
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ
الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
إِنَّ
شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)
صدق الله العلي العظيم
المقدم
القول بأنّ أهل
البيت عليهمالسلام قد أثّروا أعمق تأثير في حياة المسلمين في العصور الماضية
، قول لا يحتاج إلى بيان ولا مناقشة ، إذ يثبتها التاريخ بشهادات مؤكّدة يرويها
المؤرّخون والمحدّثون وأصحاب التراجم والسير أيضا.
كما أنّ ما يقال
عن تأثير الآباء والأجداد ، يقال نظيره عن تأثير ودور الأبناء والأحفاد ؛ لأنّهم
يعدّون امتدادا طبيعيا لأولئك العظام الذين جسّدوا الشريعة السمحة ، ومثّلوا
المرجعية العلمية والأخلاقية بأفضل تمثيل.
وهذا السلوك
الحضاري الّذي سار عليه الأبناء والأحفاد ظلّ متداخلا وجامعا بين سماحة الشرع
المقدّس ، ومكارم الخلق المحمّدي الأصيل ، ومحامد الأدب العلوي الشريف ، بصورة لا
ينفكّ أحدها عن الآخرين ، ضمن مسير واحد ، أفرز عطاءات جمّة ، منها ما ساهم في
بناء الحضارة الإسلامية ، ومنها ما شارك في تهيئة المناخات المناسبة لإلهام
الأجيال المتعاقبة من الدروس والعبر ما يعينها لمواصلة البناء والتطوير.
ولم يقتصر تأثير
أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله على جانب واحد من
جوانب حياة
المسلمين
المتعدّدة ، وإنّما تجلّى في أكثر من ميدان من ميادين حضارة الإسلام : الاجتماعية
والتربوية والاقتصادية والأخلاقية و.. و..
وبمعونة هذه
الآثار الّتي خلّفوها ، والمواقف الّتي سجّلوها ، استطاع أجيال المسلمين المتلاحقة
أن يتجاوزوا محنهم ، ويتقدّموا باتجاه مسايرة العالم الآخر ، من خلال مواكبة سير
الحياة الجديدة القائمة على التقنية الحديثة ، والمنهجية المتطورة ، فاستلهموا من
ثقافتهم الإسلامية الّتي عزّزها أبناء هذا البيت الشريف على مرّ العصور ،
واستفادوا من تلك التقنيات في توظيف إمكانياتهم من أجل حلّ المشكلات المستحدثة ،
والقضايا الراهنة ، وتقديم الأجوبة المناسبة لها.
أليس هذا التحوّل
العميق في قضايا المسلمين اليوم ، وجوانب التقدّم الّتي أحرزوها على الصعيد العلمي
والثقافي والتربوي والصحي و.. و.. يعدّ مظهرا من مظاهر التأثّر بالموروثات الأصلية
الّتي خلّفها النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته المطهّرون الذين لم يعرف عنهم قدح ولا جرح؟
إنّ نظرة شاملة
ومتقصّية لكلّ توجّهات أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ومواقفهم الّتي سجّلها لهم التاريخ ، وحفظها عنهم أهل
التراجم والسير ، وأقوالهم وأحاديثهم الّتي تناقلها أرباب الحديث والأدب الرفيع ،
توقفنا جميعا على أنّ هذا السلوك بلغ من السموّ والرفعة ما لم يبلغه غيرهم ،
والاحترام والتجليل ما لا يشهده سواهم.
وهذه المنزلة
الّتي نزّلهم فيها المسلمون جميعا ، لم تكن لو لا وجود عنصرين رآهما فيهم الناس ،
وهما :
١ ـ الأصالة في
العقيدة والفكر والإبداع ، إذ لم يتحرّكوا في موقع من دون منهجية ، ولم يبدوا
قناعتهم اعتباطا ، وإنّما يصاحبونه بالنظر العميق ، والموضوعية التامة ، والعناية
بالمصلحة الإسلامية العليا. وكلّ ذلك في ظلّ الورع والتقوى ، والخوف من الله سبحانه.
وبذلك فقد أسّسوا
أشبه بمدرسة همّها الأول تربية الناس على اختلاف مشاربهم ، وتخريج كوادر لامعة في
حقول الأدب والعلم والمعرفة الإنسانية : النظرية والتطبيقية.
٢ ـ النزعة
التقريبية في تعاملهم مع الآخرين. فرغم المعاناة الّتي تلقّاها بعضهم ، وسوء
المعاملة الّتي أبداها بعض السلاطين حيال بعضهم ، إلّا أنّهم حافظوا على هدوئهم
وتقاربهم مع الناس ولو كانوا على خلاف رأيهم ، وإن حدث نقاش وحوار مع أطراف أخرى
مالوا نحو أدب الاعتراض القائم على الحوار العلمي والمناقشة الموضوعية ، من غير
تعصّب ولا عواطف شخصية.
وبذلك جسّدوا بصورة
عملية ثقافة التقريب ، حيث لم يلتزموا مواقف حادّة تثير التشنّج والاضطراب في
المجتمع الإسلامي ، أو القيام بمبادرات من شأنها أن تمزّق وحدة المسلمين ، وإضعاف
دولة الاسلام الفتية.
لذا دعونا نقول :
إنّهم أثبتوا الخطوة الأولى للحركة التقريبية في تاريخ الإسلام.
ولعلّ أوّل شخصية
من شخصيات أهل البيت عليهمالسلام الّتي قامت بتثبيت هذه الخطوة ، وأسّست الانطلاقة الأولى
في هذا الدرب ، هي السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ابنة النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله.
لقد شهدت الزهراء
البتول ظروف الدعوة الإسلامية ، وتفاصيل انبعاث الفجر المنير ، وشطرا من بناء
الدولة الإسلامية الحديثة ، لكنّها عليهاالسلام رغم ما جرى عليها من أمور متميّزة تتعلّق بجوانب من حقوقها
، آثرت ترجيح مصلحة الإسلام والدولة الفتية على مصلحتها الشخصية رغم حاجتها
الماسّة إليها ، وفزعت إلى جانب الحوار الهادئ والنقاش الموضوعي الصحيح ، ولم تبغ
ضجّة ولا اضطرابا في المجتمع الجديد ، وكانت بمقدورها ذلك وهي سليلة النبيّ الأكرم
، العالمة والمفوّهة الناطقة.
فليس غريبا أن
يفرد لها أبوها النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله شطرا كبيرا من وقته ليجالسها
ويحادثها ،
ويختصّها بمناقب عظيمة لم ولن تبلغه امرأة في الإسلام.
وليس عجيبا أن
يتهافت المحدّثون والعلماء وأصحاب التراجم والسير إلى تصنيف الكتب الّتي تتحدّث عن
فضائلها ، والمؤلّفات الّتي تروي شمائلها الرفيعة ، وتنقل أحاديث أبيها وهو
يمجّدها ويطريها ويدعو لها.
وهذا الكتاب ـ الماثل
بين يديك عزيزنا القارئ ـ يعدّ إحدى تلك المصنّفات الّتي يعود تاريخها إلى القرن
العاشر أو الحادي عشر الهجري ، لمؤلّفه محمّد بن محمّد بن عبد الله الأكراوي
القلقشندي الشافعي (ت ١٠٣٥ ه) الشهير بالحجازي وبالواعظ ، الّتي تحكي عمق العلاقة
القائمة بين علماء الأمة وآل محمّد صلىاللهعليهوآله ، ممّا ساهمت ـ كغيرها ـ في إنشاء تيار من الوعي الثقافي
والفكري والحضاري للأجيال المتعاقبة ، وتعزيز للروابط الصادقة والعواطف السامية
بين أبناء الأمّة وأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله.
فمؤلّف الكتاب
أضاف شاهدا آخر على مدى حبّ الأمّة على اختلاف مشاربها ومذاهبها لأهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله من أبناء عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، وتهافت الجميع : سنّة وشيعة على الالتفات حول بيت نبيّهم
حبّا وتجليلا وتقديسا.
والكتاب وإن روى
بعض مناقب وفضائل هذه السيّدة الطاهرة المطهّرة ، بضعة النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وبيّن مقامها ووجاهتها عند أبيها رسول الإسلام محمّد صلىاللهعليهوآله ، ومكانتها في الإسلام الحنيف ، إلّا أنّه يثير فينا
الأفكار الّتي تدور حول ضرورة متابعة دراسة حياتها أكثر فأكثر ، واستخلاص الدروس
والعبر من سلوكياتها الرزنة ، ومواقفها الشريفة الّتي سجّلتها إبّان العصر
الإسلامي الأوّل ، والدرس «التقريبي» الّذي علّمت أجيال المسلمين وحتّى يومنا
الحاضر.
فلا غرابة إذا أن
يبدي المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، عبر مركزه العلمي ، اهتمامه
تجاه هذا الأثر الكريم ، ويتعاطى معه بدرجة كبيرة
من العناية
الخاصّة على مستوى تحقيقه وإخراجه ، وطبعه ونشره بما يوائم وذوق العصر الحديث.
ولقد أبلى حسنا
الأخ الفاضل محمّد كاظم الموسوي في توثيق الكتاب وتخريج مروياته في المصادر
المعتمدة الأخرى ، وقيامه بالتعليق في بعض الموارد الّتي رآها ضرورية ، وبالتعاون
مع قسم التاريخ والرجال التابع للمركز العلمي ، تمّ إخراجه بهذه الصورة الجميلة ،
من أجل أن تعمّ فائدته للجميع ، ويزيد من تماسك أبناء الأمّة بعضهم البعض ،
والالتفاف حول رموز أهل البيت عليهمالسلام حبّا وجلالة وتقديسا.
ولا يسعنا هنا
إلّا تقديم الشكر والتقدير للمحقّق الفاضل على جهوده الّتي بذلها في هذا الكتاب ،
ولقسم التاريخ والرجال التابع للمركز بجميع أفراده الذين قدّموا ما بوسعهم من أجل
إخراج الكتاب بأجمل صوره ، حتّى يظهر بالشكل الّذي يليق باسمه.
نسأل الله تعالى
التوفيق للاستمرار بتقديم الأفضل من الأعمال الثقافية الّتي من شأنها تعزيز الوحدة
والتحابّ بين المسلمين ، وتمتين وشائج الأخوّة بين جميع المسلمين ، والامتثال
لأوامر رسولنا الكريم وأهل بيته الطاهرين وأصحابه المنتجبين الذين ساروا على نهجه
، ومن تابعهم على ذلك ، إنّه ولي التوفيق.
مركز التحقيقات والدراسات العلمية
التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
كلمة المحقّق
المؤلّف في سطور
هو محمّد بن محمّد
بن عبد الله الأكراوي القلقشندي الشافعي ، المعروف بمحمّد حجازي الواعظ ، فقيه
عالم بالتفسير والحديث ، ولد سنة ٩٧٥ ه في أكرى ـ من منازل الحج على طريق الحجاز
ـ وسكن قلقشندة .
قال عنه المحبّي
في خلاصة الأثر : الإمام المحدّث المقرئ ، خاتمة العلماء ، كان من الأكابر
الراسخين في العلم ، واشتهر بالمعارف الإلهية ، وبلغ في العلوم الحرفية النهاية
القصوى ... له مشايخ كثيرون يبلغون ثلاثمائة شيخ ، وعنه أخذ عامة شيوخ المتأخّرين
بمصر ، ألّف كتبا كثيرة نافعة ، منها : شرح الجامع الصغير للسيوطي ، وشرح ألفية
الحديث ، وإتحاف السائل ، توفّي بمصر سنة ١٠٣٥ ه ، ودفن عند والده في جامع الشيخ
محمّد الفارقاني .
__________________
نسبة الكتاب
للقلقشندي
إنّ كلّ من ترجم
للأكراوي القلقشندي ذكر له كتاب الإتحاف من بين كتبه وتصانيفه ، ونسبه له من دون
تردّد ، كالمحبّي في «خلاصة الأثر» وعمر رضا كحالة في «معجم المؤلفين» . والبغدادي في كتابيه : «إيضاح المكنون في الذيل على كشف
الظنون» و «هدية العارفين
في أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين» .
فالجميع نسبوا
الكتاب للأكراوي القلقشندي على نحو الجزم واليقين.
لكن الأستاذ عبد
اللطيف عاشور نسب الكتاب في طبعته الأولى إلى العلّامة محمّد بن عبد الرءوف
المناوي المتوفّى سنة ١٠٣١ ه والمعاصر للقلقشندي.
إلّا أنّا لم نجد
أحدا نسب هذا الكتاب للمناوي ، ولم يذكره أحد في ضمن تصانيفه وكتبه المذكورة في
ترجمته ، بل أنّ المحبّي في «خلاصة الأثر» ترجم للمناوي ترجمة وافية مفصّلة ، وذكر جميع مؤلّفاته
وتصانيفه على كثرتها ، ولم يذكر من بينها هذا الكتاب ، بل نسبه للقلقشندي في ترجمته
، كما تقدّم.
وكذا فعل البغدادي
في «هدية العارفين» فقد ترجم للمناوي وذكر تصانيفه مفصّلا ، ولم يذكر منها كتاب
الإتحاف .
وقد تنبّه
العلّامة المحقّق السيد عبد العزيز الطباطبائي للخطأ الواقع في نسبة الكتاب
للمناوي ، وقطع بنسبته للقلقشندي ، كما هو الصحيح.
ولم يحتمل أحد
تعدّد الكتاب ، وأنّ كلّا من المناوي والحجازي ألّف بهذا العنوان ،
__________________
فلم نقف على شاهد
في ذلك ، ويبعده تطابق النسخ تماما ، إلّا في مورد أو موردين ، ومن البعيد حصول
ذلك اتّفاقا ، بل هو من المحال.
وأمّا احتمال
اتّحاد المناوي مع الحجازي ، وهما اسمان مشتركان لرجل واحد ، فهذا هو الّذي احتمله
الأستاذ عبد اللطيف عاشور ، ودعاه لنسبة الكتاب للمناوي ؛ لشهرة هذا اللقب دون
غيره ، وهما لرجل واحد. لكن هذا باطل جزما ، فكلّ كتب التراجم تترجم لرجلين ،
الأول باسم : عبد الرءوف المناوي ، والآخر : عبد الله الأكراوي ، وبينهما فوارق
كثيرة ، واختلاف في سنة الولادة والوفاة ، ومحلّ الدفن ، وأسماء المصنّفات ، ولكلّ
منهما خصوصيات أخرى ، ومن راجع تراجم الرجلين يقطع ببطلان اتّحادهما.
فالصحيح أنّ كتاب «إتحاف
السائل» هو للعلّامة محمّد حجازي الأكراوي القلقشندي الشافعي ، كما ذكر المحبّي
والبغدادي وغيرهم.
منهج التحقيق
(الف) : اعتمدنا
في تحقيقنا لهذه الطبعة على ثلاث نسخ.
١ ـ نسخة مطبوعة
حقّقها الأستاذ عبد اللطيف عاشور ـ وهي الّتي نسبها لعبد الرءوف المناوي ـ وهي
مطابقة للنسخة المصوّرة بدار الكتب المصرية برقم ٢٠٩ ، فيلم ٢٧٣٩٥ ، ورمزنا لها
بحرف (م) ـ مصر.
٢ ـ نسخة مصحّحة صحّح
متنها على مصوّرة دار الكتب المصرية ومصوّرة المكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة
بتونس ، رقم الفهرس ١ : ٤٥٥ من مجموعة رقمها ٥٦٨٨ ، ورمزنا لها بحرف (ز) ـ زيتونة.
٣ ـ نسخة على
مصوّرة دار الكتب المصرية ، وهي الّتي جعلناها متنا وأصلا في
هذه الطبعة ، وهي
مطابقة تماما لنسخة الأستاذ عاشور إلّا في موارد نادرة ، ورمزنا لها بحرف (ص) ـ أصل.
(ب) : قابلنا
النصّ على النسخ الثلاث المتقدّمة ، ونبّهنا في الهامش لموارد الاختلاف بين النسخ.
(ج) : خرّجنا
الأحاديث والأقوال من أصولها ومصادرها ، وعلّقنا على بعض الموارد الّتي نراها
بحاجة لذلك.
والحمد لله ربّ
العالمين ، ونسأله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، آمين آمين.
مقدّمة المؤلّف
بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين
الحمد لله الّذي
انقاد كلّ شيء لأمره خاضعا ذليلا ، ولم يجعل لخلقه إلى معرفته سبيلا ، بل ما خطر
في الضمائر ، وحاك في الخواطر ، ما تراه عليه ممتنعا مستحيلا ، كل ما في عالم
الإمكان ناطق بتمجيده : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) كما قال تقدّس (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ
اللهِ قِيلاً) .
وأشهد أن لا إله
إلّا الله ، شهادة يكسب قائلها عنده تبجيلا ، ويكون نورها لظلام الريب مزيلا ،
وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، الممنوح على جميع العالم تفضيلا ، المجموع له من
المناقب ما لا يستطيع المصقع له تفصيلا صلىاللهعليهوآله ، وعلى آله وصحبه الذين أحكموا الشريعة تفريعا وتأصيلا ،
صلاة وسلاما دائمين بكرة وأصيلا.
وبعد ، فقد سألني
بعض المتّقين من الأولياء أهل التمكين أن أجمع له ما تيسّر من
__________________
مناقب فاطمة
الزهراء رضياللهعنها ، فأجبته إلى ذلك ، معتمدا على فيض الربّ المالك ،
وسمّيتها «إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل». جعله الله خالصا لوجهه
الكريم ، موجبا للفوز بجنّات النعيم.
وينحصر المقصود في
أبواب :
الباب الأوّل
في ولادتها ، وتسميتها ، ومحبّته صلىاللهعليهوآله لها
ومتعلّقات ذلك
في ولادتها وتسميتها
في ولادتها
ذكر أبو عمر : أنّها ولدت سنة إحدى وأربعين من المولد ، وتعقّب بما ذكره ابن إسحاق وغيره : أنّ أولاد النبيّ صلىاللهعليهوآله ولدوا قبل النبوّة إلّا إبراهيم .
__________________
وقال ابن إسحاق :
ولدت وقريش تبني الكعبة ، قال : وبنتها قبل المبعث لسبع سنين ونصف .
وقيل : ولدت تمام
المبعث. وقيل غير ذلك .
كذا نقله الجلال
السيوطي عن ابن إسحاق وأقرّه ، وفيه بالنسبة لقوله : «قبل المبعث بسبع سنين ونصف»
ما فيه ، بل لا يكاد يصحّ ؛ لأنّ بناء قريش للكعبة ،
__________________
ووضعه صلىاللهعليهوآله الحجر في محلّه ، كان سنة خمس وثلاثين من مولده صلىاللهعليهوآله ، وبعث على رأس الأربعين ، فمولدها قبل الإرسال بنحو خمس
سنين ، كما ذكره ابن الجوزي وغيره ، ذاك أيام بناء البيت ، وجزم به المدائني .
بم سمّاها النبيّ صلىاللهعليهوآله وما سرّ هذه التسمية
وسمّاها فاطمة
بإلهام من الله تعالى ، لأنّ الله فطمها عن النار. فقد روى الديلمي عن أبي هريرة ،
والحاكم عن عليّ أنّه عليهالسلام قال :
«إنّما سمّيت
فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبّيها عن النار»
واشتقاقها من
الفطم وهو القطع ، كما قال ابن دريد ، ومنه : فطم الصبيّ ، إذا قطع عنه اللبن ،
ويقال : لأفطمنّك عن كذا : أي لأمنعنّك .
لم سمّيت بالزهراء
وسمّيت بالزهراء ؛
لأنّها زهرة المصطفى صلىاللهعليهوآله.
__________________
لم لقّبت بالبتول
ولقّبت بالبتول ؛
لأنّه لا شهوة لها للرجال ، أو لأنّه تعالى قطعها عن النساء حسنا وفضلا وشرفا ، أو
لانقطاعها إلى الله .
بم كنّيت
وكنّيت بأم أبيها
، كما أخرجه الطبراني عن ابن المدائني .
__________________
بطلان بعض
الروايات الخاصّة بالتسمية
وأمّا ما رواه
الخطيب البغدادي من : «أنّ جبريل ليلة الإسراء ناول المصطفى صلىاللهعليهوآله تفاحة فأكلها ، فصارت نطفة في صلبه ، فحملت منه بفاطمة ،
وأنّه كلّما اشتاق إلى الجنّة قبّلها»
فقال الذهبي كابن
الجوزي : موضوع . وأقرّه الجلال السيوطي فيما تعقّبه على ابن الجوزي ، ولم
يعترضه .
وقال الحافظ ابن
حجر : هذا من وضع محمّد بن خليل ، فإنّ فاطمة ولدت قبل الإسراء بمدّة ، بل قبل النبوّة اتّفاقا .
وكذا ما قاله
الحاكم في مستدركه ، عن سعد بن أبي وقّاص مرفوعا :
«أتاني جبريل
بسفرجلة من الجنّة ، فأكلتها ليلة أسري بي ، فعلقت
__________________
خديجة بفاطمة ،
فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة» ما ذاك إلّا لأنّ فاطمة ولدت قبل الوحي إجماعا ، فهو قطعي
البطلان .
__________________
منزلتها ومحبّته صلىاللهعليهوآله لها ومتعلّقات ذلك
فصل
وكانت فاطمة أحبّ
أولاده وأحظاهنّ عنده ، بل أحبّ الناس إليه مطلقا ، وروى الترمذي عن بريدة وعائشة
، قالت :
«ما رأيت أحدا
أشبه سمتا ودلّا وهديا برسول الله صلىاللهعليهوآله من فاطمة في قيامها وقعودها ، وكانت إذا دخلت عليه قام
إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسه» .
وزاد أبو داود في
روايته : وكان يمصّ لسانها .
روى الطبري في
الأوسط عن أبي هريرة :
«أنّ عليا قال :
أيّما أحبّ إليك : أنا أم فاطمة؟ قال صلىاللهعليهوآله : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها ، وكأنّي بك
وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وأنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنّي
وأنت
__________________
والحسن والحسين
وعقيل وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين (أنت معي وشيعتك في الجنّة) ثمّ
قرأ صلىاللهعليهوآله (إِخْواناً عَلى
سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه» انتهى .
هل بين الأحاديث
تعارض ، وكيف نوفّق بينها لو كان
ولا ينافي ذلك
قوله في حديث آخر : «أحبّ النساء إليّ عائشة» ، لأنّ المراد بالنساء زوجاته الموجودات عند قوله ذلك .
وعلى فرض خلافه ،
فهو على معنى «من» .
__________________
__________________
ففاطمة لها
الأحبية المطلقة .
سيدة نساء هذه
الأمة
وعن أبي هريرة :
أنّه عليهالسلام قال :
«إنّ ملكا من
السماء لم يكن زارني ، فاستأذن الله في زيارتي ، فبشّرني ـ أو قال : أخبرني ـ :
أنّ فاطمة سيدة نساء أمتي».
رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، غير محمّد بن مروان الذهلي ، وقد
وثّقه ابن حبّان .
__________________
أحبّ الأهل
وعن أسامة بن زيد
: أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
«أحبّ أهلي إليّ
فاطمة».
رواه أبو داود
الطيالسي والطبراني في الكبير والحاكم والترمذي [وحسّنه ، والبغوي
في معجمه] .
شهادة عائشة لها
وعن عائشة رضياللهعنها أنّها قالت :
«ما رأيت أفضل من
فاطمة غير أبيها. قالت ـ وكان بينهما شيء ـ : يا رسول الله ، سلها فإنّها لا تكذب».
رواه الطبراني في
الأوسط ، وأبو يعلى ، لكنّها قالت : ما رأيت أحدا قطّ أصدق من فاطمة. ورجاله رجال
الصحيح .
__________________
منزلتها هي وزوجها
عند الرسول صلىاللهعليهوآله
وعن النعمان بن
بشير :
استأذن أبو بكر
على المصطفى صلىاللهعليهوآله فسمع عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد عرفت أنّ فاطمة
وعليا أحبّ إليك منّي ومن أبي ، مرّتين أو ثلاثا ، فاستأذن أبو بكر فأهوى عليها ،
فقال : يا بنت فلان ، ألا سمعتك ترفعين صوتك على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
رواه الإمام أحمد
، ورجاله رجال الصحيح .
أيّهما الأحبّ
وأيّهما الأعزّ
وعن ابن عباس :
دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله على عليّ وفاطمة وهما يضحكان ، فلمّا رأياه سكتا ، فقال
لهما النبيّ صلىاللهعليهوآله : ما لكما كنتما تضحكان ، فلمّا رأيتماني سكتّما؟ فبادرت
فاطمة فقالت : بأبي أنت يا رسول الله ، قال هذا ...
قال : أنا أحبّ
إلى رسول الله منك ، فقلت : بل أنا أحبّ إليه منك ، فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : يا بنيّة ، لك رقّة الولد ، وعلي أعزّ عليّ منك.
رواه الطبراني بإسناد
صحيح .
__________________
نجاتها هي وولدها
وعن ابن عباس :
أنّه صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة :
«إنّ الله غير
معذّبك ولا ولدك بالنار» .
وعن عليّ أنّه كان
عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال :
أيّ شيء خير
للمرأة؟ فسكتوا ، فلمّا رجع قال لفاطمة : أيّ شيء خير للنساء؟ قالت : لا يراهنّ
الرجال. فذكر ذلك للمصطفى صلىاللهعليهوآله فقال : إنّما فاطمة بضعة منّي.
رواه البزّار . وفيه دليل على فرط ذكائها ، وكمال فطنتها ، وقوّة فهمها ،
وعجيب إدراكها.
__________________
الباب الثاني
في تزويجها بعلي عليهالسلام وجهازها
ومتعلّقات ذلك
في تزويجها بعلي عليهالسلام وجهازها
زواج الطاهرة
وتزويجها بعلي عليهالسلام
لمّا شبّت فاطمة
وترعرعت ، وبلغت من العمر خمس عشرة سنة ، وقيل : ستة عشرة سنة ، وقيل : ثماني عشرة
سنة ، [وقيل : عشرين] ، وقيل : إحدى وعشرين ، تزوّجها علي عليهالسلام وعمره إحدى وعشرين سنة ، وقيل غير ذلك ، في رمضان من السنة
الثانية من الهجرة .
قال الليث : بعد
وقعة بدر . وقيل : في رجب منها ، وقيل : في صفر . وقيل بعد وقعة أحد .
__________________
وبنى بها بعد
العقد بنحو أربعة أشهر ، وقيل : ستة أشهر ، ولم يتزوّج قبلها ولا عليها.
قال الليث : فولدت
له حسنا وحسينا ، ومحسنا ومات صغيرا ، وأم كلثوم الكبرى الّتي تزوّجها عمر ، فولدت
له زيدا ورقية ، ولم يعقّبا ، وتزوّجت بعد عمر عوف بن جعفر ، ثمّ بأخيه محمّد ،
ثمّ بأخيهما عبد الله ، ولم تلد إلّا للثاني ، فولدت له ابنة صغيرة.
وولدت فاطمة
الزهراء أيضا زينب الكبرى ، تزوّجها عبد الله بن جعفر ، فولدت له عدّة أولاد :
فاطمة ولها العقب ، فعقب ابن جعفر انتشر من فاطمة وأم كلثوم ، ابنتي زينب ابنة
فاطمة.
ويقال : لكلّ من
ينسب إلى هؤلاء جعفري ، ولا ريب أنّ لهم شرفا ، لكنّهم لا يوازون شرف المنسوبين للحسنين ، ولهذا يوصف العباسيون بالشرف ، مع أنّ الأشرفية المطلقة لعقب الحسنين
فقط ؛ لاختصاص ذريّتهما بشرف النسبة. وعرف مصر أنّ الأشراف لقب لكلّ حسني خاصّة.
تزويجها بأمر الله
تعالى
وكان تزويج
المصطفى صلىاللهعليهوآله فاطمة لعلي عليهالسلام بأمر الله تعالى .
__________________
فعن ابن مسعود
أنّه صلىاللهعليهوآله قال :
«إنّ الله تعالى
أمرني أن أزوّج فاطمة من علي».
رواه الطبراني ،
ورجاله ثقات .
وعن أنس قال :
جاء أبو بكر إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي
وقدمي في الإسلام وإنّي .. قال : وما ذاك؟ قال تزوّجني فاطمة؟ فأعرض عنه. فرجع أبو
بكر إلى عمر ، فقال : إنّه ينتظر أمر الله فيها ، ثمّ فعل عمر ذلك ، فأعرض عنه ،
فرجع إلى أبي بكر ، فقال : إنّه ينتظر أمر الله فيها ، انطلق بنا إلى علي نأمره أن
يطلب مثل ما طلبنا.
قال علي : فأتياني
، فقالا : بنت عمك تخطب ، فنبّهاني لأمر ، فقمت أجرّ ردائي ، طرفه على عاتقي وطرفه
الآخر في الأرض حتّى انتهيت إليه ، فقعدت بين يديه فقلت : قد علمت قدمي في الإسلام
ومناصحتي ،
__________________
وإنّي ... وإنّي
... قال : وما ذاك؟ قلت : تزوّجني فاطمة؟ قال : وما عندك؟ قلت : فرسي وبدني ـ يعني
درعي ـ قال : أمّا فرسك فلا بدّ بك منه ، وأمّا بدنك فبعها.
فبعتها بأربعمائة
وثمانين درهما ، فأتيته بها فوضعها في حجره ، فقبض منها قبضة فقال : يا بلال ،
أبتع طيبا ، وأمرهم أن يجهّزوها ، فجعل لها سريرا مشروطا بالشريط ، ووسادة من أدم
حشوها ليف ، وملأ البيت كثيبا ـ يعني رملا ـ وقال : إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتّى
آتيك.
فجاءت مع أم أيمن
فقعدت في جانب البيت ، وأنا في الجانب الآخر ، فجاء النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : هاهنا أخي؟ قالت أم أيمن : أخوك وقد زوّجته ابنتك؟!
قال : نعم.
فقال لفاطمة :
آتني بماء ، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به ، فمجّ فيه ثمّ قال : قومي
، فنضح بين يديها وعلى رأسها ، وقال : اللهم إنّي أعيذها بك وذرّيتها من
الشيطان الرجيم.
ثمّ قال : آتني
بماء ، فعلمت الّذي يريده ، فملأت القعب فأتيته به ، فأخذ منه بفيه ، ثمّ مجّه فيه
، ثمّ صبّ على رأس عليّ وبين قدميه ، وقال : اللهم إنّي أعيذه بك وذرّيته من
الشيطان الرجيم ، ثمّ قال : ادخل على أهلك باسم الله والبركة.
رواه الطبراني ،
وفيه : محسن الأسلمي ، ضعيف .
__________________
وعن أنس رضياللهعنه أيضا :
أنّ عمر أتى أبا
بكر فقال : ما منعك أن تتزوّج فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : لا يزوّجني ، قال : إذا لم يزوّجك فمن يزوّج ،
وإنّك من أكرم الناس ، وأقدمهم إسلاما؟ فانطلق أبو بكر إلى عائشة فقال : إذا رأيت
من محمّد طيب نفسك به وإقبالا ـ أي عليك ـ فاذكري له : أنّي ذكرت فاطمة ،
فلعلّ الله أن ييسّرها لي. فرأت منه طيب نفس وإقبالا ، فذكرت ذلك له ، فقال : حتّى
ينزل القضاء.
فرجع إليها أبو
بكر فقالت : ما أتاه وددت أنّي لم أذكر له ما ذكرت ، فلقي أبو بكر عمر فذكر له
ما أخبرته عائشة ، فانطلق عمر إلى حفصة وقال : إذا رأيت منه طيب نفس وإقبالا
فاذكريني له ، واذكري فاطمة لعلّ الله ييسّرها لي. فرأت منه إقبالا وطيب نفس ،
فذكرت له فقال : حتّى ينزل القضاء ، فأخبرته وقالت : وددت أنّي لم أذكر له شيئا.
فانطلق عمر إلى
عليّ وقال : ما يمنعك من فاطمة؟ قال : أخشى أن لا يزوّجني ، قال : إن لم يزوّجك
فمن يزوّج وأنت أقرب خلق الله إليه؟ فانطلق علي إليه ولم يكن له مقل ، قال : إنّي أريد أن أتزوّج فاطمة ، قال : فافعل ، قال :
ما عندي إلّا درعي الحطمية ، قال : فاجمع ما قدرت عليه وآتني به ، فباعها بأربعمائة
وثمانين فأتاه بها ، فزوّجه
__________________
فاطمة ، فقبض ثلاث
قبضات فدفعها إلى أم أيمن ، فقال : اجعلي منها قبضة في الطيب ، والباقي فيما يصلح
للمرأة من المتاع. فلمّا فرغت من الجهاز وأدخلتها بيتا قال : يا علي ، لا تحدثنّ
إلى أهلك شيئا حتّى آتيك ، فأتاهم فإذا فاطمة متعفّفة وعلي قاعد وأم أيمن ، فقال :
يا أم أيمن ، آتيني بقدح من ماء ، فأتته به ، فشرب ثمّ مجّ فيه ، ثمّ ناوله فاطمة
فشربت ، وأخذ منه فضرب جبينها وبين قدميها ، وفعل بعليّ مثل ذلك ، ثمّ قال : اللهم أهل بيتي ، فأذهب
عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .
رواه البزّار ،
وفيه : محمّد بن ثابت ، وهو ضعيف ، بل لوائح الوضع ظاهرة عليه ، فإنّ تزويج فاطمة
كان في السنة الثانية اتّفاقا ، وبناء المصطفى صلىاللهعليهوآله بحفصة بنت عمر إنّما كان في الثالثة .
وعن ابن عباس قال
:
كانت فاطمة تذكر
لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلا يذكرها أحد إلّا صدّ عنه ، فيئسوا منها ، فلقي سعد
بن معاذ عليا فقال : إنّي ما أراه يحبسها إلّا عليك ، فقال : ما أنا بأحد الرجلين
: ما أنا بصاحب دنيا يلتمسها منّي وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء ، وما أنا
بالكافر الّذي يترفّق بها
__________________
عن دينه ، إنّي
لأول من أسلم ، فقال سعد : عزمت عليك لتفرجها عنّي ، فإن لي في ذلك فرجا ، قال :
أقول ما ذا؟ قال : تقول : جئت خاطبا إلى الله ورسوله ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : مرحبا ، كلمة ضعيفة.
ثمّ رجع إلى سعد
فقال له : لم يزد على أن رحّب بي ، كلمة ضعيفة ، قال : أنكحك والّذي بعثه بالحقّ ،
إنّه لا خلف ولا كذب عنده ، أعزم عليك فلتأتينه غدا ، فأتاه فقال : يا نبي الله ،
متى تبنيني؟ قال : الليلة إن شاء الله ، ثمّ دعا ثلاثا فقال : زوّجت ابنتي ابن عمي
، وأنا أحبّ أن يكون سنّة أمتي الطعام عند النكاح ، فخذ شاة وأربعة أمداد ، واجعل
قصعة اجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت فآذني ، ففعل.
ثمّ أتاه بقصعة
فوضعها بين يديه ، فطعن في رأسها وقال : أدخل الناس زفّة بعد زفّة ، فجعلوا يردّون ، كلّما فرغت زفّة وردت أخرى حتّى فرغوا ،
ثمّ عمد إلى ما فضل منها ، فتفل فيها فوضعها بين يديه وبارك ، وقال : احملها إلى
أمهاتك ، وقل لهنّ : كلن وأطعمن من غشيكنّ.
ثمّ قام فدخل على
النساء ، فقال : زوّجت بنتي ابن عمي ، وقد علمتنّ منزلتها منّي ، وأنا دافعها إليه
، فدونكنّ ، فقمن فطيّبنها من طيبهنّ وألبسنها من ثيابهنّ وحليّهنّ.
فدخل ، فلمّا رأته
النساء ذهبن ، وتخلّفت أسماء بنت عميس
__________________
فقال : على رسلك ،
من أنت؟ قالت : أنا الّتي أحرس ابنتك ، إنّ الفتاة ليلة زفافها لا بدّ لها من
امرأة قريبة منها ، إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت إليها به ، قال : فإنّي
أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك ، وعن يمينك وشمالك من الشيطان الرجيم.
ثمّ خرج بفاطمة ،
فلمّا رأت عليا بكت ، فخشي المصطفى صلىاللهعليهوآله أن يكون بكاؤها أنّ عليا لا مال له ، فقال لها : ما يبكيك؟
ما ألومك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي ، والّذي نفسي بيده ، لقد
زوّجتك سيّدا في الدنيا ، وإنّه في الآخرة من الصالحين. فدنا منها وقال : يا أسماء
، آتيني بالمخضب فاملئيه ماء ، فأتت أسماء به فمجّ فيه ، ثمّ دعا فاطمة فأخذ كفّا
من ماء فضرب على رأسها وبين قدميها ثمّ التزمها ، فقال : اللهم إنّها منّي وإنّي منها ، اللهم
كما أذهبت عنّي الرجس وطهّرتني فطهّرها. ثمّ دعا بمخضب آخر فصنع بعليّ كما صنع بها
، ثمّ قال : قوما جمع الله شملكما ، وأصلح بالكما ، ثمّ قام وأغلق عليهما بابهما.
رواه الطبراني
بإسناد ضعيف .
وعن بريدة قال :
قال نفر من
الأنصار لعلي عليهالسلام : عندك فاطمة فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال :
__________________
ما حاجة ابن أبي
طالب؟ فقال : يا رسول الله ذكرت فاطمة ، فقال : مرحبا وأهلا ، لم يزد عليها ، فخرج
علي بن أبي طالب إلى رهط من الأنصار ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري
، غير أنّه قال : مرحبا وأهلا ، قالوا : يكفيك من رسول الله صلىاللهعليهوآله إحداهما ، أعطاك الأهل والمرحب.
فلمّا كان بعد ما
زوّجه ، قال : يا علي ، إنّه لا بدّ للعروس من وليمة ، فقال سعد : عندي كبش ، وجمع
الأنصار أصوعا من ذرّة ، فلمّا كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئا حتّى تلقاني ،
فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بماء فتوضّأ منه ، ثمّ أفرغه على عليّ فقال : اللهم بارك
فيهما ، وبارك لهما في بنائهما.
رواه الطبراني
بإسناد صحيح .
هل هناك تعارض بين
الأحاديث
ولا يعارضه ما سبق
: أنّ الّذي نبّهه لذلك العمران ، وما في حديث ابن عباس : أنّه سعد ؛ لجواز أنّهما خرجا
منه ثمّ لقيه سعد فحثّه عليه ، من غير أن يعلم أحدهم بما فعله الآخر. ولا حديث
أسماء ، إذ مرادها بوليمة عليّ ما قام به بنفسه ، غير ما جاء به الأنصار وسعد ، أو
أنّ الوليمة تعدّدت ، فما دفعه المصطفى صلىاللهعليهوآله للنساء ، وذاك للرجال ، وبقية حديثها يشهد له. ولا حديث
أنس المصرّح بإيقاع الماء عليهما ؛ لتغيّر الكيفية ، كما أفاده المحبّ الطبري .
__________________
وعن جابر :
لمّا حضرنا عرس
علي وفاطمة عليهمالسلام ، فما رأينا عرسا كان أحسن منه ، حشونا الفراش الليف ،
وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا ، وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش.
رواه البزّار ،
وفيه ضعف .
وعن علي عليهالسلام قال : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالت لي مولاة لي : هل علمت أنّ فاطمة خطبت إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله؟ قلت : لا ، قالت : فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلىاللهعليهوآله فيزوّجك؟ فقلت : أو عندي شيء أتزوّج به؟ فقالت : إنّك إن
جئته زوّجك.
فو الله ، ما زالت
ترجيني حتّى دخلت عليه ـ وكانت له جلالة وهيبة ـ فلمّا قعدت بين يديه أفحمت ، فما
استطعت أن أتكلّم جلالة وهيبة ، فقال : ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكتّ ، فقال : لعلّك
جئت تخطب فاطمة؟ قلت : نعم ، قال : وهل عندك من شيء تستحلّها به؟ فقلت : لا والله
يا رسول الله ، فقال : ما فعلت درعك سلّحتكها ؟ فو الّذي نفس علي بيده إنّها لحطمية ، ما قيمتها أربعة
دراهم ، فقلت : عندي ، فقال : قد زوّجتكها ؛ فابعث بها إليها ، فاستحلّها بها ،
فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله .
__________________
[رواه البيهقي في
الدلائل] .
قال المحبّ الطبري
: يشبه أنّ العقد وقع على الدرع ، وبعث بها علي ثمّ ردّها إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ليبيعها ، فباعها وأتاه بثمنها .
ثمّ هذه الأحاديث
وقائع حال فعلية محتملة ، فعدم تصريح علي بالقبول فيها لا يدلّ على عدم اشتراطه ؛
لاحتمال أنّه قبل ما شاء لمن شاء.
ولا تدلّ أيضا على
عدم وجوب تسمية المهر في العقد ، بدليل ما رواه أبو داود :
عن ابن عباس قال :
لمّا تزوّج علي فاطمة قال له المصطفى صلىاللهعليهوآله : أعطها شيئا ، قال : ما عندي شيء ، قال : أين درعك
الحطمية؟
فقوله : «لمّا
تزوّج» فيه تصريح بأنّه إنّما ذكر ذلك بعد وقوع العقد.
وروى إسحاق بسند
ضعيف :
عن علي عليهالسلام : أنّه لمّا تزوّج فاطمة قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : اجعل عامة الصداق في الطيب .
وعن أبي يعلى بسند
ضعيف :
عن عليّ قال :
خطبت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنته فاطمة ، قال : فباع علي درعا ، وبعض ما باع من متاعه
، فبلغ أربعمائة وثمانين درهما ، وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يجعل ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب ، ومجّ في جرّة من
ماء ، وأمرهم أن يغتسلوا به ، وأمرها أن لا تسبقه برضاع
__________________
ولدها ، فسبقته
برضاع الحسين ، وأمّا الحسن فإنّه عليه الصلاة والسلام صنع في فيه شيئا لا ندري ما
هو ، فكان أعلم الرجلين .
وعن علي بن أحمد
اليشكري :
أنّ عليا تزوّج
فاطمة ، فباع بعيرا له بثمانين وأربعمائة درهم ، فقال المصطفى صلىاللهعليهوآله : اجعلوا ثلثين في الطيب ، وثلثا في الثياب.
رواه ابن سعد في
الطبقات .
وهذا لا ينافيه ما
مرّ أنّه أصدقها ذلك الدرع ، لأنّ الدرع هو الصداق ، وثمن البعير قام بما لها ممّا
عليه من حقوق الوليمة واللوازم العرفية والعادية ونحو ذلك.
وعن حجر بن عنبس ـ
وكان قد أدرك الجاهلية لكنّه لم ير المصطفى صلىاللهعليهوآله ـ قال :
خطب أبو بكر وعمر
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة ، فقال رسول الله : هي لك يا علي.
رواه الطبراني
بإسناد صحيح .
وعن حجر المذكور
قال :
خطب علي إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله فاطمة ، فقال صلىاللهعليهوآله : هي لك يا علي لست بدجّال ـ أي لأنّه كان قد وعده ـ فقال
: إنّي لا أخلف الوعد.
رواه البزّار ،
ورجاله ثقات .
__________________
وظاهر حديث حجر
الأول أنّ المصطفى لمّا خطبها الشيخان ابتدأ عليا فزوّجه
إيّاها بغير طلب.
وظاهر الباقي أنّه
لمّا خطباها علم علي فجاء فخطبها ، فأجابه ، ويدلّ عليه كثير من الأخبار المارّة.
والظاهر أنّ
الواقعة تعدّدت ، فخطباها فلم يجب ولم يردّ ، فجاء علي فوعده وسكت ، فلم يعلما
بوعده فأعاد ، فابتدر وزوّجها من علي لسبق إجابته له.
وفي حديث عكرمة :
أنّه استأذنها قبل تزويجها منه .
فقد روى ابن سعد
عن عطاء قال :
خطب علي فاطمة ،
فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ عليا يريد يتزوّجك ، فسكتت ، فزوّجها .
ففيه : أنّه
يستحبّ استئذان البكر ، وأنّ إذنها سكوتها ، وعليه الشافعي .
وروى ابن أبي حاتم
عن أنس وأحمد عنه بنحوه ، قال :
جاء أبو بكر وعمر
يخطبان فاطمة إلى المصطفى صلىاللهعليهوآله ، فسكت ولم
__________________
يرجع إليهما شيئا
، فانطلقا إلى عليّ يأمرانه يطلب ذلك. قال علي عليهالسلام : فنبّهاني لأمر ، فقمت أجرّ ردائي حتّى أتيته صلىاللهعليهوآله ، فقلت : تزوّجني فاطمة؟ قال : وعندك شيء؟ قلت : فرسي
وبدني قال : أمّا فرسك فلا بدّ لك منه ، وأمّا بدنك ـ أي درعك ـ فبعها ، فبعتها
بأربعمائة وثمانين ، فجئته بها فوضعها في حجره ، فقبض منها قبضة فقال : أي بلال ،
ابتع بها طيبا. وأمرهم أن يجهّزوها ، فجعل لها سريرا مشروطا ووسادة من أدم حشوها
ليف ، وقال لي : إذا أتيت فلا تحدثنّ شيئا حتّى آتيك.
فجاءت أم أيمن
فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : هاهنا أخي؟ قالت أم أيمن : أخوك وتزوّجه ابنتك؟ قال
: نعم ، فدخل فقال لفاطمة : آتيني بماء ، فقامت فأتت بقعب ـ أي : قدح ـ في البيت ،
فأتته فيه بماء ، فأخذه ومجّ فيه ، ثمّ قال لها : تقدّمي ، فتقدّمت ، فنفخ بين
يديها وعلى رأسها وقال : اللهم إنّي أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم ، ثمّ
قال : ادبري ، فأدبرت ، وصبّ بين كتفيها ، ثمّ فعل مثل ذلك مع عليّ ثمّ قال له :
ادخل بأهلك باسم الله والبركة .
وأخرج الخطيب
البغدادي في كتاب (التلخيص) عن أنس قال :
بينما أنا عند
المصطفى صلىاللهعليهوآله إذ غشيه الوحي ، فلمّا سري عنه قال لي :
__________________
تدري ما جاء به
جبريل من عند صاحب العرش؟ إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ، انطلق فادع لي
أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وعدّة من الأنصار.
فلمّا اجتمعوا
وأخذوا مجالسهم ، وكان علي غائبا ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع
سلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوته ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الّذي خلق الخلق
بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّهم محمّد.
إنّ الله تبارك
اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة نسبا لاحقا ، وأمرا مفترضا ، أوشج به الأرحام ـ أي
: ألّف بينها ـ وجعلها مختلطة مشتبكة ، قال عزّ من قائل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ
بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) فأمر الله مجرى إلى قضائه ، وقضاؤه مجرى إلى قدره ، ولكلّ قدر أجل ، ولكلّ أجل كتاب ، يمحو الله ما
يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ، ثمّ إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ، فاشهدوا
عليّ أنّي قد زوّجته على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي علي بذلك.
ثمّ دعا بطبق من
بسر ، ثمّ قال : انتهبوا ، فانتهبنا ، ودخل علي ، فتبسّم النبيّ صلىاللهعليهوآله في وجهه ثمّ قال : إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على
أربعمائة مثقال فضّة ، أرضيت؟ فقال : رضيت.
زاد ابن شاذان في
رواية له : ثمّ خرّ علي ساجدا شكرا لله تعالى ،
__________________
فقال المصطفى صلىاللهعليهوآله : جمع الله شملكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما نسلا
طيّبا.
زاد في رواية ابن
شاذان : وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة ، ومعدن الحكمة .
وهذه واقعة حال
محتملة ـ كما مرّ ـ لأن يكون عليّ قبل لمّا حضر وعلم. وقوله :
«إن رضي» صورة
تعليق لا حقيقة ؛ لأنّ الأمر منوط برضا الزوج.
على أنّ هذا
الحديث قد حكم ابن الجوزي بوضعه ، وتبعه الذهبي ، وقالا : هو من وضع محمّد بن
دينار .
ورواه ابن عساكر
بنحوه ، وقال : غريب لا أعلمه .
قال ابن طاهر
المقدسي : محمّد بن دينار روى عن هشيم عن يونس عن الحسن عن أنس : تزويج فاطمة ،
والراوي عنه فيه جهالة . ورواه ابن قانع وغيره من طريق محمّد بن دينار عن جابر.
قال ابن الجوزي :
وضع ابن دينار هذا الحديث ، فوضع الطريق الأول إلى أنس ، ووضع الطريق الثاني إلى
جابر .
__________________
وأقرّه على الجزم
بوضعه الجلال السيوطي فيما تعقّبه عليه مع تحرّيه الاجتهاد في أحكامه ما وجد بذلك سبيلا .
والحاصل : أنّ هذه
الكيفية من الخطبة عند العقد والاجتماع كذلك ، لا أصل له بالكلّية .
وأمّا وقوع
التزويج بالأمر الإلهي لعليّ ، وخطبة الشيخين لها قبل ذلك ، وجعل الدرع صداقا ،
فلا شكّ فيه ؛ لوروده من طرق بأسانيد صحيحة .
وأمّا ما زعمه
الشيخ شهاب الدين ابن حجر من أنّ لذلك أصلا فممنوع ، وما تمسّك به من كلام الحافظ
ابن حجر في اللسان فممنوع ، فإنّ الحافظ لم يقل فيه : إنّه غير موضوع .
__________________
بل حكي عن ابن
عساكر أنّ الراوي عن محمّد بن دينار دمشقي فيه جهالة .
على أنّ محمّد بن
دينار وضّاع ، فمراده زيادة توهين الحديث ، وأنّه مع كونه من رواية ابن دينار
فالراوي عنه فيه جهالة ، فهي ظلمات بعضها فوق بعض ، والله العالم.
وأخرج ابن سعد في
طبقاته عن عكرمة قال :
لمّا زوج المصطفى صلىاللهعليهوآله عليا فاطمة ، كان فيما جهّزت به : سرير مشروط ، ووسادة من
أدم حشوها ليف ، وقربة ، وقال لعليّ : إذا أتيت بها فلا تقربنّها حتّى آتيك.
وكانت اليهود
يأخذون الرجل عن امرأته ، فلمّا أتي بها قعدا جنبا في ناحية البيت ، ثمّ جاء رسول
الله صلىاللهعليهوآله فدعا بماء فأتي به ، فمجّ فيه ومسّه بيده ، ثمّ دعا عليا
فنضح من ذلك على كتفيه وصدره وذراعيه ، ثمّ دعا فاطمة ، فأقبلت تتعثّر في ثوبها
حياء من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ففعل بها مثل ذلك ، ثمّ قال لها : يا فاطمة ، أما إنّي
ما أليت أن أنكحتك خير أهلي .
(وأخرج نحوه
موصولا من طريق سعيد بن المسيب عن أم أيمن) .
وأخرج ابن ماجة عن
عليّ قال :
لقد أهديت ابنة
الرسول صلىاللهعليهوآله ، فما كان فراشها ليلة أهديت إلّا إهاب كبش .
__________________
وروى الطبراني :
لمّا أهديت فاطمة
إلى علي ، لم نجد في بيته إلّا رملا مبسوطا ، ووسادة حشوها ليف ، وجرّة ، وكوز .
وروي عن رجل قال :
أخبرتني جدّتي أنّها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى علي ، قالت :
أهديت في بردين
عليها ، ودملجان من فضّة مصفرّان ، فدخلت بيت عليّ فإذا إهاب كبش ، ووسادة فيها
ليف ، وقربة ، ومنخل ، وقدح .
وروى أحمد في
الزهد عن عليّ قال :
جهّز رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة في خميلة ، وقربة ، ووسادة من أدم حشوها ليف .
وروي عن عليّ قال
:
ما كان لها إلّا
إهاب كبش تنام على ناحيته ، وتعجن فاطمة على ناحيته .
وروى أبو بكر ابن
فارس وابن مشدّد عن ضمرة بن حبيب :
قضى رسول الله صلىاللهعليهوآله على ابنته فاطمة بخدمة البيت ، وقضى على علي بما كان خارج
البيت .
__________________
وروى البخاري في
الخمس ، ومسلم في الدعوات وغيرهما عن علي عليهالسلام :
أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا زوّجه فاطمة ، بعث معها خميلة ، ووسادة من أدم حشوها
ليف ، ورحيين ، وسقا ، وجرّتين. فقال علي لفاطمة ذات يوم : والله لقد
سنوت حتّى اشتكيت صدري ، وقد جاء الله أباك بسبي ، فاذهبي فاستخدميه. فقالت :
والله ، أنا طحنت حتّى مجلت يداي. فأتت النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : ما جاء بك أي بنيّة؟ قالت : جئت لأسلّم عليك ،
واستحيت أن تسأله ورجعت.
فقال : ما فعلت؟ قالت : استحييت أن أسأله ، فأتياه جميعا ، فقال
علي : يا رسول الله ، والله لقد سنوت حتّى اشتكيت صدري ، وقالت فاطمة : قد طحنت
فمجلت يداي ، وقد جاءك الله بسبي وسعة ، فأخدمنا ، فقال : والله لا أعطيكما وأدع
أهل الصفّة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ، ولكنّي أبيعهم وأنفق عليهم ، وأحفظ
عليهم إيمانهم. فرجعا ، فأتاهما وقد دخلا في قطيفتهما ، إذا غطّت رأسيهما تكشّفت
أقدامهما ، وإذا غطّت أقدامهما تكشّف رأساهما ، فثارا ، فقال : مكانكما ، ثمّ قال
: ألا أخبركما بخير ممّا سألتماني؟ قالا : بلى ، قال : كلمات علّمنيهنّ جبريل ،
تسبّحان الله في دبر كلّ صلاة عشرا ، وتحمدان الله عشرا ، وتكبّران عشرا. وإذا
أويتما إلى فراشكما فسبّحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبّرا
أربعا وثلاثين.
__________________
قال : فو الله ما
تركتهنّ منذ علّمنيهنّ رسول الله ، فقال له ابن الكوّاء : ولا ليلة صفّين؟ قال : نعم ، ولا ليلة صفّين .
[فقد اختار عليهالسلام لها النفقة على الغنى ، والآخرة على الدنيا] وسرى ذلك إلى ذرّيتهما.
ولهذا لمّا ذهبت
عنهم الخلافة الظاهرة ؛ لكونها صارت ملكا ، ومن ثمّ لم تتمّ للحسنين ، عوّضوا منها
بالخلافة الباطنة ، حتّى ذهب كثيرون إلى أنّ قطب الأولياء لا يكون في كلّ زمن إلّا
منهم.
__________________
الباب الثالث
في فضائلها ، وبناء
المصطفى صلىاللهعليهوآله
عليها ،
واختصاصه بها ،
واهتمامه بشأنها ، وتنويهه
بذكرها ، وتحذيره من
إيذائها وبغضها والأذى لها ،
وتعليمه إيّاها ،
وتأديبه وتهذيبه لها ، وغير ذلك
فضائلها
الحديث الأول :
عن المسوّر بن
مخرمة أنّه عليه الصلاة والسلام قال :
«فاطمة بضعة منّي ـ أي : جزء منّي ـ فمن أغضبها فقد أغضبني» .
رواه البخاري في
الصحيح.
__________________
الحكم في من
يسبّها :
قال السهيلي : إنّ
من سبّها فقد كفر .
ويشهد له : أنّ
أبا لبابة حين ربط نفسه ، وحلف أن لا يحلّه إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وجاءت فاطمة لتحلّه ، فأبى من أجل قسمه ، فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله : إنّما فاطمة بضعة منّي .
وفيه نظر .
وقال بعضهم : إنّ
كلّ من وقع منهم في حقّ فاطمة شيء فتأذّت به ، فالنبيّ صلىاللهعليهوآله يتأذّى به . ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها ، وهذا
عرف
__________________
بالاستقراء ؛
معالجة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد .
الحديث الثاني :
عنه أيضا أنّه صلىاللهعليهوآله قال :
«فاطمة بضعة منّي
، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها ، وأنّ الأنساب تنقطع يوم القيامة غير
نسبي» .
رواه الإمام أحمد
والحاكم.
الحديث الثالث :
عنه أيضا عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله :
«إنّما فاطمة شجنة
منّي ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها» .
رواه الحاكم
والطبراني.
__________________
الحديث الرابع :
عن أبي حنظلة ـ مرسلا
ـ أنّه عليه الصلاة والسلام قال :
«إنّما فاطمة بضعة
منّي ـ أي قطعة لحم ـ فمن آذاها فقد آذاني» .
رواه الحاكم.
الحديث الخامس :
عن عبد الله بن
الزبير قال : قال صلىاللهعليهوآله :
«إنّما فاطمة بضعة
منّي ، يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما يغضبها» .
رواه أحمد
والترمذي والحاكم والطبراني بأسانيد صحيحة.
الحديث السادس :
عن ابن مسعود عنه
عليه الصلاة والسلام :
«إنّ فاطمة أحصنت
فرجها ، وإنّ الله أدخلها بإحصان فرجها وذرّيتها الجنّة» .
رواه الطبراني في
الكبير بإسناد فيه ضعف .
__________________
الحديث السابع :
عنه أيضا :
«إنّ فاطمة حصّنت فرجها ، فحرّمها الله وذرّيتها على النار» .
رواه الحاكم وأبو
يعلى والطبراني بإسناد ضعيف ، لكن عضده في رواية البزّار له بنحوه ، وبه صار حسنا.
والمراد بالنار
نار جهنّم ، فأمّا هي وابناها فالمراد في حقّهم التحريم المطلق .
أمّا الحديث فهو
محمول على أولادها فقط ، وبه فسّره أحد روايتي أبو كريب وعلي بن موسى الرضا عليهالسلام : ذكروا أنّ زيد بن موسى الكاظم خرج على المأمون ، فظفر به
، فبعث به لأخيه علي الرضا ، فوبّخه الرضا وقال له : يا زيد ، ما أنت قائل لرسول
الله صلىاللهعليهوآله إذا سفكت الدماء ، وأخفت السبل ، وأخذت المال من غير
__________________
حلّه؟! غرّك أنّه
قال : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، فحرّمها الله وذرّيتها على النار؟» إنّ هذا لما
خرج من بطنها فقط .
وأخرج أبو نعيم
والخطيب عن محمّد بن يزيد قال : كنت ببغداد ، فقال : هل لك في من يدخلك إلى علي
ابن الرضا عليهالسلام؟ قلت : نعم ، فأدخلني ، فسلّمنا عليه وجلسنا ، فقلت له :
حديثا : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها .....» إلى آخره ، عامّ أو خاصّ؟
فقال عليهالسلام : بل خاصّ بالحسن والحسين .
الحديث الثامن :
عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة :
«إنّ الله غير
معذّبك ولا ولدك ـ يعني الحسن والحسين ـ بالنار» .
رواه الطبراني.
الحديث التاسع :
عن عمر بن الخطاب
عنه عليه الصلاة والسلام :
«إنّ فاطمة وعليا
والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبّة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن» .
__________________
رواه ابن عساكر
بإسناد ضعيف جدا ، بل قيل بوضعه .
الحديث العاشر :
عن المسوّر بن
مخرمة قال : إنّ عليا خطب بنت أبي جهل ، فقال المصطفى صلىاللهعليهوآله :
«إنّ فاطمة بضعة
منّي ، وأنا أتخوّف أن تفتن في دينها ، وإنّي لست أحرّم حلالا ولا أحلّ حراما ،
لكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد أبدا» .
رواه أحمد
والشيخان وأبو داود وابن ماجة.
الحديث الحادي عشر
:
عن المسوّر بن
مخرمة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول وهو على المنبر :
إنّ بني هاشم بن
المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثمّ لا آذن
لهم ، ثمّ لا آذن لهم ، إلّا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ،
وإنّي لست أحرّم حلالا ولا أحلّ حراما ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت
عدوّ الله أبدا.
رواه الشيخان . زاد في رواية : «فإنّما فاطمة بضعة منّي ، يريبني ما
رابها ، ويؤذيني ما آذاها» .
__________________
الحديث الثاني عشر
:
عن سرير بن عقلة قال :
خطب علي بنت أبي
جهل ، فاستشار رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : عن حسبها تسألني؟ قال : لا ، ولكن أتأمرني بها؟ قال
: لا ، فاطمة بضعة منّي ، ولا أحسب إلّا أنّها تحزن أو تجزع ، فقال علي : لا آتي
بما تكرهه .
الحديث الثالث عشر
:
عن أسماء بنت عميس
قالت :
خطبني علي ، فبلغ
ذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوآله وقالت : إنّ أسماء متزوّجة عليا ، قال : ما كان لها أن
تؤذي الله ورسوله.
رواه الطبراني .
الحديث الرابع عشر
:
عن ابن عباس :
إنّ عليا خطب بنت
أبي جهل ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إن كنت تزوّجتها فردّ علينا ابنتنا. والله لا تجتمع بنت
رسول الله وبنت عدوّ الله تحت رجل واحد.
رواه الطبراني في
معاجيمه ...
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
الحديث الخامس عشر
:
عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة :
«إنّ الله يرضى
لرضاك ، ويغضب لغضبك» .
رواه الطبراني
بإسناد حسن.
__________________
الحديث السادس عشر
:
عن فاطمة الزهراء
قالت : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«يا فاطمة ، أما
ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين» .
رواه الديلمي.
الحديث السابع عشر
:
عن أبي هريرة قال
: قال عليه الصلاة والسلام :
«يا فاطمة ، اشتري
نفسك من الله ولو بشقّ تمرة» .
رواه الديلمي
أيضا.
الحديث الثامن عشر
:
عن جابر بن عبد
الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«يا فاطمة ، اصبري
على مرارة الدنيا» .
رواه ابن لال في المكارم.
__________________
الحديث التاسع عشر
:
عن عكرمة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«يا فاطمة ، إنّي
ما أليت أن انكحتك خير أهلي» .
رواه ابن سعد عنه
مرسلا.
الحديث العشرون :
عن أبي هريرة ،
عنه عليه الصلاة والسلام أنّه قال :
«يا فاطمة ، ما لي
لا أسمعك بالغداة والعشي تقولين : يا حيّ يا قيّوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني
كلّه ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»
رواه الخطيب.
الحديث الحادي
والعشرون :
عن أبي هريرة ،
عنه عليه الصلاة والسلام قال :
«يا فاطمة بنت
محمّد ، اشتري نفسك من النار ، فإنّي لا أملك لك من الله شيئا» .
رواه البيهقي.
الحديث الثاني
والعشرون :
عن ابن مسعود قال
: أصابت فاطمة صبيحة العرس رعدة ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله :
__________________
«يا فاطمة زوجك
سيّد في الدنيا ، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين» .
[رواه أبو نعيم في
الحلية] .
الحديث الثالث
والعشرون :
عن أنس عنه عليه
الصلاة والسلام قال :
«يا فاطمة ، ما
يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أن تقولي : يا حيّ يا قيّوم ، برحمتك أستغيث ، فلا
تكلني إلى نفسي طرفة عين ، واصلح لي شأني كلّه» .
[رواه البيهقي
وابن عدي] .
الحديث الرابع
والعشرون :
عن أم سلمة قالت :
بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله في بيتي إذ قال الخادم : إنّ عليا وفاطمة بالسدّة ، فقال صلىاللهعليهوآله : قومي فتنحّي عن أهل بيتي. فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن
والحسين ، فأخذ الصبيّين فوضعهما في حجره ، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى
، فقبّل فاطمة وقبّل عليا ، فأغدف
__________________
عليهم خميصة سوداء ، وقال : «اللهم إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي»
.
رواه أحمد وغيره.
الحديث الخامس
والعشرون :
عن زينب بنت أم
سلمة :
إنّ المصطفى صلىاللهعليهوآله دخل عليه الحسن والحسين وفاطمة ، فجعل الحسن من شقّ ،
والحسين من شقّ ، وجعل فاطمة في حجره ، وقال :
«رحمة الله
وبركاته عليكم أهل البيت ، إنّه حميد مجيد» .
رواه الطبراني
وغيره.
الحديث السادس
والعشرون
:
عن أبي الحمراء
قال :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يأتي باب فاطمة ستة أشهر ، فيقول : (أَنَّما يُرِيدُ
__________________
اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) .
رواه الطبراني.
__________________
الحديث السابع
والعشرون :
فاطمة الزهراء
قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«كلّ بني آدم
ينتمون إلى عصبة ، إلّا ولد فاطمة ، فأنا وليّهم ،
__________________
وأنا عصبتهم» . رواه الطبراني وأبو يعلى.
الحديث الثامن
والعشرون :
عن عليّ عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال :
«أنا وفاطمة وعلي
مجتمعون ومن أحبّنا يوم القيامة ، نأكل ونشرب حتّى يفرق بين العباد».
فبلغ ذلك رجلا من
الناس ، فقال : كيف بالعرض والحساب؟ فقال :
كيف بصاحب يس حين أدخل الجنّة من ساعته .
رواه الطبراني.
الحديث التاسع والعشرون
:
عن حذيفة عنه عليه
الصلاة والسلام قال :
__________________
«يا فاطمة بنت
رسول الله ، اعملي لله خيرا فإنّي لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة» .
رواه البزّار.
الحديث الثلاثون :
عن عائشة قالت :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«يا فاطمة ، أما
ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين؟» .
رواه الحاكم.
__________________
الحديث الحادي
والثلاثون :
عن علي عليهالسلام :
«إذا كان يوم
القيامة نادى منادي من وراء الحجب : يا أهل الجمع ، غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت
محمّد حتّى تمرّ» .
رواه الحاكم وتمام
وغيرهما.
الحديث الثاني
والثلاثون :
عن أبي هريرة
مرفوعا :
إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أيّها الناس ، غضّوا
__________________
أبصاركم حتّى تجوز
فاطمة إلى الجنّة .
الحديث الثالث
والثلاثون :
عن أبي أيوب
الأنصاري مرفوعا :
إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع ، نكّسوا رءوسكم وغضّوا أبصاركم
حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد على الصراط. فتمرّ مع سبعين ألف جارية من الحور العين
كمرّ البرق .
رواه أبو بكر
الشافعي أيضا.
الحديث الرابع
والثلاثون :
عن عائشة مرفوعا :
إذا كان يوم
القيامة نادى مناد : معشر الخلائق ، طأطئوا رءوسكم حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد ، فتمرّ عليها ريطتان خضراوان .
رواه الطبراني
والحاكم وأبو نعيم.
__________________
الحديث الخامس
والثلاثون :
عن علي عليهالسلام قال : أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«أنّ أوّل من يدخل
الجنّة : أنا وفاطمة» .
رواه ابن سعد.
الحديث السادس
والثلاثون :
عن ابن عباس
مرفوعا :
«أفضل نساء أهل
الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم».
رواه أحمد والترمذي
بإسناد صحيح .
__________________
قال الحافظ ابن
حجر : هذا نصّ صريح قاطع للنزاع في تفضيل خديجة على عائشة لا يحتمل التأويل .
الحديث السابع
والثلاثون :
عن أبي ثعلبة
الحسيني قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى ركعتين ، ثمّ ثنّى
بفاطمة ، ثمّ يأتي أزواجه. فقدم من سفر فصلّى ركعتين ، ثمّ أتى فاطمة فتلقّته على
باب القبّة ، فجعلت تلثم فاه وعينيه وتبكي ، قال : ما يبكيك؟ قالت : أراك شعثا تعبا
قد اخلولقت ثيابك ، فقال لها : لا تبكي ، فإنّ الله عزوجل بعث أباك بأمر لا يبقى على ظهر الأرض
__________________
نبت ولا مدر ولا
حجر ، ولا وبر ولا شعر ، إلّا أدخل الله به عزّا أو ذلّا.
رواه الطبراني
وأبو نعيم.
الحديث الثامن
والثلاثون :
عن ثوبان :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا سافر آخر عهده إتيان فاطمة ، وأوّل من يدخل عليه إذا
قدم فاطمة .
رواه أحمد
والبيهقي.
الحديث التاسع
والثلاثون :
عن ابن عباس عنه
عليه الصلاة والسلام أنّه قال :
«أنا ميزان العلم
، وعلي كفّتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، والائمة من أمتي عموده ، وفاطمة علاقته ،
توزن فيه أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا» .
رواه الديلمي.
__________________
الحديث الأربعون :
عن ابن عباس عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
«ليلة عرج بي إلى
السماء رأيت مكتوبا على باب الجنّة بالذهب : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ،
علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله» .
رواه الديلمي.
الحديث الحادي
والأربعون :
عن ابن عباس قال :
سألت المصطفى صلىاللهعليهوآله عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، فقال :
«سأل بحقّ محمّد
وعلي وفاطمة والحسن والحسين» .
الحديث الثاني
والأربعون :
عن عمران بن حصين
:
أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عاد فاطمة وهي مريضة ، فقال لها : كيف تجدينك يا بنيّة؟
أما ترضين أن
تكوني سيدة نساء العالمين ، قالت : فأين مريم بنت
__________________
عمران؟ قال : تلك
سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، والله لقد زوّجتك سيدا في الدنيا
والآخرة .
رواه الحاكم عن
عائشة.
الحديث الثالث
والأربعون :
عن علي عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«خير نسائها مريم
، وخير نسائها فاطمة» .
رواه الترمذي .
الحديث الرابع
والأربعون :
عن عروة قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«مريم خير نساء
عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها»
رواه الحارث بن
أسامة.
الحديث الخامس
والأربعون :
عن أبي سعيد : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله :
__________________
«فاطمة سيدة نساء
أهل الجنّة ، إلّا ما كان من مريم بنت عمران».
رواه أبو نعيم .
الحديث السادس
والأربعون :
عن ابن عباس : أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
«سيدات أهل الجنّة
بعد مريم بنت عمران : فاطمة وخديجة ثمّ بنت مزاحم» .
رواه الطبراني في
الكبير والأوسط بسند رجاله رجال الصحيح .
الحديث السابع
والأربعون :
عن عائشة قالت :
__________________
اجتمعت نساء رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، فجاءت فاطمة تمشي ، ما تخطىء مشيتها مشيت أبيها ، فقال :
مرحبا بابنتي ، فأقعدها عن يمينه ، فسارّها بشيء فبكت ، ثمّ سارّها فضحكت ، فقلت
لها : أخبريني بما سارّك ، قالت : ما كنت لأفشي عليه سرّا.
فلمّا توفّي ،
قالت لها : أسألك بما لي عليك من الحقّ ، لما أخبرتني بما سارّك ، قالت : أمّا
الآن نعم ، سارّني قال : إنّ جبريل يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة ، وأنّه
عارضني العام مرّتين ، ولا أرى ذلك إلّا اقتراب أجلي ، فاتّقي الله واصبري ، فنعم
السلف أنا لك ، فبكيت ، ثمّ سارّني وقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين
، فضحكت .
رواه الشيخان.
الحديث الثامن
والأربعون :
عن أمّ سلمة قالت
:
دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة عام الفتح ، فناجاها فبكت ، ثمّ حدّثها فضحكت ،
فلمّا توفّي سألتها ، قالت : أخبرني أنّه يموت فبكيت ، ثمّ أخبرني أنّي سيدة نساء
أهل الجنّة إلّا مريم بنت عمران ، فضحكت .
الحديث التاسع
والأربعون :
عن عائشة :
حدّثتني فاطمة قالت :
__________________
أسرّ إليّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله : أنّ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرة ، وأنّه
عارضني العام مرّتين ، ولا أراه إلّا قد حضر أجلي ، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي
، ونعم السلف أنا لك. قالت : فبكيت ، وقال : إلّا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه
الأمة ، أو نساء المؤمنين ، فضحكت .
رواه الشعبي عن
مسروق.
الحديث الخمسون :
عن عائشة قالت :
ما رأيت أحدا أشبه
كلاما وحديثا برسول الله صلىاللهعليهوآله من فاطمة ، كانت إذا دخلت قام إليها فقبّلها ، ورحّب بها ،
وأخذ بيديها وأجلسها في مجلسه ، وكانت هي إذا دخل عليها قامت إليه فقبّلته ، وأخذت
بيده وأجلسته مكانها.
فدخلت عليه في
مرضه الّذي توفّي فيه ، فأسرّ إليها فبكت ، ثمّ أسرّ إليها فضحكت ، فقلت : كنت
أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء ، فإذا هي امرأة منهنّ ، بينما هي تبكي إذ هي
تضحك. فلمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله سألتها عن ذلك ، قالت : أسرّ لي أنّه ميّت فبكيت ، ثمّ
أسرّ لي أنّي أوّل أهله لحوقا به فضحكت .
رواه ابن حبّان.
__________________
ولا تنافي بين هذا
الحديث وما قبله من الأخبار ، فلعلّه تعدّد صدور ذلك منه لها ، وبكاؤها وضحكها لم
يكن لمجموع الخبرين ، وإلّا لما استقلّ به أحدهما كما استقلّ به حديث عائشة ، فهو
دليل على أنّه لموته فقط لا لكلّ واحد منهما ، وإلّا لما ضحكت للثاني.
الباب الرابع
في خصائصها ومزاياها على غيرها
في خصائصها ومزاياها
وهي كثيرة :
الأولى : أنّها
أفضل هذه الأمة ، كما يصرّح به ما مرّ .
روى أحمد والحاكم
والطبراني عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح مرفوعا :
«فاطمة سيدة نساء
أهل الجنّة ، إلّا مريم» .
__________________
وفي رواية صحيحة :
«إلّا ما كان من
مريم بنت عمران» .
فعلم أنّها أفضل
من أمّها خديجة. وما وقع في الأخبار ممّا يوهم أفضليتها عليها ، فإنّما هو من حيث الأمومة فقط .
__________________
قال السبكي : الّذي نختاره وندين الله به : أنّ فاطمة أفضل ، ثمّ خديجة
، ثمّ عائشة. قال : ولم يخف عنّا الخلاف في ذلك ، ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر
العقل .
قال الشيخ شهاب
الدين بن حجر الهيتمي : ولوضوح ما قاله السبكي ، تبعه عليه المحقّقون .
وممّن تبعه عليه :
الحافظ أبو الفضل ابن حجر فقال في موضع : هي مقدّمة على غيرها من نساء عصرها ومن
بعدهنّ مطلقا .
__________________
مناقشة قول ابن
القيّم
وأمّا قول ابن
القيّم : إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله ، فذلك أمر لا يطّلع عليه ، فإنّ
عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح . وإن أريد كثرة العلم فعائشة ،
__________________
وإن أريد شرف
الأصل ففاطمة لا محالة ، وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها. وإن أريد شرف
السيادة فقد ثبت النصّ لفاطمة وحدها .
وما امتازت به
عائشة من فضل العلم ، لخديجة ما يقابله وأعظم ، وهي أنّها أوّل من أجاب إلى
الإسلام ودعا إليه ، وأعان على إبلاغ الرسالة بالنفس والمال والتوجّه ، فلها
مثل أجر من جاء بعدها إلى يوم القيامة .
__________________
قال الحافظ ابن
حجر : وقيل : انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة ، فأين ما عدا مريم؟
أمّا مريم أفضل
منها إن قيل ـ بما عليه القرطبي في طائفة ـ من أنّها نبيّة .
وبقصده استثناءها ـ أعني : مريم ـ في عدّة أحاديث مرّ بعضها.
بل روى ابن عبد
البرّ ، عن ابن عباس مرفوعا : «سيدة نساء العالمين مريم ، ثم فاطمة ، ثمّ خديجة ،
ثمّ آسية» .
قال القرطبي :
وهذا حديث حسن ، يرفع الإشكال من أصله ، انتهى .
وقول الحافظ ابن
حجر : «إنّه غير ثابت» . إن أراد به نفي الصحة
__________________
الاصطلاحية فمسلّم ، فإنّه حسن لا صحيح .
ونصّ على ذلك
الحافظ الجبل ، ولفظه عن ابن عباس مرفوعا :
«سيدات نساء أهل
الجنّة بعد مريم بنت عمران : فاطمة وخديجة ، ثمّ آسية بنت مزاحم امرأة فرعون».
رواه الطبراني في
الأوسط ، وكذا الكبير بنحوه .
قال الحافظ
الهيثمي : ورجال الكبير رجال الصحيح .
لكن قال بعضهم : لا أعدل ببضعة رسول الله صلىاللهعليهوآله أحدا .
__________________
وممّن صار إلى ذلك
: المقريزي والسيوطي .
__________________
أمّا نساء هذه
الأمة فلا ريب في تفضيلها عليهنّ مطلقا .
بل صرّح غير واحد
: أنّها وأخاها إبراهيم أفضل من جميع الصحابة حتّى الخلفاء الأربعة . وحكى العلم العراقي الاتّفاق عليه .
وذهب الحافظ ابن
حجر : أنّها أفضل من بقيّة أخواتها ، لأنّها ذرّية المصطفى صلىاللهعليهوآله دون غيرها من بناته ، فإنّهنّ متن في حياته فكنّ في صحيفته ، ومات
__________________
هو صلىاللهعليهوآله في حياتها فكان في صحيفتها .
قال : وكنت أقول
ذلك استنباطا إلى أن وجدت الإمام ابن جرير الطبري نصّ عليه ، فأخرج عن طريق فاطمة
بنت الحسين بن علي ، عن جدّتها فاطمة قالت :
دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما وأنا عند عائشة ، فناجاني فبكيت ، ثمّ ناجاني فضحكت ،
فسألتني عائشة عن ذلك ، فقلت : لا أخبرك بسرّه ، فلمّا توفّي سألتني ، فذكرت الحديث في معارضة جبرئيل له بالقرآن مرّتين ،
وأنّه قال : أحسب أنّي ميّت في عامي هذا ، وأنّه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين
مثلها رزيّة ، فلا تكوني دون امرأة منهنّ صبرا ، فبكيت ، فقال : أنت سيدة نساء أهل
الجنّة إلّا مريم ، فضحكت .
وأمّا ما أخرجه
الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت
المصطفى صلىاللهعليهوآله من مكّة وفي آخره : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : هي أفضل
__________________
بناتي ، أصيبت فيّ
.
فأجاب عنه بعض
الائمة ـ بفرض ثبوته ـ بأنّ ذلك كان متقدّما ، ثمّ وهب الله لفاطمة من الأحوال
السنية والكمالات العلية ما لم يطاولها فيه أحد من نساء هذه الأمة مطلقا.
على أنّ البزّار
روى عن عائشة أنّها قالت :
__________________
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة : هي خير بناتي ، أصيبت فيّ .
وعليه ، فلا حاجة
للجواب المتقدّم بنصّه الصريح على أفضليّتها مطلقا.
الثانية : أنّه
يحرم التزويج عليها والجمع بينها وبين ضرّة
قال المحبّ الطبري
: قد دلّت الأخبار ـ المارّة ـ على تحريم نكاح علي على فاطمة حتّى تأذن .
ويدلّ عليه قوله
تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ
أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) .
لكن تبيّن من كلام
جمع متقدّمين من ائمّتنا الشافعية : أنّ ذلك من خصائص بناته ، لا من خصائص فاطمة فقط .
وممّن صرّح به
الشيخ أبو علي السنجي في شرح التلخيص ، فقال : يحرم
__________________
التزويج على بنات
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، أي من ينسب إليه بالنبوّة .
لكن استوجه الحافظ
ابن حجر أنّه خاصّ بفاطمة ، لأنّها كانت أصيبت بأمها وأخواتها واحدة فواحدة ، فلم
يبق من تأنس به ممّن يخفّف عنها ألم الغيرة ، وفيه نظر.
الثالثة : أنّها
كانت لا تحيض أبدا
كما في الفتاوى
الظهيرية الحنفية : قالت المولّدات : طهرت من نفاسها بعد ساعة لئلّا تفوتها
صلاة ، ولذلك سمّيت الزهراء .
ومن جزم بذلك من
أصحاب الشافعية : المحبّ الطبري وأورد فيه حديثين : «أنّها حوراء آدمية ، طاهرة مطهّرة ،
لا تحيض ، ولا يرى لها دم في طمث ولا ولادة» .
__________________
لكنّ الحديثان
المذكوران رواهما الحاكم وابن عساكر عن أم سليم زوج أبي طلحة ، وهما موضوعان ، كما
جزم به ابن الجوزي ، وأقرّه على ذلك جمع منهم :
__________________
الجلال السيوطي مع
شدّة عليه .
الرابعة : أنّها
كانت لا تجوع
روى البيهقي في
الدلائل عن عمران بن حصين قال :
كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أقبلت فاطمة ، فوقفت بين يديه ، فنظر إليها وقد ذهب
الدم من وجهها ، وغلبت عليها الصفرة من شدّة الجوع ، فرفع يده صلىاللهعليهوآله حتّى وضعها على صدرها في موضع القلادة ، وفرّج بين يديه ،
ثمّ قال : اللهم مشبع الجاعة ، ورافع الوضيعة ، ارفع فاطمة بنت محمّد.
قال عمران : فنظرت
إليها وقد ذهبت الصفرة من وجهها ، وغلب الدم كما كانت الصفرة غلبت على الدم. قال
عمران : فلقيتها بعد فسألتها ، قالت : ما جعت بعد يا عمران .
وعنه أيضا :
إنّي لجالس عند
النبيّ صلىاللهعليهوآله إذ أقبلت فاطمة ، فقامت بحذائه مقابلة ، فقال : ادني يا
فاطمة ، فدنت دنوة ، ثمّ قال : ادني ، فدنت حتّى قامت بين يديه.
قال عمران : فرأيت
صفرة قد ظهرت على وجهها ، وذهب الدم ، فبسط رسول الله صلىاللهعليهوآله بين أصابعه ، ثمّ وضع كفّه بين ثدييها ، فرفع رأسه فقال :
اللهم مشبع الجوعة ، وقاضي الحاجة ، ورافع الوضيعة ، لا تجع فاطمة بنت محمّد.
فرأيت صفرة الجوع
قد ذهبت عن وجهها ، وظهر الدم ، ثمّ سألتها بعد ، فقالت :
__________________
ما جعت بعد ذلك
أبدا .
رواه الطبراني في
الأوسط ، وفيه : عقبة بن حميد ، وثّقه ابن حبّان وغيره ، وضعّفه بعضهم ، وبقية رجاله
موثّقون .
وروى أحمد عن أنس
:
أنّ بلالا أبطأ عن
صلاة الصبح ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما حبسك؟ قال : مررت بفاطمة تطحن ، والصبي يبكي ، فقلت
لها : إن شئت كفيتك الرحى وكفيتني الصبي ، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحى ،
قالت : أنا أرفق بابني منك ، فذلك الّذي حبسني .
وروى الطبراني
بسند حسن عن فاطمة :
أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أتاها يوما فقال : أين ابناي؟ ـ يعني الحسن والحسين ـ قالت
:
أصبحنا وليس في
بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال علي : أذهب بهما ، فإنّي أخاف أن يبكيا عليك وليس
عندك شيء ، فذهب بهما إلى فلان اليهودي.
فتوجّه إليه رسول
الله صلىاللهعليهوآله فوجدهما في سربة ، بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : يا علي ، ألا تنقلب
بابنيّ قبل الحرّ؟ قال علي : أصبحنا وليس عندنا شيء ، فلو جلست يا رسول الله حتّى
أجمع لفاطمة بعض تمرات ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى اجتمع لفاطمة شيء من تمر ، فجعله في صرّته ، ثمّ أقبل
، فحمل النبيّ صلىاللهعليهوآله أحدهما وحمل علي الآخر حتّى أقبلهما .
__________________
الخامسة : يقال :
إنّها لم تغسّل بعد الموت ، وإنّها غسّلت نفسها
لما رواه الإمام
أحمد في مسنده وابن سعد في طبقاته عن أم سلمى ، قالت :
اشتكت فاطمة
شكواها الّتي قبضت فيها ، فكنت أمرضها ، فأصبحت يوما ، وخرج علي لبعض حاجته ،
فقالت : يا أمّه ، اسكبي لي غسلا ، فسكبت لها غسلا ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها
تغتسل ، ثمّ قالت : أعطيني ثيابي الجدد ، فلبستها ، ثمّ قالت : قرّبي فراشي وسط
البيت ، فاضطجعت واستقبلت القبلة ، وجعلت يدها تحت خدّها وقالت : يا أمّه ، إنّي
مقبوضة وقد تطهّرت ، فلا يكشفني أحد ، فقبضت مكانها ، فجاء علي فأخبرته ، فقال :
لا والله ، لا يكشفها أحد ، فدفنها بغسلها ذلك .
حديث غريب ،
وإسناده جيد ، ولكنّ فيه : ابن إسحاق ، وقد تعقّبه. وله شاهد مرسل ، وهو : ما رواه
عبد الله بن محمّد بن عقيل :
أنّ فاطمة لمّا
حضرتها الوفاة أمرت عليا فوضع لها غسلا ، فاغتسلت وتطهّرت ، ودعت بثياب أكفانها ،
فأتيت بثياب غلاظ خشنة ، فلبستها ، ومسّت من حنوط ، ثمّ أمرت ألّا يكشفها أحد إذا
قبضت ، وأن تدرج كما هي في ثيابها ، فقلت له : هل علمت
__________________
أحدا فعل ذلك؟ قال
: نعم ، كثير بن العباس ، وكتب في أطراف أكفانه : يشهد كثير ابن العباس أنّه لا
إله إلّا الله .
وقد أنكر الحافظ
ابن حجر في القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد على ابن الجوزي في حكمه عليه
بالوضع .
وقال كثيرون :
غسّلها زوجها علي عليهالسلام وأسماء بنت عميس ، وصلّى علي عليها ، ودفنها ليلا بوصيّة منها ، في محلّ فيه ولدها الحسن ،
__________________
تحت محرابها .
__________________
__________________
وكان موتها بعد
المصطفى صلىاللهعليهوآله بستّة أشهر على الصحيح ، وقيل : بثمانية .
وقيل : بثلاثة ، وقيل : بشهرين ، ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة .
قال الذهبي :
والصحيح أنّ عمرها أربع وعشرون سنة ، وقيل : إحدى وعشرين ، وقيل : ستّ وعشرون ،
وقيل : تسع وعشرون ، وقيل : ثلاث وثلاثون ، وقيل : خمس وثلاثون .
__________________
وقال عبد الله بن
الحارث : مكثت بعد أبيها ستة أشهر وهي تذوب ، وما ضحكت بعده أبدا .
وروى الطبراني
بسند رجاله موثّقون ـ لكن فيه انقطاع ـ عن جعفر بن محمّد : مكثت فاطمة بعد رسول
الله صلىاللهعليهوآله ثلاثة أشهر ، ما رئيت ضاحكة ، إلّا أنّهم قد امتروا في طرف
نابها .
__________________
السادسة : قال جمع
: وهي أوّل من غطّي نعشها
في الإسلام
روى ابن سعد عن أم
جعفر :
أنّ فاطمة قالت
لأسماء بنت عميس : إنّي استقبح ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها ،
فقالت أسماء : يا ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنّتها ،
ثمّ طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا! إذا أنا متّ فغسّليني أنت وعلي
، ولا يدخلنّ عليّ أحد ، ثمّ اصنعي بي هكذا.
فلمّا توفّيت صنع
بها ما أمرت به أن تغسّلها أسماء وعلي .
السابعة : انقراض
نسب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا من فاطمة
لأنّ أمامة بنت
بنته زينب تزوّجت بعلي بوصيّة من فاطمة ، ثمّ بعده بالمغيرة ابن نوفل ، وأتت منهما بأولاد.
__________________
قال الزبير بن
بكّار : ثمّ انقرض عقب زينب .
__________________
الباب الخامس
في ما روته من الأخبار وأنشأته من الأشعار
روايتها للحديث
اعلم أنّها لسرعة
موتها لم ترو من الأحاديث إلّا قليلا ، ذكروا أنّ جميع ما روته لا يبلغ عشرة
أحاديث .
فمن ذلك :
(١) حديث المسارّة
المارّ
.
(٢) حديث القول عند
دخول المسجد.
رواه الترمذي وابن
ماجة من رواية فاطمة الصغرى عنها مرسلا ، وقد ثبت
__________________
أيضا له من طريق
آخر عن فاطمة عن أبيها الحسين عنها.
(٣) حديث : ألا لا
يلومنّ امرؤ نفسه يبيت وفي يده ريح غمر .
أخرجه ابن ماجة من
رواية ابنها الحسين عنها.
(٤) حديث ترك الوضوء
ممّا مسته النار.
أخرجه أحمد من
رواية الحسن بن الحسين عنها مرسلا .
(٥) حديث ساعة
الإجابة يوم الجمعة ، وأنّها إذا تدلّت الشمس للغروب .
أخرجه البيهقي في
الشعب.
__________________
(٦) أخرج أحمد عن
محمّد بن علي قال :
كتب إليّ عمر بن
عبد العزيز أن افتح له وصيّة فاطمة ، فكان في وصيّتها الستر الّذي يزعم الناس
أنّها أحدثته ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل عليها ، فلمّا
رآه رجع .
(٧) أخرج الطبراني عن
فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
:
أنّها أتت بالحسن
والحسين إليه في شكواه الّتي توفّي فيها ، فقالت : يا رسول الله ، هذان ابناك
فورّثهما شيئا ، قال : أمّا الحسن فله هيبتي وسؤددي ، وأمّا الحسين فله جودي
وجرأتي ، فإن بليتم فاصبروا ، فإنّه العاقبة للتقوى ، انتهى .
ورواته ثقات.
(٨) وأخرج عن أبي
مليكة قال :
كانت فاطمة تنقز
الحسن وتقول : بنيّ شبيه لرسول الله ، ليس شبيها لعلي .
(٩) وأخرج الدارمي عن
أنس أنّها قالت له :
كيف طابت نفوسكم
أن تحثوا التراب على رسول الله .
__________________
فصل
وممّا ينسب إليها من الشعر
(١) قولها ترثي
أباها صلىاللهعليهوآله كما في سيرة اليعمري :
اغبرّ آفاق
السماء وكوّرت
|
|
شمس النهار
وأظلم العصران
|
فالأرض من بعد
النبيّ كئيبة
|
|
أسفا عليه كثيرة
الرجفان
|
فليبكه شرق
البلاد وغربها
|
|
وليبكه مضر وكلّ
يماني
|
وليبكه الطود
المعظّم جوّه
|
|
والبيت ذو
الأستار والأركان
|
يا خاتم الرسل
المبارك ضوؤه
|
|
صلّى عليك منزل
الفرقان
|
(٢) وروى طاهر بن يحيى العلوي وابن
الجوزي في (الوفاء) عن علي عليهالسلام لمّا دفن رسول الله صلىاللهعليهوآله جاءت فاطمة فوقفت على قبره ، وأخذت قبضة من تراب القبر ،
وأنشأت تقول ـ وقيل : بل هو لعلي عليهالسلام ـ
ما ذا على من
شمّ تربة أحمد
|
|
ألّا يشمّ مدى
الزمان غواليا
|
صبّت عليّ مصائب
لو أنّها
|
|
صبّت على الأيام
عدن لياليا
|
__________________
(٣) وروي : أنّها
تمثّلت أيضا بشعر فاطمة بنت الأحجم :
قد كنت لي جبلا
ألوذ بظلّه
|
|
فتركتني أمشي
بأجرد ضاحي
|
قد كنت ذات حمية
ما عشت لي
|
|
أمشي البراز
وكنت أنت جناحي
|
فاليوم أخضع
للذليل وأتّقي
|
|
منه وأدفع ظالمي
بالراح
|
وإذا دعت قمرية
شجنا لها
|
|
ليلا على فنن
دعوت صباحي
|
__________________
__________________
(٤) وروى الثعلبي
بإسناده :
أنّ الحسن والحسين
مرضا ، فعادهما المصطفى صلىاللهعليهوآله في أناس ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت ، فنذر علي
وفاطمة إن شفيا أن يصوما ثلاثا ، فشفيا ، ولا شيء عندهم ، فاقترض علي من يهودي
أصوعا ، فصنعت فاطمة طعاما وقدّمته له عند فطره ، فوقف بالباب سائل فاستطعمهم ،
فقال علي :
فاطم ذات المجد
واليقين
|
|
يا بنت خير
الناس أجمعين
|
أما ترين البائس
المسكين
|
|
قد قام بالباب
له حنين
|
يشكو إلى الله
ويستكين
|
|
يشكو إلينا
جائعا حزين
|
كلّ امرئ بكسبه
رهين
|
|
وفاعل الخيرات
يستعين
|
موعده جنّة
علّيين
|
|
حرّمها الله على
الضنين
|
وللبخيل موقف
مهين
|
|
تهوي به النار
إلى سجّين
|
فقالت فاطمة :
أمرك سمع يا بن
عم وطاعة
|
|
ما بي من لؤم
ولا وضاعة
|
غذّيت باللّب
وبالبراعة
|
|
أطعمه ولا أبالي
الساعة
|
أرجو إذا أشبعت
ذا مجاعة
|
|
أن ألحق الأخيار
والجماعة
|
وأدخل
الخلد ولي شفاعة
|
__________________
فأعطوه الطعام ،
ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء. فصنعت مثله ، فوقف بالباب يتيم
فاستطعمهم ، فقال علي :
فاطمة بنت السيد
الكريم
|
|
بنت نبيّ ليس
بالزنيم
|
قد جاءنا الله
بذا اليتيم
|
|
من يرحم الله
فهو رحيم
|
موعده في جنّة
النعيم
|
|
قد حرّم الخلد
على اللئيم
|
يساق في النار
إلى الجحيم
|
|
شرابه الصديد
والحميم
|
فقالت فاطمة :
إنّي لأعطيه ولا
أبالي
|
|
وأوثر الله على
عيالي
|
أمسوا جياعا وهم
أشبالي
|
|
أصغرهما يقتل في
القتال
|
بكربلاء يقتل في
اغتيال
|
|
للقاتل الويل مع
الوبال
|
تهوي به النار
إلى سفال
|
|
مصفّد اليدين
بالأغلال
|
لقوله
زادت على الأكيال
|
فأعطوه الطعام ،
وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح. ففعلت في الثالث ذلك ،
فوقف بالباب أسير فاستطعم ، فقال علي :
فاطمة بنت
النبيّ أحمد
|
|
بنت نبيّ سيّد
مسوّد
|
هذا أسير للنبي
المهتد
|
|
مكبّل في غلّه
المقيّد
|
__________________
يشكو إلينا
الجوع قد تمدّد
|
|
من يطعم اليوم
يجده في غد
|
عند العليّ
الواحد الموحّد
|
|
ما يزرع الزارع
سوف يحصد
|
فأطعمي من غير
منّ أو نكد
|
|
حتّى تجازي
بالّذي لا ينفد
|
فقالت فاطمة :
لم يبق ممّا جئت
غير صاع
|
|
قد دميت كفّي من
مع الذراع
|
ابناي والله من
الجياع
|
|
أبوهما للخير ذو
اصطناع
|
فيصنع المعروف بابتداع
|
|
عبل الذراعين طويل الباع
|
وما على رأسي من
قناع
|
|
إلّا عبا نسجتها
بصاع
|
فأعطوه الطعام
ومكثوا ثلاثا لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم ، فأخذ عليّ الحسنين ، وأقبل على
المصطفى صلىاللهعليهوآله وهم يرتعشون من شدّة الجوع ، فقال المصطفى صلىاللهعليهوآله : ما أشدّ ما يسوؤني ممّا أرى بكم! انطلق بنا إلى ابنتي
فاطمة ، فلمّا رآها وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عينها لشدّة الجوع ، قال : وا
غوثاه! يموت أهل بيت محمّد جوعا ، فنزل قوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) إلى قوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللهِ) الآيات . انتهى .
__________________
وهذا حديث كذب
موضوع ، قال الحكيم الترمذي : هذا من الأحاديث الّتي تنكرها القلوب ، وهو حديث
مسروق مفتعل ، لا يروّج إلّا على جاهل .
وأورده ابن الجوزي
في الموضوعات بزيادة على ذلك ، وقال : هذا لا يشكّ أحد في وضعه .
__________________
وممّن جزم بوضعه
الذهبي وزين الدين العراقي والحافظ ابن حجر العسقلاني ، وغيرهم .
ممّن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر ، لا يحلّ لهم نسبة ذلك للمصطفى صلىاللهعليهوآله ، ولا إلى فاطمة ، ولا إلى علي ، وحاشا بلاغتهم من هذه
الألفاظ الركيكة ، والعبارات المنحطّة الوضيعة ، والله سبحانه أعلم.
نجز الكتاب
المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، رحم الله مؤلّفه ومطالعه ومالكه ، وصلّى
الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم.
__________________
الفهارس
فهرس
مصادر الكتاب
فهرس
الموضوعات
فهرس مصادر الكتاب
١. القرآن الكريم
٢. إرشاد الساري :
لأحمد بن محمّد القسطلاني ، دار الفكر.
٣. إرواء الغليل :
لمحمّد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي.
٤. إسعاف الراغبين
بهامش نور الأبصار : لمحمّد بن علي الصبّان ، دار الفكر.
٥. إقبال الأعمال
: للسيّد علي بن موسى بن طاوس ، الإعلام الاسلامي.
٦. الإتحاف بحبّ
الأشراف : لعبد الله الشبراوي ، المطبعة الأدبية ـ مصر.
٧. الآحاد
والمثاني : لعمر بن أبي عاصم الضحّاك الشيباني ، دار الراية.
٨. الأخبار
الموضوعة : لملّا علي القاري ، المكتب الإسلامي.
٩. الأذكار
النووية : لمحي الدين بن شرف النووي ، دار الفكر.
١٠. الاستيعاب :
ليوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البرّ ، دار الكتب العلمية.
١١. الإصابة في
معرفة الصحابة : لأحمد بن علي بن محمّد العسقلاني المعروف بابن حجر ، دار صادر.
١٢. الأعلام :
لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين.
١٣. الإمامة
والسياسة : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، دار الكتب العلمية.
١٤. الأنوار
البهيّة : للشيخ عبّاس القمّي ، جامعة المدرسين.
١٥. الباعث الحثيث
: لابن كثير الدمشقي ، دار الفيحاء ـ دمشق.
١٦. البداية
والنهاية : لابن كثير الدمشقي ، دار إحياء التراث.
١٧. البيان
والتعريف : لابن حمزة ، المكتبة العلمية.
١٨. التاريخ
الكبير : لإسماعيل بن إبراهيم البخاري ، المكتبة الإسلامية.
١٩. التنبيه
والاشراف : لعليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي ، الطبعة الأولى.
٢٠. الثقات :
لمحمّد بن حبّان التميمي البستي ، مؤسّسة الكتب الثقافية.
٢١. الجامع الصحيح
: لمحمّد بن عيسى بن سورة الترمذي ، دار عمران.
٢٢. الجامع الصغير
: لجلال الدين السيوطي ، دمشق.
٢٣. الجرح
والتعديل : لمحمّد بن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، دار الكتب العلمية.
٢٤. الحدائق
الناضرة : لأحمد بن يوسف البحراني ، جامعة المدرسين.
٢٥. الدرّ المنثور
: لجلال الدين السيوطي ، دار الفكر.
٢٦. الدروس
الشرعية : لمحمّد بن مكى المعروف بالشهيد الأول ، جامعة المدرسين.
٢٧. الديباج على
صحيح مسلم : لجلال الدين السيوطي ، دار ابن عفّان.
٢٨. السمط الثمين
: للمحبّ الطبري ، دار الحديث.
٢٩. السنن الكبرى
: لأحمد بن الحسين البيهقي ، مكتبة المعارف ـ الرياض.
٣٠. السنّة :
لعمرو بن أبي عاصم الضحّاك الشيباني ، دار الصميعي.
٣١. السيدة
الزهراء : لأحمد بيّومي المصري ، السفير.
٣٢. السيرة
النبوية : لابن كثير الدمشقي ، دار المعرفة.
٣٣. الصحاح :
لاسماعيل بن حمّاد الجوهري ، الأعلمي.
٣٤. الصحيح من
السيرة : للسيد جعفر العاملي ، دار الهادي.
٣٥. الضعفاء
والمتروكين : لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي ، دار الكتب العلمية.
٣٦. الطبقات الكبرى
: لمحمّد بن سعد ، دار الكتب العلمية.
٣٧. العروة الوثقى
: لمحمّد كاظم الطباطبائي اليزدي ، الأعلمي.
٣٨. العمدة : يحيى
بن الحسن الأسدي المعروف بابن بطريق ، جامعة المدرسين.
٣٩. الغيلانيات (فوائد
البزار) : لمحمّد بن عبد الله البزّار ، أضواء السلف.
٤٠. الفائق في
غريب الحديث : لمحمود بن عمر الزمخشري ، دار الكتب العلمية.
٤١. الفردوس :
لشرويه بن شهردار بن شرويه الديلمي ، دار الكتاب العربي.
٤٢. الفروق
اللغوية : لابن هلال العسكري ، جامعة المدرسين.
٤٣. القول المسدّد
: لابن حجر العسقلاني ، دار ابن تيمية ـ القاهرة.
٤٤. الكافي :
لمحمّد بن يعقوب الكليني ، دار الكتب الإسلامية.
٤٥. اللآلئ
المصنوعة : لجلال الدين السيوطي ، دار المعرفة.
٤٦. المبسوط :
للشيخ محمّد بن الحسن الطوسي ، طهران.
٤٧. المجروحين :
لمحمّد بن حبّان ، دار المعرفة.
٤٨. المجموع :
لمحي الدين بن شرف النووي ، دار الفكر.
٤٩. المحلّى :
لعلي بن أحمد بن حزم ، المكتب التجاري.
٥٠. المدوّنة
الكبرى : للإمام مالك بن أنس ، السعادة ـ مصر.
٥١. المطالب
العالية : لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني ، دار المعرفة.
٥٢. المعتصر من
المختصر : لأبي المحاسن الحنفي ، عالم الكتب.
٥٣. المعجم الأوسط
: لسليمان بن أحمد الطبراني ، دار المعارف.
٥٤. المعجم الصغير
: لسليمان بن أحمد الطبراني ، دار الكتب العلمية.
٥٥. المعجم الكبير
: لسليمان بن أحمد الطبراني ، دار إحياء التراث.
٥٦. المغني في
الضعفاء : لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار الكتب العلمية.
٥٧. المنتظم في
تاريخ الملوك والأمم : لعبد الرحمن بن عليّ بن الجوزي ، دار الكتب العلمية.
٥٨. الموضوعات :
لابن الجوزي ، المدينة المنوّرة.
٥٩. الموضوعات :
للفتني ، الطبعة الأولى.
٦٠. الموضوعات :
لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار الرشد ـ الرياض.
٦١. الموضوع :
للملّا علي القاري ، المطبوعات ـ حلب.
٦٢. النهاية في
غريب الحديث : لمبارك بن محمّد ابن الأثير ، دار إحياء التراث.
٦٣. الوفاء بأحوال
دار المصطفى : لعبد الرحمن بن عليّ ابن الجوزي ، دار الكتب العلمية.
٦٤. إيضاح المكنون
: لإسماعيل بن محمّد أمين الباباني البغدادي ، الطبعة الأولى.
٦٥. أسد الغابة :
لعلي بن أبي أكرم محمّد بن محمّد الشيباني المعروف بابن الأثير ، طبع ونشر دار
الكتب العلمية.
٦٦. أسماء الثقات
: لعمر بن شاهين ، الدار السلفية.
٦٧. أهل البيت في
المكتبة العربية : لعبد العزيز الطباطبائي ، آل البيت.
٦٨. بحار الأنوار
: لمحمد باقر المجلسي ، دار إحياء التراث.
٦٩. تاج العروس :
لمحمّد مرتضى الحسيني الزبيدي ، الطبعة الأولى.
٧٠. تاج المواليد
: للطبرسي ، مكتبة المرعشي.
٧١. تاريخ ابن
معين : ليحيى بن معين بن عون المري البغدادي ، دار المأمون ـ دمشق.
٧٢. تاريخ الطبري
: لمحمد بن جرير الطبري ، الأعلمي.
٧٣. تاريخ المدينة
: لعمر بن شبّة النميري البصري ، دار الفكر.
٧٤. تاريخ
اليعقوبي : لأحمد بن أبي يعقوب بن واضح ، المطبعة الحيدرية.
٧٥. تاريخ بغداد :
لأحمد بن علي الخطيب البغدادي ، دار الكتاب العربي.
٧٦. تاريخ خليفة
بن خياط : لخليفة بن خياط بن هبيرة العصفري ، دار الفكر.
٧٧. تاريخ دمشق :
لعلي بن الحسن بن هبة المعروف بابن عساكر ، دار الفكر.
٧٨. تاريخ مواليد
الائمة : لابن الخشّاب ، مكتبة المرعشي.
٧٩. تحفة الأحوذي
: لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري ، دار الفكر.
٨٠. تدريب الراوي
: لجلال الدين السيوطي ، مكتبة كوثر.
٨١. تفسير الثعلبي
(الكشف والبيان) : لأبي اسحاق الثعلبي ، دار إحياء التراث العربي.
٨٢. تفسير القرطبي
: لمحمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، دار إحياء التراث.
٨٣. تقريب التهذيب
: لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار المعرفة.
٨٤. تهذيب الأحكام
: للشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، دار الكتب الإسلامية.
٨٥. تهذيب التهذيب
: لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار الكتب العلمية.
٨٦. تهذيب الكمال
: لأبي الحجّاج يوسف المزي ، الرسالة.
٨٧. جمهرة اللغة :
لأحمد بن بكر بن دريد ، دار العلم للملايين.
٨٨. جواهر الكلام
: لمحمّد حسن النجفي الجواهري ، دار الكتب الإسلامية.
٨٩. خلاصة الأثر :
للمحبّي ، دار صادر.
٩٠. دلائل الإمامة
: لابن رستم الطبري ، مؤسّسة البعثة.
٩١. دلائل النبوة
: لأبي نعيم الأصفهاني ، عالم الكتب.
٩٢. دلائل النبوة
: لأحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي ، دار الكتب العلمية.
٩٣. ديوان الضعفاء
: أحمد بن محمد بن عثمان الذهبي ، دار القلم.
٩٤. ذخائر العقبى
: للمحبّ الطبري ، مكتبة الصحابة.
٩٥. ذخيرة المعاد
: لمحمّد باقر السبزواري ، آل البيت.
٩٦. ذكرى الشيعة :
لمحمّد بن مكي الشهيد الأول ، جامعة المدرسين.
٩٧. رياض الصالحين
: لمحي الدين بن شرف النووي ، المكتب الإسلامي.
٩٨. رياض المسائل
: لعليّ بن محمّد الطباطبائي ، آل البيت.
٩٩. سبل الهدى
والرشاد : لمحمّد بن يوسف الصالحي الشامي ، دار الكتب العلمية.
١٠٠. سنن ابن ماجة
: لأبي عبد الله محمّد بن يزيد القزويني ، دار الفكر.
١٠١. سنن الدارمي
: لعبد الله بن بهرام الدارمي السمرقندي ، دار الكتب العلمية.
١٠٢. سنن النسائي
: لأحمد بن شعيب النسائي ، دار الكتب العلمية.
١٠٣. سنن أبي داود
: لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، دار ابن حزم.
١٠٤. سير أعلام
النبلاء : لمحمّد بن أحمد الذهبي ، مؤسّسة الرسالة.
١٠٥. سيرة ابن
إسحاق : لمحمّد بن إسحاق ، دار الفكر.
١٠٦. شرائع
الإسلام : للمحقّق جعفر بن الحسن الحلي ، الاستقلال.
١٠٧. شرح الزرقاني
على المواهب : لعبد الوهاب الزرقاني ، دار الكتب العلمية.
١٠٨. شرح السنّة :
لأحمد بن الحسين البغوي ، دار الفكر.
١٠٩. شرح النهج
البلاغة : لابن أبي الحديد ، دار إحياء الكتب العربية.
١١٠. شواهد
التنزيل : للحاكم النيسابوري ، مجمع إحياء الثقافة.
١١١. صحيح ابن
حبّان : لمحمّد بن حبّان التميمي البستي ، شرح علاء الدين الفارسي ، مؤسّسة
الرسالة.
١١٢. صحيح البخاري
: شرح العلّامة نور الدين السندي ، دار الكتب العلمية.
١١٣. صحيح البخاري
: لمحمّد بن إسماعيل الجعفي البخاري ، دار ابن كثير.
١١٤. صحيح مسلم
بشرح النووي : لمحي الدين بن شرف النووي ، دار المعرفة.
١١٥. صحيح مسلم :
لمسلم بن الحجّاج ، دار الفكر.
١١٦. صفوة الصفوة
: لابن الجوزي ، دار المعرفة.
١١٧. طبقات
الشافعية : لابن قاضي شهبة ، عالم الكتب.
١١٨. علل الشرائع
: لمحمّد بن عليّ بن الحسين المعروف بالصدوق ، دار الحجة للثقافة.
١١٩. عمدة القاري
: لبدر الدين العيني ، دار الفكر.
١٢٠. عون المعبود
: للعظيم آبادي ، دار الكتب العلمية.
١٢١. عيون الأثر :
لابن سيد الناس ، مؤسّسة عزّ الدين.
١٢٢. غريب الحديث
: للخطابي ، جامعة أم القرى.
١٢٣. غريب الحديث
: لابن الجوزي ، دار الكتب العلمية.
١٢٤. فتح الباري :
لابن حجر العسقلاني ، دار الفكر.
١٢٥. فتح القدير :
لمحمّد بن عليّ الشوكاني ، عالم الكتب.
١٢٦. فضائل
الصحابة : لأحمد بن حنبل ، دار الكتب العلمية.
١٢٧. فقه السنّة :
لسيد سابق ، دار الكتاب العربي.
١٢٨. فيض القدير :
للمناوي ، دار الفكر.
١٢٩. كشف الأستار
عن زوائد البزّار : لعليّ بن أبي بكر الهيثمي ، الرسالة.
١٣٠. كشف الخفاء :
لإسماعيل بن محمّد العجلوني ، دار الكتب العلمية.
١٣١. كشف الغمّة :
لعليّ بن عيسى الإربلي ، دار الأضواء.
١٣٢. كفاية الطالب
: لمحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ، دار إحياء التراث.
١٣٣. كنز العمال :
للمتقي حسام الدين الهندي ، الرسالة.
١٣٤. لسان العرب :
لمحمّد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري ، الرسالة.
١٣٥. لسان الميزان
: لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، الأعلمي ـ إحياء التراث.
١٣٦. مجمع البحرين
: لفخر الدين بن محمّد بن عليّ الأسدي الطريحي ، النجف.
١٣٧. مجمع الزوائد
: لعليّ بن أبي بكر الهيثمي ، دار الفكر.
١٣٨. محاسن
الاصطلاح : للبلقيني ، دار الكتب العلمية.
١٣٩. مختصر زوائد
البزّار : لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني ، مؤسّسة الكتب الثقافية.
١٤٠. مدارك
الأحكام : لمحمّد بن عليّ الموسوي العاملي ، آل البيت.
١٤١. مسالك
الافهام : لزين الدين بن عليّ العاملي المعروف بالشهيد الثاني ، المعارف.
١٤٢. مستدرك
الحاكم : لمحمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ، دار الكتب العلمية.
١٤٣. مستدرك
الوسائل : للميرزا حسين النوري الطبرسي ، آل البيت.
١٤٤. مستدرك سفينة
البحار : لعليّ النمازي الشاهرودي ، جامعة المدرسين.
١٤٥. مسند ابن
راهويه : لإسحاق بن راهويه ، مكتبة الإيمان.
١٤٦. مسند البزّار
(البحر الزخّار) : البزّار ، مكتبة العلوم ـ المدينة.
١٤٧. مسند الحميدي
: لعبد الله بن الزبير القرشي ، دار السقاء.
١٤٨. مسند
الشاميين : لسليمان بن أحمد الطبراني ، الرسالة.
١٤٩. مسند
الطيالسي : لأبي داود الطيالسي ، دار المعرفة.
١٥٠. مسند أبي
يعلى : لأحمد بن المثنّى الموصلي ، دار الثقافة العربية.
١٥١. مسند أحمد بن
حنبل : للإمام أحمد بن حنبل ، دار الفكر.
١٥٢. مشكل الآثار
: لأحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي ، دار صادر.
١٥٣. مصابيح
السنّة : للحسين بن مسعود البغوي ، دار الكتب العلمية.
١٥٤. مصباح
المتهجّد : للشيخ محمّد بن الحسن الطوسي ، مؤسّسة الفقه ـ بيروت.
١٥٥. مصنّف ابن
أبي شيبة : لمحمّد بن عبد الله بن أبي شيبة العبسي الكوفي ، دار الفكر.
١٥٦. مصنّف عبد
الرزاق : لعبد الرزاق بن همام الصنعاني ، المجلس العلمي.
١٥٧. معالم
التنزيل : للحسين بن مسعود البغوي ، دار الفكر.
١٥٨. معجم الشيوخ
: لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار الصديق.
١٥٩. معجم
المؤلّفين : لعمر رضا كحالة ، دار إحياء التراث.
١٦٠. معرفة الثقات
: للعجلي ، الرياض.
١٦١. مقاتل
الطالبيّين : لأبي الفرج الأصفهاني ، دار الكتاب ـ قم.
١٦٢. مناقب ابن
المغازلي : لعلي بن محمّد المعروف بابن المغازلي ، دار الأضواء.
١٦٣. مناقب آل أبي
طالب : لمحمّد بن علي بن شهرآشوب ، الطبعة الأولى.
١٦٤. مناقب ابن
مردويه : لأحمد بن موسى بن مردويه الأصفهاني ، دار الحديث.
١٦٥. مناقب
الخوارزمي : لموفّق بن أحمد الخوارزمي ، جامعة المدرسين.
١٦٦. موارد الظمآن
: لعليّ بن أبي بكر الهيثمي ، دار الكتب العلمية.
١٦٧. ميزان
الاعتدال : لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار الكتب ـ الحلبي.
١٦٨. نصب الراية :
لعبد الله بن يوسف الزيلعي ، دار الكتب العلمية.
١٦٩. نظم المتناثر
في الحديث المتواتر : للكتاني ، دار الكتب العلمية.
١٧٠. نور الأبصار
في مناقب آل بيت النّبي المختار لمؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي ، دار الفكر.
١٧١. نهج الإيمان
: لعليّ بن يوسف بن جبير ، مشهد.
١٧٢. وسائل الشيعة
: للحرّ العاملي ، آل البيت.
١٧٣. هدية
العارفين : لاسماعيل بن محمّد أمين الباباني البغدادي ، الطبعة الأولى.
١٧٤. ينابيع
المودّة : لسليمان بن إبراهيم بن محمّد الحسيني البلخي القندوزي.
فهرس الموضوعات
المقدّمة....................................................................... ٥
كلمة المحقّق................................................................. ١١
المؤلّف في سطور.......................................................... ١١
نسبة الكتاب للقلقشندي.................................................. ١٢
منهج التحقيق............................................................ ١٣
مقدّمة المؤلّف............................................................... ١٥
الباب الأوّل
في ولادتها ، وتسميتها ، ومحبّته صلىاللهعليهوآله
لها....................................... ١٧
في ولادتها وتسميتها.......................................................... ١٩
في ولادتها................................................................ ١٩
بم سمّاها النبيّ صلىاللهعليهوآله وما سرّ هذه التسمية..................................... ٢١
لم سمّيت بالزهراء.......................................................... ٢١
لم لقّبت بالبتول........................................................... ٢٢
بم كنّيت................................................................. ٢٢
بطلان بعض الروايات
الخاصّة بالتسمية....................................... ٢٣
منزلتها ومحبّته صلىاللهعليهوآله لها ومتعلّقات ذلك.......................................... ٢٥
فصل.................................................................... ٢٥
هل بين الأحاديث تعارض
، وكيف نوفّق بينها لو كان......................... ٢٦
سيدة نساء هذه الأمة...................................................... ٢٨
أحبّ الأهل.............................................................. ٢٩
شهادة عائشة لها.......................................................... ٢٩
منزلتها هي وزوجها عند
الرسول صلىاللهعليهوآله........................................ ٣٠
أيّهما الأحبّ وأيّهما
الأعزّ................................................. ٣٠
نجاتها هي وولدها.......................................................... ٣١
الباب الثاني
في تزويجها بعلي عليهالسلام
وجهازها................................................ ٣٣
في تزويجها بعلي عليهالسلام وجهازها................................................. ٣٥
زواج الطاهرة وتزويجها
بعلي عليهالسلام............................................ ٣٥
تزويجها بأمر الله
تعالى...................................................... ٣٦
هل هناك تعارض بين
الأحاديث............................................ ٤٣
الباب الثالث
في فضائلها ، وبناء المصطفى صلىاللهعليهوآله
عليها....................................... ٥٧
فضائلها.................................................................... ٥٩
الحديث الأول............................................................ ٥٩
الحكم في من يسبّها....................................................... ٦٠
الحديث الثاني............................................................. ٦١
الحديث الثالث........................................................... ٦١
الحديث الرابع............................................................. ٦٢
الحديث الخامس........................................................... ٦٢
الحديث السادس.......................................................... ٦٢
الحديث السابع........................................................... ٦٣
الحديث الثامن............................................................ ٦٤
الحديث التاسع........................................................... ٦٤
الحديث العاشر........................................................... ٦٥
الحديث الحادي عشر...................................................... ٦٥
الحديث الثاني عشر....................................................... ٦٦
الحديث الثالث عشر...................................................... ٦٦
الحديث الرابع عشر....................................................... ٦٦
الحديث الخامس عشر..................................................... ٧٣
الحديث السادس عشر..................................................... ٧٤
الحديث السابع عشر...................................................... ٧٤
الحديث الثامن عشر....................................................... ٧٤
الحديث التاسع عشر...................................................... ٧٥
الحديث العشرون.......................................................... ٧٥
الحديث الحادي
والعشرون.................................................. ٧٥
الحديث الثاني
والعشرون.................................................... ٧٥
الحديث الثالث والعشرون.................................................. ٧٦
الحديث الرابع
والعشرون.................................................... ٧٦
الحديث الخامس
والعشرون.................................................. ٧٧
الحديث السادس
والعشرون................................................. ٧٧
الحديث السابع
والعشرون.................................................. ٧٩
الحديث الثامن
والعشرون................................................... ٨٠
الحديث التاسع
والعشرون.................................................. ٨٠
الحديث الثلاثون.......................................................... ٨١
الحديث الحادي
والثلاثون.................................................. ٨٢
الحديث الثاني
والثلاثون.................................................... ٨٢
الحديث الثالث والثلاثون................................................... ٨٣
الحديث الرابع
والثلاثون.................................................... ٨٣
الحديث الخامس
والثلاثون.................................................. ٨٤
الحديث السادس
والثلاثون................................................. ٨٤
الحديث السابع
والثلاثون................................................... ٨٥
الحديث الثامن
والثلاثون................................................... ٨٦
الحديث التاسع
والثلاثون................................................... ٨٦
الحديث الأربعون.......................................................... ٨٧
الحديث الحادي
والأربعون.................................................. ٨٧
الحديث الثاني
والأربعون.................................................... ٨٧
الحديث الثالث
والأربعون................................................... ٨٨
الحديث الرابع
والأربعون.................................................... ٨٨
الحديث الخامس
والأربعون.................................................. ٨٨
الحديث السادس
والأربعون................................................. ٨٩
الحديث السابع
والأربعون................................................... ٨٩
الحديث الثامن
والأربعون................................................... ٩٠
الحديث التاسع
والأربعون................................................... ٩٠
الحديث الخمسون......................................................... ٩١
الباب الرابع
في خصائصها ومزاياها على غيرها............................................... ٩٣
في خصائصها ومزاياها........................................................ ٩٥
الأولى : أنّها أفضل
هذه الأمة ، كما يصرّح به ما مرّ........................... ٩٥
مناقشة قول ابن القيّم...................................................... ٩٨
الثانية : أنّه يحرم
التزويج عليها والجمع بينها وبين ضرّة........................ ١٠٦
الثالثة : أنّها كانت
لا تحيض أبدا.......................................... ١٠٧
الرابعة : أنّها كانت
لا تجوع............................................... ١٠٩
الخامسة : إنّها لم
تغسّل بعد الموت ، وإنّها غسّلت نفسها...................... ١١١
السادسة : هي أوّل من
غطّي نعشها في الإسلام............................. ١١٧
السابعة : انقراض نسب
رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا من فاطمة....................... ١١٧
الباب الخامس
في ما روته من الأخبار وأنشأته من الأشعار.................................... ١١٩
روايتها للحديث............................................................ ١٢١
(١) حديث المسارّة
المارّ.................................................. ١٢١
(٢) حديث القول عند
دخول المسجد..................................... ١٢١
(٣) حديث : ألا لا
يلومنّ امرؤ نفسه يبيت وفي يده ريح غمر................ ١٢٢
(٤) حديث ترك الوضوء
ممّا مسّته النار..................................... ١٢٢
(٥) حديث ساعة الإجابة
يوم الجمعة ، وأنّها إذا تدلّت الشمس............... ١٢٢
(٦) أخرج أحمد عن
محمّد بن علي قال..................................... ١٢٣
(٧) ما أخرج الطبراني
عن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله....................... ١٢٣
(٨) ما أخرج عن أبي
مليكة.............................................. ١٢٣
(٩) ما أخرج الدارمي
عن أنس............................................ ١٢٣
فصل
ما ينسب إليها من
الشعر................................................. ١٢٥
الفهارس.................................................................... ١٣٣
فهرس مصادر الكتاب................................................... ١٣٥
فهرس الموضوعات....................................................... ١٤٥
|