
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ،
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين. وبعد ... فإننا نشكر الله سبحانه على أن وفق هذه
المؤسسة لطبع هذا الكتاب الفقهي الشريف "الحدائق الناضرة" لمؤلفه الفقيه
الخبير والمحدث الكبير الشيخ يوسف البحراني "قدس الله سره" الذي استند
في استدلالاتهن وتحقيقاته اللطيفة إلى آيات القرآن الكريم وأحاديث أهل بيت الوحي (صلوات
الله عليهم).
وأن الفقهاء
الأفاضل والعلماء المحققين يعلمون جيداً قيمة هذا الكتاب العلمية ومكانته السامية في ميدان الفقه
وعالم الاستنباط بحيث لا يستغنى فقيه عن النظر فيه والغور في جمل معانيه ،
واستخراج لآلئه ومراميه.
هذا وكانت
انجزت طباعة المجلدات العشرين في النجف الأشرف على مشرفها آلاف التحية والثناء على يد
سماحة الشيخ على الآخوندي (وفقه الله تعالى لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام) وقد نفدت من
الأسواق فاستجزناه لتجديد طباعتها بواسطة هذه المؤسسة ـ بعد تصحيح الأخطاء وبذل العناية
التامة في طباعتها بشكل أنيق ـ فأجازنا في ذلك
وأما الجزءان
الحادي والعشرون والثاني والعشرون فقد قامت هذه المؤسسة بطباعتهما لأول مرة بعد انتظار
طويل ، واشتياق من الفضلاء كثير وتمتاز طباعتهما بما يلي :
١ ـ المقابلة
مع النسخ المتعددة
٢ ـ تخريج
الآيات الكريمة والروايات والأحاديث الشريفة المستدل بها في الكتاب ... من مظانها
ومصادرها
٣ ـ تعيين
الصفحات في المصادر التي أرجع المؤلف إليها في نقوله واستشهاداته
٤ ـ ذكر عناوين
الأبحاث في أعلى الصفحات
٥ ـ تنظيم
فهرست جامع لمطالب الكتاب
٦ ـ اعتماد
الطريقة الفنية في الطباعة ، والتي تقضي بوضع علامات التعجب والاستفهام والفواصل وما
إلى ذلك
أما باقي
الأجزاء ، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لانجازها وتقديمها إلى أهل العلم والفضل
ونجوا منه تعالى أن يسدد خطانا ويمين علينا بالتوفيق لنشر الثقافة الاسلامية الأصيلة
والتراث الاسلامي الغني واحياء فقه أهل بيت الوحي سلام الله عليهم أجمعين.
|
١٣٦٣ ش
مؤسسة النشر الاسلامي
(التابعة) لجماعة المدرسين بقم المشرفة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الناشر
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد فإن دار
الكتب الاسلامية ـ في النجف الأشرف التي وقفت نفسها على خدمة العترة الطاهرة آل البيت عليهم السلام ، واحياء
شريعتهم بطبع آثارهم وأحكامهم ونشرها بين الناس ، بأسلوب محقق يلائم العصر الحاضر
ويساير النهج الطباعي الحديث ـ
تضيف اليوم ـ إلى
جملة ما جددت طباعته من الكتب المعتمدة في الفقه والأصول والحديث والتفسير
والأخلاق ـ كتاب (الحدائق الناضرة في أحكام العترة من الكتب الفقهية القيمة التي
لها مكانتها السامية لدى الفقهاء ، ويحتاج إليها معالم الفقيه في مقام مراجعته وبحوثه
لتفهم الأحكام واستنباطها ، بعد أن عزت نسخه على كثرتها وعلى الرغم من أغلاطها.
وقد طلبنا ـ من
حضرة العلامة الكبير سماحة الحجة الشيخ محمد تقي الإيرواني أدام الله ظله ـ القيام
بتحقيقه والتعليق عليه وتخريج أحاديثه على كتاب (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة)
الذي يعتبر المرجع الوحيد للفقهاء في معرفة الأحاديث
الواردة في الأحكام الشرعية ، كما طلبنا من سماحته الاشراف على طبعه
وتصحيحه ، فأجابنا إلى ذلك على ما هو عليه من كثرة الأعمال ، اهتماماً منه بهذا
المشروع الديني الجليل ، وتقديراً لجهودنا في هذا السبيل ، وقد بذل غاية جهده في
التحقيق والتعليق والمقابلة على عدة نسخ خطية ومطبوعة ، فخرج الجزء الأول منه ـ وهو
يشتمل على المقدمات وأحكام المياه ـ على أحسن تنظيم وأدقه ، خالياً من الأغلاط إلا
ما زاغ عنه البصر. ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق لاخراج سائر الأجزاء.
وفي الختام
أتقدم إلى سماحته بوافر الشكر والامتنان ، سائلا المولى أن يمده بالعون والتوفيق ،
وإلى حضرة البحاثة المحقق سماحة الحجة السيد عبد الرزاق المقرم دامت بركاته جزيل
الشكر على ما قدمه من خدمات علمية ، وما ساهم فيه من مراجعة بعض المصادر وضبطها ،
كما وأتي لا أنسى تقديم الشكر لفضيلة الأستاذ الأسدي المحترم مدير مطبعة (النجف)
على ما بذله من جهود في سبيل إتقان طباعة هذا الكتاب والحمد لله أولا وآخراً ،
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الأطهار.
|
١٠ / ٦ / ١٣٧٧
الحاج الشيخ علي الآخوندي
صاحب دار الكتب الاسلامية
في النجف الأشرف
|
حياة
شيخنا
العالم البارع الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني
قدسسره
المتوفى سنة
١١٨٦
بقلم
السيد عبد
العزيز الطباطبائي
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وآله الطاهرين
تمهيد
مضت علينا
اجيال وقرون منذ عصر التابعين وعهد الصادقين (عليهمالسلام) الى يومنا هذا وتاريخنا العلمي حافل بإبطال عز نظيرهم
في جهادهم الديني وأداء رسالتهم الى المجتمع ، فقد نبغ منا علماء فطاحل وافذاذ
محققون واعلام جهابذة مشاركون في العلوم.
والأجيال على
ذلك متسلسلة والقرون متتابعة ، وفي كل خلف عدول من امة محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ينفون عن دينه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال
الجاهلين فلو قرأت تأريخهم (قدس الله أرواحهم) لوجدتهم في كل عصر
وجيل قد أدوا رسالتهم ، ونهضوا بأعباء واجبهم الديني ، وخدموا العلم والدين
والإنسانية بكتبهم ومؤلفاتهم ، وأقلامهم واقدامهم ، وبيانهم وبنانهم ، وجهادهم
المتواصل وجهودهم الجبارة ، ونضالهم ونصالهم ، وجميع ما آتاهم الله من حول وطول ،
ولذلك سطعت آثارهم في سماء المجد والشرف وافق الرفعة والعظمة ، كالنجوم الزاهرة
والكواكب النيرة والشهب الثاقبة. فجزاهم الله عن نبيه وعن دينه وعن أمته خيرا.
__________________
وان آثارهم
لتتفاوت فيما بينها في الخلود والقبول ، إذ الحظوظ تتفاوت في شتى النواحي ،
والأنصباء تختلف في مختلف المراحل والشؤون ، فترى من بين تلك الكتب والمؤلفات كتبا
حظيت بالنصيب الأوفر والكيل الأوفى من القبول ، فتلقتها الأوساط العلمية بكل ولع
وشعف ، ورجالات العلم والدين بكل إكبار وإعجاب ، وتداولتها أندية العلم درسا
وتدريسا وتدقيقا وتحقيقا ، وتناولتها أيدي العلماء نقدا ودفاعا وشرحا وتحشية. فكأن
المولى (جل شأنه) قد طبعها بطابع القبول ووسمها بسمة الخلود ، فلا تعرف الدثور
والبلى ولا الدرس والعفاء ، بل تزداد نضارة وجلالا وبهاء بمرور الدهور.
وان في الطليعة
من تلك الكتب كتابنا هذا الممثل للطبع (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة)
لمؤلفه الفقيه المحقق والمحدث المتتبع ، الشيخ يوسف البحراني الدرازي ، فقد طبقت
شهرته الآفاق ، وملأ دوية الإرجاء ، ودوي رجعة في الخافقين ، وراح صداه يرن في
الأسماع ويصك المسامع ويأخذ بمجامع القلوب. وناهيك به شهرة ان صار معرفا لمؤلفه
الشهير ، فلم يكد شيخنا المحدث البحراني يعرف ويعرف ولا يذكر ويميز إلا بقولهم عنه
«صاحب الحدائق».
أما الكتاب
فسيوافيك بحث ضاف عنه فيما نعقده (حول كتاب الحدائق).
واما مؤلفة
فإليك شيئا من ترجمته :
نسبه ومولده :
هو الفقيه
العظيم والمحدث الكبير الشيخ يوسف نجل العلامة الكبير الحجة العلم الأوحد الشيخ
احمد بن إبراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور بن احمد بن عبد الحسين بن عطية
بن شيبة الدرازي البحراني.
كان مولده
بقرية (ماحوز) حيث كان قد هاجر شيخنا الأوحد الشيخ أحمد
(والد المؤلف) من موطنه (دراز) إليها لينهي دراسته العالية علي شيخه المحقق
الكبير الشيخ سليمان الماحوزي ، وكان قد حمل معه عياله ، فالقى رحله مستوطنا هناك
عاكفا على الأخذ والتحصيل من شيخه المومأ اليه ، وفي مدة استقامته ولد له شيخنا
المؤلف عام ١١٠٧.
حياته
نشأته ـ دراسته
ـ تخرجه :
وحيث كان أول
ذكر ولد لأبيه ، اختص به جده لأبيه التاجر الصالح الكريم الحاج إبراهيم (وكان
تاجرا له سفن وعمال يمتهن غوص اللؤلؤ ، ويتعاطى تجارته وإصداره) فشب ودرج في حجر
جده البار ، ونشأ وترعرع تحت كلاءته ، فاحضر له معلما في البيت يعلمه القراءة
والكتابة حتى اتقنهما ، فقام والده بتدريبه وتربيته بكل عطف وحنان ، وتصدى لتدريسه
وتعليمه ، وتولى ذلك بنفسه محافظا عليه يوليه عنايته وتوجيهه ، فطفق يلقي عليه
الدروس الآلية ، ويملي عليه المبادئ ويعلمه العربية. ويفيض عليه العلوم الأدبية
وغير الأدبية ، حتى أكملها ومهر فيها ، وحاز مكانته السامية في فنون الأدب وتضلعه
التام في علوم البلاغة. وسوف نستوفي البحث عنه فيما نعقده حول (أدبه).
واستمر على ذلك
يقرأ على والده ويستقى من منهلة العذب ونميره الصافي الى ان خسرته الأمة عامة
وخسره هو خاصة (تغمده الله برحمته).
وان حياة شيخنا
المؤلف (قدسسره) ملؤها البلايا والفتن والرزايا والمحن. فكأنه قدر عليه
من أول يومه ان يكون غرضا للآفات والنكبات ، ففوق اليه الدهر نبال المصائب وسهام
النوائب منذ نعومة أظفاره وأينما حل وارتحل الى ان وافاه الأجل وهو في خلال ذلك
كله مكب على دراسته مجد في اشتغاله مهتم بتآليفه.
فما إن مضت من
عمره خمس سنين إلا وابتدأت الفتن والاضطرابات والحوادث الداخلية في بلاده (البحرين)
فوقعت الحروب القبلية بين القبيلتين (الهولة) و (العتوب) وطغوا في البلاد فأكثروا
فيها الفساد ، واستمرت هي وتبعاتها سنين.
ولما تنتهي هذه
المشكلة ، ولم يكد ينجو منها أهل البحرين إلا ودهموا بأعظم منها وأشد وأخزى ، الا
وهي هجمات الخوارج على البحرين كرة بعد اخرى ، حتى إذا كانت السنة الثالثة حاصروها
واحتلوها عنوة ، فكانت وقعة عظمي وداهية دهماء ، لما وقع من عظيم القتل والسلب
والنهب وسفك الدماء وتلف الأموال ، حتى اضطر وجهاء البلد وزعماؤها الى الجلاء عن
أوطانهم فارين بعيالهم منجين أنفسهم ، ومنهم : والد المؤلف ، فقد هاجر بعائلته الى
القطيف وخلف أكبر ولده (المؤلف) في ذلك المأزق الحرج والموقف الرهيب ، عساه يتحفظ
على ما تبقى من بقايا النهب ، وعساه يسترجع بعضا مما نهب من أثاث ومتاع ، ولا سيما
الكتب التي أخذت سلبا ، وذهبت نهبا ، خلفه ليستنقذ الذاهب وليتحفظ على الباقي
ويبعث بذلك الى والده شيئا فشيئا.
وبعد سنين
قضاها كما مر ، لحق أباه بالقطيف فجدد به العهد ، وكان والده قد سئم المقام
بالقطيف ومل المكث هناك ، لكثرة العيال وقلة ذات يده ، وكان قد أقلقته أبناء نوائب
بلاده واخبار حوادثها المسيئة فاشغلت فكره وأزعجته أيما إزعاج حتى بلغه أن سرية
جاءت من إيران لاستخلاص البحرين وانقاذها من أيدي الخوارج فتربص يترقب عواقب
الأمور ، حتى جاء النبإ بان الخوارج قد غلبوا الجيش الايراني وقتلوا الجند جميعا
واحرقوا البلاد ، وكان مما أحرقوه دارا مشيدة وبيتا معمورا لوالد المؤلف ، فاتصل
به نبأ إحراق الدار فاغتم لذلك غما شديدا اثر على صحته ، فمرض من ذلك وطال به
المرض شهرين الى ان وافاه اجله ، واختاره الله الى دار رحمته الواسعة ضحوة اليوم
الثاني والعشرين من شهر صفر سنة ١١٣١.
وكان أكبر ولده
وولي الأمر بعده شيخنا المؤلف ، وله إذ ذاك من العمر اربع وعشرون سنة ، فتكفل
بعائلة والده على كثرتهم ، وناء بأعباء ذلك الحمل الباهض ، وبقي بالقطيف سنتين
يقرأ فيهما على العلامة الكبير الشيخ حسين الماحوزي ، الى أن أخذت البحرين من
الخوارج صلحا بعد دفع مبلغ خطير ، فقفل شيخنا المؤلف إلى البحرين ، ولبث بها بضع
سنين ينهي دراسته على شيخيه الحجتين الشيخ احمد ابن عبد الله والشيخ عبد الله بن
علي البلاديين البحرانيين.
وشاء الله له
ان يحج البيت ، وبعد رجوعه عرج على القطيف ومكث بها لقراءة الحديث على شيخه
العلامة الماحوزي المتقدم. الى ان زوده بالإجازة في الرواية عنه ، فرجع الى
البحرين وقد ضاق به الحال ، لما ارتكبه من الديون ، وكثرة العيال وقلة اليسار
ولحصول الاضطرابات والمشاغبات الداخلية في البحرين ، فغادرها إلى إيران بعد مقتل
الشاه سلطان حسين الصفوي.
إلى إيران
وبعد احتلال
الافاغنة بلاد إيران وقتلهم الشاه سلطان حسين آخر ملوك الصفوية وذهاب ملكهم ،
تفاقمت الاضطرابات في البحرين وعمها الفوضى واستمرت الثورات الداخلية ، حتى ألجأت
شيخنا المترجم له الى مغادرة بلاده والجلاء عن وطنه فغادرها إلى إيران ، وحل برهة
في كرمان ، ثم ارتحل الى شيراز واستقر مقيما بها على عهد حاكمها (محمد تقي خان)
فعرف لشيخنا المترجم له علمه وفضله وتقاة فقربه وعظمه ، ولقي الشيخ منه حفاوة
بالغة وإعظاما وتبجيلا ، فلبث بها غير يسير مدرسا واماما ، ناهضا بأعباء الوظائف
الشرعية ، حيث ألقت إليه الزعامة الروحية مقاليدها ، وتفرغ للمطالعة والتأليف ،
والبحث والتدريس ، والإجابة على الأسئلة الدينية ، فألف جملة من الكتب وعدة من
الرسائل ، على فراغ البال ورفاهية الحال ورغد في العيش ،
وما إن أمهله الدهر حتى عصفت بتلك البلاد عواصف الأيام التي لا تنيم ولا
تنام ، ففرقت شملها ، وبددت أهلها ، ونهبت أموالها ، وهتكت نساءها ، ولعب الزمان
بأحوالها ، فغادرها المترجم له الى بعض القرى ، واستوطن قرية (فسا) وحاكمها آنذاك
الزعيم (محمد علي) فاجل الشيخ وعظمه ، فصرف أوقاته كلها فيما تتوق اليه نفسه ، وما
هي أمنيته من حياته ، وهي المطالعة والتصنيف والتدريس ، فصنف كتبا ورسائل وابتدأ
هناك بتصنيف (الحدائق الناضرة) واستمر فيه الى باب الأغسال ، حتى ثار طاغية شيراز (نعيم
دان خان) الثائر بها من ذي قبل في أخريات عام ١١٦٣ ، فنزل بتلك البلاد ايضا من
حوادث الأقدار ما أوجب تشتت أهلها إلى الأقطار ، وتفرق جمعها الى الصحاري والبرار
، فقتل حاكمها (محمد علي) وهجم حتى على دار المترجم له وهو مريض ، ونهبت أمواله
وأكثر كتبه ومؤلفاته القيمة التي هي أعز عليه من نفسه وثمرات حياته الثمينة. وفيها
يقول من قصيدة تأتي :
وأعظم حسرة
اضنت فؤادي
|
|
تفرق ما
بملكي من كتاب
|
ففر منها مريضا
بعائلته صفر اليد يجوب الجبال والقفار ، حتى استقر بناحية (اصطهبانات) ولبث بها
مدة يقاسي مرارات الآفات ويكابد أنواع النكبات ، كما لم يزل على ذلك طيلة حياته في
بلاده واغترابه ، لم تشذ عن بلدته اي بلدة لجأ إليها من (شيراز) فقرية (فسا)
فناحية (اصطهبانات) فلم يستطع الفرار منها ولم يمكنه التباعد عنها ، فما فر من
بلية الا ومني بأعظم منها ، وما تخلص من رزية إلا ودهمته أدهى منها ، فقضى حياته
تتعاوره البلايا وتتعاقبه الفتن ، وتحوطه المصائب وتدور عليه دوائرها ، ولهذا لم
يكد يوجد لشيخنا المترجم له قصيدة إلا ويذكر فيها ما عاناه من كوارث ، ويعدد ما قاساه
من نكبات : منها ـ قصيدة بعثها من اصطهبانات إلى إخوته يشكو إليهم حاله ويصف لهم
ما حل به من ملمات استهلها بقوله
الا من مبلغ
عصر الشباب
|
|
وشبانا به
كانوا صحابي
|
وهي قصيدة
طويلة مثبتة في كشكوله ج ٢ ص ٢٣٧ ننتخب منها ما يلي
وقد أصبحت في
دهر كنود
|
|
به الغارات
تشعل بالتهاب
|
وقد خلت
المساكن من ذويها
|
|
فرارا في
الوهاد وفي الهضاب
|
مصائب قد غدت
منها دواما
|
|
دموع العين
تجري بانسكاب
|
علتني نارها
فغدوت منها
|
|
طريدا في
الصحاري والشعاب
|
وأعظم حسرة
اضنت فؤادي
|
|
تفرق ما
بملكي من كتاب
|
لقد ضاقت علي
الأرض طرا
|
|
وسد علي منها
كل باب
|
طوتني
النائبات وكنت نارا
|
|
على علم بها
طي الكتاب
|
واجلى ظاهرة من
حياة هذا الشيخ المجاهد ـ تلفت الانظار وتزيد الباحث إعجابا به واكبارا له ـ هو
دؤوبه في العمل بكل حول وطول وقوة ، والسعي في مهمته بكل بهجة ونشاط ، مهما بلغت
به الحال في تلك الظروف القاسية والمواقف الحرجة ، فتراه في خلالها كلها مكبا على
مطالعاته ، جادا في تآليفه ، دائبا في عمله ، سائرا في نهجه ، مستمرا في خطته ،
ماضيا في مشروعة ، فانيا في مبدأه ، فسبحان خالق تلك النفس الجبارة التي لا تعرف
السأم ولا الملل ، ولا يعيقها شيء ، ولا يحول دون ما ترومه اي مانع ، فقد أنتج من
بين تلك الظروف وهاتيك الأدوار كتبا قيمة ناهزت الأربعين وانتشرت له من بين السلب
والنهب آثارا ثمينة ومآثر خالدة (وسوف يوافيك عدها) وشعت من بين تلك الأدوار
المظلمة والعصور الحالكة اشعاعات فضائله وفواضله ، فأنارت للقوم سبيل هداهم ومهيع
رشدهم.
والى هذه
الظاهرة لوح العلامة الجابلقي في (الروضة البهية) حيث قال : «فلينظر المشتغلون الى
ما وقع على هذا الشيخ من البلايا والمحن ومع ذلك كيف اشتغل وصنف تصنيفات فائقة.»
في كربلاء
ومنذ حل
اصطهبانات عزم على مغادرة بلاد إيران ، وصمم على المقام بالعراق حيث الأعتاب
المقدسة ، ومنبثق أنوار العلم والفضيلة ، فأخذ في تمهيد مقدمات سفره ، فغادر بلاد
إيران ويمم العراق ، فالقى رحله في كربلاء المشرفة ، موطنه الأخير ومستقره الأبدي
وانا لم نقف على تاريخ هبوطه كربلاء إلا ان الذي يظهر من تاريخ بعض تآليفه انه حل
بها قبل عام ١١٦٩.
وقد حل شيخنا
المؤلف بالحائر المقدس حين كانت تلك البلدة القدسية من أكبر معاهد العلم للشيعة ،
وكانت تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية وأعلامها الافذاذ ، حل بها على عهد
زعيمها الأوحد الأستاذ الأكبر معلم البشر شيخنا الوحيد البهبهاني (قدسسره) مجدد المذهب في القرن الثالث عشر. فكانت كربلاء على
عهد هذا الزعيم العظيم في الغارب والسنام من المجد والعظمة ، فقد بلغت ذرى عزها
الشامخ ، وتسامى شرفها الباذخ ، حيث كانت آنذاك مفعمة بالأوضاح والغرر من صيارفة
العلم ونقاد الفضيلة ، طافحة بأعلام الأمة ورجالات الدين ، محتشدة بكبار المجتهدين
وافذاذ المحققين ، ممن انعقدت عليهم تيجان العلم. ورفت عليهم ألوية الفضيلة ،
وخفقت عليهم بنود الكمال.
ولقد كان
لشيخنا المؤلف حينئذاك صيت شامخ دوي في العالم ذكره ، فملأت الإرجاء شهرته الطائلة
، لما ذاع وشاع بين الملأ الديني من آثاره القيمة ومآثره الخالدة وأسفاره الثمينة
، فعرفته الأوساط العلمية وأقرانه من اعلام عصره بعلمه الغزير ، وأدبه الجم ،
وتضلعه في العلوم ، وتبحره في الفقه والحديث ، وانما يعرف الفضل ذووه.
ولذلك لما هبط
كربلاء رحب بقدومه أعلامها ، وسر به فطاحلها ، فتوسط أندية العلم وحلقات التدريس ،
وانضوى اليه عير يسير من أولئك الافذاذ يرتشفون من بحر
علمه المتدفق. كأربعة من المهديين الخمسة ـ وهم من أشهر مشاهير تلامذة
الأستاذ الأكبر ـ والعلمين الحجتين صاحبي الرياض والقوانين. وغيرهم من كبار المجتهدين
ممن تخرجوا عليه ، ويأتي سرد أسمائهم بأجمعهم في (تلامذته).
وازداد أولئك
النياقد خبرا بغزارة علمه وفضله ، ومكانته المرموقة في الفقه والحديث. بعد ان
وقفوا عليه من كثب ، ودارت بينه وبين الأستاذ الأكبر المحقق الوحيد (نور الله
ضريحهما) مناظرات كثيرة طويلة في الأبحاث العلمية العميقة ، ربما استوعب بعضها
الليل كله. وقد تعرض لسرد تلك المناظرات القيمة سيدنا الحجة أبو محمد السيد حسن
الصدر في كتاب (بغية الوعاة).
فلم يفتأ منذ
حل بها زعيما روحيا يزهو به دست الزعامة والتدريس ، واماما في مسجده الخاص (الموجود
الآن ، وهو بباب الصحن السلطاني قبال مسجد زميله الوحيد ، وقد جدد بناؤه في العام
الماضي).
ولم يبرح طيلة
مقامه بها ـ وربما بلغت العشرين سنة ـ مصدرا للفتيا ، ينوء بأعباء الوظائف الشرعية
والزعامة الروحية ، تتقاطر عليه الأسئلة تترى من شتى النواحي النائية ومختلف
البلاد الشاسعة ، فيجيب عنها بالفتوى المحضة تارة ومشفوعة بالأدلة المبسوطة اخرى (حسب
رغبة سائليها) ومدرسا يسقى الجماهير الكثيرة والجموع الغفيرة من نمير علمه وبحر
فضله وإفضاله ، فأكب على التدريس والتأليف والتصنيف ، كما كان ذلك دأبه أينما
ترامت به يد الأقدار ومهما بلغت به الحال.
وفي خلال مقامه
بها زار النجف الأشرف ولم نعلم مدة لبثه بها إلا ان الظاهر انه ألف كتابه الدرر
النجفية في النجف الأشرف خلال مكثه بها.
مشايخه في الدراسة وشيوخه في الرواية
نحو ولو
استطردنا بعض القول عن تخرج شيخنا المؤلف طي نشأته ، غير ان
الاجدر به عقد بحث يخصه ، فإنه (قدسسره) لم يشبع بهمته العلمية اعلام بيئته وجهابذة بلاده ،
فقد كان العلم بغيته. والفقه منيته ، والحديث طلبته ، والحكمة ضالته يلتقطها حيث
يجدها. ويتطلبها من مظانها ، فكانت له في سبيل أخذ العلم وكسب الفضيلة تجولات
ورحلات الى أمهات المعاهد العلمية في إيران والعراق ، وقد اجتمع ـ لا محالة ـ بأمة
كبيرة من صيارفة العلم والفضيلة. وجهابذة الفقه والحديث من بقايا اعلام ذلك العصر
الذهبي عصر الدولة الصفوية ، وهي أعظم حكومة إسلامية خدمت العلم وأيدت رجالات
الدين ، وعاضدت الملأ العلمي.
كما وان شيخنا
المؤلف قد حج البيت ، وزار مشاهد أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم) وأتيحت له
عدة رحلات الى النجف الأشرف مرتكز لواء العلم والدين وعاصمة الفقه والحديث ،
ومنتدى الفضيلة والأدب ، ومحتشد الفطاحل والمحققين ، فالتقى بعلمائها ، وتلقى من
أعلامها ، بل لم يكن ليقتنع بمن اجتمع به من العلماء ، فكان يستدر ضروع العلم
بالمكاتبة ، كما كانت له مراسلات في المعضلات العلمية مع شيخه المحدث الجيلاني ،
يوجد بعضها في كشكوله ، وذلك قبل زيارته له واجتماعه به ، فأنتج كله ذلك فيه تعمقا
في التفكير ، ونضجا في الرأي ، وغزارة في العلم وتبحرا في الفقه. وتضلعا في
الحديث.
واما الذين
عدهم هو من مشايخه ونص عليهم في اللؤلؤة فهم أربعة ، وهم :
١ ـ والده
العلامة الحجة العلم الأوحد الشيخ أحمد ، يأتي إيعاز الى ترجمته في (أسره المؤلف).
٢ ـ العلامة
الفذ الشيخ احمد بن عبد الله بن الحسن بن جمال البلادي البحراني المتوفى سنة ١١٣٧.
٣ ـ المحقق
الحجة الشيخ حسين ابن الشيخ محمد جعفر الماحوزي المتوفى
عام ١١٧١ ، وهو عمدة مشايخه وشيوخه في الفقه والحديث.
٤ ـ الشيخ عبد
الله بن علي بن احمد البلادي البحراني المتوفى في شيراز سنة ١١٤٨.
كما ان لشيخنا
المؤلف في الإجازة والرواية أيضا شيوخ أربعة يروي عنهم بطرقهم الكثيرة المذكورة في
اللؤلؤة اجازة وقراءة وسماعا ، وهم : شيخاه الأخيران.
٣ ـ السيد عبد
الله ابن السيد علوي البلادي البحراني ، ومن طريقه يروي المؤلف عن والده الشيخ
احمد.
٤ ـ المحدث
الكبير المولى محمد رفيع بن فرج الشهير بالمولى رفيعا الجيلاني ، وهو أعلى
اسنانيده ، لانه يروي عن العلامة المجلسي.
تلامذته
أشرنا فيما سبق
الى ان شيخنا المؤلف ما حل بلدة يقيم بها إلا وانثال عليه لفيف من أفاضلها
المشتغلين وطلاب العلم والفضيلة ، فتعقد له حلقات التدريس ، يستقون من نمير علمه
ويرتوون من عباب فضله ، الا انه من المؤسف جدا ان التاريخ أهمل الجميع ممن تخرجوا
عليه في بلاد إيران ولا سيما معهدها الديني (شيراز) كما انه قصر في ضبط الكثير من
أولئك الجموع الغفيرة الذين تخرجوا عليه في مقره الأخير (كربلاء) وقد لبث بها
زعيما مدرسا طيلة عشرين سنة يوم كانت تعج بالألوف من العلماء والمشتغلين ، فلم نقف
منهم ـ على كثرتهم ـ الا على افذاذ ، وهم :
١ ـ الرجالي
الشهير أبو علي الحائري محمد بن إسماعيل مؤلف منتهى المقال.
٢ ـ المحقق
القمي ميرزا أبو القاسم صاحب القوانين.
٣ ـ السيد احمد
العطار البغدادي المتوفى سنة ١٢١٥.
٤ ـ السيد أحمد
الطالقاني النجفي المتوفى سنة ١٢٠٨.
٥ ـ الشيخ أحمد
الحائري.
٦ ـ الشيخ احمد
بن محمد ابن أخي المؤلف تأتي ترجمته في (أسره المؤلف).
٧ ـ الأمير
السيد عبد الباقي بن مير محمد حسين الخاتون سبط العلامة المجلسي.
٨ ـ الشيخ حسن
ابن المولى محمد علي السبزواري الحائري.
٩ ـ الشيخ حسين
بن محمد ابن أخي المؤلف ومتمم (الحدائق) تأتي ترجمته في (أسره المؤلف).
١٠ ـ السيد شمس
الدين المرعشي الحسيني النسابة المتوفى سنة ١٢٠٠ وهو جد سيدنا الحجة النسابة السيد
شهاب الدين المرعشي.
١١ ـ الشيخ علي
بن علي التستري.
١٢ ـ الشيخ علي
بن رجب علي.
١٣ ـ الشيخ
محمد علي الشهير ب (ابن السلطان).
١٤ ـ الأمير
السيد علي الحائري صاحب الرياض.
١٥ ـ الشيخ
محمد بن علي التستري الحائري.
١٦ ـ الحاج
معصوم.
١٧ ـ آية الله
السيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة ١٢١٢.
١٨ ـ المحقق
النراقي المولى محمد مهدي الكاشاني مؤلف (مستند الشيعة).
١٩ ـ آية الله
السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.
٢٠ ـ السيد
ميرزا مهدي بن هداية الله الأصفهاني الخراساني الشهيد سنة ١٢١٦ أستاذ بحر العلوم
في الفلسفة ، وهو الذي لقبه ، (بحر العلوم).
٢١ ـ الحاج
ميرزا يوسف الطباطبائي المرعشي القاضي التبريزي المتوفى ١٢٤٢
الراوون عنه
غير خفي على من
له إلمام بطرق الروايات ومشيخة الإجازات ، ان شيخنا المؤلف من عقود جمانها ، فقد
انتهت اليه سلاسل الإجازات وحلقات الروايات ، وقد أثبتها شيخنا الحجة العلامة
النوري في (خاتمة مستدركه) وتلميذاه الشيخان العلمان الرازيان شيخنا الحجة ميرزا
محمد العسكري مؤلف (المستدرك على البحار) المتوفى في ٢٨ ج ١ سنة ١٣٧١ في الاجزاء
الثمانية من المستدرك على إجازات البحار ، وشيخنا المحقق البحاثة الشيخ آقا بزرك
صاحب الذريعة دام ظله في (إجازات القرون الثلاثة) و (الاسناد المصفى الى آل
المصطفى) وإليك أسماء من وقفت عليه ممن أجاز لهم شيخنا المؤلف ، فروينا بطرقنا
إليهم عنه وهم :
١ ـ الشيخ احمد
ابن الشيخ حسن بن علي بن خلف الدمشقاني.
٢ ـ الشيخ احمد
بن محمد ، ابن أخي المؤلف.
٣ ـ السيد
الأمير عبد الباقي الحسيني الخاتون الأصفهاني سبط العلامة المجلسي وشيخ اجازة بحر
العلوم.
٤ ـ الشيخ حسين
ابن الشيخ محمد ، ابن أخي المؤلف واحد المجازين بلؤلؤة البحرين لقرتي العينين.
٥ ـ الشيخ خلف
ابن الشيخ عبد علي ، ابن أخي المؤلف والثاني من المجازين باللؤلؤة ، تأتي له ترجمة
في (أسره المؤلف).
٦ ـ الشيخ زين
العابدين ابن المولى محمد كاظم ، كتب له اجازة على كتاب التهذيب تاريخها ١١٦٨.
٧ ـ الشيخ
سليمان بن معتوق العاملي.
٨ ـ السيد شمس
الدين النسابة الحسيني التبريزي المتوفى ١٢٠٠.
٩ ـ السيد عبد
العزيز بن أحمد الموسوي النجفي ، تاريخ أجازته ١١٦٧ ١٠ ـ السيد عبد الله بن السيد
علوي الموسوي الغريفي البحراني الشهير ب (عتيق الحسين) عليهالسلام القاطن في بهبهان ، ويروي عنه بالإجازة المدبجة ، تاريخ
الإجازة عام ١١٥٣ ، وقد تقدم ذكره في شيوخ المؤلف ، وصورة الإجازة عند العلامة
السيد شهاب الدين المرعشي.
١١ ـ الشيخ علي
بن حسين بن فلاح البحراني.
١٢ ـ الشيخ علي
بن محمد بن علي بن عبد النبي بن محمد ابن الشيخ سليمان المقابي البحراني.
١٣ ـ الأمير
السيد علي الحائري صاحب الرياض ابن أخت الوحيد البهبهاني.
١٤ ـ علي بن
موسى البحراني.
١٥ ـ الشيخ
محمد علي الشهير ب (ابن السلطان).
١٦ ـ الشيخ
محمد بن الحسن البحراني.
١٧ ـ الحاج
معصوم.
١٨ ـ المولى
محمد مهدي الفتوني ، من شيوخ اجازة بحر العلوم.
١٩ ـ المولى
محمد مهدي النراقي صاحب (المستند) و (جامع السعادات) وغيرهما.
٢٠ ـ آية الله
السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي المتوفى ١٢١٢ ، يوجد نص الإجازة ذيل فوائده
الرجالية.
٢١ ـ آية الله
السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.
٢٢ ـ السيد
ميرزا مهدي الرضوي الخراساني الشهيد سنة ١٢١٦ ، كما نص عليه في إجازته للسيد دلدار
علي الهندي.
٢٣ ـ الشيخ
موسى بن علي البحراني.
٢٤ ـ الشيخ
ناصر بن محمد الجارودي الخطي البحراني.
جمل الثناء وحلل الاطراء
وهؤلاء أصحاب المعاجم
وأرباب التراجم مصفقين على إكبار المؤلف والثناء عليه ممن عاصره الى اليوم ، وإليك
نصوص جملة منهم ، فمنهم :
١ ـ تلميذه أبو
علي الحائري مؤلف منتهى المقال المشهور ب (رجال ابي علي) قال في ترجمة المؤلف :
عالم فاضل متبحر ماهر متتبع محدث ورع عابد صدوق دين ، من اجلة مشايخنا وأفاضل
علمائنا المتبحرين. وبعين ما مر كلام العلامة المامقاني في تنقيحه.
٢ ـ وقال
تلميذه الأمير عبد الباقي سبط العلامة المجلسي في منتخب لؤلؤة البحرين : كان فاضلا
عالما محققا نحريرا مستجمعا للعلوم العقلية والنقلية.
٣ ـ وقال
المحقق الكبير الشيخ أسد الله التستري في مقابسه : العالم العامل المحقق الكامل ،
المحدث الفقيه ، المتكلم الوجيه ، خلاصة الأفاضل الكرام ، وعمدة الأماثل العظام ،
الحاوي من الورع والتقوى اقصاهما ، ومن الزهد والعبادة اسناهما ، ومن الفضل
والسعادة أعلاهما ، ومن المكارم والمزايا اغلاهما ، الرضي الزكي التقي النقي ،
المشتهر فضله في أقطار الأمصار وأكناف البراري ، المؤيد بعواطف ألطاف الباري.
٤ ـ وقال
المحقق الخوانساري صاحب الروضات : العالم الرباني والعامل الإنساني شيخنا الأفقه
الأوحد الأحوط الأضبط ، صاحب الحدائق الناضرة ، والدرر النجفية ، ولؤلؤة البحرين ،
وغير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة التي تلذ بمطالعتها إلا للأنفس ، وتقر
بملاحظتها العين ، لم يعهد مثله من بين علماء هذه الفرقة الناجية في التخلق بأكثر
المكارم الزاهية ، من سلامة الجنبة ، واستقامة الدربة ، وجودة السليقة
ومتانة الطريقة ، ورعاية الإخلاص في العلم والعمل ، والتحلي بصفات طبقاتنا
الأول ، والتخلي عن رذائل طباع الخلف الطالبين للمناصب والدول.
٥ ـ وقال
العلامة المحدث ميرزا محمد النيسابوري الأسترآبادي في رجاله : كان فقيها محدثا
ورعا.
٦ ـ وقال مؤلف
نجوم السماء في تراجم العلماء ما معربة : صاحب الحدائق من العلماء المتأخرين ،
والكمل المحدثين ، والفقهاء المتبحرين ، وأعاظم أصحاب الدين ، وأرباب الإنصاف
والاعتدال بين طريقتي الأصوليين والأخباريين.
٧ ـ وقال
العلامة المولى شفيع الجابلقي في إجازته الكبيرة المسماة ب (الروضة البهية ، في
الإجازات الشفيعية) : اما الشيخ المحدث المحقق الشيخ يوسف (قدسسره) صاحب الحدائق فهو من أجلاء هذه الطائفة ، كثير العلم ،
حسن التصانيف ، نقي الكلام بصير بالأخبار المروية عن الأئمة المعصومين (صلوات الله
عليهم أجمعين) يظهر كمال تتبعه وتبحره في الآثار المروية بالنظر الى كتبه سيما
الحدائق الناضرة ، فإنها حقيق ان تكتب بالنور على صفحات ووجنات الحور ، وكل من
تأخر عنه استفاد من الحدائق الناضرة (جزاه الله عن الإسلام واهله أفضل جزاء
المحسنين) وكان ثقة ورعا عابدا زاهدا. وبالجملة هذا الشيخ من فحول العلماء الأجلة
، فلينظر الى ما وقع على هذا الشيخ من البلايا والمحن ، ومع ذلك كيف أشغل نفسه
وصنف تصنيفات فائقة؟
٨ ـ وقال
العلامة الكبير المحدث النوري في خاتمة مستدركه في عد مشايخ بحر العلوم : سابعهم
العالم العامل المحدث الكامل الفقيه الرباني.
٩ ـ وقال
العلامة المولى حبيب الله الكاشاني ، في كتابه لباب الألقاب : صاحب الحدائق
الناضرة وكان عالما فاضلا محدثا متتبعا أخباريا.
١٠ ـ وقال في
الدرر البهية : كان فاضلا محققا مدققا ، لم يكن له في عصره
ثاني ، لقد صنف فأكثر ، واشتهرت مصنفاته وكتبه.
وقال العلامة
الشيخ علي البحراني مؤلف أنوار البدرين في تراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين :
العالم العامل الجليل ، الفاضل الكامل النبيل ، عديم النظير والمثيل ، العلامة
المصنف الرباني الشيخ ، الأجل الشيخ يوسف. صاحب الحدائق الناضرة وغيره من المصنفات
الفاخرة ، شيخ مشايخ العراق والبحرين ، العري من كل وصمة وشين :
وقال : هذا
الشيخ العلام من أكابر علماء الأديان والإسلام ، ومن أكبر أعاظم أرباب النقض
والإبرام ، وقد ذكره كل من تأخر عنه وأثنوا عليه الثناء الجميل علما وعملا وتقوى
ونبلا. وبالجملة فهذا الشيخ من أعاظم العلماء الاعلام وأكابر أساطين علماء
الإسلام.
١١ ـ وقال خاتمة
المحدثين العلامة القمي في الفوائد الرضوية ما معربة : هو الشيخ العالم العابد
العامل ، والمحدث الورع الكامل ، الفاضل المتبحر الجليل ، المتتبع الماهر النبيل ،
مرجع الفقهاء الاعلام ، وفقيه أهل البيت عليهمالسلام ، عالم رباني ، وفقيه بحراني ، صاحب التصانيف الرائقة
النافعة الجامعة التي أحسنها الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، وهو كتاب
جليل في الغاية كثير النفع.
وقال أيضا في (هدية
الأحباب) : عالم فاضل محدث ورع كامل ، مرجع الفقهاء الاعلام فقيه أهل البيت عليهمالسلام.
١٢ ـ وقال
شيخنا الحجة المحقق الفذ العلامة الاميني متع الله الأمة ببقائه في شهداء الفضيلة
: فقيه الطائفة ومحدثها الكبير الشيخ يوسف بن احمد ، وكتابه (الحدائق) الدائر
السائر بين الفقهاء ينم عن غزارة علم مؤلفه وتضلعه في العلوم وتبحره في الفقه
والحديث ، كما يشف كتابه (لؤلؤة البحرين) عن سعة اطلاعه على أحوال الرجال وطرق
إجازات المشايخ.
١٣ ـ وقال
العلامة الخياباني في ريحانة الأدب في المعروفين بالكنى واللقب :
عالم رباني ،
فقيه جليل ، محدث نبيل ، محقق مدقق ، علامة متبحر ، عابد زاهد متدين ، متخلق
بمكارم الأخلاق ، حاز غاية الشهرة في العلم والعمل وجودة السليقة.
١٤ ـ وقال
العلامة ابن يوسف ، في فهرست مكتبة سپهسالار ج ١ ص ٣٩٩ : هو من كبار العلماء
والفقهاء والمحدثين.
١٥ ـ وقال
مترجمه في مقدمة الحدائق المطبوعة في إيران (تبريز) سنة ١٣١٥ : وممن صرف لخدمة هذا
العلم (الفقه) أيامه ، واشتغل بتحقيقه شهوره وأعوامه ، وكان ممن قدح في زند الفضل
فاورى ، وجمع من نكات العلم فأوعى ، الشيخ الجليل والحبر النبيل فريد عصره ووحيد
دهره ، الجامع بين رتبتي الرواية والدراية ، والرافع من ألوية الفضائل ارفع راية ،
المحقق الفاضل المدقق ، ومحدث الزمان وراوية الأوان ، المستخرج من تيار أنواع
العلوم غوالي اللئالي ، الشيخ يوسف. فإنه رحمهالله ممن حاز في هذه الاعصر الأواخر قصبات السبق في مضمار
التحقيق ، واستنزل عصم المشكلات من معاقلها فأخذ منها المسك الفتيق ، وغاص بحار
الاخبار فاستخرج ما يزري باللؤلؤ الثمين ، ولا غرو في ذلك فإنه من بحرين.
تآليفه
١ ـ أجوبة
الشيخ احمد ابن الشيخ حسن الدمستاني البحراني.
٢ ـ أجوبة
الشيخ احمد بن يوسف بن علي بن مظفر السيوري البحراني.
٣ ـ أجوبة
المسائل البهبهانية ، الواردة من بهبهان ، سأله عنها السيد عبد الله ابن السيد
علوي البحراني القاطن ببلدة بهبهان ، توجد عند الحجة السيد شهاب الدين المرعشي
النجفي بقم.
٤ ـ أجوبة
المسائل الخشتية ، سأله عنه الشيخ إبراهيم الخشتي.
٥ ـ أجوبة
المسائل الشاخورية ، سأله عنها السيد عبد الله ابن السيد حسين الشاخوري.
٦ ـ أجوبة
المسائل الشيرازية.
٧ ـ أجوبة
المسائل الكازرونية ، وردت من كازرون من الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد النبي
البحراني.
٨ ـ أجوبة
الشيخ محمد بن علي بن حيدر القطيفي ، ولعلها متحدة مع التي تلوها.
٩ ـ أجوبة
المسائل النعيمية ، سأله عنها الشيخ محمد بن علي بن حيدر النعيمي .
١٠ ـ الأربعون
حديثا ، في مناقب أمير المؤمنين (عليهالسلام) استخرجها من كتب العامة ، قال شيخنا العلامة الرازي في
الذريعة ج ١ ص ٤٣١ : «يقرب من الف بيت ، أول أحاديثه مستخرج من شرح المقامات
للمطرزي ، يوجد في مكتبة سردار كابلي».
١١ ـ اعلام
القاصدين الى مناهج أصول الدين ، خرج منه الباب الأول في التوحيد.
١٢ ـ الأنوار
الحيرية ، والأقمار البدرية ، في جواب المسائل الاحمدية تقرب من مائة مسألة ، نسبة
الى الحير وهو الحائر الحسيني على مشرفه السلام.
(اجازة كبيرة
مبسوطة) تأتى باسمها (لؤلؤة البحرين).
__________________
(أنيس المسافر
وجليس الحاضر) أو بالعكس أو جليس المسافر وأنيس الخاطر أو بالعكس ، يأتي بعنوان (الكشكول).
١٣ ـ تدارك
المدارك ، فيما هو غافل عنه وتارك. وهو حاشية على كتاب (مدارك الأحكام) للفقيه
العاملي السيد محمد سبط الشهيد الثاني ، خرج منه كتاب الطهارة والصلاة ، وعاقه عن
إتمامه اشتغاله بكتابه الكبير المهم (الحدائق) وأدرج بقية مناقشاته مع صاحب
المدارك هناك.
(جليس الحاضر
وأنيس المسافر ، أو جليس المسافر وأنيس الحاضر) وبتصحيف الحاضر بالخاطر فيهما ،
تقدمت الإشارة اليه ويأتي باسم (الكشكول).
١٤ ـ حاشية على
كتابه تدارك المدارك.
١٥ ـ حاشية على
شرح الشمسية في المنطق.
١٦ ـ حاشية على
الوافي ، لشيخ العلوم العقلية والنقلية ، المحدث المحقق الفيض الكاشاني ، وهي
تعليقة على كتاب الصوم منه فحسب.
١٧ ـ حاشية على
كتابه لؤلؤة البحرين.
١٨ ـ حواش وتعاليق
على كتابه الدرر النجفية ، طبعت بهامش الأصل.
١٩ ـ حواش على
كتاب (الحدائق) طبعت بهامش الأصل.
٢٠ ـ الحدائق
الناضرة في أحكام العترة الطاهرة. وهو كتابنا هذا الماثل للطبع ، وقد طبع لأول مرة
قبل ستين سنة استوعب طبعه اربع سنين ، بوشر بطبعه في (تبريز) من سنة ١٣١٥ الى ١٣١٨
في ستة مجلدات وربما كان بعض دوراته في خمسة مجلدات ، وهو من كتاب الطهارة الى
كتاب الظهار ، ثم تممه تلميذه وابن أخيه الشيخ حسين ، وسوف نستوفي البحث عن الكتاب
فيما نعقده فيما بعد (حول كتاب الحدائق).
٢١ ـ الخطب :
خطب الجمعات والأعياد ، يوجد عند الحجة السيد شهاب الدين المرعشي.
٢٢ ـ الدرر
النجفية من الملتقطات اليوسفية ، قال عنه المؤلف في (اللؤلؤة) : فهو كتاب لم يعمل
مثله في فنه مشتمل على تحقيقات رائقة ، وأبحاث فائقة» وقال الحائري
في منتهى المقال : «وهو كتاب جيد جدا مشتمل على علوم ومسائل ، وفوائد ورسائل ،
جامع لتحقيقات شريفة وتدقيقات لطيفة».
وقال شيخنا
العلامة الرازي في الذريعة ج ٨ ص ١٤٠ : «فيها مسائل معضلة ورسائل ذات دقائق لطيفة»
وهي سبعون درة ، ربما يظهر منها انه ألفها حين مقامه في النجف الأشرف ، فرغ من
تأليفها في العشرين من ذي القعدة سنة ١١٧٧ وطبعت سنة ١٣٠٧ ، ومقدمات (الحدائق)
الاثنتي عشرة مبثوثة في درره بتغيير يسير.
٢٣ ـ رسالة في
تحقيق معنى الإسلام والايمان ، وان الايمان عبارة عن الإقرار باللسان والاعتقاد
بالجنان والعمل بالأركان.
٢٤ ـ رسالة في
حكم العصير التمري والزبيبي.
٢٥ ـ رسالة في
تقليد الميت ابتداء وبقاء ، وفي ذيلها مقالة في اشتراط الصيغة وعدمه في العقود.
٢٦ ـ رسالة في
ولاية الموصى إليه بالتزويج وعدمها ، كتبها عام ١١٧٦ ، كتب إلينا بهذه الرسائل
الثلاث ـ فيما كتبه إلينا ـ العلامة الحجة السيد شهاب الدين المرعشي
__________________
النجفي دام ظله ، وذكر أنها موجودة في مكتبته بخط أحد تلامذة المؤلف.
٢٧ ـ سلاسل
الحديد في تقييد ابن ابى الحديد والرد عليه في شرحه لنهج البلاغة ، وقدم له مقدمة
شافية في الإمامة تصلح ان تكون كتابا مستقلا ، خرج منه جزآن.
٢٨ ـ الشهاب
الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب ٢٩ ـ الرسالة الصلاتية متنا
وشرحا ، فرغ منها في كربلاء عام ١١٧٠.
٣٠ ـ الرسالة
الصلاتية المنتخبة منها ، كتبها في النجف الأشرف عام ١١٧٥.
٣١ ـ رسالة
صلاتية أخرى وجيزة ، ولعلها المتن للصلاتية الاولى.
٣٢ ـ الصوارم
القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة ، حرم فيها الجمع بين فاطميتين ، فرغ منها
عام ١١٦٩ ، ولم يشاركه فيه غير شيخنا الحر (قدسسره) وقد تفرد هو فحكم بالبطلان وعدم وقوع العقد ، وللأستاذ
الأكبر الوحيد البهبهاني (قدسسره) رسائل متعددة في الرد عليه : مختصرة ومطولة ، وكذا
لولده رسالة مبسوطة جيدة في الرد عليه ، ولبعض المشايخ الأزكياء ايضا رسالة وجيزة
في الرد عليه ، وهذه الرسائل الأربع للمؤلف بخط أحد تلامذته توجد عند سيدنا الحجة
السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله ، وفي آخر الرسالة الأخيرة تقريظ وجيز من
العلامة الكبير الشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي ، وإليك نصه :
بسم الله
الرحمن الرحيم ان ما كتبه شيخنا العلامة متعه الله بالصحة والسلامة ، هو التحقيق
الذي هو بالقبول حقيق ، والعمل على ما استند اليه وعول عليه ، سيما على طريقتنا
المثلي وسنتنا الفضلي من العمل على مضمون الاخبار وان لم يقل به أحد من الفقهاء
الأخيار ، وكتب الأقل محمد المهدي الفتوني.
٣٣ ـ عقد
الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية ، سأله عنها الشيخ علي بن الحسن
البلادي.
٣٤ ـ قاطعة
القال والقيل في انفعال الماء القليل ، تعرض فيها للنقاش العلمي مع امام المعقول
والمنقول المحقق المحدث الفيض الكاشاني (قدسسره).
٣٥ ـ الكشكول ،
اسمه جليس الحاضر وأنيس المسافر كما في اللؤلؤة. أو أنيس المسافر وجليس الخاطر كما
هو المطبوع على الكشكول وفي جزئية الأول والثاني وقد وقعت تصحيفات في اسمه كما مر
الإيعاز اليه. لكنه اشتهر بكشكول الشيخ يوسف ، وقد طبع في بمبئي عام ١٢٩١.
٣٦ ـ كشف
القناع عن صريح الدليل في الرد على من قال في الرضاع بعموم التنزيل ، ناقش فيه
أدلة سلطان المحققين المولى العماد (مير داماد) في القول بعموم المنزلة ، ألفه في
شيراز سنة ١١٤٩ ، توجد منه نسخة في مدرسة البادكوبي في كربلاء.
٣٧ ـ الكنوز
المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة.
٣٨ ـ لؤلؤة
البحرين في الإجازة لقرتى العينين ، وهي اجازة كبيرة مبسوطة كتبها لابني أخويه :
الشيخ حسين ابن الشيخ محمد والشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي ، تشتمل على تراجم أكثر
علمائنا من عصره الى عصر الصدوقين ، يعرف منها تتبعه في الرجال وإحاطته بالتراجم.
وعلى اللؤلؤة حواش ثلاث :
١ ـ حواش
وتعليقات للمؤلف نفسه كما مر ذكرها.
٢ ـ حاشية
عليها للميرزا محمد التنكابني مؤلف قصص العلماء.
٣ ـ حاشية
عليها للميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيشابوري الهندي الاخباري
المقتول سنة ١٢٣٢.
ولخصها وانتخب
منها تلميذ المؤلف الأمير عبد الباقي سبط العلامة المجلسي.
٣٩ ـ اللئالي
الزواهر في تتمة عقد الجواهر ، في أجوبة مسائل لذلك السائل ، وهي اثنتان وعشرون
مسألة ، فرغ منها في جمادى الثانية عام ١١٧٣ في كربلاء.
٤٠ ـ الرسالة
المحمدية في أحكام الميراث الأبدية ، كتبها للشيخ محمد ابن الشيخ أحمد البحراني ،
توجد نسخة من هذه الرسالة والتي قبلها بالمكتبة الجعفرية العامة في المدرسة
الهندية في كربلاء.
٤١ ـ المسائل ،
أحال الى كتابه هذا في المقدمة الثانية من حدائقه راجع ج ١ ص ٢٤ ٤٢ ـ معراج النبيه
في شرح من لا يحضره الفقيه.
٤٣ ـ مناسك
الحج ، موجودة عند الشيخ محمد صالح البحراني.
٤٤ ـ ميزان
الترجيح في أفضلية القول فيما عدا الأوليين بالتسبيح ، توجد عند الحجة السيد شهاب
الدين المرعشي النجفي.
٤٥ ـ النفحات
الملكوتية في الرد على الصوفية.
حول كتاب الحدائق
قدمنا بعض
القول حول الكتاب في (التمهيد) وأرجأنا إنهاء القول الى هذا المقام ، ولكن الكتاب
بنفسه وبشهرته الطائلة وصيته الطائر غني عن ان نحوم حوله فضلا عن الإسهاب في
الاطراء ، أضف الى ذلك ما يؤثر عن أعلام الأمة وفقهائها من عقود ذهبية وجمل عسجدية
وكلم خالدة في الثناء عليه ، وسيوافيك شذور من كلماتهم ، فهو كتاب جامع مبسوط لم
يعمل مثله في بابه في كتب الأصحاب قبله ، وقد عمله مؤلفه لكي يغني رواد الفقه عن
سبر غيره من كتب الفقه والحديث والاستدلال ولا بدع ، فإنه أول مجموعة فقهية ومدونة كبرى في
الفرائض والسنن تحوي جل الفروع ان لم يكن كلها ، وتضم في طيها الأقوال والآراء
وأصول الدلائل ، وحوت بين دفتيها جميع ما ورد من الأحاديث عن الصادع الكريم وأئمة
العترة الطاهرة ـ صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ـ في الأحكام الشرعية ، وقد انبرى
لكلمات الفقهاء وما فهموه
__________________
من الروايات فأفتوا بمؤدى اجتهادهم ونتيجة أنظارهم ومحصل استنباطهم ، وافق
الشهرة القائمة والإجماع بقسميه أو خالف ، ثم ضم الى كل رأي أدلته وأضاف الى كل
قول مستنده وما يؤيده ويدعمه ، ثم حاول نقاشها بما يمكن أن يورد عليها من نقود ومؤاخذات
، فان تم عنده دليل ورأى الشبهة مزيفة ردها وأبطلها ، واحكم الدليل وأثبته واختار
ما أدى اليه اجتهاده ، كأنه يلمسك الحقائق بيده أو ينظر الى الغيب من وراء ستر
رقيق ، وبذلك أعجب من تأخر عنه من جهابذة الفقه وصيارفة الفن ومهرته ما وجدوه في
طيه من علم غزير ، وفضل كثار ، وفقاهة ودراية ، وتضلع في فنون الحديث ، وتبحر في
الفقه ، وتتبع في الآراء واطلاع على الفتاوى ، وحيطة بالأدلة واستقصاء فيها ،
وخبرة بمعاقد الإجماع وموارد الشهرة ، ومقدرة على البحث وقوة في البرهنة ، وتثبت
في الحكم ، وتعمق في التفكير ، ونضج في الرأي ، وما هنالك من دقة وتثبت وتحقيق ،
فان قال فقول فصل ، وان احتج فبرهنة صادقة ، وان صدع فبالحق الصراح ، وان جنح فالى
الحقيقة الراهنة ، فهو حين يفيض الحجج فكالسيل المنحدر من شاهق ، وإذا حل مشكلة
فكأن الاشكال لم يطرقها ، وإذا دحض شبهة فهي كالريشة في مهب الريح ، كل ذلك ببيان
سهل وكلام منسجم ، وقول جزل معتضد بالمنطق ، فأصبح الكتاب بذلك كله شرعة الوارد ،
ونجعة الرائد ، وبلغة الطالب ، ومنية الراغب وطلبة الفقيه ، وغاية المحدث ، وضالة
المجتهد المحقق ، فخلد الكتاب لمؤلفه ـ على صفحة الدهر وغرة الزمن وسجل الخلود ـ ذكرا
لا يبلى وعظمة لا يخلقها مر الجديدين وكان بذلك في الطليعة من ناشري ألوية الفقه ،
وعاقدي بنوده ، ومنظمي صفوفه ، وقائدي كتائبه ، وسائقي مقانبه ، وجامعي شوارده ،
كما تقدمت جمل الثناء عليه ، فمن الحري أن نوقف الباحث على نزر يسير مما جاء حول
الكتاب.
الثناء عليه
١ ـ قال المؤلف
في اللؤلؤة : وكتابنا هذا ـ بحمد الله سبحانه ـ لم يعمل
مثله في كتب الأصحاب ، ولم يسبق اليه سابق في هذا الباب ، لاشتماله على
جميع النصوص المتعلقة بكل مسألة. وجميع الأقوال ، وجملة الفروع التي ترتبط بكل
مسألة ، إلا ما زاغ عنه البصر وحاد عنه النظر ، الى ان قال رحمهالله : وبالجملة ، فإن قصدنا فيه الى ان الناظر فيه لا يحتاج
إلى مراجعة غيره من الأخبار ولا كتب الاستدلال ، ولهذا صار كتابا كبيرا واسعا
كالبحر الزاخر باللؤلؤ الفاخر.
٢ ـ وقال تلميذ
المؤلف الرجالي الكبير أبو علي الحائري في (منتهى المقال) :
هو كتاب جليل
لم يعمل مثله جدا ، جمع فيه الأقوال والاخبار الواردة عن الأئمة الأطهار.
٣ ـ وقال
المحقق التستري في المقابس : وله تصانيف كثيرة كأنها الفرائد وتآليف غزيرة أبهى من
القلائد : منها ـ وهو أشهرها ـ كتاب الحدائق.
٤ ـ وقال
المحقق الخوانساري في الروضات : صاحب الحدائق الناضرة ، والدرر النجفية ، ولؤلؤة
البحرين ، وغير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة ، التي تلذ بمطالعتها النفس ،
وتقر بملاحظتها العين.
٥ ـ وقال مؤلف
الدرر البهية : لقد صنف فأكثر ، واشتهرت مصنفاته وكتبه لا سيما (الحدائق) فإنه
كتاب لم يكن له نظير ، ولا ينبئك مثل خبير.
٦ ـ وقال مؤلف
الروضة البهية : صاحب الحدائق ، فهو من أجلاء هذه الطائفة ، كثير العلم ، حسن
التصانيف ، نقي الكلام ، بصير بالاخبار المروية عن الأئمة المعصومين (صلوات وسلامه
عليهم أجمعين) يظهر كمال تتبعه وتبحره في الآثار المروية بالنظر الى كتبه ، سيما (الحدائق
الناضرة) فإنها حقيق ان تكتب بالنور على صفحات وجنات الحور ، وكل من تأخر عنه
استفاد من الحدائق الناضرة.
٧ ـ وقال شيخنا
العلامة النوري : وله تصانيف رائقة نافعة جامعة ، أحسنها الحدائق الناضرة ، ثم
الدرر النجفية.
٨ ـ وقال خاتمة
المحدثين الشيخ عباس القمي في الفوائد الرضوية : صاحب التصانيف الرائقة النافعة
الجامعة التي أحسنها الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، وهو كتاب جليل في
الغاية كثير النفع.
٩ ـ وقال مؤلف
أنوار البدرين : صاحب الحدائق الناضرة وغيره من المصنفات الفاخرة.
١٠ ـ وقال
شيخنا الحجة المحقق الأكبر العلامة الاميني ـ متعنا الله ببقائه ـ في شهداء
الفضيلة : وكتابه (الحدائق) الدائر السائر بين الفقهاء ينم عن غزارة علم مؤلفه
وتضلعه في العلوم وتبحره في الفقه والحديث.
١١ ـ وقال
العلامة الجليل ابن يوسف الشيرازي في فهرست مكتبة سپهسلار : كتاب الحدائق من خيرة
الكتب الفقهية للشيعة ، يجمع بين دفتيه جميع الفتاوى الفقهية وأدلتها من الآيات
والاخبار ، ولهذا حظي بالقبول من اعلام الأمة وفقهائها بأجمعهم على اختلاف
اذواقهم.
١٢ ـ وقال
مترجمه في مقدمة الطبعة الاولى من الحدائق : ومن جملة ما أفرغه في قالب التصنيف
وألفه في غاية الأحكام والترصيف ، هو كتاب الحدائق الناضرة في أحكام العترة
الطاهرة ، وهو لعمري كتاب حوى ما لم يحوه كتاب ، ومؤلف جمع ما لم يجر في خطاب ،
فصل المسائل فتفضل ، وطول الدلائل فتطول ، فكم فيها من ازهار نكات تزري على زهر
الروض المطلول. وأنوار أبحاث يخجل عندها نور الربيع وان اتى بالوجه المصقول ،
وشوامخ معضلات كانت تزل عنها ظفر الطائر فارتقى ذراها بإيراد حججها ، وبحار مشكلات
كانت تقذف بالبوصي والماهر فشق بسفن التدقيق لججها.
فهو كتاب جامع
للأدلة والأقوال ، حاو للفروع الكثيرة ، حسن الترتيب ، يشتمل على أبحاث لطيفة
ومسائل شريفة.
واما جمل
الثناء عليه في غضون الكتب الفقهية فكثيرة يعسر استقصاؤها ، يعثر عليها المتصفح
فيها ، فان الكتب الفقهية مشحونة بالنقل من كلماته ، ومملوءة بآرائه وحججه ، فقد
اضحى الكتاب منذ أن أفرغ في قالب التأليف شرعة لوراد الفقه ونجعة لرواده ، أكب
عليه الفقهاء ، وتداولته الأوساط العلمية وأنديتها بكل إكبار وإعجاب ولا تكاد تجد
فقيها إلا ويأخذ منه ولا كتابا فقهيا إلا وينقل عنه ، حتى ان بعضهم كان مغرما به
بحيث كان ينقل منه نصف الصفحة والأكثر بنص عباراته في كتابه ولشدة اعتدادهم بالكتاب وكثرة مزاولتهم له نرى لهم على
الكتاب قيودا وتعاليق ، وكتبوا عليه شروحا وحواشي. وإليك جملة مما عثرنا عليه من
التعاليق والحواشي منها :
١ ـ حاشية
للمؤلف نفسه ، وهي تعاليق كثيرة طبعت بهامش الأصل في الطبعة الاولى وفي ذيله في
هذه الطبعة ، وهي التي يرمز إليها بكلمة (منه).
٢ ـ حاشية
لتلميذ المؤلف الفقيه الشهير السيد علي الطباطبائي الحائري مؤلف (الرياض) المتوفى
١٢٣١ والمدفون مع المؤلف ومع خاله الوحيد البهبهاني في الرواق.
٣ ـ حاشية
للسيد ميرزا إبراهيم الفسائي الشيرازي حفيد العلامة الجليل السيد علي خان الكبير ،
توجد نسخة منها في (مكتبة كاشف الغطاء).
٤ ـ حاشية
للسيد إبراهيم بن محمد الموسوي الدزفولي الكرمانشاهي الحائري المتوفى قبل عام ١٣٠٠
، توجد نسخة منها عند شيخنا العلم الحجة العلامة الرازي دام ظله.
٥ ـ حاشية
للعلامة الفاضل المعاصر ابن يوسف الحدائقي الشيرازي من أحفاد المؤلف.
٦ ـ حاشية
لشيخنا العلامة المحقق الحجة الشيخ محمد تقي الايرواني دام بقاؤه
__________________
وقد تصدى للتعليق على الكتاب بعد تحقيقه وتصحيحه ، وأتعب نفسه في تخريج
أحاديثه ، ومراجعة رجالها وإسنادها وتصحيحها على مصادرها ، وتفضل بإخراج الكتاب
على أجمل صورة وأحسن هيئة ، وهي التعاليق غير المرموزة في هذه الطبعة.
كما ان هناك
أفذاذ لم يرقهم مواضع من الكتاب ، فكتبوا عليه شروحا وتناولوه بالنقاش الفني ،
وحاولوا معه الحجاج العلمي بكل أدب في التعبير وحرية في الرأي والتفكير ، نذكر
منهم :
١ ـ المحدث
المحقق السيد محسن الأعرجي الكاظمي المتوفى سنة ١٢٢٧ ، شرح مقدمتين من مقدمات (الحدائق)
الاثنتي عشرة ، وربما ناقشه في شيء من المسائل ٢ ـ العلامة الفاضل آقا محمود بن
آقا محمد علي الكرمانشاهي المتوفى عام ١٢٦٩ حفيد المحقق الوحيد البهبهاني ، شرح
مقدمات الحدائق وسماه (الجنة الواقية).
٣ ـ الرد على
مقدمات الحدائق ، لبعض الاعلام عنوانه (قال ـ أقول) فيه عدة سؤالات تنتهي إلى
ثلاثة وعشرين سؤالا.
تتميم الحدائق
ومن المأسوف
عليه جدا أن القضاء المحتوم لم يمهله حتى يبلغ أقصى آماله ، ويتمم كتابه (الحدائق)
، وحالت المنية دون هذه الامنية ، فاخترمه الأجل ولما يكتب الفقه دورة كاملة ،
وبقيت بتراء ناقصة ، بلغ في تأليفه ـ على الرغم من دؤوبه وكثرة جهوده في ذلك وعظيم
اهتمامه به ـ الى كتاب الظهار. غير ان ابن أخيه وتلميذه الأجل شيخنا الفاضل المدقق
الشيخ حسين كتب بعد عمه (كتاب عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق الناضرة)
وربما تحذف كلمة (العيون) طبعت في النجف الأشرف عام ١٣٥٤ ، وهذا المطبوع يحتوي على
تسعة من كتب الفقه ، وهي : الظهار ، الإيلاء ، اللعان ، العتق ، الإقرار ، الجعالة
، الأيمان ، النذر ، الكفارات. وبعضهم سمى الكتاب (الحقائق الفاخرة) ، ولعله اسم
للجزء الثاني منه الى آخر الفقه. نسأله تعالى
التوفيق لطبع التتميم وإتمام هذه الطبعة به ان شاء الله. وتأتي ترجمة مؤلفه
وسرد بعض تآليفه في (أسره المؤلف).
أدبه
من سبر تآليف
شيخنا المؤلف ولاحظ آثاره العلمية ، وقف على مكانته الأدبية السامية ، وبهره ما
يراه من بلاغة البيان ، وانسجام الكلام ، وجزالة القول ، وجودة السرد ، وحسن
الأسلوب ، وعلم أن لمؤلفها اليد الطولى في العلوم الأدبية ، وسعة الباع في فنون
البلاغة. وهذه الناحية هي إحدى محاسن كتبه وميزات مؤلفاته ولا سيما كتابه (الحدائق).
وللمؤلف كتاب
كبير في خطب الجمعات والأعياد يضم بين دفتيه خطبا بليغة ومواعظ حسنة ، تدل القارئ
على مدى تضلعه في الأدب وفنونه ، وله رسائل بليغة ومساجلات أدبية ، توجد عشرة منها
في الجزء الثاني من كشكوله ، ونحن الآن نسوق للتدليل على سمو كعبه في الأدب صدر
الرسالة الثالثة والرابعة ونقتصر في الأنموذج عليه ، قال : «ما الروض الأنيق
المتفتحة فيه أزهار العرار والشقيق ، ولا السلاف العتيق المقتول بمختوم أريج
الرحيق ، بأزهر ولا أحلى ، ولا ألذ ولا أشهى ، من تسليمات تتفجر من خلالها عيون
الإخلاص ، وتحيات يتضوع من نشرها أريج الاختصاص. إلخ».
وقال في الأخرى
: «أبهى ما نشرته أيدي الأقلام في طي الصحف والرسائل ، وأولى ما نطقت به الانس
فتضوع في ارجاء أوقات الفضائل ، عرائس تسليمات تتأرج الإرجاء بشذاها ، وتتألق آفاق
السماء بسناها ، وخرائد دعوات تعجز الأوهام عن نظمها في سمط التحرير ، وتقصر
الافهام عن وصفها في كليات الحصر والتقرير ، وصوافي أثنية تزري بلطافة النسيم ،
وتنسي حلاوة التسنيم.».
ولم يكن أدبه
مقصورا على النثر فحسب ، بل ربما جاشت عواطفه فنظم وأجاد في نظمه ، وربما تفجرت
زفرات قلبه ونفثات صدره ، فصاغها قريضا بعثها إلى اخوته وأجبته ، بيد أنه لم يحفظ
له من الشعر إلا ما أثبته هو في كشكوله ، منه ـ قصيدتان بعثهما إلى إخوته يشكو
إليهم ما ألم به من حوادث وكوارث ، بعث إحداهما حين سافروا الى الهند عام ١١٤١ ،
وبعث الأخرى إلى مكة حين رجوع أخيه العلامة الشيخ محمد من الهند.
ومنه ـ تخميسه
لقصيدة طويلة بعثها إليه أحد إخوانه الإخلاء ، مثبتة هي والتخميس في الكشكول ج ٢ ص
٣٣٨.
ومنه ـ قصيدة
يمدح بها أمير المؤمنين حين يمم العراق لزيارته (صلوات الله وسلامه عليه) عام
١١٥٦.
وفاته ومدفنه
توفي رحمهالله بعد الظهر من يوم السبت رابع ربيع الأول عام ١١٨٦ عن عمر ناهز الثمانين ، كرسه في خدمة العلم والدين ،
وضحاه في تدوين الفقه وتبويبه ورد فروعه على أصوله ، وقضاه : في جمع شتات أحاديث
ائمة بيت الوحي (صلوات الله وسلامه عليهم) وبثها في الملإ الديني ، قدس الله روحه
ونور مضجعه وجزاه عن نبيه وعن أئمته خيرا.
لبى ـ رحمهالله ـ نداء ربه بعد زعامة دينية ألقيت اليه مقاليدها زهاء
عشرين سنة ، فما إن صوت الناعي بفقده إلا وتهافت أهل كربلاء من كل صوب وحدب على
تشييع جثمانه الطاهر ، جثمان أنهكته العبادة وريضه الزهد وتقوى الله وأبلاه دؤوب الأيام وسهر
__________________
الليالي في فقه أئمة آل الرسول (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم) فكان
يومذاك يوما مشهودا ، شيعه أهل مصره على بكرة أبيهم بمختلف الطبقات ، وفي طليعتهم الهيئة العلمية والطبقة
الروحية ، يقدمهم زعيمهم الأوحد الأستاذ الأكبر المحقق الوحيد البهبهاني (قدسسره) وتولى تغسيله تلميذاه التقيان : الحاج معصوم والشيخ
محمد علي ابن السلطان. وصلى عليه الأستاذ الوحيد بوصية منه (قدسسره) ودفن بالحائر الشريف بالرواق الحسيني الأطهر عند رجلي
الشهداء ، ودفن في جواره المحقق الوحيد المتوفى ١٢٠٨ ، وتلميذهما ابن أخت الوحيد
سيدنا الطباطبائي (صاحب الرياض) المتوفى ١٢٣١ (قدس الله أسرارهم) وعلى مثوى هؤلاء
الاعلام صندوق خشبي.
وأقيمت له
الفواتح في كربلاء المشرفة وسائر البلاد الشيعية ، وفي عاصمتها النجف الأشرف ،
وأول من اقام له الفاتحة بها تلميذه الأكبر سيدنا الأجل آية الله بحر العلوم.
رثاؤه
رثاه جمع من
شعراء ذلك العصر ، نقتصر على قصيدة الشاعر الأديب السيد محمد آل السيد رزين ، فقد
رثاه بفائية وارخ وفاته قائلا :
يا قبر يوسف
كيف أوعيت العلى
|
|
وكنفت في
جنبيك من لا يكنف
|
قامت عليه
نوائح من كتبه
|
|
تشكو الظليمة
بعده وتأسف
|
ك (حدائق)
العلم التي من زهرها
|
|
كانت أنامل
ذي البصائر تقطف
|
وعلا الفلول (صوارما)
قد اصلتت
|
|
قصفا بها زمر
الاعادي تقصف
|
__________________
وتفصمت حلق (السلاسل)
بعده
|
|
في قيدها كان
المعاند يؤسف
|
وانحل عقد (لئالئ)
الدرر التي
|
|
كانت به عنق
الأفاضل تتحف
|
تسقى ترابك
بعد صوب دموعنا
|
|
من صيب الغفران
سحب وكف
|
وجزيت يوسف
من بقية أحمد
|
|
أجرا لك
الجنات منه تزلف
|
وحللت من
فردوسها بمقامة
|
|
يزهو عليها
العبقري ورفرف
|
مذ غبت عن
عين الأنام فكلنا
|
|
يعقوب حزن
غاب عنه يوسف
|
فقضيت واحد
ذا الزمان فارخوا
|
|
(قرحت قلب الدين بعدك يوسف)
|
وفي أنوار
البدرين ان بعض الأدباء الشعراء ارخ وفاته بقوله :
(بكاء يوسف
تأويل الأحاديث)
وقال العلامة
البروجردي في نخبة المقال :
ويوسف بن
أحمد البحراني
|
|
شيخ جليل
قدوة الأعيان
|
له حدائق قد
استوفى الخبر
|
|
وبعد (عد)
قبضه (لنا ظهر)
|
٧٤ ١١٨٦
أسره المؤلف (آل عصفور)
إن أسره شيخنا (المؤلف)
أسره علمية جليلة نبغ فيها رجال كثيرون ، يعدون من اعلام الطائفة وأعيان الأمة ،
خدموا الحق والعلم والمذهب والدين ، توجد تراجمهم مبثوثة في معاجم التراجم ، والذي
أحصى الكثير منهم وترجم لهم هو الشيخ علي في المجلد الأول من (أنوار البدرين)
والشيخ مرزوق الشويكي في (الدرر البهية) والسيد ابن ابي شبانه في (التكملة) وشيخنا
البحاثة المحقق العلم الحجة الاميني دام بقاؤه في (شهداء الفضيلة) ص ٣٠٧ الى ٣١٨ ،
وشيخنا البحاثة الحجة العلامة الرازي في (الظليلة) وحيث ضاق بنا نطاق البحث وليس
بوسعنا التوسع في ترجمة كل منهم ـ وهم أكثر من أربعين ـ
ولا يسعنا الغض عنهم بالمرة نقتصر ، على عدهم وسرد أسمائهم والإيعاز الى
ملخص تراجمهم ، فمنهم :
١ ـ والد (المؤلف)
العلامة الحجة الشيخ احمد بن إبراهيم الدرازي البحراني قال العلامة الحائري في
منتهى المقال : «وكان من أجلاء تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي ، وكان عالما
فاضلا محققا مدققا مجتهدا صرفا» وقال تلميذه الشيخ عبد الله ابن صالح السماهيجي «وهذا
الشيخ ماهر في أكثر العلوم العقلية والرياضية ، وهو فقيه محدث مجتهد ، له شأن كبير
في بلادنا واعتبار عظيم» ولد عام ١٠٨٤ ، وتعلم الآليات من الشيخ احمد بن إبراهيم
المقابي ، ثم قرأ على الشيخ محمد بن يوسف البحراني ثم تخرج على العلامة المحقق
الشيخ سليمان الماحوزي الشهير وكان من أجل تلامذته كما مر. وقال في الدرر البهية :
«كان فاضلا محققا مجتهدا صرفا لا يمل من بحث ، وقد صنف فأكثر» له كتب ورسائل عديدة
، منها :
١ ـ رسالة في
بيان حياة الأموات بعد الموت ـ ٢ ـ رسالة في الجوهر والعرض ـ ٣ ـ رسالة في الجزء
الذي لا يتجزأ ـ ٤ ـ رسالة في الأوزان ـ ٥ ـ الرسالة الاستثنائية في الإقرار ـ ٦ ـ
رسالة في ثبوت الولاية على البكر البالغة الرشيدة ـ ٧ ـ رسالة في القرعة ـ ٨ ـ رسالة
في التقية ـ ٩ ـ رسالة في شرح عبارة اللمعة في مبحث الزوال ـ ١٠ ـ رسالة في مهر
الزوجة عند موت الزوج قبل الدخول ـ ١١ ـ رسالة في هدم الطلقة أو الطلقتين بتحليل
المحلل وعدمه ، الى آخر ما هو معدود في اللؤلؤة وغيرها يقرب من ثلاثين مؤلفا. زار
النجف الأشرف عام ١١٢٥ والتقى بعلمائها. يروي بالإجازة عن شيخه الشيخ سليمان
الماحوزي تأريخها ١١١٩.
توفي رحمهالله في القطيف ضحوة اليوم الثاني والعشرين من صفر ١١٣١.
ترجم له سيدنا
الأمين في أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٦٠ ، ويشترك مع ولده (المؤلف) في جميع مصادر
الترجمة.
ولشيخنا المؤلف
ولدان ، أحدهما :
٢ ـ الشيخ حسن
، عالم فاضل ، بل ذكره بعضهم في عداد تلامذة والده ، وجاء ذكره في (لباب الألقاب)
وترجم له سيدنا الأمين في أعيان الشيعة ، وشيخنا الرازي في أعلامها ، فقال في
الكواكب المنتثرة : «رأيت بخطه حاشية المدارك تأليف الوحيد ، ومما كتب عليه : كتبه
بنفسه لنفسه ، جعل الله يومه خيرا من أمسه ، وقرأه على مصنفه الأستاذ ، وهو صريح
في أنه من تلامذة الوحيد ، ولعله تلمذ على والده ايضا ، وكأنه توفي عام ١١٩٧»
وثانيهما :
٣ ـ الشيخ محمد
، قال المؤلف في الكشكول : «كتاب كتبته لابني محمد». ترجم له الشويكي في (الدرر
البهية) قال : «عالم فاضل محقق فقيه ، اسمه الشيخ محمد وكان للشيخ محمد ابنان
فاضلان عالمان قد اجتمعت بهما في حدود السنة الرابعة عشرة بعد المائتين والألف :
أحدهما ـ الشيخ موسى ، والآخر ـ الشيخ عبد علي ، مسكنهما مع والدهما في العجم في (فسا)».
ولشيخنا المؤلف
خمسة إخوة : الشيخ عبد الله ، والشيخ عبد النبي ، والشيخ علي والشيخ عبد علي ،
والشيخ محمد. أما الثلاثة الأول فلم يعقبوا ، واما أخوه الرابع :
٤ ـ الشيخ عبد
علي ، فهو شريك المؤلف في الدراسة والقراءة والرواية عن المشايخ ، قال في الدرر
البهية : «شيخنا الأعظم الأعلم البهي الشيخ عبد علي ، كان عالما فاضلا محققا مدققا»
وهو من أفاضل تلمذة الشيخ محمد المقابي البحراني. له مؤلفات منها : كتاب احياء
علوم الدين في الفقه. ولد عام ١١١٦ وتوفي في كربلاء في رجب ١١٧٧ وأعقب ولدين :
أحدهما ـ الشيخ احمد ، وترجم له أصحاب التراجم وأثنوا عليه ، والثاني :
٥ ـ الشيخ خلف
ابن أخي المؤلف وتلميذه المتخرج عليه والراوي عنه وأحد قرتي العينين المجازين ب (لؤلؤة
البحرين) ترجم له الشويكي في (الدرر البهية) وقال عنه
«العالم الفاضل المحقق المدقق غائص بحار الاخبار ، سكن القطيف ثم الدورق ثم
المحمرة وتوفي بالبصرة عام ١٢٠٨ ودفن بالنجف الأشرف ، وقال شيخنا العلامة الرازي
في (الكرام البررة) : له مجموعة رسائل كانت عند شيخنا العلامة النوري ، تدل على
غزارة علمه وفضله. وترجم له شيخنا الحجة الاميني في شهداء الفضيلة فقال : «انه من
أعيان علماء الطائفة. وفضلائها المحققين ، له حواش كثيرة على المجلد الرابع من
بحار شيخنا المجلسي» وللشيخ خلف هذا أولاد ثلاثة : الشيخ يوسف والشيخ احمد والشيخ
محمد ، وتوفي الأخير عام ١٢٠٧ وأعقب ولده الشيخ حسن ، ترجم لهم في (الدرر البهية)
ووصفهم بالعلم والفضل : وقال «عاصرناهم واستفدنا منهم».
وأما أخو
المؤلف الخامس وهو :
٦ ـ الشيخ محمد
، عالم فاضل ، ولد سنة ١١١٢ ، ونشأ بالبحرين وتخرج بها ، يروي عن الشيخ حسين
الماحوزي ، ويروى عنه ولداه : الشيخ احمد والشيخ حسين وله مراث في الإمام السبط
الشهيد ، وله كتاب (مرآة الأخبار في أحكام الاسفار) ولشيخنا المؤلف قصيدة يمدحه
بها. وللشيخ محمد هذا أبناء أربعة : الشيخ عبد الله ، توفي سنة ١٢٠٨. والثاني :
٧ ـ ابن أخي
المؤلف الشيخ علي ، وكان متكلما فاضلا شاعرا ماهرا. وأعقب الشيخ علي نجله العالم
الفاضل الشيخ محمد ، تولى إمامة الجمعة والجماعة والقضاء في (الشاخورة) له مؤلفات
: منها ـ كتاب في الأصول الخمسة ورسالة في وجوب الجمعة.
والثالث من
أبناء الشيخ محمد :
٨ ـ ابن أخي
المؤلف الشيخ احمد ، قال في الدرر : «عالم فاضل فقيه محقق مدقق» وقال شيخنا
العلامة الحجة الرازي : «انه من كبار علماء عصره ، وكان مفتي البلاد وقاضيها. يروي
عنه الشيخ أحمد الأحسائي» وهو يروي عن أبيه وعن شيخيه
وعميه : شيخنا (المؤلف) والشيخ عبد علي. وله مؤلفات وقصائد ، وذكره العلامة
الكلباسي في مبحث حجية الأخبار من (إشاراته) وترجم له سيدنا الصدر في (التكملة)
وللشيخ احمد هذا خلف واحد وهو :
٩ ـ الشيخ محمد
، قال في الدرر : «كان عالما عاملا متكلما ماهرا خطيبا مفوها ، له كتب» وخلف ابن
عمه الذي مر ذكره في إمامة الشاخورة وزعامتها وقضائها.
والرابع من
انجال الشيخ محمد :
١٠ ـ الشيخ
حسين ابن أخي المؤلف ، وتلميذه المتخرج عليه والراوي عنه والثاني من قرتي العينين
المجازين بالإجازة الكبيرة المبسوطة (لؤلؤة البحرين) ومتمم كتاب شيخه وعمه (الحدائق
الناضرة) ترجم له تلميذه الشويكي في الدرر البهية فقال :
«هذا الشيخ أجل
من أن يذكر ، وفضله وشرفه أعظم من أن يشهر ، قد انتهت إليه رئاسة الإمامية حيث لم
تسمع الآذان ولم تبصر الأعيان مماثلا له في عصره. قد بلغ النهاية وجاز الغاية ،
كان محققا مدققا مصنفا ماهرا ورعا زاهدا أديبا. وقال في أنوار البدين : «كان من
العلماء الربانيين ، والفضلاء المتتبعين ، والحفاظ الماهرين ، وأجله متأخري
المتأخرين وأساطين المذهب والدين ، بل عده بعض العلماء الكبار من المجددين للمذهب
على رأس الألف والمائتين كان يضرب به المثل في قوة الحافظة ، ملازما للتدريس
والتصنيف والمطالعة والتأليف ، وبالجملة فهو من أكابر علماء عصره وأساطين فضلاء
دهره علما وعملا وتقوى ونبلا ، ونادي بحثه مملوء من العلماء الكبار».
ترجم له شيخ
اعلام الشيعة في الكرام البررة ج ١ من ص ٤٢٧ الى ٤٢٩ فقال دام ظله : «كان من كبار
علماء عصره ومشاهيرهم ، زعيم الفرقة ، وشيخها المتقدم ، وعلامتها الجليل ، وكان من
المصنفين المكثرين المتبحرين في الفقه والأصول والحديث وغيرها».
ولد عام ١١٤٧ ،
وتخرج على عمه شيخنا المؤلف فكان قرة عينه ، وكتب له اجازتين
صغيرة وكبيرة مبسوطة وهي (لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتى العينين) واوصى
اليه بكتبه ، ولذلك تصدى لتتميم (الحدائق) وسماه (عيون الحقائق الناظرة في تتميم
الحدائق الناضرة) وقد طبع في النجف الأشرف عام ١٣٤٢ ، وله زهاء بضع وثلاثين تأليفا
، عدها له مترجموه وعد بعضها في بعض إجازاته : منها ـ النفحة القدسية ، ومنها ـ الفرحة
الإنسية (مطبوعتان) وله مفاتيح الغيب والتبيان في تفسير القرآن ، والأنوار اللوامع
في شرح مفاتيح الشرائع للفيض الكاشاني في عدة مجلدات ولخصه بعض تلامذته ، وغير ذلك
من الكتب والرسائل في مختلف العلوم ، وله ديوان في رثاء الحسين (عليهالسلام) ومنظومتان في الفقه وأصول العقائد ، ومنظومة أخرى في
النحو.
ويروى أيضا عن
أبيه الشيخ محمد وعن عمه وابي زوجته الشيخ عبد علي ، ويروى عنه جماعة : منهم ـ الشيخ
عبد المحسن اللويمي ، والشيخ على ابن الشيخ عبد الله الجد حفصي ، والشيخ محمد بن
خلف السري ، والشيخ مرزوق الشويكي الخطي. وغيرهم.
ضربه ملعون من
أعداء الدين بحربة في ظهر قدمه ، فمات شهيدا ليلة الأحد الحادي والعشرين من شهر
شوال سنة ١٢١٦ ، وتاريخ شهادته :
(طود الشريعة
قد وهى وتهدما)
وللاديب الشاعر
الشهير الحاج هاشم الكعبي قصيدتان طويلتان في رثائه طبعتا في آخر الكشكول لشيخنا
المؤلف.
وله أولاد سبعة
: الأول ـ العالم الفاضل الشيخ محمد. ولد سنة ١١٦٩ ، وتوفي سنة ١٢١٦ بعد أبيه
بقليل. والثاني ـ الشيخ عبد الرضا. ولد عام ١١٨٥. والثالث ـ الشيخ علي ، قال في
الدرر : «كان عالما فاضلا متكلما مات في رجب ١٢٠٨». والرابع :
١١ ـ الشيخ حسن
وهو من الاعلام الأفاضل ، ولد سنة ١١٨٢ ، هاجر بعد أبيه إلى شيراز ثم بعد عام ١٢٤٠
الى ابوشهر ، فكان عالمها وامامها وتولى القضاء والإفتاء والتدريس فكان زعيمها
الروحي له مكانته السامية وله تآليف : منها ـ رسالة عملية ، وشرح
منظومة والده في أصول العقائد ، وتوفي بها عام ١٢٦١. والخامس :
١٢ ـ الشيخ عبد
الله. وهو من العلماء الأفاضل ، خلف أباه في زعامة البحرين الروحية والقيام
بالوظائف الشرعية ، وأعقب ولده الشيخ سليمان ، وهو من اعلام هذه الأسرة ، هاجر الى
شيراز ، له مؤلفات ومنظومة في الكلام وشرحها. والسادس :
١٣ ـ الشيخ عبد
علي ، قال في الدرر البهية : كان عالما فاضلا محققا متكلما مجتهدا ، توفي بالبحرين
في حياة والده في ذي القعدة عام ١٢٠٨ ، وخلف نجله العالم الفاضل الصالح الشيخ خلف.
وتاريخ ولادته (لا شك فيه لأبيه خلف ١١٩٤) وكان عالم ابوشهر وامامها في الجمعة
والجماعة ، له مؤلفات كثيرة. وأعقب ولده الشيخ عبد علي فخلف أباه الشيخ خلف في
زعامة ابوشهر وتولى الإمامة والقضاء ، وله كتب كثيرة : منها ـ لئالئ الأفكار في
الأصولين مطبوع ، توفي سنة ١٣٠٣. وعمر أكثر من ثمانين سنة والسابع من أولاد الشيخ
حسين :
١٤ ـ الشيخ
احمد ، وله ولدان : أحدهما ـ الشيخ حسين عالم فاضل واديب شاعر له قصائد في مراثي
الامام السبط الشهيد ، والثاني ـ الشيخ محمد ، وكان زعيما دينيا في ابوشهر وتوفي
بها سنة ١٢٦٣ وأعقب ابنه الشيخ احمد ، تلمذ على الشيخ محمد طاهر الحويزي وخلف أباه
في زعامة ابوشهر وتوفي سنة ١٣١٥. ترجم له ولأبيه شيخنا الرازي في نقباء البشر ج ١
ص ١١٨. وأعقب الشيخ احمد ولدين : أولهما ـ الشيخ محمد ، والثاني ـ الشيخ خلف ،
وخلف أباه وجده في زعامة ابوشهر ولد سنة ١٢٨٥ ، وتلمذ على المحقق الخراساني صاحب
الكفاية. له كتاب (الأنوار الجعفرية) وهو من مشايخ اجازة العلامة الحجة السيد شهاب
الدين المرعشي ، توفي سنة ١٣٥٣ ، ترجم له في (نقباء البشر).
والحمد لله
أولا وآخرا. والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وآله الأوصياء ليلة الثامن عشر من
شهر رجب ١٣٧٧.
|