الفهرس

كلمة التحرير

ثلمة الإسلام.................................................................. ٧

التسميات .. طليعة المؤلفات في الحضارة الإسلامية

.................................................... السيد محمدرضا الحسيني ١١

أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (٨)

.................................................... السيد عبدالعزيز الطباطبائي ٧٦

رأي في اُصول النحو وصلته باُصول الفقه

........................................... الدكتور السيد مصطفى جمال الدين ٩٨


فقه القرآن في التراث الشيعيّ (١)

...................................... الشيخ محمدعلي الحائري الخرم آبادي ١٥٢

مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام

............................................................. اُسامة آل جعفر ١٧٠

من ذخائر التراث

مختصر «إثبات الرجعة» ـ للفضل بن شاذان

............................................... تحقيق : السيد باسم الموسوي ١٩٣

من أنباء التراث............................................................. ٢٢٣





كلمة التحرير

ثلمة الإسلام!

قال الصادق عليه‌السلام : (إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ).

لقد هز كيان العالم الإسلامي صدى نبأ وفاة إمام الأمة ، قائد الجمهورية الإسلامية ، المرجع العظيم آية الله العظمى السيد الخميني قدس الله روحه الذي قاد الأمة الإسلامية في مطلع القرن الخامس عشر الهجري بجدارة لا يملكها إلا عظماء الرجال ، وساقها إلى مجدها الأثيل ، وأبرز ما تمتع به من علم وحكمة وسياسة وإيمان ، فاستحق ـ بكل الحق ـ وسام التجديد ، فكان (مجدد الإسلام) في مطلع هذا القرن.

ولقد استمسكت الأمة بعروة قيادته الوثقى ، مطمئنة بأنها قيادة ربانية ، رسالية ، إمامية ، تمتلك كل مقومات القيادة الإلهية ، وتتمثل فيها السيرة النبوية ، وتسير على المناهج العلوية ، وتتبع طريقة أئمة أهل البيت المعصومين عليهم‌السلام.

وكانت من فلتات التاريخ أن تجمعت في شخص الإمام القائد ما مكنه من تسنم المقام الأسمى في العلم والعمل ، فكان واحدا من كبار العلماء بالشريعة الإسلامية ومن فقهاء الإسلام العظام ، ومن مراجع التقليد في الفتوى والأحكام ،


وكان من أصحاب الآراء الرصينة في الحوزات العلمية في قم والنجف ، فكانت له مدرسته التي تكاملت فيها حلقات الدروس الفقهية والأصولية ، والفلسفية ، وبالمستوى الأعلى ، وتخرج على يديه جماعة من أعيان الفضلاء الذين تدور عليهم رحى الدراسة الدينية ، وفيهم مرشحون للمرجعية.

ولقد أغنى سماحته المكتبة الفقهية والأصولية بمؤلفات قيمة ، ذات المستوى العلمي الرفيع ، سواء ما كتبه بقلمه الشريف ، أو ما كتب تقريرا لأبحاثه ودروسه.

ولسماحته مقام شامخ في مجال علم الأخلاق والعرفان الإسلامي وتهذيب النفس ، بل كان أوحديا بين أساتذة هذا الفن ، وله فيه إبداعات فذة ، بذ بها الأقدمين ، وخضع لها من اطلع عليها من المتأخرين.

وتشهد آثاره القيمة في هذا المجال على قدم راسخة ، وغور بعيد ، ونظرة عميقة ، فهذه مؤلفاته الرائعة في العرفان تذهل الأفكار والأذهان ، وهذا شعره العرفاني يقف أمامه الإنسان حيران ، مما يحويه من بعيد المعنى ، ورقة العاطفة ، وجمال اللفظ ، وصدق الوجدان.

ولقد كان رضوان الله عليه يواظب على تطبيق آرائه الأخلاقية ونظرياته العرفانية على الحياة تطبيقا كاملا ، بحيث يراه العلماء مثالا مجسدا للأخلاق الفاضلة الكريمة.

وتكللت جهوده ومساعيه بقيادة الثورة الإسلامية المباركة ، حيث استفاد فيها من كل ملكاته القدسية العلمية والأخلاقية والعرفانية.

فأبدى شجاعة باهرة في مقاومة السلطات الجائرة المتحكمة بأقطار المسلمين ، إلى حد السجن ، والنفي ، والمطاردة ، ووجه سهام حملاته على المستعمرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين ، الذين كانوا هم السبب في تأخر البلاد الإسلامية وإحداث البلابل فيها.

ولقد أثبت في هذا المجال ـ أيضا ـ جدارة كانت الأمة تأملها فيه ، وأبدى حنكة وتدبيرا وبعد نظر ، وتجلد بالصبر على المكاره ، وتحلى بالثبات وسار بعزم


وتصميم وجد.

ونفث ـ بكل قوة ـ في المسلمين روح الثقة بالنفس ، والاطمئنان بالنصر الإلهي ، وعرفهم بمواقع الضعف والقوة ، وأوقفهم على ما يلزم للسير نحو الفوز الأكبر ، الذي هو تحقيق حكم الإسلام ، فأثار في المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحدث حواليهم.

ولقد يسر الله على يديه تحقيق الأمل البعيد ، بإنشاء الحكومة الإسلامية ، ذلك الأمل الذي كان مغمورا في قلوب الملايين من مسلمي العالم والذي غطاه غبار القرون باليأس.

فكانت ضياءا ونورا في القلوب ، وقوة وروحا في الأجساد وأحيى الله ـ بما قام به الإمام ـ كل ما مات في قلوب المسلمين من أمل وتطلع ورجاء ، وأتم الحجة بذلك ، وأمات بدعوته الواضحة الصريحة كل دعوات الباطل ، فاندحرت بحركته كل الحركات الاستعمارية المشبوهة ، من شرقية وغربية ، إسلامية وعلمانية ، كانت تدعو إلى غير الحق!.

وقيض الله للإمام أمة الإسلام ، التي وجدت فيه خير إمام قائد ، وخير مرجع رائد ، فكانت خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، انقادت له ، وتحركت طوع إرادته وإرشادته ، ونصرته وآزرته ، معتمدة على الله ، ومتضيئة بنور هداه.

حتى أثكلت بفقده ـ على حين غرة من الدهر ـ فبكته الملايين في أرجاء المعمورة ، ولطمت الصدور ، وأسبلت الدموع ، ولبست أثواب الحزن والحداد.

وشاء الله أن يكون لوفاته دوي كالصاعقة على أعداء الله ، فكانت وفاته مناسبة مشهودة لإظهار عظمة الإسلام ووفاء المسلمين لقائدهم العظيم ، ولئن فقدناه اليوم ـ فقد عز على التاريخ أن يأتي بمثله.

هيهات ، لم يأت الزمان بمثله

ـ إن الزمان بمثله لعقيم

وما أجدره بأن نقول في رثائه :


لا صوت الناعي بفقدك إنه

ـ يوم على آل الرسول عظيم

إن كنت قد غيبت في جدث الثرى

ـ فالعدل والتوحيد فيك مقيم

أما أنت ـ أيها الإمام يا روح الله ـ فقد استرحت من هم الدنيا وغمها ، ووفدت على الرب الرؤوف ، وعلى جدك المصطفى ، وأبيك المرتضى ، وأمك الزهراء ... فهنيئا لك ما آتاك الله في الدنيا من حسن الذكر ، ورضي عنك وأرضاك وجعل الجنة مأواك ، ووفقنا للسير على خطاك.

وسلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا.

أسرة التحرير.


التسميات

طليعة المؤلفات في الحضارة الإسلامية

موضوعها ، ومنهج تأليفها ، وفهرست أسمائها.

السيد محمد رضا الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين ، محمد الصادق الأمين ، وعلى الأئمة الأطهار المعصومين من آله المتقين ، وعلى أتباعهم وأشياعهم أبد الأبدين.

وبعد :

فإن مما وفقني له ربي ـ والحمد له على كل ما أنعم علينا من نعمه الظاهرة والباطنة ـ : أني وقفت على اثنتين من نوادر التراث الإسلامي ، وهما :

١ ـ تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام ، للفضل بن الزبير الرسان الأسدي الكوفي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

٢ ـ تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه ، لعبيد الله بن أبي رافع المدني ، كاتب الإمام عليه‌السلام.

فتوفرت لي أسباب العمل فيهما ، وبذل ما يسعني من الجهد والتحقيق حولهما.

ولقد لفت نظري فيهما أنهما يشتركان في العنوان ، فكل منهما يبدأ بكلمة (تسمية ...) كما يشتركان في منهج عرض ما فيهما من المطالب.


وقد شعرت من خلال هذا الاشتراك أن أمرا ما لا بد أن يكون هو سبب هذا الاشتراك ، دون مجرد الصدفة.

وبعد المتابعة وجدت أن مؤلفات أخرى تحمل نفس هذا العنوان ، وتسير على نفس هذا المنهج ، بما أمكن معه الاقتناع بأن هناك طورا خاصا من أطوار التأليف تدعى كتبه (التسميات) وأن لها منهجا خاصا.

فما هو ذلك الطور؟

وما هو ذلك المنهج؟

وكم هي المؤلفات المعنونة بهذا العنوان؟

وخلال عملي في الكتابين ، وقفت على أمور عديدة ، استدعت مني متابعة أوفر ، وجهدا أكثر كانت ثمرته هذا البحث ، الذي أقدمه إلى إخوتي العلماء والمحققين كي يسهموا في بلورته ، دعما لهذا الطور من التراث المجيد.

وتلك الأمور نبحثها تحت الأبواب التالية :

١ ـ متى بدأ عنوان (التسمية) للمؤلفات؟ وإلى م استمر؟

٢ ـ ما هو أول كتاب ألف بهذا العنوان؟

٣ ـ في أي من العلوم الإسلامية ، تصنف هذه الكتب؟

٤ ـ هل للتسميات منهج محدد ، أو خط مشترك؟

٥ ـ كيف يستفاد من هذه الكتب؟

٦ ـ دليل بما وقفنا عليه من أسماء هذه الكتب.

ومما ينبغي إلفات النظر إليه أن هذا البحث إذا لم يكن قد استوفى حقه من الإشباع ، فذلك لكونه مبتكرا ، غير مسبوق بشئ من قبل أهل الفن ، وحسب ذلك عذرا مقبولا عند كرام الناس.

والحمد لله على هذا التوفيق ، ونسأله العصمة عن الزلل والخطأ ، إنه


الهادي إلى سواء الطريق.

وكتب

السيد محمد رضا الحسيني


١ ـ متى بدأ عنوان (التسمية) للمؤلفات؟ وإلى م استمر؟

إن المؤلفات والكتب ـ تارة ـ تأخذ أسماءها من موضوعاتها التي تبحث فيها.

و ـ أخرى ـ يجعل لها اسم وعنوان خاص.

فمن الأول :

مؤلفات في الحديث الشريف ، يسمى الواحد منها ب (حديث فلان) مضافا إلى راويه ، أو مؤلفه ، وكذلك (تفسير القرآن) وقد يقال (تفسير فلان) مضافا إلى مؤلفه.

وهذا القسم من المؤلفات سماه شيخنا العلامة الطهراني بالاسم (النوعي) ونسميه نحن الاسم (الموضوعي) للكتاب ، لأنه اسم مأخوذ من موضوعه الذي يبحث فيه ، كما قلنا.

وقد جرى رواد التأليف عند المسلمين على هذا الطرز ، فأكثر ما بأيدينا من كتبهم ومؤلفاتهم تجد في عناوينها وأسمائها ذكر موضوعاتها بوضوح.

وقد يضاف على عنوان الكتاب ، كلمة (جزء) أو (صحيفة) أو (كتاب) فيقال : جزء فلان في الحديث ، أو : صحيفة فلان في الحديث ، أو : كتاب فلان في التفسير ، وهكذا.

أو : كتاب الحديث ، أو : كتاب التفسير ، أو : جزء الطب ، وهكذا.

وقد يأخذ العنوان اسم قسم من الموضوع العام ، كما تسمى بعض الكتب ب (المسند) باعتبار أن (المسند) هو واحد من أنواع الحديث وكذلك الكتب المسماة ب (الصحيح) أو (الغريب).

وكذلك : (غريب القرآن) ، الذي هو نوع من تفسير القرآن ، وتأويل مشكل القرآن ، أو الناسخ والمنسوخ ، أو ما نزل من القرآن في كذا ، أو أسباب النزول ...


فكل هذه الأسماء التي تسمى بها الكتب ، هي معبرة عن موضوعات تلك الكتب.

ومن الثاني :

ما هو المتداول ـ حتى اليوم ـ من وضع عناوين خاصة للكتب ، وقد سماه شيخنا العلامة الطهراني بالاسم (العلمي) للكتاب ، نسبة إلى (العلم) الذي هو من أقسام المعارف عند اللغويين والنحاة ، باعتبار أن ذلك الاسم قد وضعه مؤلفه علما على كتابه ، كما يسمى كل شخص باسم يعتبر علما واسما له.

ولا ريب أن هذا الطرز من أسماء الكتب ، متأخر ـ وجودا ـ عن الطرز الأول ، والدليل على ذلك : أن أكثر الكتب والمؤلفات المأثورة عن القدماء لا يحمل عنوانا علميا خاصا ، بل غالبها يحمل الاسم الموضوعي العام ، وحتى القليل من مؤلفات القدماء ، الذي يحمل اسما علميا مثل (الصحيفة الصادقة) المنسوبة إلى عبد الله بن عمرو ، فإن هذا العنوان لا يعدو أن يكون صفة وصفت بها الصحيفة.

كما أنا كلما توغلنا في السنين الهجرية نشاهد وجود الكتب الحاملة للعناوين العلمية ، والأسماء الخاصة ، بكثرة ملحوظة.

وعلى هذا :

فلا بد أن يصاغ السؤال على النحو الآتي : متى بدأ العنوان العلمي للكتب؟

ونحن لا نبحث عن هذا فعلا ، فإن الإجابة عليه تستدعي جهدا خاصا ، له مجاله الخاص ، وأهله المختصون.

وعنوان (التسمية) هو من الطرز الأول فإن كلمة (التسمية) لها إطلاقات :

فقد تطلق : (التسمية) من الفعل سمى يسمي : بمعنى وضع الاسم للشخص ، أو الشئ ، مثل : سمى فلان ابنه زيدا ، أو بزيد.


وبهذا الاطلاق ألف الوحيد البهبهاني كتاب (تسمية بعض الأئمة أولادهم بأسماء الجائرين) (١) وكذلك الميرزا التنكابني كتاب (تسمية الأئمة أولادهم بأسماء الخلفاء وذكر عللها) (٢).

وقد تطلق (التسمية) من الفعل سمى يسمي : بمعنى ذكر اسم الشخص ، مثل : سمى فلان إخوته ، أي ذكر أسماءهم.

وقد اعترف اللغويون بهذين المعنيين ، وهما مستعملان عند العرف العام أيضا.

ولكلمة (التسمية) إطلاق خاص عند بعض الفقهاء ، وبعض علماء القرآن ، وهو خصوص تلاوة آية (بسم الله الرحمن الرحيم).

وقد ورد هذا الاطلاق في أسماء بعض المؤلفات :

مثل كتاب (التسمية في فقه أهل البيت عليهم‌السلام بالأخبار) لابن عقدة الحافظ الكوفي (٣).

وكتابان بعنوان (رسالة في التسمية) وردا في فهرس مكتبة برلين بألمانيا الغربية ، برقمي ٢٢٦١ و ٣٢٦٤.

وقد عبر الرشداني (ت ٥٩٣) عن (بسم الله الرحمن الرحيم) بكلمة (التسمية) وكذلك من تبعه من شراحه والمعلقين عليه مثل : ابن همام في (فتح القدير) والخوارزمي في (الكفاية) والبابرتي في (العناية) وسعدي چلبي في (حاشيته) انظر جميع ذلك في فتح القدير (٤).

وقال الجزيري في سنن القراءة في الصلاة : ومنها (التسمية) في كل ركعة قبل الفاتحة ، بأن يقول : (بسم الله الرحمن الرحيم) وهي سنة عند الحنفية

__________________

(١) معالم العلماء : ١٤ رقم ٧٦.

(٢) شرح فتح القدير للعاجز الفقير ١ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، طبع دار إحياء التراث العربي.

(٣) الفقه على المذاهب الأربعة ١ / ٣٥٧.

(٤) الذريعة ١١ / ١٤٧.


والحنابلة ، أما الشافعية فيقولون إنها فرض ، والمالكية يقولون إنها مكروهة (٥).

ولكن الأشهر إطلاق كلمة (البسملة) على هذه الآية ، وتلاوتها ، يقال : بسمل يبسمل بسملة ، إذا قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم).

وعلى كل حال : فإن هذا الاطلاق ، ليس إلا من المعنى اللغوي الثاني مع التحديد بذكر الآية المذكورة ، فالتسمية هنا بمعنى ذكر اسم الله تعالى بالخصوص.

ومن ذلك ما ورد في الحديث ، من قوله عليه الصلاة والسلام : (سموا ، وسمتوا ، ودنوا) قال ابن منظور : أي كلما أكلتم بين لقمتين ، فسموا الله عزوجل (٦).

وعنوان (التسمية) في كتب (التسميات) ليس بالإطلاق الثالث ، كما هو واضح.

وليس هو بالإطلاق الأول ، لأن مؤلفيها لم يريدوا أن يضعوا أسماء لمن جاء ذكرهم في تلك الكتب.

وإنما هو بالإطلاق الثاني ، أي بمعنى ذكر الأسماء.

فإن تلك الكتب تسرد أسماء المذكورين في واقعة أو حادثة ونحو ذلك ، كما سيأتي مفصلا.

فعنوان (التسمية) يؤدي بوضوح (موضوع) هذه الكتب ومحتواها ، من دون زيادة أو نقيصة.

فهذا العنوان ليس إلا (اسما موضوعيا) لهذه الكتب ، وقد عرفت أن ذلك هو الطرز الأول الذي كانت عليه أقدم المؤلفات.

أما أقدم كتاب حمل عنوان (التسمية) فسيأتي بيانه في الباب التالي.

وأما آخر ما عثرنا عليه فهو (تسمية من عرفن ممن أبهم في العمدة) لابن حجر العسقلاني ، المتوفى سنة ٨٥٢.

__________________

(٥) الذريعة

١١ / ١٤٧.

(٦) لسان العرب

١٩ / ١٢٨.


٢ ـ ما هو أول كتاب ألف بهذا الاسم؟

يعد الأعلام ـ من مفهرسي الكتب ـ كتاب (تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه) لعبيد الله بن أبي رافع ، أول كتاب في موضوعه (٧).

يقول شيخنا العلامة المولى آغا بزرك الطهراني ، شيخ الفهرسة الشيعية في كتابه العظيم (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) : (كتاب تسمية من شهد ...) (مؤلفه) هو أول من صنف في الإسلام ، في أسماء الرجال .... (٨).

ويقول ـ أيضا ـ : هو أول من صنف في المغازي ، والسير والرجال ، في الإسلام ، لم نعرف من سبقه فيه ، لأنه كتبه في عصر أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي استشهد سنة الأربعين من الهجرة (٩).

ويقول ـ أيضا ـ : هو أول من دون أسماء الرجال ، لأنه كان في عصر أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان كاتبه (١٠).

فالشيخ الطهراني رحمه‌الله ، يؤكد على أمرين :

١ ـ أن ابن أبي رافع هو أول من صنف ، وأن كتابه (التسمية) هو أول كتاب في موضوعه.

٢ ـ أن الكتاب قد تم تأليفه في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام قبل سنة ٤٠ للهجرة.

والعلامة المحقق في تاريخ العلوم ، السيد حسن الصدر الكاظمي في كتابه العظيم (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) يقول في ابن أبي رافع : أول من صنف

__________________

(٧) سيأتي في الباب الثالث : البحث في تعيين موضوع (التسميات).

(٨) الذريعة ١ / ٨٣.

(٩) الذريعة ٤ / ١٨١ رقم ٨٩٨.

(١٠) مصفى المقال في مصنفي علم الرجال : عمود ٢٥٨ ـ ٢٥٩.


في علم المغازي والسير ، في الإسلام ... لأني لم أعثر على من تقدمه في ذلك (١١).

وبعد أن ذكر تصنيف محمد بن إسحاق (ت ١٥١) وكذلك عروة بن الزبير (ت ٩٤) قال : فعبيد الله بن أبي رافع تقدمهما في تصنيفه المذكور على كل حال ، فهو أول من صنف في السير والمغازي (١٢).

والدليل على مدعاه : أن ابن أبي رافع (صنف ذلك في عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام) (١٣).

فالسيد الصدر يؤكد على نفس ما ذكره الشيخ الطهراني ، من :

١ ـ أن ابن أبي رافع ، هو أول من صنف ، وأن كتابه (التسمية) هو أول مصنف في موضوعه.

٢ ـ أنه صنفه على عهد الإمام عليه‌السلام.

نقول :

أما الأمر الأول ـ مما أكدا عليه ـ فهو ما نهتم للتوصل إلى معرفة الحق فيه ، هنا ، في هذا الباب ، وسنذكر رأينا في نهايته.

وأما الأمر الثاني :

فبالرغم من تأكيد هذين العلمين عليه ، فإنا لم نتمكن من قبول دليلهما عليه ، خاصة بعد وقوفنا على نص كتاب ابن أبي رافع ، حيث لم نجد فيه أدنى إشارة إلى أن تأليفه قد تم في عهد الإمام عليه‌السلام وقبل استشهاده.

بل ، على العكس من ذلك ، فإن في الكتاب قرائن تشير إلى تأخر تأليفه عن ذلك العهد ، حيث اشتمل الكتاب على حوادث متأخرة زمنيا ، كقضية شهادة حجر بن عدي رضي‌الله‌عنه.

وبالنسبة إلى الأمر الأول نقول :

__________________

(١١) تأسيس الشيعة : ٢٣٢.

(١٢) تأسيس الشيعة : ٢٣٣.

(١٣) تأسيس الشيعة : ٢٣٤.


ظاهر ما بأيدينا من المؤلفات الأولى يؤيد ما قاله العلمان المذكوران ، فإن المؤلفين المعروفين في المغازي والسير كلهم متأخرون عن عصر ابن أبي رافع وفاة.

فقد حددت وفاة ابن أبي رافعه بحوالي سنة ٨٠ ه (١٤) ، بينما نجد أقدم من عرف له تأليف في المغازي ، وهو عروة بن الزبير ، قد توفي سنة ٩٣ على أقل تقدير ، أو سنة ٩٤ أو سنة ٩٦ (١٥) وقد ذكر خليفة : أنه يقال : إنه ـ يعني عروة ـ أول من ألف في السيرة (١٦).

ونقله الدكتور الأعظمي ، عن السخاوي في كتابه (الإعلان بالتوبيخ) ص ٤٨ (١٧).

وأكد ذلك ، مارسدن جونسن ، وقاله : إنه هو أول من دون السيرة بشكلها الذي عرف فيما بعد (١٨).

ووافقه الأعظمي ، ثم أضاف : قد أطبق الكتاب والمؤلفون ـ من القرن الثاني ، حتى الآن ـ على أن عروة بن الزبير كتب شيئا عن المغازي ، بل ألف كتابا في المغازي (١٩).

ونقول :

إن كان المراد بكلمة (المغازي) خصوص مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسل ـ كما هو ظاهر الكلمة ، والمنصرف منها عند إطلاقها ، أو بقرينة البحث عن عروة ـ فذلك أمر يعود التحقيق فيه إلى أهله.

وأما إذا كان المراد به مطلق الغزوات ، بما يشمل الحروب التي وقعت في

__________________

(١٤) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعروة : ١٨.

(١٥) المصدر السابق : ٤٤.

(١٦) كشف الظنون ٢ / ١٧٤٧.

(١٧) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعروة : ٥٧.

(١٨) المغازي ، للواقدي ، المقدمة : ٢١.

(١٩) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعروة : ٥٧.


تاريخ الإسلام ، ففي الكتاب والمؤلفين من يقول : إن ابن أبي رافع هو الأسبق في التأليف فيها.

وقد اعترف الدكتور الأعظمي بأن في المؤرخين من تقدم على عروة في كتابه التاريخ ، وذكر منهم ابن أبي رافع ، الذي حدد وفاته نحو سنة ٨٠ ، وذكر كتابه (تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه) (٢٠).

وأما في خصوص السابق من التسميات : فلا ريب في أن ابن أبي رافع ، هو أقدم من عرف كتابه بهذا العنوان.

هذا :

ولكنا وقفنا على نص يفيدنا أن كتابا يحمل اسم (التسمية) قد سبق وجوده بعهد طويل ، وأنه من (إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) و (وخط علي عليه‌السلام) فاقرأ معي النص التالي ، الذي رواه الطبري الإمامي ، في كتاب (مسند فاطمة) :

قال : حدثني أبو الحسين ، محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله القمي القطان المعروف بابن الخزاز ، قال : حدثنا محمد بن زياد ، عن أبي عبد الله الخراساني ، قال : حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : جعلت فداك ، هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم ، كما كان يعلم عدتهم؟

قال أبو عبد الله : حدثني أبي ، قال : لقد كان يعرفهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم ، رجلا فرجلا ، ومواضع منازلهم ، ومراتبهم.

فكل ما عرفه أمير المؤمنين عرفه الحسن ، وكل ما عرفه الحسن فقد صار

__________________

(٢٠) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعروة : ١٨ ، عن دراسات حول الحديث النبوي : ١٥٦.


علمه إلى الحسين ، وكل ما عرفه الحسين فقد عرفه علي بن الحسين ، وكل ما علمه علي بن الحسين فقد صار علمه إلى محمد بن علي ، وكل ما قد علمه محمد بن علي فقد علمه وعرفه صاحبكم ـ يعني نفسه.

قال أبو بصير ، قلت : مكتوب؟

قال : فقال أبو عبد الله : مكتوب في كتاب ، محفوظ في القلب ، مثبت في الذكر ، لا ينسى.

قال : قلت : جعلت فداك ، أخبرني بعددهم ، وبلدانهم ، ومواضعهم.

فقال : إذا كان يوم الجمعة ، بعد الصلاة فأتني.

قال : فلما كان يوم الجمعة أتيته ، فقال : يا أبا بصير ، أتيتنا لما سألتنا عنه؟ قلت : نعم ، جعلت فداك.

قال : إنك لا تحفظ ، فأين صاحبك الذي يكتب لك؟ فقلت : أظن شغله شاغل ، وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي.

فقال لرجل ـ في مجلسه ـ : أكتب : هذا ما أملاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمير المؤمنين ، وأودعه إياه من : (تسمية أصحاب المهدي ، وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم ، وقبائلهم ، والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة (٢١).

وهذا النص صريح في أنه كان (مكتوبا) وأنه قد دون في (كتاب) والإمام يؤكد على أبي بصير أن يتحمله (كتابة) بالرغم من كونه فاقد البصر ، فيأمر شخصا أن (يكتبه) له.

مضافا إلى أنه (إملاء) من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد أثبتنا في مجال آخر : أن الاملاء لا يطلق ـ اصطلاحا ـ إلا إذا كان الشخص المملى عليه مشتغلا بكتابة ما يلقى إليه ، وأن مجرد الإلقاء على الشخص من دون

__________________

(٢١) دلائل الإمامة : ٣٠٧ ـ ٣٠٨.


أن يكتب لا يسمى (إملاء) اصطلاحا (٢٢).

كل ذلك يدل على أن المذكور إنما هو كتاب مسجل منذ عهد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن كلامه ، وبخط الإمام علي عليه‌السلام.

لكن يبقى تعيين مبدأ المكتوب الذي أملاه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وكتبه الإمام علي عليه‌السلام.

فالظاهر أن قوله : (من تسمية ...) بيان لقوله : (هذا إملاء) فيكون بداية المملى هو قوله : (تسمية أصحاب المهدي ...) وتكون كلمة (تسمية) من كلام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي أملاه ، وهي بداية ما كتبه الإمام علي عليه‌السلام بخطه.

وبناء على ذلك فيكون أقدم كتاب مدون ، بعنوان (التسمية) في تاريخ الإسلام هو (تسمية أصحاب المهدي ، وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم ، وقبائلهم والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة).

٣ ـ تصنيف التسميات في طبقات العلوم

إن تصنيف الكتب يتبع موقعها من العلوم المتنوعة ، وحسب طبقاتها المختلفة ، ففي أي علم تندرج التسميات ، وفي أية طبقة تصنف؟ فشيخ مشايخ الحديث في القرن الماضي ، المتفرغ لتاريخ علم الرجال شيخنا العلامة الطهراني ، صنف كتاب (تسمية من شهد مع علي حروبه) لابن أبي رافع ، في كتب الرجال ، وعده منها.

وعلى هذا الأساس ذكره في كتابه (مصفى المقال في مصنفي علم الرجال) وقال :

عبيد الله بن أبي رافع ، (القرن الأول)

__________________

(٢٢) لاحظ بحثنا (الطرق الثمان لتحمل الحديث وأدائه).


كاتب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، له كتاب (قضايا أمير المؤمنين) وكتاب (تسمية من شهد مع أمير المؤمنين الجمل وصفين والنهروان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ذكره الشيخ في (الفهرست) وذكر إسناده في رواية الكتاب عن عبيد الله المذكور.

أقول : هو أول من دون أسماء الرجال ، لأنه كان في عصر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكان كاتبه ، وأبوه رافع شهد حروب أمير المؤمنين عليه‌السلام كلها ، واقتصر من ترجمة الرجال وتسميتهم على خصوص (٢٣) الصحابة ، واقتصر من بينهم على خصوص من شهد حروب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لغرض إتمام الحجة على بعض الضعفاء والجاهلين لأحقية الأمير عليه‌السلام ، فلو قصروا عن مشاهدة دلائل أحقيته ، فلينظروا إلى من تابعه ، وشايعه ، وفدى بنفسه في نصرته ، وحمايته ، ممن لا ريب فيهم ، وهذا هو الجدال بالأحسن مع من كان في ذلك العصر من المخالفين ، كما قاله إمام القراء والمفسرين أبو سعيد أبان بن تغلب ، وأورد حديثه النجاشي (٢٤).

وكذلك صنع في كتابه الذريعة ، فقال : هو أول من صنف في الإسلام في أسماء الرجال الذين شايعوا أمير المؤمنين ، وعنون له هنا برجال ابن أبي رافع (٢٥).

ولكنه أضاف على علم الرجال علمي المغازي والسير ، فقال في الذريعة : هو ـ أي عبيد الله ـ أول من صنف في المغازي والسير والرجال ، في الإسلام لم نعرف من سبقه فيه (٢٦).

فالشيخ الطهراني صنف كتاب التسمية لابن أبي رافع ، في علم الرجال ،

__________________

(٢٣) ليس كتاب (التسمية) لابن أبي رافع خاصا بذكر أسماء الصحابة ، بل يعم التابعين ، كما فصلنا ذلك في مقدمة تحقيقنا للكتاب.

(٢٤) مصفى المقال : عمود ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، والمذكور عن النجاشي جاء في رجاله ص ١٢ رقم ٧.

(٢٥) الذريعة ١ / ٨٣.

(٢٦) الذريعة ٤ / ١٨١ رقم ٨٩٨.


سواء كان منحصرا به ، أو مع انضمام علم المغازي والسير.

لكن السيد الصدر ، لم يذكر في علم الرجال ، وإنما ذكره في علم السير والآثار الإسلامية والمغازي ، وهو الصحيفة الأولى من الفصل السابع من كتابه العظيم (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) قال : أول من وضعه وصنف فيه عبيد الله ابن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، صنف كتاب (تسمية من شهد من الصحابة مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام) (٢٧).

وذكر بعد ذلك أول من أسس علم الرجال وهو عبد الله بن جبلة الكناني.

والدكتور محمد مصطفى الأعظمي : ذكر كتاب (التسمية) لابن أبي رافع ، ضمن الكتب التي تم تدوينها في التأريخ العام (٢٨).

ولكنه أدرج ما ورد عن عروة بن الزبير ـ خاصة ـ من (التسميات) في كتاب جمعه باسم (مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعروة) ، وهي :

تسمية من شهد العقبة الأخيرة من الأنصار ، ص ١٢٦.

تسمية من شهد بدرا ، ص ١٤٧.

تسمية من شهد بدرا ـ أيضا ـ ص ١٥٨.

تسمية من لم يشهد بدرا ، وضرب له بسهمه ، ص ١٦٠.

تسمية من استشهد يوم أحد ، ص ١٧٢.

تسمية من استشهد بخيبر ، ص ١٩٩.

تسمية من استشهد بمؤتة ، ص ٢٠٦.

تسمية من استشهد يوم حنين ، ص ٢١٩.

__________________

(٢٧) تأسيس الشيعة : ٢٣٢ ، وانظر أيضا : ٢٣٣.

(٢٨) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعروة : ١٨.


ومع أن بعض هذه التسميات ، قد وردت في المصادر القديمة بعنوان (التسمية) إلا أن منها ما عنون لها الدكتور من عند نفسه ، وسماها بالتسمية ، نظرا إلى أنها تحتوي على تعداد الأسماء ، من دون توجه إلى أن مثل هذا العنوان له أهمية تراثية ، ومن المحتمل أن يكون كل ما عنون به كتابا مستقلا ، وليس من حق أحدنا أن يفتعل مثل هذا العنوان من عند نفسه.

إلا أن عمل الدكتور يدل على أنه اعتبر هذه (التسميات) من علم (المغازي).

لكن من الواضح أن (المغازي) يعتبر في تصنيف العلوم علما برأسه له خصوصياته وشؤونه ومؤلفاته ، ومؤلفوه ، وإن كان مندرجا في (السيرة النبوية) من جهة عامة ، حيث أن السيرة تستوعب حياة الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم في كل فترات السلم والحرب ، وما يتصل بأخلاقه وتصرفاته وشؤونه الخاصة ، ومواجهاته ولقاءاته ومحادثاته ، وحياته العامة الشريفة (٢٩) مع أن بعض (التسميات) إذا كان يدور حول بعض الغزوات ، فإن منها ما لا يرتبط بشئ منها مثل (تسمية من شهد العقبة) فهي تدخل في علم السيرة ، ولا يصح إدراجها في (المغازي) بأي وجه ، فهو على الأقل أخص من علم (السيرة).

نعم ، قد نقف أمام عقبة عندما نرى الواقدي قد ضمن في كتابه (المغازي) التسميات التالية :

١ ـ تسمية من خرج مع عبد الله بن جحش في سريته ، ١ / ١٩.

٢ ـ تسمية المطعمين في طريق بدر من المشركين ، ١ / ١٤٤.

٣ ـ تسمية من استشهد من المسلمين ببدر ، ١ / ١٤٥ ـ ١٤٧.

٤ ـ تسمية من قتل من المشركين ببدر ، ١ / ١٤٧ ـ ١٥٢.

__________________

(٢٩) قارن : المغازي للواقدي ، المقدمة : ١٤ و ١٩ وعبر في ص ٢٠ باسم (علمي المغازي والسيرة) مما يدل على انفصالهما في التصنيف الموضوعي.


٥ ـ تسمية من شهد بدرا من قريش والأنصار ، ص ١٥٢ ـ ١٧٢.

٦ ـ تسمية من قتل من المشركين (بأحد) ، ١ / ٣٠٧ ـ ٣٠٩.

٧ ـ تسمية من استشهد من قريش (في بئر معونة) ، ١ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣.

٨ ـ تسمية سهمان الكتيبة ، ٢ / ٦٩٣.

٩ ـ تسمية من استشهد بخيبر ، ٢ / ٦٩٩ ـ ٧٠٠.

١٠ ـ تسمية من استشهد بحنين ، ٣ / ٩٢٢.

١١ ـ تسمية من استشهد بالطائف ، ٣ / ٩٣٨.

ولكن لا نستبعد أن يكون الواقدي قد استفاد من بعض من سبقه ممن ألف تسميات مستقلة في تلك المواضيع فأدرجها في كتابه المغازي ، ولو كان قد جمعها هو ، فإن تضمينها كتابه الكبير ، لا يؤدي إلى خلل فيما نحن بصدده ، لأنه اتبع نفس المنهج الذي سنفصله فيما بعد ، للتسميات المستقلة.

وعلى كل حال فهذه (التسميات) الواقدية ، لا شك في كونها ضمنية ، إلا أنه ليس فيها شئ مما يخرج عن موضوع المغازي ولذلك أدرجها في كتابه الخاص بها.

والرأي الأقرب إلى الصواب ، في هذا الباب ، هو :

أن تعدد الاتجاه الموضوعي في الكتاب الواحد ، لا يمنع ـ مطلقا ـ من أن يكون التركيز في وجهة الكتاب على بعض الموضوعات وبعض العلوم خاصة ، وعلى ذلك فليس من الصائب تصنيف ذلك الكتاب في جميع تلك العلوم ، بمجرد اتجاه بسيط فيه إليها ، بل لا بد من تصنيفه في العلم الأكثر تركيزا فيه عليه ، وإن كان تعيين العلم الذي يلحق الكتاب به في التصنيف ، أمرا شاقا ، أحيانا ، يستدعي دقة فائقة وجهدا عميقا.

وكتب (التسميات) لا بد من أن تصنف على أساس الجهة الجامعة بين كل (التسميات) وهي السمة المشتركة بين جميع ما يحمل هذا العنوان ، والتي توجد بوضوح في جميعها.


ويمكن تحديد ذلك الجامع من خلال ملاحظة ما أوردناه في توضيح عنوان (التسمية) وهو أن كل واحد من هذه الكتب إنما يتصدى لذكر الأسماء لمسميات معينة.

وهذا في حد ذاته يقرب أن تكون كتب (التسميات) من كتب علم الرجال الشامل لتراجم الأعلام ، ورواة الحديث المذكورين في أعمدة الأسانيد.

ولو تجاوزنا عددا قليلا من كتب التسميات ، مما لا يرتبط بالرجال بل تتصدى لتسمية بعض الجمادات ، وهي أربعة فقط :

١ ـ تسمية الأرضين.

٢ ـ تسمية البيع والديارات.

٣ ـ تسمية سهمان الكتيبة.

٤ ـ تسمية الكتب التي رواها بعضهم.

لو تجاوزنا هذه الأربعة ، فإن باقي كتب (التسمية) وهي تنوف على التسعين كله تختص بتعداد أسماء الأشخاص والأعلام والرواة.

وهذا يؤكد على أن المهمة الأساسية للتسميات ، إنما هي ما يهدف من علم الرجال وتراجم الأعلام ، فيجب أن تصنف في هذا العلم.

وهذا هو ما صنعه شيخنا العلامة الطهراني ، فعد بعض التسميات من مؤلفات علم الرجال ، وعد مؤلفه من مصنفي ذلك العلم.

ونعم ما صنع ، فإن مراده بعنوان (علم الرجال) إنما هو علم تراجم الأعلام والشخصيات بما يشمل رواة الأحاديث.

ولذا فإن ما قد يتخيله بعض المتطفلين على علم الرجال من الاعتراض على ساحة شيخنا العلامة ، بأن عد كتاب (تسمية من شهد مع علي حروبه) لابن أبي رافع ، من كتب الرجال ، غير صحيح ، لأنه كتاب في التاريخ.

اعتراض واه ، لم يصدر ممن يزن الأمور بموازين العلم والمعرفة.

فإن علم الرجال ، وإن أصبح عند المتأخرين خاصا بأحوال رواة


الحديث ، إلا أن ذلك نشأ من تواضع تعيني ، من دون تخصيص ووضع.

وإلا ، فعلم الرجال هو العلم الشامل لمعرفة ما يتعلق بأحوال الأعلام كافة ، والمعاجم وكتب الرجال القديمة على ذلك كان منهجها.

وقد بقيت آثار ذلك الشمول في كتب الرجال المتأخرة أيضا ، فكثيرا ما يترجمون لمن لا رواية له ، سوى أنه من أعلام العلماء ، وإذا سئل أحدهم عن سبب ذلك ، لم يجر جوابا إلا أن يتذرع بفعل الأقدمين.

نعم ، لو أريد بعلم الرجال ، خصوص ما تعورف عند المتأخرين من أنه علم أحوال رواة الحديث ، فإن (التسميات) ـ وإن كان منها ما حمل عنوان (تسمية من روى ....) ـ إلا أن ذلك ليس هو الجامع المشترك بين كل (التسميات).

وكذلك تصنيف كتب (التسميات) في علوم (المغازي) أو (السيرة) أو (التأريخ العام) حيث أن بعض كتب (التسمية) يختص بوقائع خاصة من صميم المغازي ، أو بقضايا من السيرة ، أو بأمور وحوادث من التأريخ العام ، فإن ذلك خاص بتلك الكتب ، وليس أمرا مشتركا بين كل (التسميات) فلا يكون عدها من مقولة تلك العلوم جاريا على أساس التصنيف العلمي ، الذي يقتضي ما ذكرناه.

٤ ـ منهج التسميات ، وأهميتها علميا :

من خلال مزاولتنا لعدة من (التسميات) المتوفرة لدينا ، ومنها :

١ ـ تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه ، لابن أبي رافع المدني.

٢ ـ تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام ، للفضيل بن الزبير الرسان الكوفي.

٣ ـ تسميات عروة بن الزبير ، المنقولة في المصادر.

٤ ـ تسميات ابن إسحاق ، الواردة في سيرة ابن هشام.


٥ ـ تسميات الواقدي ، الواردة في المغازي.

توصلنا إلى اشتراكها في العرض ، وتقاربهما في النسق ، مما دعانا إلى الاعتقاد بأن ثمة (منهجا متحدا) تسير عليه كل التسميات.

وقد حاولنا كشف هذا المنهج الموحد المشترك ، فتوصلنا إلى عناصر ثلاثة تشكل قوام ذلك المنهج ، وهي :

١ ـ تنظيم الأسماء على القبائل والبطون والأفخاذ والفروع.

٢ ـ ذكر الموالي مع أصول القبائل.

٣ ـ التلفيق في المتون واختزال الأسانيد.

الأمر الأول : تنظيم الأسماء على القبائل وفروعها :

دأب مؤلفو التسميات على سرد الأسماء متتابعة ، مقتصرين غالبا على الاسم الثنائي ، أي اسم الشخص واسم أبيه فقط ، من دون وصف غالبا ، أو مع وصف بسيط أحيانا ، لكن من دون التفصيل في أحواله ، إلا فيما يرتبط بشؤون موضوع التسمية نفسها.

ولكنهم ينظمون قائمة الأسماء ، حسب الانتماءات القبلية ، ثم يقسمونها على البطون المتشعبة من القبيلة ، ثم يوزعونها على الأفخاذ والفروع من كل بطن ، وهكذا ... فيذكرون تحت كل فرع ، ما يلزم من الأسماء المنتمية إليه.

وقد تنبه الدكتور الأعظمي إلى هذا ، فقال في خصوص ما يرتبط بكتابات عروة بن الزبير.

لقد أعطى أهمية خاصة للأنساب في السيرة ، فعند ما يذكر المشتركين في الغزوات ، أو الشهداء فيها ، لا يسرد مجرد أسمائهم ، بل يذكر أنسابهم مفصلا (٣٠).

وقال : لا يكتفي بالاسم ، بل يذكر القبائل والبطون ، فيعطي أهمية كبيرة

__________________

(٣٠) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعروة : ٧٣.


للأنساب ، وهذا منهجه في الكتاب كله ، وبذلك أصبح مرجعا لكل من جاء بعده وكتب في السيرة النبوية (٣١).

أقول : بل هذا هو منهج كل التسميات ، قبل عروة ، وبعد عروة ، فابن أبي رافع (توفي نحو سنة ٨٠ ه) قد طبق هذا المنهج بشكل دقيق جدا في (تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه).

حيث قسم كتاب إلى خمسة أقسام :

١ ـ القرشيين.

٢ ـ الأنصار البدريين.

٣ ـ الأنصار ممن لم يشهدوا بدرا.

٤ ـ المهاجرين.

٥ ـ التابعين.

ثم ذكر تحت العنوان الأول ، القرشيين : ثمانية بطون :

١ ـ من بني عبد المطلب

١٧ شخصا

٢ ـ من بني المطلب

شخصان

٣ ـ من بني عبد شمس

شخص واحد

٤ ـ من بني زهرة ثلاثة

أشخاص

٥ ـ من بني تيم

شخصان

٦ ـ من بني مخزوم

أربعة أشخاص

٧ ـ من بني جمح

شخصان

٨ ـ من بني عامر

ثلاثة أشخاص

وذكر تحت العنوان الثاني ، الأنصار البدريين : أحد عشر بطنا :

١ ـ من بني مالك بن النجار سبعة أشخاص

__________________

(٣١) نفس المصدر : ٦٦.


٢ ـ من بني مازن

ثلاثة أشخاص

٣ ـ من بني دينار

أربعة أشخاص

٤ ـ من بني الحارث بن الخزرج

ثلاثة أشخاص

٥ ـ من بني ساعدة

ثلاثة أشخاص

٦ ـ من بني عوف بن الخزرج

أربعة أشخاص

٧ ـ من بني سلمة

ستة أشخاص

٨ ـ من بني زريق

أربعة أشخاص

٩ ـ من بني بياضة

ثلاثة أشخاص

١٠ ـ من بني عمرو بن عوف

خمسة أشخاص

١١ ـ من بني عبد الأشهل

ستة أشخاص

وذكر تحت العنوان الثالث ، الأنصار غير البدريين : عدة أسماء ، تبلغ ٦٢ شخصا.

وذكر تحت العنوان الرابع ، المهاجرين : ثلاث قبائل :

١ ـ من خزاعة

شخصان

٢ ـ من بني أسلم

أربعة أشخاص

٣ ـ ومن غيرهم

تسعة أشخاص

وذكر تحت العنوان الخامس ، التابعين : عدة أسماء ، تبلغ ١٣ شخصا.

وكذلك الفضيل بن الزبير الأسدي الرسان (ت بعد ١٤٥) قد رتب تسميته على نفس المنهج ، وذكر فيه :

١ ـ الشهداء من آل البيت عليهم‌السلام ومواليهم ٢٥ شخصا.

٢ ـ من بني أسد بن خزيمة.

٣ ـ من بني غفار بن مليل بن ضمرة.

٤ ـ ومن بني تميم.

٥ ـ ومن بني سعد بن بكر.


٦ ـ ومن بني تغلب.

٧ ـ ومن قيس بن ثعلبة.

٨ ـ ومن عبد القيس ـ من أهل البصرة ـ.

٩ ـ ومن الأنصار (ستة أشخاص).

١٠ ـ ومن بني الحارث بن كعب.

١١ ـ ومن بني خثعم.

١٢ ـ ومن تيم الله بن ثعلبة.

١٣ ـ ومن عبد الله.

١٤ ـ ومن طئ.

١٥ ـ ومن مراد.

١٦ ـ ومن بني شيبان بن ثعلبة.

١٧ ـ ومن بني حنيفة.

١٨ ـ ومن جوأب.

١٩ ـ ومن صيداء.

٢٠ ـ ومن كلب.

٢١ ـ ومن كندة.

٢٢ ـ ومن بجيلة.

٢٣ ـ ومن بني راسب.

٢٤ ـ ومن خرقة جهينة.

٢٥ ـ ومن الأزد.

٢٦ ـ ومن همدان.

٢٧ ـ وذكر من ارتث في الحرب.

فنجد هاتين التسميتين ذكر اسم القبيلة العام ، وذكر البطون واحدا بعد واحد ، ثم تعداد الأسماء متتابعة.


وهذا ما ورد في تسميات ابن إسحاق ، والواقدي ـ أيضا ـ.

وكذلك في تسمية عروة ، إلا أن المنقول عنه ـ في الروايات المتأخرة ـ يختلف شيئا ما عن ذلك.

وأظن ـ قويا ـ أن أصل تسمية عروة ، كان كسائر التسميات منظما على هذا المنهج ، من دون تكرار ، كما رأيناه في ما سبقه عند ابن أبي رافع ، وما لحقه عند الفضيل الرسان ، إلا أن الرواة لما نقلوا عن عروة ما أورده في كتب تسمياته ، غيروها عما كانت عليه.

وعلى كل حال : فإن ما ذكر لا يؤثر شيئا فيما توصلنا إليه من منهج كتب التسمية ، وأنها تعتمد على سرد الأسماء على التنظيم الذي شرحناه.

وهذا واضح لمن راجع واحدا من التسميات الكاملة ، الموجودة.

يبقى في المقام :

بيان وجه الاعتماد على هذا المنهج في كتب (التسميات) والفوائد العلمية المترتبة على ذلك :

١ ـ وقبل كل شئ ، يبدو أثر هذا المنهج في اختصار كتب التسمية ، إلى حد كبير ، وخلوها من التكرار الممل.

فإذا أريد ذكر أسماء عديدة من قبيلة واحدة ، ومن بطن واحد منها ، فإن هذا المنهج يذكر اسم القبيلة ثم البطن مرة واحدة ، ويذكر تحتهما كل تلك الأسماء في مكان واحد متتابعة كما فعل ابن أبي رافع ، فقال :

من الأنصار البدريين.

من بني مالك بن دينار.

ثم ذكر سبعة أسماء متتابعة.

ولو أراد أن يذكر كل واحد مستقلا ، لزمه أن يذكر مع كل واحد اسم القبيلة وعنوانها ، ثم اسم البطن وما يحتاج إلى توضيحه.

فالاختصار ، هو واحد من أهم فوائد ذلك المنهج المتبع في التسميات ،


ولعله ـ أيضا ـ هو المقصود الأول لواضعيه مؤلفي التسميات.

٢ ـ ثم إن من آثار هذا المنهج الأمن من التصحيف في الأنساب وأسماء القبائل والبطون ، وكذلك أسماء الآباء والأجداد ، المتعددة في عمود النسب.

فإن كلا منها أعلام خاصة ، وأسماء لا يدخلها القياس ، وفي مثلها يقع كثير من التصحيف والتحريف.

فإذا ذكرت مرة واحدة ، وأدرج تحتها الأسماء المتعددة ، للمنتمين إليها ، قل تكررها ، وكان الكتاب آمن من التصحيف والغلط وأحفظ من السهو.

بعكس ما لو تكرر ذكرها مرات متعددة مع تعدد الأسماء المنتمية إليها ، فإن احتمال تصحيفها أكثر ، كما لا يخفى على أهل الخبرة ، الواقفين على مثل هذه التصحيفات.

ولعل هذه الفائدة ـ أيضا ـ كانت من أهداف أرباب (التسميات) في وضع كتبهم على ذلك المنهج.

٣ ـ ثم إن من آثار ذلك المنهج. أن الأسماء قد رتبت فيه على أساس القرب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نسبيا ، ثم السوابق الدينية ، ثم الفضل والدرجات المعنوية التي جاء بها الإسلام ، كالجهاد في سبيل الله ، والنصرة لدين الله ، والتفاني في التضحية للدفاع عن الحق العدالة.

وكذا على أساس ما ورد في حقهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من التمجيد والمدح.

وهذا واضح في تسمية ابن أبي رافع ، حيث رتب كتابه على الترتيب التالي :

١ ـ القرشيين ، وهم عشيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبيلته :

فذكر (بني عبد المطلب) أولا ، وهم آل النبي وشجرته.

ثم ذكر (بني المطلب) وهم رهط أجداده.

ثم ذكر سائر القرشيين حسب فضلهم ومقاماتهم.


وذكر (الأنصار) وقدمهم على المهاجرين ، لما ورد فيهم من الفضائل الكثيرة.

٢ ـ وقدم أولا (البدريين) لما ورد في حقهم عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بخصوص شهودهم بدرا ، ولم أبدوه من النصرة والإيثار.

٣ ـ ثم ذكر (الأنصار غير البدريين) لما قدموه من المواساة والبذل.

٤ ـ ثم ذكر (المهاجرين) لسبقهم ، وتحملهم في سبيل الدين العناء والنصب.

٥ ـ ثم ذكر (التابعين لهم بإحسان) وخص بالذكر منهم من شهد لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجنة.

وليس في ترتيب التسميات على هذا الشكل أية حزازة ، ولا منقصة للمتأخرين في الذكر ، إذ أن التفضيل المذكور ، جاء به القرآن الكريم ، قبل كل أحد ، حيث قال : (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) سورة النساء ، الآية ٩٥.

وقال : (لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ، وكلا وعد الله الحسنى) سورة الحديد ، الآية ١٠.

وقال : (السابقون السابقون. أولئك المقربون) سورة الواقعة ، الآية ١٠ ، ١١.

قال الدكتور الأعظمي : وهذا هو الحق ... إذ لا بد من إعطاء كل ذي حق حقه ، فالذين أوذوا ، وهاجروا ، وجاهدوا ، لا يمكن أن يوضعوا في مصاف الذين حاربوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم أسلموا في آخر الأمر (٣٢).

__________________

(٣٢) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعروة : ٧٦.


ولقد خطأ الدكتور الأعظمي من نظر إلى ذلك المنهج بمنظار القبلية الجاهلية ، والعنصرية البشعة ، وسماها بالنظرة الاجتماعية (٣٣).

أقول : وقد يحاول بعض أولئك المغرضين إسناد تلك النظرة إلى الديوان.

لكن الواقع أن الديوان لم يرتب إلا على أساس من القرابة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والسابقة في الدين ، والفضل. كما ورد في سنن البيهقي ، فيما نصه :

لما دون عمر الدواوين ، قال : ابدأوا ببني هاشم ... وبني المطلب.

فإذا كان السن في الهاشمي قدمه على المطلبي ، وإذا كان السن في المطلبي قدمه على الهاشمي ، فوضع الديوان على ذلك ، وأعطاهم القبيلة الواحدة.

ثم استوت له عبد شمس ، ونوفل ، في جذم النسب ، فقال : عبد شمس إخوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبيه وأمه ، دون نوفل ، فقدمهم.

ثم دعا بني نوفل يتلونهم.

ثم استوت له عبد العزى ، وعبد الدار.

فقال في بني أسد بن عبد العزى : أصهار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيهم : أنهم من المطيبين ، وقال بعضهم : هم حلف من الفضول ، وفيهما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقيل : ذكر سابقة ، فقدمهم على بني عبد الدار.

ثم دعا بني عبد الدار يتلونهم.

ثم انفردت له زهرة ، فدعاها تلو عبد الدار.

ثم استوت له تيم ومخزوم.

فقال في بني تيم : إنهم من حلف الفضول والمطيبين ، وفيهما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(٣٣) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعروة : ٧٥.


وقيل : ذكر سابقة.

وقيل : ذكر صهرا. فقدمهم على مخزوم.

وهكذا بقية القبائل (٣٤).

إن التسميات يمكن أن تكون نماذج حية لما كانت عليه الدواوين من الترتيب المبتني على ذلك النظام الديني.

أقول : إن التفاضل على هذا الأساس ، إنما يكون في غير موارد الحقوق وخاصة الواجبة منها ، كقسمة الغنائم وعطاء بيت المال ، فإن الحق فيهما ما فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي عليه‌السلام من التسوية بين الناس ، وعدم التفرقة في ذلك بين الأسود والأبيض ، والشريف والوضيع ، والمولى والعربي ، كما وردت بذلك الأحاديث الكثيرة ، التي جمعها صاحب الوسائل في كتاب الجهاد ، باب ٣٩ التسوية بين الناس في قسمة بيت المال والغنيمة ، ح ٢٠٠٧٦ ـ ٢٠٠٨١ ، وقد جمع الإمام الصادق عليه‌السلام تمام القول لما سئل عن قسم بيت المال؟

فقال : أهل الإسلام هم أبناء الإسلام ، أسوي بينهم في العطاء ، وفضائلهم بينهم وبين الله ، أجعلهم كبني رجل واحد ، لا يفضل أحد منهم لفضله وصلاحه في الميراث على آخر ضعيف منقوص.

قال : وهذا هو فعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بدو أمره ، وقد قال غيرنا : أقدمهم في العطاء بما قد فضلهم الله بسوابقهم في الإسلام ، ... وكذلك كان عمر يفعله.

تهذيب الأحكام ، للطوسي ٦ / ١٤٦ ح ٢٥٥.

وأقول : إن الشرع الإسلامي المقدس إذا كان يلزمنا بالتسوية بين الأفراد في مجال الحقوق ، فلا يعني ـ إطلاقا ـ إلغاء السوابق ، وأثرها في مقام أولئك الذين

__________________

(٣٤) السنن الكبرى ، للبيهقي ٦ / ٣٦٤.


سبقوا إلى الخيرات ، والمهاجرين الأولين ، والذين نصروا أيام العسرة.

إن الآثار الكريمة متضافرة في تكريم أولئك ، والمفاخرة بتلك السوابق ، فلا يستوي من آمن قبل الفتح وهاجر ، مع من دخل الإسلام على كره ، ومن أجل الأطماع ، كمسلمة الفتح! ...

٤ ـ ومن فوائد ذلك المنهج :

أنه يكشف عن انتماءات الأسماء المدونة فيها ، وهو ما يفيد في بابه عند التباس بعض الأنساب ، ويمكن الاستناد إلى التسميات لحل بعض المشاكل العالقة هناك.

الأمر الثاني : ذكر الموالي :

كلمة (المولى) تطلق على عدة معان :

١ ـ فيقال : مولى فلان ، أو مولى بني فلان ، ويراد به مولى العتق ، أي من كان عبدا لهم ، وهذا هو الأغلب في إطلاق الكلمة.

٢ ـ ويقال : مولى فلان ، ويراد به ولاء الإسلام ، أي أنه أسلم على يد فلان.

٣ ـ ويقال : مولى فلان ، ويراد ولاء الحلف ، والموالاة ، والمناصرة ، لمن التحق بقبيلة وتحالف معهم بغرض التقوي بهم ، وهذا يتحقق عادة من الضعفاء أو المنقطعين أو المشردين.

٤ ـ ويقال : مولى فلان ، لمجرد ملازمة الشخص لفلان ، كما يقال : مقسم مولى ابن عباس ، لملازمته إياه (٣٥).

وقد ذكر الفضيل الرسان اسم (زاهر) في قبيلة كندة ، باعتبار مصاحبته

__________________

(٣٥) أنظر : علوم الحديث لابن الصلاح : ٤٠٠ ـ ٤٠١ والمقدمة له : ٢٠٢.


لعمرو بن الحمق الخزاعي الكندي (٣٦).

وأضاف البلقيني في معاني (المولى) :

٥ ـ مولى القبيلة : من استرضع فيهم (٣٧).

وقد ذكر الفضيل الرسان (عبد الله بن يقطر) رضيع الحسين عليه‌السلام في أهل البيت (٣٨).

٦ ـ ومولى المولى ، ينسب إلى القبيلة ـ أيضا ـ (٣٩).

وقد دأب أرباب التسميات على ذكر الموالي مع قبائل من ينتمون إليهم بالولاء ، سواء ولاء العتق ، أو الحلف ، أو غير ذلك.

ولكن :

١ ـ يذكرون الموالي بعد الانتهاء من أسماء المنتمين إلى كل قبيلة أصالة.

٢ ـ يصرحون مع ذكر الموالي ، بنوعية الولاء.

ولا بد من توضيح عباراتهم في هذا المجال ، وهو مفيد أيضا في علم الرجال ، حيث أن الرجاليين يتداولون نفس هذه التعبيرات ، فنقول :

إذا أرادوا نسبة الشخص إلى قبيلة أو بطن ، وكان من صلبها ومن أبنائها ، فلهم تعبيرات :

فربما قالوا : (فلان قرشي من أنفسهم) (٤٠) أي منتم إلى قريش بالنسب.

وربما قالوا : (فلان صليب) (٤١) أي من صلب القبيلة.

وربما قالوا : (فلان قرشي) وأطلقوا ، فظاهره ، أنه من صلب القبيلة ، كما

__________________

(٣٦) تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام : رقم ٨٠.

(٣٧) محاسن الاصطلاح : ٢٠٣.

(٣٨) تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام : رقم ٢٥.

(٣٩) محاسن الاصطلاح : ٢٠٣.

(٤٠) أنظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٣٣١ و ٣٣٤ و ٣٥٥.

(٤١) رجال النجاشي : ١٨٧ رقم ٤٩٧.


قال ابن الصلاح : (الظاهر في المنسوب إلى القبيلة ، كما إذا قيل : (فلان القرشي) أنه منهم صليبة (٤٢).

وفي هذه الصور ـ كلها ـ ينتفي الولاء عن الشخص بكل معانيه.

وإن لم يكن الشخص من أبناء القبيلة ، وإنما كان منتميا إليها بشكل من أشكال الولاء الستة المذكورة ، فلا يقال فيه : (فلان القرشي) بالإطلاق ، بل لا بد من تقييده بشكل الولاء.

فإن كان ولاء العتق ، قيل (مولاهم) أو (مولى فلان) ، وإطلاق هذا التعبير ينصرف إلى ولاء العتق عندهم.

وإن كان ولاء حلف ، قيل : (حليفهم) أو (حليف بني فلان).

وإن كان ولاء صحبة قيل (صاحب فلان) لواحد من أفراد القبيلة كما مر في (زاهر) صاحب عمرو بن الحمق الخزاعي ، حيث ذكروه في كندة لأن عمرا كندي ، بينما هو (أسلمي) النسب.

وإن كان ولاء ارتضاع ، قيل : (رضيع فلان) كما ذكروا (عبد الله بن يقطر) رضيع الحسين عليه‌السلام ، في أهل البيت.

ولنذكر أمثلة من التسميات التي بأيدينا :

ففي تسمية ابن أبي رافع :

ذكر في بني عبد المطلب :

١٦ ـ ربيعة

١٧ ـ أبو رافع

وقال : موليا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أقول : والولاء ولاء عتق.

وفي بني مخزوم :

__________________

(٤٢) علوم الحديث : ٤٠٠ ، المقدمة : ٢٠٢.


٢٦ ـ عمار بن ياسر.

٢٧ ـ محمد بن عمار.

وقال : وياسر كان قدم مكة ، وحالف أبا حذيفة المخزومي.

أقول : فعمار وابنه مخزوميان بالحلف ، فلذا يقال لعمار : حلف بني مخزوم ، فذكرا فيهم ، وهما من عنس من مذحج.

وفي تسمية عروة :

من الأنصار من طريف بن الخزرج :

١٠ ـ بسبس الجهني ، حليف لهم (٤٣).

ومن الأنصار :

٧٢ ـ عبد الله بن طارق البلوي ، حليف لهم (٤٤).

أقول : واختلاف الأنساب بين الجهني أو البلوي من جهة ، والأنصاري أو الخزرجي ، من جهة أخرى ، يدل على أن عد الرجلين في الأنصار ليس من جهة النسب ، وإنما هو للولاء.

وفي تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام للرسان الأسدي : ذكر ثلاثة من الموالي مع أهل البيت عليهم‌السلام بالأرقام (٢١ و ٢٢ و ٢٣) مصرحا مع كل منهم بأنه (مولى الحسين عليه‌السلام) ثم ذكر :

٢٤ ـ الحارث بن تيهان ، مولى حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله.

٢٥ ـ عبد الله بن يقطر ، رضيع الحسين بن علي عليه‌السلام.

وذكر في بني غفار :

٣٣ ـ جون بن حوى ، مولى لأبي ذر الغفاري.

وذكر في عبد القيس :

__________________

(٤٣) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعروة : ١٤٨ ـ ١٤٩.

(٤٤) المصدر السابق : ١٥٤.


٤٧ ـ سالم ، مولى عامر بن مسلم.

وذكر في مراد :

٦٩ ـ واضح الرومي ، غلام جنادة السلماني.

وذكر في صيدا :

٧٥ ـ سعد ، مولى عمرو بن خالد الصيداوي.

وذكر في كلب :

٧٧ ـ أسلم ، مولى لهم.

وذكر في كندة :

٨٠ ـ زاهر ، صاحب عمرو بن الحمق الخزاعي.

وهكذا غيرهم (٤٥).

أقول : والأصل في الالتزام بعد الموالي مع أبناء القبيلة في مكان واحد وتحت عنوان واحد ، هو الوازع الديني ، فالإسلام جعل الموالي بمستوى المنسوبين إليهم في كثير من الأمور ، نبذا للطبقية الممقوتة ، بل أعطى الموالي أحكام السادة في بعض التشريعات.

فقد ورد في الحديث الشريف بطرق عديدة : أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم منع مولاه أبا رافع عن العمل في جباية الصدقة ، وقال له : (يا أبا رافع ، إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد ، وإن مولى القوم من أنفسهم) (٤٦).

وفي نص آخر : (اجلس ، يا أبا رافع ، فإنه لا ينبغي لنا أن نأكل الصدقة) (٤٧).

__________________

(٤٥) لاحظ : تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام ، نشرة (تراثنا) ، العدد الثاني من السنة الأولى ١٤٠٥.

(٤٦) الأسماء المبهمة ، للخطيب : ٢٠ رقم ١٠ ، وانظر : الإصابة ١ / ٢٩.

(٤٧) الأسماء المبهمة : ١٩ رقم ١٠.


وعن عطاء بن السائب ، عن فاطمة أو أم كلثوم ، بنت علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قالت : سمعت مولى لنا ، يقال له (هرمز) يكنى أبا كيسان قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : (إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة ، وإن موالينا من أنفسنا) (٤٨).

والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لرشيد الفارسي ، مولى الأنصار ـ لما سمعه يقول : أنا الغلام الفارسي ـ.

قال له النبي : (ما منعك أن تقول : (الأنصاري) فإن مولى القوم منهم) (٤٩).

وهكذا اتبع أرباب التسميات أثر الشارع الكريم ، والصادع بالوحي ، الرسول الأمين ، في تطبيق ما قرره من نبذ الطبقية المقيتة التي هي من مخلفات الجاهلية ، واستبدلت به رتبا سامية ، يتميز أصحابها بالتقوى والفضل والعمل الصالح ، دون الاعتناء بالقبلية أو العنصرية أو الانتماءات العصبية.

الأمر الثالث : التلفيق في الحديث :

التلفيق في الحديث هو : أن يجمع المحدث نصا كاملا لحديث من متون أحاديث وردت بأسانيد متعددة (٥٠).

وبعبارة أوضح : أن يذكر قضية كاملة مأخوذة عن عدة أحاديث ومتون بأسانيد مختلفة ، فيجمع الأسانيد في البداية ، ويؤلف من المتون ، متنا واحدا متسلسلا.

وقد استعمل هذه الطريقة أهل الأخبار والمؤرخون.

فنجد مثل ذلك عند أبي الفرج الأصفهاني (ت ٣٥٦) حيث يقول عند

__________________

(٤٨) الكنى ، للدولابي ١ / ٨٦.

(٤٩) أسد الغابة ٣ / ٤٧٦ ، الإصابة ١ / ٥١٦.

(٥٠) مناهج الاجتهاد في الإسلام ، لمحمد سلام مدكور : ٤٤١.


الرواية عن عدة شيوخ ما نصه : دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين (٥١).

واستعمل الواقدي أيضا هذا الأسلوب (٥٢).

وأما أهل التسميات فقد التزموا به ، وهو ملاحظ في التسميات المتوفرة منها :

فعروة يقول : عن مروان والمسور بن مخرمة ، يزيد أحدهما على صاحبه (٥٣).

ويقول : يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه (٥٤).

ويقول الفضيل بن الزبير : سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما‌السلام ، ويحيى بن أم الطويل ، وعبد الله بن شريك العامري ، يذكرون : (تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما‌السلام من ولده وإخوته وأهله ، وشيعته).

وسمعته ـ أيضا ـ من آخرين سواهم (٥٥).

ثم يبدأ بذكر الأشخاص من دون ذكر الرواة ، مما يدل على أنه جمع كلام أولئك ، ولفق من كلامهم المتعدد هذا النص الواحد.

والسبب الملحوظ في لجوء أهل التسميات إلى هذا الأسلوب هو : أن سرد الأسانيد المتعددة ، عند كل اسم ورد ذكره في الكتاب ، يؤدي بلا ريب إلى تطويل الأمر ، وإلى الملل ، وإلى تقطيع القضية الواحدة ، وانقطاع تسلسلها عند السامع ، والقارئ.

مع أن التسميات كما عرفنا إنما تسرد الأسماء سردا ، من دون تفصيل غالبا ، فذكر الأسانيد مع انتهائها إلى مجرد اسم شخص واحد فيه من الخلل ما

__________________

(٥١) مقاتل الطالبيين : ٣٢٣.

(٥٢) لاحظ : المغازي ـ المقدمة ـ : ٣١.

(٥٣) مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٢٣.

(٥٤) المصدر السابق ٤ / ٣٢٨.

(٥٥) تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام ، تراثنا ، العدد ٢ ، السنة الأولى ١٤٠٥.


لا يخفى.

بينما يكون جمع الأسانيد كلها في البداية ، وفي موضع واحد ، مع الإشارة إلى (التلفيق في المتن) بالمعنى الذي ذكرناه ، مبعدا عن ذلك الخلل والملل.

مع أنه واف بالغرض المنشود من ذكر الأسانيد ، وهو : توثيق المنقولات ، وإضفاء نوع من الاطمئنان بها ، والتأكيد على ثبوتها.

وقد ذكر الدكتور الأعظمي : أن عروة بن الزبير يبدو أن يكون أول من جمع روايات عدة في كتابه (السيرة) وبين أسانيدها أولا ، ثم مزج متونها ليؤلف منها حادثة متكاملة (٥٦).

لكن الواقع أن مثل هذا العمل إنما هو ديدن أهل التسميات ، وليس عروة إلا واحدا منهم.

هذه الأمور الثلاثة ، التي عرفناها من منهج التسميات ، وما ترتب عليها من الفوائد.

والواقع أن المحقق يتمكن من معرفتها بنظرة سطحية أولى ، كما يدرك بذلك أهمية هذا النوع من التأليف ، حتى لو لم يثق بكون ذلك ، منهجا عاما لجميع التسميات.

إن مجرد جمع الأسماء في مكان واحد له أهميته ، ودلالته على نباهة الجامع ، وأهمية ذلك الجمع.

وقد تنبه الدكتور مارسدن جونسن إلى ذلك ـ وهو لم يلتفت إلى عنوان (التسميات) ، بل بمجرد وقوفه على بعض ما أورده الواقدي ضمنا في كتابه ـ فقال : في المغازي الهامة يذكر الواقدي أسماء الذين شهدوا الغزوة ، وأسماء الذين استشهدوا أو قتلوا فيها ، ومن اليسير أن نستدل على فطنة الواقدي وإدراكه ، من

__________________

(٥٦) مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعروة : ٦٨.


المنهج الموحد الذي يستعمله (٥٧).

إن هذا المنهج المتين ليس خاصا بالواقدي ، وليس هو البادئ به ، بل هو منهج (التسميات) كلها ، وأول من وجدناه عنده هو ابن أبي رافع في تسميته ، ثم طبقه عروة ، وابن إسحاق والفضيل الرسان ، وغيرهم في (تسمياتهم).

وهو الذي بعثنا على أن نعتبر (التسمية) نوعا متفردا بنفسه من أنواع التأليف.

٥ ـ كيف يستفاد من هذه الكتب؟

إن المراجعة إلى كتب التسميات ـ في المصادر المتأخرة ـ لها طريقتان :

١ ـ طريقة النقل.

٢ ـ طريقة الوصف.

أما طريقة النقل :

فهو أن يعمد الناقل إلى ما جاء في التسمية حول شخص ما ، فيذكر أن صاحب التسمية ذكر اسمه من قبيلة كذا ، ثم من بطن كذا ، ويورد اسمه كما في التسمية ، ثم يتبعه بما ورد في التسمية من أوصاف ، ويقول : ذكره فيمن فعلوا كذا ، ويذكر عنوان التسمية.

مثلا : نجد ابن أبي رافع قال في تسميته :

(من الأنصار البدريين من بني مالك بن النجار أبو أيوب بن زيد ، بدري).

فعد الاستفادة منه ، بطريقة النقل ، نقول :

ذكر ابن أبي رافع من الأنصار البدريين ، ثم من بني مالك بن النجار : أبا أيوب بن زيد ، وقال : بدري. في تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه.

__________________

(٥٧) المغازي للواقدي ـ المقدمة ـ : ٣١.


وهكذا نفعل مع كل شخص نريد نقله من التسميات.

والمنقول عن تسميات عروة في سائر الروايات ، هو بهذا الطريق ولذا نجد فيها تكرار أسماء القبائل والبطون.

وأما طريقة الوصف :

فهو أن يعبر المستفيد من التسمية بتوصيف الشخص المسمى بأوصاف مستفادة من التسميات.

ثم بذكر ، خصوصيات العناوين التي أدرج الاسم تحتها في التسميات ، فيقول في المثال المذكور :

أبو أيوب بن زيد ، الأنصاري ، النجاري ، بدري ممن شهد مع علي عليه‌السلام حروبه ، ذكره ابن أبي رافع في (تسميته).

وقد استعمل المؤلفون هاتين الطريقتين عند النقل عن التسميات ، وهما معا من قبيل الكلام المنقول غير المباشر ، وإن كانت طريقة الوصف أوغل في عدم المباشرة ، وأبعد عن نص كلام المنقول عنه.

وبالإمكان النقل عن التسمية مباشرة ، بإثبات ما جاء فيها ، بعينه ، ففي المثال السابق ، نقول : قال ابن أبي رافع ، في تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه : من الأنصار البدريين ، من بني مالك بن النجار : أبو أيوب بن زيد ، بدري.

وقلما رأيت هذا الشكل من النقل في المصادر.

٦ ـ تعدد أسماء التسميات :

لقد عثرنا ضمن مطالعتنا المتفرقة على أسماء مجموعة من المؤلفات المعنون كل منها بعنوان (التسمية) مضافة إلى المسميات فيها.

والملاحظ :

١ ـ ورود بعض هذه العناوين في ضمن روايات مسندة معنعنة ، مما


يوهم أن يكون ذلك كله رواية واحدة ، دون أن يكون كتابا مستقلا مؤلفا بالخصوص.

ومثال ذلك (تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام ، رواية الفضيل بن الزبير الأسدي الرسان الكوفي (ت بعد ١٤٥).

و (تسمية أصحاب المهدي عليه‌السلام) رواية الإمام الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

لكن :

أولا : إن تلك الروايات ـ مع نقلها بالإسناد والعنعنة ـ تنتهي إلى الراوي الأخير ، الذي هو القائم بعملية تجميع الأسماء وتنظيمها على المنهج المذكور كما هو واضح في (تسمية من قتل ...) للفضيل.

وليس واقع التأليف إلا هذا ، خاصة في عصر التأليف الأول.

وثانيا : إن كثيرا مما لا ريب في كونه كتابا مستقلا مؤلفا معنونا ب (التسمية) قد ورد نقله في الروايات الأخر بأسانيد معنعنة كذلك.

مع أنه لا يتوهم أحد في كون المنقول عنه كتابا برأسه.

مثال ذلك ما وقع في (تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه) لابن أبي رافع ، حيث أنه كتاب مستقل ، ذكروه في الفهارس والمعاجم ، ومع ذلك فإن الرواة المتأخرين نقلوا عنه بالأسانيد المعنعنة.

٢ ـ إن (التسميات) كما أثبتنا في الباب الثالث ، تصنف في كتب الرجال ، باعتبار أنها تسرد أسماء الأشخاص المرتبطين بموضوع البحث ، لكن بعض كتب التسمية إنما تذكر أسماء غير الأشخاص ، كالأرضين والديارات والبيع ، أو الكتب ، أو السهام ، كما أشرنا إلى ذلك سابقا.

فلا بد أن نعتبر ذلك نشازا عن الهدف الأساس من (التسميات) التي عليها الأكثرية الساحقة منها.

أو نعتبر ذلك خروجا عن ذلك المنهج لعدم إحرازه ، أو تساهلا فيه أدى


إليه تطاول المدة ، والبعد الزمني عن عصر تأليفها الأول.

٣ ـ إن بعض (التسميات) ورد في ضمن مؤلفات أخرى وكأنها فصول خاصة منها :

مثل التسميات المنسوبة إلى عروة ، المذكورة ضمن ما سمي له بكتاب (مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

وتسميات ابن إسحاق ، المذكورة في (السيرة) التي اختصرها ابن هشام.

وتسميات الواقدي ، المذكورة في المغازي.

وتسميات خليفة المذكورة في تاريخه ، أو طبقاته.

والحق أنا لا يمكننا أن نميز استقلال هذه التسميات بالتأليف ، إلا أن ما لا ريب فيه اعتماد المؤلفين لها على منهج سائر (التسميات) المستقلة وتطبيقها حرفيا ، بما يمكن ـ بذلك ـ فصلها ، وأداؤها دور التأليف المستقلة.

والأجدر أن تسمى مثل هذه بالتسميات الضمنية ، وقد اقتصرنا منها على ما ذكرناه من المصادر لكثرة ما ورد فيها من ذلك (٥٨).

٤ ـ إن بعض ما سنورده من (التسميات) قد وقع تصحيف في عناوينها مثل (تسمية الأرضين) لهشام الكلبي ، حيث ذكر في بعض المصادر بعنوان (قسمة الأرضين).

وهكذا وقع خفاء في المراد من بعضها ، كما في (التسمية) للحسن بن عبد الله ، أبي علي ، الأصفهاني ، الذي ذكره في معجم الأدباء ٨ / ١٤٢ ، حيث لم يعلم المراد من العنوان ، فهو غير ظاهر في كونه من التسميات التي نحن بصددها ، وأحتمل ـ قويا ـ أن يكون موضوعه هو كيفية وضع الاسم على المسميات مقابل التكنية التي هي وضع الكنية للأشخاص أو الأشياء.

__________________

(٥٨) لاحظ مثلا : تاريخ واسط لبحشل ، والاشتقاق لابن دريد ، وغيرهما مما عنون فيه المؤلف لبعض فصوله بعنوان : تسمية كذا.


وكذلك : كتاب (كشف التعمية في حكم التسمية) للحر العاملي ، الذي ذكره في إيضاح المكنون ٤ / ٣٥٨ والذريعة ١٨ / ٢٣ فإن المراد به ذكر اسم الإمام المهدي عليه‌السلام ، وقد رد الحر العاملي بهذا الكتاب على كتاب ألفه السيد الداماد باسم (شرعة التسمية) المذكور في الذريعة ١٤ / ١٧٨ ، والرد عليه المذكور في الذريعة ١٠ / ٢٠٢ ورسائل في حرمة تسمية الإمام عليه‌السلام في الذريعة ١١ / ١٣٨ و ١٧٢.

وكذلك كتاب كشف التعمية عن وجوه التسمية) للشيخ حسن بن الحاج محمد صادق الخراساني (ت ١٣٤٩) المذكور في الذريعة ١٨ / ٢٣ فإنه في بيان وجه تسمية الأشياء.

٥ ـ لقد رتبنا الكتب في الدليل القادم على حروف المعجم حسب الحروف الهجائية الواقعة بعد كلمة (تسمية ...) ، مع إغفال (الألف واللام) الواقعة في بداية بعض الأسماء.

ثم ذكرنا أسماء المؤلفين لها ، ثم مواضع ذكرها في المعاجم أو الفهارس أو محل وجودها في المكتبات ، بما لها من أرقام وخصوصيات.

والله ولي التوفيق وله الحمد أولا وآخرا.


١ ـ تسمية الأحزاب

لمكي بن أبي طالب محمد ، أبو محمد القيسي القيرواني القرطبي (ت ...).

ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان ٥ / ٢٧٦. وذكره الحموي في معجم الأدباء ١٩ / ١٧٠. وكشف الظنون : عمود ٤٠٤.

٢ ـ تسمية أحياء العرب.

لهشام بن محمد بن أبي المنذر الكلبي (ت ٢٠٦).

ذكره في الذريعة ٤ / ١٨٠ عن بن النديم.

٣ ـ تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث.

لأبي داود السجستاني ، سليمان بن الأشعث الأزدي (ت ٢٧٥).

نسخة منه في المكتبة الظاهرية ، بدمشق ، برقم ٩ من المجموع رقم ٣٨٦٥ ، في سبع أوراق كتب حوالي القرن السادس.

فهرس مجاميع الظاهرية : ٦٨٢.

٤ ـ تسمية الإخوة من أهل الشام.

لأبي زرعة الدمشقي.

نقل عنه ابن عساكر في تأريخ دمشق ٣٩ / ٤٥ في ترجمة عبد الحكيم المخزومي.

٥ ـ تسمية الأربعة عشر وفد نصارى نجران في المباهلة.

لابن إسحاق.

ذكره ابن هشام في السيرة ٢ / ٢٢٤.

٦ ـ تسمية الأرضين. لهشام بن محمد بن أبي المنذر الكلبي (ت ٢٠٦).


ذكره في الذريعة ٤ / ١٨٠ ، عن ابن النديم. لكن المنقول في معجم الأدباء ١٩ / ٢٩١ هو (قسمة الأرضين) فلاحظ.

٧ ـ تسمية أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأولاده.

لمعمر بن المثنى ، أبي عبيدة ، التيمي ، البصري (ت ٢٠٩).

ذكر في تاريخ بغداد ـ للخطيب ـ ٧ / ٢٧٧ ، وذكر في فهرس دار الكتب الظاهرية ، بدمشق ، قسم التاريخ وملحقاته ٢ / ٦٣٣ ، تأليف خالد الريان : أن منه نسخة برقم عام ٤٥١٤ ، في عشرة أوراق بتاريخ نحو سنة ٦٥١ ه.

٨ ـ تسمية الأشياء

ذكره في كشف الظنون : عمود ٤٠٤ من دون ذكر المؤلف.

٩ ـ تسمية أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي بكر ابن البرقي.

ذكره ابن عساكر في تأريخ دمشق ٣٤ / ٩٤.

١٠ ـ تسمية أصحاب العقبة الذين بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم بالعقبة.

لعروة بن الزبير : ٢٢ ـ ٩٣.

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٦ / ٥٠ ـ ٥١ ، وأورده الأعظمي في مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعروة : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، وذكر من بايع في العقبة الأولى في سيرة ابن هشام ٢ / ٧٣ ـ ٧٦.

١١ ـ تسمية أصحاب مكحول.

لأبي زرعة الدمشقي.

ذكره في تأريخ دمشق ٣٩ / ٣٢٢.

١٢ ـ تسمية أصحاب المهدي ، وعدة من يوافيه من المفقودين من فرشهم ، وقبائلهم ، والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة.

رواية الإمام الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله


وسلم.

أورده الطبري في دلائل الإمامة ص ٣٠٧.

١٣ ـ تسمية أعضاء الإنسان.

قال في كشف الظنون : عمود ٤٠٤ : لروفس الكبير ، سبق ذكره في (حرف التاء) فليراجع ، لكن لم نجد له ذكرا في حرف التاء ، فليلاحظ.

١٤ ـ تسمية أمراء دمشق في أيام بني العباس.

لمحمد بن عبد الله ، أبي الحسين الرازي ، أسد السنة (ت ٣٤٧).

نقل عنه في تأريخ دمشق لابن عساكر تراجم حرف العين ص ١ هامش ٢ ، وذكره المنجد في معجم المؤرخين الدمشقيين : ٥١٣.

١٥ ـ تسمية الأمراء يوم الجمل

لخليفة بن خياط.

روى عنه ابن عساكر في تأريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام ـ ١٦٤ رقم ٢١٢.

١٦ ـ تسمية البشراء الذين كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبعثهم إلى المدينة بالفتوح والسلامة.

لمحمد بن حبيب ، أبي جعفر البغدادي (ت ٢٤٥).

ذكره في كتابه المحبر : ٢٨٧ ، طبعة حيدر آباد.

١٧ ـ تسمية البكائين.

لمحمد بن كعب.

ذكره في الإصابة ٢ / ٣٥٤ ، وقد ذكر ابن إسحاق البكائين في سيرة ابن هشام ٤ / ١٦١.

١٨ ـ تسمية بني أمية الذين كانوا بدمشق وغوطتها.

لأحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

ذكر في تاريخ دمشق ٤٠ / ٣٥١.


١٩ ـ تسمية البيع والديارات ونسب العباد.

لهشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت ٢٠٦).

ذكر في الفهرست للنديم : ١٠٩ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٢٩١ ، والذريعة ٤ / ١٨٠.

٢٠ ـ تسمية التابعين من أهل البصرة.

لخليفة بن خياط.

نقل عنه في تاريخ دمشق ٤٠ / ١٣٢ ، وهو في طبقات خليفة ١ / ٤٨٥.

٢١ ـ تسمية الحفاظ لابن الدباغ ، يوسف بن عبد العزيز اللخمي الأندلسي المالكي (ت ٥٤٦).

ذكره الذهبي في سير أعلامه

٢٠ / ٢٢٠.

٢٢ ـ تسمية الخلفاء وكناهم وأعمارهم.

للمدائني ، علي بن محمد بن عبد الله أبي الحسن.

ذكر في الفهرست للنديم : ١١٥ ، ومعجم الأدباء للحموي ١٤ / ١٣٣.

٢٣ ـ تسمية الرجال الذين رووا الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم وعن أهل البيت عليهم‌السلام ، وهم الأئمة الاثنا عشر.

للشيخ الطوسي ، محمد بن الحسن ، أبي جعفر شيخ الطائفة الإمامية (٣٨٥ ـ ٤٦٠).

كذا جاء اسم الكتاب في مخطوطة له بتأريخ (٥٣٣) في المتحف البريطاني ، بلندن ، وهو كتاب (رجال الطوسي) المطبوع.

٢٤ ـ تسمية الرواة عن سعيد بن منصور عاليا.

لأبي نعيم الأصفهاني ، أحمد بن عبد الله (ت ٤٣٠).

يوجد في المكتبة الظاهرية ، برقم ١٥ من الجموع ٣٨٢٧.

فهرس مجاميع الظاهرية : ٥٣٥.


٢٥ ـ تسمية سهمان الكتيبة

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ٢ / ٦٩٣.

٢٦ ـ تسمية شعراء القبائل

لمحمد بن حبيب ، أبي جعفر (ت ٢٤٥).

ذكره إبراهيم الأبياري في مقدمة كتاب (مختلف القبائل ومؤتلفها) لابن حبيب : ١٤ ، وقال : كذا ورد في المؤتلف والمختلف ، للآمدي : ١١٩ و ١٢٠.

٢٧ ـ تسمية الشعراء الوافدين على ابن أبي عامر.

لابن حزم الأندلسي.

ذكره الذهبي ضمن مؤلفات ابن حزم في سير أعلامه ١٨ / ١٩٧.

وذكر في مجلة المجمع العلمي العربي ـ دمشق ١٦ / ٤٣٦.

٢٨ ـ تسمية شيوخ أهل دمشق.

لأبي زرعة الدمشقي.

نقل عنه في تأريخ دمشق ٤٠ / ٦٥ و ٦٨.

٢٩ ـ تسمية شيوخ مالك

لابن حزم الأندلسي.

ذكره الذهبي ضمن مؤلفاته في سير أعلامه ١٨ / ١٩٧.

وذكر في مجلة المجمع العلمي العربي ـ دمشق : ١٦ / ٤٣٦.

٣٠ ـ تسمية الضعفاء

للعقيلي.

نقل عنه ابن عساكر في تأريخ دمشق ٤٠ / ٥٤.

٣١ ـ تسمية عمال عمر بن عبد العزيز

لخليفة بن خياط.


روى عنه في تهذيب التهذيب ١ / ٣١٨.

٣٢ ـ تسمية عمال محمد بن مروان.

لخليفة بن خياط.

نقله ابن عساكر في تأريخ دمشق ٤٠ / ٤٨ ، وهو في تاريخ خليفة ٢ / ٦٢٢.

٣٣ ـ تسمية العور.

للهيثم بن عدي ، أبي عبد الرحمن الطائي الثعلي (ت ٢٠٧).

نقل عنه في تاريخ دمشق ٣٩ / ٣٢٠.

٣٤ ـ تسمية الفقهاء والمحدثين.

للهيثم بن عدي.

ذكره النديم في الفهرست : ١١٢ ، وذكره الحموي في معجم الأدباء ١٩ / ٣١٠.

٣٥ ـ تسمية الفقهاء من أهل الكوفة.

للنسائي ، أبي عبد الرحمن.

ذكر في تاريخ دمشق ٣٩ / ١٠٨.

٣٦ ـ تسمية كتاب أمراء دمشق.

لمحمد بن عبد الله ، أبي الحسين الرازي ، أسد السنة (ت ٣٤٧)

ذكره المنجد في معجم المؤرخين الدمشقيين : ٥١٣ ، وانظر : تاريخ ابن عساكر ـ حرف العين ـ ص ١ ه ٢ ، وفي ٤٠ / ٤٦ ترجمة عبد الحميد بن يحيى الكاتب ، وفي ٤٠ / ٢٩٨ ، ترجمة عبد الرحمن ـ أو عبد الله ـ بن دراج ، وفي ٣٩ / ٣٢١.

٣٧ ـ تسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة.

لعروة بن الزبير (٢٢ ـ ٩٣).

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٦ / ٣٢ ـ ٣٤ ، نقلا عن الطبراني في


الكبير ، وانظر : ذكر من هاجر من المسلمين إلى أرض الحبشة لابن إسحاق في سيرة ابن هشام ١ / ٣٤٤ ـ ٣٥٣ و ٤ / ٣ ـ ١٢ ، وذكر من عاد من أرض الحبشة في سيرة ابن هشام ٢ / ٣ ـ ٨.

٣٨ ـ تسمية الذين يؤذون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

للمدائني ، علي بن محمد بن عبد الله ، أبي الحسن.

ذكر في الفهرست ، للنديم : ١١٣.

٣٩ ـ تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم ، الفضل بن دكين ، الطلحي.

لأبي نعيم الأصفهاني (ت ٤٣٠).

يوجد في المكتبة الظاهرية ، برقم ١٧ من المجموع ٣٧٦١.

فهرس مجاميع الظاهرية : ١٢٢.

٤٠ ـ تسمية ما في شعر امرئ القيس من أسماء الرجال والنساء ، وأنسابهم ، وأسمائهم الأرضين ، والجبال والمياه.

لهشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت ٢٠٦).

ذكر في الفهرست للنديم : ١١٠ ، ومعجم الأدباء للحموي ١٩ / ٢٩١ ، والذريعة ٤ / ١٨٠.

ويعتبر هذا أول فهرست متنوع لديوان امرئ القيس.

٤١ ـ تسمية ما ورد به الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، دمشق ، من الكتب ، من روايته ، من الأجزاء المسموعة ، والكبار المنصفة ، وما جرى مجراها.

لمحمد بن أحمد بن محمد المالكي الأندلسي.

يوجد في الظاهرية ، بدمشق ، رقم ١٠ من المجموع ٣٧٥٥ ، في ٦ أوراق.

فهرس مجاميع الظاهرية : ٨٤.

٤٢ ـ تسمية المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين.


للمدائني ، علي بن محمد بن عبد الله ، أبي الحسن.

ذكر في الفهرست للنديم : ١١٣ ، ومعجم الأدباء للحموي ١٤ / ١٣٠.

٤٣ ـ تسمية المشايخ

لابن عقدة الحافظ ، أحمد بن محمد بن سعيد ، أبي العباس الكوفي (ت ٣٣٣).

نقل ابن طاووس في (الاستخارات) عن الجزء السادس منه ، حديثا ، كما في (فتح الأبواب) للسيد ابن طاووس : ١٥٩ ـ ١٦٠ ، ووسائل الشيعة للحر العاملي ٨ / ٦٦ كتاب الصلاة ، أبواب الاستخارة ، الباب الأول ، الحديث ٩ و ١٠.

٤٤ ـ تسمية المطعمين في طريق بدر من المشركين.

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، وانظر : أسماء المطعمين من قريش في سيرة ابن هشام ٢ / ٣٢٠.

٤٥ ـ تسمية من أخرجهم الإمامان البخاري ومسلم ، ما اتفقا عليه ، وما انفرد به كل واحد منهما.

للحافظ أبي عبد الله ، محمد بن عبد الله ، الحاكم ، النيسابوري ، ابن البيع (ت ٤٠٥).

يوجد في الظاهرية ، بدمشق ، برقم ١١٧٩ ، في ٢٨ ورقة ، كتب حوالي سنة ٧٠٤ ه.

وذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة : ٩٩ ، وانظر : الأعلام للزركلي ٧ / ١٠١.

٤٦ ـ تسمية من استشهد بحنين.

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ٣ / ٩٢٢.

٤٧ ـ تسمية من استشهد بخيبر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.


للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ٢ / ٦٩٩ ـ ٧٠٠.

٤٨ ـ تسمية من استشهد بخيبر من المسلمين.

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام في السيرة ٣ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

٤٩ ـ تسمية من استشهد بالطائف.

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ٣ / ٩٣٨.

٥٠ ـ تسمية من استشهد من قريش (في بئر معونة).

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ٢ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣.

٥١ ـ تسمية من استشهد من المسلمين ببدر.

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ١ / ١٤٥ ـ ١٤٧ وانظر ذكرهم في سيرة ابن هشام ٢ / ٤ ـ ٣٦٥.

٥٢ ـ تسمية من استشهد يوم بئر معونة.

لعروة بن الزبير.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ١٣٠.

٥٣ ـ تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار.

لعروة.

ذكره في أسد الغابة ٢ / ٢٩٩ و ٣٠٠.

٥٤ ـ تسمية المنافقين ومن نزل فيه القرآن منهم ومن غيرهم للمدائني ، علي بن محمد ، أبي الحسن (ت ٢١٥).

ذكر في الفهرست النديم : ١١٣ ، ومعجم الأدباء للحموي


١٤ / ١٣٠ ، والذهبي في سر أعلامه / ١ / ٤٠٢.

وانظر ذكر منافقي الأنصار في سيرة ابن هشام : ٢ / ١٦٦ ـ ١٧٤.

٥٥ ـ تسمية من بالحجاز من أحياء العرب.

لهشام بن محمد بن السائب الكلبي.

ذكر في معجم الأدباء ١٩ / ٢٩١.

٥٦ ـ تسمية من حضر صفين

لوهب بن وهب القاضي ، أبي البختري (ت ٢٠٠).

روى عنه الخطيب في تأريخ بغداد ١ / ١٨٥ و ١٩٤ و ١٩٨ ، وقال في المورد الأول : عن جعفر بن محمد وغيره ، وروى عنه في ١ / ٢٠٣ و ٤ / ٢٨٦ ، وانظر ترجمة المؤلف في ١٣ / ٤٥١ من تأريخ بغداد.

٥٧ ـ تسمية من خرج مع عبد الله بن جحش في سريته.

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ١ / ١٩ وانظر : ذكر سرية عبد الله بن جحش في سيرة ابن هشام ٢ / ٢٥٢.

٥٨ ـ تسمية من روى الحديث ، وغيره من العلوم ، ومن كانت له صناعة ومذهب ونحلة.

للجعابي ، محمد بن عمر ، أبي بكر (ت ٣٥٥).

ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست (١٧٨) ونقله في أعيان الشيعة ج ١ ق ٢ ص ٨٣ ، وذكره في معالم العلماء ـ لابن شهرآشوب ، طبعة النجف ـ : ١٠٧ باسم (تسمية من روى الحديث).

٥٩ ـ تسمية من روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام من أصحابه ليعقوب بن شيبة العامي.

ذكر في : معالم العلماء ، لابن شهرآشوب : ١١٩ رقم ٨٦٣.

٦٠ ـ تسمية من روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم


لمحمد بن إسماعيل البخاري.

ذكره الخطيب في الأسماء المبهمة : ٤٢٩.

٦١ ـ تسمية من روى عن المزني المختصر الصغير من علم الشافعي.

للأكفاني ، هبة الله بن أحمد الأنصاري الدمشقي (ت ٥٢٤).

كتبت عن خط السلفي سنة ٥٧١ ه.

يوجد في الظاهرية ، برقم ٧ من المجموع ٣٨٣٠.

فهرس مجاميع الظاهرية : ٤٩٥.

٦٢ ـ تسمية من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بني زهرة.

ذكر في : تاريخ دمشق ٤٠ / ١٤٤.

٦٣ ـ تسمية من روى عنه أبو إسحاق السبيعي ، ولم يحدث عنه غيره لمحمد بن الحسين الأزدي ، أبي الفتح ، الحافظ.

ذكر في تاريخ بغداد ٩ / ٣٤١.

٦٤ ـ تسمية من روى من أولاد العشرة ، وغيرهم ، من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

لعلي بن عبد الله بن جعفر السعدي ، أبي الحسن البصري ، المعروف بابن المديني (ت ٢٣٤).

يوجد في الظاهرية ، بدمشق ، برقم من المجموع ٣٧٦٤ ، في ١٥ ورقة ، نحو سنة ٦٠٦ ه ، ونسخة أخرى برقم ٣٨٠٣ ، في ٩ أوراق ، فيه سماع سنة ٦٠٩ ه.

فهرس مجاميع الظاهرية : ١٣٨ و ٣٤٢.

٦٥ ـ تسمية من روى الموطأ عن مالك

لابن بشكوال ، أبي القاسم.

نقل عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٤٠.


٦٦ ـ تسمية من شهد بدرا

لابن إسحاق.

ذكره ابن حجر في الإصابة

١ / ٢٠٨ و ٢١١ وروى عنه مكررا.

٦٧ ـ تسمية من شهد بدرا

لابن شهاب

يروي عنه الطبراني كثيرا في (المعجم الكبير).

٦٨ ـ تسمية من شهد بدرا

لعروة بن الزبير : ٢٢ ـ ٩٣.

ذكره ابن حجر في الإصابة ١ / ٢٠٩ و ٢١٣ ، وروى عنه مكررا ، وكذلك ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٢٩٩ و ٣٠٠ ، ويروي عنه الطبراني كثيرا في (المعجم الكبير) ، وقال الهيثمي : من سماهم عروة بن الزبير أذكرهم ... في مجمع الزوائد : ٦ / ٩٧ ـ ١٠٢ ، والسنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٩ / ٥٧ وأضاف فيه : من لم يشهدها ثم ضرب له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسهمه. وأورده الأعظمي في مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لعروة ـ : ١٤٦ ـ ١٦٠.

٦٩ ـ تسمية من شهد بدرا.

للكلبي.

ذكره في الإصابة ٢ / ٣٠٣.

٧٠ ـ تسمية من شهد بدرا من قريش والأنصار من شهد الوقعة ومن ضرب له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسهم وهو غائب.

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ١ / ١٥٢ ـ ١٧٢.

٧١ ـ تسمية من شهد بدرا من المسلمين.

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام في السيرة ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٦٤.


٧٢ ـ تسمية من شهد بدرا ، وذكر الاختلاف فيهم

لمحمد بن الحسن الصالحي (ت ٧٨٩).

قال العش : لعله للبرزالي علم الدين ، القاسم بن محمد (ت ٧٣٩) في الظاهرية ، مجموع ٤٧.

أنظر : فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ، تأليف : يوسف العش : ٤٦ ـ ٤٧.

وذكره في فهرس مجاميع الطاهرية : ٢٤٥ ، وهو الكتاب ١٧ من المجموع العالم ٣٧٨٣.

٧٣ ـ تسمية من شهد الجمل مع علي

للكلبي ، محمد بن السائب.

ذكره في أسد الغابة ٢ / ٢٩١ ، والاستيعاب ٢ / ٥٥٥.

٧٤ ـ تسمية من شهد صفين من الصحابة

للكلبي.

ذكره في الإصابة ١ / ٢١٨.

٧٥ ـ تسمية من شهد العقبة وبايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بها من الأوس والخزرج.

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام في السيرة ٢ / ٩٧ ـ ١١٠.

٧٦ ـ تسمية من شهد غزوة بدر

مجهول المؤلف.

قال العش : مؤلفه علم الدين ، القاسم بن محمد ، البرزالي الإشبيلي (ت ٧٣٩).

يوجد في الظاهرية ، رقم ٣٧٨٣ ، في ٨ أوراق. وهو بخط المؤلف (!) ورقمه في فهرس العش ٤٦ / ٤٧ وفي المجموع ٤٧ / ١٣٥.


٧٧ ـ تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه.

لعبيد الله بن أبي رافع (ت نحو سنة ٨٠).

ذكره الطوسي في الفهرست (١٣٣) ، وعنه في الذريعة ٤ / ١٨١ ، وقد حققناه ـ بحمد الله ـ وتحدثنا عن نسخة وخصوصياته في مقدمته.

٧٨ ـ تسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه‌السلام حروبه من الصحابة والتابعين.

لابن عقدة الحافظ ، أحمد بن محمد بن سعيد ، أبي العباس الكوفي (ت ٣٣٣).

رجال النجاشي : (٩٤) وذكر في معالم العلماء لابن شهرآشوب : ١٤ رقم ٧٦ ، وعن النجاشي في الذريعة ٤ / ١٨١.

٧٩ ـ تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للأجلح بن عبد الله الكندي.

ذكر الخطيب في تاريخ بغداد

١ / ١٥٤ عن الأجلح أنه قال : سمعته من :

زيد بن علي.

وعبد الله بن الحسن.

وجعفر بن محمد (عليه‌السلام).

ومحمد بن عبد الله بن الحسن.

كلهم ذكره عن آبائه ، وعمن أدرك من أهله.

وسمعته أيضا من غيرهم.

وانظر : مصفى المقال ، للطهراني : ٤٩٧ ـ ٥٠٠.

٨٠ ـ تسمية من عرف ممن أبهم في العمدة لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢) منه نسخة بمكتبة الأزهر ، بالقاهرة ، ضمن المجموع رقم ١٠٩.


٨١ ـ تسمية من قال بيتا ، أو قيل فيه

لهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، أبي المنذر (ت ٢٠٦).

ذكر في الفهرست : ١٠٩ ، ونقله الحموي في معجم الأدباء ١٩ / ٢٩٠.

٨٢ ـ تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام من أصحابه وأهل بيته.

للفضيل بن الزبير بن درهم الأسدي الكوفي.

حققناه وطبع في نشرة (تراثنا) الفصلية ، السنة الأولى ١٤٠٥ ، العدد ٢.

٨٣ ـ تسمية من قتل من الأنصار يوم الطائف

لابن إسحاق. ذكر في أسد الغابة ١ / ٣٩٦.

٨٤ ـ تسمية من قتل من المشركين (بأحد).

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ١ / ٣٠٧ ـ ٣٠٩ ، وانظر : سيرة ابن هشام ٣ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

٨٥ ـ تسمية من قتل من المشركين ببدر

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧).

ذكره في المغازي ١ / ١٤٧ ـ ١٥٢ ، وانظر : ذكر الفتية الذين قتلوا ببدر من المشركين في سيرة ابن هشام ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ، ولاحظ ٢ / ٣٦٥ ـ ٣٧٢.

٨٦ ـ تسمية من قتله بنو أسد.

لأبي عبيدة معمر بن المثنى.

ذكره في إيضاح المكنون

٢ / ٢٨١.

٨٧ ـ تسمية من قدم دمشق ، مع المتوكل ، من الكتاب.

لعبد الله بن محمد الخطابي.

روى عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٨ / ٢٨١ ، ترجمة عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي.


٨٨ ـ تسمية من قطع من قريش في الجاهلية في السرق.

للقاسم بن سلام ، أبي عبيدة.

٨٩ ـ تسمية من كان ببغداد من العلماء

لمحمد بن سعد.

ذكر في تاريخ بغداد ١٣ / ٣ ـ ٢٨٤.

٩٠ ـ تسمية من كان بواسط من الفقهاء والمحدثين.

ذكر في الطبقات الكبرى

٧ / ٣١٠.

٩١ ـ تسمية من كتب عنه في قرى دمشق

لمحمد بن عبد الله ، أبي الحسن الرازي ، أسد السنة (ت ٣٤٧).

تاريخ دمشق ، تراجم حرف العين ، ص ١ ه ٢ ، ومعجم المؤرخين الدمشقيين ـ للمنجد ـ : ٥١٣.

٩٢ ـ تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية.

لمحمد بن عبد الله ، أبي الحسين الرازي (ت ٣٤٧).

معجم المؤرخين الدمشقيين : ٥١٣ ، ونقل عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٨ / ٤٢٠ ترجمة عبد الله المستملي ، وفي ٤٠ / ٦٩ و ١١٩.

٩٣ ـ تسمية من ولد بأرض الحبشة

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام في السيرة ٤ / ١١ ـ ١٢.

٩٤ ـ تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد

لأحمد بن شعيب ، أبي عبد الرحمن النسائي (ت ٣٠٣).

رواية أبي محمد ، الحسن بن رشيق العسكري ، منه نسخة في مكتبة أحمد الثالث ، طوپ قپوسراي ، إسلامبول ، رقم ٦٢٤ / ٢ ، كتب في القرن التاسع.

٩٥ ـ تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم من الأنصار.


لأحمد بن محمد بن عيسى ، البغدادي.

تأريخ دمشق ٤٠ / ٣٩٠.

٩٦ ـ تسمية من نزل حمص من الصحابة

لعبد الصمد بن سعيد الحمصي الكندي القاضي.

ذكر في الإصابة ١ / ٢٧٣ ، وذكره ابن عساكر في تأريخ دمشق ٣٤ / ٤٧ و ٤٠ / ٣٩٠.

٩٧ ـ تسمية من نقل عنه بدمشق

لمحمد بن عبد الله ، أبي الحسين الرازي (ت ٣٤٧).

ذكر في معجم المؤرخين الدمشقيين : ٥١٣.

٩٨ ـ تسمية من نقل من عاد وثمود والعماليق وجرهم وبني إسرائيل من العرب

لهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، أبي المنذر (ت ٢٠٦).

ذكر في الفهرست للنديم : ١٠٨ ، ومعجم الأدباء للحموي ١٩ / ... ، وذكره في الذريعة ٤ / ١٨١ ، باسم (تسمية من قتل) ، وهو تصحيف بقرينة أن المذكور وقع في سياق الكتب التي ألفها الكلبي في (نواقل العرب) ، والمراد بهذا التعبير من انتقل من موطنه إلى محل آخر واستوطن فيه.

٩٩ ـ تسمية النفر الداريين الذين أوصى لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام في السيرة ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩.

١٠٠ ـ تسمية ولد عبد المطلب.

لهشام بن محمد بن السائب ، أبي المنذر الكلبي (ت ٢٠٦).

الفهرست : ١٠٩ ، معجم الأدباء ١٩ / ٢٩١ ، الذريعة ٤ / ١٨١.

١٠١ ـ تسمية من ولي العراق


لابن عياش.

نقل عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان ٦ / ٣١٣.


المصادر والمراجع

١ ـ الإستيعاب

لابن عبد البر يوسف بن عبد الله القرطبي ، تحقيق علي محمد البجاوي ، مطبعة نهضة مصر.

٢ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة

لابن الأثير الجزري.

٣ ـ الأسماء المبهمة

للخطيب البغدادي.

٤ ـ الاشتقاق

لابن دريد ، تحقيق عبد السلام هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة.

٥ ـ الإصابة في معرفة الصحابة

لابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي (ت ٨٥٢) ، الطبعة الأولى مطبعة السعادة ـ مصر ١٣٢٨.

٦ ـ الأعلام

للزركلي ، الطبعة الثانية.

٧ ـ أعيان الشيعة

للسيد محسن الأمين العاملي ، الطبعة الأولى.

٨ ـ إيضاح المكنون

إسماعيل باشا ، دار المعارف التركية.

٩ ـ تأريخ بغداد

لأبي بكر الخطيب البغدادي علي بن أحمد (ت ٤٦٣) ، مطبعة السعادة ـ القاهرة ١٣٤٩.

تأريخ مدينة دمشق (الجزء التاسع والثلاثون)

لابن عساكر علي بن الحسن بن هبة الله (ت ٥٧١) ، تحقيق سكينة الشهابي ، مطبوعات المجمع ـ دمشق ١٩٨٦ ـ.


١١ ـ تأريخ مدينة دمشق (الجزء الرابع والثلاثون)

قرأه وعلق عليه مطاع الطرابيشي.

١٢ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام

للسيد حسن الصدر الكاظمي ، شركة النشر والطباعة العراقية ـ بغداد ، وطبع بالأوفست أخيرا في طهران.

١٣ ـ تاريخ واسط

لبحشل ، اسلم بن سهل (ت ٢٩٢) ، تحقيق كوركيس عواد ، عالم الكتب ، بيروت ١٤٠٦.

١٤ ـ تراثنا ، نشرة فصلية ، تصدرها مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم المقدسة ، الجمهورية الإسلامية في إيران ، السنة الأولى ١٤٠٦.

١٥ ـ تسمية من شهد مع علي عليه‌السلام حروبه لعبيد الله بن أبي رافع تحقيق السيد محمد رضا الحسيني.

١٦ ـ تسمية من قتل مع الحسين عليه‌السلام للفضيل بن الزبير الرسان الأسدي ، تحقيق السيد محمد رضا الحسيني ، طبع في نشرة (تراثنا) الفصيلة ، مؤسسة آل البيت (ع) ، قم ، السنة الأولى ١٤٠٦ ، العدد ٢.

١٧ ـ تهذيب التهذيب

لابن حجز العسقلاني ، مطبعة دائرة المعارف حيدر آباد ـ الهند ١٣٢٥.

١٨ ـ حاشية سعدي چلبي على شرح العناية على الهداية لسعد الله بن عيسى المفتي (ت ٩٤٥) ، طبع مع شرح فتح القدير لابن همام.

١٩ ـ دلائل الإمامة

للطبري ، أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨٣.

٢٠ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة

للشيخ آغا بزرك الطهراني محمد محسن بن محمد رضا (ت ١٣٨٩) ، الطبعة الأولى ـ النجف ، وطهران.

٢١ ـ رجال النجاشي

للشيخ النجاشي ، أحمد بن علي الكوفي (٣٧٢ ـ ٤٥٠) ، تحقيق السيد موسى


الزنجاني ، طبع جماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٧.

٢٢ ـ الرسالة المستطرفة

للكتاني محمد بن جعفر ، الشريف الحسين (ت ١٣٤٥) ، دار الفكر ـ دمشق ١٣٨٣.

٢٣ ـ السنن الكبرى

للبيهقي ، طبع دائرة المعارف ـ حيدر آباد ـ الهند.

٢٤ ـ سير أعلام النبلاء

للذهبي ، محمد بن أحمد التركماني (ت ٧٤٨) ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٤٠٥.

٢٥ ـ شرح فتح القدير

لمحمد بن عبد الواحد كمال الدين ابن الهمام الحنفي (ت ٦٨١) دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، بالأفست.

٢٦ ـ الطبقات الكبرى

لابن سعد محمد بن سعد كاتب الواقدي ، دار صادر ـ بيروت.

٢٧ ـ الطرق الثمان لتحمل الحديث وأدائه

للسيد محمد رضا الحسيني.

٢٨ ـ علوم الحديث

لابن الصلاح ، عثمان بن عبد الرحمن (ت ٦٤٣) ، تحقيق نور الدين عتر الطبعة الثالثة ـ دار الفكر دمشق ١٤٠٤

٢٩ ـ العناية على الهداية

للبابرتي محمد بن محمود (ت ٧٨٦) طبع مع شرح فتح القدير لابن همام.

٣٠ ـ فتح الأبواب في الاستخارات

للسيد ابن طاووس علي بن موسى بن جعفر (ت ٦٦٤) ، تحقيق حامد الخفاف ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ بيروت ١٤٠٩.

٣١ ـ الفقه على المذاهب الأربعة

لعبد الرحمن الجزيري ، طبع حسين حلمي ، عن طبعة مصر ، حقيقت كتبوي ، إسلامبول تركية ١٩٨٣.


٣٢ ـ فهرس مجاميع المدرسة العمرية ، في دار الكتب الظاهرية بدمشق.

وضعه منشورات معهد المخطوطات العربية ـ الكويت ١٤٠٨ ه.

٣٣ ـ فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية

للدكتور يوسف العش ، مطبعة دمشق ١٣٦٦.

٣٤ ـ فهرس دار الكتب الظاهرية (التاريخ)

لخالد الريان ، مطبوعات مجمع اللغة العربية ـ دمشق ١٣٩٣.

٣٥ ـ الفهرست

للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت ٤٦٠) تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ـ الطبعة الثانية ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨٠.

٣٦ ـ الفهرست

لابن النديم ، محمد بن إسحاق ، أبي الفرج الوراق ، تحقيق رضا تجدد ، طهران ١٣٩١.

٣٧ ـ كشف الظنون

لحاجي خليفة مصطفى بن عبد الله (ت ١٠٦٧) نشر دار الفكر ـ بيروت ١٤٠٢.

٣٨ ـ الكفاية شرح الهداية

للخوارزمي جلال الدين الكرلاني ، طبع مع شرح فتح القدير لابن همام.

٣٩ ـ الكنى والأسماء

للدولابي محمد بن أحمد بن بشر الأنصاري (ت ٣٢٠) ، طبع دائرة المعارف ـ حيدر آباد ـ الهند ١٣٢٢ ، وأعادته بالأفست دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٤٠ ـ لسان العرب

لابن منظور الأنصاري ، جمال الدين محمد بن مكرم الخزرجي (ت ٧١١) طبعة مصورة عن طبعة بولاق ، الدار المصرية للتأليف ـ المؤسسة المصرية العامة (تراثنا).

٤١ ـ مجمع الزوائد

للهيثمي علي بن أبي بكر (ت ٨٠٧) ، مطبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٩٦٧.

٤٢ ـ محاسن الاصطلاح

للبلقيني ، تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بذيل مقدمة ابن الصلاح ، دار الكتب المصرية ـ ١٩٧٤.


٤٣ ـ المحبر

لمحمد بن حبيب أبي جعفر البغدادي (ت ٢٤٥).

٤٤ ـ مختلف القبائل ومؤتلفها

لأبي جعفر البغدادي محمد بن حبيب (ت ٢٤٥) تحقيق إبراهيم الأبياري ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ١٩٨١.

٤٥ ـ مسند ابن حنبل

لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت ٢٤١) ، الطبعة الأولى ـ مصر ، في ستة مجلدات.

٤٦ ـ مصفى المقال إلى مصنفي علم الرجال

للشيخ آغا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩) ، الطبعة الأولى ـ طهران ، وطبع في بيروت ١٤٠٨ بالأوفست.

٤٧ ـ معالم العلماء

لابن شهرآشوب ، محمد بن علي المازندراني (ت ٥٨٨) ، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه‌الله ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨٠ ه.

٤٨ ـ معجم الأدباء

للحموي ياقوت بن عبد الله الرومي (ت ٦٢٦) ، الطبعة الثالثة ـ دار الفكر ـ بيروت ١٤٠٠ ه.

٤٩ ـ معجم المؤرخين الدمشقيين

للدكتور صلاح الدين المنجد ، دار الكتاب الجديد ـ بيروت ١٩٧٨ م.

٥٠ ـ المغازي

للواقدي ، محمد بن عمر بن واقد (ت ٢٠٧) ، تحقيق الدكتور مارسدن جونسن ، طبع جامعة أوكسفورد ـ لندن ١٩٦٦.

٥١ ـ مغازي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (النسخة المستخرجة).

لعروة بن الزبير (ت ٩٤) ، استخرجها وحققها وقدم لها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي ، مكتب التربية العربي لدول الخليج ـ الرياض ، الطبعة الأولى ١٤٠١.

٥٢ ـ مقاتل الطالبيين


لأبي الفرج الأصبهاني ، تحقيق السيد أحمد صقر ـ القاهرة ١٣٦٨.

٥٣ ـ مقدمة ابن الصلاح

لابن الصلاح الشهرزوري ، تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ، دار الكتب المصرية ١٩٧٤.

٥٤ ـ مناهج الاجتهاد في الإسلام

للدكتور محمد سلام مدكور ، الطبعة الأولى ١٣٩٣ ـ جامعة الكويت ـ الكويت.

٥٥ ـ وسائل الشيعة إلى تفصيل أحكام الشريعة

للحر العاملي محمد بن الحسن المشغري (ت ١١٠٤) ، طبع مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم.

٥٦ ـ وفيات الأعيان

لابن خلكان ، أحمد بن محمد (ت ٦٨١) ، تحقيق الدكتور إحسان عباس ، منشورات الرضي ـ قم ١٤٠٤ ه.

٥٧ ـ الهداية شرح بداية المبتدي

للمرغياني علي بن عبد الجليل أبي الحسن (ت ٥٩٣) ، طبع مع شرح فتح القدير لابن همام.

(وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).


أهل البيت (ع)

في المكتبة العربية

(٨)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

حرف الصاد

٢٨٣ ـ الصراط السوي في مناقب آل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

لمحمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري ، الشافعي المدني ، من أعلام القرن الحادي عشر.

كتاب كبير في ٢٥٢ ورقة.

أوله : (الحمد لله البر الجواد بآلائه الكبير العظيم بكبريائه ...).

وقد قرظه بعضهم بستة أبيات من الشعر أولها :

هذا كتاب نفيس قد حوى دررا

في مدح آل رسول الله والشرف

فهو الصراط السوي في الاسم شهرته

تأليف محمود تالي منهج السلف

القادري طريقا في مسالكه

الشافعي اتباعا للعهود وفي

نسخة في المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند ، ويظهر أنها بخط المؤلف ، وعنها مصورة في مكتبة أمير المؤمنين العامة في أصفهان.

نسخة في مكتبة أمير المؤمنين العامة في النجف الأشرف.


٢٨٤ ـ صعود علي على منكب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لكسر الأصنام من على ظهر الكعبة.

لأبي عبد الله الجعل الحسين بن علي البصري المعتزلي الحنفي ، نزيل بغداد ، المتوفى بها سنة ٣٦٩ ه.

ذكره له الحافظ ابن شهرآشوب السروي ـ المتوفى سنة ٥٨٨ ـ في كتابه (البرهان في أسباب نزول القرآن) ، والسيد ابن طاووس ـ المتوفى سنة ٦٦٤ ـ في (الطرائف) : ٨١.

ترجم النديم ـ في الفهرست : ٢٢٢ ـ لأبي عبد الله هذا وقال : (إليه انتهت رياسة أصحابه في عصره ، وكان فاضلا فقيها متكلما ، عالي الذكر ، نبيه القدر ، عالم بمذهبه ، منتشر الذكر في الأصقاع والبلدان ...).

وله ترجمة في : تاريخ بغداد ٨ / ٧٣ ، المنتظم ٧ / ١٠١ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٢٤ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ١٧ ، طبقات المفسرين ـ للداودي ـ ١ / ١٥٥ ، الطبقات السنية ٣ / ١٥٤ رقم ٧٦٢.

٢٨٥ ـ صعود علي عليه‌السلام على منكب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

للحاكم الحسكاني ، وهو أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد النيسابوري الحذاء الحنفي ، من أعلام القرن الخامس.

تقدم له (شواهد التنزيل) فراجع.

قال في رياض العلماء ٣ / ٢٩٧ : (إن السيد حسن بن مساعد الحائري في كتاب تحفة الأبرار قد جعل أبا القاسم الحسكاني هذا من زمرة علماء أهل السنة ثم نسب إليه كتابا في صحة صعود علي عليه‌السلام على كتف رسول الله صلى الله


عليه وآله وكسره الأصنام) (١).

٢٨٦ ـ صعود علي على منكب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لكسر الأصنام التي على ظهر الكعبة

لأبي الحسن شاذان الفضلي ، من أعلام القرن الرابع.

ذكره له الحافظ ابن شهرآشوب السروي في البرهان ، والسيد ابن طاووس في الطرائف : ٨١.

ويأتي لشاذان الفضلي : (جزء في طرق حديث رد الشمس).

__________________

(١) وقصة صعود علي عليه‌السلام على منكب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما رواه عنه الحفاظ والمحدثون وصححوه أنه قال :

انطلقت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلا حتى أتينا الكعبة فقال لي : أجلس ، فجلست فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على منكبي ، ثم نهضت به ، فلما رأى ضعفي تحته قال : أجلس ، فجلست فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجلس لي فقال : اصعد إلى منكبي ، ثم صعدت عليه ، ثم نهض بي حتى أنه ليخيل إلي أني لو شئت نلت أفق السماء.

وصعدت على البيت فأتيت صنم قريش ـ وهو تمثال رجل من صفر أو نحاس ـ فلم أزل أعالجه يمينا وشمالا وبين يديه وخلفه حتى استمكنت منه ، قال : ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : هيه هيه ، وأنا أعالجه فقال لي : اقذفه ، فقذفته فتكسر كما تكسر القوارير.

ثم نزلت فانطلقنا نسعى حتى استترنا بالبيوت خشية أن يعلم بنا أحد فلم يرفع عليها بعد.

أخرجه باختلاف يسير ابن أبي شيبة في التاريخ ، وأحمد في المسند ١ / ٨٤ ، وفي طبعة أحمد شاكر ٢ / ٥٧ وصحح إسناده ، وفيه من رواية عبد الله بن أحمد ١ / ٥١ ، وفي طبعة شاكر ٢ / ٣٢٥ ، والبزاز في مسنده.

والنسائي في خصائص علي : ١٣٤ رقم ١٢٢ من طبعة الكويت ، وأبو يعلى في مسنده ١ / ٢٥١ رقم ٢٩٢ واللفظ له ، والطبري في تهذيب الآثار ٤٠٥ و ٤٠٦ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٣٦٧ و ٣ / ٥ وصححه هو والذهبي والخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠٢ ، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٤٣٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٦ / ٢٣ ، والسيوطي في جمع الجوامع في مسند علي ، والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١٧١ عن ابن أبي شيبة وأبي يعلى وأحمد وابن جرير الطبري والحاكم والخطيب.

وصعود أمير المؤمنين عليه‌السلام على كتف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكسر الأصنام وتطهير الكعبة منها كان مرتين ، مرة قبل الهجرة ، وهي هذه ، ومرة يوم فتح مكة ، وذلك مذكور في كتب السير والتواريخ.


٢٨٧ ـ الصفوة بمناقب آل بيوت النبوة

لعبد الرؤوف المناوي ، وهو ابن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين المناوي زين الدين الحدادي المصري الفقيه الشافعي (٩٥٢ ـ ١٠٣١ ه).

إيضاح المكنون ٢ / ٦٨ ، ـ هدية العارفين ١ / ٥١٠ ، خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢ ـ ٤١٦ ، البدر الطالع ١ / ٣٥٧ ، معجم المؤلفين ٥ / ٢٢٠ ، أعلام الزركلي ٦ / ٢٠٤ وفيه : (من كبار العلماء بالدين والفنون ، انزوى للبحث والتصنيف ... له نحو ثمانين مؤلفا ...) ثم عد قسما منها وذكر منها كتابه هذا.

نسخة في دار الكتب المصرية ، رقم ٣٩٧ حديث ، من مخطوطات المكتبة التيمورية ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٣٠١ و ٣٤٩.

٢٨٨ ـ كتاب صفين

لأبي حذيفة إسحاق بن بشر بن برزخ القرشي الأخباري ، المتوفى ببخارى

__________________

قال المفجع البصري في قصيدة الأشباه :

فارتقى منكب النبي علي

صنوه ما أجل ذاك رقيا

فأماط الأوثان عن ظاهر

الكعبة ينفي الأرجاس عنها نقيا

ولو أن الوصي حاول مس النجم

بالكف لم يجده قصيا

وقال الناشئ :

فشرفه خير الأنام يحمله

فبورك محمولا وبورك حامله

فلما دحا الأصنام أومى بكفه

فكادت تنال الأفق منه أنامله

وقال أيضا :

وكسر أصناما لدى فتح مكة

فأورث حقدا كل من عبد الوثن

فأبدت له عليا قريش تراتها

فأصبح بعد المصطفى الطهر في محن

يعادونه إذ أخفت الكفر سيفه

وأضحى به الدين الحنيفي قد علن

وقد حمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا في موقف ثالث ، وذلك يوم غدير خم ، رفعه على رؤوس الأشهاد وهم مائة ألف أو يزيدون حتى بان بياض إبطيهما ، فنصبه علما للأمة وإماما من بعده.


سنة ٢٠٦ ه.

وله : كتاب الجمل ، كتاب الألوية ، كتاب الردة ، وغير ذلك.

فهرست النديم : ١٠٦ ، تاريخ بغداد ٦ / ٣٢٦ ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٢ / ٤٣١ ، معجم الأدباء ٥ / ٧٠ ، العبر ١ / ٣٤٩ ، الوافي بالوفيات ٨ / ٤٠٥.

٢٨٩ ـ كتاب صفين

للواقدي ، أبي عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي البغدادي (١٣٠ ـ ٢٠٧ ه).

ترجم له النديم في الفهرست ص ١١١ وعدد كتبه وذكر له هذا الكتاب وكتاب السقيفة وغير ذلك.

وله ترجمة في الطبقات لابن سعد ٧ / ٣٣٤ ، تاريخ البخاري ١ / ١٧٨ ، تاريخ بغداد ٣ / ٣ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٥٤ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٤٨ ، الكاشف ٣ / ٨٢ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٣٨ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٦٣.

كتاب صفين

لأبي الفضل نصر بن مزاحم بن يسار المنقري الكوفي ، المتوفى سنة ٢١٢ ه.

ذكره النديم في الفهرست : ١٠٦ ، وذكر له كتاب (مقتل حجر بن عدي).

تاريخ بغداد ١٣ / ٢٨٢ ، معجم الأدباء ٧ / ٢١٠ ، ويأتي باسم : (وقعة صفين).

٢٩٠ ـ كتاب صفين

للمدائني ، وهو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني (١٣٥ ـ ٢١٥ وقيل ٢٢٥ ه) ، بصري سكن المدائن ، ثم سكن بغداد.


له ترجمة في : فهرست النديم : ١١٣ ـ ١١٧ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٥٤ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٠٠ ، الوافي بالوفيات ٢٢ / ٤١ ـ ٤٧ ، أنساب السمعاني ٧ / ١٣٧ ، معجم الأدباء ٥ / ٢٠٩ ، مرآة الجنان ٢ / ٨٣ ، بروكلمن ـ الترجمة العربية ـ ٣ / ٣٨ ـ ٤٠.

وكتابه هذا كان موجودا حتى القرن السابع ، وهو من مصادر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، راجع مثلا ٢ / ٢٦٨.

٢٩١ ـ صفين (أخبار ...)

لمحمد بن عثمان الكلبي.

ذكر بروكلمن في تاريخ الأدب العربي ـ الترجمة العربية ـ ٣ / ٣٨ أن منه نسخة في الأمبروزيانا ، رقم H ١٢٩ ، وقال : (ولم نقف على أخبار قريبة عن حياته) ثم أرجع إلى گريفيني في مقال له.

٢٩٢ ـ كتاب صفين

لأبي إسحاق إسماعيل بن عيسى العطار البغدادي ، المتوفى سنة ٢٣٢ ه.

ذكر له النديم في الفهرست : ١٢٢ ، كتاب الجمل ، كتاب الردة ، كتاب الفتن ، وهذا الكتاب.

الثقات ـ لابن حبان ـ ٨ / ٩٩ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٩١ ، تاريخ بغداد ٦ / ٢٦٢ ، لسان الميزان ١ / ٤٢٦ ، هدية العارفين ١ / ٢٠٧.

٢٩٣ ـ كتاب صفين

للحافظ ابن أبي شيبة ، وهو أبو بكر عبد الله بن محمد العبسي الكوفي ، المتوفى سنة ٢٣٥ ه.

من رجال الصحاح الستة ، روى عنه البخاري ومسلم وابن ماجة وأبو داود ، وروى النسائي عن رجل عنه.


ثقات العجلي : ٢٧٦ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٤١٣ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٦٠ ، كتاب الثقات ـ لابن حبان ـ ٨ / ٣٥٨ ، فهرست النديم : ٢٨٥ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٦٦ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ١٢٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٢ ، الكاشف ـ للذهبي ـ ٢ / ١٢٤ ، تهذيب الكمال ١٦ / ... ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢ ، طبقات المفسرين ـ للداودي ـ ١ / ٢٤٦ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٤٢.

قال ابن حبان في الثقات : (كان متقنا حافظا دينا ، ممن كتب وجمع وصنف وذاكر ، وكان أحفظ أهل زمانه بالمقاطيع ...).

٢٩٤ ـ كتاب صفين

لابن ديزيل ، المتوفى سنة ٢٨١ ه.

ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨٤ ـ ١٩٢ وقال : (الإمام الحافظ ، الثقة العابد ، أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني الكسائي ، ويعرف بابن ديزيل ، وكان يلقب بدابة عفان لملازمته له ... سمع بالحرمين ومصر والشام والعراق والجبال ، وجمع فأوعى ... قال الحاكم : (هو ثقة مأمون ... قلت : إليه المنتهى في الإتقان ...).

بقية مصادر ترجمته : تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٨ ، الوافي بالوفيات ٥ / ٣٤٦ ، تاريخ ابن كثير ١١ / ٧١ ، غاية النهاية ١ / ١١ ، طبقات الحفاظ : ٢٦٩ ، شذرات الذهب ٢ / ١٧٧ ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٢ / ٢٠٨.

ينقل ابن أبي الحديد من كتاب صفين هذا في شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٦٤ و ٢٦٩ وغيرهما.

٢٩٥ ـ كتاب صفين

لمحمد بن زكريا بن دينار الغلابي أبي عبد الله البصري ، المتوفى سنة ٢٩٨ ه.

ترجم له النديم في الفهرست : ١٢١ ، وقال : (وكان ثقة صدوقا) ،


ووثقه ابن حبان وترجم له في كتاب الثقات ٩ / ١٥٤ ، وله ترجمة في أنساب السمعاني ٩ / ١٩٣ (الغلابي) ، والوافي بالوفيات ٣ / ٧٧ ، وهدية العارفين ٢ / ٢٣.

حرف الطاء

٢٩٦ ـ طراز الذهب

في فضائل الأئمة لعبد الله بن منجي الثاني ابن أبي حفص منجي الماضي بن عبد الله بن يقظان الايدجي الخوارزمي ، الملقب بغالب ، من أعلام القرن السابع ، من معاصري محيي الدين ابن عربي.

إيضاح المكنون ٢ / ٨١ ، هدية العارفين ١ / ١٥٩.

٢٩٧ ـ طرز الوفا في فضال آل بيت المصطفى

لأبي الحسن أحمد بن زيد العابدين بن محمد زين العابدين بن محمد ـ سبط ساداته آل الحسن ـ البكري الصديقي المصري الشافعي ، المتوفى سنة ١٠٤٨ ه.

ألف كتابه هذا سنة ١٠٢٠ ه.

أوله : (الحمد لله الذي أطلع من سماء الحقيقة المحمدية شمسا وبدرا ...).

له ترجمة حسنة في خلاصة الأثر ١ / ٢٠١ ، وأخرى موجزة في معجم المؤلفين ١ / ٢٢٩ ، وهدية العارفين ١ / ١٥٩.

نسخة في مكتبة آغا ، رقم ١٦٥ ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول.

نسخة في مكتبة لاله لي ، رقم ٢٠٨٤ ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، كتبها حسن بن علي الغزالي خادم المؤلف وخادم أصوله عن نسخة الأصل بخط المؤلف ، في ١٦٩ ورقة.

نسخة أخرى بخط هذا الكاتب أيضا ، في ١٧٠ ورقة ، في رواق الشوام بالجامع الأزهر بالقاهرة ، ٨٤ تاريخ ، وعنها صورة في معهد المخطوطات بالقاهرة كما


في فهرسها تاريخ جزء ٢ ق ٤ ص ٢٨٧ رقم ١٨٠٧.

٢٩٨ ـ طرق حديث : إني تارك فيكم الثقلين

لابن القيسراني ، وهو الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي (٤٤٨ ـ ٥٠٧ ه).

له ترجمة مطولة في تذكرة الحفاظ للذهبي : ١٢٤٦ ، وفي سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٦١ ـ ٣٧١ وحكى عن شيرويه أنه قال في تاريخ همدان : (ابن طاهر سكن همدان وبنى بها دارا ، ودخل الشام والحجاز ومصر والعراق وخراسان ، وكتب عن عامة مشايخ الوقت ، وروى عنهم وكان ثقة صدوقا ، حافظا ، عالما بالصحيح والسقيم ، حسن المعرفة بالرجال والمتون ، كثير التصنيف ...).

وترجم له إسماعيل باشا في هدية العارفين ٢ / ٨٢ ترجمة مطولة وسرد كتبه ومنها كتابه هذا.

وذكر له هذا الكتاب في الترجمة المبسوطة التي في مقدمة كتابه المطبوع وهو كتاب (الأنساب المتفقة).

وذكر كتابه هذا في ترجمته في نهاية كتابه (الجمع بين رجال الصحيحين) المطبوع في حيدر آباد.

وراجع بقية مصادر ترجمته في تعليقات سير أعلام النبلاء.

أقول :

حديث الثقلين

هذا حديث صحيح ، ثابت ، مشهور متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أخرجه الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد والسنن والمعاجم بطرق كثيرة صحيحة عن بضع وعشرين صحابيا ، منهم : علي بن أبي طالب عليه‌السلام وزيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وجبير بن مطعم


وحذيفة بن أسيد وخزيمة بن ثابت وزيد بن ثابت وسهل بن سعد وضمرة الأسلمي وعامر بن ليلى الغفاري وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن حنطب وعدي بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو ذر وأبو رافع وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الأنصاري وأبو هريرة وأبو الهيثم بن التيهان وأم سلمة وابن امرأة زيد بن أرقم وأم هانئ ، ورجال من قريش.

فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أحس بقرب أجله أوصى أمته بأهم الأمور لديه وأعزها عليه ، وهما ثقلاه وخليفتاه ـ كما في بعض نصوصه ـ ، وحث على التمسك بهما واتباعهما وحذر من تركهما والتخلف عنهما.

وكان ذلك منه صلى‌الله‌عليه‌وآله في مواقف مشهودة ، فأعلنها صرخة مدوية كلما وجد تجمعا من الأمة ومحتشدا من الصحابة ليبلغوه من وراءهم وينقلوه إلى من بعدهم ، وقد صدع بها صلى‌الله‌عليه‌وآله في ملأ من الناس أربع مرات :

١ ـ موقف يوم عرفة.

٢ ـ موقف يوم غدير خم بالجحفة.

٣ ـ موقف في المسجد بالمدينة.

٤ ـ موقف في مرضه في الحجرة عندما رآها امتلأت من الناس.

والموقفان الأول والثاني هما أكبر تجمع للأمة في عهده صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستغلهما فرصة مؤاتية ، فعهد إلى أمته عهده وأوصاهم بأهم ما كان معتلجا في صدره ، وهو نصب علي عليه‌السلام خليفة من بعده ، والحث على التمسك بالقرآن والعترة ، وصرح بأن ذلك مدار الهداية والضلالة من بعده ، وكانت الفترة الزمنية لكل هذه المواقف الأربعة أقل من تسعين يوما ، فتراه كرر الأمر عليهم في ثلاثة أشهر أربع مرات وهو دليل شدة اهتمامه صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الأمر المصيري ، وشغل باله صلى‌الله‌عليه‌وآله من حين حج الناس ورآهم ملتفين حوله إلى آخر لحظة من حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وجاء في نهاية كثير من نصوصه : (فانظروا كيف تخلفوني فيهما).


ومن أراد أن يعرف كيف خلفوه فيهما وهل عملوا بوصيته وأوامره المؤكدة فدونه التاريخ فليتصفحه صفحة صفحة فيرى سيرة مستمرة وسنة مطردة! أبادوهم قتلا وسما ومثلة ـ كأن رسول الله ليس لهم أب كأن رسول الله من حكم شرعه ـ على آله أن يقتلوا أو يصلبوا

وإليك المواقف الأربعة بنصوصها ومصادرها :

(١)

موقف يوم عرفة

أخرج الترمذي في سننه ٥ / ٦٦٢ رقم ٣٧٨٦ عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول :

(يا أيها الناس ، إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

قال : وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد.

وأخرجه الحافظ ابن أبي شيبة ، وعنه في كنز العمال : ١ / ٤٨ الطبعة الأولى.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ٢ / ٢٥٠ ، والحكيم والترمذي في نوادر الأصول : ٦٨ (الأصل الخمسون) ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٦٣ رقم ٢٦٧٩ ، والخطيب في المتفق والمفترق ، وعنه في كنز العمال ١ / ٤٨ من الطبعة الأولى ، وفي مجمع الزوائد ٥ / ١٩٥ ، و ٩ / ١٦٣ ، و ١٠ / ٣٦٣ و ٢٦٨.

وأخرجه البغوي في المصابيح ٢ / ٢٠٦ ، وابن الأثير في جامع الأصول ١ / ٢٧٧ رقم ٦٥ ، والرافعي في التدوين ٢ / ٢٦٤ في ترجمة أحمد بن مهران القطان ، وهذا الحديث ساقط في الطبعة الهندية! موجود في مخطوطات الكتاب.

وأخرجه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ١٠ / ٥١ ، وفي تحفة الأشراف


٢ / ٢٧٨ رقم ٢٦١٥ ، والقاضي البيضاوي في تحفة الأشراف وهو شرحه على المصابيح ، والخوارزمي في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام ١ / ١١٤. والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٣ / ٢٥٨ ، وابن كثير في تفسيره (طبعة بولاق بهامش فتح البيان) ٩ / ١١٥ ، والزرندي في نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، والمقريزي في معرفة ما يجب لآل البيت النبوي : ٣٨.

(٢)

موقف يوم غدير خم

أخرج النسائي في السنن الكبرى وفي خصائص علي (١) ص ٩٦ رقم ٧٩ قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال :

كأني دعيت فأجبت ، وإني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

__________________

(١) فإن خصائص علي عليه‌السلام قد أدرجه المؤلف في سننه الكبرى فأصبح جزءا منه ، وهو موجود فيه في المجلد الثالث من مخطوطة الخزانة الملكية بالمغرب المكتوبة سنة ٧٥٩ ، يبدأ فيها بالورقة ٨١ وينتهي بالورقة ١١٧ ، راجع مقدمة الخصائص ، طبعة مكتبة المعلا بالكويت سنة ١٤٠٦ ، تحقيق أحمد ميرين بلوشي ، ومنها نقلنا الحديث.

وقال محققه في التعليق على هذا الحديث : صحيح رجاله ثقات ، من رجال الشيخين غير أن فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت ، وهو مدلس لكنه توبع ، وسليمان هو الأعمش.


فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟!

فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (٢).

وأخرجه باختلاف في اللفظ كل من البخاري في التاريخ الكبير (٣) ومسلم في صحيحه باب فضائل علي رقم ٢٤٠٨ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٧ و ٤ / ٣٦٦ ، وعبد بن حميد في مسنده رقم ٢٦٥.

وأخرجه ابن أبي شيبة وابن سعد وأحمد أبو يعلى عن أبي سعيد ، وعنهم في جمع الجوامع وكنز العمال.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في صحيحه ، وعنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ٤ / ٦٥ رقم ١٨٧٣ ، وقال : هذا إسناد صحيح.

وأورده عنه البوصيري في إتحاف السادة ، في المجلد الثالث ، الورقة ٥٥ ب من مخطوطه طوپقپو ، وقال : رواه إسحاق بسند صحيح.

__________________

(٢) وقد عجب أبو الطفيل من زيد أشد العجب لما حدثه بهذا الحديث ، إذ فهم منه بطبعه وفطرته النص على علي بالاستخلاف فكيف جاوزه إلى غيره! فسأله متعجبا : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟!.

فأجابه زيد بن أرقم : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه!!

قال الكميت :

ويوم الدوح دوح غدير خم ـ أبان له الولاية لو أطيعا ولم أر مثل ذاك اليوم يوما ـ ولم أر مثله حقا أضيعا نعم وثب على الحكم ثائرون وأعانهم عليه المنافقون وجاملهم أصحاب المصالح والمطامع وسكت عنهم الباقون ثم الموتورون من جانب والتهديد بالنار والممارسات القمعية من جانب آخر ، فكان ما كان مما لست أذكره ...

هذا وقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبر عليا عليه‌السلام بأن الأمة ستغدر بك! وكان تقدم إليه بضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي! وأخبر أصحابه أنهم سيبتلون في أهل بيته ، وأنهم سيفتنون من بعده ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يرى مواقع الفتن في بيوتهم ، وكان أخبر أهل بيته عليهم أنهم سيرون تطريدا وتشريدا ...!

(٣) التاريخ الكبير ٣ / ٩٦ ، أورد الإسناد وأوعز إلى المتن على عادته في كتاب التاريخ لأن الاهتمام فيه بتراجم الرواة.


وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (٤) ، والدارمي في سننه ٢ / ٣١٠ رقم ٢٣١٩ ، وأبو داود في سننه ، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ٣٢٢ ، وأبو عوانة في مسنده ، وعنه الشيخاني في الصراط السوي.

وأخرجه البزار عن أم هانئ ، وعنه في وسيلة المآل.

وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص ٦٢٩ رقم ١٥٥١ ، وفي ص ٦٣٠ رقم ١٥٥٥ بإسناده عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، ثم قال : قال الأعمش : فحدثنا عطية عن أبي سعيد بمثل ذلك.

وأخرجه أيضا ص ٦٢٩ رقم ١٥٥١ بإسناده عن زيد بن أرقم بلفظ آخر ، كما أخرج الحديث عنه وعن غيره من الصحابة بألفاظ أوجز تأتي الإشارة إليها.

وذكر اليعقوبي في تاريخه ٢ / ١١٢ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ، في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ١١٠ رقم ٤٨.

وأخرجه الحافظ الحسن بن سفيان النسوي ـ صاحب المسند ـ بإسناده عن حذيفة بن أسيد ، ومن طريقه أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٥٥.

وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٦ بعدة طرق ، وأخرجه ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح وعنهم في جمع الجوامع ٢ / ٦٦ وكنز العمال ١٣ / ٣٦٤٤١ ، جامع الأحاديث.

وأخرجه الطبري عن زيد بلفظ النسائي ، وعنه في جمع الجوامع ٢ / ٣٩٥ وكنز العمال ١٣ / ٣٦٣٤٠ وجامع الأحاديث ٧ / ١٤٥٢٣.

وأخرجه الطبري عن زيد بلفظ النسائي ، وعنه في جمع الجوامع ٢ / ٣٩٥ وكنز العمال ١٣ / ٣٦٣٤٠ وجامع الأحاديث ٤ / ٧٧٧٣ و ٧ / ١٥١١٢.

وأخرجه الطبري عن زيد بن أرقم بلفظ مسلم ، وعنه في جمع الجوامع ٢ / ٣٩٥ وكنز العمال ١٣ / ٣٧٦٢٠ و ٣٧٦٢١ وجامع الأحاديث ٤ / ٨٠٧٢

__________________

(٤) في الورقة ٢٤٠ من مخطوطة مكتبة طوپقپو في إسلامبول ، وعنه السخاوي في الاستجلاب.


و ٨٠٧٣ و ٧ / ١٥١٢٢.

وأخرجه الطبري عن أبي سعيد الخدري ، وعنه في جمع الجوامع ٢ / ٣٩٥ وكنز العمال ١٣ / ٣٦٣٤١ وجامع الأحاديث ٧ / ١٥١١٣.

وأخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة ، رقم ٢٢٨ ، وهو الحديث ما قبل الأخير من الكتاب.

وأخرجه الحافظ الطحاوي في مشكل الآثار ٢ / ٣٠٧ و ٤ / ٣٦٨ ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن حذيفة بن أسيد.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٦٧٩ و ٢٦٨١ و ٢٦٨٣ و ٣٠٥٢ و ٥ / ٤٩٦٩ و ٤٩٧٠ و ٤٩٧١ و ٤٩٨٦ و ٥٠٢٦ و ٥٠٢٨.

وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩ بثلاث طرق ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي ، ثم أخرجه الحاكم في ص ١١٠ بطريق آخر وقال : صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٣٥٥ و ٩ / ٦٤.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٤٨ و ٧ / ٣٠ و ١٠ / ١١٤.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٨ / ٤٤٢ ، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٢٣ و ٢٨٤ ، والخطيب الخوارزمي في مناقبه عليه‌السلام ص ٩٣ ، والحفاظ ابن عساكر في ترجمته عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٤٥ رقم ٥٤٧ وفي ترجمة زيد بن أرقم (تهذيبه لبدران ٥ / ٤٣٦).

وأخرجه البغوي في مصابيح السنة ٢ / ٢٠٥ وفي شرح السنة (١) باب مناقب أهل البيت وقال : هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٩٢ ، وفي طبعة ٣ / ١٣٩ في ترجمة عامر بن ليلى رقم ٢٧٢٧ ، وكذلك ابن حجر في ترجمة عامر من الإصابة.

__________________

(١) المجلد الثاني ، الورقة ٧١٨ من مخطوطة طوپقپو في إسلامبول.


وأخرجه الحافظ المزي في تحفة الأشراف ٣ / ٢٠٣ رقم ٣٦٨٨ عن مسلم والنسائي.

وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة ، وعنه السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف ، والسمهودي في جواهر العقدين.

وأخرجه ابن تيمية في منهاج السنة ٤ / ٨٥ ، والذهبي في تلخيص المستدرك ٣ / ١٠٩ ، وابن كثير في البداية والنهاية في ٥ / ٢٠٩ عن النسائي ثم قال : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح.

وأخرجه ابن كثير في تفسيره أيضا ٦ / ١٩٩ قال : وقد ثبت في الصحيح.

ورواه الخازن في تفسيره ، في تفسير آية المودة وآية (واعتصموا بحبل الله).

ورواه الملا في وسيلة المتعبدين ج ٥ ق ٢ ص ١٩٩ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ عن زيد وفي ١٦٤ عن حذيفة.

(٣)

موقف مسجد المدينة

أخرج ابن عطية في مقدمة تفسيره المحرر الوجيز ١ / ٣٤ قال : وروى عنه عليه‌السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض :

أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين ، إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم : كتاب الله سبب بينكم وبينه ، طرفه بيده وطرفه بأيديكم ، فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ، ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر ، فلا تسبقوهم (١) فتهلكوا.

وأخرجه أبو حيان في تفسيره البحر المحيط ١ / ١٢ بهذا اللفظ (٢) ، ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ٧٥ و ١٣٦ ، وأخرجه يحيى بن الحسن في كتابه

__________________

(١) في المطبوع : فلا تسبعوهم! ثم خرجه محققه على صحي مسلم ٧ / ١٢٢ ، وسنن الدارمي : ٤٢٣.

(٢) وفي المطبوع : فلا تسبوهم!.


أخبار المدينة بإسناده عن جابر ، قال : أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي والفضل بن عباس في مرض وفاته ، خرج يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر فقال :

أيها الناس ، تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله ، ثم أوصيكم بعترتي وأهل بيتي ...

وعنه في ينابيع المودة ، ص ٤٠.

(٤)

موقفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

في مرضه في الحجرة

أخرج الحافظ ابن أبي شيبة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في مرض موته : أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله عزوجل وعترتي.

ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما.

وأورده عنه العصامي في سمط النجوم العوالي ٢ / ٥٠٢ رقم ١٣٦.

وأخرجه البزار في مسنده بلفظ أوجز كما في كشف الأستار ٣ / ٢٢١ رقم ٢٦١٢.

وأخرجه محمد بن جعفر الرزاز بإسناده عن أم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرضه الذي قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ... (وعنه في وسيلة المآل).

قال الأزهري في تهذيب اللغة ٩ / ٧٨ : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض.


ورواه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام عن ابن عباس ١ / ١٦٤.

ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة : ٨٩ عن أم سلمة في مرضه قالت : وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ...

(٥)

ومن الرواة والمؤلفين من اقتصر على نص الحديث ، رواه بدون ذكر الخصوصيات المكتنفة من الزمان والمكان وهم الأكثرون ، ونحن نشير إلى من وقفنا عليهم ممن أخرجه من الحفاظ والمشايخ وأئمة الحديث في الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والجوامع إلى غيرها من أمهات الكتب الحديثية ، ونكتفي بسرد المصادر دون تعرض لطرق الحديث وألفاظه ، فالمقام. يسع أكثر من ذلك ، فلو أردنا التبسيط ، في القول وتمييز الطرق والألفاظ لاستوعب ذلك عدة مجلدات.

ومن أراد التوسع فعليه بكتاب (عبقات الأنوار) تعريب زميلنا العلامة الفاضل السيد علي الميلاني حفظه الله ورعاه ، وقد طبع مرتان ، الأولى في مجلدين ، والطبعة الثانية في ثلاثة مجلدات ، هذا مع التهذيب والتلخيص ورعاية الايجاز.

وإليك مصادر الحديث حسب التسلسل الزمني :

أخرج ابن سعد في الطبقات ٢ / ١٩٤ قال : أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني ، أخبرنا محمد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال :

إني أوشك أن ادعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

وأخرجه باختلاف في اللفظ كل من ابن أبي شيبة في المصنف ١٠ / ٥٠٦


رقم ١٠١٣٠ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٤ و ٢٦ و ٥٩ و ٤ / ٣٧١ و ٥ / ١٨١ ـ ١٨٢ و ١٨٩ وفي فضائل الصحابة رقم ١٧٠ و ٩٦٨ ، وفي مناقب علي رقم ٩٢ و ١١٤ و ١٥٤ وأخرجه مسلم في صحيحه ، رقم ٢٤٠٨.

أخرجه الدارمي في سننه ٢ / ٣١٠ في فضائل القرآن ، والترمذي في سننه كتاب المناقب ٣٧٨٨ عن جابر وزيد.

وأخرجه عبد بن حميد الكشي في مسنده رقم ٢٤٠ ، ومحمد بن حبيب في المنمق ص ٩ ، وابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن ثابت ، وعنه السيوطي في جمع الجوامع ١ / ٣٠٧ وفي الدر المنثور ٧ / ٣٤٩ في تفسير آية المودة ، وفي جامع الأحاديث ٢ / ٨٣٤٦.

وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (١) ٧٥٤ و ١٥٤٨ و ١٥٤٩ و ١٥٥٢ و ١٥٥٣ و ١٥٥٤ و ١٥٥٨.

وأخرجه سفيان بن يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٦ ـ ٥٣٨ بسبع طرق عن زيد بن أرقم وزيد بن ثابت وأبي سعيد وأبي ذر.

وأخرجه البزار في مسنده عن علي وأبي هريرة ، وزوائده ـ لابن حجر ـ الورقة ٢٧٧ ، وكشف الأستار ٣ / ٢٦١٢ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٦٣.

وأخرجه النسائي عن جابر ، وعنه في كنز العمال ١ / ... رقم ٨٧٠ ، وأخرجه الحافظ أبو يعلى في مسنده ٢ / ١٠٢١ و ١٠٢٧ و ١١٤٠.

وأخرجه ابن جرير الطبري عن علي عليه‌السلام وصححه ، وعنه السيوطي في جمع الجوامع ٢ / ١٧٨ ، وكنز العمال ١ / ١٦٥٠.

وأخرجه أيضا عن زيد بن ثابت ، وعنه في جمع الجوامع ٢ / ٣٩٨ ، كنز العمال ١ / ١٦٦٧ ، جامع الأحاديث ٧ / ١٥١٣٩.

__________________

(١) وقال الألباني ـ محقق الكتاب ـ : حديث صحيح ، ثم خرجه على مسند أحمد والمشكاة : ١٨٦ و ٦١٤٣ ، والأحاديث الصحيحة : ١٧٦١ ، والروض النضير : ٩٧٧ و ٩٧٨.


وأخرجه أيضا عن أبي سعيد الخدري وعنه في جمع الجوامع ٢ / ٦٦٠ ، كنز العمال ١ / ١٦٥٧ ، جامع الأحاديث ٥ / ٩٨١٧.

وأخرجه الحافظ البغوي في مسند علي بن الجعد (الجعديات) ٢ / ٢٨٠٥ ، والحافظ الطحاوي في مشكل الآثار ٤ / ٣٦٨.

وأخرجه البارودي في كتاب الصحابة ، وعنه في جمع الجوامع ١ / ٣٠٧ ، كنز العمال ١ / ٩٤٣ ، جامع الأحاديث ٢ / ٨٣٤١.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٣٦٢ بإسناده عن أبي سعيد ، وقال : وهذا يروى بأصلح من هذا الإسناد.

وأخرجه الحافظ ابن حبان عن زيد بن ثابت ، وعنه وعن ابن أبي شيبة في جامع الأحاديث ٢ / ٨٣٤٢ ، وأخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ٢٠٨٧. وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٦٧٨ و ٢٦٧٩ و ٥ / ٤٩٢١ و ٤٩٢٢ و ٤٩٢٣ و ٤٩٨٠ و ٤٩٨١ و ٤٩٨٢ و ٥٠٢٥ و ٥٠٤٠.

وأخرجه أيضا في الأوسط ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ ، وأخرجه أيضا في المعجم الصغير ١ / ١٣١ و ١٣٥.

وأخرجه أبو الشيخ ابن حيان الأصبهاني في الجزء الأول من عوالي حديثه (١).

وأخرجه الحافظ الدارقطني في المؤتلف والمختلف ٢ / ١٠٤٦ و ٣ / ١٤٥٧ و ٤ / ٢٠٦١.

وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٨ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأورده الذهبي في تلخيصه ورمز له خ م ، أي صحيح على شرط البخاري ومسلم.

وأورده القاضي عبد الجبار المعتزلي في المجلد العشرين من كتاب المغني في

__________________

(١) الموجود في المجموع ٣٦٣٧ من مجاميع المكتبة الظاهرية في دمش ، الورقة ٦٠.


الكلام ، في القسم الأول ص ١٩١ و ٢٣٦.

وأخرجه القاضي الماوردي ، وعنه السيوطي في جمع الجوامع : ٨٠٠٨ وفي إحياء الميت وهو الحديث ٥٥ منه.

وأخرجه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم ١ / ٦٢ و ٢ / ٦٩٠ ، وفي المتفق والمفترق عن جابر ، وعنه وعن ابن أبي شيبة في جمع الجوامع ١ / ٤٧٠ ، وكنز العمال ١ / ٩٥١ ، وجامع الأحاديث ٣ / ١٠٣١٧.

وأخرجه محمد بن محمد بن زيد العلوي السمرقندي في عيون الأخبار ، وعبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب.

وأخرجه ابن المغازلي (ابن الجلالي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٢٨١ و ٢٨٣ ، والحافظ البغوي في شرح السنة بإسناده عن أبي سعيد ، ورواه الديلمي في الفردوس رقم ١٩٤ وفي طبعة ١٩٧ ، وخرجه المحقق على جمع الجوامع : ٨٠٠٢ ، وأمالي الشجري ١ / ٤٣ و ٤٩ و ١٥٤ ، وإتحاف السادة ١٠ / ٥٠٦.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في معجم شيوخه ، في الورقة ١١ ، وبسند آخر في الورقة ٢٠٥ ، ورواه أبو البقاء العكبري في إعراب الحديث النبوي : ٩٧ ، والخازن في تفسيره ، في قوله تعالى : (سنفرغ لكم أيها الثقلان).

وأخرجه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الصحابة ، وأبو الفتوح العجلي في الموجز ، وعنهما الحافظ السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف ، والسمهودي في جواهر العقدين ، ورواه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٣ / ٢٥٨ ، وعبد اللطيف البغدادي في المجرد للغة الحديث ١ / ٢٥٣.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ، في ترجمة الحسن عليه‌السلام ٢ / ١٢. والرافعي في التدوين ٣ / ٤٦٥ في ترجمة عمرو بن رافع.

وأخرجه الحافظ المزي في تحفة الأشراف ٢ / ٢٧٨ في مسند أبي سعيد الخدري ، والصغاني في التكملة ٥ / ٢٨٦.


وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٦٥ بإسناده عن أبي سعيد الخدري.

وأخرجه الحافظ ابن حجر العسقلاني في تسديد القوس عن مسلم وأحمد وأبي داود ، والترمذي في هامش الفردوس ١ / ٩٨.

إلى هنا نوقف السير ونكتفي بالذي يسر الله لنا من ذلك ، ولو أردنا الاستقصاء لاستدعى جهدا أكبر وأكثر ، ولنختم المقال بحديثين أخرجهما الطبراني وأبو الفرج ابن الجوزي.

أما الحافظ الطبراني فقد أخرج في المعجم الأوسط بإسناده عن ابن عمر أنه قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (أخلفوني في أهل بيتي) وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣.

وأما ابن الجوزي فقد أخرج في المسلسلات (١) بإسناده المسلسل عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ترد على الحوض راية علي أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين ، وأقدم وآخذ بيده فيبياض وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : تبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه ، فأقول : ردوا رواء ، فيشربون شربة لا يظمؤون بعدها أبدا ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوهم كالقمر ليلة البدر أو كأضوأ نجم في السماء.

للبحث صلة ...

__________________

(١) الورقة ٨ / أ ، وهو الحديث الخامس منها في مخطوط ٢ ، كتبت سنة ٥٨١ ه في حياة المؤلف ، وقرئت عليه ، وهي في المكتبة الظاهرية في دمشق ، ضمن المجموعة رقم ٣٧ مجاميع ، و ٣٧٧٤ عام من الورقة ٦ / ٦ ـ ٢٧ ، راجع فهرس الألباني لحديث المكتبة الظاهرية ص ٤٠ ، وفهرس السواس لمجاميع المدرسة العمرية ، المحفوظة في المكتبة الظاهرية ص ١٩٠.


رأي في أصول النحو

وصلته بأصول الفقه

الدكتور السيد مصطفى جمال الدين

مقدمة وتمهيد :

الأصول ، في اللغة : جمع أصل وهو : (أسفل كل شئ) (١). وقال الراغب : (أصل الشئ قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعها سائرة ، لذلك قال تعالى : أصلها ثابت وفرعها في السماء) (٢).

ويطلق الأصوليون كلمة (أصل) على معان منها :

١ ـ (الدليل) أو المصدر الذي يستندون إليه في استنباط الحكم الشرعي ، فيقولون مثلا : (الأصل في هذه المسألة : آية المائدة) أو : (الأصل : حديث ابن مسعود) وأمثال ذلك.

٢ ـ ومنها (القاعدة الأصولية) التي مهدوها لكيفية استنباط الحكم من الدليل ، كقولهم : (الأصل أن النص مقدم على الظاهر) و (الأصل أن عام الكتاب قطعي) وهكذا.

٣ ـ ومنها أن كلمة الأصل تطلق على (الوظيفة) التي يعمل بها المكلف عند عدم عثوره على دليل من الأدلة التي يستنبط منها الحكم إلى أن يعثر على

__________________

(١) لسان العرب ، دار صادر ١١ / ١٦.

(٢) مفردات الراغب الأصفهاني : ١٥.


الدليل ، فيقال : (الأصل براءة الذمة) ، أو : (الأصل استصحاب الحال السابقة) ، أو : (الأصل الاحتياط).

٤ ـ ومنها ما يقابل الفرع في العملية القياسية ، فيقولون : (الخمر أصل النبيذ) أي أن حكم النبيذ ينبني على حكم الخمر ، لتساويهما في العلة.

٥ ـ ومنها ما يدل على (الرجحان) ، فيقولون : (الأصل الحقيقة) أي إذا تردد الأمر بين حمل الكلام على الحقيقة أو المجاز فإن الحقيقة أرجح.

ولعل المعاني الثلاثة الأولى هي الأقرب إلى ما نسميه ب (أصول الفقه) فإن أصول الفقه تعني : الأدلة التي يستنبط منها الفقه ، كما تعني القواعد التي تتم بها عملية الاستنباط من الأدلة ، وتعني أيضا الأصول العملية التي نجري عليها عند خفاء تلك الأدلة ، وهذه الثلاثة تشترك بالمعنى اللغوي للأصل ، أي : (الأساس الذي ينبني عليه الشئ).

وفي تشخيص الأدلة والأصول العملية اتفق الأصوليون على : النص الشرعي ـ من الكتاب والسنة ـ والإجماع ، ثم اختلفوا ، بعد ذلك ، في أدلة ما لا نص فيه : القياس ، ودليل العقل ، والاستحسان ، والاستصحاب ، والمصالح المرسلة ، وغيرها.

وفي القواعد الممهدة لعملية الاستنباط من الأدلة اتفقوا على اليسير منها ، واختلفوا في الأكثر ، فتراهم مختلفين في : طرق وصول النص ، وأوجه دلالته ، وفي كيفية حصول الاجماع ونقله ، وفي أركان القياس ومسالك علته ، وفي مصاديق ما يمكن أن يكون مسرحا لإدراك العقل حكم الله فيه ، وأمثال ذلك.

أما النحاة فيعنون بما يسمونه : (أصول النحو) ما عناه الأصوليون من (أصول الفقه) بشقيها ، أي الأدلة والمصادر التي يبنى عليها النحو ... والقواعد الممهدة لاستنباط الحكم النحوي من هذه الأدلة والمصادر. وأبرز من كتب في أصول النحو ـ ولعله أول من أسس ذلك ـ هو أبو الفتح عثمان بن جني (ـ ٣٩٢ ه) في (الخصائص) ثم تلاه أبو البركات الأنباري (ـ ٥٧٧ ه) في كتابه


(لمع الأدلة) ثم جلال الدين السيوطي (ـ ٩١١ ه) في كتابه (الاقتراح) ، ولم أعثر ، في حدود جهدي ، على كتب لقدماء النحاة تعنى بهذه الأصول غير ما ذكرت (٣).

وقد كان لمنهج البحث الأصولي أثره الكبير في منهج البحث النحوي في كل من الناحيتين : تشخيص الأدلة ... وأوجه دلالتها. وربما علل بعض النحويين ذلك : بأن (النحو معقول من منقول ، كما أن الفقه معقول من منقول) (٤).

لذلك نجد في تشخيصهم لأدلة النحو نفس ما وجدناه عند الأصوليين من : النص (السماع) ، والقياس ، والإجماع ، والاستحسان ، والاستصحاب ، وغيرها. وفي أوجه دلالتها نراهم يبحثون ـ كما يبحث الأصوليون ـ في : طرق حمل النص ، وثقة النقلة والرواة (٥) ، وعن التواتر والآحاد ، والمرسل ، والمجهول ، وشروط ذلك (٦) ، كما يتحدثون عن إجماع أهل العربية ، ومتى يكون حجة ، ومتى تجوز مخالفته (٧) ، وعن أنواع من الاجماع أخرى ، كإجماع العرب ، والإجماع السكوتي ، وإحداث قول ثالث (٨).

وتكلموا عن أقسام القياس : قياس العلة ، وقياس الشبه ، وقياس الطرد (٩). وعن أركانه الأربعة من : أصل ، وفرع ، وحكم ، وعلة ، وشروط هذه الأركان (١٠). ولأن ابن جني كان حنفيا ، والأحناف يعتبرون العلة هي ركن

__________________

(٣) أما (أصول ابن السراج) فإن كلمة (الأصول) فيه أشبهت بعض الباحثين فاعتبره من نوع هذه الكتب ، وهو ليس منها ، ولعل كلمة الأصول هنا تعني القواعد النحوية ، لا الأدلة التي تنبني عليها القواعد ، وما في أصول ابن السراج لا يتعدى النحو الاعتيادي في الغالب.

(٤) نزهة الألباء ـ لابن الأنباري ـ : ٥٤ ، والأشباه والنظائر ـ للسيوطي ـ ١ / ٥.

(٥) الخصائص ـ لابن جني ـ ٣ / ٣٠٩.

(٦) لمع الأدلة ـ لابن الأنباري ـ : ٣٢ ـ ٤٠.

(٧) الخصائص ١ / ١٨٩.

(٨) الاقتراح ـ للسيوطي ـ ٣٤ ـ ٣٦.

(٩) لمع الأدلة : ٥٣ ـ ٦٠.

(١٠) الاقتراح : ٣٩ ـ ٥٠.


القياس الوحيد ، وما عداها فهي شرائط (١١) لذلك خص العلة ببحوث غاية في الدقة ، تحدث فيها عما تحدث عنه الأصوليون ، فذكر في الخصائص أبوابا : لتخصيص العلة ١ / ١٤٤ ، والفرق بين العلة والسبب ١ / ١٦٢ ، وتعارض العلل ١ / ١٦٦ ، والعلة المتعدية والعلة القاصرة ١ / ١٦٩ ، والمعلول بعلتين ١ / ١٧٤ وأمثال ذلك مما بحثه الأصوليون في باب العلة القياسية.

وفي مسالك العلة تحدث السيوطي عن : النص عليها والإيماء إليها ، والإجماع ، والسير والتقسيم ، والشبه ، والطرد ، وعدم الفارق (١٢). وكل هذه المسالك هي التي يذكرها الأصوليون ، عادة ، في مسالك العلة الشرعية.

وعرفوا الاستصحاب بما يشبه تعريف الأصوليين : (إبقاء حال اللفظ على ما يستحقه عند عدم دليل النقل عن الأصل) (١٣) ووضعوه في نفس المرتبة التي وضعها بها الأصوليون بالنسبة للأدلة الأخرى ، أي أنه لا يجوز العمل به عند وجود الأدلة والأمارات.

أما الاستحسان فقد ذكره ابن جني ، لأن أصحابه من الحنفية يأخذون به ، ولكن الأنباري والسيوطي لم يجعلاه من أدلتهما ـ مع ذكرهما له ـ لأنهما شافعيان ، والإمام الشافعي يبطله ويقول في رسالته : (الاستحسان تلذذ) (١٤) ونقل عنه قوله : (من استحسن فقد شرع) أو (فإنه أراد أن يكون شارعا) (١٥).

ولم ينس النحويون أن يختموا أصولهم بما تختم به أصول الفقه عادة من باب (التعارض والترجيح) وقد ذكروا في هذا الباب : تعارض النصوص ، وتعارض الأقيسة ، وتعارض النص والقياس وأمثال ذلك) (١٦).

__________________

(١١) أنظر : كشف الأسرار على أصول البزودي ٣ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥ ، وأصول السرخسي ٢ / ١٧٤.

(١٢) الاقتراح : ٥٨ ـ ٦٣.

(١٣) الاقتراح : ٧٢ ، واللمع : ٨٧.

(١٤) الرسالة : ٥٠٧.

(١٥) المستصفى ـ للغزالي ـ ١ / ١٣٧ ، وحجة الله البالغة ـ للدهلوي ـ ١ / ٣١١ ..

(١٦) أنظر : اللمع : ٨٠ ـ ٨٦ ، والاقتراح : ٧٧ ـ ٨١.


بعد هذا العرض الموجز لما يسميه هؤلاء المؤلفون ب (أصول النحو) نستطيع ، بأدنى نظر ، أن نشخص الأثر الكبير لمنهجة أصول الفقه عليه ، خاصة وأن الذين ألفوا هذه الأصول ـ وإن ادعى كل منهم أنه مبتكرها ـ كانوا حريصين على الاعتراف باتباعهم حد أصول الفقه. يقول ابن جني ـ وهو أول من كتب في هذه الأصول ـ : (لم نر أحدا من علماء البلدين ـ البصرة والكوفة ـ تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه) (١٧).

وقال الأنباري : (وألحقنا بالعلوم الثمانية ـ يقصد علوم الأدب ـ علمين وضعناهما : علم الجدل في النحو ، وعلم أصول النحو ... على حد أصول الفقه ، فإن بينهما من المناسبة ما لا خفاء به ، لأن النحو معقول من منقول كما أن الفقه معقول من منقول) (١٨).

وقال السيوطي عن كتابه (الاقتراح) : (في علم لم أسبق إلى ترتيبه ، ولم أتقدم إلى تهذيبه ، وهو أصول النحو الذي هو بالنسبة إلى النحو كأصول الفقه بالنسبة إلى الفقه) (١٩) مع أنه نقل في كتاب جل ما قاله الأنباري في اللمع ، وما قاله ابن جني في الخصائص.

وكل من تتبع أصول النحو في هذه الكتب الثلاثة ـ وبخاصة اللمع والاقتراح ـ يجد أثر أصول الفقه شائعا في تعريفاتها ، وتقسيماتها ، وشروطها ، وأحكامها. بل كانت الظاهرة الشائعة في العصور المتأخرة تقليد المؤلفين من النحاة للفقهاء والأصوليين في وضع كتب على غرارهم ، كما قال أبو البركات في مقدمة كتابه (الإنصاف) أنه وضعه في (المسائل الخلافية بين نحويي البصرة والكوفة ، على ترتيب المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة) ومثل ذلك قال في مقدمة (الأغراب في جدل الأعراب) وتبعه السيوطي في (الأشباه والنظائر النحوية)

__________________

(١٧) الخصائص ١ / ٢.

(١٨) نزهة الألباء : ٥٣ ـ ٥٤.

(١٩) الاقتراح : ٢.


وليس المهم هنا هو معرفة تأثر النحاة بالأصوليين ، ولكن المهم أن نسأل عن الطريقة التي اتبعها هؤلاء النحاة في تأصيل هذه الأصول ، لنحكم بعد ذلك على مقدار قيمتها.

الطرق المتبعة لتأسيس الأصول

المعروف أن النحو ولد أشبه ما يكون بالصناعة الكاملة ـ من ناحية المنهج والاستنتاج ـ في كتب المدرستين القديمة ، وبخاصة في كتاب سيبويه ومعاني الفراء ، وإذا كانت هناك إضافات تستحق الذكر ، بعدهما ، فهي بلا شك حدثت قبل تأسيس الأصول النحوية هذه ، وذلك لأن النحو بعد القرن الرابع بدأ يلوك نفسه ، ويدور ـ كما هو معروف ـ في حلقة مفرغة من التعليلات والأوهام ، ولكنها لا تخرج غالبا عما جاءت به المدرستان من مسائل وأحكام.

والذي نعرفه عن (الأصول) ـ أية أصول سواء أكانت للفقه ، أم للنحو ، أم للأدب ، أم لأي فن آخر ـ م هي إلا مناهج وأصول بحث تقوم عليها أحكام ذلك الفن وقضاياه ، من أجل ذلك ينبغي أن تكون أصول البحث في رتبة سابقة ، أو موازية للبحث أو المبحوث فيه ، وهذه طبيعة كل أساس يراد البناء عليه ، فماذا يراد إذن بهذه الأصول التي جاءت متأخرة جدا عن النحو ، باعتباره صناعة قائمة ، هذه الأصول التي استعارها (مبتكروها) من أصول علم آخر قام جنبا إلى جنب مع النحو ، وبدأ بناة العلمين معا يقيمونهما في عصر متقارب ، ولا بد أن يكون لكل منهما أسسه ومناهجه الملائمة لطبيعته؟

من حيث الأساس هناك تفسيران مقبولان لتدوين أصول أي علم بعد قيامه واكتماله :

١ ـ الطريقة التأسيسية النظرية :

وهي أن يكون هذا التدوين (نقديا نظريا) وذا طبيعة جدلية منطقية ، أي أن واضعي تلك الأصول نظروا في أحكام ومسائل الفن القائم ، فلم تعجبهم


أصوله ومناهجه المهزوزة ، لذلك طفقوا يحققون القواعد والأصول المثلى التي يجب أن يقوم عليها بناء الفن ، سواء أكانت مسائله وأحكامه السابقة صحيحة في معيار هذه الأصول الجديدة أم فاسدة.

وعلى هذه الطريقة أسس الإمام الشافعي أصوله وبنى فقهه ، وخالفه فيه الفقه القائم في مدرستي الكوفة والمدينة ـ أصولا وأحكاما ـ وفيهما فقه أستاذيه : مالك بن أنس ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، وذلك أن أصول الشافعي ومناهجه الجديدة تبطل من أصول مالك ما كان يعتمده من (إجماع أهل المدينة) و (المصالح المرسلة) و (سنة الصحابة) وغيرها. وتبطل من أصول العراقيين ـ أبي حنيفة وطلابه ـ ما كانوا يرونه من (الاجماع السكوتي) و (الاستحسان) و (الرأي) ، وما كانوا يشترطونه للسنة من شروط تضيق دائرة الاعتماد على الحديث النبوي.

ثم جاء المتكلمون من أتباع المذهب الشافعي وغيرهم ، فصقلوا هذه الأصول ووسعوها وأحكموا قواعدها ، وخالفوا ـ في بعضها ـ ما ذهب إليه إمام المذهب ، ولذلك كانت هذه الطريقة تسمى أحيانا ب (طريقة الشافعية) وأحيانا ب (طريقة المتكلمين).

٢ ـ الطريقة الوصفية التسجيلية :

وهي أن يكون هذا التدوين ـ في جملته ـ (وصفا) لخطوات أصحاب الفن القائم ، وطبيعته حينئذ طبيعة تاريخية ، أي أن واضعي هذه الأصول رجعوا إلى مسائل هذا العلم وأحكامه ، فلاحظوا أن العلماء السابقين كانوا يبنون حكمهم في هذه المسألة على هذا الأصل ، وفي تلك المسألة على ذلك الأصل ، وفي ثالثة على أصل ثالث ، وهكذا إلى أن استقروا مسائل العلم كلها ، وضموا الأصول المتشابهة بعضها إلى بعض ، فحصل لهم ، نتيجة استقرائهم الشامل وملاحظتهم الدقيقة ، مجموعة من أصول هذا العلم ومناهجه.

وعلى هذه الطريقة دونت أصول الفقه عند الحنفية ، وسميت ب (طريقة


الفقهاء) على أساس أن المأثور عن أقطاب المذهب وفقهائه ـ أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن ـ : هي كتب الفقه فقط ، وكانت هذه الكتب تضم المسائل التي تعرض لهم فيحكمون فيها ، وقد يختلفون فيما بينهم فيحتج كل منهم لرأيه ، ومن هذه الحجج استنتج فقهاء المذهب ـ بعد ذلك ـ الأصول التي كان الفقهاء الثلاثة يبنون أحكامهم عليها ، ولذلك تجد أصول الفقه عند الأحناف كثيرة الاستشهاد بفروع المذهب الفقهية.

أصول النحو ليست نظرية ولا وصفية :

من خلال هذه التفسيرين نستطيع أن نقوم (أصول النحو) التي جاءت متأخرة عن النحو ، لنجد أنها ليست تأسيسية نظرية ، وليست وصفية تاريخية ، وإنما هي عمل تقليدي صرف لأصول علم آخر ، يبعد كثيرا بطبيعته ومصادر أحكامه عن علم النحو.

أ ـ أما أنها ليست تأسيسية نظرية فلسببين :

١ ـ أن بناة هذه الأصول لم يعملوا عمل الشافعي ، فيغيروا من مناهج النحو ومسائله ومصادر أحكامه التي كانت قائمة في مدرستي الكوفة والبصرة النحويتين ـ كما فعل الشافعي مع أصول مدرستي الكوفة والمدينة الفقهيتين ـ فيقدموا لنا (نحوا جديدا) على غرار فقه الشافعي وجدة مناهجه ، بل إن كل ما أحدثوه أنهم عمدوا إلى تلك المسائل والأحكام السابقة ، فبحثوا في عللها وأسبابها ، وتجادلوا في ذلك ثم طال بهم الجدل ، حتى انتقلوا من علة الحكم إلى علة العلة ، وعلة علة العلة ، التي سميت أحيانا بالعلل الأول ، والعلل الثواني ، والعلل الثوالث ، وأحيانا ب : العلل التعليمية ، والعلل القياسية ، والعلل الجدلية (٢٠).

__________________

(٢٠) المصطلح الأول لابن مضاء في (الرد على النحاة) : ١٠٢ ، والثاني للزجاجي في (الإيضاح) :


وحين جاء رجل مثل ابن مضاء القرطبي (ـ ٥٩٢ ه) رد على النحاة هذه العلل الثواني والثوالث ، وقبل العلة الأولى في رفع (زيد) من (قام زيد) لأنه فاعل ، وذلك لأن ما عدا هذه العلة (لا يزيدنا علما بأن الفاعل مرفوع ، ولو جهلنا ذلك لم يضرنا جهله ، إذ قد صح عندنا رفع الفاعل الذي هو مطلوبنا ، باستقراء المتواتر الذي يوقع العلم) (٢١).

والحق في ذلك مع ابن مضاء ، لأن في هذه التعليلات المتتالية إثقالا لهذه الصناعة اللغوية ، بمصطلحات صناعات أخرى ، كل امتيازاتها أنها كانت أكثر جلبة منها ، فظهرت كتبهم النحوية المتأخرة خليطا من فنون مختلفة ، وهذا شئ لا حاجة به للإطالة ، لأنه معروف.

٢ ـ أن بناة هذه الأصول كانوا يصرحون بأن طريقتهم في جمعها هي (طريقة الفقهاء) أي أنهم جمعوها مما تفرق من مناهج النحاة السابقين ، كما جمع الأحناف أصولهم مما تفرق من مناهج فقهاء المذهب.

يقول ابن جني ـ وهو أقدم واضعي هذه الأصول ، وأكثرهم دقة ، وملاحظة واستيعابا ، بعد بحث مستفيض في تخصيص العلل ـ : (واعلم أن هذه المواضع التي ضممتها ، وعقدت العلة على مجموعها قد أرادها أصحابنا ـ يعني البصريين ـ وعنوها ، وإن لم يكونوا جاءوا بها مقدمة محروسة ، فإنهم لها أرادوا

__________________

٦٤ ـ ٦٥ ، وترتيب هذه العلل على الشكل الآتي :

إذا سئل عن (زيد) في (قام زيد) : لم رفع؟ فيقال : لأنه فاعل = (العلة الأولى أو التعليمية).

ثم يسأل : ولم رفع الفاعل؟ فيقال : للفرق بينه وبين المفعول = (العلة الثانية أو القياسية).

ثم إذا سئل : ولم لم يعكس الأمر فيعطى الرفع للمفعول والنصب للفاعل؟ فيقال : لأن الفاعل واحد والمفاعيل قد تكون أكثر من واحد ، فأعطي الرفع ـ وهو الأثقل ـ للأقل ، والنصب ـ وهو الأخف ـ للأكثر ، ليقل في كلامهم ما يستثقلون ويكثر ما يستخفون = وهذه (العلة الثالثة أو الجدلية).

أنظر في ذلك : الخصائص ـ لابن جني ـ ١ / ٤٨ والرد على النحاة ـ لابن مضاء ـ : ١٥١.

(٢١) الرد على النحاة : ١٥٢.


وإياها نووا ، ألا ترى أنهم إذا استرسلوا في وصف العلة وتحديدها قالوا : إن علة (شد) و (مد) ونحو ذلك في الادغام ، إنما هي اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد ...) ثم يضرب أمثلة أخرى يقول في نهايتها : (فهذا الذي يرجعون إليه فيما بعد متفرقا قدمناه نحن مجتمعا) (٢٢).

ثم يشبه عمله هذا بعمل الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة فيقول : (وكذلك كتب محمد بن الحسن رحمه‌الله ، إنما ينتزع أصحابنا ـ وهنا يعني فقهاء الحنفية (٢٣) ـ منها العلل ، لأنهم يجدونها منثورة في أثناء كلامه ، فيجمع بعضه إلى بعض بالملاطفة والرفق ، ولا تجد له علة في كلامه مستوفاة محررة ، وهذا معروف من هذا الحديث عند الجماعة غير منكور) (٢٤).

ب ـ وأما أنها ليست وصفية تاريخية :

فلأننا ـ مع هذا التصريح الواضح من ابن جني أنه اتبع في تأسيس أصوله (طريقة الفقهاء) وهي وصفية تاريخية ـ نجد أن أصوله النحوية وأصول من تأخر عنه ، ليست لها تلك الطبيعة الوصفية التسجيلية لأصول الأحناف ، وذلك لأن ملاحظاته وملاحظات أصحابه ، في الواقع ، لم تأخذ طريقها الطبيعي فتعتمد إلى مسائل النحو الذي يؤرخون له ، ومواضع الخلاف بين أقطابه كعيسى بن عمر والخليل وسيبويه من البصريين ، والكسائي والفراء وهشام الضرير من الكوفيين ،

__________________

(٢٢) الخصائص ١ / ١٦٢.

(٢٣) الخصائص ١ / ١٦٣ وقد اضطررت لتفسير ب (أصحابنا) هنا بالأحناف ، وفي النص السابق بالبصريين ، لأني رأيت بعض الباحثين ـ وفيهم من أجله ـ يرى : (إن النحاة ـ والبصريين منهم خاصة ـ قد انتزعوا علل النحو من كتب محمد بن الحسن الشيباني ـ صاحب أبي حنيفة ـ بالملاطفة والرفق) اعتمادا على هذا النص المشبه ، مع أن أصحاب ابن جني في النحو هم البصريون ، وفي الفقه الأحناف ، وهو يشبه عمل نحاته بعمل فقهائه ، ولا معنى لأن ينتزع النحاة علة (شد) و (مد) في الادغام من كتب ذات علل فقهية ...

أنظر في ذلك : كتاب الأستاذ سعيد الأفغاني (في أصول النحو) : ١٠٠ ، ٢٢٦ ، والدكتور تمام حسان في كتابه (الأصول) : ١٨٢ ، والدكتور محمد عيد في (أصول النحو العربي) : ١٢٢.

(٢٤) تقدم آنفا تحت رقم ٢٣.


وطرائق كل فريق من هؤلاء للاحتجاج لرأيه ، ليستنتجوا من إحصائها وتصنيفها أدلة علماء النحو وأصولهم التي بنوا عليها مسائله ، كما صنع فقهاء الحنفية في استنتاج أصولهم من كتب أبي يوسف ومحمد بن الحسن ، وإنما عكسوا القضية فركبوا الطريق من نهايته ، وعمدوا إلى أدلة وأصول معروفة لعلم آخر هو الفقه ، فجعلوها بداية شوطهم ، وحملوها ـ راضية أم كارهة ـ فروع علم آخر لا يمت إليها بصلة ، بحجة (أن كلا منهما معقول من منقول) كما يقال الأنباري (٢٥). ولو أنهم ركبوا الطريق الصحيح لما وجدوا في كتب قدمائهم شيئا من هذه الأصول ، عدا السماع والقياس ، كما سنبين ذلك فيما يأتي.

ومع ذلك فلننظر في قيمة هذه الأصول التي نقلوها من الفقه إلى النحو ، لنجد هل وفقوا في هذا النقل؟

قيمة ما سمي بأصول النحو

ونبدأ من هذه الأصول بما رجحنا أن أدلة النحو لا تتعداه ، وهي أدلة (السماع والقياس).

وهذا الأصلان ، وإن وجد في الفقه ما يقابلهما من : (النص) و (القياس على النص) ، إلا أن طبيعة (الحكم) الذي يستنبطه الفقيه ، ومجال حركته يختلف تماما عن طبيعة (الحكم) النحوي فيهما ، لذلك فلا يكون مورد الفقيه والنحوي من هذين المصدرين واحدا ، لاختلاف نظر الوارد ، ولتفصيل ذلك نشير إلى بعض ما نأخذه على النحاة من فروق يختلف فيها استنباط الحكم ، من النص والقياس عليه ، بين كل من النحوي والفقيه ، ثم مقدار ما قدمه كل من النحاة والفقهاء من (تأصيل) لهذه الأدلة التي ادعي اشتراكهما فيها ، وصقل للقواعد والضوابط التي أعانتهم في أوجه دلالتها ، وأهمها عند الطرفين :

__________________

(٢٥) تقدم نقل ذلك عن نزهة الألباء : ٥٤.


١ ـ النص أو السماع

هناك نصوص مشتركة بين الفقهاء والنحاة أهمها : القرآن والسنة ، ولكن يصعب أن نوحد بين مناهج البحث فيهما ، فيستعير النحاة كل ما وضعه الأصوليون من قواعد لأوجه دلالتها على المطلوب ، لأن هذا (المطلوب) ليس واحدا بين الطرفين ، ولا يكفي ما نقلناه عن ابن الأنباري من (أن كلا من النحو والفقه معقول من منقول) لأن جهة النظر العقلي فيهما مختلفة.

أ ـ القرآن :

والقرآن هو أهم الأدلة السمعية المشتركة ، وأهميته نابعة من كونه النص المتواتر وصوله إلى كل من النحوي والفقيه ، ولكن استفادة كل منهما من هذا الدليل المقطوع به تختلف باختلاف طبيعة المستدل عليه عندهما ، ونحن نسجل ذلك في النقاط الآتية :

١ ـ إن النحو يمكن أن يستنبط من كل آية في كتاب الله ، لأن طبيعة أحكامه تتعلق بلفظ القرآن ونظمه ، وليس الأمر كذلك بالنسبة للفقه ، لأن أحكامه لا تصدر إلا عن الآيات المتعلقة بأفعال المكلفين مما نسميه (آيات الأحكام) وهي لا تتجاوز خمسمائة آية.

فمصدر النحوي من القرآن إذن غير مصدر الفقيه.

لأن نظر هذا يتعلق بالشكل ، ونظر ذلك يتعلق بالمضمون.

ويحتج هذا بكل ما في كتاب الله ، ويحتج ذلك ببعض آياته.

ودلالة النص القرآني على المطلوب تختلف بين الفقيه والنحوي ، فهي عند النحوي (دلالة قطعية). وعند الفقيه (دلالة ظنية) ، لأن حكم النحوي برفع الفاعل ونصب المفعول مثلا ، لا يختلف بين أن تكون الآية (نصا) في مدلولها أو (ظاهر نص) ، ولكن حكم الفقيه يختلف بين النص الظاهر ، حتى اضطر الأصوليون لأن يبحثوا كثيرا في دلالات الصيغ من : الأمر ، والنهي ، والعموم


والخصوص ، والإطلاق والتقييد ، وفي دلالات التنبيه والإشارة ، والإيماء ، وفي مفاهيم الشرط ، والوصف ، والحصر ، والغاية وأمثال ذلك مما هو معروف ، وكل دلالاتها ظنية ، لأنها كلها من ظواهر الكتاب.

من أجل ذلك كان ينبغي أن تكون (قواعد الاستنباط) من هذا النص تختلف بين مستنبط ومستنبط.

٢ ـ إن مسألة اختلاف القراءات وحجيتها ، مسألة لا تبحث عادة في أصول الفقه ، وربما في الفقه إلا نادرا ، مثل جواز القراءة في الصلاة بإحدى هذه القراءات ، ولكن هذه المسألة مهمة جدا بالنسبة للنحوي ، لأن أكثر القراءات متواترة ومرفوعة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحتى لو افترضنا بأن القرآن لم ينزل إلا بواحدة منها ، تبقى الأخريات من أقوى الحجج النحوية ، لأنها نصوص عربية فصيحة ، ورواتها من الصحابة والتابعين قوم فصحاء ، وفي قمة العصر الذي يحتج به النحاة عادة.

ولكن النحاة ـ مع ذلك ـ لم يبحثوا في حجة القراءات ، ولم يحققوا فيها كما حقق الأصوليون في حجية الظواهر ، بل إن النحاة ـ وبخاصة نحاة البصرة ـ لم يجعلوا القراءات ـ مع تواترها ـ أولى بالاحتجاج من شواهدهم التي أقاموا عليها قواعدهم ، وردوا كثيرا منها متهمين أصحابها باللحن أو الشذوذ ، لأنها تخالف القاعدة التي بنوها على الشاهد والشاهدين ، وربما كان هذا الشاهد لشاعر مجهول ، أو امرأة من أسد أو تميم غير معروفة ، حتى انتقد ذلك الفخر الرازي (ـ ٦٠٦ ه) في أثناء شرحه لقوله تعالى في أول النساء : (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وقراءة حمزة ومجاهد لها بجر (الأرحام) التي رفضها البصريون ، لأنها مخالفة لقاعدتهم بعدم جواز العطف على الضمير من غير إعادة حرف الجر ، وتجويز سيبويه لذلك مستشهدا ببيتين مجهولي القائل ، مثل :

فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا

فاذهب فما بك والأيام من عجب

بجر (الأيام) عطفا على (بك) فعلق الفخر الرازي : (والعجب من هؤلاء النحاة أنهم يستحسنون إثبات هذه اللغة بهذين البيتين المجهولين ، ولا


يستحسنون إثباتها بقراءة حمزة ومجاهد ، مع أنهما من أكابر علماء السلف في علم القرآن) (٢٦).

وقبل الرازي كان الشيخ الطوسي (ـ ٤٦٠ ه) يقول عن الاحتجاج بمثل هذه الأشعار على صحة الشئ المشتبه في القرآن : (لأن غاية ذلك أن يستشهد عليه ببيت شعر جاهلي ، أو لفظ منقول عن بعض الأعراب ، أو مثل سائر عن بعض أهل البادية ، ولا تكون منزلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وحاشاه من ذلك ـ أقل من منزلة واحد من هؤلاء ، ولا ينقص عن رتبة النابغة الجعدي ، وزهير ابن كعب وغيرهم ، ومن طرائف الأمور أن المخالف إذا أورد عليه ـ أي القرآن ـ شعر من ذكرناه ومن هو دونهم سكنت نفسه ، واطمأن قلبه ، وهو لا يرضى بقول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ومهما شك الناس في نبوته ، فلا مرية في نسبه وفصاحته ، فإنه نشأ بين قومه الذين هم الغاية القصوى في الفصاحة ، ويرجع إليهم في معرفة اللغة ... وكيف يجوز أن يحتج بشعر الشعراء عليه ، ولا يجوز أن يحتج بقوله عليهم؟! ... لأنهم ليسوا بأن يجعلوا عيارا عليه ، بأولى من أن يجعل هو عليه‌السلام عيارا عليهم) (٢٧).

وإليك نماذج مما رد به النحاة هذه القراءات الصحيحة ، واتهامهم لقرائها وهم من فصحاء العرب :

١ ـ ردوا قراءة نافع المدني وابن عامر الدمشقي قوله تعالى : (وجعلنا لكم فيها معائش) (الأعراف : ١٠) لأنها بالهمز ، حتى قال المازني : (إن نافعا لم يدر ما العربية) (٢٨). وحجتهم في ذلك أن القاعدة تقضي أن حرف العلة إذا كان زائدا يقلب عند التكسير همزة مثل : (صحيفة وصحائف) و (عجوز وعجائز) ، ولكنه إذا كان أصليا لا يقلب مثل : (معيشة ومعايش) ـ وعليه قراءة الجمهور ـ ولكن استقراءهم كان ناقصا ، والقاعدة غير مطردة ، فالعرب تجمع مصيبة على

__________________

(٢٦) تفسير الرازي ٩ / ١٦٢.

(٢٧) التبيان ١ / ١٦.

(٢٨) صبح الأعشى ١ / ١٧٩.


(مصائب) ومنارة على (منائر) مع أن همزتهما مقلوبة عن حرف أصلي.

٢ ـ ردوا قراءة ابن عباس ، وعروة بن الزبير ، ومقاتل ، ومجاهد ، وابن أبي عبلة وغيرهم قوله تعالى : (ما ودعك ربك وما قلى) ـ بالتخفيف بحجة أن العرب أماتت ماضي (يدع) ومصدره ، مع أن هؤلاء الذين قرأوها بالتخفيف هم من العرب ومن فصحائهم ، ومنن يحتج بكلامهم ، ومع أن الفعل جار على القياس ، وبعض اللغويين يثبتون ذلك استنادا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله : (لينتهين قوم عن ودعهم الجمعات أو ليختمن على قلوبهم) (٢٩) ومع أنهم يروون عن إمام النحاة أبي الأسود الدولي قوله : ليت شعري عن خليلي ما الذي ـ غاله في الحب حتى ودعه (٣٠)

٣ ـ إن البصريين حين أسسوا قاعدة عدم جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف والمجرور ، ردوا قراءة ابن عامر المتواترة : (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) ـ الأنعام : ١٣٧ ـ وقراءة غيره : (ولا تحسبن الله مخلف وعده رسله) ـ إبراهيم : ٤٧ ـ مع أن لهما شواهد شعرية ونثرية يذكرها الكوفيون وشراح ابن مالك عادة ، ولكن البصريين غالوا في ردها جميعا ، وما ورد في الشعر أجازوه للضرورة ، حتى أتهم الزمخشري في الكشاف عبد الله بن عامر ـ وهو أحد القراء السبعة ، ومن كبار التابعين ، ومن صميم العرب الذين يحتج بكلامهم ـ بقوله : (إن الذي حمله على ذلك أن رأى في بعض المصاحف (شركائهم) مكتوبا بالياء) (٣١) مما يوحي بأنه اختراع القراءة من نفسه ، وقد ناقشه الأستاذ سعيد الأفغاني في كتابه (في أصول النحو) مناقشة جيدة ، ختمها بقوله : (وكان على الزمخشري ، وهو أعجمي تخرج بقواعد النحاة المبنية على الاستقراء الناقص ، أن يتجرأ لنقد رجل عربي قويم الملكة ، فصيح

__________________

(٢٩) أنظر مادة (ودع) في كل من : المصباح المنير ، والنهاية ، ولسان العرب وغيرها.

(٣٠) الخصائص : ١ / ٩٩.

(٣١) الكشاف : ٢ / ٧٠.


اللسان ، حجة في لغة العرب ، شيئا غير هذه الخطابيات) (٣٢).

ب ـ السنة :

وأما سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمفروض أنها من أوسع المصادر المشتركة بين الفقيه والنحوي ، فإننا نجد الفوارق الآتية بينهما :

١ ـ ما تقدم في الكلام عن القرآن من تعلق نظر الفقيه بالمعنى والمضمون ، وتعلق نظر النحوي بشكل السنة ونظمها ، على أن الفقهاء يوسعون دائرة السنة لتشمل فعله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتقريره ، والنحو لا علاقة له بالفعل والتقرير.

٢ ـ إن النحاة السابقين لم يشاركوا الفقهاء بالاحتجاج حتى بالسنة القولية ، مع أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفصح من نطق بالضاد ، وذلك لسببين ادعاهما أبو حيان وغيره من المتأخرين : وقوع التصحيف واللحن في بعض الأحاديث ... وأن كثيرا ممن يوثق بدينه ينقل الحديث بالمعنى ، وأساس الحكم النحوي قائم على صحة اللفظ وإن صدر عن كافر مبتدع ، لذلك أهمل النحاة الاستشهاد بالحديث ، حتى قال أبو حيان الأندلسي : (إن الواضعين الأولين لعلم النحو ، المستقرين للأحكام من لسان العرب ، كأبي عمرو ، وعيسى بن عمر ، والخليل وسيبويه ، من أئمة البصريين ، والكسائي ، والفراء ، وعلي بن مبارك الأحمر ، وهشام الضرير من أئمة الكوفيين ، لم يفعلوا ذلك ـ يقصد الاحتجاج بالحديث ـ وتبعهم على هذا المسلك المتأخرون من الفريقين ، وغيرهم من نحاة الأقاليم ، كنحاة بغداد ، وأهل الأندلس) (٣٣).

وقد استشهد ابن خروف (ـ ٦٠٩ ه) بالحديث فتعقبه ابن الضائع (ـ ٦٨٠ ه) في شرح الجمل ، ورد عليه متحاملا ، ثم جاء دور ابن مالك (٦٧٢ ه) فأكثر من الاستشهاد بالحديث في التسهيل ، وقسا عليه شارحه أبو حيان

__________________

(٣٢) في أصول النحو : ٤٤.

(٣٣) دراسات في العربية وتاريخها : ١٦٨ نقلا عن شرح التسهيل ، وانظر : الاقتراح : ١٧.


(٧٤٥ ه) حتى قال : «والمصنف قد أكثر من الاستدلال بما ورد في الأثر ، متعقبا بزعمه على النحويين ، وما أمعن النظر في ذلك ، ولا صحب من لم التمييز) (٣٤) كما رد على ابن مالك أبو إسحاق الشاطبي (٧٩٠ ه) وجلال الدين السيوطي (٩١١ ه) وغيرهم ، ولم ينح نحو ابن مالك في الاحتجاج بالحديث إلا قلة ، منهم ابن هشام (٧٦١ ه) والمحقق الرضي (٦٨٦ ه) فقد أضاف إلى الاحتجاج بسنة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله احتجاج بأقوال أهل البيت عليهم‌السلام.

وبإهمال النحاة الاحتجاج بالسنة ، أفقدوا نحوهم أوسع مصادره الموثوقة ، واقتصروا على شواهد من الشعر والأمثال ، فوقعوا فيما وقعوا فيه من نقص الاستقراء ، في حين استفاد أصحابهم اللغويون من احتجاجهم بالسنة فأثروا معجماتهم بمفردات عربية سليمة.

٣ ـ إنهم لم يعتمدوا في تحقيق ما احتجوا به من شواهد الشعر والأمثال ، كما اعتمد الفقهاء والمحدثون في تحقيق السنة النبوية ـ سندا ومتنا ـ لذلك جاء الكثر من شواهدهم مجهول القائل والرواية ، بل وجد فيما احتجوا به نفس السببين اللذين أنكروهما على الأحاديث : وقوع التصحيف واللحن ... والنقل بالمعنى أحيانا ، كما أنهم لم يتحرجوا في الاحتجاج بما نقله مثل حماد الرواية الذي كان ـ كما يقول يونس ـ : (يلحن ، ويكسر الشعر ، ويكذب ، ويصحف) (٣٥) ، ويروى أن الكميت امتنع عن إملاء شعره عليه ، وقد طلب منه ذلك ، وقال له : (أنت لحان ولا أكتبك شعري) (٣٦).

وإذا كان الأمر كذلك ، فلم استعار واضعو هذه الأصول من أصحاب أصول الفقه كل ما قالوه في طرق حمل النص ، وثقة النقلة والرواة ، والتواتر ، والآحاد ، والمرسل ، والمجهول وأمثالها مما لم يلتزموا به في نقلهم لغة العرب ، الأمر الذي دعا الفخر الرازي إلى أن ينحو باللائمة على أصحابه الأصوليين ، لأنهم لم

__________________

(٣٤) الاقتراح : ١٩.

(٣٥) مراتب النحويين ـ لأبي طيب اللغوي ـ : ٧٣.

(٣٦) الموشح ـ للمرزباني ـ : ١٩٥.


يقوموا هم بهذه المهمة بدلا من النحاة ـ وقد نقل النحاة المتأخرون نص قوله هذا ـ قال : (والعجب من الأصوليين أنهم أقاموا الدلائل على خبر الواحد أنه حجة في الشرع ، ولم يقيموا الدلالة على ذلك في اللغة والنحو ، وكان هذا أولى ، وكان من الواجب عليهم أن يبحثوا في أحوال اللغات والنحو ، وأن يفصحوا عن جرحهم وتعديلهم ، كما فعلوا ذلك في رواة الأخبار ، لكنهم تركوا ذلك بالكلية ، مع شدة الحاجة إليه ، فإن اللغة والنحو يجريان مجرى الأصل للاستدلال بالنصوص) (٣٧).

ولو أن النحاة قاموا بتحقيق نصوصهم التي يحتجون بها لما دعا الرازي أصحابه إلى ذلك.

٢ ـ القياس

يعرف القياس عند النحاة ، كما يعرف عند الأصوليين : (حمل غير المنقول على المنقول ، في حكم ، لعلة جامعة) (٣٨) وربما فضل الأصوليون أن يقولوا : (حمل غير المنصوص على المنصوص ...) أو : (حمل فرع على أصل في حكم ، بجامع بينهما) (٣٩) أو ما يشبه ذلك مما يتضمن أركانه الأربعة : الأصل ، والفرع ، والحكم ، والعلة المشتركة. ولكن هذه التعريفات عند كل من النحاة والأصوليين متأخرة جدا عن نشأة القياس عندهما ، وهذا أمر طبيعي خاضع لقانون التطور في أي فن من الفنون.

لمحة تاريخية :

ويبدو لي أن القياس نشأ عند الطرفين ، في عصر متقارب ، وقد يكون الفقهاء أسبق من النحاة قليلا ، وكانت نشأته عندهما نشأة بدائية ، قوام القياس

__________________

(٣٧) أنظر : المزهر ـ للسيوطي ـ ١ / ١١٨ نقلا عن المحصول للرازي ، وإرشاد الفحول للشوكاني ١٥ ـ ١٦ نقلا عن المحصول أيضا.

(٣٨) الاقتراح ـ للسيوطي ـ : ٤٧.

(٣٩) روضة الناظر ـ لابن قدامة ـ : ١٤٥.


فيها على (المشابهة) بين الحادثتين ، ومن يقرأ (رسالة) الشافعي ـ وهي أقدم تدوين منظم لأصول الفقه ـ يجد القياس عنده : مرادفا للاجتهاد (٤٠) ، وليس واحد من مجالاته ، ولا يجد فيها ما نجده في أصول الفقه المتأخرة ، من أركان القياس وشرائطها ، ومسالك العلة وقوادحها ، وأمثال ذلك من دقة اقتضاها تطور الفقه الإسلامي.

ولا يبعد أن النحاة ـ في هذا العصر المتقارب ـ لم يأخذوا نفس القياس الذي كان يستعمله الفقهاء ، وإنما تأثروا ، جميعا ، بما جد في الحياة العقلية للمسلمين يومئذ في جميع فروع المعرفة ، فأخذ كل منهما عن مصدر ثالث ، وبخاصة إذا تذكرنا أن حلقات الدرس في مساجد البصرة والكوفة لا تبعد كثيرا عن بعضها ، فالمسجد الواحد يحتوي حلقات مختلفة ، للحديث ، والفقه ، والتفسير ، وعلم الكلام ، والقراءة ، والنحو ، وأن بعض الطلاب في بداية نشأته ينتقل عادة بين جل هذه الحلقات ، فيأخذ عن شيوخها طريقة أدائهم وأسلوب تفكيرهم ، وتنطبع في ذهنه بعض مصطلحاتهم ، ولكنه إذا تخصص بعد ذلك وانصرف بجهده لواحدة من هذه الحلقات ، ثم جاء دوره ليكون هو شيخ الحلقة ، ظهر تأثير جولته تلك ، على أسلوبه وطريقة تفكيره ، وبعض مصطلحاته.

ولا أدري لم يصر بعضهم على أن النحاة ، في هذه الفترة ، أخذوا القياس عن الفقهاء ، والقياس في اللغة أكثر طبيعة منه في الشريعة؟! ثم لم يصح للفقيه أن يحمل (الفقاع) المأخوذ من الشعير على (الخمر) فيحكم (بحرمته) لأنه يجد في شاربه ما يعتري شارب الخمر من (سكر) ، ولا يصح للنحوي أن يحمل (طاب الخشكنان) الذي لم تعرفه العرب ، ولم تنطق به ، على (طابق السويق) فيعطيه نفس الحركات ، لأنه يجد فيه نفس الإسناد؟! وما لنا نذهب بعيدا ، ونحن نجد القياس أمرا طبيعيا حتى عند الأطفال حين يتعلمون لغة آبائهم ، فهم إذ يسمعون آباءهم ، يحاولون أول الأمر أن يحاكوهم

__________________

(٤٠) الرسالة : ٤٧٧.


فيما يتكلمون به ، حتى إذا ألفوا حركة ألسنتهم ونطق أصواتهم ، وترسخت في أذهانهم طريقتهم في صياغة الأسماء والأفعال والأوصاف ، وفي التذكير والتأنيث وتأليف الجمل وأساليبها ، نراهم يعودون إلى هذا المخزون الذي ألفوه فيركبون جملا من مفردات لعل آباءهم لم يسمعوا بها من قبل ، وتكون جملهم الجديدة صحيحة في العادة ، وما ذلك إلا نتيجة (عملية قياسية) عفوية.

فالقياس إذن أقرب إلى واقع اللغة منه إلى واقع الشريعة.

ولكن الذي يؤخذ على النحاة أنهم لم يبذلوا جهدا في تأصيل هذا القياس ، بل في أصولهم النحوية عموما ، كما بذل الفقهاء جهدهم في تأصيل قياسهم وأصولهم الفقهية.

ونظرة تاريخية لما حدث من تطور في تأصيل القياس عند الطرفين ، نجد أنه حين نشأ عند الفقهاء في أوائل القرن الثاني ، واختلفت مدارسهم في طريقة الأخذ به ، واضطرب كثيرا بين العراقيين وأهل المدينة ، فاختلط ب (الرأي) حينا ، و (بالاستحسان) و (المصلحة المرسلة) حينا آخر ، وبقي على هذا الاضطراب ، واختلاف المدارس في تطبيقه ، من وفاة إبراهيم النخعي ، رأس مدرسة الرأي بالكوفة (ـ ٩٥ ه) إلى وفاة محمد بن الحسن (ـ ١٨٩ ه) تلميذ أبي حنيفة. في آخر هذه الفترة جاء دور الإمام الشافعي (ـ ٢٠٤ ه) ، وهو نتاج المدرستين معا ، فنقد فقه العراقيين بنفس القوة التي نقد بها فقه أهل المدينة ، ووضع حدا لاضطراب القياس في الفترة السابقة ، وشاعت (رسالته) التي بعثه إلى عبد الرحمن بن مهدي (ـ ١٩٨ ه) وفيها خطته في أصول الفقه والاعتماد على القياس فقط ، وألف كتبه المعروفة في : (إبطال الاستحسان) و (اختلاف العراقيين) و (الرد على محمد بن الحسن) و (اختلاف مالك والشافعي) و (جماع العلم) و (اختلاف الحديث) وكلها وصلتنا في كتاب (الأم) ، وكان من الطبيعي أن يدافع فقهاء الحنفية والمالكية عن مناهج أئمتهم وأصولهم الفقهية ، فبدأ الأحناف في استخراج أصولهم مما تفرق في كتب أبي يوسف ومحمد ابن الحسن ، كما بدأ المالكية يجمعونها من أصول إمامهم في (الموطأ) وما روي عنه


في (المدونة) ، ونتجت عن حملة الشافعي والرد عليها ، هذه الثورة الهائلة من الكتب الأصولية المعروفة (٤١).

أما في الجانب النحوي فإن القياس عندهم يقترن باسم (عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي) (١١٧ ه) في الكلمة المشهورة التي قالها عنه ابن سلام ورددها بعده الآخرون بأنه : (أول من بعج النحو ومد القياس والعلل) (٤٢) ثم تلميذه من بعده عيسى بن عمر الثقفي (١٤٩ ه) الذي قيل : إنه وضع كتابين في النحو سمى أحدهما (الإكمال) والآخر (الجامع) (٤٣) ولكن لم يصلنا هذان الكتابان ، ولا مقتطفات منهما في الكتب المتأخرة ، كما لم يصلنا شئ عن (القياس) الذي مده ابن أبي إسحاق ، والحقيقة أن الذي وصل إلينا هو ما بعد هذه الفترة ، مما أفاض به عبقري البصرة الخليل بن أحمد ، الذي قام على نحوه كتاب سيبويه ، ومنه تعرف طريقته في القياس والتعليل.

والملاحظ أنه لم يحدث أن كتب أحد النحاة ممن تأخر عن الخليل ، ما يشفي الغليل عن أصول هذا القياس ، واختلاف النحاة في مدرستي البصرة والكوفة في طريقة الأخذ به ، مع إمكان أن يستخرج أتباع المدرستين النحويتين ـ كما استخرج أتباع المدرستين الفقهيتين ـ أصول هذا النحو والقياس من كتاب سيبويه وشروحه ، ومن معاني الكسائي ، ومعاني الفراء ، ومقتضب المبرد ، ومجالس ثعلب ، والكتب النحوية المتأخرة عنها ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ، وكل ما حدث أن انبرى نحوي في القرن الرابع ، وآخر في القرن السادس ، وثالث في القرن العاشر ، ووجدوا أمامهم صنيع الفقهاء ، وما حرره من أصول القياس ومسالك علته ، فأخذوا يستعيرونها لقياسهم النحوي ، كأن لم تكن هناك فوارق بين اللغة والشريعة.

وأنا قد أتعقل أن تكون أركان القياس في كل من الفقه والنحو هي هذه

__________________

(٤١) أنظر في تاريخ هذه الفترة القسم الأول من كتابنا : (القياس : حقيقته وحجيته).

(٤٢) طبقات الشعراء ـ لابن سلام ـ : ١٤.

(٤٣) إنباه الراة ـ للقفطي ـ ٢ / ٣٤٧.


الأربعة : ـ الأصل والفرع والعلة والحكم ـ ولكن كيف أعقل أن تكون شروط هذه الأركان نفس الشروط ، وقواعدها نفس القواعد ، ومسالك العلة نفس المسالك ، وقوادحها نفس القوادح!!؟ مع اختلاف طبيعة (الأصل) وطبيعة (الحكم) الذي يبنى عليه كما تقدم بيان ذلك.

ولأضرب مثلا لذلك ب (مسالك العلة) أي الطرق التي نستطيع بها تشخيص علة الحكم.

وهذه الطرق عند الأصوليين نوعان :

نوع مقطوع بدلالته ، لأن تشخيص العلة جاء من قبل الشارع ، وذلك : بنص الشارع على العلة ، أو إيمانه إليها ، أو قيام الاجماع على أن العلة كذا.

ونوع دلالته على العلة ظنية ، لأن الشارع لم يشر إليها ، وإنما استنبطها الفقيه بطرقه الظنية ، كالمناسبة ، والشبه ، والطرد ، والدوران ، والسبر والتقسيم.

وهذه المسالك ـ بنوعيها ـ هي ما ذكروه للقياس النحوي (٤٤).

وملاحظاتنا على المسألة القياسية في ذلك ما يأتي :

١ ـ النص على العلة :

قد يكون النص على العلة من قبل الشارع ، أو الايماء إليها ممكنا ، لأن الأحكام الشرعية قوانين يراد بها تنظيم علاقات الأفراد والمجتمعات ، ولا بد أن تكون مبنية على أسباب ، ولأن نصوص الشارع فيها متوفرة في كتاب الله وسنة نبيه ، وفي بعضها يذكر الشارع حكمه في الحادثة ، ويريد أن يعرف المكلفين بالوجه الذي من أجله شرع لهم هذا الحكم ، فينص على العلة أو يومئ إليها ، كقوله تعالى : (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) و (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل ...) و (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) وكقول رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إنما نهيتكم عن لحوم الأضاحي لأجل الدافة) و (من أحيا ميتة فهي له) وأمثال ذلك.

__________________

(٤٤) أنظر : الاقتراح : ٥٨ ـ ٦٣.


ولكن هل يعقل أن العربي حين يتكلم بلغته ـ فيرفع الفاعل ، وينصب المفعول ، ويرفع اسم كان وينصب خبرها ، ويعرب بعض الألفاظ ويبني بعضها ، ويشتق ، ويصوغ ، ويذكر ويؤنث ، ويحذف ويضمر ، وأمثال ذلك ـ ينص على الأسباب التي جعلته ينطق بلغته على هذه الكيفية؟! بل هل له أن يراعي أو يدرك تلك الأسباب حتى ينص عليها في بعض ويومئ إليها في البعض الآخر؟! أو أن العربي ـ كغيره من الأجناس الأخرى ـ يتكلم بلغة قومه ، بصورة عفوية دون أن يخطئ في حركاته ، واشتقاقاته ، وتركيباته ، كما لا يخطئ غيره من المتكلمين باللغات الأخرى ، لأنهم يصدرون في كل ذلك عن مخزون ما ألفوه من صياغة وتركيب؟!

بل هل نحن الذين تكلمنا بلغة العرب ـ بعد أن عرفنا عللها كما استنبطها النحاة ـ حين نتكلم بهذه اللغة ، فنرفع ، وننصب ، ونخفض ، ونجزم ، ننص أو نشير إلى أسباب ذلك؟! وهل يكون كلامنا حينئذ لغة عربية عفوية؟! أو هو بحث في اللغة العربية!!؟.

وقد حاول هؤلاء المؤلفون في أصول النحو ، أن يؤكدوا مسلك النص على العلة ، وبخاصة ابن جني ، فهو بعبقريته اللغوية النادرة ، وملاحظته الدقيقة عقد فصلا في كتابه لذلك ، مؤكدا أن العرب نصوا على العلة أحيانا ، ولم يذكر أكثر من خمسة شواهد لا تنهض جميعا لأن تعتبر أمثلة للنص على العلة ، إلا بتدخل فهم ابن جني لها ، بعكس تنصيص الشارع الواضح : (من أجل ذلك) أو (لعلة كذا) أو (لأنها مكسرة) ، ولعل أوضح هذه الشواهد ما دار بينه وبين صاحبه (الشجري) ، وهو بدوي في القرن الرابع ، وقد سأله ابن جني : (كيف تقول : ضربت أخاك؟ فقال : كذاك ، فقلت : أفتقول : ضربت أخوك؟ فقال : لا أقول (أخوك) أبدا ، فقلت : فكيف تقول : ضربني أخوك؟ فقال : كذاك ، فقلت : ألست زعمت أنك لا تقول (أخوك) أبدا؟ فقال : أيش ذا؟! اختلفت جهتا الكلام) ثم يعلق ابن جني مستنتجا : (فهل هذا في معناه


إلا كقولنا نحن : صار المفعول فاعلا) (٤٥).

وهذا النوع من الاستنكار لمماحكة من يحاورك ، يمكن أن يصدر عن أي عربي ألف طرائق لغته ، فإذا استوضحته ، أو غالطته بها ، فهو يدرك بسليقته ومخزون ما ألفه من كلام قومه : كيف ينطق هنا ، وكيف ينطق هناك ، بل حتى الأطفال في سن الرابعة يدركون (اختلاف جهات الكلام) وإن لم يدركوا لماذا اختلفت ... يؤيد ذلك ما سبق لابن جني ـ في موضع آخر ـ من أنه سأل صاحبه الشجري هذا : (كيف تجمع (دكانا)؟ فقال : دكاكين ، قلت : فسرحانا؟ قال : سراحين. قلت : فقرطانا؟ قال : قراطين ، قلت : فعثمان؟ قال : عثمانون ، فقلت له : هلا قلت أيضا : (عثامين)؟ قال : أيش عثامين! أرأيت إنسانا يتكلم بما ليس من لغته ، والله لا أقولها أبدا) (٤٦).

فأنت تجد أن الرجل يعلل اختلاف الجمع هنا وهناك ، بعادته اللغوية فقط ، وأن الإنسان لا يتكلم بما ليس من لغته ، ولكن هذا ليس إدراكا للعلة القياسية ، ولا تنصيصا عليها ، بل ولا (في معنى : صار المفعول فاعلا) ـ كما يقول ذلك ـ لأن ابن جني لو لم يغالط صاحبه : (ألست زعمت أن تقول (أخوك أبدا) لما كان بحاجة لأن يلتفت إلى اختلاف جهتي الكلام.

والمفروض أن النصوص العربية التي استقراها الخليل وأصحابه ليستنبطوا قواعدهم منها ، كانت خالية من هذا الظرف المغالط الذي وضع ابن جني صاحبه فيه ، فكيف ينصون على الجهات التي من أجلها رفعوا ونصبوا ، أو اشتقوا وصرفوا!! وقد كان الخليل أقرب إلى واقع القضية مما ادعاه ابن جني لها ، وأنت تعرف أن موضع الخليل من النحو كموضع الشافعي من أصول الفقه ويعتبره ابن جني (كاشف قناع القياس في علمه) (٤٧) وهو بعد ذلك أقدم عهدا وأكثر صلة بالعرب الذين يحتج بأقوالهم من كل هؤلاء ، يقول الخليل ـ حين

__________________

(٤٥) الخصائص ١ / ٢٥٠.

(٤٦) الخصائص ١ / ٢٤٢.

(٤٧) الخصائص ١ / ٣٦١.


سئل عن العلل التي يعتل بها في النحو ـ :

(عن العرب أخذتها أم اخترعها من نفسك؟ فقال : إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها ، وعرفت مواقع كلامها ، وقام في عقولها علله ، وإن لم ينقل ذلك عنها ، واعتللت أنا بما عندي أنه علة لما عللته فيه ، فإن أكن أصبت العلة فهو الذي التمست ، وإن تكن هناك علة له ، فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا محكمة البناء ، عجيبة النظم والأقسام ، وقد صحت عنده حكمة بانيها ... فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شئ منها ، قال : إنما فعل هذا هكذا لعلة كذا ، ولسبب كذا وكذا ، سنحت له وخطرت بباله ، محتملة لذلك ، فجائز أن يكون الحكيم الباني فعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار ، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة ، إلا أن ذلك مما ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك ، فإن سنح لغيري علة لما عللته من النحو ، هي أليق مما ذكرت بالمعلول ، فليأت بها) (٤٨).

وهذا كلام ـ في حدود تعليل النحاة لأقيستهم ـ طبيعي جدا ، ولكنه من العلل المستنبطة لا المنصوصة.

٢ ـ الاجماع على العلة :

وأغرب من نص العرب على العلة الاجماع عليها ، فأنا قد أفهم في الفقهيات أن المسلمين الذين حرمت الخمر عليهم ـ أو أن فقاءهم ـ يدركون علة ذلك ، أو يتخيلونها ، لأنهم في صدد البحث عنها ، فيقولون هي (الاسكار) مثلا ، وقد يجمعون على ذلك ، فيكون المسلك لمعرفة العلة حينئذ إجماع المسلمين أو إجماع الفقهاء ، ولكن كيف يتيسر ذلك في اللغة؟ ما المقصود بالإجماع على العلة هنا : أهو إجماع العرب ، أم إجماع النحاة؟

أ ـ فإن كان إجماع العرب ، فقد سبق أن كل قبيلة تتكلم بلغتها ولهجتها

__________________

(٤٨) الإيضاح في علل النحو ـ للزجاجي ـ : ٦٥ ـ ٦٦.


بطريقة عفوية ، ولا شك أن هناك قبائل أخرى تختلف معها في طريقة النطق أو الاشتقاق ، ولم تكن هذه القبيلة ، ولا غيرها ـ حين التكلم ـ بصدد أن تدرك علل كلامها ، وعلى فرض أنها كانت بهذا الصدد فهل أدركت؟ ثم هل عللت؟ وأخيرا هل أجمعت؟ وهي أسئلة يتوقف إمكان الاجماع على الإجابة عنها ، ثم ما قيمة هذا الاجماع مع علمنا باختلاف القبائل؟ وما فائدة هذا الاجماع لمدعيه من النحاة ، وقد كان يكفيهم أن عربيا ، أو قبيلة عربية عللت كلامها ، فنقيس على تلك العلة ، لأنها حينئذ علة منصوص عليها ، ويصح القياس عليها من دون حاجة إلى هذا التمحل بادعاء الاجماع؟

ب ـ وإذا كان المقصود بالإجماع على العلة هو إجماع النحاة ، وهو أمر معقول ، ولكن هل حصل هذا الاجماع؟ وعلى فرض حصوله فما قيمته من ناحية الاحتجاج به؟ لأن المقصود أن نقيس على كلام العرب ، لا كلام النحاة.

قد يقال : بأن إجماع النحاة على العلة (يكشف) عن أنها هي العلة عند العرب ، كما يكشف إجماع الفقهاء على العلة أنها هي التي قصدها الشارع في حكمه. ولكن ذلك قياس مع الفارق ، فالمفروض أن الشارع هو الذي أعطى الحجة لإجماع الفقهاء (ما اجتمعت أمتي على الخطأ) أو ضلالة ، فكان لإجماعهم هذا (الكشف) عن العلة عند الشارع ، ولكن من الذي أعطى النحاة هذه القوة (الكاشفة) عن قول العرب؟! أقال العرب مثلا : (ما اجتمع النحاة على خطأ) أو : (ما قاله نحاتنا فهو قولنا)!!

وسيأتي مزيد إيضاح لذلك عند الحديث عن مسألة (الاجماع) نفسها.

٣ ـ المسالك المظنونة :

وإذا كان الحديث عن النصر على العلة ، والإيماء إليها والإجماع ، ما قد رأيت ، فلم يبق إلا الحديث عن المسالك المظنونة ، ولا أعتقد أن المعقول منها والمفيد في المسألة النحوية غير (المشابهة) و (الاطراد) ، وهذا ما حصل في أوليات الاستنباط النحوي ، حينما سأل يونس بن حبيب شيخه ابن أبي إسحاق :


(هل يقول أحد (الصويق) يعني (السويق)؟ قال : نعم ، عمرو بن تميم تقولها ـ ثم أردف : وما تريد إلى هذا ، عليك بباب من النحو يطرد وينقاس) (٤٩) و (الشبه) و (الطرد) ـ ويتبعه الدوران لأنه طرد وعكس ـ هي المسالك المعقولة للقياس النحوي.

وأما المناسبة ، وهي الملائمة بين العلة والحكم ، فإننا إذا أخذنا المثال الذي ضربه النحاة لها ، فلا نجدها تفيد النحوي في قياس غير المنقول على المنقول ، وهذا المثال هو ما ضربه ابن الأنباري ونقله عنه السيوطي ، في رفع ما لم يسم فاعله ، فقال : (اسم أسند الفعل إليه ، مقدما عليه ، فوجب أن يكون مرفوعا ، قياسا على الفاعل ، فالفاعل : أصل مقيس عليه ، ونائبه : فرع مقيس ، والحكم : الرفع ، والعلة الجامعة : الإسناد) (٥٠).

وهذه العلة مناسبة فعلا ، ولكن القياس حينئذ هدر ، لا فائدة منه ، لأنه لم يكن أكثر من توجيه لكلام العرب ، ولا يفيدنا في القياس على كلامهم ، فكلاهما ـ المقيس والمقيس عليه ـ عرف بالنقل لا بالقياس ، ولا حاجة حينئذ للعملية القياسية ، وكثير من علل النحاة المتأخرين ـ وبخاصة الأنباري والسيوطي ـ كذلك ، فهم لا يذكرونها لتفيد في قياس غير المنقول على المنقول ، وإنما ليجدوا مثالا للعلة القياسية عند الفقهاء (٥١).

٤ ـ أركان القياس :

وفي أركان القياس نجد الأصوليين لا يقيسون (الأصل) على أصل آخر ، لأنه إذا جعلنا أحدهما مقيسا والآخر مقيسا عليه ، فإن ظهر حكم الفرع ـ بنتيجة القياس ـ موافقا لحكم الأصل ، بطلت فائدة القياس ، لأن الحكم في كل منهما معلوم بالنص ، وإن ظهر مخالفا فقد أبطلنا النص الوارد في الفرع بالقياس وهو منفي

__________________

(٤٩) طبقات الشعراء ـ لابن سلام ـ : ١٥.

(٥٠) الاقتراح : ٤٧.

(٥١) أنظر : الاقتراح : ٥٦ وما بعدها.


إجماعا (٥٢). كذلك هم لا يقيسون الأصل على الفرع ، للسبب نفسه ، ولا الفرع على الفرع ـ إلا ما قيل عن بعضهم ـ لما فيه من التشريع الباطل ، لأنه من دون مستند.

وهذه اللوازم كلها لا تتنافى عند هؤلاء النحاة لذلك نراهم يحملون : الفرع على الأصل ، والأصل على الفرع ، كما يحملون الأصل على الأصل ، والفرع على الفرع ، وقد ذكر السيوطي لذلك أربعة أنواع :

١ ـ حمل فرع على أصل ، كإعلال الجمع لإعلال المفرد ، مثل (قيمة ، وقيم) أو تصحيحه لصحته مثل : (ثور وثورة).

٢ ـ حمل أصل على فرع ، كإعلال المصدر لإعلال فعله : (قام قياما) أو تصحيحه لصحة فعله : (قاوم قواما).

٣ ـ حمل النظير على نظيره ، كما منعوا (أفعل التفضيل) من رفع الظاهر لشبهه ب (أفعل التعجب) ، وأجازوا تصغير (أفعل التعجب) حملا على اسم التفضيل.

٤ ـ حمل ضد على ضد ، ومن أمثلته النصب ب (لم) حملا على الجزم ب (لن) ، أولهما لنفي الماضي ، والثاني لنفي المستقبل (٥٣).

وأنت تعلم أنهم في هذا كله في غنى عن القياس ، لأن الأصل والفرع قد ورد به السماع من العرب في كل هذه الأمثلة ، فلماذا القياس؟

على أن هذه الأنواع الأربعة ـ من وجهة فنية ـ نوع واحد ، لأنها كلها في المصطلح القياسي من باب (حمل الأصل على الأصل) ولعل الذي أشبه السيوطي فيها كلمتا (الفرع) و (الأصل) فهما تردان في باب القياس بمعنى المقيس والمقيس عليه ، وفي باب الاشتقاق بمعنى المشتق والمشتق منه ، وكون المصدر (أصل) الاشتقاق والفعل (فرعه) عند البصريين ، وكون المفرد (أصل)

__________________

(٥٢) أنظر : التقرير ـ لابن أمير الحاج ، من علماء الحنفية ـ ٣ / ١٤٠.

(٥٣) الاقتراح ـ للسيوطي ـ : ٤٦ فما بعدها.


التصريف ، والمثنى والجمع ، فرعان ، مسألة لا دخل لها مطلقا في باب القياس ، فالأصل والفرع في تنويع السيوطي من باب القياس ، والأصل الفرع في أمثلته من باب الاشتقاق والتصريف!!

ويقول ابن جني : إن النحويين (شبهوا الأصل بالفرع في المعنى الذي أفاده الفرع من ذلك الأصل ، ألا ترى أن سيبويه أجاز في قولك : (هذا الحسن الوجه) أن يكون الجر في الوجه من موضعين : أحدهما الإضافة ، والآخر تشبيهه ب (الضارب الرجل) الذي إنما جاز فيه الجر تشبيها ب (الحسن الوجه) (٥٤) ثم نسب ابن جني هذا الوضع (الدائر) إلى العرب ، وذلك في دفاعه عن رأي سيبويه ب : (أن العرب إذا شبهت شيئا بشئ مكنت ذلك الشبه لهما ، وعمرت به الحال بينهما ، ألا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأعربوه ، تمموا ذلك المعنى بينهما بأن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه) (٥٥).

وقال في موضع سابق : (وهذا يدلك على تمكن (الفروع) عندهم ، حتى أن (أصولها) التي أعطتها (حكما) من أحكامها قد حارت فاستعادت في فروعها ما كانت هي أدته إليها ، وجعلته عطية منها لها!!) (٥٦).

وهذا كلام لو صدر عن غير ابن جني لقيل : هو إلى الخيال الشعري أقرب منه إلى البحث اللغوي ، وكله مما لا حاجة لهم به ، لأن الدليل عليه ، ليس هو القياس ولا التشبيه ، وإنما هو كلام العرب الذي ثبت بالاستقراء ، والعرب لم تشبه شيئا بشئ ، ولم تفترض أن أحدهما أصل ، والآخر فرع ، وإنما أنت الذي شبهت الفعل المضارع بالاسم ، فادعيت : أنه أعرب لذلك ، وشبهت اسم الفاعل بالفعل ، فادعيت : أنه أعمل لذلك ، والحقيقة أن العرب نطقوا بالفعل المضارع مرفوعا ، ومنصوبا ، ومجزوما ، ونطقهم بذلك يكفي في الدلالة على إعرابه ، من دون حاجة إلى قياسه على الاسم ، ولا تأتي النوبة إلى القياس إلا بعد فقدان النص

__________________

(٥٤) الخصائص ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٥٥) الخصائص ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٥٦) الخصائص ١ / ٢٩٨.


(السماع).

٥ ـ القياس والاستقراء :

ومن الفوارق المهمة بين القياس النحوي والفقهي مسألة (الاستقراء) فالمحققون من النحاة حين يعرفون النحو يقولون هو : (علم بمقاييس مستنبطة من استقراء كلام العرب) (٥٧). ويقول ابن السراج : (وهو علم استخرجه المتقدمون فيه من استقراء كلام العرب) (٥٨). ويقول أبو إسحاق الشاطبي : (الذين اعتنوا بالقياس والنظر فيما يعد من صلب كلام العرب ، وما لا يعد ، لم يثبتوا شيئا إلا بعد الاستقراء التام ، ولا نفوه إلا بعد الاستقراء التام) (٥٩).

فالقياس النحوي إذن قائم على الاستقراء ، ولا تكاد تتم لهذا الأصل فائدته دون الاعتماد على أصل آخر هو (الاستقراء) وهذا أمر معروف عند النحويين عموما ، حتى قال بعض المحدثين : (لست أعقل النحو إلا استقراء ثم قياسا) (٦٠).

والأمر ليس كذلك بالنسبة للقياس الفقهي ، فهو عندهم : عملية اجتهادية تتم من دون حاجة إلى الاستقراء ، لا التام منه ولا الناقص ، وذلك لأن المشرع عند الفقهاء (واحد) ونصوصه معروفة فنضبطه في كتاب الله وسنة نبيه ، ويمكن القياس على أي نص تظهر لهم علته ، والمشرعون عند النحاة لا يحصون عددا ، وبلادهم متباعدة ، ولهجاتهم مختلفة ، لذلك فعملية الاستنباط عندهم بحاجة إلى : التتبع ، والإحصاء ، والفرز ، والملاحظة ، ثم استنتاج العلة حتى يصح القياس عليها ، ولا يصح لهم القياس على أي نص لأي عربي ، كما يصح ذلك عند الفقهاء.

__________________

(٥٧) السكاكي في القسم النحوي من المفتاح : ٤١.

(٥٨) الأصول ـ لابن السراج ـ ١ / ٣٧.

(٥٩) دراسات في العربية وتاريخها : ٧١.

(٦٠) الأستاذ سعيد الأفغاني في كتابه (في أصول النحو) : ٧٨.


وإذا افترضنا أننا سمعنا عربيا ، ممن يصح الاحتجاج بقوله ، قال : (علمته تعليما) فلا يصح لنا أن نصوغ المصدر بزنة (تفعيل) من كل فعل مضعف (فعل) ما لم نستقرئ ما وصلنا من كلام العرب في ذلك ، فإذا وجدناهم يصوغون ـ باطراد ـ مصدر هذا الفعل بهذه الصيغة ، قسنا حينئذ عليها : (تثقيف من ثقف) و (تنظيم من نظم) و (تبويب من بوب) وأمثالها ، وهكذا القول في صوغ أسماء الفاعلين والمفعولين ، وأسماء الزمان والآلة ، وجموع التكسير ، والنسب ، والتصغير وغير ذلك.

الاستقراء أولا ثم القياس.

ولهذا أخذ الأخفش على بشار بن برد حين قال :

الآن أقصر عن سمية باطلي

وأشار ب (الوجلى) علي مشير

وقال :

على (الغزلى) مني السلام فربما

لهوت بها في ظل مخضلة زهر

فاشتق من الوجل والغزل وصفا : (وجلى) و (غزلي) لأن ذلك لم يسمع من العرب.

وإنما قاسه بشار على (جمزى) من (الجمز) ـ أي السرعة ـ وهو ليس موضع قياس (٦١).

و (جمزى) هذه لم ترد إلا في بيت لأمية بن أبي عائذ :

كأني ورحلي إذا رعتها

على جمزى جازى بالرمال (٦٢)

فقاس بشار عليه غزلي ووجلي دون أن يتم استقراء هذا الوصف.

ومع هذا الفرق الواضح بين قياس لا يتم إلا بالاستقراء ، وقياس لا علاقة له به ، لا بد أن تكون هناك فروق بين قواعد تأصيل كل منهما ، ولذلك اختلفت الأقيسة النحوية بين مدرستي البصرة والكوفة ، وبين نحاة المدرسة الواحدة أحيانا

__________________

(٦١) دراسات في العربية وتاريخها ـ للشيخ محمد الخضر حسين ـ : ٧١.

(٦٢) المزهر ـ للسيوطي ـ

٢ / ٧١.


تبعا لنقص التتبع والتصنيف الذين لا يتم تجريد القاعدة ثم القياس عليها إلا بهما ، وهذا شئ لا حاجة به للإطالة لأنه معروف.

يضاف إلى ذلك أن المدرستين معا أهملتا الاحتجاج بالحديث الشريف ـ كما سبق ـ ففقدتا مادة غنية جدا لاستقراء اللغة ، كما أهملوا الاحتجاج بالقراءات المتواترة لأنها تخالف القاعدة التي استعجلوا في تجريدها وبنائها على استقرائهم الناقص ، وأمثال ذلك مما تم عرضه.

٣ ـ الاجماع

وقد ذكر هؤلاء النحاة ، لهذا الأصل ، ثلاثة أنواع : إجماع العرب ، وإجماع البلدين ، والإجماع السكوتي.

أ ـ إجماع العرب :

ونستبق الأمر فنقرر : أن إجماع العرب لا يمكن أن يكون دليلا (مستقلا) عن السماع والقياس ، لسببين :

١ ـ لعدم إمكانه ، وقد قال عنه السيوطي نفسه : (إجماع العرب حجة ، ولكن أنى لنا بالوقوف عليه) (٦٣). وقد كانت تجربة الأصوليين قبله في (إجماع الأمة) قليلة الجدوى ، لعدم إمكانه ، إلا فيما هو ضروري من ضروريات الدين ، وهي في غنى عن الاجماع ، لتوافر النصوص فيها ، لذلك ضاق هذا الاجماع ، عند المذاهب الفقهية المختلفة ، فأصبح يعني : إجماع الصحابة ، أو إجماع الخلفاء الراشدين ، أو إجماع أهل المدينة ، أو إجماع الإمامية ، أو إجماع العترة ، أو إجماع المذاهب الأربعة ، إلى آخر ما ادعاه الأصوليون من صور الاجماع ، كل ذلك من أجل أنهم لم يتمكنوا من تحصيل (إجماع الأمة) فكيف يمكن لمقلديهم من النحويين تحصيل (إجماع العرب) على قول ما ، مع أننا نعلم أن استقراءهم ، سواء أكانوا في البصرة أم الكوفة ، كان استقراء ناقصا ، لأنه مقصور على قبائل بعينها في

__________________

(٦٣) الاقتراح : ٣٤.


كل من المصرين.

٢ ـ لعدم الحاجة لهذا النوع من الاجماع ، وذلك لأن أساس الأحكام النحوية هو السماع من العرب ، والسماع ، عندهم ، يكفي أن تمثله القبلية والقبيلتان ، بل والشاهد والشاهدان ، فلم الاجماع أذن؟ ولم نجد نحويا اشترط (للسماع) أن تجمع عليه العرب ، فإذا قال سيبويه مثلا عن الفعل المضاعف مثل (وددت) أنه : (إذا تحرك الحرف الأخير فالعرب مجمعون على الادغام) (٦٤) ، أو قال في المفرد المنادى : (كل العرب ترفعه بغير تنوين) (٦٥) ، أو قال : (وليس من العرب إلا وهو يقول (تنبأ) مسيلمة) (٦٦) ، وأمثال ذلك ، فليس معناه : أنه يحتج بالإجماع باعتباره دليلا مستقلا عن السماع ، بل إنه يريد أن ينفي عن السماع الذي احتج به الندرة أو الشذوذ ، إلى حد أن العرب كلها تنطق به.

تماما كما لو قال الفقيه مستدلا بحديث ما : (أجمعت (الصحاح) على نقله) أو (المحدثون قاطبة يروون ذلك) ، أو (لا أحد منهم إلا ويروي ذلك) وليس معنى هذه العبارات أنه يستدل ب (الاجماع) ، بل بالنص المستفيض.

ب ـ إجماع البلدين :

والبلدان هما : البصرة والكوفة ، وأول من بحث في هذا النوع من الاجماع ، أبو الفتح عثمان بن جني في الخصائص ، قال : (اعلم أن إجماع أهل البلدين إنما يكون حجة ، إذا أعطاك خصمك يده : ألا يخالف المنصوص ، والمقيس على المنصوص ، فأما إن لم يعط يده بذلك ، فلا يكون إجماعهم حجة عليه) (٦٧).

معنى ذلك أن ترتيب الأدلة ـ من حيث حجيتها ـ عند ابن جني : النص أولا ، ثم القياس على النص ، ثم الاجماع ، وقد كان ترتيبها عند الأصوليين ، أن يقع

__________________

(٦٤) الكتاب ـ لسيبويه ـ ٢ / ١٥٨.

(٦٥) الكتاب ـ لسيبويه ـ ١ / ٣٠٤.

(٦٦) الكتاب ـ لسيبويه ـ ٢ / ١٢٦.

(٦٧) الخصائص ١ / ١٨٩.


الاجماع بعد النص ، ثم يأتي القياس على أصل ثبت بالنص أو الاجماع.

وسر مخالفة ابن جني ترتيب الأصوليين ، أن حجية الاجماع عندهم تستند إلى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (لا تجتمع أمتي على ضلالة) الذي أعطى لإجماعهم العصمة عن الوقوع في الخطأ ، (ولم يرد ممن يطاع أمره في قرآن ولا سنة أنهم ـ النحاة ـ لا يجتمعون على الخطأ) (٦٨). من أجل ذلك قدم القياس على إجماعهم ، وسوغ لكل قائس بلغ شأوهم ، أن يخالف إجماعهم ، وذلك لأن النحو (علم منتزع من استقراء هذه اللغة ، فكل من فرق له عن علة صحيحة ، وطريق نهجة ، كان (خليل) نفسه و (أبا عمرو) فكره) (٦٩).

ثم ذكر بعد ذلك : أنه (مما جاز خلاف الاجماع الواقع فيه منذ بدئ هذا العلم وإلى آخر هذا الوقت ، ما رأيته أنا في قولهم : (هذا حجر ضب خرب) فهذا يتناوله آخر عن أول ، وتال عن ماض ، على أنه غلط من العرب ، لا يختلفون فيه ولا يتوقفون عنه ... إلى آخره) ثم يذكر حجته في مخالفة هذا الاجماع (٧٠).

وحين تصل إلى هذا الحد من قول أبي الفتح ، تعجب ممن فهم عن هذا الرجل قوله بحجية الاجماع ، لأنه ـ وهو من نعرف جلالة قدر ، ودقة ملاحظة ، وتمكنا من زمام قول ـ لا يمكن أن يصل إلى رأي لا محصل له!! وذلك لأنه إما أن يكون إجماع البلدين ـ عنده ـ حجة ، فبعد عصر انعقاده لا يصح له ولا لأي مجتهد آخر ، وإن بلغ مبلغ الخليل ، أن يخرق هذا الاجماع لأية علة فرقت له ، وهذا هو معنى حجية الاجماع عند من يعترف به ... وإما أن يكون جائزا له ، أو لغيره ، أن يخرجوا على إجماع البلدين ، لإمكان وقوعهم في الخطأ ـ وهو رأي سديد جدا ـ فلماذا يذهب إذن إلى أن إجماعهم حجة؟!

قد تقول لي : إن أبا الفتح اشترط لحجية هذا الاجماع من أول : أن يعطيك خصمك يده ، ألا يخالف هذا الاجماع المنصوص ، ولا المقيس

__________________

(٦٨) ١ / ١٨٩ ـ ١٩٠.

(٦٩) ١ / ١٨٩ ـ ١٩٠.

(٧٠) الخصائص ١ / ١٩٠.


على المنصوص ، وقد خالف إجماع النحويين على تغليط (هذا جحر ضب خرب) القياس الذي انعقد في نفس ابن جني ، فلم يعد إجماعهم حجة عليه.

فأقول لك : أنا أفهم من اشتراط ابن جني ذلك ، أنه قصد به إضعاف القول بحجية الاجماع ، وذلك لأننا نفهم من حجية الاجماع أنه ، بعد انعقاده ، يكون حجة على المجتهدين الذين يستطيعون أن يقيسوا ، لا على المقلدين أو المبتدئين في النحو ، وإلا فإذا جاز لكل مجتهد فرقت له علة صحيحة أن يخالف إجماع المجمعين ، فلا خصوصية حينئذ لقصر الحجية على (إجماع البلدين) ، ذلك لأن إجماع أهل البصرة وحدهم حجة عليك إذا لم يخالف المنصوص ولا المقيس عليه ، وإجماع أهل الكوفة ، أو بغداد ، أو الأندلس ، أو مصر ، كذلك حجة إذا لم يخالف المنصوص ولا المقيس على المنصوص ، بل إن قول الكسائي وحده ، أو سيبويه ، أو المبرد ، أو ابن جني حجة عليك إذا لم يخالف المنصوص والمقيس ، فإذا انعقد في نفسك قياس على خلاف ما قاسوا ، لم يعد قولهم حجة!!

فما معنى حصر الحجية إذن بإجماع البلدين وحده؟!

أما الذين تأخروا عن ابن جني من مؤلفي هذه الأصول ، فإن السيوطي ـ كعادته ـ نقل قوله ولم يعقب (٧١).

وابن الأنباري ، في لمع الأدلة ، حصر أدلة النحو في ثلاثة : النقل ، والقياس ، واستصحاب الحال (٧٢). وذكر الاستحسان وأدلة أخرى ولم يرتضها ، ولم يذكر في كتابه الاجماع لا بنفي ولا إثبات ، ولكنه في كتاب (الإنصاف) احتج كثيرا بالإجماع ، أو بخلاف الاجماع ، لآراء البصريين والكوفيين ، أو للرد

__________________

(٧١) أنظر : الاقتراح : ٣٥ ـ ٣٦.

(٧٢) لمع الأدلة : ٢٧.

(٧٣) أنظر : الإنصاف في مسائل الخلاف ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ ١ / ٣٣ ، و ٢ / ٤٩٠ و ٥٢٨ و ٥٣٥ و ٥٥٢ و ٥٧١ و ٦٠٩ وغيرها.


ويبدو لي أنه لم يكن يقصد من ذكر (الاجماع) في الإنصاف ، إلا معناه اللغوي (الاتفاق على الأمر) لا المعنى الاصطلاحي الذي يقصد منه أن الاجماع دليل مستقل عن النقل والقياس ، وذلك :

١ ـ لأن هذه المسائل التي ذكر فيها الاجماع ، كانت أدلتها ـ عند الطرفين ـ إما منصوص عليها ، أو مقيسة ، وذكر الاجماع فيها إنما هو من باب إلزام الخصم بأنه (متفق) مع خصمه على صحة النص ، أو صحة القياس ، وليس هذا من باب الاحتجاج بالإجماع ، على أنه دليل مقابل للنص أو للقياس عليه.

٢ ـ أن الأنباري لو كان يذهب إلى حجية الاجماع لذكره في موضعه الطبيعي ، وهو كتاب (لمع الأدلة) مع أن هذا الكتاب وضعه ـ كما يقول في مقدمته ـ بعد وضع كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف (٧٤).

٣ ـ ولو سلمنا بأنه كان يعني هنا بالإجماع معناه المصطلح عليه ، فإنه يكون من باب (الاجماع المنقول) وهو كخبر الواحد ، لا بد من معرفة ناقله ، وعدالته وتوثيقه ، ومعرفة العصر الذي نقل الاجماع عنه ، وعدم وجود المخالف فيه ، وأمثال ذلك مما هو غير متوافر فيما حكاه الأنباري ، والكتاب ، بعد ذلك ، كتاب في مسائل الخلاف ، وما من مسألة فيه إلا كانت مسرحا لخلاف بين نحاة المصرين ، أو بين نحاة كل مصر منهما أحيانا ، فيكف نقطع بعدم وجود المخالف؟!

ج ـ الاجماع السكوتي :

والإجماع السكوتي ذكره السيوطي ، على أساس أنه صورة من صور (إجماع العرب) وعرفه بما يلي : (أن يتكلم العربي بشئ ، ويبلغهم ـ يعني العرب ـ ويسكتون عليه) (٧٥).

ثم استشهد له باستدلال ابن مالك في التسهيل على جواز توسيط خبر (ما) الحجازية ، ونصبه بقول الفرزدق :

__________________

(٧٤) لمع الأدلة : ٢٢.

(٧٥) الاقتراح : ٣٦.


فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ـ إذ هم قريش ، وإذ ما مثلهم بشر

وقد قرب استدلاله بالإجماع : (أن الفرزدق كان له أضداد من الحجازيين والتميميين ، ومن مناهم أن يظفروا له بزلة ، يشنعون بها عليه ، مبادرين لتخطئته ، ولو جرى شئ من ذلك لنقل ، لتوفر الدواعي على التحدث بمثل ذلك ، إذا اتفق ففي عدم نقل ذلك دليل على إجماع أضداده الحجازيين والتميميين على تصويب قوله) (٧٦).

وهذا الحديث كله ضرب من الوهم ، وذلك :

١ ـ لأنه يكاد يكون نقلا حرفيا من احتجاج بعض الأصوليين بالإجماع السكوتي ، وقد كفانا الشافعي مؤنة الرد عليهم بقوله : (لا ينسب إلى ساكت قول) (٧٧).

٢ ـ أن مدعي هذا الاجماع بينه وبين الحادثة قرون وقرون ، فمن أدراه بأن كل واحد من الحجازيين والتميميين بلغه قول الفرزدق؟ أو أن كل واحد لم يعترض عليه حين بلغه ذلك؟ على أن المسألة لا تتعلق بأضداده من الحجازيين والتميميين ، فالمفروض أن الاجماع هنا صورة من صور إجماع العرب ، لا إجماع أهل الحجاز ، ولا بني تميم ، فلا بد أن يبلغ العرب كلهم فيسكتوا ، ثم إن مجرد عدم علم السيوطي ـ أو ابن مالك ـ بنقل اعتراضهم لا يكون له علما بعدم وقوعه ، لأن (عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود).

٣ ـ أن مدعي هذا الاجماع من الأصوليين ، يشترطون أن يتوفر في سكوت الساكتين عنصر (الرضى) بالقول ، حتى يتم الاجماع ، فمن أدرانا ـ على فرض أنهم سمعوا وسكتوا على قول الفرزدق غير معترضين ـ أن سكوتهم كان عن (رضى) بقوله ، ألا يحتمل أن كل قبيلة سمعته ظنت أنه يتكلم بلغة قبيلة أخرى ، فلم تعترض عليه؟ ألا يحتمل أن من سمعه ، ولم يعترض اعتبره خطأ من أخطاء

__________________

(٧٦) الاقتراح : ٣٦.

(٧٧) المنخول من تعليقات الأصول ـ للغزالي ـ : ٣١٨.


الفرزدق ، وتجنب الاعتراف إما لعدم اهتمامه ، أو اعتمادا على اعتراض غيره ، كما سكت معاصرو عبد الله بن أبي إسحاق حين اعترض الفرزدق ، وخطأه بقوله :

مستقبلين شمال الشام تضربنا

بحاصب من نديف القطن منثور

على عمائمنا تلقى وأرجلنا

على زواحف تزجى مخها رير

فقال : إنما هي (رير) بالضم ... ثم حاول أن يصلح له البيت : (على زواحف نزجيها محاسير) (٧٨) أو لعلهم سكتوا خوفا من لسان الفرزدق لأنه هجا ابن أبي إسحاق حين اعترضه :

ولو كان عبد الله مولى هجوته

ولكن عبد الله مولى مواليا (٧٩)

وهذه الاحتمالات ، أو أكثرها واردة على الحادثة وأمثالها ، ومع ورودها لا يمكن التحقق من أن قول الفرزدق بلغ كل العرب ، وأنهم حين بلغهم سكتوا ولم يعترضوا ، وأن سكوتهم كان عن رضى بقوله ، حتى يتم هذا الاجماع!!

٤ ـ أن الفرزدق ممن يحتج بأقوالهم عادة ، وتكلف الاجماع على مثله ـ سكوتيا أو غير سكوتي ـ ضرب من العبث لا طائل تحته ، على أن (ما) هنا تسمى (الحجازية) ، ولا بد أن الفرزدق نطق بها على لغتهم ، لأنهم هم الذين يعملونها ، والتميميون يخالفون في ذلك ، فيكف يعتبر سكوتهم عن رضى ، لنكون بذلك إجماعا!

٤ ـ الاستحسان

والاستحسان من أدلة الحنفية ، وقد رده الشافعي وكتب فيه (إبطال الاستحسان) ولذلك لم يعتبره الأنباري والسيوطي من أدلة النحو ، لأنهما شافعيان!! ومن تعاريفه عند الحنفية أنه : (ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس) (٨٠) على أساس أن العلة القياسية ـ وإن كانت ظاهرة ـ إلا أن العمل بها

__________________

(٧٨) الشعر والشعراء ـ لابن قتيبة ـ : ٣٥.

(٧٩) الشعر والشعراء ـ لابن قتيبة ـ : ٣٥.

(٨٠) المبسوط ـ للسرخسي ـ ١٠ / ١٤٥.


قد يقتضي في بعض الأحيان عسرا وحرجا ، فيتركها المجتهد إلى العمل بعلة خفية ضعيفة (استحسانا) منه لها ، لأنها توجب اليسر والسهولة على الناس.

وعلى هذا الأساس خص ابن جني هذا الاستحسان بباب في خصائصه ، وعرفه بما يشبه تعريف أصحابه من الحنفية ، فقال : (وجماعة أن علته ضعيفة غير مستحكمة ، إلا أن فيه ضربا من الاتساع والتصرف) (٨١). ثم ضرب له أمثلة كثيرة منها :

قولهم : الفتوى ، والبقوى والتقوى ، على أساس أن القياس يقتضي أن تكون بالياء : الفتيا والبقيا ... ولكنهم تركوا القياس هنا ، للتفريق بين الاسم والصفة.

ثم رأى أن هذا (التفريق) علة خفية غير مطردة ، لأننا نراهم لا يفرقون بينهما ـ الاسم والصفة ـ أحيانا ، وضرب لذلك أمثلة منها : أنهم يجمعون (حسن) على (حسان) ـ وهي صفة ـ كما يجمعون (جبل) على (جبال) ـ وهي أسم ـ ولو كان التفريق بين الاسم والصفة واجبا ، لاطرد في جميع الباب ، كاطراد رفع الفاعل ونصف المفعول (٨٢).

(ومن الاستحسان : رجل غديان وعشيان ، وقياسه : غدوان وعشوان ، لأنهما من : غدوت وعشوت ... ومثله : دامت السماء تديم ديما ، وهو من الواو ...

ومن ذلك : استحوذ ، وأغيلت المرأة ، و (صددت فأطولت الصدود وقلما ...) (٨٣) إلى آخر ما ذكر من أمثلة بخروج بعض الكلمات العربية عن قياساتها.

وهناك ملاحظتان على هذا الاستحسان باعتباره واحدا من أدلة النحو :

١ ـ أن هذه الأمثلة التي ذكرها ابن جني هنا في باب الاستحسان ، سبق له أن ذكرها في أبواب أخرى تعود للقياس ، مثل باب الاطراد والشذوذ ١ / ٩٦ ،

__________________

(٨١) الخصائص ١ / ١٣٣.

(٨٢) الخصائص ١ / ١٢٤.

(٨٣) الخصائص ١ / ١٤٣.


وباب تخصيص العلل ١ / ١٤٤ ، وهي بالقياس أشبه منها بالاستحسان ، وذلك لأن خروج مثل (فتوى) و (غديان) و (ديما) و (استحوذ) و (أغيلت) وأمثالها عن أبوابها يعتبر شذوذا ، وعدم اطراد للعلة القياسية في هذه المواضع ، وهنا يأتي النزاع الذي أثاره الأصوليون وتبعهم فيه النحاة أنه : إذا اطردت العلة القياسية في أكثر أمثلة الباب ، ودار الحكم معها حيث تدور ، ولكنه تخلف في بعض الأمثلة ، مع وجود العلة ، فهل يعتبر هذا التخلف (نقضا) للعلة ، بمعنى أنه يكشف أن ما افترضناه علة لم يكن في الواقع علة ، فيبطل القياس؟ أو أن ذلك يعتبر (تخصيصا) لعموم العلة ، ويبقى القياس جاريا في كل ما اطردت علته ، عدا الأمثلة الشاذة؟

وكثير من الأصوليين والنحويين ـ ومنهم ابن جني ـ اختار القول بتخصيص العلة وعدم النقض ، بمعنى أن يبقى القياس عاما جاريا في كل موضع وجدت فيه العلة ، أما الشواذ التي كانت موارد لتخصيص العموم ، فهي صحيحة أيضا ـ استنادا إلى نصوصها المسموعة ـ ولكنها تظل مقصورة على مواردها ولا يقاس عليها.

قال في باب تخصيص العلل : (اعلم أن محصول مذهب أصحابنا ، ومتصرف أقوالهم مبني على جواز تخصيص العلل ، وذلك أنها ، وإن تقدمت علل الفقه ، فإنها ، أو أكثرها ، إنما تجري مجرى التخفيف والفرق ، ولو تكلف متكلف نقضها لكان ذلك ممكنا ، وإن كان على غير قياس) (٨٤).

وقال في باب الاطراد والشذوذ : (واعلم أن الشئ إذا اطرد في الاستعمال وشذ عن القياس ، فلا بد من اتباع السمع الوارد به فيه نفسه لكنه لا يتخذ أصلا يقاس عليه غيره ، ألا ترى أنك إذا سمعت (استحوذ) و (استصوب) أديتهما بحالهما ولم تتجاوز ما ورد به السمع فيهما إلى غيرهما ، ألا تراك

__________________

(٨٤) الخصائص ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥.


لا تقول في استقام : (استقوم) ولا في استساغ : (استسوغ) ... إلى آخر) (٨٥).

وحتى في باب الذي عقده للاستحسان ، فإنه بعد أن ذكر أمثلة خارجة على أبوابها ، علل ذلك بأنه : (يخرج ليعلم به أن أصل استقام : استقوم ، وأصل مقامة : مقومة وأصل يحسن : يوحسن ، ولا يقاس هذا ، ولا ما قبله ، لأنه لم تستحكم علته ، وإنما خرج تنبيها وتصرفا واتساعا) (٨٦).

وعقب على قول الشاعر : (أقائلن أحضروا الشهودا) بقوله : (فألحق نون التوكيد اسم الفاعل تشبيها له بالفعل المضارع ، فهذا إذن استحسان ، لا عن قوة علة ، ولا عن استمرار عادة ، ألا تراك لا تقول : أقائمن يا زيدون ، ولا : أمنطلقن يا رجال ، إنما تقوله بحيث سمعته ، وتعتذر له ، وتنسبه إلى أنه استحسان منهم على ضعف منه ، واحتمال بالشبهة له) (٨٧).

فإذا تم هذا ، وكانت هذه الأمثلة راجعة إلى القول بتخصيص العلة القياسية ، فهي إذن ليست من باب الاستحسان المصطلح عليه ، لأن الاستحسان شئ ، وتخصيص العلل شئ آخر (٨٨) ، وأصحاب ابن جني من الحنفية ـ الذين تابعهم في تأصيل الاستحسان في النحو لأنهم أصلوه في الفقه ـ هؤلاء في الوقت الذي يلتزمون به صحة القول بالاستحسان ، يذهبون إلى فساد القول بتخصيص العلل (٨٩).

٢ ـ وفي حالة الفرض بأن القول بالاستحسان قول بتخصيص العلة القياسية ـ كما يراه بعضهم ـ وإن كان ذلك خطأ عند أصحاب ابن جني من الأحناف ـ (٩٠) نعود لمناقشة الذين يذهبون إلى أن هذا الاستحسان دليل من أدلة

__________________

(٨٥) الخصائص ١ / ٩٩.

(٨٦) الخصائص ١ / ١٤٤.

(٨٧) الخصائص ١ / ١٣٦.

(٨٨) أنظر تفريق السرخسي في أصوله ٢ / ٢٠٤ ، والبزدوي في أصوله ٤ / ٧ ـ ٨.

(٨٩) أصول السرخسي ٢ / ٢٠٨ ، وأصول البزدوي ٤ / ٣٢.

(٩٠) أصول السرخسي ٢ / ٢٠٤.


النحو ، كالقياس وكالسماع فنسألهم : إذا كانت هذه هي أمثلة الاستحسان عند ابن جني : أي : المواضع التي يشذ فيها الحكم القياسي ولا تطرد علته ، وإذا كانت هذه المواضع ـ عنده ـ نسمعها ولا نقيس عليها ، أي أننا لا يمكن أن نستفيد منها (حكما نحويا فيما لا نص فيه) كما يستفيد الأحناف من استحسانهم (حكما شرعيا فيما لا نص فيه) فكيف يكون هذا الاستحسان من أدلة النحو ومصادر أحكامه؟!

إن كل ما يفيده هذا الباب الذي عقده ابن جني للاستحسان ، ونقله السيوطي في الاقتراح ، هو تفسيره لشذوذ هذه الأمثلة ، وقد يكون بعض هذا التفسير مقبولا في الأسباب التي دعت العربي للخروج عن سنن القول التي سار عليها ، ولكن ليس هذا هو الغرض من الاستحسان باعتباره (أصلا) ، فالأصول ليست بصدد أن تقول لنا : إن هذا العربي ترك نهج القياس الذي سار عليه و (استحسن) هنا أن يضيف نون التوكيد إلى اسم الفاعل ، وإنما هي بصدد أن تقول : إن النحوي يستطيع أن يترك القياس ويستحسن إضافة نون التوكيد إلى اسم الفاعل ، وابن جني يصرح بأن ذلك غير ممكن ، فلا يصح أن تقول : أقائمن يا زيدون ، ولا : أمنطلقن يا رجال.

وإذا كان هذا الاستحسان مخالفا لوظيفة (الأصول) المشابهة له ، لأنه (أصل غير منتج) فجعله في أصول النحو وأدلتها إرباك لهذه الأصول ، وإذا كانت وظيفته تفسيرية فقط ، فليجلس في زاوية من زوايا (فقه اللغة) وأسرار العربية.

٥ ـ الاستصحاب

لم يذكر ابن جني الاستصحاب ، كما ذكر الاستحسان ربما لأن أصحابه من الحنفية لم يعتبروه من أدلة الفقه ، وإن ذهب بعض المتأخرين منهم إلى أنه : (حجة دافعة ، لا حجة مثبتة ، أي : حجة لدفع ما يخالف الأمر الثابت


بالاستصحاب ، وليس هو حجة على إثبات أمر لم يقم دليل على ثبوته) (٩١).

ولكن الأنباري والسيوطي ـ وهما شافعيان ـ أثبتا الاستصحاب وأنكرا الاستحسان ، ولك أن تقدر بعد ذلك ، أكانت هذه الأصول النحوية قائمة على تتبع مناهج النحو الكوفي والبصري لمعرفة أدلتهما؟ أم على تقليد مناهج الفقه الحنفي والشافعي لتطبيق أصولهما؟

ومهما يكن من أمر ، فإن الأصوليين وإن اختلفوا في تعريف الاستصحاب وحجيته ، إلا أنهم اتفقوا على أنه : (استفعال مأخوذ من الصحبة ، وهي استدامة إثبات ما كان ثابتا ، أو نفي ما كان منفيا) (٩٢).

وأوجز تعريفاته أنه : (إبقاء ما كان) أو (الحكم ببقاء أمر شك في بقائه) (٩٣).

والظاهر أن الاستصحاب عندهم يستند إلى قاعدة قد تكون مسلمة عند العقلاء هي : (عدم نقض اليقين بالشك) تؤيدهما روايات كثيرة (٩٤) لذلك قال ابن القيم في توجيه بعض أمثلته : (ولما كان الأصل بقاء الصلاة في ذمته أمر الشاك أن يبني على اليقين ويطرح الشك) (٩٥).

يؤخذ من ذلك أن أهم أركانه ، أو العناصر التي تضبط عملية استصحاب الحال هي :

١ ـ اليقين السابق ، وهو العلم بواقع الحال السابقة للشئ.

٢ ـ الشك اللاحق ، وهو ـ عندهم ـ أعم من الشك المنطقي ـ أي تساوي الاحتمالين ـ والظن ، والوهم.

٣ ـ فعلية اليقين والشك ، ويعنون بذلك : أن اليقين السابق ما يزال قائما بالنفس في ظرف وجود الشك اللاحق ، أي أن ما حصل من شك متأخر

__________________

(٩١) سلم الوصول ـ للشيخ عمر عبد الله ـ : ٣٠٧.

(٩٢) أعلام الموقعين ١ / ٣٣٩.

(٩٣) أنظر : فرائد الأصول ـ للشيخ الأنصاري ـ : ٣٢٩ وما بعدها ، وأعلام الموقعين ١ / ٣٣٩ وما بعدها.

(٩٤) أنظر : فرائد الأصول ـ للشيخ الأنصاري ـ : ٣٢٩ وما بعدها ، وأعلام الموقعين ١ / ٣٣٩ وما بعدها.

(٩٥) أعلام الموقعين ١ / ٣٤٠.


يعارض بقاء المتيقن واستمراره فقط ، لا أنه يسري إلى اليقين السابق ، في ظرف وجوده ، فيزلزله من أساسه ، لأنه حينئذ لا يبقى شئ يمكن استصحابه.

ولتوضيح فكرتهم عن ذلك نضرب المثل الآتي :

لنفترض أني كنت في يوم (الجمعة) على يقين من أن (هندا) هي زوج (عمرو) ، واستمر هذا (اليقين) إلى يوم السبت حيث سمعت بخصومة وقعت بينهما ، حصل لي منها (شك) أو (ظن) بطلاقها وانتهاء زوجيتها ، فيقال لي حينئذ : كنت على يقين من (بقاء) الزوجية ، ولم يحصل لك يقين آخر بانقطاعها ، وإنما حصل لك شك (ولا ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشك) (٩٦) أما إذا افترضنا بأن شك يوم (السبت) لم يعارض استمرار اليقين فقط ، وإنما رجع القهقري إلى يقين يوم الجمعة فزلزله من الأساس ، فلم تعد الزوجية ثابتة لنستصحب بقائها.

على ضوء ذلك نعود إلى تطبيق النحاة لقاعدة الاستصحاب في المسائل النحوية ، وهم يعرفونه بما يشبه تعريف الأصوليين : (إبقاء حال اللفظ على ما يستحقه عند عدم دليل النقل عن الأصل) (٩٧).

ثم يضرب ابن الأنباري لذلك مثلا فيقول :

(ومثال التمسك باستصحاب الحال في الفعل أن نقول في فعل الأمر : الأصل في الأفعال البناء ، وإنما يعرب منها ما يشابه الاسم ، وهذا الفعل لم يشابه الاسم ، فكان باقيا على أصله في البناء) (٩٨).

وأنا ـ في حدود جهدي ـ لا أعرف كيف يمكن تطبيق الاستصحاب هنا ، ولا يوجد (يقين) نشك في استمراره وبقائه!! ومع ذلك فلنلاحظ ما يأتي :

١ ـ ما المقصود من استصحاب الحال هنا؟! :

أ ـ فإن كان المقصود : أن الأفعال كلها محكومة بالبناء يقينا ، وفعل الأمر

__________________

(٩٦) إحدى النصوص التي يستند إليها الأصوليون ، راجع : فرائد الأصول.

(٩٧) اللمع : ٨٧ ، والاقتراح : ٧٢.

(٩٨) اللمع : ٨٧ ، والاقتراح : ٧٢ ـ ٧٣.


واحد منها ، فلا يشذ عن هذا الحكم ، فالمسألة إذن خاضعة للقياس المنطقي (الاقتران) ، لا للاستصحاب ، وتكون مقدمات القياس هكذا : (صيغة الأمر فعل ، وكل فعل مبني ، إذن صيغة الأمر مبنية).

وكذلك إذا كان المقصود أن : كل فعل غير ما شبه للاسم مبني ، وفعل الأمر غير مشابه للاسم ، إذن هو مبني.

ب ـ وإن كان المقصود من الاستصحاب هنا : أننا كنا على (يقين) من أن الأفعال كلها مبينة ، لأنها تتحمل المعاني الإعرابية كالأسماء ، ثم حصل لنا (شك) ـ أو يقين آخر ـ بأن بعضها يتحمل المعاني الإعرابية لمشابهته الاسم ، فذلك يقتضي نقض اليقين السابق ، أي نقض الأصل ، لأن الذي حصل إن كان يقينا فقد نقضنا اليقين السابق بيقين مثله ، وإن كان (شكا) فليس هو شكا في استمرار اليقين السابق حتى نستصحبه ، وإنما هو شك في أصل وجود اليقين ، أي أن الزمن الذي تيقنا به أن الأفعال كلها مبنية انتقض هو نفسه ، فقد ظهر لنا فيه أن بعض الأفعال غير مبني ، فزال ذلك اليقين.

٢ ـ على أن المسألة خالية من (اليقين) أصلا ، وكلها ظنون يختلف فيها النحاة بحسب اجتهادهم وإن سموها (أصولا) ، فالبصريون يرون أن (أصل الإعراب للأسماء فقط) والكوفيون يرون أن (أصل الإعراب للأسماء والأفعال ، وأصل البناء للحروف) (٩٩) وليست هناك قاعدة عقلية أو غير عقلية تقول : (لا تنقض الظن بالظن) حتى تكون مجالا للاستصحاب.

٣ ـ أن بعض النحاة المتأخرين ، ومنهم الأنباري والسيوطي وبعض الدارسين المحدثين ، يحملون قدماء النحويين ـ بصريين وكوفيين ـ حتى سيبويه والخليل (١٠٠) استدلالهم بقاعدة الاستصحاب ، لأنهم قالوا ـ مثلا ـ : وهذا (مخالف للأصل) أو (موافق للأصل) أو (وهو الأصل) ، أو استدل بعضهم بقاعدة

__________________

(٩٩) الإيضاح ـ للزجاجي ـ : ٧٨.

(١٠٠) أنظر الدكتورة خديجة الحديثي في كتابها (الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه) : ٤٤٨ ـ ٤٦٤.


ما دون أن يسميها (أصلا) أو (استصحابا) ، كاستدلال سيبويه بقاعدة : (إن الواو لا تزاد أولا أبدا) وأمثال ذلك (١٠١) من قواعد أصول استنبطها النحاة من استقرائهم الناقص ، ولا يمكن أن يقصد بها الخليل أو سيبويه (قاعدة الاستصحاب) لأن التطور الفكري في عصرهما لم يصل بعد إلى هذه القاعدة.

يؤيد ذلك أن (استصحاب الحال) لم يكن أصلا من أصول الفقه إلا في وقت متأخر ، (وهو من وضع متأخري الشافعية) (١٠٢) لذلك لم نجد لمصطلح الاستصحاب ذكرا في (رسالة الشافعي) ، ولا في كتب محمد بن الحسن وغيره من أصحاب أبي حنيفة ، ولا عند غيرهم من الفقهاء إلا في القرن الرابع ، وليس من المعقول أن يكون (الاستصحاب) أصلا من أصول النحو ، في زمن لم يعرف عند الفقهاء ، مع اعتراف واضعي هذه الأصول النحوية بأنهم وضعوها طبقا لأصول الفقه!!

على أن هذا المصطلح (الاستصحاب) لم يذكر ـ كما ذكر القياس ـ ولا مرة واحدة في كتب النحو المتقدمة ، من كتاب سيبويه إلى خصائص ابن جني ، ولعل أول مرة ذكره منهم هو ابن الأنباري في القرن السادس.

٤ ـ أن كلمة (الأصل) لا تعني (الاستصحاب) بالضرورة ، فقد سبق أنها تطلق على معان منها : (الدليل) الذي قد يكون نصا ، وقد يكون قياسا ، ومنها : (القاعدة) التي انتهى إلى تعقيدها أصحاب الفن في توجيه الاستفادة من الدليل ، كالذي يقوله الأصوليون مثلا : (الأصل أن النص مقدم على الظاهر) و (الأصل أن عام الكتاب قطعي) وأمثالها ، كما تطلق كلمة (الأصل) على (الراجح) عند التردد بين أمرين كل منهما محتمل ، فيقال : (الأصل الحقيقة) عند تردد اللفظ بين حمله على الحقيقة أو المجاز ، و (الأصل عدم الاشتراك) عندما يتردد كون اللفظ مشتركا أو غير مشترك.

__________________

(١٠١) الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه : ٤٥٤.

(١٠٢) نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ـ للدكتور الشيخ علي عبد القادر ـ : ٢٦٩.


فإذا تنازع الفقهاء في مسألة ما وطبقوا عليها واحدة من هذه الأصول والقواعد فليس معنى ذلك أنهم عملوا بالاستصحاب ، وإنما رجعوا لتطبيق القاعدة على جزئياتها ومصاديقها.

وتعبير النحاة هنا ب (الأصل) من هذا القبيل.

ذلك لأن ما يسميه النحاة ب (الأصل) مثل : (الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة) و (الأصل في الخبر أن يكون نكرة) و (الأصل في الفعل أن يكون ثلاثيا صحيحا مجردا ... إلى آخره) و (الأصل في الأسماء الإعراب) و (الأصل في الأفعال البناء) وأمثال ذلك من أصول ذهنية مجردة ، اخترعها النحاة دون أن تخطر ببال المتكلم العربي ، أقول : هذه الأصول ما هي في الواقع إلا (مثل عليا) افترضها النحاة للكلمة والجملة العربية لتسهل عليهم عملية التصنيف والتبويب فيما بعد ، فما كان جاريا على هذا (الأصل المثالي) جعلوه في (قاعدة) وما خرج عن هذا الأصل ، فإن كان غير مطرد اعتبروه (شاذا) لا يقاس عليه ، وإن كان مطردا ، جعلوا له (قاعدة) فرعية أخرى ، فالفعل ( ضرب) جار على (الأصل) والفعل (قال) معدول به عن هذا الأصل ، ولكنهم أخضعوه لأصل آخر ، مفترض أيضا ، فقالوا : (الأصل في قال : قول ، والأصل في باع : بيع) ليستنتجوا من ذلك قاعدة تصريفية مطردة يصرح القياس عليها : (إذا تحركت الواو ـ أو الياء ـ وانفتح ما قبلها قلبت ألفا) كما استنتجوا قاعدة : (إذا وقعت الواو أو الياء متطرفة ، إثر ألف زائدة ، قلبت همزة) مثل : كساء وبناء ، فإن أصلهما (كساو) و (بناي).

وحين وجدوا المبتدأ في قوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة) معدولا به عن الأصل المفترض : (الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة) جعلوه ضمن (أصل) فرعي آخر : (حصول الفائدة للمخاطب) :

ولا يجوز الابتدا بالنكرة

(ما لم تفد) كعند زيد نمرة

وهكذا ... فليس مرادهم من هذه (الأصول) المفترضة إذن غير بناء نظريتهم النحوية الكاملة ، وتأسيس القواعد والضوابط التي لا تشذ عنها بنية


صرفية ، أو جملة نحوية.

والخلاصة : أن ما يقوله النحاة السابقون : (موافق للأصل) أو (مخالف للأصل) لا يقصدون به ـ فيما أعتقد ـ أن (ضرب) مستصحبة لأنها موافقة للأصل ، و (قال) غير مستصحبة لأنها معدولة عن الأصل!! ـ كما فهم ذلك أستاذنا الدكتور تمام حسان في أصوله (١٠٣) مع كبير إجلالي لما قدمه من جديد في المسألة النحوية ـ ولعل ذلك كان اعتمادا منه على ما قاله ابن الأنباري في الإنصاف : (من تمسك بالأصل فقد تمسك باستصحاب الحال) (١٠٤) ويبدو لي أن ذلك كان تطبيقا غير سيم للاستصحاب وذلك لأن المقصود ب (استصحاب الحال) ـ كما هو واضح من بعض تعريفاته : (الحكم بثبوت أمر في الزمان الثاني بناء على ثبوته في الزمان الأول) (١٠٥) أن يكون للشئ الواحد حالان في زمانين : الحال الأولى معلومة ثابتة ، والحال الثانية مجهولة مشكوكة ، فنستصحب حال العلم به في الزمان السابق إلى حال الشك به في الزمان اللاحق ، لنلغي بهذه العملية الاستصحابية دور الشك الطارئ وقيمته. وليس الأمر كذلك بالنسبة ل (ضرب) و (قال) فكل منهما معلوم الحال في كل من الزمانين : السابق واللاحق ، لاطرادهما في كلام العرب ـ جاهليين وإسلاميين ـ فأين الاستصحاب إذن؟!

نعم لو حدث ل (ضرب) أو (قال) نطق آخر ، يختلف عما كانت تنطق به سابقا ، وحصل لنا من ذلك ما يوحي بأن هذا النطق المتأخر قد يكون فصيحا ، فلنا حينئذ أن (نستصحب) الحال المعلومة لكل منهما ، ونلغي ذلك دور النطق المتأخر المشكوك بفصاحته ، وهنا يكون للاستصحاب دور في المسألة النحوية ، ولكن مثل هذا ـ في حدود ما أعلم ـ لم يحصل عند النحاة السابقين ، أي أنهم لم يجروا الاستصحاب في نفي ما طرأ على اللغة من تطور أو تغيير ، لأنهم

__________________

(١٠٣) الأصول ـ للدكتور تمام حسان ـ : ٢٠٤.

(١٠٤) الأصول ـ للدكتور تمام حسان ـ : ٧٢ ، وقارن الإنصاف للأنباري ٢ / ٦٣٤.

(١٠٥) الأسنوي على منهاج البيضاوي ٣ / ١٣١ ، وانظر : الجلال المحلي على جمع الجوامع ٢ / ٢٨٦.


حددوا الفترة الزمنية التي يحتج بها ، في الحواضر ، من الجاهلية إلى منتصف القرن الثاني ، دون أن يعطوا للسابق فيها حق الامتياز عن اللاحق ، فإبراهيم بن هرمة (ـ ١٥٠ ه) ـ وهو آخر من يحتج به عندهم ـ له من قوة الاحتجاج بشعره ما لامرئ القيس وغيره من الأوائل ، أما ما تأخر عن هذه الفترة فقد قطعوا بعدم فصاحته ، ولم يحتاجوا فيه إلى الاستصحاب لعدم وجود الشك بفصاحته.


خلاصة البحث

بعد هذا العرض الموجز لما سمي ب (أصول النحو) يبدو لي أن الذين وضعوا هذه الأصول ، لم يكونوا على جانب من الجدية في وضع (أصول) يراد لها أن تكون (منطقا) أو منهج بحث للتفكير النحوي ، واستنباط أحكامه ، كما كانت (أصول الفقه) منطق الفقه ، ومنهج التفكير الفقهي ، وكل ما في الأمر أنهم رأوا في أصول الفقه (أصولا جاهزة) يمكن ضرب الأمثال لها ـ ولو بالتمحل ـ من مسائل النحو وأحكامه.

وقد رأيت أن الأصول ـ أية أصول ـ تبحث في ناحيتين : تشخيص الأدلة ... وأوجه دلالتها ولم يوفق هؤلاء المؤلفون ـ عدا ابن جني ـ في عملية (التقليد) التي ساروا عليها ، لا في تشخيص أدلة النحو ، ولا في طرق دلالتها ، أما التشخيص فلم يثبت منها ما يصلح لأن يكون (دليلا) لاستنباط الحكم النحوي غير (النص) و (القياس على النص) مع ما أثرناه وأثاره الكثيرون من ملاحظات على أصولهم في السماع والقياس.

أما الاجماع ، والاستحسان ، والاستصحاب ، فهي إلى الوهم أقرب منها إلى الظن ، وقد أوحتها طبيعة تقليد هؤلاء النحاة لمذاهبهم الفقهية كما رأيت!! وأما أوجه دلالة الأدلة ، فقد نقشت بصورة ساذجة عن أصول المذاهب الفقهية التي كان يتبعها هؤلاء النحاة سواء في الأركان ، أم الشرائط ، أم الأقسام ، أم المسالك ، أم قواعد التوجيه.

وأنا إذ أستثني ابن جني ، فلأن كتابه (الخصائص) لم يعقد لأصول النحو وحدها ـ وإن توسع في بحوث القياس بما يعود نفعه على فروع اللغة عموما ـ ولأنه ، بما له من أصالة وسعة ، وجدية ، لم ينقل عن أصول الفقه نقلا يكاد يكون حرفيا ـ كما فعل الأنباري والسيوطي ـ ، بل إن عقده بابين للإجماع والاستحسان ، لم يكن فيهما ما يشعر بأنه يؤكد حجيتهما ، على أساس أنهما كالقياس والسماع ، وقد رأيت كيف أنه غمز من قناة الاجماع وجوز للقائس مخالفته ، وجعل


الاستحسان أصلا تفسيريا ، أما بقية كتابه فهو من أروع ما كتب في فقه اللغة وخصائصها وأسرارها ، وسيبقى مصدر طلاب فروع اللغة الذي لا يغني عنه مصدر آخر.

ويغلب على الظن أنه إذا أريد وضع أصول يستكشف منها طبيعة استنباط الحكم النحوي عند مؤسسيه ، فيجب أن تترك هذه المحاولات جانبا ، ويعمد الدارسون المحدثون ، إلى كتاب سيبويه وشروحه ، ومقتضب المبرد ، ومعاني الفراء ، ومجالس ثعلب ، وأمثالها من كتب تمثل الفروع النحوية في فترتين من ألمع فترات الدرس النحوي في مدرستي البصرة والكوفة ، ويستنتج من بناء أصحابها أحكامهم على النصور المسموعة ، وما استعانوا به من تعليل أقيستهم وطرق احتجاجهم ، وتؤخذ بنظر الاعتبار النقود المتأخرة المتسمة بالجدية لمناهج النحاة السابقين ، وتكتب بذلك كله (أصول النحو) الصحيحة الملائمة لطبيعة أحكامه وأدلته ، وليس ذلك على جهد الدارسين المحدثين ببعيد.

مصطفى جمال الدين.


مصادر البحث ومراجعه

١ ـ الإحكام في أصول الأحكام ، علي بن محمد الآمدي (٦٣١ ه) ، مطبعة صبيح ١٣٥٧ ه.

٢ ـ إرشاد الفحول ، محمد بن علي الشوكاني (١٢٥٥ ه) ، مطبعة مصطفى الحلبي ١٩٢٧ م.

٣ ـ الأشباه والنظائر النحوية ، لجلال الدين السيوطي (٩١١ ه) ، حيدر آباد ١٣٥٩ ه.

٤ ـ الأصول ، لابن السراج محمد بن سري بن سهل (٣١٦ ه) ، تحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي ، النجف الأشرف ١٩٧٢.

٥ ـ الأصول ، الدكتور تمام حسان ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٨٢.

٦ ـ أصول البزدوي ، علي بن محمد (٤٨٢ ه) ، استامبول ١٣٠٨.

٧ ـ أصول السرخسي ، محمد بن أحمد السرخسي (٤٩٠ ه) دار الكتاب العربي ١٣٧٢.

٨ ـ أصول النحو العربي ، للدكتور محمد عيد ، عالم الكتب ١٩٨٢.

٩ ـ أعلام الموقعين ، لابن قيم (٧٩١ ه) ، مطبعة السعادة ١٩٤٨.

١٠ ـ الاقتراح ، للسيوطي ، حيدر آباد ١٣٥٩.

١١ ـ إنباه الرواة في أنباه النحاة ، للقفطي علي بن يوسف (٦٢٥ ه) دار الكتب المصرية ١٩٥٠.

١٢ ـ الإنصاف في مسائل الخلاف ، كمال الدين الأنباري (٥٧٧ ه) ، تحقيق محمد محيي الدين ، القاهرة ١٩٤٥.

١٣ ـ الإيضاح في علل النحو ، لأبي القاسم الزجاجي (٣٢٧ ه) ، تحقيق الدكتور مازن المبارك ، مطبعة المدني ١٩٥٩.

١٤ ـ التبيان في تفسر القرآن ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (٤٦٠ ه) ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف.

١٥ ـ التحرير (في أصول الحنفية والشافعية) ، لكمال الدين بن الهمام (٨١٦ ه) ، المطبعة الأميرية بمصر ١٢١٦.


١٦ ـ التفسير الكبير ، لفخر الدين الرازي (٦٠٦ ه) ، مصر

١٧ ـ التقرير والتحبير في شرح التحرير ، لابن أمير الحاج (٨٧٩ ه) ، المطبعة الأميرية بمصر ١٢١٦.

١٨ ـ حجة الله البالغة ، للدهلوي (١١٧٦ ه) ، القاهرة.

١٩ ـ الخصائص ، لأبي الفتح عثمان بن جني (٣٩٢ ه) ، تحقيق محمد علي النجار ، دار الكتب المصرية ١٩٥٢.

٢٠ ـ دراسات في العربية وتاريخها ، للشيخ محمد الخضر حسين ، دمشق.

٢١ ـ الرد على النحاة ، لابن مضاء القرطبي (٥٩٢ ه) ، تحقيق شوقي ضيف ، القاهرة ١٩٤٧.

٢٢ ـ الرسالة ، للإمام محمد بن إدريس الشافعي (٢٠٤ ه) ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، القاهرة ١٣٥٨.

٢٣ ـ روضة الناظر ، لابن قدامة المقدسي (٦٢٠ ه) المطبعة السلفية ١٣٥٨.

٢٤ ـ سلم الوصول ، للشيخ عمر عبد الله ، الإسكندرية ، مطبعة المعهد.

٢٥ ـ الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه ، للدكتورة خديجة الحديثي.

٢٦ ـ الشعر والشعراء ، لابن قتيبة دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ١٣٦٤.

٢٧ ـ شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع ، علي بن أحمد المحلي (٨٦٤ ه) ، الأميرية ١٣٠٦.

٢٨ ـ صبح الأعشى ، للقلقشندي ، المطبعة الأميرية ، بمصر ١٢٢١.

٢٩ ـ طبقات فحول الشعراء ، لمحمد بن سلام ، دار المعارف ١٩٥٢.

٣٠ ـ فرائد الأصول ، الشيخ مرتضى الأنصاري (١٢٨٠ ه) ، طبع الحجر بإيران.

٣١ ـ في أصول النحو ، سعيد الأفغاني ، دار الفكر بدمشق ١٩٦٤.

٣٢ ـ القياس : حقيقته وحجيته ، الدكتور مصطفى جمال الدين ، مطبعة النعمان بالنجف الأشرف ١٩٧٢.

٣٣ ـ الكتاب ، لسيبويه (١٨٠ ه) ، الأميرية ١٣١٧.

٣٤ ـ الكشاف ، للزمخشري الاستقامة ١٣٦٥.

٣٥ ـ كشف الأسرار على أصول البزدوي ، عبد العزيز البخاري (٧٢٠ ه) ، إسلامبول ١٣٠٨.


٣٦ ـ لسان العرب ، لابن منظور (٧١١ ه) ، دار صادر ، بيروت ١٩٥٥.

٣٧ ـ لمع الأدلة ، كمال الدين الأنباري ، مطبعة الجامعة السورية ١٩٥٧.

٣٨ ـ المبسوط ، للسرخسي ، مطبعة السعادة ١٣٢٤.

٣٩ ـ مراتب النحويين ، لأبي الطيب اللغوي ، مطبعة نهضة مصر ١٣٧٥.

٤٠ ـ المزهر ، للسيوطي ، دار إحياء الكتب العربية.

٤١ ـ المستصفى ، للغزالي (٥٠٥ ه) ، الأميرية ١٣٢٤.

٤٢ ـ المصباح المنير ، للفيومي ، الأميرية ١٩٢٥.

٤٣ ـ مفتاح العلوم ، للسكاكي يوسف بن أبي بكر (٦٢٦ ه) الأدبية بمصر ١٣١٧.

٤٤ ـ مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني (٥٦٥ ه) ، دار الكتاب العربي.

٤٥ ـ المنخول من تعليقات الأصول ، للغزالي ، تحقيق محمد حسن هيتو ، دمشق ١٩٧٠.

٤٦ ـ الموشح ، للمرزباني ، السلفية بمصر ١٣٤٣.

٤٧ ـ نزهة الألباء ، للكمال الأنباري ، دار النهضة بمصر.

٤٨ ـ نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ، للدكتور الشيخ علي عبد القادر ، السعادة ١٩٥٦.

٤٩ ـ النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير مجد الدين (٦٠٦ ه) ، الخيرية بالقاهرة.

٥٠ ـ نهاية السؤول على منهاج الأصول ، جمال الدين الأسنوي (٧٧٢ ه) ، طبع صبيح القاهرة.


فقه القرآن

في التراث الشيعي

(١)

الشيخ محمد علي الحائري الخرم آبادي

بسم الله الرحمن الرحيم

كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اهتمام بتبليغ بكتاب الله العزيز ، في تعليمه وتعلمه ، والعمل بما ورد فيه من الأحكام والتعاليم الإلهية التي تهدي الإنسان إلى السعادة والرشاد.

والقرآن هو المعجزة الخالدة للرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد جاء لإصلاح المجتمع البشري فهو نظام عام للإنسانية جمعاء ، وإنه أحسن الحديث ، وربيع القلوب ، وشفاء للصدور.

فعلى هذا ترى المسلمين اهتموا بشؤون القرآن ، وسعوا في جمعه وحفظه وكتابته ، وتعليمه وتعلمه ، وتفسير نصوصه ، إلى غير ذلك.

فشيعة أهل البيت ـ اقتداء بهم عليهم‌السلام ـ كانوا ولا يزالون يهتمون بالكتاب العزيز ...

فأول من جمع القرآن وفسره هو :

١ ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وبعده أصحابه وأصحاب الأئمة من ذريته عليهم‌السلام ، فمنهم :


٢ ـ عبد الله بن عباس ، الذي أملى كتابا في تفسير القرآن (١).

٣ ـ جابر بن عبد الله الأنصاري ، وهو من الطبقة الأولى من المفسرين.

٤ ـ أبي بن كعب الأنصاري ، الذي صنف في فضائل القرآن (٢).

٥ ـ أبو الأسود الدؤلي ، فهو أول من وضع نقط المصحف وحفظه عن التصحيف.

٦ ـ سعيد بن جبير ، الذي صنف في علم التفسير (٣) ، واستشهد في سبيل ولاء أهل البيت عليهم‌السلام.

٧ ـ أبان بن تغلب ، الذي دون علم القراءة وصنف كتابا في معاني القرآن (٤) ، وكتابا في غريبه.

٨ ـ أبو حمزة الثمالي ، ثابت بن دينار ، أبو صفية الكوفي الذي صنف في التفسير (٥) ، وهو من أصحاب الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام.

٩ ـ محمد بن السائب الكلبي ، من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما‌السلام ، صاحب التفسير المشهور (٦) وأحكام القرآن (٧).

١٠ ـ محمد بن الحسن الصيرفي ، من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، صنف كتاب : (التحريف والتبديل).

١١ ـ علي بن حسن بن فضال ، من خواص أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، له كتاب : (الناسخ والمنسوخ) (٨).

١٢ ـ الشيخ فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، من علماء عصر الإمام

__________________

(١) الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٦.

(٢) الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٩.

(٣) الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٧.

(٤) الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٧٦.

(٥) الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٦.

(٦) الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٦.

(٧) الفهرست ـ للنديم ـ : ٤١.

(٨) الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٩ و ٢٧٨.


الجواد عليه‌السلام ، له تفسير معروف ، مطبوع.

١٣ ـ الفراء ، يحيى بن زياد ، الذي صنف في مجاز القرآن.

١٤ ـ العياشي محمد بن مسعود بن محمد بن العياش السلمي السمرقندي ، له كتاب (التفسير) المعروف بتفسير العياشي.

١٥ ـ علي بن إبراهيم القمي ، من أجلاء مشايخ الشيعة ، له كتاب تفسير القرآن (٩) ، مطبوع.

١٦ ـ النعماني ، محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله الكاتب ، له تفسير يعرف بتفسير النعماني.

١٧ ـ الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ، صنف كتاب : (البيان في أنواع علم القرآن).

١٨ ـ الشريف الرضي ، الذي صنف في جميع علوم القرآن ، منها : (حقائق التأويل في متشابه التنزيل) و (تلخيص البيان عن مجازات القرآن).

١٩ ـ شيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، ألف في التفسير كتاب : (التبيان الجامع لكل علوم القرآن).

٢٠ ـ الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ، ألف كتاب : (أسباب النزول في القرآن) و (متشابه القرآن ومختلفه).

٢١ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي ، حسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي النيشابوري ، ألف (روض الجنان في تفسير القرآن) في عشرين جزءا ، مطبوع.

٢٢ ـ إمام المفسرين أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، صنف (مجمع البيان في علوم القرآن) في عشرة أجزاء ، و (جامع الجوامع) ، مطبوعان.

٢٣ ـ قطب الدين الراوندي ، سعيد بن هبة الله ، ألف (خلاصة التفاسير) في عشرة أجزاء ، و (فقه القرآن) في جزءين كما يأتي.

__________________

(٩) الفهرست ـ للنديم ـ : ٤٠.


فهذه نماذج من أسماء بعض مفسري الشيعة من أصحاب الأئمة ومن بعدهم إلى القرن السادس ، ومن تلك القرون إلى هذا العصر ، والذين لم يألوا جهدا في هذا السبيل حتى بلغت مؤلفاتهم المئات.

وملخص القول : إن عناية الشيعة بالقرآن العظيم واهتمامهم بعلومه عبر القرون لا يقل عن اهتمام غيرهم ، ولا تراثهم في هذا الصدد بأقل من تراث الآخرين.

ولتجنب الإطالة تركنا ذكرهم ، لأن سرد الجميع يحتاج إلى كتاب مستقل ، ويمكن مراجعة كتب التراجم والرجال والفهارس ، وخاصة : تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام ، والذريعة إلى تصانيف الشيعة ـ الجزء ٤ ـ للوقوف على ذلك.

ولما كان العلم بالأحكام الشرعية المستفاد من الآيات القرآنية ، من أجل العلوم المتعلقة بكتاب الله العزيز ، وفن من فنونه ، وبه تنظم قواعد الحياة في المجتمع الإسلامي ، ولما كانت تلك الآيات الشريفة من أهم الأدلة التي يرجع إليها الفقهاء لاستنباط الأحكام الشرعية ، توجهت إليها أنظار كبار العلماء بالبحث فيها واستنباط الأحكام منها.

وقد ألف في فقه القرآن عدد كبير من علماء الإسلام على اختلاف مذاهبهم ... فمن علماء أهل السنة :

١ ـ الشافعي ، أبو عبد الله محمد بن إدريس ، المتوفى سنة ٢٠٤ ه ، ألف كتاب (أحكام القرآن).

٢ ـ أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ، ألف كتاب (أحكام القرآن).

٣ ـ أبو بكر أحمد بن علي الرازي البغدادي الحنفي الجصاص ، المتوفى سنة ٣٧٠ ه ، ألف كتاب (شرح أحكام القرآن) مطبوع في ثلاثة أجزاء.

٤ ـ أبو الحسن علي بن محمد الطبرسي الشافعي ، المعروف بالكيا الهراسي ، المتوفى سنة ٥٠٤ ه ، ألف كتاب (أحكام القرآن) مطبوع في أربعة أجزاء.

٥ ـ ابن العربي ، القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله ، بن أحمد المالكي


الأندلسي ، المتوفى سنة ٥٤٣ ه ، ألف كتاب (أحكام القرآن) مطبوع في أربعة أجزاء.

وغيرهم من كبار علماء المذاهب الأربعة.

وأما علماء الشيعة الذين اقتفوا أثر آل بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين هم موضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، وعيبة العلم ، ومنار الهدى ، وخزائن أسرار الوحي ، والتنزيل ، ومعادن جواهر العلم والتأويل ، أهل الذكر الذين أمر بمسألتهم ، وأولو الأمر الذين أمر بطاعتهم ، والراسخون في العلم الذين عندهم علم القرآن كله ... فهم أول من صنف في أحكام القرآن لا الشافعي ، ولا القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف البياتي الأندلسي كما سنشير إلى ذلك في ذيل البحث عن (أحكام القرآن) لمحمد بن السائب الكلبي.

وآثار ومصنفات الذين ألفوا من الشيعة في فقه القرآن كثيرة ، أذكر في هذا الثبت ما تيسر لي الوصول إليه من أسمائهم أو مؤلفاتهم المخطوطة أو المطبوعة.

وأرجو أن يكون هذا العمل اليسير موجبا لإحياء ذكر علمائنا الماضين قدس الله أسرارهم ، الذين خدموا الشريعة المطهرة وأتبعوا أنفسهم في سبيل تشييد مبانيها ورفعة الثقافة الإسلامية منذ انبثاقها إلى يومنا هذا.

ومن الله التوفيق وهو المستعان.


(١)

أحكام القرآن

لمحمد بن السائب الكلبي ، المتوفى سنة ١٤٦ ه.

و (أول من صنف في أحكام القرآن هو محمد بن السائب الكلبي ، المفسر ، الآتي ذكره في طبقات المفسرين ، قال النديم في الفهرست ـ عند ذكره للكتب المؤلفة في أحكام القرآن ـ ما لفظه : كتاب أحكام القرآن للكلبي ، رواه عن ابن عباس.

قلت : وستعرف أن وفاة محمد بن السائب سنة ست وأربعين ومائة ، وحينئذ فقد وهم جلال الدين السيوطي في كتاب الأوائل حيث قال : أول من صنف أحكام القرآن الإمام الشافعي ، فإن الإمام الشافعي توفي سنة أربع ومائتين وله من العمر أربع وخمسون سنة ، وذكر في طبقات النحاة أول من كتب في أحكام القرآن هو القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف البياني القرطبي الأندلسي الأخباري اللغوي ، المتوفى سنة أربعين وثلاثمائة عن ثلاث وتسعين سنة. وأيا ما كان فهو متأخر عن محمد بن السائب ، اللهم إلا أن يريد أول من صنف في هذا من علماء السنة والجماعة وحينئذ لا ينافي ما ذكرنا من تقدم الشيعة في ذلك) (١٠).

الفهرست للنديم : ٤١ ، أعيان الشيعة ١ / ١٢٧ ، الذريعة ١ / ١٤٠ و ٣٠٠ ، تاريخ التراث العربي ١ / ٨٠ ، ريحانة الأدب ٥ / ٧٤.

(٢)

أحكام القرآن

للعلامة أبي الحسن عباد بن العباس بن عباد الديلمي القزويني الطالقاني ، والد الصاحب بن عباد ، المتوفى سنة ٣٣٤ أو ٣٣٥ ه.

__________________

(١٠) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٣٢١.


كان وحيد عصره في العلم والفضل والكمال والورع والتقى والأمانة وحسن السياسة وإصلاح الأمور ، كان وزيرا لركن الدولة ابن بويه والد فخر الدولة.

قال السمعاني في الأنساب : (أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد الطالقاني ، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب البصري بها ، وأبا بكر محمد بن يحيى المروزي ثم البغدادي ، وجعفر بن الحسن الفرياني ، ومحمد بن حبان المازني وجماعة من البغداديين ... وتوفي سنة أربع أو خمس وثلاثين وثلاثمائة.

سمعت أبا العلاء أحمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان : سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ ، يقول : رأيت لأبي الحسن عباد بن العباس الطالقاني والد الصاحب إسماعيل في دار كتب ابنه أبي القاسم إسماعيل ابن عباد بالري كتابا في أحكام القرآن) (١١).

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ٧ / ١٨٤ رقم ٢٩٧ ، الأنساب ـ للسمعاني ـ ٨ / ١٧٨ ، أعيان الشيعة ٧ / ٤١٠ ، الذريعة ٤ / ٢٣٤ ، ريحانة الأدب ٨ / ٩٥ ، معجم الأدباء ـ لياقوت ـ ٦ / ١٧٢ ، معجم المؤلفين ٥ / ٥٧.

(٣)

فقه القرآن في شرح آيات الأحكام

للشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي الكاشاني ، المتوفى يوم الأربعاء رابع عشر شهر شوال سنة ٥٧٣ ه.

كان من محققي الفقهاء ، ومن أعاظم المحدثين والمتكلمين والمفسرين ، ومن الشعراء المتبحرين ، كتب في الحديث والفقه والتفسير والكلام والفلسفة والتاريخ وغيرها ، ولا تزال تآليفه القيمة محط أنظار المحققين والدارسين.

يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ كأمين الإسلام الطبرسي ، والسيد

__________________

(١١) الأنساب ـ للسمعاني ـ ٨ / ١٧٨.


المرتضى بن الداعي الرازي ، وعماد الدين الطبري ، وابن الشجري ، والآمدي ، ومحمد بن الحسن الطوسي والد المحقق الخواجة الطوسي ، وغيرهم.

ويروي عنه القاضي جمال الدين علي بن عبد الجبار الطوسي ، والقاضي أحمد بن علي بن عبد الجبار الطوسي ، ورشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب ، وعلي بن محمد المدائني ، وابناه نصير الدين الحسين بن سعيد ، وظهير الدين محمد بن سعيد الراونديان ، وغيرهم.

ومن آثاره هذا الكتاب الذي يعتبر من أهم المؤلفات وأقدمها في هذا المجال ، يبحث فيها بترتيب الكتب الفقهية ، فرغ من تأليفه سنة ٥٦٣ ه.

أمل الآمل ٢ / ١٢٧ ، رياض العلماء ٢ / ٤٢٣ ، لؤلؤة البحرين : ٣٠٦ ، روضات الجنات ٤ / ٦ ، أعيان الشيعة ١ / ١٢٧ ، الذريعة ١٦ / ٢٩٥ ، ريحانة الأدب ٤ / ٤٦٨ ، إيضاح المكنون ٢ / ٢٠٠ ، فهرست منتجب الدين : رقم ١٨٦ ، الفوائد الرضوية : ٢٠٠.

١ ـ نسخة منه مكتوبة في القرن السابع أو الثامن الهجري ، نسخها أحد أحفاد المؤلف ، كانت في خزانة كتب الشيخ علي العلومي اليزدي (١٢) فانتقلت إلى المكتبة المركزية لجامعة طهران ، وهي الآن فيها تحت رقم ٥٤٧١ ، مذكورة في فهرسها ١٨ / ٢٢٣ و ١٦ / ١٧.

وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران أيضا ، رقم الفلم ٢٢٧٥ ، كما في فهرس مصوراتها ١ / ٣٦٠.

٢ ـ ونسخة كاملة منه في خزانة كتب ثقة الإسلام التبريزي ، كتبها حسن ابن يعقوب بن يوسف بن محمد الحائري الحلي ، في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر شوال سنة ٧٥٩ ه (١٣).

__________________

(١٢) نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٥ / ٤٤١.

(١٣) فهرس مخطوطات مكتبة ثقة الإسلام ـ بقلم العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي ـ ضمن نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٧ / ٥٣٧.


وانتقلت هذه النسخة إلى مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ١٥٧٠ ، مذكورة في فهرسها ٤ / ٣٧٩.

٣ ـ ونسخة أخرى منه ، كتبها أحمد بن معين بن همايون ، يوم الجمعة ٩ شهر رمضان سنة ٨٠٧ ه ، قوبلت مع نسخة مصححة على نسخة المصنف ، في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ١٠٤٢ ، مذكورة في فهرسها ٣ / ٢٣٥.

٤ ـ وعنها مصورة أيضا في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفلم ٢٣٠٢ ، كما في فهرس مصوراتها ١ / ٣٦١.

٥ ـ نسخة في مكتبة المغفور له الأستاذ المحقق المحدث الأرموي ، فرغ من كتابتها علي بن شمروخ ، عصر يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ٧٦٨ ه ، مذكورة في تعليقات الأرموي على كتاب النقض للقزويني ١ / ١٠٧ ، وذكرت في فهرس مصورات المكتبة المركزية لجامعة طهران ١ / ٣٦١.

٦ ـ ونسخة منه في النجف الأشرف ، في بيت الشيخ جعفر المحيصر ، مذكورة في الذريعة ١٦ / ٢٩٦.

٧ ـ ونسخة في مكتبة مجلس الشورى الإيراني في طهران ، برقم ٦٢٤١٣ ، من القرن الحادي عشر ، مذكورة في فهرسها ١٦ / ٤٠٧.

وطبعته مكتبة آية الله المرعشي العامة سنة ١٣٩٧ ه بتحقيق السيد أحمد الحسيني ، في جزءين ب ٩٠٠ صفحة تقريبا.

(٤)

النهاية في تفسير خمسمائة آية

للشيخ أحمد بن عبد الله بن سعيد المتوج ، أو سعيد بن المتوج البحراني ، المعروف بابن المتوج ، الملقب بفخر الدين ، المتوفى حدود سنة ٨٠٠ ه.

كان عالما بارعا وزاهدا ، ومفسرا متبحرا ، وأديبا شاعرا.

يروي عن (فخر المحققين ابن العلامة الحلي. ويروي عنه جماعة منهم الشيخ فخر الدين أحمد بن مخدم الأوالي البحراني ، والشيخ شهاب الدين أحمد بن


فهد بن إدريس المقرئ الأحسائي كما صرح به ابن أبي جمهور) (١٤).

له تآليف قيمة منها : آيات الأحكام الموسوم بالنهاية.

كان معاصرا للفاضل المقداد السيوري ـ المتوفى ٨٢٦ ه ـ وهو المعني بقوله في هذا الكتاب : (قال المعاصر) (١٥) وبالعكس.

أعيان الشيعة ٣ / ١١ ، الذريعة ١ / ٤٢ و ٢٤ / ٤٠٢ رقم ٢١٣٧ ، طبقات أعلام الشيعة ـ القرن الثامن ـ : ٧ ، ريحانة الأدب ٨ / ١٩٤.

(٥)

منهاج الهداية

للشيخ أبي الناصر جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوج البحراني ، المعروف بابن المتوج ، المتوفى سنة ٨٢٠ ه ، على ما يظهر من كتابه (الناسخ والمنسوخ) بخط ولده الناصر الحفظة المشهور (١٦).

يروي عن فخر المحققين ابن العلامة الحلي ، وكان من أجل تلامذته ، وعن غيره من علماء الحلة.

ويروي عنه : أحمد بن فهد الحلي ـ صاحب (المهذب البارع) ، و (شرح الإرشاد) و (عدة الداعي) ـ ، والشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن رفاعة السبعي ، وابنه الشيخ ناصر بن أحمد وغيرهم (١٧).

تآليفه كثيرة منها : آيات الأحكام الموسوم ب (منهاج الهداية).

رياض العلماء ١ / ٤٤ ، لؤلؤة البحرين : ١٧٩. كشف الحجب والأستار : ٣٢٤ رقم ١٧٦٢ ، أعيان الشيعة ٣ / ١٤ ، الذريعة ١ / ٤٢ رقم ٢١١ و ٢٣ / ١٨٠ ، طبقات أعلام الشيعة ـ القرن الثامن ـ : ٧ ، ريحانة الأدب ٨ / ١٩٥.

__________________

(١٤) أعيان الشيعة ٣ / ١١.

(١٥) أعيان الشيعة ٣ / ١٠.

(١٦) أعيان الشيعة ٣ / ١٣.

(١٧) أعيان الشيعة ٣ / ١٤.


وهنا لا بد من التوضيح حول هذين الكتابين ومؤلفيهما ، إذ يظهر من كلام جماعة من العلماء أن أحمد بن عبد الله بن المتوج رجل واحد. ورأينا أن ما أفاده العلامة الأمين في الأعيان في هذا الشأن ما لا مزيد عليه ، فلذا نذكر قسما منه بعينه ... فيقول :

ولكن صاحب (الذريعة إلى معرفة مؤلفات الشيعة) قال : إن أحمد بن عبد الله بن المتوج اثنان :

أحدهما : الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن ابن المتوج البحراني ، الذي هو شيخ أحمد بن فهد الحلي ، والمعاصر والمصاحب للشهيد الأول ، والمؤلف لآيات الأحكام المختصر الموسوم بمنهاج الهداية ، الذي ترجمه كذلك الشيخ سليمان البحراني في رسالته في تراجم علماء البحرين.

ثانيهما : سميه ومعاصره الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج ، الذي كان من مشايخ أحمد بن فهد الأحسائي ، وله كتاب النهاية في تفسير الخمسمائة آية.

وما ذكره قريب من الاعتبار لاختلاف اللقب ، فأحدهما يلقب بفخر الدين والآخر جمال الدين ، ولاختلاف النسب ، فأحدهما أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوج ، والثاني أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج ، ولكن لاشتراكهما في الاسم واسم الأب واسم الجد ـ وهو المتوج ـ ، وكونهما في عصر واحد ، واشتراك تلميذيهما في الاسم واسم الأب ، وقد يكونان مشتركين في بعض الأسانيد ، لذلك وقع الاشتباه بينهما وظنا رجلا واحدا ، ونسب إليه ما لكل منهما ، والله أعلم ، فراجع) (١٨).

__________________

(١٨) أعيان الشيعة ٣ / ١١.


(٦)

آيات الأحكام

للشيخ ناصر بن الشيخ جمال الدين أحمد بن الشيخ عبد الله بن المتوج البحراني.

ذكره في الذريعة فقال : (المذكور في أمل الآمل ، ووالده الشيخ أحمد من تلاميذ فخر المحققين ابن العلامة الحلي ، ذكر سيدنا حسن الصدر أنه رآه في مكتبات النجف).

الذريعة ١ / ٤٣ رقم ٢٢٠.

(٧)

كنز العرفان في فقه القرآن

تفسير لآيات الأحكام.

للشيخ الإمام شرف الدين أبي عبد الله مقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد الحلي الأسدي السيوري ، المتوفى ضحى نهار الأحد ٢٦ من شهر جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ ه بالمشهد المقدس الغروي على مشرفه السلام.

كان من أعاظم تلامذة الشهيد الأول محمد بن مكي والرواين عنه.

ويروي عنه : شرف الدين المكي ، والحسين بن علاء الدين مظفر بن فخر الدين بن نصر الله القمي ، وتاج الدين الحسن بن راشد ـ أو الحسن بن محمد ابن راشد ـ الحلي ، ومحمد بن شجاع القطان الحلي ، وأحمد بن فهد الحلي.

كان متقنا لعلوم كثيرة ، فقيها متكلما أصوليا نحويا منطقيا ، صنف وأجاد ، وصنف في الفقه هذا الأثر الخالد (كنز العرفان في فقه القرآن) ورتبه على مقدمة وأبواب على ترتيب كتب الفقه وخاتمة (١٩).

__________________

(١٩) راجع : الضياء اللامع : ١٣٨.


وهذا الكتاب المشهور في الأوساط العلمية ، يقتفي فيه أثر أمين الإسلام الطبرسي في (مجمع البيان في تفسير القرآن) في نقل الأحاديث والأقوال وشأن نزول الآيات ويتعرض لآراء المذاهب الإسلامية الأخرى.

أمل الآمل ٢ / ٣٢٥ ، رياض العلماء ٥ / ٢١٦ ، روضات الجنات ٧ / ١٧١ ، لؤلؤة البحرين : ١٧٢ ، أعيان الشيعة ١ / ١٢٧ ، الذريعة ١٨ / ١٥٩ ، الضياء اللامع : ١٣٩ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٠ ، كشف الحجب والأستار : ١٢٦ رقم ٦٠٨ ، إيضاح المكنون ٢ / ٣٨٦ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٧ / ٢٨٢ ، الفوائد الرضوية : ٦٦٧.

ونسخة كثيرة ، نذكر ما كتب منها إلى حدود سنة ١٠٠٠ للهجرة.

١ ـ نسخة ثمينة في خزانة كتب الأستاذ فخر الدين النصيري ، تمت كتابتها قبل وفاة المؤلف بشهرين ، بخط مقصود بن زين العابدين الحسيني المرعشي في ربيع الأول سنة ٨٢٦ ه مقروءة على المولى المحقق عبد الله التستري ، وعليها حواش بخطه الشريف.

٢ ـ نسخة في المكتبة الوطنية في تبريز ، برقم ٣٣٧٩ ، كتبها أحمد بن محمد ابن علي رضا الشعراني في النجف الأشرف في ليلة الثلاثاء ٢٧ جمادى الآخرة ٨٣٣ ه ، مذكورة في فهرسها صفحة ١١٣٦.

٣ ـ وعنها مصورة أيضا في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفلم ٦٢٢١ ، مذكورة في فهرسها

٣ / ٢٤٥.

٤ ـ نسخة في مكتبة الوزيري في يزد ، برقم ٦٣٤ ، تاريخ كتابتها يوم الثلاثاء ٥ صفر ٨٧٩ ه ، عليها البلاغ والمقابلة ، مذكورة في فهرسها ٢ / ٥٣٥.

٥ ـ نسخة في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، برقم ٣٦٤ ، تاريخها سنة ٩٠٧ ه ، مذكورة في فهرسها صفحة ٣٣٥.

٦ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى في طهران ، برقم ٦٢٦٧٦ ، تاريخ كتابتها يوم الخميس ١٥ جمادى الأولى ٩١٣ ه ، مذكورة في فهرسها ١٢ / ١٢٣.

٧ ـ نسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، رقم ٣١٧٧ ، تاريخ


كتابتها ٧ ربيع الأول ٩٦٣ ه ، عليها تصحيح ، مذكورة في فهرسها ٨ / ٤٠١.

٨ ـ نسخة في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، برقم ٦٥٥ ، تاريخها سنة ٩٦٣ ه ، مذكورة في فهرسها صفحة ٣٣٥.

٩ ـ نسخة في مكتبة جامعة لوس أنجلس في أمريكا ، ضمن مجموعة M ١٠٦١ ، برقم ١ ، تاريخ كتابتها يوم الثلاثاء ٢٠ ذي القعدة ٩٦٧ ه ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ ـ ١٢ / ٧٠٨.

١٠ ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، برقم ٥٨٦٧ ، عليها مقابلة ، تاريخها سنة ٩٧٠ ه.

١١ ـ نسخة في مكتبة مدرسة المروي في طهران ، برقم ٤٥٩ ، تاريخها سنة ٩٧٣ ه.

١٢ نسخة في المكتبة الوطنية في طهران ، تاريخها سنة ٩٧٨ ه ، مذكورة في فهرسها ٧ / ١٢٨.

١٣ ـ نسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، تاريخها ٢٤ رمضان ٩٧٩ ه ، مذكورة في فهرسها ١ / ١٠٥.

١٤ ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، تاريخها سنة ٩٨٠ ه ، رقم ٢٥٣٤ ، مذكورة في فهرس مخطوطات (دو كتابخانه مشهد) : ٩٦٤.

١٥ ـ نسخة في مكتبة القاضي الطباطبائي في تبريز ، تاريخها سنة ٩٨٣ ه ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٧ / ٥١٩.

١٦ ـ نسخة أخرى في المكتبة الوطنية (كتابخانه ملي) في طهران ، تاريخها سنة ١٠١١ ه ، وعليها مقابلة وتصحيح ، مذكورة في فهرسها ٩ / ٤٩٥.

١٧ ـ نسخة في مكتبة الحسينية الشوشترية في النجف الأشرف ، كتبت سنة ١٠١٢ ه ، رقم ٥٤٩ ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ ـ ١٢ / ٨٠٨.

١٨ ـ نسخة في مكتبة ثقة الإسلام في تبريز ، كتبت سنة ١٠١٥ ه ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٧ / ٥٣٧.


١٩ ـ نسخة في مكتبة سپهسالار في طهران ، تاريخها سنة ١٠٢٢ ه ، برقم ٢٠٥٦ ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٧ ، وفي حواشيها مطالب من تفسير البيضاوي وكتاب القاموس.

٢٠ ـ نسخة في مكتبة كلية وادهان Wadhan في أوكسفورد في إنگلترة ، كتبت سنة ١٠٢٣ ه ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ ـ ١٢ / ٧٨٢ ، رقم ٢٣٧.

٢١ ـ نسخة في مكتبة جامعة أصفهان ، تاريخها يوم الأربعاء ١٥ شوال ١٠٤١ ه ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ ـ ١٢ / ٩١٣.

٢٢ ـ نسخة أخرى في مكتبة جامعة لوس أنجلس ، برقم M ١٧١ ، تاريخها يوم السبت ٢ شوال ١٠٤٢ ه ، وعليها مقابلة ، مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ ـ ١٢ / ٣٣٣.

٢٣ ـ نسخة في مكتبة روضة السيدة المعصومة عليها‌السلام في قم المقدسة ، بخط القاضي الچلبي قازاده الرومي ، تاريخها ١٥ جمادى الآخرة ١٠٨١ ه ، مذكورة في فهرسها صفحة ١٥٦.

طبع في طهران سنة ١٣١٣ ه ، على الحجر في ٤١٧ صفحة ، بخط محمد حسن بن محمد علي الجرفادقاني ، وفي تبريز سنة ١٣١٥ ه ، على الحجر أيضا في هامش التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام ، وفي النجف الأشرف على الحروف (٢٠).

وطبعته المكتبة المرتضوية في طهران سنة ١٣٨٤ ه ، في جزءين مع تعاليق الشيخ محمد باقر شريف زاده ـ رحمه‌الله ـ ، وأشرف على تصحيحه وتخريج أحاديثه محمد باقر البهبودي.

__________________

(٢٠) فهرس المطبوعات العربية ـ للمشار ـ : ٧٥٦.


(٨)

معدن العرفان في فقه مجمع البيان لعلوم القرآن

للمحقق الفقيه إبراهيم بن حسن الدراق ـ الوراق ـ (٢١).

من أهل أوائل المائة ، العاشرة ، ومن أوثق مشايخ الإجازة للشيخ إبراهيم ابن سلمان القطيفي البحراني.

ذكره في (مستدرك الوسائل) من مشايخ إبراهيم القطيفي ، فقال : (وعن شيخه الذي قال في حقه : المحقق المدقق ، أفضل أهل عصره ، وزبدة دهره ، المعتمد على الله الخلاق إبراهيم بن حسن الدراق) (٢٢).

وذكره القطيفي هذا في إجازات صدرت منه للمجازين عنه ، منهم : الشيخ شمس الدين محمد بن تركي فقال :

(وأجزت له أن يروي عني عن شيخي المحقق المدقق ، فاضل عصره ، وزبدة دهره ، المعتمد على الله الخلاق ، إبراهيم بن الحسن الدراق ، وعن عدة مشايخ ثقات عنه أيضا ... تاريخها ٦ عاشوراء سنة ٩١٥ ه) (٢٣).

(ومنهم : الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي ، تاريخها ١١ عاشوراء سنة ٩٢٠ ه ، إلى أن قال ـ : هي طرقنا إجازة ، وطرقنا إليهم متعددة ، منها ما أجازه لي عدة من الفضلاء أوثقهم الشيخ إبراهيم بن الحسن الشهير بالدراق عن الشيخ علي بن الهلال الجزائري) (٢٤).

ومنهم : السيد الشريف جمال الدين بن نور الله بن السيد شمس الدين

__________________

(٢١) راجع أعيان الشيعة ٢ / ١٢٧ ، ورياض العلماء ١ / ١٥ ، وبحار الأنوار ١٠٨ / ٩٤ و ١١٤ و ١٢٣ كتاب الإجازات.

(٢٢) مستدرك الوسائل ٣ / ٤١٧.

(٢٣) بحار الأنوار ١٠٨ / ٩٥.

(٢٤) بحار الأنوار ١٠٨ / ١١٤.


محمد شاه الحسيني التستري ، تاريخها ١١ جمادى الأولى سنة ٩٤٤ ه (٢٥).

ومنهم : الخليفة شاه محمود ، فقال في إجازته : (الثالثة : رويت عن جماعة ثقات ، أوثقهم شيخي الشيخ إبراهيم بن الحسن الدراق مشافهة ، وعن جماعة عنه ، أوثقهم الشيخ علي بن جعفر بن أبي سميط ، عن الشيخ إبراهيم بن الحسن الدراق ، عن الشيخ الأجل علي بن هلال) (٢٦).

لم يذكر هذا الكتاب في الذريعة! وقد وجدت نسخته لأول مرة في مكتبة جامعة لوس أنجلس في أمريكا كما يأتي.

نسخة فريدة ـ حتى الآن ـ منه في مكتبة جامعة لوس أنجلس ، ضمن مجموعة M ١٠٦١ ، بخط النستعليق ، كتبها عطاء الله بن أمير السلام في يوم الاثنين ١٧ جمادى الآخرة سنة ٩٦٨ ه. وملكها ملا علي نقي التويسركاني في شهر ذي القعدة سنة ١١٦٠ ه.

مذكورة في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ ـ ١٢ / ٧٠٨.

أوله : (بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي أنزل الذكر قرآنا وفرقانا ، لكل شئ جامعا وتبصرة وتبيانا ، والصلاة على القائم به تبليغا وبيانا ، محمد وآله وسيلتنا ومبتغانا .. وبعد ، فأضرع المحاويج إلى الرزاق إبراهيم بن الحسن الدراق ، يقول : هذا كتاب معدن العرفان في فقه مجمع البيان لعلوم القرآن ـ إلى أن قال في سبب تأليفه : ـ ثانيهما : إن الآيات الفقهية لم يفرد لها أصحابنا رضوان الله عليهم مجمعا وافيا ولا نصابا شافيا مع أنها أعظم الطرق إلى الأحكام الفقهية والآلة الاستدلالية على المسائل الاجتهادية ، فيشتمل على مقدمة ، والمقدمة تشتمل فنونا).

آخره : (وهذا آخر ما أردنا تأليف تشتته ، وتنظيم شوارد نكته ، على أسلوب سهل التناول ، بهج التداول ، وقد خرج بحمد الله كتابا مستوفى جامعا لعلوم الآيات الفقهية ، وافيا بخط الآلة الاستدلالية ، حاويا لأقوال المفسرين والفقهاء ، من خلاف وإجماع وناسخ ومنسوخ مجمع عليه ومختلف فيه ، ولم أتكل في سبر

__________________

(٢٥) بحار الأنوار ١٠٨ / ١٢٣.

(٢٦) بحار الأنوار ١٠٨ / ٨٧.


آيات الأحكام على ما أفرد قبلي من الدساتر في هذا المقام ، بل لم آل جهدا في ذلك بأحسن ترتيب ، وأنهج توصيف وتهذيب ، خال من الحشو والإطناب ، مظفرا بالبغية في الباب ، وذلك بتوفيق الله سبحانه ...)

للبحث صلة ...


مقتل أمير المؤمنين

الإمام علي عليه‌السلام

أسامة آل جعفر

بسم الله الرحمن الرحيم

نشر على صفحات نشرة (تراثنا) وفي عددها الثاني عشر ، من ص ٧٩ ـ ١٣٣ ، كتاب مقتل الإمام علي عليه‌السلام لابن أبي الدنيا ، ولم يحمله هذا المقتل من تجن على الحقيقة وما فيه من المغالطات ، فلقد قمنا وبعون الله تعالى بجمع جملة من الروايات الواردة في كتب أهل السنة والتي أشارت إلى الحقائق الناصعة التي أهملها ابن أبي الدنيا في مقتله المذكور.

تقديم :

لا يغالي المرء عندما يجزم بأن التاريخ الإسلامي بسجله الحافل وصفحاته الواسعة لم تستوقفه شخصية ما ما بعد رسول الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ الرحمة الإلهية المهداة ـ غير شخصية الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ولا يذهب ـ قطعا ـ إلى هذا القول بسطاء الناس وعامتهم ، ولا فقط من يحمل عليهم البغض ويصمهم بشتى النعوت وأقسى الأوصاف ، كالمغالاة ، والحب المفرط ، بل قلما يجد المرء ـ بعد عسير الجهد ومشقة البحث ـ من يتجاهلها ، وهم أولاء لا يعدو كونهم إلا ممن أعمتهم الشمس الساطعة ... فاتهموها بالكسوف. ناهيك عن


أنه ما حظيت شخصية بالتكريم الإلهي والثناء المحمدي ـ وبهذا الإطناب الرائع ـ عدا شخصية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكذا لم ينقل لأحد ما نقل له من هذه الأوصاف والنعوت التكريمية (١) ، واغترف الكثيرون من هذا البحر الكبير ، في حين تجرأ البعض منهم فخاضوا عبابه ، فما استدل معظمهم على مرافئه الآمنة وشواطئه الساكنة ، فحلت بهم سفنهم حيث الضلال والانحراف.

فالتجرد الواعي ، والنزاهة السليمة لا بد وأن تكون محك البحث ، ومقياس الحكم ، ومداد الأقلام ، حيث أن مئات من السنين العجاف التي ألمت بالعالم الإسلامي لا بد وأن تستوقف كل ذي عقل لبيب ، وذهن فطن.

فالصراع الأزلي بين الظلمة والنور ، وبين الخير والشر لا يمكن أن يسترسل على منوال واحد وسبيل معروف ، ومن الخطأ التسليم بأن لا جديد تحت الشمس ، فالتلون أمسى ستارا يستخفي خلفه ذوو المآرب الدنيئة والنفوس الفاسدة.

ولعله من قبيل الأمر المسلم به أن الأمويين وقفوا كالشوكة المدببة ، والذئب الضاري ، يعمل أنيابه الناتئة وأضراسه الحادة في كل ما خلفه علي عليه‌السلام نسلا وحرثا وتراثا.

وهذي أمهات المكتبات حبلى من آثار تلك البصمات الوسخة التي حاولت جاهدة أن تخفي نور النهار بمساحة الكف.

وإذا كان الظلم قد أنشب أظافره بادئ ذي بدء بذاك الجسد الطري للصبي الذي كان أول من نطق بالشهادتين (٢) ، فإن هذا الظلم لازمه ولصق به حتى يومنا هذا ، فلذا ما أصدق قوله عليه‌السلام : (أنا أول من يجثو بين يدي

__________________

(١) روى مثل هذا القول ابن حجر في الإصابة ٢ / ٥٠٧.

(٢) الرياض النضرة ٣ ـ ٤ / ١١٠ ، مستدرك الحاكم ٣ / ١٣٦ ، تاريخ بغداد ٢ / ٨ ، الإستيعاب ٢ / ٤٥٧ ، رووا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما ، علي ابن أبي طالب) وأورده الطبراني في الأوائل : ٧٨ ح ٥١ بطرق مختلفة.

وروي عن زيد بن أرقم قوله : (كان أول من أسلم علي بن أبي طالب) الرياض النضرة ٢ ـ ٣ / ١١٠ وقال : خرجه أحمد والترمذي.


الرحمن للخصومة يوم القيامة) (٣) وقوله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إن مما عهد إلي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده) (٤) وإذا كان للزمن أثر ، فما تركه الأمويون من آثار لهي من الكثرة بمكانة بحيث تستوجب التأمل والتريث في أخذ ما مر تحت أنظارهم وما تناقلته ألسنتهم ، فقد (عمل الأمويون على طمس مناقب الإمام علي وفضائله بسبب حقدهم عليه ، (ولم يكتفوا بذلك بل) كانوا يهددون كل من تحدث بمناقبه (٥) ، ولعل روايات مقتله عليه‌السلام جانب من تلك الجوانب التي امتدت إليها أصابع التزوير وتركت فيها آثارا واضحة لا تخفى على من وهبه الله تعالى بصيرة يستهدي بها ويتجنب العثار.

فحقد الأمويين هذا وسعيهم الدؤوب في طمس فضائل الإمام علي عليه‌السلام دفع الكثيرين إلى التساؤل ... لم؟! ولا تفسير أبلغ لهذا السؤال من قول مروان للإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام عندما سأله عن مغزى الاصرار على شتم علي عليه‌السلام على المنابر ، فقال : (لا يستقيم لنا هذا إلا بهذا) (٦).

بيد أن ما يسمو بعلي ويزيد في غيظ أعدائه قول رسول الله صلى الله عليه وآله له : (يا علي ، إنك أول من يقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب بعدي) (٧).

وإن كنت قد حشرت نفسي في ساحة لا موطئ قدم لي فيها ، فإني قد استللت بعض الروايات التي تروي جانبا من قصة هذا المقتل ، وبشكل مختصر ، وأوردتها في أبواب تساير الفتنة وحتى الاستشهاد ... والله من وراء القصد.

__________________

(٣) نور الأبصار ـ للشبلنجي ـ : ٩٠.

(٤) مستدرك الحاكم ٣ / ١٤٠.

(٥) الإصابة ـ لابن حجر ـ ٢ / ٥٠٧.

(٦) أنساب الأشراف ٢ / ١٨٤.

(٧) الرياض النضرة ٣ ـ ٤ / ١١٤.


إشارة

ابن إسحاق ، وابن شهاب ، أنه كتب حلية أمير المؤمنين عليه‌السلام عن ثبيت الخادم ، فأخذا عمرو بن العاص فزم بأنفه ، فقطعها وكتب : إن أبا تراب كان شديد الأدمة ، عظيم البطن ، حمش الساقين ... ونحو ذلك ، فلذلك رقع الخلاف في حليته (٨).

الصفات الجسمية للإمام علي عليه‌السلام

١ ـ كان علي ربعة من الرجال ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر ، عظيم البطن إلى السمن ، عريض ما بين المنكبين ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يبين عضده من ساعده قد أدمج إدماجا ، ششن الكفين ، عظيم الكراديس ، أغيد كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، كثير شعر اللحية ، وكان لا يخضب ، وقد جاء عنه الخضاب ، والمشهور أنه كان أبيض اللحية ، وكان إذا مشى تكفأ ، شديد الساعد واليد ، وإذا مشى إلى الحروب هرول ، ثبت الجنان قوي ، ما صارع أحدا إلا صرعه ، شجاع منصور عند من لاقاه (٩).

٢ ـ وقال ابن عباس رحمه‌الله في وصفه : وكان علي أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر ، والأسد الهادر ، والفرات الزاخر ، والربيع الباكر ، أشبه من القمر ضوءه وبهاءه ، ومن الأسد شجاعته ومضاءه ، ومن الفرات جوده وسخاءه ، ومن الربيع خصبه وحياءه (١٠).

٣ ـ وروى العلامة المحدث الشيخ علي بن محمد بن أحمد المالكي ، الشهير

__________________

(٨) المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٣ / ٣٠٦ ، حمش الساقين : أي دقيقهما.

(٩) ذخائر العقبى ـ للطبري ـ : ٥٧ طبعة القاهرة ، الدعج : شدة السواد في العين أو شدة سوادها في شدة بياضها ، ششن : غليظ. المشاش : رؤوس العظام.

(١٠) لسان العرب ـ لابن منظور ـ ١٤ / ٢١٦ مادة (حيا).


بابن الصباغ ، مما رواه العز المحدث ، في صفته ، وذلك عند سؤال بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل له عن صفته فقال : كان ربعة من الرجال ، أدعج العينين ، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم ، عريض المنكبين ، ششن الكفين ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ، كث اللحية ، له مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يتبين عضدة من ساعده قد أدمجت إدماجا (١١).

٤ ـ حدثنا الشيح أبو الحجاج ، قال : رأيت عليا يخطب ، وكان من أحسن الناس وجها ، كان كأنما كسر ثم جبر ، لا يغير شيبه ، خفيف المشي ، ضحوك (١٢).

٥ ـ وذكر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري البغدادي في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : كان مربوع القامة ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة البدر ، عظيم البطن أعلاه علم وأسفله طعام ، وكان كثير شعر اللحية ، قليل شعر الرأس ، كأن عنقه إبريق فضة (١٣).

٦ ـ وروى السيد محمد مرتضى الواسطي الحنفي في حديث ابن عباس : ما رأيت أحسن من شرصة علي رضي‌الله‌عنه (١٤).

٧ ـ ... وكان رضي‌الله‌عنه ربعة من الرجال ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر ... (١٥).

٨ ـ وروى ابن العماد الحنبلي في وصف علي عليه‌السلام بأنه كان أدعج العينين ، حسن الوجه .. عريض المنكبين لهما مشاش كالسبع (١٦) ...

__________________

(١١) الفصول المهمة ـ لابن الصباغ ـ : ١١٠.

(١٢) أسد الغابة ـ لابن الأثير ـ : ٤ / ٣٩.

(١٣) نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤.

(١٤) تاج العروس ٤ / ٤٠١ ، ومثله في الفائق ـ للزمخشري ـ ٢ / ٢٣٧ ، والشرص : انحسار الشعر عن جانبي الرأس.

(١٥) الرياض النضرة في مناقب العشرة ـ للطبري ـ : ٣ / ١٠٧.

(١٦) شذرات الذهب ١ / ٤٩.


مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام

أ ـ المقدمة :

١ ـ روى الحسن بن علي بن الأسود ، عن يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن طارق بن زياد ، قال : قام علي بالنهروان فقال : إن نبي الله قال لي : سيخرج قوم يتكلمون بكلام الحق ـ لا يجوز حلوقهم ، يخرجون من الحق خروج السهم ـ أو مروق السهم ـ سيماهم أن فيهم رجلا مخدج اليد ، في يده شعرات سود ، فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس (١٧).

٢ ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن علي الزراري ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ ، بإسناده عن أبي إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا محمد بن يحيى ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقسم قسما ـ قال ابن عباس كانت غنائم هوازن يوم حنين ـ إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي ، وهو حرقوص بن زهير ، أصل الخوارج ، فقال : إعدل يا رسول الله! فقال : ويحك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ... الحديث (١٨).

٣ ـ وعن أبي سعيد ، قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوم حنين وهو يقسم ، قلت : ـ فذكر الحديث إلى أن قال : ـ علامتهم رجل يده كثدي المرأة كالبضعة تدر در ، فيها شعيرات كأنها سبلة سبع (١٩).

__________________

(١٧) أنساب الأشراف ٢ / ٣٧٦ ، المسند ـ لأحمد بن حنبل ، في مسند علي ـ ٢ / ٨٤٨ ، خصائص أمير المؤمنين ـ للنسائي ـ : ٤١ ح ١٧٤ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣٦٦.

(١٨) أسد الغابة ٢ / ١٤٠.

(١٩) مجمع الزوائد ٦ : ٢٣٤.


ب ـ صفين والفتنة :

١ ـ فثار أهل الشام في سواد الليل ينادون (عن قول معاوية وأمره) : يا أهل العراق ، من لذرارينا إن قتلتمونا ، ومن لذراريكم إذا قتلناكم ، الله الله في البقية ، وأصبحوا قد رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح ... ومصحف دمشق الأعظم يحمله عشرة رجال على رؤوس الرماح وهم ينادون : كتاب الله بيننا وبينكم ...

فقال علي عليه‌السلام : يا أيها الناس ، إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وابن أبي سرح وابن مسلمة ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ...

فجاءه من أصحابه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد ، شاكي السلاح ، سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودت جباههم من السجود ، يتقدمهم مسعر بن مذكي وزيد بن حصين وعصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي ، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه وإلا قتلناك (٢٠).

٢ ـ إن عليا عليه‌السلام لما دخل الكوفة ودخلها معه كثير من الخوارج ، وتخلف منهم بالنخيلة وغيرها خلق كثير لم يدخلوها ، فدخل حرقوص بن زهير السعدي وزرعة بن البرج الطائي ـ وهما من رؤوس الخوارج ـ على علي عليه‌السلام فقال له ـ حرقوص : تب من خطيئتك واخرج بنا إلى معاوية نجاهده! فقال له علي عليه‌السلام : إني كنت نهيتكم عن الحكومة فأبيتم ، ثم الآن تجعلونها ذنبا ...!؟ أما إنها ليست بمعصية ، ولكنها عجز من الرأي ، وضعف عن التدبير ، وقد نهيتكم عنه ، فقال زرعة : أما والله لئن لم تتب من تحكيمك لأقتلنك (٢١).

__________________

(٢٠) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢١٧.

(٢١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ ٢ / ٢٦٨ ، ومثله في تاريخ الطبري ٥ / ٥٢ ، ولكنه أورد : قاتلتك ، وكذا في الكامل ٣ / ٣٣٤.


٣ ـ حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت إسماعيل ابن سميع الحنفي ، عن أبي رزين ، قال : لما وقع التحكيم ورجع علي من صفين رجعوا مباينين له ، فلما انتهوا إلى النهر أقاموا به ، فدخل علي في الناس الكوفة ونزلوا بحروراء (٢٢).

ج ـ فساد :

١ ـ قال أبو العباس : ثم مضى القوم (أي الخوارج) إلى النهروان ، وقد كانوا أرادوا المضي إلى المدائن ... (فأصابوا) في طريقهم مسلما ونصرانيا فقتلوا المسلم لأنه عندهم كافر إذ كان على خلاف معتقدهم!! واستوصوا بالنصراني ، وقالوا : احفظوا ذمة نبيكم! (٢٣).

٢ ـ وروى ابن ديزيل في كتاب صفين ، قال : كانت الخوارج في أول ما انصرفت عن رايات علي عليه‌السلام تهدد الناس قتلا ...!! (٢٤).

٣ ـ قال أبو العباس : ولقيهم عبد الله بن خباب في عنقه مصحف على حمار ومعه امرأته وهي حامل ، فقالوا له : إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا بقتلك ، فقال لهم : ما أحياه القرآن فأحيوه ، وما أماته فأميتوه.

فوثب رجل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها في فيه ، فصاحوا به فلفظها تورعا ... وعرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتله ، فقالوا : هذا فساد في الأرض ، وأنكروا قتل الخنزير ...

ثم قالوا لابن خباب : فما تقول في علي بعد التحكيم والحكومة؟ قال : إن عليا أعلم بالله وأشد توقيا على دينه وأنفذ بصيرة ، فقالوا : إنك لست تتبع الهدى ، إنما تتبع الرجال على أسمائهم ، ثم قربوه إلى شاطئ النهر فأضجعوه فذبحوه! (٢٥)

__________________

(٢٢) تاريخ الطبري ٤ / ٥٤.

(٢٣) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٨٠ ، الكامل ٣ / ٢١٢.

(٢٤) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٦٩.

(٢٥) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٢.


٤ ـ ... وأقبلوا إلى المرأة ، فقالت : إني إنما أنا امرأة ألا تتقون الله ، فبقروا بطنها ..!! وقتلوا ثلاث نسوة من طي ، وقتلوا أم سنان الصيداوية (٢٦).

د ـ النهروان :

١ ـ فلما بلغ عليا قتلهم عبد الله بن خباب واعتراضهم الناس ، بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم وينظر ما بلغه عنهم ويكتب به إليه ولا يكتمه ، فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه ، وأتى عليا الخبر والناس معه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا؟! سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام (٢٧).

٢ ـ قال أبو مخنف : حدثني مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب ، أن عليا أتى أهل النهر فوقف عليهم فقال : أيتها العصابة التي أخرجتها عداوة المراء واللجاجة ، وصدها عن الحق الهوى ، وطمح بها النزق ، وأصبحت في اللبس والخطب العظيم ، إني نذير لكم أن تصبحوا تلفيكم الأمة غدا صرعى بأثناء هذا النهر ، وبأهضام هذا الغائط ، بغير بينة من ربكم ، ولا برهان بين (٢٨).

٣ ـ ... فتنادوا (أي الخوارج) : لا تخاطبوهم ، ولا تكلموهم ، وتهيئوا للقاء الرب ، الرواح الرواح إلى الجنة!!

فخرج علي معبئا الناس ، فجعل على ميمنته حجر بن عدي ، وعلى ميسرته شبث بن ربعي ـ أو معقل بن قيس الرياحي ـ ، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري ، وعلى الرجالة أبا قتادة الأنصاري ، وعلى أهل المدينة ـ وهم سبعمائة أو ثمانمائة رجل ـ قيس بن سعد بن عبادة.

قال : وعبأت الخوارج ، فجعلوا على ميمنتهم زيد بن حصين الطائي ، وعلى الميسرة شريح بن أوفى العبسي ، وعلى خيلهم حمزة بن سنان الأسدي ، وعلى

__________________

(٢٦) تاريخ الطبري ٤ / ٦١ ، الكامل ٣ / ٣٤٢.

(٢٧) الكامل ـ لابن الأثير ـ ٣ : ٣٤٢.

(٢٨) تاريخ الأمم والملوك ـ تاريخ الطبري ـ ٥ / ٨٤ ، حوادث سنة ٣٧.


الرجالة حرقوص بن زهير السعدي ، ثم تنادوا : الرواح الرواح إلى الجنة! فشدوا على الناس والخيل أمام الرجال ، فلم تثبت خيل المسلمين لشدتهم ، وافترقت الخيل فرقتين ، فرقة نحو الميمنة وأخرى نحو الميسرة ، وأقبلوا نحو الرجال فاستقبلت المرامية وجوههم بالنبل ، وعطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة ، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف ، فوالله ما لبثوهم أن أناموهم ، ثم إن حمزة بن سنان ـ صاحب خيلهم ـ لما رأى الهلاك نادى أصحابه أن انزلوا ، فذهبوا لينزلوا فلم يتقاروا حتى حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي وجاءتهم الخيل من نحو علي فأهمدوا في الساعة (٢٩).

٤ ـ وقد روى جماعة أن عليا كان يحدث أصحابه قبل ظهور الخوارج أن قوما يخرجون يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، علامتهم رجل مخدج اليد. سمعوا ذلك منه مرارا ، فلما خرج أهل النهروان سار بهم إليهم علي ، وكان منه معهم ما كان ، فلما فرغ أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج ، فالتمسوه ، فقال بعضهم : ما نجده حتى قال بعضهم : ما هو فيهم ، وهو يقول : والله إنه لفيهم ، والله ما كذبت ولا كذبت ، ثم إنه جاءه رجل فبشره ... وقيل (إنه) خرج في طلبه ... فوجده في حفرة على شاطئ النهر في خمسين قتيلا ... فلما رآه قال : الله أكبر ، ما كذبت ولا كذبت (٣٠).

ه ـ المؤامرة :

١ ـ حدثني عباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن لوط ، أن يحيى وعوانة ـ ابنا الحكم ـ وغيرهما قالوا : اجتمع ثلاثة نفر من الخوارج بمكة ، وهم عبد الرحمن ابن ملجم الحميري ... والبرك بن عبد الله التميمي ، وعمرو بن بكير ، وتذاكروا أمر إخوانهم الذين قتلوا بالنهروان ... فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب

__________________

(٢٩) تاريخ الأمم والملوك ٥ / ٨٥ ، ومثله في الكامل ٣ / ٣٤٦.

(٣٠) الكامل ـ لابن الأثير ـ ٣ / ٣٤٧.


ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، ثم توجه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه ... وجعلوا ميعادهم ليلة واحدة ... وأما ابن ملجم ـ قاتل علي ـ فإنه أتى الكوفة ، فكان يكتم أمره ولا يظهر الذي قصد له ، وهو في ذلك يزور أصحابه من الخوارج فلا يطلعهم على إرادته ، ثم أتى يوما قوما من تيم الرباب ، فرأى امرأة منهم جميلة يقال لها : قطام بنت شجنة ـ وكان علي قتل أباها شجنة بن عدي ، وأخاها الأخضر بن شجنة يوم النهروان ـ فهواها حتى أذهلته عن أمره فخطبها ، فقالت : لا أتزوجك إلا على عبد وثلاثة آلاف درهم وقينة وقتل علي ابن أبي طالب!!.

فقال : أما الثلاثة آلاف والعبد والقينة فمهر ، وأما قتل علي بن أبي طالب فما ذكرته لي وأنت تريديني ، فقالت : بلى ، تلتمس غرته ، فإن أصبته وسلمت شفيت نفسي ونفعك العيش معي ، فقال : والله ما جاء بي إلا قتل علي (٣١).

٢ ـ فقدم ابن ملجم ، وجعل يكتم أمره ، فتزوج قطام بنت علقمة ، من تيم الرباب ـ وكان عليا قتل أخاها ـ فأخبرها بأمره ، وكان أقام عندها ثلاث ليال ، فقالت له في الليلة الثالثة : لشد ما أحببت لزوم أهلك وبيتك وأضربت عن الأمر الذي قدمت له! فقال : إن لي وقتا واعدت عليه أصحابي ولن أجاوزه (٣٢).

٣ ـ قالوا : لم يزل ابن ملجم تلك الليلة عن الأشعث بن قيس يناجيه حتى قال له الأشعث : قم فضحك الصبح. وسمع ذلك من قوله حجر بن عدي الكندي فلما قتل علي قال له حجر : يا أعور ، أنت قتلته! وقال المدائني : قال مسلمة بن المحارب : سمع الكلام عفيف عم الأشعث ، فلما قتل علي قال عفيف : هذا من عملك وكيدك يا أعور (٣٣).

__________________

(٣١) تاريخ الخلفاء ١ / ١٥٩ ، تاريخ الأمم والملوك ٥ / ١٤٣ ، أنساب الأشراف ٢ / ٤٩١ ، أسد الغابة ٤ / ٣٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٣٥ ، تذكرة الخواص : ١٦٠ ، الرياض النضرة ٣ ـ ٤ / ٢٣٤.

(٣٢) أنساب الأشراف ٢ / ٤٨٨.

(٣٣) أنساب الأشراف ٢ / ٤٩٣ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣ وفيه : (النجاء ... النجاء لحاجتك فقد


٤ ـ فبعثت (أي قطام) إلى رجل من تيم الرباب يقال له : وردان ، فكلمته في ذلك فأجابها ، وجاء ابن ملجم برجل من أشجع يقال له : شبيب بن بحرة ، فقال له : هل لك في شرف الدنيا والآخرة!! قال : وما ذاك؟ قال : قتل علي بن أبي طالب! قال : ثكلتك أمك ، لقد جئت شيئا إدا ، كيف تقدر على ذلك؟! قال : أكمن له في المسجد ، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا ، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا!! (٣٤).

و ـ الإخبار ... قبل الحدث :

١ ـ حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ـ ببغداد ـ ثنا عبد العزيز بن معاوية البصري ، ثنا عبد العزيز بن الخطاب ، ثنا ناصح بن عبد الله الملحمي ، عن عطاء بن السائب ، عن أنس بن مالك ، قال : دخلت مع النبي على علي بن أبي طالب يعوده وهو مريض ، وعنده أبو بكر وعمر فتحولا حتى جلس رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فقال أحدهما لصاحبه : ما أراه إلا هالك! فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : إنه لن يموت إلا مقتولا ، ولن يموت حتى يملأ غيظا (٣٥).

٢ ـ قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : أشقى الأولين عاقر الناقة ، وأشفى الآخرين من هذه الأمة الذي يطعنك يا علي ، وأشار إلى حيث طعن (٣٦).

٣ ـ قال علي : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت. قال : فمن أشقى الآخرين؟ قلت :

__________________

فضحك الصبح).

(٣٤) المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٩ ، تفسير نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ١١٥.

(٣٥) المستدرك ٣ / ١٣٩ ، تاريخ دمشق ٣ / ٢٦٦.

(٣٦) أنساب الأشراف ٢ / ٤٩٩.


لا علم لي يا رسول الله ، قال : الذي يضربك على هذا ، وأشار بيده إلى يافوخه (٣٧).

٤ ـ عن عبد الله بن سبع ، قال : سمعت عليا على المنبر يقول : ما ينظر أشقاها؟ والذي خلق الحبة وبرأ النسمة عهد إلي أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : لتخضبن هذه من هذه ، وأشار إلى لحيته ورأسه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، من هو؟ لنبيرنه ... قال : أنشدكم الله أن يقتل غير قاتلي (٣٨).

٥ ـ لما خرج علي عليه‌السلام لطلب الزبير ، خرج حاسرا ، وخرج إليه الزبير دارعا مدججا ... قال علي عليه‌السلام : إنه ليس بقاتلي ، إنما يقتلني رجل خامل الذكر ضئيل النسب غيلة ، في غير ما قط حرب ولا معركة ولا رجال ، ويل له ، إنه أشقى البشر ، ليودن أن أمه هبلت به ، أما إنه وأحيمر ثمود لمقرونان في قرن (٣٩).

٦ ـ حدثني العباس بن علي ومحمد بن خلف ، قالا : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة السلماني ، قال : كان علي بن أبي طالب إذا أعطى الناس فرأى ابن ملجم قال :

أريد حياته ويريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد (٤٠)

٧ ـ عن سكين بن عبد العزيز العبدي أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن ابن ملجم يستحمل عليه فحمله ، ثم قال : إن هذا قاتلي ، قيل : فما منعك منه؟ قال : إنه لم يقتلني بعد (٤١).

__________________

(٣٧) أسد الغابة ٤ / ٣٥ ، تاريخ دمشق ٣ / ٢٨١ ، تذكرة الخواص : ١٥٨ ، تاريخ الخلفاء ـ لابن قتيبة ـ ١ / ١٦٢.

(٣٨) تاريخ بغداد ١٢ / ٥٧ ، الرياض النضرة للطبري ٣ ـ ٤ / ٢٣٣.

(٣٩) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ ١ / ٧٨ طبعة القاهرة.

(٤٠) الأغاني ـ للأصبهاني ـ ١٤ / ٦٩ طبعة دار الفكر ، مقاتل الطالبيين : ٣١ ، ورواه ابن سعد في طبقاته ٣ / ٣٤.

(٤١) الرياض النضرة ٣ ـ ٤ / ٢٣٤.


ز ـ التنفيذ :

١ ـ روى ابن الأثير ، قال : وأنبأنا جدي ، حدثنا زيد بن علي ، عن عبيد الله بن موسى ، حدثنا الحسن بن كثير ، عن أبيه ، قال : خرج علي لصلاة الفجر فاستقبله الإوز يصحن في وجهه ، قال : فجعلنا نطردهن عنه ، فقال : دعوهن فإنهن نوائح ... (٤٢).

٢ ـ روى العلامة القندوزي في ينابيع المودة : في جواهر العقدين : عن الحسين بن كثير ، عن أبيه ، قال : فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ، أكثر الخروج والنظر إلى السماء ، وجعل يقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت لي (٤٣).

٣ ـ أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد ، أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسن بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثني هارون بن أبي يحيى ، عن شيخ من قريش أن عليا لما ضربه ابن ملجم قال : فزت ورب الكعبة ، ثم قال : لا يفوتنكم الرجل ، فشد الناس عليه فأخذوه (٤٤).

٤ ـ ... عن الزهري أن ابن ملجم طعن عليا حين رفع رأسه من الركعة ، فانصرف وقال : أتموا صلاتكم (٤٥).

٥ ـ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي ، أنبأنا أحمد بن منصور ، أنبأنا

__________________

(٤٢) أسد الغابة ٤ / ٣٦ ، ومثله في الكامل ٣ / ١٩٥ ، البداية والنهاية ـ لابن كثير ـ ٨ / ١٣ ، الفصول المهمة : ١٢١ ، ذخائر العقبى : ١١٣.

(٤٣) ينابيع المودة : ١٦٤.

(٤٤) أسد الغابة ٤ / ٣٨ ، تاريخ دمشق ٣ / ٣٠٣ ، أنساب الأشراف ٢ : ٤٩٢ ، الإمامة والسياسة ـ للدينوري ـ ١ / ١٦٠.

(٤٥) كنز العمال ١٣ / ١٩٠.


يحيى بن بكير المصري ، أخبرني الليث بن سعد : أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب عليا في صلاة الصبح على دهش بسيف كان سمه ... (٤٦).

أمير المؤمنين ... يوصي

أ ـ الوصايا العامة

١ ـ دعا (علي بن أبي طالب عليه‌السلام) حسنا وحسينا ، فقال : أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدنيا الفانية وإن بغتكما ، ولا تبكيا على شئ زوي عنكما ، وقولا الحق ، وارحما اليتيم ، وأعينا الضائع ، واصنعا للآخرة ، وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا ، اعملا بما في الكتاب ، فلا تأخذكما في الله لومة لائم.

ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال : نعم. قال : فإني أوصيك بمثله ، وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك ، ولا تؤثر أمرا دونهما.

ثم قال للحسن والحسين : أوصيكما به ، فإنه أخوكما وابن أبيكما ، وقد علمتما أن أباكما كان يحبه ... (٤٧).

٢ ـ فلما حضرته الوفاة أوصى ، فكانت وصيته :

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب :

أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.


ثم أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن يبلغه كتابي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا ، فإني سمعت أبا القاسم عليه‌السلام يقول : إن صلاح ذات البيت أفضل من عامة الصلاة والصيام.

انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون عليكم الحساب.

الله الله في الأيتام فلا تغيروا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم.

الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.

الله الله في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم.

الله الله في الصلاة فإنها عماد دينكم.

الله الله في بيت ربكم فلا يخلون ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا.

الله الله في شهر رمضان ، فإن صيامه جنة من النار.

الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم.

الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب.

الله الله في ذمة أهل بيت نبيكم ، فلا يظلموا بين ظهرانيكم.

الله الله في أصحاب نبيكم فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى بهم.

الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم.

الله الله فيما ملكت أيمانكم ، فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله أن قال : أوصيكم بالضعيفين ، نساؤكم وما ملكت أيمانكم.

الصلاة الصلاة ، لا تخافن في الله لومة لائم ، يكفيكم من أرادكم وبغي عليكم ، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتول الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.


حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله ... (٤٨).

٣ ـ عن أبي وائل بن سعد ، قال : كان عند علي مسك ، فأوصى أن يحنط به ، وقال : هو فضلة حنوط رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (٤٩).

ب ـ الوصية باستخلاف الإمام الحسن عليه‌السلام

١ ـ ذكروا أن جندب بن عبد الله دخل على علي عليه‌السلام يسليه (بعد إصابته) فقال : يا أمير المؤمنين ، إن فقدناك فلا نفقدك فنبايع الحسن؟ قال : نعم (٥٠).

٢ ـ أخبرني حبيب بن نصر المهلبي ، قال : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثنا علي بن محمد المدائني ، عن أبي بكر الهذلي ، قال : أتى أبا الأسود الدؤلي (٥١) نعي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وبيعة الحسن عليه‌السلام ، فقام على المنبر فخطب الناس ونعى لهم عليا عليه‌السلام ـ حتى قال : وقد أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه ، وإني لأرجو أن يجبر الله عزوجل به ما وهى ، ويسد به ما انثلم ، ويجمع به الشمل ، ويطفئ به نيران الفتنة ، فبايعوه ترشدوا.

فبايعت الشيعة كلها (٥٢).

__________________

(٤٨) المناقب ـ للخوارزمي : ٢٧٨ ، تاريخ الأمم والملوك ٥ / ١٤٧ ، مقاتل الطالبيين : ٣٩.

(٤٩) كنز العمال ١٣ / ١٩١.

(٥٠) المناقب ـ للحافظ الموفق بن أحمد الحنفي ، المعروف بأخطب خوارزم ـ : ٢٧٨.

(٥١) أبو الأسود الدؤلي : من المتحققين بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومحبته وصحبته ومحبة ولده ، وشهد معه الجمل وصفين وأكثر مشاهده ، واستعمله أمير المؤمنين عليه‌السلام على البصرة (إنباه الرواة ١ / ٥٢).

(٥٢) الأغاني ـ لأبي الفرج الأصبهاني ـ ١٢ / ٣٢٨ ونقله صاحب تعليقات كتاب (إحقاق الحق) ١٨ / ٢٥٧ عن مهذب الأغاني ـ لابن منظور ـ المجلد ٢.


جـ ـ الوصية بقاتله والقصاص منه

١ ـ قال الإمام علي عليه‌السلام : إنه أسير ، فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه (٥٣) فإن بقيت قتلت أو عفوت ، وإن مت فاقتلوه قتلتي ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (٥٤).

٢ ـ ... أنظر يا حسن ، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور (٥٥).

٣ ـ قال له (أي الإمام علي عليه‌السلام لابن ملجم) : ولقد كنت أعلم أنك قاتلي ، وإنما أحسنت إليك لأستظهر بالله عليك ، ثم قال لبنيه : يا بني ، إن هلكت النفس بالنفس ، اقتلوه كما قتلني ، وإن بقيت رأيت فيه رأيا (٥٦).

٤ ـ ... يا بني عبد المطلب ، لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا تقولون : قتل أمير المؤمنين ، قتل أمير المؤمنين ، ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي ، انظروا ، إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة ، ولا تمثلوا به ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور (٥٧).

٥ ـ قال علي عليه‌السلام عندما أدخل عليه ابن ملجم بعد أن ضربه : النفس بالنفس ، إن هلكت فاقتلوه كما قتلني ، وإن بقيت رأيت فيه رأيي. وقال لابن ملجم : يا عدو الله ألم أحسن إليك؟! ... ألم أفعل بك ...؟! قال : بلى (٥٨).

__________________

(٥٣) إن هذا الخلق العظيم لم يسجله التاريخ إلا لأهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام ، فهل أوصى مقتول بقاتله قط ، إنها كلمة تدل على جوهر نفيس.

(٥٤) أنساب الأشراف ٢ / ٥٠٢ ، أسد الغابة ٤ / ٣٥ ، ومثله الإمامة والسياسة ـ لابن قتيبة ـ : ١٦٠.

(٥٥) تاريخ الطبري ٤ / ١١٤.

(٥٦) تذكرة الخواص : ١٦٢.

(٥٧) الرياض النضرة ٣ ـ ٤ / ٢٣٨.

(٥٨) مجمع الزوائد ٩ / ١٣٩.


الرحيل

١ ـ أنبأنا عبد الوهاب بن أبي منصور بن سكينة ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان ، أنبأنا أحمد بن الحسين بن خيرون وأحمد بن الحسن الباقلاني ـ كلاهما إجازة ـ ، قالا : أنبأنا أبو علي بن شاذان ، قال : قراءة على أبي محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي ، حدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى ، حدثني إسماعيل بن أبان الأزدي ، حدثني فضيل بن الزبير ، عن عمرو ذي مر ، قال : لما أصيب علي بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أرني ضربتك. قال : فحلها. فقلت : خدش وليس بشئ.

قال : إني مفارقكم فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب. فقال لها : اسكتي ، فلو ترين ما أرى لما بكيت. قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، ماذا ترى؟ قال : هذه الملائكة وفود النبيون ، وهذا محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : يا علي أبشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه (٥٩).

٢ ـ ... ثم كتب وصيته ولم ينطق إلا بلا إله إلا الله ، حتى مات (٦٠).

٣ ـ ... لما فرغ علي من وصيته قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم لم يتكلم إلا بلا إله إلا الله حتى توفي (٦١).

٤ ـ عن ابن شهاب ، قال : قدمت دمشق وأنا أريد العراق ، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه ، فوجدته في قبة على فرش تفوت القائم وتحته سماطان ، فسلمت ثم جلست ، فقال لي : يا ابن شهاب ، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب؟ قلت : نعم. قال : فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة ، وحول إلي وجهه وأحنى علي فقال : ما كان؟! فقلت : لم

__________________

(٥٩) أسد الغابة ٤ / ٣٨.

(٦٠) الكامل في التاريخ ٣ / ٣٩٢ ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٩.

(٦١) وسيلة النجاة ـ للمولوي ـ : ١٨٨ ، الإتحاف ـ للزبيدي ـ ١٠ / ٣١٩ ، البصائر ـ للداجوني الحنفي ـ : ٤٤.


يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم (٦٢).

٥ ـ أخبرنا أبو محمد الشاهد ، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

حيلولة ، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا محمد بن محمد ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أنبأنا عمر بن الحسن ، قالا : أنبأنا ابن أبي الدنيا ، أنبأنا سعيد بن يحيى الأموي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق.

وقال ابن السمرقندي : أنبأنا أب ي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : مات علي في إحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان (٦٣).

٦ ـ أخبرني أحمد بن بالويه العقصي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا نوح بن دراج ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري أن أسماء الأنصارية قالت : ما رفع حجر بإيلياء ليلة قتل علي إلا ووجد تحته دم عبيط (٦٤).

٧ ـ روى الحاكم ، عن أبي عبد الله الحافظ أنه بلغه : قال علي للحسن والحسين رضي‌الله‌عنهم : إذا مت أنا فاحملاني على سرير ، ثم ائتيا بي الغري ـ وهو نجف الكوفة ـ فإنكما تريان صخرة بيضاء تلمع نورا ، فاحتفرا فإنكما تجدان فيها ساجة ، فادفناني فيها (٦٥).

٨ ـ ... ثنا المعتمر ، قال : قال أبي : حدثنا الحريث بن مخشى أن عليا قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان ، قال : فسمعت الحسن بن علي يقول وهو يخطب ـ وذكر مناقب علي ـ فقال : قتل ليلة أنزل القرآن ، وليلة أسري بعيسى ، وليلة قبض موسى (٦٦).

__________________

(٦٢) الرياض النضرة ٣ ـ ٤ / ٢٣٧ ، وروى الخوارزمي في مناقبه : ٢٨١ بنفس المعنى ، ومثله في الصواعق المحرقة ـ لابن حجر ـ : ١٩٢ طبعة مصر.

(٦٣) تاريخ دمشق ٣ / ٣١٧ ترجمة الإمام علي عليه‌السلام.

(٦٤) مستدرك الحاكم ٣ / ١٤٤.

(٦٥) أرجح المطالب : ٦٦٩.

(٦٦) المستدرك ٣ / ١٤٣ ، تلخيص المستدرك ـ للذهبي ـ ٣ / ١٤٣.


القصاص

١ ـ فلما مات علي رضي‌الله‌عنه ، استدعى الحسن ابن ملجم ، فقال له ابن ملجم : إني أعرض عليك خصلة. قال : وما هي؟ قال : إني كنت عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما ، فإن خليتني ذهبت إلى معاوية ، على أني إن لم أقتله أو قتلته وبقيت فلله علي أن أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك ، فقال الحسن : كلا والله حتى تعاين النار فلا. ثم قدمه فقتله (٦٧).

٢ ـ فلما قبض عليه‌السلام بعث الحسن إلى ابن ملجم فقال للحسن : هل لك في خصلة ، إني والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به ، إني كنت قد أعطيت الله عهدا عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما ، فإن شئت ... فقال الحسن : أما والله حتى تعاين النار فلا ، ثم قدمه فقتله ... (٦٨).

٣ ـ ودعا الحسن ـ بعد دفنه ـ بابن ملجم ـ لعنه الله ـ فأتي به فأمر بضرب عنقه ، فقال له : إن رأيت أن تأخذ علي العهود أن أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك بعد أن أمضي إلى الشام ، فأنظر ما صنع صاحباي بمعاوية ، فإن كان قتله وإلا قتلته ثم أعود إليك تحكم في بحكمك ، فقال له الحسن : هيهات والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار ، ثم ضرب عنقه (٦٩).

__________________

(٦٧) البداية والنهاية ـ لابن كثير ـ ٧ / ٣٣٠.

(٦٨) تاريخ الطبري ٤ / ١٤٤ ، ومثله في المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٩.

(٦٩) مقاتل الطالبين : ٤١ ، تفسير نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ١٢٥.


من ذخائر التراث



مختصر

إثبات الرجعة

للفضل بن شاذان

السيد باسم الموسوي

المؤلف :

هو أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري ، المتوفى سنة ٢٦٠ ه.

قال عنه الشيخ الطوسي : (فقيه متكلم جليل القدر ، له كتب ومصنفات) (١) ثم ذكر كتبه وعد منها كتاب (إثبات الرجعة).

وقال عنه النجاشي : (كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل عن الرضا أيضا عليهما‌السلام ، وكان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين ، وله جلالة في هذا الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه وذكر الكنجي أنه صنف مائة وثمانين كتابا) (٢) ثم عد كتبه ومنها : (إثبات الرجعة).

وقال عنه ابن داود الحلي ـ بعد أن نقل قولي الشيخ والنجاشي ـ : (كان أحد أصحابنا الفقهاء العظام المتكلمين ، حاله أعظم من أن يشار إليها ، قيل : إنه

__________________

(١) الفهرست : ١٢٤ رقم ٥٥٢.

(٢) فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي) : ٣٠٦ رقم ٨٤٠.


دخل على أبي محمد العسكري عليه‌السلام فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه فتناوله أبو محمد عليه‌السلام ونظر فيه وترحم عليه ، وذكر أنه قال : (أغبط أهل خراسان لمكان الفضل وكونه بين أظهرهم) وكفاه بذلك فخرا) (٣).

الكتاب :

لقد ذكر النجاشي نقلا عن أبي القاسم يحيى بن زكريا الكنجي كتابين للفضل بن شاذان ـ من جملة كتبه ـ هما : (الرجعة) و (إثبات الرجعة).

أما كتابه الأول فقد ذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة ١٠ / ١٦٢ رقم ٢٩٤ تحت عنوان (الرجعة وأحاديثها) وقال : (الرجعة وأحاديثها : للفضل بن شاذان بن الخليل بن أبي محمد الأزدي النيشابوري ، المتوفى سنة ٢٦٠ ه ، وهو غير (إثبات الرجعة) له أيضا ، وهذا هو الذي يعبر عنه بكتاب الغيبة كما يأتي بتصريح النجاشي ، وكان عند الميرلوحي الأصفهاني على ما ينقل عنه في كتابه الأربعين الموسوم : كفاية المهتدي).

وعاد فذكره في الذريعة ١٦ / ٧٨ رقم ٣٩٥ بعنوان (كتاب الغيبة) وذكر أن نسخة منه عند الميرزا إبراهيم الأصفهاني ، كما ذكر أن المحدث النوري نقل في (مستدرك الوسائل) عن هذا الكتاب بتوسط الميرلوحي الأصفهاني الذي كان يمتلك نسخة من هذا الكتاب.

أما كتابه الثاني (إثبات الرجعة) فهو أصل رسالتنا هذه ، وقد ذكره له إسماعيل باشا البغدادي في إيضاح المكنون ١ / ٢٣ إضافة إلى من ذكره له من الشيعة.

__________________

(٣) الرجال : ١٥١ رقم ١٢٠٠.

راجع في تفصيل ترجمته : اختيار معرفة الناقلين (رجال الكشي) ٢ / ٨١٧ ، منهج المقال : ٢٦٠ ، تنقيح المقال ٢ / ٩ ، جامع الرواة ٢ / ٥ ، الرجال ـ للشيخ الطوسي ـ : ٤٢٠ رقم ١ ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٩٨ رقم ٩٣٥٥ ، مصفى المقال : ٣٦٠ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٥ / ١٤٩ ، مقدمة تحقيق كتابه (الإيضاح)


وقد ذكره العلامة الطهراني في الذريعة ١ / ٩٣ رقم ٤٥٠ بعنوان (إثبات الرجعة).

وعبر عنه في الذريعة ٢٢ / ٣٦٧ رقم ٧٤٧٢ قائلا : (منتخب إثبات الرجعة : للفضل بن شاذان ، انتخبه بعض فضلاء المحدثين ، كما كتب عليه الشيخ الحر بخطه ، صورة الخط في آخر النسخة الموجودة عند الشيخ محمد السماوي : هذا ما وجدناه منقولا من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان ، بخط بعض فضلاء المحدثين).

وذكرها أيضا في الذريعة ٢٠ / ٢٠١ رقم ٢٥٧٤ بعنوان (مختصر الغيبة للفضل بن شاذان) ونسب المختصر هذا إلى السيد بهاء الدين علي النيلي النجفي ، وقال : (وذكرت هذه النسخة بعنوان : منتخب إثبات الرجعة ، لاحتمال تعددهما ، فراجع) كما مر آنفا.

النسخة :

إن ما حصلنا عليه من نسخ هذه الرسالة هي النسخة التي فرغ من كتابتها ابن زين العابدين محمد بن حسين الأرموي في ثمان ليال بقين من ذي القعدة سنة ١٣٥٠ ه نقلا عن نسخة صاحب الوسائل المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، المتوفى سنة ١١٠٤ ه ، وكان عليها خطه قدس‌سره.

ونسخة رسالتنا هذه محفوظة في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، ضمن مجموعة رقم ٧٤٤٢ مع مخطوطتي كتابي الأمالي والإفصاح في إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكلاهما للشيخ المفيد ، وقد احتلت نسختنا هذه الأوراق من ١ ـ ١١ من المجموعة ، وقد فات المفهرس أن يذكر وجودها ضمن المجموعة المذكورة آنفا فذكر كتابي الشيخ المفيد دونها! وقد دلنا عليها سماحة العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي على أثر تتبعاته وتنقيباته في مخطوطات المكتبات المختلفة ، وزودتني مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث مشكورة بمصورتها ،


وفقهم الله جميعا.

والنسخة هذه تحتوي على (٢٠) حديثا فقط تدور حول موضوع إمامة المهدي عليه‌السلام وغيبته وبعض علائم الظهور اختارها منتخبها من أصل الكتاب لهذا الغرض كما يبدو ، ولا ندري نسبة ما خرج في هذه الرسالة من الأحاديث إلى أصل الكتاب ، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحاديث العشرون لم تذكر موضوع الرجعة إلا في الحديثين رقم ٧ و ١٦.

كما أن هناك نسخة مخطوطة أخرى ـ لم نستطع الحصول عليها ـ بعنوان (مختصر كتاب الرجعة) لابن شاذان في مكتبة آية الله الحكيم ، في النجف الأشرف ، ضمن مجموعة تحتوي على خمسة كتب أخرى ، جاء ذكرها في فهرس المكتبة ١ / ٥٦ برقم ٣١٦ ، وهي نسخة المحدث الحر العاملي ـ صاحب (وسائل الشيعة) ـ وعلى ظهرها تملك جماعة من الأعلام بخطوطهم ، وآخر من تملك النسخة الشيخ محمد السماوي ، المتوفى سنة ١٣٧٠ ه.

وجاء ذكرها أيضا في (سلسلة تعريف المخطوطات) نشر جامعة طهران ٥ / ٤٢٣ رقم ٤٠ في عداد نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم.

وهناك روايات في رجوع الأموات إلى الحياة الدنيا تجدها في مصادر أهل السنة المعتمدة ولم يستنكروها بل عدوها من الكرامات (٤) فابن أبي الدنيا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد الله الأموي القرشي ألف كتابا في ذلك بعنوان (من عاش بعد الموت) وصدر هذا الكتاب بتحقيق علي أحمد جاب الله عن دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٩٨٧ م ، فليس بدعا أن تقول الشيعة بالرجعة

__________________

(٤) لاحظ : الإستيعاب ١ / ١٩٢ ، البداية والنهاية ٦ / ١٥٦ و ١٥٨ ، الروض الآنف ٢ / ٣٧٠ ، الإصابة ١ / ٥٦٥ و ٢ / ٢٤ تهذيب التهذيب ٣ / ٤١٠ ، الخصائص الكبرى ٢ / ٨٥ ، شرح شفا القاضي عياض ـ للخفاجي ـ ٣ / ١٠٥ و ١٠٨.

راجع : الغدير ١١ / ١٠٣ و ١٠٥ و ١١٣ و ١١٩ و ١٣٥ و ١٦٧ و ١٨٧ و ١٩٠.


بعد أن نطق بها القرآن الكريم (٥) والأحاديث الواردة عن النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام ، كما أن العقل لا يمنع من وقوع ذلك ، وكل ذلك في مقدور الله سبحانه ..

ولمزيد الاطلاع على موضوع الرجعة راجع (الايقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة) للمحدث الحر العاملي.

منهج التحقيق :

لما كانت جل كتب الفضل بن شاذان قد فقدت على مر العصور ولم يصلنا منها إلا النزر القليل ـ ومما فقد منها كتابا (الرجعة) و (إثبات الرجعة) على فرض تعددهما ، ولم يصلنا إلا هذا المنتخب من الأصل ـ كان أساس العمل في هذه النسخة هو محاولة تخريج أحاديثها على أكبر عدد ممكن من المصادر الأصول تعضيدا لها ، ومن ثم تشخيص الاختلافات فيما بينها وبين هذه الرسالة وإثبات ما هو الصواب أو الأرجح في المتن بما في ذلك الإضافات على النسخة وقد حصرناها بين معقوفتين () ، فما كان منها مأخوذا من المصادر لم نذكر له هامشا ، وما كان من عندنا ـ وهو قليل ـ أثبتنا له هامشا موضحا ذلك.

هذا ولم نطلب التطابق التام بين أحاديث هذه الرسالة وبقية المصادر لما لهذه الرسالة من مسحة مصدرية ، وما ذكر من مصادر لأحاديثها إنما لوحظ فيه اتحاد المتن نصا أو مضمونا ، إلا ما كان من (إثبات الهداة) حيث نقل مؤلفه

__________________

(٥) من الآيات الشريفة التي استدل بها الشيعة على وقوع الرجعة : قول تعالى : (... ثم بعثناكم من بعد موتكم ...) البقرة ٢ : ٥٥.

وقوله تعالى : (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) البقرة ٢ : ٢٤٣.

وقوله تعالى : (... فأماته الله مائة عام ثم بعثه ... وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ...) البقرة ٢ : ٢٥٩.

وقوله تعالى : (... ثم أدعهن يأتينك سعيا ..) البقرة ٢ : ٢٦٠.


المحدث الحر العاملي بعض أحاديث هذه الرسالة فكان بذلك نسخة أخرى لها ، أو بالأحرى النسخة الأم لهذه النسخة والتي كانت عنده.

والحمد لله رب العالمين.

السيد باسم الموسوي




[مختصر إثبات الرجعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه نبذة يسيرة من كتاب (إثبات الرجعة) لشيخ الفرقة وثقة الطائفة أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل النيشابوري ، تغمده الله تعالى بغفرانه ، وفسح له في جنانه ، ووفقنا الله لجمع جميع ما فيه ، والاستضاءة بعوالي جواهره ، وغوالي لآليه ، إنه قريب مجيب.

قال ـ روح الله روحه الشريفة وأردفه بمننه المنيفة ـ :

[١] حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا حماد بن عيسى ، قال : حدثنا إبراهيم بن عمر اليماني ، قال : حدثنا أبان بن أبي عياش ، قال : حدثنا سليم بن قيس الهلالي ، قال : قلت لأمير المؤمنين عليه‌السلام : إني سمعت سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن والأحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير ما في أيدي الناس ، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنتم تخالفونهم فيهما وتزعمون (١) أن ذلك كله باطل ، أفترى الناس يكذبون على الله وعلى رسوله متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟!

قال : فقال علي عليه‌السلام : قد سألت فافهم الجواب ، إن في أيدي الناس حقا وباطلا ، وصدقا وكذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وخاصا وعاما ، ومحكما

__________________

(١) كتاب سليم : ٦١ ، الكافي : ٥٠ / ١ ، الغيبة ـ للنعماني ـ : ٧٥ / ١٠ قطعة منه ، وعنه في البحار ٣٦ : ٢٧٣ / ٦٩ ، الخصال : ٢٥٥ / ١٣١ ، إكمال الدين : ٢٨٤ / ٣٧ قطعة منه ، تحف العقول : ١٩٣ قطعة منه ، نهج البلاغة ١ : ٢١٤ / ٢٠٥ قطعة منه ، الإحتجاج : ٢٦٤ قطعة منه.

(١) أي : تقولون.


ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد كذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عهده حتى قام خطيبا فقال : (أيها الناس فقد كثر الكذب علي (٢) ، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) ، (ثم كذب عليه من بعده أكثر مما كذب عليه في زمانه) (٣).

وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :

رجل منافق ، مظهر للإسلام ، متصنع للإيمان ، لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متعمدا ، فلو علم الناس (٤) أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه ، ولكنهم قالوا : هذا رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، رآه وسمع منه ، فأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبر الله عن المنافقين بما أخبر ، ووصفهم بما وصف ، فقال عزوجل : (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة) (٥) ثم تقربوا بعده إلى الأئمة الضالة (٦) والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان ، فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصمه الله ، فهذا أحدا الأربعة.

ورجل آخر سمع من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا ولم يحفظه على وجهه ، ووهم فيه ولم يتعمد كذبا ، فهو في يده ، ويعمل به ، ويرويه ويقول : أنا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا أمر به ،

__________________

(٢) كتاب سليم والمصادر الأخرى : قد كثرت علي الكذابة.

(٣) لم ترد هذه الجملة في بقية المصادر.

(٤) في كتاب سليم : المسلمون ، وهو موافق لبقية الرواية.

(٥) المنافقون ٦٣ : ٤.

(٦) في كتاب سليم وغيبة النعماني : أئمة الضلال ، وفي بقية المصادر : أئمة الضلالة.


ثم نهى عنه (وهو لا يعلم) (٧) ، أو سمعه نهى عن شئ ينهي عنه ، ثم أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يعلم الناسخ ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.

ورجل رابع لم يكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو مبغض للكذب خوفا من الله تعالى وتعظيما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لم ينس بل حفظ ما سمعه على وجهه فجاء به كما سمع ، لم يزد فيه ولم ينقص ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ ، (ويعلم) (٨) أن أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأمر القرآن ، وفيه كالقرآن ناسخ ومنسوخ ، وعام وخاص ، ومحكم ومتشابه ، وقد كان يكون من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، الكلام له وجهان : كلام (٩) عام وكلام خاص مثل القرآن ، وقال الله تبارك وتعالى في كتابه : (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو) (١٠) فاشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وليس كل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسأله عن الشئ ، ولا كل من يسأله فيفهم ، ولا كل من يفهم يستحفظ ، وقد كان فيهم قوم لم يسألوه عن شئ قط ، وكانوا يحبون أن يجئ الأعرابي (أو) (١١) الطارئ أو غيره (١٢) فيسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم يسمعون.

وكنت أدخل عليه في كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة ، فيخليني فيها يجيبني بما أسأل ، وأدور معه حيثما دار ، (و) قد علم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ،

__________________

(٧) أثبتناه من بقية المصادر.

(٨) ليست في المصادر الأخرى.

(٩) في الأصل المخطوط والخصال : وكلام ، وما أثبتناه وفق كتاب سليم وبقية المصادر.

(١٠) الحشر ٥٩ : ٧.

(١١) أثبتناه من بعض المصادر ، وفي بعضها : و.

(١٢) خلت المصادر الأخرى من : (أو غيره) وفي تحف العقول : أو الذمي.


وربما يأتيني رسول الله صلى الله على وآله وسلم في بيتي أكثر من ذلك في بيته ، وكنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه ولا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة (في بيتي) لم تقم (١٣) عني فاطمة عليها‌السلام ولا أحد من بني ، وكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكت عنه وفنيت (١٤) مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ، ناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصها وعامها ، وظهرها وبطنها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه علي وكتبته منذ دعا لي الله بما دعا ، وما ترك شيئا علمه الله من حلال أو حرام ، أو أمر أو نهي ، أو طاعة أو معصية ، أو شئ كان أو يكون ، ولا كتاب منزل على أحد من قبله ، إلا علمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفا واحدا منها.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أخبرني بذلك كله وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا ، وكان يقول : اللهم علمه وحفظه ولا تنسه شيئا مما أخبرته وعلمته.

فقلت له ذات يوم : بأبي أنت وأمي يا رسول الله (إنك) منذ دعوت لي (١٥) الله بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شئ (١٦) مما علمتني ، وكل ما علمتني كتبته (١٧) ، أتتخوف (١٨) علي النسيان؟

فقال : يا أخي ، لست أتخوف عليك النسيان و (لا) الجهل ، وإني أحب

__________________

(١٣) في الأصل المخطوط : يقم ، وما أثبتناه من المصادر جميعا.

(١٤) ورد في هامش الأصل المخطوط : (في نسخة : نفدت).

(١٥) في الأصل المخطوط : إلي ، وما أثبتناه وفق المصادر كلها.

(١٦) في الأصل المخطوط : شيئا ، وهو تصحيف.

(١٧) في غيبة النعماني : فلم تأمرني بكتبه؟ ، وفي بعض المصادر : لم أكتبه؟

(١٨) في الأصل المخطوط : أفتخوف ، وما أثبتناه من كتاب سليم.


أن أدعو لك ، وقد أخبرني الله تعالى أنه قد أخلفني فيك وفي شركائك الذين (١٩) قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعتي وقال فيهم : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (٢٠).

قلت : من هم يا رسول الله؟

قال : الذين هم الأوصياء من بعدي ، والذين لا يضرهم خذلان من خذلهم ، وهم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض ، بهم تنصر (٢١) أمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع البلاء ، وبهم يستجاب الدعاء.

قلت : سمهم لي يا رسول الله؟

قال : أنت يا علي أولهم ، ثم ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسن ـ ثم ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسين ـ ثم سميك علي ابنه زين العابدين ، وسيولد في زمانك يا أخي فأقرئه مني السلام ، ثم أبنه محمد الباقر ، باقر علمي وخازن وحي الله تعالى ، ثم ابنه جعفر الصادق ، ثم ابنه موسى الكاظم ، ثم ابنه علي الرضا ، ثم ابنه محمد التقي ، ثم ابنه علي النقي ، ثم ابنه الحسن الزكي ، ثم ابنه الحجة القائم ، خاتم أوصيائي وخلفائي ، والمنتقم من أعدائي ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

ثم قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : والله إني لأعرف جميع من يبايعه (٢٢) بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء أنصاره ، وأعرف قبائلهم.

قال محمد بن إسماعيل : ثم قال حماد (٢٣) بن عيسى : قد ذكرت هذا

__________________

(١٩) في غيبة النعماني : الذين يكونون بعدك وإنما تكتبه لهم.

(٢٠) النساء ٤ : ٥٩.

(٢١) في الأصل المخطوط : ينصرون ، وما أثبتناه من غيبة النعماني.

(٢٢) في الأصل المخطوط : (لأعرف (لأعرفه / خ ل) ما سألتم عني يبايع) ، وما أثبتناه من كتاب سليم.

(٢٣) في الأصل المخطوط : محمد ، وهو تصحيف.


الحديث عند مولاي أبي عبد الله عليه‌السلام فبكى وقال : صدق سليم ، فقد روى لي هذا الحديث أبي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال : سمعت هذا الحديث من أمير المؤمنين عليه‌السلام حين سأله سليم بن قيس.

[٢] حدثنا محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي شعبة الحلبي ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن عمه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : سألت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الأئمة بعده ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، وأنت منهم يا حسن ، فقلت : يا رسول الله ، فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟ قال : يا حسن ، مثله مثل الساعة ، أخفى الله علمها على أهل السماوات والأرض ، لا تأتي إلا بغتة.

أقول : صوابه حماد بن عثمان (١).

[٣] حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا علي ، إن قريشا ستظهر عليك ما استبطنته ، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك فإن الشهادة من ورائك.

واعلم أن ابني ينتقم من ظالميك وظالمي أولادك وشيعتك في الدنيا ، ويعذبهم الله في الآخرة عذابا شديدا.

فقال سلمان الفارسي : من هو يا رسول الله؟ قال : التاسع من ولد ابني الحسين ، الذي يظهر بعد غيبته الطويلة فيعلن أمر الله ، ويظهر دين الله ، وينتقم من

__________________

(٢) كفاية الأثر : ١٦٨ بسند آخر ، وعنه في البحار ٣٦ : ٣٤١ / ٢٠٥.

(١) هذا قول الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ـ قدس‌سره ـ الناسخ الأول لهذه الرسالة. راجع معجم رجال الحديث ٦ / ٢١٧ و ٢٣١.

(٣) الغيبة ـ للطوسي ـ ١١٧ و ٢٠٣ قطعة منه لغاية : (فإن الشهادة من ورائك).


أعداء الله ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

قال : متى يظهر يا رسول الله؟ قال : لا يعلم ذلك إلا الله ، ولكن لذلك علامات ، منها : نداء من السماء وخسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالبيداء.

[٤] حدثنا صفوان بن يحيى ، قال : حدثنا أبو أيوب إبراهيم بن زياد الخزاز ، قال : حدثنا أبو حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : دخلت على مولاي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام فرأيت في يده صحيفة كان ينظر إليها ويبكي بكاءا شديدا ، قلت : فداك أبي وأمي يا ابن رسول الله ، ما هذه الصحيفة؟

قال : هذه نسخة اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، كان فيه اسم الله تعالى ورسوله وأمير المؤمنين وعمي الحسن بن علي وأبي عليهم‌السلام واسمي واسم ابني محمد الباقر وابنه جعفر الصادق وابنه موسى الكاظم وابنه علي الرضا عليهم‌السلام وابنه محمد التقي وابنه علي النقي وابنه الحسن الزكي وابنه الحجة القائم بأمر الله ، المنتقم من أعداء الله ، الذي يغيب غيبة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

[٥] حدثنا فضالة بن أيوب ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا أبان بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم جعفر بن محمد أولى

__________________

(٤)

(٥) كفاية الأثر : ١٧٧ وعنه في البحار ٣٦ : ٣٤٥ / ٢١١ ، الكافي ١ : ٤٤٤ / ٤ ، الغيبة ـ للنعماني ـ ٩٥ / ٢٧ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٤٧ / ٨ ، إكمال الدين : ٢٧٠ / ١٥.


بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم موسى بن جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم علي بن موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم علي بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم الحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم الحجة بن الحسن الذي تنتهي إليه الخلافة والوصاية ويغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

[٦] حدثنا محمد بن أبي عمير ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) من العترة؟ فقال ـ عليه‌السلام ـ : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم ، لا يفارقون كتاب الله عزوجل ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حوضه.

[٧] حدثنا الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية دينار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام لأصحابه قبل أن يقتل بليلة واحدة : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا بني إنك ستساق إلى العراق ، تنزل في أرض يقال لها : عمورا وكربلا ، وإنك تستشهد بها ، وتستشهد معك جماعة ، وقد قرب ما عهد إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإني راحل إليه غدا ، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في هذه الليلة فإني قد أذنت له ، وهو مني في حل ، وأكد فيما قاله تأكيدا بليغا فلم يرضوا وقالوا : والله ما نفارقك أبدا حتى نرد موردك.

فلما رأى ذلك قال : فأبشروا بالجنة ، فوالله إنما نمكث ما شاء الله تعالى بعد

__________________

(٦) معاني الأخبار : ٩٠ / ٤ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٥٧ / ٢٥ ، إكمال الدين : ٢٤٠ / ٦٤ وعنها في البحار ٢٣ : ١٤٧ / ١١٠.

(٧) أخرج الحر العاملي ذيل الحديث في إثبات الهداة ٣ : ٥٦٩ / ٦٨١ ، وروى القطب الراوندي ما بمعناه في الخرائج والجرائح ـ مخطوط ـ : ٢٢٠.


ما يجري علينا ، ثم يخرجنا الله وإياكم حين (١) يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين ، وأنا وأنتم نشاهدهم و (عليهم) (٢) السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنكال.

فقيل له : من قائمكم يا ابن رسول الله؟ قال : السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر ، وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني ، وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

[٨] حدثنا صفوان بن يحيى ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا إبراهيم بن زياد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : دخلت على سيدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فقلت : يا ابن رسول الله ، أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودتهم وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقال : يا كابلي ، إن أولي الأمر الذين جعلهم الله عزوجل أئمة الناس وأوجب عليهم طاعتهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم الحسن عمي ، ثم الحسين أبي ، ثم انتهى الأمر إلينا ، وسكت.

فقلت له : يا سيدي ، روي لنا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أن الأرض لا تخلوا من حجة لله (١) تعالى على عباده ، فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال : ابني محمد ، واسمه في صحف الأولين (٢) : باقر ، يبقر العلم بقرا ، وهو الحجة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر واسمه عند أهل السماء :

__________________

(١) في الأصل المخطوط : حتى ، والأرجح ما أثبتناه.

(٢) أضفناه استدراكا لسقط مقدر.

(٨) إكمال الدين : ٣١٩ / ٢ ، الإحتجاج : ٣١٨ ، وعنه البحار ٣٦ : ٣٨٦ / ١ ، وفي الخرائج والجرائح ـ مخطوط ـ : ٧٠ قطعة منه.

(١) في الأصل المخطوط : الله ، وما أثبتناه من الإحتجاج.

(٢) في الأصل المخطوط : الصحف الأولين ، وفي الإحتجاج : التوراة.


الصادق.

قلت : يا سيدي ، فكيف صار اسمه (الصادق) وكلكم صادقون؟

قال : حدثني (أبي) (٣) عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق ، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراءا على الله جل جلاله وكذبا عليه ، فهو عند الله (جعفر الكذاب) ، المفتري على الله تعالى ، والمدعي ما ليس له بأهل ، المخالف لأبيه ، والحاسد لأخيه ، وذلك الذي يروم كشف ستر الله عزوجل عند غيبة ولي الله.

ثم بكى علي بن الحسين عليه‌السلام بكاءا شديدا ثم قال : كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم أبيه ، جهلا منه برتبته ، وحرصا على قتله إن ظفر به ، وطمعا في ميراث أخيه ، حتى يأخذه بغير حق.

فقال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله ، وإن ذلك لكائن؟!

فقال : إي وربي ، إن ذلك مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله ثم يكون ماذا؟

قال : ثم تمتد الغيبة بولي (٤) الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمة بعده.

يا أبا خالد ، إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان ، فإن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به (٥) الغيبة (عندهم) بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان

__________________

(٣) أثبتناه من الإحتجاج.

(٤) في الأصل المخطوط : لولي ، وما أثبتناه من الإحتجاج.

(٥) في الأصل المخطوط : فيه ، وما أثبتناه من الإحتجاج.


بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسيف ، أولئك المخلصون حقا ، وشيعتنا صدقا ، والدعاة إلى دين الله ـ عزوجل ـ سرا وجهرا.

وقال عليه‌السلام : انتظار الفرج من أعظم الفرج.

[٩] حدثنا محمد بن عبد الجبار ، قال : قلت لسيدي الحسن بن علي : يا ابن رسول الله ـ جعلني الله فداك ـ أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟

قال عليه‌السلام : إن الإمام والحجة بعدي ابني ، سمي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيه ، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه.

قال : ممن هو يا ابن رسول الله؟

قال : من (ابنة) (١) ابن قيصر ملك الروم ، إلا أنه سيولد فيغيب عن الناس غيبة طويلة ، ثم يظهر ويقتل الدجال ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فلا يحل لأحد أن يسميه باسمه أو يكنيه بكنيته قبل خروجه صلوات الله عليه.

[١٠] حدثنا أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعري ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري سلام الله عليه يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف بعدي ، أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلقا وخلقا ، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره فيملأ (١) ، الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

__________________

(٩) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة ٣ : ٥٦٩ و ٦٨٠ ، ونقله المحدث النوري عن (الغيبة) في مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٨٠ / ٣.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من إثبات الهداة ، حيث إن أم الإمام عليهما‌السلام هي مليكة بنت يشوعا ابن قيصر الروم ، راجع : إكمال الدين : ٤١٧ / ١ والغيبة ـ للطوسي ـ : ١٢٤.

(١٠) إكمال الدين : ٤٠٨ / ٧ وعنه البحار ٥١ : ١٦١ / ٩ ، كفاية الأثر : ٢٩١ ، ونقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة ٣ : ٥٦٩ / ٦٨٢.

(١) في الأصل المخطوط : ثم يظهر يملأ ، وما أثبتناه من إكمال الدين.


[١١] حدثنا محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله (١) بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : سمعت أبا محمد عليه‌السلام يقول : قد ولد ولي الله وحجته على عباده وخليفتي من بعدي مختونا ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر ، وكان أول من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقربين بماء الكوثر والسلسبيل ، ثم غسلته (٢) عمتي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهم‌السلام.

فسئل محمد بن علي بن حمزة عن أمه ـ عليه‌السلام ـ ، قال : أمه مليكة التي يقال لها في بعض الأيام : سوسن ، وفي بعضها : ريحانة ، وكان صقيل (٣) ونرجس أيضا من أسمائها.

[١٢] حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس النيشابوري ، قال : لما هم الوالي عمرو بن عوف بقتلي ـ وهو رجل شديد النصب ، وكان مولعا بقتل الشيعة فأخبرت بذلك وغلب علي خوف عظيم ، فودعت أهلي وأحبائي ، وتوجهت إلى دار أبي محمد عليه‌السلام لأودعه وكنت أردت الهرب ، فلما دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه ، وكان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر ، فتحيرت من نوره وضيائه ، وكاد أن ينسني ما كنت فيه.

فقال : يا إبراهيم ، لا تهرب فإن الله تبارك وتعالى سيكفيك شره.

فازداد تحيري ، فقلت لأبي محمد عليه‌السلام : يا سيدي ، جعلني الله فداك ، من هو وقد أخبرني بما كان في ضميري؟

__________________

(١١) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة ٣ : ٥٧٠ / ٦٨٣.

(١) في الأصل المخطوط : عينه ، وهو تصحيف ، راجع : معجم رجال الحديث ١٦ / ٣٢٦.

(٢) في الأصل المخطوط : غسله ، وما أثبتناه هو الصواب.

(٣) في الأصل المخطوط : صيقل ، والأشهر ما أثبتناه عن (كشف الغمة) للأربلي.

(١٢) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة : ٣ : ٧٠٠ / ١٣٦ ، ونقله المحدث النوري عن (الغيبة) لابن شاذان في مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٨١ / ٤.


فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي ، وهو الذي يغيب غيبة طويلة ويظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما فيملأها عدلا وقسطا ، فسألته عن أسمه ، قال : هو سمي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيه ، ولا يحل لأحد أن يسميه باسمه أو يكنيه بكنيته إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته ، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم إلا عن (١) أهله.

فصليت عليهما وآبائهما وخرجت مستظهرا (٢) بفضل الله تعالى واثقا بما سمعته من الصاحب عليه‌السلام فبشرني عمي علي بن فارس بأن المعتمد قد أرسل أبا أحمد ـ أخاه ـ وأمر بقتل عمرو بن عوف ، فأخذه أحمد في ذلك اليوم وقطعه عضوا عضوا ، والحمد لله رب العالمين.

[١٣] حدثنا عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب ـ رضي‌الله‌عنه ، قال : قال أبو محمد عليه‌السلام : قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين : إحداهما : أنهم كانوا يعلمون (أنه) ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها.

وثانيتهما : أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا ، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى منع تولد القائم عليه‌السلام أو قتله ، فأبى الله تعالى أن يكشف أمره لواحد منهم إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.

[١٤] حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا حماد بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن

__________________

(١) في الأصل المخطوط : من ، وما أثبتناه من المستدرك.

(٢) استظهر به أي استعان به. لسان العرب ٤ : ٥٢٥.

(١٣) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة ٣ : ٥٧٠ / ٦٨٥.

(١٤) نقله المحدث الحر العاملي عن (إثبات الرجعة) في إثبات الهداة ٣ : ٧٠٠ / ١٣٧.


محمد عليهما‌السلام : ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء.

[١٥] حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي نصر ، عن عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عشر قبل الساعة لا بد منها : السفياني ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، وخروج القائم ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى عليه‌السلام ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.

ورواه أيضا بلفظه عن الحسن بن محبوب ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا علي بن رئاب ، قال : حدثنا أبو حمزة الثمالي ، قال : حدثنا سعيد بن جبير ، قال : حدثنا عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن للساعة علامات ، منها : السفياني ، وذكر مثله ، إلا أنه حذف الدابة ، وزاد : وخسف بالمغرب.

[١٦] حدثنا محمد بن أبي عمير ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا جميل بن دراج ، قال : حدثنا زرارة بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال : استعيذوا بالله من شر السفياني والدجال وغيرهما من أصحاب الفتن.

قيل له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أما الدجال فعرفناه وقد تبين من مضامين أحاديثكم شأنه ، فمن السفياني وغيره من أصحاب الفتن ، وما يصنعون؟

__________________

(١٥) الغيبة ـ للطوسي ـ : ٢٦٧ بإسناده عن الفضل بن شاذان ، وعنه في البحار ٥٢ : ٢٠٩ / ٤٨ ، منتخب الأنوار المضيئة : ٢٤.

(١) في الأصل المخطوط : أبي بصير ، ويبدو أنه تصحيف لأن أبا بصير لا يروي عن عامر بن واثلة. راجع : (معجم رجال الحديث ٢١ : ٤٥).


قال عليه‌السلام : أول من يخرج منهم رجل يقال له : أصهب بن قيس ، يخرج من بلاد الجزيرة له نكاية شديدة في الناس وجور عظيم.

ثم يخرج الجرهمي من بلاد الشام ، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن ، ولكل واحد من هؤلاء شوكة عظيمة في ولايتهم ، ويغلب على أهلها الظلم والفتنة منهم ، فبينا هم كذلك يخرج عليهم السمرقندي من خراسان مع الرايات السود ، والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، وهذا الملعون يظهر الزهد قبل خروجه ويتقشف (١) ، ويتقنع بخبز الشعير والملح الجريش ، ويبذل الأموال فيجلب بذلك قلوب الجهال والرذال (٢) ، ثم يدعي الخلافة فيبايعونه ، ويتبعهم العلماء الذين يكتمون الحق ويظهرون الباطل فيقولون : إنه خير أهل الأرض ، وقد يكون خروجه وخروج اليماني من اليمن مع الرايات البيض في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة ، فأول من يقاتل السفياني القحطاني فينهزم ويرجع إلى اليمن ويقتله اليماني ، ثم يفر الأصهب والجرهمي بعد محاربات كثيرة من السفياني فيتبعهما ويقهرهما ، ويقهر كل من ينازعه ويحاربه إلا اليماني.

ثم يبعث السفياني جيوشا إلى الأطراف ويسخر كثيرا من البلاد ، ويبالغ في القتل والفساد ، ويذهب إلى الروم لدفع الملك الخراساني ويرجع منها منتصرا في عنقه صليب ، ثم يقصد اليماني ، فينهض اليماني لدفع شره ، فينهزم السفياني بعد محاربات عديدة ومقاتلات شديدة ، فيتبع اليماني فتكثر (٣) الحروب وهزيمة السفياني ، فيجده اليماني في نهر اللو مع ابنه في الأسارى فيقطعهما إربا إربا ، ثم يعيش في سلطنته فارغا من الأعداء ثلاثين (٤) سنة ، ثم يفوض الملك بابنه السعيد

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يتغشف ، تصحيف ، والقشف : يبس العيش (لسان العرب ٩ : ٢٨٢).

(٢) في الأصل المخطوط : الرزائل ، تصحيف ، والرذائل جمع الرذل : الدون من الناس (لسان العرب ١١ : ٢٨٠).

(٣) في الأصل المخطوط : فيكثر ، ولعلها تصحيف : فتكون.

(٤) في الأصل المخطوط : ثلاثون.


ويأوي مكة وينتظر ظهور قائمنا عليه‌السلام حتى يتوفى فيبقى ابنه بعد وفاة أبيه في ملكه وسلطانه قريبا من أربعين سنة ، وهما يرجعان إلى الدنيا بدعاء قائمنا عليه‌السلام.

قال زرارة : فسألته عن مدة ملك السفياني ، قال عليه‌السلام : تمد إلى عشرين سنة.

[١٧] عنه ، عن سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي إلى الحق.

[١٨] حدثنا صفوان بن يحيى ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا محمد بن حمران ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام : إن القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز كلها ، ويظهر الله تعالى به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ولا يبقى في الأرض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه‌السلام فيصلي خلفه.

قال ابن حمران : قيل له : يا بن رسول الله ، متى يخرج قائمكم؟

قال : إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وركبت ذوات (١) الفروج السروج ، وقبلت شهادة الزور ، وردت شهادة العدل ، واستخف الناس بالدماء (٢) ، وارتكاب الزنى ، وأكل الربا

__________________

(١٧) الغيبة ـ للنعماني ـ ٢٥٥ ، الإرشاد ـ للمفيد ـ : ٣٦٠ ، الغيبة ـ للطوسي ـ : ٢٧١ وعنه في البحار ٥٢ : ٢١٠ / ٥٢.

(١٨) إكمال الدين : ٣٣٠ / ١٦ ، الفصول المهمة ـ لابن الصباغ المالكي ـ : ٣٠٢ ، ونقل المحدث الحر العاملي قطعة منه في إثبات الهداة ٣ : ٥٧٠ / ٦٨٦.

(١) في الأصل المخطوط : ركب ذات ، وما أثبتناه من إكمال الدين والفصول المهمة.

(٢) في الأصل المخطوط : بالدنيا ، وما أثبتناه من إكمال الدين والفصول المهمة.


والرشا ، واستيلاء الأشرار على الأبرار ، وخروج السفياني من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن (٣) ولقبه النفس الزكية ، وجاءت (٤) صيحة من السماء بأن الحق مع علي وشيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا عليه‌السلام.

فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وأول ما ينطق به هذه الآية (بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) (٥) ثم يقول : أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلا قال : السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، فإذا اجتمع له العقد ـ وهو أربعة آلاف (٦) رجل ـ خرج من مكة ، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزوجل من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة.

عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

[١٩] حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، عدة أهل بدر ، فيصبحون بمكة وهو قول الله عزوجل : (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) (١) وهم أصحاب القائم عليه‌السلام.

[٢٠] حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : حدثنا عاصم بن حميد قال : حدثنا محمد بن مسلم ، قال : سأل رجل أبا عبد الله

__________________

(٣) في الأصل المخطوط : محمد ، وما أثبتناه من إكمال الدين.

(٤) في الأصل المخطوط : جاء ، وما أثبتناه من إكمال الدين.

(٥) هود ١١ : ٨٨.

(٦) في إكمال الدين والفصول المهمة : عشرة آلاف.

(١٩) إكمال الدين : ٦٥٤ / ٢١ وعنه في البحار ٥٢ : ٣٢٣ / ٣٤ ، منتخب الأنوار المضيئة : ٣٢.

(١) البقرة ٢ : ١٤٨.

(٢٠) نقله المحدث الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٥٧٠ / ٦٨٧.


عليه‌السلام : متى يظهر قائمكم؟ قال : إذا كثرت الغواية ، وقلت الهداية ، وكثر الجور والفساد ، وقل الصلاح والسداد ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ومال الفقهاء إلى الدنيا ، وأكثر الناس إلى الأشعار والشعراء ، ومسخ قوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير ، وقتل السفياني ، ثم خرج الدجال وبالغ في الاغواء والإضلال ، فعند ذلك ينادي باسم القائم عليه‌السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، فكأني أنظر إليه قائما بين الركن والمقام ، وينادي جبرئيل عليه‌السلام بين يديه : البيعة لله ، فتقبل إليه شيعته.

هذا ما وجدناه منقولا من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان ، بخط بعض فضلاء المحدثين ، وقد قوبل بأصله ، حرره محمد الحر.

هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، وكانت لصاحب الوسائل ـ رحمة الله عليه ـ ، وكان قوله : (هذا ما وجدناه) إلى آخره بخطه الشريف المبارك.

وأيضا على ظهر النسخة كان بخطه ما هذا لفظه : مالكه من كرم الله الفقير محمد الحر.

واتفق لي الفراغ في ثمان ليال بقين من ذي القعدة سنة ألف وثلاثمائة وخمسين من الهجرة النبوية في الحضرة الحيدرية ، وأنا الأحقر ابن زين العابدين محمد حسين الأرموي ، عفى الله عنهما.


مصادر المقدمة والتحقيق

١ ـ إثبات الهداة : للمحدث محمد بن الحسن الحر العاملي ، تعليق أبو طالب التجليل التبريزي ، المطبعة العلمية ـ قم ١٤٠٤ ه.

٢ ـ الإحتجاج : لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (من أعلام القرن السادس) ، نشر المرتضى ، ١٤٠٣ ه ق.

٣ ـ اختيار معرفة الناقلين (رجال الكشي) : لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ، قم ١٤٠٤ ه.

٤ ـ الإرشاد : للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت ٤١٣ ه) ، مكتبة بصيرتي ـ قم.

٥ ـ الإستيعاب : لابن عبد البر النمري القرطبي (ت ٤٦٣ ه) ، دار صادر ، مطبعة السعادة الطبعة الأولى ١٣٢٨ ه.

٦ ـ الإصابة : لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه) ، دار صادر ، مطبعة السعادة ، الطبعة الأولى ١٣٢٨ ه.

٧ ـ الأعلام : لخير الدين الزركلي (ت ١٣٩٦ ه) ، دار العلم للملايين ، الطبعة السادسة ، بيروت ١٩٨٤ م.

٨ ـ إكمال الدين : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي (ت ٣٨١ ه) ، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٥ ه.

٩ ـ بحار الأنوار : لشيخ الإسلام محمد باقر المجلسي (ت ١١١١ ه) ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ١٤٠٣ ه.

١٠ ـ البداية والنهاية : لأبي الفداء الحافظ ابن كثير (ت ٧٧٤ ه) ، دار الفكر ـ بيروت ١٤٠٢ ه.

١١ ـ تحف العقول : لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (من أعلام القرن الرابع) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم.


١٢ ـ تنقيح المقال : لعبد الله بن محمد حسن المامقاني (ت ١٥٣١ ه) ، المكتبة المرتضوية ـ النجف الأشرف.

١٣ ـ تهذيب التهذيب : لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٥٨٢ ه) ، دار الفكر ـ بيروت ١٤٠٤ ه.

١٤ ـ جامع الرواة : لمحمد بن علي الأردبيلي (ت ١١٠١ ه) ، مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤٠٣ ه ق.

١٥ ـ الخرائج والجرائح : لأبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسين الراوندي (ت ٥٧٣ ه) ، مخطوط.

١٦ ـ الخصال : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي (ت ٣٨١ ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٣ ه.

١٧ ـ الذريعة : للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ ه) ، الطبعة الثالثة ، دار الأضواء ـ بيروت ١٤٠٣ ه.

١٨ ـ الرجال : لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، منشورات الرضي ـ قم ١٣٨١ ه.

١٩ ـ الرجال : لتقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي (ت ٧٠٧ ه) ، منشورات الرضي ـ قم.

٢٠ ـ الروض الأنف :

٢١ ـ كتاب سليم بن قيس (السقيفة) : لسليم بن قيس الهلالي العامري ، المتوفى حدود سنة ٩٠ ه ، تحقيق السيد علاء الدين الموسوي ، مؤسسة البعثة ، بيروت ـ ١٤٠٨ ه.

٢٢ ـ شرح الشفا (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) : لأحمد شهاب الدين الخفاجي المصري ، دار الفكر ـ بيروت.

٢٣ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١ ه) ، منشورات جهان ، طهران ـ ١٣٦٣ ه.

٢٤ ـ الغدير : للعلامة عبد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت ١٣٨٦ ه) ، الطبعة الخامسة ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٤٠٣ ه.

٢٥ ـ الغيبة : لمحمد بن أبي إبراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع) ، تحقيق علي أكبر


الغفاري ، مكتبة الصدوق ـ طهران.

٢٦ ـ الغيبة : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، مكتبة نينوى ـ طهران.

٢٧ ـ الفهرست (فوز العلوم) : لأبي الفرج محمد بن إسحاق النديم (ت ٣٨٥ ه) ، طبعة رضا تجدد ، إيران ١٣٩٣ ه.

٢٨ ـ الفهرست : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ، منشورات الشريف الرضي ـ قم.

٢٩ ـ فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي) : لأبي العباس أحمد بن علي النجاشي (ت ٤٥٠ ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٧ ه.

٣٠ ـ الكافي : لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت ٣٢٨ / ٣٢٩ ه) ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران ١٤٠٤ ه.

٣١ ـ كشف الغمة : لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي (ت ٦٩٣ ه) ، ١٣٨١ ه.

٣٢ ـ كفاية الأثر : لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي (من أعلام القرن الرابع) ، منشورات بيدار ـ قم.

٣٣ ـ لسان العرب : لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الإفريقي المصري (ت ٧١١ ه) ، أدب الحوزة ، قم ١٤٠٥ ه.

٣٤ ـ مستدرك الوسائل : للمحدث الشيخ حسين النوري الطبرسي (ت ١٣٢٠ ه) ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ١٤٠٧ ه.

٣٦ ـ معاني الأخبار : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، (ت ٣٨١ ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٣٦١ ه. ش.

٣٧ ـ معجم رجال الحديث : لآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ـ مد ظله الوارف ، منشورات مدينة العلم ـ قم ، ودار الزهراء ـ بيروت ، ١٤٠٣ ه.

٣٨ ـ منتخب الأنوار المضيئة : للسيد علي بن عبد الكريم النيلي النجفي (من أعلام القرن التاسع) ، تحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري ، مطبعة الخيام ـ قم ١٤٠١ ه.


٣٩ ـ منهج المقال : للميرزا محمد الأسترآبادي (ت ١٠٢٦ ه) ، طبعة حجرية ـ طهران.

٤٠ ـ نهج البلاغة : جمع الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسن الموسوي (ت ٤٠٦ ه) ، شرح الشيخ محمد عبده ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة الاستقامة ـ مصر.


من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* كشف الرموز

في شرح المختصر النافع ، في الفقه.

تأليف : الشيخ عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي ، من أعلام القرن السابع الهجري.

و (المختصر النافع) من تأليف المحقق الحلي الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي (٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه) وقد اختصره في كتابه (شرائع الإسلام) ، وقد ألف الشيخ الآبي شرحه هذا في حياة المحقق الماتن وفرغ منه في شعبان سنة ٦٧٢ ه ، وقد صدر الكتاب في ثلاثة أجزاء.

تحقيق : الشيخ علي پناه الاشتهاري والشيخ حسين اليزدي الأصفهاني.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / سنة ١٤٠٨ ه.

* شرعة التسمية :

تأليف : المعلم الثالث ، السيد محمد باقر بن محمد الحسيني الأسترآبادي ، المشتهر بالمير داماد أو المحقق الداماد ، المتوفى سنة ١٠٤١ ه.

كتاب في النهي عن تسمية الإمام صاحب الزمان عليه‌السلام باسمه الشريف الأصلي ، كتبه جوابا لاستفتاء جمع منه ، واختار الحرمة ، وذكر الأخبار الدالة عليها ، ثم ناقش كلام الأربلي في (كشف الغمة) في اعتراضه على الشيخ المفيد والشيخ الطوسي.

إعداد : الشيخ رضا الاستادي.


نشر : مؤسسة مهدية الميرداماد ـ أصفهان / ١٤٠٩ ه.

* معارج نهج البلاغة

تأليف : الشيخ أبي الحسن علي بن زيد البيهقي ، المشتهر بابن فندق ، المتوفى سنة ٥٦٥ ه.

وقد ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة

٢١ / ١٨٤ أن هذا

الكتاب هو أول شرح كامل لنهج البلاغة.

تحقيق : الأستاذ محمد تقي دانش پژوه نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* اختيار مصباح السالكين

تأليف : ابن ميثم البحراني ، الشيخ كمال الدين أبي الفضل ميثم بن علي بن ميثم البحراني (٦٣٦ ـ ٦٨٩ ه).

وهو شرحه الوسيط على (نهج البلاغة) لخصه من شرحه الكبير (مصباح السالكين) المطبوع في خمسة مجلدات عدة مرات في طهران.

تحقيق : الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني.

نشر : مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد / سنة ١٤٠٨ ه.

* إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد.

رسالة في استحباب لبس السواد على سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين والأئمة الطاهرين عليهم‌السلام.

تأليف : السيد جعفر الطباطبائي الحائري ـ حفيد صاحب الرياض ـ (١٢٥٨ ـ ١٣٢١ ه).

تصحيح وتعليق : السيد محمد رضا الحسيني الأعرجي الفحام.

صدر في قم مؤخرا.

* الرسائل العشر

تأليف : الشيخ جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد فهد الحلي ، المتوفى سنة ٨٤١ ه.

عشر رسائل فقهية صغيرة يحتويها

الكتاب تناولت مختلف أبواب الفقه ، وهي :

١ ـ الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي.

٢ ـ المحرر في الفتوى.

٣ ـ اللمعة الجلية في معرفة النية.

٤ ـ مصباح المبتدي وهداية المقتدي.

٥ ـ غاية الإيجاز لخائف الإعواز.

٦ ـ كفاية المحتاج إلى مناسك الحاج.

٧ ـ رسالة وجيزة في واجبات الحج.


٨ ـ جوابات المسائل الشامية الأولى.

٩ ـ جوابات المسائل البحرانية.

١٠ ـ نبذة الباغي فيما لا بد من آداب الداعي.

علما بأن الرسالة الثالثة كانت قد نشرت في (تراثنا) العدد ٩ ، السنة الثانية ١٤٠٧ ه بتحقيق عبد الحسين الحسون.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : آية الله المرعشي العامة ـ قم ١٤٠٩ ه.

* عوالم العلوم

تأليف : الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني ، من أعلام القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين.

صدر من هذه الموسوعة الجزء الخاص بالنصوص على إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم.

* سلوة الغريب وأسوة الأديب

تأليف : السيد علي بن أحمد بن معصوم المدني ، المتوفى سنة ١١٢٠ ه.

والكتاب مشهور باسم (رحلة ابن معصوم).

نشر : دار عالم الكتب ـ بيروت / سنة

١٤٠٨ ه.

تحقيق : شاكر هادي شكر.

كتب صدرت محققة

* الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

تأليف : السيد الجليل ابن طاووس ، رضي الدين علي بن موسى بن جعفر الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

كان الكتاب قد طبع في النجف الأشرف بالحروف لأول مرة ، ثم أعيد طبعه بالأوفسيت في قم على الطبعة المذكورة.

وقد تم تحقيقه على مخطوطتين قيمتين ، هما :

١ ـ نسخة كتبت في عصر المؤلف ـ قدس‌سره ـ كتبها حسين بن عمار البصري ، فرغ منها يوم الأربعاء ٢٤ ربيع الأول سنة ٦٣٢ ه ، محفوظة في المكتبة المركزية لجامعة طهران.

٢ ـ نسخة أخرى بخط جيد واضح ، محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة ، في قم.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام لإحياء التراث ، في قم ، وصدر الكتاب ضمن سلسلة مصادر (بحار الأنوار).


* كنز الدقائق وبحر الغرائب ، ج ١

تأليف : الشيخ محمد بن محمد رضا بن إسماعيل المشهدي ، من أعلام القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين.

تفسير قيم جمع بين التفسير اللغوي بين التفسير بالمأثور عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وربما يطلق عليه أحيانا (كنز الحقائق وبحر الدقائق).

تحقيق : الأستاذ حسين الدرگاهي.

نشر : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ طهران.

كما أن الجزء الأول من التفسير نفسه كان قد صدر سابقا بتحقيق الشيخ مجتبى العراقي وصدر عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم ، وجزؤه الثاني تحت الطبع.

* الثغور الباسمة في فضائل السيدة فاطمة عليها‌السلام

تأليف : الحفاظ السيوطي ، جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد المصري الشافعي (٨٤٩ ـ ٩١١ ه).

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

نشر : مركز الدراسات والبحوث العلمية : بيروت / سنة ١٤٠٨ ه.

* فقه القرآن

تأليف : قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي الكاشاني ، المعروف بالقطب الراوندي ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه.

موضوعات الكتاب مرتبة على ترتيب الكتب الفقهية ابتداءا من كتاب الطهارة وحتى كتاب الديات ، كما أورد فيه مؤلفه ـ رحمه‌الله ـ مباحث فقهية وتفسيرية ومختلف الآراء فيها.

تحقيق : السيد أحمد الحسيني.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* الألفية والنفلية في الصلاة اليومية

تأليف : الشهيد الأول ، الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).

وهما رسالتان ، (الألفية) وتشتمل على ألف واجب في الصلاة ، مطبوعة عدة مرات سابقا آخرها في بيروت بتحقيق الشيخ محمد عسيران ، و (النفلية) وتشتمل على ثلاثة آلاف نافلة في الصلاة ، ألفها بعد الرسالة الألفية ولها شروح وتعاليق كثيرة ولها طبعات كثيرة أيضا ، وقد طبعتا هذه المرة سوية.


تحقيق : الشيخ علي الفاضل القائيني النجفي.

نشر : مكتب الإعلام الإسلامي ـ قم / سنة ١٤٠٨ ه.

* الرعاية في علم الدراية

تأليف : الشهيد الثاني ، الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي ، المستشهد سنة ٩٦٥ ه.

تحقيق : عبد الحسين محمد علي بقال.

أعادت طبعة مجددا مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، علما بأن البابين الأول والثاني من أبواب الكتاب الأربعة سبق وإن طبعا مستقلين محققين من قبل المحقق نفسه وصدرا تحت عنوان (شرح البداية في علم الدراية) عن مكتبة المسجد الجامع في طهران عامي ١٠٤٢ و ١٤٠٤ ه.

* التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام

تفسير اختلف فيه العلماء منذ القرن الرابع وحتى يومنا هذا فكانت الآراء حوله متباينة ما بين قادح ومادح وثالث يتأرجح بينهما ، فتم تحقيقه وفق ست نسخ مخطوطة ونسختين مطبوعتين على الحجر ليكون عملا مهيأ للباحثين.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم ١٤٠٩ ه.

* تخميس قصيدة البردة

نظم : المشتهر بالسيد علي خان المدني (١٠٥٢ ـ ١١٢٠ ه).

وقصيدة البردة المشهورة من نظم شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري (٦٠٨ ـ ٦٩٤ ه).

تحقيق : الشيخ علي محدث.

وكان هذا التخميس قد طبع في بغداد سنة ١٣٧٤ ه بتصحيح الشيخ محمد حسن آل ياسين.

نشر : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ طهران.

* مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، ج ١١ ـ ١٨.

تأليف : خاتمة المحدثين الشيخ حسين النوري الطبرسي ، المتوفى سنة ١٣٢٠ ه.

موسوعة حديثية جامعة ألفها المحدث

النوري ـ رحمه‌الله ـ على غرار أبواب (وسائل لشيعة) للحر العاملي ـ رحمه‌الله ـ معتمدا على مصادر الحديث التي لم يعتمدها الحر العاملي في كتابه ، فبلغت أحاديث المستدرك ما يناهز الثلاثين ألفا.


وقد تم تحقيق الكتاب على نسخة مكتوبة بخط المؤلف ، وصدر منه قبل الآن عشر أجزاء ، وتمت بهذه الأجزاء الثمانية الأخيرة أبواب المستدرك الفقهية ، وربما تكون خاتمته في ٧ أجزاء والتي تشتمل على بحوث رجالية وتحقيقات حول الكتب المعتمدة في تأليف الكتاب.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة ـ عليهم‌السلام ـ

تأليف : علم المرتضى محمد بن محسن ابن مرتضى الكاشاني ، نجل الفيض الكاشاني (١٠٣٩ ـ ١١١٥ ه).

يحتوي الكتاب على ٨٩ كتابا ورسالة من الإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ في مختلف الشؤون كان قد أرسلها

ـ عليه‌السلام ـ إلى عماله وجهات أخرى في فترات زمنية مختلفة.

علق على الكتاب الشيخ علي الأحمدي الميانجي ، وقد ألحق ثبتا في آخر الكتاب بمصادر تلك الكتب والرسائل.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

* قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام.

تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

من الكتب المشهورة المتداولة ، لخص فيه مؤلفه فتاواه بين قواعد الأحكام الشرعية بالتماس ولده فخر المحققين ، ويعتبر الكتاب من المتون الفقهية المهمة ، وعليه شروح عديدة أهمها (جامع المقاصد) و (مفتاح الكرامة).

أعادت مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ قم طبعة بالأوفسيت في ٨٠٠ صفحة بالقطع الرحلي.

* دلائل الإمامة

تأليف : أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي ، من أعلام القرن الرابع الهجري.

يتحدث المؤلف في كتابه هذا عن حياة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وما مروا بها من أحداث وعن كراماتهم الباهرة ومعاجزهم الظاهرة في بحث شيق جميل مستدلا بها على إمامتهم عليهم السلام.

أعادت طبعه مجددا مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٠٤٨ ه.


* دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام

تأليف : السيد جعفر مرتضى العاملي.

مجموعة مقالات ودراسات إسلامية ، كان بعضها منشورا في مجلات إسلامية في أوقات سابقة ، ثم جمعت مع غيرها وصدرت في جزءين مستقلين في قم سنة ١٤٠٠ ه.

أعادت طبعها بصف جديد في مجلد واحد مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٤٠٩ ه.

* مرقاة الجنان

تأليف : السيد حسن الحسيني اللواساني النجفي.

كتاب في أعمال الشهور الاثني عشر من أدعية وزيارات وصوم وصلوات.

صدر لأول مرة عام ١٣٤٩ ه ، في صيدا بعنوان (مرقاة الجنان الزهر) ، ثم أعادت طبعه ثانية بصف جديد منشورات لوسان في بيروت سنة ١٤٠٨ ه.

* جنة المأوى

تأليف : الإمام الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء (١٢٩٤ ـ ١٣٧٣ ه).

مواد ومواضيع متفرقة وأجوبة عن أسئلة وجهت إليه ـ قدس‌سره ـ فيما يتعلق بالعقائد

والتاريخ وغيرهما.

جمعها ورتبها وقدم لها مقدمة ضافية حول المؤلف والكتاب السيد محمد علي القاضي الطباطبائي ـ رحمه‌الله ـ وطبعها في تبريز سنة ١٣٩٧ ه.

أعادت دار الأضواء في بيروت طبعه بصف جديد سنة ١٤٠٨ ه.

* السعة والرزق

تأليف : الشيخ محمد بن أبي تراب الكلباسي (١٣٢٤ ـ ١٣٩٩ ه).

كتاب يبحث في موجبات الفقر ونافياته ، وموجبات الرزق وموسعاته ، وشرح الروايات الواردة في ذلك ، وخصص خاتمته في إيراد الصلوات والأدعية المأثورة لقضاء الحوائج.

أعادت طبعه للمرة الثالثة بالأوفسيت ـ على طبعة النجف الأشرف المطبوعة سنة ١٣٩٠ ه ـ مؤسسة الوفاء في لندن سنة ١٤٠٨ ه.

* تفسير القرآن الكريم

تأليف : العلامة المحقق الجليل السيد عبد الله شبر الحسيني ، المتوفى سنة ١٢٤٢ ه.

تقديم : الدكتور حامد حنفي داود.

أعادت مؤسسة دار الهجرة في قم طبعه




بالأوفسيت على طبعته الثانية المطبوعة في القاهرة مع إجراء تصحيحات عليها.

* مصفى المقال في مصنفي علم الرجال

تأليف : الشيخ آقا بزرك الطهراني ، محسن بن علي بن محمد رضا ـ صاحب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ـ ، (١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ ه).

أعادت دار العلوم في بيروت طبعه بالأوفسيت على الطبعة الأولى الصادرة في طهران سنة ١٣٧٣ ه.

* المواسم والمراسم في الإسلام

تأليف : السيد جعفر مرتضى العاملي.

يبحث حول مشروعية ومحبوبية إقامة مراسم الاحتفال في الأعياد ومظاهر الحزن في المآتم في مختلف المناسبات أثناء شهور السنة اعتمادا على ما ورد في الكتاب والسنة وسيرة العقلاء ردا على الوهابية وغيرها من الفرق الضالة.

أعادت طبعه ثانية منظمة الإعلام الإسلامي ـ طهران.

* مشاهد العترة الطاهرة وأعيان

الصحابة والتابعين.

تأليف : السيد عبد الرزاق بن حسن كمونة الحسيني النجفي (١٣٢٤ ـ

١٣٩٠ ه).

أعادت مؤسسة البلاغ في بيروت طبعه بالأوفسيت على طبعة النجف الأشرف الصادرة سنة ١٣٨٧ ه.

* عدة الداعي ونجاح الساعي

تأليف : الشيخ ابن فهد الحلي ، أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلي (٧٥٦ ـ ٨٤١ ه).

كتاب مشهور في آداب الدعاء وتهذيب النفس.

أعادت طبعه دار المرتضى ودار الكتاب الإسلامي في بيروت ، سنة ١٤٠٧ ه.

صدر حديثا

* الشريف الرضي

تأليف : الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو.

دراسة تقع في قسمين تناول فيها المؤلف مختلف جوانب حياة الشريف الرضي (ت ٤٠٦ ه) منذ نشأته وعن عقيدته ومذهبه الكلامي وعلاقته بملوك زمانه ، كما درس ثقافة الشريف الرضي ومصادر شعره وأدبه وخصائصه الفنية وأغراضه الشعرية.




نشر : دار هجر ـ القاهرة.

* جامع أحاديث الشيعة ، ج ١٥

تم إعداد هذا الكتاب بإشراف آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي ـ قدس‌سره ـ ، المتوفى سنة ١٣٨٠ ه ، يشتمل هذا الجزء على الأحاديث الواردة في شأن القرآن والدعاء والذكر والعشرة.

صدر في قم مؤخرا.

* ديوان السيد رضا الهندي

هو السيد رضا بن محمد بن هاشم الهندي (١٢٩٠ ـ ١٣٦٢ ه) ، من أشهر العلماء والشعراء في النجف الأشرف ، وصاحب القصيدة الكوثرية المعروفة في مدح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

نشر : دار الأضواء ـ بيروت.

* ديوان دعبل الخزاعي

هو دعبل بن علي بن رزين الخزاعي (١٤٨ ـ ٢٤٦ ه) صاحب القصيدة التائية المشهورة التي أنشدها في حضرة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام وقصتها مشهورة.

جمع شعره مجددا عبد الصاحب عمران

الدجيلي النجفي.

نشر : دار الكتاب اللبناني ـ بيروت.

* الحياة ج ٣ و ٤

تأليف : محمد رضا الحكيمي ومحمد الحكيمي وعلي الحكيمي.

موسوعة إسلامية علمية موضوعية تخطط مناهج الحياة للفرد والمجتمع.

نشر : مكتب نشر الثقافة الإسلامية ـ طهران ١٤٠٨ ه.

* فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة ، ج ١٥

فيه وصف لأربعمائة مخطوطة ومجموعة من محفوظات المكتبة.

إعداد : السيد أحمد الحسيني.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* مجمع الأنوار

إعداد : علي رضا برازش.

يعنى بفهرسة وتبويب الأحاديث الواردة في أهم المصادر والمجاميع الروائية عند الإمامية بالنظر إلى مفردات المواضيع ، صدر منه الكتابان الأول والثاني في مجلد واحد فيما يخص كلمتي الشكر والصبر.

نشر : منظمة الإعلام الإسلامي ـ




طهران / سنة ١٤٠٨ ه.

* فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم‌السلام

كتيب روائي في أحوال السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليهما‌السلام ، وفضائل مدينة قم ، وأحوال علي بن الإمام محمد الباقر عليهما‌السلام ، وفضائل مدينة قم ، وأحوال علي بن الإمام محمد الباقر عليهما‌السلام.

إعداد ونشر : مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم / سنة ١٤٠٩ ه.

* الحج في الكتاب والسنة

دراسة عن تاريخ المسجد الحرام والبيت الحرام وأحكامهما ومناسك الحج وفضيلته وبقية المواقف المشرفة ، كما يبحث الكتاب في آداب زيارة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وفضلها وكذلك زيارة الزهراء البتول وأئمة البقيع عليهم‌السلام وبقية الشهداء.

نشر : مركز الحج للدراسات والنشر ـ طهران / سنة ١٤٠٧ ه.

* صفي الدين الحلي

هو عبد العزيز بن سرايا بن علي السنبسي الطائي الحلي (٦٧٧ ـ ٥٧٠ ه).

ولد ونشأ في الحلة بالعراق ، وتوفي

ببغداد ، كان شاعر عصره وكثرت رحلاته إلى الشام ومصر وماردين للتجارة.

تأليف : ياسين الأيوبي.

نشر : دار الكتب اللبناني ـ بيروت.

* أدب الحسين وحماسته ـ عليه‌السلام ـ

تأليف : أحمد صابري الهمداني.

استقصى فيه المؤلف كتب وخطب وأشعار الإمام أبي عبد الله الحسين ـ عليه‌السلام ـ من مختلف المصادر المخطوطة والمطبوعة ، وكان الكتاب قد طبع لأول مرة عام ١٣٩٥ ه.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

كتب تحت الطبع

* خلاصة عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمة الأطهار ، ج ١٠

تعريب وتلخيص : السيد علي الحسيني الميلاني.

وكتاب (عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمة الأطهار) من تأليف العلامة السيد حامد حسين اللكهنوي ، المتوفى في الهند سنة ١٣٠٦ ه ، ألفه في اثني عشر مجلدا ضخما باللغة الفارسية ردا على الباب السابع في الإمامة من كتاب (تحفة




اثني عشرية) لعبد العزيز الدهلوي ، وللمزيد من المعلومات عن الكتاب وما يتعلق به راجع بحث (موقف الشيعة من هجمات الخصوم) المنشور في (تراثنا) العدد (٦) ـ العدد الأول / السنة الثانية / محرم ١٤٠٧ ه.

وسيصدر عن مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد.

* الصحيفة السجادية

وهي مجموعة الأدعية والمناجاة المشهورة

التي أنشأها الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

وقد طبعت الصحيفة سابقا عشرات المرات ، وعليها شروح وتعليقات من أكابر العلماء وأعلام الطائفة.

قامت مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام في قم بإعدادها وتنظيمها بشكل جديد وستصدر ضمن منشوراتها إن شاء الله.

* التحرير الطاووسي

تأليف : الشيخ حسن بن الشهيد الثاني زين الدين بن علي الجبعي العاملي ـ صاحب (معالم الأصول) ـ ، المتوفى سنة ١٠١١ ه.

وهو كتاب رجالي مبوب على الحروف

مقتبس من كتاب (حل الإشكال في معرفة الرجال) للسيد أحمد بن طاووس ـ المتوفى سنة ٦٧٣ ه ـ مع إضافة بيانات وتعليقات عليه من قبل المؤلف ـ قدس‌سره ـ.

تحقيق : السيد محمد حسن ترحيني.

نشر : مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

كما يقوم بتحقيقه : فاضل الجواهري معتمدا في عمله على ثلاث نسخ مخطوطة ، هي :

١ ـ نسخة كتبت سنة ١٠١٠ ه ، في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، تحت رقم ١٤٥٧ ضمن مجموعة.

٢ ـ نسخة كتبت سنة ١٠٦٠ ه ، في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، تحت رقم ٣١١٢ ضمن مجموعة.

٣ ـ نسخة كتبت في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، في مكتبة مشكاة التابعة للمكتبة المركزية لجامعة طهران ، تحت رقم ٥٨٨.

وسوف يصدر الكتاب من منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم.


كتب قيد التحقيق

* مجمع البيان في تفسير القرآن

تأليف : الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، من أعلام القرن السادس الهجري.

من تحقيقات : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

سفر جليل وتفسير قيم حظي بمكانة مرموقة بين كتب التفسير قلما يسموا إليها كتاب في هذا المجال ، وكان أحد المراجع لمفسري العامة أيضا ، ضمنه مصنفه ـ قدس سره ـ الكثير من الشروح المهمة وعرج بعد ذكر مبدأ تفسير القرآن إلى تعيين كل سورة أمكية كانت هي أم مدنية ، وذكر اختلاف القراءات وإعراب الآيات القرآنية الكريمة ، ثم ذكر أسباب النزول وأقوال المفسرين ممن سبقوه ، كما أورد معنى الآيات وتأويلها والأحكام والقصص المرتبطة بها وغير ذلك ، فقلما نجد تفسيرا يتضمن هذا التفصيل الواسع الشامل.

ولأهمية هذا التفسير فقد طبع عدة طبعات في لبنان وإيران في عشرة مجلدات من القطع الكبير.

شرعت مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث بتحقيق هذا

الكتاب ـ وفق منهجيتها بأسلوب التحقيق الجماعي ـ على عدة نسخ مخطوطة منها :

١ ـ نسخة من أول الكتاب إلى نهاية سورة البقرة ، كتبت سنة ٧٠٧ ه ، من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٣٢٣١.

٢ ـ نسخة قديمة نفيسة من أول سورة الأنعام إلى الآية ٧٠ من سورة الأنفال ، من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٢٢٧٣.

٣ ـ نسخة من أول سورة الأنعام إلى آخر سورة يوسف عليه‌السلام ، بخط الحسن الشيعي السبزواري ، من تلامذة العلامة الحلي ، تاريخها سنة ٧٣١ ه ، من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٢٩٤.

٤ ـ نسخة من سورة العنكبوت إلى سورة ص ، بخط علي بن أحمد المزيدي ، تاريخها سنة ٧٣٩ ه ، وهي كذلك من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، برقم ٤٧٤.

٥ ـ نسخة من سورة الواقعة إلى نهاية الكتاب ، بخط قطب الدين الكيدري ، تاريخها سنة ٥٨٥ ه ، مقابلة على نسخة المصنف ومقروءة على نصير الدين الطوسي ، وهي من مخطوطات مكتبة روضة السيدة فاطمة المعصومة عليها‌السلام في قم ، برقم




٢ / ١٣٦ ـ ٥٩٥٤.

وقد شكلت عدة لجان متخصصة لإنجاز عملية التحقيق بأسلوب محدد كالآتي :

١ ـ لجنة مقابلة النسخ آنفة الذكر وتثبيت موارد الاختلاف فيما بينها.

٢ ـ لجنة تقويم النص ، لإظهار نص الكتاب أقرب ما يكون على ما تركه المؤلف قدس‌سره.

٣ ـ لجنة مراجعة وتخريج أسباب النزول والقراءات والآيات المستشهد بها أثناء التفسير.

٤ ـ لجنة تخريج نصوص اللغة والإعراب والأمثال والأشعار وغير ذلك مما ورد في الشرح.

٥ ـ لجنة تخريج أقوال المفسرين.

٦ ـ لجنة مراجعة وتخريج ما تبقى من نصوص وآراء وشروح متفرقة مما هو خارج اختصاص اللجان آنفة الذكر.

هذا ، وقد سار العمل في تحقيق الكتاب شوطا بعيدا ، نأمل أن يتم إنجازه قريبا بإذن الله تعالى.

* حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار

تأليف : السيد هاشم الكتكاني البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٩ ه.

كتاب كبير مرتب على ثلاثة عشر

منهجا في أحوال النبي والأئمة الاثني عشر عليهم أفضل الصلاة والسلام.

تقوم بتحقيقه : مؤسسة البعثة للمعارف الإسلامية ، في قم ، اعتمادا على أربع نسخ مخطوطة إحداها كتبت سنة ١٠٩٩ بخط تلميذه الشيخ علي بن عبد الله البحراني.

* صفات الشيعة

تأليف : الشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

يتضمن الكتاب واحدا وسبعين حديثا مرويا عن أهل البيت عليهم‌السلام تحدد صفات الشيعة ومنزلتهم بأسلوب مؤثر.

يقو بتحقيقه : الشيخ محمد تقي الذاكري.

* غاية المرام وحجة الخصام

في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام.

تأليف : المحدث السيد هاشم بن سليمان البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٩ ه.

كتاب في فضائل أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ولده صلوات الله عليهم والنص على إمامتهم من طرق الخاصة والعامة ، وهو على مقصدين :




الأول : في تعيين الإمام والنص عليه وما يتصل بذلك.

الثاني : في وصف الإمام وفضائله وما يتصل بذلك ، كما يلحقه بفضائل شيعتهم ومحبيهم.

تقوم بتحقيقه لجنة مشكلة لذلك ، وربما يصدر الكتاب في ١٠ أجزاء أو أكثر.

* مجموعة

فيها :

١ ـ جامع الأحاديث.

٢ ـ نوادر الأثر في علي خير البشر.

٣ ـ العروس.

٤ ـ الأعمال المانعة من دخول الجنة.

٥ ـ الغايات.

٦ ـ المسلسلات.

كلها من تأليف الشيخ أبي

محمد جعفر بن أحمد القمي ، من أعلام القرن الرابع الهجري.

ستة كتب صغيرة تحوي مجموعة من الأحاديث المسندة إلى رسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، مرتبة بأسلوب جميل.

يقوم بتحقيقها السيد محمد الحسيني النيسابوري ، معتمدا في ذلك على أربع نسخ مخطوطة تعود إحداها إلى القرن التاسع وعليها تملك شيخ الإسلام العلامة المجلسي قدس‌سره.

* عمدة النظر في عصمة الأئمة الاثني ، عشر

تأليف : السيد هاشم البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٩ ه.

يقوم بتحقيقه : السيد محمد منير الحسيني الميلاني.

* كشف الأسرار في شرح الاستبصار

تأليف : المحدث السيد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري (١٠٥٠ ـ ١١١٢ ه).

وهو شرح لكتاب (الإستبصار فيما اختلف من الأخبار) لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

يقوم بتحقيقه السيد طيب الجزائري ـ من أحفاد المؤلف ـ وسوف يصدر في ٨ أجزاء أو أكثر.


بسم الله الرحمن الرحيم

وصلنا من (رابطة العلماء المسلمين) إعلان عن مسابقة علمية ، ونحن نشره هاهنا خدمة للرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والدين الحنيف.

إعلان عن مسابقة

لقد كانت بعثة الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحدث الذي غير وجه التاريخ وعطف مسيرة الأجيال ، فقدم للبشرية فيضا من القيم في دنيا كانت تعاني من افتقار للقيم ، وقدم نماذج إنسانية خيرة تقتدي وتهتدي بالنجوم الزواهر ، وقد تأثر بهذه الرسالة الكريمة فآمن بها واشرأب بقيمها وأفكارها ومنهجها المليارات من البشر ، وسيظل يتبعهم المليارات إلى يوم القيامة.

وبمناسبة مرور ذكرى المبعث النبوي الشريف تعلن (رابطة العلماء المسلمين) عن إجراء مسابقة ثقافية ، يكون حقلها الكتابة عن شخصية الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما يتعلق برسالته حسب التفاصيل التالية :

١ ـ تقدم الرابطة جوائز رمزية للفائزين الثلاثة الأوائل مقدارها :

١ ـ عشرة آلاف دولار للفائز الأول.

٢ ـ سبعة آلاف وخمسمائة دولار للفائز الثاني.

٣ ـ خمسة آلاف دولار للفائز الثالث.

٢ ـ آخر مدة لإرسال الكتب هو السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ١٤١٠ ه.

٣ ـ أن يكون الكتاب مكتوبا بالآلة الكاتبة وعلى وجه واحد من الورقة.

٤ ـ تتكفل (رابطة العلماء المسلمين) طبع الكتاب الفائز خلال فترة زمنية لا تتجاوز السنة الواحدة.


٥ ـ للكاتب الحق في طبع كتابه بعد سنة من صدوره ، أي بعد مرور سنة على طبعه من قبل الرابطة.

٦ ـ تسعى الرابطة إلى ترجمة وطبع الكتب الفائزة إلى عدد من اللغات الحية.

٧ ـ تحبذ الرابطة من الإخوة الكتاب الراغبين في الاشتراك في المسابقة إخبارها عن عزمهم على ذلك مع إرسال عناوينهم إليها.

ومن الله التوفيق.

السيد صادق الحسيني

أمين القسم الثقافي

١ / شعبان ١٤٠٩ هجري

المراسلات تكون على العنوان التالي :

BOX ٧٣٣٥. M. B

XX ٣ ـ LONDON WCI

. K. U

تراثنا - ١٥

المؤلف:
الصفحات: 238