رقم ٩٢٠ ـ ٩٢٣ ، وابن الجوزي في زاد المسير ٤ / ٣٠٧ ، والخوارزمي في مناقبه : ١٤٥ ، والفخر الرازي في تفسيره ٥ / ٢٧٢ ،


ولنختم الجولة بكلام الذهبي نفسه : «والله حسيب من يتكلم بجهل أو هوى ، فإن السكوت يسع الشخص» (٤٩).

٤١٢ ـ قصيدة الحلواء في مدح بني الزهراء لشهاب الدين أحمد بن أحمد بن إسماعيل الحلواني المصري الشافعي الخليجي (٥٠) (١٢٤٩ ـ ١٣٠٨ ه).

له عدة مؤلفات مذكورة في اكتفاء القنوع : ٤٦٧ ، ومعجم المطبوعات : ٧٩٢ ، وهدية العارفين

١ / ١٩٢ ، وإيضاح المكنون

٢ / ٢٣٠ ، ومعجم المؤلفين

١ / ١٤٧ ، وذكروا

منها هذه القصيدة.

أولها :

بنفسي أفدي الزهر من بضعة الزهراء

وإن هم رضوا نفسي فقد عظمت قدرا

هم القوم إن جادوا أجادوا وإن سطوا

أبادوا وإن قالوا أفادوا فهم أدرى

هم القوم يستسقى الغمام بوجههم

هم الفرج الأدنى لمن جاء مضطرا

هم الدين والدنيا لعمري هم هم

فقل فيهم ما شئت لا ترهبن نكرا

__________________

والضياء المقدسي في المختارة ، وابن النجاد ، وعنهما في الدر المنثور ، والكنجي في كفاية الطالب : ١٠٩ ، وأبو حيان في البحر المحيط ٥ / ٣٦٧ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٤١ وقال : «رواه عبد الله بن أحمد ، والطبراني في الصغير والأوسط ، ورجال المسند ثقات». وابن كثير في تفسيره ٢ / ٥٠٢ ، والنيسابوري في تفسيره على هامش الطبري ١٣ / ٧٣ ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ٤٥ ، والشوكاني في فتح القدير ٣ / ٦٦ ، والآلوسي في روح المعاني ١٣ / ٩٧ ، وصديق حسن خان في فتح البيان ٥ / ٧٥.

(٤٩) الرواة الثقات ، طبعة مطبعة الظاهر بمصر سنة ١٣٢٤ ه.

(٥٠) نسبة إلى رأس الخليج ، قرب دمياط مصر.


وعال بهم من شئت إن ذكروا العلى

وفاخر بهم من شئت إن ذكروا الفخرا

إلى أن يقول في نهاية القصيدة :

ويا من يواليهم ويحفظ ودهم

ويكرم مثواهم هنيئا لك البشرى

فلا بد يوم العرض تسمع قائلا

تفضل ، تفضل ، فادخل الجنة الخضرا

وقد طبعت ببولاق مصر بآخر مجموعة خمس رسائل للناظم سنة ١٣٠٨ ه ، ثم طبعها زميلنا العلامة الشيخ مهدي الفقيه الإيماني ضمن مجموعته القيمة عن الإمام بيروت ، ج ٢ ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ، بالتصوير على طبعة بولاق.

٤١٣ ـ قصيدة في فضل آل البيت (عليهم‌السلام)

لمحمد أمين الحنش الجبوري النقشبندي ، المتوفى سنة ١٣٢٣ ه.

أولها :

من استأثر الأهواء لا بد أن يرى

من الناس إما معزيا أو محذرا

نسخة جيدة حديثة الخط ، في مكتبة المتحف العراقي في ٢٤ صفحة ، برقم ٣٥٩٥٣ ، وذكرت في مخطوطات الأدب في المتحف العراقي : ٤٨٣.

٤١٤ ـ قصيدة في مدح آل بيت النبوة

لمحمد صفا بك زاده.

طبع في إسلامبول سنة ١٣٢٩ ه.

* * *


٤١٥ ـ قصيدة في مدج أهل البيت

من نطم بك زاده مصطفى.

مطبوع في إسلامبول.

٤١٦ ـ قصيدة في المهدي

لمحيي الدين ابن العربي ، عبد الله محمد بن علي الطائي الأندلسي ، المتوفى سنة ٦٣٨ ه. وهي في ٨٣ بيتا ، أولها :

خليلي إني للشريعة حافظ

ولكن لها سر على عينه غطا

وآخرها :

وصاحب أبيات عظيم جلاله

تتوج بالجوزاء وانتعل السها

ويليها فصل في مولده ونسبه ومسكنه وما يكون من أمره.

نسخة في دار الكتب الظاهرية في دمشق ، رقم ٦٨٢٤ ، الورقة ٧٢ ـ ٧٥ ، ذكرها الأستاذ محمد رياض المالح في فهرس الظاهرية ، فهرس التصوف / ٤٤٥ ـ ٤٤٦ كتاب الدكتور عثمان يحيى عن ابن عربي ٢ / ٤٢١ برقم ٥٦٧ أو قال : «هي مطبوعة في أول ديوانه».

٤١٧ ـ قضايا أمير المؤمنين (عليه‌السلام)

لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الحنبلي (٥٤١ ـ ٦٢٠ ه).

عمل الضياء المقدسي سيرته في جزءين أفاد منها الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٦٥ ـ ١٧٣ فراجعه ، وراجع بهامشه بقية مصادر ترجمته.

وله ترجمة في مقدمة كتابه «التبيين في أنساب القرشيين» المطبوع في بيروت.


قال في كتابه «التبيين في أنساب القرشيين» في ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام) بعد أن أورد جملة من فضائله (عليه‌السلام) ص ١٢٣ : «وقضاياه مشهورة ، وقد جمعت قضاياه في كتاب مفرد» ثم أورد في التبيين عدة أقضية له (عليه‌السلام).

٤١٨ ـ القطر الشهدي في أوصاف المهدي

لشهاب الدين أحمد بن أحمد بن إسماعيل الحلواني الشافعي المصري الخليجي ـ نسبة إلى رأس الخليج قرب دمياط ـ المتوفى سنة ١٣٠٨ ه.

منظومة لامية طبعت مع شرحها المسمى «العطر الوردي» كما مر في حرف العين ، بولاق مصر سنة ١٣٠٨ ه ، ضمن مجموعة خمس رسائل للناظم ، وطبع بجانبيها تقاريظ منظومة لجمع من أدباء عصره.

وطبعت ملحقة بكتاب «فتح رب الأرباب» في مطبعة المعاهد بمصر سنة ١٣٤٥ ه.

وطبعها مع شرحها زميلنا العلامة الشيخ مهدي الفقيه الإيماني بالتصوير على طبعة بولاق في موسوعته القيمة عن الإمام المهدي (عليه‌السلام) ، في بيروت سنة ١٤٠٢ ه ، وهي مجموعة سماها «الإمام المهدي عند أهل السنة» ج ٢ ص ١٠٩ ـ ١٥٣.

اكتفاء القنوع : ٤٦٧ ، إيضاح المكنون ٢ / ٢٣٤ ، هدية العارفين ١ / ١٩٢ ، معجم المطبوعات : ٧٩٢ و ١٦٤٢.

٤١٩ ـ قمع النواصب

للحاكم الحسكاني ، أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحافظ الحذاء الحنفي النيسابوري ، المتوفى بعد سنة ٤٧٠ ه.

تقدم له كتاب «شواهد التنزيل لقواعد التفضيل» قال فيه ج ٢ ص ٨١ من الطبعة الأولى عند الكلام عن نزول آية التطهير في أهل البيت (عليهم‌السلام) وإيراد أحاديث كثيرة في ذلك ، قال : «أخرجته في باب الشتم من كتاب قمع النواصب».


وقال قبل ذلك في ص ٢٢ : «وطرق هذا الحديث مستوفاة في باب الشتم من كتاب القمع».

وتقدم له في حرف الطاء : «طيب الفطرة في حب العترة» وترجمنا للمؤلف هناك.

٤٢٠ ـ القول الجلي في ثبوت أفضلية علي

للأستاذ أحمد خيري ، وهو أحمد بن خيري باشا بن يوسف الحنفي المصري ، المولود بها سنة ١٣٢٤ ه ، والمتوفى سنة ١٣٨٧ ه ، أديب شاعر كاتب ، له عدة مؤلفات ، ومكتبة قيمة تحوي ٢٧٠٠٠ كتابا ، وقفها على قريته «روضة خيري» بما فيها من مجموعة حسنة من المخطوطات ، وكان تلميذ الشيخ زاهد الكوثري ، لازمه وأفاد منه مدة أربع عشرة سنة.

له ترجمة حسنة في أعلام الزركلي ١ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، وفي مقدمة كتابه «الأرجوزة اللطيفة» المطبوع ببغداد ، وله : «المدائح الحسينية» و «أبو طالب كافل النبي وناصره».

٤٢١ ـ القول الجلي في فضائل علي

للحافظ السيوطي ، جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر الشافعي المصري الخضيري (٨٤٩ ـ ٩١١ ه).

دليل مخطوطات السوطي وأماكن وجودها : ٨٢ رقم ٢١٢.

تقدم له في حرف العين : «العرف الوردي في أخبار المهدي» وترجمنا له هناك.

نسخة في دار الكتب المصرية ، رقم ٢٠١ مجاميع من مخطوطات المكتبة التيمورية ، ضمن المجموع ٥ / ٤٧٤٥ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٢٢٧.

نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد ، رقم ٤ / ٤٧٤٥ مجاميع ، كما في فهرسها ٤ / ٢٥٦.

نسخة في مكتبة الناصرية في لكهنو بالهند.


نسخة في دار الكتب الوطنية في برلين ، رقم ١٥١٦ ، فهرست أهلورث باسم «النص الجلي».

٤٢٢ ـ القول الجلي في فضائل علي

وهو أربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، جمع العلامة أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البكري الصديقي الشافعي ة المصري ، المتوفى بها سنة ٩٥٢ ه.

ترجم له إسماعيل باشا في هدية العارفين ٢ / ٢٣٩ وعدد له مؤلفات كثيرة منها «نهاية الأفضال في تشريف الآل» الآتي في حرف النون.

وله ترجمة في آداب اللغة العربية ، وأعلام الزركلي ٧ / ٥٧ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ١٣٧ و ١١ / ٢٣٠.

نسخة في دار الكتب المصرية من المكتبة التيمورية ، ضمن المجموع رقم ٥٩٤. أوله : «الحمد لله العلي الكبير ...»

فهرس المكتبة التيمورية ٢ / ٢٢٧ وتكرر في ص ٣٤٩ و ٤٠٢.

والبكري الصديقي الذي مدحه الشيخ بهاء الدين العاملي رحمه‌الله بهائية أولها :

يا مصر سقيا لك من جنة

قطوفها يانعة دانيه

هو الذي ولد سنة ٩٥٣ ه ، فأظنه ابن مؤلفنا هذا ، والذي توفي سنة ٩٩٤ ه ، اجتمع به في مصر كما يظهر من الكواكب السائرة ٣ / ٧٠ وريحانة الألباء ١ / ٢١٠ وخلاصة الأثر ٣ / ٤٤٢.

وأما أبو الحسن البكري ـ صاحب كتاب الأنوار ـ فاسمه أحمد بن عبد الله ، وهو أقدم من مؤلفنا المتوفى سنة ٩٥٢ ه بكثير ، فذاك ضعفه الذهبي في الميزان ، فقد كان قبل الذهبي ، المتوفى سنة ٧٤٨ ه.

قال في ميزان الاعتدال ١ / ١١٢ : «أحمد بن عبد الله بن محمد ، أبو الحسن


البكري ، ذاك الكذاب الدجال ، واضع القصص ... ويقرأ له في سوق الكتبيين كتاب : ضياء الأنوار ورأس الغول ... وكتاب الحصون السبعة ، وصاحبها هضام بن الحجاف ، وحروب الإمام علي معه! وغير ذلك».

٤٢٣ ـ القول الحسن في شعر الحسين

للشيخ عبد القادر الناصر.

نسخة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة ، رقم ٢٢٧ دواوين ، في ٣٠ ورقة.

٤٢٤ ـ القول العلي في شرح أثر أمير المؤمنين علي (عليه‌السلام)

لشمس الدين أبي العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي ، المتوفى سنة ١١٨٨ ه.

ولد في سفارين من قرى نابلس سنة ١١١٤ ه ، ورحل إلى دمشق ، ودرس فيها ، ثم عاد إلى نابلس ودرس بها وأفتى ، وألف عدة مؤلفات ، وتقدم له : «عرف الزرنب في شرح حال السيدة زينب».

سلك الدرر ٤ / ٣١ ، عجائب الآثار .... ، هدية العارفين ٢ / ٣٤٠ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢٦٢ ، أعلام الزركلي ٦ / ١٤.

مخطوطة منه في الرباط كما في أعلام الزركلي.

٤٢٥ ـ القول المختصر في علامات المهدي المنتظر

لابن حجر الهيتمي ، أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي الهيتمي الشافعي السعدي الأنصاري ، المصري ثم المكي ، المتوفى بها سنة ٩٧٤ ه.

أوله : «الحمد لله حمدا يليق بعظيم سلطانه وبجمال جلاله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ، وبعد .. فهذا كتاب لقبته بالقول المختصر ...».


ذكره له إسماعيل باشا في إيضاح المكنون ٢ / ٢٥٢ ، وهدية العارفين ١ / ١٤٦.

وراجع ترجمة المؤلف في شذرات الذهب ٨ / ٣٧٠ من الطبعة الأولى ، والكواكب السائرة ٣ / ١١١ ، والنور السافر : ٢٥٨ من الطبعة الثانية ، والهيتمي بنقطتين نسبة إلى محلة أبي الهيتم من إقليم الغربية بمصر.

ولحفيد المؤلف رضي الدين بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي الشافعي المصري ، المتوفى بمكة سنة ١٠٤١ ه ، حاشية على كتاب جده هذا تقدم في العدد الثالث من «تراثنا» ص ٥٧ ، برقم ١٤٦.

مخطوطاته :

١ ـ نسخة في مكتبة جامعة برنستن في نيوجرسي في الولايات المتحدة الأمريكية ، رقمها ٢٩٩٢ ، كتبت سنة ٩٦٩ ه ، ذكرها ماخ في فهرسها : ٢١٩ تسلسل ٢٥٦٠.

٢ ـ نسخة رأيتها في مكتبة الحرم المكي ، في المجموعة ٥٩ ردود ، تاريخها ١٥ صفر سنة ١٠٥٣ ه ، تبدأ في المجموعة بالورقة ١١٧.

٣ ـ نسخة في المكتبة القادرية في بغداد ، رقم ١١٣٧.

٤ ـ نسخة في مكتبة الأوقاف في بغداد ، وهي ثاني كتاب من المجموعة رقم ٥٠٤٨.

٥ ـ نسخة أخرى فيها أيضا كتبت سنة ١٣٠١ ه ، وهي رابع كتاب في المجموع رقم ١٣٧٦٩.

٦ ـ نسخة ثالثة فيها ، وهي ثالث كتاب في المجموعة رقم ٢٢٨٠١.

ذكرت هذه النسخ الثلاث في فهرسها ٢ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧.

٧ ـ نسخة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الأشرف ، رقم ١٥٤٥.

٨ ـ نسخة في المكتبة العباسية [باش أعيان] بالبصرة ، ضمن المجموعة رقم ١٦٧.


٩ ـ نسخة في مكتبة الأوقاف العامة بالموصل ، كتبت سنة ١١٦١ ه ، وهي من كتب الجامع الكبير النوري ، ضمن المجموعة رقم ٤٤ ، وبأول المجموعة رسالة في ترجمة المؤلف ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٢٦٧.

١٠ ـ نسخة أخرى فيها ، من كتب المدرسة الأمينية ، رقم ١ / ٢٣ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٩١.

١١ ـ نسخة ثالثة فيها ، من كتب المدرسة الأحمدية ، بآخر المجموعة ٨٧ / ٢٤ ، ذكرت في فهرسها ٥ / ٣٤٤.

١٢ ـ نسخة رابعة فيها ، من مكتبة جامع النبي شيث ، ضمن المجموع رقم ٦٣ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٢٨١ باسم : تلخيص البيان! خطأ وهو «القول المختصر» كما تدل عليه خطبة الكتاب.

١٣ ـ نسخة رابعة في مكتبة الأوقاف في بغداد ، رقم ٣٢٩٤ ، ذكرها الأستاذ رياض المالح في فهرس المكتبة الباهرية تصوف ٢ / ٤٦٦.

١٤ ـ نسخة في دار الكتب المصرية ، رقم ١٤٢ مجاميع.

١٥ ـ نسخة مكتوبة في حياة المؤلف مقروءة عليه وعليها خطه ، من كتب المدرسة الأحمدية في حلب ، نقلت إلى مكتبة الأوقاف الإسلامية بها ، ثم نقلت إلى مكتبة الأسد في دمشق.

١٦ ـ نسخة كانت في المكتبة الظاهرية في دمشق ، وانتقلت إلى مكتبة الأسد ، كتبت سنة ١١١٥ ه ، ضمن المجموعة رقم ٥٢٤٣ ، من ١٦٣ ـ ١٧٢ ، ذكرت في فهارس الظاهرية تصوف ٢ / ٤٦٦.

١٧ ـ نسخة في مكتبة الأستاذ فخر الدين الحسني بدمشق ، ذكرها الأستاذ رياض المالح في فهرس المكتبة الظاهرية تصوف ٢ / ٤٦٦.

١٨ ـ نسخة ضمن مجموعة في مكتبة الآثار اليمنية في صنعاء ، من جملة مخطوطات مكتبة الأسرة آل حميد الدين ، حكام اليمن السابقين ، كما في مجلة «المورد» البغدادية ، المجلد الثاني ، العدد الثالث ، ص ٢٢٠.


١٩ ـ نسخة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، كتبت سنة ٩٩٤ ه. ضمن المجموع رقم ٧٤ علم الكلام ، من ٣٩ ـ ٤٧ ، ذكرت في فهرسها ص ١٩٨.

٢٠ ـ نسخة في مكتبة الأحقاف ، في مدينة تريم في حضرموت ، المركز اليمني للأبحاث الثقافية ، في جمهورية اليمن الجنوبية ، في المجموعة رقم ١٣٧١ ، من ٣٧ ب ـ ٤٧ ب ، كما عن فهرس المخطوطات الميمنية في حضرموت ، تأليف : عبد الله محمد الحبشي ، ص ٣٤.

٢١ ـ نسخة في المكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة في تونس كتبت سنة ١١٧٣ ه ، ضمن المجموعة رقم ٥٢١٣٥ من الورقة ٨١ إلى الورقة ١٠٠ ، كما في فهرسها ١ / ٤٦٤ ، ونسبها المفهرس إلى ابن حجر العسقلاني!

٢٢ ـ نسخة في مكتبة عاطف أفندي ، في إسلامبول ، رقم ٢٢٣٠.

٢٣ ـ نسخة في مكتبة بني جامع ، كتبت سنة ١٠٥٨ ه ، ضمن المجموعة رقم ١١٨٥ ، من الورقة ١٢٣ ب إلى الورقة ١٤٤ / أ ، وهي في المكتبة السليمانية في إسلامبول.

٢٤ ـ نسخة في مكتبة عاشر أفندي ، رقم ١٤٤٦ في المكتبة السليمانية في إسلامبول.

٢٥ ـ نسخة في مكتبة عاشر أفندي ، رقم ١٤٤٦ ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول.

٢٦ ـ نسخة في مكتبة بايزيد في إسلامبول ، رقم ٧٩٤٨.

٢٧ ـ نسخة في مكتبة بير سيد محب الله شاه ، في جهندي والا ، غربي الباكستان قرب حيدرآباد السند.

٢٨ ـ نسخة في المكتبة الوطنية في برلين ، رقم ٢٧٢٥.

٢٩ ـ نسخة أخرى فيها ، رقم ١٠٣٤٨.

٣٠ ـ نسخة في مركز البحوث وجمع المخطوطات بجامعة بابرو في نيجريا الاتحادية ، جاء ذكرها في مجلة أخبار التراث الصادرة عن معهد المخطوطات بالكويت ، في عددها الثالث والعشرين ففي ص ٥ منه : «ومن مخطوطات المركز ... القول المختصر


في المهدي المنتظر ، لمحمد بيلو ، المتوفى سنة ١٢٥٣؟! طبعاته :

طبعاته :

١ ـ طبع في إسلامبول مصورة عن مخطوطة مكتبة بايزيد ، مع ترجمته باللغة التركية ، مطبوعة بحروف اللاتين.

٢ ـ ونشرت مجلة أخبار التراث الكويتية ، في عددها ١٥ ص ٢١ الصادرة في محرم ١٤٠٥ عن قول الأستاذ محمد زينهم محمد ، المحقق بدار المعارف في مصر أنه يعمل الآن في تحقيق كتاب القول المختصر في المهدي المنتظر.

٤٢٦ ـ القول الهمس في حديث رد الشمس

مخطوطة في مكتبة الأوقاف بالموصل ، من مذكرات الأستاذ محمد سعيد الطريحي حفظه الله.

حرف الكاف

٤٢٧ ـ كشف اللبس في حديث رد الشمس

للسيوطي ، جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الشافعي المصري (٨٤٩ ـ ٩١١ ه).

أوله : «الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد فإن حديث رد الشمس معجزة لنبينا (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، صححه الإمام أبو جعفر الطحاوي وعيره ... وهذا جزء في تتبع طرقه وبيان حاله ، سميته : كشف اللبس في حديث رد الشمس ...».

أقول : أما المؤلف فقد مر الايعاز إلى ترجمته في العدد ١٦ ص ١٥ عند ذكر


كتابه «العرف الوردي».

وأما كتابه «كشف اللبس» فقد ذكره هو في فهرس مؤلفاته في علم الحديث (٥١) وذكره خليفة في كشف الظنون ٢ / ١٤٩٤ قائلا : «ذكره في فهرست مؤلفاته في الحديث» وذكر أيضا في هدية العارفين ١ / ٥٤١ ، ودليل مخطوطات السيوطي : ٨٢ برقم ٢١٥ ، وقال الشهاب الخفاجي في نسيم الرياض ٣ / ١٢ : «إن السيوطي صنف في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها : كشف اللبس في حديث رد الشمس».

وأما حديث رد الشمس لعلي (عليه‌السلام) بدعاء النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فقد تقدمت الإشارة إلى بعض مصادره ومخرجيه وبعض الكتب المؤلفة فيه ، في العدد الثالث ص ٤٥ ـ ٤٨.

نسخة ضمن مجموعة في دار الكتب المصرية ، رقم ٣٢ مجاميع.

نسخة في المكتبة الوطنية في برلين ، رقم ٥ / ١٦٠٢.

٤٢٨ ـ كفاية الطالب

لصفي الدين محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي الزيدي ، المتوفى سنة ١٠٦٢ ه.

نسخة كتبت في رجب سنة ١٠٦٢ ه ، في مكتبة جامعة برنستون ، رقم ٣٨٥٢ كما ذكرها ماخ في فهرسها ص ٣٩٤.

٤٢٩ ـ كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب

لفخر الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي النوفلي الشافعي الكنجي ، نزيل دمشق ، المتوفى سنة ٦٥٨ ه.

__________________

(٥١) طبع هذا الفهرس عبد العزيز السيروان في متقدمة كتابه «معجم طبقات الحفاظ والمفسرين» والكتاب مسمى هناك برقم ١٩٣.


ترجم له البونيني في ذيل مرآة الزمان ١ / ٣٩٢ وقال : «كان رجلا فاضلا أديبا ، وله نظم حسن ...».

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٥ / ٢٥٤ وقال : «عني بالحديث وسمع ورحل وحصل ، وكان إماما محدثا ، لكنه كان يميل إلى الرفض! ...».

وترجم له ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٣ / ٣٨٩ بلقبه «فخر الدين» فقال : «فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمود (محمد) الجنزي ...».

ولم يعرف عنه الشئ الكثير ، وصاحب الترجمة هو مؤلفنا الكنجي ، فإن الجنزي معرب الكنجي ، و «جنزه» معرب «كنجة» وهي بلدة كبيرة بآذربايجان الشمالي ، وهي الآن في الاتحاد السوفيتي وتحت الاحتلال الروسي.

قال ياقوت في معجم البلدان : «جنزة ، بالفتح : اسم أعظم مدينة بأران ، وهي بين شروان وآذربايجان ، وهي التي تسميها العامة كنجة ...».

وأوفى ترجمة لمؤلفنا الكنجي وأوسعها هو ما كتبه زميلنا الفاضل الباحث العلامة السيد محمد مهدي الخرسان النجفي حفظه الله ورعاه في مقدمة كتاب «البيان» للكنجي ، هذا المطبوع في بيروت سنة ١٣٩٩ ه فهي ترجمة مستوفاة وموسعة في ٥٧ صفحة.

سبب تأليفه للكتاب وتأريخه :

قال المؤلف في مقدمة الكتاب : «أما بعد فإني لما جلست يوم الخميس لست ليال بقين من جمادى الآخرة ، سنة سبع وأربعين وستمائة بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ، ودار الحديث المهاجرية ، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وأرباب الحديث ، فذكرت بعد الدرس أحاديث وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت (عليهم‌السلام) ، فطعن بعض الحاضرين ، لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم!! وفي حديث عمار في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : طوبى لمن أحبك وصدق فيك :


فدعتني الحمية لمحبتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه من مشايخنا في البلدان ، من أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي (عليه‌السلام) ...».

وما إن صدر الكتاب إلا وانتشر واقتناه أعلام العصر وأفادوا منه ونقلوا عنه ، منهم السيد رضي الدين ابن طاوس ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ه ـ نقل عنه في كتاب «اليقين» وبهاء الدين علي بن عيسى الأربلي الوزير ـ المتوفى سنة ٦٩٢ ه ـ نقل عنه في كتابه «كشف الغمة» بعد ما قرأه عليه ورواه عنه ، قال في كشف الغمة : «ونقلت من كتاب (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) تأليف الشيخ الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي ، وقرأته عليه بأربل في مجلسين ، آخرهما الخميس سادس عشر جمادى الآخرة ، من سنة ثمان وأربعين وستمائة ، وأجاز لي ، وخطه بذلك عندي».

وقال : «وقد كنت ذكرت في المجلد الأول أن الشيخ أبا عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي عمل كتاب (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) وكتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه‌السلام) وحملهما إلى الصاحب السعيد تاج الدين محمد بن نصر بن صلايا العلوي الحسيني ، سقى الله عهده صوب العهاد ، فقرأنا الكتابين على مصنفهما المذكور ...».

مقتله :

ثم إن تأليفه لهذا الكتاب سبب اتهامه بالرفض ، والرافضي ومن ترفض لا بد وأن تكال له أنواع التهم ويباح دمه ، بل يجب قتله! قال أبو شامة في ذيل الروضتين ص ٢٠٨ : «وفي التاسع والعشرين من رمضان قتل بالجامع الفخر محمد بن يوسف الكنجي! وكان من أهل العلم بالفقه والحديث ، لكنه كان فيه كثرة كلام! وميل إلى مذهب الرافضة ، جمع لهم كتبا توافق أغراضهم ...».


مخطوطاته :

١ ـ مخطوطة في مكتبة رئيس الكتاب ، رقم ٧١٣ ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، مكتوبة في حياة المؤلف بخط جيد خشن. مقروءة عليه ، وصححها المؤلف على أصله ، في نهايتها إجازة من المؤلف لصاحب النسخة ولجماعة قرؤا عليه في سنة ٦٥٤ ه ، وهي في ٢٣٩ ورقة ، ذكرها زميلنا الدكتور رمضان ششن في نوادر المخطوطات العربية في تركيا ٢ / ٢٩٣.

٢ ـ وعلى هذه النسخة استنسخ المغفور له العلامة الشيخ علي بن محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي رحمه‌الله نسخة لنفسه في رحلته إلى الآستانة ، ذهب بها إلى النجف الأشرف وهي الآن في مكتبته العامة العامرة في النجف الأشرف ، فاستنسخ عليها جماعة نسخا متعددة.

٣ ـ مخطوطة في مكتبة الإمام الرضا (عليه‌السلام) في مشهد ، رقم ٧٨٧٩ ، كتبها محمد حسين بن زين العابدين الأرومي في النجف الأشرف على نسخة الشيخ كاشف الغطاء في سنة ١٣٤٩ ه.

٤ ـ نسخة في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، من كتب داماد إبراهيم ، رقم ٣٠٣.

٥ ـ نسخة بآخر مجموعة كتبت سنة ١٢٣٨ ه ، في مكتبة البرلمان الإيراني ، رقم ٢٧٢٨ ، مذكورة في فهرسها ٩ / ٦٦.

طبعاته :

١ ـ طبع في مصر في ١٦١ صفحة محذوف الأسانيد!

٢ ـ طبع في النجف الأشرف على نسخة الشيخ كاشف الغطاء ، من مطبوعات المطبعة الحيدرية سنة ١٣٥٦ ه ، بتحقيق العلامة المحقق السيد محمد صادق آل بحر العلوم النجفي رحمه‌الله ، المتوفى في ٢١ رجب سنة ١٣٩٩ ه.


٣ ـ طبع في النجف الأشرف ، من مطبوعات المطبعة الحيدرية أيضا سنة ١٣٩٠ ه ، وبتحقيق زميلنا الأستاذ الشيخ محمد هادي الأميني حفظه الله ورعاه ، وطبع معه كتاب «البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه‌السلام) للكنجي أيضا» وقد تقدم الحديث عنه في العدد الثاني فراجع.

٤ ـ طبع بالأوفسيت على هذه الطبعة الأخيرة سنة ١٤٠٤ ه من منشورات دار إحياء تراث أهل البيت (عليهم‌السلام) في طهران.

ولخصه القاضي جلال الدين علي بن الحسين بن محمد اليمني المسوري ، المتوفى سنة ١٠٣٤ ه ، بحذف أسانيده وسماه «العتاد المنجي من مناقب الكنجي» ولعله المطبوع في مصر باسم «كفاية الطالب» محذوف الأسانيد.

الذريعة ١ / ٢١٦ ، مطلع البدور مصادر الفكر العرب الإسلامي في اليمن : ٤٣٥ قال : «ومنه نسخة في المكتبة الغربية في الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ٣٩ مجاميع» خلاصة الأثر ٣ / ٥٥! طبقات الزيدية ملحق البدر الطالع : ١٦٤.

لمحمد بن شرف الدين اليمني المتوفى سنة ١٠١٦ ه : نظم كفاية الطالب هذا ، كما في مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٤٣٤.

٤٣٠ ـ كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب

لمحمد حبيب الله بن عبد الله الجكني اليوسفي المدني الشنقيطي ، من أساتذة كلية أصول الدين في جامع الأزهر.

مطبوع بالقاهرة سنة ١٣٥٥ ه.

ترجم له الزركلي في الأعلام ٦ / ٧٩ وعدد مؤلفاته ومنها كتابه هذا ، ذكره باسم «حياة علي بن أبي طالب».

وتقدم له : «أصح ما ورد في المهدي وعيسى» وهو مطبوع أيضا.

* * *


٤٣١ ـ كلام فاطمة في فدك (كتاب فيه ...)

لأبي الفرج الأصبهاني ، صاحب الأغاني ، وهو علي بن الحسين بن محمد الأموي القرشي ، ولد في أصفهان سنة ٢٨٤ ه ، وتوفي في بغداد سنة ٣٥٦ ه.

ترجم له الشيخ الطوسي رحمه‌الله في كتاب الفهرست ، برقم ٨٩٦ ، وعدد من كتبه كتاب «الأغاني ، ومقاتل الطالبيين ، وما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكتاب فيه كلام فاطمة في فدك ، ثم رواها عن أحمد بن عبدون عنه».

وترجم له ابن شهرآشوب في معالم العلماء ، برقم ٩٨٦ ، وعدد كتبه وذكر كتابه هذا.

٤٣٢ ـ كنز الحكمة ، شرح المائة كلمة

للفضل بن أحمد بن أبي طاهر.

كذا في فهرس مصورات جامعة طهران ، وأظن الصحيح : لأبي الفضل أحمد ابن أبي طاهر طيفور الكاتب الخراساني المرو الروذي ثم البغدادي ، المولود بها سنة ٢٠٤ ه ، والمتوفى سنة ٢٨٠ ه.

له ترجمة في تاريخ بغداد ٤ / ٢١١.

وهو تلميذ الجاحظ ، وراوي «المائة كلمة» عنه.

نسخة بخط مبارك بن أصيل بن محمد بن نجيب ، الملقب بالنجم القرطاسي ، فرغ منها ليلة الخميس ٢٩ ذي الحجة سنة ٦٨٦ ه ، ضمن مجموعة كلها بخطه ، وفيها خطبة لأمير المؤمنين (عليه‌السلام) ، والمجموعة في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، من كتب آيا صوفيا ، رقم ٢٠٥٢ ، من الورقة ١٣٣ ـ ١٦٣ ، وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفيلم ٢٧٠ ، ذكرت في فهرس مصوراتها ١ / ٤٤٧.

٤٣٣ ـ كنوز المطالب في فضائل بني أبي طالب

لابن سعيد المغربي ، وهو نور الدين أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك


ابن سعيد المغربي العماري العنسي المدلجي ، من سلالة عمار بن ياسر ، ولد في غرناطة سنة ٦١٠ ه (٥٢) وتوفي في تونس سنة ٦٧٣ ه (٥٣) أو سنة ٥٨٦ ه.

ترجم لنفسه في كتابه المغرب في أخبار المغرب ٢ / ١٧٨.

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٢٢ / ٢ ٢٥٣ ـ ٢٥٩ ترجمة حسنة وعدد بعض مؤلفاته وقال : «وكنوز المطالب في آل أبي طالب ، وملكته بخطه في أربع مجلدات» وأرخ وفاته في يوم السبت حادي عشر شعبان سنة ٦٧٣ ه ، وراجع المصادر المدرجة بهامشه.

وترجم له المقري في نفح الطيب في ٢ / ٢٦٢ ـ ٣١٨ بإسهاب.

وممن ينقل عن كنوز المطالب هو ابن حجر في «الصواعق ا» ص ١٥٤ ، والسمهودي في «جواهر العقدين».

٤٣٤ ـ الكواكب الدرية في المناقب العلوية

لشرف الدين محمود بن محمد بن محمد ين محمود الطالبي الهمداني الدركزيني القرشي الشافعي ، المتوفى سنة ٧٤٣ ه.

ترجم له الأسنوي في طبقات الشافعية ١ / ٥٥٥ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٦ / ١٣٩ ، وابن حجر في الدرر الكامنة ٥ / ١٠٦ وقال : «نسبة إلى دركزين ، قرية من همدان ، كان عالما فاضلا ... وكانت وفاته في شعبان سنة ٧٤٣ وهو في عشر المائة».

للبحث صلة ...

__________________

(٥٢) كما في بغية الوعاة ٢ / ٢٠٩ ، وفوات الوفيات ٣ / ١٠٣ وفيه أنه توفي في دمشق ، وراجع المصادر المذكورة بهامشه.

(٥٣) كما في حسن المحاضرة ١ / ٥٥٥ ، والإحاطة ٤ / ١٥٨١٥٢ وساق نسبه إلى عمار بن ياسر رضوان الله عليه ، وجاوزه إلى أدد ، وقال : «هذا الرجل وسطي عقد بيته وعلم أهله ودرة قومه ...» وأعلام الزركلي ٥ / ٢٦ ، والديباج المذهب ٢ / ١١٢ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٩٧.


فقه القرآن

في التراث الشيعي

(٤)

الشيخ محمد علي الحائري الخرم آبادي

(٢٣)

مفاتيح الأحكام في شرح آيات الأحكام

للسيد محمد سعيد بن سراج الدين قاسم بن الأمير محمد الطباطبائي القهبائي ، المتوفى سنة ١٠٩٢ ه.

ترجم له المولى الأردبيلي فقال : «جليل القدر رفيع المنزلة ، عالم فاضل كامل ، ورع صالح دين ، له تأليفات منها : مفاتيح الأحكام في شرح آيات الأحكام ، للفاضل الكامل العادل الرضي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي ، ورسالة في إحياء الموات ، وحاشية على حاشية الفاضل الزكي مولانا عبد الله على التهذيب في المنطق ، ولد في سنة اثنتي عشرة ، بعد الألف «وتوفي رحمه‌الله تعالى في سنة اثنتين وتسعين بعد الألف رضي الله عنه» (١).

وهو شرح بعنوان : (قوله ، قوله) على كتاب : «زبدة البيان في أحكام القرآن» للمولي الأردبيلي ، المتوفى سنة ٩٩٣ ه.

كشف الحجب والأستار : ١٢٦ رقم ٦٠٥ ، جامع الرواة ٢ / ١١٨ ، أعيان الشيعة

__________________

(١) جامع الرواة ٢ / ١١٨.


٩ / ٣٤٤ ، نجوم السماء : ٢٦٧ ، الذريعة ١ / ٤٢ و ١٣ / ٣٠٢ و ٢١ / ٢٩٩.

١ ـ نسخة عصر المؤلف ، تاريخ كتابتها سنة ١٠٧٤ ه ، في مكتبة الميرزا باقر القاضي التبريزي.

٢ ـ ونسخة عند الشيخ محمد صالح بن الشيح أحمد بن صالح آل طعان البحراني.

مذكورتان في الذريعة ٢١ / ٢٩٩.

٣ ـ ونسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم المقدسة ، برقم ٢١٤٠ ، تشتمل على كتاب الصوم إلى آخر الكتاب ، مذكورة في فهرسها ٦ / ١٥٠.

٤ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران ، برقم ٤٨٢٨ ، تاريخها ١٥ رمضان ١٠٧١ ه ، مذكورة في فهرسها ١٢ / ١٩٨.

(٢٤)

التعليقة على زبدة البيان في أحكام القرآن

للفيض الكاشاني ، المتوفى سنة ١٠٩٢ ه.

وهو : الفقيه المحقق ، والمحدث المدقق ، والمفسر الكبير ، والحكيم المتأله ، والأديب الشاعر ، والعارف السبحاني ، المولى محمد بن مرتضى الفيض الكاشاني ، من أكابر علماء الإمامية في القرن الحادي عشر ، ومن مفاخر الطائفة.

ذكر له هذه التعليقة على كتاب «زبدة البيان في أحكام القرآن» للمولى الأردبيلي ، المتوفى سنة ٩٩٣ ه ، صاحب الذريعة في ١٢ / ٢١ ، ولم نجد حتى الآن ذكرها في غيرها إلا أننا وجدنا نسخا من مخطوطات كتاب «زبدة البيان» عليها تعليقات من الفيض ، رحمه‌الله ، منها :

١ ـ نسخة في مكتبة سبهسالار في طهران ، برقم ١٤٦ ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٤.

٢ ـ نسخة أخرى فيها ، برقم ١٤٤ ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٤.


٣ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران ، برقم ٣٧٤٣ ، مذكورة في فهرسها ١٠ / القسم الرابع ، ص ١٧٢٦.

٤ ـ نسخة في مكتبة جامع كوهرشاد في مشهد ، برقم ٢٣٢ ، مذكورة في فهرسها ١ / ٢٠١.

(٢٥)

التعليقة على زبدة البيان في أحكام القرآن

للسيد الجزائري ، المتوفى سنة ١١١٢ ه.

وهو المحقق العلامة ، والمحدث البارع ، والأديب الكبير ، السيد نعمة الله بن عبد الله ابن محمد الموسوي الجزائري الشوشتري.

أثنى عليه صاحب الروضات فقال : «كان من أعاظم علمائنا المتأخرين ، وأفاخم فضلائنا المتبحرين ، واحد عصره في العربية والأدب والفقه والحديث ، وأخذ حظه من المعارف الربانية بحثه الأكيد وكده الحثيث ، لم يعهد مثله في كثرة القراءة على أساتيد الفنون ، ولا في كسبه الفضائل من أطراف الخزون بأصناف الشجون» (٢).

ذكر له هذه التعليقة على كتاب «زبدة البيان في أحكام القرآن» للمولى الأردبيلي ، صاحب الذريعة في ١٢ / ٢١ ، وهي مذكورة أيضا في كتاب «نابغة فقه وحديث» ص ٣٤.

(٢٦)

التعليقة على مشرق الشمسين

للشيخ سليمان بن عبد الله بن علي البحراني الماحوزي ، المعروف بالمحقق البحراني ، المتوفى حدود سنة ١١٢١ ه.

__________________

(٢) روضات الجنات ٨ / ١٥٠.


أثنى عليه صاحب اللؤلؤة فقال : «هذا الشيخ قد انتهت إليه رئاسة بلاد البحرين في وقته.

وقال تلميذه المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني في وصفه : كان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والدقة وسرعة الانتقال في الجواب والمناظرات وطلاقة اللسان ، لم أر مثله قط ، وكان ثقة في النقل ضابطا ، إماما في عصره ، وحيدا في دهره ، أذعنت له جميع العلماء ، وأقر بفضله جميع الحكماء ، وكان جامعا لجميع العلوم ، علامة في جميع الفنون ، حسن التقرير ، خطيبا ، شاعرا ، مفوها ، وكان أيضا في غاية الإنصاف ، وكان أعظم علومه الحديث والرجال والتواريخ» (٣).

ذكر له هذا الكتاب ، العلامة الطهراني في الذريعة ٦ / ٢٠١.

(٢٧)

التعليقة على زبدة البيان في أحكام القرآن

للمولى العلامة محمد بن عبد الفتاح التنكابني ، المشهور بسراب ، المتوفى سنة ١١٢٤ ه.

ترجم له الخوانساري فقال : «كان من أفاضل تلامذة سمينا الفاضل الخراساني ، ماهرا في الفقه والأصولين وعلم المناظرة وغيرها ، وله من المصنفات المشهورة كتابه الموسوم ب (سفينة النجاة) في أصول الدين وخصوما الإمامة ، وكتابه الآخر الموسوم ب (ضياء القلوب) بالفارسية ، في خصوص الإمامة وإثبات مذهب الحق في فرق هذه الأمة ...

ومنها : تعليقاته الرفيعة على كتاب (تفسير آيات الأحكام) للمقدس الأردبيلي ، وحواشيه المشهورة على (أصول المعالم) للشيخ حسن بن شيخنا الشهيد

__________________

(٣) لؤلؤة البحرين : ٧ و ٨.


الثاني ، وحواشيه على كتاب مدارك الفقه ، وحواشيه على (ذخيرة المعاد) لأستاذه المحقق السبزواري ، وعلى كتاب (شرح اللمعة) وغير ذلك.

ويروي عنه بالإجازة جماعة ، منهم : الشيخ زين الدين بن عين علي الخوانساري ، ومنهم : المولى محمد شفيع اللاهيجاني ، ومنهم : ولداه الفاضلان المولى محمد صادق والمولى محمد رضا ، وعندنا صورة إجازة بخطه الشريف لهؤلاء الثلاثة على سبيل الاشتراك ، وقد ذكر فيها رواية نفسه أولا عن المحقق السبزواري (١٤) ...

وتعليقته هذه على كتاب «زبدة البيان» للمحقق الأردبيلي ، المتوفى سنة ٩٩٣ ه مشهورة.

أولها : «بسملة ... قوله : بيانه أن الشيخ أبا علي رحمه‌الله قال في أول تفسيره : والتفسير معناه كشف المراد من اللفظ المشكل ...».

آخرها : فحينئذ لم يقبل خبر الفاسق بلا تثبت ، هذا آخر ما كتبه قدس سره».

روضات الجنات ٧ / ١٠٦ ، ريحانة الأدب ٣ / ٥ ، الفوائد الرضوية : ٥٥٠ ، الذريعة ٦ / ٩ ، بزركان رامسر ١ / ١٤٢.

١ ـ نسخة في مكتبة الوزيري في يزد ، برقم ١٢٩٠ ، كتبها المولى محمد صادق ابن المؤلف ، عن نسخة الأصل في أصفهان في سنة ١١٢٨ ه ، مذكورة في فهرسها ٤ / ١٤٠٦.

٣ ـ نسخة في مكتبة الدكتور علي أصغر المهدوي ، ضمن مجموعة برقم ٥٩٢ / الكتاب العاشر ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ، ٢ / ١٢٥.

٤ ـ نسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامد في قم ، برقم ٤٩٣٢ ، كتبت في

__________________

(٤) روضات الجنات ٧ / ١٠٦ و ١٠٧.


عصر المؤلف وعليها علامة التصحيح ، مذكورة في فهرسها ١٣ / ١٢٧.

(٢٨)

التعليقة على مسالك الأفهام في آيات الأحكام

لمولانا العلامة الميرزا عبد الله بن عيسى التبريزي الأصفهاني ، المشتهر بالأفندي ، المتوفى حدود سنة ١١٣٠ ه.

وهو العلامة في العلوم العقلية والنقلية ، ومن أعاظم علماء الإمامية في القرن الثاني عشر الهجري.

أثنى عليه كل من ذكره ، فقال السيد عبد الله الجزائري : «كان فاضلا ، علامة ، محققا ، متبحرا ، كثير الحفظ والتتبع ، مستحضرا لأحكام المسائل العقلية والنقلية ، يروي عن المولى المجلسي» (٥).

تخرج على يد العلامة المجلسي ، بي المولى محمد باقر السبزواري ، والمحقق الخوانساري ، والمولى الميرزا محمد الشيرواني ، وآخرين.

وقال الخوانساري : «كان رحمه‌الله من علماء زمان مولانا المجلسي الثاني قدس‌سره الرباني ، بل من جملة فضلاء حضرته المقدسة ، بل بمنزلة خازن كتبه ، الغير المفارق مجلسه ومدرسه ، وقد أشير في تضاعيف كتابنا هذا إلى كثير من أحواله ، في ضمن تراجم أساتيده الأجلة ... وله بصيرة عجيبة بحقيقة أحوال علماء الإسلام ، ومعرفة تامة بتصانيف مصنفيهم الأعلام» (٦).

له مؤلفات كثيرة في الفقه والحديث والتفسير والعلوم العقلية والرجال والتراجم ، كرياض العلماء وحياض الفضلاء ، وغيرها.

ومنها تعليقته النفيسة هذه على كتاب «مسالك الأفهام في آيات الأحكام»

__________________

(٥) الإجازة الكبيرة : ١٤٦.

(٦) روضات الجنات ٤ / ٢٥٥.


للفاضل الجواد الكاظمي.

أولها : «ليس مراده أن أحدا لم يصنف كتابا في جمع آيات الأحكام وتفسيرها ، فإن جماعة من العلماء ممن سبقه من المتقدمين والمتأخرين ألفوا في هذا المعنى كثيرا ، ذكرناهم في كتاب رجالنا ، بعضهم بالفارسية وبعضهم بالعربية ... بل غرضه أن كتابا على هذه الوتيرة من البسط والجامعية والتنقيح والتحقيق لم يؤلفه أحد».

آخرها : «تم على يد العبد الجاني الفاني الراجي رحمة الله ، ابن المرحوم عيسى بيك ، عبد الله ، عصر يوم الخميس سادس شهر جمادى الأولى ، يوم نيروز الفرس ، سنة ثمان وتسعين بعد الألف من الهجرة النبوية المصطفوية عليه وعلى آله ألف ألف تحية ، حال تحويل الحمل في بلدة زينان حفت عن طوارق الحدثان ، أوان توجهنا إلى تقبيل عتبة مولانا علي بن موسى الرضا عليه التحية والثناء».

رياض العلماء وحياض الفضلاء ٣ / ٢٣٢ ، ريحانة الأدب ١ / ١٦٣ ، الذريعة ٦ / ١٩٩ ، أعيان الشيعة ٨ / ٦٤.

نسخة منها كتبها بخطه الشريف على حاشية كتاب مسالك الأفهام الموجود في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٢٦٩٧ ، مذكورة في فهرسها ٧ / ٢٦٩.

(٢٩)

إيناس سلطان المؤمنين

باقتباس علوم الدين من النبراس المعجز المبين

للسيد محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم الدين الموسوي العاملي الكركي ، المعروف بمحمد بن حيدر العاملي المكي ، المتوفى سنة ١١٣٩ ه.

أثنى عليه صاحب «نزهة الجليس» فقال : «قاموس العلم الزاخر ، يلفظ إلى ساحله الجوهر الثمين الفاخر ، وشمامة أهل الحجاز حقيقة لا مجاز فاضل .. بأحاديث فضله تضرب الأمثال ، ومجتهد .. رحلة إلى بابه تشد الرحال ، وبليغ .. تفرد بالبلاغة ، وأديب ألمعي صاغ النظم والنثر أحسن صياغة ، حاز العلوم والشرف الباهر وورث


الفخار كابرا عن كابر ، له التصانيف العديدة المشهورة المفيدة ...» (٧).

وقال صاحب اللؤلؤة : «وكان هذا السيد فاضلا محققا مدققا ، حسن التعبير والتقرير ، وقفت له على كتاب في آيات القرآن من تصانيفه ، فإذا هو يشهد بسعة باعه ، ووفور اطلاعه على مذاهب العامة والخاصة وتحقيق أقوالهم ، سلك في ذلك الكتاب مسلكا غريبا ، يتكلم فيه على جميع العلوم ، اشتمل على أبحاث في ذلك شافية مع علماء العامة ـ إلى أن قال : ـ والكتاب المذكور مجلد وهو لم يتم ، ولا أعلم أنه الذي خرج من التصنيف خاصة أم بعده مجلدات أخر» (٨).

وقال المصنف في شأن كتابه هذا في مقدمته : «وهو المصنف في آيات الأحكام ، الفائق كل مصنف على مرور الأيام ... لأنه جمع إلى آيات الأحكام الفقهية كل آية يستفاد منها مسألة أصول العقائد الكلامية وأصول الفقه من القواعد العربية ، أو العقلية ، أو النقلية ، مع بسط وتوسع وتحقيق في الاستدلال».

لؤلؤة البحرين : ١٠٤ ، تكملة أمل الآمل : ٣٥٩ ، مرآة الكتب ٢ / ٤ ، كشف الحجب والأستار : ١٢٦ الرقم ٦٠٣ ، نجوم السماء : ٢٣٣ ، الفوائد الرضوية : ٥٦٧ ، الذريعة ١ / ٤١ و ٢ / ٥١٧.

نسخة من المجلد الأول في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران ، برقم ٣٩٠٢ ، مذكورة في فهرسها ١٠ / القسم الرابع / ص ١٩٢٦.

أولها : «بسملة ، بعد حمد الله ... أتم محامده الوفية الصفية على الدولة العلية العلوية الصفوية».

آخرها : «وهو مختلف ، في ثبوته لمن قال أبو حيان من تفسير البحر».

* * *

__________________

(٧) نزهة الجليس :

(٨) لؤلؤة البحرين : ١٠٤.


(٣٠)

تحصيل الاطمئنان في شرح زبدة البيان في أحكام القرآن

للأمير محمد إبراهيم ابن الأمير معصوم ابن الأمير فصيح ابن الأمير أولياء الحسيني التبريزي القزويني ، المتوفى سنة ١١٤٩ ه (٩).

أثنى عليه العلامة الأمين نقلا عن ولده في كتاب " اللآلئ الثمينة " في ترجمته فقال : «كان علامة دهره ، وفهامة عصره في فنون كثيرة ، عمدة الأماثل وقدوة الأفاضل ، ثقة وأي ثقة ، معرضا عن الدنيا ، زاهدا في مالها جاهها ، مختارا للعزلة والقناعة ، مقبلا على أخراه ... وفضائله لا تحصى ، ومن مؤلفاته «شرح آيات الأحكام ، للأردبيلي» لم يتم ، عرض مجلدا منه على أستاذه جمال المحققين ، فاستحسنه وكتب بخطه على ظهره : قد أوقفني رائد النظر على مواقف هذه الحواشي الشريفة والتعليقات المنيفة ، فوجدتها لما فيها من تبيان الدقائق وتكثير الفوائد على تفسير زبدة البيان ، كحواشي الأهداب على الأجفان ، وقد أحسن جامعها ـ جمع الله شمله ـ في تأليفاته ، وأجارد ـ وحق له الاحسان ـ فيما حقق وأفاد ، أدام الله تعالى تأييده ، وأجزل أجره وتوفيقه ، وكتب ذلك الفقير إلى الله الباري جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري أوتيا كتابهما يمينا ، وحوسبا حسابا يسيرا ، في شهر جمادى الثانية سنة ١١١٧ ه.

وقال الشيخ عبد النبي القزويني في «تتمة أمل الآمل» : بحر متلاطم مواج ، ما من علمي إلا وقد نظر فيه وحصل منه ، كان في خزانة كتبه زهاء ألف وخمسمائة كتاب في أنواع العلوم» (١٠).

وكتابه هذا مبسوط ، برز منه مجلد كبير إلى أواسط كتاب الصلاة.

أوله : «توجهنا إلى حريم أنسك ، يا من ليس لإدراك كنه صفاته سبيل ،

__________________

(٩) وقيل : توفي سنة ١١٤٠ و ١١٤٥. ١١٤٨ ه.

(١٠) أعيان الشيعة ٢ / ٢٢٧.


وتوسلنا إلى قديم قدسك يا من تنزهت كلماته المحكمة من التأويل والتفسير ، معترفين بالعجز عن حمدك بزبدة البيان».

تتميم أمل الآمل : ٥٣ ، نجوم السماء : ٢٥٠ ، أعيان الشيعة ٢ / ٢٢٨ ، ريحانة الأدب ٤ / ٤٥٠ ، الذريعة ٣ / ٣٩٦.

١ ـ النسخة الأصلية التي عليها تقريظ أستاذه المحقق آقا جمال الدين الخوانساري بخطه ، عند أحفاده بقزوين ، مذكورة في الذريعة ٣ / ٣٩٦.

٢ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران ، برقم ٥٥٥٣ ، من القرن الثاني عشر الهجري ، مذكورة في فهرسها ١٦ / ٤١٥.

٣ ـ نسخة في مكتبة الغرب «مدرسة الآخوند» في همدان ، مذكورة في فهرسها : ٧٠.

(٣١)

التعليقة على زبدة البيان في أحكام القرآن

للأمير بهاء الدين محمد ابن الأمير محمد باقر المختاري الحسيني النائيني السبزواري ، المتوفى أواسط القرن الثاني عشر الهجري.

ترجم له صاحب الروضات ، فقال : «كان من العلماء الأعيان ، الفقهاء الأركان ، أديبا ماهرا ، وجليلا كابرا ، حكيما متكلما ، جيد العبارة ، طيب الإشارة ... وله الرواية بالإجازة عن صاحب البداية المتقدم ذكره بالإطالة والوجادة ، ويستفاد من بعض مؤلفاته الشريفة أنه كان باقيا في حدود المائة والثلاثين ، وقيل توفي فيما بينه وبين الأربعين ، ودفن في دار السلطنة بأصفهان» (١١).

ذكرها في الذريعة ٦ / ٩ الرقم ١٦ ، نقلا عن فهرس تصانيف المؤلف.

__________________

(١١) روضات الجنات ٧ / ١٢١.


(٣٢)

قلائد الدرر في بيان آيات الأحكام بالأثر

للمحقق المدقق ، الشيخ أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي الجزائري ، المتوفى سنة ١١٥١ ه.

ترجم له آل محبوبة فقال : «من مشاهير علماء الشيعة ، والمقدمين من رجالها ، حاز سمعة طائلة في العلم والفضل ، وشهرة واسعة في التحقيق والتدقيق ، ذكر في كثير من كتب التراجم والإجازات.

قال الشيخ عبد النبي في التكملة : كان فقيها ماهرا ، وعالما باهرا ، وبحرا زاخرا ، ذا قوة متينة وملكة قوية ، سمعت مشايخنا يثنون عليه بالفضل ويمدحونه بالفقه ... ، وعبر عنه في المستدرك بخاتمة المجتهدين ، الأستاذ الفاضل.

وقال بعض معاصريه : قام مقام شيخه أبو الحسن الشريف ، لأنه كان الفقيه الأفقه ، والمحدث الورع ، العالم العلامة ، النحرير الفهامة في زمانه.

يروي قراءة وسماعا عن الشيخ حسين بن الشيخ عبد علي الخمايسي النجفي ، والأمير محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي ، المتوفى سنة ١١١٦ ه ، والمولى محمد نصير.

ويروي إجازة عن المولى محمد مؤمن الحسيني الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٨٨ ، والشيخ عبد الواحد البوراني النجفي ، والشيخ أحمد بن محمد بن يوسف البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٢.

ويروي قراءة وسماعا وإجازة عن المولى أبي الحسن الشريف الفتوني النجفي.

ويروي عنه ولده الشيخ محمد ، والسيد نصر الله الحائري ، والسيد عبد الله ابن علوي البلادي البحراني ، والسيد عبد العزيز بن أحمد النجفي ، والسيد صدر


الدين القمي ، والسيد شبر ، والشيخ عبد الله بن صالح البحراني (١٢).

له آثار قيمة في الفقه والحديث والتفسير. منها : كتابه القيم (قلائد الدرر في تفسير آيات الأحكام بالأثر).

تتميم أمل الآمل : ٥٩ ، روضات الجنات ١ / ٨٦ ، إيضاح المكنون ١ / ٥ ، هدية العارفين ١ / ١٧٢ ، كشف الحجب والأستار : ١٢٦ ، لؤلؤ البحرين : ١١٢ ، نجوم السماء : ٢٣٥ ، الفوائد الرضوية : ١٤ ، أعيان الشيعة ١ / ١٢٧ ، مرآة الكتب ٢ / ٤ ، الذريعة ١٣ / ١٥٦ و ١٧ / ١٦١ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٥٩ ، معجم المؤلفين ١ / ١٦٣ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ١» ٩٥.

١ ـ نسخة الأصل عند أسرته في النجف الأشرف ، على ما ذكره العلامة الطهراني في «طبقات أعلام الشيعة ، الضياء اللامع في القرن التاسع» : ١٦٢.

٢ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى ، كتبها علوان بن حسن في سنة ١٢٦٩ ه ، صححها حفيد المؤلف على نسخة المصنف وعلى النسخة المصححة الأخرى ، مذكورة في فهرسها ٧ / ٢١٧.

وفي آخر هذه النسخة كتب حفيد المؤلف ، ما يلي : «بسم الله تعالى ، قد قوبلت هذه النسخة على مسودة المصنف جدي قدس‌سره أولا ، ثم قابلتها ثانيا على مبيضة قد صححها جدي المصنف بيده ، وجعل فيها زيادات على المسودة بخط يده رحمه‌الله ، وهذه النسخة كتبت على المبيضة المذكورة وصححت أولا على المسودة ، ثم صححتها ثانيا على المبيضة المزبورة ، فكل زائد في المبيضة بخط المصنف أبقيته في هذه النسخة ، فحاصل ذلك كل ما في هذه النسخة بخط المصنف ، والإنسان غير معصوم ، كتبه الأقل ... مهدي بن شيح محمد صالح الجزائري».

طبع في طهران سنة ١٣٢٧ ه ، على الحجر ، بالقطع الرحلي ، وفي النجف

__________________

(١٢) ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٨١ و ٨٢.


الأشرف سنة ١٣٨٣ ه على الحروف في ثلاثة أجزاء (١٣).

(٣٣)

التعليقة على مشرق الشمسين

للمولى إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني ، المشهور بالخواجوئي ، المتوفى سنة ١١٧٤ ، أو ١١٧٧ ه.

ترجم له الخوانساري وأثنى عليه وقال : «كان عالما بارعا ، وحكيما جامعا ، وناقدا بصيرا ، ومحققا نحريرا ، من المتكلمين الأجلاء ، والمتتبعين الأدلاء ، والفقهاء الأذكياء ، والنبلاء الأصفياء ، طريف الفكرة ، شريف الفطرة ، سليم الجنبة ، عظيم الهيبة ، قوي النفس ، نقي القلب ، زكي الروح ، في العقل ، كثير الزهد ، حميد الخلق ، حسن السياق ، مستجاب الدعاء ، مسلوب الادعاء ، معظما في أعين الملوك والأعيان ، مفخما عند أولي الجلالة والسلطان ، حتى أن نادر شاه ـ مع سطوته المعروفة ، وصولته الموصوفة ـ كان لا يعتني من بين علماء زمانه إلا به ، ولا يقوم إلا بإذنه ، ولا يمتثل إلا أمره ، ولا يحقق إلا رجاه ، ولا يسمع إلا دعاه ، وذلك لاستغنائه الجميل عما في أيدي الناس ، واكتفائه بالقليل من الأكل والشرب واللباس ، وقطعه النظر عما سوى الله ، وقصده القربة فيما تولاه» (١٤).

وقال أيضا : «وقد تلمذ عنده جملة من مشايخ أشياخنا الأعيان المتقدمين ، كالمولى مهدي النراقي الكاشاني ، والآقا محمد البيدآبادي الجيلاني ، الميرزا أبي القاسم المدرس الأصفهاني ـ أستاد جدنا الأمير أبي القاسم الخوانساري ـ والمولى محراب الحكيم العارف المشهور» (١).

له مؤلفات قيمة في شتى العلوم ، من الفقه والحديث والتفسير والفلسفة

__________________

(١٣) فهرس المطبوعات العربية ـ للمشار ـ : ٧١٢.

(١٤) روضات الجنات ١ / ١١٤.

(١٥) روضات الجنات ١ / ١١٩.


والعقائد ، منها : تعليقاته الأنيقة على كتاب «مشرق الشمسين» للشيخ بهاء الدين العاملي.

أولها : «وبعد ، فلما كان كتاب مشرق الشمسين وإكسير السعادتين ، للشيخ العلامة بهاء الدين محمد العاملي عليه الرحمة ، كتب عليه المولى الأولى الجليل الرباني مولانا إسماعيل المازندراني الشهير بالخواجوئي ـ قدس‌سره ـ تعليقات شريفة أحببت جمعها وتدوينها في هذا الكتاب ، والله الموفق للصواب ... قوله رحمه‌الله في ديباجة الكتاب ، وفقه الله للعمل في يومه لغده».

آخرها : «وقد روي عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) أنه كان يتطيب به وكان أحب الطيب إليه ، وقد سبق النص ، والله يعلم. إسماعيل المازندراني ، انتهت تعليقاته رحمه‌الله على كتاب مشرق الشمسين ، بقلم جامعها من خطه الشريف رحمه الله تعالى في يوم الأحد ٢٥ شوال المكرم ١٢٧٢ ، وأنا العبد محمد بن زين العابدين المرعشي الموسوي عفي عنهما».

نسخة منها في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، ضمن مجموعة ٥٤٦٧ برقم ٤ ، مذكورة في فهرسها ١٤ / ٢٥٠.

(٣٤)

التعليقة على زبدة البيان في أحكام القرآن

للمولى إسماعيل الخواجوئي ، المذكور آنفا.

مذكورة في : الذريعة ٦ / ١٠٣ ، روضات الجنات ١ / ١١٨ ، ريحانة الأدب ٢ / ١٠٥ ، وأعيان الشيعة ٣ / ٤٠٣.

للبحث صلة ....


الإمامة

تعريف بمصادر الإمامة عند الإسلاميين

عبد الجبار الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم

تبعا لتنوع الموقف من قضية الإمامة تعددت المذاهب والفرق في الإسلام ، وفي طول التاريخ الإسلامي كانت الإمامة محورا للصراع الفكري والسياسي والقتال العقائدي بين المسلمين ، بل لم تستهلك مقولة في الإسلام من الجهد الفكري والسياسي القدر الذي استهلكته الإمامة ، حتى قال الشهرستاني في الملل والنحل : «وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة» إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة.

وعندما نلقي نظرة على التاريخ سنجد أن فرق المسلمين الكبرى اختلفت في الأصل حول الإمامة ، ثم ما برح هذا الاختلاف أن أضحى أساسا لكل مظاهر الخلاف الأخرى.

وأصل الخلاف حول الإمامة ، هو في تحديد الموقف بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) وخلافته في دوره الرسالي في الحكم وحياة الناس وإمامة الحياة ، فقد اقترن مصطلح «الخلافة» في التراث السياسي الإسلامي بالتجربة العملية للحكم التي ظهرت فجأة بعد وفاة الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) واستمرت حتى سقوط


الدولة العثمانية ، حيث يبدأ التسلسل التاريخي منذ وفاة الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم) ب : الخلفاء الراشدين ، ثم الخلفاء الأمويين ، ثم الخلفاء العباسيين ، ثم الخلفاء العثمانيين.

فصار «الخليفة والخلافة» عنوانا لهذا الخط الذي حكم المسلمين فعلا ، فيما ظل مصطلح الإمامة عنوانا لشكل الحكم الذي حدده الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته بنصه على الأئمة الاثني عشر من ذريته (عليهم‌السلام).

وتبنى أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم‌السلام) الإمامة ، وتميزوا بها حتى صار اسم «الإمامية» علما عليهم.

تراث الفكر الإسلامي في الإمامة

توزع البحت حول ، النظام السياسي في الإسلام بين حقلين من حقول التراث الإسلامي ، فقد اهتمت البحوث الكلامية والعقائدية بدراسة الإمامة ، بينما عرضت المدونات الفقهية لمباحث من نظام الحكم والإدارة ، واختص بعض المدونات الفقهية بنظم الدولة الإسلامية وما اصطلح عليه بالأحكام السلطانية.

فنجد القاضي أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم ، المتوفى سنة ١٩٢ ه ، أفرد لنظم الدولة الإسلامية كتابا بعنوان «الخراج» وهو من أقدم المدونات في موضوعه أل وصلت لنا ، حيث عرض هذا الكتاب للنظام المالي للدولة الإسلامية ، وإلى جانب موضوعه الأساسي تحدث عن : الجنايات والعقاب عليها ، والحكم في المرتد ، وقتان أهل الشرك والبغي ، وأرزاق القضاة والعمال.

وكان هذا العنوان «الخراج» عنوانا لكتاب آخر ، لفقيه عاصر أبا يوسف ، هو يحيى بن آدم القرشي ، المتوفى سنة ٢٠٤ ه ، وفي نفس الفترة ـ تقريبا ـ كتب أبو عبيد القاسم بن سلام ، المتوفى سنة ٢٢٤ ه كتابه «الأموال».

وظهر عمل اهتم بجانب آخر من نظم الدولة الإسلامية ، حيث كتب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني ، المتوفى سنة ١٨٩ ه كتابا في العلاقات الدولية ونظم الحرب


في الإسلام في كتابه «السير الكبير» الذي شرحه الفقيه الحنفي السرخسي ، ورد عليه القاضي أبو يوسف في «الرد على سير الأوزاعي».

ثم تطور البحث في نظم الدولة الإسلامية بعد قرنين من الزمان ، فظهرت كتب عالجت تلك النظم بشمول ، فكتب القاضي أبو الحسن الماوردي ، المتوفى سنة ٤٥٠ ه كتاب «الأحكام السلطانية» كما كتب القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء ، المتوفى سنة ٤٥٨ ه كتابا بنفس العنوان.

كما اهتمت بعض الكتب بالبعد التاريخي لنظم الدولة الإسلامية ، ككتاب «الوزراء والكتاب» للجهشياري ، المتوفى سنة ٣٣١ ه ، وكتاب «تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء» لهلال الصابئ ، المتوفى سنة ٤٤٨ ه ، وكتاب «الولاة وكتاب القضاة» لأبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي ، المتوفى سنة ٣٥٠ ه.

إلا أن التصنيف في حقل النظم الإسلامية كان نصيبه ضئيلا بالقياس للحقول الأخرى في العلوم الإسلامية وبقية فروع الفقه الإسلامي.

كما أن المدونات ـ المارة الذكر ـ سعت لتبرير الواقع الذي مثله سلاطين الجور في التاريخ الإسلامي ، وساهمت بتسويغ المظالم الفضيعة التي ارتكبها الطواغيت ، فأضحى الموقف الفقهي فيها أسيرا للواقع السياسي وأعيد بناء النظرية الإسلامية بعيدا عن مصادر الإلهام والأصول الأساسية للإسلام المتمثلة بالقرآن الكريم والسنة الشريفة.

وقد اشتملت تلك المدونات على آراء منكرة غريبة عن روح الشريعة ، ومناقضة لمنطق القرآن والاتجاه العام في الإسلام القائم على تبني قضية العدالة ، وإقامة الحق ، والدفاع عن الحفاة والمستضعفين ، ومن أبرز هذه الآراء النص على وجوب طاعة السلطان الجائر الفاسق ، ولعل السبب في غلبة الاتجاه المذكور في هذه المدونات هو أنها كتبت في بلاطات السلاطين ، واستجابة لأوامر خلفاء الجور. وتلبية لنزواتهم ، أو تزلفا لهم.

تلك هي حكاية ولادة التنظير لنظم الدولة الفقه الإسلامي السني ، هذه


الولادة التي أسهمت في تخدير المسلمين وتفتيت روح المقاومة والثورة لديهم ، وإقصاء الإسلام الأصيل عن المسرح السياسي أخيرا.

أما في فقه مدرسة أهل البيت «الفقه الجعفري» فقد تأخرت عملية التدوين الفقهي في نظم الدولة الإسلامية كثيرا ، بل نستطيع القول بأن التدوين المستقل في ذلك لم يظهر حتى القرن الرابع عشر المجري ، مع وجود بعض الأحكام المتناثرة التي مثلت فصولا وأبوابا من بعض المصنفات الفقهية القديمة ، فمثلا نجد الشيخ الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه يفرد أبوابا مستقلة في كتابه «المبسوط» لأحكام البغاة والمرتدين وأهل الذمة والجزية.

واستطاع الشيخ النراقي في كتابه «عوائد الأيام» تحقيق نقلة نوعية في صياغة واكتشاف نظام الحكم في الإسلام ، عصر غيبة المعصوم (عليه‌السلام) المتمثل بولاية الفقيه ، وتعتبر محاولته هذه بحق خطوة متقدمة لتأسيس مشروع منهجي للبحث في نظم الدولة الإسلامية في الفقه الجعفري.

ولم يشأ الفقه لدينا من تجاوز الحالة هذه حتى اليوم ، لولا محاولات بعدد الأصابع توجها في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري الإنجازان المتميزان اللذان تقدم بهما السيد الإمام الخميني رضوان الله عليه في بناء الهيكل التام لنظرية ولاية الفقيه ، التي أهمل بحثها منذ عصر الشيخ النراقي المتميز في القرن الثالث عشر الهجري ، والسيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه في مشروعه العملاق لتفقيه النظم الإسلامية ، والذي لم ير النور منه إلا المذهب الاقتصادي في الإسلام ، إذ حالت الظروف التي عاشها الشهيد الصدر في النجف الأشرف بينه وبين إنجاز الخطوات الأخرى في مشروعه ولم يتمكن إلا من كتابه «اقتصادنا» الذي تفرد بكونه أنضج وأعمق وأدق محاولة لاكتشاف نظام الإسلام الاقتصادي تسطرها يراعة فقيه مسلم حتى الآن.

وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى الإشكالية التي تخلف فيها فقه مدرسة أهل البيت (عليهم‌السلام) عن العطاء في هذا الحقل الأساسي في حياة الأمة ، مع


اغتناء التجربة الفقهية لهذه المدرسة في الحقول كافة ، وتجذر هذه التجربة وامتدادها رأسيا وأفقيا في عصر غيبة المعصوم (عليه‌السلام).

ولأجل استكناه السر في هذه المسألة لا بد من وقفة متأملة وقراءة واعية في التاريخ السياسي والاجتماعي الذي تقلب فيه الشيعة منذ القرن الهجري الأول ، حيث عاش الشيعة وضعا أمنيا وسياسيا خاصا تفردوا به بشكل خاص من بين كل المسلمين ، فقد أقصي أبناء الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله) من الأئمة (عليهم‌السلام) عن إمامة المسلمين ، وطرد الشيعة تبعا لأئمتهم من المؤسسة السياسية ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، وإنما تعرضوا لحملات قتل وحشي وإبادة جماعية فضلا عن التشريد والتجويع ، وباتت حرماتهم عرضة للانتهاك في أي لحظة ، وأخذ الحكام الطغاة يحصون عليهم أنفاسهم ويلاحقونهم ويسجنونهم ويفتكون بهم على الظنة والتهمة ، ويراقبون نشاطهم عن كثب بحثا عن موقف أو تفكير أو كتابة سياسية مناوئة للنظام ، والتاريخ حافل بسرد نماذج متنوعة من صور الاضطهاد السياسي والقمع العقائدي الذي امتحن به أتباع أهل البيت (عليهم‌السلام) في التاريخ ، ويمكن ملاحظة «مقاتل الطالبيين» لأبي الفرج الأصفهاني للتعرف على أساليب القمع الوحشي الذي راح ضحيته أتباع آل أبي طالب (عليهم‌السلام).

في مثل هذه الظروف كيف يتمكن الفقيه الشيعي من بلورة نظرية الحكم في عصر الغيبة؟! تلك النظرية التي تنسف الأساس المزيف لولاة الجور الذين تسلطوا على المجتمع الإسلامي ، وكيف يستطيع هذا الفقيه من صياغة النظام المالي في الدولة الإسلامية ، ذلك النظام الذي يفضح اللصوصية التي تتمثل بانتهاب أموال المسلمين من قبل السلاطين؟!!

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لم مجد الفقه الجعفري حاجة عملية للبحث في نظم الدولة ، ما دامت السلطة الحاكمة لا تعترف بشرعية ذلك الفقه ، بل يتعرض للتصفية الجسدية من يعلن موقفا فقهيا مخالفا للسلطان ، كما حصل للشهيدين ، الشهيد محمد بن مكي العاملي ، المعروف بالشهيد الأول ، المقتول سنة ٧٨٦ ه ، والشهيد زين


الدين الجبعي العاملي ، المعروف بالشهيد الثاني ، المقتول سنة ٩٦٥ ه ، اللذين قدما حياتهما ثمنا لمواقف فقهية معارضة لسلاطين عصرهم.

وهكذا تراجعت عملية تفقيه نظم الدولة في الفقه الجعفري ، إذ ما هي ثمرة البحث التي تكون نتيجتها في أفضل الأحوال أن يبقى ذلك البحث أفكارا نظرية ، وتقف الحواجز والسدود دون تطبيقه؟!

فإقصاء الفقه والفقيه الشيعي عن شؤون الحكم والمجتمع أنتج فقها غزيرا عميقا تركز على الاهتمام بالفرد والتشريع والاستنباط لحل المشكلات الشخصية ، وتحديد مواقف الأشخاص وتوجيه سلوكهم بما يطابق أحكام الإسلام.

وبذلك توارت عملية التنظير الفقهي للنظم الإسلامية في الفقه الجعفري ، ولم يتغلب هذا الفقه حتى اليوم على الأسلوب التجزيئي ، الذي ألف السير عليه في ظل ظروف قاهرة أرغمته على ذلك ، ولكن بعض الأعمال على طريق فقه البرامج وفقه الدولة حققت نقلة نوعية في طريق الانتقال لفقه النظم وإعادة اكتشاف النظريات الأساسية التي تحدد مواقف الشريعة الإسلامية من قضايا الدولة والمجتمع ، ويتفرد فقه مدرسة أهل البيت (عليهم‌السلام) في اختزانه لإمكانات وثروات تشريعية لا تنضب ، بفعل الوفر العظيم مما بيده من نصوص المعصومين (عليهم‌السلام) ، وديمومة الاجتهاد وتواصله منذ انتهاء عصر النص وغيبة الإمام المهدي (عليه‌السلام) حتى اليوم ، مما سيوفر له طاقات كبيرة لبلوغ المرحلة المرتقبة.

بينما نجد التدوين في الإمامة قد سبق التدوين في نظم الدولة الإسلامية زمنيا كما سنلاحظ في ما عرضناه من مصادرها الأولى التي كتبت في القرنين الأول والثاني الهجريين ، كما أن ما كتب حول الإمامة تجاوز في كميته مئات المرات ما كتب حول نظم الدولة الإسلامية ، فترى كتاب الإمامة لفلان ثم نقضه لفلان ثم نقض نقضه وهكذا.

ومما سنلاحظ غزارة إنتاج الشيعة في موضوع الإمامة ، في حين ندر إنتاجهم الخاص في نظم الدولة الإسلامية ، وذلك يعود لأسباب عقائدية وسياسية فرضت عليهم


ذلك كما سبقت الإشارة إليها ، لأن الإمامة تمثل الركيزة الأساسية في عقيدة التشيع ، وهي سبب ظلامتهم في التاريخ ، فوجدوا أنفسهم معنيين بتبيان معالم الحق وإيضاح نظرية السلام الأصيلة ، فانبروا مدافعين عن أطروحة الإمامة بفكرهم وأرواحهم فكانوا ضحايا العقيدة في التاريخ الإسلامي ، وما زال السيف يلاحقهم بسبب اعتقادهم بالإمامة ورفض إمامة الطغاة الجبارين.

وفي عملنا هذا اقتصرنا على التعريف بمصادر الإمامة في الإسلام ، دون مصادر نظم الدولة الإسلامية التي أفردنا لها أعمالا مستقلة أخرى.

ملاحظات

١ ـ تم ترتيب المداخل ـ هجائيا ـ تبعا لاسم الكتاب أو البحث ، ثم دونت بعد ذلك البيانات الأخرى : اسم المؤلف ، مخطوطات الكتاب ، طبعات الكتاب ، ثم ذكرت المراجع من كتب الرجال والتراجم والفهارس التي ذكرت الكتاب تحت عنوان «أنظر» ولذلك أهملنا ذكر محتويات الكتاب والمعلومات الأخرى حوله ، اعتمادا على تلك المراجع ، ولكي لا نثقل الموضوع بمادة تكرارية ذكرت في معظم المراجع المذكورة ، واقتصرنا على هذه البيانات الأساسية.

٢ ـ تمثل المصادر المذكورة ما كتب حول الإمامة منذ بداية التدوين عند المسلمين حتى تاريخ إعداد القائمة سنة ١٤٠٩ ه ، ونحن نعلم أن مصادر أخرى فاتنا ذكرها ، وقديما قيل : «لو كتت أنتظر الكمال ما فرغت من عملي هذا».

وفي الختام ، نحمد الله تعالى على ما وفقنا في هذا العمل والأعمال السابقة ، ونرجو أن يوفر هذا العمل مادة أساسية للباحثين في العقائد والفكر السياسي الإسلامي.

عبد الجبار الرفاعي


١ ـ آداب الولاء وحقوق الخليفة

لمحمد حلمي صادق.

طبع القاهرة : مطبعة الأفكار ، ١٣١٨ ه ، ١٠٨ ص.

أنظر : معجم المطبوعات العربية لسركيس : ١٦٥١.

٢ ـ آفتاب خلافت

باللغة الأردوية.

في إثبات حديث الغدير من شهادات تسعة عشر عالما من علماء أهل السنة وأربعة من كبار مؤرخي أوربا.

طبع الهند.

أنظر : الذريعة ١ / ٣٦.

٣ ـ آيات الولاية

للسيد كاظم أرفع.

طبع طهران ، فيض ، ١٣٦٤ ش / ١٩٨٥ م ، ٤٢٠ ص ، وزيري.

٤ ـ آيات الولاية وبرهان الهداية

في إثبات خلافة الإمام علي (عليه السلام.

فارسي

لملك الكتاب محمد بن رفعت

الشيرازي.

طبع بومبي : ١٨٩٨ م ، حجرية ، ١١٢ ص ، وزيري.

٥ ـ آيات الولاية وتفسيرها

فارسي.

في الآيات الواردة في فضائل أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين (عليهم‌السلام) مع ذكر ما يتعلق بها من الأخبار.

لميرزا أبي القاسم المعروف بميرزا بابا ابن عبد النبي الحسيني الشريفي الذهبي.

طبع شيراز ١٣٢٣ ه ، حجرية ، مجلدان ، ٤٨٦ + ٤٥٦ ص ، رحلي.

أنظر : مرآة الكتب ٢ / ٥.

٦ ـ آيين جعفري

فارسي.

في الإمامة والرد على اعتراضات الوهابية.

لهادي النوري.

طبع سنة ١٣٢٤ ش.

أنظر : الذريعة ٢٦ / ١٨.

٧ ـ آئينه هدايت در اثبات ولايت

فارسي.

في إثبات خلافة الإمام علي (عليه‌السلام) من القرآن الكريم وروايات العامة.


لإبراهيم أحمد الأميني النجفي.

طبع طهران ، الإسلامية ، ١٩٧٣ م ، ٣٨٢ ص ، رقعي.

طهران : ١٣٥١ ش ، ٥١٠ ص ، وزيري.

طهران : الإسلامية ، ١٣٥٣ ه / ١٩٧٥ م مجلدان ، ٣٨٢ ص ، ٢٣ ١٦ سم.

٨ ـ كتاب الإبانة عن اختلاف الناس في الإمامة.

لأبي طالب عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، المتوفى بواسط سنة ٣٥٦ ه.

أنظر : رجال النجاشي ٢٣٣ ، الذريعة ١ / ٥٥.

٩ ـ الإبانة عن المماثلة في الاستدلال لإثبات النبوة والإمامة

لأبي الفتح محمد بن عثمان الكراجكي.

أنظر : ريحانة الأدب ٥ / ٤٠ ، مرآة الكتب ٢ / ٥.

١٠ ـ الأبحاث في تقويم الأحداث

لركن الدين محمد بن علي الجرجاني الغروي.

فرع منه سنة ٧٢٨ ه.

مرتب على مقدمة وعشرة فصول وخاتمة ،

وهو في رد الزيدية وإثبات إمامة الأئمة الاثني عشر (عليهم‌السلام) وإثبات الغيبة ورد الشبهات عليها.

نسخة عند الشيخ محمد سلطان المتكلمين بطهران.

أنظر : الذريعة ١ / ٦٣.

١١ ـ إبداء الحق

في جواب الصواعق المحرقة

قال الكنتوري في كشف الحجب : «قال بعض الأفاضل : إنه من مصنفات السيد القاضي نور الله المرعشي الشوشتري ، لكنه لا يستقيم ، لأنه استشهد سنة ١٠١٩ ه في عهد جهانكير ، وتاريخ تصنيف إبداء الحق على ما ذكر في أوله سنة ١٠٢٧ ه ، وأيضا لا يضاهي بيان هذا الكتاب بيان هذا العلامة ولا أسلوبه البالغ إلى أقصى المراتب في البلاغة ، فلعله لابنه أو لبعض تلامذته».

أنظر كشف الحجب والأستار : ١ ـ ٢ ، الذريعة ١ / ٦٤.

١٢ ـ إبصار المستبصرين

رسالة فارسية في الإمامة.

لعبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد حسين بن نضر علي بن مرتضى قلي الشيرازي.


أنظر : مرآة الكتب ٢ / ٦.

١٣ ـ كتاب إبطال الاختيار وإثبات النص

وهو في أمر الإمامة وإثبات النص.

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة ٣٨١ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٩٢ ، الذريعة ١ / ٦٧.

١٤ ـ اتفاق صحاح الأثر في إمامة الأئمة الاثني عشر

للشيخ شمس الدين أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن بطريق الأسدي الحلي ، المعروف بابن البطريق (٥٣٣ ـ ٦٠٠ ه).

أنظر : الذريعة ١ / ٨٣ ، ١٥ / ١٠ ، مرآة الكتب ٢ / ٧ ، إيضاح المكنون ١ / ٢١ ، كشف الحجب والأستار : ٢ ، أمل الآمل ٢ / ٣٤٥.

١٥ ـ إتمام الحجة

فارسي.

في الأصول الخمسة ، مع البسط في بحث الإمامة.

للميرزا محمد رضا بن محمد الشهير بمجذوب التبريزي.

نسخ كاتب عند الشيخ محمد علي الأردوبادي رحمه‌الله في النجف الأشرف.

أنظر : الذريعة ٢ / ١٨٨ و ٣٢٦ و ٢٦ / ٢٥.

١٦ ـ إثبات الإمامة

لأحمد بن إبراهيم (أو محمد) النيسابوري (ق ٤ / ٥ ه).

نسخة في : مجموعة فيضي في بومبي ، رقم ٤٩ ، في ٤٦ ورقة ، سنة ١١٣٤ ه.

أنظر : تاريخ التراث العربي ، لفؤاد سزكين ، مج ١ ج ٣ / ٣٧١.

١٧ ـ إثبات الإمامة

لإسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ، أبو سهل ، المتكلم البغدادي (٢٣٧ ـ ٣١١ ه).

أنظر : معالم العلماء : ٨. ١٨ ـ

١٨ ـ إثبات الإمامة

لإسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي المكي.

أنظر : معالم العلماء : ٨.

١٩ ـ إثبات الإمامة

لعبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي الهندي ، المدرس بشاه جهان آباد.


يأتي بعنوان : الإمامة.

٢٠ ـ إثبات الإمامة

لعلاء الدين عبد الخالق ، المعروف بقاضي زاده الكرهرودي (ق ١١).

نسخة في مكتبة السيد النجومي في كرمانشاه بإيران.

أنظر دليل المخطوطات ١ / ٢١٤.

٢١ ـ إثبات الإمامة

لأبي الحسين محمد بن بحر الرهني السجستاني المتكلم.

أنظر : معالم العلماء : ٩٦.

٢٢ ـ إثبات إمامة الأئمة الأطهار في ضوء العقل والآيات والأخبار

للشيخ محمد حسين بن تاج الدين التيجاني الباكستاني (١٣٥٠ ـ).

كتاب مبسوط ، فيه الاستدلال بالعقل والكتاب والسنة بتحقيقات دقيقة ومفيدة. فرغ منه في سنة ١٣٧١ ه وهو باللغة الأردوية.

أنظر : الذريعة ٢٦ / ٢٦.

٢٣ ـ إثبات إمامة الاثني عشر (عليهم‌السلام)

للشيخ خضر بن محمد بن علي الرازي الجلبرودي ، كان حيا سنة ٩٢٤ ه.

أنظر : أمل الآمل ٢ / ١١٠.

٢٤ ـ إثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رسالة في ..)

للجاحظ ، أبي عثمان عمرو بن بحر (١٥٠ ـ ٢٥٥ ه).

أنظر : بروكلمن ٣ / ١١٤ ، لغة العرب ٩ / ٤٩٧ ، أهل البيت (عليهم‌السلام) في المكتبة العربية (القسم المخطوط).

٢٥ ـ إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه‌السلام)

لميرزا محمد بن علي بن محمد حسين الزنجاني ، المتوفى سنة ١٢١٠ ه.

نسخة بخط المؤلف في خزانة كتب ميرزا فضل الله شيخ الإسلام الزنجاني.

أنظر : الذريعة ١ / ٨٤.

٢٦ ـ إثبات الإمامة الخاصة بالكتاب والسنة

لميرزا هدايت الله بن ملا صادق بن محمد تقي البرغاني ، المعروف بحاجي مجتهد.

أنظر : ريحانة الأدب ٢ / ٨.

٢٧ ـ كتاب إثبات إمامة عبد الله

لأبي الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال الكوفي.


أنظر : رجال النجاشي : ٢٥٨.

٢٨ ـ كتاب إثبات إمامة علي بن الحسين (عليه‌السلام)

لأبي النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي ، المعروف

بالعياشي. أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٩ ، الذريعة ١ / ٩٠.

٢٩ ـ إثبات الحق في ترجمة أحقاق الحق

(للقاضي نور الله التستري) نسخة في مكتبة آية الله السيد المرعشي العامة ـ قم ، رقم ٦١٤٤ في ١٨٤ ورقة.

أنظر : فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي النجفي ١٦ / ١٤٢.

٣٠ ـ إثبات حقية مذهب الإمامية

للشيخ نصار النجفي.

أنظر : الذريعة : ١ / ٩٠.

٣١ ـ إثبات خلافت بلا فصل علي (عليه السلام

فارسي.

لعباس الراسخي اللاهيجاني.

طبع طهران : ١٣٦٣ ه / ١٣١٣ ش ، مجلدان ٢٨٠ + ٢٤٨ ص ، رقعي.

٣٢ ـ إثبات الخلافة بالقرآن وإسكات المنكرين بالبرهان.

(فارسي).

لمحمد عظيم.

طبع لكهنو ، ١٢٨٩ ق ، حجرية ، ١٦ ص ، وزيري.

٣٣ ـ كتاب إثبات خلافة علي (عليه‌السلام)

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٩ ، الذريعة ١ / ٩٠.

٣٤ ـ كتاب إثبات النبوة والإمامة

للسيد مهدي بن السيد محمد جعفر الموسوي التنكابني ، المتوفى حدود سنة ١٢٨٠ ه.

أنظر معارف الرجال ٣ / ٩٠.

٣٥ ـ إثبات النبوة والخلافة

للشيخ أبي نصر سراج طاووس الفقراء.

أنظر : ريحانة الأدب ٤ / ٢٠.


٣٦ ـ كتاب إثبات النص على الأئمة (عليهم السلام

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن لحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٩ ، الذريعة ١ / ١٠٢.

٣٧ ـ كتاب إثبات النص على أمير المؤمنين (عليه‌السلام)

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٩ ، الذريعة ١ / ١٠٢.

٣٨ ـ إثبات النص في الإمامة.

لعبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي.

يأتي بعنوان : الإمامة.

٣٩ ـ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات

للشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي ، المتوفى مشهد سنة ١١٠٤ ه.

طبع قم : ٣٧ ـ ١٣٣٩ ش ، ٨ مجلدات ، ٦١٧ + ٥٧٢ + ٦٩٩ + ٦٠٦ + ٥٩١ +

٤٦٥ + ٥٠٧ + ٥٧٢ ص ، وزيري ، مع ترجمة فارسية في الهامش لمحمد نصر اللهي وأحمد جنتي.

طهران : ١٣٥٤ ش ، ٦ مجلدات ، تصحيح هاشم الرسولي ، شرح وترجمة (فارسي) : لمحمد نصر العلمية.

٤٠ ـ إثبات الوصايا

للنواب أحمد حسين الهندي ، الملقب بمذاق المعاصر.

أنظر : الذريعة ٢٦ / ٢٧.

٤١ ـ إثبات الوصاية

للقاضي محمد بن علي الشوكاني.

يأتي بعنوان : العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين.

٤٢ ـ إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب

للعلامة الحلي ، المتوفى سنة ٦٢٧ ه.

نشر : الشيخ محمد هادي الأميني.

طبع النجف ، دار الكتب التجارية ، د. ت ، ٣٨ ص.

النجف : ١٣٧٠ ه ، محمد رضا الكتبي ، ٣٨ ص.


بيروت دار الأضواء ، ٤٨ ص.

٤٣ ـ إثبات الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام.

لأبي سعيد بن رميح المروزي.

أنظر : معالم العلماء : ٢٤.

٤٤ ـ إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)

لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، المتوفى سنة ٣٤٦ ه ، ٢١٣ ص ، حجرية ، وزيري ، مع الغيبة للنعماني.

طهران : سنة ١٣٢٠ ه ، ٢٦٣ ص ، حجرية ، وزيري.

النجف الأشرف ١٣٦٧ ه ، ٢٢٩ ص ، رقعي.

١٣٧٤ ه ، ٢٦٧ ص ، رقعي.

٤٥ ـ إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)

لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي.

ترجمه للفارسية : الشيخ محمد جواد النجفي.

طبع في :

طهران : الإسلامية ، ١٣٤٤ ش ، ٥١٤ ص.

٤٦ ـ كتاب إثبات الوصية لعلي (عليه السلام)

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

أنظر : رجال النجاشي : ٣٨٩ ، الذريعة ١ / ١١١.

٤٧ ـ إثبات الوصية

لمحمد بن علي بن النعمان الأحول ، المعروف بمؤمن الطاق.

أنظر : معالم العلماء : ٥٩ ، فهرست الشيخ الطوسي : ١٣٢.

٤٨ ـ إثبات الوصية

للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني التوبلي الكتكاني البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٧ ه.

أنظر : الذريعة ١ / ١١١ ، ريحانة الأدب ١ / ٢٣٣.

للبحث صلة ...


من ذخائر التراث



زهرة الرياض

لابن طاووس

أسد مولوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على صفوته من المخلوقين محمد وآله الطاهرين.

وبعد :

منذ وقعت بيدي النسخة المصورة من «زهرة الرياض» تأليف السيد أحمد ابن طاووس ، أعجبني مبناها ومعناها ، ورأيت في نشرها فائدة للناس ، فهي تبل بالندى الأرج جفاف حياة هذا العصر المادية ، وتوجه قارئها ـ إن وهب الاستعداد ـ إلى الارتباط بالرؤوف الرحيم ، وتنفع المسلمين في إقامة ألسنتهم بلغتهم العربية المقدسة.

لذلك فقد هيأت النسخة التي بين يدي للنشر في مجلة من المجلات السائرة في الآفاق ، وهي نشرة ـ كما ترى ـ أولية ، وإن سد الله الخلل ونفى الوجل كان لنا مع زهرة الرياض شأن آخر ، إن شاء الله تعالى.

* * *


مؤلف الرسالة :

هو السيد أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس ، العلو ي ، الحسني ، الحلي ، أبو الفضائل ، جمال الدين.

قال عنه تلميذه ابن داوود : «مصنف ، مجتهد ، كان أورع فضلاء زمانه ه قرأت عليه. وكان شاعرا مصقعا بليغا منشئا مجيدا ..».

وعد جملة من كتبه وقال : «وله غير ذلك تمام اثنين وثمانين مجلدا ، من أحسن التصانيف وأحقها ، وحقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقا لا مزيد عليه.

رباني وعلمني وأحسن إلي ، وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من إشاراته وتحقيقاته. جزاه الله عني أفضل جزاء المحسنين.

توفي سنة ٦٧٣ ه» (١).

شيوخه :

منهم :

فخار بن معد الموسوي.

محمد بن جعفر بن نما ، نجيب الدين.

محمد بن أحمد أبي غالب.

الحسين بن حشرم ، أبو علي.

محمد بن معد الموسوي (٢).

__________________

(١) رجال ابن داوود ٤٥ رقم ١٤٠.

قال السيد الروضاتي في تحقيقه لروضات الجنات ١ / ١٤٩ هامش ـ في ذكر مترجمي السيد ـ : «وربما ليس في كثير مما ذكرنا [يعني فائمة المترجمين الطويلة التي ذكرها] شئ سوى نقل كلام ابن داوود ، أو نزر يسير في ذكر الرجل».

(٢) طبقات أعلاج الشيعة (الأنوار الساطعة) : ١٣ ـ ١٤.


تلامذته :

منهم.

العلامة الحلي.

تقي الدين الحسن بن علي بن داوود.

شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني.

ولده عبد الكريم بن أحمد بن موسى ابن طاووس (٣).

مؤلفاته :

١ ـ الاختيار في أدعية الليل والنهار مجلد.

٢ ـ الأزهار في شرح لامية مهيار ، مجلدان.

٣ ـ بشرى المحققين ، في الفقه ، ٦ مجلدات.

قرأه عليه تلميذه ابن داوود.

٤ ـ بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية ، مجلد.

حققه صديقنا العلامة السيد علي العدناني وفقه الله.

٥ ـ الثاقب المسخر على نقض المشجر ، في أصول الدين.

٦ ـ حل الإشكال في معرفة الرجال.

كانت نسخة الأصل منه عند الشهيد الثاني رحمه‌الله ، وكان ينقل عنها كثيرا في تعليقاته على الخلاصة وغيرها ، ثم انتقلت إلى ولده الشيخ حسن ، فصنف في تحريره وتهذيبه كتابه المسمى بالتحرير الطاووسي.

ونقل أنه اقتصر في حل الإشكال غالبا على التكلم في أسانيد ما له دخل

__________________

(٣) طبقات أعلام الشيعة في الشيعة (الأنوار الساطعة) : ١٣.


بالرجال من خصوص أخبار الكشي أو الاختيار (٤).

وعمد الشيخ عبد الله بن حسين التستري فاستخرج منه ما أدرجه السيد فيه من كتاب الرجال الضعفاء لابن الغضائري ، وهو الموجود اليوم من رجال ابن الغضائري (٥).

٧ ـ ديوان شعره :

قال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد : «وقال السيد غياث الدين عبد الكريم ولده [أي ولد مؤلف هذه الرسالة] في إجازته للشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد ، ما هذا لفظه : وليرو عني ما أجازه لي والدي وعمي رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس رضي‌الله‌عنهما ، من مروياتهما ومصنفاتهما وخطبهما ونثرهما ، وكل ما يصح روايتهما لي ، فإن مصنفاتهما كثيرة ، وديوان شعر والدي» (٦).

٨ ـ الروح. نقضا على ابن أبي الحديد.

٩ ـ زهرة الرياض ، في المواعظ ، مجلد.

وهو كتابنا هذا.

١٠ ـ السهم السريع ، في تحليل المبايعة مع القرض ، مجلد.

١١ ـ شواهد القرآن ، مجلدان.

١٢ ـ عمل اليوم والليلة ، مجلد.

١٣ ـ عين العبرة في غبن العترة ، مجلد.

١٤ ـ الفوائد والعدة ، في أصول الفقه ، مجلد.

١٥ ـ الكر ، مجلد.

١٦ ـ المسائل ، في أصول الدين ، مجلد.

__________________

(٤) روضات الجنات ١ : ١٥٠ ـ ١٥١.

(٥) مصفى المقال : ٧٢.

(٦) أمل الآمل ٢ : ٣٠.


١٧ ـ الملاذ ، في الفقه ، ٤ مجلدات.

قرأه عليه تلميذه ابن داوود.

وذكر له كحالة كتاب الكرم في مجلد ضخم (٧) ، ولعله كتاب الكر.

المخطوطة :

النسخة التي حققت عليها هذه النشرة لرسالة زهرة الرياض ، أصلها مجلد محفوظ في مكتبة حضرة الإمام الرضا (عليه‌السلام) في مشهد ، وهذا المجلد يشتمل على اثنتين وثلاثين رسالة منها رسالتنا هذه.

رقمها العمومي في المكتبة ٨٢٨٣ ، ورقمها الخاص ١٨٤ ، وعدد صفحاتها أربعون صفحة ، طول الصفحة ٣١ سم ، وعرضها ٩ سم ، وعدد سطورها ٢٣ سطرا.

وقد كتبت في ١٧ محرم الحرام سنة ٩٨٦ ه.

وقد شكلت النسخة بالحركات ، ولكنه شكل موهم ، فإن فيه من الأخطاء الشئ الكثير ، ولذلك لم أعتد بذلك الضبط ، وضبطت ألفاظ هذه الرسالة بالاستعانة بمعاجم اللغة.

وقد بقيت عدة كلمات لا تجاوز أصابع اليد الواحدة شككت فيها فأبقيتها على حالها ، لقلة المصادر.

وفي الختام أقول : إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، ولذا فإني أتقدم بالشكر لإدارة مؤسسة آل البيت (عليهم‌السلام) لجلبهم النسخة المصورة ، واثني بالشكر لإدارة مجلة «تراثنا» لتحملهم مشقة الإشراف على الطبع.

والله ولي التوفيق.

أسد مولوي

__________________

(٧) معجم المؤلفين ٢ : ١٨٧.




بسم الله الرحمن الرحيم

وبه الثقة

الحمد لله الذي سكنت إليه قلوب العارفين ، وسكبت سحب يديه غياثا للعالمين.

وركنت إلى وعده آمال المكاشفين ، وركبت مطايا القصد إليه همم الآملين.

وغرقت في بحار حبه نفوس المشتاقين ، وعزفت عن سواه عقول المحققين.

وحمدت لديه أعمال المخلصين ، وخمدت ببرد أنسه جمرات القلقين.

وجرت جداول محاريب خوفه بعيون الخطائين ، وجزت نفحات (١) فضله أعمال المتعبدين.

الذي ظهر على أسرار الخفيات ، وطهر من الدنس من رجع إليه بإقبال النيات.

ومرح (٢) رغبة إليه جفن طالبيه ، وفرح بقربه خاطر مجاوريه.

وحسر لثام الغفلة عن المراقبين ، وحشر ليوم العرض عباده أجمعين.

__________________

(١) النفحات : العطايا.

(٢) مرحت العين : غزر دمعها.


وضرم (٣) نار غيظه للعاصين ، وصرم (٤) حبل رفقه بالمتمردين.

وحرم نار الأبد على المؤمنين ، وجزم بلهبها السرمد للكافرين.

وصغر من انصرف بلباس الخيلاء عنه ، وصعر خده وبعد منه.

وحرس ملكه بقدرته ، وخرس عن بهمته (٥) كل عارف من بريته.

وقوض عن كثب خيام الحالين في دار التغيير ، ولم يفوض تدبير ملكه إلى سين وظهير.

ونقض ما بناه الغافلون بمرور الأعصار ونقص ما كنزه الكانزون بحوادث الليل والنهار.

وجذ حبل أنس المتواصلين في مخالفته ، وحد (٦) بسوط الرهبة نفس من كوشف بعظمته.

ووعد بالسعادة الراهنة من قصده ، وأوعد بالأخطار الهائلة من خالفه وعانده.

وأسقى نمير ورده ظماء (٧) خدمته ، وأشقى من حلاه (٨) عن حوض رحمته.

وأصفى جزاء من وقف نفسه عليه ، وأضفى جلباب التشريف

__________________

(٣) ضرم النار : ألهبها ، والتشديد للمبالغة.

(٤) صرم الحبل : قطعه ، والتشديد للتكثير.

(٥) البهمة : المعضل من الأمور ولعله يعني الغيب.

(٦) حد النفس : أدبها بما يمنعها من المعاودة.

(٧) الظماء : جمع ظامئ ، وهو العطشان.

(٨) حلاه عن الورد : طرده.


والفخر لديه.

وجل من حل بوادي رضوانه ، وقل من فل جيش الطاعة بعصيانه.

وعز من اعتز بسلطانه ، وغر (٩) من اغتر فبعد عن رفقه وأمانه.

وأشهد أن لا إله إلا هو ، شهادة تقدس قائلها وترفعه ، وتطهر معتقدها وتنفعه.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى ، وخيرته من جميع الورى.

صلى الله عليه ، وعلى الصفوة من ذريته ، والبررة من دوحته.

وبعد :

فإن الأذهان تسرح في مجاري التدبر : العقول ترد وتصدر في شرائع التفكر.

فتدر عند ذلك بحسب مشاربها ومراعيها ، وحال مساربها (١٠) ومراعيها.

وفي هذه الأيام كنت ممن سرح في رياض العبر فكره ، واستراح إلى نوع من أنواع المعقولات خاطرة وسره.

فدرت قريحتي بكلمات على قواعد الصوفية في عدة فنون ، وغير ذلك من معان ، والحديث ذو شجون.

مردفا كل معنى بشئ من شواهد الأشعار وغرر القريض

__________________

(٩) غر : غفل وجهل.

(١٠) المسارب : المراعي للشئ المعتني به.


المختار.

وقد رتبت ذلك ـ مع اختصاره ـ على فصول ، وتحرير مصقول :

الفصل الأول : في المعرفة والمحبة والإخلاص.

الفصل الثاني : في محبة الله تعالى.

الفصل الثالث : في المناجاة.

الفصل الرابع : في المواعظ.

الفصل الخامس : في أحوال الإخوان.

الفصل السادس : في الصبر.

الفصل السابع : في فنون شتى.

* * *


الفصل الأول

في المعرفة والمحبة والإخلاص

قلت :

من رضع ثدي المعارف الإلهية ، ورصع (١١) الحب في سرائره الزكية.

ذهل عما سوى ذلك المجد ، وتخلى مما عدا ذلك الشرف.

ورأى السعادة كامنة في محاربة جيوش الهوى ، معقودة بنواصي خيول مجاهدة الشهوة.

فامتطى منها سابحا معتادا خوض لخج الجحافل ، واقتحام تيار القساطل (١٢).

واستعد قلبا لا يدانيه الجزع ، وسيفا لا يثلمه القراع.

مرديا به شجعان كتائب المتالف ، هازما فيالق الغرور بفرسان جلاد العزم.

مستصغرا زهرات تصوح (١٣) عن كثب (١٤) ، وتزول عن قليل.

لاجئا إلى حرم العز الباقي.

مستظهرا بعظمة السلطان الأقدم.

__________________

(١١) رصع : ركب ولزق.

(١٢) القساطل : جمع قسطل وهو غبار المعركة.

(١٣) صوح الزهر : يبس.

(١٤) الكتب : القرب.


صادعا بفجر البصيرة غياهب (١) دنس المماذقة (١٦).

صافيا من كدر شوائب الرياء.

محروسا من حبائل فضائح النفاق.

قائلا عند لمح جلال الخالق في أفق الألباب ، ومشاهدته في صفاء مطالع العقول ، وصرف النفس عن ميلها إلى ظهور البشر (١٧) على فعل قربة واعتماد طاعة :

فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب

ويا ليت ما بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

معنى آخر

قلت :

بالمعرفة حن المشتاق إلى ذلك الجناب ، وسمح جفنه بالتسكاب ، واستعان على شجوه بخلصاء الأحباب.

لولا هواك لما استلمعت بارقة

ولا سألت حمام الدوح إسعادي

ولا مررت على الوادي أسائله

بالدمع حتى رثى لي جانب الوادي

__________________

(١٥) الغياهب : الظلمات.

(١٦) المماذقة : عدم الإخلاص.

(١٧) أفي حب تبين هذه القربة للناس ، وفيه شائبة الرياء.


معنى آخر

قلت :

إذا سكبت سحائب المعرفة في صحاري القلوب الزاكية اهتزت ربواتها ، وتدبجت (١٨) بفيض ذلك السكب روضاتها.

وهبت نسائم المحبة على قلوب العارفين فحركت أتواقها (١٩) ، وحرمت الرقاد آماقها.

وراق الأسماع سماعها ، عند تنبه وجد الواجدين ، وارتياح المشتاقين ، وحياة أرواح المخاطبين.

إذا الضبا سحبت أذيالها سحرا

على العقيق ومرت في ربا إضم (٢٠)

وحرشت بين بان الجزع (٢١) ظالمة

وشيحه ، ومضت في الضال والسلم (٢٢)

تنبه الوجد واشتاق المشوق بها

وعاشت الروح بعد الأخذ بالكظم (٢٣)

__________________

(١٨) دبج المطر الأرض : زينها بالرياض.

(١٩) أتواقها : أشواقها.

(٢٠) إضم : موضع.

(٢١) الجزع : منعطف الوادي.

(٢٢) البيان والسيح والضال والسلم : نباتات برية.

(٢٣) الكظم : مخرج النفس.


معنى آخر

قلت :

من عرف استصغر كبير خدمته.

واعترف بالحق عليه في خضوعه ومجاهدته.

واستعظم الإشارة إلى من بهر العقول شرف عظمته.

أجلك أن أشكو الهوى منك إنني

أجلك أن تومي إليك الأصابع

وأصرف طرفي نحو غيرك عامدا

على أنه بالرغم نحوك راجع

* * *


الفصل الثاني

في محبة الله تعالى

قلت :

من عدم لباس الأنس بالمعارف الربانية ، وفقد روح المخاطبات الإلهية.

كان بمعزل عن المسرة عند الخوض في هاتيك الفنون ، وأين الجذل الفرح من المحزون؟!

خذا من صبا نجد أمانا لقلبه

فقد كاد رياها يطير بلبه

وإياكما ذاك النسيم فإنه

إذا هب كان الوجد أيسر خطبه

خليلي لو أحببتما لعلمتما

مكان الهوى من مغرم القلب صبه

تذكر والذكرى يسوق وذو الهوى

يتوق ، ومن يعلق به الحب يصبه

غرام على ياس الهوى ورجائه

وشوق على بعد المزار وقربه

وفي الحي محني الضلوع على جوى

متى يدعة داعي الغرام يلبه


إذا نفحت (٢٤) من جانب الغور نفحة

تنبه منها داؤه دون صحبه

معنى آخر

قلت :

إذا صدقت المحبة طويت المسافة بين المحب وحبيبه ، وسهل على المغرم سلوك بعيد (٢) المزار وقريبه.

وكنت إذا ما جئت سعدى بأرضها

أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها

من الخفرات البيض ود جليسها

إذا ما قضت أحدوثة لو تعيدها (٢٦)

* * *

__________________

(٢٤) نفح الطيب : فاح.

(٢٥) في الأصل : «بعد» والمناسب ما أثبتناه.

(٢٦) في هامش ص ٥ : «من كتاب أنس الوحيد ، تصنيف شيخنا أبي جعفر تغمده الله بالرأفة والرحمة».

قال صاحب الذريعة ٢ / ٣٦٨ رقم ١٤٩٦ : «أنس الوحيد : مجموعة للشيخ أبي جعفر محمد ابن الحسن بن علي الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ، عده في فهرسته من تصانيفه».

قلت. : البيتان نقلهما الزبيدي في تاج العروس (حدث) عن شرح الفصيح لأبي جعفر اللبلي عن المبرد.


معنى

قلت :

معاهد الوفاء مألوفة لمن صح وفاؤه ، وخلص من العوارض صفاؤه.

فهو يحن إليها عند البعد منها ، والرحلة عنها.

أحن إلى وادي الأراك صبابة

لعهد الصبا فيه وتذكار أول

كأن نسيم الريح في جنباته

نسيم محب أو لقاء مؤمل

معنى

قلت :

إذا وجد المحب طريقا إلى مشاهدة المحبوب ، فرض على نفسه سلوك سهله ومستوعره ، وهون فنون إبعاده وخطره.

أسائلكم عنها فهل من مخبر

بنعم فما لي بعد مكينا (٢٧) علم

__________________

(٢٧) المكي : الحاج ، يقول : ليس لي علم بنعم إلا ما جاء به الحجاج ، أما بعد ذلك فما أدري أين يمموا.


فلو كنت أدري أين خيم أهلها

وأي بلاد الله إذ ظنوا أموا (٢٨)

إذا لسلكنا مسلك الريح خلفها

ولو أصبحت نعم ومن دونها النجم

معنى

قلت :

المحب يجد الألم لذة في رضى أهل محبته ، والصبر شهدا (٢٩) في القرب من خلصائه في مودته.

حلا لي اشتهاري وافتضاحي بحبكم

وأي مرير فيكم لي لا يحلو

عذابي عذب ، واشتهاري صيانة

وستر ، وظلمي في محبتكم عدل

يهددني بالقتل جهرا عداتكم

ويا حبذا في حب مثلكم القتل

* * *

__________________

(٢٨) في المخطوط : «ثمو».

(٢٩) الصبر : دواء مر جدا. الشهيد : العسل.


معنى

قلت :

الدعوى الصحيحة ما اعتضدت بالبرهان ، أو نطق بتصديقها لسان العيان.

لا ما شهدت الاعتبارات بتكذيب مدعيها ، وتلبيس أهليها.

ولما ادعيت الحب قالت : كذبتني

فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا

فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا

وتذبل حتى لا تجيب المناديا

وتنحل حتى لا يبقي لك الهوى

سوى مقلة تبكي بها وتناجيا

معنى

وهو أقل شئ سطرته من هذه المعاني.

قلت : إنه يجئ على قواعد الصوفية القول بامتناع السهو في العبادات ، أو لزومه :

وجه الأول :

أنه إذا انتهت المحبة إلى أرفع درجات غاياتها ، وأبلغ مراتب مقاماتها.


كان المحب وقفا على امتثال مراسم المحبوب في النهي والأمر ، لعدم خلوه منه في السر والجهر.

والله ما طلعت شمس ولا غربت

إلا وكنت منى قلبي ووسواسي

ولا جلست إلى قوم أحدثهم

إلا وكنت حديثي بين جلاسي

ولا شربت زلال الماء من ظمأ

إلا وجدت خيالا منك في الكاس

ووجه الثاني :

أن الحب إذا صفا من الشوائب ، وخلص من المعايب.

حصل (٣٠) المحب من المحبوب بقيود أسره ، واشتغل به عن استمرار تعقل أمره وزجره.

جرى حنها مجرى دمي مفاصلي

فأصبح لي عن كل شغل بها شغل

معنى

قلت :

من علقه الغرام وحكم فيه ، وأصماه (٣١) الحب بنوافذ مراميه.

__________________

(٣٠) حصل : بقي وذهب ما سواه.

(٣١) أصماه : رماه فقتله.


كان ملتذا بسهر الجفون في طريق محبته ، مسرورا ببذل مهجته في رضى أحبته.

أهوى الغرام لقلبي في محبتكم

وأستلذ لطرفي فيكم السهرا

لو يشترى وصلكم ساومت بائعه

بمهجتي ، وبذلت السمع والبصرا

معنى

قلت :

نتائج رؤبة منازل الأحبة هطل جفون المحبين ، وحسرات المشتاقين.

لتذكارهم عهودا تقضت بعرصاتها ، ومسرات مضت بأقطارها وجهاتها.

فهم لذلك العهد راعون ، ولسالف الأنس باكون.

وقفت على ربع لمية ناقتي

فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

وأسقيه حتى كاد مما أبثه

تكلمني أحجاره وملاعبه

* * *


معنى

قلت :

إيثار المحب للبقاء حث يندرج تحته القرب من أحبته ، والدنو من أنسه بمالكي زمام حشاشته.

فإن فقد ذاك ودع صفو حياته ، وخلع سربال مسراته.

لا أبتغي بالحمى ظلا ولست به

إذا نأيت فما لي بالحمى وطر

ولا أقول لأرض لست ساكنها

جاد الربيع ثرى مغناك (٣٢) والمطر

* * *

__________________

(٣٢) المغاني : المنازل التي بها أهلها.


الفصل الثالث

في المناجاة

قلت :

إلهي ، إذا قبض بناني عن الابتهال سوء عملي بسطه عفوك ، وإذا قطع لساني عن السؤال قبح زللي وصله غفرك (٣٣).

وإن ضاق عني باب مسالك النجاح ، اتسع لي سبيل سيبك (٣٤) المتاح (٣٥).

وإن أدلهم أفق أفراحي ، تبلج من مطلع جودك قمر صلاحي.

وإن اظلمت بين يدي وجوه المطالب ، أضاءت لي من رفقك بي أنوار الرغائب.

فكم إحسان مند قابله جهلي بالكفران ، وذنب صدر عني قابله حلمك بالغفران.

ومن هموم تقلصت عني بها برود الصبر عليها ، فكان عطفك القاصد بالتفريح إليها.

إلهي ، كم ظمئت بمفازات القنوط فرويت من سماء نعمائك ، وكم

__________________

(٣٣) الغفر : الغفران.

(٣٤) السيب : العطاء.

(٣٥) المتاح : الطويل.


شرقت بدموع حسراتي فكفكفتها (٣٦) بمنن آلائك.

إلهي ، إذا سريت في فلوات المدح لجلالك اتسعت في عين بصيرتي جهاتها ، وإذا سربت (٣٧) بفجاج التنزه في كمالك انبسطت في مخايل فكري عرصاتها.

فيا من حاط (٣٨) جلاله بسرادق عجزت العقول عن مغرفة كيفيته ، وحرس مجده القديم عن تصور كنه ماهيته.

ارحم من قصرت الألباب عن وصف ضعف قدرته ، وعجزت الأذهان عن شرح وهن جملته (٣٩).

قد ألقى مهجته في يد الاستسلام ، وأعترف بلزوم الحجة في الغضب والاصطلام.

إن استعان جوارحه في الاعتذار عن جرائمه أكذبته ، وإن أشار إليها في تحقيق عظائمه صدقته.

فيا من عم الخلائق فيض أفضاله ، أول الصفح مخذول أبعاضه وأوصاله.

إلهي ، ارحم من انقطع رجاؤه إلا منك ، وعمي نظر أمله إلا عنك.

لا يجد نسيم بهجة إلا أن يحركه عطف رضوانك ، ولا روح سرور (٤٠)

__________________

(٣٦) كفكف الدمع : مسحه.

(٣٧) السارب : الذاهب على وجهه يسير في الأرض.

(٣٨) حاط الشئ : حماه ورعاه.

(٣٩) الجملة : جماعة الشئ.

(٤٠) الروح : النسيم.


إلا أن يرجو ، عن حرم صفحك بأمانك.

إلهي ، لو نطقت بلسان كل مخلوق ضارعا ، لم أتذرع بذريعة أستوجب بها رحمتك.

ولو بكيت بعين كل مفجوع جازعا ، لم أتوسل بوسيلة أستحق بها مسامحتك.

ولو سلبت آماقي لذة الرقاد عمري رغبة إليك ، ما أديت حق محبتك.

ولو أجريت دم أجفاني في التوجه إليك ، نهضت بواجب مخالصتك (٤١).

إلهي ، إذا خطر بقلبي معنى الأنس بك ، هام عقلي في التشوق إليك.

وإذا حضر بلبي حلاوة عطفك علي ، ألقيت روح بين يديك.

إلهي ، كيف يلذ للجفون في ليالي الخلوات الاجتماع ، ومحبتك تأبي إلا تفريقها.

وكيف يفرح بكنوز الدنيا عارف ، عارف أن إرادتك تكره إلا تمزيقها.

إلهي ، إذا صرفتني عن بابك ، فبمن أسترفد؟!

وإذا ضللت في مهامه تعويلي عليك ، فبمن أسترشد؟!

وإذا حجبتني عن موائد كرمك ، فبمن أستطعم؟!

وإذا قطعت حبل أمانك لي ، فبمن أستعصم؟!

__________________

(٤١) المخالصة : المحبة والمصافاة.


وإذا قابلتني مقاصا ، فأين موضع تجاوزك عني؟!

وإذا لم تقلني العثرة ، فمن يقبل المعذرة مني؟!

وإذا طردتني عن مناهل (٤٢) غوثك ، فمن يرويني؟!

وإذا نزعت ثوب رعايتك عني ، فمن يراعيني؟!

إلهي ، هربت إليك ، وحقيق بالهرب إليك عبد عصاك.

وعولت عليك ، وخليق بالتعويل عليك من لا يجد إلا إياك.

وحق جلالك ما عصيتك إقداما مني عليك ، فتحيق بي أخطار المقدمين.

ولا خالفتك متجرئا ، فتحيط بي مجازاة المتجرئين.

ولكن عصيتك إما مقرا بالتقصير.

أو خائفا مما أقدم عليه من الخطر الكبير.

أو راجيا صفحا يمحو خطيئتي.

أو آملا حلما يعفو (٤٣) أثر زلتي.

أو غافلا عما يجب من حق السيد على العبيد.

أو ساهيا عن فضائح يوم الوعيد.

وعلى جميع الأحوال فلا عذر لي ينصرني فأشير إليه ، أو حجاجا يسعدني فأعتمد عليه.

إلهي ، قد يحرص المملوك على خدمة مولاه ، فتعرض الشهوة في

__________________

(٤٢) المنهل : المورد.

(٤٣) يعفو : يمحو.


طريقه.

وينتحب كئيبا ، فيصده الهوى عن توفيقه.

يا من خضعت له الرقاب العاتية ، ووجلت لهيبته القلوب القاسية.

وتضعضع لجلاله ركن الجبارين ، وتتعتع (٤٤) لملكوته سلطان المتكبرين.

فأصبحوا بعد الاحتشاد أفرادا ، وأمسوا في عرصات قبورهم آحادا.

تسحب عليهم الرياح أذيال أعاصيرها ، وتفرشهم الغير (٤٥) خشن حصيرها (٤٦).

تعطلت منهم منازل الاجتماع ، وكان غاية ملكهم إلى انقطاع.

وتفردت ـ إلهي ـ بملكك الذي لا يزول ، وشرفك الذي لا يحول (٤٧).

يا من نطق ببهاء مجده لسان الملكوت ، وأقر بسناء فخره نطق الجبروت.

يا من سكن في قلوب أوليائه فأعرضوا عما سواه ، وحل في خواطر أصفيائه فلم يختاروا إلا إياه.

__________________

(٤٤) تتعتع : اضطرب.

(٤٥) الغير : تغير الحال وانتقالها من الصلاح إلى الفساد.

(٤٦) الحصير : البساط.

(٤٧) يحول : يتغير.


فظلوا في روضات الأنس به مرحين (٤٨) ، وفي أوقات المحاورة له فرحين.

وعزتك وجلالك ، لو سحبتني على شوك القتاد أبد الآباد ، ما اتهمت عدلك.

ولو حرمتني من بين عبيدك جودك ، ما استغششت فضلك.

إلهي ، أنا عبدك وضيفك ، غذوتني بنعمتك صغيرا ويافعا وكبيرا.

وجبرت مني بعد الوهن عظما واهيا كسيرا.

وأسبغت علي من فضلك كثيرا.

وللضيف وإن أساء ذمام (٤٩) على مضيفه ومؤويه ، ومن حل بربعه وناديه.

إلهي ، كذا ينطق لسان العبد العاصي في مخاطبة مولاه ، ومراجعة من ضل من يدعو إلا إياه.

ولو قابله سيده بسوء الصنيع الفظيع ، لأفلج حجته ، وسد محجته.

إلهي ، أنا العبد الذي أحسنت إليه قبل إيجاده بإيجاد الآباء ، وأسبغت عليه فنون النعماء.

فأنفق نعمك في معاصيك سفها ، واعتاض بالعدل في المقاصد

__________________

(٤٨) في المخطوط : «أرحين» ولم أجد مادة هذه اللفظة في كتب اللغة التي بين يدي ، من تاج العروس حتى مختار الصحاح ، وقد أثبت ما في المتن لملائمة السياق.

والمرح : النشاط والسرور.

(٤٩) الذمام : الحرمة ، والحق.


جنفا ، واستبدل بالسلامة من الخطر تلفا.

فلم يمنعك ذلك من هطل سماء رحماتك ، وترادف تحف فنون هباتك.

إلهي ، كيف صدق قول من ادعى معرفتك وهو يبعد عنك ، وكيف وضح سبيل من تعاطى محبتك وهو يهرب منك.

كيف يهرب المحب من الحبيب ، ويبعد المريض من الطبيب ، ويتعوض العاقل لمنزل الضنك (٥٠) من الربع الرحيب؟

إلهي ، إن كنت أذنت لي في سؤالك ، فالرجاء أن تظهر لي في أفق جودك إجابة سؤالي ، وإن لم تكن أذنت لي في سؤالك فعلى من أفد بآمالي؟!

إلهي ، إن يئست من رحمتك خصمني كتابك ، وإن رجوت رأفتك أظلني من سحاب وعدك ثوابك.

إلهي ، حكمتك سجرت (١٥) نار وعيدك ، ورأفتك (٥٢) سخرت أسباب الظفر بمزيدك.

ولن يضيع بين رأفتك وحكمتك قصدي ، أو يتكدر في حماك لذلك وردي.

إلهي ، إن غفلت عن خطابك ، فمسكين مرحوم من غرق في بحار غفلته ، وإن عقلت القصد إليك ، فناج من ظفر من سيده بحجزته (٥٣).

__________________

(٥٠) الضنك : الضيق.

(٥١) سجر : أوقد.

(٥٢) في المخطوط : «وحكمتك ورأفتك» ولا مكان للأولى هنا ، كما تدل على ذلك السجعة التالية.

(٥٣) الحجزة : موضع سد الإزار ، فاستعير الأخذ بالحجزة للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشئ


إلهي ، لو لم ترد بي خيرا لم تنهج (٤٥) لي مسالك دعائك ، وتدلني على استماحة عطائك ، وتستر قبحي عن جماعة عبيدك وإمائك.

إلهي ، من رفق بي في دار التأديب فلم يفضحني بجرائمي ، أهل أن يستر علي في دار الجزاء عظائمي.

إلهي ، إن كنت لا تقطع بسيف الحرمان لسانا في حال مناجاته ، ولا تسومه هوانا في تضاعيف دعواته.

فقد جعلت بخاطر الإشارة كل جزء مني ، لسانا يخاطب عني ، ويباعد الغضب مني.

يا من شحن (٥٥) بيوت أموال الزاهدين بذخائر دار البقاء ، وسجن أهلها عنها في دار الفناء.

اجعلنا ممن لا يغفل عن الأجل بتعقل العاجل ، ويعتاض عن سعادة الأبد لذة الأيام القلائل.

يا من سهرت في طلب رضاة عيون العارفين ، وشهرت في محاربة أعدائه سيوف المكاشفين.

وسالت في الحنين إليه أحداق المحبين ، وسألت عن نهاية أسرار مراده خواطر الموحدين.

فرغني لخدمتك ، وأقر عيني برحمتك.

__________________

والتعلق به : الاستجارة به.

(٥٤) نهج الطريق : بينه وأوضحه.

(٥٥) شحن : ملأ. ووجدته في المعاجم التي بين يدي يتعدى إلى المفعول الثاني بالباء ، ولذلك أضفت الباء إلى «ذخائر».


واجعلني ممن جرع عن الدنيا كأس السلوان ، وجزع من هول الإقدام على العصيان.

إلهي ، قادني إلى بابك ضعف المسؤولين ، وأوفدني على جنابك شح المؤملين.

فقصدتك وجميع أجزائي محتاجة إليك ، معولة في كل مقاصدها عليك.

طالبة صوب (٥٦) كرمك الشامل ، قائلة وقد بسطت لديك ذليل الأنامل :

يا من إذا وقف الوفود ببابه

ألهى شريدهم عن الأوطان

أنا عبد نعمتك التي ملأت يدي

وربيب مغناك الذي أغناني

مناجاة أخرى

قلت : من قرع باب الجود ولجه.

ومن استمطر سحاب الكرم هتن (٥٧) عليه.

ومن ضرع (٥٨) لرحيم أعزه.

__________________

(٥٦) الصوب : نزول المطر ، وهو هنا استعارة للكرم الإلهي.

(٥٧) هتن المطر : قطر متابعا.

(٥٨) ضرع : خضع وذل.


ومن استقال محسنا أقاله.

ومن قصد بكسره طبيبا جبره.

ومن استرفد غنيا رفده.

ومن استنصر عزيزا نصره.

ومن علق حبل وفي أجاره.

رمن استغاث (٥٩) بمنيع دفع عنه.

ومن استجار بقوي آمنه.

ومن نظر رؤوفا نظر إليه.

ومن استتر بحليم ستره.

ومن استعطف لطيفا عطف عليه.

اللهم ، وقد قرعت باب جودك يدي.

واستمطر سحاب كرمك لساني.

وضرع لرحمتك ذلي.

واستقال عقد حقد اعترافي.

وقصد جبرك كسري.

واسترفد غناك فقري.

واستنصر عزك وهني.

وعلق حبلك رجائي.

__________________

(٥٩) في المخطوط : «استضاف» وهي مع عدم ملاءمتها للسياق ، فقد عديت بالباء ، والاستضافة لا تتعدى بالباء. وقد أثبت الملائم للسياق.


واستضاف معروفك أملي.

واستجار بقوتك ضعفي.

ونظر رأفتك بخوعي (٦٠).

واستتر بحلمك قبيحي.

واستعطف لطفك خوفي.

واستغاث بعظمتك كربي.

فتلق خضوعي هذا برحمتك.

واعترافي بمسامحتك.

فقد قصدتك عارفا أن لا معدل في عنك ، ولا عوض لي منك.

يا من وسع الجبارين حلمه وعدله ، وغمر الخلائق نبله وفضله.

كن لي مجيرا من خطر مخالفتك ، وفظيع عقوبتك.

اللهم ، اجعلني ممن أنس بليل الاقبال عليك ، واغتنم نهار القصد إليك ، وشرف بالذل خاضعا بين يديك.

يا من شفى العصاة من سقمهم بدواء مغفرته ، وسقى العطاش من سماء معروفه عذبا من رحمته.

واستنقذ العتاة بتوفيقه من إدراك التلف ، واستنفد صفحه زلل المكبلين بأصفاد (٦١) الجنف (٦٢).

__________________

(٦٠) البخوع : الاقرار والخضوع.

(٦١) الأصفاد : جمع صفد ، وهو الغل.

(٦٢) الجنف : الميل عن الحق.


أخضني المقام الغمر إن كان غرني

سنا خلب أو زلت القدمان

أتتركني ضنك المعيشة جهدها

كفاك من ماء الندى تكفان (٦٣)

معنى

يتلوه بيتان بليغان بالمناجاة

قلت :

إذا أغرق العاقل في قوس الاعتبار (٦٤) ، وجرى في ميدان الايراد والإصدار.

ظهر له استفظاع الجرائم من العاصين ، واستشناع المآثم من المسيئين.

اعتبارا بجلال المبارز بالخلاف ، وما أولاه من إحسان وإسعاف.

بحيث يكون المذهب هو الحاكم بالعقوبة على مهجته ، المقرر براهين اصطلام حشاشته.

اللهم إلا أن يلجأ إلى حرم الحلم بكليته ، ويلوذ بكعبة العفو بجملته.

قائلا بلسان الذل والاعتراف ، والاستكانة والاستعطاف :

__________________

(٦٣) في هامش المخطوط : «للعتابي ، واسمه كلثوم بن عمرو».

(٦٤) اغرق النازع في القوس : استوفي مدها.


لا شئ أعظم من ذنبي سوى أملي

وحسن صفحك عن جرمي وعن زللي

فإن يكن ذا وذا في القدر قد عظما

فأنت أعظم من ذنبي ومن أملي

معنى

يتلوه بيتان لائقان

قلت :

من اختص بكمال الذات ، الذات ، وتمجد بمقدس الصفات.

كان لعبده أن يخاطبه عند تكرار الزلات ، وترادف الخطيات.

في الخلوة والجلوة (٦٥) ، فيقول :

سيدي قد عثرت خذ بيدي

ولا تدعيني ولا تقل تعسا

واعطف فإن عدت فاعف ثانية

فقد يداوي الطبيب من نكسا (٦٦)

* * *

__________________

(٦٥) الجلوة : الظهور والبروز.

(٦٦) نكس المريض : عاد إليه مرضه بعد شفاء.


الفصل الرابع :

في المواعظ

معنى

قلت :

إذا خالط سواد الشعر وضح المشيب ، نزع بنان الفجيعة جلباب الثوب القشيب.

وآن للراقد الهبوب من كراه ، وللمستيقظ الجد في إصلاح أخراه.

ناكبين عن طريق الغرور بما وهباه من صحة جسد وبلوغ أرب.

إذ ذلك خداع يتفرى (٦٧) جلبابه عن ندم ، وتضحك نواجذه عن كآبة.

إذا لاح المشيب على قذال (٦٨)

فقد ناداك عن كثب رحيل (٦٩)

وإنما مثل الإنسان في ذلك كمثل السنابل في أيام الربيع.

حيث يباكرها الندى ، ويهب عليها نسيم السحر.

فتميس عند ذلك شبيها بحالي جذلان ، أمن حوادث الدهر وطوارق الزمن.

__________________

(٦٧) تفرى : تشقق.

(٦٨) القذال : مؤخر الرأس.

(٦٩) في هامش المخطوط : «لمصنف أدام الله أيامه».


حتى إذا برزت الشمس بتوهجها ، وأشرقت ملقية شعاع تأججها.

ذهبت تلك النضارة ، وولت هاتيك البهجة المستعارة.

ووضح أن استهزاء القدر السريع ، كان كامنا في غضون (٧٠) ذلك الزهو (٧١) مقارنا لذلك الأشر (٧٢).

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت

له عن عدو في ثياب صديق

معنى آخر

قلت :

من الغرور الطمأنينة إلى بلوغ الآثار ومواتاة الأقدار.

إذ الآفات قد تكون ح كامنة في مطاويها ، معللة بكمال بهجتها وحسن معانيها.

أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت

ولم تخف سوء ما يأتي به القدر

وسالمتك الليالي فاغتررت بها

وعند صفو الليالي يحدث الكدر

__________________

(٧٠) في ، المخطوط : «وتحت الصاد صغيرة مؤكدة لإهمالها.

(٧١) الزهو : الخيلاء.

(٧٢) الأشر : البطر.


معنى آخر

قلت :

من أرسل طرفه مشعون بزهرات دار الفناء هزئت منه وعيبته ، وسخرت منه وما أعتبته.

لمكاشفتها منه بسوء المقاصد ، وبيع العدد الجم بالواحد ، وتعرضه للأخطار المتلفة في المصادر والموارد.

نظرت إليها فاستحلت بنظرة

دمي ودمي غال فأرخصه الحب

وغاليت في حبي لها فرأت دمي

رخيصا فمن هذين خالطها العجب

معنى

قلت :

العالم محجوج بمعرفته ، والشاك محجوج بمخالفته.

وكيف تنام العين وهي قريرة

ولم تدر في أي المحلين تنزل

معنى

قلت ـ وقد سئلت عن النظر إلى ما لا يحل ـ : إنه لا يليق بالأدب


والذين والمحبة.

وجه الأول : أنه لا يليق بالعبيد إذا دعاهم سيدهم إلى طعامه ، ومنحهم سيب إكرامه.

أن يكونوا مشغولين بالتطلع إلى إمائه وجواريه ، وما حظر عليهم النظر إلى معانيه.

وجه الثاني : أنه تعالى أمر بالعفاف ، وغض الأطراف.

وجه الثالث : أن المحبة إذا صدقت ملكت جملة المحب وحقيقته ، وقبحت له الإشارة إلى غير من ادعى محبته.

وكيف ترى ليلى بعين ترى بها

سواها وما طهرتها بالمدامع

وتلتذ منها بالحديث وقد جرى

حديث سواها في خروق المسامع

* * *


الفصل الخامس

في أحوال الإخوان

قلت :

العجب ممن يصيخ إلى عذل عاذل ، فيمن لا يسمع فيه قط قول قائل.

وشى إليك بي الواشي فلم ترني

أهلا لتكذيب ما ألقى من الخبر

ولو وشى بك عندي في ألذ كرى

طيف الخيال لبعت النوم بالسهر (٧٣)

قلت :

من أنفق روح عمره في معاشرة الأوداء (٧٤) لزمت حجته عليهم ، وقصدت دالته (٧٥) إليهم.

لضيق الوقت عن استدراك ما فات من العمر مع من عداهم ، وقصره عن تحصيل سواهم.

أحبابنا أنفقت عمري عندكم

فمتى أعوض بعض ما أنفقته

__________________

(٧٣) في هامش المخطوط : «للرضي رضي الله تعالى عنه» ولم أجده في ديوانه المطبوع في بيروت ـ دار صادر.

(٧٤) الأوداء : جمع ودود ، وهو المحبوب.

(٧٥) الدالة : الحرمة والوجاهة للصديق على صديقه.


أأروم بعدكم صديقا صادقا

هيهات ضاق العمر عما رمته

معنى

قلت :

نصرة من أخلص في ولائه ، وحمد في إخائه.

نطق بها لسان العقل والشرع.

فإن قصر المحبوب عن ذلك ، تأكد عليه أن لا يكون في زمرة أرباب العداوة ، الراشقين بسهام الأذى.

تخذتكم درعا حصينا لتدفعوا

نبال العدى عني فكنتم نكصالها

وقد كنت أرجو منكم خير ناصر

على حين خذلان اليمين شمالها

فإن أنتم لم تعرفوا لمودتي

ذماما فكونوا لا عليها ولا لها

تفوا موقف المعذور عني بمعزل

وخلوا نبالي والعدي ونبالها

معنى

قلت :

بمقام تقصير من استراح في محا يتعب فيه صديقه ، ويشقى فيه


شقيقه.

وتركي مواساة الاخلاء بالذي

تنال يدي ظلم لهم وعقوق

وإني لأستحيي من الله أن أرى

مكان اتساع والصديق مضيق

معنى

قلت :

من أصغى إلى استماع القدح في معاشريه أو لا معاشريه ، كان بذلك حاثا على فنون نميمة وتمويه.

عدمت مناي منك إن كان ذا الذي

تقوله الواشون عنى كما قالوا

ولكنهم لما رأوك غرية (٧٦)

بهجري تواصوا بالنميمة واحتالوا

فقد عدت أذنا للوشاة سميعة

ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا

* * *

__________________

(٧٦) الغري : المولع.


معنى

قلت :

العتب قد يهب به نسيم الحكمة ، وقد لا يهب.

وجه الأول : أن من المعاتبين من غفت عنه عيون الإنصاف ، وعفت (٧٧) لديه رسوم الاعتراف.

فيتعين عليه عند ذلك كحل العيون الهاجدة بميل العتب ، إيثارا لإيقاظها من رقدتها ، وإنباهها من سنتها أو هجعتها.

فالمين (٧٨) من عارف أولا عارف ، وخيم الجهات وبئ العرصات.

وطالما ظن بعض من يصحب أكثر العمر أنه في غاية محسن ، وهو في غاية مسئ.

إذ الملاطفة في الصحبة الظالمة بمنزلة خداع السراب ، الضار بتقدير ترك الاحتياط في الروى (٧٩) من الماء.

وذلك مظنة العطب عند الحاجة إليه ، وخلو أمكنة الطلب عنه.

فالعدو المبارز على هذا قد يكون إلى النفع أقرب منه ، لأنه موقظ للاستعداد بفنون الزاد.

__________________

(٧٧) عفت : امحت واندثرت.

(٧٨) في المخطوط : «فالعين» ولا مكان لها في هذا النص. وقد استحلت في عيني بادي بدء كلمة «فالعتب» ولكن السياق أباها أيضا ، فأثبت ما وافق السياق.

والمين : الكذب.

(٧٩) الروى : الكفاية من الماء.


بخلاف من أورد ثم خذل عند مزالق الإصدار ومداحض (٨٠) الأخطار.

والصديق وإن كان له وسيلة إلى مسامحته ، فإن عليه دولة (٨١) في جواز نحا فتته (٨٢).

أنت عيني وليس من حق عيني

غض أجفانها على الأقذاء

وأما بيان الوجه الثاني : فهو العتب الذي لا يقترن بمصلحة ، ولا يناط برأي سديد.

ولذلك شرح ، تتشعب غضونه ، وتتفرع فنونه.

معنى

قلت : من انطوى على تجريم معاشريه ، وتظليم مخالطيه.

لائق به العتاب ، الذي فيه غسل لدرن الخواطر ، وتطهير الضمائر.

من هجر يتولد عن ترك العتاب ، ومناظرة الأحباب.

ترك العتاب إذا استحق أخ

منك العتاب ذريعة الهجر

__________________

(٨٠) مداحض : جمع مدحض ، وهو المكان الزلق.

(٨١) كذا ، والدولة الانتقال من حال إلى حال.

(٨٢) المخافتة : خفض الصوت والتشاور سرا.


معنى

قلت لشخص يقول لآخر معاتبا على جفاء : قل له : إن كنت فيما أنت فيه سالكا سبيل أمر الله فالحجة لك ، وإن كنت سالكا سبيل هوى فالحجة عليك.

وقل له : لو كنت في مراجعتك راغبا في دنيا أحتلب درتها ، وأجتلب ثمرتها ، لكانت الحخة علينا إذ ذاك.

أما والغرض سلوك سبيل وفاء قررت حسنه مكارم الأخلاق ، ونبهت عليه مراسم الشريعة ، فالحجة لنا في فعلها وعلينا في تركها.

(إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (٨٣).

علي نحث المعاني من معادنها

وما في علي لهم أن تقبل العبر

معنى

قلت :

ينبغي للعاقل تصور شرف عمره مطردا (٨٤) ، عارفا بأنه العرض الذي لا يباع بالجواهر ، وإن جلت أقدارها وتكثرت أنواعها.

__________________

(٨٣) سورة هود ، الآية : ٨٨.

(٨٤) اطرد الشئ : تبع بعضه بعضا وجرى.


وأن ثمنه ليس إلا السعادة الأبدية والحياة السرمدية.

فإن قصر عن ذلك ، فلا يقصرن عن تصور شرفه في نفس الأمر.

لئلا يعرضه للبيع بثمن وكس (٨٥) وعوض واه ، فإنه العرض الذي جل عن سوم وترفع عن تثمين.

فإن صحبت به شخصا فانظر كيف نظره إلى ما تنفق منه في صحبته.

فإن كان نظر غافل عن شرف ما سوغته من أعوامك ، ومزقت في مواصلته من أيامك ، وهو غير فارق بين قفولك (٨٦) ومقامك.

فأوله بالإعراض الإعراض ، وامنحه الانقباض.

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته

على طرف الهجران إن كان يعقل

ويركب حد السيف من أن تضيمه

إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل (٨٧)

وإن كان غير جاهل بما تبذله في صحبته ، متأثرا منك بمقاطعته (٨٨).

__________________

(٨٥) الوكس : الزهيد القليل.

(٨٦) القفول : الرجوع من السفر ، والمقصود هنا القفول من سفر الدنيا إلى المنزل الحقيقي للإنسان وهو الآخرة.

(٨٧) زحل عن مكانه : تنحى وتباعد.

(٨٨) في المخطوط : «بمفاظعتك» والسيان يأباها.


إلا أنه لا يعمل بحسب ما يجب لك عليه.

فأوله الهجران ، واعتض من الوعيد في مقاطعته العيان.

جاذا حبل وصله بسيف قاطع لا تنبو شفراته ، مصليا (٨٩) له بصد لا تخمد جمراته.

إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها

هوانا بها كانت على الناس أهونا

وإياك والرضى بدنس الذل ، والندم على فوائت ثمرات شجر الوهن.

وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت

أقلب كفي إثرة متندما

ولكنه إن جاء عفوا قبلته

وإن فات لم أتبعه هلا وليتما

وأقبض خطوي عن حوظ كثيرة

إذا لم أنلها وافر العرض مكرما

وأكرم نفسي أضاحك عابسا

وأن أتلقى بالمديح مذمما (٩٠)

وماذا عسى الدنيا وإن جل قدرها

ينال بها من صير العرض سلما

__________________

(٨٩) الصلي : الشئ بالنار.

(٩٠) المذمم : المذموم جدا.


وإن قيد هذا الاطلاق بنصوص شرعية ـ في مجموع ما ذكرت ـ أو تدبيرات عقلية ، فالحكم للمقيد إذا.

* * *


الفصل السادس :

في الصبر والشجاعة

معنى

قلت :

يجب على أرباب العزمات مقابلة حوادث الدهر ، بصبر يقل معه مضضها (٩١) ، ويصغر عنده ألمها.

تنكر لي دهري ولم يدر أنني

أعز وأحداث الزمان تهون

وبات يريني الخطب كيف اعتداؤه

وبت أريه الصبر كيف يكون

معنى

قلت :

الصبر على حوادث الدهر شيمة نبلاء الرجال ، وخلائق الأماثل.

إذ في إظهار الكآبة التي لا تجدي كسر الصديق وجبر العدو.

مع خلو ذلك من ثمرة يرغب العقل في تحصيلها بالشكوى ، وإحرازها بالقلق.

ولو لم يكن للشاكي عدو يبتهج بأذاه ، أو صديق يتضرر بضرره ،

__________________

(٩١) المضض : الوجع والألم.


لكان إلغاء الجزع أيضا مذهبا صحيحا وطريقا واضحا.

ولست كمن أخنى (٩٢) عليه زمانه

فظل على أحداثه يتعتب

تلذ له الشكوى وإن لم يجد بها

صلاحا كما يلتذ بالحك أجرب

معنى

أقول :

إن من مارس حوادث الدهر ، وعالج خطوب الأيام ، ألف فنون فوادحها (٩٣) ، وهان عليه ورود جوائحها (٩٤) وإن ظن مغموما قد يكون مبتهجا بما منح من مزال (٩٥) كتائب المكاره ، وأستحلاء شري (٩٦) متجددات النوازل.

تعودت مس الضر حتى ألفته

وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر

ووطن نفسي للأذى الأنس با الأذى

وكنت به حينا يضيق به صدري

__________________

(٩٢) أخنى عليه الدهر : أهلكه.

(٩٣) الفوادح : جمع فادحة ، وهي الأمر الباهض.

(٩٤) الجوائح جمع جائحة ، وهي الشدة.

(٩٥) لعلها من أزلت إليه ، أي أعطيت له.

(٩٦) الشري : الحنظل ، وا حدته شرية.


إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما

تكرهت منه طال عتبي على الدهر

وصيرني يأسي من الناس راجيا

لكثرة عفو الله من حيث لا أدري (٩٧)

__________________

(٩٧) في هامش المخطوط : «أنشد هذه حاضر مولى يحيى بن عبد الله بن حسن ، ولها قصة».

قلت : والقصة ، كما في مقاتل الطالبيين ٤٢٥ ـ ٤٢٧ ، هي :

... حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال : حدثني أبي :

لما امتنعت من قول الشعر وتركته أمر المهدي بحبسي في سجن الجرائم ، فأخرجت من بين يديه إلى الحبس ، فلما أدخلته دهشت وذهل عقلي ، ورأيت منظرا هالني ، فرميت بطرفي أطلب موضعا آوي إليه أو رجلا آنس بمجالسته ، فإذا أنا بكهل حسن السمت ، نظيف الثوب ، يبين عليه سيماء الخير ، فقصدته فجلست إليه من غير أن أسلم عليه أو أسأله عن شئ من أمره ، لما أنا فيه من الجزع والحيرة ، فمكثت كذلك مليا وأنا مطرق مفكر في حالي ، فأنشد هذا الرجل هذين البيتين فقال :

تعودت مس الضر حتى ألفته

وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر

وصيرني يأسي من الناس واثقا

بحسن صنيع الله من حيث لا أدري

فاستحسنت البيتين وتبركت بهما وثاب إلي عقلي ، فأقبلت على الرجل فقلت له : تفضل ـ أعزك الله ـ بإعادة هذين البيتين.

فقال لي : ويحك يا إسماعيل ـ ولم يكنني ـ ما أسوأ أدبك ، وأقل عقلك ومروءتك ، دخلت إلي ولم تسلم على بتسليم المسلم على المسلم ، ولا توجعت لي توجع المبتلى للمبتلى ، ولا سألتني مسألة الوارد على المقيم ، حتى إذا سمعت مني بيتين من الشعر الذي لم يجعل الله فيك خيرا ولا أدبا ، ولا جعل لك معاشا غيره ، لم تتذكر ما سلف منك فتتلافاه ، ولا اعتذرت مما قدمته وفرطت فيه من الحق حتى استنشدتني مبتديا ، كأن بيننا أنسا قديما ، ومعرفة شافية ، وصحبة تبسط المنقبض!

فقلت له : اعذرني متفضلا ، فإن دون ما أنا فيه يدهش.


معنى

قلت عند قصة تروى من طريق البخاري عن ابن عمر أنه وجد

__________________

قال : وفي أي شئ أنت ، إنما تركت قول الشعر الذي كان جاهك عندهم وسبيلك إليهم ، فحبسوك حتى تقوله ، وأنت لا بد من أن تقوله فتطلق ، وأنا يدعى بي الساعة فأطالب بإحضار عيسى بن زيد ابن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، فإن دللت عليه فقتل لقيت الله بدمه ، وكان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) خصمي فيه ، وإلا قتلت ، فأن أولى بالحيرة منك ، وأنت ترى احتسابي وصبري.

فقلت : يكفيك الله ، وأطرقت خجلا منه.

فقال لي : لا أجمع عليك التوبيخ والمنع ، اسمع البيتين واحفظهما. فأعادهما علي مرارا حتى حفظتهما. ثم دعي به وبي ، فلما قمنا قلت : من أنت أعزك الله؟ قال : أنا حاضر صاحب عيسى بن زيد.

فأدخلنا على المهدي ، فلما وقف بين يديه قال له : أين عيسى بن زيد؟.

قال : ما يدريني أين عيسى ، طلبته وأخفته فهرب منك في البلاد ، وأخذتني فحبستني ، فمن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس؟!

فقال له : فأين كان متواريا؟ ومتى آخر عهدك به؟ وعند من لقيته؟

فقال : ما لقيته منذ توارى ، ولا أعرف له خبرا.

قال : والله لتدلني عليه ، أو لأضربن عنقك الساعة. قال : اصنع ما بدا لك ، أنا أدلك على ابن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) لتقتله ، فألقى الله ورسوله وهما يطالباني بدمه! والله لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه.

قال : اضربوا عنقه. فقدم فضرب عنقه.

ثم دعاني فقال : أتقول الشعر أو ألحقك به.

فقلت : بل أقول الشعر.

فقال : أطلقوه.


جعفر بن أبي طالب (عليه‌السلام) في القتلى ، وفي جسده بضع وتسعون طعنة ورمية ، منها في دبره شئ (٩٨) :

إن علة ذلك كونه (عليه‌السلام) واجه جهة الكفار ، واشتاق إلى دار القرار.

فأثبت في مستنقع الموت رجله

وقال لها : من تحت أخمصك الحشر

تردى ثياب الموت حمرا فما أتى

لها الليل إلا وهي من سندس خضر

معنى

قلت في سياق كلام بسيط متعلق بمدح شجاعة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وإقدامه ، وحسن نهضاته في حراسته الإسلام وقيامه :

فمبارزوه تحت بطون الكواكب مصرعون ، ومنابذوه لبواتره ضارعون.

يحطم منهم أجسادا ، وبوسعهم في المعارك جلادا ، ويصطلمهم في فيالقهم إصدارا وإيرادا.

__________________

(٩٨) البخاري ٥ : ١٨٢ باب غزوة مؤتة ح ١.


فكأنهم بغاث (٩٩) لاقت صقرا قرما (١٠٠) كاسرا ، أو غنم واجهت ليثا خادرا.

أو رماد اشتدت به ريح عادية (١٠١) ، وسموم (١٠٢) نارية.

لم تقصد غمراته الشريفة حيشا لملما (١٠٣) إلا حطمته ، أو مجرا (١٠٤) عرمرما (١٠٥) إلا اجتاحته.

تخاله أسدا يحمي العرين إذا

يوم الهياج بأبطال الوغا زحفا

يظله النصر والرعب الذان هما

كانا له عادة إن سار أو وقفا

شواهد فرضت في الناس طاعته

برغم كل حسود مال وانحرفا

فمواقفه الهاشمية أظهر من البرهان ، ومجاهداته لا تحتاجان.

فهو بدر الكتائب وبنوه كواكبها ، وصدر الجحافل وأقربوه مناكبها ، وقطب رحا الهيجاء وأغصانه جوانبها.

__________________

(٩٩) البغاث : صنف من الطير لا يصيد.

(١٠٠) القرم : شدة شهوة أكل اللحم.

(١٠١) الريح العادية : يعني الريح التي أهلكت قوم عاد.

(١٠٢) السموم : الريح الحارة.

(١٠٣) اللملم : الجيش الكثير المجتمج.

(١٠٤) المجر : الجيش الكثير لثقله وضخمه.

(١٠٥) العرمرم : الجيش الكثير.


قوم سماؤهم السيوف وأرضهم

أعداؤهم ودم السيوف بحورها

يستمطرون من العجاج سحائبا

صوب الحتوف على الزحوف مطورها

وحنادس الفتن التي إن أظلمت

فمشموسها آراؤهم ويدورها

ملكوا الجنان بفضلهم فرياضها

طرا لهم وخيامها وقصورها

وإذا الذنوب تضاعفت فبحبهم

يعطي الأمان أخا الذنوب غفورها

تلك النجوم الزهر في أبراجها

ومن السنين بهم تتم بدورها

معنى

قلت في بعض ما ألفته ذاكرا قصة فتح مكة حرسها الله تعالى ، وأن الحارث بن هشام في جماعة لجئوا إلى أم هانئ بنت أبي طالب ، فقصد علي (عليه‌السلام) دارها وقال : أخرجوا من آويتم ، فجعلوا يذرقون كما تذرق الحبارى (١٠٦) خوفا منه.

__________________

(١٠٦) الحبارى : طائر يستوي مفرده ومثناه وجمعه ، ومؤنثه ومذكره ، في هذا اللفظ ، ومن المعروف عن الحبارى أنها إذا انحط عليها الصقر ليصيدها استلقت على ظهرها ورمته بذرقها ، وذرقها حار يحرق ريشه. ولهذا قيل في الحبارى : «سلاحها سلاحها».


قلت : ومن كانت السباع نقده (١٠٧) حاد القرن عنه ، فهو كما وصفه العارف به :

يقرن أرواح الكماة بالردى

لذاك حاصت (١٠٨) دونه أقرانه

تبكي الطلى (١٠٩) إن ضحكت أسيافه

وترتوي إن عطشت سنانه

ترى سباع البيد تقفو إثره

لأنها يوم الوغا ضيفانه

معنى

قلت في كلام بسيط عند شئ من ذكر مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام في شجاعته ، وما أقر لسان البسالة به من عظيم نجدته : فوجد في رأسه المقدس ثلاث وثلاثون جراحة ، وفي ثوبه مائة وبضعة عشر خرقا من رشق السهام.

وهو يأبى قبول الاستسلام ، شبيها بحال متشوق إلى الحمام.

__________________

(١٠٧) النقد : جنس من الغنم ، يضرب بها المثل فيقال : «أذل من النقد».

(١٠٨) حاصت : مالت وحادت عنه.

(١٠٩) الطلى : الأعناق.


مشهر معلم (١١٠) والحرب كاشفة

عنها القناع وبحر الموت يطرد

لا قائلا كم أساقي الموت شاربة

في كأسه والمنايا شرع (١١١) ورود (١١٢)

* * *

__________________

(١١٠) المعلم : هو الفارس الذي يجعل لنفسه علامة في الحرب ليعرف.

(١١١) شرع : رافعة رؤوسها ظاهرة.

(١١٢) ورد : جمع واردة ، ولم أجد هذا الجمع فيما بين يدي من معاجم اللغة.


الفصل السابع

في فنون شتى

قلت في كتابي المسمى بالآداب الحمية : من الحيف أن يملك ذوو الشهوة نفوسهم مآربها كيف كانت.

ثم يزاحمون على المراتب السامية أعداء الشهوات ، المصارمين للذات.

يحسدني قومي على صنعتي

لأنني في صنعتي فارس

سهرت في ليلي واستنعسوا

هل يستوي الساهر والناعس

معنى

قلت :

جماعة لا حيلة فيهم :

الحاسد.

ورجل يقيس مقاصدك الشريفة بمقاصده الذميمة غالطا في العلة.

ورجل يبغضك لا لعلة يعرفها يبني عليها ، أو لعلة يبني عليها لست منها في شئ ، أو كنت منها في شئ معذورا ، كمن يؤذيك مصرا فيبني على أنك تبغضه مقاصا فيبغضك.

ورجل خسيس المقاصد ، عارف أن مقاصدك تنافيه ، فيقاصك


بالبغضة ظلما ، لتوهمه بغضك له عدلا.

ورجل يغار من محاسنك فيرميك بقدوحه الحالة فيه إيثارا لمناسبتك له.

بلاء ليس يشبهه بلاء

عداوة غير ذي حسب ودين

يبيحك منه عرضا لم يصنه

ويرتع منك في عرض مصون

وقال الشريف الرضي رضي‌الله‌عنه :

ذنبي إلى البهم (١١٣) الكوادن (١١٤) أنني

المطرف(١١٥) المطهم(١١٦) والأغر الأقرح (١١٧)

يولونني خزر (١١٨) العيون لأنني

غلست في طلب العلى وتصبحوا

__________________

(١١٣) البهم : جمع «الأبهم» وهو الخالي الذي ليس معه شئ من المكارم ، ويصح أن تقرأ «البهم» وتعني الحيوانات.

(١١٤) الكوادن : جمع «الكودن» وهو البرذون ، ويشبه به البليد.

(١١٥) الطرف : المهر الكريم.

(١١٦) المطهم : التام الخلق والخلق.

(١١٧) الأقرح : الذي في وجهه بياض أقل من الغرة.

(١١٨) الخزر : النظر بحدة.


وجذبت بالطوال (١١٩) الذي لا يجذبوا

ومتحت بالغرب (١٢٠) الذي لم يمتحوا

لو لم تكن لي في القلوب مهابة

لم يطعن الأعداء في ويقدحوا

نظروا بعين عداوة ولو أنها

عين الرضى لاستحسنوا ما استقبحوا

معنى

قلت : في كلام جم مجيبا فيه من فخر على بني هاشم ففجر :

وبعد :

فليس الفخر بالغلبة والانتصار بل الفخر بمعاني الرجال في أنفسهم وشرفهم في ذوات أقدارهم.

فالشريف شريف وإن تعدته الأعراض (١٢١) والرذل رذل وإن أصاب بسهام الأغراض عيون الأغراض (١٢٢).

والأسد لا يخرجه عن جوهره صول الأقدار عليه ، والوزغة (١٢٣) لا يلحقها بالشرف مواتاة الأقدار لها.

__________________

(١١٩) الطول : الحبل.

(١٢٠) الغرب : الدلو العظيمة.

(١٢١) الأعراض : الأموال.

(١٢٢) الأغراض : جمع غرض ، وهو ما ينصبه المتسابقون في رمي السهام هدفا لهم.

(١٢٣) الوزغة : حشرة من فصيلة أبي بريص.


وإذا كان الأمر كذا فإن فخر بني هاشم بجواهر النفوس وميمون الخصائص ، لا يوهي ركنه تسلط ، ولا يمحقه قهر.

وإن نازع أعداؤهم بواسطة مشاركتهم في النسب ، ومجاذبتهم إياهم فخار أولية ، فقد بينا القدح في ذلك.

ونسلم الدعوى. ولكن ... ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا المحق كالمبطل.

(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير) (١٢٤) (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج) (١٢٥).

أبوهما واحد والفرع بينهما

منه الخشاش (١٢٦) ومنه المثمر الينع (١٢٧)

معنى

قلت : من جرد سيف الهمم بأيمن الطلاب (١٢٨) ، ومن رضي

__________________

(١٢٤) سورة فاطر ، الآية ١٩ ـ ٢٣.

(١٢٥) سورة فاطر ، الآية ١٢.

(١٢٦) الخشاش : الردئ

(١٢٧) الينع : الثمر الناضج الذي بلغ غاية الكمال من النضج واللطافة.

(١٢٨) الطلاب : الطلب.


بالعجز دفع عن سامي المقاصد بحجاب.

دون المعالي مرتقى شامخ

فطر إلى ذروته أوقع

من لم يخض غمرته لم يشد

قواعد المجد ولم يرفع

غيره :

وما يسبح الإنسان غمرة

من العز إلا بعد خوض الشدائد

معنى

قلت :

شرف الرجل بثمراته النفسانية ، أتم من شرفه بثمراته الشهوانية.

يقولون : ذكر المرء يحيى بنسله

وليس له ذكر إذا لم يكن نسل

فقلت لهم : ذكري بدائع حكمتي

فإن لم يكن نسل فإنا بها نسلو

معنى

قلت :

إذا كشفت المحاسن قناع أسرارها ، وظهرت البدور التمام بساطع


أنوارها.

غارت نجوم المنافسين المقصرين ونطقوا بلسان عانين (١٢٩).

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله

فالناس أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

حسدا وبغيا إنه لذميم

معنى

قلت :

إذا حاز الأول قصبات السبق في المعاني الحكمية ، والألفاظ الأدبية.

فلمن خلفه أن ينشد عاجزا عن إبداء المعنى الغريب ، واللفظ البديع العجيب :

ولا ذنب للأفكار أنت تركتها

إذا احتشدت لم ينتفع باحتشارها

سبقت بأفراد المعاني وألفت

خواطرك الألفاظ بعد شرادها

فإن نحن حاولنا اختراع بديعة

حصلنا على مسروقها ومعادها

__________________

(١٢٩) عانين : جمع عان ، وهو الخاضع الذليل.


قلت :

من عجنت بماء العروبية (١٣٠) طينته ، ونطقت بالدرر النفيسة لهجته.

كان ممدوح من قال :

ولفظ كأيام الربيع تبسمت

ثغور الربى فيه إلى أوجه الورد

وخط كموشي الرياض تحوكه

يد المزن في عفراء(١٣١) ذات ثرى جعد (١٣٢)

مطرزة بالأقحوان كأنما

شقائقها خد أضيف إلى خد

كأن ابن إسماعيل أنبط مشربا

من الفكر محمي الشريعة والورد

يساقط في القرطاس زهر لآلئ

لو انتظمت كانت فرائد للعقد

أو ممدوح الأمير أبي فراس العربي في مثل هذا المراد ، إذ يقول :

وروضة من رياض الفكر دبجها

صوب القرائح لا صوب من المطر

__________________

(١٣٠) العروبية : خلوص العربية.

(١٣١) العفراء : الأرض التي لونها أبيض ليس بالشديد البياض.

(١٣٢) الجعد : اللين.


كأنما نشرت يمناك بينهما

بردا من الوشي أو ثوبا من الحبر

أو ممدوح من وصفه بنسمات السحر تحمل أرج الزهر ، إذ قال :

يا مورد الأسماع وهي حوائم (١٣٣)

من لفظه المعسول أعذب مشرب

ومن جنسه قول البحتري :

أما مسامعنا الظماء فإنها

تروى بماء كلامك الرقراق

وإذا النوائب أظلمت أحداثها

لبست بوجهك أحسن الإشراق

ولقد أحسن ابن الرومي في أبيات تتعلق بالفصاد ، (١٣٤) وهي :

يا فاصد العرق المبارك فصده

قسما لقد صفيت غير مكدر

عرق فرآه شبا الحديدة (١٣٥) عن دم

كعصارة المسك الذكي الأذفر

لو كان ماء للوجوه لأشرقت

ورأت لها الأبصار أحسن منظر

__________________

(١٣٣) الحوائم : جمع الحائمة ، وهي العطشى.

(١٣٤) الفصاد : جمع الفاصد ، وهو الذي يقطع عرقا من عروق الإنسان علاجا من داء.

(١٣٥) شبا الحديدة : حد طرفها.


إني أظن قرارة (١٣٦) حظيت (١٣٧) به

ستكون أخرى الدهر معدن عنبر

أتلف به داء وأخلف صحة

وألبس جديد العيش لبس معمر

ولقد أحسن العطوي في المرثية إذا يقول :

ولكنه ذاك الثناء المخلف (١٣٨)

وليس نسيم المسك ريا (١٣٩) حنوطه

قلت :

من ضرب في المجد بقدح (١٤٠)

غالب ، ورشق أغراض الفخر

بسهم صائب.

تلقاه وهو مع الاحسان معتذر

وقد يسئ مسئ وهو منان

__________________

(١٣٦) القرارة : منخفض من الأرض مستدير الشكل يجتمع فيه ماء المطر ، والقرارة : ما بقي في القدر ، فلعل الشاعر جوز معنى إحدى هاتين الكلمتين. أو أنها نعني القارورة.

(١٣٧) في المخطوط : «خطت».

(١٣٨) القصف : الكسر.

(١٣٩) الريا : الريح الطيبة.

(١٤٠) القدح : سهم المسير.


إذا بدا وجه ذنب فهو في سنة

وإن بدا وجه خطب فهو يقظان

يقظان من ورع وسنان من درع (١٤١)

يا حبذا سيدا يقظان وسنان

يصحيه ذهن ويأبى صحوه كرم

مستحكم فهو صاح وهو سكران

إذا تيممك العافي (١٤٢) فكوكبه

سعد (١٤٣) ومرعاه في واديك سعدان (١٤٤)

أحيا بك الله هذا الخلق كلهم

فأنت روح وهذا الخلق جثمان

الأبيات لابن الرومي.

ولقد أحسن في قوله :

كل الخلال التي فيكم مجانسة

تشابهت منكم الأخلاق والخلق

__________________

(١٤١) كذا في المخطوط.

(١٤٢) العافي : السائل.

(١٤٣) سعود النجوم عشرة ، وهي : سعد بلع ، وسعد الأخبية ، وسعد الذابح ، وسعد السعود ، وسعد ناشرة ، وسعد الملك ، وسعد البهام ، وسعد الهمام وسعد البارع ، وسعد مطر. وهي كواكب يتيمن بها.

(١٤٤) السعدان : نبت من أفضل مراعي الإبل ، ومنه المثل «مرعى ولا كالسعدان».


فإنكم شجر الأترج طاب معا

حملا ونورا (١٤٥) وطاب العود والورق

وله :

يستعبد الأحرار إلا أنه

يستعبد الأحرار بالإعتاق

والرق في الاعتاق حكم للعلى

حكمت به والأسر في الإعتاق

وأحسن أبو تمام ـ رحمة الله تعالى ـ في قوله :

يا مهجة القلب يا قلب السماحة يا

روح المعالي وعين الظرف والأدب

ولقد أحسن البحتري في قوله :

ويدعي الفضل أقوام فيفضلهم

موحد بغريب الذكر منفرد

توحد القمر الساري بشهرته

وأنجم الليل بد حوله بدد (١٤٦)

وأحسن ابن الرومي في قوله :

وما نفحات الروض تثني على الحيا

بأطيب من ذكر لكم في المحافل

__________________

(١٤٥) النور : الزهر.

(١٤٦) بد ، وبدد : متفرقة.


قلت :

من أضاءت في مطالع الكرم أبداره ، وسطعت في آفاق الجود أنواره.

كان أهلا أن يخاطب ببيتي البحتري :

أبا حسن أنشأت في أفق الندى

لنا كرما آمالنا في ظلاله

مضى منك وسمي (١٤٧) فجد بوليه (١٤٨)

وعودت من نعماك فضلا فواله

أقول :

إن كل قول موقوف على اقترانه بالأفعال ، ومصاحبته لميمون الخلال (١٤٩).

فإني قصرا عنه فهو كسحاب أظل وماطل (١٥٠).

وإن بلغاه فهو كمزنة هطل سماؤها ، وانفجر ماؤها.

وفي مثله يقول الموسوي :

القول يعرض كالهلال فإن مشى

فيه الفعال فذاك بدر تمام

__________________

(١٤٧) الوسمي : مطر الربيع الأول ، لأنه يسم الأرض بالنبات.

(١٤٨) الولي : المطر بعد الوسمي ، سمي وليا لأنه يلي الوسمي.

(١٤٩) الخلال : الصفات والأخلاق.

(١٥٠) طل : مطر.


قلت :

إذ مرد الناس ، ن سامحتهم فسد دينك ، وإن شاقصتهم (١٥١) فسدت دنياك.

فمباعدتك لهم ربما كانت مظنة صلاح الحالين.

وهو ربح تام يرغب فيه أرباب البصائر.

الناس بحر عميق

والبعد منهم سفينة

وقد نصحتك فانظر

لنفسك المسكينه

معنى

يتعلق بذم التوغل في معاداة الناس قلت :

أحد الأقسام المحذورة في معاداة الناس ، أنه تطريق لتمزيق ما لا قيمة له من العمر بالمصارمة ، أو تعرض لما يذهب به معنى الحياة باحتمال المكاره.

تكثر من الإخوان ما اسطعت إنهم

عماد إذا استنجدتهم وظهير

فما بكثير ألف خل وصاحب

وإن عدوا واحدا لكثير

__________________

(١٥١) شاقصتهم : شاركتهم.


معنى

يتعلق بالقصد في تناول الطعام

أقول :

إن البطنة مثار لأخطار متعددة :

أحدها : البعد عن خدمة إله الوجود ، والأنس به ، والتلذذ بالنشاط.

ومن آفاتها طمس ضياء الحس ، وفساد الجسد.

وكثرة صدور الخبث ، ومعالجة إزالته ، وإفساد الطعام بغير ما وجه صحيح.

ونسيان الجائع ، والحيلولة بين فاضل الطعام وبين مضطر إليه.

وشغل الوقت والهمة بتحصيله وتناوله ، وقد يكون تحصيله مبنيا على أخطار دينية أو دنيوية أو مجموعهما.

والمشابهة للذوات البهيمية.

ويتفرغ عما ذكرت إدخال عدو مسلط إلى شريف بواطن الأمعاء ، مع وجوب إبعاد العدو عن التسلط على أذى ظواهر الأعضاء.

وتضييع العمر ، لأن البطنة جدا يبعد معها صفو اللذة ويتوجه الألم ، ومن كان هذا حاله كان في مقام مفقود.

ومن آفاتها أن يكون فاعل ذلك في مقام محصل للآفات القادحة في العقل والمزاج ، حيث يكون غيره ـ من سفهاء وناقصين ـ مجدا في


الخلاص منها.

فعلى هذا منزلته أخس من منازل السفهاء.

ولئن كان له نسبة ، فإنما تكون بسفية عدم (١٥٢) عقله ، فهو يقدم على ما يلائم مزاجه في الحال الحاضرة غير ناظر في عاقبة.

وقد يكون من البطنة ما يؤلم في الحال ، وهو شئ قد يتباعد السفيه عنه.

وإنما يكون الإقدام على تناول الطعام عند ذلك ، مع منافاة العقل ومخاصمة طائفة من جيش الطبع ، بطبع خسيس رذل بهيمي.

وإنك مهما تعط بطنك سؤله

وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

معنى

يتعلق بذم الغيبة

نقلته من كتاب الذي أنشأته وسميته كتاب الآداب الحكمية ، قلت : الغيبة إما أن تكون مع قطع بالعيب ، أو مع القطع بعدمه ، أو مع الشك.

والأول يلزمه من المحذور شغل الوقت بما لا يجدي ، والتعوض بذلك مما يجدي ، مع مقت الله تعالى ومقت العقلاء ، وتسليط المغتاب على المقابلة بالقبيح إن كان غير مأمون.

__________________

(١٥٢) عدم : فقد.


إذا الناس غطوني تغطيت عنهم

وإن بحثوني كان فيهم مباحث

وإن كان مأمونا فالإشكال على المغتاب لمثله أشد.

ومن مستفظع الغيبة الإشارة بها إلى من لم يصدر عنه أذى.

ومن شواهد قبحها والبواعث على حسن تركها ، كونها شعارا لأرباب السفه والغفلة.

ثم إن الغيبة إما أن تؤثر ضررا في جانب المغتاب أو لا.

فإن لم تؤثر ضررا فما حصل المغتاب غرضه ، بل حصل بمجرد الإثم ودنس الغيبة وفنون أخطارها ، أو فنون من أخطارها.

وإن أثرت ضررا فهو إما في نفس ، أو عرض ، أو مال ، أو ما يترتب من ذلك.

وأخطار ذلك شديدة.

وإذ قد وضح قبح الغيبة في جانب من عرف عيبه.

فما ظنك بها في جانب من عرفت نزاهته ، أو شك فيها.

وذلك تمام القسمة.

وقد يكون لذكر الشخص بالقبيح من فعاله وجه حسن ، إذا كان المقول فيه معلنا (١٥٣).

والغرض بعيبه وجه الله تعالى على الشروط المعتبرة.

أو على سبيل الشكوى من فاعل القبيح ، ليدفع الذام ظلمه

__________________

(١٥٣) أي معلنا بالقبيح.


عنه ، أو عن بعض المظلومين.

وكنت إذا قوم رموني رميتهم

فهل أنا في ذا يال همدان ظالم

متى تجمع القلب الذكي وصارما

وأنف حميا تجتنبك المظالم

معنى

قلت :

بحسب حال النفوس في سموها ، وعلوها في سؤددها ، يمر بها نسيم مكارم الأخلاق ، ويسري عليها روح عربي عشق المحاسن.

فتميس للصنائع الجمة أغصانها ، وتميد أفنانها ، وتطيب ظلالها ، وتزكو ثمارها.

وتصير مقيلا للقريب والبعيد ، والداني والشريد.

فتمنحهم من ثمارها أمتعها ، ومن حباها أعذبه وأمرأه.

جامعة بين الإسعاف الجزيل وتصغيره ، وتعجيله وستر قليله وكثيره.

والاعتراف باليد لمن عرض نفسه للصنيعة ، وعرضها للاسترقاق.

ألا أيها الزوار لا يد عند كم

أياديكم عندي أجل وأكبر


وإن كنتم أفردتموني للرجا

فشكري لكم من شكركم لي أكثر

عارفا بأن الحق لمن عوض من الإحسان شكرا ، وأبقى بالمدح ذكرا.

فإنك إن ذوقتني ثمر الغنى

حمدت الذي أجنيك (١٥٤) من ثمر الشكر

فإن يغن ما تعطيه في اليوم أوغد

فإن الذي أعطيك يبقى على الدهر

ويتفرع عن هذا قبح المنة به ، والإذلال باعتماده.

أميل مع الذمام (١٥٥) على ابن أمي

وآخذ للصديق من الشقيق

وإن ألفيتني ملكا مطاعا

فإنك واجدي عبد الصديق

أفرق بين معروفي ومني

وأجمع بين مالي والحقوق

ومن صفة المغرمين بالسخاء وإسداء النعماء ، أن تكون جوارحهم عليهم ، لو جري في خواطرهم المنع ، وتردد في صدورهم الاعتذار.

__________________

(١٥٤) أجنيك : أجني لك.

(١٥٥) الذمام : الحق.


كريم إذا ما جئت طالب حاجة

حباك بما تحوي عليه أنامله

ولو لم يكن في كفه غير نفسه

لجاد بها فليتق الله سائله

تعود بسط الكف حتى لو أنه

ثناها لقبض لم تطعه أنامله

تراه إذا ما جئته متهللا

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

هو البحر منت أي النواحي أتيه

فلجته المعروف والجود ساحله

أقول :

إن هذه الأبيات اندرجت على أوصاف لائقة ، ومحاسن رائقة.

إلا في قوله :

.... كأنك تعطيه الذي أنت سائله فإني أراه في غاية من مراتب الذم ، ونهاية من مقابح ، العيب كيف يكون الأريحي ـ الذي تضمنت مدحه هذا القرض ـ مبتهجا عند شدة المبالغة بما يصل إليه من إحسان ، أو يظفر به من نوال.

هذا نقص ظاهر وعيب فظيع.

إلا أن يكون الشاعر قصد أمرا بعدت عن فهمه وضللت عن دركه.


ومن معاني البذل الابتداء به قبل السؤال ، وذل أرباب الآمال.

إذا كان العطاء ببذل وجهي

فقد أعطيتني وأخذت مني

ومن معانيه اقترانه بالوفور سادا للخلة (١٥٦) معينا ، عن غير من أسداه وطوقه وأولاه.

ومن معانيه أن لا يرجع المحسن عن قاعدته في إكرام من قصد الصنيعة إليه ، بل يزيده إجلالا ما كان يعتمده لديه.

ومن معانيه قطع الخاطر واللسان عن ذكر الصنيعة وإسداء المكارم.

ومن تمام معانيه شرف المحل في جانب المعطي ، إما قصدا أو لا قصدا ، وهو مع القصد أتم.

من شروطه الشرعية مقارنة ذلك بنية الإخلاص وصفاء الطوية.

ومن شروطه الشرعية كون ما يبذل زاكيا حلالا ، اعتبارا بأن الله تعالى لا يقبل إلا ما أخذ من حله فوضع في حقه.

ومن معاينه الاعتراف التام لله تعالى بالنعمة إذا قدر على المعروف.

وهو معنى يختص به كمال الخالق ، فشرك عبده الضعيف فيه.

ومن معانيه التواضع في حال الاعطاء ، واستشعار لباس الحياء

__________________

(١٥٦) الخلة : الحاجة.


ومن معانيه أن يكون إيصاله لا من يد المسعف ، صونا لوجه من يسعف من خجل المواجهة.

ومن معانيه ـ أن يكون صافيا من كدر تتضع به منزلته ، حاويا لكل فضيلة ترتفع بها درجته.

ومن معانيه صدوره عن المعطي في حال الغضاضة (١٥٧) والشباب ، وطمعه في البقاء وبلوغ المحاب.

جاد بالقرص والطوى (١٥٨) ملء جنبيه

وعاف الطعام وهو سغوب (١٥٩)

فأعاد القرص المنير عليه

القرص والقرض الكرام كسوب (١٦٠)

معنى

يتعلق بالحلم

قلت :

الصفح عن أرباب الجرائم خلق من اعتبر ، ومذهب من تبصر.

__________________

(١٥٧) الغضاضة : الطراوة وحال الشاب.

(١٥٨) الطوى : الجوع.

(١٥٩) السغوب : الجائع.

(١٦٠) في هامش المخطوط : «لعلي بن نما في أمير المؤمنين (عليه‌السلام) والتحية والإكرام».


اعتبارا بجلال من تلين القلوب القاسية بين يديه ، وتصغر الأقدار السامية عنده.

واعتبارا بما أنه بمقام خجل من أضرم نار غيظه عند ذنب صدر من مشابه له في البشرية ، وهو يواقع أضعافه في إسخاط خالق البرية.

أهملت نفسك في هواك ولمتني

لو كنت تنصف لمت نفسك دوني

ما بال عينك لا ترى أقذاءها

وترى الخفي من القذى بجفوني

واعتبارا بما أن الانتقام من المجرم حاصله شفاء غيظ ، لا يستلزم ثوابا دائما ، وسعادة راهنة.

وفي الصفح مع مقارنة النية الصالحة تحصيل ذلك.

واعتبارا بأن الكبرياء والعظمة مختصة بكمال جلال إله الوجود ، وفي البطش بالانتقام نوع منازعة لذلك الاختصاص.

واعتبارا بما أن عاقبة الصفح ثناء أرباب العقول ، ومحبة المصفوح عنه ، وحلية جميلة لمن اعتمده وقرب منه.

وذلك مما يرغب فيه الراغب ويطلبه الطالب.

أخمد بحلمك ما يذكيه ذو سفه

من نار غيظك واصفح إن جنى جاني

فالحلم أحسن ما ازدان اللبيب به

والأخذ بالعفو أحلى ما جنى جاني


واعتبارا بما أنه قد تستهجن في العادة مؤاخذة العبد لمثله ، كان محلا لصفح سيده عنه.

واعتبارا بما أنه قد تستهجن في العادة مؤاخذة العبد لمثله ، إذا حكمه سيده فيه ، وأطلق له قيد تسويغ الانتقام منه.

فكذا يليق بمن أقدره سيد الخلائق على عبده ، وهو مثله ، أن يتجاوز عنه.

واعتبارا بما أن الذنب لا يخلو أن يكون صغيرا أو كبيرا.

فإن كان الأول ، فغير مستبدع صفح عن جرم صغير وذنب يسير.

وإن كان الثاني ، فالأخذ بالحلم ألزم ، اعتبار بكثرة الثواب في جانب المسامح ، ووفور الشكر.

وهذا المعنى لا يحصل قبل سفه سعر نارا بردها الحلم.

وقد نبه الغنوي على هذا بقوله في مرثية أخيه :

حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت

حبا (١٦١) الشيب للقرن اللجوج غلوب

ولقد أحسن الكميت ـ رحمه‌الله تعالى ـ في مدحه الغرر من بني هاشم عند الصفح ووفور الجرائم ، فقال :

__________________

(١٦١) الحبا : جمع حبوة ، وهي أن يجمع الجالس بين ظهره وساقيه بعمامة ليستند.


ومداريك للذحول (١٦٢) متاريـ

ـك ـ وإن أحفظوا (١٦٢) ـ لعور الكلام (١٦٤)

لا حباهم تحل للمنطق الشغـ

ـب (١٦٥) ولا للطام يوم اللطام

ومن أنصف نفسه أحرز لها عظيم الأجر بهيج الذكر.

واعتبارا بما أن القدرة تبرد أوار (١٦٦) نار الحفيظة ، وتطفئ نار الغضب.

شمس (١٦٧) العداوة حتى يستقاد (١٦٨) لهم

وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا

واعتبارا بما أن الجاني إما أن يكون أشرف من المجني عليه ، أو مثله ، أو دونه.

__________________

(١٦٢) الذحول : جمع الذحل ، وهو الثأر.

(١٦٣) أحفظوا : أغضبوا.

(١٦٤) عور الكلام : قبائحه.

(١٦٥) الشغب : تهييج الشر.

(١٦٦) الأوار : الحرارة.

(١٦٧) الشمس : جمع الشموس ، وهو الرجل العسر في عداوته.

(١٦٨) استقاد : اعطى مقادته وخضع وذل.


والأول يسامح لفضيلته.

والثاني لتصير مرتبة المجني عليه أعلى من مرتبته.

والثالث للأنفة من مؤخذته.

إذا كان دوني من بليت بجهله

أبيب لنفسي أن أقابل بالجهل

وإن كان مثلي في محلي من النهى

أخذت بحلمي كي أجل عن المثل

وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى

عرفت له حق التقدم والفضل

وقد يصفح عن الشريف رغبة في مودته ، وعن الدني لرذالته.

وأغفر عوراء الكريم ادخاره

وأعرض عن شتم اللئيم تكرما

وقد يقتص من المذنب خوف تمرده.

وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

هذا ما خطر في الوقت الحاضر ، واستفراغ خزائن العقول يحتاج إلى لبث في الموارد والمصادر.

* * *


معنى

يتعلق بالوفاء

أقول :

إن الوفاء من أسرار مذاهب العرب ، وخلق أرباب الدين والأدب.

فكم نفس زهقت في طريقه ، ودماء أريقت في تحقيقه.

وجفون سهرت في إحراز محاسنه ، والغوص عليه في أماكنه.

وهمم ركبت خيول الجد فيه ، وعزمات نهضت في تحصيل معانيه.

فتقلد أربابها لذلك عقود جواهر فخر ، لا تنزع وإن نزع حر الأرواح ، وأنوار لا تخبو في المساء والصباح.

فهم وإن حلوا بين صفائح القبور ، أحياء الصنائع منشور و المحامد ، ذوو أعمار طويلة وإن قصرت في الشاهد.

فيا حبذا أرجا يتضوع من رياض هاتيك الأخلاق ، وعرفا يذكو بنور وصفهم لا بنار الاحراق.

ونشرا يهب بطيب تذكارهم وعطر فخارهم.

وما نفحات الروض تثني على الحيا

بأطيب من ذكر لهم في المحافل

وحصل بدنس العذر (١٦٩) من رضي بالدون.

وسهل فضائح العار ، في إخفار ذمة وإسلام جار.

__________________

(١٦٩) العذر : كثرة العيوب.


من ذا يبلغ عني الناس معذرة

إذا غدا جار بيتي وهو مأكول

تنازع الطير بالبطاحاء حشوته (١٧٠)

يقال : من جار هذا؟ غاله غول

صغروا من محاسن الأخلاق ما عظمته العقول وشرفته الهمم ، فماتوا قبل الموت ودفنوا قبل الدفن.

وبقي بعد الموت من ضرب في المجد بقدح ، وفاز من الوفاء بنصيب.

ردت صنائعه عليه حياته

فكأنه من نشرها منشور

معنى

قلت :

إذا صدقت العزمات صدق خبر الخصائص (١٧١) ، وإذا كذبت الهمم صدق خبر النقائص.

اعتبارا في الأول بسعة أبواب المجد لمن أرادها ، وفسيح جدد (١٧٢) طرق الشرف لمن أمها.

__________________

(١٧٠) الحشوة : الأمعاء.

(١١٧) الخصائص : الفضائل.

(١٧٢) الجدد : الأرض المستوية.


وليس معذورا من ادعى حجبا عن أبواب الشرف ، أو منعا في طرق المجد.

إذا الشرف النفساني لا يحجب عنه قاصده ، والفخر التحقيقي لا يطرد عن نمير ورده وارده.

إذا أعجبتك خلال امرئ

فجد تكن مثل من يعجبك

فليس على الفضل والمكرمات

إذا جئتها حاجب يحجبك

واعتبارا في الثاني بما أن الشرف المحض لا يدرك بغير جد ، والفخر الحق لا ينال بغير كلفة.

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله

لن تدرك المجد حتى تلعق الصبرا

معنى

أقول : إن من قدر على تحصيل المعاني الشريفة محجوج عند اصطلائه بنار حسد من ظفر بها.

اعتبارا بما أن الغم الذي يجده لا يستعقب سعادة ، ولا يملك زمام انتصار.

ولو صرف همه ـ أو بعضه ـ في مخاصمة المحسود محرزا للخصائص ، لاستظهر عليه سالما من فوادح الحسد ، ساريا تحت رايات الانتصار.


مسربلا برداء من مناقبه

يظله النصر والإقبال والظفر

معنى

قلت :

طلائع العقول وأناسي أحداق (١٧٣) البصائر ، ظاهرتان على أسرار دقق التدبير في سترها ، وبالغ الفكر في إخفاء خبرها.

اعتبارا بالتجارب الدالة على ذلك ، وبأن شباك الفهم تصيد قصدا أو قصدا.

فغلط ـ إذا ـ وهم من اطمأن إلى تتابع الزمن ، صائنا لما ستره التدبير وأخفته الحيلة.

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلم

معنى

قلت : لما ثبت في صريح الأذهان ، كون العقل والهوى جزءين متنافيين غالبا ، ولا مخلص للإنسان منهما.

وجب عليه أن يتبع أشرف القبيلين وأنصر الجزءين ، محاربا للآخر.

__________________

(١٧٣) الأناسي : جمع الإنسان ، وإنسان العين : المثال الذي يرى في سوادها ، أي سواد العين.


اعتبارا بشرف الأول ، وما يرجى من السعادة بصحبته ، وأنفة من رذالة الآخر ، وسوء العاقبة في مقاربته.

ولا شبهة في كون الشرف معقودا بألوية الحزب الذي يدني من شرف الملائكة.

والخساسة لازمة للحزب الذي يدني من سقوط منزلة البهائم.

والأول حزب العقل.

والثاني حزب الشهوة ، المقترن بالخسائس وفضائح النقص.

ومن يتبع ما يعجب النفس لم يزل

مطيعا لها في فعل شئ يضيرها

فنفسك أكرم عن أمور كثيرة

فمالك نفس بعدها تستعيرها

ولا تقرب الأمر الحرام فإنما

حلاوته تفنى ويبقى مريرها

معنى

أقول : إن العقول في استخراجها دفائن المطالب ، وظهورها على أسرار المآرب.

محتاجة إلى رياضات في ميدان تجربة تحفى (١٧٤) فيه جياد الهمم ،

__________________

(١٧٤) الحفى : رقة القدم أو الحافر من كثرة المشي.


وتتعب فيه فرسان الاعتبار.

فإن اضطر العاقل إلى التلبس بأمر خذلت عنده التجارب ، وقصرت عنه وسائل الممارسة.

فالحكم عليه في اجتناء التدبير من شجر بصائر ذوي الرأي ، المصادمين لكتائب الحوادث ، الخائضين في بحار معالجة الدهر ، السالكين مسالك الصواب.

إذا بلغ الرأي المسورة فاستعن

برأي نصيح أو نصاحة حازم

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة

فإن الخوافي (١٧٥) قوة للقوادم

معنى

قلت :

حيث الغالب في بني الدهر الحيد (١٧٦) عن مسالك الصواب ، والمباينة لشرف المذاهب.

فالواجب أن يعترف لمن خلص من عثرات المقاصد أوكاد.

معناه حذارا من تلبس بثياب بغي ، وإقدام على خطر حيف (١٧٧)

__________________

(١٧٥) الخوافي : ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح.

(١٧٦) الحيد : الميل.

(١٧٧) الحيف : الظلم.


قل الثقات فإن ظفرت بواحد

فاشدد يديك عليه فهو وحيد

معنى

قلت :

شرف عزمات الرجال يلوح في أفق مخالفة الهوى ، ويظهر في مطالع مجاهدة الشهوة.

لا في وفور أفعال الجوارح الخالي من نزال أعداء الحركات ، وأضداد المقاصد الصالحة.

وكم من خلة أعرضت عنها

لغير قلى وكنت بها ضنينا

أردت بعادها فصددت عنها

ولو هام الفؤاد بها جنونا

وكذا أقول :

إن برهان العقول مطوي في الإصابة مع قلة الاعتبار وكثرة العوارض ، لا مع وفور الفكرة وسلامة النفس من الشواغل ، أو عدم اطراد الإصابة أو شذوذها.

بديهته وفكرته سواء

إذا اشتبهت على الناس الأمور

وأحزم ما يكون الدهر يوما

إذا عي المشاور والمشير


وصدر فيه للهم اتساع

إذا ضاقت من الهم الصدور

معنى

يتعلق بالمحبة

كن يمكن ذكره فيما مضى

من يدعي محبة معالي الأمور ، وبغضة خسائس المقاصد.

وهو مع ذلك خدن صريح لأعداء من أحب ، صديق مخلص لخلصاء من أبغض.

من إجابة داعي الراحة والإقبال على مفاكهة سمار الدعة.

خدني النقص ، عدوي شرف المقاصد.

وقف الهوى بي حيت أنت فليس لي

متأخر عنه ولا متتقدم

أجد الملامة في هواك لذيذة

حبا لذكرك فلتلمني اللوم

أشبهت أعدائي فصرت أحبهم

إذ كان حظي منك حظي منهم

وأهنتني فأهنت نفسي صاغرا

ما من يهون عليك ممن يكرم


معنى

عرضته على مولانا أمير المؤمنين (عليه‌السلام) لما حضرت مشهده

ذمة العرب ، وشمائل قريش ، وعزمات بني هاشم ، ومجدك يا أمير المؤمنين.

وسائل إليك في غوث من حل بربعك ، ولاذ بجنابك ، وتمسك بأذيال جوارك ، واعتصم بحرم دفعك (١٧٨).

فامتنع بحسن نصرك ، وسرى تحت زايات الاعتضاد بك.

قاضية (١٧٩) بتنكب طرق التردد ، ونزع لباس الحيرة ، في الوصول بك إلى بغية ، والظفر منك بمراد.

إذ روح الوعد منها يهب به نسيم شرفها ، ويهتف به مقدس فخرها.

وإن لم تنطق به الألسن أو تتحرك به الشفاه.

والكريم إذا أظل سحابه هطل ، وإذا تجلى غمام وعده سكب.

ذكرت مواعيد الإمام ابن هاشم

ومثل العطايا في الأكف عداته

فباتت بنات الصدر (١٨٠) مني سواكنا

وقد كان دهرا لا تقربناته

وزكيت ما لم أحوه من عداته

فكنت كمن حلت عليه زكاته

__________________

(١٧٨) يعني دفع أمير المؤمنين (عليه‌السلام) الضيم عمن حل بجواره.

(١٦٩) صفة «وسائل» المقدمة قريبا.

(١٨٠) بنات الصدر ٦ الهموم.


فلا يخيبن ـ يا أمير المؤمنين ـ بين هذه الوسائل الأمل ، ولا يكذبن من أبواب جودك الرجاء.

فقد ضمنت لآمالي مآربها

إذا حللت بوادي ربعك الخضل (١٨١)

معنى

قلت :

الحنين يحكم فيه قضاة هاتيك المحاسن.

ويسجل بمعناه حكام ظاهر تلك الأخلاق.

وتوضح عن أسراره أنوار محيا ذلك السؤدد.

وتذكر به ملاقاة الأضداد لشرفه ، ومفاجأة الأغيار المنائية (١٨٢) لفخره.

فالقلب والعين ممنوعان بالرحلة من رياضتهما ، محجوبان عن بغيتهما.

لا يسرحان في رياض نزهة ، ولا يستلمعان بارق أنس.

وهل أردن ماء وردنا بمثله

جميعا ، وفي غصن الهوى ورق رطب

__________________

(١٨١) الخضل : الخصيب.

وفي هامش المخطوط : «لمصنفه أدام الله أيامه».

(١٨٢) المنائية : المعادية.


وهل لي بدار أنت فيها إقامة

فانشر ما تطوي الرسائل والكتب

سلوت المعالي إن سلوتك ساعة

وما أنا إلا بالعلى مغرم صب

معنى

قلت :

الإخبار عن الأحبة يحيي ميت القلوب ، ويفرج مرتج (١٨٣) الكروب.

يلذها المحبون كما يلذ المريض الشفاء ، والمسافر المبعد اللقاء.

ويرونها عوضا من مفاكهة من أحبوه ، ومحادثة من أخلصوه.

لي كلما ذكرت أميمة بهجة

ومسرة وتسعر الأشواق

طابت وطاب حدثها فأعده لي

إن الحديث عن الحبيب تلافي

معنى

قلت :

العجب ممن أعرض بعد إقبال ، وصارم غب وصال.

__________________

(١٨٣) المرتج : المغلق.


لغير ما جريمة أحدثها الدهر ، أو إساءة ولدها الزمن.

منحوه بالجزع السلام وأعرضوا

بالغور عنه فما عدا مما بدا

معنى

قلت :

قد ينفث بالقلق الجليد ، وينطق بالجزع الشجاع.

كم أداري الزمان وهو على الصعب

مقيم؟ وكم أكون جليدا؟

عيل صبري على نوائبه الغر

فما حيلتي وقد سرن سودا

معنى

قلت :

النفوس غالبا تتطلع إلى ما تقصر عنه خصائصها ، ولا تستوجبه محاسنها.

فإذا صدت عن لوازم حقوقها المفروضة ، وظائف معانيها الميمونة.

ممنوعة عن مقام تنسم ذروته المقصرون ، وبلغ قلته العاجزون.


أبت أو كادت (١٨٤).

إذا لم يكن للفضل ثم مزية

على الجهل فالويل الطويل من العين

معنى

قلت :

ينبغي لذي الاعتبار الصحيح ، أن يغرق في قوس الطلب مظنة تحصيل الأغراض السامية.

غير متعلل عن الاجتهاد بفوات مراده في الإصدار والإيراد.

عسى منهل يصفو فتروى ظمية

أطال صداها المنهل المتكدر

لسان المعرقين في العروبية ، المتسربلين بالأخلاق السرية.

يقول عنهم عند شعفهم (١٨٥) ببذل الندى ، واهتزازهم بنسيم الأريحية ، وغرامهم بخوص (١٨٦) نحر الجلاد (١٨٧).

إذا كان منا واحد في قبيلة

جلاها وإن ضاق الخناق حمامها

__________________

(١٨٤) جواب «إذا».

(١٨٥) الشعف : الحب الذي يحرق القلب.

(١٨٦) خوص الإبل : قربها.

(١٨٧) الجلاد : الإبل الغزيرات اللبن.


وما اشتورت إلا وأصبح شيخها

ولا احتربت إلا وكان فتاها

ولا ضربت بين القباب خيامه

فكان لمأوى الطارقين سواها

أو يقول عند استنشاق أرج الطارقين ، ووضوح أخبار الواردين :

ومستنبح والليل هاد دعوته

بشقراء (١٨٨) مثل الفجر ذاك وقودها

فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا

بوارد نار مكرم من يرودها

فإن شئت آويناك في الحي مكرما

وإن شئت بلغناك أرضا تريدها

قلت : حيث يعرف الأحبة صحة غرام المحب ، ووفور وفاء الودود.

فلائق بهم بناء بعده على أثبت آساس الأعذار ، وأوضح طرق العجز.

أشتاقكم حتى إذا نهض الهوى

بي نحوكم قعدت بي الأيام

وها أنا أختم هذه المعاني بدعوات ، ضارعا فيها لمليك الأرضين والسماوات.

فأقول :

__________________

(١٨٨) الشقراء : يعني النار.


دعاء

اللهم صل محمد وآل محمد ، واجعل نعمك علينا وقفا على خدمتك ، مبذولة في أشرف متاجر طاعتك.

اللهم لا تجعلها حجة علينا يوم العرض عليك ، والوصول إليك.

حيث العجز عن حجاج عاذر ، وجدال ناصر.

إنك غني كريم ، لطيف عليم.

يخاطبك فقير لئيم حقير قليل.

وقد بسط يديه ، راغبا في هطل برك عليه.

يا من إليه مددت كفي

عطاؤك الوافر الجزيل

تم الكتاب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين.

* * *


وقد وقع الفراغ من تنميقه قبيل الظهر من يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر محرم الحرام ، وأول سنة ست وثمانين وتسعمائة ، ببلدة أصفهان صينت عن طوارق الحدثان ، بيمين من للعتبة العلمية العلوية الرضية الرضوية على مشرفها الصلاة والسلام والتحية ، من أحقر (؟) بل الكلب الباسط ذراعيه بالوصيد ، العبد الفقير الحقير ، تاج الدين حسين ، وهو بالصاعد شهير ، يسر عليه كل عسير.

والكتاب هذا هو الذي سماه كتاب (زهرة الرياض ونزهة المرتاض) من كلام السيد الفقيه العالم العامل ، جمال الدين ركن الإسلام ، أفضل السادة أنموذج السلف الطاهر ، أبي الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر محمد الطاووس شرف الله قدره وقدس في الملأ الأعلى ذكره.

وشخص المنقول عنه ما كتب في آخرة : بلغ عرضا من نسخة عليها خط محمد بن يحيى بن كرم ، وخط الشيخ العالم محمد بن الحسن الصغاني.

وقد عورض هذا بذاك في ضمن مطالعة ، في مجالس آخرها أول النصف الآخر من ليلة الأحد الواقعة في أوائل النصف الثاني ، من الشهر الأول من السنة السادسة ، من العشر التاسع من المائة العاشرة ، من الهجرة المقدسة (١٨٩) ، على من شرفت به وآله الأطهار الأبرار المعصومين شرائف

__________________

(١٨٩) هذا التاريخ يعني أول النصف الثاني منت ليلة الحد ، ١٦ محرم الحرام ، سنة ٩٨٦ ه.

وهو كما ترى ، فقد وهم تاج الدين الصاعد في تأريخ اليوم ، فإن كان يوم الأحد ١٦ / محرم ، فإن يوم الثلاثاء سيكون الثامن عشر منه. فكيف صار يوم الثلاثاء ١٧ / محرم؟ والله ولي التوفيق.

وأقول : نجز العمل في ضبط نص هذا الكتاب يوم الخميس السادس عشر من ربيع


صلوات الله ولطائف تسليماته ، والحمد لله رب العالمين.

ثم الصلاة والسلام والتحية والإكرام على سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين ، سيما باب مدينة علمه ومرساة سفينة حمله أمير المؤمنين.

ثم الحمد لله رب العالمين على الحمد لله رب العالمين.

* * *

__________________

الآخر سنة ١٤١٠ من الهجرة النبوية على صاحبها وآله ألف صلاة وسلام وتحية. والحمد لله رب العالمين.


من أنباء التراس

كتب ترى النور لأول مرة

* تقريرات آية الله المجدد الشيرازي ، ج ١

بقلم : الشيخ علي الروزدري ، المتوفى حدود سنة. ١٢٩ ه.

كتاب نادر ، إذا لم يعهد للسيد الميرزا محمد حسن الشيرازي الكبير (١٢٣٠ ـ ١٣١٢ ه) أثر بعد وفاته وإلى الآن ، والكتاب تقريرات درسه في الأصول كتبها تلميذه الروزدري ، وهو تقرير جيد السبك ، عميق المطالب ، جزل العبارة ، سهل التناول ، فيه الكثير من الآراء الجديدة والأفكار القيمة الفريدة.

وقد حصلت مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث ، على نسخة الكتاب المخطوطة من خزانة كتب حفيد المجدد الشيرازي ـ رحمه‌الله ـ إضافة إلى نسختين

أخريين استنسخاهما تلميذان من تلامذة المجدد الشيرازي ، وتم تحقيق الكتاب وفق أسلوب التلفيق بين النسخ الثلاث ، وقد صدر الجزء الأول وسيصدر جزءاه الآخران في المستقبل إن شاء الله.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث ، قم ١٤٠٩ ه.

* الأقطاب الفقهية على مذهب الإمامية

تأليف : الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم الهجري الأحسائي ، المعروف بابن أبي جمهور الأحسائي ، من أعلام القرن التاسع الهجري.

كتاب مرتب في ٤٦ قطبا في بيان قواعد الأحكام الفقهية نظيرا لكتاب «قواعد الأحكام» للشهيد الأول ، أن هذا الكتاب




أوجز منه ، جمع فيه مؤلفه الفروع ومآخذها ودلائلها بأسلوب لطيف ومتين ، وقد تم تحقيقه وفق ثلاث نسخ مخطوطة اثنتين منها من محفوظات مكتبة آية الله السيد المرعشي العامة في قم ، والثالثة من محفوظات مكتبة الإمام الرضا (عليه‌السلام) في مشهد ، ذكرت مواصفاتها في المقدمة.

تحقيق : الشيخ محمد الحسون.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤١٠ ه.

* رسائل الشريف المرتضى ، ج ٤

وهي تسع رسائل من الرسائل التي ألفها الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين ابن موسى الموسوي البغدادي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه) في فنون شتى ، وكانت المجاميع الثلاث الأولى من رسائله البالغة ٥٢ رسالة قد صدرت عام ١٤٠٥ ه ، أما الرسائل التسع التي تضمنتها المجموعة الرابعة هذه فهي :

١ ـ جواب المسائل المصريات.

٢ ـ جواب المسائل الواسطيات.

٣ ـ المسائل الرملية.

٤ ـ شرح القصيدة المذهبة للسيد الحميري.

٥ ـ الشهاب في الشيب والشباب.

٦ ـ مسألة في معجزات الأنبياء (عليهم

السلام).

٧ ـ مسألة في نكاح المتعة

٨ ـ نقد النيسابوري في تقسيمه للأعراض.

٩ ـ مسائل شتى ، كلامية وفقهية وغيرها.

إعداد : السيد أحمد الحسيني.

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم ١٤١٠ ه.

* الحسين بن علي ... سيد شباب أهل الجنة حجر بن عدي ... أول شهداء آل البيت

تأليف : ابن العديم ، الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة (٥٨٨ ـ ٦٦٠ ه).

وهما فصلان مستلان من كتابه «بغية الطلب في تاريخ حلب» المؤلف من أربعين مجلدة والذي فقد أكثره.

وقد جاءت ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) ضمن المجلدة السادسة من كتاب البغية ، وهي أوسع ترجمة حواها الكتاب ، وهي بالوقت نفسه أوفى من الترجمة التي أودعها ابن عساكر في تاريخه.

وجاءت ترجمة حجر بن عدي رحمه‌الله في المجلدة الخامسة من الكتاب ، وهي بدورها وافية لها فوائد تاريخية كبيرة.

تحقيق : الدكتور سهيل زكار.

نشر : دار حسان للطباعة والنشر ـ دمشق ١٤١٠ ه.


* شرح المختصر النافع الصغير ، ج ١ ـ ٣

في الفقه

تأليف : السيد علي بن محمّد الطباطبائي الحائري ( ١١٦١ ـ ١٢٣١ هـ ).

وهو شرحه الصغير على كتاب المختصر النافع للمحقّق الحلّي الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي ( ٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ ) الذي اختصر فيه كتابه شرائع الاسلام وهو غير شرحه الكبير ـ على الكتاب نفسه ـ المسمّى بـ رياض المسائل في تحقيق الاحكام بالدلائل بل هو مختصر من الرياض.

تمّ تحقيقه وفق أربع نسخ مخطوطة ، وصدر في ثلاثة مجلّدات.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤٠٩ هـ.

*مجمع الفائدة والبرهان في شرح ارشاد الاذهان ، ج ٧.

تأليف : الشيخ أحمد المقدّس الاردبيلي ، المتوفّى في النجف الاشرف سنة ٩٩٣ ه.

شرح فيه المؤلف كتاب ارشاد الاذهان الى احكام الايمان في الفقه ، للعلّامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ، المتوفّى سنة

٧٢٦ ه ، وهو من أحسن شروحه وأجمعها فوائد على كثرة الشروح المدونة عليه ، وقد صدر منه ستة أجزاء قبل الآن.

تحقيق : الشيخ مجتبى العراقي والشيخ علي بناه الأشتهاردي والشيخ حسين اليزدي الأصفهاني.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٤٠٩ ه.

كتب صدرت محققة

* الحديقة الهلالية

تأليف : الشيخ البهائي ، بهاء الدين محمد ابن الحسين بن عبد الصمد العاملي (٩٥٣ ـ ١٠٣٠ ه).

وهو شرح لدعاء الهلال من أدعية الصحيفة السجادية من إنشاء الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد (عليهما السلام).

والشرح هذا هو أحد عدة شروح لأدعية الإمام السجاد (عليه‌السلام) ، التي سمى الشيخ البهائي رحمه‌الله مجموع الشروح باسم «حدائق الصالحين» وسمى كل شرح دعاء باسم ، فهناك الحديقة الأخلاقية ، والحديقة الصومية ... إلى آخرة.


علما أن الشرح هذا كان مطبوعا على الحجر في إيران فيما سبق.

فتم تحقيق الكتاب على نسخة الأصل بخط المصنف ـ قدس‌سره ـ المحفوظة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، برقم ١ ، وتم عمل مجموعة من الفهارس الفنية لمطالب الكتاب ، وصدر ضمن سلسلة مصادر «بحار الأنوار» برقم ٩.

تحقيق : السيد علي الموسوي الخراساني الكاظمي.

نشر : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، قم ١٤١٠ ه.

* وقعة الطف

تأليف : أبي مخنف ، لوط بن يحيى بن سعيد الأزدي الغامدي الكوفي ، المتوفى سنة ١٥٨ ه.

وأبو مخنف هو أول من ألف في حادثة الطف العظيمة وصنف في ذلك كتابا أسماه " مقتل الحسين (عليه‌السلام) فكتب المحقق مقدمة ضافية حول الكتاب المنسوب لأبي مخنف والمتداول بطبعاته الكثيرة في هذه الأواخر ، وأحال نصوص الكتاب إلى مصادرها.

تحقيق : الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة

لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٣٦٧ ه. ش.

* بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة ، ج ١

تأليف : الشيخ محمد تقي بن كاظم التستري.

تم تحقيق الكتاب على الطبعة الأولى من الكتاب ـ التي طبعت في طهران وقم في ١٤ مجلدا بعد أن أضاف عليها المؤلف تعليقات جديدة لتضاف إلى المتن ـ بتخريج النصوص على مصادرها الأصلية وضبطها.

تحقيق : أحمد باكتجي.

نشر : مؤسسة نهج البلاغة ـ طهران ١٤٠٩ ه.

* الإعتقادات

تأليف : شيخ الإسلام العلامة محمد باقر ابن محمد تقي المجلسي (١٠٢٧ ـ ١١١٠ ه).

كتاب صغير يقع في بابين ، الأول فيما يتعلق بأصول العقائد ، والثاني بكيفية العمل.

كما ألحق المحقق بالكتاب حديث الخضر (عليه‌السلام) مع أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) حول بعض المسائل.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة العلامة المجلسي ـ أصفهان




١٤٠٩ ه.

كما أعادت مكتبة حسينية عماد زاده في أصفهان طبع كتاب «الإعتقادات» بالأوفسيت على طبعته الحجرية الأولى

المطبوعة في إيران مع إضافة الترجمة الفارسية للكتاب.

* بحوث في الأصول

تأليف : الفقيه المحقق الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني (١٢٩٦ ـ ١٣٦١ ه).

يتضمن الكتاب ثلاث رسائل قيمة في علم الأصول من ضمنت الثروة الضخمة التي خلفها المؤلف رحمه‌الله في شتى العلوم ، وقد وضعت اللجنة المحققة الاسم الذي يحمله الكتاب ، وكانت الرسائل هذه مطبوعة على الحجر سابقا ، أما الرسائل فهي :

١ ـ الأصول على النهج الحديث.

٢ ـ الطلب والإرادة.

٣ ـ الاجتهاد والتقليد.

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٤٠٩ ه.

* تاريخ أهل البيت (عليهم‌السلام)

نقلا عن الأئمة : الباقر والصادق والرضا والعسكري (عليهم‌السلام).

برواية كبار المحدثين والمؤرخين.

كتاب من تراثنا المتوغل في القدم ، يبحث ـ على اختصاره ـ فيما يرتبط بأهل البيت (عليهم‌السلام) من التواريخ الخاصة ، كالأعمار وسني الولادة والوفاة ، ومدد الإمامة وما أشبه ، كما يعقد فصولا لذكر أمهاتهم وأسمائهن ، وأولادهم ، وألقابهم ، وكناهم ، وقبورهم ، ومن عد من أصحابهم.

وقد اتبع المحقق أسلوب التلفيق في عمله بين نسخة الكتاب المخطوطة الموجودة في تركيا وبين نسخ الكتاب المطبوعة سابقا في إيران.

كما بحث في مقدمته للكتاب حول مؤلفه الذي تردد اسمه بين أعلام كثيرين ، وتوصل إلى أن هذا الكتاب نص ثابت منذ عصور الأئمة (عليهم‌السلام) ، وأنهم كانوا يحفظونه ويتناقلونه ، وأنه ليس ـ في عمدة نصوصه ـ إلا من تأليف الأئمة أنفسهم (عليهم‌السلام).

وأنه كان ـ عبر العصور ـ نصا متحدا ، متوارثا محفوظ ، متداولا ، تلقاه إمام من إمام ، وألقاه الأئمة (عليهم‌السلام) إلى أصحابهم ، وتداولته الأمة وتناقله أعلام المؤرخين من بعدهم.

كما جمع المحقق أسانيد الكتاب بفصل مستقل بين علاقة بعضها بالبعض الآخر بما يوصل إلى تعيين مؤلف الكتاب.

هذا ، إضافة إلى عمل مجموعة من


الفهارس الفنية لمطالب الكتاب ، وصدر ضمن سلسلة مصادر «بحار الأنوار» برقم ١٠.

تحقيق : السيد محمد رضا الحسيني الجلالي.

نشر : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم‌السلام) ـ لإحياء التراث ، قم ١٤١٠ ه.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* ثم اهتديت

تأليف : الدكتور محمد التيجاني السماوي.

كتاب قيم يعرض قصة رحلة واكتشاف جديد في عالم المعتقدات ، في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية.

أعادت طبعه مؤسسة الفجر ـ لندن سنة ١٤١٠ ه بصف جديد بعد أن أضاف المؤلف على طبعته الأولى إضافات مفيدة.

* صلاة الليل

تأليف : الشيخ غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني.

بحث حول ماهية صلاة الليل ، وفضلها ، ووقتها ، وعدد ها ، وكيفيتها ، والخصوصيات الراجعة إليها متخذة من الكتاب العزيز والسنة المطهرة.

كان الكتاب قد طبع لأول مرة في النجف

الأشرف ، ثم أعادت طبعه مكتبة البصيرتي في قم سنة ١٤١٠ ه.

* من هو المهدي؟

تأليف : الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي.

كتاب يبحث في إثبات شخصية الإمام المهدي المنتظر (عليه‌السلام) ، وأنه ابن من ، وفي أي زمان ولد ... كل ذلك بالاعتماد على مصادر الخاصة والعامة الأصلية ، فأورد المؤلف جملة وافية من النصوص تبلغ حد التواتر المفيد للقطع واليقين على تعيين شحص الإمام (عليه السلام) وأبيه وجده ، بل يعرف أجداده واحدا بعد واحد.

أعادت طبعه بصف جديد ـ مع إضافات المؤلف ـ مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٤٠٩ ه.

* تارخ الكوفة

تأليف : السيد حسين بن أحمد البرقي ، المتوفى سنة ١٣٣٢ ه.

كتاب يعرض تاريخ إحدى أهم المدن الإسلامية على مر العصور حيث كانت مركزا للعلم والفكر ، كما يزدان الكتاب بصور لبعض آثار الكوفة.


أعادت طبعه بالأوفسيت دار الأضواء في بيروت على طبعة النجف الأشرف.

* الكوكب الدري ج ١ و ٢

في أحوال النبي والبتول والوصي.

تأليف : الشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني ، من أعلام القرن الرابع عشر الهجري.

يتضمن جزء الكتاب الأول قسمين : الأول منهما في حياة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته قبل البعثة وبعدها حتى وفاته (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، والثاني في أحوال بضعة الرسول الزهراء البتول سلام الله عليها.

أما الجزء الثاني من الكتاب فتضمن حياة أمير المؤمنين الإمام علي بن طالب (عليه السلام) وأحواله وأحوال أصحابه ومواليه ، كما يتضمن نبذا من خطبه (عليه‌السلام) وكتبه.

أعادت طبعه بالأوفسيت مكتبة الشريف الرضي ـ قم ١٤١٠ على طبعة الكتاب الأولى الصادرة في النجف الأشرف سنة ١٣٧٤ ه ، وصدر جزءاه في مجلد واحد.

* سحر بابل وسجع البلابل

وهو ديوان أشعار السيد جعفر بن حمد الحسيني الحلي ، المتوفى سنة ١٣١٥ ه.

وهو عين كتاب «تراجم الأعيان والأفاضل» وقد طبع لأول مرة عام ١٣٣١ ه حيث باشر طبعه الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء رحمه‌الله في ثلاثة وعشرين بابا.

أعادت طبعه بالأوفسيت دار الأضواء ـ بيروت.

*كيف نفهم القرآن

تأليف : محمد رضا الحسيني.

بحث حول كيفية فهم القرآن الكريم بالشكل الذي أراده الله عزوجل ورعاية تطابقه مع السلوك اليومي للمرء.

أعادت طبعه دار الفردوس في بيروت سنة ١٤٠٨ ه.

* مشايخ الثقات

تأليف : الشيخ غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني.

كتاب يقع في ثلاثة أقسام ، خصص كل قسم منه لذكر مشايخ ثقة من ثقات رواة الحديث الذين عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون إلا عمن يوثق به ، وهؤلاء الثلاثة هم : محمد بن أبي عمير الأزدي ، وصفوان بن يحيى البجلي ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي.

كان الكتاب قد طبع لأول مرة في النجف


الأشرف ، ثم أعيد طبعه ثانية في قم سنة ١٤٠٩ ه.

* التحرير الطاووسي

تأليف : الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني زين الدين بن علي الجبعي العاملي ـ صاحب «معالم الأصول» ـ المتوفى سنة ١٠١١ ه.

كتاب رجالي مبوب على الحروف ، استخرجه المؤلف رحمه‌الله من كتاب «حل الإشكال في معرفة الرجال» للسيد أحمد بن طاووس الحسيني الحلي ـ المتوفى سنة ٦٧٣ ه ـ مع إضافة بيانات وتعليقات على الأصل من قبل المؤلف قدس‌سره.

أعدت دار الذخائر في قم طبعه بالأوفسيت سنة ١٤١٠ ه على طبعة الكتاب الأولى الصادرة في بيروت عن مؤسسة الأعلمي بتحقيق السيد محمد حسن ترحيني.

كما سيصدر الكتاب من منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم بتحقيق فاضل الجواهري.

* قاموس الرجال في شرح تنقيح المقال ، ج ١

تأليف : الشيخ محمد تقي التستري.

وكتاب «تنقيح الرجال في علم الرجال» للعلامة والرجالي الكبير الشيخ عبد الله المامقاني (١٢٩٠ ـ ١٣٥١ ه) وكان شرحه هذا

قد طبع في إيران سابقا.

أعادت طبعه بصف جديد مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العملية ـ قم ١٤١٠ ه ، وسيصدر في ١٢ مجلدا ، مع إدارج مستدركات المؤلف ـ التي كانت مطبوعة مسقلة في الطبعة الأولى ـ في مواضعها من الأجزاء المختلفة.

* صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر

تأليف : السيد عبد الله بن حسن بن فضل العلوي الحسيني الحجازي ، أمير ظفار.

كتاب في إثبات أن الوهابية منت الخوارج ، اتبع فيها المؤلف سلسلة التأريخ والوقائع من الصدر الأول للإسلام حتى ابتداء ظهور ابن عبد الوهاب ببدعته في نجد سنة ١١٤٣ ه.

كان الكتاب قد طبع لأول مرة بمطبعة كومين في اللاذقية ، وأعيد طبعه مؤخرا في إيران بالأوفسيت على الطبعة المذكورة.

صدر حديثا

* فهرس مكتبة الوزيري ـ يزد

إعداد وترجمة : محمد سعيد الطريحي.

تزخر إيران بمجموعة كبيرة جدا من نسخ الكتب العربية المخطوطة تتوزع ما بين




مكتباتها العامة والخاصة ، إلا أن هذه الثروة الهائلة من المخطوطات بقيت دونما فهرس جامع لها باللغة العربية ، والمطبوع ـ من فهارس المخطوطات في إيران ـ كله باللغة الفارسية مما يصعب على الباحث متابعة مبتغاه تفيها ، فقام المعد بترجمة فهرس مكتبة الوزيري في يزد التابعة للروضة الرضوية المقدسة في مشهد ، وصدر ضمن سلسلة : المخطوطات العربية في إيران.

نشر : مركز الدراسات والبحوث العلمية ـ بيروت ١٤١٠ ه.

* الكبائر من الذنوب

تأليف : حسين الشاكري.

كتيب صغير يعرض فيه لكبائر الذنوب التي تم إثباتها في الرسائل العملية لفقهاء الطائفة لكي تكون درسا وتذكرة وعظة للمؤمنين ، وقد أحال المؤلف ما أورده في كتابه هذا على القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم‌السلام).

صدر في قم عام ١٤٠٩ ه.

* وسيلة المحبين إلى زيارة المقربين

إعداد : الشيخ فارس الحسون.

كتيب صغير اشتمل على زيارات النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وأهل بيته الطاهرين

(عليهم‌السلام) إضافة إلى زيارات أولاد الأئمة (عليهم‌السلام) ، وأثبت المعد في آخر كل زيارة موارد ذكرها في أمهات المصادر الأصلية وغيرها مع إثبات سندها إلى الإمام المعصوم (عليه السلام).

صدر في قم عام ١٤ ه.

كتب تحت الطبع

* المائة منقبة

تأليف : الشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد ابن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

كتاب فيه ذكر لمائة منقبة من المناقب التي لا تحضى لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) ، فتم تخريج المناقب على كتب الشيخ الصدوق ـ قدس‌سره ـ الأخرى ، كما تم تخريجها على مصادر العامة نقلا عن كتاب «إحقاق الحق» وملحقاته.

قام بتحقيقه السيد باسم الموسوي معتمدا في عمله على نسخة الكتاب المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه‌السلام) ، في مشهد.

* نهج البلاغة.

جمع : الشريف الرضي ، محمد بن الحسين الموسوي (٣٩٥ ـ ٤٠٦ ه).

نال هذا الكتاب اهتمام العلماء من الخاصة




والعامة وتم منهم بشروح عديدة ، وألفت حوله مؤلفات كثيرة ، كما تم تأليف كتب خاصة حول أسانيد ما ورد فيه منت خطب وأقوال وحكم ، كما تم تأليف كتب أخرى حوت خطب وأقوال الأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) التي لم يوردها الشريف الرضي رحمه‌الله في «نهج البلاغة» كمستدرك عليه.

تم تحقيقه بإشراف الدكتور السد جواد المصطفوي رحمه‌الله وهو الآن تحت الطبع في باريس ، وسيصدر عن مؤسسة نهج البلاغة في طهران.

* كنز الدقائق وبحر الغرائب ، ج ٢ و ٣

تأليف : الشيخ محمد بن محمد رضا بن إسماعيل المشهدي ، من أعلام القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين.

تفسير قيم جمع بين التفسير اللغوي وبين التفسير المأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وربما يطلق عليه أحيانا «كنز الحقائق وبحر الدقائق».

تحقيق : حسين الدرگاهي.

وسيصدر من منشورات وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ طهران.

كما أن الجزءين الأول والثاني من الكتاب نفسه كانا قد صدرا سابقا في قم بتحقيق

الشيخ مجتبى العراقي.

كتب قيد التحقيق

* التبيان في تفسير القرآن

تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠).

من تحقيقات : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث ، في قم.

كتاب نفيس مهم من مؤلفات شيخ الطائفة الطوسي ـ قدس‌سره ـ ، ولعله أول تفسير جمع فيه مؤلفه أنواع علوم القرآن ، من القراءات والمعاني والإعراب ، كما تطرق فيه ـ عند كلامه عن المتشابه من أيات القرآن الكريم ـ إلى الرد على مطاعن الملحدين والفرق الشاذة كالمجسدة والمشبهة والمجسمة وغيرها.

بقي الكتاب إلى زمن قريب جدا بعيدا عن متناول أيدي الباحثين ونسخه المخطوطة متفرقة بين المكتبات ، ثم طبع لأول مرة عام ١٣٦٥ ه ، ثم طبع أخرى في عشرة أجزاء بتصحيح وتعليق الشيخ أحمد حبيب قصير العاملي ثم توالت طبعاته بالأوفسيت على الطبعة الخيرة وانتشر انتشارا واسعا.

ولأهمية هذا السعر الجليل قامت مؤسسة آل البيت ـ (عليهم‌السلام) ـ لإحياء التراث بتحقيقه وفق منهجية التحقيق الجماعي




فشكلت لأجل هذا عدة لجان متخصصة لإخراج الكتاب بما يناسب مكانته السامية ، وقدم تم الاعتماد على عدة نسخ مخطوطة في العمل ، هي :

١ ـ نسخة منت أوائل سورة البقرة إلى الآية ١٢٠ من سورة آل عمران ، محفوظة في مكتبة جامعة برنستون في أمريكا ، تاريخ كتابتها سنة ٥٦٧ ه.

٢ ـ نسخة نفيسة قديمة من الآية ١٢٠ من سورة سورة آل عمران إلى الآية ٥١ من سورة المائدة ، مقروءة على المصنف وعليها خطه قدس‌سره ، محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٨٣ ، تاريخ كتابتها سنة ٤٥٥ ه.

٣ ـ نسخة نفيسة من الآية ١١ من سورة الأنفال إلى الآية ٨٧ من سورة هود ، من مصورات المكتبة المركزية لجامعة طهران عن النسخة الأصل في تبريز ، برقم ٦٢٣٤ ، تاريخ كتابتها سنة ٥٣٨ ه.

٤ ـ نسخة من الآية ٤٤ من سورة هود إلى الآية ٦٤ من سورة الكهف ، محفوظة في مكتبة ملك الأهلية في طهران ، برقم ١٧٤ ، تاريخها سنة ٥٦٦ ه.

٥ ـ نسخة من بداية سورة الصافات ـ إلى نهاية القرآن الكريم ، من مصورات معهد المخطوطات العربية في الكويت عن النسخة

الأصل في مكتبة الأحقاف في حضرموت ، تاريخها سنة ٥٩٥ ه.

٦ ـ نسخة من الآية ١١ من سورة الذاريات إلى نهاية القرآن الكريم ، من مصورات مكتبة الإلهيات في مشهد عن نسخة الأصل في مكتبة حاجي أوغلو ، تاريخها سنة ٥٨١ ه.

* منن الرحمن

في شرح قصيدة «الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان».

تأليف : العلامة الأديب الشيخ جعفر النقدي ، المتوفى في النجف الأشرف سنة ١٣٧٠ ه.

وقصيدة «الفوز والأمان» من نظم الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ، المشتهر بالشيخ البهائي ـ المتوفى سنة ١٠٣٠ ه ـ ، كان أحمد بن علي المنيني ـ المتوفى سنة ١١٧٢ ه ـ في كتابه «فتح المنان» فأبان فيه عن سوء نية وخبث طوية ، فكان شرح الشيخ النقدي  ـ رحمه‌الله ـ هذا شرحا قيما وافيا وردا على المنيني فيما افتراه.

وقد حقق طاهر أحمد الزاوي شرح المنيني هذا وألحقه في آخر الجزء الثاني من تحقيقه




لكشكول البهائي ـ المطبوع في مطبعة عيسى البابي الحلبي ـ وتصرف فيهما كثيرا حست ما يهواه ، فقد أسقط من الكشكول كل ما هو باللغة الفارسية كما حرف كثيرا في شرح المنيني ، يظهر ذلك من مقارنة الطبعات المختلفة لهما.

كان الكتاب قد طبع في جزءين في النجف الأشرف سنة ١٢٤٤ ه.

يقوم بتحقيقه : السيد علي الموسوي الخرساني الكاظمي والسيد محمد علي الحسيني الحكيم.

* نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة

تأليف : أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي ، من أعلام القرن الخامس الهجري.

والمؤلف هو صاحب كتاب «دلائل الإمامية» ومن معاصري الشيخين الطوسي والنجاشي.

والكتاب مرتب على أبواب ، كل باب يختص بمعجزات أحد أئمة أهل البيت الاثني عشر (عليهم‌السلام) كما أفرد بابا خاصا لمعاجز الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء البتول سلام الله عليها.

يقوم بتحقيقه : السيد باسم الموسوي ، وسيصدر ضمن منشورات مدرسة الإمام المهدي (عليه‌السلام) ـ قم.

* التعريف بوجوب حق الوالدين

تأليف : الشيخ الجليل أبي الفتح محمد بن علي ابن عثمان الكراجكي ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.

رسالة قيمة هي وصيته إلى ولده ، تشتمل على تفسير الآيات الواردة في الوصية بالوالدين ووجوب حقهما وتوقيرهما ، كما ضمنها كثيرا من مروياته ومسموعاته عن مشايخه في ذلك.

يقوم بتحقيقها شاكر شبع على عدة نسخ مخطوطة.

* كامل الزيارات

تأليف : الشيخ الجليل الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، المتوفى سنة ٣٦٧ ه.

من تحقيقات : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث ، في قم.

كتاب حظي بالاهتمام عند عموم الطائفة ، ولعله يندر أن تجد من لم يتعلق شيئا بذاكرته من الزيارات التي ينطوي عليها هذا السفر الجليل ، هذه الزيارات التي تشكل في ذاتها وسائط الاتصال بين الشيعة وأئمتهم (عليهم السلام) لتوطيد الوشائج الروحية فيما بينهم.

وقد جمع المؤلف ـ قدس‌سره ـ في هذا الكتاب ـ الذي هو من المكانة والثقة بمكان ـ جملة كبيرة من نصوص الزيارات وفضلها


الواردة عن الأئمة (عليهم‌السلام) المروية عن الرواة الثقات ، ورتبها في ١٠٨ باب حرص على أن يجعل لكل باب موضوعا خاصا من الموضوعات بالرغم من تقاربها في كثير من الجوانب ، وهذا ـ بلا شك ـ مما يسهل عملية الوصول إلى المطالب من غير جهد ومشقة.

كان الكتاب مطبوعا على الحجر منذ عام ١٣٥٦ ه بتصحيح وتعليق اللامة الشيخ عبد الحسين الأميني ـ قدس‌سره ـ وهي النسخة المتداولة الآن ، ولأهمية الكتاب بادرت مؤسسة آل البيت ـ (عليهم‌السلام) لإحياء التراث منذ فترة بتحقيق الكتاب بالاعتماد على نسختين مخطوطتين هما :

١ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة لوس أنجلس في أمريكا ، وتاريخ كتابتها سنة ٩٧٧ ه.

٢ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه‌السلام) في مشهد ، وتاريخ كتابتها سنة ١٠٦٩ ه.

وقد أنيطت مهمة التحقيق بعدة لجان متخصصة وفق منهجية التحقيق الجماعي لإخراج الكتاب وما يتناسب ومكانته العلمية.

هذا ، وقد قطعت علمية التحقيق شوطا بعيدا وهي الآن في المرحلة الأخيرة ، وسيرسل إلى الطبع قريبا ، وسيصدر ضمن سلسلة

مصادر «بحار الأنوار» إن شاء الله تعالى.

* دلائل الإمامة

تأليف : أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي ، من أعلام القرن الرابع الهجري.

هو أحد أهم المصادر المهمة التي وصلت إلينا في بيان معجزات ودلائل وآيات نبوة الرسول الأكرم (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وإمامة أوصيائه الاثني عشر (عليهم‌السلام).

كما أودع فيه المؤلف رحمه‌الله مختصرا في تاريخهم (عليهم‌السلام) وأولادهم وزوجاتهم.

يقوم بتحقيقه : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ ثم بالاعتماد على ثلاث نسخ قديمة.

* أنيس الوحيد في شرح التوحيد

تأليف : المحدث السيد نعمة الله الجزائري ، المتوفى سنة ١١١٢ ه.

هو شرح على كتاب «التوحيد» للشيخ الصدوق ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

يقوم بتحقيقه : حسن الأنصاري ، معتمدا في عمله على ثلاث نسخ مخطوطة من محفوظات مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ومكتبة ملك الأهلية والمكتبة المركزية لجامعة طهران.




* الإفصاح في الإمامة

تأليف : الشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن النعمان الحارثي التلعكبري البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

من الآثار القيمة النفيسة لشيخ متكلمي الشيعة قدس‌سره ، ضم بين دفتيه مجموعة من البحوث الكلامية في إثبات إمامة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه‌السلام) ، سلك فيه ـ قدس سره ـ منهجية السؤال والجواب ، وافتراض شبهات المخالفين والرد عليها بأوجز عبارة ، وأقوى حجة ، كما حوى الكتاب بيان بعض الأخبار الموضوعة في فضائل مخالفي أهل البيت (عليهم‌السلام) وعلل وضعها.

يقوم بتحقيقه : قم بالاعتماد على نسختين نفيستين.

* الدروع الواقية من الأخطار

تأليف : جمال العارفين السيد علي بن موسى ابن جعفر ابن طاووس (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه).

من تحقيقات : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث ، في قم.

من كتب الأدعية المعول عليها ، ولا يزال حتى يومنا هذا رهين المخطوطات ، وهو من تتمات كتاب «مصباح المتهجد» لشيخ الطائفة

الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه ـ ، التي جعلها السيد ابن طاووس عشرة أجزاء سماها «المهمات والتتمات» التي من ضمنها «إقبال الأعمال» في أعمال أيام السنة ، و «الدروع الواقية» هذا في أعمال الشهر ، و «جمال الأسبوع» في أعمال الأيام السبعة ، و «فلاح السائل» في أعمال اليوم والليلة ... وغيرها.

و «الدروع الواقية» كتاب يشتمل على ١٢٠ فصلا تحوي في متونها جملة كبيرة من الأدعية والأحراز لطوال أيام الشهر.

شرعت مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) لإحياء التراث بتحقيق الكتاب وفق منهجية الحقيق الجماعي بالاعتماد على ثلاث نسخ مخطوطة هي :

١ ـ نسخة تاريخها سنة ٩٦٤ ه ، محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، ضمن مجموعة برقم ٦٨٩٣.

٣ ـ نسخة تاريخها سنة ١٠٩٢ ه ، محفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه‌السلام) في مشهد أيضا ، برقم ١٢١٥٧.

هذا ، والعمل في الكتاب بلغ مراحله النهائية وسيصدر ضمن سلسلة مصادر " بحار




* مناقب آل أبي طالب

تأليف : الحافظ رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي ، المتوفى سنة ٥٨٨ ه.

يقوم بتحقيقه : أحمد بالكنجي ، معتمدا في عمله على عدة نسخ ثمينة فيها نسخة مكتوبة في حياة المؤلف ـ قدس‌سره ـ ، وسيصدر الكتاب في عدة مجلدات.

* المقنع في الغيبة

تأليف : السيد الشريف المرتضى ، موسى الموسوي (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

كتاب قيم من كتب الشريف المرتضى الكلامية في إثبات غيبة الإمام المهدي صاحب الزمان (عليه‌السلام) فضلا عن ولادته وإمامته ، سلك فيه المؤلف ـ قدس‌سره ـ أسلوب «فإن قيل .. قلنا» كان قد ألفه بعد كتابيه «الشافي» و «تنزيه الأنبياء» كما ألحق في آخره رسالة متممة لمطالب الكتاب.

يقوم بتحقيقه : السيد محمد علي الحسيني الحكيم ، معتمدا في ذلك على ثلاث نسخ مخطوطة ، هي :

١ ـ نسخة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، ضمن مجموعة برقم ٨٢٧٢.

٢ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران ، بأول المجموعة رقم ٥٣٩٢.

٣ ـ نسخة ثانية في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران ، ضمن مجموعة برقم ١٣١٧٤.

* العروة الوثقى

تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي الحارثي ، المعروف بالشيخ البهائي ، المتوفى سنة ١٠٢٠ ه.

جزء في تفسير سورة الفاتحة وأوائل سنة ١٣٢١ ه مع كتاب «مشرق الشمسين» للمؤلف ـ قدس سره ـ.

يقوم بتحقيقه : أكبر الإيراني ، وسوف يصدر ضمن منشورات دار القرآن الكريم ـ قم.

* معالم العبر

في الاستدارك على البحار في المجلد السابع عشر.

تأليف : خاتمة المحدثين ، الشيخ الميرزا حسين النوري الطبرسي ، المتوفى سنة ١٣٢٠ ه

استدراك على المجلد السابع عشر من كتاب «بحار الأنوار» للعلامة المجلسي ، المتوفى


سنة ١١١٠ ه ، والمجلد المذكور هو المجلد الخاص بالمواعظ والأحاديث الأخلاقية

والتعاليم التربوية والكلم القصار والحكم والأمثال.

كان قد أله ـ قدس‌سره ـ سنة ١٢٩٦ ه ، وطبع طبعة حجرية قبل الآن.

يقوم بتحقيقه : حسن مير حسيني.

* النجاة يوم القيامة في تحقيق أمر الإمامة

تأليف : ابن ميثم البحراني ، كما الدين أبي الفضل ميثم بن علي بن ميثم بن معلى البحراني (٦٣٦ ـ ٦٩٩ ه).

كتاب في إثبات الإمامة لأمير المؤمنين الإمام علي (عليه‌السلام) ، رتبه على مقدمة وثلاثة أبواب.

يقوم بتحقيقه : السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، وقد اعتمد في عمله على نسختين مخطوطتين.

* قرب الإسناد

تأليف : الشيخ أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري ، من أصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه‌السلام).

من تحقيقات : مؤسسة آل البيت ـ (عليهم السلام) ـ لإحياء التراث ، في قم.

سفر جليل ، وإرث قيم حظي باهتمام

العلماء وتقديرهم ، ومبعث ذلك قرب رواياته المنقولة فيه من عصر الأئمة (عليهم‌السلام) ، وقلة وسائطه ، مما أعطاه حجية قوية ومنزلة رفيعة.

والكتاب هو من كتب الفقه ذات الأسانيد العالية إلى كل إمام من أئمة أهل بيت (عليهم السلام) عن طريق أحد الرواة الثقات.

وقد بقي الكتاب ـ بالرغم من أهميته ـ حبيس البيس الطبعة الحجرية حتى يومنا هذا ، فقامت مؤسسة آل البيت ـ (عليهم‌السلام) ـ لإحياء التراث بتحقيق الكتاب وفق أسلوب التحقيق الجماعي معتمدة في ذلك على نسختين مخطوطتين ، هما :

١ ـ نسخة تاريخها سنة ٩٨٠ ه عن محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري ، وهي من محفوظات مكتبة السيد محمد علي الروضاتي في أصفهان.

٢ ـ نسخة تاريخها من إجازة محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، والنسخة محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٣٩١٨.

وقد بلغ العمل في هذا الكتاب مراحله الأخيرة ، وسيصدر ضمن سلسلة مصادر «بحار الأنوار» إن شاء الله تعالى.

تراثنا - ١٨

المؤلف:
الصفحات: 254