
الفهرس
كلمة التحرير
............................................................................... ٧
ملاحظات حول ثقافة الشريف الرضي وآرائه الكلامية (١)
* نادرة الشريف (عمرية)
ام (عمرية)؟ ومع من وقعت؟
* مقصورة الشريف :
خفيفة في ميزانه الشعري ن أم ثقيلة على القلوب لأنّها حسينية؟
...................................................... الشيخ
محمدرضا الجعفري ٩
أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (٥)
.................................................... السيد
عبدالعزيز الطباطبائي ٣٧
تفسير ابن فارس (٣)
.................................................. الدكتور
هادي حسن حمّودي ٦١
التحقيق في نفي التحريف (٤)
.......................................................... السيد
علي الميلاني ٧٨
من التراث الادبي المنسي في الأحساء
الشيخ عبدالكريم
المتّن
....................................................... الشيخ
جعفر الهلالي ١٠٢
الاجازات عند علماء الامامية
إجازة الشيخ حسن
الحلي للجوياني
............................................... الشيخ
محمد السمامي الحائري ١٠٧
من ذخائر التراث
ترجمة الامام
الحسين عليه السلام ومقتله ، من كتاب «الطبقات» الكبير لابن سعد السيد عبدالعزيز الطباطبائي ١١٧
العقود الإثنى عشر
في رثاء سادات البشر ـ للسيد بحرالعلوم
......................................................................... ٢٠٧
من أنباء التراث
............................................................................ ٢١٧
خلاصة الأعداد ٧ ، ٨ ، ٩ باللغة الانكليزية
........................................................ ترجمة : علي شريف ٢٣٨

كلمة التحرير
بسم الله الرحمن
الرحيم
مع إطلالة شهر
محرم الحرام ـ يصدر هذا العدد ـ وهو أحد الأشهر التي
جعلها الله تعالى أوقات أمن وسلام تستريح إليها البشرية المنكودة من النار التي
أججها لها شياطين الإنس والجن ـ نار الحرب ـ.
وقد حرمه أهل
الجاهلية في جاهليتهم حيث ألجأتهم الفطرة إلى تحريمه حتى
أن الرجل ليلقى الرجل وقد قتل أباه أو أخاه فيدعه.
في هذا الشهر
المحرم استبيحت حرمة من أعظم حرمات الله بأفجع صورة
عرفها التاريخ ، وإلا فما الداعي إلى منع الماء؟ وإلى قتل الطفل الرضيع العطشان
في حجر أبيه؟ وإلى سبي الحرائر الخفرات من أشرف أسرة عرفتها البشرية؟ ثم ما
الداعي بالسير بهن من بلد إلى بلد؟ وما الداعي إلى رض الجسد الشريف
بسنابك الخيل بعد أن شفى الطغاة غيظهم على جده النبي الأكرم صلى الله عليه
وآله بقتل خليفته وحفيده ومن هو منه كلحمه ودمه.
ولكن ... شنشنة
أعرفها من أخزم ...
هذا أبو سفيان ـ
جد يزيد ـ مر بجسد حمزة بن عبد المطلب عليهالسلام وبيده
رمح فصار يجأبه في شدق حمزة ، وكان الحليس بن علقمة سيد الأحابيش ينظر إليه
فصاح : يا معشر بني كنانة ، أنظروا إلى من يزعم أنه سيد قريش ما يصنع بابن
عمه الذي قد صار
لحما؟! .. فقال أبو سفيان ـ مستحيا منكسرا خائفا من استيقاظ
الفطرة السليمة لجيشه ـ : صدقت ، إنما كانت مني زلة ، اكتمها علي.
ولكن لم يكن
الحليس وأشباه الحليس حاضرين يوم الطف!
وإذا كانت فعلة
أبي سفيان لا يعرفها إلا العالمون ، فإن فعلة يزيد شاء لها
الله أن تخلد على الزمان وأن يعلمها الأعرابي في باديته والقروي في منقطع قريته
فضلا عن القراء الكتاب.
وما هذه النهضة
الإسلامية المباركة إلا ثمرة من ثمرات ثورة الحسين
ـ عليهالسلام ـ وما تخليص
البشرية ـ كل البشرية ـ من آلامها على يد مهدي الأمم
ـ عجل الله فرجه وسهل مخرجه ـ إلا الثمرة الكبرى لشهادة الحسين ـ عليهالسلام ـ
وإنا بانتظار ذلك اليوم الذي ينادى فيه : يا لثارات الحسين! فتتخلص البشرية
من الفراعين والطواغيت.
وقد حفل هذا العدد
من (تراثنا) بعدة مقالات تدور حول هذه الفاجعة
التي غضب لها الله على عرشه.
فإليك ـ قارئي
العزيز ـ :
إثبات قصيدة :
كربلا لا زلت كربا وبلا ... في كلمة الشريف الرضي.
وقصائد لشعراء
الحسين ـ عليهالسلام ـ في الأدب المنسي
في الأحساء.
والقتل الشريف ...
الساقط من طبعة طبقات ابن سعد.
والاثني عشريات في
رثاء الحسين ... من نظم العالم الكبير السيد مهدي
بحر العلوم.
وخلود فضح يزيد
... في هذه الحلقة من أهل البيت في المكتبة العربية.
ولنتذكر ـ أخي
القارئ ـ أولا وآخرا الحديث الشريف «الحسين عبرة
المؤمن».
وإنا لله وإنا
إليه راجعون
ملاحظات حول ثقافة الشريف الرضي
وآرائه الكلامية
|
|
*
نادرة الشريف (عمرية) أم (عمرية)؟ ومع من وقعت؟
*
مقصورة الشريف خفيفة في ميزانه الشعري ، أم ثقيلة على القلوب لأنها حسينية؟
الشيخ محمد رضا الجعفري
لهذه البحوث تاريخ
يطول ذكره ، وملخصه أنه كان لي بحث مقتضب
جدا حول الشريف الرضي كمتكلم ، طلب مني أن أعيد النظر فيه وأعده
للذكرى الألفية لوفاة الشريف الرضي ، رضياللهعنه وأرضاه! ولكن إعادة النظر
انتهت إلى ركام من الملاحظات ـ وأقول الملاحظات ، لأن في تسلسلها كثير من
الفجوات لم أستطع إلى الآن أن أملاها ـ حول ثقافة الشريف ، وأساتذته ، وعقيدته
مذهبا وكلاما ، وآرائه الكلامية ، ثم طلب مني فيما بعد أن أستل منها بحثا
يتناسب والعدد الذي يصدر من (تراثنا) في شهور ذكرى سيد الشهداء ، عليه
وعلى المستشهدين معه سلام الله وتحياته وبركاته. وكان من بين تلك الملاحظات
ما يعود إلى ما ذكره الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو في تصديره لديوان الشريف
الرضي ، الذي تولت نشره له وزارة الإعلام في عراق صدام ، وأهم ما يرجع منها
إلى سيد الشهداء عليهالسلام أن الدكتور عمد إلى مقصورة الشريف الحسينية
الشهيرة : (كربلا لا زلت كربا وبلا) فحذفها من الديوان ، ثم وضع المعاذير
لذلك ، وبذلك أثبت ـ عمليا ـ صدق قول الشريف : إن كربلاء ما زالت كربا وبلا!
وقد ارتأيت أن
أقدم ، قبل البحث عما قاله حول المقصورة ، بعض
الملاحظات التي تعود إلى الشريف ، ولها صلة ـ إلى حد ما ـ بما قاله حول المقصورة ،
كما لا يخفى على
من قرأها ، وأما التي لا ترتبط إلا ضمن الإطار الشريفي العام ،
فلم أهتم به ذلك الاهتمام ، وقد أرجأت الإشارة إليه مواضعه من البحوث
القادمة ـ إن وفقت إلى ذلك بحول الله وقوته ـ وأهدف من هذا أن تكون لدى القارئ
الكريم صورة واضحة المعالم للدكتور وآرائه حول الشريف تسبق البحث عن المقصورة وما
قاله فيها وفي حذفها ، تماثل الصورة التي تكونت في نفسي عنه. وأنا أعتذر إليه وإلى
كل من يجد في بحوثي هذه شيئا لا يقرني عليه ، وعذري في ذلك أني لم أرد الإساءة إلى
أحد ، وما حصل ، إن حصل فهو أمر لم يكن بمقدوري التجنب عنه ، وأنا أؤكد للدكتور
ولهؤلاء أن الاستياء النفسي الذي أحمله في نفسي حول صنيع الدكتور لا يعادله أي أثر
سئ قد يتركه كلامي في نفسه أو في نفوس هؤلاء! (ولكن البادئ أظلم) ـ إن كنت ظلمت
أحدا ـ!
ـ ١ ـ
نادرة الشريف (عمرية) أم (عمرية)!
هناك نادرة تذكر
في سيرة الشريف الرضي وقعت له عندما حضر ، وهو
طفل صغير لم يبلغ العاشرة ، عند أحد أساتذة العربية والأدب يومذاك ، أصبحت
فيما بعد من أشهر النوادر العلمية التي تذكر للتدليل على حدة الذكاء ، وسرعة
الخاطر ، خاصة في فترة من العمر ، الذي يكون تملك مثل هذا الذكاء وحدة
الخاطر فيها يبعث إعجابا أكثر وأكبر ، ويكشف عن عبقرية مبكرة يقل لها النظير ،
والقصة كما يلي :
قال ابن خلكان
عندما ترجم للشريف الرضي : «وذكر أبو الفتح ابن
جني النحوي في بعض مجاميعه : أن الشريف الرضي أحضر إلى ابن السيرافي
النحوي ، وهو طفل جدا ، لم يبلغ عمره عشر سنين ، فلقنه النحو ، وقعد معه يوما في
حلقته ، فذاكره بشئ من الإعراب على عادة التعليم ، فقال له : إذا قلنا : (رأيت
عمر) فما علامة النصب في عمر؟ فقال له الرضي : بغض علي! فعجب السيرافي
والحاضرون من حدة
خاطره» .
ولكن الدكتور
الحلو ذكر القصة ، وجاء فيه : «... إذا قلنا : رأيت عمرو ،
فما علامة النصب في عمرو ...) وقال في الهامش :
هكذا ذكر ابن
خلكان : ٤ / ٤١٦ [وواضح أنه يشير إلى نفس طبعه
الدكتور إحسان عباس] وهو أقدم من ذكر القصة [وسيأتي أن الأقدم منه هو
القفطي ـ فيما وصلنا ـ ولعل هناك من هو أقدم منهما ، ولم يصلنا أو لم نعثر عليه]
على
أن المراد «عمرو بن العاص» وقد اعتاد النحويون التمثيل بزيد وعمرو ، وتبعه على
هذا ابن الوردي في تاريخه : ١ / ٦٢٧ ، وأكد أن المراد عمرو بن العاص بقوله :
(أشار إلى عمرو بن العاص وبغضه لعلي). كما زاد هذا القول توثيقا أبو الفداء في
تاريخه : ١ / ١٤٥ حيث أورد القصة ، وعقب عليها بقوله : «أراد السيرافي النصب
الذي هو الإعراب ، وأراد الرضي الذي هو بغض علي ، فأشار إلى عمرو بن
العاص». وأورد ابن حجر القصة في لسان الميزان : ٥ / ١٤١ ، كما أوردها ابن خلكان ،
واللفظ فيه (عمرو) ، أما الصفدي في الوافي بالوفيات : ٢ / ٣٧٥ ، وابن العماد في
شذرات الذهب : ٣ / ١٨٢ ، والخوانساري في روضات الجنات / ٥٤٧ ، وابن معصوم في
الدرجات الرفيعة / ٤٦٨ فقد جاءت اللفظة لديهم : (عمر) على أن المراد عمر بن الخطاب
(...) وربما كان هذا خطأ في النسخ أو الطباعة ، وربما كان وهما سبق إلى الأذهان
للنكتة اللغوية في منع صرف الكلمة. ولو كانت اللفظة صوابا لم يكن جواب الرضي سديدا
[؟!] لأن شيعة علي (...) إنما
يذكرون بغض عمرو بن العاص له [وأما خصوم علي ، فهم لا يذكرون إلا ولاء
ابن النابغة ، وصاحبه ابن هند له ، واتباعهما وتسليمهما لأمره!] ولم يذكر أحد [لا
ولا إعلام صدام الذي تولى نشر الديوان للدكتور!] أن قامت بين عمر وعلي
(...) مثل هذه البغضاء التي استمرت تذكر على مدى الأيام [؟!] .
__________________
وتعليقي على ما
ذكره الدكتور الحلو :
أولا : إن الطبعة
التي رجع إليها الدكتور من (وفيات الأعيان) جاء فيها
(عمر) و (عمر) في الموضعين ، ولم أجد تصويبا لما جاء في هذه الطبعة ، لا في هذا
الجزء ولا فيما بعده من الأجزاء ، وقد رجعت إلى المؤاخذات التي أخذها الدكتور
علي جواد الطاهر على هذه الطبعة من وفيات الأعيان فلم أر له ملاحظة هنا .
وقد ذكر الدكتور
إحسان عباس في مدخل الجزء الرابع النسخ الكثيرة
التي اعتمد عليها في تحقيق هذا الجزء ، وصنيعه يدل على أنه لم يجد ، ولا في واحدة
منها ما يخالف ما أثبته في طبعته.
وهكذا جاء في
الطبعة الحجرية للوفيات ـ طهران ، ١٢٨٤ ، ٢ / ١٠٧ ـ وببالي أن الدكتور مصطفى جواد ـ
على ما قرأت له منذ زمن قديم ـ كان يرى أن
هذه الطبعة الحجرية هي أصح طبعات الوفيات. نعم جاء في ط بولاق ١٢٩٩ ، ٢ / ٣ ، وط
مكتبة النهضة المصرية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط ١ ، ١٣٦٧ / ١٩٤٨ ، ٤
/ ٤٥ ـ والمأخوذة عن طبعة بولاق ـ (عمرو) بدل (عمر) ، ولكن
الدكتور لم يتخذ أيا من هذه الطبعات مرجعا له سوى طبعة إحسان عباس.
والذين ذكروا (عمر)
ولم (يعمروه)! هم : عدا القفطي الذي سنذكره فيما
بعد ، الذهبي ، العبر : ٣ / ٩٥ ، الصفدي ، الوافي بالوفيات : ٢ / ٥ ٣٧ ، اليافعي ،
مرآة الجنان : ٣ / ١٩ ، ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب : ٣ / ٨٢ ١ ، مجالس
المؤمنين : ١ / ٥٠٥ ، عن ابن خلكان واليافعي ، والدرجات الرفيعة : ٦٨ ٤ ، وقد
تناقض النقل فيه ، ففي الأول (عمرا) وفي الثاني : (عمر) ـ ولم ينتبه الدكتور الحلو
إلى هذا التناقض ـ ، وروضات الجنات ، ٦ / ١٩١ ، ١٩٣ ـ بالإضافة إلى الطبعة الحجرية
التي أشار إليها الدكتور ـ مستدرك الوسائل : ٣ / ٥١٤ ، معجم رجال الحديث : ١٦ / ٢٧
عن ابن خلكان.
وأما الذين ذكروا (عمرا)
فالأصل هو أبو الفداء ، وابن الوردي قد أخذ
تاريخه وحكاه بتلخيص ، وأضاف إليه ما لم يدركه عصره ، (راجع ابن الوردي ،
__________________
١ / ٩ ـ ١٠) ولسان
الميزان ، ويضاف إليهم رياض العلماء : ٥ / ٨٣ ، وهذا بنفسه دليل آخر على صحة ما
جاء في الطبعة الحجرية وطبعة إحسان ، وأن ما جاء
مخالفا ، إنما حرف لغرض لا يخفى أو صحف!
وثانيا : أن جمال الدين
، علي بن يوسف القفطي (٥٦٨ / ١١٧٢ ـ ٦٤٦ / ١٢٤٨) يروي القصة كما يلي :
«وكان الرضي من
أهل الفضل والأدب ، والعلم ، والذكاء ، وحدة الخاطر من صغره. ذكره أبو الفتح بن
جني في مجموع له جمعه ، وذكر في بعض مجاميعه : أن هذا المجموع سرق منه في طريق
فارس ، وتأوه عليه كثيرا ، ومات وهو
عادم له. ثم إن هذا المجموع حصل في بعض وقوف مدينة أصفهان ، ولما توجه
إليها سعيد بن الدهان [سعيد بن المبارك بن علي ، ابن الدهان البغدادي
((٤٩٤ / ١١٠١ ـ ٥٦٩ / ١١٧٤) أحد علماء اللغة والأدب] وجد المجموع المذكور ،
فنقل منه مجلدا واحدا ، ولم أر سواه بخط سعيد المذكور. ذكر فيه أبو الفتح بن جني :
أن الرضي أحضر إلى ابن السيرافي ، وهو طفل صغير جدا ، لم يبلغ عمره عشر
سنين ، فلقنه النحو ، وقعد معه يوما في الحلقة ، فذاكره بشئ من الإعراب على
عادة التعليم ، فقال له : إذا قلنا : (رأيت عمر) ما علامة النصب في عمر؟ قال له
الرضي : بغض علي! فعجب [ابن] السيرافي والحاضرون من حدة خاطره».
وابن خلكان ، أحمد
بن محمد الأربلي (٦٠٨ / ١٢١١ ـ ٦٨١ / ١٢٨٢) وإن أدرك عصر القفطي ، إلا أنه يحكي
عنه (ابن خلكان ، ٥ / ٤٧) وخاصة عن
كتابه (إنباه الرواة) (ابن خلكان ، ٤ / ٦٤ ، ٦ / ١٢٩ ، ١٩٢ ـ ١٩٣) فالقفطي يعد
بمنزلة أحد شيوخ ابن خلكان ، وكتابه جعله أحد مصادر وفياته ، وأظن قويا أن
ابن خلكان لم ير مجموع ابن جني بنفسه ، وإنما اعتمد على القفطي وعن طريقه
حكى القصة ، وإن لم يصرح به. وهو في حكاية القفطي (عمر) في الموضعين ، ولم
يشر المحققون في الهامش إلى اختلاف في النسخ.
وثالثا : إن
التمثيل في هذه النادرة إنما وقع من جهة الإعراب وعلاماته
__________________
التي تظهر في
النطق ، كما هو المدلول الواضح لكلمة (قلنا) الواردة فيها ، لا من
جهة إملاء الكلمة وكيفية كتابتها ، ولفظة (عمرو) لا تختلف نطقا عن سائر
الألفاظ المعربة المنصرفة ، في أنها تظهر عليها حركات الإعراب ، رفعا ونصبا وجرا ،
فليس في اختيار التمثيل بها أية جهة يستدعيها امتحان الطالب واختبار ذكائه
وتفهمه للقواعد النحوية ، سوى معرفة أوليات النحو ، وأبسط مبادئه ، وهي كيفية
الرفع والنصب والجر ، والشريف كان قد تجاوز هذه المرحلة ، إذ ابن السيرافي
كان قد لقنه النحو ، أي علمه القواعد الأولية للنحو ، ولم تقع النادرة ـ ومن
الطبيعي أن لا تقع ـ في أول مجلس للتعليم ، إذ الاختبار إنما يكون بعد أن يكون
الطالب قد تجاوز مرحلة يصح معها اختباره وامتحانه!
نعم ، لو كان
الامتحان لا في النحو ، بل من جهة الإملاء وكيفية الكتابة
لكان المناسب التمثيل ب (عمرو) الذي زيد فيه (الواو) ظلما في الهجاء ـ كما يقول
الشاعر ـ ليمتاز كتابة لا نطقا عن (عمر) ، ولكن هذا (الواو) يثبت في حالتي الرفع
والجر ، دون النصب ، إذ لا يتنصب (عمر).
وصحيح أن النحويين
اعتادوا التمثيل بزيد وعمرو ، في فروضهم النحوية ،
ولكن ليس في مثل هذا المورد! ولكن النحويين جرت عادتهم أيضا على تقديم
(زيد) على (عمرو) فإذا أرادوا التمثيل بأحدهما اختاروا زيدا ، فقالوا : (قام زيد)
وإذا احتاجوا إليهما معا قدموا زيدا وقالوا : (ضرب زيد عمرا)!
ورابعا : إن لفظة (عمرو)
حكاها الدكتور عارية عن الإعراب ، وهي
منصوبة ، وملحقا بها (الواو) ، وهذا خطأ لا يصدر من متعلم ، فكيف من عالم
نحوي! والصحيح حذف (الواو) وإدخال الإعراب ، بأن يقال : (رأيت عمرا) لا :
(رأيت عمرو) وقد جاءت عند أبي الفداء وابن الوردي (رأيت عمرا) ، وقد رجع
إليهما الدكتور نفسه ، فما الذي أوجب غفلته ـ وهو العالم الأديب ـ عن هذه
الملاحظة ، ولست أسمح لنفسي بأن أنسبه إلى التغافل كي يصح له ما قال! نعم
جاءت في طبعتي بولاق ، ومحمد محيي الدين عبد الحميد كما ذكرها الدكتور ، إلا
أن الدكتور لم يعتمد عليها ، بل ولم أجد ما يدل على رجوعه إليهما ، ومهما يكن فعذر
الكل : أن (الواو)
هنا زيدت ظلما لعلي لا لعمرو!
وخامسا : إن قول
الدكتور : (ولو كانت اللفظة صوابا لم يكن جواب
الرضي سديدا ...) لا أدري كيف أبرره ، وكيف سمحت نفس الدكتور بأن
يقوله! فليس خصومة علي ، ومعاوية ، وأخيه عمرو بالتي يذكرها الشيعة وحدهم ،
وليست حرب صفين ومضاعفاتها بالتي أرخها الشيعة وحدهم! نعم خصومة من
مكن معاوية من رقاب المسلمين ، ومن أشاد له حكمه بالشام لا أقول حولها
شيئا ... ويكفي في التعرف على رأي الشريفين الرضي وأخيه المرتضى ، ورأي
الشيعة الإمامية ما يحكيه أبو القاسم بن برهان الحنبلي أولا ، ثم الحنفي ، وهو ما
سمعه من الشريف المرتضى في آخر لحظات حياته .
نعم إن إعلام
حكومة صدام ، وما يؤلف لهذا الإعلام لا تريد أن يذكر
ذلك أحد! بل لا تريد أن يذكر ذاكر سيد الشهداء ـ عليهالسلام ـ ومن علم
الأباة الحمية والإباء! وبلغ بها السعي في الوصل إلى غايتها هذه أنها لا تريد أن
يقرأ أحد مقصورة الشريف الرضي الشهيرة :
كربلا لا زلت كربا
وبلا!
فتحذفها من طبعتها
لديوان الشريف ثم تضع المعاذير لذلك ـ ومعذرة من الدكتور ، فإني لا أرى هذا صنيعه
، بل صنيعها ـ!
ـ ٢ ـ
من هو ابن
السيرافي هذا؟
والسيرافيان
اللذان عاصرهما الشريف ، هما :
(الأب) : الحسن بن
عبد الله بن المرزبان ، أبو سعيد السيرافي ، ثم
البغدادي ، المعتزلي ، الحنفي (٢٨٤ / ٨٩٧ ـ ٣٦٨ / ٩٧٩) أحد أعلام العلم والأدب
واللغة.
__________________
كان أبوه مجوسيا
اسمه (بهزاد) فأسلم وسماه أبو سعيد (عبد الله). ولد أبو
سعيد بسيراف ، وفيها نشأ ، ثم هاجر إلى بغداد فسكنها حتى توفي عن أربع
وثمانين سنة ، كان يدرس ـ كما قال عنه المترجمون له ـ القرآن ، وعلومه ،
والقراءات ، والنحو ، واللغة ، والفقه ، والفرائض والكلام ، والشعر ، والعروض ،
والحساب ، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين ، معتزلي العقيدة ، حنفي
المذهب ، ولي قضاء بغداد وكان نزيها ، عفيفا ، جميل الأمر ، حسن الأخلاق ، لم
يأكل إلا من كسب يده ، ينسخ ويأكل منه ، حتى أيام قضائه ، وله كتب كثيرة
في القراءات ، والنحو ، وغيرها .
و (الابن) : يوسف
بن الحسن ، أبو محمد ، ابن السيرافي ، البغدادي
(٣٣٠ / ٩٤١ ـ ٣٨٥ / ٩٩٥) وكان عالما بالنحو ، والأدب ، واللغة ، أخذ عن والده ،
فخلفه في جميع علومه ، وتصدر مجلسه بعد موته ، وأكمل كتبه التي مات ولم
يكملها ، وألف كتبا عدة ، وكان يرجع إلى علم ودين ، رأسا في العربية .
فأيهما الذي حضر
عليه الشريف؟
يقول الدكتور
الحلو أنه الأب ، أبو سعيد نفسه ، لا ابنه أبو محمد ، ابن
السيرافي ثم يتناوله بتفصيل أكثر فيقول :
ويرى الدكتور
إحسان عباس أنه : (ربما كان من الوهم أن نعد أبا سعيد
السيرافي واحدا من أساتذة الرضي (...) لأن السيرافي أبا سعيد توفي وعمر
الرضي يقل عن ثمان سنوات (...) وابن السيرافي المشار إليه ـ فيما أعتقد هو : ابن
أبي سعيد يوسف وقد توفي (...) ورثاه الرضي (...) وقد خلف يوسف أباه في
علومه) وقد رد الأستاذ محمد عبد الغني حسن هذا الرأي ، وقال : إنه
(لا حاجة
__________________
للإنكار ، ولا
موضع للغرابة ، لأن الشريف كان شديد الذكاء ، وإذا ذهبنا مع
الدكتور إحسان عباس إلى أن المراد هو ابن أبي سعيد السيرافي ، لا أبو سعيد نفسه ،
فهل يحل هذه القضية وينفي تعلمه النحو ، وهو دون العاشرة؟!) .
ولست أرى مجالا
للخلاف في هذه القضية ، فإن ابن جني يذكر أن
الرضي أحضر إلى مجلس ابن السيرافي ، وواضح أن المراد هنا أبو سعيد ، لا ولده ، فهو
الذي كان صاحب المجلس وأستاذا لابن جني ، وكان ابن جني يتلقى عنه ، فهو
شاهد عيان ، ولم تذكر الرواية أن الرضي قرأ عليه شيئا ، وإنما لقنه النحو في جملة
من يلقن من حضور الحلقة ، ثم ذاكره بشئ من الإعراب ليختبر تقدمه ، وقد كان
يوسف ولده يفيد الطلبة في حياة أبيه ـ كما يذكر ابن خلكان ـ ولعله كان يعنى
بالمبتدئين في العلم من حضور حلقة والده كالرضي.
فالرضي إذا حضر
حلقة أبي سعيد ، وهو صاحب القصة معه ، وهذا لا
يدفع أنه ربما استفاد من علم ولده يوسف الذي كان يفيد الطلبة في حياة أبيه ،
وإن كان لا يشعر نحوه بما يشعر به الطالب نحو أستاذه ، فقصيدته في رثائه لا تدل
على أنه يرثي أستاذا له ، ولم يقلها الرضي فيه إلا ليحافظ على ما ضيعه الناس من
الوفاء (...) وما هكذا يفعل الرضي في رثاء أساتذته (...) .
وقد سبقه إلى عد
أبي سعيد السيرافي نفسه أستاذا للشريف ، شيخنا
العلامة الأميني في الغدير : ٤ / ١٨٣ ، وسبقهما السيد الخوانساري في روضات الجنات
في ترجمة (أبي سعيد السيرافي) : ٣ / ٧٣ ، عندما ذكر تلك النادرة التي تقدمت ،
وأضاف : (ولما سمع بذلك أبوه فرح بذلك ، وقال له : أنت ابني حقا). ثم ذكر : أن
الثعالبي ذكر في ترجمة الشريف : أنه له في أبي سعيد مرثية ـ وذكر ثلاثة أبيات منها
ـ ثم ترجم لابنه يوسف ، وتبعه في هذا الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب : ٢ /
٣٤٠ ولا أدري كيف وقع له مثل هذا مع أن
__________________
الثعالبي يصرح بأن
المرثي هو أبو محمد بن أبي سعيد وهكذا صدرت القصيدة في
ديوان الشريف والإضافة التي جاءت في حكاية الخوانساري حكاها الشريف
القاضي التستري في مجالس المؤمنين : ١ / ٥٠٥ عن (تذكرة ابن عراق) ولم أتعرف
عليه الآن!
وهذه إحدى
المشكلتين. وهناك مشكلة أخرى ، وهي أن الشريف قد
ذكر من قرأ عليهم وهم :
١ ـ علي بن عيسى
بن الفرج ، أبو الحسن الربعي ، الشيرازي ، ثم البغدادي
(٣٢٨ / ٩٤٠ ـ ٤٢٠ / ١٠٢٩) وتوفي الشريف ، والربعي كان لا يزال حيا.
٢ ـ أبو الفتح
عثمان بن جني ، الموصلي ، ثم البغدادي (ح ٣٢٧ / ٩٣٩ ـ ٣٩٢ / ١٠٠٢).
وقال الشريف نفسه
: (وقال لي شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى
النحوي ، صاحب أبي علي الفارسي ، وهذا الشيخ كنت بدأت بقراءة النحو عليه
قبل شيخنا أبي الفتح عثمان بن جني ، فقرأت عليه (مختصر الجرمي) وقطعة من
(كتاب الايضاح) لأبي علي الفارسي ، و (مقدمة) أملاها علي كالمدخل إلى
النحو ...) .
ووجه المشكلة أن
الشريف إن كان قد قرأ على السيرافي ، الأب ، أو
الابن ، أيا كان ، فلماذا لم يشر إليه؟
وقال شيخنا النوري
: (وظاهره أنه لم يقرأ على السيرافي ، وإلا لأشار
إليه ، مع أنه عند وفاة السيرافي [الأب ، وهكذا فسره بالأب] كان ابن تسع
سنين ، كما يظهر من تاريخ ولادة الأول ووفاة الثاني) ثم حكى ما حكاه ابن
خلكان ، فقال : (وفي قوله : فلقنه النحو مسامحة) .
__________________
والذي أراه في حل
المشكلة الأولى التأكيد على مدلول (ابن) السيرافي!
فإن إضافة (ابن) إنما جئ بها للتعريف ، والتعريف بالإضافة إلى الأب
(السيرافي) لا يصح إلا إذا كان الأب قد بلغ من الشهرة المبلغ الذي يعد أشهر
من يحمل العنوان ، فيعرف به من يضاف إليه (ابنا) كان أو (أخا) أو غيرهما ،
وهذا يعني : أن المشتهر يومذاك بالسيرافي كان هو الأب ، لا الابن الذي حضر
الشريف مجلسه ، وهذا لا يصح إلا إذا كان الأب أبو سعيد السيرافي نفسه ، لا أبوه
بهزاد المجوسي الذي عاش في سيراف ، والذي أسلم وسماه ابنه عبد الله ، عاش
مغمورا ومات مغمورا ، ولو لم يبلغ ابنه أبو سعيد ما بلغه لم يسمع بذكره أحد. وبهذا
يكون الذي حضر عنده الشريف ابن أبي سعيد السيرافي أبا محمد ، لا هو نفسه. وليست
المشكلة تدور حول قصر السن أو قلة الذكاء ، فإنه لا مناقشة في شدة ذكاء
الشريف وحدة فطنته ، وقصر سنه لم يمنعه من الحضور على الشيخ المفيد ـ كما
سيأتي ـ وسيأتي أن عمره كان يومذاك في حدود السادسة.
ولم أجد فيما أملك
من المصادر قراءة ابن جني على أبي سعيد السيرافي ،
وإنما الذي تتفق المصادر كلها عليه أنه قرأ على أبي علي الفارسي ، في صحبة دامت
أربعين سنة ، صحبه في أسفاره ، وخلا به في مقامه ، ويذكر ابن ماكولا أن
ابن جني (سمع جماعة من المواصلة والبغداديين) ، إلا أن أحدا لم يذكر أنه
كان فيهم أبو سعيد السيرافي.
ولا نملك أي حجة
تدلنا على قراءة الشريف على السيرافي ، سواء أكان
الأب أم الابن ، سوى ما تدل عليه هذه النادرة ، وهي لا تدل إلا على أنه حضر
مجلس الابن دون الأب ، وبهذا لا أجد أي مبرر لما احتاط الدكتور الحلو في رأيه
حينما
ارتأى أن الشريف قرأ على الأب ، وأضاف : (وهذا لا يدفع أنه ربما استفاد من
علم ولده يوسف).
__________________
ولا يلزم أن تكون
القراءة على الابن أنها كانت بعد وفاه الأب بل أرجح
أنها وقعت في حياة الأب ، وفيما يقرب من تأريخ حضوره على شيخنا المفيد ـ كما
سيأتي ـ وإنما اختير له الابن (وكان يفيد الطلبة في حياة أبيه) ، أن الأب
يومذاك كان قد بلغ من العمر عتيا ، ومن الشخصية العلمية ما ارتفع بها عن
الاشتغال بمبادئ النحو والعربية ، وتلقين الصغار تلك المبادئ ، دون الابن
وخاصة في حياة الأب ، وهو بعد لم يشغل مجلس أبيه.
والذي كان من ابن
السيرافي أنه لقن الشريف النحو ، ويقصد منه التعليم
الشفهي ، والتحفيظ وتقويم اللسان ، ولا تدل القصة على أن الشريف قرأ عليه
شيئا من الكتب الموضوعة في النحو ، لا صغيرها ولا كبيرها ، بل وأن (مختصر
الجرمي) وما كان كالمدخل إلى النحو قرأهما على الربعي فيما بعد.
ولعل لهذه الجهة ،
ولأن التلقين انتهى بتلك النادرة سبب ذلك انقطاع
الشريف عن أبي محمد السيرافي ، بعد أن لقنه أوليات النحو.
وأرى أن ما ذكرته
كاف لتعليل تلك الظاهرة التي أشار إليها الدكتور
الحلو ، والتي تبدو من رثاء الشريف لأبي محمد السيرافي ، وأظن قويا أن موقف أبي
محمد السيرافي من نادرة الشريف كان موقف غضب وامتعاض ، ولم يكن يومذاك
بعد ، قد أبدل (عمر) ب (عمرو) كي تخف الوطأة (ويسهل ابتلاع النادرة) ـ كما
يقولون ـ ولعل ذلك الموقف ، أو ما تعقبه من ملاحظات وتعليقات خلف ذلك
كله في نفس التلميذ الصغير وخاصة إن كان بمثل الشريف الرضي آثار سوء
ظلت حية ، حتى وبعد أن مات أبو محمد.
وأرى أيضا أن هذا
كاف لتفسير تغافل الشريف عن الأيام المعدودات
التي حضر فيها عند ابن السيرافي ، وعدم الاهتمام بتلك الأيام وتغافلها ، عندما
ذكر الشريف من قرأ عليه النحو والأدب.
* * *
__________________
ـ ٣ ـ
المقصورة الحسينية
:
إن مقصورة الشريف
الرضي : (كربلا لا زلت كربا وبلا) لأشهر ما
نظمه على الإطلاق ، فإن كان شعره على كثرته ، وسعة أغراضه ، وسمو معانيه ،
ورفعة منزلته الأدبية ، معروفا عند الأدباء ، معنيين بها ، فإن مقصورته تداولتها
الأجيال الواسعة قراءة وسماعا منذ عصره إلى عصرنا الحاضر ، بل وإن الكثير منهم
قرؤوها أو سمعوها وإن لم يعرفوا القائل.
وكانت الأموية
التقليدية لها مجالها الضيق ، وإمكاناتها المحدودة ، ونشاطها
الخاص الدائر في فلك مجالها وإمكاناتها ، فلم تصل يدها الأثيمة إلى المقصورة ولم
تمسها بسوء ، إلى أن ابتلينا بالأموية الحديثة وما ملكته من أسباب وأدوات ، وما
علمته من أساليب وطرق ، لم يكن يملك هذا كله سلفها غير الصالح ـ ولا حاجة
إلى ذكر العوامل والأيدي والجهات التي مكنتها من ذلك ـ وليست الأموية ، قديما
وحديثا ، نسبا أو عرقا ـ وإن تسترت بالنسب أو العرق ـ وإنما هي نزعة تتواجد أينما
تواجد الباطل ، وخاصة أنها وجدت في السلفية الجاهلية (حليفا طبيعيا) لها!
والأصح أن نقول : إن كلا منهما وجدت في صاحبتها حليفا طبيعيا لها ، بعد ما
اتفقت أهدافهما ، ومن الطبيعي حينئذ أن ينسجم ويتوحد نشاطهما ، وأن يعضد
كل منهما الأخرى ، والأموية الحديثة ـ لعوامل خارجة عن مجال بحثنا ذكرها ـ
أصبحت ـ مع الأسف الشديد ـ الفئة الحاكمة في العراق ، ومن هنا ارتبطت
بالحسين عليهالسلام وكربلائه وعاشورائه ومآتمه ، فارتبطت بالشريف الرضي ومقصورته.
وأقولها بصراحة :
إني وإن كنت هنا أناقش ما ذكره الدكتور الحلو حول
المقصورة ، وما عمله من حذفها من ديوان الشريف الرضي ـ الأمر الذي لا أعذره
عليه بأي حال ـ لا أخاصم الدكتور نفسه ، فإني وجدته قد تجنب هذا البحث في
الكتاب الذي ألفه حول الشريف الرضي ـ وتحت تصرفي نسخة منه كتبت
بالطابعة وقد أشرت
إليه من قبل ـ ولهذا مدلوله الخاص عندي ، وألف لعنة ولعنة
على الظروف التي يعيشها أمثال الدكتور ـ وما أكثرهم في كل بلد وعصر ـ والتي
اضطرت الدكتور الحلو سعيا وراء لقمة العيش ـ أن يستجيب لرغبات الأموية
وإعلامها الصدامي فيكتب ما كتب ويصنع ما صنع! وإلا فإن ما لمسته من خلق
الدكتور ، وأدبه وعفافه ، أسلوبا وتعبيرا ، وميله إلى الإنصاف ، إنصاف نفسه ،
وإنصاف خصمه على سواء ، فيما قرأت له ـ وذلك ما لم ألمسه في كثير من نظرائه
وأقرانه ليتناقض وموقفه هذا! ولا أجد له تفسيرا اقنع به نفسي ، إلا ما ذكرت.
ومهما يمكن فإن ما
قاله الدكتور الحلو حول المقصورة يرجع إلى مصدرين :
١ ـ ما وجده من
التعاليق حول المقصورة في بعض مخطوطات الديوان التي
استعرض الكثير منها ووصفه في تصديره للديوان.
٢ ـ ما ارتآه هو ،
وإن كان من الطبيعي أنه كان بوحي من تلك
التعاليق.
فقد حكى الدكتور (التصدير
/ ١٦٤) أنه جاء في الأصل و (ك) (يقال :
أنها آخر ما قاله من الشعر ، وأنها ربما كانت منحولة) ويقصد بالأصل : مخطوطة
دار الكتب المصرية وهي انتساخ لديوان الشريف الرضي صنعة أبي حكيم
الخبري ، وقد وصفها الدكتور في التصدير / ١٣١ ـ ١٣٣ ، ومن (ك) : نسخه كوبر
يلي (التصدير / ١٤٧ ـ ١٤٨) ، وجاء في (س) : (لم توجد في ديوانه ، بل هي
منحولة ، لكونها لينة لا تشبه شعره ، وهو الصحيح) و (س) رمز لمخطوطة في المكتبة
الأهلية بباريس (التصدير / ١٥٧ ـ ١٥٨) وجاء في هامش (ي) : (إن هذه
القصيدة لا يمكن أن تكون من شعره ، وإنما دسها عليه أغتام الإمامية ، لما فيها من
العقائد ، والليونة التي لا تلائم نفس الشريف) وعلق الدكتور : (وواضح أن
كاتب هذه الحاشية زيدي يجتوي الإمامية) و (ي) رمز للنسخة اليمنية ، وهي
نسخة كتبها زيدي ، وتداولتها أيد زيدية كثيرة (التصدير / ١٣٣ ـ ١٣٨).
ومن هذه التعاليق
يظهر أن التشكيك ، أو النفي يعتمد على أمرين :
١ ـ أنها لينة لا
تشبه شعر الرضي.
٢ ـ ما فيها من
العقائد (ويقصدون بها : التصريح بالأئمة الاثني عشر
عليهمالسلام) التي لا يعتقد بها المعلق فلم يستسغها للشريف!
يضاف إليهما ثالث
، وهو ما ارتآه الدكتور نفسه حول المقصورة ، وأنها
تختلف عن منهج الشريف في حسينياته الأربع الأخرى!
* * *
وقبل الدخول في
مناقشة هذه النقاط الثلاثة لا بد لي من أن أقدم تاريخا
موجزا لهذه المقصورة ، بل لشعر الشريف ، وأنه كيف جمع ، وما موقع المقصورة من
ديوانه ، وأكتفي هنا بما قاله الدكتور الحلو نفسه في التصدير ، وملخصه :
إن شعر الشريف كان
مجموعا ـ بصورة أو بأخرى ـ في حياته ، وأنه هو كان
يتولى ذلك بنفسه ، وقد اهتم عدنان ابنه بشعر أبيه بعده ، فأخرج من مسوداته
أوراقا قليلة نحو كراسة ، زادها على شعر أبيه ، ثم جاء أبو حكيم الخبري فأخذ هذه
الكراسة ، وضم إليها الإقطاع والأبيات التي وجدها ، وصنع من ذلك كله بابا
ألحقه بالديوان سماه باب الزيادات ، وقد ذكر في خاتمه الباب أن ما اجتمع له
أضعاف ما جمعه ابنه عدنان.
(وباب الزيادات
الذي صنعه أبو حكيم الخبري يضم خمسة وثلاثين
وتسعمائة بيت ، زادها على صنعة الرضي لديوانه ، وليس كل هذا الشعر من قبيل
الأبيات المفردة ، أو المقطوعة ذات البيتين ، أو الثلاثة ، أو الخمسة ، وإنما بعض
هذا
الشعر قصائد ، منها قصيدته التي تضم الأبيات (٥٧٧ ـ ٦٠٧) وهي التي خاطب
فيها سلطان الدولة وعرض بذم أعدائه ، ومنها قصيدته التي تضم الأبيات (١ ـ ٦٢)
وهي في رثاء الحسين بن علي) ولم يرقمها الدكتور متسلسلة لأنه تفضل
فحذفها!
ولا بد من بعض
التعريب بأبي حكيم الخبري هذا ، فهو : أبو حكيم
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبري ، البغدادي ، الشافعي (ـ ٤٧٦ / ١٠٨٤).
__________________
إمام الفرضيين ،
العلامة ـ كما يقول الذهبي وعامة المترجمين له ـ كانت له
معرفة تامة بالحساب والفرائض ، وله معرفة بالأدب واللغة ، وكان متمكنا من علم
العربية. تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، الفقيه الشافعي الشهير ، وسمع
الحديث الكثير من جماعة. وكان مرضي الطريقة ، خيرا ، دينا صدوقا ، انتهت إليه
الإمامة في الفرائض ، والأدب ، وكان يكتب الخط الحسن ، ويضبط الضبط
الصحيح. شرح الحماسة ، وديوان البحتري ، والمتنبي ، والرضي ، وكان ينسخ
المصحف الكريم ، ومات وهو ينسخ مصحفا ، وكانت له بنتان ، الكبرى رابعة ،
وأم الخير فاطمة ، وكانتا من رواة الحديث والأدب. و (الخبري) نسبة إلى
(خبر) ، وكانت قرية بنواحي شيراز ، بها قبر سعيد أخي الحسن بن أبي الحسن
البصري ، كان أصله منها .
وقد عني بجمع
ديوان الشريف الرضي جماعة ، وأجود ما جمع الذي جمعه
أبو حكيم الخبري .
ومما تقدم يبدو
بوضوح : أن الخبري لم يكن بالجاهل الذي لا يميز
الأصيل من المنحول ، ولا بالغر الذي ينخدع بقول هذا أو ذاك ، ولا يتفق مع
الشريف في المذهب أو العاطفة حتى ينساق مذهبيا أو عاطفيا ، وهو عند المترجمين
له ـ وكلهم ممن تثق بهم الأموية ، ويطمئن إليهم الإعلام الصدامي ـ من الثقة
والصدق والأمانة في المحل الذي يأبى عن الكذب والافتعال ، ولم يبعد به الزمن
عن عصر الشريف ، حتى يحول بينهما عبث الأيام!
وأنا لا أملك صورة
من الأصل الذي اعتمد عليه الدكتور ، ولا النسخ
التي جعلها مراجع لتحقيق الديوان ، لكن اختلاف التعبير في تلك التعاليق من
__________________
جهة ، واختلاف
الحجة فيها من جهة أخرى يدل على أنها ليست من جامع الديوان
(الخبري) نفسه ، بل هي كلها إما من النساخ أو القراء ، لم يقلها الخبري ، حتى
الذي جاء في الأصل ونسخة (ك) منها. ولم يفصح الدكتور الحلو : أن ما جاء في
(الأصل) أو (ك) إنما جاء في الهامش أم في المتن ، كما أفصح فيما جاء في (ي) ،
وإن أحسنت الظن بالدكتور ، أو بالإعلام الصدامي ، فأرى أن هذا الإبهام قد
يكون متعمدا مقصودا ، كي يوحي إلى القارئ أن التعليق إنما هو من صلب
الديوان! ولي مما تقدم شواهد تؤكد لي حسن ظني هذا!
بل وإن كلام
الدكتور نفسه عندما بحث حول الزيادات التي أفردها
الخبري ، وتسأل : فما الذي صرف الرضي عنها فلم يذعها فيما أذاعه من شعره؟
ذكر أن الخبري قدم توجيها لها ، ومدلول ذلك : أن الخبري نفسه كان جازما
بصحة انتسابها إلى الرضي! وإن لم يقبل الدكتور بتوجيه الخبري في بعضها وفي
المقدمة المقصورة الحسينية! (التصدير / ١٦٣ ـ ١٦٤) وهذا كله. يدلنا دلالة قاطعة
على أن هذه التعاليق ليست ، ولا واحدة منها من الخبري نفسه!
ونعود إلى النقاط
الثلاثة التي قلت أنها هي الأساس للتشكيك أو
النفي :
١ ـ فالليونة التي
قيل أنها توجد في المقصورة بما لا يتناسب وشعر الشريف ،
فقد قال عنها الدكتور الحلو نفسه :
أما بناء القصيدة
فإن وصف جميعه بالليونة أمر مبالغ فيه ، ولكن بعض
أبياتها لين لا يشبه شعر الرضي ـ مثل قوله :
يا رسول الله يا
فاطمة
|
|
يا أمير
المؤمنين المرتضى
|
كيف لم يستعجل
الله لهم
|
|
بانقلاب الأرض
أو رجم السما
|
لو بسبطي قيصر
أو هرقل
|
|
فعلوا فعل يزيد
ما عدا
|
وقوله :
ميت تبكي له
فاطمة
|
|
وأبوها وعلي ذو
العلا
|
لو رسول الله
يحيا بعده
|
|
قعد اليوم عليه
للعزا
|
وأقول :
إن هؤلاء النقاد غفلوا
ـ أو تغافلوا عامدين ـ عن أمر يختص به أدب الرثاء
الحسيني ، وهو : أن الرثاء الحسيني ينقسم إلى قسمين : رثاء فني أدبي ، وهذا ما
يشترك فيه الرثاء الحسيني وأي رثاء آخر ـ ورثاء مأتمي شعبي. ولكل منهما
خصائصه وميزاته ، قد تجتمع وقد تفترق. وليست قصائد الشريف الأربع
شعر المآتم ، وإن كانت رثاء أدبيا! ومن عاش المآتم الحسينية ـ ومع الأسف أن
الدكتور الحلو لم يعشها وإن حضرها لا أثق بأنه ينفعل نفسيا بها ، والسر واضح ـ
علم أن شعر المآتم لا بد وأن يكون شعرا وصفيا مأساويا ، يصف المأساة وصفا
شعريا يمزج الحقيقة بالعاطفة ، والواقع بالاحساس النفسي ، كي يكسب في نفوس
السامعين ـ وهم عامة الناس ، أي مختلف طبقاتهم ، الأدباء وغير الأدباء ، وذو
الثقافة العالية ، والسواد الأعظم ـ الرقة والخشوع ، ويستدر منهم الدموع ، بل
وأكثر
من الدموع! ولا تكفي هنا الإشارة العابرة ، والكناية الأدبية ، واللغة الفنية.
ويكفي في هذا
الرجوع إلى «الدر النضيد» تأليف سيدنا الأمين ، رحمهالله ،
وإلى المقاطع التي حشى بها الشيخ ابن شهرآشوب كتابه (مناقب آل أبي طالب)
والتي هي نماذج لأدب الرثاء يومذاك ، ومنها مقصورة الشريف ، دون غيرها من
حسينياته.
ومن هذا أقول بكل
تأكيد : إن الشريف لم ينظم حسينياته الأربع تلك
كي تقرأ في المآتم ، وينوح بها النائحون والنائحات ، وهو من أعلم الناس بشعر
المآتم ، شعر دعبل ، والعوني ، والناشئ ، وأضرابهم مما كان يناح به يومذاك ،
نعم ، إن مقصورته تمتاز عنها بأنه قالها في كربلاء ويوم عاشوراء ، وقالها ارتجالا
،
ومن المحتمل الراجح أنه قالها وهو يحضر المآتم هناك ، وفي ذلك اليوم ، ولا يمكن
__________________
لأحد أن يلمس جو
كربلاء ، وجو عاشوراء ، وجوهما معا إن اتفقا ، وجو المأتم
الحسيني ، وخاصة إن كان يوم عاشوراء ، وفي كربلاء ، في الحائر الحسني ، إلا إذا
كان شيعيا حسينيا ، وخاصة إن كان علويا ـ نسبا وروحا ـ كالشريف! فمقصورة
الشريف شعر المآتم هناك ، يومذاك ، لا شعر المهرجانات أو المباريات الأدبية! شعر
البكاء والدموع ، لا شعر الاعجاب الأدبي ، والمقدرة الفنية ، شعر النوح واللطم ،
لا شعر (أمسيات الشعر)!
وهذا هو الفارق
الأساس بين روح المقصورة وبين طابع حسينياته
الأخرى ، فطابعها أدبي فني ، وطابع المقصورة حسيني ، وهي فن شعري ،
والمقصورة ولاء حسيني ، كربلائي عاشورائي!
وسم هذا ما شئت!
سمه ليونة ، أو سمه مطابقة لمقتضى الحال!
والحق أقول : إن
الشريف وفق في مقصورته هذه قدر ما وفق في حسينياته
تلك ، بل ولعله برز في المقصورة ما لم يبرز في غيرها!
وبعد ، فالقصيدة التي تبلغ اثنين وستين بيتا ، إن وجد فيها أبيات معدودة
لم ترتفع إلى المستوى العام للقصيدة نفسها ، أم لم تبلغ المستوى العام لشعر شاعرنا
،
متى كان هذا دليلا يعتمد عليه على نفي القصيدة وحذفها بتمامها ، إلا بالنسبة إلى
الرضي ، وفي مقصورته الحسينية خاصة ، وعند الإعلام الصدامي!!.
فمن من الشعراء ،
من تقدم على الشريف منهم ، من جاهليين ،
ومخضرمين ، وإسلاميين ، من أمويين أو عباسيين ، أو الذين عاصروه أو جاءوا
بعده ، وإلى عصرنا الحاضر ، لا في الأدب العربي فحسب بل في الآداب الإنسانية
كلها بمختلف عصورها ولغاتها من أمكنه أن يحتفظ بمستوى واحد لا يقصر عنه
أبدا ، في كل ما نظم أو كتب؟!
ولا أجدني بحاجة
إلى إيراد الأمثلة ، فالتهذيب والانتفاء سمة عامة لكل
شاعر وأديب ، وشعر المناسبات يختلف عن الآثار الأدبية المقصود منها التبرز
والظهور ، وبعد التهذيب والانتفاء لا يزال هناك فارق كبير في شعر أي شاعر ، وفي
أدب أي أديب ، بين هذا الشعر وذاك وبين هذا القول وذاك!
والرضي نفسه كان
يعمد إلى مثل هذا ، وتجد مثالا لذلك في ديوان
الرضي : ٢ / ٨١٦ ، وللدكتور الحلو إشارات إلى هذا الأمر ، ولعل الشريف أراد
لمقصورته أن يعيد النظر فيها ويهذبها أو ينتقي منها ، ولكن المنية لم تمهله ـ في
سن
مبكر نسبيا ـ وهي من آخر ما قاله ، وأمانة الخبري لم تسمح له أن يصنع شيئا لم
يفعله الشاعر نفسه.
* * *
وبهذا أكون قد
ناقشت ما قرره الدكتور الحلو : (ولعل أفضل وسيلة
للحكم عليها (أي المقصورة) هي الرجوع إلى قصائد الرضي الأخرى في رثاء
الحسين بن علي (سلام الله عليها) على قلة شعره في هذا الباب بالقياس إلى شعراء
الشيعة فيه) ثم يستعرض سماتها العامة ويميزها عما جاء في المقصورة فيقول : (وقد
استبان من هذا العرض للمعاني التي وردت في القصائد الأربع الأولى ، والقصيدة
الأخيرة : أنه لا نسب بين هذه الأربع وبينها ، فهذه الشكاة التي تنضح بها القصيدة
الأخيرة ، والاستغاثة بالرسول ، صلى الله عليه [وآله] وسلم وخصومته لبني أمية
في الدار الآخرة ، ووقوفه موقف المظلوم ، وتعداد الأئمة ، واعتبارهم الشافين من
العمى ، والشفعاء مع الرسول يوم القيامة [والتأكيد على مقاطع معينة ، إنما هو منا
،
لا من الدكتور نفسه] كل هذا لم نعهده من الرضي في رثائه لأبي عبد الله الحسين ،
وإنما عهدناه ثائرا تلمع نصول السيوف في شعره ، وتتطاول لها ذم الأسنة ، مهددا
بيوم يجرد فيه الخيل للوغى ، لا بالعقاب والحساب في يوم القيامة) .
وتتلخص المناقشة :
نعم هناك فارق ولكن ، لا بين شخصين ، ولكن بين
روحين : فإن ما نلمسه في تلك القصائد الأربع ، إنما هو روح الشريف نفسه ، وما
نلمسه في المقصورة إنما هو الوجدان الشيعي المتمثل في الشيعة ومنهم الشريف ،
فالشريف في تلك يكشف عن نفسه ونفسياته الخاصة به ، وفيها يعبر عن روح
الولاء الذي يحمله كل شيعي حسيني!
٢ ـ وأما الزيدية
والإمامية وعقيدة الشريف ، فأرى أن البحث فيه من
__________________
لغو القول! فلم
يكن الشريف بالرجل المغمور الذي يجهل أصله ، وأهله ، والوسط
الذي كان يعيش فيه ، والذين كان يتصل بهم ، أو يتصلون به ، حتى يجهل
مذهبه ، ويكون مجال شك ، ثم مجال بحث واستدلال! فهو إمامي معروف ،
معروف بأسرته وأهله ، ومن يتصل بهم من الإمامية ، لم يشك في ذلك أهله ولا
أصحابه الإمامية! ولكن لاعتبارات لا تخفى ، أحكي كلاما لأحد علماء الزيدية
حول الموضوع :
قال يوسف بن يحيى
بن الحسين بن (الإمام المؤيد بالله) محمد بن
(الإمام المنصور بالله) القاسم بن محمد بن علي الحسني الصنعاني الزيدي
و ١٠٧٨ / ١٦٦٧ ـ ١١٢١ / ١٧٠٩) بعد أن ذكر جملة من قصيدة الرضي البائية في
الأئمة الاثني عشر ، عليهمالسلام ، ومنها :
سقى الله
المدينة من محل
|
|
لباب الماء
والنطف العذاب
|
وجاد على البقيع
وساكنيه
|
|
رخي الذيل ملآن
الوطاب
|
وأعلام القري
وما استباحت
|
|
معالمها من
الحسب اللباب
|
وقبرا بالطفوف
يضم شلوا
|
|
قضى ظمأ إلى برد
الشراب
|
وسامرا وبغدادا
وطوسا
|
|
هطول الودق
منخرق العباب
|
قال : هذه الأبيات
من القصيدة أردت بإيرادها تبين معتقد الرضي ، رحمه
الله تعالى ، فإن جماعة ممن قصر فهمهم من المؤلفين يتهمون أنه على مذهب الإمام
أبي الحسين زيد بن زين العابدين ، قدس الله روحه ، ونعم ذلك المذهب الفاضل!
ومن العجب أن منهم القاضي أحمد بن سعد الدين ، مع وفور علمه واطلاعه ،
ويحتجون بأنه كان يريد الأمر الذي كان في يد الخليفة ذلك الزمان ، بدليل أبياته
القافية الشهيرة ، التي كتبها إلى الطائع ، ولأن ابن عنبة قال في عمدة الطالب :
وقيل : إن الرضي كان زيديا. ولم يعلموا أنه أراد الملك لأنه أحق به ، ولو أراد
الخلافة لم تنتقض عقيدته على مذهب الإمامية ، ويلزم من هذا أن المرتضى أخاه ،
حيث كان أول من بايع الخليفة هو ، كان عباسيا ، وليس كل من شهر السيف
__________________
دعي زيديا! وإلا
لكان الخوارج زيدية! وهذا شعر الرضي وروايات العلماء عنه
تأبى ذلك ، وكل تابع لأهل البيت البررة الأتقياء موفق ، إن شاء الله تعالى ،
وتابع جعفر الصادق وزيد بن علي لم يتبع إلا البر التقي المجمع على فضله) .
٣ ـ وأما ما ذكره
الدكتور الحلو أخيرا : (وظني الغالب أن هذه القصيدة
مصنوعة ومنسوبة إلى الشريف الرضي ، أراد صاحبها لها الذيوع والانتشار في محافل
عاشوراء ، فاجتهد ما وسعه الاجتهاد في أن يضع عليها ميسم الرضي ، وخانه التوفيق
في بناء بعض أبياتها ، كما فضحه حشو القصيدة بعقائد لم يمرن عليها الرضي شعره ولم
ينضح بها قريضه) .
وأقول :
إن الشريف قد جعل
من شعره وسيلة للتعريف بنفسه ، خاصة فيما يريد له
الإذاعة والظهور ، ولأجل هذا لا نجد في شعره ما نجده في شعر كثير من شعراء
الشيعة الذين وقفوا شعرهم لبيان عواطفهم وأحاسيسهم المذهبية ـ أو جعلوا ذلك
أحد أهدافهم الرئيسة ، ولم يكتفوا بالإفصاح عن ذاتياتهم الخاصة ـ فلا نجد في
شعره مديحا خالصا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا لأبيه أمير المؤمنين ،
وأمه الصديقة الطاهرة ، عليهماالسلام ، وهو في هذا يختلف عن العوني ، وابن
حماد ، والناشئ ، وقبلهم الكميت ، ودعبل ، وأضرابهم ، فنجد شعرهم شيعيا بل
ويختلف عن أخيه الشريف المرتضى أيضا ، فهؤلاء شيعة ، والتزموا أن يكشف
شعرهم عن عقيدتهم ، وأن يكون معبرا عن تشيعهم ، في حين أن الشريف كان
شاعرا شيعيا ، كأبي تمام ، وابن الرومي ، وأمثالهما.
ولم يشتهر الشريف
بالأدب المذهبي ، وخاصة في أدب الرثاء الحسيني ،
الشهرة التي تجعل المغمورين يحاولون أن يلصقوا آثارهم به فينحلون شعر غيره إياه ،
كي يرتضيه السامعون إذا تلي عليهم منسوبا إلى الرضي فيروج عندهم! والنائحون
__________________
والنائحات ، وقراء
المآتم ، ومنشدو مجالس العزاء الحسيني إنما يهتمون بمضمون
الشعر ومدى تأثيره على السامع أكثر ما يهمهم الشاعر نفسه ، بل إن الشاعر يغفل
عنه غالبا عندهم وعند السامعين على سواء ، فلا يسمونه إلا نادرا ، ولأغراض
خارجة عن إطار القراءة وإقامة المأتم.
ولا يسعني أن
أتجاوز هذا الموضوع إلا وأن أذكر واحدا من هؤلاء ، وقد
أدرك عصره الشريف ، وسمع الكثير من شعره ، وهو الناشئ البغدادي ، علي
ابن عبد الله بن وصيف (٢٧١ / ٨٨٤ ـ ٣٦٦ / ٩٧٦) (صاحب المراثي الكثيرة في أهل
البيت) قال معاصره وصديقه وحاكي سيرته وقضاياه ، الحسين بن محمد
الخالع ، الأموي نسبا ، البغدادي ، (٣٣٣ / ٩٤٥ ـ ٤٢٢ / ١٠٣١) : (وكان الناشئ
قؤوما بالكلام والجدل ، يعتقد الإمامة ويناظر عليها بأجود عبارة ، فاستنفد عمره في
مديح أهل البيت حتى عرف بهم ، وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة) وراجع
قضاياه ، بل وكراماته في النوح بشعره في ياقوت : ٥ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، لسان الميزان : ٤
/ ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ، وإذا أردت نموذجا لما كان يناح به يومذاك في المآتم ، بل وإلى
قرابة قرنين بعد ذلك العصر ، وهو عصر الخطيب الخوارزمي ، الموفق بن أحمد الحنفي
(٤٨٤ / ١٠٩١ ـ ٥٦٨ / ١١٧٢) ، ونموذجا أيضا لشعر الناشئ ، فارجع إلى ما حكاه
الخطيب الخوارزمي من شعره في مقتل الحسين عليهالسلام : ٢ / ١٤٥ ـ ١٤٧ صدرة
بقوله : (وللناشئ ، علي بن وصيف ، مما يناح به في المآتم).
وأنا أعجب من
الدكتور أنه يعمد إلى أبعد الاحتمالات من الواقع ،
وأقربها إلى عالم الخيال والوهم ، فيختاره ، ويغلب ظنه عليه ، وهو أن شاعرا
مغمورا له القدرة على مجاراة الشريف الرضي ، ولكنه ينسى نفسه ولا يشيد بمقدرته
الشخصية ، بل يتقمص الشريف الرضي ، ويقلده في قصيدة عدد أبياتها اثنان
وستون بيتا ، يوفق في ذلك ، إلا في عدة أبيات!! فلم لم يسلم الدكتور بأن الرضي
نفسه هو القائل ، وأنه هو الذي خانه التوفيق ـ إن كان الدكتور مصرا على هذه
__________________
الخيانة!! ـ.
ولا تفسير لهذا
الاختيار الشاذ عندي سوى أن الإعلام الصدامي يرضيه
هذا الاختيار ، مهما كان بعيدا متكلفا فيه ، ويغضبه إذاعة الواقع ، وإن دلت عليه
الحجة ، وكان هو التفسير الطبيعي والمعقول المقبول.
وأنا أعجب أكثر من
قوله : (وفضحه حشو القصيدة بعقائد لم يمرن عليها
الرضي ...) كيف لم يمرن عليها الشريف ، وقد مر قبيل هذا نموذج من قول
الشريف ، ولا أظن أن الدكتور لم يقرأ بائية الشريف التي حكينا أبياتا منها قبيل!
والدكتور نفسه قد قرأ ما قاله صاحب نسمة السحر ، ويحكي عنه جملة من قوله في
هامش / ٥١ ـ ٥٢ من التصدير.
وآخر ما أقوله :
إن الإعلام الصدامي لم يرد لنفسه أن يكون ناشرا
للمقصورة ، ولا للشريف أن يعرف بأنه القائل لها ، فحذفها من الديوان ثم أوحى
إلى من أوحى بأن يضع المعاذير لذلك!! (بل الإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى
معاذيره) .
* * *
والكلمة الأخيرة :
أنا إن سلمنا جدلا بأن ما قاله الدكتور الحلو حول
المقصورة كله صحيح لا مطعن فيه لطاعن ، ولكنه بحذفه المقصورة قد فتح الباب
لنوع من التحريف السافر ، والتلاعب المعلن به بالكتب والآثار ، لم يسبق أن
فتحه قبله أحد! فإن القاعدة الأساسية المتبعة في نشر النصوص ـ والدكتور نفسه
من أمس من يتصل بها ويعرفها ، بحكم عمله في قسم المخطوطات في جامعة الدول
العربية ـ الاحتفاظ بالنص في صورته الأصلية التي أرادها المؤلف له ، وعمل المحقق
والناشر لا يعدو تقويم النص وإعطاء أقرب صورة وأوثقها إلى التي اختارها
المؤلف.
والدكتور قد تولى
نشر ديوان الرضي لا على أساس أنه هو الذي جمعه ،
فله أن يختار ما وثق بنسبته إلى الشريف ، ويحذف ما كان على ريب من ذلك ،
__________________
بل على أساس أنه
ناشر لعمل جامع آخر ، وهو الخبري الذي تولى الجمع ،
والطبعة نفسها تحمل هذا العنوان : (صنعة أبي حكيم الخبري) ، والتزاما منه
بالأمانة بالعلمية احتفظ الدكتور بنظام الخبري القائم على أساس الأغراض ، لا
التنظيم على أساس حروف القوافي ، الذي حول الديوان إليه في كثير من مخطوطاته
ـ كما يذكر الدكتور في التصدير ـ وهكذا في طبعاته السابقة ، ومنها الطبعة
البيروتية
الأولى. ولا شك أن الخبري ـ ويسلم بذلك الدكتور ـ قد أثبت المقصورة في الزيادات
التي ألحقها بالديوان.
فأقصى ما هو
المسموح به للدكتور أن يبدي ريبه من نسبة المقصورة إلى
الشريف ، في التصدير أو عندما تأتي في صلب الديوان ، كما صنعه بعض النساخ أو
القراء ، وحكى الدكتور صنيعهم في التصدير. وصنيع الدكتور قد تجاوز كل هذه
الاعتبارات ، وخرق السنة المتبعة في الاحتفاظ بالنصوص ـ على ما هي عليه ، وكما
هي ـ وليس لنا إلا الحكم بأنه خيانة واضحة للأمانة العلمية ، ونقض فاضح
لقواعد نشر النصوص ، وسنة سيئة قد سنها الدكتور لتبرير التحريف والتلاعب ،
فعليه وزرها ووزر من عمل بها (ليحملوا أوزارهم
كاملة يوم القيامة ومن أوزار
الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون) [النحل ، ١٦ / ٢٥]
ـ نسأل الله سبحانه
أن يجنبنا ويجنب الناشرين الاستنان بها ـ
كربلا كرب وبلا
|
قال وهو بالحاير
الحسيني يرثي
جده سيده
الشهداء عليهالسلام :
|
كربلا ، لا زلت
كربا وبلا ،
|
|
ما لقي عندك آل
المصطفى
|
كم على تربك لما
صرعوا ،
|
|
من دم سال ومن
دمع جرى
|
كم حصان الذيل
يروي دمعها
|
|
خدها عند قتيل
بالظما
|
تمسح الترب على
إعجالها ،
|
|
عن طلى نحرر ميل
بالدما
|
وضيوف لفلاة قفرة ،
|
|
نزلوا فيها على
غير قرى
|
لم يذوقوا الماء
حي اجتمعوا ،
|
|
بحدى السيف على
ورد الردى
|
تكسف الشمس
شموسا منهم
|
|
لا تدانيها ضياء
وعلى
|
وتنوش الوحش من
أجسادهم
|
|
أرجل السبق
وأيمان الندى
|
ووجوها
كالمصابيح ، فمن
|
|
قمر غاب ، ونجم
قد هوى
|
غيرتهن الليالي ، وغدا
|
|
جاير الحكم
عليهن البلى
|
يا رسول الله لو
عاينتهم ،
|
|
وهم ما بين قتلى
وسبا
|
من رميض يمنع
الظل ، ومن
|
|
عاطش يسقى
أنابيب القنا
|
ومسوق عاثر يسعى
به
|
|
خلف محمول على
غير وطا
|
متعب يشكو أذى
السير على
|
|
نقب المنسيم ،
مجزول المطا
|
لرأت عيناك منهم منظرا
|
|
للحشى شجوا ،
وللعين قذى
|
ليس هذا لرسول
الله ، يا
|
|
أمة الطغيان
والبغي ، جزا
|
غارس لم يأل في
الغرس لهم ،
|
|
فأذاقوا أهله مر
الجنى
|
جزروا جزر الأضاحي
نسله ،
|
|
ثم ساقوا أهله
سوق الإما
|
معجلات لا
يوارين ضحى ،
|
|
سنن الأوجه أو
بيض الطلى
|
هاتفات برسول الله في
|
|
بهر السعي ،
وعثرات الخطى
|
يوم لا كسر حجاب
مانع
|
|
بذلة العين ولا
ظل خبا
|
أدرك الكفر بهم
ثاراته ،
|
|
وأزيل الغي منهم
فاشتفى
|
يا قتيلا قوض
الدهر به
|
|
عمد الدين
وأعلام الهدى
|
قتلوه بعد علم
منهم
|
|
أنه خامس أصحاب
الكسا
|
وصريعا عالج
الموت بلا
|
|
شد لخيين ولا مد
ردا
|
غسلوه بدم الطعن
، وما
|
|
كفنوه غير بوغاء
الثرى
|
مرهقا يدعوا ،
ولا غوث له ،
|
|
بأب بر وجد
مصطفى
|
وبأم رفع الله
لها
|
|
علما ما بين
نسوان الورى
|
أي جد وأب
يدعوهما ،
|
|
جد ، يا جد ،
أغثني يا أبا
|
يا رسول الله يا
فاطمة ،
|
|
يا أمير
المؤمنين المرتضى
|
كيف لم يستعجل
الله لهم
|
|
بانقلاب الأرض
أو رجم السما
|
لو بسبطي قيصر ،
أو هرقل
|
|
فعلوا فعل يزيد
، ما عدا
|
كم رقاب من بني
فاطمة
|
|
عرقت ما بينهم ،
عرق المدى
|
واختلاها السيف
حتى خلتها
|
|
سلم الأبرق ، أو
طلح العرى
|
حملوا رأسا
يصلون على
|
|
جده الأكرم طوعا
وإبا
|
يتهادى بينهم لم
ينقضوا
|
|
عمم الهام ، ولا
حلوا الحبى
|
ميت تبكي له
فاطمة ،
|
|
وأبوها ، وعلي
ذو العلى
|
لو رسول الله
يحيا بعده ،
|
|
قعد اليوم عليه
للعزا
|
معشر منهم رسول
الله
|
|
والكاشف الكرب ،
إذا الكرب عرا
|
صهره الباذل عنه
نفسه ،
|
|
وحسام الله في
يوم الوغى
|
أول الناس إلى
الداعي الذي
|
|
لم يقدم غيره
لما دعا
|
ثم سبطاه
الشهيدان ، فذا
|
|
بحسا السم ،
وهذا بالظبى
|
وعلي ، وابنه
الباقر ، والصادق
|
|
القول ، وموسى ،
والرضا
|
وعلي ، وأبوه
وابنه ،
|
|
والذي ينتظر
القوم غدا
|
يا جبال المجد
عزا وعلى ،
|
|
وبدور الأرض
نورا وسنا
|
جعل الله الذي
نابكم
|
|
سبب الوجد طويلا
والبكا
|
لا أرى حزنكم
ينسى ، ولا
|
|
رزءكم يسلى ،
وإن طال المدى
|
قد مضى الدهر ،
وعفى بعدكم ،
|
|
لا الجوى باخ ،
ولا الدمع رقا
|
أنتم الشافون من
داء العمى ،
|
|
وغدا ساقون من
حوض الروا
|
نزل الدين عليكم بيتكم ،
|
|
وتخطى الناس طرا
، وطوى
|
أين عنكم للذي
يبغي بكم
|
|
ظل عدن دونها حر
لظى
|
أين عنكم لمضل
طالب
|
|
وضح السبل
وأقمار الدجى
|
أين عنكم للذي
يرجو بكم
|
|
مع رسول الله
فوزا ونجا
|
يوم يغد ووجهه
عن معشر
|
|
معرضا ممتنعا
عند اللقا
|
شاكيا منهم إلى الله ، وهل
|
|
يفلح الجيل الذي
منه شكا
|
رب! ما حاموا ،
ولا آووا ، ولا
|
|
نصروا أهلي ،
ولا أغنوا غنا
|
بدلوا ديني ،
ونالوا أسرتي
|
|
بالعظيمات ، ولم
يرعوا إلى
|
لو ولي ما قد
ولوا من عترتي
|
|
قائم الشرك
لأبقى ورعى
|
نقضوا عهدي ،
وقد أبرمته ،
|
|
وعرى الدين ،
فما أبقوا عرى
|
حرمي مستردفات ، وبنو
|
|
بنتي الأدنون
ذبح للعدى
|
أترى لست لديهم
كامرئ
|
|
خلفوه بجميل إذ
مضى
|
رب! إني اليوم
خصم لهم ،
|
|
جئت مظلوما وذا
يوم القضا
|
للبحث صلة ...
أهل البيت (ع)
في المكتبة العربية
(٥)
|
|
السيد عبد العزيز الطباطبائي
حرف الراء
٢٠٠ ـ الرجحان بين
الحسن والحسين
للقاضي أبي محمد
بن خلاد الرامهرمزي ، وهو الحافظ الحسن بن عبد الرحمن
ابن خلاد الفارسي ، ويقال له الخلادي أيضا ، المتوفى قرب سنة ٣٦٠ ه.
ترجم له النديم في
الفهرست ـ ص ١٧٢ ـ وقال : «حسن التأليف مليح التصنيف» وقد ذكر كتابه هذا باسم «الريحانتين
: الحسن والحسين» ، ويأتي في
موضعه ، وفي طبعة فلوجل للفهرست ذكر باسم : الرجحان بين الحسن والحسين.
وترجم ياقوت
للرامهرمزي في معجم الأدباء ٣ / ١٤٠ ترجمة مطولة أخذا من
الفهرست ويتيمة الدهر ، وفيه أيضا ـ عن الفهرست ـ : الريحانتين.
وترجم له في هدية العارفين
١ / ٢٧٠ وذكر له الكتابين ، أو هو كتاب واحد
ذكر باسمين.
وله ترجمة حسنة في
أنساب السمعاني ٦ / ٥٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٧٣ ، وأشهر كتبه وأحسنها كتابه «المحدث
الفاصل بين الراوي والواعي» وقد حققه
وطبعه محمد عجاج الخطيب وترجم المؤلف في المقدمة ترجمة حسنة.
٢٠١ ـ الرد على
ابن الهمام
في موضعين من «فتح
القدير» حيث أساء الأدب مع الإمام الحسن
عليهالسلام في قصة الطلاق ، ومع الإمام الباقر عليهالسلام في مسألة سهم ذوي
القربى.
لمحمد معين بن
محمد أمين السندي التتوي الحنفي ، المتوفى سنة ١١٦١ ه.
وتعرض له أيضا في
كتابه «دراسات اللبيب» في الدراسة الثانية عشرة ،
ص ٤٣٧ من طبعة كراچي سنة ١٩٥٩ م ، ثم قال : «ولقد سبقت منا رسالة مفردة
في انتقاد الموضعين ، تكلمنا فيها على الثاني واستوفينا الكلام في الجواب».
وللمؤلف ترجمة
حسنة في نهاية «دراسات اللبيب» بقلم عبد الرشيد
النعماني ، وله ترجمة في نزهة الخواطر ٦ / ٣٥١ ـ ٣٥٥.
وتقدم له : «إثبات
إسلام أبي طالب» و «إيقاظ الوسنان» و «الحجة
الجلية» ، وغير ذلك ، ويأتي له «قرة العين في البكاء على الحسين» و «مواهب سيد
البشر».
وابن الهمام هو
كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي الإسكندري
القاهري ، الفقيه الحنفي ، المتوفى سنة ٨٦١ ه ، وكتابه «فتح القدير» في شرح
الهداية للمرغيناني ، فقه حنفي ، مطبوع.
٢٠٢ ـ الرد على المتعصب
العنيد المانع من ذم يزيد
لابن الجوزي ، أبي
الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمد بن علي ابن الجوزي
البغدادي الحنبلي ، المتوفى سنة ٥٩٧ ، فرغ منه المؤلف يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة
سنة ٥٨٠ ، بالمدرسة الشاطبية من باب الأزج ببغداد.
مؤلفات ابن الجوزي
ص ١٠٣ رقم ١٤٣.
ألفه في الرد على
عبد المغيث بن زهير الحنبلي البغدادي ، المتوفى سنة ٥٨٣ ،
حيث ألف رسالة في الدفاع عن يزيد والمنع من لعنه وذمه بإنكار بعض جرائمه
وتأويل البعض
الآخر ، وقد شذ بذلك عن جماعة المسلمين أجمع ، فلا تجد أحدا
مهما بلغ به النصب والتعصب وافقه على ذلك أو رضي به.
قال ابن الأثير في
الكامل في ترجمته ١١ / ٥٦٢ : وصنف كتابا في فضائل يزيد بن معاوية أتى فيه بالعجائب
وقد رد عليه ابن الجوزي.
فتراهم مطبقين على
أن مصنفه في فضائل يزيد ، ولكنه هو أنكر ذلك
عندما لقيه الناصر عند قبر أحمد فقال له : أنت عبد المغيث الذي صنف في مناقب
يزيد!!
فقال : معاذ الله
أن أقول إن له مناقب ، ولكن من مذهبي أن الذي هو
خليفة المسلمين إذا طرأ عليه فسق لا يوجب خلعه .
قرت عيون المسلمين
بهكذا خليفة ، حتى المحامي عنه المتعصب له المغالي
فيه لا يرى له أي منقبة تؤهله لهذا المركز القدسي الذي هو تلو النبوة ولكن من
من مذهبه أن الذي بلغ الحكم مهما كانت الوسائل فعلى المسلمين أن يخضعوا له
وعلى الإسلام أن يعترف بشرعيته فلا يزعزعه الفسوق والفجور مهما بلغ ، بل
لا ينبغي لعنه وذمه حتى إذا قتل الحسين وسبى حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
واستباح المدينة وهدم الكعبة وتجاهر بالإلحاد.
وقال الذهبي :
وكان ثقة سنيا! ... تبارد وصنف جزءا في فضائل يزيد!
وأتى فيه بالموضوعات .
وقال أيضا : وقد
ألف جزءا في فضائل يزيد ، أتى فيه بعجائب وأوابد ، لو
لم يؤلفه لكان خيرا له ... ولعبد المغيث غلطات تدل على قلة علمه .
وقال ابن كثير في
ترجمته من تاريخه ١٢ / ٣٢٨ : وله مصنف في فضل يزيد
ابن معاوية أتى فيه بالغرائب والعجائب ، وقد رد عليه أبو الفرج ابن الجوزي فأجاد
وأصاب.
__________________
ولنذكر الآن حديث
ابن الجوزي عن معاصره وهو أخبر الناس به حيث
عاشا سوية في بغداد وكانا يتلاقيان كل يوم في مجالس الدرس وحلقات الحديث ،
فقد اشتركا في كثير من الشيوخ ، نراه يصف لنا عبد المغيث بقوله :
ما زلت أعرف هذا
الشيخ بقلة المعرفة للحديث ، إنما يقرؤه ولا يعلم
صحيحه من سقيمه ، ولا يفهم معناه ، فمذهبه في ذلك مذهب العوام أن كل
حديث يروى ويسند ينبغي أن يكون صحيحا.
وهو مع قلة علمه
وعدم فهمه معه عصبية يسميها سنة ، ومن البلية عذل
من لا يرعوي عن غيه وخطاب من لا يفهم ، والكلام مع مثل هذا صعب لقلة
فهمه وفقهه ...
وقال عنه أيضا :
شيخ قد قرأ أحاديث مروية ولم يخرج من العصبية
العامية ... وصنف جزء لينتصر فيه ليزيد! .
وقال أيضا : ما
زلت أعرف هذا الشيخ بقلة العلم والفهم ، وإنما يحدث
من يفهم .
وقال : وهذا الشيخ
لا يعرف المنقولات ولا يفهم المعقولات ، لكنه قرأ
الحديث ولا يعرف صحيحه من سقيمه ، ولا مقطوعه من موصوله ، ولا تابعيا من
صحابي ، ولا ناسخا من منسوخه ، ولا كيف الجمع بين الحديثين ، ومعه عصبية
عامية ، فإذا رأى حديثا يوافق هواه تمسك به .
وبيان أنه لا يعرف
علم الحديث أنه يحتج على أغراضه بأحاديث قد
أسنده الكذابون ، ولا يعرف الصادق من الكاذب .
وإني قد اجتمعت به
يوما فذكر مسلم بن يسار قال : وكان من كبار
الصحابة! فزجرته عن هذا وقلت : ما قال هذا أحد ، إنما هو تابعي.
__________________
ثم مالت به عصبيته
إلى التشبيه فكتب حديث الاستلقاء وقال : إن الله
تعالى لما خلق الخلق استلقى ووضع رجلا على رجل!! .
وأما كونه لا يعرف
الفقه فإنه روى أحاديث ، فقيل له : إجماع الفقهاء
على خلاف هذا خصوصا مذهبنا ، فقال : لا يلزمني ما يقول الفقهاء! .
أقول : وكان بودي
الإفاضة في هذا المقام وإشباع الكلام فيه وكانت
النية على ذلك لولا ضيق المجال ، فلنا مع يزيد والمدافعين عنه موقف ربما يوافيك
في بعض الأعداد القادمة.
وقد جمع الله بين
يزيد وأشياخه ومن مكنه من رقاب المسلمين وبين
المدافعين عنه في نار جهنم ، و (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا)
(وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا).
مخطوطات الكتاب :
١ ـ نسخة في مكتبة
الأوقاف ببغداد ، كتبت سنة ٩٧٧ ، بهوامش كتاب
عوارف المعارف للسهروردي ، رقم ١٢٢٢٣ مجاميع ، راجع فهرسها ٢ / ٤٥٢.
٢ ـ نسخة أخرى
فيها برقم ١٢٢٢٤ مجاميع ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٥٤٤ ـ ٥٤٥.
٣ ـ نسخة في المكتبة
الناصرية في لكهنو بالهند ، وهي مكتبة آل صاحب
العبقات.
٤ ـ نسخة في
المكتبة الحكومية في برلين ، رقم ٩٧٠٨ ، من مخطوطات القرن
السادس ، ذكرها اهلورث في فهرسها ٩ / ٢٣٢.
٥ ـ نسخة في
المكتبة المركزية في جامعة طهران ، ذكرت في فهرسها ٥ / ١٣١٩ ـ ١٣٢٦.
وهي بخط مهدي
النوري ، فرغ منه أول المحرم سنة ١٣٠٤ ، عن نسخة
__________________
كانت بخط الشيخ
العلامة كمال الدين ابن العتايقي الحلي ، وصاحب المؤلفات الكثيرة ، المنوعة سنة
٧٦٢ ، وكان ابن العتايقي ـ كتبها ـ عن نسخة بخط نجيب الدين عبد المحمود بن المبارك
ـ المجاور ـ عن نسخة الأصل بخط مؤلفه ابن الجوزي مقروءة عليه وعليها خطة بالسماع.
وكان في نسخة ابن
العتايقي : علقت هذه الرسالة تقربا إلى الله تعالى
إكراما لنبيه وبرا بوصية صلى الله عليهما وعلى ذريتهما المعصومين الأئمة الطاهرين
الكرام المنتجبين.
وكتب عبد الرحمان
بن محمد العتايقي.
وذلك من خط المولي
العامل الكامل الورع الفقيه نجيب الدين عبد المحمود
ابن المبارك ، المجاور ، في مجالس آخرها ثالث عشر ذي القعدة من سنة اثنتين
وستين وسبعمائة.
وكان نجيب الدين
قد نقلها من خط مؤلفها تجاوز الله عنه ، وفي آخر النسخة مكتوب ما هذه صورته :
فرغ مؤلفه عبد
الرحمان بن علي بن الجوزي في يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة
من سنة ثمانين وخمسمائة بالمدرسة الشاطبية من باب الأزج حامدا لله سبحانه
ومصليا على رسوله محمد وآله أجمعين.
عدة سطور نسخة
الأصل ٨٣٩ سطرا ، ٣١ ورقة ، قد قابلتها بنسخة الأصل
[حرفا] فحرفا فصحت ، وعلى نسخة الأصل مكتوب ما هذه صورته :
وسمع جميع هذا [الجزء]
من لفظي ولدي أبو القاسم علي وأخته الكريمة
زينب وابن [...] وأبو البقاء العكبري وأبو غالب ابن السامري وابنه أبو القاسم
وعبد الله بن الرغش ... وأبو نصر محمد بن عبد السيد وأبو القاسم السلمي ومحمد
ابن أحمد الهاشمي.
وكتب عبد الرحمان
بن علي بن محمد بن الجوزي.
٦ ـ نسخة في مكتبة
أكاديمية ليدن ، رقم ١٠٩.
طبعاته :
طبع في بيروت سنة
١٤٠٢ على مخطوطة الأوقاف البغدادية المتقدمة برقم
١ ، بتحقيق الشيخ محمد كاظم المحمودي.
٢٠٣ ـ الرد على من
حكم وقضى أن المهدي الموعود جاء ومضى
للمتقي الهندي ،
علي بن حسام الدين بن عبد الملك بن قاضي خان الشاذلي
الجشتي ، الجونفوري الأصل ، البرهان پوري ، ولد في برهان پور سنة ٨٨٥ ه ، وتوفي
بمكة المكرمة سنة ٩٧٥ ه.
أفرد عبد القادر
الفاكهي كتابا في ترجمة المؤلف سماه «القول النقي في
مناقب المتقي» وللمؤلف نفسه رسالة أملاها هو عن حياته ، وله ترجمة مطولة في
كتاب نزهة الخواطر ٤ / ٢٣٤ ـ ٢٤٤ ، أدرج فيها رسالة المؤلف ص ٢٤١ ، وله ترجمة
مطولة أيضا في نهاية كتابه «كنز العمال» طبعة حلب ، وقد ذكر فيها جميعا من
مصنفاته : البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ، وقد تقدم في حرف الباء ، في
العدد الثاني ، السنة الأولى ، ص ٥٠ ، برقم ٨٢ ، وفيهما أن له رسالة في إبطال دعوى
السيد محمد بن يوسف الجونفوري.
ومحمد بن يوسف
الجونفوري هذا مترجم في نزهة الخواطر ٤ / ٣٢٢ ـ ٣٢٦ ، ولد سنة ٨٤٧ ، وتوفي سنة ٩١٠
، وفيه : «إنه ادعى المهدوية سنة ٩٠١ ، وسنة ٩٠٣» راجع التفاصيل عنه في نزهة
الخواطر ، وبايعه ناس وتابعه جماعة ، فألف المتقي في ردهم هذه الرسالة ، كما ألف
المولى علي القاري الرسالة الآتية.
نسخة كتبت سنة ٩٩٠
، ضمن المجموعة رقم ١٥١٤ ، في مكتبة رضا ، في
رامپور بالهند ، من الورقة ٩٤ ب ـ ٩٩ / أ.
نسخة أخرى فيها من
مخطوطات القرن الحادي عشر ، رقم ١٩٧٥ ، من الورقة
١ ـ ٧ ذكرتا في فهرسها ٢ / ٤٦٠.
٢٠٤ ـ الرد على من
حكم وقضى بأن المهدي الموعود جاء ومضى
للمولى علي بن
سلطان محمد القاري الهروي الحنفي ، المتوفى سنة
١٠١٤ ه ، ألفه سنة ٩٦٥ ه.
له ترجمة في خلاصة
الأثر ٣ / ١٨٥ ، والبدر الطالع ١ / ٤٥٥ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ١٠٠ ، وأعلام الزركلي
٥ / ١٢.
نسخة في مكتبة
الحرم المكي ، في المجموعة رقم ٦ / ٥٩ ردود ، بخط حنيف
الدين بن عبد الرحمان المرشدي العمري ، في ٧ أوراق ، فرغ منه ١٢ ربيع الأول سنة
١٠٥٣ ، يبدأ في المجموعة بالورقة ١٣٤.
نسخة في المكتبة
الناصرية في لكهنو بالهند.
٢٠٥ ـ رسالة في آل
البيت
لأبي العرفان محمد
بن علي الصبان الحنفي المصري ، المتوفى بها
سنة ١٢٠٦ ه.
تقدمت ترجمته في
العدد الأول ، السنة الأولى ، ص ١٣ ، رقم ١٠ ، عند ذكر
كتابه «إتحاف أهل الإسلام» وفي ص ٢٤ برقم ٤٢ في ذكر كتابه «إسعاف
الراغبين».
نسخة في دار الكتب
الوطنية في برلين ، ضمن المجموعة رقم ١٣ / ٩٦٨٠ ، ذكره آلورث في فهرسها ٩ / ٢١٨.
٢٠٦ ـ الرسالة
الناقمة
على من لم يثبت
الآل مع الصلاة عليه صلىاللهعليهوآله.
نسخة ضمن مجموعة
في صنعاء ضمت ٣٩ رسالة أكثرها لمحمد بن إسماعيل
ـ المتوفى سنة ١١٨٢ ـ فلعل هذه له أيضا.
ذكرت في مجلة «المورد»
البغدادية ، المجلد الثالث ، العدد الثاني ، ص ٢٨٨.
٢٠٧ ـ رشفة الصادي
من بحر فضائل بني النبي الهادي
لأبي بكر بن عبد
الرحمن بن محمد الحسيني الشافعي الحضرمي الباعلوي ،
من آل السقاف ، نزيل حيدر آباد الهند ، المتوفى بها سنة ١٣٤١ ه.
أوله : «الحمد لله
الذي أتحف أهل بيت نبيه بجليل المفاخر والمناقب ...».
طبع بالمطبعة
الاعلامية بالقاهرة سنة ١٣٠٣ ه.
تجد ترجمته في
الأعلام للزركلي
٢ / ٦٥ وذكر له
هذا الكتاب.
٢٠٨ ـ رفع اللبس
والشبهات في ثبوت الشرف من قبل الأمهات
للأديب المحدث
العابد ابن أحمد بن سودة المري المغربي ، خطيب الحرم
الإدريسي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.
ترجم له في معجم
المؤلفين ١٠ / ١١٣.
طبع في مصر سنة
١٣٢١ ، وآخره تقاريظ جمع من مشايخه وأعلام بلده.
٢٠٩ ـ روض الزهر
في مناقب آل سيد البشر
للبرزنجي محمد
معروف بن مصطفى بن أحمد النودهي الشهرزوري الشافعي ، المتوفى سنة ١٢٥٤ ه.
له ترجمة في هدية
العارفين ٢ / ٣٦٩ ، وهناك أسماء مؤلفاته الكثيرة ومنها هذا الكتاب.
نسخة في مكتبة
الرضا ، في رامپور الهند.
نسخة في مكتبة
السيد المرعشي العامة ، في قم ، رقم ٦١٠ ، كما في فهرسها ٢ / ٢٠٦.
٢١٠ ـ الروض الزهي
في فضل آل بيت النبي
لأبي القاسم بن
إبراهيم البرزنجي.
أوله : «حمدا لمن
جعل آل بيت النبي أمان أهل الأرض كما جعل النجوم
أمان أهل السماء ...».
نسخة ناقصة ، في
١٧ ورقة ، في مكتبة جامعة أم القرى في مكة المكرمة ، رقم
٢٩٥ ، ذكرت في فهرسها ١ / ٣٥١.
٢١١ ـ الروض
النضير في ما يتعلق بآل بيت البشير النذير
لشهاب الدين أحمد
بن أحمد بن محمد السجاعي المصري الأزهري الشافعي ، المتوفى سنة ١١٩٧ ه.
أوله : «الحمد لله
الذي أرسل سيدنا ومولانا محمدا صلىاللهعليهوسلم رحمة للأنام».
فرغ منه في ٢٠ صفر
١١٧٣ ه.
إيضاح المكنون ١ /
٥٩١ ، هدية العارفين ١ / ١٨٠.
نسخة في دار الكتب
بالقاهرة ، رقم ١٥٢ مجاميع ، فهرس تاريخ ١ / ٢٠٦.
نسخة أخرى فيها
أيضا كتبت سنة ١١٧٨ ، رقم ٤٠٥ مجاميع ، فهرس تاريخ ١ / ٢٠٦.
٢١٢ ـ روض وردي في
أخبار المهدي
لجعفر بن حسن بن
عبد الكريم بن محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني ، مفتي الشافعية بالمدينة
المنورة ، المتوفى سنة ١١٧٩ ه ، أو ١١٨٤ ه ، أو ١١٨٧ ه.
أوله : «يا من
أظهر النوع الإنساني ومد عليه أكنافه ، وجعله محط النظر
الإلهي ومركز الخلافة ... مقتبسا من مشكاة كلام الشيخ الأكبر وجدي السيد محمد
ابن رسول ...
ورتبت ذلك في ثلاثة فصول وتتميم وخاتمة ... ".
سلك الدرر ٢ / ٩ ،
عجائب الآثار ١ / ٣٦٣ ، هدية العارفين ١ / ٢٥٦ ، معجم المؤلفين ٣ / ١٣٧ ، الأعلام ٢
/ ١٢٣ ، بروكلمن ٢ / ٣٨٤ من الأصل الألماني.
نسخة في مكتبة
صاحب العبقات ، في لكهنو الهند ، ضمن مجموعة.
٢١٣ ـ روضة
الأزهار في التعريف بآل بيت النبي المختار
ذكره ابن أبي زيد
القيرواني في كتابه «التعريف بآل بيت النبي صلى الله
عليه وآله» الذي تقدم في حرف التاء ، في العدد الثالث ، السنة الأولى ، برقم ١١١ ،
قال فيه : «فاعتمدت في ذلك على كتاب يسمى بروضة الأزهار في التعريف بآل
بيت النبي محمد المختار».
نسخة ضمن المجموعة
رقم ١٨٧١ ، في المكتبة الوطنية في باريس.
٢١٤ ـ روضة
الألباب وتحفة الأحباب في نسب النبي وآل بيته
[الأطياب]
لمحمد بن عبد الله
بن علي بن الحسين بن المؤيد (كان حيا سنة ١٠٣٠ ه).
نسخة تاريخها ١١٨٦
، بأول المجموعة رقم ٤٠٥٧ ، من الورقة ١ ـ ٩١ ، في
مكتبة جستربيتي ، في دبلن.
٢١٥ ـ رياض
الأفهام في مناقب أهل البيت عليهمالسلام
لسبط ابن الجوزي ،
شمس الدين أبي المظفر يوسف بن قزاوغلي البغدادي ،
المتوفى سنة ٦٥٤ ه.
تقدمت ترجمته في
العدد الثاني ، السنة الأولى ، ص ٥٩ ، عند ذكر كتابه
«تذكرة خواص الأمة».
ذكره له الذهبي في
سير أعلام النبلاء ، وفي ترجمة الغزالي منه ١٩ / ٣٢٨ ،
وقال السلامي في
منتخب المختار ـ ص ٢٣٨ ـ في ترجمة المؤلف : «ورأيت بوقف
النورية بدمشق أربعة أجزاء حديثية ضخمة في مناقب علي بن أبي طالب من
تأليفه ... ورأيت كتابا في فضائل أهل البيت يعرف برياض الأفهام وفيه تشيع
ظاهر ، والنسخة التي رأيتها بخط ابن عبد الدائم ...».
٢١٦ ـ الريحانتين
: الحسن والحسين
للحسن بن عبد
الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، أبو محمد القاضي الحافظ ، المتوفى حدود سنة ٣٦٠ ه.
ترجم له النديم في
الفهرست ص ١٧٢ ، وياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٤٠ و ٩ / ٥ ، والصفدي في الوافي
بالوفيات ١٢ / ٦٤ ، وكلهم ذكروا له هذا الكتاب عند عد تصانيفه المنوعة الممتعة.
وله ترجمة في سير
أعلام النبلاء ١٦ / ٧٣ والمصادر المذكورة بهامشه ، وتقدم له
برقم ٢٠٠ «الرجحان بين الحسن والحسين» وأظنهما واحدا وأن الصحيح هو هذا.
حرف الزاي
٢١٧ ـ زبدة المقال
في فضائل الآل
لكمال الدين أبي
سلام وأبي عبد الله محمد بن طلحة بن الحسن النصيبي
الجفار الشافعي الحلبي (٥٨٢ ـ ٦٥٢ ه).
له ترجمة في طبقات
الشافعية لابن قاضي شهبه ٢ / ١٥٣.
نسخة في مكتبة ولي
الدين ، رقم ٥٧٤ ، في مكتبة بايزيد في إسلامبول ،
ومعه «الدر المنظم» للمؤلف من الورقة ١ ـ ٢١٠ ب مخطوطة القرن الثامن مكتوب
عليها :
لله درك يا بن
طلحة من فتى
|
|
ترك الوزارة
عامدا فتسلطنا
|
لا تعجبوا من
زهده في درهم
|
|
من فضة فلقد
أصاب المعدنا
|
نسخة خزائنية قيمة
، مكتوبة في عهد المؤلف في القرن السابع ، في ١٢٨
ورقة ، في مكتبة
داماد إبراهيم ، رقم ٣٠٣ ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول.
وراجع ما يأتي في
حرف الميم باسم «مطالب السؤول» وباسم «منال
الطالب».
٢١٨ ـ زجر البشر
في مناقب الأئمة الاثني عشر
ذكر في إيضاح
المكنون ١ / ٦١٣ بالزاي ، وذكره شيخنا ـ رحمهالله ـ في
الذريعة ١٠ / ١٦١ في حرف الراء : رجز البشر ، وذكر : أنه موجود في مكتبة حالت
أفندي بإستانبول كما في فهرسها وذكره في كشف الظنون في عنوان مناقب الأئمة
الاثني عشر. إنتهى.
أقول : لم أجده في
كشف الظنون ، وأظن الصحيح فيه : ذخر البشر ، بالذال.
٢١٩ ـ زهرة
الأخبار في كنز الأسرار ومعدن الأنوار في آل بيت النبي
المختار
لأحمد بن محمد بن
عبد الله الكلبي المقرئ التلمساني.
أوله : «الحمد لله
المتفرد بوجوب الوحدانية في الذات والصفات
والأفعال».
طبع سنة ١٣٤٩ باسم
«زهرة الأخبار في تعريف أنساب آل بيت النبي
المختار».
نسخة بخزانة
الرباط المغرب ، بخط مغربي ، ضمن المجموع رقم (B ٧٨٤)
،
ذكرت في فهرسها ج ٢ ق ٢ ص ١٦٢ ، رقم ٢١٧١.
٢٢٠ ـ زنيب
لعلي أحمد شلبي
المصري.
٢٢١ ـ زين العابدين
لأحمد فهمي المصري.
مطبوع بمصر.
٢٢٢ ـ زين
العابدين
للدكتور عبد
الحليم محمود ، شيخ الجامع الأزهر.
طبع بالقاهرة.
٢٢٣ ـ زين
العابدين علي بن الحسين عليهالسلام
لعبد العزيز سيد
الأهل.
طبع في دار بيروت
سنة ١٩٥٣ م.
٢٢٤ ـ زين الفتى
في تفسير سورة هل أتى
لأحمد بن محمد بن
علي أبي محمد العاصمي ، من أعلام القرن الخامس.
ترجم له القفطي في
إنباه الرواة ١ / ١٣٣ وقال : «من أهل خراسان ، أديب فاضل ، تميز في النحو والتصريف
، وله مصنفات حسان ... مولده في سنة ٣٧٨».
وله : تفسير سورة
الرحمن ، ألفه قبل هذا الكتاب.
أوله : «وسماته
أصدق السمات ، وأصله أزكى الأصول ، وعقله أصفى
العقول ، ونعته أزهر النعوت ... قال الشيخ الإمام ، زين السنة والإسلام ، وحيد
عصره ، وفريد دهره ، أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي ـ قدس الله روحه ـ أما
بعد ، فقد سألني ...».
نسخة في مكتبة
صاحب العبقات ، في لكهنو بالهند ، وعند الشيخ مهدي
الفقيه الايماني مصورة عنها.
نسخة في مكتبة
ممتاز العلماء ، في لكهنو بالهند.
نسخة المجلد الأول
في مكتبة خاصة بالكاظمية.
حرف السين
٢٢٥ ـ السبعين في
مناقب أمير المؤمنين (عليهالسلام)
للسيد علي بن شهاب
الهمداني الحسيني ، من مشاهير متصوفة القرن الثامن.
وهو سبعون حديثا
مما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من
غرر مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ، جمعها مرسلة وضم إلى كل حديث كلمة من
قصار كلم أمير المؤمنين وحكمه عليهالسلام.
أوله : «الحمد لله
الذي جعل ميامن آثار السيادة إلى سماء السعادة أعلى
وسيلة ...»
والمؤلف هو علي بن
شهاب الدين بن محمد بن علي بن يوسف بن محمد بن محمد
ابن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسن بن حسين بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ولد في ١٢ رجب سنة
٧١٤ ه ، وتوفي سادس ذي الحجة سنة ٧٨٦ ه ،
ترجم له الجامي في نفحات الأنس : ٤٤٧ ، وقال : «طوف البلاد وجال في الآفاق
فأدرك صحبته ألف وأربعمائة من المشايخ والأولياء ...» ثم عدد بعض تصانيفه.
وله ترجمة في كل
من مجالس المؤمنين : ... ، وطرائق الحقائق ٢ / ٦٧٦ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٢٢٥ ،
وأعيان الشيعة ٤٢ / ٣٤ ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : ص ١٥٠.
وقد أفرد الدكتور
محمد رياض ـ من الباكستان ـ كتابا ضخما عن حياة
المؤلف بالفارسية في ٥٤٥ صفحة ، نشره «مركز تحقيقات فارسي إيران وباكستان»
في إسلام آباد ، وطبع في لاهور سنة ١٤٠٥ = ١٩٨٥ ، وتوسع في الحديث عن
جوانب حياته كلها وعدد مؤلفاته وأورد شعره ونثره وضم إليه ست رسائل من
رسائله الفارسية
والعربية ومنها كتابه «السبعين» فقد تحدث عنه في ص ٢٠٥
ونشر نصه فيه من ص ٥٠٣ ـ ٥٢٢.
كما وألف المستشرق
توي فل الألماني كتابا حافلا عن حياة الهمداني هذا
باللغة الألمانية وتحدث فيه عن جوانب حياته ومؤلفاته ومخطوطاته وإلى غير ذلك ،
مطبوع في ألمانيا.
وكتاب «السبعين»
أدرجه السيد محمد بن فلاح المشعشعي الحويزي
ـ المتوفى سنة ٨٧٠ ه ـ في كتابه «كلام المهدي» وعقبه بإلحاقات من عنده.
ولابن فلاح هذا «تكملة
السبعين» جمع فيها سبعين حديثا أخرى في فضائل
أمير المؤمنين عليهالسلام وجعلها تكملة لسبعين الهمداني.
نسخة من التكملة
ضمن مجموعة من رسائل المؤلف في مكتبة السيد المرعشي
العامة في قم ، رقم ٣٨٢٥ ، ذكرت في فهرسها ١٠ / ٢٤٠.
مخطوطات الكتاب :
١ ـ نسخة كتبت سنة
٩٩٩ ه ، في مكتبة الإمام الرضا ـ عليهالسلام ـ في
مشهد ، ضمن المجموعة رقم ١٠٤٥٠ ، وهي مترجمة فيها بالفارسية في خلال السطور.
٢ ـ نسخة من
مخطوطات القرن العاشر ، في مكتبة الوزيري العامة في مدينة
يزد في إيران ، ضمن المجموع رقم ٣٠١ ، وهي أيضا مترجمة بالفارسية.
٣ ـ نسخة في
المكتبة الوطنية في برلين ، رقم ١٤٥٤.
٤ ـ نسخة ضمن
مجموعة كبيرة من رسائل المؤلف ، كتبت في القرن الحادي
عشر ، في المتحف البريطاني ، سجلت هناك باسم «كليات علي بن شهاب
الهمداني» ، وتبدأ في المجموعة بالورقة ٣١٦.
٥ ـ مخطوطة القرن
التاسع ، في مكتبة گنج بخش في كراچي ـ عاصمة الباكستان ـ ، ضمن المجموعة رقم ٥ /
٤٤٠٩.
٦ ـ مخطوطة كتبت
سنة ١٢٦٩ ه بخط جميل رائع ، في مكتبة البرلمان
الإيراني السابق ، رقم ١٧٢ ط.
٧ ـ نسخة في مكتبة
عارف حكمت بالمدينة المنورة ، ضمن مجموعة من رسائل
المؤلف ، برقم ٢٦٧ تصوف.
٨ ـ نسخة عند
الدكتور سيادة ، في أصفهان.
طبعات الكتاب :
نشرته جامعة
أصفهان سنة ١٤٠٢ ه ، بالأفست على مخطوطة الدكتور سيادة
المتقدمة.
وأدرجه الشيخ
سليمان القندوزي الحنفي النقشبندي في كتابه «ينابيع
المودة» في الباب ٥٦ منه ، فطبع بطبعاته في إسلامبول وبيروت والنجف وبمبي
وطهران وقم كما يأتي تحت عنوانه في حرف الياء.
وطبعه الدكتور
محمد رياض ضمن ست رسائل للمؤلف أدرجها في كتابه
في حياة المؤلف من ص ٥٠٣ ـ ٥٢٢ كما أسلفنا الحديث عنه.
٢٢٦ ـ سبل السعادة
وأبوابها بصحة حديث : أنا مدينة العلم وعلي
بابها.
للعلامة المحدث
أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري المغربي ،
نزيل القاهرة وأحد أعلامها ، المتوفى سنة ١٣٨٠ ه.
له ترجمة في معجم
المؤلفين ١٣ / ٣٦٨ ، وأعلام الزركلي ١ / ٢٥٣ ، وفي مقدمة كتابه المطبوع «علي بن
أبي طالب إمام العارفين».
ذكره في آخر كتابه
«فتح الملك العلي بصحة حديث : أنا مدينة العلم
وبابها علي» ، قال : «وقد ذكرت نصوصهم في جزء جمعته قبل هذا ، وسميته : سبل
السعادة وأبوابها بصحة حديث : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ولنا عودة إلى الكلام
عليه في جزء ثالث إن شاء الله تعالى».
وتقدم له في العدد
الأول ، السنة الأولى ، ص ١١ «إبراز الوهم المكنون من
كلام ابن خلدون».
٢٢٧ ـ السبول في
فضائل البتول
لإدريس بن علي
الحمزي اليمني ، المتوفى سنة ٧١٤ ه.
ذكره له في أئمة
اليمن ١ / ٢١٨.
راجع ما يأتي باسم
: السول ...
٢٢٨ ـ سجع الحمام
في حكم الإمام
جمع وضبط وشرح علي
الجندي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ومحمد يوسف المحجوب.
جمعوا فيه ١٨٣٣
كلمة من قصار كلم أمير المؤمنين عليهالسلام وحكمه مع
شرح وجيز ومقدمة ضافية ، وطبع بمصر في مكتبة الإنجلو المصرية عام ١٩٦٧ م.
٢٢٩ ـ سر الشهادة
للمولوي عبد
العزيز بن شاه ولي الله المحدث الدهلوي (١١٥٩ ـ ١٢٣٩).
في فلسفة شهادة
الحسين عليهالسلام ، وتاريخها وقد ترجمه المفتي محمد
ايارخليق الفاروقي إلى اللغة الأردية.
مرآة التصانيف ص
٢١٤ عن تاريخ أدبيات ٢ / ٣٧٩ ، نزهة الخواطر
٧ /
٢٣٠ ـ سعادة
الدارين في حديث الثقلين
لمحمود شكري بن
عبد الله بهاء الدين بن محمود شهاب الدين الآلوسي البغدادي (١٢٧٣ ـ ١٣٤٢).
ألف تلميذه بهجة
الأثري كتابا حافلا في ترجمته طبع باسم «أعلام
العراق» في ٢٤٨ صفحة ، وذكر له كتابه هذا في ص ١٤٣ في عداد مؤلفاته.
أوله : «الحمد لله
منزل الكتاب ، والصلاة والسلام على من أوتي الحكمة
وفصل الخطاب ...».
وأصله بالفارسية
لعبد العزيز بن غلام حكيم الدهلوي الهندي ، المتوفى
سنة ١٢٤٠ ه.
نقله إلى العربية
وأضاف إليه بعض الفوائد وفرغ منه سنة ١٣٣٦ ه.
رتبه على مقدمة
ومقصد وخاتمة في ٤٠ صفحة كما في مقدمة «مختصر
التحفة الاثني عشرية».
نسخة الأصل في
مكتبة مديرية الآثار العراقية في بغداد ، بخط المؤلف ، رقم
٨٨٧٢ ، كما في مجلة المورد البغدادية ، المجلد الرابع ، العدد الأول ، ص ١٧٨.
٢٣١ ـ سمط اللآل
في شعر الآل
للشيخ إسماعيل بن
محمد بن الحسن بن المنصور ـ من ملوك اليمن ـ ، المتوفى سنة ١٠٧٩ ه.
إيضاح المكنون ٢ /
٢٧.
نسخة في المكتبة
الوطنية في باريس ، رقم ٢٤٢٦.
نسخة أخرى فيها
أيضا ، رقم ٣٩٦٩.
نسخة في مكتبة
الجامع الكبير ، في صنعاء باليمن ، بخط نسخي جيد ، كتبت
سنة ١٠٧٨ ، في ٢٠٨ ورقة.
صورها معهد
المخطوطات في ما صور من اليمن عام ١٩٧٤ كما في مجلة المعهد
ج ٢٢ ، العدد الأول ، ص ٣٧.
٢٣٢ ـ سمط اللآل
في شعراء الآل
لمحمد بن الحسن
الطالبي ، المتوفى سنة ١٠٨٠ ه.
نسخة الأصل بخطة ،
تاريخ تأليفه سنة ١٠٧٣ ، في ٢٧٦ ورقة ، في صنعاء
باليمن.
مجلة «المورد» ـ
العراقية ـ المجلد الثالث ، العدد الثاني ، ص ٢٧٩.
نسخة أخرى في
اليمن أيضا ، المورد ، المجلد الأول ، العددان ٣ و ٤ ،
ص ٣٠١.
نسخة في باريس ،
رقم ٢٤٢٦.
نسخة أخرى في
باريس ، رقم ٣٩٦٩.
٢٣٣ ـ سمو المعنى
في سمو الذات ، أو أشعة من حياة الحسين
للشيخ عبد الله
العلايلي.
وهو الحلقة الأولى
من سلسلته في الإمام حسين عليهالسلام.
طبع في بيروت سنة
١٣٥٩.
٢٣٤ ـ السنن عن
أهل البيت
لعبد الباقي بن
قانع بن مرزوق بن واثق أبي الحسين الأموي ـ مولاهم ـ البغدادي (٢٦٥ ـ ٣٥١).
ترجم له الخطيب في
تاريخ بغداد ١١ / ٨٨ وقال : «كان عبد الباقي من أهل العلم والدراية والفهم ، ورأيت
عامة شيوخنا يوثقونه ...».
والذهبي في تذكرة
الحفاظ ٣ / ٨٣٣ وقال : «وكان واسع الرحلة ، كثير الحديث».
قال الشيخ الطوسي
في الفهرست رقم ٥٥٤ : «عبد الباقي بن قانع ، له
كتاب : السنن عن أهل البيت عليهمالسلام ، أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر
الدوري ، عنه».
معالم العلماء رقم
٥٥٢ ، الذريعة ١٢ / ٢٣٨ ، معجم رجال الحديث ٩ / ٢٥٩.
٢٣٥ ـ سواد العين
في رثاء الإمام الحسين
لأبي بكر بن عبد
الرحمان بن محمد بن شهاب الدين العلوي الشافعي الحضرمي الباعلوي ، من آل السقاف ،
توفي في حيدر آباد سنة ١٣٤١ ه.
وهي قصيدة ميمية
رثى بها سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهمالسلام ، أولها :
براءة بر في
براء المحرم
|
|
عن اللهو
والسلوان من كل مسلم
|
فهل خامر
الإيمان قلب امرئ يرى
|
|
لتلك الليالي
لاهيا ضاحك الفم
|
طبع على الحجر في
مطبعة عزيز ، في حيدر آباد الدكن بالهند.
وله كتاب «رشفة
الصادي في مناقب بني النبي الهادي» مطبوع وقد
تقدم.
ترجمته في الأعلام
٢ / ٦٥.
٢٣٦ ـ سواد
العينين في شرف النسبين
لأبي السيادة عفيف
الدين عبد الله بن إبراهيم بن حسن بن محمد أمين بن علي بن ميرغني المتقي الحنفي
المكي الطائفي ، المعروف بالمحجوب ، المتوفى سنة ١٢٠٧ ه.
وتقدم له في العدد
الرابع ، السنة الأولى ، ص ٨٧ ، رقم ١٨٨ «الدرة اليتيمة
في فضائل فاطمة السيدة العظيمة» ، ويأتي له «الفروع الحرية في الأئمة الاثني
عشرية».
ترجم له إسماعيل
باشا في هدية العارفين ١ / ٤٨٦ وذكر مؤلفاته ومنها هذا الثلاثة ، وترجم له الزركلي
في الأعلام ٤ / ٦٤ ، وذكره كحالة في معجم المؤلفين ٦ / ١٦ ، وترجم له الجبرتي في
عجائب الآثار ٢ / ١٤٧ وسرد له نسبا ينتهي إلى الإمام العسكري عليهالسلام!
٢٣٧ ـ كتاب السول
في فضائل [آل] بيت الرسول صلى الله عليه
وآله
لإدريس بن علي بن
عبد الله بن الحسن بن حمزة الشريف الأمير عماد الدين
أبي موسى اليمني الصنعاني الحمزي ، المتوفى سنة ٧١٤ أو ٧١٣ ه.
ترجم له ابن حجر
في الدرر الكامنة ١ / ٣٦٨ وقال : «وكان إماما
لا يجارى ، وعالما لا يبارى».
وترجم له زيارة في
ملحق البدر الطالع ص ٥٢ وقال : «له كتاب في
فضائل فاطمة الزهراء رضياللهعنها».
مصادر الفكر
العربي الإسلامي في اليمن ص ٤١٢ وذكر من كتبه : السبول
[؟] في مناقب فاطمة الزهراء البتول.
هدية العارفين ١ /
١٩٥ ، معجم ما ألف عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ
للدكتور صلاح الدين المنجد ص ٢٢٨.
أقول : ولعل
الجميع واحد ، فقد ذكر في هدية العارفين والمعجم بعنوان
«السول في فضائل بنت الرسول» ، فصحفت «بنت» إلى «بيت».
٢٣٨ ـ سيد شباب
أهل الجنة الحسين بن علي
للأستاذ حسين محمد
يوسف المصري.
طبع في مصر ، في
مطبعة الشعب سنة ١٩٧٣ ، في ٦٠٦ صفحة.
٢٣٩ ـ سيد شباب
أهل الجنة
في حياة الإمام
الحسين عليهالسلام.
لمحمد أحمد عاشور.
فرغ منه ٧ جمادى
الثانية سنة ١٣٩٧ ، وطبعه في القاهرة ، وللمؤلف
تعليقات على كتاب
نهج البلاغة مطبوعة بأسفل الكتاب في القاهرة ـ طبعة مكتبة
الشعب ـ وأعلن عن كتابه هذا وسائر مؤلفاته في آخر كتاب نهج البلاغة من تلك
الطبعة.
٢٤٠ ـ سيد الشهداء
الحسين بن علي عليهالسلام
للشيخ موسى محمد
علي.
طبع مرتين ،
الثانية في بيروت من منشورات عالم الكتب سنة ١٤٠٥ ه.
٢٤١ ـ سيد الشهداء
لأبي الكمال برق
النوشاهي الباكستاني.
ذكر في مرآة
التصانيف ص ٢١٧.
٢٤٢ ـ السيدة زينب
عقيلة بني هاشم
للدكتورة بنت
الشاطئ عائشة بنت عبد الرحمن ، الكاتبة المصرية المعاصرة.
طبع بمصر.
٢٤٣ ـ السيدة
سكينة بنت الحسين
للدكتورة بنت
الشاطئ عائشة بنت عبد الرحمن ، الكاتبة المصرية المعاصرة.
طبع بمصر.
٢٤٤ ـ سيرة الإمام
العاشر علي الهادي عليهالسلام
لعبد الرزاق بن
شاكر البدري الشافعي السامرائي ، المعاصر.
مطبوع بالعراق.
٢٤٥ ـ سيرة علي رضياللهعنه
للقاضي عبد النبي
كوكب الباكستاني.
طبع في لاهور سنة
١٩٧٣ ، ذكره في مرآة التصانيف ص ٢١٧.
٢٤٦ ـ السيف
المسلول على أعداء آل الرسول
للمفتي محمد صاحب
دادخان.
طبع في الباكستان
كما في مرآة التصانيف ص ٢٥٨.
٢٤٧ ـ السيف
المسلول في [حرمة] دفع الصدقة لآل الرسول
لإبراهيم بن حسن
بن حسين بن أحمد بن محمد بن بيريري الحنفي ، المتوفى سنة ١٠٩٩ ه.
إيضاح المكنون ٢ /
٣٦ ، معجم ما ألف عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ص ٢٢٨.
٢٤٨ ـ السيف
المسلول في القطع بنجاة آل الرسول (صلى الله عليه
وآله).
لأحمد فائز بن
السيد محمود بن السيد أحمد بن عبد الصمد الشهرزوري
الكردي البرزنجي (١٢٥٥ ـ ١٣١٥).
وله «خير الأثر في
النصوص الواردة في مدح آل سيد البشر» تركي ، وله
«زبدة الآمال في ترجمة نصوص الآل» تركي أيضا ، وذكرها في هدية العارفين ١ / ١٩٣.
معجم المؤلفين ٢ /
٤٣ ، تاريخ السليمانية ٢٣٦ ، معجم ما ألف عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ للمنجد ص ٢٢٨.
للبحث صلة ...
الدكتور هادي حسن حمودي
سورة النور
* ولا تأخذكم بهما رأفة
في دين الله (٢٤ / ٢).
يقال : رؤوف يرؤف
، رأفة ورآفة ، على فعلة وفعالة : وهي تدل على رقة ورحمة
وقرئت (رآفة) .
* وليشهد عذابهما طائفة (٢٤ / ٢).
يراد به واحد
واثنان وما فوق .
* فاجلدوهم ثمانين جلدة
ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا (٢٤ / ٤).
الاستثناء هاهنا
على ما كان من حق الله ـ جل ثناؤه ـ دون الجلد وهذا مما
يمنع منه الدليل .
* ويدرأ عنها العذاب (٢٤ / ٨).
درأت الشئ : إذا
دفعته .
* والذي تولى كبره (٢٤ / ١١).
__________________
أي : معظم أمره .
* قلتم ما يكون لنا (٢٤ / ١١).
أي ، ما ينبغي لنا
.
* بيوتا غير مسكونة
فيها متاع لكم (٢٤ / ٢٩).
المتعة والمتاع :
المنفعة .
* قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم (٢٤ / ٣٠).
ذكروا أن (من) ـ
هاهنا ـ تبعيضية. وقال آخرون : من هذه تبعيضية لأنهم
أمروا بالغض عما يحرم النظر إليه .
* غير أولي الإربة من
الرجال (٢٤ / ٣١).
المأربه والمأربة
والإربة ، كل ذلك : الحاجة .
* وأنكحوا الأيامى منكم (٢٤ / ٣٢).
الأيامى : مفردها
: الأيم ، وهي : المرأة لا بعل لها ، والرجل لا مرأة له .
* وليستعفف الذين لا
يجدون نكاحا (٢٤ / ٣٣).
إنما أراد ـ والله
أعلم ـ الشئ ينكح به من مهر ونفقة ، وما لا بد للمزوج به منه .
* لا شرقية ولا غربية (٢٤ / ٣٥).
قال أبو عبيدة :
لا شرقية تضحى للشرق ، ولا غربية لا تضحى للشرق لكنها
شرقية غربية يصيبها ذا وذا : الشرق والغرب .
* لم يكد يراها (٢٤ / ٤٠).
__________________
أي : لم يرها ،
ولم يقارب .
* يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار (٢٤ / ٤٣).
الهناء ، والسنا :
يدل على الرفعة إلا أنه لشئ مخصوص ، وهو الضوء .
* والله خلق كل دابة من
ماء ، فمنهم من يمشي على بطنه ، ومنهم من يمشي
على رجلين ، ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير
(٢٤ / ٤٥).
قال : (منهم) تغليبا
لمن يمشي على رجلين وهم بنو آدم .
وقوله ـ جل ثناؤه ـ
(خلق كل دابة من ماء) عام يأتي على الجملة لا يغادر منها
شيئا .
* والقواعد من النساء (٢٤ / ٦٠).
امرأة قاعد : عن
الحيض والأزواج والجمع : القواعد .
* قد يعلم الله الذين
يتسللون منكم لو إذا (٢٤ / ٦٣).
يقال : لاذ به
يلوذ لوذا ، ولاذ لياذا ، وذلك إذا عاذ به من خوف أو طمع ،
ولاوذ لواذا ، وكان المنافقون إذا أراد الواحد منهم مفارقة مجلس رسول الله ، صلى
الله
عليه وآله وسلم ، لاذ بغيره مستترا ثم نهض ، وإنما قال (لواذا) لأنه من لاوذ ،
وجعل
مصدره صحيحا ، ولو كان من لاذ ، لقال : لياذا .
سورة الفرقان
* سعيرا (٢٥ / ١١).
السعير مذكر. ثم
قال :
__________________
* إذا رأتهم من مكان
بعيد (٢٥ / ١٢).
فحمله على النار ،
وهذا باب يترك حكم ظاهر لفظه لأنه محمول على
معناه .
* فقد كذبوكم بما
تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا (٢٥ / ١٩).
الصرف في القرآن :
التوبة .
* إلا أنهم ليأكلون (٢٥ / ٢٠).
زعم ناس أن (اللام)
تقع صلة لا اعتبار بها ، ويزعم أنه اعتبر ذلك من قراءة
بعض القراء : (إلا أنهم ليأكلون) ففتح (أن) وألغى اللام .
* يوم يرون الملائكة لا
بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون : حجرا محجورا
(٢٥ / ٢٢).
يقول المجرمون ذلك
كما كانوا يقولونه في الدنيا . والحجر : الحرام. وكان
الرجل يلقى الرجل يخافه في الأشهر الحرم فيقول : حجرا ، أي حراما ، ومعناه : حرام
عليك أن تنالني بمكروه ، فإذا كان يوم القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب
فيقولون : (حجرا محجورا) فظنوا أن ذلك ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعهم في
الدنيا .
* وقال الرسول : يا رب
إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا (٢٥ / ٣٠).
ولم يقل : هجروا
لأن شأن القوم كان هجران القرآن ، وشأن القرآن عندهم أن
يهجر أبدا ، فذلك قال ـ والله أعلم ـ : (اتخذوا القرآن مهجورا) .
* وقال الذين كفروا
لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة (٢٥ / ٣٢).
أي : مجموعا ،
قولك : أجملت الشئ ، وهذه جملة الشئ ، وأجملته : حصلته
__________________
ثم قال : (كذلك)
أي : كذلك فعلنا ونفعله من التنزيل (صا ١٦٣).
* وأحسن تفسيرا (٢٥ / ٣٣).
قال ابن عباس :
تفصيلا. وأما اشتقاقه فمن الفسر ، أخبرني ، القطان ، عن
المعداني ، عن أبيه ، عن معروف ، عن الليث ، عن الليث ، عن الخليل ، قال : الفسر : البيان ، واشتقاقه من فسر
الطبيب للماء : إذا نظر إليه ، ويقال لذلك : التفسره أيضا .
* وقرونا بين ذلك كثيرا (٢٥ / ٣٨).
القرن : الأمة من
الناس ، والجمع قرون .
* أمطرت مطر السوء (٢٥ / ٤٠).
قال ناس : لا يقال
(أمطر) إلا في العذاب .
* وأنزلنا من السماء
ماء طهورا (٢٥ / ٤٨).
الطهور : الماء ،
وسمعت محمد بن هارون الثقفي يقول : سمعت أحمد بن يحيى
ثعلبا يقول : الطهور : الطاهر في نفسه ، المطهر لغيره .
* قل : ما أسألكم عليه
من أجر إلا من شاء (٢٥ / ٥٧).
(إلا) هاهنا ،
بمعنى : لكن ، وتكون من الذي يسمونه : الاستثناء المنقطع ،
وكان الفراء يقول : استثنى الشئ من الشئ ليس منه على الاختصار .
* يمشون على الأرض هونا (٢٥ / ٦٣).
الهون : السكينة
والوقار .
* إن عذابها كان غراما (٢٥ / ٦٥).
__________________
الغرام : العذاب
اللازم (مق ٤ / ٤١٩).
* والذين إذا أنفقوا لم
يسرفوا ولم يقتروا (٢٥ / ٦٧).
يقال : قتر الرجل
على أهله يقتر ، وأقتر وقتر .
سورة الشعراء
* فظلت أعناقهم لها
خاضعين (٢٦ / ٤).
أعناقهم : أي :
جماعتهم ، ألا ترى أنه قال : خاضعين ، ولو كانت الأعناق. أنفسها لقال : خاضعة أو
خاضعات ، وإلى هذا ذهب أبو زيد . وقال النحويون : لما كانت الأعناق مضافة إليهم رد الفعل
إليهم دونها .
* أن ائت القوم
الظالمين قوم فرعون ألا يتقون (٢٦ / ١٠).
هذا من الحث
والتخصيص ، معناه : إيتهم ومرهم بالاتقاء ، فهو كالأمر .
* إنا رسول رب العالمين (٢٦ / ١٦).
قال أبو عبيدة :
أراد الرسالة .
* وإنا لجميع حاذرون (٢٦ / ٥٦).
قالوا : متأهبون. و
(حذرون) خائفون .
* أن اضرب بعصاك البحر
فانفلق (٢٦ / ٦٣).
أي : فضرب فانفلق
، وهذا من الحذف والاختصار .
* فانفلق فكان كل فرق
كالطود العظيم (٢٦ / ٦٣).
__________________
الفرق : الفلق من
الشئ إذا انفلق . واللام والراء يتعاقبان كما تقول
العرب : فلق الصبح وفرقه .
* قال : هل يسمعونكم إذ
تدعون؟ (٢٦ / ٧٢).
بمعنى : لكم ،
وهذا من إضمار الحروف .
* فإنهم عدو لي إلا رب
العالمين (٢٦ / ٧٧).
العدو ، يقال
للواحد والاثنين والجمع ، وهو يدل على تجاوز في الشئ وتقدم لما
ينبغي أن يقتصر عليه . و (إلا) هاهنا بمعنى : (لكن) وهي من الذي يسمونه
الاستثناء المنقطع . وفيه قلب ، فالأصنام لا تعادي أحدا ، فكأنه قال : فإني
عدو لهم ،
وعداوته لها بغضه إياها وبراءته منها .
* وما علمي بما كانوا
يعملون (٢٦ / ١١٢).
أي : بما يعملون
لأنه قد كان عالما بما عملوه من إيمانهم به ، و (كان) هاهنا ،
زائدة .
* إنما أنت من المسحرين (٢٦ / ١٥٣).
قال قوم : من
المخدوعين. وقال قوم : لك سحر : أي : رئة ، ولا بد لك من
أكل الطعام .
* وزنوا بالقسطاس
المستقيم (٢٦ / ١٨٢).
القسطاس : الميزان
.
* وإنه لتنزيل رب
العالمين ، نزل به الروح الأمين على قلبك ، لتكون من
المنذرين ، بلسان عربي مبين (٢٦ / ١٩٢ ـ ١٩٥).
__________________
هذا وصفه بأبلغ ما
يوصف به الكلام ، وهو : البيان وهذا دليل لقولنا إنه
ليس في كتاب الله ـ تعالى ـ شئ بغير لغة العرب .
* وسيعلم الذين ظلموا (٢٦ / ٢٢٧).
خبر يحتمل معنى
الوعيد .
سورة النمل
* ولى مدبرا ولم يعقب (٢٧ / ١٠).
أي : لم يعطف .
* وجحدوا بها
واستيقنتها أنفسهم (٢٧ / ١٤).
الجحود : ضد
الإقرار. ولا يكون إلا مع علم الجاحد به أنه صحيح ، وما جاء
جاحد بخير قط .
* فهم يوزعون (٢٧ / ١٧ ـ ٨٣ ـ
وكذا فصلت ١٩).
أي : يحبس أولهم
على آخرهم ، ووزعت الرجل عن الأمر : كففته .
* يا أيها النمل ادخلوا
مساكنكم (٢٧ / ١٨).
من سنن العرب أن
تجري الموات وما لا يعقل في بعض الكلام مجرى بني
آدم .
* لأعذبنه عذابا شديدا
أو لأذبحنه (٢٧ / ٢١).
هذا من باب
المحاذاة ، وذلك أن اللامين ـ هاهنا ـ لا ما قسم ، ثم قال
(أو ليأتيني) فليس ذا موضع قسم لأنه عذر للهدهد ، فلم يكن ليقسم على الهدهد أن
__________________
يأتي بعذر ، لكنه
لما جاء به على أثر ما يجوز به القسم أجراه مجراه .
* ألا يسجدوا (٢٧ / ٢٥).
يا : للتنبيه بمعنى : ألا يا هؤلاء اسجدوا ، فلما لم يذكر (هؤلاء) بل
أضمرهم اتصلت (يا) بقوله : اسجدوا فصار كأنه فعل مستقبل . ومثله قول ذي
الرمة.
ألا يا أسلمي يا
دارمي على البلى
|
|
ولا زال منهلا
في جرعائك القطر .
|
* قال : سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين (٢٧ / ٢٧).
المعنى : أم أنت
من الكاذبين ، وهذا من التعويض ، وهو إقامة الكلمة مقام
الكلمة ، فيقيمون الفعل الماضي مقام الراهن .
* فالقه إليهم ثم تول
عنهم فانظر ماذا يرجعون (٢٧ / ٢٨).
معناه : فألقه
إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم ، من التقديم والتأخير .
* إن الملوك إذا دخلوا
قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون
(٢٧ / ٣٤).
فقوله : (وكذلك
يفعلون) من قول الله ـ جل اسمه ـ لا من قوله المرأة وذلك أن
تجئ الكلمة كأنها في الظاهر معها ، وهي في الحقيقة غير متصلة بها .
* بم يرجع المرسلون (٢٧ / ٣٥).
وهذا من الجمع
الذي يراد به الواحد. والمرسلون ، هاهنا ، واحد ، يدل عليه قوله
ـ جل ثناؤه ـ :
* (إرجع إليهم) (٢٧ / ٣٧) .
__________________
* ولقد أرسلنا إلى ثمود
أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون
(٢٧ / ٤٥).
تفسير هذا
الاختصام ما قيل في سورة أخرى : (قال الملأ الذين استكبروا من
قومه للذين استضعفوا أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه) . إلى آخر القصة .
* ما كان لكم أن تنبتوا
شجرتها (٢٧ / ٦٠).
أي : ما قدرتم ،
وكان ـ هاهنا ـ دالة على المضي .
* أيان يبعثون (٢٧ / ٦٥).
أي : متى .
* بل ادارك علمهم في
الآخرة (٢٧ / ٦٦).
أي : لا علم لهم
في الآخرة . ويقولون : تدارك الثريان :
إذا أدرك الثرى
الثاني المطر الأول ، والآية من هذا ، لأن علمهم أدركهم في
الآخرة حين لم ينفعهم .
* قل عسى أن يكون ردف
لكم (٢٧ / ٧٢).
عسى : للقرب
والدنو ، والأفصح أن يكون بعدها (أن) .
سورة القصص
* إن فرعون علا في
الأرض (٢٨ / ٤).
العلو : العظمة
والتجبر ، يقولون : علا الملك في الأرض علوا كبيرا .
* فالتقطه آل فرعون
ليكون لهم عدوا وحزنا (٢٨ / ٨).
__________________
اللام في (ليكون)
لام العاقبة ، فإنهم لم يلتقطوه لذلك ، لكن صارت العاقبة
ذلك .
* وحرمنا عليه المراضع
من قبل (٢٨ / ١٢).
هذا من القلب.
ومعلوم أن التحريم لا يقع إلا على من يلزمه الأمر والنهي ، وإذا
كان كذا فالمعنى : وحرمنا على المراضع أن يرضعنه ، ووجه تحريم إرضاعه عليهن ألا
يقبل رضاعهن حتى يرد إلى أمه .
* فذانك برهانان من ربك (٢٨ / ٣٢).
لم تحذف النون من (فذانك)
، لأنه لو خذفت النون ـ وقد أضيف ـ لذهب
معنى التثنية أصلا ، لأنه لم يكن للتثنية ـ هاهنا ـ علامة إلا النون وحدها ، فإذا
حذفت
أشبهت الواحد لذهاب علامة التثنية .
* فأرسله معي ردءا
يصدقني (٢٨ / ٣٤).
الردء : المعين ،
وفلان ردء فلان ، أي : معينه .
* ويوم القيامة هم من
المقبوحين (٢٨ / ٤٢).
أي : من المبعدين .
* وربك يخلق ما يشاء
ويختار ما كان لهم الخيرة (٢٨ / ٦٨).
رد على قولهم : (ولولا
نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) . و
بيان له .
* ومن رحمته جعل لكم
الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله
(٢٨ / ٧٣).
المعنى : جعل لكم
الليل لتسكنوا فيه ، والنهار لتبتغوا من فضله ، وهذا من جمع
__________________
شيئين في الابتداء
بهما وجمع خبريهما ثم يرد إلى كل مبتدأ به خبره .
سورة العنكبوت
* والذين آمنوا وعملوا
الصالحات لندخلنهم في الصالحين (٢٩ / ٩).
هذا من الحذف
والاختصار (فهاهنا إضمار لأن قائلا لو قال : من عمل
صالحا جعلته في الصالحين ، لم تكن له فائدة ، والاضمار ـ هاهنا ـ لندخلنهم الجنة
في
زمرة الصالحين) .
* وتخلقون إفكا (٢٩ / ١٧).
الخلق : خلق الكذب
، وهو اختلافه واختراعه .
* كيف بدأ الخلق (٢٩ / ١٩).
فالله ـ عز اسمه ـ
المبدئ المعيد ، والبادئ .
* وآتيناه أجره في
الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (٢٩ / ٢٧).
والآخرة دار ثواب
لا عمل ، فهذا مقتص من قوله : (ومن يأته مؤمنا قد عمل
الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى) .
* إلا امرأته كانت من
الغابرين (٢٩ / ٣٣).
غبر : إذا بقي .
* ولا تجادلوا أهل
الكتاب إلا بالتي هي أحسن ، إلا الذين ظلموا (٢٩ / ٤٦).
قوله : إلا الذين
ظلموا ، استثناء منقطع ، فهذا قد انقطع من الأول ، ويجوز أن
يكون على الاستثناء من أوله كأنه قال : إلا الذين ظلموا فجادلوهم بالتي هي أسوأ
من لسان أو يد ، أي : أغلظ ، يريد مشركي العرب .
__________________
* وجعلنا حرما آمنا (٢٩ / ٦٧).
أي : مأمونا فيه .
سورة الروم
* ألم. غلبت الروم في
أدنى الأرض (٣٠ / ١ ـ ٢).
معناها : لقد غلبت
الروم ، إلا أنه لما أضمر (قد) أضمر اللام . والغلبة
واقعة بهم من غيرهم . ثم قال :
* وهم من بعد غلبهم
سيغلبون (٣٠ / ٣).
فأضاف الغلب إليهم
، وإنما كان كذا لأن الغلب وإن كان لغيرهم فهو متصل
بهم لوقوعه بهم .
* بضع سنين (٣٠ / ٤).
البضع : من العدد
، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة ، ويقال : البضع سبعة .
* ثم كان عاقبة الذين
أساؤوا السوأى (٣٠ / ١٠).
سميت النار سوأى ،
لقبح منظرها .
* وكانوا بشركائهم
كافرين (٣٠ / ١٣).
محتمل أن يكونوا
كفروا بها وتبرأوا منها ، ويجوز أن تكون باء السبب كأنه قال :
وكانوا من أجل شركائهم كافرين .
* فهم في روضة يحبرون (٣٠ / ١٥).
الحبرة : الفرح .
__________________
*فسبحان الله حين
تمسون وحين تصبحون (٣٠ / ١٧).
أقام المصدر مقام
الأمر ، والسبحة : الصلاة ، يقولون : سبح سبحة الضحى
فتأويل الآية : سبحوا الله ـ جل ثناؤه ـ فصار في معنى الأمر والإغراء .
* ومن آياته يريكم
البرق (٣٠ / ٢٤).
أي : أن يريكم .
* وهو أهون عليه (٣٠ / ٢٧).
يقولون : إن هذا
من باب (أفعل) في الأوصاف لا يراد به التفضيل .
* فمن يهدي من أضل الله (٣٠ / ٢٩).
ظاهره استخبار ،
والمعنى : لا هادي لمن أضل الله ، والدليل على ذلك قوله في
العطف عليه (وما لهم من ناصرين) .
* كل حزب بما لديهم
فرحون (٣٠ / ٣٢).
الحزب : الطائفة
والجماعة (١٠٠).
* وما آتيتم من زكاة
تريدون وجه الله ، فأولئك هم المضعفون (٣٠ / ٣٩).
قوله (فأولئك هم
المضعفون) تحويل الخطاب من الشاهد إلى الغائب (١٠١).
* ظهر الفساد في البر
والبحر (٣٠ / ٤١).
قال بعض أهل
التأويل : أراد بالبر : البادية ، وبالبحر : الريف (١٠٢).
سورة لقمان
* ولا تصعر خدك للناس (٣١ / ١٦).
__________________
هو من الصيعرية ،
وهو اعتراض البعير في سيره (١٠٣).
* وسخر لكم ما في
السماوات وما في الأرض (٣١ / ٢٠).
نقول : سخر الله ـ
عزوجل ـ الشئ : وذلك إذا
ذلله لأمره وإرادته (١٠٤).
* فقد استمسك بالعروة
الوثقى لا انفصام لها (٣١ / ٢٢).
عرى الإسلام
شرائعه التي يتمسك بها ، كل شريعة عروة. ويقال : إن عروة
الإسلام : بقيته ، كقولهم : بأرض بني فلان عروة ، أي : بقيه من كلا. وهذا عندي
كلام فيه جفاء ، لأن الإسلام باق أبدا (١٠٥).
* وما يجحد بآياتنا إلا
كل ختار كفور (٣١ / ٣٢).
الختار : الغدار (١٠٦).
سورة الأحزاب
* يا أيها النبي اتق
الله ، ولا تطع الكافرين والمنافقين (٣٣ / ١).
الخطاب له صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد الناس جميعا (١٠٧).
* يقولون : إن بيوتنا
عورة وما هي بعورة (٣٣ / ١٣).
قالوا : كأنها
ليست بحريزة ، وجمع العورة : عورات (١٠٨).
* فيطمع الذي في قلبه
مرض (٣٣ / ٢٢).
قالوا : أراد
القهر ، وقد قلنا : المرض : كل شئ خرج به الإنسان عن حد
الصحة (١٠٩).
* ومن يقنت منكن (٣٣ / ٣١).
__________________
من : اسم لمن يعقل
، وتكون في المؤنث ، كما هاهنا ، وفي المذكر (١١٠).
* وقرن في بيوتكن (٣٣ / ٣٣).
قال الأحمر (١١١)
: ليس من الوقار ، إنما هو من الجلوس ، يقال : وقرت أقر ،
وقرا : جلست. قال أبو عبيد : هو عندي من الوقار ، يقال : قر كمال يقال : عد (١١٢).
* واذكرن ما يتلى في
بيوتكن من آيات الله والحكمة (٣٣ / ٣٤).
فآيات الله :
القرآن ، والحكمة : سنته صلىاللهعليهوآلهوسلم (١١٣).
* فما لكم عليهن من عدة
تعتدونها (٣٣ / ٤٩).
أي : تستوفونها
لأنها حق للأزواج على النساء (١١٤).
* وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي (٣٣ / ٥٠).
هذا من الخاص الذي
يتخلل فيقع على شئ دون أشياء (١١٥).
* غير ناظرين إناه (٣٣ / ٥٣).
أنى الشئ : إدراكه
(١١٦).
سورة سبأ
* يا جبال أوبي معه
والطير (٣٤ / ١٠).
التأويل : التسبيح
(١١٧).
* وقدر في السرد (٣٤ / ١١).
السرد : اسم جامع
للدروع وما أشبهها من عمل الحلق. وقالوا : معنى الآية :
ليكن ذلك مقدرا ، لا يكون الثقب ضيقا والمسمار غليظا ، ولا يكون المسمار دقيقا ،
__________________
والثقب واسعا ، بل
يكون على تقدير (١١٨).
* ومزقناهم كل ممزق (٣٤ / ١٩).
وضع (ممزق) بموضع
: تمزيق ـ كالمجرب والتحريب (١١٩).
* حتى إذا فزع عن
قلوبهم (٣٤ / ٢٣).
فزع : إذا أتاه
الفزع ، وفزع عن قلبه إذا أنحى عنه الفزع ، وأراد ـ والله أعلم ـ
أخرج منها الفزع (١٢٠). وفزعت عنه : كشفت عنه الفزع (١٢١).
* وإنا وإياكم لعلى هدى
أو في ضلال مبين (٣٤ / ٢٤).
معناه : وإنا على
هدى ، وإياكم في ضلال ، وهذا من باب جمع شيئين في
الابتداء بهما وجمع خبريهما ، ثم يرد إلى كل مبتدأ به خبره (١٢٢).
* ولو ترى إذ فزعوا فلا
فوت ، وأخذوا من مكان قريب (٣٤ / ٥١).
تأويله ـ والله
أعلم ـ : ولو ترى إذ فزعوا وأخذوا من مكان قريب ، فلا فوت لأن
(لا فوت) يكون بعد الأخذ ، وهذا من التقديم والتأخير (١٢٣).
وإذ ـ هاهنا ـ
بمعنى : إذا (١٢٤).
* وأنى لهم التناوش من
مكان بعيد (٣٤ / ٥٢).
تناوشت : تناولت (١٢٥).
للبحث صلة ...
__________________
التحقيق في نفي التحريف
(٤)
|
|
السيد علي الميلاني
الباب الثاني
أهل السنة والتحريف
إن المعروف من
مذهب أهل السنة هو نفي التحريف عن القرآن الشريف
وبذلك صرحوا في تفاسيرهم وكتبهم في علوم القرآن ، ولا حاجة إلى نقل نصوص
عباراتهم.
لكن الواقع : أن
أحاديث نقصان القرآن الكريم في كتب أهل السنة
كثيرة في العدد ، صحيحة في الإسناد ، واضحة في الدلالة.
أما الكثرة في
العدد ـ والتي اعترف بها بعضهم أيضا كالآلوسي ـ فلا نهابها
ولا نأبه بها من حيث هي مطلقا ، وإنما المشكلة في صحة هذه الأحاديث
ووضوحها في الدلالة ، حتى لو كانت قليلة.
وذلك : لأنها
مخرجة في الكتب الستة المعروفة ب «الصحاح» عندهم ،
والتي ذهب جمهورهم إلى أن جميع ما أخرج فيها مقطوع بصدوره عن النبي الأكرم
صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا سيما كتابي البخاري ومسلم بن الحجاج
النيسابوري ، هذين الكتابين الملقبين ب «الصحيحين» والمبرأين عندهم من كل
شين ، فهي في هذه الكتب ، وفي كتب أخرى تليها في الاعتبار والعظمة يطلقون
عليها اسم «الصحيح» وأخرى يسمونها ب «المسانيد».
ولأنها نصوص ـ
والنص يمتنع حمله أو تأويله على بعض الوجوه ـ فلا طريق
للجمع بينها وبين الأحاديث الأخرى والأدلة النافية لتحريف الكتاب ، كما كان
الحال في أغلب الأحاديث الشيعية في هذا الباب.
وعلى أساس هذين
الأمرين ـ الصحة في السند ، والوضوح في الدلالة ـ قد
ينسب القول بتحريف الكتاب المبين إلا أصحاب تلك الكتب ، ورواة أخبارها
أجمعين ، بل إلى جمهور أهل السنة من السابقين واللاحقين ، وبه صرح بعضهم كما
لا يخفى على من راجع كتبهم.
هذه هي المشكلة ،
المشكلة التي لم تكن في الباب الأول ، أحاديث
صحيحة وصريحة تفيد التحريف والنقصان ، وشبهات حول القرآن.
فهل من حل؟
لا حل إلا الحمل
على النسخ ، أو رفع اليد عن الأمر الأول.
ذهب الأكثر إلى
الأول ، والصحيح هو الثاني ، وبه قال الأقل.
وإليك تفصيل كل
هذه القضايا في فصول :
الفصل الأول
أحاديث التحريف في كتب السنة
قد ذكرنا أن
المعروف من مذهب أهل السنة هو موافقة الشيعة الاثني
عشرية في القول بصيانة القرآن الكريم من التحريف ، فيكون هذا القول هو المتفق
عليه بين المسلمين ، بل نقل ابن حجر العسقلاني ـ وهو من كبار حفاظ أهل السنة ـ
أن الشريف المرتضى الموسوي ـ وهو أحد أعاظم علماء الشيعة وأئمتهم في مختلف
العلوم ـ أنه كان يكفر من يقول بنقصان القرآن.
وإذا كان المعروف
من مذهب أهل السنة ذلك ، فمن اللازم أن يكونوا
قد تأولوا أو أعرضوا عما جاء في كتبهم من الأحاديث الصريحة بوقوع التحريف
وغيره من وجوه الاختلاف في القرآن الكريم عن جماعة كبيرة من أعيان الصحابة
وكبار التابعين ومشاهير العلماء والمحدثين.
والواقع أن تلك
الأحاديث موجودة في أهم أسفار القوم ، وإن شق
الاعتراف بذلك على بعض كتابهم ، وهي كثيرة ـ كما اعترف الآلوسي ـ
وليست بقليلة كما وصفها الرافعي .
هذا مضافا إلى ما
دل على وقوع الخطأ واللحن في القرآن ، والزيادة فيه ،
وتبديل لفظ منه بلفظ آخر.
ولنذكر نماذج مما
رووه عن الصحابة في الزيادة والتبديل ، ثم ما رووه
عنهم في النقيصة ـ وهو موضوع هذا الفصل ـ ثم طرفا مما نقل عن الصحابة من
كلماتهم وأقوالهم في وقوع الخطأ واللحن في القرآن.
الزيادة في القرآن
فمن الزيادة في
القرآن ـ في السور ـ ما اشتهر عن عبد الله بن مسعود وأتباعه
__________________
من زيادة
المعوذتين ، فقد روى أحمد وغيره عن عبد الرحمن بن يزيد : «كان عبد الله
يحك المعوذتين من مصاحفه ، ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله تعالى» وفي
الإتقان : قال ابن حجر في شرح البخاري : «قد صح عن ابن مسعود إنكار
ذلك» .
ومن الزيادة ـ في
ألفاظه ـ : ما رووه عن أبي الدرداء من زيادة «ما خلق»
في قوله تعالى : «وما خلق الذكر والأنثى» ففي البخاري بسنده عن علقمة :
«دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام ، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال :
أفيكم من يقرأ؟ فقلنا : نعم. قال : فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي فقال : إقرأ ، فقرأت :
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى فقال : أنت سمعتها من في
صاحبك؟ قلت : نعم. قال : وأنا سمعتها من في النبي وهؤلاء يأبون علينا» .
وفي رواية مسلم
والترمذي : «أنا والله هكذا سمعت رسول الله ـ صلى
الله عليه وآله ـ يقرأها ، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها : وما خلق ، فلا أتابعهم» .
التبديل في
الألفاظ
ومن التغيير
والتبديل في ألفاظ القرآن ما رووه عن ابن مسعود أنه قد غير
«إني أنا الرزاق ذو القوة المتين» إلى : «إن الله هو الرزاق ...» ففي مسند أحمد
وصحيح الترمذي ، بسندهما عنه ، قال «أقرأني رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ :
«إني أنا الرزاق ذو القوة المتين» قال الترمذي : «هذا حديث حسن
صحيح» .
__________________
وما رووه عن عمر
أنه كان يقرأ : «فامضوا إلى ذكر الله» بدل
«فاسعوا ...» ففي الدر المنثور عن عدة من الحفاظ والأئمة أنهم رووا عن خرشة
ابن الحر ، قال : «رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه : إذا نودي للصلاة
من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فقال : من أملى عليك هذا؟ قلت : أبي
ابن كعب ، قال : إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ ، قرأها ، فامضوا إلى ذكر الله ...» .
نقصان القرآن
وأحاديث نقصان
القرآن منها ما يتعلق بالسور ، ومنها ما يتعلق بالآيات
وأجزائها ، فمن القسم الأول :
أ ـ الأحاديث
الواردة حول نقصان سورة الأحزاب ، ومنها :
١ ـ ما رواه
الحافظ السيوطي ، بقوله : «أخرج عبد الرزاق في المصنف ،
والطيالسي ، وسعيد بن منصور ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن منيع
والنسائي ، والدارقطني في الأفراد ، وابن المنذر ، وابن الأنباري في المصاحف ،
والحاكم ـ وصححه ـ وابن مردويه ، والضياء في المختارة : عن زر ، قال : قال لي
أبي بن كعب : كيف تقرأ سورة الأحزاب ـ أو كم تعدها ـ؟. قلت : ثلاثا وسبعين
آية. فقال أبي : قد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة ولقد
قرأنا فيها : «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز
حكيم» فرفع منها ما رفع .
وروى المتقي عن زر
بن حبيش أيضا ، قال : «قال أبي بن كعب : يا زر :
كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت : ثلاث وسبعين آية. قال : إن كانت لتضاهي
سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة ...» .
__________________
٢ ـ ما رواه
الحافظ السيوطي عن عائشة ، أنها قالت : «كانت سورة
الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مائتي آية ،
فلما كتب
عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن» .
٣ ـ ما رواه
الحافظ السيوطي عن البخاري في تأريخه عن حذيفة قال :
«قرأت سورة الأحزاب على النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ فنسيت منها
سبعين آية ما
وجدتها» .
ويفيد الحديث
الأول المنقول عن أبي بن كعب أنه كان يرى أن الآيات
غير الموجودة من سورة الأحزاب ـ ومنها آية الرجم ـ كانت مما أنزله الله سبحانه
على نبيه ، ومن القرآن حقيقة ، وأنها كانت تقرأ كذلك على عهد رسول الله صلى
الله عليه وآله حتى «رفع منها ما رفع» ، فما معنى هذا الرفع؟ ومتى كان؟
وأما الحديث الثاني المنقول عن عائشة فيتضمن الجواب عن هذا السؤال ،
فإنه يفيد أن المراد من «الرفع» هو «الاسقاط» وأنه كان عندما كتب عثمان
المصاحف.
ب ـ الأحاديث
الواردة حول نقصان سورة التوبة ، ومنها :
١ ـ ما رواه
الحافظ السيوطي بقوله : «أخرج ابن أبي شيبة والطبراني في
الأوسط ، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه ، عن حذيفة ، قال : التي تسمون سورة
التوبة هي سورة العذاب ، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ، ولا تقرأون منها مما
كنا نقرأ إلا ربعها» .
٢ ـ ما رواه
السيوطي أيضا بقوله : «أخرج أبو الشيخ عن حذيفة ، قال : ما
تقرأون ثلثها» .
٣ ـ ما رواه
السيوطي أيضا بقوله : "أخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ
__________________
وابن مردويه ، عن
سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة! قال :
التوبة؟! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا
ذكر فيها» .
٤ ـ وروى مثله عن
عمر بن الخطاب .
فسورة التوبة كانت
في رأي هؤلاء الأصحاب ـ وهم :
١ ـ عبد الله بن
عباس.
٢ ـ حذيفة بن
اليمان.
٣ ـ عمر بن الخطاب.
أضعاف هذا المقدار
الموجود منها.
وقد روى رأي هؤلاء
كبار أئمة الحديث والحفاظ المشاهير من أهل
السنة ، أمثال :
١ ـ ابن أبي شيبة.
٢ ـ الحاكم
النيسابوري.
٣ ـ الطبراني.
٤ ـ ابن مردويه.
٥ ـ ابن المنذر.
ج ـ الأحاديث
الواردة حول سورة كانوا يشبهونها في الطول والشدة بسورة
براءة ، ومنها :
١ ـ ما رواه مسلم
في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، والسيوطي في الدر
المنثور عن مسلم وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي ، عن أبي موسى الأشعري ، أنه
قال لقراء أهل البصرة : «وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة
فنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا
ثالثا ، ولا يملأ جوفه إلا التراب» .
__________________
د ـ الأحاديث
الواردة حول سورة كانوا يشبهونها بإحدى المسبحات ،
ومنها :
ما رواه من ذكرناه
في ذيل الحديث عن أبي موسى حول السورة السابقة
فقد رووا عنه أنه قال : «وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات أولها :
سبح لله ما في السماوات ، فأنسيتها غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لا
تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة».
ه ـ حول سورتي
الخلع والحفد
ذكر الحافظ
السيوطي في الإتقان سورتين سماهما : الحفد والخلع ، وروى أن السورتين كانتا
ثابتتين في مصحف أبي بن كعب ومصحف ابن عباس ، وأن أمير المؤمنين عليهالسلام علمهما عبد الله الغافقي ، وأن عمر بن الخطاب قنت بهما في صلاته
، ... وأن أبا موسى كان يقرأهما .
ولا أثر لهاتين
السورتين في المصحف الموجود.
ومن القسم الثاني
ما ورد :
أ ـ حول آية «الرجم».
الحديث حول آية
الرجم وسقوطها من القرآن الكريم أخرجه الشيعة
والسنة معا في كتبهم الحديثية ، وذكروه في كتب الفقه في أبواب الحدود. فهو
موجود في : «الكافي» و «من لا يحضره الفقيه» و «التهذيب» و «وسائل الشيعة»
من كتب الشيعة ، وفي «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» و «مسند أحمد»
و «موطأ مالك» وغيرها من كتب السنة.
لكن الأصل في
القضية هو (عمر بن الخطاب) ومن قال بمقالته من
الصحابة ، ولذا حمل السيد الخوئي ـ دام ظله ـ ما ورد من طرق الشيعة منه على التقية
.
__________________
فالأمر من طرف
الشيعة مفروغ منه ، وأما مرويات أهل السنة :
١ ـ فقد أخرج
البخاري عن عمر بن الخطاب أنه قال : " إن الله بعث
محمدا بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها
وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ورجمنا بعده ،
فأخشى
إن طال بالناس زمان أن يقول قائل :
والله ما نجد آية
الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله.
ثم إنا كنا نقرأ ـ
فيما نقرأ من كتاب الله ـ : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه
كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو : إن كفرا بكم أن ترغبوا عن
آبائكم ...» .
وأخرج أيضا عنه
قوله :
«إن الله بعث
محمدا ... فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا
أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه البينة» .
وأخرجه مسلم بن
الحجاج أيضا في صحيحه ، وأحمد بن حنبل ـ إمام
الحنابلة ـ في مسنده .
وروى مالك بن أنس ـ
إمام المالكية ـ عن سعيد بن المسيب ـ وهو من
أكابر التابعين ـ عن عمر قوله : «إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل :
لا نجد حدين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ورجمنا. والذي
نفسي بيده : لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها (الشيخ
والشيخة فارجموهما البتة) فإنا قد قرأناها» .
ورواه أيضا أحمد
بن حنبل في مسنده والحافظ جلال الدين السيوطي
__________________
عن عبد الرزاق
وأحمد وابن حبان ـ وسيأتي نصه ـ.
وقال الحافظ
السيوطي أيضا : «وقد أخرج ابن أشته في (المصاحف)
عن الليث بن سعد ، قال : أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد ... وأن عمر
أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده» .
هذا كله عن عمر ،
والمستفاد من الأحاديث أنه كان يعلم بكون آية الرجم
من القرآن ، إلا أنه لم يكتبها لكونه وجده ، فلو شهد بها معه أحد من الصحابة
لكتب ، وبذلك صرح المحدثون ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : «فلم
يلحقها بنص المصحف بشهادته وحده» ولو كانت منسوخة التلاوة لم يجز إلحاقها
به حتى لو شهد معه كل الصحابة.
٢ ـ وأخرج ابن
ماجة عن عائشة ، قالت : «نزلت آية الرجم ورضاعة
الكبير عشرا ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله ـ صلى الله
عليه وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها» .
٣ ـ وأورد الحافظ
جلال الدين عن أبي عبيد بسنده عن أبي أمامة بن
سهل : «أن خالته قالت : لقد أقرأنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ آية الرجم :
الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة» .
٤ ـ وروى الحافظ
السيوطي أيضا عن جماعة من المحدثين الحفاظ عن أبي
ابن كعب : أنه كان يعتقد بأن آية الرجم من القرآن حقيقة ، وقد تقدم نصه في ما
ذكر حول سورة الأحزاب.
نقتصر على هذه
الأحاديث حول «آية الرجم» طلبا للاختصار ، وقد
لوحظ فيها أن جماعة من الصحابة كانوا يصرحون بأنهم قد قرأوا هذه الآية وعقلوها
وحفظوها ، وكان أشدهم إصرارا على ذلك : عمر بن الخطاب ، وهؤلاء هم :
١ ـ عمر بن الخطاب.
__________________
٢ ـ أبي بن كعب.
٣ ـ عائشة بنت أبي
بكر.
٤ ـ خالة أبي
أمامة بن سهل.
بل المفهوم من
حديث عائشة : أن الآية كانت من القرآن حتى بعد وفاة
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ... وسيأتي مزيد كلام في ذلك.
وقد نقلنا هذه
الأحاديث عن :
١ ـ صحيح البخاري.
٢ ـ صحيح مسلم.
٣ ـ مسند أحمد.
٤ ـ الموطأ لمالك.
٥ ـ السنن لابن
ماجة.
٦ ـ الإتقان في
علوم القرآن للحافظ السيوطي.
ب ـ حول آية «الرغبة»
وعن جماعة من
الأصحاب أنه كان من القرآن ـ وقد أسقط فيما أسقط ـ آية : «لا ترغبوا عن آبائكم
فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم» أو نحوه في
اللفظ ، وقد سميناها ب «آية الرغبة» :
١ ـ أخرج البخاري
في (الصحيح) عن عمر بن الخطاب في حديث تقدم
لفظه : ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه
كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم» أو : «إن كفرا بكم أن ترغبوا عن
آبائكم» .
٢ ـ وقال الحافظ
السيوطي : أخرج ابن الضريس عن ابن عباس ، قال :
كنا نقرأ «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم» أو : «إن كفرا بكم أن ترغبوا
عن آبائكم» .
__________________
٣ ـ وقال الحافظ
الجلال السيوطي أيضا : «أخرج الطيالسي وأبو عبيد
والطبراني ، عن عمر بن الخطاب ، قال : كنا نقرأ فيما نقرأ» لا ترغبوا عن آبائكم
فإنه كفر بكم «ثم قال لزيد بن ثابت : أكذلك يا زيد؟ قال : نعم» .
وقد علم من هذه
الأحاديث أن جماعة من الصحابة وهم :
١ ـ عمر بن الخطاب.
٢ ـ عبد الله بن
عباس.
٣ ـ زيد بن ثابت.
كانوا يعتقدون أن «آية
الرغبة» من القرآن الكريم.
وقد نقلنا هذه
الأحاديث عن :
١ ـ البخاري.
٢ ـ الحافظ
السيوطي عن عدة من الحفاظ وهم :
عبد الرزاق بن
همام ، أحمد بن حنبل ، الطبراني ، أبو عبيد ، ابن الضريس ،
الطيالسي ، ابن حبان.
ج ـ حول آية «لو
كان لابن آدم واديان»
١ ـ أخرج مسلم بن
الحجاج في (الصحيح) عن أبي الأسود ، عن أبيه ،
قال :
بعث أبو موسى
الأشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل
قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم
الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا
نشبهها في الطول والشدة ب «براءة» فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : «لو كان
لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا
التراب» .
٢ ـ وقال الحافظ
جلال الدين السيوطي : أخرج أبو عبيد وأحمد ،
__________________
والطبراني في «الأوسط»
، والبيهقي في «شعب الإيمان» ، عن أبي واقد الليثي ،
فقال : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ إذا أوحي إليه
أتيناه فعلمنا مما
أوحي إليه ، قال : فجئت ذات يوم ، فقال : إن الله يقول : «إنا أنزلنا المال لإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون إليه
الثاني ، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم
إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب» .
٣ ـ وقال الحافظ
السيوطي أيضا : أخرج أبو عبيد وأحمد وأبو يعلى
والطبراني ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله ـ : «لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث ، ولا يملأ
بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب» .
٤ ـ وقال الحافظ
السيوطي : أخرج أبو عبيد ، عن جابر بن عبد الله ، قال :
كنا نقرأ «لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا
التراب ويتوب الله على من تاب» .
٥ ـ وقال الحافظ
المذكور أيضا : أخرج البزار وابن الضريس ، عن بريدة ،
قال : سمعت النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقرأ : «لو أن
لابن آدم ...» .
٦ ـ وقال أيضا :
أخرج ابن الأنباري ، عن أبي ذر ، قال : في قراءة أبي بن
كعب : «ابن آدم لو أعطي واديا ...» .
وقال أيضا : أخرج
أحمد والترمذي والحاكم ـ وصححه ـ عن أبي بن
كعب : إن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : إن الله
أمرني أن أقرأ عليك
القرآن ، فقرأ : «لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب» فقرأ فيها : «ولو أن ابن
__________________
آدم سأل واديا من
مال ...» .
وروى هذا الحديث
أيضا ابن الأثير عن الترمذي .
٧ ـ وقال الراغب
الأصبهاني : وأثبت ابن مسعود في مصحفه : «لو كان
لابن آدم واديان من ذهب لابتغى معهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب
ويتوب الله على من تاب» .
نكتفي بهذه
الأحاديث حول هذه الآية ، وصريح الحديث الأول المخرج في
(الصحيح) : أن أبا موسى كان يحفظ سورة من القرآن الكريم بكاملها فنسيها ما خلا
الآية المذكورة.
وقد علمنا من هذه
الأحاديث أن الصحابة التالية أسماؤهم يعتقدون
بكون الآية من القرآن الكريم ، حتى أن ابن مسعود أثبتها في مصحفه ، وكان أبي
ابن كعب يقرؤها ، وقد ذكر أبو واقد أن النبي قد علمه الآية هذه ، وهؤلاء
الصحابة هم :
١ ـ أبو موسى
الأشعري.
٢ ـ أبو واقد
الليثي.
٣ ـ زيد بن أرقم.
٤ ـ جابر بن عبد
الله.
٥ ـ بريدة.
٦ ـ أبي بن كعب.
٧ ـ عبد الله بن
مسعود.
وقد نقلنا هذه
الأحاديث عن :
١ ـ مسلم بن
الحجاج.
٢ ـ ابن الأثير.
__________________
٣ ـ الراغب
الأصبهاني.
٤ ـ الحافظ
السيوطي عن جماعة من كبار الحفاظ ومنهم : ـ
أ ـ الحاكم.
ب ـ أبو يعلى.
ج ـ أحمد بن حنبل.
د ـ الطبراني.
ه ـ البيهقي.
و ـ البزار.
ز ـ الترمذي.
د ـ حول «آية
الجهاد».
روى الحافظ جلال
الدين السيوطي عن المسور بن مخرمة ما نصه :
قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا : «أن جاهدوا كما
جاهدتم أول مرة» فأنا لا أجدها؟ قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن .
في هذا الحديث : إن
اثنين من كبار الصحابة وهما :
١ ـ عمر بن الخطاب.
٢ ـ عبد الرحمن بن
عوف.
كانا يعتقدان : أن
الآية كانت مما أنزل من قبل الله تعالى من القرآن
الكريم.
ثم إن معنى قوله :
«أسقطت ...» أنهما كانا يعتقدان بكونها من القرآن
بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا.
ه ـ حول آية «المتعة».
وهي قوله تعالى : «فما
استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن» ، فقد ورد
__________________
في أحاديث القوم
عن بعض الصحابة أنه كان يقرأ «فما استمتعتم به منهن (إلى
أجل) ...» وأن بعضهم كتبها كذلك في مصحفه ، وعن ابن عباس قوله :
«والله لأنزلها كذلك» وقد صحح الحاكم هذا الحديث عنه في «المستدرك»
من طرق عديدة ، وفي التفسير الكبير : أن أبي بن كعب وابن عباس قرءا
كذلك ، والصحابة ما أنكروا عليهما ، وقال الزمخشري : وعن ابن عباس : هي
محكمة ـ يعني لم تنسخ ـ وكان يقرأ : فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ، ويروى :
أنه رجع عن ذلك عند موته ، وقال : اللهم إني أتوب إليك من قولي بالمتعة ،
وقولي في الصرف .
وقال الحافظ ابن
حجر في تخريجه : «أما رجوعه عن المتعة فرواه الترمذي
بسند ضعيف عنه ، وأما قوله : اللهم إني أتوب إليك من قولي بالمتعة فلم أجده».
وإذا ما لوحظ إلى
ذلك ثبوت مشروعية المتعة وعمل المسلمين بها حتى
زمن عمر بن الخطاب ، حيث نهى عنها وأوعد بالعقاب عليها ، حصل القطع بنزول
الآية كذلك كما تفيد الأحاديث المذكورة ، وأن حذف كلمة «إلى أجل» وقع
بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله.
و ـ حول آية «الصلاة
على النبي صلىاللهعليهوآله».
روى الحافظ جلال
الدين السيوطي عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ
علي أبي ـ وهو ابن ثمانين سنة ـ في مصحف عائشة «إن الله وملائكته يصلون على
النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ـ وعلى الذين يصلون الصفوف
الأول ـ.
قالت : قبل أن
يغير عثمان المصاحف» .
يفيد الحديث : إن
هذه الزيادة كانت مثبتة في مصحف عائشة ، ولا
شك أنها قد سمعت الآية كذلك من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكتبتها
__________________
في مصحفها كما
سمعت ، وبقي المصحف إلى زمن عثمان بن عفان يتلوه الناس
ويتداولونه ، حتى قام عثمان فغير المصاحف وأسقط من الآية هذه الزيادة.
هذا ما يفيده
الحديث ، وهو يدل على أن عائشة والذين كانوا يقرأون
مصحفها ـ ومنهم أبو يونس الذي قرأ الآية على ابنته وهو ابن ثمانين سنين كما
حدثتنا هي ـ كانوا يعتقدون أن الزيادة تلك من القرآن الكريم على حقيقته.
ز ـ حول آية «الشهادة»
أخرج مسلم بن
الحجاج في «الصحيح» عن أبي موسى الأشعري أنه قال ـ في الحديث المتقدم ، فيما
ذكرناه حول سورة كانوا يشبهونها بإحدى المسبحات ـ : «وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها
بإحدى المسبحات فنسيتها غير أني حفظت منها :
يا أيها الذين
آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ـ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ـ»
.
وهذا حديث صحيح
لإخراج مسلم إياه في (صحيحه) ، وهو يفيد أن
أبا موسى الأشعري كان يحفظ سورة طويلة ، وكان يقرؤها ، غير أنه لم يحفظ منها
غير الآية ، وفيها زيادة : «فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة»
وهي غير موجودة في المصحف الموجود.
ح ـ حول آية «ولاية
النبي صلىاللهعليهوآله».
١ ـ قال الحافظ جلال
الدين السيوطي : أخرج الفريابي والحاكم وابن
مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ هذه الآية : «النبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ـ وهو أب لهم ـ وأزواجه أمهاتهم» .
٢ ـ وقال الحافظ
السيوطي أيضا : «أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ،
وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي ، عن مجالد ، قال مر عمر بن الخطاب
بغلام وهو يقرأ في المصحف : «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم
ـ وهو أب لهم ـ».
__________________
فقال : يا غلام
حكها.
فقال : هذا مصحف
أبي بن كعب.
فذهب إليه فسأله
فقال : إنه كان يلهيني القرآن ، ويلهيك الصفق
بالأسواق» .
فزيادة «وهو أب
لهم» ـ بحسب هذين الحديثين ـ كانت من القرآن الكريم
في رأي صحابيين كبيرين هما :
١ ـ عبد الله بن
العباس.
٢ ـ أبي بن كعب.
حتى أن عمر لما
اعترض على أبي أجابه بقوله «إنه كان يلهيني القرآن
ويلهيك الصفق بالأسواق».
ويفيد الحديث أن
مصحف أبي بن كعب كان متلوا بين الناس معتقدين
صحته ومعتمدين عليه ، حتى أن عمر لما قال للغلام : «حكها» قال له : «هذه
مصحف أبي بن كعب».
وقد روى الحافظ
السيوطي ذلك عن جماعة من أعيان الحفاظ وهم :
١ ـ عبد الرزاق بن
همام.
٢ ـ سعيد من منصور.
٣ ـ إسحاق بن
راهويه.
٤ ـ الحاكم
النيسابوري.
٥ ـ الفريابي.
٦ ـ ابن مردويه.
٧ ـ البيهقي.
٨ ـ ابن المنذر.
ط ـ حول آية «الحية».
روى الحافظ جلال
الدين (؟؟؟)
__________________
وصححه ـ من طريق
ابن أبي إدريس عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ : «إذ جعل
الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ـ ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد
الحرام ـ فأنزل الله سكينته على رسوله» فبلغ ذلك عمر ، فاشتد عليه ، فدعا ناسا
من أصحابه ـ فيهم زيد بن ثابت ـ فقال :
من يقرأ منكم سورة
الفتح؟
فقرأ زيد على
قراءتنا اليوم.
فغلظ له عمر ،
فقال : إني أتكلم؟ فقال : تكلم.
قال : لقد علمت
أني كنت أدخل علي النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ويقرؤني وأنت
بالباب ، فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت وإلا لم أقرأ حرفا ما حييت.
قال : بل أقرئ
الناس .
وفي هذا الحديث :
أن عمر بن الخطاب عندما بلغته قراءة أبي اشتد عليه
ثم أغلظ له أمام ناس من الصحابة ، ولكن أبيا خصمه بما قال ، ومعنى ذلك :
أن تلك الزيادة قد تعلمها من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو عندما كان
يقرئ الناس كان يعتقد بأنه يقرؤهم القرآن الكريم كما أنزل على النبي صلى الله
عليه وآله.
ولقد كان لاعتقاده
الراسخ وجزمه برأيه أثره البالغ في نفس عمر ، حتى
قال له بعد أن اشتد عليه وأغلظ له : «بل أقرئ الناس».
وقد روى الحافظ
السيوطي الحديث عن :
١ ـ النسائي.
٢ ـ الحاكم.
وذكر أنّ الحاكم
صحّح الحديث.
ي ـ حول آية «كفى
الله المؤمنين القتال».
__________________
روى الحافظ جلال
الدين السيوطي في تفسير قوله تعالى : «كفى الله
المؤمنين القتال» عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن
مسعود : أنه كان يقرأ الآية هكذا : «كفى الله المؤمنين القتال ـ بعلي بن أبي
طالب ـ» .
وهذا الحديث صريح
في أن عبد الله بن مسعود كان يعتقد أن اسم
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام كان ثابتا في أصل القرآن الكريم ،
وكذلك في بعض روايات الشيعة ، وللآية نظائر كثيرة كما تقدم في (الباب
الأول).
وابن مسعود كان من
أكثر الصحابة تعلما من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وحضورا عنده ، حتى روى أهل السنة عنه صلىاللهعليهوآله ، في
حقه أحاديث كثيرة منها قوله صلىاللهعليهوآله : «تمسكوا بعهد
ابن أم عبد».
ولقد كان مصحفه هو
المصحف الوحيد المعتمد لدى أمة كبيرة من
المسلمين ، وسيأتي أن عثمان بن عفان طلب مصحفه فلم يدفعه إليه ، فأمر بضربه.
وقد روى الحافظ
السيوطي الحديث عن ثلاثة من أئمة الحفاظ وهم :
١ ـ ابن عساكر.
٢ ـ ابن أبي حاتم.
٣ ـ ابن مردويه.
ك ـ حول آية «المحافظة
على الصلوات».
١ ـ ذكر الحافظ ابن
حجر العسقلاني : أنه روى مسلم بن الحجاج وأحمد
ابن حنبل من طريق أبي يونس عن عائشة : إنها أمرته أن يكتب لها مصحفا ، فلما
بلغت : «حافظوا على الصلوات» قال : فأملت علي : «حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ» قالت : سمعتها من رسول الله ـ صلى الله عليه
__________________
وآله ـ .
ورواه مالك بن أنس
أيضا .
٢ ـ وروى مالك عن
عمرو بن نافع قال : كتبت مصحفا لحفصة ،
فقالت : إذا أتيت هذه الآية فآذني ، فأملت علي : «حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ» .
ورواه الحافظ
السيوطي عن عدة من الأئمة والحفاظ .
تفيد هذه الأحاديث
: أن كلمة «وصلاة العصر» كانت ثابتة في
مصحف عائشة وحفصة ، ولو لم تكونا معتقدتين أنها من القرآن حقيقة لما أمرتا
بإثباتها ، ولا سيما حفصة ، حيث أمرت الكاتب أن يؤذنها ببلوغه الآية لتملي عليه.
فما هذا الاهتمام
البالغ من عائشة وحفصة إلا لعلمهما القاطع بأن
«وصلاة العصر» من الآية حقيقة ، وأنها نزلت من الله سبحانه على النبي الكريم
صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ورواة هذه الأحاديث
هم أئمة أهل السنة أمثال :
١ ـ عبد الرزاق بن
همام.
٢ ـ أحمد بن حنبل.
٣ ـ مالك بن أنس.
٤ ـ البخاري.
٥ ـ مسلم بن
الحجاج.
٦ ـ أبو يعلى
الموصلي.
٧ ـ عبد بن حميد.
٨ ـ ابن جرير
الطبري.
٩ ـ ابن أبي داود.
__________________
١٠ ـ البيهقي.
١١ ـ النسائي.
١٢ ـ الترمذي.
١٣ ـ ابن حجر
العسقلاني.
١٤ ـ جلال الدين
السيوطي.
ل ـ حول آية «رضاعة
الكبير عشرا».
أخرج ابن ماجة عن
عائشة قالت : «نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير
عشرا ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها» .
وأخرجه غيره أيضا.
وظاهره أن الآية
كانت مما يتلى ويقرأ من القرآن حتى وفاته صلى الله
عليه وآله ، ومقتضى ذلك أن تذكر الآية في القرآن وتحفظ عند جمعه حتى لو
فرض نسخ حكمها.
م ـ حول آية «يا
أيها الرسول بلغ ...»
قال الحافظ
السيوطي : أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ، قال : كنا نقرأ
على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ «يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من
ربك ـ إن عليا مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
الناس» .
وهذا موجود في كتب
الشيعة من طرقهم ، ولقائل أن يقول : لعل وجود
هذا ونحوه في مصحف ابن مسعود هو السبب في رفض القوم له ، وإصرارهم على
أخذه منه وإعدامه.
ن ـ حول آية «إن
الله اصطفى آدم ...»
__________________
أخرج الثعلبي
بسنده عن أبي وائل قال : «قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود : إن الله اصطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران ـ وآل محمد ـ على العالمين» .
وهذا أيضا مما
رواه الشيعة في كتبهم بطرقهم.
س ـ حول «آيتين
سقطتا من المصحف»
روى الحافظ جلال
الدين السيوطي عن أبي سفيان الكلاعي : أن مسلمة ابن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم
: أخبروني بآيتين من القرآن لم تكتبا في المصحف ، فلم يخبروه ـ وعندهم أبو الكنود
وسعد بن مالك ـ :
قال لي مسلمة : «إن
الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله
بأموالهم وأنفسهم ، ألا أبشروا أنتم المفلحون.
والذين آووهم
ونصروهم وجادلوا عنهم القول الذين غضب الله عليهم ،
أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " .
وظاهر هذا الحديث
: أن مسلمة كان يعتقد بأن الآيتين من آيات القرآن
الحكيم حقيقة ، ولكن سقطتا ولم تكتبا في المصحف.
ولو لم تكن
الآيتان من القرآن العظيم لرد عليه الحاضرون ذلك ، وكان
عذرا لهم في عدم إخبارهم إياه عن الآيتين.
ع ـ حول «عدد حروف
القرآن الكريم»
روى الحافظ
السيوطي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه قال : «لا يقولن أحدكم قد أخذت من
القرآن كله ، وما يدريه ما كله؟! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت منه
ما ظهر» .
وروى الحافظ
المذكور أيضا عن الطبراني عن عمر بن الخطاب أنه قال :
«القرآن ألف ألف (وسبعة وعشرون آلف) حرف» .
__________________
إن المستفاد من
هذين الحديثين هو : ضياع أضعاف هذا القرآن الموجود
بين الناس.
فابن عمر ينهى عن
أن يقول قائل : «قد أخذت من القرآن كله» موضحا
ذلك بقوله : «قد ذهب منه قرآن كثير» ثم يأمر بأن يقول : «قد أخذت منه ما
ظهر» أي : ما بقي.
وأما عمر بن
الخطاب فقد ذكر عدد حروف القرآن الكريم الذي نزل على
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا العدد أكثر بكثير من عدد حروف القرآن
الموجود.
للبحث صلة ...
من التراث الأدبي
المنسي في الأحساء
الشيخ عبد الكريم المتن
الشيخ جعفر الهلالي
تحدثنا في
الحلقتين السابقتين عن اثنين من أدباء وشعراء الأحساء المنسيين ،
وها نحن في هذه الحلقة ـ الثالثة ـ نتناول بالذكر أديبا وشاعرا آخر ، هو : الشيخ
عبد الكريم المتن ، والشاعر المذكور وإن كان من الشعراء المتأخرين الذين عاشوا في
هذا القرن ، وهناك من هو أقدم منه تأريخا ، إلا أننا أحببنا التحدث عنه في هذه
الحلقة لما له من شاعرية فذة وأدب جم ، ولا نجازف إذا قلنا : إنه يأتي في الطبقة
الأولى من شعراء هذا القطر ، بل إنه بشاعريته يحاكي أدباء وشعراء النجف أو
الحلة في هذا القرن ، ولا عجب فقد كان للمدة التي قضاها بين شعراء العراق في
النجف الأشرف الأثر الكبير في صياغته الأدبية هذه ، وقد كانت النجف ولا تزال
ـ رغم المحنة ـ المنبع الصافي الذي ورد منه شعراء هذه الحقبة الزمنية.
ولادته
: ولد شاعرنا
المترجم له في منطقة الجبيل ـ إحدى قرى الأحساء ـ سنة ١٣٠٤ ه.
نشأته
ودراسته : كانت نشأة الشاعر
في الجبيل ـ مسقط رأسه ومسكن أسرته ـ ، وفيها أخذ أوائل تحصيله العلمي على يد
والده الشيخ حسين المتن ، ثم انتقل
إلى النجف الأشرف وهناك حضر بحث حجة الإسلام والمسلمين السيد ناصر
الأحسائي .
__________________
كان المترجم أحد فضلاء
الأحساء ، وهو بالإضافة إلى فضيلته العلمية كان
شاعرا متفوقا كما ذكرنا ، ويمتاز أيضا بقوة الجدل والمناظرة ، خصوصا في علمي
النحو المنطق ، كما أن له يد في علم الفلك.
وفاته
: وافى شاعرنا
الأجل في الأحساء ليلة الجمعة في ١٢ رجب سنة
١٣٧٥ ه ، وقد رثاه جماعة من الأدباء الشعراء ، منهم الشيخ ملا كاظم بن مطر ،
قال :
جر ما بدا لك
أيها الزمن
|
|
فالأمر يدرك سره
الفطن
|
نمسي ونصبح منك
في دجن
|
|
الإرهاق ما برحت
بنا الدجن
|
لين الأفاعي منك
نلمسه
|
|
ولأنت أنت
المركب الخشن
|
صوب الكوارث منك
عارضه
|
|
أبدا على أحرارها
هتن
|
لو كنت تنطق أيا
الزمن
|
|
لأجبت من في حبك
افتتنوا
|
والظرف يكرم إن
يكن حسنا
|
|
مظروفه والعكس
يمتهن
|
وعلى الكرام
أغرت مقتنصا
|
|
عبد الكريم
فطرفهم سخن
|
أهل (الجبيل)
ثكلتم جبلا
|
|
في ظله العافون
كم قطنوا
|
بمعينه وراده
نهلوا
|
|
وبكهفه رواده
أمنوا
|
وانهار عنكم لا
فحسب فقد
|
|
جزعت قرى
وتزعزعت مدن
|
إن أوحشت منه
مساجده
|
|
فله حشى عمارها
وطن
|
شعره
: لقد ضاع أكثر شعر
شاعرنا المترجم له ، شأنه شأن غيره من شعراء
هذه المنطقة للظروف القاسية التي مرت بها ، ولعدم وجود من يهتم لمثل هذا التراث
إلا ما قل ، والذي وقفنا عليه من شعر المترجم له هو ما جمعه أحد أقرباء الشاعر وهو
الحاج الملا طاهر البحراني ، وكان الدافع له هو تذوقه للشعر باعتبار وظيفته وهي
الخطابة الحسينية ، حيث اعتاد خطباء المنبر الحسيني على حفظ الشعر وخصوصا في
__________________
العراق والخليج ،
فقد تيسر للخطيب الملا طاهر البحراني أن يجمع بعض ما وصل إليه
أو وقف عليه من شعر الشاعر ، وهو مصدرنا الوحيد في ما سنذكره من شواهد شعرية
للشاعر ، فهذه قصيدة يرثي بها الشاعر الإمام الحسين عليهالسلام ويشيد فيها بمواقف
أصحابه من شهداء كربلاء ، ويظهر أنه قد ضاع أكثرها ، قال :
سل غالبا ما بال
غلب كماتها
|
|
ذلت وليس الذل
من عاداتها
|
ما للضياغم من
بني عمرو العلى
|
|
قعدت فناح الضيم
في ساحاتها
|
هل كيف تضرع
خدها لطليقها
|
|
وهي التي ما
أضرعت لعداتها
|
أترى عراها
الجبن حاشا عصبة
|
|
ما عصبت بسوى
اللوا جبهاتها
|
ما عذرهم لا شب منهم ناشئ
|
|
إن لم يشبوا في
الوغى شعلاتها
|
وسمت أمية أنفها
في مرفق
|
|
سمة العبيد به
على ساداتها
|
حشدت به أبناء
حرب جندها
|
|
وعلى ابن أحمد
ضيقت فلواتها
|
فهناك صاح بصحبة
فتنادبت
|
|
وتواثبت كالأسد
من غاباتها
|
وتمايلت شوقا
إلى ورد الردى
|
|
بحشاشة أورى
الظما قبساتها
|
صفقت لهم سمر
الرماح وغنت
|
|
البيض الصفاح
فرجعت نغماتها
|
عشقت نفوسهم
الهياج كأنما
|
|
هي غادة تختال
في جلواتها
|
عقدت على البين
النكاح وطلقت
|
|
دون ابن بنت
محمد لذاتها
|
من فوق خيل
كالنعام تخالهم
|
|
أسد العرين
تسنموا صهواتها
|
غلب كماة لو
يغالبها القضا
|
|
لقضى عليه الحتف
لدن قناتها
|
|
|
|
|
|
وقال مشطرا هذين
البيتين لغيره في وقوف نساء الحسين عليهالسلام أمام يزيد بن معاوية في مجلسه :
(أترضى وأنت الثاقب العزم غيرة)
|
|
حرائركم تستامهن
عبيد
|
مربقة الأعناق
في مجلس به
|
|
(يلاحظها حسرى القناع يزيد)
|
(يسب أبوها عند سلب قناعها)
|
|
(ويبتز منها أسور وعقود)
|
يطاف بها الآفاق
فوق هوازل
|
|
(ولا ستر إلا ساعد وزنود)
|
__________________
وقال أيضا مشطرا والأصل لغيره :
(همت لتقضي من توديعه وطرا)
|
|
غداة أمت بها
الأظعان مصرعه
|
فمذ رأته على
جثمانه وقعت
|
|
(وقد أبى سوط شمر أن تودعه)
|
(ففارقته ولكن رأسه معها)
|
|
كالبدر كان
القنا الخطي مطلعه
|
بالرغم منها سرت
عنه مفارقة
|
|
(وغاب عنها ولكن قلبها معه)
|
وقال هذه القصيدة
يذكر فيها أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ ويختمها بمصيبة
الزهراء ـ سلام الله عليها ـ منها قوله :
أيها الغافل لا
نلت نجاحا
|
|
خالف النفس ودع
عنك الملاحا
|
وأفق من سكرة
الغي ولا
|
|
تحسبن الجد من
قولي مزاحا
|
كم تمادى في
الهوى لا ترعوي
|
|
وغراب البين
يدعوك الرواحا
|
كيف لا تقلع عن
معصية
|
|
ونذير الشيب في
المفرق لاحا
|
آذنت فيك
الليالي بالفنا
|
|
ودنا الموت مساء
أو صباحا
|
أنت من فوق مطى
الأيام
|
|
والفلك الأطلس
يحدوك لحاحا
|
فاتخذ زادا من
التقوى وكن
|
|
خافضا لله من ذل
جناحا
|
معرضا عن زهرة
الدنيا فهل
|
|
لفتى يغتر في
الدنيا فلاحا
|
إنها دار غرور
طبعها الغدر
|
|
والمكر فبعدا
وانتزاحا
|
أو لم تسمع بما
قد صنعت
|
|
ببني أحمد لم
تخش افتضاحا
|
شتتهم فرقا
واجترحت
|
|
سيئات تملأ
القلب جراحا
|
صوبت فيهم سهاما
لم تصب
|
|
غير قلب الدين
واستلت صفاحا
|
أظهرت أبناؤها
ما أضمرت
|
|
واستباحوا كل ما
ليس مباحا
|
وقال مؤرخا هدم
قبور البقيع لأئمة أهل البيت عليهمالسلام :
لعمرك ما شاقني
ربرب
|
|
طفقت لتذكاره
أنحب
|
__________________
ولا سح من مقلتي
العقيق ...
|
|
على جيرة فيه قد
طنبوا
|
ولكن شجاني وفت
الحشا
|
|
أعاجيب دهر بنا
يلعب
|
وحسبك من ذاك
هدم القباب
|
|
فذلك عن جوره
يعرب
|
قباب برغم العلى هدمت
|
|
وهيهات ثاراتها
تذهب
|
إلى م معاشر أهل
الإبا
|
|
يصول على الأسد
الثعلب
|
لئن صعب الأمر
في دركها
|
|
فترك الطلاب بها
أصعب
|
أليس كما قال
تأريخه
|
|
(بتهديمها انهدم المذهب)
|
١٣٤٥ ه
نكتفي بهذا القدر
من شعر المترجم له ، ونحيل التحدث عن بقيته إلى
مناسبات أخرى ، وإلى اللقاء مع شاعر آخر في حلقة أخرى إن شاء الله تعالى.
الإجازات عند
علماء الإمامية
إجازة الشيخ حسن الحلي للجوياني
الشيخ محمد السمامي الحائري
بسم الله الرحمن
الرحيم
المجيز :
هو الشيخ عز الدين
أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلي
العاملي المحتد.
قال شيخنا العلامة
الطهراني في الضياء اللامع : ٣٣ ما نصه :
هو الشيخ عز الدين
أبو محمد الحسن ... من تلاميذ الشهيد ، المجاز منه مع جمع
من العلماء في ١٢ شعبان ٧٥٧ ، وصفه الشهيد في الإجازة ب «الشيخ الصالح الورع
الدين البدل ...» لكن ليس فيها ذكر جده خالد ، وكذا هو نفسه أنهى نسبه إلى
جده محمد في إجازته التي كتبها للحسين بن محمد بن الحسن الحموياني عام ٨٠٢
وإنما ذكر جده خالدا صاحب «الرياض» ، ولكن الحر العاملي في القسم الثاني من
«أمل الآمل» ترجمه بعنوان الحسن بن سليمان بن خالد ، فيظهر أن خالدا من
أجداد وإنما نسب إليه على ما هو المتعارف في النسبة ، ثم إن الحر غفل أن يذكره
في القسم الأول مع تصريح الشهيد في الإجازة بكونه عاملي المحتد ، أي الأصل.
وبالجملة هو صاحب «مختصر
بصائر الدرجات» لسعد بن عبد الله مع ضم
أخبار أخر من عدة كتب صرح بأسمائها ، وله أيضا «المحتضر» في تحقيق معاينة
المحتضر للنبي والأئمة ردا على الشيخ المفيد ، وله رسالة في الرجعة ذكرت في
«البحار» ورسالة
في تفضيل الأئمة على الأنبياء والملائكة مختصرة كانت عند
صاحب «رياض العلماء» رد فيها على المفيد في «أوائل المقالات» والطوسي في
«المسائل الحائريات».
ويروي شمس الدين
محمد الجبعي (٨٢٢ ـ ٨٨٦) جد الشيخ البهائي
«الصحيفة السجادية» عن علي بن محمد بن علي بالإجازة عام ٨٥١ ه ، وهو قرأ
الصحيفة على تاج الدين عبد الحميد بن جمال الدين أحمد بن علي الهاشمي الزينبي ،
وهو يرويها عن عز الدين حسن بن سليمان الحلي.
قال الأفندي في
رياض العلماء ١ / ١٩٣ : «هو من أجلة تلامذة شيخنا الشهيد ـ قدسسره ـ ويروي عنه وعن
السيد بهاء الدين علي بن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني وأمثالهما ، وهو
محدث جليل وفقيه نبيل.
وصفه الحسن بن
راشد هكذا : الشيخ الصالح العابد الزاهد ...
وقال شيخنا
المعاصر في أمل الآمل [٢ / ٦٦] : فاضل فقيه ، له مختصر بصائر
الدرجات لسعد بن عبد الله ، يروي عن الشهيد ".
وقد أضاف إلى أصل
البصائر مع الاختصار أخبارا أخر من كتب عديدة ،
ويروي هو عن جماعه أخرى غير الشهيد كالشيخ محمد بن إبراهيم بن محسن بن محسن
المطار آبادي.
وقد نسب إليه
المجلسي في فهرس بحار الأنوار كتاب منتخب بصائر
الدرجات لسعد بن عبد الله بن أبي خلف وينقل عنه ، والظاهر اتحاده مع الأول ،
ومن مؤلفاته أيضا كتاب المحتضر ورسالة في الرجعة ... ومن مؤلفاته أيضا رسالة في
تفضيل الأئمة عليهمالسلام على الأنبياء والملائكة ...
قال العلامة
المجلسي في أول البحار ١ / ١٦ : «وكتاب منتخب البصائر
للشيخ الفاضل ... انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبد الله بن أبي خلف ...».
وقال في الفصل
الثاني من أول البحار ١ / ٣٣ : «وكتاب البياضي وابن
سليمان كلها صالحة للاعتماد ، ومؤلفاهما من العلماء الأنجاد ، وتظهر منها غاية
المتانة
والسداد».
وقد ذكر العلامة
الخونساري نص الإجازة في ضمن ترجمته في كتاب
الروضات ٢ / ٢٩٣ ، ويقول : «وقد رأيت هذه الإجازة».
ولادته ووفاته :
لم تذكر في كتب
التراجم ولادة المترجم ووفاته وإنما ذكر كحالة وفاته
في معجم المؤلفين (في رجب) ولم يذكر السنة ، وما رأيت هذا في كتب التراجم ،
والذي يستفاد من هذه الإجازة أن وفاته كانت ، بعد تاريخ الإجازة أي بعد الثالث
والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ٨٠٢ ه.
وله ترجمة في معجم
رجال الحديث ٤ / ٣٥١ ، أعيان الشيعة ٥ / ١٠٦ ، أمل الآمل : ٢ / ٦٦ ، تنقيح المقال ١
/ ٢٨٣ ، معجم المؤلفين ٣ / ٢٨٨ ، فقهاء الفيحاء ١ / ٢٢٩ ، الذريعة ١ / ١٧٢.
المجاز :
هو الشيخ عز الدين
حسين بن محمد بن الحسن الجوياني ، ذكر شيخنا الطهراني
في الضياء اللامع : ٥٠ ، أنه تلميذ الشيخ حسن بن سليمان (المجيز) ولم يذكر أكثر من
هذا ، وذكر الإجازة في الذريعة ١ / ١٧٢ برقم ٨٦٦ ، وفي روضات الجنات ٢ / ٢٩٣.
كتب المجاز (عز
الدين حسين بن محمد الجوياني) كتاب «الخصال» ـ تأليف
الشيخ الصدوق ـ وأتم الجزء الأول منه في يوم الأربعاء ٢٥ ذي القعدة سنة ٨٠١ ، ثم
قرأ هذه النسخة على شيخه (حسن بن سليمان بن محمد الحلي) وقابلها وصححها (توجد في هامشها
علامات التصحيح والبلاغ) ، وبعد المقابلة والتصحيح كتب المجيز في بداية
الجزء الثاني من كتاب «الخصال» هذه الإجازة في ٢٢ محرم سنة ٨٠٢ ه.
والنسخة تقع في
١٩٥ ورقة ، باختلاف السطور ، بحجم ٥ / ٢٦ * ١٧ سم ، تحتفظ بها مكتبة
آية الله العظمى المرعشي العامة في قم ، برقم ٤٢٧٥.
تمتاز هذه الإجازة
بذكر السند ، وإليك تراجم المشايخ المذكورين في هذه
الإجازة بصورة موجزة :
١ ـ الشيخ الشهيد
محمد بن مكي الشامي ، ولد بجزين سنة ٧٣٤ ه ،
وارتحل إلى العراق أوان بلوغه ثم كتب إليه علي بن مؤيد ـ ملك خراسان ـ كتابا
يطلب منه النزول
إلى خراسان فلم يتمكن من ذلك وألف له «اللمعة الدمشقية»
وبعثه إليه ، وله مؤلفات كثيرة ، استشهد في دمشق يوم الخميس ٩ جمادى الأولى
٧٨٦ ، له ترجمة في مقدمة شرح اللمعة بصورة مبسوطة ، وفي عدة كتب من التراجم
يروي عن عميد الدين عبد المطلب الأعرج الحسيني.
٢ ـ عميد الدين
أبو عبد الله بن عبد المطلب بن محمد بن علي الأعرج الحسيني ،
ابن أخت العلامة الحلي والمجاز منه ، ولد في ليلة النصف من شعبان ٦٨١ ، وتوفي
ببغداد في ١٠ شعبان ٧٥٤ ، ودفن بالنجف ، أجاز الشهيد في سنة ٧٥١ ، ويروي
عن جده أبي الحسن علي بن الأعرج ، له ترجمة في فقهاء الفيحاء : ٢٤٣ ، والحقائق
الراهنة ... ، وغيره.
٣ ـ علي بن محمد
بن أحمد بن علي الأعرج الحسيني الحلي ، ذكره شيخنا
الطهراني في الحقائق الراهنة : ١٤٦ ، ووصفه بالشيخ العالم الشاعر النسابة الأديب
فخر الدين ... وأنه توفي في ٥ شهر رمضان ٧٠٢ (والجدير بالذكر أن اليعقوبي لم
يذكره في البابليات) وهو يروي عن عبد الحميد بن فخار الموسوي.
٤ ـ جلال الدين
عبد الحميد بن فخار بن سعد بن فخار الموسوي الحائري
النسابة ، هو أستاذ غياث الدين عبد الكريم بن طاووس ، وهو يروي عن مجد الدين
علي بن الحسن الغريفي ، وعن يحيى بن محمد بن فرج السوراوي ، توفي بعد سنة
٦٨٢ كما ذكره شيخنا الطهراني في الأنوار الساطعة : ٨٧ ، وهو يروي عن أبي علي
فخار الموسوي الحائري.
٥ ـ شرف الدين أبو
علي فخار بن معد بن فخار بن أحمد العلوي الموسوي
الحائري ـ قال في أمل الآمل ٢ / ٢١٤ : «كان عالما فاضلا أديبا محدثا ، له كتب منها
:
الرد على الذاهب إلى تكفير أبي طالب» توفي في سنة ٦٣٠ كما ذكره شيخنا
الطهراني في الأنوار الساطعة : ١٢٩ ، يروي عن محمد بن إدريس الحلي.
٦ ـ محمد بن منصور
بن أحمد بن إدريس العجلي الحلي ، الشهير بابن إدريس ،
ولد حدود ٥٤٣ ، درس في الحلة ، وبرع في الفقه ، قال الشيخ منتجب الدين في
فهرسته : «شاهدته بحلة ... وله مؤلفات كثيرة أشهرها السرائر» توفي في ١٨ شوال
٥٩٨ ، يروي عن
حسين بن رطبة السوراوي " (الثقات العيون : ٢٩٠).
٧ ـ حسين بن هبة
الله بن رطبة السوراوي ، قال الشيخ منتجب الدين في
الفهرست : ٥٢ : «فقيه صالح ، وكان يروي عن الشيخ أبي علي الطوسي ، توفي بعد
محرم الحرام سنة ٥٦٠ لأنه سمع تلميذه عنه كتاب سليم بن قيس في الحائر
[الحسيني] في محرم الحرام سنة ٥٦٠» ذكره شيخنا الطهراني في الثقات العيون :
٨٣.
٨ ـ الحسن بن محمد
بن الحسن الطوسي [أبو علي] من مشاهير الفقهاء ، تتلمذ
على والده شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ، وتلمذ عليه جمع كثير كما جاء في الفهرست
ـ للشيخ منتجب الدين ـ أجازه والده في سنة ٤٥٥ مع أبي الوفاء عبد الجبار بن
عبد الله الرازي والحسن بن الحسين بن بابويه وغيره ، توفي بعد ٥١٥ كما في الثقات
العيون : ٦٦.
٩ ـ شيخ الطائفة
أبو الحسن محمد بن الحسن الطوسي ، أشهر من أن يذكر ،
ولد في شهر رمضان ٣٨٥ ، وتوفي في ٤٦٠ ، وله مؤلفات كثيرة في علوم مختلفة
كالفقه والأصول والحديث والرجال والتفسير والكلام وغيرها ، تتلمذ على الشيخ
المفيد أبي عبد الله محمد بن النعمان والشريف المرتضى ويروي عنهم.
١٠ ـ أبو عبد الله
محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، المكنى بأبي عبد الله ،
والمعروف بابن المعلم ، ولد في سنة ٣٣٨ ، انتهت إليه رئاسة الشيعة في وقته ، وكان
مقدما في العلم وصناعة الكلام والفقه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر
الجواب ، له أكثر من مائة وسبعين كتابا ورسالة ومسألة وجواب في علوم شتى ،
توفي في ٢ شهر رمضان ٤١٣ في بغداد وصلى عليه الشريف المرتضى.
١١ ـ الشيخ الصدوق
ـ أبو جعفر محمد بن أبي الحسن علي بن بابويه القمي ،
ولد قبل سنة ٣١١ في قم ، وتعلم بها ، ثم سافر إلى نيسابور وبغداد والكوفة لتحصيل
الحديث ، وصنف أكثر من ٢١٤ كتاب ورسالة أشهرها «من لا يحضره الفقيه» ،
توفي في الري سنة ٣٨١ ودفن بها.
تنبيه :
قد وقع تصحيف واشتباه
في ذكر ترجمة المجيز والمجاز
١ ـ جاء في أمل
الآمل الطبعة الجديدة
٢ / ٦٦ : «الحسن
بن سليمان بن خالد الحلبي» ونقل عنه في معجم رجال الحديث ٤ / ٣٥١ برقم ٢٨٤٨ (الحلبي)
، والصحيح «الحلي» كما أثبتناه.
٢ ـ ذكر شيخنا
الطهراني في الضياء اللامع : «الحسين بن محمد بن الحسن
الحموياني» والصحيح «الجوياني» كما تراه في الإجازة.
٣ ـ نسب صديقنا
العلامة السيد أحمد الحسيني كتاب «بصائر الدرجات في «فهرس مكتبة آية الله المرعشي ١١ / ٢٧٦» لحسن بن سليمان الحلي ، والصحيح
أن «بصائر الدرجات» لسعد بن عبد الله ، وله «مختصر بصائر الدرجات».
كما وذكر في ذيل
الإجازة في نفس المجلد قسم المصورات «إجازة شيخ
حسن بن سليمان الصفار» والصحيح أن الصفار ليس له أي انتساب إلى المجيز ،
وللشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين بن فروخ الصفار القمي ـ المتوفى سنة ٢٩٠ ـ
كتاب «بصائر الدرجات» فلاحظ.

الحمد لله وحده ،
والصلاة على نبيه محمد الذي لا نبي بعده ، وعلى عترته
الطاهرين وذريته الأكرمين.
وبعد : فإن الشيخ
الصالح العالم الموفق عز الدين حسين بن محمد بن الحسن
الجوياني ـ ختم الله له بالحسنى ـ قرأ علي الجزء الأول من كتاب «الخصال» تصنيف
الشيخ الفاضل السعيد المرحوم محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه
القمي ، من أوله إلى آخره ، وأذنت له في روايته عني ، عن شيخي الشيخ الفقيه
العالم الشهيد ولي آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي
،
عن شيخه السيد عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني ، عن جده السيد
فخر الدين أبي الحسن علي ، عن شيخه السيد عبد الحميد بن فخار ، عن السيد أبي علي
فخار ، عن شيخه محمد بن إدريس ، عن الحسين بن رطبة السوراوي ، عن الشيخ أبي
علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ، عن والده ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد
ابن النعمان ، عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه ـ رحمهالله ـ.
فليروه عني لما
شاء كيف شاء بهذا الطريق وبغيرها من طرقي إلى مصنفه
رحمهالله ، نفعه الله بما كتب وقرأ وفقه للعمل بما علم ، وأنا أطلب
منه أن يدعو لي
عنه قراءته له ونشر علمه والإفادة به ، فقد روي في الحديث : «من دعا لأخيه
المؤمن نودي من العرش : لك مائة ألف ضعف».
وكتب عبد الله حسن
بن سليمان بن محمد في الثالث والعشرين من شهر
محرم الحرام سنة اثنتين وثمانمائة هجرية ، والحمد لله وحده.
من ذخائر التراث
ترجمة الحسين ومقتله
عليهالسلام
من القسم غير
المطبوع من
كتاب
الطبقات الكبير
لابن سعد
ترجمة الحسين ومقتله
عليهالسلام
لابن سعد
|
|
السيد عبد العزيز الطباطبائي
ابن سعد
وكتابه «الطبقات» الكبير
ابن سعد هو أبو
عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري ، نزيل بغداد
(١٦٨ ـ ٢٣٠) وهو أشهر من أن يعرف به.
وكتابه «الطبقات»
الكبير لعله أشهر منه إذ هو السبب في شهرة مؤلفه
فيقال : ابن سعد صاحب كتاب «الطبقات».
وقد طبعه المستشرق
سخاو الهولندي وثلة من زملائه المستشرقين في ليدن ،
من سنة ١٩٠٤ إلى سنة ١٩١٧ ، في ثمان مجلدات ، وطبعوا له فهارس في مجلد من
سنة ١٩٢١ إلى سنة ١٩٢٨.
ثم أعيد طبعه
بالأفست في كل من طهران وبيروت ، كما أعيد طبعه من
جديد في كل من القاهرة وبيروت ، كل ذلك اعتمادا على الطبعة الأولى
الأوروبية الناقصة دون مراجعة مخطوطاتها المتوفرة فالمخطوطات التي حصل عليها
المستشرقون واعتمدوها في الطبع كان بها نقص في طبقات الصحابة وفي طبقات
التابعين من أهل المدينة ، ثم حقق الأستاذ زياد محمد منصور القسم المتمم لتابعي
__________________
أهل المدينة وطبع
في بيروت من منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة
١٤٠٣ = ١٩٨٣.
وكنت وجدت في
رحلتي إلى تركيا عام ١٣٩٧ أجزاء من الكتاب
من مخطوطات القرن السابع وهي عشرة أجزاء في خزانة السلطان أحمد الثالث في
مكتبة طوپ قپوسراي في إسلامبول ، رقم ٢٨٣٥ ، وصفت في فهرسها للمخطوطات
العربية ج ٣ ص ٤٨٢ ـ ٤٨٥ ، وهي المجلد الأول إلى الحادي عشر ، ما عدا الثاني
والعاشر ، ويبدأ بالطبقة الخامسة من الكوفيين ، ثم المجلد الأخير في النساء .
جاء في المجلد
السابع ، الورقة ٢٤٥ ب : آخر الطبقة الرابعة وهي آخر
طبقات الأكابر من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ورضياللهعنهم.
يتلوها الطبقة الخامسة
وهم الذين توفي النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهم
أحداث الأسنان رضياللهعنهم أجمعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
وسلم كثيرا.
بسم الله الرحمن
الرحيم ، وصلى الله عليه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الطبقة الخامسة :
في من قبض رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهم أحداث
الأسنان ولم
يغز منهم أحد مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد حفظ عامتهم
ما حدثوا به
عنه ، ومنهم من أدركه ورآه ولم يحدث عنه شيئا.
عبد الله بن
العباس (١٨ ورقة).
عبيد الله بن
العباس.
قثم بن العباس.
معبد بن العباس.
ثمام بن العباس.
وجاء في نهايته ،
في الورقة ٢٦٦ ب : آخر الجزء السابع من كتاب الطبقات الكبير لأبي عبد الله محمد بن
سعد
__________________
كاتب الواقدي رحمة
الله عليه.
يتلوه إن شاء الله
في الجزء الثامن الحسن بن علي عليهماالسلام.
الحمد لله وجده
وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلامه.
الجزء الثامن
أوله ترجمة الحسن
ثم الحسين (عليهماالسلام) ، ثم عبد الله بن جعفر ، ثم
عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، ثم في الورقة ٨٢ ب عبد الله بن الزبير بن
العوام ،
ثم في الورقة ١١٢ ب عبد الله بن زمعة ، ثم عبد الرحمان بن أزهر ، ثم عبد الله بن
مكمل ، ثم المسور بن مخرمة ...
آخرهم عبد الله بن
صياد ففي الورقة ١٤٥ : آخر الطبقة الخامسة وهي آخر
طبقات أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تتلوها طبقة
التابعين.
١٤٥ ب : الطبقة
الأولى من أهل المدينة من التابعين بعد أصحاب رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ...
يبدأ المجلد
الثامن منها بترجمة الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام ما
يستوعب ٧٤ ورقة ، فصورت عليه ثم نسخته بيدي ، ثم قمت بتحقيقه لينشر هذا
القسم بمفرده ، ثم شاء الله أن يتأخر هذه الفترة وكان المقدر أن يرى النور من
خلال نشرة «تراثنا» وحيث كنا على أبواب عاشوراء الحسين رأينا أن نقدم ترجمته
عليهالسلام ثم نتبعه بترجمة الحسن عليهالسلام بعده ، وسنعود إلى الكلام عن
الكتاب هناك بشكل أوسع مما هنا ، ومن الله نستمد العون وهو ولي التوفيق.
|
عبد العزيز الطباطبائي
٢٢ ذو القعدة
سنة ١٤٠٧
|
__________________





الحسين بن علي رضياللهعنهما
ابن علي بن أبي
طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
ويكنى أبا عبد
الله.
وأمه فاطمة بنت
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأمها خديجة بنت
خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
علقت فاطمة رضياللهعنها بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة
سنة ثلاث من الهجرة ، فكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة .
وولد الحسين في
ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة .
فولد الحسين :
علي الأكبر ، قتل
مع أبيه بالطف ، لا بقية له.
وأمه آمنة بنت أبي
مرة بن عروة بن مسعود بن معتب ، من ثقيف ، وأمها
ابنة أي سفيان بن حرب ، وفيها يقول حسان بن ثابت :
طافت بنا شمس
النهار ومن رأى
|
|
من الناس شمسا
بالعشاء تطوف
|
أبو أمها أوفى
قريش بذمة
|
|
وأعمامها إما
سألت ثقيف
|
[٣٢ / ب] وعلي الأصغر ، له العقب من ولد الحسين ، وأمه أم ولد ،
وأخوه لأمه عبد الله بن زييد مولى الحسين بن علي ، وهم ينزلون ينبع.
وجعفرا ، لا بقية
له ، وأمه السلافة امرأة من بلى بن عمرو بن الحاف
ابن قضاعة.
__________________
وفاطمة ، وأمها أم
إسحاق بنت طلحة بن عبيد بن عثمان بن عمرو بن
كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وعبد الله ، قتل
مع أبيه.
وسكينة ، وأمها
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر
ابن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن
زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.
وفي الرباب وسكينة
يقول الحسين بن علي رضياللهعنهما :
لعمرك إنني لأحب
دارا
|
|
تصيفها سكينة
والرباب
|
أحبهما وأبذل
بعد مالي
|
|
وليس للائمي
فيها عتاب
|
ولست لهم وإن
عتبوا مطيعا
|
|
حياتي أو يغيبني
التراب
|
١٩١ ـ قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال
: حدثنا سفيان الثوري ، عن
عاصم بن عبيد الله ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال :
رأيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أذن في أذني
الحسين جميعا بالصلاة.
١٩٢ ـ قال :
أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي ، قال : حدثنا
حاتم بن أبي صغيرة ، عن سماك : إن أم الفضل امرأة العباس قالت : [٣٣ / أ] يا
رسول الله ، رأيت في ما يرى النائم كأن عضوا من أعضائك في بيتي؟! فقال : خيرا
رأيت ، تلد فاطمة غلاما فترضعينه بلبان ابنك قثم.
قال : فولدت
الحسين فكفلته أم الفضل ، قالت : فأتيت به رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فهو ينزيه
ويقبله إذ بال على رسول الله ـ صلى الله عليه
__________________
وسلم ـ ، فقال :
يا أم الفضل ، أمسكي ابني فقد بال علي.
قالت : فأخذته
فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ بلت عليه!
فلما بكى الصبي
قال : يا أم الفضل ، آذيتني في بني أبكيتيه ، قالت : ثم دعا بماء فحدره عليه حدرا
وقال : إذا كان غلاما فاحدروه حدرا ، وإذا كانت
جارية فاغسلوه غسلا.
١٩٣ ـ قال :
أخبرنا مالك بن إسماعيل ، عن شريك ، عن سماك ، عن
قابوس ، عن أم الفضل ، قالت :
لما ولد الحسين بن
علي قلت : يا رسول الله ، أعطنيه ـ أو ادفعه ـ إلي فلأكفله وأرضعه بلبن قثم ، ففعل
فأتيته به فوضعه على صدره فبال عليه فأصاب
إزاره فقلت : أعطني إزارك أغسله ، فقال : إنما يصب على بول الغلام ويغسل بول
الجارية.
١٩٤ ـ قال أخرنا
عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن
__________________
قتادة ، عن محمد
بن علي أبي جعفر.
عن أم الفضل [٣٣ /
ب] أنها أتت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالحسين
ابن علي فوضعته في حجره فبال.
قالت : فذهبت
لآخذه فقال : لا تزرمي ابني فإن بول الغلام ينضح ـ أو :
يرش ، شك سعيد ـ وبول الجارية يغسل.
١٩٥ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن
سماك ، عن قابوس بن المخارق ، عن لبابة بنت الحارث ، قالت :
كان الحسين بن علي في حجر رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فبال
عليه فقلت : البس ثوبا وأعطني إزارك أغسله ، فقال : إنما يغسل من بول الأنثى
وينضح من بول الذكر.
١٩٦ ـ قال :
أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف عن رجل أن أم
الفضل امرأة العباس جاءت بالحسين وهو صبي يرضع فأخذه رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ يقبله ووضعه في حجره ، فبينا هو في حجره إذ بال ، قال : فكأن رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تأذى به فدفعه
إلى أم الفضل ، فخفقته خفقة بيدها!
وقالت : أي كذا وكذا أبلت على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ؟! فقال
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : مهلا ، لقد
أوجع قلبي ما فعلت به ، ثم دعا بماء
فأتبعه بوله وقال : اتبعوه من بول الغلام واغسلوه من بول الجارية.
١٩٧ ـ قال :
أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن ابن أبي ليلى ، عن عيسى بن
__________________
عبد الرحمان ، عن
عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال :
كنا جلوسا [٣٤ / أ]
عند النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذ أتاه الحسن
أو الحسين يحبو فوضعه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على صدره ،
فبينما هو يحدثنا إذ بال على صدره فقمنا لنأخذه ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ابني ، ابني ،
ثم دعا بماء فصبه على مباله.
١٩٨ ـ قال :
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : حدثني أبي ، قال :
وأخبرنا عفان بن مسلم وسعيد بن منصور ، قالا ، حدثنا مهدي بن ميمون جميعا ،
عن محمد بن أبي يعقوب ، عن ابن أبي نعم ، قال :
سمعت رجلا سأل ابن
عمر عن دم البعوض يكون في ثوبه؟ فقال : ممن
أنت؟ فقال : من أهل العراق ، قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد
قتلوا ابن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ!!
وقد سمعت رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول للحسن
والحسين : هما ريحاني من الدنيا.
١٩٩ ـ قال :
أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمان
__________________
ابن سابط ، عن
جابر بن عبد الله ، قال :
دخل حسين بن علي
من باب بني فلان فقال جابر : من سره أن ينظر إلى
رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ، فأشهد أني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يقوله.
٢٠٠ ـ قال :
أخبرنا أبو أسامة ، عن عوف بن أي جميلة ، عن أبي المعذل
عطية الطفاوي ، عن أبيه ، قال :
أخبرتني أم سلمة ،
قالت : بينا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذات
[٣٤ / ب] يوم في بيتي إذ جاءت الخادم فقالت : علي وفاطمة بالسدة ، فقال لي :
تنحي عن أهل بيتي ، فتنحيت في ناحية البيت فدخل علي وفاطمة ومعهما حسن
وحسين وهما صبيان صغيران ، فأخذ حسنا وحسينا فأجلسهما في حجره وأخذ عليا
فاحتضنه إليه وأخذ فاطمة بيده الأخرى فاحتضنهما وقبلهما وأغدف عليهم خميصة
سوداء ، ثم قال : اللهم إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي.
فقالت أم سلمة ،
فقلت : وأنا يا رسول الله؟ قال : وأنت .
٢٠١ ـ قال :
أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا موسى بن يعقوب
الزمعي ، قال : حدثني هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب ، قال أخبرتني أم
__________________
سلمة أن رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جمع فاطمة وحسنا
وحسينا ثم أدخلهم
تحت ثوبه ، ثم جأر إلى الله فقال : رب هؤلاء أهلي.
قالت أم سلمة :
فقلت : يا رسول الله أدخلني معهم ، فقال : إنك من
أهلي .
٢٠٢ ـ قال :
أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن أبي بكر
بن زيد بن المهاجر ، قال : أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال ، قال : أخبرني حسن بن
أسامة بن زيد بن حارثة ، قال : أخبرني أبي أسامة بن زيد ، قال :
طرقت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذات ليلة لبعض
الحاجة ، فخرج
إلي وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو؟
فلما فرغت من
حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف
__________________
فإذا حسن وحسين [٣٥
/ أ] على وركيه.
فقال : هذان ابناي
وابنا ابنتي ، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما ،
اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما ، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما.
٢٠٣ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ، قالا : حدثنا
كامل أبو العلاء ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : صلى بنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صلاة العشاء
فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذهما بيده
فوضعهما وضعا رفيقا فإذا عاد عادا ، حتى إذا صلى صلاته وضع واحدا على فخذ والآخر
على الفخذ الأخرى فقمت إليه فقلت : يا رسول الله ألا
أذهب بهما؟ قال : لا.
قال فبرقت برقة ،
فقال : إلحقا بأمكما ، فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا.
٢٠٤ ـ قال :
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن محمد بن
موسى ، عن عون بن محمد ، [عن أبيه ،] عن أمه ، عن جدتها ، عن فاطمة أن رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أتاها يوما فقال
: أين ابناي؟ ـ يعني حسنا وحسينا ـ
فقالت : أصبحا وليس في بيتنا شئ يذوقه ذائق ، فقال علي : أذهب بهما فإني
أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب إلى فلان اليهودي.
__________________
فتوجه إليه النبي ـ
صلىاللهعليهوسلم ـ فوجدهما يلعبان
في شربة ، بين
أيديهما فضل من تمر ، فقال : يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد عليهما الحر؟
فقال علي : أصبحنا
[٣٥ / ب] وليس في بيتنا شئ فلو جلست حتى أجمع
لفاطمة تمرات ، فجلس رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعلي ينزع
لليهودي دلوا
بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر ، فجعله في حجزته ثم أقبل فحمل رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أحدهما وعلي
الآخر حتى قلبهما.
٢٠٥ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا علي بن صالح ، عن
عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا أرادوا أن يمنعوهما
أشار إليهم أن دعوهما ، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره ثم قال : من أحبني
فليحب هذين.
٢٠٦ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سالم الحذاء ، عن
__________________
الحسن بن سالم بن
أبي الجعد ، قال : سمعت أبا حازم يحدث أبي عشر مرار أو أكثر عن أبي هريرة ، عن
النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، قال : من أحب
الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.
٢٠٧ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي
الجحاف ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من أحبهما فقد
أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ـ يعني الحسن والحسين ـ.
٢٠٨ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا وهيب بن خالد ، قال :
أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن [٣٦ / أ] أبي راشد.
__________________
عن يعلى العامري
أنه خرج مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى
طعام دعوا له فاستنتل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمام القوم ،
قال : فإذا
حسين مع الغلمان يلاعبهم.
قال : فأراد رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يأخذه ، قال
: فطفق
الصبي يفر هاهنا مرة ، وهاهنا مرة ، وجعل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يضاحكه حتى أخذه
فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ووضع فاه على فيه فقبله.
قال : فقال : حسين
مني وأنا منه ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط.
٢٠٩ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري ، قال : جاء حسين
وحسين يستبقان إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فضمهما إليه
وقال : الولد مبخلة مجبنة ، وإن آخر وطأة وطئها الله بوج .
٢١٠ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي ، قالا
__________________
حدثنا مهدي بن
ميمون ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن ابن سعد مولى الحسن
بن علي ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، قال : سجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
ـ في صلاة فجاءه الحسن أو الحسين ـ قال مهدي : وأكبر ظني أنه حسين ـ فركب عنقه وهو
ساجد ، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر [٣٦ / ب] فلما قضى صلاته
قالوا : يا رسول الله لقد أطلت من السجود حتى ظننا
أنه قد حدث أمر؟ قال : إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى قضى حاجته.
٢١١ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، قال :
حدثنا يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعيم ،
عن أبي سعيد
الخدري ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
٢١٢ ـ قال :
أخبرنا يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وأبو عامر العقدي ،
قالوا : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ،
قال : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يعوذ الحسن
والحسين وهما صبيان
__________________
فقال : هاتوا ابني
حتى أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق فضمهما إلى صدره ثم قال :
أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة. ويقول : هكذا كان
إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق.
٢١٣ ـ قال :
أخبرنا حجاج بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن ذكوان الجهضمي
ـ أخو الحسن ـ ، عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم عن علقمة ، عن عبد الله بن
مسعود أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان قاعدا في
ناس من أصحابه فمر به
الحسن والحسين وهما صبيان فقال : هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه
إسماعيل [٣٧ / أ] وإسحاق فضمهما إلى صدره ثم قال : أعيذكما بكلمات الله
التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة.
قال : وكان
إبراهيم يقرأ مع هؤلاء الكلمات فاتحة الكتاب.
وقال منصور : عوذ
بها فإنها تنفع من العين ومن كل وجع ولدغة وقال :
اكتبها.
٢١٤ ـ قال :
أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن الأزرق بن
قيس ، قال :
قدم على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أسقف نجران
والعاقب ، قال :
فعرض عليهما رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الإسلام ، فقالا
: إنا كنا مسلمين
قبلك! قال : كذبتما ، إنه منع منكما الإسلام ثلاث ، قولكما : اتخذ الله ولدا!
وأكلكما لحم الخنزير ، وسجودكما للصنم!
فقالا : فمن أبو
عيسى؟! فما درى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما يرد عليهما
حتى أنزل الله تبارك وتعالى : «إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال
له كن فيكون ...» إلى قوله : «إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله
لهو العزيز الحكيم».
قال : فدعاهما
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى الملاعنة
وأخذ بيد
فاطمة والحسن والحسين ، وقال : هؤلاء بني.
__________________
قال : فخلا أحدهما
بالآخر فقال : لا تلاعنه فإنه إن كان نبيا فلا بقية.
قال : فجاءا فقالا
: لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك ، فهل من
ثالثة؟ قال : نعم ، الجزية ، فأقرا بها ورجعا [٣٧ / ب].
٢١٥ ـ قال :
أخبرنا محمد بن حميد العبدي ، عن معمر ، عن قتادة ، قال :
لما أراد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يباهل أهل
نجران أخذ بيد حسن
وحسين وقال لفاطمة : اتبعينا فلما رأى ذلك أعداء الله رجعوا.
٢١٦ ـ قال :
أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، قال :
حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : جعل عمر بن الخطاب عطاء الحسن
والحسين مثل عطاء أبيهما رضياللهعنه.
٢١٧ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني موسى بن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض
العطاء أحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما برسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف.
٢١٨ ـ قال : حدثنا
خالد بن مخلد وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس ،
قالا : حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال :
قدم على عمر حلل
من اليمن ، فكسا الناس فراحوا في الحلل ، وهو بين
القبر والمنبر جالس والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون.
فخرج الحسن
والحسين ابنا علي من بيت أمهما فاطمة بنت رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتخطيان الناس ،
وكان بيت فاطمة في جوف المسجد
ليس عليهما من تلك الحلل شئ! وعمر قاطب صار بين عينه ، ثم قال : والله ما
هنأني ما [٣٨ / أ] كسوتكم ، قالوا : لم يا أمير المؤمنين؟ كسوت رعيتك
__________________
وأحسنت ، قال : من
أجل الغلامين يتخطيان الناس ليس عليهما منها شئ ، كبرت
عنهما وصغرا عنها.
ثم كتب إلى صاحب
اليمن أن ابعث إلي بحلتين لحسن وحسين وعجل ،
فبعث إليه بحلتين فكساهما .
٢١٩ ـ قال :
أخبرنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال :
حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عبيد بن حنين ، عن حسين بن علي ، قال :
صعدت إلى عمر بن الخطاب المنبر ، فقلت له : إنزل عن منبر أبي واصعد منبر
أبيك ، قال : فقال لي : إن أبي لم يكن له منبر فأقعدني معه ، فلما نزل ذهب بي إلى
منزله فقال : أي بني من علمك هذا؟ قال : قلت : ما علمنيه أحد ، قال : أي بني
لو جعلت تأتينا وتغشانا!
قال : فجئت يوما
وهو خال بمعاوية ، وابن عمر بالباب لم يؤذن له ،
فرجعت فلقيني بعد فقال لي : يا بني لم أرك أتيتنا؟ قال : قلت : قد جئت وأنت
خال بمعاوية فرأيت ابن عمر رجع فرجعت ، قال : أنت أحق بالإذن من عبد الله بن
عمر ، إنما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله ، ثم أنتم ، قال : ووضع يده على رأسه.
٢٢٠ ـ قال :
أخبرنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ،
عن العيزار بن حريث ، قال : بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى
__________________
الحسين بن علي
مقبلا ، فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.
٢٢١ ـ فقال [٣٨ /
ب] أبو إسحاق : بلغني أن رجلا جاء إلى عمرو بن
العاص وهو جالس في ظل الكعبة فقال : علي رقبة من ولد إسماعيل؟ فقال : ما
أعلمها إلا الحسن والحسين.
٢٢٢ ـ قال :
أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن كثير العبدي ، قالا : حدثنا
إبراهيم بن نافع ، عن عمرو بن دينار ، قال : كان الرجل إذا أتى ابن عمر فقال :
إن علي رقبة من بني إسماعيل؟ قال : عليك بالحسن والحسين.
٢٢٣ ـ قال :
أخبرنا كثير بن هشام ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي
المهزم ، قال : كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة فجئ بجنازة رجل فجعله بينه
وبين المرأة فصلى عليهما ، فلما أقبلنا أعيا الحسين فقعد في الطريق ، فجعل أبو
هريرة
ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه ، فقال الحسين : يا با هريرة وأنت تفعل
هذا؟!
قال أبو هريرة :
دعني ، فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على
رقابهم.
٢٢٤ ـ قال :
أخبرنا عارم بن الفضل ، قال : حدثني مهدي بن ميمون ،
قال : حدثنا محمد بن أبي يعقوب الضبي ، أن معاوية بن أبي سفيان كان يلقى الحسين
فيقول : مرحبا وأهلا بابن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويأمر له
بثلاثمائة ألف.
٢٢٥ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا قطري الخشاب ـ مولى
__________________
طارق ـ ، قال :
حدثنا مدرك ـ أبو زياد ـ ، قال :
كنا في حيطان ابن
عباس فجاء ابن عباس وحسن وحسين فطافوا في
البستان فنظروا ثم جاءوا [٣٩ / أ] إلى ساقية فجلسوا على شاطئها ، فقال لي
حسن : يا مدرك ، أعندك غذاء؟ قلت : قد خبزنا ، قال : إيت به ، قال : فجئته
بخبز وشئ من ملح جريش وطاقتين بقل فأكل ، ثم قال : يا مدرك ، ما أطيب
هذا!
ثم أتى بغذائه
وكان كثير الطعام طيبه ، فقال : يا مدرك ، اجمع لي غلمان
البستان ، قال : فقدم إليهم فأكلوا ولم يأكل ، فقلت : ألا تأكل؟! قال : ذاك
كان أشهى عندي من هذا.
ثم قاموا فتوضؤوا
ثم قدمت دابة الحسن فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه.
ثم جئ بدابة
الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه ، فلما
مضينا قلت : أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوي عليهما؟!
فقال : يا لكع ،
أتدري من هذان؟! هذان ابنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوليس هذا مما أنعم
الله علي به أن أمسك لهما وأسوي عليهما؟!
٢٢٦ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي
إسحاق عن رزين بن عبيد ، قال : شهدت ابن عباس وأتاه علي بن حسين فقال :
مرحبا بابن الحبيب.
٢٢٧ ـ قال :
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن
عمير بن إسحاق ، قال :
كان مروان أميرا
علينا ست سنين فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر ، ثم عزل ، فاستعمل سعيد بن العاص
سنتين فكان لا يسبه ، ثم عزل ، وأعيد مروان
__________________
فكان يسبه.
فقيل : يا حسن ،
ألا تسمع ما يقول هذا؟! فجعل لا يرد [٣٩ / ب]
شيئا.
قال : وكان الحسن
يجئ يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ فيقعد فيها فإذا قضيت الخطبة خرج فصلى ثم رجع إلى أهله.
قال : فلم يرض
بذلك حتى أهداه له في بيته ، قال : فأنا لعنده إذ قيل :
فلان بالباب ، قال : إئذن له ، فوالله إني لأظنه قد جاء بشر ، فأذن له فدخل فقال :
يا حسن ، إني قد جئتك من عند سلطان وجئتك بعزمه ، قال : تكلم.
قال : أرسل مروان
بعلي وبعلي وبعلي وبك وبك وبك وما وجدت
مثلك إلا مثل البغلة! يقال لها : من أبوك؟ فتقول : أمي الفرس.
قال : ارجع إليه
فقل له : إني والله لا أمحو عنك شيئا مما قلت بأن
أسبك ولكن موعدي وموعدك الله ، فإن كنت صادقا فجزاك الله بصدقك ،
وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة ، وقد كرم الله جدي أن يكون مثله ـ أو قال :
مثلي ـ مثل البغلة.
فخرج الرجل فلما
كان في الحجرة لقي الحسين فقال له : يا فلان ، ما
جئت به؟ قال : جئت برسالة وقد أبلغتها ، فقال : والله لتخبرني ما جئت [به] أو
لآمرن بك فلتضربن حتى لا تدري متى رفع عنك ، فقال : ارجع ، فرجع فلما رآه
الحسن قال : أرسله ، قال : إني لا أستطيع ، قال : لم؟ قال : إني قد حلفت ، قال :
قد لج فأخبره ، فقال : أكل فلان بظر أمه إن لم يبلغه عني ما أقول.
قل له : بك وبأبيك
وبقومك ، وإيه بيني وبينك أن تمسك [٤٠ / أ]
منكبيك من لعنه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : فقال :
وزاد .
٢٢٨ ـ قال :
أخبرنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله بن الوليد
__________________
الوصافي ، عن عبد
الله بن عبيد بن عمير ، قال : حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه
تقاد معه.
٢٢٩ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه أن الحسين بن علي حج ماشيا وأن نجائبه تقاد إلى جنبه.
٢٣٠ ـ قال :
أخبرنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال :
أخبرني العلاء أنه سمع محمد بن علي بن حسين يقول : كان حسين بن علي يمشي
إلى الحج ودوابه تقاد ورأه.
٢٣١ ـ قال :
أخبرنا الوليد بن عقبة الطحان ، قال : أخبرنا سفيان ، قال :
كان الحسين بن علي إذا أراد أن يدخل الحمام أتى الحيرة ، يعني أنهم ليست لهم
حرمة.
٢٣٢ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال :
أخبرنا عطاء بن السائب ،
عن أبي يحيى ، قال : كنت بين الحسن بن علي والحسين ومروان بن
الحكم ، والحسين يساب مروان ، فجعل الحسن ينهى الحسين حتى قال مروان :
__________________
إنكم أهل بيت
ملعونون!!.
قال : فغضب الحسن
وقال : ويلك قلت أهل بيت ملعونين ، فوالله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت
في صلبه.
٢٣٣ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا ابن أبي غنية ،
[٤٠ / ب] عن يحيى بن سالم الموصلي ، عن مولى الحسين بن علي ، قال :
كنت مع الحسين بن
علي فمر بباب فاستسقى ، فخرجت إليه جارية بقدح
مفضض! فجعل ينزع الفضة فيرمي بها إليها ، قال : اذهبي بها إلى أهلك ، ثم
شرب.
٢٣٤ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا حسن بن صالح ، عن
عبد الله بن عطاء ،
عن أبي جعفر ، قال
: كان الحسن والحسين يعتقان عن علي.
٢٣٥ ـ قال :
أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي ، قال : أخبرنا سهل بن
شعيب ، عن قنان النهمي ، عن جعيد همدان ، قال : أتيت الحسين بن علي وعلى صدره
سكينة بنت حسين ، فقال : يا أخت كلب خذي ابنتك عني.
فساءلني فقال :
أخبرني عن شباب العرب أو عن العرب ، قال : قلت :
__________________
أصحاب جلاهقات ومجالس! قال : فأخبرني عن الموالي ، قال : قلت : آكل ربا
أو حريص على الدنيا ، قال : فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله إنهما
للصنفان
اللذان كنا نتحدث أن الله تبارك وتعالى يتنصر بهما لدينه.
يا جعيد همدان ،
الناس أربعة : فمنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم
من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وخلاق وذلك أفضل الناس ،
ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق وذاك شر الناس.
٢٣٦ ـ قال :
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا زهير بن
معاوية ، [٤١ / أ] قال : حدثنا عمار بن معاوية الدهني ، قال : حدثني أبو سعيد
قال :
رأيت الحسن
والحسين يصليان مع الإمام العصر ثم أتيا الحجر واستلماه
ثم طافا أسبوعا وصليا ركعتين.
فقال الناس : هذان
ابنا بنت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فحطمهما
الناس حتى لم يستطيعا أن يمضيا ومعهما رجل من الركانات فأخذ الحسين بيد
الركاني ورد الناس عن الحسن وكان يجله ،
وما رأيتهما مرا
بالركن الذي يلي الحجر من جانب الحجر إلا استلماه ،
قال : قلت لأبي
سعيد : فلعلهما بقي عليهما بقية من أسبوع قطعته الصلاة؟
قال : لا ، بل طافا أسبوعا تاما.
٢٣٧ ـ قال :
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ، قال : حدثنا مسلم
ابن خالد ، عن عمرو بن دينار ، قال : رأيت حسنا وحسينا يطوفان بعد العصر
ويصليان.
٢٣٨ ـ قال :
أخبرنا طلق بن غنام النخعي ، قال : حدثنا شريك وقيس
__________________
عن عمار الدهني ،
عن مسلم البطين ،
عن حسين بن علي
أنه كان يدهن عند الإحرام بالزيت ويدهن أصحابه
بالدهن الطيب.
٢٣٩ ـ قال :
أخبرنا شبابة بن سوار ، قال : أخبرني بسام ، قال : سألت
أبا جعفر عن الصلاة خلف بني أمية؟ فقال : صل خلفهم فإنا نصلي خلفهم ، قال :
قلت : يا باجعفر ، إن الناس [يقولون] إن هذا منكم تقية؟
فقال : قد كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان يبتدران [٤١ / ب] الصف ، وإن كان
الحسين ليسبه وهو على المنبر حتى ينزل ، أفتقية هذه؟! .
ذكر دعاء الحسين رضياللهعنه
٢٤٠ ـ قال :
أخبرنا سعيد بن منصور ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن
منصور ، عن محمد بن أبي محمد البصري ، قال : كان الحسين بن علي يقول في وتره :
اللهم إنك ترى ولا
ترى ، وأنت بالمنظر الأعلى ، وإن لك الآخرة والأولى ،
وإنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى.
٢٤١ ـ قال :
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ، قال : حدثنا مسلم بن
خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال :
جاء رجل من أهل
مصر إلى حسن وحسين يوم عرفة فسألهما عن صيام يوم عرفة فوجد حسينا صائما ووجد حسنا
مفطرا وقالا : كل ذلك حسن.
٢٤٢ ـ قال :
أخبرنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا زهير ، عن جابر ، عن
محمد بن علي ، قال : كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان ويعتدان بالصلاة معه .
٢٤٣ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن عثمان بن عثمان ، عن رجل من
__________________
آل أبي رافع ، عن
أبيه ، عن أبي رافع ، قال : كان علي بن أبي طالب يقول : إنا أهل بيت فينا ركنات ،
منها رضاي بالحكمين! وابني هذا ـ يعني الحسن ـ سيخرج
من هذا الأمر ، وأشبه أهلي بي الحسين.
٢٤٤ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض [٤٢ / أ] بن
جعدبة ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال :
مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة ، فقالوا : الغداء ، فنزل وقال : إن
الله لا يحب المتكبرين ، فتغدى ، ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني ، قالوا : نعم ،
فمضى بهم إلى منزله فقال للرباب : أخرجي ما كنت تدخرين.
٢٤٥ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن محمد بن عمر العبدي ، عن أبي
سعيد الكلبي ، قال : قال معاوية لرجل من قريش : إذا دخلت مسجد رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فرأيت حلقة فيها
قوم كأن على رؤوسهم الطير فتلك
حلقة أبي عبد الله مؤتزرا على أنصاف ساقيه ليس فيها من الهزيلا شئ.
٢٤٦ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن جويرية بن أسماء ، قال : خطب
معاوية بن أبي سفيان ابنة عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية ، فشاور عبد الله
حسينا فقال : أتزوجه وسيوفهم تقطر من دمائنا؟! ضمها إلى ابن أخيك القاسم
ابن محمد.
قال : إن علي دينا
، قال : دونك البغيبغة فاقض منها دينك فقد علمت
ما كان يصنع فيها عمك ، فزوجها من القاسم.
__________________
ووفد عبد الله [على]
معاوية فباعه البغيبغة بألف بألف ، وكتب معاوية
إلى مروان بحزها ، فركب مروان ليقبضها فوجد الحسين واقفا على الشعب ، وقال :
من شاء فليدخله ، والله لا يدخله أحد إلا وضعت فيه سهما.
فرجع [٤٢ / ب]
مروان وكتب إلى معاوية ، فكتب إليه معاوية : أعرض
عنها ، وسوغ المال عبد الله بن جعفر.
فلما هلك معاوية
وقتل الحسين أخذ يزيد بن معاوية البغيبغة ، فلما
هلك يزيد ردها ابن الزبير على آل أبي طالب ، فلما قتل ابن الزبير ردها
عبد الملك على آل معاوية ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز ردها على ولد علي ، فلما
ولي يزيد بن عبد الملك قبضها ودفعها إلى آل معاوية ، حتى ولي الوليد بن يزيد بن
عبد الملك فقال : ارتفعوا إلى القاضي.
٢٤٧ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت
المسور وغسان بن عبد الحميد ، عن جعفر بن عبد الرحمن بن مسور ، عن أبيه ،
عن المسور أن معاوية كتب إلى مروان : زوج يزيد بن ابنة عبد الله بن
جعفر واقض عنه دينه خمسين ألف دينار وصله بعشرة آلاف دينار.
فقال عبد الله بن
جعفر : ما أقطع أمرا دون الحسين ، فشاوره ، فقال : اجعل
أمرها إلي ، ففعل واجتمعوا فقال مروان : إن أمير المؤمنين أحب أن يزيد القرابة
لطفا والحق عظما وأن يتلافى صلاح هذه الحيين بالصهر ، وقد كان من أبي جعفر
في إجابة أمير المؤمنين ما حسن فيه رأيه وولي أمرها خالها وليس عند حسين
خلاف على أمير المؤمنين.
فتكلم حسين وقال :
إن الله رفع بالاسلام الخسيسة وأتم الناقصة
[٤٣ / أ] وأذهب اللؤم ، فلا لؤم على مسلم ، وإن القرابة التي عظم الله حقها قرابتنا
، وقد زوجت هذه الجارية من هو أقرب نسبا وألطف سببا ، القاسم بن محمد بن جعفر.
فقال مروان :
أغدرا يا بني هاشم؟! وقال لعبد الله بن جعفر : يا بن
جعفر ، ما هذه أيادي أمير المؤمنين عندك! قال : قد أعلمتك أني لا أقطع أمرا فيها
دون خالها.
فقال حسين :
نشدتكم الله أتعلمون أن الحسن خطب عائشة بنت عثمان
فولوك أمرها ، فلما صرنا في مثل هذا المجلس قلت : قد بدا لي أن أزوجها عبد الله
ابن الزبير؟! هل كان هذا يا با عبد الرحمن؟ ـ يعني المسور بن مخرمة ـ فقال : اللهم
نعم ، فقال مروان : إنما ألوم عبد الله ، فأما حسين فوغر الصدر! فقال مسور : لا
تحمل
على القوم ، فالذي صنعوا أوصل ، وصلوا رحما ووضعوا كريمتهم حيث أحبوا.
٢٤٨ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض بن جعدبة ، عن
عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، قال :
خطب سعيد بن العاس
أم كلثوم بنت علي بعد عمر! وبعث إليها بمائة ألف ، فدخل عليها الحسين فشاورته ،
فقال : لا تزوجيه ، فأرسلت إلى الحسن ، فقال : أنا أزوجه ، فاتعدوا لذلك وحضر
الحسن وأتاهم سعيد ومن معه ، فقال
سعيد : أين أبو عبد الله؟ قال الحسن : أكفيك دونه ، قال : فلعل أبا [٤٣ / ب]
عبد الله كره هذا يابا محمد؟ قال : قد كان وأكفيك ، قال : إذا لا أدخل في شئ
يكرهه ، ورجع ولم يعرض في المال ولم يأخذ منه شيئا .
٢٤٩ ـ قال :
أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه أن الحسين بن علي رحمهالله تختم في اليسار!
٢٥٠ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا المطلب بن زياد ، عن
السدي ، قال : رأيت حسين بن علي رحمهالله وأن جمته خارجة من تحت عمامته.
٢٥١ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا :
حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ،
قال : رأيت على
الحسين بن علي مطرفا من خز ، قد خضب لحيته ورأسه
بالحناء والكتم.
__________________
٢٥٢ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن
إسماعيل بن أبي خالد وإبراهيم بن مهاجر ، عن الشعبي ، قال : أخبرني من رأى على الحسين
بن علي جبة من خز.
٢٥٣ ـ قال :
أخبرنا عارم بن الفضل ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي
بكر الهذلي ، عن عبد الله بن يزيد ، قال : رأيت على الحسين بن علي رضياللهعنهما
جبة خز.
٢٥٤ ـ قال :
أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثني معتب مولى جعفر بن
محمد ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : أصيب الحسين وعليه جبة خز.
٢٥٥ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا [٤٤ / أ] إسماعيل
ابن إبراهيم بن مهاجر ، قال : سمعت أبي ، عن الشعبي ، قال : رأيت على الحسين جبة
خز ورأسه مخضوب بالوسمة.
٢٥٦ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن إبراهيم
ابن مهاجر ، عن عامر ، قال : رأيت الحسين بن علي يخضب بالوسمة ويختم في شهر
رمضان ، ورأيت عليه جبة خز.
٢٥٧ ـ قال :
أخبرنا وهب بن جرير ويحيى بن عباد ، عن شعبة ، عن أبي
إسحاق ، قال : سمعت العيزار يقول : كان الحسين بن علي يخضب بالوسمة ، قال
يحيى بن عباد : رأيت.
٢٥٨ ـ قال :
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا
شعبة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، أن الحسين بن علي كان يخضب بالوسمة.
٢٥٩ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن محمد بن قيس ،
أنه رأى الحسين بن علي ولحيته مخضوبة بالوسمة.
٢٦٠ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن
__________________
كثير ـ مولى بني
هاشم ـ أن الحسين بن علي كان يخضب بالوسمة.
٢٦١ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن
السدي ، قال : رأيت الحسين بن علي ولحيته شديدة السواد ومعه ابنه علي.
٢٦٢ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن السري
ابن كعب الأزدي ، قال : رأيت الحسين بن علي واقفا على برذون أبيض قد خضب
رأسه ولحيته بالوسمة.
٢٦٣ ـ [٤٤ / ب]
قال : أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثني معتب ـ مولى
جعفر بن محمد ـ ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : صبغ الحسين بالوسمة.
٢٦٤ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عبيد ، عن طلحة بن عمرو بن عطاء وعبيد
ابن أبي يزيد المكيين ، قالا : نظرنا إلى الحسين بن علي وهو يسود رأسه ولحيته.
٢٦٥ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد
العزيز بن رفيع ، عن قيس ـ مولى خباب ـ ، قال : رأيت الحسين يخضب بالسواد.
٢٦٦ ـ حدثنا عبد
الوهاب بن عطاء ومعن بن عيسى ، قالا : أخبرنا
أبو معشر المديني ، عن سعيد بن أبي سعيد ، قال : رأيت الحسين بن علي يخضب
بالسواد.
٢٦٧ ـ قال :
أخبرنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا حسن بن صالح ،
عن السدي ، قال : رأيت الحسن بن علي أسود اللحية.
٢٦٨ ـ قال :
أخبرنا خالد بن مخلد ومحمد بن عمر ، قالا : حدثنا موسى بن
__________________
يعقوب الزمعي ،
قال : أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن
عبد الله بن وهب بن زمعة ، قال :
أخبرتني أم سلمة
أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ اضطجع ذات يوم للنوم
فاستيقظ فزعا وهو خاثر! ثم اضطجع فرقد واستيقظ وهو خاثر دون المرة الأولى.
ثم اضطجع فنام
فاستيقظ ففرغ وفي يده تربة حمراء يقلبها بيده وعيناه
تهراقان الدموع!
فقلت : ما هذه
التربة يا رسول الله؟ فقال : أخبرني جبريل [٤٥ / أ] أن
ابني الحسين يقتل بأرض العراق! فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها ،
فجاء بها فهذه تربتها.
٢٦٩ ـ قال :
أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد ، قالا حدثنا موسى الجهني ،
عن صالح بن أربد النخعي ، قال :
قالت أم سلمة :
قال لي نبي الله : اجلسي بالباب فلا يلج علي أحد فجاء الحسين وهو وضيف فذهبت
تناوله فسبقها فدخل.
قالت : فلما طال
علي خفت أن يكون قد وجد علي فتطلعت من الباب
فإذا في كف النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ شئ يقلبه ،
والصبي نائم على بطنه
ودموعه تسيل.
فلما أمرني أن
أدخل قلت : يا رسول الله ، إن ابنك جاء فذهبت أتناوله
فسبقني ، فلما طال علي خفت أن تكون قد وجدت علي فتطلعت من الباب
فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل!
__________________
فقال : إن جبريل
أتاني بالتربة التي يقتل عليها وأخبرني أن أمتي يقتلوه!
٢٧٠ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا موسى بن محمد بن
إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، قالت : كانت لنا مشربة ، فكان النبي
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا أراد لقى
جبريل لقيه فيها ، فلقيه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مرة من ذلك فيها
وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد.
فدخل حسين بن علي
ولم تعلم حتى غشيها فقال جبريل : من هذا؟
فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : [٤٥ / ب] ابني
، فأخذه النبي ، صلى الله
عليه وسلم ـ فجعله على فخذه.
فقال : أما إنه
سيقتل! فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ومن
يقتله؟! قال : أمتك!! فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أمتي تقتله؟!
قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل بها ، فأشار له جبريل إلى الطف
بالعراق وأخذ تربة حمراء فأراه إياها فقال : هذه من تربة مصرعه.
__________________
٢٧١ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن عثمان بن مقسم ، عن المقبري ،
عن عائشة ، قالت : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم راقد إذ جاء الحسين
يحبو إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه فاستيقظ يبكي ، فقلت :
ما يبكيك؟
قال : إن جبريل
أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب
الله على من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء.
فقال : يا عائشة
والذي نفسي بيده إنه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي
يقتل حسينا بعدي؟!
٢٧٢ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم ، ويحيى بن عباد ، وكثير بن هشام
__________________
وموسى بن إسماعيل
، قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فيما يرى النائم
بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم.
فقلت : بأبي وأمي
ما هذا؟ قال : دم الحسين وأصحابه أنا منذ [اليوم]
ألتقطه.
قال : فأحصى ذلك
اليوم فوجده قتل ذلك في ذلك اليوم.
٢٧٣ ـ [٤٦ / أ]
قال : وأخبرنا علي بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن
أبان ، عن شهر بن حوشب.
عن أم سلمة ، قالت
: كان جبريل عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم
والحسين معي ، فبكى فتركه ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فأخذته فبكى
فأرسلته.
فقال له جبريل :
أتحبه؟ قال : نعم ، فقال : أما إن أمتك ستقتله.
٢٧٤ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن زكريا ، عن رجل ، عن
__________________
عامر الشعبي ، قال
: قال علي وهو على شاطئ الفرات : صبرا أبا عبد الله ، ثم قال :
دخلت على رسول
الله صلىاللهعليهوسلم وعيناه تفيضان ، فقلت :
أحدث حدث؟
فقال : أخبرني
جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات ، ثم قال : أتحب
أن أريك من تربته؟ قلت : نعم فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفي ، فما
ملكت عيني أن فاضتا.
٢٧٥ ـ قال :
أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي
إسحاق ، عن هانئ ، عن علي قال : ليقتلن الحسين بن علي قتلا ، وإني لأعرف تربة
الأرض
التي يقتل بها ، يقتل بغربة قريب من النهرين.
٢٧٦ ـ قال :
أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عطاء بن
__________________
السائب ، عن ميمون
، عن شيبان بن مخرم ، قال : ـ وكان عثمانيا يبغض عليا! ـ
قال : رجع مع علي من صفين ، قال : فانتهينا إلى موضع ، قال : فقال :
ما يسمى هذا
الموضع؟ قال : قلنا : كربلاء ، قال : كرب وبلا ، قال : ثم
قعد على رابية ، وقال :
يقتل هاهنا قوم
أفضل شهداء على وجه الأرض لا [٤٦ / ب] يكون شهداء
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : قلت : بعض كذباته ورب الكعبة!
قال : فقلت لغلامي
ـ وثمة حمار ميت ـ : جئني برجل هذا الحمار فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا.
فلما قتل الحسين
قلت لأصحابي : إنطلقوا ننظر ، فانتهينا إلى المكان وإذا
جسد الحسين على رجل الحمار ، وإذا أصحابه ربضة حوله.
٢٧٧ ـ قال :
أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ،
قال : حدثنا أبو عبيد الضبي ، قال :
دخلنا على أبي
هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي ، وهو جالس
على دكان وله امرأة يقال لها : حردا ، هي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا.
فجاءت شاة فبعرت ،
فقال : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي ، قالوا :
وما علم علي بهذا؟
قال : أقبلنا
مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء فصلى بنا علي صلاة الفجر
بين شجرات ودوحات حرمل ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ، ثم قال : أوه ،
أوه ، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
قال : قالت حرداء
، وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك ، نادت
بذلك وهو في جوف البيت.
٢٧٨ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عبد الجبار بن عباس ،
عن عمار الدهني ، قال :
مر علي على كعب ،
فقال : إن من ولد هذا لرجل يقتل في عصابة لا يجف
__________________
عرق خيولهم حتى
يردوا على محمد [٤٧ / أ] صلىاللهعليهوسلم.
فمر حسن فقالوا ،
هو هذا يا أبا إسحاق؟ قال : لا ، فمر حسين فقالوا : هذا
هو؟ قال : نعم.
٢٧٩ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن
قرة ، قال : قال الحسين : والله ليعتدن علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت.
٢٨٠ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، قال :
قال الحسين بن علي : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذا العلقة من جوفي! فإذا
فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.
فقدم العراق فقتل
بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.
٢٨١ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن عامر بن أبي محمد ، عن الهيثم بن
موسى ، قال : قال العربان بن الهيثم : كان أبي يتبدى فينزل قريبا من الموضع الذي
كان فيه معركة الحسين ، فكنا لا نبدوا إلا وجدنا من بني أسد هناك ، فقال له
أبي : أراك ملازما هذا المكان؟! قال : بلغني أن حسينا يقتل هاهنا ، فأنا أخرج
لعلي أصادفه فاقتل معه.
فلما قتل الحسين ،
قال أبي : انطلقوا ننظر هل الأسدي في من قتل؟ فأتينا
المعركة فطوفنا ، فإذا الأسدي مقتول.
__________________
__________________
مقتل الحسين بن علي
صلوات الله عليها وسلامه
٢٨٢ ـ [٤٧ / ب]
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ،
قال : حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل.
قال : وأخبرنا عبد
الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه.
قال : وأخبرنا
يحيى بن سعيد بن دينار السعدي ، عن أبيه.
قال : وحدثني عبد
الرحمان بن أبي الزناد ، عن أبي وجرة السعدي ، عن علي
ابن حسين.
قال : وغير هؤلاء
قد حدثني.
قال محمد بن سعد :
وأخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن إسماعيل بن
أبي المهاجر ، عن أبيه.
وعن لوط بن يحيى
الغامدي ، عن محمد بن بشير الهمداني ، وغيره.
وعن محمد بن
الحجاج ، عن عبد الملك بن عمير.
وعن هارون بن عيسى
، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه.
وعن يحيى بن زكريا
بن أبي زائدة ، عن مجالد ، عن الشعبي.
قال ابن سعد :
وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث بطائفة ،
فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته.
قالوا : لما بايع
معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية كان حسين بن
علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له.
وكان أهل الكوفة
يكتبون إلى حسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة
معاوية كل ذلك يأبى. فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج
معهم فأبى ، وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه ، وقال : إن القوم إنما يريدون
أن يأكلوا بنا ،
ويشيطوا دماءنا.
فأقام حسين [٤٨ /
أ] على ما هو عليه من الهموم ، مرة يريد أن يسير
إليهم ومرة يجمع الإقامة.
فجاءه أبو سعيد
الخدري ، فقال : يا با عبد الله إني لكم ناصح ، وإني
عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى
الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإني سمعت أباك رحمهالله يقول بالكوفة : والله لقد
مللتهم وأبغضتهم ، وملوني وأبغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ، ومن فاز بهم فاز
بالسهم الأخيب ، والله ما لهم ثبات ، ولا عزم أمر ، ولا صبر على السيف.
قال : وقدم المسيب
بن نجبة الفزاري وعدة معه إلى الحسين بعد وفاة
الحسين فدعوه إلى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا رأيك ورأي أخيك.
فقال : إني أرجو
أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف ، وأن
يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين.
وكتب مروان بن
الحكم إلى معاوية : إني لست آمن أن يكون حسين
مرصدا للفتنة ، وأظن يومكم من حسين طويلا.
فكتب معاوية إلى
الحسين : إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير
بالوفاء وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق
من قد جربت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتق الله! واذكر الميثاق ، فإنك
متى تكدني أكدك.
فكتب إليه الحسين
: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني جدير ،
والحسنات لا يهدي لها إلا الله ، وما [٤٨ / ب] أردت لك محاربة ولا عليك
خلافا ، وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك ، وما أعلم فتنة أعظم من
ولايتك أمر الأمة.
فقال معاوية : إن
أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا.
وكتب إليه معاوية
أيضا في بعض ما بلغه عنه : إني لأظن أن في رأسك
__________________
نزوة! فوددت أني
أدركتها فأغفرها لك.
٢٨٣ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن جويرية بن أسماء ، عن مسافع بن
شيبة ، قال : لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم فأخذ بخطام راحلته فأناخ به ، ثم
سارة حسين طويلا ، وانصرف.
فزجر معاوية
راحلته ، فقال له يزيد : له يزال رجل قد عرض لك فأناخ
بك ، قال : دعه فلعله يطلبها من غيري فلا يسوغه فيقتله.
رجع الحديث إلى الأول
قال : ولما حضر
معاوية دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به ، وقال :
أنظر حسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنه أحب
الناس إلى الناس ، فصل رحمه وارفق به ، يصلح لك أمره ، فإن يك منه شئ
فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
وتوفي معاوية ليلة
النصف من رجب سنة ستين وبايع الناس ليزيد.
فكتب يزيد مع عبد
الله بن عمرو بن أويس العامري / [٤٩ / أ] ـ عامر
ابن لؤي ـ إلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان وهو على المدينة :
أن ادع الناس فبايعهم ، وابدأ بوجوه قريش وليكن أول من تبدأ به
الحسين بن علي ، فإن أمير المؤمنين عهد إلي في أمره الرفق به واستصلاحه.
فبعث الوليد بن
عقبة من ساعته ـ نصف الليل ـ إلى الحسين بن علي وعنده
عبد الله بن الزبير فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد! فقالا : نصبح
وننظر ما يصنع [الناس].
ووثب الحسين فخرج
وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول : هو يزيد الذي
تعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة.
وقد كان الوليد
أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من
رأسه ، فقال الوليد : إن هجنا بأبي عبد الله إلا أسدا.
فقال له مروان ـ
أو بعض جلسائه ـ : اقتله : قال : إن ذاك لدم مظنون في
بني عبد مناف.
فلم صار الوليد
إلى منزله قالت له امرأته أسماء بنت عبد الرحمان بن
الحارث بن هشام : أسببت حسينا؟! قال : هو بدأ فسبني! قالت : وإن سبك
تسبه؟! وإن سب أباك تسب أباه؟!
وخرج الحسين وعبد
الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة ، فأصبح الناس
فغدوا على البيعة ليزيد! وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقال المسور بن
مخرمة : عجل أبو عبد الله ، وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه إلى العراق ليخلو [٤٩ /
ب]
بمكة.
فقدما مكة ، فنزل
الحسين دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم ابن الزبير
الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية.
وكان يغدو ويروح
إلى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق! ويقول : هم
شيعتك وشيعة أبيك.
وكان عبد الله بن
عباس ينهاه عن ذلك ، ويقول : لا تفعل. وقال له
عبد الله بن مطيع : أي فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ، ولا تسر إلى العراق ،
فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا وعبيدا.
__________________
ولقيهما عبد الله
بن عمرو عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بالأبواء منصرفين
من العمرة ، فقال : لهما ابن عمر : أذكركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما
يدخل
فيه الناس!. وتنظروا ، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا ، وإن افترق عليه كان
الذي تريدان!
وقال ابن عمر
لحسين : لا تخرج ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وأنت بضعة منه ولا تنالها ـ يعني
الدنيا ـ ، فاعتنقه وبكى وودعه.
فكان ابن عمر يقول
: غلبنا حسين بن علي بالخروج ، ولعمري لقد رأى في
أبيه وأخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن
لا يتحرك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس فإن الجماعة خير!!
وقال له ابن عياش : أين تريد يا بن فاطمة؟ قال : العراق وشيعتي ،
[٥٠ / أ] فقال : إني لكاره لوجهك هذا ، تخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا
أخاك حتى تركهم سخطة وملة لهم ، أذكرك الله أن تغرر بنفسك.
وقال أبو سعيد
الخدري : غلبني الحسين على الخروج ، وقد قلت له : اتق
الله في نفسك! والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك!! .
وقال أبو واقد
الليثي : بلغني خروج حسين فأدركته بملل ، فناشدته الله أن
لا يخرج ، فإنه يخرج في غير وجه خروج ، إنما يقتل نفسه ، إنما يقتل نفسه ، فقال :
لا أرجع.
__________________
وقال جابر بن عبد
الله : كلمت حسينا ، فقلت : اتق الله! ولا تضرب
الناس بعضهم ببعض!! فوالله ما حمدتم ما صنعتم؟! فعصاني .
وقال سعيد بن
المسيب : لو أن حسينا لم يخرج لكان خيرا له!
وقال أبو سلمة بن
عبد الرحمان : قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل
العراق ولا يخرج إليهم ، ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير.
وكتب إليه المسور
بن مخرمة : إياك أن تغتر بكتب أهل العراق ، ويقول
لك ابن الزبير : إلحق بهم فإنهم ناصروك ، إياك أن تبرح الحرم ، فإنهم إن كانت
لهم بك حاجة فسيضربون إليك اباط الإبل حتى يوافوك فتخرج في قوة وعدة ،
فجزاه خيرا وقال : أستخير الله في ذلك.
وكتبت إليه عمرة
بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره
بالطاعة ولزوم الجماعة! وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه ، وتقول : اشهد لحدثتني
[٥٠ / ب] عائشة أنها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
يقتل حسين بأرض
بابل ، فلما قرأ كتابها قال : فلا بد لي إذا من مصرعي ،
ومضى.
وأتاه أبو بكر بن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فقال : يا بن عم إن
الرحم تضارني عليك ، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك ، قال :
يا با بكر ما أنت ممن يستغش ولايتهم ، فقل.
فقال : قد رأيت ما
صنع أهل العراق بأبيك وأخيك وأنت تريد أن
تسير إليهم وهم عبيد الدنيا ، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ، ويخذلك من
أنت أحب إليه ممن ينصره ، فأذكرك الله في نفسك.
__________________
فقال : جزاك الله
يا بن عم خيرا ، فلقد اجتهدت رأيك ، ومهما يقضي الله
من أمر يكن.
فقال أبو بكر :
إنا لله ، عند الله نحتسب أبا عبد الله.
وكتب عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب إليه كتابا يحذره أهل الكوفة
ويناشده الله أن يشخص إليهم.
فكتب إليه الحسين
: إني رأيت رؤيا ، ورأيت فيها رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأمرني بأمر أنا ماض له ، ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي عملي .
وكتب إليه عمرو بن
سعيد بن العاص : إني أسأل الله أن يلهمك
رشدك ، وأن يصرفك عما يرديك ، بلغني إنك قد اعتزمت على الشخوص إلى
العراق ، فإني أعيذك بالله من الشقاق ، فإن كنت خائفا فأقبل إلي ، فلك عندي
الأمان والبر والصلة.
فكتب إليه الحسين
: إن كنت أردت بكتابك إلي بري وصلتي فجزيت
خيرا [٥١ / أ] في الدنيا والآخرة ، وأنه لم يشاقق من دعا إلى الله وعمل صالحا
وقال إنني من المسلمين ، وخير الأمان أمان الله ، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في
الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده.
وكتب يزيد بن
معاوية إلى عبد الله بن عباس يخبره بخروج الحسين إلى
مكة ونحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنوه الخلافة وعندك علم منهم
خبرة وتجربة فإن كان فعل فقد قطع واشج القرابة وأنت كبير أهل بيتك
والمنظور إليه فاكففه عن السعي في الفرقة!!
وكتب بهذه الأبيات
إليه ، وإلى من بمكة والمدينة من قريش :
يا أيها الراكب
الغادي (مطيته)
|
|
على عذافرة في
سيرها قحم
|
أبلغ قريشا على
نأي المزار بها
|
|
بيني وبين حسين
الله والرحم
|
__________________
وموقف بفناء
البيت انشده
|
|
عهد الإله وما
توفى به الذمم
|
عنيتم قومكم
فخرا بأمكم
|
|
أم لعمري حصان (عفة)
كرم
|
هي التي لا
يداني فضلها أحد
|
|
بنت الرسول وخير
الناس قد علموا
|
وفضلها لكم فضل
وغيركم
|
|
من قومكم لهم في
فضلها قسم
|
إني لأعلم أو
ظنا كعالمه
|
|
والظن يصدق
أحيانا فينتظم
|
أن سوف يترككم
ما تدعون بها
|
|
قتلى تهاداكم
العقبان والرخم
|
يا قومنا لا
تشبوا الحرب إذ سكنت
|
|
ومسكوا بحبال
السلم واعتصموا [٥١ / ب]
|
قد غرت الحرب من
قد كان قبلكم
|
|
من القرون وقد
بادت بها الأمم
|
فانصفوا قومكم
لا تهلكوا بذخا
|
|
فرب ذي بذخ زلت
به القدم
|
قال : فكتب إليه
عبد الله بن عباس : إني أرجو أن لا يكون خروج
الحسين لأمر تكرهه ، ولست أدع النصيحة له فيما يجمع الله به الألفة وتطفأ به
النائرة.
ودخل عبد الله بن
عباس على الحسين فكلمه طويلا ، وقال : أنشدك الله
أن تهلك غدا بحال مضيعة ، لا تأتي العراق ، وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى
ينقضي الموسم ، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون ، ثم ترى رأيك ، وذلك في
عشر ذي الحجة سنة ستين.
فأبى الحسين إلا
أن يمضي إلى العراق ، فقال له ابن عباس : والله إني
لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته ، والله
إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال الحسين : أبا
العباس إنك شيخ قد كبرت ، فقال ابن عباس :
__________________
لولا أن يزري ذلك
بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، ولو أعلم أنا إذا تناصينا
أقمت لفعلت ، ولكن لا أخال ذلك نافعي.
فقال له الحسين :
لئن اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي
ـ يعي مكة ـ ، قال : فبكى ابن عباس ، وقال أقررت عين ابن الزبير فذلك الذي
سلا بنفسي عنه.
ثم خرج عبد الله
بن عباس من عنده وهو مغضب [٥٢ / أ] وابن الزبير
على الباب ، فلما رآه قال : يا بن الزبير قد أتى ما أحببت ، قرت عينك ، هذا أبو
عبد الله يخرج ويتركك والحجاز.
يا لك من قبرة
بمعمر
|
|
خلا لك الجو
فبيضي واصفري
|
ونقري ما شئت أن
تنقري
وبعث حسين إلى
المدينة فقدم عليه من خف معه من بني عبد المطلب وهم
تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم.
وتبعهم محمد بن
الحنفية فأدرك حسينا بمكة وأعلمه أن الخروج ليس له
برأي يومه هذا ، فأبى الحسين أن يقبل.
فحبس محمد بن علي
ولده فلم يبعث معه أحدا منهم! حتى وجد الحسين
في نفسه على محمد ، قال : ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه؟!
فقال محمد : وما
حاجتي أن تصاب ويصابون معك ، وإن كانت
مصيبتك أعظم عندنا منهم.
وبعث أهل العراق
إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم ، فخرج
متوجها إلى العراق في أهل بيته وستين شيخا من أهل الكوفة ، وذلك يوم الاثنين
في عشر ذي الحجة سنة ستين.
__________________
فكتب مروان إلى
عبيد الله بن زياد : أما بعد ، فإن الحسين بن علي قد
توجه إليك وهو الحسين بن فاطمة ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وبالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين! فإياك أن تهيج على
نفسك مالا يسده شئ ، ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره ، والسلام
وكتب [٥٢ / ب]
إليه عمرو بن سعيد بن العاص : أما بعد ، فقد توجه
إليك الحسين ، وفي مثلها تعتق ، أو تسترق كما تسترق العبيد .
٢٨٤ ـ قال :
أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، قال : حدثنا سفيان بن
عيينة ، قال : حدثني لبطة بن الفرزدق ـ وهو في الطواف وهو مع ابن شبرمة ـ ،
قال : أخبرني أبي ، قال : خرجنا حجاجا فلما كنا بالصفاح إذا نحن بركب عليهم
اليلامق ومعهم الدرق ، فلما دنوت منهم إذا أنا بحسين بن علي ، فقلت : أي أبو
عبد الله؟ قال : يا فرزدق ما وراءك؟ قال : أنت أحب الناس إلى الناس ،
والقضاء في السماء ، والسيوف مع بني أمية.
قال : ثم دخلنا
مكة ، فلما كنا بمنى قلت له : لو أتينا عبد الله بن عمرو
فسألناه عن حسين وعن مخرجه ، فأتينا منزله بمنى فإذا نحن بصبية له سود مولدين
يلعبون ، قلنا : أين أبوكم؟ قالوا : في الفسطاط يتوضأ ، فلم يلبث أن خرج علينا من
فسطاطه ، فسألناه عن حسين؟ فقال : أما إنه لا يحيك فيه السلاح! قال : فقلت
له : تقول هذا فيه وأنت الذي قاتلته وأباه؟! فسبني وسببته!
ثم خرجنا حتى
أتينا ماء لنا يقال له : تعشار ، فجعل لا يمر بنا أحد إلا
سألناه عن حسين ، حتى مر بنا ركب فناديناهم ما فعل حسين بن علي قالوا : قتل!
فقلت : فعل الله بعبد الله بن عمرو ، وفعل.
__________________
قال سفيان : ذهب
الفرزدق إلى غير المعنى ـ أو قال : الوجه ـ إنما قال : لا يحيك فيه السلاح ولا
يضره [٥٣ / أ] القتل ، مع ما قد سبق له.
٢٨٥ ـ قال :
أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ،
قال : حدثنا شيعي لنا يقال له : العلاء بن أبي العباس ، عن أبي جعفر ، عن عبد الله
ابن عمرو ، أنه قال في حسين : خرج ، أما إنه لا يحيك فيه السلاح .
٢٨٦ ـ قال :
أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا معاوية بن عبد
الكريم ، عن مروان الأصغر ، قال : حدثني الفرزدق بن غالب قال :
لما خرج الحسين بن
علي رحمهالله لقيت عبد الله بن عمرو ، فقلت له : إن
هذا الرجل قد خرج ، فما ترى؟ قال : أرى أن تخرج معه ، فإنك أن أردت دنيا
أصبتها ، وإن أردت آخرة أصبتها.
قال : فرحلت نحوه
، فلما كنت في بعض الطريق بلغني قتله ، فرجعت إلى
عبد الله بن عمرو ، فقلت : أين ما قلت لي؟! قال : كان رأيا رأيته!
٢٨٧ ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن الهذلي ، إن الفرزدق قال : لقيت
حسينا ، فقلت : بأبي أنت لو أقمت حتى يصدر الناس ، لرجوت أن يتقصف أهل
الموسم معك ، فقال : لم آمنهم يا أبا فراس.
قال فدخلت مكة
فإذا فسطاط وهيئة ، فقلت : لمن هذا ، قالوا : لعبد الله
ابن عمرو بن العاص ، فأتيته فإذا شيخ أحمر فسلمت ، فقال : من؟ قلت : الفرزدق ،
أترى أن أنصر حسينا؟ قال : إذا تصيب أجرا وذخرا ، قلت : بلا دنيا ، فأطرق ، ثم
قال : يا بن غالب لتتمن خلافة يزيد ، فانظرن ، فكرهت ما قال.
قال : فسببت يزيد
ومعاوية ، قال : مه! [٥٣ / ب] قبحك الله!! فغضبت ،
فشتمته وقمت ، ولو حضر حشمه لأوجعوني.
فلما قضيت الحج
رجعت ، فإذا عير فصرخت : ألا ما فعل الحسين؟ فردوا
علي : ألا قتل.
__________________
٢٨٨ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن جويرية بن أسماء وعلي بن
مدرك ، عن إسماعيل بن يسار ، قال :
لقي الفرزدق حسينا
بالصفاح فسلم عليه ، فوصله بأربعمائة دينار ، فقالوا :
يا أبا عبد الله تعطي شاعرا مبتهرا؟! قال : إن خير ما أمضيت ما وقيت به عرضك ،
والفرزدق شاعر لا يؤمن.
فقال قوم لإسماعيل
: وما عسى أن يقول في الحسين ومكانه مكانه ،
وأبوه وأمه من قد علمت؟
قال : اسكتوا ،
فإن الشاعر ملعون ، إن لم يقل في أبيه وأمه قال في نفسه.
٢٨٩ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن حباب بن موسى ، عن الكلبي عن
بحير بن شددا الأسدي ، قال : مر بنا الحسين بالثعلبية ، فخرجت إليه مع أخي ، فإذا
عليه جبة صفراء لها جيب في صدرها ، فقال له أخي : إني أخاف عليك ، فضرب
بالسوط على عيبة قد حقبها خلفه ، وقال : هذه كتب وجوه أهل المصر.
٢٩٠ ـ قال :
أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ،
عن يزيد الرشك ، قال : حدثني من شافه الحسين ، قال :
رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه؟ قالوا : هذه
لحسين ، قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن [٥٤ / أ] قال : والدموع تسيل على خديه
ولحيته ، قال : قلت : بأبي وأمي يا بن رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي
ليس بها
أحد؟ فقال : هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم
يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها ، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم
الأمة ـ يعني مقنعتها ـ!.
ثم رجع الحديث إلى الأول
قالوا : وقد كان
الحسين قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة ،
وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي وينظر إلى اجتماع الناس عليه ،
ويكتب إليه بخبرهم.
__________________
فقدم مسلم بن عقيل
الكوفة مستخفيا وأتته الشيعة فأخذ بيعتهم ، وكتب
إلى الحسين بن علي : إني قدمت الكوفة فبايعني منهم إلى أن كتبت إليك ثمانية
عشر ألفا ، فعجل القدوم فإنه ليس دونها مانع!
فلما أتاه كتاب
مسلم أغذ السير حتى انتهى إلى زبالة ، فجاءت رسل أهل
الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مائة ألف.
وكان النعمان بن
بشير الأنصاري على الكوفة في آخر خلافة معاوية
فهلك وهو عليها ، فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسين ، فكتب إلى
عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان! [٥٤ / ب] وهو على البصرة فضم إليه الكوفة ،
وكتب إليه بإقبال الحسين إليها ، فإن كان لك جناحان فطر حتى تسبق إليها.
فأقبل عبيد الله
بن زياد على الظهر سريعا حتى قدم الكوفة فأقبل متعمما
متنكرا حتى دخل السوق ، فلما رأته السفلة وأهل السوق خرجوا يشتدون بين يديه
وهم يظنون أنه حسين! وذاك أنهم كانوا يتوقعونه ، فجعلوا يقولون لعبيد الله : يا بن
رسول الله الحمد لله الذي أراناك وجعلوا يقبلون يده ورجله ، فقال عبيد الله لشد
ما فسد هؤلاء!
ثم مضى حتى دخل
المسجد فصلى ركعتين ثم صعد المنبر وكشف عن
وجهه ، فلما رآه الناس مال بعضهم على بعض واقشعوا عنه.
وبنى عبيد الله بن
زياد تلك الليلة بأهله أم نافع بنت عمارة بن عقبة بن
أبي معيط.
وأتي تلك الليلة
برسول الحسين بن علي قد كان أرسله إلى مسلم بن
عقيل يقال له : عبد الله بن يقطر فقتله.
وكان قدم مع عبيد
الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي وكان شيعة
لعلي فنزل أيضا على هانئ بن عروة ، فاشتكا شريك ، فكان عبيد الله يعوده في
منزل هانئ ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به.
فهيؤوا لعبيد الله
ثلاثين رجلا يقتلونه إذا دخل عليهم وأقبل عبيد الله
فدخل على شريك يتسأل به فجعل شريك يقول :
ما تنظرون بسلمى
أن تحيوها.
[٥٥ / أ] اسقوني
ولو كانت فيها نفسي ، فقال عبيد الله : ما يقول؟ قالوا :
يهجر ، وتحشحش القوم في البيت ، فأنكر عبيد الله ما رأى منهم فوثب فخرج ، ودعا
مولى لهانئ بن عروة كان في الشرطة فسأله فأخبره الخبر فقال : أولا.
ثم مضى حتى دخل
القصر وأرسل إلى هانئ بن عروة وهو يومئذ ابن
بضع وتسعين سنة ، فقال : ما حملك على أن تجير عدوي وتنطوي عليه؟ فقال :
يا بن أخي إنه جاء حق هو أحق من حقك وحق أهل بيتك ، فوثب عبيد الله وفي
يده عنزة فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزج واغترز في الحائط ونثر دماغ
الشيخ فقتله مكانه.
وبلغ الخبر مسلم
بن عقيل فخرج في نحو من أربعمائة من الشيعة فما بلغ
القصر إلا وهو في نحو من ستين رجلا ، فغربت الشمس واقتتلوا قريبا من الرحبة
ثم دخلوا المسجد وكثرهم أصحاب عبيد الله بن زياد ، وجاء الليل فهرب مسلم
حتى دخل على امرأة من كندة يقال لها : طوعة فاستجار بها ، وعلم بذلك محمد بن
الأشعث بن قيس فأخبر به عبيد الله بن زياد فبعث إلى مسلم فجئ به فأنبه
وبكته وأمر بقتله.
فقال : دعني أوصي
، قال : نعم ، فنظر إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص ،
فقال : إن لي إليك حاجة وبيني وبينك رحم.
فقال عبيد الله :
أنظر في حاجة ابن [٥٥ / ب] عمك ، فقام إليه فقال : يا هذا
إنه ليس هاهنا رجل من قريش غيرك ، وهذا الحسين بن علي قد أظلك فأرسل
إليه رسولا فلينصرف فإن القوم قد غروه وخدعوه وكذبوه ، وإنه إن قتل لم يكن
لبني هاشم بعده نظام ، وعلي دين أخذته منذ قدمت الكوفة فاقضه عني ، واطلب
جثتي من ابن زياد فوارها.
فقاله له ابن زياد
: ما قال لك؟ فأخبره بما قال ، فقال : قل له : أما
مالك فهو لك لا نمنعك منه ، وأما حسين فإن تركنا لم نرده ، وأما جثته فإذا
قتلناه لم نبال ما
صنع به ، ثم أمر به فقتل ، فقال عبد الله بن الزبير الأسدي في
ذلك :
إن كنت لا تدرين
ما الموت فانظري
|
|
إلى هانئ في
السوق وابن عقيل
|
ترى جسدا قد غير
الموت لونه
|
|
ونضح دم قد سال
كل مسيل
|
أصابهما أمر
الإمام فأصبحا
|
|
أحاديث من يهوى
بكل سبيل
|
ترى بطلا قد هشم
السيف رأسه
|
|
وآخر يهوى من
طمار قتيل
|
أيركب أسماء
الهماليج آمنا
|
|
وقد طلبته مذحج
بقتيل
|
فإن أنتم لم
تثأروا بأخيكم
|
|
فكونوا بغايا
أرضيت بقليل
|
يعني بأسماء ابن
خارجة الفزاري ، كان عبيد الله بن زياد بعثه ـ وعمرو بن
الحجاج الزبيدي ـ إلى هاني بن عروة فأعطياه العهود والمواثيق فأقبل معهما
[٥٦ / أ] حتى دخل على عبيد الله بن زياد فقتله.
قال : وقضى عمر بن
سعد دين مسلم بن عقيل وأخذ جثته فكفنه
ودفنه ، وأرسل رجلا إلى الحسين فحمله على ناقة وأعطاه نفقة ، وأمره أن يبلغه ما
قال مسلم بن عقيل فلقيه على أربع مراحل فأخبره.
وبعث عبيد الله
برأس مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى يزيد بن
معاوية.
وبلغ الحسين قتل
مسلم وهانئ ، فقال له ابنه علي الأكبر : يا أبه إرجع
فإنهم أهل (كدر) وغدر وقلة وفائهم ، ولا يفون لك بشئ ، فقالت بنو عقيل
لحسين ، ليس هذا بحين رجوع ، وحرضوه على المضي.
فقال حسين لأصحابه
: قد ترون ما يأتينا ، وما أرى القوم إلا سيخذلوننا
__________________
فمن أحب أن يرجع
فليرجع.
فانصرف عنه [الذين]
صاروا إليه في طريقه ، وبقي في أصحابه الذين
خرجوا معه من مكة ونفير قليل [من] من صحبه في الطريق. فكانت خيلهم اثنين
وثلاثين فرسا.
قال : وجمع عبيد
الله المقاتلة وأمر لهم بالعطاء وأعطى الشرط ، ووجه
حصين بن تميم الطهوي إلى القادسية ، وقال له : أقم بها فمن أنكرته فخذه.
وكان حسين قد وجه
قيس بن مسهر الأسدي إلى مسلم بن عقيل قبل أن
يبلغه قتله ، فأخذه حصين فوجه به إلى عبيد الله ، فقال له عبيد الله : قد قتل الله
مسلما! فقم في الناس فاشتم [٥٦ / ب] الكذاب ابن الكذاب فصعد قيس المنبر
فقال : أيها الناس إني تركت الحسين بن علي بالحاجر ، وأنا رسوله إليكم وهو
يستنصركم.
فأمر به عبيد الله
فطرح من فوق القصر فمات.
ووجه الحصين بن
تميم الحر بن يزيد اليربوعي من بني رياح في ألف إلى
الحسين ، وقال : سايره ولا تدعه يرجع حتى يدخل الكوفة ، وجعجع به ، ففعل
ذلك الحر بن يزيد.
فأخذ الحسين طريق
العذيب حتى نزل الجوف مسقط النجف مما يلي
المائتين ، فنزل قصر أبي مقاتل ، فخفق خفقة ثم انتبه يسترجع وقال : إني رأيت في
المنام آنفا فارسا يسايرنا ويقول : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنه
نعى إلينا أنفسنا.
ثم سار حتى نزل
بكربلاء ، فاضطرب فيه ، ثم قال : أي منزل نحن به؟
قالوا : بكربلاء ، فقال : يوم كرب وبلاء.
فوجه إليه عبيد
الله بن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص في أربعة آلاف ،
وقد كان استعمله قبل ذلك على الري وهمذان ، وقطع ذلك البعث معه ، فلما
أمره بالمسير إلى حسين تأبى ذلك وكرهه واستعفى منه ، فقال له ابن زياد : أعطي
الله عهدا لئن لم تسر إليه وتقدم عليه لأعزلنك عن عملك واهدم دارك واضرب
عنقك! قال : إذا
أفعل.
فجاءته بنو زهرة
قالوا : ننشدك الله أن تكون أنت الذي [٥٧ / أ]
تلي هذا من حسين فتبقى عداوة بيننا وبني هاشم ، فرجع إلى عبيد الله فاستعفاه فأبى
أن يعفيه ، فصمم وسار إليه.
ومع حسين يومئذ
خمسون رجلا ، وأتاهم من الجيش عشرون رجلا ،
وكان معه من أهل بيته تسعة عشر رجلا.
فلما رأى الحسين
عمر بن سعد قد قصد له فيمن معه قال : يا هؤلاء
اسمعوا يرحمكم الله ، ما لنا ولكم! ما هذا بكم يا أهل الكوفة؟! قالوا : خفنا طرح
العطاء ، قال : ما عند الله من العطاء خير لكم ، يا هؤلاء دعونا فلنرجع من حيث
جئنا ، قالوا : لا سبيل إلى ذلك ، قال : فدعوني أمضي إلى الري فأجاهد الديلم ،
قالوا : لا سبيل إلى ذلك ، قال : فدعوني أذهب إلى يزيد بن معاوية فأضع يدي في
يده ، قالوا : لا ، ولكن ضع يدك في يد عبيد الله بن زياد!
قال : أما هذه فلا
، قالوا : ليس لك غيرها.
وبلغ ذلك عبيد
الله ، فهم أن يخلي عنه ، وقال : والله ما عرض لشئ
من عملي ، وما أراني إلا مخل سبيه يذهب حيث شاء.
قال شمر بن ذي
الجوشن الضبابي : إنك والله إن فعلت وفاتك الرجل
لا تستقيلها أبدا ، وإنما كان همة عبيد الله أن يثبت على العراق ، فكتب إلى عمر
ابن سعد :
الآن حين تعلقته
حبالنا
|
|
يرجو النجاة
ولات حين مناص
|
فناهضه ، وقال
لشمر بن ذي الجوشن : سر أنت إلى عمر بن سعد [٥٧ / ب]
فإن مضى لما أمرته وقاتل حسينا وإلا فاضرب عنقه ، وأنت على الناس.
قال : وجعل الرجل
والرجلان والثلاثة يتسللون إلى حسين من الكوفة ،
فبلغ ذلك عبيد الله فخرج فعسكر بالنخيلة ، واستعمل على الكوفة عمرو بن
حريث ، وأخذ الناس
بالخروج إلى النخيلة ، وضبط الجسر فلم يترك أحدا يجوزه .
وعقد عبيد الله
لحصين بن تميم الطهوي على ألفين ووجهه إلى عمر بن
سعد مددا له.
وقدم شمر بن ذي
الجوشن الضبابي على عمر بن سعد بما أمره به عبيد الله
عشية الخميس لتسع خلون من المحرم سنة إحدى وستين بعد العصر ، فنودي في
العسكر فركبوا ، وحسين جالس أمام بيته محتبيا ، فنظر إليهم قد اقبلوا فقال للعباس
ابن علي بن أبي طالب : إلقهم فسلهم ما بدا لهم؟ فسألهم فقالوا : أتانا كتاب الأمير
يأمرنا أن نعرض عليك أن تنزل على حكمه أو نناجزك ، فقال : انصرفوا عنا
العشية حتى ننظر ليلتنا هذه فيما عرضتم ، فانصرف عمر.
وجمع حسين أصحابه
في ليلة عاشوراء ليلة الجمعة فحمد الله وأثنى عليه
وذكر النبي صلىاللهعليهوسلم وما أكرمه الله به من النبوة وما أنعم به على
أمته ، وقال :
إني لا أحسب القوم
إلا مقاتلوكم غدا وقد أذنت لكم جميعا فأنتم في حل
مني ، وهذا الليل قد غشيكم ، فمن كانت له منكم قوة فليضم [٥٨ / أ] رجلا من
أهل بيتي إليه وتفرقوا في سوادكم ، حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا
__________________
على ما أسروا في
أنفسهم نادمين ، فإن القوم إنما يطلبونني ، فإذا رأوني لهوا من
طلبكم.
فقال أهل بيته :
لا أبقانا الله بعدك ، لا والله نفارقك حتى يصيبنا ما
أصابك ، وقال ذلك أصحابه جميعا ، فقال : أثابكم الله على ما تنوون الجنة.
٢٩١ ـ قال :
أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني ، عن سفيان ،
عن أبي الجحاف ، عن أبيه :
أن رجلا من
الأنصار أتى الحسين ، فقال : إن علي دينا ، فقال : لا يقاتل معي من عليه دين.
٢٩٢ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن أبي الأسود العبدي ، عن الأسود بن
قيس العبدي ، قال :
قيل لمحمد بن بشير
الحضرمي : قد أسر ابنك بثغر الري ، قال : عند الله أحتسبه
ونفسي ، ما كنت أحب أن يؤسر ولا أن أبقى بعده.
فسمع قوله الحسين
، فقال له : رحمك الله أنت في حل من بيعتي ، فاعمل
في فكاك ابنك ، قال : أكلتني السباع حيا إن فارقتك ، قال : فاعط ابنك هذه
الأثواب يستعين بها في فكاك أخيه ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
رجع الحديث إلى الأول
فلما أصبح يومه الذي
قتل فيه رحمة الله عليه قال :
اللهم أنت ثقتي في
كل [٥٨ / ب] كرب ، ورجائي في كل شدة ، وأنت لي
في كل أمر نزل بي ثقة ، وأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة.
__________________
ثم قال حسين لعمر
وأصحابه : لا تعجلوا حتى أخبركم خبري ، والله ما
أتيتكم حتى أتتني كتب أماثلكم بأن السنة قد أميتت ، والنفاق قد نجم ، والحدود
قد عطلت ، فأقدم لعل الله تبارك وتعالى يصلح بك أمة محمد صلى الله عليه
وسلم ، فأتيتك فإذ كرهتم ذلك فأنا راجع عنكم ، وارجعوا إلى أنفسكم فانظروا هل يصلح
لكم قتلي أو يحل لكم دمي؟! ألست ابن بنت نبيكم وابن ابن عمه وابن أول
المؤمنين إيمانا ، أوليس حمزة والعباس وجعفر عمومتي ، أو لم يبلغكم قول رسول الله
صلىاللهعليهوسلم في وفي أخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة.
فإن صدقتموني وإلا
فاسألوا جابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدري وأنس بن
مالك وزيد بن أرقم.
فقال شمر بن ذي
الجوشن : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما
تقول!
فأقبل الحر بن
يزيد ـ أحد بني رياح بن يربوع ـ على عمر بن سعد فقال :
أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال : نعم! قال : أما لكم في واحدة من هذه الخصال التي
عرض رضى؟ قال : لو كان الأمر إلي فعلت ، فقال : سبحان الله ما أعظم هذا!
أن يعرض ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليكم ما يعرض فتأبونه!
ثم مال [٥٩ / أ] إلى الحسين فقاتل معه حتى قتل ، ففي ذلك يقول
الشاعر المتوكل الليثي :
لنعم الحر حر
بني رياح
|
|
وحر عند مشتبك
الرماح
|
ونعم الحر ناداه
حسين
|
|
فجاد بنفسه عند
الصباح
|
وقال الحسين : أما
والله يا عمر ليكونن لما ترى يوما يسؤوك ، ثم رفع حسين يده
مدا إلى السماء فقال :
اللهم إن أهل
العراق غروني وخدعوني وصنعوا بحسن بن علي ما صنعوا ،
اللهم شتت عليهم أمرهم واحصهم عددا.
وناوش عمر بن سعد
حسينا ، فكان أول من قاتل مولى لعبيد الله بن زياد
يقال له سلام ، نصل من الصف فخرج إليه عبد الله بن تميم بن ... فقتله ،
والحسين جالس عليه
جبة خز دكناء وقد وقعت النبال عن يمينه وعن شماله ،
وابن له ـ ابن ثلاث سنين ـ بين يده فرماه عقبة بن بشر الأسدي فقتله.
ورمى عبد الله بن
عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي فقتله فقال
سليمان بن قتة :
وعند غني قطرة
من دمائنا
|
|
وفي أسد أخرى
تعد وتذكر
|
قال : ولبس حسين
لامته ، وأطاف به أصحابه يقاتلون دونه حتى قتلوا
جميعا ، وحسين عليه عمامة سوداء وهو مختضب بسواد يقاتل قتال الفارس
الشجاع.
قال : ودعا رجل من
أهل الشام علي بن حسين الأكبر ـ وأمه آمنة بنت
أبي مرة بن عروة بن مسعود [٥٩ / ب] الثقفي ، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب ـ
فقال : إن لك بأمير المؤمنين قرابة ورحما ، فإن شئت آمناك وامض حيث ما
أحببت ، فقال : أما والله لقرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانت أولى أن
ترعى من قرابة أبي سفيان ، ثم كر عليه وهو يقول :
أنا علي بن حسين
بن علي
|
|
نحن وبيت الله
أولى بالنبي
|
من شمر وعمرو ابن
الدعي
قال : وأقبل عليه
رجل من عبد القيس يقال له : مرة بن منقذ بن النعمان
فطعنه ، فحمل فوضع قريبا من أبيه ، فقال له : قتلوك يا بني؟ على الدنيا بعدك
العفاء ، وضمه أبوه إليه حتى مات ، فجعل الحسين يقول :
اللهم دعونا
لينصرونا فخذلونا وقتلونا ، اللهم فاحبس عنهم قطر السماء
وامنعهم بركات الأرض ، فإن متعتهم إلى حين ففرقهم شيعا واجعلهم طرائق
قددا ، ولا ترضي الولاة عنهم أبدا.
وجاء صبي من صبيان
الحسين يشتد حتى جلس في حجر الحسين فرماه
رجل بسهم فأصاب ثغره نحره فقتله ، فقال الحسين :
اللهم إن كنت حبست
عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير في العاقبة ،
وانتقم لنا من القوم الظالمين.
قال : وخرج القاسم
بن حسن بن علي وهو غلام هو عليه قميص ونعلان
فانقطع شسع نعله اليسرى فحمل عليه [٦٠ / أ] عمرو بن سعيد الأزدي فضربه
فسقط ونادى : يا عماه ، فحمل عليه الحسين فضربه فاتقاها بيده فقطعها من المرفق
فسقط.
وجاءت خيل
الكوفيين ليحملوه ، وحمل عليهم الحسين فجالوا وطؤوه حتى
مات ،
ووقف الحسين على القاسم
فقال : عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ،
أو يجيبك فلا ينفعك ، يوم كثر واتره وقل ناصره ، وبعدا لقوم قتلوك.
ثم أمر به فحمل
ورجلاه تخطان الأرض حتى وضع مع علي بن حسين.
وعطش الحسين
فاستسقى ـ وليس معهم ماء ـ فجاءه رجل بماء فتناوله
ليشرب فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه فجعل يتلقى الدم بيده
ويحمد الله.
وتوجه نحو المسناة
يريد الفرات ، فقال رجل من بني أبان دارم : حولوا
بينه وبينه الماء ، فعرضوا فحالوا بينه وبين الماء وهو أمامهم ، فقال حسين : اللهم
أظمه.
ورماه الأباني
بسهم فأثبته في حنكه ، فانتزع السهم وتلقى الدم فملأ
كفه ، وقال : اللهم إني أشكو إليك ما فعل هؤلاء.
فما لبث الأباني
إلا قليلا حتى رئي وأنه ليؤتى بالقلة أو العس إن كان
ليروى عدة فيشربه فإذا نزعه عن فيه قال : اسقوني فقد قتلني العطش! فما زال
بذلك حتى مات.
وجاء شمر بن ذي
الجوشن فحال بين الحسين وبين قتله فقال الحسين :
رحلي لكم عن ساعة مباح فامنعوه من ... لكم وطغامكم [٦٠ / ب]
وكونوا في دنياكم أحرارا إذا لم يكن لكم دين.
فقال شمر : ذلك لك
يا بن فاطمة.
قال : فلما قتل
أصحابه وأهل بيته بقي الحسين عامة النهار لا يقدم عليه
أحد إلا انصرف حتى أحاطت به الرجالة ، فما رأينا مكثورا قط أربط جأشا منه ،
إن كان ليقاتلهم
قتال الفارس الشجاع ، وإن كان ليشد عليهم فينكشفون عنه
انكشاف المعزى شد فيها الأسد.
فمكث مليا من
النهار والناس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه ، فصاح بهم
شمر بن ذي الجوشن : ثكلتكم أمهاتكم! ماذا تنتظرون به ، أقدموا عليه.
فكان أول من انتهى
إليه زرعة بن شريك التميمي فضرب كتفه اليسرى
وضربه حسين على عاتقه فصرعه.
وبرز له سنان بن
أنس النخعي فطعنه في ترقوته ، ثم انتزع الرمح فطعنه في
بواني صدره ، فخر الحسين صريعا ثم نزل إليه ليحتز رأسه ونزل معه خولي بن يزيد
الأصبحي فاحتز رأسه ثم أتى به عبيد الله بن زياد ، فقال :
أوقر ركابي فضة
وذهبا
|
|
أنا قتلت الملك
المحجبا
|
قتلت خير الناس
أما وأبا
|
|
وخيرهم إذا
ينسبون نسبا
|
قال : فلم يعطه
عبيد الله شيئا .
قال : ووجدوا
بالحسين ثلاثا وثلاثين جراحة ، ووجدوا في ثوبه مائة
وبضعة عشر خرقا من [٦١ / أ] السهام وأثر الضرب.
وقتل يوم الجمعة
يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين ، وله يومئذ
ست وخمسون سنة وخمسة أشهر.
وكان جعفر بن محمد
يقول : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ،
وقتل مع الحسين اثنان وسبعون رجلا ، وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية
وثمانون رجلا.
وقتل مع الحسين بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنهما :
الحسين بن علي بن
أبي طالب رضياللهعنه ، قتله سنان بن أنس
النخعي ، وأجهز عليه وحز رأسه الملعون خولي بن يزيد الأصبحي.
والعباس بن علي بن
أبي طالب الأكبر ، قتله زيد بن رقاد الجنبي وحكيم
السنبسي من طي.
__________________
وجعفر بن علي بن
أبي طالب الأكبر ، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي
وعبد الله بن علي بن أبي طالب ، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي.
قال : وقد كان
العباس بن علي قال لجعفر وعبد الله ابني علي : تقدما فإن
قتلتما ورثتكما ، وإن قتلت بعدكما ورثني ولدي ، وإن قتلت قبلكما ثم قتلتما ورثكما
محمد بن الحنفية! فتقدما فقتلا ولم يكن لهما ولد ثم قتل العباس بعدهما.
وعثمان بن علي بن
أبي طالب ، رماه خولي بن يزيد بسهم فأثبته ، وأجهز
عليه رجل من بني أبان بن دارم.
وأبو بكر بن علي
بن أبي طالب ، يقال : أنه قتل في ماقيه [٦١ / ب].
ومحمد بن علي بن
أبي طالب الأصغر ـ وأمه أم ولد ـ ، قتله رجل من بني
أبان بن دارم.
وعلي بن حسين
الأكبر ، قتله مرة بن النعمان العبدي.
وعبد الله بن
الحسين ، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي وجعفر بن الحسين.
وأبو بكر بن
الحسين بن علي ، قتلهما عبد الله بن عقبة الغنوي.
وعبد الله بن
الحسين ، قتله ابن حرملة الكاهلي من بني أسد.
والقاسم بن الحسن
، قتله سعيد بن عمرو الأزدي.
وعون بن عبد الله
بن جعفر ، قتله عبد الله بن قطبة الطائي.
ومحمد بن عبد الله
بن جعفر ، قتله عامر بن نهشل التميمي.
ومسلم بن عقيل بن
أبي طالب ، قتله عبيد الله بن زياد بالكوفة صبرا.
وجعفر بن عقيل ،
قتله بشر بن حوط الهمداني ، ويقال : عروة بن
عبد الله الخثعمي.
وعبد الرحمان بن
عقيل ، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني وبشر بن
حوط.
وعبد الله بن عقيل
ـ وأمه أم ولد ـ ، قتله عمرو بن صبح الصدائي.
وعبد الله بن عقيل
ـ الآخر ، وأمه أم ولد ـ ، قتله عمرو بن صبح الصدائي
ويقال : قتله أسيد بن مالك الحضرمي.
ومحمد بن أبي سعيد
بن عقيل ، قتله لقيط الجهني ورجل من آل أبي لهب
لم يسم لنا.
ورجل من آل أبي
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقال له : أبو الهياج
وكان شاعرا.
وسليمان مولى
الحسين بن علي ، قتله سليمان بن عوف الحضرمي
[٦٢ / أ] ومنجح مولى الحسين بن علي.
وعبد الله بن يقطر
ـ رضيع الحسين ـ ، قتل بالكوفة ، رمي به من فوق القصر
فمات ، وهو الذي قيل فيه :
...
|
|
وآخر يهوى من
طمار قتيل
|
وكان من قتل معه رضياللهعنه ما سائر الناس من قبائل العرب من
القبيلة الرجل والرجلان والثلاثة ممن صبر معه.
وقد كان ابنا عبد
الله بن جعفر لجئا إلى امرأة عبد الله بن قطبة الطائي ثم
النبهاني ، وكانا غلامين لما يبلغا ، وقد كان عمر بن سعد أمر مناديا فنادى : من
جاء برأس فله ألف درهم ، فجاء ابن قطبة إلى منزله فقالت له امرأته : إن غلامين
لجئا إلينا فهل لك أن تشرف بهما فتبعث بهما إلى أهلهما بالمدينة؟ قال : نعم
أرنيهما ،
فلما رآهما ذبحهما وجاء برؤسهما إلى عبيد الله بن زياد فلم يعطه شيئا ، فقال
عبيد الله : وددت أنه كان جاءني بهما حيين فمننت بهما على أبي جعفر ـ يعني عبد
الله بن
جعفر ـ.
وبلغ ذلك عبد الله
بن جعفر ، فقال : وددت أنه كان جاءني بهما فأعطيته
ألفي ألف.
ولم يفلت من أهل
بيت الحسين بن علي الذين معه إلا خمسة نفر :
علي بن حسين الأصغر ، وهو أبو بقية ولد الحسين بن علي اليوم ، وكان
مريضا فكان مع النساء.
وحسن بن حسن بن
علي ، وله بقية.
وعمرو بن حسن بن
علي ، ولا بقية له.
والقاسم بن عبد
الله بن جعفر [٦٢ / ب].
ومحمد بن عقيل
الأصغر.
فإن هؤلاء
استضعفوا فقدم بهم وبنساء الحسين بن علي وهن :
زينب وفاطمة ابنتا علي بن أبي طالب.
وفاطمة وسكينة
ابنتا الحسين بن علي.
والرباب بنت أنيف
الكلبية امرأة الحسين بن علي ، وهي أم سكينة
وعبد الله المقتول ، ابني الحسين بن علي.
وأم محمد بنت حسن
بن علي ، امرأة علي بن حسين.
وموالي لهم
ومماليك عبيد وإماء قدم بهم على عبيد الله بن زياد مع رأس
الحسين بن علي ورؤوس من قتل معه رضياللهعنه وعنهم.
ولما قتل الحسين رضياللهعنه انتهب ثقله فأخذ سيفه الفلافس النهشلي ،
وأخذ سيفا آخر جميع بن الخلق الأودي.
وأخذ سراويله بحر
الملعون بن كعب التميمي ، فتركه مجردا!
وأخذ قطيفته قيس بن الأشعث بن قيس الكندي ، فكان يقال له : قيس
قطيفة.
وأخذ نعليه الأسود
بن خالد الأودي.
وأخذ عمامته جابر
بن يزيد.
وأخذ برنسه ـ وكان
من خز ـ مالك بن بشير الكندي.
وأخذ رجل من أهل
العراق حلي فاطمة بنت حسين وهو يبكي! فقالت :
لم تبكي؟ فقال : أسلب ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبكي؟!
فقالت : دعه ، قال : إني أخاف أن يأخذه غيري!!
وكان علي بن حسين
الأصغر مريضا نائما على فراش ، فقال شمر بن ذي
الجوشن الملعون : اقتلوا هذا! فقال له رجل من أصحابه [٦٣ / أ] سبحان الله
أتقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل!
وجاء عمر بن سعد
فقال : لا تعرضوا فهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض.
قال علي بن حسين :
فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واحتضنني وجعل
يبكي كلما خرج ودخل حتى كنت أقول : إن يكن عند أحد من الناس وفاء فعند
هذا ، إلى أن نادى منادي ابن زياد : ألا من وجد علي بن حسين فليأت به فقد
جعلنا فيه ثلاثمائة درهم.
قال : فدخل والله
علي وهو يبكي وجعل يربط يدي إلى عنقي! وهو
يقول : أخاف! فأخرجني والله إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم
وأنا أنظر إليها.
فأخذت فأدخلت على
ابن زياد ، فقال : ما اسمك؟ فقلت : علي بن
حسين ، قال : أولم يقتل الله عليا؟ قال : قلت : كان لي أخ يقال له علي أكبر مني
قتله الناس ، قال : بل الله قتله ، قلت : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، فأمر
بقتله ،
فصاحت زينب بنت علي بابن زياد : حسبك من دمائنا ، أسألك بالله إن قتلته
إلا قتلتني معه ، فتركه.
قال : ولما أمر
عمر بن سعد بثقل الحسين أن يدخل الكوفة إلى عبيد الله
ابن زياد وبعث إليه برأسه مع خولي بن يزيد الأصبحي.
فلما حمل النساء
والصبيان فمروا بالقتلى صرخت امرأة منهم : يا محمداه ،
هذا حسين بالعراء ، مزمل بالدماء ، وأهله ونساؤه سبايا ، فما بقي صديق ولا عدو
إلا أكب باكيا.
ثم قدم بهم على
عبيد الله [٦٣ / ب] بن زياد فقال عبيد الله : من هذا؟
فقالوا : زينب بنت علي بن أبي طالب! فقال : يكف رأيت صنع الله بأهل
بيتك؟ قالت : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بيننا
وبينك وبينهم.
قال : الحمد لله
الذي قتلكم وأكذب حديثكم ، قالت : الحمد لله الذي
أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا.
فلما وضعت الرؤوس
بين يدي عبيد الله بن زياد جعل جعل يضرب
بقضيب معه على في الحسين! وهو يقول :
يفلقن هاما من
أناس أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعق وأشأما
|
فقال له زيد بن
أرقم : لو نحيت هذا القضيب فإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يضع فاه على موضع هذا القضيب .
٢٩٣ ـ قال :
أخبرنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن
علي بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال : شهدت عبيد الله بن زياد حيث أتي برأس
الحسين رضياللهعنه ، قال : فجعل ينكت بقضيب معه على أسنانه ويقول : إن
كان لحسن الثغر! قال : فقلت : والله لأسوأنك فقلت : أما إني قد رأيت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم يقبل موضع قضيبك من فيه.
رجع الحديث إلى الأول
قالوا : وأمر عبيد
الله برأس الحسين فنصب.
٢٩٤ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر [٦٤ / أ] قال : حدثنا عطاء بن مسلم ،
عن من أخبره ، عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش ، قال : أول رأس رفع
__________________
على خشبة رأس
الحسين.
٢٩٥ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عيسى بن عبد الرحمن
السلمي ، عن الشعبي ، قال : رأس الحسين أول رأس حمل في الإسلام.
٢٩٦ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا شيبان ، عن جابر ، عن
عامر ، قال : رأيت رأس الحسين بن علي بعد أن قتل قد نصل الشيب من صبغ
السواد.
رجع الحديث إلى الأول
قال : وأمر عبيد
الله بن زياد بحبس من قدم به عليه من بقية أهل حسين
معه في القصر ، فقال ذكوان أبو خالد : خل بيني وبين هذه الرؤوس فادفنها ففعل
فكفنها ودفنها بالجبانة ، وركب إلى أجسادهم فكفنهم ودفنهم.
وكان زهير بن
القين قد قتل مع الحسين فقالت امرأته لغلام له يقال له
شجرة : انطلق فكفن مولاك ، قال : فجئت فرأيت حسينا ملقى ، فقلت : أكفن
مولاي وأدع حسينا! فكفنت حسينا ، ثم رجعت فقلت ذلك لها ، فقالت :
أحسنت ، وأعطتني كفنا آخر ، وقالت : انطلق فكفن مولاك ، ففعلت.
وأقبل عمر بن سعد
فدخل الكوفة ، فقال : ما رجع رجل [٦٣ / ب] إلى
أهله بشر مما رجعت به ، أطعت ابن زياد ، وعصيت الله ، وقطعت الرحم!
قال : وقدم رسول من قبل يزيد بن معاوية يأمر عبيد الله أن يرسل إليه
بثقل الحسين ومن بقي من ولده وأهل بيته ونسائه ، فأسلفهم أبو خالد ذكوان
عشرة آلاف درهم ، فتجهزوا بها.
وقد كان عبيد الله
بن زياد لما قتل الحسين بعث زحر بن قيس الجعفي إلى
يزيد بن معاوية يخبره بذلك فقدم عليه ، فقال : ما وراءك ، قال : يا أمير المؤمنين
أبشر بفتح الله وبنصره ، ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته
وفي سبعين من شيعته ، فسرنا إليهم فخيرناهم الاستسلام والنزول على حكم
عبيد الله بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فناهضناهم عند
شروق الشمس وأطفنا
بهم من كل ناحية ، ثم جردنا فيهم السيوف اليمانية فجعلوا
يبرقطون يبرقطون إلى غير وزر ويلوذون منا بالأكام والأمر والحفر لواذا كما لاذ
الحمائم من صقر ، فنصرنا الله عليهم! فوالله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جزر جزور
أو
نومة قائل ، حتى كفى المؤمنين مؤنتهم فأتينا على آخرهم فهاتيك أجسادهم مطرحة
مجردة وخدودهم معفرة ومناخرهم مرملة تسفي عليهم الريح ذيولها ، بقي سبسب
تنتابهم عرج الضباع [٦٥ / أ] زوارهم العقبان والرخم!! قال : فدمعت عينا
يزيد! وقال : كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، وقال : كذلك عاقبة
البغي والعقوق! ثم تمثل يزيد
من يذق الحرب
يجد طعمها
|
|
مرا وتتركه
بجعجاع
|
قال : وقدم برأس
الحسين محفز بن ثعلبة العائذي ـ عائذة قريش ـ على
يزيد ، فقال : أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم ، فقال يزيد : ما
ولدت أم محفز أحمق وألام ، لكن الرجل لم يقرأ كتاب الله «تؤتي الملك من تشاء
وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء»
ثم قال بالخيزرانة
بين شفتي الحسين وأنشأ يقول :
يفلقن هاما من
رجال أعزة
|
|
علينا وهم كانوا
أعق وأظلما
|
ـ والشعر لحصين بن
الحمام المري ـ ، فقال له رجل من الأنصار ـ حضره ـ :
إرفع قضيبك هذا فإني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبل الموضع الذي
وضعته عليه.
٢٩٧ ـ قال :
أخبرنا كثير بن هشام ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، قال :
حدثنا يزيد بن أبي زياد ، قال : لما أتي يزيد بن معاوية برأس الحسين بن علي جعل
ينكت بمخصرة معه سنه ويقول : ما كنت أظن أبا عبد الله [٦٥ / ب] يبلغ هذا
السن!
قال : وإذا لحيته
ورأسه قد نصل من الخضاب الأسود.
رجع الحديث إلى الأول
قال : ثم أتي يزيد
بن معاوية بثقل الحسين ومن بقي من أهله ونسائه
فأدخلوا عليه قد قرنوا في الحبال فوقفوا ين يديه.
فقال له علي بن
الحسين : أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله صلى
الله عليه وسلم لو رآنا مقرنين في الحبال ، أما كان يرق لنا؟!
ـ فأمر يزيد بالحبال
فقطعت ، وعرف الانكسار فيه!
وقالت له سكينة
بنت حسين : يا يزيد بنات رسول الله صلى الله عليه
وسلم سبايا! فقال : يا بنت أخي ، هو والله علي أشد منه عليك! وقال : أقسمت
بالله لو أن بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم عليه ، ولكن فرقت بينه وبينه
سمية! وقال : قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين ، فرحم
الله أبا عبد الله عجل عليه ابن زياد ، أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على دفع
القتل عنه إلا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه! ولوددت أني أتيت به
سلما.
ثم أقبل على علي
بن حسين ، فقال : أبوك قطع رحمي ، ونازعني سلطاني ،
فجزاه الله جزاء القطيعة والإثم!.
فقام [٦٦ /!] رجل
من أهل الشام ، فقال : إن سباءهم لنا حلال! فقال
علي بن حسين : كذبت ولؤمت ، ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير
ديننا ، فأطرق يزيد مليا ، ثم قال للشامي : اجلس ، ثم أمر بالنساء فأدخلن على
نسائه ، وأمر نساء آل أبي سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام ، فما بقيت
منهن امرأة إلا تلقتنا تبكي وتنتحب ، ونحن على حسين ثلاثا ، وبكت أم كلثوم
بنت عبد الله بن عامر بن كريز على الحسين وهي يومئذ عند يزيد بن معاوية ، فقال
يزيد : حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها.
وقالت فاطمة بنت
علي لامرأة يزيد : ما ترك لنا شئ ، فأبلغت يزيد
ذلك : فقال يزيد : ما أتي إليهم أعظم ، ثم ما ادعوا شيئا ذهب لهم إلا أضعفه
لهم.
ثم دعا بعلي بن
حسين وحسن بن حسن وعمرو بن حسن ، فقال لعمرو
ابن حسن ـ وهو يومئذ ابن إحدى عشرة سنة ـ : أتصارع هذا؟ ـ يعني خالد بن يزيد ـ
قال : لا ، ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا حتى أقاتله ، فضمه إليه يزيد وقال :
شنشنة أعرفها من
أخزم ، هل تلد الحية إلا حية.
ثم بعث يزيد إلى
المدينة فقدم عليه بعدة من ذوي السن من موالي بني
هاشم ثم من موالي بني علي ، وضم إليهم أيضا عدة من موالي أبي سفيان ، ثم بعث
بثقل الحسين ومن بقي من نسائه وأهله [٦٦ / ب] وولده معهم وجهزهم بكل
شئ ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر لهم بها.
وقال لعلي بن حسين
: إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف
لك حقك فعلت ، وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك ، قال : بل تردني
إلى بلادي ، فرده إلى المدينة ووصله ، وأمر الرسل الذين وجههم معهم أن ينزلوا
بهم حيث شاؤوا ومتى شاؤوا .
وبعث بهم مع محرز
بن حريث الكلبي ورجل من بهرا ، وكانا من أفاضل
أهل الشام.
قال : وبعث يزيد
برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو
عامل له يومئذ على المدينة فقال عمرو : وددت أنه لم يبعث به إلي ، فقال مروان :
اسكت! ثم تناول الرأس فوضعه بين يديه وأخذ بأرنبته فقال :
يا حبذا بردك في
اليدين
|
|
ولونك الأحمر في
الخدين
|
كأنما بات بمجسدين
__________________
والله لكأني أنظر
إلى أيام عثمان ، وسمع عمرو بن سعيد الصيحة من
دور بني هاشم فقال :
عجت نساء بني
زياد عجة
|
|
كعجيع غداة
الأرنب
|
والشعر لعمرو بن
معدي كرب في وقعة كانت بين بني زبيد وبين بني
الحارث بن كعب.
ثم خرج عمرو بن
سعيد إلى المنبر فخطب الناس [٦٧ / أ] ثم ذكر
حسينا وما كان من أمره وقال : والله لوددت أن رأسه في جسده وروحه في بدنه ،
يسبنا ونمدحه ، ويقطعنا ونصله ، كعادتنا وعادته.
فقام ابن أبي حبيش
أحد بني أسد بن عبد العزى بن قصي ، فقال : أما لو
كانت فاطمة حية لأحزنها ما ترى ، فقال عمرو : اسكت لا سكت أتنازعني فاطمة
وأنا من عفر ظبابها ، والله إنه لابننا وإن أمه لابنتنا ، أجل والله لو كانت حية
لأحزنها قتله ثم لم تلم من قتله! يدفع عن نفسه!.
فقال ابن أبي حبيش
: إنه ابن فاطمة وفاطمة بنت خديجة بنت خويلد
ابن أسد بن عبد العزى.
ثم أمر عمرو بن
سعيد برأس الحسين فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه .
وقال عبد الله بن
جعفر : لو شهدته لأحببت أن اقتل معه ، ثم قال : عز علي
بمصرع الحسين.
٢٩٨ ـ قال أخبرنا
محمد بن عمر ، قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد
ابن عمير ، قال حدثنا ابن أبي مليكة ، قال :
بينما ابن عباس
جالس في المسجد الحرام وهو يتوقع خبر الحسين بن علي
أن أتاه آت فساره بشئ فأظهر الاسترجاع ، فقلنا : ما حدث يا أبا العباس؟ قال :
مصيبة عظيمة نحتسبها ، أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير قال : قتل الحسين بن
علي ، فلم يبرح حتى جاءه ابن الزبير فعزاه ثم انصرف.
__________________
فقام ابن عباس
فدخل منزله ودخل عليه الناس [٦٧ / ب] يعزونه فقال :
إنه ليعدل عندي مصيبة الحسين شماتة ابن الزبير ، أترون مشي ابن الزبير إلي
يعزيني؟ إن ذلك منه إلا شماتة.
٢٩٩ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال فحدثني ابن جريح ، قال : كان
المسور بن مخرمة بمكة حين جاء نعي الحسين بن علي فلقي ابن الزبير ، فقال له :
جاءك ما كنت تمنى موت حسين بن علي ، فقال ابن الزبير : يا أبا عبد الرحمن
تقول لي هذا؟! فوالله ليته بقي ما بقي بالجما حجر ، والله ما تمنيت ذلك له.
قال المسور : أنت
أشرت عليه بالخروج إلى غير وجه! قال : نعم أشرت
عليه ولم أدر أنه يقتل! ولم يكن بيدي أجله ، ولقد جئت ابن عباس فعزيته
فعرفت أن ذلك يثقل عليه مني ، ولو أني تركت تعزيته ، قال : مثلي يترك لا
يعزيني بحسين ، فما اصنع ، أخوالي وغرة الصدور علي! وما أدري على أي شئ
ذلك؟!
فقال له المسور :
ما حاجتك إلى ذكر ما مضى ونثه ، دع الأمور تمضي
وبر أخوالك فأبوك أحمد عندهم منك.
٣٠٠ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد
ابن عمير ، عن رجل ، قال سمعت ابن عباس وعنده محمد بن الحنفية وقد جاءهم
نعي الحسين بن علي وعزاهم الناس ، فقال ابن صفوان : إنا لله وإنا إليه راجعون ،
أي مصيبة ، يرحم الله أبا عبد الله وآجركم الله في مصيبتكم ، فقال ابن عباس : يا
أبا القاسم ، ما هو إلا أن خرج من مكة [٦٨ / أ] فكنت أتوقع ما أصابه ، قال
ابن الحنفية : وأنا والله ، فعند الله نحتسبه ، ونسأله الأجر وحسن الخلف.
قال ابن عباس : يا
أبا صفوان أما والله لا يخلد بعد صاحبك الشامت
بموته ، فقال ابن صفوان : يا أبا العباس ، والله ما رأيت ذلك منه ولقد رأيته
محزونا
بمقتله ، كثير الترحم عليه ، قال : يريك ذلك لما يعلم من مودتك لنا ، فوصل الله
رحمك ، لا يحبنا ابن الزبير أبدا ، قال ابن صفوان : فخذ بالفضل فأنت أولى به
منه.
٣٠١ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال حدثنا قرة بن خالد ،
قال : أخبرني عامر بن عبد الواحد ، عن شهر بن حوشب ،
قال : إنا لعند أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : فسمعنا
صارخة ، فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة ، فقالت : قتل الحسين!
قالت : قد فعلوها!
ملأ الله بيوتهم ـ أو قبورهم ـ عليهم نارا ، ووقعت مغشيا
عليها ، قال : وقمنا.
٣٠٢ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن نسير بن
ذعلوق ، عن هبيرة بن خزيمة ، قال :
قال الربيع بن
خثيم حين قتل الحسين : اللهم فاطر السماوات والأرض ،
عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.
٣٠٣ ـ قال : أخبرنا
الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فطر ، عن منذر ، قال :
لما قتل الحسين قال أشياخ من أهل الكوفة ـ فيهم [٦٨ / ب] أبو بردة ـ : إذهبوا بنا
إلى الربيع بن خثيم حتى نعلم رأيه ، فأتوه فقالوا : إنه قد قتل الحسين!
قال : أرأيتم لو
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل الكوفة وفيها أحد
من أهل بيته فيمن كان ينزل؟ إلا عليهم؟ فعلموا رأيه.
٣٠٤ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن شيخ ،
قال : لما أصيب الحسين بن علي قال الربيع بن خثيم : لقد قتلوا صبية لو أدركهم
رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأجلسهم في حجره ، ولوضع فمه على أفمامهم.
٣٠٥ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فطر ، عن منذر ، قال :
كنا إذ ذكرنا الحسين بن علي ومن قتل معه قال محمد بن الحنفية : قد قتلوا سبعة
عشر شابا كلهم قد ارتكضوا في رحم فاطمة.
٣٠٦ ـ قال أخبرنا
عمرو بن خالد المصري ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي
__________________
الأسود محمد بن
عبد الرحمان ، قال :
لقيني رأس الجالوت
فقال : والله إن بيني وبين داود لسبعين أبا ، وإن
اليهود لتلقاني فتعظمني ، وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ولده!!
٣٠٧ ـ قال :
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي ، قال : حدثني
عبد الرحمان بن حميد الرواسي ، قال : مر عمر بن سعد ـ يعني ابن أبي وقاص ـ
بمجلس بني نهد حين قتل الحسين ، فسلم عليهم فلم يردوا عليهالسلام.
٣٠٨ ـ قال مالك :
فحدثني أبو عيينة البارقي [٦٩ / أ] ، عن عبد الرحمن
ابن حميد ، في هذا الحديث قال : فلما جاز قال :
أتيت الذي لم
يأت قبلي ابن حرة
|
|
فنفسي ما أخزت
وقومي ما أذلت
|
٣٠٩ ـ قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ،
قال : حدثني الهيثم بن الخطاب
النهدي ، قال : سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : كان شمر بن ذي الجوشن
الضبابي لا يكاد أو لا يحضر الصلاة معنا ، فيجئ بعد الصلاة فيصلي ثم يقول :
اللهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام ، قال : فقلت له : إنك لسئ الرأي يوم
تسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال دعنا منك يا
أبا إسحاق فلو كنا كما تقول وأصحابك كنا شرا من الحمير السقاءات.
٣١٠ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال حدثني إسرائيل عن أبي إسحاق ،
قال : رأيت قاتل حسين بن علي شمر بن ذي الجوشن ما رأيت بالكوفة أحدا عليه
طيلسان وغيره.
٣١١ ـ قال :
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا شريك ، عن
مغيرة ، قال : قالت : مرجانة لابنها عبيد الله بن زياد : يا خبيث قتلت ابن رسول
الله
صلىاللهعليهوسلم؟! لا ترى الجنة أبدا.
٣١٢ ـ قال أخبرنا
علي بن محمد ، عن سفيان ، عن عبد الله بن شريك ،
قال : رأيت بشر بن غالب يتمرغ على قبر الحسين ندامة على ما فاته من نصره.
__________________
٣١٣ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن حباب بن موسى ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن علي بن حسين ، قال : حملنا من الكوفة إلى [٦٩ / ب] يزيد بن
معاوية فغصت طرق الكوفة بالناس يبكون ، فذهب عامة الليل ما يقدرون أن
يجوزوا بنا لكثرة الناس ، فقلت : هؤلاء الذين قتلونا وهم الآن يبكون!
٣١٤ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن
حوشب ، قال سمعت أم سلمة حين أتاها قتل الحسين لعنت أهل العراق ، وقالت :
قتلوه! قتلهم الله ، غروه وذلوه! لعنهم الله.
٣١٥ ـ قال :
أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال حدثنا سليمان بن مسلم
ـ صاحب السقط ـ ، عن أبيه ، قال : كان أول من طعن في سرادق الحسين عمر بن
سعد.
قال : فرأيته هو
وابنيه ضربت أعناقهم قم علقوا على الخشب وألهب فيهم
النيران.
٣١٦ ـ قال : ثم
أخبرنا موسى بن إسماعيل بعد ذلك ، فقال : حدثنا
أبو المعلى العجلي ، عن أبيه ،
قال محمد بن سعد :
فحملناه على أنه سليمان بن مسلم.
٣١٧ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الملك بن عمر
وأبو عامر العقدي ، قالا : حدثنا قرة بن خالد ، قال حدثنا أبو رجا ، قال : لا
تسبوا
عليا ، يا لهفتا على أسهم رميته بهن يوم الجمل ، مع ذاك لقد قصرن والحمد لله عنه.
قال : إن جارا لنا
من بلهجيم جاءنا من الكوفة ، فقال : ألم تروا إلى
الفاسق ابن الفاسق قتله الله!! الحسين بن علي ، قال : فرماه الله
بكوكبين [٧٠ / أ] في عينيه فذهب بصره.
٣١٨ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ومالك بن إسماعيل ، قالا : حدثنا
عبد السلام بن حرب ، عن عبد الملك بن كردوس ، عن حاجب عبيد الله بن زياد ،
قال : دخلت معه القصر حين قتل الحسين ، قال : فأضرم في وجهه نار ـ أو كلمة
__________________
نحوها ـ فقال :
هكذا بكمه على وجهه ، وقال : لا تحدث بهذا أحدا.
٣١٩ ـ قال :
أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد وكثير بن هشام
ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل ، قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، قال أخبرنا
عمار بن أبي عمار ، عن أم سلمة ، قالت : سمعت الجن تنوع على الحسين.
٣٢٠ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن علي بن مجاهد ، عن حنش بن
الحارث ، عن شيخ بن النخع ، قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم ، فقام
قوم فذكروا.
وقام سنان بن أنس
، فقال : أنا قاتل حسين ، فقال : بلاء حسن! ورجع
سنان إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله ، فكان يأكل ويحدث في مكانه.
٣٢١ ـ قال :
أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال حدثنا أم شوق العبدية ،
قالت : حدثتني نضرة الأزدية ، قالت :
لما قتل الحسين بن
علي مطرت السماء دما ، فأصبحت خيامنا وكل شئ
منا ملئ دم.
٣٢٢ ـ قال :
أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل ، قالا : حدثنا
حماد بن سلمة ، قال : حدثنا سليم القاص ، قال مطرنا دم يوم قتل الحسين.
٣٢٣ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني نجيح ، عن رجل من آل
سعيد [٧٠ / ب] يقول :
سمعت الزهري يقول
: سألني عبد الملك بن مروان ، فقال : ما كان علامة
مقتل الحسين؟ قال : لم تكشف يومئذ حجرا إلا وجدت تحته دما عبيطا! فقال
عبد الملك : أنا وأنت في هذا غريبان.
٣٢٤ ـ قال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال حدثني عمر بن محمد بن عمر بن
علي ، عن أبيه ، قال : أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت ، فقال : هل كان في
__________________
قتل الحسين علامة؟
فقال ابن رأس الجالوت : ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته
دم عبيط .
٣٢٥ ـ قال :
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي ، قال حدثنا خلاف ـ صاحب
السمسم ، وكان ينزل بني جحدر ـ ، قال : حدثتني أمي ، قالت :
كنا زمانا بعد
مقتل الحسين وأن الشمس تطلع محمرة على الحيطان
والجدران بالغداة والعشي ، قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلا وجدوا تحته دما.
٣٢٦ ـ قال : حدثنا
عفان بن مسلم ، قال حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام
ابن حسان ، عن محمد بن سيرين ، قال : لم تر هذه الحمرة في آفاق السماء حتى قتل
الحسين بن علي رحمه [الله].
٣٢٧ ـ قال :
أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال حدثنا يوسف بن عبدة ،
قال : سمعت محمد بن سيرين ، يقول : لم تكن ترى هذه الحمرة في السماء عند طلوع
الشمس وعند غروبها حتى قتل الحسين رضياللهعنه.
٣٢٨ ـ قال :
أخبرنا علي بن محمد ، عن علي بن مدرك ، عن جده الأسود
ابن قيس ، قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر ، يرى ذلك في
آفاق السماء كأنها الدم.
قال : [٧١ / أ]
فحدثت بذلك شريكا فقال لي : ما أنت من الأسود؟
قلت : هو جدي أو
أمي ، قال : أما والله إن كان لصدوق الحديث عظيم
الأمانة مكرما للضيف.
٣٢٩ ـ قال :
أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عقبة بن أبي حفصة
السلولي ، عن أبيه ، قال : إن كان الورس من ورس الحسين ليقال به هكذا فيصير
رمادا .
__________________
رجع الحديث إلى الأول
قال : وكان سليمان
بن صرد الخزاعي فيمن كتب إلى الحسين بن علي
أن يقدم الكوفة ، فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه!
فلما قتل الحسين رحمهالله ورضي عنه ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري
وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه ، فقالوا : ما المخرج والتوبة مما صنعنا؟
فخرجوا فعسكروا
بالنخيلة لمستهل شهر بيع الآخر سنة خمس وستين وولوا
أمرهم سليمان بن صرد ، وقالوا : نخرج إلى الشام فنطلب بدم الحسين فسموا
التوابين ، وكانوا أربعة آلاف.
فخرجوا فأتوا عين
الوردة وهي بناحية فزقيسيا ، فلقيهم جمع أهل الشام
وهم عشرون ألفا عليهم الحصين بن نمير ، فقاتلوهم ، فترجل سليمان بن صرد وقاتل
فرماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله فسقط [٧١ / ب] رحمهالله قال : فزت
ورب الكعبة ، وقتل عامة أصحابه ورجع من بقي منهم إلى الكوفة.
قالوا : وكتب عبد
الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف : أما بعد يا
حجاج فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت آل حرب لما قتلوهم لم يناظروا.
وقال سليمان بن
قتة يرثي الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله
عنهما :
وإن قتيل الطف
من آل هاشم
|
|
أذل رقابا من
قريش فذلت
|
مررت على أبيات
آل محمد
|
|
فألفيتها
أمثالها حين حلت
|
وكانوا لنا غنما
فعادوا رزية
|
|
لقد عظمت تلك
الرزايا وجلت
|
فلا يبعد الله
الديار وأهلها
|
|
وإن أصبحت منهم
برغمي تخلت
|
إذا افتقرت قيس
جبرنا فقيرها
|
|
وتقتلنا قيس إذا
النعل زلت
|
وعند غني قطرة
من دمائنا
|
|
سنجزيهم يوما
بها حيث حلت
|
ألم تر أن الأرض
أضحت مريضة
|
|
لفقد حسين
والبلاد اقشعرت
|
__________________
فقال له عبد الله
بن حسن بن حسن : ويحك ألا قلت :
أذل رقاب المسلمين
فذلت
وقال أبو الأسود
الدؤلي في قتل الحسين رضياللهعنه :
أقول وذاك من
جزع ووجد
|
|
أزال الله ملك
بني زياد
|
وأبعدهم بما
غدروا وخانوا
|
|
كما بعدت ثمود
وقوم عاد
|
هم خشموا الأنوف
وكن شما
|
|
بقتل ابن القعاس
أخي مراد [٧٢ / أ]
|
قتيل السوق يا
لك من قتيل
|
|
به نضح من أحمر
كالجساد
|
وأهل نبينا من
قبل كانوا
|
|
ذوي كرم دعائم
للبلاد
|
حسين ذو الفضول
وذو المعالي
|
|
يزين الحاضرين
وكل باد
|
أصاب العز مهلكة
فأضحى
|
|
عميدا بعد مصرعه
فؤادي
|
وقال أبو الأسود
الدؤلي أيضا :
أيرجو معشر
قتلوا حسينا
|
|
شفاعة جده يوم
الحساب
|
قال : ولقي عبيد
الله بن الحر الجعفي حسين بن علي فدعاه حسين إلى نصرته
والقتال معه فأبى! وقال : قد أعييت أباك قبلك.
قال : فإذ أبيت أن
تفعل فلا تسمع الصيحة علينا ، فوالله لا يسمعها أحد
ثم لا ينصرنا فيرى بعدها خيرا أبدا.
قال عبيد الله
فوالله لهبت كلمته تلك ، فخرجت هاربا من عبيد الله من
زياد مخافة أن يوجهني إليه فلم أزل في الخوف حتى انقضى الأمر.
فندم عبيد الله
على تركه نصرة حسين رضياللهعنه ، فقال :
يقول أمير غادر
حق غادر
|
|
ألا كنت قاتلت
الشهيد ابن فاطمة
|
ونفسي على
خذلانه واعتزاله
|
|
وبيعة هذا
الناكث العهد لائمة
|
فيا ندما ألا
أكون نصرته
|
|
ألا كل نفس لا
تسدد نادمة [٧٢ / ب]
|
وإني لأني لم
أكن من حماته
|
|
لذو حسرة ما إن
تفارق لازمة
|
سقى الله أرواح
الذين تأزروا
|
|
على نصرة سقيا
من الغيث دائمة
|
وقفت على
أجداثهم ومحالهم
|
|
فكاد الحشى يرفض
والعين ساجمة
|
لعمري لقد كانوا
مصاليت في الوغي
|
|
سراعا إلى
الهيجا حماة خضارمة
|
تأسوا على نصر
ابن بنت محمد
|
|
نبيهم بأسيافهم
اساد غيل ضراغمة
|
وقد طاعنوا من
دونه برماحهم
|
|
عصائب بورانا
بذتهم مجارمة
|
فإن تقتلوا فكل
نفس زكية
|
|
على الأرض قد
أضحت لك اليوم واجمة
|
وما أن رأى
الراؤن أصبر منهم
|
|
لدى الموت سادات
وزهر قماقمة
|
أتقتلهم ظلما
وترجو ودادنا
|
|
فدع خطة ليست
لنا بملائمة
|
لعمري لقد
رغمتمونا بقتلهم
|
|
فكم ناقم منا
عليكم وناقمة
|
أهم مرارا أن
أسير بجحفل
|
|
إلى فئة ناغت عن
الحق ظالمة
|
فكفوا وإلا
زرتكم في كتائب
|
|
أشد عليكم من
زحوف الديالمة
|
وقال عبيد الله بن
الحر أيضا :
أيرجو ابن
الزبير اليوم نصري
|
|
بعاقبة ولم أنصر
حسينا!
|
وكان تخلفي عنه
تبابا
|
|
وتركي نصره غبنا
وجبنا
|
ولو أني أواسيه
بنفسي
|
|
أصبت فضيلة وقررت
عينا
|
وقال عبيد الله بن
الحر أيضا : [٧٣ / أ]
فيا لك حسرة ما
دمت حيا
|
|
تردد بين حلقي
والتراقي
|
حسينا حين يطلب
بذل نصري
|
|
على أهل العداوة
والشقاق
|
ولو أني أواسيه
بنفسي
|
|
لنلت كرامة يوم
التلاق
|
مع ابن المصطفى
نفسي فداه
|
|
فولى ثم ودع
بالفراق
|
غداة يقول لي
بالقصر قولا
|
|
أتتركنا وتزمع
بانطلاق
|
فلو فلق التلهف
قلب حي
|
|
لهم اليوم قلبي
بانفلاق
|
فقد فاز الأولى
نصروا حسينا
|
|
وخاب الآخرون
أولوا النفاق
|
وقال عبيدة بن
عمرو الكندي أحد بني بد ابن الحارث يرثي الحسين بن
علي وولده رضياللهعنهم ويذكر قتلهم وقتلتهم :
صحا القلب بعد
الشيب عن أم عامر
|
|
وأذهله عنها
صروف الدوائر
|
ومقتل خير
الآدميين والدا وجدا
|
|
إذا عدت مساعي
المعاشر
|
دعاه الرجال
الحائرون لنصره
|
|
فكلا رأيناه له
غير ناصر
|
وجدناهم من بين
ناكث بيعة
|
|
وساع به عند
الإمام وغادر
|
ورام له لما رآه
وطاعن
|
|
ومسل عليه
المصلتين وناحر
|
فيا عين أذري
الدمع منك وأسبلي
|
|
على خير باد في
الأنام وحاضر
|
على ابن علي
وابن بنت محمد
|
|
نبي الهدى وابن
الوصي المهاجر [٧٣ / ب]
|
تداعت عليه من
تميم عصابة
|
|
وأسرة سوء من
كلاب وعامر
|
ومن حي وهبيل
تداعت عصابة
|
|
عليه وأخرى
أردفت من يحابر
|
وخمسون شيخا من
أبان بن دارم
|
|
تداعوا عليه
كالليوث الخواطر
|
ومن كل حي قد
تداعى لقتله
|
|
ذو والنكث
والافراط أهل التفاخر
|
شفى الله نفسي
من سنان ومالك
|
|
ومن صاحب الفتيا
لقيط بن ياسر
|
ومن مرة العبدي
وابن مساحق
|
|
ومن فارس
الشقراء كعب بن جابر
|
ومن أورق الصيدا
وابن موزع
|
|
ومن بحر تيم
اللات والمرء عامر
|
ومن نفر من
حضرموت وتغلب
|
|
ومن مانعيه
الماء في شهر ناجر
|
وخولي لا يقتلك
ربي وهانئ
|
|
وثعلبة المستوه
وابن تباحر
|
ولا سلم الله
ابن أبحر ما دعت
|
|
حمامة أيك في
غصون نواضر
|
ومن ذلك الفدم
الأباني والذي
|
|
رماه بسهم ضيعة
والمهاجر
|
ولا ابن رقاد لا
نجا من حذاره
|
|
ولا ابن يزيد من
حذار المحاذر
|
ومن رؤس ضلال
العراق وغيرهم
|
|
تميم ومن ذاك
اللعين ابن زاجر
|
ولا الحنظليين
الذين تتابعت
|
|
نبالهم في وجهه
والخواصر
|
ولا نفر من آل
سعد بن مذحج
|
|
ولا الأبرص
الجلف اللئيم العناصر
|
ولا عصبة من طي
أحدقت به
|
|
ولا نفر منا
شرار السرائر
|
ولا الخثعميين
الذين تنازلوا
|
|
عليه ولا من
زاره بالمناسر [٧٤ / أ]
|
ولا شبث لأسلم
الله نفسه
|
|
ولا في ابن سعد
حد أبيض باتر
|
قال : والقوم
الذين سماهم في شعره : سنان بن أنس النخعي ، ومالك ـ رجل من وهبيل من النخع ـ ،
ومرة بن كعب ـ رجل من أشراف عبد القيس ـ! ونوفل بن مساحق من بني عامر بن لوي ،
كعب بن جابر
الأزدي ، أورق الصيداء ـ رجل منهم كان أفوه ـ ، وابن موزع ـ رجل
من همدان ـ ، بحر بن مالك من بني تميم بن ثعلبة ، خولي بن يزيد الأصبحي
ـ المحرق بالنار ـ ، هانئ بن ثبيت الحضرمي ، وثعلبة المستوه ـ رجل من بني تميم
كان مأبونا ـ! وابن تباحر ـ رجل من بني تيم الله يقال له : عمرو بن يبحر بن أبحر
حجار بن أبحر ـ ، بجير بن جابر العجلي ـ والذي رماه الغنوي الذي رمى ابن الحسين
فقتله ـ ، وابن زاجر ـ رجل من بني منقر من بني تميم ـ ، والأبرص الجلف يعني شمر
ابن ذي الجوشن ، شبث بن ربعي الرياحي.
وقال عبيد الله بن
الحر أيضا :
تبيت نساء من
أمية نوما
|
|
وبالطف هام ما
ينام حميمها
|
وما ضيع الإسلام
إلا قبيلة
|
|
تأمر نوكاها
وطال نعيمها
|
وأضحت قناة
الدين في كف ظالم
|
|
إذا اعوج منها
جانب لا يقيمها
|
آخر مقتل الحسين
بن علي رحمهالله ورضي عنه وعن أبيه وأخيه وذويه
وصلى الله عليه سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلم [٧٤ / ب].
العقود الاثني عشر
في رثاء سادات البشر
للسيد بحر العلوم
|
|
للسيد بحر العلوم
الكبير ، وهو العلامة الفقيه الورع آية الله السيد مهدي بن
مرتضى الطباطبائي البروجردي النجفي ، المتوفى سنة ١٢١٢ ه ، أستاذ فقهاء عصره
ومربي المجتهدين الكبار ، له المصابيح والمشكاة في الفقه ، ولو المنظومة الفقهية
المسماة بالدرة البهية المعروفة ، مطبوعة غير مرة وعليها شروح كثيرة مطبوعة وغير
مطبوعة ، راجع الذريعة ١٣ / ٢٣٥ ـ ٢٤١ ، وله الفوائد الرجالية المطبوعة باسم رجال
السيد بحر العلوم ، مطبوع غير مرة في أربع مجلدات ، وشأنه في العلم والفقه والورع
والزعامة الروحية أشهر من كل ذلك.
والعقود هذه اثنتي
عشرة قصيدة ، كل منها في اثني عشر بيتا ، نظمها في
رثاء الحسين عليهالسلام ، جارى بها قصائد محتشم الكاشاني ونقلها إلى العربية
__________________
نظما ، وهي أيضا
اثنتا عشرة قصيدة فارسية كل منها في اثني عشر بيتا ، اشتهرت
عبر هذه القرون ب «دوازده بند محتشم» البنود الاثني عشر ، فكان معربها العقود
الاثني عشر كما ذكره شيخنا رحمهالله في الذريعة ١٥ / ٣٠٢ وذكرها أيضا في ١ / ١١٣ باسم الاثنا
عشريات في المراثي.
وهذه كأصلها
اشتهرت في الأوساط الأدبية فخمسها بعضهم كما جاء في
الذريعة ٤ / ٧ وشرحها بعضهم شرحين ، كبير باسم سفينة النجاة ، مطبوع ، وصغير
باسم لؤلؤة البحرين ، وبعض آخر باسم وسيلة النجاة ، ذكرت في الذريعة ١٢ / ٢٠٣ و ١٨
/ ٣٧٨ و ٢٥ / ٨٥ ، وحفظها الخطباء ، وينشدها الوعاظ وقراء
المراثي في المآتم الحسينية ، أحببنا نشرها خدمة للثقافة الإسلامية والأدب العربي.
عبد العزيز الطباطبائي
الله أكبر ماذا
الحادث الجلل
|
|
فقد تزلزل سهل
الأرض والجبل
|
ما هذه الزفرات
الصاعدات أسى
|
|
كأنها شعل ترمى
بها شعل
|
ما للعيون عيون
الدمع جارية
|
|
منها تخد خدودا
حين تنهمل
|
ماذا النياح
الذي عط القلوب وما
|
|
هذا الضجيج وذا
الضوضاء والزجل
|
كأن نفخة صور
الحشر قد فجأت
|
|
والناس سكرى ولا
سكر ولا ثمل
|
قد هل عاشور لو
غم الهلال به
|
|
كأنما هو من شوم
به زحل
|
شهر دهى ثقليها
منه داهية
|
|
ثقل النبي حصيد
فيه والثقل
|
قامت قيامة أهل
البيت وانكسرت
|
|
سفن النجاة
وفيها العلم والعمل
|
وارتجت الأرض
والسبع الشداد وقد
|
|
أصاب أهل
السماوات العلى الوجل
|
واهتز من دهش
عرش الجليل فلو
|
|
لا الله ماسكه
أدهى به الميل
|
جل الإله فليس
الحزن بالغه
|
|
لكن قلبا حواه
حزنه جلل
|
قضى المصاب بأن
تقضي النفوس له
|
|
لكن قضى الله أن
لا يسبق الأجل
|
هذا مصاب الذي
جبريل خادمه
|
|
ناغاه في المهد
إذ نيطت تمائمه
|
هذا مصاب الشهيد
المستظام ومن
|
|
فوق السماوات قد
قامت مآتمه
|
سبط النبي أبي
الأطهار والده
|
|
الكرار مولى
أقام الدين صارمه
|
صنو الزكي جنى قلب البتول له
|
|
أقسومة ليس فيها من يقاسمه
|
مطهر ليس يغشى
الريب ساحته
|
|
وكيف يغشى من
الرحمن عاصمه
|
لله طهر تولى
الله عصمته
|
|
أرداه رجس
عظيمات جرائمه
|
لله مجد سما
الأفلاك رفعته
|
|
ماد العلى عندما
مادت دعائمه
|
خليف ألم بأرض وردها شرع
|
|
قضى بها وهو
ظامي القلب حائمه
|
__________________
لهفي على ماجد
أربت أنامله
|
|
على السحاب غدا
سقياه خاتمه
|
لهفي على الال
صرعى في الطفوف فما
|
|
غير العليل بذاك
اليوم سائله
|
إغتم يوم به حمت
سلاحهم
|
|
ثم انجلى وهم
قتلى غنائمه
|
حزن طويل أبى أن
ينجلي أبدا
|
|
حتى يقوم بأمر
الله قائمه
|
* * *
كيف السلو ونار القلب تلتهب
|
|
والعين خلف
قذاها دمعها سرب
|
ألقى المصاب على
الإسلام كلكله
|
|
فكل منتسب للدين
مكتئب
|
لا صبر في فادح
عمت رزيته
|
|
حتى اعترى الصبر
منه الحزن والوصب
|
لا تقدر العين
حق الصبر من صبب
|
|
وإن جرت حين
تجري دمعها الصبب
|
يستحقر الدمع
فيمن قد بكته دما
|
|
أرجاؤها الجون
والخضراء والشهب
|
قل البكاء على رزء يقل له
|
|
شق الجيوب وعط
القلب والعطب
|
كيف العزاء
وجثمان الحسين على
|
|
الرمضاء عار
جريح بالثرى ترب
|
والرأس في رأس
ميال يطاف به
|
|
ويقرع السن منه
شامت طرب
|
وأهل بيت رسول
الله في نصب
|
|
أسرى النواصب قد
أنضاهم التعب
|
والناس لا جازع
فيهم ولا وجع
|
|
ولا حزين ولا
مسترجع كئب
|
فليت عين رسول الله ناظرة
|
|
ماذا جرى بعده
من معشر نكبوا
|
كم بعده من خطوب
بعدها خطب
|
|
لو كان شاهدها
لم تكثر الخطب
|
* * *
شاء من الناس
لأناس ولا شاء
|
|
هوت بهم في
مهاوي الغي أهواء
|
دانوا نفاقا
فلما أمكنت فرص
|
|
شنت بهم غارة في
الدين شعواء
|
سلوا عليه سيوفا
كان أرهفها
|
|
لها مضاء إذ سلت
وإمضاء
|
شبوا لاطفاء نور الله نار وغى
|
|
لولاه ما شبها
قدح وإيراء
|
وزحزحوا الأمر
للأذناب عن ترة
|
|
وأخروا من به
العلياء علياء
|
حلت بذلك في
الإسلام قارعة
|
|
وفتنة تقرع
الاسماع صماء
|
وطخية غشت
الأبطار ظلمتها
|
|
عمياء قد عمت
الأبصار غماء
|
عدت على أسد
الغابات أضبعها
|
|
وفي الرعاة لها
قد عاثت الشاء
|
فالحق مغتصب
والإرث منتهب
|
|
وفئ آل رسول
الله أفياء
|
والطاهرون ولاة
الأمر تحتكم
|
|
الأرجاس فيهم
بما اختاروا وما شاؤوا
|
وبضعة المصطفى
لم يرع جانبها
|
|
حتى قضت وهي
غضبى داؤها داء
|
قد أبدلوا الود
في القربى ببغضهم
|
|
كأنما ودهم في
الذكر بغضاء
|
هم أهل بيت رسول
الله جدهم
|
|
أجر الرسالة عند
الله ودهم
|
هم الأئمة دان
العالمون لهم
|
|
حتى أقر لهم
بالفضل ضدهم
|
سعت أعاديهم في
حط قدرهم
|
|
فازداد شأنا
ومنه ازداد حقدهم
|
ونابذوهم على
علم ومعرفة
|
|
منهم بأن رسول
الله جدهم
|
كأن قربهم من
جدهم سبب
|
|
للبعد عنه وأن
القرب بعدهم
|
لو أنهم أمروا
بالبغض ما صنعوا
|
|
فوق الذي صنعوا
لوجد جدهم
|
دعوا وصي رسول
الله واغتصبوا
|
|
إرث البتول
وأورى الظلم زندهم
|
وأضرموا النار
في بيت النبي ولم
|
|
يرجوا الورود
فبئس الورد وردهم
|
ومهدوا لذوي
الأحقاد بعدهم
|
|
أمرا به تم
ملأقوام قصدهم
|
أوصى النبي برفد
الآل أمته
|
|
فاستأصلوهم فبئس
الرفد رفدهم
|
أبت صحيفتهم إلا
الذي فعلوا
|
|
من بعدها وأضاع
العهد عهدهم
|
تعاقدوا
وأعانتهم بطانتهم
|
|
وحل ما عقد
الإسلام عقدهم
|
نزت أمية حرب ثم
مروان
|
|
منابرا ما لهم
فيهن سلطان
|
وأعلنت لعنت لعن
الوصي بها
|
|
وقد أقيمت به
منهن عيدان
|
واضيعة الدين إذ
قد حل ساحته
|
|
من بعد ذي الوحي
غناء ونشوان
|
كم قد علا ما
علاه الطهر ذو دنس
|
|
رجس من النار بل
قرد وشيطان
|
وحاربت آل حرب
من بسيفهم
|
|
من بعدما حزبوا
الأحزاب قد دانوا
|
__________________
وألجأت حسنا
للصلح عن مضض
|
|
وجعجعت بحسين
وهو ظمآن
|
رمت بسهم الردى
من بالحجاز ومن
|
|
أم العراق وقد
خانته كوفان
|
قامت تطالب إذ
دانت على ترة
|
|
أو تار بدر
بأشياخ لها بانوا
|
وبالقليب هوت كم
فيه من وثن
|
|
كانت له دون وجه
الله أوثان
|
وقد تلاها بنو الزرقاء ثم تلا
|
|
أبناء نثلة ختار
وخوان
|
فأرهفوا لبني
بنت النبي شبا
|
|
حد السيوف ودان
اللب خوان
|
هذا وكلهم للدين
منتحل
|
|
سيان من مثلهم
كفر وإيمان
|
سد المسامع من
أنبائهم خبر
|
|
لا ينقضي حزنه
أو ينقضي العمر
|
ما حل بالآل في
يوم الطفوف وما
|
|
في كربلاء جرى
من معشر غدر
|
قد بايعوا السبط طوعا منهم ورضى
|
|
وسيروا صحفا
بالنصر تبتدر
|
أقبل فإنا جميعا
شيعة تبع
|
|
وكلنا ناصروا
لكل منتصر
|
أقبل وعجل قد
أخضر الجناب وقد
|
|
زهت بنضرتها
الأزهار والثمر
|
أنت الإمام الذي
نرجو بطاعته
|
|
خلد الجنان إذ
النيران تستعر
|
لا رأي للناس
إلا فيك فأت ولا
|
|
تخش اختلافا
ففيك الأمر منحصر
|
وأثموه إذا لم يأتهم فأتى
|
|
قوما لبيعتهم
بالنكث قد خفروا
|
قوما يقولون لكن
لا فعال لهم
|
|
ورأيهم من قديم
الدهر منتشر
|
فعاد نصرهم خذلا
وخذلهم
|
|
قتلا له بسيوف
للعدى ادخروا
|
يا ويلهم من
رسول الله كم ذبحوا
|
|
ولدا له وكريمات
له أسروا
|
ما ظنهم برسول
الله لو نظرت
|
|
عيناه ما صنعوا
لو أنهم نظروا
|
ما آمن القوم قدما أو هم كفروا
|
|
من بعد إيمانهم
لو أنهم شعروا
|
قد حاربوا
المصطفى في حرب عترته
|
|
ولو أغاثهم في
حربه ابتدروا
|
ما كان ينزل عن
سلطانه
|
|
ملك ولا لمنيته
الساعي لها يذر
|
مهما نسيت فلا
أنسى الحسين وقد
|
|
كرت على قتله
الأفواج والزمر
|
كم قام فيهم
خطيبا منذرا وتلا
|
|
آيا فما أغنت
الآيات والنذر
|
قال : انسبوني
فجدي أحمد وسلوا
|
|
ما قال في ولم
يكذبكم الخبر
|
دعوتموني لنصري
أين نصركم
|
|
وأين ما خطت
الأقلام والزبر
|
حلأتمونا عن
الماء المباح وقد
|
|
أضحت تناهله
الأوغاد والغمر
|
هل من مغيث يغيث
الآل من ظمأ
|
|
بشربة من نمير
ما لها خطر
|
هل راحم يرحم
الطفل الرضيع فقد
|
|
جف الرضاع وما
للطفل مصطبر
|
هل من نصير محام
أو أخي حسب
|
|
يرعب النبي فما
حاموا ولا نصروا
|
تلك الرزايا لو
أن القلب من حجر
|
|
أصم كان لأدناهن
منفطر
|
الدين من بعدهم
أقوت مرابعه
|
|
والشرع من فقدهم
غارت شرائعه
|
قد اشتفى الكفر
بالاسلام مذ رحلوا
|
|
والبغي بالحق
لما راح صادعه
|
ودائع المصطفى
أوصى بحفظهم
|
|
فضيعوها ولم
تحفظ ودائعه
|
صنائع الله بدءا
والأنام لهم
|
|
صنائع شد ما
لاقت صنائعه (١٠٠)
|
أزال أول أهل
البغي أولهم
|
|
عن موضع فيه رب
العرش واضعه
|
وزاد ما ضعضع
الإسلام وانصدعت
|
|
منه دعائم دين
الله تابعه
|
كمين جيش بدا
يوم الطفوف ومن
|
|
يوم السقيفة قد
لاحت طلائعه
|
يا رمية قد
أصابت وهي مخطئة
|
|
من بعد خمسين من
شطت مرابعه
|
وفجعة ما لها في
الدهر ثانية
|
|
هانت لديها وإن
جلت فجائعه (١٠٥)
|
ولوعة أضرمت في
قلب كل شج
|
|
نارا بلذعتها
صابت مدامعه
|
لا العين جف
بسفع النار مدمعها
|
|
ولا الفؤاد جنى
بالدمع سافعه
|
كل الرزايا وإن
جلت وقائعها
|
|
تنسى سوى الطف
لا تنسى وقائعه
|
ذادوا عن الماء
ظمآنا مراضعه
|
|
من جده المصطفى
الساقي أصابعه
|
يعطيه إبهامه
آنا وآونة
|
|
لسانه فاستوت
منه طبائعه (١١٠)
|
لله مرتضع لم
يرتضع أبدا
|
|
من ثدي أنثى ومن
طه مراضعه
|
سرية خصه باريه
إذ جمعت
|
|
وأودعت فيه من
أسري ودائعه
|
غرس سقاه رسول
الله من يده
|
|
وطاب من بعد طيب
الأصل فارعه
|
ذوت بواسقه إذ
أظمأوه فلم
|
|
يقطف من الثمر
المطلول يانعه
|
(١١٥) عدت عليه يد الجانين فانقطعت
|
|
عن مجتنى ينعه
الذاكي منافعه
|
قضى على ظمأ
والماء قد منعت
|
|
بمشرعات القنا
عنه مشارعه
|
قد حرموه عليه
في الحياة ومن
|
|
بعد استحلوا لكي
تعفو مضاجعه
|
هموا بإطفاء نور
الله واجتهدوا
|
|
في وضع قدر من
الرحمن رافعه
|
لم أنسه إذ
ينادي بالطغاة وقد
|
|
تجمعوا حوله
والكل سامعه
|
(١٢٠) ترجون جدي شفيعا وهو خصمكم
|
|
ويل لمن خصمه في
الحشر شافعه
|
يوم بنو المصطفى
الهادي ذبائحه
|
|
والفاطميات
أسراء نوائحه
|
وسبط أحمد عار
بالعراء لقى
|
|
مزمل بالدما
جرحى جوارحه
|
فوق القنا رأسه
يهدى لكاشحه
|
|
فنال أقصى مناه
منه كاشحه
|
كم هام عز وأيد
للسماح وكم
|
|
أقدام سبق بها
طاحت طوائحه
|
(١٢٥) وكم حريم لأهل البيت محترم
|
|
قد استحل وكم
صاحت صوائحه
|
مصاب خامس أصحاب
الكساء وهم
|
|
أهل العزاء بهم
حلت فوادحه
|
لم ينس قط ولا
الذكرى تجدده ،
|
|
أورى بزند الأسى
في الحشر قادحه
|
كيف السلو عن
المكسور منفردا
|
|
من غير نسوته
خلوا مطارحه
|
يلقى الأعادي
بقلب منه منقسم
|
|
بين الخيام
وأعداء تكافحه
|
(١٣٠) واللحظ كالقلب عين نحو نسوته
|
|
ترنو وعين لقوم
لا تبارحه
|
لهفي عليه وقد
مال الطغاة إلى
|
|
نحو الخيام وخاض
النقع سابحه
|
قال : اقصدوني
بنفسي واتركوا حرمي
|
|
قد حان حيني وقد
لاحت لوائحه
|
أعزز بناصر دين
الله منفردا
|
|
في مجمع من بني
عبادة الوثن
|
__________________
يوصي الأحبة ألا
تقبضوا بيد
|
|
إلا على الدين
في سر وفي علن
|
وإن جرى أحد
الأقدار فاصطبروا
|
|
فالصبر في القدر
الجاري من الفطن (١٣٥)
|
سقيا لهمته ما
كان أكرمها
|
|
في سقي ظامي
المواضي من دم هتن
|
يقول والسيف
لولا الله يمنعه
|
|
أبى بأن لا يرى
رأسا على البدن
|
يا جيرة الغدر
إن أنكرتم شرفي
|
|
فإن واعية
الهيجاء تعرفني
|
ومذ رقى منبر
الهيجاء اسمعها
|
|
مواعظا من فروض
الطعن والسنن.
|
كأن أسيافه إذ
تستحل دما
|
|
صفائح البرق حلت
عقدة المزن (١٤٠)
|
لله حملته لو
صادفت فلكا
|
|
لخر هيكله
الأعلى على الذقن
|
حتى إذا لم تصب منه
العدى غرضا
|
|
رموه بالنبل عن
موتوره الضغن
|
فانقض عن مهره
كالشمس من فلك
|
|
فغاب صبح الهدى
في الفاحم الدجن
|
وأصبحت ظلمات
الشمر محدقة
|
|
من الحسين بذاك
النير الحسن
|
قل للمقادير قد
أحدثت حادثة
|
|
غريبة الشكل ما
كانت ولم تكن (١٤٥)
|
أمثل شمر أذل الله
جبهته
|
|
يلقى حسينا بذاك
الملتقى الخشن
|
واحسرة الدين
والدنيا على قمر
|
|
يشكو الخسوف على
عساله اللدن
|
ما للحوادث لا
دارت دوائرها
|
|
أصابت الجبل
القدسي بالوهن
|
يوم بكت فيه عين
المكرمات دما
|
|
على الكريم فبلت
فاضل الردن
|
يوم أجال القذا
في عين فاطمة
|
|
حتى استحال وعاء
الدمع كالمزن (١٥٠)
|
لم تدر أي رزايا
الطف تندبها
|
|
ضربا على الهام
أم سيبا على البدن
|
هي المعالم
أبلتها يد الغير
|
|
وصارم الدهر لا
ينفك ذا أثر
|
أين الألى كان
إشراق الزمان بهم
|
|
إشراق ناحية
الآكام بالزهر
|
جار الزمان
عليهم غير مكترث
|
|
وأي حر عليه
الدهر لم يجر
|
لله من فتية في
كربلاء ثووا
|
|
وعندهم علم ما
يجري من القدر (١٥٥)
|
__________________
صالوا ولولا
قضاء الله يمسكهم
|
|
لم يتركوا من
بني سفيان من أثر
|
سل كربلا كم حوت
منهم هلال دجى
|
|
كأنها فلك
للأنجم الزهر
|
واصفقة الدين لم
تنقق بضاعته
|
|
في كربلاء ولم
تربح سوى الضرر
|
وأصبحت عرصات
العلم دارسة
|
|
كأنها الشجر
الخالي عن الثمر
|
(١٦٠) قد غير الطعن منهم كل جارحة
|
|
إلا المكارم في
أمن من الغير
|
لم أنس من عترة
الهادي جحاجحة
|
|
يسقون من كدر
يكسون من عفر
|
لهفي لرأسك
والخطار يرفعه
|
|
قسرا فيسجد رأس
المجد والخطر
|
من المعزي رسول
الله في ملأ
|
|
كانوا بمنزلة
الأشباح للصور
|
__________________
من أنباء التراث
كتب ترى النور لأول مرة
* المائة منقبة
تأليف : الشيخ
الفقيه أبي الحسن محمد ابن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي ، كان حيا سنة
٤١٢ ه ، وهو من مشايخ الشيخ الطوسي.
تحقيق : مدرسة
الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ ، في قم.
وهو مائة منقبة
وفضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، جمعها المؤلف من طريق العامة ، نقل عنه الكراجكي في «كنز
الفوائد» واعتمده المجلسي في «بحار
الأنوار» ، وقد صدر مؤخرا من منشورات مدرسة الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه
الشريف ـ في قم.
ويقوم بتحقيقه
أيضا الشيخ نبيل رضا علوان كما ذكرنا في «تراثنا» العدد
|
|
الثالث ، السنة
الأولى ، ص ٢١٦.
* الفرائد الطريفة في
شرح الصحيفة
الشريفة
تأليف : شيخ
الإسلام العلامة محمد
باقر المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.
تحقيق : السيد
مهدي الرجائي.
نشر : مكتبة
العلامة المجلسي ـ أصفهان.
وهو شرح مبسوط
على الصحيفة السجادية ، خرج من أول الصحيفة
السجادية ، خرج من أول الصحيفة إلى آخر
شرح الدعاء الثالث لحملة العرش ، ولم يتمه
المؤلف حيث وافاه الأجل ، وهذا الشرح
تتمة لشرح والد المؤلف على الصحيفة
اعتمد المحقق على ثلاث نسخ مخطوطة ،
هي :
١ ـ نسختان
محفوظتان في خزانة مكتبة
الإمام رضا عليهالسلام ، في مشهد ، الأولى
برقم ٤٨٨٧ ، والثانية برقم ٧٠٢٦.
|
٢ ـ النسخة
المحفوظة في خزانة مكتبة آية الله المرعشي العامة ، في قم المشرفة ، برقم ٣٠٢٥.
صدر الكتاب في
٣٤٢ صفحة من الحجم الوزيري.
* عوالم العلوم ،
حياة الإمام السجاد عليهالسلام
تأليف : الشيخ
عبد الله بن نور الله البحراني ، من أعلام القرن الحادي عشر.
تحقيق ونشر :
مدرسة الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ ، قم.
صدر في ٣٥٢ صفحة
بضميمة رسالة الحقوق للإمام السجاد عليهالسلام.
* غنيمة المعاد في
شرح الارشاد ،
الجزء ٤.
تأليف : العلامة
الشيخ محمد صالح البرغاني القزويني الحائري (١١٦٧ ـ ١٢٧١ ه).
تقديم وتصحيح :
عبد الحسين الصالحي.
نشر : المعرض
الدائم للكتاب ـ طهران.
من الكتب
الفقهية الاستدلالية
الروائية ، صدر
منه ما يختص بكتاب
الطهارة سابقا ، والجزء المذكور يختص
بكتاب الصلاة ، وربما يقع الكتاب في أكثر من ثلاثين مجلدا.
|
|
* الدر النظيم في
لغات القرآن العظيم
تأليف : المحدث
الجليل الشيخ عباس
القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.
نشر : مؤسسة في
طريق الحق (در راه
حق) ـ قم.
وهو كتاب مختصر
في توضيح لغات
القرآن الشريف ليسهل على الطالبين تحصيل
معانيها.
وقد صدر عام
١٤٠٧ ه ، في ٢٥٤
صفحة من القطع الوزيري.
* بهجة الآمال في شرح
زبدة المقال ،
الجزء ٤.
تأليف : العلامة
الشيخ ملا علي
العلياري التبريزي (١٢٣٦ ـ ١٣٢٧ ه).
تصحيح : السيد
هداية الله المسترحمي.
نشر : مؤسسة
الثقافة الإسلامية (كوشان پور) ـ قم.
كتاب كبير في
خمس مجلدات ، ثلاث
مجلدات منها شرح لمنظومة «زبدة المقال في
الرجال» نظم السيد حسين بن السيد الرضا
البروجردي ـ المتوفى سنة ١٢٧٦ ه ـ ،
ومجلدان منها شرح لمنظومة الشارح في تتميم
«زبدة المقال» التي سماها «منتهى
الآمال».
صدر مؤخرا الجزء
الرابع من الكتاب.
|
كتب صدرت محققة
* الغارات
تأليف : أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال ، المعروف بابن هلال
الثقفي ، المتوفى سنة ٢٨٣ ه.
تحقيق : السيد
عبد الزهراء الحسيني
الخطيب.
نشر : دار
الأضواء ـ بيروت.
وكان الكتاب قد
طبع في مجلدين
بتحقيق الدكتور جلال الدين المحدث
الأرموي ـ
المتوفى سنة ١٣٩٨ ه ـ ، فأعاد السيد الحسيني تحقيقه بمقابلته مع مخطوطة
للكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق.
صدر الكتاب في
٤٩٩ صفحة من
القطع الوزيري.
* أدعية الحج ومناسكه
من مصباح
المتهجد
وهو استلال
وتحقيق ما يتعلق بأدعية
الحج ومناسكه من كتاب «مصباح
المتهجد» تأليف شيخ الطائفة الطوسي ،
المتوفى سنة ٤٦٠ ه.
نشر : مركز بحوث
الحج والعمرة ، في
طهران.
|
|
*غرر الحكم ودرر
الكلم
من كلام أمير
المؤمنين علي بن أبي
طالب.
تأليف : القاضي
عبد الواحد بن محمد
التميمي الآمدي ، من أعلام القرن الخامس.
تحقيق : محمد
سعيد الطريحي.
صدر مؤخرا في
بيروت.
* خلاصة الحساب
في علم الحساب
والجبر المقابلة.
تأليف : الشيخ
بهاء الدين محمد بن
الحسين العاملي ، المعروف ب «الشيخ
البهائي» ، المتوفى سنة ١٠٣١ ه.
تحقيق : الدكتور
جلال شوقي.
يبين الشيخ
البهائي في الكتاب طرائق
الحساب الأساسية من جمع وتفريق وضرب
واستخراج للجذور ، سواء بالنسبة للأعداد
الصحيحة أو للكسور ، كذلك كيفية
التحقق من سلامة أدائها بتطبيق قاعدة
«ميزان العدد» تلك القاعدة التي أطلق
عليها الغرب تسمية «القاعدة الذهبية» ،
ويخوض الشيخ البهائي في شرح مسائل
حسابية عديدة منها : استخراج المجهولات
بطريق الأربعة المناسبة ، وخواص الأعداد ،
وجمع المتواليات الرياضية ، وغيرها.
ومن الجدير
بالذكر ما قاله محقق
|
الكتاب في
تعريفه له : «ويفرد الشيخ
العاملي خاتمة كتابه لسبع مسائل يسميها :
المستصعبات السبع». وهي مسائل بعضها
صعب وبعضها الآخر مستحيل الحل ، فمنها
مستصعبات تشتمل على معادلات جبرية
من الدرجتين
الثالثة والرابعة ، ومنها
مسألتان مستحيلتا الحل كمسألتي تقسيم
ضعف المربع إلى
مربعين وتقسيم المكعب
إلى مكعبين ، بشرط كون المقادير كلها
أعداد صحيحة ، وقد عرفت هاتان
المستصعبتان فيما بعد بنظرية «فيرما» نسبة
إلى العالم الفرنسي پييردي فيرما الذي
عاش في القرن السابع عشر وذلك يثبت
سبق وقوف العرب على هذا النظرية
الشهيرة.
طبع الكتاب ثلاث
مرات ، كما
صدرت له ثلاث ترجمات إلى اللغات
الفارسية والألمانية والفرنسية ، كما تحتفظ
خزانات الكتب في العالم بالعديد من
مخطوطات هذا الكتاب القيم ، حيث يوجد
أكثر من أربعين مخطوطا منه ذكرها المحقق
في مقدمته ، فضلا عن شروحه التي تعدت
العشرين مخطوطا ، كل هذا يدلنا على سعة
انتشار الكتاب وعظم الاهتمام به من
جهة ، وما يمثله الشيخ البهائي ـ قدسسره ـ
من مقام سامي ومرتبة عالية على صعيد
المعارف الرياضية.
صدر الكتاب عن
دار الشروق ، باهتمام
|
|
المنظمة العربية
للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية.
* مرآة العقول في شرح
أخبار
آل الرسول ، الجزء ١٧
تأليف شيخ
الإسلام العلامة محمد باقر
المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.
تصحيح : السيد
محسن الحسيني الأميني.
نشر : دار الكتب
الإسلامية ـ طهران.
وهو شرح على
جميع كتب «الكافي»
لثقة الإسلام الكليني (٩ ـ ٣٢٨ ه) من
الأصول والفروع والروضة ، ويعد من
أحسن الشروح عليه.
* أسرار البلاغة
المنسوب للشيخ
بهاء الدين العاملي ،
المتوفى سنة ١٠٣١ ه.
شرح وتحقيق :
الدكتور محمد التونجي.
نشر :
المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في إيران بدمشق.
* عوالم العلوم ،
حياة الإمام الحسين
عليهالسلام.
تأليف : الشيخ
عبد الله بن نور الله
البحراني ، من أعلام القرن الحادي عشر.
تحقيق ونشر :
مدرسة الإمام المهدي
ـ عليهالسلام ـ ، قم.
|
كان الكتاب قد
طبع على الحجر
سابقا ، فحقق وصدر في ٧٤٤ صفحة.
صدر حديثا
* الجامع لرواة
وأصحاب الإمام الرضا عليهالسلام ، ج ١.
تأليف : الشيخ
محمد مهدي نجف.
نشر : المؤتمر
العالمي للإمام الرضا
عليهالسلام ـ مشهد.
وهو موسوعة
رجالية استقصى فيها المؤلف رواة وأصحاب الإمام الرضا عليهالسلام من جملة كبيرة من المصادر
الأولية ـ المطبوعة منها والمخطوطة ـ ناهزت
الثلاثمائة عنوان من كتب الأصول والفروع والتفسير والحديث والفقه والأخلاق
والتاريخ والسير والتراجم والرجال وغيرها ، وقد جمع المؤلف كل الرواة والأصحاب
الذين تشرفوا بلقاء الإمام عليهالسلام وسمعوا منه أو حكوا
عنه ـ قولا أو فعلا ـ من دون واسطة ، أو
أدركوا عصره ، وقالوا فيه قولا ، أو قال فيهم
قولا ، مع بيان حديث واحد للدلالة عليه ،
بغض النظر عن موضوعه وصحته وسقمه ،
وتنفرد هذه الموسوعة بمميزات ذكرت في
مقدمة الكتاب.
صدر منها الجزء
الأول ، من حرف
الألف إلى حرف الكاف ، في ٥٤٢ صفحة
من القطع الوزيري.
|
|
*
الشركة بين الشريعة الإسلامية والقانون المدني
تأليف : السيد
عبد المحسن فضل الله
الحسيني العاملي.
نشر : دار
الأضواء ـ بيروت.
بحث استدلالي
حول الشركة ومقارنتها
مع التقنين
الوضعي يهدف إلى منهجة
وتوضيح الفقه الاسلامي لما فيه من من ثراء
يواكب الحياة في جميع تطوراتها وتقلباتها.
* قواعد الفقيه.
تأليف : الشيخ
محمد تقي الفقيه.
نشر : دار
الأضواء ـ بيروت.
جملة من قواعد
الفقه والأصول
وغيرهما ، بعضها
مدون في كتب الفقه وهو من الأصول ، وبعضها مدون في كتب
الأصول وهو من الفقه ، وبعضها مدون في
علوم أخرى وللفقيه فيها حاجة وبعضها لم
يزل ظاعنا مع التاريخ يدور على ألسنة
فحول المدرسين ولم يدون فعلا في كتاب ،
فجمعها المؤلف في كتابه هذا.
* الأمثال والحكم
المستخرجة من نهج البلاغة
تأليف : الشيخ
محمد الغروي.
نشر : مؤسسة
النشر الاسلامي التابعة
|
لجماعة المدرسين
في الحوزة العلمية ـ قم.
استخراج وشرح ل «٢٠٢»
مثل
وحكمة من الأمثال والحكم الواردة خلال
كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام في
نهج البلاغة ، وقد رتبها حسب الحروف
الهجائية.
صدر مؤخرا في
٦٨٠ صفحة من القطع
الوزيري.
والكتاب قبسة من
كتاب كبير للمؤلف موسوم ب «الأمثال والحكم
العلوية» لا يزال مخطوطا.
* المنهج الجديد في
تعليم الفلسفة،ج ١
تأليف : الشيخ محمد تقي مصباح
اليزدي.
ترجمة : محمد
عبد المنعم الخاقاني.
نشر : مؤسسة
النشر الاسلامي التابعة
لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم
المشرفة.
يتضمن الكتاب
بيان مسيرة التفكير الفلسفي في التاريخ ومذاهبها المختلفة ،
وتقييم المنزلة الكاذبة التي تحتلها العلوم
التجريبية في الغرب ، ولدى المثقفين
الشرقيين الذين سيطر الغرب على عقولهم ،
بالإضافة إلى دراسة علاقة الفلسفة بسائر
العلوم والمعارف ، إضافة إلى مواضيع هامة
تطرق لها المؤلف ، وقد صدر الكتاب في
٤١٦ صفحة.
|
|
* المعجم المفهرس
لألفاظ أبواب بحار
الأنوار
تأليف : كاظم
مراد خاني.
نشر : طور ـ
مشهد.
* تعليقات على شرح
فصوص الحكم
ومصباح الأنس
تأليف : الإمام
السيد الخميني ـ مد ظله ـ.
نشر : مؤسسة
پاسدار اسلام.
* مفاهيم القرآن ، ج
٥
تأليف : الشيخ
جعفر السبحاني.
والكتاب جزء من
سلسلة تعنى بتفسير
موضوعي للقرآن الكريم ، يبحث فيه المؤلف
عن عصمة الأنبياء وعن مفهوم الإمام
وعصمته ، ، وعدالة الصحابة ، وطاعة
السلطان الجائر ، في ضوء القرآن الكريم.
* الفرقان في تفسير
القرآن ، الجزءان
٢٢ و ٢٣
تأليف : محمد
الصادقي.
نشر : دار
الثقافة الإسلامية.
صدر الجزءان في
مجلد واحد في ٥٠٠
صفحة بالقطع الوزيري.
|
* تاريخ كرك نوح
تأليف : الدكتور
حسن عباس نصر الله.
نشر :
المستشارية الثقافة للجمهورية
الإسلامية في
إيران بدمشق.
والكتاب عبارة
عن بحث علمي
يتناول تاريخ
مدينة كرك نوح منذ بنائها
حق يومنا الحاضر.
* ثورة الإمام الحسين عليهالسلام ،
الدوافع
والدروس
تأليف : محسن
الحسيني.
صدر في إيران ،
في ١٤٢ صفحة من
القطع الجيبي.
* النجعة في شرح
اللمعة ـ قسم
الصلاة ، ج ١
تأليف : الشيخ
محمد تقي التستري ،
نزيل تستر.
نشر : مكتبة
الصدوق ـ طهران.
* القضاء والشهادات ...
من سلسلة
الينابيع الفقهية.
تحقيق : لجنة
التحقيق في مركز بحوث
الحج والعمرة ، في طهران.
إشراف : الشيخ
علي أصغر مرواريد.
نشر : مركز بحوث
الحج والعمرة في
|
|
طهران.
وهو عبارة عن
استلال وتحقيق ما
يتعلق بالقضاء والشهادات من ٢٤ كتابا
فقهيا معتمدا ، ومن عصور مختلفة على مدى
عشرة قرون ، مع صنع فهارس علمية أرفقت
في نهايته ، وهو جزء من سلسلة تتناول
الأبواب الفقهية وفق الأسلوب المذكور سوف تصدر تباعا.
* الرجعة بين العقل
والقرآن
تأليف : حسن
الطارمي.
ترجمة : عبد
الكريم محمود.
إشراف : الشيخ
جعفر السبحاني.
نشر : منظمة
الإعلام الاسلامي ـ
طهران.
* الإيرانيون والأدب
العربي ، ج ٣
تأليف : قيس آل
قيس
نشر : مؤسسة
البحوث والتحقيقات
الثقافية ـ
طهران.
صدر منه ما يخص
رجال الفقه الشيعة
الإمامية.
* دروس سياسية من نهج
البلاغة
تأليف : محمد
تقي رهبر.
ترجمة : عبد
الكريم محمود.
نشر : منظمة
الإعلام الاسلامي ـ
طهران.
|
صدر الكتاب في
٢٢٠ صفحة في
القطع الرقعي.
* دليل معجم رجال
الحديث
إعداد : محمد
سعيد الطريحي.
نشر : المركز
الثقافي العربي الهندي.
وهو فهرسة
لأسماء الرجال بحسب ورودهم في معجم رجال الحديث لآية الله
العظمى السيد أبي القاسم الخوئي ـ دام ظله ـ
ابتداءا من المجلد الأول حتى الأخير منه ،
وذلك بذكر اسم المترجم له مذيلا
عنوانه برقم المجلد ورقم الصفحة الذي ورد
اسمه فيها.
* دائرة معارف القرآن
الكريم ، ج ١
تأليف : الشيخ حسن السعيد.
صدر الجزء الأول
منه في طهران في
٢٠٨ صفحة من القطع الوزيري.
* تلخيص المنطق
تأليف : أكبر
ترابي.
نشر : جامعة
الزهراء ـ قم.
* القضاء والقدر في
العلم والفلسفة
الإسلامية
تأليف : الشيخ
جعفر السبحاني.
ترجمة : محمد
هادي اليوسفي الغروي.
نشر : مؤسسة
البعثة ـ طهران.
|
|
* يوم الدار
تأليف : الدكتور
السيد طالب الحسيني
الرفاعي.
نشر : دار
الأضواء ـ بيروت.
وهو بحث
استدلالي يتعلق بخلافة النبي
الأكرم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ
وذلك من خلال دراسة حديث إنذار
العشيرة في كتب أهل السنة وكتب
الإمامية.
والكتاب حلقة من
سلسلة تعنى بدراسة
أيام ستة من تاريخ الإسلام ، هي : يوم
الدار ، يوم الغدير ، يوم الخميس ، يوم
السقيفة ، يوم الشورى ، يوم الرحبة (أو يوم
المناشدة).
* أهل البيت : مقامهم
، منهجهم ،
مسارهم
نشر : مؤسسة البلاغ
ـ طهران.
صدر الكتاب في
١٧٨ صفحة بالحجم
الرقعي.
* ديوان شعراء الحسين
، ج ١
تأليف : محمد
باقر النجفي.
نشر : مؤسسة
الأعلمي ـ طهران.
صدر في ٢٠٨ صفحة
من القطع
الوزيري.
|
* من هدى القرآن ، ج
٨
تأليف : السيد محمد تقي المدرسي.
نشر : دار الهدى
ـ طهران.
وهو تفسير
للقرآن الكريم وفق منهجية
خاصة تعتمد التدبر القائم على أساس وحدة
السياق ، وقد صدر حديثا الجزء الثامن
منه ، وهو تفسير سور الحج والمؤمنون والنور
والفرقان.
* جامع أحاديث الشيعة
ـ كتاب
الجهاد ، ج ١٣
ألف تحت إشراف
آية الله العظمى
الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي ـ قدسسره ـ ، المتوفى سنة ١٣٨٠ ه ،
والكتاب جامع روائي شامل موزع على
تبويب فقهي خاص ، ذكرت منهجيته في
مقدمة الجزء الأول للكتاب.
* ديوان التجارة
الأخروية في رثاء
العترة الفاطمية
تأليف : عبد
الرضا الوحيدي ،
عبد اللطيف الفرحاني.
صدر بمدينة قم
المشرفة في ١٢٠ صفحة بالقطع الرقعي.
|
|
طبعات جديدة لمطبوعات سابقة
* مطارح الأنظار
تأليف : الميرزا
أبي القاسم بن محمد علي
النوري الطهراني ، الشهير بكلانتري (١٢٢٦ ـ ١٢٩٢ ه).
والكتاب تقرير
بحث العلامة الشيخ مرتضى الأنصاري ـ قدسسره ـ في أصول
الفقه ، من مباحث الألفاظ والأدلة العقلية ،
وقد طرح المصنف فيه آخر الآراء الأصولية
لأستاذه الشيخ الأنصاري ، وقد رتب
مباحثه وسماه بهذا الاسم وطبعه ولده
الميرزا أبو الفضل ـ المتوفى سنة ١٣١٦ ه ـ.
ثم أعادت طبعه
بالأفست مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في
قم.
وصدر في ٣٥٠
صفحة بالقطع الرحلي.
* أنوار البدرين في
تراجم علماء
القطيف والأحساء والبحرين
تأليف : الشيخ
علي بن حسن البلادي
البحراني ، المتوفى سنة ١٣٤٠ ه.
تصحيح : محمد
علي محمد رضا الطبسي.
كانت قد طبعته
مطبعة النعمان في
النجف الأشرف سنة ١٣٧٧ ه ، ثم
أعادت مكتبة آية الله العظمى المرعشي
|
العامة ، في قم
، طبعه بالأفست مؤخرا
وصدر ضمن منشوراتها سنة ١٤٠٧ ه.
* تواريخ الأنبياء
تأليف : السيد
حسن اللواساني ـ نزيل الغازية ، جنوب لبنان ـ.
صدر عن منشورات
لواسان فبيروت سنة ١٩٨٦ م ، وكان قد طبع سنة ١٩٦٤ وسنة ١٩٨٤.
* رياض السالكين في
شرح صحيفة سيد الساجدين
تأليف : السيد
صدر الدين علي بن الميرزا أحمد بن محمد المعصوم الحسيني ، المعروف بالسيد علي
خان المدني ، المتوفى سنة ١١١٨ أو ١١٢٠ ه.
يعتبر الكتاب من
أهم شروح الصحيفة السجادية وأطولها ، شرع المصنف بتأليفه سنة ١٠٩٤ ه ، وفرغ منه
سنة ١١١٦ ، رتبه على أربع وخمسين روضة ، لكل دعاء روضة ، فيذكر تمام الدعاء ثم
يبين لغته وما يتعلق به من النحو والصرف وشرح المعنى ، توجد منه نسخة نفيسة على
حواشيها خط المصنف في مكتبة الصدر ، في الكاظمية ـ فرج الله عن كنوزها الثمينة ـ.
طبع الكتاب في
إيران سنة ١٢٧١ ه ،
ونظرا لأهميته أعادت مؤسسة آل البيت
ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم ،
|
|
طبعة بالأفست ،
وصدر في ٦٠٠ صفحة بالقطع الرحلي.
* مفاتيح الجنان
تأليف : المحدث
الجليل الشيخ عباس
القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.
تعريب : اليد
محمد رضا النوري
النجفي.
قامت بطبعه دار
إحياء التراث العربي ـ
بيروت ، ثم أعادت طبعه بالأفست
منشورات الفيروزآبادي ، في قم.
* المواريث من كتاب
الحدائق الناضرة
تأليف : الفقيه
المحدث الشيخ يوسف
البحراني ، المتوفى سنة ١١٨٦ ه.
شرح وتحقيق :
الشيخ محمد طاهر آل
شبير الخاقاني ، المتوفى سنة ١٤٦٠ ه.
طبع الكتاب في
النجف الأشرف سنة
١٣٨٦ ه ، ثم أعادت منشورات باقر العلوم
في قم طبعه بالأفست مؤخرا ، وصدر في
٢٦٧ صفحة.
* فتوح الإسلام
تأليف : أبي
أحمد بن أعثم الكوفي
الأخباري المؤرخ ، المتوفى حدود سنة
٣١٤ ه.
يعرف الكتاب ب «تاريخ
أعثم» أو
«فتوح أعثم» وعبر عنه ياقوت : ب «كتاب
|
الفتوح» وقال : «وهو
معروف ، ذكر فيه
إلى أيام الرشيد».
طبعته دار
الندوة الجديدة ، في بيروت ، على الطبعة الأولى المطبوعة في حيدرآباد
الدكن بالهند في تسعه أجزاء ، وهذا هو
الموجود منه.
* مسند الإمام موسى
بن جعفر
عليهالسلام
تأليف : أبي
عمران موسى بن إبراهيم
المروزي ، المتوفى بعد سنة ٢٢٩ ه.
تقديم وتعليق :
السيد محمد حسين
الحسيني الجلالي.
طبع الكتاب عدة
طبعات فيما سبق ، وأعادت دار الأضواء في بيروت طبعه للمرة الرابعة سنة ١٤٠٦ ه.
* تظلم الزهراء عليهاالسلام
تأليف : السيد
رضي الله بن نبي
القزويني ، المتوفى بعد سنة ١١٣٤ ه.
طبع في النجف
الأشرف سنة ١٣١٥ ه ، ثم أعادت طبعه بالأوفست مكتبة الرضي في قم سنة ١٤٠٥ ه ، وصدر
في ٤٦٨ من القطع الوزيري.
* غزوات الأمير عليهالسلام
تأليف : الشيخ
جعفر النقدي.
|
|
طبع في النجف
الأشرف سنة
١٣٨٠ ه ، ثم
أعادت مكتبة الرضي طبعه
بالأوفست في قم.
* نزهة الطرف في علم
الصرف
تأليف : السيد
محمد التقي الحسيني
الجلالي.
طبع في النجف
الأشرف سنة
١٣٩٧ ه ، ثم
أعادت الجمعية الإسلامية
في شيكاغو طبعه بالأفست مؤخرا.
* فصول العقائد
تأليف : الخواجة
نصير الدين الطوسي
(٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه).
طبع بالمطبعة
الرحمانية بمصر سنة
١٣٤١ ه ، ثم
أعادت الجمعية الإسلامية
في شيكاغو طبعه بالأفست مؤخرا.
* قواعد التجويد
تأليف : السيد
محمد الجواد العاملي
ـ صاحب «مفتاح الكرامة» ـ ، المتوفى سنة
١٢٢٦ ه.
طبع الكتاب في
النجف الأشرف سنة
١٣٧٥ ه ، ثم أعادت طبعه بالأفست
الجمعية الإسلامية في شيكاغو.
|
* هداية المسترشدين
في شرح معالم
الدين
تأليف : الشيخ
محمد تقي الاصفهاني ، المتوفى سنة ١٢٤٨ ه.
يعتبر الكتاب من
الكتب الأصولية المهمة ، وهو شرح مبسوط لكتاب «معالم
الدين» للشيخ حسين بن زيد الدين
العاملي ، لكنه يعرف بالحاشية لأنه شرح
بالقول ، ولذلك عرف مؤلفه بأنه محشي
المعالم.
توجد مخطوطة
نفيسة للكتاب بخط المؤلف عند السيد محمد علي الروضاتي
بأصفهان ، فرغ منها في ١٠ ربيع الثاني سنة
١٢٣٧ ه.
وكان الكتاب قد
طبع على الحجر
سابقا ، فأعادت طبعه بالأفست مؤسسة
آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في
قم ، مع ترتيب فهرس موضوعي ارفق في
نهايته.
كتب تحت الطبع
* البراهين في مناقب
أمير المؤمنين
عليهالسلام
تأليف : أبي
جعفر محمد بن سليمان
الكوفي ـ قاضي صعدة ـ ، المتوفى حدود سنة
|
|
٣٠٠ ه.
تحقيق : الشيخ
محمد باقر المحمودي.
كتاب مهم يحتوي
على أكثر من ألف
حديث في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليهالسلام.
* تفسير فرات بن
إبراهيم الكوفي
تأليف : الشيخ
فرات بن إبراهيم
الكوفي ، من أعلام القرن الثالث الهجري.
وهو تفسير
بالمأثور عن أئمة أهل البيت
عليهمالسلام.
تحقيق : الشيخ
محمد كاظم المحمودي.
وسيصدر ضمن
منشورات وزارة الارشاد الاسلامي في الجمهورية الإسلامية في إيران.
* شواهد التنزيل
لقواعد التفضيل
في الآيات
النازلة في أهل البيت
صلوات الله وسلامه عليهم.
تأليف : الحافظ
عبيد الله بن عبد الله بن
أحمد ، المعروف بالحاكم الحسكاني ، من
أعلام القرن الخامس الهجري.
كان الكتاب قد
طبع بتحقيق الشيخ
محمد باقر المحمودي ضمن منشورات مؤسسة
الأعلمي للمطبوعات سنة ١٣٩٣ ه ، فأعاد
تحقيقه والنظر فيه ـ ثانية ـ ومقابلته مع
نسخة صحيحة كاملة ، وربما يصدر في
ثلاثة أجزاء قريبا.
|
* أسرار القرآن
تأليف : الشيخ
محمد صالحي البرغاني
الحائري (١١٦٧ ـ ١٢٧١ ه).
تقديم وتصحيح :
عبد الحسين الصالحي.
سوف يصدر قريبا
عن مؤسسة الأعلمي
في طهران.
* بحار الأنوار ـ
الجزءان ٣٣ ، ٣٤
تأليف : شيخ
الإسلام العلامة محمد
باقر المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.
تحقيق : الشيخ
محمد باقر المحمودي.
والجزءان
المذكوران مع أربعة أجزاء آخر تشكل الجزء الثامن من الطبعة
الحجرية للبحار ـ الكمباني ـ ، وكان قد صدر
قبل مدة الجزء ٣٢ منه وسوف تصدر
بقية الأجزاء تباعا إن شاء الله.
* ملاذ الأخيار ، ج
١٠
تأليف : شيخ
الإسلام العلامة محمد باقر المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.
تحقيق : السيد
مهدي الرجائي.
نشر : مكتبة آية
الله المرعشي العامة في قم.
وهو شرح لكتاب «تهذيب
الأخبار»
لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ،
المتوفى سنة ٤٦٠ ه.
|
|
* نزهة الناظر وتنبيه
الخاطر
تأليف : العلامة
الجليل الحسين بن
محمد بن الحسن بن نصر الحلواني ، من
أعلام القرن السادس.
تحقيق : مدرسة
الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ ، قم.
وسوف يصدر ضمن
منشورات المدرسة المذكورة.
* ما نزل من القرآن
في أهل البيت
عليهمالسلام.
تأليف : الحسين
بن الحكم الحبري
الكوفي ، من أعلام القرن الثالث.
تحقيق : السيد
محمد رضا الحسيني.
يختص الكتاب في
بيان الآيات التي
نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد نقل
عنه كثير من المؤلفين في هذا الشأن ، فهو
منهل من مناهل المفسرين بالمأثور والكاتبين
في أسباب النزول.
وسوف يصدر
الكتاب قريبا ضمن
منشورات مؤسسة
آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، فرع بيروت.
كتب قيد التحقيق
* تذكرة الفقهاء
تأليف : آية الله
العلامة الشيخ
|
جمال الدين أبي
منصور الحسن بن يوسف
الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.
يعد الكتاب من
أمهات الكتب العلمية للفقه المقارن على المذاهب الإسلامية المختلفة ، رتبه
المؤلف على أربع قواعد ، وفي كل قاعدة كتب ، خرج منه إلى أواخر كتاب النكاح في
خمسة عشر جزءا ، وقد طبع الجميع على الحجر في مجلدين ضخمين في إيران سابقا ،
وتتجلى
أهمية الكتاب عند العلامة ـ رضوان الله
عليه ـ بما قال في مقدمة كتابه المذكور : «قد
عزمنا في هذا الكتاب الموسوم بتذكرة
الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء ، وذكر
قواعد الفقهاء ، على أحق الطرائق وأوثقها
برهانا ، وأصدق الأقاويل أوضحها بيانا ،
وهي طريقة الإمامية الآخذين دينهم بالوحي الإلهي والعلم الرباني ، لا بالرأي
والقياس ، ولا باجتهاد الناس ، على سبيل
الايجاز والاقتصار ، وترك الإطالة
والاكثار ،
وأشرنا في كل مسألة إلى
الخلاف ، واعتمدنا في المحاكمة بينهم طريق
الانصاف».
قامت مؤسسة آل
البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، بتحقيق الكتاب وفقا
لمنهجية العمل الجماعي ، حيث شكلت
عدة لجان كلفت بمتابعة العمل التحقيقي ،
وهي كالآتي :
١ ـ لجنة
المقابلة : حيث تم اعتماد عدة
|
|
نسخ مخطوطة مهمة
وقيمة للمقابلة ، منها :
أ ـ نسخة نادرة كتبت سنة ٧٢٠ ه ،
وقرئت على المصنف ـ قدسسره ـ وتحتوي
على كتب الطهارة والصلاة والزكاة ، وهي
من محفوظات مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ
قم : برقم ٣٧٤٥.
ب ـ نسخة كتبت
سنة ٨٦٧ ه. وعليها إجازة الشيخ ابن فهد الحلي ، وهي
من محفوظات مكتبة مجلس الشورى في طهران ، برقم ١١١٧.
ج ـ نسخة كتبت
سنة ٨٧٤ ه ،
المحفوظة في مكتبة كلية الإلهيات في مشهد ،
رقم ٦٦.
د ـ نسخة كتبت
سنة ٩٧٧ ه ، المحفوظة
في مكتبة المدرسة الفيضية ـ قم ، بالإضافة
إلى عدة نسخ مهمة أخرى.
٢ ـ لجنة
استخراج الأحاديث والأقوال
الفقهية : حيث تم استخراج الأحاديث
والأقوال الفقهية والنصوص المتعلقة بكل مدارس المسلمين الفقهية المختلفة ،
وعزوها
إلى مصادرها.
٣ ـ لجنة تقويم
النص ، ويتم في هذه
اللجنة ضبط نص الكتاب ، وذلك باختيار
العبارة الأنسب بمساعدة النسخ الخطية وفق
منهجية معينة.
٤ ـ لجنة كتابة الهامش
: ومهمتها كتابة
هامش الكتاب بالاستفادة من كل ما
تقدم من اللجان الأخرى.
|
وقد قطعت
المؤسسة أشواطا كبيرة في
تحقيق الكتاب ، والعمل لا يزال مستمرا
فيه.
* سفينة البحار
تأليف : المحدث
الجليل الشيخ عباس
القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.
يقوم بتحقيقه
مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد ، قسم الحديث ،
وينصب العمل حول
استخراج عناوين الأبواب ـ في السفينة ـ على
الطبعة الحروفية ـ لبحار الأنوار ، وكذلك ما
نقله المحدث القمي ـ قدسسره ـ من تراجم
رجالية وروايات وبحوث من غير البحار إذ
أن المحدث القمي ـ قدسسره ـ كان قد
ألف كتابه هذا وفق الطبعة الحجرية
للبحار.
وكانت مدرسة
الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ في قم ، قد بدأت بتحقيق
الكتاب قبل مدة.
* استقصاء الاعتبار
في شرح الاستبصار
تأليف : الشيخ
أبي جعفر محمد بن أبي منصور الحسن بن الشيخ زين الدين ـ الشهيد
الثاني ـ المتوفى سنة ١٠٣٠ ه.
وهو شرح مهم على
كتاب «الاستبصار» للشيخ الطوسي ـ المتوفى سنة
٤٦٠ ه ـ ، بدأ فيه المؤلف بمقدمة فيها اثنتا
|
|
عشرة فائدة
رجالية نظير المقدمات الاثنتي
عشرة لكتاب «منتقى الجمان» لوالده
الشيخ حسن ، وبعد المقدمة أخذ في شرح
الأحاديث ، فيذكر الحديث ويتكلم أولا فيما
يتعلق بسنده من أحوال رجاله تحت عنوان
«السند» ثم بعد الفراغ من السند يشرع في
بيان مداليل ألفاظ الحديث وما يستنبط
منها من الأحكام تحت عنوان «المتن».
تقوم مؤسسة آل
البيت ـ عليهمالسلام ـ
لإحياء التراث ، فرع مدينة مشهد ، بتحقيق
الكتاب وفق منهجية العمل الجماعي بالاعتماد على ثلاث نسخ مخطوطة ، هي :
١ ـ النسخة
المحفوظة في مكتبة الإمام
الرضا عليهالسلام ، في مشهد ، كتبت
بتاريخ ١٠٤٤ ه.
٢ ـ النسخة
المحفوظة في مكتبة المدرسة
الفيضية ، في قم ، كتبت بتاريخ ١٠٣١ ه.
٣ ـ النسخة
المحفوظة في المكتبة المركزية
لجامعة طهران ، كتبت بتاريخ ١٠٢٦ ه.
وقد تم استخراج
الأحاديث والأقوال الموجودة في الكتاب كافة ، بالإضافة إلى
تقويم نصه وضبط اختلافات النسخ ،
وسوف تقدم عدة أجزاء منه للطبع قريبا
إن شاء الله.
* عوالم العلوم ،
أحوال الأئمة
تأليف : الشيخ
عبد الله بن نور الله
البحراني ، من أعلام القرن الحادي عشر.
|
من الموسوعات
الحديثية الكبيرة ، وربما
يقع في ١٠٠ جزء أو أكثر ، وقد صدر منه
عدة أجزاء ـ كما ذكرنا في أعداد سابقة ـ.
تقوم مدرسة
الإمام المهدي ـ عليهالسلام ـ في قم بتحقيق ما يختص
بأحوال الأئمة منه.
* ثاقب المناقب في
المعجزات الباهرات
للنبي والأئمة المعصومين الهداة ـ صلوات الله عليهم ـ.
تأليف : الشيخ
عماد الدين أبي جعفر
محمد بن علي بن حمزة المشهدي الطوسي ،
المعروف بابن حمزة ، المتوفى بعد سنة
٥٨٥ ه.
وهو عرض روائي
لمعاجز النبي والأئمة
صلوات الله عليهم ، اعتمده السيد هاشم
البحراني في «مدينة المعاجز» والشيخ
النوري في «دار السلام» ، وغيرهم من
الأعلام.
يقوم بتحقيقه :
الشيخ نبيل رضا علوان.
* إحياء الميت بفضائل
أهل البيت
تأليف : جلال
الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي ، المتوفى سنة
٩١١ ه.
يقوم بتحقيقه :
الشيخ كاظم عنبر.
وكان الكتاب قد
طبع عدة طبعات
آخرها طبعة مؤسسة الوفاء في بيروت سنة
|
|
١٤٠٤ ه.
* نزهة الأبرار ومنار
الأفكار في خلق
الجنة والنار
تأليف : السيد
هاشم بن سليمان بن
إسماعيل الحسيني البحراني ، المتوفى سنة
١١٠٧ ه.
تقوم مؤسسة آل
البيت ـ عليهمالسلام ـ
لإحياء التراث ، في قم ، بتحقيق الكتاب ،
بالاعتماد على نسختين مخطوطتين هما :
الأولى : النسخة المحفوظة في خزانة
مكتبة سبهسالار في طهران ، تحت رقم
١٧٤٢ ، كتبها السيد حسين الهندي سنة
١٢٧١ ه.
الثانية :
الطبعة الحجرية المطبوعة في
إيران سنة ١٢٨٨ ه بضميمة كتاب معالم
الزلفى للمؤلف ـ رضوان الله عليه ـ.
وقد قامت اللجان
العلمية المشرفة على
تحقيق الكتاب باستخراج جميع رواياته وضبط نصه باتباع طريقة التلفيق بين
النسختين المذكورتين آنفا ، وقد تم إنجاز
العمل فيه تقريبا.
* الاثنا عشريات
الخمس
تأليف : العلامة
الشيخ بهاء الدين
العاملي ، المتوفى سنة ١٠٣١ ه.
وهي خمس رسائل
في الطهارة والصلاة
والصوم والحج والزكاة ألفها الشيخ البهائي
|
ـ قدسسره ـ منفردة إحداها عن الأخرى.
يقوم بتحقيقها
مجتمعة السيد أحمد
الحسيني.
* المجدي في أنساب
الطالبيين
تأليف : الشريف
النسابة السيد نجم
الدين أبي الحسن علي بن أبي الغنائم محمد
ابن علي العلوي ، المعروف بابن الصوفي ، من
أعلام القرن الخامس الهجري.
يقوم بتحقيقه :
الدكتور أحمد مهدوي
الدامغاني ، وسوف يصدر من منشورات
مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.
كما يقوم
بتحقيقه السيد محمد علي
الروضاتي ، في أصفهان ، كما ذكرنا في
العدد السابق من «تراثنا» ص ٢٣٨.
|
|
* كشف المراد في شرح
تجريد الاعتقاد
تأليف : العلامة
الحلي ، الشيخ
جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد
الدين يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة
٧٢٦ ه.
هناك نسخة
مخطوطة من الكتاب في
مكتبة جستربيتي ، برقم ٤٢٧٩ ، وعنها
مصورة في مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ
قم.
يقوم بتحقيقه :
الشيخ حسن حسن زاده
الآملي.
وسيصدر ضمن
منشورات مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.
|
* * *
معرض الكتاب الدولي في طهران
سيعقد في عاصمة
الجمهورية الإسلامية في إيران ـ طهران ـ معرض للكتاب تقيمه وزارة الارشاد الاسلامي
اشترك فيه كثير من مؤسسات التحقيق ودور النشر في العالم تحت عنوان «الثقافة
والحضارة الإسلامية».
وذلك بمناسبة ذكرى
المولد النبوي الشريف من ١٢ ـ ٢٠ ربيع الأول سنة ١٤٠٨ ه.
|