تراثنا

العددان الثاني والثالث

السنة الثانية

الفهرس

نظرات سريعة في فن التحقيق (٦) .........................................  أسد مولوي ٧

ما تبقى من مخطوطات نهج البلاغة .......................  السيد عبد العزيز الطباطبائي ١٣

اللذة والألم من وجهة نظر ابن سينا الفلسفية والعرفانية....... الشيخ محمد تقي الجعفري ٣٧

باب «من لم يرو عن الأئمة عليهم السلام» في رجال الشيخ الطوسي السيد محمد رضا الحسيني ٤٥

دليل المخطوطات (٤)

مكتبة العلامة الطباطبائي................................ السيد أحمد الحسيني الصفحة ١٥٠

معجم الرموز والإشارات (٢)............................ الشيخ محمد رضا المامقاني ١٦٤

من التراث الأدبي المنسي في الأحساء

الشاعر الشيخ محمد بن علي البغلي............................... الشيخ جعفر الهلالي ٢٢٠


ربيع الثاني / رمضان

١٤٠٧ هـ. ق.

التحقيق في نفي التحريف (٢).................................. السيد علي الميلاني ٢٣٢

ماينبغي نشره من التراث (٤)....................................................... ٢٦٦

تفسير ابن فارس (١).................................. الدكتور هادي حسن حمودي ٢٦٨

وثائق تاريخية

وصيّة العلّامة الحلّي لولده فخر المحقّقين.............................................. ٣٢٨

من ذخائر التراث

رسالة عدم مضايقة الفوائت ـ ابن طاووس............ السيد محمد علي الطباطبائي المراغي ٣٣١

مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهيد......................... الشيخ عبّاس الحسّون ٣٦٠

من أنباء التراث.................................................................... ٣٨٦





نظرات سريعة في فن التحقيق

(٦)

أسد مولوي

تقويم النص

بعد أن انتهى المحقق من اختيار الكتاب وجمع نسخه ـ وهي الآن غالبا مصورات ـ وفحصها وعين منها لعمله ما عين ، عليه أن يختار نسخة منها فيقرأها قراءة دقيقة فاحصة ليتمرس بأسلوب المؤلف ويطلع على خصائص كتابته.

ثم تبدأ مرحلة من أدق مراحل التحقيق وأشدها تعبا ، وهي مرحلة نسخ الكتاب بخط يده. وقد شاع ـ في هذه الأواخر ـ كتابة النسخة بواسطة الآلة الكاتبة ، وهي طريقة فيها من المحاذير ما لا نطيل بذكره ... اللهم إلا أن يكون الكاتب بالآلة محققا ضابطا عارفا وقادرا يطمأن إلى عمله.

يختار المحقق أسلم النسخ التي جمعها فينسخها بيده بخط واضح متباعد ما بين السطور فصيح الحروف بحيث يستطيع أن يدخل كلمة في السطر إن احتاج إلى إدخالها في مرحلة المقابلة.

وعند انتهاء النسخ يكون المحقق قد ازداد خبرة بكتابه ومراسا بخطه واطلاعا على مطالبه.

ثم تقابل هذه النسخة على أصلها الذي انتسخت عنه ليستدرك ما فوته سهو النظر أو سهو الفكر.

ثم تقابل النسخ المخطوطة الأخرى ـ واحدة بعد واحدة ـ على هذه النسخة الجديدة ، ويسجل المحقق ما يجده من الفروق بين النسخ في الهوامش.


والأولى أن تكون المقابلة بيد اثنين ، يقرأ القارئ في النسخة المخطوطة وينظر المقابل في النسخة المنسوخة.

ثم يبدأ المحقق بالتدقيق والتنقير في نسخته ـ مع الرجوع إلى النسخ المخطوطة أحيانا ـ فيخرج ما يحتاج إلى تخريج من حديث أو قول أو شعر ، ويصحح ما تصحف على النساخ ، ويعلق التعليقات التي توضح غامض الكتاب أو تفسر مشكله أو ... بل يشمل بتعليقه كل ما يزيد الكتاب وضوحا أو تقوية لمطالبه ، أو مناقشة لبعض ما يرد فيه مما جاء العلم فيه بجديد.

هذه النسخة هي مسودة المحقق التي يحتاجها إلى التبييض والترتيب ليدفع بها إلى المطبعة.

وفي عملية التبييض يجب أن يكون المحقق دقيقا في النسخ واضح الخط فصيحه مرتب الكتابة. وفي هذا الدور يكون تقطيع النص إلى فقرات ، وفيه توضع علامات الترقيم الحديثة من فاصلة وعلامة تعجب و... وفيه ـ أيضا ـ يرتب الهامش مناسبا للمتن. وينبغي أن تلاحظ دقة الأرقام (الحسابية) التي تربط المتن بالهامش.

ومن علامات الترقيم التي شاعت وذاعت :

١ ـ النقطة (.) توضع بعد انتهاء الكلام.

٢ ـ الفاصلة (،) توضع لتقسيم الجمل ، وبعد كل سجعة من الكلام المسجوع.

٣ ـ النقطتان المتعامدتان (:) توضعان بعد القول ، مثل :

قال فلان :

أما إذا تكرر القول مثل :

قال محمد ، قال علي :

فتوضعان بعد (قال) الثانية ، ويكتفى بالفاصلة بعد (قال) الأولى.

وتوضعان أيضا بعد التقسيم ، مثل :

الكلام : اسم وفعل وحرف.

وتوضعان بعد التمثيل ، مثل :

المبتدأ والخبر مثل : الإسلام منتصر.

وتوضعان كذلك بعد الشرح والتفصيل ، مثل :


المبتدأ والخبر : إسمان مرفوعان ...

٤ ـ علامة التعجب (!) توضع بعد جمل التعجب.

٥ ـ علامة الاستفهام (؟) توضع بعد جمل الاستفهام.

٦ ـ علامة الانكار (؟!).

٧ ـ الشرطتان الأفقيتان (ـ ـ) توضعان لحصر الجمل المعترضة.

٨ ـ كلمة (كذا) أو علامة الاستفهام ، توضع إحداهما إشارة إلى ما استبهم على المحقق وقد أثبته كما هو في المخطوط.

٩ ـ النقاط الثلاث الأفقية (...) توضع محل البياض في المخطوط أو مكان ما حذفه المحقق.

١٠ ـ النجمة (*) توضع مساعدة لأرقام الهوامش.

١١ ـ الخط المائل (/) يوضع في متن الكتاب قبل أول كلمة من كل صفحة من المخطوط ، ويوضع الرقم يمين الصفحة المطبوعة.

ويستعمل ـ أيضا ـ للفصل بين رقم جزء وصفحة المصدر في الهامش.

١٢ ـ حرف الواو (و) ويوضع بعد رقم صفحة المخطوط ، مثل : ٣٢ و ، يعني وجه الورقة ٣٢.

١٣ ـ حرف الظاء (ظ) يوضع بعد رقم صفحة المخطوط ، مثل : ٣٢ ظ ، يعني ظهور الورقة ٣٢.

١٤ ـ العضادتان [ ] تستعملان لما يزيده المحقق من عنده لاقتضاء السياق أو تصحيح النص ، أو لما يضيفه المحقق من المصدر ، ولا بد في الإضافة أن تكون نافعة وإلا لم تصح.

١٥ ـ القوسان المزهرتان ( ) تستعملان لحصر الآيات القرآنية الكريمة.

١٦ ـ القوسان العاديتان ( ) تستعملان لحصر الأحاديث النبوية الشريفة.

١٧ ـ القوسان المضاعفتان الصغيرتان « » تستعملان لحصر النصوص المنقولة عن كتب أخرى ، أو أسماء الكتب ، أو أسماء الأعلام ..

والشكلان الأخيران من الأقواس لم يستقر بهما الأمر على قرار ، فالمحقق مخير في استعمالهما.


وللمحقق أن يصطلح من هذه المكملات المحسنات ـ أعني الأقواس والنجوم ـ على ما يزيد عمله وضوحا وييسر لقارئ كتابه سبل الدلالة ، شرط أن يذكر في مقدمة التحقيق ما اصطلح عليه.

صنع الفهارس

حين ينتهي المحقق من كتابة مبيضة الكتاب التي يطمئن إليها ، ويعتمد على ما دونه فيها ، ويرى أنه محاسب على عمله فيها ... يدفعها إلى المطبعة التي اختارها نظيفة الخط محمودة العمل ، ويختار لكتابه الأحجام المناسبة من الحروف والعلامات.

وأرى أن لا يكل مقابلة كراريس المطبعة مع مبيضته إلى غيره ، وإن أعانه عارف بالفن فبها ونعمت.

فإذا تم عمل المطبعة في هذا القسم من الكتاب ـ وهو القسم الأعظم والمقصود الأصلي منه ـ اشتغل المحقق بصنع فهارس الكتاب.

والفهرسة ضرورة لازمة ، لأن الكتاب بدونها خزانة مقفلة يعسر على القارئ والباحث استخراج ما يحتاجه منه.

وأرى أن الكتب التي هي فهارس في واقعها كمعاجم اللغة ، محتاجة إلى فهارس كثيرة.

فقد صنع محققا (الفائق في غريب الحديث) للزمخشري ، وهما الأستاذان محمد أبو الفضل إبراهيم ، وعلي محمد البجاوي ... صنعا (فهرس الألفاظ اللغوية مرتبة على حروف الهجاء) (١) فذكرا المواد الغوية مرتبة على حروفها الأولى ، وذكرا ضمن المواد الألفاظ اللغوية التي فسرت في هذا المعجم وأرقام صفحات أماكنها ، فأحسنا بذلك صنعا ويسرا على الباحثين ووفرا عليهم كثيرا من الوقت.

فلو صنع محققوا المعجمات العربية فهارس مثل هذا الفهرس لكل معجم لأفادت فائدة عظيمة النفع في البحوث الإحصائية لألفاظ اللغة العربية الجليلة وفي غيرها من

__________________

(١) هو الفهرس الثامن من الفهارس التي صنعاها ، أنظره في ج

٤ / ٢٤١ ـ ٣٤٥ من طبعتهما للفائق.


البحوث اللغوية ، فضلا عن تقريب اللفظ المبحوث عنه إلى القارئ وجعله منه على طرف الثمام.

وصنعا أيضا ـ وهو من جميل ما صنعا ـ فهرسا للموضوعات استخرجا عناوينه بدقة ، ففتحا بذلك خزانة من خزائن الكتاب للباحثين.

وهذا محقق (النهاية في غريب الحديث والأثر) لابن الأثير ، صنع له فهارس كثيرة ، أسردها عليك كما ذكرها هو في ج ٥ / ٣٠٧ وهي :

١ ـ فهرس الآيات القرآنية الكريمة.

٢ ـ فهرس الأشعار.

٣ ـ فهرس أنصاف الأبيات.

٤ ـ فهرس الأرجاز.

٥ ـ فهرس الأمثال.

٦ ـ فهرس الأيام والوقائع والحروب.

٧ ـ فهرس الخيل وأدوات الحرب.

٨ ـ فهرس الأصنام.

٩ ـ فهرس الأعلام.

١٠ ـ فهرس الأمم والفرق والطوائف.

١١ ـ فهرس الأماكن.

١٢ ـ فهرس الكتب التي ذكرت في متن الكتاب.

١٣ ـ فهرس مراجع التحقيق.

وقد طال الكلام في الفهارس ، وهو بحث يستأهل أكثر من هذه السطور ، وله مضطرب واسع في غير هذه النظرات السريعة إنشاء الله تعالى. ولكني وكلت الأمر إليك ـ أخي المحقق ـ فانظر في الفهارس التي أجاد صنعها المحققون تنفتح لك أبواب واسعة وتظهر لك فهارس جديدة إن أنت أعملت فكرك مجتهدا ، والتقليد ـ كما تعلم ـ سنة العاجزين.


كتابة مقدمة التحقيق

انتهى عمل المحقق في صلب الكتاب ، وقد صفا الوقت لكتابة مقدمته ، والمحقق خلال عمله اطلع على خفايا الكتاب ، وقتل مخطوطاته درسا ، وعرف مؤلفه معرفة وافية ، فما عليه الآن ـ وقد تجمعت له مادة كافية ـ إلا أن يعمل قلمه في كتابة المقدمة.

وقد جرت العادة أن تبدأ المقدمة بترجمة مؤلف الكتاب ، ودرجته العلمية ، وأقوال العلماء فيه ، وذكر المصادر التي ترجمت له.

ثم الحديث عن الكتاب وفائدته للأمة وأهمية إحيائه ، وعن الكتب التي تشبهه في موضوعه ومكانه بينها.

ثم وصف مخطوطاته وصفا دقيقا ، والدلالة على أماكنها من مكتبات الدنيا ، ويجب أن يرفق المحقق بهذا الوصف نماذج مصورة من أوائل المخطوطات وأواسطها وأواخرها.

ثم يذكر المحقق عمله في الكتاب ليكون القارئ على بينة من أمره فيطمئن إلى الكتاب ويقتنيه ذخيرة ثقافية نافعة ، إنشاء الله تعالى.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


ما تبقى من مخطوطات نهج البلاغة (*)

(٢)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

(٨٧)

مخطوطة القرن ٦

قطعة من نهج البلاغة ، كتبت في القرن السادس بخط نسخي خشن جميل مشكول ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف.

تبدأ من قوله عليهم‌السلام : (يحتج بها عليك يوم القيامة أحد ، وإن رآك الله عند معصيته ...).

وتنتهي بقوله عليه‌السلام : (يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون ...).

مقابلة مصححة عليها آثار التصحيح.

وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٣٣٤١.

(٨٨)

مخطوطة القرن السابع

عليها تملك ٦٨٦ ، ففيها : (هذا الكتاب صار ملكا خالصا بحكم الشراء للداعي ... مسعود بن شرف بن محمد ، المدعو بنجم الحاجتي (الحاجبي) ، في اليوم

__________________

(*) سبق نشر القسم الأول من هذا البحث في نشرة (تراثنا) ، العدد الخامس ، ص ٢٥ ـ ١٠٢ ، تحت عنوان (المتبقى من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجري).


التاسع عشر من ذي الحجة سنة ست وثمانين وستمائة).

وعليها أيضا : (اشتراه الإمام ... بن مسعود المدعو بنجم الحاجتي المذكور في هذا الكتاب ... المسمى تاج الأئمة سراج الأمة بن مجد الدين ، سنة تسعين وستمائة).

وعليها أيضا أنها قوبلت بنسخة صحيحة معتمدة بقدر الإمكان [وفرغ منها] ليلة التاسع من شهر رجب سنة ٧٣٥ ، بيد حسن الشبلي.

وعلى هوامشها تعليقات ، وهي في ٢٤٠ ورقة ، في مكتبة كوپرلي في إسلامبول ، برقم ١٤٠٧ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ١٢٢.

(٨٩)

مخطوطة القرنين ٧ و ٨

كتبت بخط نسخي جميل مشكول ، ومن بدايتها أوراق ست حديثة الخط ، وفي آخرها تملك الحسن الطبري في سنة ٧١٥ هكذا :

(خط بهذه القطة الراجي إلى رحمة ربه اللطيف الحسن الطبري ،

سطره في أوائل ذو القعدة سنة خمس عشرة وسبعمئة).

وهي من مخطوطات مكتبة مؤسسة الثورة الإسلامية (بنياد انقلاب إسلامي) ، في طهران.

(٩٠)

مخطوطة سنة ٧٠٧

بخط نسخي جيد جميل مشكول ، والعناوين مكتوبة بخط الثلث الخشن ، بعضها بالذهب وبعضها باللازورد وصفحاتها مؤطرة باللازورد وماء الذهب ، جاء في نهايتها :

(وقد فرغ من تحريره في تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وهي [كذا] وسبعمائة هجرية هلالية مصطفوية).


ولا يزال الريب يخالجني في أمرها ولولا التاريخ لقدرتها من مخطوطات أوائل القرن العاشر ولعل التاريخ للمنتسخ منه ، وهذه المخطوطة الفرع بقيت دون تاريخ.

وهي مقابلة مصححة ، عليها بلاغات وتصحيحات ، جاء في آخرها : بلغ هذا الكتاب ... مقابلة من أوله إلى آخره ... جمادى الثانية سنة ١٠٦٧ ... محمد مؤمن بن إسماعيل.

وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٤٤٦٠ ، ذكرت في فهرسها ١٢ / ٤٨.

(٩١)

مخطوطة سنة ٧٠٨

بخط نسخي جيد خشن جميل مشكول ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف أو بخط الثلث الخشن ، وعلى نصفها الأول بلاغات وتصحيحات ، وفي نهاية الكتاب : (فرغ من تنميقه ... الحسن بن محمد بن أبي الحسن الآوي ، يوم الأربعاء وقت الضحى لعشر بقين من شهر ربيع الأول حجة ثمان وسبعمائة حامدا الله تعالى ومصليا على محمد وآله بساوة).

ثم بعد بهذا الخط والتاريخ كتاب (الشهاب) للقاضي القضاعي فرغ منه في ٢٢ ربيع الآخر.

والنسخة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم رقم ٤٥٥٦ ، ذكرت في فهرسها ١٢ / ١٢٩.

(٩٢)

مخطوطة سنة ٧٧١

رأيتها في مكتبة مجلس الشيوخ الإيراني (سنا) ، كتبها أبوا البركات بن أبي علي محمد بن فتحي [يحيي؟] الواعظ ، وفرغ منها في العشرين من شوال سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، بخط نسخي مشكول ، والعناوين مكتوبة بالحمرة ، والورقة الأولى


كانت ساقطة فكتبت بخط حديث ، وهي بأول المجموعة (١) رقم ٨٧٦ ، فهرس مجلس سنا ٢ / ٨١.

وعلى النسخة خط رضي الدين بن السيد هاشم البحراني وخط الشيخ أبي الحسن سليمان بن عبد الله البحراني الماحوزي بتملكه لها في شيراز سنة ١١٥٣ وعليها ختمه البيضي (ففهمناها سليمان ١٠٩٢).

(٩٣)

مخطوطة سنة ٧٧٣

كتبها الحسن بن محمد الطبري ، في رستاق (رنگ) من أعمال استرآباد ، بخط نسخي قريب من الخط الكوفي ، والعناوين بالخط الخشن ، كوفي قريب من الخط

__________________

(١) وفيها أيضا :

٢ ـ دعاء الصباح عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مع الترجمة الفارسية ـ من القرن الثامن ـ خلال السطور.

٣ ـ صحيفة الرضا عليه‌السلام ، بروايات من غير طريق الطبرسي وهي :

أخبرنا ... أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال رحمه‌الله ، قراءة عليه بأصبهان ، في داره بدار البطيخ ، في الحادي عشر من شهر رمضان سنة ٥١٩ ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عثمان سعيد بن أحمد [بن] محمد [بن] نعيم الصوفي ، المعروف بالعيار ، في جمادى الآخرة سنة ٤٥٣ ، قال : أخبرنا الشيخ الحافظ أبو الحسن علي بن يحيى بن بندار العنبري التميمي ، بإسترآباد سنة ٣٦٩ ، قال : [حدثنا] الشيخ أبو الحسن علي ابن محمد بن مهرويه القزويني ، بقزوين ، في دار أبي يعلى العلوي.

وأخبرني الشيخ أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن محمد بن سيده السكري رحمه‌الله ، قراءة عليه في الجامع العتيق بأصبهان ، قال : أخبرنا العيار.

قال أبو المظفر : وأخبرنا السيد الإمام المستعين بالله أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم بن أحمد ابن جعفر الحسني ، قدم علينا من آمل طبرستان في شهر ربيع لأول سنة إحدى وبعين [وأربعمائة] قراءة عليه فأقر به ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إبراهيم الخطيب ... (طمس بالترميم) علي بن محمد بن مهرويه.

٤ ـ أنوار العقول في أشعار وصي الرسول ، ديوان أشعار أمير المؤمنين عليه‌السلام مما جمعه قطب الدين الكيدري محمد بن الحسين لنيسابوري ، من أعلام القرن السادس ، وهو مؤلف شرح نهج البلاغة المسمى (حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق) المطبوع في حيدرآباد.

وقد كان جمع قبل ذلك شعره عليه‌السلام في المواعظ خاصة وسماه (الحديقة الأنيقة) ثم ظفر بديوان له عليه‌السلام مما جمعه السيد أبو البركات هبة الله بن محمد الحسيني فرتبها كلها في ديوان واحد وسماه (أنوار العقول في أشعار وصي الرسول).


النسخي ، والبسملة وبه نستعين في أول الكتاب بخط كوفي خشن وبالهوامش بعض التعاليق والتصحيحات ، وفي نهايتها :

(الحمد لله الذي وفقني لإتمام تعليق هذه الدرة ... وهو بحمد الله فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ... ضحوة يوم الثلاثاء السابعة [ة] من ربيع الثانية [كذا] في وقت الصلاة الظهر [كذا] في مؤرخ سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.

وكتبت هذا الكتاب من نسخة مولانا المعظم [ال] إمام الأعظم أفضل العلماء مشهور الأقاليم مولانا شمس الدين أولياء الله ... تم على يدي العبد ... حسن بن محمد الطبري ، اللهم حرم يد كاتبه على النار بمحمد وعترته الأخيار).

وفي آخرها أشعار يعقوب بن أحمد وابنه الحسن والفنجكردي ، ثم إحصائيات لما في النهج ، فذكر أن فيه ١٢٠ خطبة ، و ٦٢ كتابا ، ١٠٥ كلاما ، وستة أدعية ، واثنتي عشرة وصية ، وحلف واحد ، وعهود ثلاثة ، ٤٨٠ حكمة.

ثم كتب الخطبة الخالية من النقطة ، ثم كتاب هولاكو إلى ملوك حلب وجوابهم له.

وهذه المخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ١٧٦ ، وصفت في فهرسها ٢ / ٣٢٤.

(٩٤)

مخطوطة سنة ٧٧٣

في كلية الآداب في جامعة أصفهان ، رقم ١٢١٣ ، كتبها أبو سعد بن أبي سعيد ابن حسين بن أحمد بن منبه الطرزي الانزاني ، بخط نسخي مشكول على ورق سمرقندي ، وفرغ منها في اليوم العشرين من شعبان وكتب في نهاية النسخة (الخطبة المونقة) وهي الخالية من حرف الألف.

(٩٥)

مخطوطة سنة ٧٧٧

كتبها علي بن الفخر بن علي الموسوي الطبري ، وفرغ منها يوم السبت وقت


الضحى أوائل شعبان ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، أو بالشنجرف والزنجار معا ، وعليها تعليقات بخط قديم لعلها للكاتب وبخط ، والموارد المشكلة من المتن مشروحة بالعربية أو مترجمة بالفارسية خلال السطور.

رأيتها في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٩١٣٨.

(٩٦)

مخطوطة سنة ٧٨٥

كتبها أبو الحسن حيدر بن سعود بن علي الحسني ، بخط نسخي مشكول على نسخة كتبت على عهد المؤلف ، وفرغ منها في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الثاني ، والعناوين مكتوبة بخط خشن أو بالشنجرف ، وملء هوامشها تعاليق من القرن الثامن ، والورقة الأولى كانت ساقطة فكتبها أحد خطاطي القرن الثاني عشر بخط نسخي جميل وكتب البسملة بالذهب بخط الثلث الخشن الجميل.

رأيتها في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٢١٨٢ ، وصفت في فهرسها ٥ / ٢٠٠.

وقد كانت في أول مجموعة فيها أمالي المرتضى ، و (تنزيه الأنبياء) له ، و (كشف الغمة) للأربلي ، و (كشف الحق ونهج الصدق) للعلامة الحلي ، و (شرح القصائد السبع العلويات) لابن أبي الحديد ، كلها في هذا التاريخ ثم جزئت في المكتبة وأفرد كل منها ، وعنها فيلم في المكتبة نفسها.

(٩٧)

مخطوطة سنة ٧٩١

كتبها علي بن حسين بن محمد العامري بخط نسخي ، وهي في مكتبة البرلمان الإيراني السابق ، رقم ٧٩٤٣.


(٩٨)

مخطوطة سنة ٧٩٥

كتبها عبد الله بن الحسين ، وفرغ منها في اليوم السادس والعشرين من شوال ، وهي في مكتبة سپهسالار ، برقم ٧٠٤٨ ، ذكرت في فهرسها ٥ / ٧٣٨.

(٩٩)

مخطوطة القرن ٨

في مكتبة السلطان أحمد الثالث في طوپقپوسراي في إسلامبول ، رقم ٢٣٧٤. A ، صورها معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة ، فهرس مصورات معهد المخطوطات لفؤاد سيد ١ / ٥٤٣.

(١٠٠)

مخطوطة القرن ٨

بخط نسخي جميل مشكول ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والورقتان الأوليان حديثتان ، ولعل قسما منها كتب في القرن التاسع ـ مع التحفظ البالغ على التشابه الكامل ـ وربما كان بادئ الرأي خاطئا والمجموع خظ واحد ، والأوراق مجدولة بالذهب وبهوامشها حواش كثيرة بخط كاتب النسخة بخط نسخي ناعم ، كما أن عليها تصحيحات كثيرة وبلاغات عديدة ، هي مقروءة على عدة من الأعلام بخطوط متغايرة.

فبعضها : بلغت قراءة أيده الله ، وهي بخط قديم وتوجد إلى آخر المخطوطة ، وبعضها : بلغت قراءة أيده الله وحفظه ، والظاهر أن هذا خط آخر ، وبعضها : بلغت مباحثة ، بعضها : بلغ سعدا وسمع صدرا ، وكتب فوقها بخط آخر : بلغ قبالا ، وفي بعضها : بلغ سعدا بكاشان بلغ بكاشان ، بلغت مسعوده وله الحمد ، وفوقها : بلغ ، وفي بعضها : بلغ [س] عيدا لله الحمد ، وفي موضع : بلغ بكاشان يوم السبت سلخ ربيع الآخر ٩٧٣ ، منها : في خطاب بعض أصحابه : (وقد بلغتم من كرامة الله) مجزأ إلى


جزءين ، الثاني : من خطبة له عليه‌السلام في الملاحم : (فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرا).

(١٠١)

مخطوطة القرن ٨

وهي الجزء الثاني منه تبدأ بخطبة همام ، والنسخة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء باليمن ، رقم ١٩٢٤ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٢٤.

(١٠٢)

مخطوطة القرن ٨

في مكتبة خدابخش ، في پتنه بالهند ، رقم ١٨٥٣ ، والباب الثالث من الكتاب مكتوب في القرن الحادي عشر.

فهرسها المسمى مفتاح الكنوز الخفية ١ / ٢٠٨.

(١٠٣)

مخطوطة القرن ٨

في جامعة پرنستون ، في الولايات المتحدة ، من مخطوطات گارت ، رقم ٣٢٨ ، بخط نسخي ، في ١٨٤ ورقة.

فهرست كتب گارت في پرنستون ص ٩٦.

(١٠٤)

مخطوطة القرن ٨

بخط نسخي مشكول ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، ناقصة الطرفين ، في مكتبة مدرسة سليمان خان في مشهد.

فهرست چهار كتابخانه مشهد ص ٢٣.


(١٠٥)

مخطوطة القرنين ٨ و ٩

نسخة يمنية أو تركية ضمن مجموعة كتبت في القرن ٨ و ٩ ، بخط نسخي جميل ، والعناوين مكتوبة بخط ثلثي خشن إما بالحبر الأسود أو بالحمرة أو بالزنجار.

وفيها في نهاية الباب الثاني : زيادة كتبت على عهد المصنف.

وجعل نهج البلاغة في هذه المخطوطة نصفين ، النصف الأول ينتهي إلى قوله عليه‌السلام : (أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، ولأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض ... وترهب بأحلام قومها).

(تم النصف الأول من كتاب نهج البلاغة) كتبت بخط ثلث خشن بالحمرة ، ثم في الورقة الأخرى طرة منقوشة مكتوب فيها بالأبيض (سفيد آب) : (النصف الثاني من نهج البلاغة).

وهذه نسخة فريدة من حيث جعل الكاتب فيها فواصل الجمل دائرة منقوشة ذهبية تحوطها دوائر صغار ملونة كفواصل رؤوس الآي في القرآن الكريم ، وعلى الهوامش حواش كثيرة مكتوبة بالخط الفارسي ، ويدعو له سلام الله عليه بقوله : كرم الله وجه أو رضي‌الله‌عنه أو يجمع بينهما ، وقلما تجد فيه : عليه‌السلام ، وبأول المجموعة طرة مذهبة مكتوب فيها بالأبيض :

ناد عليا مظهر العجائب ،

تجده عونا لك في النوائب.

كل هم وغم سينجلي ،

بولايتك يا علي يا علي يا علي.

والورقة ٢ / أمقسمة إلى جداول مربعة مستطيلة مطلية بالذهب ، مكتوب فيها ما تحويه المجموعة ، كل كتاب في جدول ، بعض الجداول مكتوب فيها بالأبيض وبعضها بالأحمر وبعضها بالأسود.

وفي المجموعة قبل كتاب نهج البلاغة مجموعة روايات مرسلة ، في التفسير وغيرة ، عن الإمام الرضا عليه‌السلام وغيره ، سميت بالتفاسير المرتضوية ، وبأولها إسناد إلى الكتاب ، وهو إسناد الطبرسي إلى رواية صحيفة الرضا عليه‌السلام.

وبعد النهج مناجاة منسوبة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أولها : (إلهي ارحمني


إذا انقطع من الدنيا أثري).

وبعده كتاب (نثر اللآلئ) في قصار كلم أمير المؤمنين عليه‌السلام وحكمه لأبي علي الطبرسي.

وقبله شكل لوزي مستطيل مكتوب فيه اسم كاتب المجموعة ولكن الورقة مخدوشة فلم نتمكن من قراءة ما فيها سوى : (نثر اللآلئ [لأبي علي الطبرسي] ، كلب آستان علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، كلبه ميرزا ... التبريزي عفي عنه).

وبعده فوائد وأشعار في النصائح مما سماه الكاتب بالوصايا ، وبعده وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام لابنه الإمام الحسين عليه‌السلام ودائرة ذهبية مكتوب فيها بالأبيض : (كتاب وصايا أمير المؤمنين ـ حسين رضي‌الله‌عنهما).

ثم طرة مستطيلة منقشة ، فيها بخط لثلث بالذهب : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم : (الحمد لله رب ... يا بني أوصيك بتقوى الله عزوجل في الغيب والشهادة ...).

ثم بعده كتاب المعشرات على حروف التهجي ، وهي منظومات على قافية الهمزة والباء إلى آخر الحروف ، كل حروف عشرة أبيات.

آخرها : (تمت الأشعار المعشرة على ولاء حروف التهجي من كلام أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه).

ثم أشعار منوعة من كلامه عليه‌السلام.

وبأول المخطوطة ختم مدور كبير ملوكي لأحد السلاطين العثمانيين فيه : (الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهدي لولا أن هدانا الله).

ثم طغرى توقيعه نحو الذي على مخطوطات اياصوفيا.

(١٠٦)

مخطوطة القرنين ٨ و ٩

كتبت بخط نسخي مشكول ، بعض الجمل مترجمة بالفارسية ، وهي في مكتبة لغت نامه دهخدا في طهران ، رقم ٣٢.

نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٣ / ٥٩.


(١٠٧)

مخطوطة القرنين ٨ و ٩

في مكتبة العلامة الطباطبائي ، وهي مكتبة كلية الطب في شيراز.

(١٠٨)

مخطوطة القرنين ٨ و ٩

في مكتبة جامعة لوس أنجلس ، في الولايات المتحدة ، رقم ١٩١. M نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ / ٣٨١.

(١٠٩)

مخطوطة سنة ٨٠٦

رأيتها في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، وهي نسخة تامة بخط جيد ، والعناوين مكتوبة بالحمرة ، جاء في نهايتها :

(وقع الفراغ من تنميق الكتاب المسمى بنهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين ، وإمام المتقين وفارس المسلمين ، وقاتل المشركين ، وقائد غر المحجلين [كذا] ، ويعسوب الدين ، علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات ، عشية يوم الاثنين أوائل ربيع الأول ، لخمس ليال مضين منه سنة ست وثمانمائة من هجرة خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام ، في بلدة آمل. طبرستان ، على يد العبد ... علي بن عبد الله بن الأستادمي الأتراني ...).

وهي نسخة مصححة مقابلة ، عليها آثار المقابلة والتصحيح ، كما أن بهوامشها قيود وتعاليق كثرة.


(١١٠)

مخطوطة سنة ٨١٦

جاء في آخرها : (فرغ من تحريره جميعه ... نسر بن محمد بن نسر المقري الزبيدي نسبا الشافعي مذهبا ، عامله الله بلطفه وكرمه ، وآخر شوال من سنة ستة عشر وثمانمائة هجرية).

وكانت الورقة الأولى ناقصة فتممت فيما بعد ، والعناوين بخط خشن وبعضها بالشنجرف وفيها زيادة من نسخة كتبت على عهد المصنف.

هي في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٢١٨٥ ، عنها فيلم في المكتبة نفسها.

(١١١)

مخطوطة سنة ٨١٨

رأيتها في مكتبة مسجد گوهرشاد في مشهد إمام الرضا عليه‌السلام ، رقم ١٠٤ ، جاء في نهايتها :

(تيسر الفراغ من كتابة هذا الكتاب الكريم ... ظهيرة يوم الخميس الثامن عشر من شهر جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة ... على يدي ... محمد بن علي بن الحسن الحسيني الموسوي ... وتحفة لمجلس الكيا الأعظم ، ملجأ ملاذ الأمم ، أعدل الأمراء في العالم ، مشهور جهان سيف ... (١) أدام الله علوه ، وزاد في الآفاق نموه ... بحق محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين).

وكان ينقصها عدة أوراق من أولها فأكمل فيما بعد ، وخلال السطور ترجمته بالفارسية مكتوبة بالحمرة والترجمة قديمة أيضا.

وبعد كتاب (أنوار العقول في أشعار وصي الرسول) مع الترجمة الفارسية خلال السطور بنفس الخط إلا عدة أوراق من آخرها فإنها كانت ساقطة فتممت فيما بعد ، والمخطوطة مقروءة على العلامة المحدث المجلسي رحمه‌الله ، قرأها عليه محمد مؤمن

__________________

(١) ممحى ، مكتوب مكانه : محمد علي.


الرازي سنة ١٠٩٢ ، فكتب له الانهاء والإجازة بخطه رحمه‌الله.

(١١٢)

مخطوطة سنة ٨٦٨

كتبها علي المرشدي الشكاني ، وفرغ منها في العشرين من شعبان ، وهي في مكتبة خدابخش ، في پتنه بالهند ، رقم ٢٠٥٧٤.

نوادر مخطوطات مكتبة خدابخش ، للسيد أحسن شير ، ص ٢٠٧ ، ٢٠٨.

(١١٣)

مخطوطة سنة ٨٧١

كتبها علاء بن حسين بن علي الحافظ السبزواري ، في حصن السلطان في ثمانية عشر يوما ، وفرغ منها في الرابع عشر من جمادى الآخرة.

وهي في مكتبة روضة السيدة المعصومة ـ عليها‌السلام ـ في قم ، رقم ٩٥ ، مما وقفه جمشيد خان قوللر على مقبرة الشاه عباس الصفوي في قم.

فهرست آستان قم ص ١٧٩ ، تربت پاكان ١ / ١٥٦.

(١١٤)

مخطوطة سنة ٨٧٥

رأيتها في مكتبة الأستاذ الشيخ حسن حسن زاده الآملي حفظه الله ورعاه ، في مدينة قم ، وهي مكتوبة في اليمن ، لعلها بخطوط مختلفة ، والعناوين مكتوبة بخط خشن بالأسود أو بالشنجرف أو بالزنجار ، والأوراق مجدولة بالذهب واللازوردو الزنجار.

والباب الثالث في المختار من كلمه عليه‌السلام ، مترجم إلى الفارسية ، والترجمة مكتوبة خلال السطور.

وأضاف الكاتب في أول النسخة الخطبة الخالية من النقطة ، وألحق في آخرها خطبة البيان ، وكتب في نهاية المخطوطة :

(نجز ـ بعون الله وحسن توفيقه وهو المنعم المستعان ـ تحرير تلك الخطبة الملقبة


عند أهل المعاني بكتاب [كذا] خطبة البيان ، مع تكسر ظهر في قلبي وقلمي ، وضعف بدا في البيان ، في الساعة الأولى من الجمعة الوسطى من جمادى الآخرة من شهور سنة خمس وسبعين وثمانمائة).

وبهامش الورقة الأخيرة : (بلغت مقابلته على قدر الجهد والطاقة في شهر جمادى الآخر سنة ١٠١٧. صالح بن علي خان الطالقاني).

(١١٥)

مخطوطة سنة ٨٧٥

في المتحف العراقي في بغداد ، كتبها صالح بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح الأنصاري ، وفرغ منها في السادس والعشرين من المحرم.

مصادر نهج البلاغة ١ / ١٩٥.

(١١٦)

مخطوطة سنة ٨٨٢

كتبها حمزة (جهضم) بن پير هلال بن كجهش بن هلال الحسني ، بخط نسخي خشن وبالحجم الكبير مع الترجمة الفارسية.

وهي في مكتبة الوزيري العلامة في مدينة يزد ، برقم ٥٠٢١ ، في ٣٠٨ ورقة ، وعنها مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم الفيلم ٢٤٢٤.

فهرست مكتبة الوزيري ١ / ١٥٢ ، نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٤ / ٤١٦ ، فهرست مصوراتها ١ / ٣٩٦.

(١١٧)

مخطوطة سنة ٨٨٥

كتبت بخط ممزوج من الخط الفارسي والخط الرقعي ، والبسملة في أولها ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف بخط الثلث الخشن ، ملء هوامشها تعليقات بخط


كاتب النسخة ، جاء في نهايتها :

(وقع الفراغ منه ضحى نهار السبت حادي عشر رجب المرجب من سنة خمس وثمانين وثمانمائة.

كتبه الفقير الحقير عبد الحسين بن عبد العزيز الحافظ الرازي ، غفر الله له ولوالديه وأحسن إليهما وإليه بحق محمد وسبطيه).

وهي مما وقفه فاضل خان على مدرسته التي أسسها في مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام وفي جوار روضته المقدسة.

وهي ٣٦٦ كتابا ، ثم هدمت المدرسة في عهد رضا خان لتوسيع الشارع حول الروضة المطهرة فنقلت الكتب إلى مدرسة النواب ، ثم منها إلى مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ، وهي الآن هناك برقم ١٣٨١٣.

(١١٨)

مخطوطة سنة ٨٩١

كتبها محمد بن سلطان الحافظ بخط نسخي جميل مشكول ، وكتب ترجمته الفارسية خلال السطور بالشنجرف بالخط الفارسي (نستعليق) ، وفرغ منها في شهر رمضان بادئا من البال الثاني في الكتب ومعها ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام (أنوار العقول في أشعار وصي الرسول) مع ترجمته الفارسية نثرا ، ترجمة قديمة خلال السطور بالشنجرف وبالخط الفارسي في ١٥٥ ورقة بالحجم الكبير.

وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٨٢٦ ، ذكرت في فهرسها ٣ / ٢٦.

(١١٩)

مخطوطة سنة ٨٩٢

نسخة خزائنية كتبها محمد المحلاني بخط نسخي جميل في ٤٣٢ ورقة ، بأولها لوحة جميلة ، وهي في متحف الأوقاف الإسلامية في إسلامبول ، برقم ٢٠٧٤ وعنها مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة ، رقم ٨٨١.


فهرست معهد المخطوطات ١ / ٥٤٤.

(١٢٠)

مخطوطة سنة ٨٩٧

كتبها الحسن بن أبي سعيد بن بايزيد الجامي ، وفرغ منها في ربيع الأول ، بأول مجموعة فيها :

٢ ـ الشهاب للقاضي القضاعي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر المصري الشافعي ، المتوفى سنة ٤٥٤. ٣ ـ سلوة الشيعة ، وهو ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام ، جمع الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الفنجكردي ، المتوفى سنة ٥١٢.

٤ ـ ندبة الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

وهذا المجموعة القيمة في مكتبة العلامة الزرآبادي في مدينة قزوين.

(١٢١)

مخطوطة القرن ٩

في مكتبة خدابخش ، في پتنه بالهند ، رقم ١٨٥٤ ، في ٣٢٩ ورقة ، مع الترجمة الفارسية خلال السطور.

مفتاح الكنوز الخفية ١ / ٢٠٨.

(١٢٢)

مخطوطة القرن ٩

بخط نسخي جيد ، والعناوين مكتوبة بخط خشن ، بها نقص قليل من الجانبين ، كانت من مخطوطات مكتبة الأستاذ شانه چي في مشهد وقد انتقلت مخطوطاته كلها إلى مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد.


(١٢٣)

مخطوطة القرن ٩

بخط نسخي مشكول ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف وبعضها بالأسود وخط خشن وعليها قيود وتعليقات.

وهي في المكتبة المركزية لجامعة طهران رقم ١٣٤٠ ، مذكورة في فهرسها ٨ / ٢٧.

(١٢٤)

مخطوطة القرن ٩

رأيتها عند العلامة الأستاذ الشيخ حسن حسن زاده الآملي في قم ، مكتوبة بخط فارسي مشكول ، والعناوين مكتوبة بالحمرة ، ليس فيها تاريخ ولا اسم الناسخ ، وفي هوامشها حواش كثيرة بعضها بالعربية وبعضها بالفارسية.

وقد صححها هو وقابلها بدقة مع نسخة قديمة كتب التصحيحات والاختلافات بالهامش.

(١٢٥)

مخطوطة القرنين ٩ و ١٠

بخط نسخي مشكول ، في مكتبة جامعة لوس أنجلس في الولايات المتحدة ، رقم ٨٢٢. M ناقصة الآخر وهي مقروءة على بعض العلماء ، ربما أكثر من مرة ، وعليها حواش لهم ، وعليها إنهاءات وبلاغات من نحو : أنها. أيده الله تعالى قراءة علي وعراضا ... بلغ أيده الله قراءة علي وعراضا ...

نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ / ٣٨١.


(١٢٦)

مخطوطة القرنين ٩ و ١٠

كتبت بالخط الفارسي الواضح المشكول ، والعناوين مكتوبة بالحمرة ، وملء هوامشها شروح باللغة الفارسية وبعض التعاليق باللغة العربية.

رأيتها في مكتبة الأستاذ الفاضل الشيخ حسن حسن زاده الآملي حفظه الله ورعاه ، في مدينة قم وقد قابلها وصححها على نسخة قديمة قيمة معارضة بنسخة الأصل بخط الرضي رحمه‌الله.

(١٢٧)

مخطوطة القرنين ٩ و ١٠

رأيتها في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ١٠٤٠ نسخة خزائنية كتبت بخط نسخي جميل ، والعناوين مكتوبة بالذهب في ٥٦٥ ورقة من نوع خانبالغ مجدولة بالذهب ، والصفحتان الأوليان في أعلاهما وأسفلهما تزيين بالذهب واللازورد ، مكتوب فيهما بالذهب في أرضية لازوردية : (تيمنا بذكر) (العلي القديم) (الوهاب الكريم) (الرب العظيم).

(١٢٨)

مخطوطة سنة ٩١٢

كتبها محمد بن مجد الدين محمد بن قوام الأنصاري ، وفرغ منها في ١٥ محرم ، ثم كتبت الترجمة الفارسية بالخط الفارسي خلال السطور سنة ٩٢٠ ، والترجمة للشيخ كمال الدين حسين ابن خواجة شرف الدين عبد الحق الإلهي الأردبيلي ، المتوفى سنة ٩٥٠ ، مؤلف كتاب (نهج الفصاحة في شرح نهج البلاغة) بالفارسية.

وهذه المخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، ضمن المجموعة رقم ٢٣٩٨ ، من الورقة ٤٢٥ ـ ١٠٧٣ ، راجع فهرسها ٩ / ١٠٠٩.


(١٢٩)

قطعة كتبت سنة ٩١٤

كانت في مكتبة زميلنا الفاضل السيد محمد الجزائري وانتقلت إلى مكتبة مدينة العلم في قم.

(١٣٠)

مخطوطة سنة ٩١٨

مترجمة إلى الفارسية خلال السطور ، كانت في دار الكتب الظاهرية في دمشق ، رقم ٧٧٧٥ ، ثم نقلت إلى مكتبة الأسد ، وهي الآن هناك بنفس الرقم.

فهرس دار الكتب الظاهرية : الكتب الأدبية ٢ / ٣٦٧.

مصادر نهج البلاغة ١ / ١٩٥.

(١٣١)

مخطوطة سنة ٩٤٥

نسخة خزائنية ، رأيتها في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، برقم ٤٠٩ ، من كتب المكتبة الحميدية ، كتبها الخطاط محمد بن علي الأوحدي الطبيب بخط نسخي جميل ، وفرغ منها عاشر شهر رجب وبأولها لوحة جميلة ، والعناوين مكتوبة بالذهب والشنجرف واللازورد ، وهي ٣٥٢ ورقة.

(١٣٢)

مخطوطة سنة ٩٦٠

رأيتها في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ، برقم ٨٠٥٨ ، نسخة خزائنية قيمة جميلة ، في ٤٠٣ ورقة مجدولة بالذهب واللازورد ، بخط الخطاط باغ دشتي ، كتبها بخط نسخي جميل ، والعناوين مكتوبة بالذهب واللازورد وبأولها لوحة جميلة ، وبأول الباب الثالث طرة جميلة مكتوب فيها بخط الثلث : (باب المختار من حكم أمير المؤمنين علي بن


أبي طالب عليه‌السلام) ، جاء في نهايتها :

(قد تيسر الفراغ من كتابة نهج البلاغة بحمد الله ومنه يوم الخميس رابع عشر شهر جمادى لأول [كذا] سنة ستين وتسعمائة هجرية نبوية ، على يدي العبد الضعيف محمد حسين بن محيي ، المشتهر بباغ دشتي ، تجاوز الله عن سيئاته).

وفي خلال السطور ترجمة الكتاب بالفارسية مكتوبة بالشنجرف بخط فارسي ، جاء في آخرها : (كتبه العبد المذنب ياري الكاتب) ، وجلد الكتاب من النوع الفاخر المزين بالنقوش والأوراد.

(١٣٣)

مخطوطة سنة ٩٧٣

نسخة خزائنية ، كتبت بخط نسخي مشكول ، وخلال الأسطر الترجمة الفارسية ترجمة قديمة ، كتبها عبد الله بن حسين ، وفرغ منها يوم البست وقت الضحى سابع شعبان ، في ٢١٤ ورقة من نوع خانبالغ بالحجم الكبير ، صفحاتها مؤطرة بالذهب والشنجرف واللازورد ، وبأولها لوحة فنية جميلة كتب فيها اسم الكتاب بخط الثلث الجميل باللون الأبيض ، والمخطوطة مما وقفة السلطان شاه عباس الصفوي على مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، وهي فيها برقم ٢١٨٠ ، وعنها ميكروفيلم في المكتبة نفسها.

فهرسها ٥ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.

(١٣٤)

مخطوطة سنة ٩٧٤

رأيتها في مكتبة نور عثمانية في إسلامبول ، بخط نسخي خشن ، في ٤٠٨ ورقة ، برقم ٤٣٦١.

(١٣٥)

مخطوطة سنة ٩٨٧

كتبها علاء الملك بن عبد القادر الحسيني المرعشي في قزوين ، بخط فارسي


دقيق ، وهي مكتبة جامعة لوس أنجلس في الولايات المتحدة ، رقم ١٠٤١. M ، معه كتاب (الخصال) للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١.

نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ / ٧٠٧.

(١٣٦)

مخطوطة سنة ٩٩٦

وهي بخط الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني ، رأيتها في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٨٧. بخط خشن جيد مشكول ، في ٤٠١ ورقة مؤطرة بماء الذهب واللازورد ، والتحرير والعناوين مكتوبة بالحمرة وبأولها لوحة جميلة ، جاء في نهايتها : (وقد تم بقلم العبد الجاني الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني نسبا ووطنا ، ضحى يوم الأحد التاسع عشر من شهر محرم الحرام عام ستة وتسعين وتسعمائة ، ببلدة خبير ، صانها الله تعالى عن العسر والغير.

وكان ابتدائي في كتابته سابع عشر ربيع الأول عام ٩٩٤ ، والعذر في امتداد المدة تناوب أمراض وتدارك أعراض ، حتى من الله تعالى بإتمامه.

وكان اعتمادي حال الكتابة على ثلاث نسخ ، بل أربع :

نسخة شرح نهج البلاغة ، للعلامة عبد الحميد بن أبي الحديد ، بخط المزيدي ، وهي نهاية في الضبط والتصحيح.

نسخة مقروءة على الشيخ سديد الدين يوسف بن مطهر رحمه‌الله تعالى ، عليها تباليغ بخطه ... وتاريخ هذا النسخة ٥٨٨.

نسخة عليها آثار الصحة وتاريخها سنة أربعمائة.

نسخة وهي أقلهن ، نسخة شرح الشيخ الفاضل ميثم البحراني).

فهرست المكتبة المركزية لجامعة طهران ٢ / ٢٣٣.


(١٣٧)

مخطوطة سنة ٩٩٦

بخط نسخي جميل ، في مكتبة السلطان أحمد الثالث في مكتبة طوپ قپو في إسلامبول ، رقم ٢٥٨٦. A ، وعنها مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة ، رقم الفيلم ٨٧٩.

فهرس المعهد ١ / ٥٤٣.

(١٣٨)

مخطوطة سنة ٩٩٦

فرغ منها الكاتب في شعبان من هذه السنة ، وهي في مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتحدة ، رقم ١٥٢٢ ، من مخطوطاتها الجديدة غير المفهرسة.

(١٣٩)

مخطوطة سنة ٩٩٧

في دار الكتب الوطنية في برلين عاصمة ألمانيا ، ذكرها اهلورث في فهرسها برقم ٨٦٦٥.

(١٤٠)

مخطوطة القرن ١٠

نسخة خزائنية ، كتبها أحد مهرة الخطاطين بخط نسخي جميل للغاية ، والعناوين مكتوبة بخط الثالث بالشنجرف أو باللازورد أو بالذهب ، والأوراق مؤطرة بالذهب والشنجرف واللازورد ، والصفحتان الأولى والثانية مؤطرتان ومزينتان بتزيينات لازوردية ، وجلده ثمين من نوع يسمى (سوخت) ، وهي مكتبة ملك الأهلية في طهران ، رقم ٥٩٨٩.

وصفت في فهرسها للمخطوطات العربية ص ٧٨٧.


(١٤١)

مخطوطة القرن ١٠

في مكتبة جامعة برنستون ، رقم ٤٣٢ ، في ٢٧٦ ورقة ، ناقصة من أولها.

فهرست ماخ ص ٢٢١.

(١٤٢)

مخطوطة القرن ١٠

نسخة أخرى فيها ، من المخطوطات الجديدة غير المفهرسة ، رقم ١١٨٢.

(١٤٣)

مخطوطة القرن ١٠

في مكتبة مدرسة سليمان خان ، في مشهد ، بخط نسخي جيد ، والعناوين مكتوبة بخط خشن ، ناقصة من الجانبين.

فهرست چهار كتابخانه ص ٢٣.

(١٤٤)

مخطوطة القرن ١٠

في مكتبة الفاتيكان ، رقم ١١٧٦ ، في ٢١٧ ورقة.

فهرست الفاتيكان ـ طبعة سنة ١٩٣٠ ـ ص ١٧٨.

(١٤٥)

مخطوطة القرن ١٠

في مكتبة كلية الآداب في أصفهان ، رقم ١٢٢٧ ، مكتوبة على الورق السمرقندي ، وكانت تنقصها أوراق قلائل من الجانبين فأكملت في سنة ١١٠٤.

نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ١١ / ٩٢١.


(١٤٦)

مخطوطة القرن ١٠

في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٤١٠ ، قرئت على العلامة المجلسي  ـ المتوفى سنة ١١١٠ ـ فكتب الإنهاء بخطه رحمه‌الله :

(أنهاه الأخ في الله ، المبتغي لمرضاته تعالى ، مولانا غياث الدين محمد وفقه الله تعالى ، سماعا وتصحيحا وضبطا في مجلس عديدة ، آخرها ثامن شهر رجب الأصب سنة ١٠٩٢ الهجرية ، فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى السيد الأجل قدس الله روحه.

وكتب الحقير محمد باقر بن محمد تقي عفي عنه حامدا مصليا مسلما).

(١٤٧)

مخطوطة القرنين ١٠ و ١١

في مكتبة جامعة لوس أنجلس بالولايات المتحدة ، رقم ٨٢٦ ، بخط نسخي مشكول.

عن مذكرات الأستاذ دانش پژوه.


اللذة والألم

من وجهة نظر ابن سينا

الفلسفية والعرفانية (*)

الشيخ محمد تقي الجعفري

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد لله والصلاة على نبيه أقول : إننا لا نجد أحدا يتردد في تأثير اللذة والألم على هيئات الحياة الإنسانية كلها ، أو في بذل الإنسان جهده لاجتلاب اللذة إلى نفسه ، كما أنه يسعى للوصول إلى أقوى العوامل لحفظ حياته ولحماية نفسه ، وهو يعرض عن الألم ويدفع العوائق التي تقف في طريق حياته.

الصلة الوطيدة للإنسان بهذين العنصرين تبلغ إلى حد يسوغ لنا الاعتقاد بأنهما ناشئان عن أصل الحياة كالإحساس بضرورة المحافظة على الوجود ، وبوقايته التي تنبع من جوهر كينونتنا المستمرة على التطورات التي نشاهدها في أبعاد وجودنا.

إذا ، فمن الطبيعي أن تأخذ اللذة والألم نصيبا وافرا من اهتمام الفلاسفة والحكماء وعلماء النفس في الأزمنة القديمة ، وفي الأزمنة الحديثة أيضا ، وإن بذل الجهد الذهني من أجل التفهم لهذين العنصرين طوال العصور قد أظهر فكرتين رئيسيتين : الفكرة الأولى تقول : إن اللذة هي أسمى غايات الحياة في شؤونها المادية والروحانية بأسرها ، والألم هو العامل القلق في حياتنا ، فالاعراض عنه وتجنبه واجب لأجل صيانة الحياة.

__________________

(*) محاضرة ألقاها الشيخ محمد تقي الجعفري في المؤتمر الدولي لابن سينا المنعقد في نيودلهي سنة ١٩٨٣ م ، وترجمها عن الإنجليزية الدكتور پرويز أذكائي.


إن الفيلسوف الإغريقي (أبيقور) هو أول من عرف في تأريخ الفلسفة بهذا الاعتقاد ، والشراح كانت لهم آراء مختلفة حول فكرة اللذة في فلسفة (أبيقور) ، فمنهم من يعتقد بأنه لا يعني باللذة إلا اللذة الطبيعية التي يحصل عليها الإنسان بواسط قواه المادية ، وكل واحد منا يعلم أن فلسفة (أبيقور) تؤدي إلى هذا الذي فهمه الشراح  ـ بوصف الأشياء التي تؤسس الحياة العادية الطبيعية البسيطة ـ الذي يحرم الإنسان من كل عنصر من الكمال والقيم الكريمة التي ترفعه من ال (أنا) العادية إلى الأسمى ، إلى ال (أنا) الإنسانية عندما يصبح قادرا على التعرف على الحق والارتقاء إليه ، هذا الارتقاء الكامل في إنسانيته.

هذه القيم الكريمة هي التي بذل الأنبياء والفلاسفة والعباقرة معظم جهودهم لتثبيتها ونشرها بين أفراد هذا الجنس الكبير الذي نسميه الإنسان. ولأجل تثبيت هذه القيم السامية في المجتمعات الإنسانية حفل تأريخ البشر بأكرم الضحايا من شهداء الفضيلة.

وإن تفسير اللذة في معناها الجسمي الصرف وجعلها أعلى الأغراض للحياة ، ليبدل الإنسان ـ الذي يحب الكمال حبا عميقا ويميل إلى الانجذاب نحو العالم اللاهوتي ـ بحيوان يعبد اللذة ويخضع لعواملها وبواعثها.

فكان من الطبيعي أن يهتم الفلاسفة برد هذه الفكرة الرديئة ، لكونها أكبر العراقيل في طريق النهوض الإنساني.

وبهذه الفكرة الخسيسة فإن (أبيقور) قد أتى لحياة الإنسان بأقوى العوامل التي تهبط بأماثل الإنسان من مراتبهم العليا ، وهو في هذه الفكرة يشبه (نيقولا ميكافيللي) في فكرته حول القدرة على عصيان أصحاب الاقتدار والجبابرة ، إلى حد أنه يبرر أي وسيلة من أجل المقاصد السياسية دون أي عناية بأصول وقيم الإنسان الكريمة.

إن سوء الفهم لهذين المبحثين (اللذة والقدرة) الذي شوهد في المجتمعات الإنسانية طوال العصور كان أشد العوامل إيلاما وإزعاجا.

وأما الفكرة الثانية فتقول : إن (أبيقور) وتابعيه الذين هم مدافعون عن أصالة اللذة لا يعنون تلك الظاهرة العامة التي تستنفذ الحياة بمرورها على العواطف ، مخلفة وراءها الآلام والأحزان ، ولا شئ ـ بالمرة ـ باقيا منها في أعماق النفس للنفس ، إلا


ظلالا وأشباحا ، حينما يرجع الإنسان إلى ذكراها في أيامه الآتية بعد انقضاء اللذة ، تولد هذه الذكرى حزنا وكآبة.

ولكن (أبيقور) يعمم مفاهيم اللذة إلى حد أنها تشمل عنده اللذات العقلية التي يكون إنجازها بسعي وكدح لإحراز الدرجات العليا في الحياة المعقولة ، ففي هذا المدلول الشامل تكون أصالة اللذة بأهميتها الأساسية في واقع الحياة فوق الانتقاد والرفض.

وإن الشارحين لفكرة المدرسة البوذية بإنكارهم اللذة في حياة هذا العالم لم يعنوا نقض ذاك المعنى الشامل المستوعب للذة الجسمية ، بل تنكر هذه المدرسة الفكرية في الواقع الأهواء والميل ، مضحية بها تجاه الأصول العقلية. وأما بهذا التفسير الذي يبرئ المعتقد في اللذة من لوم التنازل عن قيم الإنسانية الكريمة.

وتبقي مسألة جديرة بالذكر هي أن اللذة مع مدلولها العقلي أيضا لا تمكننا بجعلها أسمى المقاصد وأعلاها في الحياة الإنسانية ، رغما عن كونها عنصرا ذات قدرة كبيرة جدا ، ورغم أن لنشاطها موقعا مهما في طبيعة الإنسان الجسمية والروحانية كالإحساس بالألم الضار بالحياة ، الذي هو عنصر نشيط في وجود الإنسان ، إذ أنه حام قوي يقف حارسا للحياة من الخلل في أنظمتها المنسقة.

هذا التفسير لفكرة اللذة يجعلها عاملا للدفاع في كل شؤون الإنسان المادية والروحانية ، وأنا أعتقد أن تعبيرنا هذا عن أصالة اللذة هو ـ بالمقارنة ـ أقرب التعبيرات لما يريده الفلاسفة الكبار في فلسفاتهم الإيجابية مثل المدرستين : الإشراقية والرواقية وما قد ظهر في العصور الوسطى وفي العصر الحديث حول اللذة والألم وسعة صلاتهما مع نواة حياتنا.

لقد ذكر (بنتام) في كتابه (أصول القوانين) المناقشات القيمة التي تعمم مفهومي اللذة والألم إلى ما يشمل كل اللذات والآلام العقيلة والروحانية (١).

ولا يوجد دليل يبرر لوم من يعتقد في أصالة اللذة فيقصرها على التمتعات والاستجمامات الجسمية البحتة.

__________________

(١) أصول القوانين ، بنتام ، ص ٣٣ ـ ٤٠.


تلك هي المقدمة التي أردنا أن تتصدر مقالنا هذا ، وأما في ما يتعلق ب (ابن سينا) فهو يأتي بمحادثات دقيقة قيمة جدا في بعض كتاباته ، وخصوصا في كتابة (الإشارات والتنبيهات) الذي نال من الفلاسفة أوفر العنايات.

يعرف ابن سينا اللذة والألم في ذلك الكتاب بما يلي : (اللذة هي إدراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك كمال وخير من حيث هو كذلك ، والألم وهو إدراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك آفة وشرفي رأي المدرك) (٢).

إن هذا التعريف كما نراه يشمل كل سنخ من اللذة والألم ويتضمنها بأسرها ، ومن هذه الوجهة يكون هذا التعريف متفوقا على ما جاء به الفلاسفة القدامي الذين انتبهوا إلى البحث في هذين العنصرين الحيويين.

ولكن مسألتين هامتين تبقيان هنا ، فعلينا تقديمها وأخذهما بنظر الاعتبار والتعمق فيهما.

المسألة الأولى :

هل يصف هذا التعريف واقع اللذة قبل أن نحس بها أو يكشف لنا عن الظواهر السيكولوجية في الوقت الذي توجد فيه اللذة في نفوسنا؟

المسألة الثانية :

هل يذوق كل من أدرك وحصل ما هو خير وكامل في رأيه ، اللذة بذلك المعنى الذي نجده في حياتنا؟

عندما نفكر عميقا في أبعاد الإنسان العالية الروحانية ، يظل البطلان الكلي لهذه المشكلة العامة واضحا إلى حد أنه لا يحتاج أن يجهد عالم نفسه ببرهانها ، أفليس هو الذي يبحث عن اللذة ويحب السير متحمسا حول نفسه (الأنا الطبيعية)!؟ ولا يكون هو نفسه قادرا على التخلص من (الأنا) المادية في طريق سيره إلى (الأنا) الأسمى التي قد وصفت في القرآن الكريم ب (النفس المطمئنة) حيث قال الله تعالى : (يا أيتها

__________________

(٢) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٧٨.


النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) (٣).

ومما قد نراه في سير الإنسان في طريقه إلى (الأنا) الأسمى هو تركه اللذة الطبيعية المحضة تدريجيا ، حتى يتركها في الحالات الدنيا ، لوجوده الطبيعي ، ويستمر في حركته نحو الكمال ، وفي الحقيقة ، ترك اللذة يبدأ بالانحراف عن غرض أو هدف يجر شخصا وراءه إذ أنه يسير في طريقه نحو الكمال ، وبناءا على ذلك تنحدر اللذة تدريجيا إلى جانبه كالظل الذي يرجع إلى قائمته ، فالشخص قد يحالفه الحظ في وقت ما فيصبح بها فائزا ، وقد يهملها في وقت آخر ولا ينتبه إليها. ثم هو باستمرار تقدمه في طريق الكمال يترك اللذة على الإطلاق ، يكف عن التمتع بها ، ويتقدم إلى الأمام مع باعث من رفعة (الأنا) التامة بدون أي ضرورة إلى بواعث اللذة والعوامل الدافعة الرافعة الآلام.

إن الإنسان بهذا التقدم لا يرى أي علة أو عامل إلا جوهر ذاته التي تكون مضاءة بالأنوار الإلهية. ثم يحرز الإنسان تطورا في ذاته التي تستحق الأبدية والسرمدية بأبدية الباري تعالى ، وعلى رأي أن ذلك هو ما يقصده أفلاطون في قوله : (مت بالإرادة تحيا بالطبيعة).

وإنه يعني بترك اللذات البهيمية والانسحاب منها ، وفي النهاية البقاء بالجوهر الذاتي مع أبدية الباري تعالى.

اللذة العقلية والروحانية

لقد استعلى فيلسوفنا الكبير على اللذات الطبيعية البهيمية ، وذهب إلى اللذائذ العقلية والروحانية ، فقال : (فلا ينبغي لنا أن نستمع إلى قول من يقول : إنا لو حصلنا على جملة لا نأكل فيها ولا نشرب فيها ولا ننكح فأية سعادة تكون لنا؟ والذي يقول هذا فيجب أن يبصر ويقال له : يا مسكين ، لعل الحال التي للملائكة وما فوقها ألذ وأبهج وأنعم من حال الأنعام ، بل كيف يمكن أن يكون لأحدهما إلى الآخر نسبة يعتد بها) (٤).

__________________

(٣) سورة الفجر ، آية ٢٧.

(٤) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٨٧.


ثم يتم الفيلسوف المناقشة بهذه الكلمة : (وقد يختلف الخير والشر بحسب القياس ، فالشئ الذي هو عند الشهوة خير ، هو مثل المطعم الملائم والملبس الملائم ، والذي هو عند الغضب خير ، فهو الغلبة ، والذي هو عند العقل خير فتارة ـ وباعتبار ـ فالحق ، تارة ـ وباعتبار ـ فالجميل. ومن العقليات نيل الشكر ووفور المدح والحمد والكرامة ، وبالجملة فإن همم ذوي العقول في ذلك مختلفة (٥).

إننا تجد الفيلسوف في هذه النصوص مصرا على رأيه إلى حد أنه لا يتصور أي شخص بأن اللذة مقصورة على اللذات الحسية الجسمية ، فيؤكد هو على اللذة العقلية.

وقد يكون بعض الأحيان ـ وباعتبار ـ الخير عند العقل جميلا حقا ، فليس لأحد أن يلوم ابن سينا لأجل كونه من القائلين باللذة الحسية الجسمية.

وابن سينا لا يقف عند حد في إثبات اللذة والألم العقلي ، بل هو يعتقد باللذة والألم الروحاني أيضا ، وقد أشار إليهما في قوله هذا : (وذلك الألم المقابل لمثل تلك اللذة الموصوفة ـ وهو ألم النار الروحانية ـ فوق ألم النار الجسمانية) (٦).

لقد صرح الفيلسوف بأعلى اللذة التي يجدها العارفون بعد إتمام مراحل السلوك اللاهوتي نحو مقام أقرب إلى الله في هذه الحياة ، فقال : (والعارفون المتنزهون إذا وضع عنهم درن مقارنة البدن وانفكوا عن الشواغل خلصوا إلى عالم القدس والسعادة وانتعشوا بالكمال الأعلى وحصلت لهم اللذة العليا ، وقد عرفتها) (٧) ..

فبهذه الفكرة العاقلة الجميلة يصبح لنا واضحا أن ابن سينا قد ترك المعتقدين باللذة الجسمية غارقين في العواطف المنعشة ومعانقين لها في هذه الحياة الدنيوية ، ثم يديم سيرة نحو المراتب الروحانية أعلى من مطلق اللذة ، فيقول لنا في لذة العارفين الذين هم منهمكون عميقا في عظمة الوجود وملكوته ، كما قال الله تعالى : (كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) (٨) ، والذين هم يعتقدون أن عباداتهم ، أعمالهم الدينية ، حياتهم ومماتهم هي لله رب العالمين.

__________________

(٥) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٨٨.

(٦) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٩٤.

(٧) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٩٦.

(٨) سورة الأنعام ، آية ٧٥.


إن (الابتهاج) في فلسفة ابن سينا فائق على اللذة المنعشة التي هي ذات صلة محصورة بطبيعتنا السيكولوجية والعقلية والروحانية ، لأنه لا يعزو اللذة والتمتع إلى الله تعالى.

وعلى رأي العقلاء والفلاسفة والعرفاء وكذلك الأديان الإلهية فإن هذا العزو غير ممكن ، وعدم الإمكان هنا قد يؤكد بمفهوم الخير أيضا.

ابن سينا يعزو الابتهاج إلى الله تعالى بقوله : (أجل مبتهج بشئ هو الأول بذاته لأنه أشد الأشياء إدراكا لأشد الأشياء كمالا الذي هو برئ عن طبيعة الإمكان والعدم وهما منبعا الشر) (٩) ، (١٠).

إننا نتفهم من هذه الكلمة أن قصد ابن سينا بالابتهاج هو واقع فوق اللذة ، وهو يعزو الابتهاج في مقام ثان إلى العارفين المتنزهين ، فقال : (ويتلوه المبتهجون به ـ أي بالله ـ وبذواتهم من حيث هم مبتهجون به ، وهم الجواهر العقلية القدسية فليس ينسب إلى الأول الحق ، ولا إلى التالين من خلص أوليائه القدسيين شوق) (١١).

نعلم أن من يميل إلى شئ يجد فيه لذة ، ويميل بها متحمسا حتى يصل إليها ، بناءا على ذلك فمقام الربوبية يكون منزها عن الميل ، وعندما ندرس واقع الابتهاج دقيقا كأننا نتفهمه في إدراكاتنا العقلية ووعينا (الشئ السيكولوجي) ، لا نقدر أن نتفق مع ابن سينا في عزوه إلى الله ، لأن معنى الابتهاج يشمل مفهوما يشبه الفرح والهناءة التي تنشأ من تنجز شئ مطلوب من المبتهج نفسه.

مضافا إلى ذلك فإن ابن سينا ينكر أي سنخ من أشراف اللذات على نفسه

__________________

(٩) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٩٨.

(١٠) لأن العقل يحكم بالضرورة أن الله تعالى هو كمال مطلق ، ولهذا ليس بالإمكان أن يجد خيرا أو كمالا ، يعزو هو في ذاته ، فإذا يجد اللذة فيهما.

ومن العجيب أن ابن سينا يعترف بأن الابتهاج ـ أو إدراك الكمال المطلق ـ يشمل كذلك نوعا من اللذة ، فقال : (المستحل توسيط اللحق مرحوم من وجه فإنه لم يطعم لذة البهجة فيستعظمها ، إنما مفارقته مع اللذات المخدجة ، فهو حنون إليها ، غافل عما وراءها) ـ الإشارات ، ج ٢ ، ص ١١٠ ـ ، بناءا على ذلك فإن مسألة (كيف يعزو ابن سينا الابتهاج إلى الله تعالى) تظل في فلسفته بلا جواب ، غير أنه يقول : إن ابتهاج الله هو فوق اللذة.

(١١) الإشارات ، ج ٢ ، ص ٩٩.


الذي يستلزم اللذة ، جاء في كلمة له في النمط التاسع الإشارات (ثم ـ العارف ـ ليغيب عن نفسه فيلحظ جناب القدس فقط ، وإن لحظ نفسه فمن حيث هي لاحظة لا من حيث هي بزينتها) (١٢) وبدون شك أن شخصا عندما يتقرب إلى الله يتفوق على شهود الزخرف ، وعلى جلال وجمال الشخص ، فهو ينكر أي ابتهاج وهناءة بمعانيها المعلولة في تفكيرنا.

إن أقوى الحجج على عارف متمكن من الصعود إلى أعلى مراتب الابتهاج والهناءة ، ما جاء في كلمته في النمط نفسه : (الالتفات إلى ما تنزه عنه شغل ، والاعتداد بما هو طوع من النفس عجز ، والتبجح بزينة اللذات من حيث هي لذات وإن كان بالحق تيه ، والاقبال بالكلية على الحق خلاص) (١٣).

إننا نفهم من هذه العبارة إن كمال الإنسان وانبثاقه في طريق الحق يفوق أي سنخ من اللذة ، سواء كانت جسمية أو عقلية أو روحانية بحتة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يؤيدنا ويعيننا ويجعلنا ناجين عن اتباع اللذات ، حتى لا نجعلها أعلى المقاصد وأسمى الأغراض لحياتنا التي يمكن أن نجعلها جديدة بلقاء الله ولذته.

وإن لباب المناقشة حول اللذة والألم في فلسفة ابن سينا ما يلي :

١ ـ هو يعتقد بأهمية اللذة في كينونة الإنسان وصلاتها بحياته الجسمية والروحانية.

٢ ـ هو يعمم مفهوم اللذة ، ولا يقصرها على اللذة المادية للحياة ، بل هو يراها إدراكا للذات العقلية والروحانية.

٣ ـ يبرهن بفلسفة ابن سينا على أنه كيف يجعل اللذة أعلى المقاصد وأسمى الأغراض لحياة الإنسان في العالم.

٤ ـ هو يفحص عن الابتهاج ويراه فوق اللذة ويعزوه إلى الله تعالى.

٥ ـ ونظرتنا حول المسألة الرابعة هي هل يمكن عزو الابتهاج إلى الله تعالى أم لا؟

__________________

(١٢) الإشارات ، ج ٢ ، ص ١١٩.

(١٣) الإشارات ، ج ٢ ، ص ١١٩.


باب (من لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام)

في كتاب (الرجل) للشيخ الطوسي

السيد محمد رضا الحسيني

* هل عد الرجل في هذا الباب ،

يناقض عده في أبواب الرواة عنهم

(عليهم‌السلام

كما يتصوره الأكثر!!

* ومدى صواب التوجيهات المطروحة

لحله؟

* وبيان الحل الصحيح لهذه المشكلة.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد رسول الله خاتم النبيين ، وعلى آله الأئمة المعصومين ، وعلى ذريتهم الأطهار ، وشيعتهم الأبرار ، ما بقي الليل والنهار.

وبعد ، فقد كان يدور في خلدي التصدي بالتفصيل لهذا الإشكال المشهور ، والذي استقطب من العلماء جهودا وفيرة لحله.

وضمن مطالعتي تنبهت إلى حل مبتكر لم يعرض من ذي قبل على طول المدة منذ طرح المشكلة ، فأحببت أن أعرضه في هذا البحث ، وقطع شأفة النزاع حوله.

وصادف اشتغالي به أيام هجوم أعداء الإسلام على المدن الآمنة وقصفها بالطائرات الغادرة الخائنة ، وقد استشهد على أثر ذلك الآلاف من أبناء الإسلام الأبرياء ، تغمدهم الله برحمته ورضوانه.

ونسأله أن يجعل لولينا إمام العصر المهدي عجل الله فرجه سلطانا ينتقم لدمائهم من الظالمين.

ونهدي ثواب هذا الجهد إلى أرواحهم الطاهرة.

وكتب

السيد محمد رضا الحسيني

بقم المشرفة ، في شهر جمادى الأولى سنة ١٤٠٧ ه


بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد :

كتاب (الرجال) للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (٣٨٥ ـ ٤٦٠) واحد من الأصول الرجالية الخمسة.

ويمتاز مؤلفه الشيخ الطوسي ـ بين مؤلفي تلك الكتب ـ بأنه مؤلف لثلاثة من تلك الأصول الخمسة ، وهي كتاب (الفهرست) وكتاب (اختيار معرفة الرجال) وكتاب (الرجال) هذا الذي نتحدث عنه.

كما يمتاز الشيخ الطوسي ـ بين المؤلفين القدماء في علم الرجال ـ بأنه الوحيد الذي له مزاولات فقهية وأصولية ، بالمستوى الرفيع في ذلك العصر ، حيث أصبح مرجعا للأمة وشيخا للطائفة وزعيما في الفتوى والعلم ، وفي خصوص علم الرجال استحق ـ بجدارة ـ أن يكون : (إمام هذا الشأن) (١).

وبما أن علم الرجال يبدو تأثيره الايجابي المباشر في علم الفقه ، في طريق استنباط الأحكام الشرعية من دليل الحديث الشريف ، فإن انعكاس ذلك على الشيخ الطوسي في أعماله الفقهية واضح ، وينعكس مثل ذلك على محاولاته الرجالية ، حيث لم تكن مجرد نظريات علمية صرفة ، بل إنها ـ بفرض المزاولة الفقهية ـ أصبحت واردة في المجال العملي بتطبيقاتها في الحديث والفقه ، فكانت عملية ملموسة ، مما جعل الشيخ (أشد مراسا في ذلك) (٢).

وتختلف كتب الشيخ الرجالية ، من حيث المنهج والعرض ، وكذلك من حيث الفائدة والنتائج المتوخاة.

ويمتاز كتاب (الرجال) من بينها بأنه :

١ ـ أوسعها من حيث تعداد الأسماء.

٢ ـ ترتيبه على الطبقات.

__________________

(١) السيد محسن الأعرجي المقدس الكاظمي في عدة الرجال ، أنظر دائرة المعارف للأعلمي (٣ / ٧١).

(٢) السيد حسن الصدر في نهاية الدراية (ص ١٤٠).


٣ ـ تأخره في التأليف عن الفهرست ، لإرجاع الشيخ في كتاب (الرجال) إلى الفهرست كثيرا ، وخاصة في الباب الأخير (٣).

وتأخره عن رجال الكشي ، لأن الشيخ كان واقفا على كتاب الكشي ، لأنه ذكره في الفهرست (٤) ، وفي الباب الأخير من الرجال (٥).

وبذلك يكون كتاب (الرجال) من أهم الكتب الرجالية للشيخ ، حيث أخذ فيه ـ بنظر الاعتبار جميع ما في الكتابين الآخرين (*).

وهذا الكتاب ـ بعد ذلك ـ يحتوي على أمور كانت سببا للتحامل عليه من قبل بعض الممارسين لهذا العلم ، لعدم وقوفهم على ما تميز به هذا الكتاب الجليل من خصوصيات ، ولعدم اطلاعهم على منهج تأليفه ، ولا على الهدف من تأليفه ، ولعدم ، وقوفهم على كثير من المصطلحات التي استخدمها الشيخ فيه.

لكن المتمرسين في العلم يربأون بالشيخ وبكتابه الجليل عن أن تتجه إليه حملة طائشة أو انتقاد باهت.

ونعتقد أن الشيخ في جلالته وقدمه الراسخة في العلم ، قد وضع كل كلمة من كلمات هذا الكتاب ، في موقعها المناسب ، حسب منهجية علمية مدروسة ، وطبق قواعد

__________________

(٣) لاحظ مقدمة رجال الطوسي ، بقلم السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه‌الله (ص ٥٤ ، و ٦٣).

(٤) الفهرست للطوسي (ص ١٦٧) رقم ٦١٥).

(٥) رجال الطوسي (ص ٤٩٧) رقم (٣٨).

(*) للمقارنة بين كتب الشيخ الرجالية والبحث عن خصوص كتاب (الرجال) بشئ من التفصيل ، وكذا سائر الأصول الرجالية ، راجع :

١ ـ سماء المقال في تحقيق علم الرجال ، للشيخ أبي الهدى الكلباسي الاصفهاني ، وخاصة (ج ١ ص ٤٣ ـ ٥٥).

٢ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، لشيخنا آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله ، وخاصة (ج ١٠ ص ٨٠).

٣ ـ مقدمة (رجال الطوسي) بقلم السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه‌الله ، وخاصة (ص ٥٥ ـ ٦١).

٤ ـ معجم رجال الحديث ، لسيدنا الأستاذ السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي دام ظله ، المقدمة ، (ج ١ ص ١١١ ـ ١٢٠.

٥ ـ اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي ، تحقيق الشيخ حسن مصطفوي ، طبع مشهد  ـ المقدمة بقلم واعظ زاده (ص ٤ ـ وما بعدها).


متينة رصينة (**).

توضيح هذه المشكلة : ـ

ومن أمثلة ذلك : ما صنعه الشيخ في الباب الأخير من كتاب (الرجال) الذي عونه بباب (من لم يرو عن واحد من الأئمة عليهم‌السلام).

حيث أورد فيه أسماء مجموعة من الرواة الذين أورد هو ـ رحمه‌الله ـ أسماءهم في الأبواب السابقة المعقودة لذكر (من روى عن واحد من الأئمة عليهم‌السلام) ، فبرز أمام الباحثين تناقض في عد الشيخ هؤلاء الرواة في بابين (باب من روى) و (باب من لم يرو) ، وطرح هذا السؤال نفسة :

كيف يكون الشخص روايا ، ويعد في (من لم يرو)؟ ، أو كيف يكون غير راو ، وقد عد في (من روى)؟

ولنسمع المشكلة من حديث بعض الأعلام :

قال السيد بحر العلوم : من الإشكال المشهور أن الشيخ رحمه‌الله في كتاب (الرجال) قد يذكر الرجل في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) ، وفي غيره من الأبواب. (٦).

وقال الشيخ المامقاني ـ بعد أن نقل كلام الشيخ في مقدمة الرجال ـ : عقد بابا ... ثم بابا ، لكل من روى عن إمام إمام ، على الترتيب ثم بابا لمن لم يرو عن أحد من الأئمة عليهم‌السلام ، وقد اتفق له في هذا الكتاب ذكر الرجل في باب من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، مع ذكره له بعينه في بعض أبواب من روى عنهم عليهم‌السلام وهذا من التناقض البين ، وقد أشكل على أساتيذ الفن حل ذلك (٧).

__________________

(**) نذكر ـ من باب المثال لا الحصر ـ بالمصطلح الرجالي (أسند عنه) الذي استعمله الشيخ الطوسي في (٣٤٢) ترجمة من كتاب (الرجال) وقد اختلف علماء الفن في الكلمة هذه ، لفظا ومعنى ، اختلافا كبيرا ، وقد شرحناها ، وتوصلنا ـ في بحث مفصل مستوعب ـ إلى أن المعنى الذي أشار إليه الشيخ بهذه الكلمة هو معنى فني تراثي ، تفرد به وأبدع فيه.

أنظر البحث منشورا في نشرة (تراثنا) الفصلية التي تصدر من مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ، العدد الثالث (ص) ٩٩ ـ ١٥٤) ـ السنة الأولى ١٤٠٥ ه.

(٦) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤١).

(٧) تنقيح المقال (ج ١ ص ٤ ـ ١٩٥).


وقال السيد الخوئي دام ظله : وقد اتفق في غير مورد أن الشيخ ذكر اسما في أصحاب المعصومين عليهم‌السلام ، وذكره في من لم عنهم عليهم‌السلام ، أيضا ، وفي هذا جمع بين المتناقضين ، إذ كيف يمكن أن يكون شخص واحد أدرك أحد المعصومين عليهم‌السلام وروى عنه ، ومع ذلك يدرج في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام.

وقد ذكر في توجيه ذلك وجوه لا يرجع شئ منها إلى محصل (٨).

المشكلة من كلام الشيخ :

والأفضل تقديم كلام الشيخ الطوسي رحمه‌الله في مقدمة كتابه ، لعرض المشكلة من خلاله ، ومعرفة مدى دلالته عليها.

قال : ... كتاب يشتمل على أسماء الرجال الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن الأئمة عليهم‌السلام من بعده ، إلى زمن القائم.

ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم‌السلام من رواة الحديث أو من عاصرهم ولم يرو عنهم (٩).

والذي يدل عليه هذا الكلام بوضوح ، هو :

أولا : أن الشيخ يهدف إلى ضبط أسماء خصوص الرواة عن المعصومين عليهم‌السلام ، وسردها على ترتيب الطبقات ، من دون أن يقصد ذكر مطلق أصحابهم ، أو الذين شاهدوهم ، أو كان لهم مجرد لقاء بهم عليهم‌السلام ، بل الكتاب خاص بتعديد رواة الحديث عنهم عليهم‌السلام (١٠).

ثانيا : أن الباب الأخير ، يحتوي على صنفين من الرجال :

١ ـ الذين تأخر زمانهم عن زمان حضور الأئمة علهم السلام ، ممن ولد في زمان الغيبة ، أو قبلها بقليل ، أو بدأ نشاطه العلمي بعد دخول الغيبة ، وهم أكثر علماء النصف الثاني من القرن الثالث الهجري.

٢ ـ من عاصر الأئمة عليهم‌السلام وكان له نشاط علمي في زمانهم ، لكنه لم يرو عنهم عليهم‌السلام.

__________________

(٨) معجم رجال الحديث ، المقدمة (ج ١ ص ١١٥ ـ ١١٦).

(٩) رجال الطوسي (ص ٢).

(١٠) راجع : الرواشح السماوية (ص ٥٣) ، رجال الخاقاني (ص ١٠٥).


وظاهر أن هؤلاء ـ الذين لم يعاصروا ، والذين عاصروا ولم يرووا ـ لا بد أن لا تكون لهم رواية عن الأئمة عليهم‌السلام حتى يصح أن يقال في حقهم أنهم (لم يرووا عنهم عليهم‌السلام).

فظاهر كلامه رحمه‌الله يقتضي ـ بوضوح ـ أن رواية الراوي عن أحد الأئمة عليهم‌السلام يخرجه عن هذا العنوان ، فالتناقض بين ، بين من لم يرو ، ومن روى.

لكن الشيخ عنون الباب الأخير ، الذي عقده لاحتواء هؤلاء ، بقوله : (باب ذكر أسماء من لم يرو عن واحد من الأئمة عليهم‌السلام) (١٠).

وقد يتصور أن مراده : من لم يرو عن واحد ، وإن روى عن غيره من الأئمة عليهم‌السلام ، فيكون باعتبار عدم روايته عن ذلك الواحد ، مذكورا في باب من لم يرو وباعتبار روايته عن غيره مذكورا في باب الرواة.

لكن من الواضح أن عنوان هذا الباب أيضا يدل على نفس ما ذكره الشيخ في المقدمة صراحة ، لأن المقصود هنا أيضا عدم رواية الرواي عن أي واحد من الأئمة عليهم‌السلام ، بحيث تنافيه روايته حتى عن واحد منهم ، ويدل على ذلك :

١ ـ القاعدة التي تنص على أن النكرة بعد النفي تفيد العموم.

٢ ـ مطابقة مدلول العنوان بهذا الشكل لما صرح به في المقدمة ، كما أوضحنا.

٣ ـ مناسبة هذا المعنى في من عاصرهم ، للصنف الأول المشمولين في هذا الباب وهم من تأخر عنهم ، فإن المقصود فيهما واحد ، وهو أن لا يعد المذكورون في الباب من الرواة عن الأئمة عليهم‌السلام.

٤ ـ أن الهدف من عقد باب مستقل هو احتواؤه على من يتميز عن المذكورين سابقا بشكل من الأشكال ، والمائز بين الأبواب السابقة هو اختلاف الإمام المروي عنه في كل باب باب ، ولم تبق ميزة لهذا الباب الأخير سوى عدم الرواية عن السابقين ، وإلا كان عقد باب منفصل أمر لغوا لفرض عدم الميزة الموجبة لاستقلاله.

وإذا كانت ميزة هذا الباب هي عدم الرواية عن المعصومين عليهم‌السلام فمن الواضح تنافيه مع الرواية عن واحد منهم.

__________________

(١١) رجال الطوسي (ص ٤٣٨).


فقد اتضح أن التصور البدوي ، للعنوانين هو التنافي في ما لو ذكر الرجل فيهما معا.

واعلم أن بعض الرجاليين نقل عبارة مقدمة الشيخ بلفظ : (أو من عاصرهم ولم يرهم) (١٢).

ولا يخفى فساده :

أولا : لمخالفته لأكثر النسخ المصححة الموجودة ، منها المطبوعة المعتمدة على نسخة الشيخ ابن إدريس الحلي (١٣) ومنها المخطوطة المسموعة من ابن الشيخ (١٤).

وكذلك مخالفته لنسخ أكثر أعلام الفن الذين نقلوا عنها مثل القهپائي (١٥) والتفريشي (١٦) وغيرهما.

ثانيا : إن كلمة (لم يرهم) لا معنى لها في المقام ، لأن الرؤية وعدمها لا دخل لهما في ترتيب كتاب الرجال ، ولا أن الشيخ رتب في كتابه أثرا عليهما بل الدخيل هو الرواية.

ثالثا : إن الرواية قد جعلت في كلام الشيخ محورا للأبواب السابقة ، ومن الواضح أن عدمها هو المحور للباب الأخير ، وهذا واضح بأدنى تأمل على أساس دلالة الإيماء والتنبيه.

ومن الغريب أن بعض الأعلام جعل هذه النسخة : (لم يرهم) مدارا لبعض ما أورده من النقض والابرام ، مع وضوح التصحيف فيها ،

تاريخ المشكلة :

لم أجد من تعرض لذكر هذه المشكلة قبل الشيخ الرجالي ابن داود الحلي صاحب الرجال ، المتوفى بعد (٧٠٧) ، فهو أول من تعرض لها بصراحة في رجاله في ترجمة (القاسم بن محمد الجوهري) (١٧).

__________________

(١٢) قاموس الرجال (ج ١ ص ٢٩).

(١٣) رجال الطوسي (ص ٤) من المقدمة و (ص ٥٢١).

(١٤) رجال الطوسي المخطوطة سنة (٥٣٣).

(١٥) مجمع الرجال (١ / ٥).

(١٦) نقد الرجال (ص ٢٧٢).

(١٧) رجال ابن داود ـ طبع النجف ـ (ص ١٥٤ ٩ و (ص ٤١).


وتعرض لها بعد ذلك علماء الفن ، ومن المؤلفين فيه السيد التفريشي في كتابه (نقد الرجال) الذي ألفه سنة (١٠١٥).

وأما المتأخرون عنهم فقد فصلوا الحديث عنها مثل السيد بحر العلوم الكبير  ـ المتوفى (١٢١٢) ـ في رجاله.

وأخيرا تعرض لها المؤلفون في علم الرجال من أعلام العصر ، في كتبهم في المقدمات ، وحيثما ذكرت موارد المشكلة ، واحد واحدا ، وآخرهم سيدنا الأستاذ السيد الخوئي دام ظله في معجمه.

التوجيهات المطروحة لحل مشكلة التناقض

التوجيه الأول : التعدد

بأن يتحفظ في كل من الموردين على ظاهر كلامه ، فيلتزم بالتعدد ، وأن من ذكر في أصحاب أحد المعصومين عليهم‌السلام مغاير لمن ذكر في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام (١٨).

التزم بهذا التوجيه الشيخ ابن داود الحلي (١٩) وقال الكاظمي : استظهر المصنف [أي السيد التفريشي صاحب نقد الرجال] (٢٠). والميرزا [أي الأسترآبادي في منهج المقال] التعدد.

وأضاف : وكأن استظهارهما من حيث أنه لو بني على الاتحاد لزم التناقض فلا بد من التعدد.

وقال : ولا يبعد أن يقال : إن ذلك دليل ظهور التعدد فتأمل (٢١).

أقول : قال الأسترآبادي في بعض الموارد مثل بكر بن صالح الرازي ـ : إن إيراده في (لم) (***) (يقتضي التعدد) (٢٢).

__________________

(١٨) معجم رجال الحديث المقدمة (ج ١ ص ١١٧).

(١٩) رجال ابن داود ـ طبع النجف ـ (ص ١٥٤) وص (٤١) وانظر تكملة الرجال (ج ١ ص ١٤).

(٢٠) نقد الرجال ـ ترجمة العباس بن عامر ـ (ص ١٧٩).

(٢١) تكملة الرجال (ج ١ ص ٨٢).

(***) رمز (لم) مصطلح يرمز به عند الرجاليين إلى باب (من لم يرو عن أحد منهم عليهم‌السلام) كتاب رجال الشيخ ، وسيأتي توضيح له في نهاية هذا البحث.

(٢٢) منهج المقال (ص ٧١).


ونقل الكاظمي عن الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني في شرحه على الاستبصار للشيخ الطوسي ، في ترجمة عبد الغفار [المورد ٣١] (***) ، قوله : وأنت خبير بأن الشيخ الرجل ، في من لم يرو لا يخلو من غرابة ، فربما يتخيل التعدد ، إلا أن الاعتماد على ذلك من كلام الشيخ مشكل (٢٣).

وعلق عليه الكاظمي بقوله : والغرابة في محلها ، لوقوع روايته عن أبي عبد الله عليه‌السلام في الاستبصار (٢٤).

واختاره بعض المعاصرين فقال : إن الشيخ الطوسي وضع كتاب رجاله على قسمين ... ولازم هذا ثبوت التغاير بين الرواة المذكورين في القسم الأول والمذكورين في القسم الثاني ، وإن اشتركوا في الأسماء (٢٥).

وأضاف : إن استبعاد اشتراك شخص مع آخر في اسمه واسم أبيه ولقبه حاصل ، إلا أنه لا يوجب الوثوق بالاتحاد بعد وجود ما يقتضي التعدد مثل ذكرهما في ذينك القسمين من رجال الشيخ ، ويضعف ذلك الاستبعاد عند اختلافهما في اللقب (٢٦).

أقول : إن العمدة في دليل هذا التوجيه هو تعدد الباب واختلاف العنوان في البابين ، وقد اعتبر بعضهم هذا (دالا) على تعدد الراويين ، وجعله بعضهم (مقتضيا) للتعدد ، وبعضهم (ظاهرا) فيه ، وبعضهم (متخيلا) منه ، وجعله الآخر (ملزوما) له.

والجواب عنه :

أما نقضا فبالقطع بالاتحاد في بعض هذه الموارد ، وظهوره في بعض آخر. قال الكلباسي : مع ظهور الاتحاد ، بل القطع به في غير مورد ، فما جرى عليه ابن داود ـ من استظهار التعدد ـ غير سديد.

__________________

(***) مرادنا بكلمة (المورد) هو الارجاع إلى موارد وقوع التناقض المذكورة في البحث ، والرقم الذي يليه هو رقم المورد فيما يلي.

(٢٣) تكملة الرجال (ج ٢ ص ٣٢).

(٢٤) الاستبصار (ج ١ ص ١١٤ وج ٢ ص ٢١٠).

(٢٥) قواعد الحديث (ص ٤ ـ ١٦٥).

(٢٦) قواعد الحديث (ص ١٦٧).


ونقل عن الأسترآبادي والتفريشي القطع بالاتحاد (٢٧).

وقال المامقاني : واعترضه الميرزا [الأسترآبادي] في منهج المقال : بأن الاتحاد واضح عند التأمل (٢٨).

أقول : قال الميرزا الأسترآبادي في بكر بن صالح : إن إيراده في (لم) يقتضي التعدد ، ولعل الاتحاد ، أظهر (٢٩).

وقال التفريشي في القاسم بن محمد الجوهري : إن مثل هذا كثير مع قطعنا بالاتحاد (٣٠).

وقال السيد الخوئي دام ظله : إن هذا وإن أمكن الالتزام به في الجملة إلا أنه لم يمكن الالتزام به في جملة منها ، فإنه لا شك في عدم تعدد بعض المذكورين في كلا الموردين ، كفضالة بن أيوب (٣١).

وأما حلا : فلأن البابين ، غير مرتبطين حتى يدل أحدهما على المقصود في الآخر. إلا بنحو دلالة الإيماء والتنبيه ، فإن الشيخ إنما عقد كتابه لذكر الرواة من الشيعة ، دون مطلق الرجال ، انظر إلى كلامه في المقدمة حيث يقول : كتاب يشتمل على أسماء الرجال الذين رووا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن الأئمة عليهم‌السلام من بعده ... ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم‌السلام من رواة الحديث (٣٢).

فجميع المذكورين في الأبواب السابقة أو باب من لم يرو ، لا بد أن يكونوا من رواة الحديث ، لكن المذكور في الأبواب السابقة روى عن الأئمة ، والمذكور في هذا الباب لم يرو عنهم.

وليس مجرد ذكر شخص في باب منافيا لذكره في باب آخر ، إلا أن الباب الأخير لما قيد بقيد (لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام) كان منافيا للأبواب السابقة

__________________

(٢٧) سماء المقال (ج ١ ص ٤٣).

(٢٨) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٢٩) منهج المقال (ص ٧١).

(٣٠) نقد الرجال (ص ٢٧٢).

(٣١) معجم رجال الحديث ، المقدمة (ج ١ ص ١١٧)

(٣٢) رجال الطوسي (ص ٢).


بالنفي والاثبات ، وهذا المقدار من التنافي يدل بدلالة الإيماء على أن من ذكر أولا لا يذكر أخيرا وبالعكس ، وهذا التنافي كما يرتفع مع الالتزام بالتعدد في بعض الموارد ، يمكن أن يرتفع من الالتزام بكون الأسانيد مرسلة أو مقطوعة ، مع اتحاد هؤلاء المذكورين هنا مع المذكورين في الأبواب السابقة.

وبعبارة أخرى : إن اقتضاء الذكر في بابين للتعدد غير صحيح ، لكثرة من تكرر في أكثر من باب من الأبواب السابقة.

وأما الجهة المنافية فهي فقط التنافي بين (روى) و (لم يرو) فإذا كان الشخص في الباب السابق راويا ولم يقصد في الباب الخير نفي روايته بل قصد التعبير بذلك عن بعد طبقته في سند خاص ، كفى في رفع التنافي مع اتحاد الشخص في البابين.

وسيأتي عند توضيح الرأي المختار الاستدلال على هذا مفصلا ونوضح أن المذكورين في باب (لم) من الذين جاء اسمهم سابقا أيضا ، كيف أدرجوا في باب (لم) مع أنهم من الرواية؟

التوجيه الثاني : الرواية بلا واسطة ومعها

إن الراوي إنما يذكر في البابين باعتبار الأمرين ، أي إنه قد يروي عن الأئمة عليهم‌السلام بلا واسطة ، فيذكره الشيخ في أبواب من روى عنهم عليهم‌السلام وقد يروي بواسطة فيذكره في باب (من لم يرو) ، فيذكره في البابين.

وأقدم من ذكر هذا الوجه هو الشيخ عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال ناسبا له إلى (قيل) (٣٣).

وقال الشيخ المامقاني : والذي ظهر لي بلطف الله سبحانه بعد فضل الغوص في التراجم والالتفات إلى نكات كلمات الأعاظم من دون تصريح أحد منهم بذلك : أن الرجال أقسام :

فقسم منهم يروي عن الإمام دائما بغير واسطة.

وقسم منهم لم يرو عن إمام عليه‌السلام أصلا إلا بالواسطة ، لعدم دركه أزمنة

__________________

(٣٣) تكملة الرجال (ج ١ ص ١٥).


الأئمة عليهم‌السلام ، أو عدم روايته عنهم عليهم‌السلام.

وقسم منهم له روايات عن الإمام عليه‌السلام بلا واسطة ، وروايات عنه عليه‌السلام بواسطة غيره.

فالذي يذكره الشيخ في باب (من روى عن أحدهم عليهم‌السلام) تارة ، وفي باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) أخرى ، يشير بذلك إلى حالتيه ، فباعتبار روايته عنه عليه‌السلام بغير واسطة أدرجه فيمن روى عنه عليه‌السلام ، وباعتبار روايته عنه عليه‌السلام بواسطة آخر أدرجه في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) (٣٤).

أقول : ما ذكره من عدم تصريح أحد بذلك ، غريب إذ قد سبقه غيره كما نقلناه عن الكاظمي ، والأغرب أن الشيخ المامقاني قد نقل أيضا ذلك عنه ، قبل سطرين من ادعائه هذا.

وما ذكره الشيخ المامقاني سادس الوجوه وحكاه عن الميرزا في (الوسيط) ـ في ترجمة بكر بن محمد الأزدي من قوله : (ما في (لم) إما سهو ، أو بناء على أن العباس لم يرو عن بكر إلا ما رواه عن غيرهم عليهم‌السلام) (٣٥) ـ قريب من هذا التوجيه.

ويشترك معه في أن المذكور في باب (لم) إنما يروي عن غير الأئمة عليهم‌السلام ، فالرواية بالواسطة تعني الرواية عن غير الأئمة عليهم‌السلام ، فلاحظ.

وقد اختار هذا التوجيه بعض الفضلاء المحققين (٣٦).

وقد أجيب عن هذا التوجيه :

أولا : أن وجود رواية شخص عن المعصوم عليه‌السلام مع الواسطة لا يصحح ذكره في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام بعد ما كانت له رواية عنهم عليهم‌السلام فإن المصحح لذكر أحد في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام هو عدم روايته عنهم بلا واسطة ، مع كونه من رواة الحديث ، لا روايته عن المعصوم عليه‌السلام مع الواسطة ، ولو كان

__________________

(٣٤) تنقيح المقال (ج ١ ص ٤ ـ ١٩٥).

(٣٥) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤) وانظر جامع الرواة (ج ١ ص ١٢٨) فقد أورد فيه نص كتاب (الوسيط) للميرزا محمد الأخباري الرجالي.

(٣٦) رجال الطوسي ـ المقدمة ـ (ص ١٥٩).


راويا عنه بلا واسطة أيضا (٣٨).

وثانيا : إن أكثر الرواة عن الأئمة عليهم‌السلام قد رووا عن غير الأئمة عليهم‌السلام من أصحابهم ، من غيرهم ، فلو صح ما ذكر (لزم ذكر جميع أصحاب الأئمة في (من لم يرو عنهم السلام) إلا من شذ وندر ، فإنه قل في أصحابهم عليهم‌السلام من لم يرو عن غير المعصومين) (٣٨).

التوجيه الثالث : المعاصرة وعدمها

قال السيد بحر العلوم : قد يحتمل أن يكون المراد في القسم الثاني من عاصرهم ولم يرو عنهم أو روى عنهم وبقي بعدهم ، بأن يكون المراد من تأخر زمانه أعم ممن وجد بعدهم ، أو بقي بعدهم وإن روى عنهم (٣٩).

وقال السيد حسن الصدر ـ وهو يتحدث عن الترجيح بين النجاشي والشيخ في أمر الجرح والتعديل ـ ما نصه : الشيخ أشد مراسا في ذلك من النجاشي ، وربما صحب الرجل الواحد إمامين أو ثلاثة ، فيذكره في رجال الكل وربما صحب ولم يرو ، فيذكره في الأصحاب وفيمن لم يرو.

قال : وهذا وإن كان خلاف الظاهر ، إلا أنه تأويل يصار إليه عند الضرورة (٤٠) وقال السيد الخوئي : أن يراد بذكره في أصحاب أحد المعصومين عليهم‌السلام مجرد المعاصرة وإن لم يره ولم يرو عنه ، فيصح حينئذ ذكره في (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) أيضا (٤١).

ويظهر منه ـ دام ظله ـ اختياره هذا الوجه في بعض الموارد.

فقد قال في بكر بن صالح : لا مناقضة بين عد الشيخ الرجل من أصحاب الرضا عليه‌السلام وعده في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام إذ لا تنافي بين أن يكون الرجل من أصحاب أحد الأئمة عليهم‌السلام ولا يروي عنهم عليهم‌السلام (٤٢).

__________________

(٣٧) معجم رجال الحديث (ج ١ ص ١١٦ ـ ١١٧).

(٣٨) معجم رجال الحديث (ج ١ ص ١١٧).

(٣٩) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤٢).

(٤٠) نهاية الدراية (ص ١٤٠).

(٤١) معجم رجال الحديث ، المقدمة (ج ١ ص ١١٦).

(٤٢) أيضا (ج ٣ ص ٣٤١).


وفي الفضل بن أبي قرة ـ بناءا على عدم صحة روايته عن الصادق عليه‌السلام لضعف طريقها ـ قال : وعلى ما ذكرناه صح عده من أصحاب الصادق عليه‌السلام باعتبار مصاحبته عليه‌السلام ، وعده في (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) باعتبار عدم ثبوت روايته عن الصادق عليه‌السلام ، وأما قول النجاشي : (روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام) فلعله ينظر إلى مطلق الرواية عنه عن أبي عبد الله عليه‌السلام وإن لم تكن الرواية صحيحة ، فإنه قد ورد في الكتب الأربعة في (٢٥) موردا (٤٣).

وذكر نحوه في محمد بن عبد الجبار (٤٤).

والظاهر من مقدمة الكتاب أن السيد عدل عن هذا ، واختار التوجيه العاشر التالي.

وقد اختار هذا التوجيه الثالث جمع من المتأخرين (٤٥).

والجواب عنه بوجوه :

الأول : أن الظاهر من قوله (من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم‌السلام) عدم إدراكه لزمانهم ، إما لعدم وجوده في ذلك الزمان ، أو لصغره وعدم قابليته للرواية عنهم (٤٦).

أقول : في تمامية هذا الجواب نظر :

أما أولا : فلأن موارد النقض لا تدخل في هذا النوع وهو من تأخر زمانه عنهم ، بل هو داخل في النوع الآخر وهو من عاصرهم ولم يرو عنهم كما صرح به الشيخ في (الرجال) في المقدمة ، وقد فصلناه.

وثانيا : أن الأمر لا ينحصر فيما ذكره من الصغر وعدم القابلية ، بل الملاك عدم الرواية بأي وجه كان ، ولو كان قابلا للرواية ، كما إذا كان بعيدا عن مكان وجود الإمام عليه‌السلام أو كان عاميا غير معتقد بالامام ثم اعتقد بعد زمان الإمام ، أولم يكن من أهل الحديث والفقه ، ثم صار منهم بعد فوات عصر الإمام ، فإنه يصدق على جميع

__________________

(٤٣) معجم رجال الحديث (١٣ / ٤ ـ ٣٠٥).

(٤٤) المصدر (١٦ / ٢٣٢).

(٤٥) أنظر : قاموس الرجال (ج ١ ص ٢٩) ، وراجع رجال الخاقاني (ص ١٠٥) ، وتنقيح المقال (ج ١ ص ١٤٥) ، وبهجة الآمال (ج ٢ ص ٤١٠).

(٤٦) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤٢) ، وانظر تنقيح المقال (١ / ١٩٤).


هؤلاء أنه عاصرهم ولم يرو عنهم ، فلاحظ.

الثاني : أنه خلاف صريح عبارته من أنه يذكر أولا من روى عنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو أحد المعصومين عليهم‌السلام ، ثم يذكر من تأخر عنهم أو عاصرهم ولم يروهم.

هكذا أجاب السيد الخوئي عن هذا التوجيه (٤٧).

أقول : قوله : (ولم يرهم) غير صحيح ، فإن (الرؤية) وعدمها لا دخل لهما في عد الرجل من باب من روى أو لم يرو ، بل الدخيل في ذلك هي (الرواية) وعدمها ، وقد أشرنا إلى ذلك في ما سبق ، وقد ذكرنا أن المراد من الأصحاب في الكتاب هم أصحاب الرواية لا الرؤية أو اللقاء.

فالصحيح : أن الشيخ إنما التزم بذكر الرواة في الأبواب الأولى ، وخصص الباب الأخير بمن لم يرو عن أي واحد منهم مطلقا ، فمجرد روايته عن أي إمام يدرجه في الرواة ، ولا يصح حينئذ عده فيمن لم يرو عنهم ، للتنافي بين النفي والاثبات.

الثالث : أن الشيخ في بعض الموارد ذكر المعاصرين الأئمة عليهم‌السلام في أبواب رواتهم وصرح بعدم روايتهم عنهم ، ليكون كالمعتذر لذكرهم في تلك الأبواب ، فيقول : رآه أو لقيه أو لحقه ولم يرو عنه (٤٨).

فلو كان جميع المذكورين في (لم) ممن سبق ذكره من هذا القبيل ، لصرح معهم بمثل ذلك ، ولم يقتصر على تلك الموارد القليلة.

الرابع : إنه لا يتم في كثير من الموارد ، فإن من ذكره في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام أيضا قد روى عنهم ، ولم يقتصر على مجرد المعاصرة (٤٩).

الخامس : إنه منقوض بمجموعة من الرواة عن إمام عليه‌السلام ممن ذكرهم الشيخ في بابه ، وقد امتدت أعمارهم وبقوا إلى أعصر الأئمة المتأخرين ولم يرووا عنهم ، ومع ذلك لم يدرجهم الشيخ في باب (من لم يرو) ، مثل :

حماد بن راشد الأزدي البزاز أبو العلاء الكوفي ، ذكره في أصحاب الباقر

__________________

(٤٧) معجم رجال الحديث ، المقدمة (ج ١ ص ١١٦).

(٤٨) لاحظ رجال الطوسي (ص ٤٠٦) رقم ١٣ و ١٤).

(٤٩) معجم رجال الحديث (ص ١١٦) ، ورجال الخاقاني (ص ١٠٥) ، وتنقيح المقال (١ / ١٩٤).


عليه‌السلام وقال : أسند عنه ، توفي سنة (١٥٦) (٥٠) ومثله في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وأضاف : وهو ابن (٧٧) سنة (٥١).

فقد عاصر الكاظم عليه‌السلام ولم يرو عنه ، ولم يذكره في أصحابه عليه‌السلام ولا في من لم يرو.

داود بن أبي هند القشيري السرخسي يكنى أبا بكر ، واسم أبي هند دينار ، ذكره في أصحاب الباقر عليه‌السلام ، وقال : مات في طريق مكة سنة (١٣٩) (٥٢) ومع أنه عاصر الإمام الصادق عليه‌السلام فلم يذكر في أصحابه ، ولا في باب من لم يرو.

عبد العزيز بن أبي خازن سلمة بن دينار المدني ، ذكره في أصحاب الصادق عليه‌السلام وقال : أسند عنه ، مات سنة (١٨٥) (٥٣) ولم يذكره في أصحاب الكاظم ولا الرضا عليهم‌السلام ، ولا في باب من لم يرو عنهم.

وغيرهم كثير.

التوجيه الرابع : التحمل في الصغر والأداء في الكبر

قال السيد بحر العلوم : أن يكون قد تحمل الرواية عنهم عليهم‌السلام صغيرا وأداها بعدهم كبيرا ، فهو من أصحابهم ، وممن تأخر زمان روايته عنهم (٥٤).

وأجاب عنه المامقاني :

أولا : أن من المقرر في علم الدراية عدم شرطية الكبر في تحمل الرواية. فهذا الذي تحمل صغيرا وأدى كبيرا ممن روى عنهم عليهم‌السلام ، فإثباته في عداد من لم يرو عنهم عليهم‌السلام لا وجه له (٥٥).

توضيحه : أن المراد بمن روى عنهم ، هو من تحمل عنهم الحديث ، فإن كان تحمل الصغير صحيحا ، كان راويا ، فلم يندرج في باب (من لم يرو) وإن لم يكن تحمله صحيحا ، لم يكن راويا فلم يصح درجه في أبواب الرواة.

__________________

(٥٠) رجال الطوسي (ص ١١٧) رقم (٣٩).

(٥١) أيضا (ص ١٧٤) رقم (١٥٤).

(٥٢) رجال الطوسي (ص ١٢٠) رقم (٧).

(٥٣) رجال الطوسي (ص ٢٣٤) رقم (١٨٩).

(٥٤) رجال السيد بحر العلوم (٤ / ١٤٢).

(٥٥) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).


وأجاب ثانيا : بعدم ظهور اطراد هذا الوجه في مواضع الإشكال (٥٦).

أقول : وهذا جواب عن أكثر هذه التوجيهات ، حيث أنها غير جارية في جميع الموارد التي ورد فيها هذا الإشكال.

فإن فيهم من لقي إمامين أو أكثر ، وقد ذكر في باب (لم) ، فلا يمكن أن يقال إنه لقي الإمام الثاني وهو صغير أيضا.

مثل بكر بن محمد الأزدي ، فقد ذكر في أصحاب الصادق وأصحاب الرضا عليهما‌السلام وفي (لم) وسيأتي في المورد [٨].

وحفص بن غياث من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام وسيأتي في المورد [١٥].

والريان بن الصلت من أصحاب الرضا والهادي عليهما‌السلام وسيأتي في المورد [١٧].

وزرعة بن محمد من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام وسيأتي في المورد [١٨] وهكذا غيرهم.

التوجيه الخامس : الرواية شفها وغيرها

قال السيد بحر العلوم : أن يكون مراده بالرواية عنهم عليهم‌السلام ما يعم الرواية بالمشافهة والكتابة ، بعدم الرواية عنهم عليهم‌السلام وعدم الرواية بخصوص المشافهة (٥٧).

وأجاب عنه ـ بعد عدم وضوحه ، وكونه مجرد ادعاء لا دليل عليه ـ :

أولا : بأن المقابلة قاضية بإرادة المعنى الواحد في النفي والإثبات.

ثانيا : بعدم اطراد هذا الوجه في مواضع الإشكال (٥٨).

التوجيه السادس : عدول الشيخ عن رأيه

قال المامقاني : إن محمل ما صدر من الشيخ هو العدول عما ذكره أولا (٥٩).

__________________

(٥٦) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٥٧) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤٢) وذكره في تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٥٨) رجال السيد بحر العلوم (٤ / ١٤٢) وانظر تنقيح المقال (١ / ١٩٤).

(٥٩) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).


والجواب : أن هذا غير ممكن الالتزام به

فإذا كان الراوي قد روى عن الإمام عليه‌السلام وتثبت الشيخ من روايته في مصادر الحديث ، وذكره في أبواب من روى عن الأئمة عليهم‌السلام ، فلا معنى للعدول عن هذا الأمر الواقع ، وهل هو أمر قابل للعدول؟ وإذا كان وقف الشيخ على عدم صحة ما أثبته أولا ، فاللازم عليه حذف اسمه من الأبواب الأولى ، وإدراج اسمه في باب (من لم يرو) فأما الجمع بذكر اسمه في البابين ، فلا يناسب الاحتمالين.

مع أن هذا الاحتمال لو صح في بعض الموارد ، فإنه لا يصح في كثير منهم قطعا ، حيث أن روايتهم عن الأئمة عليهم‌السلام ثابتة قطعا.

التوجيه السابع : الشك والتردد من الشيخ

ما ذكره الكاظمي بقوله : لقد أحسن بعض مشايخنا في ذلك حيث قال : قد يقطع الشيخ على رواية الراوي عنهم عليهم‌السلام بلا واسطة ، فيذكره في باب من روى عنه عليه‌السلام ، وقد يقطع بعدم الرواية عنهم عليهم‌السلام ، فيذكره في باب من لم يرو ، وقد يحصل له الشك في ذلك فلا يمكنه والتطلع والتفحص عن حقيقة الحال ، فيذكره في البابين تنبيها على الاحتمالين (٦٠).

أقول : ظاهر كلام الشيخ رحمه‌الله في جميع الأبواب القطع بما أورد فيها ، ولو كان مترددا في ما أثبته لذكر ذلك وأشار إليه كمال فعل في مواضع عديدة ، وسيأتي بيان أن الشيخ استعمل أكثر الألفاظ التي تدل على تمييز الراوي ، وهذا لا يصدر عن من يتردد في أمر الرواة ، كما هو واضح.

قال المامقاني ـ مجيبا على الاحتمال الخامس مما ذكره ـ : إن عادة الشيخ رحمه‌الله في الكتاب على بيان معتقده في حق الرجال ، وذكره لهم في المقامين ـ على سبيل الجزم ـ ينافي تردده في ذلك (٦١).

ولاحظ التوجيه التاسع.

__________________

(٦٠) تكملة الرجال (ج ١ ص ١٤ ـ ١٥) ، نقله في تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٦١) تنقيح المقال ـ جواب الوجه الخامس (ج ١ ص ١٩٤).


التوجيه الثامن : اختلاف الآراء

قال الكاظمي : وله وجه آخر وجيه ـ يشهد به بعض كلام الشيخ ـ وهو أنه يذكره في البابين ، إشارة للخلاف ، وجمعا بين الأقوال (٦٢).

وقال المامقاني : أن يكون اختلاف كلام الشيخ رحمه‌الله لاختلاف العلماء في شأن أمثال هؤلاء الذين ذكرهم في الموضعين (٦٣).

وقد أورده السيد بحر العلوم احتمالا ممكنا ، ولم يرده (٦٤).

وأجاب عنه المامقاني بقوله :

إن عده لهم في من روى عنهم عليهم‌السلام يكشف عن عثوره على روايتهم عنهم عليهم‌السلام ، فلا يمكن إنكاره لروايتهم عنهم عليهم‌السلام (٦٥).

أقول : يمكن توضيح هذا الجواب بأن الاختلاف في مثل المقال لا معنى له ، فإن رواية الشخص عند الشيخ إن ثبتت ، أثبت الشيخ اسم الراوي في باب (من روى عنهم) وإلا أثبته في باب (من لم يرو عنهم) ولا معنى لأن يذكره في البابين من دون تنبيه.

ونجيب ثانيا : أن الشيخ قد تعرض للاختلافات حيثما وجدت عند ذكر الرواة ، وهذا يدل على تنبهه إلى الخلاف ، وتنبيهه عليه كما اللازم ، ومع ذلك لم يذكرهم في باب (من لم يرو عنهم) ، مثل :

١ ـ في أصحاب السجاد عليه‌السلام : محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

قال : وقيل ليس له منه رواية (٦٦).

ومع ذلك لم يذكره في باب (من لم يرو عنهم).

٢ ـ وفي أصحاب الرضا عليه‌السلام : إبراهيم بن عبد الحميد ، قال : من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، أدرك الرضا عليه‌السلام ، ولم يسمع منه على قول

__________________

(٦٢) تكملة الرجال (ج ١ ص ١٥).

(٦٣) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٦٤) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤٣).

(٦٥) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٦٦) رجال الشيخ (ص ١٠١).


سعد بن عبد الله (٦٧) ومع ذلك لم يذكره في باب (من لم يرو عنهم).

٣ ـ وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام : ثابت بن دينار ، قال : توفي سنة (١٥٠) (٦٨) وقال في أصحاب الكاظم عليه‌السلام : اختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن عليه‌السلام (٦٩).

ومع ذلك لم يذكره في باب (من لم يرو عنهم).

لكنه في أصحاب العسكري عليه‌السلام قال : الحسين بن الحسن بن أبان ، أدركه ولم أعلم أنه روى عنه (٧٠).

وذكره في باب (من لم يرو عنهم) (٧١).

فلا بد أن يكون لمن يعاد ذكره في (لم) خصوصية أخرى غير جهة الاختلاف.

الرأي التاسع : التوقف

قال السيد بحر العلوم : ـ بعد ما ذكر عدة محتملات وأجاب عنها ـ : والحق ضعف هذه الوجوه كلها ، وأن عبارة الشيخ رحمه‌الله قاصرة في هذا الباب عن تأدية المراد (٧٢).

وأضاف السيد بحر العلوم : ولصاحب النقد رحمه‌الله في ترجمة القاسم بن محمد الجوهري كلام جيد كأنه أصاب المنحر ، فليلحظ ذلك ، والله أعلم.

أقول : راجعت نقد الرجال في تلك الترجمة فلم أجد فيه شيئا يذكر كتوجيه للتناقض المتوهم إلا رده على ابن داود الذي اختار التعدد (وهو التوجيه الأول) فإنه قال : إن مثل هذا كثير في كتاب الشيخ مع قطعنا بالاتحاد ... وإن كان منافيا لقوله قدس‌سره في عنوان الكتاب (٧٣).

فإن كان نظر السيد بحر العلوم إلى كلام صاحب النقد هذا ، فهو ليس إلا

__________________

(٦٧) رجال الطوسي (ص ٣٦٦) رقم ١.

(٦٨) رجال الطوسي (ص ١٦٠) رقم (٢).

(٦٩) المصدر (ص ٣٤٥) رقم (١) حرف الثاء.

(٧٠) رجال الطوسي (ص ٤٣٠) رقم ٨.

(٧١) أيضا (ص ٤٦٩) رقم (٤٤).

(٧٢) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤٣).

(٧٣) نقد الرجال (ص ٢٧١ ـ ٢٧٢).


تأكيدا للإشكال ، لا يبعد أن يكون غرض السيد ذلك ، وأنه إنما تأدب في مجابهة الشيخ الطوسي ، فأحال على هذا الكلام.

واحتمل الشيخ المامقاني أن يكون نظر السيد بحر العلوم إلى ما ذكره صاحب التعليقة على النقد وهو الشيخ عبد النبي الكاظمي ، حيث ذكر فيها احتمالات ثلاثة واختار منها ما ذكرناه في التوجيه السابع ، فلاحظ (٧٤).

الرأي العاشر : الاشتباه والغفلة

وذهب جمع إلى أن ذلك وقع في الكتاب على أثر غفلة الشيخ ، فذكر شخصا في الرواة ، وسها عن ذلك فأورده في (من لم يرو) وعللوا ذلك بأن الشيخ كان مرجعا للعام والخاص من الناس ، ومع كثرة مراجعة الناس إليه لأخذ الفتوى وكثرة أماليه ودروسه التي أخذها منه تلامذته ، نجده مكثرا في التأليف جدا ، ومن أكثر فقد عرض للأخطاء لا محالة.

قال السيد محسن الأعرجي في عدة الرجال : وربما رجح حكاية النجاشي على حكاية الشيخ ، لتسرعه وكثرة تأليفه في العلوم الكثيرة ، ولذلك عظم الخلل في كلامه ، فتراه يذكر الرجل تارة في رجال الصادق عليه‌السلام وأخرى في رجال الكاظم عليه‌السلام ، وتارة في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، مع القطع بالاتحاد ... مع أنه أخذ على نفسه في أول كتابه أن يذكر أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة إلى القائم عليهم‌السلام الذين رووا عنهم عليهم‌السلام كلا في بابه ، ثم يذكر من تأخر عنهم من رواة الحديث أو من عاصرهم ولم يرو عنهم عليهم‌السلام.

وهذا وإن كان خلاف الظاهر إلا أنه تأويل يصار إليه عند الضرورة ، والسهو والنسيان طبيعة ثانية للانسان لا يكاد ينجو منهما أحد.

ومع ذلك فالطعن على الشيخ خارج عن قانون الأدب ، وهو إمام في هذا الشأن ، وإنما جاء الاشتباه في بعض الأحيان لشدة إقبال الناس في تناولهم ما يخرج

__________________

(٧٤) تكملة الرجال (ج ١ ص ١٤ ـ ١٥).


عنه قبل إعادة النظر فيه (٧٥).

والقهپائي يرى أن ذكر الشيخ لشخص في أصحاب إمام أو أكثر وفي باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) أيضا ، إنما هو على الاشتباه (٧٦).

وعلق على جميع الموارد المفروض فيها ذلك بقوله (كيف يكون ممن لم يرو) مستنكرا ذلك ، وأضاف في (حفص بن غياث) : ولكن مثله من مثله قدس‌سره غير عزيز ، حيث لزمته العجلة الدينية (٧٧).

وقال الخاقاني : بعد أن ذكر أنه لا بد من حصول الغفلة لأمثال الشيخ ممن كان مستوعب الأوقات ما بين درس وتأليف وإفتاء وقضاء وغيرها ـ : ومن ذلك ذكره الرجل في بابين متناقضين كباب من يروي وباب من لم يرو ، فيما علم اتحاده ، فتوهم من لا تدبر له التعدد (٧٨).

وقال المامقاني ـ بعد أن أورد وجوها وردها ـ : وبالجملة ، فلم نقف على ما يزيح الإشكال تحقيقا ، فلا محمل لما صدر من الشيخ رحمه‌الله إلا العدول عما ذكره أولا (٧٩) أو سهو القلم الذي يقع فيه من لم يكن معصوما (٨٠).

وقال السيد الخوئي دام ظله : والتوجيه الصحيح أن ذلك قد صدر عن الشيخ لأجل الغفلة والنسيان فعند ما ذكر شخصا في (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) غفل عن ذكره في أصحاب المعصومين عليهم‌السلام وأنه روى عنهم بلا واسطة ، فإن الشيخ لكثرة اشتغاله بالتأليف والتدريس كان يكثر عليه الخطأ فقد يذكر شخصا واحد في باب واحد مرتين أو يترجم شخصا واحدا في فهرسته مرتين (٨١)

__________________

(٧٥) عدة الرجال ـ مخطوط ـ ونقلنا عنه بواسطة كتاب (دائرة المعارف المسماة بمقتبس الأثر) للمرحوم الشيخ محمد حسين الأعلمي الحائري (ج ٣ ص ٧٠ / ٧١).

(٧٦) مجمع الرجال (ج ١ ص ٤).

(٧٧) أيضا ، (ج ٢ ص ٢١٤) هامش (٦).

(٧٨) رجال الخاقاني (ص ١٠٢ ـ ١٠٣).

(٧٩) انظر التوجيه السادس.

(٨٠) تنقيح المقال (ج ١ ص ١٩٤).

(٨١) معجم رجال الحديث ، (المقدمة) (ج ١ ص ١١٧ ـ ١١٨).


والغريب أن سيدنا الأستاذ ، يصحح في مقدمة كتابه هذا التوجيه ، لكنه في متن الكتاب يحاول رفع التناقض بالتوجيه الثالث ، وقد ذكرنا موارد لجوئه إلى ذلك التوجيه عند ذكره ، فلاحظ.

والجواب عن ذلك بوجوه :

الأول : أن تعرض الشيخ في كتاب رجاله لآراء الآخرين وذكر الاختلافات وإظهار نظره الخاص أحيانا بقول : (لا أعلم له رواية) ونحو ذلك ، وتصديه ـ في خصوص باب (من لم يرو) وبالأخص في موارد البحث ـ لذكر الراوي عن الرجل والمروي عنه ، يكشف ـ بلا شك ـ عن دقة الشيخ في هذا الكتاب والتفاته الكامل لما وضع فيه.

وسنبحث عن هذه الجهة فيما يلي بشكل أوسع.

الثاني : أن هذه الغفلة المدعاة ، قد صدرت في خصوص [٦٢] موردا فقط ، ـ مع أن كتاب الرجال يحتوي على الآلاف العديدة من الأسماء ، أفلا يطرح هذا السؤال : لماذا غفل الشيخ في هذا الأسماء فقط فأعادها في باب (من لم يرو) دون غيرها؟ مع أن الأسماء المعادة ، لم يعدها الشيخ بعين ما ذكرها أولا ، بل أعاد كثيرا منها باختلاف في أسماء الأجداد أو الألقاب وما أشبه ، وأما أكثرها فأعادها مع قيد الراوي أو المروي عنه ، مما يكشف عن أن الشيخ كان يهدف من هذا الإعادة غرضا علميا خاصا.

وسيأتي توضيح ذلك عند كل مورد.

وقد تنبه تنبه الشيخ عبد النبي الكاظمي إلى بعض ذلك ، في إبراهيم بن صالح ، وهو المورد (٣) ـ بعد أن حكم بالتعدد ـ فقال : ومما يدل على عدم غفلة الشيخ في الفهرست أنه قال : (إبراهيم بن صالح ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأول) (٨٢).

قال الكاظمي : فلو كان غافلا عن أولا لذكر الإسناد ثانيا ، ولم يحله على الأول (٨٣).

__________________

(٨٢) الفهرست للطوسي (ص ٣٣) رقم (٢٦).

(٨٣) تكملة الرجال (ج ١ ص ٨٦).


الثالث : أن بعض الأسماء من المذكورين ، روايتهم عن الإمام ، من الوضوح بحيث لا يمكن أن يدعى في حق الشيخ أنه يغفل عنه ، كفضالة بن أيوب ، فكيف يمكن ادعاء غفلة الشيخ عن روايته عن الصادق عليه‌السلام ليعيده في باب (لم) سهوا ، مع كثرة روايات فضالة وسعتها ، ومع سعة أعمال الشيخ الحديثية وتعمقه في كتب الحديث والفهارس ، إن هذا بعيد عن مقام الشيخ جدا.

الرابع : أن وجود الحل الموجه لعمل الشيخ ـ ولو احتمالا ـ كاف في منع هؤلاء القائلين من توجيه هذه الحملات على الشيخ ، ولا أقل من اعتبار ذلك شبهة يدرأ بها حد تلك المواجهات الصعبة ، فكأن الأولى بهم التأمل والتدقيق في فهم مراده.

وأخير ـ ونحن لا ندعي العصمة للشيخ ـ : فإن طرح مثل هذا الاحتمال في عمل الشيخ ، مع أنه إمام هذا الشأن ، وأشد مراسا له ، لما ذكرناه في التمهيد من أنه الرجالي الوحيد الذي كانت له جهود فقهية وحديثية ، فكان له مراس قوي في تطبيق نظرياته الرجالية في الفقه والحديث. إن طرح هذا الاحتمال في حقه يؤدي إلى طرح الأقوى منه في حق غيره من الرجاليين ، وهذا ما نأباه بكل مشاعرنا ، ونجل علم الرجال وأعلامه منه.

ولو أن هؤلاء القائلين حاولوا الوقوف على منهج الشيخ في تأليف رجاله وهدفه من صنيعه في هذا الباب ، لم يوجهوا هذا الكلمات إلى ساحته المقدسة.

التوجيه الحادي عشر : كثرة الطرق

قال الخاقاني : إن غرضه من باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) أنه عقده لمن لم يرو عنهم : إما لتأخر زمانه عنهم ، أو لعدم رؤياه لهم وإن كان في زمانهم ، ولا يمتنع أن يذكر فيه بعض من صبحهم وروى عنهم لوجود الطريق له هناك أيضا. فيكون هذا الباب مشتملا على أقسام ثلاثة :

١ ـ من تأخر زمانه عنهم.

٢ ـ من لم يرو عنهم وإن عاصرهم.

٣ ـ من صحبهم وروى عنهم أيضا.

فلا يكون باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) منحصرا في القسمين الأولين ،


كما عساه يظهر من كلامه أعلى الله مقامه ، وإن كان أصل الغرض من عقد هذا الباب مختصا بهما ، لكنه لا بأس به ، بل هو أنفع ، لإفادته كثرة الطرق وزيادتها ، ولا إشكال في رجحانه ، إذ ربما تكون الرواية بواسطة ذلك من قسم المستفيض أو المحفوف بالقرائن المتاخمة للعلم ، بل قد يبلغ العلم ، بل قد يبلغ العلم ، والله أعلم (٨٤).

أقول : إن كل راو من الرواة لا بد وأن يكون للشيخ إليه طريق واحد أو أكثر ، ومحل بيان الطرق وتعدادها إما أسانيد الروايات ، أو الفهارس والمشيخات ، وكتاب الرجال لم يعد لذكر الطرق وتعدادها ، حتى يتصدى فيه لذلك.

مضافا إلى أن تعدد الطرق لا ينحصر بهذا العدد الضئيل من الرواة ، فما ذا حصر الشيخ المعادين فيهم؟

مع أنه لا حاجة لبيان كثرة الطرق وتعدادها إلى أن يعيد ذكرهم في باب من لم يرو ، إذ لا ينافي كثرة الطرق كونهم رواة فلا حاجة إلى عدهم في ذلك الباب من أجل بيان هذا الأمر؟

وليست كثرة الطرق وتعدادها موجبة لشبهة مخرجة لهم عن باب الرواة؟

الرأي المختار :

إن الاهتمام بأمر طبقات الرواة وتعيينها مما لا خفاء في لزومه ، لوضوح فائدته بل أهميته لتأثيره المباشر في تحديد عصر كل راو وتمييز بشكل دقيق عمن يشاركه في خصوصياته وملابساته من الرواة ، وبمعرفة ذلك يقف طالب السند على ما في ذلك السند من زيادة أو نقص من الوسائط ، ويحكم على أساس ذلك بالاتصال أو الإرسال ، فإن الأسانيد قد يقع فيها حذف اسم راو أو أكثر ، فتكون الرواية مرسلة ، يسقط الحديث بإرسالها عن الاعتبار.

ولأجل تلافي ذلك وضع علماء الرجال كتبا تتكفل أمر طبقات الرواة مرتبين فيها أسماء الرواة ، لتحديد عصورهم ، ومعرفة من يروي عنهم ومن يروون عنه ، ومن تمكن روايته عنه أولا تمكن ، من حيث العصر والطبقة.

قال المحقق الدربندي : إن فائدة معرفة الطبقات هي الأمن من تداخل

__________________

(٨٤) رجال الخاقاني (ص ١٠٥ ـ ١٠٦).


المتشابهين ، وإمكان الاطلاع على تبيين التدليس ، والوقوف على حقيقة المراد من العنعنة ، من السماع أو اللقاء أو الإجازة أو نحوها ، فإن العنعنة تحتملها (٨٥).

وقد انتهجوا في رسم كتب الطبقات مناهج عديدة.

فمنهم من رتبها على القرون.

ومنهم من رتبها على المشايخ.

ومنهم من رتبها على الوفيات.

ومنهم من رتبها على أعصر الأئمة عليهم‌السلام ، وغير ذلك.

وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ـ والد البهائي ـ : ينبغي للحاذق التنبه للزيادة في السند والنقص ... ومما يعين على ذلك معرفة أصحاب الأئمة واحدا واحدا ، ومن لحق من الرواة الأئمة ومن لم يلحق ، وقد صنف أصحابنا في أصحاب الأئمة عليهم‌السلام كتبا ذكروا فيها أصحاب كل إمام ومن لحق منهم إمامين أو أكثر (٨٦).

رجال الشيخ أكبر كتاب على الطبقات

نعتقد أن أكبر كتاب مؤلف على الطبقات هو كتاب رجال الشيخ رحمه‌الله فلا بد أن يكون غرضه منه هو الغرض من الطبقات أعني تمييز طبقة كل راو ، عن طبقة الرواة الآخرين ، كي لا يلتبس أحدهما بالآخر عند مشاركتهما في الأسماء أو أسماء الآباء أو الألقاب.

والدليل على أن كتاب الرجال هو على الطبقات ما يلي :

أولا ـ ترتيب الكتاب على الأبواب المعنونة بأسماء المعصومين عليهم‌السلام بحيث جعل لكل معصوم بابا خاصا أدرج فيه أسماء الرواة عنه ، وهذا هو ترتيب كتب الطبقات ، وقد عرفت أن قسما من كتب أصحابنا قد وضع على طبقات أصحاب الأئمة عليهم‌السلام ، لم يبق بأيدينا منها سوى طبقات الرواة للبرقي أحمد بن محمد بن خالد ، فقد صرح الشيخ الطوسي بأن اسمه (طبقات الرجال) ، وهو مرتب على أبواب بأسماء

__________________

(٨٥) القواميس (قسم الدراية) الورقة (٢١).

(٨٦) وصول الأخيار (ص ١١٦ ـ ١١٧) ولمعرفة الطبقات وترتيبها لاحظ : شرح نخبة الفكر (ص ٢٣٠) وما بعدها ، وجامع المقال للطريحي (ص ١٧٦).


المعصومين عليهم‌السلام ، ورجال الشيخ على نسقه وترتيبه ، مع إضفاء صبغة فنية عليه وهو ترتيب أسماء كل باب على حروف المعجم (٨٧).

فرجال الشيخ هو أكبر كتاب ـ من القدماء ـ في طبقات أصحاب الأئمة عليهم‌السلام.

ثانيا ـ أن كتاب الرجال يحتوي على مجرد سرد أسماء الرواة ، من دون ذكر ما يرتبط بهم من اهتمامات رجالية تتعلق بأحوال الراوي ، من الوثاقة والمدح أو الضعف والقدح ، وسائر التفاصيل التي يهتم بها علماء الرجال.

وإنما التركيز فيه على تعيين الطبقة بذكره في الباب المعين رغم تشخص الراوي باسمه واسم أبيه وما يحتاج إلى تعيينه من الألقاب والمضافات.

وهذا هو ديدن أصحاب الطبقات.

واعتقد أن المقدار الذي ذكره الشيخ من التوثيق والتضعيف في كتاب الرجال أحيانا إنما هو في الموارد التي يؤثر ذلك فيها لتعيين الراوي ، ولتفصيل ذلك محل آخر.

ثالثا ـ أن الشيخ الطوسي في هذا الكتاب يؤكد على أمور لا ثمرة لها إلا تعيين الطبقة ، ويستعمل أساليب وألفاظا خاصة بكتب الطبقات ، وإليك نماذج منها : ١ ـ تعيين الإمام المروي عنه ولو أكثر من واحد.

مع أن كتاب الشيخ موضوع على الأبواب ، ومبين في مقدمته أنه يذكر في كل باب من روى عن ذلك الإمام ، فمع ذلك نراه يصرح في ترجمة الشخص في الباب أنه روى عن الإمام الآخر ، مع ذكره في بابه أيضا ، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن غرض الشيخ هو التأكيد على طبقة الرواي.

فكثيرا ما يقول في باب أصحاب الباقر عليه‌السلام : روى عنه وعن أبي عبد الله عليهما‌السلام.

أنظر (ص ١٠٨ و ١١٠ و ١١١ و ١١٣ و ١١٧ و ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٣ و ١٣٩).

أو يقول : (روى عنهما) والمقصود الباقر والصادق عليهما‌السلام أنظر :

__________________

(٨٧) الفهرس للطوسي (ص ٤٥) رقم (٦٥).

ولاحظ الذريعة (ج ١٥ ص ١٤٧) ، منتقى الجمان (ج ١ ص ٣٥) طبعة جماعة المدرسين ـ قم.


(ص ١٠٩ و ١٥٨ و ١٩٠ و ٢١٦ و ٢١٨ و ٢٢٤ و ٢٣٢ و ٢٣٣ و ٢٤٢ و ٢٦٦) (٨٨).

٢ ـ وفي مواضع كثيرة يلجأ إلى ذكر من روى عن الراوي ، أنظر مثلا (ص ٢٣) رقم (١٢٧) و (ص ٢٨٨) ورقم (١١٨) و (ص ٣٠٦) رقم (٤١١).

وعامة من في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) مصحوب بهذا الأمر.

٣ ـ تحديد وفيات كثير من الرواة ، وتحديد سني أعمارهم ، أو من لقوا ومن لم يلقوا من الأئمة عليهم‌السلام ، أنظر مثلا : (ص ٢٤٩) رقم (٤٢٠ و ٤٢٧) و (ص ٢٥٤) رقم (٥٠٨) و (ص ٢٥٦) رقم (٥٣٨) و (ص ٢٦٠) رقم (٦١٤).

وصرح في بعض الموارد ببقاء الراوي إلى أزمنة متأخرة ، انظر مثلا : (ص ١٧٤) رقم (١٥٢).

٤ ـ ويركز على ذكر الاختلاف أو نفي الرواية مع اسم الراوي ، انظر مثلا : (ص ١٠١) رقم (٦) و (ص ٤٣٠) رقم (٨) و (ص ٤٣١) رقم (٣) من حرف السين.

٥ ـ ويذكر عدد حديث الشخص : مثل (ص ٣٦٧) رقم (٩).

٦ ـ ويعدد أسماءه ـ تأكيدا على تمييزه ـ مثل (ص ٢٨٩) رقم (١٤٦) ولو ظنا ، مثل (ص ٣٩٠) رقم (٤٠).

٧ ـ ويستعمل ألفاظا خاصة بأصحاب الطبقات مثل (لحق) أنظر (ص ٤٠٦) رقم (١٣) و (١٤).

ومثل (أدرك) و (عاصر) و (لقي) وغيرها.

٨ ـ وإليك النص التالي الدال بوضوح على أن الشيخ إنما يهتم في كتابه بأمر تحديد الطبقة ، يقول في ترجمة : (الحسين بن الحسن بن أبان) :

ذكر ابن قولويه : (أنه قرابة الصفار وسعد) وهو أقدم منهما ، لأنه روى عن الحسين بن سعيد ، وهما لم يرويا عنه (٨٩).

وكلمة (القرابة) تعني القرب في العصر والطبقة ، ومعنى الكلام أن ابن قولويه ذكر أن ابن أبان يقرب من الصفار وسعد من حيث الطبقة فهما من طبقة

__________________

(٨٨) أرقام الصفحات هي لكتاب رجال الطوسي.

(٨٩) رجال الطوسي (ص ٤٣٠) رقم (٨).


واحدة ، لكن الشيخ الطوسي ، لا يقبل ذلك ويقول : إن ابن أبان أقدم منهما طبقة ، لروايته عن الحسين بن سعيد ، وهما لم يرويا عنه ، فهما متأخران طبقة عن ابن أبان.

وهذا أوضح دليل على أن الشيخ يتصدى في كتابه هذا إلى موضوع تعيين الطبقات ، خاصة إذا لاحظنا خلوه من أي اهتمام رجالي آخر ، كالجرح والتعديل أو ذكر الطرق ، أو أية خصوصية رجالية أخرى.

وقد أدى الشيخ هذا الدور في الكتاب بشكل علمي دقيق ، وبشكل فني ظريف بما لا مزيد عليه.

٩ ـ وأخيرا نجد التصريح بلفظ (الطبقة) في مورد من كتابه ، قال في ترجمة محمد بن أحمد بن الوليد : يروي عن حماد بن عثمان ومن في طبقته (٩٠) ١٠ ـ وأما في خصوص باب (من لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام) فقد أبدى اهتماما أكثر بما يفيد تعيين الطبقة ، حيث أن الأبواب السابقة محددة بعصر كل إمام إمام ، فيكون عصر الراوي محددا بزمن السماع من الإمام المعقود له الباب ، فلم يكن بحاجة إلى تمييز الراوي إلا من جهة معرفي شخصه ، بمشخصاته الخاصة من اسم الأب أو الكنية أو البلد أو الصنعة أو الولاء ، أو الإضافة إلى الأقارب ، ونحو ذلك ، وفي بعض الحالات المعدودة باللجوء إلى الرواة عنه معرفته بهم.

أما في هذا الباب ، فإن المعنون فيه لا بد وأن يتحدد بكلا طرفيه ، بمن يروي الشخص عنهم ، وبمن يروون عن الشخص ، وبعبارة أخرى : لا بد أن تحدد طبقته بذكر الراوي والمروي عنه.

وقد استعمل هذا في أكثر تراجم هذا الباب ، في غير من تأخر زمانه عن عصر الأئمة عليهم‌السلام ، وأما في هؤلاء فيكتفي غالبا بتحديد زمن الولادة والوفاة بالسنين لأنها معلومة غالبا.

وأما الإشكال في موارد خاصة

فقد يوجد في الأسانيد رواية بعض المتأخرين عن عصر الأئمة عليهم‌السلام في الطبقة ، عن بعض المتقدمين في الطبقات السابقة. مثلا ، رواية سعد بن عبد الله

__________________

(٩٠) مجمع الرجال (ج ٥ ص ١٤٢) ولم أجده في المطبوع من كتاب رجال الشيخ.


الأشعري المتوفى سنة (٣٠٠) عن الهيثم بن أبي مسروق الذي هو من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام المتوفى (١١٤) أو الجواد عليه‌السلام المتوفى سنة (٢٢٠) فإن هذا غير ممكن إذا لا حظنا طبقتهما.

فنلاحظ أن الهيثم شخص معروف من جهة روايته ، وهو في طبقة من روى عن الأئمة عليهم‌السلام ، لكن رواية سعد عنه مباشرة تفيد أن سعدا قد أدرك الهيثم ، ولازم ذلك :

إما أن يكون الهيثم قد بقي إلى عصر لقيه سعد ، وهذا شئ لم يذكروه.

أو أن يكون الهيثم الذي روى عنه سعد شخصا آخر غير الهيثم الراوي عن الأئمة عليهم‌السلام ، فهذا من طبقه من لم يرو.

وبما أن الهيثم واحد قطعا ، وليس هناك شخص آخر بهذا الاسم في الأسانيد ، لعدم ذكرهم له ، وبما أن سعدا لا يمكن أن يروي مباشرة عن الراوي عن الأئمة عليهم‌السلام ، فاللازم هو الالتزام بأن هذا السند : (سعد عن الهيثم) قد سقطت فيه واسطة ـ واحدة أو أكثر ـ ومعنى ذلك أن الرواية مرسلة.

وهكذا ، كلما وجد الشيخ أن في سند الحديث خللا من حيث طبقة رواته ، أو علة في اسم الراوي أو معرفة شخصه أو من جهة الكلام في اتصاله عند أعلام الطائفة إذا حكموا بإرساله أو انقطاعه ، أو حكموا بعدم لقاء الراويين أو شكوا في سماع الراوي عن المروي عنه ، فإن الشيخ يورد المروي عنه في (باب من لم يرو عنهم) للدلالة على هذا الانقطاع والارسال ، وهذا البعد في الطبقة بين رواة الإسناد ، وهذه العلة في رجاله.

وعمل الشيخ هذا هو بمثابة استنتاج من كتاب الرجال المبني على طبقات الرواة ، واستثمار وتطبيق لما أورده في الأبواب السابقة من جهد علمي.

ويبقى السؤال الأساسي : بماذا يرفع التنافي بين عد الراوي في الأبواب السابقة. وبين عده في هذا الباب؟.

وبعبارة أخرى : إذا كان هؤلاء قد رووا بالفرض عن الأئمة عليهم‌السلام.

كيف يقول عنهم في هذا الباب : (إنهم لم يرووا)؟.

أقول : إذا لوحظ الغرض المزبور من عقد الأبواب علمنا أن الشيخ إنما يعقدها


لطبقة من روى وطبقة من لم يرو ، والمذكورون إذا وردوا في سند مرسل ، كما في الهيثم ، يكون الشخص في ظاهر هذا السند في طبقة من لم يرو ، وإلا لم يمكن رواية سعد عنه ، ولا أقل من وجود شبهة فيهم أن يكونوا ممن لم يرو ، وهذا كاف في تجويز ذكرهم هنا ، وغرض الشيخ هو التنبيه على هذا الجهة ، كي يعرف أمر المذكورين فحيثما قطع بالاتحاد بين المذكورين سابقا ولاحقا ، فالحكم يكون على الرواية بالإرسال والانقطاع ويجزم بذلك ، ويخرج المذكورون عن شبهة دخولهم في طبقة من لم يرو.

وهذه ملاحظة دقيقة دل عليها الشيخ بتصرفه البديع ذلك ، فعنوان الباب هو (طبقة من لم يرو) وهؤلاء في هذه الطبقة على ظاهر الأسانيد المرسلة ، وإن كانوا في طبقة الرواة على أساس رواياتهم عن الأئمة عليهم‌السلام.

وبهذا أيضا يعرف وجه ذكر الشيخ لجمع من الرواة في أبواب من روى عن الإمام ، مع تصريحه في ترجمة كل بأنه (لم يرو عنه) وإنما لحقه أو أدركه.

وذلك ، لأن إدراك الراوي للإمام ولحوقه بعصره ، يوجب دخوله في طبقة من روى ، فهذا هو الموجب لذكره ، ولكن بما أن الشيخ يعلم عدم روايته ، لزمه أن يذكر ذلك ليتداركه ، ويتلافى احتمال روايته ، أو دفعا لتوهم أنه روى.

وإذا تمكنا من إثبات هذا الرأي ـ كما سيأتي مفصلا ـ ظهر لنا أن التنافي بين عد الرجل في أبواب من روى وفي باب من لم يرو ليس إلا مجرد صورة التنافي ، فلا مناقصة واقعا بينهما ، لأن الشيخ لا يريد أن يقول (روى) و (لم يرو) ـ والشيخ يجل مقامه من أن يتصور ذلك في حقه ـ.

بل أراد الكشف عن أن روايات هؤلاء ـ تلك التي وردت بطرق خاصة ـ إنما هي من نوع الحديث (المعلل) وهو ما فيه علة غامضة خفية ، وظاهر السلامة.

قال العاملي : أما وقوعها في السند ، فكاشتراك الراوي بين الثقة وغيره.

ورواية الراوي عمن لم يلقه قطعا ، أو مخالفة غيره في السند ، مع قرائن أخرى تنبه الحاذق على وهم ، بإرسال في الموصول ، أو وقف في المرفوع ، أو إدخال سند في سند ، أو نحو ذلك ، بحيث يغلب على ظنه الخلل بعدم أو يتوقف فيه (٩١).

__________________

(٩١) وصول الأخيار (ص ١١٢).


وقال الشهيد : وإنما يتمكن من معرفة ذلك أهل الخبرة بطرق الحديث ومتونه ، ومراتب الرواة ، الضابط لذلك ، وأهل الفهم الثاقب في ذلك ، ويستعان على إدراكها ـ أي العلل المذكورة ـ بتفرد الراوي بذلك الطريق ، أو المتن وبمخالفة غيره له ، مع انضمام قرائن تنبه العارف على تلك العلة ، من إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع ، أو دخول حديث في حديث ، أو وهم واهم بحيث يغلب على الظن ذلك ولا يبلغ اليقين ، وإلا لحقه حكم ما تيقن من إرسال وغيره ، أو يتردد في ذلك فيتوقف (٩٢).

ولا ريب أن شرط الخبر الصحيح الذي يعمل به سلامته من العلة فيه وأما ما يترائى من عدم التفات الأصحاب إلى هذه الجهة في الأسانيد المبحوث عنها ، فليس إلا من جهة عدم التأمل الدقيق في عبارة الشيخ في الرجال وفي طرقه في الفهرست ، ولعدم التفاتهم إلى مدى اعتبار انتفاء العلة في حجية الحديث (٩٣).

وقد نقل عن الشهيد قوله : إن رواية الراوي عن المعصوم تارة بالواسطة ، وأخرى بدونها اضطراب في السند ، يمنع من صحته (٩٤).

قد ذكر الشيخ في مثل ذلك قوله : (وهذا مما يضعف الاحتجاج بالخبر) (٩٠).

وللتفصيل عنه مجال آخر.

ومع قطع النظر عن ذلك ، فإن في ذكر ذلك والتدقيق فيه مزية يختص بها أمثال الشيخ من المهرة في فن الرجال من بيان واقع حال السند ، وإن لم يكن له أثر في الحكم عليه من حيث الاعتبار.

تطبيق الحل المختار على الموارد

ونبدأ الآن بتطبيق هذا الرأي على الموارد المفروض وقوع الإشكال فيها ، ولا بد من التذكير ـ أولا ـ بأمور :

__________________

(٩٢) الدراية (ص ٥٠) وانظر الرواشح (ص ١٨٣).

(٩٣) منتقى الجمال (ج ١ ص ٨).

(٩٤) منتقى الجمال (ج ١ ص ٩).

(٩٥) الاستبصار (ج ٢ ص ٢٤ وانظر ص ٦٦).


١ ـ أن أي حل يفرض لهذه المشكلة لا بد أن يكون مطردا في جميع الموارد قابلا للتطبيق عليها كلها.

وقد أشار السيد بحر العلوم إلى ذلك في جوابه عن بعض التوجيهات ، بقوله : مع عدم ظهور اطراده في مواقع الإشكال (٩٦).

٢ ـ أن منهج الشيخ في تأليف كتاب الرجال عامة يعتمد على كتب الحديث ، فحيثما وجد رواية لأحد عن واحد من الأئمة عليهم‌السلام أثبت اسم ذلك الراوي في باب أصحاب ذلك الإمام ، باعتبار روايته عنه ، وحاول أن يشخصه بما يعرفه من مشخصات ومميزات ، وإذا تكررت روايته عن ذلك الإمام بعنوان آخر كرره في نفس الباب أيضا بالعنوان الثاني ، وإن روى عن إمام آخر أدرجه في بابه كذلك ، يشير أحيانا إلى سبق روايته عن إمام آخر أو لحوقها كذلك.

وقد أحرزنا هذا المنهج بالتتبع في كتب الحديث المختلفة للخاصة والعامة ، فوجدنا فيها أسماء من ذكرهم الشيخ في الرجال ، بينما لا ذكر لهم في أي كتاب رجالي آخر ، ولتفصيل الاستدلال عليه مجال آخر.

والغرض من هذا أنه لا بد لإحراز ما صنعه الشيخ فيما يرتبط بالمشكلة من مراجعة كتب الحديث التي كانت متوفرة لدى الشيخ للعثور على الروايات التي ترتبط بالمذكورين في موارد المشكلة بأسانيدها التي أشار الشيخ إليها هنا في باب (لم). ونحاول في ما يلي الكشف عن وجه الخلل الممكن فيها ، من حيث الإرسال وغيره ، بما يلائم رأينا في الحل.

ولا بد أن نذكر أن أكثر تلك الأسانيد المعللة ، مذكورة في كتاب (الفهرست) للشيخ الطوسي ، بما يقرب الاعتقاد بأن ما عمله في هذا الباب ناظر إلى تصحيح أسانيد الفهرست.

٣ ـ أن ما أثبته الشيخ في هذا المجال لا يكون منفصلا عن سائر ما يلتزم به الشيخ من القواعد والنظريات الرجالية والأصولية ، فلا بد أن تؤخذ بنظر الاعتبار ، كما سيجئ شرحه عند المورد (٣٢).

__________________

(٩٦) رجال السيد بحر العلوم (ج ٤ ص ١٤٢) وانظر تنقيح المقال (١ / ١٩٤).


٤ ـ أن الموارد المذكورة ليس حكمها على حد سواء في أنها تحل بهذا الرأي.

بل إن بعضها خارج عن مورد الإشكال للقطع فيها بالتعدد ، ويؤيده أن الشيخ ، أعاد الأسماء باختلاف في الألقاب والنسب وغير ذلك ، مما يوهم التعدد أو يكون المورد قابلا له.

وفي بعضها لآخر ، ليس للإشكال مورد أصلا ، كما إذا كان الشيخ قد ذكر اسمه في أبواب من روى على أساس إدراكه ولحوقه لا على أساس روايته.

تبقى الموارد داخلة ، وسنحاول تطبيق هذا الحل المختار عليها ، حسبما يساعدنا عليه التوفيق إنشاء الله.

الموارد

المورد [١]

إبراهيم بن رجاء ، المعروف بابن هراسة

ذكره الشيخ أصحاب الصادق عليه‌السلام بقوله : إبراهيم بن رجاء أبو إسحق المعروف بابن هراسة الشيباني الكوفي (٩٧).

وقال في باب (من لم يرو) : إبراهيم بن هراسة (٩٨).

أقول : إشكال الطبقة فيه يظهر من سند الشيخ إليه في الفهرست ، فإنته يروي عنه محمد بن أبي القاسم (٩٩) وهو المعروف ب (ماجيلويه) الذي ترجمه النجاشي ووثقه وقال فيه : صهر أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، أخذ عند العلم والأدب (١٠٠).

والبرقي أحمد توفي سنة (٢٧٤) أو (٢٨٠) (١٠١) فتلميذه متأخر عنه طبقة ، فكيف يروي ماجيلويه عن إبراهيم الذي هو من أصحاب الصادق عليه‌السلام مباشرة وبلا واسطة؟

__________________

(٩٧) رجال الطوسي (ص ١٤٦) رقم (٧٠).

(٩٨) أيضا (ص ٤٥٢) رقم (٨٠).

(٩٩) الفهرست للطوسي (ص ٣٢) رقم (١٩) والنسخة مصحفة.

(١٠٠) رجال النجاشي (ص ٣٥) رقم (٩٤٧).

(١٠١) رجال النجاشي (ص ٧٧) (١٨٢).


وبما أن (إبراهيم بن هراسة) ليس متعددا قطعا ، وليس في الرجال في طبقة (من لم يرو) من ترجم بهذا الاسم ، فلا بد أن يكون السند مرسلا.

المورد [٢]

إبراهيم بن إسحاق ، أو العجمي.

قال الشيخ في أصحاب الهادي عليه‌السلام : إبراهيم بن إسحاق ، ثقة (١٠٢).

ونقله القهپائي ، وأضاف : سيذكر عن (لم) بعنوان إبراهيم العجمي (١٠٣).

وقد ذكر الشيخ في باب (من لم يرو) ما نصفة : إبراهيم العجمي ، من أهل نهاوند ، روى عنه الرقي أحمد بن أبي عبد الله. (١٠٤) ، وأورد رواية البرقي عنه في الفهرست (١٠٥).

وأقول : الظاهر أن الأول غير الثاني ، فإن المسمى بإبراهيم بن إسحاق في رجالنا عدة ، المحتمل هنا ، اثنان :

١ ـ الذي عدة الشيخ من أصحاب الهادي عليه‌السلام ووثقه ، وقد عده البرقي أيضا من أصحابه وقال : إبراهيم بن إسحاق بن أزور شيخ لا بأس به (١٠٦) وهذا لم ينسب إلى نهاوند ، ولم يرو عنه البرقي.

٢ ـ بو الذي في (لم) وهو إبراهيم بن إسحاق النهاوندي المعروف بالأحمري الذي صرحوا بضعفه (١٠٧).

وهذا لم يعد في أصحاب الأئمة عليهم‌السلام ولم يرو عنه البرقي حسب تتبعنا.

وهذان متعددان قطعا.

وأما المذكور بعنوان إبراهيم العجمي ، فإن كان هو الثاني كما احتمله السيد

__________________

(١٠٢) رجال الطوسي (ص ٤٠٩) رقم (٦).

(١٠٣) مجمع الرجال (ج ١ ص ٣٩) ،

(١٠٤) رجال الطوسي (ص ١ ٤٥) رقم (٧٨).

(١٠٥) الفهرست للطوسي (ص ٣١) رقم (١٦).

(١٠٦) رجال البرقي (ص ٥٨) ، وانظر : معجم رجال الحديث (

١ / ٧٠).

(١٠٧) رجال النجاشي (ص ١٩) رقم (٢١) ، والفهرست للطوسي (ص ٢٩). رقم (٩).


الخوئي (١٠٨) فهو غير الأول ، لما عرفت من تعددهما.

وإن كان غيره ، فهو شخص ثالث غيرهما ، فلاحظ (١٠٩).

فهذا المورد ليس من موارد النقض ، بل هو من المتعدد.

المورد [٣]

إبراهيم بن صالح

قال الشيخ في أصحاب الباقر عليه‌السلام : إبراهيم بن صالح الأنماطي (١١٠).

وقال في أصحاب الرضا عليه‌السلام : إبراهيم بن صالح (١١١).

وقال في باب (من لم يرو) (١١٢) إبراهيم بن صالح الأنماطي روى عنه أحمد بن نهيك ، ذكرناه في الفهرست (١١٣).

وأورد ترجمته في الفهرست لكن فيه رواية عبيد الله بن أحمد بن نهيك (١١٤).

أقول : ذكر البرقي في أصحاب الباقر عليه‌السلام : إبراهيم بن صالح الأنماطي (١١٥). وفي أصحاب الكاظم عليه‌السلام : إبراهيم بن صالح (١١٦).

وقد ترجم النجاشي لاثنين باسم (إبراهيم بن الصالح الأنماطي) قال في أحدهما : الأسدي ثقة ، روى عن أبي الحسن عليه‌السلام ووقف (١٠٧).

والظاهر من قوله (وقف) أنه يروى عن الكاظم عليه‌السلام ، لأن الواقعة إنما يروون عنه دون الرضا عليه‌السلام (١١٨).

__________________

(١٠٨) معجم رجال الحديث (ج ١ ص ٥٩).

(١٠٩) مجمع الرجال (ج ١ ص ٣٨ و ٣٩ و ٥٩) ، وتكملة الرجال (ج ١ ص ٨٢) ، ومعجم رجال الحديث (ج ١ ص ٥٩ و ٧٠ ـ ٧٢).

(١١٠) رجال الطوسي (ص ١٠٤) رقم (١٣).

(١١١) أيضا (ص ٣٦٨) رقم (١٧).

(١١٢) أيضا (ص ٤٥٠) رقم (٧١).

(١١٣) هذا الترجمة لا توجد في المخطوطة لكنها موجدة في المطبوعة والمصادر الأخرى.

(١١٤) الفهرست للطوسي (ص ٢٦) رقم (٢).

(١١٥) رجال البرقي (ص ١١).

(١١٦) أيضا (ص ٥١).

(١١٧) رجال النجاشي (ص ٢٤) رقم (٣٧).

(١١٨) أنظر معجم الرجال الحديث (١ / ١٠٣).


وقال في الآخر : يكنى بأبي إسحاق ، كوفي ، ثقة لا بأس به (١١٩).

وكذلك ترجم الشيخ في الفهرست لاثنين باسم (إبراهيم بن صالح) (١٢٠).

وكذلك الشيخ شهرآشوب في معالم العلماء (١٢١).

وقد استظهر الشيخ الكاظمي من تعدد الترجمة في هذه الكتب أن المترجمين متعددان ، وقال : الأظهر التعدد لبعد التكرار من هؤلاء (١٢٢).

أقول : ما يرتبط بمورد بحثنا من رجال الشيخ ، فقد عرفنا أنه ذكره ثلاث مرات : مرة في رجال الباقر عليه‌السلام ، ومرة في رجال الرضا عليه‌السلام ومرة في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، فالاحتمالات في ذلك :

١ ـ فإن جعلنا الأولين شخصا واحدا ، والثالث شخصا آخر ، فلا إشكال من حيث الطبقة ، إلا أنه يرد عليه أن الراوي عن الثاني وعن الثالث في رجال النجاشي واحد ، وهو عبيد الله بن أحمد ، وهذا يدعو إلى اتحادهما.

أقول وسيجئ جوابه في الاحتمال الثالث ، وهذا من مؤيداته ، وانظر ما ذكره السيد الأستاذ بهذا الصدد (١٢٣).

٢ ـ وإن جعلناهم ثلاثة كما يظهر من السيد الأستاذ (١٢٤) فلا إشكال أيضا.

٣ ـ ومن المحتمل أن يكون الأول منفردا ، وأن يكون الثاني والثالث شخصا واحد ، وحينئذ فالإشكال يطرح ، بأنه : كيف يعد من أصحاب الرضا عليه‌السلام ويذكر في باب (لم)؟

فنقول : إن رواية عبيد الله بن أحمد بن نهيك عمن هو من أصحاب الرضا عليه‌السلام بلى الكاظم عليه‌السلام ، مباشرة ، لا تتحملها الطبقة ، فيكون حديثه مرسلا.

وإن جعلنا الراوي عن إبراهيم هو أحمد بن نهيك لا ابنه ، كما هو صريح عبارة

__________________

(١١٩) أيضا (ص ١٥) رقم (١٣).

(١٢٠) الفهرست للطوسي (ص ٢٦) رقم (٢) و (ص ٣٣) رقم (٢٦).

(١٢١) معالم العلماء (ص ٥) رقم (٥) و (ص ٦) ورقم (٢١) من طبعة النجف.

(١٢٢) تكملة الرجال (ج ١ ص ٨٦).

(١٢٣) معجم رجال الحديث (١ / ١٠٣).

(١٢٤) أنظر معجم رجال الحديث (ج ١ ص ١٠٣).


الشيخ في باب (من لم يرو) (١٢٥).

فالخلل في السند من جهة اختلاف الراوي عن إبراهيم ، هل هو أحمد أو ابنه عبيد الله؟

ومما يؤيد هذا الخلل أن سند النجاشي إلى عبيد الله هو بوسائط ثلاث ، بينما سند الطوسي إليه بأربع وسائط ، مع اتحاد طبقة الطوسي والنجاشي.

وعلى هذا فإشكال الطبقة وارد

المورد [٤]

أحمد بن إدريس القمي

قال الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام : أحمد بن إدريس القمي المعلم ، لحقه عليه‌السلام ، ولم يرو عنه (١٢٦).

وقال في باب (من لم يرو) : أحمد بن إدريس القمي ، الأشعري ، يكنى أبا علي ، وكان من القواد ، روى عنه التلعكبري ، قال : سمعت منه أحاديث يسيرة في دار ابن همام ، وليس لي منه إجازة (١٢٧)

أقول : وليس هذا من موارد الإشكال لأن الشيخ يصرح في الأول بأنه لم يرو عن الإمام عليه‌السلام ، وإنما الإشكال فيه وفي أمثاله : لماذا ذكره الشيخ في أصحاب الإمام مع أنه عقد الباب لذكر الرواة عنه عليه‌السلام وهذا ليس منهم؟ وقد أجبنا عن ذلك فيما مضى ، وحاصل الجواب : أن الشيخ إنما عقد الأبواب لطبقة الرواة ، والذي لحق الإمام وأدركه ، يكون في هذه الطبقة ، ولكن بما أن هذا الراوي لم يرو عنه ، ذكره الشيخ في أصحابه وصرح بعدم روايته دفعا لشبهة أنه روى ، أو ردا على من زغم أو توهم ذلك.

__________________

(١٢٥) رجال الطوسي (ص ٤٥٠) رقم (٧١).

(١٢٦) رجال الطوسي (ص ٤٢٨) رقم (١٦).

(١٢٧) رجال الطوسي (ص ٤٤٤) رقم (٣٧).


المورد [٥]

أحمد بن الحسين إسحق

ذكره الشيخ في أصحاب الهادي عليه‌السلام بقوله : أحمد بن الحسن بن إسحاق بن سعد (١٢٨).

وذكره في (باب من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) بقوله : أحمد بن الحسن بن أسحق ، روى عنه ابن نوح (١٢٩).

أقول : الظاهر أن ابن نوح هوا أبو العباس أحمد بن علي السيرافي البصري وهو شيخ النجاشي ، قال الشيخ عنه : مات من قرب (١٣٠).

ومن الواضح أنه لا يروي عن أصحاب الهادي عليه‌السلام مباشرة ، لبعد الطبقة ، فروايته عن مرسلة.

وإن كان المراد بابن نوح (أيوب بن نوح) فالإشكال أقول ، حيث أنه أقدم من أحمد هذا ، فكيف يروي عنه؟

لمورد [٦]

أحمد بن عمر الحلال ، أو الخلال

قال الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام : أحمد بن عمر الحلال ، كان يبيع الحل ، كوفي ، أنماطي ثقة ، ردي الأصل (١٣١).

أقول : في النسخة المخطوطة : (الخلال) بالمعجمة.

وقال في باب (من لم يرو عنهم) : أحمد بن عمر الحلال ، روى عنه محمد بن عيس اليقطيني (١٣٢).

أقول : إن رواية اليقطيني عنه أوردها في الفهرست في ترجمة (عبد الله بن محمد الحصيني) (١٣٣) وهذا من أصحاب الرضا عليه‌السلام (١٣٤). والإشكال فيه من

__________________

(١٢٨) رجال الطوسي (ص ٤٠٩) رقم (٤).

(١٢٩) أيضا (ص ٤٤٦) رقم (٦٦).

(١٣٠) الفهرست للطوسي (ص ٦٢) رقم (١١٧) ، وانظر رجال النجاشي (ص ٨٦) رقم (٢٠٩).

(١٣١) رجال الطوسي (ص ٣٦٨) رقم (١٩).

(١٣٢) رجال الطوسي (ص ٤٤٧) رقم (٥١).

(١٣٣) الفهرست للطوسي (ص ١٣٤) رجال النجاشي (ص ٢٢٧) رقم (٥٩٧).


جهتين :

١ ـ أن سند النجاشي إلى (أحمد الحلال) هو : محمد بن عيس بن عبيد (وهو اليقطيني) عن عبد الله بن محمد عن أحمد (١٣٥).

فلا يروي اليقطيني عن أحمد مباشرة

٢ ـ أن رواية اليقطيني عن أصحاب الرضا عليه‌السلام مباشرة فيها كلام ، وقد ذكروا أن أصغر في السن عن أن يروي عن ابن محبوب ، المتوفى سنة (٢٢٤) (١٣٦).

وعلى هذا فإشكال الطبقة واضح.

وللشيخ ابن داود الحلي ـ في هذا المورد ـ رأي آخر ، قال : الظاهر أنهما رجلان ، فابن الخلال ، بالمعجمة ، من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، والذي بالمهملة ممن لم يرو عنهم عليهم‌السلام (١٣٧).

والنسخة المخطوطة توافقه ، وكذلك نسخة صاحب المنهج (١٣٨).

وعلى هذا الاحتمال ، فليس هذا من موارد النقض.

ولعل نظر الشيخ إلى انقطاع الطريق لما ذكره الأعلام في (محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني) ، فاستثنوا روايته من كتاب (نوادر الحكمة) وسيأتي تفصيلة في المورد [٣٢]

وأشار الأسترآبادي إلى شئ من هذا بقوله : ومحمد بن عيسى يكون قد روى عنه [أي عن أحمد] الكتاب بواسطة ، وغيره بلا واسطة (١٣٩).

ولكن عبارته غير واضحة الدلالة ، وانظر المورد [٥٢].

__________________

(١٣٥) رجال النجاشي (ص ٩٩) رقم (٢٤٨).

(١٣٦) لاحظ رجال النجاشي (ص ٣٣٤) رقم (٨٩٦).

(١٣٧) رجال ابن داود ـ طبعة النجف ـ (ص ٤١) رقم ١٠٦).

(١٣٨) منهج المقال (ص ٤٠).

(١٣٩) منهج المقال (ص ٤٠).


المورد [٧]

بكر بن صالح الرازي

قال الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام : بكر بن صالح الضبي ، الرازي مولي (١٤٠) وقال في باب (من لم يرو) بكر بن صالح الرازي ، روى عنه إبراهيم بن هاشم (١٤١).

وأورد في الفهرست رواية إبراهيم عنه (١٤٢) ونقل عن تفسير القمي روايته عنه (١٤٣) ، وكذلك وقعت في طريق الصدوق إلى (بكر) في المشيخة (١٤٤).

أقول : لعل الوجه فيه أن (بكرا) من قدماء أصحاب الرضا عليه‌السلام بدليل رواية كثير من أصحاب عليه‌السلام عنه كالحسين بن سعيد (١٤٥).

وإبراهيم بن هاشم وإن لقي أصحاب الرضا عليه‌السلام ، لكنه لم يرو عن كبارهم ، ولذا شكك في لقائه للإمام الرضا عليه‌السلام ، وتلمذته ليونس بن عبد الرحمان ، وقد تنظر النجاشي في ذلك ، على الرغم من قول الكشي به (١٤٦) وقد صوب السيد الأستاذ نظر النجاشي باعتبار : أن إبراهيم ليست له رواية مباشرة عن يونس (١٤٧).

المورد [٨]

بكر بن محمد الأزدي

قال الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام : بكر بن محمد أبو محمد الأزدي ،

__________________

(١٤٠) رجال الطوسي (ص ٣٧٠) رقم (٢) باب الباء.

(١٤١) أيضا (ص ٤٥٧) رقم (٣).

(١٤٢) الفهرست للطوسي (ص ٦٤) رقم (١٢٧).

(١٤٣) معجم رجال الحديث (ج ٣ ص ٣٤١).

(١٤٤) روضة المتقين (ج ١٤ ص ٦٧).

(١٤٥) معجم رجال الحديث (ج ٣ ص ٣٤٢).

(١٤٦) رجال النجاشي (ص ١٦) رقم (١٨).

(١٤٨) معجم رجال الحديث (ج ١ ص ١٧٨).


الكوفي ، عربي (١٤٨).

وذكره البرقي في رجاله عليه‌السلام : وقال عربي كوفي (١٤٩).

وعده الشيخ في رجال الكاظم عليه‌السلام وقال : له كتاب (١٥٠).

وذكره البرقي في رجاله عليه‌السلام (١٥١).

وذكره الشيخ أصحاب الرضا عليه‌السلام وقال : له كتاب من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام (١٥٢).

وقال في باب (من لم يرو) : روى عنه العباس بن معروف (١٥٣).

أقول : أورد روايته عنه في الفهرست (١٥٤).

والظاهر أن الإشكال فيه كما في المورد السابق حيث أن بكرا من كبار أصحاب الرضا عليه‌السلام ، والعباس من صغارهم ، فلاحظ.

المورد [٩]

ثابت بن شريح

قال الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام : ثابت بن شريح الكوفي الصائغ (١٥٥).

وفي باب (من لم يرو) قال : ثابت بن شريح ، روى عنه عبيس بن هشام (١٥٦).

وقد أورد روايته عنه في طريقه النجاشي (١٥٧) والفهرست (١٥٨).

__________________

(١٤٨) رجال الطوسي (ص ١٥٧) رقم (٣٨).

(١٤٩) رجال البرقي (ص ٤٠).

(١٥٠) رجال الطوسي (ص ٣٤٤) رقم (١).

(١٥١) رجال البرقي (ص ٤٨).

(١٥٢) رجال الطوسي (ص ٣٧٠) رقم (١) باب الباء.

(١٥٣) رجال الطوسي (ص ٤٥٧) رقم (٤).

(١٥٤) الفهرست للطوسي (ص ٦٤) رقم (١٢٦).

(١٥٥) رجال الطوسي (ص ١٦٠) رقم (٣).

(١٥٦) أيضا (ص ٤٥٧) رقم (١) باب الثاء.

(١٥٧) رجال النجاشي (ص ١١٦) رقم ٢٩٧).

(١٥٨) الفهرست للطوسي (ص ٦٧) رقم (١٤٠).


وأورد في الفهرست بعده رواية ابن نهيك عنه (١٥٩).

والإشكال : أن عبيسا هو من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، فكيف يروي عن من هو من أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة؟

وقد يكون الإشكال في رواية ابن نهيك عنه أيضا ، لأنه بعيد عنه طبقة ، فلاحظ.

المورد [١٠]

جعفر بن أحمد

ذكره الشيخ في أصحاب الهادي عليه‌السلام (١٦٠) وكذلك البرقي (١٦١) باسم : جعفر بن أحمد.

وذكره الشيخ في باب (من لم يرو) بقوله : جعفر بن أحمد بن أيوب ، يعرف بابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلم ، له كتب (١٦٣).

أقول : لم يظهر كونها واحدا ، بل الظاهر هو التعدد ، فإن الثاني يروي عنه العياشي والكشي مباشرة ، كما في ترجمته عند النجاشي (١٦٣) وهما متأخران طبقة عمن يروي عن أصحاب الهادي عليه‌السلام ، فلاحظ.

فالمورد ليس من موارد النقض.

المورد [١١]

الحسن بن خرزاد

ذكره الشيخ في أصحاب الهادي عليه وقال : قمي (١٦٤).

__________________

(١٥٩) المصدر والموضع.

(١٦٠) رجال الطوسي (ص ٤١١) رقم (٤).

(١٦١) رجال البرقي (ص ٥٩).

(١٦٢) رجال الطوسي (ص ٤٥٨) رقم (٧) والملاحظة أن ما نقلناه جاء في المخطوطة ، وفي نسخة مجمع الرجال (ج ٢ ص ٢٣) ، لكن في المطبوعة (جعفر بن محمد) وهو غلط يشهد له ما في ترجمة الرجل من النجاشي.

(١٦٣) رجال النجاشي (ص ١٢١) رقم (٣١٠).

(١٦٤) الرجال للطوسي (ص ٤١٣) رقم (٢٠).


وذكره في باب (من لم يرو) وقال : من أهل كش (١٦٥).

أقول : استظهر الاتحاد بعضهم ، وقال القهپائي : الظاهر أنه واحد ، فكيف يكون ممن لم يرو ، وكأن أصله من كش ، وهو مجاور بقم (١٦٦).

وقال السيد الخوئي ـ بعد أن ذكرهما متعاقبين ـ : يحتمل اتحاده مع سابقة والله والعلم (١٦٧).

وقد دمجهما ابن داود في ترجمة واحد (١٦٨).

وقد أغرب ابن داود في صنيعه ، حيث أن مبناه في أمثاله هو التعدد ، كما عرفنا في التوجيه الأول مفصلا.

مع أنه لم يظهر من كلام الشيخ أية قرينة على الاتحاد ، بل العكس هو الظاهر فإنه استعمل النسبة إلى البلد قرينة على التعدد ومميزا ، فالأول قمي ، والثاني كشي ، وما أبعد ما بينهما!

وعلى فرض الاتحاد ، فالظاهر أن الإشكال إنما هو في رواية أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن خرزاد ، لأنهم ذكروا في ترجمة (أحمد بن محمد بن عيسى) أنه لا يروي عن الحسن هذا (١٦٩).

وعليه : فاللازم إضافة قولنا (روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى) في ترجمة (الحسن بن خرزاد) في (لم) ليعلم وجه الإشكال فيه.

المورد [١٢]

الحسن بن موسى الخشاب

ذكره الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام (١٧٠).

__________________

(١٦٥) أيضا (ص ٤٥٣) رقم (١٠).

(١٦٦) مجمع الرجال (ج ٢ ص ١٠٦).

(١٦٧) معجم رجال الحديث (ج ٤ ص ٢٣٨).

(١٦٨) رجال ابن داود ـ النجف ـ (ص ١٤) رقم ١١٩ من القسم الثاني.

(١٦٩) رجال النجاشي (ص ٨٢) رقم (١٩٨) ومجمع الرجال (١ / ١٦٢ و ١٦٤) وبهجة الآمال ـ نقلا عن تعليقة البهبهاني على المنهج ـ (ج ٢ ص ٩٦).

(١٧٠) رجال الطوسي (ص ٤٣٠) رقم (٥).


وذكره في باب (من لم يرو بقوله : روى عنه الصفار (١٧١).

ورواية الصفار عن الخشاب في الفهرست (١٧٢).

لعل الإشكال في أن الصفار متأخر طبقة عن الرواية عن الخشاب ، لأن سعد ابن عبد الله وهو في طبقة الصفار قد روى عن الخشاب بواسطة وهو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، فكيف يروي الصفار عنه بلا واسطة (١٧٣).

ولكن قد وردت روايته عنه بلا واسطة أيضا (١٧٤) فلاحظ.

المورد [١٣]

الحسين بن اشكيب

قال الشيخ في رجال الهادي عليه‌السلام : الحسين بن اشكيب القمي ، خادم القبر (١٧٥).

وقال في أصحاب العسكري عليه‌السلام : الحسين بن اشكيب المروزي ، المقيم بسمرقند وكش ، عالم متكلم ، مصنف للكتب (١٧٦).

وقال في باب (من لم يرو) : الحسين بن اشكيب المروزي ، فاضل ، جليل ، متكلم فقيه مناظر ، صاحب تصانيف ، لطيف الكلام ، جيد النظر (١٧٧).

أقول ترجم النجاشي للحسين بن اشكيب ، وأورد في ترجمته قول الكشي بكون الرجل من أصحاب الهادي عليه‌السلام ، وقال هو القمي خادم القبر ، وفي أصحاب العسكري عليه‌السلام : المروزي المقيم بسمرقند وكش ، عالم متكلم ، مؤلف للكتب (١٧٨).

__________________

(١٧١) أيضا (ص ٤٦٢) رقم (٣).

(١٧٢) الفهرست للطوسي (ص ٧٤) رقم (١٧١).

(١٧٣) الاستبصار للطوسي (ج ١ ص ٤٣٠) ح (١٦٥٩).

(١٧٤) المصدر (ج ١ ص ٤٨١) ح (١٨٦٤).

(١٧٥) رجال الطوسي (ص ٤١٣) رقم (١٨).

(١٧٦) رجال الطوسي (ص ٤٢٩) رقم (١) باب الحاء.

(١٧٧) رجال الطوسي (ص ٤٥٢ ـ ٤٦٣) رقم (٧).

(١٧٨) رجال النجاشي (ص ٤٤ ـ ٤٥) رقم (٨٨).


ويظهر من اتفاق عبارة الكشي مع عبارة الشيخ الطوسي ، أن الشيخ اعتمد على نقل الكشي في عد الرجل من أصحاب الإمامين الهادي والعسكري عليهما‌السلام ويظهر من عده في باب (لم) أنه لم يقف له على روايته عن الإمامين عليهما‌السلام ، فكأنه استدرك بذلك على الكشي.

وقد يؤيد ذلك بأن الشيخ حذف ترجمة الرجل من ما اختاره من رجال الكشي ، فلم يوجد في اختاره المطبوع (١٧٩).

المورد [١٤]

الحسين بن الحسن بن أبان

قال الشيخ في أصحاب العسكرين عليه‌السلام : الحسين بن الحسن بن أبان ، أدركه عليه‌السلام ولم أعلم أنه روى عنه ، وذكر ابن قولويه أنه قرابة الصفار وسعد بن عبد الله ، وهو أقدم منهما ، لأنه روى عن الحسين بن سعيد ، وهما لم يرويا عنه (١٨٠).

وقال في باب (من لم يرو) الحسين بن الحسن بن أبا ، روى عن الحسين ابن سعيد كتبه كلها ، روى عنه ابن الوليد (١٨١).

أقول : ليس هذا من موارد النقض ، لتصريح الشيخ في الباب الأول بعدم وقوفه على روايته عن الإمام ، وأما عده مع ذلك في باب أصحاب عليه‌السلام فقد ذكرنا أن وجه هو تلافي توهم كونه من الرواة ، ولعل في الرجاليين من اعتد أو التزم بذلك.

ويظهر من نقل الشيخ كلام ابن قولويه ، والرد عليه ، تصدي الشيخ لتعيين طبقة الرجل بدقة وافرة.

وأما قول الشيخ : (روى عنه ابن الوليد) فدليل آخر على أن الشيخ إذا ذكر الراوي عن الرجل ، فإنما يريد تعيين طبقته بذلك ، فابن الوليد ـ والمراد هنا هو محمد بن الحسن ـ إنما يروي عن أصحاب الإمام العسكري عليه‌السلام بواسطة دائما هي الصفار ومن في طبقته ، مع أنه قد روى عن الحسين بن الحسن بن أبان هذا بواسطة محمد بن

__________________

(١٧٩) لاحظ معجم رجال الحديث (ج ٥ ص ٢٤) ، ومجمع الرجال (ج ٢ ص ١٦٨) هامش (٢).

(١٨٠) رجال الطوسي (ص ٤٣٠) رقم (٨).

(١٨١) رجال الطوسي (ص ٤٦٩) رقم (٤٤).


يحيى العطار في بعض الروايات (١٨٢).

ولاحظ منتقى الجمان (ج ١ ص ٣٨ الطبعة الأولى) ورجال الخاقاني (ص ١٩٥ ـ ١٩٧).

المورد [١٥]

حفص بن غياث

ذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه‌السلام وقال : حفص بن غياث ، عامي (١٨٣).

وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام : حفص بن بن غياث بن طلق بن معاوية أبو عمر ، النخفي القاضي الكوفي ، أسند عنه (١٨٤).

وقال في أصحاب الكاظم عليه‌السلام : حفص بن غياث النخعي ، الكوفي ، صاحب أبي عبد الله عليه‌السلام (١٨٥).

وقال في باب (من لم يرو) : حفص بن غياث القاضي ، روى عنه ابن الوليد عن محمد بن حفص ، عن أبيه (١٨٦).

أقول : أورد رواية ابن الوليد عن ابنه محمد عنه في الفهرست (١٨٧).

والنجاشي رواه بعين السند لكن فيه : ابن الوليد عن عمر بن حفص عن أبيه (١٨٨).

وحفص هو من كبار العامة وقضاتهم توفي سنة (١٩٤) والمشهور أن الراوي عنه هو ابنه عمر المتوفى سنة (٢٢٢) وقد ترجم له علماء العامة (١٨٩).

وأما ابنه (محمد) فلم أجد له ذكرا في المعاجم الرجالية ، إلا ما ذكره الشيخ

__________________

(١٨٢) التوحيد ، للصدوق (ص ٧٥) ب (٢) ج (٢٩).

(١٨٣) رجال الطوسي (ص ١١٨) رقم (٥٠).

(١٨٤) رجال الطوسي (ص ٥ ـ ١٧٦) رقم (١٧٦).

(١٨٥) رجال الطوسي (ص ٣٤٧) رقم (١٦) وهذه الترجمة ليست في المخطوطة.

(١٨٦) رجال الطوسي (ص ٤٧١) رقم (٥٧).

(١٨٧) الفهرست للطوسي (ص ٨٧) رقم (٢٤٣).

(١٨٨) الفهرست للطوسي (ص ٨٧) رقم (٣٤٦).

(١٨٩) تهذيب التهذيب (ج ٧ ص ٤٣٥).


الطوسي في رجاله في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) (١٩٠) والظاهر أنه استند في وذلك إلى نفس هذا السند الذي كان بيده ، وأورده في الفهرست ، ويظهر أن الشيخ علل هذا السند بوجود (محمد) فيه ، حيث لم يذكر لحفص ابن باسم (محمد) ولا ترجم في المعاجم ، وكأنه يشير إلى احتمال تصحيف (عمر) إلى (محمد) في سند كتابه.

الموارد [١٦]

حمدان بن سليمان النيسابوري

قال الشيخ في أصحاب الهادي عليه‌السلام : حمدان بن سليمان بن عميرة ، نيسابوري ، المعروف بالتاجر (١٩١).

وقال في أصحاب العسكري عليه‌السلام : حمدان بن سليمان النيسابوري (١٩٢).

وقال في باب (من لم يرو) : حمدان بن سليمان النيسابوري ، روى محمد ابن يحيى العطار (١٩٣).

أورد رواية العطار عنه النجاشي (١٩٤) والفهرست (١٩٥) بل قيل في ترجمته : إن العطار كان من أخص أصحاب حمدان.

ولم يتبين لي وجه إعادة الشيخ له هنا.

إلا أن لي ملاحظة على رواية نقلت عن الكافي ، الجزء (٦) كتاب الأشربة باب المياه المنهي عنها (١٠) الحديث (٣) (١٩٦) وفي سنده :

(حمدان بن سليمان عن محمد بن يحيى).

ويلاحظ فيها أن (محمد بن يحيى) هذا من هو؟ وما هو شأنه؟

__________________

(١٩٠) رجال الطوسي (ص ٤٩٢) رقم (١٠).

(١٩١) رجال الطوسي (ص ٤١٤) رقم (٢٤).

(١٩٢) رجال الطوسي (ص ٤٣٠) رقم (٤).

(١٩٣) رجال الطوسي (ص ٤٧٢) رقم (٥٨).

(١٩٤) رجال النجاشي (ص ١٣٨) رقم (٣٥٧).

(١٩٥) الفهرست للطوسي (ص ٨٩) رقم (٢٥١).

(١٩٦) معجم رجال الحديث (

٦ / ٢٥٠).


وانظر المورد [٣٥].

المورد [١٧]

الريان بن الصلت

قال الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام : الريان بن الصلت ، بغدادي ، ثقة خراساني الأصل (١٩٧).

وقال في أصحاب الهادي عليه‌السلام : الريان بن الصلت البغدادي ، ثقة (١٩٨)

وقال في باب (من لم يرو) الريان بن الصلت ، روى عنه إبراهيم بن هاشم (١٩٩).

أقول : هما اثنان :

١ ـ الريان بن الصلت ، الأشعري القمي ، ترجم له النجاشي وقال : روى عن الرضا عليه‌السلام وكان ثقة وصدوقا (٢٠٠).

٢ ـ البغدادي الثقة ، ذكره الشيخ في أصحاب الرضا والهادي عليهما‌السلام وقال : خراساني الأصل ، كما مر.

وأما من ذكره الشيخ في (لم) فقد عنونه في الفهرست أيضا بالريان بن الصلت من دون وصف ، وقال : له كتاب ، رواه بسنده عن إبراهيم يبن هاشم عنه (٢٠١).

فكأن الشيخ يريد أن يعبر عن تردد الرجل بين الأشعري القمي ، أو البغدادي الخراساني ، ولا شك أن هذا يدخل الحديث في المعلل ، من حيث عدم تعين شخص المروي عنه ، فلاحظ.

__________________

(١٩٧) رجال الطوسي (ص ٣٧٦) رقم (١) باب الراء.

(١٩٨) أيضا (ص ٤١٥) رقم (١) باب الراء.

(١٩٩) أيضا (ص ٤٧٣) رقم (١) باب الراء.

(٢٠٠) رجال النجاشي (ص ١٦٥) رقم (٤٣٧).

(٢٠١) الفهرست للطوسي (ص ٩٦) رقم (٣٩٧).


الموارد [١٨]

زرعة بن محمد

قال الشيخ في رجال الصادق عليه‌السلام : زرعة بن محمد الحضرمي (٢٠٢) وفي أصحاب الكاظم عليه‌السلام أضاف : واقفي (٢٠٣).

وقال في باب (لم) : زرعة بن محمد ، عن سماعة (٢٠٤).

أقول : قوله : (عن سماعة) يعني سماعة بن مهران ، والمراد : أن زرعة يروي عن سماعة بن مهران ، والكلام ـ بهذا المقدار ـ غير مفيد أثرا جديدا ، لأن روايات زرعة عن سماعة كثيرة جدا ، بل هو من أخص أصحابه ، ويشتركان في اعتقاد الوقف.

وأتصور أن في عبارة الشيخ هنا نقصا.

ولعله نظر إلى رواية خاصة لزرعة بن محمد ، رواها شخص معين ، لم يرد اسمه في الكتاب.

وأظن أن المنظور إليه هو رواية الحسين بن سعيد الأهوازي عن زرعة.

لما ذكر في ترجمة الحسين من أن روايته عن زرعة مرسلة ، لتوسط أخيه الحسن بينهما.

قال الشيخ في ترجمة الحسن : روى جميع ما صنفه أخوه عن جميع شيوخه وزاد عليه بروايته عن زرعة عن سماعة ، فإنه يختص به الحسن ، والحسين إنما يرويه عن أخيه عن زرعة (٢٠٥).

ومن المحتمل ـ بعيد ـ أن يكون نظر الشيخ إلى رواية خاصة لزرعة عن سماعة أوردها الكشي ، وفيها تكذيب الإمام الرضا عليه‌السلام له ، فلاحظ (٢٠٦).

__________________

(٢٠٢) رجال الطوسي (ص ٢٠١) رقم (٩٨).

(٢٠٣) أيضا (ص ٣٥٠) رقم (٢).

(٢٠٤) أيضا (ص ٤٧٤) رقم (٥).

(٢٠٥) الفهرست للطوسي (ص ٧٨) رقم (١٩٧).

(٢٠٦) رجال الكشي (ص ٤٧٧) رقم (٩٠٤).


المورد [١٩]

سعد بن عبد الله القمي

قال الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام : سعد بن عبد الله القمي ، عاصره عليه‌السلام ، ولم أعلم أنه روى عنه (٢٠٧).

وقال في باب (من لم يرو) سعد بن عبد الله أبي خلف القمي ، جليل القدر ، صاحب تصانيف ، ذكرناها في الفهرست ، روى عنه ابن الوليد وغيره ، وروى عنه ابن قولويه عن أبيه عنه (٢٠٨).

أقول : في لقاء سعد للإمام العسكري عليه‌السلام كلام ، قال النجاشي. قي مولانا أبا محمد عليه‌السلام ، ورأيت بعض أصحابنا يضعفون لقاءه لأبي محمد عليه‌السلام ، ويقولون : هذا حكاية موضوعة عليه (٢٠٩).

أقول : والإشارة إلى حديث اللقاء الذي رواه الصدوق (٢١٠) وقد تحدث الشيخ التستري عن الحديث متنا وسندا بتفصيل بعد إيراده له (٢١١).

وعلى فرض صحة الحديث وثبوت اللقاء فليس فيه رواية سعد عن الإمام العسكري عليه‌السلام شيئا ، كما هو واضح فيه ، فلا يكون ـ على كل حال ـ ممن روى عنه عليه‌السلام.

وهذا المورد ليس من موارد النقض بعد تصريح الشيخ بعدم علمه بروايته عن الإمام.

__________________

(٢٠٧) رجال الطوسي (٤٣١) رقم (٣) السين.

(٢٠٨) رجال الطوسي (٤٧٥) رقم (٦).

(٢٠٩) رجال النجاشي (١٧٧) رقم (٤٦٧).

(٢١٠) إكمال الدين (ص ٤٥٤) ـ وما بعده) الباب (٤٣) ح (٢١) ورواه الطبري في دلائل الإمامة (ص ٢٧٤) بسند آخر.

(٢١١) لاحظ الأخبار الدخيلة (ص ٨٨ ـ ١٠٤).


المورد [٢٠]

سليمان بن صالح الجصاص

قال الشيخ في رجال الصادق عليه‌السلام : سليمان بن صالح الجصاص الكوفي (٢١٢).

وقال في باب (من لم يرو) : سليمان بن صالح الجصاص روى عنه الحسن ابن محمد بن سماعة (٢١٣).

أقول : الحسن بن محمد بن سماعة توفي سنة (٢٦٣) (٢١٤) فهو لا يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة.

وقد أورد الشيخ رواية ابن سماعه عنه في الفهرست (٢١٥).

لكن النجاشي أورد بعين السند وفيه : ابن سماعة قال : حدثنا الحسين بن هاشم عن سليمان (٢١٦).

فظهر أن ما أورده الشيخ في الفهرست من السند مرسل ، ولذا أورد ذكر (سليمان) في طبقة من لم يرو.

المورد [٢١]

سندي بن الربيع

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وقال : كوفي (٢١٧).

وذكره في أصحاب العسكري عليه‌السلام بقوله : سندي بن الربيع ، ثقة كوفي (٢١٨).

__________________

(٢١٢) رجال الطوسي (ص ٢٠٨) رقم (٩٠).

(٢١٣) أيضا (ص ٤٧٥) رقم (٩).

(٢١٤) رجال النجاشي (ص ٤٢) رقم (٨٤).

(٢١٥) الفهرست للطوسي (ص ١٠٤) رقم (٢٣١).

(٢١٦) رجال النجاشي (ص ١٨٤) رقم (٤٧٨).

(٢١٧) رجال الطوسي (ص ٣٧٨) رقم (٨).

(٢١٨) أيضا (ص ٤٣١) رقم (١) السين.


وذكره في باب (من لم يرو) وقال : السندي بن الربيع بن محمد ، روى عنه الصفار (٢١٩).

أقول : ذكر في الفهرست رواية الصفار عمن سماه بسندي بن الربيع البغدادي ، وأسند إلى الصفار عنه (٢٢٠).

وعنوان النجاشي للبغدادي وقال : روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، وأسند إلى صفوان عنه (٢٢١).

ومن الواضح أن البغدادي الذي روى عن الكاظم عليه‌السلام هو غير الكوفي الذي عده الشيخ من أصحاب الرضا والعسكري علهما السلام.

وأما المذكور في (لم) فلم يصفه بأحد الوصفين (البغدادي) أو (الكوفي) ، ورواية الصفار عن (البغدادي) بعيد طبقة كما هو واضح ، ولم يتشخص كون المروي عنه أيهما ، وهذا هي العلة في السند.

وأما احتمال أن يكون السندي بن الربيع رجلا واحدا ، قد أدرك الكاظم والرضا والعسكري عليهم‌السلام ، وأن يكون بغداديا وكوفيا معا ، لأنه (من الممكن أن يكون أحدهما مولده والآخر مسكنه) (٢٢٢).

ففيه : أولا أن مجرد إمكان ذلك ، ليكون دليلا على كونه فعلا كذلك ، ما لم يقم دليل واضح عليه ، فإن مجرد الإمكان لا يثبت به الوقوع.

وثانيا : أن الشيخ لو كان ملتزما بالاتحاد لذكر البغدادي في أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، ولجمع بين الوصفين عند ذكره في أحد المواضع ، كما فعل ذلك مع عدة من المذكورين في رجاله فذكرهم مصرحا بنسبتهم إلى أكثر من مدينة واحدة ، كما قال : محمد بن علي الحلبي ، كوفي (٢٢٣) ، وحاتم بن إسماعيل المدني أصله كوفي (٢٢٤).

__________________

(٢١٩) أيضا (ص ٤٧٦) رقم (١١).

(٢٢٠) الفهرست (ص ١٠٧) رقم (٣٤٥).

(٢٢١) رجال النجاشي (ص ١٨٧) رقم (٤٩٦).

(٢٢٢) معجم رجال الحديث (ج ٨ ص ٦ ـ ٣١٧).

(٢٢٣) رجال الطوسي (ص ١٣٦) رقم (٢٤).

(٢٢٤) أيضا (ص ١٨١) رقم (٢٧٧).


وحازم بن إبراهيم البجلي الكوفي سكن البصرة (٢٢٥) وغيرهم.

والواقع أن هذه غفلة عن طريقة أهل الطبقات حيث أنهم يعتمدون في كتبهم لتمييز الرواة وتحديدهم ـ بعد الطبقة وبعد ذكر الاسم واسم الأب ـ على الكنى ثم الأوصاف الخلقية ، ثم الأنساب ، ثم القبائل ، أصلا وولاء ، ثم المهن والحروف ، ثم المدن ، ثم أماكن المسكن ، وهكذا.

ولهم في هذا أساليب ومصطلحات تدل على عنايتهم الفائقة بها ، أن إفرادهم لنسبة أحد إلى مدينة عمل مقصود لهم ، يميزون به الرواة بعضهم عن بعض وقد أدى الشيخ الطوسي هذه المهمة بجودة ودقة فائقة في رجاله.

وللتفصيل عن هذا مجال آخر.

المورد [٢٢]

السندي بن محمد

ذكره في أصحاب الهادي عليه‌السلام وقال : السندي بن محمد أخو علي (٢٢٦).

وذكره في باب (من لم يرو) : روى عنه الصفار ، ولم يرد في المطبوعة ، وإنما ورد في المخطوطة ، وفي نسخة القهپائي (٢٢٧) ، ونقله الأسترآبادي : عن نسخة لا تخلو من صحة (٢٢٨).

وأما رواية الصفار عنه ، فكثيرة (٢٢٩).

لكن رواية الصفار عنه مباشرة فيها :

أولا : أن طريق الفهرست إلى (سندي بن محمد) ينتهي إلى الصفار عن أحمد

__________________

(٢٢٥) أيضا (ص ١٨١) رقم (٢٨١).

(٢٢٦) رجال الطوسي (ص ٤١٦) رقم (٦).

(٢٢٧) مجمع الرجال (ج ٣ ص ١٧٤).

(٢٢٨) منهج المقال (ص ١٧٦).

(٢٢٩) معجم رجال الحديث (

٨ / ١٨ ـ ٣١٩).


ابن أبي عبد الله عن سندي (٢٣٠).

وهذا يعني أن الصفار متأخر عنه بطبقة واحدة.

وثانيا : أن راوية السندي هذا هو محمد بن علي بن محبوب ، وهو في طبقة مشايخ الصفار ، فكيف يروي الصفار عن سندي مباشرة.

المورد [٢٣]

شعيب بن أعين الحداد

قال الشيخ في رجال الصادق عليه‌السلام : شعيب بن أعين الحداد الكوفي (٢٣١).

وذكره في باب (من لم يرو) قائلا : شعيب بن أعين الحداد ، روى عنه ابن سماعة (٢٣٢).

وأقول : أورد الشيخ في الفهرست رواية الحسن بن محمد بن سماعة عن شعيب (٢٣٣).

وقد عرفت في المورد [٢٠] أن الحسن بن سماعة قد توفي سنة (٢٣٦) ، فلا يمكن أن يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة فروايته مرسلة.

المورد [٢٤]

صالح بن مسلمة ، أبي حماد

قال الشيخ في أصحاب الجواد عليه‌السلام : صالح بن أبي حماد ، يكنى أبا الخير (٢٣٤).

وفي أصحاب الهادي عليه‌السلام : وصالح بن مسلمة الرازي ، يكن أبا

__________________

(٢٣٠) الفهرست للطوسي (ص ١٠٦) رقم (٣٤٣).

(٢٣١) رجال الطوسي (ص ٢١٧) رقم (٢).

(٢٣٢) أيضا (ص ٤٧٦) رقم (٢) الشين.

(٢٣٣) الفهرست للطوسي (ص ١٠٨) رقم ٣٥٥).

(٢٣٤) رجال الطوسي (ص ٤٠٢) رقم (٢).


الخير (٢٣٥).

وفي أصحاب العسكري عليه‌السلام : صالح بن أبي حماد (٢٣٦).

وفي باب (من لم يرو) من نسخة القهپائي : صالح بن أبي حماد ، روى عنه أحمد البرقي (٢٣٧).

أقول : لم يرد في المطبوعة ولا المخطوطة.

ورواية أحمد البرقي عنه أثبتها الشيخ في الفهرست (٢٣٨).

لكن البرقي قيل حقه : إنه اعتمد المراسيل. ولعل ذلك هو السبب في تعليل حديثه.

الموارد [٢٥]

صالح بن عقبة

ذكر الشيخ أصحاب الباقر عليه‌السلام : صالح بن عبقة (٢٢٩)

وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام : صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢٤٠).

وفي أصحاب الكاظم عليه‌السلام : صالح بن عقبة من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام (٢٤١).

وفي باب (لم) من نسخة القهپائي : صالح بن عقبة ، روى عنه محمد بن إسماعيل بن بزيع (٢٤٢).

أقول : ولم يرد في المطبوعة ولا المخطوطة.

__________________

(٢٣٥) أيضا (ص ٤١٦) رقم (٣).

(٢٣٦) أيضا (ص ٤٣٢) رقم (١).

(٢٣٧) مجمع الرجال (ج ٣ ص ٣٠٢).

(٢٣٨) الفهرست للطوسي (ص ١١٠) رقم (٣٦١).

(٢٣٩) رجال الطوسي (ص ١٢٦) رقم (٤).

(٢٤٠) أيضا (ص ٢٢١) رقم (٤٧).

(٢٤١) أيضا (ص ٣٥٢) رقم (٢).

(٢٤٢) مجمع الرجال (ج ٣ ص ٢٠٦).


وأما رواية ابن بزيع عنه ، فقد ذكرها الشيخ في الفهرست (٢٤٣) وكذلك النجاشي في الرجال (٢٤٤).

وعلى هذا لا إشكال في رواية محمد بن بزيع عنه إن كان هو صالح بن عقبة بن قيس الذي عد في أصحاب الأئمة عليهم‌السلام ، لأن ابن بزيع هو من أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، إلا أن النجاشي نسب روايته عن الصادق عليه‌السلام إلا (قيل) وقال : (والله أعلم) فيظهر أنه لم يتأكد من ذلك ، ومع ذلك فإن في الرواة شخصا باسم (صالح بن عقبة بن خالد الأسدي) ترجم له النجاشي وأسند إلى محمد ابن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن أيوب عنه (٢٤٥).

وهذا لم يذكر في أصحاب أحد من الأئمة عليهم‌السلام.

فإن كان المذكور في باب (لم) هو هذا الأسدي ، فرواية محمد بن بزيع عنه مرسله ، لأنه مقدم عليه بطبقة ويروي عنه بواسطة (محمد بن أيوب).

ويكفي هذا في تعليل مثل ذلك السند.

المورد [٢٦]

طاهر بن حاتم بن ماهويه

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام وقال : غالي كذاب ، أخو فارس (٣٤٥)

وذكره في باب (من لم يرو) وقال : روى عنه محمد بن عيسى بن يقطين ، غالي (٢٤٧).

أقول : أورد النجاشي (٢٤٨) والفهرست (٢٤٩) رواية محمد بن عيسى عنه.

وخصصها الشيخ بقوله : (أخبرنا برواياته في حال الاستقامة).

__________________

(٢٤٣) الفهرست للطوسي (ص ١١٠) رقم (٣٦٤).

(٢٤٤) رجال النجاشي (ص ٢٠٠) رقم (٥٣٢).

(٢٤٥) رجال النجاشي (ص ٢٠٠) رقم (٥٣٤).

(٢٤٦) رجال الطوسي (ص ٣٧٩) رقم (١).

(٢٤٧) أيضا (ص ٤٧٧) رقم (٢).

(٢٤٨) رجال النجاشي (ص ٢٠٨) رقم (٥٥١).

(٢٤٩) الفهرست للطوسي (١١٢) رقم (٣٧٢).


وقال ابن الغضائري : كانت له حال استقامة ، لكنها لا تثمر (٢٥٠).

وقال السيد الخوئي : إن رواياته بعد الانحراف لا تقبل ، لشهادة الشيخ لأنه غال كذاب ، وكذا ما تردد بين حال الاستقامة وحال الانحراف (٢٥١).

وأقول : فلعل الشيخ علل روايات محمد بن عيسى المطلقة عنه لذلك ، ولعله استبعد الطبقة ، لأن محمد بن عيسى اليقطيني يروي عن أصحاب الرضا عليه‌السلام بواسطة ، وقد مر بعض الكلام في ذلك في المورد [٦] ويأتي مفصلا في المورد [٣٢] و [٥٢].

المورد [٢٧]

عامر بن عبد الله بن جذاعة

ذكره في أصحاب الصادق عليه‌السلام وأضاف : الأزدي ، عربي ، كوفي (٢٥٢).

وقال في باب (من لم يرو عنهم) : عامر بن جذاعة ، روى حميد عن إبراهيم بن سليمان الخزاز عنهما.

أقول : كذا في المخطوطة ، وفي نسخة القهپائي : عامر بن جذاعة ، روى عن حميد عن إبراهيم بن سليمان الخزاز عنه (٢٥٣).

وفي المطبوعة : عامر بن جذاعة ، روى عن حميد عن إبراهيم بن سليمان الخزاز عنهما عليهما‌السلام (٢٥٤).

وعلق محققه على قوله (عنهما) بما نصفه : يريد بقوله (عنهما) الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وهو اصطلاح عند الرجاليين.

أقول : هذا الاصطلاح وإن كان معمولا به في موارده القابلة إلا أن هذا ليس

__________________

(٢٥٠) رجال ابن الغضائري (ص ٢٣٥ رقم ٧٢) وانظر مجمع الرجال (ج ٣ ص ٢٢٨).

(٢٥١) معجم رجال الحديث (ج ٩ ص ١٦٢).

(٢٥٢) رجال الطوسي (ص ٢٥٥) رقم (٥١٦).

(٢٥٣) مجمع الرجال (ج ٣ ص ٢٣٩).

(٢٥٤) رجال الطوسي (ص ٤٨٨) رقم (٧٢).


منها ، لأن الراوي عنهما عليهما‌السلام إن كان إبراهيم الخزاز فمن الواضح أنه بعيد طبقة ، فلا يروي عنهما عليهما‌السلام ، وإن كان (عامر) المعنون ، فهو ـ بالفرض ـ ممن لم يرو.

والظاهر أن الذي أوقعه في الاشتباه خطأ النسخة ، فالصحيح ما في المخطوطة من أن حميد روى عن إبراهيم عن عامر وعن الرجل المذكور قبله في الرجال برقم (٧١) وهو (عبد الغفار الجازي) (*).

وقد ذكرهما الشيخ في الفهرست أيضا متعاقبين وسنده إليهما واحد ينتهي بحميد عن القاسم بن إسماعيل عنهما ، فلاحظ (٢٥٥).

هذا ، وأما الإشكال في المورد : فإن رواية إبراهيم الخزاز عمن هو من أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة ومباشرة ، بعيدة من حيث الطبقة ، فحديثه مرسل.

وإن كان الرجل المذكور في (باب لم) شخصا آخر كما يظهر من النسخ حيث لم يذكر فيها كلمة (عبد الله) بين عامر وجذاعة ، فعامر بن جذاعة لم يذكر في أصحاب الأئمة عليهم‌السلام فيكون من طبقة من لم يرو ، ولا إشكال.

المورد [٢٨]

العباس بن عامر

قال الشيخ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام : العباس بن عامر (٢٥٦).

وقال في باب (من لم يرو) : العباس بن عامر القصباني ، روى عنه أيوب بن نوح (٢٥٧).

وأورد في الفهرست رواية أيوب عنه (٢٥٨).

أقول : أيوب بن نوح من أصحاب الرضا والهادي والعسكري عليهم‌السلام (٢٥٩) وكان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد عليهما‌السلام ، وروى عن

__________________

(*) كذا في المخطوطة والفهرست وهو الصحيح الموافق للموارد الأخرى ، وانظر هنا المورد (٣١) ، وفي المطبوعة هنا (الجابرزي) فلاحظ.

(٢٥٥) الفهرست للطوسي (ص ١٤٨) رقم (٥٥٦ و ٥٥٧) وانظر معجم رجال الحديث (ج ٩ ص ٢٠٢).

(٢٥٦) رجال الطوسي (ص ٣٥٦) رقم (٣٨).

(٢٥٧) أيضا (ص ٤٨٧) رقم (٦٥).

(٢٥٨) الفهرست للطوسي (١٤٤) رقم (٥٢٩).

(٢٥٩) أنظر مجمع الرجال (١ / ٢٤٧).


جماعة من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام (٢٦٠).

فروايته عن العباس بن عامر ، ليست بعيدة طبقة ولم أعرف الإشكال فيها.

إلا أن النجاشي في ترجمة العباس بن عامر من رجاله أسند إلى سعد بن عبد الله عن العباس (٢٦١).

وهذا السند منقطع بلا ريب ، فلاحظ.

المورد [٢٩]

عبد الجبار النهاوندي

قال الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام : عبد الجبار بن مبارك النهاوندي (٢٦٢).

ومثل في أصحاب الجواد عليه‌السلام (٢٦٣).

وقال في (لم) : عبد الجبار من أهل نهاوند ، روى عنه البرقي (٢٦٤).

وذكر الشيخ في الفهرست ما نصه : عبد الجبار بن علي من أهل نهاوند ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأول ، عن أحمد بن أبي عبد الله عنه (٢٦٥).

أقول : إن لم نشكل في رواية البرقي أحمد (المتوفى ٢٧٤ ـ أو ـ ٢٨٠) عن أصحاب الرضا عليه‌السلام مباشرة ، فإن من الظاهر تعدد المذكور في (لم) ومن قبله لاختلاف أسماء الآباء فهذا ابن علي ، وذلك ابن مبارك.

المورد [٣٠]

عبد العزيز بن المهتدي

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام بقوله : عبد العزيز بن المهتدي

__________________

(٢٦٠) رجال النجاشي (ص ١٠٢) رقم (٢٥٤).

(٢٦١) رجال النجاشي (ص ٢٨١) رقم (٨٤٤).

(٢٦٢) رجال الطوسي (ص ٣٨٠) رقم (١١).

(٢٦٣) أيضا (ص ٤٠٤) رقم (١٨).

(٢٦٤) أيضا (ص ٤٨٨) رقم (٦٩).

(٢٦٥) الفهرست للطوسي (ص ١٤٨) رقم (٥٥١).


أشعري قمي (٢٦٦).

وقال في باب (من لم يرو) : عبد العزيز بن المهتدي ، جد محمد بن الحسين ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى ، والبرقي (٢٦٧).

أقول : أما البرقي ، فقد أورد روايته عن عبد العزيز في رجال النجاشي (٢٦٨) والفهرست (٢٦٩).

والمراد به أحمد بن محمد بن خالد المتوفى (٢٧٤ ـ أو ـ ٢٨٠).

وقد مر مرارا أن روايته عن أصحاب الرضا عليه‌السلام بلا واسطة بعيدة ، مضافا إلى ما قيل في ترجمته من أنه يعتمد المراسيل.

وأما رواية أحمد بن محمد بن عيسى ـ وهو الأشعري ـ عن عبد العزيز فلم أعرف وجه الإشكال فيها ، إلا على ما ذكره الكشي في ترجمة الأشعري من أنه كان يروي عمن كان أصغر سنا منه ، فلاحظ (٢٧٠).

الموارد [٣١]

عبد الغفار الجازي

ذكره الشيخ أصحاب الصادق عليه‌السلام وقال : عبد الغفار بن حبيب الجازي (٢٧١).

وقال في باب (لم) : عبد الغفار الجازي (*) (٢٧٢).

وذكر بعده (عامر بن جذاعة) وقال : روى حميد إبراهيم بن سليمان الخزاز عنهما (٢٧٣).

__________________

(٢٦٦) رجال الطوسي (ص ٣٨٠) رقم (١٠).

(٢٦٧) أيضا (ص ٤٨٧) رقم (٦٦).

(٢٦٨) رجال النجاشي (ص ٢٤٥) رقم (٦٤٢).

(٢٦٩) الفهرست للطوسي (ص ١٤٥) رقم (٥٣٥).

(٢٧٠) مجمع الرجال (ج ١ ص ١٦٢).

(٢٧١) رجال الطوسي (ص ٢٣٧) رقم (٢٢٧).

(*) كذا في المخطوطة ، وفي المطبوعة الجابرزي ، وهو خطأ ، ولاحظ المورد [٢٧].

(٢٧٢) أيضا (ص ٤٨٨) رقم (٧١).

(٢٧٣) ذكرنا في المورد (٢٧) أن الضمير راجع إلى (عبد الغفار وعامر) فلاحظ.


وقد فصل القهپائي الضمير في الموردين وقال هنا : روى حميد عن إبراهيم بن سليمان الخزاز عنه (٢٧٤).

أقول : والإشكال فيه بين ، فإن رواية الخزاز عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة ، بعيدة جدا.

المورد [٣٢]

عبد الله بن محمد الشامي الدمشقي

ذكره الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام بقوله : عبد الله بن محمد يكنى أبا محمد ، الشامي الدمشقي ، يروي عن أحمد بن محمد بن عيسى وغير (٢٧٥).

وفي باب (لم) : عبد الله بن محمد الشامي ، روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى (٢٧٦).

أقول : العلة في هذا المورد هو ما تسالم عليه علماء الفن من القاعدة الرجالية التي تلقوها بالقبول ، وهي (مستثنيات ابن الوليد من نوادر الحكمة).

إن محمد بن الحسن بن الوليد قد استثنى من كتاب (نوادر الحكمة) تأليف محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري ـ وهو كتاب كبير يشمل عدة من كتب الفقه والأحكام (٢٢) كتابا (٢٧٧) وكان مؤلفة ثقة في الحديث ، إلا أن أصحابنا قالوا : إنه كان يروي عن الضعفاء ، يعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمن أخذ ، وما عليه في نفسه مطعن في شئ ـ فاستثنى ابن الوليد من هذا الكتاب مجموعة من الروايات ، فتركت لأجل ذلك.

ولا بأس بأن نصرف جهدا في معرفة :

١ ـ عدة ما استثني ، والنصوص المرتبطة بذلك.

٢ ـ السبب الذي استثنيت تلك الأخبار من أجله.

٣ ـ النتائج المترتبة على ذلك.

__________________

(٢٧٤) مجمع الرجال (ج ٤ ص ٩٨) وقد زاد لفظة (عن) قبل حميد وقد أشرنا إلى ذلك في المورد (٢٧) فلاحظ ،

(٢٧٥) رجال الطوسي (ص ٤٣٤) رقم (٢١).

(٢٧٦) أيضا (ص ٤٨٤) رقم (٤٤).

(٢٧٧) الفهرست للطوسي (ص ١٧١) رقم (٦٢٣).


فنقول :

١ ـ موارد الاستثناء :

أورد النجاشي موارد الاستثناء نقلا عن ابن الوليد (٢٧٨) ونقلها الشيخ عن ابن بابويه (٢٧٩) وبين النقلين اختلاف سنشير إليه ونجمع هنا بين النصين : قال النجاشي : وكان محمد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه :

١ ـ محمد بن موسى الهمداني.

٢ ـ أو ما رواه عن رجل.

٣ ـ أو يقول : عن بعض أصحابنا.

٤ ـ أو يقول : وروي (٢٨٠).

٥ ـ أو يرويه عن محمد بن يحيى المعاذي.

٦ ـ أو عن أبي عبد الله الرازي الجاموراني.

٧ ـ أو عن أبي عبد الله السياري.

٨ ـ أو يرويه عن يوسف بن السخت.

٩ ـ أو عن وهب بن المنبه.

١٠ ـ أو عن أبي علي النيسابوري.

١١ ـ أو عن أبي يحيى الواسطي.

١٢ ـ أو عن محمد بن علي أبي سمينة الصيرفي.

١٣ ـ أو يقول : وجدت في كتاب ولم أروه (٢٨١).

__________________

(٢٧٨) رجال النجاشي (ص ٣٤٨) رقم (٩٣٩).

(٢٧٩) الفهرست للطوسي (ص ١٧١) رقم (٦٢٣).

(٢٨٠) هذا المورد ليس في النجاشي.

(٢٨١) كذا في الفهرست ، وكان في النجاشي (أو يقول في حديث أو كتاب ولم أروه) وما في الفهرست هو الصحيح :

لأن قوله (لم أروه) قيد لما سبقه ، ولو كانا اثنين (حديث أو كتاب) ، لقال : (لم أروهما) مع أن مراده أنه حصل على الكتاب (وجادة) لا (رواية) فلذلك توقفوا فيه.


١٤ ـ أو عن سهل بن زياد الآدمي.

١٥ ـ أو عن محمد بن عيسى بن عبيد ، بإسناد منقطع (ينفرد به) (٢٨٢).

١٦ ـ أو عن الهيثم بن عدي (٢٨٣).

١٧ ـ أو عن أحمد بن هلال.

١٨ ـ أو عن محمد بن علي الهمداني.

١٩ ـ أو عن عبد الله بن محمد الشامي.

٢٠ ـ أو عبد الله بن أحمد الرازي.

٢١ ـ أو عن أحمد بن الحسين بن سعيد.

٢٢ ـ أو عن أحمد بن بشير الرقي.

٢٣ ـ أو عن محمد بن هارون.

٢٤ ـ أو عن ممويه بن معروف.

٢٥ ـ أو عن محمد بن عبد الله بن مهران.

٢٦ ـ أو ما ينفرد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي.

٢٧ ـ أو جعفر بن محمد الكوفي (٢٨٤).

٢٨ ـ وما يرويه عن جعفر محمد بن مالك.

٢٩ ـ أو يوسف بن الحارث.

٣٠ ـ أو عبد الله بن محمد الدمشقي.

وقد نقلها الشيخ في الفهرست بقوله : قال أبو جعفر ابن بابويه : (إلا ما كان فيها من غلو أو تخليط ، وهو الذي يكون طريقة ...) وذكر الموارد ، وقد أشرنا إلى الخلاف بين عبارته وعبارة النجاشي.

وقال أبو العباس بن نوح : وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن

__________________

مضافا إلى أن قوله (أو حديث) لو كان منفصلا عما بعده ، وكان موردا مستقلا للاستثناء ، فمعنى ذلك (أنه استثنى ما ذكره الأشعري بقوله : في حديث) وهذا وإن كان محتمل الصحة إلا أنه لا يناسب ما يعده ، فلاحظ.

(٢٨٢) ما بين القوسين زيادة من الفهرست.

(٢٨٣) هذا لم يرد في النجاشي.

(٢٨٤) هذا المورد ليس في النجاشي.


الوليد في ذلك كله ، وتبعه أبو جعفر ابن بابويه رحمه‌الله على ذلك (٢٨٥) ، إلا في مورد سيأتي ذكره.

أقول : وأورد هذه المستثنيات العلامة في الخلاصة (٢٨٦) ونقله القهپائي في المجمع (٢٨٧) من دون تعقيب ، والطريحي في جامع المقال (ص ٨ ـ ١٧٩) الفائدة السابعة.

وظاهر نقلهم لذلك وسكوتهم عنه موافقتهم له كما لا يخفى.

٢ ـ وأما وجه الاستثناء

فلم يبين في كلام ابن الوليد ـ الذي هو أصل هذا الاستثناء ـ ما يدل على وجهه ، لكن الصدوق ـ تلميذه ـ قد ذكر في كلامه المنقول سابقا أن الاستثناء تعلق بما (كان فيه غلو أو تخليط) كما مر.

وظاهره أن وجه الاستثناء هو احتواء هذه الموارد على الغلو والتخليط ويراد بالتخليط ـ بقرينة العطف على الغلو ـ فساد لاعتقاد والمغالاة وما لا يوافق الحق من العقائد.

ولكن أري أن السبب في الاستثناء ليس ذلك ، لوجوه :

١ ـ لخلو كلام ابن الوليد ـ الذي هو الأصل فيه ـ من ذلك.

٢ ـ لعدم جريان ذلك في جميع موارد الاستثناء ، لأن المذكورة بالأرقام (٢ و ٣ و ٤ و ١٣ و ١٥ و ٢٦) التي يصرح فيها بالإرسال أو الجهالة لم يعرف رواتها حتى يكون الاستثناء على أساس من عقائدهم ، ولم نقف على متون الروايات حتى نعرف احتواءها على المعاني الباطلة والعقائد الفاسدة مع التصريح في الموردين [١٣] و [١٥] بأن سبب الاستثناء هو الخلل في الإسناد من حيث عدم الرواية الصحيحة والاعتماد على مجرد الوجادة ، أو انقطاع السند ، وهذا هو صريح كلام ابن الوليد في ذينك الموردين فلو جعلنا وجه الاستثناء هو الغلو والتخليط بذلك المعنى ، لا تنقض في هذه الموارد.

__________________

(٢٨٥) رجال النجاشي (ص ٣٤٨) رقم ٩٣٩).

(٢٨٦) خلاصة الأقوال (ص ٢٧٢).

(٢٨٧) مجمع الرجال (ج ٥ ص ١٤٤ ـ ١٤٥).


وأعتقد أن السبب في الاستثناء ، كما يظهر من هذه الموارد ، هو كون هذه الأحاديث المستثناة (معللة) سندا أو متنا من حيث الإرسال أو الانقطاع ، أو عدم تمييز رواته ، أو الخلل في اسمه ، أو كونه يعتمد المراسيل أو كونه مدلسا ، فتدخل في ذلك الروايات المرفوعة ، والمرسلة والمعللة ، والمدلسة ، والمنقطعة ، والمجهولة الراوي ، وحتى الغريبة ، وهذا يسمى (تخليطا) في مصطلح علماء الحديث وهو أعم مما ذكره الصدوق (٢٨٨).

قال الشيخ العاملي : من (خلط) لذهاب بصر أو لخرف ، أو فسق ، أو بدعة ، أو كفر بغلو ونحوه ، قبل ما حدث به قبل ذلك (٢٨٩).

فالظاهر أن (التخليط) مسبب عن الأمور المذكورة ، والتي منها الكفر ومن أنواعه الغلو ، فالغلو سبب قد يؤيدي بمعتقده إلى التخليط ، لا أنه عينه ، بل هو في عرض أسبابه ، ومن المعلوم : أن التخليط الحاصل من ذهاب البصر أو الخرف إنما يكون فسادا حسيا في الرواية سندا أو متنا ، بنقص أو زيادة أو تصحيف وما أشبه ، ولا مساس له مباشرة بالمعنى الاعتقاد.

ويؤيد ذلك أن بعض الثقات والأجلاء نسب إلى التخليط.

قال بعضهم : الظاهر أن المراد بقولهم (مخلط) من لا يبالي عمن يروي وممن يأخذ بين الغث والسمين ، وليس هذا طعنا في الرجل ، وإلا ، كيف يقول الحمصي ، في ابن إدريس : (مخلط) (٢٩٠).

أقول : روى الكشي قال : محمد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير؟

فقال : اسمه يحيى بن أبي القاسم ، أبو بصير ، كان يكنى أبا محمد ، وكان مكفوفا.

فسألته : هل يتهم بالغلو؟

__________________

(٢٨٨) وأظن أن الصدوق رحمه‌الله لم يعبر إلا بكلمة (التخليط) وأن غيره أضاف كلمة (الغلو) لتصوره أنه المراد بالتخليط ، أو يكون الصدوق هو قد اجتهد في وجه الاستثناء وفسره بذلك.

(٢٨٩) وصول الأخيار (ص ١٩١) والنظر علوم الحديث لابن الصلاح (ص ٣٥٢).

(٢٩٠) نتيجة المقال (ص ٩٥ ـ ٩٦).


فقال : أما الغلو فلا ، ولكن كان مخلطا (٢٩١).

فانظر ، كيف نفى ابن فضال الغلو مع إثباته التخليط ، وهو دليل واضح على عدم ارتباط التخليط بالعقائد.

وقال ابن الوليد في محمد بن جعفر بن بطة : كان ضعيفا مخلطا فيما يسنده (٢٩٢) فقد قيد التخليط بالإسناد ، ويوضحه قول النجاشي الذي أورد هذا الكلام ، فإنه قال : كثير الأدب والفضل والعلم ، يتساهل في الحديث ، ويعلق الأسانيد بالإجازات وفي فهرست ما رواه غلط كثير (٢٩٣).

ومما يدل على أن التخليط غير الغلو قولهم في ترجمة محمد بن علي الصيرفي : إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو أو تدليس أو يتفرد به ولا يعرف من غير طريقه (٢٩٤).

فإن العطف ـ وخاصة بأو ـ يقتضي التغاير بين المعطوفات ، كما لا يخفى والظاهر أن (التخليط) هو السبب في جعل الرواية (معللة) ساقطة عن الاعتبار.

والغرض منها في كتاب (الرجال) هو التنبيه على الخلل الحاصل بذلك في الإسناد ، دون المتن ، وبهذا يتبين ارتباط البحث بالفهارس والإجازات ، وهو محط بحث أصحاب الطبقات.

ومن هنا نعرف ما في كلام ابن نوح بعد ما نقل عن ابن بابويه أنه تبع ابن الوليد على استثنائه لتلك الموارد فقال : إلا في محمد بن عيسى بن عبيد ، فلا أدري ما رأيه فيه ، لأنه كان على ظاهر العدالة والثقة (٢٩٥).

أقول : كأن الشيخ ابن نوح لم يدقق في وجه استثناء ابن الوليد ، وتوهم أن الوجه فيه هو ضعف الرواة المذكورين ، كما يحتمله ظاهر العبارة المنقولة عن الصدوق ، وتبين بما قلنا أن المراد ليس ذلك قطعا ، بل الأمر يرتبط بالخلل في أسانيد ، تلك الروايات من جهة كونها معللة بما ذكرنا ، فلا نعيد.

والغريب أن ابن عبيد قد صرح في استثنائه بأنه من أجل (انقطاع السند)

__________________

(٢٩١) رجال الكشي ـ اختيار معرفة الرجال ـ (ص ١٧٣) رقم (٢٩٦).

(٢٩٢) رجال النجاشي (ص ٣٧٣) رقم (١٠٩١).

(٢٩٣) نفس المصدر والموضع.

(٢٩٤) الفهرست للطوسي (ص ١٧٢) رقم (٦٢٥).

(٢٩٥) رجال النجاشي (ص ٣٤٨) رقم (٩٣٩).


بلا تعرض لجهة ضعفه ، وسيأتي مزيد كلام عنه في المورد [٥٢].

٣ ـ نتيجة هذا الاستثناء

فقد ظهر أن نتيجة هذا الاستثناء كون هذه الموارد المستثناة معللة من جهة دراية الحديث ، فلا يمكن الاعتماد عليها ، ولذلك قد أعاد الشيخ في الرجال أسماء من كان أصحاب الأئمة من المذكورين في الاستثناء ، في باب (من لم يرو عنهم) أيضا للتنبيه على هذا الجهة.

ومنهم المورد [٣٢] : عبد الله بن محمد الشامي الدمشقي ، فقد ذكره فيهم مرتين برقم (١٩ و ٣٠).

وقد استظهر سيدنا الأستاذ من التكرار أنه متعدد (٢٩٦).

لكن الظاهر أنه واحد ، بدليل جمع الشيخ الطوسي الوصفين في محل واحد في ذكر الرجل في أصحاب العسكري عليه‌السلام فقال (الشامي الدمشقي) (٢٩٧).

مع أن الشام ودمشق ، يطلقان على موضع واحد ، لكن أحدهما أعم من الآخر ، فذكر الثاني بعد الأول ، من ذكر الخاص بعد العام.

وأما تعدد ذكره المستثنيات ، فليس لأجل تعدده بل لأن ابن الوليد إنما استثنى من كتاب (نوادر الحكمة) ما وجد فيه من الأحاديث المعللة فذكرها بأسماء رواتها كما وجدها فيه فقد وصف محمد بن عبد الله في بعض الموارد بالشامي وفي بعضها الآخر بالدمشقي ، بأورده مرتين ، حسب تعدد ذكره مختلفا.

وعلى كل ، فذكر الشيخ للرجل موصوفا بالوصفين في محل واحد ، قاطع على الاتحاد.

ويؤيده أن الشيخ لم يذكر في (لم) عبد الله بن محمد الدمشقي ، مع أنه كالشامي في أن محمد بن أحمد بن يحيى روى عنه ، مع أنه ذكر بقية الموارد ، فلاحظ.

والحاصل : أن الشيخ إنما ذكر الرجل في باب (من لم يرو) لأن الأصحاب اعتبروا روايته المثبتة في (نوادر الحكمة) التي رواها محمد بن أحمد بن يحيى ساقطة لما

__________________

(٢٩٦) معجم رجال الحديث (ج ١٠ ص ٣١٣).

(٢٩٧) رجال الطوسي (ص ٤٣٤) رقم (٢١).


فيها من الخلل.

ثم إن السيد الأستاذ نقل عن الكشي قوله : (حدثني أبو محمد الدمشقي عن أحمد بن محمد بن عيسى) وقال : ظاهر هذا أنه يروي عنه بلا واسطة وهو بعيد جدا ، ولا يبعد سقوط الواسطة في البين (٢٩٨).

أقول : إن أحمد بن محمد بن عيسى هو الأشعري وهو معدود في أصحاب الهادي عليه‌السلام ، فأي بعد في أن يروي عنه الدمشقي الذي هو من أصحاب العسكري عليه‌السلام؟ وقد صرح الشيخ بأنه يروي عن الأشعري (٢٩٩).

المورد [٣٣]

عبيس بن هشام

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام فقال : عبيس بن هشام الناشري (٣٠٠).

وقال في باب (من لم يرو) : عبيس بن هشام الناشري ، يروي عنه محمد بن الحسين ، والحسن بن علي الكوفي (٣٠١).

أقول : أورد روايتهما عنه الشيخ في الفهرست (٣٠٢) وقال النجاشي : مات سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة (٣٠٣).

ومحمد بن الحسين الراوي عنه هو : محمد بن الحسين بن عبد العزيز بن المهتدي (٣٠٤).

وقد ذكره الشيخ في (لم) (٣٠٥) وهو بعيد طبقة عن الرواية عن أصحاب الرضا عليه‌السلام مباشرة ، كما لا يخفى.

__________________

(٢٩٨) معجم رجال الحديث (ج ١٠ ص ٣١٣).

(٢٩٩) رجال الطوسي (ص ٤٣٤) رقم (٢١).

(٣٠٠) رجال الطوسي (ص ٣٨٤) رقم (٥٧).

(٣٠١) أيضا (ص ٤٨٧) رقم (٦٨).

(٣٠٢) الفهرست للطوسي (١٤٧) رقم (٥٤٧).

(٣٠٣) رجال النجاشي (ص ٢٨٠) رقم (٧٤١).

(٣٠٤) مجمع الرجال (ج ٥ ص ١٩٨) وانظر المورد (٣٠) فيما سبق.

(٣٠٥) رجال الطوسي (٤٩٢) رقم (٩).


والحسن بن علي الكوفي ، هو الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، الذي ترجمه النجاشي وهو في طبقة أصحاب العسكري عليه‌السلام فلاحظ (٣٠٦).

المورد [٣٤]

غالب بن عثمان

ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام وقال : واقفي (٣٠٧).

وقال في باب (من لم يرو) : غالب بن عثمان روى عنه الحسن بن علي بن فضال (٣٠٨).

وذكر الشيخ في الفهرست (٣٠٩) رواية ابن فضال عنه.

وابن فضال توفي سنة ٢٢٤ وروايته عن غالب كثيرة ، ولم أقف على علة فيها.

وأقول : في رجال الصادق عليه‌السلام : غالب بن عثمان الهمداني مات سنة (١٦٦) (٣١٠) وهذا ليس مرادا ، لأن قوله واقفي يعني وجوده بعد وفاة الكاظم عليه‌السلام.

وآخر : غالب بن عثمان المنقري مولاهم السماك الكوفي ولم يعلم وجوده إلى زمان الكاظم عليه‌السلام إن لم يكن هو الواقفي.

والظاهر ـ بقرينة تورط ابن فضال بالانحراف ـ روايته عن الواقفي الذي ذكر في أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، فلاحظ.

المورد [٣٥]

غياث بن إبراهيم

قال الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام : غياث بن إبراهيم ، أبو محمد التميمي الأسيدي ، أسند عنه ، وروى عن أبي الحسن عليه‌السلام (٣١١).

__________________

(٣٠٦) رجال النجاشي (ص ٦) رقم (١٤٧).

(٣٠٧) رجال الطوسي (ص ٣٥٧) رقم (١) حرف الغين.

(٣٠٨) رجال الطوسي (ص ٤٨٨) رقم (١).

(٣٠٩) الفهرست (ص ١٥٠) رقم (٥٦٣).

(٣١٠) رجال الطوسي (٢٦٩) رقم (٢).

(٣١١) رجال الطوسي (ص ٢٧٠) رقم (١٦).


وعنه في أصحاب الكاظم عليه‌السلام : غياث بن إبراهيم (٣١٢).

وقال في باب (لم) : غياث بن إبراهيم ، روى محمد بن يحيى الخزاز عنه (٣١٣).

ذكر روايته عن الكاظم عليه‌السلام النجاشي في ترجمته (٣١٤) وقد عرفت أن الشيخ أيضا ذكرها ، ونقل القهپائي عن نسخته من الرجال ورود اسمه في أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، لكنها لم ترد في المطبوعة ولا المخطوطة.

وذكر الشيخ في الفهرست رواية الخزاز عنه (٣١٥).

أقول : العلة في الرواية أن (محمد بن يحيى) الراوي عنه غير معين؟ فإن المذكور بهذا الاسم ـ مطلقا ومقيدا بالخزاز ـ أربعة :

١ ـ ففي الفهرست : محمد بن يحيى ، له كتاب يرويه عن غياث إبراهيم ، ورويناه بالإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله عنه (٣١٦).

وهذا فيه موردان للنظر :

الأول ـ أنه في طبقة أصحاب الرضا عليه‌السلام ، ورواية البرقي عنه مباشرة بعيدة.

الثاني ـ أن المفروض في الفهارس والذي عليه وضع كتاب الفهرست للشيخ هو أن يذكر مؤلف الكتاب ثم يذكر سنده إلى المؤلف ، وفي هذه الترجمة لم يذكر (لمحمد بن يحيى) كتاب ، وإنما هو مجرد راو لكتاب غياث بن إبراهيم ، فاللازم ذكر ذلك في ترجمة غياث ، وقد عرفت أن الشيخ ذكر رواية (محمد بن يحيى الخزاز) في ترجمة غياث وأنه روى عنه كتابه. مع أنه هناك موصوف بالخزاز وهنا غير موصوف.

٢ ـ محمد بن يحيى من أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، ذكره الشيخ في رجاله (٣١٧).

وهذا لم يوصف بالخزاز ، وذكره البرقي في أصحابه عليه‌السلام أيضا (٣١٨).

__________________

(٣١٢) مجمع الرجال (٥ / ٥).

(٣١٣) رجال الطوسي (ص ٤٨٨) رقم (٢).

(٣١٤) رجال النجاشي (٣٠٥) رقم (٨٣٣).

(٣١٥) الفهرست للطوسي (ص ١٤٩) رقم (٥٦١).

(٣١٦) الفهرست للطوسي (١٨٢) رقم (٦٩٧).

(٣١٧) رجال الطوسي (٣٦٠) رقم (٢٧).

(٣١٨) رجال البرقي (ص ٥٠).


٣ ـ وترجم النجاشي لمن سماه : (محمد بن يحيى الخزاز) وقال : كوفي روى عن أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، له كتاب نوادر (٣١٩) وأسند إلى يحيى ين زكريا اللؤلؤي عنه.

٤ ـ في باب (لم) : محمد بن يحيى الخزاز ، تقدم غياث بن إبراهيم ، كذا نقله. القهپائي (٣٢٠) ولم يرد في الرجال.

ونقول : لا شك في اتحاد الثاني والثالث ، لكن الأول إن كان متحدا معهما أيضا ، لم تمكن رواية البرقي عنه بلا واسطة ، والظاهر من تصريحهم بأنه راو لكتاب غياث ، أنه متحد معهما ، فهم رجل واحد ، لكن رواية البرقي عنه في المورد الأول مرسلة ، فلاحظ.

وانظر المور [١٦].

المورد [٣٦]

فضالة بن أيوب

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام فقال : فضالة بن أيوب ، عربي أزدي (٣٢١).

وذكره في باب (لم) بقوله : فضالة بن أيوب ، روى عنه الحسين بن سعيد (٣٢٢).

كذا في نسخة القهپائي ، والمخطوطة ، وقد سقط اسم (فضالة بن أيوب) من المطبوعة (٣٢٣).

أقول : الإشكال فيه أن الحسين بن سعيد ، لا يروي عن فضالة مباشرة ، وقد صرحوا بذلك ، قال النجاشي : قال لي أبو الحسن [هارون بن يحيى] البغدادي البزاز ، قال لنا : الحسين بن يزيد السورائي : كل شئ رواه الحسين بن سعيد عن فضالة فهو

__________________

(٣١٩) رجال النجاشي (ص ٣٥٩) رقم (٩٦٤).

(٣٢٠) مجمع الرجال (ج ٦ ص ٦٩).

(٣٢١) رجال الطوسي (ص ٣٨٥) رقم (١) حرف التاء.

(٣٢٢) مجمع الرجال (٥ ص ١٧).

(٣٢٣) رجال الطوسي (ص ٤٨٩) رقم (٣).


غلط ، إنما هو الحسين عن أخيه الحسن عن فضالة.

وكان يقول : إن الحسين بن سعيد لم يلق فضالة ، وإن أخاه الحسن تفرد بفضالة دون الحسين.

ورأيت الجماعة تروي بأسانيد مختلفة الطريق (الحسين بن سعيد عن فضالة) والله أعلم ، وكذلك زرعة بن محمد الحضرمي (٣٢٤).

وعلى هذا ، فتكون رواية الحسين عن فضالة مباشرة معللة.

وقد يؤيد ذلك برواية الحسين عن فضالة بواسطة محمد بن أبي عمير (٣٢٥).

وقد علق الشيخ حسن الشهيد على هذا السند بقوله : هكذا صورة إسناد الحديث في التهذيب ، وإثبات كلمة (عن) بين ابن أبي عمير وفضالة سهو ، الصواب عطفه عليه بالواو ، لأنه المعهود ، وسيأتي إسناد مثله (٣٢٦).

أقول : الطبقة لا تأبي ذلك ، بل تقتضيه ، مضافا إلى ما نقلنا عن النجاشي.

وأورد السيد الخوئي على محل البحث بقول : روايات الحسين عن فضالة في الكتب الأربعة تبلغ حدود (٩٢٢) مورد (٣٢٧).

أقول : يرد عليه :

أولا : إن ما ذكروه وتناقلوه ظاهرهم قبوله ، ويؤيده عدم معارضتهم له صريحا (٣٢٨).

وأما ما في النجاشي : (ورأيت الجماعة تروي ...) فلم يظهر كونه من كلام النجاشي ، بل ظاهره أنه من تتمة كلام السورائي.

ولو كان من كلام النجاشي فلم يظهر في كونه اعتراضا على كلام السورائي.

بل لعله تعجب من عمل الطائفة ، فيكون تأييدا للسورائي ، وحاصله أنه كيف يروون عن الحسين عن فضالة مع وجود هذا النص بعدم روايته عنه؟ ولو كان النجاشي لم يرتض ذلك الكلام عن السورائي ـ على ما فهمه السيد

__________________

(٣٢٤) رجال النجاشي (ص ٣١١) رقم (٨٥٠).

(٣٢٥) منتقى الجمان (ج ١ ص ٥٣).

(٣٢٦) منتقى الجمان (ج ١ ص ٥٤).

(٣٢٧) معجم رجال الحديث (ج ١٣ ص ٢٩٦).

(٣٢٨) لاحظ ما ذكرناه في المورد [١٨] سابقا.


الأستاذ ـ (٣٢٩) ، لما كان وجه لاكتفائه بهذا القدر من الرد غير الصريح! وثانيا : إن أمر أسانيد الكتب مبتن على هذا المسألة المفروضة ، فهو كالتعليق الذي علم من عمل المحدثين في أوائل الأسانيد ، وإنما لم يشرحوها في كل مورد مورد ، لاعتمادهم على وضوحها.

فليس مجرد وجود ذلك في الكتب الأربعة ـ مهما بلغت من الكثرة ـ دليلا على عدم الواسطة ، كمسألة التعليق.

ثم إن سند الشيخ في الفهرست إلى فضالة ينتهي بأحمد بن أبي عبد الله ـ وهو البرقي ـ ومن الواضح أن الطبقة لا تساعد على روايته عن فضالة مباشرة.

ولذلك (استظهر بعضهم سقوط الواسطة ، فإن أحمد البرقي يروي عن أبيه عن فضالة في (٢٠) موردا كما يظهر من الطبقات) (٣٣٠).

واعتمد السيد الخوئي على ذلك ، فقال : رواية أحمد عن أبيه عن فضالة لا تنافي روايته عنه بكتابه بلا واسطة ، فقد روى أحمد عنه بلا واسطة (٣٣١).

أقول : قوله ـ دام ظله ـ : (لا تنافي) غير تام ، لأن الطبقة لها مدخلية تامة في إحراز رواية شخص عن شخص ، وإلا كانت الرواية معللة ، كما بين في محله.

وإذا كان أحمد البرقي متأخرا عن طبقة (فضالة) ، فلا بد من وجود الواسطة.

ثم إذا عرفنا من سيرة (أحمد) في ترجمته أنه (اعتمد المراسيل) لزم الفحص عن ذلك ، حتى يحصل التأكد من سلامة روايته عن الإرسال.

والبرقي ـ كما يبدو من ملاحظة مشايخه ـ متأخر عن (فضالة) بطبقة واحدة بل أكثر ، إذا صح ما قيل في (الحسين بن سعيد) من أنه لا يروي عن فضالة مباشرة ، فإن البرقي يروي عن الحسين ، فلاحظ.

وما ذكره ـ دام ظله ـ بقوله : (وروايته عن بكتابه بلا واسطة).

إن كان المراد روايته [أحمد] عن كتاب فضالة ، فلا بد أن يكون الكتاب قد وصل إليه برواية من أوصله إليه ، بإحدى طرق التحمل ، فعدم ذكر الواسطة في رواية الكتاب هو الإرسال.

__________________

(٣٢٩) معجم رجال الحديث (ج ١٣ ص ٢٩٦).

(٣٣٠) معجم رجال الحديث (ج ١٣ ص ٢٩٦).

(٣٣١) المصدر ، والموضع.


وإن كان المراد روايته عن وجادة. فهذا غير مراد ـ قطعا ـ في الأسانيد المعنعنة ، مع أن عدم التصريح بذلك علة في الحديث ، وقد ذكروه في علل الحديث أيضا ، فلاحظ المورد [٣٢].

المورد [٣٧]

الفضل بن أبي قرة

ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام بقوله : الفضل بن أبي قرة التفليسي (٣٣٢).

وقال في باب (من لم يرو) : الفضل بن أبي قرة ، روى حميد عن إبراهيم بن سليمان عن الفضل (٣٣٣).

أقول : أورد رواية إبراهيم عنه في الفهرست (٣٣٤).

وقد مر مرارا أن إبراهيم لا يمكن أن يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة.

المورد [٣٨]

القاسم بن عروة

ذكره في أصحاب الصادق عليه‌السلام فقال : القاسم بن عروة : مولى أبي أيوب المكي ، وكان أبو أيوب من موالي المنصور ، له كتاب (٣٣٥).

وفي باب (من لم يرو) : القاسم بن عروة : روى عنه البرقي أحمد بن أبي عبد الله (٣٣٦).

أقول : أحمد البرقي لا يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام إلا بوسائط ، وقد تنبه إليه القهپائي ، فعلق عليه بقوله : (عن أبيه ظاهرا) (٣٣٧).

__________________

(٣٣٢) رجال الطوسي (ص ٢٧١) رقم (١٢).

(٣٣٣) أيضا (ص ٤٨٩) رقم (٣).

(٣٣٤) الفهرست (ص ١٥١) رقم ٥٦٨).

(٣٣٥) رجال الطوسي (ص ٣٧٦) رقم (٥١).

(٣٣٦) أيضا (ص ٤٩٠) رقم (٨).

(٣٣٧) مجمع الرجال (ج ٥ ص ٤٧).


ولكنه مع ذلك أضاف (كيف يكون ممن لم يرو) وهذا يدل على عدم تنبهه إلى حل الإشكال باختلاف الطبقة.

وقال السيد الخوئي دام ظله : إن أحمد بن أبي عبد الله ، لا يمكن أن يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة ، لبعد طبقته ، وإن كان القاسم المذكور في (من لم يرو) غير المذكور في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، فلا بد وأن يكون شخصا معروفا روى عنه أحمد البرقي ، مع أنه لم يوجد في رواياتنا شاهد على ذلك. (٣٣٨).

ولقد أجاد السيد الأستاذ في هذا المورد ، وهو ما نقوله فيه وفي جميع موارد النقض الأخرى.

والغريب أن سماحته لم يتنبه إلى أن هذا هو الحل الأساسي لمشكلة التناقض المتوهم في هذا الباب ، فلم يذكره إلا في هذا المورد وبعض الموارد التالية (٣٣٩).

والأغرب أنه التزم في الحل ببعض التوجيهات السابقة ، التي مضى بطلانها.

ونحن نعتبر كلام السيد الأستاذ في هذه الموارد موافقة ضمنية لنا على ما التزمناه من الحل لهذه المشكلة ـ وإن لم يذكرها هو دام ظله بعنوان الحل لها ـ والحمد الله على توفيقه.

المورد [٣٩]

القاسم بن محمد الجوهري

ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام : القاسم بن محمد الجوهري ، له كتاب ، واقفي (٣٤٠).

وذكره في باب (من لم يرو) بقوله : القاسم بن محمد الجوهري ، روى عنه الحسين بن سعيد (٣٤١).

وأورد رواية الحسين عنه في الفهرست (٣٤٢) والنجاشي (٣٤٣).

__________________

(٣٣٨) معجم رجال الحديث (ج ١٤ ص ٣٠ ـ ٣١).

(٣٣٩) وهي الموارد [٤٥ و ٦٠].

(٣٤٠) رجال الطوسي (ص ٣٥٨) رقم (١).

(٣٤١) أيضا (ص ٤٩٠) رقم (٥).

(٣٤٢) الفهرست للطوسي (ص ١٥٣) رقم (٥٧٥).

(٣٤٣) رجال النجاشي (ص ٣١٥) رقم (٨٦٢)


والحسين يروي عن أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، ولم أقف على الإشكال فيه ، إلا أن يكون من قبيل ما مر في الموردين [١٨] و [٣٦] ولم يذكروه.

وقد يكون الإشكال في القاسم هو رواية أحمد البرقي عنه مباشرة ، التي أوردها الشيخ في الفهرست أيضا (٣٤٤).

قال الخوئي ـ دام ظله ـ : الجوهري من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، والظاهر أنه لم يدرك الرضا عليه‌السلام فكيف يروي كتابه أحمد وقد توفي حدود سنة (٢٨٠) (٣٤٥).

أقول : وأيضا ، فإن البرقي يروي عن الحسين بن سعيد ، فكيف يروي عن شيخه الجوهري مباشرة؟

وعلى هذا فيكون اسم أحمد البرقي ساقطا من باب (لم) من الرجال هنا.

المورد [٤٠]

القاسم بن يحيى

ذكره في أصحاب الرضا عليه‌السلام بقوله : القاسم بن يحيي بن الحسن (٣٤٦).

وذكره في (لم) بقوله : القاسم بن يحيى روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى (٣٤٧).

وأورد روايته عنه في الفهرست (٣٤٨) لكنه فيه باسم (القاسم بن يحيى الراشدي) والسند فيه هكذا ... الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن القاسم.

لكن النجاشي ذكره سنده إليه ... عن أحمد بن إدريس ـ عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى بن عبيد الله عن القاسم (٣٤٩).

__________________

(٣٤٤) الفهرست (ص ٤٩٠) رقم (٥).

(٣٤٥) معجم رجال الحديث (ج ١٤ ص ٥٤).

(٣٤٦) رجال الطوسي (ص ٣٨٥) رقم (٢).

(٣٤٧) أيضا (ص ٤٩٠) رقم (٦).

(٣٤٨) الفهرست للطوسي (ص ١٥٣) رقم (٥٧٦).

(٣٤٩) رجال النجاشي (ص ٣١٦) رقم (٨٦٦).


ومع أن أحمد بن إدريس والصفار ، في طبقة واحدة ، فمع هذا نجد أن سند الشيخ يصل بواسطة واحدة من الصفار إلى القاسم ، وسند النجاشي بواسطتين من ابن إدريس إلى القاسم.

ثم إن سند الشيخ في الفهرست إلى القاسم يصل بطريق آخر إلى أحمد البرقي عنه (٣٥٠) وهو بعيد طبقة عن أصحاب الرضا عليه‌السلام ، فالرواية مرسلة.

ولعل اسم أحمد قد سقط هنا ، كما في المورد السابق.

المورد [٤١]

قتيبة بن محمد الأعشى

قال الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام : قتيبة بن محمد الأعشى ، أبو محمد الكوفي (٣٥١).

وقال في باب (من لم يرو) قتيبة بن محمد الأعشى ، روى حميد القاسم ابن إسماعيل عنه (٣٥٢).

وأورد رواية القاسم عنه في الفهرست (٣٥٣).

أقول : لكن حميدا لا يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بواسطة واحدة.

المورد [٤٢]

كليب بن معاوية

قال الشيخ في أصحاب الباقر عليه‌السلام : كليب بن معاوية الأسدي (٣٥٤).

وأيضا : كليب بن معاوية الصيداوي (٢٥٥).

وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام : كليب بن معاوية بن جبلة ، أبو محمد

__________________

(٣٥٠) الفهرست (ص ١٥٣) رقم (٥٧٦).

(٣٥١) رجال الطوسي (ص ٢٧٥) رقم (٣٢).

(٣٥٢) أيضا (ص ٤٩١) رقم (٩).

(٣٥٣) الفهرست للطوسي (ص ١٥٤) رقم (٥٨٢).

(٣٥٤) رجال الطوسي (ص ١٣٣) رقم (٢).

(٣٥٥) أيضا (ص ١٣٤) رقم (٨).


الصيداوي ، عربي كوفي (٣٥٦).

وفي باب (من لم يرو) : كليب بن معاوية الأسدي روى عنه صفوان (٣٥٧).

وفي نسخة القهپائي : والصفواني (٣٥٨).

ولا شك في اتحاد (كليب) في الموارد كلها ، وتكراره في أصحاب الباقر عليه‌السلام من رجال الشيخ لا يدل إلا على تعدد عنوانه في كتب الحديث.

أقول : ويروي عن كليب : صفوان بن يحيى (٣٥٩).

وقد روى الشيخ بسنده إلى (صفوان) عنه في الفهرست. (٣٦٠).

فهل هو صفوان بن يحيى؟ ومن المحتمل أن يكون المراد منه (صفوان بن مهران) لأن الطبقة تساعد على روايته عن كليب ، بل هو أقرب لأن كليبا من كبار أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وصفوان بن يحيى من صغار أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، فليلاحظ.

وأما على ما في نسخة القهپائي من أن الراوي عنه (الصفواني) فالإشكال واضح ، لأن الصفواني هو : محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال ، ترجم له الشيخ في الرجال (٣٦١) والفهرست (٣٦٢) وكذلك النجاشي (٣٦٣).

فإن صحت النسخة ، فرواية الصفواني عن كليب مرسلة قطعا وقد روى أبوه عن أبيه عن جده عن صفوان بن مهران (٣٦٤).

المورد [٤٣]

محمد بن أحمد بن عبيد الله

قال في أصحاب الهادي عليه‌السلام : محمد بن أحمد بن عبيد الله بن المنصور ،

__________________

(٣٥٦) أيضا (ص ٢٧٨) رقم (١٥).

(٣٥٧) أيضا (ص ٤٩١) رقم (١) الكاف.

(٣٥٨) مجمع الرجال (ج ٥ ص ٧٢).

(٣٥٩) معجم رجال الحديث (ج ١٤ ص ٣٨٨) و (٩ / ١٣٦).

(٣٦٠) الفهرست (١٥٤) رقم (٥٨٣).

(٣٦١) رجال الطوسي (ص ٥٠٢) رقم (٦٨).

(٣٦٢) الفهرست الطوسي (ص ١٥٩) رقم (٦٠٠).

(٣٦٣) رجال النجاشي (ص ٣٩٣) رقم (١٠٥٠).

(٣٦٤) رجال النجاشي (ص ١٩٨) رقم (٥٢٥).


أبو الحسن أسند عنه (٣٦٥).

وقال في باب (من لم يرو) : محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور ، عباسي ، هاشمي ، روى عنه التلعكبري يكنى أبا الحسن ، يروي عن عمه أبي موسى ، عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور عن أبي محمد صاحب العسكر عليه‌السلام معجزات ودلائل (٣٦٦).

أقول : من الواضع أن (محمد بن أحمد) هذا ليس في طبقة من يروي عن الهادي عليه لتصريح الشيخ بأن التلعكبري روى عنه وهو متأخر طبقة عن أن يروي عن أصحاب الأئمة عليهم‌السلام ، والآن روايته عن العسكري عليه‌السلام إنما هي برواية عمه عيسى بن أحمد ، فكيف يكون هو من أصحاب الهادي عليه‌السلام؟ مع أن عمه مذكور في أصحاب الهادي عليه‌السلام (٣٦٧) فلا بد أن يكون هو متأخرا طبقة.

فالإشكال في هذا المورد في إيراد الرجل في أصحاب الهادي عليه‌السلام مع أنه لم يرو عنه عليه‌السلام.

ولذلك لم يرد اسمه في ذلك الباب في المخطوطة ولا في نسخة القهپائي.

ولعل الشيخ تنبه لهذا فحذفه بعد تسجيله أولا.

المورد [٤٤]

محمد بن إسحاق القمي

ذكره في أصحاب الجواد عليه‌السلام على ما في المخطوطة ونسخة القهپائي (٣٦٨) ولم يرد في المطبوعة.

وقال في باب (من لم يرو) : محمد بن إسحاق القمي ، روى عنه أحمد بن أبي عبد الله (٣٦٩).

__________________

(٣٦٥) رجال الطوسي (ص ٤٢٢) رقم (١٤).

(٣٦٦) أيضا (ص ٥٠٠) رقم (٥٩).

(٣٦٧) أيضا (ص ٤١٧) رقم (٢).

(٣٦٨) مجمع الرجال (ج ٥ ص ١٤٨).

(٣٦٩) رجال الطوسي (ص ٥١٣) رقم (١٢٢).


أقول : رواية البرقي عن أصحاب الجواد عليه‌السلام بلا واسطة بعيدة من حيث الطبقة.

المورد [٤٥]

محمد بن أسلم الجبلي

ذكره في أصحاب الباقر عليه‌السلام (٣٧٠).

وقال في أصحاب الرضا عليه‌السلام : محمد بن أسلم الجبلي الطبري ، أصله كوفي (٣٧١).

وقال في باب (من لم يرو) : محمد بن أسلم الجبلي ، روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (٣٧٢).

وأورد في الفهرست رواية ابن أبي الخطاب عنه (٣٧٣).

فإن كان في الموارد كلها رجلا واحدا ، فذلك بعيد ، إذ لو كان من أصحاب الباقر عليه‌السلام فهو في حين وفته عليه‌السلام سنة ١١٤ في سن من يروي ، فبقاؤه إلى عصر الرضا عليه‌السلام ورواية ابن أبي الخطاب المتوفى (٢٦٢) عنه يعني تجاوزه المائة سنة أو بلوغها ، وهذا بعيد جدا.

قال السيد الخوئي ـ دام ظله ـ : فإن صح ما ذكره الشيخ أنه من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، فهو رجل آخر غير من يأتي [في (لم)] ، فإن من يأتي يروي عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومن هو في طبقته ، ولا يمكن أن يروي عمن هو من أصحاب الباقر عليه‌السلام.

وقد نقل عن الميرزا ما حاصله نسبة الاشتباه إلى الشيخ حيث رأى رواية (محمد بن أسلم) عن أبي جعفر عليه‌السلام ، فتخيله أنه الباقر عليه‌السلام ، مع أن المراد به هو الجواد عليه‌السلام (٣٧٤).

__________________

(٣٧٠) رجال الطوسي (ص ١٣٦) رقم (٣٢).

(٣٧١) أيضا (ص ٣٨٧) رقم (١٤).

(٣٧٢) أيضا (ص ٥١٠) رقم (١٠٣).

(٣٧٣) الفهرست (ص ١٥٦) رقم (٥٨٨).

(٣٧٤) معجم رجال الحديث (ج ١٥ ص ٩٠).


أقول : إن هذا الاحتمال بعيد في حق الشيخ ، حيث أنه كان متصديا لضبط طبقات الرواة ، وكان يسجل ما يجده في الأسانيد ، فبعيد جدا أن يشبه عليه أبو جعفر الجواد بأبي جعفر الباقر عليهما‌السلام.

مضافا إلى ما ذكره السيد الأستاذ من أنه لم توجد بأيدينا رواية لمحمد بن أسلم عن الجواد عليه‌السلام (٣٧٥).

فإما أن يكون الرجل متعددا ، أو أن بين محمد بن أسلم وابن أبي الخطاب واسطة.

المورد [٤٦]

محمد بن أورمة

قال في أصحاب الرضا عليه‌السلام : القمي (٣٧٦).

وقال في باب (لم) : ضعيف ، روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان ، ثقة (٣٧٧).

أقول : أورد الشيخ رواية الحسين عنه في الفهرست وقال : في روايته تخليط (٣٧٨).

وقد مر في المورد [٣٢] أن المراد بالتخليط هو الخلل في الإسناد ، فلاحظ.

المورد [٤٧]

محمد بن حسان الرازي

ذكر في أصحاب الهادي عليه‌السلام : محمد بن حسان الرازي الزينبي (٣٧٩).

وقال في باب (من لم يرو) : محمد بن حسان الرازي ، روى عنه الصفار وغيره (٣٨٠).

وأورد الشيخ في الفهرست رواية الصفار وسعد ومحمد بن يحيى وأحمد بن

__________________

(٣٧٥) معجم رجال الحديث (ج ١٥ ص ٩٠).

(٣٧٦) رجال الطوسي (ص ٣٩٢) رقم (٧٥).

(٣٧٧) أيضا (ص ٥١٢) رقم (١٢) وكلمة (ثقة) ليست في المطبوعة.

(٣٧٨) الفهرست (ص ١٧٠) رقم (٦٢١).

(٣٧٩) رجال الطوسي (ص ٤٢٥) رقم (٤٣) وفي المخطوطة (الزيتي) بدل الزينبي.

(٣٨٠) أيضا (ص ٥٠٦) رقم (٨٤).


إدريس عنه (٣٨١).

وقد روى أحمد بن إدريس عنه بواسطة عمران بن موسى في ترجمة موسى بن زنجويه (٣٨٢).

ولم يتبين لي وجه إعادة ذكره ، إلا أن النجاشي قال فيه : يعرف وينكر ، يروي عن الضعفاء كثيرا (٣٨٣).

واعلم أن سند الفهرست بعد ما ذكرنا يحتوي على زيادة نصها : (عن محمد بن علي الصيرفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي عن ابن أبي حمزه البطائني عنه).

وقد علق عليها السيد الخوئي بقوله : ليس من تتمة الطريق ، فإن ابن أبي حمزة لا يمكن أن يروي عمن هو من أصحاب الهادي عليه‌السلام ، ولعله طريق لترجمة شخص آخر قد سقط من البين ، والشاهد على ذلك طريق النجاشي (٣٨٤).

وأحتمل أن يكون تتمة للسند السابق ، والمقصود أن (محمد بن حسان) يروي عن محمد علي الصيرفي إلى آخره ، وأن هذا مثال واحد من أسانيده ، وكأن الشيخ يريد أن يؤكد ما ذكره النجاشي من روايته عن الضعفاء ، ويؤيده أن نسخة القهپائي لا تحتوي على كلمة (عنه) في آخر هذه الزيادة (٣٨٥).

وأقول : أتصور أن الأسماء الواردة في الزيادة متعاطفة هكذا : (محمد بن حسان ، عن محمد بن علي الصيرفي وإسماعيل بن مهران والحسن بن علي بن أبي حمزة) وأن المقصود أن هؤلاء الثلاثة هم ممن يروي عنهم محمد بن حسان وهم ـ كما يبدو من تراجمهم كلهم ـ ضعفاء ، فيكون المذكور أمثلة لما ذكره النجاشي ، فلاحظ.

المورد [٤٨]

محمد بن الحسن بن جمهور العمي

قال في أصحاب الرضا عليه‌السلام : محمد جمهور العمي ، عربي ، بصري ،

__________________

(٣٨١) الفهرست للطوسي (ص ١٧٣) رقم (٦٢٨).

(٣٨٢) رجال النجاشي (ص ٤٠٩) رقم (١٠٨٨). وانظر المورد [٥٨] فيما يلي.

(٣٨٣) رجال النجاشي (٣٣٨) رقم ٩٠٣).

(٣٨٤) معجم رجال الحديث (ج ١٥ ص ٢١٣).

(٣٨٥) مجمع الرجال (ج ٥ ص ١٨٠).


غال (٣٨٦).

وقال في باب (لم) : محمد بن جمهور العمي ، روى سعد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عنه (٣٨٧).

وأورد هذه الرواية عنه في الفهرست (٣٨٨) وكذلك النجاشي (٣٨٩).

والظاهر أن الإشكال في رواية أحمد عنه ، لما قالوا في حقه من أنه (يروي عن سائر مشايخ أبيه) مع أن طبقته متأخرة عن ذلك ، فلذلك نقلها علماء الفن بلفظ مشعر بالتشكيك فيه فقالوا : (فيما زعم أصحابنا القميون) (٣٩٠).

ويؤيده أنهم استثنوا رواياته من كتاب (نوادر الحكمة) ، وقد مر برقم (٢١) في المورد [٣٢].

ويلاحظ هنا أن ابن بابويه روى كتاب العمي بهذا السند بثلاث وسائط ، بينما رواه بسند آخر بأربع وسائط ، فلاحظ (٣٩١).

وسيأتي في المورد [٦٢] أن من رواته (يوسف بن السخت) وهو من مستثنيات ابن الوليد.

فلاحظ المورد [٣٢] أيضا.

المورد [٤٩]

محمد بن خالد الطيالسي

ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام (٣٩٢).

وقال في (لم) : محمد بن خالد الطيالسي ، روى عنه علي بن الحسن بن فضال وسعد بن عبد الله (٣٩٣).

__________________

(٣٨٦) رجال الطوسي (ص ٣٨٧) رقم (١٧).

(٣٨٧) أيضا (ص ٥١٢) رقم (١١٣).

(٣٨٨) الفهرست للطوسي (ص ١٧٣) رقم (٦٢٦).

(٣٨٩) رجال النجاشي (٣٣٧) رقم (٩٠١).

(٣٩٠) رجال النجاشي (ص ٧٧) رقم (١٨٣).

(٣٩١) الفهرست للطوسي (ص ١٧٣) رقم (٦٢٦).

(٣٩٢) رجال الطوسي (ص ٣٦٠) رقم (٢٦).

(٣٩٣) أيضا (ص ٤٩٣) رقم (١١).


وذكر أيضا في (لم) محمد بن خالد (بن عمر) الطيالسي ، يكني أبا عبد الله ، روى عنه حميد أصولا كثيرة ، ومات سنة (تسع وخمسين ومائتين) وله (سبع وتسعون) سنة (٣٩٤).

وما بين القوسين ورد في نسخة القهپائي (٣٩٥).

أما رواية سعد عن أصحاب الكاظم عليه‌السلام مباشرة ، فهي بعيدة طبقة كما لا يخفى.

وأما الثالث : فإن كان هو الأول ، فإعادة ذكره للتنبيه على أنه بلغ طبقة من لم يرو لطول عمره.

وأما تكراره في باب (من لم يرو) فلعله لأجل تغير عنوانه في الأسانيد ، كما هو دأب الشيخ في الرجال ، حيث أن الثاني أضيف على عنوانه اسم جده (... بن عمر ...) كما في نسخة القهپائي.

مع أنه لم يذكر في ترجمته أنه من أصحابهم عليهم‌السلام فليلاحظ.

المورد [٥٠]

محمد بن عبد الحميد العطار

ذكره في أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وقال : محمد بن عبد الحميد العطار وأبوه عبد الحميد بن سالم العطار مولى لبجيلة (٣٩٦) وذكره البرقي أيضا في أصحابه عليه‌السلام وعدة ممن نشأ في عصره (٣٩٧).

وقال الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام : محمد بن عبد الحميد العطار ، كوفي ، مولى لبجيلة (٣٩٨).

وذكره الشيخ بي باب (من لم يرو) : محمد بن عبد الحميد ، روى عنه ابن

__________________

(٣٩٤) أيضا (ص ٤٩٩) رقم (٥٤).

(٣٩٥) مجمع الرجال (ج ٥ ص ٢٠٧).

(٣٩٦) رجال الطوسي (ص ٣٨٧) رقم (١٠).

(٣٩٧) رجال البرقي (ص ٥٤).

(٣٩٨) رجال الطوسي (ص ٤٣٥) رقم (١٠).


الوليد (٣٩٩).

أقول : ابن الوليد هو محمد بن الحسن المتوفى (٣٤٣) وروايته عن من نشأ في عصر الرضا عليه‌السلام بلا واسطة بعيدة جدا.

وقال السيد الخوئي ـ دام ظله ـ : بناء على صحة النسخة المعروفة التي فيها : (روى عنه ابن الوليد) فهو رجل آخر [أي غير العطار الجبلي] مجهول فإن ابن الوليد توفي سنة (٣٤٣) ، ولا يمكن روايته عمن نشأ في عصر الرضا عليه‌السلام على ما صرح به البرقي (٤٠٠).

أقول : إلا أن يكون أسند معللا بالإرسال والانقطاع ، وهو الموجب لإعادة ذكره ، حيث لم يعنونوا في كتب الرجال لشخص آخر بهذا الاسم في طبقة مشايخ ابن الوليد ، فلاحظ.

المورد [٥١]

محمد بن عبد الله بن مهران

ذكره في أصحاب الجواد عليه‌السلام ، وقال : محمد بن عبد الله بن مهران ، ضعيف (٤٠١).

وفي أصحاب الهادي عليه‌السلام بقوله : محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي ، يرمى بالغلو ، ضعيف (٤٠٢).

وفي باب (لم) : محمد بن عبد الله بن مهران ، ضعيف ، روى عنه محمد بن أحمد ابن يحيى (٤٠٣).

أقول : العلة فيه أنه من مستثنيات ابن الوليد من كتاب (نوادر الحكمة) وقد مر في المورد [٣٢] برقم (٢٥).

__________________

(٣٩٩) رجال الطوسي (ص ٤٩٢) رقم (٦).

(٤٠٠) معجم رجال الحديث (ج ١٦ ، ص ٢٣٢).

(٤٠١) رجال الطوسي (ص ٤٠٦) رقم (١٥).

(٤٠٢) أيضا (٤٢٣) رقم (٢٦).

(٤٠٣) أيضا (٤٩٣) رقم (١٧) ذكره مع جمع وقال : ضعفاء روى عنهم محمد ..


المورد [٥٢]

محمد بن عيسى بن عبيد

قال الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام : محمد بن عيسى بن عبيد ، بغدادي (٤٠٤).

وفي أصحاب الهادي عليه‌السلام : محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، يونسي ، ضعيف (٤٠٥).

أقول : وفي المخطوطة : (عن يونس ، ضعيف على قول القميين).

وفي أصحاب العسكري عليه‌السلام : محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، بغدادي ، يونسي (٤٠٦).

وفي باب (لم) محمد بن عيسى اليقطيني ، ضعيف (٤٠٧).

وذكره الشيخ في الفهرست وقال : استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال (نوادر الحكمة) وقال : لا أروي ما يختص برواته ، وقيل إنه كان يذهب مذهب الغلاة (٤٠٨).

أقول : الإشكال فيه أن محمد بن عيسى ورد في مستثنيات ابن الوليد ـ الذي هو أصل الاستثناء ـ كما مر في المورد [٣٢] رقم (١٥).

والظاهر من بعض الموارد أن الإشكال في خصوص (محمد بن عيس عن يونس) ، وقد صرح الشيخ الطوسي بذلك في الاستبصار ، حيث تكلم على مثل السند وقال : طريقه (محمد بن عيسى عن يونس) وهو ضعيف ، وقد استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله من جملة الرجال الذين روى عنهم صاحب (نوادر الحكمة) وقال : ما يختص بروايته ، لا أرويه (٤٠٩).

__________________

(٤٠٤) رجال الطوسي (٣٩٣) رقم (٧٦).

(٤٠٥) أيضا (ص ٤٢٢) رقم (٣).

(٤٠٦) أيضا (ص ٤٣٥) رقم (٣).

(٤٠٧) أيضا (ص ٥١١) رقم (١١١).

(٤٠٨) الفهرست للطوسي (ص ١٦٧) رقم (٦١٢).

(٤٠٩) الاستبصار (ج ٣ ص ١٥٦) باب (١٠٢) حديث (٤).


والذي في عبارة الاستثناء المنقولة عن ابن الوليد : (أو عن محمد بن عيسى بن عبيد ، بإسناد منقطع) (٤١٠) وأضاف عليه ابن بابويه قوله : (ينفرد به) (٤١١).

وقد نقل أبو جعفر ابن بابويه عن ابن الوليد أنه قال : ما تفرد به محمد بن عيسى من كتب يونس وحديثه ، لا يعتمد عليه (٤١٢).

ويحصل من ضم هذه القيود بعضها إلى بعض : أن رواية محمد بن عيسى عن يونس إذا انفرد بها ، وكان الطريق مقطوعا ، فهو من المستثنيات.

والعلة فيها ـ بعد الانقطاع ـ هو الانفراد ، ولعل كون انفراده علة سببها أنه كان من أتباع يونس في المذهب الفقهي ، فإن ليونس مذاهب كثيرة اختارها مما علم بطلانه (٤١٣).

وأتصور أن هذا معنى قولهم (يونسي) في حقه.

وقد تكون العلة في ذلك أنه كان متساهلا في الحديث ويروي عمن لم يلقه.

كما ورد في حقه أنه أصغر في السن من أن يروي عن ابن محبوب (٤١٤).

ولعله كان أصغر طبقة من لقاء يونس أيضا. فلاحظ (٤١٥).

وانظر الموارد [٦] و [٣٢].

المورد [٥٣]

محمد بن نافع

قال الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام : محمد بن نافع الحميري ، كوفي (٤١٦).

وقال : محمد بن نافع الأنصاري المدني ، أسند عنه (٤١٧).

__________________

(٤١٠) رجال النجاشي (ص ٣٤٨) رقم (٩٣٩).

(٤١١) الفهرست (ص ١٧١) رقم (١٢٣).

(٤١٢) رجال النجاشي (ص ٣٣٣) رقم (٨٩٦).

(٤١٣) لاحظ الاستبصار (ج ٢ ص ٢٣٣) و (ج ٤ ص ١٨٣).

(٤١٤) رجال النجاشي (ص ٣٣٤) رقم (٨٩٦).

(٤١٥) أنظر نتيجة المقال (ص ٢٧٨ ـ ٢٧٩).

(٤١٦) رجال الطوسي (ص ٣٠٣) رقم (٣٦٠).

(٤١٧) المصدر ، الموضع ، رقم (٣٥٩).


وقال : في (لم) : محمد بن نافع ، روى عنه حميد (٤١٨).

وفي الفهرست : محمد بن نافع ، له نوادر ، عن حميد عنه (٤١٩).

أقول : من الواضح أن حميد لا يمكن أن يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بلا واسطة ، فلا بد إما من أن يكون السند منقطعا ، أو يكون محمد بن نافع شخصا آخر لم يذكروه.

مع أن (محمد بن نافع) الذي روى عنه حميد غيره مميز هل هو الحميري الكوفي ، أو الأنصاري المدني؟ ولا إشكال في تعددهما.

فالسند معلل ، لأمرين.

المورد [٥٤]

محمد ين يحيى المعاذي

قال الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام : محمد بن يحيى المعاذي (٤٢٠).

وقال في باب (لم) محمد يحيى المعاذي ، ضعيف ، روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى (٤٢١).

أقول : هو من مستثنيات ابن الوليد من رجال (نوادر الحكمة) ، وقد عرفنا في المورد [٣٢] أن تلك المستثنيات إنما كان فيها تخليط ، فلاحظ.

المورد [٥٥]

محمد بن يزداد

قال في أصحاب العسكري عليه‌السلام : محمد بن يزداد الرازي (٤٢٢).

وقال في باب (من لم يرو) : محمد بن يزداد ، روى عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب (٤٢٣).

__________________

(٤١٨) أيضا ، (ص ٤٩٩) رقم (٥٠).

(٤١٩) الفهرست للطوسي (ص ١٨٠) رقم (٦٦٨).

(٤٢٠) رجال الطوسي (ص ٤٣٥) رقم (١١).

(٤٢١) أيضا (ص ٤٩٣) رقم (١٣) وقد ذكره مع جمع وقال : ضعفاء روى عنهم محمد بن أحمد بن يحيى.

(٤٢٢) رجال الطوسي (ص ٤٣٦) رقم (١٢).

(٤٢٣) أيضا (ص ٥٠٩) رقم (٩٨).


أقول : ابن أبي الخطاب توفي سنة (٢٦٢) (٤٢٤) وقد روى عنه الصفار ومن طبقته ، ومحمد بن يزداد أرفع عنهم طبقة.

ولكن الإشكال غير واضح.

المورد [٥٦]

معاوية بن حكيم

ذكره الشيخ في أصحاب الجواد عليه‌السلام وقال : الكوفي (٤٢٥).

وقال في أصحاب الهادي عليه‌السلام : معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الكوفي (٤٢٦).

وقال في باب (من لم يرو) : معاوية بن حكيم روى عنه الصفار (٤٢٧).

أقول : الصفار متأخر طبقة عن أن يروي عن معاوية بن حكيم ، لأنه أقدم منه بطبقة.

وقد قال النجاشي فيه : جليل من أصحاب الرضا عليه‌السلام (٤٢٨) ، فهو من قدماء أصحاب الهادي عليه‌السلام.

المورد [٥٧]

منصور بن العباس

ذكره الشيخ في أصحاب الجواد عليه‌السلام : منصور بن العباس ، كوفي أو بغدادي كان داره بباب الكوفة ببغداد (٤٢٩).

وفي أصحاب الهادي عليه‌السلام : منصور بن العباس (٤٣٠).

__________________

(٤٢٤) رجال النجاشي (ص ٣٣٤) رقم (٨٩٧)

(٤٢٥) رجال الطوسي (ص ٤٠٦) رقم (١٩) وانظر مجمع الرجال (٦ / ٩٨).

(٤٢٦) أيضا (ص ٤٢٤) رقم (٤٢).

(٤٢٧) أيضا (٥١٥) رقم (١٣٣).

(٤٢٨) رجال النجاشي (ص ٤١٢) رقم (١٠٩٨).

(٤٢٩) رجال الطوسي (٤٠٧) رقم (٢٧).

(٤٣٠) أيضا (ص ٤٢٣) رقم (٢٤).


وفي باب (من لم يرو) : منصور بن العباس ، روى عنه البرقي (٤٣١).

أقول : البرقي هو أحمد بن أبي عبد الله المتوفى (٢٧٤ أو ٢٨٠) وقد أورد روايته عنه في الفهرست (٤٣٢).

ومن الواضح أن البرقي لا يروي عمن هو من أصحاب الجواد عليه‌السلام بلا واسطة فليلاحظ.

المورد [٥٨]

موسى بن زنجويه

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام (٤٣٣).

وفي باب (لم) : موسى بن زنجويه الأرمني ، يكنى أبا عمران ، روى عن عبد الله بن حكم ، روى أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن أبي عمران (٤٣٤).

أقول : (محمد بن حسان) من أصحاب الهادي عليه‌السلام ، وقد مر في هذا البحث في المورد [٤٧] وروايته عن موسى كثيرة (٤٣٥).

لكن رواية أحمد بن إدريس (المتوفى ٣٠٦) عن أصحاب الرضا عليه‌السلام بواسطة واحدة بعيدة ، ويؤيد ذلك أن سند النجاشي إلى موسى هكذا : أحمد بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عمران بن موسى ، عن محمد بن حسان ، عن موسى بن زنجويه (٤٣٦).

ومحمد بن يحيى (أبو أحمد) هو في طبقة أحمد بن إدريس ، وإذا روى عن موسى بواسطتين ، دل على نقص في رواية أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان مباشرة وقد أشرنا إلى ذلك في المورد [٤٧].

__________________

(٤٣١) أيضا (ص ٥١٥) رقم (١٣١).

(٤٣٢) الفهرست (ص ١٩٣) رقم (٧٣١).

(٤٣٣) رجال الطوسي (٣٩٠) رقم (٤٦).

(٤٣٤) أيضا (ص ٤٩٢) رقم (٧).

(٤٣٥) لاحظ معجم رجال الحديث (ج ١٥ ص ٢٠٨ ـ ٢٠٩).

(٤٣٦) رجال النجاشي (ص ٤٠٩) رقم (١٠٨٨).


المورد [٥٩]

موسى بن سابق

ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام فقال : موسى بن سابق الكوفي (٤٣٧).

وقال في باب (من لم يرو) : موسى بن سابق (٤٣٨).

أقول : ذكره في الفهرست وروى بإسناده عن حميد عن أبي محمد الحسن بن علي الشعيري اللؤلؤي عنه (٤٣٩) وكذلك النجاشي (٤٤٠).

ولا يمكن رواية حميد عن أصحاب الصادق عليه‌السلام بواسطة واحدة.

المورد [٦٠]

الهيثم بن أبي مسروق

ذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه‌السلام بقوله : هيثم النهدي ، هو ابن أبي مسروق (٤٤١).

وذكره في باب (من لم يرو) وقال : الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، روى عنه سعد بن عبد الله (٤٤٢).

وقد أورد الشيخ رواية سعد عنه في الاستبصار (٤٤٣).

أقول : سعد المتوفى (٣٠٠) لا يروي عن أصحاب الباقر عليه‌السلام مباشرة.

وقد نبه السيد الخوئي دام ظله إلى تفاوت الطبقة فقال : قد عرفت رواية سعد عن الهيثم على ما ذكره الشيخ وفي كامل الزيارات (٤٤٤) وسعد توفي حدود سنة (٣٠٠) وروى

__________________

(٤٣٧) رجال الطوسي (ص ٣٠٨) رقم (٤٥١).

(٤٣٨) أيضا (٥١٤) رقم (١٢٧).

(٤٣٩) الفهرست (ص ١٩١) رقم (٧٢٣).

(٤٤٠) رجال النجاشي (ص ٤٠٨) رقم (١٠٨٥).

(٤٤١) رجال الطوسي (ص ١٤٠) رقم (٦).

(٤٤٢) أيضا (ص ٥١٦) رقم (٢).

(٤٤٣) الاستبصار (ج ١ ص ٤٩) باب (٢٩) حديث (١).

(٤٤٤) كامل الزيارات (ص) ب (٧٠) حديث (٣).


عنه الصفار على ما ذكره الشيخ وقد توفي سنة (٢٩٠) ولا يمكن روايتهما عادة عمن هو من أصحاب الباقر عليه‌السلام (٤٤٥).

وقد حاول توجيه ذلك بقوله : ولا يبعد أن الشيخ رأى رواية الهيثم عن أبي جعفر عليه‌السلام ، فتخيل أن المراد بأبي جعفر هو الباقر عليه‌السلام ، مع أن المراد به هو الجواد عليه‌السلام (٤٤٦).

أقول : قد نقل السيد دام ظله مثل هذا الاحتمال عن الميرزا في المورد (٤٥) في رواية (محمد بن أسلم عن أبي جعفر) ، لكنه ـ أدام الله ظله ـ رده بأنه لم يوجد فيما بأيدينا رواية لذلك الراوي عن الجواد عليه‌السلام (٤٤٧).

أقول : ونحن إذ نعيد عليه ذلك الرد ، نضيف : أن هذا غاية التعدي على ساحة الشيخ الذي رتب كتابه على الطبقات وبذل غاية وسعه في تنظيمه على الأبواب ثم على حروف المعجم ، ولو عبر الميرزا بما عبر به صاحب النقد من أنه : كان ينبغي أن يذكره الشيخ قدس‌سره في رجال أبي جعفر الثاني عليه‌السلام لا أبي جعفر الأول عليه‌السلام ، لأنه يبعد أن يروي الصفار وسعد عن الباقر بواسطة واحدة (٤٤٨).

كان أولى وأنسب.

لكن نقول : أليس الأجدر أن يلتزم بكون الرواية مرسلة حتى يرتفع إشكال الطبقة من البين؟! ولا نواجه الشيخ بهذا الشكل؟!

المورد [٦١]

يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد

ذكره في أصحاب الرضا عليه‌السلام (٤٤٩) وذكره البرقي فيهم أيضا (٤٥٠).

__________________

(٤٤٥) معجم رجال الحديث (ج ١٩ ص (٣٨٧) وانظر نقد الرجال (ص ٣٧٠ هامش) وتكملة الرجال (ج ٢ ص ٥٩٨).

(٤٤٦) معجم رجال الحديث (١٤ / ٣٨٨).

(٤٤٧) معجم رجال الحديث (ج ١٥ ص ٩٠).

(٤٤٨) نقد الرجال (ص ٣٧٠).

(٤٤٩) رجال الطوسي (ص ٣٩٥) رقم (٥).

(٤٥٠) رجال البرقي (ص ٥٤).


وقال في باب (من لم يرو) يحيى بن إبراهيم ، روى عنه البرقي (٤٥١).

وأورد الشيخ في الفهرست رواية البرقي أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه (٤٥٢).

أقول : كلمة (البرقي) منصرفة عند الإطلاق إلى أحمد ، ولعل الشيخ قد اطلع على روايته عن المترجم بلا توسط أبيه ، وإلا فإن توسط أبيه محمد بن خالد وروايته عن يحيى لا مانع منها من حيث الطبقة ، فلاحظ.

المورد [٦٢]

يوسف بن السخت

ذكره الشيخ في أصحاب العسكري عليه‌السلام وقال : يوسف بن السخت أبو يعقوب ، بصري (٤٥٣).

وقال في باب (من لم يرو عنهم عليهم‌السلام) : يوسف بن السخت ، روى عن محمد بن جمهور العمي ، روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى (٤٥٤).

أقول : هو من موارد استثناء ابن الوليد من رجال (نوادر الحكمة) وقد مر في المورد [٣٢] برقم (٨).

تعقيب على الموارد :

إن مجموع الموارد التي يتصور فيها التناقض هي (٦٢) موردا ، مع الأخذ بنظر الاعتبار ما جاء في النسخ المختلة.

وقد تبين من خلال عرضنا المفصل لها ما يلي.

١ ـ أن (خمسة) موارد منها ليس للتناقض فيها محل أصلا ، وهي الموارد [٤ و ١٢ و ١٩ و ٤٣ و ٤٩].

و ٢ ـ أن (ثلاثة) من الموارد هي من تعدد الأشخاص والأسماء ، وهي الموارد [٢ و ١٠ و ١١].

__________________

(٤٥١) رجال الطوسي (ص ٥١٧) رقم (٦).

(٤٥٢) الفهرست (٢٠٧) رقم (٧٩٢).

(٤٥٣) رجال الطوسي (ص ٤٣٧) رقم (٢).

(٤٥٤) أيضا (ص ٥١٧) رقم (٣).


٣ ـ أن (أربعة) موارد محتملة للتعدد ، وهي [٦ و ١٣ و ٧ و ٤٥] موردا فهذه (١٢) موردا خارجة عن محل البحث ، لأنها ليست موارد للنقض واقعا ، كما أثبتنا مفصلا في كل مورد مورد منها ، فبقي (خمسون) موردا فقط ، وهي كما يلي : ١ ـ (تسعة وثلاثون) موردا منها مبتنية على اختلاف الطبقة أو العلة في السند ، وهو الحل المختار لتوجيه التكرار ، وهي [١ و ٣ و ٥ و ٧ و ٨ و ٩ و ١٨ و ٢٠ و ٢١ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٥ و ٣٦ و ٣٧ و ٣٨ و ٣٩ و ٤١ و ٤٢ و ٤٤ و ٤٨ و ٥٠ و ٥١ و ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٦ و ٥٧ و ٥٨ و ٥٩ و ٦٠ و ٦١ و ٦٢].

(وخمسة) موارد منها على احتمال الطبقة أو العلة وهي [و ١٥ و ٢٤ و ٢٥ و ٤٠ و ٤٦].

فهذه (أربعة وأربعون) موردا مبتن أمرها على الحل المختار ، فتبقى (ستة) موارد فقط ، لم أتمكن ـ فعلا ـ من العثور على وجه تكرارها ، ولم تتبين لي علة ظاهرة فيها وهي [١٢ و ١٦ و ٢٨ و ٣٤ و ٤٧ و ٥٥].

ومن المعلوم أن نسبة الموارد التي يصح حمل كلام الشيخ فيها على الحل المختار ويزول بذلك التناقض المتصور عنها ، تبلغ نسبة (٨٨) إلى المائة وهي نسبة كبيرة توجب إلحاق الموارد الستة المتبقية بالأعم الأغلب.

القيمة العلمية لهذا العمل :

نستنتج من تطبيقنا الرأي المختار على الموارد أن الذي حدا بالشيخ إلى هذا التصرف إنما هو التعبير عن ما في هذه الأسانيد الخاصة من علل ، من حيث اتصال رواتها وانقطاعهم ، وهذه هي أهم فوائد فن طبقات الرواة فإنه لما وضع الرواة في (الرجال) على طبقات الأئمة عليهم‌السلام ورتبهم في أبواب من رووا عنه من الأئمة عليهم‌السلام ، وجد هذه المجموعة من الموارد في خلال الأسانيد ، وحيث أن المعنونين فيها قد ذكروا في أبواب من روى عن الأئمة عليهم‌السلام ، ولا يمكن من حيث الطبقة أن يقعوا في هذه المواضع من الأسانيد لأنها مواضع لطبقة من لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام لجأ إلى إعادة ذكرهم في باب طبقة من لم يرو ، لا من أجل أن يعبر عن


تأخرهم فعلا ، بل ليعبر عن جهة الخلل في تلك الأسانيد ، وقد لاحظنا في كل مورد مورد وجه الخلل في السند الذي وقعوا فيه.

فغرض الشيخ يتعلق بالأسانيد ، وطبقة رواتها ، وما يترتب على فن الطبقات من آثار علمية من الحكم بالاتصال أو الانقطاع.

وليس نظر الشيخ إلى أي من شخص الراوي ، أو المروي عنه المعاد اسمه في هذا الباب ، بل ينظر إلى نفس الطريق ، من دون غرض في جرح الطرفين أو قدحهما ، كما ربما يتوهم ، وذلك :

أولا : لأن هذا الكتاب (رجال الطوسي) لم يلتزم فيه بإيراد الجرح والقدح ، ولا التعديل والمدح ، كما هو ديدن علماء الرجال ، فهناك الكثير ممن يستحق ذلك ، ولم يتعرض له ، إلا إذا كان ذلك مؤثرا في تحديد طبقته.

وثانيا : أن من بين المذكورين في هذه الموارد كثير من الثقات الأجلاء ، مثل : أحمد بن إدريس القمي الأشعري ، وسعد بن عبد الله الأشعري ، وفضالة بن أيوب ، ويحيى بن عبد الحميد العطار ، ومعاوية بن حكيم ، والهيثم بن أبي مسروق ، والريان بن الصلت.

كما أن فيهم من الضعاف من صرح بضعفهم وسقوطهم ، مثل : حفص بن غياث ، وطاهر بن حاتم بن ماهويه ، ومحمد بن أورمة ، ومحمد بن عبد الله بن مهران ، ومحمد بن يحيى المعاذي.

فأية فائدة في إعادة ذكرهم للإشارة إلى ضعفهم ، بعد التصريح بذلك؟! ثم لو كان الضعف هو الموجب الإعادة ذكرهم ، لوجب إعادة جميع الضعفاء والهالكين المذكورين في الأبواب السابقة ، وما أكثرهم؟!.

فتخصيص الإعادة لبعضهم دون البعض دليل على أن الإعادة ليس لما ذكر ، بل لها سبب آخر.

فائدة :

إن الرجاليين اصطلحوا بوضع رمز (لم) علامة لباب (من لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام) من كتاب (الرجال للطوسي) ، فمتى ما وجدوا هذا الرمز علموا أن صاحبه مذكور في هذا الباب.


وأول من وضع هذا الرمز ، كسائر الرموز الرجالية ، هو الشيخ الفاضل الشيخ ابن داود الحلي الرجالي ، في كتاب (الرجال) فقد قال : وضمنته رموزا تغني عن التطويل ، تنوب عن الكثير بالقليل ، وبينت فيها المظان التي أخذت منها واستخرجت عنها).

ثم ذكر الرموز ، وفي آخرها : (ومن لم يرو عن واحد من الأئمة عليهم‌السلام : (لم) ، وهذا لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا رضي‌الله‌عنهم إلى خوض غمرها ، وقاعدة أنا أبو عذرها (٤٥٥).

لكن ابن داود لم يستعمل هذا الرمز منفردا ، وإنما أعقبه بالمصدر الذي أخذه منه ، كما قال هو ، فإن كان أخذه من رجال الشيخ قال : (لم ، جخ) ، أي إن الرجل ممن لم يرو عنهم عليهم‌السلام جاء ذلك في كتاب الرجل للشيخ.

وإن كان أخذه من كتاب النجاشي قال : (لم ، جشن) وإن أخذه من الفهرست للطوسي ، قال (لم ، ست) وإن أخذه من الكشي ، قال : (لم ، كش).

لكن المتأخرين عنه اصطلحوا برمز (لم) في خصوص باب من لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام) من كتاب (رجال الطوسي) فقط ، دون غيره.

ولذلك قال القهپائي : رأيت في الإشارة إلى كتاب الرجال الاكتفاء برمز (لم) عن ذكر (جخ) (٤٥٦).

وجرى في كتاب (مجمع الرجال) كله على ذلك ، فمهما وجد فيه رمز (لم) فهو من باب (من لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام) من كتاب الرجال للشيخ.

وعلى هذا الاصطلاح الأخير جرى جميع متأخري المتأخرين ولم ينتبهوا إلى مصطلح ابن داود ، وظنوا أن (لم) عنده أيضا إشارة إلى رجال الشيخ دائما ، فإذا وجدوا في كتابه رمز (لم ، جشن) ظنوا أنه يرمز إلى باب (من لم يرو) من رجال الشيخ ، إلى النجاشي ، فلما لم يجدوا الرجل في باب (من لم يرو) من رجال الشيخ اعترضوا على ابن داود.

منهم صاحب نقد الرجال ، قال في (أبان بن عمر) : ففي قول ابن داود إنه

__________________

(٤٥٥) الرجال لابن داود (ص ٢٥ ـ ٢٦) طبع النجف.

(٤٥٦) مجمع الرجال (ج ١ ص ٤).


(لم) نظر.

وقال في (أبان بن عثمان) : وفي قول ابن داود حيث قال (لم) نظر (٤٥٧).

وعلق عليه الكاظمي بقوله : وجه النظر أنه ليس في باب (من لم يرو عنهم) ذكر لأبان بالكلية (٤٥٨).

بينما الموجود في رجال ابن داود هكذا : (لم ، جش).

ومعناه : أن أبان بن عمر عده النجاشي ممن لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام وكذلك في رجال ابن داود هكذا (لم ، كش) ، ومعناه : أن أبان بن عثمان عده الكشي ممن لم يرو عن الأئمة عليهم‌السلام.

ولكن صاحب النقد والتكملة ظنا أن ابن داود رمز إلى باب من لم يرو من كتاب رجال الشيخ ، ولما لم يجدوا لأبان فيه ذكرا اعترضوا على ابن داود.

وهذه غفلة عن مصطلح ابن داود ، جرى عليه كثير من أعلام العصر أيضا فتابعوا الاعتراض على ابن داود بمثل ذلك.

ثم إن لابن داود اصطلاح آخر استعمله في كتاب رجاله وهو أنه كلما رأى ترجمة رجل في كتاب النجاشي خالية عن نسبته إلى الأئمة عليهم‌السلام بالرواية عن أحد منهم السلام أورده في الرجال وقال : (لم ، جشن) حيث علم من ديدن النجاشي أنه إذا كان لمن يذكره من الرجال رواية عن أحدهم ، فإنه يورد ، ذلك في ترجمته أو ترجمة رجل آخر غيره ، فمهما أهمل القول بذلك فهو علامة أن الرجل عنده من طبقة من لم يرو عنهم عليهم‌السلام (٤٥٩).

وحيث أن هذا الاصطلاح من ابن داود خفي على (القاصرين عن تعرف الأساليب والاصطلاحات ، كلما رأوا ذلك في كتابه اعترضوا عليه بأن النجاشي لم يقل (لم) (٤٦٠).

وقد تنبه العلامة المحقق شيخنا في الرواية المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم ، رحمه‌الله (١٣١٥ ـ ١٣٩٩) إلى هذه الاصطلاحات في كتاب (الرجال) لابن داود

__________________

(٤٥٧) نقد الرجال (ص ٥).

(٤٥٨) تكملة الرجال (ج ١ ص ٧٨).

(٤٥٩) الرواشح السماوية الراشحة (١٧).

(٤٦٠) الرواشح السماوية ، الراشحة (١٧).


الحلي ، فحقق الكتاب ووفق إلى تصحيح كثير من التصحيفات التي منيت بها طبعة دانشكاه طهران سنة (١٣٨٣) ، ورفع بذلك جملة من الاعتراضات التي وجهت إلى هذا الكتاب الجليل في فنه (٤٦١).

الخاتمة : خلاصة الرأي المختار

١ ـ إن الشيخ الطوسي إنما رتب كتاب (الرجال) على الطبقات لتمييزهم بذلك ، فذكر كل راو ، في باب من روى عنه من الأئمة عليه‌السلام ، وخصص الباب ، الثالث عشر لمن لم يرو عنهم عليهم ، لكن أورد فيه أسماء جمع ممن ذكرهم في أبواب الرواة ، وإنما فعل ذلك لورود أسمائهم في أسانيد روى فيها عنهم من تأخرت طبقته عن الرواية أصحاب الأئمة عليهم‌السلام مباشرة وبلا واسطة ، أو أن الرواة عنهم قد تكلم أصحاب علم الرجال فيهم بالتخليط بحيث تكون رواياتهم (معللة) ، أو أن أسماء الرواة فيها مشتبهة ومتماثلة بحيث لم يتمكن من تعيين أشخاصهم ، وغير ذلك مما يؤثر في اتصال السند. ويعرف من تعيين طبقات الرواة المؤلف له الكتاب.

إن تصرف الشيخ ذلك يعد استنتاجا من كتاب الرجال نفسه ، لأن ثمرة الطبقات هو : معرفة اتصال الأسانيد وانقطاعها على أثر تمييز رواتها.

٢ ـ لقد طبقنا هذا الرأي على موارد توهم التناقض فكان الحاصل أن (٨٨) بالمائة من الموارد يحل فيها التناقض على أساس من هذا الرأي ، وهي نسبة كبيرة تدعو إلى الوثوق والاطمئنان به.

ونحمد الله الذي وفقنا وهدانا لحل هذه العقدة التي ظلت طيلة (سبعة قرون) تتجاذب الآراء ، وتتجاوب معها الأفكار والأقلام ، وتتابعت حولها جهود الأعلام.

والحمد لله الذي أتم توفيقنا حمدا دائما أبدا ، ونسأله المزيد من فضله ، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.

(سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين).

__________________

(٤٦١) لاحظ الرجال لابن داود طبعة الحيدرية ـ النجف (١٣٩٢) ص (١٨ ـ ١٩).


فهرست المصادر :

١ ـ الأخبار الدخيلة :

للشيخ محمد تفي التستري ، مطبعة الحيدري ـ طهران ١٣٩٠.

٢ ـ اختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي).

اختيار الشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت ٤٦٠) من كتاب (معرفة الناقلين) تأليف (محمد بن عمر الكشي (القرن ٤)).

حققه الشيخ حسن المصطفوي مطبقة جامعة مشهد ١٣٨٨ ه.

٣ ـ الاستبصار في ما اختلف من الأخبار.

للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت ٤٦٠) ، تحقيق السيد حسن الخرسان دار الكتب الإسلامية ـ طهران ١٣٩٠ ه.

٤ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة (المطبوع خطأ باسم (كمال الدين).

للشيخ الصدوق ، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١) صححه على أكبر الغفاري دار الكتب الإسلامية ـ طهران ١٣٩٥.

٥ ـ بهجة الآمال في الشرح زبدة المقال.

للحاج الشيخ مولى علي العلياري التبريزي (ت ١٣٢٧) صححه هداية الله المسترحمي ، مؤسسة بنياد فرهنك اسلامي ـ طهران ١٤٠١ ه.

٦ ـ تراثنا.

نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث. العدد الثالث ـ السنة الأولى ـ قم ١٤٠٦.

٧ ـ تكملة الرجال.

للشيخ عبد النبي الكاظمي (ت ١٢٥٦) تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ، مطبعة الآداب ـ النجف.

٨ ـ تنقيح المقال في علم الرجال.

للشيخ عبد الله المامقاني ، المطبعة المرتضوية النجف ١٣٥٢.

٩ ـ تهذيب التهذيب.

لابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي (ت ٨٥٢) مطبعة دائرة المعارف حيدرآباد ـ الهند ١٣٢٧.

١٠ ـ التوحيد.

للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١).


صححه السيد هاشم الحسيني ، مكتبة الصدوق ـ طهران ١٣٩٨.

١١ ـ جامع الرواة.

للشيخ محمد بن علي الأردبيلي الحائري ، مطبعة رنكين ـ طهران ١٣٧١.

١٢ ـ جامع المقال.

للشيخ فخر الدين الطريحي النجفي (ت ١٠٨٥) حققه محمد كاظم الطريحي مطبعة حيدري ـ طهران ١٣٧٣.

١٣ ـ خلاصة الأقوال (المطبوع باسم رجال العلامة الحلي).

للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (ت ٧٢٦). المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨١.

١٤ ـ دائرة المعارف أو مقتبس الأثر

للشيخ حسين بن سليمان الأعلمي الحائري ، مطبعة حكمت ـ قم ١٣٧٧.

١٥ ـ الدراية.

للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي الشهيد سنة (٧٨٦).

مطبعة النعمان ـ النجف

١٦ ـ دلائل الإمامة

لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري (ق ٥) ، المطبعة الحيدرية ـ النجف.

١٧ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة.

للشيخ آغا بزرك الطهراني محمد محسن بن محمد رضا (ت ١٣٨٩).

مطبعة المجلس ـ طهران ١٣٧٥.

١٨ ـ رجال البرقي.

لأبي جعفر ، أحمد بن خالد البرقي (ق ٣) صححه السيد كاظم الموسوي ، مطبعة جامعة ـ طهران ١٣٨٣.

١٩ ـ رجال الخاقاني.

للشيخ علي الخاقاني (ت ١٣٣٤) تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ، مطبعة الآداب ـ النجف ١٣٨٨ ه.

٢٠ ـ الرجال.

لابن داود الحلي الحسن بن علي بن داود (بعد ٧٠٧) عني بطبعه السيد السيد جلال الدين الحسيني المحدث ، مطبعة دانشكاه ـ طهران ١٣٨٣.

٢١ ـ الرجال.

لابن داود الحلي الحسن بن علي بن داود (بعد ٧٠٧) تحقيق السيد محمد صادق


بحر العلوم ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٩٢.

٢٢ ـ رجال السيد بحر العلوم.

للسيد مهدي بن مرتضى بحر العلوم (ت ١٢١٢) تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ـ مطبعة الآداب ـ النجف ١٣٨٦.

٢٣ ـ رجال الطوسي.

للشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠) تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم. المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨١.

٢٤ ـ رجال الطوسي ـ أيضا ـ

نسخة مصورة عن مخطوطة في المتحف البريطاني كتبت سنة (٥٣٣) ، لدى السيد الطباطبائي ـ قم.

٢٥ ـ رجال الغضائري.

للشيخ أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري

نسخة مصورة عن مخطوطة مكتبة السيد المرعشي في قم

٢٦ ـ رجال النجاشي.

للشيخ أحمد بن علي بن النجاشي الأسدي الكوفي (ت ٤٥٠) تحقيق السيد موسى الزنجاني ، نشر جامعة المدرسين ـ قم ١٤٠٧.

٢٧ ـ الرواشح السماوية.

للسيد محمد باقر بن محمد الداماد الحسيني ، المطبوعة على الحجر ـ إيران ١٣١١ ـ.

٢٨ ـ روضة المتقين ، شرح من لا يحضره الفقيه.

للشيخ محمد تقي المجلسي الأول (ت ١٠٧٠) المطبعة العلمية ـ قم ١٣٩٩.

٢٩ ـ سماء القال في علم الرجال.

للشيخ أبي الهدى الكلباسي الاصفهاني (ت ١٣٥٦) صححه السيد محمد علي الروضاتي الاصفهاني ، مطبعة حكمت ـ قم ١٣٧٢.

٣٠ ـ شرح نخبة الفكر لابن حجر.

شرحه الملا علي القارئ الهروي ، مطبعة أخوت ـ استانبول ١٣٢٧.

٣١ ـ عدة الرجال.

للسيد محسن الأعرجي القدس الكاظمي ، مخطوط في جامعة طهران نقلنا عنه بواسطة (دائرة المعارف ، للأعلمي)


٣٢ ـ الفهرست.

للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت ٤٦٠) تحقيق السيد محمد الصادق بحر العلوم ـ المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨٠.

٣٣ ـ قاموس الرجال.

للشيخ محمد تقي التستري ، مطبعة المصطفوي ـ طهران ١٣٧٩.

٣٤ ـ قواعد الحديث.

للسيد محي الدين الموسوي الغريفي ، النجف ١٣٨٦ منشورات مكتبة المفيد ـ قم.

٣٥ ـ القواميس في الرجال والدراية.

للشيخ ملا آقا عابدين الدربندي الحائري (ت ١٢٨٦).

مخطوط منه نسخة مصورة لدى الأخ السيد حسين الشيرازي النجفي ـ بقم.

٣٦ ـ مجمع الرجال.

للشيخ عناية الله القهپائي الاصفهاني (القرن ١٢) تحقيق السيد ضياء الدين العلامة الاصفهاني ، مطبعة رباني ـ أصفهان ١٣٨٤.

٣٧ ـ المصطلح الرجالي (أسند عنه).

للسيد محمد رضا الحسيني ، نشر في مجلة (تراثنا) الفصلية الصادرة عن مؤسسة آل البيت بقم ، السنة الثالثة ١٤٠٦.

٣٨ ـ معالم العلماء.

للشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب الحافظ المازندراني (ت ٥٨٨).

تحقيق عباس إقبال ، مطبعة فردين طهران ١٣٥٣.

٣٩ ـ معالم العلماء ـ أيضا ـ.

تحقيق السيد صادق بحر العلوم ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ١٣٨٠.

٤٠ ـ معجم رجال الحديث.

للسيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ـ دام ظله ـ الطبعة الأولى النجف ـ ١٤٠٢.

٤١ ـ منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان.

للشيخ جمال الدين الحسن بن الشهيد الثاني (ت ١٠١١) صححه علي أكبر الغفاري ، مؤسسة جامعة المدرسين قم ١٤٠٦.

٤٢ ـ منهج المقال في علم الرجال.

للسيد الميرزا محمد الأسترآبادي ، طبعة حجرية ـ إيران ١٣٠٦.


٤٣ ـ نتيجة المقال في علم الرجال.

للشيخ محمد حسن البارفروشي المازندراني ، طبع على الحجر بإيران.

٤٤ ـ نقد الرجال.

للسيد مصطفى التفريشي (القرن ١١) طبع على الحجر إيران ١٣١٨.

٤٥ ـ نهاية الدراية ،

للسيد حسن الصدر الكاظمي (ت ١٣٥٤) مطبعة عمال الإسلام ـ لكهنو الهند ١٣٢٣.

٤٦ ـ الوسيط في الرجال.

للشيخ أبي علي الحائري ـ مخطوط ـ نقلنا عنه بواسطة (جامع الرواة) للأردبيلي.

٤٧ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار.

للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي والد الشيخ البهائي (ت ٩٨٤) تحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري مطبعة الخيام ـ قم ١٤٠١.


دليل المخطوطات

(٤)

مكتبة العلامة الطباطبائي

قم ـ إيران

السيد أحمد الحسيني

كان ضمن مكتبة العلامة الكبير المغفور له السيد محمد حسين الطباطبائي المتوفى سنة ١٤٠٢ أكثر من خمسين نسخة مخطوطة اطلعنا عليها بعد وفاته ، وهي الآن في حيازة وريثته القاطنين بقم.

الأربعون حديثا

(حديث ـ عربي)

تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠)

* من القرن الثاني عشر.

الأمالي

(حديث ـ عربي)

تأليف : الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (٣٨١)

* عطاء الله بن علي زكي الدهخوارقاني ، آخر شهر صفر ١٠٩٥ ، نسخه مقابلة مصححة ، في أولها فهرس مفصل لأحاديث المجالس صنعها محمد حسين بن علي أصغر الحسيني الحسني الشهير بشيخ الإسلام التبريزي.

بحر الجواهر

(طب ـ فارسي)

تأليف : محمد بن يوسف الطبيب الهروي (ق ١٠).


* محمد علي بن محمد نصير الهزار جريبي ، يوم الخميس ٢٣ جمادى الأولى ١٢٢٤.

تحرير اكرمالاناوس

(هندسة ـ عربي)

تحرير : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢).

* من القرن الحادي عشر.

تحرير المجسطي

(هندسة ـ عربي)

تحرير : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢).

* نسخة كتبت في يوم ٢٩ ذي الحجة ١٠٨٥.

تحقيق لفظ الجلالة

(أدب ـ عربي)

تأليف : السيد محمد بن محمد حسين الطباطبائي التبريزي (ق ١٤).

رسالة في ثلاثة فصول حقق المؤلف فيها لفظ الجلالة (الله) من الجوانب الأدبية والتفسيرية ، ثم تأليفها في السابع عشر ذي القعدة سنة (١٣١٣).

أوله : (الحمد لله الذي أنعمنا بأفضل نعمائه وأكرمنا بأشرف آلائه وبعث فينا من أخرجنا عن قعر لجج الغي والضلال).

* بخط المؤلف.

ترجمة وتلخيص البيان

(متفرقة ـ فارسي)

تأليف :؟

(البيان) كتاب ميرزا علي محمد الباب المعروف

* مخروم الأول والآخر.

تهذيب الأحكام

(حديث ـ عربي)

تأليف : شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠).


* يقال إنه بخط الشيخ الطوسي ، الجزء الأول إلى باب تلقين المحتضرين ، بعض الأوراق من النسخة مكتوبة بخط متأخر وفي الهوامش بلاغات بخطوط مختلفة ، كتب الأوراق الناقصة وأتم النسخة محمد صالح بن أبي الصلاح بن جعفر الحسني الحسيني الحاجي [الأردستاني] مولدا والمدني أصلا وكملت في عصر يوم الجمعة ١٢ شعبان ١٠٢٩ ، ثم قرأها على المولى حسن علي بن عبد الله التستري. في آخر النسخة إجازة في صفحتين كتبها الشيخ بهاء الدين العاملي بتاريخ أواخر شعبان ١٠٢٩ للأردستاني المذكور ، ونقل الأردستاني أن البهائي لما رأى النسخة بكى وقبلها وقال : إنها بخط الشيخ الطوسي.

جامع الأقوال في علم الرجال

(رجال ـ عربي)

تأليف؟

* مخروم الأول والآخر وفي هوامشه تصحيحات وإضافات ، والظاهر أن النسخة بخط مؤلفها.

حاشية أصول الكافي

(حديث ـ عربي)

تأليف : رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني المعروف بملا رفيعا (١٠٨٠)

* نسخة جيدة من دون اسم الناسخ والتاريخ

حاشية تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية

(منطق ـ عربي)

تأليف : داود جلبي

* نسخة حديثة الكتابة

حاشية الكاشف

(تفسير ـ عربي)

تأليف :؟

حاشية بعنوان (قوله ـ قوله) ، والنسخة من سورة ص إلى أوائل سورة فتح ، ولم


تتم لأن المؤلف توفي ضحوة يوم الاثنين ٢٢ محرم الحرام ٧٩٢ ولم يوفق لا تمامها.

* محمد بن حسن ين إسماعيل الطبسي ، يوم الاثنين ٢٤ ذي الحجة ٨٣٦ ، نسخة نظيفة مجدولة نفيسة.

دستور اللغة

(لغة ـ عربي وفارسي)

تأليف : بديع الزمان حسين بن إبراهيم النطنزي (٤٩٧)

* كتب سنة ١٠٩٢ ، قطعة تحتوي على النصف الثاني من الكتاب

ديوان صاحبي

(شعر ـ فارسي)

نظم : الحاج سليمان الكاشاني المتخلص بالصاحبي (ق ١٢).

* إسماعيل بن عبد الرزاق الكاشاني ، سنة ١٢٢٧

رشحات القدس في شرح نفحات الأنس

(تصوف ـ فارسي)

تأليف : درويش علي البوزجاني الجامي (ق ١٠)

* أبو القاسم بن محمد قاسم بن حسين الجامي ، غرة صفر ١١٠٨ ، مخروم الأول عدة أوراق.

شرح أصول الكافي والروضة

(حديث ـ عربي)

تأليف المولى محمد صالح بن أحمد المازندراني (١٠٨١)

* مهر علي ، شهر ذي القعدة ١٢٢٤ ، من بداية الكتاب إلى آخر العشرة. وبعده فوائد هندسية وشرح عاشر مقالات أقليدس لمحمد باقر بن زين العابدين اليزدي وفائدة من (حاوي اللباب) وغيرها.


شرح تحرير أقليدس

(هندسة ـ عربي)

تأليف :؟

شرح ممزوج مختصر ، ألف باسم أبي المظفر السلطان يعقوب بهادر خان وتمت المقالة الرابعة منه في يوم ١٢ ربيع الآخر سنة ٨٨٧.

أوله : (الحمد لله الذي يتلألأ على صفحتي الليل والنهار تباشير آثار قدرته ويتنزل من السبع الشداد تفاسير آيات معرفته).

* أبو سعيد سبط المؤلف ، يوم الجمعة أواسط شهر رجب ٩٠٢.

شرح تحرير المجسطي

(هندسة ـ عربي)

تأليف : نظام الدين عبد العلي بن محمد حسين البيرجندي (٩٢٤)

* نسخة حديثة الكتابة مخرومة الأول

شرح دعاء الصباح

(دعاء ـ عربي)

تأليف : المولى هادي بن مهدي السبزواري (١٢٧٩).

سمي الكتاب في هذه النسخة (مفتاح الفلاح ومصباح النجاح).

* كتبه معصوم الحسيني

شرح العوامل للجرجاني

(نحو ـ عربي)

تأليف : يحيى ين نصوح بن إسرائيل

* أحمد بن مصطفى ، يوم الجمعة من سنة ١٠٥٣.

شرح الكافية

(نحو ـ عربي)

تأليف : رضي الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي (٦٨٦).

* أواخر جمادى الآخرة ٨٥٦ ، قابله وصححه محمد بن أسعد الصديق الدواني وقرأة على السيد الشريف الجرجاني وأتم المقابلة


يوم الأربعاء ١٩ جمادى الأولى سنة ٨٨٨ ، وبآخره خط قوام الدين محمد الحسيني السيفي الشاعر الحلي المعروف.

شرح مفاتيح الشرائع

(فقه ـ عربي)

تأليف :؟

نسخة من فن العادات ، والمعاملات ، في مجلدين الأول تم في شعبان ١٠٩٠ والثاني في محرم ١١١٥.

* بديع الزمان بن محمد رضي الكاشاني ، ثالث ، ثالث ذي القعدة ١١١٨

(آخر المجلد الثاني).

شرح نهج البلاغة

(أدب ـ عربي)

تأليف : كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (٦٧٩).

هو شرحه الصغير.

* من القرن العاشر ظاهرا.

الشفاء

(فلسفة ـ عربي)

تأليف : الشيخ الرئيس الحسين بن عبد الله ابن سينا (٤٢٨).

* يوم الاثنين من العشر الأول من شهر رجب ١٣٤٥.

الشواهد الربوبية

(فلسفة ـ عربي)

تأليف : صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي (١٠٥٠).

* من القرن الثالث عشر.

الصحيفة السجادية

(دعاء ـ عربي)

إنشاء الإمام السجاد علي بن الحسين عليه‌السلام

* من القرن الحادي عشر ، نسخة مجدولة صغيرة فقدت أكثر أوراقها وأكملت حديثا.


* نسخة من القرن الثاني عشر.

عين الحياة

(تفسير ـ عربي)

تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).

* نسخة من القرن الثاني عشر.

عيون أخبار الرضا

(حديث ـ عربي)

تأليف : الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (٣٨١).

* محمد يوسف الطالقاني ، يوم الأربعاء ١٤ ربيع الأول ١٢٥٧.

الكافي

(حديث ـ عربي)

ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني

* محمد طاهر بن علاء الدين محمد الأبهري الأصبهاني ، ١٤ شهر رمضان ١٠٨١ ، قابله محمود الفاطمي الحسني الحسيني الطباطبائي على نسخة قابلها الولي حيدر علي بن ميرزا محمد الشيرواني على نسخة والده ونسخة الشهيد الثاني ، ووضع السيد محمود هذا في أول النسخة فهرسا مفصلا للأحاديث الواردة فيها. من كتاب الظهار إلى آخر الروضة.

* نسخة كتبت سنة ١٠٦٠ ، من كتاب المعيشة إلى آخر الري والتجمل ، قابلها وعارضها مرتين إبراهيم بن عبد الله الخطيب المازندراني ، وقد قرأ الكتاب أيضا على المولى محمد أمين الأسترآبادي.

* نسخة مختلفة الخطوط ، من كتاب العشرة إلى آخر الروضة ، بعضها بخط محب الله بن پير محمد بن علي اتابك البهمني الأيزجي بتاريخ ٩٦٠ ، وأتم كتاب الديات منها أحمد بن يوسف بن علم البحراني الجد حفصي السماهيجي في ٢٩ رجب ٩٧٦ ، وأتم كتاب الروضة منها محمد بن حسين بن فضل العطفي سنة ٩٧٦ ،


وقابلها الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي وأتم كتاب المعيشة في يوم الأربعاء ٢٧ صفر ٩٧٧ وكتاب الزي والتجمل في يوم الجمعة ١٩ شعبان ٩٥٩ ، وقابلها أيضا أبو القاسم بن فتح الله الحسيني بالنجف وأتم كتاب المواريث في يوم الأحد ١٣ رمضان ٩٧٧ ، والنسخة مبعثرة أكلتها العثة.

الكلمات المكنونة

تأليف : المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (١٠٩١).

* تمت كتابتها ليلة الخميس سادس شهر شعبان ١٢٨١ في كربلاء.

المبدأ والمعاد

(فلسفة ـ عربي)

تأليف : صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي (١٠٥٠).

* بخط المولى عبد الرزاق اللاهجي وصححه على نسخة المصنف وقرأه عليه ، وقد كتب هذا كتب هذا على الورقة الأولى السيد جلال الدين الآشتياني في سنة ١٣٨٩ بمشهد الرضا عليه‌السلام.

مجموعة فيها :

١ ـ تحرير الطلوع والغروب لاوطولوقس

 (هيئة ـ عربي)

٢ ـ تحرير المساكن لثاوذوسيوس

(هندسة ـ عربي)

٣ ـ تحرير الأيام والليالي لثاوذوسيوس

(هيئة ـ عربي)

٤ ـ تحرير اكرواطولوقس

(هندسة ـ عربي)

٥ ـ تحرير جرم النيرين وبعديهما

(هيئة ـ عربي)

٦ ـ تحرير المطالع لا يسقلابيوس

(رياضية ـ عربي)

٧ ـ تحرير ظاهرات الفلك

(هيئة ـ عربي)

٨ ـ تحرير معطيات أقليدس

(هندسة ـ عربي)

كلها لنصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢).


* نسخة حديثة الكتابة جدا.

مجموعة فيها :

١ ـ العجب العاجب في أخذ الأجرة على الواجب

(فقه ـ عربي)

تأليف : ميرزا محمود بن علي أصغر الطباطبائي شيخ الإسلام التبريزي (١٣١٠).

رسالة استدلالية كتبها المؤلف في النجف الأشرف وأتمها تاسع جمادى الأولى سنة ١٢٧٣.

أوله : (سبحانك اللهم نحمدك على نعمك وآلائك حمدا لا يحيط بحد من حدود ثنائك).

٢ ـ التقية

(فقه ـ عربي)

تأليف : الشيخ مرتضى بن محمد أمين الأنصاري (١٢٨١).

٣ ـ صيغ عقد النكاح والطلاق

(فقه ـ فارسي)

تأليف : الحاج محمد يوسف الأسترآبادي الحائري (ق ١٣).

٤ ـ قاعدة من ملك

(فقه ـ عربي)

تأليف : الشيخ مرتضى بن محمد أمين الأنصاري

٥ ـ صفوة الحبوة

(فقه ـ عربي)

تأليف : ميرزا محمود بن علي أصغر الطباطبائي شيخ السلام التبريزي رسالة استدلالية في أحكام الحبوة

أوله : (أحمد الله على أن سددني لسلوك مسالك شرائعه واستخراجها من مداركها وأيدني لأخذ أحكامه من قوانينها وقواعدها).

* محمود العلوي الفاطمي الحسني الطباطبائي الحسيني التبريزي (مؤلف الرسالتين الأولى والخامسة.

مجموعة فيها :

١ ـ كفاية القنوع في العمل بالريع المقطوع

(هندسة ـ عربي)


تأليف :؟

٢ ـ الأسطرلاب

(أسطرلاب ـ قارسي)

تأليف :؟

٣ ـ العمل بذات الحلق

(هندسة ـ عربي)

تأليف :؟

٤ ـ إيجاد كرة تدور بذاتها

(هندسة ـ عربي)

تأليف :؟

رسالة في سبعة عشر فصل قصيرة.

٥ ـ الأسطرلاب

(أسطرلاب ـ عربي)

تأليف :؟

فيه كيفية استخراج الطالع.

٦ ـ تحفة نعمانية

(أسطرلاب ـ فارسي)

تأليف : عبد القادر بن حسن الروياني (ق ٩).

في الأسطرلاب وقواعده ، مؤلف باسم مولانا نعمان الدين نعمة الله.

أوله : (حمد بيغايت ومدح بينهايت عالمي كه معرف حقايق مقنطرات ومدارات جز بالهام وى ممكن نگردد).

* عبد الله بن حيدر علي المدرس ، ليلة الجمعة أواخر الربيع ١٠٧٥ (آخر الكتاب الأول).

مجموعة فيها :

١ ـ المبدأ والمعاد

(فلسفة ـ عربي)

تأليف :؟

أوله : (الحمد لله المبدي المعيد الفعال لما يريد).

٢ ـ قضاء والقدر

(فلسفة ـ عربي)

تأليف :؟

رسالة في سبعة فصول ، لعلها من رسائلها ابن سينا.


أولها : (الحمد لله حق الحمد ومستحقه).

٣ ـ العشق

(فلسفة ـ عربي)

تأليف :؟

أوله : (عونك يا لطيف ، سألت أسعد الله يا أبا عبد الله الفقيه المعصومي).

* من القرن الحادي عشر ، الرسالة الأخيرة مخرومة الآخر.

مجموعة فيها :

١ ـ رد شبهة وحدة الوجود

(تصوف ـ عربي)

تأليف : الشيخ علي نقي بن أحمد بن زين الدين الأحسائي.

٢ ـ حكمة العارفين (فصل الخطاب)

(تصوف ـ عربي)

تأليف : قطب الأقطاب السيد محمد الشيرازي الذهبي (١١٧٣).

٣ ـ الاعتقادات

(عقائد ـ عربي)

تأليف : الشيخ محمد بن عبد على آل عبد الجبار القطيفي (١٢٤٠).

رسالة في بيان واجب الاعتقاد في مقدمة ومسائل وخاتمة.

أوله : (الحمد لله الظاهر لعباده بما بطن والباطن بما أعلن والصلاة على محمد وآله صلاة لا تنتهي لحد ولا تبلغ لأمد).

٤ ـ نفع الصلاة على محمد وآله

(متفرقة ـ عربي)

تأليف : الشيخ محمد عبد علي آل عبد الجبار القطيفي

٥ ـ روضة الأسرار

(تفسير ـ عربي)

تأليف : محمد بن إسرائيل رحمة الهجري (١٣) تفسير ممزوج مختصر لسورة الرحمن ، تم في المشهد المقدس الرضوي سنة ١٢٣٢ ويسمى أيضا (تبصرة للإخوان الخلان في بيان سورة الرحمن).

أوله : (الحمد لله المتجلي لخلقه به فعرف كل شئ نفسه واحتجب منهم بهم فلا يدرك أحد قدسه وحاكمهم إليهم فأجابوا ببلى).

٦ ـ الرسالة الجامعة

٧ ـ الجامع للأشياء


الرسالتان منسوبتان إلى الحكيم بليناس القس

* محمد تقي بن عبد الرحيم المازندراني ، يوم الاثنين ١٢ صفر ١٢٤٦ (آخر الكتاب الأول).

مجموعة فيها :

١ ـ الفوائد الكاشفة عن سلسلة مقطوعة وأسماء في بعض أسانيد الكافي مستورة.

(رجال ـ عربي)

تأليف : السيد محمد حسين بن علي أصغر شيخ الإسلام التبريزي

توضيح لما أبهم من أسانيد كتاب (الكافي) ورواته ، وبيان العدة المذكورة فيه ، في مقدمة وعدة مقامات وخاتمة.

أوله : (الحمد لله رب العالمين .. لما كان بعض الرواة ببين ثقة الإسلام الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني).

٢ ـ المشيخة المرتبة

(رجال ـ عربي).

تأليف : السيد محمد حسين بن علي أصغر شيخ الإسلام التبريزي.

ترتيب لمشيخة (من لا يحضره الفقيه) على الحروف الهجائية لأوائل الأسماء.

أوله : (الحمد لله على الدوام والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وآله البررة الكرام).

٣ ـ سند الفقيه

(رجال ـ عربي)

تأليف : السيد محمد حسين بن علي أصغر شيخ الإسلام التبريزي

رتب فيه أسانيد كتاب (من لا يحضره الفقيه) وطرقه مع الإشارة إلى موضع كل راو من المشيخة لئلا يحتاج المطالع إلى المراجعة إلى الأصل ، وهو في مقدمة وأبواب وخاتمة.

أوله : (الحمد لله على الدوام ... لم كان كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الأجل العالم الصدوق أبي جعفر ...).

* بخط المؤلف.

مجموعة فيها :

١ ـ حاشية أنوار التنزيل

(تفسير ـ عربي)


٢ ـ حاشية أنوار التنزيل

(تفسير ـ عربي)

كلاهما للشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠) ، الأولى هي المختصرة والثانية هي المفصلة.

* من القرن الثاني عشر ، بخطين.

المختصر النافع

(فقه ـ عربي)

تأليف : أبي القاسم جعفر بن يحيى بن سعيد المحقق الحلي (٦٧٦)

* عيسى بن علي بن سيف الصيمري ، يوم الجمعة ١٢ شعبان ٩٢٣ ، نسخة مخرومة الأول مقروءة مقابلة في هوامشها بلاغات وتعاليق.

معاني الأخبار

(حديث ـ عربي)

تأليف : الشيخ الصدوق محمد بن بابويه القمي (٣٨١).

* عقيل بن ركن الدين مسعود محمد تقي الحسيني الكاشاني ، شهر رجب ١٠٧٣ ، استكتبه محمد بن محمد محسن علم الهدى بن الفيض الكاشاني ثم قابله وصححه ، مخروم الأول.

مفتاح الفلاح

(دعاء ـ عربي)

تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٣).

* محمد الطباطبائي ، يوم الأضحى ١٣٢٢.

منهاج الاستخراج

(نجوم ـ فارسي)

تأليف : محمد علي الشهير بميرجان

في قواعد استخراج أوساط الكواكب والتقاويم ، وقد ألف باسم ميرزا علي رضا خان ، وهو في عدة مقالات وفيه جداول نجومية كثيرة.

أوله : (شكر وسپاس بيحد وقياس قديرى راسزاست كه بيد قدرت طباق سماوات را با اين همه زينت كواكب درخشان).


* كتب سنة ١٢٤٣.

مهج الدعوات ومنهج العنايات

(دعاء ـ عربي)

تأليف : رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس الحلي (٦٦٤).

* نسخة مطبوعة صححها حسين التفليسي وفرغ منها في ١٥ صفر ١٣٢٢.

نهج البلاغة

(أدب ـ عربي)

تأليف : الشريف الرضي محمد بن الحسين العلوي (٤٠٦).

* نسخة نفسية لعلها من أوائل القرن السابع ، الأوراق الأربعة الأولى كتبت حديثا ، وفي آخرها أبيات متفرقة كتبها الحسن الطبري في أوائل ذي القعدة ٧٢٥.


معجم الرموز والإشارات

(٢)

الشيخ محمد رضا المامقاني

الفائدة الخامسة والعشرون : وضع علماء القراءة والتجويد ستة رموز ـ غير ما ذكرناه في المعجم ـ لبيان الأعشار والأخماس والآيات المختلف في عددها (١). وهي : ه ، ع ، خب ، عب ، تب ، لب.

ومعنى ع : العشرة.

وخ : الخمسة.

وب : البصرة

وت : علامة الاتفاق.

ول : الاختلاف.

وعليه فلو اتفق قراء الكوفة والبصرة في الخمس يرمز ب : ه ، وقد يوضع مكانها : ي.

ولو اختلفوا ، رمز لقراء الكوفة : خب ، ولقراء البصرة : عب ولو اتفق قراء الكوفة والبصرة في العشرة رمز ب : ع.

__________________

(١) عدد الأعشار عند البصريين : ٦٣٣ ، وعند الكوفيين ٤٢٣ وست آيات وعواشرهم سوى الكسور.

عدد الأخماس عند الكوفيين : ١٢٤٤ ، وآية ، وعن أبي وعبد الله بن مسعود ٣٢٢٦ كما قيل ، وعن ابن سيد العزيز : ٣٢١٢ ، وعن إبراهيم التميمي : ٣٢٣٠ وروي عن عطاء أيضا. وعند البصريين : ٥١١١ سوى الكسور ، وعلى الأقوى الأصح ١٢٣٦.


ولو اختلفوا فيرمز لأهل الكوفة ب : ع ـ أيضا ـ ، ولأهل البصرة : عب.

ولو اختلف قراء الكوفة والبصرة في قراءة الآية رمز للمختلف فيه ب : تب  ـ لأهل البصرة. وب : لب ـ لأهل الكوفة.

وعلى هذا فالرمز الذي يكتب في المصاحف يكون بعدد العشرين.

الفائدة السادسة والعشرون : توضح حروف صغيرة بين الكلمات القرآنية على أعيان الحروف المتروكة عند الكتابة في المصاحف العثمانية. مع وجوب النطق بها نحو : داود ، يلون. وكان علماء الضبط يلحقون هذه الأحرف حمراء بقدر حروف الكتابة الأصلية ، ولكن تعسر ذلك في المطابع فاقتصر على تصغيرها للدلالة على المقصود. وإذا كان الحرف المتروك له بدل في الكتابة الأصلية عول في النطق على الحرف الملحق لا على البدل ، نحو : الصلاة ، التورية.

كما توضع سين صغيرة تحت الصاد أحيانا ، لتدل أن النطق بالصاد أشهر نحو : المصيطرون ، الصراط.

الفائدة السابعة والعشرون : هناك عدة رموز قرآنية وتجويدية للوقف وعدمه بأقسامه. فهناك الوقف الكافي ويقال له : الجائز ، والحسن المطلق والحسن بقدره ، ويقال له : المجوز ، والمرخص والمطلق والمنوع واللازم والقبيح والوقف غير الجائز وغير ذلك ، فرمزوا لها ب : (ج) و (ز) و (ص) و (صل) و (صلى) و (ط) و (قف) و (قفه) و (قلي) و (لا) و (م) و (س). وقد تعرضنا لها في المعجم بما نص عليه الجمهور ، وما انفرد به جمع ، وما قررهم عليه الأستاذ الحسيني شيخ المقارئ المصرية.

الفائدة الثامنة والعشرون : رموز القراء كثيرة وقد بدأها ـ كما قيل ـ الشاطبي أبو محمد القاسم بن فيرة بن خلف الرعيني (٥٣٨ ـ ٥٩٠ ه) إمام القراء وتبعه من تبعه ، وأعرض عنها من لحقهم ، وقسموها إلى ثلاثة : الكبيرة والمتوسطة والصغيرة :

أما الكبيرة ، فهي :


صحبه = لحمزة الزيات (٢) والكسائي (٣) وعاصم (٤).

صحاب = لحمزة الزيات والكسائي وحفص (٥).

عم = لنافع (٦) وابن عامر (٧) وقد تكتب : عمر.

سما = لنافع وابن كثير (٨) والمازني.

حق = لابن كثير والمازني.

نفر = لابن كثير والمازني وبن عامر.

حرمي = لابن كثير ونافع.

حص = لنافع والكوفيين (١٠) ، وقد تكتب : حصر.

وإنما قيل لها الكبيرة باعتبار أن كل كلمة من الرموز تكون رمزا لاثنين أو ثلاثة أو أربعة من القراء ، مثل : (عم) و (حق) و (حرمي) ثنائية ، و (صحبه) و

__________________

(٢) أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الكوفي ، المتوفى سنة ١٥٦ ه ، من القراء السبعة روى عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، وروى عن سليمان بن مهران وعمران بن أعين ، وروى عنه جمع.

(٣) أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله النحوي الكسائي الكوفي ، المتوفى سنة ١٨٩ ه ، من القراء السبعة ، روى عن أبان بن تغلب وعيسى بن عمرو وابن أبي ليلي وحمزة وجمع ، وروى عنه طائفة.

(٤) أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي ، بهدلة : الكوفي التابعي. المتوفى سنة ١٢٧ أو ١٢٨ ه. روى عن السلمي وزيد بن ثابت وعثمان وأبي بن كعب وغيرهم ، وروى عنه قوم من تابعي التابعين.

(٥) أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي ويعرف بحفيص (٩٠ ـ ١٨٠ ه) قارئ أهل الكوفة ، نزل بغداد وجاور بمكة ، أعلم أصحاب عاصم بقراءته ، ومن طريقه قراءة أهل المشرق.

(٦) أبو مريم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي المدني المتوفى سنة ١٦٩ ه ، من القراء السبعة ، روى عن يزيد بن القعقاع وشيبة وعبد الله بن عباس ، وروى عنه عدة من الرواة.

(٧) أبو عمران عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم اليحصبي الدمشقي الشامي (٢١ ـ ١١٨ ه). من القراء السبعة ، روى عن المغيرة ، وروى عنه ابن ذكوان المتوفى (٢٠٢ ه) وهشام بن عمار المتوفى (٢٤٠ ها) وغيرهما.

(٨) أبو معبد عبد الله بن كثير القارئ المكي (٤٥ ـ ١٢٠ ه) من القراء السبعة ، روى عنه عبد الله بن سائب ودرباس مولى ابن عباس ، ومجاهد تلميذ ابن عباس.

(٩) أبو عمرو بن العلاء المازني البصري (٦٨ أو ٧٠ ـ توفي في ١٥٤ أو ١٥٥ ه). من القراء السبعة ، وإمام أهل البصرة ومقرئها ، وقرأ عليه أهل الشام ومصر روى عن جمع وروى عنه آخرون.

(١٠) يقال لعاصم وحمزة والكسائي : الكوفيون ، وقد يطلق على أتباعهم. كما يقال للمازني والسجستاني والحزمي : البصريون ، وقد يقال لاتباعهم ، وإذا اجتمع البصري والكوفي قيل : العراقي ، كما أنه إذا اجتمع المكي والمدني قيل : الحجازي.


(صحاب) و (سما) و (نفر) ثلاثية ، و (حص) رباعية.

أما المتوسطة فهي :

ث = للكوفيين ـ عاصم والكسائي وحمزة.

خ = لغير نافع من القراء.

ز = للكوفيين من ابن عامر اليحصبي.

ظ = للكوفيين مع ابن كثير القارئ.

غ = للكوفيين مع أبي عمرو المازني.

ش = لحمزة الزيات وعلي بن حمزة الكسائي.

وإنما قيل لها المتوسطة من جهة أنها من حيثية الرمز مثل رمز الصغيرة ، ومن جهة المدلول والمعنى مثل الكبيرة ، فمثلا : ث التي هي رمز للكوفيين تعني عاصم وحمزة والكسائي ... وهكذا.

وأما الصغيرة فهي :

ابج = لنافع وقالون (١١) وورش (١٢) ، الألف لنافع ، والباء لقالون ، والجيم لورش.

رهز = الراء لابن كثير ، والهاء لبزي (١٣) والزاء لقنبل (١٤).

حطي = الحاء لأبي عمرو ، والطاء للدوري (١٥) ، والياء للسوسي (١٦).

__________________

(١١) أبو موسى عيسى بن ميناء ابن وردان بن عيسى المدني مولدا ومدفنا (١٢٠ ـ ٢٢٠ ه) ، مولى الأنصار وأحد القراء المشهورين في المدينة ، وقالون بلغة الروم الجيد ، لقب به لجودة قراءته ، وكان أصم يقرأ عليه القرآن وهو ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ.

(١٢) عثمان بن سعيد بن عدي المصري مولدا ومدفنا (١١٠ ـ ١٩٧ ه). ومن كبار القراء ، لقب بورش لشدة بياضه.

(١٣) أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله (١٧٠ ـ ٢٤٣ ه) من كبار قراء مكة ، كان يقرأ بقراءة ابن كثير.

(١٤) أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد المكي المخزومي بالولاء الشهير بقنبل (١٩٥ ـ ٢٩١ ه). من أعلام القراء ومشايخهم بالحجاز في عصره ، وتوفي بمكة.

(١٥) أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الأزدي البغدادي النحوي الضرير ، المتوفى سنة ٢٤٦ ه ، من أئمة القراء ، قيل : هو أول من جمع القراءات وقرأ بالسبعة وبالشواذ ، قرأ على الكسائي وأخذ عنه القراءة جمع كبير.

(١٦) أبو شعيب صالح بن زياد السوسي الرقي (١٧٣ ـ ٢٦١ ه). كان معروفا بضبطه للقراءات المعروفة.


كلم = الكاف لابن عمر ، واللام لهشام (١٧) ، والميم لابن ذكوان (١٨).

نصع = النون لعاصم (١٩) ، والصاد لأبي بكر ، والعين لحفص.

فصق = الفاء لحمزة ، والصاد لخلف (٢٠) ، والقاف لخلاد (٢١).

رست = الراء للكسائي ، والسين لأبي حارث (٢٢) ، والقاف لخلاد.

وإنما قيل لها الصغيرة لأن رمز كل حرف منها لشخص واحد من القراء أو الرواة ، فمثلا : (الألف) لنافع ، و (الجيم) لورش ... وهكذا.

الفائدة التاسعة والعشرون : كثيرا ما يوضع في كتب الحديث الخطية بين الأحاديث دائرة صغيرة ، وتكون بلون غير لون الحديث ، ولو كانا بلون واحد كبروا الدائرة ووسعوا الفاصلة أو وضعوا فراغا ، والمهم أنه يلاحظ أن في وسط الدائرة تارة توضع نقطة أو نقطتين أو حظ أو يحظ عليها أو توضع هاء مشقوقة أو غير ذلك كي لا يختلط حديث بحديث ، وهذا علامة كون الحديث قد قوبل مع الأصل أو مع نسخة صحيحة. ويعد نوع أعلام وبلاغ أو عرض.

الفائدة الثلاثون : الرمز ـ بالفتح ويضم ـ لغة : الإشارة والايماء. كما في أقرب الموارد ١ : ٤٣١ ، وقيل : خصوص الإشارة الخفية والحروف والكلمات التي تودي إشارة بين شخصين ، كما في فرهنك آموزگار : ٤٤٨ ، وقال في تاج العروس ٤ : ٤٠ : هو الإيماء بالشفتين أو العينين أو الحاجبين أو اليد أو اللسان ، وخص البعض الإشارة باليد أو العين والحاجب أو الشفة ، وأخذه من لسان العرب ٥ : ٣٥٦ : من كون الرمز هو تصويت خفي با للسان كالهمس ، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم با للفظ

__________________

(١٧) أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي (١٥٣ ـ ٢٤٥ ه) من القراء المشهورين والقضاة في دمشق ، له كتاب : فضائل القرآن.

(١٨) أبو عمر عبد الرحمن بن أحمد بن ذكوان (١٧٣ ـ ٢٠٢ ه). كان شيخ الأقراء بالشام ، قيل عنه : ليس بالمشرق والمغرب في زمانه أعلم بالقراءة منه.

(١٩) المراد به عاصم به أبي النجود الأسدي الكوفي ، وقد مر.

(٢٠) : أبو محمد خلف بن هشام البزاز الأسدي (١٥٠ ـ ٢٢٩ ه). أحد القراء العشرة روى عنه إسحاق الوراق وإدريس الحداد ، وهو من قراء العراق.

(٢١) خلاد بن خالد الشيباني مولاهم الصيرفي ، توفي في الكوفة (٢٢٠ ه). من كبار القراء وأئمتهم.

(٢٢) أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي المتوفى سنة ٢٤٠ ه عرض القراءة على الكسائي ويعد من أجلة أصحابه.


من غير إبانة بصوت إنما هو إشارة بالشفتين ، ثم قال : والرمز في اللغة : كلما أشرت إليه مما يبان بلفظ بأي شئ ، أشرت إليه ، بيد أو بعين.

كما وخصه في الصحاح ٣ : ٨٨٠ : بكونه الإشارة والايماء بالشفتين والحاجب.

وعمم غيره كما في منتهى الإرب ، قاله في لغة نامه دهخدا ٨٩ : ١٢. وخصه (الثعالبي) في فقه اللغة : ١٩٤ بالشفة. مقابل الإشارة التي تكون باليد. والغمز بالحاجب ، والايماء بالرأس ، واللوح بالكم ، واللمع بالثوب .. وهكذا.

ومن هنا ذهب العرفاء إلى كون الرمز عبارة عن المعنى الباطني المخزون تحت الكلام الظاهري ، ثم منهم من جعل الرمز بمعنى الكناية ، وقسمه إلى قسمين : صريح و غير صريح ، ومنهم من عده بمعنى النكتة أو السر ، بمعنى الشئ المكتوم بين اثنين أو أكثر ولا يطلع عليه الآخرون.

وعليه فالكناية لو لم يكن فيها واسطة أو قلت الوسائط بين اللازم والملزوم قيل له : رمز صرح به في التلخيص : ١٧٤ ، وفرهنك معارف اسلامي ٢ : ٤٥٩. أو يقال : إن الرمز هو النكتة التي تؤدى بكناية بعيدة ، فرهنك نظام ٣ : ١٨٣.

ومن هنا جاء إطلاقه على اللغز ، كما أطلق بمعنى العلامة والدال ، والعلامات الاختصارية ، والعلامات المقررة بين فردين أو أفراد أو في علم من العلوم.

وعليه فالرمز ـ بفتح الراء وضمها وفتح الميم ـ الإشارة والايماء ، وربما أطلق على ما يشير إلى شئ آخر قاله في قطر المحيط ١ : ٧٩٥ ، وغيره.

قال سبحانه وتعالى (ألا تكلم الناس إلا رمزا) آل عمران : ٣٦. ولو كان الرمز بمعنى تحريك الشفتين في اللفظ من غير إتيانه ، كما قاله في مجمع البحرين ٤ : ٢٣ ، لاحتمل أن يكون المراد منه أنه لما أدى مؤدى الكلام وفهم ما يفهم منه سمي كلاما ، أو أنه استثناء منقطع.

ومن هنا عرف معنى الرمز عندنا.

أما الإشارة فقد عرفت لغة : بأنها العلامة ، كما قاله دهخدا في لغته ٤٢ : ٢٦٠٩ ، وذلك بإفهام مطلب بواسطة حركة الأعضاء ، قاله في فرهنك نظام ١ : ٣٠٦ ، وفسر أيضا بمعنى الرمز والحركات الخفية ، كما في فرهنك آموزگار : ٩٤ ،


وبمعنى الإيماء. قال في الصحاح ٢ : ٧٠٤ أشار إليه باليد : أومأ.

قال أبو علي الرودباري : ـ كما في فرهنك معارف السلامي ١ : ١٩٨ ـ : الإشارة هي الإبانة عما يتضمنه الوجه في المشار إليه لا غير ، وفي الحقيقة أن الإشارة تصحبها العلل ، والعلل بعيدة عن عين الحقائق.

وقال في اللمع : ٣٣٧ ـ ما ترجمته ـ : الإشارة شئ خفي بدون لفظ أو عبارة وغير مكشوف ، أي لا يمكن إظهاره بواسطة لفظ أو عبارة من جهة دقته ولطفه.

قال في لسان العرب ٤ : ٤٣٦ : وأشار إليه وشور : أومأ ، يكون ذلك بالكف والعين الحاجب.

فتحصل أن بين الرمز والإشارة عموما من وجه لغة واصطلاحا ، إلا أنه يظهر من الزبيدي في تاج العروس ٤ : ٤٠ : عموم الرمز. من قوله : ويعبر عن كل إشارة بالرمز كما عبر عن السعاية بالغمز ، ويمكن التفريق بينهما باحتياج الرمز إلى لفظ ولو بحرف وتعهد وتباني كي يدرك المرموز دون الإشارة.

وغالبا ما يكون في الحرف المرموز أو الإشارة شئ ما منتزع من المرموز له. ولا تحكمه ضابطة معينة ولا قاعدة خاصة.

الفائدة الحادية والثلاثون : طالما نجد في النسخ الخطية أو الحجرية مجموعة ضمائر متتالية ملتبس مرجعها لذا يضعون تحت كل ضمير رقما ونظيره تحت الاسم الظاهر الذي هو مرجع لذلك الضمير.

كما أنه قد تذكر عدة قواعد ثم تعقب بأمثلة لها على نحو اللف والنشر المشوش مما يسبب اشتباها في نسبة الأمثلة للقواعد ، لذا يضعون أرقاما تحت الأمثلة ومثلها تحت القواعد ليتضح مثال كل قاعدة.

الفائدة الثانية والثلاثون : كره النساخ الشطب ومحو ما كتبوه غالبا إما حفظا لحرمة المكتوب أو خوف عطب الورق أو تشوش النسخة. لذا قاموا بعدة أساليب لبيان الزيادات الموجودة في الكتابة ، فصلناها في بحث كتابة الحديث من كتاب مقياس الهداية في علم الدراية.


ومما يرتبط ببحثنا ـ لم نذكره هناك ـ هو كتابة كلمة (زائد) على أول الجملة الزائدة وختمها بكلمة (إلى) بيانا للمقدار المحذوف.

وقد تذكر كلمة (زائد) أو : (ز) لتؤدي نفس المعنى على الكلمات التي يراد حذفها. وتكون غالبا بخط أصغر من المتن أو بلون آخر (٢٣).

__________________

(٢٣) نعتذر من القراء الكرام من عدم التنسيق بين الفوائد لوصولها تباعا ، لكونها تجميع من دون سابقة ، كما نرجو منهم تزويدنا بملاحظاتهم وإرشاداتهم على عنوان النشرة وشكرا سلفا.


الرموز

آ = مرآة العقول في شرح أحاديث آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، للعلامة محمد باقر ابن محمد تقي المجلسي ، المتوفى سنة ١١١١ ه. وهو شرح لكتاب الكافي للكليني  ـ رحمه‌الله ـ.

ئج = الخرائج والجرائح ، للشيخ قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه.

والمشهور : يج ، كما سيأتي.

ئر = بصائر الدرجات ، لمحمد بن الحسن الصفار القمي ، المتوفى سنة ٢٩٠ ه.

وعند بعض : ير ، وعند آخرين : بصا.

ئر = السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، لمحمد بن أحمد بن إدريس الحلي ، المتوفى سنة ٥٩٨ ه.

وقد يرمز له : ير ، أو : سر.

ئص = الخصائص ، للنسائي أحمد بن شعيب الخراساني (٢٥١ ـ ٣٠٣ ه).

وقد يرمز له ب : ص ، أنظر رمز : س.

أص = أصلا.

ئع = كتاب شرائع الإسلام في أحكام الحلال والحرام ، للمحقق الحلي.

والمشهور : يع كما يأتي.

ئع = كتاب التنقيح الرائع لمختصر الشرائع ، للمقداد السيوري.

والمشهور : قيح ، كما سيأتي.

ئق = الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، للشيخ يوسف بن الشيخ أحمد البحراني ، المتوفى سنة ١١٨٦ ه.

ئل = كتاب وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، المتوفى سنة ١١٠٤ ه.

الته = التأمل.

التصه = التصور.

الخ = إلى آخره.

اختيار = قيل هو رمز لكتاب اختيار معرفة الرجال ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، وليس بشئ.

السنة = شرح السنة في معرفة أحكام الكتاب والسنة ، لحسن بن مسعود البغوي ، المتوفى سنة ٥١٦ ه.

الشه = الشارع.

الش = الشرح.

الشه = الشارح.

الص = يرمز للإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام. والمشهور : ق.

الصه = الحديث الصحيح. والمشهور : ص.

الصحيفة = الصحيفة السجادية ، للإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام.

الضه = الضرورة.

الظ = الظاهر.

أع = لابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق.

كذا في الجزء العاشر من تاريخه المطبوع


أخير. أنظر : كر.

أع = أعلى الله مقامه ، أو مقامهم.

المته = المتأمل.

المح = المحقق.

المخ = المختلف ، للعلامة الحلبي الحسن بن يوسف ابن علي ابن المطهر ـ رحمه‌الله ـ المتوفى سنة ٧٢٦ ه. وقد يرمز له ب : لف ، و : مخ ، كما سيأتي.

المشه = المشهور.

المصه = المصنف.

المط = مطلق.

المط = المطلوب.

المعه = المعصوم عليه‌السلام.

المق = المقصود.

المقصه = المقصود أو المقصد.

ئم = دعائم الإسلام في معرفة الحلال والحرام ، للقاضي نعمان بن محمد المصري ، المتوفى سنة ٣٦٣ ه ، وهو من مصادر البحار. والمشهور الرمز له ب : عا.

أنا = مختصر : أخبرنا (٢٤).

إنشه = إنشاء الله تعالى.

__________________

(٢٤) قال النووي في التقريب : ١٥٧ ـ وتبعه السيوطي في التدريب ـ : (جرت العادة بالاقتصار على الرمز في حدثنا وأخبرنا ، واستمر الاصطلاح عليه من قديم الأعصار إلى زماننا ، واشتهر ذلك بحيث لا يخفى ، فيكتبون في حدثنا : ثنا ، وربما يحذفون الثاء ، ويكتبون في أخبرنا : أنا).

أقول : قد نجد اختصار ألفاظ الأنباء والتحديث والإخبار في صلب المتن فضلا عن الأسانيد.

أه = إنتهى.

إه = إلى آخره.

أيضه = أيضا.

ب = قرب الإسناد ـ في الحديث ـ ، لعبد الله بن جعفر القمي الحميري ، من أصحاب العسكريين عليهما‌السلام.

ب = معالم العلماء ـ في الرجال ـ ، لمحمد بن علي ابن شهرآشوب السروي المازندراني ، المتوفى سنة ٥٨٨ ه.

وقد يرمز له ب : مر ، كما سيأتي.

ب = المهذب البارع في شرح النافع في مختصر الشرائع ـ المعروف بالمختصر النافع ـ ، لابن فهد الحلي جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد ، المتوفى سنة ٨٤١ ه.

ب = الإستيعاب في معرفة الأصحاب  ـ في الرجال ـ ، لابن عبد البر يوسف بن عبد الله بن محمد النمري القرطبي (٣٦٨ ـ ٤٦٣ ه).

ويقال له : الإستيعاب.

ب = الباب من الكتاب.

بت = الجامع الصحيح ، للترمذي محمد بن عيسى الزندي (٢٠٩ ـ ٢٧٩ ه) ، يرمز له نادرا.

والمشهور : ت ، كما سيأتي.

بت = لقسم الشمائل من الجامع الصحيح ، للترمذي ـ السابق ـ.

وقد يرمز له ب : تم ، كما سيأتي.

بح = بحار الأنوار ، لشيخ الإسلام المولى العلامة محمد باقر بن تقي المجلسي ، المتوفى سنة ١١١١ ه.


بخ = صحيح البخاري ، لاحظ : خ.

بخا = لصحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل  ـ كما قيل ـ ، المتوفى سنة ٢٥٦ ه.

وأحيانا : مخ.

والصحيح سنذكره في : خ

بد = سنن ابن داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (٢٠٢ ـ ٢٧٥ ه) (٢٥).

المشهور : د. والأول من مفتاح كنوز السنة.

بر = البرهان في تفسير القرآن ، للسيد هاشم بن السيد سليمان البحراني ، المتوفى سنة ١١٠٧ ـ أو / ١١٠٩ ه.

بر = المعتبر في شرح المختصر النافع ـ أي النافع في مختصر الشرايع ـ ، للمحقق الحلي نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الهذلي ، المتوفى سنة ٦٧٦ ه.

وقد يرمز له ب : مع ، كما سيأتي.

أو : معتبر ، وليس برمز.

بز = مسند البزار ـ من كتب العامة في الحديث ـ ، لأحمد بن عمرو بن عبد الخلق أبي بكر البزار ، المتوفى سنة ٢٩٢ ه. له مسندان أحدهما كبير سماه : البحر الزاخر ، والثاني صغير.

بز = راجع رمز (ز).

بشا = بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، للشيخ عما الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم

__________________

(٢٥) ويحتمل أن يكون كتاب السنن لابن أبي داود عبد الله بن سليمان الأشعث الأزدي (٢٣٠ ـ ٣١٦ ه). أنظر رمز : د.

علي بن محمد الآملي الطبري ، يروي عن الشيخ حسن ابن الشيخ الطوسي.

بص = الاستبصار ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه. وقد تفرد الأردبيلي بهذا الرمز في جامع الرواة.

والمشهور هو : صا.

بصا = بصائر الدرجات ، للشيخ محمد بن الحسن الصفار.

وقد مر في : ئر.

بط = باطل ، وقد يكتب : بطه.

بطه = بطلان.

بعين = الأربعون عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لأبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري ـ جد أبي الفتوح الرازي المفسر ـ. من مصادر البحار.

بفش = للفضل بن شاذان ، من أصحاب الإمام الهادي والعسكري عليهما‌السلام ، وجدته في منتهى المقال.

والمشهور الرمز له ب : فش.

بق = بقول.

بقه = بقوله.

بلد = البلد الأمين والدرع الحصين ـ في الأدعية ، والأعمال ، والأوراد ، والأذكار ـ ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي الجبعي ، ولادته حدود سنة ٨٢٨ ، وتوفي سنة ٩٠٥ ه.

وقد يرمز له ب : لد.

ب. م = بعد ميلاد السيد المسيح


عليه‌السلام.

بمط = بمطلق.

بنا = أخبرنا.

بهر = الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة ـ في كلمات المعصومين عليهم‌السلام ـ للشهيد الأول محمد بن مكي العاملي (٧٤٣ ـ ٧٨٦ ه).

ت = جامع الترمذي (الجامع الكبير ـ صحيح الترمذي) من كتب الصحاح الستة عند العامة ، لمحمد بن عيسى بن سوره الترمذي ، من أئمة الحديث وحفاظه (٢٠٩ ـ ٢٧٩ ه).

يطلق على ما أخرجه منه.

أنظر : تر ، و : بت

ت = يطلق أحيانا على الترمذي أبو عيسى محمد ابن عيسى ـ خاصة ـ ، المتوفى سنة ٢٧٩.

ت = الترجمة.

ت = تستعمل للدلالة على سنة الوفاة إذا جاء التاريخ بعدها.

ت = منتهى الإرب في لغات العرب ، لصفي پور عبد الرحيم بن عبد الكريم ، المتوفى سنة ١٢٦٧ ه.

تا = تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ، للسيد شرف الدين علي الحسني الاسترآبادي ـ تلميذ المحقق الكركي ـ ، المتوفى سنة ٩٤٠ ه ، وهو من مصادر البحار.

ورمز له هناك ب : كنز.

تا = التاج الجامع الأصول من أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ من كتب الحديث

عند العامة ـ ، للشيخ منصور علي ناصف ، توفي بعد سنة ١٣٧١ ه ، وأتم تأليفه في سنة ١٣٤٧ ه.

تا = التابعي.

تبصر = الإمامة والتبصرة من الحيرة ، بعض قدماء الأصحاب المعاصرين للشيخ

الصدوق ، ويعد من مصادر البحار ، وذهب شيخنا الطهراني في الذريعة ٢ : ٣٤٢ إلى أن نسبته إلى والد الصدوق خلط. وقد طبع أخيرا بهذا الاسم.

تحف = تحف العقول في ما جاء في الحكم والمواعظ عن آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، للشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي ـ معصر الشيخ الصدوق الذي توفي سنة ٣٨١ ه ـ ولا يعد رمزا.

تر = سنن الترمذي ، محمد بن عيسى ، المتوفى سنة ٢٧٩ ه ، كما في مفتاح كنوز السنة.

والمشهور : ت ، كما مر.

ترغيب = الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ، لأبي محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (٥٨١ ـ ٦٥٦ ه) ، من كتب الحديث عند العامة.

تضى = السيد المرتضى ، علم الهدى علي بن الحسين بن موسى الموسوي

(٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

وقد يرمز له : ض ، أو : س.

تظه = تظهر.


تع = تعالى.

تعق = تعليقة الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، محمد باقر بن محمد أكمل ـ رحمه‌الله ـ ، المتوفى سنة ١٢٠٦ ه.

ويقال لها : القوائد على كتاب منهج المقال في الرجال.

تع = تعالى ، ويأتي بعد لفظ الإشاءة والجلالة مثل : (انشه تع).

تفس = تفسير القرآن ، الظاهر هو التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه ، أو التفسير المنسوب إلى الإمام الصادق عليه‌السلام الذي رواه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكلاهما من مصادر البحار.

تم = فلاح السائل ـ في الدعاء ، وهو من متممات كتاب المصباح ـ ، للسيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

تم = للشمائل من كتاب الجامع للترمذي ، كذا قاله في مقدمة التدريب ، وحكاه عنه غيره كالإكمال ١ : ١٥ ، وسبقه في تهذيب التهذيب.

وقد يرمز له أيضا : بت ، كما مر.

تنقيح = تنقيح المقال في علم الرجال ، للشيخ عبد الله بن محمد حسن بن عبد الله المامقاني (١٢٩١ ـ ١٣٥١ ه) ، وقد عد رمزا.

ته = تأمل.

تهذ = تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

المشهور : يب ، فلاحظ ،

وقد يقال : تهذيب ، وليس برمز.

تهي = المنتهى في الفقه ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

والمشهور : هي. وقد يرمز له ب : هي ، وهو الأظهر.

تو = التوحيد ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

تو = كتاب توحيد المفضل ، رواه المفضل بن عمر ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام.

توض = توضيح القوانين (التوضيح) في الأصول ، للشيخ المولى محمد حسين بن بهاء الدين محمد القمي من أعلام القرن الثالث عشر ، حاشية على قوانين الأصول لأستاذه الميرزا القمي.

تيح = مفاتيح الشرائع ، للمولى محمد محسن ابن الشاه مرتضى ، المعروف بالفيض الكاشاني ، المتوفى سنة ١٠٩١ ه.

ث = الأثر ، كذا رمز له في آخر تاريخ دمشق لابن عساكر ، ولم أتثبت عموميته.

ث = الحديث الموثق ، كما في مشيخة المولى الشريف الخراساني على ما ذكره في الجزء الثالث من المستدرك ، والذريعة ، ٢١ : ٧١ وغيرهما.

ثق = للحديث الموثق أو الشخص الموثق ، استعمله البعض في الأخير.

ثقة = الموثقة ، أعني الرواية التي فيها من نص الأصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته.




ثنا = مختصر (حدثنا).

وقد يرمز له : نا ، وأنا ، إلا أن (أنا) مختصر أخبرنا كما ذكر في حرف (أ) أو مختصر (أنبأنا) وهذا ليس مختصر حدثنا ، وإن قيل (٢٦).

ثني = مختصر (حدثني).

ثو = ثواب الأعمال ـ قي الحديث ـ ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

ج = الاحتجاج ، لأحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ من علماء القرن السادس الهجري ، ومن مشايخ ابن شهرآشوب ، في الحديث.

وقد يرمز له : جا ، كما سيأتي.

ج = يرمز لأصحاب الإمام محمد بن علي الجواد عليهما‌السلام ، من رجال الشيخ الطوسي  ـ رحمه‌الله ـ.

أنظر : د.

ج = منهج المقال ـ المعروف ب (الرجال الكبير) لمحمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه.

وقد يرمز له ب : هج.

__________________

(٢٦) أختصرت حدثنا على أشكال منها : ثنا ـ بالحروف الثلاثة الأخيرة ـ أو تلغى أول الثلاثة ويقتصر على : نا ـ الضمير فقط.

وقيل يقتصر على : وثنا أو : دثنا ، لما حكاه ابن الصلاح عن خط الحاكم وأبي عبد الرحمن السلمي وتلميذهما البيهقي ، راجع فتح المغيث ٢ : ١٩٠.

والمشهور : منهج ، كما سيأتي

ج = الجزء.

ج = الجواب.

ج = جزء قرآني.

ج = علامة الوقف الجائز عند قراءة القرآن ، بمعنى جواز الوصل والقطع ، إلا أنهم قالوا : إن الوقف فيه أولى ، ويقال له : الوقف الكافي ، عند السجاوندي وتبعه من تبعه ، وأعرض عنه المتأخرون ، وهو من رموز التجويد.

ج = وبعدها عدد (١) أو (٢) ثم بعدها عدد السنة يدل على شهر جمادى الأولى أو الثانية ، والعدد قبله يدل على الأيام الثلاثين من الشهر.

ج = جمع اللفظة لغة ، وجمع الجمع : جج ، كما سيأتي.

ج = المجلد ، أو الجزء من كتاب ، ويأتي بعده رقم الجزء وبعده غالبا (:) أو خط مسائل (/) ثم رقم الصفحة من ذلك المجلد ، ثم علامة (:) وبعدها رقم السطر من تلك الصفحة.

جا = المجالس ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له ب : مد ، أو : معي ، كما سيأتي.

لاحظ : لي

جا = الاحتجاج ، لأحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي من أعلام القرن السادس الهجري ، قد يرمز له أحيانا.

والمشهور الرمز له ب : ج ، كما مر.


جب = كتاب الفهرست ـ في الرجال ـ ، للشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن بالحسن القمي. ولد سنة ٥٠٤ ، وكان حيا سنة ٦٠٠ ه ، من الرموز الخاصة لجامع الرواة.

والمشهور : عه.

ولاحظ : عد ، و : ست.

جج = جمع الجمع ، استعمله البعض.

جخ = رجل الشيخ الطوسي ، محمد بن الحسن ابن علي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

لاحظ : خج.

جد = جدول

جر = جامع الأخبار.

والرمز المشهور له : جع ، كما سيأتي.

جش = فهرست النجاشي ، للشيخ أحمد بن العباس ، المتوفى سنة ٤٥٠ ه.

جش = المجالس ، للشيخ الحسن بن الشيخ محمد ابن حسن الطوسي.

كذا قيل وهو شاذ.

وقد يرمز له ب : مخ بن ، كما سيأتي.

ويرمز له عادة ب : ما ، كما سيأتي.

جع = جامع الأخبار ، نسب إلى محمد بن محمد الشعيري ـ من علماء المائة السادسة ـ ويحتمل أن يكون لغيره ، وهو من مصادر البحار (٢٧).

جع = جامع الرواة أو رافع الاشتباه في تراجم

__________________

(٢٧) بحار الأنوار ١ : ١٣ ـ ١٤. وراجع تفصيل الأقوال في مؤلف هذا الكتاب ، الذريعة ، ٥ : ٣٣ ـ ٣٧ ، وخاتمة المستدرك ٣ : ٣٦٦ ، وغيرهما.

الرواة وتمييز المشتركات ـ في الرجال ـ ، لمحمد ابن علي الأردبيلي الغروي الحائري.

جع = من أصحاب الإجماع (٢٨).

جكي = كنز الفوائد ، للكراجكي الشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.

وقد يرمز له ب : فو ، أو : كنز ، كما سيأتي.

جم = جمال الأسبوع ـ في الدعاء ـ للسيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

جما = جمال الأسبوع.

والمشهور : جم ، كما مر.

جنه = جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية (٢٩) ربما كان للكفعمي إبراهيم بن علي بن الحسن  ـ المتوفى سنة ٩٠٥ ه ـ كما ذكره في البحار ١ : ١٦ في مصادره.

وقد يرمز له : جنة ، أو : كف ، أو : ع ، كما سيأتي

جه = ابن ماجة ، أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني (٢٠٩ ـ ٢٧٣ ه) ، من

__________________

(٢٨) المراد من الرمز ليس من أجمع عليه ، ولا الرواية المجمع على قبولها ـ المقبولة ـ بل المراد أنه ممن من قيل في حقهم أنهم من أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منهم وقيل الأصل فيه رجال الكشي وتبعه من تبعه ، واختلف في المراد من العبارة وعدد من أجمع عليهم وغير ذلك ، راجع مقباس الهداية ـ ذيل تنقيح المقال ـ للشيخ المامقاني ٣ : ٧٠ وتعاليقنا عليه.

(٢٩) عبر عنه المصنف في ترجمته الفارسية ب (مفاتيح النجاة).




أئمة الحديث عند العامة ، ويراد به غالبا سننه. لاحظ : ٥.

جه = سنن ابن ماجة ـ السابق ـ ، وهو أحد الكتب الستة المعتمدة في الحديث عند العامة.

وقد يرمز له ب : مج ، وهو نادر.

جو = لحديث يروى عن الإمام محمد بن علي الجواد عليهما‌السلام.

ح = رأس خاء صغيرة بدون نقطة ، يوضع فوق الحرف في الكتابة القرآنية ليدل على سكون ذلك الحرف ، وعلى أنه مظهر بحيث يقرعه اللسان نحو : من خير.

ح = الحديث المروي عن الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهما‌السلام.

ح = يرمز لأصحاب الإمام محمد بن علي الجواد عليهما‌السلام ، من رجال الشيخ الطوسي  ـ رحمه‌الله ـ.

يوجد في بعض النسخ ولعله تصحيف ل : ج.

أنظر : د.

ح = المصباح الكبير والصغير ـ في الدعاء ـ ، لشيخ الطائفة الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

ح = رمز ل : (حدثنا) كما اصطلح عليه بعض الأعاجم ـ كما قيل ـ ، لاحظ الفوائد.

ح = الشرح ، مثل : ح الدراية ، أي شرحها (٣٠).

__________________

(٣٠) قد يعبر في المستند بقوله : المحقق الشيخ علي في ح ، كما في ١ : ١٤٣ وغيرها.

ح = يشار به إلى الحديث الحسن.

وقد يرمز له : ن.

ح = يراد به الحديث كما في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ـ دام ظله ـ مثل : ح / ١٠ أي الحديث العاشر.

ح = حينئذ.

ح = حزب قرآني.

ح = رمز التحول والانتقال ، أو الحيلولة من إسناد إلى آخر لمتن واحد. وكتب البعض لفظة (صح) بدلا منه ، وأنه يقول القارئ إذا انتهى إليها : حا ، ويستمر في قراءة ما بعدها (٣١).

ح = أنظر : فه.

__________________

وقد يقول : ح عد ـ كما في ١ : ١٣٩ ـ والمراد بهما المحقق الكركي في شرح القواعد للعلامة الحلي.

(٣١) قال النووي في التقريب ـ وتبعه في التدريب ـ ص ٢٠٩ : وقيل : إنها من حال بين الشيئين إذا حجز لكونها حالت بين الإسنادين ، وإنه لا يلفظ عند الانتهاء إليها بشئ ، وليست من الرواية.

وقيل : إنها رمز إلى قوله : الحديث ، وإن أهل المغرب كلهم يقولون إذا وصلوا إليها : الحديث ، وقد كتب جمع من الحفاظ موضعها : صح. وحسنت ههنا كتابة : صح ، لئلا يتوهم أنه سقط من الإسناد الأول.

ثم إن هذه الحاء توجد في كتب المتأخرين كثيرا.

قال القاسمي في قواعد التحديث ص ٢٠٩ : وقد كان بعض مشايخنا إدا وصل إليها يقول : تحويل ، وكنت أستحسنه منه.

وقد سمع عن بعض المشايخ المحققين للحديث وأسانيده أنهم يلفظونه : (حيلولة).


حاوي = حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، للشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري الغروي ، كان حيا سنة ١١٠٣ ه. عد من الرموز.

حب = لابن حبان ـ أبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التي ، المتوفى سنة ٣٥٤ ه ـ في صحيحه.

نص عليه السيوطي في مقدمة الجامع الكبير ، وقد يكون له في غير صحيحه.

حجة = يدل على شهر ذي الحجة الحرام.

ح د = حاشية الارشاد ، للمحقق الكركي نور الدين علي بن عبد العالي ، المتوفى سنة ٩٣٧ ه ، على إرشاد العلامة الحلي الحسن ابن يوسف ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

ح كصح = يشار به إلى الحديث الحسن كالصحيح.

ح مل = صاحب كتاب أمل الآمل ، الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، المتوفى سنة ١١١٠٤ ه.

حل = حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني (٣٣٦ ـ ٤٣٠ ه).

حم = أحمد بن حنبل ، والمشهور إطلاقه على مسنده.

وقد يرمز له ب : مد.

حم = مسند أحمد بن محمد بن حنبل المروزي البغدادي ، إمام الحنابلة (١٦٤ ـ ٢٤١ ه).

وقد يطلق عليه خاصة ، كما مر.

حسن = لحديث روي عن الإمام الحسين

عليه‌السلام ، كذا قيل.

حه = فرحة الغري ، لعبد الكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس الحسني العلوي

(٦٤٨ ـ ٦٩٣ ه) ، وهو من مصادر البحار.

خ = للشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه ـ كما في بعض الكتب المخطوطة.

خ = صحيح البخاري ، لمحمد بن إسماعيل البخاري (١٩٤ ـ ٢٥٦ ه). وقيل : وعلامة ما أخرجه البخاري في الصحيح.

وقيل : بخا و : بخ ، كما مر.

وجعل السيوطي في جامعيه له خاصة : خ (٣٢).

خ = نسخة بدل كما في جامع الرواة.

والمشهور : خ : ل.

خ = الكتاب المخطوط أو النسخة المخطوطة.

خ = خارطة.

__________________

(٣٢) قيل : إن كان الحديث عند البخاري معلقا : خت.

وللبخاري في الأدب المفرد : بخ. وقال السيوطي في مقدمة الجامع الكبير عنه : تخ ، وفي خلق أفعال العباد : عخ ، وفي جزء القراءة : ذ وفي رفع اليدين : ي ، كذا قاله ابن حجر في مقدمة التقريب وكذا في تهذيب التهذيب ١ : ٥ وحكاه القاسمي في قواعد التحديث : ٢٤٣ ، عن الأول وغيرهم.

ولكن في مقدمة الجامع الصغير : ٣ ، قال خد للبخاري في الأدب ، تخ : له في التاريخ ، وفي مقدمة الإكمال لابن ماكولا ١ : ١٤٩ : وعلامة ما أخرجه في كتاب القراءة خلف الإمام : ز.




خ = أخبرنا ، اصطلحت عليه بعض المعاجم.

والمشهور : أنا ، كما مر. (٣٣)

خت = راجع هامش ٣٢.

ختص = الاختصاص ـ في الحديث ـ ، للشيخ محمد بن محمد بن النعام المفيد ، المتوفى سنة ٤٣١ ه.

وقد يرمز له أحيانا ب : ختصا.

ختصا = مر بيانه آنفا في : ختص.

خج = لرجال الشيخ كما في بعض النسخ ، ولعله من سهو النساخ ـ ، محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه والصحيح : جخ ، كما مر.

خد = لمحمد بن إسماعيل البخاري (١٩٤ ـ ٢٥٦ ه) في كتابه الأدب المفرد ، لاحظ : خ للبخاري.

خد = الناسخ والمنسوخ من جمع أبي داود ، كما ذكره في تهذيب التهذيب.

خص = منتخب البصائر من بصائر الدرجات  ـ للشيخ محمد بن الحسن الصفار ، المتوفى سنة

__________________

(٣٣) اختصروا أخبرنا على أنحاء فهنهم من يحذف الخاء والذي بعدها ـ أول الكلمة ـ ويقتصر على (أنا)  ـ الألف والضمير ـ ، أو يضم إلى الضمير الراء فتصبح (أرنا) ، وفي خط بعض المغاربة الاقتصار على ما عدا الألف الموحدة والراء فيكتب (أخ نا) ، ولكنه لم يشتهر.

قال السخاوي في الفتح ٢ : ١٩ : وأما كتابة (ح) في (ثنا) و (أخ) في (أنا) فقد قال ابن الجوزي أنه مما أحدثه بعض العجم ، وليس من اصطلاح أهل الحديث.

وكره ابن الصلاح وجمع من المحدثين اختصار (أخبرنا) ب (أنا) ولعله للخوف من الاشتباه مع (أنبأنا). وإن لم يصطلحوا على اختصارها آنذاك.

٢٩٠ ه ـ ، للشيخ حسن بن سليمان ـ تلميذ الشهيد الأول محمد بن مكي ، المتوفى سنة ٧٨٦ ه ـ وهو من مصادر البحار.

وقد يرمز له ب : منتخب.

خصا = الخصال ، راجع : ل.

خط = للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (٣٩٢ ـ ٤٦٣ ه) فإن كان في التاريخ أطلقت ، إلا بينت ، كذا قاله السيوطي ، والهندي في كنز العمال.

خك = خاتمة مستدرك الوسائل ، للميرزا حسين بن محمد تقي الطبرسي النوري.

المتوفى سنة ١٣٢٠ ه.

خل = للحافظ يوسف بن خليل (٥٥٥ ـ ٦٤٨ ه) ، كما ذكره السيوطي في تدريب الراوي ٢ : ١٧٨.

خ ل = نسخة بدل ، أي في نسخة أخرى بدلا عن النسخة المذكورة في المتن.

وقد يرمز لها : نسخة ، أو : ن. خ (٣٤).

خ م = مؤخر ، مقدم ، تستعمل فيما إذا لم تقع الكلمات في مواقعها في الصحيحة.

خ م = يرمز للبخاري محمد بن إسماعيل (١٩٤ ـ ٢٥٦ ه) ، ومسلم بن الحجاج القشيري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه).

__________________

(٣٤) تعارف الأعلام ـ خاصة القدماء ـ أنه إذا وجدوا أكثر من نسخة من كتاب عرضوا بعضها على بعض بعد اختيار النسخة الأم ، أو ما يرجحونه من النسخ ، وأثبتوا الاختلاف في الهامش بقولهم : في نسخة كذا ، ويكون ما أثبت في الهامش عبارة عن نسخة أخرى ، ولا يلازم أن تكون نسخ البدل من نسخة واحدة ، وغاية ما تفيده التشكيك في النص.


خيره = ذخيرة المعاد في شرح الارشاد ـ في الفقه ـ ، للمحقق السبزواري محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني (١٠١٧ ـ ١٠٩٠ ه).

د = رمز لأصحاب الجواد عليه‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ رحمه‌الله ـ.

واختص به الحسن بن علي بن داود في رجاله.

والمشهور : ج ، كما مر (٣٥).

د = المزار ـ في الدعاء ـ ، للشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦).

من مصادر البحار.

وقد يرمز له ب : مش ، كما سيأتي.

د = الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد ، فيما يجب على العباد من أصول العقائد والعبادات الشرعية على وجه الاختصار ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

د = العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، للشيخ رضي الدين علي بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، ولد في شوال ٦٣٥ ه ، وتوفي في حياة أبيه. وهو من مصادر البحار.

د = إرشاد الأذهان ـ في الفقه ـ ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

__________________

(٣٥) قال العلامة الكاظمي في التكملة ١ : ٦٧.

لا يخفى أن الجواد عليه‌السلام وابن داود جعل علامتهما ـ أي التفريشي في رجال ـ واحدة ، فربما يقع للناظر اشتباه إذا لم تكن قرينة ، فالأولى التفرقة بين الرمزين.

د = للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

د = إرشاد الأمة إلى معرفة الأئمة ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

والمشهور : شا ، كما سيأتي.

د = رجال ابن داود ، تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي ، ولد سنة ٦٤٧ ه.

د = معرفة الصحابة ـ في الرجال ـ ، لابن منده أبي عبد الله محمد بن إسحاق الاصفهاني (٣١٠ ـ ٣٩٥ ه) ، كما نفي تجريد أسماء الصحابة.

د = سنن ابن أبي داود ، عبد الله بن سليمان الأشعث الأزدي (٢٣٠ ـ ٣١٦ ه) ، من كتب الحديث عند العامة (٣٦).

وقيل بد ، وقد يرمز له : سنن.

ولابن داود مسند في الحديث وغيره ، وقد

__________________

(٣٦) ولمراسيل ابن داود رمز ابن حجر في مقدمة التقريب ب : مد ، وتبعه غيره كالقاسمي في قواعد التحديث : ٢٤٤ ، وابن ماكولا في الاكمال ١ : ١٤٩. وفي فضائل الأنصار منه : صد ، وفي الناسخ : خد ، وفي القدر : قد ، وفي التفرد ـ وهو ما تفرد به أهل الأمصار من السنن ـ : ف ، وفي المسائل ـ أي المسائل التي سأل عنها أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ـ : ل ، وأضاف في الإكمال ١ : ١٥٠ : وعلامة ما أخرجه في مسند حديث مالك بن أنس : كد.

أقول : لقد ذكر في تهذيب التهذيب ١ : ٦ ما فات من تأليف أبي داود : كتاب الزهد ودلائل النبوة والدعاء ، وابتداء الوحي وأخبار الخوارج.


يراد به ابن داود خاصة ، كما في بعض معاجم الحديث عند العامة.

د = أبو سليمان داود بن علي بن خلف الظاهري الاصفهاني ، المتوفى سنة ٢٧٠ ه ـ فقيه أهل الظاهر ، قاله السيد المرتضى في رسائله ٢ : ٣٤٧.

د = حدثنا.

دا = حدثنا ، كتبه كذلك الحاكم ، والسلمي ، والبيهقي ، وغيرهما. وهو والذي قبله نادران.

دثنا = حدثنا ، يرمز نادرا.

دثني = حدثني ، وهو غير مشهور.

دنا = حدثنا.

دي = رمز لأصحاب الإمام علي بن محمد الهادي عليهما‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه  ـ رحمه‌الله ـ.

وقيل : لأصحاب الإمام الحسن

العسكري عليه‌السلام وهو غلط.

دي = الدارمي ، عبد الله بن عبد الرحمان بن الفضل التميمي السمرقندي

(١٨١ ـ ٢٥٥ ه) ، من حفاظ الحديث عند العامة.

ذ = الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آقا بزرك الطهراني ، رمز له في الضياء اللامع في علماء القرن التاسع وغيره ، والعدد بعده يدل على رقم المجلد من الذريعة ، والعدد المفصول ب (:) يدل على رقم الصفحة من ذلك المجلد.

والمشهور : يعه.

ذ = ذيل ، نحو : ذ الآية.

ذ. ج = شهر ذي الحجة.

ذق = شهر ذي القعدة الحرام.

وقد يرمز له ب : قعدة أيضا.

ر = لحديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، كذا قيل.

بر = التقريب ، لابن حجر أحمد بن علي العسقلاني ، المتوفى سنة ٨٥٢ ه.

ر = مصباح الزائر ـ في الزيارة ـ لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه. من مصادر البحار.

ر = رضوان الله تعالى عليه ، أو عليهما ، أو عليهم.

را = أخبرنا ، قاله ابن الصلاح في المقدمة : ٣٢٠ والمشهور : نا.

ر ـ ب = رسم بياني.

رحه = رحمه‌الله أو رحمة الله عليه.

رض = رضي الله تعالى عنه ، أو عنهما ، أو عنهم.

رض = رضوان الله تعالى عليه ، أو عليهما ، أو عليهم.

رضه = رضي‌الله‌عنه.

رنا = أخبرنا.

ري = رمز لأصحاب الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ، من رجال الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ـ كما في بعض النسخ ـ.

ره = رحمه‌الله ، أو رحمهم.

رهم = رحمهم‌الله.

رهما = رحمة الله عليهما ، أو رحمهما‌الله.

ز = مسند زيد بن الإمام علي بن الحسين بن


علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ المستشهد سنة ١٢١ ه ـ كما في مفتاح كنوز السنة.

ز = علامة الوقف المجوز عند قراءة القرآن ، يعني أن الأصل فيه أن يوصل إلا أن الوقف عليه جائز ، ويقال له : الوقف الحسن بقدر ، وهو رمز تجويدي.

ز = باب جزء القراءة خلف الإمام من صحيح مسلم بن الحجاج (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه) ، كذا في تهذيب التهذيب ١ : ٦ ، وغيره.

ز = لأبي حامد يحيى بن بلال البزاز.

وقد يرمز له : بز (٣٧).

ز = زائد ، توضع على الكلمة أو الجملة علامة كونها زائدة على الأصل.

س = علامة السكتة ، توضع على الكلمة علامة لزوم اللبث اليسير عليها والسكوت بلا تنفس تعورفت في المصاحف الحديثة ، نظير = قفه ، من رموز التجويد.

س = السيد المرتضى علي بن الحسين بن موسى الموسوي ، والملقب بعلم الهدى ، (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

وقد يرمز له ب : ض.

والمشهور : تضى.

س = الدروس الشرعية ـ في الفقه ـ ، للشهيد

__________________

(٣٧) قال في مقدمة كنز العمال ١ : ١٣ : قد يذكر في جمع الجوامع رمز (بز) ، وربما يكتب (ز) ، وما نبه في الخطبة أنهما لمن؟ فلعله نسي ذلك أو هو سهو من الكاتب ، فالغالب أنهما لأبي حامد يحيى بن بلال البزار ، فليعلم.

الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).

س = السيد الأمير مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي صاحب كتاب نقد الرجال ،  ـ كما رمز له المولى الأردبيلي في جامع الرواة ـ كان حيا سنة ١٠١٥ ه.

س = سنن النسائي ، أحمد بن شعيب الخراساني (١٥١ ـ ٣٠٢ ه) ، من كتب الحديث عند العامة (٣٨).

وقد يرمز له : ن ، كما سيأتي.

س = كتاب معرفة الصحابة ـ في الرجال ـ لأبي موسى المديني محمد بن عمر بن أحمد الاصفهاني (٥٠١ ـ ٥٨١ ه) ، من حفاظ الحديث ، كما في تجريد أسماء الصحابة وغيره ، والحق أن كتابه (تتمة معرفة الصحابة).

س = يستعمل للتسليم بعد الأسماء الكريمة ، بمعنى : سلام الله عليه أو عليهما أو عليهم أو عليها ، ويوضع غالبا بعد اسم فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

س = سؤال.

س = السورة.

س = السنة ، وغالبا ما يراد منها الهجرية القمرية.

س = سطر.

__________________

(٣٨) ويرمز لمسند علي له أيضا : عس ، وكتاب عمل يوم وليلة : سي ولخصائص أمير المؤمنين علي : ص أو ئص.




س = السند ، فيقال : م س ، أي متن السند ، وجدته في تاريخ دمشق ، ولم أعرف المتابعة له.

ست = الفهرست ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ، وقيل لفهرست ابن النديم محمد بن إسحاق ، المتوفى ٣٨٠ ه.

وأحيانا لفهرست منتجب الدين علي بن بابويه القمي ، المتوفى بعد سنة ٦٠٠ ه.

ولمطلق الفهرست : فه ، كما سيأتي.

ست = فهرست (مطلقا) يقال : ست منتجب الدين.

سر = السرائر ، لمحمد بن أحمد بن إدريس الحلي ، المتوفى سنة ٥٩٨ ه.

وغالبا ما يرمز له : ئر كما مر.

سز = تفسير القرآن ، ـ جلاء الأذهان وجلاء الأحزان في تفسير القرآن ، ويقال له : گازر ـ ، لأبي الفتوح الحسين بن الحسن الجرجاني الرازي ، من مشايخ الشيخ منتجب الدين وابن شهرآشوب.

سعد = سعد السعود ، لأبي القاسم علي بن موسى ابن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى ، سنة ٦٦٤ ه ، من مصادر البحار.

سف = يرمز للشيخ يوسف بن أحمد البحراني  ـ المتوفى سنة ١١٨٦ ه ـ صاحب كتاب الحدائق.

سف = لؤلؤة البحرين ـ في الإجازات ـ ، للشيخ يوسف بن أحمد البحراني ، المتوفى سنة

١١٨٦ ه ، يطلق عليه أحيانا.

سفينة = سفينة البحار ، للشيخ عباس بن محمد رضا القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه. ولا يمكن عده رمزا ، وإن قيل.

سم = المراسم العلوية في الفقه والأحكام النبوية ، أو الأحكام النبوية والمراسم العلوية ، لأبي يعلى حمزة ، الملقب بسلار ، أو سالار بن عبد العزيز الديلمي ، المتوفى سنة ٤٦٣ ه.

سم = سنتمتر.

سن = المحاسن ، لأحمد بن محمد بن خالد القمي البرقي ، المتوفى سنة ٢٧٤ ه.

سن = يشار به للحديث الحسن.

سنن = سنن ابن أبي داود عبد الله بن سليمان الأشعث الأزدي ، (٢٣٠ ـ ٣١٦ ه).

لاحظ : د (٣٩).

سو = مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، لكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي النصيبيني ، المتوفى سنة ٦٥٢ ه.

سى = كتاب عمل اليوم والليلة ، من سنن النسائي أحمد بن شعيب الخراساني ، المتوفى سنة ٣٠٣ ه. تهذيب التهذيب ١١ : ٦.

سير = سيرة ابن هشام ـ السيرة النبوية ـ لعبد الملك بن هشام بن أيوب المعافري ، المتوفى سنة ٢١٣ ه.

سين = يرمز لأصحاب الإمام حسين

__________________

(٣٩) أقول : سبق في رمز : د ، إنه يرمز به إلى سنن ابن أبي داود ، وهنا سنن كذلك ، إلا أن الظاهر أن الأخير لسننه ، والأول له ، والله العالم.




عليه‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

ش = علامة تذكر في كتب الحديث للإشارة إلى اشتراك جميع ما سبق من الحديث في الرواية ، اثنين أول ثلاثة ، وإلا فعلامة الشريكين ، وكذا المتنين إن اشتركا ، كما في كتاب الوافي.

ش = يرمز لابن أبي شيبة عبد الله بن محمد (١٥٩ ـ ٢٣٤ أو ٢٣٥ ه) من علماء العامة ، كذا في جوامع السيوطي وغيره.

ش = الشيخ.

ش = الشرح ، وقد تكتب : سه أو ٣ ، وتميز غالبا بلون آخر كالأحمر أو بحرف أكبر.

ش = مزار ابن المشهدي ـ المزار الكبير ـ ، لمحمد بن المشهدي ، إعتمده ابن طاووس وصيره العلامة المجلسي من مصادره.

وقد يرمز له ب : مر ، كما سيأتي.

ش = بعد عدد ، يعني السنة الهجرية الشمسية ، وفصلها شيخنا الطهراني في ثقات العيون : ٢١٠.

ش = يستعمل للدلالة على أن ما بعده شعر ، وقد يصرح بلفظ شعر.

ش = السنة الهجرية الشمسية.

والمشهور : ه. ش

ش = شهر شوال.

ش = انظر : فعي

شا = إرشاد الأمة إلى معرفة الأئمة ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري

البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له ب : د كما مر.

شا = للقراء الشاميين (٤٠).

شا = إرشاد القلوب ، لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي ـ معاصر الشهيد الأول ـ ، وهو من مصادر البحار.

وقد يرمز له ب : قلو ، كما سيأتي.

شاد = إرشاد الأذهان ـ في الفقه ـ ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه. ولا يعد من مصادر البحار فتدبر.

شد = المنقول عن خط الشهيد محمد بن مكي العاملي ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه ، كذا قيل.

شر = شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد عز الدين عبد الحميد المدائني (٥٨٦ ـ ٦٥٦ ه).

شع = شهر شعبان.

شف = كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لأبي القاسم علي ابن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه. من مصادر البحار.

شه = يرمز للشهيد الثاني زين الدين علي بن أحمد العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

شه = الشيخ.

شها = شهاب الأخبار ـ من كلمات النبي وحكمه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، للسيد

__________________

(٤٠) لو اختلف قراء الكوفة في قراءة مع غيرهم ، فإن كانوا من الشاميين وضعت : شا ، علامة للشامي ، ولو كانوا مدنيين وضع : مد ، ولو كانوا مكيين وضعت : مك.


فخر الدين شميله بن محمد بن أبي هاشم الحسيني ، وهو من مصادر البحار.

شها = شهاب الأخبار ـ في الحكم والأمثال والآداب من الأحاديث النبوية ـ ، للقضاعي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي ابن حكمون القضاعي الشافعي ، المتوفى سنة ٤٥٤ ه.

وغالبا ما يراد به الأول.

شي = تفسير العياشي ، لمحمد بن مسعود السلمي الكوفي ـ المعاصر للكليني ـ المتوفى نحو سنة ٣٢٠ ه.

ص = بعد اسم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم : يرمز ل : صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ص = قصص الأنبياء ، لأبي الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه ، أو فضل الله علي الراوندي ، كما ذكره العلامة المجلسي في مقدمة البحار.

ص = تلخيص الرجال الكبير ـ المعروف بالوسيط ـ ، لمحمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه.

وقد يرمز له ب : : ط.

ص = يشاربه إلى الحديث الصحيح ، وإن اشتهر الرمز له ب : صح.

ص = الصفحة ويكون بعد رقم المجلد فيدل على رقم الصفحة من ذلك المجلد ، ومع عدمه يراد الصفحة من ذلك الكتاب.

ص = صاحب ، كقوله : (ص الجواهر) ، كذا في حاشية السيد اليزدي ـ قدس‌سره ـ على المكاسب ، وغيرها.

ص = الوقف المرخص عند قراءة القرآن الكريم ، أي جوز الوقف فيه لضرورة طول الآية ، وضيق النفس فيما لو كان ما بعد المعنى مرتبطا بما قبله ، كذا اختاره السجاوندي وتبعه جمع ، ويقال له : الوقف الحسن بوجه ، وهو رمز تجويدي.

ص = الإمام الصادق عليه‌السلام فيقال : ص ع. وقد يرمز : ص.

ص = الصحابي.

ص (الص) = صحاح اللغة ، لإسماعيل بن حماد الجوهري ، المتوفى سنة ٣٩٣ ه.

ص = لأبي عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المروزي ـ المتوفى سنة ٢٢٧ ه ـ في سننه. قاله السيوطي في مقدمة جامع الكبير والصغير.

ص = خصائص علي عليه‌السلام ، من مسند مالك بن أنس ، المتوفى سنة ١٧٩ ه. كذا قاله في أول تهذيب التهذيب.

ص = ابن الصلاح ، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمان الشهرزوري الحافظ الشافعي

الدمشقي ـ من علماء الدراية ـ ، المتوفى سنة ٦٤٣ ه ، صاحب المقدمة وغيرها.

ص = (صاد ممدودة) توضع على الكلمة علامة للتمريض (٤١).

__________________

(٤١) وتسمى الضبة أو علامة التمريض ، يعني أن اللفظ الذي وضع فوقه فيه مرض أو خطأ أو علة ، لاحظ الفوائد.


صا = لحديث روي عن أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

صا = الاستبصار ـ في الحديث ـ ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

وقد يرمز له نادرا : إستبصار ، وهو ليس برمز.

لاحظ : يبين.

صبا = مصباح الزائر ـ في الدعاء ـ ، للسيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

صح = صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام ، المسندة إلى الشيخ أبي علي الطبرسي بإسناده إلى الإمام علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام.

صح = يشاربه إلى الحديث الصحيح.

وقد يكتب شبيها ب : ص.

صح = صحيح مسلم بن الحجاج القشيري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه) ، كذا قيل وهو شاذ.

وقد يرمز له ب : م ، وهو الأشهر.

صح = للتصحيح أي لكل سقط من الكتاب ، يلحق به في حواشيه على أنه الصحيح من المتن.

واختصرها البعض فكتبها : صحه أو : صه.

صح = رمز للانتقال من إسناد إلى آخر عند البعض ، إلا أن المشهور أعرض عنه لأنه يشبه صح ويوهم التصحيح.

ويرمز له ب : ح ، كما مر.

صح = توضع على كلام صح رواية ومعنى ، ولكنه عرضة للشك أو الخلاف ، ويقال له اصطلاحا : التصحيح. ومعناه أن اللفظ على ما هو مثبت صحيح.

صح رجع = تكتب كلمة (صح) في آخر اللحق ، عند انتهاء تخريج الساقط في الحواشي ، وزاد بعضهم كلمة (رجع) بعدها ، على أنه صحح بعد المراجعة.

والمشهور الاستغناء عنهما والاكتفاء ب

(صح) ، أنظر المقدمة : ٣١٣ وتعاليقنا على مقباس الهداية.

صحر = الحديث الصحيح ، عند المشهور.

صحي = الحديث الصحيح عند الكل ، بذا رمز له وللذي قبله في منتقى الجمان.

صحيفة = صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ولا يعد رمزا.

والمشهور الرمز به ب : صح ، كما مر.

صد = جامع المقاصد ، للمحقق الثاني نور الدين علي بن عبد العالي الكركي ، المتوفى سنة ٤٣٧ ه ، أو ٩٣٩ ه ـ وقيل غيرهما ـ.

وقد يرمز له ب : مع ، والمشهور : مع صد.

صد = فضائل الأنصار من مسند ابن أبي داود عبد الله بن سليمان الأزدي (٢٣٠ ـ ٣١٦ ه) ، كما في تهذيب التهذيب.

صرة = تبصرة المتعلمين في أحكام الدين ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

ص ع = صلوات الله وسلامه عليه. و : ص لوحدها تعطي هذا المعنى.


صف = صفات الشيعة ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : صفا.

صفا = صفات الشيعة ، للشيخ الصدوق  ـ السابق ـ.

والمشهور : صف.

صفين = كتاب صفين ، للشيخ أبي الفضل نصر بن مزاحم المنقري الكوفي المتوفى سنة ٣١٢ ه. من مصادر البحار.

صق = رمز للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ـ رحمه‌الله ـ المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد رجحه الشيخ الجد ـ رحمه‌الله ـ في فوائد التنقيح على : ق ، كي لا يشتبه برمز الإمام الصادق عليه‌السلام.

صل = نسخة الأصل.

صل = بمعنى عدم جواز الوقف عل الآية عكس : قف ، وقيل : الوصل أولى من الوقف ، من رموز التجويد عند المتأخرين.

صلا = أسرار الصلاة واسمه : التنبيهات العلية ، للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٤٦٥ ه).

صلى = علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى عند قراءة القرآن الكريم ، من رموز التجويد عند المتأخرين.

صلع = يستعمل للتصلية.

صلعم = صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وعند العامة

بلا (وآله) عليهم‌السلام.

صلعلم = صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

صه = يرمز به للإمام الصادق عليه‌السلام.

والمشهور : ق. وقد يرمز له ب : ص.

صه = خلاصة الأقوال ـ في الرجال ـ للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

ص = الإمام الرضا عليه‌السلام ، فيقال : ض ع.

ض = السيد المرتضى. أنظر : تضى.

ض = تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم القمي المعروف ب (تفسير القمي) ، كذا قيل.

والمشهور : فس.

ض = روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان ـ في الفقه ـ ، للشهيد الثاني زين الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي الشامي

(٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

ض = رياض المسائل ، للسيد علي الطباطبائي ابن محمد بن علي الاصفهاني الكاظمي (١١٦١ ـ ٩٦٥ ه).

ض = لضياء المقدسي في المختارة ـ كذا قاله السيوطي ـ وهو كتاب المختارة في الحديث للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي ، المتوفى سنة ٦٤٣ ه والتزم فيه الصحاح.

ض = إيضاح الاشتباه ، للعلامة الحلي.

والمشهور : ضح ، كما سيأتي.

ض = رياض العلماء وحياض الفضلاء ـ في الرجال ـ ، لميرزا عبد الله أفندي الاصفهاني ، من أعلام القرن الثاني عشر.




ض = يشاربه إلى الذي نص الرجاليون على ضعفه.

ض = يشاربه إلى الحديث الضعيف.

والمشهور : ف.

ضا = فقه الرضا عليه‌السلام المنسوب إلى الإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه. وهو من مصادر البحار ١ : ١١.

ضا = لحديث روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام.

ضا = يرمز لأصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، من رجال الشيخ الطوسي محمد بن الحسن المتوفى سنة ٦٤٠ ه.

وقد وجدناه في بعض النسخ : ظا ، وهو تصحيف.

ضا = روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات ، للخونساري السيد محمد باقر الموسوي الاصفهاني (١٢٢٦ ـ ١٣١٣ ه).

ضه = روضة الواعظين ، أنظر : ضه.

ضح = إيضاح الاشتباه ـ في الرجال ـ ، للعلامة الحسن بن يوسف الحلي ، المتوفى سن ٧٢٦ ه.

وقد يرمز له ب : ض كما مر.

ضع = وضاع ، أو للحديث الموضوع.

ضلين = رمز للفاضلين وهما : المحقق أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي المتوفى سنة ٦٧٦ ه ، والعلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

أو العلامة الحلي وولده فخر المحققين محمد بن الحسن بن يوسف الحلي ، لاحظ

الإشارات.

ضم = يرمز لأصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام من رجال الشيخ الطوسي محمد ابن الحسن ـ رحمه‌الله ـ.

والظاهر أن يكون : ظم.

ضه = روضة الواعظين ، لمحمد بن الحسن بن علي ، من مشايخ ابن شهرآشوب وهو من مصادر البحار.

وقد يرمز له : ضة ، كما مر.

ضه = الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية  ـ في الفقه ـ ، للشهيد الثاني زين الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

ضه = روضة الكافي ، لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي ، المتوفى سنة ٣٢٨ / ٣٢٩ ه.

وقد يرمز لها : ضه كا.

ضه = ظاهرا ، وقد تكتب : ضه.

ض = ضرورة ، فيقال : بالظه أي بالضرورة.

والظاهر : بالضه.

ضه كا = روضة الكافي ، لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي ، المتوفى سنة

٣٢٨ / ٣٢٩ ه.

ضو = ضوء الشهاب ـ الآتي ـ ، وهو من مصادر البحار.

ضوء = ضوء الشهاب في شرح شهاب الأخبار ، لفضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي الكاشاني ، المتوفى سنة ٥٧٠ ه.

وقيل هو لسعيد بن هبة الله الراوندي أبو الحسين قطب الدين ، المتوفى في الثالث من


شوال سنة ٥٧٣ ه ، كما صرح به في فرج المهموم : ٣٧.

ضى = علم الهدى السيد المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي ـ رحمه‌الله ـ (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه).

ضي = القاضي ابن براج ، أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز (٤٠٠ ـ ٤٨١ ه) ، وقد يكتب : ضى ، فيلتبس مع الرمز السابق أعلاه.

ط = الصراط المستقيم ، لزين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي النباطي العاملي ، المتوفى سنة ٥٧٧ ه. وهو من مصادر البحار.

ط = المبسوط ـ في الفقه ـ ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

وقد يرمز له ب : مط. كما سيأتي. أو : المبط.

ط = تلخيص الرجال الكبير ـ المعروف بالوسيط ـ لمحمد بند علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه ، عند البعض.

والمشهور : ص ، كما مر.

ط = الموطأ ، لأبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري (٩٣ ـ ١٧٩) من كتب الصحاح الستة في الحديث عند العامة.

قد يرمز له ب : ما ، كما سيأتي.

ط = لأبي داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود (١٣٣ ـ ٢٠٤ ه). وله مسند.

ط = الطبعة ، الطبع ، المطبعة ، المطبوع ، ويكون

قبل الاسم ، وقبل الرقم الذي على عدد الطبعة.

ط = علامة الوقف المطلق في التجويد ، وذلك أنه لو وقف على الكلمة وابتدء بما بعدها كان جيدا بالاتفاق عند أئمة القراءة رمزه السجاوندي. وأعرض عنه المتأخرون ، ورمزوا له ب : قف ، ويقال له : الوقف الكافي ، من رموز التجويد.

ط = إشارة إلى وجود حاشية.

ط = نسخة بدل.

طا = أمان الأخطار ، لأبي القاسم علي بن موسى ابن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ من مصادر البحار.

طب = طب الأئمة عليهم‌السلام ، لأبي العباس جعفر بن محمد بن أبي بكر المستغفري ، المتوفى سنة ٤٣٢ ه.

طب = للطبراني ، أبي القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب اللخمي الشامي (٢٦٠ ـ ٣٦٠) أو لكتابه الكبير ، كما قال الأخير السيوطي في مقدمة الجامع الكبير.

طس = للطبراني في كتابه الأوسط ، كما نص عليه السيوطي.

طس = لابن طاووس ، فإن كان في الدعاء والزيارات فالمراد به السيد رضي الدين علي ابن موسى بن طاووس ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

وإن كان في الفقه أو الرجال فالمراد به أخوه السيد جمال الدين أحمد ، المتوفى سنة




٦٧٣ ه ، وهذا والد السيد عبد الكريم بن طاووس ـ المتوفى سنة ٦٩٣ ه ـ صاحب كتاب فرحة الغري.

طص = يرمز للطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (٢٦٠ ـ ٣٦٠ ه) في معجمه الصغير ، كما قاله في قواعد التحديث ٢٤٤ ، وكذا السيوطي في جامعه الصغير : ٣ (٤٢).

طق = طريق الرواية.

طه = طاب ثراه.

طه = الطهارة.

ظ = الإمام الكاظم عليه‌السلام ، فيقال : ظ ع.

ظ = ظاهرا.

ظا = يرمز لأصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي  ـ رحمه‌الله ـ.

والمشهور : ضا.

ظم = أنظر : ضم.

ظه = ضرورة ، كذا في بعض النسخ.

ظه = ظاهرا ، كذا تكتب أحيانا.

ع = عليه ، أو عليهما ، أو عليهم‌السلام ، فيما كان بعد أسماء المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.

ع = علل الشرائع ـ في الحديث ـ ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

__________________

(٤٢) للطبراني ثلاثة معاجم في الحديث يرمز لها على الترتيب ، ط ب : للكبير ، طس : للأوسط ، طص : للصغير.

ع = عوائد الأيام في مهمات أدلة الأحكام ، لأحمد بن مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني ، المتوفى سنة ١٢٤٤ ه.

ع = المصباح ـ في الدعاء ـ ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن الحسن الحارثي الكفعمي العاملي (٨٤٠ ـ ٩٠٥ ه). واسمه : جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية.

وقد يرمز له ب : جنة ، كما مر.

أو : كف ، كما سيأتي.

ع = لحديث روي عن علي عليه‌السلام.

ع = يرمز للحديث المرفوع.

ع = يأتي بعد الحديث ليشار به إلى أنه مثل ما في المتن معنى.

ع = بعدها عدد (١) أو (٢) يدل على شهر ربيع الأول أو الثاني ، والعدد قبلها يدل على الأيام الثلاثين من الشهر.

ع = يرمز للرجل إن كان حديثه في أكثر من أصل من الأصول الستة عند العامة ، أو في كلها ، كذا قاله ابن حجر ، وحكاه القاسمي في قواعده : ٢٤٤.

ع = معرفة الصحابة ـ في الرجال ـ ، لأبي نعيم أحمد ابن عبد الله بن أحمد الاصفهاني (٣٣٦ ـ ٤٣٠ ه).

ع = يرمز لأبي يعلى في مسنده ، وهو أحمد بن علي ابن المثنى التميمي الموصلي ، المتوفى سنة ٣٠٧ ه.

وله مسندان كبير وصغير ، ومعجم.

ع = العراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي  ـ المتوفى سنة ٨٠٥ ه ـ صاحب الألفية في الدراية ، وغيرها.


ع = علامة الركوع في بعض المصاحف القديمة المتداولة عند العامة وأهل القياس.

ع = لأصحاب الصحاح الستة عند العامة ، وهم : البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وابن ماجة ، وقد مرت تراجمهم ، كذا رمز الذهبي وابن حجر وغيرهما ، لاحظ تهذيب التهذيب ١ : ٥ والاكمال ١ : ١٤٩ ، وغيرهما.

ع = عربي.

ع ١ = شهر ربيع الأول.

ع ٢ = شهر ربيع الثاني.

عا = دعائم الإسلام ، للقاضي نعمان بن محمد المصري ، المتوفى سنة ٣٦٣ ه ، وهو من مصادر البحار. وقد يرمز له ب : ئم ، كما مر.

عب = ابن عبدون محمد بن عبد الله بن عبدون الرعيني ، المتوفى سنة ٢٩٩ ه ، قاضي القيروان. وله مؤلفات منها الآثار في الفقه وغيرها.

عب = لكل رجل لم يذكر في الرجال الكبير للأسترآبادي محمد بن علي بن إبراهيم ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه. والمشهور : غب.

عب = لعبد الرزاق في الجامع ، وهو ابن همام بن نافع الصنعاني الحميري (١٢٦ ـ ٢١١ ه) ، نص عليه السيوطي في جامعيه الكبير والصغير.

عب = الشيخ عبد النبي الجزائري ، صاحب كتاب (حاوي الأقوال) ، كان حيا سنة ١١٠٣ ه.

وقد يرمز له هكذا : ع. ب.

ع. ب = أنظر : عب.

عة = المقنعة. أنظر : عه ، و : لمقنعه.

عج = بعد لفظ الجلالة بمعنى : عزوجل.

عج = عجل الله تعالى فرجه. يأتي بعد اسم الإمام المهدي أرواحنا له الفداء.

عخ = باب خلق أفعال العباد من صحيح مسلم ابن الحجاج القشيري ، المتوفى سنة ٢٦١ ه ، كذا في تهذيب التهذيب ١ : ٦ ، وغيره.

عد = رسالة العقائد أو إعتقادات الصدوق ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

عد = قواعد الأحكام ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

عد = القواعد والفوائد ، للشهيد الأول محمد بن مكي العاملي ، المتوفى سنة ٧٨٦ ه.

عد = الفهرست ، للشيخ منتجب الدين علي بن بابويه القمي ، ولد سنة ٥٠٤ وكان حيا سنة ٦٠٠ ه ، كذا قيل.

وقد يرمز له ب : جب ، كما مر.

والمشهور : عه ، كما يأتي.

لاحظ : ست.

عد = ابن عدي في الكامل ، وهو أبو أحمد عبد الله ابن عدي بن عبد الله الجرجاني (٢٧٧ ـ ٣٦٥ ه) ، نص عليه غير واحد من كتب العامة واسمه : (الكامل في معرفة الضعفاء والمتروكين من الرواة).


عد = طبقات ابن سعد ، لأبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري ، المتوفى سنة ٢٣٠ ه. رمز له في مفتاح كنوز السنة.

عدة = عدة الأصول ، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

عدة = عدة الداعي ، لجمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي توفي سنة ٨٤١ ه وعمره ثمان وخمسون سنة. من مصادر البحار.

وقد يرمز له أيضا : عده.

عز = الرسالة العزية ، للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه (٤٣).

ع س = الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني  ـ المتوفى سنة ١٠٦٤ ه ـ صاحب الحواشي على كتب الحديث ، كما نص عليه الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ٢ : ٢٥٢.

عس = كتاب علي عليه‌السلام من مسند مالك ابن أنس ، المتوفى سنة ١٧٩ ه. كذا في تهذيب التهذيب ، وغيره.

عس = أنظر عسا.

عسا = تاريخ دمشق أو تاريخ الشام أو تاريخ ابن عساكر ، لابن عساكر علي بن الحسن بن هبة الله أبي القاسم الدمشقي (٤٩٩ ـ ٥٧١ ه) ويقال لكتابه تاريخ __________________

(٤٣) وبهذا الاسم ثلاث رسائل أخر إحداها للمحقق الحلي ، والأخرى للعلامة الحلي ، والثالثة ـ في شرح المقالة النصيرية على قواعد الخواجة نصير الدين الطوسي بعض معاصريه.

دمشق الكبير.

والمشهور : كر ، كما سيأتي.

وقد يرمز له أيضا : عس ، أو : أع عسه = عليهم‌السلام.

عق = عقاب الأعمال ـ في الحديث ـ للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

ولثواب الأعمال : ثو ، كما مر عق = رجال علي بن أحمد بن علي العقيقي العلوي ، وقال السيوطي في مقدمة الجامع الكبير : إنه لخصوص الضعفاء من كتابه.

وترجمه الشيخ الجد ـ قدس‌سره ـ مفصلا في التنقيح ٢ : ٢٦٦.

وفي رجال ابن داود رمز له خاصة ، ولعله يريد به رجاله.

عق = لعلي بن أحمد بن علي العقيقي العلوي  ـ السابق ـ.

عقد = بن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني السبيعي الكوفي (٢٥٠ ـ ٣٣٢ ه) وقيل : (٢٤٩ ـ ٣٣٣ ه) صاحب كتاب الرجال

وقد يرمز له ب : قد ، كما سيأتي.

عل = ابن فضال أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، المتوفى حدود ٢٩٠ ه.

وقد يرمز له ب : فض ، كما سيأتي.

ع. ل = شهر ربيع الأول.

علا = أعلام الدين في صفات المؤمنين ، للشيخ أبي محمد الحسن بن أبي الحسن محمد


الديلمي ـ صاحب (إرشاد القلوب) ـ ، من علماء القرن الثامن ، من مصادر البحار.

عم = إعلام الورى ، للشيخ الطبرسي الفضل بن الحسن بن الفضل ـ صاحب تفسير (مجمع البيان) ـ ، المتوفى سنة ٥٤٨ ه.

عم = الزوائد في الحديث ، لعبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، المتوفى سنة ٢٨٨ ه ، كما نص عليه السيوطي في الجامع الكبير والصغير وغيره.

وقيل لوالده ، المتوفى سنة ٢٤١ ه.

ويقال له (الزيادات).

عه = الفهرست ، لابن بابويه علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين القمي ، ولد سنة ٥٠٤ ، وكان حيان سنة ٦٠٠ ه ، المعروف ب (فهرست منتجب الدين).

وقد يكتب غلطا : عة.

وقد يرمز له أحيانا ب : جب ، كما مر.

لاحظ : ست.

عه = المقنعة في الأصول والفروع ، للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له : عة ، و : لمقنعه.

عه = عليه ، أو عليهم‌السلام.

عي = الأوزاعي ، عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي ، المتوفى سنة ١٥٧ ه ، قاله السيد المرتضى في رسائله ٢ : ٣٤٨.

عين = العيون والمحاسن ، للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري ، الملقب بابن المعلم (٣٣٦ ـ ٤١٣ ه).

عين = أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين العاملي (١٢٨٤ ـ ١٣٧١ ه) ، كذا رمز له في الكنى والألقاب.

عيو = عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ـ في الحديث ـ ، للشيخ الصدوق جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : ن ، كما سيأتي.

عيو = عيون الحكم والواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ ـ ويقال له : العيون والمحاسن ـ ، للشيخ علي بن محمد الليثي الواسطي ، من علماء القرن الخامس ، من مصادر البحار.

غ = الغيبة ، للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

وقد يرمز لها ب : غيش.

غ (الغ) = غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع ، للسيد ابن زهرة عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي (٥١١ ـ ٥٨٥ ه).

وقد يرمز له : غن.

غا = الغارات ، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي الاصفهاني ، المتوفى سنة ٢٨٣ ه.

وقد يرمز له : غارا.

غا = كتاب الغايات ـ الآتي ـ.

وقد يرمز له ب : غايا.

غارا = الغارات ـ السابق ـ ، يرمز له نادرا.

والمشهور : غا ، كما مر.

غايا = الغايات ، للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد


ابن علي القمي ـ نزيل الري ـ من مصادر البحار.

غب = لكل رجل غير مذكور في الرجال الكبير ، لمحمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه.

غر = غرر الحكم ودرر الكلم ، للشيخ عبد الواحد ابن محمد بن عبد الواحد الآمدي ، المتوفى سنة ٥١٠ ه. من مصادر البحار.

غر = الغرر والدر ر ، للسيد المرتضى علي بن الحسين بن موسى ، المتوفى سنة ٤٣٦ ه.

غض = ابن الغضائري الآتي ـ.

غض = رجال ابن الغضائري ، للشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الله الغضائري ، كما ذكره الشهيد الثاني وغيره.

والأقوى أنه لولده أحمد بن الحسين كمال يظهر من السيد ابن طاووس ، والشيخ التستري والعلامة المجلسي ، وجماعة.

غط = الغيبة للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

غن = غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع ، للسيد ابن زهرة : أنظر : غ.

غو = غوالي اللئالي ، لمحمد بن علي بن إبراهيم ، المعروف بابن أبي جمهور الأحسائي ، المتوفى بعد سنة ٨٧٨ ه.

غي = الغيبة ، للنعماني محمد بن إبراهيم بن أبي جعفر ـ تلميذ الكليني ـ.

والمشهور هو : ني ، كما سيأتي.

غيش = الغيبة ، للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

والمشهور الرمز له ب : غ ، كما مر.

غين = لكل رجل لم يذكر في الرجال الكبير  ـ للاسترآبادي محمد بن علي بن إبراهيم ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه ـ وتعليقة الوحيد البهبهاني محمد باقر بن محمد أكمل ، المتوفى سنة ١٢٠٦ ه.

ف = لحديث روي عن فاطمة الزهراء عليها سلام الله.

ف = تحف العقول ، للحسن بن علي بن شعبه الحراني ، ينقل عن ابن همام سنة ٣٣٢ ه.

والمشهور تحف ، وهو ليس برمز.

ف = مسائل الخلاف ـ في الأصول ـ ، للسيد علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي ، المتوفى سنة ٤٣٦ ه عبر عنه النجاشي ب (الخلاف في أصول الفقه). كذا رمز له المحقق في المعتبر ، وغيره.

ف = الخلاف ـ في الفقه ـ ، للشيخ الطوسي محمد ابن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

ف = يشار به إلى الحديث الضعيف بأحد رجاله (٤٤).

ف = التفرد في صحيح ابن أبي داود عبد الله بن سليمان الأزدي ، المتوفى سنة ٣١٦ ه. كما ذكره في تهذيب التهذيب.

ف = فارسي.

فالظ = فالظاهر.

فته = فتأمل.

__________________

(٤٤) وقيل : للمجهول. وللضعيف : ض ، كما في مشيخة الشريف علي بن الحسن ، كما نص عليه في الذريعة ٢١ : ٧١.


فتح = فتح الأبواب ، أو فتوح الأبواب ـ في الاستخارة ـ ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه. وهو من مصادر البحار.

فح = فحينئذ.

قر = تفسير فرات ، لفرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، من علماء القرن الثالث. من مصادر البحار.

فر = للديلمي في مسند الفردوس ، وهو شيرويه بن شهر دار أبو شجاع الديلمي الهمداني (٤٤٥ ـ ٥٠٩ ه). وكتابه فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب ، من كتب العامة.

نص عليه السيوطي في مقدمة الجامع الكبير.

فر = فروع الكافي ، للكليني محمد بن يعقوب ، المتوفى سنة

٣٢٨ / ٩ ٣٢ ه.

وله وللأصول : كا ، كما سيأتي.

فروع = كالسابق.

فس = تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، من مشايخ الكليني.

وقد يرمز له : ض ، كما سبق ، ولم أعرف وجهه.

فس = إشارة لمطلق المطالب التفسيرية في بحار الأنوار.

فش = للفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري ، المتوفى سنة ٢٦٠ ه. ورمز له في منتهى المقال ب : بفش.

فص = كفاية النصوص ، للشيخ الصدوق أبي

جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

فض = الروضة من الكافي ، لمحمد بن يعقوب الكليني ، المتوفى سنة

٣٢٨ / ٣٢٩ ه (٤٥).

فض = لعلي بن الحسن بن علي بن فضال ، المتوفى سنة ٢٩٠ ه. كذا في بعض الكتب كرجال ابن داود.

والمشهور الرمز له ب : عل ، كما مر.

فضا = فضائل الأشهر الثلاثة ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

فظه = فالظاهر.

فع = المختصر النافع ، للمحقق الحلي أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن

(٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه). في الفقه.

فعي = الشافعي ، أبو عبد الله محمد بن إدريس ابن العباس القريشي المكي

(١٥٠ ـ ٢٠٤ ه). صاحب المذهب الذي عرف به.

وجدته في رسائل السيد المرتضى

٢ : ٣٤٧.

وقد يرمز له ب ش.

فق = لابن ماجة ـ محمد بن يزيد الربعي

__________________

(٤٥) ويرمز له بذلك لكونه في الفضائل. كذا قيل ، والحق أنه كتاب في الفضائل والمعجزات لأمير المؤمنين عليه‌السلام لبعض علمائنا وليس هو الروضة من الكافي للكليني كما توهم. واعتمده العلامة المجلسي في البحار ، وقد ألف سنة إحدى وخمسين وستمائة.




(٢٠٩ ـ ٢٧٣ ه) ـ في التفسير ، كما قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب وحكاه غيره.

فق = فقال.

فقيه = من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

والمشهور : يه ، كما سيأتي.

فل = فضائل الشيعة ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

فلايخ = فلا يخلو.

فليته = ليتأمل.

فه = لأبي حنيفة ، النعمان بن ثابت ، إمام الحنفية رمز له السيد المرتضى في رسائله ٢ : ٣٤٨.

وقد يرمز له ب : ح أو : يه.

فه = سلافة العصر في محاسن الشعراء لكل مصر ، للسيد صدر الدين علي بن نظام الدين أحمد الحسيني ، الشهير بالسيد علي خان المدني الشيرازي ، المتوفى سنة ١١٢٠ ه.

كذا في الفوائد الرضوية للشيخ عباس القمي  ـ رحمه‌الله ـ.

فه = الفهرست ، فيقال : فه ش ، أي فهرس الشيوخ الذين تلقى عنهم المصنف ، كما في تاريخ دمشق لابن عساكر.

فو = كنز الفوائد ، للكراجكي الشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.

وقد يرمز له ب : كنز ، كما سيأتي.

أو : جكي ، كما مر.

في = الكافي في الحديث ، للكليني محمد بن يعقوب ، المتوفى سنة ٣٢٨ أو ٣٢٩)  ـ رحمه‌الله ـ. كما في جامع الرواة للأردبيلي.

والمشهور هو : كا.

في = الكافي في الفقه ، لأبي الصلاح تقي الدين ابن نجم الدين بن عبد الله الحلبي ـ تلميذ الشريف المرتضى ـ المتوفى سنة ٤٣٦ ه.

في = الوافي ، للفيض الكاشاني المولى ملا محسن ، المتوفى سنة ١٠٩١ ه. كذا في المكاسب للشيخ الأنصاري ، وغيره. في الحديث.

فيق = فيقال.

ق = الإمام الباقر عليه‌السلام ، فيقال : ق ع.

ق = العتيق الغروي ، تأليف بعض قدماء المحدثين ، عده المجلسي من مصادره في البحار.

ق = لأصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، من رجال الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، إصطلحه ابن داود.

ق = يراد به الحديث الموثق.

وقد يرمز له : ثق.

ق = للشيخ الصدوق ، عند البعض ، وأعرض عنه الشيخ الجد ـ رحمه‌الله ـ لكونه يوهم مع رمز أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام من رجال الشيخ ـ رحمه‌الله ـ.

لاحظ : صق.

ق = تأتي بعد الحديث يشار به إلى أنه قريب مما في المتن لفظا ومعنى.

ق = قبل الهجرة النبوية على صحابها وآله آلاف


التحية ، أو قبل ميلاد المسيح عليه‌السلام.

ق = قبل : توضع على الآية علامة على أنه قيل : يجوز الوقف عليها بقول ضعيف ، أو أنه وقف عليه البعض ، وهو رمز تجويدي عند المتأخرين.

ق = قرن.

ق = القاموس المحيط ـ في اللغة ـ ، للفيروز آبادي محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي (٧٢٩ ـ ٨١٧ ه).

ق = قال.

ق = القسم.

ق = يرمز للبخاري ومسلم معا. قاله السيوطي في الجامع الكبير والصغير.

ق = ابن ماجة ، محمد بن يزيد الربعي القزويني (٢٠٩ ـ ٢٧٣) ، كذا قاله في مقدمة التقريب ، وتهذيب التهذيب ١ : ٥ ، والاكمال ١ : ١٥٠

لاحظ : جه.

ق = للبيهقي ، أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي (٣٨٤ ـ ٤٥٨ ه).

قيل : (فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته) (٤٦)

قا = ابن قانع في معجمه ـ كما نص عليه

__________________

(٤٦) قال في مقدمة كنز العمال ١ : ١٣ : إعلم أن المؤلف جعل رمز البيهقي في جمع الجوامع : ق ، وفي الجامع الصغير وزوائده : ق رمز الشيخين ، فأنت إذا رأيت رمز القاف في أحاديث الاكمال فاعلم أنها رمز البيهقي ، وإذا رأيت القاف في أحاديث الجامع الصغير أو زوائده فاعلم أنها رمز الشيخين.

السيوطي في التدريب ـ وهو عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الأموي البغدادي

(٢٦٦ ـ ٣٥١ ه) ، وكتابه معجم الصحابة.

قا = قابل ما قبلها بما بعدها ، كما في مفتاح كنوز السنة.

قب = المناقب ، لابن شهرآشوب المازندراني ، المتوفى سنة ٥٨٨ ه.

قب = التقريب ، ـ في الرجال ـ لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي بن محمد الكنائي (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه).

قبا = الاقبال أو إقبال الأعمال ، لابن طاووس السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

وقد يرمز له ب : ل ، كما سيأتي.

والمشهور : قل ، كما سيأتي.

قبس = قبس المصباح ، لأبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي ، من تلامذة الشيخ الطوسي ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

قثنا = قال : حدثنا.

ق ثنا = قال : حدثنا.

قد = نقد الرجال ، للفاضل التفريشي المير مصطفى بن الحسين الحسيني ، كان حيا سنة ١٠٤٤ ه ، وعاصر الميرزا محمد.

والمشهور الرمز له ب : نقد ، كما سيأتي.

قد = لابن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني السبيعي الكوفي

(٢٥٠ ـ ٣٣٢ ه) وقيل (٢٤٩ ـ ٣٣٣ ه) في بعض الكتب.




والمشهور ب : عقد ، كما مر.

قد = كتاب القدر من صحيح ابن أبي داود عبد الله بن سليمان الأزدي ـ المتوفى سنة ٣١٦ ه ـ كما في تهذيب التهذيب وغيره وهو من مصادر العامة.

قد = مغازي الواقدي ، لمحمد بن عمر بن واقد ، المتوفى سنة ٢٠٧ ه.

قد = قدس‌سره.

قدس = قدس‌سره.

قده = قدس‌سره ، وقد تكتب : قد ، فقط.

قدهما = قدس‌سرهما.

قدهم = قدس‌سرهم.

قر = لأصحاب الإمام محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

قر = لحديث روي عن الإمام الباقر عليه‌السلام.

قضا = قضاء حقوق الإخوان المؤمنين ، للشيخ سديد الدين أبي علي ، وهو الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري ، روى عنه ابن زهرة صاحب الغنية المتوفى سنة ٥٨٥ ه.

قط = للدار قطني ، أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الشافعي (٣٠٦ ـ ٣٨٥ ه). قيل : فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته.

قط = قطعا.

وقط يكتب : قطه.

قعده = يراد به شهر ذي القعدة الحرام.

وقد يرمز له ب : ذق وهو الأشهر ، و : قع ، وهو نادر.

قف = علامة الوقف المطلق ، قيل : عليه الوقف ،

وقيل : سكوت مع التنفس ، أنظر : ط ، وهو رمز تجويدي.

قفه = علامة السكتة ، وهي من رموز التجويد ، وتوضع على الكلمة علامة لزوم اللبث اليسير عليها ، والسكوت من دون قطع النفس ، تعورفت في المصاحف الحديثة نظير : س قل = إقبال الأعمال ـ في الدعاء ـ ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

وقد يرمز له ب : قبا ، كما مر ، أو ، ل ، كما سيأتي.

قل = رجال البرقي ، أحمد بن محمد خالد القمي البرقي ، المتوفى سنة ٣٧٤ ه. يرمز له نادرا.

والمشهور : قي ، كما سيأتي.

قلا = علامة أنه قيل : لا يجوز الوقف على هذه الآية بقول ضعيف ، وقال البعض : هو : قيل وقف وقيل لا ، وهو من رموز التجويد عند المتأخرين.

قلو = إرشاد القلوب ، للشيخ أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي ، معاصر الشهيد الأول. وهو من مصادر البحار.

وقد يرمز له ب : شا ، كما مر.

قلي = علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى.

ق. م = تاريخ ما قبل ميلاد السيد المسيح عليه‌السلام.

قم = رقم الصفحات ، ويأتي رقم الكتاب بعدها. وقد يراد به رقم الكتاب.




قي = لرجال البرقي ، أحمد بن محمد بن خالد القمي ، المتوفى سنة ٣٧٤ ه.

ويرمز له نادرا : قل ، كما مر.

قيح = التنقيح الرائع لمختصر الشرائع ـ الفقه ـ ، لجمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلي ، المتوفى سنة ٨٢٦ ه.

وقد يرمز له أحيانا ب : ئع ، كما مر.

قيه = الدروع الواقية ـ في الدعاء ـ ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه. وهو من مصادر البحار.

ق. ه = تأريخ ما قبل الهجرة النبوية على صاحبها آلاف التحية والسلام.

ك = إكمال الدين وإتمام النعمة ، الأنسب مع الرمز : كمال الدين وتمام النعمة ، وهو أيضا مشهور بهذا الاسم ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : كما ، و : ل ، كما سيأتي.

ك = مدارك الأحكام (الأفهام) في شرح عبارات شرائع الإسلام ـ في الفقه ـ ، للسيد محمد بن علي أبي الحسن بن الحسين الموسوي العاملي ، المتوفى سنة ١٠٠٩ ه.

ك = المستدرك على الصحيحين ، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله ـ المعروف بالحاكم النيشابوري ـ المتوفى في صفر سنة ٤٠٥ ه.

من كتب الحديث عند العامة.

قيل : (يرمز للحاكم نفسه فإن كان في المستدرك أطلقت ، وإلا بينته).

ك = كون الآية مكية ، وقد يكتب : مك.

ك = الكتاب.

ك = رمز لما يستدركه المؤلف أو المحقق على كتابه في الطبعات المتأخرة ، كذا في بعض المعاجم.

كا = لحديث روي عن أصحاب الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام.

كا = الكافي (الأصول والفروع والروضة) ، لمحمد ابن يعقوب الكليني ـ رحمه‌الله تعالى ـ المتوفى سنة ٣٢٨ / ٣٢٩ ه. وهو أحد الأصول الأربعة عند الإمامية.

كا = وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، لابن خلكان أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم الأربلي البرمكي الشافعي (٦٠٨ ـ ٦٨١ ه) ، كذا رمز له القمي في الكنى والألقاب.

كح = كتاب جعفر بن محمد بن شريح ، كذا في بعض كتب الحديث المتأخرة ، ولم أجده في غيره.

كد = مسند أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري (٩٣ ـ ١٧٩ ه) ، كما في تهذيب التهذيب ، وغيره.

لاحظ : كس.

كر = لحديث روي عن الإمام الحسن بن علي العسكري سلام الله عليهما.

كر = أصحاب الإمام الحسن بن علي العسكري سلام الله عليهما ، من رجال الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ـ رحمه‌الله ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه.


وقد يرمز لهم ب : ري ، وقد يصحف ب : دي.

كر = لابن عساكر في تأريخه ، وهو أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الدمشقي (٤٩٩ ـ ٥٧١ ه).

وقد يرمز له : عسا ، وقد يختص الأخير بتاريخ دمشق له.

وقد يرمز له ب : عس ، كما مر.

وقد رمز له في الجزء العاشر من الطبعة الأخيرة من تاريخه ب : أع.

كرى = ذكرى الشيعة ـ في الفقه ـ ، للشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).

وقد يرمز له ب : ى.

كره = تذكرة الفقهاء ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

كذ = أنظر : كس.

كس = مسند أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك الحميري (٩٣ ـ ١٧٩ ه) ، كذا رمز به ابن حجر في مقدمة التقريب.

وقد يرمز له : كد ، ولمالك خاصة يرمز ب : ك.

كش = رجال الكشي ، أبي عمرو محمد بن عمرو بن عبد العزيز ـ تلميذ العياشي ـ توفي نحو سنة ٣٤٠ ه. وقد لخصه الشيخ الطوسي وسماه (اختصار معرفة الرجال) والأصل مفقود.

كشف = كشف الغمة في معرفة الأئمة ، لعلي

ابن عيسى الأربلي ، ألفه سنة ٦٧٨ ه.

كف = المصباح ـ في الدعاء ـ ، للكفعمي تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن الجبعي العاملي ، المتوفى سنة ٩٠٥ ه. ألفه سنة ٨٥٩ ه ، واسمه جنة الأمان الواقعية وجنة الإيمان الباقية.

وقد يرمز له ب : جنه ، أو : ع ، كما مر.

كف = كفاية المعتقد ، أو المقتصد ـ في الفقه ـ ، للمحقق السبزواري محمد باقر بن محمد مؤمن الشريف الخراساني السبزواري (١٠١٧ ـ ١٠٩٠ ه).

كك = كذلك ، وقد تكتب : كك ، ولك ، ولك ، والكل واحد.

كما = إكمال الدين وإتمام النعمة ـ كمال الدين وتمام النعمة ـ ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : ل ، كما سيأتي.

والمشهور : ك ، كما مر.

كمله = تكملة الرجال ـ في علم الرجال ـ ، للشيخ عبد النبي بن علي بن أحمد الجواد الكاظمي (١١٩٨ ـ ١٢٥٦ ه).

كن = كتاب عمل اليوم والليلة من مسند مالك ابن أنس الأصبحي (٩٣ ـ ١٧٩ ه).

أو يرمز لمسنده خاصة ، كما قاله في تهذيب التهذيب وغيره.

كنز = كنز الفوائد ، للكراجكي الشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.

ولم أجده سوى عند بعض المتأخرين.




وقد يرمز له ب : فو ، أو ب : جكي ، وهو الأشهر.

كنز = كنز جامع الفوائد ، وكتاب تأويل الآيات الظاهرة معا ـ لكون أحدهما مأخوذا من الآخر ـ ، للشيخ شرف الدين علي الحسني الاسترآبادي ـ تلميذ الكركي ـ. وفي كتاب التأويل كلام لاحظه في مقدمة البحار ١ : ١٣ وقد يرمز لهما نادرا : معا.

كنز = كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، لعلي بن حسام الدين الهندي ، المتوفى سنة ٩٥٧ ه ، من مصادر حديث العامة.

ل = الجمل والعقود في العبادات ، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه).

(٤٧).

ل = منتهى المقال في أحوال الرجال ـ المعروف برجال أبي علي ـ ، لأبي علي الحائري محمد بن إسماعيل (١١٥٩ ـ ١٢١٥ أو ١٢١٦ ه).

والمشهور الرمز له ب : منتهى.

ل = الخصال ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد اشتبه من رمز له ب : ك.

وندر من رمز له ب : خصا.

ل = إكمال الدين وإتمام النعمة ، أو كمال الدين ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن __________________

(٤٧) رمز المحقق في المعتبر : ٧ لكتاب الجمل ب : ل ، واستظهرنا كونه ما ذكرناه. وإن كان هناك عدة كتب بهذا الاسم ، راجع الذريعة ٦ : ١٤١ ـ ١٤٥. ويحتمل ضعيفا كونه كتاب جمل الفرائض للشيخ. المفيد.

بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : كما ، كما مر.

والمشهور الرمز له ب : ك ، كما مر.

ل = يرمز لأصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ رحمه‌الله ـ.

اصطلحه ابن داود وتبعه غيره.

ل = إقبال الأعمال ـ في الدعاء ـ ، للسيد أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

وقد يرمز له ب : قبا ، أو : قل ، كما مر.

ل = الحديث المرسل.

ل = نسخة بدل ، يرمز له نادرا.

والمشهور : خ. ل.

ل = المسائل من مسند أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث الأزدي ٢٣٠ ـ ٣١٦ ه.

تهذيب التهذيب.

ل = لوحة.

لا = علامة عدم جواز الوقف على الكلمة عند قراءة المصحف ويسمى : الوقف الممنوع ، ويقال له : الوقف القبيح ، كالوقف بين المبتدأ والخبر أو المستثنى والمستثنى منه ، وهو رمز تجويدي.

لامج = لا مجال.

لامح = لا محال.

لامحة = لا محالة.

لانم = لا نسلم.

لايخ = لا يخلو.


لحق = بفتح اللام والحاء المهملة ـ وهو تخريج الساقط من الكتاب في حواشيه ، أخذا من الالحاق أو الزيادة.

لة = الرسالة ، لوالد الشيخ الصدوق أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة تناثر النجوم ٣٢٩ ه. كتبها لولده ويقال لها : الشرائع وكتاب الشرائع أيضا.

وقد يرمز لها ب : له.

لة = الوسيلة إلى نيل الفضيلة ، لابن حمزة عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي.

لخ = أمالي الشيخ ، محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

وقد يرمز لمجالس الشيخ الطوسي وهو نفس الأمالي ب : ما ، أو : مخ ، كما سيأتي.

لاحظ : لي.

لد = البلد الأمين ، للكفعمي الشيخ إبراهيم بن علي بن الحسن الجبعي المتوفى سنة ٩٠٥ ه.

وقد يرمز له ب : بلد.

لز = كتاب زيد الزراد ، الراوي عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، من الأصول الأربعمائة. وهو مطبوع موجود بعينه.

لسعا = نهج السعادة في استدراك نهج البلاغة ، للشيخ باقر بن عبد الله ، المتوفى سنة ١٣٤٢ ه. كذا نحتمله ولم نجزم به.

لع = لعنه الله ، أو لعنهما ، أو لعنهم. أو لعنة الله عليه أو عليهما أو عليها أو عليهم.

لعنة = لعنه الله ، أو لعنهما ، أو لعنهم.

لغيبه = الغيبة ، كما في بعض المعاجم ، وهو خاص ظاهرا ، ولا يعد رمزا.

لف = مختلف الشيعة ـ في الفقه ـ ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

وقد يرمز له ب : مخ ، كما سيأتي.

أو ب : المخ ، كما مر.

لك = مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام  ـ في الفقه ـ ، للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥).

لم = الباب الثاني والأخير من رجال الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ـ رحمه‌الله ـ في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام وإن عاصر (٤٨).

لم = معالم الدين وملاذ المجتهدين ـ في علمي الأصول والفقه ـ ، لأبي منصور جمال الدين الحسن بن زين الدين الجبعي العاملي (٩٦٥ ـ ١٠١١ ه).

لم = معالم العلماء ، في الرجال لمحمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ، المتوفى سنة ٥٨٨ ه.

__________________

(٤٨) أما عند ابن داود فإن جاء ب : لم مجردة فهو إشارة إلى خلو رجال النجاشي من نسبة الرواية عن إمام عليه‌السلام إلى الرجل ، أي كل من لم ينسب النجاشي إليه الرواية عن إمام رمز له ابن داود ب : لم مجردة عن : جخ. ومعها أفاد ما مضى ، كما أفاده شيخنا الجد ـ أعلى الله مقامه ـ في فوائد التنقيح.

أقول إن رمز : لم في كتب الرجال إنما يذكر في شأن من قد عاصر المعصوم عليه‌السلام ولم يرو عنه ، ولا يذكر في شأن من لم يعاصر الإمام عليه‌السلام أصلا ، بذا كان ديدنهم ، وعليه مسيرتهم.


لمطا = المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، لابن حجر أحمد بن علي العسقلاني (٧٧٢ ـ ٨٥٢ ه) ، كذا عند بعض المتأخرين ولم أجده عند غيره (٤٩).

لمقنعه = المقنعة ـ في الفقه ـ ، للشيخ المفيد محمد ابن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له ب : عة ، أو : عه ، كما مر.

لمى = أمالي الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له ب : ما ، وهو الأشهر.

لاحظ : لي.

له = انظر : لة.

لهد = الهداية ـ في الفقه ـ ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

والمشهور الرمز له ب : هد ، كما سيأتي.

لي = الأمالي والمجالس ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

أو الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه فإن الأمالي كلها يرمز إليها ب : لي (٥٠).

__________________

(٤٩) وإن كان الرمز لي كتب الخاصة والمسألة لغوية فقد يراد به كتاب المطالب العلية في عم العربية ، للعلامة الشيخ جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

(٥٠) وقع كلام بأن المجالس هل هي الأمالي أم لا؟ أنظر رمز : حا ، و : لمي ، و : ما ، و : مد ، ومعي.

م = التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام.

م = رمز لأصحاب الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، كما في رجال أبي داود.

والمشهور الرمز لهم ب : ظم.

م = لمحمد بن شهرآشوب ، المتوفى ٥٨٨ ه.

أو لرجاله (معلم العلماء) كما في جامع الرواة.

وقد يرمز لهما ب : مر ، كما سيأتي.

م = الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله القمي ، المتوفى بعد سنة ٦٠٠ ه ، كذا رمز له الشيخ القمي في الفوائد الرضوية.

م = الحديث الذي فيه راو مهمل ، أو مجهول.

م = تفسير الإمام ، كذا قيل ولم أعرف وجهه ، ولعله يريد به تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام ، وقد مر.

م = صحيح مسلم بن الحجاج القشيري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه) ، من كتب الصحاح الستة عند العامة (٥١).

وقيل : مس ، وقيل : صح ، وهو شاذ وهو مقسم إلى كتب.

م = لمسلم بن الحجاج القشيري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه) خاصة ، كما عند السيوطي في جامعيه.

م = السنة الميلادية فيما إذا جاء بعد التاريخ.

__________________

(٥١) ولمقدمة صحيحه : مق ، كذا رمز له ابن حجر في مقدمة التقريب ، وتهذيب التهذيب ١ : ٦ والاكمال ١ : ١٤٩ ، وغيرهم.


م = فوق العدد من جهة اليسار تدل على أن الحديث مكرر مرات ، وجدته في مفتاح كتب السنة ، وغيره.

م = المتن ـ الذي يراد شرحه ـ وقد تكتب : مه ، وتميز غالبا بلون آخر كالأحمر أو بحرف أكبر.

م = علامة الوقف اللازم بحيث لو لم يقف لاختل المعنى ، ويقال له : الوقف التام ، وذلك عند قراءة المصحف ، كذا وضعه السجاوندي وتبعه من تبعه وأعرض عنه المتأخرون ووضعوا مكانه : قف ، وهو من رموز التجويد.

م = كون الآية مدنية ، وقد يكتب : مد.

م = ميم صغيرة ، توضع على الآية المنونة بدل الحركة الثانية أو فوق النون الساكنة بدل السكون مع عدم تشديد الياء التالية ، لتدل على قلب التنوين أو النون ميما نحو : جزاء بما.

م = الرجل المجهول عند علماء الرجال.

م = المشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب ، للذهبي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان شمس الدين (٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه).

م = معلومات خاصة للمؤلف. أو للمحقق.

م = للمجلد ، ويأتي بعده الرقم.

م = المتوفى ، إذا جاء قبل سنة الوفاة.

(م) = كذا ، يأتي بعد الحديث يشاربه إلى أنه مختلف فيه.

ما = الأمالي ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له ب : لمى ، كما مر.

لاحظ : لي.

ما = أمالي الشيخ الطوسي ، محمد بن الحسن بن علي الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه).

وقد يرمز له ب : لخ ، كما مر ، أو ب : مخ ، كما سيأتي.

لاحظ : لي.

ما = أمالي الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي (٥٢).

وقد يرمز له ب : جش ، وهو شاذ.

أو يرمز له ب : مخ بن ، كما سيأتي.

ما = موطأ مالك ، لمالك بن أنس الأصبحي ، المتوفى سنة ١٧٩ ه. كما في مفتاح كنوز السنة.

وقد يرمز له ب : ط ، كما مر.

مبط = المبسوط ـ في الفقه ـ ، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ قدس‌سره ـ (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه).

كما في حاشية المكاسب للسيد اليزدي الطباطبائي ، وغيره.

والمشهور الرمز له ب : ط ، كما مر.

مج = العلامة المجلسي ، الشيخ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ، المتوفى سنة ١١١١ ه.

مج = سنن ابن ماجة ، محمد بن يزيد الربيعي القزويني (٢٠٩ ـ ٢٧٣ ه). وهو نادر.

__________________

(٥٢) حصره الشيخ القمي في الكنى والألقاب ٢ : ٢٤٠ بولد الشيخ ، وقال في البحار ١ : ٤٧ : وكذا أمالي ولد الشيخ شركناه مع أمالي والده في الرمز لأن جميع أخباره إنما يرويها عن والده  ـ رضي‌الله‌عنهما ـ.


والمشهور : جه.

مجا = المجازات النبوية ، للشريف الرضي محمد ابن الحسين الموسوي ، المتوفى سنة ٤٠٦ ه.

مجمع = مجمع البيان في تفسير القرآن ، للشيخ الطبرسي أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل ، المتوفى سنة ٥٤٨ ه.

مجمع = مجمع الرجال ، للشيخ زكي الدين عناية الله بن علي القهپائي ـ تلميذ الشيخ البهائي محمد بن الحسن العاملي

(٩٥٣ ـ ١٠٣١ ه) ـ من علماء القرن العاشر والحادي عشر.

وقد يرمز له ب : مع ، وهو نادر.

مح = المسيح عليه‌السلام ، كما عند البعض.

مح = مختصر كتاب الوسيط ، للميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه ، من رموز جامع الرواة.

مح = الميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه ، صاحب كتاب الرجال الكبير والوسيط والمختصر ، من رموز جامع الرواة ولعله والذي قبله واحد.

مح = محقق. وقيل : المح لخصوص المحقق الحلي أبي القاسم جعفر بن الحسن المتوفى سنة ٦٧٦ وليس بشئ.

مح = محال. نحو تكليف بالمح.

محا = محاسبة النفس ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

محجة = المحجة البيضاء في إحياء الأحياء ـ يعني

إحياء العلوم للغزالي ـ ، للمحدث المولى محسن الفيض الكاشاني ، المتوفى سنة ١٠٩١ ه.

محص = التمحيص ، لبعض القدماء ولعله لأبي علي محمد بن همام ، كما قاله في البحار.

م. خ = مقدم. مؤخر.

مخ = المختلف فيه من الرجال.

مخ = مجالس الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

ويرمز له ب : ما ، أو : لخ ، كما مر.

لاحظ : لي.

مخ = مختلف الشيعة ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ وقد يرمز له ب : المخ ، أو : لف ، كما مر.

مخ بن = مجالس الشيخ حسن بن الشيخ الطوسي محمد بن الحسن.

وقد يرمز له ب : جش أو : ما ، كما مر.

مخهب = مختصر تذكرة الذهبي ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه).

والظاهر أن المراد به كتابه المختصر المحتاج إليه من تاريخ الدبيثي ، مطبوع. وقد يكون غيره من مختصراته.

وقد يرمز له : هب.

مد = العمدة لأبي الحسن يحيى بن الحسن بن الحسين بن البطريق الأسدي الحلي

(٥٢٣ ـ ٦٠٠ ه) ، من مصادر البحار.

مد = معتمد الشيعة في أحكام الشريعة ـ في الفقه ـ ، للشيخ محمد مهدي بن أبي ذر النراقي (١١٢٨ ـ ١٢٠٩ ه) ، بذا رمز له ولده المولى أحمد ـ المتوفى سنة ١٢٤٤ ه ـ في




كتابه مستند الشيعة.

مد = قد يرمز لمجالس المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

والمشهور : معي.

وقد يرمز له ب : جا.

لاحظ : لي.

مد = علامة ما أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل.

مد = كون الآية مدنية ، ويكتب غالبا : م.

مد = للقراء المدنيين ، أنظر : شا.

م. د = الميرزا محمد الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه ، صاحب الرجال الصغير والوسيط والكبير.

مذ = صحيح الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة البوغي (٢٠٩ ـ ٢٧٩ ه).

ويقال له : الجامع الكبير.

وقد يرمز له ب : بت ، كما مر.

والمشهور : ت.

مر = معالم العلماء ، رجال محمد بن علي بن شهرآشوب المتوفى سنة ٥٥٨ ه ، كما في منهج المقال.

وقد يرمز له ب : م ، كما مر.

والمشهور : ب ، كما مر.

مر = محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ، المتوفى سنة ٥٨٨ ه.

وقد يرمز له ب : م ، كما مر.

مر = المزار الكبير ـ كذا سماه العلامة المجلسي ـ المعروف بمزار ابن المشهدي وهو كتاب كبير

في الزيارات ، للشيخ محمد بن المشهدي ، كما يظهر من تأليفات السيد ابن طاووس.

وقد مر الرمز له ب : ش.

مر = مراصد الاطلاع عن أسماء الأمكنة والبقاع : لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي ، المتوفى سنة ٧٣٩ ه.

مس = صحيح مسلم بن الحجاج القشيري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه) ، كما في مفتاح كنوز السنة ،

والمشهور : م. كما مر.

مس = مجالس المؤمنين ، للشهيد الثالث القاضي نور الله التستري ، المستشهد سنة ١٠١٩ ه.

مسته = مستدرك الوسائل ، للميرزا حسين بن ميرزا تقي النوري الطبرسي

(١٢٥٤ ـ ١٣٢٠ ه).

مسكن = مسكن الفؤاد في فقد الأحبة والأولاد ، للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه).

مشه = مزار الشهيد ، للشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي

(٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).

وقد يرمز ب : د ، كما مر.

مشكا = هداية المحدثين إلى طريقة المحمدين  ـ المعروف ب (مشتركات الكاظمي) ـ لمحمد أمين بن محمد علي الكاظمي ـ تلميذ الطريحي ـ من علماء القرن الحادي عشر.

مشكو = مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي أبي الفضل علي بن الحسن. ألفه تتميما لكتاب مكارم الأخلاق




تأليف والده.

مشه = المشهور.

مص = مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة ، المنسوب إلى صادق آل محمد عليه وعليهم‌السلام ، وهو من مصادر البحار.

مص = مصدر.

مصه = المصنف.

مصا = مصباح المتهجد ـ في الدعاء ـ ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

مصبا = المصباحان ، لشيخ الطائفة الطوسي ، وولده الشيخ حسن.

أو خصوص مصباح الشيخ الطوسي

محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

ولعل الصحيح كون ذلك للمصباح

الكبير والصغير له ـ قدس‌سره ـ.

مصبا = مصباح الأنوار في مناقب إمام الأبرار ، للشيخ هاشم بن محمد ، من علماء القرن السادس الهجري. وقد ينسب إلى شيخ الطائفة وهو خطأ لأنه متأخر عنه بمراتب ، وهو من مصادر البحار.

مصر = مصباح الزائر ـ في الدعاء ـ ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

مط = المطبوع.

مطه = مطلقا.

مض = شهر رمضان.

وقد يكتب : مضه.

مع = معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة

٣٨١ ه.

مع = المعتبر = في الفقه ـ ، للمحقق الحلي أبي القاسم جعفر بن الحسن ، المتوفى سنة ٦٧٦ ه.

وقد يرمز له ب : بر ، كما مر.

وقد يقال له ب : معتبر ، وليس برمز.

مع = اللوامع ، لأبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه). (٥٣) مع = مجمع الرجال ، للشيخ عناية الله القهپائي ، من علماء القرن العاشر والحادي عشر ، يرمز له نادرا كما قاله الشيخ الجد ـ قدس‌سره ـ.

والمشهور : مجمع ، كما مر.

مع = جامع المقاصد ـ شرح لقواعد العلامة الحسن ابن يوسف الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه ـ ، للمحقق الكركي نور الدين علي بن عبد العالي ، المتوفى سنة ٩٣٧ أو ٩٣٨ ه.

والمشهور : مع صد.

مع = جامع السادات ـ في الأخلاق ـ ، للشيخ محمد مهدي بن أبي ذر النراقي (١١٢٨ ـ ١٢٠٩ ه) ، بذا رمز له ولده في المسند.

مع = كل ما كان معتبرا سواء كان رواية أو عبارة أو غيرهما.

ويكتب أيضا : معه.

__________________

(٥٣) فوائد مختلفة لأبواب فقهية متفرقة تحت عنوان (لمع) مصدرة بمقدمة ومرتبة على (١٩) با با ، جمعت من قبل أحد تلامذته ولعله الشيخ زين الدين علي ابن فضل بن هيكل الحلي.




معا = كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة  ـ معا لكون أحدهما مأخوذا من الآخر ـ والتأويل للشيخ شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي ـ تلميذ الكركي ـ.

وقد يرمز له ب : كنز. كما مر.

معا = معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : مع ، كما مر.

معتبر = المعتبر ـ في الفقه ـ ، للمحقق الحلي أبي القاسم جعفر بن الحسن (٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه).

ولا يعد رمزا ، وإن قيل بذلك ويرمز له عادة ب : بر أو : مع ، كما مر.

معد = محمد بن مسعود ، مشترك بين أكثر من واحد ، ويعرف بالقرائن.

وقد يكتب : مع.

مع صد = جامع المقاصد في شرح القواعد  ـ للعلامة الحلي حسن بن يوسف ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه ـ ألفه المحقق الثاني نور الدين علي بن عبد العالي ، المتوفى سنة ٩٣٧ ه.

وقد يرمز له : مع ، خاصة.

معط = تجعل فوق كلمتين أو جملتين للدلالة على أن الثانية معطوفة على الأولى.

معي = مجالس المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

وقد يرمز له ب : مد ،

وأحيانا : جا ، كما مر.

لاحظ : لي.

معه = المعتبر ، وقد يرمز له : مع.

معه = معلول.

معه = أنظر : مع.

مق = مجالس الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ لاحظ : لي.

مق = المتفق عليه من الرجال.

مق = مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج القشيري (٢٠٤ ـ ٢٦١ ه) ، كذا رمز له ابن حجر في مقدمة التقريب ، وفي تهذيب التهذيب ١ : ٦.

مقه = المقصود.

مقصه = المقصود أيضا.

مقصه = المقصد ، ويفرق بينهما بالسياق.

مك = للقراء المكيين : أنظر : شا.

مك = كون الآية مكية ، ويكتب غالبا : ك.

مكا = مكارم الأخلاق ومعالم الأعلاق ، لأبي نصر رضي الدين الحسن بن الفض بن الحسن الطبرسي ـ ابن صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن المتوفى سنة ٥٤٨ ه ـ من أعلام المائة السادسة.

مكهو = كتاب الملهوف على أهل الطفوف ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

ولعله : ملهو.

مل = كامل الزيارات ، لجعفر بن محمد بن جعفر القمي ابن قولويه ، المتوفى حدود سنة ٣٦٩ ه.

مل = أمل الآمال ، للشيخ الحر العاملي محمد بن الحسن المشغري ، المتوفى سنة ١١٠٤ ه.


مل = الكامل ـ في التأريخ ـ ، لابن الأثير أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكرم الشيباني الجزري (٥٥٥ ـ ٦٣٠ ه) ، مرتب على السنين ، بلغ فيه إلى عام ٦٢٩ ه.

ملا = الملاحم والفتن ، لأبي عبد الله محمد بن الحسن بن أبي جمهور القمي ، عمر مائة وعشر سنوات ، يروي عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام. ويقال له : الملاحم الكبيرة ، وهو من مصادر البحار.

ملهو = الملهوف على قتلى الطفوف ـ المعروف باللهوف على قتلى الطفوف ـ للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحلي ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

مم = ممنوع.

من = منتهى المطلب في تحقيق المذهب ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

منا = مناقب ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي

(٥٠٨ ـ ٥٩٧ ه) ، له عدة كتب باسم المناقب ولا أعلم إن الرمز لأيها.

منتخب = منتخب البصائر ـ من بصائر الدرجات للشيخ محمد بن الحسن الصفار ، المتوفى سنة ٢٩٠ ه ـ ، للشيخ حسن بن سليمان تلميذ الشهيد الأول محمد بن مكي ، المتوفى سنة ٧٨٦ ه. من مصادر البحار.

والمشهور : خص ، كما مر.

منتهى = منتهى المقال في أحوال الرجال ، للشيخ

أبي علي محمد بن إسماعيل الحائري (١١٥٩ ـ ١٢١٥ أو ١٢١٦ ه).

وقد يرمز له : ل ، كما مر.

منثو = تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي (٨٤٩ ـ ٩١١ ه).

منه = من ملحقات المصنف ، أو من حواشيه على مطالبه. توضع غالبا في آخر الحواشي.

منها = منهاج ، وجدته في بعض المصنفات المتأخرة في الحديث ولم يعينه ، وبهذا الاسم أكثر من مائة مصنف.

منهج = منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال  ـ الرجال الكبير ـ ، للميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه.

وقد يرمز له : ج ، كما مر أو : هج ، كما سيأتي.

منيه = منية المريد في آداب المفيد والمستفيد ، للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه) ، كذا عد رمزا.

مه = دلائل الإمامة ، للشيخ أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي (٢٢٦ ـ ٣١٠ ه) ، ويسمى ب : المسترشد أو مسند فاطمة سلام الله عليها ، وقيل هما اثنان.

مه = العلامة الحلي ، جمال الدين أبو منصور الحسن ابن يوسف بن علي بن المطهر (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه).

مه = مختصر كلمة العلامة.

مه = للمراسيل من صحيح أبي داود ، عبد الله بن سليمان بن الأشعث الأزدي ، المتوفى سنة ٣١٦ ه. كذا في تهذيب التهذيب ١ : ٦.




مه = ملحق في هامش الأصل.

مهج = مهج الدعوات ، للسيد ابن طاووس رضي الدين علي بن موسى بن جعفر ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

مهجه = كشف المحجة لثمرة المهجة ، للسيد أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

مؤ = المؤمن ، للشيخ الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي ، من أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام والهادي عليهم‌السلام ، من الأصول الأربعمائة.

مو = للنبي موسى عليه‌السلام ، كذا قيل.

مي = منية النعماني ، قد تعجب المرحوم الجد  ـ قدس‌سره ـ من ذلك حيث لا يوجد كتاب بهذا الاسم من كتب الأخبار كي يرمز له بذلك.

مي = مسند الدارمي ، لعبد الله بن عبد الرحمان ابن الفضل التميمي السمرقندي

(١٨١ ـ ٢٥٥ ه) ، من كتب الحديث عند العامة.

وله الجامع الصحيح ، ويقال له : سنن الدارمي.

ن = عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي المتوفى سنة ٣٨١ ه. وقد يرمز له ب : عيو ، كما مر.

ن = يرمز لأصحاب الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهما‌السلام ، من رجال الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ـ رحمه‌الله ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

ن = مختصر كلمة البيان.

ن = الأركان في دعائم الدين ، للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، المتوفى سنة ٤١٣ ه.

ن = البيان ـ في الفقه ـ ، للشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).

ن = نخبة المقال في علم الرجال ، للسيد حسن بن الرضا البروجردي الحسيني

(١٢٢٨ ـ ١٢٧٦ ه) ، تلميذ صاحب الجواهر.

طبع بعنوان : زبدة المقال.

ن = للنسائي ، أحمد بن شعيب الخراساني النسائي (٢٥١ ـ ٣٠٣ ه) ، أحد أصحاب الكتب الستة في الحديث عند العامة.

ولسننه : س ، كما مر.

ن = بيان ، علامة توضع بعد الحديث إن احتاج إلى بيان ، كما في الحبل المتين للشيخ البهائي ، وغيره.

ن = نسخة بدل.

والمشهور الرمز له ب : خ. ل ، كما مر.

ن = الحديث الحسن ، بذا رمز له في منتقى الجمان.

والمشهور : ح.

ن = أنظر.

نا = حدثنا.

نبه = تنبيه الخاطر ـ وفي نسخة : الخواطر ـ المعروف بمجموعة ورام ، لورام بن أبي فراس ،


المتوفى سنة ٦٠٥ ه.

وقد يرمز له ب : نزه ، كما سيأتي.

نثر = نثر الدر ، لأبي سعيد منصور بن الحسن بن الحسين الآبي ـ تلميذ شيخ الطائفة الطوسي محمد بن الحسن ـ ، وقد توفي أبو سعيد سنة ٤٢١ ه ، وقيل توفي سنة ٤٣٢ ه.

نجم = كتاب النجوم ، لأبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه. من مصادر البحار.

ن. خ = نسخة بدل ، رمز نادر.

نر = كتاب زيد النرسي. ويعد كتابه من الأصول الأربعمائة ، وهو ممن روى عن الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما‌السلام.

ويرمز له أيضا ب : نس.

نزه = نزهة النواظر وتنبيه الخواطر ـ في الترغيب والترهيب والمواعظ ـ المعروف بمجموعة ورام ، لأبي الحسين ورام بن أبي فراس بن حمدان  ـ المتوفى سنة ٦٠٥ ه ـ من ذراري مالك الأشتر ـ رحمه‌الله ـ.

وقد يرمز له : نبه ، كما مر نس = كتاب زيد النرسي ، ويرمز له ب : نر كما مر. وقد يراد بن كتاب زيد الزراد وكلاهما من الأصول الأربعمائة.

نس = سنن النسائي ، أحمد بن شعيب (٢٥١ ـ ٣٠٣) ه.

والمشهور ما يأتي.

نسائي = سنن النسائي ، أحمد بن شعيب الخراساني النسائي (٢٥١ ـ ٣٠٣ ه).

والمشهور الرمز له ب : ن.

نسخه = في نسخة ، وغالبا يرمز لها : خ. ل.

نص = كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ، للشيخ أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي القمي ـ من تلامذة الشيخ الصدوق ـ من أعلام القرن الرابع الهجري.

من مصادر البحار.

نص = كل ما ورد في كتاب المؤلف من دون تغيير سواء كان نثرا أو شعرا أو حديثا ، أو غيرها.

نع = المقنع ـ في الفقه ـ ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

نع = لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصفهاني (٣٣٦ ـ ٤٣٠ ه) ، صاحب كتابي حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، ومعرفة الصحابة وغيرهما.

نقد = نقد الرجال ـ المعروف برجال المير مصطفى التفريشي ـ كان مؤلفه حيا سنة ١٠٤٤ ه.

وقد يرمز له ب : قد ، كما مر.

نها = النهاية في مجرد الفقه والفتاوى ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

وقد يرمز له ب : يه ، كما سيأتي.

نهاية = البداية والنهاية ، لأبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي ، المتوفى سنة ٧٧٤ ه.

نهج = نهج البلاغة ، جمع السيد محمد بن الحسين بن


موسى الرضي ، المتوفى سنة ٤٠٦ ه (٥٤).

وعد هذا والذي قبله رمزا مسامحة.

نو = نوادر الرواندي ، السيد فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي الكاشاني ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه. من مصادر البحار.

نو = تفسير نور الثقلين ، للشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ، المتوفى سنة ١١١٢ ه.

ني = غيبة النعماني ، لمحمد بن إبراهيم بن أبي جعفر. راويه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة ٣٢٨ ه

وقد يرمز له نادرا ب : غي ، كما مر.

ه = أي عن أحد المعصومين عليهم‌السلام ، أو عن أحدهم عليهم‌السلام.

ه = ابن ماجة ـ رمز له السيوطي في الجامع الكبير والصغير ـ وهو أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني (٢٠٩ ـ ٢٧٣ ه). له السنن وهو أحد الكتب الستة المعتمدة عند العامة.

لاحظ : جه.

ه = النهاية ، كذا رمز لها المحقق في المعتبر.

أنظر : نها ، و : يه.

ه = مسند أحمد بن محمد بن حنبل المروزي البغدادي (١٦٤ ـ ٢٤١ ه) إمام الحنابلة. كما في تجريد أسماء الصحابة ١ / المقدمة ب ، وهو نادر.

__________________

(٥٤) يرمز ب : نهج خ لقسم الخطب من نهج البلاغة ، ويرمز ب : نهج ر لقسم الرسائل منه ، وب : نهج. ح لقسم الحكم منه.

ه = من ملحقات المصنف ، نظير : منه.

ه = السنة الهجرية.

ه = نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب ، لعلي ابن أحمد بن أحمد القلقشندي ، المتوفى سنة ٧٩٠ ه.

ها = لحديث روي عن الإمام علي بن محمد الهادي عليهما‌السلام.

هي = منتهى المطلب ، راجع : هي.

هب = مختصر تذكرة الذهبي ، لاحظ : مخهب.

هب = للبيهقي ـ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي (٣٨٤ ـ ٤٥٨ ه) في (شعب الإيمان) ـ قاله السيوطي في مقدمة الجامع ، وحكاه القاسمي في القواعد : ٢٤٤.

وقد يرمز له ب : ق ، كما مر.

هبية = الرسالة الذهبية ـ المعروفة بطب الإمام الرضا عليه‌السلام ـ منسوبة لثامن الحجج الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليهما.

هج = منهج المقال ـ الرجال الكبير ـ ، للميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي ، المتوفى سنة ١٠٣٨ ه.

والمشهور الرمز له ب : منهج ، وليس رمزا.

هد = الهداية ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

وقد يرمز له ب : لهد ، كما مر.

أو : يه ، كما سيأتي.

هر = جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، للشيخ محمد حسن النجفي ، المتوفى سنة


١٢٦٦ ه.

ه. ش = السنة الهجرية الشمسية = ش.

ه ش = السيرة النبوية ، لابن هشام عبد الله بن هشام بن أيوب ، المتوفى سنة ٢١٣ ه ، كما في مفتاح كنوز السنة.

هف = هذا خلف ، وهو اصطلاح فلسفي وكلامي.

ه. ق = السنة الهجرية القمرية.

هق = للبيهقي في سننه ـ قاله السيوطي وغيره ـ وهو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي (٣٨٤ ـ ٤٥٨ ه) ، له السنن الكبرى والسنن الصغرى وغيرهما.

هليلجة = الرسالة الأهليلجية برواية المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، وهي مناظرة للإمام الصادق عليه‌السلام مع الهندي في معرفة الله سبحانه وتعالى ، وعدها العلامة محمد باقر المجلسي من مصادرة في البحار.

هما = لكل حديث روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ، والإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام.

هما = يرمز للشيخ ميرزا محمد بن علي الاسترآبادي المتوفى سنة ١٠٣٨ ه

ـ والفاضل المير مصطفى التفريشي كان حيا سنة ١٠٤٤ ه ـ صاحب كتاب نقد الرجال ، المتعاصران.

هي = منتهى المطلب ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه ، كما

في مكاسب الشيخ مرتضى الأنصاري.

وقيل : هي ـ بالألف المقصورة ـ ، وهو الظاهر.

وقد يرمز له ب : تهي.

و. ه. م = وهو المطلوب ، رمز رياضي تعورف أخيرا في كتب المنطق.

ي = لأصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ رحمه‌الله ـ.

وقيل يرمز لأصحاب الإمام محمد بن علي الجواد عليهما‌السلام.

ي = لحديث روي عن الإمام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ي = ذكرى الشيعة ـ في الفقه ـ للشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه) ولعله بالألف المقصورة.

ي = راجع رمز : خ.

يب = تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

وقد يرمز له ب : تهذ ، وهو نادر.

يب = تهذيب الأحكام ـ في الفقه ـ ، للعلامة جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه).

يبين = التهذيبين ـ تهذيب الأحكام والاستبصار ـ ، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

يح = الجرائح ، للشيخ قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة الله الراوندي ، المتوفى سنة


٥٧٣ ه.

يج = الخرائج ، وهو أيضا للشيخ قطب الدين.

وقيل : يرمز لكليهما ـ الجرائح والخرائج ـ : يج (٥٥).

وقد يرمز لهما ب : ئج.

يد = التوحيد ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ير = تحرير الأحكام الشرعية ـ في الفقه ـ ، للعلامة جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه).

ير = السرائر ـ في الفقه ـ ، لابن إدريس محمد بن أحمد بن إدريس العجلي الحلي ، المتوفى سنة ٥٩٨ ه. ولعل هذا تصحيف.

والمشهور الرمز له ب : ئر ، كما مر.

ير = بصائر الدرجات ، لمحمد بن الحسن الصفار القمي ، المتوفى سنة ٢٩٠ ه ، عند البعض ، وعند آخر : بصا.

والمشهور الرمز له ب : ئر ، كما سبق.

يضه = يظهر ، كذا ، والظاهر : يظه.

يع = شرائع الإسلام في أحكام الحلال والحرام ، للمحقق الحلي أبي القاسم جعفر بن الحسن الهذلي ٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه).

وقد يرمز له ب : ئع ، كما مر.

يعه = الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آغا بزرك الطهراني.

أنظر : ذ.

__________________

(٥٥) يعتقد الشيخ الأميني في الغدير أن اسم كتاب الراوندي هو الجوامع والجوانح ، وقراءة الخرائج والجرائح غلط شائع.

يف = الطرائف ، للسيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

ي فظ = أي بتفاوت يسير في اللفظ.

يق = يقال.

يقصه = يقصد.

يل = الفضائل ، لأبي الفضل سديد الدين شاذان ابن جبرائيل القمي ، من علماء القرن السابع الهجري. من مصادر البحار.

ين = لكتابي الحسين بن سعيد ، أو لكتابه ونوادره ، وهو ابن حماد بن سعيد الأهوازي الكوفي ، من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام من مصادر البحار.

ين = لأصحاب الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام ، من رجال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ـ رحمه‌الله ـ المتوفى سنة ٤٦٠ ين = لحديث روي عن الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام.

يه = مختصر كلمة النهاية.

يه = من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

ويقال له أحيانا : فقيه.

يه = للشيخ الصدوق محمد بن بابويه ـ خاصة ـ المتوفى سنة ٣٨١ ه ، كما في رجال ابن داود ، ولم أعرف من تبعه.

لاحظ : ق.

يه = النهاية ـ في الفقه ـ ، لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.


وقد يرمز له ب : نها ، كما مر.

لاحظ : ه.

يه = نهاية الأحكام ـ في الفقه ـ ، للعلامة الحلي الحسن بن يوسف ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

وقد يكتب : يه الأحكام (٥٦).

يه = نهاية اللغة ، لابن الأثير الجزري مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد

(٥٤٤ ـ ٦٠٦ ه).

يه = الهداية ـ في فقه الصلاة ـ لابن فهد الحلي جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين الأسدي ، المتوفى سنة ٨٤١ ه.

وقد يراد به نادرا (هداية الأمة إلى أحكام الأئمة) للمحدث الحر العاملي محمد بن الحسن (١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه) منتخب من كتابه وسائل الشيعة.

يه = أبو حنيفة ، أنظر : فه.

٣ = يراد به أبو داود والترمذي والنسائي ، كما ذكره السيوطي في جامعيه ، وغيره عنه. رمز به في كتب الحديث عند العامة.

٤ = يراد به الثلاثة السابقون مع ابن ماجة ، كما نص عليه السيوطي في جامعيه ، وابن ماكولا في الاكمال ١ : ١٤٩ ، وغيرهم.

__________________

(٥٦) في الكتب التي رمزت لكتاب (من يحضره الفقيه) ب : يه رمزت لكتاب (نهاية الأحكام) ب : يه الأحكام ، كما في كتاب (رياض المائل) للسيد علي الطباطبائي.

وقد يرمز لهما معا ب : يه ، هناك وفي غيره ، ولو كان هذا الرمز في الأصول أريد به كتاب النهاية في الأصول للعلامة الحلي ـ قدس‌سره ـ.

(؟؟) = علامة السؤال توضع على رقم أو تاريخ دلالة أنه غير ثابت.

(؟؟) = للمعنى المساوي ، أو للإرجاعات الكاشفة في الأسماء المترابطة كما في معجم رجال الحديث.

أو بمعنى انظر = راجع ، كذا في كثير من المعاجم الرجالية الحديثة كالاعلام.

(؟؟) = توضع بين الحديثين هذه الدائرة مغلقة أو مفتوحة للفصل بين أحدهما ، أو لتمييز أحدهما عن الآخر ، ولئلا يحصل التداخل كما تعارفه المحدثون ، بدل : ح ـ الحيلولة ـ عند القدماء.

وقد توضع آخر البيت عند شرحه شرحا دمجيا علامة لانتهاء البيت.

(؟؟) = نصف دائرة ـ يحوق بها الكلام علامة كونه محذوفا ، نظير ما إذا ضرب فوق لفظ بخط أو غيره.

(؟؟) = توضع على الكلمة إشارة إلى وجودها هنا.

() = توضع في أول وآخر المنقول من نص الكتاب في الشرح.

(؟؟) = إشارة إلى حاشية.

ـ = إشارة إلى حاشية.

(؟؟) = نصف دائرة لفوق وفيها رقم ـ توضع فوق كلمة لها حاشية ، وهكذا سائر الأعداد ، وترتب الحواشي بترتب الأرقام.

(؟؟) = قوس وسطها نجمة ـ يوضع فوق كلمة لها حاشية ، فتوضع هذه العلامة في بداية تلك الحاشية ، وغالبا ما توضع فيما لو أراد المحشي نقل كلام ناقض للأصل ومناقشته.


(*) = إشارة إلى تكرر حاشية أخرى على نفس الأصل ـ المتن ـ.

(؟؟) = تستعمل فوق الحواشي الصغيرة ، وغالبا الحواشي التي تكون بين الأسطر للإشارة إلى أن هذه لصاحب الحاشية الكبيرة الموجدة في هوامش الكتاب.

(؟؟) = تستعمل في موضع تكون الحاشية في الصفحة السابقة أو اللاحقة.

_ _ _ = يوضع على أول الجملة علامة لبداية الشرح.

_ _ = يوضع فوق كلام للدلالة على أن ما تحت الخط هو الأصل في الكتاب وأن ما عداه شرح له.

(؟؟) = يوضع ليدل على وجود حاشية.

(؟؟) = علامة على أن ما تحتها بداية كلام مهم.

(؟؟) = توضع فتحتان فوق بعض الأرقام (؟ ،؟) للدلالة على أن الرقم يراد به اسم العدد منونا فيقال : أولا ، ثانيا ... إلى آخره.

(؟؟) = ١ سم.

١٢ = وضع هذا الرقم تحت بعض الحواشي الخطية ، وقد حكي لي عن الشيخ آغا بزرك الطهراني ـ رحمه‌الله ـ أنه بمعنى كون صاحب الحاشية إماميا إثنا عشريا ، إلا أنه وجد حواشي تنقض عليه ، كحواشي تأييدية لصاحب سنن النسائي وغيره.

(؟؟) = توضع في آخر السطر لملأ الفراغ الذي لا يسع الكلمة التالية له.

(؟؟) = توضع في الفراغات بين الكلمات علامة

عدم وجود السقط بينها وارتباط الكلمات مع بعضها.

(؟؟) = الصفر المستدير ، يوضع في الكتابة القرآنية على أحرف العلة ، ليدل على زادة ذلك الحرف وعدم جواز النطق به ، لا في الوصل ولا في الوقف.

(؟؟) = الصفر المستطيل القائم يوضع في الكتابة القرآنية فوق ألف بعدها متحرك ليدل على زيادتها وصلا لا وقفا ، نحو : أنا خير منه (٥٧).

: = علامة التنوين للحركات الثلاثة ، تكتب على الآية علامة لزوم إظهار تنوينها.

(؟؟) = تتابع العلامات مع تشديد الحروف التالي يدل على إدغامه ، نحو : غفورا رحيما ، وتتابعها مع عدم التشديد يدل على الاخفاء نحو : شهاب ثاقب ، وعليه فتركيب الحركتين بمنزلة وضع السكون على الحرف وتتابعهما بمنزلة تعريته عنه.

(؟؟) = علامة المدة ، توضع على الحرف القرآني علامة لزوم مده مدا زائدا على المد الأصلي الطبيعي (٥٨) ، وقد فصل الكلام فيه في فن التجويد.

__________________

(٥٧) لم يوضع هذا الرمز في الكتابة القرآنية فيما لو كانت الألف التي بعدها ساكن نحو : أنا النذير ، وإن كان حكمها مثل التي بعدها متحرك في أنها تسقط وصلا وتثبت وقفا ، لعدم توهم ثبوتها وصلا.

(٥٨) وضع في بعض المصاحف علامة المدة على ألف محذوفة بعد ألف مكتوبة مثل : آمنوا ، وهو غلط عند بعض وأبدلوها بالهمزة وألف بعدها :ءامنوا.




ك. = كذلك توضع على الآية ، علامة أن كل ما كان من رمز سابق على الآيات فحكم هذه الآيات كذلك ، أي كالرمز (قلي) وهو من الرموز التجويدية عند المتأخرين.

O = الدائرة المغلقة التي في جوفها رقم بعد الآيات القرآنية تدل بهيئتها على انتهاء الآية وبرقمها على عدد تلك الآية من تلك سورة ولا يجوز وضعها قبل الآية كما هو واضح.

* = علامة توضع لتدل على ابتداء ربع الحزب ، وإذا كان أول الربع أول السورة فلا توضع.

_ _ = خط أفقي ، يوضع فوق الآية ليدل على موجب السجدة.

(؟؟) = توضع بعد الآية التي فيها موضع السجدة.

(؟؟) = توضع النقطة الخالية الوسط المعينة الشكل تحت الحرف يدل على إمالة الفتحة

إلى الكسرة وإمالة الألف إلى الياء في مثل : بسم الله مجريها ، وكانوا يضعونها دائرة حمراء فلما تعسر ذلك في المطابع عدل إلى هذا الشكل المعين.

(؟؟) = علامة الاشمام ، توضع هذه النقطة فوق آخر الميم قبل النون المشددة علامة الاشمام ، أي ضم الشفتين كمن يريد النطق بضمة ، إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة ، من غير أن يظهر لذلك أثر في النطق ، كقوله تعالى : مالك لا تأمنا؟ على يوسف.

(؟؟) = وضع نقطة مدورة مسدودة الوسط فوق الهمزة الثانية ، نحو قوله تعالى : (أأعجمي) يدل على تسهيلها بين بين أي بين الهمزة والألف.

؟ = من رموز التجويد علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يصح الوقف على الآخر نحو : ذلك الكتاب لا ريب؟ فيه؟ هدى للمتقين.

للبحث صلة ...


من التراث الأدبي المنسي في الأحساء

الشيخ محمد بن علي البغلي

الشيخ جعفر الهلالي

نعتذر لإخواننا القراء عن التأخير الذي عاقنا عن مواصلة الحديث حول الأدب المنسي في الأحساء ، وها أنا أقدم الحلقة الثانية.

لقد تحدثنا في الحلقة الأولى عن أحد أولئك الشعراء المنسيين في هذا القطر ، وحديثنا في هذه الحلقة يدور حول شاعر آخر هو الشيخ محمد بن علي البغلي ، أحد شعراء القرن الثالث عشر الذين نبغوا في الأحساء ، وكان عالما فاضلا وأديبا شاعرا ، يأتي في الطبقة الأولى من شعراء قطره ، كما أن له يدا في طب العقاقير ، وكانت له به شهرة أيضا.

ولادته : ولد شاعرنا المترجم له في مدينة الهفوف عاصمة الأحساء ، ولم نقف على تأريخ لولادته كما لم يؤرخ لوفاته ، والمستفاد من شعره أنه كان حيا سنة ١٢٤٥ ه ، فقد حملت بعض قصائده هذا التأريخ لسنة النظم كما هو مثبت في ديوانه المخطوط الذي عثرنا عليه في الأحساء.

أما نشأته : فقد كانت في الأحساء ـ مسقط رأسه ـ وفيها أخذ أوائل تحصيله العلمي والأدبي على يد علمائها وأدبائها آنذاك.

وقد سافر إلى النجف وكربلاء لزيارة العتبات المقدسة ، كما وردت الإشارة إلى ذلك في بعض قطعه الشعرية ، قال وهو يشير إلى توجهه إلى زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

أمير المؤمنين إليك أشكو

وليس عليك يخفى ما عراني


أتيتك أقطع البيداء ركضا

وحاشى أن يخيب إليك عاني

فكن لي سيدي غوثا وعونا

وخذ بيدي من نوب الزمان

وله أبيات أخرى يشير بها تغربه عن وطنه وقصد زيارة الإمام عليه‌السلام ، قال :

لقد تغربت عن أهلي وعن وطني

إلى زيارة مولانا أبي حسن

لعله عند رب العرش يشفع لي

يوم الحساب وعند الموت يحضرني

هذا اعتقادي في سري وفي علني

وإن رجوت فشئ لست عنه وني

وله قصيدة يخاطب بها الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ويذكر زيارته له ، فمنها قوله :

عبيدك المذنب جاء زائرا

ولائذا ومستجيرا بالنجف

فامنن عليه سيدي بعطفة

فأنت خير من عفا ومن عطف

كما صرح في بعض قصائده أنه نظمها وهو واقف على قبر الإمام الحسين عليه‌السلام ، جاء في أولها قوله :

قف المطي معي فهذي كربلا

وذهي محل الكرب ويحك والبلا

وصرح أيضا في قصيدة أخرى في رثاء العباس ابن أمير المؤمنين عليهما‌السلام أنه نظمها في كربلاء ، جاء في مستهلها قوله :

لمن الطلول خواشعا أعلامها

قفراء كالحة الوجوه إكامها

ويقول في آخرها :

وإليكها يا ابن الوصي خريدة

مثل الدراري لا يرام نظامها

جاءتك باسطة إليك يد الرجا

وعلى جنابك واجب إكرامها

ألبستها حلل الكمال ولم أقل

(أمن المعرف مكة فمقامها)

ونظمتها في كربلاء فأصبحت

أذكى من المسك الفتيق ختامها (١)

ويظهر أنه كان قد استوطن أحد العتبات المقدسة ، كالنجف الأشرف على الأخص ، باعتبارها حاضرة العلم والأدب.

__________________

(١) ديوان الشاعر ـ مخطوط ـ ، وقد جارى فيها قصيدة الشيخ محمد رضا الأزري فيه رثاء العباس ابن أمير المؤمنين عليهما‌السلام.


ولا بد أنه نهل من معارفها ـ خلال إقامته هناك ـ ما أكسبه شهرة علمية وأدبية ، وكانت له علاقات ودية ومساجلات شعرية مع بعض العلماء والأدباء في النجف ، فقد وردت له في ديوانه قصيدة يقرظ بها أرجوزة الشيخ عبد الله الحويزي المسماة ب (الكوكب الدري) قال :

لقد جل هذا النظم عن صفة الشعر

ولكنه الحلو الحلال من السحر.

ويقول في آخرها :

فلا زال عبد الله شيخا مهذبا

وهمته تعلو على هامة النسر

ولا زال شمسا يستضاء بنوره

وبدر علا يجلى به حندس الكفر

ولا برحت أرض العراق بذكره

معطرة الآفاق باسمة الثغر

وهذه أبيات جاءت في ديوانه أيضا يمدح بها أحد شعراء النجف ، وهو الشيخ عبد الحسين الأعسم ، بما يؤكد وجود علاقة ودية بينهما ، قال :

ملكت قلوب أرباب الكمال

بتعريض من السحر الجلال

أتيت بكل بكر ذات حسن

على أعطافها شبه اللآلي

لأنت وإن جعلت الأرض مثوى

فشأنك في سماء المجد عالي

شهرته الأدبية :

لقد اكتسب شاعرنا البغلي شهرة أدبية واسعة ، فبالرغم من منزلته العلمية فقد كان الجانب الأدبي في حياته هو الأبرز ظهورا ، ذكره جملة من العلماء والأدباء الذين عاصروه وأطروا أدبه ، منهم الشيخ علي آل الرمضان ، المتولد سنة ١٢٥٣ ه ، والمتوفى سنة ١٣٢٧ ه ، وكان أحد علماء الأحساء وشعرائها ، له ديوان شعر لا يزال موجودا عند بعض أحفاده في الأحساء ، فقد كانت لشاعرنا البغلي معه علاقة ودية وأدبية ، فهذه أبيات للشيخ علي المذكور ـ كما في ديوانه ـ أرسلها إلى البغلي يذكر فيها ما بينه وبينه من صلة ومودة :

وسلام جلا محض الوداد وأغربا

وبين صدق الاتحاد وأعربا

وفاح بساحات الصداقة عنبرا

ولاح بآفاق العلاقة كوكبا

محمد البغلي من شاع ذكره

بأقطار أرض الله شرقا ومغربا


كما ورد ذكره في غير موضع من ديوان الشيخ علي حيث قال : كان لمحمد بن علي البغي مراث ، فترك القراء قراءتها ، فنظم أبياتا يشكو فيها وطلب مني نصرته فقلت :

ويا من أتى من شعره بعزائم

سجدت لهن مفالق الشعراء

وتيقنوا أن لا سواك فوحدوا

لك مخلصين بغير شوب رياء

قسما بنظمك ذلك النظم الذي

ضاعت لديه كواكب الجوزاء (٢)

وقد كانت لشاعرنا البغلي علاقة أدبية مع آخرين من شعراء قطره ـ الأحساء ـ منهم الشيخ عبد الله بن محمد بن عثمان الأحسائي ، وهما بدورهما كانت تربطهما علاقة ودية مع شاعر آخر من أهل العراق في مدينة البصرة ، وهو الأديب الشاعر السيد عبد الجليل البصري ، ولم نتأكد من أسباب هذه العلاقة التي ربطت بينهما وبين الشاعر البصري ، فهل راز هو بدوره الأحساء وتعرف على الشاعرين؟ أم أنه كان قد سكن الأحساء؟ أم أنهما زارا الشاعر في مدينة البصرة فتعرفا عليه ...؟

والسيد عبد الجليل البصري من مواليد سنة ١٧٧٦ م ، وتوفي سنة ١٨٢٧ م ، وقد وردت في ديوان البصري قصيدة أرسلها إلى كل من الشيخ البغلي والشيخ عبد الله الأحسائي جوابا عن رسائل شعرية وردت منهما إليه وهي تؤكد تلك الصلة بين هؤلاء الشعراء الثلاثة ، قال :

إلى طيب ملهى للعذارى وملعب

يحن فؤاد المستهام المعذب

وقد امتدح كلا منهما وأشاد بمواهبهما ، فبعد أن ذكر الشيخ عبد الله قال يذكر الشيخ محمد البغلي :

ففاق بنظم لا يباديه شاعر

سوى ما أتى من نظم واف مهذب

كسمط من العقيان والدر فصلت

فرائده من كل غال مثقب

نظام فريد في القريض مبرز

فلم يرض من بكر المعاني بثيب

وهو هنا يشير إلى ما اشتهر به شاعرنا البغلي من امتهان الطب باستعمال العقاقير ، كما يشير إلى ظاهرة الولاء لأهل البيت عليهم‌السلام عند البغلي فيقول :

__________________

(٢) ديوان الشيخ علي الرمضان.


ذكي به علم العقاقير نير

فأصبح جالينوس في جنبه غبي

هو ابن علي ذو الوفاء محمد

محب لآل المصطفى عترة النبي

غدا نظمه وشي الربيع وكافلا

بصدق وداد بالولاء مطنب

فقابله مني القبول مع الرضى

وأعددته للأنس ألطف مطرب

كما أرسل السيد عبد الجليل نثرا لكل من الشاعرين المذكورين ، فقال في جوابه للشيخ البغلي :

إن ألطف ما اكتحلت به الأحداق ، رسائل الأشواق ، إذا تكفلت بما رق وراق ، مما تتحلى به الأوراق ، كرسالة وردت إلينا آنفا ، غدوت منها لأنوار الربيع قاطفا ، رسالة من نسجت البلاغة مطارف نظامه ، تقاطرت شآبيب البراعة من شق أقلامه ، صاحبنا صادق الوعد الجلي ، محمد بن علي ، لا زال ربيع الآداب به آهلا عامرا ، يقتطف من أفنان فنونه ثمرات أفكار الأكابر ... (٣).

كما جاء ذكر شاعرنا البغلي في كل من كشكول (٤) الصائع الأحسائي وكتاب محمد (٥) بن عبد المحسن الغريب ، فقد وردت له في الكتابين أبيات قالها في القهوة والغليون ، قال في البن :

بزغت شموس البن ذات تشعشع

كدم الغزال تضئ في الأقداح

قتلت فأحيت ميت كل مسرة

بشميم طيب عرفها النفاح

جليت كما تجلى العروس لزوجها

ويديرها ذو عفة وسماح

وسعى بها كالبدر في غلس الدجى

والصبح مستغن عن المصباح

كتب الجمال بخده من حبرها

كالمسك خالا ماله من ماح

فاشرب كؤوس البن أني شئت

إن البن للشهوات كالمفتاح

__________________

(٣) ديوان السيد عبد الجليل البصري : ٢٢٨ ط دمشق (المكتب الاسلامي) الطبعة الثانية.

(٤) مرت الإشارة في ترجمة الشيخ عبد الله الصائع ـ في الحلقة الأولى ـ إلى هذا الكشكول ، وقد شاهدت ما بقي منه في الأحساء وهو عدة أوراق مبعثرة ، قد تلف أكثره.

(٥) هو الشيخ محمد بن عبد المحسن بن محمد بن خلف الغريب الهمداني العاملي الأحسائي ، كذا جاء اسمه في الكتاب ، والكتاب المذكور رأيته أيضا في الأحساء عند بعض عشاق الأدب والحريصين على جمعه هناك ، وهو كالكتاب السابق لم يبق منه إلا أوراق متفرقة امتدت إليه يد الخراب ، ويظهر أنه كتاب تأريخي أدبي مزين بكثير من الشواهد الأدبية ، وتتخلله تراجم جماعة من العلماء والأدباء.


ومنها في الغليون :

وعليك بالتتن الندي فإنه

معها لعمرك راحة الأرواح

طرقتك بعد الكأس لامعة الطلا

كالزند تقدح في يد القداح

عجمية تركية عربية

خود خدلجة وأي رداح

مالت لنشوتها النفوس لأنها

حلت هناك محملة الأرواح (٦)

آثاره العلمية التي تدل على منزلته ومنها :

١ ـ أبيات يجمع فيها أحكام المبتدأ والخبر ، ويظهر أنها من أرجوزة له ضاعت ، قال :

مذهب سيبويه رفع المبتدا

مجردا يعمل فيه الابتدا

وبعضهم يرفعه مع الخبر

به وبعض للذي قال حضر

وبعضهم قال هما ترافعا

والأول المختار عند من دعا

وهذه أبيات أخرى في الطب ، ويظهر أنها من أرجوزة له في هذا الفن ، قال :

اجعل على الحزاز أنى أجهدك

حنا وصبرا يعجنان بالودك

والمر والترياق مع دهن البقر

للبطن والزحير والدم إن قطر

أما آثاره الأدبية : فهي ديوانه الذي عثر عليه مؤخرا ، وأغلبه في أهل البيت عليهم‌السلام ، والباقي منه في مواضيع أخرى ، ويبلغ عدد أبياته ١٠٣٥ بيتا من الشعر العمودي ، والمربعات ، والتخاميس ، والرجز ، ونرجو أن نوفق إلى طبعه مستقلا ، ووجدت في ديوانه ما يشبه البند قاله مستسقيا ، وها أنا أعرض أما القارئ بعض النماذج من قصائده ، فهذه قصيدة قالها في الغزل ، وتخلص فيها إلى مدح النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام وأهل البيت عليهم‌السلام قال (٧) :

سكرنا بكأس الراح في روضة غنا

بها بلبل الأفراح والورق قد غنى

ومهما سرت بين الخمائل نسمة

وهزت غصون البان والآس هزتنا

وساق كمثل الظبي فينا يديرها

ويسعى به صرفا مشعشعة دكنا

سقانا وغنانا فهمنا بحبه

غراما وخلى القلب في يده رهنا

__________________

(٦) الأرواح هنا جمع روح : وهو نسيم الريح.

(٧) الشاعر هو أحد شعراء موسوعتنا (معجم شعراء الحسين عليه‌السلام).


فبت مع الأحباب ما بين بأنها

فأطربني المعنى وطاب لي المغنى

وأحور معسول المراشف لو رنا

بمقلته رضوى لذاق كما ذقنا

يسل علينا من لحاظ جفونه

سيوفا أماتتنا وإن شاء أحيتنا

وشاد لو أن الراسيات سمعنه

لخرت على الأذقان شوقا لما اشتقنا

يميل بنا في كل واد من الهوى

فيتركنا نشوى ولا غرو لو متنا

(١٠) ويتلو علينا والغرام يهزنا

أحاديث لهو أضحكتنا وأبكتنا

وينشد مهما إن رأى الركب منجدا

(قفوا قبل وشك البين يبعدكم عنا)

فيا حبذا لو نالنا فيهم الأذى

من الضد لو أنا شرقنا بما ذقنا

تعيرنا قوم يحب هداتنا

ولولا رسول الله والآل ما كنا

بني الوحي يا من بالقلوب لهم جوى

مدى الدهر باق لا يبيد ولا يفنى

يمينا بكم إنا نحب محبكم

ونبغض قاليكم وإن غبتم عنا

وإن ضلت الأقوام عن منهج الهدى

فإنا بكم والحمد لله أرشدنا

وإن عدلت عنكم أناس فإننا

على العهد كنا لا عدلنا ولا ملنا

وإن خاب من عاداكم يوم حشره

فنحن بكم دون البرية قد فزنا

وإن نكثوا أيمانهم بعد عهدهم

فنحن على العهد القديم كما كنا

(٢٠) فقل لرسول الله والحق أبلج

وبرهانه أسنى من القمر الأسنى

محمد يا من جاء للناس رحمة

وعلمنا من دينه فتعلمنا

أغثني وأنجز سيدي ما وعدتني

وخذ بيدي يا ذا الكرامة والحسنى

رويدا ولو لوث الإزار لعلنا

نودعكم فالقلب من أجلكم مضنى

تراه إذا ما قام في القوم منشدا

يدير كؤوس اللفظ مملوءة معنى

وبتنا على فرش المسرة والهنا

إلى أن قطعنا من لييلتنا وهنا

وحوراء تصطاد القلوب بمقلة

هي السحر إلا أنها لم تزل وسنا

إذا أقبلت تمشي الهوينا تعطفت

كما الغصن من هنا تميل ومن هنا

أتت تسحب الأذيال والفجر ظاهر

فتمشي فرادى وهو من خلفها مثنى

بدت من خلال السجف (٨) بيضاء طفلة

ومن لحظها سيفا ومن قدها لدنا

__________________

(٨) السجف ، جمعه سجوف وأسجاف : الستر.


مهاة أعارت ظبية البان جيدها

وعلمت الميل المثقف والغصنا (٣٠)

تعلقها قلبي فخالط حبها

دمي فجرى دمعي عليها دما أقنى

فيا عاذلي لو ذقت بعض صبابتي

عذرت وما خلو الحشاشة كالمضنى

ولكنني أرجو الخلاص من الهوى

بمدح رسول الله شمس الهدى الأسنى

ومدح أمير المؤمنين وزيره

وأبنائهم أكرم بهم سادة أبنا

فيا سائق الوجناء تعنق في البرى

رويدا ـ رعاك الله ـ يا سائق الوجنا

على قبر خير الرسل قف بي لعلني

أعلل قلبا بالجوى والنوى معنى

وماذا على ريح الصبا لو تحملت

رسالة مشتاق إلى ذلك المغنى

لأكرم مبعوث إلى خير أمة

بخير كتاب واضح اللفظ والمعنى

إلى المرسل الهادي البشير محمد

أجل الوري شأنا وأثبتها ركنا

إلى خير خلق الله أحمدها ومن

دنا فتدلى قاب قوسين أو أدنى (٤٠)

نبي الورى الأمي أفضل من مشى

وأشرف من لبى وطاف ومن ... (٩)

فتى جاء بالقرآن من عند ربه

إلينا فآمنا هناك وصدقنا

وعلمنا خير الورى أمر ديننا

وأدبنا حبا لنا فتأدبنا

ولما مضى عنا تخلف بعده

علينا علي وهو أولى بنا منا

علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين

والساقي على الكوثر الأهنى

إمام هدى تحيى القلوب بذكره

ويجلى العمى عنا بأسمائه الحسنى

فتى لم نزل من زهده وعفافه

سجيته في الله لينة خشنا

فتى لم يخف في الله لومة لائم

وجاهد حتى قاتل الإنس والجنا

يمينا به لولاه لم ندر ما الهدى

ولكن دعانا للرشاد فآمنا

فطرت على حب النبي وآله

فألفيته فرضا وألفيته حصنا (٥٠)

جزى الله بالخيرات آباءنا على

محبتهم من حيث أوصت بها الأبنا

ومن أمهات طاهرات من الخنا

تؤدبنا في حبهم فتأدبنا

وإني لمشتاق لتقبيل تربة

حوت منك ذاك النور أو يدك اليمنى

__________________

(٩) سقطت القافية ، كذا في الأصل.


وقال يمدح أمير المؤمنين عليه‌السلام :

لله صب بات ساهر

والدمع من عينيه هامر

لعبت بمهجته الصبابة

والهوى الداء المخامر

ما جن في معشوقه

كجنونه مجنون عام

كم الغرام ودمعه

مبد لما تخفي السرائر

من لي بأغيد لؤلئي

الثغر مسكي الغدائر ...

ومطرز الوجنات

بالنعمات مكحول النواظر

ذي غرة مثل النهار

وطرة كالليل عاكر

ومجرد من لحظه

ماضي المضارب وهو فاتر

قمر على غصن يميس

مهفهف الاعطاف ناضر

(١٠) ونحيل خضر يشتكي

من ردفه والردف وافر

رام النهوض فعاقه

والعجز بين الناس ظاهر

ظبي مراتعه مدي الأيام

أودية الخواطر ...

ألف التوحش والنفور

ولا يزال الظبي نافر

وجفا فما هو مانحي

وصلا ولا أنا عنه صابر

أخذ الفؤاد وليته

أخذ البقية وهو قادر

يا قلب صادك جؤذر

يا حبذا صيد الجآذر

يا أيها الليث المدرع

لا تلاق الظبي حاسر ...

سطواته لم تغن عنهن

الدروع ولا المغافر ...

يا قاعة الوعساء ما

فعلت ظباؤك بالقساور

(٢٠) تركتهم صرعى وما

لهم بحكم الحب ناصر

هذي سجية كل معشوق

ورب العشق صاغر ...

جاروا علي ولم يزل

قاضي الهوى في الحكم جائر

قسما بكاظمة ورامة

والعذيب وبطن حاجر

ما مال قلبي عنهم

أبدا إلى باد وحاضر

إلا لحب أبي تراب

قطب دائرة المفاخر ...


نور النبوة والإمامة

والهداية والبصائر ...

ومنزه الأعراض والأمثال

عن شبه الجواهر

قل لابن مكة وابن زمزم

والصفا وابن المشاعر

وابن الهداة الأولياء

المصطفين من العشائر

وابن المصونات النقيات

التقيات الحرائر (٣٠)

من آل عبد مناف أطهرهم

وأطيبهم عناصر

وأخي المساجد والمدارس

والمحابر والمنابر

وفتى الفضائل والمعاجز

والدلالات البواهر

زوج البتول أخو رسول

الله أصفاهم سرائر

التارك الأسد ابن ود

فاحصا في الترب عافر

ومقصر خطو النماردة

الفراعنة القياصر

ومكسر أيدي الغطارفة

الجبابرة الأكاسر

يا صاحب الأعراف

والأنفال والشورى وغافر

أنت السفينة والصراط

المستقيم لكل عابر

لولاك دارت في الوغى

بالمسلمين رحى الدوائر (٤٠)

أيا أسد قريش جاءت

والعتاة من العشائر

حتى إذا بلغت قلوب

المسلمين إلى الحناجر ...

وتقدمت أسد العريكة

بالأسنة والبواتر

وغدا الجبان مشمرا

نحو الهزيمة ذيل صاغر

وغدا النبي مناديا

والدمع من عينيه هامر

أين الفوارس والضراغم

من لدين الله ناصر

ودعا بمقداد وسلمان

وعمار بن ياسر ...

قال أدركوني بالوصي

فجاء حيدرة مبادر

قال امض منصورا إلى

الميدان واقتل كل كافر

فمضى يهز حسامه

شغفا ونقع الحرب ثائر (٥٠)

فتراه والهيجاء شب

لهيبها كالبحر زاخر


وكأنه أسد الفريسة

لم يزل دامي الأظافر

يلقى الأسنة باسما

طربا وناب الموت كاشر

أسد يمر به جواد من

جياد الخيل ضامن ...

فكأنه من تحته

فلك من الأفلاك دائر

فهناك كم من دارع

من بأسه قد ظل حاسر

وكتيبة منكوسة الأعلام

كالبقر النوافر ...

وأتى إلى نحو النبي

محمد بالفتح ظافر ...

خذها أمير المؤمنين

هدية من كف شاعر

(٦٠) وإذا قبلت فإن

حظ (محمد) لا شك وافر

صلى الإله عليك ما

سار الحجيح إلى المشاعر

ونورد هنا أيضا نموذجا آخر من أدب المترجم له ، وهي قطعة قالها على طريقة تشبه (البند) مستسقيا :

إلهي باسمك الأعلى ، وما كنت له أهلا فيا ذا الجواد والنعما ويا ذا الآية العظمى ، بحق المصطفى الأمجد ، شفيع الأنبيا أحمد ، إلهي اسقنا الغيث ، بحق المرتضى الليث ، إمام الجن والإنس علي بن أبي طالب ، باب العلم والجود ، زوج البضعة الزهراء ، أبي السبطين خير الخلق ، بعد المصطفى المبعوث ، مجلي الكرب عن وجه رسول الله في الحرب ، ولي الله والممدوح في عم وفي الطور ، وفي النحل وفي الكهف ، وفي الأنفال والأعراف والرحمن والحشر ، وحم ، سبحان ، وفي الحمد وفي النمل ، وفي هود وفي الرعد ، وفي القرآن في الجملة ، والتوراة والإنجيل والفرقان والصحف ، وبالبضعة وابنيها الإمامين الشهيدين ، وبالسجاد والباقر ، والصادق والكاظم ، والمدفون في طوس ، وبالمدفون في بغداد ، والهادي وابنيه ، ولي الله ، والحجة ، القائم بالأمر ، أبو الفتح ، أخو النصر ، ولي الله مولانا.

بأهل البيت بالجملة ، أهل الزهد والرشد ، وأهل الفضل والمجد بني التنزيل والوحي ، وأهل الأمر والنهي ، وبالقرآن والرسل ، وجبريل وميكال ، وبالحمزة


والعباس والأصحاب ، سلمان وعمار ، وبالمقداد والتمار ، والمدفون في الربذة ، والطيار في الجنة ، إلهي أرنا الرحمة ، وانشر بيننا النعمة ، واحرسنا من النقمة ، يا منان ، يا حنان ، يا ديان ، يا رحمن ، يا وهاب ، يا تواب ، يا ذا الطول والإنعام ، والاحسان والإكرام ، اغفر لي وإخواني ، وأرحامي وأصحابي ، واحرسنا من الآفات ليلا ونهارا.

قم المقدسة

جعفر الهلالي

.


التحقيق في نفي التحريف

(٢)

السيد علي الميلاني

الفصل الثالث

أحاديث التحريف في كتب الشيعة

قد ذكرنا في الفصل الأول شطرا من تصريحات كبار علماء الإمامية في القرون المختلفة في أن القرآن الكريم الموجود بين أيدينا مصون من التحريف ، وما لم نذكره أكثر منه بكثير ، وربما نقف على تصريحات أو أسماء لجماعة آخرين منهم في غضون البحث.

وعرفت في الفصل الثاني أدلة الإمامية على نفي التحريف وهي : ١ ـ آيات من القرآن العظيم.

٢ ـ أحاديث عن النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام ، وهي على أقسام.

٣ ـ الإجماع.

٤ ـ تواتر القرآن.

٥ ـ صلاة الإمامية.

٦ ـ كون القرآن مجموعا على عهد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٧ ـ عناية النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام والمسلمين بالقرآن.

٨ ـ قول عمر بن الخطاب : حسبنا كتاب الله.

هذا ، ولم ينكر أحد من أولئك الأعلام وجود أحاديث في كتب الشيعة ، تفيد بظاهرها سقوط شئ من القرآن ، بل نص بعضهم على كثرتها ـ كما توجد في كتبهم


روايات ظاهرة في الجبر والتفويض وفي التشبيه والتجسيم ونحو ذلك ـ لكنهم أعرضوا عن ذلك الأحاديث ونفوا وقوع التحريف في القرآن ، بل ذهب البعض منهم إلى فهم إجماع الطائفة على ذلك ، ومجرد إعراضهم عن حديث يوجب سقوطه عن درجة الاعتبار ، كما تقرر في أصول الفقه.

ونحن في هذا المقام نبحث حول سبب إعراضهم عن أخبار التحريف ، وقبل الخوض في البحث نقول :

هناك في كتب الإمامية روايات ظاهرة في تحريف القرآن ، لكن دعوى كثرتها لا تخلو من نظر ، لأن الذي يمكن قبوله كثرة ما ذل على التحريف بالمعنى الأعم (١) وقد جاء هذا في كلام الشيخ أبي جعفر الطوسي فإنه ـ بعد أن استظهر عدم النقصان من الروايات ـ قال : (غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شي منه من موضع إلى موضع) وأما ما دل على التحريف بالمعنى الأخص الذي نبحث عنه وهو (النقصان) فلا يوافق على دعوى كثرته ، ومن هنا وصفت تلك الروايات في كلمات بعض المحققين كالشيخ جعفر كاشف الغطاء والشيخ محمد جواد البلاغي بالشذوذ والندرة.

وروايات الشيعة في هذا الباب يمكن تقسيمها إلى قسمين :

الأول : الروايات الضعيفة أو المرسلة أو المقطوعة. والظاهر أن هذا القسم هو الغالب فيها ، ويتضح ذلك بملاحظة أسانيدها ، ويكفي للوقوف على حال أحاديث الشيح الكليني فيها ـ ولعلها هي عمدتها ـ مراجعة كتاب (مرآة العقول) للشيخ محمد باقر

__________________

(١) يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدة معان على سبيل الاشتراك :

أ ـ نقل الشئ عن موضعه وتحويله إلى غيره.

ب ـ النقص أو الزيادة في الحروف أوفي الحركات مع حفظ القرآن وعدم ضياعه ، وإن لم يكن متميزا في الخارج عن غيره.

ج ـ النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل.

د ـ التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل.

ه ـ التحريف بالزيادة ، بمعنى أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل.

و ـ التحريف بالنقيصة ، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن المنزل.

وموضوع بحثنا هو التحريف بالمعنى الأخير ، ونعني بالمعنى الأعم ما يعم جميع المعاني المذكورة.


المجلسي ، الذي هو أهم كتب الحديث لدى الإمامية ، ومن أشهر شروح (الكافي) وأهمها.

ومن الأعلام الذين دققوا النظر في أسانيد هذه الروايات ونصوا على عدم اعتبارها : الشيخ البلاغي في (آلاء الرحمن) والسيد الخوئي في (البيان) والسيد الطباطبائي في (الميزان). ومن المعلوم عدم جواز الاستناد إلى هكذا روايات في أي مسألة من المسائل ، فكيف بمثل هذه المسألة الأصولية الاعتقادية!؟

والثاني : الروايات الواردة عن رجال ثقات وبأسانيد لا مجال للخدش فيها.

وينقسم هذا القسم إلى طائفتين :

الأولى : ما يمكن حمله وتأويله فيها على بعض الوجوه ، بحيث يرتفع التنافي بينها وبين الروايات والأدلة الأخرى القائمة على عدم التحريف.

والثانية : ما لا يمكن حمله وتوجيهه.

وبهذا الترتيب يتضح لنا أن ما روي من جهة الشيعة بنقصان آي القرآن قليل جدا ، لأن المفروض خروج الضعيف سندا والمؤول دلالة عن دائرة البحث.

وأول ما في هذه الروايات أنها مصادمة للضرورة ، ففي كلمات عدة من أئمة الإمامية دعوى الضرورة على كون القرآن مجموعا على عهد النبوة ، فقد قال السيد المرتضى : (إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة ... إن العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة) (٢).

وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء : (لا عبرة بالنادر ، وما ورد من أخبار النقص تمنع البديهة من العمل بظاهرها) (٣).

وقال السيد شرف الدين العاملي : (إن القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوحي والنبوة ، مؤلفا على ما هو عليه الآن ... وهذا كله من الأمور الضرورية لدى

__________________

(٢) المسائل الطرابلسيات ، نقلا عن مجمع البيان للطبرسي ١ : ١٥.

(٣) كشف الغطاء في الفقه ، ونقله عنه شرف الدين في أجوبة المسائل : ٣٣.


المحققين من علماء الإمامية) (٤).

وقال السيد الخوئي : (إن من يدعي التحريف يخالف بداهة العقل) (٥).

فإن نوقش في هذا ، فلا كلام في مخالفة روايات التحريف لظاهر الكتاب حيث قال عز من قائل : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ليكون قدوة للأمة وبرنامجا لأعمالها ، ومستقى لأحكامها ومعارفها ، ومعجزة خالدة. ومن المعلوم المتسالم عليه : سقوط كل حديث خالف الكتاب وإن بلغ في الصحة وكثرة الأسانيد ما بلغ ، وبهذا صرحت النصوص عن النبي والأئمة عليهم‌السلام ، ومن هنا أعرض علماء الإمامية الفطاحل ـ الأصوليون والمحدثون ـ عن هذه الأحاديث ... قال المحدث الكاشاني في (الصافي) : (إن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده) (٦).

فإن نوقش في هذا أيضا فقيل بأنه استدلال مستلزم للدور ، أو قيل بأن الضمير في (له) عائد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن هذه الروايات تطرح لما يلي : أولا : إنها موافقة للعامة ، فإن القول بالتحريف منقول عن الذين يقتدون بهم من مشاهير الصحابة ، وعن مشاهير أئمتهم وحفاظهم ، وأحاديثه مخرجة في أهم كتبهم وأوثق مصادرهم كما سيأتي في بابه ، وهذا وجه آخر لسقوط أخبار التصريف عند فرض التعارض بينها وبين روايات العدم ، كما تقرر ذلك في علم أصول الفقه.

ثانيا : إنها شاذة ونادرة والروايات الدالة على عدم التحريف مشهورة أو متواترة ، كما في كلمات الأعلام كالشيخ كاشف الغطاء وغيره ، وسيأتي الجواب عن شبهة تواتر ما دل على التحريف ، فلا تصلح لمعارضة تلك الروايات ، بل مقتضى القاعدة المقررة في علم الأصول لزوم الأخذ بالأشهر ورفع اليد به عن الشاذ النادر.

ثالثا : إنه بعد التنزل عن كل ما ذكر فلا ريب في أن روايات التحريف أخبار آحاد ، وقد ذهب جماعة من أعلام الإمامية على عدم حجية الآحاد مطلقا ، ومن يقول بحجيتها لا يعبأ بها في المسائل الاعتقادية ، وهذا ما نص عليه جماعة.

__________________

(٤) أجوبه مسائل جار الله : ٣٠.

(٥) البيان : ٢٧

(٦) تفسير الصافي ١ : ٤٦.


(من روايات التحريف)

لم ينكر أحد من علماء الشيعة أن عدة منهم ذهبوا إلى القول بنقصان القرآن الموجود بين أيدينا ، وأن قسما منه أسقط وحذف من قبل الذين تصدوا لجمعه صدر الإسلام من الصحابة.

كما لم ينكر أحد وجود أحاديث في كتب الشيعة تفيد بظاهرها سقوط شئ من القرآن ، بل صرح بعض العلماء بكثرة تلك الأحاديث ، وهي الأحاديث التي تمسك بها أولئك القائلون بالتحريف ، آخذين بظواهرها ، معتقدين صحتها.

ولا بد أولا من عرض أهم تلك الأحاديث بنصوصها ، ثم النظر في مدى دلالتها على مطلوبهم ووجوه الجواب عنها ثانيا ، ثم ذكر الرواة والقائلين بتحريف القرآن بصراحة ثالثا.

وأهم الأحاديث التي يستند إليها القائلون بتحريف القرآن هي الأحاديث التالية :

١ ـ عن جابر ، قال :

(سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه‌السلام والأئمة من بعده عليهم‌السلام) (٧).

٢ ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال :

(ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء) (٨).

٣ ـ عن سالم بن سلمة ، قال :

(قرأ رجل أبي عبد الله عليه‌السلام ـ وأنا استمع ـ حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام :

مه ، كف عن هذه القراءة ، إقرأ كما يقرأ الناس ، حتى يقوم القائم فإذا

__________________

(٧) الكافي ١ : ١٧٨ ، ورواه الصفار في بصائر الدرجات : ١٣ ،

(٨) الكافي ١ : ١٧٨ ، بصائر الدرجات : ٢١٣.


قام القائم قرأ كتاب الله تعالى على حده ، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه‌السلام.

وقال : أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم : هذا كتاب الله تعالى كما أنزله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد جمعته بين اللوحين ، فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن ، لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه) (٩).

٤ ـ عن ميسر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال :

(لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص عنه ، ما خفي حقنا على ذي حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن) (١٠).

٥ ـ عن الأصبغ بن نباتة ، قال :

(سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام) (١١).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

(إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال ، وربع حرام ، وربع سنن وأحكام ، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم ، وفصل ما بينكم) (١٢).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال :

(نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام) (١٣).

٦ ـ عن محمد بن سليمان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال :

(قلت له : جعلت فداك ، إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟

__________________

(٩) الكافي ٢ : ٤٦٢.

(١٠) تفسير العياشي ١ : ١٣.

(١١) الكافي ٢ : ٤٥٩.

(١٢) الكافي ٢ : ٤٥٩.

(١٣) الكافي ٢ : ٤٥٩.


فقال : لا ، إقرؤوا كما تعلمتم ، فسيجيئكم من يعلمكم) (١٤).

٧ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

(إن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن ، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت ، إنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى ، يعرف ذلك الوصاة) (١٥).

٨ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

(لو قد قرئ القرآن كما أنزل لألفينا في مسمين) (١٦).

٩ ـ عن البزنطي ، قال : (دفع إلي أبو الحسن عليه‌السلام مصحفا فقال  ـ وقال ـ : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه (لم يكن الذين كفروا ...) فوجدت فيه  ـ فيها ـ اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلي ابعث إلي بالمصحف) (١٧).

١٠ ـ عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، قال :

(نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ـ في علي ـ فأتوا بسورة من مثله) (١٨).

١١ ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

(من كان كثير القراءة لسورة الأحزاب كان يوم القيامة في جوار محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأزواجه ، ثم قال : سورة الأحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم ، يا ابن سنان : إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة ، ولكن نقصوها وحرفوها) (١٩).

١٢ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

(أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم ، فمحت قريش ستة وتركوا

__________________

(١٤) الكافي ٢ : ٤٥٣.

(١٥) تفسير العياشي ١ : ١٢.

(١٦) تفسير العياشي ١ : ١٣.

(١٧) الكافي ٢ : ٤٦١ ، وانظر البحار ٩٢ : ٥٤.

(١٨) الكافي ١ : ٣٤٥.

(١٩) ثواب الأعمال : ١٠٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٥٠.


أبا لهب) (٢٠).

١٣ ـ عن ابن نباتة قال :

(سمعت عليا عليه‌السلام يقول : كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كم أنزل ، قلت : يا أمير المؤمنين أوليس هو كم أنزل؟ فقال : لا ، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وما ترك أبو لهب إلا للإزراء على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه عمه) (٢١).

١٤ ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام (في قول الله عزوجل : من يطع الله ورسوله ـ في ولاية علي والأئمة من بعده ـ فقد فاز فوزا عظيما. هكذا نزلت) (٢٢).

١٥ ـ عن منخل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال (نزل جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الآية هكذا : يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا ـ في علي ـ نورا مبينا) (٢٣).

١٦ ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله في قوله : (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات ـ في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم ـ فنسي ...) (٢٤).

فهذه طائفة من تلك الأحاديث ، ولنلق الأضواء عليها واحدا واحدا ، لنرى ما قبل في الجواب عن كل واحد أو ما جاء فيه من تأويل.

الحديث الأول : رواه الشيخ الكليني والشيخ الصفار ، كلاهما بسند فيه (عمرو بن أبي المقدام) وقد اختلف علماء الرجال فيه على قولين ، كما اعترف بذلك بعضهم (٢٥).

__________________

(٢٠) رجال الكشي ٢٤٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٥٤.

(٢١) الغيبة للنعماني : ٣١٨.

(٢٢) الكافي ١ : ٣٤٢.

(٢٣) الكافي ١ : ٣٤٥.

(٢٤) الكافي ١ : ٣٤٤.

(٢٥) تنقيح المقال ٢ : ٣٢٣.


الحديث الثاني : رواه الشيخان الكليني والصفار أيضا بسند فيه (المنخل بن جميل الأسدي) وقد ضعفه أكثر علماء الرجال ، بل كلهم ، وقالوا : إنه فاسد العقيدة ، وإنه يروي الأحاديث الدالة على الغلو في الأئمة عليهم‌السلام (٢٦).

هذا ، بالإضافة إلى أنه يمكن تفسير هذا الحديث وسابقه بمعنى آخر يساعد عليه اللفظ فيهما.

ولذا فقد قال السيد الطباطبائي في الخبرين ما نصه :

(قوله عليه‌السلام : إن عنده القرآن كله ... إلى آخره ، الجملة وإن كانت ظاهرة في لفظ القرآن ومشعرة بوقوع التحريف فيه ، لكن تقييدها بقوله : (ظاهره وباطنه) يفيد أن المراد هو العلم بجميع القرآن من حيث معانيه الظاهرة على الفهم العادي ومعانيه المستبطئة على الفهم العادي.

وكذا قوله في الرواية السابقة (وما جمعه وحفظه ... إلى آخره) حيث قيد الجمع بالحفظ ، فافهم) (٢٧).

وقد أورد السيد علي بن معصوم المدني هذين الخبرين ضمن الأحاديث التي استشهد بها على أن أمير المؤمنين عليه‌السلام والأوصياء من أبنائه علموا جميع ما في القرآن علما قطعيا بتأييد إلهي وإلهام ورباني وتعليم نبوي ، وذكر أن الأحاديث في ذلك متواترة بن الفريقين ، وعليه إجماع الفرقة الناجية ، وأنه قد طابق العقل في ذلك النقل (٢٨).

وقد روى الشيخ الصفار القمي حديثا آخر في معنى الحديثين المذكورين هذا نصه بسنده :

(جعفر بن أحمد ، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمد علي القريشي ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) (٢٩). ولكن في سنده

__________________

(٢٦) تنقيح المقال ٣ : ٢٤٧.

(٢٧) حاشية الكافي ١ : ٢٢٨.

(٢٨) شرح الصحيفة السجادية ٤٠١.

(٢٩) بصائر الدرجات للصفار ، وعنه في البحار ٩٢ : ٤٨ ، وانظر مرآة العقول المجلد ٢ : ٥٣٥.


(محمد بن علي القرشي) (٣٠).

الحديث الثالث : فإن راويه هو (سالم بن سلمة) أو (سالم بن أبي سلمة) ومراجعة واحدة لكتب الرجال تكفي للوقوف على رأيهم في هذا الرجل. فقد ضعفه ابن الغضائري والنجاشي والعلامة الحلي والشيخ المجلسي وغيرهم (٣١). ويفيد الحديث مخالفة القرآن الذي جمعه أمير المؤمنين عليه‌السلام مع القرآن الموجود بين أيدينا ، وسيأتي الكلام على ذلك في فصل (الشبهات) كما يفيد أيضا مخالفة القرآن الكريم على عهد سيدنا الإمام المهدي عليه‌السلام لهذا القرآن ، وسيأتي الكلام على هذا أيضا في الفصل المذكور.

الحديث الرابع : هو من روايات الشيخ العياشي في تفسيره (٣٢) ، وقد رواه عنه الشيخ الحر العاملي على النحو التالي :

(وعن ميسر ـ أي وروى العياشي عن ميسر ـ عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لولا أن كتاب الله نقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن) (٣٣).

ويبطل هذا الحديث إجماع المسلمين كافة على عدم وقوع الزيادة في القرآن ، وقد ادعى هذا الإجماع السيد المرتضى وشيخ الطائفة والشيخ الطبرسي رضي الله تعالى عنهم.

وقال سيدنا الجد الميلاني (هذا ... على أن أحدا لم يقل بالزيادة) وقال السيد الخوئي في بيان معاني التحريف : (الخامس : التحريف بالزيادة ، بمعنى أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل ، والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين ، بل هو مما علم بطلانه بالضرورة) (٣٤).

الحديث الخامس : وقد صرح الشيخ المجلسي ـ رحمه‌الله ـ بأنه مجهول (٣٥).

__________________

(٣٠) تنقيح المقال ٣ : ١٥١.

(٣١) نفس المصدر ٢ : ٤.

(٣٢) تفسير العياشي ١ : ١٣.

(٣٣) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ٣ : ٤٣.

(٣٤) البيان : ٢١٨.

(٣٥) مرآة العقول ١٢ : ٥١٧.


وفي الأول من تالييه : إنه مرسل (٣٦).

وفي الثاني منهما بأنه : موثق (٣٧).

وظاهر هذه الأحاديث ـ وإن أنكر ذلك جماعة كالمجلسي والفيض وشارح الكافي ـ منافاة بعضها للبعض ، كما اعترف بذلك السيد عبد الله شبر (٣٨) وأوضح ذلك السيد هاشم معروف الحسني دراساته.

الحديث السادس : ضعفه الشيخ المجلسي (٣٩) ، وأوله المحدث الكاشاني في الوافي : على أن المراد من تلك الآيات ، ما كان مأخوذا من الوحي من قبيل التفسير وتبيين المراد ، لا من القرآن الكريم على حقيقته حتى يقال إنه يدل على نقصان القرآن.

الحديث السابع : وهو من روايات الشيخ الصفار القمي والشيخ العياشي ، وسيأتي الكلام عن رواياتهما على أنهما روياه عن (إبراهيم بن عمر) وقد اختلفوا في تضعيفه وتوثيقه على قولين (٤٠).

ومن الممكن القول : بأن تلك الأسماء التي ألقيت إنما كانت مثبتة فيه على وجه التفسير لألفاظ القرآن ، وتبيين الغرض منها ، لا أنها نزلت في أصل القرآن كذلك ، كما قيل في نظائره.

الحديث الثامن : رواه الشيخ العياشي مرسلا عن داود بن فرقد عمن أخبره ، عنه السلام. وقد يجاب عنه أيضا بمثل ما يجاب به عن الأحاديث الآتية.

الحديث التاسع :

رواه الشيخ الكليني عن البزنطي ، وقد قال الشيخ المجلسي أنه مرسل (٤١).

واعترف شارح الكافي بكونه : مرفوعا.

__________________

(٣٦) نفس المصدر ١٢ : ٥١٧.

(٣٧) نفس المصدر ١٢ : ٥١٧.

(٣٨) مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار ١ : ٢٩٤.

(٣٩) مرآة العقول.

(٤٠) تنقيح المقال ١ : ٢٧.

(٤١) مرآة العقول ١٢ : ٥٢١.


وروى نحوه الشيخ الكشي عنه أيضا. (٤٢) ، وسيأتي ما في رواياته.

هذا ... ولقد قال المحدث الكاشاني بعده ما نصه :

(لعل المراد أنه وجد تلك الأسماء مكتوبة في ذلك المصحف تفسيرا للذين كفروا وللمشركين ، مأخوذة من الوحي ، لا إنها كانت من أجزاء القرآن ...

وكذلك كل ما ورد من هذا القبيل عنهم عليهم‌السلام (٤٣)).

الحديث العاشر : ونظائره التي رواها الشيخان القمي والكليني وغيرهما ، من الأحاديث. الدالة على حذف اسم أمير المؤمنين علي عليه‌السلام و (آل محمد) وكلمة (الولاية) وأسماء (المنافقين) ... وغير ذلك.

ويغنينا عن النظر في أسانيد هذه الأحاديث واحدا واحدا اعتراف المحدث الكاشاني بعدم صحتها ، وحملها على فرض الصحة على أنه بهذا المعنى نزلت وليس المراد أنها كذلك نزلت في أصل القرآن فحذف ذلك.

ثم قال ـ رحمه‌الله تعالى ـ : (كذلك يخطر ببالي في تأويل تلك الأخبار إن صحت ...) (٤٤).

وقال السيد الخوئي ـ دام ظله ـ :

(والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة : إنا قد أوضحنا فيما تقدم أن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن ، وليس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمة في التنزيل من هذا القبيل ، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات ، لمخالفتها للكتاب والسنة والأدلة المتقدمة على نفي التحريف.

وقد دلت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنة وإن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه وضربه على الجدار).

وقال أيضا : (ومما يدل على أن اسم أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يذكر صريحا في القرآن : حديث الغدير ، فإنه صريح في أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما نصف عليا بأمر الله ، وبعد أن ورد عليه التأكيد في ذلك ، وبعد أن وعده الله بالعصمة من الناس ،

__________________

(٤٢) رجال الكشي : ٤٩٢.

(٤٣) الوافي : ٢ : ٢٧٣.

(٤٤) نفس المصدر ٢ : ٢٧٤.


ولو كان اسم (علي) مذكورا في القرآن لم يحتج إلى ذلك النصف ، ولا إلى تهيئة ذلك الاجتماع الحافل بالمسلمين ولما خشي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من إظهار ذلك ، ليحتاج إلى التأكيد في أمر التبليغ).

وقال بالنسبة إلى هذا الحديث بالذات : (على أن الرواية الأخيرة المروية في الكافي مما لا يحتمل صدقه في نفسه ، فإن ذكر اسم علي عليه‌السلام في مقام إثبات النبوة والتحدسي على الإتيان بمثل القرآن لا يناسب مقتضى الحال).

قال : (ويعارض جميع هذه الروايات صحيحة أبي بصير المروية في الكافي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

وقال فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم‌السلام.

فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله؟ قال عليه‌السلام : فقولوا لهم : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر لهم ذلك.

فتكون هذه الصحيحة حاكمة على جميع تلك الروايات وموضحة للمراد منها) (٤٥) هذا ، وقد تقدم عن الشيخ البهائي قوله :

(وما اشتهر بين الناس من إسقاط اسم المؤمنين عليه‌السلام منه في بعض المواضع ، مثل قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ـ في علي ـ) وغير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء) (٤٦).

الحديث الحادي عشر : فيجاب عنه ـ بعد غض النظر عن سنده ـ بأن الشيخ الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ وغيره رووه عن ابن سنان بدون زيادة (ثم قال ...) (٤٧).

__________________

(٤٥) البيان ١٧٨ ـ ١٧٩.

(٤٦) نقله عنه في آلاء الرحمن : ٢٦.

(٤٧) مجمع البيان المجلد ٤ : ٣٣٤.


على أن نفس هذا الحديث ، وكذا الحديثان الآخران (٤٨) عن رسول الله صلى الله عليه وآله دليل على أن سورة الأحزاب كانت مدونة على عهده صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم.

كما يجاب عنه ـ إن صح ـ بما أجيب عن نظائره فيما تقدم.

ولنا أن نطالب ـ بعد ذلك كله ـ من يصحح هذا الحديث ويعتمد عليه أن يثبت لنا أين ذهبت هذه الكثرة من الآيات؟ وأن يذكر كيفية سقوطها ـ أو إسقاطها ـ من دون أن يعلم سائر المسلمين؟

أليس كانت الدواعي متوفرة على أخذ القرآن وتعلمه كلما نزل من السماء؟ أليس كانت السورة تنتشر بمجرد نزولها بأمر النبي (٤٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله بين المسلمين وتتواجد في بيوتهم؟

الحديث الثاني عشر : من روايات الشيخ الكشي ، وسيأتي الكلام عنها بصورة عامة.

الحديث الثالث عشر : فإن سنده غير قوي كما يتضح ذلك لمن راجعه ، ثم إن الشيخ النعماني نفسه قد روى حديثين آخرين :

أحدهما : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أيضا ، قال : (كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة ، وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل) (٥٠).

والثاني منهما : عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ، قال : (كأني بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون القرآن) (٥١).

وهذان الحديثان يعارضان الحديث المذكور.

وأوضح من ذلك قول الإمام الباقر عليه‌السلام : (إذا قام القائم من آل محمد ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزله الله عزوجل ، فأصعب ما يكون على

__________________

(٤٨) نفس المصدر ، ورواه أهل السنة في كتبهم المعتبرة. أنظر منها الدر المنثور ٥ : ١٧٩ عن جملة من كتب الحديث.

(٤٩) ونقل هذا في بعض المصادر عن نهاية الأصول للعلامة الحلي.

(٥٠) الغيبة للنعماني : ٣١٧.

(٥١) الغيبة للنعماني : ٣١٨.


من حفظه اليوم ، لأنه يخالف فيه التأليف) (٥٢).

وليتأمل في قوله عليه‌السلام : (لأنه يخالف فيه التأليف) فإنه يفيد فيما سيأتي.

أما الأحاديث المتبقية ـ ١٤ / ١٥ / ١٦ ـ فقد ضعفها الشيخ المجلسي جميعها (٥٣) ، بالإضافة إلى أنه يجاب عنها بما يجاب عن نظائرها.

__________________

(٥٢) روضة الواعظين : ٢٦٥.

(٥٣) مرآة العقول ٥ : ١٤ ، ٢٩ ، ٢٩.


الفصل الرابع

شبهات حول القرآن

على ضوء أحاديث الإمامية

وهناك شبهات تعرض للناظر في أحاديث الشيعة الإمامية حول القرآن الحكيم ، فعلينا بالرغم من ثبوت بطلان تلك الأحاديث المتقدمة وأمثالها ، وعدم صلاحيتها للاستناد إليها بالأدلة المذكورة على عدم وقوع التحريف في القرآن ، وبالأجوبة السالفة عن كل منها ، أن نتعرض لتلك الشبهات ، ونبين وجه اندفاعها :

الشبهة الأولى : تواتر أحاديث تحريف القرآن.

لما رأى بعض محدثي الإمامية كثرة الأحاديث المفيد نقصان القرآن ، ووجد كثيرا منها في المجاميع الحديثية المعروفة ، عرضت لهم شبهة تواتر تلك الأحاديث  ـ ولا سيما الأخباريون الظاهريون ممن يرى صحة كل حديث منسوب إلى أئمة الهدى عليهم‌السلام من غير تحقيق ـ.

١ ـ ومن هؤلاء المحدث الجزائري ، فإنه قال في وجوه رده على القول بتواتر القراءات : (الثالث : إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي ، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا) (٥٤).

ولكن يرده تصريح جماعة من كبار العلماء المحققين ـ وفيهم الأخباريون الفطاحل ـ بأن أحاديث التحريف أخبار آحاد لا يمكن الركون إليها والاعتماد عليها في هذه المسألة الاعتقادية.

فقد قال شيخ الطائفة : (غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ، ونقل شئ منه من موضع إلى موضع ، طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا ، والأولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها).

__________________

(٥٤) الأنوار النعمانية ٢ : ٣٥٧.


وقال الشيخ المجلسي : (إن الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها).

وكذا قال غيرهما من أعلام الطائفة.

على أن كلام هذا المحدث نفسه يدل على أن دعواه تلك بعيدة كل البعد عما نحن بصدده ، لأنه يدعي التواتر في أحاديث التحريف بمختلف معانيه كلاما ومادة وإعرابا.

ومن المعلوم : إن طائفة من الأحاديث جاءت ظاهرة في أن المسلمين حرفوا القرآن من جهة المعنى دون اللفظ ، وحملوا آياته على خلاف مراد الله تعالى ، وإن طائفة أخرى من الأحاديث جاءت ظاهرة في وقوع التحريف في القرآن نتيجة اختلاف القراءات ، إلى غير ذلك من طوائف الأحاديث الراجعة إلى تحريف القرآن ، وتبقى الطائفة الدالة منها على التحريف بمعنى (نقصان القرآن) وهو موضوع بحثنا ، وقد ذكرنا نحن طائفة من أهم تلك الأحاديث ونبهنا على ما فيها.

٢ ـ الشيخ المجلسي في كتابه (مرآة العقول) فإنه قال بعد حديث قال إنه موثق : (ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره. وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأسا ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة ، فكيف يثبتونها بالخبر).

ويرده كلامه هو في (بحار الأنوار) وقد تقدم نصه ، على أن قوله : (وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن) غريب ، فإن السيد المرتضى قال : (نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته).

كما أنكر صحتها الطوسي شيخ الطائفة والمحدث الكاشاني ، بل هو نفسه حيث قال : (إن الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها) ومن قبلهم قال شيخ المحدثين ما نصه : (إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذاك ... ومن


نسب إلينا إنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب).

ولو كانت أحاديث النقيصة صحيحة ومقبولة لما قال الصدوق ذلك كما لا يخفى. وأما قوله : (وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأسا) ففيه أن قبول جميعها أيضا يوجب رفع الاعتماد على الأحاديث رأسا ، على أنه ـ رحمه‌الله ـ قد حكم في أكثر الأحاديث المخرجة في (الكافي) والمفيدة نقص القرآن إما بالضعف وإما بالإرسال ، كما تقدم ذلك كله.

ومن العجيب قوله : (بل ظني ...) إذا إثبات الإمامية ليس دليله منحصرا بالأحاديث حتى يقال ذلك ، وكيف أن تلك الأحاديث لا تقصر عن أحاديث الإمامة؟ وهل يقصد الكثرة في الورود؟ أو القوة في الدلالة ، أو الصحة في الأسانيد؟!

٣ ـ المحدث الحر العاملي ، فإنه قال بعد أن روى حديثين عن تفسير العياشي : (أقول : هذه الأحاديث وأمثالها دالة على النص على الأئمة عليهم‌السلام وكذا التصريح بأسمائهم ، وقد تواترت الأخبار بأن القرآن نقص منه كثير وسقط منه آيات لما تكتب) ، ويكفي لدفع دعوى التواتر هذه نصوص العلماء ، وما تقدم نقله عنه في الفصل والأول.

ولعل قوله ـ رحمه‌الله ـ بعد ذلك : (وبعضهم يحمل تلك الأخبار على أن ما نقص وسقط كان تأويلا نزل مع التنزيل ، وبعضهم على أنه وحي لا قرآن) يدل على أنه لا يعتقد بوقوع التحريف في القرآن الشريف.

وكأنه إنما يدعي التواتر في هذه الأحاديث للاحتجاج بها على وجود النصوص العامة على إمامة الأئمة عليهم‌السلام ولذا فإنه قال : (وعلى كل حال فهو حجة في النص ، وتلك الأخبار متواترة من طريق العامة والخاصة) (٥٥).

والخلاصة أنه لا مجال لدعوى التواتر في أحاديث تحريف القرآن بهذا المعنى المتنازع فيه.

الشبهة الثانية : إختلاف مصحف علي عليه‌السلام مع المصحف الموجود.

وتفيد طائفة من أحاديث الشيعة أن عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام اعتزل الناس

__________________

(٥٥) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ٣ : ٤٣.


بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليجمع القرآن العظيم ، وفي حديث رواه الشيخ علي بن إبراهيم القمي ـ رحمه‌الله تعالى ـ في تفسيره : إن عمله ذاك كان بأمر من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : لا أرتدي حتى أجمعه ، حتى روي أنه عليه‌السلام لم يرتد رداءه إلا للصلاة إلى أن فرغ من هذه المهمة.

وأضافت تلك الأحاديث ـ ومنها الحديث الثالث من الأحاديث المتقدمة وحديثان رواهما الشيخ أبو منصور الطبرسي في (الاحتجاج) ـ أنه عليه‌السلام حمل ذلك المصحف الذي جمعه إلى الناس وأخبرهم بأنه الذي نزل من عند الله سبحانه على النبي الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن الناس ردوه وأعرضوا عنه زاعمين أنهم في غنى عنه ، فعند ذلك قال الإمام عليه‌السلام : إنكم لن تروه بعد اليوم.

والذي يستنتجه الناظر في هذه الأحاديث مخالفة ما جمعه الإمام عليه‌السلام مع القرآن الموجود ، ولو لم يكن بعض ما فيه مخالفا لبعض ذلك المصحف لما حمله إليهم ، ولما دعاهم إلى تلاوته والأخذ به وجعله القرآن المتبع لدى جميع المسلمين.

ومن هنا تأتي الشبهة في هذا المصحف الذي بين أيدينا ، إذا لا يشك مسلم في أعلمية الإمام عليه‌السلام بالكتاب ودرايته بحقائقه وأسراره ودقائقه.

ولكن هذه الشبهة تندفع ـ بعد التسليم بصحة هذه الأخبار ـ بما ذكره جماعة من أن القرآن الكريم كان مجموعا على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما هو عليه الآن ، ولم يكن في عهده مبثوثا متفرقا هنا وهناك حتى يحتاج إلى جمع ، ويؤيد ذلك أن غاية ما تدل عليه هذه الأحاديث هو المخالفة بين المصحفين إجمالا ، وهي كما يحتمل أن تكون بالزيادة والنقصان في أصل الآيات والسور المنزلة ، كذلك يحتمل أن تكون :

أولا : بالاختلاف في الترتيب والتأليف ، كما يدل عليه حديث (روضة الواعظين) وذهب إليه جماعة ، فقد قال السيد الطباطبائي : (إن جمعه عليه‌السلام القرآن وحمله إليهم وعرضه عليهم لا يدل على مخالفة ما جمعه لما جمعوه في شئ من الحقائق الدينية الأصلية أو الفرعية ، إلا أن يكون في شئ من ترتيب السور أو الآيات من السور التي نزلت نجوما ، بحيث لا يرجع إلى مخالفة في بعض الحقائق الدينية.

ولو كان كذلك لعارضهم بالاحتجاج ودافع فيه ولم يقنع بمجرد إعراضهم عما


جمعه واستغنائهم عنه ، كما روي عنه عليه‌السلام في موارد شتى ، ولم ينقل عنه عليه‌السلام فيما روي من احتجاجاته أنه قرأ في أمر ولايته ولا غيرها آية أو سورة تدل على ذلك ، وجبههم على إسقاطها أو تحريفها) (٥٦).

وثانيا : بالاختلاف بالزيادة والنقصان من جهة الأحاديث القدسية ، بأن يكون مصحف الإمام عليه‌السلام مشتملا عليها ، ومصحفهم خاليا عنها ، كم ذهب إليه شيخ المحدثين الصدوق حيث قال : (وقد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية ، وذلك قول جبرئيل عليه‌السلام للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى يقول لك : يا محمد دار خلقي ، ومثل قوله : عش ما شئت فإنك ميت ، واحبب ما شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه ، وشرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كف الأذى عن الناس).

قال : (ومثل هذا كثير ، كله وحي وليس بقرآن ، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به وموصولا إليه غير مفصول عنه ، كما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام جمعه ، فلما جاء به قال : هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم ، لم يزد فيه حرف ولا ينقص منه حرف ، قالوا : لا حاجة لنا فيه ، عندنا مثل الذي عندك ، فانصرف وهو يقول : فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمانا قليلا ، فبئس ما يشترون) (٥٧).

وثالثا : بالاختلاف بالزيادة والنقصان من جهة التأويل والتفسير ، بأن يكون مصحفه عليه‌السلام مشتملا على تأويل الآيات وتفسيرها ، والمصحف الموجود خال عن ذلك كما ذهب ، إلى ذلك جماعة.

قال الشيخ المفيد : (ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه‌السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتا منزلا ، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا ، قال الله تعالى : (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) فسمى تأويل القرآن قرآنا ، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير إختلاف ، وعندي

__________________

(٥٦) الميزان ١٢ : ١١٦.

(٥٧) الاعتقادات : ٩٣.


أن هذا القول أشبه) (٥٨).

وقال المحدث الكاشاني : (ولا يبعد أيضا أن يقال : إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ، ولم يكن من أجزاء القرآن ، فيكون التبديل من حيث المعنى ، أي : حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله ، أعني : حملوه على خلاف ما هو به ، فمعنى قولهم عليهم‌السلام : (كذا أنزلت) أن المراد به ذلك ، لا أنها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها ، فحذف منها ذلك اللفظ.

ومما يدل على هذا ما رواه في (الكافي) بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير : وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهال بعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ... الحديث.

وما رواه العامة : أن عليا عليه‌السلام كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ.

ومعلوم أن الحكم بالنسخ لا يكون إلا من قبيل التفسير والبيان ، ولا يكون جزاءا من القرآن ، فيحتمل أن يكون بعض المحذوفات أيضا كذلك) (٥٩).

وإلى ذلك ذهب السيد الخوئي ـ دام ظله ـ (٦٠).

وقال الزنجاني : (ويظهر من بعض الرويات أن عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام كتب القرآن وقدم المنسوخ على الناسخ. خرج ابن أشته في المصاحف عن ابن سيرين : أن عليا عليه‌السلام كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وأن ابن سيرين قال : تطلبت ذلك وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه. وقال ابن حجر : قد ورد عن علي عليه‌السلام أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وخرجه ابن أبي داود.

وفي شرح الكافي عن كتاب سليم بن قيس الهلالي : أن عليا عليه‌السلام بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه فلم يخرج من

__________________

(٥٨) أوائل المقالات في المذاهب المختارات ، وكذا قال في غيره كما سيأتي عن تاريخ القرآن.

(٥٩) الصافي ١ : ٤٦ ، علم اليقين : ١٣٠.

(٦٠) البيان : ١٩٧.


بيته حتى جمعه كله ، وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه.

ذكر الشيخ الإمام محمد بن محمد بن النعمان المفيد في كتاب الارشاد والرسالة السروية : أن عليا قدم في مصحفه المنسوخ على الناسخ ، وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل.

يقول الشهرستاني في مقدمة تفسيره : كان الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ متفقين على أن علم القرآن مخصوص لأهل البيت عليهم‌السلام ، إذ كانوا يسألون علي بن أبي طالب هل خصصتم أهل البيت دوننا بشئ سوى القرآن؟ فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأن القرآن وعلمه وتنزيله وتأويله مخصوص بهم) (٦١).

وقال بعض الأعلام من أهل السنة : إن قرآن علي كان يشتمل على علم كثير (٦٢) ، بل عن الإمام عليه‌السلام نفسه أنه قال للزنديق : أنه أحضر الكتاب كملا مشتملا على التنزيل والتأويل ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، لم يسقط منه حرف) (٦٣).

الشبهة الثالثة : القرآن في عهد الإمام المهدي عليه‌السلام.

ومن الأحاديث المتقدمة وغيرها ما يفيد أن القرآن الكريم على عهد الإمام الحجة المهدي المنتظر عليه‌السلام يختلف عما هو عليه الآن ، وهذا يقضي ـ بلا ريب ـ إلى الشك في هذا القرآن الموجود.

ولكن هذه الشبهة أيضا مندفعة ، لعلمنا بضعف تلك الأحاديث ، ومخالفتها للكتاب والسنة والاجماع.

على أن المستفاد من هذه الأحاديث اختلاف قراءة أهل البيت عليهم‌السلام مع القراءات المشهورة ، إلا إنهم كانوا يمنعون عن تلك القراءة ، ويأمرون شيعتهم بقراءة القرآن كما يقرأ الناس حتى يظهر المهدي عليه‌السلام (٦٤).

__________________

(٦١) تاريخ القرآن : ٢٥ ـ ٢٦.

(٦٢) التسهيل لعلوم التنزيل ١ : ٣.

(٦٣) الصافي ١ : ٤٢.

(٦٤) نص على ذلك فقهاؤنا ـ رضي الله تعالى عنهم ـ في موسوعاتهم الفقهية في مبحث القراءة من كتاب الصلاة ، ولهم هناك بحوث طويلة.


وبعد ، فليس لأصحاب الشبهة إلا أن يزعموا أن القرآن على عهده عليه‌السلام هو نفس ما جمعه الإمام أمير المؤمنين ـ كما هو ظاهر بعض الأحاديث ـ إذا القول بأنه غيره باطل قطعا ، فالشبهة هذه إذا مبتنية على الشبهة السابقة ، وهي مندفعة باندفاعها.

فالصحيح أن القرآن في عهده لا يختلف عن هذا القرآن الموجود من حيث الألفاظ ، وعلى ذلك علماؤنا ـ رضي الله تعالى عنهم ـ بل قد صرح شارح (الكافي) بأنه : (يظهر القرآن بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر ويشهر به) (٦٥).

الشبهة الرابعة : كائن في هذه الأمة ما كان في الأمم السالفة

إن التحريف قد وقع في التوراة والإنجيل ، وقد ورد في الأحاديث عن النبي الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه : (كائن في أمته ما كان في الأمم السالفة) بل قال المحدث العاملي ـ بعد أن روى طرفا من تلك الأحاديث عن أكابر المحدثين كالصدوق والكليني ـ : (والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والسنة) (٦٦).

وقال السيد الطباطبائي : (هي متضافرة أو متواترة) (٦٧).

ومقتضى المماثلة المذكورة ينبئ عن وقوع التحريف في القرآن الكريم كما وقع في العهدين ، وهذا يوجب الشك في هذا القرآن الموجود بين المسلمين. وقد أجاب السيد الخوئي ـ دام ظلة الشريف ـ (٦٨) عن هذه الشبهة بوجوه نلخصها فيما يلي :

الأول : (إن هذه الأحاديث أخبار آحاد لا تفيد علما ولا عملا ، ودعوى التواتر فيها جزافية لا دليل عليها ، ولم يذكر من هذه الروايات شئ في الكتب الأربعة) ، ولكن إنكار تواتر هذه الأحاديث لا يفيد في الشبهة.

وقوله : (لم يذكر ...)

__________________

(٦٥) الفصول المهمة للسيد شرف الدين : ١٦٦.

(٦٦) الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : ١١١ ، أنظر من لا يحضره الفقيه ص : ٥٤ الطبعة القديمة.

(٦٧) الميزان ١٢ : ١٢٠.

(٦٨) البيان ٢٢٠ ـ ٢٢١.


فيه : إن منها ما أخرجه الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ، فقد قال المحدث العاملي أنه رحمه‌الله : (قال في باب فرض الصلاة ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكون في هذه الأمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة) (٦٩).

الثاني : لو سلم تواتر هذه الأحاديث في السند وصحتها في الدلالة لما ثبت بها أن التحريف قد وقع فيما مضى من الزمن ، فلعله يقع في المستقبل زيادة ونقيصة ولكن تجويز وقوع ذلك سواء الماضي أو المستقبل ، ينافي ما تقدم من الأدلة القويمة والشواهد الرصينة على امتناعه ، لا سيما وأن الله سبحانه قد وعد وضمن حفظ القرآن إلى يوم القيامة.

الثالث : إن المراد بالمماثلة والمشابهة ليس من جميع الوجوه ، وأنها المراد بها المماثلة من بعض الوجوه.

وبهذا الجواب اكتفى السيد الطباطبائي (٧٠) وهو الصحيح ، فإن كثير من القضايا التي وقعت في الأمم السالفة لم تقع في هذه الأمة ، وبعضها لن يقع أصلا ، ومنها ما سيقع في المستقبل قطعا.

__________________

(٦٩) الايقاظ : ٩٩.

(٧٠) الميزان ١٢ : ١٢١ ـ ١٢٢.


الفصل الخامس

الرواة لأحاديث التحريف من

الشيعة

لقد كان بحثنا حتى الآن يدور حول الأحاديث التي وردت في كتب الشيعة الإمامية وهي تفيد ـ بظاهرها ـ تحريف القرآن ، بمعنى نقصانه وضياع شئ مما نزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والآن يجدر بنا أن ننظر في الكتب التي أخرجت تلك الأحاديث فيها ، والعلماء الذين رووها ، لنرى مدى صحة التمسك بهذه الأحاديث من هذه الجهة.

وقبل الخوض في البحث يجب أن ننبه على أمور :

أولا : إن رواية الخبر مطلقا أعم من قبوله والاعتقاد بمضمونه ، فقد عني محدثوا الشيعة منذ القرون الأولى بجمع الروايات الواصلة إليهم عن الأئمة ، وتبويبها وتنظيمها ، صونا لها من الضياع والنسيان وما شابه ذلك ، من غير نظر في متونها وأسانيدها ولذا تجد في روايات الواحد منهم ما يعارض ما رواه الآخر ، بل تجد ذلك في أخبار الكتابين بل الكتاب الواحد للمؤلف الواحد ، وترى المحدث يروي في كتابه الحديثي خبرا ينص على عدم قبول مضمونه في كتابه الاعتقادي ، لذلك ، فالرواية أعم من القبول والتصديق بالمضمون.

فلا يجوز نسبة مطلب إلى راو أو محدث بمجرد روايته أو نقله لخبر يدل على ذاك المطلب ، إلا إذا نص على الاعتقاد به أو أورده في كتب التزم بصحة أخباره ، أو ذكره في كتاب صنفه في بيان اعتقاداته.

وهل يوجد عند الشيعة كتاب التزم فيه مؤلفه بالصحة من أوله إلى آخره؟ الجواب : لا ، وهذا هو الأمر الثاني.

ثانيا : إنه لا يوجد كتاب واحد من بين كتب الشيعة وصفت أحاديثه جميعها بالصحة ، وقوبلت بالتسليم والقبول لدى الفقهاء والمحدثين ، ولذا نجد أن أحاديث الشيعة


ـ وحتى الواردة في الكتب الأربعة (٧١) ، التي عليها المدار في استنباط الأحكام الشرعية قد تعرضت لنقد علماء الرجال وأئمة الجرح والتعديل ، فكل خبر اجتمعت فيه شرائط الصحة ، وتوفرت فيه مقتضيات القبول أخذ به ، وكل خبر لم يكن بتلك المثابة رد أيا كان مخرجه وراويه والكتاب الذي أخرج فيه (٧٢).

ولنأخذ مثالا على ذلك كتاب (الكافي) (٧٣) ، الذي هو أهم الكتب الأربعة وأوثقها لدى هذه الطائفة ، وهو الذي أثنى عليه العلماء والمحدثون والفقهاء وتلقوه بيد الاحترام والتعظيم ، فإن العلماء وزعوا أحاديثه وهي (١٦١٩٩) حديثا على أساس تصنيف الأحاديث إلى الأقسام الخمسة (٧٤) على النحو التالي :

الصحيح منها : ٥٠٧٢ حديثا.

والحسن : ١٤٤ حديثا.

والموثق : ١١١٨ حديثا.

والقوي : ٣٠٢ حديثا.

والضعيف : ٩٤٨٥ حديثا (٧٥).

فقد لوحظ أن أكثرها عددا الأحاديث الضعيفة ، ويمكن الاطلاع على ذلك بمراجعة كتاب (مرآة العقول في شرح الكافي) (٧٦) للشيخ المجلسي ، فإنه شرح الكتاب المذكور على أساس النظر في أسانيده ، فعين الصحيح منها والضعيف والموثق والمرسل على ضوء القواعد المقررة لتمييز الأحاديث الصحيحة من غيرها.

__________________

(٧١) هي : الكافي للكليني ، من لا يحضره الفقيه للصدوق ، التهذيب والاستبصار للطوسي.

(٧٢) مقباس الهداية في علم الرواية.

(٧٣) يقع في ثمانية أجزاء : اثنان منها في الأصول ، وخمسة منها في الفروع والثامن الروضة.

(٧٤) وهي علي أقسام ، ويراجع للوقوف على تعريف كل قسم وأقسامه كتب الدراية لدى الشيعة ككتاب الدراية للشيخ الشهيد الثاني ، والوجيزة للشيخ البهائي وشروح الوجيزة ، ومقياس الهداية لشيخنا الجد المامقاني وغيرها.

(٧٦) دراسات في الكافي والصحيح للحسني ، عن المستدرك للمحدث النوري ٣ : ٥٤١.

(٧٦) وكذا فعل المحدث الجزائري في شرح التهذيب ، قال المحدث النوري : (والعجب من العلامة المجلسي وتلميذه المحدث الجزائري مع عدم اعتمادهما بهذا النمط الجديد خصوصا الثاني ، وشدة إنكاره على من أخذه بينا في شرحيهما على التهذيب والأول في شرحه على الكافي أيضا على ذلك فصنعا بهما ما أشار إليه في الرواشح ، ولم أجد محملا صحيحا لما فعلا) المستدرك ٣ : ٧٧١.


وهذا كله دليل على أن أحاديث (الكتب الأربعة) غير قطعية الصدور عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة عليهم‌السلام عند الإمامية ، إلا أنه يبدو أنه هناك جماعة قليلة ذهبوا إلى القول بذلك ، ولكنه قول مردود :

قال المحقق الشيخ الأنصاري : (ذهب شرذمة من متأخري الأخباريين فيما نسب إليها إلى كونها قطعية الصدور).

قال : (وهذا قول لا فائدة في بيانه والجواب عنه إلا التحرز عن حصول هذا الوهم لغيرهم كما حصل لهم ، وإلا فمدعى القطع لا يلزم بذكر ضعف مبنى قطعه ، وقد كتبنا في سالف الزمان في رد هذا القول رسالة تعرضنا فيها لجميع ما ذكروه وبيان ضعفها بحسب ما أدى إليه فهمي القاصر) (٧٧).

وقال شيخنا الجد المامقاني : (وما زعمه بعضهم من كون أخبارها ـ أي الكتب الأربعة ـ كلها مقطوعة الصدور ، استنادا إلى شهادات (٧٨) سطرها في مقدمة الحدائق ، لا وجه له كما أوضحناه في محله) (٧٩).

وتبعهما السيد الخوئي حيث قال : (ذهب جماعة من المحدثين إلى أن روايات الكتب الأربعة قطعية الصدور وهذا القول باطل من أصله ، إذا كيف يمكن دعوى القطع لصدور رواية رواها واحد عن واحد ولا سيما أن في رواة الكتب الأربعة من هو معروف بالكذب والوضع على ما ستقف عليه قريبا وفي موارده إنشاء الله تعالى) (٨٠)

ومن قبلهم قال السيد المجاهد الطباطبائي بعد كلام طويل : (وبالجملة : دعوى قطعية ما في الكتب الأربعة مما لا ريب في فسادها) (٨١). فهذه الكلمات وغيرها صريحة في عدم قطعية صدور أحاديث الكتب الأربعة ، وأما بالنسبة إلى تاريخ تصنيف الأحاديث ، فقد قال المحدث البحراني : (قيل : إن أول من نوع الأخبار هو (العلامة) أو شيخه (ابن طاووس) ـ رحمهما‌الله ـ وأما المتقدمون فكانوا يأخذون بجميع

__________________

(٧٧) الرسائل : ٦٧.

(٧٨) أجاب عنها السيد حسن الصدر في شرح الوجيزة في علم الدراية.

(٧٩) مقباس الهداية الطبوع في آخر تنقيح المقال في علم الرجال.

(٨٠) معجم رجال الحديث ١ : ٣٦.

(٨١) مفاتيح الأصول للسيد محمد الطباطبائي الحائري.


الأخبار المدونة في (الكتب الأربعة) وغيرها من (الأصول) معتقدين بصحتها أجمع. وهذا مما دعا إلى الخلاف بين الأخباريين والمجتهدين) (٨٢).

وتقدم عن المحدث النوري تعبيره عن هذا التنويع ب (النمط الجديد) فهذان المحدثان وغيرهما يزعمان أن هذا التنويع يختص بالمتأخرين المجتهدين وأن قدماء الأصحاب كانوا يعتقدون بصحة أحاديث (الأصول الأربعمائة) التي منها ألفت (الكتب الأربعة).

ولكن الظاهر أن هذه الدعوى لا أساس لها من الصحة ، فقد أجاب عنها شيخنا الجد ـ رحمه‌الله تعالى ـ بقوله : (وقد زعم القاصرون من الأخباريين اختصاص هذا الاصطلاح بالمتأخرين الذين أولهم (العلامة) رحمه‌الله علي ما حكاه جمع منهم الشيخ البهائي رحمه‌الله في (مشرق الشمسين) أو (ابن طاووس) كما حكاه بعضهم ، فأطالوا التشنيع عليهم بأنه اجتهاد منهم وبدعة.

ولكن الخبير المتدبر يرى أن ذلك جهل منهم وعناد ، لوجود أصل الاصطلاح عند القدماء ألا ترى إلى قولهم : لفلان كتاب صحيح ، وقولهم : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن فلان ، وقول الصدوق رحمه‌الله : كلما صححه شيخي فهو عندي صحيح ، وقولهم : فلان ضعيف الحديث ، ونحو ذلك.

فالصادر من المتأخرين تغيير الاصطلاح إلى ما هو أضبط وأنفع تسهيلا للضبط وتمييزا لما هو المعتبر منها عن غيره) (٨٣).

وأما قول المحدث البحراني : (فأما المتقدمون ...) ففيه : إن الأمر ليس كذلك ، بل ربما طعن الشيخ المفيد والشيخ الصدوق في بعض أحاديث الشيخ الكليني ، وطعن الشيخ الطوسي في بعض أحاديث الصدوق والكليني (٨٤).

__________________

(٨٢) تلخيص مقدمات الحدائق للمؤلف.

(٨٣) مقباس الهداية في علم الدراية.

(٨٤) راجع : مفاتيح الأصول ، وأوثق الوسائل ، وقد بحث صاحب هذا الكتاب الموضع من جميع جوانبه من ص ١٢٢ إلى ص ١٣٦ فراجعه فإنه جدير بالملاحظة.

هذا وذهب السيد الخوئي في (رجاله) إلى أن أخبار الكتب الأربعة ليس قطعية الصدور ، بل ليس كلها صحيحا ، وأثبت أن المتقدمين ، من المحدثين أيضا كانوا يعتقدون نفس هذا الاعتقاد بالنسبة إلى (الأصول) و (الكتب الأربعة) ، واستنتج من جميع ذلك : أن أخبار هذا الكتاب لا بد من النظر في سند كل منها ، فإن


فإذا كان الأمر كذلك فيما بينهم ـ وهم أصحاب الكتب الأربعة ـ فكيف بالمتأخرين منهم المجددين لفكرة تنويع الأحاديث ، والنظر في الأسانيد الواردة في كافة الكتب.

وهذا بحث واسع متشعب الأطراف نكتفي منه بهذا المقدار بمناسبة المقام فمن أراد التوسع فيه فليراجع مظانه من كتب الدراية والرجال.

والخلاصة : إن المحققين من الإمامية على أن وجود أي حديث في أي كتاب من كتب الشيعة لا يبرر بمجرده الأخذ به والاعتقاد بصحة مدلوله ، إذ ليس عندهم كتاب التزم فيه مؤلفه بالصحة أبدا ، بحيث يستغني بذلك الباحث عن النظر في أسانيد أحاديثه والفحصة عن رجاله وما قيل فيهم من الجرح والتعديل.

وهذا بخلاف أهل السنة فإن لهم كتبا سموها ب (الصحاح) وأهمها عند أكثرهم (صحيح البخاري) إعتقد جمهورهم بصحة ما أخرج فيها ، وقالوا في كتبهم الرجالية : من خرج له في الصحيح فقد جاز القنطرة ، كما التزم أصحابها وبعض أصحاب (المسانيد) في كتبهم بالصحة.

ثالثا : إنه على فرض وجود هكذا كتاب لدى الشيعة فإنه لا يجوز أن ينسب معتقد مؤلفه إلى الطائفة كلها لأنه قد يكون قوله بصحة تلك الأخبار أو ذهابه إلى أحقية ذاك المعتقد مبنيا على أسس غير صحيحة لدى غيره كالقول بقطعية صدور أخبار الكتب الأربعة المذكورة سابقا والمنسوب إلى مجموعة من متأخري الأخباريين وهو باطل كما عرفت وستعرف ، فإنه يستلزم القول بالتحريف ـ لوجود ما يدل عليه فيها ، بعد عدم قبول حملها على بعض الوجوه ـ إذن لا يجوز إضافة معتقد لأحد العلماء وإن كان في غاية الشهرة والجلالة إلا في حال موافقة جمهور علماء الطائفة معه فيه أو قولهم بصحة كل ما ورد في ذلك الكتاب كما هو الحال عند أهل السنة بالنسبة إلى الصحاح الستة والصحيحين بصورة خاصة.

رابعا : إن مما لا ريب فيه وجود أحاديث مزورة باطلة تسربت إلى الآثار

__________________

توفرت فيه شروط لحجية أخذ به وإلا فلا ، كما فعل الشيخ المجلسي والمحدث الجزائري بالنسبة إلى (الكافي) و (التهذيب).


الإسلامية بصورة عامة ، فقد تهاون الصحابة ـ إلا القليل منهم ـ في صدر الإسلام في تدوين الأحاديث النبوية ، بل قد امتنع بعضهم من ذلك وكرهه ومنع الآخرين بالأساليب المختلفة ، لأغراض مذكورة ليس هذا موضع إيرادها.

ثم لما أخذوا بالتدوين خبطوا خبط عشواء ، وخلطوا الغث بالسمين ، الصحيح بالسقيم وأخذوا من أفواه أناس مشبوهين ، وكتبوا عن أفراد كذابين ، حتى كثرت الأحاديث المدسوسة والموضوعة على لسان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأمر الذي اضطر علماء الحديث من أهل السنة إلى وضع كتب تمكنوا فيها من جمع مقدار كبير من تلك الموضوعات ، ومن ناحية أخرى ألفوا كتبا أوردوا فيها الأحاديث الصحيحة فحسب ، وذلك بحسب اجتهاداتهم وآرائهم في الرجال وغير ذلك.

ولكن الواقع أن أولئك وهؤلاء لم يكونوا موفقين كل التوفيق في عملهم ذاك ولم يكونوا معصومين من الخطأ ، بل لم يكن بعضهم مخلصا في قيامه بتلك المهمة ، إذا لم تخل الكتب التي وضعوها لجمع (الموضوعات) من الأحاديث الصحيحة ، كما لم تسلم الكتب التي سموها ب (الصحاح) من الأحاديث الموضوعة هذا حال الأحاديث لدى أهل السنة باختصار.

وكذا الحال في أحاديث الإمامية ، فما أكثر الأحاديث المدسوسة في كتبهم من قبل المخالفين وأصحاب المذاهب والآراء الفاسدة ، ولقد كان في زمن كل إمام من الأئمة عليهم الصلاة والسلام من يضع الأحاديث على لسان وينسبها إليه وينشرها بين الشيعة ويضعها في متناول أيدي روايتهم حتى تسربت إلى مجاميعهم الحديثية ، فقد قال الإمام الصادق عليه‌السلام : (إن لكل رجل منا رجل يكذب عليه) (٨٥).

ولذا فإنهم عليهم‌السلام جعلوا الكتاب والسنة ميزانا لأحاديثهم يعرض عليهما ما روي عنهم فما وافقهما أخذ به ، وما خالفهما رد على صاحبه.

فالذي نريد أن نقوله هنا هو : أن احتمال الدس والتزوير يدفع حجية كل خبر ويمنع من الاعتماد عليه ويفسد اعتباره (حتى ما كان منها صحيح الإسناد ، فإن صحة السند وعدالة رجال الطريق إنما يدفق تعمدهم الكذب دون دس غيرهم في أصولهم

__________________

(٨٥) المعتبر في شرح المختصر للمحقق الحلي.


وجوامعهم ما لم يرووه) (٨٦).

وإذ انتهينا مما مهدناه نقول : إن الذي أنتجه بحثنا الطويل وفحصنا الدقيق في كتب الشيعة الإمامية هو : أن المعروف والمشهور بينهم هو القول بعدم تحريف الكتاب ، فإنه رأي حوالي ٨٥ % من أعلام هذه الطائفة ، منذ أكثر من ألف سنة حتى يومنا الحاضر ، بين مصرح بذلك ومؤلف فيه ومؤول لما ينافيه بظاهره ، بل هو رأي من كتب في الإمامة ولم يتعرض للتحريف.

وإن من أهم الكلمات في هذا الباب قولا وقائلا كلمة الشيخ محمد بن علي بن بابويه المقلب بالصدوق المتوفى سنة (٣٨١ ه) المتقدمة في (الفصل الأول) (٨٧) وذلك :

أولا : لقرب عهده بزمن الأئمة عليهم‌السلام وأصحابهم ، فلو كان الأئمة وتلامذتهم قائلين بالتحريف لم قال ذلك.

وثانيا : لكون من علماء الحديث بل رئيس المحدثين ، فلو كانت الأحاديث الظاهرة في التحريف مقبولة لدى الطائفة لما قال ذلك.

وثالثا : لأنها كلمة صريحة وقاطعة جاءت في رسالة اعتقادية كتبها على ضوء الأدلة المتينة من الكتاب والسنة في حال أنه بنفسه يروي بعض أخبار التحريف في كتبه الحديثية مثل (ثواب الأعمال) و (عقاب الأعمال).

ورابعا : لموافقة الأعلام المتأخرين عنه إياه في هذا الاعتقاد ، لا سيما الشيخ المفيد الذي كتب شرحا علي عقائد الصدوق وخالفه في كثير من المسائل.

وكيف ينسب إلى الشيعة قول يتفق على خلافه :

أبو جعفر الصدوق (٣٨١).

والمفيد البغدادي (٤١٣).

والشريف المرتضى (٤٣٦).

والشريف الرضي (٤٠٦).

__________________

(٨٦) الميزان في تفسير القرآن ١٢ : ١١٥.

(٨٧) والكلمة هي (إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ... ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب).


وأبو جعفر الطوسي (٤٦٠).

وأبو علي الطبرسي (٥٤٨).

وابن شهرآشوب (٥٨٨).

وابن إدريس الحلي (٥٩٨).

والعلامة الحلي (٧٢٦).

والزين البياضي (٨٧٧).

والمحقق الكركي (٩٤٠).

والشيخ فتح الله الكاشاني (٩٨٨).

والشيخ بهاء الدين العاملي (١٠٣٠).

والعلامة التوني (١٠٧١).

والفاضل الجواد.

والسيد نور الله التستري (١٠١٩).

والفيض الكاشاني (١٠٩١).

والشيخ الحر العاملي (١١٠٤).

والشيخ محمد باقر المجلسي (١١١١).

والسيد علي خان المدني (١١١٨).

والسيد الموسوي الخونساري (١١٥٧).

والسيد بحر العلوم (١٢١٢).

والشيخ كاشف الغطاء (١٢٢٨).

السيد الأعرجي الكاظمي ، شارح الوافية (١٢٢٨).

والسيد محمد الطباطبائي (١٢٤٢).

والكرباسي ، صاحب الإشارات (١٢٦٢).

والسيد حسين التبريزي (١٢٩٩).

والسيد مهدي صاحب منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية (١٣٠٠)؟

وإليه ذهب المتأخرون أمثال :


المحقق التبريزي صاحب (أوثق الوسائل في شرح الرسائل).

والسيد محمد باقر الطباطبائي صاحب (المنظومة في علم الكلام).

والسيد محمد حسين الشهرستاني صاحب (رسالة في حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف).

والشيخ محمد النهاوندي الخراساني صاحب التفسير.

والشيخ محمد حسن الآشتياني صاحب حاشية الرسائل.

والشيخ محمود بن أبي القاسم صاحب (كشف الإرتياب في عدم تحريف الكتاب).

والسيد محمد الشهشهاني صاحب (العروة الوثقى).

والشيخ محمد حسن المامقاني صاحب (بشرى الوصول).

والشيخ عبد الله المامقاني صاحب (تنقيح المقال).

والشيخ أبي الحسن الخنيزي صاحب (الدعوة الإسلامية إلى وحدة أهل السنة والإمامية).

والشيخ محمد جواد البلاغي صاحب (آلاء الرحمن في تفسير القرآن).

والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء صاحب (أصل الشيعة وأصولها).

والشيخ عبد الحسين الرشتي النجفي صاحب (كشف الاشتباه في الرد على موسى جار الله).

والسيد محسن الأمين العاملي صاحب (نقض الوشيعة في الرد على موسى جار الله).

والسيد عبد الحسين شرف الدين صاحب (أجوبة مسائل جار الله).

والشيخ عبد الحسين الأميني صاحب (الغدير).

والشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب (النقد اللطيف).

والسيد هبة الدين الشهرستاني صاحب (تنزيه التنزيل).

والسيد محمد هادي الميلاني جدنا الراحل في فتوى له.

والشيخ محمد علي الأوردبادي الغروي صاحب (بحوث في علوم القرآن).


والشيخ أبو الحسن الشعراني صاحب (الحاشية على الوافي).

والشيخ محمد رضا المظفر صاحب (عقائد الإمامية).

والسيد محمد حسين الطباطبائي صاحب (الميزان في تفسير القرآن).

والسيد أبو القاسم الخوئي ـ دام ظله ـ صاحب (البيان في تفسير القرآن).

نعم هناك في بعض الكلمات نسبته إلى (المحدثين) من علماء الشيعة ، وقد بذلنا الجهد في التحقيق حول مدى صحة هذه النسبة ، وراجعنا ما توفر لدينا من الكتب والكلمات بإمعان وإنصاف ، فلم نجد دليلا على ذلك ولا وجها مبررا له ، بل هو حدس وتخمين أو ذهول عن الواقع إن لم يكن تعصب.

والتحقيق : إن (المحدثين) من الشيعة الإمامية الرواة لأخبار التحريف على ثلاث طوائف :

فطائفة يروون من الأخبار الظاهرة في التحريف في كتبهم الحديثية ولا يعتقدون بمضامينها ، بل يؤولونها أو يجمعون بينها وبين ما يدل على النفي ببعض الوجوه ، ومنهم من ينص على اعتقاده بخلافها أو بما يستلزم هذا الاعتقاد ، وعلى رأسهم الشيخ الصدوق.

وطائفة يروونها ولا وجه لنسبة القول بالتحريف إليهم إلا أنهم يروونها وعلى رأسهم الشيخ إن لم نقل بأنه من الطائفة الأولى الكليني.

وطائفة يروونها وينصون على اعتقادهم بمداليلها وإيمانهم بمضامينها ، وعلى رأسهم الشيخ علي بن إبراهيم القمي إن تمت النسبة إليه.

وبهذا يتبين أنه لا يجوز نسبة القول بالتحريف إلا إلى هذه الطائفة من (المحدثين) من الإمامية ، وقد وافقهم من شذ من (الأصوليين) على تفصيل وهو الشيخ النراقي.

ومن الواضح أنه لا ينسب رأي عدة قليلة من أعلام الطائفة تقدر بحوالي ٥ % إلى الطائفة كلها في مسألة من المسائل.

للبحث صلة ...


ما ينبغي نشره من التراث

(٤)

 (١٧)

الأسرار الخفية في العلوم العقلية

من الحكمية والكلامية والمنطقية

للعلامة الحلي جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه ، تلميذ المحقق نصير الدين الطوسي.

قال شيخنا ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة ٢ / ٤٥ : (ألفه باسم هارون بن شمس الدين الجويني ، الذي توفي سنة ٦٨٥ ، رأيت النسخة بخطه الشريف في الخزانة الغروية).

أقول : وهي الآن في مكتبة آية الله الحكيم العامة ، في النجف الأشرف ، برقم ١٧٩.

٢ ـ مخطوطة كتبت سنة ٧٣٤ ه ، في مكتبة السلطان أحمد الثالث في طوپ قپوسراي ، في إسلامبول ، رقم ٣٢٥٤.

٣ ـ مخطوطة كتبت سنة ٧٤٤ ه ، فيها من الطبيعيات إلى نهاية الكتاب ، في مكتبة فيض الله ، في إسلامبول ، رقم ٢١٨٢.

٤ ـ مخطوطة كتبت في النجف الأشرف سنة ٧٧٣ ه ، في مكتبة كوپرلي ، في إسلامبول ، رقم ٨٦٢ ، وفي نهايتها : (بلغ مقابلة وتصحيحا).

فهرس مكتبة كوپرلي ١ / ٤٢٢.


(١٨)

الانصاف والانتصاف

لأهل الحق من الإسراف

تأليف بعض أعلام القرن الثامن رد به مخاريق ابن تيمية ومهاجماته الظالمة على الطائفة وعناده للحق ، فرغ من تأليفه سنة ٧٥٧ ه.

١ ـ نسخة مكتوبة في حياة المؤلف ، في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ، في مشهد ، رقم ٥٦٤٣.

٢ ـ نسخة في دار الكتب الوطنية (كتابخانه ملي) في طهران ، رقم ٤٨٥ ع.

٣ ـ نسخة في مكتبة كلية الحقوق في جامعة طهران ، رقم ١٣٠ ج.


تفسير ابن فارس

(١)

الدكتور هادي حسن حمودي

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

لا نعرف كتابا ، على مدار التاريخ ، نال من الحظوة والعناية والتأثير ، ما ناله القرآن العزيز ، حتى أنه يمكن القول : إن من وجوه إعجاز القرآن كثرة ما كتب فيه وعنه ، وعمق تأثيره في حياة الناس منذ أن ظهر وإلى أيامنا هذه ، بل وإلى ما شاء الله سبحانه وتعالى.

ولعل من نافلة القول أن نقرر أن جميع اللغات الحية في العالم تحتفل بتراث غزير ، كتبه أكابر العلماء في موضوع القرآن وعلومه وتأثيره.

وبدهي أن تكون عناية المسلمين بهذا الكتاب العظيم ، عناية تناسب مكانته في نفوسهم ، ودوره الخطير في صياغة حياتهم ، باعتباره دستورهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وفيه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحشر ، والظل يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فإنه كلام الرحمن ، وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان) (١). ويصفه أمير المؤمنين عليه‌السلام فيقول : (كتاب الله : تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على

__________________

(١) الأمالي للطوسي ٤.


بعض ...) (٢). ويذكره الإمام الصادق عليه‌السلام ذكر التقديس والاجلال ، داعيا إلى مدارسته والتفكر فيه ، قائلا : (إن هذا القرآن فيه منار الهدى ، ومصابيح الدجى ، فليجل جال بصره ، ويفتح للضياء نظره ، فإن التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور) (٣) ... إلى غير ذلك من أحاديث كثيرة تجدها مبسوطة في مظانها ، وكلها حث على تعلم القرآن ، وتعليمه ، والتمكث في أفيائه الظليلة. مما كان له تأثير في نفوس أجله علماء التراث الاسلامي الباذخ ، بحيث لا يخلو تراث أي عالم منهم من جهود تصب في هذا التيار القرآني المتصاعد ، كما ونوعا.

ولقد وجدنا في بيئة اللغويين توجها خاصا يتمثل في الاستفادة من آيات القرآن العظيم في فهم المعاني اللغوية للألفاظ ، على سبيل الاسترشاد والاستشهاد.

ومن هؤلاء العلماء أحمد بن فارس الذي وجدنا عنده نهجا خاصا في تفسير القرآن العزيز ، نهجا ينبني على نظر صاف إلى النص القرآني المقدس ، في التبين والاستبانة (٤). ولقد عن لي ـ وأنا أتابع تراث هذا العالم الجليل ـ أن له في كتبه المتبقية ، ما يمكن أن يشكل رؤية تفسيرية ذات نفع لهذه الأمة الناهضة التي تروم تجديد عهدها بكتابها الأول الذي تدور في كونه الرحيب سائر الكتب.

لذا عكفنا على ما تبقى من تراث ابن فارس ، نستخرج منه تفسيره للقرآن سواء ما كان معدودا في الجانب النظري ، أم ما كان في الجانب التطبيقي العملي. حتى استقام لنا هذا التفسير ، الذي نأمل أن يكون ذا فائدة للقارئ الباحث الغيور على تراثه الجليل.

وإني ـ في هذا التقديم ـ أصبو إلى أن تتقبل مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ، بالغ شكري وتقديري ، على اهتمامها بهذا التفسير ، سائلا المولى القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى.

د. هادي حسن حمودي

__________________

(٢) نهج البلاغة ، الخطبة رقم ١٣٣.

(٣) الكافي ٢ / ١٣٨.

(٤) تنظر رسالتنا : AHMAD IBN FARS et sa me thode linguistique المقدمة إلى جامعة السوربون ـ باريس [١٦٥. chap. ١ .. par. ١١. p]


المفسر (٥)

هو أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب القزويني الرازي اللغوي. لم ينص القدماء على سنة ولادته ، غير أننا إذا ما افترضنا أنه توفي في سنة (٣٩٥ ه) على ما هو المتيقن ، ونظرنا في أحداث حياته الحافلة ، أيقنا أنه عمر عمرا مديدا ربما شمل القرن الرابع للهجرة كله ، منذ عقده الأول ، يسعفنا في هذا أنه ذكر أخذه العلم عن أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان منذ سنة ٣٣٢ ه ، وأنه روى عنه كتاب العين ، مما يدل على أن ابن فارس كان آنذاك في ريعان شبابه واكتمال مداركه بحيث إنه كان يروي عن عالم ثبت ثقة مستوعبا ما يرويه عنه. لذا فإن من الراجح أنه قد ولد في العقد الأول من القرن الرابع. ولا نستطيع الجزم بالسنة التي ولد فيها ، ونميل إلى ما ذهب إليه بعض الأقدمين من ترجيح أن ولادته كانت ما بين سنتي (٣٠٦ ـ ٣٠٨ ه).

موطنه :

كان ابن فارس كثير الترحال ، ما يستقر ببلدة إلا ليرتحل إلى أخرى طالبا للعلم ، أو شيخا لهذا وذاك من رجالات القرن الرابع ، ولا تقدم لنا المصادر الموثقة شيئا ذا بال عن تفاصيل نشأته ، وأطوار حياته ، ثم إنها اختلفت في تحديد موطنه ، وقد لخص القفطي ذلك ، الاختلاف بقوله : (... واختلفوا في وطنه ، فقيل : كان من قزوين ، ولا يصح ذلك ، وإنما قالوه لأنه كان يتكلم بكلام القزاونه ...) (٦). ونص ابن تغري بردي على أنه ولد في قزوين (٧) ، وكذا قرر السيوطي (٨) والحافظ

__________________

(٥) ينظر : نزهة الألباء ٢٢٠ ، يتيمة الدهر ٣ / ٤٠٠ ، إنباه الرواة ١ / ٩٤ ، معجم الأدباء ٤ / ٨٠ ، وفيات الأعيان ١ / ١٠٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٢ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٣٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٢ ، الديباج المذهب ٣٦ ، الفلاكة والمفلوكون ١٠٨ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٨ ، أعيان الشيعة ٢١٦ / ٢١٧. تنقيح المقال في علم الرجال ١ / ٧٦ ، ومقدمتنا لكتاب مجمل اللغة ١ / ١١ ـ ١٤٠.

(٦) إنباه الرواة ١ / ٩٦.

(٧) النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٢.

(٨) بغية الوعاة ١٥٣.


السلفي (٩).

غير أن الاستقراء يهدينا إلى أن رأي القفطي هو الأرجح ، فقد نقل الرواة أن آتيا أتاه فسأله عن وطنه ، فقال : كرسف ، فتمثل الشيخ : بلاد بها شدت علي تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها (١٠) فهو ـ إذن ـ من قرية كرسف جياناباد ، من رستاق الزهراء من همدان لا من قزوين.

وفاته :

كما اختلف المؤرخون في ولادته وموطنه ، اختلفوا في تحديد سنة وفاته ، فمن قائل إنه توفي في سنة ٣٥٧ ه (١١) ، وقائل إنه توفي في سنة ٣٦٩ ه (١٢) ، إلى قائل إنه توفي في سنة ٣٩٠ ه (١٣). ونجد أنفسنا إلى اطراح هذه الأقوال أميل ، وذلك أن ابن فارس كتب (الصاحبي) في المحمدية في الري سنة ٣٨٢ ه (١٤) ولأنه كتب (الفصيح) بخط كفه ـ بحسب تعبير ياقوت ـ سنة ٣٩١ ه (١٥) ، وفي مخطوطة (الفصيح) أنه كتبه سنة ٣٩٣ ه (١٦) ، فإذا كان ابن فارس حيا سنة ٣٩١ ه أو سنة ٣٩٣ ه حينما كتب (الفصيح) ، فنحن ملزمون بالأخذ بالرأي الذي أجمعت عليه معظم المصادر ، القائل إنه توفي في سنة ٣٩٥ ه (١٧).

كتبه وتآليفه :

عرف ابن فارس بحسن التأليف (١٨) وكثرة المؤلفات ، على الرغم من ظروف

__________________

(٩) ينظر : معجم الأدباء ٤ / ٨٢.

(١٠) ن. م ٤ / ٩٢.

(١١) الديباج المذهب ٣٣.

(١٢) الكامل ٨ / ١١٧ ، معجم الأدباء ٤ / ٨٠ ، المنتظم ٧ / ١٠٣.

(١٣) المختصر ٤ / ٨٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٢ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٨.

(١٤) الصاحبي ١٧.

(١٥) معجم الأدباء ٤ / ٨٢.

(١٦) تمام فصيح الكلام ١٦.

(١٧) البداية والنهاية ١١ / ٣٣٥ ، إنباه الرواة ١ / ٩٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٢ ، طبقات المفسرين ٤.

(١٨) ينظر نزهة الألباء ٢٢٠ ، يتيمة الدهر ٣ / ٤٠٠ ، إنباه الرواة ١ / ٩٢ ، وغيرها.


حياته ، وكثرة رحلاته. لقد خلف ابن فارس سبعة وخمسين كتابا في معظم أبواب العلوم التي كانت معروفة في عهده ، وقد ضاع كثير من تلك الكتب ، ولم يتبق إلا القليل ، وفي هذا القليل غناء ، أي غناء!! ومنفعة أية منفعة!!

ومن أشهر ما تبقى له : مجمل اللغة. ومقاييس اللغة. ومتخير الألفاظ والصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها. وشرح ديوان حماسة أبي تمام. ورسائل أخرى طبعت في معظمها وشهرت.

ومن تراثه الضائع كتب تدخل في مضمار الدراسات القرآنية ، ولعل من أهمها : (جامع التأويل في تفسير القرآن) (١٩) أو (جامع التأويل في تفسير التنزيل) (٢٠). وذكرت المصادر القديمة أنه في أربعة مجلدات. وكتاب (الجوابات) وقد أشار إليه في الصاحبي (٢١) وكتاب (غريب إعراب القرآن) (٢٢) ، وكتاب (المسائل الخمس) وقد استشهد الزركشي بقطعة قصيرة منه. ولعل أتم ما بقي من تراثه في هذا الصدد رسالة (الإفراد).

هذا التفسير وطريقة صنعته :

لقد حتمت علي ظروف دراستي العليا في جامعة السوربون ، ومتابعتي لتراث ابن فارس ، أن أقرأ كتبه جميعا ، كتابا كتابا ، كلمة بكلمة ، فوجدت نفسي أمام طود شامخ من أعمدة التراث الاسلامي ، منهجا ونتائج ، يزينهما إيمان وورع وتقى. فتتبعت أصول كتبه في مكتبات العالم المختلفة التي تعنى بالتراث الإسلامي ومخطوطاته ، فلم أقع له على أي أثر متبق في ميدان الدراسات القرآنية.

هنا ، وجدت نفسي أمام مسؤولية تاريخية ، هي أن أتلمس ملامح ذلك التفسير فيما تبقى بين أيدينا من تراثه ، فكانت فكرة هذا التفسير ، عمدت إلى كتبه أستخرج منها الآيات القرآنية الكريمة ، وأردفها بما قاله فيها من تفسير أو تأويل ، أو

__________________

(١٩) معجم الأدباء ٤ / ٨٤ ، طبقات المفسرين ٤.

(٢٠) هدية العارفين ١ / ٦٨.

(٢١) الصاحبي ٢٤٢ ، في سياق حديثه عن البيان القرآني.

(٢٢) نزهة الألباء ٢٢٠ ، طبقات المفسرين ٤.


بيان. ثم نظمت تلك الآيات ، لا بحسب طريقة استشهاده بها ، ودراسته لها ، وإنما بحسب ورودها في القرآن كريم ، فكنت أذكر الآية مسبوقة بعلامة () ثم أتبعها برقم السورة فرقم الآية بين قوسين () ، فإذا ما تم لي نقل قول ابن فارس أو تعقيبه عليها ، وضعت بإزاء ذلك ، رقما ، ثم أحلت في الحاشية إلى مصدر القول أو التعقيب. ووضعت قبل ذلك كله ما يتصل بالقرآن العزيز من حيث وجهة الدراسة النظرية.

فأما المرموز المستعملة في الحاشية فهي :

مق = مقاييس اللغة ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ ٦ أجزاء.

مج = مجمل اللغة ـ تحقيق هادي حسن حمودي ـ ٥ أجزاء.

صا = الصاحبي ـ تحقيق مصطفى الشويمي ـ جزء واحد.

مت = متخير الألفاظ ـ تحقيق هلال ناجي ـ جزء واحد.

ثم ذكرت في الحواشي ما من شأنه زيادة إيضاح ما في المتن ، أو تقريبه إلى القارئ الحديث ، من قبيل ترجمة الأعلام ، وتخريج الأشعار ، مع ملاحظة أننا بعدنا جهد الإمكان عن ذكر الشواهد الشعرية استجابة لمتطلبات منهج ابن فارس في ذلك ، حيث أنه صرح بتحرجه في المجمع بين القرآن والشعر في كتاب ، واحد ، غير أنه اعتذر عن الجمع بينهما أنه سار على نهج من كان قبله من العلماء ، ثم دعا الله تعالى أن يغفر له ولهم.

وبذلك يكون هذا العمل قد استقام لنا طريقا من شأنه أن يوصلنا ، يوما ما ، بتكاتف الجهود وتضامها ، إلى الكشف الدقيق عن منهج هذا العالم الجليل في تفسيره للقرآن العظيم (٢٣).

وإني إذ أنهي هذا الجهد ، على هذه الصورة التي يراها القارئ الفاضل أسأله سبحانه وتعالى ، أن يتقبله بأحسن قبوله ، فما قصدت إلا وجهه الكريم ، له المنة والفضل والنعم السابغات.

__________________

(٢٣) نحيل إلى موضوع : (مفسر وتفسير) في مجلة البصائر ـ السنة الثانية ـ العدد الرابع.


باب

القول في اللغة التي نزل بها القرآن

وأنه ليس في كتاب الله ـ جل ثناؤه ـ شئ بغير لغة العرب

حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان (١) قال : حدثنا علي بن عبد العزيز (٢) ، عن أبي عبيد (٣) ، عن شيخ له أنه سمع الكلبي (٤) يحدث عن أبي صالح (٥) ، عن ابن عباس (٦) ، قال : نزل القرآن على سبعة أحرف أو قال : سبع لغات ، منها خمس بلغة العجز من هوازن ، وهم الذين يقال لهم عليا هوازن ، وهي خمس قبائل ، أو أربع ، منها : سعد بن بكر ، وجشم بن بكر ، ونصر بن معاوية ، وثقيف.

قال أبو عبيد : وأحسب أفصح هؤلاء بني سعد بن بكر ، وذلك لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا أفصح العرب ميد أني من قريش ، وأني نشأت في بني سعد بن

__________________

(١) علي بن إبراهيم بن سلمة القطان (٢٥٤ ـ ٣٤٥ ه) شيخ من شيوخ الفقه والعربية ، تلمذ عليه ابن فارس وأكثر في الرواية عنه في كتبه ، كما قرأ عليه كتاب العين للخليل.

معجم الأدباء ٤ / ٨٢ ـ ١٢ / ٢١٨ ، نزهة الأدباء ٢١٩ ، بغية الوعاة ١٥٣ ، طبقات المفسرين ٤ ، غاية النهاية ١ / ٥١٦.

(٢) أبو الحسن علي بن عبد العزيز المكي البغوي الجوهري ، نزيل مكة صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام ، توفي سنة ٢٨٧ ه.

إنباه الرواة ٢ / ٢٩٢ ، نزهة الألباء ١٣١.

(٣) أبو عبيد القاسم بن سلام ، اشتغل بالحديث والأدب والفقه ، وشهر بتفسير غريب الحديث ، توفي بمكة وقيل بالمدينة بعد الفراغ من الحج سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومأتين ، وقيل غير هذا مما يقاربه.

الفهرست ٧٠ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣ ، إنباه الرواة ٣ / ١٢ ، معجم الأدباء ، ١٦ / ٢٥٤ ، وتنظر مقدمتنا لمجمل اللغة ١ / ٢٥.

(٤) أبو النضر محمد بن السائب الكلبي ، النسابة الكوفي ، وصاحب التفسير ، وكان إماما في هذين العلمين ، توفي سنة ١٤٦ ، ه في الكوفة.

الفهرست ٩٥ ، شذرات الذهب ٣٠٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٠٩ ، المعارف ٥٣٥.

(٥) أحد من أخذ عنهم الكلبي علم الأنساب ، ينظر المعارف ٥٤٧ ...

(٦) أبو العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ولد قبل وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بثلاث عشرة سنة ، وكان يلقب بالبحر لسعة علمه ، وتوفي سنة ثمان وسبعين بالطائف.

تذكرة الحفاظ ٤٠ ، غاية النهاية ١ / ٤٢٥ ، وفيات الأعيان ٨ / ٦٢.


بكر ، وكان مسترضعا فيهم ، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء (٧) : أفصح العرب عليا هوازن ، وسفلى تميم ، وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يستحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر ، وقال عمر : لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف ، وقال عثمان : إجعلوا المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف.

قال أبو عبيد : فهذا ما جاء في لغات مضر ، وقد جاءت لغات لأهل اليمن في القرآن معروفة ، منها قوله جل ثناؤه : (متكئين فيها على الأرائك) (٨).

وحدثنا أبو الحسن علي بن [إبراهيم القطان] ، قال : حدثنا هشيم (٩) ، قال : أخبرنا (...) (١٠) ، عن الحسن ، قال : كنا لا ندري ما الأرائك ، حتى لقينا رجلا من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم : الحجلة فيها سرير.

قال أبو عبيد : وحدثنا الفزاري (١١) ، عن نعيم بن بسطام (١٢) ، عن أبيه ، عن الضحاك بن مزاحم (١٣) ، في قوله عزوجل : (ولو ألقى معاذيره) (١٤) قال : ستوره ، وأهل اليمن يسمون الستر : المعذار.

وزعم الكسائي (١٥) ، عن القاسم بن معن (١٦) في قوله عزوجل : (أسكن أنت وزوجك الجنة) (١٧) أنها لغة لأزد شنوءة وهم من اليمن.

__________________

(٧) أبو عمرو زبان بن العلاء (١٥٤ ه) العلم المشهور في القراءة واللغة.

نزهة الأولياء ١٦ ، أخبار النحويين البصريين ٢٢ ، طبقات القراء ١ / ٢٨٨ ، معجم الأدباء ١١ / ١٥٦.

(٨) الكهف : ١٨.

(٩) محدث ، من طبقة الثوري وابن المبارك ، ينظر الوفيات ٢ / ٥٤ و ٥ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩.

(١٠) النقص من الأصل.

(١١) يبدو أن في النص تصحيفا ، والأولى : القزاز ، وهو من أخذ عنه أبو عبيد. ينظر غاية النهاية ٢ / ٢٧٦.

(١٢) لم نقع له على ترجمة وافية فيما بين أيدينا من مصادر.

(١٣) من المتقدمين في التفسير ، أخذ عنه مقاتل بن سليمان بن بشير ، والثوري وغيرهما. ينظر الوفيات ٢ / ٣٩١ ـ ٥ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦.

(١٤) القيامة : ١٥.

(١٥) أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي (١٨٣ ه)) رأس الكوفة في العربية في عصره.

مراتب النحويين ٧٤ ، طبقات القراء ١ / ٥٣٥ ، الفهرست ٦٥ ، إنباه الرواة ٢ / ٢٥٦.

(١٦) من علماء الكوفة بالعربية واللغة والفقه والحديث والشعر والأخبار ، ومن الزهاد الثقات ، توفي سنة خمس وسبعين ، وقيل : ثمان وثمانين ، ومائة.

معجم الأدباء ١٧ / ٥ ، بغية الوعاة ٢ / ٢٦٣ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٠٦.

(١٧) البقرة : ٣٥.


ويروى ، مرفوعا أن القرآن نزل على لغة الكعبين ، كعب بن لؤي ، وكعب بن عمرو ، وهو أبو خزاعة.

فأما قولنا : إنه ليس في كتاب الله تعالى شئ بغير لغة العرب فلقوله تعالى : (إنا جعلناه قرآنا عربيا) (١٨) ، وقال : (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) (١٩) وقال الله تعالى : (بلسان عربي مبين) (٢٠).

قال ابن عباس : ما أرسل الله عزوجل من نبي إلا بلسان قومه ، وبعث الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بلسان العرب.

وادعى ناس أن في القرآن ما ليس بلغة العرب ، حتى ذكروا لغة الروم والقبط والنبط ، فحدثني أبو الحسين بن هارون (٢١) ، قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، عن علي بن المغيرة الأثرم (٢٢) ، قال : قال أبو عبيدة (٢٣) : إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين ، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ، ومن زعم أن (كنا) بالنبطية ، فقد أكبر القول. قال : وقد يوافق اللفظ اللفظ ، ويفارقه ، ومعناهما واحد ، وأحدهما بالعربية ، والآخر بالفارسية أو غيرها : قال : فمن ذلك الإستبرق ، بالعربية ، وهو : الغيظ من الديباج ، وهو إستبره بالفارسية قال : وأهل مكة يسمون المسح الذي يجعل فيه أصحاب الطعام البر : البلاس ، وهو بالفارسية بلاس ، فأمالوها وأعربوها ، فقاربت الفارسية العربية في اللفظ والمعنى. ثم وذكر أبو عبيدة البالغاء ، وهي : الأكارع ، وذكر القمنجر : الذي يصلح القسي ، وذكر الدست والدشت ، والخيم والسخت ، ثم قال : وذلك كله من لغات العرب ، وإن وافقه في لفظه ومعناه شئ من غير لغاتهم.

__________________

(١٨) الزخرف : ٣ ،

(١٩) إبراهيم : ٤.

(٢٠) الشعراء : ١٩٥.

(٢١) من أئمة بغداد في التفسير واللغة. ينظر وفيات الأعيان ٥ / ٢٢٢.

(٢٢) من طبقة أبي عبيد القاسم بن سلام ، سمع أبا عبيدة والأصمعي ، توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائتين ، نزهة الألباء ٦٥ ، وفيات ٤ / ١٥٩ ، بغية الوعاة ٢ / ٢٠٦.

(٢٣) أبو عبيدة معمر بن المثنى ، التيمي ولاء ، وكان من أعلم الناس باللغة وأخبار العرب وأنسابها ، ولد في سنة عشر ومائة ، وتوفي في سنة سبع ومائتين ، وقيل غير هذا مما هو قريب منه.

نزهة الألباء ٦٤ ، وفيات ٥ / ٢٣٥ ، بغية الوعاة ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٦.


وهذا كما قاله أبو عبيدة ، وقول سائر أهل اللغة : أنه دخل في كلام العرب ما ليس من لغاتهم فعلى هذا التأويل الذي تأوله أبو عبيدة.

فأما أبو عبيد القاسم بن سلام ، فأخبرنا علي بن إبراهيم (٢٤) ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، قال : أما لغات العجم في القرآن فإن الناس اختلفوا فيها ، فروي عن ابن عباس وعن مجاهد (٢٥) وابن جبير (٢٦) ، وعكرمة (٢٧) ، وعطاء (٢٧) ، وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحرف كثيرة أنها بلغات العجم ، منها : طه. والطور ، والربانيون ، فيقال : إنها بالسريانية ، ومنها : الصراط والقسطاس ، والفردوس ، يقال إنها بالرومية ، ومنها قوله : كمشكاة ، و (كفلين من رحمته) (٢٩) ، يقال إنها بالحبشية ، وقوله : (هيت لك) (٣٠) ، يقال : إنها بالحورانية ، قال : فهذا قول أهل العلم من الفقهاء ، قال : وزعم أهل العربية أن القرآن ليس فيه من كلام العجم شئ ، وأنه كله بلسان عربي ، يتأولون قوله جل ثناؤه : (إنا جعلناه قرآنا عربيا) (٣١) وقوله : (بلسان عربي مبين) (٣٢).

__________________

(٢٤) في الصاحبي : فأخبر نعمي بن إبراهيم ، تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه ، وهي سلسلة روايات ابن فارس ، ينظر مجمل اللغة ١ / ١٤٤ ـ ٢٢ ، وغيرها كثير.

(٢٥) قيل : مجاهد بن جبر ، وقيل : ابن سعيد ، وهو أبو الحجاج. المكي مولى بني مخزوم ، من أجلة التابعين ، والأعلام في التفسير ، اختلف في سنة وفاته ما بين (١٠٠ ـ ١٠٤ ه).

حلية الأولياء ٣ / ٢٧٩ ـ ٣١٠ ، معجم الأدباء ٦ / ٢٤٢ ، غاية النهاية ٢ / ٤١.

(٢٦) أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الكوفي ، من كبار التابعين ، وأئمتهم ، شهر بالتفسير والحديث والفقه والعبادة والورع ، وقتله الحجاج بن يوسف الثقفي ، وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مقتصر إلى علمه ، بحسب عبارة ابن حنبل.

وفيات الأعيان ٢ / ٣٧١ ـ ٣٧٤ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٢ ، شذرات الذهب ١ / ١٠٨.

(٢٧) أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله المدني ، مولى عبد الله بن عباس. من العارفين بالتفسير والمغازي ، واختلف في وفاته ما بين سنة ١٠٤ وسنة ١١٥ ه.

وفيات الأعيان ٣ / ٢٦٥ ، شذرات الذهب ١ / ١٣٠ تهذيب الأسماء ١ / ٣٤٠.

(٢٨) هو عطاء بن أبي رباح ، من أعلام التابعين ، انتهت إليه الفتوى في مكة مع مجاهد. توفي في سنة ١١٤ ، وقيل ١١٥.

وفيات الأعيان ٣ / ٢٦١ ، كتاب الوفيات ١١٢.

(٢٩) الحديد : ٢٨.

(٣٠) يوسف : ٢٣.

(٣١) الزخرف : ٣.

(٣٢) العشراء : ١٩٥.


قال أبو عبيد : والصواب من ذلك عندي ، والله أعلم ، مذهب فيه تصديق القولين جميعا. وذلك إن هذه الحروف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلى العرب فأعربتها بألسنتها ، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية. ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب. فمن قال : إنها عربية فهو صادق ، ومن قال : عجمية فهو صادق. قال : وإنما فسرنا هذا لئلا يقدم أحد على الفقهاء فينسبهم إلى الجهل ، ويتوهم عليهم أنهم أقدموا على كتاب الله جل ثناؤه بغير ما أراد الله عزوجل ، وهم كانوا أعلم بالتأويل وأشد تعظيما للقرآن.

قال أحمد بن فارس : وليس كل من خالف قائلا في مقالته فقد نسبه إلى الجهل ، وذلك أن الصدر الأول اختلفوا في تأويل آي من القرآن فخالف بعضهم بعضا ، ثم خلف من بعدهم من خلف ، فأخذ بعضهم بقول ، وأخذ بعض بقول ، حسب اجتهادهم ، وما دلتهم الدلالة عليه ، فالقول إذا ما قاله أبو عبيدة ، وإن كان قوم من الأوائل قد ذهبوا إلى غيره.

فإن قال قائل : فما تأويل قول أبي عبيدة : (فقد أعظم وأكبر) ، قيل له : تأويله أنه أتى بأمر عظيم وكبير ، وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شئ لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها ، وفي ذلك ما فيه.

وإذا كان كذا فلا وجه لقول من يجيز قراءة القرآن في صلاته بالفارسية ، لأن الفارسية ترجمة غير معجزة ، وإنما أمر الله جل ثناؤه بقراءة القرآن العربي المعجز ، ولو جازت القراءة بالترجمة الفارسية لكانت كتب التفسير والمصنفات في معاني القرآن باللفظ العربي أولى بجواز الصلاة بها ، وهذا لا يقوله أحد


باب القول على الحروف المفردة الدالة على المعنى

فأما الحروف التي في كتاب الله جل ثناؤه فواتح سور ، فقال قوم : كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسماء الله : فالألف من اسمه : الله ، واللام من : لطيف ، والميم من مجيد ، فالألف من آلائه ، واللام من لطفه ، والميم من مجده. يروى ذا عن ابن عباس ، وهو وجه جيد وله في كلام العرب شاهد ، وهو :

قلنا لها قفي فقالت : قاف (٣٣)

كذا ينشد هذا الشطر ، فعبر عن قولها وقفت ، بقاف.

وقال آخرون ، إن الله جل ثناؤه أقسم بهذه الحروف أن هذا الكتاب الذي يقرؤه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هو الكتاب الذي أنزله الله جل ثناؤه ، لا شك فيه. وهذا وجه جيد ، لأن الله عزوجل دل على جلالة قدر هذه الحروف إذ كانت مادة البيان ومباني كتب الله عزوجل المنزلة باللغات المختلفة ، وهي أصول كلام الأمم ، بها يتعارفون ، وبها يذكرون الله جل ثناؤه. وقد أقسم الله جل ثناؤه ، بالفجر والطور ، وغير ذلك ، فكذلك شأن هذه الحروف في القسم بها.

وقال قوم : هذه الأحرف من التسعة وعشرين حرفا ، دارت به الألسنة فليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه عزوجل. وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه ، وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم. فالألف سنة ، واللام ثلاثون سنة ، والميم أربعون. رواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن أبيه ، عن الربيع ابن أنس. وهو قول حسن لطيف ، لأن الله جل ثناؤه ، أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله والفرقان فلم يدع نظما عجيبا ، ولا علما نافعا إلا أودعه إياه ، علم ذلك من علمه ، وجهله من جهله. فليس منكرا أن ينزل الله جل ثناؤه هذه الحروف مشتملة مع إيجازها على ما قاله هؤلاء.

وقول آخر روي عن ابن عباس في (ألم) : أنا الله أعلم. وفي (ألمص) أنا الله أعلم وأفصل. وهذا وجه يقرب مما مضى ذكره من دلالة الحرف الواحد على الاسم

__________________

(٣٣) الصاحبي : ١٢٢ ، وينظر لسان العرب (قوف).


التام ، والصفة التامة.

وقال قوم : هي أسماء للسور ف (ألم) اسم لهذه ، و (حم) اسم لغيرها. وهذا يؤثر عن جماعة من أهل العلم. وذلك أن الأسماء وضعت للتمييز ، فكذلك هذه الحروف في أوائل السور موضوعة لتمييز تلك السور من غيرها. فإن قال قائل : فقد رأينا (ألم) افتتح بها غير سورة فأين التمييز؟ قلنا : قد يقع الوفاق بين اسمين لشخصين ، ثم يميز ما يجئ بعد ذلك من صفة ونعت ، كما يقال : زيد وزيد ، ثم يميز بأن يقال : زيد الفقيه ، وزيد العربي ، فكذلك إذا قرأ القارئ : (ألم ذلك الكتاب) (٣٤) فقد ميزها عن التي أولها : (ألم الله لا إلا إلا هو) (٣٥).

وقال آخرون : لكل كتاب سر : وسر القرآن فواتح السور ، وأظن قائل هذا أراد أن ذلك من السر الذي لا يعلمه إلا الخاص من أهل العلم والراسخون فيه.

وقال قوم : إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه ، وقال بعضهم لبعض (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) (٣٦) ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذا النظم ليتعجبوا منه ، ويكون تعجبهم منه سببا لاستماعهم ، واستماعهم له سببا لاستماع ما بعده ، فترق حينئذ القلوب ، وتلين الأفئدة.

وقول آخر : إن هذه الحروف ذكرت لتدل على أن القرآن مؤلف من الحروف التي هي : ، أب ت ث ، فجاء بعضها مقطعا ، وجاء تمامها مؤلفا ، ليدل القوم الذين نزل القرآن فيما بين ظهرانيهم أنه بالحروف التي يعقلونها ، فيكون ذلك تعريفا لهم ، ودلالة على عجزهم عن أن يأتوا بمثله بعد أن أعلموا أنه منزل بالحروف التي يعرفونها ، ويبنون كلامهم منها.

وقال أحمد بن فارس : وأقرب القول في ذلك وأجمعه قول بعض علمائنا : إن أولى الأمور أن تجعل هذه التأويلات كلها تأويلا واحدا ، فيقال : إن الله عزوجل افتتح السور بهذه الحروف إرادة منه الدلالة بكل حرف منها على معان كثيرة لا على معنى واحد ، فتكون هذه الحروف جامعة لأن تكون افتتاحا للسور ، وأن يكون كل

__________________

(٣٤) البقرة : ١.

(٣٥) آل عمران : ١.

(٣٦) فصلت : ٢٦.


واحد منها مأخوذا من اسم من أسماء الله جل ثناؤه ، وأن يكون الله جل ثناؤه قد وضعها هذا الموضع قسما بها ، وأن كل حرف منها في آجل قوم وأرزاق آخرين. وهي مع ذلك مأخوذة من صفات الله عزوجل ، في إنعامه وإفضاله ومجده ، وأن الافتتاح بها سبب لأن يستمع إلى القرآن من لم يكن يستمع ، وأن فيها إعلاما للعرب أن القرآن الدال على صحة نبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هو بهذه الحروف ، وأن عجزهم عن الإتيان بمثله مع نزوله بالحروف المتعالمه بينهم دليل على كذبهم وعنادهم وجحودهم ، وأن كل عدد منها إذا وقع في أول سورة فهو اسم لتلك السورة.

وهذا هو القول الجامع للتأويلات كلها من غير اطراح لواحد منها. وإنما قلنا هذا لأن المعنى فيها لا يمكن استخراجه عقلا من حيث يزول به العذر ، ولأن المرجع إلى أقاويل العلماء ، ولن يجوز لأحد أن يتعرض عليهم بالطعن ، وهم من العلم بالمكان الذي هم به ، ولهم مع ذلك فضيلة التقدم ومزية السبق.

والله أعلم بما أراد من ذلك.


نسخ القرآن

قال أبو الحسين أحمد بن فارس : جمع القرآن على ضربين :

أحدهما : تأليف السور ، كتقديم السبع الطوال ، وتعقيبها بالمئين فهذا الضرب هو الذي تولاه الصحابة.

والجمع الآخر : وهو جمع الآيات في السور ، فهو توقيفي تولاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ما تبقى من كتابه (المسائل الخمس) نقلا عن

البرهان للزركشي

١ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨

مقالة (كلا) وما جاء منها في

كتاب الله

قال أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب رحمه‌الله تعالى :

هذه ـ أكرمك الله وأيدك ووفقك ـ مقالة (كلا) ، ومعنى ما جاء من هذا الحرف في كتاب الله تعالى ، واختلاف أهل العلم في موضوعه ، وأين تقع نفيا ، ومتى تقع تحقيقا.

وقد فسرنا ما لاح من ذلك واتجه ، ودللنا على الأصح من ذلك بشواهد من غير إحالة ، وبالله التوفيق.

قال بعض أهل العلم : إن (كلا) تجئ لمعنيين : للرد والاستئناف.

وقال قوم : تجئ كلا بمعنى التكذيب.

وقال آخرون : كلا : ردع وزجر.

وقال آخرون : كلا ، تكون بمعنى حقا.

وقال قوم : كلا ، رد وإبطال لما قبله من الخبر ، كما أن (كذلك) تحقيق وإثبات لم قبله من الخبر ، قال : والكاف في قوله (كلا) كاف تشبيه ، و (لا) نفي وتبرئة.


وقال بعضهم : كلا ، تنفي شيئا ، وتوجب غيره.

فهذا ما قيل في (كلا).

وأقرب ما يقال في ذلك : أن (كلا) تقع في تصريف الكلام على أربعة أوجه :

أولها : الرد ، والثاني : الردع. والثالث : صلة اليمين وافتتاح الكلام بها كألا ، والوجه الرابع : التحقيق لما بعده من الأخبار.

وسأذكر ما جاء منها في كتاب الله عزوجل ، على ترتيب هذه الوجوه الثلاث حكاية لمقالة من زعم : أن (كلا) منحوتة من كلمتين وأن الكاف للتشبيه والرد على قائل ذلك إن شاء الله تعالى.

زعم بعض المتأخرين أن (كلا) رد وإبطال لما قبله من الخبر ، كما أن (كذلك) تحقيق ، وإثبات لم قبله من الخبر ، والكاف في (كلا) كاف تشبيه ، وزعم أن أصل (كلا) : التخفيف ، إلا أنهم كانوا يكررون (لا) فيقولون : هذا الشئ كلا ولا. ثم حذفوا إحداهما ، وشددوا الباقي طلبا للتخفيف ، قال : ومنه قول الشاعر :

قبيلي وأهلي لم ألاق مشوقهم

لوشك النوى إلا فواقا كلا ولا (٣٧)

قال : وربما تركوه على خفته ولم يثقلوه ، وذلك كقول ذي الرمة :

أصاب خصاصة فبدا كليلا

كلا وأنغل سائره انغلالا (٣٨)

ومنه قول جرير :

يكون وقوف الركب فيها كلا ولا

غشاشا ، ولا يدنون رحلا إلى رحل (٣٩)

وهذا كلام مدخول من جهتين :

إحداهما : أنه غير محفوظ عن القدماء من أهل العلم بالعربية.

والثانية : أنه مما لا يتأيد بدليل.

__________________

(٣٧) لأبي تمام في ديوان ٢٢٥ ، وابن فارس ـ هاهنا ـ يرويه لا مستشهدا به ، وإنما حكاية عمن استشهد به من المتأخرين.

(٣٨) الخصاصة : فرجة. والكليل : الضعيف. وانفل : غاب ودخل. الديوان ٣ / ١٥١٨.

(٣٩) يريد أنهم لا يحطون عن إبلهم ، إنما يخفق أحدهم خفقة ثم ينتبه مسرعا كقولك : لا ولا ، تريد السرعة ، والغشاش : وصف للسرعة المقصودة في (لا ولا).

وهو برواية (يكون نزول الركب ...) في الديوان ٢ / ٩٤٩.


والفرق ما بين (كلا) ، مشددة و (كلا) مخففة بين جدا (٤٠). وذلك أن قول القائل : هذا شئ كلا ، وإنما هو تشبيه الشئ ، وحقارته ، وقلته وأنه لا محصول له ب (لا) ، وذلك أن (لا) كلمة نفي. وأما (كلا) فكلمة مشددة بعيدة التشبيه بلا.

وباعتبار (٤١) ما قلناه : أنك لو حملت قوله تعالى (كلا والقمر) (٤٢) على معنى أنه : كلا ولا القمر ، لكنت عند أهل العربية كلهم مخطئا. لأن (كلا ولا) ليس بموافق لقوله : والقمر.

فإن قال قائل فما الأصل فيها؟ قلنا : أن (كلا) كلمة موضوعة للمعاني التي قد ذكرناها مبنية هذا البناء ، وهي مثل : أن ولعل وكيف ، وكل واحدة من هذه مبني بناء يدل على معنى ، فكذا (كلا) كلمة مبنية بناء يدل على المعاني التي نذكرها.

وهذا قول لا استكراه فيه.

باب

الوجه الأول من (كلا) وهو باب الرد

إعلم أنك إذا أردت رد الكلام ب (كلا) جاز لك الوقف عليها ، لأن المعنى قد تم عند الرد ، وذلك أن تقول : كلا ، لقائل : أكلت تمرا (٤٣) أي : إني لم آكله. فقولك : كلا ، مبني على خبر قد ذكره غيرك ، ونفيته أنت.

قال الله عزوجل في قصة من قال : (لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا ...) (٤٤) أي : إنه لم يطلع الغيب ، ولم يتخذ العهد ، وأصوب ما يقال في ذلك أن (كلا) رد للمعنيين جميعا وذلك أن الكافر ادعى (٤٥)

__________________

(٤٠) المطبوع في (مقالة كلا) : والامرين وكلا مشددة ، وكلا مخففة مبين جدا ، تحريف. والصحيح ما أثبتناه.

(٤١) في المطبوع : واعتبار.

(٤٢) المدثر : ٣٥.

(٤٣) في المطبوع : أن تقول لقائل أكلت تمرا ، فتقول كلا. وهي عبارة مضطربة ، والصواب ما أثبتناه.

(٤٤) مريم : ٨٠ ـ ٨١.

(٤٥) في الطبوع : أدي. والصواب ما أثبتناه.


أمرا فكذب فيه ، ثم قيل : أتراه اتخذ عهد أم اطلع الغيب؟! كلا. أي : لا يكون ذا ولا ذاك.

وأما قوله تعالى : (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا ...) (٤٦). فكلا : رد لما قبله ، وإثبات لما بعده ، لأنهم زعموا أن الآلهة تكون لهم عزا ، وذلك لقولهم : (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (٤٧). فقيل لهم : كلا ، أي : ليس الأمر على ما تقولون ، ثم جئ بعد بخبر ، وأكد بكلا وهو قوله : (سيكفرون بعبادتهم) [مريم ٨٢].

وأما قوله في سورة المؤمنين : (لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا) (٤٨) فلها مواضع ثلاثة :

أولها : رد لقوله : إرجعون ، فقيل له : كلا ، أي لا يرد (٤٩).

والثاني : قوله تعالى (أعمل صالحا) فقيل له : كلا ، أي لست ممن يعمل صالحا ، وهو لقوله تعالى : (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) (٥٠).

والموضع الثالث : تحقيق لقوله : (إنها كلمة هو قائلها) (٥١).

وأما قوله في الشعراء : (ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ، قال كلا) (٥٢) فهو : رد في حالة ، وردع في أخرى. فأما الردع (٥٣) فقوله : (أخاف أن يقتلون) (٥٤). فقيل له (كلا) ، أي : لا تخف ، فذا ردع. وأما الرد ، فقوله : (أن يقتلون) فقيل له : لا يقتلونك ، فنفى (أن يقتلون) (٥٥) واعلم أنهم لا يصلون إلى ذلك.

__________________

(٤٦) مريم : ٨١.

(٤٧) الزمر : ٣.

(٤٨) المؤمنين : ١٠٢.

(٤٩) في المطبوع : لا ترد ، تصحيف.

(٥٠) الأنعام : ٢٨.

(٥١) لم يعدها آية في المطبوع. وهي من الآية ١٠٠ من سورة (المؤمنون).

(٥٢) الشعراء : ١٣.

(٥٣) في المطبوع فأما إمكان (مكان؟). وهذه زيادات لا وجه لها.

(٥٤) الشعراء : ١٤.

(٥٥) في المطبوع : (أن يقتلوه) ، على توهم النصب ، خارج إطار الآية.


وأما قوله في هذه السورة : (قال أصحاب موسى إنا لمدركون ، قال كلا) (٥٦) فهو نفي لما قبله ، وإثبات لما بعده.

وأما قوله في سورة سبأ : (قل : أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا) (٥٧) فلها ثلاثة مواضع :

أحدها أن تكون ردا على قوله : (أروني) ، أي أنهم : لا يرون ذلك وكيف يرون شيئا لا يكون؟!

والموضع الثاني : قوله : (ألحقتم به شركاء) فهو رد له ، أي : لا شريك له.

والثالث : أنها تحقيق لقوله : (بل هو الله العزيز الحكيم).

وقال بعض أهل التأويل : إنما رد على قوله : (ألحقتم به شركاء) دون أن يكون ردا على قوله (أروني). وذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لما أمر بأن يقول لهم : (أروني) قال لهم ذلك. فكأنهم قالوا : هذه هي الأصنام التي تضرنا وتنفعنا فأروه إياها فرد عليهم ذلك بقوله : بل هو ، أي : أن الذي يضركم وينفعكم ويرزقكم ويمنعكم هو الله. ومعنى قوله : (أروني) هاهنا : أعلموني.

وأما قوله ـ عزوجل ـ في سورة سأل سائل : لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ، وصاحبته وأخيه ، وفصيلته التي تؤويه ، ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ، كلا) (٥٨) فرد لقولهم (ثم ينجيه) أو رد لقوله (لو يفتدي).

وقال في هذه السورة : (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم؟ كلا إنا خلقناهم مما يعلمون) (٥٩) من نطفة ، كما خلقنا بني آدم كلهم ، ومن حكمنا في بني آدم أن لا يدخل أحد منهم الجنة إلا بالإيمان والعمل الصالح فلا (٦٠) يطمع كل امرئ منهم ليس بمؤمن ولا صالح أن يدخل الجنة ولا يدخلها ، إلا مؤمن صالح العمل.

وأما قوله في سورة المدثر : (ثم يطمع أن أزيد؟ كلا) فهو رد (أن

__________________

(٥٦) الشعراء : ٦١.

(٥٧) سبأ : ٢٦.

(٥٨) المعارج : ١١ ـ ١٥.

(٥٩) المعارج : ٣٨ ـ ٣٩.

(٦٠) في المطبوع : فلم. والصواب ما أثبتناه.

(٦١) المدثر : ١٥ ـ ١٦.


أزيد) (٦٢) وذلك أن الوليد كان يقول : ما أعطيت ما أعطيته إلا من خير ، ولا حرمه غيري إلا من هوان. فإن كان ما يقوله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حقا فما أعطاه في الآخرة أفضل ، فقيل له : (ثم يطمع أن أزيد؟ كلا) ، أي لا يكون ذلك.

وكذلك قوله : (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول : ربي أكرمن ... إلى قوله : أهانن ، كلا) (٦٣).

ومن الرد قوله : (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ، كلا) (٦٤) أي : لا مفر أكد ذلك بقوله : (لا وزر) تأكيدا لقوله كلا.

ومنه : (إذا تتلى عليه آياتنا قال : أساطير الأولين ، كلا) (٦٥) فهو رد ، أي : أنها ليست بأساطير الأولين.

ومن الرد قوله : (أيحسب أن ماله أخلده؟ كلا) (٦٦) أي : ليس كما يظن ، فإن ماله لن يخلده.

فذا ما في القرآن من النفي والرد بكلا.

وما كان في أشعار العرب منه ، وهو كثير ، قول القائل :

فقالوا قد بكيت ، فقلت : كلا

وهل يبكي من الطرب الجليد (٦٧)

فنفى بذلك قولهم : قد بكيت ، وقال ابن الدمينة :

أردت لكيما تجمعينا ثلاثة

أخي وابن عمي ضله من ظلالك

أردت بأن نرضى ويتفق الهوى

على الشرك ، كلا ، لا تظني كذلك (٦٨)

__________________

(٦٢) في المطبوع : أن لا يزيد (كذا!).

(٦٣) الفجر : ١٥ ـ ١٧.

(٦٤) المدثر : ٥٢ ـ ٥٣.

(٦٥) المطففين : ١٣ ـ ١٤.

(٦٦) الهمزة : ٣ ـ ٤.

(٦٧) وبعده :

ولكني أصاب سواد عيني

عويد قذى له طرف حديد

في الأمالي ١ / ٥٠.

(٦٨) الديوان : ٤٦.


وقال آخر :

أليس قليلا نظرة إن نظرتها

إليك ، وكلا ، ليس منك قليل (٦٩)

وصف النظرة بالقلة ، ثم تدارك فنفى أن تكون نظرته إليها قليلة.

باب

(كلا) إذا كانت تحقيقا لما بعدها

وذلك قولك : كلا ، لأضربنك ، ومنه في كتاب الله : (كلا إنها تذكرة) (٧٠) إن : يكون تأكيدا ، وكلا : زيادة تأكيد : ومثل : (كلا سيعلمون ، ثم كلا سيعلمون) (٧١). وكان بعض أهل التأويل يقول : هو رد شئ قد تقدم إلا إنه لم يذكر ظاهرا ، وذلك قوله (الذي هم فيه مختلفون) [النبأ : ٣]. ثم قال : (كلا) فهو رد على قوله : مختلفون ، ومعناها : لا اختلاف فيه.

ومن التحقيق قوله : (كلا لما يقض ما أمره) (٧٢) ، أي : أنه لم يقض ما أمر به ، وكان بعضهم يقول : معناها (إن).

ومثله : (كلا إنه تذكرة) (٧٣). ومنه : (كلا بل تكذبون بالدين) (٧٤) وهو تحقيق لما بعده ومنه : (كلا إن كتاب الفجار) (٧٥). وكلا إن كتاب الأبرار) (٧٦) و : (كلا إن الإنسان ليطغى) (٧٧) و : (كلا لئن لم ينته) (٧٨).

__________________

(٦٩) ليزيد بن الطثرية في الديوان ٥٣.

(٧٠) عبس : ١١.

(٧١) النبأ : ٤ ـ ٥.

(٧٢) عبس : ٢٣.

(٧٣) المدثر ٥٤.

(٧٤) الانفطار : ٩.

(٧٥) المطففون : ٧.

(٧٦) المطففون ١٨.

(٧٧) العلق : ٦.

(٧٨) العلق : ١٥.


باب الردع

وأما ما كان ردعا فقوله ـ جل ثناؤه ـ (ألهيكم التكاثر ، حتى زرتم المقابر ، كلا سوف تعلمون ، ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو ...) (٧٩) ردعهم عن التكاثر ، ثم أعاد أخرى فقال : كلا ، أي أنكم افتخرتم وتكاثرتم ، وظننتم أن هذا ينفع شيئا ، ثم أكد ذلك بقوله : كلا ثم كلا ، إبلاغا في الموعظة.

ومنه قوله ـ عزوجل : (فأنت عنه تلهى ، كلا) (٨٠) أي : لا تفعل ذلك.

ومنه (كلا ، لا تطعمه) (٨١).

باب صلة الإيمان

وأما ما كان من صلة اليمين فقوله : (كلا والقمر) (٨٢) فهو صلة اليمين وتأكيد لها ويقال : إن معناها ألا والقمر ، أي : والقمر كذا كان أبو زكريا الفراء (٨٣) يقول.

هذا ما في القرآن.

فإن سأل سائل عن (كلا) فقل : هي في كتاب الله على أربعة أوجه يجمعها وجهان : رد ، وردع ، وهما متقاربان ، وتحقيق وصلة يمين ، وهما متقاربان.

فالرد مثل : (ليكونوا لهم عزا ، كلا) (٨٤) وهو الذي يوقف عليه.

والردع : مثل قوله : (كلا سيعلمون) (٨٥).

والتحقيق ، مثل : (كلا ، إن كتاب الأبرار لفي عليين) (٨٦).

__________________

(٧٩) التكاثر : ١ ـ ٥.

(٨٠) عبس : ١٠ ـ ١١.

(٨١) العلق : ٢١.

(٨٢) القمر : ٣٥.

(٨٣) أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء ، رأس مدرسة الكوفة في عصره (ت ٢٠٧).

الفهرست ٦٦ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٧٦ ، تاريخ بغداد ١٤ / ١٤٩.

(٨٤) مريم : ٨١.

(٨٥) النبأ : ٤.

(٨٦) المطففين : ١٨.


وصلة اليمين : مثل قوله : (كلا والقمر) (٨٧).

واعلم أنه ليس في النصف الأول من كتاب الله ، عزوجل ، كلا. وما كان منه في النصف الآخر فهو الذي أوضحنا معناه بحسب ما لاح واتجه.

والله ولي التوفيق ، وله الحمد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

كتاب الإفراد

(... وقال ابن فارس في كتاب (الإفراد) : كل ما في كتاب الله من ذكر (الأسف) فمعناه : الحزن ، كقوله تعالى في قصة يعقوب : (يا أسفا على يوسف) ، إلا قوله تعالى : (فلما آسفونا) فإن معنا : أغضبونا. وأما قوله في قصة موسى (غضبان أسفا) ، فقال ابن عباس ، مغتاظا.

وكل ما في القرآن من ذكر (البروج) فإنها الكواكب ، كقوله تعالى : (وسماء ذات البروج) إلا التي في سورة النساء (ولو كنتم في بروج مشيدة) فإنها القصور الطوال ، المرتفعة في السماء ، الحصينة.

وما في القرآن من ذكر (البر) و (البحر) فإنه يراد بالبحر : الماء وبالبر : التراب اليابس ، غير واحد في سورة الروم : (ظهر الفساد في البر والبحر) فإنه بمعنى البرية والعمران. وقال بعض علمائنا : في البر قتل ابن آدم أخاه ، وفي البحر أخذ الملك كل سفينة غصبا.

و (البخس) في القرآن : النقص ، مثل قوله تعالى : (فلا يخاف بخسا ولا رهقا) إلا حرفا واحدا في سورة يوسف : (وشروه بثمن بخس) ، فإن أهل التفسير قالوا : بخس : حرام.

وما في القرآن من ذكر (البعل) فهو الزوج ، كقوله تعالى : (وبعولتهن أحق بردهن) إلا حرفا واحدا في سورة الصافات : (أتدعون بعلا) فإنه أراد صنما.

وما في القرآن من ذكر (البكم) فهو الخرس عن الكلام بالإيمان كقوله : (صم بكم) إنما أراد بكم عن النطق بالتوحيد مع صحة ألسنتكم ، إلا حرفين : أحدهما

__________________

(٨٧) المدثر : ٣٢.


في سورة بني إسرائيل (عميا وبكما وصما). والثاني في سورة النحل قوله عزوجل : (أحدهما أبكم) فإنهما ـ في هذين الموضعين ـ اللذان لا يقدران على الكلام.

وكل شئ في القرآن (جثيا) فمعنا : جميعا ، إلا التي في سورة الشريعة (الجاثية) : (وترى كل أمة جاثية) فإنه أراد : تجثو على ركبتيها.

وكل حرف في القرآن (حسبان) فهو من العدد ، غير حرف في سورة الكهف (حسبانا من السماء) فإنه بمعنى العذاب.

وكل ما في القرآن (حسرة) فهو الندامة ، كقوله ـ عزوجل ـ (يا حسرة على العباد). إلا التي في سورة آل عمران : (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم) فإنه يعني به حزنا.

وكل شئ في القرآن (الدحض) و (الداحض) فمعناه الباطل كقوله : (حجتهم داحضة) إلا التي في سورة الصافات (فكان من المدحضين).

وكل حرف في القرآن من (رجز) فهو العذاب ، كقوله تعالى في قصة بني إسرائيل : (لئن كشف عنا الرجز) إلا التي في سورة المدثر (والرجز فاهجر) فإنه يعني الصنم فاجتنبوا عبادته.

وكل شئ في القرآن من (ريب) فهو شك ، غير حرف واحد ، وهو قوله تعالى : (نتربص به ريب المنون) فإنه يعني : حوادث الدهر.

وكل شئ في القرآن (نرجمنكم) أو (يرجمونكم) فهو القتل ، غير التي في سورة مريم (لأرجمنك) يعني لأشتمنك.

وكل شئ في القرآن من (زور) فهو الكذب ، ويراد به الشرك ، غير التي في المجادلة (منكر من القول وزورا) فإنه كذب غير شرك.

وكل شئ في القرآن من (زكاة) فهو المال ، غير التي في سورة مريم (وحنانا من لدنا وزكاة) فإنه يعني تعطفا.

وكل شئ في القرآن من (زاغوا) و (لا تزغ) فإنه من (مالوا) و (لا تمل) غير واحدة في سورة الأحزاب (وإذ زاغت الأبصار) بمعنى شخصت.

وكل شئ في القرآن من (يسخرون) وسخرنا) فإنه يراد فإنه يراد به الاستهزاء غير التي في سورة الزخرف : (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) فإنه أراد : أعوانا وخدما.


وكل سكينة في القرآن : طمأنينة القلب ، غير واحدة في سورة البقرة (فيه سكينة من ربكم) فإنه يعني كرأس الهرة لها جناحان كانت في التابوت.

وكل شئ في القرآن من ذكر (السعير) فهو النار والوقود إلا قوله ـ عزوجل ـ : (إن المجرمين في ضلال وسعر) فإنه العناد.

وكل شئ في القرآن من ذكر (شيطان) فإنه إبليس وجنوده وذريته ، إلا قوله تعالى في سورة البقرة : (وإذا خلو إلى شياطينهم) فإنه يريد كهنتهم مثل كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب ، وأبي ياسر أخيه.

وكل شهيد في القرآن ـ غير القتلى في الغزو ـ فهم الذين يشهدون على أمور الناس إلا التي في سورة البقرة قوله عزوجل : (وادعو شهداءكم) فإنه يريد شركاءكم.

وكل ما في القرآن من (أصحاب النار) فهم أهل النار إلا قوله : (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) فإنه يرد خزنتها.

وكل (صلاة) في القرآن فهي عبادة ورحمة إلا قوله تعالى : (وصلوات ومساجد) فإنه : يريد بيوت عبادتهم.

وكل (صمم) في القرآن فهو عن الاستماع للإيمان ، غير واحد في بني إسرائيل ، قوله : ـ عزوجل ـ : (عميا وبكما وصما) معناه : لا يسمعون شيئا.

وكل (عذاب) في القرآن فهو التعذيب إلا قوله ـ عزوجل ـ : (وليشهد عذابهما) فإنه يريد الضرب.

والقانتون : المطيعون ، لكن قوله ـ عزوجل ـ في البقرة : (كل له قانتون) معناه : مقرون يعني : مقرون بالعبودية.

وكل (كنز) في القرآن فهو المال إلا الذي في سورة الكهف : (وكان كنز لها) فإنه أراد صحفا وعلما.

وكل (مصباح) في القرآن فهو الكوكب إلا الذي في سورة النور (المصباح في زجاجة) فإنه السراج في نفسة.

(النكاح) في القرآن : التزويج ، إلا قوله ـ جل ثناؤه ـ : (حتى إذا بلغوا النكاح) فإنه يعني الحلم.

و (النبأ) و (الأنبياء) في القرآن : الإخبار ، إلا قوله تعالى : (فعميت عليهم


الأنباء) فإنه يعني الحج.

(الورود) في القرآن : الدخول إلا في القصص (ولما ورد ماء مدين) يعني هجم عليه ولم يدخله.

وكل شئ في القرآن من (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) يعني عن العمل إلا التي في سورة النساء (إلا ما آتاها) يعني النفقة.

وكل شئ في القرآن من (يأس) فهو القنوط ، إلا التي في الرعد (أفلم ييأس الذين آمنوا) أي : لم يعلموا : قال ابن فارس : أنشدني أبي فارس بن زكريا.

أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني

ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم

وكل شئ في القرآن من ذكر (الصبر) محمود إلا قوله عزوجل : (لولا أن صبرنا عليها) و (اصبروا على آلهتكم).


الفاتحة

* الحمد الله رب العالمين (١ / ٢).

قال قوم : سمي العالم لاجتماعه. والمراد بالآية : الخلائق أجمعون. وكل جنس من الخلق في نفسه معلم ، وعلم. جمعه : العالمون (٨٨).

* مالك يوم الدين (١ / ٤).

أي : يوم الحكم. وقال قوم : الحساب والجزاء. وأي ذلك كان فهو أمر ينقاد له (٨٩).

* إياك نعبد وإياك نستعين (١ / ٥)

معناه : فأعنا على عبادتك (٩٠).

* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (١ / ٧).

وهو الاستثناء بغير ، تقول العرب : عشرة غير واحد ، ليس هو من العشرة (٩١).

و (لا) من حروف الزوائد لتتميم الكلام ، والمعنى : إلغاؤها (٩٢).

سورة البقرة

* ذلك الكتاب لا ريب فيه (٢ / ٢).

الريب : الشك (٩٣).

* سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (٢ / ٦).

الهمزة للاستفهام ، ومعناها : التسوية (٩٤).

* في قلوبهم مرض (٢ / ١٠).

__________________

(٨٨) مق ٤ / ١١٠.

(٨٩) مق ٢ / ٣١٩ ـ ٣٢٠.

(٩٠) ص ١٨٠.

(٩١) مق ٤ / ٤٤.

(٩٢) صا ١٦٦.

(٩٣) مق ٢ / ٤٦٣.

(٩٤) صا ١٨٢.


المرض : ما يخرج به الإنسان عن حد الصحة في أي شئ كان. والمراد  ـ هاهنا ـ : النفاق (٩٥).

* وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (٢ / ١١ ـ ١٢).

ألا : افتتاح كلام ، وقيل : إن الهمزة لتنبيه ، و (لا) نفي لدعوى وهي ـ هاهنا نفي للإصلاح عنهم (٩٦).

* وإذا خلوا إلى شياطينهم (٢ / ١٤)

يقال : خلا فلان إلى فلان : إذا اجتمعا في الخلوة (٩٧).

* وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم (٢ / ١٤ ـ ١٥).

هذا مما يترك حكم ظاهر لفظه ، لأنه محمول على معناه ، وإن كان جعله في باب المحاذاة أحسن (٩٨) ، والمحاذاة : أن يجعل كلام بحذاء كلام فيؤتى به على وزنه لفظا ، وإن كانا مختلفين (٩٩).

* فلما أضاءت ما حوله (٢ / ١٧).

الضوء ، والضوء ، بمعنى. وهو : الضياء والنور. قال أبو عبيد : أضاءت النار ، وأضاءت غيرها (١٠٠).

* أو كصيب من السماء (٢ / ١٩).

الصيب : السحاب ذو الصوب (١٠١).

* يجعلون أصابعهم في آذانهم (٢ / ١٩).

الأصابع : وأحدهما إصبع الإنسان. قالوا : الإصبع مؤنثة ، وقالوا : قد يذكر.

__________________

(٩٥) مق ٥ / ٣١١.

(٩٦) صا ١٣٣.

(٩٧) مق ٢ / ٢٥٨.

(٩٨) صا ٢٥٤.

(٩٩) صا ٢٣٠.

(١٠٠) مق ٣ / ٣٧٦.

(١٠١) مق ٣ / ٣١٨.


وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال :

هل أنت إلا إصبع دميت

وفي سبيل الله ما لقيت (١٠٢).

هكذا على التأنيث (١٠٣). ويقولون : إن ولد قحطان يسمون الأصابع : الشناتر (١٠٤).

* يكاد البرق يخطف أبصارهم (٢ / ٢٠).

الخطف : الاستلاب. تقول : خطفته أخطفه ، وخطفته أخطفه ، وبرق خاطف الأبصار (١٠٥).

* كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم (٢ / ٢٨).

كيف : من التعجيب (١٠٦).

* أتجعل فيها من يفسد فيها (٢ / ٣٠).

إستخبار ، والمعنى : استرشاد (١٠٧).

* وعلم آدم الأسماء كلها (٢ / ٣١).

علمه الأسماء كلها ، وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس من دابة وأرض وسهل وجبل وجمل وحمار ، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها (١٠٨).

* وعلم آدم الأسماء كلها (٢ / ٣١).

كان ابن عباس يقول : علمه الأسماء كلها ، وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس من دابة ، وأرض ، وسهل ، وجبل ، وجمل ، وحمار ، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها ، وروى خصيف (١٠٩) عن مجاهد قال : علمه اسم كل شئ ، وقال غيرهما : إنما علمه أسماء الملائكة. وقال آخرون : علمه أسماء ذريته أجمعين. والذي نذهب إليه في ذلك ما ذكرناه عن ابن عباس. فإن قال قائل : لو كان ذلك كما تذهب إليه لقال :

__________________

(١٠٢) مجمل اللغة ٣ / ٢٥٨ ، للسان (صبع).

(١٠٣) مق ٣ / ٣٣١.

(١٠٤) صا ٥٥.

(١٠٥) مقا ٢ / ١٩٦.

(١٠٦) يريد أنها استفهام خرج إلى التعجب. صا ١٥٩.

(١٠٧) يريد أنه خبر يؤدي معنى الاسترشاد ، أي : طلب الإرشاد. صا ١٨٢.

(١٠٨) صا ٣١.

(١٠٩) راوية من التابعين ، أخذ عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ومن في طبقتهما ، ينظر وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٢.


(ثم عرضهن أو عرضها) فلما قال : عرضهم ، علم أن ذلك الأعيان بني آدم أو الملائكة ، لأن موضوع الكناية في كلام العرب أن يقال لما يعقل : (عرضهم) ، ولما لا يعقل عرضها أو عرضهن ، قيل له : إنما قال ذلك ـ والله أعلم ـ لأنه جمع ما يعقل وما لا يعقل ، فغلب ما يعقل ، وهي سنة من سنن العرب ، أعني باب التغليب ، وذلك كقوله ـ جل ثناؤه ـ : (والله خلق كل دابة من ماء ، فمنهم من يمشي على بطنه ، ومنهم من يمشي على رجلين ، ومنهم من يمشي على أربع ، يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير) (١١٠) ، فقال : (منهم) تغليبا لمن يمشي على رجلين ، وهم بنو آدم (١١١).

* أسكن أنت وزوجك الجنة (٢ / ٣٥).

زعم الكسائي عن القاسم بن معن أن (زوجك) لغة لأزد شنوءة ، وهم من اليمن (١١٢) وزوجها : بعلها ، وهو الفصيح (١١٣).

* أوفوا بعهدي أوف بعهدكم (٢ / ٤٠).

بيان هذا العهد ، قوله تعالى : لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي) (١١٤) فهذا عهده ، جل ثناؤه ، وعهدهم تمام الآية في قوله ، جل ثناؤه : (لأكفرن عنكم سيئاتكم) (١١٥) فإذا وفوا بالعهد الأول أعطوا ما وعدوه (١١٦).

* ولا تكونوا أول كافر به (٢ / ٤١).

الكفر لا يجوز في حال من الأحوال. ومذهب العرب ، أن العربي قد يذكر الشئ بإحدى صفتيه فيؤثر ذلك ، وقد يذكره فلا يؤثر ، بل يكون الأمر في ذلك وفي غيره سواء ، ألا ترى القائل يقول :

من أناس ليس من أخلاقهم

عاجل الفحش ، ولا سوء الطمع (١١٧)

فلو كان الأمر على ما يذهب إليه من يخالف مذهب العرب لاستجيز : آجل

__________________

(١١٠) النور : ٤٥.

(١١١) صا ٣٢.

(١١٢) صا ٥٨ ـ ٥٩.

(١١٣) مق ٣ / ٣٥.

(١١٤) المائدة : ١٢.

(١١٥) المائدة : ١٢.

(١١٦) صا ٢٤٠ ـ ٢٤١.

(١١٧) الصاحبي ١٩٥.


الفحش ، إذ كان الشاعر إنما ذكر العاجل.

وحكى ناس عن أبي عبيد أنه كان يقول بالمذهب الأول ، ويقول في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لي الواجد يحل عقوبته وعرضه) فدل أن غير الواجد مخالف للواجد.

والذي نقوله في هذا الباب أن أبا عبيد إنما سلك فيما قاله من هذا مسلك التأول ، ذاهبا إلى مذهب من يقول بهذه المقالة ، ولم يحك ما قاله عن العرب. فأما في الذي تأوله فإنا نحن نخالفه فيه (١١٨).

* وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (٢ / ٤٣).

إذا جاء الخطاب بلفظ مذكر ولم ينص فيه على ذكر الرجال ، فإن ذلك الخطاب شامل للذكران والإناث (١١٩).

* وأقيموا الصلاة (٢ / ٤٣).

فهذا مجمل غير مفصل حتى فسره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو مما يشكل لأنه لا يحد في نفس الخطاب ، وقد فسره النبي (١٢٠). وهو بلفظ الأمر (أفعل) (١٢١).

* واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة (٢ / ٤٥).

أي : وإنهما ، وهذا من باب نسبة الفعل إلى أحد اثنين ، وهو لهما (١٢٢).

* يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا (٢ / ٤٨).

أي : لا تقضي ، وأهل المدينة يسمون المتقاضي : المتجازي (١٢٣).

* فتوبوا إلى بارئكم (٢ / ٥٤).

البارئ : الله ، جل ثناؤه (١٢٤).

__________________

(١١٨) صا ١٩٦.

(١١٩) صا ١٨٨.

(١٢٠) صا ٧٦.

(١٢١) صا ١٨٤.

(١٢٢) صا ٢١٨.

(١٢٣) مق ١ / ٤٥٦.

(١٢٤) مق ١ / ٢٢٦.


* وقولوا حطة (٢ / ٥٨ ـ والأعراف ١٦١).

قالوا : كلمة أمر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحطت أو زارهم (١٢٥) ، وقالوا : تفسيرها : اللهم حط عنا أوزارنا (١٢٦).

* كونوا قردة خاسئين (٢ / ٦٥).

اللفظ أمر ، والمعنى تكوين. وهذا لا يجوز أن يكون إلا من الله ، جل ثناؤه (١٢٧).

* لا فارض ولا بكر (٢ / ٦٨).

الفارض : المسنة (١٢٨).

* فذبحوها وما كادوا يفعلون (٢ / ٧١).

إذا قرنت (كاد) بجحد فقد وقع ، إذا قلت : ما كاد يفعله ، فقد فعله (١٢٩).

* وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها (٢ / ٧٢).

وينسب الفعل إلى الجماعة وهو لواحد منهم. وإنما كان القاتل واحدا (١٣٠).

* فقلنا : اضربوه ببعضها ، كذلك (٢ / ٧٣).

وهذا من الاضمار ، معناه : فضربوه فحي (١٣١).

* كذلك يحيي الله الموتى (٢ / ٧٣).

وهو أيضا ، من الاضمار (١٣٢).

* ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة (٢ / ٧٤).

القسوة : من غلظ القلب ، وهي من قسوة الحجر (١٣٣) وقال بعضهم : بعضها

__________________

(١٢٥) مج ٢ / ١٥.

(١٢٦) مق ٢ / ١٣.

(١٢٧) صا ١٨٥.

(١٢٨) مج ٤ / ٨٩.

(١٢٩) مق ٥ / ١٤٥.

(١٣٠) صا ٢١٧.

(١٣١) صا ٢٣٥.

(١٣٢) صا ٢٣٥.

(١٣٣) مق ٥ / ٨٧.


كالحجارة ، وبعضها أشد قسوة ، أي : هي ضربان ، ضرب كذا ، وضرب كذا (١٣٤).

* لا يعلمون الكتاب إلا أماني (٢ / ٧٨).

تمنى الرجل الكتاب : إذا قرأه (١٣٥).

* وقالوا : قلوبنا غلف (٢ / ٨٨).

أي أوعية للعلم (١٣٦).

* فقليلا ما يؤمنون (٢ / ٨٨).

كان قطرب (١٣٧) يقول : إن العرب تدخل ، لا ، وما ، توكيدا في الكلام (١٣٨).

* واشربوا في قلوبهم العجل (٢ / ٩٣).

أشرب فلان حب فلان : إذا خالط قلبه ، وقال المفسرون : حب العجل (١٣٩).

* قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله (٢ / ٩٧).

هذا مما لا يعلم معناه إلا بمعرفة قصته (١٤٠).

* ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق (٢ / ١٠٢).

فأثبت لهم علما ، ثم قال : (ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (١٠٢) لما كان علما يعلموا به ، كانوا كأنهم لا يعلمون (١٤١).

* فلم تقتلون أنبياء الله من قبل (٢ / ٩١).

وهذا مما جاء بلفظ المستقبل وهو في المعنى ماض؟ وقوله ـ جل ثناؤه ـ : * واتبعوا ما تتلوا الشياطين (٢ / ١٠٢) أي : ما تلت (١٤٢).

* لا تقولوا راعنا (٢ / ١٠٤).

__________________

(١٣٤) صا ١٢٩.

(١٣٥) مج ٤ / ٢٩٦.

(١٣٦) صا ٢٤٢.

(١٣٧) محمد بن المستنير ، المعروف بقطرب ، صاحب المثلثات في اللغة والعشرات ، وغيرها. فهرست ابن النديم ٥٢ ، طبقات النحويين ١٠٦ ، تأريخ بغداد ٣ / ٢٩٨. إنباه الرواة ٣ / ٢١٩.

(١٣٨) صا ١٦٥.

(١٣٩) مق ٣ / ٢٦٨.

(١٤٠) صا ٧٦.

(١٤١) صا ٢٥٩.

(١٤٢) صا ٢٢٠.


راعنا : كلمة كانت اليهود تتساب بها ، وهو من (الأرعن) ومن قرأها (راعنا) منونة فتأويلها : لا تقولوا حمقا من القول ، وهو الكلام الأرعن : أي : المضطرب الأهوج (مق ٣ / ٤٠٨).

* من خير من ربكم (٢ / ١٠٥).

من : صلة (١٤٣).

* أم تريدون أن تسألوا رسولكم (٢ / ١٠٨).

كان أبو عبيدة يقول : أم تأتي بمعنى ألف الاستفهام ، بمعنى : أتريدون؟ (١٤٤).

* قل هاتوا برهانكم (٢ / ١١١).

هات : بمعنى : أعط. على لفظ رام وعاط. قال الفراء : ولم تسمع في الاثنين إنما تقال للواحد والجميع (١٤٥).

* ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (٢ / ١٧٧).

يقولون : فلان يبر ربه ، أي : يطيعه ، وهو الصدق (١٤٦).

* إني جاعلك للناس إماما (٢ / ١٢٤).

جعل : صير (١٤٧).

* وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا (٢ / ١٢٥).

المثابة : المكان يثوب إليه الناس. قال أهل التفسير : مثابة : يثوبون إليه لا يقضون منه وطرا أبدا (١٤٨).

* رب اجعل هذا البلد آمنا (٢ / ١٢٦).

آمنا : ذا أمن (١٤٩).

* لا نفرق بين أحد منهم (٢ / ١٣٦).

__________________

(١٤٣) صا ١٧٣.

(١٤٤) صا ١٢٦.

(١٤٥) صا ١٧٥ ـ ١٧٦.

(١٤٦) مق ١ / ١٧٧.

(١٤٧) مج ١ / ٤٤١.

(١٤٨) مق ١ / ٣٩٣.

(١٤٩) مق ١ / ١٣٥.


التفريق لا يكون إلا بين اثنين. وهذا من سنن العرب ذكر الواحد والمراد الجميع (١٥٠).

وما جعلنا القبلة التي كنت عليها (٢ / ١٤٣).

بمعنى : أنت عليها (١٥١).

أمة وسطا (٢ / ١٤٣).

أعدل الشئ أوسطه ، ووسطه (١٥٢) والوسط من كل شئ : أعدله (١٥٣).

ولك وجهة (٢ / ١٤٨).

الوجهة : كل موضع استقبلته (١٥٤).

* لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا (٢ / ١٥٠).

أراد : إلا على الذين ظلموا ، فإن عليهم الحجة (١٥٥).

* فولوا وجوهكم شطره (٢ / ١٥٠).

شطر كل شئ : قصده وجهته (١٥٦).

* إن الصفا والمروة من شعائر الله (٢ / ١٥٨).

الشعائر : واحدتها شعيرة ، وهي : أعلام الحج وأعماله (١٥٧).

* فما أصبرهم على النار (٢ / ١٧٥).

هذا من التعجب ، وقد قيل إن معنى هذا : ما الذي صبرهم؟ وآخرون يقولون : ما أصبرهم! ما أجرأهم! (١٥٨).

* وآتى المال على حبه (٢ / ١٧٧).

__________________

(١٥٠) صا ٢١١.

(١٥١) صا ٢٣٦.

(١٥٢) مق ٦ / ١٠٨.

(١٥٣) مج ٤ / ٥٢٤.

(١٥٤) مق ٦ / ٨٩.

(١٥٥) صا ١٢٦.

(١٥٦) مج ٣ / ١٥٨.

(١٥٧) مق ٣ / ١٩٤.

(١٥٨) صا ١٨٨.


الحب في الظاهر مضاف إلى المال ، وهو في الحقيقة لصاحب المال (١٥٩).

* فمن خاب من موص جنفا (٢ / ١٨٢).

يقال جنف : إذا عدل وجار (١٦٠). والجنف : الميل (١٦١).

* كتب عليهم الصيام (٢ / ١٨٣). الكتاب : الفرض (مق ٥ / ١٥٩).

* وإن تصوموا خير لكم (٢ / ١٨٤).

بمعنى : الصوم خير لكم (١٦٢).

* أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم (٢ / ١٧٨).

الرفث : النكاح (١٦٣).

* حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (٢ / ١٨٧).

الخيط الأبيض : بياض النهار ، والخبط الأسود : سواد الليل (١٦٤).

* وتدلوا بها إلى الحكام (٢ / ١٨٨).

أدلى بماله إلى الحاكم : إذا دفعه إليه (١٦٥).

* لا عدوان إلا على الظالمين (٢ / ١٩٣).

للعرب كلام بألفاظ تختص به معان لا يجوز نقلها إلى غيرها. وهذا مما لا يقال في الخير (١٦٦).

* وأتموا الحج والعمرة لله (٢ / ١٩٦).

الإتمام : القيام بالأمر ، أي : قوموا بفرضها (١٦٧).

* فإن أحصرتم (٢ / ١٩٦).

__________________

(١٥٩) صا ٢٤٩.

(١٦٠) مق ١ / ٤٨٦.

(١٦١) مج ١ / ٤٦٤.

(١٦٢) صا ١٣١.

(١٦٣) مج ٢ / ٤٠٣. مق ٢ / ٤٢١.

(١٦٤) مق ٢ / ٢٣٣.

(١٦٥) مق ٢ / ٢٩٣.

(١٦٦) صا ٢٦٤.

(١٦٧) مج ١ / ٣٢٠ (وحواشيه).


أحصره المرض : إذا منعه من سفر أو حاجة يريدها (١٦٨).

* فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي (٢ / ١٩٦).

أي : فعليكم (١٦٩).

* فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة (٢ / ١٩٦).

تقول العرب : عشرة وعشرة فتلك عشرون : وذلك زيادة في التأكيد. وإنما قال ، تبارك وتعالى ، (ثلاثة أيام في الحج ، وسبعة ...) لنفي الاحتمال أن يكون أحدهما واجبا : إما ثلاثة ، وإما سبعة ، فأكد وأزيل التوهم بأن جمع بينهما (١٧٠).

* ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس (٢ / ١٩٩).

أفاض القوم من عرفة : إذا دفعوا ، وذلك كجريان السيل (١٧١).

* كان الناس أمة واحدة (٢ / ٢١٣).

قيل : كانوا كفارا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وقيل : كان جميع من مع نوح (عليه‌السلام) في السفينة مؤمنا ثم تفرقوا (١٧٢).

* وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب (٢ / ٢١٤).

قالوا : لما لم يصلح أن يقول الرسول : متى نصر الله؟ كان التأويل وزلزلوا حتى قال المؤمنون : متى نصر الله؟ فقال الرسول : ألا إن نصر الله قريب ، ورد الكلام إلى من صلح أن يكون له (صا ٢٤٥).

* عسى أن تكرهوا شيئا (٢ / ٢١٦).

قال الكسائي : كل ما في القرآن على وجه الخبر فهو موحد ، ووحد على : عسى الأمر أن يكون كذا (١٧٣).

* نساؤكم حرث لكم (٢ / ٢٢٣).

__________________

(١٦٨) مج ٢ / ٧٦.

(١٦٩) صا ٢٣٤.

(١٧٠) صا ٢٧١ ـ ٢٧٢.

(١٧١) مق ٤ / ٤٦٥.

(١٧٢) مق ١ / ٢٧.

(١٧٣) صا ١٥٧.


المرأة حرث الزوج : لأنها مزدرع ولده (١٧٤). فهذا تشبيه (١٧٥).

* لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم (٢ / ٢٢٥).

أي : ما لم تعتقدوه بقلوبكم. والفقهاء يقولون : هو قول الرجل : لا والله ، وبلى والله. وقوم يقولون : هو قول الرجل لسواد مقبلا : والله إن هذا فلان ، يظنه إياه ، ثم لا يكون كما ظن ، قالوا : فيمينه لغو ، لأنه لم يتعمد الكذب (١٧٦). واللغو ما لم يعقد عليه.

القلب من الإيمان واشتقاق ذلك من قولهم لما لم يعد من أولاد الإبل في الدية ، أو غيرها : لغو (١٧٧).

* والمطلقات يتربصن (٢ / ٢٢٨).

خبر يحتمل معنى الأمر (١٧٨).

* والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء (٢ / ٢٢٨).

هذا مما يختلف فيه الفقهاء ، وهو مما يوكل إلى غير الاحتجاج بلغة العرب (١٧٩).

* الطلاق مرتان (٢ / ٢٢٩).

المعنى : من طلق امرأته مرتين فليمسكها بعدهما بمعروف ، أو يسرحها بإحسان (١٨٠).

* فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله (٢ / ٢٣٠).

قوله (إن ظنا) شرط لإطلاق المراجعة ، فلو كان محتوما مفروضا لما جاز لهما أن يتراجعا إلا بعد الظن أن يقيما حدود الله ، فالشرط ، هاهنا كالمجاز غير المعزوم (١٨١).

* فلا تعضلوهن (٢ / ٢٣٢).

__________________

(١٧٤) مج ٢ / ٥٣.

(١٧٥) مق ٢ / ٤٩.

(١٧٦) مق ٥ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦.

(١٧٧) مج ٤ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(١٧٨) صا ١٧٩.

(١٧٩) صا ٦٣.

(١٨٠) صا ١٨٠.

(١٨١) صا ٢٦٠.


هذا من المشكل لغرابة لفظه ، وصنف فيه علماؤنا كتب غريب القرآن (١٨٢).

حتى يبلغ الكتاب أجله (٢ / ٢٣٢).

حتى : للغاية (١٨٣).

* والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن (٢ / ٢٣٤).

خبر عن الأزواج وترك الذين (١٨٤).

* لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء (٢ / ٢٣٥).

الخطبة في النكاح : الطلب أن يزوج (١٨٥).

* ولكن لا تواعدوهن سرا (٢ / ٢٣٥).

كناية عن النكاح (١٨٦).

* قوموا لله قانتين (٢ / ٢٣٨).

قيل : لطول القيام في الصلاة قنوت. وسمي السكوت في الصلاة والاقبال عليها قنوتا (١٨٧).

* وزاده بسطة في العلم والجسم (٢ / ٢٤٧).

البسطة في كل شئ : السعة. وهو بسيط الجسم والباع والعلم (١٨٨).

* قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله (٢ / ٢٤٩).

ظننت ظنا ، أي : أيقنت (١٨٩).

* إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني (٢ / ٢٤٩).

الإطعام يقع في كل ما يطعم ، حتى الماء (١٩٠).

__________________

(١٨٢) صا ٧٤ ـ ٧٥.

(١٨٣) صا ١٥٠.

(١٨٤) صا ٢١٧.

(١٨٥) مق ٢ / ١٩٨.

(١٨٦) صا ٢٦.

(١٨٧) مق ٥ / ٣١.

(١٨٨) مق ١ / ٤٧؟.

(١٨٩) مق ٣ / ٤٦٢).

(١٩٠) مج ٣ / ٣٢٢.


* ولا يؤوده حفظهما (٢ / ٢٥٥).

آدني الشئ ، يؤودني ، أودا : إذا أثقلك (١٩١).

* فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها (٢ / ٢٥٦).

يقال : إن عروة الإسلام : بقيته ، كقولهم : بأرض بني فلان عروة ، أي : بقية من كلا. وهذا عندي كلام فيه جفاء ، لأن الإسلام والحمد لله باق أبدا ، وإنما عرى الإسلام : شرائعه التي يتمسك بها ، كل شريعة عروة (١٩٢).

* يخرجونهم من النور إلى الظلمات (٢ / ٢٥٧).

وهم لم يكونوا في نور قط. وهذا من النظم الذي للعرب لا يقوله غيرهم (١٩٣).

* أنى يحيي هذه الله .. (٢ / ٢٥٩).

أنى : بمعنى : كيف (١٩٤).

* فصرهن إليك (٢ / ٢٦٠).

أي : قطعهن إليك ، وشققهن ، من : صار (١٩٥).

* فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت (٢ / ٢٢٦).

الإعصار : غبار العجاجة (١٩٦).

* يكفر عنكم من سيئاتكم (٢ / ٢٧١).

من ، هاهنا ، صلة ، ومثله (من خير من ربكم) (١٠٥) (١٩٧).

* إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس (٢ / ٢٧٦).

يقال لداء يشبه الجنون : الخباط ، كأن الإنسان يتخبط (١٩٨).

* ومنهم من يلمزك في الصدقات (٢ / ٢٧٦).

__________________

(١٩١) مج ١ / ٢١٥.

(١٩٢) مق ٤ / ٢٩٦.

(١٩٣) صا ٢٦٦.

(١٩٤) صا ١٤٢.

(١٩٥) مج ٣ / ٢٤٩.

(١٩٦) مق ٤ / ٣٤٣.

(١٩٧) صا ١٧٢.

(١٩٨) مق ٢ / ٢٤١.


اللمز : العيب ، يقال لمز ، يلمز لمزا (١٩٩).

* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله (٢ / ٢٧٨).

إذا جاء الخطاب بلفظ المذكر ، ولم ينص فيه على ذكر الرجال فإن ذلك الخطاب شامل للذكران ، والإناث (٢٠٠).

* وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة (٢ / ٢٨٠)

الإقلال : عسرة ، لأن الأمر ضيق عليه ، شديد (٢٠١). ويقولون : كان الشئ يكون كونا : إذا وقع وحضر (٢٠٢).

سورة آل عمران

* وما يعلم تأويله إلا الله (٣ / ٧).

أي : لا يعلم الآجال والمدد إلا الله (٢٠٣).

* شهد الله أنه لا إله إلا هو (٣ / ١٨).

قال أهل العلم : معناه : أعلم الله عزوجل ، بين الله ، كما يقال : شهد فلان عند القاضي : إذا بين وأعلم لمن الحق ، وعلى من هو (٢٠٤).

* ويحذركم الله نفسه (٣ / ٢٨).

أي : إياه (٢٠٥).

* وكفلها زكريا (٣ / ٣٧).

الكافل : الذي يكفل إنسانا يعوله (٢٠٦).

* من أنصاري إلى الله (٣ / ٥٢).

__________________

(١٩٩) مق ٥ / ٢٠٩.

(٢٠٠) صا ١٨٨.

(٢٠١) مق ٤ / ٣١٩.

(٢٠٢) مق ٥ / ١٤٨.

(٢٠٣) صا ١٩٣.

(٢٠٤) مج ٣ / ١٨١. مق ٣ / ٢٢١.

(٢٠٥) صا ٢٥٢.

(٢٠٦) مق / ١٨٨.


قالوا : بمعنى : مع الله ، وقال قوم : معناها من يضيف نصرته إلى نصرة الله ، عزوجل ، لي ، فيكون (إلى) بمعنى الانتهاء (٢٠٧).

* ومكروا ومكر الله (٣ / ٥٤).

الجزاء عن الفعل بمثل لفظه ، وهذا من المحاذاة (٢٠٨).

* ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (٣ / ٦١).

الابتهال والتضرع في الدعاء. والمباهلة : يرجع إلى هذا ، فإن المتباهلين يدعو كل واحد منهما على صاحبه (٢٠٩).

* ولكن كان حنيفا مسلما (٣ / ٦٧).

الحنيف : المائل إلى الدين المستقيم (٢١٠).

وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله (٣ / ١٠١).

كيف ، هاهنا ، للتوبيخ (٢١١).

* ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير (٣ / ١٠٤).

الأمة : جماعة العلماء (٢١٢).

* فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم (٣ / ١٠٦).

معناه : فيقال لهم (٢١٣).

* كنتم خير أمة أخرجت للناس (٣ / ١١٠).

أي : أنتم (٢١٤).

* يولوكم الادبار ثم ينصرون (٣ / ١١١).

ثم ، هاهنا ، على بابها ، أي : لتراخي الثاني عن الأول (٢١٥).

__________________

(٢٠٧) صا ١٣٢.

(٢٠٨) صا ٢٣١.

(٢٠٩) مق ١ / ٣١١.

(٢١٠) مج ٢ / ١١٤.

(٢١١) صا ١٦٠.

(٢١٢) مق ١ / ٢٧ ـ ٢٨.

(٢١٣) صا ٢١٩.

(٢١٤) صا ٢١٩.

(٢١٥) صا ١٤٨.


* قل موتوا بغيظكم (٣ / ١١٩).

اللفظ أمر ، والمعنى تلهيف وتحسير ، كقول القائل : مت بغيظك ومت بدائك (٢١٦).

* ولله ما في السماوات (٣ / ١٢٩).

قال بعض أهل العربية إن لام الإضافة ، هاهنا ، تصير المضاف للمضاف إليه (٢١٧).

* والكاظمين الغيظ (٣ / ١٣٤).

الكظم : إجتراع الغيظ والامساك عن إبدائه ، وكأنه يجمعه الكاظم في جوفه (٢١٨).

* إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله (٣ / ١٤٠).

القرح : قرح الجلد يجرح. والقرح : ما يخرج به من قروح تؤلمه ، يقال : قرحه : إذا جرحه (٢١٩).

* وليمحص الله الذين آمنوا (٣ / ١٤١).

محص الله العبد من الذنب : طهره منه ونقاه ومحصه (٢٢٠).

* أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (٣ / ١٤٤).

تأويله : أفتنقلبون على أعقابكم إن مات (٢٢١).

* إذ تحسونهم بإذنه (٣ / ١٥٢).

الحس : القتل (٢٢٢).

* وطائفة قد أهمتهم (٣ / ١٥٤).

الواو بمعنى إذ ، يريد. إذ طائفة ، وتقول : جئت وزيد راكب أي : إذ

__________________

(٢١٦) صا ١٨٦.

(٢١٧) صا ١١٣.

(٢١٨) مق ٥ / ١٨٤.

(٢١٩) مق ٥ / ٨٢.

(٢٢٠) مق ٥ / ٣٠٠.

(٢٢١) صا ١٨٣.

(٢٢٢) مج ٢ / ١٠. مق ٢ / ٩.


زيد (٢٢٣).

* لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم (٣ / ١٥٤).

رد على ما حكاه من قولهم : (لو أطاعونا ما قتلوا ـ ٣ / ١٦٨) وهذا مما يكون بيانه منفصلا منه ويجئ في السورة معه (٢٢٤).

* والله عليم بذات الصدور (٣ / ١٥٤).

أراد : السرائر (٢٢٥).

* ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك (٣ / ١٥٩).

أي : تفرقوا. وانفض القوم : تفرقوا (٢٢٦).

* الذين قال لهم الناس إن الناس ... (٣ / ١٧٣).

هذا من العام الذي يراد به الخاص. ف (الناس) الأولى : نعيم بن مسعود.

و (الناس) الثانية : أبو سفيان وعيينة بن حصن (٢٢٧).

* فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز (٣ / ١٨٥).

زحزح عن النار ، أي : بوعد (٢٢٨).

وفاز يفوز : إذا نجا. ويقال لمن ظفر بخير وذهب به : فاز (٢٢٩).

* فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب (٣ / ١٨٨).

أي بحيث يفوزون (٢٣٠). والمفازة : المنجاة. وقيل : هي من فوز : إذا هلك (٢٣١).

__________________

(٢٢٣) صا ١١٩.

(٢٢٤) صا ٢٤١.

(٢٢٥) صا ١٥٤.

(٢٢٦) مق ٤ / ٤٤٠).

(٢٢٧) صا ٢١٠.

(٢٢٨) مق ٣ / ٨.

(٢٢٩) مق ٤ / ٤٥٩.

(٢٣٠) صا ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٢٣١) مق ٤ / ٤٥٩


سورة النساء

* ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم (٤ / ٢).

قامت (إلى) مقام اللام (٢٣٢).

* وإنه كان حوبا كبيرا (٤ / ٢).

الحوب والحوب : الإثم (٢٣٣).

* ذلك أدنى ألا تعولوا (٤ / ٣).

أي : لا يكثر من تعولون. والعرب تقول في كثيرة العيال : أعال الرجل فهو معين (٢٣٤).

* وآتوا النساء صدقاتهن نحلة (٤ / ٤).

الصداق : صداق المرأة ، سمي بذلك لقوته وأنه حق يلزم ، ويقال : صداق ، وصدقة وصدقة ، وقرئت : (صدقاتهن) (٢٣٥).

والنحلة : من نحلت المرأة مهرها نحلة ، أي : عن طيب نفس من غير مطالبة (٢٣٦).

* فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا (٤ / ٤).

هذا من الشرط الواجب إعماله (٢٣٧).

* فإن آنستم منهم رشدا (٤ / ٦).

يقال : آنست الشئ : إذا رأيته (٢٣٨).

* فإن كان له إخوة فلأمه السدس (٤ / ١١).

__________________

(٢٣٢) صا ١٣٢.

(٢٣٣) مق ٢ / ١١٣. مج ٢ / ١١٥.

(٢٣٤) صا ٦٥.

(٢٣٥) مق ٣ / ٣٣٩.

(٢٣٦) مق ٥ / ٤٠٣.

(٢٣٧) صا ٢٥٩.

(٢٣٨) مق ١ / ١٤٥.


إخوة : لا يكون إلا بأكثر من اثنين (٢٣٩).

* فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيد (٤ / ٤١).

فالأنبياء من الاشهاد الأربعة (٢٤٠) والثلاثة الآخرون : الملائكة : (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (٢٤١). وأمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) (٢٤٢) ، والأعضاء (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون) (٢٤٣).

وهو توكيد لما تقدم من خبر ، وتحقيق لما بعده على تأويل أن الله لا يظلم مثقال ذرة في الدنيا فكيف في الآخرة!؟ (٢٤٤).

* ولا يكتمون الله حديثا (٤ / ٤٢).

من : كتمت الحديث كتما وكتمانا : إذا أخفيته وسترته (٢٤٥).

* أو جاء أحد منكم من الغائط (٤ / ٤٣).

الغائط : مطمئن من الأرض ، وهذا من الكناية لتحسين اللفظ (٢٤٦).

* أو لامستم النساء (٤ / ٤٣).

كل ماس لامس. وقال قوم : أريد به الجماع. وذهب ناس إلى أنه المس.

واللمس يكون بغير جماع ، واحتج الشافعي (٢٤٧) بقول القائل :

لمست بكفي كفه أبتغي الغنى

ولم أدر أن الجود من كفه يعدي (٢٤٨).

__________________

(٢٣٩) صا ١٩٠.

(٢٤٠) صا ٢٣٩.

(٢٤١) ق ٢١.

(٢٤٢) البقرة ١٤٣.

(٢٤٣) النور ٢٤.

(٢٤٤) صا ١٦٠.

(٢٤٥) مق ٥ / ١٥٧.

(٢٤٦) صا ٢٦٠.

(٢٤٧) أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ، أحد الأئمة الأربعة عند السنة ، ولد في فلسطين سنة ١٥٠ ه ، وتوفي سنة ٢٠٤ في مصر.

تاريخ بغداد ٢ / ٥٦. شذرات الذهب ٢ / ٩.

(٢٤٨) لعبد الله بن سالم في الأغاني ١٨ / ٩٤.


وهذا شعر لا يحتج به (٢٤٩).

* فتيمموا صعيدا طيبا (٤ / ٤٣).

أي : تعمدوا. قال الخليل : لتيمم يجرى مجرى التوخي ، يقال له : تيمم أمرا حسنا. وتيمموا أطيب ما عندكم تصدقوا به والتيمم بالصعيد : من هذا المعنى ، أي : توخوا أطيبه وأنظفه وتعمدوه. فصار التيمم في أفواه العامة فعلا للتمسح بالصعيد ، حتى يقولوا : قد تيمم فلان بالتراب (٢٥٠).

* يحرفون الكلم عن مواضعه (٤ / ٤٦) (وأيضا : المائدة ١٣).

وذلك تحريف الكلام ، وهو : عدله عن جهته (٢٥١).

* فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم (٤ / ٦٥).

شجر بين القوم الأمر : إذا اختلف أو اختلفوا وتشاجروا فيه. وسميت مشاجره لتداخل كلامهم بعضه في بعض. واشتجروا : تنازعوا (٢٥٢).

* ولو كنتم في بروج مشيدة (٤ / ٧٨).

أصل البروج : الحصون والقصور (٢٥٣).

* وكان الله على كل شئ مقيتا (٤ / ٨٥).

أي : حافظا له ، شاهدا عليه ، وقادرا على ما أراد (٢٥٤).

* والله أركسهم بما كسبوا (٤ / ٨٨).

الركس : قلب الشئ على نفسه ، ورد أوله على آخره. والمعنى : ردهم إلى كفرهم (٢٥٥).

* أو جاؤوكم حصرت صدورهم (٤ / ٩٠).

أي : قد حصرت (٢٥٦) ، بمعنى ضاقت ، وذلك من قولهم : أحصره المرض : إذا

__________________

(٢٤٩) مج ٤ / ٢٥٠. مق ٥ / ٢١٠.

(٢٥٠) مق ١ / ٣٠.

(٢٥١) مق ٢ / ٤٣.

(٢٥٢) مق ٣ / ٢٤٦.

(٢٥٣) مق ١ / ٢٣٨.

(٢٥٤) مق ٥ / ٣٨.

(٢٥٥) مج ٢ / ٤١٧. مق ٢ / ٤٣٤.

(٢٥٦) صا ٢٣٤.


منعه من سفر أو حاجة يريدها. ومثله : قد حصره العدو ، يحصرونه حصرا : إذا ضيقوا عليه (٢٥٧).

* ولو شاء الله لسلطهم عليكم (٤ / ٩٠).

فاللام التي في (لسلطهم) جواب لو ، ثم قال : (فلقاتلوكم) فهذه حوذيت بتلك اللام ، وإلا فالمعنى : لسلطهم عليكم فقاتلوكم (٢٥٨).

* واقتلوهم حيث ثقفتموهم (٤ / ٩١ ـ وأيضا البقرة ١٩١)

أي : أدركتموهم. وثقفت فلانا في الحرب : إذا أدركته (٢٥٩).

* يجد في الأرض مراغما (٤ / ١٠٠).

المراغم والمذهب والمهرب (٢٦٠).

إذ يبيتون ما لا يرضى من القول (٤ / ١٠٨).

بيت الرجل الأمر إذا دبره ليلا (٢٦١).

* ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا (٤ / ١٠٩).

ها : تنبيه. والعرب إذا أرادت تعظيم شئ أكثرت فيه من التنبيه والإشارة (٢٦٢).

* فليبتكن آذان الأنعام (٤ / ١١٩).

بتكت الشئ : قطعته ، أبتكه بتكا. وقال الخليل : البتك : قطع الأذن (٢٦٣).

* ومن يعمل من الصالحات (٤ / ١٧٣).

كان أبو عبيدة يقول : إن (من) صلة. قال أبو ذؤيب (٢٦٤) :

__________________

(٢٥٧) مج ٢ / ٧٦.

(٢٥٨) صا ٢٣٠.

(٢٥٩) مج ٢ / ٣٦٣.

(٢٦٠) مج ٢ / ٣٩٧.

(٢٦١) مج ١ / ٣٠٥.

(٢٦٢) مج ٤ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤. مق ٦ / ٤.

(٢٦٣) مق ١ / ١٩٥.

(٢٦٤) خويلد بن خالد ، جاهلي إسلامي ، كان راوية لساعدة بن جؤية الهذلي. خرج في غزاة نحو المغرب فمات هناك. ينظر وفيات الأعيان ٦ / ١٥٥ ـ ١٥٦.


جزيتك ضعف الود لما أردته

وما إن جزاك الضعف من أحد قبلي (٢٦٥)

وقال غيره : لا تزاد في أمر واجب. يقال : ما عندي من شئ ، وما عنده من خير ، وهل عندك من طعام؟ فإذا كان واجبا لم يحسن شئ من هذا ، لا تقول : عندك من خير (٢٦٦).

* وترغبون أن تنكحوهن (٤ / ١٢٧).

معناه : عن ، وقوم يقولون : في أن تنكحوهن (٢٦٧).

* وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (٤ / ١٣٩).

إن : بمعنى إذ. لأنه ـ عزوجل ـ لم يخبرهم بعلوهم إلا بعد ما كانوا مؤمنين (٢٦٨).

* إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار (٤ / ١٤٥).

وهي منازلهم التي يدركونها ، ويلحقون بها ، نعوذ بالله منها! وذلك أن الجنة درجات ، والنار دركات (٢٦٩).

* لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم (٤ / ١٤٨).

قال قوم : إنما يريد المكره لأنه مظلوم ، فذلك عنه موضوع وإن نطق بالكفر (٢٧٠).

* أرنا الله جهرة (٤ / ١٥٣).

فالسؤال ، هاهنا ، طلب. والكناية مبتدأة (٢٧١).

* فبما نقضهم (٤ / ١٥٥).

كان قطرب يقول : إن العرب تدخل ، لا وما ، توكيدا في الكلام (٢٧٢).

* وما قتلوه يقينا (٤ / ١٥٧).

__________________

(٢٧٥) برواية (لما شكيته) في ديوان الهذليين ١ / ٣٥.

(٢٦٦) صا ١٧٣.

(٢٦٧) صا ٣٣٤.

(٢٦٨) صا ١٣١.

(٢٦٩) مق ٢ / ٢٦٩.

(٢٧٠) صا ٢٦٢.

(٢٧١) صا ٢٦٢.

(٢٧٢) صا ١٦٥ ـ ١٦٦.


هذا من قولهم : قتلت الشئ خبرا وعلما (٢٧٣).

* وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به (٤ / ١٥٩).

المعنى : إلا من ، ومن مضمرة (٢٧٤).

* إنما الله إله واحد (٤ / ١٧٤)

سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا (٢٧٥) يقول : سمعت سلمة (٢٧٦) يقول : سمعت الفراء يقول : إذا قلت إنما قمت ، فقد نفيت عن نفسك كل فعل إلا القيام ، وإذا قلت : إنما قام إنا ، فإنك نفيت القيام عن كل أحد وأثبته لنفسك ، وقال قوم : (إنما) معناه التحقير. تقول : إنما أنا بشر. محقرا لنفسك. وهذا ليس بشئ. والذي قاله الفراء صحيح (٢٧٧).

سورة المائدة

* أوفوا بالعقود (٥ / ١).

عاقدته : مثل عاهدته ، وهو العقد ، والجمع : عقود (٢٧٨).

* ولا آمين البيت الحرام (٥ / ٢).

جمع آم ، يؤمون بيت الله ، أي : يقصدونه (٢٧٩).

* اليوم أكملت لكم دينكم (٥ / ٣)

يقال : كمل الشئ ، وكمل ، فهو كامل ، أي : تام ، وأكملته أنا (٢٨٠).

__________________

(٢٧٣) مق ٥ / ٥٦. مج ٤ / ١٤٣.

(٢٧٤) صا ١٧٣.

(٢٧٥) أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، إمام الكوفيين في العربية ، ثبت ثقة حجة في الحديث والرواية. ولد سنة ٢٠٠ ه ، وتوفي في سنة ٢٩١ على أصح الأقوال.

إنباه الرواة ١ / ١٣٨. شذرات الذهب ٢ / ٢٠٧. معجم الأدباء ٢ / ١٣٣. وفيات الأعيان ١ / ١٠٢.

(٢٧٦) أبو محمد سلمة بن عاصم النحوي ، أخذ عن الفراء ، وأخذ عنه ثعلب وكان ثقة عالما. نزهة الألباء ٩٢ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٠٦.

(٢٧٧) صا ١٣٣ ـ ١٣٤.

(٢٧٨) مق ٤ / ٨٦.

(٢٧٩) مق ١ / ٣٠.

(٢٨٠) مق ٥ / ١٣٩.


* وأن تستقسموا بالأزلام (٥ / ٣).

الأصل : الزلم والزلم قدح يستقسم به ، وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية وحرم ذلك في الإسلام (٢٨١).

* يسألونك ماذا أحل لهم؟ قل؟ أحل لكم الطيبات (٥ / ٤).

هذا من الأمر المحتاج إلى بيان ، وبيانه متصل به (٢٨٢).

* إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا (٥ / ٦).

هذا ضرب يكون المأمور به قبل الفعل مع (إذا) (٢٨٣).

* وإن كنتم جنبا (٥ / ٦).

العرب تصف الجميع بصفة الواحد ، فقال : جنبا ، وهم جماعة (٢٨٤).

* وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم؟ (٥ / ١٨).

المعنى : فلم عذب آبائكم بالمسخ والقتل؟ لأن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لم يؤمر بأن يحتج عليهم بشئ لم يكن ، لأن الجاحد يقول : (إني لم أعذب) لكن احتج عليهم بما قد كان (٢٨٥).

* يحرفون الكلم عن مواضعه (٥ / ١٣ ، ٤١).

يجمعون الكلمة كلمات ، وكلما (٢٨٦).

وتحريف الكلام : عدله عن جهته (٢٨٧).

* إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... إلا الذين تابوا (٥ / ٣٣ ـ ٣٤).

الاستثناء جائز في كل ذلك ولقد جاز رجعه ـ هاهنا ـ على جميع الكلام (٢٨٨).

__________________

(٢٨١) مق ٣ / ١٨.

(٢٨٢) صا ٢٤٠.

(٢٨٣) صا ١٣٩.

(٢٨٤) صا ٢١٣.

(٢٨٥) صا ٢٢٠.

(٢٨٦) مق ٥ / ١٣١.

(٢٨٧) مق ٢ / ٤٣.

(٢٨٨) صا ١٣٧.


* وليحكم أهل الإنجيل (٥ / ٤٧).

هذا من الأمر الذي إن لم يفعله المأمور به سمي عاصيا (٢٨٩) وقد دخلوا بالكفر (٥ / ٦١).

الباء ـ هاهنا ـ للمصاحبة (٢٩٠).

* يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (٥ / ٦٧).

هذا خاص ، يريد : هذا الأمر المجدد بله ، فإن لم تفعل ولم تبلغ (فما بلغت رسالته) ، يريد : جميع ما أرسلت به (٢٩١).

* ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام (٥ / ٧٥).

كناية عما لا بد لآكل الطعام منه (٢٩٢).

* ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان (٥ / ٨٩).

العقد : عقد اليمين (٢٩٣).

* فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة (٥ / ٨٩).

أو ، هاهنا : للتخيير (٢٩٤).

* لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم (٥ / ١٠١).

من الكناية المتصلة باسم ، وهي لغيره. وقيل : إنها نزلت في ابن حذافة حين قال للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : من أبي؟ فقال : حذافة ، وكان يسب به ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، وقيل : نزلت في الحج حين قال القائل : أفي كل عام مرة؟ ثم قال : (وإن تسألوا عنها) يريد أن تسألوا عن أشياء أخر من أمر دينكم ودنياكم بكم إلى علماها حاجة (تبد لكم) ثم قال : (قد سألها) فهذه ـ ال (ها) من غير الكنايتين لأن

__________________

(٢٨٩) صا ١٨٤.

(٢٩٠) صا ١٠٥.

(٢٩١) صا ٢٠٩.

(٢٩٢) صا ٢٦٠.

(٢٩٣) مق ٢ / ٨٦.

(٢٩٤) صا ١٢٧.


معناها : قد طلبها ، والسؤال ، هاهنا : طلب (٢٩٥).

* وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة (٥ / ١٠٦).

الضرب في الأرض للتجارة ، وغيرها من السفر (٢٩٦).

* وإذ قال الله يا عيسى (٥ / ١١٦).

قال قوم : قال له ذلك لما رفعه إليه (٢٩٧).

* أأنت قلت للناس (٥ / ١١٦).

هذا استخبار معناه : تبكيت. تبكيت للنصارى فيما ادعوه (٢٩٨).

* تعلم ما في نفسي (٥ / ١١٦).

ذكر بعض الشئ ، وهو يريده كله (٢٩٩). وهذا من سنن العرب.

* لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا (٥ / ١٤٨).

الشرعة : الدين ، والشريعة. والشريعة ، في الأصل : مورد الشاربة الماء (٣٠٠).

سورة الأنعام

ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (٦ / ١)

ثم ، هاهنا : بمعنى التعجب (٣٠١).

* خلقكم من طين ثم قضى أجلا (٦ / ٢)

وقد كان قضى الأجل ، فمعناه : أخبركم أني خلقته من طين ، ثم أخبركم أني قضيت الأجل ، كما تقول : كلمتك اليوم ، ثم قد كلمتك أمس ، أي ، أني أخبرك بذلك ، ثم أخبرك بهذا.

وهذا يكون في الجمل ، فأما في عطف الاسم على الاسم ، والفعل على الفعل ،

__________________

(٢٩٥) صا ٢٦٢.

(٢٩٦) مق ٣ / ٣٩٨.

(٢٩٧) صا ١٤٠.

(٢٩٨) صا ١٨١ ـ ١٨٢.

(٢٩٩) صا ٢٥٢.

(٣٠٠) مق ٣ / ٢٤٢.

(٣٠١) صا ١٤٨.


فلا يكون إلا مرتبا ، أحدهما بعد الآخر (٣٠٢).

* ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال .. (٦ / ٧).

لو ، لا بدلها من جواب ظاهر ، أو مضمر (٣٠٣).

* وللبسنا عليهم ما يلبسون (٦ / ٩).

اللبس : اختلاط الأمر ، لبست عليه الأمر ألبسه لبسا (٣٠٤).

* قل لمن من في السماوات والأرض قل لله (٦ / ١٢).

فها هنا فعل مضمر ، كأنه لما سألهم عادوا بالسؤال عليه ، فقيل له قل لله (٣٠٥).

* قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (٦ / ٣٢)

بيان للحلف المذكور في قوله تعالى : (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) (٣٠٦).

* ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا (٦ / ٢٧).

فترى : مستقيل ، وإذ : للماضي ، وإنما كان كذا لأن الشئ كائن ، وإن لم يكن يعد ، وذلك عند الله ، جل ثناؤه ، قد كان ، لأن علمه به سابق ، وقضاءه به نافذ ، فهو كائن لا محالة (٣٠٧).

* يا ليتنا نرد (٦ / ٢٧)

هذا من نفي الشئ جملة من أجل عدمه كمال صفته ، فهم قد نطقوا لكنهم نطقوا بما لم ينفع فكأنهم لم ينطقوا (٣٠٨) وقال ـ جل ثناؤه ـ : (لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) (٣٠٩).

* فلو لا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ... (٦ / ٤٣)

لولا : بمعنى : هلا ، أي : فهلا (٣١٠).

__________________

(٣٠٢) صا ١٤٨ ـ ١٤٩.

(٣٠٣) صا ١٦٣.

(٣٠٤) مج ٤ / ٢٦٢.

(٣٠٥) صا ٢٣٥.

(٣٠٦) المجادلة : ١٨.

(٣٠٧) صا ١٤٠.

(٣٠٨) صا ٢٥٩.

(٣٠٩) المرسلات : ٣٥ ـ ٣٤.

(٣١٠) صا ١٤٣.


* فإذا هم مبلسون (٦ / ٤٤)

الابلاس : اليأس (٣١١).

* قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم ممن إله غير الله يأتيكم به (٦ / ٤٦).

به : أراد ، والله أعلم : بهذا الذي تقدم ذكره. وربما كنى العرب عن الجماعة كناية الواحد (٣١٢).

* ولا تطرد الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون وجهه ، ما عليك من حسابهم من شئ ، وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين (٦ / ٥٢)

تأويله ، والله أعلم : ولا تطرد الذين يدعون ربهم الغداة والعشي فتكون من الظالمين ، ما عليك من حسابهم من شئ ، وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم ، وفي هذا جمع شيئين في الابتداء بهما ، وجمع خبريهما ثم يرد إلى كل مبتدأ به خبره (٣١٣).

* فتنا بعضهم ببعض ليقولوا (٦ / ٥٣)

هي لام العاقبة (٣١٤).

* أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا (٦ / ٧٠)

أبسلته : أسلمته للهلكة : وأبسلت ولدي : رهنته (٣١٥).

* هذا ربي (٦ / ٧٧).

حمله بعض المفسرين على حذف ألف الاستفهام ، أي : أهذا ربي؟ (٣١٦).

* وما قدروا الله حق قدره (٦ / ٩١).

قال المفسرون : ما عظموا الله حق عظمته أو تعظيمه (٣١٧). وهذا صحيح ،

__________________

(٣١١) مج ١ / ٢٩١.

(٣١٢) صا ٢٤٦.

(٣١٣) صا ٢٤٦.

(٢١٤) صا ١١٥.

(٣١٥) مج ١ / ٢٦٦. مق ١ / ٢٤٨.

(٣١٦) صا ١٨٤.

(٣١٧) مج ٤ / ١٤٨.


وتلخيصه : أنهم لم يصفوه بصفته التي تنبغي له تعالى (٣١٨).

* ولقد تقطع بينكم (٦ / ٩٤).

أي : ما بينكم (٣١٩).

* أني يكون له ولد (٦ / ١٠١)

أي : من أين؟ والأجود أن يقال : كيف؟ قال الكميت : أنى؟ ومن أين؟ أبك الطرب من حيث لا صبوة ولا ريب (٣٢٠).

* وما يشعركم أنها إذا جاءت (٦ / ١٠٩)

أنها ، بمعنى : لعلها ، وحكى الخليل : إيت السوق أنك تشتري لنا شيئا (٣٢١) ، بمعنى لعلك (٣٢٢).

* يجعل صدره ضيقا حرجا (٦ / ١٢٥)

الحرج : الضيق (٣٢٣).

* سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا (٦ / ١٥٦)

صدف عن الشئ : إذا مال عنه ، وولى ذاهبا (٣٢٤).

سورة الأعراف

* قليلا ما تذكرون (٧ / ٣)

ما : صلة. المعنى : قليلا تذكرون. ولو كانت اسما لارتفع فقلت : (قليل ما تتذكرون) ، أي ، قليل تذكرهم (٣٢٥).

* وكم قرية أهلكناها (٧ / ٤)

__________________

(٣١٨) مق ٥ / ٦٣.

(٣١٩) صا ١٧٢.

(٣٢٠) صا ١٤٢. (٣٢١) الكتاب ٣ / ١٢٣.

(٣٢٢) صا ١٣٠.

(٣٢٣) مج ٢ / ٥٤. مق ٢ / ٥٠.

(٣٢٤) مق ٣ / ٣٣٨.

(٣٢٥) صا ١٧١.


كم : إستخبار ، والمعنى تكثير (٣٢٦).

* ولقد خلقناكم ثم صورناكم (٧ / ١١)

ثم ، هاهنا : بمعنى واو العطف. فقال قوم : معناها : وصورناكم ، وقال آخرون المعنى : ابتدأنا خلقكم ، لأنه ، جل ثناؤه ، بدأ خلق آدم ، عليه‌السلام ، من تراب ، ثم صوره. وابتدأ خلق الإنسان من نطفة ثم صوره ، قالوا : فتم على بابها ، أي : لتراخي الثاني عن الأول (٣٢٧).

* ما منعك ألا تسجد (٧ / ١٢)

أي : ما منعك أن تسجد ، وكان قطرب يقول : إن العرب تدخل (لا) توكيدا في الكلام. (٣٢٨).

* أخرج منها مذءوما مدحورا (٧ / ١٨)

الدحر : الطرد والابعاد (٣٢٩).

* وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة (٧ / ٢٢)

يقولون : طفق يفعل كذا ، كما يقال : ظل يفعل (٣٣٠).

* قد أنزلنا عليكم لباسا (٧ / ٢٥)

وهو ، جل ثناؤه ، إنما أنزل الماء ، لكن اللباس من القطن ، والقطن لا يكون إلا بالماء ـ وهذا من باب الأسماء التي تسمى بها الأشخاص على المجاورة والسبب (٣٣١).

* إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم (٧ / ٢٧)

لذلك سمي الجن جنا ، لأنهم متسترون عن أعين الخلق (٣٣٢).

* أتقولون على الله ما لا تعلمون (٧ / ٢٨)

هذا استخبار ، والمعنى إنكار (٣٣٣).

__________________

(٣٢٦) صا ١٨٢.

(٣٢٧) صا ١٤٨.

(٣٢٨) صا ١٦٥ ـ ١٦٦.

(٣٢٩) مق ٢ / ٣٣١ ـ مج ٢ / ٣١٨.

(٣٣٠) مج ٣ / ٤١٣.

(٣٣١) صا ٩٤ ـ ٩٥.

(٣٣٢) مق ١ / ٤٢٢.

(٣٣٣) صا ١٨٢.


* حتى يلج الجمل في سم الخياط (٧ / ٤٠)

السم : الثقب في الشئ (٣٣٤).

* (فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قالوا نعم) (٧ / ٤٤).

معلوم إن الكلام إذا خرج جوابا فقد فهم إنه جواب عن سؤال (٣٣٥).

* هل ينظرون إلا تأويله (٧ / ٥٣).

تأويل الكلام : عاقبته وما يؤول إليه ، والمعنى : ما يؤول إليه في وقت بعثهم ونشورهم (٣٣٦).

* قالوا : معذرة إلى ربكم (٧ / ٦٤)

اعتذر ، يعتذر ، اعتذارا ، وعذرة من ذنبه فعذرته. والمعذرة : الاسم. (٣٣٧).

* أو أمن أهل القرى (٧ / ٩٨)

فليس ب (أو) ، وإنما هي واو عطف دخل عليها ألف الاستفهام. كأنه لما قيل لهم : (إنكم مبعوثون وآباؤكم) استفهموا عنهم (٣٣٨).

* حقيق علي (٧ / ١٠٥)

قال بعض أهل العلم : واجب علي ، ومن قرأها : (حقيق على) فمعناها حريص على (٣٣٩).

* فإذا هي تلقف ما يأفكون (٧ / ١١٧)

لقفت الشئ وتلقفته : إذا أخذته أو بلعته (٣٤٠).

* ألا إنما طائرهم عند الله (٧ / ١٣١).

يراد : حظهم ، وما يحصل لهم ، والعرب تقول :

فإني لست منك ، ولست مني إذا ما طار من مالي الثمين أي حصل (٣٤١).

__________________

(٣٣٤) مق ٣ / ٦٢.

(٣٣٥) صا ٦٥.

(٣٣٦) مق ١ / ١٦٢.

(٣٣٧) مق ٤ / ٢٥٤.

(٣٣٨) صا ١١٩ ـ ١٢٠.

(٣٣٩) مق ٢ / ١٨. مج ٢ / ١٩ وحواشيه.

(٣٤٠) مج ٤ / ٢٨٨.

(٣٤١) صا ٢٠٤ ـ ٢٠٥.


* وقالوا مهما تأتنا به من آية (٧ / ١٣٢)

مهما بمنزلة (ما) في الشرط (٣٤٢).

* إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون (٧ / ١٣٩)

يقال : تبر الله عمل الكافر : أي أهلكه وأبطله (مق ١ / ٢٦٢)

* وأنا أول المؤمنين (٧ / ١٤٣)

حكاية عن موسى ، عليه‌السلام ، ولم يرد كل المؤمنين ، لأن الأنبياء قبله قد كانوا مؤمنين. وهذا من العام الذي يراد به الخاص (٣٤٣).

* أعجلتم أمر ربكم (٧ / ١٥٠)

استعجلت فلانا : حثثته ، وعجلته : سبقته (٣٤٤).

* فلا تشمت بي الأعداء (٧ / ١٥٠)

يقال : شمت به ، يشمت شماتة ، وأشمته الله ، عزوجل ، بعدوه (٣٤٥).

* واختار موسى قومه (٧ / ١٥٥)

أي : من قومه (٣٤٦).

* فانبجست منه اثنتا عشرة عينا (٧ / ١٦٠)

قال الخليل : البجس : انشقاق في قربة أو حجر ، أو أرض ينبع منها ماء ، فإن لم ينبع فليس بانبجاس ، والانبجاس عام ، والنبوع : للعين خاصة (٣٤٧).

* وقولوا : حطة ، وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم (٧ / ١٦١).

تفسيره : اللهم حط عنا أوزارنا (٣٤٨) ، وقالوا : هي كلمة أمر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحطت أوزارهم (٣٤٩).

* إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا (٧ / ١٦٣)

قيل في التفسير : إنها الرافعة رؤوسهما (٣٥٠)

* فخلف من بعدهم خلف (٧ / ١٦٩).

يقولون للجيد خلف ، وللردي خلف ، فيقولون : هو خلف صدق من أبيه ،

__________________

(٣٤٢) صا ١٧٤.

(٣٤٣) صا ٢١٠.

(٣٤٤) مق ٤ / ٢٣٧.

(٣٤٥) مق ٣ / ٢١٠.

(٣٤٦) صا ٢٣٣.

(٣٤٧) مق ٢ / ١٩٩.

(٣٤٨) مق ٢ / ١٣.

(٣٤٩) مج ٢ / ١٥.

(٣٥٠) مق ٣ / ٢٦٣.


وخلف سوء من أبيه (٣٥١).

* وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه (٧ / ١٦٩)

العرض ، بفتح الراء : ما يصيبه الإنسان من حظه من الدنيا (٣٥٢).

* وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة (٧ / ١٧١)

الظلة : أول سحابة تظل ، والظلة : كهيئة الصفة (٣٥٣).

* ألست بربكم؟ قالوا : بلي (٧ / ١٧٢).

المعنى ، والله أعلم : بل أنت ربنا ، ف (بلى) : بل : رجوع عن جحد ، والألف : دلالة كلام (٣٥٤).

والألف في (ألست) استخبار ، والمعنى : تسوية (٣٥٥).

* ولكنه أخلد إلى الأرض (١٧ / ١٧٦)

أخلد إلى الأرض : إذا لصق بها (٣٥٦).

* لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها (٧ / ١٧٩)

هذا من باب نفي الشئ جملة من أجل عدمه كمال صفته (٣٥٧).

* يسألونك عن الساعة ، قل : إنما علمها عند ربي (٧ / ١٨٧)

استخبار محتاج إلى بيان ، وبيانه متصل به (٣٥٨).

* إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون (٧ / ٢٠١)

هذه صفة الأتقياء المؤمنين ، ثم (وإخوانهم يمدونهم في الغي (٧ / ٢٠)

فهذا راجع على كفار مكة ، أن كفار مكة ، يمدهم إخوانهم من الشياطين في الغي (٣٥٩).

وتقرأ (طائف) أيضا ، والطائف العاس ، والطيف والطائف : ما أطاف بالانسان من الجنان ، يقال : وطاف وأطاف (٣٦٠).

__________________

(٣٥١) مق ٢ / ٢١٠.

(٣٥٢) مق ٤ / ٢٧٦.

(٣٥٣) مق ٣ / ٤٦١.

(٣٥٤) صا ١٤٥.

(٣٥٥) صا ١٨٢.

(٣٥٦) مق ٢ / ٢٠٨.

(٣٥٧) صا ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

(٣٥٨) صا ٢٤٠.

(٣٥٩) صا ٢٤٣.

(٣٦٠) مق ٣ / ٤٣٢.


وثائق تاريخية

وصية العلامة الحلي لولده فخر المحققين

الموصي

هو آية الله على الإطلاق ، والعلامة بالاستحقاق ، جمال الدين الحسن بن يوسف علي بن محمد بن المطهر الحلي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه).

قرأ على والده سديد الدين يوسف ـ وكان من كبار علماء عصره ـ ثم على خاله المحقق الحلي ، وتعلم الفلسفة والرياضيات على الشيخ نصير الدين الطوسي.

يروي عن جمع من علماء المسلمين من الشيعة والسنة.

وقد بلغت أسماء تصانيفه عددا ضخما ، قيل : ألف عنوان ، وقيل : خمسمائة مجلد.

ومن متفرداته المدرسة السيارة ، وهي مدرسة لها طلبتها ـ وخيامها وآلاتها ـ يحلون ويرحلون مع شيخهم حسب ما تقتضيه الظروف.

رضي‌الله‌عنه في العلماء العاملين.

أنظر في ترجمة :

طبقات أعلام الشيعة ـ لأغا بزرك الطهراني ـ القرن الثامن ، ص ٥٢ فما بعد.

الأعلام للزركلي ٢ / ٢٢٧ ومصادره.

معجم المؤلفين ـ لعمر رضا كحالة ـ ٣ / ٣٠٣ ومصادره.

الموصى

ولده فخر المحققين أبو طالب محمد (٦٨٢ ـ ٧٧١ ه).


يروي عن والده العلامة ، ويروي عنه جمع كثير.

من مؤلفاته : نهج المسترشد في أصول الدين ، جامع الفوائد في الفقه ، الكافي الوافية في علم الكلام ، وغيرها.

مكانته العظمى ـ عند المسلمين جميعا ـ كانت نتيجة للخدمة التي قدمها للأمة الإسلامية في عصر حالك من عصور انحطاطها ، وتولي المتغلبين من مشركي المغول عليها.

فهذا محمد بن يقوب الفيروزآبادي ، صاحب (القاموس المحيط) ، الشافعي المذهب يروي عن مترجمنا (التكملة والذيل والصلة) للصغاني فيقول في بعض إجازاته ما لفظه : (... عن شيخي ومولاي علامة الدنيا ، بحر العلوم وطود العلى ، فخر المحققين ، أبي طالب محمد بن الشيخ الامام الأعظم برهان علماء الأمم جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، بحق روايته عن والده ، بحق روايته عن مؤلفه الإمام الحجة ... الحسن بن محمد الصغاني).

انظر في ترجمته :

طبقات أعلام الشيعة ـ لاغا بزرك الطهراني ـ القرن الثامن ، ص ١٨٥ فما بعد.

معجم المؤلفين ـ لعمر رضا كحالة ـ ٩ / ٢٢٨.

الوصية

قصيدة يؤكد العلامة فيها على العلم وأثره النافع في الدنيا والآخرة ، ويحث ولده على بذل الوسع في طلبه وتعليمه لمستحقيه.

وهي موجودة في مجموع مخطوط في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام بمشهد ، رقم (٦١٩٦) وهي :


أيا ولدي دعوتك لو أجبتا

إلى ما فيه نفعك لو عقلتا

إلى علم تكون به إماما

مطاعا إن نهيت وإن أمرتا

ويجلو ماء عينك من غشاها

ويهديك السبيل ، إذا ضللتا

وتحمل منه في ناديك تاجا

ويكسوك الجمال إذا اغتربتا

ينالك نفعه ما دمت حيا

ويبقى نفعه لك إن ذهبتا

هو العضب المهند ليس يهفو

تصيب به مقاتل من ضربتا

وكنزا لا تخاف عليه لصا

خفيف الحمل يوجد حيث كنتا

يزيد بكثرة الانفاق منه

وينقص إن به كفا شددتا

فلو أن ذقت من حلواه طعما

لآثرت التعلم واجتهدتا

ولم يشغلك عن هذا متاع

ولا دنيا بزخرفها فتنتا

ولا أنهاك عنه أنيق روض

ولا عدر حرييه كلفتا (١)

جعلت المال فوق العلم جهلا

لعمرك في القضية ما عدلتا

وبينهما بنص الوحي بين (٢)

ستعلمه إذا (طه) قرأتا

فإن رفع الغني لواء مال

فأنت لواء علمك قد رفعتا

ومهما اقتض (٣) أبكار الغواني

فكم بكر من الحكم اقتضضتا

وإن جلس الغني على الحشايا

فأنت على الكواكب قد جلستا

ولو ركب الجياد مسومات

فأنت مناهج التقوى ركبتا

وليس يضرك الاقتار شيئا

إذا ما كنت ربك قد عرفتا

فيا (٤) من عنده لك من جميل

إذا بفناء ساحته أنختا

فقابل بالصحيح قبول قولي

وإن أعرضت عنه فقد خسرتا

وإن رابحته قولا وفعلا

وتاجرت الإله فقد ربحتا

__________________

(١) كذا ، ولعل المناسب :

 .....................................

ولا غدر بجريتها كلفتا

والغدر ، جمع غدير

(٢) البين : البعد.

(٣) إقتض وافتض بمعنى.

(٤) كذا ، ولعل الصواب : فكم.


من ذخائر التراث

رسالة عدم مضايقة الفوائت

السيد محمد علي الطباطبائي المراغي

تقديم

المؤلف

هو رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني ـ قدس‌سره ـ من أجلاء الطائفة وثقاتها ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ ، نقي الكلام ، حالم في العلم والعبادة والفضل والزهد والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر ، وكان ـ أيضا ـ شاعرا ، أديبا ، منشئا ، بليغا ، له مصنفات (١).

وقال العلامة المجلسي ـ قدس‌سره ـ في معرض سرد نسبت السيد ابن طاووس  ـ نقلا عن كتاب الإجازات لابن طاووس ـ : (قال ابن طاووس : يقول علي بن موس بن جعفر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد هو الطاووس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود ـ صاحب عمل النصف من رجب ـ بن الحسن المثنى بن السبط ابن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ... هذا

__________________

(١) راجع في تفصيل ترجمته ـ قدس‌سره ـ أمل الآمل ٢ : ٢٠٥ رقم ٦٢٢ ، عمدة الطالب : ١٩٠ ، جامع الرواة ١ : ٦٠٣ ، لؤلؤة البحرين : ٢٣٥ ، ريحانة الأدب ٨ : ٧٦ ، روضات الجنات ٤ : ٣٢٥ / ٤٠٥ ، بحار الأنوار ١ : ١٢ و ١٤٣ وج ١٠٧ : ٣٧ ، تنقيح المقال ٢ : ٣١٠ ، الذريعة ٢ : ٣٤٣ ، مصفى المقال : ٢٩٧ ، نقد الرجال : ٢٤٤ ، مستدرك الوسائل ٣ : ٤٦٧ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٢٩ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ١٨٨ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٥ : ٢٦ معجم المؤلفين ٧ : ٢٤٨ ، وغيرها.


اسمه ونسبه نقلا من كتاب) (٢).

وقال المحقق البحراني رحمه‌الله ـ صاحب (الحدائق الناضرة) ـ : (وأمهما [أي السيد رضي الدين أبو القاسم علي ، والسيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد] ـ على ما ذكره بعض علمائنا ـ بنت الشيخ مسعود ورام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان ، وأم أمهما بنت الشيخ الطوسي ، وأجاز لها ولأختها ـ أم الشيخ محمد بن إدريس ـ جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب ، ويؤيده تصريح السيد رضي الدين ـ رضي‌الله‌عنه ـ عند ذكر الشيخ الطوسي بلفظ (جدي) ، وكذا عند ذكر الشيخ ورام بلفظه) (٣).

وقال المحدث النوري رحمه‌الله في خاتمة المستدرك ـ بعد إيراد ما تقدم عنهما ـ : (ولا يخفى أن الذي يظهر من مؤلفات السيد أن أمه بنت الشيخ ورام الزاهد ، وأنه ينتهي نسبه من طرف الأب إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ ، ولذا يعبر عنه أيضا بالجد.

وأما كيفية الانتساب إليه ، فقال السيد في الاقبال : فمن ذلك ما رويته عن والدي ـ قدس الله روحه ونور ضريحه ـ فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة ، بروايته عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة ، عن خال والدي أبي علي الحسن بن محمد ، عن والده محمد بن الحسن الطوسي ـ جد والدي من قبل أمه ـ عن الشيخ المفيد ، إلى آخره.

فظهر أن انتساب السيد إلى الشيخ من طرف والده أبي إبراهيم موسى الذي أمه بنت الشيخ ، لا من طرف أمه بنت الشيخ ورام.

وما ذكروه من أن أم أم السيد ـ يعني زوجة ورام ـ بنت الشيخ فباطل من وجوه.

أما أولا : فلأن وفاة ورام في سنة ٦٠٦ ، ووفاة الشيخ سنة ٤٦٠ ، فبين الوفاتين مائة وستة وأربعين سنة ، فكيف يتصور كونه صهرا للشيخ على بنته وإن فرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشيخ ـ مع أنهم ذكروا أن الشيخ أجازها ـ؟!

وأما ثانيا : فلأنه لو كان كذلك لأشار السيد في موضع من مؤلفاته لشدة حرصه على ضبط هذه الأمور.

__________________

(٢) بحار الأنوار ١٠٧ : ٣٧.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٣٦ ، ونقله عنه صاحب (روضات الجنات) معتمدا عليه.


وأما ثالثا : فلعدم تعرض أحد من أرباب الإجازات وأصحاب التراجم لذلك ، فإن صهرية الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها كما تعرضوا في ترجمة ابن شهريار الخازن وغيره.

ويتلو ما ذكروه هنا في الغرابة ما في اللؤلؤة وغيرها أن أم ابن إدريس بنت شيخ الطائفة ، فإنه في الغرابة بمكان يكاد يلحق بالمحال في العادة ، فإن وفاة الشيخ في سنة ستين بعد الأربعمائة وولادة ابن إدريس ـ كما ذكروه في سنة ثلاث وأربعين بعد خمسمائة ، فبين الوفاة والولادة ثلاثة وثمانون سنة ولو كانت أم ابن إدريس في وقت إجازة والدها لها في حدود سبعة عشر سنة مثلا ، كانت بنت الشيخ ولدت ابن إدريس في سن مائة سنة تقريبا ، وهذه من الخوارق التي لا بد أن تكون في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار.

والعجب من هؤلاء الأعلام كيف يدرجون في مؤلفاتهم هذه الأقوال والحكايات بمجرد أن رأوها مكتوبة في موضع من غير تأمل ونظر!

ثم إن تعبيرهما عن الشيخ ورام بالمسعود الورام أو مسعود بن ورام اشتباه آخر لعنا نشير إليه فيما بعد إن شاء الله تعالى ، فإن المسعود الورام أو مسعود بن ورام غير الشيخ ورام الزاهد صاحب تنبيه الخاطر فلا تغفل) (٤).

مؤلفاته :

١ ـ الإجازات.

٢ ـ أدعية الأسابيع.

٣ ـ الأسرار ساعات الليل والنهار.

٤ ـ إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد.

٥ ـ الاصطفاء في تاريخ الملوك والخفاء.

٦ ـ الاقبال بصالح الأعمال.

٧ ـ الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.

٨ ـ أنوار أخبار أبي عمرو الزاهد.

__________________

(٤) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٧١ ـ الطبعة الحجرية ـ.


٩ ـ البهجة لثمرة المهجة.

١٠ ـ التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.

١١ ـ التوفيق للوفاء بعد تصريف دار الفناء.

١٢ ـ جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.

١٣ ـ الدروع الواقية.

١٤ ـ ربيع الشيعة.

١٥ ـ ربيع الألباب.

١٦ ـ رسالة عدم مضايقة الفوائت.

١٧ ـ رسالة في الحلال والحرام من علم النجوم.

١٨ ـ روح الأسرار وروح الأسمار.

١٩ ـ سعد السعود.

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.

٢١ ـ طرف من الأنباء والمناقب في التصريح بالوصية والخلاقة لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٢٢ ـ غياث سلطان الورى لسكان الثرى ـ في قضاء الصلاة عن الأموات ـ.

٢٣ ـ فتح الأبواب (٥).

٢٤ ـ فتح محجوب الجواب الباهر في شرح وجوب خلق الكافر.

٢٥ ـ فرج المهموم.

٢٦ ـ فرحة النظار وبهجة الخاطر.

٢٧ ـ فلاح السائل ونجاح المسائل.

٢٨ ـ القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.

٢٩ ـ كشف المحجة لثمرة المهجة.

٣٠ ـ المجتنى.

٣١ ـ محاسبة الملائكة الكرام.

٣٢ ـ محاسبة النفس.

__________________

(٥) تم التعرف به في (تراثنا) ، العدد الثاني ، السنة الأولى ، ص ١١٨.


٣٣ ـ مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج.

٣٤ ـ مصباح الزائر وجناح المسافر.

٣٥ ـ مضمار السبق.

٣٦ ـ الملاحم والفتن.

٣٧ ـ الملهوف على قتلى الطفوف.

٣٨ ـ مهج الدعوات.

٣٩ ـ مهمات صلاح المتعبد وتتمات مصباح المتهجد.

٤٠ ـ اليقين باختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين.

ثم قال في الإجازات : (وجمعت وصنفت مختصرات كثيرة ما هي الآن على خاطري ، ويمكن اتحاد بعض المذكورة مع بعضها).

وقال المحقق البحراني : (ونقل بعض أصحابنا أن السيد المذكور ـ مع كثرة تصانيفه ـ لم يصنف في الفقه تورعا من الفتوى وخطرها وشدة ما ورد فيها) (٦).

أقول : وصرح بذلك السيد في الإجازات (٧).

مشايخة :

١ ـ الشيخ حسين بن محمد السوراوي.

٢ ـ أبو الحسن علي بن يحيى الحناط أو الخياط.

٣ ـ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني.

٤ ـ الشيخ نجيب الدين بن نما.

٥ ـ السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.

٦ ـ الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي.

٧ ـ الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي.

٨ ـ الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي الحلي.

٩ ـ السيد أبو حامد محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني.

__________________

(٦) لؤلؤة البحرين : ٢٤١.

(٧) بحار الأنوار ١٠٧ ـ ٤٢.


١٠ ـ نجيب الدين محمد السوراوي كما في بعض الإجازات ، ولكن في الرياض : الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي ، كذا أفاد في أمل الآمل ، ذكرهم جميعا في خاتمة المستدرك ٣ : ٤٧٢.

تلاميذه ومن روى عنه :

١ ـ والد العلامة الحلي ، الشيخ الجليل سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي.

٢ ـ يوسف بن حاتم الشامي.

٣ ـ العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي.

٤ ـ السيد غياث عبد الكريم بن أحمد بن طاووس.

٥ ـ الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلي.

٦ ـ الشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني.

٧ ـ أبناء الشيخ القسيني المذكور ، وهم : الشيخ إبراهيم.

٨ ـ والشيخ جعفر بن محمد القسيني.

٩ ـ والشيخ علي بن محمد القسيني.

١٠ ـ السيد أحمد بن محمد العلوي.

١١ ـ السيد نجم الدين محمد بن الموسوي.

١٢ ـ الشيخ محمد بن بشير.

وكني السيد المترجم ب (ابن طاووس) نسبة إلى جده الأعلى أبي عبد الله محمد ابن إسحاق ، فإن محمدا كان جميل الصورة بهي المنظر إلا أن قدميه لم يتناسبا مع جمال هيئته فلقب ب (الطاووس).

ومن أجداد السيد المترجم داود بن الحسن المثنى ، كان رضيع الإمام الصادق عليه‌السلام ، حسبه المنصور وأراد قتله ففرج الله تعالى عنه بالدعاء الذي علمه الإمام الصادق عليه‌السلام لأمه ، ويعرف بدعاء أم داود في النصف من رجب ، والدعاء وكيفية العمل به مذكور في كتب الأدعية.


النسخة :

وقد اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على نسختها المحفوظة في خزانة مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، رقم ٤٠٠١ ، وهي نسخة حديثة الكتابة كتبت بخط النسخ ، وفي نهايتها عدة أوراق من كتاب (المحجة البيضاء) للفيض الكاشاني ـ رحمه‌الله ـ ، تقع المخطوطة في ثماني أوراق ، بقياس ٢٥؟ ١٩ اسم ، وفي كل ورقة ٢٠ سطرا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


رسالة عدم مضايقة الفوائت

للسيد الجليل ابن طاووس قدس‌سره

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلواته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن الطاووس : إنني ذاكر في هذه الأوراق ، بعض ما رويته من الأحاديث ، في تحقيق المضايقة في فوائت الصلوات ، وما أتقلد الحكم بأحد (١) القولين ، بل تعين ذلك من كلف به من أهل النظر والأمانات.

فمن ذلك ما أرويه بإسنادي إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، رضوان الله عليه ، وكان له مكاتبة إلى المهدي صلوات الله وسلامه عليه ، وأجوبة تبرز بين السطور إليه (٢) ، فذكر هذا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب (قرب

__________________

(١) في الأصل : (بأخذ).

(٢) قال النجاشي ـ ص ٢٥١ ـ : محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحمير ، أبو جعفر القمي ، كان ثقة وجها ، كاتب صاحب الأمر عليه‌السلام ، وسأله مسائل في أبواب الشريعة ، قال لنا أحمد بن الحسين : وقعت هذه المسائل إلى في أصلها والتوقيعات بين السطور ، وكان له إخوة جعفر والحسين وأحمد ، كلهم كان له مكاتبة.

ولمحمد كتب ، منها : كتاب الحقوق ، كتاب الأوائل ، كتاب السماء ، كتاب الأرض ، كتاب المساحة والبلدان ، كتاب إبليس وجنوده ، كتاب الاحتجاج.

أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان القزويني ، قال : حدثنا علي بن حاتم بن أبي حاتم ، قال : قال محمد بن عبد الله بن جعفر : كان السبب في تصنيفي هذه الكتب أني تفقدت فهرست كتب المساحة التي صنفها أحمد بن أبي عبد الله البرقي ونسختها ورويتها عمن رواها عنه ، وسقطت هذه الستة كتب عنى فلم أجد لها نسخة ، فسألت إخواننا بقم وبغداد والري فلم أجدها عند أحد منهم ، فرجعت إلى الأصول والمصنفات فأخرجتها وألزمت كل حديث منها كتابه وبابه الذي شاكله ، الفهرست للشيخ : ١٥٦ / ٦٩٣.

وقال العلامة في رجاله : ١٥٦ / ١١٣ مثل ما تقدم عن النجاشي.

أقول : أورد مكاتبته مع مولانا صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف الطبرسي في احتجاجه  ـ ص ٤٨١ ـ ، وخلاصة ترجمته أيضا موجودة في مقدمة كتاب (قرب الإسناد) لوالده ، نقلا عن تعليقه السيد البروجردي ـ أعلى الله مقامه ـ على كتاب (الكافي) في تنقيح أسانيد أخباره ، وفيه : ولم أظفر إلى الآن على تاريخ ولادته ولا وفاته ، ولكن روايته عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، المتوفى في سنة اثنتين وستين ومائتين ، تدل على أن ولادته كانت في حدود أربعين ومائتين أو قبلها ، ورواية أبي غالب الزراري ـ المتولد في


الإسناد) وكان تاريخ النسخة التي نقلت منها شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، وذكر ناسخها أنه نقلها من نسخة عليها خط مؤلفها تاريخه في صفر سنة أربع وثلاثمائة.

بإسناده عن علي بن جعفر ، قال : وسألته ـ يعني الكاظم عليه‌السلام ـ عن رجل نسي المغرب حتى دخل وقت العشاء الآخرة؟ قال : (يصلي العشاء ، ثم المغرب) (٣).

وسألته عن رجل نسي العشاء فذكر قبل طلوع الفجر ، كيف يصنع؟ قال : (يصلي العشاء ، ثم الفجر) (٤).

وسألته عن رجل نسي الفجر حتى حضرت الظهر؟ قال : (يبدأ بالظهر ، ثم يصلي الفجر كذلك ، صلاة بعد صلاة) (٥).

ومن ذلك ما رويته من كتاب الفاخر المختصر من كتاب تخيير الأحكام ،

__________________

سنة خمس وثمانين ومائتين ـ عنه تدل على أنه كان حيا في سنة ثلاثمائة أو بعدها ... ، راجع جامع الرواة ٢ : ١٤٠.

(٣) قرب الإسناد : ٩١ ، وعنه في البحار ٨٨ : ٣٢٢ / ١ ، وفي الوسائل ٥ : ٣٤٩ / ٧.

(٤) قرب الإسناد : ٩١ ، وفيه : (بعد طلوع الفجر) بدل (قبل طلوع الفجر) ، كذا عنه في الوسائل ٥ : ٣٤٥ / ٨ ، وصلاة الهمداني : ٦١٢ فما بعد ، وكذا عنه في البحار ٨٨ : ٣٢٢ / ١ ، والجواهر ١٣ : ٥٩ ، وفي طبع النجف : (عند).

أقول : الظاهر ، بل المتيقن أن قوله : (قبل طلوع الفجر) ليس بصحيح لعدم استقامة معنى الحديث حينئذ.

أولا : لإمكان عدم دخول وقت صلاة الصبح بعد إقامة صلاة العشاء ، فلا يستقيم قوله : يصلي العشاء ثم الفجر.

وثانيا : لم نجد في النسخ الموجودة من كتاب قرب الإسناد كلمة (قبل) بل الموجود ، (بعد الطلوع الفجر) كما في الطبعة الحجرية ، أو كلمة (عند) كما في طبعة النجف ، فعلى كلا النسختين يستقيم معنى الحديث.

وثالثا : كل من نقل هذا الحديث نقله بلفظ (بعد طلوع الفجر) وفيهم من لا يخفى شأنهم ودقة ضبطهم في كتبهم على أحد كصاحب الجواهر والوسائل والمصباح والبحار وغيرهم.

ورابعا : لعدم الاعتماد بهذه الرسالة من قبل الناسخ لوجود غلط فاحش وسقط واضح في موارد فيها مع صغر حجمها ، والله العالم بحقائق الأمور.

(٥) قرب الإسناد : ٩١ ، وفيه : كل (كذلك خ ل) صلاة بعدها صلاة ، وعنه في الوسائل ٥ : ٣٤٩ / ٩ قضاء الصلوات ، وفي البحار ٨٨ : ٣٢٢ / ١ ، وفيهما : كذلك كل صلاة بعدها صلاة ، وكذا في قرب الإسناد طبعة النجف.


تأليف أبي الفضل محمد بن أحمد بن سليم ، رواية محمد بن عمر ، الذي ذكر في خطبته (٦) أنه ما روى فيه إلا ما أجمع عليه ، وصح ـ من قول الأئمة عليهم‌السلام ـ عنده ، فقال فيه ما هذا لفظه :

والصلوات الفائتات يقضين ما لم يدخل عليه وقت صلاة ، فإذا دخل وقت صلاة بدأ بالتي دخل وقتها ، وقضى الفائتة متى أحب (٧).

ومن ذلك ما رويته عن عبيد الله بن علي الحلبي (٨) ، فيما ذكره في كتاب (أصله) رضوان الله عليه.

وقال جدي أبو جعفر الطوسي في الثناء عليه : عبيد الله الحلبي ، له كتاب مصنف ، يعول عليه وقيل : إنه عرض على الصادق عليه‌السلام واستحسنه ، وقال : (ليس لهؤلاء ـ يعني المخالفين ـ مثله) (٩).

أقول أنا : فقال فيه ما هذا لفظه : (ومن نام ، أو نسي أن يصلي المغرب ، والعشاء الآخرة (فإن استيقظ قبل الفجر بمقدار ما يصليهما جميعا فليصلهما) (١٠) وإن استيقظ بعد الفجر فليصل الفجر ثم يصلي المغرب ثم العشاء) (١١).

وقال ـ أيضا ـ عبيد الله بن علي الحلبي في الكتاب المذكور ما هذا لفظه : (وخمس صلوات يصلين على كل حال متى ذكر ومتى أحب : صلاة فريضة نسيها يقضيها مع

__________________

(٦) في الأصل : (خطبة) ، وما هنا هو الصحيح لعود الضمير على الكتاب.

(٧) البحار ٨٨ : ٣٢٨.

(٨) قال النجاشي ـ ١٥٩ ـ : عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي ، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة ، أبو علي ، كوفي ، كان يتجر هو وأبوه وإخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى حلب ، وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا ، وروى جدهم عن الحسن والحسين عليهم‌السلام ، وكانوا جميعهم ثقات مرجوعا إلى ما يقولون ، وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم ، وصنف الكتاب المنسوب إليه وعرضه على أبي عبد الله عليه‌السلام وصححه ، قال عند قراءته : (أترى لهؤلاء مثل هذا ...) ونقل عنه وعن عدة كتب أخرى في معجم رجال الحديث ١١ : ٧٧.

(٩) الفهرست ١٠٦ / ٤٥٥.

(١٠) في الأصل : (فإن استيقظ بعد الفجر فليصل الفجر ، ثم قبل الفجر بمقدار ما يصليهما جميعا فليصلهما) ، وهي كما ترى مضطربة إذا لحظنا ما بعدها ، وما أثبتناه ـ وهو الصحيح ـ من البحار ، وكذا في المستدرك ١ : ٤٨٥ ، باب ١ حديث ٥ ، وكذا في الجواهر ١٣ : ٥٣ عنه.

(١١) البحار : ٨٨ : ٢٩٩ / ٦ و ٣٢٨.


غروب الشمس وطلوعها ، وصلاة ركعتي الإحرام ، وركعتي الطوائف ، الفريضة (١٢) ، وكسوف الشمس عند طلوعها ، وغروبها) (١٣).

ومن ذلك ما أرويه بإسنادي إلى محمد بن علي بن محبوب ، وهو حديث غريب ، من أصل بخط جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه ، ورأيت في بعض تصانيف أصحابنا (١٤) في الثناء عليه ما هذا لفظه : محمد بن علي بن محبوب الأشعري القمي ، أبو جعفر ، شيخ القميين في زمانه ، ثقة ، عين ، فقيه صحيح المذهب.

قال في كتابه (نوادر المصنف) : عن علي بن حاله ، عن أحمد بن الحسن علي (١٥) ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن مصدق بن صدقة ، عم عمار بن موسى الساباطي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن الرجل ينام عم الفجر حتى تطلع الشمس ، وهو في سفر ، كيف يصنع ، أيجوز له أن يقضي بالنهار؟ قال : (لا يقضي صلاة نافلة ، ولا فريضة بالنهار ، ولا يجوز له ، ولا يثبت له ، ولكن يؤخرها فيقضيها بالليل) (١٦).

ومن ذلك ما أرويه عن الحسين بن سعيد الأهوازي رضوان الله عليه ، مما رواه في كتاب (الصلاة) وهذا الحسين بن سعيد ممن أثني جدي أبو جعفر الطوسي

__________________

(١٢) في البحار ٨٨ : ٢٩٩ / ٦ : (والفريضة) ، وكذا في المستدرك فهنا شئ ، وهو مع زيادة الواو في الرواية كما في الكتب المذكورة فيكون لفظ الفريضة مكررا في الحديث وبدونه يكونه العدد ناقصا ، ويمكن صحة ما في الأصل مع سقط إحدى الخمسة من الصلوات بقرينة حديث آخر في صلاة الجنازة كما في الوسائل ٣ : ١٧٥ / ٤ ، وغيره.

(١٣) البحار ٨٨ : ٢٩٩ / ٦.

(١٤) وهو النجاشي رحمه‌الله في كتابه : ٢٤٦.

(١٥) كذا في الأصل ، ولكن في السند سقط وغلط من الناسخ ، والصحيح كما في التهذيب والوسائل والمستدرك والبحار ، هكذا : عن علي بن خالد ، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، إلى آخره.

(١٦) التهذيب ٢ : ٢٧٢ / ١٠٨١ والاستبصار ١ : ٢٨٩ / ١٠٥٧ ، وعنهما في الوسائل ٥ : ٣٥١ / ٦ ، وفي المستدرك ١ : ٢٨٥ باب ٢ حديث ٢ من أبواب قضاء الصلوات ، وفي السرائر : ٤٨٤ ، والبحار ٨٨ : ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ، وقال الشيخ في التهذيبين ـ في ذيل الرواية المذكورة ـ : (فهذا خبر شاذ لا يعارض به الأخبار التي قدمناها مع مطابقتها لظاهر القرآن) ، وحمله في الوسائل على محامل أخرى أيضا ، ولكن الشيخ النوري في المستدرك لم يرض بهذه المحامل فلاحظ ، وأما قول السيد في أول الرواية : (وهو حديث غريب) فيمكن لشذوذها ومخالفتها لسائر الروايات كما عن جده في التهذيبين ، والله العالم.


عليه (١٧).

فقال في كتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن زياد الصيقل ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل نسي الأولى حتى صلى ركعتين من العصر ، قال (فليجعلها الأولى ، وليستأنف العصر).

قلت : فإنه نسي المغرب حتى صلى ركعتين من العشاء ثم ذكر ، قال : (فليتم صلاته ، ثم ليقض بعد المغرب).

قال ، قلت له : جعلت فداك متى نسي الظهر ، ثم ذكر وهو في العصر ، يجعلها الأولى ، ثم يستأنف ، وقلت لهذا : يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال : (ليس هذا مثل هذا ، إن العصر ليس بعدها صلاة ، والعشاء بعدها صلاة) (١٨).

ومن ذلك ما أرويه أيضا عن الحسين بن سعيد ، المشار إليه رضوان الله عليه ، في كتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : صفوان ، عن عيص بن القاسم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل نسي ، أو نام عن الصلاة ، حتى دخل وقت صلاة أخرى فقال : (إن كانت صلاة الأولى فيبدأ بها ، وإن كانت صلاة العصر فليصل العشاء ثم يصلي العصر).

ومن ذلك ما أرويه أيضا عن الحسين بن سعيد ، من كتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : حدثنا فضالة والنضر بن سويد ، عن أبي (١٩) سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : (إن نام رجل ، أو نسي أن يصلي المغرب والعشاء الآخرة ، فإن

__________________

(١٧) قال في الفهرست : ٥٨ / ٢٢٠ : (الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي ، من موالي علي بن الحسين عليه‌السلام ، ثقة ، روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث عليهم‌السلام ، وأصله كوفي).

(١٨) التهذيب (٢ : ٢٧٠ / ١٠٧٥ ، وعنه في الوسائل ٣ : ٢١٣ / ٥ وفي التهذيب والوسائل : (قلت : حين نسي الظهر) بدل (متى نسي الظهر) ، قال الحر العاملي رحمه‌الله بعد إيراد الرواية عن التهذيب : (هذا محمول على تضيق وقت العشاء دون العصر).

(١٩) كذا في الأصل ، وهو اشتباه واضح ، كما أن في متن الحديث سقط ، وسند الحديث في التهذيب : عنه (الحسين بن سعيد) ، عن فضالة ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

وكذا في الاستبصار ، إلا أن فيه ابن مسكان بدل ابن سنان.

وأورده في الوسائل بكلا السندين ، وفي المستدرك كما في الأصل ، إلا أن فيه ابن سنان بدل أبي سنان ، وأشار في الجواهر إلى اختلاف السند في التهذيبين.


استيقظ قبل الفجر [قدر ما يصليهما كلتيهما فليصلهما ، وإن خاف أن تفوته إحداهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ، وإن استيقظ بعد الفجر فليدأ] (٢٠). فليصل الصبح ثم المغرب ثم العشاء قبل طلوع الشمس) (٢١).

ومن ذلك ما أرويه عن الحسين بن سعيد من كتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : حماد ، عن شعيب عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : (إن نام رجل ولم يصل صلاة المغرب والعشاء الآخرة ، أو نسي ، فإن استيقظ قبل الفجر قدر ما يصليهما كلتيهما ، فليصلهما ، وإن خشي أن تفوته إحداهما ، فليبدأ بالعشاء الآخرة ، وإن استيقظ بعد الفجر ، فليبدأ فليصل الفجر ، ثم المغرب ، ثم العشاء الآخرة قبل طلوع الشمس ، وإن خاف أن تطلع الشمس ، فتفوته إحدى الصلاتين ، فليصل المغرب ، ويدع العشاء الآخرة حتى تطلع الشمس ، ويذهب شعاعها ، ثم ليصلها) (٢٢).

ومن ذلك ما أرويه من كتاب (النقض على من أظهر الخلاف لأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله) إملاء أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي المعروف بالواسطي ، فقال ما هذا لفظه : مسألة : من ذكر صلاة وهو في أخرى؟ قال أهل البيت عليهم‌السلام : يتمم التي هو فيها ، ويقضي ما فاته.

وبه قال الشافعي.

ثم ذكر خلاف الفقهاء المخالفين لأهل البيت ثم ذكر في أواخر مجلده مسألة أخرى ، فقال ما هذا لفظه : مسألة أخرى : من ذكر صلاة وهو في أخرى ، إن سأل سائل فقال : أخبرونا عمن ذكر صلاة وهو في أخرى ما الذي يجب عليه؟ قيل له : يتمم التي هو فيما ، ويقضي ما فاته.

وبه قال الشافعي.

ثم ذكر خلاف المخالفين وقال :

__________________

(٢٠) لم ترد هذه الزيادة في الأصل ، ووردت في التهذيبين ، ولا يستقيم المعنى إلا بها.

(٢١) التهذيب ٢ : ٢٧٠ / ١٠٧٦ ، والاستبصار ١ : ٢٨٨ / ١٠٥٣.

(٢٢) التهذيب ٢ : ٢٧٠ / ١٠٧٧ ، والاستبصار ١ : ٢٨٨ / ١٠٥٤.


دليلنا على ذلك : ما روي عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : (من كان في صلاة ثم ذكر أخرى فاتته ، أتم التي هو فيها ، ثم يقضي ما فاته).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس : هذا آخر ما أردنا ذكره من الروايات ، أو ما رأينا ، مما لم يكن مشهورا بين أهل الدرايات ، وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين وسلم.

ووحدت في أمالي السيد أبي طالب علي بن الحسين الحسيني (٢٣) في المواسعة ما هذا لفظه :

حدثنا منصور بن رامس (٢٤) ، حدثنا علي بن عمر الحافظ الدارقطني ، حدثنا أحمد بن نصر بن طالب (٢٥) الحافظ ، حدثنا أبو ذهل عبيد بن عبد الغفار العسقلاني (٢٦) ، حدثنا أبو محمد سليمان الزاهد ، حدثنا القاسم بن معن ، حدثنا العلاء بن المسيب بن رافع ، حدثنا عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله ، قال ، قال رجل : يا رسول الله ، وكيف أقضي؟ قال : (صل مع كل صلاة مثلها) قال : يا رسول الله ، قبل أم بعد؟ قال : (قبل).

أقول : وهذا حديث صريح ، وهذه الأمالي عندنا في أواخر مجلدة (قالب الطابين) أولها الجزء الأول من (المنتخب من كتاب زاد المسافر) وصابه المسافر (٢٧) ، تأليف أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، وقد كتب في حياته ، وكان عظيم الشأن.

فصل : ورأيت في كفارة قضاء الصلوات حديثا غريبا ، رواه حسين بن أبي الحسن بن خلف الكاشغري ، الملقب بالفضل ، في كتاب (زاد العابدين) فقال ما هذا لفظه :

__________________

(٢٣) وردت ترجمته في رياض العلماء ٣ : ٤٢٢ ، والذريعة ٢ : ٢١٣.

(٢٤) في الأصل : (رأس) وما أثبتناه من رياض العلماء ٣ : ٤٢٢ ـ ٤٢٣.

(٢٥) في الأصل : (أبي طالب) ، وما أثبتناه من المصدر السابق.

(٢٦) في الأصل : (الصقلاني) ، وما أثبتناه من المصدر السابق.

(٢٧) كذا


في كفارة الصلوات :

قال : حدثنا منصور بن بهرام ، بغزنة أخبرنا أبو سهل محمد بن محمد بن الأشعث الأنصاري ، حدثنا أبو طلحة شريح بن عبد الكريم ، وغيره ، قالوا : حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد ـ صاحب كتاب (العروس) ـ ، حدثنا غندر ، عن ابن أبي عروبة (٢٨) ، عن قتادة ، عن خلاس ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : (سمعت [رسول الله] (٢٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من ترك الصلاة في جهالته ، ثم ندم ، لا يدري كم ترك ، فليصل ليلة الاثنين خمسين ركعة بفاتحة الكتاب مرة ، وقل هو الله أحد مرة ، فإذا فرغ من الصلاة استغفر مائة مرة ، جعل الله ذلك كفارة صلاته ولو ترك صلاة مائة سنة ، لا يحاسب الله العبد الذي صلى هذه الصلاة ، ثم إن له عند الله بكل ركعة مدينة ، وله بكل آية قرأها عبادة سنة ، وبكل حرف نور على الصراط ، وأيم الله إنه لا يقدر على هذا إلا مؤمن من أهل الجنة ، فمن فعل استغفرت له الملائكة ، وسمي في السماوات صديق الله في الأرض ، وكان موته موت الشهداء ، وكان في الجنة رفيق خضر عليه‌السلام) (٣٠).

ومن المنامات عن الصادقين ـ الذين لا يتشبه بهم شئ من الشياطين ـ في المواسعة ، وإن لم يكن ذلك مما يحتج به ، لكنه مستطرف ، ما وجدته بخط الخازن أبي الحسن ـ رضوان الله عليه ـ وكان رجلا عدلا ، متفقا عليه ، وبلغني أن جدي

__________________

(٢٨) في الأصل : (عن أبي عروية) ، والصحيح ما أثبتناه نقلا عن ميزان الاعتدال ٢ : ١٥٢.

(٢٩) لم ترد في الأصل ويقتضيها السياق.

(٣٠) البحار ٩١ : ٣٨٤ / ١٥ ، والمستدرك ١ : ٣٨٧ باب ١٢ ح ١ من أبواب قضاء الصلوات ، قال في البحار : هذا الخبر مع ضعف سنده ظاهرة مخالف لسائر الأخبار ، وأقوال الأصحاب ، بل الإجماع ، ويمكن حمله على القضاء المظنون ، أو على ما إذا أتى بالقدر المتيقن ، أو على ما إذا أتى بما غلب على ظنه الوفاء ، فتكون هذه الصلاة لتلافي الاحتمال القوي ، أو الضعيف على حسب ما مر من الوجوه.

وأما القضاء المعلوم فلا بد من الإتيان بها والخروج منها على ما مر ، ولا يمكن التعويل على مثل هذا الخبر وترك القضاء.

وقال في المستدرك : ويحتمل أن يكون هذا العمل كفارة لمعصية ، فإن قضاء الصلاة المتروكة لا يستلزم حط ذنب تركها ، فالغرض منه جبر أصل المخالفة وأنه لا يعاقب بعده عليه ، من غير نظر إلى تكليفه في جبر المتروك بالقضاء حتى يتيقن أو قضاء المتيقن أو المظنون ، والله العالم.


وراما (٣١) ـ رضوان الله عليه ـ صلى خلفه مؤتما به ، ما هذا لفظه :

خط الخازن أبي الحسن المذكور.

رأيت في منامي ، ليلة الأحد ، سادس عشر جمادي الآخرة ، وأمير المؤمنين والحجة عليهما (٣٢) السلام ، وكان على أمير المؤمنين ثوب خشن ، وعلى الحجة ثوب ألين منه ، فقلت لأمير المؤمنين : يا مولاي ، ما تقول في المضايقة؟ فقال لي : (سل صاحب الأمر) ، ومضى أمير المؤمنين ، وبقيت أنا والحجة ، فجلسنا في موضع ، فقلت له : ما تقول في المضايقة؟ فقال قولا مجملا : (تصلي) فقلت له قولا هذا معناه واختلفت ألفاظه : في الناس (٣٣) من يعمل نهاره ويتعب ، ولا يتهيأ له المضايقة ، فقال : (يصلي قبل آخر الوقت) فقلت له : ابن إدريس [يمنع من الصلاة قبل آخر الوقت ثم التفت فإذا ابن إدريس] (٣٤) ، ناحية عنا ، فناداه الحجة عليه‌السلام : (يا ابن إدريس ، يا ابن إدريس) فجاء ولم يسلم عليه ، ولم يتقدم إليه ، فقال له : (لم تمنع (٣٥) الناس من الصلاة قبل آخر الوقت ، أسمعت هذا من الشارع؟!) فسكت ولم يعد جوابا ، وانتبهت في أثر ذلك وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

ورأيت أيضا بخط الخازن أبي الحسن ، ما هذا لفظه :

__________________

(٣١) قال الشيخ منتجب الدين الفهرست : ١٩٥ / ٥٢٢ : (الأمير الزاهد أبو الحسين ورام بن أبي فراس ، بالحلة ، من أولاد مالك بن الحارث الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام).

وقال في المستدرك ٣ : ٤٧٧ : (الشيخ الأمير الزاهد أبو الحسين ـ ويقال أبو الحسن ـ ورام بن أبي فراس ورام بن حمدان بن عيسى بن أبي نجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم من مالك بن الحارث الأشتر النخعي ، العالم الفقيه الجليل المحدث المعروف ، صاحب كتاب (تنبيه الخاطر) الملقب بمجموعة ورام ـ إلى أن قال : ـ توقي ثاني محرم سنة ٦٠٥ على ما ضبطه ابن الأثير في الكامل ـ إلى أن قال : ـ وقال الشهيد رحمه‌الله في شرح الإرشاد : ومن الناصرين للقول بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو الحسن ورام بن أبي فراس رضي‌الله‌عنه ـ فإنه صنف فيها مسألة حسنة الفوائد جيدة المقاصد).

وقال السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : (كان جدي ورام بن أبي فراس ـ قدس الله جل جلاله روحه ـ ممن يقتدى بفعله ، وقد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء أئمته صلوات الله عليهم).

(٣٢) في الأصل (عليهم) والكلام عن إمامين.

(٣٣) في الأصل : (للناس) ، وما أثبتناه أوفق للسياق ، وكذا ورد في البحار.

(٣٤) وما بين المعقوفين سقط من الأصل وأثبتناه من البحار.

(٣٥) في الأصل : (يمنع) والصحيح ما أثبتناه بقرينة ما يعده.


بسم الله الرحمن الرحيم ، رأيت الحجة عليه‌السلام ، ليلة السبت ، سادس شوال ، سنة تسعين وخمسمائة ، كأنه في بعض دورنا بالمشهد على ساكنها السلام ، قاعدا على دكة ، والدكة لها هيئة حسنة ، لم أعهدها ، وإلى جانبه وقدامه [عرجون] (٣٦) يابس ، فيه شماريخ يابسة ، وتحته قسيب ، ثم إنه التقط منه ، فدخلت عليه ، فلما رآني قام ، وأخذ العرجون فصار فيه رطب مختلف اللون ، فاعتقدته معجزا له ، وقلت له : أنت إمامي وأقبلت عليه ، وأقبل علي ، وقعدت بين يديه وأكملت من الرطب ، وشكوت إليه صعوبة الوقت علينا ، فأجابني بشئ غاب عني بعد الانتباه حقيقته.

ثم قمنا من ذلك الموضع إلى غيره ، فقلت له : يا مولاي إن وراما ، وابن إدريس ، يمنعون الناس من الصلاة قبل آخر الوقت ، فقال : (يصلون قبل آخر الوقت) ثم قال : (هم يفرطون في الصلاة) فقلت له : يقولون لهم لا تصلوا قبل آخر الوقت ، فيقولون ما نقدر على ذلك ، فأعاد القول : (يصلون قبل آخر الوقت).

ثم ذكر الفقهاء بكلام دل على أنه معتب عليهم ، ثم أذن عليه‌السلام ، فمضيت ألتمس ما القضاء به وأصلي معه ، فانتبهت في إثر ذلك ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

ورأيت بخط أبي الحسن الخازن ، ما هذا لفظه : وكنت أستعمل ماء الكر في الحمام مدة طويلة ، فعن لي في بعض الأوقات أن أترك استعماله ، فتركته أوقاتا فرأيت الحجة عليه‌السلام في منامي ، وهو على موضع عال له شرافات ، وعلى رأسه شبه الإكليل والتاج ، فجرى حديث معنى الكر ـ غاب عني بعد الانتباه حقيقته ـ فالتفت إلي وقال : (جبرئيل قال لك أن الكر نجس ، أو قال لك جبرئيل لا تستعمله ، إرجع إلى الكر) وانتبهت في إثر ذلك وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

ومن المنامات عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، في المواسعة من بعض الوجوه ، ما حدثني به صديقي الوزير محمد بن أحمد بن العلقمي ، ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته ، أيام كان أستاد الدار ، فالتمست أن يكتبه بخطه فكتب ما يأتي بلفظه : رأيت في المنام كأن مولانا زين العابدين عليه‌السلام نائم ، وكأنه ميت ،

__________________

(٣٦) أثبتناه لضرورة السياق.


ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالس عند رأسه الشريف فعطس واستوى جالسا فقلت له : يا مولاي ، إيش حديث صلاة المضايقة؟ فأومى بوجهه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، من غير أن يتكلم. فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام من غير أن أسأله : (إذا كان على لانسان ـ أو قال : الشخص ـ صلاة قضاها في مدة ، ثم صلى تلك المدة في مدة ، والمدة في مدة ، تكون المدة الأخيرة مضايقة).

وانفهم (٣٧) من ذلك أنه إذا كان على الشخص سنتان ، ثم صلاها في سنة ، وصلى تلك السنة في شهر ، يكون قضاء ذلك الشهر مضايقة.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس : هذا آخر لفظ صديقي الوزير محمد بن أحمد العلقمي ، ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني : وتفضل الله ، ومولانا المهدي صلوات الله عليه ، علي ، وإلي ، بآيات باهرة له صلوات الله وسلامه عليه :

أقول ومنها :

بسم الله الرحمن الرحيم وصلاته على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين ، يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس : كنت توجهت أنا وأحي الصالح محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي ، ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته ، من الحلة إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامة عليه ، في يوم الثلاثاء ، سابع عشر جمادى الآخرة ، سنة إحدى وأربعين وستمائة ، فاختار الله لنا المبيت في مسجد بالقرية التي تسمى درره (٣٨) بناء سنجار ، وبات أصحابنا ودوابنا في القرية ، وتوجهنا منها أوائل نهار يوم الأربعاء ، ثامن عشر الشهر المذكور ، فوصلنا إلى مشهد مولانا علي صلوات الله وسلامه عليه قبل ظهر يوم الأربعاء المذكور ، فزرنا وجاء الليل ليلة الخميس تاسع عشر جمادي الآخرة المذكورة فوجدت من نفسي إقبالا على الله ، وحضورا وخيرا كثيرا ، فشاهدت ما يدل على القبول ، والعناية والرأفة ، وبلوغ المأمول والضيافة.

__________________

(٣٧) كذا في الأصل حكاية ، والصحيح : ويفهم.

(٣٨) كذا في الأصل ، ولم نجد في معجم البلدان قرية بهذا الاسم.


فحدثني أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوي ـ ضاعف الله سعادته ـ أنه رأى في تلك الليلة في منامه ، كأن في يدي لقمة ، وأنا أقول له : هذه من فم مولانا المهدي صلوات الله عليه ، وقد أعطيته بعضها.

فلما كان سحر تلك الليلة ، كنت على ما تفضل الله به من نافلة الليل ، فلما أصبحنا نهار الخميس المذكور ، دخلت الحضرة ـ حضرة مولانا علي صلوات الله وسلامه عليه ـ على عادتي ، فورد علي من فضل الله ، وإقباله ، والمكاشفة ما كدت أن أسقط إلى الأرض ، ورجفت أعضائي وأقدامي ، وارتعدت رعدة هائلة على عوائد فضله عندي ، وعنايته إلي ، وما أراني من تبره لي ، ورفدي ، وأشرفت على القناد ، مفارقة دار العناد ، والانتقال إلى دار البقاء ، حتى حضر الجمال محمد بن كتيلة ، وأنا في تلك الحال ، فسلم علي ، فعجزت عن مشاهدته ، وعن النظر إليه ، وإلى غيره ، وما تحققته بل سألت عنه بعد ذلك فعرفوني به تحقيقا ، وتجددت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة ، وبشارات جميلة.

وحدثني أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوي ـ ضاعف الله سعادته ـ بعدة بشارات رآها لي ، منها : أنه رأى كأن شخصا يقص عليه في المنام مناما ، ويقول له : قد رأيت كأن فلانا ـ عني ، وكأنني كنت حاضرا لما كان المنام يقص عليه ـ راكب فرسا ، وأنت ، يعني أخي الصالح الآوي ـ وفارسان آخران ، وقد صعدتم جميعا إلى السماء ، قال ، فقلت له : أنت تدري أحد (٣٩) الفارسين من هو؟ فقال صاحب المنام في حال النوم : لا أدري. فقلت : أنت ، يعني ذلك مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه.

وتوجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة ، فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشرين جمادى الآخرة ، بحسب الاستخارة ، فعرفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المذكور ، أن شخصا في صلاح يقال له : عبد المحسن ، من أهل السواد ، قد حضر بالحلة ، وذكر أنه قد لقيه مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه ، ظاهرا في اليقظة ، وقد أرسله إلى عندي برسالة ، فنفذت قاصدا ، هو محفوظ بن فراء فحضرا ليلة السبت ثامن عشرين جمادى

__________________

(٣٩) في الأصل : (إحدى) والصحيح ما أثبتناه.


الآخرة المقدم ذكرها ، فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن ، فعرفته ، وهو رجل صالح ، لا تشك النفس في حديثه ، ومستغن عنا ، فسألته فذكر أن أصله (٤) من حصن بشير ، وأنه انتقل إلى الدولاب ، الذي بحذاء المحولة المعروفة بالمجاهدية ، ويعرف الدولاب بابن أبي الحسن ، وأنه مقيم هناك ، وليس له عمل بالدولاب ، ولا زرع ، ولكنه تاجر في شراء غلات ، وغيرها ، وأنه كان قد ابتاع غلة من ديوان أبي السرايا ، وجاء ليقبضها ، وبات عند المعيدية في الموضع المعروف بالمحر ، فلما كان وقت السحر ، كره استعمال ماء المعيدية ، فخرج يقصد النهر ، والنهر في جهة المشرق ، فما أحس بنفسه إلا وهو عند تل السلام ، في طريق مشهد الحسين عليه‌السلام ، في جهة المغرب ، وكان ذلك ليلة الخميس تاسع عشر جمادي الآخرة من سنة إحدى وأربعين وستمائة ـ التي تقدم شرح بعض ما تفضل الله علي فيها وفي نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ـ.

قال : فجلست أريق ماء ، وإذا بفارس عندي ما سمعت له حسا ، ولا وجدت لفرسه حركة ولا صوتا ، وكان القمر طالعا ، ولكن الضباب (٤١) كثيرا فسألته عن الفارس وفرسه ، فقال : كان لون فرسه صديا ، وعليه ثياب بيض ، ومتحنك بعمامته ، ومتقلد بسيفه.

فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن كيف وقت الناس؟ قال عبد المحسن : فظننت أنه يسأل عن ذلك الوقت ، قال ، فقلت : الدنيا عليها ضباب وغبرة.

فقال : ما سألتك عن هذا ، أنا أسألك عن حال الناس.

قال ، فقلت : الناس طيبون ، مرخصون ، آمنون (٤٢) في أوطانهم ، وعلى أموالهم.

فقال تمضي إلى ابن طاووس ، وتقول له : كذا وكذا ، وذكر لي ما قال لي صلوات الله وسلامه عليه.

__________________

(٤٠) في الأصل : (بن) ، والسياق يقتضي ما أثبتناه

(٤١) الضباب كسحاب جمع ضبابة ، وهو ندى يغشى الأرض بالغدوات ، وفي الصحاح : الضبابة سحابة تغشى الأرض كالدخان (مجمع البحرين ٢ : ١٠٤).

(٤٢) في الأصل : (طيبين مرخصين آمنين) ، والصحيح ما أثبتناه.


ثم قال عنه عليه‌السلام : فالوقت قددنا ، فالوقت قد دنا.

قال عبد المحسن : فوقع في قلبي ، وعرفت نفسي ، أنه مولانا صاحب الزمان ، فوقعت على وجهي ، وبقيت كذلك مغشيا علي إلى أن طلع الصبح.

قلت له : فمن أين عرفت أنه قصد ابن طاووس عني؟ قال : ما أعرف من بني طاووس إلا أنت ، وما وقع في قلبي إلا أنه قصد بالرسالة إليك.

قلت : فأي شئ فهمت بقوله صلوات الله عليه (فالوقت قد دنا) ، هل قصد وفاتي قد دنت ، أم قد دنا وقت ظهوره صلوات الله عليه؟ فقال : بل قد دنا وقت ظهور صلوات الله عليه.

قال : فتوجهت ذلك اليوم إلى مشهد الحسين عليه‌السلام ، وعزمت أنني ألزم بيتي مدة حياتي أعبد الله تعالى ، وندمت كيف ما سألته على السلام عن أشياء كنت أشتهي أن أسأله عنها.

قلت له : هل عرفت بذلك أحدا؟ قال نعم ، عرفت بعض من كان عرف بخروجي من عند المعيدية ، وتوهموا أني قد ضللت ، وهلكت لتأخري عنهم ، واشتغالي بالغشية التي [وجدتها ، ولأنهم كانوا يروني طول ذلك النهار ـ يوم الخميس ـ في أثر الغشية التي] (٤٣) لقيتها من خوفي منه عليه‌السلام ، فوصيته أن لا يقول ذلك لأحد أبدا.

وعرضت عليه شيئا ، فقال : أنا مستغن عن الناس ، وبخير كثير ، فقمت أنا وهو ، فلما قام عني نفذت له غطاء ، وبات عندنا في المجلس على باب الدور التي هي مسكني الآن بالحلة.

فقمت وكنت أنا وهو في الروشن (٤٤) في خلوة فنزلت لأنام فسألت الله زيادة كشف في المنام تلك الليلة أراه أنا ، فرأيت كأن مولانا الصادق عليه‌السلام قد جاءني بهدية عظيمة ، وهي عندي ، وكأنني ما أعرف قدرها ، فاستيقظت وحمدت الله ، وصعدت الروشن لصلاة نافلة الليل ، في تلك الليلة ، وهي ليلة السبت ثامن عشرين

__________________

(٤٣) هذه الزيادة لم ترد في الأصل ، ووردت في البحار والمستدرك.

(٤٤) في الأصل (الروش) ، والصحيح ما أثبتناه ، وكذا ما سيأتي بعدها.


جمادى الآخرة ، فأصعد فتح (٤٥) الإبريق إلى عندي فمددت يدي ولزمت عروته لأفرغ على كفي فأمسك ماسك فم الإبريق ، وأداره عني ، ومنعني من استعمال الماء في طهارة الصلاة ، فقلت : لعل الماء نجس ، فأراد الله أن يصونني عنه ، فإن الله جل جلاله علي عوائد كثيرة ، أحدها مثل هذا ، وأعرفها ، فناديت : إلى فتح ، فقلت : من أين ملأت الإبريق؟ قال : من المسيبة ، فقلت : هذا لعله نجس ، فاقلبه واشطفه ، واملأ من الشط.

فمضى وقلبه ، وأنا أسمع صوت الإبريق ، وشطفه وملأه من الشط وجاء به ، فلزمت عروته ، وشرعت أقلب منه على كفي ، فأمسك ماسك فم الإبريق وأداره عني ، ومنعني منه ، فعدت صبرت ، ودعوت بدعوات ، وعاودت الإبريق فجرى مثل ذلك ، فعرفت أن هذا منع لي من صلاة الليل في تلك الليلة ، قلت في خواطري : لعل الله يريد أن يجري علي حكما وابتلاء غدا ، ولا يريد أن أدعو الليلة في السلامة من ذلك ، وجلست لا يخطر بقلبي غير ذلك ، فنمت وأنا جالس ، وإذا برجل يقول لي : هذا يعني عبد المحسن ـ الذي جاء بالرسالة كان ينبغي أن تمشي بين يديه.

فاستيقظت ، ووقع في خواطري أن قد قصرت في احترامه وإكرامه ، فتبت إلى الله جل جلاله ، واعتمدت ما يعتمد التائب من مثل ذلك ، وشرعت في الطهارة فلم يمسك أحد الإبريق ، وتركت على عادتي ، فتطهرت وصليت ركعتين ، فطلع الفجر فقضيت نافلة الليل ، وفهمت أنني ما قمت بحق هذا الرسالة.

فنزلت إلى الشيخ عبد المحسن ، وتلقيته وأكرمته ، وأخذت له من خاصتي ست دنانير ، ومن غير خاصتي خمسة عشر دينارا ، مما كنت أحكم فيه كمالي ، وخلوت به في الروشن ، وعرضت ذلك عليه فاعتذرت إليه ، فامتنع قبول شئ أصلا ، وقال : إن معي نحو مائة دينار ، وما آخذ شيئا ، أعطه لمن هو فقير ، وامتنع غاية الامتناع ، فقلت له : إن رسوله مثله عليه‌السلام (٤٦) ، يعطى لأجل الإكرام لمن أرسله عليه‌السلام ، لا لأجل فقره وغناه ، فامتنع ، فقلت : مبارك ، أما الخمسة عشر دينارا فهي من غير خاصتي ، فلا

__________________

(٤٥) فتح : اسم غلامه [منه رحمه‌الله ، كما في هامش البحار].

(٤٦) في الأصل : (صلى‌الله‌عليه‌وآله) والكلام عن المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ فما أثبتناه أنسب للمقام ، وكذا ما بعده.


أكرهك على قبولها. وأما هذه الستة دنانير فهو من خاصتي (٤٧) ، ولا بد أن تقبلها مني ، وكاد أن يؤيسني من قبولها ، فألزمته ، فأخذها ، وعاد تركها ، فألزمته فأخذها ، وتغديت أنا وهو ، ومشيت بين يديه كما أمرت في المنام إلى ظاهر الدار ، وأوصيته بالكتمان ، والحمد الله ، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.

ومن عجيب زيادة بيان : أنني توجهت في ذلك الأسبوع ، يوم الاثنين الثلاثين من جمادي الآخرة ، سنة إحدى وأربعين وستمائة ، إلى مشهد الحسين عليه‌السلام لزيارة أول رجب ، أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد ـ ضاعف الله سعادته ـ ، فحضر عندي سحر ليلة الثلاثاء أول رجب المبارك سنة إحدى وأربعين وستمائة المقرئ محمد بن سويد في بغداد ، وذكر ابتداء من نفسه أنه رأى ليلة السبت ، ثامن عشرين جمادى الآخرة المقدم ذكرها ، وكأنني في دار وقد جاء رسول إليك وقالوا : هو من عند الصاحب ، قال محمد بن سويد : فظن بعض الجماعة أنه من عند أستاذ الدار ، قد جاء إليك برسالة ، قال محمد بن سويد : وأنا عرفت أنه من عند صاحب الزمان عليه‌السلام ، قال : فغسل محمد بن سويد يديه وطهرهما ، وقام إلى رسول مولانا المهدي صلوات الله عليه ، فوجده قد أحضر معه كتابا من مولانا المهدي صلوات الله عليه إلى عندي ، وعلى الكتاب المذكور ثلاثة ختوم ، قال المقرء محمد بن سويد : فتسلمت الكتاب من رسول مولانا (٤٨) ، المهدي صلوات الله عليه بيديه المشطوفة ، قال : وسلمته إليك ـ يعني عني ـ.

قال : فكان أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوي ـ ضاعف الله سعادته ـ حاضرا ، فقال : ما هذا؟ فقلت : هو يقول لك.

يقول علي بن موسى بن طاووس : فتعجبت من أن هذا محمد سويد قد رأي المنام في الليلة التي حضر عندي فيها الرسول المذكور ، وما كان عنده خبر من هذه الأمور ، والحمد لله كما هو أهله ، وسمعت ممن لا اسميه مواصله بينه وبين مولانا صلوات الله عليه ، لو تهيأ ذكرها كانت عدة كراريس ، دالة على وجوده وحياته ومعجزاته صلوات الله عليه ، وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.

__________________

(٤٧) في الأصل : (من غير خاصتي) ، وحذفنا (غير) للسياق.

(٤٨) في الأصل : (مولا) وما أثبتناه هو الصحيح.


انتهى قراءة هذا الكتاب علي ليلة الأربعاء ، ثامن عشر ربيع الآخر ، سنة إحدى وستين وستمائة ، والقارئ له ولدي محمد حفظه الله ، وعلى القراءة ولدي ، وأخوه علي ، وأربع أخواته ، وبنت خالي.


الفهارس

(١)

فهرست أسامي المعصومين عليهم‌السلام

محمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ٣٣٨ ، ٣٤٤ مرتان ٣٤٦ ، ٣٤٧ مرتان ، ٣٥٣ مرتان

علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام : ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، ٣٤٧ ، ٣٤٨ أربع مرات ٣٤٩ ، ٣٥٠

الحسين عليه‌السلام : ٣٥٠ ، ٣٥١ و ٣٥٣ زين العابدين عليه‌السلام : ٣٤٧ الصادقين عليهما‌السلام : ٣٤٥

جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام = أبو عبد الله عليها‌السلام : ٣٤٠ ، ٣٤٢ ثلاث مرات ، ٣٤١ ، ٣٤٤ ، ٣٤٣ ، ٣٥١

الإمام الكاظم عليه‌السلام : ٣٣٩

المهدي = الصاحب = صاحب الزمان = الحجة = صاحب الأمر = مولانا المهدي  ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف : ٣٣٨ ، ٣٤٦ خمس مرات ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، ٣٤٩ ثلاث مرات ٣٥١ ، ٣٥٣ ، خمس مرات.


(٢)

أسماء الأعلام

ابن إدريس....................................................................... ٣٤٦

أحمد بن الحسن بن علي ......................................................... ٣٤١

أحمد بن نصر بن أبي طالب الحافظ ابن أبي الحسن................................ ٣٤٤

ابن طاووس.............................................................. ٣٥٠ ، ٣٥١

ابن مسكان...................................................................... ٣٤٢

أبو بصير......................................................................... ٣٤٣

أبو جعفر الطوسي........................................................ ٣٤١ ، ٣٤١

أبو الحسن الخازن.................................................. ٣٤٦ ، ٣٤٧ مرتان

أبو ذهل عبيد بن عبد الغفار الصقلاني = العسقلاني ................................ ٣٤٤

أبو السرايا....................................................................... ٣٥٠

أبو سنان = ابن سنان............................................................. ٣٤٢

أبو سهل محمد بن محمد الأشعث الأنصاري....................................... ٣٤٥

أبو طالب علي بن الحسين الحسني ................................................ ٣٤٤

أبو طلحة شريح بن عبد الكريم .................................................... ٣٤٥

أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي ، المعروف بالواسطي ...................... ٣٤٣

أبو عروبة ........................................................................ ٣٤٥

أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ........................................ ٣٤٤

أبو الفضل جعفر بن محمد ........................................................ ٣٤٥

أبو الفضل محمد بن أحمد بن سليم ............................................... ٣٤٠

أبو محمد سليمان الزاهد .......................................................... ٣٤٤

بني طاووس ...................................................................... ٣٥١

جابر بن عبد الله .................................................................. ٣٤٤

جبرئيل ........................................................................... ٣٤٧

جمال محمد بن كتيلة ............................................................. ٣٤٩


حسن بن البقلي .................................................................. ٣٤٩

الحسن بن زياد الصيقل ........................................................... ٣٤٢

الحسين بن أبي الحسن بن خلف بن الكاشفري الملقب بالفضل ..................... ٣٤٤

الحسين بن سعيد ..................................................... ٣٤٢ مرتان ٣٤٣

الحسين بن سعيد الأهوازي ........................................................ ٣٤١

حماد ............................................................................ ٣٤٣

الخازن أبو الحسن .......................................................... ٣٤٦ مرتان

الخضر عليه‌السلام ............................................................... ٣٤٥

خلاس ........................................................................... ٣٤٥

الشافعي .................................................................... ٣٤٣ مرتان

شعيب ........................................................................... ٣٤٣

صفوان ........................................................................... ٣٤٢

عبد الله بن علي الحلبي = عبيد الله .......................................... ٣٤٠ مرتان

عبد الله حلبي .................................................................... ٣٤٠

عبد المحسن ............................................ ٣٤٩ ، ٣٥٠ ، ٣٥١ ، ٣٥٢

عطاء بن أبي رباح ................................................................. ٣٤٤

العلاء بن المسيب بن رابع ........................................................ ٣٤٤

علي ............................................................................. ٣٥٤

علي بن جعفر .................................................................... ٣٣٩

علي بن حاله ..................................................................... ٣٤١

علي بن عمر الحافظ الدارقطني .................................................... ٣٤٤

علي بن موسى بن طاووس = علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني ٣٣٨ ، ٣٤٤ ، ٣٤٨ ٣ مرات ، ٣٥٣

عمار بن موسى الساباطي .......................................................... ٣٤١

عمرو بن سعيد المدائني ........................................................... ٣٤١

عيص بن القاسم .................................................................. ٣٤٢

غندر ............................................................................ ٣٤٥


فتح ............................................................................. ٣٥٢

فضالة ........................................................................... ٣٤٢

القاسم بن معن ................................................................... ٣٤٤

قتادة ............................................................................ ٣٤٥

محفوظ بن فراء .................................................................. ٣٤٩

محمد ........................................................................... ٣٥٣

محمد بن أحمد بن العلقمي ....................................................... ٣٤٧

محمد بن أحمد العلقمي .......................................................... ٣٤٨

محمد بن سنان ................................................................... ٣٤٢

محمد بن سويد ....................................................... ٣٥٣ ثلاث مرات

محمد بن سويد المقرئ ........................................................... ٣٤٢

محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ............................................... ٣٥٣

محمد بن علي بن محبوب ........................................................ ٣٥٣

محمد بن علي بن محبوب الأشعري القمي ......................................... ٣٣٨

محمد بن عمر ................................................................... ٣٤١

محمد بن كتيلة = جمال .......................................................... ٣٤١

محمد بن محمد بن محمد ........................................................ ٣٤٠

محمد بن محمد بن محمد الآوي .................................................. ٣٤٩

محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي .......................................... ٣٥٣

مصدق بن صدقة ................................................................. ٣٥٣

منصور بن بهرام .................................................................. ٣٤٨

منصور بن رامس .................................................................. ٣٤١

المقرئ = محمد بن سويد ........................................................ ٣٤٥

النضر بن سويد ................................................................... ٣٤٤


(٣)

فهرست الكتب

الكتاب

الصفحة

كتال الأصل للحلبي .............................................................. ٣٤٠

كتاب الأمالي

كتاب الأمالي للسيد أبي طالب علي بن الحسين الحسيني ........................... ٣٤٤

كتاب زاد العابدين ................................................................ ٣٤٤

كتاب زاد المسافر ................................................................ ٣٤٤

كتاب الصلاة ........................................................ ٣٤١ ٣٤٢ ٣٤٣

كتاب العروس .................................................................... ٣٤٥

كتاب قرب الإسناد ............................................................... ٣٣٨

كتاب المختصر من كتاب تخيير الأحكام ........................................... ٣٣٩

كتاب النقض على من أظهر الخلاف لأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ........... ٣٤٣

كتاب نوادر المصنف ............................................................. ٣٤١

(٤)

فهرست الأمكنة والبقاع والبلدان وغيرها

الأمكنة

 الصفحة

بغداد............................................................................ ٣٥٣

حصن بشير ...................................................................... ٣٥٠

الحلة .............................................................. ٣٤٩ مرتان ، ٣٥١

رجب .................................................................... ٣٤٩ ، ٣٥٣

رجب المبارك ..................................................................... ٣٥٣

الشط ............................................................................ ٣٥٢

المحر ........................................................................... ٣٥٠

المسيبة .......................................................................... ٣٥٢

المعيدية.................................................................. ٣٥٠ ـ ٣٥١


من ذخائر التراث

مسائل الفاضل المقداد

وأجوبة الشهيد

الشيخ عباس الحسون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل الشهادة عين الحياة ومنبع الخلود ، جعلها الباعث للحياة في النفوس. فأينما كانت ، كانت الحياة ، وأينما حلت بعثت على الحركة والنمو ، فيصير بها الميت حيا والساكن متحركا ، والثابت ناميا. فمثلها كمثل الروح إذا حلت في الجسد جعلته حيا تبعثه على التحرك والنمو ، وإذا تركته تركته ميتا. ويشهد بذلك قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).

وكذلك العلم فإنه هو الآخر الباعث على الحياة ، أينما يجذب تجذب معه الحياة ، وأينما يطرد تطرد معه الحياة ، فأينما كان كان التحرك والنمو ، وأينما لم يكن لم يكن ، فهو الآخر مثله كمثل الروح. ويشهد بذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام :

 ...............................

الناس موتى وأهل العلم أحياء

فإذا تلاقح العلم مع الشهادة واجتمعا في واحد كان له روحان وحياتان وباعثان على النمو والحركة ، يمتاز عما سواه ، ويسمو على ما حاذاه ، ويشمخ على ما عالاه ، فالشهيد الأول هذا المقام السامي الذي جمع الروحين والباعثين على الحياة ، الذي كسب لقب : الشهيد ، وجعله مختصا به لأنه شهيد عالم وعالم شهيد ، وأسعده علي ذلك استشهاده في السبيل المصبوغ بالمظلومية الحمراء : سبيل على والحسين عليهما‌السلام. فحياته دروس ودروسه حياة ، وبيانه البيان ، وذكراه الذكرى.


ثم إن رسالتنا ـ التي هي أسئلة المقداد وأجوبة الشهيد ، هي الحاصل من عمل الروحين ، نتجت من حياة علمية سامية ـ اتسمت بلون الشهادة لأنها أجوبة الشهيد وتفصيله. ويضيفها حسنا أنها أجوبة لأسئلة علم آخر من أعلام الفقه والعلم : المقداد السيوري ، الذي دلت آثاره على وزنه وأعلمتنا قدر علمه ، فهو الرائع في تنقيحه ، والمبدع في تنقيحه الرائع وباقي آثاره.

عنوان الرسالة :

وقع اختلاف في عنوان هذه الرسالة والظاهر عدم وجود عنوان مشخص لها ولا اسم خاص تعرف به. فعبر عنها الشيخ الطهراني في الذريعة تارة ب (جوابات الفاضل المقداد) (١) وعبر عنها أخرى ب (جوابات المسائل المقدادية) (٢) وعبر عنها الزركلي في الأعلام ب (الأسئلة المقدادية) (٣) وعبر عنها ثالث ب (أجوبة المسائل المقدادية) والذي يستفاد من مقدمتها عنوان آخر وهو (مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهيد) وهو الذي اخترته وجعلته عنوانا لها.

السائل والمسؤول :

السائل : هو الفقيه الفاضل والأصولي المحقق : جمال الدين أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد السيوري المعروف : بالفاضل المقداد المتوفى في النجف الأشرف سنة ٨٢٦. وكان له مدرسة تعرف بمدرسة المقداد السيوري ، وهي إحدى مدراس النجف المشهورة في عصرها كما في كتاب ماضي النجف وحاضرها (٤). وله مؤلفات كثيرة منها التنقيح الرائع وكنز العرفان في الفقه. ومن مشايخه الشهيد الأول الآتي ذكره ، وفخر المحققين ـ ابن العلامة الحلي ـ محمد بن الحسن ابن يوسف.

__________________

(١) الذريعة ٥ : ٢١٢.

(٢) الذريعة ٥ : ٢٣٤.

(٣) الأعلام ٧ : ٢٧٢.

(٤) ماضي النجف وحاضرها ١ : ١٢٥ لمؤلفه جعفر بن الشيخ باقر آل محبوبة.


المسؤول : هو الشهيد السعيد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد الدمشقي الجزيني ، المولود ٧٣٤ والمستشهد سنة ٧٨٦ في دمشق.

كان الشهيد رحالا ودرس على أيدي الكثير من العلماء والأساطين ، منهم فخر المحققين ابن العلامة الحلي. ودرس الكثير ، وهو أستاد كثير من العلماء منهم الفاضل المقداد المار ذكره وابنا الشهيد وبنته الفقيهة الفاضلة فاطمة المدعوة بست المشائخ وغيرهم.

وأما مؤلفاته فهي كثيرة منها : كتاب الذكرى والدروس والبيان واللمعة الدمشقية في الفقه.

هذه الرسالة :

ذكر هذه الرسالة خير الدين الزركلي في الأعلام ـ كما مر ـ في ضمن التعرض لحياة الفاضل المقداد. وذكرها الآغا بزرگ الطهراني في موضعين من الذريعة وقال في أحد الموضعين : (جوابات المسائل المقدادية : سبع وعشرون مسألة ، سألها الفاضل ابن عبد الله السيوري من أستاذه الشهيد ، فكتب هو جواباتها أوله : (الحمد لله المحمود على أفضاله ، والمشكور على نواله) ضمن مجموعة فيها بعض رسائل ابن فهد في الخزانة الرضوية كما في فهرسها).

النسخ المعتمدة :

اعتمدنا في ضبط وتخليص هذه الرسالة على نسختين مخطوطتين في مكتبة الإمام الرضا ـ عليه‌السلام ـ التابعة للروضة الرضوية المقدسة في مشهد.

النسخة الأولى : المرقمة ٦٥٣٧ الموجودة بضميمة كتاب اللوامع لابن فهد الحلي ، ذكر في آخرها أن سنة الفراغ من كتابتها هي : (١١٩٠) ، النسخة جيدة لكنها رديئة الخط ورمزنا لها ب (ق).

النسخة الثانية : المرقمة ٣٦٣٢ الموجودة بضميمة بعض رسائل ابن فهد الحلي. تاريخ الفراغ من كتابتها هو سنة (١٢٩٢) ، هي الأخرى نسخة جيدة وتمتاز عن


سابقتها بجودة الخط ورمزنا لها ب (ن).

العمل في الرسالة :

نظرا إلى أنه لا ترجيح لإحدى النسختين اللتين اعتمدت عليهما على الأخرى ، اعتمدت أسلوب التلفيق ، فآخذ الراجح من كل منهما وأجعله متنا وأشير إلى الآخر في الهامش إذا كان يوجب تغييرا في المعنى ، وأنتخب الصحيح من النسختين وأطرح الخطأ. حتى بدون إشارة ، وأضيف بعض الكلمات أو الجمل التي يحتاجها الكلام مع وضعها بين معقوفتين والإشارة إليه وإلى وجه الإضافة في الهامش.

ومن ثم تزيين الهامش ببعض الإرجاعات والتوضيحات اللازمة ، مضربا عن الاطناب معتمدا الاختصار.

ومن ثم تقطيع المتن بالنقاط والفوارز وعلامات الاستفهام وتعيين رؤوس الأسطر في الموارد المعقولة. متجنبا للإسراف والتقتير في ذلك كله.

ما في الرسالة :

الرسالة عبارة عن سبعة وعشرين مسألة في مواضيع مختلفة ، منها ما يطلب فيها السائل بيان الدليل بعد السؤال عن حكم المسألة ، أو يبين فيها السائل آراء بعض العلماء وأدلتها ، فيكون الجواب هو بيان الحكم مقرونا بالدليل.

ومنها ما يطلب فيها السائل حكم المسألة فقط فيكون الجواب بيان الحكم فقط.

ثم المشاهد أن لسان هذه الرسالة هو اللسان المتداول في ذلك اليوم ، لم يراع فيها منطق العرب الأصيل.

فهرست المطالب

المسألة الأولى : في تعلق الخمس بما يتملك بعقد الهبة.

= الثانية : في النفقة على أموال المضاربة من بعضها.

= الثالثة : فيمن أخر بالطهارة حتى بقي مقدار الصلاة.

= الرابعة : في حكم الماء الساقط فيه دم يعفى عنه.


= الخامسة : في الجلد المأخوذ من المخالف.

= السادسة : فيما لو أخذ الظالم على أموال المضاربة.

= السابعة : في شخص بيده عين وذكر أنها وديعة.

= الثامنة : في المصبوغ أو الطعام المأخوذ من الكفار.

= التاسعة : في الفقاع.

= العاشرة : في طهارة الخف بالأرض لو كانت رطبة.

= الحادية عشر : في الحوض الصغير في غير الحمام له مادة.

= الثانية عشر : في اتخاذ الميل للكحل وغيره من الفضة.

= الثالثة عشر : في التاجر الكافر غير الكتابي.

= الرابعة عشر : في بيع الوكيل المفوض نسية.

المسألة الخامسة عشر : في الاستخارة.

= السادسة عشر : في الشراء ممن في ماله خمس أو زكاة.

= السابعة عشر : في قبلة وقبلة البصرة.

= الثامنة عشر : في الصلاة قبل دخول الوقت تقية.

= التاسعة عشر : في أخذ الأجرة على الأذان.

= العشرون : في تطهير الأرض الصقيلة.

= الحادية والعشرون : في حكم ولد الزنا.

= الثانية والعشرون : في طهارة آنية الخمر المنقلب خلا.

= الثالثة والعشرون : فيمن ملك في وقت لا يتمكن من قطع الطريق إلى الحج.

= الرابعة والعشرون : في رد الوصي للوصية لو لم يعلم بها.

= الخامسة والعشرون : في إيراد المضارب المال عند الصراف.

= السادسة والعشرون = في الوديعة.

= السابعة والعشرون : فيما يخرجه الودعي والمضارب على العروض.

وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.


[مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهيد]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم سهل يا كريم

الحمد لله المحمود على أفضاله ، والمشكور على نواله ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله ، وبعد فإن هذه المسائل الجليلة ، والأجوبة الحسنة الجميلة ، من مسائل المولى الجليل العالم الفاضل المحقق المدقق فريد دهره ووحيد عصره الشيخ الأعظم والمولى المعظم شرف الملة والحق والدين : أبو عبد الله المقداد بن السعيد المغفور جلال الدين عبد الله بن محمد بن حسين السيوري ، عن علامة العلماء ورئيس الفضلاء ، أنموذج المتقدمين ، أفضل المتأخرين ، وعلامة المجتهدين ، السعيد الشهيد الشيخ شمس الملة والحق والدين محمد بن السعيد المرحوم شرف الدين المكي قدس الله روحه ، وبأرفع الدرجات سره ، ورفع في الملأ الأعلى ذكره ، وحشره مع النبيين وفي زمرة الأئمة المعصومين ، وهي :

المسألة الأولى : ما قوله ـ دام ظله وفضله ـ فيما يتملك بعقد الهبة (١) ، هل يجب فيه الخمس كما هو رأي أبي الصلاح (٢) أم لا؟

وعلى تقدير عدم الوجوب لو كان التاجر لا يتملك شيئا بعقد البيع بل بعقد الهبة (٣) في جميع أحواله ، أو على المعاملات من غير عقد أصلا ، هل يجب عليه الخمس في الصورتين أم لا؟

وعلى تقدير تملكه بعقد البيع لو وهب في السنة أو ضيف أو أهدى مما فيه قصد القربة أو لا ، فهل يجب عليه الخمس فيما يهب أو يتصدق به أو يهدي أو يضيف مما يكون زائدا على مؤنة السنة له ولعياله أم لا؟

وعلى تقدير عدم الوجوب لو وهب هذا التاجر المتملك بعقد البيع ما أفاده

__________________

(١) في ق : الشبهة.

(٢) الكافي في الفقه : ١٧٠.

(٣) في ق : الشبهة.


رأس ماله في السنة جميعه ، هل يجب عليه الخمس أم لا؟ أفتنا مأجورا.

الجواب : قال دام ظله : يديم فواضل مولانا وفضائله ، ويتقبل فرائضه ونوافله ، الأصحاب معرضون عن هذا القول مع قيام الدليل عل قوته ، لدخوله في مسمى الغنيمة ، واتباعهم أولى ، تمسكا بالأصل وما عليه المعظم.

والمراد بمحل النزاع : المملوك بهبة غير معتاض عنها ، أما الهبة المعوض عنها فهي كالبيع قطعا ، ولو أن التاجر فعل ذلك لم يسقط عنه الخمس. والمعاملات هنا بحكم البيع.

وأما هبة البيع في أثناء السنة والضيافة غير المعتادة وشبه ذلك فهو يخرج عن العهدة ، لأنه المعتبر في الانفاق : عدم الإسراف والإقتار ، فالمسرف يحسب عليه والمقتر يحسب له ، وأما الضيافة المعتادة فهي تغتفر هنا.

المسألة الثانية : ما قوله ـ دام فضله ـ في شخص بيده مال على وجه المضاربة لعدة أشخاص ، وله عليه نفقة على الوجه المقرر شرعا وعرفا ، لو أنفق من أحد الأموال المتعددة على نية المحاسبة والمقاصة ، أو من ماله بالنية المذكورة ، هل له المحاسبة وتوزيع ذلك المخرج في النفقة فيما بعد وأخذ القسط من كل مال على حدة أم لا؟ وهل لو كان بيد العامل مال آخر على سبيل البضاعة لشخص غير رب المضاربة أوله ، وشرط على العامل توزيع النفقة على مجموع ما بيده ، هل يلزم الشرط وتكون النفقة على الجميع ويلزم مال البضاعة قسط؟ أو يلزم الشرط ويكون قسطه على العامل؟ أو لا يلزم الشرط وتكون النفقة مختصة بمال المضاربة؟.

ولو (٤) لم يكن الشرط حاصلا هل يلزم مال البضاعة قسطه ، أم على تقدير لزوم قسطه (٥) هل يكون على العامل أو في المال نفسه؟ أفتنا مأجورا.

الجواب : نعم له الإنفاق من ماله بنية الرجوع ، وأما من بعض الأموال فلا يجوز إلا مع تعذر الانفاق من المال الآخر ، ولو تعذر فأنفق بنية البسط جاز ، والمحكم (٦) في

__________________

(٤) في ق : لو.

(٥) في ق : وقسطه.

(٦) في ق ، ن : الحكم.


وأما البضاعة فلاحظ لها من الانفاق إلا بإذن المالك ، فإن أذن وزع وإلا يقبلها على العامل تنزيلا لها منزلة ماله ، فإنه لو كان له مال غير مال المضاربة بسط على الجميع ، ولا فرق بين اشتراط أرباب مال المضاربة التوزيع أو بين السكوت عن ذلك ، هذا في نفقة العامل (٧).

وأما النفقة على المال ، فالمأخوذ من البضاعة ما يخصها من النفقة عليها ، شرط على المالك ذلك أو لا ، فمظنته للعرف.

المسألة الثالثة منها : ما قوله في شخص أخر الطهارة في أول الوقت متعمدا حتى بقي من الوقت مقدار الصلاة لا غير ، هل له استباحتها بالتيمم لو كان الطهور الاختياري حاضرا ، نظرا إلى ضيق الوقت ، وقد ذكر شيخنا في التحرير ما يفيد هذا المعنى (٨) ، أم ليس له أن يستبيحها إلا بالطهور المائي ، نظرا إلى تعمده الإخلال ، وحينئذ يجب عليه القضاء؟.

وهل لو كان على بدنه نجاسة والحال هذه يباح له التيمم وتصح (٩) صلاته وتبرأ ذمته أم لا؟.

وهل لو كان في البدن فرح أو جرح لا يرقى أو رقى أو خيف من استعمال الماء وعلى المكلف غسل ، هل يجوز معه التيمم أم يستعمل الجبائر ويمسح عليهما؟ ولو (١٠) كان البدن كله نجسا وليس هناك ماء للتطهير ، هل يباح التيمم مع نجاسة أعضائه أم تسقط الصلاة أو (١١) حصل ما يطهر البعض ، بحيث يكفي لغسل أعضاء الوضوء وللوضوء ، أو يخفف به النجاسة عن باقي البدن ويستبيح بالتيمم؟

الجواب : إذا بقي من الوقت قدر الطهارة بالماء وركعة تطهر بالماء قطعا ، وإن قصر عن ذلك وبالتيمم يبقى ذلك تيمم وصلى ، فإن كان ذلك التأخير بغير تفريط فلا قضاء عليه ، وإن فرط في ذلك ، والذي اختاره الشيخ الأفضل في التذكرة (١٢) أنه

__________________

(٧) في ق : الحامل.

(٨) التحرير ١ : ٢١.

(٩) في ق ، ن : تصح ، وما أثبتناه أنسب.

(١٠) قي ق : أو.

(١١) في ن : لو.

(١٢) التذكرة ١ : ٦٠.


يقضي ، لأنه سبب ضياع الصلاة ، وحكمه حكم من أراق الماء في الوقت وعلى بدنه نجاسة وتعذر عليه التطهر بالماء وإزالتها ، صح تيممه وصلاته.

وأما الجرح والقرح فإن أمكن غسل ما عداه والمسح عليه وجب ، وإن تعذر المسح عليه فالمروي في الجرح أنه يغسل ما عداه ويتركه (١٣) ، ولو وضع عليه خرقة ومسح كان حسنا.

ويجوز التيمم مع نجاسة البدن وتعذر الإزالة إذا كان العضو والتراب يابسين ، ولو كان أحدهما رطبا فهو فاقد للطهور ، والأجود فيه القضاء.

وأما المتردد فيه بين الوضوء مع غسل أعضائه أو إزالة النجاسة عن معظم البدن ثم التيمم ، فالأقرب ترجح الأول إن تغير بالوضوء (١٤) ، والنجاسة باقية في الموضعين. أما لو كان يكفي غسل جميع النجاسة فإنه يقدمها قطعا على الوضوء.

المسألة الرابعة : ما قوله في قطرة الدم لو وضعت على سطح مستو صلب لم يبلغ مقدار درهم ، فوقعت في مائع وأصاب ذلك المائع البدن بمقدار نيف على سعة الدرهم ، هل يعفى عنه في الصلاة أم لا؟ سواء كان متغيرا بها أو لا؟

ولو كان الدم على البدن أو الثوب بحيث لا يبلغ الدرهم فحت (١٥) أو معك بحيث زالت العين ، هل تصح الصلاة والحال هذه أو يختص الحكم هنا بشخصه؟ [ولو كان الدم في غير الثوب] (١٦) ككيس أو منديل ، هل تصح الصلاة أم لا؟

الجواب : لا يعفى عن هذا لأنه صار نجسا وخرج عن اسم الدم سواء تغير أم لا علي المذهب الأصح لم يخالف فيه إلا ابن أبي عقيل ـ رحمه‌الله ـ (١٧). وإباحة الدم فلا تخرج عن العفو قطعا.

وحكم المحمول في العفو حكم الثوب بغير إشكال. أما لو زاد في المحمول عن الدرهم فظاهر الرواية ـ وبه قطع المحقق صاحب المعتبر نور الله قبره ورفع في الملأ الأعلى

__________________

(١٣) الوسائل ب ٣٩ من أبواب الوضوء.

(١٤) كذا في ق ، وفي ن : أن يتغير بالوضوء ، ولم اهتد إلى منشئها.

(١٥) في ق : فحكه به.

(١٦) ليس في ق ، ن وأثبتناه لاستقامة المعنى.

(١٧) نقله عنه في المختلف : ٢.


ذكره ـ أنه عفو (١٨) ، وقطع الفاضل بأن العفو إنما هو عن الملابس (١٩) ، والأول أحسن لشمول الرواية.

المسألة الخامسة : ما قوله في الجلد المأخوذ من المخالف ، هل يحكم بطهارته أم لا؟ مع أن فقهاء ناقد حكموا بنجاسة ما يؤخذ ممن يستحل جلد الميتة بالدباغ. والشافعية تقول بطهارته إلا الكلب والخنزير ، والحنفية إلا الخنزير ، والمالكية بطهارته ظاهرا لا باطنا ، كما حكى ذلك شيخنا الطوسي في مسائل خلافه (٢٠). والحنابلة وإن لم يحكموا بطهارته لكنهم قد ذكروا أنهم مجتمعون (٢١) ، وذلك يمنع من طهارة ما يذبحونه.

والطوائف من أهل السنة اليوم محصورون في هذه الأربعة ، فما الوجه في الحكم بطهارته؟ أفتنا في ذلك مبينا للوجه على ما يظهر لمولاي ، ذاكرا للحجية على ذلك.

الجواب : الذي ظهر للعبد الحكم بطهارة الجلد المأخوذ من المسلمين ، ومن سوق الإسلام وإن لم يعلم كون المأخوذ منه مسلما إذا لم يعلم أنه يستحل الميتة بالدبغ ، عملا بالظاهر الغالب من وقوع الذكاة ، وبالأخذ باليسير ودفع الحرج المنفي ، وينبه عليه ما رواه الشيخ في التهذيب عن إسحاق بن عمار ، عن العبد الصالح ـ عليه‌السلام ـ : (قلت : فإن كان فيها غير أهل الإسلام ، قال : إن كان الغالب عليهما المسلمين فلا بأس) (٢٢).

وروى الشيخ البزنطي في جامعه عن الرضا ـ عليه‌السلام ـ (قال : سألته عن الخفاف نأتي السوق فنشري الخف لا ندري أذكي هو أم لا ، ما يقول في الصلاة فيه أيصلي فيه؟ قال : نعم ، أنا اشتري الخف من السوق ويصح ما صلى فيه ، وليس عليكم المسألة) (٢٣).

وعن ، البزنطي (قال : سألته عن الرجل يأتي السوق فيشتري جبة فرو لا يدري أذكية أم لا؟ ، أيصلى فيها؟ قال : نعم ، ليس عليكم المسألة ، إن أبا جعفر عليه‌السلام

__________________

(١٨) المعتبر ١ : ٤٤٣.

(١٩) المنتهى ١ : ١٨٤.

(٢٠) الخلاف ١ : ٦.

(٢١) المغني لابن قدامة ١ : ٨٤ ، ٨٧.

(٢٢) التهذيب ٢ : ٣٦٨ / ١٥٣٢ الوسائل ب ٥٠ من أبواب النجاسات ح ٥.

(٢٣) التهذيب ٢ : ٣٧١ / ١٥٤٥ ، قرب الإسناد : ١٧٠ ، الوسائل ب ٥٠ من أبواب النجاشي ح ٦.


كان يقول : إن الخوارج ضيقوا على أنفسهم لجهالتهم أن الدين أوسع عليهم من ذلك) (٢٤) ، وقد بسطت المسألة في الذكرى (٢٥) ومثله رواية الصدوق أبي جعفر بن بابويه في كتابه الكبير (٢٦) وهؤلاء أئمة المذهب.

وأما إذا علم أنه يستحل ، فإن أخبر يكونه ميتة اجتنبت ، وإن أخبر بالذكاة فالأقرب القبول عملا بصحة إخبار المسلمين ، فإن الأغلب الذكاة. وإن لم يخبر بشئ فالظاهر أيضا الحمل على الذكاة عملا بالأغلب وبما تلوناه من الأخبار الشاملة لصورة النزاع ، وبإزائها أخبار لا تقاومها في الشهرة (٢٧) ، ويمكن تأويلها بالحمل على استحباب الاجتناب إذا علم الاستحلال بالدبغ.

ولم نقف على من أفتى بالمنع من ذلك غير بعض متأخري الأصحاب (٢٨). ويرد عليه أن الأربعة مجمعون على استحلال ذبيحة أهل الكتاب ، وأكثرهم لا يراعي شرائط الذبيحة ، مع أن أحدا منا لم يوجب الاجتناب لكان هذا الاحتمال ، وهذا أقوى من الاستحلال بالدبغ لأنه أكثر وجودا.

المسألة السادسة : ما قوله (٢٩) ـ دام ظله ـ في رجل بيده عروض للتجارة مضارة لأقوام متعددين ، وطلب طالب منه مالا على سبيل القهر والمغالبة ، فامتنع العامل من تسليمه لعدمه في الحال ، فطلب الظالم منه رهنا على ذلك وعين الرهن من نوع بعينه ولم يوجد عنده ، هل له استعارة الرهن المطلوب منه ويكون مضمونا من صلب تلك الأموال ، مع أن الأصلح ذلك ، أم يكون مضمونا على العامل؟.

وهل لو عين الظالم رهنا وكان موجودا في بعض تلك العروض دون بعض ، ولم يقبل الظالم إلا بذلك الرهن عن الجميع وأخذه منه ، هل يكون مضمونا على الجميع أم لا؟

وهل لو طلب الظالم رهنا معينا ، وبيد العامل من ذلك النوع عروض تتزايد

__________________

(٢٤) التهذيب ٢ : ٣٦٨ / ١٥٢٩ ، الوسائل ب ٥٠ من أبواب النجاسات ح ٣.

(٢٥) الذكرى : ١٦.

(٢٦) الفقيه ١ : ١٦٧ / ٧٨٧ ، الوسائل ب ٥٠ من أبواب النجاسات ح ٣.

(٢٧) الوسائل ب ٥٠ من أبواب النجاسات.

(٢٨) المنتهى : ٢٢٦ ، التذكرة ١ : ٩٤ ، التحرير ١ : ٣٠.

(٢٩) ليس في ق.


قيمة بعضها عن بعض ، فإن اتفقت في النوعية فأخذ العامل الأدون قيمة فجعله رهنا محافظة على المصلحة والأعلى (٣٠) ، قيمة هل يكون مضمونا على تلك العروض في أموال أربابها أم لا؟.

الجواب : إذا كان العامل مفوضا وظن (٣١) المصلحة فكل ذلك جائز. وبعض فكاكه أو قسمه على الأموال بالحصص ، وكذا العدول إلى ما يراه أصلح لكونه أدون قيمة ، والضمان على أرباب الأموال إذا كانوا عالمين في ابتداء المضاربة بحدوث مثل هذه الأمور.

وبالجملة مراعاة الأصلح في ذلك ، ولا ضمان عليه إلا أن يكون أربابه غير عالمين بالأحوال (٣٢) ولم يفوضوا إليه نظر المصلحة ، فهنا يجب مراجعة الحاكم عند فجأة هذه المصلحة ، ولو تعذر (٣٣) وصانع عن الجميع بنية الرجوع فليس ببعيد جوازه ، لأنه من باب التعاون على البر.

المسألة السابعة : ما قوله ـ دام ظله ـ في شخص بيده عين وذكر أنها وديعة يبيعها مالكها ، أو مضاربة بيده للبيع وأنفق وكيل صاحبها في البيع ، وعلم بشاهد الحال عدم كذبه في الأخبار ، هل يصح الشراء (٣٤) منه وتملك العين ولم تكن مضمونة أم لا؟

وهل لو مسها شخص أو بعضها أو استند إليها والحال هذه يكون ضامنا لها ويجب تسليمها إلى مالكها أم لا؟ وكذا العبد الذي يرى في السوق يبيع ويشتري ويعلم بشاهد الحال أنه مأذون ، هل يفتقر في معاملته إلى البينة أم يكفي شاهد الحال؟

الجواب : لا ضمان ظاهرا في أمثال ذلك ولا إثم فيه ، ويقبل قول ذي اليد في ذلك كله ، ويكفي شاهد الحال والشياع في إذن السيد بعبده في التصرف ، وتباح معاملته بذلك ولا ضمان.

والمسألة الثامنة : ما قوله ـ دام ظله ـ فيما يوجد في يد كافر مما ليس بمائع ، من ثوب مما هو مصبوغ ، أو الطعام مما هو مصنوع ، يحكم بطهارته أم لا؟.

__________________

(٣٠) في ق : الأعلى.

(٣١) في ق ، ن : فظن.

(٣٢) في ق ، ن : بالأموال.

(٣٣) يعني : مراجعة الحاكم.

(٣٤) في ق : والتبرء.


وهل المراد بالآنية : الجديدة أم يحكم بطهارتها ولم كانت مستعملة ـ كما ذكره الشيخ في القواعد ـ (٣٥) لكن استعمالها لا ينفك عن المباشرة برطوبة غالبا فيكون بقول (٣٦) ما لم يعلم مباشرتهم لها برطوبة ، وهل الشرط العلم بعدم الملاقاة برطوبة أو عدم العلم بالملاقاة؟

الجواب : كل ما يوجد في يد الكافر أو غيره هو طاهر إذا لم تعلم نجاسته ، سواء كان مائعا أو جامدا ، وكذا المصبوغ وغيره إلا أن يعلم نجاسته ، سواء كان (٣٧) الكافر صبغه (٣٨) وكذا الطعام المصنوع ، ولا فرق بين الإناء المستعمل وغيره ، والمانع علم الملاقاة ، فيكفي في الاستعمال عدم العلم ، ولا شرط المستعمل العلم (٣٩) بالعدم.

المسألة التاسعة : ما قوله فيما أجمع عليه علماؤنا من تحريم الفقاع ونجاسته؟ ولا شك أن التصديق مسبوق بتصور المحكوم عليه ، فما المراد بالفقاع المحكوم بتحريمه ونجاسته ، هل هو ما يسمى فقاعا فيما بين الناس؟ وحينئذ يلزم تحريم الأقسمة فقد ذكر أن أجزاءها قريبة من أجزائه ، لكنه قد نقل عنكم حلها ، إذا لم يرد التحريم فتكون مباحة أم هو مركب خاص له أجزاء خاصة ، فينبغي أن يكون مضبوطا ليعلم حتى يصح الحكم بحريمها ونجاستها؟

الجواب : الظاهر أن الفقاع كان قديما يتخذ من الشعير غالبا ويصنع حتى تحصل له النشيش والغليان (٤٠) ، وكأنه الآن يتخذ من الزبيب أيضا ، ويحصل فيه هاتان الخاصيتان أيضا. والفرق بينه وبين المسمى بالأقسمة إنما هو بحسب الزمان ، فإنه في ابتدائه قبل حصول الخاصيتين يسمى قسما ، فإن استفاد الخاصيتين بطول الزمان يسمى فقاعا ، والله أعلم.

المسألة العاشرة : ما قوله فيما اجتمع عليه من طهارة باطن الخف والقدم بالأرض ، أنه لو كانت الأرض رطبة هل تكون مطهرة أم لا؟ يحتمل التطهير للعموم

__________________

(٣٥) في ق : عدته. القواعد ١ : ٩.

(٣٦) كذا في النسختين. وقد يراد به : بحكم.

(٣٧) توجد في ق ، ن : مائعا ، وقد حذفناها.

(٣٨) ليس في ق : أو غيره.

(٣٩) في النسختين : عدم العلم ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٤٠) في ق ، ن : الفقران ، ولم أجد له معنا محصل.


ويحتمل العدم ، لأنه في أول آنات ملاقاتها تنجس بالملاقي فلا يكون لها قوة التطهير لغيرها.

وهل القبقاب حكمه حكم الخلف أم لا؟ وهل حافات النعل والخف التي لم تلاقي الأرض بسطحاها مع زوال العين تكون نجسة أم لا؟

وهل المراد بالأرض : البسيط الصرف أم يكفي لو كانت مطبقة أو مجصصة أو سقفا أو غير ذلك.

وهل ظهر (٤١) الحصير الغير (٤٢) الملاقي للشمس ، اليابس بها أو باطن الجدار اليابس به طاهر أم لا؟.

وهل عرق الشارب ماءا نجسا طاهر أم لا؟

وهل لو اجتمع هواء صلب مع شمس ضعيفة غلب ظنا أو تيقن أن المنشف هو الهواء يحكم بالطهارة أم لا؟

الجواب : لا ريب في تطهير الأرض الرطبة كاليابسة ، والايراد مندفع لدفع الحرج (٤٣) ، وللزوم مثله في الماء المصبوب على الإناء والثوب ، مع أن الاتفاق على طهارتهما.

والمسمى بالقبقاب نعل أيضا. وما لا تلاقيه الأرض من الجوانب لا يطهر بها.

ولا فرق بين الأرض والحجر والآجر والجص والنورة وغيره ، ذلك إذا صارت متحجرة.

وأما الحصير والبارية فالظاهر أنه لا يطهر إلا ما أشرقت عليه الشمس ، وسمعنا من شيخنا عميد الدين ـ رفع الله مكانه ومكانته ـ طهارة الظاهر والباطن لصدق مسمى الحصير والبارية ، وكذا الكلام في باطن الجدار ولا عبرة بانقهار الشمس بالريح إذا علم أن الشمس صادفت رطوبة في آخر الأمر فجففتها.

المسألة الحادية عشرة : ما قوله في الحوض الصغير في غير الحمام لو كانت له مادة من الجاري أو الكثير ، هل يكون طاهرا مع ملاقاة النجاسة غير المغيرة أم الحكم مختص

__________________

(٤١) في ن ، طهر.

(٤٢) في ن ، غير.

(٤٣) في ق : الجرح.


بالحمال؟ ثم لو كانت المادة لاحقة به من أسفله هل يكفي ذلك أم لا؟

وهل بنفس ملاقاة المادة للحوض يحكم بطهارته أو تعتبر أغلبيتها فيه؟ وكذا ماء الغيث المطهر ، هل له حد أو أي قطرة وقعت كفت؟

الجواب : لا فرق بين الحمام وغيره هنا ، وإنما يظهر الفرق لو قلنا بأن الحمام لا يشترط في مادته الكرية ، أما على القول بالاشتراط فلا فرق البتة. ولا فرق بين النابع من أسلفه أو الجاري من أعلاه مع [كون] (٤٤) المادة كرا. وأما الأغلبية فالأحوط اعتبارها فيه وفي الغيث أيضا.

المسألة الثانية عشرة : ما قوله فيما يتخذ من الفضة ميلا للكحل ، وغلافا للتعاويذ ، وحلقا للم شعر الرأس ، وغير ذلك بما لا يسمى لباسا ولا آنية ، هل هو حرام فتبطل الصلاة مع لبسه أم لا؟

وهل يحرم بيع ما يستعمل من آلات الركوب كالسرج واللجام والركاب مربكا (٤٥) بالذهب أم لا؟

الجواب : كل ذلك جائز لا تحريم فيه لعدم مسمى الآنية ، لما صح أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في قصعته حلقة من فضة ، واتخذ أيضا أنفا من فضة عرفجة بن سعد واسر فاتخذ من ذهب بإذن النبي. وكان للكاظم عليه‌السلام مرآة عليها فضة. (٦) وقال الصادق عليه‌السلام : كان نعل سيف رسول الله فضة ، وفيه حلق من فضة. (٤٧).

وأما المركب واللجام والمركب المحلى بالفضة فجائز. أما الذهب فالظاهر المنع ، وقد أوردت خبرين في تحلية السيف والمصاحب بالذهب وأنه جائز في كتاب الذكرى (٤٨).

المسألة الثالثة عشرة : ما قوله في غير الكتابي إذا وجدناه تاجرا في بلد إسلامي ، هل يحل ما له أم؟ وكذا الكتابي الذي لم يؤد جزية ، كالفرنجي المعلوم أو المظنون

__________________

(٤٤) ليس في النسختين وأضفناه لاستقامة العبارة.

(٤٥) قال في الصحاح : ربكت الشئ أربكه ربكا : خلطته (الصحاح ٤ : ١٥٨٦).

(٤٦) الكافي ٦ : ٢٦٧ / ٢ ، التهذيب ٩ : ٩١ / ٣٩٠ ، المحاسن : ٥٨٢ الوسائل ب ٦٥ من أبواب النجاسات ح ١.

(٤٧) الكافي ٦ : ٤٧٥ / ٤ الوسائل ب ٦٤ من أبواب أحكام الملابس ح ٢.

(٤٨) الكافي ٦ : ٤٧٥ / ٥ ، ٧ الذكرى : ١٨ ، الوسائل ب ٦٤ أبواب أحكام الملابس ح ١ و ٣.


حربيته وتقلبه في غير بلد الإسلام ، هل يحل ماله أم لا؟

وهل أخذ الجائر الجزية وأمانه ينزل منزلة العادل أم لا؟ ثم لو تجرأ متجرئ على كافر معصوم المال أو من يعتقد ما يوجب الكفر آخره وهو مسلم الآن ، وأخذ من ماله شيئا ، هل هو حق لله ، هو الطالب به في الآخرة أو هو حق للمأخوذ منه فيوصل إليه عوضه آخرة ، أي ما إذا لم يصل إليه دنيا. الذي يظهر للعبد : الثاني (٤٩) ، لاستقرار ملك المأخوذ منه ، فهو من قبيل الآلام ، فما عند مولاي فيه؟

الجواب : لا ريب في حرمة مال حربي دخل بأمان إلى بلد الإسلام وإن كان المؤمن سلطانا متقلبا ، لأنه شبهة ، ويثبت في الذمة ماله (٥٠) ومال الذمي وكل كافر حرام المال ، ويكون المطالب به يوم القيامة ذلك المأخوذ منه ، وإن كان مستحقا للخلود في النار ، ولا يزال بذلك حق الله تعالى من تعدي الحدود.

المسألة الرابعة عشرة : ما قوله في وكيل مفوض في وكالته في جميع أموال الموكل عموما ، هل يملك البيع نسية أم لا؟ وكذا لو ابتاع كذلك أو أودع أو ضارب أو باع من نفسه؟

الجواب : إن تحقق العموم فله فعل كل ما فيه صلاح.

المسألة الخامسة عشرة : ما قوله ـ دام فخره ـ في الاستخارة بالمصحف ، هل رواية الحروف عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ثابتة أم لا؟ وما كيفية روايتها؟ وهل وقف مولاي على كيفية أخرى لاستخارة المصحف أم لا؟

الجواب :لم يقف العبد على استنادها فيما أحسه ، ولكنه مشهور في المصحف ، والكيفية أن يقرأ الحمد ثلاثا والاخلاص ويقول : ـ اللهم إني توكلت عليك وتفاءلت بكتابك فأرني ما هو المكنون في سرك المكنون في غيبك ثلاثا. وليكن عاقبة ما تستخير فيه خيرا ، ويأخذ أول حرف من سابع سطر ، ولا يفرح ولا يحزن ، ثم ذكر الحروف على ما هو مشهور (٥١).

وقد روى اليسع القمي : (قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أريد الشئ

__________________

(٤٩) يعني القول الثاني ، أي أنه حق للمأخوذ منه.

(٥٠) أي : مال الحربي.

(٥١) وجدت ما يقرب من هذا في المستدرك ١ : ٤٥٣.


فأستخير الله فيه فلا يوفق فيه الرأي أفعله أو أدعه ، فقال : انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة أي شئ وقع في قبلك فخذ به ، وافتح المصحف وانظر أول ورقة ما ترى وخذ به إن شاء الله تعالى) (٥٢).

والظاهر أنهما صورتان ، وهذا الحديث مسند وقد ضمنه (٥٣) الشيخ الجليل نجيب الدين يحيى بن سعيد ـ رضي‌الله‌عنه ـ في جامعه (٥٤).

المسألة السادسة عشرة : ما قوله فيمن يقر أن في ماله خمسا أو زكاة ولم يخرجهما. أو علم ذلك منه ، هل يصرح الشراء منه والبيع منه ، وأخذ الثمن من ذلك المال ، ويكون الحق الواجب مضمونا على ذلك الذي وجب عليه الخمس والزكاة ، أم لا يصح الشراء حتى يضمن؟ وكذا لو أضاف وأهدى ، هل يصح قبوله ، والأكل من طعامه أم لا؟

وهل وجوب إخراج الخمس مضيق؟ الذي يظهر من كلام شيخنا في القواعد عدمه (٥٥) ، أعني بذلك حق الإنسان (لا حقه) (٥٦) ـ عليه‌السلام ـ فإن [كان] (٥٧) الحق ذلك ، هل يصح البيع والشراء والأكل وقبول الهدية من مال من لم يخرج الخمس ، ولو لم (٥٨) تضمنه بناء على أن يخرجه وهو موسع أم لا؟

وهل فرق في كل ذلك كله بين من لا يعتقد الوجوب وبين غيره أم لا؟

الجواب : أما الخمس فلا يمنع من مال من لم يخرج الخمس ، سواء اعتقد وجوبه أم لا. وقد نص الأصحاب أنه لا خمس فيما ينتقل إلى الإنسان ممن لا يخمس ماله.

وأما الزكاة فإن علم ببذل النصاب وصيرورتها في الذمة لا بأس بذلك أيضا.

وإن علم بقاء عين النصاب فاجتنابه أولى.

وأما توسعة إخراج الخمس فكما أفاده شيخنا ـ آجره الله تعالى ـ ونقله جماعة من

__________________

(٥٢) التهذيب ٣ : ٣١٠ / ٩٦٠ ، الوسائل ب ٦ من أبواب صلاة الاستخارة ح ١.

(٥٣) في ن : ضممه.

(٥٤) الجامع للشرائع : ١١٥.

(٥٥) القواعد ١ : ٦٢.

(٥٦) في ن : المحق.

(٥٧) أضفناه ليستقيم المعنى.

(٥٨) يحتمل : أن (لم) زائدة.


الأصحاب. والأولى تضيق مستحق الأصناف لا غير.

المسألة السابعة عشرة : ما قوله فيما ذكره الفقهاء من التعويل على قبلة البلد مع عدم علم الخطأ. وقبلة البصرة غربية وجامعها أيضا كذلك ، ولا شك أن البصرة من العراق ، ولكن قد ذكر أن عليا عليه‌السلام صلى في مسجدها ، ولم ينقل إنكار منه في ذلك ، ولو أنكر لاشتهر ذلك ونقله النقلة. هذا إذا كان وضع المسجد في زمانه عليه‌السلام على ما هو الآن ، وإن لم يكن على وضعه الآن حتى غير إلى هذا الموضع لكان قد اشتهر أيضا ذلك التغير ، وما نقل ، فأحد الأمرين لازم إما اشتهار التنكير أو اشتهار تغيرها فما قوله في ذلك؟

وهل يعمل في هذه الصورة على قبلتها الآن أم على الأمارات العراقية؟.

الجواب : لا ريب أن قبلة البصرة تتيامن عن قبلة الكوفة لاختلافهما في العرض اختلافا بينا. واسم العراق وإن شملها لكن هذه العلامات على سبيل التقريب والتسهيل ، وفيها إشارة إلى أن القبلة هي الجهة المتسعة جدا ، فإن خراسان والكوفة شديد تباعدهما وقد حكم باتحاد قبلتهما ، فالمراد به أن امتداد الجهة لا في نفس الخط الذي يقف عليه المصلي ، وما أفاده ـ أدام الله فوائد وأسبغ عوائده ـ من السؤال (وأراد إذا قيل بمساواتهما في الجهة قبلة الكوفة وفي نفس موقف المصلي والخط الخارج منه إلى الكعبة فلا. وقد أحسن الجد السعيد لمولانا العلامة ركن الدين في شرح المختصر بيان الجهة وكيفية توجه المصلي بيانا حسنا قدس الله لطيفه وزاد تشريفه) (٥٩).

المسألة الثامنة عشرة : ما قوله في الواحد منا ، هل تجوز له الصلاة قبل دخول الوقت تقية كما في المغرب ، ويكون ذلك مبرئا للذمة ولا تجب الإعادة أم لا؟

وهل تجوز التقية في شرب الفقاع أم لا؟ فالضابط فيما تجوز التقية فيه هل هو ما عدا قتل المسلم غير المستحق ، أم هناك شئ آخر لا تجوز التقية فيه؟

وهل لو صلى الجمعة معهم تقية تجزئه عن الظهر أم لا؟

__________________

(٥٩) في النسختين هكذا : وأراد إذا بمساواتها في الجهة فلا وقد أحسن الجد السعيد لمولانا العلامة إلى قبلة الكوفة وفي نفس موقف المصلي والخط الخارج منه إلى الكعبة. أما ما قيل بالمساواة في الجهة فلا ، وقد  أحسن ...


الجواب : أما تقديم (٦٠) الصلاة على وقتها تقية فلا أعلم به قائلا منا ، مع أنهم جوزوا الافطار قبل الوقت تقية.

وأما شرب الفقاع فجائز لها (٦١). وقد روي لا تقية في شرب المسكر ، والمسح علي الخفين (٦٢).

وضابط التقية بحسب الإقدام والإحجام ما تظن فيه توجه الضرر إلا القتل.

وفي الجراح قولان. وأما إظهار كلام الكفر فيجوز تركها. ولا ريب في جواز اتخاذ صورة الصلاة تقية بل وجوبها ، ولا يلزم من ذلك الإجزاء.

المسألة التاسعة عشرة : ما قوله في أخذ الأجرة على الأذان في المشاهد المشرفة مع تعيين الأخذ للأذان أو مع تعيينه؟

وهل يجوز إعطاؤه من النذر أم لا؟ وعلى تقدير جوازه ، هل يجوز من غير إذن حاكم الشرع أم لا؟ وكذا هل يجوز التناول من مال نذور المشاهد لمفت أو مدرس أو محدث أو قارئ للقرآن بتلك المشاهد أم لا؟

وهل يجوز استعمال آلات المشاهد كحصر وبارية وقنديل في مدرسة أو رباط قريب من المشهد لكنه خارج عن حدوده ، وإن دخل في سور بلده أم لا؟ وكذا هل تجوز عمارة ما يخرب من المدارس والربط بذاك ، أو منضما من مال المشاهد؟ وكذا هل تجوز إجازة أو إعارة آلاته للمقيمين ببلده أم لا؟ وكذا هل تجوز لناظر تلك البقعة مع خوفه من ظالم متوقع من تلك الأموال شيئا مداراته (٦٣) ، وإعطاؤه مع غلبة ظنه أو تيقنه لحصول ضرر ذلك الظالم أم لا؟

وهل جواز بذل تلك الأموال للزوار والواردين مختص بأوقات الزيارات أو (كل وقت اتفق) (٦٤).

(وهل ذلك جائز حال الورود أم) (٦٥) في باقي أيام الإقامة ، أيضا؟ فإن كان

__________________

(٦٠) قي ق ، ن : تقدم ، وما أثبتناه أنسب.

(٦١) أي : للتقية.

(٦٢) الكافي ٣ : ٣٢ / ٢ ، التهذيب ١ : ٣٦٢ / ١٠٩٣ ، الاستبصار ١ : ٧٦ / ٢٣٧ ، الفقيه ١ : ٣٠ / ٩٥ ، الوسائل ب ٣٨ من أبواب الوضوء ح ١.

(٦٣) فاعل تجوز.

(٦٤) ليس في : ق.

(٦٥) غير موجودة في : ق.


الثاني فيشرع أيضا للمجاورين ، إذ لا تقدير للإقامة؟

وهل لو خرج المجاور ثم عاد بينة الزيارة يجوز له التناول أو لا؟

الجواب : نص الأصحاب على تحريم أخذ الأجرة على الأذان مطلقين ذلك ، سواء وجد غيره أم لا. نعم يجوز الرزق من بيت المال ومن أموال المشاهد مع عدم وجود المتطوع. والحاكم فيه إنما هو الفقيه.

وأما قضية النذور فيتبع قصد الناذرين ، فإن جهل القصد صرف في العمارة ، ثم الفرش والتنوير ، ثم السدنة. أما الدفاع عنه فإنه مقدم كل شئ.

وأما رزق المدرس والمفتي والمحدث فليس ببعيد جواز أخذه من ذلك ، وإنما يقف على المشاهد لأنه من أهم المصالح لما فيه من إقامة الشعار الايماني.

وأما استعمال الآلات في غيرها فلا يجوز مع احتياجها إليها ، ومع الغنى عنها يجوز للواردين للزيارة وفقراء المجاورين وإن لم يكن في نفس المحدود بل جاء في جميع المشهد.

أما من هو مقيم في المشهد الشريف الأولى الامتناع من ذلك إلا مع الحاجة ، إذا كانت اقامته للمجاورة والتعبد والزيارة ، وإن طالت الإقامة. وكذا تجوز عمارة الحياض من ذلك والمدارس المعروفة بالحضرة الشريفة.

المسألة العشرون : ما قوله في الأرض الصقيلة ، كالمبلطة ، والمغرة (٦٦) الخالية من الشقوق ، هل تطهيرها هنا بإيراد القليل عليها أم لا؟

وما قوله فيما يزال به الخبث ، هل هو طاهر مطلقا كما قال السيد (٦٧) ، أم نجس مطلقا كرأي صاحب القواعد (٦٨)؟ وقولهم [بعدم] (٦٩) نجاسته الأبعد الانفصال عن المحل ، هل عن جملة المحل أم جزء منه؟ فإن كان الثاني فلا نحكم بطهارة الآنية بإضافة الماء عليهما بالإبريق ، إذ الماء كلما انتقل عن جزء نجس آخر. وإن كان الأول فلو صب

__________________

(٦٦) الأمغر : الذي في وجهه حمرة مع بياض صاف (القاموس ٢ : ١٤١). ويحتمل التصحيف عن محجرة.

(٦٧) نسبه الكثير إليه ولكن في المسائل الناصرية المطبوعة ضمن الجوامع الفقهية : ١٧٩ فصل بين ورود الماء على النجاسة وبين ورود النجاسة على الماء ، فقال بالطهارة في الأول.

(٦٨) القواعد ١ : ٥.

(٦٩) أضفناها.


في الآنية النجسة الضيقة الرأس كالإبريق مثلا شئ من الماء ، ثم أدير ذلك فيه بحيث عم جميعه ثم انفصل عنه ، هل يحكم بالطهارة أم لا؟

وهل يجب تطهير اليد العاصرة (٧٠) للثوب أم لا؟ فإن كان الأول لزم التحكم في طهارة المعصور ، وإن كان الثاني لزم التحكم في نجاسة المنفصل.

الجواب : نعم يطهر بذلك. ولو كان فيها حلول أو فطور إذا علم ورود الماء وانفصاله عنها ثم وروده ثانيا.

والذي يظهر من فتاوى المعظم والرويات أن ماء الغسلة كمغسولها قبلها.

فحينئذ إن أو جبنا الثلاثة فماء الثالثة طاهر أيضا. وفي الولوغ ما يوجب السبع عند من قال به ، يطهر ما ورد بعده والاجماع على طهارة الآنية بالإدارة وإن كان الماء قليلا.

ولا يجب تطهير اليد إذا كان الماء قد خرج عليها حال الصب ـ المطهر بل تطهر بطهارة الثوب ، ولا يلزم منه طهارة المنفصل لأن المرجع في ذلك إلى الحكم الشرعي ، ولا امتناع في الحكم بنجاسة المنفصل وطهارة الباقي واليد لمكان الحرج.

المسألة الحادية والعشرون : ما قوله في ولد الزنا ، ما الأصح عند مولاي فيه ، وهل هو طاهر السؤر والجسد أم لا؟ وهل يصح نكاحه وإنكاحه أم لا؟ وما المراد بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (ولد الزنا لا يكون نجيبا) (٧١) وهل على القول بنجاسته يصح نكاحه ويكون ولده ولد حلال أم يكون حكمه حكمه؟

وهل صحيح ما يقال : إنه ورد أنه وإن أظهر شعائر الدين واعتقد العقيدة الصحيحة أنه لم يؤمن للنبات (٧٢) على ذلك؟ (٧٣).

وهل المراد بولد الزنا في ذلك من يكون كذلك في نفس الأمر وإن الحق شرعا بمن ولد على فراشه. أو المراد من حكم عليه بذلك شرعا وإن كان في نفس الأمر حاصلا من وطئ حلال؟

الجواب : الأصح عند الأصحاب أنه بحكم المؤمنين في الطهارة وصحة

__________________

(٧٠) في ق : العامرة.

(٧١) وجدت ما يقرب من هذا في عوالي اللئالي ٣ : ٥٣٤.

(٧٢) في النسختين : للموفاة ، ولا معنى له ، وما أثبتناه أنسب وجاء في بعض الروايات ما بمضمونه.

(٧٣) المحاسن : ١٠٨.


التناكح.

والمراد بالحديث الحمل على الأغلب ، إذ المراد كامل إلحاقه ، فإن الكمالية منتفية قطعا ، ومن روى الحديث لا يبحث ، فمعناه لا يلد نجيبا عند بعضهم وإن سلم عند الجناية على الإطلاق ، فهي عدم صفة كمال لا يلزم نفي العلم الإيمان إذ ليست مسماه ولا لازمته ، والمرتضى ـ رحمه‌الله ـ ومن أخذه بالغ في الحكم بكفره وأنه إذا أظهر إيمانا فإن باطنه يكون مخالفا له (٧٤).

والمراد به من كان في نفس الأمر عن زنى. أما الأحكام الشرعية فإنها تتبع الظاهر لا في نفس الأمر.

المسألة الثانية والعشرون : ما قوله ـ دام ظله ـ في آنية الخمر المنقلب خلا لو كانت ناقصة ، هل يطهر أعلاها الخالي من الملاقي مع أنه نجس بملاقاة الخمر له أم لا؟ فإن كان الثاني تعذر الانتفاع بذلك ، الخل ، إذ يتعسر إخراجه إلا بعد ملاقاة ذلك المحيط النجس.

الجواب : بل يطهر الإناء كله ، ومن الناس من حكم بطهارة موضع الخل ، وجعل تناوله بثقب الآنية وشبهه ، وليس بشئ ، والله الموفق.

المسألة الثانية والعشرون : ما قوله في شخص ملك مالا في وقت لا يتمكن فيه من قطع الطريق إلى الحج ، كمن ملك في العراق في صغر (٧٥) ، مثلا ثم إنه عقد نكاحا بمهر لا يفضل مما يملكه عن قدر ما يقطع به المسافة للحج في وقته ، هل يكون الحج مستقرا في ذمته والحال هذه أم لا؟.

وهل لو لم يكن عقد نكاحا ، بل وهب ذلك المال قبل وقت الحج تصح الهبة ولم يستقر الحج في ذمته أم لا؟.

وهل لو كان عليه كفارات أو نذور مقيدة أو مطلقة أو مستلزم بعهد أو يمين ، هل يجب صرف المال فيه أم في الحج ، على تقدير أن لا يكفي للجميع.

وهل يعتبر الزاد والراحلة من مؤنة السنة في الخمس أم لا؟

وهل يصح الحج مع شغل الذمة بحق الله ، كزكاة أو خمس أو حق آدمي ،

__________________

(٧٤) نقله عنه في المختلف : ١٢.

(٧٥) في ق ، ن : صعف.


كمغصوب أو مستدان مطالب به أولا يعلم به المستحق أم لا؟ فإن كان الثاني فما المراد من قولهم : لو حج بمال حرام صح حجه سبق الوجوب بغيره؟.

الجواب : لا يستقر الحج على هذه الصورة ، فالمراد بمنع الأصحاب من التزويج لمن استطاع ، وهو المنع في أيام سفر القافلة أو ما قاربه. وكذا الكلام في الهبة وغيرها.

والكفارات المختصة في المال والنذور كذلك معتبرة من جملة الديون التي تمنع الاستطاعة إلا بعد إبقائها والخروج منها.

والخمس لا يتعلق بقدر الاستطاعة لأنها من المؤن. نعم ، ولو كانت الاستطاعة تدريجا في سنين متعددة فإن الخمس يتعلق بالسنين السالفة على كمال الاستطاعة.

والأصح صحة الحج لمن عليه حقوق وإن كانت مضيقة ، لأنهما واجبان اجتمعا فيخرج عن العهدة بفعل أيهما.

والاحتجاج بأن حق الآدمي مقدم على حق الله تعالى ، والأمر بالشئ نهي أو مستلزم للنهي عن ضده ، وأن النهي مفسد للعبادة ممنوع مقدماته ، لكن ثمار تحقيقه في الأصول.

المسألة الرابعة والعشرون : ما قوله فيما قواه شيخنا في المختلف من أنه لو لم يعلم الوصي بالوصية فله ردها بعد موت الموصي (٧٦) ، هل يعمل عليه سيدنا أم لا؟ فإن كان فلو رد الوصي الوصية ، هل يكون ضامنا لم يتلف من مال الموصي على تقدير أنه لو دخل في الوصية يحفظه أم لا؟

الجواب : الذي دل عليه كلام أصحابنا والرواية (٧٧) أنه لا يجوز الراد ، فلو رد لما يحفظ كان ضامنا لم يتلف بسبب إهمال الحفظ ، لأن ذلك عين التفريط.

المسألة الخامسة والعشرون : ما قوله فيما يتداول التجار من أنهم يوردون أثمان أمتعتهم عند الصراف مع غلبة ظنهم أنه أحفظ لها ، لأنه لو كان بيد شخص وديعة أو مضاربة أو هو وكيل حتى أورد عن ذلك عند الصراف من غير إشهاد عليه ، هل يكون مفرطا بمجرد ذلك أم لا؟.

وهل فرق بين ما لو كان الصراف مسلما أو كافرا ، عدلا أو فاسقا أم لا؟

__________________

(٧٦) المختلف : ٤٩٩.

(٧٧) الوسائل ب ٢٣ من أبواب أحكام الوصايا.


وهل لو أورد ذلك عند الصراف ولم يعلمه أنه لغيره حتى أورد لنفسه شيئا آخرا ، يكون بمجرد ذلك قد مزجه في ماله أم لا؟

وهل يجب عليه والحال هذه أنه إذا أخذ من الصراف شيئا أن يقول : أعطني من الوجه الفلاني الذي لي ، أم يكفي قصده إليه من غير إعلام الصراف؟.

وما قوله أنه إذا قبل الحوالة بثمن الوديعة على الصراف من غير قبض يكون ذلك بمنزلة القبض ، ويصح تسليم العين حينئذ؟ ولو كان تسليم العين سابقا على الحوالة أو على قبض الثمن كما قد جرت عادة التجار له يكون تفريطا أم لا؟

الجواب : إذا لم يكن مأذونا في الايداع بغير إشهاد ضمن بترك إلا شهاد سواء كان الصير في عدلا أو لا. ولا فرق بين أن يجعله وديعة عند أو قرضا عليه. أما لو خلطه فإن كان قد جعله وديعة وخلطه الصيرفي بماله ضمن المودع مع عدم سبق الإذن من المالك ، وله أيضا تضمين الصيرفي ، ويرجع مع جهله على المودع.

وأما القبض ، فإن كان مأذونا في الاقتراض ولم يعلم الصيرفي باشتراك المال بينه وبين غيره ، فالظاهر أن نية القابض كافية ، وإن علم فلا بد من تعيين الصير في المدفوع.

والحوالة على الصيرفي وقبوله بمناسبة القبض فيجوز تسليم السلعة إلى المحيل ، ولو سلم العين قبل ذلك كان ضامنا. هذا كله إذا لم يكن العامل قد استأذن في هذا كله.

المسألة السادسة والعشرون : ما قوله في شخص أودع شخصا آخر وديعة يسلمها إلى آخر ولم يأمره بالاشهاد عليه بل على المودع ، أو قال المستودع : إني لا أشهد عليه ، فرضي بذلك ، ثم اتفق موت المودع قبل تسليم المستودع الوديعة ولم يعلم بموته ، ثم سلمها إلى ذلك المأمور بتسليمها إليه من غير إشهاد ، ثم علم فيما بعد موت المودع ، هل يكون الودعي الأول ضامنا لها كتركة الميت لعدم إشهاده أو لعدم إذنهم في التسليم ، أم لا ويكون إذن الميت كافيا؟.

الجواب : تضمن ولو دفعها بإشهاد ، لأن الإذن بموته انفسخت الوديعة وصارت أمانة شرعية لا يجوز إيداعها عند الغير مع إمكان حفظها على حال إلا بإذن الوارث.

والجهل بانتقالها إلى الوارث ليس مزيلا للضمان ، لتساوي الخطأ والعمد في إتلاف الأموال. نعم يزيل الإثم ثم الدفع.


المسألة السابعة والعشرون : ما قوله فيما يخرجه الودعي والمضارب والوكيل على العروض مما لم يستحق شرعا كالتمغاوات ووزن الأعراب ومداراتهم ، هل يكون لازما مع عدم إذن المودع والموكل والمضارب أم لا؟ وهل بمجرد طلب الظالم لذلك يباح التسليم ، أم يتوقف على توعده بالإيذاء ولو بالشتم مثلا ، أو كلام لا يحتمل مثله؟.

وهل يجوز للودعي والعامل والوكيل استنابة أحد في الإخراجات المذكورة أم تجب المباشرة بنفوسهم؟.

وهل لو كان بيده حمول متعددة لأشخاص متعددين وكل حمل على حدته متميز وله دراهم معينة للاخراج عليه ، فاتفق أن أخرج أحد الأموال على جميع الحمول على مظلمة معينة ، وقسط صاحب المال منها جزء معلوم ، ثم أخرج مال الآخر في مظلمة أخرى على الوجه المذكور ، هل (٧٨) له فيما بعد لو دفع ذلك المخرج على الحمول وحساب كل حمل بقسطه مما فضل لصاحب الفاضل من مال الآخر وهكذا ، أم ليس له ذلك ، بل يجب إخراج كل مال على حدته في وجه المداراة عن صاحبه بقسط منه؟

فإن كان الثاني ، فلو فرض انتزاع مال صاحب الحمل ثم جاءت مظلمة أخرى وليس له مال وليس هناك من يباع عليه جزء من الحمل ويخرج ثمنه عنه ، هل للذي بيده المال استدانة مال للاخراج ويكون لازما لصاحب الحمل أم لا؟.

ولو فرض أن هناك مشتريا لكن بالبخس الأوكس ، هل يكون مخيرا أم يراعي الأصلح ، لو كان الدين بفائدة أيضا ، أم يتحتم البيع؟

وما قوله فيمن يستأجر لحمل مع شخص ويشترط المستأجر على المؤجر ضمان جميع المظالم والوزن المتعلقة به ويزيده على أجرة المثل زيادة تقارب تلك المظالم ، هل يصح الشرط ويلزم الضمان أم لا؟.

وهل لو فضل عن أجرة المثل وعن ما دفع في وجه المظالم شئ عن الذي عقد به يستحقه المؤجر أم لا؟ وكذا لو أعوز هل يجب على المستأجر الدفع إلى المؤجر ما أعوز أم لا؟

__________________

(٧٨) في ن ، ق : ، وحذفنا الواو لأن ما قبلها وما بعدها سؤال واحد.


الجواب : إذا كان الموكل والمودع والقارض يعلم بالحال ، وقد صار هذا مشهورا فلا ضمان فيه ولا إثم ، ولا يتوقف تسليمه على أمر آخر بل يكفي الطلب الذي يغلب معه الظن بالإضرار عليه وعدم المكنة من دفعه.

وإذا كان لجماعة متعددة أعطى من مال كل عن ماله ، ولو اقتضت المصلحة المهاباة في الأموال على ما جرت به العادات كان جائزا ولا ضمان.

وتجوز الاستنابة تبعا للعادة ممن عادته المباشرة أو الاستنابة ، والظاهر أن العادة جارية في هذه الضرائب إلى الأعراب أن يتولاها من العاقلة بعضهم ، فاتباع هذا جائز.

وله الاستدانة على صاحب الحمل إذا كان أصلح من البيع تبعا للعرف.

والاستئجار المذكور فيه شرط المظالم باطل ، للجهالة بوجودها ثم بقدرها ، فلو دفع شيئا بإذنه وكان قد دفع إليه أجرة تقاصا (٧٩) ورجع صاحب الفضل.

ومولانا أدام الله تعالى إفادته هو صاحب الفضل والفضائل ومن العلماء الأماثل ، اطلع الله شمس علومه في الآفاق ، وحال بينه وبين ما يمنع من استكمال النفس ، ونفعنا ببركات دعواته وأنفاسه وادا نظرها بمحادي عن أنفاسه بحق الحق وأهله وصلى الله على محمد وآله.

__________________

(٧٩) في ن ، ق : وتقاصا ، وما أثبتناه هو المناسب.


من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* بداية الهداية ولب الوسائل

يتألف الكتاب ـ في الواقع ـ من كتابين ، هما.

١ ـ بداية الهداية ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ـ قدس‌سره ـ المتوفى سنة (١١٠٤) ه.

٢ ـ لب الوسائل إلى تحصيل المسائل ، للشيخ عباس القمي ـ قدس‌سره ـ المتوفى سنة ١٣٥٩ ويعتبر استدراكا للكتاب الأول.

ويمتاز الكتابان أحدهما عن الآخر بالعناوين ، فعنوان كتاب (بداية الهداية) هو كلمة (فصل) ، وعنوان كتاب (لب الوسائل) هو كلمة (وصل).

قام بتحقيقه الشيخ محمد علي الأنصاري على نسخة مصورة من أصل بخط المحدث الكبير الشيخ القمي ـ قدس‌سره ـ.

صدر الكتاب في جزءين ضمن منشورات مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

* مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان ، ج ٥

تأليف : الفقيه المحقق الورع المولى أحمد المقدس الأردبيلي ، المتوفى في النجف الأشرف سنة ٩٩٣ ه.

تصحيح وتعليق : الشيخ مجتبى العراقي ، والشيخ علي پناه الاشتهاردي ، والشيخ حسين اليزدي الاصفهاني.

نشر : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

وقد شرح فيه المؤلف كتاب (إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان) ـ في الفقه ـ للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه ، وهو من أحسن شروحه وأجمعها فوائد ، على كثرة الشروح المدونة على (إرشاد الأذهان) ، راجع الذريعة ١ : ٥١٠ ـ ٥١٢ ، و ١٣ : ٧٣ ـ ٨٠ ، و ٢٠ : ٣٥ ـ ٣٦ ، وقد صدر منه خمسة أجزاء حتى الآن وأنجز تحقيق الجزء


السادس وهو في سبيله إلى المطبعة ، ويقدر أن يكون في ١٤ جزءا.

* المواهب والمنن في بعض مناقب سيدنا الإمام الحسن

وقرة كل عين في بعض مناقب سيدنا الإمام الحسين

تأليف : السيد محمد الجعفري ، المتوفى سنة ١١٨٦ ه.

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

نشر : مؤسسة الوفاء في بيروت ، في مجلد واحد.

* الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة

في مناقب البضعة البتول فاطمة الزهراء عليهما‌السلام.

تأليف : أبي السيادة عبد الله بن إبراهيم بن حسن ميرغني الحنفي المكي ، المتوفى سنة ١١٩٣ ه.

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

نشر : مؤسسة الوفاء في بيروت ، سنة ١٤٠٥ ه.

* ملاذ الأخيار

تأليف : المحدث الكبير شيخ الإسلام العلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلس الاصفهاني ، المتوفى سنة ١١١١ ه ، صاحب الموسوعة

الحديثة الكبرى (بحار الأنوار).

شرح فيه كتاب (تهذيب الأحكام) لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

إعداد : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

وقد تبنت المكتبة المذكورة طبعه على نسخة الأصل بخط المؤلف ، الموجودة أجزاؤه فيها ، وقد تم طبع خمسة أجزاء منه ، وستطبع أجزاؤه تباعا ، وربما يقع في أكثر من عشرين جزءا.

* رسائل الشريف المرتضى

وهي ٥٢ رسالة قيمة ونادرة من رسائل الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ ه) ، تعالج فنونا شتى ، في ثلاثة أجزاء ، طبعت بأمر آية الله العظمى السيد الكلبايكاني ـ مد ظله الوارف ـ.

إعداد : السيد مهدي الرجائي.

إشراف : السيد أحمد الحسيني.

نشر : دار القرآن الكريم ـ قم.

والرسائل التي تضمنتها الأجزاء الثلاثة

هي :

١ ـ إبطال العمل بأخبار الآحاد ٣ : ٣٠٨ ،

٢ ـ أجوبة مسائل متفرقة ٣ : ١٢١ ،

٣ ـ أجوبة المسائل القرآنية ٣ : ٨٣ ،

٤ ـ أحكام أهل الآخرة ٢ : ١٣٣ ،

٥ ـ الاعتراض على من يثبت حدود الأجسام ٣ : ٣٢٩ ،

٦ ـ أقاويل العرب في الجاهلية ٣ : ٢٢١ ،

٧ ـ إنقاذ البشر من الجبر والقدر ٢ : ١٧٨ ،

٨ ـ تفسير الآيات المتشابهات ٣ : ٢٨٥ ،


٩ ـ تفضيل الأنبياء على الملائكة ٢ : ١٥٥

١٠ ـ جمل العلم والعمل ٣ : ٩ ،

١١ ـ الجواب عن الشبهات في خبر الغدير ٣ : ٢٤٩ ،

١٢ ـ جواب المسائل الرازية ١ : ٩٩ ،

١٣ ـ جواب المسائل التبانيات ١ : ٥ ،

١٤ ـ جوابات المسائل الطرابلسيات الثالثة ١ : ٣٥٩ ،

١٥ ـ جوابات المسائل الطرابلسيات الثانية ١ : ٣٠٩ ،

١٦ ـ جوابات المسائل الميافارفينيات ١ : ٢٧١ ،

١٧ ـ جوابات المسائل الموصليات الثالثة ١ : ٢٠١ ،

١٨ ـ جوابات المسائل الموصليات الثانية ١ : ١٦٩ ،

١٩ ـ جوابات المسائل الطبرية ١ : ١٣٥ ،

٢٠ ـ جوابات المسائل الرسية الثانية ٢ : ٣٨٣ ،

٢١ ـ جوابات المسائل الرسية الأولى ٢ : ٣١٦ ،

٢٢ ـ الحدود والحقائق ٢ : ٢٦١ ،

٢٣ ـ حكم الباء في آية : وامسحوا برؤوسكم ٢ : ٦٧ ،

٢٤ ـ الرد على أصحاب العدد ٢ : ١٨ ،

٢٥ ـ الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة ٢ : ٢٥١ ،

٢٦ ـ شرح الخطبة الشقشقية ٢ : ١٠٧ ،

٢٧ ـ عدم تخطئة العامل بخبر الواحد

٣ : ٢٦٧ ،

٢٨ ـ علة امتناع علي عن محاربة الغاصبين ٣ : ٣١٥ ،

٢٩ ـ علة خذلان أهل البيت ٣ : ٢٠٧ ،

٣٠ ـ علة مبايعة علي عليه‌السلام ٣ : ٢٤١ ،

٣١ ـ عدم وجوب غسل الرجلين في الطهارة ٣ : ١٥٩ ،

٣٢ ـ غيبة الحجة (رسالة في ...) ٢ : ٢٩٣ ،

٣٣ ـ قول النبي : نية المؤمن خير من عمله ٣ : ٢٣٣ ،

٣٤ ـ مسألة في الإجماع ٣ : ١٩٩.

٣٥ ـ مسألة في إرث الأولاد ٣ : ٢٥٥ ،

٣٦ ـ مسألة في الاستثناء ٢ : ٧٩ ،

٣٧ ـ مسألة في استلام الحجر ٣ : ٢٧٣ ،

٣٨ ـ مسألة في توارد الأدلة ٢ : ١٤٧ ،

٣٩ ـ مسألة في الحسن وقبح العقليين ٣ : ١٧٥ ،

٤٠ ـ مسألة في خلق الأعمال ٣ : ١٨٧ ،

٤١ ـ مسألة في الرد على المنجمين ٢ : ٣٠٢ ،

٤٢ ـ مسألة في العصمة ٣ : ٣٢٣ ،

٤٣ ـ مسألة في العمل مع السلطان ٢ : ٨٩ ،

٤٤ ـ مسألة في المسح على الخفين ٣ : ١٨١ ،

٤٥ ـ مسألة في المنامات ٢ : ٩ ،

٤٦ ـ مسألة في من يتولى غسل الإمام ٣ : ١٥٣ ،

٤٧ ـ مسألة في نفي الرؤية ٣ : ٢٧٩ ،

٤٨ ـ مناظرة الخصوم وكيفية الاستدلال عليهم ٢ : ١١٧ ،

٤٩ ـ المنع من تفضيل الملائكة على أنبياء


٢ : ١٦٩ ،

٥٠ ـ نفي الحكم لعدم الدليل عليه ٢ : ١٠١ ،

٥١ ـ وجه العلم بتناول الوعيد كافة الكفار ٢ : ٨٥ ،

٥٢ ـ وجه التكرار في الآيتين ٢ : ٧٥.

كتب صدرت محققة

* العدة في أصول الفقه

تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

تحقيق : الشيخ محمد مهدي نجف.

وقد صدر من مجلداته الثلاثة المجلد الأول فقط.

نشر مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

* الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة

تأليف : الشهيد الأول : أبي عبد الله محمد بن مكي العاملي النبطي الجزيني ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه.

والكتاب عبارة عن مجموعة أحاديث وردت عن الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام ، وكانت المكتبة الحيدرية قد طبعت الكتاب في النجف الأشرف سنة ١٣٨٨ ه على الحروف من غير تحقيق ، وقد ترجم بعدها إلى اللغة الفارسية.

تحقيق : داود الصابري.

نشر : مؤسسة النشر التابعة للروضة الرضوية

المقدسة ـ مشهد.

* العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

تأليف : ابن البطريق ، الشيخ شمس الدين أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلي ، المتوفى سنة ٦٠٠ ه.

تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري والشيخ مالك المحمودي.

نشر : مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

* المبدأ والمعاد

تأليف : ابن سينا علي بن عبد الله ، المتوفى سنة ٤٢٧ ه.

تحقيق : الشيخ عبد الله النوراني.

نشر : معهد الدراسات الإسلامية بجامعة مك جيل في كندا ـ فرع طهران.

* صحيفة الرضا عليه‌السلام

تحقيق : الشيخ محمد مهدي نجف.

نشر : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه‌السلام ـ مشهد.

والصحيفة مجموعة أحاديث مروية عن الإمام الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

رواها عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ورواه عنه غير واحد ، وهذه رواية أحمد بن




عامر بن سليمان الطائي البصري عنه عليه‌السلام ، وتعرف ب (الرضويات) و (مسند الرضا) ونحو ذلك ، واعتمدها أعلام المحدثين من الفريقين ، ورواها فريق عن فريق ، وطبقة عن طبقة ، راجع في ذلك ـ على سبيل المثال ـ كتاب (التدوين) للرافعي.

وكان الكتاب قد طبع غير مرة دون تحقيق فحققه الشيخ نجف وطبعته لجنة المؤتمر ، ثم أعاد المحقق النظر فيه وقابله مع عدة نسخ قديمة وأضاف إليه تخريجات وجهود جديدة فأعادت لجنة المؤتمر طبعه في مشهد سنة ١٤٠٦ ه.

* مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان

في مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين عليه‌السلام.

تأليف : الشيخ نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما الحلي ، المتوفى سنة ٦٤٥ ه.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي  ـ عليه‌السلام ـ في قم.

وكان الكتاب قد طبع في إيران والنجف الأشرف ، وطبع منضما إلى المجلد العاشر من كتاب (بحار الأنوار).

* المعتبر في الفقه

تأليف : المحقق الحلي ، وهو نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي الحلي ، المتوفى سنة ٦٧٦ ه ، مؤلف كتاب (شرائع الإسلام) وكتاب (المختصر

النافع.

تحقيق : مدرسة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ قم.

نشر : مؤسسة سيد الشهداء عليه‌السلام ـ قم ، في مجلدين.

والمؤلف ـ قدس‌سره ـ من أشهر فقهاء الشيعة ، كما أن كتابيه (شرائع الإسلام) و (المختصر النافع) من أشهر الكتب الفقهية لطائفة الإمامية.

وكان (المعتبر) قد طبع على الحجر سنة ١٣١٨ ه ، وقد سبق التعريف به في (تراثنا) ، العدد الثاني ، ص ٣٥.

* شرح الكافية لابن الحاجب

في النحو ، المشتهر ب (شرح الرضي).

تأليف : نجم الأئمة رضي الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي النجفي ، المتوفى سنة ٦٨٦ ه تحقيق : يوسف حسن عمر.

نشر : جامعة قاريونس في ليبيا ، في أربعة مجلدات ، ومجلد خامس للفهارس.

وكان المؤلف قد فرغ منه في الحضرة الغروية في النجف الأشرف سنة ٦٨٣ ه ، وله أيضا (شرح الشافية) مطبوع بمصر في أربعة مجلدات.

وترجم له السيوطي في بغية الوعاة ١ : ٥٦٧ ، وقال : صاحب شرح الكافية لابن الحاجب ، الذي لم يؤلف عليهما ، بل ولا في غالب كتب النحو مثلها جمعا وتحقيقا وحسن تعليل ، وقد أكب الناس عليه وتداولوه ، واعتمده شيوخ




هذا العصر فمن قبلهم في مصنفاتهم ودروسهم ، وله فيه أبحاث كثيرة مع النحاة واختيارات جمة ...

* تتميم أمل الآمل

تأليف : الشيخ عبد النبي بن محمد تقي القزويني.

يتضمن الكتاب تراجم أعلام القرن الثاني عشر ، من شيوخ المؤلف ومعاصريه ، بدأ بتأليفه سنة ١١٩١ ه كذيل لكتاب (أمل الآمل) للشيخ الحر العاملي ، الذي ألفه سنة ١٠٩٧ ه ، وتوفي سنة ١١٠٤ ه.

قام بتحقيقه السيد أحمد الحسيني ، وقد صدر عن مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم.

* اللمعة الدمشقية

تأليف : الشهيد الأول ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه.

من المتون الفقهية المتداولة كثيرا ، وله شروح كثيرة ، وشرح الشهيد الثاني المسمى ب (الروضة البهية) من الكتب الدراسية في الحوزات العلمية حتى الآن.

وقد طبع المتن مع شروحه كثيرا ، كما طبع لوحده غير مرة ، وقد طبع هذا العام من قبل مؤسسة الثورة الإسلامية (بنياد انقلاب إسلامي) في طهران ، بتحقيق الشيخ علي أصغر مرواريد ـ أمين المؤسسة ـ والشيخ محمد تقي مرواريد.

صدر حديثا

* المهدي المنتظر

تأليف : عبد الله بن محمد بن الصديق الحسيني الإدريسي المغربي.

نشر : عالم الكتب في بيروت ، سنة ١٤٠٥ ه.

* هشام بن الحكم

رائد الحركة الكلامية في الإسلام وأستاذ القرن الثاني في الكلام والمناظرة.

تأليف : الشيخ عبد الله نعمة ـ رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية في لبنان ـ.

نشر : دار الفكر في بيروت ، سنة ١٤٠٥ ه.

* لولا السنتان

تأليف : الشيخ محمد رضا الحكيمي ، الخطيب.

تناول فيه حياة الإمام الصادق عليه‌السلام بجوانبه ، ثم دراسة عن بعض أهل عصره ثم تلامذته ـ عليه‌السلام ـ وخريجي مدرسته ودورهم في الدعوة إلى الإسلام وبث تعاليمه.

نشرة المؤلف في بيروت سنة ١٤٠٥ ه.

* بهاء الدين العاملي ، أديبا شاعرا عالما

تأليف : الدكتور محمد التونجي ، أستاذ كلية الآداب بجامعة حلب.

درس فيه حياة الشيخ بهاء الدين محمد بن


عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني الجبعي العاملي ، المشتهر بالشيخ البهائي ، المنتهي نسبه إلى الحارث الأعور (٩٥٣ ـ ١٠٣٠ ه) ، وهو العالم الموسوعي صاحب المؤلفات المنوعة في شتى المجالات.

وقد أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية في سوريا مهرجانا لتكريمه في مكتبة الأسد العامة في دمشق ، اشترك فيه لفيف من الأساتذة والباحثين من عرب وإيرانيين ، وذلك لمدة أربعة أيام ابتداءا من اليوم السادس من شوال عام ١٤٠٦ ه ، ونشرت البحوث والمحاضرات التي ألقيت في العدد الخامس من مجلتها (الثقافة الإسلامية) وهو عدد خاص بالشيخ البهائي ، كما قامت بطبع هذا الكتاب عن حياته رحمه‌الله.

* أين دفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

تأليف : الشيخ محمد علي برو.

نشر : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

* الفهرس الموضوعي للقرآن الكريم

تأليف : كامران فاني وبهاء الدين خرم شاهي.

نشر : دار المثقف الماصر (فرهنگ معاصر) ـ طهران

حاول المؤلفان فيه أن يتداركا نواقص المعاجم والفهارس الأخرى ، كما أضافا إليه تذييلات استفيدت من التفاسير وكتب آيات الأحكام وأسباب النزول ، وأوردا أيضا الألفاظ

الفارسية المرادفة للكلمات العربية ليستفيد منها القارئ الإيراني.

* الربا فقهيا واقتصاديا

تأليف : الشيخ حسن محمد تقي الجواهري.

دراسة عن الربا في الفقه الاسلامي عند العامة والإمامية ، وفي القوانين الوضعية غير الإسلامية ، وكيفية معالجته.

صدر في قم سنة ١٤٠٥ ه.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة

تأليف : المحقق آية الله السيد محمد جواد الحسيني العاملي ، المتوفى حدود سنة ١٢٢٦ ه.

الكتاب الفخم الضخم ، الذي هو من أعظم الموسوعات الفقهية الشيعية ، الجامع لأقوال المذهب مع ذكر مداركها وترجيح الراجح منها.

ألفه السيد ـ رحمه‌الله ـ بأمر شيخه الأستاذ الأعظم آية الله الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء ، فأجاد وأفاد وأتى بفوق ما هو المراد.

وقد طارت شهرة الكتاب من أول أيامه قطبقت الحوزات العلمية وأجمع كبار العلماء على عظمته وجمعه وإحاطته ودقة استنباطه وغور نظر مؤلفه أحله الله دار الكرامة.

بناه مؤلفه ـ رحمه‌الله ـ على شرح كتاب القواعد للعلامة الحلي فشرحه على الطريقة المعروفة : قوله ... قوله ... فيذكر قول العلامة




 ـ رحمه‌الله ـ ثم يشرحه شرحا وافيا شافيا.

وقد قرظه كثير من العلماء والشعراء بمقاطيع شعرية تنبئ عن عظمته ، ومما قال فيه آية الله السيد محسن الأمين العاملي ـ رحمه‌الله ـ :

شرح به تنحل كل عويصة

في حلها قد أعيت الشراحا

جمع المقاصد كاشفا للثامها

ولكل مشكلة غدا إيضاحا

كنز الفرائد والفوائد وهو في

ظلم الجهالة قد بدا مصباحا

بحر تدفق من يراع محمد

تلقى البحور بجنبه ضحضاحا

لله آية معجز ظهرت له

فغدت لكل كرامة مفتاحا

وقد حملت قيمة الكتاب العلمية العالية السيد محسن الأمين العاملي على طبعه طبعا حروفيا في مصر بالمطبعة الرضوية سنة ١٣٢٤ ه فجاء في عشر مجلدات بالحجم الرحلي بخط واضح يفوق الطبع الحجري جودة ووضوحا.

وهذه هي طبعته الوحيدة ، ولبعد زمنها وقلة نسخ الكتاب بل فقدانه من الأسواق ، ولحاجة الحوزات العلمية إليه قامت مؤسسة آل البيت  ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، بطبعه على طريقة الأفست ـ ضمن المرحلة الأولى لجهودها العلمية التي سبقت العمل التحقيقي ـ لتيسيره لطالبيه بعد أن كانت نسخته يضيق بثمنها المورد المالي لطالب العلم على فرض وجودها.

* رياض المسائل في بيان الأحكام بالدلائل

تأليف : العلامة المحقق آية الله السيد علي الطباطبائي ، المتوفى سنة ١٢٣١ ه.

يعتبر الكتاب من خيرة الكتب الفقهية ، وكان ـ حتى عهد قريب ـ من الكتب التي تدرس في الحوزات العلمية لقوة استدلالاته ، وسهولة عباراته.

قامت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث بإعادة طبعه بالأفست ـ أيضا ـ ضمن المرحة الأولى لجهودها العلمية التي سبقت العمل التحقيقي ـ الرامية إلى توفير أهم ما تحتاجه الحوزات العلمية من الكتب الفقهية والأصولية بعد تصحيحها وفهرستها وطباعتها طباعة جيدة.

يقع الكتاب في مجلدين من القطع الرحلي وبحدود ١٢٠٠ صفحة.

* معجم رجال الحديث

تأليف : الفقيه المحقق ، آية الله العظمى ، السيد أبي القاسم الخوئي ـ دام ظله الوارف ـ.

كتاب حافل بتراجم الرواة ورجال الإسناد من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأصحاب الأئمة الطاهرين من عترته عليهم‌السلام ، ومن روى عنهم ووقع في إسناد رواية أحاديثهم في الكتب الأربعة ـ الكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار ـ وبعض المتون الأخرى ككتابي كامل الزيارات وتفسير


القمي ، فأورد في كل ترجمة نصوص الأصول الرجالية وهي فهرستي النجاشي والطوسي ورجاله ورجال الكشي ، ثم عدد شيوخه ثم الراوين عنه ومواضع رواياتهم عنه في الكتب الأربعة إن كانت عشرة أو أقل ، وإن كانت تزيد على العشرة ذكر دون الشعرة منها وأرجأ الباقي إلى ما يأتي في نهاية كل مجلد من طبقات الرواة ، فهناك فهرس كامل لكل رواياته المروية في الكتب الأربعة.

ويعين طبقة صاحب الترجمة ، وإن كان فيها بين الكتب الأربعة خلاف في ما يتعلق بصاحب الترجمة ، فيذكر الخلافات ويعالجها علاجا علميا دقيقا مستدلا بشواهد وأدلة تدعمه.

وإن كان ما بين نسخ كتاب واحد منها خلاف ، فيذكره تحت عنوان اختلاف النسخ ، فيرجح جانبا بأدلة يوردها.

كما يذكر من لم يترجم في الأصول الرجالية ممن وقع في إسناد الكتب الأربعة أو في إسناد كامل الزيارات أو تفسير القمي ، ولا يذكر ما عدا ذلك.

وكان الكتاب قد طبع في النجف الأشرف في ٢٣ جزءا ، واستغرق طبعه أكثر من عشر سنين ، ونفدت الأجزاء الأول ، وتجددت فيها تعديلات فبدئ بطبعه ثانية وصدر أجزاءا.

ثم أعيد طبعه من جديد في بيروت من منشورات دار الزهراء في بيروت ومدينة العلم في قم.

* أعيان الشيعة

تأليف : السيد محسن الأمين العاملي ، زعيم الطائفة ومرجعها في البلاد الشامية ـ سوريا ولبنان ـ ، صاحب المؤلفات الكثيرة المنوعة ، المتوفى سنة ١٣٧١ ه.

وكتابه هذا موسوعة رجالية شاملة لتراجم علماء الإمامية ورجالاتها البارزين عبر القرون ، صدر في ٥٦ جزءا وما إن ظهر في الأوساط العلمية إلا وأكب عليه أعلام العصر وعجبوا به ونهلوا منه ، وأصبح مرجعا لمن تأخر ومصدرا رئيسيا لمن ألف بعده كالزركلي في (الأعلام) وكحالة في (معجم المؤلفين) وغيرهما.

قال يوسف أسعد داغر عن المؤلف : (كان ذا صبر وجلد على البحث العلمي ، فقد طاف زوايا خزائن الكتب الخاصة والعامة في الشام والعراق وفارس وخراسان يجمع مادة التاريخ الأصيلة في ترجمة من ترجم في كتابه أعيان الشيعة الذي أنفق في سبيل تحقيقه المال الكثير والوقت الوفير والعناء المرير ، فإذا بهذا الكتاب موسوعة لا مثيل لها في رجال الإمامية قديما وحديثا).

هذا وقد طبع الكتاب بأجزائه الستة والخمسين غير مرة ، ثم طبعته دار التعارف في بيروت عام ١٤٠٣ ه بإضافات واستدراكات نجل المؤلف السيد حسن الأمين ، وصدر في عشرة مجلدات بالحجم الكبير وفي عمودين ومجلد آخر لفهرس المترجمين.

ثم أعيد طبعه عام ١٤٠٦ ه تعديلات


جرت عليه ، ويعد للطبع ثالثة مع إضافات حصل عليها نجل المؤلف أيضا.

كما شكلت لجنة لوضع الفارس الفنية للكتاب ليحصل المراجع على بغيته بسهولة.

* النص والاجتهاد

تأليف : السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (١٢٩٠ ـ ١٣٧٧ ه).

والكتاب دراسة قيمة عن موارد كثيرة قد نص فيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شئ معين وخالفه الصحابة بما فيهم الخلفاء! واجتهدوا فيها برأيهم!

وقد طبع الكتاب عدة مرات في حياة المؤلف ـ رحمه‌الله ـ وبعده ، كما ترجم إلى الفارسية وغيرها.

كما طبع الكتاب في إيران سنة ١٤٠٤ ه بتحقيق أو مجتبى ، وأعادت الدار الإسلامية في بيروت طبعه بالأفست على هذه الطبعة المحققة.

* سر الإيمان

تأليف : السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، المتوفى سنة ١٣٩١ ه في النجف الأشرف.

وللمؤلف ـ رحمه‌الله ـ مؤلفات قيمة وقد طبعت أكثرها عدة مرات ، ومن أشهرها : (مقتل الحسين ـ عليه‌السلام ـ) و (زيد الشهيد) و (الإمام زين العابدين  ـ عليه‌السلام).

وكتابه هذا دراسة فقهية قيمة حول الشهادة الثالثة في الأذان.

وقد طبع لأول مرة في النجف الأشرف سنة ١٣٧٤ ه ، ثم أعادت دار الفردوس في بيروت طبعه سنة ١٤٠٦ ه.

* الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية

تأليف : المحدث الثقة الورع الشيخ عباس القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.

وله مؤلفات كثيرة ممتعة متداولة ، وكتابه هذا في سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة الاثني عشر من عترته الطاهرة عليهم‌السلام.

وقد طبع الأول مره سنة ١٣٤٤ ه ، ثم أعيد طبعه عدة مرات بعد ذلك ، ثم أعادت طبعه بشكل جديد دار الأضواء في بيروت سنة ١٤٠٤ ه.

* الفصول المختارة من العيون والمحاسن

تأليف : الشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي البغدادي ، المتوفى سنة ٤٣٨ ه.

وهي مختارات قيمة انتزعها من كتاب (العيون والمحاسن) لشيخه المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي ـ المتوفى سنة ٤١٣ ه ـ ، أو تسجيل لما أملاه شيخه المفيد  ـ رحمه‌الله ـ في مجالسه العامرة بالعلم في حاضرة بغداد ، ومناظراته ـ رحمه‌الله ـ مع أئمة سائر المذاهب ، فقد كانت أنديته حافلة بالمطارحات والمناظرات بحيث أذعنوا بإمامته وتقدمه في العلم ولقبوه بالمفيد ومعلم الأمة ، وانتشر مذهب أهل


البيت ـ عليهم‌السلام ـ في بغداد وغيرها بمناظراته ودروسه وكتبه.

وكان الكتاب قد طبع في النجف الأشرف ، ثم أعيد طبعه بالأفست في إيران ـ ثم أعادت طبعه دار الأضواء في بيروت سنة ١٤٠٥ ه.

وهو بعد بحاجة إلى طبعة محققة تحقيقا يتلائم وشأن الكتاب وشأن العلمين الجليلين ـ رفع الله في الجنان درجتهما ـ.

* فضائل الخمسة من الصحاح الستة

تأليف : السيد المرتضى الفيروزآبادي النجفي.

والكتاب يعرض فضائل أهل البيت  ـ عليهم‌السلام ـ من صحاح أهل السنة الستة وسائر الكتاب المعتمدة عندهم ، فلاقى إقبالا كبيرا لحسن أسلوبه وكثرة فوائده وسهولة مراجعته.

وقد طبع الكتاب في العراق وإيران عدة مرات في ثلاثة مجلدات ، ثم أعادت طبعه مؤسسة الأعلمي في بيروت في ثلاثة مجلدات أيضا.

* نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار

تأليف : الشبلنجي ، مؤمن بن حسن ، المتوفى بعد سنة ١٣٠٨ ه ، من أهل شبلنجة ـ قرية بمصر ـ.

طبع الكتاب في بولاق سنة ١٢٩٠ ه ـ وهي سنة تأليفه ـ وفي القاهرة عدة مرات.

كما أعادت طبعه في بيروت الدار العالمية للطباعة والنشر سنة ١٤٠٥ ه.

* أوائل المقالات في المذاهب المختارات

تأليف : الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي ، المتوفى سنة ٤١٣ ه ، شيخ الإمامية ومتكلمها ، الملقب بعلم الأمة والمفيد ، وهو من أحسن الكتب الكلامية العقائدية الإسلامية.

هذا ، وقد ألف مارتن مكدرموت مؤخرا كتابا في آراء الشيخ المفيد الكلامية باللغة الإنجليزية ، وهو رسالته لنيل الدكتوراه من جامعة شيكاغو.

وترجمة أحمد أرام إلى الفارسية ، ونشره معهد الدراسات الإسلامية في جامعة مك جيل في كندا فرع طهران.

و (أوائل المقالات) مطبوع في إيران غير مرة ، وصدر مؤخرا في بيروت عن دار الكتاب الاسلامي ، وهو بعد بحاجة إلى طبعة المحققة تلائم منزلة المؤلف والمؤلف.

* الكشكول

تأليف : الشيخ البهائي ، بهاء الدين محمد بن عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي ـ المتوفى سنة ١٠٣٠ ه ـ المشارك في العلوم النقلية والعقلية وخاصة في العلوم الرياضية.

وكتابه هذا طبع طبعات كثيرة في إيران في مجلد ، وفي مصر في مجلدين ـ مع حذف ما كان باللغة الفارسية منه! ـ.

كما طبع في النجف الأشرف وإيران في


ثلاثة مجلدات ، وطبعته مؤسسة الأعلمي في بيروت في ثلاثة مجلدات أيضا ، ونشرته دار الزهراء في بيروت في أربعة مجلدات ، كما صدر عن دار الكتاب اللبناني والدار الإفريقية العربية ومكتبة المدرسة ودار الكتب الإسلامية بالاشتراك ـ في بيروت ـ في مجلد واحد بالحجم الكبير.

* ثواب الأعمال وعقاب الأعمال

تأليف : الشيخ الصدوق رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ه.

كان قد طبع في إيران على الحجر غير مرة ، كما طبع فيها أيضا على الحروف بتصحيح علي أكبر الغفاري عدة مرات ، ثم أعادت طبعه مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٤٠٣ ه.

كتب تحت الطبع

* وسائل الشيعة

تأليف : المحدث الجليل الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، المتوفى سنة ١١٠٤ ه.

الكتاب الذي جمع عشرات الألوف من أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة والذي عليه مدار الاستنباط في أحكام الشرعية.

قامت بتحقيقه مؤسسة آل البيت  ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم المقدسة ، على نسخة بخط المؤلف قدس‌سره ، وقد تبين في أثناء العمل في الكتاب أن النسخ المطبوعة سابقة

من الكتاب كثيرة الأخطاء والتصحيف والتحريف ، والسبب في ذلك أن النسخ المطبوعة سابقا طبعت على نسخ تنتهي بوسائط متعددة إلى نسخة المؤلف ، فأثر تتابع النسخ وكثرة الوسائط في وقوع الأخطاء ، أو السقوطات. وقد صوبت هذا الأخطاء حسب نسخة خط المؤلف.

من هذه التحريفات على سبيل المثال ، ما جاء في الجزء ١٥ الصفحة ٤٣٨ السطر الأول من المطبوعة الأخيرة الشائعة ذات العشرين جزءا ، [المطلقة تسوق لزوجها] وصواب العبارة كما في (الكافي) وفي النسخة المخطوطة [المطلقة تشوف لزوجها] والتشوف : التزين كما في لسان العرب (شوف) ٩ / ١٨٥.

هذا الكتاب القيم انتهى العمل في تحقيقه وهو الآن تحت الطبع وسيصدر في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى.

* مستدرك الوسائل

تأليف : خاتمة المحدثين الشيخ الميرزا حسين النوري الطبرسي ، المتوفى في النجف الأشرف سنة ١٣٢٠ ه.

هذا الكتاب الفخم الذي هو أحد المجاميع الحديثة الكبرى في العصور المتأخرة ، دبجته يراعة البحاثة المتتبع الشيخ النوري ـ قدس‌سره ـ.

وهو موسوعة حديثية جامعة يأتي تلوا للوسائل ومكملا لما جمعه الشيخ الحر العاملي رحمه‌الله ، فكان ما جمعه النوري يساوي في الحجم ما جمعه الحر ، وبلغت أحاديث المستدرك الثلاثين ألف حديث.

وقد قامت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم المقدسة بتحقيق هذا


الكتاب القيم على نسخة مخطوطة بخط المؤلف ، وستصدر أجزاؤه تباعا في الأيام القليلة القادمة إن شاء الله تعالى ، وقد بلغت مجلدات قسم الأحاديث فقط ١٨ مجلدا عدا الخاتمة التي هي كتاب رجالي تاريخي ضخم ، وعدا الفهارس الفنية التي ستكون مقربة لمطالب الكتاب ومفتاحا لخزائنه الثمينة.

* الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

تأليف : السيد الجليل ابن طاووس ، رضي الدين علي بن موسى بن جعفر العلوي الحسيني ، المتوفى سنة ٦٦٤ ه.

كان قد طبع في النجف الأشرف على الحروف لأول مرة ، ثم أعيد طبعه بالأفست في إيران على الطبعة المذكورة.

قامت بتحقيقه مؤسسة آل البيت  ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، على مخطوطتين قيمتين هما :

١ ـ نسخة كتبت في عصر المؤلف ـ قدس سره ـ ، كتبها حسين بن عمار البصري ، وفرغ منها يوم الأربعاء ٢٤ ربيع الأول سنة ٦٣٢ ه ، محفوظة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، وهي أهم النسختين وأثمنهما.

٢ ـ نسخة أخرى بخط جيد واضح محفوظة في مكتبة السيد المرعشي العامة ، في قم.

والكتاب تحت الطبع وسيصدر قريبا إنشاء الله ضمن سلسة مصادر بحار الأنوار.

* الاجتهاد والتقليد

تأليف : الفقيه المحقق الشيخ محمد حسين الغروي الاصفهاني ، المتوفى سنة ١٣٦١ ه.

كان قد طبع في النجف الأشرف لأول مرة ، وهو الآن تحت الطبع من قبل جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

* فهرس مكتبة ملك الأهلية العامة ، ج ٧

وهي فرع مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في طهران.

تأليف : الأستاذ محمد تقي دانش پژوه.

* فهرس مكتبة مجلس الشورى ، ج ٢٢

وهي مكتبة البرلمان الإيراني (المجلس النيابي) السابق في طهران.

تأليف الأستاذ عبد الحسين الحائري.

* عوالم العلوم

تأليف : الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني ، من أعلام القرن الحادي عشر.

من الموسوعات الحديثية الكبيرة ، وربما يقع في ١٠٠ جزء أو أكثر ، وقد صدر منه ثلاثة أجزاء ـ كما ذكرنا في العدد الأول من (تراثنا) ص ٩١ ـ ، ويطبع الآن ما يخص حياة الإمام الحسين ومقتله عليه‌السلام وسيصدر في مجلدين ، ومجلد آخر فيما يخص حياة الإمام السجاد عليه‌السلام.

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ


في قم.

* أسرار البلاغة

المنسوب : للشيخ البهائي ، بهاء الدين محمد بن عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني الجبعي ، المتوفى سنة ١٠٣٠ ه.

حققه الدكتور محمد التونجي ، الأستاذ بكلية الآداب في جامعة حلب ، والكتاب تحت الطبع في بيروت.

كتب قيد التحقيق

* مسائل الخلاف في الفقه مع الكل

تأليف : شيخ الطائفة ، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

والكتاب من أقدم الموسوعات في الفقه المقارن ، وكان قد طبع غير مرة دون تحقيق.

تقوم بتحقيقه لجنة مشكلة من السيد علي الخراساني والسيد جواد الشهرستاني والشيخ محمد مهدي نجف ، في مؤسسة آل البيت  ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

* الرسالة العزيزة في شرح الوجيزة

تأليف : المحدث الثقة الشيخ عباس القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.

شرح فيه المؤلف ـ رحمه‌الله ـ كتاب (الوجيزة في علم الدراية) للشيخ بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين الجبعي الحارثي ، المتوفى سنة

١٠٣٠ ه.

قام بتحقيقه : الشيخ علي أكبر الإلهي الخراساني النيسابوري.

وكان الكتاب كرسالة ماجستير في كلية الإلهيات في جامعة الفردوسي في مشهد وسوف يقدمه للطبع إن شاء الله.

* تمهيد القواعد

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين علي بن أحمد العاملي ، المستشهد سنة ٩٦٥ ه.

عمد المؤلف ـ قدس‌سره ـ إلى كتاب (القواعد) للشهيد الأول وهذبه ونقحه وأضاف إليه فوائد كثيرة وأجرى عليه تعديلات مهمة ورتبه أحسن ترتيب وسماه (تمهيد القواعد).

وكان الكتاب قد طبع في إيران مع سقط ونقص وأخطاء كثيرة.

يقوم بتحقيقه على عدة مخطوطات قيمة منه الشيخ محمد مهدي نجف

* مقباس الهداية في علم الدراية

تأليف : الفقيه الرجالي الشيخ عبد الله المامقاني ـ صاحب الكتاب المعروف (تنقيح المقال في علم الرجال) ـ المتوفى سنة ١٣٥٤ ه.

والمقباس هو أحسن ما كتب في الدراية عند الشيعة وأجمعها فوائد وأغزرها مادة مع سلاسة في اللفظ وجزالة في التعبير وحسن التنظيم وجودة العرض.

وكان قد طبع على الحجر ملحقا بتنقيح




المقال ، كما طبع مستقلا أيضا إلا أنه نفد منذ عشرات السنين.

يقوم بتحقيقه : الشيخ محمد رضا المامقاني  ـ حفيد المؤلف ـ.

* قصص الأنبياء

تأليف : القطب الراوندي ، قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الكاشاني الراوندي ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه.

يقوم بتحقيقه : الشيخ غلام رضا عرفانيان.

* نهج البيان عن كشف معاني القرآن

تفسير شيعي أدبي حديثي موجز قيم ، ألف في القرن السابع لخزانة المستنصر العباسي ، وقد سبق التعريف به في (تراثنا) ، العدد الأول ، السنة الثانية ، ص ١٨٣ ، في حقل (ما ينبغي نشره من التراث).

يقوم بتحقيقه : الأستاذ حسين درگاهي.

* الدروس الشرعية في فقه الإمامية

تأليف : الشهيد الأول ، الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد مكي العاملي الجزيني ، المقتول في دمشق ظلما وعدوانا سنة ٧٨٦ ه.

يقوم بتحقيقه الشيخ جواد المحمودي ، وقد أنجز الجزء الأول منه وهو قيد الطبع الآن.

كما تقوم بتحقيقه مع تتمته ـ لتلميذ المؤلف جعفر بن الملحوس ـ لجنة في مجمع البحوث الإسلامية التابع للروضة الرضوية المقدسة في مشهد.

* كتاب المزار

تأليف : ابن المشهدي ، محمد بن جعفر بن علي بن جعفر ، المولود حدود سنة ٥١٠ ه.

تقوم بتحقيقه : مدرسة الإمام المهدي  ـ عليهما‌السلام ـ في قم.

* كتاب المزار

تأليف : الشهيد الأول ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي العاملي ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه.

تقوم بتحقيقه : مدرسة الإمام المهدي  ـ عليه‌السلام ـ في قم.

* التعليق العراقي

وهو كتاب (المرشد إلى التوحيد والمنقذ من التقليد) في علم الكلام.

تأليف : الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي ، من أعلام المتكلمين في القرن السادس.

من خيرة الكتب الكلامية ، أملاه في العراق في مدينة الحلة بطلب من علمائها فسمي بالتعليق العراقي ، وأنهى إملاءه وانتهى منه في التاسع من جمادى الأولى سنة ٥٨١ ه.

يقوم بتحقيقه : الشيخ عبد الله النوراني النيشابوري ، أستاذ كلية الإلهيات بجامعة طهران ، وسوف يطبع ضمن منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم.

تراثنا - ٧-٨

المؤلف:
الصفحات: 400