في ضلال تسبيح
الزهراء عليهاالسلام
حقوق
الطبع محفوظة الطبعة الأولى ١٤٢٦ هـ / ٢٠٠٥ م
منشورات
مركز أهل البيت عليهمالسلام الثقافي الإسلامي فيينا النمسا التنضيد والإخراج الفني : دار المودة
في
ظلال تسبيح الزهراء عليهاالسلام
عامر
الحلو
بسم
الله الرحمن الرحيم
الإهداء
أهدي
:
ثواب
هذا العمل الإيماني لروح خالتي المرحومة العلوية : نجاة السيد علاوي الحلو راجياً الجميع أن يذكروها بقراءة سورة الفاتحة

المقدمة :
بسم
الله الرحمن الرحيم
نحمد
الله ونسبح بحمده ونكبره على نعمائه وآلاءه ونُصلي ونُسلم على سيد رسله وأنبيائه وأشرف خلقه محمد المصطفى الأمين وعلى آل بيته الطاهرين وأصحابه الغر المنتجبين ومن سار بهديهم إلى يوم الدين .
وبعد
: فإن تسبيح سيدة النساء : فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يُعد ثروة إيمانية ،
وعبادية لا يستغني عنها الإنسان المؤمن المتعبد خلال عبادته اليومية ، ولقائه ربه تعالى كلون من ألوان التعبد والتهجد التي يمارسها المؤمن كل يوم وليلة ، فينبغي المواظبة عليها وتعليم الناس بها ، وعدم الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال .
وسوف
نعيش خلال الصفحات الآتية في ظلاله الوارفة مستفيدين أن شاء الله تعالى من بركاته ومنافعه الثرة وعطاياه الكثيرة فكله خير وبركة ، وعطاء ومن الله نستمد العون والتوفيق .

صاحبة التسبيح
هي : فاطمة الزهراء بنت الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
سيدة نساء العالمين ، وأمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين ومثلهن الأعلى
، وأول زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها .
ولادتها :
ولدت بمكة المكرمة يوم الجمعة في عشرين من جمادى الثاني قبل المبعث بخمس سنين ، وقيل بعد المبعث بخمس سنين وهو المروي عن الإمام محمد الباقر عليهالسلام
، والمشهور بين أصحابنا كما قال الكليني ، وأبن شهر آشوب في المناقب .
كنيتها :
تكنى أم أبيها
، وقد كناها بذلك أبوها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وذلك لكثرة حبها لأبيها وإشفاقها عليه ، وهو نابع من كمال معرفتها به .
ألقابها :
تلقب : ١ ـ بالزهراء ، ٢ ـ والبتول ، ٣
ـ والصديقة ، ومن لقبها الزهراء أشتق أسم الجامع الأزهر في مصر والذي بناه الفاطميون ، ولقبت بالبتول لأنها تبتلت عن النظير .
__________________
شمائلها
:
كانت أشد الناس برسول الله شبها ، وقد
قالت السيدة عائشة : [
ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا سمتا وهديا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من فاطمة ، وكانت
إذا دخلت عليه قام إليها ورحب بها وأخذها بيده وأجلسها في مجلسه ]
.
فضلها وحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لها :
١
ـ في حديث شريف أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : «
أن أحب أهلي إليّ فاطمة ، سميت بذلك لأن الله فطمها وولدها ومحبيهم من النار »
٢
ـ وقال الإمام علي الرضا عليهالسلام : « سميت بفاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها »
.
٣
ـ في الصواعق المحرقة لابن حجر قال : أخرج
الترمذي عن عائشة : [
كانت فاطمة أحب النساء إلى رسول الله ، وزوجها علي أحب الرجال إليه ]
.
٤
ـ عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنه قال : « لفاطمة عليهاالسلام
تسعة أسماء عند الله عز وجل : ١ ـ فاطمة ، ٢ ـ والصديقة ، ٣ ـ والمباركة ، ٤ ـ والطاهرة ، ٥ ـ والزكية ، ٦ ـ والراضية ، ٧ ـ والمرضية ، ٨ ـ والمحدثة ، ٩ ـ والزهراء ـ ثم قال : ـ أتدري أي شيء
تفسير فاطمة ؟ قلت : أخبرني يا سيدي ، قال : فطمت من الشر »
.
__________________
بلاغتها :
كانت أبلغ وأفصح النساء وما خطبتها الكبرى في مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وخطبتها الصغرى أمام نساء المهاجرين والأنصار إلا دليل على ذلك ، وقد ذكر الخطبتين معا المرحوم السيد : عبد الرزاق المقرم
.
وفاتها
:
توفيت شهيدة مظلومة في روضة المدينة يوم
الاثنين في (٣) جمادى الثانية ـ على رواية ـ سنة (١١) هجرية .
ودفنت بالخفية ليلا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فقد كتب أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني إلى الإمام علي بن محمد الهادي عليهالسلام
: أخبرنا عن بيت أمك فاطمة أهي في طيبة ، أو كما يقول الناس في البقيع ؟
فكتب : « هي مع جدي صلىاللهعليهوآلهوسلم »
وهذا النص كاف في أنها مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ذكر ذلك السيد أبن طاووس في الأقبال ، ولكن الصدوق يقول : [ دفنت في بيتها ، وهذا هو الحق عندي ]
.
زيارتها
:
[ السلام عليك يا سيدة نساء العالمين ، السلام
عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين ، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها .
اللهم صل على آمتك وابنة نبيك وزوجة وصي
نبيك
__________________
صلاة تزلفها فوق
زُلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات وأهل الأرضين ]
ومن زارها بهذه الزيارة واستغفر الله
غفر له وأدخله الجنة
.
ومن أجمل ما قرأته حول مرقدها ما قاله :
المرحوم الدكتور علي شريعتي ، [ لا أريد أن أجد مكان قبرها فمدفنها يجب أن يبقى دائما مجهولا كي يبقى ما أرادته معلوما ، وهي التي أرادت أن لا يعرفوا قبرها في وقت كي يبقى الجميع يتساءلون ، وإلى الأبد لماذا ؟ ]
.
__________________
منشأ تسبيح الزهراء
قال الإمام علي عليهالسلام : « لما رأيت ما أصاب
فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت وقد جاء سبي إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قلت لها هلا أتيت
أباك تسألينه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت ؟ ، فأتت النبي وإذا عنده جماعة فانصرفت ، وعلم أبوها أنها جاءت لأمر أهمها فغدا إلى دارها صباحا وسألها : عما جاءت له ؟ ، فاستحت أن تذكر له .
فقلتُ
له أنك تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء ، والطحن ، والكنس ، وقد أثر ذلك عليها ، فقلت لها لو سألت أباك يُخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل ؟ .
فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أفلا أدلك يا
فاطمة على ما خير لك من الخادم ومن الدنيا ؟ »
فقالت
: «بلى يا رسول الله» ،
فعلمها
هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كل صلاة »
.
[ ونتذكر معه أن الزهراء ابتعدت عن
متاعبها من خلال تكبير الله ، وتحميده ، وتسبيحه لنعرف كيف هو العيش مع الله ، وكيف هو ذكر الله عندما يعيش الإنسان آلامه ]
.
__________________
التسبيح لغة واصطلاحا :
١
ـ [ التسبيح ـ لغة ـ هو : التنزيه ، وسبحان
الله معناه : التنزيه لله ، وهو : نصب على المصدر كأنه ، قال : أبرئ الله من السوء براءة ، وسبحات وجه الله تعالى جلالته ، وسبوح من صفات الله .
والسُبحة : خَرَزات يُسبح بها ، وهي
أيضا التطوع من الذكر ، والصلاة ، تقول : منه قضيتُ سبحتي ]
.
٢
ـ والتسبيح اصطلاحا أن المؤمن بقوله : سبحان
الله فإنه ينزه الله ويقدسهُ عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى من الشرك ، والصاحبة ، والولد ، والظلم وكل ما لا يتوافق مع جلالته وعظمته وكمال المطلق .
التسبيح
في القرآن :
لقد ورد لفظ التسبيح ومشتقاته في القرآن الكريم في ثمان وأربعين مرة ، وهي : موزعة في كل سور القرآن وآياته المباركة .
والتسبيح ، والتكبير ، والتحميد ، والتهليل
، هي : مفاهيم مشتركة وعنوانها جميعا تقديس الله سبحانه وتعالى الذي تفرد بالعزة والكمال .
والتكبير أن يكبر الله ، ويقول : الله
أكبر فهو أكبر من كل كبير .
والتحميد أن يقول العبد : الحمد لله فلا
يستحق الحمد إلا هو سبحانه ولا يليق الثناء إلا عليه .
__________________
والتهليل أن يقول العبد : لا إله إلا
الله ، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون .
بعض
آيات التسبيح :
١
ـ قال تعالى : (
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا
تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )
.
٢
ـ قال تعالى : (
وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ )
.
٣
ـ قال تعالى : (
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ )
.
٤
ـ قال تعالى : (
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )
.
٥
ـ قال تعالى : (
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
.
٦
ـ قال تعالى : (
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ
يُجَادِلُونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ )
.
__________________
لمحات في تفسير هذه الآيات :
١
ـ الحقيقة أن التسبيح الذي تثبته الآية
لكل شيء ، هو : التسبيح بمعناه الحقيقي ، وقد تكرر في كلامه تعالى إثباته للسماوات والأرض ومن فيهن وما فيهن وفيها موارد لا تحتمل إلا الحقيقة .
٢
ـ التسبيح تنزيه قولي كلامي ، وحقيقة
الكلام الكشف عما في الضمير بنوع من الإشارة إليه والدلالة عليه .
٣
ـ ( ما ) تطلق على عامة الموجودات ما عقل
منها وما لم يعقل .
٤
ـ قال الأشاعرة : [ أن البهائم والجماد
إنما يسبح الله بلسان الحال ، لا تسبيح له بلسان المقال ] ، يعني ليس له قابلية أو أدراك التسبيح .
٥
ـ (
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ) ، ومثله قوله تعالى : ( يَا جِبَالُ
أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ )
.
٦
ـ أن التسبيح لله تعالى يمثل ظاهرة كونية
تشمل كل الكائنات حسب ما أكده القرآن تُسبح له السماوات السبع والأرض ، وقال تعالى : (
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ )
.
٧
ـ أفتخر الملائكة عندما أرادوا لأنفسهم
أن يكونوا خلفاء الله في الأرض : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ
فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
.
__________________
٨
ـ وتسبيح الرعد حقيقة دلّ عليها القرآن
فنؤمن بها وأن لم نفهم تلك الأصوات ، فالله لا يُخبر إلا بما هو حق ، ويرسل الصواعق المدمرة يهلك بها من يشاء .
ومن الطرائف قول بعض المتصوفة : [ أن
الرعد صعقات الملائكة ، والبرق زفرات أفئدتهم ] .
التسبيح
والذكر :
وردت كلمة الذكر في القرآن الكريم
ومشتقاتها في : (١٦١) آية قرآنية موزعة على كل سور القرآن الكريم ومنها :
١
ـ قوله تعالى : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )
.
وقد ورد في تفسيرها مختصرا ما يلي : [ على
كل حال ، وبكل ما هو أهله ، وسبحوه أول النهار وأخره ]
.
٢
ـ قوله تعالى : (
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
.
وقد ورد في تفسيرها ما يلي : [ ذكر الله
إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته ، أو الصلاة أكبر من سائر الطاعات ]
.
__________________
٣
ـ قوله تعالى : (
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ )
.
٤
ـ قوله تعالى : (
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )
.
تسبيح
العاقل وغير العاقل :
تسبيح كل شيء بحسبه ، فالعاقل يسبح
بلسان المقال ، وغير العاقل يُسبح بلسان الحال ، وكأنه يقول : [ أو من بمن أوجدني وأنزهه عن العجز والنقص ، ولكن لا تفهمون تسبيحي إلا من كان له عقل يفهم عن الله سبحانه ما أقام من البينات على وجوده وعظيم قدرته ]
وعن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « كان داود عليهالسلام
إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ، ولا حجر ، ولا طائرا إلا جاوبه »
، وعن الإمام محمد الباقر عليهالسلام
: «
أما سمعت خشب البيت تنقض وذلك تسبيحه » ، وعن الصادق عليهالسلام : « نقض الجدر تسبيحها »
.
معنى
سبحان الله :
السبحان
: اسم مصدر للتسبيح بمعنى التنزيه ، وسبحتُ
الله تسبيحا نزهته عن كل ما لا يليق بساحة قدسه ، وعن طلحة أبن عبيد الله ، قال : [ سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن تفسير سبحان الله ؟ .
__________________
قال : « هو تنزيه الله عن
كل سوء »
.
وسئل أمير المؤمنين علي عليهالسلام : ما تفسير سبحان
الله ؟ قال : «
هو تعظيم جلال الله عز وجل وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك فإذا قاله العبد صلى عليك كل ملك »
.
وفي ثواب الأعمال عن الصادق عليهالسلام قال : « من قال سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم وبحمده ، كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة ، ورفع له ثلاثة آلاف درجة ، وخلق منها طائرا في الجنة يسبح الله وكان أجر تسبيحه له »
.
التسبيح
في الروايات :
١
ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
أن النمل يسبحن »
٢
ـ نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن قتل الضفدع ، وقال : «
نعيقها تسبيح »
٣
ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لعائشة : «
اغسلي هذين البردين »
قالت يا رسول الله بالأمس غسلتهما ، فقال
لها : «
أما علمت أن الثوب يسبح ، فإذا أتسخ أنقطع تسبيحه »
٤
ـ وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
آجال البهائم كلها وخشخاش الأرض ، والنمل ، والبراغيث ، والجراد ، والخيل ، والبغال ،
__________________
والدواب
وغير ذلك آجالها في التسبيح ، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها »
٥
ـ قَدِم ملوك حضر موت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فقالوا : كيف نعلم أنك رسول الله ؟
فأخذ كفا من حصى ، فقال : « هذا يشهد أني رسول الله » ، فسبح الحصى في يده وشهد أنه رسول
الله
٦
ـ وعن الإمام الصادق قال : « ما من طير يُصاد في
بر أو في بحر ، ولا شيء يُصاد من الوحش إلا بتضييعه التسبيح »
٧
ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : كنا عند علي
بن الحسين زين العابدين فمر بنا عصافير يصحن ، فقال :
«
أتدرون ما تقول هذه العصافير ؟ »
فقلنا : لا
فقال : « أما أني ما أقول : إنا نعلم الغيب ، ولكن
سمعتُ أبي يقول : سمعتُ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين يقول : أن الطير إذا أصبحت سبحت ربها وسألت قوت يومها ، وأن هذه تسبح ربها وتسأل قوت يومها »
.
بركات
التسبيح :
قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام للبراء أبن عازب : « إذا فرغت من الصلاة فقلت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ثلاثين مرة فان ذلك يصرف عنك ألف
__________________
بلية
في الدنيا أحداها الردة عن دينك ، ويدخر لك في الآخرة ألف منزل أحداها مجاورة نبيك محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم »
وعلّم الإمام موسى الكاظم عليهالسلام بعض أصحابه ، وكان يشكو الحاجة ، قل : «
سبحان الله العظيم وبحمده ، أستغفر الله وأسأله التوبة »
.
أمثلة
على تسبيح الكائنات غير العاقلة :
١
ـ قبل سنوات عدة عرضت أحدى محطات
التلفزيون الفرنسية ريبورتاجا علميا عن الحيتان وحياتها ، وهجرتها السنوية إلى بحر الشمال ، وفي سياق الريبورتاج ، يقول المعلق :
[ بأن الحيتان سوف تتوقف عن الطعام
والشراب عدة أشهر في السنة ، وتغني أثناء ذلك وحين تنتهي رحلة الهجرة ويستقر بها المقام في موطنها الجديد في بحر الشمال تعود الحيتان إلى تناول الطعام والغذاء ، وتتوقف عن الغناء ] .
وقد يكون توقف الحيتان عن الطعام شكلا
من أشكال الصيام فلعل هذه الفريضة مفروضة على هذا الكائن بلون من ألوان الفرض .
وقد ورد في الحديث الشريف : « أن الصيام هو زكاة الأبدان » فإذا كانت زكاة بدن الإنسان لا تزيد عن
شهر الصيام في العام الواحد فلا بد أن تكون زكاة بدن الحوت الذي يصل وزنه إلى (٣٠٠) طناً عدة شهور في السنة .
__________________
أما عن غناء الحيتان في فترة الصيام هذه
فلعل الأصح أن نتحدث عن تسبيح ، وترتيل ، وذكر لا غناء وطرب ، فالقرآن الكريم يقول : (
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ )
، ويقول : (
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
.
وورد في دعاء الافتتاح المنسوب للإمام
المهدي المنتظر عليهالسلام
: «
وتموج البحار ومن يُسبح في غمراتها »
ـ أحدى قرائتين ـ ، كما ورد في دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين عليهماالسلام
: «
سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور ، سبحانك تسمع تسبيح الحيتان في البحور »
.
[ فالتسبيح تنزيه ونفي لأي نقص أو حاجة
عن ساحة القدس والكمال الإلهي ، فالممكنات التي تُسبح الله تعالى تبرئه من أي نقص أو عيب أو حاجة ، وتُحس أن النقص في وجودها المرتبط عينيا بوجود الخالق ، وعليه فهي بتسبيحها وحمدها ترتقي سلالم الكمال لتنهل من الفيض ، وتستغرق في التفكير بالجلال الأزلي من نافذة العشق والمحبة ، وتتوله في التأمل والجمال الأبدي إذ ليس لها من معشوق سوى المبدأ الأعلى ، ومن محبوب إلا العلة الأولى ]
.
٢
ـ كشف إذاعة موسكو عن نتائج لتحقيقات
علماء روسيين في عالم النبات حيث قالت : [ بأن علماء النبات
__________________
توصلوا مؤخرا إلى أن
للنبات أجهزة عصبية شبيهة بالأجهزة العصبية في الحيوانات ، ولقد توصلوا إلى هذه الحقيقة بعد أن علقوا أجهزة سمع وبث الكترونية دقيقة على ساق نبات القرع ، ثم لاحظوا بوضوح ظهور ردود فعل غريبة على ساق النبات المذكور عندما أرادوا أن يقطعوا ]
٣
ـ أن المواد الثلاث للذرة إلكترونات
وبروتونات ونيوترونات تدور حول النواة كدوران السيارات حول الشمس ، وبسرعة مذهلة كسرعة الضوء مائة مرة ، تدور كما هو عدد عقد السبحة ، وهذا يدل على تسبيح كل شيء لله تعالى وفي ذلك رد على من يستغرب من تسبيح الجماد .
وللعلم فإن الذرة أصغر ما في الكون ، وهي
الجزء الذي لا يتجزأ ، وقد قال العالم ستورمر : [ لو أن الإنسان أراد رؤية الذرة بالعين المجردة فعليه إن يكبر كل شيء مائة مليون مرة حتى يصبح سمك الذرة عشرة كيلوا مترات ، وحينئذ سوف يرى الذرة بحجم سنتيمتر واحد ]
.
٤
ـ [ تسبيح الرعد : فالرعد يُسبح بحمد
الله كما مر بنا في سورة الرعد ، والمراد بتسبيح الرعد ما فيه من الدلالة على قدرة الله وعظمته ، وتماما كدلالة الكتابة على الكاتب ، والبناء على الباني ]
.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إذا سمع الرعد والصواعق ، قال : «
اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تُهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك ـ ثم يقول ـ : سبحان من يُسبح
الرعد بحمده »
__________________
وعن أبن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
«
إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يُصيب ذاكراً »
.
كيفية
التسبيح وصيغته :
هو كما علمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لبضعته فاطمة :
١
ـ أربع وثلاثون تكبيرة .
٢
ـ وثلاث وثلاثون تحميدة .
٣
ـ وثلاث وثلاثون تسبيحة
ومن المسنون أن يهلل بعد التسبيحات ، قائلاً
: ( لا إله إلا الله ) .
فضل
هذا التسبيح :
اهتم أهل البيت عليهمالسلام في هذا التسبيح
كثيرا وأوصوا به شيعتهم ، وأن يعلموه لأولادهم كما نجد ذلك في كثير من الأحاديث ومنها :
١
ـ قال الإمام محمد الباقر عليهالسلام : « من سبّح تسبيح
الزهراء عليهاالسلام ثم استغفر غفر له ، وهي مائة باللسان
وألف في الميزان ، وتطرد الشيطان وترضي الرحمن ، ويدفع الثقل الذي في الآذان »
٢
ـ وقال أيضا عليهالسلام : « ما عُبد الله بشيء
أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم بعد كل صلاة »
ولا شك أنه من أفضل المستحبات التي يعبد
بها الله تعالى .
__________________
٣
ـ قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « من سبح بعد كل فريضة بتسبيح فاطمة عليهاالسلام ، وعقبه بلا إله إلا
الله غفر الله له »
٤
ـ قال أيضا : « تسبيح فاطمة كل يوم
دبر كل صلاة أحبُّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم ، وإنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة »
٥
ـ وقال أيضا : « من سبح تسبيح فاطمة
قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له ، ويبدأ بالتكبير »
وثواب التسبيح هذا يجعل الصلاة كل ركعة
بألف ركعة .
٦
ـ وقال الإمام الصادق عليهالسلام لأبي هارون المكفوف
:
«
يا أبا هارون إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليهاالسلام
كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي »
.
التسبيح
عند النوم :
ورد أن المواظبة عليه عند النوم ترفع
التعب والإعياء ، وقد ذكر ذلك من الشيعة الصدوق في من لا يحضره الفقيه ، وعلل الشرائع .
ومن السنة أبن تيمية في منهاج السنة ، والبخاري
في الصحيح ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وقد ذكر تسبيح الزهراء عليهاالسلام
في النوم أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في ـ كتابه ـ فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ورقم الحديث (٦٣١٨)
.
__________________
سبحة فاطمة عليهاالسلام
:
روي أن فاطمة عليهاالسلام كانت سبحتها من خيط
صوف مُفتل معقود عليه فكانت تديرها بيدها تُكبر وتُسبح إلى أن استشهد حمزة بن عبد المطلب رضياللهعنه
فاستعملت تربته وعملت التسابيح فأستعملها الناس .
وقيل : كانت سبحتها من خيط معقود عليه
بعدد التكبير وبعد أن استشهد حمزة استعلمت حبات من تربته ، وجرا الناس على ذلك
.
وكانت فاطمة بعد شهادة حمزة تزور قبره ،
وترش عليه الماء وتصلحه وتُرِّمه وذلك في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
.
التسبيح
والذكر :
قال الشيخ القمي رحمهالله : [ قد أتى في
الروايات المعتبرة أن الذكر الكثير المأمور به في الكتاب العزيز هو هذا التسبيح ، ومَن واظب عليه بعد الصلوات فقد ذكر الله ذكراً كثيراً وعمل بهذه الآية الكريمة : (
اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )
] .
أقوال
العلماء فيه :
١
ـ قال الشيخ : محمد حسن النجفي قدسسره ما نصه :
[ ما عُبد اللهُ
__________________
بشيء من التحميد أفضل
منه ، ولو كان شيء أفضل منه لَنَحَلّهُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فاطمة ، وبه يندرج العبد في الذاكرين الله كثيرا ، ويستحق ذكر الله له تعالى كما وعد بقوله : ( فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ )
] .
٢
ـ قال السيد : محسن الحكيم قدسسره وهو يتحدث عن
التعقيب بعد الصلاة :
[ وأفضله تسبيح الزهراء عليهاالسلام وهو التكبير أربعاً وثلاثين ، ثم الحمد ثلاثا وثلاثين ، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين ]
.
٣
ـ قال السيد : أبو القاسم الخوئي قدسسره :
[ وأفضل التعقيب تسبيح الزهراء عليهاالسلام
بعد الفراغ من الصلاة ]
.
٤
ـ قال السيد : عبد الأعلى السبزواري قدسسره :
[ وأفضل التعقيبات تسبيح الزهراء عليهاالسلام
الذي ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل منه ، وأنه في كل يوم في دبر كل صلاة أفضل من صلاة ألف ركعة ، كما ورد عن ـ الإمام ـ الصادق عليهالسلام
، بل هو مستحب في نفسه وأن لم يكن في التعقيب ]
.
__________________
٥
ـ قال المرحوم الشيخ : أسد حيدر رحمهالله في كتابه الإمام الصادق والمذاهب الأربعة وهو يتحدث عن مستحبات الصلاة عند الشيعة الإمامية :
[ ومنها التعقيب بالأدعية والأذكار الواردة وتسبيح الزهراء صلوات الله عليها ]
.
٦
ـ قال السيد : علي السيستاني دام ظله :
[ التعقيب هو الاشتغال بعد الفراغ من الصلاة بالذكر والدعاء وأفضله تسبيح الزهراء عليهاالسلام
وهو التكبير أربع وثلاثين ، ثم الحمد ثلاثا وثلاثين ، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين ]
.
٧
ـ قال السيد : محمد سعيد الحكيم دام ظله
:
[ من التعقيب تسبيع الزهراء عليهاالسلام
وهو : الله أكبر أربعا وثلاثين ، ثم الحمد ثلاثا وثلاثين ، ثم سبحان الله ثلاثا وثلاثين ، وأن يختمه بقول : لا إله إلا الله ]
.
__________________
التسبيح بتربة الإمام
الحسين عليهالسلام :
كانت سيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام بعد شهادة حمزة ابن عبد المطلب في معركة أحد استعملت حبات من تربته وجرى الناس على ذلك إلى أن استشهد أبو عبد الله الحسين عليهالسلام
بكربلاء سنة : ( ٦١ هـ ) فعدل الناس إلى تربته لما فيها من المزايا ، وقد أشارت روايات أهل البيت عليهمالسلام
إلى ذلك وهي :
١
ـ قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام :
«
من أدار الحجر من تربة الحسين فاستغفر به مرة واحدة كتب له الله أجر سبعين مرة ، وأن السجود على تربة الحسين يخرق الحجب السبع »
٢
ـ وقال أيضا عليهالسلام :
«
من كانت بيده سبحة من تربة سيد الشهداء كتب مسبحا وأن لم يُسبح بها »
٣
ـ وقال أيضا عليهالسلام :
«
السبحة التي من قبر الحسين تسبح بيد الرجل من غير أن يُسبح»
٤
ـ وقال أيضا عليهالسلام :
«
من سبح بسبحة من طين قبر الحسين تسبيحة كتب الله له أربعمائة حسنة ، ومحى عنه أربعمائة سيئة ، وقضية له أربعمائة حاجة ، ورفعت له أربعمائة درجة »
.
__________________
٥
ـ قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام :
«
لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ، ومشط ، وسجادة ، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة ، وخاتم عقيق »
.
٦
ـ وعن الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام قال :
«
من نسي الذكر وفي يده سبحة من تربة الحسين كتب له أجر »
.
قال المرجع الفقيه السيد : محمد سعيد
الحكيم دام ظله : [ ويُستحب أن يكون التسبيح بسبحة من طين قبر الحسين عليهالسلام
، وفي بعض الأخبار أنها تُسبح في يده من يُديرها ويكتب ثواب تسبيحها له وأن غفل عن التسبيح ]
.
التسبيح
بعد انتهاء المجلس :
قال تعالى : (
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ )
، وقد ورد في كنز العرفان في فقه القرآن للمقداد السيوري الحلي [ قيل المراد تقوم من مجلسك بأن تقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أغفر لي كل ذنب وتُب عليَّ ، ولأنه كفارة المجلس .
وعن علي أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « من أحب أن يكتال حسناته بالمكيال الأوفى فليكن أخر كلامه إذا قام من مجلسه
__________________
(
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) ، (
وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
.
الباقيات الصالحات :
الباقيات الصالحات : المذكورة في القرآن
الكريم ، فسرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
حيث قال : «
يقول أحدكم إذا فرغ من الصلاة سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ثلاثين مرة فإن أصلهن في الأرض ، وفرعهن في السماء ، وهن يدفعن : الحرق ، والغرق ، والهدم ، والتردي في البئر ، وافتراس الذئب ، وميتة السوء »
.
التسبيح
في الصلاة :
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى من
سورة الواقعة : ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الْعَظِيمِ )
، وجاء أيضا قوله
تعالى : ( سَبِّحِ اسْمَ
رَبِّكَ الْأَعْلَى )
.
قال المقداد السيوري : [ باسم ربك ، أي
: بذكر ربك ، أو الأسم الذكر ، أي : سبح بذكر ربك العظيم ، يحتمل كونه صفة للاسم ، أو للرب .
وسبح أسم ربك ، أي : نزّهه عما لا يجوز
إطلاقه عليه ،
__________________
أو نزهه عن أطلاق
أسمه على غيره . ـ ثم قال ـ روى عقبة أبن عامر قال : لما نزل (
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )
، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
أجعلوها في ركوعكم » ، ولما نزل (
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى )
، قال : «
أجعلوها في سجودكم »
.
ومثله من طرقنا رواية هشام بن سالم عن
الإمام الصادق عليهالسلام
تقول في الركوع سبحان ربي العظيم ، وفي السجود سبحان ربي الأعلى ، الفريضة واحدة والسنة ثلاث .
ثم قال المقداد : ويجوز إضافة وبحمده في
الذكرين استحبابا عندنا وفي الركعات الثالثة والرابعة من الصلاة اليومية ، يقول فيها المصلي تسبيحا معروفا هو : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ]
.
الذكر
:
نقصد بالذكر مجموع الكلمات التي يذكر
بها الله تعالى بالثناء والتمجيد ، أو الاستعانة من قبيل : الحمد لله ، وبسم الله ، وما شاء الله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، وسبحان الله .
والذكر بهذا المعنى الواسع عبادة من
العبادات الإسلامية الواجبة التي حث القرآن الكريم في كثير من آياته أو جاءت نصوصها في آياته ، ومنها قوله تعالى :
١
ـ (
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا )
.
__________________
٢
ـ (
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
.
٣
ـ (
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا
اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
.
وفي الأحاديث الواردة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأهل البيت عليهمالسلام
:
١
ـ روى الكليني عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أكثر من ذكر
الله عز وجل أحبه الله ، ومن ذكر الله كثيرا كتبت له براءتان من النار وبراءة من النفاق »
٢
ـ وروي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
خرج على أصحابه فقال : «
ارتعوا في رياض الجنة »
قالوا يا رسول الله : وما رياض الجنة ؟
.
قال : « مجالس الذكر أغدوا وروحوا واذكروا ، ومن
كان يحبُ أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن الله تعالى يُنزل العبد حيث أنزل العبد الله من نفسه ، وعلموا أن خير أعمالكم وأزكاها وأرفعها في درجاتكم وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه فإنه أخبر عن نفسه فقال : أنا جليس من ذكرني أو قال تعالى : فاذكروني أذكركم بنعمتي واذكروني بالطاعة والعبادة أذكركم بالنعم والإحسان والرحمة والرضوان »
.
__________________
التهليل والتحميد والتكبير :
١ ـ التهليل :
هو قول : ( لا إله إلا الله ) ، أو ( لا
إله إلا هو ) ، وقد ورد في القرآن قوله تعالى : (
شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ
إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : «
ما من مسلم يقول : لا إله إلا الله يرفع بها صوته حتى تتناثر ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الشجر تحتها »
.
٢ ـ الحمد لله :
أول ما يفتح به العبد صلاته في سورة
الفاتحة بعد البسملة ، وقد أدبنا القرآن الكريم ، كما أنه آخر دعوى المؤمنين وكلامهم ، (
وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
.
والحمد هو أحب الأعمال لله تعالى ، فقد
روى الكليني في الكافي عن محمد بن مروان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام
أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟
قال : « أن تحمده ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يُكثر من الحمد في الصباح والمساء »
.
__________________
٣ ـ التكبير لله :
لقد ورد الحديث عن التكبير في القرآن في
عدة مواضع ، كما في قوله تعالى : (
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ )
، وقوله تعالى : (
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
، وقوله تبارك وتعالى : ( وَقُلِ الْحَمْدُ
لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا
)
.
والتكبير هو : شعار المسلمين أيضا لأنه
ورد في الأذان عدة مرات ، وكذلك في الإقامة للصلاة ، وبدأ الصلاة والإحرام بها يكون بالتكبير ، وكذلك الانتقال من فعل إلى آخر في الصلاة يكون بالتكبير ، وقد ورد في فضله أنه قُرن بالتهليل في الفضل في بعض الروايات ، حيث : « أنه ليس شيء أحب إلى الله تعالى من التهليل والتكبير ، وأن ثمنه الجنة ، وأنه يُكفر الذنوب »
.
والتكبير هو قرين التسبيح والحمد
والتهليل في التسبيحات الأربع المعروفة التي ورد فيها ثواب وفضل كبيران ، ويعوض الإتيان بها عن الفاتحة في الركعتين الأخيرتين من الصلاة .
__________________
السجود على التربة الحسينية :
بعد أن تحدثنا عن التسبيح بتربة الإمام
الحسين عليهالسلام
نتحدث عن السجود على التربة الحسينية ، فنقول : يجب كما هو المعروف فقهيا السجود على الأرض الطاهرة أو ما أنبتت من غير المأكول ولا الملبوس لقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «جعلت
لي الأرض مسجدا وطهورا» ، أي : للسجود والتيمم .
[وفي عصرنا هذا حيث لا يتيسر التُراب في
الدور والمساجد لأنها مفروشة بالسجاد يلزم أن يأخذ المصلي قطعة من الحجر الطاهر والأفضل أن يكون من مكان مقدس فيه ذكرى وعبرة للمؤمنين كالتربة الحسينية لما فيها من ذكرى مكافحة الظلم والطغيان ، ولهذا السبب تُقدس كما يُقدس ماء زمزم لما ترمز إليه من ذكريات أبي الأنبياء إبراهيم عليهالسلام
وزوجته هاجر وأبنه إسماعيل] .
قصة
التربة الحسينية :
لهذه التربة قصتان :
١
ـ [الأولى شائعة بين البسطاء تزعم أن دم
الحسين قد أختلط بهذه التربة ، فأصبحت ذات قيمة دينية عند من يقدسها .
٢
ـ قصة ثانية غير شائعة تقول : أن الخليفة
عمر بن الخطاب لاحظ أن جماعة من المسلمين بعد فتح بلاد فارس أخذوا
__________________
يصلون على الأرض
المفروشة فساءه ذلك وأوصى بأن تظل الصلاة على الأرض ، وأن يبتعد المسلمون عن إدخال الترف إلى طقوس صلواتهم .
وقد يكون بعض المسلمين قد اهتدوا إلى
طريقة لتجفيف الطين النقي المأخوذ من تراب الصحراء لتلامس جبهة المصلي قطعة التراب المجفف ، ولا قطعة الفراش الوثير ]
.
السجود
على الأرض
:
عن هشام بن الحكم أنه قال لأبي عبد الله
الصادق عليهالسلام
: أخبرني عما يجوز السجود عليه وعما لا يجوز ؟ .
قال : « السجود لا يجوز إلا على الأرض أو على
ما أنبتت الأرض إلا ما أكل أو لُبس »
فقال له : جُعلت فداك ما العلة في ذلك ؟
.
قال : « لأن السجود خضوع لله عز وجل فلا ينبغي
أن يكون على ما يؤكل أو يلبس ، لأن أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون ، والساجد في سجوده في عبادة الله عز وجل فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغتروا لغرورها »
.
__________________
ولما كانت الطهارة من شروط موضع السجود
جرت السيرة عند المتشرعة منذ القديم على اتخاذ قطعة طاهرة طيبة من التربة من أي أرض كانت على الخصوص الأرض الطاهرة لمراقد الأئمة ـ أهل البيت الطاهرين عليهمالسلام
ـ كالنجف الأشرف ، وكربلاء المقدسة ، ومشهد المشرفة .
يقول
المرحوم الشيخ : عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قدسسره
: [ نحن نتخذ من تربة كربلاء قطعة لمعا وأقراص نسجد عليها كما كان فقيد السلف مسروق بن الأجدع يحمل معه لبنة من تربة المدينة سجد عليها والرجل تلميذ الخلافة الراشدة ، فقيه المدينة ومعلم السنة بها ، وحاشاه من البدعة .
فليس في ذلك أي حزازة أو تعسف أو شيء
يضاد نداء القرآن الكريم ، أو يخالف سنة الله وسنة رسوله ، أو خروج من حكم العقل والاعتبار ، وليس اتخاذ تربة كربلاء مسجدا لدى الشيعة الإمامية من الفرض المحتم ولا من واجب الشرع والدين ، ولا مما ألزمه المذهب ، ولا يفرق أي أحد منهم منذ أول يومها بينها وبين غيرها من تراب الأرض في جواز السجود عليها خلاف ما يزعمه الجاهل بهم وبآرائهم ، وأن هو إلا استحسان عقلي ليس إلا واختيار لما هو أولى بالسجود لدى العقل والمنطق والاعتبار فحسب كما سمعت .
وكثير من رجال المذهب يتخذون معهم في
أسفارهم غير تربة كربلاء مما يصح السجود عليه كحصير طاهر نظيف يُوثق بطهارته أو خُمرة مثله ويسجدون عليه في صلواتهم ]
.
__________________
هل السجود على تربة الحسين عليهالسلام شرك بالله :
١
ـ [ ينتقد البعض الشيعة الإمامية لسجودهم
على التربة الحسينية ويظنون ظنا واهما أن ذلك شرك بالله تعالى
٢
ـ السجود على التربة لا يكون شركا لأن
الشيعة تسجد على التربة لا لها ، وأن كانت الشيعة تعتقد على حسب مدعاكم وزعمكم ـ على الفرض والمحال ـ أن التربة هي أو في جوفها شيء يسجدان لأجلها ، فكان اللازم السجود لها لا السجود عليها إذ لا يسجد الشخص على معبوده لأن السجود يجب أن يكون للمعبود وهو الله ، يعني تكون الغاية من السجود والخضوع هو الله سبحانه .
أما السجود على الله فهو كفر محض فسجود
الشيعة على التربة ليس شركا .
٣
ـ ما هو سبب إصرار الشيعة على السجود على
التربة ولما لا يسجدون على سائر الأشياء كما يسجدون على التربة ؟
والجواب
: هو عملا بالحديث الشريف « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » ، فالتراب الخالص هو
الذي يجوز السجود عليه باتفاق جميع طوائف المسلمين ، ولذلك نسجد دائما على التراب الذي اتفق المسلمون جميعا على صحة السجود عليه .
٤
ـ والدليل على أتفاق المسلمين عليه أن
أول ما جاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى المدينة وأمر ببناء مسجده فيها ، فهل كان المسجد مفروشا بفرش ؟ .
والجواب
: كلا لم يكن مفروشا .
وكان النبي والمسلمون يسجدون على الفراش
أم على التراب ؟ ومن بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في زمن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فهل كان المسجد مفروشا بفرش ؟
والجواب
: قطعا لا ، إذن جميع صلوات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
كانت على الأرض والتراب .
٥
ـ الشيعة تجوز السجود على الأرض سواء في
ذلك المتحجر منها أو التراب .
٦
ـ حيث أنه يُشترط في محل السجود الطهارة
من النجاسة فلا يجوز السجود على أرض نجسة ، أو تراب غير طاهر ، لذلك يحملون معهم قطعة من الطين الجاف الطاهر لأن حمل التراب وأن كان طاهرا يوجب وسخ الثياب والفرش
٧
ـ أن السجود على قطعة من الطين الجاف
أكثر دلالة على الخضوع والتواضع لله فإن السجود هو غاية الخضوع ، ولذا لا يجوز السجود لغير الله سبحانه فإذا كان الهدف من السجود هو الخضوع لله فكلما كان مظهر السجود أكثر في الخضوع لا شك أن يكون أحسن لأنه يوجب وضع أشرف مواضع الجسد ـ وهو الجبهة ـ على الأرض خضوعا لله تعالى وتصاغرا أمام عظمته .
٨
ـ فهل يمكن أن يعتبر السجود على ما يزيد
من تواضع الإنسان أمام ربه شركا وكفرا ؟ ، والسجود على ما يذهب بالخضوع لله تعالى تقريبا من الله ؟ .
٩
ـ أما أن يضع الإنسان في حال السجدة
جبهته على سجاد ثمين ، أو على معادن كالذهب والفضة وامثالهما ، أو على ثوب غال القيمة فذلك مما يقلل من الخضوع والتواضع وربما أدى إلى عدم التصاغر أمام الله .
١٠
ـ والخصوصية في تربة كربلاء حيث أن أكثر الشيعة الأمامية مقيدون بالسجود عليها مهما أمكن لما ورد في الحديث الشريف : «
السجود على التربة الحسينية يخرق السماوات السبع » ، كما ذكر ذلك أبن
قولويه في كتابه كامل الزيارات .
ومعنى ذلك ـ للتوضيح ـ : أن السجود
عليها يوجب قبول الصلاة وصعودها إلى السماء ، وما ذلك إلا لأدراك إن الأفضلية ليس في تربة غير تربة كربلاء المقدسة ]
.
وأقول
: أن الحديث بأن السجود على التربة
الحسينية يخرق السماوات السبع أو الحجب السبع ليس من باب تفضيل تراب الحسين على تراب غيره كالنبي الأعظم مثلا ، وهذا ما لا يرضاه الحسين نفسه ، ولم يقل به أحد وإنما هو من باب الخصوصيات ، وهذه الخصوصيات لا علاقة لها بعالم التفضيل فهذا الأمر من خصائص تربة الحسين عليهالسلام
.
كما نلاحظ مثلا أن عليا عليهالسلام ولد في الكعبة فعرف
بوليد الكعبة لم يولد أحد فيها لا من الأولين ولا من الآخرين ، فهذه الخصوصية للإمام علي عليهالسلام
دون غيره ، وهي لا تعني أنه أفضل من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لأنه لم يولد في الكعبة .
وكذلك نبي الله عيسى بن مريم عليهالسلام كلم الناس وهو في المهد صبيا ليرفع التهمة الباطلة عن أمه ، وهي خصوصية له لا تعني أنه أفضل من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
لأنه لم يكلم الناس في المهد صبيا ، وكذلك ولادته من غير أب .
وقد تبين من ذلك أن الحديث عن تربة
الحسين عليهالسلام
هو عن خصوصية هذه التربة .
رأي
للدكتور : أحمد جاويش :
هو من أعز أصدقائنا في النمسا من
الإسكندرية في مصر وجده العالم المرحوم الشيخ : عبد العزيز جاويش أحد علماء الأزهر ، وصاحب كتاب : ( الإسلام دين الفطرة )
__________________
وقد سمعني أتحدث في أحد المجالس عن
السجود على الأرض ، وهو : عالم في الكيمياء ، فقال : متعجبا من حديثي ومعلقا عليه ، وطلب مني أن أعطيّه تربة يسجد عليها في صلواته ، وقد أعطيته ، قال : [ ثبت علمياً أن السجود على التراب وعلى الأرض ووضع الجبهة على التراب يساعد في تفريغ الشحنات الكهربائية والحرارية الموجودة في الجبهة ، ووضع الجبهة على الصوف ، أو الحرير ، أو القطن ، أو المفروشات الأخرى هو عامل كبير في عدم تفريغ تلك الشحنات بل يزيدها ويضخمها ] .
رأي
للأستاذ : حسن العلوي :
[ السجود على التربة قوميا : أن السجود
في الصلاة على التربة هي لصالح العرب قوميا فالفرس والمسلمون الآخرون من غير العرب يقدسون تربة عربية ، وليس المسلمون العرب هم الذين يأخذون التربة من بلاد فارس وغيرها .
وإن هؤلاء المسلمين غير العرب جعلوا
تراب الكوفة ، والنجف ، وكربلاء بمثابة قطع مقدسة يقبلها المصلون ، وأنا كعربي أشعر بالزهو لهذا المشهد ، ولو كنت قومية فارسيا لحرمت على أبناء ملتي أن يصلوا على هذه التربة ، أو يزوروا مراقد الأئمة العرب ، ولكان موقفي يشبه تماما موقف القوميين الأتراك الذين رفضوا أن يكون الخلفاء الراشدون قادتهم وأبطالهم واستعاضوا عنهم بجنكيز خان وتيمور لنك ]
__________________
الخاتمة :
فيما
مضى طفنا في رحاب تسبيح الله تعالى من خلال حديثنا عن تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ونرجو أن نكون ما قدمناه على اختصاره نافعا ومفيدا وأني أضع هذه الخطوة على الطريق للباحثين والدارسين ليتوسعوا ويتعمقوا في دراسة تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، وأن نساهم في توضيح معالم تسبيح الزهراء عليهاالسلام .
وأرجو
أن نوفق جميعا للاستفادة والاستزادة من أنواره وعطاياه الإيمانية في عباداتنا التي نتقرب بها إلى الله تعالى خالصة لوجهه الكريم ، وأني أشكر الله تعالى الذي وفقني لأعداد هذه الدراسة المختصرة ، واضعها بين يدي سيدتي فاطمة بنت أشرف خلق الله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم راجيا القبول والرضا
والتوفيق من الله تبارك وتعالى .
المصادر :
١
ـ القرآن الكريم
٢
ـ الأحكام الفقهية
السيد : محمد سعيد الحكيم
٣
ـ أمالي الشيخ الصدوق
الشيخ : أبي جعفر بن بابويه القمي
٤
ـ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة
الشيخ : أسد حيدر
٥
ـ بحار الأنوار
الشيخ : محمد باقر بن محمد تقي المجلسي
٦
ـ تفسير القرآن الكريم
السيد : عبد الله شبر
٧
ـ تفكر ستون معجزة إسلامية
أحمد بن عبد الله الزايدي
٨
ـ الباقيات الصالحات
الشيخ : عباس القمي
٩
ـ جامع أحاديث الشيعة
السيد : البروجردي
١٠
ـ جامع الأحكام الفقهية
السيد : عبد الأعلى السبزواري
١١
ـ جواهر الكلام
الشيخ : محمد حسن النجفي
١٢
ـ الدر المنثور ( تفسير )
جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
١٣
ـ رسالة الثقلين ( مجلة إسلامية )
تصدر عن مجمع أهل البيت العالمي ، طهران
١٤
ـ السنن
أبو داود السجستاني
١٥
ـ سيرتنا وسنتنا
الشيخ : عبد الحسين الأميني النجفي
١٦
ـ الشيعة والدولة القومية في العراق
حسن العلوي
١٧
ـ صحيح البخاري
محمد بن إسماعيل البخاري
القاهرة ، دار الشعب
١٨
ـ صوت الإسلام ( مجلة إسلامية )
تصدر في بيروت
١٩
ـ صفوة التفاسير
محمد علي الصابوني
٢٠
ـ الصواعق المحرقة
أبن حجر الهيتمي
٢١
ـ عمدة الزائر
السيد : حيدر الحسنى الكاظمي
٢٢
ـ فاطمة الزهراء
المهندس : عبد الحكيم مشوح السلوم
٢٣
ـ فاطمة هي فاطمة
الدكتور علي شريعتي
٢٤
ـ فتح الباري في شرح صحيح البخاري
أبن حجر العسقلاني
٢٥
ـ الكاشف في تفسير القرآن
الشيخ : محمد جواد مغنية
٢٦
ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة
الشيخ : علي بن عيسى الأربلي
٢٧
ـ كنز العرفان في فقه القرآن
المقداد السيوري الحلي
٢٨
ـ لماذا اخترت مذهب أهل البيت عليهمالسلام
الشيخ : محمد أمين الأنطاكي
٢٩
ـ لماذا أنا جعفري
المهندس : محمد عبد الحفيظ
٣٠
ـ مختار الصحاح
الرازي
٣١
ـ مختصر تفسير أبن كثير
٣٢
ـ مفاتيح الجنان
الشيخ : عباس القمي
٣٣
ـ مقتطفات ولائية
الشيخ : الوحيد الخراساني دام ظله
٣٤
ـ من لا يحضره الفقيه
الشيخ : أبي جعفر بن بابويه الصدوق
القمي
٣٥
ـ منهاج الصالحين
السيد : محسن الحكيم قدسسره
٣٦
ـ منهاج الصالحين
السيد : أبو القاسم الخوئي قدسسره
٣٧
ـ منهاج الصالحين
السيد : علي السيستاني ، دام ظله
٣٨
ـ نور الإسلام ( مجلة إسلامية )
تصدر في بيروت
٣٩
ـ وسائل الشيعة
الشيخ : محمد بن الحسن الحر العاملي
٤٠
ـ وفاة فاطمة عليهاالسلام
السيد : عبد الرزاق المقرم
الفهرس
الصفحة
الإهداء ....................................................................... ٥
المقدمة ........................................................................ ٧
صاحبة التسبيح ............................................................... ٩
شمائلها ...................................................................... ١٠
بلاغتها ...................................................................... ١١
وفاتها ....................................................................... ١١
زيارتها ....................................................................... ١١
منشأ تسبيح الزهراء ......................................................... ١٣
التسبيح لغة واصطلاحا ........................................................ ١٤
التسبيح في القرآن ............................................................. ١٤
بعض آيات التسبيح .......................................................... ١٥
لمحات في تفسير هذه الآيات
................................................... ١٦
التسبيح والذكر ............................................................... ١٧
تسبيح العاقل وغير
العاقل ..................................................... ١٨
معنى سبحان الله ............................................................. ١٨
التسبيح في الروايات ........................................................... ١٩
بركات التسبيح ............................................................... ٢٠
أمثلة على تسبيح
الكائنات غير العاقلة .......................................... ٢١
كيفية التسبيح وصفته ......................................................... ٢٤
فضل هذا التسبيح ............................................................ ٢٤
التسبيح عند النوم ............................................................ ٢٥
الصفحة
سبحة فاطمة عليهاالسلام ........................................................... ٢٦
التسبيح والذكر ............................................................... ٢٦
أقوال العلماء فيه ............................................................. ٢٦
التسبيح بتربة الإمام
الحسين عليهالسلام
........................................... ٢٦
التسبيح بعد انتهاء
المجلس ..................................................... ٣٠
التسبيح في الصلاة ............................................................ ٣١
الذكر ....................................................................... ٣٢
التهليل والتحميد
والتكبير ...................................................... ٣٤
السجود على التربة الحسينية
.................................................... ٣٦
قصة التربة الحسينية ........................................................... ٣٦
السجود على الأرض .......................................................... ٣٧
هل السجود على تربة
الحسين شرك بالله ......................................... ٣٩
رأي للدكتور : أحمد جاويش
................................................... ٤١
رأي للأستاذ : حسن
العلوي ................................................... ٤٢
الخاتمة ..................................................................... ٤٣
المصادر ..................................................................... ٤٤
الفهرس ...................................................................... ٤٧
|