حرف الهاء

[ذكر من اسمه](١) هابيل

٨٠٧٩ ـ هابيل بن آدم صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢)

وهو الذي قتله أخوه قابيل بجبل قاسيون عند مغارة الدم ، على ما جاء في بعض الآثار ، قيل إنه كان يسكن سطرا (٣).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، وأحمد بن سندي الحداد قالا : حدّثنا الحسن بن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، أخبرني إسحاق بن بشر ، أخبرني عثمان ـ يعني : ابن الساج ـ عن يعقوب ، عن مجاهد أنه بلغه.

أن آدم لما أهبط إلى الأرض هبطت معه حواء وإبليس ، فولدت لآدم هابيل وقابيل (٤) ، وكان هابيل صاحب ماشية ، وكان قابيل صاحب حرث ، وكان قربانهما أن يتقرّبا بقربان ثم يلقيانه على وجه الأرض حتى تأتي نار فتأكله أو يبليه الدهر ، وكان هابيل يتقرّب بجلّة غنمه

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) أخباره في تاريخ الطبري ١ / ١٣٧ وما بعدها ، والبداية والنهاية ١ / ١٠٣ والكامل لابن الأثير ١ / ٥٤.

(٣) سطرا : قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٤) في «ز» : فابن.


وسحاحها (١) وخيارها ، وكان قابيل (٢) يتقرّب بزؤان (٣) ونفاية الحنطة ، فتأتي نار من السماء فتأكل قربان هابيل ، ولا تقرب قربان قابيل ، فغاظه ذلك [فخرج](٤) حتى لقي إبليس ، فقال : يا إبليس أتقرّب أنا وأخي بقربانين ، فتأتي نار فتأكل كلّ قربانه ولا تأكل قرباني ، فقال له إبليس : اقتله تكن ملكا تبحبح (٥) في الأرض ، قال : وما القتل؟ قال : إذا رأيته راقدا (٦) فآذني به. فلما رقد هابيل أتى قابيل إلى إبليس فآذنه ، فانطلق معه إبليس حتى وقف على رأسه فقال : خذ حجرا فاضرب به رأسه ، ففعل ، فلما قتله حمله ثلاثة أيام يطوف به الأرض يظعن به إذا ظعن ، وينزل به إذا نزل ، حتى بعث الله الغرابين ، فاقتتلا وقابيل ينظر إليهما ، فقتل أحدهما صاحبه ، فحفر له حتى أعمق ، فدفنه ، فقال الله تعالى في كتابه : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) إلى (النَّادِمِينَ)(٧).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل ، وأبو علي بن شاذان ، قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن عمروية الصفّار ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني ، حدّثنا حسن بن موسى ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم (٨) ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال :

كان لآدم عليه‌السلام أربعة توأم ذكر وأنثى من بطن ، وذكر وأنثى من بطن ، فكانت أخت صاحب الحرث جميلة ، وكانت أخت صاحب الغنم قبيحة ، فقال صاحب الحرث : أنا أحقّ بها ، وقال صاحب الغنم : أنا أحقّ بها ، أتريد أن تستأثر برضائها علي فتعال نقرّب قربانا ، فإن تقبّل قربانك فأنت أحقّ بها ، وإن تقبّل قرباني فأنا أحقّ بها (٩) ، فقرّبا قربانهما ، فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض أعين أقرن ، وجاء صاحب الطعام بصبرة (١٠) من طعامه فتقبّل الكبش فخزنه الله في الجنّة أربعين خريفا ، وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه‌السلام ، فقال صاحب الحرث : (لَأَقْتُلَنَّكَ)(١١) فقال : (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وشخاصها ، وفوقها ضبة.

(٢) في «ز» : وقابن ، وقد جاءت فيها «قابن» في كل مواضع الخبر.

(٣) الزؤان الذي يخالط البرّ.

(٤) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٥) التبحبح : التمكن في الحلول والمقام.

(٦) بالأصل وم : راقد ، والمثبت عن «ز».

(٧) سورة المائدة ، الآيات ٢٧ إلى ٣١.

(٨) تحرفت في «ز» ، وم إلى : خيثم.

(٩) مكرر بالأصل.

(١٠) الصبرة : ما جمع من الطعام بلا كيل ولا وزن.

(١١) سورة المائدة ، الآية : ٢٧.


إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ)(١) ، فقتله ، فولد آدم كلهم من ذلك الكافر.

قال : وحدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن ماهك ، عن ابن عبّاس قال : كان آدم يزوج ذكر هذا البطن من أبناء هذا البطن الآخر ، وأبناء هذا البطن من ذكر هذا البطن الأخرى (٢).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أخبرنا تمام بن محمّد الرازي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي ، حدّثنا إبراهيم بن مروان قال : سمعت أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول : سمعت عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال :

كان خارج باب الساعات صخرة يوضع عليها القربان ، فما تقبّل منه جاءت نار فأخذته ، وما لم يتقبّل بقي على حاله ، وكان هابيل صاحب غنم ، وكان منزله في سطرا ، وكان قابيل في قينية (٣) وكان صاحب زرع ، وكان آدم في بيت أبيات (٤) ، وكانت حواء في بيت لهيا (٥) ، فجاء هابيل بكبش سمين من غنمه ، فجعله على الصخرة ، فأخذته النار ، وجاء قابيل بقمح علث (٦) فوضعه على الصخرة فبقي على حاله ، قال : فحسده قال : وتبعه في هذا الجبل ، قال : فأراد قتله فلم يدر كيف يقتله ، قال : فجاء إبليس ، فأخذ حجرا فجعل يضرب به رأس نفسه قال : فذهب فأخذ حجرا فضرب رأس أخيه فقتله ، فصاحت حواء ، فقال لها آدم : عليك وعلى بناتك ، لا علي ولا على بنيّ.

رواه غيره عن عبد الرّحمن بن يحيى ، فقال عنه : حدّثنا عراك بن خالد ، والوليد بن مسلم ، أما الوليد فعن سعيد بن عبد العزيز ، وأمّا عراك فلا أدري عن من ذكره ، وهو أتمّ من هذه الرواية.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيروي (٧) ، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية : ٢٨.

(٢) راجع تاريخ الطبري ١ / ١٣٩.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم و «ز» ، والمثبت عن معجم البلدان ، وقينية : قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت الآن بساتين.

(٤) بيت أبيات : قرية في سفح قاسيون.

(٥) بت لهيا : قرية بغوطة دمشق.

(٦) علث : بالتحريك هو الطعام المخلوط بالشعير ، والعلث بالفتح ، أن تخلط البر بالشعير.

(٧) في «ز» : الشيرويي.


الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه ، أخبرنا أبو بكر الحيري ، حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ ، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدّثنا أبو عامر ، عن سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (١) ، حدّثنا سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الذي قرّبه ابن آدم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، وأحمد بن سندي ابن الحسن الحدّاد ، قالا : حدّثنا الحسن بن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، أخبرنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال : وأخبرني عبد الله بن زياد بن سمعان ، عن الزهري أن الكبش الذي فدى الله به إسحاق (٢) كان الكبش الذي قرّبه هابيل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس ـ هو الأصمّ ـ أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي يحدّث قال : من قتل مظلوما كفّر الله عنه كلّ ذنب ، وذلك في القرآن : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ)(٣).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

وحدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر ، وأبو إسحاق البرمكي.

قالا : أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد ، قال : قال أبو محمّد بن قتيبة : وروى عبد المنعم ـ يعني : ابن إدريس ـ عن أبيه عن وهب : أنّ الأرض نشفت دم ابن آدم المقتول ، فلعن آدم الأرض ، فمن أجل ذلك لا تنشف الأرض دما بعد دم هابيل إلى يوم القيامة.

كذا في روايتنا ، وروى عبد المنعم ، وفي رواية أخرى عن ابن قتيبة : حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن عبد المنعم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس ، حدّثنا الحسن بن محمّد

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : خيثم.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، والأظهر : إسماعيل.

(٣) سورة المائدة ، الآية : ٢٩.


ابن بكّار ، حدّثنا هشام بن عمّار قال : سمعت الوليد يقول : حدّثت عن كعب الأحبار أنه كان يقول : الدم الذي على جبل قاسيون هو دم ابن آدم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزاز (١) ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر ، حدّثنا عفان ، حدّثنا همام (٢) ، حدّثنا محمّد بن جحادة ، عن عبد الرّحمن بن ثروان ، عن الهزيل ، عن أبي موسى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اكسروا قسيكم ـ يعني : في الفتنة ـ واقطعوا أوتادكم والزموا أجواف البيوت ، وكونوا فيها كالخيّر من ابني آدم» [١٣٠٢٥].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل بن عمر.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أخبرنا أبو سعد الجنزرودي ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا (٣) أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا ابن المقرئ ، قالا : أبو يعلى ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر [نا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سميرة أن ابن عمر](٤) رأى رأسا ـ وقال أحمد : ناسا ـ فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) : «ما يمنع أحدكم إذا جاءه من يريد قتله أن يكون مثل ابني آدم القاتل في النار والمقتول في الجنّة» (٦) [١٣٠٢٦].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أخبرنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى ، أخبرنا أبو بكر بن المقرى ، حدّثنا محمّد بن زيان ، وإسماعيل بن داود بن وردان ، قالا : حدثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري ، حدّثني ـ وقال ابن داود : حدّثنا ـ مفضّل ـ وهو ابن فضالة ـ قالا : عن عياش بن عياش القتباني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد ،

__________________

(١) في «ز» : الرازي.

(٢) الأصل وم : هشام ، والمثبت عن «ز».

(٣) من هنا .. إلى قوله : قالا. سقط من «ز».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، ومسند أحمد بن حنبل.

(٥) زيد بعدها في «ز» : انفجر أحدكم إذا جاءه رجل ، وقال أحمد» وبعدها صح صح.

(٦) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٢ / ٤٢٠ رقم ٥٧٥٨ طبعة دار الفكر.


عن حسين بن عبد الرّحمن الأشجعي أنه سمع [سعد](١) ابن أبي وقّاص يقول عند فتنة عثمان ابن عفان سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي» ، قال له رجل : أفرأيت يا رسول الله إن دخل عليّ بيتي وبسط إليّ يده ليقتلني ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كن كابن آدم» (٢) [١٣٠٢٧].

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن (٣) علي بن بركات ، قالوا : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، وأحمد بن سندي الحداد ، قالا : أخبرنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، أخبرني شيخ لنا عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن قال : إن أوّل من يفر يوم القيامة من أبيه إبراهيم ، وأول من يفر من أمّه إبراهيم ، وأوّل من يفر من ابنه نوح ، وأوّل من يفرّ من أخيه هابيل بن آدم ، وأوّل من يفر من صاحبته لوط ، ونوح ، وتلا هذه الآية : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)(٤) فيرون أن هذه الآية نزلت فيهم ، والله أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أخبرنا أبو عمرو (٥) بن مندة ، أخبرنا أبو محمّد بن يوه ، أخبرنا [أبو](٦) الحسن اللنباني (٧) ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح ، حدّثنا هاشم بن القاسم ، عن الحسام بن مصك الأزدي ، عن عماد الذهني ، حدّثنا سالم بن أبي الجعد قال : إن آدم لما قتل أحد ابنيه الآخر مكث عامه لا يضحك حزنا عليه ، فأتى على رأس المائة فقيل له : حياك الله وبيّاك ، وبشّرك بغلام ، فعند ذلك ضحك. قلت : ما بيّاك؟ قال : أضحكك.

قال : وحدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني علي بن مسلم ، حدّثنا سيّار ، حدّثنا جعفر ، حدّثنا أبو بكر الهذلي ، عن شهر بن حوشب قال : لما قتل ابن آدم أخاه مكث آدم مائة سنة لا يضحك ثم أنشأ يقول (٨) :

__________________

(١) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن «ز».

(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١٠٤.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) سورة عبس ، الآيات ٣٤ ـ ٣٦.

(٥) تحرفت بالأصل إلى عمر ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٦) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن «ز».

(٧) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني.

(٨) البيتان في تاريخ الطبري ١ / ١٤٥ والبداية والنهاية ١ / ١٠٥ ومروج الذهب ١ / ٣١ والكامل لابن الأثير ١ / ٥٧.


تغيرت البلاد ومن عليها

ووجه (١) الأرض مغبرّ قبيح

تغيّر كلّ ذي لون وطعم

وقلّ بشاشة الوجه المليح (٢)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عدي ، حدّثنا أحمد بن عامر البرقعيدي ، حدّثنا مؤمّل بن إهاب ، عن جعفر ، عن أبي بكر الهذلي ، عن شهر بن حوشب قال : لما قتل ابن آدم أخاه مكث مائة سنة لا يضحك ثم أنشأ يقول :

تغيّرت البلاد ومن عليها

فوجه الأرض مغبّر قبيح

تغير كلّ ذي لون وطعم

وقلّ بشاشة الوجه المليح

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أخبرنا ـ أبو بكر الخطيب ، أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس الوراق (٣) ، حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ، حدثني أحمد بن محمد المخرمي عن عبد العزيز بن الرماح عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما قتل ابن آدم آخاه قال آدم :

تغيرت البلاد ومن عليها

فوجه الأرض مغير قبيح

تغير كل ذي لون وطعم

وقل بشاشة الوجه الصبيح

قتل (٤) قابيل هابيلا أخاه

فوا حزنا مضى الوجه المليح

فأجابه إبليس :

تنحّ عن البلاد وساكنيها

فبي في الأرض ضاق بك الفسيح

وكنت بها وزوجك في رخاء

وقلبك من أذى الدنيا مريح

فما انفكت مكايدتي ومكري

إلى أن فاتك الثمن الربيح

فلو لا رحمة الجبار أضحى

بكفك من جنان الخلد ريح

__________________

(١) في إحدى نسخ الطبري ١ / ٧٢ فلون.

(٢) في مروج الذهب : الصبيح.

(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) البيت التالي ، ليس في المصادر السابقة.


ذكر من اسمه [هادي]

٨٠٨٠ ـ هادي بن مهدي بن محمد بن إسماعيل بن مهدي أبو الحسن العلوي

الحسيني الموسوي الختري ابن بنت شيخ الشيوخ أبي البركات بن أبي سعيد

سمع ببغداد كما ذكر لي عن أبي القاسم بن الحصين ، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ.

واتصل بالملك العادل نور الدين محمود ابن زنكي وتفقه عليه وراج عنده ، وقدم معه دمشق دفعات عدة ، واشترى بدمشق دارا في محلة حجر الذهب ، وحدث بحلب يسيرا ، وكان مولده ببغداد في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، ومنشؤه بمكة على ما بلغني. ومات بحلب يوم الخميس ثامن عشر رجب سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.

[ذكر من اسمه] هارون

٨٠٨١ ـ هارون بن إبراهيم أبو محمد ـ أظنه ـ الأهوازي (١)

بصري ، سمع بدمشق جريرا ، والفرزدق ، وحدث عن عطاء بن أبي رباح ، ومحمد بن سيرين.

روى عنه : عبد الصمد بن عبد الوارث ، وأبو داود الطيالسي ، وزيد بن الحباب ، وشعيب بن صخر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، نا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي (٢) ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا هارون بن إبراهيم الأهوازي ، نا محمد ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صلاة المغرب وتر صلاة النهار ، فأوتروا صلاة الليل ، وصلاة الليل مثنى مثنى ، والوتر ركعة من آخر الليل».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب ، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري قال : قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد بن سالم ، أنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب الجمحي ، نا محمد بن سلام الجمحي حدثني شعيب بن صخر ، عن هارون بن

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ١٨٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ٥ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٢٤ والجرح والتعديل ٩ / ٨٧.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٢ / ٣٨٢ رقم ٥٥٥٠ طبعة دار الفكر.


إبراهيم قال : رأيتهما في مسجد دمشق ، والفرزدق في عصابة من خندق ، والناس عنق على جرير ، قيس وموالي بني أمية ، وهم يسلمون عليه يا أبا حرزة كيف كنت في مسيرك ، وذلك لمديحه قيسا وقوله في العجم (١) :

فيجمعنا والغرّ أولاد (٢) سارة

أب لا نبالي بعده من تعذرا (٣)

أنبأنا أبو الغنائم بن ميمون ، ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) : هارون بن إبراهيم الأهوازي ، أبو محمد (٥) سمع محمد بن سيرين ، سمع من عبد الصمد ، يعد في البصريين (٦) ه.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة.

ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) :

هارون بن إبراهيم الأهوازي ، روى عن عطاء ، ومحمد بن سيرين ، روى عنه عبد الصمد ابن عبد الوارث ، وأبو داود الطيالسي ، وزيد بن الحباب ، سمعت أبي يقول ذلك. وذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ، أنه قال : هارون بن إبراهيم ثقة. قال : وسألت أبي عن هارون بن إبراهيم الأهوازي فقال : لا بأس به.

٨٠٨٢ ـ هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الأصبهاني المعروف بالراعي العابد

رحل ولقي أبا سليمان الداراني ، وأحمد بن عاصم الأنطاكي ، ومحمد بن المبارك الصوري ، وحدث عن دحيم ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ، والمسيب بن واضح ، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص ، ومحمد بن عاصم ، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفيريابي (٨).

__________________

(١) البيت في ديوان جرير من قصيدة بعنوان : ليت صبحك نوّرا ص ١٨٣.

(٢) الديوان : أبناء.

(٣) إلى هنا ينتهي المجلد ١٧ المخطوط من الأصل الذي نعتمده (نسخة س) والأخبار التالية نستدركها من نسختي «ز» ، وم.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٢٤.

(٥) قوله : «أبو محمد» ليس في التاريخ.

(٦) قوله : «يعد في البصريين» ليس في التاريخ الكبير ، ومكانها فيه : أراه ابن أبي تميم.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٨٧.

(٨) في م : «الفريابي» وكلاهما يصح.


روى عنه : أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن يحيى بن نصر ، ومحمد بن عبد الله بن العباس.

كتب إليّ أبو علي الحداد ، وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن يحيى بن نصر ، نا أبو عبد الرحمن الراعي ، نا إبراهيم بن محمد بن يوسف ، نا إبراهيم بن زكريا ، حدثني عثمان بن عمرو بن عثمان البصري ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للكاتب إذا كتب : «ضع القلم على أذنك» ه.

قال أبو نعيم : هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الراعي العابد ، حدث عنه : أبو مسعود الرازي ، كتب عن الشاميين المسيب بن واضح ، وطبقته ه.

أنبأنا أبو علي أيضا قال : قال لنا أبو نعيم : ومنهم أبو عبد الرحمن الراعي هارون بن سعيد ، كان من الزاهدين ، والسائحين ، لقي بالشام أبا سليمان الداراني ، ومحمد بن المبارك الصوري ، وأحمد بن عاصم الأنطاكي حدث عنه أبو مسعود الرازي في مسند سمع من عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ومحمد بن أبي السري العسقلاني وطبقتهم.

٨٠٨٣ ـ هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان

أبو موسى النيسابوري الرّخّي (١)(٢)

رحال مشهور. حدث عن هشام بن عمار ، ومحمد بن أبي السري ، ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه ، وعلي بن المديني ، والقواريري ، وأبي مصعب الزهري ، ومحمد بن خلود الإسكندراني.

روى عنه : أبو حامد بن الشرقي ، وأبو بكر أحمد بن علي الدائري ، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحفاظ ، وأبو الحسن محمد بن علي بن أبي بكر العدل ه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي (٣) ، أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو

__________________

(١) الرخي : بضم الراء ، وقيل بكسرها وهو الأصح وتشديد الخاء المعجمة هذه النسبة إلى الريخ في ظن أبي سعد ، ناحية بنيسابور وهي أحد أرباعها. قال : والصحيح : الرخ ، والعوام جعلوها الريخ (الأنساب).

(٢) ترجمته في الأنساب (الرخي) ٣ / ٥٤ ومعجم البلدان (رخ) ٣ / ٣٨.

(٣) سقطت من م.


بكر محمد بن عبد الله يعني الحفيد ، نا هارون بن عبد الصمد الرخي ، نا علي بن المديني ، نا يحيى بن سعيد ، نا ابن أبي ليلى ، حدثني ابن أخي عبد الله بن عيسى ، عن أبي ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كلّ حال ، وليقل له : يرحمكم الله ، وليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم» ه.

كتب إلي أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :

قرأت بخط أبي عمر والمستملي سماعه منه في سنة سبع وستين ومائتين ه قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ (١) قال : هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان أبو موسى النيسابوري الرخي ، وكان من الصالحين سمع بخراسان يحيى بن يحيى ، وإسحاق بن إبراهيم وأقرانهما. وبالعراق علي بن المديني وعبيد الله (٢) القواريري وأقرانهما ، وبالحجاز أبا مصعب الزهري وأقرانه ، وبالشام محمد بن أبي السري ، وهشام بن عماد وأقرانهما. روى عنه أبو جامد بن الشرقي ، وأبو بكر بن علي ، وأبو عبد الله بن الأخرم الحفاظ.

أخبرني أبو محمد بن أبي عبد الله عن أبيه قال : توفي هارون بن عبد الصمد الرخي آخر سنة خمس وثمانين ومائتين (٣).

٨٠٨٤ ـ هارون بن عثمان البيروتي

حكى عنه : العباس بن الوليد شيئا من أمر الزلزلة التي أصابتهم ببيروت.

٨٠٨٥ ـ هارون بن عمران بن يزيد بن خالد بن أبي جميل القرشي

روى عن ابن الجماهر ، وأبي مسهر ، وعلي بن المديني ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى ، وأبي الأخيل خالد بن عمر والحمصي ، وزهير بن عباد ، وعمرو بن هاشم.

روى عنه : أبو الميمون البجلي ، ومحمد بن العباس بن الدرفس ه.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الميمون عبد

__________________

(١) من قوله قرأت إلى هنا سقط من م.

(٢) في «ز» : عبد الله ، والمثبت عن م ، والأنساب.

(٣) الأنساب ومعجم البلدان.


الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد ، نا هارون بن عمران بن أبي جميل ، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان السعدي ، نا أيوب بن موسى السعدي ، عن سليمان بن حبيب ، عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا زعيم ببيت في رياض (١) الجنة لمن ترك المراء ، وإن كان محقّا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».

[قال ابن عساكر :](٢) كذا قال وأبو الجماهر تنوخي ، الأسعدي ه.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف يقول : توفي بدمشق وأنا فيها في سنة تسع وسبعين ومائتين ابن أبي جميل ه.

كذا قال ، ولم يسمه ويحتمل أن يكون هارون هذا ، ويحتمل أن يكون ابن عمه عثمان ابن عبد الله بن يزيد بن خالد بن أبي جميل ، فإنهما متعاصران.

٨٠٨٦ ـ هارون بن عمر بن يزيد بن زياد بن أبي زياد أبو عمر المخزومي

من أهل دمشق ، حدث عن الخصيب بن كثير ، وسويد بن عبد العزيز ، وأيوب بن سويد ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث ، والوليد بن مسلم ، ومبشّر بن إسماعيل ، ومحمد بن خالد ، وضمرة بن ربيعة ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ويحيى بن سليم الطائفي ، ويحيى بن حسان التنيسي.

روى عنه إبراهيم بن هانئ ، وأبو العباس بن مسروق ، وأبو بكر بن الدنيا ، وأحمد بن يونس بن المسيب الضبي ، وعثمان بن خرزاذ ، وصالح بن بشر بن سلمة الطبراني ، وعمر بن الحسن القاضي الجلي ، وهيذام بن قتيبة المروزي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وعمر ابن شبة ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو جعفر أحمد بن علي العكبري المعروف بخسرو.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه. وأخبرني أبو المعالي عبد

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م والمختصر : ربض.

(٢) زيادة منا.


الله بن أحمد بن محمد عنه ، أنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يزداد ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، أنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي ، نا هارون بن عمر الدمشقي ، نا عبد الله بن يوسف ، نا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح ، نا يونس بن ميسرة بن حلبس ، حدثتني أم الدرداء ، عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فرغ الله إلى كل عبد من علمه ، وأجله ، ورزقه ، وأثره ، ومضجعه» ه.

قال : ونا هارون بن عمر الدمشقي ، نا عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص ، عن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فضّل الله قريشا بسبع خصال : فضّلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلّا قرشي ، وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون ، وفضّلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)(١) وفضلهم بأن فيهم الخلافة والحجابة والسقاية» (٢).

__________________

(١) سورة قريش ، الآية الأولى.

(٢) كتب بعدها في «ز» : آخر الجزء السادس. وهو آخر المجلد الثاني من التجزئة المستجدة والتجليد. وافق فراغ ذلك يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وستمائة بمسجد بني الشيرجي ... من مدينة دمشق حرسها الله على يدي العبد الفقير المعترف بذنبه محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي وفقه الله وشرح صدره وغفر له وجمع شمله ومتعه ونفعه آمين. وقد نسخه أضعف الكتاب راجي عفو ربه القدير عبده محمد إبراهيم الحقير من الكتجانة الأزهرية على ذمة ونفقة الكتخانة السلطانية. وكان الفراغ من كتابته يوم الأحد المبارك الموافق ١٣ ربيع الثاني سنة ١٣٣٨ عربية. وكتب بعدها في م : والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


بسم الله الرّحمن الرحيم

حسبي الله ونعم الوكيل

حرف اللام ألف

ذكر من اسمه لاحق

٨٠٨٧ ـ لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد

أبو عمر المقدسي (١) ويسمى محمّد أيضا

أحد الكذّابين الدجالين ، وأكذب الغرباء الرحالين.

ذكر أنه سمع بأطرابلس : خيثمة بن سليمان ، وبعرجموس (٢) من قرى البقاع : يمان بن عبد الله الخادم ، وبغيرها (٣) ، وإبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ببغداد ، وأبا سعيد محمّد بن عبد الحكم الطائفي بالطائف ، [وأبا القاسم](٤) علي بن محمّد كاس النخعي ، وأبوي عمر المحاملي ومحمّد (٥) ، والربيع بن حبيب ، وأبا سعيد المفضّل (٦) بن محمّد الجندي.

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٥٦ ولسان الميزان ٦ / ٤٣٥ ومعجم البلدان (صدر) وتاريخ بغداد ١٤ / ٩٩ وأخبار أصبهان ٢ / ٣٤٢ وتاريخ جرجان ص ٤٨٦ رقم ٩٧٨.

(٢) عرجموس قرية في بقاع بعلبك يزعمون أن فيها قبر حبلة بنت نوح عليه‌السلام (معجم البلدان ٤ / ٩٩).

(٣) كذا بالأصل وم.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٥) كذا بالأصل وم.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : الفضل ، والتصويب عن م ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٥٧.


روى عنه : أبو عبد الله الحاكم ، وأبو نعيم الحافظ ، وأبو سعد عبد الرّحمن [بن](١) محمّد الإدريسي صاحب تاريخ سمرقند ، وأبو بكر محمّد بن علي بن عمر الإسفرايني ، وأبو (٢) العبّاس الفضل بن سهل بن محمّد بن أحمد بن المروزي الصفّار.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن ، أنا (٣) ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن محمّد بن أبي الورد البغدادي ، قدم علينا سنة أربع وستين وثلاثمائة ، نا أبو سعيد محمّد بن عبد الحكم (٥) الطائفي بها. أخبرنا طلحة بن محمّد بن مسلم الطائفي ، نا سعيد بن السمّاك بن حرب ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كلّ ذي لب لبّه» [١٣٠٢٨].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمران الإسفرايني العطّار ، نا أبو عمر محمّد بن الحسين بن عمران بن أبي الورد المقدسي ـ بأسفراين ـ نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة ، نا أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر ، نا السّري بن مهران ، نا أبو معاوية عبد الرّحمن بن قيس ، نا مسكين بن أبي سراج ، نا عمران بن دينار ، عن ابن عمر.

أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، أي الناس أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تطرد عنه جوعا ، أو تقضي عنه دينا» [١٣٠٢٩].

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (٦) ، أنا أبو نعيم (٧) ، أنا ... (٨) ، نا لاحق بن الحسين ، نا خيثمة بن سليمان ، نا عبيد بن محمّد

__________________

(١) زيدت عن م.

(٢) بالأصل : «أبا» تحريف ، والتصويب عن م.

(٣) كذا بالأصل وم : «أنا ... أنا» والوجه : «أنا ... نا».

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٩٩.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : عبد الحكيم.

(٦) تحرفت إلى : «أحمد» بالأصل ، والتصويب عن م.

(٧) رواه أبو نعيم الحافظ في أخبار أصبهان ٢ / ٣٤٣.

(٨) كذا بياض بالأصل ، والكلام متصل في م. والعبارة في أخبار أصبهان : أخبرنا خيثمة بن سليمان إجازة وحدثنيه عنه لاحق بن الحسين ثنا عبيد بن محمد الكشوري ...


الكشوري ، نا محمّد بن يحيى بن جميل ، نا بكر (١) [بن](٢) شرود ، نا يحيى بن مالك بن أنس ، عن أبيه ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يخرف قارئ القرآن» [١٣٠٣٠].

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٣) ، أنا ـ وأبو [الحسن بن](٤) سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، حدّثني أبو عبد الله الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، كلاهما عن أبي سعد (٦) عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي ، قال : لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد ، محمّد بن عمران بن محمّد بن سعيد بن المسيّب بن حزن كنيته أبو عمر ، كان يذكر أنه مقدسي الأصل ، وربما كان يقول : إنه بغدادي ، كان كذّابا ، أفّاكا ، يضع الحديث على الثقات ، ويسند المراسيل ، ويحدّث عن من لم يسمع منهم ، حدّثنا يوما عن الربيع بن حسّان الكشي (٧) ، والمفضل بن محمّد الجندي ، فقلت : أين كتبت ومتى كتبت عنهما؟ فذكر أنه كتب عنهما بمكّة بعد العشرين والثلاثمائة ، فقلت : كيف كتبت عنهما بعد العشرين وقد ماتا قبل العشر والثلاثمائة؟ ووضع نسخا لأناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث ، مثل طرغال ، وطربال ، وكركدي ، وشغبوب ، ومثل هذا شيئا غير قليل ، لا نعلم رأينا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة الدراية ، قيل إنّ اسمه كان محمّدا (٨) [فتسمّى](٩) بلاحق لكي يكتب عنه أصحاب الحديث ، فقلت له ، فقال : سمّاني أبي لاحقا ، وإنما سمّيت نفسي محمّدا.

كتبنا عنه بسمرقند حتى قال لي : ما بقّيت عندي شيئا ، وكتب لي بخطه زيادة على خمسين جزءا من حديثه ، وكانت كتابتي عنه لأعلم ما وضعه وما سند من المراسيل والمقطوعات ، ومع ذلك فقد رأيناه حدّث بعد أن فارقنا بأحاديث أنشأها بعد أن خرج من

__________________

(١) الأصل : «مكي» ومكانها بياض في م ، والمثبت عن أخبار أصبهان.

(٢) بياض بالأصل وم ، والزيادة عن أخبار أصبهان.

(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : رزيق.

(٤) استدركت اللفظتان على هامش الأصل.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ٩٩ ـ ١٠٠.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : سعيد ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : الكسى.

(٨) الأصل : محمد ، والمثبت عن م ، وتاريخ بغداد.

(٩) مكانها بياض بالأصل ، وفي م : «نا الهيتمي» والمثبت عن عن تاريخ بغداد.


سمرقند ، ذكر لي أنه خرج إلى نواحي خوارزم في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ، ومات بها في تلك الأيام ، وتخلّص الناس من وضعه الأحاديث ، ولعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء الله.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : لاحق بن الحسين بن عمران ، أبو عمر الورّاق البغدادي ، قدم علينا نيسابور ، وهو أحسن حالا مما صار في آخر أيّامه بمرو ، وحدّث عن أبي عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن محمّد الدوري وأقرانهما ، ثم ارتقى عن ذلك بعد سنين ، وحدّث بالموضوعات ، فأكثر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في : «تاريخ جرجان» ، قال (١) : أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الصّدري ، ذكر أنّ صدر (٢) قرية من قرى بيت المقدس ، قدم جرجان في شوال سنة ست وستين وثلاثمائة ، وأقام بها مديدة ، ثم خرج إلى خراسان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني أبو مسعود المعدّل عنه قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ (٣) : لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد البغدادي ، قدم علينا سنة إحدى أو اثنتين وستين وثلاثمائة ، ورأيته بنيسابور ، أحد الطوّافين.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، وأبو الحسن (٤) العطّار ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) : لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد ، أبو عمر ، يعرف بالمقدسي ، تغرب وحدّث بأصبهان ، وخراسان ، وما وراء النهر عن خلق لا يحصون من الغرباء ، والمجاهيل ، أحاديث مناكير وأباطيل ، حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٦) : أمّا لاحق بالحاء المهملة ، والقاف : لاحق بن الحسين المقدسي ، يروي عن محمّد بن عبد الله بن أبي درّة القاضي أبي بكر.

__________________

(١) تاريخ جرجان للسهمي ص ٤٨٦ رقم ٩٧٨.

(٢) صدر : بضم أوله وفتح ثانيه : قرية من قرى بيت المقدس (معجم البلدان ٣ / ٣٩٧).

(٣) ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٣٤٢.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : الحسين.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ٩٩.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٢٤.


أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ قال : توفي لاحق بن الحسين المقدسي بخوارزم في سنة أربع وثمانين (٢) وثلاثمائة ، وكان كذّابا.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : توفي لاحق ـ رحمه‌الله ، فإنها واسعة ـ بمرو سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقيل : بخوارزم.

٨٠٨٨ ـ لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن بشر (٣) بن حبيش

ابن عبد الله بن سدوس أبو مجلز البصري (٤)

حدّث عن ابن عبّاس ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وجندب بن عبد الله ، وحفصة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيس بن عبّاد ، وبشير بن نهيك ، وأبي بردة بن أبي موسى.

روى عنه : قتادة ، وسليمان التيمي ، وأبو التّيّاح يزيد بن حميد ، وعمران بن حدير ، والحكم بن عتيبة ، وأبو حمزة أنس بن سيرين ، وأبو هاشم يحيى بن دينار الزماني ، ومطهّر بن جويرية السدوسي ، وعاصم بن سليمان الأحوال ، وأبو عفار (٥) مثنى بن سعيد.

واستقدمه عمر بن عبد العزيز عليه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا (٦) : أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد السكري ، نا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي.

ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمّد بن الصباغ ، وإسماعيل بن أحمد بن عمر ، وأبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، قالا : نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن أبي التّيّاح ، قال : سمعت أبا مجلز ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الوتر ركعة من آخر الليل» [١٣٠٣١].

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٠.

(٢) بالأصل وم : وثلاثين ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : كثير.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١١ وتهذيب التهذيب ٦ / ١١١ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٥٦.

(٥) تقرأ بالأصل وم : عفان ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٤٢٧.

(٦) بالأصل وم : قالا.


أخبرنا : أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي أبو القاسم (١).

ح وأخبرنا أبو محمّد عبدك بن علي بن عبدك بن أحمد ، أنا أبو القاسم الفضل بن عبد الله بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسين الخفاف ، أنا أبو العبّاس السرّاج ، نا عبيد الله بن سعيد ، نا يحيى بن سعيد ، عن التيمي ، عن أبي مجلز ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قنت في الفجر شهرا يدعو على رعل وذكوان ، وقال : «عصية عصت الله ورسوله» [١٣٠٣٢].

رواه زائدة وجرير بن عبد الحميد ، ومعاذ بن معاذ ، ويزيد بن هارون عن التيمي نحو رواية معتمر.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا زهير بن حرب ، نا جرير ، عن سليمان ، عن أبي مجلز ، عن أنس قال : قنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زاد ابن حمدان : شهرا بعد الركوع وقالا : ـ على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله [١٣٠٣٣].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن (٢) أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان ، نا محمّد بن غالب بن حرب ، حدّثني محمّد بن عقبة ، حدّثني مطهّر بن جويرية بن شيبان السدوسي ، نا أبو مجلز قال : رأيت على مائدة عمر بن عبد العزيز كرّاثا.

أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد ـ بطوس ـ أنا أبي ، أنا القاضي أبو بكر الحيري ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن سليمان ـ وهو ابن أبي داود البرلّسي ـ نا مسدّد ، نا أمية ـ يعني : ابن خالد ـ نا قرّة ـ وهو ابن خالد ـ عن الرّديني بن أبي مجلز ، عن أبي مجلز قال :

قال عمر بن عبد العزيز ألّبوني رجلا عالما بأمر خراسان ، فإن أمرها لي مهم ، قالوا : لاحق بن حميد أبو مجلز ، قال : فقال : ابعثوا إليه ، قال : فبعث إليّ ، فقدمت ، فأقمت أياما ،

__________________

(١) بعدها في م : وأخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد ، أنا جدي أبو القاسم.

(٢) من هنا .. إلى زياد ، سقط من م ، فاختل السند.


فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ، هذا لاحق بن حميد صاحب خراسان ، قال : فقال الرجل : إنّ أمير المؤمنين لم يعرفك ، قال : قلت : فما أنكرني ، قال : فقال : ادن وأخبرني عن خراسان ، فإنّ أمرها لي مهم ، قال : قلت : عن أي أمرها تسأل؟ قال : أخبرني عن أميرها عبد الرّحمن بن نعيم العامري ، قال : قلت : تؤتى له العافية ، وليس بأمير خراسان ، قال : فأخبرني عن عبد الله بن عبد الرّحمن القشيري ، قال : قلت : يعادي الأعداء ، ويكافئ الأكفاء ، سيد يفعل ما يشاء ، ودّ أنّ معه من يعينه على ما هو فيه ، فقال عمر : اللهمّ قد ست (١) لمن كان ذا لبّ ، كان شاهدا ما ردّ عليك شيئا مما قلت ، اللهمّ من أمر دنياه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، عن الهيثم بن عدي ، عن ابن عيّاش قال : في الطبقة الثالثة من أهل البصرة قال : [أبو](٢) مجلز ، لاحق بن حميد السدوسي.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل ، نا الفضل بن محمّد ، أنا أحمد بن حنبل.

ح قال : وأنا أبو بكر البيهقي.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عثمان بن عبيد الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل قال : واسم أبي مجلز لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو يعلي حمزة بن الحسن ، أنا سهل بن بشر ، وأبو نصر أحمد بن محمّد (٣) ابن عيسى ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم : أبو مجلز لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش بن عبد الله بن سدوس ، مات في ولاية ابن هبيرة سنة ست ومائة.

في الأصل سعية بالسين والياء بدل شعبة.

__________________

(١) كذا صورتها بالأصل وم.

(٢) سقطت من الأصل وم.

(٣) في م : وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد قالا : أنا محمد بن أحمد بن عيسى.


أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو القاسم الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : واسم أبي مجلز : لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلّاس ، قال في تسمية من روى عن ابن عبّاس من أهل البصرة : أبو مجلز لاحق بن حميد ، وقال في موضع آخر : رجل من بني سدوس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي وعمّي ، قالا : أبو مجلز لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة : أبو مجلز ، لاحق بن حميد السدوسي.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : سمعت أبي وأحمد بن حنبل يقولان : أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن (١) ، أنا إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : اسم أبي مجلز لاحق بن حميد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي ، أنا نعمة الله بن محمّد المرندي ، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : أبو مجلز ، لاحق بن حميد.

__________________

(١) قوله : «أنا إبراهيم بن الحسن» مكرر في م.


أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا.

ح وأنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم.

قالا : نا محمّد بن سعد (١) قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة : أبو مجلز ، لاحق بن حميد السدوسي ، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز ـ زاد ابن الفهم : قبل وفاة الحسن البصري ـ وكان ثقة ، له أحاديث.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان ، نا أبي قال : ومن سدوس : أبو مجلز لاحق بن حميد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) :

لاحق بن حميد أبو مجلز السدوسي البصري ، سمع ابن عمر ، وابن عبّاس ، وأنسا ، سمع منه : قتادة ، وسليمان التيمي ، وعمران بن حدير (٣) ، مات قبل الحسن بقليل ، ومات الحسن سنة عشر ومائة.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قال : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

لاحق بن حميد أبو مجلز السدوسي البصري ، يقال إنه أتى مرو وله بها دار ، توفي أيام عمر بن عبد العزيز ، روى (٥) عن ابن عمر ، وابن عبّاس ، وأنس ، وجندب ، روى عنه :

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٢١٦.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

(٣) قوله : «وعمران بن حدير» ليس في التاريخ الكبير.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢٤.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : المروزي ، والمثبت عن م ، والجرح والتعديل.


قتادة ، وسليمان التيمي ، وأبو التياح ، وعمران بن حدير ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي ، سمع ابن عمر ، وابن عبّاس ، وأنسا ، روى عنه قتادة ، وسليمان التيمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (١) : أبو مجلز ، لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي ، أنا أبو عامر محمود بن القاسم ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصّمد ، قالوا : أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد الله ، أنا أبو العبّاس المحبوبي ، أنا أبو عيسى التّرمذي قال : أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، نا أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ، أنا عبد الله بن مندة ، أنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم بن عبد الله بن مهدي ، قال : قال جدي أحمد بن سيّار : أبو مجلز ، ومنزل أبي مجلز ، على الرزيق (٢) خلف دار سهل بن صبح ، يقال له : درب أبي مجلز إلى اليوم ، وكان أبو مجلز أعور ، مصابا بإحدى عينيه ، وهو لاحق بن حميد بن شعبة بن حبيش بن عبد الله بن سدوس ، يقال : إنه مات قبل الحسن بقليل ، ومات بعد المائة ، وكان من التابعين ، وروى عن ابن عمر ، وابن عبّاس ، وأسامة ، وعمران ، وأبي موسى وغيرهم ، ولأبي مجلز ابن يقال له : الرّديني بن أبي مجلز ، كتب الحديث ، وجالس الناس ، روى عنه الحسين بن واقد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو مجلز لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : أبو مجلز لاحق بن حميد.

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢١١.

(٢) الرزيق : بفتح أوله وكسر ثانيه : نهر بمرو ، وقيل بتقديم الزاي (راجع معجم البلدان ٣ / ٤٢).


أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي ، وأبو الحسين بن عبد الجبّار ، قالا : أنا الحسين بن علي ، أنا محمّد بن إبراهيم بن السري ، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، نا أحمد بن هارون بن روح الحافظ قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة وهم التابعون : لاحق بن حميد ، وهو أبو مجلز ، يحدّث عن ابن عبّاس ، وابن عمر ، بصري ، وقد تسمّى بهذا الاسم جماعة بعده.

أخبرنا أبو الفضل أيضا ـ قراءة ـ عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو مجلز لاحق بن حميد ، روى عنه سليمان التيمي ، وعمران بن حدير.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن جبار ، قالا : أنا موسى بن عمران ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الجراح ـ بمرو ـ نا أبو رجاء محمّد بن حمدويه السنجي ، قال : سمعت أبا علي محمّد بن حمزة يقول : قدم أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي مرو زمانا ، وذكر لنا أنه لما قتل قتيبة بن مسلم فبلغ الخبر أهل مرو ، ومشى الناس إلى أبي مجلز فولّوه أمرهم حتى قدم وكيع بن أبي سود ، وكان منزل أبي مجلز في درب يقال له [درب](١) أبي مجلز ، وكان أعور ، وهو : لاحق بن حميد بن شعبة (٢) بن خالد بن كثير (٣) بن حبيش بن عبد الله بن سدوس ، مات بعد المائة ، وأدرك عمر بن عبد العزيز ، ودخل عليه ، وروى عن حذيفة ، وأبي موسى ، وعمران بن حصين ، وأسامة (٤) بن زيد ، وابن عبّاس.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو مجلز لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش (٥) بن عبد الله بن سدوس السدوسي البصري ، سمع ابن عبّاس ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وحفصة زوج

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن م.

(٢) تقرأ بالأصل وم : شيبة.

(٣) بالأصل وم هنا : كسر.

(٤) قوله : «وعمران بن حصين وأسامة» مكرر بالأصل.

(٥) بالأصل وم : «حنيس».


النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو حمزة أنس بن سيرين (١) ، وقتادة ، وسليمان بن طرخان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال :

لاحق بن حميد أبو مجلز السدوسي البصري ، الأعور ، الأسود ، وكان ورد خراسان مع قتيبة بن مسلم الباهلي ، وله بمرو دار ، سمع ابن عبّاس ، وأنس بن مالك ، وقيس بن عبّاد ، روى عنه سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، وأبو هاشم الرمّاني في تفسير سورة الأحزاب ، والحجّ ، وفي الوتر ، والاستئذان ، وغزوة الرجيع ، وعدّة أصحاب بدر ، وذكر ليلة القدر.

قال عمرو بن علي : مات سنة تسع ومائة. وقال أبو عيسى مثله ، وقال كاتب الواقدي : توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز ، وقال ابن أبي شيبة : توفي قبل الحسن بقليل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) : أما لاحق بالحاء المهملة ، والقاف فجماعة منهم : لاحق بن حميد أبو مجلز [تابعي](٣).

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا عبيد الله بن عمر ، نا مطهر بن جويرية قال : رأيت أبا مجلز أبيض الرأس ، واللحية ، ورأيته على بيت مال خراسان (٤).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا عبد الله بن أبي سعد ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، نا النضر بن شميل قال : قال هشام الفردوسي : كان أبو مجلز قصيرا ، قليلا فإذا تكلم كان من الرجال (٥).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا حجّاج قال : قال شعبة : لم يدرك أبو مجلز حذيفة.

__________________

(١) راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ٣٢٥.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٢٤.

(٣) زيادة عن الاكمال.

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٢.

(٥) تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٢.


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم ، قال : سمعت عليا (١) ، قال : لم يلق أبو مجلز سمرة ولا عمران (٢).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال : أبو مجلز لاحق بن حميد ، لم يسمع من حذيفة ، ولم يدركه ، وهو بصري ، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٣) : أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي ، بصري ، تابعي ، ثقة ، وكان يحبّ عليا رضي‌الله‌عنه.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) : سئل أبو زرعة عن أبي مجلز ، فقال : بصري ، ثقة.

أخبرنا أبو البركات المجهز ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن المجهر ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا العقيلي (٥) ، نا محمّد بن عثمان ، نا حسين بن حبّان قال : سمعت يحيى يقول : أبو مجلز مضطرب الحديث.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ ، نا محمّد بن الحسين ، نا الفلّاس ، قال : سمعت أبا داود يقول (٦) : سمعت شعبة

__________________

(١) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٢.

(٢) يعني سمرة بن جندب ، وعمران بن حصين.

(٣) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٣٩٩ رقم ١٤٢٧.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢٤.

(٥) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٣٧٢.

(٦) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٢.


يقول : أبو مجلز هذا تجيئنا عنه أحاديث ، كأنه شيعي ، وتجيئنا عنه أحاديث كأنه عثماني.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا سعدان بن نصر ، نا معاذ بن معاذ ، نا سليمان التيمي قال : كنّا عند أبي مجلز ، وهو يحدّثنا فقال رجل : لو قرأتم سورة ، فقال أبو مجلز : ما الذي نحن فيه بأبغض إليّ من قراءة سورة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو الفضل مطهر بن عبد الواحد ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري ، نا أبو حفص عمرو بن علي ، نا معتمر بن سليمان قال (١) : سمعت أبي يقول : كنا في مجلس نتذاكر فيه الفقه والسنن ، ومعنا أبو مجلز ، فقال رجل : لو قرأتم سورة ، فقال أبو مجلز : ما نرى أن قراءة سورة أفضل مما نحن فيه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا علي بن عيسى بن إبراهيم (٢) بن محمّد السكري ، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة (٣) ، عن أبيه ، عن ابن المبارك أن أبا مجلز كان يركب مع قتيبة بن مسلم في موكبه ، فيسبّح الله اثنتي (٤) عشر تسبيحة ، وبعدها بلنانه (٥).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر.

قالا : أنا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : قال أبو مجلز : أجاز فلان شهادتي وحدي وبئس ما صنع ، أراه زرارة بن أوفى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا روح بن عبادة (٦) ، نا عمران بن حدير ، عن

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣.

(٢) في م : بن إبراهيم بن إبراهيم.

(٣) بالأصل : «بن أبي زرعة» والمثبت عن م. راجع ترجمة أبيه عبد العزيز بن أبي رزمة ، أبو محمد اليشكري المروزي في سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٠٥ وترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٤.

(٤) بالأصل وم : اثني عشر.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم.

(٦) من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣.


أبي مجلز قال : شهدت شهادة عند زرارة بن أوفى وحدي فقضى بها ، قال أبو مجلز : وبئس ما صنع إلي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أحمد بن إبراهيم ، نا عبد الملك بن الصباح ، عن عمران بن حدير قال : أرسل ابن سيرين إلى أبي مجلز أن : ابعث إلينا بنفقة ، لا تطلبها حتى نبعث بها إليك ، قال : فصرّر ثلاثمائة ، فأرسل بها إليه.

قال (٢) : ونا أبو محمّد بن حيّان ، نا علي بن إسحاق ، نا الحسين بن الحسن ، نا ابن المبارك ، نا عمران بن حدير (٣) ، عن أبي مجلز قال : إن استطعت أن [لا](٤) ينكب غريمك في ما بينك وبينه نكبة فافعل ، وما تركت غريمك بعد حل حقك فإنه مجزى لك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله ، نا حفص بن عمر ، نا المنذر بن ثعلبة (٥) ، حدّثني الرّديني بن أبي مجلز قال : كان أبي يقول : إنّ أكيس المؤمنين أشدّهم حذرا.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا (٦) ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أبو سلمة ، نا سلام بن أبي مطيع ، عن سعيد القطيعي قال : كان أبو مجلز يقول : اللهمّ أكرم من أكرمنا.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا الباطرقاني ، أنا ابن مندة ، أنا القاسم بن القاسم قال : قال جدي أحمد بن سيار : نا العلاء بن عمران ، نا عيسى بن عبيد قال : رأيت أبا مجلز له وفرة ، وكان لا يخضب.

قال : ونا جدي ، نا علي بن الحسن ، نا الحسين ـ يعني : ابن (٧) واقد ـ عن يزيد ، عن

__________________

(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٣ / ١١٣ وتهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣.

(٢) القائل : أبو نعيم الحافظ ، والخبر في حلية الأولياء ٣ / ١١٢.

(٣) بالأصل وم : «عمران ، عن جابر» تحريف ، صوبنا الاسم والسند عن حلية الأولياء.

(٤) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن الحلية.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣ وحلية الأولياء ٤ / ١١٢.

(٦) أقحم بعدها بالأصل : عن أبي علي بن محمد.

(٧) من قوله : وفرة ... إلى هنا سقط من م.


أبي مجلز قال : كنت قاعدا عند ابن عمر ، فقال : أيسرّك أنك خليفة؟ قلت : نعم ، لا ينتطح فيّ عنزان.

قال : ونا جدنا محمّد بن إبراهيم ، نا أبو صالح سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله ، عن ملاوس قال : قال أبو مجلز ما جلست بباب أمير قطّ لا آتيه حتى يبعث إليّ رسوله ، فإذا أرسل إليّ دخلت مع رسوله.

قال : وقال أبو صالح : مات أبو مجلز بظهر الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا إسماعيل بن عثمان النيسابوري.

ح وأخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل ، أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد العارف ، قالا : أنا محمّد بن موسى بن الفضل ، نا أبو عبد الله الصفّار الأصبهاني ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو جعفر الأدمي ، نا معاذ ، عن عمران ـ يعني : ابن حدير ـ قال : كان أبو مجلز يقول : لا تحدث المريض إلّا بما يعجبه.

قال : وكان يأتيني وأنا مطعون فيقول : غدّوا اليوم في الحي كذا وكذا ممن وعدوك فيهم ، قال : فأفرح بذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا (١) أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد قال : قال الهيثم : مات أبو مجلز لاحق بن حميد في ولاية عمر بن عبد العزيز.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام ، عن ابن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا المدائني قال : مات أبو مجلز في ولاية عمر بن عبد العزيز (٢).

قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : أبو مجلز لاحق بن حميد ، مات سنة مائة أو إحدى ومائة (٣).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو

__________________

(١) من هنا إلى : بشران ، مكرر بالأصل.

(٢) تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣.

(٣) المصدر السابق.


سليمان بن زبر ، قال : قال الهيثم : وفي سنة إحدى ومائة مات مسلم بن يسار ، ومقسم مولى ابن عبّاس ، ولاحق بن حميد أبو مجلز. وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : وفي ولاية ابن هبيرة مات أبو مجلز. وذكر خليفة أن ابن هبيرة جمع له العراق سنة ست (٢) ومائة.

أخبرنا أبو الأعزّ ، أنا الجوهري ، أنا ابن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين ، نا الفلّاس قال : ومات أبو مجلز سنة تسع ومائة (٣).

أخبرنا أبو الحسن الخطيب ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري ، قال : قال أبان بن صمعة : لاحق بن حميد السدوسي ، البصري ، مات قبل الحسن بقليل.

قال : ونا البخاري ، قال : وقال يحيى بن سعيد : مات أبو نضرة قبل الحسن بقليل ، وأبو مجلز وبكر قبل الحسن بقليل ، وذكر غير السري بن يحيى قال : مات الحسن سنة عشر ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، قالا : قال أحمد ـ يعني : ابن حنبل ـ عن يحيى بن سعيد : أبو نضرة مات قبل الحسن بقليل ، وأبو مجلز ، وبكر ، قبل الحسن بقليل ، وكان موت الحسن سنة عشر ومائة.

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٣٥.

(٢) كذا بالأصل وم ، والذي في تاريخ خليفة ص ٣٣٥ أن العراق جمعت له سنة ثلاث ومائة من أولها. وفي تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣ نقلا عن خليفة سنة ست ومائة.

(٣). تهذيب الكمال ١٩ / ٥١٣.


٨٠٨٩ ـ لاحق بن محمّد بن أحمد أبو الحسن المالكيّ

حدّث عن تمام بن محمّد.

روى عنه : علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي ، أنا أبو الحسن لاحق بن محمّد بن أحمد المالكيّ ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد الحافظ البجلي ، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة ، نا أبو غسّان مالك بن يحيى ـ بمصر ـ نا يزيد بن هارون ، نا محمّد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا» [١٣٠٣٤].

[قال ابن عساكر :](١) عبيد الله بن محمّد هو تمام الرّازي ، دلّسه الحنائي ليخفى.

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة الحمصي ، فذكر بإسناده مثله ، ولم يقل بمصر.

وقال : أنا محمّد بن إسحاق ، وقال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٨٠٩٠ ـ لاحق بن المبارك بن محمّد بن الحكم

أبو منصور البغدادي ، المعروف بالنقيب

سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقّال.

كتب لي أبو المعمر الأنصاري في رحلتي الأولى ببغداد حديثين لأسمعهما منه ، فسألت عنه فلم أظفر به ، ثم قدم دمشق بعد مدة مديدة ، فسمعتهما منه ، ولم أسمع منه غيرهما. وكان يتزيّا بزيّ الصوفية ، وذكر لي عنه أنه روى بدمشق أشياء بإجازة التميمي أبي محمّد.

أخبرنا أبو منصور لاحق بن المبارك ـ بجامع دمشق ـ سنة تسع وأربعين وخمسمائة ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقّال ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن السوّاق ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، نا بشر بن موسى ، نا سعيد بن منصور ، نا حمّاد بن زيد ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببعض جسدي فقال لي : «يا بن عمر ، كن في الدنيا كأنك غريب ، وكأنك عابر سبيل ، وعدّ نفسك في الموتى» [١٣٠٣٥].

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.


لم أظفر لهذا الشيخ بعد سماعي منه بخبر ، وأظنه مات بعد قراءتي عليه بيسير إلى أن حدّثني ابن ابنه حنظلة أنه توفي بدمشق.

٨٠٩١ ـ لاحق بن مشيع بن أسد أبو الحسن الحزامي الأذرعي

حدّث عن عبد الله بن الحسن بن زنجويه الأصبهاني.

روى عنه : علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي ، أنا أبو الحسن لاحق بن مشيع بن أسد الأذرعي الحزامي ، أنا عبد الله بن الحسن بن زنجويه الأصبهاني ، نا أحمد بن سليمان بن أيوب الأسدي ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا شعيب بن إسحاق ، نا عبيد الله بن عمير ، عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين ، تعير (١) إلى هذه مرة وإلى هذه مرة ، لا تدري أيهما تتبع» [١٣٠٣٦].

٨٠٩٢ ـ لاس بن جرهم ، ويقال : لاشر بن خمير أبو ثعلبة الخشني

يأتي ذكره في باب الكنى إن شاء الله.

٨٠٩٣ ـ لأم بن زبار بن غطيف ، ويقال : لأم بن غطيف بن حارثة بن سعد

ابن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن ربيعة بن جرول

ابن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّىء الطائي (٢)

أخو حلبس وملحان ابني غطيف ، وابن عمّ عدي بن حاتم الجواد بن عبد الله بن سعد بن الحشرج.

شهد صفّين مع معاوية ، وكانوا أخوة عدي بن حاتم لأمّه ، وقد قيل إنّ لأما استخلفه علي بن أبي طالب على المدائن حين توجه إلى صفّين ، فالله أعلم.

٨٠٩٤ ـ لاهز بن قريط بن معدى بن رفاعة (٣)

[وقريظ كنيته أبو الجنوب ، ويثربي (٤) كنيته أبو رمثة له صحبة ، ابن عوف بن وقدان

__________________

(١) وهي المترددة بين القطيعين لا تدري أيهما تتبع ، كما في تاج العروس عير ٧ / ٢٨٥ طبعة دار الفكر.

(٢) جمهرة ابن حزم ص ٤٠٢.

(٣) جمهرة ابن حزم ص ٢١٤ وفيه : لاهز بن قريظ بن سرى بن الكاهن بن زيد بن عصية.

(٤) راجع ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٩٢ وأعاده في الكنى.


المرئي المروزي] أحد دعاة بني العباس.

وفد على محمّد بن علي إلى الحميمة ، ويقال : لاهز بن قريظ بن يثربي بن الكاهن بن زيد بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الأنصاري ـ قراءة عليه ـ أنا الحاكم أبو عبد الله ، أخبرني خلف بن محمّد بن إسماعيل البخاري ، نا أبو عمران موسى بن أفلح ، نا سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم ، حدّثني جعفر بن لاهز بن قريظ بن معدي بن رفاعة ، ومعدي هو أبو رمثة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : سمعت أبي لاهز بن قريظ بن معدي بن رفاعة عن أبيه عن أبي رمثة.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «حسين مني وأنا منه ، هو سبط من الأسباط ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، إن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» [١٣٠٣٧].

قال لاهز بن قريظ : كان جدي قدم هاهنا غازيا في جيش حاتم بن النعمان ، قال لاهز : أخبرني أبي قريظ قال : أتيت مع أبي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إمّا إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه» [١٣٠٣٨].

[قال ابن عساكر :](١) كذا سمي أبو رمثة في هذه الرواية ، وقد قيل : إن اسمه رفاعة بن يثربي [ويقال : يثربي](٢) بن عوف ، والله أعلم.

بلغني أنّ أبا مسلم اتّهم لاهزا في إنذاره نصر بن سيّار منه حين هرب مصر ، فأخذ أبو مسلم لاهزا فقتله سنة ثلاثين ومائة.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن م.

(٢) زيادة منا.


حرف الياء

[ذكر من اسمه](١) [ياسين](٢)

٨٠٩٥ ـ ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن بن محمّد

أبو روح القايني (٣) الصّوفي المعروف بالخشّاب

سمع بخراسان أباه أبا الحسن ، وأبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني ، وأبا جعفر محمّد بن عبد الله بن محمود القايني.

وسمع بمصر : أبا الحسن بن الطفّال ، وأبا الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان بصور ، وأبا الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان ، وأبا الحسن محمد بن علي بن صخر ، ورشأ بن نظيف ، وأبا علي بن أبي نصر ، وأبا القاسم الحنائي ، وعبد العزيز الكتاني بدمشق ، وأبا منصور محمّد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني بآمد.

حدّثنا عنه خالي أبو المعالي القاضي.

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح عن م.

(٢) زيادة منا.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، أعجمت عن م ، والقايني نسبة إلى قاين ، وهي بلد قريب من طبس بين نيسابور وأصبهان (راجع معجم البلدان ٤ / ٣٠٦).


روى عنه : أبو محمّد بن الأكفاني ، وغيث بن علي.

حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد الخشّاب القايني ، الصّوفي قال : سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني ، نا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، نا أبي ، أنا الأوزاعي ، حدّثني حسّان بن عطية ، عن أبي كبشة ، عن عبد الله بن عمرو.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «بلغوا عنّي ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، وحدّثوا عنّي ولا تكذبوا عليّ ، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [١٣٠٣٩].

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي : ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن أبو الحسن القايني ، صوفي ، ابن صوفي ، كان عندهم مميزا محتشما ، قدم علينا عدة دفعات ، حدّثني حمزة بن محمّد عن من حدّثه أن شيخنا أبا روح بن الخشّاب مات بالقدس في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

٨٠٩٦ ـ ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز أبو عتّاب

حدّث عن أبي عبد الملك محمّد بن أحمد الصوري.

روى عنه : أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الصيقلي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ـ ونقلته من خطه ـ نا أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة الطائي ـ بلفظه ـ أنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني ـ بصور ـ نا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الصيقلي ـ إملاء ـ نا ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز أبو عتّاب الدمشقي ، بدمشق ، نا أبو عبد الملك محمّد بن أحمد الصوري ـ بصور ـ نا موسى بن أيوب النصيبي ، نا أبو مسعود الزجاج ، ومعمر ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير ، عن أبي موسى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لما أهبط الله آدم من الجنّة علّمه صنعة كلّ شيء ، وزوّده من ثمار الجنّة ، فثماركم من الجنّة غير أنّ ثمار الجنّة لا تتغير» [١٣٠٤٠].


٨٠٩٧ ـ ياقوت بن عبد الله أبو الدرّ الرّومي التاجر ، عتيق

أبي المعالي أحمد بن علي بن البخاري البغدادي (١)

سمع ببغداد : أبا محمّد عبد الله بن محمّد الصريفيني مع ابن .... (٢) أبي القاسم بن البخاري.

وقدم دمشق عدة دفعات مجتازا إلى دمشق للتجارة ، سمعت منه جزءا فيه سبعة مجالس من أمالي المخلص ، وجزء المزاح والفكاهة للزبير بن بكار ، ولم أجد له سماعا غير هذين الجزأين ، ولم يكن يفهم شيئا غير أن سماعه كان صحيحا.

أخبرنا أبو الدرّ ياقوت بن عبد الله ـ بقراءتي عليه ببغداد ودمشق ـ أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد الصريفيني ، نا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا خلف بن هشام البزار سنة ست وعشرين ومائتين ، نا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا ، فقال : ـ «اللهمّ لا عيش إلّا عيش الآخرة ، فاغفر للمهاجرين والأنصار» [١٣٠٤١].

توفي ياقوت ودفن يوم السبت بعد صلاة الظهر الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بدمشق ، ودفن في سفح جبل قاسيون ، وكان قد قدم من مصر وهو مريض ، فأقام بها مديدة ثم مات.

٩٠٩٨ ـ يانس المؤنسي (٣)

منسوب إلى الأستاذ مؤنس الخادم (٤) الذي وجه إلى حرب [المغاربة لما توجهوا إلى مصر](٥).

ولي يانس إمرة دمشق سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة من قبل الإخشيد ، فلم يزل عليها

__________________

(١) ترجمته في الأنساب (الرومي) ٣ / ١٠٥ والعبر ٤ / ١٢٠ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٧٩ وشذرات الذهب ٤ / ١٣٦ ومشيخة ابن عساكر ٢٣٩ / ب.

(٢) غير مقروءة بالأصل وم.

(٣) ترجمته في أمراء دمشق ص ٩٧ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٣٤٨.

(٤) راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق مخطوط ١٧ / ٤٣٣.

(٥) زيادة عن م.


إلى أن مات الإخشيد في ذي الحجّة سنة أربع وثلاثين فكاتب يانس سيف الدولة ابن حمدان.

[ذكر من اسمه](١) [يحمد](٢)

٨٠٩٩ ـ يحمد (٣) أبو أميّة الشّعباني (٤)(٥)

من أهل دمشق.

روى عن : معاذ بن جبل ، وأبي ثعلبة الخشني ، وكعب الأحبار.

روى عنه : عمرو بن جارية اللّخمي ، وعبد الملك بن سفيان الثقفي ، وعبد السّلام بن مكلبة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيهان ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالوا : أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأحمد بن الحسن ، ومحمّد بن موسى ، قالوا : نا أبو الغنائم محمّد بن يعقوب ، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد ، أنا محمّد بن شعيب ، أنا عتبة بن أبي حكيم الهمداني ، حدّثني عمرو بن جارية اللخمي ، عن أبي أميّة الشّعباني قال :

أتيت أبا ثعلبة الخشني (٦) فقلت : كيف تصنع بهذه الآية؟ قال : أيّة آية؟ قال : قلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)(٧) قال : أمّا والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «بل ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحّا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه ، ورأيت أمرا لا يدان لك به

__________________

(١) الزيادة عن تاريخ مدينة دمشق ، مكان الزيادة فراغ في م وكتب على هامشها : بياض في الأصل ، والكلام متصل في الأصل.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) يحمد : بضم أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه. الشعباني : بفتح أوله وسكون ثانيه.

(٤) زيادة عن م.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٢١ / ٣٩ تهذيب التهذيب ٦ / ١١٣ والتاريخ الكبير ٨ / ٤٢٦ والجرح والتعديل ٩ / ٣١٤.

(٦) أبو ثعلبة الخشني ، اختلف في اسمه واسم أبيه ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢١ / ١٢٢. والخشني نسبة إلى خشين ، قبيلة ، وهم خشين بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

(٧) سورة المائدة ، الآية : ١٠٥.


فعليك نفسه ، ودع عنك أمر العوام ، فإن من ورائك أيام الصبر ، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله» (١) [١٣٠٤٢].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا سليمان بن إبراهيم ، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني ، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف ، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، نا محمّد بن شعيب ، أخبرني عتبة بن أبي حكيم ، حدّثني عمرو بن جارية ، عن أبي أميّة قال :

سألنا أبا ثعلبة الخشني فقلنا : كيف نصنع بهذه الآية؟ قال : أيّة آية؟ قلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) فقال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحّا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه ، ورأيت أمرا لا يدان لك به فعليك بنفسك ودع أمر العوام ، فإن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : سمعت أبا مسهر يقول : اسم أبي أميّة الشّعباني يحمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا العبّاس بن الوليد بن صبيح ، قال : سمعت أبا مسهر يقول : اسم أبي أميّة الشّعباني يحمد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) : يحمد أبو أميّة الشّعباني ، الشامي ، سمع أبا ثعلبة الخشني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن من ورائكم أيام [الصبر ، الصبر](٣) فيهن

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ٤٠ وانظر تخريجه فيه.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٤٢٦.

(٣) بالأصل وم : الصابر ، والمثبت : «الصبر ، الصبر» ، ن التاريخ الكبير.


كقبض على الجمر ، قاله [لي عبد الله](١) بن (٢) عثمان عن ابن المبارك ، عن عتبة (٣) بن أبي حكيم ، عن عمرو بن جارية (٤) اللخمي ، عن أبي أميّة.

كذا قال.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، [أنا أبو العباس النهاوندي](٥) أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري قال : اسم أبي أميّة الشّعباني يحمد الشامي ، سمع أبا ثعلبة الخشني.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :

يحمد أبو أميّة الشّعباني ، الشامي ، روى عن معاذ بن جبل ، وأبي ثعلبة الخشني ، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو أميّة يحمد الشّعباني الشامي ، سمع أبا ثعلبة الخشني ، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو أميّة يحمد الشّعباني شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو أميّة يحمد (٧) الشّعباني.

__________________

(١) الزيادة عن التاريخ الكبير.

(٢) في م ، أبو.

(٣) الأصل وم : عبيد ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٤) بالأصل وم : جابر ، وفي التاريخ الكبير : حارثة.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح وتقويم السند عن م.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٣١٤.

(٧) تحرفت هنا في م إلى : محمد.


أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : أبو أميّة الشّعباني يحمد ، عن أبي مسهر سمعته منه.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ـ قراءة ـ عن أبي الحسين الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول : أبو أميّة الشّعباني اسمه يحمد ، قال أبو سعيد : ولده ببيت الابار ، قال ابن جوصا : حدّثني أبو (١) أميّة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٢) : أبو أميّة يحمد الشّعباني الشامي ، سمع أبا ثعلبة عمرو بن جرثوم ، ويقال : الأشر بن جرهم الخشني ، روى عنه عمرو بن جارية (٣) اللخمي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو صادق الأصبهاني ، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنا أبو أحمد العسكري قال : ويحمد أيضا : الياء مضمومة والحاء ساكنة غير معجمة ، والميم مكسورة ، وتحت الدال نقطة ، هكذا يقول المحصلون من أصحاب الحديث ، ومن يتسامح : بفتح الميم ، اسم أبي أميّة الشّعباني ، شامي ، روى عن معاذ بن جبل ، وأبي ثعلبة الخشني ، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي.

قرأت (٤) على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني قال : أما يحمد فهو أبو أميّة الشّعباني ، اسمه يحمد ، يروي عن أبي ثعلبة الخشني ، حديثه عند الشاميين.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : وأما الشّعباني أبو

__________________

(١) بالأصل وم : أبي.

(٢) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ١ / ٣٣٨ رقم ٢٥٧.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : حارثة ، والمثبت عن م والأسامي والكنى.

(٤) استدرك الخبر التالي بتمامه على هامش م.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٥٤٦.


أميّة الشّعباني ، واسمه يحمد ، يروي عن أبي ثعلبة الخشني ، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي ، حديثه عند الشاميين.

وقال (١) : يحمد بضم الياء وسكون الحاء وكسر الميم.

[قال ابن عساكر :](٢) ووجدته بخط الصوري بفتح الحاء وكسر الميم.

ذكر من اسمه يحيى

٨١٠٠ ـ يحيى بن أحمد بن بسطام أبو مضر العبسي المقرئ

كان يسكن بحجر الذهب.

روى عن : أبي حفص عمر بن مضر.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو مضر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي المقرئ ـ قراءة عليه في داره بحجر الذهب في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ـ نا أبو حفص عمر بن مضر ، نا عبد الله بن يوسف ، حدّثني سلمة بن العيّار ، حدّثني مالك بن أنس ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الله يحبّ الرفق في الأمر كلّه» [١٣٠٤٣].

٨١٠١ ـ يحيى بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن مخلد

أبو عمرو (٣) النّيسابوري المخلدي العدل

رفيق أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران في الرحلة إلى الشام.

سمع المؤمّل بن الحسن ، وأبا حامد ، وأبا محمد (٤) ابني الشرقي ، ومكي بن عبدان ، وأبا بكر محمّد بن حمدون بن خالد.

روى عنه : الحاكم أبو عبد الله.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٢٤.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) في م : عمر.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : «حامد» والتصويب عن م.


كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، نا أبو عمرو المخلدي في دار أبي الحسين الحجاجي ، نا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد ، نا عبد الله بن الحسين المصّيصي ، نا علي بن عيّاش ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن يحيى بن سعيد ، عن صالح بن كيسان : أن إسماعيل بن محمّد أخبره أن نافعا أخبره ، عن ابن عمر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّما يحسد من يحسد على خصلتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه» [١٣٠٤٤].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : يحيى بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن مخلد العدل ، أبو عمرو (١) المخلدي ، وكان من مشايخ أهل البيوتات (٢) ومن العباد المجتهدين ، وقرأ القرآن ، وختن يحيى بن منصور على ابنته ورفيق أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ في أسفاره ، وسماعهما بالعراق [والشام](٣) معا بعد الثلاثين ، وحدث بكتاب التاريخ لأبي بكر بن أبي خيثمة عن ذاك الشيخ الواسطي عنه ، وتوفي ليلة السبت الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

٨١٠٢ ـ يحيى بن أحمد بن الوضين بن عطاء بن [كنانة بن](٤) عبد الله الخزاعي

حكى عن أبيه أحمد نسب جده الوضين.

حكى عنه أبو الحسن بن جوصا ، وقد تقدم ذكر ذلك.

٨١٠٣ ـ يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد

أبو بكر بن أبي طاهر الأزدي السّلماسي (٥) الواعظ (٦)

قدم دمشق سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، ونزل دويرة السميساطي ، وعقد مجلس التذكير ، وكان مولده في ما ذكر سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، وبدأ بسماع الحديث سنة إحدى

__________________

(١) بالأصل وم هنا : أبو عمر.

(٢) بدون إعجام بالأصل وم ، ولعل الصواب ما ارتأيناه.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن م.

(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت اللفظتان عن م.

(٥) السلماسي : هذه النسبة بفتح السين المهملة واللام والميم ، هذه النسبة إلى سلماس وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي (الأنساب ٣ / ٢٧٥).

(٦) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٠.


وثمانين ، واستجاز له أبوه من مشايخ بغداد سنة نيّف وثمانين ، وسمع من أبيه ، وأبي الوفاء خليل بن شعبان بن إبراهيم ، وجماعة من شيوخ أذربيجان.

وسمع بالموصل : أبا بكر محمّد بن القاسم بن الشهرزوري شيخنا ، وأبا القاسم نصر بن محمّد بن أحمد بن صفوان الموصلي ، وسمع بخويّ : أبا عبد الله محمّد بن الهادي بن أحمد بن بعون الدقوقي ، وبمرند (١) شيخنا أبا الفضل نعمة الله بن محمّد العبدوي المرندي (٢) وغيرهم.

سمعت منه جزءا خرج له عن شيوخه ، ولم أجد نسخته عندي ، وعلقت عنه أشياء يسيرة ، وكانت معه كتب كثيرة ، وسماعه فيها قليل ، وصنّف كتابا سمّاه : «باب المدينة» افتتحه يحيى [بن] إبراهيم ، ذكر فيه أحاديث في فضل علي ، لم نسمع يتقرب بذلك إلى الرئيس أبي الفوارس بن الصوفي ، وله (٣) عنده بذلك وقفت على ذلك الكتاب فأبان عن قلة معرفة منه بالحديث ، وكثرة نفاق في الاعتقاد ، ووقعت له على كتاب صنّفه في فضل الأئمة الأربعة : أبي حنيفة ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، ما به بأس ، وكان له نظم ونثر ، وكان ذا ثروة ، وكان معه علمان أسودان من أعلام الخليفة ينصبها على كرسيه وقت وعظه ، وكان يذهب مذهب أحمد بن حنبل في الأصول وينتحل مذهب الشافعي في الفروع ، ومات بعد رجوعه إلى بلده بيسير.

حدّثنا أبو بكر السّلماسي ، أنا أبي أبو طاهر ، أنا القاضي أبو الحسين بندار بن علي البيروتي ، نا أبو الحسن علي بن خارجة ، نا أبو بكر محمّد بن أبي بكر الآجري ، نا عبيد بن عبد الله ، نا سليمان بن عثمان ، نا محمّد بن شعيب ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا إيمان لمن لا يقين له ، ولا يقين لمن لا دين له ، ولا صلاة لمن لا إخلاص له ، ولا زكاة لمن لا نية له ، ولا صوم لمن لا ورع له ، ولا حجّ لعاقّ الوالدين ، ولا جهاد لمن كان على حقوق المسلمين ، ولا توبة لمدمن الخمر ، ولا دين لمن كان في قلبه زيغ وبدعة وضلالة ، ولا وفاء للفاسق ، ولا نور للكذوب (٤) ، ولا راحة للحقود في الدنيا والآخرة ، ولا

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : مريد ، والتصويب عن معجم البلدان ، ومرند بفتح أوله وثانيه ، من مشاهير مدن أذربيجان ، بينهما وبين تبريز يومان (معجم البلدان : مرند ٥ / ١١٠).

(٢) الأصل : وم : المريدي.

(٣) رسمها بالأصل : «معف».

(٤) بالأصل : للكذب ، والمثبت عن م ، والمختصر.


سلامة للحسود في الدنيا والآخرة ، وأنا منهم بريء في الدنيا والآخرة» [١٣٠٤٥].

هذا إسناد مظلم ، وحديثه منكر.

٨١٠٤ ـ يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل أبو بكر الإسكندراني المالكي

سمع بالإسكندرية : أبا العبّاس أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (١) الرازي.

وقدم دمشق ، فسمع بها أبا بكر الخطيب ، وسمع منه أيضا بصور ، وسمع ببيت المقدس : أبا الغنائم محمّد بن محمّد بن الفراء البصري ، وسمع منه أبو طاهر الأصبهاني الحافظ.

كتب إليّ أبو بكر يحيى بن إبراهيم من الإسكندرية ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ـ لفظا ـ بدمشق ، سنة ست وخمسين وأربعمائة ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا هارون بن معروف ، نا أبو إسماعيل المؤدّب ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، علّمني ما أدخل به الجنّة ولا يكثر عليّ ، قال : «لا تغضب» [١٣٠٤٦].

قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا شجاع بن الأشرس ، نا ليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف قال : أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن رجلا قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حدّثني بكلمات أعيش بهن ولا تكثر عليّ فأنسى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اجتنب الغضب» ، فعاد الرجل ، فعاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمثل ذلك ، فعاد الرجل ، فعاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمثل ذلك [١٣٠٤٧].

قرأت بخط أبي طاهر بن سلمة أن يحيى مات سنة أربع عشرة وخمسمائة بالإسكندرية ، وبها ولد.

٨١٠٥ ـ يحيى بن أسامة ، ويقال : ابن زيد ، وهو

يحيى بن أبي أنيسة (٢) أبو زيد الجزري الرّهاوي (٣)

أخو زيد بن أبي أنيسة.

__________________

(١) الأصل : الخطاب ، والمثبت «الحطاب» بالحاء المهملة عن م ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٩٠.

(٢) أنيسة بالتصغير ، كما في التقريب ٢ / ٣٤٣.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ١١٨ وطبقات خليفة ص ٥٨٨ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٤ وتحرف فيه إلى : بجير. والكامل لابن عدي ٧ / ١٨٦ والجرح والتعديل ٩ / ١٢٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٢.


حدّث عن الزهري ، وأبي الزبير محمّد بن مسلم المكّي ، وأبي إسحاق السبيعي ، وأبي داود نفيع بن الحارث النخعي ، ونافع مولى ابن عمر ، وعمرو بن شعيب بن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وبكير بن فيروز ، وعبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد.

روى عنه : عبد الله بن بكر السهمي ، ومروان بن معاوية الفزاري ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ويحيى بن الأجلح الكندي ، وحمّاد بن زيد ، وعبد الرّحمن بن عثمان ، والنضر بن إسماعيل البجلي ، ومحمّد بن سلمة الحرّاني ، والأعمش ، وأبو معاوية الضرير ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحيم بن أبي يزيد الحراني ، ومعافى بن عمران الموصلي ، وشبيب بن سعيد التميمي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الفزاري ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السلمي ، وأبو خيثمة زهير بن معاوية ، وموسى بن أعين ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعبد الرحيم بن سليمان.

وقدم على الزهري الشام.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا إسحاق بن الحسن الحربي ، نا أحمد بن يونس ، نا زهير ، نا يحيى بن أبي أنيسة أن الزهري حدّثهم عن أبي حزابة (١) عن أبيه قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقي بها وتقى نتّقيها هل ذلك رادّ علينا من قدر الله من شيء؟ قال : «إنه من قدر الله» (٢) [١٣٠٤٨].

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري.

ح وأخبرنا أبو محمّد أيضا ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.

قالا : أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي ـ ببغداد ـ نا زيد بن بادويه القصري ، نا يحيى بن المتوكل ، نا يحيى بن أبي أنيسة ، عن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وهو أبو حزامة السعدي أحد بني سعد بن الحارث بن هذيم ، الصحابي. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٠١.

(٢) أشار إلى الحديث في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٠١ وانظر تخريجه فيه.


الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن الحارث بن هشام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» [١٣٠٤٩].

أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا عبد الله بن عمر بن أبان ، نا عبد الرحيم بن سليمان ، عن يحيى بن أبي أنيسة ، وعبد الله بن عمر ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رمى الجمرة بمثل حصى الخذف (١) [١٣٠٥٠].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العز ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) في الطبقة الرابعة من أهل الجزيرة : يحيى بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا عبد الوهّاب بن محمّد ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٣) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٤) في تسمية أهل الجزيرة : يحيى بن أبي أنسية ، وكان أحدث من أخيه زيد بن أبي أنيسة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٥) : في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء والمحدثين : يحيى (٦) بن أبي أنيسة ، كان يسكن الرها ، ومات بها ، وكان أحدث من أخيه زيد ، وكان ضعيفا ، وأصحاب الحديث لا يكتبون حديثه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ قال : سمعت عمر بن محمّد ـ يعني : ابن عمر بن هشام بن أبي زيد الجلي ـ أبا الحسين الحرّاني يقول : سمعت أحمد بن سليمان ـ يعني : الرهاوي ـ

__________________

(١) حصى الخذف يعني صغارا ، والخذف رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبابتيك تخذف به ، أو بمخذفة من خشب ترمي به (تاج العروس : خذف) طبعة دار الفكر.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨٨ رقم ٣٠٨٥.

(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٤.

(٦) تحرفت في طبقات ابن سعد إلى : بجير.


يقول : زيد بن أبي أنيسة ، زيد بن زيد ، واسم أبي أنيسة زيد ، وهو زيد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (١) : سمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري.

ح وأنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو (٢) الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (٣).

ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنا حمزة بن محمّد بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب ، نا البخاري قال : يحيى بن أبي أنيسة الجزري ، أخو زيد ، عن عمرو بن شعيب ، والزهري ليس بذاك ، وسقط الجزري من رواية ابن سهل.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

يحيى بن أبي أنيسة الجزري أخو زيد بن أبي أنيسة ، وهو أصغر من زيد ، روى عن الزهري ، وعمرو بن شعيب ، وبكير بن فيروز ، روى عنه زهير بن معاوية ، وموسى بن أعين ، وإسماعيل بن عيّاش ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، [أنا أبو القاسم](٥) أنا أبو أحمد ، قال : يحيى بن أبي أنيسة أبو زيد الجزري ، وأبو أنسية اسمه أسامة أخو زيد بن أبي أنيسة ، وهو أكبر من زيد ،

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ١٨٧.

(٢) من هنا ... إلى قوله : ومحمد .. سقط من م.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٢.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢٩.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م.


سمعت أبا عزوبة يقول : يحيى بن أبي أنيسة أخو زيد ، كان ينزل الرها ، وبها عقبه.

وأنا أبو أحمد قال (١) : قال عمرو بن علي ، قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : سمعت ابن عيينة يقول : كانوا يجتمعون على كتاب يحيى بن أبي أنيسة عند الزهري.

قال : وأنا أبو أحمد (٢) ، نا صالح ـ يعني : ابن أحمد ـ حدّثني علي قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : يحيى بن أبي أنيسة أحبّ إليّ من هؤلاء الّذين يذكرون الحجّاج بن أرطأة ، وأشعث بن سوار ، ومحمّد بن إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد (٣) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٤) ، نا صالح بن أحمد فذكرها ثم قال ابن أبي حاتم : فذكرت ذلك لأبي فقال : يحيى بن سعيد لم يكتب عن ابن أبي أنيسة ، ولو [كتب](٥) أو رأى حديثه لم يقل هذا ، قال زيد بن أبي أنيسة : أخي يحيى يكذب ولا تخبروا به أحدا ، وحجّاج وأشعث ومحمّد بن إسحاق كلّ هؤلاء أحبّ إليّ من يحيى.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن أحمد الجلودي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجّاج ، حدّثني الفضل بن سهل ، نا وليد بن صالح ، قال : قال عبد الله بن عمرو : قال زيد بن أبي أنيسة : لا تأخذوا عن أخي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا ابن مسعدة ، أنا حمزة ، أنا ابن عدي (٦) ، نا أحمد بن الحسين الصوفي ، حدّثني هارون بن سفيان المستملي ، حدّثني عبد الله بن جعفر الرقّي ، حدّثني عبيد الله بن عمرو قال : قال زيد بن أبي أنيسة : لا تكتب عن أخي ، فإنه كذّاب.

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٧ / ١٨٦.

(٢) المصدر السابق ٧ / ١٨٧.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والمثبت عن م.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٠.

(٥) سقطت من الأصل وم ، وفوق «أو» ضبة فيهما ، إشارة إلى اضطراب المعنى ، وكتب بهامش م : بياض بالأصل والزيادة عن الجرح والتعديل.

(٦) الكامل لابن عدي ٧ / ١٨٧.


أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا علي بن الحسين بن علي بن أيوب ، أنا محمّد بن محمّد (١) ، نا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إسماعيل قال : قرأت عن محمّد بن أحمد بن هارون قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد ، حدّثني هارون بن سفيان قال : سمعت عبد الله بن جعفر الرقّي يقول : سمعت عبيد الله بن عمرو يقول : قال لي زيد بن أبي أنيسة : لا تحملن عن أخي شيئا فإنه كذّاب ـ يعني : يحيى بن أبي أنيسة ـ.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٢) ، أنا ابن حمّاد قال : قال السعدي.

ح وأنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد ، أنا القاسم بن عيسى ، نا إبراهيم بن يعقوب ، قال : سمعت عبد الله بن جعفر يقول : حدّثنا ـ وفي حديث ابن حمّاد : سمعت عبيد الله بن عمرو : أن زيد بن أبي أنيسة كان سيّئ الرأي في أخيه يحيى ، ويرميه بالكذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٣) ، نا زكريا بن يحيى ، نا محمّد بن المثنّى قال : ما سمعت يحيى ولا عبد الرّحمن حدثا عن يحيى بن أبي أنيسة شيئا قط.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو أحمد الجلودي ، أنا إبراهيم بن محمد ، نا مسلم بن الحجّاج ، حدّثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدّثني عبد السّلام الوابصي ، حدّثني عبد الله بن جعفر الرقّي ، عن عبيد الله بن عمرو قال : كان يحيى بن أبي أنيسة كذّابا.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٤) ، نا ابن أبي عصمة ـ يعني : عبد الوهّاب ـ نا أحمد بن أبي يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يحيى بن أبي أنيسة أخو زيد ، متروك الحديث.

__________________

(١) في م : محمد بن عمر بن محمد.

(٢) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ١٨٦.

(٣) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٣٩٣.

(٤) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ١٨٦.


أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (١) ، نا الخضر بن داود ، نا أحمد بن محمّد ـ يعني : الأثرم ـ قال : قال أبو عبد الله : يحيى بن أبي أنيسة ، ليس هو ممن يكتب حديثه ، قيل له : لم يا أبا عبد الله؟ قال : حديثه يدلّك عليه.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٢) ، أنا ابن حمّاد قال السعدي : يحيى بن أبي أنيسة سمعت أحمد بن حنبل يذكره بالذمّ [ويثبّت](٣) أخاه يزيدا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا (٤) عبد الوهّاب ، أنا عبد الجبّار ، أنا العصّار ، نا إبراهيم بن يعقوب قال : سمعت ابن [حنبل يذكره](٥) بالذمّ ويثبت أخاه زيد بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين : ابن أبي أنيسة ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فيحيى بن أبي أنيسة؟ فقال : ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم ، [أخبرنا أبو القاسم ، أخبرنا أبو القاسم](٦) أنا أبو أحمد (٧) ، نا أحمد بن علي ، نا عبد الله الدورقي ، نا يحيى بن معين قال : يحيى بن أبي أنيسة كان أقدم من زيد سنا ، وليس حديثه بشيء ، وزيد ثقة.

قال (٨) : ونا ابن حمّاد ، نا معاوية.

__________________

(١) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٣٩٢.

(٢) الكامل لابن عدي ٧ / ١٨٦.

(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م ، وابن عدي.

(٤) بالأصل : أنا عبد العزيز بن عبد الوهاب.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند قياسا إلى سند مماثل.

(٦) ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٧) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ١٨٦.

(٨) الكامل لابن عدي ٧ / ١٨٦.


ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر ، نا معاوية ، عن يحيى قال : يحيى بن أبي أنيسة ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (١) ، نا أحمد بن محمّد بن العراد ، نا يعقوب بن شيبة ، حدّثني مفضل ، عن يحيى بن معين قال : ابن أبي أنيسة لا تكتب حديثه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا يحيى قال : إسحاق بن أبي فروة ، والحكم الأيلي ، وابن أبي أنيسة لا يكتب حديثهم.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ـ قراءة ـ عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى يقول : يحيى بن أبي أنيسة ضعيف الحديث ، ليس حديثه بشيء (٢).

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٣) ، أخبرني محمّد بن خلف (٤) ، وحدّثني أبو العبّاس القرشي قال : سمعت علي بن المديني يقول : يحيى بن أبي أنيسة ضعيف ، لا يكتب حديثه.

قال : ونا أبو أحمد قال (٥) : وقال عمرو بن علي : يحيى بن أبي أنيسة رجل صدوق ، وكان يتّهم (٦) في الحديث ، وقد اجتمع أصحاب الحديث على ترك حديثه إلّا من لا يعلم.

قال : ونا أبو أحمد ، نا الجنيدي ، نا البخاري قال : يحيى بن أبي أنيسة الجزري أخو زيد ، لا يتابع في حديثه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد ، أنا القاسم بن عيسى ، نا إبراهيم بن يعقوب قال :

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ١٨٦ ـ ١٨٧.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٣١.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ١٨٦.

(٤) الأصل : خالد ، والمثبت عن الكامل لابن عدي.

(٥) الكامل لابن عدي ٧ / ١٨٧ وتهذيب الكمال ١٩ / ٣٢.

(٦) كذا بالأصل : يتهم ، وفي ابن عدي وتهذيب الكمال : يهم ، وهو أشبه.


يحيى بن أبي أنيسة غير ثقة (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٢) : يحيى بن أبي أنيسة أخو زيد ، ضعيف ، لا يكتب حديثه إلّا للمعرفة.

وقال يعقوب في موضع آخر (٣) : يحيى بن أبي أنيسة ومسلمة (٤) بن علي ، وركن الشامي وذكر غيرهم : هؤلاء لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء.

قال : ونا يعقوب قال (٥) : في باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم : يحيى بن أبي أنيسة متروك الحديث ، وأخوه زيد بن أبي أنيسة ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة ، أحمد بن القاسم إجازة ، حدّثني أحمد بن طاهر ، أنا سعيد بن عمرو البردعي في ما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلّم فيهم من المحدّثين : يحيى بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو الحسين وأبو عبد الله ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) : سألت أبي وأبا زرعة عن يحيى بن أبي أنيسة فقالا : ليس بالقوي ، وقال أبي : هو ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : يحيى بن أبي أنيسة متروك الحديث ، جزري.

__________________

(١) الكامل لابن عدي ١٩ / ٣٢.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٥٢.

(٣) المصدر السابق ٢ / ٤٤٩.

(٤) هو مسلمة بن علي الخشني الدمشقي البلاطي ، ترجمته في تهذيب الكمال.

(٥) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ٤٣.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٠.


أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد قال (١) : يقع في رواياته ما يتابع عليه وما لا يتابع عليه ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه.

قال : وأنا أبو القاسم السهمي ، قال : وسئل الدارقطني بحضرتي عن حديث رواه المعافى عن يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في المولود إذا سقط حيّا ولم يستهل : لم يرث ولا يصلّى عليه ، فقال : يحيى متروك الحديث ، وليس عند الزهري عن سعيد المقبري شيء ، إنّما هو سعيد بن المسيّب.

قال : وأنا السهمي ، أنا أبو أحمد (٢) ، أنا محمّد بن جعفر الإمام ، نا إبراهيم بن سعد (٣) الجوهري ، نا خالد بن خداش ، نا علي بن ثابت ، نا جعفر بن برقان قال : رأيت أزقاقا (٤) على جسر الرقة على الإبل فقلت : لمن هذه؟ فقالوا : ليحيى بن أبي أنيسة يهديها للزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : قال يحيى بن معين عن من رأى أزقاق العسل تمرّ على جسر الرقّة يبعث بها يحيى بن أبي أنيسة إلى الزهري.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد قال (٥) : سمعت أبا عروبة يقول : أخبرني أبو فروة أنه مات سنة ست وأربعين ومائة.

٨١٠٦ ـ يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السّيلحيني (٦)

من أهل السّيلحين ، قرية بقرب بغداد (٧).

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ١٩١.

(٢) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ١٨٧.

(٣) كذا بالأصل ، وفي ابن عدي : سعيد.

(٤) كتب على الهامش بالأصل : يعني من العسل.

(٥) الكامل لابن عدي ٧ / ١٨٦.

(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١١ وتهذيب التهذيب ٦ / ١١٤ وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٠ وطبقات خليفة بن خيّاط رقم ٣٢٢٨ وتاريخ بغداد ١٤ / ١٥٧ والجرح والتعديل ٩ / ١٢٦ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٥٩ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥٠٥ وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٦ وشذرات الذهب ٢ / ٢٧. وجاء في تهذيب الكمال : ويقال : السيلحوني ، والسالحيني أيضا.

(٧) كذا بالأصل وم وتهذيب الكمال ، وقال الذهبي في سير الأعلام ٩ / ٥٠٥ والسالحين : من قرى العراق ، راجع معجم البلدان (سالحين).


رحل إلى مصر فسمع بدمشق : سعيد بن عبد العزيز ، وبمصر ابن لهيعة ، والليث بن سعد ، ويحيى بن أيوب ، وبالعراق : حمّاد بن سلمة ، وأبان بن يزيد ، والربيع بن بدر ، وشريكا القاضي ، وحمّاد بن زيد ، وأبا جميع سالما ، وفليح بن سليمان ، وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون.

روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، وعثمان ابنا أبي شيبة ، وهارون بن عبد الله الحمّال ، ومحمّد بن عبد الله المخرمي ، ومحمّد بن سعد ـ كاتب الواقدي ـ ومحمّد بن الحسين بن إشكاب ، وعبّاس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، وأحمد بن ملاعب ، ومحمّد بن عبد الرحيم صاعقة ، ومحمّد بن عبد الله بن أبي الثلج (١) ، وبشر بن موسى الأسدي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو القاسم بن الحصين ، وأبو علي بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو بكر بن مالك ، نا بشر بن موسى ، نا أبو زكريا السّيلحيني ، عن عبد العزيز بن الماجشون ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، ويقول : يهديكم الله ، ويصلح بالكم» [١٣٠٥١].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى في ما قرئ عليه وأنا حاضر ، نا أبو بكر بن مالك ، نا أبو علي بشر بن موسى الأسدي ، نا أبو زكريا يحيى بن إسحاق ، نا جعفر بن كيسان قال : سمعت معادة العدوية تحدّث عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فناء أمتي بالطعن والطاعون» قال : قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفته ، فما الطاعون؟ قال : «غدّة كغدّة الجمل المقيم فيها كالشهيد ، والفارّ منها كالفارّ من الزحف» [١٣٠٥٢].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، وأحمد بن الحسن بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو العزّ الكيلي ، أنا أحمد بن الحسن ، قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) : أبو زكريا

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، ونميل إلى قراءتها : «الملح» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٦١٥ رقم ٣٢٢٨.


السّيلحيني ، اسمه يحيى بن إسحاق البجلي ، مات سنة عشرين ومائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين قال في تسمية من نزل بغداد : أبو زكريا السّالحيني (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني ، نا ابن أبي الدنيا.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا أبو علي بن الفهم.

قالا : نا محمّد بن سعد قال (٢) : في طبقات أهل بغداد : أبو زكريا السّيلحيني ، واسمه يحيى بن إسحاق البجلي ، ذكر أنه من أنفسهم ، قال ابن أبي الدنيا : توفي ببغداد سنة عشر ومائتين ، وانتهت روايته ، وقال ابن الفهم : وكان ثقة ، روى عن يحيى بن أيوب ، وابن لهيعة وغيرهما ، وقد كتب الناس عنه ، وكان حافظا لحديثه ، وكان ينزل بغداد في داره الرقيق ، ومات بها في سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا الأزهري ، أنا محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال : أبو زكريا السّيلحيني البجلي ، ذكر أنه من أنفسهم ، وكان ثقة حافظا لحديثه ، وكان ينزل بغداد في دار الرقيق ، ومات بها في سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) :

يحيى بن إسحاق السّيلحيني أبو زكريا ، سمع يحيى بن أيوب ، وعمارة بن زاذان (٥) ،

__________________

(١) كذا ورد هنا بالأصل وم ، وقد قيل فيه أيضا : السالحيني ، كما مرّ عن تهذيب الكمال ، وهذه النسبة إلى : «سالحين» راجع معجم البلدان.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٣٤٠.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٨.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٥٩.

(٥) قوله : «وعمارة بن زاذان» سقط من التاريخ الكبير.


يقال : إنه يدّعي [أنه](١) من بجيلة ، مات ببغداد سنة عشر ومائتين.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ـ قراءة ـ عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : يحيى بن إسحاق ، أبو زكريا السّيلحيني ، وهو بجلي ، بلغني أنه من أنفسهم توفي سنة عشر ومائتين.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

يحيى بن إسحاق السيلحيني (٣) ، أبو زكريا البجلي ، من أنفسهم ، روى عن حمّاد بن سلمة ، وابن لهيعة ، ويحيى بن أيوب ، وشريك ، روى عنه أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن الحسين بن إشكاب ، ومحمّد بن عبد الله بن أبي الثلج ، مات ببغداد سنة عشر ومائتين ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو زكريا يحيى بن إسحاق السّيلحيني ، سمع حمّاد بن سلمة ، ويحيى بن أيوب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو بكر يحيى بن إسحاق السّيلحيني.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا قال ، والصواب : أبو زكريا.

وقال النسائي في موضع آخر : أبو زكريا يحيى بن إسحاق السّيلحيني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وزيدت للإيضاح عن التاريخ الكبير.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢٦.

(٣) كذا بالأصل ، وفي الجرح والتعديل : السالحيني.

(٤) زيادة منا.


أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني ، يقال إنه من بجيلة ، سمع حمّاد بن سلمة ، ويحيى بن أيوب ، روى عنه محمّد بن إشكاب ، ومحمّد بن الوليد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي المعروف بالسيلحيني ، سمع حمّاد بن سلمة ، وعبد الله بن لهيعة ، وفليح بن سليمان ، وأبان بن يزيد ، ويحيى بن أيوب ، والربيع بن بدر ، وشريك بن عبد الله ، يروي عنه أحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، وعثمان ابنا أبي شيبة ، ومحمّد بن سعد ـ كاتب الواقدي ـ ومحمّد بن الحسين بن إشكاب ، وأحمد بن ملاعب ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وعباس الدوري ، وبشر بن موسى الأسدي وغيرهم.

قال الخطيب (٢) : وأخبرني علي بن الحسن الدقّاق ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، ونا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : يحيى بن إسحاق أبو زكريا السّيلحيني شيخ صالح ، ثقة ، سمع من الشاميين ، ومن ابن لهيعة ، وهو صدوق.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٣) ، أنا أبو بكر الأشناني ، قال : سمعت ابن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : فالسالحيني إيش حاله؟ فقال : صدوق المسكين.

قال أبو سعيد عثمان بن سعيد : هو يحيى بن إسحاق ، روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٤) ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٥) ، أنا علي بن

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٧.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٨.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٨.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : رزيق ، بتقديم الراء.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٧ ـ ١٥٨.


محمّد المالكي ، أنا عبد الله بن عثمان الصفّار ، أنا محمّد بن عمران الصيرفي ، نا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني ، قال : سمعت أبي يقول : كان عبد الرّحمن ينكر حديث مبارك عن الحسن في حل العقد في القبر ـ يعني : على السيلحيني ـ.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : وفيها ـ يعني : سنة عشر ومائتين ـ مات يحيى بن إسحاق السيلحيني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم بن العلّاف ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني.

ح وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد (٢) ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا ابن الفضل ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير ، قالا : نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة عشر ومائتين فيها مات إسحاق السيلحيني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة عشر ومائتين فيها مات أبو زكريا يحيى بن إسحاق السّيلحيني.

٨١٠٧ ـ يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر (٤)

مولى بني مخزوم.

روى عن أبيه.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، وأبو مسهر ، وعلي بن محمّد القرشي المدائني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم ، أنا أبو عبد الله الخطيب ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا أبو عبد الله بن مروان ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ، نا الوليد بن مسلم ، نا يحيى بن إسماعيل

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٧٣ (ت. العمري).

(٢) تحرفت بالأصل إلى : سعد ، والمثبت عن م.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٨.

(٤) ترجمته في التاريخ الكبير ٨ / ٢٦١ والجرح والتعديل ٩ / ١٢٦.


يعني : ابن عبيد الله ، عن أبيه ، عن أم الدّرداء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)(١) قال : «يغفر ذنبا ، ويكشف كربا ، ويجيب داعيا ، ويرفع قوما ويضع آخرين» [١٣٠٥٣].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو عبد الله العبدي ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، أخبرني عمر بن بكير ، عن علي بن محمّد القرشي ، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه قال (٢) :

استشهد ابن لأبي أمامة الحمصي ، فكتب إليه عمر : الحمد لله على آلائه وقضائه وحسن بلائه ، [قد بلغني](٣) الذي ساق إلى عبد الله بن أبي أمامة الشهادة ، فقد عاش بحمد الله في الدنيا مأمونا ، وأفضى إلى الآخرة شهيدا ، فقد وصل إليكم من الله خير كثير (٤) إن شاء الله.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) : يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، مولى بني مخزوم ، الشامي.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :

يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، مولى بني مخزوم ، أخو عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله ، روى عن أبيه ، روى عنه الوليد بن مسلم ، وأبو مسهر ، سمعت أبي يقول ذلك ، سألت أبي عنه فقال : ليس به بأس.

__________________

(١) سورة الرحمن ، الآية : ٢٩.

(٢) الخبر في التعازي والمرائي للمبرد ص ٤٧.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لاقتضاء السياق عن التعازي والمرائي.

(٤) بالأصل : كبير ، والمثبت عن م ، والتعازي والمرائي.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦١.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢٦.


أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ـ قراءة ـ عن أبي الحسين الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عبد الغفّار ، وعبد العزيز ، وعبد الحكيم ، وقال ابن عتّاب : وعبد الحليم ، ويحيى بنو إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، القرشي ، [المخزومي](١) دمشقي.

٨١٠٨ ـ يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان (٢) بن مشنّج (٣)

ابن عبد عمرو بن عبد العزّي بن أكثم بن صيفي بن شريف بن محاسن

ذي الأعواد بن معاوية بن رياح بن حروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم

ابن أد بن طابخة أبو محمّد التميمي الأسيّدي المروزي (٤)

قاضي القضاة للمأمون.

حدّث عن عبد الله بن إدريس ، والفضل بن موسى السيناني ، ووكيع بن الجرّاح ، والنضر بن شميل ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن المبارك ، وحفص بن عبد الرّحمن النيسابوري ، ويحيى بن الضريس ، ومهران بن أبي عمر الرازيين ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعيسى بن يونس ، وعلي بن عيّاش الحمصي ، وأبي توبة الحلبي (٥) ، والمأمون.

روى (٦) عنه : محمّد بن إسماعيل البخاري ، وأبو حاتم الرّازي ، وأبو عيسى الترمذي ،

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وزيدت عن م.

(٢) في تبصير المنتبه : سمعان بكسر السين (٤ / ١٢٨٩) ، والمثبت بفتحها عن وفيات الأعيان.

(٣) عن وفيات الأعيان ٦ / ١٦٤ وبالأصل وم : شيخ ، وضبطت كما قيدها ابن خلكان بضم الميم وفتح النون المشددة وفتح الشين.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٨٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ١١٧ ووفيات الأعيان ٦ / ١٦٤ وتاريخ بغداد ١٤ / ١٩١ ومروج الذهب (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس) وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥ وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٦١ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٣ والجرح والتعديل ٩ / ١٢٩ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٦١ والأغاني ٢٠ / ٢٥٥.

والأسيّدي هذه النسبة إلى أسيّد بن عمرو ، بطن من تميم.

(٥) هو الربيع بن نافع الحلبي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ١٥٠.

(٦) من قوله : الدراوردي ... إلى هنا سقط من م.


وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأخوه حمّاد بن إسحاق ، ومحمّد بن إبراهيم البرتي (١) ، وأبو عيسى بن العرّاد (٢) ، وأبو علي الحسن (٣) بن أحمد بن عبد الله المالكي ، وعبد الله بن محمود المروزي ، والقاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن الجدّي.

وقدم دمشق مع المأمون.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود (٤) ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن الجدّي ، نا يحيى بن أكثم ، نا جرير ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود البدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن مما أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى : إذا لم تستحي (٥) فاصنع ما شئت» [١٣٠٥٤].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ، أنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنا أبو بكر الميانجي ، نا أبو عيسى بن عرّاد ـ ببغداد ـ نا يحيى بن أكثم ، نا عبد الله بن إدريس ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضرب وغرّب (٦) ، وأن أبا بكر ضرب وغرّب ، وأن عمر ضرب وغرّب [١٣٠٥٥].

قال القاضي الميانجي : هكذا حدّثناه ابن عرّاد عن يحيى بن أكثم ، وهذا الحديث إنما هو معروف عن أبي كريب ، وأنه المنفرد به.

رواه الترمذي في جامعه عن يحيى بن أكثم ، ورواه أبو بكر الخطيب (٧) في تاريخه عن أبي الحسين بن أبي نصر ، وذكر كلام الميانجي ، ثم قال في ما أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب : الأمر على ما ذكر إلّا أن جماعة قد رووه عن عبد الله بن إدريس هكذا مرفوعا متصلا ، ولم يكن فيهم ثبت سوى أبي كريب.

ورواه يوسف بن محمّد بن سابق عن ابن إدريس ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا ، وخالفه محمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبو سعيد الأشج ، فروياه عن ابن

__________________

(١) تقرأ بالأصل وم : البري ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) واسمه : أحمد بن محمد بن موسى بن العراد البغدادي البزاز.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : الحسين.

(٤) من قوله : المروزي ... إلى هنا سقط من م.

(٥) كذا بالأصل وم والمختصر.

(٦) يعني في حدّ الزّنا.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩١ ـ ١٩٢.


إدريس عن عبيد الله (١) ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن أبا بكر ضرب وغرّب ، وأن عمر ضرب وغرّب ، ولم يذكرا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو الصواب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أحمد بن عبد الله بن الفرج ، نا أحمد بن إبراهيم ـ يعني : ابن عبادل ـ نا أحمد بن إبراهيم بن هشام ، حدّثني أبي قال : لما دخل المأمون مسجد دمشق ومعه أبو إسحاق المعتصم ، ويحيى بن أكثم ، فذكر حكاية.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا العبّاس المحبوبي يقول : سمعت محمّد بن جابر الفقيه يقول : سمعت هشام بن عمّار يقول : جلس (٢) يحيى بن أكثم هاهنا ، وأشار إلى موضع في مسجد دمشق ، وذكر حكاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد بن الكتاني ، أنا أبو محمّد العدل ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، حدّثني سليمان ـ وهو ابن عبد الرّحمن ـ قال : سمعت يحيى بن أكثم يسأل أبا مسهر عن وفاة سليمان بن موسى ، فلم يجب في ذلك بشيء.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

يحيى بن أكثم التميمي المروزي ، وهو ابن أكثم بن محمّد الأسيّدي (٥) ، روى عن الفضل بن موسى ، وابن إدريس ، ووكيع ، سمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : كتبت عنه بمكّة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، نا الصوري.

__________________

(١) الأصل وم : عبد الله ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) الأصل : «حد» والمثبت عن م.

(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي ٢ / ٦٩٥.

(٤) الجرح والتعديل ٩ / ١٢٩.

(٥) كذا بالأصل وم : «الأسيدي» وفي الجرح والتعديل : «الأسدي» وبهامشه عن إحدى نسخه : الأسيدي.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٧.


ح وقرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي.

قالا : أنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد يحيى بن أكثم أحد الفقهاء ـ زاد الوائلي : مروزي ، روى عن ابن المبارك ، وعن جرير ، ووكيع ، وقالا : روى عنه علي بن المديني ، ومحمّد بن علي بن الحسن بن شقيق.

أنبأنا أبو جعفر [بن](١) أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو زكريا يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن الأسيّدي ، ويقال : التميمي ، المروزي ، القاضي ، سمع محمّد بن جعفر الهذلي ، ويحيى بن سعيد القطّان ، كنّاه لنا الثقفي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : يحيى بن أكثم القاضي ، يكنّى أبا محمّد ، بغدادي ، قدم مصر مع المأمون سنة سبع عشرة ومائتين ، وكتب عنه بمصر ، ورجع مع المأمون إلى بغداد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن (٢) بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنا محمّد بن نعيم ، قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الشيباني يقول : سمعت أبي يقول : قال رجل ليحيى بن أكثم : يا أبا زكريا ، فقال له يحيى : قست فأخطأت ، وكانت كنيته أبو محمّد.

قال الخطيب (٤) : وأخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ النيسابوري قال : يحيى بن أكثم بن محمّد التميمي ، أبو محمّد القاضي المروزي ، كان من أئمة أهل العلم ، ومن نظر له في كتاب «التنبيه» عرف تقدمه في العلوم.

قال الخطيب : وأنا التنوخي قال : قال طلحة بن محمّد بن جعفر : ويحيى بن أكثم

__________________

(١) سقطت من الأصل وزيدت عن م.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والمثبت عن م.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٣.

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٧.


أحد أعلام الدنيا ، ومن قد اشتهر أمره وخبره ، ولم يستتر عن الكبير والصغير من الناس فضله وعلمه ورئاسته ، وسياسته لأمره ، وأمر أهل زمانه من الخلفاء والملوك ، واسع العلم بالفقه ، كثير الأدب ، حسن العارضة (١) ، قائم بكل معضلة ، غلب على المأمون ، حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا ، وكان المأمون ممن برع في العلوم ، فعرف من حال يحيى بن أكثم وما هو عليه من العلم والعقل ما أخذ بمجامع قلبه ، حتى قلّده قضاء القضاة وتدبير أهل مملكته ، فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلّا بعد مطالعة يحيى بن أكثم ، ولا يعلم أحدا غلب على سلطانه في زمانه إلّا يحيى بن أكثم ، وابن أبي دؤاد (٢).

قال الخطيب (٣) : يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج ، من ولد أكثم بن صيفي التميمي ، يكنى أبا محمّد ، وهو مروزي ، سمع عبد الله بن المبارك ، والفضل بن موسى السيناني ، وحفص بن عبد الرّحمن النيسابوري ، ويحيى بن الضريس ، ومهران بن أبي عمر الرازيين ، وجرير بن عبد الحميد الضبّي ، وعبد الله بن إدريس الأودي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعيسى بن يونس ، ووكيع بن الجراح ، وعلي بن عيّاش الحمصي ، وأبا توبة الحلبي ، روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري ، وأبو حاتم الرّازي ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأخوه حمّاد بن إسحاق ، ومحمّد بن إبراهيم البرتي (٤) ، وأبو عيسى بن العرّاد ، وغيرهم ، وكان عالما بالفقه ، بصيرا بالأحكام ، ولّاه المأمون القضاء ببغداد.

قال الخطيب (٥) : وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : لما سمع يحيى بن أكثم بن ابن المبارك وكان صغيرا صنع أبوه طعاما ودعا الناس ثم قال : اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي [بن منير](٦) بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، قال : قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي :

__________________

(١) رسمها بالأصل وم : العاصره.

(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : داود ، والتصويب عن تاريخ بغداد.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩١.

(٤) تقرأ بالأصل وم : البري ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٢.

(٦) اللفظتان استدركتا عن م.


ومن فقهاء أهل خراسان : الضحّاك بن مزاحم ، وإبراهيم الصائغ ، قتله أبو مسلم ، وعبد الله بن المبارك ، والنضر بن محمّد المروزي ، وبعد هؤلاء : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهوية ، ويحيى بن أكثم (١).

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ، أنا أبو الفضل بن خميرويه الهروي ، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد الشامي ، عن أبي داود السنجي ، قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : كنت عند سفيان فقال : ابتليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من جالس أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من أعظم مني مصيبة ، فقلت : يا أبا محمّد ، الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا أعظم مصيبة منك.

قال (٣) : وأنا الجوهري ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد ، نا أبو بكر الصولي ، نا الكديمي ، نا علي بن المديني قال : خرج سفيان بن عيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر فقال : أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد ، وجالس أبا سعيد الخدري ، وجالست عمرو بن دينار وجالس جابر بن عبد الله ، وجالست عبد الله بن دينار ، وجالس ابن عمر ، وجالست الزهري وجالس أنس بن مالك ، حتى عدد جماعة ، ثم أنا أجالسكم ، فقال له حدث في المجلس : أتنصف (٤) يا أبا محمّد؟ قال : إن شاء الله ، قال له : والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بك أشد من شقائك بنا ، فأطرق وتمثّل بشعر أبي نواس (٥) :

خلّ جنبيك لرام

وامض عنه بسلامه

مت بداء الصمت خير

لك من داء الكلام

فسأل : من الحدث؟ فقالوا : يحيى بن أكثم ، فقال سفيان : هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء ـ يعني : السلطان ـ.

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٤.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٢.

(٣) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٢ ورواه ، من طريق محمد بن يونس الكديمي ، المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٥.

(٤) الأصل وم : «انتصف» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) البيتان في ديوان أبي نواس ص ٦٢٠ (طبعة بيروت) من قصيدة بعنوان : داء الصمت.


قال (١) : وأنا أحمد بن الحسين حدثنا (٢) محمّد بن عبد الله بن بخيت الدقّاق ، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع البخاري ، أنا خلف بن محمّد الخيام ، نا سهل بن شاذويه قال : سمعت عليا ـ يعني : ابن خشرم ـ يقول : أخبرني يحيى بن أكثم أنه صار إلى حفص بن غياث ، فتعشى عنده ، فأتى حفص بعسّ فشرب منه ، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له : يا أبا بكر ، أيسكر كثيره؟ قال : أي والله ، وقليله ، فلم يشرب.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن علي بن الحسن ، نا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٣) ، نا يحيى بن علي الدسكري ، أنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ.

ح وأخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ.

قال : سمعت صالح بن محمّد ـ يعني : أبا الفضل بن شاذان ـ يقول : سمعت منصور بن إسماعيل يقول : ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وهو شاب ابن إحدى وعشرين سنة ـ أو كما قال ـ قال : فاستزري ـ وقال أبو الفرج : فاستزروا ـ به مشايخ البصرة واستصغروه ، فقالوا : كم سن القاضي؟ قال : سن عتاب بن أسيد حيث ولاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مكّة.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٤) ، أنا الحسن بن أبي بكر قال : ذكر أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري أنه سمع أبا حازم القاضي يقول ـ زاد ابن خيرون : سمعت أبي يقول وقالا : ـ ولي يحيى بن أكثم القاضي البصرة وسنّه عشرون أو نحوها ، قال : فاستصغره (٥) أهل البصرة ، فقال له أحدهم : كم سنو القاضي؟ قال : فعلم أنه قد استصغر ، فقال : أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجّه به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا على أهل مكة يوم

__________________

(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٣.

(٢) بالأصل وم : «بن» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨ ـ ١٩٩.

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٩.

(٥) بالأصل : فاستصغروه» والمثبت عن م ، وتاريخ بغداد.


الفتح ، وأنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا على أهل اليمن ، وأنا أكبر من كعب بن سور الذي وجّه به عمر بن الخطاب قاضيا على أهل البصرة ، قال : وبقي سنّه لا يقبل بها شاهدا ، قال : فتقدم إليه أبي ـ وكان أحد الأمناء ـ فقال له : أيها القاضي ، قد وقفت الأمور وترتبت. قال : وما السبب؟ قال : في ترك القاضي قبول الشهود ، قال : فأجاز في ذلك اليوم شهادة سبعين شاهدا.

قال (١) : وأخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنا محمّد بن نعيم الضبي ، قال : سمعت أبا منصور محمّد بن القاسم العتكي يقول : سمعت الفضل بن محمّد الشعراني يقول : سمعت يحيى بن أكثم يقول : القرآن كلام الله ، فمن قال : مخلوق يستتاب ، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه.

قال (٢) : وأنا علي بن طلحة المقرئ ، أنا محمّد بن العبّاس ، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله (٣) ، حدّثني عمّي من حفظه غير مرة قال : سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن أكثم؟ فقال : ما عرفناه ببدعة.

قال (٤) : وأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، نا محمّد بن العبّاس ، نا محمّد بن هارون بن المجدر ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وذكر يحيى بن أكثم عند أبي فقال : ما عرفت فيه بدعة ، فبلغت يحيى ، فقال : صدق أبو عبد الله ، ما عرفني ببدعة قط.

قال : وذكر له ما يرميه (٥) الناس ، فقال : سبحان الله ، سبحان الله ، ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا.

قرأت على أبي محمّد طاهر بن سهل بن بشر ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، نا إسماعيل بن علي الخطبي ، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة قال : قال لي بعض أصحابنا : سمعت يحيى بن أكثم يقول : وليت القضاء وقضاء القضاة ، والوزارة ، وكذا وكذا ، ما سررت بشيء كسروري بقول المستملي من ذكرت رضي الله عنك (٦).

__________________

(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : موسى بن عبد الله.

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : يريب.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٨.


أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين (١) ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ ، نا عبد الله بن محمود ـ بمرو ـ قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : كنت قاضيا وأميرا ووزيرا وقاضيا على القضاة ، ما ولج سمعي أحلى من قول المستملي من ذكرت رضي الله عنك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتاني ، نا العلاء بن حزم ، نا علي بن بقاء ، نا عبد الغني بن سعيد ، حدّثني الحسن بن إسماعيل الغسّاني الضرّاب ، قال : سمعت أباك أبا بشر سعيد بن علي يقول : سمعت أحمد بن يحيى بن أبي المهاجر.

ح وأنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه ، أنا أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن حمزة الحسيني ، بانتقاء أبي نصر السجزي الحافظ عليه بمصر ، وكتبته عنه بخطي ، أنا أبو نزار أحمد بن عبد القوي بن جبريل ، نا أبو النجا ، وهو محمّد بن المطهّر الفارض ـ قال : سمعت أحمد بن يحيى بن أبي المهاجر.

يقول : سمعت يحيى بن عثمان بن صالح يقول : سمعت يحيى بن أكثم قاضي القضاة يقول : جالست الخلفاء ، وناظرت العلماء ، فلم أر شيئا أحلى من قول المستملي : من ذكرت يرحمك الله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك ـ إجازة ـ أخبرني أبو أيوب العثماني الضرير.

ح وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٢) ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق أنّ أبا أيوب العثماني الضرير أخبرهم [قال :](٣) أخبرني بعض الأدباء عن بكر بن أحمد البزار البصري (٤) أنه دخل على يحيى بن أكثم فقال له : أيها القاضي ، أتأذن لي في الكلام ، فإنّ مجلسك مجلس حكم ، فقال له : قل ، فأنشأ يقول :

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن م.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٤.

(٣) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : النضري.


ما ذا تقول كلاك الله في رجل

يهوى عجوزا أراها بنت تسعين

قال : فنكت القاضي في الأرض ورفع رأسه وأنشأ يقول :

يبكي عليه وقد حقّ البكاء له

إنّ العجوز لها حين من الحين

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن (١) ، نا ـ الخطيب (٢) ، أنا التنوخي ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثني أحمد بن جعفر الصباغ ، نا إسماعيل بن إسحاق قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : اختصم إليّ هاهنا في الرصافة الجد الخامس يطلب ميراث ابن ابن ابن ابنه.

قال (٣) : وأخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصميري ، نا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي ، نا أبو العيناء ، نا أحمد بن أبي دؤاد (٤) قال الصولي : وحدّثنا محمّد بن أبي (٥) موسى بن حمّاد ، نا المشرف بن سعيد ، نا محمّد بن منصور ـ واللفظ لأبي العيناء ـ قال : كنا مع المأمون في طريق الشام ، فأمر فنودي بتحليل المتعة ، فقال لنا يحيى بن أكثم : بكّرا غدا إليه ، فإن رأيتما للقول وجها فقولا ، وإلّا فاسكتا إلى أن أدخل ، قال : فدخلنا إليه وهو يستاك ويقول : وهو مغتاظ ، متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلى عهد أبي بكر ، وأنا أنهى عنهما ، ومن أنت يا أحول حتى تنهى عما فعله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر؟ فأومأت إلى محمّد بن منصور أن أمسك رجل يقول في عمر بن الخطّاب ما يقول نكلمه نحن؟ فأمسكنا وجاء يحيى ، فجلس وجلسنا. فقال المأمون ليحيى : ما لي أراك متغيرا؟ قال : هو غمّ يا أمير المؤمنين ، لما حدث في الإسلام ، قال : وما حدث؟ قال : النداء بتحليل الزنا ، قال : الزنا؟ قال : نعم ، المتعة زنا ، قال : ومن أين قلت هذا؟ قال : من كتاب الله ، وحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إلى قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ)(٦) يا أمير المؤمنين ، زوجة المتعة ملك يمين؟ قال : لا ، قال : فهي الزوجة التي

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٦ ـ ١٩٧.

(٣) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر بطوله في تاريخ بغداد ١٩٩ / ـ ٢٠٠.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : داود ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : بن موسى.

(٦) سورة المؤمنون : الآيات ١ ـ ٧.


عنى الله ترث وتورث ، وتلحق الولد ولها شرائطها؟ قال : لا ، قال : فقد صار متجاوز هذين من العادين ، وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن عبد الله والحسن ابني محمّد بن الحنفية عن أبيهما محمّد ، عن علي بن أبي طالب قال : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها ، بعد أن كان أمر بها ، فالتفت إلينا المأمون فقال : أمحفوظ هذا من حديث الزهري؟ فقلنا : نعم يا أمير المؤمنين ، رواه جماعة منهم مالك ، فقال : أستغفر الله ، نادوا بتحريم المتعة ، فنادوا بها.

قال الصولي : فسمعت إسماعيل بن إسحاق يقول : وقد ذكر يحيى بن أكثم فعظم أمره وقال : كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله ، وذكر هذا اليوم. فقال له رجل : فما كان يقال؟ قال : معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد ، وكانت كتبه في الفقه أجلّ كتب ، فتركها الناس لطولها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن (١) عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن موسى بن الحسين ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الربعي ، أنا أبو أحمد العباسي محمّد بن عبد الله بمكّة ـ نا اليمان بن عباد البصري ، نا مسلم بن حاتم الأنصاري قال :

كنا يوما عند زهير البابي (٢) نعوده ، وإذا نحن برجل يقول في الدار : يا جارية ، يا غلام ، قال : فأشرف عليه بعض من كان يخدمه ، فقال : من هذا؟ قال : أخبر أبا عبد الرّحمن أن القاضي بالباب ، قال : فجاء فأخبره ، قال : فقال زهير : ما لي وللقاضي ، وما للقاضي ولي ، قال : وقد كان جاءه قبل ذلك بيوم فحجبه ، قال : فقدم إليه رجلين من أمنائه : العيشي وإسحاق بن حمّاد بن زيد ، قال : وقال لهما : إنّي قد ذهبت إلى زهير اليوم فحجبني ، فاغدوا عليه وكونا عنده حتى أجيء ، فإن أذن لي فذاك وإلّا فسهّلا أمري ، قال : فأقبل عليه العيشي ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن قاضي أمير المؤمنين جاء يعودك إن رأيت أن تأذن له ، قال : يا عيشي أنت أيضا من هذا الضرب ، ما للقاضي وعيادة زهير؟ قال : فأقبل عليه ابن حمّاد بن زيد فقال : يا أبا عبد الرّحمن ، إن رأيت أن تأذن له ، فلعله أن يسمع منك كلمة ينفعه الله بها ،

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : بن ، والمثبت عن م.

(٢) البابي نسبة إلى باب الأبواب ، موضع بالثغور ، وهي مدينة دربند على بحر الخزر ، وعليها سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا. وهو زهير بن نعيم أبو عبد الرحمن البابي السلولي العجلي ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٣٥٠.


قال : فما زالا بالشيخ حتى قال : ائذنوا له ، قال : فصعد إلينا يحيى بن أكثم وهو يومئذ كهل وعليه كسوة عجيبة ، قال : فتخشخش جميع من في البيت ، قال : وزهير لا يتحرك ، قال : حتى جلس يحيى ، فانكبّ على رأسه فقبّله ثم قال : يا أبا عبد الرّحمن كيف أصبحت؟ كيف تجدك؟ قال : أنا بخير والحمد لله ، وأنا في عافية ، قال : جعلك الله بخير يا أبا عبد الرّحمن ، جئتك أمس فمنعتني ، وجئتك اليوم ، فكدت أن لا تأذن لي ، بلغك عني أمر تكرهه؟ اشتكاني إليك أحد؟ تظلم أحد من قبلي ، فأستغفر الله وأرجع وأتوب ، إلى أن قال [في](١) كلامه ، والله يا أبا عبد الرّحمن ما تركت ، قال : فقال زهير : خذوا بيدي ، قال : فأخذوا بيده ، فجلس فقال : يا يحيى ، من لم يدعك؟ ضربت سوطا قط! أخذ من مالك دينار قط! حبست يوما إلى الليل قط ، قال : لا ، والله ، ولكن ما أرى الله أتى بك من أقاصي مرو ، وقلّدك هذه القلادة لخير يريده بك ، قال : فجعل يبكي ، ثم قال له في آخر كلامه : يا أبا عبد الرّحمن لك حاجة توصي بها بشيء؟ قال : ما لي إليك حاجة إلّا أن تؤثر الله على ما سواه.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا جدي السيّد أبو المعالي عمر بن القاضي أبي عمر محمّد بن الحسين البسطامي ، نا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني يقول : سمعت جدي يقول (٢) : سمعت يحيى بن أكثم يقول : كان لي أخ مروزي ، فكان يكتب إليّ في الأحايين ، وما كتب إليّ إلّا انتفعت بكتابه ، قال : فكتب إليّ مرة : بسم الله الرّحمن الرحيم ، يا يحيى اعتبر بما ترى ، واتّعظ بما تسمع قبل أن تصير عبرة للناظرين ، وعظة للسامعين ، قال : قلت : لقد جمع فيه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد [بن الحسين ، أنا أبو عبد](٣) الله الحافظ ، نا أبو سعيد موفق بن محمّد بن الجراح الهروي الأديب ، نا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن [سعيد ، نا محمّد بن](٤) عبد الكريم المروزي قال : لما ولي يحيى بن أكثم القضاء كتب إليه أخوه عبد الله بن أكثم من مرو ، وكان من الزهّاد :

__________________

(١) سقطت من الأصل وم.

(٢) من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٦.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م لتقويم السند.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م.


ولقمة بجريش الملح آكلها

ألذّ من تمرة تحشى بزنبور

وأكلة قربت للهلك صاحبها

كحيّة الفخّ دقّت عنق عصفور

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (١) ، أنا محمّد بن الحسن (٢) بن محمّد المتوثي ، أنا محمّد بن الحسن بن زياد النقاش أن أحمد بن يحيى ثعلبا أخبرهم أنا أبو العالية الشامي ـ مؤدب ولد المأمون ـ قال : لقي رجل يحيى بن أكثم وهو يومئذ على قضاء القضاة ، فقال له : أصلح الله القاضي ، كم آكل؟ قال : فوق الجوع ودون الشبع ، قال : فكم أضحك؟ قال : حتى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك ، قال : فكم أبكي؟ قال : لا تملّ البكاء من خشية الله تعالى ، قال : فكم أخفى من عملي؟ قال : ما استطعت ، قال : فكم أظهر منه؟ قال : ما يقتدي بك البر الخير ، ويؤمن عليك قول الناس ، فقال الرجل : سبحان الله ، قول قاطن ، وعمل ظاعن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا الحاكم أبو محمّد منصور بن محمّد بن محمّد ، نا أبو إسحاق ، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم قال : سمعت محمّد بن منصور الطوسي قال (٣) : سمعت يحيى بن سعيد اليماني يقول : قال يحيى بن أكثم : من خالط الناس داراهم ، ومن داراهم راآهم.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسين محمّد بن يعقوب الأصبهاني الأديب يقول : سمعت بشر بن موسى الأسدي ينشد ليحيى بن أكثم القاضي في رجل من القضاة قد كان استخف بحقوقه ، ثم رجع (٤) إلى خدمته :

ذهبت بنضرة وجهك الأيام

ولقد مضى زمن وأنت إمام

ما كان ضرّك لو ذخرت ذخيرة

تبقى لصاحبها يد وذمام

فاليوم إذ نزل البلاء بك زرتنا

هيهات ما منّا عليك سلام

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٠.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : الحسين.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧.

(٤) بالأصل : ذهب ، والمثبت عن م.


الخطيب (١) ، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون النحوي الكوفي ، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد ، نا وكيع ، أخبرني أبو بكر محمّد بن علي ورّاق المخرمي ، حدّثني قاسم بن الفضل قال : قرأت كتابا ليحيى بن أكثم بخطه إلى صديق له :

جفوت وما في ما مضى كنت تفعل

وأغفلت من لم تلفه (٢) عنك يغفل

وعجّلت قطع الوصل في ذات بيننا

بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل

فأصبحت لو لا أنني ذو تعطّف

عليك بودي صابر متحمّل

أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى

إلى الله فيها المشتكى والمعول

فأقسم لو لا أنّ حقك واجب عليّ

وإنّي بالوفاء موكّل

لكنت عزوف النفس عن كلّ مدبر

وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل (٣)

فإنّ مصاب المرء في أهل وده

بلاء عظيم عند من كان يعقل

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنشدنا أبو القاسم عبد الصّمد الخولاني ، أنشدني إسماعيل بن علي الخزاعي ـ يعني : ابن أخي دعبل ـ أنشدني (٤) أبي ، أنشدنا القاضي يحيى بن أكثم :

أما ترى كيف طيب ذا اليوم

وكيف سالت مدامع الغيم

وكيف سرى الندا بأدمعه

فهبّ نوّاره من النوم

لو سيم ذا اليوم لاشتراه

أخو اللهو ولو كان غالي السّوم

ونحن ظامون في صبيحتنا

فامنن علينا بشرب ذا اليوم

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أنا محمّد بن العبّاس ، قال : سمع أبا أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلّاب يقول : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول : جاء رجل يسأل يحيى بن

__________________

(١) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٣ ـ ١٩٤.

(٢) الأصل وم : يلقه ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) زيد بعده في تاريخ بغداد ، وقد سقط من الأصل وم :

ولكنني أرعى الحقوق وأستحي

وأحمل من ذي الود ما ليس يحمل

(٤) بالأصل : أنشدت ، والمثبت عن م ، والمختصر.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٧.


أكثم فقال له : إيش قوسمت فيّ؟ أنا قاضي (١) والقاضي يأخذ ولا يعطي ، وأنا من مرو وأنت تعرف ضيق أهل مرو ، وأنا من تميم ، [والمثل إلى بخل تميم](٢).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن موسى بن الحسين ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبو جعفر الطحاوي ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي قال :

لما قدم علينا يحيى بن أكثم مع المأمون كان ينظر في أمور الناس ، فدخل إليه رجل في يوم من الأيام ، فكلّمه بكلام لا يصلح له أن يكلّمه به ، فأمر بحبسه ، فلمّا كان في العشيّ ركب إليه المشايخ ، فحدّثني ابن ذكوان وكان فيهم ، قال : فكلّمناه وسألناه تخليته ، قال : فقال : ما أنا حبسته ، فكأنا أنكرنا (٣) ذلك من قوله ، قال : الحقّ حبسه ، والحقّ يطلقه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٤) ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني يعقوب بن بيان (٥) الكاتب ، حدّثني علي بن يحيى ، قال : كان يحيى بن أكثم وقاعة في الناس شريرا ، وكان يغري المأمون بالناس ، ويقع فيهم عنده ، وكان يثني على عمرو بن مسعدة ويقرّظه عنده ، ولا يزال يذكر فراهته (٦) ونصيحته وحسن صناعته ، فبلغ ذلك عمروا ، فدخل على المأمون فقال : يا أمير المؤمنين ، بلغني أن يحيى بن أكثم يثني عليّ عندك ، وأنا أسألك بالله يا أمير المؤمنين أن تريه أنك قبلت شيئا من قوله فيّ ، فإنه إنما قدّم الثناء عليّ لوقيعة يريد [أن](٧) يوقعها بي لديك لتصدقه في ما يقول ، قال : فضحك المأمون منه وقال : قد أمنت من ذلك ، فلا تخفه مني.

قال : ونا المعافى (٨) ، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ ، نا أحمد بن يحيى ثعلب ، أنا أبو العالية الشامي (٩) مؤدب ولد المأمون ، قال : قال المأمون ذات يوم ليحيى بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم : قاضي ، بإثبات الياء.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن م وتاريخ بغداد.

(٣) بالأصل : «أنكر» والمثبت «أنكرنا» عن م.

(٤) رواه القاضي المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٤.

(٥) كذا بالأصل وم «بيان» ، وفي الجليس الصالح : «بنان» وهو ما أثبت.

(٦) الفراهة : النشاط.

(٧) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن الجليس الصالح.

(٨) الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٤ ـ ١٥.

(٩) كذا بالأصل وم ، والجليس الصالح : الشامي.


أكثم القاضي : أريد منك أن تسمّي لي ثقلاء أهل عسكري وحاشيتي ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، أعفني ، فإنّي لست أذكر أحدا منهم وهم لي على ما تعلم ، فكيف إن جرى مثل هذا؟ قال له : فإن كنت لا تفعل فاضطجع حتى أفتل لك مخراقا (١) [دبيقيا](٢) وأضربك به ، وأسمي مع كل ضربة رجلا ، فإن كان ثقيلا تأوّهت ، وإن يك غير ذلك سكتّ ، فأكون أنا على معرفة منهم ويقين من ثقلائهم ، فاضطجع له يحيى وقال : ما رأيت (٣) قاضي قضاة ، وأميرا ، ووزيرا يعمل به مثل ذا. فلفّ له مخراقا دبيقيا وضربه به ضربة وذكر رجلا ثقيلا ، فصاح يحيى ، أوه أوه يا أمير المؤمنين في المخراق آجرّة ، فضحك منه حتى كاد يغشى عليه ، وأعفاه من الباقين.

قال : ونا المعافى (٤) ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا أبو يوسف يعقوب بن بيان (٥) الكاتب ، نا علي بن يحيى المنجم أن المأمون كان احتظى يحيى بن أكثم ورفع منزلته وخصّ به خاصة باطنة ، فداخل عليه يوما وهو يتغدى وعبد الوهّاب بن علي إلى جانب المأمون ، فسلّم ، فردّ عليه‌السلام ثم قال : هلمّ يا أبا يا غلام وضّئه ، قال : فخرج يحيى والطويلة على رأسه ليتوضأ ، فقال المأمون : أوسع لأبي محمّد ، فأوسع له عبد الوهّاب بينه وبين المأمون ، فغسل يده ودخل فوضع طويلته عن غير إذنه ، فقال المأمون لعبد الوهّاب : عد إلى مكانك ، وأقعد يحيى بين يديه ، وكان ذلك بدء ما نقمه عليه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن (٦) ، نا ـ الخطيب (٧) ، أخبرني الصيمري ، نا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني أبو عبد الله الحكيمي ، عن أبي العيناء قال : سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم ، وابن أبي دؤاد (٨) أيهما أنبل؟ قال : كان أحمد يجدّ مع جاريته وابنته ، ويحيى يهزل مع خصمه وعدوه.

__________________

(١) المخراق : ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا.

(٢) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م والجليس الصالح.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : أرأيت.

(٤) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٦١.

(٥) كذا بالأصل وم : «بيان» وفي الجليس الصالح : «بنان» وهو ما أثبت.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والمثبت عن م.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨.

(٨) تحرفت بالأصل إلى : داود ، والمثبت عن تاريخ بغداد.


قال (١) : وأنا البرقاني ، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، نا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، نا سعيد بن عمرو البردعي ، قال : قلت لأبي زرعة : كتبت عن يحيى بن أكثم شيئا؟ فقال : ما أطمعته (٢) من هذا قط ، ولقد كان شديد الإيجاب لي لقد مرضت مرضة ببغداد ، فما أحسن أصف ما كان يوليني من التعاهد والافتقاد ، وحدث ذات يوم عن الحارث بن مرة الحنفي بحديث الأشربة ، فقال : يعيش وصحّف فيه. فقلت : له نشيش فقال : نفيس من أسامي العبيد ، وخجل. فقلت له : حدّثنا أحمد بن حنبل والقواريري ، قالا : نا الحارث بن مرة ، فرجع لما ورد عليه أحمد والقواريري ، قال أبو زرعة : جبلان ـ أو نحو ما قال ـ ـ يعني : أن أحمد بن حنبل والقواريري جبلان ـ أو نحوه.

قال (٣) : وأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، نا أبي ، نا أحمد بن محمّد بن عمّار المخرمي ، نا جعفر بن أبي [عثمان قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن](٤) أكثم كان يكذب ، جاء إلى مصر وأنا بها مقيم سنتين وأشهرا ، فبعث يحيى بن أكثم فاشترى كتب الورّاقين وأصولهم ، فقال : أجيزوها لي.

قال (٥) : وأنبأنا أحمد بن [محمد بن](٦) عبد الله الكاتب ، أنا محمّد بن حميد المخرمي ، نا علي بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا : قال لي أحمد بن خاقان أخو يحيى بن خاقان : كان يحيى بن أكثم رفيقي بالكوفة ، فما سمع من حفص بن غياث إلّا عشرة أحاديث ، فنسخ أحاديث حفص كلها ، ثم جاء بها معه إلى البيت. وقال أبو زكريا : سمعت يحيى بن أكثم يقول : سمعت من ابن المبارك عن يونس الأيلي أربعة آلاف حديث ، أملى علينا ابن المبارك إملاء قال أبو زكريا : ولا والله ما سمع ابن المبارك من يونس ألف حديث.

قال (٧) : وأخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي ، نا محمّد بن علي

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠١.

(٢) الأصل : أطعمته ، تحريف ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠١ ـ ٢٠٢.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م وتاريخ بغداد للإيضاح.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٢.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، وتاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠١.


الإيادي ، نا زكريا الساجي ، نا بدعة عبيد الله (١) بن إسحاق الجوهري قال : سمعت أبا عاصم يقول : يحيى بن أكثم كذّاب.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا الخطيب (٢) ، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الملك بن محمّد القرشي ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد العطار ، نا مسلم بن الحجّاج قال : سمعت إسحاق بن راهوية يقول : ذاك الدجّال ـ يعني : يحيى بن أكثم ـ يحدّث عن ابن المبارك.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله ـ إذنا ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا الحسين ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

سألت أبي عنه ، قلت : ما تقول فيه؟ قال : فيه نظر ، قلت : فما ترى فيه؟ قال : نسأل الله السلامة.

قال (٤) : سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول : كانوا لا يشكون أن يحيى بن أكثم كان يسرق حديث الناس ، ويجعله لنفسه.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٥). أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أنا أبو مسلم بن مهران ، قال : قرأت على أبي الحسن (٦) محمّد بن طالب بن علي ، قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي عن يحيى بن أكثم قلت : أكان يكتب عنه؟ فقال : نعم ، كان عنده حديث كثير إلّا أنّي لم أكتب عنه ، وذاك أنه كان يحدّث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ،

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : عبد الله.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠١.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٢٩.

(٤) القائل : أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٢.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : الحسين.


أخبرني أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه ، قال : وسئل صالح بن محمّد جزرة عن حديث يحيى بن أكثم ، فقال : أكره والله الحديث عنه ، وذكر كلمة (١).

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب ، حدّثني أحمد بن محمّد العزال ، أنا محمّد بن جعفر الشروطي ، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الحافظ (٢) ، قال يحيى بن أكثم قاضي القضاة ، يتكلمون فيه ، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليها.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، أنا المعافى بن زكريا الجريري (٣) ، حدّثني جعفر بن أحمد بن جعفر النهرواني ، حدّثني أبي عن من حدّثه قال : ولّى يحيى بن أكثم إسماعيل (٤) بن سماعة القضاء بغربي بغداد ، وولّى سوار بن عبد الله شرقيها ، وكانا أعورين ، فكتب محمّد بن [راشد](٥) الكاتب :

رأيت من العجائب قاضيين

هما أحدوثة في الخافقين

هما فال الزمان [بهلك](٦) يحيى

إذا فتح (٧) القضاء بأعورين

فلو جمع العمى يوما بأفق

[لكانا للزمانة خلتين](٨)

وتحسب منهما من هزّ رأسا

[لينظر في مواريث ودين](٩)

كأنك قد جعلت عليه دنّا

فتحت [بزاله من فرد عين](١٠)

وكان يحيى بن أكثم أعور.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١ وسير الأعلام ١٢ / ٩.

(٣) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

(٤) كذا ورد بالأصل وم والجليس الصالح ، والصواب أنّه : محمد بن سماعة بن عبد الله بن هلال التميمي القاضي راجع ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٣٤١ وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٠٤.

(٥) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن الجليس الصالح.

(٦) سقطت من الأصل ، ومكانها فراغ في م ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٧) في الجليس الصالح : إذا افتتح.

(٨) سقط العجز من الأصل وم ، واستدرك عن الجليس الصالح.

(٩) سقط عجزه من الأصل وم ، واستدرك عن الجليس الصالح.

(١٠) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لإقامة الوزن عن الجليس الصالح.


قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو العيناء ، نا الأصمعي قال :

مازح المأمون يحيى بن أكثم فمرّ غلام أمرد فقال : يا يحيى ، وأومأ إلى الغلام ما يقول في محرم اصطاد ظبيا ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ هذا لا يحسن بإمام مثلك مع فقيه مثلي ، قال : فمن القائل : قاض يرى الحدّ في الزنا ولا يرى على من يلوط بأس ، فقال : من عليه لعنة الله ، فمن الذي يقول :

لا أحسب الجور ينقضي وعلى

الأمة وال من آل عباس

فوجم المأمون ، وقال : هذا مزاح قد تضمن إسماعا قبيحا ، وأنشأ يقول (١) :

وكنا نرجي أن نرى العدل ظاهرا

فأعقبنا بعد الرجاء قنوط

وهل تصلح الدنيا ويصلح أهلها

وقاضي قضاة المسلمين يلوط

أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا ـ وأبو الحسن العطار ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدثني أبو الحسن ابن المأمون ، قال المأمون ليحيى بن أكثم : من الذي يقول؟ وهو يعرّض به :

قاض يرى الحدّ في الزناء ولا

يرى على من يلوط من باس

قال : وما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قال : لا ، قال : يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول :

حاكمنا يرتشي وقاضينا

يلوط ، والرأس شرّ ما راس

قال : فأفحم المأمون وأسكت خجلا.

قال (٣) : وحدّثني الصوري ، أنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني ، أنا أبو روق الهزّاني ، قال : أنشد أبو صخرة الرياشي في يحيى بن أكثم :

__________________

(١) البيتان في مروج الذهب ٤ / ٢٧ ونسبهما إلى راشد بن إسحاق الكاتب ، وسماه ابن خلكان : أبا حكيمة.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٦.

(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦.


أنطقني الدهر بعد إخراس

لنائبات أطلن (١) وسواسي

يا بؤس للدهر لا يزال كما

يرفع ناسا يحطّ من ناس

لا أفلحت أمّة وحق لها

بطول نكس وطول اتعاس

ترضى بيحيى يكون سائسها

وليس يحيى لها بسواس (٢)

قاض يرى الحدّ في الزناء ولا

يرى على من يلوط من باس

يحكم للأمرد الغرير على

مثل جرير ومثل عباس

فالحمد لله كيف قد ذهب ال

عدل وقلّ الوفاء في الناس

أميرنا يرتشي وحاكمنا

يلوط والراس شر ما راس

لو صلح الدين واستقام لقد

قام على الناس كل مقياس

لا أحسب الجور ينقضي وعلى

الأمة قاض من آل عباس

قال الخطيب : ليس هذه الأبيات للرياشي ، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.

قال الخطيب (٣) : وأنا الحسين (٤) بن محمّد بن الحسن أخو الخلّال ، أنا إبراهيم بن عبد الله المالكي البصري ـ بجرجان ـ نا أبو إسحاق الهجيمي قال : سمعت أبا العيناء (٥) يقول : تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا ، فطالبوه وطالبوه فلم يعطهم ، فاجتمعوا فلمّا انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوه وطالبوه ، فقال : ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء ، فقالوا : إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا على هذا القول شيئا؟ فقال : لا ، فقالوا : لا تفعل يا أبا سعيد ، فقال : الحبس الحبس ، فأمر بهم فحبسوا جميعا ، فلما كان الليل ضجّوا ، فقال المأمون : ما هذا؟ فقالوا : الأضرّاء (٦) حبسهم يحيى بن أكثم ، فقال : لم حبسهم؟ فقالوا : كنوه فحبسهم ، فدعاه فقال له : حبستهم على أن

__________________

(١) بالأصل : أطلقن ، وفي م : «أطلقن» وكتب فوقها : «أطلق» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) الأصل : أسواس ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٤ ـ ١٩٥.

(٤) الأصل وم : الحسن ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وعنه يأخذ المصنف.

(٥) أبو العيناء ، اسمه محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي ، مولاهم ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / رقم ١٤٢.

(٦) الأضراء جمع ضرير ، وهو الذي فقد بصره.


كنوك ، فقال : يا أمير المؤمنين لم أحبسهم على ذلك إنّما حبستهم على التعريض ، قالوا لي : يا أبا سعيد يعرّضون بشيخ لائط في الحربية (١).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي (٢) ، نا فضلك بن العباس الرازي قال : مضيت أنا وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم ومعنا عشرة مسائل ، فدخلنا إلى داره ، فإذا هو في الحمام ، فانتظرناه حتى خرج ، فألقى داود عليه خمس مسائل ، فأجاب فيها أحسن جواب ، فلمّا كان في المسألة السادسة دخل عليه غلام حسن الوجه ، فلما رآه اضطرب في المسألة ، فلم يقدر يجيء ولا يذهب ، فقال لي داود : قم ، فإن الرجل قد اختلط.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ الخطيب ، أنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد الله.

ح وأخبرنا أبو العزّ السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين.

قالا : نا المعافي بن زكريا [نا](٣) محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال : قال أبو عبد الله محمّد بن القاسم : لما عزل إسماعيل بن حمّاد عن البصرة شيّعوه ، فقالوا : عففت عن أموالنا وعن دمائنا ، فقال إسماعيل : وعن أبنائكم يعرّض بيحيى بن أكثم في اللواط.

وأخبرنا أبو العزّ ـ مناولة ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا المعافي بن زكريا ، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال : قال أبو عبد الله محمّد بن القاسم : كان الحسن بن عبيد الله بن الحسن العنبري قاضيا عندنا في ... (٤) وكان عابسا كالحا ، فتقدمت إليه جارية

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : الخريبة. والحريبة محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب ، تنسب إلى حرب بن عبد الله البلخي ، من قواد المنصور. أما الخريبة ، فهي موضع بالبصرة.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١ ومن طريق فضلك الرازي رواه الذهبي في سير الأعلام ١٢ / ١٠.

(٣) سقطت من الأصل وزيدت عن م.

(٤) بدون إعجام بالأصل وم ورسمها : «العسه».


لبعض أهل البصرة تخاصم في ميراث ، وكانت حسنة الوجه ، فتبسم وكلمها ، فقال في ذلك عبد الصّمد بن المعذّل (١) :

ولمّا سرت عنها القناع متيّم

تروّح منها العنبري متيّما

رأى ابن عبيد الله وهو محكّم

عليها لها طرفا عليه محكّما

وكان قديما عابس الوجه كالحا

فلمّا رأى منها السّفور تبسّما

فإن يصب قلب العنبريّ فقبله

[صبا باليتامى](٢) قلب يحيى بن أكثما

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، قال : قرأت على علي بن أبي علي النصري ، عن أبي عمر بن حيوية ، نا الصولي (٣) ، نا الحسين بن فهم قال : كنت مع أبي عند يحيى بن أكثم ، وعنده سليمان الشّاذكوني ، فجعل يعارضه في كلّ شيء يقول ، فقال له يحيى : يا أبا أيوب ، لقد حدّثني سليمان بن حرب أن بعض مشايخ البصرة يكذب في حديثه ، فقال له سليمان : أعزّ الله القاضي ، ولقد حدّثني سليمان بن حرب أن بعض قضاة المسلمين يفعل فعلا عذّب الله تعالى عليه قوما.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر (٤) ، أخبرني الأزهري ، أنا محمّد بن العبّاس ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي ، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن يعقوب قال : كان يحيى بن أكثم يحسد حسدا شديدا ، وكان مفتنا (٥) ، فكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث ، فإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو ، فإذا رآه تعلم النحو سأله عن الكلام ، ليقطعه ويخجله ، فدخل إليه رجل من أهل خراسان ، ذكي ، حافظ ، فناظره فرآه مفنّنا (٦) ، فقال له : نظرت في الحديث؟ قال : نعم ، قال : فما تحفظ من الأصول؟ قال : أحفظ : شريك عن أبي إسحاق عن الحارث أنّ عليا رجم لوطيا ، فأمسك فلم يكلمه بشيء.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف

__________________

(١) الخبر والأبيات في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١.

(٢) سقطت اللفظتان من الأصل ، ومكانهما بياض في م ، والزيادة عن تهذيب الكمال.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١ ـ ٢٢.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٥.

(٥) كذا بالأصل وم وتاريخ بغداد ، وفي المختصر : مفننا.

(٦) كذا بالأصل وم هنا : مفننا ، وفي تاريخ بغداد : مفتنا.


أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري ، حدّثني محمّد بن المرزبان ، حدّثني محمّد بن نصر ، نا أحمد بن يونس الضبّي قال : كان زيدان الكاتب يكتب بين يدي يحيى بن أكثم القاضي ، وكان غلاما جميلا ، متناهي الجمال ، فقرص القاضي خدّه ، فخجل واستحيا ، فطرح القلم من يده فقال له يحيى : اكتب ما أملي عليك ، ثم قال (١) :

أيا قمرا خمشته فتغضّبا

فأصبح لي من تيهه متجنّبا

إذا كنت للتخميش والعشق كارها

فكن أبدا يا سيدي متنقّبا

ولا تظهر الأصداغ للناس فتنة

وتجعل منها فوق خدّيك عقربا

فتقتل مشتاقا وتفتن ناسكا

وتترك قاضي المسلمين معذّبا

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا القاضي أبو الطيب الطبري.

ح وأخبرنا أبو العزّ السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين (٣).

قالا : نا المعافى بن زكريا ، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار قال : سمعت أبا العيناء في مجلس أبي العبّاس محمّد بن يزيد قال : كنت في مجلس أبي عاصم النبيل ، وكان أبو بكر يحيى بن أكثم حاضرا ، فنازع غلاما ، فارتفع الصوت ، فقال أبو عاصم : مهيم؟ فقالوا : هذا أبو بكر يحيى بن أكثم ينازع غلاما ، فقال : إن يسرق فقد سرق أب له ـ زاد الخطيب : من قبل ـ.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن المأمون ، نا محمّد بن القاسم ، حدّثني ابن المرزبان ، نا الحسن المقدام قال : استعدى ابن عمّار ابن أبي الخصيب يحيى بن أكثم على ورثة أبيه ، وكان بارع الجمال ، فقال له : أيها القاضي ، أعدني عليهم ، قال : فمن يعديني أنا على عينيك؟ قال : فهربت به أمّه إلى بغداد ، فقال لها : وقد تقدمت إليه والله لا أنفذت لكم حكما ، أو لتردّنّه فهو أولى بالمطالبة منك.

__________________

(١) الأبيات في وفيات الأعيان ٦ / ١٥٢.

(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٧.

(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : الحسن ، والمثبت عن سند مماثل.


قال : وحدّثني محمّد بن المرزبان ، أخبرني محمّد بن الجهم ، حدّثني العلاء بن صالح قال : كان يحيى بن أكثم عند الواثق وغلام أمرد حسن الوجه من غلمان الخليفة واقف بين يديه ، فأحدّ النظر إليه وتبسّم ، قال له الواثق : يا يحيى (١) بحياتي لتبتلنه (٢) ، قال : إني وحياتك والله منزه (٣).

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٤) ، أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، نا أبو الفضل.

ح وأخبرنا بها عالية أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن المأمون ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني محمّد بن مرزبان ، حدّثني علي بن مسلم الكاتب ، قال : دخل على يحيى بن أكثم ابنا مسعدة ، ـ وكانا على نهاية الجمال ـ فلمّا رآهما يمشيان في الصحن (٥) أنشأ يقول :

يا زائرينا من الخيام

حيّا كما الله بالسلام

لم تأتياني وبي نهوض

إلى حلال ولا حرام

يحزنني أن وفقتما بي

وليس عندي سوى الكلام

ثم أجلسهما بين يديه وجعل يمازحهما حتى انصرفا ـ زاد الخطيب : قال أبو بكر : وسمعت غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكي أن يحيى عزل عن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لمّا دخل عليه ابنا مسعدة.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ أبو بكر الخطيب ، قال (٦) : وكان المتوكل على الله لما استخلف صيّر يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد (٧) ، وخلع عليه خمس خلع ، وولّى يحيى وعزل مدة ثم جعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، فأخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : ولما عزل يحيى بن

__________________

(١) استدركت على هامش م.

(٢) رسمها بالأصل وم : «كشكيه» كذا ، ولم أقف عليها ، والمثبت عن المختصر.

(٣) تقرأ بالأصل : مزه ، وفي م : «من» والمثبت عن المختصر.

(٤) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٥.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : «الصحر» والمثبت عن م ، وتاريخ بغداد.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.

(٧) تحرفت بالأصل وم إلى : داود ، والتصويب عن تاريخ بغداد.


أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد جاءه كاتبه فقال : سلّم الديوان ، فقال : شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك ، فأخذ منه الديوان قهرا ، وغضب عليه المتوكل ، فأمر بقبض أملاكه ، ثم أدخل مدينة السلام وألزم منزله.

أنبأنا أبو الفرج غيث (١) بن علي ، أنا أبو المنجى حيدرة بن علي الأنطاكي المالكي ، وأبو عبد الله محمّد بن أبي نعيم النسوي الشافعي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي ، نا ابن بكر ، نا بكر الفقيه القاضي ، قال : سمعت محمّد بن يوسف القاضي يقول : سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول : كان يحيى بن أكثم أبرأ إلى الله عزوجل من أن يكون فيه شيء مما رمي به من أمر الغلمان ، ولقد كنت أقف على سرائره ، فأجده شديد الخوف لله ، ولكنه كانت به دعابة وحسن خلق ، فرمي بما رمي به.

أخبرنا أبو العزّ السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ (٢) ، نا عبد الله بن محمود قال :

رأيت قاضي القضاة يحيى بن أكثم بمكة وقد وقف يلاحظ حجاما عليه أنف كأنه أزج (٣) ، فقلت له : أيها القاضي ، ما هذا الوقوف؟ فقال لي : ذرني ، فإني أريد أن أنظر إلى هذا ، كيف يستوي له يمص المحجمة مع هذا الأنف ، وقد كان رجل جالس بين يدي الحجّام ، ففطن به الحجام ، فقال له : ما لك قائم تنظر إليّ؟ ليس ونور الله أضرب في قفا هذا بمعولي وأنت واقف ، فتوارينا عنه ، فإذا هو يعطف أنفه بيده اليسرى ، ويمسك المحجمة بيده اليمنى ويمص بفيه ، فقال يحيى : أما هكذا فنعم.

قال عبد الله : وكان يحيى بن أكثم أعور.

قال : ونا المعافى ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني أبو علي محرز بن أحمد الكاتب ، حدّثني محمّد بن مسلم السعدي قال : وجه إليّ يحيى بن أكثم يوما فصرت إليه ، فإذا عن يمينه قمطر (٤) مجلدة ، فجلست فقال : افتح هذه القمطر ففتحها ، فإذا شيء قد خرج

__________________

(١) من هنا إلى قوله : الفقيه .. سقط من م.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧.

(٣) الأصل وم : ارح ، وفي المختصر : «برج» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٤) القمطر : ما يصان فيه الكتب.


منها ، رأسه رأس إنسان وهو من سرته إلى أسفله خلقة زاغ (١) ، وفي صدره وظهره سلعتان (٢) ، فكبّرت وهلّلت وفزعت (٣) ، ويحيى يضحك ، فقال لي بلسان فصيح ذلق (٤) :

أنا الزاغ أبو عجوه

أنا ابن الليث واللبوة

أحبّ الراح والريحا

ن والنشوة والقهوة

فلا عربدتي تخشى (٥)

ولا تحذر لي سطوة

ولي أشياء تستظر

ف يوم العرس والدعوة

فمنها سلعة في الظه

ر لا تسترها الفروة

فأما السلعة الأخرى

فلو كان لها عروة

لما شك جميع النا

س فيها انها ركوة

ثم قال : يا كهل ، أنشدني شعرا غزلا ، فقال لي يحيى : قد أنشدك الزاغ ، فأنشده ، فأنشدته (٦) :

أغرك أن أذنبت ثم تتابعت

ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب (٧)

وأكثرت حتى قلت : ليس بصارمي

وقد يصرم الإنسان وهو حبيب

فصاح : زاغ ، زاغ ، زاغ ، وطار ، ثم سقط في القمطر ، فقلت ليحيى : أعزّ الله القاضي ، وعاشق أيضا؟! فضحك ، فقلت : أيها القاضي ما هذا؟ قال : هو ما ترى ، وجّه [به](٨) صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين ، وما رآه بعد ، وكتب كتابا لم أفضضه (٩) وأظن أنه قد ذكر في الكتاب شأنه وحاله.

__________________

(١) الزاغ : نوع من أنواع الغربان ، يقال له : الزرعي ، ويقال له أيضا : غراب الزيتون ، جمعه : زيغان (راجع حياة الحيوان للدميري).

(٢) السلعة : زيادة تشبه الغدة تخرج بالرأس وسائر الجسد ، تنمو بين الجلد واللحم ، إذا غمزت باليد تحركت. (راجع تاج العروس واللسان : سلع).

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٢ وجزعت.

(٤) الأبيات في النجوم الزاهرة ٢ / ٣١٦ وحياة الحيوان للدميري ٢ / ٢ والثلاثة الأولى في سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٢.

(٥) في حياة الحيوان : فلا عدوى يدى تخشى.

(٦) البيتان في النجوم الزاهرة ٢ / ٣١٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٢ ـ ١٣.

(٧) بالأصل وم : ذنوب ، والمثبت عن المصدرين السابقين.

(٨) سقطت من الأصل ، وزيدت للإيضاح عن م ، وسير الأعلام.

(٩) الأصل وم ، أقصصه ، والمثبت عن المختصر.


أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : سنة اثنتين وأربعين ومائتين فيها مات أبو محمّد يحيى بن أكثم التميمي ، فأخبرني محمّد بن جعفر عن داود بن علي قال : صحبت يحيى بن أكثم تلك السنة إلى مكّة ، وقد حمل معه أخته وعزم على أن يجاور ، فلمّا اتصل به رجوع المتوكل له بدا له في المجاورة ، ورجع يريد العراق ، حتى إذا صار إلى الرّبذة مات بها ، فقبره هناك.

قال (٢) : وقرأت على البرقاني ، عن أبي إسحاق المزكي ، أنا محمّد بن إسحاق السراج قال : مات يحيى بن أكثم أبو زكريا بالربذة منصرفه من الحجّ يوم الجمعة [لخمس](٣) عشرة خلت من ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

قال محمّد بن علي ابن أخيه : بلغ يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن الأسدي ثلاثا وثمانين سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة اثنتين وأربعين ومائتين ـ توفي أحمد بن أبي بكر أبو مصعب ، وحامد بن يحيى البلخي ، ويحيى بن أكثم ، ونوح بن حبيب القومسي.

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أنا ـ وأبو الحسن العطّار ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا الحسن بن أبي بكر ، قال : قال أحمد بن كامل القاضي : توفي أبو محمّد يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج من ولد أكثم بن صيفي في غرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد منصرفه من الحجّ ، ودفن بالربذة.

قال (٥) : وأنا محمّد بن الحسين بن أبي سليمان المعدل ، أنا أبو الفضل الزهري ، نا أحمد بن محمّد الزعفراني.

ح قال : وأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري ، حدّثني

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٢.

(٢) يعني أبا بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.

(٣) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن تاريخ بغداد.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٣.

(٥) يعني أبا بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٣.


أبو الحسن بن الزعفراني ، نا أبو العباس بن واصل المقرئ قال : سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الصيرفي قال : رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه ، فقال له : ما فعل بك ربّك؟ قال : وقفت بين يديه ، فقال لي : سؤة لك يا شيخ ، فقلت : يا ربّ إن رسولك قال إنّك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذّبهم ، وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض ، فقال لي : صدق رسولي ، فقد عفوت عنك.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول (١) : سمعت أبا الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد المزكي ، نا أبو زكريا يحيى بن محمّد الأديب ، نا الفضل بن صدقة ، حدّثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن سعد (٢) ، قال :

كان يحيى بن أكثم القاضي صديقا لي ، وكان يودّني وأودّه ، فمات يحيى فكنت أشتهي أن أراه في المنام ، فأقول : ما فعل الله بك ، فرأيته ليلة في المنام ، فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي إلّا أنه قال : وبّخني ، ثم قال لي : يا يحيى خلطت عليّ في دار الدنيا ، فقلت : أي ربّ ، اتكلت على حديث حدّثني أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنك قلت : [إني](٣) لأستحي أن أعذّب ذا شيبة بالنار (٤) ، فقال : قد عفوت عنك يا يحيى ، وصدق نبيي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلّا أنك خلطت علي في [دار](٥) الدنيا [١٣٠٥٦].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا عبد الوهّاب بن عبد الله ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي البردعي الصوفي ، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الورّاق ـ ببغداد ـ نا أبي ، قال : سمعت علي بن هارون الزاهد يقول : رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له : ألست يحيى بن أكثم؟ قال : نعم ، قلت : فما صنع بك ربّك؟ قال : وقفت بين يدي ربي تبارك وتعالى فقال لي : لأعذبنّك يا يحيى ، فقلت : ما هكذا بلغني عنك يا ربّ ، ولا حدّثت عنك ، قال : وما الذي بلغك عنّي ، قلت : حدّثني

__________________

(١) الخبر في الرسالة القشيرية ص ١٣٧ ـ ١٣٨.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الرسالة القشيرية : أبو عبد الله الحسين بن سعيد.

(٣) سقطت من الأصل ، وزيدت عن م والرسالة القشيرية.

(٤) كنز العمال ١٥ / ٦٧١.

(٥) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن الرسالة القشيرية.


عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن أنس عن نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل عنك أنك قلت ـ وقولك الحقّ ـ إنّي لأستحي من عبدي إذا شاب في الإسلام أن أعذّبه ، فقال : صدق جبريل ، [وصدق محمد نبيي ، وصدق أنس](١) وصدق الزهري ، وصدق معمر ، وصدق عبد الرزّاق ، وقد غفرت لك.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٢) ، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد ، نا عمر بن سعيد (٣) بن سنان الطائي ، نا محمّد بن سلّم الخوّاص ـ الشيخ الصالح ـ قال : رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام ، فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفني بين يديه ، وقال لي : يا شيخ السوء ، لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار ، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه ، فلمّا أفقت قال لي : يا شيخ السوء ، لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار ، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه ، فلمّا أفقت قال لي : يا شيخ السوء ، فذكر الثالثة مثل الأوليين ، فلمّا أفقت قلت : يا ربّ ، ما هكذا حدّثت عنك ، فقال الله : وما حدّثت عني ـ وهو أعلم بذلك ـ قلت : حدّثني عبد الرزّاق بن همام ، نا معمر بن راشد ، عن ابن شهاب الزهري ، عن أنس بن مالك عن نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل عنك يا عظيم أنك قلت : ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة إلّا استحييت منه أن أعذّبه بالنار ، فقال الله : صدق عبد الرزّاق ، وصدق معمر ، وصدق الزهري ، وصدق أنس ، وصدق نبيي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصدق جبريل ، أنا قلت ذلك ، انطلقوا به إلى الجنّة [١٣٠٥٧]

رواه غيرهما ، فقال : عن معمر عن قتادة بدلا من الزهري.

أخبرنا بذلك أبو الفتح المظفّر بن الحسين بن علي بن أبي نزار ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن عبد الله الجعفي ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن هارون الحميدي ، حدّثني عبيد بن يحيى بن عبد الله عن رجل من أهل سامرّاء قال (٤) :

لما مات يحيى بن أكثم رئي في المنام ، فقيل له : إلى أي شيء صرت؟ قال : إلى

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م.

(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٣.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : سعد.

(٤) مختصرا عنه في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٩.


الجنّة ، قيل له : الجنّة (١)؟ قال : نعم ، إنّي رأيت ربّ العزّة جل وعزّ ، فقال لي : يا يحيى لو لا شيبتك لعذّبتك ، فقلت : يا ربّ ، حدّثني عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن محمّد نبيّك عن جبريل عنك أنك قلت : إنّي لأستحي أن أعذّب أبناء ثمانين ، قال : صدق جبريل ، صدق محمّد نبيي ، صدق أنس بن مالك ، صدق قتادة (٢) ، صدق معمر ، صدق عبد الرزّاق ، إنّي لأستحي أن أعذّب أبناء ثمانين ، وكساني حلتين وردانية (٣) ، وحلة خضراء.

٨١٠٩ ـ يحيى بن إياس بن يزيد ـ ويقال : زيد ـ بن أبي زكريا الخزاعي

أخو عبد الله.

من أهل دمشق.

ذكره الواقدي في تسمية من شهد غزاة القسطنطينية في أيام سليمان بن عبد الملك من فقهاء دمشق ، وذكر أخويه عبد الله ، وعبد الملك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال في تسمية الأخوة من أهل الشام : أخوان : عبد الله بن أبي زكريا ، ويحيى بن أبي زكريا الخزاعي ، وذكر الواقدي لهما أخا ثالثا ، سمّاه عبد الملك ، كما تقدّم.

٨١١٠ ـ يحيى بن أيّوب بن أبي عقال هلال بن زيد بن

الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة أبو زيد الكلبي (٤)

من ساكني حجر الذهب.

روى عن : أبيه أيوب ، وعمّه زيد بن أبي عقال.

روى عنه : ابنه أبو الحسين محمّد بن يحيى بن أيّوب ، وأبو الميمون بن راشد ، وأبو عبد الله بن مروان ، وأبو بكر محمّد بن عمير الرازي ، وأبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة.

__________________

(١) مكانها بياض في م.

(٢) تحرفت في م هنا إلى : عباده.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : ورداءين.

(٤) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٢.


وقد تقدم حديثه في ترجمة أبيه أيوب (١).

٨١١١ ـ يحيى بن بحدل الكلبي

كاتب عبد الملك بن مروان ، له ذكر.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، وحدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة عنه ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري ، أنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف الفراء القاضي ، أنا الشريف أبو جعفر محمّد بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى الحسيني ، ويعرف مسلم ـ حدّثني جدي طاهر بن يحيى ، حدّثني أبي ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، قال : كان يحيى بن بحدل الكلبي كاتبا لعبد الملك بن مروان على ديوان الجند ، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي على ديوان الخاتم ، وكثير بن الصلت على الرسائل (٢).

٨١١٢ ـ يحيى بن بختيار بن عبد الله

أبو زكريّا الشّيرازي القرقوبي (٣) ، المعروف بابن كتامة العالمة

سمع نصر بن إبراهيم الزاهد ، وترك الصنعة سنين طويلة ، وحجّ غير مرة ، وكان ملازما للصلاة في الجماعة.

كتبت عنه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو زكريّا الشّيرازي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ سنة إحدى وثمانين وأربعمائة في جمادى الآخرة ، نا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي ، نا أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريّا ، نا أبو عبد الله أحمد بن طاهر ، نا أبو العبّاس عبد الرّحمن بن محمّد (٤) ، نا يحيى بن سعيد ، عن سفيان وشعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرّحمن السلمي ، عن عثمان بن عفّان قال :

جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليعلّمه صلاة الحاجة ، فأمره أن يتوضّأ ويصلّي ركعتين

__________________

(١) قال الذهبي عنه : لا يقوم بمثله حجة ، ولكن يكتب حديثه.

(٢) راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٩ تحت عنوان : تسمية ولاة عبد الملك.

(٣) القرقوبي بضم القافين ، وبينهما راء ، هذه النسبة إلى : قرقوب : وهي بلدة قريبة من الطيب ، بين واسط وكور الأهواز (الأنساب ٤ / ٤٧٨) راجع معجم البلدان ٤ / ٣٢٨.

(٤) زيد بعدها في م : نا يحيى بن حكيم.


ويدعو بهذا الدعاء : اللهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم نبي الرحمة ، يا محمّد إنّي توجهت إليك إلى ربك عزوجل في حاجتي هذه لتقضى لي ، فاللهمّ شفّعه فيّ.

قال : ونا نصر ، أنا علي بن أحمد السمنجاني ، أنا أبو نصر محمّد بن عبد الملك ، نا أبو بكر محمّد بن عمر ، حدّثني أبو بكر الصولي ، حدّثني المقتدر أمير المؤمنين قال :

كنت جالسا بين يدي المؤدب للتعلّم ، إذ دخل صديق له ، فبالغ في إكرامه وإعظامه ، وأجلسه جانبه ، فحادثه حتى انتهى به الحديث إلى موضع فقطعه ، وأخذ يسارّه ، فأصغيت إليهما لأسمع ما يسارّه به ، فقال لي المؤدّب : أيها السيّد ، ثمانية إن أهينوا فلا يلومنّ إلّا أنفسهم : رجل أتى مائدة لم يدع إليها ، والمتآمر على ربّ البيت في بيته (١) ، والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه ، والمستخفّ بحقّ السلطان ، والجالس في مجلس ليس هو له بأهل ، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ، وطالب الحوائج من أعدائه ، وملتمس البر من اللئام ، فإيّاك والمعاودة إلى مثل ما فعلت ، فقلت : السمع والطاعة ، لست أعاود ، فقال : اكتب ، أنشدني بعض إخواني :

أيها الفاخر جهلا بالنسب

إنّما الناس لأم ولأب

هل تراهم خلقوا من فضة

أم نحاس أم حديد أم ذهب

فترى فضلهم في خلقهم

هل سوى لحم وعظم وعصب

إنما الفخر بعلم راجح

وبأخلاق حسان وأدب

قال : ونا نصر ، أنشدني نصر بن معروف المسافر :

بل ما بدا لك أن تنال من الغنى

إن أنت لم تقنع فأنت فقير

يا جامع المال الكثير لغيره

إنّ الصغير غدا يكون كبير (٢)

قال : وأنشدنا نصر ، أنشدني نصر بن معروف أيضا :

وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها

واستر عيوب أخيك حين تطلع

لا تفش سرك ما حييت إلى امرئ

يفشي إليك سرائرا تستودع

فكما تراه بسر غيرك صانعا

فكذا بسرّك لا محالة يصنع

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : زيه.

(٢) في البيت إقواء.


وكتاب ربّك كن به متهجدا

إنّ المحب لربه لا يهجع

سألت يحيى عن مولده فقال : سنة خمس أو ست وسبعين ، وسألته مرة أخرى فقال : سنة أربع وسبعين ، ومات ليلة الأحد للنصف من رجب سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.

٨١١٣ ـ يحيى بن بسطام بن حريث أبو محمّد الزهراني البصري (١)

رحل وسمع بدمشق : يحيى بن حمزة ، وصدقة بن خالد ، وبمصر : عبد الله بن لهيعة ، والليث بن سعد ، وبكر بن مضر ، وبالبصرة : عبد الواحد بن زياد ، ونوح بن قيس الحداني (٢) ، وبشر بن منصور السليمي (٣).

روى عنه : أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، وأبو حاتم الرّازي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، أنا يحيى بن بسطام ، عن يحيى بن حمزة ، حدّثني زيد بن واقد ، عن سليمان بن موسى ، عن كثير بن مرة ، عن تميم الداري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة» [١٣٠٥٨].

قال : وأنا يحيى بن بسطام ، نا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير (٤) ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تدخلوا على النساء» قيل : يا رسول الله إلّا الحمو؟ قال : «الحمو : الموت» [١٣٠٥٩].

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٥) : يحيى بن بسطام بن حريث البصري ، يذكر بالقدر.

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٦ والتاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٤ والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٢.

(٢) هو نوح بن قيس بن رباح الأزدي الحداني ، أبو روح البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ١٧٥.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٩٧.

(٤) هو مرثد بن عبد الله اليزني ، أبو الخير المصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٥٠٢.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٤.


أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ـ إذنا ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

يحيى بن بسطام الأصفر (٢) أبو محمّد ، وهو ابن بسطام بن حريث الزهراني ، بصري ، روى عن ابن لهيعة ، وبكر بن مضر ، ويحيى بن حمزة ، وصدقة بن خالد ، وعبد الواحد بن زياد ، ونوح بن قيس ، وبشر بن منصور ، كتب عنه أبي في سنة أربع عشرة ومائتين أيام الأنصاري ، سألت أبي عنه فقال : شيخ صدوق ، ما بحديثه بأس ، قدري ، أدخله البخاري في كتاب الضعفاء ، سمعت أبي يقول : يحوّل من هناك.

٨١١٤ ـ يحيى بن بشر بن كثير أبو زكريا الأسدي الحريري (٣)(٤)

من أهل الكوفة (٥).

سمع بدمشق : معاوية بن سلام ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسعيد بن بشير ، ومعروفا أبا الخطّاب ، والوليد بن مسلم.

روى عن : جعفر بن زياد الأحمر ، والمفضّل بن صدقة ، وعثمان بن عبد الرّحمن السعدي.

كتب عنه : محمّد بن عبد الله بن نمير ـ وهو من أقرانه ـ.

وروى عنه : عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، ومسلم بن الحجّاج في صحيحه ، وموسى بن إسحاق الأنصاري ، وعبد الملك بن أبي عبد الرّحمن بن مسعود الرازي ، ومطيّن الحضرمي ، والحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي ، وبشر بن موسى الأسدي ، وأحمد بن يحيى المروزي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٢.

(٢) تقرأ بالأصل : «الأصغر» والمثبت : «الأصفر» عن م ، والجرح والتعديل.

(٣) تقرأ بالأصل : الخريري ، بالخاء المعجمة ، والمثبت عن م ، ومصادر ترجمته. ونص ابن حجر في تقريب التهذيب على أنها بالحاء وبفتحها.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٢ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٦ وطبقات ابن سعد ٦ / ٤١١ والجرح والتعديل ٩ / ١٣٢ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٤٧.

(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.


أخبرنا أبو نصر رضوان ، وأبو علي بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا موسى بن إسحاق الأنصاري ، نا يحيى بن بشر ، نا معاوية ، عن يحيى بن أبي كثير أن يعلي أخبره أن سعيد بن جبير أخبره أنه سمع ابن عبّاس يقول : إذا حرّم الرجل عليه امرأته فهي يمين يكفّرها ، وقال : لكم في رسول الله أسوة حسنة.

قال : ونا موسى ، نا يحيى بن بشر ، نا معاوية ، عن يحيى بن أبي كثير ، أخبرني يزيد بن نعيم أن جابر بن عبد الله أخبره أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهي عن المزابنة (١) والحقول ، فقال جابر بن عبد الله : المزابنة : التمر بالتمر (٢) ، والحقل : كراء الأرض [١٣٠٦٠].

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٣) : في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة : يحيى بن بشر بن كثير ، ويكنى أبا زكريا الأسدي ، الحريري (٤) ، ومنزله قرب مسجد سماك ، وكان تاجرا ، قدم دمشق ، فسمع من سعيد بن عبد العزيز ، وسعيد بن بشير ، ومعاوية بن سلام صاحب يحيى بن أبي كثير ، وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يحيى بن بشر الحريري ، روى عن معاوية بن سلّام ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسعيد بن بشير ، وجعفر بن زياد الأحمر ، والمفضل بن صدقة ، روى عنه عبد الملك بن عبد الرّحمن المقرئ ، وموسى بن إسحاق الأنصاري وغيرهما.

__________________

(١) المزابنة : بيع الرطب في رءوس النخل بالتمر كيلا ، وكذلك كل تمر بيع على شجره بتمر كيلا ، وأصله من الزبن :

الدفع ، وقد نهى عنه في الحديث لأنه بيع مجازفة من غير كيل ولا وزن. (تاج العروس : زين) طبعة دار الفكر.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : الثمر بالثمر.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٤١١ ـ ٤١٢.

(٤) بالأصل هنا : الجريري ، والمثبت عن م ، وابن سعد.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣١.


قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي قال : وسألته ـ يعني : صالح بن محمّد جزرة ـ عن يحيى بن بشر الحريري الكوفي؟ فقال : صدوق (١).

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قلت للدار قطني : فيحيى بن بشر الحريري؟ قال : ثقة (٢).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان وغيره ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي ، نا يحيى بن بشر الحريري سنة سبع وعشرين ومائتين عن عثمان بن عبد الرّحمن بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.

ح وأنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله ، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي ، قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي ، قالا : نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، قال : وفيها ـ يعني : سنة سبع وعشرين ومائتين ـ مات يحيى بن بشر الحريري الأسدي ، وكان ثقة ، كتب عنه ابن نمير ، وكان لا يخضب ، في جمادى الأولى (٣).

قالوا : وأخبرنا أبو نعيم ، ونا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان قال : ومات يحيى بن بشر الحريري الأسدي سنة سبع وعشرين ومائتين.

وذكر البغوي : أن يحيى بن بشر الحريري مات بالكوفة سنة تسع وعشرين ومائتين.

٨١١٥ ـ يحيى بن بطريق بن بشري أبو القاسم (٤)

أصل أبيه من طرسوس ، وولد هو بدمشق ، وسمع بها : أبا الحسين [محمد](٥) بن مكي ، وأبا بكر الخطيب.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٤٧.

(٢) سير الأعلام ١٠ / ٦٤٧ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤١.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٣ والعبر ٤ / ٩٤ وشذرات الذهب ٤ / ١٠٥.

(٥) زيادة عن سير الأعلام.


وذكر لي أنه سمع أبا الحسن بن أبي الحديد.

كتبت عنه (١) ، وكان حافظا للقرآن مستورا.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق الطّرسوسي ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري ، قدم علينا سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمّد الشيباني ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ـ ببغداد ـ نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن محمّد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال أبو القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإنّ غمّ الشهر فعدّوا ثلاثين».

توفي أبو القاسم ... (٢) السبت ودفن في الغد الثاني والعشرين من سنة أربع وثلاثين وخمسمائة بالباب الصغير ، دفنه والصلاة عليه وقيل (٣).

٨١١٦ ـ يحيى بن تمّام بن علي

أبو الحسين (٤) [المقدسي](٥) المعروف بابن الرّملي والخطيب (٦)

(٦)

سمع ببيت المقدس : أبا عثمان بن ورقاء الأصبهاني ، وبدمشق : القاسم بن أبي العلاء ، وأبا الفتح بن إبراهيم بن الزاهد.

رأيته غير مرة ، وجالسته ، ولم يقض لي السماع منه ، وأجاز لي جميع حديثه.

أنبأ أبو الحسين يحيى بن تمّام المقرئ (٧) [و](٨) أبو عثمان محمّد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني شيخ الصوفية ـ قراءة عليه ببيت المقدس ـ سنة خمس وستين وأربعمائة ، أنا القاضي (٩) أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، نا أبو العبّاس الأثرم ، نا أبو جعفر ، نا

__________________

(١) ذكر الذهبي أسماء الرواة عنه ، منهم : ابن عساكر ، وعبد الخالق بن أسد ، والقاسم بن الحافظ ، وآخرون.

(٢) بياض بالأصل ، وبالأصل يوجد داخل البياض : «ابن».

(٣) كذا وردت الجملة بالأصل وم : «دفنه والصلاة عليه وقيل».

(٤) بالأصل : الحسن ، والمثبت عن المختصر ، وفي م : أبو الخطيب.

(٥) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن المختصر.

(٦) بالأصل وم : خطيب ، والمثبت عن المختصر.

(٦) بالأصل وم : خطيب ، والمثبت عن المختصر.

(٧) كذا بالأصل ، وفي م : المقدسي.

(٨) سقطت من الأصل ، وزيدت عن م.

(٩) تحرفت بالأصل إلى : القاسم ، والمثبت عن م.


يحيى بن مالك السوسي ، نا معاوية بن عمرو (١) ، نا زائدة ، عن الأعمش ، عن أبي طلحة ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ، ولا يجهل ، فإن جهل عليه أحد ، فليقل : إني امرؤ صائم» [١٣٠٦١].

كذا قال ، والصواب : أبو صالح.

قال : وأنا ابن ورقاء ، أنشدني القاضي أبو الحسن سوار بن أحمد ، أنشدنا أبو طاهر بن أبي عبيدة ، أنشدني أبي لنفسه :

إذا نحن فضلنا عليّا فإننا

روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته

رميت بنصب عند ذكر ذوي الفضل

فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما

بحبهما حتى أغيّب في الرمل

سئل يحيى الخطيب عن مولده؟ فقال : في سنة خمسين وأربعمائة بالرملة ، وتوفي يحيى في العشر الثاني من شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة ودفن بباب الفراديس وحضرت دفنه والصلاة عليه.

٨١١٧ ـ يحيى بن جابر بن حسّان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن

ملاة (٢) بن عوف بن أسد بن زمعة (٣) بن سعد بن خنيس بن

جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان أبو عمرو الطّائي الحمصي (٤)

قاضي حمص.

حدّث عن أبي ثعلبة البهزي (٥) ، صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعوف بن مالك ، والنّوّاس بن سمعان ، والمقدام بن معدي كرب مرسلا ، وعبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، ومعاوية بن حكيم المدني ، وصالح بن يحيى بن المقدام ، وضمرة بن ثعلبة السلمي ، وعبد الرّحمن بن عمرو السلمي ، وأبي سورة ابن أخي أبي أيوب.

__________________

(١) في م : عمر.

(٢) في المختصر : ملاءة.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : ربيعة.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٣ وطبقات خليفة رقم ٢٩٣٨ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٥٨ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٥ والجرح والتعديل ٩ / ١٣٣.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : النهدي. راجع الإصابة ٤ / ٢٩.


روى عنه : صفوان بن عمرو ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ومحمّد بن الوليد الزبيدي ، وأبو سلمة سليمان بن سليم الكناني ، وأبو موسى حبيب بن صالح بن حبيب ، قاضي حمص ، ومعاوية بن صالح الحضرمي.

واجتاز بدمشق أو بنواحيها عند توجهه إلى بيت المقدس ، وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة أبي مرحوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرئ ، نا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن رشيد ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا سليمان بن سليم الكناني ، عن يحيى بن جابر الطّائي ، عن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تعوّذوا بالله من طمع يرد إلى طبع (١) ، ومن طمع إلى غير مطمع» [١٣٠٦٢].

أخبرنا أبو الحسين بن (٢) الفراء ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا داود بن رشيد ، نا محمّد بن حرب ، عن أبي سلمة ، عن يحيى بن جابر ، عن المقدام بن معدي كرب الكندي.

أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : «إنّ الله يوصيكم بالنساء خيرا ، إنّ الله يوصيكم بالنساء خيرا ، إنّ الله يوصيكم بالنساء ، فإنهن أمهاتكم ، وبناتكم ، وأخواتكم ، وعمّاتكم ، وخالاتكم ، إنّ الرجل من أهل الكتابين يتزوج المرأة وما يعلق بدنها الحبط (٣) ، فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرما» [١٣٠٦٣].

قال أبو سلمة ، فحدّثت بهذا الحديث العلاء بن سفيان الغسّاني فقال : لقد بلغني أن من الفواحش التي حرّم الله مما بطن مما لم يتبين ذكرها في القرآن أن يتزوج الرجل المرأة فإذا تقادم صحبتها ، وطال عهدها ، ونفضت ما في بطنها طلّقها من غير ريبة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا

__________________

(١) الطبع : محركة : الشين والعيب ، كما في تاج العروس : طبع (طبعة دار الفكر).

(٢) في م : أبو الحسن الفراء.

(٣) الحبط : آثار الجرح والسياط بالبدن بعد البرء.


أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (١) ، نا بكر ـ يعني : ابن سهل ـ نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح أن يحيى بن جابر حدّثه عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما ملأ (٢) ابن آدم وعاء شرّا (٣) من بطن ، حسب المسلم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، [وثلث لشرابه](٤) وثلث (٥) لنفسه» [١٣٠٦٤].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال (٦) : يحيى بن جابر الطّائي ، قاضي حمص ، مات في خلافة هشام.

ثم قال : يحيى بن جابر الطّائي ، مات سنة ست وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسين (٧) بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الشام : يحيى بن جابر الطّائي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٨) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم.

قالا : نا محمّد بن سعد قال (٩) : في الطبقة الثالثة : من تابعي أهل الشام : يحيى بن جابر الطّائي ، مات سنة ست وعشرين ومائة ـ زاد ابن الفهم : في خلافة الوليد بن يزيد بن (١٠) عبد الملك ـ وله أحاديث.

__________________

(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٠ / ٢٧٣ رقم ٦٤٥.

(٢) في المعجم الكبير : ما وعى.

(٣) بالأصل وم : «شر» والمثبت عن المعجم الكبير.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، والمعجم الكبير.

(٥) كذا بالأصل وم : «فثلث ، ... وثلث .. وثلث» وفي المعجم الكبير : «فثلثا ... وثلثا ... وثلثا ...».

(٦) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٦٧ رقم ٢٩٣٨.

(٧) في م : الحسن.

(٨) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٩) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٥٨.

(١٠) قوله : «في خلافة الوليد بن يزيد بن» سقط من م.


أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل [بن خيرون ، وأبو الحسين وأبو الغنائم ، واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد ، زاد أبو الفضل](١) وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) : يحيى بن جابر الشّامي الطّائي ، القاضي ، عن المقدام بن معدي كرب ، روى عنه صفوان بن عمرو ، وسليمان بن سليم.

أنا أبو الحسين (٣) القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

يحيى بن جابر الطّائي القاضي ، روى عن المقدام بن معدي كرب ، مرسل ، وعبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، روى عنه صفوان بن عمرو ، وأبو سلمة سليمان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ومحمّد بن الوليد الزبيدي ، سمعت أبي يقول ذلك ، سئل عنه أبي فقال : صالح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص من التابعين : يحيى بن جابر القاضي.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة : يحيى بن جابر الطّائي قاضي حمص.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م لتقويم السند.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦.

(٣) في م : الحسن ، تصحيف.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٣.


أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد ، أنا أبو القاسم علي بن المحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر ، أنا بكر بن أحمد بن حفص ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي ، قال (١) : أبو عمرو يحيى بن جابر (٢) بن حسّان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملاة بن عوف بن أسد بن ربيعة بن سعد بن خنيس بن جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان ، قاضي حمص في إمارة هشام بن عبد الملك ، اختلف علينا عليا في وفاته ، فقال بعضهم : في آخر خلافة هشام. وقرأت في بعض الكتب القديمة : مات يحيى بن جابر في خلافة الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، أنا أبو عبد الله محمّد بن سعد (٣) ، أنا معن بن عيسى الأشجعي القزاز ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن جابر وكان قد أدرك بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، نا أبي ، أظنه عن يحيى بن معين قال : يحيى بن جابر الطّائي كان قاضيا بحمص (٤).

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا أبو مسلم العجلي ، حدّثني أبي قال : يحيى بن جابر الطّائي ، شامي ، تابعي ، ثقة (٥).

وبلغني عن محمّد بن عوف قال : سمعت رجلا ـ من ولد الحارث بن يزيد ـ حمصيا يحدّث عن أبيه ، قال : خرجت في سحر إلى الوادي ، فرأيت ركبا ، فقلت : ما أنتم؟ فقالوا : نحن جن ، رحلنا من عند يحيى بن جابر من كثرة قراءته.

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦.

(٢) كلمتا «بن جابر» مكررة بالأصل.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٥٨.

(٤) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٥.

(٥) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٦٩ رقم ١٧٩٤.


أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي ، وأبو سهل المهراني.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا قال : قرئ على سعيد البحيري ، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن إبراهيم السراج.

ح وأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قالوا : أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج (١) ـ ولم يكنه البحيري ـ نا محمّد بن حمير ، نا أبو سلمة ، حدّثني ـ وقال أبو عبد الله الحافظ : نا ـ يحيى بن جابر قال : ما عاب رجل قط رجلا إلّا ابتلاه الله بذلك العيب ، ولم يقل النسيب : قط.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، قال : قال الهيثم : مات يحيى بن جابر الطّائي في إمرة الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة ست وعشرين ومائة توفي فيها يحيى بن جابر الطّائي ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وهما من أهل الشام.

وكذا ذكر أبو حسّان الزيادي (٢).

٨١١٨ ـ يحيى بن جعفر بن تمّام بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي

كان بالحميمة مع أبي العبّاس ، وخرج منها معهم إلى الكوفة.

له ذكر ، وشهد حصار دمشق مع عبد الله بن علي ، وكان نازلا على باب الفراديس ، وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى ، وولي يحيى بن جعفر الكوفة في زمن أبي العبّاس السفّاح.

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٥.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦.


٨١١٩ ـ يحيى بن الحارث أبو عمرو ، ويقال : أبو عمر الذّماري المقرئ (١)

إمام جامع دمشق.

أدرك واثلة بن الأسقع ، وقرأ عليه وعلى عبد الله بن عامر المقرئ.

وروى عن أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي ، والقاسم بن عبد الرّحمن ، وأبي الأزهر المغيرة بن فروة ، وأبي سلّام الأسود ، ونمير بن أوس.

ورأى أبا إدريس وابنه إدريس الخولاني ، وسعيد بن المسيّب ، وعلي بن يزيد الألهاني.

قرأ عليه : سعيد بن عبد العزيز ، ومحمّد بن شعيب ، وعراك بن مالك ، وأيوب بن أبي تميم ، وأيوب بن مدرك ، والوليد بن مسلم.

وروى عنه : ثور بن يزيد الحمصي ، والأوزاعي ، ومحمّد بن جحادة ، وابن ثوبان (٢) ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الكوفي ، وصدقة بن عبد الله ، والهيثم بن حميد ، وعمر بن عبد الواحد ، وأبو محمّد سعيد بن عبد العزيز ، ويحيى بن حمزة ، وصدقة بن خالد ، ومحمّد بن شعيب ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح ، وابنه عراك بن خالد ، ومدرك بن أبي سعد ، وإسحاق بن مالك الألهاني الحضرمي ، وسلمة بن علي الخشني ، وسويد بن عبد العزيز ، وإسماعيل بن عيّاش ، والوليد بن مسلم ، ومدرك بن أبي سعد (٣) الفزاري ، وأبو عبد الملك القارئ ، والوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا الحسن بن حبيب ، وخيثمة بن سليمان.

ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان.

قالا : أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي ـ قراءة عليه ـ أنا محمّد بن شعيب ،

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٤ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٦٣ ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٠٥ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٧ والجرح والتعديل ٩ / ١٣٥ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٨٩ وشذرات الذهب ١ / ٢١٧.

والذماري بكسر أوله نسبة إلى ذمار : اسم قرية باليمن من أعمال صنعاء (راجع معجم البلدان).

(٢) يعني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، كما في تهذيب الكمال.

(٣) كذا بالأصل وم ، ولعل الاسم مكرر.


حدّثني أبو عمرو يحيى بن الحارث الذّماري ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال في الجمعة : «من غسل واغتسل ، ثم ابتكر وغدا ، ثم دنا من الإمام وأنصت ، ولم يلغ حتى يفرغ (١) الإمام كانت له بكلّ خطوة خطاها كأجر سنة صيامها وقيامها» [١٣٠٦٥].

لفظهما سواء إلّا أن في حديث ابن أبي نصر : ثم غدا وابتكر.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو العبّاس بن قتيبة ، نا ابن أبي السري ، نا الوليد بن مسلم ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن (٢) أبي أمامة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الغدو والرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، حدّثني محمود بن خالد ، نا مروان بن محمّد ، نا أبو عبد الملك القارئ ، حدّثني يحيى بن الحارث الذّماري قال : لقيت واثلة بن الأسقع فقلت : بايعت [بيدك](٤) هذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، قلت : فأعطنيها حتى أقبّلها ، قال : فأعطانيها فقبّلتها.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الفتح الفقيه ، وأبو محمّد بن فضيل.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن زيد ، أنا أبو الفتح الفقيه ، قالا : أنا [أبو](٥) الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا عراك بن خالد قال : سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يقول : جمعت القرآن على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان ، ليس بينه وبينه أحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الخاني ، وأبو القاسم

__________________

(١) في م : فرغ.

(٢) تحرفت في م إلى : «بن».

(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٢٣.

(٤) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م وتاريخ أبي زرعة.

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م.


إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي ، قالا : أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسين بن مهرابزد النحوي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ـ واللفظ له ـ قالا : نا هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة ، نا سويد بن عبد العزيز قال : سألت يحيى بن الحارث عن عدد آي القرآن؟ قال : فأشار بيده اليمنى سبعة آلاف ومائتين وستة وعشرين (١) ، بيده اليسار.

قال : ونا هشام ، نا صدقة ، وأبو سعد مدرك بن أبي سعد أنهما سمعا يحيى بن الحارث يقول : حدّثني من سمع عثمان بن عفّان يقرأ : (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ)(٢).

قال هشام : وحدّثنا سويد بن عبد العزيز ، وأيوب بن تميم القارئ ، عن يحيى بن الحارث أنه حدّثهما عن عبد الله بن عامر أنه كان يقرأ بهذه الحروف يقول : هي قراءة أهل الشام بالكتاب كلّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد أبو البركات : وأحمد بن الحسن بن خيرون ـ قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٣) : في الطبقة الثالثة من أهل الشام : يحيى بن الحارث الذّماري ، مات سنة خمس وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر بن المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الشام : يحيى بن الحارث الذّماري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٤) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا ابن سعد (٥) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام : يحيى بن الحارث الذماري ، وكان عالما بالقراءة في دهره ، يقرأ عليه القرآن ، مات سنة خمس وأربعين ومائة ، زاد ابن الفهم (٦) : في خلافة أبي جعفر ، وكان قليل الحديث.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ١٩٠.

(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٩.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٧٣ رقم ٢٩٩٠.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٦) كذا بالأصل وم ، وثمة سقط في السند.


أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، نا البخاري قال (١) : يحيى بن الحارث الذماري الشامي ، سمع أبا أسماء ، والقاسم ، سمع منه يحيى بن حمزة (٢).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يحيى بن الحارث الذماري المقرئ الغسّاني ، روى عن أبي أسماء الرحبي ، وأبي الأشعث الصنعاني ، وعبد الله بن عامر اليحصبي ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، والقاسم أبي عبد الرّحمن ، ورأى واثلة بن الأسقع ، روى عنه : صدقة بن خالد ، والهيثم بن حميد ، ويحيى بن حمزة ، وإسماعيل بن عيّاش ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وسويد بن عبد العزيز ، والوليد بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال (٤) في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة بن الأسقع وغيره : أبو عمرو يحيى بن الحارث الذماري ، القارئ.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : يحيى بن الحارث الذماري ، هو أبو عمرو القارئ ، دمشقي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٧.

(٢) قوله : «سمع منه يحيى بن حمزة» سقط من التاريخ الكبير.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٥ ـ ١٣٦.

(٤) عنه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٠.


الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عمر (١) يحيى بن الحارث الذماري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن الحارث الذماري ليس به بأس.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين أنه قال : يحيى بن الحارث الذّماري ثقة ، وسألت أبي عن يحيى بن الحارث الذّماري فقال : ثقة ، كان عالما بالقراءة في دهره بدمشق.

وذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني الرازي قال : قلت لأبي حاتم الرّازي : ما تقول في يحيى بن الحارث الذماري؟ فقال : صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٣) : ويحيى بن الحارث الذّماري يروي عنه أهل الشام ، وهو شامي ، ليس به بأس.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد (٤) ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، حدّثني عبد الله بن ذكوان ، عن أيوب بن تميم القارئ قال : كبر يحيى بن الحارث الذّماري قال : وكانت قراءة الجند على قراءة أبي عبد الملك القارئ ، والإمام يحيى بن الحارث الذماري ، وعلى أبي عبد الملك قرأت ، ثم أدركت يحيى حتى قرأت عليه ، وكان يحيى يقف خلف الأئمة ، لا يستطيع أن يؤمّ من الكبر ، فكان يردّ عليهم إذا غفلوا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا

__________________

(١) كذا بالأصل وم : «عمر».

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٦.

(٣) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦١.

(٤) قوله : «أنا أبو محمّد» ليست في م.

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٢٨.


أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : ويحيى بن الحارث الذماري من أهل الشام ، تابعي ، مات سنة خمس وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة خمس وأربعين ومائة مات فيها يحيى بن الحارث الذّماري بالشام.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٢) ، نا أبي قال : مات يحيى بن الحارث وهو ابن تسعين سنة ، سنة خمس وأربعين ـ يعني : ومائة ـ.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة [خمس](٣) وأربعين ومائة ـ مات يحيى بن الحارث الذماري ، وهو ابن سبعين سنة.

٨١٢٠ ـ يحيى بن حسّان أبو زكريا التّنّيسي (٤) المصري (٥)

سكن تنيس ، وقدم دمشق.

وقال أبو حاتم بن حبّان : إن أصله من دمشق.

وسمع بدمشق : معاوية بن سلّام ، ومحمّد بن مهاجر ، والهيثم بن حميد وبغيرها : سليمان بن قرم ، وسليمان بن بلال ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، ورباح بن الوليد الذّماري ، والأبيض بن الأغر بن الصّبّاح المنقري (٦) ، وحمّاد بن سلمة ،

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٣.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٦.

(٣) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م.

(٤) التنيسي بكسر المثناة والنون الثقيلة وسكون التحتانية ثم مهملة تقريب التهذيب.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٧ والجرح والتعديل ٩ / ١٣٥ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٩ والعبر ١ / ٣٥٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٢٧.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : المقرئ.


وهيثم [بن حميد](١) وعيسى بن يونس ، وعبد العزيز بن الربيع بن سبرة.

روى عنه : محمّد بن إدريس الشافعي ، وسعيد بن أسد بن موسى ، وعبد العزيز بن عمران (٢) ، والجروي (٣) ، وبحر بن نصر ، ويونس بن عبد الأعلى ، ودحيم ، وأحمد بن صالح ، وزهير بن عبّاد ، وجعفر بن مسافر ، والربيع بن سليمان المرادي ، وابنه محمّد بن يحيى بن حسّان.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل [بن الحسين العلوي ، وأبو الفضل محمد بن إسماعيل](٤) الفضيلي ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين (٥) الفرخاني ، قالوا : أنا أبو الحسن الداودي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد ، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس ، أنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، أنا يحيى بن حسّان ، نا سليمان بن بلال ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نعم الإدام ـ أو الادم ـ الخل» [١٣٠٦٦].

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو الوقت ابن عيسى ، وأبو عبد الله السمناني ، قالوا : أنا الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد ، أنا عيسى بن عمر ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، أنا يحيى بن حسّان ، نا سليمان بن بلال ، عن هشام ، عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يجوع بيت عندهم التمر» [١٣٠٦٧].

ح وأخبرنا أبو الفضل الفضيلي ، وأبو المحاسن الحنفي ، وأبو الوقت السجزي ، قالوا : [أنا عبد الرحمن بن محمد](٦) أنا عبد الله بن أحمد الحموي ، أنا عيسى بن عمر السمرقندي ، أنا الدارمي ، أنا يحيى بن حسّان ، نا يحيى بن حمزة ، عن يحيى بن الحارث الذماري ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صيام شهر بعشرة أشهر ،

__________________

(١) زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.

(٢) من قوله : الربيع ... إلى هنا سقط من م ، فاختل المعنى واضطرب السياق.

(٣) واسمه : الحسن بن عبد العزيز بن وزير بن ضابئ ، أبو علي المصري ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٣٣.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن م لتقويم السند ، راجع مشيخة ابن عساكر ١٧٩ / أ.

(٥) بعدها في م : بن محمد بن الحسين.

(٦) الزيادة عن م.


وستة أيام بعدهن بشهرين ، فذلك تمام سنة» يعني شهر رمضان وستة أيام بعده [١٣٠٦٨].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو الفضل الرّازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا الربيع بن سليمان ، وسعد بن عبد الله بن عبد الله (١) بن عبد الحكم بن أعين ، قالا : نا يحيى بن حسّان ، نا يحيى بن حمزة ، نا يحيى بن الحارث الذماري ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صيام رمضان بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بشهرين ، فذلك صيام سنة» يعني رمضان وستة أيام بعده [١٣٠٦٩].

رواه النسائي في سننه عن الربيع ، وهو حديث عزيز.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد ، وأبو منصور أحمد ابنا محمّد بن أحمد بن السلال ، قالا : أنا أبو علي محمّد بن وشاح ، قالا : أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا جعفر بن مسافر ، نا يحيى بن حسّان ، عن سليمان بن قرم ، عن ثابت البنّاني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم».

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو مندة ، أنا حمد (٢) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٣) ، نا أبي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قال لي مروان بن محمّد : لو رأيتني والوليد بن مسلم نطلب الحديث قبل أن يقدم يحيى بن حسّان لرحمتنا ، يعني لم يكن نحسن نطلب حتى قدم يحيى بن حسّان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال دحيم : ولد يحيى بن حسّان سنة أربع وأربعين ومائة (٤).

__________________

(١) كذا بالأصل «بن عبد الله» مكررة ، ولم تكرر في م ، وهو الصواب ، راجع ترجمة أبيه عبد الله بن عبد الحكم في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٧١ وذكر من أبنائه : سعدا. وقد روى سعد عن أبيه.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٣) الجرح والتعديل ٩ / ١٣٥.

(٤) تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٧.


أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان ، نا أبي قال : أبو زكريا يحيى بن حسّان الرّازي ، مات بمصر ، وكان يروي عن سليمان بن بلال.

أخبرنا أبو الغنائم ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسن ، أنا البخاري قال (١) : يحيى بن حسّان التّنّيسي الشامي ، عن سليمان بن بلال ، مات سنة ثمان ومائتين [أو نحوها](٢).

كتب إليّ أبو الحسين وأبو عبد الله قالا (٣) : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

يحيى بن حسّان التّنّيسي ، روى عن معاوية بن سلّام ، وسليمان بن بلال ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، روى عنه محمّد بن إدريس الشافعي ، وسعيد بن أسد ، وعبد العزيز بن عمران ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

أبو زكريا يحيى بن حسّان التّنّيسي ، سمع أبا أيوب سليمان بن بلال (٥) ، روى عنه أبو بكر محمّد بن سهل بن عسكر البخاري ، ومحمّد بن مسكين اليماني.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه.

ح قال اللفتواني : وأنا أبو عمرو بن مندة ـ إجازة ـ عن أبيه ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس (٦) في تاريخ الغرباء : يحيى بن حسّان البكري ، يكنى أبا زكريا ، بصري ، قدم مصر

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٩.

(٢) زيادة عن التاريخ الكبير.

(٣) من هنا .. إلى قوله : علي .. سقط من م.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٥.

(٥) قوله : «سليمان بن بلال» مكرر بالأصل.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٧ وسير الأعلام ١٠ / ١٢٩.


قديما ، وكتب بها ، وكان حسن الحديث ، ثقة ، وصنّف كتبا ، وحدّث بها ، وتوفي بمصر في رجب سنة ثمان (١) ومائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري ، قال :

يحيى بن حسّان بن حيّان أبو زكريا التّنّيسي ، حدّث عن سليمان بن بلال ، وقريش بن حيّان ، روى عنه محمّد بن مسكين ، والحسن بن عبد العزيز في الأنبياء ، ومناقب أبي بكر ، والجنائز ، مات سنة ثمان ومائتين.

قاله البخاري ، قال : قال لي الحسن بن عبد العزيز.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد.

وأخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد عنه.

ح وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن قالت : أنا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا الثقة يحيى بن حسّان ، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو القاسم وأبو عمرو ابنا مندة ، وأبو منصور محمّد بن علي بن شكرويه ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، أنا عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري ، نا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا الثقة يحيى بن حسّان ، نا الليث ، فذكر حديثا.

أخبرتنا فاطمة بنت الحسين (٢) بن فضلويه قالت : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو بكر الحيري.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا القاسم بن الفضل بن أحمد ، نا محمّد بن محمّد بن محمش ، قالا : سمعنا أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول : سمعت الربيع بن سليمان يقول : كان الشافعي إذا قال : أخبرنا الثقة [يعني به ـ وفي حديث فاطمة](٣) يريد (٤) [به](٥)

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : «ثمانين» والتصويب عن تهذيب الكمال.

(٢) في م : فاطمة بنت الحسين أبي الحسن بن فضلويه.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وزيد عن م.

(٤) بالأصل : يزيد ، والمثبت عن م.

(٥) زيادة عن م.


يحيى بن حسّان ، وإذا قال : أخبرنا من لا أتهم يريد إبراهيم بن أبي يحيى ، وإذا قال : بعض الناس : يريد به أهل العراق ، وإذا قال : بعض أصحابنا ، يريد به أهل الحجاز.

أنبأنا أبو القاسم التيمي ، وأبو الفضل السلامي ، قالا : أنا أبو الحسين الصيرفي ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الدقاق ، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الجوهري ، نا أحمد بن محمّد بن هانئ قال : وسألت أبا عبد الله عن يحيى بن حسّان؟ فقال : قد رأيته وما كتبت عنه ، كان زعموا صاحب حديث.

وقال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي : قال أحمد بن حنبل : كان يحيى بن حسّان ، صاحب حديث ، ثقة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل في ما كتب إليّ قال : سمعت أبي يقول : يحيى بن حسّان ثقة (٢) ، رجل صالح.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد ، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد (٣) بن يحيى بن ياسر الجوبري ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، قال : كان هذا الحديث ـ يعني : حديث سليمان بن بلال ـ عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن سعيد بن المسيّب عن أبي موسى في قصة : «استئذان أبي بكر وعمر وعثمان عليه» أول ما ظهر بالشام ، ظهر عن مروان الطاطري ، عن سليمان بن بلال ، فأخبرت أن يحيى بن معين لما قدم الشام بلغه ، فأنكره ، وقالوا له : قد حدّث به يحيى بن حسّان فسكن إلى ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : نا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٤) : يحيى بن حسّان عالم بالحديث ، كوفي ، ثقة ، مأمون.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٥.

(٢) في الجرح والتعديل : ثقة ثقة.

(٣) قوله : «أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد» مكرر بالأصل ، والمثبت عن م. راجع ترجمة الجوبري في سير الأعلام ١٧ / ٤١٥.

(٤) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٧٠ رقم ١٧٩٨ وعنه في تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٦ وسير الأعلام ١٠ / ١٢٨.


وذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال : قلت لأبي حاتم الرازي : ما تقول في يحيى بن حسّان صاحب سليمان [بن بلال](١)؟ فقال : صالح الحديث.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي عنه ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو العبّاس الوليد بن بكر المالكي ، نا أحمد بن محمّد بن علي بن جابر التّنّيسي عن شيوخه.

أن الشافعي لما ورد تنّيس نزل على يحيى بن حسّان ، وكان من المياسير ، وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلّا مرة ، فأمر الشافعي الطبّاخ بإعادة لون استطابه ، فلمّا وضع على المائدة تغيّر يحيى بن حسّان ، فقال الشافعي : أنا أمرته بهذا ، فسري عنه ، ثم قال للغلام الطبّاخ : أنت حرّ لوجه الله ، شكرا لانبساط أبي عبد الله الشافعي في رحلنا.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال (٢) : وفيها ـ يعني : سنة سبع ومائتين ـ مات يحيى بن حسّان ، ثم قال ابن زبر : وفيها ـ يعني : سنة ثمان ومائتين ـ مات يحيى بن حسّان وهو ابن أربع وستين سنة.

ذكر أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي أن يحيى بن حسّان مات سنة ثمان أو تسع ومائتين (٣).

٨١٢١ ـ يحيى بن الحسن الطّبراني

ولي المظالم بدمشق بعد أبي مسلم النطفي بدلا من القاضي من قبل أحمد بن أبي (٤) دؤاد (٥) قاضي قضاة المعتصم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله بن مروان ، نا ابن فيض قال : ثم عزل يحيى بن أكثم وولّي أحمد بن أبي دؤاد القضاء ، فعزل محمّد بن يحيى يعني ابن حمزة عن القضاء وولى دمشق صاحب مظالم يعرف

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٧.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٧.

(٤) سقطت من م.

(٥) تحرفت في م إلى : داود.


بأبي مسلم النطعي ، ثم عزله وولّى مكانه على المظالم يحيى بن الحسن الطّبراني ، فلم يل القضاء بدمشق بعد محمّد بن يحيى بن حمزة أحد في خلافة المعتصم وخلافة الواثق حتى كانت خلافة جعفر المتوكل.

٨١٢٢ ـ يحيى بن الحسين بن علي

أبو محمّد بن أبي عبد الله السّعدي البخاري الفقيه

سمع بدمشق : أبا الحسن بن أبي الحديد.

وحدّث بصور : عن أبي نصر أحمد بن أحمد الصكاك ، وأبي سهل عبد الكريم (١) بن عبد الرحمن الكلاباذي البخاريين ، والحاكم أبي عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي القنطري.

روى عنه : نصر بن إبراهيم الزاهد.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم ـ إملاء ـ أنا أبو محمّد يحيى بن الحسين بن علي البخاري ، أنا أبو نصر أحمد بن أحمد الصكاك ، وأبو سهل عبد الكريم بن عبد الرّحمن الكلاباذي ، والحاكم أبو عمرو محمّد بن عبد العزيز القنطري ، قالوا : أنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، نا هدبة بن خالد القيسي ، نا ديلم بن غزوان (٢) ، نا الحجاج بن فرافصة عن طلق بن حبيب قال : جاء رجل إلى أبي الدّرداء وقال : يا أبا الدّرداء ، احترق بيتك ، فذكر الحديث.

كذا قال عن ديلم بن غزوان (٣) ، وإنّما يرويه هدبة عن الأغلب بن تميم عن الحجّاج.

أخبرناه أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسّان ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا هدبة بن خالد ، نا الأغلب بن تميم ، نا الحجّاج بن فرافصة عن طلق قال :

جاء رجل إلى أبي الدّرداء ، فقال : يا أبا الدّرداء احترق بيتك ، فقال : ما احترق ، ثم

__________________

(١) بالأصل : «عبد الكريم بن عبد الكريم بن عبد الرحمن» والمثبت عن م.

(٢) بدون إعجام بالأصل وم ، وهو ديلم بن غزوان العبدي ، أبو غالب البراء البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٧٥.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم ، وهو ديلم بن غزوان العبدي ، أبو غالب البراء البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٧٥.


جاء رجل آخر ، فقال : يا أبا الدّرداء احترق بيتك ، فقال : ما احترق ، ثم جاء رجل آخر فقال : يا أبا الدّرداء انتهت النار ، فلما انتهت إلى بيتك طفئت ، قال : قد علمت أنّ الله لم يكن ليفعل ، قالوا : يا أبا الدّرداء ما ندري أيّ كلامك أعجب ، قولك : ما احترق أو قولك : قد علمت أن الله لم يكن ليفعل ، قال : ذلك لكلمات سمعتهن من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قالها أول النهار لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح : «اللهمّ إنك ربي لا إله إلّا أنت ، عليك توكّلت ، وأنت ربّ العرش الكريم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم ، أعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير ، وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي ، ومن شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها ، إنّ ربي على صراط مستقيم» [١٣٠٧٠].

٨١٢٣ ـ يحيى بن الحكم بن أبي العاص

ابن أميّة بن عبد شمس أبو مروان الأموي (١)

أخو مروان بن الحكم.

حدّث عن معاذ بن جبل.

روى عنه : سلمة بن أسامة.

وسكن دمشق ، وولّاه ابن أخيه عبد الملك المدينة ثم ولّاه حمص.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد [بن حمد بن عبد الواحد](٢) ، وأم المجتبى بنت ناصر ، قالا : أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة ، نا حرملة ، أنا ابن وهب ، حدّثني حيوة.

وأخبرنا أبو سهل المزكي ، أنا أبو الفضل الرّازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أحمد بن عبد الرّحمن ، نا عمي قال : سمعت حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سلمة بن أسامة ، عن يحيى بن الحكم أن معاذ بن جبل قال :

بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصدّق (٣) أهل اليمن ، فأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٥٩ و ١٧١ وجمهرة ابن حزم ص ١٠٩ والطبري (الفهارس) ومروج الذهب (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير (الفهارس) وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠ ص ٥٣٧).

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م.

(٣) المصدّق : آخذ الصدقات ، أي الحقوق من الإبل والغنم ، يقبضها ويجمعها لأهل السّهمان. والمصدق عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها صدّقهم يصدّقهم فهو مصدّق تاج العروس : صدق (طبعة دار الفكر).


تبيعا (١) ، والتبيع : الجذع ، والجذعة ، ومن كلّ أربعين مسنّة ، فعرضوا عليّ أن آخذ ما بين الأربعين والخمسين ، وبين الستين والسبعين ، وبين ، وقال : وما بين الثمانين والتسعين ، فأبيت ذلك ، وقلت لهم : حتى أسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ـ زاد محمّد بن هارون : فقدمت وقالا : ـ فأخبرت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمرني أن آخذ من كلّ ثلاثين تبيعا ، ومن الأربعين مسنّة ، ومن الستين تبيعين ، ومن السبعين مسنّة وتبيعا ، ومن الثمانين مسنّتين ومن التسعين ، ثلاثة أتابيع ، ومن المائة مسنّة وتبيعين ، ومن العشرة والمائة مسنّتين وتبيعا ، ومن العشرين ومائة ثلاث مسنّات أو أربع أتابيع ، قال : وأمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا آخذ مما بين ذلك شيئا إلّا أن يبلغ مسنّة أو جذعا ـ وفي حديث محمّد بن هارون : جذعة ، وزعم أيضا أن الأوقاص (٢) لا فريضة فيها.

رواه أحمد بن حنبل في مسنده (٣) : عن معاوية عن (٤) عمرو وهارون بن معروف عن ابن وهب نحوه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (٥) :

وولد يحيى بن الحكم بن أبي العاص مروان ، به كان يكنى.

قال الزبير (٦) : وولد الحكم بن أبي العاص : عثمان الأصغر بن (٧) الحكم ، وأبانا ، ويحيى ، وحبيبا ، وعمروا درج ، وأم يحيى تزوجها عروة بن الزبير ، فولدت له يحيى ، ومحمّدا ، وعثمان بني عروة ، وزينب [بنت الحكم](٨) ، وأم شيبة ، وأم عثمان ، وأمّهم : مليكة بنت أوفى بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف.

__________________

(١) بالأصل : تبع ، خطأ ، والمثبت عن م ، والتبيع ، ولد البقر الذي أتى عليه الحول.

(٢) واحد الأوقاص في الصدقة هو ما بين الفريضتين (القاموس المحيط : وقص).

(٣) مسند أحمد بن حنبل ٨ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ رقم ٢٢١٤٥ طبعة دار الفكر.

(٤) بالأصل : «أن» وفي م : «بن» كلاهما تصحيف ، والتصويب عن مسند أحمد.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٧١.

(٦) نسب قريش للمصعب ص ١٥٩.

(٧) بالأصل وم : «عثمان الأصغر والحكم» خطأ ، والتصويب عن نسب قريش.

(٨) زيادة عن نسب قريش للإيضاح.


أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : وولد الحكم : عثمان الأصغر ، وأبانا ، ويحيى ، وحبيبا ، وعمروا درج ، وأم يحيى ، وزينب الصغرى ، وأم شيبة ، وأم عثمان ، وأمّهم مليكة بنت أوفى بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال في كتاب الاخوة منهم خمسة أخوة : مروان بن الحكم بن أبي العاص ، وعبد الرّحمن بن الحكم ، والحارث بن الحكم ، وعثمان بن الحكم ، ويحيى بن الحكم.

قال أبو زرعة : يحيى مذكور في حديث صدقات أهل اليمن ، يحدّث به عن معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : ولاها عبد الملك ـ يعني : المدينة ـ يحيى بن الحكم (٢) ، وذلك سنة خمس وسبعين ، فشخص يحيى بن الحكم إلى الشام واستخلف أبان بن عثمان ، فأقرّه عبد الملك ، ثم عزله في سنة ثلاث وثمانين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا أبو علي الفقيه ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر عن بعض أصحابه قال :

كان يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة على المدينة عاملا لعبد الملك بن مروان ، وكان فيه حمق ، فخرج إلى عبد الملك وافدا عليه بغير إذن من عبد الملك ، فقال له عبد الملك : ما أقدمك عليّ بغير إذني؟ من استعملت على المدينة؟ قال : أبان بن عثمان ، قال : لا جرم ، لا ترجع إليها ، فأقر عبد الملك أبانا على المدينة ، وكتب إليه بعهده عليها ، فعزل أبان عبد الله بن قيس بن مخرمة عن القضاء ، وولّى نوفل بن مساحق قضاء المدينة ،

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٣.

(٢) في تاريخ خليفة بن خيّاط : يحيى بن الحكم بن مروان.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٥١ ـ ١٥٢ في ترجمة أبان بن عثمان بن عفان.


وكانت ولاية أبان على المدينة تسع (١) سنين ، وحجّ بالناس فيها سنتين ، وتوفي في ولايته جابر بن عبد الله ، ومحمّد بن الحنفية ، فصلّى عليهما بالمدينة ، وهو وال ، ثم عزل عبد الملك بن مروان أبانا عن المدينة ، وولّاها هشام بن إسماعيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفي سنة سبع وسبعين غزوة يحيى بن الحكم أرض الروم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي الزرّاد ، نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، قال : قال أبي سعد بن إبراهيم : وعرضنا على يعقوب أيضا ، يعني بن إبراهيم عمّه ، قال : ثم حجّ عبد الملك بالناس ، واعتمر سنة خمس وسبعين ، ويقال : حج تلك السنة يحيى بن الحكم وكان أميرا على المدينة ، ثم حجّ أبان بن عثمان على الناس سنة تسع وسبعين ، وغزا يحيى بن الحكم ، أرض الروم ، فأصاب دواب الناس القرحة (٢) بمرج الشّحم (٣).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ قال : وفي سنة ثمان وسبعين غزا يحيى بن الحكم مرج الشّحم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : وفيها ـ يعني : سنة تسع وسبعين ـ غزا فلان ابن [الحكم أرض الروم ، فأصاب دوابّا (٥) بمرج الشحم.

أخبرنا أبو محمد بن](٦) الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ،

__________________

(١) الأصل وم : تسع ، وفي طبقات ابن سعد : سبع سنين.

(٢) قرح البعير فهو مقروح وقريح إذا أصابته القرحة ، والقرحة : داء يأخذ البعير فيهدل مشفره منه (تاج العروس : قرح).

(٣) مرج الشحم بلد ببلاد الروم قرب عمورية (معجم البلدان).

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٧.

(٥) في م : دواب.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن م ، وتاريخ خليفة.


أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، نا سليمان البهراني (٢) ، عن أبي جنادة ، عن جنادة بن مروان ، عن أبيه قال : قدم عبد الملك حمص ، فأمر بإسحاق بن الأشعث فضربت عنقه صبرا ، فتكلم أهل حمص ، فبلغه ، فنادى : الصلاة جامعة ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما حديث بلغني عنكم يا أهل الكويفة؟ قال : فقام إليه عبد الرّحمن بن ذي الكلاع ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لسنا بأهل الكويفة ، ولكنّا أهل الكوفة الذين قاتلنا معك مصعب بن الزبير ، وأنت تقول يومئذ : والله يا أهل حمص لأواسينّكم ولو بما ترك مروان ، وعليك يومئذ قباؤك الأصفر ، قال : وأخرج إليه رجل من مجلس ميتم (٣) ساعدا له نحيفة ، فقال : يا أمير المؤمنين اعزل عنا سفيهك يحيى بن الحكم وإلّا بعثنا إليك بأكثره شعرا ، فلما قضى خطبته التفت إلى يحيى بن الحكم فقال : ارتحل عن جوار القوم ، فقد سمعت ما قال الفائشي (٤).

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (٥) : قال هشام بن محمّد ، قال أبو مخنف : حدّثني أبو جعفر العبسي عن أبي عمارة العبسي قال : قال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم :

لهام بجنب الطّفّ أدنى قرابة

من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

سميّة أمسى نسلها عدد الحصى

وبنت رسول الله ليس لها نسل (٦)

قرأت بخط أبي الحسين الميداني ـ في سماعه من أبي سليمان بن زبر ـ أنا أبي ، أنا محمّد بن عبد السّلام ، نا العتبي ، عن أبيه.

أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج : كيف أنت والنساء؟ أحريص جاهد أنت ، أو مستبق قادر؟ وعليك بذوات الدلّ منهن ، وقليل ما هن ، وكيف لنا بمثل الذي يقول فيها يحيى بن الحكم : (٧)

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.

(٢) هو سليمان بن عبد الحميد البهراني ، أبو أيوب الحمصي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٠٥.

(٣) هو ميتم بن سعد بن عوف ، بطن في ذي الكلاع.

(٤) هذه النسبة إلى فايش ، قال السمعاني : وظني أنه بطن من همدان.

(٥) الخبر والبيتان في تاريخ الطبري ٥ / ٤٦٠.

(٦) في البيت إقواء.

(٧) البيتان في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٥٣٧.


هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لفّاء غامضة الكعبين معطار

خود من الخفرات البيض لم يرها

بساحة الدار لا بعل ولا جار

أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن (١) بن أحمد ، ومحمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، وابن نبهان.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن الحسن.

قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم ، أنشدنا أبو العباس ثعلب ، أنشدني أبو غسّان محمّد بن يحيى بن عبد الحميد ليحيى بن الحكم :

أذاهبة ولما أشف نفسي

من المتعمرات إليّ قباء

من اللائي سو الفهن غيد

عليهن الملاحة والبهاء

[قال ابن عساكر :](٢) كذا فيه ، وأظن أن بين ثعلب وبين أبي غسّان عمر بن شبة ، فالله أعلم.

٨١٢٤ ـ يحيى بن حكيم

روى عن : الأوزاعي.

روى عنه : هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، وأبو غالب بن أبي علي وغيرهما في كتبهم (٣) ، قالوا : أجاز لنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات ـ إجازة ـ أنا محمّد بن العبّاس بن أحمد بن محمّد بن عاصم بن أبي ذهل الهروي ، أنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي الفقيه الحافظ ، أنا أبو علي صالح بن محمّد الحافظ ، نا هشام بن عمّار ، نا يحيى بن حكيم قال : كان الأوزاعي إذا قدم من بيروت نزل عليه بدمشق قال : سألت الأوزاعي عن الرجل (٤) تقام الصلاة وذكره قائم؟ قال : يضعه بين فخذيه ويدخل في الصلاة.

المشهور : عون بن حكيم ، فإن كان هذا أخاه فمحتمل ، ويحتمل أن يكون غير أخيه إن لم يكن عون تصحّف بيحيى ، والله أعلم.

__________________

(١) في م : الحسين.

(٢) زيادة منا.

(٣) سقطت من م.

(٤) في م : رجل.


٨١٢٥ ـ يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد الرّحمن الحضرمي (١)

من أهل بيت لهيا (٢) ، قاضي دمشق للمنصور والمهدي.

قرأ على يحيى بن الحارث بحرف ابن عامر.

وروى عن الأوزاعي ، وعروة بن رويم ، وعطاء الخراساني ، والنعمان بن المنذر ، وأبي وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، والعلاء بن الحارث ، والزبيدي (٣) ، وثور بن يزيد ، وراشد بن داود ، وبرد بن سنان ، والمهدي ، وإبراهيم بن سليمان الأفطس ، ويحيى بن الحارث ، وإبراهيم بن محمّد البصري (٤) ، وسفيان الثوري ، وسعيد بن عبد العزيز ، وزيد بن واقد ، وبشر بن العلاء بن زبر ، وسليمان بن داود الخولاني ، وسليمان بن أرقم ، وعمرو بن مهاجر ، وتميم بن عطية العنسي الداراني ، وعقبة بن أبي حكيم الهمداني ، وشداد بن عبد الله القارئ ، وموسى بن يسار الدمشقي ، وحيوة بن شريح المصري ، ونصر بن علقمة ، ويزيد بن أبي مريم ، وزهير بن محمّد العنبري ، والمطعم بن المقدام الصنعاني ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وثور بن يزيد (٥).

قرأ عليه الربيع بن ثعلب ، وروى عنه ابنه محمّد بن عائذ ، وهشام بن عمّار ، ومحمّد بن المبارك الصوري ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، ويزيد بن خالد بن موهب ، والوليد بن الحارث ، وأبو حارثة كعب بن خريم ، ومروان بن محمّد ، والهيثم بن خارجة ، وعلي بن حجر المروزي ، وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، وجنادة بن محمّد بن أبي يحيى المرّي ، والحكم بن موسى القنطري.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو العبّاس حامد بن شعيب البلخي ـ ببغداد ـ نا منصور بن أبي مزاحم ، نا يحيى بن حمزة ، عن الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن عمّه أنس بن مالك.

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٢ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٨ وتاريخ أبي زرعة (الفهارس) ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٩ والجرح والتعديل ٩ / ١٣٦ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٨ وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٦٤ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٣٥٤.

(٢) بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة ، ضبطها ياقوت بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة ، قال كذا يتلفظ به ، والصحيح بيت الإلاهة.

(٣) يعني محمد بن الوليد الزبيدي.

(٤) في م : «المضري» كذا.

(٥) كذا بالأصل ، وقد مرّ ، ولعله مكرر هنا.


أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من بلد إلّا سيدخله الدجّال إلّا الحرمين : مكة والمدينة ، ما نقب من أنقابها إلّا عليه الملائكة صافّين يحرسونها فيسير حتى يأتي السّبخة ، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فلا يبقى دونها كافر ولا منافق إلّا خرج إليه» [١٣٠٧١].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال : سمعت أبا مسهر يقول : ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث ومائة (١).

وهكذا قال عمرو بن دحيم.

وذكر أبو سليمان بن زبر أنه ولد سنة اثنتين ومائة (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول : سمعت أبا مسهر يقول : ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث ومائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بدحيم قال : قال : ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث ومائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان ، نا أبي قال : ويحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحضرمي ، وكان مولده سنة ثمان ومائة.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو العزّ الكيلي ، أنا أبو طاهر.

قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٣) في الطبقة السادسة من أهل الشامات : يحيى بن حمزة ، أبو عبد الرّحمن ، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة ، دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٧.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٥.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨٠ رقم ٣٠٤٣ طبعة دار الفكر.


الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : كنية يحيى بن حمزة قاضي دمشق أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام.

ح وقرأت على أبي غالب ابن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا ابن حيوية ، أنا ابن معروف (٢) ، نا ابن الفهم ، نا ابن سعد قال (٣) : في الطبقة الخامسة من أهل الشام : يحيى بن حمزة ، وكان قاضيا بدمشق ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة ـ زاد ابن الفهم : في خلافة هارون بدمشق ـ وكان كثير الحديث صالحه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) : يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحميري الشامي القاضي ، سمع الزبيدي ، وابن جابر ، نسبه الهيثم بن خارجة ، قاله في الصغير (٥) ، مات سنة ثمانين ومائة ، وقال أبو مسهر : مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :

يحيى بن حمزة الدمشقي ، قاضي دمشق ، أبو عبد الرّحمن الحضرمي الحميري ، السكسكي ، روى عن الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ،

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) تحرفت في م إلى : مروان.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٦٩.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٨.

(٥) كذا بالأصل وم ، والنص السابق ، موجود في التاريخ الكبير.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٦ ـ ١٣٧.


ومحمّد بن الوليد الزبيدي ، وثور بن يزيد ، والنعمان بن المنذر ، وزيد بن واقد ، وأبي وهب الكلاعي ، روى عنه عبد الرّحمن بن مهدي ، ومروان بن محمّد الطاطري ، والوليد بن مسلم ، والهيثم بن خارجة ، والحكم بن موسى ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وسليمان بن عبد الرّحمن بن شرحبيل ، ومحمّد بن عائذ ، وهشام بن عمّار ، وعلي بن حجر ، مات وهو ابن ثمانين سنة في سنة ثلاث وثمانين ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة قاضي دمشق ، سمع الزبيدي ، وابن جابر ، روى عنه الهيثم بن خارجة ، ومحمّد بن المبارك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر الكلاباذي ، قال : يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحميري ، الشامي ، قاضي دمشق ، سمع محمّد الزبيدي ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ويزيد بن أبي مريم ، والأوزاعي ، روى عنه محمّد بن المبارك ، وعبد الله بن يوسف ، وإسحاق بن إبراهيم بن يزيد ، وهشام بن عمّار ، في الصوم ، والبيوع ، والجهاد.

قال البخاري : قال عبد الله بن يوسف : مات سنة ثمانين ومائة. وقال أبو مسهر : مات سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وقال ابن سعد مثل أبي مسهر ، وذكر أبو داود مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق : ورجلين أعلم الناس بقول مكحول : الهيثم بن حميد الغساني ، ويحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي ، وقال عمرو بن دحيم (١) : أعلم أهل دمشق بحديث مكحول ، وأجمعه لأصحابه الهيثم بن حميد ، ويحيى بن حمزة مات سنة ثمانين.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.


أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ، قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة : يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحضرمي ، قاضي دمشق (١).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٢) ، نا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : قال أبي : يحيى بن حمزة ليس به بأس.

ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجاج المروذي قال : سئل يعني أحمد بن حنبل عن يحيى بن حمزة فقال : ليس به بأس (٣).

قرأت على أبي محمّد بن جعفر ، عن أبي جعفر بن المسلمة ، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، حدّثني عبد الله بن شعيب قال : قرأ عليّ يحيى بن معين : يحيى بن حمزة الدمشقي ، ثقة.

قال يعقوب : يحيى بن حمزة ثقة مشهور.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : قال يحيى بن معين : ويحيى بن حمزة يحدّث عن سليمان بن داود كاتب عمر بن عبد العزيز ، ليس بقوي ، إنما أراد بقوله ليس بقوي سليمان بن داود ، فقد :

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٧.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.


أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي المفضل قال : يحيى بن حمزة ثقة (١).

أخبرنا أبو البركات أيضا ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري وثابت ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : نا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : يحيى بن حمزة ، دمشقي (٣) ، ثقة ، وكان على قضاء دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا هشام ، نا يحيى بن حمزة وكان قاضيا على دمشق ، ثقة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) : سألت أبي عنه فقال : صدوق.

وذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال : قلت لأبي حاتم الرّازي : ما تقول في يحيى بن حمزة؟ فقال : صدوق (٥).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر أحمد بن علي ، أنا أبو بكر الخوارزمي ، أنا أبو بكر الإسماعيلي ، قال : قال عبد الله بن محمّد بن سيّار : ويحيى بن حمزة لا بأس به (٦).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا أبو العباس الأصمّ ، قال : سمعت عبّاس بن محمّد يقول : سمعت يحيى يقول : يحيى بن حمزة كان قاضي دمشق ، وكان يرمى بالقدر.

قال (٧) : وسمعت يحيى يقول : يحيى بن حمزة كان قدريا ، وكان صدقة أحب إليهم من يحيى بن حمزة.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.

(٢) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٧٠ رقم ١٨٠١.

(٣) في تاريخ الثقات : شامي.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٧.

(٥) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٥٥.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.

(٧) يعني العباس بن محمد الدوري ، والخبر في تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.


قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان يحيى بن حمزة قدريا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو بكر البابسيري ، نا الأحوص بن المفضل بن غسّان ، نا أبي المفضل بن غسّان ، نا يحيى بن حمزة قاضي دمشق ، ثقة ، كان يظن به القدر (١).

وقال مكحول في موضع آخر : كان يحيى بن حمزة قدريا ، وصدقة أحبّ إليّ من يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٢) : ثم ولي يحيى بن حمزة ـ يعني : بعد سلمة بن عمرو.

قال أبو زرعة : فحدّثني أحمد بن أبي الحواري عن مروان قال : لما قدم أبو جعفر ـ يعني : المنصور ـ دمشق ، وكان مقدمه سنة ثلاث وخمسين ، استعمل يحيى بن حمزة على القضاء ، وقال له : يا شاب ، إنّي أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك ، وإيّاك والهدية ، فلم يزل قاضيا حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا منصور بن علي بن عبد الله الطرسوسي ، نا الحسن بن رشيق ، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي أبو بكر ، نا داود بن رشيد أبو الفضل ، نا الوليد بن مسلم قال : ثم (٣) يحيى بن حمزة الحضرمي ، ثم عبد الرّحمن بن يزيد ـ يعني : ابن أبي مالك ـ ثم يحيى بن حمزة ، ثانية (٤) ، ثم عمرو بن أبي بكر ، قال داود : وأنا أدركت هذا قاعدا في الرحبة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة (٥) ـ أنا محمّد بن إبراهيم القرشي ، أنا محمّد بن فيض ، نا دحيم قال : قال الوليد بن مسلم :

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٤.

(٢) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

(٣) سقطت من م.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : فانيه.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : «أنا محمد إجازة» والمثبت عن م.


ثم ولي بعد سلمة يحيى بن حمزة الحضرمي ، ثم ولاه الفضل بن صالح ، ثم بعث إليه محمّد أمير المؤمنين فاستخلف على القضاء عبيدة بن جماح الغسّاني ، فمات وهو على القضاء ، ثم ولّى محمّد بن أبي جعفر عبد الرّحمن بن يزيد بن أبي مالك ثم عزله ، وولى يحيى بن حمزة ، فلم يزل قاضيا حتى مات في خلافة هارون.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي ، أخبرني محمّد بن جعفر بن هشام النميري ، نا الحسن بن محمّد بن بكّار ، نا هشام بن عمّار ، قال : قال الوليد بن مسلم : وفي ولاية الفضل بن صالح دمشق ، ولّى على القضاء يحيى بن حمزة الحضرمي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا أبو الحارث محمّد بن مصعب الدمشقي ، نا محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قال : سمعت أبي يقول : ولانّي المهدي القضاء ثم قال : يا يحيى عليك بالحقّ والشدّ على يدي المظلوم ، وقمع الظالم ، فإنّي سمعت أبي يقول عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال ربك : وعزّتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجل أمره أو في آجله ، ولأنتقمنّ ممن رأى مظلوما يظلم فقدر أن ينتصر له فلم يفعل» [١٣٠٧٢].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنا محمّد بن عبد الله [بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان ، نا](١) محمّد بن الحسن بن فيل ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ، نا أبي ، عن أبيه (٢) يحيى بن حمزة قال : كتب إليّ المهدي أمير المؤمنين بعهدي وأمرني أن أصلب في الحكم ، وقال في كتابه إليّ : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال الله تعالى : وعزّتي وجلالي لأنتقمنّ من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمنّ ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل» [١٣٠٧٣].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبو القاسم خالد بن محمّد ، نا جدي لأمي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، حدّثني أبي ، عن أبيه يحيى بن حمزة قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٢) كذا بالأصل وم : «عن أبيه يحيى» وحقه أن يقول : «عن أبيه عن يحيى بن حمزة» أو عن جده يحيى بن حمزة.


كتب إليّ المهدي بعهدي ، وأمرني أن أصلب في الحكم وقال في كتابه إليّ : حدّثني أبي ، عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عن الله عزوجل : لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمنّ ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم ينصره» [١٣٠٧٤].

قال : وأخبرني أبو إسحاق بن سنان ، ومحمّد بن هارون في آخرين قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة به.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي السلمي ، أنا أبو عبد الله محمّد (١) بن إبراهيم بن يونس بن محمّد المقدسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن مكي بن مروان المقدسي ، نا الشريف أبو محمّد عبد الله بن الميمون بن الأذرع الحسيني ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد المصري ، أنا محمّد بن يوسف بن يعقوب ، حدّثني يحيى بن أبي معاوية ، حدّثني خليف بن ربيعة ، عن أبيه قال :

ولي قضاء مصر تسعة رجال من حضرموت ، آخرهم لهيعة بن عيسى ، وولي ببرقة جمع من حضرموت على قضائها قال يحيى : آخرهم جبر بن سعيد بن جبر ، وولي على الأندلس معاوية بن صالح بن جرير الحضرمي ، وعلى فلسطين ضمضم بن عقبة ، وعبد السّلام بن عبد الله بن سلامة ، والنعمان بن المنذر ، وعلى حمص كثير بن مرة ، وجبير بن نفير ، وعلى دمشق : يحيى بن حمزة ، قال الشاعر :

ما من بلاد من البلدان تعلمه

إلّا وفيه من الأشياء والحرث

قضاة عدل لهم فضل ومعرفة

مبرءون من الآفات والرفث

وقال آخر :

لقد ولي القضاء بكلّ أرض من

الغرّ الخضارمة الكرام

رجال ليس مثلهم رجال من

الصيد الجحاجحة الضخام

وقال يزيد بن مقسم الصدفي :

يا حضرموت هنيئا ما خصصت به

من الحكومة بين العجم والعرب

في الجاهلية والإسلام يعرفه

أهل الرواية والتفتيش والطلب

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن

__________________

(١) سقطت من م.


رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح (١) ، عن يحيى بن معين قال : يحيى بن حمزة توفي سنة اثنتين ـ أو ثلاث ـ وثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول : سمعت أبا مسهر يقول : ومات يحيى بن حمزة سنة ثلاث وثمانين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) ، أخبرني سليمان ـ يعني : ابن عبد الرّحمن ـ أنه ـ يعني : يحيى ـ مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي قال : ومات يحيى بن حمزة سنة ثلاث وثمانين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : سمعت هشام بن عمّار وعبد الرّحمن بن إبراهيم قالا : يحيى بن حمزة مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين قال : قال أبو مروان هشام بن خالد : مات يحيى بن حمزة سنة ثلاث وثمانين ومائة (٣).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن ملّاس ، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال : وتوفي أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرمي في سنة ثلاث وثمانين ومائة.

قال : وأنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان قال : وقال أبو موسى : وفيها ـ يعني : سنة

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٥.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٠٤.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٥.


ثلاث وثمانين ـ مات يحيى بن حمزة القاضي ، وذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى بذلك.

وذكر غير ابن زبر أن مولده كان سنة ثمان ومائة ، وأن وفاته كانت سنة ست وسبعين ومائة ، ووجدت في نسخة بتاريخ أبي زرعة وهو مسموع لي أنه مات سنة خمس وثمانين ، فالله أعلم.

٨١٢٦ ـ يحيى ابن أبي حيّة ، واسم أبي حيّة : حيي أبو جناب (١) الكلبي الكوفي (٢)

حدّث عن أبيه ، وعن عمير بن سعيد ، ومعاوية بن قرّة ، وعكرمة مولى ابن عبّاس ، وعثمان بن الأسود المكّي ، والضحّاك بن مزاحم الهلالي ، ومغراء العبدي ، وعدي بن ثابت ، وعامر الشعبي ، وأبي حازم (٣) الأشجعي ، ويزيد بن البراء ، وعطاء بن أبي رباح ، وإسماعيل بن أبي رجاء الزبيدي ، وأبي إسحاق الهمداني ، وعبد الله بن بريدة ، وأبي جميلة ميسرة الطّهوي ، وأبي سليمان غير مسمى.

روى عنه : سفيان الثوري ، وشريك بن عبد الله القاضي ، وجرير بن عبد الحميد ، وسليمان بن قرم ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وعبد الحميد بن عبد الرّحمن الحماني ، وأحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة (٤) المكّي ، والحسن بن حبيب بن ندبة ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمّد بن فضيل بن غزوان ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ، والحسن بن صالح بن حيّ.

ووفد على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا الحسن بن علي الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا الحسن بن علي التميمي.

قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة ، نا وكيع.

__________________

(١) جناب بجيم ونون خفيفتين وآخره موحدة ونص في الاكمال على فتح الجيم ، وفي المعرفة والتاريخ بضمها.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٩ وتاريخ أبي زرعة (الفهارس) والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٧ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٧٠ والجرح والتعديل ٩ / ١٣٨ وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٦٠ والكامل لابن عدي ٧ / ٢١٢ والأسامي والكنى للحاكم ٣ / ١٢٨ والضعفاء الكبير ٤ / ٣٩٨ رقم ٢٠٢٠.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : مزاحم ، والمثبت عن م ، وتهذيب الكمال.

(٤) في م : ميسرة.


قال : ونا سفيان بن وكيع ، نا أبي عن أبي جناب ، عن أبي جميلة الطّهوي ، قال : سمعت عليا يقول : احتجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال للحجّام حين فرغ : «كم خراجك»؟ قال : صاعين ، فوضع عنه صاعا ، وأمرني فأعطيته صاعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنا أبو الحسن ابن المظفّر ، نا أبو بكر الباغندي ، نا شيبان بن فروخ ، نا عبد العزيز بن مسلم ، نا أبو جناب الكلبي ، عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ عند هذه السارية وهي جذع نخلة : «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة».

فقال رجل كأنه بدوي : يا أبا عبد الرّحمن ، أرأيت البعير يجرب الإبل ، فقال له : ذاك القدر ، فمن أجرب الأول؟ قال : وكانت السارية يسند إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ظهره ، إذا أراد أن يكلم الناس يرفع يديه يوم الجمعة ، فقالوا له : ألا نصنع (١) لك شيئا كقدر مقامك تجلس عليه؟ فقال : «ما أبالي أن تفعلوا ثلاث مراقي» فلمّا تحوّل إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خارت الجذعة كما تخور البقرة ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليها فالتزمها ، فسكتت.

كتب إليّ أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله ، يخبرني أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين بن فاذشاه ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا محمّد بن مسروق الكندي ، نا أبو جناب الكلبي ، عن عبد الرّحمن بن أبي يحيى ، عن أبيه قال :

إني جالس عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاءه أعرابي فقال : إن لي أخا وجعا ، فقال : «وما وجع أخيك؟» قال : به لمم (٢) ، قال : اذهب فائتني به ، فسمعته عوّذه بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول البقرة ، وآيتين من وسطها ، (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٣) الآيتين ، وآية الكرسي (٤) ، وثلاث آيات خاتمة البقرة ، وآية من آل عمران : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٥) إلى آخر الآية ، وآية من الأعراف : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ

__________________

(١) بالأصل : «لا تضع» تحريف ، والتصويب عن م.

(٢) اللمم : الجنون.

(٣) سورة البقرة ، الآيتان ١٦٣ و ١٦٤.

(٤) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.

(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٨.


الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(١) إلى آخر الآية ، وآية من سورة المؤمنين : (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ)(٢) الآية ، وآية من سورة الجن : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً)(٣) وعشر آيات من أول الصّافات آخرهن : (مِنْ طِينٍ لازِبٍ)(٤) وآخر سورة الحشر (٥) ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٦) والمعوذتين (٧) ، فأتى الأعرابي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قد برئ ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي قال : حدّثنا عن أبي جناب قال : كنت جالسا عند هشام بن عبد الملك ، ودخل عليه أعرابي من بني أسد ، فذكر حكاية ، ستأتي في باب المجاهيل إن شاء الله.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد ، قالا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، نا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم الفضل بن دكين : أبو جناب يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه. قالا (٨) : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : واسم أبي جناب الكلبي ، يحيى بن أبي حيّة.

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية : ٥٤.

(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ١١٦.

(٣) سورة الجن ، الآية : ٣.

(٤) سورة الصافات ، الآيات ١ ـ ١١.

(٥) الآية ٥٩ من سورة الحشر.

(٦) سورة الإخلاص ١٢ ، الآية الأولى.

(٧) سورة الفلق ١١٣ ، الآية الأولى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، وسورة الناس ١١٤ الآية الأولى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).

(٨) بالأصل : قال ، والمثبت عن م.


أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الخامسة : أبو جناب الكلبي ، واسمه يحيى بن أبي حيّة.

قال الهيثم بن عدي : توفي سنة سبع وأربعين ومائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا ابن سعد قال (٢) : في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة : أبو جناب الكلبي ، واسمه يحيى بن أبي حيّة ، وكان ضعيفا في الحديث ، وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة بالكوفة ، في خلافة أبي جعفر.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وابن النرسي ، واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل.

ح وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب ، قالا : نا البخاري قال (٣) : يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي ـ زاد ابن سهل : الكوفي وقالا : ـ عن عمير بن سعيد (٤) ، وأبيه ، وقال ابن سهل : عن أبيه ، وقالا : كان يحيى القطّان يضعّفه.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ شفاها ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٣٦٠.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٧.

(٤) كذا بالأصل وم وتهذيب الكمال ، وفي التاريخ الكبير : سعد. وهو عمير بن سعيد النخعي راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٤١٢.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٨.


يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي ، روى عن عمير بن سعيد ، والشعبي ، وأبي حازم ، وأبيه ، ويزيد بن البراء ، وإسماعيل بن رجاء الزبيدي ، وعطاء بن أبي رباح ، والضحّاك ، وأبي إسحاق الهمداني ، وعون بن عبد الله ، وروى عنه سفيان الثوري ، ووكيع ، وأبو نعيم ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو جناب الكلبي عن أبيه ، روى عنه وكيع ، وأبو نعيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبو موسى ابن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي ، ليس بثقة (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو جناب يحيى بن أبي حيّة كوفي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنا أبو الفتح الفقيه ، أنا أبو الفتح الفقيه ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة.

أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد قال (٢) : يحيى بن أبي حيّة (٣) أبو جناب الكلبي ، كوفي ، واسم أبي حيّة حيي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٤) :

أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي الكوفي ، واسم أبي حيّة حيي ، عن أبيه ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٨.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٢.

(٣) من هنا ... إلى قوله : قال أبو نعيم ... سقط من م ، فاختل السياق فيها واضطربت الأخبار.

(٤) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ١٢٨ رقم ١١٦٨.


ومعاوية (١) بن قرة ليس بالقوي عندهم ، روى عنه سفيان الثوري ، والحسن بن صالح الهمداني ، وإسحاق بن يوسف الأزرق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا زكريا بن عدي قال :

كان الصّلت بن بسطام التميمي يجلس في حلقة أبي جناب يدعون بعد العصر يوم الجمعة ، قال : فجلسوا يوما يدعون ، وكان قد نزل الماء في عينيه ، فذهب بصره ، فدعوا وذكروا بصره في دعائهم ، فلما كان قبل غروب الشمس عطس عطسة فإذا هو يبصر بعينيه ، وإذا قد ردّ الله عليه بصره ، قال زكريا : فقال لي ابنه : قال لي حفص بن غياث : أنا رأيت الناس عشية إذ يخرجون من المسجد مع أبيك يهنئونه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال : وسئل محمّد بن يحيى (٢) ، عن أبي جناب الكلبي ، فقال : سمعت يزيد بن هارون وذكر أبا جناب ، فقال : كان صدوقا ، ولكن كان يدلّس.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله الأصبهانيان ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) : سمعت أبي قال : قال يزيد بن هارون : كان أبو جناب يحدّثنا عن عطاء ، والضحّاك ، وابن بريدة ، فإذا وقفناه نقول : سمعت من فلان هذا الحديث ، فيقول : لم أسمع (٤) منه ، إنّما أخذت من أصحابنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا محمّد بن علي ، أنا أبو بكر ، أنا الأحوص ، نا أبي المفضل قال : وقال : أبو نعيم : لم يكن بأبي جناب بأس ، إلّا أنه كان يدلّس (٥).

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي الأسامي والكنى : عن أبيه عن معاوية.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٧.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٩.

(٤) في الجرح والتعديل : لم أسمعه.

(٥) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٧.


أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (١) ، نا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حيّة ، قال (٢) أبو نعيم : كان ثقة ، وكان يدلّس ، قال أبي : أحاديثه أحاديث مناكير.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٣) ، نا أبو الحسين الرهاوي في ما كتب إليّ قال : سمعت أبا نعيم وذكر أبا جناب الكلبي فقال : ما كان به بأس ، إلّا أنه كان يدلّس ، وما سمعت منه شيئا إلّا شيئا قال فيه : حدّثنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية قال : سمعت يحيى يقول.

ح وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم (٤) أنا أبو أحمد (٥) ، نا ابن حمّاد ، نا معاوية ، عن يحيى قال : أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة.

قال ابن معين : سمعت أبا نعيم يقول : زاد الدولابي : كان ، وقالا : ـ أبو جناب يدلّس.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٦) ، نا أحمد بن علي ، نا عبد الله الدورقي ، نا يحيى بن معين قال : أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة ، ليس به بأس ، إلّا أنه كان يدلس.

قال يحيى : قال أبو نعيم ، لم يكن بأبي جناب بأس ، إلّا أنه كان يدلّس.

أخبرنا أبو بكر الشحامي ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وابن بالويه ، قالا : نا الأصمّ ، نا عبّاس ، قال : سمعت يحيى يقول : أبو جناب ليس به بأس (٧).

__________________

(١) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٣٩٩.

(٢) إلى هنا ينتهي السقط من م.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٨.

(٤) زيد «أنا أبو القاسم» في م مرة رابعة.

(٥) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٢.

(٦) المصدر السابق ٧ / ٢١٣.

(٧) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٧.


أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد ، قال : سمعت أبا الحسن الطوسي (١) قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألته ـ يعني : يحيى ـ عن أبي جناب الكلبي؟ فقال : هو صدوق.

قال أبو سعيد عثمان بن سعيد : وهو ضعيف (٢).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٣) ، نا علي بن الحسين بن الجنيد ، سمعت ابن نمير يقول : أبو جناب يحيى بن أبي حيّة صدوق ، كان صاحب تدليس ، أفسد حديثه بالتدليس ، كان يحدّث بما لم سمع.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا : أنا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٤) : أبو جناب الكلبي كوفي ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، وفيه ضعف ، وابنه يحيى بن أبي حيّة ، وكان يدلس لا بأس به.

كذا قال ، وأبو جناب هو يحيى بن أبي حيّة كما تقدّم ، ولعله صحّف واسمه فقال : وابنه (٥).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م : الطبراني.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٧.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٨ ـ ١٣٩.

(٤) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٩٤ رقم ١٩٢٣.

(٥) كذا بالأصل وم والذي في تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٧١ رقم ١٨٠٢ يحيى بن أبي حية : وكان يدلس ، لا بأس به. وفيه ص ٤٩٤ رقم ١٩٢٣ قال : أبو جناب الكلبي : ضعيف الحديث يكتب حديثه وفيه ضعيف. هذا الموجود في تاريخ الثقات ، في ترجمتين منفصلتين تماما. ولعله وقعت بيد المصنف نسخة فيها «وابنه».


قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سألت أبا زرعة عن أبي جناب الكلبي فقال : صدوق ، غير أنه كان يدلّس ، قلت : فما حال ابنه؟ قال : [كان](٢) محله الصدق.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن الحسن ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ، قال (٣) : أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة ، وكان صدوقا ، وكان مدلسا ، وفي حديثه نكرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٤) : سمعت أبا نعيم يقول : كان سفيان إذا تحدّث عن أبي جناب يقول : يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد (٥) ، نا علي بن إسحاق بن رداء ، أنا محمّد بن يزيد المستملي ، نا إسحاق بن حكيم قال : قال يحيى القطّان : لو استحللت أن أروي عن أبي جناب حديثا لرويت حديث علي (٦) : في تكبير العيد.

قال : وأنا أبو أحمد (٧) ، أنا الساجي قال : سمعت ابن المثنّى يقول : ما سمعت يحيى ولا عبد الرّحمن حدثا عن أبي جناب بشيء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٨) ، نا محمّد بن زكريا البلخي ، نا محمّد بن المثنّى قال : ما سمعت يحيى ولا عبد الرّحمن حدّثا عن سفيان (٩) عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة شيئا قط.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٩.

(٢) زيادة عن الجرح والتعديل.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٨.

(٤) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٩٨.

(٥) رواه ابن عدي في الكمال في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٢.

(٦) قوله : «حديث علي» ليس في ابن عدي.

(٧) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٣.

(٨) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩.

(٩) كذا بالأصل وم ، وقوله : «حدثا عن سفيان» ليس في الضعفاء الكبير.


أنبأنا أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهاني ، وأبو البركات الأنماطي وغيرهما ، قالوا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن عبد الله ابن أخي ميمي ـ إجازة ـ أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سعيد الموصلي ، أنا أبو علي الحسن بن محمي ، نا علي بن المديني قال : كان يحيى ـ يعني : القطّان ـ يتكلم في أبي جناب ، وفي أبيه أبي حيّة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سمعت أبي يقول : كان يحيى القطّان يضعّف (٢) أبا جناب الكلبي.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ـ لفظا ـ وأبو عبد الله بن البنّا ـ قراءة ـ عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام بن محمّد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، نا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : أبو جناب الكلبي ضعيف (٣).

قال أبو بكر : وأبو جناب الكلبي ، اسمه يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان ، نا أبي قال : وقال أبو زكريا : أبو جناب الكلبي كوفي ضعيف.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا إبراهيم بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : اسم أبي جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة ، قلت ليحيى ، كيف حديثه؟ قال : ضعيف الحديث ، قلت : وأبو جناب القصّاب؟ قال : ثقة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٩.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : يوصف ، والتصويب عن م والجرح والتعديل.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٨.


القاسم حمزة بن يوسف ، أنا عبد الله بن عدي قال (١) : وقال عمرو بن علي : أبو جناب الكلبي ، اسمه يحيى بن أبي حيّة ، متروك الحديث.

قال : ونا ابن عدي (٢) ، ـ زاد ابن حمّاد : قال : قال السعدي ـ.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد ، نا القاسم بن عيسى ، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال : أبو جناب الكلبي يضعف حديثه (٣).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٤)(٥) ، حدّثني آدم قال : سمعت البخاري يقول.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم الميداني ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٦) ، نا الجنيدي ، نا البخاري قال : يحيى بن أبي حيّة أبو جناب ، كان يحيى القطّان يضعّفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٧) ، نا قبيصة ، نا سفيان ، عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي ، وهو ضعيف ، كان يدلّس ، كوفي.

أنبأنا أبو محمّد المزكي ، نا عبد العزيز ـ لفظا ـ أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم الميانجي ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، نا سعيد بن عمرو البردعي في ما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلّم فيهم من المحدّثين : يحيى بن أبي حيّة أبو جناب.

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٣.

(٢) قوله : «نا ابن عدي» مكرر بالأصل.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٣.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : العتيقي ، والتصويب عن م.

(٥) الضعفاء الكبير للعقيلي ٤ / ٣٩٩.

(٦) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ٢١٣.

(٧) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ١٠٨.


أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سألت أبي عن أبي جناب الكلبي ، فقلت : هو أحبّ إليك أو يحيى البكّاء؟ فقال : لا هذا ولا هذا ، قلت : فإذا لم يكن في الباب غيرهما أيّهما أكتب؟ قال : لا تكتب منه شيئا (٢) ، ليس بالقوي ، وعون بن ذكوان أحبّ إليّ منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي ، وأبو يعلي حمزة بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا أبو الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي ، ضعيف ، كوفي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر ، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال : ولست أحتج بأبي جناب يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد قال (٣) : وأبو جناب من جملة المتشيعين بالكوفة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : قال يحيى بن معين : ومات يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي سنة سبع وأربعين.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، قال : قال لنا أبو بكر البيهقي : أبو جناب الكلبي ، اسمه يحيى بن أبي حيّة ، ضعيف ، وكان هارون يصدقه ، ويرميه بالتدليس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم بن العلّاف ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : مات يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي سنة سبع وأربعين ومائة.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٣٩.

(٢) الأصل وم : شيء ، خطأ ، والتصويب عن الجرح والتعديل.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١٤.


وكذا تقدم قول ابن سعد (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : سمعت أبا نعيم يقول.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو نعيم.

وأخبرنا الفقيه أبو الحسن ، نا عبد العزيز بن أحمد قال : قرأت على أبي خازم (٢) بن الفراء ، أنا يوسف بن عمر القوّاس ، أنا محمّد بن مخلد الدوري ، نا العبّاس بن محمّد الدوري ، نا أبو نعيم قال : قلت : أبو جناب.

ح وأخبرنا أبو سعد بن أبي صالح ، ومكي بن أبي طالب ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفّار ، نا أبو إسماعيل : سمعت أبا نعيم قال : مات أبو جناب سنة خمسين ـ زاد أبو زرعة : ومائة ـ بالكناسة (٣).

وأنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (٤).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن عبد الله الشروطي ، أنا أبو بكر الخطيب.

وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن (٥) الحسين بن هريسة ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب قالا : نا البخاري قال : قال أبو نعيم : مات سنة خمسين ومائة.

أنبأنا أبو عبد الله بن الحطّاب (٦) ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمّد الهمداني ، أنا محمّد بن الحسين اليمني ، أنا جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري ، نا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي ، قال : سمعت أبا جعفر أحمد بن صالح قال : قال أبو نعيم : مات أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي سنة خمسين ومائة.

__________________

(١) راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٣٦٠.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : حازم ، والمثبت عن م.

(٣) الكناسة بالضم محلة بالكوفة. (معجم البلدان).

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٦٧.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : أبو ، والمثبت عن م.

(٦) تحرفت بالأصل وم إلى : الخطاب.


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة خمسين ومائة فيها مات أبو جناب الكلبي ، واسمه يحيى بن أبي حيّة (١).

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة خمسين ـ مات أبو جناب يحيى بن أبي حيّة بالكناسة.

٨١٢٧ ـ يحيى بن خالد السكسكي

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه : أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، وأظنه محمّد بن خالد.

٨١٢٨ ـ يحيى بن خليفة المنبجي المعروف بابن العز

شاعر قدم دمشق ، وامتدح بها ابن خالي القاضي أبا الحسن علي بن محمد. قرأت بخطه :

أظباء وغصون ويدور

أهيم بهن مع الصبح الخدور

وأسود فوق سيران الغضى

أم سراحين بأبطال تسير

طعن للصيد والعيد لها

إذ تحكمن بريب وزير

حار طرفي إذ تولين ضحى

وعلى الأحراج ولدان وحور

فمصون الدمع في إثرهم مطلق

والقلب مصفود أسير

وعزيز لحظه ساح فتور فيه

إذ يرنو به سيف شهير

حزني منه فكم أضرم في

كبدي نار الهوى ذاك الفتور

صده موتي ولي لو أنه

حاد بالوصل معاد ونشور

صور أبي بدت سافرة

فاليهن عيون الناس صور

لا ترى حيث نرى من

سوى مقلة تذرف أو كفّ يشير

قلب لما أرج الحي بهم

إذ تمايس وقد آن المسير

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٩.


أتيا الحاكم الصّدر با

الحسن الناعم عربا أم عبير

جاد أنعاما وبرّا فاستوى

في أياديه نفور (١) وشكور

تعجز الألسن عن أوصافه

ولو أن الجن للأنس ظهير

كل فضل باهر من فضله

وإليه كل إحسان يصير

وإذا عاينت أفضالا فمن

ذلك العارض ذياك الغدير

كسر الشعر فمذ يممته

مستميحا ينق (٢) الدر النثير

وإذا ما أظلمت مشكلة

حار فيها العالم الحبر الخبير

لاح فيها من ضياء راى رأيه

لذوي الخير صبح مستنير

وإذا خفت حلوم أو هفت

في مقام فهو الثبت الوقور

وإذا يمّمه ذو أمل فقراه

منه أنعام وخبير

حاكم بالحق لا يلقى له (٣)

قضاياه شبيه ونظير

لذوي الآمال من إسعافه

متجر في قصده ليس يثور

غمز العافين عرفا وندى

فهو بالحمد خليق وجدير

وإذا أوجست من حادثة

فهو بعد الله لي نعم النصير

يا زكي الدين يا من بشره

لذوي الآمال بالنجح بشير

لك مجد سائر في فلك دائر

أنجمه ليست تغور

وخلال مشرقات يهتدي

بضياها عن القصد بحور

ومحل في العلى لا يرتقى كل

باع دونه باع قصير

فقدا لك قوم لوموا

فاستوى منهم مغيب وحضور

سس (٤) العافون منهم

كاللئالئ أضمرتهم واكتنتهم قبور

حلفت تبّا لهم أعراضهم

من قوارير وأيديهم صخور

كل قلب بك مملو سرورا

كل طرف بمحياك قرير

فالمعالي لك ملك والدي

يد عليها آثم دعواه زور

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل وم.

(٢) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م.

(٣) سقطت من م.

(٤) كذا بالأصل وم.


لا غدا التوفيق ما تؤثره

في الذي تنجو إليه وتشير

٨١٢٩ ـ يحيى بن أبي الخصيب زياد الرّازي ـ ويقال : البغدادي (١)

ـ قاضي عكبرا (٢).

سمع بدمشق الوليد بن مسلم ، وشعيب بن إسحاق ، وببيت المقدس : عبد الله بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة ، وبالعراق : حمّاد بن زيد ، ومعاوية بن عبد الكريم الضّال (٣) ، وباليمن هشام بن يوسف الصنعاني ، ومحمّد بن يحيى بن قيس المأربي ، وعيسى بن يونس ، وبقية بن الوليد ، وحجّاج بن نصير الفساطيطي.

روى عنه : علي بن المديني ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو زرعة الرّازي ، ومحمّد بن عامر بن العلاء الأنطاكي ، وأبو هارون محمّد بن خالد بن يزيد الرّازي الخراز (٤).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو الحسن مشرف (٦) بن عبد الله الفقيه الزاهد ـ بحلب ـ نا الحسين بن علي بن عبد الله بن أبي أسامة ، أنا عبد الله بن الحسين الصابوني ، نا محمّد بن عامر بن العلاء ، نا يحيى بن أبي الخصيب البغدادي ، نا محمّد بن قيس المأربي ، عن أبيه ، عن ثمامة بن شراحيل ، عن سميّ بن قيس ، عن سمير ، عن أبيض بن حمال قال : استقطعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الماء الذي بمأرب فأقطعنيه ، فلمّا ولّيت قال له رجل : إنّما أقطعته الماء العدّ (٧) قال : «فرجعه» أو قال : «فلا إذا» [١٣٠٧٥].

واللفظ لأبي منصور.

قالا : وأنا الخطيب (٨) ، أخبرني علي بن طلحة المقرئ ، أنا عمر بن محمّد بن علي

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ١٦٠ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٢١ والجرح والتعديل ٩ / ١٤٧.

(٢) عكبرا : بليدة بنواحي دجيل ، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ (راجع معجم البلدان ٤ / ١٤٢).

(٣) هو معاوية بن عبد الكريم الثقفي أبو عبد الرحمن البصري ، سمّي بالضال لأنه ضلّ في طريق مكة (راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ١٠ / ٣١٣).

(٤) في م : الخزاز.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٦١.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : مشرق.

(٧) العدّ : بالكسر ، الماء الجاري الذي له مادة لا تنقطع (القاموس المحيط).

(٨) تاريخ بغداد ١٤ / ١٦١.


الناقد ، نا عبد الله بن محمّد بن [ناجية ، حدثنا محمد بن](١) يحيى بن أبي سمينة التمار ، نا محمّد بن يحيى بن قيس الماربي (٢) ، عن ثمامة بن شراحيل ـ بإسناده نحوه ولم يذكر أبا محمّد بن يحيى في إسناده ولا بد منه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسن بن العبّاس الرّازي ، نا أبو هارون محمّد بن خالد الخرّاز الرّازي ، نا يحيى بن أبي الخصيب ، نا عبد الله بن هانئ ، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة ، عن عبد الله بن محيريز ، قال : كان عياض بن غنم على بعث من أهل الشام ، ومعه مولى له ، فغضب عليه فضربه فحجزه هشام بن حكيم القرشي ، وكلاهما من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانطلق عياض إلى فسطاطه غضبان ، فأمهله هشام حتى إذا ذهب عنه الغضب أتاه فاستأذن فقال : لله أبوك ، ما حملك على الذي فعلت ، فقال هشام : أم والله ما سمعت شيئا لم تسمعه قال : فما سمعت؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا» [١٣٠٧٦].

ومن عالي حديثه :

ما أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفال ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن خرشيد قوله ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا أبو زرعة ، نا يحيى بن أبي الخصيب ، نا ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة ، ـ سمّاه غير يحيى : هانئ بن عبد الله بن أبي عبلة ، قال : سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدّث عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن نملة قرصت نبيّا من الأنبياء ، فأمر بقريتها فأحرقت ، فأوحى الله إليه من أجل نملة واحدة : قتلت أمة من الأمم».

[قال ابن عساكر :](٣) لعله عبد الله بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، وتاريخ بغداد.

(٢) تحرفت في تاريخ بغداد إلى : المازني.

(٣) زيادة منا.


ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

[يحيى بن أبي الخصيب ، وهو](٢) يحيى بن زياد الرّازي ، قاضي عكبرا ، روى عن حمّاد بن زيد ، وأبي بكر بن عيّاش ، ومرحوم بن عبد العزيز ، ومعاوية بن عبد الكريم ، وعلي بن مسهر ، والهيثم بن عمران الدمشقي ، ومحمّد بن حمير ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، ويحيى بن أبي زائدة ، وضمرة ، والوليد بن مسلم ، ومسكين بن بكير ، ويحيى القطّان ، وعمر بن علي بن مقدم ، روى عنه علي بن المديني ، وعلي بن ميسرة الهمداني الرّازي ، وإبراهيم بن موسى ، وأبو هارون الخرّاز (٣) ، ومحمّد بن عمّار ، وأبي ، وأبو زرعة.

قال لنا أبو القاسم الواسطي : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : يحيى بن أبي الخصيب ، وهو يحيى بن زياد ، قاضي عكبرا ، سمع حمّاد بن زيد ، ومعاوية بن عبد الكريم الضالّ ، وعلي بن مسهر ، وهشام بن يوسف ، والوليد بن مسلم ، وهانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة الشامي ، ومحمّد بن يحيى بن قيس المأربي (٥) ، روى عنه علي بن المديني ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو زرعة الرّازي ، ومحمّد بن عامر بن العلاء الأنطاكي.

وبلغني عن أبي حاتم الرّازي قال : يحيى بن أبي الخصيب ثقة ، لا أعلم في زمانه أكثر حديثا منه.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) : سمعت أبي يقول : يحيى بن أبي الخصيب كان ثقة ، كان من أوعية العلم ، ما أعلم في زمانه كان أكثر حديثا منه ، قلت : ولا إبراهيم بن موسى؟ قال : ولا إبراهيم بن موسى ، ولا أبو جعفر الجمال (٧).

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٧.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن الجرح والتعديل.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم ، أعجمت عن الجرح والتعديل.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٦٠.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : المازني.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٧.

(٧) الأصل : الحمال ، تصحيف ، والمثبت عن م ، والجرح والتعديل.


قال : وأنا ابن أبي حاتم قال : قال أبو زرعة : يحيى بن أبي الخصيب ثقة ، كان مشهورا يعرفه أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني وأصحابنا.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال : يحيى بن أبي الخصيب قاضي عكبرا ، كان ثقة.

٨١٣٠ ـ يحيى بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب البصري

قدم دمشق ، وحدّث بها عن محمّد بن مسكين بن نميلة (١) اليمامي.

روى عنه : أبو علي بن شعيب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم علي بن بشرى العطّار ، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب ، نا يحيى بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب البصري بدمشق ، نا محمّد بن مسكين بن نميلة (٢) اليمامي (٣) ، نا الفريابي ، نا سفيان الثوري ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سعيد بن زيد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أحيا أرضا ميتة فهي له ، وليس لعرق (٤) ظالم حقّ» [١٣٠٧٧].

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا موسى بن حيان البصري ، نا عبد الوهّاب الثقفي ، نا أيوب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سعيد بن زيد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أحيا أرضا ميتة فهي له وليس لعرق ظالم حقّ» [١٣٠٧٨].

٨١٣١ ـ يحيى (٥) بن راشد بن مسلم ، ويقال : ابن كنانة أبو هشام اللّيثي الطّويل (٦)

أخو عمارة بن راشد ، من أهل دمشق.

روى عن ابن عمر ، وابن الزبير ، وعن رجل عن معاذ بن جبل ، ومكحول ، ونافع مولى ابن عمر.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : تميلة ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٢١٠.

(٢) تقرأ بالأصل وم ، تميلة.

(٣) تقرأ بالأصل : اليماني ، والمثبت عن م.

(٤) يعني أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله ، فيغرس فيها غرسا غصبا ليستوجب به الأرض ، قاله في النهاية لابن الأثير ـ عرق ـ.

(٥) قبله في «ز» : بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ٧٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٣ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٧٣ والجرح والتعديل ٩ / ١٤٢.


روى عنه : عمارة بن غزية ، وعلي بن أبي حملة ، وجعفر بن برقان ، وناصح مولى بني أمية ، وإسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان ، نا إبراهيم بن الحارث البغدادي ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا زهير بن معاوية ، نا عمارة بن غزية ، عن يحيى بن راشد الدّمشقي ، عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره ، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات (١) ، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردعة الخبال حتى يخرج مما قال» [١٣٠٧٩].

قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن موسى ، قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا العبّاس بن محمّد الدوري ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا زهير ، نا عمارة بن غزية ، عن يحيى بن راشد الدّمشقي.

أنهم جلسوا لابن عمر قال : فما رأيته أراد الجلوس معنا حتى قلنا : هلمّ إلى المجلس يا أبا عبد الرّحمن ، قال : فرأيته تذمّم قال : فجلس ، فسكتنا ، فلم يتكلم منا أحد ، فقال : ما لكم لا تنطقون؟! ألا تقولون : سبحان الله وبحمده ، فإن الواحد بعشرة ، والعشرة بمائة ، والمائة بألف ، وما زدتم زادكم الله ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره ، ومن مات وعليه دين ، فليس بالدينار والدرهم ، ولكنها الحسنات والسيئات ، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال» [١٣٠٨٠].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (٢) ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، [أنا أبو بكر](٣) الخرائطي ، نا العبّاس بن [محمّد بن حاتم الدوري ، نا يحيى بن أبي بكير](٤) ،

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : ولكنها الحسنات والسيئات.

(٢) قوله : أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، مكانه بياض في «ز».

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م و «ز».

(٤) ما بين المعقوفتين مكانه بياض في «ز».


نا زهير ـ وهو ابن معاوية ـ نا عمارة بن غزية ، عن يحيى بن راشد ، عن (١) ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال في المؤمن ما ليس فيه أسكنه الله في ردغة الخبال حتى يخرج مما قال» [١٣٠٨١].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، نا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري ، نا يحيى بن عثمان بن صالح ، نا عمرو بن خلف ، نا زهير بن معاوية ، عن عمارة بن غزية ، عن يحيى بن راشد قال : دخلنا على ابن عمر فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره ، ومن مات وعليه دين ليس بالدنانير ولا بالدراهم ، ولكن بالحسنات والسيئات ، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال» [١٣٠٨٢].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) ، نا حسن بن موسى ، نا زهير ، نا عمارة بن غزية ، عن يحيى بن راشد قال : خرجنا حجّاجا ، عشرة من أهل الشام ، حتى أتينا مكة فذكر الحديث ، قال : وأتيناه فخرج إلينا ـ يعني : ابن عمر ـ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ الله [في](٣) أمره ، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ، ولكنها الحسنات والسيئات ، ومن خاصم في باطل وهو يعمله لم يزل في سخط الله حتى ينزع ، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال ، حتى يخرج مما قال» [١٣٠٨٣].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا أحمد بن أبي العباس ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن علي بن أبي حملة ، عن يحيى بن راشد أبي هشام الطّويل قال : صلّيت خلف ابن الزبير الجمعة ، فقرأ في الركعة الأولى :

__________________

(١) من هنا .. إلى قوله : شفاعته ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٢ / ٣٥٤ رقم ٥٣٨٥ طبعة دار الفكر.

(٣) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن المسند ، وكتبت في «ز» فوق الكلام بين السطرين.


يسبح ، الجمعة وفي الركعة الثانية : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)(١) حتى انتهى إلى هذا الموضع : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى)(٢) قال : صحف إبراهام وموسى.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : نا [أبو](٣) العباس محمّد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا ابن وهب ، أنا سليمان بن بلال ، عن عمارة بن غزية ، عن يحيى بن راشد قال : سمعت رجلا يحدّث أنه سمع معاذ بن جبل يقول : والله ، لا يدع الله العباد يوم القيامة بقوم يقومون على أقدامهم لربّ العالمين حتى يسألهم عن خلال أربع (٤) ، فيسألهم عما أفنوا فيه أعمارهم ، وعمّا أبلوا فيه أجسادهم ، وعما أنفقوا فيه ما اكتسبوا وعمّا عملوا [فيما علموا](٥).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن يوسف [الصياد ، أنا أحمد بن يوسف](٦) بن خلّاد ، نا الحارث بن محمّد ، نا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان ، نا يحيى أبو هشام الدمشقي بحديث ذكره.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة قال : لما قفل الناس من القسطنطينية لقيت يحيى بن راشد أبا هشام الطّويل فقال لي : وجدت الدين الخبر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، نا المعافى ، عن جعفر بن برقان ، حدّثني شيخ بالشام ابن تسعين سنة يقال له يحيى أبو هشام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي [أنا](٧) أحمد بن

__________________

(١) سورة الأعلى الآية الأولى.

(٢) سورة الأعلى الآية ١٨.

(٣) استدركت على هامش الأصل.

(٤) بالأصل وم و «ز» : أربعة.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن م و «ز».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م و «ز».


الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : يحيى بن راشد الدّمشقي ، سمع ابن عمر ، روى عن عمارة بن غزية.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

يحيى بن راشد الدّمشقي ، روى عن ابن عمر ، روى عنه : عمارة بن غزية ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو هشام (٣) الطّويل يحيى بن راشد ، عن ابن الزبير ، روى عنه علي بن أبي حملة.

[قال ابن عساكر](٤) كذا قال في حرف الطاء ، وهو وهم ، وقد سقط منه هشام (٥).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني (٦) ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام : يحيى بن راشد اللّيثي ، وعمارة بن راشد اللّيثي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني (٧) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال في ذكر الأخوان من أهل الشام : أخوان : يحيى بن راشد ، وعمارة بن راشد اللّيثي.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

__________________

(١) ليس له ترجمة في التاريخ الكبير.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٢.

(٣) كذا بالأصل : «أبو هشام الطويل» وفي م و «ز» ، أبو الطويل.

(٤) زيادة منا.

(٥) كذا ، واللفظة موجودة بالأصل ، وهي سقطت من م و «ز» ، ولعل النسخة الأصل زاد فيها أحد النساخ «هشام» فإن صحت النسخة فلا معنى لتعقيب المصنف.

(٦) قوله : «نا أبو محمد الكتاني» مكرر في الأصل.

(٧) تحرفت في م إلى : الكناني.


ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة : يحيى بن راشد ، نسبه ابن راشد بن مسلم يحيى ، يكنى أبا هشام الطّويل ، أخو عمارة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال في من لا يعرف اسمه :

أبو هشام الطّويل ، صلّى خلف عبد الله بن الزبير ، روى عنه أبو نصر علي بن أبي حملة القرشي ، ثم ساق له عن محمّد بن المسيّب ، عن أبي عمير بن النحّاس ، عن ضمرة الحديث الذي رواه الدولابي عن أحمد بن أبي العبّاس ، عن ضمرة ، وسمّاه فيه يحيى بن راشد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سئل أبو زرعة عن يحيى بن راشد الدّمشقي ، فقال : هو ثقة.

٨١٣٢ ـ يحيى بن أبي راشد النّصري (٢)

أرسل عن عمر بن الخطّاب.

روى عنه : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، حدّثني يحيى بن أبي راشد النّصري.

أن عمر بن الخطّاب لما حضرته الوفاة قال لابنه : يا بني ، إذا حضرتني الوفاة فاحرفني

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٢.

(٢) أخباره في الجرح والتعديل ٩ / ١٤٣ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٧١.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩.


واجعل ركبتيك في صلبي ، وضع يدك اليمنى على جنبيّ ، أو جنبيّ ، ويدك اليسرى على ذقني ، فإذا قبضت فأغمضني ، واقصدوا في كفني ، فإنه إن يكن لي عند الله خير أبدلني به خيرا منه ، وإن كنت على غير ذلك سلبني فأسرع سلبي ، واقصدوا في حفرتي ، فإنّه إن يكن لي عند الله خير وسّع لي فيها مدّ بصري ، وإن كنت على غير ذلك ضيّقها عليّ حتى تختلف أضلاعي ، ولا تخرجنّ معي امرأة ، ولا تزكّوني بما ليس فيّ ، فإنّ الله هو أعلم بي ، وإذا خرجتم بي فأسرعوا في المشي ، فإنه إن يكن لي عند الله خير قدّموني إلى ما هو خير لي ، وإن كنت على غير ذلك كنتم قد ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا (١) أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٢) : يحيى بن أبي راشد النّصري (٣) أن عمر ، روى عنه (٤) ابن جابر.

وكذا قال ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، وقال مرسل في ما :

أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) : يحيى بن أبي راشد النّصري (٦) ، روى عن عمر مرسل ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، سمعت أبي يقول ذلك.

٨١٣٣ ـ يحيى بن أبي عمرو زرعة

أبو زرعة السّيباني (٧) ، وهو ابن عم الأوزاعي ، الفقيه (٨)

قيل إنه أدرك أبا الدّرداء ، وليس بصحيح ، وعوف بن مالك.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» «ح» صغيرة.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.

(٣) في التاريخ الكبير : «يحيى بن راشد البصري» وفي «ز» : البصري.

(٤) في التاريخ الكبير : عنه جابر.

(٥) الجرح والتعديل ٩ / ١٤٣.

(٦) في «ز» : «البصري» وفي الجرح والتعديل : يحيى بن راشد البصري.

(٧) بالأصل وم : الشيباني ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وهذه النسبة إلى سيبان وهو بطن من حمير.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٨٢ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٦٥ وطبقات خليفة رقم ٣٠١٣ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٩٣ والجرح والتعديل ٩ / ١٧٧.


روى عن أبيه ، وعبد الله بن الديلمي ، وأبي سلّام الأسود ، وعمرو بن عبد الله الحضرمي الحمصي ، وعبد الله بن محيريز الجمحي (١) ، وعبد الجبّار (٢) الأزدي ، وعبد الله بن ناشرة الكناني ، وأبي مريم خادم مسجد دمشق.

روى عنه : الأوزاعي ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعبد الله بن المبارك ، وعاصم بن حكيم ، وعبّاد أبو عتبة الخوّاص ، وضمرة بن ربيعة ، ورديح بن عطية ، وأبو شعبة صدقة بن المنتصر الشعباني ، وأيوب بن سويد الرملي ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وبلال العكي ، ولم ينسب ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، ومحمّد بن حمير الحمصي ، وكان يحيى من أهل الفضل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا جدي أبو بكر ، نا عبيد الله بن الجهم الأنماطي ، نا أيوب بن سويد ، عن [أبي](٣) زرعة السيباني (٤) ، يحيى بن أبي عمرو ، نا ابن الديلمي ، عن عبد الله بن عمرو.

ح قال : ونا جدي قال : ونا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني (٥) ، نا أيوب ـ يعني : ابن سويد ـ عن أبي زرعة ، وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن أبي بشر عبد الله بن الديلمي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان (٦) مسجد بيت المقدس سأل الله حكما يصادف حكمه ، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، ولا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلّا الصلاة فيه إلّا خرج من خطيئته كيوم ولدته أمّه» ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة» [١٣٠٨٤].

رواه ابن ماجة ، عن الأنماطي.

__________________

(١) في «ز» : «عبد الله بن مجير الجماحي» تحريف.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «عبد الله» وفي تهذيب الكمال : وأبي عبد الجبار الأزدي.

(٣) سقطت من الأصل وزيدت عن م و «ز».

(٤) الأصل وم : الشيباني تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الشيباني.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : بناء.


أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن إسحاق ، أنا حفص بن عمر أبو عمر الحبطي ، نا أبو زرعة السيباني (١) ، قال :

خرجت مع أبي وأناس معنا إلى أبي الدّرداء نعوده ، فوجدناه موليا وجهه إلى الحائط ، ووجدنا أم الدّرداء عند رأسه ، فقال لها القوم : بات أبو الدّرداء؟ قالت : بات بأجر ، قال : فحوّل وجهه إليها وقال : ليس القول على ما قالت ، فوجم القوم لذلك ، فقال : ألا تسألوني لم قلت هذا؟ قالوا : ولم قلته؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن المؤمن لا يؤجر في مرضه ولكن يكفّر عنه» [١٣٠٨٥].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي (٢) عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب ، نا أبو زرعة الدمشقي قال : سمعت أبا مسهر يقول : يحيى بن أبي عمرو السيباني ، يكنى أبا زرعة.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا أبو محمّد الصوفي ، أنا أبو محمّد العدل ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٣) : سمعت أبا مسهر يسمّي أبا زرعة السيباني (٤) يحيى بن أبي عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح وأخبرنا أبو العزّ الكيلي ، أنا أبو طاهر.

قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٥) : في الطبقة الرابعة من محدثي أهل الشامات : يحيى بن أبي عمرو السيباني (٦) ، يكنى أبا زرعة ، حمصي.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : السيباني.

(٢) قوله : «بن علي» استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٢.

(٤) بالأصل وم و «ز» : الشيباني ، تصحيف ، والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.

(٥) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٧٦ رقم ٣٠١٣ طبعة دار الفكر.

(٦) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، وطبقات خليفة : الشيباني ، تصحيف.


حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : ويحيى بن أبي عمرو السيباني ، يكنى أبا زرعة ، حدّثنا بذلك هارون بن معروف ، عن ضمرة بن ربيعة.

قال : ونا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن أبي عمرو السيباني (١) ، يكنى أبا زرعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : يحيى بن أبي عمرو السيباني ، يكنى أبا زرعة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال : في الطبقة الثالثة من أهل الشام : يحيى بن أبي عمرو السيباني ، يكنى أبا زرعة.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد [ـ زاد أحمد](٢) ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٣) : يحيى بن أبي عمرو أبو زرعة السيباني (٤) ، شامي.

قال الحسن عن ضمرة : مات سنة ثمان وأربعين ومائة ، يحدّث عن أبيه ، وعبد الله بن الديلمي ، روى عنه الأوزاعي ، وابن المبارك ، وضمرة بن ربيعة (٥).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :

يحيى بن أبي عمرو السيباني (٧) ، أبو زرعة ، روى عن عبد الله بن الديلمي ، وأبيه ،

__________________

(١) الأصل وم : الشيباني ، والمثبت عن «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٩٣.

(٤) الأصل وم : الشيباني ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، والتاريخ الكبير.

(٥) زيد في التاريخ الكبير : ووكيع.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٧.

(٧) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : الشيباني ، والتصويب عن الجرح والتعديل.


وأبي سلام الأسود ، وعمرو بن عبد الله الحضرمي ، روى عنه الأوزاعي ، وابن المبارك ، وعباد أبو عتبة الخوّاص ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعاصم بن حكيم ، ورديح بن عطية ، وأبو شعبة صدقة بن المنتصر ، وضمرة بن ربيعة ، وأيوب بن سويد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن الديلمي ، وعمرو بن عبد الله الحضرمي ، روى عنه سلمة (١) بن رجاء ، والأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا تمام ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في السن عمّروا أبو زرعة : يحيى بن أبي عمرو السيباني.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا أحمد ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : يحيى بن أبي عمرو أبو زرعة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد ، نا علي بن إبراهيم ، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول : يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني.

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : سلمة.


أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني ابن عم عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، سمع أبا بشر عبد الله بن الديلمي ، وأبا (١) محيريز ، روى عنه الأوزاعي ، وعطاء بن أبي مسلم.

قرأت على أبي غالب ابن البنّا عن [أبي (٢) الفتح المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال فيما ذكره محمد بن حبيب قال : كل شيء في العرب شيبان إلّا في حمير ، فإن فيها سيبان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميع بن عمير.

قال الدارقطني وأما السيباني (٣) فهو يحيى بن [أبي](٤) عمرو السيباني ، يروي عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، وابن محيريز وغيرهما ، عداده في الشاميين ، روى عنه ضمرة بن ربيعة وغيره ، ونسبهم في حمير ، قد تقدم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه ، أنا أبو أحمد العسكري قال : أما الشيباني والسيباني ، فالذي يشكل منه يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة ، السين غير معجمة ، وشيبان قبيلة من اليمن.

أخبرنا أبو محمد بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح وأخبرنا (٥) أبو القاسم ابن السوسي ، أنا إبراهيم بن يونس الخطيب ، قالا : أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال : وأما السيباني ، بالسين مهملة وتليها ياء معجمة باثنتين من تحتها وباء معجمة بواحدة هو : يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وهو عبد الله بن محيريز ، بن جنادة بن وهب بن لوذان ، أبو محيريز المكي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٥٢٤.

(٢) من هنا سقط من الأصل فاختل فيها السياق ، والمستدرك بين معكوفتين من «ز» ، وم ، والنص عن «ز».

(٣) في م : الشيباني.

(٤) سقطت من «ز» ، وزيدت عن م.

(٥) فوقها في «ز» : «س» صغيرة.


قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر ابن ماكولا قال (١) : أما سيبان أوله سين مهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ثم باء معجمة بواحدة فهو سيبان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع ابن حمير ، ينسب إليه جماعة من أهل العلم.

قال : وأما السيباني (٢) سين مهملة : يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة ، عداده في الشاميين ، روى عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، وابن محيريز ، وغيرهما.

روى عنه ضمرة بن ربيعة وغيره.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنا أبو بكر ابن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، حدثني أحمد بن الخليل ، حدثين حفص بن عمر بن أبي القاسم قال : سمعت أبا زرعة السيباني قال : كنت أغازي الحسن بن أبي الحسن إلى خراسان.

أخبرنا أبو الحسين وأبو عبد الله إذنا قالا : أنا ابن منده أنا حمد إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر أنا علي قالا :

أنا ابن أبي حاتم (٤) ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال : سمعت أبي يقول : يحيى بن أبي عمرو السيباني شيخ ثقة ، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا : أنبأ أبو الحسين بن الطيوري وثابت قالا : أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي قال : يحيى بن أبي عمرو السيباني شامي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن أبي القاسم ، أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي وكان حافظا ،

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٤١٤ ـ ٤١٥.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٥ / ١١١ و ١١٢.

(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٨٩.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧.


نا عباد بن عباد أبو عتبة الخواص الفلسطيني ، قال يعقوب : وكان من الزهاد والعباد ثقة ، عن السيباني يحيى بن أبي عمرو. قال يعقوب : شامي ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمد بن إبراهيم بن محمد ، أنا محمد بن محمد بن داود ، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد قال : يحيى بن أبي عمرو السيباني شامي (١) يكنى أبا زرعة صدوق.

كتب إليّ أبو نصر ابن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا علي يقول : يحيى بن أبي عمرو السيباني أحد الثقات من أهل الشام يجمع حديثه.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا والدي أبو عمرو محمد بن أحمد الحافظ البحيري ، أنا أبو القاسم محمد بن ثابت بن محمد بن سعيد الأندلسي من كتابه ، نا محمد بن إبراهيم القاضي ، نا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، نا أحمد بن الوليد بن برد ، نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال : مكتوب في الإنجيل : استوصوا خيرا بمن يقدم عليكم من غير بلادكم من الغرباء.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب حدثني حيوة بن شريح قال : قال ضمره مات السيباني سنة ثمان وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو محمد ، نا أبو محمد ، نا أبو محمد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدثني محمد بن أبي أسامة ، نا ضمرة قال : مات يحيى بن أبي عمرو سنة ثمان وأربعين ومائة ، وهو ابن خمس وثمانين سنة.

قرأت على أبي غالب ابن البنا ، عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن علي الصيرفي.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ] أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله ، أنا أبو الفضل الصيرفي ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، أنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا محمّد بن مصفّى ، نا ضمرة قال : هلك السيباني (٢) يحيى بن أبي عمرو سنة ثمان وأربعين ومائة.

__________________

(١) استدركت عن هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : الشيباني ، والتصويب عن «ز».


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن [الحسن ، أنا محمد بن](١) عبد الله بن سليمان الحضرمي ، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، نا نعيم بن حمّاد قال : قال ضمرة : مات أبو زرعة السيباني سنة ثمان وأربعين ومائة.

أنبأنا أبو علي المقرئ ، ثم حدّثنا أبو مسعود المعدّل عنه ، أنا أحمد بن عبد الله ، نا سليمان الطبراني ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي ، نا عمرو بن عثمان ، نا ضمرة بن ربيعة قال : مات يحيى بن أبي عمرو السيباني سنة ثمان وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : قال يحيى بن معين : سنة ثمان وأربعين ومائة فيها مات أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني.

وحكى أبو بكر أحمد بن كامل القاضي عن علي بن سراج أن أبا زرعة السيباني شهد مع مسلمة غزاة القسطنطينية ، وتوفي بعد الخمسين ـ يعني : ومائة ـ قال : واسم أبي عمرو زرعة (٢).

٨١٣٤ ـ يحيى بن زكريا بن أحمد بن يحيى ختّ (٣) بن موسى

أبو بكر البلخي الشاهد ابن القاضي

سمع إبراهيم [بن محمد بن ثابت ، والحسن بن حبيب ، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم](٤) الأذرعي بدمشق ، وخيثمة بن سليمان ، وأبا مروان عبد الملك (٥) بن محمّد القاضي ـ بمدينة الرسول.

روى عنه أبو الحسن علي بن محمّد ، وأبو القاسم ابنا الحنائي ، وابن ابنه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن يحيى.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : واسم أبي زرعة يحيى.

(٣) خت : بفتح الخاء وتشديد التاء ، وهو لقب يحيى بن موسى. راجع تقريب التهذيب وتهذيب التهذيب ٦ / ١٨٣.

وتحرفت اللفظة إلى : «ختن» في م ، وسقطت اللفظة من «ز».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن م ، و «ز».

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمد بن عبد الملك.


أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو القاسم الحنائي ، أنبأنا أبو بكر يحيى (١) بن زكريا بن أحمد البلخي أن أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن ثابت حدّثهم لفظا ، نا زكريا بن يحيى المروزي ، نا سفيان بن عيينة ، عن أبي إسحاق أنه سمع البراء بن عازب يقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول إذا أخذ مضجعه يقول : «إليك اللهم أسلمت نفسي ، وإليك وجّهت وجهي ، وإليك فوّضت أمري ، وإليك ألجأت ظهري رغبة ورهبة ، لا منجا ولا ملجأ منك إلّا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ونبيّك الذي أرسلت» ، فإن مات مات على الفطرة [١٣٠٨٦].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن محمّد الحنائي ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو بكر يحيى بن زكريا بن أحمد البلخي ابن القاضي الشيخ الصالح ، فذكر حديثا.

قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي : مات أبو بكر البلخي في يوم الأحد لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

٨١٣٥ ـ يحيى بن زكريا بن نشوى ، ويقال : زكريا بن أدن بن مسلم بن

صندوق بن فحشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صندوق بن برخيا بن

شفاطنة بن ناحور بن سالوم بن يوسافاط بن أنييا بن ابنا بن رخيعم

ابن سليمان بن داود نبي الله ابن نبيّه صلى الله عليهما (٢)

وأم يحيى ايشاع (٣) بنت عمران ، أخت مريم بنت عمران.

جاء في بعض الآثار أنه كان بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد (٤) بن رزقويه (٥) ، أنا أحمد بن

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : أحمد.

(٢) انظر أخباره في تاريخ الطبري ١ / ٥٨٥ وما بعدها ، والبداية والنهاية ٢ / ٥٥ وما بعدها ، والكامل لابن الأثير ١ / ١٩٧.

(٣) في تاريخ الطبري : «الأشباع بنت فاقود» وبهامشه عن إحدى نسخه : الأشياع.

(٤) كذا بالأصل : «بن أحمد بن محمد» وليست في م ، و «ز» ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٥٨.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : زرقويه ، والمثبت عن «ز» ، وم.


سندي ، نا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، أنا مقاتل وجويبر عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) [قال : ذكره الله منه برحمة عبده زكريا](١) كتب دعاءه ، فذلك قوله : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا)(٢) يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل ، لا يسمع أحدا ويسمع أذنيه ، فقال : (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ)(٣) يعني ضعف (الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) يعني غلب البياض السواد ، (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)(٤) أي رب إنّي لم أدعك قط فخيبتني في ما مضى فتخيّبني في ما بقي ، فكما لم أشق بدعائي فيما مضى ، فكذلك لا أشقى في ما بقي ، عودتني الإجابة من نفسك (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) فلم يبق لي وارث ، وخفت العصبة أن ترثني (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا)(٥) يعني من عندك ولدا (يَرِثُنِي) يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس القربان وقلمي الذي أكتب به الوحي ، (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) النبوة (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)(٦) يعني مرضيا عندك.

قوله : (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) قال ابن عباس : خاف أنها لا تلد ، فقال : وامرأتي عاقر ، وأنت تفعل ما تشاء ، فهب لي ولدا ، فإذا وهبته فاجعله ربّ رضيا زاكيا بالعمل ، فاستجاب الله له ، وكانا قد دخلا في السن هو وامرأته.

فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان ، إذا هو برجل عليه البياض حياله ، وهو جبريل ، فقال : يا زكريا إن الله يبشرك وهو قوله : (نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) ، واسم يحيى هو اسم من أسماء الله ، اشتق من يا حي ، سمّاه الله [من](٧) فوق عرشه ، (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)(٨).

قال ابن عباس : لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولدا ، نظيرها (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)(٩) ، يعني هل تعلم له ولدا ، ولم يكن لزكريا قبله ولد ، ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى.

قال : وكان اسمه حيي ، فلما وهب الله لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة ، ويسارة من

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن م ، و «ز».

(٢) سورة مريم ، الآيتان : ٢ و ٣.

(٣) سورة مريم ، الآية : ٤.

(٤) سورة مريم ، الآية : ٤.

(٥) سورة مريم ، الآية : ٥.

(٦) سورة مريم ، الآية : ٦.

(٧) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن المختصر.

(٨) سورة مريم ، الآية : ٧.

(٩) سورة مريم ، الآية : ٦٥.


النساء التي لا تلد ، وسارة من النساء الطالقة الرحم التي تلد ، فسماها سارة ، وحوّل الياء من يسارة إلى يحيى ، فسماه يحيى ، ثم قال (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ)(١) ـ يعني بعيسى (مِنَ اللهِ) وكان يحيى أول من صدّق بعيسى ، وهو ابن ثلاث سنين ، وبين يحيى وعيسى ثلاث سنين ، وهما ابنا خالة.

ثم قال تعالى : (وَسَيِّداً) يعني : حليما (وَحَصُوراً)(٢) يعني لا ماء له ولا يحتاج إلى النساء.

قال : ونا إسحاق ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن قال : فأحيا الله ماء صلبه وألاق (٣) الجلد على العظم فسمّي يحيى لما أحيا الله ماء صلبه.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ ، وأبو الحسن علي بن بركات الخشوعي ، قالوا (٤) : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٥) ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، وأحمد بن سندي الحدّاد ، قالا : أنا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حذيفة قال : قال مقاتل : قال الضحّاك إنّ ذلك الحرف يعني الياء من يسارة الذي كان اسم سارة ، وهبه الله ليحيى لأنه خلق من قحول ، والقحول العتيّ يعني الذي قال الله : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)(٦) يعني قحولا ، قد يبس الجلد على العظم وانقطع ماء الصلب.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أحمد بن علي ، أنا ابن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : أنا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا أبو حذيفة ، أنا مقاتل ، وجويبر ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس (٧) في قوله : (كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ) يا زكريا (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ) من قبل أن أهب لك يحيى (وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) وكذلك أقدر أن أخلق من الكبير والعاقر (قالَ : رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) أعرف ذلك إذا استجيب لي قال : فأوحى الله إليه (قالَ : آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا)(٨) يعني : صحيحا من غير خرس.

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.

(٣) ألاق الجلد : ألزقه.

(٤) في «ز» : قال.

(٥) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : زرقويه.

(٦) سورة مريم ، الآية : ٨.

(٧) استدركت عن هامش الأصل.

(٨) سورة مريم ، الآيتان ٩ و ١٠.


قال ابن عباس في قوله : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ [وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى] وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ)(١) يعني : فحاضت ، فلما طهرت طاف عليها فاستحملت ، فأصبح لا يتكلم ، فكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه ، فإذا أراد أن يكلّم الناس اعتقل لسانه ، فلا يستطيع أن يتكلم ، وذلك أن إبليس أتاه فقال : يا زكريا دعاؤك كان دعاء خفيا ، فأجبت بصوت رفيع وبشّرت بصوت عال ، ذلك الصوت من الشيطان ليس من جبريل ، ولا من ربك ، فكذلك (قالَ : رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) أي ربّ حتى أعرف أن هذه البشرى منك ، قال الله تعالى (آيَتُكَ) إذا جامعتها على طهر فحملت ، فإنك تصبح لا تستنكر من نفسك خرسا ، ولا سقما ، فتصبح لا تطيق الكلام مع الناس ثلاثة أيام إلّا إشارة تومئ بيدك أو برأسك أو بالحاجبين.

قال ابن عبّاس في قوله : (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)(٢) يعني رمزا بالحاجبين ، قال ابن عبّاس : كان عقوبة له لأنه بشّر بالولد فقال : أنّى يكون لي ولد ، فخاف أن يكون الصوت من غير الله ، (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ)(٣) يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه ، (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) بكتاب كتبه بيده (أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا)(٤) ، يعني أن صلّوا بكرة وعشيا ، يعني صلاة الغداة والعصر ، فقد وهب الله لي يحيى ، فولد له يحيى على ما بشّره الله ، نبيّا ، تقيا ، صالحا ، وقد أنزل الله في ذلك قرآنا على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ما عنى من قصته : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ)(٥) يعني : بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(٦) قال ابن عباس : ذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء ، فقالوا : يا يحيى ، تعال حتى نلعب ، فقال : سبحان الله ، أو للّعب خلقنا؟!

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو [بكر](٧) بن المقرئ ، نا إسحاق بن يوسف ، نا أبو عتبة ، نا سلمة بن عبد الملك

__________________

(١) سورة الأنبياء ، الآية : ٩٠ والزيادة عن التنزيل العزيز. وقوله : وأصلحنا له زوجه : أنها كانت لا تحيض وحاضت ، وقال القرطبي في أحكام القرآن ١١ / ٣٣٦ : قال أكثر المفسرين : إنها كانت عاقرا فجعلت ولودا ، وقال ابن عباس وعطاء : كانت سيئة الخلق ، طويلة اللسان فأصلحها الله تعالى فجعلها حسنة الخلق.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٤١.

(٣) سورة مريم ، الآية : ١١.

(٤) سورة مريم ، الآية : ١١.

(٥) سورة مريم ، الآية : ١٢.

(٦) وذلك أن الله علمه الكتاب والحكمة وهو صغير في حال صباه قال قتادة : كان ابن سنتين أو ثلاث سنين. وقال ابن عباس : من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا.

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز».


القوصي (١) ، نا الحسن بن صالح بن حي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح عن أبي مسلم في هذه الآية : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)(٢) قال : اجعله نبيا كما كان آباؤه أنبياء.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن يوسف ، نا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، عن الحسن في قوله : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) قال : نبوته وعلمه.

وقال قتادة : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يرحم الله زكريا ، ما كان عليه من ورثة ، ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد» [١٣٠٨٧].

قال قتادة : ولم يبعث نبي إلّا في ثروة من قومه بعد لوط ، بعث الله محمّدا في ثروة من قومه.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود ، أنا محمّد بن عمر بن سليمان ، حدّثني أحمد بن إسماعيل ، نا يحيى بن عبدك القزويني ، نا خلف بن عبد الرّحمن ، نا مالك ، عن زيد بن أسلم : (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) قال : نبوتهم.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد الله ، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة ، نا ابن بشّار ، نا عبد الرّحمن ، نا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس.

قال : ونا ابن شبيب ، نا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)(٣) قالا : لم يسمّ أحد قبله يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا الساجي ، نا ابن المثنى ، نا أبو الربيع الزهراني ، نا سلم (٤) بن قتيبة ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد في قوله : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) قبل شبها.

__________________

(١) الأصل : الفرضي ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) سورة مريم ، الآية : ٦.

(٣) سورة مريم ، الآية : ٧.

(٤) في «ز» : سالم.


قال : وأنا الساجي ، قال : حدّثت عن إسماعيل بن حفص الأيلي ، نا محمّد بن جعفر قال : كان شعبة يقع في الحسن بن عمارة ثم حدث عنه : ثنا شعبة عن (١) الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة ، عن مجاهد في قوله : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) قال : شبها.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبقسي ، أنا محمّد بن إبراهيم الديبلي ، نا أبو عبد الله المخزومي ، نا سفيان عن رجل عن مجاهد قال : قوله تعالى : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) قال : مثلا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا جويبر ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس في قوله : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) يعني الفهم صغيرا (وَحَناناً) يعني ورحمة منا وعطفا (وَزَكاةً) يعني وصدقة على زكريّا ، (وَكانَ تَقِيًّا)(٢) ، يعني مطهرا مطيعا لله.

قال : وأنا جويبر ، ومقاتل ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ) قال : كان لا يعصيهما (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً) قال ابن عبّاس : ولم يكن قتّال النفس التي حرّم الله قتلها ، (عَصِيًّا)(٣) يعني لم يكن عاصيا لربه ، (وَسَلامٌ عَلَيْهِ) يعني : حين سلّم الله عليه (يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)(٤).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن السلمي ، أنا جدي ، أنا محمّد بن يوسف ، نا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة في قوله : (جَبَّاراً عَصِيًّا) قال : كان سعيد بن المسيّب يذكر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما أحد يلقى الله يوم القيامة إلّا ذا ذنب إلّا يحيى بن زكريا» [١٣٠٨٨].

رواه غيره عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عمرو بن العاص مرفوعا.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي (٥) ، أنا تمام بن محمّد البجلي ، أنا أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة النصريان ، نا أبو

__________________

(١) الأصل : عنه ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) سورة مريم ، الآية : ١٣.

(٣) سورة مريم ، الآية : ١٤.

(٤) سورة مريم ، الآية : ١٥.

(٥) من هنا إلى قوله : نا طاهر. سقط من «ز» ، فاختل فيها السند.


الليث سلم بن معاذ التميمي ، نا طاهر بن خالد بن نزار ، حدّثني أبي ، نا سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد [عن سعيد](١) بن المسيّب ، عن عمرو بن العاص أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أحد إلّا وهو يلقى الله بذنب ، إلّا يحيى بن زكريا عليه‌السلام» [١٣٠٨٩].

وأخبرناه أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه ، أنا علي بن محمّد الواحدي المفسّر ، أنا أبو القاسم بن أبي نصر الجذامي ، نا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حمدويه ، نا محمّد بن يعقوب بن سنان ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق ، حدّثني يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، حدّثني عمرو بن العاص أنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كلّ بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب ، إلّا ما كان من يحيى بن زكريا» (٢) ، قال : ثم دلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده إلى الأرض فأخذ عودا صغيرا ثم قال : «وذلك أنه لم يكن له ما للرجل إلّا مثل هذا العود ، لذلك سمّاه الله (سَيِّداً ، وَحَصُوراً ، وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(٣)» [١٣٠٩٠].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، نا عبيد الله بن أحمد بن حازم ، نا أحمد بن منصور المروزي ، نا صدقة بن الفضل (٤) ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : أوحش ما يكون ابن آدم في ثلاثة مواطن : يوم ولد فيخرج إلى دار همّ ، وليلة يبيت مع الموتى فيجاور جيرانا لم ير مثلهم ، ويوم يبعث ، فيشهد مشهدا لم ير مثله قط ، قال الله ليحيى بن زكريا في هذه الثلاثة مواطن : (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، نا وهب بن جرير ، حدّثني أبي قال : سمعت الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم : أنت روح الله وكلمته ، وأنت خير منّي ، سلّم الله عليك ، وسلمت على نفسي» [١٣٠٩١].

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن م و «ز».

(٢) البداية والنهاية ٢ / ٦١.

(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : المفضل.


أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد ، أنا جدي ، أنا محمّد بن يوسف بن بشر ، أنا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، عن الحسن أن يحيى قال لعيسى حين التقيا : أنت خير مني ، قال عيسى : بل أنت خير مني ، سلّم الله عليك ، وسلّمت أنا على نفسي.

أخبرنا (١) أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا علي بن أحمد بن عبدان ، نا أحمد بن عبيد ، نا عبد العزيز بن معاوية ، نا بدل بن المحبر ، نا زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود في قوله : (سَيِّداً وَحَصُوراً) قال : الحصور الذي لا يقرب النساء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن يوسف ، أنا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة في قوله تعالى : (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ) قال : بعيسى بن مريم ، قال : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : الحصور الذي لا يأتي النساء.

قال (٢) : وأنا عبد الرزّاق ، أنا يحيى بن العلاء ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد : الحليم ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو (٣) عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك ، أنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد في قول الله : (سَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد الذي يطيع الله ولا يعصيه ، والحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.

ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل (٤) بن أبي منصور ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا موسى بن إسحاق

__________________

(١) سقط الخبر التالي من «ز».

(٢) الخبر التالي سقط من «ز».

(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الفضل.


القوّاس ، نا وكيع ، عن شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير : (سَيِّداً) قال : السيّد الحليم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، والمبارك بن محمّد بن علي بن البزوري (١) ، وأبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البقّال ، قالوا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ـ إملاء ـ قال : قرئ على أبي القاسم بدر بن الهيثم القاضي ، وأنا أسمع قيل له : حدّثكم موسى بن إسحاق الكتاني ، نا وكيع ، عن شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد هو الحليم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا إسحاق ـ يعني : ابن إبراهيم ـ نا حجّاج ، عن شريك ، عن سالم ، عن سعيد قال : السيد : الذي يطيع ربّه ولا يعصيه.

قال : ونا داود بن عمرو (٢) ، نا مسلم بن خالد ، عن ابن (٣) أبي نجيح ، عن مجاهد : السيّد الكريم على الله عزوجل.

قال : ونا البغوي ، نا خلف ، نا شريك ، عن سالم ، عن سعيد قال : الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا خلف بن هشام ، نا شريك ، عن سالم ، عن سعيد : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد الذي يطيع الله ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنا عمر بن أيوب السقطي ، نا منصور بن أبي مزاحم ، نا أبو سعيد المؤدّب عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير : (سَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد الذي يطيع ربّه ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

رواها عبد السلام بن حرب عن سالم ، فأسقط منها سعيدا.

__________________

(١) في م : «المروزي» وفي «ز» : «النزودي» قارن مع المشيخة ٢٢٢ / ب.

(٢) لفظتا «بن عمرو» سقطتا من «ز».

(٣) لفظة «ابن» سقطت من «ز».


أخبرنا بها أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو محمّد عبد الله بن العبّاس البلدي ـ بملطية ـ نا عبّاس بن محمّد ، نا الفضل بن دكين ، نا عبد السّلام بن حرب ، عن سالم الأفطس : (سَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد : المطيع لربّه ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

وهي محفوظة عن سعيد ، فقد رواها عطاء بن السّائب ، وأبو بكر الهذلي عنه.

أخبرنا بها أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا إسحاق بن الحسن ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن عطاء بن السّائب ، عن سعيد بن جبير قال : الحصور الذي لا يأتي النساء.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر الفامي (١) ، قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي ، نا أبو يحيى الحمّاني ، عن أبي بكر الهذلي ، عن سعيد بن جبير في قوله : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد : الذي يملك غضبه (٢) ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

ورويت عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن الحسين القاضي ، نا إبراهيم بن الحسين ، نا آدم ، نا ورقاء (٣) ، عن ابن أبي نجيح (٤) ، عن مجاهد قال : الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا بها أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويّة.

ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا (٥) ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد المنتاب (٦) ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك ، أنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة في قول الله تعالى :

__________________

(١) في «ز» : القاضي ، وبدون إعجام في م.

(٢) في «ز» : «الذي لا يملك عصية». وفوق : عصية ، ضبة.

(٣) من قوله : الشحامي ... إلى هنا بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٤) في «ز» : صالح.

(٥) من قوله : ح .. إلى هنا سقط من «ز».

(٦) في م و «ز» : ابن المنتاب.


(وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد : الذي لا يغلبه غضبه (١).

أنبأنا أبو القاسم الكاتب ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا إسحاق بن الحسن ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن جويبر ، عن الضحاك : (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : حليما تقيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت ، نا أبو بكر بن الأنباري ، نا أحمد بن الحسين بن نصر ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا محمّد بن الحسن ، نا شريك ، عن أبي روق ، عن الضحّاك في قوله عزوجل : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد : الحسن الخلق ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن درستويه ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا محمّد بن سعيد ـ يعني : ابن الأصبهاني ـ أنا عبد السّلام بن حرب ، عن أبي روق ، عن الضحّاك قال : السيّد : الحسن الخلق ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن عمرو ، نا مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) ، أما قوله : سيّدا ، قال : كريم (٢) على الله ، وأما قوله : وحصورا لا يقرب النساء.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس العطّار بمكة ، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد الله الدّيبلي (٣) ، نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ، نا سفيان ، عن رجل ، عن مجاهد في قوله : (حَصُوراً) قال : الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن ، أنا علي بن محمّد الشافعي ، أنا علي بن أحمد

__________________

(١) في «ز» : تغلبه عصية.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» : «كريم» والوجه : كريما.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن «ز».


البغدادي ، نا محمّد بن عمرو بن سليمان ، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا يحيى بن عبدك القزويني ، نا خلف بن عبد الرّحمن ، نا مالك ، عن عبد الكريم قال : الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن بن المظفّر ، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الله ، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ، نا سفيان في قوله : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) قال : السيّد : الحليم ، والحصور : الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطابي قال : الحصور الذي لا يأتي النساء ، وهو المجبوب ، وسمّي حصورا لأنه حصر عن الجماع ، أي حبس عنه ، ومنع عنه ، جاء على وزن فعول ، ومعناه مفعول ، كما قالوا : [شاة](١) حلوب وفرس ركوب ، قال الله تعالى في قصة يحيى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) ، قال سفيان بن عيينة : خلق يحيى من غير شهوة ، فجاء بغير شهوة ، يريد أن خلقه كان آية من آيات الله ، لم يكن عن شهوة بشرية ، ألا تراه يقول : (قالَ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ)(٢) الآية.

أخبرنا أبو العز العكبري ، أنا أبو الحسين بن حسنون النرسي (٣) ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الآدمي ، ونا محمّد بن نوح الجنديسابوري ، وأحمد بن العبّاس البغوي ، قالوا : نا العبّاس بن يزيد (٤).

ح وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن (٥) بن علي المقرئ ـ إملاء ـ نا المخلدي.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال : قرئ على سعيد بن محمّد البحيري ، أنا أبو محمّد المخلدي ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي حمزة الذهبي ، نا

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٤٠.

(٣) من أول الخبر إلى هنا بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٤) قوله : «قالوا : نا العباس بن يزيد ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمد بن علي بن الحسن بن علي المقرئ.


عبّاس بن يزيد البحراني ، نا يحيى بن بسطام ، نا ابن أخي هشام الدستوائي ، عن هشام ، عن قتادة ، عن أبي حسان الأعرج ، عن ناجية بن كعب ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا ، وخلق فرعون في بطن أمه كافرا» [١٣٠٩٢].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة (١) ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، أنا جعفر بن محمّد الزيادي ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا أبو هلال الراسبي ، عن قتادة ، عن أبي حسّان الأعرج ، عن ناجية بن كعب ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمّه مؤمنا ، وخلق فرعون في بطن أمّه كافرا» (٢) [١٣٠٩٣].

قال : وأنا عبد الله بن عدي ، نا ابن ناجية ، نا عبّاس بن يزيد ، نا حفص بن عمر ، نا (٣) أيوب بن حوط ، عن قتادة بإسناده مثله (٤).

أخبرنا (٥) أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفّار.

ح وأخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد النرسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، أنا أبو الطّيّب عبد الله بن محمّد بن يحيى البزاز ، قالا : نا هشام بن علي ، نا عون بن الحكم ، نا أبو أمية الحبطي ، عن قتادة ، عن أبي حسّان ، عن ناجية بن كعب ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يولد العبد مؤمنا ، ويحيى مؤمنا ، ويموت مؤمنا ، منهم يحيى بن زكريا ، ويولد العبد كافرا ، ويحيى كافرا ويموت كافرا ، منهم فرعون» [١٣٠٩٤].

فأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفّار.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : حمزة ، والتصويب عن م و «ز».

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢١٥ ـ ٢١٦ في ترجمة محمد بن سليم أبي هلال الراسبي.

(٣) كتب بعدها بالأصل : إلى.

(٤) من قوله : ناجية إلى هنا ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٥) من قوله : قال : ... إلى هنا سقط من م.


ح وأخبرنا أبو العز ، أنا أبو الحسين ، أنا الدارقطني ، نا عبد الله ، قالا : نا هشام ، نا شاذ بن فياض (١) ـ زاد البيهقي : أبو عبيدة ـ نا عمر بن إبراهيم ، عن قتادة ، عن أبي حسّان ، عن ناجية ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمثله.

قال : وأنا البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، نا أحمد بن عبيد الصفّار ، نا محمّد بن خلف بن هشام ، نا محرز بن عون ، عن حسّان بن إبراهيم الكرماني عن نصر أبي جزي (٢).

ح وأخبرنا أبو علي الحداد ـ في كتابه ـ ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمّد بن حيّان ، نا عبد الله بن محمّد بن عيسى ، نا محمّد بن معروف العطّار ، نا أبو عبيدة حاتم بن عبيد الله ، نا نصر بن طريف ، عن (٣) قتادة ، عن أبي حسّان الأعرج ، عن ناجية بن كعب ، عن عبد الله بن مسعود ولم يسمه أبو عبيدة (٤) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق الله يحيى ـ زاد أبو عبيدة : بن زكريا ـ في بطن أمه مؤمنا ، وخلق فرعون ـ وقال [أبو] حسّان : وخلق الله فرعون في بطن أمه كافرا» [١٣٠٩٥].

قال البيهقي : نصر ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا عبد الله بن عدي (٥) ، نا حمزة بن داود الأيلي ، حدّثني سعيد الأيلي ، نا الحكم بن يزيد ، نا نصر بن طريف ، عن قتادة ، عن أبي حسّان الأعرج ، عن ناجية بن كعب ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق الله فرعون في بطن أمّه كافرا ، وخلق يحيى بن زكريا ـ عليهما‌السلام ـ في بطن أمّه مؤمنا» [١٣٠٩٦].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، أنا أبو

__________________

(١) في «ز» : «ماصد» كذا ، وفوقها ضبة ، وهو شاذ بن فياض اليشكري أبو عبيدة البصري ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٢٥٨.

(٢) في «ز» : حرحى ، وبالأصل وم : حرى ، كله تصحيف ، والصواب ما أثبت وجزيّ بضم ففتح ، وفي لسان الميزان ٦ / ١٥٣ جزي بفتح فكسر. وفي المغني للذهبي ٢ / ٦٩٦ جزء.

(٣) من قوله : ح وأخبرنا ... إلى هنا سقط من م ، و «ز».

(٤) قوله : «ولم يسمه أبو عبيدة» مكانه بالأصل : «أبو عبد الله» والمثبت عن «ز» ، وكتبت الجملة فوق الكلام بين السطرين في م.

(٥) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٣٣ في ترجمة نصر بن طريف الباهلي.


عمر بن حيّوية ، نا (١) أبو علي الحسن بن محمّد (٢) بن شعبة الأنصاري ، نا عبد الله بن محمّد بن أيوب ، نا عبد المنان بن هارون ، نا نصر بن طريف ، عن قتادة ، عن أبي حسّان ، عن ناجية بن كعب ، عن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ح وأخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا إسماعيل بن عياش (٣) ، نا عبد الله بن أيوب المخرمي ، نا عبد المنان بن هارون الزّرندي (٤) ، نا نصر بن طريف ، عن قتادة ، عن أبي حسّان ، عن ناجية ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمّه مؤمنا ، وخلق فرعون في بطن أمّه كافرا» [١٣٠٩٧].

قال : وأنا الدارقطني ، نا القاضي الحسين بن إسماعيل ، نا وهب بن حفص الحرّاني ، نا عبد الملك الجديّ ، نا همّام ، عن قتادة ، عن أبي حسّان الأعرج ، عن ناجية بن كعب (٥) ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق (٦) الناس (٧) على طبقات شتى ، منهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ويموت مؤمنا ، منهم يحيى بن زكريا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ، منهم فرعون ذو الأوتاد» [١٣٠٩٨].

قال : وأنا الدارقطني ، نا أبو هريرة الأنطاكي محمّد بن علي بن حمزة ، نا داود بن أحمد بن حيان القلانسي ، نا عبد الله بن عمر الخطابي ، نا عبد العزيز بن عبد الله ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن ناجية ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق (٨) الله (٩) يحيى بن زكريا في بطن أمّه مؤمنا ، وخلق فرعون في بطن أمّه كافرا» [١٣٠٩٩].

__________________

(١) من قوله : خلق الله ... في الخبر السابق إلى آخره ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل. ومن أول الخبر إلى هنا كذا بالأصل وم ، ومكانه في «ز» : ح وأخبرنا أبو مسعود المعدل ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمد (في «ز» : أحمد) بن حيان ، نا عبد الله بن محمد بن عيسى ، نا محمد بن معروف العطار ، نا أبو عبيدة حاتم بن عبد الله ، نا نصر بن طريف.

(٢) «بن محمد» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٣) بالأصل وم : العباس ، والمثبت عن «ز».

(٤) في «ز» : النوريدي ، وفي م بدون إعجام. والزرندي بفتح الزاي والراء وسكون النون ، نسبة إلى زرند وهي بليدة بنواحي أصبهان.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : «عن كعب».

(٦) سقطت من «ز».

(٧) استدركت على هامش «ز».

(٨) استدركت على هامش «ز».

(٩) سقط لفظ الجلالة من «ز».


أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا ابن سمعان ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحم الله أخي يحيى حين دعاء الصبيان إلى اللعب وهو صغير فقال : أللعب خلقنا؟ فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله؟» [١٣١٠٠].

أخبرنا أبو الحسن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا أبي ، نا خلف بن الوليد الأزدي ، نا عبد الله بن [المبارك عن معمر بن](١) راشد قال : بلغني أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا : اذهب بنا نلعب ، قال : ما للعب خلقنا ، قال : فهو قوله : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(٢).

أخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو كريب ، نا ابن المبارك ، عن معمر بن راشد قال : قال الصبيان ليحيى : اذهب نلعب ، قال : وللعب خلقنا؟ قال : فأنزل الله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا معمر ، وسألته عن هذه الآية : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) قال : بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا : اذهب بنا نلعب ، قال : ما للعب خلقت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا هشام بن محمّد ، عن أبيه قال : أول نبي بعث آدم (٤) ، ثم نوح ، ثم إبراهيم ، ثم إسماعيل ، وإسحاق ، ثم يعقوب ، ثم يوسف ، ثم لوط ، ثم هود ، ثم صالح ، ثم شعيب ، ثم موسى بن عمران ، ثم إلياس ، ثم

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح وتقويم السند عن م ، و «ز».

(٢) سورة مريم ، الآية : ١٢.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٥٤ ـ ٥٥.

(٤) عند ابن سعد : إدريس.


أليسع ، ثم يونس بن متّى ، ثم أيوب (١) ، ثم سليمان بن داود ، ثم زكريا بن نشوى من بني يهوذا (٢) بن يعقوب ، ثم يحيى بن زكريا ، ثم عيسى بن مريم ، ثم النبي ، صلى الله عليهم وسلم عليهم أجمعين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، قالا : أنا أحمد بن علي بن المثنّى ، نا هدبة بن خالد ، نا أبان بن يزيد ، نا يحيى بن أبي كثير أن زيدا حدّثه أن أبا سلام حدّثه ، أن الحارث الأشعري حدّثه.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل يعملون بهن ، وإنّ عيسى بن مريم قال له : إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بهن ... (٣) بني إسرائيل يعملون ـ وقال ابن المقرئ : أن يعملوا ـ بهن ، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم ، قال : إنّك إن سبقتني بهن خشيت أن أعذّب أو يخسف بي ، قال : فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ ، وقعد الناس على الشرفات ، قال : فوعظهم وقال : إنّ الله أمرني بخمس كلمات أعمل بهن ، وآمركم أن تعملوا بهن. أولهن : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وإن من أشرك ـ وقال ابن حمدان : وإن مثل من أشرك (٤) ـ بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال : هذه داري ، وهذا عملي ، فاعمل وأدّ إليّ فجعل ـ زاد ابن المقرئ : العبد ـ يعمل ويؤدي إلى غير سيّده ، فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك ، وإنّ الله خلقكم وقالا : ـ ورزقكم ولا تشركوا به شيئا ، وآمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا ، وآمركم بالصيام ، وأن مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صرة فيها مسك ومعه عصابة كلهم يعجبه أن يجد ريحها ، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح [المسك](٥) وآمركم بالصدقة ، وإن

__________________

(١) زيد بعدها في ابن سعد : ثم داود بن إيشا.

(٢) بالأصل وم و «ز» : يهود ، والمثبت عن ابن سعد.

(٣) بعدها : كلمتان غير مقروءتين بالأصل ، والكلام متصل في م ، و «ز».

(٤) قوله : «وقال ابن حمدان : وأن مثل من أشرك» ليس في «ز».

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن م و «ز».


مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فقاموا إليه فأوثقوا يده إلى عنقه فقال : هل لكم أن أفدي نفسي منكم ، قال : فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفكّ نفسه منهم ، وآمركم بذكر الله كثيرا ، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى على حصن حصين ، فأحرز نفسه من الشيطان إلّا بذكر الله» ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن : الجماعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربق الإسلام ـ وقال ابن حمدان : خلع الإسلام من رأسه إلّا أن يراجع ، ومن ادّعى دعوى جاهلية فإنه من جثى (١) جهنم» قيل : وإن صام وصلّى؟ قال : وإن صام وصلى ، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم ـ وقال ابن حمدان : الذي سمى به المسلمين المؤمنين عباد الله» (٢) [١٣١٠١].

هذا لم يسمعه يحيى من زيد ، وإنّما رواه عن كتابه.

وقد رواه معاوية بن سلام عن أخيه زيد ، وسمعه منه.

أخبرناه أبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني (٣) ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين [البوشنجي قالا : أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمد بن أحمد الأنصاري ، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين](٤) بن داود بن علي العلوي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن دلويه الدقاق ، نا أحمد بن الأزهر بن منيع ، نا مروان بن محمّد ، نا معاوية بن سلام ، حدّثني أخي زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام يقول : حدّثني الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله آمركم بالصلاة ، فإن العبد إذا قام يصلي استقبله الله بوجهه ، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو الذي يصرف وجهه عنه» [١٣١٠٢].

قال الحاكم : تفرّد به مروان الدمشقي عن معاوية بن سلام.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال الحاكم.

__________________

(١) جثى جمع جثوة ، أي من جماعات أهل جهنم.

(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٢ ـ ٦٣ والإمام أحمد في مسنده ٤ / ٢٠٢.

(٣) الأصل : العانى ، والمثبت عن م و «ز» ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٠٢ / أ.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن م و «ز».

(٥) زيادة منا.


وقد رواه أبو توبة عن معاوية بطوله.

أخبرناه أبو علي الحدّاد ـ في كتابه ـ ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (١) عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب (٢) ، أنا محمّد بن عبدة المصيصي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع ، نا معاوية بن سلام (٣) أنه سمع أبا سلام يقول : حدّثني الحارث الأشعري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حدّثهم [قال :](٤)

«إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فكان يبطئ بهن ، فقال له عيسى بن مريم : إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، [فإما تأمرهم بهن](٥) وإما أقوم [أنا ف](٦) آمرهم بهن ، قال يحيى : إنك إن تسبقني بهن أخاف أن أعذّب أو يخسف بي ، فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد حتى جلس الناس على الشرفات ، فوعظ الناس ، ثم قال : إنّ الله أمرني بخمس كلمات أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن : أولهن أن لا تشركوا بالله شيئا ، وإن مثل الشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ، ثم قال : هذه داري وعملي ، واعمل وأدّ إليّ عملك ، فجعل يعمل ويؤدي إلى غير سيده ، فأيّكم يحب أن يكون له عبد كذلك يؤدي عمله لغير سيده ، وإن الله هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا بالله شيئا ، وإن الله أمركم بالصلاة ، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفوا ، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلّي له ، ولا يصرف وجهه عنه حتى يكون هو ينصرف ، وأمركم بالصيام ، فإن مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك ، فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره كلهم يشتهي أن يجد ريحها ، وإنّ [ريح](٧) فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وأمركم بالصدقة ، فإن مثلها كمثل رجل أسره العدو فشدّوا يده إلى عنقه ، فقدموه ليضربوا عنقه فقال : لا تقتلوني ، فإن أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال ، فأرسلوه ، فجعل يجمع حتى فدى نفسه منه ، كذلك

__________________

(١) «بن حمد» سقطت اللفظتان من «ز».

(٢) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٨٧ رقم ٣٤٣٠.

(٣) الذي في المعجم الكبير : ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام.

(٤) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م ، و «ز» ، والمعجم الكبير.

(٥) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم ، والجامع الكبير.

(٦) الزيادة عن المعجم الكبير.

(٧) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن المعجم الكبير.


الصدقة (١) ، وأمركم بكثرة ذكر الله ، فإن مثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو فانطلقوا في طلبه سراعا [وانطلق](٢) حتى أتى حصنا حصينا ، فأحرز نفسه فيه ، فكذلك الشيطان لا يحرز العباد منه أنفسهم إلّا بذكر الله».

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن : الجماعة ، والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، فمن خرج من الطاعة (٣) قدر شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلّا أن يراجع ، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثى جهنم» فقال رجل : يا رسول الله ، وإن صام وصلّى؟ قال : «وإن صام وصلّى ، فادعوا بدعوة الله الذي سمّاكم بها المسلمين والمؤمنين جميعا».

وقد روي من وجه آخر غير مسند إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير ، نا أبو الحسن الديباجي أحمد بن محمّد بن الحسن ، نا أبو علي الحسن بن العبّاس الرازي (٤) ، نا أحمد بن عبد الله الدشتكي ، نا عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن أبيه ، أنا الربيع بن أنس قال : ذكر لنا عن أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ما سمعوا من علماء بني إسرائيل أن يحيى بن زكريا أرسل بخمس كلمات ، وأنه من يعمل بهن حتى يموت فإنه لا حساب عليه يوم القيامة ، وأنه يفسرهن على الناس ، وأراد أن يكنزهن لنفسه ، فأرسل الله عيسى بن مريم أن قل ليحيى أن يبلّغ الكلمات الخمس كما أمر ، وإلّا تبلّغهن (٥) أنت وبيّن له ، وأنه قال يحيى : أنشدك بالله أن تبلغ الناس قبلي ، فإنّي أخاف أن أعذّب أو يخسف بي ، وأن يحيى نادي في الناس فجمعهم ، وأنه قال لهم ، إنّي قد أرسلت إليكم بكلمات خمس ، وإنه من يعمل بهن حتى يموت فإنه لا حساب عليه يوم القيامة ، وإن لكلّ كلمة منهن فيكم مثلا (٦) تعرفونه ، أوّلهن : أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا ، فمثلها فيكم كمثل رجل عمد إلى السوق فاشترى عبدا من خالص الذي له ، فجاء إلى

__________________

(١) العبارة في المعجم الكبير : فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب الله.

(٢) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن المعجم الكبير.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المعجم الكبير : الجماعة.

(٤) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٣ عن ابن عساكر.

(٥) في «ز» : بلغهن.

(٦) بالأصل وم : مثل ، خطأ ، والمثبت عن «ز».


الدار ، فعرّفه المنزل ، ثم أحسن إليه ، وأنعم عليه ، ثم خلّى عنه ، فعمد العبد فتولى غير ربّه وجعل سعيه ونفعه لغيره ، فأيّكم يحب أن يشارك في عبده؟ قالوا : لا أحد منا ، قال : فإن الله خلقكم ولم يشارك (١) في خلقكم أحدا (٢) ، ورزقكم ولم يشارك (٣) في رزقكم أحدا ، وإن الله لا يرضى أن يشرك به ، ثم إن على أثرها الصلاة ، فمثلها فيكم كمثل رجل يناجي ذا سلطان والسلطان فوقه يسمع ما يقول ولا يتكلم فيه بشيء إلّا شفّعه فيه وأقبل إليه بوجهه ، فأيكم كان يسأم من مناجاة ذي سلطان ما استوفى منه لن (٤) في حاجته قبل أن يسأم ذو السلطان ، قالوا : لا أحد منا ، قال : فإن الله ليس بصارف وجهه عن عبده وهو في صلاته حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن ربه ، وأن من تقرّب إلى الله قيد شبر تقرب الله منه قيد ذراع ، وأنه من تقرّب إلى الله قيد ذراع تقرب الله منه قيد يده ، ومن يرد الله يرده (٥) ، وإن الله حليم شكور ، ثم على أثرها الصدقة ، فمثلها فيكم كمثل رجل يطلب بدم فأتاه أولياء القتيل فأخذوه ليقتلوه فقال لهم : لا تقتلوني ، وسموا رضاكم من المال ، ففعلوا ، فأدّى إليهم المال أنجما (٦) حتى أكملها ، فانطلق آمنا لقومه وانطلق آمنا لعدوه ، فأيكم يخشى قومه أن يصدقن (٧) الذي له ، قالوا : لا أحد منا ، قال : فإنها فكاك لأعناقكم من سلاسل النار يوم القيامة ، ثم إن على أثرها الصيام ، فمثلها فيكم كمثل رجل لقي عدوه وعليه جنّة حصينة لا يخلص إليه من ورائها (٨) شيء ، فضرب حيث شاء ، وطعن حيث شاء ، ولا يخلص إليه من وراء جنته فذلك هو جنّة لكم من النار يوم القيامة ، ثم على أثرها ذكر الله ، فمثله فيكم كمثل قوم (٩) في جبل في حصن قد حذروا عدوهم ولا يؤتون إلّا من باب واحد ، فأيكم كان يقدم عليه عدوه وهو كذلك؟ قالوا : لا أحد منا ، قال : فإن الشيطان لا يقرب قوما ما داموا في ذكر الله حتى يخوضوا في حديث غيره ، وإن الله أعطى محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاتم النبيين ، فأعطاه هؤلاء الخمس وزاد معه خمسا أخر : الجمعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد. [١٣١٠٣]

__________________

(١) في «ز» : يشرك.

(٢) في م : ولم يشرك في خلقكم أحد.

(٣) في م و «ز» : يشرك.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «أي» وفي «ز» : كثر.

(٥) في «ز» : «ومن يذكر الله يزده» وفي م : «يوله الله يرده».

(٦) أنجما جمع نجم ، يقال : نجمت المال إذا أديته نجوما أي في أوقات معلومة متتابعة مشاهرة أو مساناة.

(٧) بالأصل : «يصدى» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٨) الأصل : فدانها ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٩) بالأصل : «كمثل رجل قوم» والمثبت عن «ز» ، وم.


أخبرنا أبو القاسم (١) زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن ، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا زكريا بن يحيى بن أبان ، نا محمّد بن سوار العنبري ، نا أبو عاصم العبّاداني ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس قال :

كنا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل؟ ذكرنا نوحا وطول عبادته ربّه عزوجل ، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن ، وذكرنا موسى مكلم الله ، وذكرنا عيسى بن مريم ، وذكرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلنا : رسول (٢) الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفضل ، بعثه الله إلى الناس كافة ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر ، وهو خاتم الأنبياء ، قال : فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «ما تذاكرون بينكم؟» قلنا : يا رسول الله تذاكرنا فضائل الأنبياء أيّهم أفضل؟ قال : فذكرنا نوحا وطول عبادته ربّه ، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن ، وذكرنا موسى مكلم الله ، وذكرنا عيسى بن مريم ، قال : «فمن فضّلتم؟» قلنا : [فضّلناك](٣) يا رسول الله ، بعثك الله إلى الناس كافة ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ، وأنت خاتم الأنبياء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا» ، فقلنا : يا رسول الله ، ومن أين ذلك؟ قال : «أما سمعتم الله حيث وصفه في القرآن : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) ، (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، قرأ زكريا بن يحيى بن أبان إلى قوله : (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)(٤)(مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(٥) لم يعمل سيئة قط ، ولم يهمّ بها.

قال أبو بكر : ليس هذا الإسناد من شرطنا ولكن أوردته لاحتجاجنا في هذا الموضع.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو شيبة (٦) عبد العزيز بن جعفر بن بكر بن إبراهيم الخوارزمي ، نا عمرو بن علي ، نا أبو عاصم العبّاداني ، نا علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أبو بكر ، تحريف.

(٢) بالأصل : «فرسول» والمثبت عن م ، و «ز».

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز» ، للإيضاح.

(٤) سورة مريم ، الآيات من ١٢ إلى ١٥.

(٥) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : شعبة.


كنا جلوسا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء ، أيهم أفضل؟ فذكرنا نوحا وطول عبادته ، وذكرنا إبراهيم خليل الله ، وذكرنا موسى كليم الله ، وذكرنا ابن مريم (١) روح الله ، وذكرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبينا نحن كذلك إذ خرج (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما كنتم تذكرون بينكم؟» قلنا : يا رسول الله ، كنا نذكر فضائل الأنبياء أيّهم أفضل؟ فذكرنا نوحا وطول عبادته ، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن ، وذكرنا موسى ، وذكرنا عيسى ، وذكرناك أنت يا رسول الله ، قال : «فمن فضّلتم؟» قلنا : فضّلناك يا رسول الله ، بعثك الله إلى الناس كافة ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك ، وما تأخّر ، وأنت خاتم الأنبياء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا» قلنا : يا رسول الله ، ومن أين ذلك؟ قال : «أما سمعتم كيف وصفه الله في كتابه فقال : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) وقال (٣) : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) ولم (٤) يعمل سيئة قط ، ولم يهمّ بها» [١٣١٠٤].

قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث يوسف بن مهران عن ابن عبّاس ، تفرّد به علي بن زيد بن جدعان.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.

ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور قالا : أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا عيسى بن أحمد البلخي ، نا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج على أصحابه يوما وهم يتذاكرون فضل الأنبياء ، فقال قائل : موسى كلم الله تكليما ، وقائل يقول : عيسى روح الله وكلمته ، وقائل يقول : إبراهيم خليل الله ، فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم يذكرون ذلك فقال : «أين الشهيد ، أين الشهيد ، يلبس الوبر ، ويأكل الشجر مخافة الذنب» [١٣١٠٥].

قال ابن وهب : يريد يحيى بن زكريا ، هذا مرسل.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم : «ابن مريم» وفي «ز» : عيسى.

(٢) لفظتا : «إذ خرج» استدركتا على هامش «ز».

(٣) بالأصل وم : «إلى قوله» خطأ فالآيات المذكورة قبل وبعد من سورتين مختلفتين. والمثبت : «وقال» عن «ز».

(٤) بالأصل وم : «ومن لم» والمثبت «ولم» عن «ز».


أبي جعفر الطبسي ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الصدفي ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم الحليمي العامري ، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه بن إبراهيم بن غزوان ، نا صدقة ـ يعني : ابن الفضل ـ نا ابن عيينة عن عمرو ، عن يحيى بن جعدة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ، ما همّ بخطيئة ، ولا جالت (١) في صدره امرأة» [١٣١٠٦].

وهذا مرسل.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ إملاء ـ أنا طلحة بن علي بن الصقر ، نا عبد الخالق بن محمّد بن الحسن ، نا علي بن إسحاق المخرمي ، نا محمّد بن بكّار ، نا مروان ، عن الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعم (٢) ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، إلّا ابني الخالة : عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا» (٣) [١٣١٠٧].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، وأبو محمّد عبد الله بن نجا بن شاتيل ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا مسدد ، نا ابن داود ، عن ابن أبي نعم (٤) ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابنيّ هذان سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ابني الخالة : عيسى ، ويحيى» [١٣١٠٨].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح التميمي ، أنا أبو عبد الله عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الجوبري (٥) ، نا مروان بن معاوية ، نا الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعم (٦) ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ابني الخالة : عيسى ، ويحيى بن زكريا» [١٣١٠٩].

__________________

(١) في م : حلت.

(٢) كذا بالأصل ، وتحرفت في م و «ز» إلى : «يعمر» راجع ترجمة أبيه أبي الحكم عبد الرحمن بن أبي نعم في سير الأعلام ٥ / ٦٢.

(٣) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦١ وانظر تخريجه فيه.

(٤) في «ز» : «ابن أبي يعمر» وفي م : ابن أبي نعيم.

(٥) كذا بالأصل وم وبدون إعجام في م ، وفي «ز» : الجوزي.

(٦) في م و «ز» : يعمر ، تحريف.


أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السّبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا ابن أبي نعم (١) ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ابني الخالة : عيسى بن مريم ، ويحيى بن زكريا» [١٣١١٠].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا محمّد بن مخلد بن حفص ، نا أحمد بن (٢) محمّد بن أنس ، نا عمرو بن محمّد بن الحسن ، نا أيوب (٣) بن عتبة عن طيسلة بن علي ، عن عائشة أنها قالت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما : يا سيّد العرب ، فقال : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وآدم تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر ، وأبوك سيّد كهول العرب ، وعليّ سيد شباب العرب ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ابني الخالة : يحيى وعيسى» [١٣١١١].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا محمّد بن يوسف بن بشر ، أنا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرزّاق ، أنا عبد الصّمد بن معقل قال : سمعت وهبا يقول : نادى مناد من السماء : إن يحيى بن زكريا سيّد من ولدته النساء ، وإن جرجيس سيد الشهداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٤) ، نا القاسم بن محمّد بن عبّاد ، ومحمّد بن علي بن سهيل ، قالا : نا لوين ، نا إسماعيل بن زكريا مولى بني أسد ، عن محمّد بن عون الخراساني ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أحد إلّا يلقى الله قد همّ بخطيئة أو عملها إلّا يحيى بن زكريا ، فإنه لم يهمّ بها ولم يعملها» [١٣١١٢].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عمران موسى بن إبراهيم بن جعفر بن مهران السباك ، نا أبي (٥) إبراهيم بن

__________________

(١) في م و «ز» : يعمر.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : نا محمّد بن أحمد بن أنس.

(٣) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل.

(٤) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٤٤ في ترجمة محمد بن عون الخراساني.

(٥) لفظة «أبي» سقطت من «ز».


جعفر بن مهران ، نا سليمان بن حرب ، نا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من نبي إلّا أخطأ أو همّ بخطيئة غير يحيى بن زكريا ، فإنه لم يخطئ ولم يهمّ بخطيئة» [١٣١١٣].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو منصور الحسين (١) بن طلحة بن الحسين ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، نا عفّان ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من أحد من ولد آدم إلّا قد أخطأ ، أو همّ بخطيئة إلّا يحيى بن زكريا ، وما ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى» [١٣١١٤].

وليس في حديث ابن المقرئ ، ذكر يونس (٢).

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الدومي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا هدبة ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس عن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من ولد آدم أحد إلّا قد عمل خطيئة أو همّ بها ، ليس يحيى بن زكريا» [١٣١١٥].

قال : ونا حمّاد بن سلمة ، عن يونس ، وحبيب عن الحسن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

ورواه أبو ربيعة فهد بن عوف ، عن حمّاد ، فزاد في إسناده حميدا (٣).

أخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر ، أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أحمد بن عمر بن محمّد (٤) بن خرشيد قوله ، نا عبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزي ، نا إبراهيم بن راشد ، نا أبو ربيعة ، نا حمّاد ، عن حميد ، ويونس عن الحسن ، وعلي بن زيد عن

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) لفظتا «ذكر يونس» مكانهما بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «حمادا» وفي «ز» : جماعة.

(٤) زيد بعدها بالأصل : «بن عمر بن محمد» والمثبت عن «ز» ، وم. راجع ترجمته في ذكر أخبار أصبهان ١ / ١٦١ وسير الأعلام ١٦ / ٥٦٢.


يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من آدمي إلّا وقد أخطأ أو قد همّ بخطيئة ليس يحيى بن زكريا» [١٣١١٦].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصريفيني ، نا عمر بن إبراهيم بن أحمد ، نا أحمد بن نصر بن بندار البصلاني (١) ، نا إبراهيم بن راشد ، نا أبو ربيعة ، نا حمّاد بن سلمة ، عن يونس ، وحميد وحبيب (٢) عن الحسن ، وعلي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من آدمي إلّا وقد أخطأ ، أو همّ بخطيئة إلّا (٣) يحيى بن زكريا».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٤) ، نا موسى بن الحسن أبو الحسن الكوفي ـ بمصر ـ نا أبو الحارث محمّد بن سلمة المرادي ، نا أبو الأزهر حجاج بن سليمان ، عن الليث بن سعد ، عن محمّد بن عجلان ، عن القعقاع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كلّ بني آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلّا يحيى بن زكريا ، فإنه كان (سَيِّداً وَحَصُوراً ، وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(٥)» ، فأهوى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : «كان ذكره مثل هذه القذاة» [١٣١١٧].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أخبرني ابن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا عثمان بن الساج ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس أحد من الآدميين إلّا قد عمل خطيئة أو همّ بها إلّا ما كان من يحيى بن زكريا» [١٣١١٨].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا نصر بن أحمد بن الفتح ، أنا الخليل بن هبة الله ، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه ، نا أبو الدحداح التميمي ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا أبو اليمان ويحيى بن عبد الله الحراني ، قالا : نا أبو

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الصيدلاني ، وفوقها ضبة.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وحميد بن حبيب.

(٣) الأصل وم : ليس ، والمثبت عن «ز».

(٤) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٢ / ٢٣٤ في ترجمة حجاج بن سليمان الرعيني المصري.

(٥) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.


بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما تعلّت (١) النساء عن ولد ينبغي [له](٢) أن يقول أنا أفضل من يحيى بن زكريا لم يحك في صدره خطيئة ، ولم يهمّ بها» [١٣١١٩].

قال : ونا أبو اليمان ، نا أبو بكر ، عن علي بن أبي طلحة رفعه ، قال : ما ارتكض في النساء من جنين ينبغي له أن يقول : أنا أفضل من يحيى بن زكريا لأنه لم يحك في صدره خطيئة ولم يهمّ بها.

قال : وحدّثنا إبراهيم بن يعقوب ، نا محمّد (٣) بن الأصبهاني ، نا أبو خالد الأحمر ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عبد الله بن عمرو قال : ما أحد إلّا يلقى الله بذنب إلّا يحيى بن زكريا ، ثم تلى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) ، ثم رفع شيئا من الأرض فقال : ما كان معه إلّا مثل هذا ، ثم ذبح ذبحا (٤).

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن [علي بن](٥) محمّد بن موسى ، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان ، نا أبو الأزهر ، نا أبو أسامة ، عن يحيى بن سعيد [عن سعيد](٦) بن المسيّب ، قال : سمعت ابن العاص يقول : ما من أحد إلّا يلقى الله عزوجل بذنب غير يحيى بن زكريا (٧).

أخبرنا (٨) أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى قال : قال إسحاق ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن قال : بلغني أنه لم

__________________

(١) تعلت النساء ، من علل ، يقال : تعلّلت المرأة من نفاسها أي خرجت منه وطهرت وحلّ وطؤها كتعالّت (تاج العروس : علل) طبعة دار الفكر.

(٢) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز» ، وم.

(٣) في «ز» : أبو محمد.

(٤) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦١ من طريق ابن عساكر وقال ابن كثير : وهذا موقوف من هذا الطريق وكونه موقوفا أصح من رفعه والله أعلم.

(٥) الزيادة عن م ، و «ز».

(٦) الزيادة لازمة لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٧) البداية والنهاية ٢ / ٦١.

(٨) الخبر التالي سقط من «ز» ، واستدرك على هامش م.


يكن أحد من ولد آدم إلّا نال منه إبليس وأصحاب الدنيا إلّا ما كان من يحيى بن زكريا عليهما‌السلام.

أخبرنا أبو محمّد (١) بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الحسن بن حذلم ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح عن بعضهم رفع الحديث قال : لعن الله والملائكة رجلا تأنّث ، وامرأة (٢) تذكّرت ، ورجلا تحصّن بعد يحيى بن زكريا ، ورجلا قعد على الطريق يستهزئ من أعمى ، ورجلا شبع (٣) من الطعام في يوم مسغبة.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز ، وأبو الفضل جعفر بن (٤) عبد الواحد بن محمّد الثقفي ـ إذنا ـ وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ـ شفاها ـ قالوا : أنا منصور [بن الحسين](٥) وأحمد بن محمود.

ح وأنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد.

ح وأنبأنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن محمّد السراج ، أنا منصور بن الحسين ، قالوا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا عبّاس (٦) بن أحمد بن محمّد بن أبي شحمة ـ ببغداد ـ نا أبو همام ، نا سفيان بن عيينة ، عن أبي سنان ، عن ابن أبي الهذيل (٧) أو غيره قال : أتي عيسى برجل زنا فأمر برجمه ، فأخذوا الحجارة فقال عيسى : لا يرجم رجل عمل عمله ، قال : فألقوا الحجارة غير يحيى بن زكريا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان (٨) ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا محمّد بن يحيى بن عمر ، نا علي بن حرب ، نا سفيان قال : أتى آت عيسى بن

__________________

(١) في «ز» : بكر.

(٢) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل.

(٣) لفظتا «شبع من» مكانهما بياض في «ز».

(٤) لفظتا «جعفر بن» مكانهما بياض في «ز».

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وأضيف لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٦) مكان «أنا عباس» بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل. واستدركتا على هامش م.

(٧) تقرأ بالأصل : الهبير ، وفي «ز» : «الحواري» كلاهما تحريف ، والتصويب عن م ، وهو عبد الله بن أبي الهذيل.

راجع ترجمة أبي سنان ضرار بن مرة الكوفي ، أبي سنان الشيباني في تهذيب الكمال ٩ / ١٨٢.

(٨) في «ز» : أبو الغنائم عثمان.


مريم بزان ، فقال : ارجموه ، فلمّا أخذوا الحجارة قال : لا يرميه أحد عمل مثل عمله ، فالقوا ما في أيديهم إلّا يحيى بن زكريا.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إسحاق بن أحمد ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان يقول : خرج عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا يتماشيان ، فصدم يحيى امرأة فقال له عيسى : يا بن الخالة (١) ، لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أنه يغفر لك أبدا ، قال : وما هي يا بن خالة؟ قال : امرأة صدمتها قال : والله ما شعرت بها ، قال : سبحان الله بدنك معي فأين روحك؟ قال : معلق بالعرش ، ولو أنّ قلبي اطمأنّ إلى جبريل لظننت أني ما عرفت الله طرفة عين (٢).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، نا أبو العبّاس عبد الله بن محمّد بن عمرو الغزي ـ بغزة الشام ـ قال : سمعت البويطي يقول : قال الشافعي : لا نعلم أحدا أعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلّا يحيى بن زكريا ، ولا عصى الله فلم يخلط بطاعة ، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدل وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرّح (٣).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي الغبار ، قالا : أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا خالد بن مرداس ، نا إسماعيل بن عياش ، عن سليمان بن سليم ، عن يحيى بن جابر ، عن يزيد بن ميسرة قال : كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر ، وكان يقول : من أنعم منك يا يحيى ، وطعامك الجراد ، وقلوب الشجر.

[أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيويه وأبو بكر محمد بن إسماعيل قالا : نا يحيى بن محمد بن صاعد ، أنا الحسين بن الحسن بن حرب ، أنا عبد الله بن المبارك (٤) ، أنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الحمصي عن يحيى بن

__________________

(١) بالأصل وم : خالة ، والمثبت عن «ز».

(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦١ من طريق ابن أبي الحواري. وعقب ابن كثير بقوله : فيه غرابة ، وهو من الإسرائيليات.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «المخرج» وفي «ز» : «المحرج».

(٤) الخبر رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ١٦٥ رقم ٤٧٩.


جابر عن يزيد بن ميسرة قال : كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر ؛ وكان يقول : من أنعم منك يا يحيى! طعامك الجراد وقلوب (١) الشجر](٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا أبو صالح ومحمّد بن رمح (٤) ، قالا : نا الليث.

ح وحدّثنا أبو بكر وجيه (٥) بن طاهر ـ لفظا ـ أنا أبو حامد الأزهري ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد (٦) بن يحيى الذهلي ، نا أبو صالح ، حدّثني الليث.

حدّثني عقيل (٧) ، عن ابن شهاب قال : جلست يوما إلى أبي إدريس الخولاني ـ وهو يقص ـ فقال : ألا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعاما؟ فلمّا رأى الناس قد نظروا إليه قال : إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما ، إنّما كان يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معايشهم (٨).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم ، نا محمّد بن علي بن حبيش ، نا الهيثم بن خلف ، نا الوليد بن شجاع ، نا ابن وهب ، أخبرني مالك بن أنس ، عن حميد بن قيس عن مجاهد قال : كان طعام يحيى بن زكريا العشب ، وإن كان ليبكي من خشية الله حتى لو كان القار على عينيه لحرقه.

قال : ونا الحسين بن محمّد ، نا أبو محمّد بن أبي حاتم ، نا أحمد بن سنان ، نا أبو أحمد الزبيري ، نا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن خيثمة قال : كان عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا ابني خالة ، وكان عيسى يلبس الصوف ، وكان يحيى يلبس الوبر ، ولم يكن لواحد منهما دينار ، ولا درهم ، ولا عبد ، ولا أمة ، ولا يأويان إليه أين ما جنّهما الليل أويا ، فلما أرادا أن

__________________

(١) قلب الشجرة بالضم شحمة النخل أو أجود خوصها.

(٢) الخبر السابق سقط من الأصل وم ، وأضفناه عن «ز».

(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٢٠.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : رميح.

(٥) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل.

(٦) مكانها بياض في «ز».

(٧) يعني : عقيل بن خالد الأيلي.

(٨) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٣ من طريق محمد بن يحيى الذهلي.


يتفرقا قال له يحيى : أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : لا أستطيع إلّا أن أغضب ، قال : فلا تقتن مالا ، قال : أما هذه فعسى.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وعلي بن زيد ، قالا : أنا نصر بن إبراهيم ـ زاد الفرضي : وعبد الله بن عبد الرزّاق قالا : ـ أنا أبو الحسين بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا يونس بن ميسرة قال : مر يحيى بن زكريا على دينار ، فقال : قبّح الله هذا الوجه ، يا دينار ، يا عبد العبيد ، ويا معبد الأحرار (١).

أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد السوسي قال : سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم (٢) قال : سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد الشيباني يقول : سمعت أبا علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (٣) يقول : سمعت عبد الله بن عبد الحميد يقول : مرّ إبليس بيحيى بن زكريا ومعه رغيف شعير فقال له : يا يحيى أنت تزعم أنك زاهد ومعك رغيف قد ادّخرت؟ فقال له يحيى : يا ملعون ، هذا هو القوت ، فقال له : يا يحيى (٤) إن أقل من القوت يكفي لمن يموت ، فأوحي إليه (٥) : يا يحيى أعقل أيش قال لك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، حدّثني الحسن بن محمّد الخلال ، نا يوسف بن (٧) عمر القوّاس ، نا أبو أحمد القاسم بن محمّد بن الحسن العطّار الهمذاني (٨) ، نا أبو الحسن علي بن سعيد ، نا شعيب (٩) بن يحيى النسائي ، نا أبي يحيى بن عبد الأعلى قال : بلغنا أن يحيى بن زكريا قال : لئن كان أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم فالصدّيقون كيف ينامون للذة ما هم فيه من حب الله؟ وكم بين النعمتين (١٠) وكم بينهما؟!

__________________

(١) مكان : «معبد الأحرار» بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل.

(٢) مكان : «علي بن إبراهيم» بياض في «ز».

(٣) مكان : «عبد الملك» بياض في «ز».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «فقال له إبليس : إن أقلّ».

(٥) في م و «ز» : فأوحى الله إليه.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٤٤٧ في ترجمة القاسم بن محمد بن الحسن العطار.

(٧) مكان : «يوسف بن» بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل.

(٨) كذا بالأصل وم «الهمداني» بالدال المهملة ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٩) مكان «شعيب بن» بياض في «ز».

(١٠) مكانها بياض في «ز».


أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن أحمد بن إسحاق ، نا أبو عثمان الخيّاط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول : قال يحيى لعيسى : أوصني يا بن خالة ، قال : لا تشاح في ميراث ، ولا تأس على ما فاتك ، فقال : أنا لا أفرح بما جاءني منها (١) فكيف آسي على ما فاتني ، فقال : لا تغضب ، قال : فكيف لي بأن لا أغضب.

وقد روي هذا عن أبي هريرة (٢).

أخبرناه أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزقويه ، أنا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا أبو محمّد الشافعي (٣) ، عن مكحول ، عن أبي هريرة قال :

التقى ابنا الخالة ـ يعني : يحيى وعيسى ـ فقال له يحيى : يا روح الله وكلمته ، ما أشد ما خلق الله ، قال : غضب الله أشد ، قال : يا روح الله وكلمته دلّني على عمل يباعد من عذاب الله ، قال : يباعدك من غضب الله أن لا تغضب فيغضب الله عليك ، قال : فما الذي يبدى الغضب؟ قال : التعزّز ، والفخر ، والحمية ، قال : يا روح الله دلّني على عمل يباعدني من النار ، قال : لا تزن (٤) ، قال : كيف بدو الزنا؟ قال : النظرة ، ثم يردفها التمني والشهوة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا بكر بن محمّد الصيرفي ـ بمرو ـ نا محمّد بن يوسف ، نا عبد الله بن سنان الهروي ، نا عبد الله بن المبارك (٥) ، عن وهيب بن الورد ، قال : فقد زكريا ابنه يحيى ثلاثة أيام ، فخرج يلتمسه في البرية فإذا هو قد احتفر قبرا وأقام فيه يبكي على نفسه ، فقال : يا بني أنا أطلبك منذ ثلاثة أيام وأنت في قبر قد احتفرته قائم تبكي فيه ، يا أبة ألست أنت أخبرتني إن بين الجنّة والنار مفازة (٦) لا تقطع إلّا بدموع البكّائين؟ فقال له : ابك يا بني ، فبكيا جميعا.

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) كذا بالأصل : «عن أبي هريرة» وفي «ز» : «عن غيره» وفي م : «عن أبي».

(٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : الشامي.

(٤) بالأصل وم : «تزني» خطأ ، والتصويب عن «ز».

(٥) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٣.

(٦) في الكامل لابن الأثير ١ / ١٩٨ عقبة.


أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن أحمد البغدادي ، نا عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب قال : كان يحيى بن زكريا فقده أبوه ثلاثة أيام ، فوجده في قبر مضطجع [يبكي](١) ، فقال له : يا بني ما هذا البكاء كله؟ فقال له : يا أبة ، أنت أنت حدثتني عن جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أخبرك أن بين الجنّة والنار مفازة لا يطفئ حرّها إلّا الدموع ، فقال له : فابك (٢) يا بني.

قال : ونا أحمد ، نا محمّد بن عبد العزيز ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا علي بن أبي الحسن ، قال : شبع يحيى بن زكريا ليلة شبعة من خبز الشعير ، فنام عن جزئه (٣) حتى أصبح فأوحى الله إليه : يا يحيى ، هل وجدت دارا خيرك لك من داري ، وجوارا خير لك من جواري ، وعزتي يا يحيى لو اطّلعت إلى الفردوس اطّلاعة لذاب جسمك ، وزهقت نفسك اشتياقا ، ولو اطّلعت إلى جهنم اطّلاعة لبكيت الصديد بعد الدموع ، وللبست الحديد بعد المسوح.

أخبرنا (٤) أبو محمّد الداراني ، أنا نصر بن أحمد المؤدّب ، أنا خليل بن هبة الله ، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، حدّثني صاحب لي ، نا أحمد بن بشير ، نا محمّد بن صبيح بن السمّاك ، عن عبيد المكتب ، عن مجاهد أن يحيى بن زكريا بكا حتى قرّحت (٥) دموعه وجنتيه ، فقال له زكريا (٦) : يا بني ، ما يبكيك وقد سألت الله أن يهبك لي؟ فقال : إن جبريل أخبرني أن بين الجنّة والنار مفاوز لا يقطعها إلّا كل بكّاء.

قال : ونا نعيم ، نا عبد الله ، أنا مالك بن أنس ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد قال : كان طعام يحيى بن زكريا العشب ، وإن كان ليبكي من خشية الله حتى لو كان القار على عينيه لحرقه ، ولقد كانت الدموع اتخذت في وجهه مجرى (٧).

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن م و «ز».

(٢) الأصل وم : «فابكي» خطأ ، والمثبت عن «ز».

(٣) الأصل وم : «جزوه» وفي «ز» : حزوه ، وفوقها ضبة.

(٤) كتب فوقها «س» بحرف صغير.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : جرحت.

(٦) سقطت اللفظة من «ز».

(٧) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٣.


قال : ونا محمّد بن وهب بن عطية ، حدّثني الوليد بن مسلم ، حدّثني بعض أصحابنا أن يحيى بن زكريا قال : يا إخوتاه (١) إنّي رأيت كأن القيامة قد قامت وكأنّ الجبّار وضع كرسيّه لفصل القضاء ، فخررت ميتا ، يا إخوتاه إنّما هذا رآه روحي ، فكيف لو عاينته معاينة.

قال الوليد : فحدّثني رجل أنه قام بهذا الكلام في مدينة من مدائن خراسان فصعق جماعة فماتوا.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي ، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، أنا الحسين بن علي بن محمّد ، أنا علي بن عبد الله بن جهضم ، نا أحمد بن عيسى ، نا يوسف بن الحسين ، عن القاسم بن عثمان الجوعي ، قال : قال أبو سليمان : حدّثني من أثق به قال :

رأيت (٢) إبراهيم بن أدهم وقد أقبل على بعض إخوانه بطرسوس فقال له : أتحب أن تكون لله تعالى وليا ويكون لك (٣) محبّا؟ قال : نعم ، قال : دع الدنيا والآخرة لله عزوجل ، قال : فما ذا أصنع؟ قال له : اقبل على ربك بقلبك يقبل عليك بوجهه ، فإنه بلغني أنّ الله أوحى إلى يحيى بن زكريا : يا يحيى إني قضيت على نفسي أن لا يحبني أحد من خلقي أعلم ذلك من نيته إلّا كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، وفؤاده الذي يعقل به ، فإذا كنت له كذلك بغضت إليه الاشتغال بأحد غيري ، وأدمت فكرته ، وأسهرت ليله ، وأظمأت نهاره ، أطلع عليه كل يوم سبعين نظرة ، فأرى قلبه مشتغلا بي ، فأزداد من حبي في قلبه نورا ، حتى ينظر بنوري ، أقرّبه مني ، وأمسح برأسه ، وأضع يدي على ألمه ، فإنه لا يشكو إليّ ألمه لأنه مشغول بحبي عن ألم أوجاعه ، فإنه يعرف الألم إذا فقدني من قلبه ، وعند ما يطلبني كما تطلب الوالدة الشفيقة ولدها إذا غاب عنها ، أسمع خفقان فؤاده ، فأقول ما بال قلبه يخفق ، فيقول : حقيق على قلبي أن لا يسكن بعد أن مننت عليه بحبك ، فكيف يسكن قلبه يا يحيى وأنا جليسه وغاية أمنيته؟ وعزتي وجلالي لأبعثنه مبعثا يغبطه النبيّون والمرسلون ثم أمر مناديا ينادي : هذا حبيب الله وصفيّه ، دعاه الله إلى زيارته ، فإذا جاءني رفعت الحجاب في ما بيني وبينه ، فلمّا ذكر الحجاب صاح يحيى صيحة فلم يفق ثلاثة أيام ، قال : من لم يرض بك صاحبا فبمن يرضى؟ فكيف أصاحب خلقك وقد دعوتني إلى مصاحبتك؟.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : يا اخوتاه ، وفي المختصر : يا حوباه.

(٢) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٣) في «ز» : وتكون لنا محبّا.


أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أنا القاضي أبو الحسين (٢) عيسى بن حامد القنّبيطي (٣).

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا عيسى بن حامد القاضي ـ ببغداد.

نا أحمد بن الصلت أبو العبّاس ، حدّثني عمي جبارة بن المغلّس ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، قالوا : نا يحيى بن اليمان ، عن سفيان الثوري ، عن ليث ، عن مجاهد قال : سأل يحيى بن زكريا ربه عزوجل قال : ربّ اجعلني أسلم على ألسنة الناس ـ زاد زاهر (٤) : ولا يقولون فيّ إلّا خيرا ـ وقالوا : قال : فأوحى الله إليه : يا يحيى لم أجعل هذا لي ، فكيف أجعله لك؟!.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو عبيد الله الورّاق ، نا سيّار بن حاتم ، نا جعفر ، نا ثابت البنّاني قال :

بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شيء ، فقال له : ما هذه المعاليق التي أراها عليك؟ قال : هذه الشهوات التي أصيب بها بني آدم ، فقال له يحيى : فهل لي فيها شيء؟ قال : لا ، قال : فهل تصيب مني شيئا؟ قال : ربما شبعت فشغلناك (٥) عن الصلاة والذكر ، فقال له يحيى : هل غير؟ قال : لا ، قال : لا جرم ، والله لا أشبع أبدا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حامد (٦) ، قالا : نا أبو العبّاس بن يعقوب ، نا الخضر بن أبان ، نا سيّار ، نا جعفر ، نا ثابت قال :

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٧ في ترجمة أحمد بن الصلت الحماني.

(٢) الأصل : الحسن ، تصحيف والمثبت عن «ز» ، وم وتاريخ بغداد.

(٣) غير مقروءة بالأصل وم «ز» ، وهو عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى بن أشعث ، أبو الحسين القاضي ، يعرف بابن بنت القنبيطي ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ١٧٨.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : وآهم.

(٥) في المختصر : «فثقلناك». وسترد في إحدى الروايات التالية.

(٦) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز».


بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا حتى رآه ، فإذا عليه معاليق من كلّ شيء ، فقال له يحيى : يا إبليس ، ما هذه المعاليق التي أراها عليك؟ قال : هذه الشهوات التي أصيب بها ابن آدم ، قال له يحيى : ما لي فيها شيء؟ قال : لا ، قال : فهل طمعت أن تصيب مني شيئا؟ قال : ربما شبعت فشغلتك عن الصلاة والذكر ، قال : هل غيره؟ قال : لا ، قال : لا جرم ، لا أشبع أبدا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمّد بن الصباغ ، وإسماعيل بن محمّد بن عمر ، وأبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسين (١) بن نصر ، وأبو النجم (٢) بدر بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن مسلم ، نا سيّار ، نا جعفر ، نا ثابت البناني قال :

بلغني أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق ، فقال يحيى : يا إبليس ، ما هذه المعاليق التي أرى عليك؟ قال : هذه الشهوات التي أصبت (٣) من بني آدم قال : فهل لي فيها من شيء؟ قال : ربما شبعت فثقلناك (٤) عن الصلوات وعن الذكر ، قال : هل غيره؟ قال : لا ، قال : لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدا ، قال إبليس : ولله عليّ أن لا أنصح مسلما أبدا.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، قال : أخبرنا ـ وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا ـ أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، قالا : أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أنا الحسين بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن يحيى المروزي ، نا عبد الله بن خبّيق قال :

لقي يحيى بن زكريا إبليس في صورته ، فقال له : يا إبليس أخبرني بأحب الناس إليك ، وأبغض الناس إليك ، قال : أحب الناس إليّ المؤمن البخيل ، وأبغضهم إليّ الفاسق السمح ، قال يحيى : وكيف ذلك؟ قال : لأن البخيل قد كفاني بخله ، والفاسق السخي أتخوف أن يطّلع الله عليه في سخائه فيتقبله ، ثم ولّى وهو يقول : لو لا أنك يحيى لم أخبرك.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٠ / أ.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) في «ز» وم : أصيب.

(٤) كذا بالأصل و «ز» هنا ، وفي م : فشغلناك.


أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرّازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون الروياني ، نا أحمد ـ هو ابن عبد الرّحمن ـ نا عمي ، أخبرني ابن سمعان أن ابن شهاب حدّث.

أن يحيى بن زكريا كان ابن خالة عيسى بن مريم ، وكان أكبر منه بسنتين ، قال ابن شهاب : فبينما يحيى جالس إذ سمع رجلا ، فقال يحيى : يا روح الله ما هذا؟ فقال عيسى : إبليس ، فقال يحيى : يا روح الله أرنيه ، فقال عيسى : وما حاجتك إليه ، هو أكذب البرية ، وأسحر البرية ، [وأخبث البرية](١) وأفسق البرية ، فقال : يا روح الله أرنيه ، فقال عيسى : يا إبليس تبدّ (٢) له (٣) ، قال : فتبدّى له إبليس ، فإذا عليه برنس ، فيه أباريق من رأسه إلى قدمه ، فقال يحيى : يا إبليس ما هذه الأباريق التي أرى عليك؟ قال : هي اللذات التي أفتن بها الناس ، قال يحيى : فأنشدك بالذي جعل عليك اللعنة (٤) إلى يوم الدين ، هل أصبتني بشيء منها؟ فقال : نعم ، هذه ، وأشار بإصبعه إلى شيء فيها عند كعبه ، فقال يحيى : وما هي؟ فقال إبليس : إنك رجل تصوم فأحبب إليك الطعام ، لتنهله (٥) فتثقل عن الصلاة ، قال يحيى : أما والذي جعل عليك اللعنة إلى يوم الدين لا آكل مما عملته أيدي بني آدم حتى ألقى الله ، وكان يأكل من نبات (٦) الأرض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم العبدي ، نا محمّد بن يزيد بن خنيس (٧) ، عن وهيب (٨) بن الورد قال :

بلغنا أن الخبيث إبليس تبدّى ليحيى بن زكريا فقال : إنّي أريد أن أنصحك ، قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.

(٢) الأصل وم : «تبدا» وفي «ز» : تبدى.

(٣) سقطت من «ز».

(٤) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٥) في «ز» : «أشهكه» كذا.

(٦) في م و «ز» : نبت الأرض.

(٧) كذا رسمها بالأصل وم حنيس وفي «ز» : حبيش. والمثبت الصواب ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٤٣.

(٨) في المختصر : وهب.


كذبت ، أنت لا تنصحني ، ولكن أخبرني عن بني آدم ، قال : هم عندنا على ثلاثة أصناف : أما صنف منهم فهم أشدّ الأصناف علينا ، نقبل عليه حتى نفتنه ونستمكن منه ، ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة ، فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه ، ثم نعود له ـ وقال ابن طاوس : إليه ـ فيعود ، فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا ، فنحن من ذلك في عناء ، وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم حيث ـ وقال ابن طاوس : كيف ـ شئنا ، قد كفونا أنفسهم ، وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر معهم على شيء ، قال يحيى : هل قدرت مني على شيء ـ زاد عبد الكريم : أبدا ـ وقالا : قال : لا ، إلّا مرة واحدة ، فإنك قدمت طعاما تأكله ، فلم أزل أشهّيه إليك حتى أكلت منه أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة ، فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها ، فقال له يحيى : لا جرم ، لا شبعت من طعام أبدا ، قال له الخبيث : لا جرم ، لا نصحت آدميا بعدك ـ زاد عبد الكريم : أبدا ـ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس بن يعقوب ، نا الحسن بن قتيبة ، نا أبو بكر الهذلي ، عن (١) الحسن ، عن أبيّ بن كعب قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن من هوان الدنيا على الله أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة» [١٣١٢٠].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ـ قراءة ـ أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس ، نا علي بن عبد العزيز البغوي ، نا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا أبو النّضر عن سليمان بن المغيرة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، نا علي بن الحسين قال :

أقبلنا مع الحسين بن علي فكان قلّما نزلنا منزلا إلّا حدّثنا حديث يحيى بن زكريا حيث قتل ، قال : كان ملك من هذه الملوك مات ، وترك امرأته وابنته ، فورث ملكه أخوه ، فأراد أن يتزوج امرأة أخيه ، فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك ، وكانت الملوك في ذلك الزمان يعملون بأمر الأنبياء ، فقال له : لا تزوجها فإنها بغيّ ، فعرفت المرأة أنه قد ذكرها وصرفه عنها فقالت : من أين هذا حتى بلغها أنه من قبل يحيى ، فقالت : ليقتلن يحيى أو ليخرجنّ من ملكه ، فعمدت إلى بنتها فصنعتها ثم قالت : اذهبي إلى عمّك عند الملأ ، فإنه إذا رآك سيدعوك

__________________

(١) من قوله : زاهر ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.


ويجلسك في حجره ، ويقول : سليني ما شئت ، فإنك لن تسأليني شيئا إلّا أعطيتك ، فإذا قال لك ، قولي : لا أسأل شيئا إلّا رأس يحيى ، قال : وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشيء على رءوس الملأ ثم لم يمض له نزع من ملكه ، ففعلت ذلك ، قال : فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى ، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه ، فاختار ملكه ، فقتله ، قال : فساخت بأمها الأرض.

قال ابن جدعان فحدّثت بهذا الحديث ابن المسيّب قال : أفما أخبرك كيف كان قتل زكريا؟ قلت : لا ، قال : إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم ، واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق ، فدعته إليها وانطوت عليه ، وبقيت من ثوبه هدبة تكفيها الريح ، فانطلقوا إلى الشجرة ، فلم يجدوا أثره بعدها ، ونظروا بتلك الهدبة ، فدعوا بالمنشار فقطعوا الشجرة ، فقطعوه فيها.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ـ أظنه عن المنهال بن عمرو ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال (١) :

بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا في اثني عشر من الحواريين يعلّمون الناس ، فكانوا في ما يعلمونهم ينهوهم عن نكاح بنت الأخت ، وكان لملكهم ابنة أخت تعجبه ، وكان [يريد](٢) أن يتزوجها ، وكان لها كلّ يوم حاجة يقضيها ، فلمّا بلغ ذلك أمّها أنهم نهوا عن نكاح بنت الأخت قالت لها : إذا دخلت على الملك فقال : ألك حاجة؟ فقولي له : حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا ، فلما دخلت عليه فسألها حاجتها قالت : حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا ، فقال : سليني سوى هذا ، قالت : ما أسألك إلّا هذا ، فلمّا أبت عليه دعا بطست ودعا به فذبحه ، فندرت قطرة من دمه على الأرض ، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بخت نصر عليهم ، فألقي في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن ، فقتل عليه منهم سبعين ألفا.

قال : ونا أبو بكر ، حدّثني محمّد بن نصر بن الوليد ، عن أبي سعيد الشعري ، عن أبي بكر الهذلي ، عن شهر بن حوشب قال (٣) :

__________________

(١) انظر تاريخ الطبري ١ / ٥٨٦.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم ، والطبري.

(٣) راجع الكامل لابن الأثير ١ / ١٩٩.


لما قتله دفع إليها رأسه ، فجعلته في طست من ذهب ، فأهدته إلى أمّها ، فجعل الرأس يتكلم في الطست : إنها لا تحلّ له ، ولا يحلّ لها ثلاث مرات ، فلمّا رأت الرأس قالت : اليوم قرّت عيني وأمّنت على ملكي ، فلبست درعا من حرير ، وخمارا من حرير ، وملحفة من حرير ، ثم صعدت قصرا لها وكانت لها كلاب تضريها (١) بلحوم الناس ، فجعلت تمشي على قصرها فبعث الله عليها عاصفا من الريح فلفتها (٢) في ثيابها فألقتها إلى كلابها ، فجعلن (٣) ينهشنها وهي تنظر ، وكان آخر ما أكلن منها عينيها (٤).

قرأت على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع ، أنا أبو يعلى عبد الله بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة ، أخبرني محمّد بن الحسين بن الهيثم ، نا سهل بن علي البابسيري ، نا أبي ، نا علي بن عاصم ، عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن أبي مراية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :

التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها ، فأتيت برأس يحيى في شيء ، فوضع بين يديها وهي على سريرها ، فجعلت ترفل (٥) وجهه بقضيب في يديها فقيل للأرض خذيها [فأخذتها](٦) ، وسريرها فذهب بها (٧) ، قال عبد الله : في التوراة مقتلة الأنبياء ، قتلت في يوم ستين نبيا ، هي في النار على منبر من نار ، تصرخ ، يسمع صراخها أقصى أهل النار.

قرأت بخط علي بن الخضر السلمي ، ثم أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، أنا علي بن طاهر النحوي ، عن علي بن الخضر ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، حدّثني أبو هاشم ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدرفس الغسّاني أن عباس بن صبيح (٨) حدّثهم ، نا مروان ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن قسيم مولى معاوية ، قال :

__________________

(١) الأصل وم : تضربها ، والتصويب عن «ز» ، وضري به : لهج ، وكلب ضار بالصيد (القاموس).

(٢) في المختصر : يلقيها.

(٣) بالأصل : «فجعل» وسقطت اللفظة من «ز» ، وم.

(٤) زيد بعدها في الكامل لابن الأثير : لتعتبر.

(٥) ترفل ، رفل : خطر بيده.

(٦) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٧) قوله : «فذهب بها» ليس في «ز».

(٨) تقرأ في الأصل : صالح ، وفي م : «صح» والمثبت عن «ز».


كان ملك هذه المدينة ـ يعني : دمشق ـ هداد بن هداد ، وكان قد زوّج ابنه بابنة أخيه ، تحت أخيه أزيل ملكة صيدا ، وكان قد حلف بطلاقها ثلاثا ، ثم إنه أراد مراجعتها ، فاستقضى يحيى بن زكريا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال يحيى بن زكريا : لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك ، قال : فحقدت عليه أزيل ، وكان للملك ابنة يقال لها هروسة (١) ، وكان يحبها حبا شديدا ، وكان يخرجها إذا قدم عليه وفود الملوك فتزفن (٢) بين أيديهم ، قال : وكانت إذا زفنت (٣) قضى لها حاجة ، فقم عليه مرة وفود ملوك من ملوك الهند ، فقالت : يعني أزيل لابنتها من الليل : إن أباك يدعوك غدا ، فإذا زفنت وقال : سلي حاجتك ، فقولي حاجتي رأس يحيى بن زكريا ، ولا تقبلي منه إلّا رأسه ، قال : وأعطتها حين أصبحت طبقا ، فقالت : إذا قطع رأسه فاجعليه فوق هذا الطبق ، واحمليه على رأسك حتى تأتيني به.

قال : فلما أصبحت دعاها الملك ، فخرجت وهي مزيّنة ، ومعها ذلك الطبق ، قال : فأمر فضرب لها بالطبل والمزمار ، قال : فزفنت يومئذ زفنا ما زفنت قبله مثله (٤) ، فقال لها أبوها : سلي حاجتك ، فقالت : حاجتي رأس يحيى بن زكريا ، فقال : ويحك ، ما تصنعين برأس نبي من أنبياء الله؟ سلي غيره ما شئت ، قالت : ما لي حاجة غيره ، فإن (٥) أعطيتنيه وإلّا لم أسألك [شيئا](٦) بعده قال : فقال من حوله من وزراء السوء : امض حاجتها ، وشفّعنا في حاجتها ، وما رأس يحيى بن زكريا ورأس غيره إلّا سواء ، قال : فلمّا أكثروا عليه حتى غلبوه قال : اذهبوا فاعطوها رأسه ، قال : فخرج السّيّاف ومعه السيف ، وخرج الناس معها حتى أتوه وهو يصلي في ذلك المسجد الذي عند باب جيرون ، قال : فقال يحيى للسّيّاف : بما أمرت؟ قال : أمرت بضرب عنقك ، قال : ويحك ، ما تعلم أنّي نبي الله؟ قال : بلى ، ولكني مأمور ، قال : شقاء جدّك ، وعسى أن تكون صادقا ، قال : ورفع السيّاف السيف فضرب رأسه ، قال : فأخذت الرأس فوضعته على الطبق ، قال : فجعل يقول من فوق الطبق ، إنّها لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره ، قال : فلم يزل الرأس يقول ذلك ، وهي تمشي حتى انتهت إلى الفسقية

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «هاددريه».

(٢) تزفن أي ترقص. وفي م : «فنرفو» وفي «ز» ، والمختصر : فترقى.

(٣) في «ز» : «رقيت» وفي م : رفبت.

(٤) في «ز» : «قال : فرقيت يومئذ رقيا ما رقيت قبله مثله» والكلمات بدون إعجام في م.

(٥) بالأصل : قال ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٦) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز».


قال : فخسف بها ، قال : فأخذتها الأرض حتى غيبت قدميها ، قال : فصاحت ، ووقع الرأس والطبق عن رأسها ، ثم غيّبتها [إلى أنصاف ساقيها وهي تصيح. قال : فذهب الصريخ إلى أمها : أدركي ابنتك ، قد خسف بها ، قال : فجاءت تسعى ، فوجدتها في الأرض قد أخذتها والجويرية تصيح ، فجعلت الأرض تغيبها حتى بلغت سرّتها ، ثم غيبتها](١) حتى بلغت ثدييها ، ثم غيّبتها حتى بلغت منكبيها (٢) ، فلما خشيت أمّها أن تغيبها الأرض قالت للسيّاف : اقطع لي رأسها تكون عندي ، قال : فضرب السيّاف رأسها ، فإذا قد رمى به قال : فلمّا وقع الرأس لفظتها الأرض ، فطرحتها فلم يزالوا بعد ذلك في الذل حتى بعث الله بخت ناصر عقوبة لقتل يحيى بن زكريا ، قال : فدخل دمشق من باب توما وباب الشرقي ومضى حتى أتى الدرج فصعد فجلس على الكنيسة فوجد دم يحيى بن زكريا يغلي ويفور ويسيل قال : فعجب لذلك ، ثم قال : ما بعثت إلّا لأنتصر (٣) لهذا الدم ، فما أزال أقتل عليه أبدا حتى يسكن ويغيب ، قال : فدعا بكرسي فنصبه وجلس عليه ، ثم أمر بالسيّافين فقاموا ثم أمر بهم أن يأتوا عشرة عشرة مكتّفين قال : فيضرب أعناقهم على الدم ، والدم يغلي ويفور ويسيل ، قال : ففعل يومه ذلك إلى الليل ، قال : ثم غدا اليوم الثاني فقتل عليه حتى الليل ، قال : والدم يغلي ويفور. قال : ثم غدا عليه اليوم الثالث ، قال : فقتل عليه حتى قتل خمسة وسبعين ألفا ، قال سعيد : هي دية كلّ نبي ، قال : فجاء نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له إرميا فوقف على الدم فقال : أيّها الدم ، دم يحيى بن زكريا فنيت بنو إسرائيل والناس فيك ، قال : فسكن الدم ورسب حتى غاب ، قال : فأمر بالكرسيّ فرفع ، ورفع السيف ، قال : وهرب من هرب منهم إلى بيت المقدس ، قال : فتبعهم إلى بيت المقدس حتى دخلها وخرّبها ، وقتل فيها وسبى ، ثم رجع (٤)(٥).

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٢) بالأصل : منكبها ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) الأصل : لننصر ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٦ من طريق ابن عساكر.

(٥) رفض الطبري في تاريخه ١ / ٥٨٩ وابن الأثير في كامله ١ / ٣٠٣ وقوع قصة بختنصر وغزوة بني إسرائيل أيام المسيح قال ـ والقول للطبري ـ وهذا القول الذي روي عمن ذكرت هذه الأخبار التي رويت وعمن لم يذكر في هذا الكتاب ، من أن بختنصر هو الذي غزا بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا عند أهل السير والأخبار والعلم بأمور الماضين في الجاهلية ، وعند غيرهم من أهل الملل غلط. وأجمعوا على أن غزوة كان عند قتلهم نبيهم شعيا في عهد إرميا ، وبين عهد إرميا وتخريب بختنصر بيت المقدس إلى مولد يحيى بن زكريا أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة.


أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح وأخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحسن ، أنا جدي أبو عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني (١) ، أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، نا أبو بكر محمّد بن خريم العقيلي ، نا هشام بن عمّار ، نا ضمرة ـ يعني : ابن ربيعة ـ عن ابن شوذب قال : قال يحيى بن زكريا للذي جاء يحتز رأسه : أما تعلم أني نبي؟ قال : بلى ، ولكني مأمور ، قال : عسى أن تكون صادقا ، ولكن لشقاء جدّك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، عن سيف ، عن عطية ، عن أبي أيوب ، عن علي في قول الله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) إلى (أُولاهُما) قال : قتل زكريا ، وقال : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ)(٢) مقتل يحيى ، والأولى من فساد هذه الأمة مقتل عثمان ، والآخرة النفس التي تباح لها قريش.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن أحمد ، نا عبد المنعم ، عن أبيه عن وهب بن منبّه.

أن يحيى بن زكريا لما قتل ردّ الله إليه روحه ، ثم أوقف بين يديه ، فقال له : يا يحيى ، هذا عملك الذي عملته وقد أعطيتك ثواب عملك لكلّ واحدة عشرا الحسنة (٣) بعشر أمثالها ، قال : فنظر (٤) يحيى إلى ثواب (٥) عمله ، فإذا قد أعطي من الثواب ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، قال : فقال الله : يا يحيى ، هذا عملك ، وهذا ثوابه ، فأين نعمائي عليك ، ثم قال الله للملائكة : أخرجوا نعمائي عليه ، فأخرجوا نعمة واحدة من نعمه ، فإذا قد استوعبت جميع أعماله والثواب ، فقال يحيى : إلهي ، ما هذه النعمة الجليلة العظيمة التي قد استوعبت عملي وعشرة أضعاف ثوابها؟ فقال الله : يا يحيى هذه النعمة الجليلة العظيمة معرفتك بي ، قال : فخرّ يحيى لوجهه فقال : إلهي جازني (٦) برحمتك وبفضلك لا بعملي.

__________________

(١) بالأصل : «المري» وفي م : «المربى» والمثبت عن «ز».

(٢) سورة الإسراء ، الآيات ٤ إلى ٧.

(٣) الأصل : الجنة ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) الأصل وم : فرأى ، والمثبت عن «ز».

(٥) الأصل : أبواب ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٦) بالأصل وم : جازيني ، والمثبت عن «ز».


أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا ابن أبي شريح (١) ، أنا محمّد بن عقيل ، نا الحسن بن علي بن عفّان ، نا أبو أسامة ، عن عوف ، عن خالد الربعي قال : لما قتل فجرة بني إسرائيل ـ يعني : يحيى بن زكريا ـ أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل : يا بني إسرائيل حتى متى تجترءون عليّ ، [وتعصوني](٢) وتعصون أمري ، وتقتلون رسلي ، وحتى متى أضمكم في كنفي كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها؟ تجترءون (٣)؟ اتقوا أن لا آخذكم بكلّ دم من ابن آدم إلى يحيى بن زكريا ، واتقوا ألّا أصرف وجهي عنكم ، فإنّي إن صرفت وجهي عنكم لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة (٤).

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : شريك.

(٢) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز» ، وم.

(٣) سقطت من «ز» ، وم.

(٤) كتب بعدها في «ز» : عورض به : آخر الحادي والعشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن عيلان أنا أبو بكر ه. بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن ضمضم أخي الحسن وابني محمّد وكتب القاسم بن علي في العشر الآخر من صفر سنة خمس وستين وخمسمائة ه. سمع هذا الجزء على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام والعالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيّده الله ابن أخيه أبو منصور بن عبد الرّحمن بن الحسن والشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كوما الصالحي والشيخ الفقيه أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن أبي الفضل وابن أخيه أبو عبد الله محمّد بن عبد الكريم بن محمّد بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى والأمين شمس الدولة أبو الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد وإسماعيل بن حماد الدمشقي والشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان وعبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان وحمزة بن إبراهيم وتركان شابن قوخا وزين قريون وأبو الحسين بن علي بن خلدون وأبو عبد الله بن الفضل بن الفتح الأنصاري ويوسف بن مجلي نا إبراهيم ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم بن غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة وأبو المحاسن سليمان وأبو البيان نبا ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان وفارس بن أبي طالب بن نجا ويوسف بن سليمان بن عبد الله الإسكندراني وأبو القاسم بن مسلم بن الحسين وعين الدولة بن الكمش بن كمشتكين وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وعلي بن نجيم بن أحمد وعبد الله بن ياسين بن عبد الله اليمنيان وعلي بن يوسف بن سليمان وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وعمر بن عامر بن عبد الله وبستكين بن عبد الله عتيق بن أبي عقيل وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد والفقيه أبو العباس بن علي بن علي الأندلسي وعلي بن محمّد بن علي النفطي وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وسمع جميعه غير الورقات الأربع من أوله القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي بن زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي وابن المسمع أبو الفتح الحسن وأبو محمّد بن علي بن أبية وابنه مكي صبيح بن عبد الرّحمن اليماني وعلي بن بندار بن الحسين البصري وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن محمّد بن أبي الفضائل وابن عمه أبو بكر عبد الله بن عبد الخالق بن محمّد


__________________

وسمع الجميع أبو الحسين بن نصر الله بن عبد الله القواس وعلي بن كامل بن أبي الرجال وأحمد بن عيسى بن درباس الكردي وسمع الجميع غير صفحة أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي وسمع نصفه الأول طرخان بن أبي منصور الأرعاني وصديق بن إلياس بن سلامة الكتاني وسرور بن سعد بن علي وسمع نصفه الآخر أبو ذكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي وعثمان بن عطاء بن مرشد ورمضان بن علي بن الفرج الأرجاني وعمر بن حضر بن تركيك وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأسعد بن أبي النور بن أبي القبائل وعبد الرّحمن بن علوي بن علي الزناتي وعلي بن محمّد بن عبد الله البغوي وذلك في يومي الاثنين والخميس الخامس من شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت وصلواته على سيدنا محمّد وآله ه. سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي رضي‌الله‌عنه وقدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الطوخي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله أخوه القاضي شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله وأبو عبد الله وأبو منصور ابنا أحمد بن محمّد والشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي وأبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي وأبو الحسين بن علي بن خلدون ويوسف بن أبي الفرج بن مهذب وعبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وأبو عبد الله محمّد بن ميمون بن مالك الأندلسي ومحمّد بن سيدهم بن هبة الله الدمشقي وأحمد بن مكارم بن أبي عبد الله والوجيه محمود بن محمّد بن معاذ ............ بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي وزكريا بن عثمان بن خال الموقاني وعمر بن محمّد بن الحسن القضاعي وعين الدولة بن خلدك بن عبد الله وسمع الجزء منوي قائمة من آخر الجزء أبو الغنائم سالم بن الشيخ الفقيه القاضي الإمام بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وابن عمه أبو إبراهيم إسحاق بن الشيخ الفقيه القاضي شمس الدين أبي القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ وأبو الحسن محمّد بن الشيخ الفقيه الإمام أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي وعبد الرّحمن بن طالب بن منيع وعلي بن سوار بن علي وأبو القاسم الخضر بن عبد العزيز بن رمضان الواعظ وابنه محمّد وعبد الخالق بن عبد الله بن محمّد اللبودي وأبو يعلى حمزة بن أبي الفضل بن أبي الفوارس الأنصاري والفقيه أبو بكر محمّد بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي وعمر بن محمّد بن أحمد المفسر وعبد الواحد بن عبد الرّحمن بن عبد الواحد بن المسلم بن هلال وأبو محمّد بن عبد الصّمد بن بكران الريحاني وعبد العزيز وإبراهيم ابنا أبي طاهر وبركات بن إبراهيم الخشوعي وسمع قائمة من آخره وبعض الأخرى الشيوخ حمزة بن إبراهيم بن عبد الله وأبو الحسن علي بن عبد الوارث بن عبد القوي وأبو الورد عبد الله بن علي بن عبد الله والشيخ أبو عبد الله محمّد بن أبي الصلح بن محمّد والشيخ أبو العز بن عبد الرّحمن بن عبد الله وابنه أحمد خيرة الله وعبد الله بن القاسم بن فراج وإبراهيم بن زيد الإشبيلي ويوسف بن يحيى بن الخشاب وعبد الغني بن عبد الكريم بن أحمد وأبو المكارم بن يحيى بن علي وإبراهيم بن محمّد بن عبد الله وأبو الفرج إبراهيم بن يوسف بن محمّد المعافري البوني وسمع الجزء كله أبو بكر عبد الرّحمن بن علي ومثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري المالقي وذلك في مجلسين آخرهما يوم الجمعة ثامن صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وسلامه ه. بلغت من أول


أخبرنا (١) بركات بن عبد العزيز أبو الحسن ، وأبو محمّد بن حمزة ، قالا : نا الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه (٢) ، أنا أحمد بن سندي ، أنا الحسن بن علي بن علوية ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر. قال : وأنا محمّد بن إسحاق ، حدّثني من لا أتهم عن عبد الله بن الزبير أنه قال وهو يحدّث عن قتل زكريا في اختلافهم هذا في أمر زكريا ويحيى ، قال :

فأقبل يحيى بن زكريا إلى من بقي من بقايا بني إسرائيل ، فكان يحيى تحت يدي ذلك الملك ، فهمّت ابنة الملك بأبيها وقالت : لو تزوجت أبي ، فيجتمع إليّ سلطانه دون نسائه ، فقالت : يا أبة تزوجني ودعته إلى نفسها ، فقال لها : يا بنية إن يحيى بن زكريا لا يحلّ لنا هذا ، فقالت : من لي بيحيى بن زكريا ، ضيق وحال بيني وبين أن أتزوج ، أبي فأغلب على ملكه ودنياه دون النساء ، فأمرت اللعاب وتخلّت (٣) لذلك لتقتل يحيى ، فقالت : ادخلوا على أبي فالعبوا حتى إذا فرغتم فإنه سيحكّمكم ، قولوا : دم يحيى بن زكريا ، ثم لا تقبلوا غيره ، قال : وكان الملك إذا حدّث فكذّب أو وعد فأخلف خلع واستبدل به غيره ، فلما لعبوا وكثر عجبه منهم قال : سلوني ، قالوا : نسألك دم يحيى ، قال : سلوني (٤) غير هذا ، قالوا : لا نسألك غيره ، فخاف على ملكه إن هو أخلفهم أن يستحل بذلك خلعه ، قال : فبعث إلى يحيى بن

__________________

هذا الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجل الإمام الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام أبي القاسم بن الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن أبقاه الله ابنه أبو القاسم علي عمره الله والشيخ الإمام أبو سعد أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وابناه محمّد وإسماعيل والقاضي الإمام بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي وأبو الفضل حامد بن علي بن أحمد الرقي وأبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي وأبو سعيد خلف بن محمّد بن سمدون التوزري والأمين الفقيه أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي وبقراءته قائمة ونصف صفحة من آخره وإسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي الأنصاري وهذا خطه ومن أوائل هذا التحديد بقراءته وسمع من آخر الجزء خمس قوائم وصفحة والورقة الأخيرة أبو الحسن علي بن عمر بن عثمان الصقلي وعلي بن إبراهيم بن عبد السّلام المنجاني ويوسف بن أبي الفرج بن مخالد بن التنوخي وسمع من بعد ذلك بورقة وصفحة ولده عبد العزيز بن يوسف والأمين أبو الحسن علي بن عوصة العرضي وأبو حفص عمر بن عليس بن معالي وأبو يعلى حمزة ابن السيد بن أبي القرابين يعرف بابن أحمد الصفار وسمع جميع الجزء أبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني وذلك في اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة والحمد لله وهو الوكيل.

(١) قدمت الأخبار الثلاثة في م إلى ما قبل عدة أخبار.

(٢) في م : زرقويه.

(٣) الأصل وم : وتمحلت.

(٤) في م : سيلوني.


زكريا وهو في محرابه يصلي ، فذبحوه ثم حزوا رأسه ، فاحتمله الرجل في يده والدم في الطشت ورأسه في يدي الذي يحمله وهو يقول (١) : لا يحل لك ما تريد.

قال : وأنا إسحاق ، أنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن كعب بنحو من هذا إلّا أنه قال : لما قتل يحيى أقبل رأسه يتدحرج بين ظهراني الناس ، لا يحل لك ما تريد من نكاح ابنة أخيك ، قال كعب : كانت ابنة أخيه ، وقال سعيد عن قتادة عن كعب : أنها كانت ابنة أخته (٢).

قال إسحاق : وأنا محمّد بن إسحاق ، عن من يخبره عن عبد الله بن الزبير قال : فأعظم الناس قول الرأس ، وفزعوا إلى ملكهم حتى بنوا ديرا على رأس يحيى ودمه.

وقال إسحاق : وأنا مقاتل وابن سمعان ، قالا عن من يخبرهما عن عروة بن الزبير.

أن يحيى لما قتل فحمل دمه في الطشت ، ورأسه في يدي الذي حمله ، والرأس يقول للملك : لا يحل لك ، فقال رجل من بني إسرائيل : أيها الملك لو وهبت لي هذا الدم ، قال : وما تصنع به؟ قال : أطهر منه الأرض ، فإنه قد ضيقها علينا ، قال : اعطوه إيّاه ، قال : فأخذه فجعله في قلة ثم عمد إلى بيت ـ يعني : في المذبح ـ فوضع القلة فيه ثم غلق (٣) عليه ، ففار من القلة حتى خرج منها من تحت التابوت من البيت الذي هو فيه ، فلما رأى ذلك الرجل قطع (٤) به فأخرجه إلى فلاة من الأرض فجعل يفور.

قال إسحاق : وأخبرنا ابن سمعان قال : بلغني أنه دفن مكانه ، فكان يفور منه.

قال ابن سمعان : بلغني أنه كان قبل أن يرفع عيسى بسنة ونصف ، ورفع عيسى من بين أظهرهم بعد ذلك ، فعند ذلك حلّت بهم الوقعة الثانية ، والله أعلم (٥).

أخبرنا (٦) أبو القاسم هبة الله بن (٧) محمّد بن الحصين ، أنا أبو طالب محمّد بن

__________________

(١) يعني أن الذي يقول ، هو رأس يحيى بن زكريا.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» رسمت : أخيه.

(٣) في «ز» : أغلق.

(٤) الأصل : «يضع» والمثبت عن «ز».

(٥) كتب بعدها في «ز» : الجزء الثاني والعشرون من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل واجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه‌الله. سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.

(٦) كتب قبلها في «ز» : بسم الله الرحمن الرحيم ، أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال :

وكتب في م : أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

(٧) أقحم بعدها بالأصل : «بن عبد الواحد» والمثبت عن م ، و «ز» ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٣٧ / ب وفيها :

هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين.


محمّد بن غيلان ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا محمّد بن شداد المسمعي ، نا أبو نعيم ، نا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : أوحى الله إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنّي قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة (١) ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، نا عبد السّلام بن عتيق ، نا أبو مسهر ، نا ابن عيّاش ، حدّثني يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : لما قدم بخت ناصر دمشق وجد دم يحيى يغلي في كنيسة المسجد ، فقتل على دمه سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم ، حتى سكن الدم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ـ قراءة ـ أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد ـ بمصر ـ قال : قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس ـ بمكة ـ أنا علي بن عبد العزيز البغوي ، أنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : قدم بخت نصّر دمشق ، فإذا هو بدم يحيى بن زكريا ... (٢) يغلي ، فسأل عنه ، فأخبروه ، فقتل على دمه سبعين ألفا ، فسكن الدم.

كذلك قال أبو العلاء بن سليمان المقرئ.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة بقراءتي (٣) عليه عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال (٤) : أما بخت بضم الهاء وسكون الخاء المعجمة وآخره تاء ، فهو بخت نصّر مشهور.

وقد اختلف في ذلك ، فقيل هذا ، وقيل إن الذي قتل على دم يحيى حتى سكن جوذر بن سابور ، وقيل بنو باذان وهم جميعا في أهل بابل ، وقتل يحيى قبل أن يرفع عيسى بسنة ونصف.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وردة.

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل ، وليست في م ولا في «ز».

(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢١٥.


أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا معاوية بن هشام ، عن سفيان (١) ، عن الأعمش ، أراه عن شمر بن عطية قال : قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعين نبيا ، منهم : يحيى بن زكريا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون ، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق ـ إملاء ـ نا إسحاق بن محمّد بن مروان ، نا أبي ، نا إسحاق بن يزيد (٢) ، عن عبد الله بن مسلم ، عن أبيه ، عن قرّة قال : ما بكت السماء على أحد إلّا على يحيى بن زكريا ، والحسين بن علي ، وحمرتها بكاؤها.

أنبأنا (٣) أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن محمّد بن عبد الله الجرجاني ، نا البغوي ، نا منصور بن أبي مزاحم (٤) ، نا جرير بن عبد الحميد.

ح قال أبو نعيم : ونا الحسن بن محمّد ، نا محمّد بن غسّان (٥) بن جبلة ، نا عثمان بن خالد (٦) ، نا جرير بن عبد الحميد ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ـ يعني : بن جبير (٧) ـ قال : لما قتل يحيى بن زكريا عليهما‌السلام قال بعض أصحابه لصاحب له : ابعث إليّ بقميص (٨) نبي الله حتى (٩) أشمّه ، وإنّي قد عرفت أنّي مقتول ، قال : فبعث إليه ، فإذا سداه أو لحمته ليف.

لفظهما واحد.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي ، عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا الحسن بن محمّد بن جميع ، أنا أبو يعلى بن أبي كريمة ، نا محمّد بن المعافي ، نا دحيم ، نا الوليد ، عن

__________________

(١) هو سفيان بن سعيد الثوري ، ومن طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٥.

(٢) الأصل : زيد ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٣) الخبر التالي سقط من م.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : نا جرير بن أبي مزاحم.

(٥) كذا بالأصل : وفي «ز» : محمد بن عبد الغني بن جبلة.

(٦) في «ز» : عمار بن أحمد.

(٧) في «ز» : «ابن أخيه» تحريف.

(٨) مكانها بياض في «ز».

(٩) من هنا إلى آخر الخبر ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.


زيد بن واقد قال : أنا رأيت الرأس الذي يغلي ، هو رأس يحيى بن زكريا طري ، كأنّما قتل الساعة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر ، ثم أخبرنا (١) خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا علي بن طاهر ، عن علي بن الخضر ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، حدّثني أبو هاشم ، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدرفس ، نا محمّد بن عمر بن أبان ، نا مهدي بن جعفر ، نا الوليد (٢) ، عن زيد بن واقد قال :

رأيت رأس يحيى بن زكريا صلى الله عليهما حيث أرادوا بناء مسجد دمشق خرج من تحت ركن من أركان القبة الذي يلي المحراب مما يلي الشرق ، فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير.

٨١٣٦ ـ يحيى بن زكريا بن يحيى

أبو زكريا النّيسابوري الحافظ الأعرج ، ويحيى يلقب حيّوية (٣)(٤)

سمع بخراسان : قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وعلي بن حجر ، ويحيى بن موسى البلخي ، ومحمّد بن مشكان ، وأبا جعفر أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، والربيع بن سليمان ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأحمد بن الخليل القومسي ، ومحمّد بن معاوية بن مالج ، ويوسف بن موسى القطّان.

ورحل إلى الشام ، ومصر ، وسمع بدمشق من مشايخ عدة ، وكان رفيقه أبا بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي ، وسمع أبو بكر بانتخابه.

روى عنه : أبو العبّاس الهمداني الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة ، وأبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، وأبو حاتم مكي بن عبدان ، وابن أخيه أبو الحسن محمّد بن (٥) عبد الله بن زكريا ، نزيل مصر.

__________________

(١) كتب فوقها «س» بحرف صغير في «ز».

(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦٥ من طريق ابن عساكر.

(٣) حيويه : بمهملة وتحتانية ، كما في تقريب التهذيب.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٨١ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٥ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٤٤ وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٤٣ وشذرات الذهب ٢ / ٢٥١.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أحمد بن محمد بن عبد الله.


أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن الحسين البغدادي ، وأبو طاهر محمّد بن أحمد الأنباري ، قالا : أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن أحمد بن محمّد بن عبد الواحد العذري (١) ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا بن حيّوية النّيسابوري ، نا عمي أبو زكريا يحيى بن زكريا بن حيّوية النّيسابوري ، نا محمّد بن معاوية بن مالج ، نا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله (٢) بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال :

لما نزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٣) قال أبو الدحداح : يا رسول الله ، أو إنّ الله يريد منا القرض؟ فقال : «نعم يا أبا الدحداح» قال : أرني يدك ، قال : فناوله ، قال : فإنّي أقرضت ربي حائطا (٤) فيه ستمائة نخلة ، ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط ، وأم الدحداح فيه وعيالها ، فناداها : يا أمّ الدحداح ، قالت : لبيك ، قال : اخرجي ، قد أقرضت ربي حائطا فيه ستمائة نخلة [١٣١٢١].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا محرز بن عون ، نا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال :

لما نزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) قال أبو الدحداح : يا رسول الله ، إنّ الله ليريد ـ وقال ابن حمدان : يريد منا ـ القرض؟ قال : «نعم يا أبا الدحداح» ، قال : أرنا يدك ، قال : فناوله يده ، قال : قد أقرضت ربي حائطي ، وحائط ـ وقال ابن المقرئ (٥) : وحائطه فيه ستمائة نخلة ـ فجاء يمشي حتى أتى الحائط ، وأم الدحداح فيه وعيالها ، فنادى : يا أم

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وفي م ، و «ز» : العدوي.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبيد الله ، تصحيف.

(٣) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٥.

(٤) الحائط : البستان.

(٥) قوله : «وحائط ، وقال ابن المقرئ» ليس في «ز».


الدحداح ، قالت : لبّيك ، فقال ـ وقال ابن المقرئ : قال : ـ اخرجي ، فقد أقرضته ربي عزوجل [١٣١٢٢].

أخبرنا أبو عبد الله (١) الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو زكريا يحيى بن زكريا بن رحمويه (٢) النّيسابوري على الصفا بمكة ، سنة ست وثلاثمائة في ذي الحجّة ، وذهب سماعي عنه ، وكان حدّثنا عن محمّد بن رافع النّيسابوري أيضا ، فذهب كله وحفظت هذا الحديث الواحد :

نا يوسف بن موسى القطّان ، نا جرير ، عن منصور ، عن الحسن ، عن عبد الرّحمن بن سمرة ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عبد الرّحمن بن سمرة ، لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكّلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير ، وكفّر عن يمينك» [١٣١٢٣].

قال ابن المقرئ : كتبته من حفظي.

[قال ابن عساكر](٣) كذا وقع في الأصل : ابن رحمويه وهو خطأ ، وقد روى عنه في معجم أسماء شيوخه ، فقال : ابن حيّوية ، وهو الصواب.

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو بكر محمّد بن أبي نصر عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال : أنا (٤) أبو سعيد بن يونس : [يحيى](٥) بن زكريا النّيسابوري الأعرج ، يكنى أبا زكريا ، كتب بمصر ، وكتبت عنه ، وكان حافظا ، فاضلا.

وقال في موضع آخر قبل هذا : يحيى بن زكريا بن حيّوية النّيسابوري ، يكنى أبا زكريا ، قدم مصر وحدّث ، وتوفي بها (٦) يوم الأحد لعشر خلون من ذي القعدة ، سنة سبع وثلاثمائة ، وكان ثقة ، ثبتا.

__________________

(١) لفظه «عبد الله» استدركت على هامش ز.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وقد تقدم أن جده يحيى لقبه : «حيويه» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

(٣) زيادة منا.

(٤) كتبت فوق الكلام في «ز».

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٦) كذا بالأصل وم ، وسقطت اللفظة من «ز» ، وكتب مكانها بين السطرين «في».


[قال ابن عساكر :](١) كذا فرّق بينهما ، وعندي أنهما رجل واحد (٢).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، قال : قال لنا أبو عبد الله الحافظ : يحيى بن زكريا [بن يحيى](٣) النّيسابوري أبو زكريا الأعرج الحافظ ، سمع قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن إبراهيم ، ويحيى بن موسى البلخي ، وعلي بن حجر السعدي ، وأقرانهم ، روى عنه أبو حامد بن الشرقي ، ومكي بن عبدان ، وأبو العبّاس بن عقدة ، والشيوخ ، ورحل على كبر السن إلى مصر ، والحجاز ، والشام ، فكان يكتب ويكتب عنه.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول : سمعت أبا حامد بن الشّرقي يقول : ليس في مشايخنا أحسن حديثا من أبي بكر الإسماعيلي ، وذاك أنه كتب مع أبي زكريا الأعرج.

٨١٣٧ ـ يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله ، واسمه عبد الحجر

ابن عبد المدان ، واسمه عمرو بن الدّيّان ، واسمه يزيد بن قطن بن زياد

ابن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو

ابن علة بن جلد بن مالك ، وهو مذحج الحارثي الكوفي (٤)

شاعر ، يتهم في دينه (٥).

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وقد أوردت ذكر وفادته في ترجمة مطيع بن إياس.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٦) ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٧) : يحيى بن زياد الحارثي ، وهو يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله ـ وكان يقال له : عبد الحجر ـ بن عبد المدان بن الدّيّان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) من قوله : فاضلا ... إلى هنا استدرك على هامش م.

(٣) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦ والأغاني (الفهارس) ومعجم الشعراء للمرزباني ص ٤٩٧.

(٥) رمي بالزندقة كما في معجم الشعراء.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦ ـ ١٠٧ رقم ٧٤٤٧.


يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكانت عمّته ريطة بنت عبيد الله زوجة محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، فولدت له السفّاح ، فيحيى بن زياد ابن خال أبي العبّاس السفّاح ، وهو من أهل الكوفة ، وكان شاعرا أديبا ، ماجنا ، نسب إلى الزندقة ، وكان صديق مطيع بن إياس ، وحمّاد عجرد ، وواله بن الحباب ، وغيرهم من ظرفاء الكوفيين ، وله في السفّاح مدائح ، وفي المهدي أيضا ، وقدم بغداد ، فأقام بها مدة ثم خرج عنها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافي بن زكريا (١) ، نا عمر بن الحسن بن [علي بن](٢) مالك الشيباني ، نا محمّد بن يزيد قال : كتب يحيى بن زياد إلى بعض أهله يعزيه : أما بعد ، فإن المصيبة واحدة إن صبرت ، ومصائب إن [لم تصبر ، وقد مضى لك سلف يحسن عليهم البكاء ، وبقي خلف في مثلهم العزاء ، فلا البكاء يرد الماضي ، وبالعزاء يطيب عيش الباقي](٣) ونحن عما قليل بهم لاحقون ، فآثر الصبر فإنه أرد الأمرين عليك ، وأرجعهما بالنفع لك.

قال المعافي : ولمن تقدّمنا من التعازي ما يستحسنه الألباء لبلاغته وفصاحته ، وجودة معناه وقربه (٤) وجزالته ، وتعزية يحيى بن زياد هذه من أحسن ما روي في هذا الباب وأبلغه.

أخبرنا أبو المظفّر عبد الملك بن أبي القاسم القشيري ، أنا أبي قال : وقيل ليحيى بن زياد الحارثي وكان له غلام سوء : لم تمسك هذا الغلام؟ قال : لأتعلم عليه الحلم.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البغوي ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الأعرابي النحوي المعروف بابن الوشّاء ، قال : قال يحيى بن زياد الحارثي يمدح قوما بفضل الحلم :

تخالهم للحلم صمّا عن الخنا

وخرسا عن الفحشاء عند التفاخر

ومرضى إذا لاقوا حياء وعفّة

عند المنايا كالليوث الخوادر

__________________

(١) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٨٦ ـ ٨٧.

(٢) في الجليس الصالح : «عمر بن الحسن بن علي بن مالك» والزيادة عن م ، واستدركت اللفظتان على هامش «ز».

(٣) ما بين معكوفتين مكانه مطموس وغير مقروء لسوء التصوير ، والزيادة عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجليس الصالح : وقوته.


لهم ذلّ إنصاف ولين تواضع

به لهم ذلّت رقاب المعاشر

كأنّ بهم وصما يخافون عيبه

وما وصمهم إلّا اتقاء المعاذر

أخبرنا أبو منصور بن زريق (١) ، وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر بن الخطيب ، قال : قرأت على الجوهري ، عن محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني علي بن هارون عن عمّه أبي أحمد ، عن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبيه عن محمّد بن الفضل السكوني قال : قدم يحيى بن زياد بغداد ، فلم يحمد زمانه فيها فقال :

لقد جاورت بغداذا

فما أحببت بغداذا

ولا أحببت كرخايا (٢)

ولا أحببت كلواذا (٣)

ولا وافقني فيها

أخي ذاك ولا هذا

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد الله الكاتب ، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن خشيش ، أنشدنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي ، أنشدنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب عن سلمة ، عن الفراء لإياس بن مطيع في يحيى بن زياد :

قد قلت للموت حين ساوره

والموت مقدامة على البهم

لو قد تبيّنت ما صنعت به

قرعت سنا عليه من ندم

فاذهب بمن شئت إذ ذهبت به

ما بعد يحيى للرزء من ألم

[قال ابن عساكر :](٤) المعروف مطيع بن إياس.

كما أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا ـ وأبو منصور بن زريق (٥) ، أنا ـ الخطيب (٦) ، أنا التنوخي ، نا أبو عبيد الله (٧) المرزباني ، أنشدنا علي بن سليمان الأخفش ، عن ثعلب قال : قال مطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي :

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) كرخايا بالفتح ثم السكون وخاء معجمة : نهر كان ببغداد يأخذ من نهر عيسى (معجم البلدان).

(٣) كلواذى : طسّوج قرب مدينة السّلام بغداد ، وناحية الجانب الشرقي من بغداد (معجم البلدان).

(٤) زيادة منا.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : رزيق ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٦) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٧.

(٧) الأصل وم و «ز» : عبد الله ، والمثبت عن تاريخ بغداد.


أنظر إلى الموت حين بادهه

والموت مقدامة على البهم

لو قد تدبرت ما سعيت به

قرعت سنا عليه من ندم

اذهب بمن شئت إذ ذهبت به

ما بعد يحيى للرزء من ألم

قال : وأنشدنا ثعلب لمطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي :

قد راح يحيى ولو تطاوعني

الأقدار لم نبتكر ولم نرح

يا خير من يجمل البكاء به

اليوم ومن كان أمس للمدح

قد ظفر الحسن (١) بالسرور وقد

أديل مكروهه من الفرح

٨١٣٨ ـ يحيى بن زياد أبي الخصيب

تقدم ذكره.

٨١٣٩ ـ يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم العلوي (٢)

كان مع أبيه حين أقدمه هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (٣) : وولد زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب : يحيى بن زيد ، قتل بخراسان ، وكان صار إليها حين قتل أبوه زيد بن علي بالكوفة ، فقال :

لكل قتيل معشر يطلبونه

وليس لزيد بالعراقين طالب

قال الزبير : قال عمي : قاله أو تمثّله ، قال الضحاك : قاله ، وأمه ريطة بنت أبي هاشم ، واسمه عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، وأمها ريطة بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، وأمّها ابنة المطلب بن أبي وداعة ، وأمّها حبيبة بنت نبيه بن الحجاج السهمي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» ، وتاريخ بغداد : الحزن.

(٢) ترجمته في جمهرة ابن حزم (الفهارس) ، معجم البلدان (جوزجان) ، ونسب قريش ص ٦٦.

(٣) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص ٦٦.


سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (١) :

فولد زيد بن علي : يحيى بن زيد المقتول بخراسان ، قتله سالم (٢) بن أحوز ، بعثه إليه نصر بن سيّار ، وأمّه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، قال الصوري : كان رائطة فضرب على الألف.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم الآدمي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدينوري ، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ـ إجازة ـ أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، أنا أبي ، نا أحمد بن محمّد بن نصر الترمذي ، حدّثني محمّد بن عبد الوهّاب الأزهري ، حدّثني حامد (٣) بن محمّد ، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد ، عن أبيه ، حدّثني سعد (٤) بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال :

خرج بنا إلى هشام بن عبد الملك ، وكان أيوب بن سلمة المخزومي أحد من كتب فيه ، قال : فقدم بمن قدم الرّصافة قبلنا ، قال : فقدمنا الرّصافة ، فوجدنا هشاما قد استحلف أيوب ما لخالد القسري عنده مال ولا خبر مال ، فخرج إلينا سالم فقال : إن أمير المؤمنين قد أمر أن يخرج بكم إلى العراق إلى يوسف بن عمر قال سعد : فقلت : ولم لا يفعل بنا ما يفعل بصاحبنا أيوب بن سلمة؟ فنحن نرى أمير المؤمنين ونحلف له ، فقال سالم : لا ، إنّ يوسف بن عمر قد تضمن لأمير المؤمنين أن يستخرج له أموال القسري ، ويخاف أمير المؤمنين إن دخل عليه في ذلك فيقول دخلت عليّ في ما ضمنت لك ، فتفسد عليه ما ضمن له ، فلا بد لكم من الذهاب إليه ، قال : فقال له زيد بن علي : والله يا سالم ما أحبّ أجد الحياة إلّا ذلّ ، قال : وخرج بي وبزيد حتى انتهينا إلى يوسف بن عمر بالكوفة ، فأدخلنا عليه ، فأحسن في أمرنا وجوزنا ، فخرجنا حتى نزلنا القادسية ، قال : فو الله إنّي وزيد لقاعدان بفناء البيت الذي نحن فيه نزول ، إذ رابني منه الإنسان بعد الإنسان ، فيقوم إليه ويخلو به ، فقال لي ابنه يحيى بن زيد : يا عمّ ، اعلم أن أبي يريد أن يفارقك هاهنا ، فلو كلمته ، ولا أحبّ أن يعلم أنّي أعلمتك ، قال : فجئت زيدا ، فقلت له : قد تعلم رأي قومك فيك ومحبتهم لك ،

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٣٢٥ في ترجمة زيد بن علي.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» : «سالم» وفي ابن سعد : سلم.

(٣) لفظتا «حامد بن» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٤) تحرفت في م إلى : سعيد.


وعلى ودهم لو زيد في عمرك أعمارهم لسيرتك بهم وحسن رأيك ، ومحبتك لهم ، وقد رأيت أمرا أنكرته ، وهم أهل الكوفة ، خدعوا أباك ، وقعدوا به وخذلوه ، فأنشدك الله والرحم أن تفجع (١) قومك بك ، قال : وهو صامت لا يتكلم ، حتى إذا فرغت من كلامي قال : يا أبا إسحاق ، خرج بنا أسيرين عن غير ذنب ولا جرم ولا خيانة (٢) ، فشق بنا الحجاز ثم أرض الشام ، ثم أرض الجزيرة إلى العراق إلى تيس من ثقيف يلعب بنا ، وأنشد زيد بن علي يقول :

بكرت تخوّفني الحتوف كأنني

أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل

فأجبتها إن المنية منهل

لا بد أن أسقى بكأس المنهل

إنّ المنية لو تمثّل مثّلت

مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل

فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي

أنّي امرؤ سأموت إن لم أقتل

أستودعك الله أبا إسحاق ، أعطي الله عهدا إن أدخلت يدي في طاعة لهؤلاء ما عشت ، فافترقنا وتغيب.

وبلغ هشام بن عبد الملك تغيّبه ، فقال سالم : يا أمير المؤمنين ، قد والله كان قال لي حيث أعلمته أنه لا بدّ له من الشخوص إلى يوسف بن عمر : ما أحب الحياة أحد إلّا ذلّ فقال هشام : ويحك ، كيف لم تخبرني؟ والله لو أخبرتني لحقنت دمه ، ولوصلت رحمه.

قرأت (٣) على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الباقي (٤) بن عبد الكريم بن عمر ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، حدّثني أحمد بن كثير ، حدّثني أبو نعيم ، أخبرني عمر بن نجيح صاحب لنا عن محمّد بن علي السّلمي قال :

خطب زيد بن علي إلينا على ابنه (٥) ، فكنت أنا الذي أرد عليه ، فكان في بعض ما تكلم أن قال : أما بعد ، فإني يحيى بن زيد في الجهة العليا من قومه والعينين الناظرتين (٦) ، وهو

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : أن لا تفجع قومك بك.

(٢) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي «ز» ، والمختصر : جناية.

(٣) كتب فوقها في «ز» «س» بحرف صغير.

(٤) كذا بالأصل «بن عبد الباقي» وليست في م و «ز».

(٥) الأصل : «أبيه» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الناظرين.


يتقلب في رحمة الله ، وفي عز قريش ، وقد أتاكم الله بسعادة فاقبلوها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن العلوي الحسني ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران ـ وهو ابن الجندي ـ نا زيد بن محمّد العامري ، نا علي بن كعب ، نا حسن بن الحسين العرني ، عن عمرو بن (١) ثابت ، عن ابن أبي ليلى ، قال : كان زيد بن علي يقول ليحيى ابنه :

أبنيّ إما تقعدن فلا تكن

دنس الفعال مبيّض الأثواب

واحذر مصاحبة اللئيم فإنما

شين الكريم فسولة (٢) الأصحاب

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ قال : سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يحكي عن أبي عبد الله بن أبي ذهل أنه حكى : أن يحيى بن زيد العلوي حمل إلى بخارى مقيدا ، ونعي إليه والده ، فدخل عليه بعض الشعراء ، وأنشده قصيدة ، فقال : دع ما تقول ، واسمع مني ما أقول ، فأنشأ يقول :

إن يكن نالك الزمان ببلوى

عظمت شدة عليك وجلّت

وتلتها قوارع داهيات

سئمت دونها النفوس وملّت

فاصطبر وانتظر بلوغ مداها

فالرزايا إذا توات تولّت

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أن الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أبي حريصة أخبرهم إذنا ، أنا علي بن موسى بن الحسين ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد العبدي ، أنا أبي ، نا الخضر بن أبان قال : سمعت الهيثم بن عدي وذكر (٣) يحيى بن زيد بن علي بن الحسين ومقتله فقال : أمّا أبوه فمن قد علمتم ، وأمّا أمّه فإنها رائطة ابنة عبد الله بن محمّد بن علي ، ولم يخلف يحيى عقبا ، وتولى قتله سالم (٤) بن أحوز المازني بالجوزجان (٥) بقرية أرغومة ، وكان نصر بن سيار وهو عامل خراسان بعث سالم بن أحوز إلى يحيى ، فقتله

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) في «ز» : «بسوأة الأصحاب» وفي م فكالأصل. والفسو له : النذالة وضعف المروءة.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وهو يذكر.

(٤) كذا بالأصل و «ز» : وم والطبري ٧ / ٢٣٠ سلم.

(٥) الجوزجان : اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان ، وهي بين مرو الروذ وبلخ .. وبها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه (معجم البلدان).


بعد حرب شديد (١) ، وزحوف ومواقف ، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض ، وانكبّوا عليه ، فاحتزوا رأسه ، فأنفذه سالم إلى نصر ، فأنفذه نصر إلى هشام بن عبد الملك ، فوصل إليه وهو بالرّصافة ، وصلبت جثته بجوزجان ، فلم يزل مصلوبا حتى ظهر أبو مسلم فأمر بجسده فأنزل ووري بعد أن تولى هو الصلاة عليه ، وكتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها ، وبكى عليه الرجال والنساء والصبيان ، وأمر أهل مرو ففعلوا مثل ذلك وكثيرا من كور خراسان ، وما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب ومن له حال ونبأ إلّا سمّي يحيى.

قال : وقال أبو مسلم لمرار بن أنس : يا مرار ، إنه لم يبق من قتلة يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلّا سورة بن محمّد الكندي ، وهو شجى في لهاتي ، وكان سورة من فرسان الكرماني ، قال : فمضى إليه مرار (٢) فقتله ، فقال له أبو مسلم : يا مرار اليوم ساغ لي الشراب ، ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية ، فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد ومن سار في ذلك البعث لقتاله ، فمن كان حيا قتله ، ومن كان ميتا خلفه في أهله وفي عشيرته بما يسوؤه ، فهذا حديث الخضر بن أبان.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، عن أبي الفتح الزاهد ، عن أبي خازم (٣) محمّد بن الحسين بن محمّد ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن مروان الرملي ، نا الوليد بن طلحة ، نا ضمرة بن ربيعة قال : قتل يحيى بن زيد بخراسان في ولاية الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير : قال الليث.

ح وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا سهل بن بشر ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن جعفر النّخالي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الحضرمي ، أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، نا يحيى بن بكير المخزومي ، نا الليث بن سعد قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «شديد» بتذكير الحرب ، وقد قيلت. راجع اللسان : حرب.

(٢) بالأصل : مرارا.

(٣) الأصل ، و «ز» ، وم : حازم.


وفيها ـ يعني : سنة خمس وعشرين ومائة ـ قتل يحيى بن زيد الهاشمي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا أبو الزنباع ، نا يحيى بن بكير ، حدّثني الليث قال : وفي سنة خمس وعشرين قتل يحيى بن زيد الهاشمي.

وذكر محمّد بن أحمد بن القوّاس أن سالم (١) بن أحوز قتله بالجوزجان سنة ست وعشرين ، وصلب بدنه.

٨١٤٠ ـ يحيى بن زيد بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم أبو الحسين الحسيني الزيدي

قاضي دمشق في أيام الملقب بالمستنصر بعد مستخص الدولة (٢) ، ثم عزل وأعيد مستخص الدولة.

روى عن أبي محمّد بن أبي نصر ، وأبي عبد الله بن أبي كامل.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وعلي بن طاهر النحوي ، وأبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء ، وأبو طاهر بن الحنائي (٣) ، وأبو الحسن الموازيني.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج عنه ، نا القاضي الشريف معتمد الدولة ، ونسيبها (٤) أبو الحسين يحيى بن زيد الحسيني الزيدي في شعبان سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر ، نا الحسن بن حبيب الحضائري ، نا أبو عبد الله هارون بن شريك الأخفش ، نا أبو العبّاس سلام بن سليمان المدائني ، نا أبو (٥)

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» : سالم ، وفي م : سلم.

(٢) هو أبو الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسيني قاضي دمشق وخطيبها راجع ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٩١.

(٣) في «ز» : الحياني.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وبدون إعجام في م و «ز».

(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».


عمرو بن العلاء ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الواقعة (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ)(١) بفتح الشين من «شرب».

ذكر أبو الغنائم النسّابة : أنه كان ذا خير ، وعصبية ، وكرم ، وجلالة وقدر ، ونعمة حسنة.

أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد [أنا أحمد](٢) بن علي بن ثابت قال : يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسين الزيدي الدمشقي ، تولى القضاء بها ، وبحلب ، وحدّث عن الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي ، كتبت عنه.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا عبد العزيز بن أحمد قال : توفي الشريف القاضي معتمد الدولة ونسيبها (٣) ذو الجلالتين (٤) أبو الحسين يحيى بن زيد الحسيني الزيدي يوم الأربعاء التاسع من ذي الحجّة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، وهو يومئذ الناظر في أموال العساكر بدمشق ، وكان حدّث عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي ، وعبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر بشيء يسير ، وجد له فيه بلاغ.

٨١٤١ ـ يحيى بن سعدون بن تمام بن محمّد

أبو بكر الأزدي الأندلسيّ القرطبي المقرئ النحوي (٥)

قرأ القرآن بالأندلس على أبي الحسن عون الله بن عبد الرّحمن بن عون الله ، وأبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصار (٦) ، وأبي جعفر أحمد بن عبد الحقّ الخزرجي ، وبمصر وبروايات (٧) وببغداد على أبي بكر بن المزرفي (٨) ، وأبي عبد الله البارع ، وأبي

__________________

(١) سورة الواقعة ، الآية : ٥٥.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

(٣) بدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجلالين.

(٥) ترجمته في وفيات الأعيان ٦ / ١٧١ وإنباه الرواة ٤ / ٣٧ ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٥ رقم ٤٨٢ وغاية النهاية ٢ / ٣٧٢ وصلة الصلة ١٧٧ وبغية الوعاة ٢ / ٣٣٤ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٦ ونفح الطيب ٢ / ٥٣٨ وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٥ ومعجم الأدباء ٢٠ / ١٤ ومعجم البلدان ٤ / ٣٢٤.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي معرفة القراء الكبار وسير الأعلام : النخاس.

(٧) غير مقروءة بالأصل وم ، والمثبت عن «ز».

(٨) الأصل وم و «ز» : المرزقي.


محمّد ابن بنت الشيخ أبي منصور ، وجمع السبعة وغيرها ، وسمع الحديث بقرطبة على أبي محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عتّاب ، وبمصر : من أبي صادق مرشد بن يحيى ، وأبي عبد الله بن الحطاب وغيرهما ، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي بكر محمّد بن عبد الباقي ، وجماعة سواهم.

وقدم دمشق فسكنها مرة ، وأقرأ بها القرآن والنحو ، وانتفع به جماعة لملازمته ، وحسن خلقه وتواضعه ، ثم خرج عنها حين توجه الكافر اللمدى (١) إليها ، وسكن الموصل ، ثم مضى إلى أصبهان وعاد إلى الموصل وهو الآن بها ، سمعت منه شيئا يسيرا ، وهو ثقة ، ثبت.

حدّثنا أبو بكر القرطبي بدمشق ، أنا أبو عبد الله بن الحطاب (٢) ـ وأجازه لي ـ أبو عبد الله ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ـ بمصر ـ أنا أبو الحسن (٣) علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي ـ بانتقاء أبي الحسن الدارقطني وقراءته ـ نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد بن العوّام ـ بواسط ـ نا عفّان بن مسلم ، نا عبد الواحد بن زياد ، نا عبد الرّحمن بن إسحاق قال : سمعت النعمان بن سعد قال : سمعت عليا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ بارك لأمّتي في بكورها» [١٣١٢٤].

قال (٤) : وأنا أبو عبد الله ، أنا محمّد بن أبي عدي السّمرقندي ، ومحمّد بن أبي سعد القزويني بمصر ، قالا : أنا علي بن محمّد بن إسحاق الإصطخري ، نا محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ، نا محمّد بن جعفر ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن صالح بن يحيى العدوي ، حدّثني أبي ، عن عبد الله بن المبارك أنه كان يقول : أثر الحبر في ثوب صاحب الحديث أحسن من الخلوق في ثوب العروس.

سئل أبو بكر عن مولده فقال : في شهر ربيع [الأول](٥) سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وتوفي يوم الجمعة يوم عيد الفطر ، سنة سبع وستين (٦) وخمسمائة (٧).

__________________

(١) كذا رسمها في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٢) تحرفت في «ز» وم إلى : الخطاب.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : الحسين.

(٤) يعني أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبي.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.

(٦) من قوله : وتوفي ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٧) كتب بعدها بالأصل : «أظن أن المولد والوفاة إلحاق القاسم» وهذه الجملة ليست في «ز» ، وم ، وأظنها من عمل بعض النساخ ، معقبا.


٨١٤٢ ـ يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية

ابن عبد شمس أبو أيّوب ، ويقال : أبو الحارث الأموي (١)

سمع أباه ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعائشة أم المؤمنين.

روى عنه : الزهري ، والربيع بن سبرة بن معبد ، وأشرس بن عبيد بن صهيب مولى سعيد بن العاص ، وابنه.

وهو أخو عمرو الأشدق ، وعنبسة ، وكان مع أخيه عمرو حين قتله عبد الملك ، فسيّره إلى المدينة ، ثم قدم على عبد الملك دمشق مستأمنا ، وحضر عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الحسن المعدّل ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا سلامة بن روح ، قال : قال عقيل : حدّثني ابن شهاب ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره.

أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مضطجع على فراش ، لابس مرط (٢) عائشة ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى أبو بكر حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر بن الخطاب وهو على تلك الحال ، فقضى حاجته ثم انصرف ، قال عثمان : ثم استأذنت ، فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجمع عليه ثيابه ثم قضيت إليه حاجتي ، ثم انصرفت ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ما لك لم تفزع (٣) لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ قال : «إن عثمان رجل حيي ، وإنّي خفت أن لو أذنت له وأنا على حالي تلك لا يبلغ إليّ في حاجة» [١٣١٢٥].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، نا أبي عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان وعائشة حدّثاه.

أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة ،

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٨٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٨.

(٢) المرط : كساء من صوف ، أو من خزّ.

(٣) كذا بالأصل : «تفزع ... فزعت» وفي م : بدون إعجام ، وفي «ز» : تفزع ... فرغت».


فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ثم انصرف ، قال عثمان : ثم استأذنت عليه (١) ، فجلس وقال لعائشة : «اجمعي عليك ثيابك» قال : فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت ، قال : فقالت عائشة : يا رسول الله ، لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان ، قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له وأنا على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته» [١٣١٢٦].

قال : ونا محمّد بن يحيى ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان وعائشة أخبراه أن أبا بكر استأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نحوه.

قال : وأنا محمّد بن يحيى ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن يحيى بن سعيد بن العاص ، عن عائشة نحو حديثهما ، وزاد : قال عبد الرزّاق : قال الزهري : وليس كما يقول الكذّابون : ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة».

تابعهم يونس بن يزيد عن ابن شهاب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا (٢) : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال (٣) : في تسمية ولد سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص قال : ويحيى بن سعيد وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم (٤) بن جعفي (٥) بن سعد العشيرة ، وكان عبد الملك قتل أخاه عمرو بن سعيد ، سيّره هو وبني سعيد ، وسيّر منهم عبد الله بن يزيد أبا خالد بن عبد الله بن يزيد القسري (٦) ، وكان على شرطة عمرو بن سعيد ، فلحق يحيى وعبد الله بن يزيد بعبد الله بن الزبير ، فلم يزالا معه

__________________

(١) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٢) الأصل ، و «ز» ، وم : قالا.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٧٨ ـ ١٧٩.

(٤) كذا بالأصل و «ز» : «خريم» والمثبت عن م ونسب قريش.

(٥) تحرفت بالأصل وم إلى : جعفر ، والمثبت عن «ز» ، ونسب قريش.

(٦) الأصل وم : القشيري ، والمثبت عن «ز» ، ونسب قريش.


حتى قتل عبد الله بن الزبير ، فخرجا في الأمان ، وكان في وجه يحيى ردّة فقال له عبد الملك : يا قبيح بم تنظر إلى الله إذا لقيته ، وقد غدرت بي بعد ما عفوت عنك؟ قال : أنظر إليه بالوجه الذي خلقه ، وأنت دفعتني إلى عدوك هدية وأخرجتني وأخفتني ، وولده بالكوفة وواسط.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : يحيى بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : في الطبقة الثانية من أهل المدينة : يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد بن سعد قال (٣) : فولد سعيد بن العاص : يحيى بن سعيد ، وأيّوب درج ، وأمهما العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج.

قال : وأنا ابن حيوية ـ إجازة ـ أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٤) في الطبقة الثانية (٥) من أهل المدينة : يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، وكان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار والكوفي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) : يحيى بن سعيد بن العاص

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٣٠ في ترجمة سعيد بن العاص ، وعن ابن سعد في تهذيب الكمال ٢٠ / ٨٩.

(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٣٨.

(٥) تحرفت بالأصل إلى الثالثة ، والتصويب عن م ، و «ز» ، وابن سعد.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٧٥.


الأموي القرشي ، سمع معاوية ، روى عنه أشرس بن عبيد ، كنيته أبو الحارث (١).

[قال ابن عساكر :](٢) كذا كنّاه.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي روى عن معاوية ، روى عنه أشرس بن عبيد بن صهيب ، والزهري ، وابنه ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو أيّوب يحيى بن سعيد بن العاص ، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : يحيى بن سعيد بن العاص ، أبو أيّوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الأنباري ، أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو أيّوب يحيى بن سعيد بن العاص.

وبلغني (٤) أن عبد الملك بن مروان كان يفضّله ويقول : ما رأيت ابن زوملة (٥) أفضل من يحيى بن سعيد ، وأم يحيى مرادية ، قال : والقرشي إذا كانت أمه عربية ولم تكن من قريش قيل إن زوملة ، وإن كانت أمه أم ولد لم يكن ابن زوملة.

وبلغني أن عبد الملك قال له : إنك أشبه الناس بإبليس ، قال : ولم تنكر أن يشبه سيد الإنس سيّد الجنّ؟! (٦)

__________________

(١) قوله : «كنيته : أبو الحارث» سقط من التاريخ الكبير.

(٢) زيادة منا.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٩.

(٤) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٩٠ عن ابن عساكر.

(٥) ابن زوملة يعني ابن الأمة راجع تاج العروس. طبعة دار الفكر.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ٩٠.


أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدّثني محمّد بن الوزير ، نا يحيى بن حسّان ، عن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، عن أبيه قال : قال يحيى بن سعيد بن العاص لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين ولّ فلانا ، قال : إنا لا نلعب يا أبا أيوب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سألت يحيى عن حديث رواه هشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سليمان بن يسار أن يحيى بن سعيد بن العاص طلق امرأته ، من يحيى بن سعيد هذا؟ فقال : لا أدري.

٨١٤٣ ـ يحيى بن سعيد بن عبد الله أبو سالم البهراني الحموي

شيخ من أهل الفضل والأدب.

قدم دمشق مرّات وحجّ منها ، وعاد إليها ، وسألته عن مولده فقال في سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وأنشدني لنفسه وكتب لي بخطّه :

ما بعد جلّق في البسيطة دار

تجري خلال قصورها الأنهار

دار تلذّ بها النفوس وتجتني

من حسنها ثمر المنى الأبصار

زادت بها الدنيا جمالا بارعا

وزهت بحسن صفاتها الأمصار

وحوت محاسن كلّ حسن مبدع

فيه عقول أولي العقول تحار

أحسن بربوتها إذا ما أسفرت

شمس الربيع وغنت الأطيار

وافترّ ثغر الزهر من أكمامه

وترنّحت تيها به الأسحار

وتأزّرت أكمامها بخمائل

باتت تحبّر وشيها الأمطار

فإذا جرى فيها النسيم

تقطرت من طيب صائك (١) عرفها الأقطار

سقيا لجلّق من مغان لم تزل

من أفقها تتبلّج الأقمار

ما كان أقصر مدة فيها انقضت

وكذاك أعمار السرور قصار

وهي طويلة.

وأنشدني لنفسه من قصيدة :

__________________

(١) صائك : من صاك به الطيب يصوك ويصيك : لصق.


قد أزف البين (١) الذي تحذر

وأصبحت صحف النوى تنشر (٢)

ساروا يؤمون (٣) الغضى منزلا

وفي الحشا جمر الغضا تسعر

ما ودعوا بل أودعوا مهجتي

سرّ هوى دمعي له مظهر

يا حادي الأظعان قف ساعة

فقد شجاني الطلل المقفر

لعلّني أقضي ذمام الهوى

فذمة الأحباب ما تخفر (٤)

كم أنّة أصدرت عن لوعة

تبدي إلى الواشين ما أستر

وعبرة تتبعها دمعة

وزفرة عن كمد تصدر

كتمتها قبل حلول النوى

فلم تكن سرى بها تشعر

ومن غرامي بها إنني لا أسمع

اللوم ولا أبصر

فليت لا يقضي فراق جرى

بين المحبين ولا تقدر

وليت (٥) إن جدت بهم رحلة

كان فؤادي بعدهم يصبر

سقى ليالينا بجزع الحمى

وعيشنا فيه حيّا (٦) مبكر

ترى بعيد الدهر أيامنا

فيه ونقضي بعض (٧) ما نؤثر

كم لذة في ضمنه قد مضت

موتي (٨) الهوى من ذكرها لينشر

تخالنا من فرط أشواقنا

يعتادنا مسّ إذا تذكر

مع كلّ أحوى معوز شكله

ماء الحياء من وجهه يقطر

قد كتب الحسن على خدّه

يا أيها الناس قفوا فانظروا

٨١٤٤ ـ يحيى بن سعيد بن عبد الملك بن

مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : العين.

(٢) ضبطت اللفظة عن «ز».

(٣) رسمها بالأصل وم : «أمرى» وفوقها ضبة في «ز».

(٤) في م : تحقر.

(٥) تحرفت في م إلى : «وكتب» ، وكتبت على سطر منفرد.

(٦) في «ز» : حمى.

(٧) في «ز» : فوق.

(٨) في م : وفي.


٨١٤٥ ـ يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أميّة بن

عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو الأموي السعيدي المكّي

حدّث عن الزهري ، وابن جريج.

روى عنه : ابنه عمرو بن يحيى ، وحامد بن عمر البكراوي.

وقدم على [بعض](١) خلفاء بني أميّة.

وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة أبيه.

ولم يذكره البخاري في تاريخه (٢) ، وذكره ابن أبي حاتم فقال ما :

أخبرنا أبو الحسين (٣) الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد (٤) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، أبو عمرو المكّي ، وهم عدة أخوة : إسحاق بن سعيد ، وخالد بن سعيد ، ويحيى بن سعيد.

روى عن : إسحاق بن سعيد أبو الوليد ، وروى عن خالد بن سعيد عبد الله بن عمر المشك ، وروى عن يحيى بن سعيد ابنه عمرو بن يحيى السعيدي ، وحامد بن عمر البكراوي ، وروى هو عن الزهري ، وابن جريج ، سمعت أبي يقول ذلك.

٨١٤٦ ـ يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو ، ويقال : ابن

قيس بن قهد (٦) أبو سعيد الأنصاري (٧)

قاضي المدينة.

__________________

(١) استدركت عن هامش الأصل.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وقد وهم المصنف ، فالبخاري ترجمه في التاريخ الكبير ٨ / ٢٧٧ رقم ٢٩٨٧ وقد جاء في الترجمة ما يلي : يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو عمرو ، عن الزهري ، وابن جريج. روى عنه حامد بن عمر البكراوي.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٥٢.

(٦) في م و «ز» : فهد.

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٤١ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٧٥ والجرح والتعديل ٩ / ١٤٧ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٥٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٦٨ وشذرات الذهب ١ / ٢١٢ وتاريخ بغداد ١٤ / ١٠١.


سمع أنس بن مالك ، والسائب بن يزيد ، وأبا أمامة بن سهل ، وسعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد ، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، وعروة بن الزبير ، وهشام بن عروة ، وأبا سلمة بن عبد الرّحمن ، وسليمان بن يسار ، وأبا صالح ذكوان السمّان ، وعبد الرّحمن بن هرمز الأعرج ، وأبا الحباب سعيد بن يسار ، وبشير بن يسار مولى بني حارثة ، وعباد بن تميم ، وعمرة (١) بنت عبد الرّحمن وجماعة سواهم.

روى عنه : مالك ، وشعبة ، والثوري ، والليث بن سعد ، وجرير بن عبد الحميد ، وعمرو بن الحارث ، وابن أبي ذئب (٢) ، وابن عيينة ، وحميد الطويل ، وحمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الله بن المبارك ، وزهير بن معاوية ، وعبد الجبّار بن عمر المقرئ (٣) ، وهشيم بن بشير ، ويزيد بن هارون ، وعبد الوهّاب الثقفي ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة ، والأوزاعي ، وغيرهم.

وقدم دمشق صحبة أنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد [بن محمد](٤) بن مسرور الزاهد ، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسن بن موسى السمسار ، أنا الإمام (٥) أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا علي بن حجر ، نا عاصم بن سويد ، حدّثني يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك قال :

جاء أسيد بن الحضير الأسلمي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد كان قسم طعاما [فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر](٦) فيهم حاجة ، قال : وجلّ أهل ذلك البيت نسوة. قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا ، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر

__________________

(١) في «ز» : وحمزة بن عبد الرحمن.

(٢) في «ز» : ابن أبي ذؤيب.

(٣) تقرأ بالأصل وم : المصري ، والمثبت عن «ز» ، وفي تهذيب الكمال : الأيلي.

(٤) الزيادة عن م و «ز».

(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٦) ما بين معكوفتين غير مقروء بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم.


لي أهل ذلك البيت» ، قال : فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر ، شعيرا وتمر ، قال : فقسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الناس ، وقسم في الأنصار فأجزل ، وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل ، فقال أسيد بن الحضير متشكرا : جزاك الله أي نبي الله عنا أطيب الجزاء ـ أو قال : خيرا ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء ـ أو قال : خيرا ـ فإنكم ما علمت أعفّة ، صبر ، وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» [١٣١٢٧].

رواه النسائي عن علي بن حجر.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر (١) ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا : أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (٢) ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه ، أنا أبو إسحاق [إبراهيم](٣) بن عبد الصّمد الهاشمي ، نا أبو مصعب الزهري ، نا مالك ، عن يحيى بن سعيد عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج ، حدّثنا عبد الله بن بحينة (٤) أنه قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر ، فقام من الاثنتين فلم يجلس فيهما ، فلمّا قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلّم بعد ذلك [١٣١٢٨].

أخرجه النسائي في حديث مالك عن محمّد بن سلمة المرادي ، عن عبد الرّحمن بن القاسم عنه ، وأخرجه هو ومسلم من حديث الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن يحيى بن سعيد قال : صحبت أنس بن مالك إلى الشام.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، أنا محمّد بن تمام ، نا مؤمل بن إهاب ، نا النضر بن محمّد ، نا أبو أويس ، حدّثني يحيى بن سعيد قال : صحبت أنس بن مالك إلى الشام (٥) ومعه فرس له

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عمرو.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : النحوي.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : عتبة ، وهو عبد الله بن مالك بن القشب ، وبحينة أمه. راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ٥ / ٣٨١.

(٥) إلى هنا رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١١١ وسير الأعلام ٥ / ٤٧٤.


شقراء سمينة ، فنفرت (١) ، فاندقت (٢) فخذها ، فذبحها وقسمها في الرفاق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، حدّثني أحمد بن عيسى المصري ، أنا ابن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد أنه سافر مع أنس بن مالك إلى الوليد بن عبد الملك ، فكان أنس يصلّي عند كل أذان ركعتين.

قال : ونا جدي قال : قرأت على الحارث بن مسكين ، أخبركم ابن وهب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، [أنا أبو الحسين بن الفضل](٣) أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني محمّد بن أبي زكير ، أنا ابن وهب.

حدّثني مالك بن أنس أن أنس بن مالك قدم من العراق إلى المدينة فكانت تعجبه ـ وقال ابن السّمرقندي : قال : فكان يعجبه ـ صلاة عمر بن عبد العزيز قال : وخرج من المدينة وافدا على الوليد بن عبد الملك ـ زاد ابن السّمرقندي : بالشام ـ وخرج معه بأربعين رجلا من الأنصار منهم يحيى بن سعيد وغيره.

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن أبي العلاء ، وأبو محمّد بن صابر ، وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن تميم ، قالوا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر ، أنا يحيى بن عبد الله بن (٤) الحارث بن الزجاج ، أنا سليمان (٥) بن حذلم ، نا يزيد (٦) بن عبد الله بن رزيق ، نا الوليد ، نا ابن عمر ، وحدّثني عبد الرّحمن بن اليمان ، حدّثني يحيى بن سعيد أنه رأى أنس بن مالك يومئذ بالجابية ، قال يحيى : فرأيت أنس بن مالك يصلي على حمار ، وهو متوجه إلى المشرق عند ارتفاع الشمس.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء القاضي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، نا أبي ، نا يزيد بن هارون ، أنا يحيى بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فقفزت.

(٢) في «ز» : فاندق.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٤) كذا بالأصل وم ، وتحرفت في «ز» إلى : «نا».

(٥) هو سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد الله بن حذلم. ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ١٤.

(٦) تحرفت في «ز» إلى : زيد. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٣٦.


سعيد بن قيس بن قهد (١) الأنصاري ، وهذا خطأ في نسبه ، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل ، قال مصعب : آل قهد (٢) أصهار حمزة بن عبد المطّلب.

ثم حدّثني الدراوردي في حديث الحوض أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لامرأة حمزة : «هو ما بين صنعاء وأيلة ، فيه أباريق مثل عدد نجوم السماء واحب واردها على قومك يا بنت قهد».

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أحمد بن الحسن ، وأحمد بن الحسن.

ح وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنا أحمد بن الحسن.

قالا : أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة قال (٣) : يحيى وسعد ابنا سعيد بن قيس بن قهد بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار ، يحيى يكنى أبا سعيد ، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وتوفي سعد سنة إحدى وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر أحمد (٤) بن محمّد ، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد ، نا معاوية ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : يحيى بن سعيد بن قيس مدني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : يحيى بن سعيد الأنصاري ، هو ابن سعيد بن قيس بن عمرو ، وكان يزيد بن هارون يقول : ابن قيس ابن قهد ، وهو خطأ ، أهله أعلم به ، وقيس بن قهد شيء آخر ، جده قيس بن عمرو ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا واحدا في ركعتي الفجر (٥).

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٦) ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ،

__________________

(١) في «ز» : فهد ، وفي م : فهر.

(٢) في «ز» : فهد ، وفي م : فهر.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٧٠ رقم ٢٤١٧ و ٢١٤٨.

(٤) في م : محمد.

(٥) أخرجه أبو داود في الصلاة (١٢٦٧) والترمذي في الصلاة (٤٢٢) وابن ماجة في إقامة الصلاة (١١٥٤).

(٦) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : رزيق ، والمثبت عن م.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦.


أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنا الحسين بن صفوان البردعي.

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، قالا : أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال : زاد ابن شجاع في الطبقة الرابعة من أهل المدينة وقالوا : يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل الأنصاري ، أحد بني مالك بن النجّار ، ويكنى أبا سعيد ، توفي بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وكان قاضيا بها لأبي جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٢) في الطبقة الخامسة من أهل المدينة : يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار ، ويكنى أبا سعيد ، [وأمه أم ولد ، قال محمّد بن عمر لما استخلف الوليد بن](٣) يزيد بن عبد الملك ، استعمل على المدينة يوسف بن محمّد بن يونس الثقفي ، فاستقضى سعد بن إبراهيم على المدينة ثم عزله ، واستقضى يحيى بن سعيد الأنصاري ، وقدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة ، وهو بالهاشمية ، فاستقضاه على قضائه بالهاشمية ، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، حجة ، ثبتا.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) : يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري ، وقال بعضهم : قيس بن قهد (٥) ، ولا يصح ، [قاضي المدينة](٦) سمع أنس بن مالك ، والقاسم ، وسعيد بن المسيّب ، وسالما.

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) ليس ليحيى بن سعيد ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، فهو ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات.

(٣) ما بين معكوفتين كلام مطموس بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٧٥.

(٥) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : فهد ، والتصويب عن التاريخ الكبير.

(٦) زيادة عن التاريخ الكبير.


قال يحيى القطّان : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وقال أحمد بن ثابت : نا عبد الرزّاق ، عن ابن عيينة قال : كان محدثو (١) الحجاز : ابن شهاب ، وابن جريج ، ويحيى بن سعيد يجيئون بالحديث على وجهه ، وهو مدني ، كنيته أبو سعيد.

وقال زكريا : نا أبو أسامة ، نا يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري ، وكان جده بدريا.

وقال (٢) علي : نا سفيان كان يحيى من بني النجّار.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يحيى بن سعيد الأنصاري ، وهو ابن سعيد بن (٤) قيس بن قهد ، ويقال : ابن قيس بن عمرو بن سهل ، وقهد لقب ، أحد بني مالك بن النجار ، مديني ، أبو سعيد ، روى عن أنس بن مالك ، والسّائب بن يزيد ، وسعيد بن المسيّب ، وسالم بن عبد الله ، والقاسم بن محمّد ، وعروة بن الزبير ، روى عنه سفيان الثوري ، وشعبة ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وجرير ، والناس ، وكان قاضيا لأبي جعفر ، ومفتيا ، مات بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (٥) أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّائي ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور القيرواني ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حاتم (٦) مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري (٧) ، سمع أنسا ، وابن المسيّب ، روى عنه الثوري ، ومالك ، وابن عيينة.

__________________

(١) الأصل وم : محدثي ، خطأ ، والتصويب عن «ز» ، والتاريخ الكبير.

(٢) من هنا .. إلى آخر الخبر ، ليس في التاريخ الكبير.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٧.

(٤) لفظتا «سعيد بن» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٥) الخبر التالي سقط من م.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : حامد ، والتصويب عن «ز» ، وهو مكي بن عبدان بن محمد بن بكر ، أبو حاتم التميمي النيسابوري ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٧٠.

(٧) كذا بالأصل من هنا إلى آخر الخبر ، ومكانه في «ز» : بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، الأنصاري ، ويقال : ابن قيس بن قهد.


قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر (١) بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب [بن](٢) عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري ، مدني ، قاضي المدينة ، ثقة مأمون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو سعيد [يحيى بن سعيد](٣) بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار الأنصاري ، قاضي المدينة ، ويقال : قيس بن قهد ، ولا يصح ، أخو سعد ، وعبد ربه ، وقال يحيى بن عبد الله بن بكير : وسعيد (٤) بن سعيد رابع ، سمع يحيى أنس بن مالك ، وأبا أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، روى عنه مالك بن أنس ، والأوزاعي ، وعبد الملك بن جريج.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر المؤدّب عنه ، أنا عمي عن أبيه قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس :

يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري ، يكنى أبا سعيد ، مدني ، قدم مصر وكيلا لوالد أبي دجانة الأنصاري في طلب ميراثهم من بيت محمّد بن مسلمة بن مخلد ، وصار من مصر إلى أفريقية أيضا ، وكانت وفاته بالعراق سنة ثلاث وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل ، وقال بعضهم : قيس بن قهد ، ولا يصح ، أبو سعيد الأنصاري النجاري ، المديني ، قاضي الهاشمية ، سمع أنس بن مالك ، وأبا سلمة بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن إبراهيم التيمي ، وعدي بن ثابت ، وسعد بن إبراهيم ،

__________________

(١) بالأصل : «عن جعفر بن جعفر بن يحيى» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز».

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٤) وفي سير الأعلام ٥ / ٤٧٠ نقلا عن الحاكم أبي أحمد : سعد وعبد ربه وسعيد.


وموسى بن عقبة ، وعمرة بنت عبد الرّحمن ، روى (١) عنه مالك ، والليث ، وابن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وابن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطّان ، ويزيد بن هارون في بدو الوحي.

قال البخاري : قال يحيى القطّان : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وقال ابن نمير مثل يحيى ، وقال أبو عيسى مثله.

وقال الذهلي : قال يحيى (٢) بن بكير : مات سنة أربع وأربعين ـ يعني : ومائة ـ وقائل يقول : سنة ست وأربعين ومائة بالعراق ، وقال عمرو بن علي : مات سنة أربع وأربعين ومائة.

هكذا قال في الطبقات ، وقال في التاريخ في موضع آخر من التاريخ : مات سنة أربع وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، وأبو الحسن علي بن الحسن ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :

يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار ، أبو سعيد الأنصاري المديني ، سمع أنس بن مالك ، والسّائب بن يزيد ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، وأبا أمامة بن سهل بن حنيف ، وسعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق ، وسليمان بن يسار ، وأبا سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف ، وغيرهم ، روى عنه هشام بن عروة ، ومالك بن أنس ، وابن جريج ، وشعبة ، والثوري ، والحمّادان ، وليث بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وزهير بن معاوية ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن المبارك ، وهشيم (٤) ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الوهّاب [الثقفي](٥) ، وأبو أسامة ، وعبد الله بن نمير ، ويزيد بن هارون ، وكان يتولى القضاء بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقدمه المنصور العراق ، وولّاه القضاء بالهاشمية ، وذكر غير واحد من أهل العلم أنه ولي القضاء بمدينة السّلام ، وليس ذلك ثابتا عندي ، إنّما وليه بالهاشمية قبل أن تبنى بغداد ، والله أعلم.

__________________

(١) في م : نقل.

(٢) سقطت من «ز».

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠١ ـ ١٠٢.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : وهشام.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.


أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، حدّثني زيد بن بشر ، وعبد العزيز بن عمران ، قالا : أنا ابن وهب ، قال : مالك : سمعت يحيى بن سعيد يقول : لأن أكون كتبت ما كنت أسمع ، أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل ما لي.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر الفارسي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي قال : سمعت أبا عثمان الزنبري يقول : حدّثني مالك بن أنس قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : وددت أني كتبت كل ما كنت (٢) أسمع وكان ذلك أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل ما لي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن محمّد بن إسماعيل بن العراقي الطوسي ، الصوفي ، وأبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن النضر الجارودي يقول : سمعت الحسن بن عيسى وأمله (٣) علي. قال : أنا جرير بن عبد الحميد (٤) قال : سألت يحيى بن سعيد الأنصاري ، وما رأيت شيخنا أنبل منه قلت له : من أدركت من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والتابعين ـ كان قولهم في أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ـ قال (٥) : من أدركت من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والتابعين (٦) لم يختلفوا في أبي بكر وعمر وفضلهما ، إنّما كان الاختلاف في علي وعثمان (٧).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا (٨) محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٩) ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد قال : قدم علينا أيوب مرة

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٤٩.

(٢) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٣) كذا ، وفي «ز» : وأملاه.

(٤) الذي في م : الحسن بن عيسى ... يروى عن الحميد.

(٥) من قوله : والتابعين ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٦) من هنا إلى آخر الخبر ، مكانه بياض في «ز».

(٧) رواه من طريق الحسن بن عيسى المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٦ ـ ١٠٧ ومختصرا في سير الأعلام ٥ / ٤٧٣.

(٨) الذي في «ز» ، وم : أنا محمد ، أنا محمد ، أنا عبد الله.

(٩) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٤٩ ـ ٦٥٠ و. عن سليمان بن حرب في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٧.


من المدينة فقلت : يا أبا بكر ، من تركت بها؟ قال : ما تركت بها أفقه من يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أحمد بن علي بن خلف ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفار ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد قال : قدم أيوب من المدينة فقيل له : من أفقه من خلفت بها؟ قال : يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا إبراهيم بن مخلد المعدّل ، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، نا العبّاس بن محمّد.

ح قال : وأنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قالا : نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد قال : قدم أيوب مرة من المدينة ، فقيل له : يا أبا بكر ، من بالمدينة؟ فقال : ما تركت بها أحدا أفقه من يحيى بن سعيد ، لفظ حديث ابن مخلد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا محمّد بن أبي القاسم ، أنا أبو الحسين بن الفضل (٢) ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٣) ، نا زيد بن بشر (٤) ، أنا ابن وهب ، قال : وأخبرني الليث ، عن الجمحي قال : ما رأينا أحدا أقرب شبها من ابن شهاب من يحيى بن سعيد الأنصاري ، ولو لا ابن شهاب لذهب كثير من السنن.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد ، أنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني ، نا جدي ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني الليث ، عن سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي أنه قال : ما رأيت أحدا أقرب شبها بابن شهاب من يحيى بن سعيد الأنصاري ، ولولاهما لذهب كثير من السنن (٥).

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٤.

(٢) في «ز» : الفضيل.

(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٣٥.

(٤) في «ز» : بشير.

(٥) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٧.


قالا : أنا أبو محمّد (١) ، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي الزناد ، وبكير بن عبد الله بن الأشج.

قال أبو محمّد : وسئل أبي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ويحيى بن سعيد فقال : يحيى يوازي الزهري.

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ ، نا الحسين بن محمّد بن زياد ، نا عبيد الله بن سعيد ، نا يحيى بن سعيد قال (٢) : سمعت سفيان بن سعيد يقول : كان يحيى بن سعيد الأنصاري أجلّ عند أهل المدينة من الزهري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد (٣) ، نا يحيى بن معين ، نا عبد الله بن صالح في رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس قال : والذي حدّثنا يحيى بن سعيد ، ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه ، فرحمه‌الله وغفر له ، وجعل الجنّة مصيره.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٤) ، حدّثني ابن بكير (٥) ، قال : سمعت الليث يقول : كنت عند (٦) ربيعة ، فجاءه رجل فقال : يا أبا عثمان ، إنّي رجل (٧) من أهل أفريقية ، أمروني أن أسألك وأسأل يحيى بن سعيد ، وأبا الزناد ، قال : وإذا يحيى بن سعيد خارج من خوخة عمر ، فقال : هذا يحيى بن سعيد ، فدونك فسله عمّا شئت ، وأما أبو الزناد فإنه غير رضي ، ولا فقيه ، قال الليث : فظننت أنه إنما عرض بي لكي لا آتيه ، قال ابن بكير : فلم يكثر منه.

قال : ونا يعقوب (٨) ، نا عبد العزيز بن عمران ، نا ابن وهب ، حدّثني الليث.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٩.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٧ وسير الأعلام ٥ / ٤٧٢.

(٣) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٧.

(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٤٩.

(٥) يعني يحيى بن عبد الله بن بكير.

(٦) في المعرفة والتاريخ : كتب ربيعة.

(٧) في المعرفة والتاريخ : «إن رجالا. وكانت بأصله : رجل.

(٨) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ٦٤٨.


ح قال : وسمعت ابن بكير يحدّث عن الليث ، عن عبيد الله بن عمر قال : كان يحيى بن سعيد يحدّثنا فيسيح علينا مثل اللؤلؤ ـ ويشير عبيد الله بيديه إحداهما على الأخرى ـ قال عبيد الله : فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالا لربيعة وإعظاما له.

قال عبيد الله : فتلا يحيى بن سعيد هذه الآية يوما : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)(١) فقال جميل بن نباتة العراقي : يا أبا سعيد ، أرأيت السحر من خزائن الله التي تنزل؟ فقال يحيى : مه ، ما هذا من مسائل المسلمين ، وأفحم القوم ، فقال عبيد الله بن أبي حبيبة : إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة ، إنّما هو إمام من أئمة المسلمين ، ولكن عليّ فأقبل ، أمّا أنا فأقول : إن السحر لا يضر إلّا بإذن الله ، فتقول أنت غير ذلك؟ فسكت ولم يقل شيئا ، قال عبيد الله : فكأنما كان علينا جبل ، فوضع عنا ، وزاد ابن بكير : فيه كلاما أكثر من هذا لم أتقن حفظه.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، [نا علي بن طلحة](٣) المقرئ ، نا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي (٤) ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : يحيى بن سعيد الأنصاري أحد الأئمة مدني.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٥) ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا الحسن بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : ومحمّد بن الحسن بن محمّد.

قالوا : أنا الوليد بن بكر الأندلسي ، نا علي بن أحمد بن زكريا ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : ويحيى بن سعيد بن قيس (٦) الأنصاري ، مدني ، تابعي ، ثقة ـ زاد

__________________

(١) سورة الحجر ، الآية : ٢١.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥ ـ ١٠٦.

(٣) غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.

(٤) غير مقروءة بالأصل ، وسقطت اللفظة من تاريخ بغداد ، والمثبت عن «ز».

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥.

(٦) ليست في تاريخ بغداد.


ابن الأنماطي والبلخي : سمع من أنس وقالوا : ـ وكان له فقه ، وولي القضاء ، وكان رجلا صالحا ، انتهت رواية أبي منصور ، وأبي الحسن ، وزاد الآخران : وجده قيس بن قهد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو يعلى حمزة بن علي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال في تسمية فقهاء أهل المدينة في طبقة الزهري : يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين القطّان ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، قال : قال أبو صالح : حدّثني الليث قال : إنّ أول ما أتي يحيى بن سعيد بكتب علمه ، فعرضت عليه استنكر (٢) كثرته لأنه لم يكن له كتاب ، وكان يجحده حتى قيل له : يعرض عليك ، فما عرفت أجزته وما لم تعرف رددته ، قال : فعرفه كلّه.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٣).

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا : أنا ابن مهدي ، أنا محمّد ، نا جدي ، قال : سمعت أحمد بن حنبل ، نا سفيان ، وذكر أيوب فقال : لم يكن يصنع بي ما يصنع بي غيره في الكلام ، فكنت أظن أنه يمنعه مني أني رجل موسر ، يكره أن ينبسط إليّ فغمني ذلك ، فتركت الحجّ عاما لم أحجّ ، فلمّا كان من قابل حججت ، فأي شيء صنع بي ، قال سفيان : وكتبت له أحاديث عن يحيى بن سعيد ، وكان يريد المدينة ، وكان معجبا بيحيى بن سعيد ، قال سفيان : فأخبرت أنه قال : سقطت الرقعة.

قال (٤) : وأنا محمّد ، قال : قال جدي : ومما نسخت من كتاب علي بن المديني مما أخبرني أنه سماعه من يحيى بن سعيد ـ وقال لي اروه عنّي ـ قال : ذكرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عند يحيى بن سعيد القطّان ، فقال يحيى بن سعيد القطّان : كان يحيى بن سعيد ، وجعل يعظمه.

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٤٩ وتهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٨.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ : استكثر.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٤.

(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥.


أخبرنا أبو سعد إسماعيل [بن أحمد](١) ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أحمد بن علي بن خلف ، نا أبو عبد الله الحافظ ، نا علي بن عيسى ، نا إبراهيم بن أبي طالب ، حدّثني يحيى بن أكثم ، نا عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن عبيد الله بن عمر قال : كان يحيى بن سعيد يحدّث ، فكلما ينسج علينا اللؤلؤ ، كذا قال : ينسج بالجيم.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي ، عن أبيه ، نا أبو سعيد بن يونس ، نا حسين بن محمّد بن الضحّاك ، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم ، نا عمي ، نا يحيى بن أيوب قال : كان يحيى بن سعيد يحدّثني بالحديث كأنه ينثر عليّ اللؤلؤ (٢).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أخبرني ابن الفضل ، أنا دعلج بن أحمد ، أنا أحمد بن علي الأبار ، نا أبو همام قال : سمعت علي بن مسهر يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : أدركت من الحفّاظ أربعة : إسماعيل بن أبي خالد ، وعاصما الأحول ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الملك بن أبي سليمان.

حدّثنا أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي (٣) ، أنا إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو حفص بن مسرور ـ إجازة ـ أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد الجوزقي ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان ، نا مسلم بن الحجّاج ، نا الوليد بن شجاع قال : سمعت علي بن مسهر يذكر عن سفيان قال : حفّاظ الناس أربعة : يحيى بن سعيد الأنصاري ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وعاصم الأحول.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن يعقوب ، وعلي بن محمّد بن عمر ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، نا عبد الملك بن أبي عبد الرّحمن ، نا

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٨.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «البشقي» وفي «ز» : النسفي.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٩٤ في ترجمة عبد الملك بن أبي سليمان.


عبد الرّحمن بن الحكم ، نا رجل (١) عن ابن المبارك ، عن سفيان قال : حفّاظ الناس : إسماعيل بن أبي خالد ، فبدأ به ، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي (٢) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي ، نا ـ وأبو منصور بن رزيق ، أنا ـ أبو بكر الحافظ (٣).

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.

أنا محمّد بن عمر بن بكير ، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز ، أنا هيثم بن خلف ، نا محمود بن غيلان ، نا عبد العزيز بن أبي رزمة ، نا ابن المبارك ، عن سفيان الثوري قال : أدركت حفّاظ الناس أربعة : إسماعيل بن أبي خالد ، وعاصما الأحول ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، قال : وأرى هشام الدستوائي منهم.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ إذنا ـ قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) : قال أحمد بن حنبل عن عبد الرزّاق ، عن ابن عيينة قال : محدّثو الحجاز : ابن شهاب ، ويحيى بن سعيد ، وابن جريج ، يجيئون بالحديث على وجهه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن علي بن الحسن ، نا ـ الخطيب (٥) ، أنا ابن الفضل ، أنا علي بن إبراهيم المستملي ، قال : قال أبو أحمد بن فارس : قال البخاري : قال أحمد بن ثابت عن عبد الرزّاق عن ابن عيينة قال : كان محدّثو الحجاز : ابن شهاب ، وابن جريج ، ويحيى بن سعيد يجيئون بالحديث على وجهه.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : نوفل.

(٢) قيل إنه ليس بعرزمي ، ولكنه نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها ويقال إنه مولى لبني فزارة ، راجع تاريخ بغداد ١٤ / ٣٩٣.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٢٤٤ في ترجمة عاصم الأحول.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٨.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٤.


أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، نا ـ وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، أنا الحسين بن إدريس ، قال : قال ابن عمّار : موازين أصحاب الحديث من الكوفيين والمدنيين : عبد الملك بن أبي سليمان ، وعاصم الأحول ، وعبيد الله بن عمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي قال : سمعت علي بن المديني يقول : أصحاب صحة الحديث : أيوب بالبصرة ، ومنصور بالكوفة ، ويحيى بن سعيد بالمدينة ، وعمرو بن دينار بمكّة.

قال القاضي : كتبت قول عليّ هذا من حفظي.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : وحدّثني إسماعيل ـ يعني : القاضي ـ قال (٢) : سمعت علي بن المديني يقول : أصحاب صحّة الحديث وثقاته ومن ليس في النفس من حديثهم شيء : أيوب بالبصرة ، ويحيى بن سعيد بالمدينة ، وعمرو بن دينار بمكة ، ومنصور بالكوفة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا الحسين بن جعفر السلماسي ، أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين الدقّاق ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا محمّد بن خلّاد الباهلي قال : سمعت يحيى ـ وهو ابن سعيد القطّان ـ لا يقدّم على يحيى بن سعيد أحدا من الحجازيين ، فقيل له : الزهري؟ فقال : الزهري خولف عنه ، ويحيى لم يختلف عنه.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد (٤) ـ إجازة ـ.

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٨.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والمثبت عن «ز» ، وم.


ح قال : وأنا الحسين بن سلمة ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) ، نا محمّد بن مسلم ، وعبد الملك بن أبي عبد الرّحمن المقرئ ، نا عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير ، نا نوفل ـ يعني : ابن مطهر ـ عن ابن المبارك ، عن سفيان الثوري قال : يحيى بن سعيد الأنصاري من حفّاظ الناس.

قال (٢) : ونا أبي ، نا يحيى بن المغيرة قال : سمعت جريرا يقول : لم أر من المحدّثين [إنسانا](٣) كان أنبل عندي من يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٤).

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم ، قالا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، حدّثني أبو بكر بن أبي الأسود ، أنا عبد الرّحمن ، عن وهيب قال : قدمت المدينة فما رأيت أحدا لا يعرف وتنكّر إلّا يحيى بن سعيد ، ومالك بن أنس.

أخبرنا أبو محمّد أيضا ، أنا أبو الغنائم ، أنا ابن مهدي ، أنا محمّد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد بن حنبل (٥) ، عن علي بن المديني قال : سمعت عبد الرّحمن ـ يعني : ابن مهدي ـ حدّثني وهيب وكان من أبصر أصحابه بالحديث وبالرجال ، أنه قدم المدينة قال : فلم أر أحدا إلّا وأنت تعرف وتنكر غير مالك ويحيى بن سعيد ـ يعني : مالك بن أنس ـ ويحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٦) ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا عمر بن حفص السدوسي ، نا إبراهيم بن زياد سبلان ، نا حمّاد بن زيد ، نا هشام بن عروة ، حدّثني الثقة يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٨.

(٢) القائل : أبو محمد بن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٩ / ١٤٨.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٤ و ١٠٥.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٩.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥.


أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص ، نا أبي المفضّل بن غسّان ، نا عارم أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن عروة قال : لم أسمعه من أبي ، ولكن حدّثني عنه العدل الرضا الأمين على ما تغيب (١) عليه يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، نا ابن أبي عثمان ، أنا ابن مهدي ، أنا ابن شيبة ، نا جدي ، حدّثني أحمد بن سعيد الدارمي ، حدّثني أبو النعمان ـ يعني : عارما ـ نا حمّاد بن زيد قال : قيل ـ أو قلت ـ لهشام بن عروة : سمعت أباك يقول كذا وكذا؟ قال : لا ، ولكن حدّثني العدل الرضا الأمين عدل نفسي عندي يحيى بن سعيد أنه سمعه من أبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب (٢) ، نا أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، حدّثني العدل الرضا الأمين على ما تغيب عليه يحيى بن سعيد عن أبي ـ ولم أسمعه من أبي ـ قال : يقطّع الذي يسرق في إباقه (٣).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٤) ، نا صالح بن أحمد بن حنبل ، نا علي ـ يعني : ابن المديني ـ قال : قال عبد الرّحمن ـ يعني : ابن مهدي ـ قال حمّاد بن زيد : سأل رجل هشام بن عروة عن حديث فقال : لم أسمعه من أبي ، ولكن حدّثني الثقة المأمون على ما يغيب عنه يحيى بن سعيد.

قال (٥) : وأنا عبد الله بن أحمد في ما كتب إليّ قال : قال أبي : يحيى بن سعيد الأنصاري ثقة.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ،

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٥٠ ورواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٩.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتهذيب الكمال ، وفي المعرفة والتاريخ : في أمانة.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٨.

(٥) القائل : أبو محمد بن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٩ / ١٤٨ ـ ١٤٩.


قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ يقول : سمعت عبد الله بن بشر (١) الطالقاني يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس (٢).

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت أبي ويحيى بن معين يقولان : يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري ، مدني ، ثقة (٣).

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ أبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٤) ، أنا التنوخي ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثني ابن عبيد ، نا أحمد بن زهير ، عن يحيى بن معين قال : يحيى بن سعيد ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (٥) : قلت ليحيى : فالزهري أحبّ إليك في سعيد بن المسيّب ، أو قتادة؟ فقال : كلاهما ، قلت : فهما أحبّ إليك أو يحيى بن سعيد؟ فقال : كلّ ثقة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) : سألت أبي عن يحيى بن سعيد الأنصاري فقال : ثقة.

قال : وسمعت أبا زرعة يقول : يحيى بن سعيد الأنصاري من الثقات.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي قال : أظن أنّي سمعت مثنّى بن معاذ بن معاذ يحدّث عن أبيه ، فإن لم أكن سمعته فحدّثنيه محمّد بن إسحاق عنه ، قال : كنا عند شعبة ، فذكروا

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : بشير.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٩.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٩.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٥.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٩.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٤٩.


محمّد بن عمرو ، فحمل عليه يحيى بن سعيد القطّان ، فقال له شعبة : انظر إلى حديثه أين هو من حديث صاحبك ـ يعني : يحيى بن سعيد الأنصاري ـ وكان شعبة حمد أمر محمّد بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا محمّد بن سليمان ـ من موالي (١) أبي جعفر ـ كان قد سمع البصريين وكان ثقة عن مالك قال : كان يحيى بن سعيد مع زرارة باليمن فولّاه بعض أعماله.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا (٢) أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا محمّد بن [أحمد بن](٤) رزق ـ إجازة ـ نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ـ لفظا ـ.

ثم أخبرنا الصيمري ـ قراءة ـ نا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي (٥) ، نا أبو بكر الجعابي ، قال : قال خليفة في ما أخبرني علي بن أحمد الزعفراني عن محمّد بن الحسن بن مطهر الجنديسابوري عنه : ومن أبناء بغداد : يحيى بن سعيد الأنصاري أبو سعيد ، قال الجعابي : وقد ذكر بعض أهل العلم أن ذكره في بغداد وهم من قائله ، وأنه إنما كان جاء إلى الهاشمية ، استدعاه أبو جعفر ، فقضى بها ، وكان معه ربيعة الرأي ، وأنهما لم يدخلا بغداد.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٦).

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا ابن أبي عثمان.

قالا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن (٧) شيبة ، نا جدي ، نا الحارث بن مسكين ، أنا ابن وهب قال : قال لي عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم :

__________________

(١) كذا بالأصل وم : «من موالي» ومكانها في «ز» : «بن بشر إلى» تحريف.

(٢) الأصل و «ز» : «أنا» والمثبت عن م.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٢.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» : الصيرفي ، وفي تاريخ بغداد : الصيمري.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٣.

(٧) لفظتا «بن شيبة» ليستا في تاريخ بغداد.


كان يحيى بن سعيد قاضيا بالمدينة في زمن بني أمية ، وقضى في زمان بني هاشم بالعراق.

قال يعقوب : وإنما ولّى يوسف بن محمّد الثقفي يحيى بن سعيد القضاء في زمن الوليد لأن ولاة الأمصار كانوا يستقضون القضاة ويولونهم دون الخلفاء حتى استخلف أبو جعفر ـ زاد الخطيب : المنصور ، وقال في روايته : الوليد بن عبد الملك ، وهو وهم ، إنما هو الوليد بن يزيد.

قال (١) : ونا أبو بكر ، قال : ونا جدي ، قال : ويحيى بن سعيد الأنصاري يكنى أبا سعيد ، وكان قاضيا لبني أمية ، وقضى لبني العبّاس ، وأوّل من ولّاه القضاء الوليد (٢) لما استخلف استعمل على المدينة يوسف بن محمّد بن يوسف الثقفي ، فاستقضى يوسف سعد (٣) بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ثم عزله ، واستعمل على المدينة يحيى بن سعيد الأنصاري ، ثم قضى بعد ذلك لأبي جعفر المنصور ـ زاد الخطيب : وقال جدي : سمعت يزيد بن هارون يقول : أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي أمير المؤمنين أبي جعفر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن العطّار ، نا ـ الخطيب ، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وأبو نصر (٤) محمّد بن الحسن

قالوا : أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : وكان يحيى بن سعيد قاضيا على الحيرة ، قال أبو مسلم : قلت له : من استقضاه؟ قال : بعض بني أمية ، ثم لقيه يزيد ، وكان جد يحيى من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار ، وكان يحيى رجلا صالحا.

قال : وقال يزيد يوما بالبصرة : حدّثني يحيى بن سعيد قيل له : من يحيى بن سعيد؟

__________________

(١) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٢.

(٢) هنا أيضا في تاريخ بغداد : الوليد بن عبد الملك.

(٣) الأصل وم : سعيد ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : منصور.


قال : الأنصاري ، وليس بقطانكم هذا ـ زاد الخطيب : قال العجلي : يزيد بن هارون لقي يحيى بن سعيد الأنصاري ، وروى عنه نحوا من مائة حديث وسبعين حديثا ، لقيه بالحيرة ، وفي حديث ابن الطّيّوري وثابت قلت له : كم يحفظ؟ قال : ست مائة ، سبع مائة.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر بن بيري ـ إجازة ـ قالا : وأنا أبو تمام علي بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ قراءة (١) ـ قال : نا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا ابن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا رجل قد سمّاه نسيه أبو بكر قال : قال سليمان بن بلال : كنت أخدم يحيى بن سعيد الأنصاري ، قال : فأتاه رسول الخليفة يستقضيه ، فقال : لو لا دين عليّ ما خرجت ، قال : فتهيأ ، فلمّا خرج إذا هو بنعش قد استقبله ، قال : فكأنّي تطيرت من ذاك ، فقال لي يحيى : لعلّك تطيرت من هذا؟ قال : قلت : نعم ، قال : لكني أقول : إنّ الله سينعش (٢) أمري ويقضي ديني ، قال : فأتى العراق ، فقضي دينه.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن العطّار ، نا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٣) :

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، نا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : قضاة المنصور ببغداد في خلافته أوّلهم : يحيى بن سعيد الأنصاري ، كان قاضي أبي العبّاس بالأنبار ، فأقرّه أبو جعفر ، وقدم بغداد وهو معه على القضاء ، والحسن بن عمارة على المظالم.

قال (٤) : وأنا علي بن المحسّن ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر المعدّل ، قال : كان أبو جعفر لما قدم بغداد معه يحيى بن سعيد ، وهو قاض لأبي العبّاس السفّاح على المدينة الهاشمية بالأنبار ، والحسن بن عمارة على المظالم.

قال (٥) : وأنا التنوخي ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثني علي بن محمّد بن عبيد ، عن أحمد بن زهير ، حدّثني إبراهيم بن المنذر.

ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ـ قراءة ـ عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن

__________________

(١) في «ز» : إجازة.

(٢) في «ز» : سينعش من أمري.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٢.

(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٢.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٣ ـ ١٠٤.


مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، أنا ابن أبي خيثمة ، نا الحزامي ـ يعني : إبراهيم بن المنذر.

نا يحيى بن محمّد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق ، حدّثني سليمان بن بلال قال : كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله ، وأصابه ضيق شديد ، وركبه الدين ، فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العبّاس يستقضيه ، قال سليمان : فوكلني يحيى بأهله ، فقال لي : والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا ، فلمّا قدم العراق كتب إليّ : إنّي كنت قلت لك حين خرجت : قد خرجت وما أجهل شيئا ، وإنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصّا والله شيئا ما سمعته قط ـ وقال الخطيب : فاقتضيا والله بشيء ما سمعته قط ـ فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة بن أبي عبد الرّحمن واكتب إليّ ما يقوله : ولا يعلم أنّي كتبت إليك بذلك.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (١) ، أنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أنا أحمد بن عبيد الواسطي.

وقرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني.

قالا : أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أحمد بن أبي خيثمة ، نا ابن سلام ـ يعني : محمّد ـ أنا محمّد بن القاسم الهاشمي قال : كان يحيى بن سعيد خفيف الحال ، فاستقضاه أبو جعفر ، وارتفع شأنه ، فلم يتغير حاله ، فقيل له في ذلك فقال : من كانت نفسه واحدة لم يغيّره المال.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي البركات المقرئ ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، حدّثني أحمد بن سعيد الدارمي قال : سمعت أصحابنا يحكون عن مالك بن أنس قال : ما خرج منّا أحد من المدينة إلى العراق إلّا تغيّر ، غير يحيى بن سعيد ، ولم يرجع على ما كان عليه (٢) إلّا يحيى بن سعيد (٣).

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٣.

(٢) قوله : «على ما كان عليه» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٣) الخبر من طريق أحمد بن سعيد الدارمي رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١١٠.


قال : ونا جدي قال : قرأت على الحارث بن مسكين ، أخبركم عبد الرّحمن بن القاسم قال (١) : وقال مالك ، حدّثني يحيى بن سعيد أنه كان بأفريقية ، قال : فأردت حاجة من حوائج الدنيا ، قال : فدعوت فيها ، ورغبت ونصبت واجتهدت. قال : ثم ندمت بعد ذلك فقلت : لو كان دعائي هذا في حاجة من حوائج آخرتي ، قال : فشكوت إلى رجل كنت أجالسه ، فقال لي : لا تكره ذلك ، فإنّ الله قد بارك لعبد في حاجة أذن له فيها بالدعاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، أخبرني سليمان بن بلال ، قال :

خرج يحيى بن سعيد إلى أفريقية بمركبين (٣) في ميراث له (٤) وطلب له ربيعة بن أبي عبد الرّحمن البريد ، فركبه إلى أفريقية ، فقدم بذلك الميراث وهو خمسمائة دينار ، قال : فأتاه الناس يسلّمون عليه ، فأتاه ربيعة فسلّم عليه ، فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه ، فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق ، ثم دعا بمنطقة فصبها بين يدي ربيعة وقال : يا أبا عثمان ، والله الذي لا إله إلّا هو ما غيّبت منها دينارا ، إلّا شيئا أنفقناه في الطريق ، ثم عد خمسين ومائتين دينار فدفعها إلى ربيعة وأخذ خمسين ومائتي دينار لنفسه ، قاسمه إيّاها.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني علي بن الحسن (٦) الدقّاق ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا عمر بن محمّد بن شعيب ، نا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : ومات يحيى بن سعيد الأنصاري هاهنا ، قال الخطيب : يعني بالعراق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري سنة ثلاث وأربعين ومائة ـ يعني : مات ـ.

__________________

(١) من طريقه في تهذيب الكمال ٢٠ / ١١٠.

(٢) نقلا عن ابن سعد رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١١٠.

(٣) غير مقروءة بالأصل ، وصورتها : «عركتين» وفي «ز» : «عن كثير» وفي م : «عركتين» وفوقها ضبة.

(٤) كتبت فوق الكلام بالأصل.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦.

(٦) بالأصل : الحسين ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله أحمد ، حدّثني يحيى بن سعيد قال : مات يحيى بن سعيد الأنصاري سنة ثلاث وأربعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١).

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدّي قال : سمعت الحسن بن عثمان يقول : قال الواقدي : مات يحيى بن سعيد الأنصاري القاضي ، ويكنى أبا سعيد بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة ، ويقال : سنة أربع وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي.

ح وقرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر (٢) ، أنا أبو سليمان بن زبر (٣) ، قال : قال الهيثم : فيها ـ يعني : سنة ثلاث وأربعين ـ مات يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) : سنة ثلاث وأربعين ومائة فيها مات [يحيى](٥) ابن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني ، أنا عبد الله بن محمّد بن

__________________

(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦.

(٢) بالأصل : «مكي بن محمد ، نا ابن الغمر» خطأ ، صوبنا الاسم عن «ز» ، وم.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : زيد.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٠ (ت. العمري).

(٥) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز» ، وم ، وتاريخ خليفة.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦.


جعفر ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال : ويحيى بن سعيد ، يكنى أبا سعيد ، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس قال : ومات يحيى بن سعيد الأنصاري سنة أربع وأربعين ومائة ، وكانوا أخوة ثلاثة : عبد ربه بن سعيد ، وسعد بن سعيد ، ويحيى بن سعيد ، فمات عبد ربه سنة تسع وثلاثين ومائة ، ومات سعيد سنة إحدى وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (١).

ح وأخبرنا أبو محمّد المقرئ ، أنا ابن أبي عثمان.

قالا : أنا ابن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن نمير يقول : مات يحيى بن سعيد سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وكانوا أخوة ثلاثة : يحيى بن سعيد ، وعبد ربه بن سعيد ، وسعد بن سعيد.

قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أحمد بن حنبل قال : ويحيى بن سعيد سنة ثلاث وأربعين ـ يعني : مات ـ.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنا نعمة الله بن محمّد المرندي (٢) ، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا (٣) عمر الضرير يقول : يحيى بن سعيد الأنصاري ، أبو سعيد ، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله (٤) بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦.

(٢) الأصل : المزيد ، وفي «ز» : «المريدي» ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٣) بالأصل : أبي ، خطأ ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٤) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن «ز» ، وم.


المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة ثلاث وأربعين ومائة فيها مات يحيى بن سعيد الأنصاري ، يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوزي : أن أحمد بن عمران بن الخضر أخبرهم ، نا أحمد بن يونس الضبيّ ، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ـ يعني : ثلاث وأربعين ومائة ـ مات يحيى بن سعيد الأنصاري القاضي بالهاشمية ، ويكنى أبا سعيد ، ويقال : سنة أربع فيما ذكر الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي قال : توفي ـ يعني : يحيى بن سعيد ـ بالهاشمية سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وكان قاضيا لأبي جعفر ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، حجّة ، ويكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أنا ـ وأبو الحسن العطّار ، نا ـ الخطيب (١).

ح وأخبرنا أبو محمّد بن أحمد ، أنا أبو الغنائم.

قالا : أنا ابن مهدي ، أنا محمّد ، نا جدي ، حدّثني سليمان بن أحمد قال : قال يزيد بن هارون : مات يحيى بن سعيد بالهاشمية سنة أربع وأربعين ومائة ، وكان يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٢).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله.

قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان [قال : سمعت ابن بكير يقول : مات يحيى بن سعيد في سنة ست وأربعين ومائة](٣).

٨١٤٧ ـ يحيى بن سعيد

حكى عن أبي (٤) إدريس الخولاني.

روى عنه : الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن (٥) إبراهيم ، عن أبي القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهّاب

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٦.

(٢) المصدر السابق.

(٣) ما بين معكوفتين مكانه غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.

(٤) لفظة «أبي» غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.


الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا أبو عامر ، نا الوليد بن مسلم.

ح وقرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ـ ونقلته من خطّه ـ أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله المعروف بابن أبي عمرو ، أنا عمر بن محمّد بن موسى بن فضالة ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي ـ من كتاب أبيه بخطّه ـ نا الوليد بن مسلم ، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، ويحيى بن سعيد (١) ـ زاد ابن أبي عمرو : الدمشقي ، وقالا : إنهما رأيا أبا إدريس ـ زاد ابن أبي عمرو : الخولاني ، وقالا : ـ يجلس بالعشيات بعد العصر بهنيهة على درج مسجد دمشق مستقبل القبلة والناس تحته يحدّثهم ويستفتونه فيفتيهم.

٨١٤٨ ـ يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري الحمصيّ العطّار (٢)

نسبه بعض من روى عنه إلى دمشق ، فلعلّ أصله منها.

حدّث عن حريز (٣) بن عثمان الرحبي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن عرق اليحصبي ، وأبي هلال محمّد بن سليم الراسبي ، ويزيد بن عطاء ، والمبارك بن فضالة ، وعبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي ، وأبي شهاب عبد ربه بن نافع الحافظ (٤) ، وسوّار بن مصعب الهمداني (٥) الكوفي ، ويحيى بن أيوب المصري ، ومحمّد بن مطرف المدني ، وحمّاد بن يزيد ، والسري بن يحيى ، وفضيل بن مرزوق ، والمغيرة بن مسلم ، ويونس بن يزيد ، وعبد الحميد بن سليمان أخي فليح ، وحفص بن سليمان المقرئ ، وراشد بن أبي راشد ، ويحيى بن العلاء (٦) ، وأبي عمران سعيد بن ميسرة البكري ، وأبي سليمان الحكم بن عمر الرعيني ، وأبي عوانة الوضّاح (٧) وغيرهم.

روى عنه : حيوة بن شريح ، ومحمّد بن المصفّى ، ومحمّد بن عمرو بن حنان ، وأبو

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : سعد.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠١ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٤٠ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٧٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٧٧ والجرح والتعديل ٩ / ١٥٢ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٤٧٢ والكامل لابن عدي ٧ / ١٩٣ والضعفاء الكبير ٤ / ٤٠٣.

(٣) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : جرير ، والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «الخياط» وفي م : «الحياط» بدون إعجام ، وفي تهذيب الكمال : الحناط.

(٥) في «ز» : الهمداني ، تصحيف.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يحيى بن أبي العلاء.

(٧) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.


حميد أحمد بن محمّد بن سيّار الحمصيون ، وأبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني ، وسليمان بن سلمة الخبائري ، وأبو همام الوليد بن شجاع ، ومحمّد بن أبي السري العسقلاني ، والهيثم بن خارجة الخراساني ، ووهب بن بيان المصري ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني ، وعبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، وأحمد بن محمّد بن المغيرة (١).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا الحسين بن عبد الله (٢) القطّان ، نا موسى بن مروان الرقّي ، نا يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ ، عن الصلت بن الحجّاج ، عن عاصم الأحول ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لرجل : «يا ذا الأذنين» قال موسى : هذا من المزاح [١٣١٢٩].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، نا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي القاضي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن علي ، قالا : نا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ نا محمّد بن عمرو بن حنان ، نا يحيى بن سعيد (٣) ، نا فضيل ، عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن وانقطاع من الزمن أمير ، أول ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره ، يهمّه من يقبل منه صدقة ذلك المال لما يصيب الناس من الفرج» [١٣١٣٠].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا سليمان بن أحمد ، نا القاسم بن زكريا ، نا محمّد بن عمرو بن حنان ، حدّثني يحيى بن سعيد العطّار الدّمشقي ، نا أبو عبد الرّحمن ، عن زيد بن واقد ، عن مكحول ، عن أبي سلمة ، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لتقصدنكم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له برهوت (٥) ، يغشى الناس فيها عذاب أليم ، تأكل الأنفس والأموال ، تدور الدنيا كلها في ثمانية أيام ، تطير [طير](٦) الريح والسحاب ، حرّها بالليل أشدّ من حرّها بالنهار ، ولها بين السماء والأرض دوي

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، ولعله أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي ، المتقدم قريبا ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٢٥٥.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبيد الله.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : سعد ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ١٩٢ ضمن ترجمة مكحول الشامي.

(٥) برهوت : بفتح الباء والراء : بئر بحضرموت ، وقيل : واد باليمن فيه أرواح الكفار (راجع معجم البلدان).

(٦) سقطت من الأصل ، وزيدت عن م ، و «ز» ، وفي الحلية : تطير كطير الريح.


كدوي الرعد القاصف هو من رءوس الخلائق [بالنهار](١) أدنى ن العرش» قلت : يا رسول الله ، أسليمة هي يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال : «وأين المؤمنون والمؤمنات يومئذ ، هم شرّ من الحمر يتسافدون كما يتسافد البهائم ، وليس فيهم رجل يقول مه مه» [١٣١٣١].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا محمّد بن مصفّى ، نا يحيى بن سعيد العطّار الأنصاري ، نا عثمان بن [عطاء بن](٢) أبي حجار ، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل وأبو الحسين ، نا أبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسين قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٣) : يحيى بن سعيد أبو زكريا العطّار الشامي ، سمع محمّد بن عبد الرّحمن اليحصبي ، هو الحمصيّ ، روى عنه أخوه.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا فيه ، والصواب حيوة (٥) ـ يعني : ابن شريح ـ.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد (٦) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) :

يحيى بن سعيد العطّار الشّامي الحمصيّ ، أبو زكريا الأنصاري ، روى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق اليحصبي ، وأبي هلال الراسبي ، ويونس بن عثمان ، روى عنه حيوة بن شريح ، ومحمّد بن المصفّى ، وأبو همام الوليد بن شجاع ، سمعت أبي يقول ذلك (٨).

__________________

(١) زيادة عن حلية الأولياء.

(٢) استدركت اللفظتان عن هامش الأصل وبعدهما صح.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٧٧.

(٤) زيادة منا.

(٥) وفي التاريخ الكبير المطبوع : حيوة.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : أحمد ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٥٢.

(٨) كتبت فوق الكلام بالأصل.


قال أبو محمّد : روى عن مبارك بن فضالة ، والمسعودي ، وأبي شهاب الحنّاط (١) ، ويحيى بن أيوب المصري ، ومحمّد بن مطرف المديني ، وحمّاد بن زيد ، والسّري بن يحيى ، والمغيرة بن مسلم ، حدّثنا عنه أحمد بن محمّد بن سيّار الحمصيّ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو زكريا يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ ، سمع محمّد بن عبد الرّحمن اليحصبي ، روى عنه حيوة ، وإسحاق.

قرأت على أبي الفضل السلامي ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو زكريا يحيى بن سعيد العطّار ، أنا أحمد بن محمّد بن المغيرة ، نا يحيى بن سعيد العطّار الأنصاري ، أبو زكريا.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر (٢) الدولابي قال : أبو زكريا يحيى بن سعيد العطّار.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو الحاكم قال :

أبو زكريا يحيى بن سعيد الأنصاري العطّار الحمصيّ ، سمع أبا الوليد محمّد بن عبد الرّحمن ، عن أبي الهذيل محمّد بن الوليد ، روى عنه أبو العبّاس حيوة بن شريح ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، كنّاه البخاري.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب قال : يحيى بن سعيد أبو زكريا العطّار الحمصيّ ، حدّث عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق ، والصّلت بن الحجّاج ، وأبي هلال الراسبي ، ومبارك بن فضالة ، وأبي شهاب الحنّاط (٣) ، وحمّاد بن زيد ، ويحيى بن أيوب المصري ، و [السري](٤) بن يحيى ، وأبي غسّان محمّد بن مطرف ، والمغيرة بن مسلم ، روى عنه موسى بن مروان الرقّي ، ووهب بن بيان ، وأبو همّام الوليد بن شجاع السكوني ،

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : «الخياط» وبدون إعجام في م.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : شعية.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : الخياط.

(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.


وحيوة بن شريح ، ومحمّد بن المصفّى ، وأبو حميد بن سيّار الحمصيون.

أخبرنا (١) أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني ، نا أبو محمّد بن حيّان ، نا ابن أبي عاصم ، نا ابن مصفّى [نا](٢) يحيى بن سعيد العطّار ثقة ، عن أبي شهاب ، عن عبيد الله بن عمر ، فذكر حكاية لا أعلم ....... (٣) من ..... (٤)

أنبأنا أبو الحسين (٥) ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) : نا محمّد بن عوف الحمصيّ قال : سمعت يحيى بن معين يضعف يحيى بن سعيد العطّار صاحبنا ، وذكر أنه أخرج (٧) كتبه وأنه روى أحاديث منكرة.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٨) ، نا محمّد بن علي.

وأخبرنا بها عالية أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس.

قال : نا عثمان بن سعيد قال : قلت ليحيى بن معين : يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ؟ قال : ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد قال (٩) : سمعت ابن حمّاد يقول : قال السعدي : يحيى بن سعيد العطّار ، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو

__________________

(١) الخبر التالي سقط من «ز» ، وم.

(٢) سقطت من الأصل.

(٣) كذا بياض بالأصل.

(٤) كذا بياض بالأصل.

(٥) بالأصل : «أبو علي الحسين» والتصويب عن «ز» ، وم.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٥٢ وتهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٢.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتهذيب الكمال ، وفي الجرح والتعديل : احترق كتبه.

(٨) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ١٩٣.

(٩) المصدر السابق.


عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن جعفر ، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، وسئل عن يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ؟ فقال : لا يحتج بحديثه (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران ، أنا أبو الحسن المجهز ، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، أنا أبو جعفر العقيلي قال (٢) : يحيى بن سعيد العطّار ، شامي ، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد الحافظ قال (٣) : يحيى بن سعيد العطّار ، حمصي ، وليحيى كتاب مصنّف في حفظ اللسان ، حدّثنا بالكتاب أحمد بن محمّد بن عنبسة ، عن أبي التقي هشام بن عبد الملك ، عن يحيى بن سعيد هذا ، وفي ذلك الكتاب أحاديث لا يتابع عليها ، وهو بيّن الضعف.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري وغيره ، عن محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سألت أبا الحسن الدارقطني عن يحيى بن سعيد العطّار ، فقال : ضعيف (٤).

٨١٤٩ ـ يحيى بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن

الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي (٥)

وأمه ، وأم أخيه عبيد الله بن سليمان : عائشة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، له ذكر.

٨١٥٠ ـ يحيى بن سليمان (٦) بن هشام بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له ذكر.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٢ وسير الأعلام ٩ / ٤٧٢.

(٢) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٤٠٣.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ١٩٣ طبعة دار الفكر.

(٤) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٠٢.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٦٦.

(٦) سليمان بن هشام ، أبوه قتلته المسودة ، وكان قد خالف مروان بن محمد ، ولحق بالضحاك الحروري. (نسب قريش ص ١٦٨).


٨١٥١ ـ يحيى بن سليمان

حدّث عن أبي سلام الحبشي.

روى عنه : عمرو بن واقد ، وأظنه يحيى الطّويل ، وأرى أنه حدّث عن نافع ، ومكحول ، وروى عنه إسماعيل بن عبد الله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم (١) الفقيه ، وعلي بن زيد السّلميان ، قالا : أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه ـ زاد ابن المسلم : وعبد الله بن عبد الرزّاق قالا : ـ أنا محمّد بن عوف بن أحمد ، نا الحسن بن منير ، أنا محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، حدّثني يحيى بن سليمان ، عن أبي سلام الحبشي عن ابن الديلمي قال :

أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص أريد أن أسأله عن حديثين بلغانا عنه ، فوجدته آخذا بيد رجل من قريش قد بلغنا أنه يشرب الخمر ، فقلت : كيف لي أن يخلو لي وجهه؟ قال : قلت : رحمك الله ، هل سمعت في الخمر شيئا؟ قال : نعم ، فلمّا سمعه القرشي خلّى سبيل يده وولّى منطلقا قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من شرب الخمر رجس ورجست صلاته أربعين يوما ، فإن تاب تاب الله عليه ، ثم إن عاد رجس ورجست صلاته أربعين يوما ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال [يوم القيامة](٢)» [١٣١٣٢].

قلت : أرأيت حديثين بلغاني (٣) عنك بالشام قال : وما هما؟ قلت : قولك : جفّ القلم بما فيه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره فأصاب به من شاء ، فمن أصابه النور يومئذ اهتدى وإلّا فلا» [١٣١٣٣].

قلت : فصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «صلاة في مسجد بيت المقدس خير من ألف صلاة في ما سواه من المساجد إلّا المسجد الحرام ومسجدي هذا» [١٣١٣٤].

٨١٥٢ ـ يحيى بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن

عاصم بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب أبو الوليد الكلابي

أخو محمّد بن صالح بن بيهس أمير دمشق في فتنة أبي العميطر ، وكان يحيى من علماء

__________________

(١) بالأصل : مسلم ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) الزيادة استدركت عن «ز» ، وم.

(٣) بالأصل وم : بلغني ، والتصويب عن «ز».


أهل الشام بأيام العرب (١) ووقائعها.

رأى أبا تمام الطائي بدمشق.

حكى عنه أحمد بن أبي الطاهر البغدادي ، وكان فارسا شاعرا ، وهو الذي تولى حرب سعيد بن خالد بن محمّد الفديني الذي خرج في أيام المأمون بعد أبي العميطر ، فمما وجدت من شعره ما قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلّى ، نا صالح بن البحيري ، نا النضر بن يحيى قال : قال يحيى بن صالح :

إذا ما الناس عدوا جاهليا

من الأفعال عجمانا وعربا

رأونا خير من ألقت نزار إليه

أمورها شرقا وغربا

لعمرو أبي موارق عبد شمس

اليه صادق لم يأت ذنبا

لقد لقيت بما سوح عراما

أمية عمّها طعنا وضربا

عشية لا أرى إلّا قتيلا

ومأسورا يقاد إليّ سحبا

أناضلهم عن المأمون إني

رضيت فعاله والله ربّا

٨١٥٣ ـ يحيى بن صالح

أبو زكريا ، ويقال : أبو صالح الوحاظي (٢)(٣)

من أهل دمشق ، وقيل من أهل حمص.

حدّث عن مالك بن أنس ، وسليمان بن بلال ، وسعيد بن عبد العزيز ، ومعاوية بن سلّام ، وسلمة بن كلثوم ، ويزيد بن زياد الدمشقي ، ومحمّد بن مهاجر ، وفليح بن سليمان ، وزهير بن معاوية ، والحسن بن أيوب ، والحكم بن عمر الحمصي ، وعبيد الله بن عمرو الرقّي ، ومحمّد بن سليمان (٤) أبي ضمرة الحمصي ، وإسحاق بن يحيى الكلبي ، ومحمّد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : العراق.

(٢) الوحاظي بضم الواو وتخفيف المهملة ، نسبة إلى وحاظة بطن من جشم بن عبد شمس.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٠ وتهذيب الكمال ٦ / ١٤٦ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٨٦ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٣ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٨٢ والجرح والتعديل ٩ / ١٥٨ واللباب ٣ / ٣٥٤ وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٠٨ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٥٣ وشذرات الذهب ٢ / ٥٠.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : صالح ، والتصويب عن «ز» ، وم ، وهو محمد بن سليمان بن أبي ضمرة القاص السلمي ، أبو ضمرة الحمصي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٢٥.


يعقوب بن مجمع الأنصاري ، وداود بن عبد الرّحمن العطّار ، وحفص بن عمر ، وحمّاد بن شعيب الكوفي ، ويزيد بن عطاء ، ومعروف أبي الخطاب ، وعلي بن سليمان الكلبي الكيساني ، ومحمّد بن الحسن صاحب أبي حنيفة.

روى عنه : أحمد بن أبي الحواري ، وإبراهيم بن نصر بن منصور السوريني ، ومحمّد بن مسلم بن وارة ، ويعقوب بن سفيان ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو حاتم الرازي ، ومحمّد بن إسماعيل البخاري ، وأبو عبد الله أحمد بن خليد الحلبي الكندي ، وأبو عتبة أحمد بن الفرج ، وإبراهيم بن الحسين الكسائي ، وعبد الرّحمن بن القاسم ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، وسليمان بن عبد الحميد البهراني ، ويحيى بن معلّى الرّازي ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وإبراهيم بن أبي داود البرلّسي ، وأبو الوليد محمّد بن أحمد بن برد ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، وعبد الله بن نصر بن هلال السلمي ، وأبو أمية الطرسوسي ، ومحمّد بن سهل بن عسكر ، وعمران بن بكّار.

واستقدمه المأمون إلى دمشق ليوليه قضاء حمص.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان ، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر ، نا عبد الرّحمن بن القاسم ، نا يحيى بن صالح ، نا حمّاد بن شعيب ، نا حبيب بن أبي ثابت ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن بشر بن سحيم قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيام التشريق فقال : «لا يدخل الجنّة إلّا مؤمن ، وإن هذه أيام أكل وشرب» (١) [١٣١٣٥].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا ابن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٢) : سمعت يحيى بن صالح يقول : ولدت سنة سبع وثلاثين ومائة.

وقال أبو حاتم بن حبان : ولد سنة سبع وأربعين ومائة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : سمعت يحيى بن صالح يقول :

__________________

(١) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٢) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٨٤.


قدمتي (١) عليكم دمشق في أيام السعيد بن أبي بشير ، وابن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : في الطبقة السابعة من أهل الشام : يحيى بن صالح الوحاظي ، الحمصي ، ويكنى أبا زكريا ، روى عن سعيد بن عبد العزيز ، ويحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : ويحيى بن صالح وحاظي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين (٣) ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) :

يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي ، سمع فليح بن سليمان ، وسعيد بن عبد العزيز ، مات سنة ثنتين وعشرين ومائتين.

[قال البخاري :](٥) قال عبد الصّمد : سألت يحيى بن صالح الوحاظي عن الإيمان فقال : حدّثنا أبو المليح الحسن بن عمرو قال : سمعت ميمون بن مهران يقول : أنا أقدم من الإرجاء. أراه أبو زكريا (٦).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) : يحيى بن صالح الوحاظي الدّمشقي ، روى عن سعيد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «قدم» وبعدها فراغ بسيط.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٧٣.

(٣) «وأبو الحسين» مكرر بالأصل ، والمثبت يوافق عبارة «ز» ، وم ، والسند معروف.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٨٢.

(٥) زيادة عن تهذيب الكمال للإيضاح ، والخبر التالي ليس في التاريخ الكبير ، ونقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣ عن البخاري والذهبي في سير الأعلام ١٠ / ٤٥٦.

(٦) في «ز» : «أراه أيوب» وبعدها فراغ ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٥٨.


عبد العزيز ، ومعاوية بن سلام ، وسليمان بن بلال ، وزهير بن معاوية ، والحسن بن أيوب ، وفليح بن سليمان ، روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، ومحمّد بن عوف ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبي ـ رحمة الله ـ ومحمّد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّائي ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي ، سمع فليح ، وسعيد بن عبد العزيز.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم ، أخبرني أبي قال : أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا الكتاني ، أنا تمام ، أنا أبو عبد الله ، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم : يحيى بن صالح (١).

__________________

(١) كتب بعدها في م : أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال : وكتب في «ز» : آخر الجزء الثاني والعشرين بعد الخمسمائة يتلوه : أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا : أنا أبو الحسين ... بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه مني محمد ، وسمع من أوله إلى آخره الورقة التاسعة أخي الحسن بن علي وكتب العالم ابن علي ... (بياض : مقصوص بالأصل) محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أبقاه الله ابنه أبو الفتح الحسن وابن أخيه أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن والشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو زكرى محمّد بن خلف بن كوما الصالحي والأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني بقراءة بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى والشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد الشافعي والشيخ المهذب أبو عبد الله الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان والقاضي أبو المعالي بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي وعبد الرّحمن بن أبي طاهر بن أبي سفيان وأبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان وأبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم بن غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وأبو الحسين بن علي بن خلدون ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد ويوسف بن مجلى بن إبراهيم وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وأبو القاسم بن أبي طالب بن أحمد العطار وعلي بن نجيم بن أحمد وأسعد بن أبي النور بن أبي القبائل وعبد الله بن ياسين بن عبد الله اليمنيون وعمر بن أبي محمّد بن أبي القاسم القيرواني وإسماعيل بن عمر بن أبي القاسم الأستيدابادي وناصر بن كتائب بن أبي محمّد الفاعي وخليل بن حسان بن عبد المفرج وعبد الغني بن برهان بن عبد العزيز وعبد الغني بن سليمان بن عبد الله المغربي ورفاعة بن محمّد بن إبراهيم ورمضان بن علي بن أبي الفرج


__________________

الأرجاني وأبو محمّد بن علي بن أبية وابنه مكي وبركات بن سيف بن عبد الله ومودود وأخوه صديق ابنا الياس بن سلامة الكتابيان وأبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي وأبو القاسم بن شبل بن الحسين وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وعلي بن محمّد بن علي النفطي وأبو الحسين بن نعمة الله بن عبد الله القواس وعلي بن بندار بن الحسين البصري وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وعلي بن يوسف بن سلمان وأحمد بن ناصر بن طعان وأبو الفضل بن صبيح بن عبد الرّحمن البنجاني ويوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الفارسي ويوسف بن فرج بن عبد الله الأندلسي وأبو محمّد بن أبي طالب بن علي ومحمّد بن إسماعيل بن حواب وطرخان بن يعلى بن عبد الله وفضائل بن علي بن الحسن وعبد الله بن عبد الواحد بن محمّد الحوراني وعبد الخالق بن شعبان بن سالم الدقاني وظافر بن محمّد بن نافع وعبد الله بن أبي الفتح بن أبي النور وعلي بن عبد الغني بن محمّد بن عبد الله المغربي وعيسى بن محمّد بن خلف الأندلسي وأبو الفتوح بن عبدان بن بنان النشافيري ومحمّد بن محمّد بن أبي الحسن الشقاني وعمر بن تمام بن عبد الله بن معمر بن هبة الله بن خليفة وخالد بن علي بن عباس الدارغوني ومسرور بن مسعود بن علي وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وذلك في يوم الجمعة الخامس من ربيع الأول سنة خمس وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وسمع من الجماعة أحمد بن علي بن يعلى الصقلي ثم السهمي وصلواته على سيدنا محمّد وآله وسلم تسليما كثيرا ه. جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحافظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم ابن الشيخ الإمام العالم الحافظ الأوحد شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي رضي‌الله‌عنه وقدس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله ابنه أبو الغنائم سالم جبره الله وأخوه القاضي شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وابنه أبو إبراهيم إسحاق جبره الله والفقيهان أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي ويوسف بن أبي الفرج بن مهذب وعبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد وأبو الحسين بن علي بن خلدون وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي وأحمد بن مكارم بن أبي عبد الله وعين الدولة بن جلدك بن عبد الله الجنيدي وعبد الرّحمن بن طالب بن سبع وأبو عبد الله محمّد بن ميمون بن مالك الأندلسي ومحمّد بن سيدهم بن هبة الله الدمشقي وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي وأبو عبد الله وأبو منصور ابنا أحمد بن محمّد والوجيه أبو القاسم محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني وعبد الله بن قاسم بن فراج وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وعبد الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الواحد وسمع آخرون ........ أسماؤهم مثبتة في الفرع وسمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري المالقي وذلك في مجلسين آخرهما يوم الاثنين حادي عشر من صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلم وصح وثبت ه. سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام الأصيل العالم الأوحد الحافظ الأجل البارع شمس الدين ناصر السنة زين الأمّة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن أبي الحسن الشافعي أيّده الله وولده أبو القاسم علي عمره الله والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وابناه أبو الحسن وأبو الحسين محمّد وإسماعيل وفتاهم فرج والقاضي بهاء الدين أبو


__________________

إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن تميم التنوخي والفقيه الأمين أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبد الله الأزدي بقراءته وأبو سعيد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري وأبو الفضل حامد بن يعلى بن أحمد الرقي وأبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرماحي وأبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني وإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري يعرف بابن الأنماطي وهذا لفظه وسمع بعضه من سمع له في نسخة الفرع في مجلسين آخرهما خامس عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة والحمد لله وحده.

سمع جميع هذا الجزء على الفقيه الإمام العالم العامل مفتي الشام الدين أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه له من عمه والملحق بإجازته منه بقراءة الإمام العالم المحدث محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن ملالة الأندلسي الولد النجيب أبو بكر محمّد بن الإمام العالم تقي الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد الله الأنصاري وأبو المعالي عبد الله بن محمّد بن أبي المعالي عبد الله بن صابر السلمي ومحمّد ويحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمين عباس الحميري وأبو بكر محمّد وأبو الفضل سليمان ابنا محمّد بن أبي بكر البلخي وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرماحين وعبد الواحد بن عبد السيد بن بركات المقدسي وعبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا الله عنه وهذا خطه وسمع نصفه الثاني الإمام العالم تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله الأنماطي وذلك في يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة والحمد لله رب العالمين والحمد لله وحده وسمع صافي بن عبد الله فتى الأنماطي جميع الجزء بالقراءة والتاريخ كتبه عبد العزيز بن عثمان الإربلي ه ..

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل نور الدولة أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن الكويس العامري بسماعه له من مؤلفه والملحق بإجازته منه بقراءة الإمام العالم محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الولد النجيب أبو بكر محمّد بن الإمام تقي الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنماطي وأبو بكر محمّد وأبو الفضل سليمان ابنا محمّد بن أبي بكر البلخي وعبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا الله عنه وهذا خطه وذلك في مجلسين آخرهما يوم الجمعة ثاني عشر من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه ه.

سمع جميع هذا الجزء على الفقيه العالم مفتي الشام أوحد الأنام فقيه السلف أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بسماعة فيه والملحق بإجازته من المؤلف ابن أخيه أبو سعد عبد الله ابن شيخنا الإمام الورع أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن والفقيه أبو الطاهر إبراهيم بن هبة الله بن المسلم الحسني الشافعي وعبد الرّحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي ومحمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي بقراءته وهذا خطه وعارض به نسخته وسمع من موضع اسمه إلى آخر الجزء فخر الدين الفقيه أبو الثناء محمود بن أبي بكر بن حمزة المرداني وذلك يوم السبت التاسع عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة بمقصورة الصحابة رضوان الله عليهم من جامع دمشق حرسها الله والحمد لله وحده وصلاته على سيدنا محمّد وآله وسلامه ه. الجزء الثالث والعشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه‌الله سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن وإجازة له من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.


أخبرنا (١) أبو غالب [أحمد](٢) وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ـ في كتابه ـ أنا أبو القاسم عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا (٣) أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة من الشاميين : يحيى بن صالح الوحاظي (٤).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي ، سمع مالك بن أنس الأصبحي ، وفليح بن سليمان ، ليس بالحافظ عندهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

يحيى بن صالح أبو زكريا الوحاظي الحمصي ، سمع فليح بن سليمان ، ومعاوية بن سلّام ، روى عنه البخاري في الصلاة وغيرها ، وروى عن إسحاق غير منسوب عنه في الكسوف وفي الوكالة ، وعن محمّد غير منسوب عنه أيضا في كتاب ..... (٥) مات سنة ثنتين وعشرين ومائتين. قاله البخاري.

قال أبو نصر : قال لي ابن أبي سعيد السرخسي : إن محمّدا هذا غير منسوب ، هو ابن إدريس ، أبو حاتم الرّازي ، وذكر أنه رآه في أصل عتيق.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب قال : ويحيى بن صالح الوحاظي الدّمشقي ، حدّث عن مالك بن أنس ، وسعيد بن عبد العزيز ، ثم ذكر بعض من روى عنه وبعض من يروي عنه.

__________________

(١) كتب قبلها في «ز» : بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «س» بحرف صغير.

(٤) كتب على هامش «ز» : الوحاظي بالظاء المشالة وهي بلدة باليمن وتسمى أحاظة ووحاظة. وكتبه أحمد.

(٥) كلمة غير واضحة بالأصل وصورتها : «المحر» وفي «ز» : «المخضر» وفي م : «المحصر».


أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : لم يقل ـ يعني : أحمد بن حنبل ـ في يحيى بن صالح إلّا خيرا.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا أبو محمّد الصّوفي ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا عبد الرّحمن بن عبد الله ، نا عبد الرّحمن بن عمرو قال : سألت يحيى بن معين عن يحيى بن صالح؟ فقال : ثقة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قال : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا وطاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : سألت أبي عن يحيى بن صالح ، فقال : صدوق.

ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال : قلت لأبي حاتم : ما تقول في يحيى بن صالح الوحاظي؟ فقال : صدوق (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم حمزة بن يونس ، أنا عبد الله بن عدي قال (٣) : الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب ، وإسماعيل بن عيّاش ، ومبشر بن إسماعيل ، وبقية ، وعصام بن خالد ، ويحيى بن صالح الوحاظي.

أخبرنا أبو المظفّر ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري ، أنا أبي ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال (٤) : يحيى بن صالح الوحاظي ، حسن الحديث ، ولكنه صاحب رأي ، وهو عديل (٥) محمّد بن الحسن إلى مكة ، وأحمد بن حنبل ، لم يكتب عنه.

أخبرنا (٦) أبو جعفر بن أبي علي ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٥٨.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣ وسير الأعلام ١٠ / ٤٥٤.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣ وسير الأعلام ١٠ / ٤٥٥.

(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣ وسير الأعلام النبلاء ١٠ / ٤٥٤.

(٥) عدل الرجل في المحمل وعادله : أي ركب معه. يعني أنّه كان رفيقه في المحمل.

(٦) آخر الخبر التالي في «ز» إلى ما بعد الذي يليه.


علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، أنا الثقفي ـ يعني : السراج ـ قال : سمعت المهنّى بن يحيى قال : سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال : رأيته ، ولم يحمده.

أخبرنا (١) أبو (٢) الحسن علي بن المسلّم السلمي ، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة [نا] أحمد بن صالح قال : وجدنا عند يحيى بن صالح ثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره (٣).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك (٤) ، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٥) ، نا عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال : رأيته في جنازة أبي المغيرة ، فجعل أبي يضعفه (٦) ، قال أبي : أخبرني إنسان من أصحاب الحديث قال : قال يحيى بن صالح : لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث ـ يعني : هذه التي في الرؤية (٧) ـ قال أبي : كأنه نزع إلى رأي جهم.

قال : ونا العقيلي (٨) ، حدّثني عبد الله بن علي ، نا إسحاق بن منصور ، نا يحيى بن صالح وكان مرجئا خبيثا ، داعي دعوة ليس بأهل أن يروى عنه.

قال العقيلي (٩) : يحيى بن صالح الوحاظي حمصي ، جهمي (١٠).

وسئل محمّد بن عوف عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال : كان يرى رأي أبي حنيفة وأصحابه ، وخرج من مكة ، وزامل محمّد بن الحسن إلى الكوفة ، فقال له إسماعيل بن عيّاش : لو زاملت كذا كان خيرا لك من أن تزامله.

__________________

(١) الخبر التالي سقط بتمامه من م.

(٢) من هنا ... إلى قوله : صالح ، مكانه بياض في «ز».

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٥٥.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : أنا محمد بن المظفر بن المبارك.

(٥) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٤٠٨.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الضعفاء الكبير : يصفه.

(٧) في الضعفاء الكبير : الرواية.

(٨) الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي ٤ / ٤٠٩.

(٩) الضعفاء الكبير ٤ / ٤٠٨.

(١٠) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والضعفاء الكبير.


وقال أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي : كان حيوة بن شريح ينهاني أن أكتب عن يحيى بن صالح الوحاظي ، وقال : هو كذا وكذا (١).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر ، وأبو الميمون فرّقهما ، قالا : أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (٢) ، نا يزيد بن عبد ربّه قال : سمعت وكيعا ـ وفي حديث أبي الميمون : وكيع بن الجرّاح ـ يقول ليحيى بن صالح ـ زاد أبو الميمون : الوحاظي ـ وقالا : ـ يا أبا زكريا اجتنب ، وقال أبو الميمون : احذر الرأي ، فأنّي سمعت أبا حنيفة يقول : البول ، ـ وقال أبو الميمون : للبول (٣) ـ في المسجد أحسن من بعض قياسهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب قال : كتب إليّ (٤) عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي أخبرهم.

وأنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ـ لفظا ـ.

وقرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز ، أنا ابن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال : سمعت أبا اليمان يقول : قدم الحسن بن موسى الأشيب علينا قاضيا بحمص ، فقال لي : دلّني على رجل ثقة موسر أستعين به في بعض أمري ، فقلت : لا أعرف أحدا أوثق من يحيى بن صالح (٥).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله المقرئ.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل أحمد بن عبد الله بن عمر ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا ابن مصفّى قال : مات يحيى بن صالح سنة ثنتين وعشرين ومائتين (٦).

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، نا أبو الحسين بن

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٣.

(٢) الخبر رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٥٠٧.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.

(٤) من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٥) الخبر في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٤.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٤.


الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : سنة ثنتين وعشرين ومائتين](١) فيها مات أبو صالح يحيى بن صالح الوحاظي ، ومولده سنة وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : ومات يحيى بن صالح سنة اثنتين وعشرين ومائتين ، وهكذا قال عمرو بن دحيم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة اثنتين وعشرين ـ مات يحيى بن صالح الوحاظي ، وهو ابن خمس وثمانين سنة (٢).

٨١٥٤ ـ يحيى بن صفوان

من جند بني العبّاس الذين حاصروا دمشق مع عبد الله بن علي ، وكان مع العبّاس بن يزيد على باب الفراديس ، له ذكر.

٨١٥٥ ـ يحيى بن طالب أبو زكريا الأنطاكي ، ويقال : الطّرسوسي الأكّاف

نزيل دمشق.

وسمع بدمشق وغيرها هشام بن عمّار ، ومحمّد بن مصفّى ، وعبيد بن هشام الحبلي ، ونوح بن حبيب ، وهشام بن خالد ، وأبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي ، وعبّاس بن الوليد الخلّال ، والحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني ، ومحمّد بن محمّد بن إدريس الشافعي.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي الخراز ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد الأصبهاني ، وأبو عمر أحمد بن محمّد الطّرسوسي الجلي ، وأبو الفضل العبّاس بن أحمد الخواتيمي ـ قاضي طرسوس ـ ومحمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميمذي ، وأبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني ، وأبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد ، نا يحيى بن طالب الأنطاكي

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وتداخل الخبران : فاختل السياق ، والزيادة عن «ز» ، وم.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٤.


ـ بطرسوس ـ نا هشام بن عمّار ، نا سليمان بن موسى الزهري ، نا مطاهر بن أسلم ، حدّثني سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقرأ عشرا من آخر آل عمران كل ليلة [١٣١٣٦].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ ونقلته من خطه ـ نا عبد العزيز الكتّاني قال : قرأت على أبي القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجزري ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الأنصاري القاضي ـ بالجزيرة ـ نا سهل بن داود بن ديرويه الرازي ، وأحمد بن محمّد بن عاصم الرّازي ، وعبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي ، والوليد بن حمّاد أبو العبّاس الرملي ، ويحيى بن طالب الطّرسوسي ـ بدمشق ـ قالوا : أنا هشام بن عمّار الدمشقي ، نا حمّاد بن عبد الرّحمن ، نا خالد بن الزبرقان القرشي ، عن سليمان بن حبيب المحاربي ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديث ذكرته في ترجمة سهل بن داود ، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الميمذي ، فقال : حدّثنا أبو زكريا يحيى بن طالب الطّرسوسي ، نزيل دمشق ، نا هشام بن عمّار ، فذكر حديثا.

٨١٥٦ ـ يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن [سعد بن

تيم بن مرة بن كعب بن](١) لؤي بن غالب القرشي التيمي (٢)

حدّث عن أبيه ، وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي.

روى عنه : ابناه : بلال ، وطلحة ، وعامر الشعبي ، وعبد الملك بن عمير.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي.

ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن منصور السلمي ، أنا أبو بكر بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم. راجع عامود نسب أبيه طلحة بن عبيد الله في تهذيب الكمال ٩ / ٢٥١.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٤٨ ونسب قريش ص ٢٨٣ وطبقات ابن سعد ٥ / .....


المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، قالا : نا أبو كريب ، نا يونس بن بكير (١) ، أنا طلحة بن يحيى الطلحي ، عن يحيى وعيسى ابني طلحة ، عن أبيهما ، قال : مرّ علي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببعير قد وسم في وجهه فقال ـ زاد المحاربي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالا : ـ «لو أن أهل هذا ـ زاد أبو يعلي : البعير ـ عدلوا ـ قال المحاربي : النار عن ، زاد المحاربي : وجه وقالا : ـ هذه الدابة» فقلت : لأسمنّ في أبعد مكان من وجهها ، قال : فوسمت في عجب (٢) الذنب [١٣١٣٧].

قال الدارقطني : تفرّد به يونس بن بكير ، عن طلحة بن يحيى بن طلحة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا يوسف بن القاسم الميانجي.

وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم [أنا إبراهيم (٣)] بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالوا : أنا أبو يعلى الموصلي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري ، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر.

ح وأخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ ، أنا عمر بن أحمد بن عمر.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أحمد بن محمّد البحيري ـ إملاء ـ نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم.

ح وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا ، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء.

__________________

(١) قوله : «نا يونس بن بكير» مكرر بالأصل.

(٢) عجب الذنب : مؤخره.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.


أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت : نا أبو الطّيّب محمّد بن الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي ، قالوا : أنا أبو القاسم هارون بن إسحاق الهمداني.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن [عبد الله بن](١) مهدي ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قالوا : نا هارون بن إسحاق ـ زاد أبو يعلى : الهمداني (٢) ـ حدّثني ـ وقال بعضهم : حدّثنا ـ محمّد بن عبد الوهّاب زاد أكثرهم : القنّاد (٣) عن مسعر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي عن يحيى بن طلحة عن أمّه سعدى المرّية قالت :

مر عمر بطلحة بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما لي أراك مكتئبا؟ أيسوءك ، وقال البغوي : أساءك ، وقال اللخمي وابن أبي حاتم : أساءتك إمرة (٤) ابن عمّك؟ (٥) قال : لا ، ولكن (٦) ، وقال الميانجي : ولكني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند [موته](٧) إلّا كانت نورا لصحيفته ، وإن جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت» ـ زاد اللخمي وابن أبي حاتم : فقبض ولم أسأله ، قال : وقال ابن المقرئ : فقال : أنا أعلمها ، هي الكلمة التي أراد عليها عمّه ـ زاد ابن أبي حاتم : يعني : لا إله إلّا الله ، ولو أعلم أن شيئا ـ وقال البغوي : ولو علم شيئا ـ أنجى له منها لأمره ـ زاد المحاملي : به ـ [١٣١٣٨].

أخرجه النسائي عن هارون.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا داود بن علية ، عن مطرف ، عن عامر ، عن يحيى بن طلحة ، عن طلحة قال :

مرّ بي عمر بن الخطّاب وأنا كئيب حزين ، فذكر معنى الحديث علي بن مسهر (٨)

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز».

(٢) في «ز» : الهمذاني.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : العباد ، وفي م : «العداد» راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٧.

(٤) تقرأ بالأصل و «ز» : «امرأة» خطأ ، والتصويب عن م.

(٥) زيد بعدها في «ز» وم : وقال معلى : ما لك مكتئبا أساءتك إمرة ابن عمك في «ز» : «امرة».

(٦) بالأصل و «ز» : ولكني ، والمثبت عن م.

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٨) كذا بالأصل وم : «علي بن مسهر» وفي «ز» : «ابن مسعر» ولعل الصواب : «فذكر معني الحديث عن مسعر».


وزاد ، قال عمر : أنا سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال الكلمة التي راودت عمي عليها فردّها عليّ لا يقولها عبد عند موته إلّا فسح له ووجد لها روحا حين يخرج نفسه» فقال طلحة : صدقت والله [١٣١٣٩].

قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار ، عن عبد العزيز [بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي](١) محمّد بن القاسم بن معروف ، نا علي بن بكر ، نا أبو بكر أحمد بن الخليل التناعمي ـ بالتناعم ـ نا عمر بن عبيدة.

ح قال : ونا أحمد بن بكر ، نا العبّاس بن الفرج أبو الفضل بإسناديهما ، ولا أخلص حديث أحدهما من الآخر.

أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج بن يوسف : أوفد إليّ وفدا (٢) معك بمائة رجل من وجوه أهل الحجاز ، فوفد يحيى ، أو يعقوب بن طلحة وحده ، فخرج الآذن ، فقال : الحجّاج ، فدخل وخرج الآذن فقال : الوفد ، فدخل ابن طلحة وحده ، فقال عبد الملك : أين الوفد المائة؟ قال : هو يعد لها يا أمير المؤمنين ، قال ابن طلحة : فلمّا رأيت موضعي من عبد الملك قلت : والله لأنصحنّه ، فذكر الحكاية في وقوعه في الحجّاج عند عبد الملك.

[قال ابن عساكر](٣) والمشهور أن صاحب هذه الحكاية هو إبراهيم بن محمّد بن طلحة ، وقد تقدمت في ترجمته.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط قال (٤) : في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة : عيسى ، ويحيى ابنا طلحة بن عبيد الله ، أمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة (٥) بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة أو نسبة (٦) بن غيظ بن مرة بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانه مطموس وغير مقروءة بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) الأصل وم : وفد ، خطأ ، والمثبت عن «ز».

(٣) زيادة منا.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٦١ رقم ١١١٠ و ١١١١.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي طبقات خليفة : حارثة.

(٦) الأولى إعجامها مضطرب بالأصل ، والثانية بدون إعجام فيه ، وفي م و «ز» : «شبه أو شيبه» ، والمثبت عن طبقات خليفة.


عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن أبي بكر قال (١) : في تسمية ولد طلحة : وعيسى بن طلحة ، ويحيى بن طلحة ، وأمّهما سعدى ابنة عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة (٢) ، وأخواهما لأمّهما : المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، وسلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد (٣) بن المغيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو علي بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٤) في تسمية ولد طلحة ، قال : وعيسى ويحيى ، وأمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا ابن سعد قال (٥) : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة : يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، وأمّه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي ، ثم ذكر ولد يحيى بن طلحة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) :

يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي عن أبيه ، روى عنه ابناه : طلحة [وبلال (٧).

__________________

(١) نسب قريش للمصعب ص ٢٨١ و ٢٨٣.

(٢) الأصل : حارث ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وفي نسب قريش : خارجة.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : «بن الوليد» مكررة ، ولم تكرر في نسب قريش.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢١٤ في ترجمة طلحة بن عبيد الله.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٤.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٨٣ رقم ٣٠١٢.

(٧) إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.


ثم قال البخاري بعد أن ذكر ترجمة أخرى :](١) يحيى بن طلحة ، [روى الشعبي عن طلحة بن يحيى عن](٢) أمّه سعدى المرية ، هو والد إسحاق المديني ، وقال شريك : حدّثنا عبد الملك بن عمير ، عن يحيى بن طلحة : سمعت أبا هريرة أخو موسى وإسحاق (٣).

[قال ابن عساكر :](٤) ولا معنى للفرق بينهما ، هما واحد.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي ، روى عن أبيه طلحة بن عبيد الله ، روى عنه الشعبي ، وابناه طلحة وبلال ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر قالا : نا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٦) : يحيى بن طلحة تابعي ، ثقة ، روى عن أبيه.

٨١٥٧ ـ يحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي (٧)(٨)

روى عن : زيد بن أسلم.

روى عنه : أبو طاهر موسى بن محمّد الأنصاري المقدسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن الربعي الحافظ ، حدّثني أبي ، حدّثني محمّد بن خليد الحلبي ، نا موسى بن محمّد بن طاهر الأنصاري ، نا يحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي ـ من أهل البلقاء ـ عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٣) من قوله : «ثم قال ... إلى هنا» ثم أعثر عليه في التاريخ الكبير.

(٤) زيادة منا.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٦٠.

(٦) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٧٣ رقم ١٨١١.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : البلقائي. وكلاهما يصح نسبة إلى البلقاء. وهي مدينة الشراة بناحية الشام (الأنساب ١ / ٣٩٢ و ٣٩٣) وفي معجم البلدان : البلقاء : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى.

(٨) ترجمته في معجم البلدان ١ / ٤٨٩.


كان عمر بن الخطّاب كثيرا مما يحدّثنا عن أخبار الجاهلية وأهلها ويقول : الأجل حصن حصين ، وكهف منيع ، ولقد أتت عليّ أحوال مهلكات نجوت منها سالما ، وكنت من أشدّ الناس إقداما على ما يعجز عنه كثير من الناس ، من الدخول على الملوك ، ومباشرة الحرب ، حتى إنّي ونفر من أقراني من قريش دون العشرة أقدمنا على مائة رجل من ذوي البأس في بعض طريق الشام ، وقد أجمعوا للقاء أقران لهم ، فهجمنا عليهم ضحى ، فواقفناهم (١) حتى ذهب النهار وجاء الليل ، فتحاجزنا ، وما ظفروا منا بشيء ، وافترق أصحابي بعد ذلك فرقتين ، فكنت في أقلّهم عددا ، فأقمت أنا ومن صار معي منهم بمكاننا ، وغدا الآخرون عنّا يريدون البحر ، فذهبوا إلى الساعد (٢) ، فما نعلم لأحد منهم خبر ، وانطلقنا نحن إلى الشام ، فقضينا أمرنا فلمّا هممنا بالانصراف طعن رجل من أصحابي فمات ، وسرت أنا وواحد منهم لم يبق معي غيره ، فلم تنتصف الطريق بنا حتى غشينا في ليلة ظلمة سبع ، فاختطفه وبقيت وحدي ، فأتيت مكة ، فأقمت بها أياما ، ثم توجّهت لبعض الأمر ، فبينا أنا أسير تغوّلت (٣) لي الغول ، فقالت لي : أين تعمد يا بن الخطّاب؟ فقلت : وما عليك من ذلك؟ فاستدار وجهها حتى صار من ورائها ، فرفعت السيف فأضرب ما بين كتفيها وعنقها [فأبنته](٤) وانطلقت حتى قضيت حاجتي ، وحدّثت نفسي أن لا آخذ في ذلك الطريق ، فأتيت على المكان الذي وقعت بالغول فيه ، فلم أر لها أثرا.

فبينا أنا أسير إذ سمعت صياحا قد علا ، ولا أرى أحدا ، فما راعني ذلك ولا استوحشت له ، وسرت حتى أتيت مكة ، وكان الناس يكثرون ذكر النعمان بن المنذر ويصفون إكرامه من يأتيه من قريش ، فتوجهت نحوه حتى انتهيت إليه ، فوجدته جالسا في مجلس عظيم ، وقد كثر الناس فيه ، فجلست حيث انتهى بي المجلس ، فبينا أنا كذلك إذ سمعته يدعو بقوس وجعبة ، فأتي بها ، فنكب (٥) السهام بين يديه وجعل يتأمل الناس ، فإذا رجل قد طالهم وعلا عليهم ، رشقه في أذنه بسهم ، فأنشبه فيه ، وكنت رجلا طويلا ، فلمّا رأيته فعل ذلك برجلين خفت أن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» ، والمختصر : فواقعناهم.

(٢) الأصل وم و «ز» : «الساعة» ولا معنى لها هنا ، والمثبت «الساعد» عن المختصر ، وبهامشه : السواعد : مجاري الماء إلى النهر أو إلى البحر.

(٣) تغوّلت لي الغول بمعنى تخيّلت وتلوّنت.

(٤) سقطت من الأصل ، وبدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة ، استدركت اللفظة عن م.

(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فلب» ، وفي م : «فقلب».


يقع طرفه عليّ ، فيجعلني ثالثا ، فتلطفت حتى خرجت ثم عدت إلى مكة ، فلبثت بها حينا ، ثم بلغني عن ملك من ملوك غسّان ، أنه من أتاه من قريش حباه وشرّفه ، فلم يمنعني ما شاهدته من النعمان أن توجهت حتى انتهيت إلى باب ذلك الملك ، فأمكث أياما لا أصل إليه ولا يؤذن لأحد عليه ، ثم إنه جلس جلوسا عاما ، فدخلت في جملة الناس ، فإذا هو جالس في صدر مجلسه ، وإذا في وسط داره أسطوانة طويلة ، واسعة الرأس ، فجعل يتأملها مليا ، ثم أقبل على جلسائه فقال لهم : أترون أنه لو أخذ رجلا شابا (١) ظاهر الدم ، حسن الجسم ، فذبح على رأسه هذه الاسطوانة ، أكان يسيل دمه حتى يبلغ الأرض؟ فقالوا : ما نرى ذلك إنها لطويلة ، فأمر برجل توسّمه من بين الناس ، وقد نظر إليه على النعت الذي نعته ، فأخذ وأصعد إلى أعلى الاسطوانة ، فذبح ، فسال دمه حتى ثلثيها وانحدر قليلا ، فقال : ما أراه بلغ الأرض ، فلقد كانت به أدمة ، ولعله لو كان أبيض اللون كان دمه أكثر ، ثم تأمّل الناس فلحظني بطرفه ، فظننت أنه سيأمر بي ، ثم أجال طرفه وغفل عني ، فتلطّفت حتى خرجت ، فعدت إلى مكة ، فمكثت بها حينا ثم توجهت في تجارة إلى الشام في رهط من قريش ، فيهم : أبو سفيان بن حرب ، وكان مقصدنا غزة ، فلمّا أتيناها وجدنا أسواقها قد تصرّمت وبقيت بضائعنا ، فقيل لنا : لو أتيتم دمشق لأصبتم بها حاجتكم ، فانطلقنا إليها حتى أتيناها ، فتسوقنا وبعنا واشترينا ما يصلح لبلادنا ، وخرجنا نريد طريق بلادنا ، فلمّا سرنا غير بعيد عرضت لي حاجة ، فحللت إزاري ، فإذا فيه صرة ، ذكرتها حين رأيتها ، فيها شيء من الذهب ، كانت امرأة من نساء قومي دفعته إليّ ، وسألتني أن أبتاع لها به بزا ، أو ما أشبه ذلك ، فقلت لأصحابي : أنظروني بمكانكم إلى أن أنصرف إليكم ، فقد عرضت حاجة لا بدّ من العودة فيها إلى دمشق ، فأخبرتهم بأمر المرأة ، فقالوا : نحن نقيم عليك ، فلا تحبسنا ، فرجعت حتى أدخلها مساء ، فأتيت فندقا بها فنزلته لأبيت فيه ، وأصبح على حاجتي ، فإنّي لنائم أتاني رجل حسن الصورة مكتهل ، فحرّكني برجله ، ففتحت عيني ، فقال لي : من أين أنت؟ فقلت : أنا رجل غريب دخلت في حاجة ، فقال : انطلق معي إلى منزلي ، قال : فنهضت معه إلى منزله ، فأحسن ضيافتي ، وبتّ عنده خير مبيت.

فلما أخذت مضجعي قام يصلّي الليل كلّه حتى أدركه الصبح ، ثم أقبل عليّ فقال : لا تخرج إلى السوق حتّى أخرج معك ، فتقضي حاجتك ، قال : وكان من يخرج إلى الأسواق

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» والمختصر : رجل شاب.


يحرز متاعه مخافة أن يختطف. قال : وأدرك الرجال النوم لسهره ليله كله ، فكرهت أن أوقظه ، وخفت أن احتبس أنا عن أصحابي إن أنا انتظرته حتى يستيقظ ، فبادرت ، فأتيت السوق ، فإذا أكثر أهلها لم يأتوا ، فوقفت أترقب ، وأنا في ذلك أتأمل الناس فإذا ببطريق من بطارقة الروم قد أقبل ومعه جماعة من الأعوان ، فرآني على تلك الحال ، فعلم أنّي غريب ، فقال لأعوانه : خذوا هذا ، فنعم خادم الكنيسة هو ، فأخذوني فانطلقوا بي إلى كنيسة لهم فيها بناء قد استهدم ، ودفعوا إليّ مرا (١) فقالوا : اهدم ، فظللت يومي كله أعمل في ذلك حتى أمسيت ، فخلوني ، فرجعت إلى الفندق الذي كنت فيه ، أوّل الليلة الماضية ، وأنا بحالة سيئة ، فبينا أنا جالس فيه أتاني الرجل الذي كان أضافني فقال : أين كنت؟ وما كان من أمرك؟ فأخبرته ، فقال : ألم أوصك (٢) لا تخرج إلى السوق إلّا معي؟ فقلت : إنّك بتّ تصلي ، فأصبحت تعبانا وأعجلني الأمر وورائي أصحابي ينتظروني ، وكرهت أن أعجلك من منامي. فقال : انطلق الآن معي ، قال : فصار بي إلى منزله ، فأحسن ضيافتي وأوصاني أن لا أصنع كما صنعت ولا أخرج إلّا معه ، وأخذ في صلاته كما فعل في الليلة الماضية ، حتى إذا بان الصبح ونام ، خالفته فخرجت إلى السوق ، فإذا البطريق قد غشيني فقال لأصحابه : هذا صاحبنا بالأمس ، فخذوه ، فأخذوني حتى أوقفوني على موضع الهدم وأعطوني المرّ ، فما زلت أهدم حتى انتصف النهار واشتدّ الحر ، وخلا الموضع ، فجلست أستريح في ظل بعض تلك الحيطان ، فما شعرت إلّا وقد هجم عليّ البطريق فعلاني بسوط معه حتى أوجعني ، وقال : أتركت العمل وجلست؟ قال عمر : فأبلغ مني فعله ، ونظرت عن يميني وعن شمالي فإذا ليس أحد غيري [وغيره](٣) فاجتذبته جذبة فسقط عن دابته إلى الأرض ، ثم ضربت هامته بالمرّ حتى فلقتها وهو في ذلك يصيح ويستغيث ، فلم يسمعه أحد ، فطرحت عليه من ذلك الهدم ، وخرجت من المدينة هاربا لا ألتفت ورائي حذرا من الطلب أن يدركني ، وقصدت غير الطريق الذي فيه أصحابي.

فلما أبعدت من المدينة لحقني رجل من الروم يسير في بعض أمره ، فكلّمني بلغته ، فلم أعرفها واستراب بي ، وألحّ [في](٤) مخاطبتي بما لا أعلمه وأنا أخاطبه بما لا يعلمه هو ، ثم

__________________

(١) المرّ : المسحاة.

(٢) بالأصل وم : أوصيك ، خطأ ، والمثبت عن «ز».

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٤) استدركت على هامش الأصل.


أومأ بيده إلى سيفه ليسلّه ، فبادرته فغلبته عليه وصرعته عن بغلة كان عليها ، وضربته حتى قتلته ، وبدرت البغلة فذهبت ، وأخذت حتى وصلت إلى دير فيه جماعة من النصارى فدخلته ، فلما رأوني طافوا بي وسألوني عن حالي ، فاكنيت (١) عنها وقلت : بما يعرف ديركم هذا؟ قالوا : بدير العدس ، وانطلقوا إلى أسقف لهم فعرفوه خبري ، فأتاني ، فلمّا تأملني قال : إنّي أرى وجه خائف ، فقلت : وما ترى من خوفي؟ فقال : كن كيف شئت ، فقد أمّن الله خوفك ، ولا مكروه عليك إذ قد وصلت إلينا ، وأنزلني في بيته ، وأحسن ضيافتي ، ثم سألني من أنا؟ وممن أنا؟ فأخبرته ، وهو يتأملني ، ويعيد مسألتي وبتّ عنده ، فلمّا أصبحت قال لي : ما تشاء؟ المقام أم الرحيل؟ فقلت : بل الرحيل ، فإذا هو قد جاءني بحمارة له ، قمراء ذات لحم وشحم ، فأوكفها ، وحملها خرجين فيهما طعام وطرف وتحف ، وقال لي : اركبها وانطلق ، فإنك لن تأتي على أحد من النصارى فيراك عليها إلّا أحسن ضيافتك ، وحفظك ، وأكرمك ، وجوزك ، ثم أخذ بيدي فخلا بي من وراء الدير فقال لي : يا عمر ، قد وجب حقي عليك ، فقلت : أجل ، فقال : وأنت رجل من قوم كرام ولي إليك حاجة ، فاقضها ، فقلت : اذكرها وإنّي لأعجب أن يكون لمثلك إلى مثلي حاجة ، وأنا رجل غريب على الحال الذي ترى ، فقال : إنّي رجل عندي علم من الكتاب وقد تفرّست فيك ، ولن تنقضي الأيام حتى يتغير ما عليه الناس ، وينتقلون إلى حالة أخرى ، وتلي أنت هذه البلاد ، وينفذ أمرك ، وحكمك فيها وفي أهلها ، وأخرج من كمّه دواة وصحيفة ، فقال : حاجتي أن تكتب لي كتابا يكون في يدي بإسقاط الجزية عن هذا الدير ، ومن يسكنه ، فقلت : ما كنت أراك تهزأ بي ، فقال : وما كنت أراك تسيء بي الظن ، والذي أنزل الإنجيل على عيسى بن مريم إنّ الأمر لحقّ كما قلت لك ، فاكتب لي بما سألتك قال : فكتبت له بما سأل ، وانطلقت ، فما أتيت على قوم من النصارى إلّا ضيّفوني وجوزوني وأرشدوني الطريق ، وشيّعني بعضهم إلى بعض حين رأوني على حمارة الأسقف ، حتى انتهيت إلى تبوك (٢) ، فإذا أصحابي نزول على ركبي ، فلما رأوني نهضوا إليّ وسرّوا بورودي عليهم ، وقالوا : يا بن الخطاب حبستنا بالمكان الذي خلّفتنا فيه ثلاثا ، ثم لما يئسنا منك سرنا وبنا منك همّ شديد ، فما كان من شأنك؟ فأخبرتهم خبري غير الذي قاله لي الأسقف ، فإنّي لم أذكره لهم لضعف (٣) كان في نفسي. وقال لهم أبو سفيان حين رآني راكبا

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : «ما انبت» وفي المختصر : فكنيت.

(٢) تبوك : بالفتح ثم الضم ، موضع بين وادي القرى والشام (معجم البلدان).

(٣) بالأصل وم و «ز» : لضعفه.


تلك الحمارة : أما ترون هذا الفتى وإقبال أمره ، إنّه مذ نشأ لو عمد إلى حجر لانفلق له عن رزق ، قال : وكان الأسقف قد أوصاني إذا أنا وصلت إلى أصحابي ، واستغنيت عن الحمارة جعلت رسنها في أحد جانبي الخرج ، وأشدّ الخرجين عليها شدا متقنا ، وأدعها بمكانها حيث كانت ، ففعلت بها ذلك ، فقال لي أبو سفيان : ما هذا؟ فقلت : ما ترى ، فقال : تدع حمارة مثل هذه معرضة للصوص والسباع ، فقلت : بهذا أمرني صاحبها ، وهو أعلم بشأنها مني.

قال : فسمّي ذلك الموضع والركن الذي فيه : ركن الأتان ، وسرنا حتى أتينا (١) مكة ودار في نفسي ما سمعته من كلام الأسقف ، فأسررت ذلك إلى حاضنة لي ذات فهم وعلم ، فقالت لي : يا بن الخطّاب ، فإنّي لم أزل أتوسم فيك الخير وأنت صغير ، وذاك أني رأيتك يومئذ في ما يرى النائم وأنت تطول حتى لم أستطع النظر إلى وجهك لطولك ، ثم مددت يدك اليمنى فنلت بها السماء فقلت في منامي : ما بال ابني؟ فقال لي قائل : إنه سينال خير الدنيا والآخرة ، قال : ونحن في جاهلية لا نعرف معنى هذا الكلام ، وكان بمكة رجل من أهل الكتاب يخفي أمره ويكتم شأنه ، إلّا أن أكابر قريش يعرفونه ويكرمونه ، وربما شاوروه في الأمر يحدث لهم ، فطرقته نصف النهار ، ودخلت عليه ، فقلت له : اغلق الباب ، فإنّ لي بك خلوة ، ففعل ، ثم قلت : إنّي أذكر لك حديثين ومسرهما إليك فلا تخبر بهما أحدا ، فقال : نعم ، فقصصت عليه ما قال الأسقف بدير العدس ، وبما أخبرتني به حاضنتي من الرويا ، فلمّا فرغت أقبل عليّ فقال : يا بن الخطاب ، أمّا ما ذكره الأسقف فهو اليوم أعلم من بقي على وجه الأرض من النصارى ، وما أخبرك إلّا بالحقّ ، وأمّا الرؤيا ، فإنه سيحدث بمكة عن قريب أمر يتغير به جميع ما ترى ، وقد أظلّ فإذا رأيت أوائله يا بن الخطاب فائتني ، فإن فيه مصداق ما أخبرك به الأسقف ، فقلت : وما هو؟ فقال : لن يخفى عليك ، فأول أمر تراه يحدث فهو هو. قال : فانصرفت من عنده ، وأنا أتوقع ما قال ، فمات بعد أيام ، وظهر من ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيء تحدث به قوم من قريش ، وجعلوا يتذاكرونه بينهم على سبيل الهزء (٢) ، فقلت في نفسي : لئن كان هذا حقا لهو [الرجل](٣) الذي أخبرني به الرجل الكتابي ، ولم يزل ذلك يقوى حتى أظهر الله الإسلام.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : دخلنا.

(٢) قسم من اللفظة ممحو بالأصل ، وهي غير مقروءة فيه ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) زيادة عن المختصر.


قال أسلم (١) :

فلمّا كان في خلافة عمر توجه إلى الشام أتاه شيخ كبير ، ومعه جماعة من النصارى ، حين نزل عمر الجابية ، فسلّم عليه ، وقال : ما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال : إن كنت صاحبي بدير العدس فإنّي أعرفك ، قال : أنا هو ، فقال عمر : فإنّ عهدي بك وأنت مكتهل ، وقد بلغت الآن هذه الحال ، وقد أتى الله جلّ اسمه بالإسلام ، فما يمنعك من الدخول فيه ، وأنت رجل من أهل الكتاب وقد كنت أخبرتني بشيء ، فرأيت من نبئه ما استدللت به على أنك من علمائهم ، فاعتذر في ذلك بقول لا أحفظه ، ثم أظهر الكتاب الذي كان عمر كتبه له يوم نزل به ، فعرفه عمر وقال : ما تسأل؟ قال : أسأل أن تمضيه لي ، فقد تقدم به أمرك ووعدك ، فقال : إنا يومئذ كنا وإياكم على حال قد علمتها وقد أزالها الله ، وجاءنا بغيرها ، ولا بدّ من أحد أمرين : إما الخراج وإما الضيافة ، فاختار الضيافة ، فألزمهم إياها عمر ، وأسقط عن ديره الخراج على أنّ عليهم ضيافة من نزل هذا الدير من المسلمين إذا كان عابر سبيل ثلاثة أيام ، يطعمونهم ، ما يحلّ لهم من أوسط طعامهم ، وكتب لهم بذلك كتابا وقال عمر : ما أعرف لأحد عندي يدا منذ كنت حتى منّ الله عليّ بالإسلام غير هذا الرجل ـ يعني : ما كان صنعه به أسقف الدير ـ وعرض عليه المكافأة من ماله فلم يقبلها ، وانصرف إلى موضعه وأصحابه راضين بما ألزمهم (٢) عمر من ضيافة المسلمين.

٨١٥٨ ـ يحيى بن عبد الله بن الحارث

أبو بكر القرشي العبدري ، المعروف بابن الزجّاج الكاتب

روى عن : أبي عقيل أنس بن السّلم الخولاني ، وأبي بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال ، وسليمان بن أيوب بن حذلم ، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي ، وأبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي ، وزكريا بن يحيى السجزي (٣) ، وأبي عطية وردان بن صالح بن كثير ، ومحمّد بن يزيد بن عبد الصّمد ، وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي ، وأحمد بن نصر بن شاكر ، وأبي سعيد محمّد بن يحيى حامل كفنه ، وأبي قصيّ

__________________

(١) هو أسلم القرشي العدوي ، أبو خالد ، ويقال : أبو زيد المدني ، مولى عمر بن الخطاب ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ١١١.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : أكرمهم.

(٣) في «ز» : الشجري.


العذري (١) ، وأبي العبّاس [أحمد](٢) بن مسلمة العذري ، وعبد الرحيم بن عمر المازني.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وعبد الواحد بن بكر الورثاني ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر ، وأبو عبد الله بن مندة ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال ، نا أبو بكر عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي المقرئ ، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب ، عن بسر (٣) بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن نعيم بن همّار (٤) ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الله عزوجل قال : «ابن آدم لا تعجز لي من أربع ركعات من أوّل النهار أكفك آخره» [١٣١٤٠].

قال : وأنا تمام ، أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ابن الزجّاج الشيخ الثقة بحديث ذكره.

٨١٥٩ ـ يحيى بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (٥)

من ساكني قرية قرحتاء (٦).

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية.

٨١٦٠ ـ يحيى بن عبد الله بن الضحّاك بن بابلتّ

أبو سعيد الحرّاني ، المعروف بالبابلتّي (٧)(٨)

مولى بني أمية.

__________________

(١) اسمه إسماعيل بن محمد بن إسحاق ، أبو قصي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٨٥.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٣) في «ز» ، وم : بشر.

(٤) نعيم بن همار الغطفاني الشامي ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ١٤٧.

(٥) معجم البلدان (قرحتاء) ٤ / ٣٢٠.

(٦) قرحتاء : من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٧) البابلتي : بموحدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة (تقريب التهذيب) وفي اللباب : بفتح الباء الأولى وسكون الباء الثانية ينسب إلى بابلت. قال : وظني أنه موضع بالجزيرة. وفي معجم البلدان النسبة إلى بابلت بضم الباء الثانية ، وهي قرية بالجزيرة بين حران والرقة. ونقل في تهذيب الكمال عن محمد بن سعد قال : كان بابلت من أهل طخارستان من الملوك الكبار ، ونقل أيضا عن الحاكم أبي أحمد : بابلت قرية بين حران والرقة.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٣ ومعجم البلدان (بابلت) ، واللباب (البابلتي) والأنساب (البابلتي) والتاريخ الكبير ٨ / ٢٢٨ والجرح والتعديل ٩ / ١٦٤ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٠ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣١٨ وشذرات الذهب ٢ / ٤٥.


أصله من الريّ ، وهو ابن امرأة الأوزاعي.

سكن حرّان ، وحدّث عن الأوزاعي ، وصفوان بن عمرو ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وإبراهيم بن يزيد ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن زياد ، وإبراهيم بن جريج الرهاوي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، وصدقة بن عبد الله ، وأبي خلّاد أيوب بن نهيك الحلبي ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وأبي جعفر الرّازي.

روى عنه : إسماعيل بن عبد الله سمّويه ، وأبو أمية الطرسوسي ، وإسماعيل بن يعقوب بن صبيح الحرّاني ، وأبو داود سليمان بن سيف الحرّاني ، ومحمّد بن يحيى بن كثير ، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد ، وفهد بن سليمان المصري ، وحفص بن عمر الرقّي المعروف بسنجه ، وإسحاق بن سيّار النصيبي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو القاسم بن الحصين ، وأبو علي بن السّبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا أبو شعب الحرّاني عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب (١) ، نا يحيى بن عبد الله ، نا الأوزاعي ، نا يحيى بن أبي كثير ، عن [أبي سلمة](٢) ، عن عائشة قالت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقبّل وهو صائم [١٣١٤١].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الخرقي ، نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحرّاني ، حدّثني يحيى بن عبد الله البابلتي ، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، سمعت أبا كثير يقول :

سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يساوم الرجل على سوم أخيه حتى يشتري أو يترك ، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك ، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ، فإنّ المسلمة أخت المسلمة» [١٣١٤٢].

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السوّاق ، نا عيسى بن حامد الرّخجي (٣) ، قال : قال لنا الهيثم بن خلف الدوري : كان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحرّاني ، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي.

__________________

(١) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦.

(٢) الزيادة استدركت عن هامش الأصل.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم ، وفي «ز» : «الرحجي» والصواب ما أثبت راجع ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ١٧٩.


أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد السامكاني ، قالا : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ (١) ، نا سلامة بن محمود العسقلاني ، نا فهد بن سليمان قال : سمعت يحيى بن عبد الله البابلتي يقول : لقيت الأوزاعي سنة ست وستين ومائة.

[قال ابن عساكر :](٢) لا أخال هذا التاريخ محفوظا ، فإن الأوزاعي مات سنة سبع وخمسين ومائة ، فإن كان محفوظا من قول البابلتي فيدل على أنه لم يلق الأوزاعي ، ولم يسمع منه ، ويشهد لقول يحيى بن معين بالصحة أنه لم يسمع من الأوزاعي شيئا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري (٣) ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٤) : في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء والمحدّثين : يحيى بن عبد الله بن الضحّاك بن بابلت (٥) الحرّاني ، ويكنى أبا سعيد ، وكان بابلت من أهل طخارستان (٦) من الملوك الكبار ، روى عن أبي بكر بن أبي مريم ، وصفوان بن عمرو.

أنبأنا أبو القاسم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٧) :

يحيى بن عبد الله بن الضحّاك أبو سعيد الحرّاني البابلتي ، سمع صفوان بن عمرو ، وقال أحمد بن حنبل : أما السماع فلا يدفع.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٢.

(٢) زيادة منا ، وهذا التعقيب نقله عن ابن عساكر المزي في تهذيب الكمال.

(٣) زيد بعدها في «ز» : وحدثنا عمي رحمه‌الله ، أنا ابن يوسف ، أنا ابن محمد قراءة.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٧.

(٥) في ابن سعد : ابن بابلت.

(٦) طخارستان : ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد ، وهي من نواحي خراسان (معجم البلدان ٤ / ٢٣).

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٨٨.


قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني البابلتي ، أبو سعيد ، من بابلت ، وهو رازي ، قدم حرّان ، قيل له : من أين أنت؟ قال : من الريّ ، من موضع يقال له بابلت ، فقيل له : بابلتي ، فغلب عليه ، روى عن الأوزاعي ، وصفوان بن عمرو ، وأبي بكر بن أبي مريم ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : حدّثنا عنه إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني المعروف بسمّويه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني ، سمع أبا بكر بن أبي مريم ، والأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني البابلتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك البابلتي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني ، يعرف بالبابلتي ، وهي قرية بين حرّان والرقّة ، سمع الأوزاعي ، وابن أبي مريم ، روى عنه سلمة بن شبيب ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، كنّاه لنا أبو عروبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) : سمعت الحسين (٣) بن أبي

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٦٤.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٠.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «الحسني» والمثبت عن «ز» ، وم ، وابن عدي.


معشر يقول : يحيى بن عبد الله بن الضحّاك البابلتي ، كنيته أبو سعيد ، حرّاني ، وكان ينزل حرّان ، وولاؤهم لبني أمية.

قال : وأنا أبو أحمد قال (١) : سمعت أحمد بن علي المطيري يقول : أظنه حكاه عن عبد الله بن أحمد الدورقي ، قال : قدم يحيى بن معين حرّان ، فطمع البابلتي أن يجيئه ، فوجه إليه بصرّة فيها مائة دينار ، وطعام طيّب ، فردّ الصرّة وقبل الطعام ، فقيل ليحيى يوم رحل (٢) : ما تقول في البابلتي؟ قال : والله إنّ صلته حسنة وطعامه طيّب ، إلّا أنه لم يسمع والله من الأوزاعي شيئا.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد (٣) قال : سمعت أبي يقول : سمعت النفيلي يحمل عليه وقال : كتبت عنه؟ فقلت : لا أوهمته أنّي لم أكتب عنه من أجل ضعفه ، وإنما قدمت حرّان ، وقد كان توفي.

قال (٤) : وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عبد الله بن الضحّاك الحرّاني ، فقال : لا أحدّث عنه ، ولم يقرأ علينا حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا ابن عدي قال (٥) : وليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة ، وفي تلك الأحاديث أحاديث يتفرّد بها عن الأوزاعي ، ويروي عن غير الأوزاعي من المشهورين والمجهولين ، وأثر الضعف على حديثه بيّن.

قرأت على أبي الحسن الفقيه الفرضي ، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود بن حماد قال :

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٠.

(٢) في الكامل لابن عدي : دخل.

(٣) يعني ابن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٩ / ١٦٤.

(٤) القائل أبو محمد بن أبي حاتم.

(٥) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥٠.


يحيى بن عبد الله بن الضحّاك البابلتي ، كنيته أبو سعيد ، كان ينزل حرّان ، وولاؤه لبني أمية ، حدّثني محمّد بن يحيى بن كثير أنه مات سنة ثماني عشرة ومائتين (١) ، وكذا ذكر أبو بكر بن كامل القاضي وفاته ، وذكر أنه مات وهو ابن تسعين (٢) سنة.

٨١٦١ ـ يحيى بن عبد الله بن محمّد بن سعيد أبو زكريا

حدّث عن زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي.

روى عنه : أبو الحسن بن جوصا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن الحسن الربعي ، أنا أبو الحسين الكلابي ، نا أحمد بن عمير ، نا يحيى بن عبد الله بن محمّد بن سعيد ، والهيثم بن مروان قالا : نا زيد بن يحيى بن عبيد ، حدّثني ابن ثابت بن ثوبان ، عن إسماعيل بن عبيد الله قال : سمعت ابن محيريز يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أول ما يكفأ أمتي عن الإسلام كما يكفأ الإناء في الخمر» قال : وقلب (٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفه.

٨١٦٢ ـ يحيى بن عبد الله بن وريزة (٤) العنسي (٥)

دمشقي ، ممن قام ببيعة يزيد بن الوليد ، له ذكر.

٨١٦٣ ـ يحيى بن عبد الله أبو عبد الله [الدمشقي](٦)

من أهل دمشق.

روى عن الأوزاعي.

روى عنه : يعقوب بن إسحاق أبو يوسف الدّعّاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي قال : قرئ على علي بن المبارك البراءة (٧).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٢ وسير الأعلام ١٠ / ٣١٩.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٢ : سبعين سنة.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتحرفت في المختصر إلى : فقلت.

(٤) في «ز» : وزيره ، وفي م بدون إعجام.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : العبسي.

(٦) زيادة عن تاريخ بغداد ١٤ / ٢٨٧.

(٧) بالأصل : «البرار» وفي م : «البرار» والمثبت عن «ز».


وقرأت على أحمد بن يحيى بن الحسن الحداد فقلت له : حدّثكم عبد الملك بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد ، نا يعقوب بن إسحاق ، نا يحيى بن عبد الله أبو عبد الله الدّمشقي ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله عزوجل : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(١) قال : الصلاة في النعال.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٢) ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) [أنبا الحسن](٤) بن أبي بكر ، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدعاء.

ح (٥) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، نا يعقوب بن إسحاق ، نا يحيى بن عبد الله ، أو أبو عبد الله الدّمشقي ، عن الأوزاعي ، فذكره.

وكذا وجدته بخط هرارسب بن عوض الهروي : يحيى بن عبد الله ، أو أبو عبد الله.

٨١٦٤ ـ يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن

إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم الأذني (٦)(٧)

حدّث عن أبيه ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وعبد الوهّاب بن عبد الرحيم الجوبري ، ومحمّد بن وزير الدمشقي ، والمؤمّل بن إهاب ، وأبي عمير عيسى بن محمّد النحّاس ، ويزيد بن خالد بن موهب ، وعلي بن سهل ، ومحمّد بن مصفّى ، وعمرو بن عثمان ، ويحيى بن عثمان الحمصي ، وحاجب بن سليمان المنبجي (٨) ، وسعيد بن أبي زيدون القيسراني ، وعبد الله بن محمّد الأدرمي ، والمسيّب بن

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية : ٣١.

(٢) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : رزيق ، خطأ ، والمثبت عن م.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٨٧ في ترجمة يعقوب بن إسحاق الدّعاء.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.

(٥) من هنا ... إلى قوله : القطان ، سقط من «ز».

(٦) الأذني نسبة إلى أذنة بفتح الذال وبكسرها ، بلد من الثغور قرب المصيصة (راجع معجم البلدان).

(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٢٧ ومعجم البلدان (أذنة) وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٥.

(٨) تحرفت في «ز» إلى : المنيحي.


واضح ، ومحمّد بن مسعود العجمي ، ويوسف بن سعيد بن مسلم ، ومحفوظ بن بحر الأنطاكي ، ومحمّد بن المغيرة الشهرزوري ، وغيرهم.

روى عنه : ابن أخيه أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ، وعبد الباقي بن قانع الحافظ ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو عمرو بن السمّاك ، وأحمد بن جعفر بن سلم (١) ، وأحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، وأبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الطرسوسي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢).

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء قالا :

أنا (٣) علي بن أحمد الرزاز ، نا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا يحيى بن عبد الباقي الأذني ، نا [محمد (٤) بن عبد الله بن القاسم الصاغاني (٥) ، نا عمرو بن عبد الله الصنعاني ، نا محمد بن عنبسة (٦) عن عبيد الله بن الوليد ، وصدقة بن أبي عمران ، عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال :

طلق بعض آبائي امرأته ألفا ، فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا رسول الله إن أبانا طلّق أمنا ألفا ، فهل له من مخرج؟ فقال : «إن أباكم لم يتق الله ، فيجعل له من أمره فخرجا ، بانت منه بثلاث على غير السنة ، وتسع مائة وسبع (٧) وتسعون إثم في عنقه» [١٣١٤٣].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن سكينة الأنماطي ، أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان ، نا] محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل ، نا يحيى بن عبد الباقي ، نا أحمد بن إبراهيم السائح ، نا يحيى بن عبد الله البابلتي ، نا سفيان الثوري ، عن وسيم بن غالب الموصلي ،

__________________

(١) في «ز» : سالم.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

(٣) من قوله : ح وأخبرنا ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٤) من هنا سقط من الأصل واستدرك بين معكوفتين عن م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٥) في «ز» ، وم : الصنعاني ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) كذا في «ز» ، وبدون إعجام في م ، وفي تاريخ بغداد : عيينة.

(٧) في «ز» : «وتسعة وتسعون إثماء» والمثبت عن م ، وتاريخ بغداد.


عن الركين بن عبد الله ، عن شداد بن أوس الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا عزّت ربيعة ذلّ الإسلام ، ولا يزال الله يعزّ الإسلام وأهله ، وينقص الشرك وأهله ما عزّت مضر واليمن» [١٣١٤٤].

ومن عالي حديثه ما :

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا يحيى بن عبد الباقي الأذني ، نا لوين (١) ، نا [زافر بن](٢) سليمان عن إسرائيل ، عن مسلم ، عن حبة ، عن علي قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ الثوم فلولا أنّي أناجي الملك (٣) لأكلته» [١٣١٤٥].

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم الثغري ، من أهل أذنة ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن محمّد بن سليمان لوين ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي ، وأبي عمير بن النحّاس الرملي ، وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل الحراني ، ومحمّد بن وزير الدمشقي ، والمسيّب بن واضح السلمي ، ويحيى بن عثمان الحمصي ، روى عنه ـ زاد ابن زريق : يحيى [بن محمد](٥) بن صاعد وقالا : ـ وأبو الحسين بن المنادي ، وأحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، وأبو عمرو بن السمّاك ، وإسماعيل الخطبي ، وعبد الباقي بن قانع القاضي ، وكان ثقة.

قال (٦) : وأنا محمّد بن عبد الواحد ، نا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وجاءتنا وفاة أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي من أذنة أنها كانت في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين ، كتب الناس عنه فأكثروا لثقته وضبطه.

__________________

(١) هو محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي ، ولوين لقبه ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٢٠.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم وهو زافر بن سليمان الإيادي ، أبو سليمان القهستاني ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٢٥٣.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : الملائكة.

(٤) رواه ابو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٢٧ رقم ٧٥٢٨.

(٥) زيادة عن تاريخ بغداد ، وفي «ز» : محمد بن يحيى بن صاعد وفي م : «روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد» بدون ذكر : «زاد ابن زريق».

(٦) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٢٨.


قال : وأنا السمسار ، أنا الصفّار ، نا ابن قانع قال : ويحيى بن عبد الله بلغنا يعني خبر وفاته بطرسوس سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وكان ببغداد قبل ذلك قد حدّث في أيام المعتضد.

٨١٦٥ ـ يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو

ابن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي (١)

روى عن جده محمّد.

روى عنه : ابنه عبد الحميد بن يحيى.

٨١٦٦ ـ يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد

ابن محمّد بن عمرو ، ابن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي ـ سبط المذكور آنفا ـ.

روى عن أبيه.

روى عنه : ابنه السّلم (٢) بن يحيى الحجراوي.

وقد سقت حديثهما في ترجمة عمرو بن عتبة.

٨١٦٧ ـ يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة

أبو محمّد ، ويقال : أبو بكر اللّخمي المدني (٣)

حدّث عن أبيه ، وعبد الله بن الزبير ، وأبي سعيد الخدري ، وعبد الله بن عمر ، وعبيد (٤) بن مالك بن خثيم (٥).

روى عنه : عروة بن الزّبير ، وابنه هشام بن عروة ، والسّائب بن يزيد ، وزيد بن أسلم ، ومحمّد بن عمرو ، وأسامة بن يزيد ، وعبد الله بن أبي لبيد ، وعبد الله بن محمّد بن عمر بن حاطب بن أبي بلتعة.

__________________

(١) الحجراوي نسبة إلى حجرا بالكسر ثم السكون ، من قرى دمشق. (معجم البلدان).

(٢) في «ز» : السالم.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٥٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٨ وطبقات ابن سعد ٥ / ٢٥٠ وطبقات خليفة ص ٤٢١ رقم ٢٠٦٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٨٩ والجرح والتعديل ٩ / ١٦٥.

(٤) في «ز» : عبيد الله.

(٥) تحرفت في «ز» وم إلى : خيثم.


ووفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا الحاكم أبو أحمد ، أنا محمّد بن مروان ـ بدمشق ـ نا هشام بن عمّار ، نا سعيد بن يحيى اللّخمي ، نا محمّد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن عائشة قالت :

خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الحجّ على ثلاثة أنواع : فمنّا من أهلّ بحجّ وعمرة معا ، ومنّا من أهلّ بحجّ مفرد ، ومنّا من أهلّ بعمرة مفردة ، فمن كان أهلّ بحجّ وعمرة معا لم يحلل من شيء مما حرم منه ، حتى يقضي مناسك الحجّ ، ومن أهلّ بعمرة مفردة وطاف بالبيت والصفا والمروة حلّ مما حرم حتى يستقبل حجا ، ومن أهلّ بحجّ مفرد لم يحلّ من شيء مما حرم منه حتى يقضي مناسك الحج.

[قال ابن عساكر :](١) كذا فيه ، وقد سقط عن أبيه.

أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا بحر بن نصر [ثنا عبد الله](٢) بن وهب ، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد أن هشام بن عروة أخبره.

أن رجلا من آل حاطب بن أبي بلتعة كانت بينه وبين رجل من آل صهيب منازعة ، فذكر الحديث في قتله قال : فركب يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب إلى عبد الملك بن مروان في ذلك فقضى بالقسامة على ستة نفر من آل حاطب ، فثنّى عليهم الأيمان ، فطلب آل حاطب أن يحلفوا على اثنين ويقتلونهما ، فأبى عبد الملك إلّا أن يحلفوا على واحد فيقتلوه ، فحلفوا على الصّهيبي ، فقتلوه.

قال هشام : فلم ينكر ذلك عروة ، ورأى أن قد أصيب فيه الحق.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز».


خليفة بن خيّاط قال (١) : في الطبقة الثانية من أهل المدينة : يحيى بن عبد الرّحمن بن خاطب بن أبي بلتعة ، حليف لهم ، يعني بني أسد ، يكنى أبا محمّد ، توفي سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٢) : قال أحمد بن صالح : حاطب بن أبي بلتعة رجل من أهل اليمن ، حليف لبني أسد بن عبد العزّى يعني قال أبو زرعة : وابنه عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة.

قال أبو زرعة : ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب من ولده ، وهذا هو الذي يحدّث عنه عروة ، وهشام بن عروة ، ومحمّد بن عمرو بن علقمة ، ويحيى بن سعيد ، فأمّا محمّد بن حاطب فذاك حاطب بن الحارث ، ونسبه في بني جمح من أنفسهم ، وأخوه الحارث بن حاطب بن الحارث ، أسنّ منه ، وهو العامل على أهل مكة (٣).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٤) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٥) : في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة ممن أدرك عثمان وعليا وزيد بن ثابت : يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللّخمي ، حليف بني أسد.

قال الهيثم بن عدي والواقدي : ويكنى أبا محمّد ، وولد في خلافة عثمان ، وتوفي سنة أربع ومائة ، وسمع من ابن عمر ، وأبي سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٦) : في

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٢١ رقم ٢٠٦٩.

(٢) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٥٧٦.

(٣) المصدر السابق ص ١ / ٥٧٧.

(٤) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. وعنه في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٥٨.

(٦) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٢٥٠.


الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة : يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، من لخم ، حليف بني أسد بن عبد العزّى بن قصي ، ولد في خلافة عثمان بن عفّان ، وكان يكنّى أبا محمّد ، وسمع من ابن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، وتوفي بالمدينة سنة أربع ومائة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، نا البخاري قال (١) :

يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، مدني ، سمع أباه ، وابن الزبير ، روى عنه عروة بن الزّبير ، وهشام بن عروة ، والسّائب بن يزيد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد قال (٢) :

يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللّخمي ، حليف بني أسد بن عبد العزّى ، يكنى أبا محمّد ، مدني ، ولد في خلافة عثمان ، توفي سنة أربع ومائة ، روى عن ابن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وأبيه ، وابن الزبير ، وعبيد بن مالك بن خثيم (٣) [روى عنه عروة بن الزبير ، وهشام بن عروة ، ومحمد بن عمرو ، وأسامة بن زيد ، وعبد الله](٤) بن أبي لبيد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

__________________

(١) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ٢٨٩.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٦٥.

(٣) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : جشم والتصويب عن الجرح والتعديل.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم والجرح والتعديل.


أبو محمّد يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة بن أدرب بن حرملة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان اللّخمي ، حليف بني أسد بن عبد العزّى ، ويقال : من بني أسد بن أدد بن حرملة بن لخم بن عدي ، ويقال : من مذحج ، ويقال : كان عبدا لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي ، وكاتبه ، فأدّى كتابته يوم الفتح ، وأصله من اليمن ، ولد في خلافة عثمان بن عفّان ، سمع ابن عمر ، وأبا سعيد الخدري ، روى عنه أبو أسامة زيد بن أسلم العدوي (١).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن [عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا](٢) ومحمّد بن بالويه ، قالا : نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، بعضهم يقول : سمعت عمر ، وهذا باطل ، إنما هو يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن أبيه ، سمع عمر (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد الهلالي ، نا الهيثم بن عدي ، حدّثني صالح بن حسّان قال : كان المحدّثون من هذه الطبقة ـ يعني : الثالثة ـ من أهل المدينة ، سليمان بن يسار ، وأبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، وعبيد الله بن [عبد الله بن](٤) عتبة ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن ، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللّخمي ، حليف بني أسد بن عبد العزّى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : نا الوليد بن بكر ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل وم : «العدوي» وفي «ز» : العذري. وهو زيد بن زيد أسلم القرشي العدوي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٢٥.

(٢) ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٥٨ رواه من طريق عباس الدوري.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.


علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (١) : يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، مدني ، تابعي ، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز (٢) بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي (٣) الحافظ (٤) ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، نا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، نا عبد الرّحمن بن يوسف (٥) بن سعيد بن خراش قال : يحيى بن حاطب يروي عنه الناس ، جليل ، رفيع القدر.

[قال ابن عساكر :](٦) كذا فيه ، وهو ابن (٧) عبد الرّحمن بن حاطب.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب ، قال : قلت له ـ يعني : للدارقطني ـ يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن ابن عمر؟ فقال : ثقة ، حدّث عنه عروة ، وهو أيضا يحدّث عن عروة.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله.

ثم أخبرنا (٨) أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي الحدّاد ، قالوا : أنا أبو [نعيم](٩) الحافظ ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي قال : مات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا محمّد بن عبيد الله (١٠) ،

__________________

(١) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٧٤ رقم ١٨١٥.

(٢) في «ز» : محمد بن عبد العزيز.

(٣) في «ز» : اليرفقي.

(٤) قوله : «أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي الحافظ» سقط من م.

(٥) من قوله : الربعي ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٦) زيادة منا.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «من» وبعدها بياض بمقدار كلمة ، والباقي مثل الأصل وم.

(٨) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٩) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(١٠) زيد في م بعدها : الأويسي.


أنا محمّد بن إبراهيم (١) ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، قال : بلغنا أن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب توفي سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، أنا أبي أبو يعلى.

وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي ، نا محمّد بن علي بن المهتدي ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال : أبو بكر بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة سنة أربع ومائة ، حليف بني أسد بن عبد العزّى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) : سنة أربع ومائة مات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير ، أنا محمّد بن الحسين ، نا أبو حفص الفلّاس قال (٣) : ومات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب سنة أربع ومائة ، وهو ابن ثنتين وتسعين (٤) سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله بن الحسن ، وعلي بن أحمد بن محمّد بن حميد ، قالا : أنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : ومات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب سنة أربع ومائة.

٨١٦٨ ـ يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق أبو سعيد (٥)

حدّث بمصر عن أبيه ، ومحمود بن خالد.

روى عنه : أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن الورد المصري ، وأبو بشر الدولابي ،

__________________

(١) كذا بالأصل وم ورد السند فيهما من أول الخبر إلى هنا والذي في «ز» : أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد ، أنا أبي أبو يعلى وأخبرنا أبو الحسن الفقيه وغيره عن إبراهيم بن مروان.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٣٠ (ت. العمري).

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٥٩.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : سبعين.

(٥) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٤.


وسليمان الطبراني ، ومكحول البيروتي ، وأبو الحارث عبد الله بن أحمد بن وديع الطبراني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي ، نا محمود بن خالد ، نا عمر بن عبد الواحد ، نا ابن ثوبان ، عن الحسن بن الحر ، عن حمّاد ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عروة قال : ما قنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا أن يستنصر [١٣١٤٦].

قرأت بخط علي بن بقاء الورّاق في سماعه من عبد الغني بن سعيد الحافظ ، نا ابن ورد (١) قال : سمعت أبا سعيد يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت جدي يقول : كتبت عن مالك قبل أن يصنف ألف حديث ، وهشام بن عروة ، وعبيد الله أحياء.

قال : وقال لي هشام بن عروة : أين تمر وتدعني؟ تجد مثلي يحدثك عن عروة عن عائشة؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، قال : سمعت عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي قال : سمعت أبا أحمد بن عدي يقول (٢) : سمعت ابن حمّاد يقول : سمعت شعيب بن شعيب بن إسحاق يقول : عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق يكذب ، وما حمله على الكذب إلّا ابنه أبو سعيد يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب.

قال ابن عدي : يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد ، حدّثنا عنه ابن حمّاد ، عن أبيه عبد الرّحمن ، عن جده شعيب بأحاديث مستقيمة.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال اللفتواني : وأنا أبو عمرو بن مندة ـ إجازة ـ عن أبيه قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :

يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق القرشي ، يكنى أبا

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «ابن داود» ، تحريف وهو أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد المصري.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٣٢٠ في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب.


سعيد ، دمشقي ، قدم مصر وحدّث بها ، وتوفي في ذي الحجّة سنة تسعين ومائتين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال أبو جعفر الطحاوي : مات أبو سعيد يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي بمصر في ذي الحجّة سنة تسعين ومائتين. وذكر غيره عن الطحاوي أنه مات في عشر ذي الحجّة.

٨١٦٩ ـ يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة بن معلّى أبو زكريا الهمداني الدّقاني (١)

من أهل قرية دقانية من قرى دمشق (٢).

حدّث عن محمّد بن إسحاق الأشعري الصيني ، وإسماعيل بن حصن الجبيلي (٣) ، وشعيب بن شعيب بن إسحاق ، والسّلم (٤) بن يحيى الحجراوي ، وشعيب بن عمرو البزاز ، والحسين (٥) بن نصر بن المعارك ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وعلي بن الحسن بن معروف الحمصي ، وأبي هبيرة محمّد بن الوليد بن هبيرة.

روى عنه : أبو بكر الربعي (٦).

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا المسدّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس الحمصي ، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي ، نا أبو زكريا يحيى بن عبد الرّحمن عمارة ـ بقرية دقانية ـ نا محمّد بن إسحاق الأشعري الصيني ، نا عبد الرّحمن بن عبد العزيز الأنصاري ، نا عصمة بن محمّد بن عبيد الله بن عمر ، عن صالح مولى التؤمة عن جابر بن عبد الله (٧) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّما (٨) شاب تزوج في حداثة سنّه عجّ (٩) شيطانه ، يا ويله يا ويله ، عصم مني ثلثي دينه» [١٣١٤٧].

__________________

(١) ترجمته في معجم البلدان (دقانية).

(٢) معجم البلدان ٢ / ٤٥٨.

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «الحنبلي» وبدون إعجام في م ، والتصويب عن معجم البلدان.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «السالم» وفي معجم البلدان : إسحاق بن أسلم بن يحيى.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي معجم البلدان : الحصين.

(٦) اسمه محمد بن سليمان بن يوسف الربعي ، كما في معجم البلدان.

(٧) بالأصل : «عبد» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٨) الأصل : «أي ما» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٩) عجّ شيطانه يعني صاح ورفع صوته.


قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني ، وذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق : يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة ، وذكر طبقة فيها ابن جوصا ، وأبو الدحداح ، سمع منه سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني : سنة خمس وعشرة وثلاثمائة ـ مات أبو زكريا الدّقاني في شعبان.

٨١٧٠ ـ يحيى بن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم ولد.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأموي النسّابة في قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان.

٨١٧١ ـ يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة الكناني ، ويقال : الكندي (١)

قيل إنه دمشقي ، والصحيح أنه مصري.

حدّث عن عمر بن عبد العزيز ، والهجنّع بن قيس ، وعبيد الله بن المغيرة (٢) بن أبي بردة ، وزيد بن أبي أنيسة ، وعبد الرّحمن بن زياد بن أنعم ، وحبّان بن أبي جبلة (٣).

روى عنه : الوليد بن مسلم ، وأبو صالح كاتب الليث ، وهشيم ، إلّا أنه قال : عبد الرّحمن بن يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا محمّد بن عبد الله الدقّاق ، نا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن رشيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن أبي شيبة يحيى بن عبد الرّحمن ، عن عبيد الله بن المغيرة ، عن ابن عبّاس سمعه يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون قوم بعدي من أمّتي يقرءون القرآن ، ويتفقهون في الدين يأتيهم الشيطان فيقول : لو أتيتم السلطان فأصلح من دنياكم ، واعتزلتموهم بدنياكم ، ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد ولا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلّا الخطايا».

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٥٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٩٠ والجرح والتعديل ٩ / ١٦٦ وطبقات خليفة ص ٥٧٨ رقم ٣٠٣١.

(٢) «بن المغيرة» مكرر بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.

(٣) الأصل : حبلة ، والمثبت عن «ز» ، وم.


أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو [العز](١) الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد ابن المبارك : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين (٢) الأصبهاني ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٣) : في الطبقة الرابعة من أهل الشامات : يحيى بن عبد الرّحمن ، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) :

يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة ، عن حبّان بن أبي جبلة (٥) ، قال الوليد عن أبي شيبة يحيى بن عبد الرّحمن ، وكان هشيم يغلط (٦) يقول : عبد الرّحمن بن يحيى عن عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة ، عن ابن عبّاس ، سمعه يقول : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السلطان.

وقال إبراهيم بن عبد الله : نا هشام عن عبد الرّحمن ، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة وقد أدرك ابن عبّاس عن ابن عبّاس قوله.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) :

يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة المصري ، ويقال : عبد الرّحمن بن يحيى روى عن الهجنّع بن قيس ، وعبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة ، وزيد بن أبي أنيسة ، وابن أنعم (٨) ، روى عنه هشيم ، والوليد بن مسلم ، وأبو صالح كاتب الليث ، سمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : قال هشيم : عن عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد الرّحمن.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٧٨ رقم ٣٠٣١.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٩٠.

(٥) الأصل : حبلة ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والتاريخ الكبير.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي التاريخ الكبير : بعد.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٦٦.

(٨) في الأصل : «نعم» خطأ ، والتصويب عن «ز» ، وم ، والجرح والتعديل ، وقد نسبه إلى جده ، وهو : عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.


قال أبو زرعة : يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة الكندي ، روى عنه الوليد ، وهشيم ، إلّا أن هشيما كان يقول : عبد الرّحمن بن يحيى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن (١) منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن الكندي ، عن عمر بن عبد العزيز ، وحبّان بن أبي جبلة ، روى عنه هشيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن.

أنا أبو الفضل أيضا ، عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن ، يحدّث عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن الكناني ، ويقال : الكندي ، ويقال : عبد الرّحمن بن يحيى ، عن عمر بن عبد العزيز ، وحبّان بن أبي جبلة ، روى عنه هشيم بن بشير السلمي ، والوليد بن مسلم الدمشقي ، حديثه في الشاميين.

أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود المعدّل عنه ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد قال : ما انتهى إلينا من مسند أبي شيبة يحيى بن عبد الرّحمن الكندي وكان ثقة (٢).

٨١٧٢ ـ يحيى بن عبد الصّمد بن معقل (٣)

حدّث عن مالك.

ذكر أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن (٤) شعبان القرظي في ما :

__________________

(١) لفظتا «أحمد بن» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٦٠.

(٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٤.

(٤) لفظتا «القاسم بن» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.


أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ـ ببعلبك ـ قال : قال : قرأت على القاضي علي بن جعفر المالكي قلت له : حدّثكم أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان قال في تسمية من روى عن مالك بن أنس [من أهل](١) الشام : يحيى بن عبد الصّمد بن معقل ، وذكر أنه دمشقي.

٨١٧٣ ـ يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن

عبيد الله بن أبي المهاجر القرشي المخزومي

قيل إنه حدّث عن الوليد.

روى عنه : الحسن بن جرير الصوري.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا الحسن بن جرير الصوري ، نا يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي ، نا الوليد بن مسلم ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله قال : قال لي عبد الملك بن مروان ، يا إسماعيل أدّب ولدي ، فإني معطيك ، قلت : كيف بذلك وقد حدّثني أم الدّرداء عن أبي الدّرداء أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من يأخذ على تعليم القرآن قوسا قلّده الله قوسا من نار» [١٣١٤٨].

هذا وهم ، إنما هو عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل.

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو مسعود عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسن بن جرير الصوري ، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي ، فذكر بإسناده مثله إلّا أنه قال : قلت بذلك : يا أمير المؤمنين.

٨١٧٤ ـ يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز الأردنّي (٢)(٣)

قال أبو عبد الله بن مندة : إنه دمشقي.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.

(٢) الأردني بضم الهمزة والمهملة بينهما راء ساكنة ثم نون ثقيلة كما في تقريب التهذيب.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٦٢ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٥٩ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٩١ والجرح والتعديل ٩ / ١٧٠.


روى عن : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وعبادة بن نسي ، ويحيى بن أبي كثير ، وعبد الله بن نعيم الأردني ، وسعيد بن مقلاص.

روى عنه : عمرو بن يونس ، ويحيى بن حمزة ، والوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا صفوان بن صالح ، نا الوليد ، حدّثني يحيى بن عبد العزيز الأردنّي أن عبد الله بن نعيم الأردني حدّثه عن الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري عن أبي موسى الأشعري قال : وقتل أبو عامر ـ يعني : يوم حنين ـ أدرك ابن دريد بن الصّمة ، فعدل إليه ابن دريد ، فقتله ، هذا مختصر.

أخبرناه عاليا بتمامه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو (١) المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، قالا : أنا أحمد بن علي بن المثنّى ، نا داود بن عمرو بن زهير ـ زاد ابن حمدان : الضبّي ـ نا الوليد بن مسلم ، عن يحيى ـ زاد ابن المقرئ : ابن عبد العزيز ـ عن عبد الله بن نعيم ، عن الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري ، عن أبي موسى (٢) ـ زاد ابن حمدان : الأشعري.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عقد يوم حنين لأبي عامر الأشعري على خيل الطلب (٣) ، فلما انهزمت هوازن طلبها حتى أدرك دريد ، وقال ابن المقرئ : ابن (٤) دريد ـ بن الصّمة ، فأسرع به فرسه ، فقتل ابن دريد أبا عامر ، قال أبو موسى : فشددت على ابن دريد ، فقتلته ، وأخذت اللواء ، وانصرفت بالناس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا رأى اللواء بيدي قال «أبا موسى ، قتل أبو عامر؟» قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فرفع يدعو له ، يقول : «اللهمّ أبا عامر ، اجعله في الأكثرين يوم القيامة» [١٣١٤٩].

هذا أو نحوه.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) قوله : «عن أبي موسى» سقط من «ز» ، فاضطرب السند فيها.

(٣) الذي في سيرة ابن هشام ٤ / ٩٧ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا عامر الأشعري في آثار من توجه قبل أوطاس.

(٤) هو سلمة بن دريد ، كما في سيرة ابن هشام ٤ / ٩٧.


ذكره (١) أبو الحسين محمّد بن عبد الله الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق [وقال : له عقب بعكا وطبرية يعرفون ببني أبي عبيد ، وهو جد أبي عبد الرحمن المعروف بالشافعي ، ومن ولده عبد العزيز بن أبي عبيد (٢) الذي عدّل الأردن لأحمد بن محمّد بن مدبّر.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٣) : يحيى بن عبد العزيز الأردني (٤) عن يحيى بن أبي كثير ، روى عنه عمر بن يونس ، والوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

يحيى بن عبد العزيز الأردني هو والد أبي عبد الرّحمن الشافعي الأعمى المبتدع ، صاحب الكلام ، روى عن (٦) عبد الله بن نعيم ، عن الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب ، روى عنه يحيى بن حمزة ، والوليد بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك ، سألت أبي عنه فقال : ما بحديثه بأس.

قول البخاري وهم ، وإنما هو الأردني (٧) ، وقول أبي حاتم اليمامي (٨) وهم أيضا ، وإنما هو شامي ، وإنّما وقع له الوهم في ذلك لروايته عن يحيى بن أبي كثير ، ورواية عمر بن يونس عنه ، وهما يماميان ، وإنّما وقع يحيى بن عبد العزيز إلى اليمامة لأن جماعة من أهل الشام في أيام بني أمية كانت أرزاقهم باليمامة ، منهم : الأوزاعي ، وزيد بن سلّام وغيرهما.

__________________

(١) الخبر التالي رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٦٢ عن الحافظ ابن عساكر.

(٢) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٩١ باختلاف روايته.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : الأزدي.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٠.

(٦) بالأصل وم و «ز» : «عنه» خطأ ، والتصويب عن الجرح والتعديل.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وقد جاء في التاريخ الكبير : «الأردني» وبهامشه عن إحدى نسخه : «الأزدي» وقد جاء في م أيضا عن البخاري : «الأزدي» ولعله وقعت بيد المصنف نسخة من التاريخ الكبير وقعت فيه «الأزدي» وهذا ما اقتضى توهيمه.

(٨) جاء في الجرح والتعديل ٩ / ١٧٠ رقم ٦٩٧ في ترجمة مستقلة يحيى بن عبد العزيز الأزدي اليمامي ، ونقله ابن أبي حاتم عن أبيه.


وقول ابن مندة إنه أردني دمشقي وهم أيضا ، لأجل رواية الوليد بن مسلم عنه ، لأن من كان دمشقيا [لا يكون أردنيا ، ومن كان أردنيا لا يكون دمشقيا](١) إلّا أن يكون سكن دمشق ، وأصله من الأردن ، والله أعلم (٢).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد العزيز يحيى بن عبد العزيز ، عن عبادة بن نسي ، روى عنه يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر أهل زهد وفضل : يحيى بن عبد العزيز الأردني (٣).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : يحيى بن عبد العزيز الأردني.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ـ قراءة ـ عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا إبراهيم بن يونس ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أنا سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال في باب الأزدي والأردني : يحيى بن عبد العزيز الأردني ، يحدّث عن عبد الله بن نعيم ، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٤) في باب الأردني : ويحيى بن عبد العزيز الأردني ، يحدّث عن عبد الله بن نعيم ، روى عنه الوليد بن مسلم.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٢) تعقيب الحافظ ابن عساكر على مختلف هذه الأقوال الثلاثة نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٦٣.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ١٦٣.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ١ / ١٣٨.


أخبرنا أبو منصور بن زريق (١) ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ،

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنا محمّد بن حميد المخرمي ، نا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال : أبو زكريا يحيى بن عبد العزيز الأردني حدّث عنه الوليد بن مسلم ، كان هاهنا ببغداد ، وهو أبو الشافعي الأعمى ، هذا أبو عبد الرّحمن ، قلت لأبي زكريا : فكيف حديثه؟ قال : ما أعرفه ، لم يحدّث عنه إلّا وليد بن مسلم.

قال الخطيب : قد حدّث أيضا عمر بن يونس اليمامي (٣) عنه عن يحيى بن أبي كثير.

٨١٧٥ ـ [يحيى (٤) بن عبد الغفار بن عبد المنعم بن إسماعيل أبو الكرم

سمع ببغداد أبا محمد التميمي.

سمعت منه كتاب (٥) الناسخ والمنسوخ لبنيه ، وفي آخره إنشادات عن التميمي.

أخبرنا أبو الكرم قال : أنشدنا أبو محمد التميمي لنفسه :

وما شنآن الشيب من أجل لونه

ولكنه حاد إلى اليسر (٦) مسرع

إذا ما بدت منه الطليعة آذنت

بأن المنايا خلفها تتطلع

فإن (٧) قصها المقراض جاءت بأختها

وتطلع تتلوها ثلاث وأربع

وإن خضب حال الحطاب لأنه

يحاول صنع الله والله أصنع

ويضحى كريش الديك فيها تلمع

وأقطع ما يكساه ثوب ملمع]

٨١٧٦ ـ يحيى بن عبد الواحد بن سليمان بن عبيد الله ، ويقال : ابن

عبد الواحد بن عبيد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

حكى عنه أبو زرعة الدمشقي.

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : رزيق ، والتصويب عن م.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١١٢.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «اليماني» وفي م : «التمامي.

(٤) سقطت الترجمة من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم ، وقد أخرت في م إلى ما بعد : يحيى بن عبد الواحد.

وفي «ز» : ثغرات فيها ، والنص عن م.

(٥) من قوله : عبد الغفار إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٦) في «ز» : البين.

(٧) هذا والذي يليه مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها مقصوص بالأصل.


أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) : وحدّثني يحيى بن عبد الواحد بن سليمان بن عبيد الله بن مروان ، أن مروان لم يسبق عبد الملك إلّا بالحلم.

وقال في موضع آخر (٢) : يحيى بن عبد الواحد بن عبيد الله بن مروان.

٨١٧٧ ـ يحيى بن عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد

ابن موحد بن البري أبو عبد الله السلمي

سمع بدمشق أبا بكر الخطيب.

وسكن عسقلان إلى أن مات بها.

كتب عنه أبو القاسم بن صابر.

وسمعت جدي أبا المفضل القاضي يثني عليه ويصفه بالفضل.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر ، أنشدنا أبو عبد الله يحيى بن عبد الواحد بن البري لأبي علي الحسن بن محمّد بن أبي الشخباء العسقلاني (٣) :

سار فسار النوم عن ناظري

وخيّم الهمّ بأفكاري

كأنما قلّدني بعده

كتبة جيش الفلك للساري

ولم يدع لي جاريا غير ما

قرّره من دمعي الجاري

٨١٧٨ ـ يحيى بن عبيد الله (٤) بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

له ذكر ، وكان تزوج أم الحجّاج بنت الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد محمّد بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

٨١٧٩ ـ يحيى بن عبيد (٥) البلقاوي

حكى عن الأوزاعي.

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٠٨.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ١٩٣.

(٣) ترجمته في وفيات الأعيان ٢ / ١٣٣.

(٤) في م : عبد الله.

(٥) الأصل : عبد ، والمثبت عن «ز» ، وم.


حكى عنه عمر بن عبد الواحد ، أنه يحيى بن عبد الله الذي تقدم ... (١) عمر اسم أبيه.

٨١٨٠ ـ يحيى بن عتبة بن عبد السّلام

من أهل دمشق.

حدّث عن أبيه.

روى عنه : محمّد بن القاسم الطائي ، قاله أبو عبد الله بن مندة في ما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه ، وفيه وهم في موضعين أحدهما قوله ابن عبد السّلام ، وهو ابن عبد السلمي ، والثاني قوله من أهل دمشق ، وهو من أهل حمص ، ولو لا كراهيتي الإخلال بذكر من وقع إليّ ذكره من أهل دمشق ، لكان الإضراب عن حكاية قول ابن مندة في هذا أولى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن حسين بن الحسن القطان [نا أبو](٢) الأزهر أحمد بن الأزهر ، نا مروان بن محمّد ، نا محمّد بن شعيب بن شابور ، نا الحسين بن أيوب ، عن يحيى بن عتبة بن عبد [السلمي](٣) عن أبيه قال : خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ح قال ابن مندة : نا أحمد بن صفوان ـ بدمشق ـ نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن دحيم ، نا أبي ، نا محمّد بن شعيب ، نا محمّد بن القاسم الطائي الحمصي قال : سمعت يحيى بن عتبة بن عبد السلمي عن أبيه قال (٤) :

دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما اسمك؟ فقلت : عتلة (٥) بن عبد فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل أنت عتبة بن عبد».

كان في الأصل بهذا الحديث من طريق ابن دحيم : يحيى بن عتبة بن عبد السّلام ، وهي نسخة عتيقة بخط إبراهيم بن محمّد بن علي الكسائي الأصبهاني مسموعة من ابن مندة ، فألحقت في السلمي ياء بخط جديد طلبا للصواب ، والوهم فيه من ابن مندة بلا شك.

__________________

(١) كلمة غير واضحة بالأصل وم و «ز».

(٢) الزيادة عن «ز» ، وم ، ومكانها بالأصل : بن.

(٣) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز».

(٤) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٤٥٩ في ترجمة عتبة بن عبد السلمي.

(٥) عتلة بفتح العين وسكون التاء فوقها نقطتان قاله ابن ماكولا ، قال : وقال عبد الغني : عتلة يعني بفتحتين ، (أسد الغابة ٣ / ٤٦٠).


أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له ، قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) :

يحيى بن عتبة بن عبد السلمي عن أبيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم قريظة والنضير : «من أدخل هذا الحصن سهما وجبت له الجنّة» ، قال عتبة : فأدخلته ثلاثة أسهم (٢).

قاله دحيم ، نا محمّد بن شعيب ، عن محمّد بن القاسم الحمصي ، سمع يحيى.

٨١٨١ ـ يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير

ابن دينار أبو سليمان ، ويقال : أبو زكريا الحمصي (٣)

الرجل الصالح أخو عمرو بن عثمان.

سمع بدمشق : أبا الجماهر محمّد بن عثمان ، وزيد بن يحيى بن عبيد ، ومروان بن محمّد ، وسويد بن عبد العزيز ، وعمر بن عبد الواحد ، وعبد الوهّاب بن سعيد السلمي المفتي ، والوليد بن مسلم الدمشقيين ، وحدّث عنهم وعن بقية ، ومحمّد بن حمير ، وأبي المغيرة ، وأبي حيوة شريح بن يزيد الحضرمي ، وعقبة بن علقمة ، ووكيع بن الجرّاح ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، ومعن بن عيسى القزّاز ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وأحمد بن خالد الوهبي. ويحيى بن صالح الوحاظي.

روى عنه : أبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، وأبو داود السجستاني ، وأبو عبد الرّحمن النسائي في سننهما ، وأبو عروبة الحرّاني ، وأبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر ، وأبو سليمان داود بن الوسيم البوشنجي ، وأبو بشر الدولابي ، وعبد الغافر بن سلامة ، والحسين بن محمّد بن إبراهيم السكوني (٤) ، والحسين بن الحسن المهاجري النيسابوري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني.

__________________

(١) ليس ليحيى بن عتبة ترجمة في التاريخ الكبير.

(٢) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٤٦٠. وعقب عليه بقوله : «قريظة والنضير» لم يكن لهما واحد واحد ، فإن قريظة كان يومهم بعد الخندق سنة خمس ، وأما النضير فكان إجلاؤهم سنة أربع.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٦٢ والجرح والتعديل ٩ / ١٧٤ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٦ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٦.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : السكري ، والمثبت عن «ز» ، وم.


ح وأخبرنا أبو منصور محمود بن [أحمد بن](١) عبد المنعم بن ماشاذة ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، قالا : نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي ، نا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي ، نا زيد بن يحيى بن عبيد (٢) ، عن ابن ثوبان ، حدّثني الحسن بن الحرّ أنه. سمع محمّد بن العجلان يحدّث عن محمّد بن كعب القرظي ، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن بعض أهله ، عن جعفر بن أبي طالب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علّمه كلمات إذا نزل به كرب دعا بهن : «لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين» [١٣١٥٠].

ولم يسم الهاشمي محمّد بن كعب ، قال : عن ابن كعب القرظي.

أخرجه النسائي في كتاب : اليوم والليلة ، عن أبي سليمان يحيى بن عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو سليمان يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي ، سمع بقية.

وكذا كنّاه يعقوب بن سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم : عمرو ، ويحيى ابنا عثمان.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

قال يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ، روى عن بقية ، ومحمّد بن حمير ، وأبي حيوة المقرئ ، وزيد بن يحيى بن عبيد.

__________________

(١) الزيادة للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : عقيل ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال ، وقوله : «بن عبيد» سقط من «ز» ، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٨.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٤.


كتب عنه أبي بحمص في الرحلة الثانية ، وروى عنه أبي وأبو زرعة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو سليمان يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي الحمصي ، أخو عمرو ، سمع الوليد بن مسلم ، ومعن بن عيسى ، روى عنه الحسين بن الحسن المهاجري ، وأبو عروبة ، كنّاه مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم الصوّاف ، نا أحمد (١) بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا يحيى بن عثمان أبو زكريا الشيخ العابد ، نا أبو زكريا (٢) يحيى بن صالح الوحاظي بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٣) ، نا أبي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يحيى بن عثمان نعم الشيخ هو.

قال (٤) : وسألت أبي عن يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار؟ فقال : كان رجلا صالحا ، [ثقة](٥) صدوقا.

[قال ابن عساكر :](٦) وبلغني عن محمّد بن عوف الحمصي قال : رأيت أحمد بن حنبل يجلّ يحيى بن عثمان ، ويقدّمه في الصلاة ، وسئل محمّد بن عوف : أي ما أحب إليك : عمرو بن عثمان ، أم يحيى بن عثمان (٧)؟ فقال : كلاهما ثقة في الحديث ، ولكن يحيى كان عابدا ، وعمرو أبصر بالحديث منه.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمد بن أحمد بن إسماعيل.

(٢) كذا بالأصل : زكريا ، وفي م «ز» : «أبو بكر». وقيل فيه : «أبو زكريا ، ويقال : أبو صالح» راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٠.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٤.

(٤) القائل أبو محمد بن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٩ / ١٧٤.

(٥) الزيادة عن الجرح والتعديل.

(٦) الزيادة منا للإيضاح ، والخبر نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧١ نقلا عن ابن عساكر.

(٧) قوله : «أم يحيى بن عثمان» مكرر بالأصل.


دفع إليّ أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا عن محمّد بن أحمد بن شاكر ، نا أبو عيسى عبد الرّحمن بن [إسماعيل بن](١) عبد الله الخولاني قال : أملى علينا أبو عبد الرّحمن [أحمد](٢) بن شعيب بن علي النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال : يحيى بن عثمان ، حمصي ، لا بأس به.

أخبرنا أبو الحسين بن عبد الرّحمن بن عبد الله الخطيب ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصي ، أنا الحسين بن محمّد بن إبراهيم السكوني ـ بحمص ـ نا يحيى بن عثمان المختار العدل الرضا ، نا محمّد بن حمير بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي قال : سمعت سلمة بن الهيذام الكلبي قال :

كان جعفر المتوكل قد جعل عمروا (٣) ويحيى ابني عثمان بن سعيد المختارين بحمص في أيام التعديل ، قال : فقال لي يحيى : يا سلمة ، من أين جئت؟ فقلت : من عند أخيك عمرو ، فقال : وما يعمل؟ فقلت : هو قاعد وابنه يكتبان كتابا إلى أمير المؤمنين عنك وعنه ، فقال : الله حسيبهما ، ما لي ولأمير المؤمنين ، وما أنا وأمير المؤمنين ، ما أمرت ولا علمت.

قال : وكان يحيى ورعا لا يدخل في عمل السلطان ، قال سلمة : فلقيني عمرو بن عثمان الغد فقال لي : يا فضولي ، ما حملك على ما فعلت أمس؟ فقلت : يا أبا حفص ، أردت أن أسرّ أخاك ، فقال : يا بني ، غممته ، ونالنا منه من العتب ما كنا عنه أغنياء ، فلا تعد لمثلها.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول : سمعت أبا القاسم الإسماعيلي يقول : سمعت أبا عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي يقول : سمعت ابن عدي يقول (٤) : سمعت الحسين بن أبي معشر يقول : يحيى بن عثمان ـ يعني : ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي لا يسوى (٥) نواة ، كان يتلقن كلّ شيء ، وكان يعرف بالصدق.

__________________

(١) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم.

(٣) الأصل : «عمر» وفي م : «عمرو» والمثبت عن «ز».

(٤) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥١ ونقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٢ عن ابن عدي.

(٥) في «ز» : يساوي.


قال (١) : وسمعت المسيّب بن واضح يقول : رأيت في النوم كأن آتيا أتاني فقال : إن كان بقي من الأبدال أحد فيحيى بن عثمان الحمصي.

قال ابن عدي : وليحيى بن عثمان أحاديث صالحة عن شيوخ الشام ، ولم أر أحدا طعن فيه غير [ابن](٢) أبي معشر ، وهو معروف بالصدق ، وأخوه عمرو بن عثمان [كذلك وأبوهما عثمان](٣) بن سعيد بن كثير ، وهم من أهل بيت الحديث بحمص ، وليس بهم بأس.

٨١٨٢ ـ يحيى بن عثمان أبو زكريا المعروف بالحربي (٤)

نزيل بغداد ، أصله سجستاني.

سمع بدمشق وغيرها هقل بن زياد ، وسويد بن عبد العزيز ، وبقية بن الوليد ، وإسماعيل بن عياش (٥) ، وأبا المليح الحسن بن عمر الرقّي.

كتب عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة زهير بن حرب.

وروى عنه أبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيّان ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وعلي بن الحسين بن حبان ، وإبراهيم بن أسباط بن السكن ، وأحمد بن علي الأبار ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، ومحمّد بن زكريا البلخي ، وأبو العبّاس السراج ، والقاسم بن يحيى بن نصر.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي ، نا يحيى بن عثمان ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أحدكم مرآة أخيه ، فإذا رأى به شيئا فليمطه عنه» [١٣١٥١].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، وأبو علي الحسن بن المظفّر ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد البارع ، وأبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش ، قالوا : أنا أبو

__________________

(١) القائل : أبو أحمد بن عدي ، الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٥١.

(٢) سقطت من الأصل ، وزيدت عن «ز» ، وم.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم ، وابن عدي.

(٤) ترجمته في تهذيب التهذيب ٦ / ١٦٣ وتاريخ بغداد ١٤ / ١٨٩ والجرح والتعديل ٩ / ١٧٤ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٦ وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥١.

(٥) في «ز» : عباس.


الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الحربي ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، نا يحيى بن عثمان الحربي ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن جعفر بن الحارث ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من مسلم يشهر على أخيه السلاح إلّا كانا على حرف جهنم ، فإن أغمدا عادا إلى الذي كانا عليه ، وإن قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا» [١٣١٥٢].

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (١) : يحيى بن عثمان ، ويكنى أبا زكريا من أبناء أهل خراسان ، كان ينزل درب أبي الجهم ، وروى عن الشاميين ، رشدين (٢) بن سعد ، وهقل بن زياد ، وبقية ، وإسماعيل بن عيّاش وغيرهم ، وتوفي في ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

قال الصوري : رشدين مصري وليس بشامي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو زكريا يحيى بن عثمان الحربي ، عن إسماعيل بن عيّاش.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يحيى بن عثمان السجزي ، أبو زكريا ، نزيل بغداد ، روى عن هقل بن زياد ، وأبي المليح الرقّي ، وسويد بن عبد العزيز ، وبقية ، وإسماعيل بن عيّاش ، روى عنه أبي وأبو زرعة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال : أبو زكريا يحيى بن عثمان الحربي البغدادي ، سمع أبا عبد الله السكسكي ، ومحمّد بن حازم ، سمع منه يحيى بن معين ، وزهير بن حرب.

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٣٥١.

(٢) بالأصل : «رشد» ، وفي «ز» : «رشيد» والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٤.


أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب قال (١) : يحيى بن عثمان أبو زكريا الحربي يقال : إن أصله من سجستان ، سمع هقل بن زياد ، وأبا المليح الرقّي ، وإسماعيل بن عيّاش ، وسويد بن عبد العزيز ، وبقية بن الوليد.

كتب عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وعلي بن الحسين (٢) بن حبان (٣) ، وإبراهيم بن أسباط ، وأحمد بن علي الأبّار وغيرهم.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله العكبري ، أنا القاضي أبو الطيّب الطبري ، أنا علي بن عمر السكري ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي قال : وسمعت يحيى بن عثمان الحربي يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٤) الخطيب ، قال : حدثت عن أبي الحسن بن الفرات ، أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي ، نا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن علي ، نا مهنى قال : سألت أحمد عن يحيى بن عثمان الذي يكون في الحربية ، فقال : لا أعرفه. وسألت يحيى بن معين ، فقال : ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب قال (٥) : قرأت على البرقاني عن أبي عمر بن حيوية ، نا أحمد بن محمّد بن مسعدة ، نا جعفر بن درستويه ، نا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سئل يحيى بن معين وأنا أسمع عن يحيى بن عثمان فقال : ليس به بأس.

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٩ ـ ١٩٠.

(٢) تحرفت في الأصل وم و «ز» إلى : الحسن ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) في م و «ز» : حبان ، تصحيف.

(٤) قوله : «أحمد بن علي» استدرك على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩١.


أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) قال : سئل أبو زرعة عنه فقال : ثقة ، كتبنا عنه ببغداد ، كتب عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ.

ح وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٢) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنا محمّد بن نعيم الضبي ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي ـ بمرو ـ قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة عن يحيى بن عثمان البغدادي الذي يروي عن إسماعيل بن عيّاش ، فقال : هو السمسار ، صدوق ، وكان من العباد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي قال (٣) : يحيى بن عثمان الحربي ، بغدادي ، عن هقل (٤) ، لا يتابع على حديثه عن الأوزاعي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٥) ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا ابن الفضل ، أنا دعلج بن أحمد [أنبا أحمد](٧) بن علي الأبار.

ح قال الخطيب : وأنا العتيقي ، نا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات يحيى بن عثمان ـ زاد البغوي (٨) : الحربي ثم اتفقا ـ في سنة ثمان وثلاثين ـ زاد الأبار : ومائتين ـ قال البغوي : وكتبت عنه.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٤.

(٢) رواه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩١.

(٣) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٤٢٠ رقم ٢٠٤٥.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : عقل ، والتصويب عن «ز» ، وم ، والضعفاء الكبير ، وهو هقل بن زياد بن عبيد الله ، أبو عبد الله الدمشقي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٩٦.

(٥) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : رزيق ، والتصويب عن م.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩١.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم وتاريخ بغداد.

(٨) تحرفت بالأصل إلى : المقرئ ، والتصويب عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.


كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد.

ح وأخبرنا أبو المعالي المروزي ، أنا أبو علي الحداد ، قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن جعفر بن سلم (١) ، نا أحمد بن علي الأبار قال : ومات يحيى بن عثمان في سنة ثمان وثلاثين.

٨١٨٣ ـ يحيى بن عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد

ابن عبد العزّى بن قصي بن كلاب أبو عروة القرشي الأسدي الزّبيري (٢)

من أهل المدينة.

روى عن أبيه.

روى عنه : الزهري ، ومحمّد بن إسحاق ، والضحّاك بن عثمان ، وأخوه هشام بن عروة ، وابن عجلان ، ومحمّد بن عقبة (٣) ، ومحمّد بن عمرو بن علقمة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن يحيى بن عروة بن الزّبير ، عن أبيه ، عن عائشة قال : قلت : يا رسول الله ، إن الكهّان قد كانوا يحدثونا بالشيء فيكون حقّا ، قال : «تلك الكلمة من الحق يخطفها (٤) الجنّي ، فيقذفها في أذن وليه ، فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة» [١٣١٥٣].

رواه ابن جريج ، ومعقل ، ويونس ، وشعيب عن الزهري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني ، نا يوسف بن مسلم ، نا حجّاج ، عن ابن جريج ، عن [ابن](٥) شهاب ، أخبرني يحيى بن عروة أنه سمع عروة يقول :

__________________

(١) في «ز» : سالم.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٤ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٦٤ والجرح والتعديل ٩ / ١٧٥ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٩٦ ونسب قريش للمصعب ص ٢٤٦.

(٣) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «محمد بن علي أخو موسى بن عقبة» وفي م : محمد بن علي وأبو موسى بن عقبة».

(٤) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : يحفظها.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.


قالت عائشة : سأل أناس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الكهّان؟ فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليسوا بشيء» قالوا : يا رسول الله ، فإنهم يحدّثون أحيانا بالشيء يكون حقا ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تلك الكلمة من الحقّ يخطفها الجن فيقرّها في أذن وليّه قرّ الدجاجة ، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة» [١٣١٥٤].

ووفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، نا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : قوله : فيقرّها ، القاف مضمومة ، والراء غير معجمة ، معناه الصب ، يقال : قرّت الحمامة فرخها إذا صبّت في حلقه ، ويقال : قرّ عليه دلوا من ماء ، إذا صبّها عليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا محمّد بن الفتح القلانسي ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح ، نا الهيثم بن عدي قال : أنبأني هشام بن عروة ، عن أخيه يحيى بن عروة ، عن أبيه عروة ، عن أم المؤمنين عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد اجتمع عنده نساؤه ليخصني بذلك : «أنا لك يا عائشة كأبي زرع لأم زرع» قلت : يا رسول الله ، ومن أبو زرع؟ فقال : «اجتمع نسوة من قريش بمكة ، إحدى عشرة امرأة» ، وساق الحديث بطوله.

قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة ، عن أخيه يحيى بن عروة ، عن أبيه ، تفرّد به الهيثم بن عدي الطائي عن هشام.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال (١) : وحدّثني مصعب بن عثمان ، قال :

وفد يحيى بن عروة على عبد الملك بن مروان ، فجلس ببابه ، فسمع حاجب عبد الملك يتناول من ابن الزّبير ، فضرب يحيى وجه الحاجب فأدماه ، فدخل الحاجب على عبد الملك ، فقال : من فعل بك؟ قال : يحيى بن عروة ، فقال : أدخله ، فأدخله ، وقد استوى عبد الملك على فراشه ، فقال ليحيى : ما حملك على ما صنعت بحاجبي؟ فقال له يحيى :

__________________

(١) رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٥ ـ ١٧٦.


عمي عبد الله بن الزّبير كان أحسن جوارا لعمتك منك لنا ، والله إن كان ليقول لها : من سبّ أهلك فسبّي أهله ، وإن كان لينهى حامّته (١) وعشيرته وحشمه أن يسمعوها فيكم قذعا (٢) ، أنا والله المعمّ المخول .. تفرقت العرب عن عمّي وخالي ، فكنت كما قال الشاعر (٣) :

يداه أصابت هذه حتف هذه

فلم تجد الأخرى عليها (٤) مقدّما

قال : فاضطجع عبد الملك ولم يزل كذلك يعرف فيه إكراما ليحيى بن عروة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد ابن المبارك : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٥) : في الطبقة السادسة من أهل المدينة : يحيى ، ومحمّد ، وعثمان بنو عروة بن الزّبير ، أمّهم أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، يحيى يكنى أبا عروة.

قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب قال (٦) :

يحيى ، ومحمّد ، وعثمان بنو عروة ، وأمّهم أم يحيى بنت الحكم عمة عبد الملك بن مروان ، وليحيى عقب ، قال يحيى بن عروة : وإنا أكرم العرب اختلفت العرب في عمّي وخالي ، يعني عبد الله بن الزّبير ، ومروان بن الحكم ، وليس لعثمان ومحمّد عقب ، وقد روى هشام عن عثمان ، وهشام بن عروة أسنّ من عثمان ، ومات عثمان قبل هشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : يحيى بن عروة بن الزّبير.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : حاجبه.

(٢) القذع : الخنا والفحش.

(٣) البيت للمتلمس ، من أبيات له في الشعر والشعراء ص ٨٥ ـ ٨٦ وتهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٦.

(٤) بالأصل وم و «ز» : «عليه» والمثبت عن الشعر والشعراء. وتهذيب الكمال.

(٥) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٦٥ رقم ٢٣٨٣ طبعة دار الفكر.

(٦) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧ و ٢٤٨.


أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال (١) : ومن ولد عروة بن الزّبير : يحيى ، ومحمّد ، وعثمان بنو الزّبير بن الزّبير ، وأمّهم أم يحيى بنت الحكم بن أمية بن عبد شمس ، فأمّا يحيى بن عروة ، فكان من أشرف (٢) بني عروة ، وهو يلي عبد الله في السن ، وهو الذي يقول :

أشرتم بلبس الخزّ لما لبستم

ومن قبل لا تدرون من فتح القرى

قعودا بأبواب (٣) الفجاج وخيلنا

تسامي (٤) سمام الموت تكدس بالقنا

فلمّا أتاكم فيئنا برماحنا

تكذب مكفيّ بعيب لمن كفا

أنشدنيها عمّي مصعب بن عبد الله ، ومصعب بن عثمان ، ومحمّد بن الضحّاك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٥) قال في الطبقة الرابعة : يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام ، ويكنى أبا عروة ، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة (٦) : يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام ، ويكنى أبا عروة ، وأمّه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، وقد روى الزهري عن يحيى بن عروة ، وكان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : أنا

__________________

(١) الخبر والشعر في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٦ نقلا عن الزبير بن بكار ، والشعر في نسب قريش للمصعب ص ٢٤٧ وجمهرة ابن حزم ص ١٢٤.

(٢) في تهذيب الكمال : أشراف.

(٣) في ابن حزم : «وقوفا بأطراف» وفي نسب قريش : «نعوذ بأفواه».

(٤) في ابن حزم : «تساقي كئوس» وفي نسب قريش : «تساقي سهام».

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٦) ليس ليحيى في الطبقات الكبرى المطبوع ، فترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة ، ونقله عن ابن سعد المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٥.


أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : يحيى بن عروة بن الزّبير ، سمع أباه ، وسمع منه ابن إسحاق ، والضحّاك بن عثمان (٢).

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام القرشي ، حجازي ، يكنى أبا عروة ، روى عن أبيه ، روى عنه الزهري ، ومحمّد بن إسحاق ، سمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : إنه كان أعلم من هشام بن عروة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو عروة يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام الأسدي ، المدني ، وأمّه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية ، أخو هشام ، وعبد الله ، ومحمّد ، وعثمان ، وإسماعيل ، وإبراهيم ، سمع يحيى أباه عروة ، روى عنه ابن شهاب الزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال : يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام ، أبو عروة القرشي الأسدي ، المدني ، سمع أباه ، روى عنه الزهري في الأدب والطبّ والتوحيد.

قال أبو عيسى : نا ابن أبي عمر ـ يعني : العدني ـ نا سفيان ، عن هشام بن عروة ، قال : خرج عروة إلى الوليد بن عبد الملك ، فسقط ـ يعني : ابنه (٤) يحيى ـ عن ظهر بيت ، فوقع تحت أرجل الدواب ، فقطعته ، وذكر باقي الحديث (٥).

قال الذهلي : قال يحيى بن بكير ، بويع الوليد يوم مات أبوه عبد الملك بن مروان ، وذلك يوم الخميس لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٩٦.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، والذي في التاريخ الكبير : يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، حجازي ، روى عنه الزهري. (ولم يزد).

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٥.

(٤) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٥) نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٧.


وقال أيضا يحيى : توفي الوليد يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ، وقال أبو نصر : فكانت ولايته تسع سنين وثمانية أشهر.

[قال ابن عساكر :](١) وهذا وهم فاحش ، فإن الذي سقط محمّد بن عروة ، لا يحيى ، وقد ذكرنا ذلك من وجوه في ما تقدم (٢).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، أخبرني مصعب بن عثمان قال : قال يحيى عروة بن الزّبير :

نماني في فرعي كلاب وغيرها

وفي إرث مجد من لؤي بن غالب

أب لي أبيّ الخسف قد تعلمون

وفارس معروف رئيس الكتائب

أبي الخسف : خويلد بن أسد ، وفارس معروف الزّبير بن العوّام.

قال الزّبير : وقال يحيى بن عروة بن الزّبير :

أين عمّي وقبل ذاك أبوه

وقتيل العراق بين الجسور

آثروا الصبر والحياء فماتوا

قبل دهر يشاب بالتكدير

قوله : أين عمي : يريد عبد الله بن الزّبير ، وقيل ذاك أبوه الزّبير ، وقتيل العراق : مصعب بن الزّبير.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا : أنا أبو جعفر ، نا أبو طاهر ، أنا أحمد الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار قال : ويحيى بن عروة الذي يقول :

نماني في فرعي كلاب وغيرها

وفي إرث مجد من لؤي بن غالب

أب لي أبيّ الخسف قد يعلمونه

وفارس معروف رئيس الكتائب

ولي من أبي العاص أعزّ مكانة (٣)

إذا فرحت (٤) عنه المصاريع حاجب

منير بدا من بعد ظلماء فاختفت (٥)

لرؤيته بادي عظام الكواكب

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح ، وتعقيب ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٧.

(٢) يعني في ترجمة محمد بن عروة بن الزبير.

(٣) الأصل وم : «أغر كأنّه» والمثبت عن «ز».

(٤) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي «ز» : قزحت ، وفوقها ضبة.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «فاحثت» وفي «ز» : «داحس».


قال : ونا الزّبير قال (١) : وأخبرني عثمان بن عبد الرّحمن أنه سمع أبي ـ رحمه‌الله ـ ينشد ليحيى بن عروة بن الزّبير (٢) :

فما صحب النبيّ مهاجريّ

ولا الطلقاء والأنصار طرّا

ينوط بأمّنا أمّا وإنّا

لنعلم فيهم حسبا وسرّا

صفية أمنا كرمت وطابت

وعظّمها رسول الله برّا

عجوز عجائز الفردوس أمي

مهذبة الوشائج هات جرّا

تخيرت الأبوة في قريش

إلى أن رشحت في المهد صقرا

تفديه بوالدها وتدعو

بأن لا يخذل الرحمن زبرا

إلى العوام ينمي يوم بدر

[و](٣) تعرف نفسه أحدا وبدرا

تولى الناس في أحد سراعا

وجالد حسبه منه وصبرا

يذب عن النبي بمشرفيّ

له لم يلق يا سر منه يسرا

ويوم الخندق المشهور فيه

أبان فضيلة وأزاح كفرا

ويوم الفتح يوم شاد فيه

له ذكر وكان الناس صفرا

قال : ونا الزّبير بن بكّار قال : وقال إسماعيل بن يسار النساء ، يرثي يحيى بن عروة بن الزّبير ، أنشدني ذلك مصعب بن عثمان (٤) :

ألا يا عين فانهمري بغزر

وفيضي عبرة من غير نزر

ولا تعدي عزاء بعد يحيى

فقد غلب العزاء وعيل صبري

ومرزئة كأنّ الجوف (٥) منها

بعيد النّوم يسعر حرّ جمر

على يحيى وأيّ فتى كيحيى

لعان عائل غلق بوتر

وللخصم الألد إذا دعاني

ليأخذ حق مقهور بقسر

وللأضياف إن طرقوا هدوّا

وللكل المكلّ وكل سفر

__________________

(١) قوله : «قال و» استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.

(٢) الأبيات في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

(٣) زيادة عن «ز» ، وم.

(٤) الخبر والشعر في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٧.

(٥) الأصل و «ز» : الخوف ، والمثبت عن م ، وتهذيب الكمال.


إذا نزلت بهم سنة جماد

أبيّ الدر لم تكسع بغبر (١)

هنالك كان غيث حيا فلاقت

يداه في جناب غير وعر

وأحيا من مخبأة حياء

وأجرأ من أبي شبل هزبر

هريت (٢) الشدق رئبال إذا ما

عدا لم تنه عدوته بزجر

تدين الخادرات له إذا ما

سمعن زئيره في كل فجر

فإما يمس في جدث ضريح

بمغبر من الأرواح قفر

فقد يعصوصب الجادون منه

بأروع ما جد الأعراق غمر

إذا ما الضيف حل إلى ذراه

تلقاه بوجه غير بسر

ند صاف يبين العتق فيه

يبين قبل مقذعة ونكر

تفرج بالندى الأبواب عنه

ولا يكتنّ دونهم بستر

دهاني الحادثات به فأمست

عليّ همومها تغدو وتسري (٣)

__________________

(١) في «ز» : «أتى بالدر لم تلسع بغبر» وفي م فكالأصل ، وفي تهذيب الكمال : بغفر.

(٢) الهريت : الواسع الشدقين.

(٣) آخر الجزء الثالث والعشرين بعد الخمسمائة يتلوه يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد. بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه ابني محمّد بن القاسم وكتب العالم .............. الأول من شهر ربيع الأول ....... أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيّده الله ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد والشيخ الفقيه زين الدولة أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو زكيّ محمّد بن بركة بن خلف بن كرما الصلحي والأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني والشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد .... وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان والقاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد ... وأبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي وأبو القاسم بن محمّد بن ناجية ويوسف بن سليمان بن عبد الله المصري ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم بن غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي الشواغرة وأبو القاسم بن سيدهم بن الحسين ويوسف بن مجلي بن إبراهيم وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وبركات ابن قرجا وزين قرنون الديملي وأبو الحسين بن علي بن خلدون وأبو محمّد بن علي بن أبية ومذود وصديق ابنا إلياس بن سلامة الكتانيات وأبو عبد الله بن الفضل بن الفتح الأنصاري وعثمان بن عطاء بن مرشد وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان وأبو الحسن بن نعمة الله بن عبد الله الفراش وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وحسين بن محمّد بن الحسن وأبو الفتوح بن عبدان بن بيان وعين الدولة بن الكمش بن كمشتكين وفضائل بن علي بن الحسن وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وقرأ النصف الأول وسمع النصف الثاني غير الصفحة الأولى أبو عبد الله محمّد بن سيدهم بن هبة الله الأنصاري وقرأ النصف الثاني فقط القاضي


__________________

أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وسمع نصفه الأول عبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وعلي بن يوسف بن سلمان وعلي بن محمّد بن علي النقطي وسمع نصفه الآخر عبد الله بن ياسر بن عبد الله اليمني ورفاعة بن محمّد بن إبراهيم ورمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني وحسن بن مالار بن حسن الفراء ومكي بن أبي محمّد بن علي بن أبية وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وعلي بن بندار بن الحسين البصري وفارس بن أبي طالب بن نجا نساج ورافع بن محمّد بن رافع الخزرجي وأبو الخير سلامة بن سلمان بن سلامة الصفار وأبو القاسم بن أبي طالب بن أحمد العطار وذلك في يومي الاثنين والخميس الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وخمسمائة بجامع دمشق وسمع مع الجماعة المذكورين في التاريخ المذكور نصفه الأول دون الآخر ابن المسمع أبو الفتح الحسن بن الشيخ الفقيه الإمام العالم العلّامة وحيد دهره وفريد عصره أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أمتع الله به ه.

سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الفقيه الإمام العالم شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي رضي‌الله‌عنه وقدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه الله ابنه القاضي أبو الغنائم سالم جبره الله وآخره القاضي شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ وابنه أبو إبراهيم إسحاق جبره الله وأبو عبد الله وأبو منصور ابنا أحمد بن محمّد والشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي والفقيهان أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي ويوسف بن أبي الفرج بن مهذب وعبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد وأبو الحسين بن علي بن خلدون وعبد الرّحمن بن طالب بن سبع وأحمد بن مكارم بن أبي عبد الله وعين الدولة بن جلدك بن عبد الله وعبد الله بن إبراهيم بن يوسف وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني والوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الحوراني وزكريا بن عثمان بن خالويه الموقاني وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي وأبو عبد الله محمّد بن سيدهم بن هبة الله الدمشقي ومحمّد بن ميمون بن مالك ابن مالك الأنصاري وإبراهيم بن محمّد بن عبد الله وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي ويوسف بن يحيى بن الخشاب وسمع من أول الجزء عشر قوائم فحسب إسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء وأبو القاسم الخضر بن عبد العزيز رمضان الواعظ وابنه محمّد وسمع من آخر الجزء بتسع قوائم فحسب مكارم بن قاسم بن أبي الوحش وحفيده محمّد بن عثمان جبره الله ...... أسماؤهم مثبتة في الفرع وسمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء ............ آخرها يوم الجمعة خامس عشر صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.

سمعت الجزء كله على الشيخ الأجلّ الإمام العالم الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفّاظ ناصر السنّة جمال الأئمة ثقة الثقات معتمد الرواة أبي محمّد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده الله ولده أبو القاسم علي وفقه الله والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وابناه أبو الحسن محمّد وأبو الحسين إسماعيل وفتاهم فرج الحبشي والقاضي العالم الأمين بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي والشيخ الفقيه الأمين أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي بقراءته وأبو الفضل حامد بن علي بن أحمد الرافقي وأبو سعيد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري وأبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي وإسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي الأنصاري يعرف باب الأنماطي وهذا خطه وأبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن


٨١٨٤ ـ يحيى (١) بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين

ابن محمّد بن عبد الرّحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد

أبو المفضّل (٢) بن أبي الحسن (٣) القرشي ، المعروف بابن الصّائغ (٤)

قاضي دمشق.

سمع أبا محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، وأبا القاسم عبد الرزّاق بن عبد الله بن الفضيل (٥) ، وأبا محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد اللبّاد المقرئ ، وأبا تراب حيدرة بن علي الأنطاكي ، وأبا محمّد الحسن بن علي بن البرّي (٦) ، وأبا القاسم بن أبي العلاء ، وأبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي.

__________________

تميم الشيباني وصح ذلك في خامس عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة ه.

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام الفقيه فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي أثابه الله الجنة بسماعه فيه من مؤلفه والملحق بإجازته عمه منه بقراءة الشيخ الإمام محب الدين كمال المحدثين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي والفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي وأبو بكر محمّد بن محمّد بن أبي بكر البلخي وأخوه سليمان ومحمّد ويحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس المصري وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن وعبد الواحد بن عبد السيد بن بركات الصقلي وإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي وهذا خطه وابنه أبو ذكي محمّد رفق الله بهما وسمع من أول ترجمة يحيى بن عبد الواحد بن سليمان إلى آخر الجزء ابن أخي المسمع أبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد بن الحسن في مجلسين آخرهما في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة وصح وثبت والحمد لله وحده.

سمع جميع هذا الجزء على الفقيه الإمام مفتي الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي أبقاه الله بسماعه فيه من مؤلفه والملحق بالإجازة الفقيه أبو عبد الله محمّد بن حسان بن رافع العامري وأبو بكر بن يوسف بن علي بن زويران ومحمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي بقراءته وهذا خطه وعارض به نسخته يوم الاثنين السابع من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وستمائة بجامع دمشق حرسها الله والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد نبيه وآله وسلامه ه.

الجزء الرابع والعشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله رحمه‌الله سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.

(١) كتب قبلها في «ز» : بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : أبو الفضل.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : الحسين.

(٤) ترجمته وأخباره في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٣٣٤ والنجوم الزاهرة ٥ / ٢٦٦ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٦٣ والعبر ٤ / ٩٣ وشذرات الذهب ٤ / ١٠٥.

(٥) في «ز» : الفضل ، تصحيف.

(٦) في «ز» : البزي ، تصحيف.


وسمع ببغداد أبا القاسم عبد الله بن طاهر.

وتفقه بدمشق على القاضي المروزي ، وصحب الفقيه أبا الفتح المقدسي مدّة.

ورأى أبا بكر الخطيب ، ولم يسمع منه ، وعلق الفقه ببغداد على أبي بكر الشاشي ، وكان عالما بالنحو والعروض.

قرأ على أبي القاسم زيد بن علي الفارسي.

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل القرشي ، أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد الله بن الفضيل (١) الكلاعي ـ بقراءة أبي الفرج الحنبلي في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ـ أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق السراج ـ قراءة عليه ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن عيسى البغدادي ـ بحلب ـ سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، نا أحمد بن عبيد الله (٢) النرسي ، نا حجاج بن محمّد قال ابن جريج : أخبرني (٣) عبد الكريم الجزري أن عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استند إلى البيت ، فوعظ الناس ، وذكّرهم ، ثم قال : «لا يصلّي (٤) أحدكم بعد العصر حتى الليل ، ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس ، ولا تسافر امرأة إلّا مع ذي محرم ثلاثة أيام ، ولا تنكح المرأة على عمّتها ولا على خالتها» [١٣١٥٥].

سألت جدي عن مولده فقال : في سنة ثلاث وأربعين أو أربع وأربعين وأربعمائة ، وثبته خالي أبو المعالي (٥) على أربع وأربعين.

وذكر أبو محمّد بن صابر أنه قال له : إنه ولد غرة المحرم سنة أربع وأربعين ، وذكر غير ابن صابر أنه سأله عن مولده فقال : ولدت يوم السبت الثامن من المحرم سنة أربع وأربعين ، وتولى القضاء بدمشق نيابة عن أبي عبد الله محمّد بن موسى البلاساغوني (٦) ، ثم (٧) عن أبي

__________________

(١) في «ز» : «أبو الفضل» وفي م : بن الفضل.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الله.

(٣) بالأصل وم : «أخبرني عن عبد الكريم» والمثبت عن «ز».

(٤) الأصل : يصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) كذا بالأصل وم أبو المكارم ، وفي «ز» : «المعالي» وهو ما أثبت ، واسمه محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز ، المعروف بابن الصائغ ، راجع ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ١٣٧.

(٦) البلاساغوني : بالسين المهملة والغين المعجمة نسبة إلى بلاساغون ، وهي بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر (راجع الأنساب ، ومعجم البلدان).

(٧) من قوله : ثم ... إلى هنا سقط من م ، و «ز».


سعد محمّد بن نصر الهروي هو والقاضي سليمان بن داود الحنفي ، ومات سليمان وبقي منفردا بالقضاء ، وقتل الهروي وهو على القضاء ، وخرج إلى الحجّ على طريق بغداد ، سنة عشر وخمس مائة ، فكان ابنه أبو المعالي (١) الحاكم إلى أن مات ، وعاد إلى بغداد ، وأقام بها مدة ، وكان يحضر درس الشيخ الإمام أسعد الميهني (٢) ، وقرئ عليه ببغداد شيء من شعر أبي الفتيان بن حيوس ، سماعه منه ، وسمع ببغداد كتاب مناسك الحج ، تصنيف أبي الحسن الزعفراني منه ، توفي جدي أبو المفضّل القاضي ليلة الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وقت صلاة العشاء الآخرة ، ودفن يوم الاثنين بعد الظهر بمسجد القدم ، وكان ثقة ، حسن (٣) المحاضرة ، حلو المفاكهة ، فصيح اللسان.

٨١٨٥ ـ يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم بن النّعمان بن مرداس بن عبد الله

أبو العبّاس الكندي الحلبي الخفاف

ابن ابنة محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة.

قدم دمشق حاجا ، وحدّث بها ، وبحلب عن أبي نعيم عبيد بن هاشم ، وعبد الملك بن دليل (٤) ، إمام مسجد حلب ، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ، وعبد الله بن نصر الأنطاكي ، وجده لأمّه (٥) محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة (٦) ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وعبد الله بن محمّد الادرمي (٧) ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله الحلبي ، وأبي عبد الله الضحّاك بن حجوة (٨) المنبجي ، وأبي البختري عبد الله بن محمّد بن شاكر.

روى عنه : محمّد بن يوسف الربعي البندار ، وأبو بكر أحمد بن علي الحبّال الصوفي ، وأبو محمّد الحسن بن محمّد بن داود الثقفي ، وأبو بكر بن المقرئ ، وأبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم (٩) الحلبي المعروف بالقفيل (١٠) ، وأبو علي الحسين بن علي الحافظ ،

__________________

(١) تقدم التعريف به قريبا.

(٢) هو أسعد بن الفضل ، أبو الفتح القرشي الميهني ، ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦٣٣.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» وسير الأعلام : حلو المحاضرة.

(٤) ضبطت عن التبصير بفتح الدال ٢ / ٥٦٢ وانظر الاكمال ٣ / ٣٣٠ وقيل فيه بضم الدال.

(٥) مكانها بياض في «ز».

(٦) تحرفت في «ز» إلى : كنيسة.

(٧) كذا بالأصل ، ومكانها بياض في م ، وفي «ز» : الأزدي.

(٨) الاكمال ٢ / ٣٩٤.

(٩) «بن إبراهيم» ليستا في «ز».

(١٠) كذا رسمها بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي «ز» : الفضيل.


وأبو علي محمّد بن محمّد بن آدم الفزاري ، وحمزة بن محمّد بن علي الكناني (١) الحافظ ، وأبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي ، وأبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري ، وأبو أحمد بن عدي الحافظ.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله المرّي (٢) ، نا محمّد بن سليمان الربعي ، نا أبو العبّاس يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم الحلبي الكندي الخفّاف ، قدم علينا حاجا ، حدّثني عبد الملك بن دليل ـ إمام مسجد حلب ـ حدّثني أبي عن إسماعيل السدّي ، عن زيد بن أرقم قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله عزوجل : توسّعت على عبادي بثلاث خصال : بعثت الدابة على الحبة ـ يعني : القمح والشعير ـ ولو لا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة ، وتغيّر الجسد من بعد الموت ، ولو لا ذلك لما دفن حميم حميمه ، وسلّيت (٣) حزن الحزين ، ولو لا ذلك لم يكن يسلو» [١٣١٥٦].

ومن عالي حديثه :

ما أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا يحيى بن علي بن هاشم بن أبي سكينة (٤) ، حدّثني جدي محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، عن ابن عيّاش ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن القزع : أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض [١٣١٥٧].

روى عنه أبو بكر بن المقرئ في معجم شيوخه ، فقال : ابن ابنة محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد (٥) بن طاوس ، وأبو الحسين عبد الرّحمن بن أبي الحديد ، قالا : أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا محمّد بن عوف قال : قرئ على أبي بكر

__________________

(١) في «ز» : الكتاني ، تصحيف.

(٢) في «ز» : المربي ، تصحيف.

(٣) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، وم : «أسليت» يقال : سلاه عنه سلوا وسلوّا وسلوانا وسليا : نسيه ، وأسلاه عنه فتسلّى (القاموس).

(٤) ضبطت بضمة فوق السين عن «ز».

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «محمد» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٩٨.


البندار ، نا أبو العبّاس يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم بن النّعمان بن مرداس الكندي الحلبي الخفاف ، قدم علينا دمشق ، ونزل المصلّى حاجا في شوال سنة أربع وثلاثمائة ، فذكر حديثا.

٨١٨٦ ـ يحيى بن علي بن محمّد بن المختفي أحمد بن عيسى

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب أبو الحسين الزّيدي الحسيني

ولد ببغداد ، وسكن شيزر (١) ، ثم انتقل إلى دمشق ، وحدّث عن أبي العبّاس بن عقدة ، وأبي بكر بن مجاهد.

روى عنه : أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي ، وعلي بن موسى بن السمسار ، وأبو علي الحسين بن سعيد بن المهند الشيزري.

وكان أبوه زاهدا ، منقطعا في بيته ببغداد ، فخرج يحيى إلى الشام وصار إلى حلب ، فأكرمه سيف الدولة ابن حمدان ، وأقطعه أرضا بشيزر (٢) ، ثم قدم دمشق ، وأعقب بها.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا الشريف أبو الحسين يحيى بن علي الزّيدي ، نا أحمد بن محمّد بن عقدة ، حدّثني عبد الله بن (٣) محمّد بن ناجية ، نا أبو البختري الوشاء (٤) ، نا عبد الله بن عيسى أبو بلال الأشعري ، نا علي بن هاشم ، وعيسى بن يونس ، عن هاشم بن البريد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه قال :

قام أبو بكر على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : هل من كاره فأقيله؟ ثلاثا ، يقول ذلك ، فكلّ ذلك يقوم علي بن أبي طالب فيقول : لا (٥) والله لا نقيلك ولا نستقيلك ، من ذا الذي يؤخرك وقد قدّمك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ (٦)

__________________

(١) شيزر : بتقديم الزاي على الراء وفتح أوله ، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة ، بينها وبين حماة يوم (معجم البلدان).

(٢) قوله : «أرضا بشيزر» مكانه بياض في «ز».

(٣) من أول الخبر ... إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ابن الوشاء.

(٥) من قوله : آبائه ... إلى هنا مكانه بياض في «ز».

(٦) زيد بعدها في م : سمعته من ابن أبي الحديد.


أخبرنا (١) أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا علي بن أحمد بن زهير المالكي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي المالكي ، أنشدنا الشريف أبو الحسين (٢) يحيى بن علي الزّيدي ، أنشدنا أبو بكر بن مجاهد المقرئ ببغداد :

أهوى الظباء ظباء همها الشعب

ترعى القلوب وفي قلبي لها عشب

أهوى الظباء اللواتي لا قرون لها

وحليّها الدّرّ والياقوت والذهب

فتلك من حسن عينيها وهبت

لها عينيّ لو قبلت مني الذي أهب

وما أريدهما إلّا لرؤيتها فإن

نأت لم يكن لي فيهما إرب

يا حسن ما سرقت عيني وما

انتهبت والعين تسرق أحيانا وتنتهب

إذا يد سرقت فالقطع يلزمها

والقطع في سرقة العينين لا يجب

ذكر أبو الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمّد النسّابة أن أبا الحسين يحيى بن علي توفي بدمشق في ربيع الأول من سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.

٨١٨٧ ـ يحيى بن علي بن محمّد بن عبد اللطيف بن سعيد بن يحيى بن

عبد اللطيف بن يحيى بن عبلة (٣) بن صالح بن نعيم بن عدي بن عمرو بن

عدي بن الساطع أبو الحسن التنوخي المعري المعروف بابن زريق (٤)

أخو أبي اليمن.

كان شيخا له عناية بالأخبار ، ويحفظ منها طرفا صالحا ، وجمع تاريخا على ترتيب السنن (٥) ، ذكر فيه مبدأ دولة الترك ، وخروج الفرنج ـ خذلهم الله ـ واستيلاءهم على بلاد الشام ، وسمعته يذكر أنه دخل على أبي العلاء بن سليمان وهو صغير ، وسمع منه بيتين من شعره ، وأنه يروي الأربعين حديثا التي كان يرويها محمّد بن همّام ، عن أبي هدبة ، عن أنس بن أبي صالح محمّد بن المهذب ، ووعدني بإخراجها فلم يتفق ، وذكر أن مولده ثامن عشر شوال سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بمعرة النعمان.

كتب عنه شيخنا أبو الفرج غيث بن علي ، وسمع منه أبو محمّد بن صابر.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «س» بحرف صغير.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والتصويب عن «ز» ، وم.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : غبطة.

(٤) مكانها بياض في «ز» ، وم.

(٥) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس بالأصل ، وفي م : «الس ...» وفوقها ضبة.


قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي في ما علقه عن أبي الحسن التنوخي أبياتا لأبي محمّد عبد الله بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي :

بقيت وقد شطت بكم غربة النوى

وما كنت أخشى أنني بعدكم أبقا

وعلمتموني كيف أصبر عنكم

وأطلب عن رق الغرام بكم عتقا

فما قلت يوما للبكاء عليكم

رويدا ولا للشوق نحوكم رفقا

وما الحب إلّا أن أعدّ قبيحكم

إليّ جميلا والقلا منكم عشقا

٨١٨٨ ـ يحيى بن علي بن محمّد بن الحسن

ابن بسطام أبو زكريا التّبريزيّ الخطيب الأديب اللغوي (١)

قدم دمشق سنة نيّف وخمسين وأربعمائة ، فسمع بها من أبي بكر الخطيب (٢) ، وكان قد سمع ببغداد القاضي أبا الطّيّب الطبري ، وأبا القاسم علي بن عبيد الله الرقّي ، وأبا الحسين محمّد بن [محمد بن](٣) السرّاج ، وبصور : أبا الفتح سليم (٤) بن أيوب.

حدّث عنه أبو بكر الخطيب ، وهو أكبر منه.

وحكى لنا عنه أبو الفضل بن ناصر ، وأبو عامر العبدري.

وروى عنه : أبو طاهر بن سلفة الحافظ ، وأبو منصور موهوب بن محمّد الجواليقي ، وأبو المظفّر بن أبي محمّد السّمرقندي ، وجماعة سواهم. وكان يقرئ الأدب ببغداد في المدرسة النّظّامية.

كتب إليّ أبو المظفّر هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن الأشعث السّمرقندي ، أنا الشيخان أبو زكريا يحيى بن علي بن محمّد بن الحسن بن بسطام الشّيباني التّبريزيّ اللغوي الخطيب ، وأبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين السرّاج القارئ ـ قراءة عليهما وأنا أسمع ـ في المحرم من سنة سبع وتسعين وأربعمائة ، قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفّر بن عبد الله بن محمّد الدقّاق المعروف بابن السرّاج ـ قراءة عليه ـ أنا أبو

__________________

(١) ترجمته في معجم الأدباء ٢٠ / ٢٥ واللباب (١ / ٢٠٦) ووفيات الأعيان ٦ / ١٩١ وبغية الوعاة ٢ / ٣٣٨ والأنساب ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٩٧ وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٦٩.

(٢) قوله : «بكر الخطيب» سقطت اللفظتان من «ز».

(٣) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : سليمان ، تصحيف.


الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري الحربي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الكوفي (١) ، نا شهاب بن عباد العبدي ، نا حمّاد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن سالم بن عبد الله ، عن عائشة قالت : طيّبت (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي (٣) بمنى قبل أن يزور البيت.

قال : ونا إبراهيم ، نا شهاب ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم بن حزام (٤) قال : نهاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أبيع ما ليس عندي [١٣١٥٨].

قال : ونا إبراهيم بن شريك ، نا أحمد بن يونس ، نا الليث بن سعد ، نا أبو الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تأكل بالشمال ، فإنّ الشيطان يأكل بالشمال» [١٣١٥٩].

أخبرنا بهذه الأحاديث الثلاثة أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الفضل الزهري ، فذكر بمثلها.

أنشدنا أبو سعد بن السمعاني ـ بدمشق ـ أنشدنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد بن علي الحافظ السلامي ـ ببغداد ـ وأظنني سمعتهما منه ، [قال :](٥) أنشدنا أبو (٦) زكريا يحيى بن علي الخطيب التّبريزيّ ، أنشدنا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي بصور ، [قال :](٧) أنشدنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن زكريا بن فارس النحوي لنفسه (٨) :

إذا كان يؤذيك حرّ المصيف

ويبس الخريف وبرد الشتاء

ويلهيك حسن زمان الربيع

فأخذك للعلم قل لي متى (٩)

أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البلخي ، أنشدنا أبو زكريا التّبريزي ، أنشدنا أبو

__________________

(١) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٢) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي «ز» ، والمختصر : ظننت.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «يندى» وفي «ز» : «يبدأ» وفي المختصر : يهدي.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : حرام ، والمثبت عن «ز».

(٥) زيادة عن «ز».

(٦) من قوله : السلامي .. إلى هنا بياض في م.

(٧) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٨) البيتان في إنباه الرواة ١ / ١٣٠ في ترجمته وسمّاه : أحمد بن فارس زكريا بن محمد بن حبيب ، أبو الحسين الرازي.

(٩) من قوله : لنفسه ... والبيتين ، مكانهما بياض في «ز».


العلاء محمّد بن علي بن حسول (١) الهمذاني (٢) الوزير بالريّ لنفسه (٣) :

تقعد فوقي لأي معنى

للفضل للهمّة النفيسة (٤)

إن غلط الدهر فيك يوما

فليس في الشرط أن تقيسه

زاد غير البلخي : عن أبي زكريا :

كم فارس عضت الليالي

به إلى أن غدا فريس

كنت لنا مسجدا ولكن

قد صرت من بعده كنيسة

ثم رجع إسناد البلخي فقال :

فلا تفاخر بما تقضّى

كان الخرا مرة هريسه

سمعت أبا محمّد بن الأكفاني يذكر أنهم حضروا في دار بعض بني الصقيل (٥) للسماع من أبي بكر الخطيب ، وحضر أبو زكريا التّبريزيّ ، وكان ذا صورة بهية ، فحدّث الخطيب ببعض كتب أبي عبيد ، فجاءت كلمة عربية غريبة ، فقرأها الخطيب على الصواب ، ثم التفت إلى أبي زكريا فقال : أليست هكذا؟ فقال : أبو زكريا بلى يا سيّدنا ، الله الله ، يعني أنك لا تحتاج إلى أن تسأل ، أو كما قال.

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي ـ بدمشق ـ قال : توفي أبو زكريا في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمس مائة ، ببغداد ، ودفن بمقبرة باب أبرز (٦).

قرأت بخط أبي المعمر الأنصاري ، مات أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التّبريزيّ ، أحد شيوخ اللغة والفضل والأدب في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة ، ودفن في مقبرة باب أبرز (٧) سنة اثنتين وخمس مائة.

قرأت عليه عدة كتب ، وسمعت منه الحديث ، وله تصانيف عدة في شرح :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : حسبول ، تصحيف ، وضبطت عن الوافي بالوفيات حسول على وزن فروج.

(٢) الأصل وم : الهمداني ، تصحيف ، والمثبت عن «ز». راجع ترجمته في الوافي بالوفيات ٤ / ١٣٢.

(٣) الأبيات في الوافي بالوفيات ٤ / ١٣٣.

(٤) في الوافي : الرئيسة.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : بني الفضيل.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «أيوب» تصحيف ، والمثبت يوافق ما جاء في وفيات الأعيان ٦ / ١٩٦.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «أيوب» تصحيف ، والمثبت يوافق ما جاء في وفيات الأعيان ٦ / ١٩٦.


«الحماسة» ، و «شعر المتنبي» ، و «القصائد السبع» ، وغير ذلك.

٨١٨٩ ـ يحيى بن علي بن محمّد بن زهير (١)

أبو القاسم السلمي (٢) المعدل المحتسب

سمع أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي ، وأبا القاسم النسيب ، وأبا الحسن الموازيني ، وأبا طاهر بن الحنّائي ، وجماعة من شيوخنا.

سمعت منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن زهير ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي سنة خمس وتسعين وأربعمائة (٣) ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الأبهري الفقيه ، نا محمّد بن الحسين الأشناني ، نا عبيد بن إسماعيل الهباري ، نا أبو أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا نصح العبد لسيّده وأحسن عبادة ربّه كان له الأجر مرّتين» [١٣١٦٠].

مات أبو القاسم بن زهير ليلة الثلاثاء الثالث من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، ودفن في مقبرة باب الفراديس ، وكان مبخلا ، مقتّرا على نفسه في المأكول ، والملبوس ، ولم يتأهل قطّ ، فلمّا مات وجد له مال كثير وذخائر مستحسنة ، فأخذ السلطان ماله أجمع لأنه لم يبق له وارث ، فشقي بجمعه وحظي غيره بنفعه.

٨١٩٠ ـ يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد بن مسلم ، ويقال : ابن كنانة

أبو الخطّاب اللّيثي ، مولاهم (٤)

روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعتبة بن عبد الرّحمن الحرستاوي.

وروى عن الأوزاعي مسائل.

روى عنه : محمّد بن المبارك الصوري ، والعبّاس بن الوليد بن صبح الخلّال ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وأبو زرعة النّصري ، وأبو حاتم الرازي ، وأحمد بن بكر البالسي.

__________________

(١) بالأصل : زيد ، تحريف ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٢) فوقها ضبة في «ز».

(٣) تحرفت في «ز» إلى : وخمسمائة.

(٤) ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ١٧٧ والأسامي والكنى ٤ / ٣٠٤ رقم ٢٠٠٥.


أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أحمد بن سليمان ، نا يزيد بن محمّد ، نا أبو الخطاب يحيى بن عمر (١) بن عمارة ، نا ابن ثوبان ، أخبرني عبد الله بن الفضل ، عن عبد الرّحمن ـ يعني : الأعرج ـ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «والّذي نفسي بيده لقيد سوط في الجنّة ، خير مما بين السماء والأرض» [١٣١٦١].

قال ابن عساكر :](٢) كذا في الكتاب ، والصواب يحيى بن عمرو بن عمارة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد اللّيثي ، قال : سمعت ابن ثابت بن ثوبان ، حدّثني عبد الله بن الفضل ، عن عبد الرّحمن الأعرج (٤) ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا همّ العبد بسيئة قال الله للملائكة : إن لم يعملها فلا تكتبوها ، وإن عملها فاكتبوها سيئة ، وإن العبد إذا هم بالحسنة فلم (٥) يعملها قال الله للملائكة : اكتبوها حسنة ، وإن عملها قال الله : اكتبوها عشر حسنات إلى سبع مائة» [١٣١٦٢].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة الدمشقي ، نا يحيى بن عمرو بن راشد قال : سمعت ابن ثوبان يحدّث عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من شرب الخمر فاجلدوه ، فإن عاد فاجلدوه ، فإن عاد فاقتلوه» [١٣١٦٣].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا الخليل بن هبة الله ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي (٦) ، نا العبّاس بن الوليد بن صبح الخلّال ، نا يحيى بن عمرو اللّيثي أبو الخطّاب ، حدّثني عتبة بن عبد الرّحمن قال : سمعت أنس بن مالك يقول : إنّما الوضوء مما أخرجت القبلين.

قال عبّاس : وحدّثنا به ابن المبارك الصوري ، عن أبي الخطاب بهذا ، ثم حدّثنا به أبو الخطّاب.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفوقها في «ز» ضبة ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

(٢) زيادة منا.

(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥.

(٤) عبد الرحمن بن هرمز ، أبو داود المدني ، الأعرج ترجمته في تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٠.

(٥) بالأصل وم و «ز» : «أن».

(٦) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : المشعراني.


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن [محمد بن] أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا أحمد بن شعيب ، نا محمّد بن إدريس ، نا أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة الدمشقي اللّيثي ، قال : سمعت ابن ثوبان ، فذكر عنه حديثا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة ، دمشقي.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد الحنظلي قال (١) : يحيى بن عمرو بن عمارة اللّيثي الدمشقي ، أبو الخطّاب ، روى عن الأوزاعي مسائل ، وعن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، كتب عنه أبي بدمشق في الرحلة الأولى ، وروى عنه (٢). سألت (٣) أبي عن يحيى بن عمرو بن عمارة ، فقال : صدوق.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ـ قراءة ـ عن أبي الحسين (٤) بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة : يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد ، حدّث عن ابن ثوبان ، وسقط من رواية ابن الآبنوسي : «ابن» ، ولا بدّ منه.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال (٥) :

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٧٧ رقم ٧٣٤.

(٢) إلى هنا تنتهي ترجمته في الجرح والتعديل.

(٣) جاء قوله التالي في ترجمة قبلها رقم ٧٣٣ باسم يحيى بن عمرو بن عمارة الدمشقي.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) رواه أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى ٤ / ٣٠٤ رقم ٢٠٠٥.


أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد الشّامي ، سمع عبد الرّحمن بن ثابت ، روى عنه أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري ، وأحمد بن بكر المقرئ.

٨١٩١ ـ يحيى (١) بن عمرو بن نوح بن عمرو بن حويّ بن نافع بن زرعة بن

محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك السّكسكي

ولي قضاء دمشق خلافة لأبي محمّد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر الربعي ، في خلافة أبي الفضل جعفر بن أحمد المقتدر بالله.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٢) ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله بن مروان قال : وولي عبد الله بن أحمد بن زبر يعني في جمادى الأولى سنة عشر ثلاثمائة ، وورد كتاب باستخلافه يحيى بن عمرو بن نوح بن حوي ، ومحمّد بن إسماعيل بن سلام ، ثم قدم ـ يعني : ابن زبر ـ مستهل شعبان ـ يعني : من السنة ـ.

٨١٩٢ ـ يحيى بن أبي عمرو ، وهو يحيى بن زرعة

تقدم ذكره.

٨١٩٣ ـ يحيى بن عمير الغسّاني

حكى عن مكحول.

حكى عنه ابنه أبو زهير رجاء بن يحيى بن عمير.

قرأت (٣) على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا أبو زهير رجاء بن يحيى ، قال : سمعت النعمان بن المنذر وأبي يقولان : كنا نغزو مع مكحول ، فيحمل معه ديكا يسمى «محبوب» ، فكان إذا صاح من الليل قام فتوضأ وصلّى ، ثم يقيم أصحابه فيقول : توضئوا (٤) وصلوا ركعتين ، واذكروا الله تعالى.

__________________

(١) سقطت الترجمة التالية بتمامها من «ز». وهي موجودة في م.

(٢) تحرفت في م إلى : الكناني.

(٣) كتب فوقها «س» بحرف صغير في «ز».

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وم ، وفي المختصر : قوموا صلّوا.


٨١٩٤ ـ يحيى بن غسّان

حدّث عن أيوب بن مدرك الدّمشقي.

روى عنه : أبو زرعة الدّمشقي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري ، حدّثني أبو أيوب سليمان بن داود بن عبد الله الشاذياخي ، نا أبو زرعة الدّمشقي ، نا يحيى بن غسّان الدّمشقي ، نا أيوب بن مدرك الدّمشقي (١) ، عن مكحول ، عن سعيد بن المسيّب قال :

نزل بي أمر همّني ، فخرجت من الليل إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدخلت المسجد ، فسمعت حركة الحصا ، فالتفتّ فلم أر أحدا ، وسمعت قائلا : ادع الله في هذا الأمر الذي يهمّك ، وقل : اللهمّ إنّي أسألك بأنك لنا مالك ، وأنّك على كلّ شيء قدير مقتدر ، وأنك ما تشاء من أمر يكن ، قال : فما دعوت به في شيء من أمر الدنيا إلّا وقد رأيته ، وأنا أرجو أن يكون ما دعوت به من أمر الآخرة على مثل ذلك إن شاء الله.

٨١٩٥ ـ يحيى بن الغمر ختن مطر بن العلاء الفزاري

حدّث عن مطر بن العلاء.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن مطر الفزاري.

تقدم حديثه في ترجمة إبراهيم بن عمر.

٨١٩٦ ـ يحيى بن فرقد الدّمشقي (٢)

حدّث عن مكحول.

روى عنه : أبو معشر المدني.

حكاه المقدسي عن ابن مندة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) قوله : «نا أيوب بن مدرك الدمشقي» مكرر بالأصل.

(٢) ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ١٨١ رقم ٧٤٩.


ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

يحيى بن فرقد ، روى عن مكحول ، روى عنه أبو معشر نجيح ، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر :](٢) ولم يذكره البخاري في تاريخه.

٨١٩٧ ـ يحيى بن قادم

حكى شيئا من أخبار أبي العميطر حين خرج بدمشق.

حكى عنه ابن أخيه محمّد بن محمّد بن قادم ، تقدمت حكايته في ترجمة ابن أخيه محمّد بن محمّد.

٨١٩٨ ـ يحيى بن قطن بن سهل القرشي

من ساكني الراهب قبلي المصلي.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

٨١٩٩ ـ يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة

ابن أبي الفيض ، واسمه الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف

ابن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد ، ويقال : ابن الحسحاس

ابن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة

ابن امرئ القيس بن ثعلبة [بن يحيى](٣) بن مازن بن الأزد الغسّاني (٤)

والد يحيى بن يحيى (٥).

حدّث عن أبي الدّرداء.

روى عنه : ابنه يحيى بن يحيى.

وكان يحيى بن قيس على شرطة مروان بن الحكم ، وقيل : إنه قتل يوم مرج راهط.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٨١.

(٢) زيادة منا.

(٣) زيادة عن «ز» ، وم.

(٤) له ذكر في تاريخ خليفة (الفهارس).

(٥) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٤١٣.


أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : يحيى بن يحيى الغسّاني ، وكان أبوه شريفا على شرطة مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) في تسمية عمال مروان قال : وعلى الشرطة يحيى بن قيس الغسّاني ، أبو يحيى بن يحيى.

٨٢٠٠ ـ يحيى بن محمّد بن سهل

حدّث عن علي بن سهل المؤمّلي ، وأحمد (٢) بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، ومحمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني الدّمشقي.

روى عنه : أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب ، نا يحيى بن محمّد بن سهل ، نا علي بن سهل ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني (٣) قال :

لما بنى داود مسجد بيت المقدس نهى أن يدخل الرخام بيت المقدس ، لأنه الحجر الملعون ، فخر على الحجارة فلعن.

٨٢٠١ ـ يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب أبو محمّد البغدادي الحافظ (٤)

مولى أبي جعفر المنصور.

سمع بدمشق : إبراهيم بن عتيق ، ومحمّد بن هشام بن ملّاس النميري ، وأبا هبيرة محمّد بن الوليد القرشي ، وأبا زرعة الدّمشقي ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وأبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد ، وسعد (٥) بن محمّد

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٦٣ (ت. العمري).

(٢) بالأصل : «أبو أحمد» والتصويب عن «ز» ، وم.

(٣) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : «الشيباني» راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٨٢.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٧٦ والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٨٨ وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٠١ وشذرات الذهب ٢ / ٢٨٠.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي سير الأعلام : سعيد.


القاضي ببيروت ، وأحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر بأطرابلس ، وكان قد سمع بالعراق محمّد بن سليمان لوينا ، وسوّار بن عبد الله العنبري القاضي ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس ، وعمرو بن علي الفلّاس ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، وأحمد بن منيع البغوي ، والحسن بن عيسى الماسرجسي (١) ، ويعقوب وأحمد ابني (٢) إبراهيم الدورقيين ، وأبا هشام الرفاعي ، ومحمّد بن بشّار بندارا ، ومحمّد بن المثنّى الزمن ، والحسن بن الصّبّاح البزار (٣) ، ومحمّد بن عمرو الباهلي ، ومحمود بن خداش الطالقاني ، ويوسف بن موسى القطّان الرّازي ، وزياد بن أيوب الطوسي ، وزياد بن محمّد الحسّاني ، وبمصر : الربيع بن سليمان ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وبحر بن نصر الخولاني ، وبالحجاز : يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي ، وعبد الجبّار بن العلاء ، وأحمد بن محمّد بن أبي بزة المقرئ الحجازيين.

روى عنه : أبو القاسم البغوي ، ومحمّد بن عمر الجعابي ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو عمر بن حيوية ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السني ، وأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي ، وأبو مسلم الكاتب ، وعثمان بن الحسن الخرقي (٤) ، وأبو علي محمّد بن علي بن الحسين بن السقا الإسفرايني ، وأبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الشّخّير ، وسليمان بن أحمد الطبراني ، وأبو القاسم بن حبابة.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا عبد الجبّار بن العلاء ، والحسن بن الصّبّاح البزار (٥) ، وغيرهما ، واللفظ لعبد الجبّار ، نا سفيان ، عن عاصم بن محمّد ـ وهو ابن زيد (٦) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : سمعت أبي

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، ولعله تكرار.

(٢) في «ز» : ابنا ، خطأ.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : البزاز ، تصحيف ، وهو الحسن بن الصباح بن محمد البزار ، أبو علي الواسطي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٣٥٧.

(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «عثمان بن الحسين الخرقي» وفي م : «عثمان بن الحسن الحرفي» ولم أجده.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : البزاز ، تصحيف.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : يزيد ، والتصويب عن م و «ز».


يحدّث عن جدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم ما سري أحد ليلة وحده» [١٣١٦٤].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، رجل من أصحابنا ثقة ، نا الحسن بن مدرك الطحان ، نا يحيى بن حمّاد ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الأودي ، عن حميد بن عبد الرّحمن قال : دخلنا على أسير (١) ، رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يأتيك من الحياء إلّا خير» (٢) [١٣١٦٥].

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا الحسن بن أبي بكر قال : قال أحمد بن كامل القاضي ، مولد يحيى بن صاعد في سنة ثمان وعشرين ومائتين.

قال (٤) : وأخبرني أبو محمّد الخلّال ، قال : قال لنا أحمد بن محمّد بن عمران قال ابن صاعد : ولدت سنة ثمان وعشرين ومائتين ، وكتبت الحديث سنة تسع وثلاثين ومائتين ولي أحد عشرة سنة (٥).

قال : وأنا الحسن (٦) بن أبي طالب ، نا يوسف بن عمر القوّاس قال : سمعت أبا العبّاس الهاشمي يقول : سمعت أبا محمّد بن صاعد يقول : ولدت في سنة ثمان وعشرين في المحرم ، وكتبت الحديث سنة تسع وثلاثين في أولها ، وصنّفت وعندي خمسة أجزاء ـ أو ستة ـ.

قال (٧) : وأخبرني عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضبّي ، قال : قال لنا أبو حفص بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أشتر. وجاء في سير الأعلام ١٤ / ٥٠٣ : أسير ، أيضا ، وفي تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١١ يسير بن عمرو ، قال : ويقال : ابن جابر ، ويقال : أسير.

(٢) رواه الذهبي في سير الأعلام ١٤ / ٥٠٣ من طريق ابن عساكر.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣١.

(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.

(٥) الأصل وم و «ز» : أحد عشر.

(٦) في «ز» : الحسين.

(٧) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٢.


شاهين : وأمّا أبو محمّد يحيى بن [محمد بن](١) صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان وعشرين ومائتين ومات في آخر سنة ثمان عشرة ، فكان عمره تسعين سنة ، وأول ما كتب ـ في ما بلغني ـ عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني ، سنة تسع وثلاثين ، ومات (٢) وصليت عليه ، ودفن بباب الكوفة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو محمّد يحيى بن [محمد بن](٣) صاعد الهاشمي ، مولاهم ، البغدادي ، أخو أحمد ، سمع محمّد بن سليمان المصيصي ، والحسن بن علي بن ماسرجس ، روى عنه أبو القاسم البغوي.

أخبرنا أبو منصور الشيباني ، وأبو الحسن العطّار ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب ، أبو محمّد مولى أبي جعفر المنصور ، كان من حفّاظ الحديث ، وممن عني به ، ورحل في طلبه ، وسمع الحسن بن عيسى بن ماسرجس ، ومحمّد بن سليمان لوينا ، ويحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي ، وسوّار بن عبد الله العنبري ، وأحمد بن منيع البغوي ، ومحمّد بن يزيد الآدمي ، ويعقوب وأحمد ابني إبراهيم الدورقيين ، والحسين بن الحسن المروزي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وأبا هشام الرفاعي ، وخلّاد بن أسلم ، وعمرو بن علي ، وبندارا ، ومحمّد بن المثنّى ، وسعيد بن يحيى الأموي ، والحسن بن الصّبّاح البزار ، ومحمّد بن عمرو الباهلي ، ويوسف بن موسى القطّان ، ومحمود بن خداش ، ومحمّد بن سهل بن عسكر ، وزياد بن أيوب ، ومحمّد بن إسماعيل البخاري ، وأمثالهم من البصريين والكوفيين والشاميين ، والمصريين. روى عنه عبد الله بن محمّد البغوي ، ومحمّد بن عمر بن الجعابي ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو عمر بن حيوية ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو القاسم بن حبابة ، وخلق سواهم يتسع ذكرهم ، وكان له أخوان أحدهما اسمه يوسف ، والآخر يسمى أحمد.

__________________

(١) الزيادة عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.

(٢) من قوله : ومات ... إلى هنا ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

(٣) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣١ رقم ٧٥٣٧.


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول (١) : بنو صاعد ثلاثة : يوسف ، وأحمد ، ويحيى بنو محمّد بن صاعد ، يوسف يحدّث عن خلّاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدّث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، ولهم عمّ يقال له : عبد الله بن صاعد يحدّث عن سفيان بن عيينة ، يوسف أكبرهم ، وأحمد أوسطهم ، ويحيى أصغرهم ، وهو أعلمهم وأثبتهم.

رواها الخطيب عن علي بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمزة (٢).

أنبأنا أبو المظفّر [بن القشيري](٣) عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال (٤) : وسألته ـ يعني : الدارقطني ـ عن يحيى بن صاعد؟ فقال : ثقة ، ثبت ، حافظ ، وبنو صاعد ثلاثة : يوسف ، وأحمد ، ويحيى ، يوسف يحدّث عن خلاد بن يحيى ومن دونه ، وأحمد يحدّث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، وله تصنيفات في الكلام ، ويحيى بن محمّد بن صاعد أكثرهم حديثا ، وأعرفهم.

قال : وسمعت الدارقطني يقول : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرزاز يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : بنو محمّد بن صاعد ثلاثة : يحيى أثبتهم ، ويوسف كان أكبرهم ، وأحمد كان أوسطهم ، ولهم عمّ يقال له : عبد الله بن صاعد ، يحدّث عن سفيان بن عيينة ، وكان له مسائل ، سأل عنها سفيان في التصوّف والزهد وغير ذلك.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا ـ وأبو الحسن علي بن الحسن ، نا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٥) ، أنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، نا أبي قال : وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، نا عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت عثمان بن عبدويه الحربي ـ صاحب إبراهيم الحربي ـ يقول : سمعت إبراهيم الحربي يقول : بنو صاعد ثلاثة : أوثقهم يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف قال (٦) : سألت ابن عبدان ـ يعني : أبا بكر أحمد ـ عن ابن صاعد هو أكثر حديثا أو

__________________

(١) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١٤ / ٢٣٢.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٠٣.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٠٣.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٢.

(٦) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤.


الباغندي (١)؟ فقال : ابن صاعد أكثر حديثا ، ولا يتقدمه أحد في الدراية ، والباغندي أعلى إسنادا منه.

قال : وسمعت أبا بكر بن عبدان يقول : يحيى بن صاعد يدري ، ثم قال : وسئل الجعابي أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسّم وقال : لا يقال لأبي محمّد يحفظ ، كان يدري ، قلت لأبي بكر بن عبدان : أيش الفرق بين الدراية والحفظ؟ فقال : الدراية فوق الحفظ.

رواه الخطيب عن علي بن محمّد بن نصر ، عن حمزة (٢).

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : لم يكن في أقران أبي محمّد بن صاعد في فهمه وكان أحفظ منه ، والفهم عندنا أجلّ من الحفظ.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ.

ح وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن ، حدّثنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنا محمّد بن نعيم الضبّي قال : سمعت أبا علي الحافظ يقدم أبا محمّد بن صاعد على أبي القاسم بن منيع ، وأبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ.

أخبرنا أبو منصور أيضا ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (٤).

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا محمّد بن الحسين بن عبد الله.

قالا : أنا البرقاني قال : قلت لأبي الحسن الدارقطني : يجتمع في الحديث ابن منيع ، وابن أبي داود وابن صاعد ، من يقدّم؟ فقال : ابن منيع لسنّه ، ثم ابن صاعد ، قلت : ابن صاعد أحبّ إليك من ابن أبي داود؟ قال : ابن صاعد أسن ، مولده سنة ثمان وعشرين ، وابن أبي داود سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب ، حدّثني القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي ، قال : سمعت شيخا من أصحاب الحديث ـ حسن الهيئة لا أحفظ

__________________

(١) يعني محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث ، أبو بكر الباغندي الأزدي ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٣٨٣.

(٢) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١٤ / ٢٣٣.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٣.

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٣.


اسمه ـ يقول : حضر رجل عند يحيى بن صاعد ليقرأ عليه شيئا من حديثه ، وكان معه جزء من حديث أبي القاسم البغوي عن جماعة من شيوخه ، فغلط وقرأه على ابن صاعد وهو مصغ إلى سماعه ، ثم قال له بعد : أيها الشيخ ، إنّي غلطت بقراءة هذا الجزء عليك وليس من حديثك ، إنما هو من حديث أبي القاسم البغوي ، فقال له يحيى : جميع ما قرأته عليّ هو سماعي من الشيوخ الذين قرأته عنهم ، ثم قام ، فأخرج أصوله وأراه كلّ حديث قرأه عن الشيخ الذي هو مكتوب في الجزء عنه ـ أو كما قال ـ.

قال الخطيب : إن كان تلك الأحاديث عن متأخري شيوخ البغوي الذين شاركه يحيى بن صاعد في السماع منهم ، فيحتمل أن تكون الحكاية صحيحة ، إلّا أنها طريفة عجيبة ، وقد أوردناها كما حكيت لنا ، والله أعلم.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، قال (١) : سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : كان أبو عروبة إماما بحقه وصدقه ، فقال لي : أول ما قدمت حرّان بلغني أن أبا محمّد بن صاعد حدّث عن محمّد بن يحيى القطعي (٢) عن عاصم بن هلال عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا طلاق قبل نكاح» [١٣١٦٦].

قلت له : يا أبا عروبة ، حدّثنا به من أصله ، فقال لنا : هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين ، لو كان ثمّ أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر لكان علم النّظار (٣) في الشهرة ، ولما يحتجون في هذه المسألة ضرورة بحسين (٤) المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي ، ثم حدّثنا أبو الحسين علي بن سليمان بن أحمد الفقيه عنه ، أنا أبو بكر البيهقي ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله الحافظ قال : وسمعت محمّد بن مظفّر الحافظ يقول (٥) : حدّثنا أبو محمّد بن صاعد من أصل كتابه ـ يعني : بحديث محمّد بن يحيى القطعي (٦) ـ عن عاصم بن هلال ، عن أيوب ، عن نافع ،

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ١٤ / ٥٠٤ وانظر تخريجه فيه.

(٢) هو محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي ، أبو عبد الله البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٧.

(٣) بالأصل : البيطار ، وبدون إعجام في م ، و «ز» ، والمثبت عن سير الأعلام.

(٤) تقرأ في «ز» وم : «تحسين» وفي سير الأعلام : لحسين المعلم.

(٥) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٠٤.

(٦) في «ز» : القطيعي ، تصحيف.


عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا طلاق إلّا بعد نكاح» فارتجّت بغداد وتكلّم الناس بما تكلموا به ، قال : فبينا نحن ذات يوم عند علي بن الحسين الصفّار نكتب من أصوله ، إذ وقع بيدي جزء من حديث محمّد بن يحيى القطعي ، فنظرت في الجزء ، قلت : لعلّي أجد هذا الحديث ، فوجدت الحديث في الجزء ، فلم أخبر أصحابي ، وغدوت إلى باب أبي محمّد بن صاعد ، فصادفته قاعدا على الباب ، فسلّمت عليه ، ونظر إليّ فقال : ما لك ، قلت : يا أبا محمد البشارة ، وجدنا حديث أيوب عن نافع في أصل كتاب علي بن الحسين الصفّار عن محمّد بن يحيى القطعي ، فأخذ الجزء ورمى به ، ثم أسمعني فقال : يا فاعل! حديث أحدث به ، أنا ، أحتاج أن يتابعني عليه علي بن الحسين الصفّار!؟

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب ، قال (١) : سمعت البرقاني يقول : قال لي أبو بكر الأبهري الفقيه : كنت عند يحيى بن محمّد بن صاعد فجاءته امرأة ، فقالت له : أيها الشيخ ، ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت ، هل الماء طاهر أم نجس؟ فقال يحيى : ويحك ، كيف سقطت الدجاجة في البئر؟ قالت : لم تكن البئر مغطاة ، فقال يحيى : ألا غطيتيها (٢) حتى لا يقع فيها شيء؟ قال الأبهري : فقلت لها : يا هذه ، إن لم يكن الماء تغيّر فهو طاهر ، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة.

قال الخطيب : هذا القول تظنّن (٣) من الأبهري ، وقد كان يحيى ذا محل من العلم عظيم (٤) ، وله تصانيف في السنن وترتيبها على الأحكام تدل من وقف عليها وتأملها على فقهه ، ولعل يحيى لم يجب المرأة لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، فتورع أن يتقلد قول بعضهم ، أو كره أن ينصّب نفسه للفتيا ، وليس هو من المرتسمين بها ، وأحب أن يكل ذلك إلى الفقهاء المشتهرين بالفتاوى والنظر ، والله أعلم.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله.

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٢ وعن البرقاني في سير الأعلام ١٤ / ٥٠٥.

(٢) في تاريخ بغداد : «غطيتها».

(٣) تقرأ بالأصل وم و «ز» : بطىء ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) اللفظة ليست في تاريخ بغداد.


ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد البزاز ، أنا أبو علي قالوا : أنا أبو نعيم قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن [جعفر بن](١) حبان يقول : ومات أبو محمّد يحيى بن [محمد بن](٢) صاعد ببغداد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : توفي أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار ، أنا عبيد الله بن أحمد الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل الكوفي قال : قال لنا أحمد بن محمّد بن الجندي : مات أبو محمّد بن صاعد سنة ثمان عشرة ـ يعني : وثلاثمائة ـ.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة ثمان عشرة وثلاثمائة في ذي [القعدة](٤) توفي أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، وأبو الحسين بن أبي الحديد ، قالا : أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي ، قال : سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن بن مطرف الجراحي يقول : مات أبو محمّد بن (٥) صاعد ودفن في باب مقبرة الكوفة ، وكان يوم عظيم المطر ، سنة ثمان عشرة ، مولده سنة ثمان وعشرين.

حدّثنا أبو عبد الله بن البنّا ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن السّمرقندي ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور.

__________________

(١) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٢) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٤.

(٤) سقطت من الأصل ، وقد أشير بعلامة إلى هامشه : وكتب على هامش الأصل : «عشرة» ولا معنى لها هنا ، واستدركت اللفظة عن «ز» ، وم.

(٥) بالأصل : مات أبو محمد ابن مات أبو محمد بن صاعد» صوبنا الجملة من «ز» ، وم.


وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن محمّد [قالا : أنا أبو عثمان سعيد بن محمد](١) البحيري ، قالا (٢) : أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين ، قال : مات أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد يوم الثلاثاء لعشر ليال بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أنا ـ وأبو الحسن العطّار ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، عن أبيه قال : مات يحيى بن محمّد بن صاعد ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء لاثني عشر بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، ودفن بباب الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا السمسار ، أنا الصفّار ، نا ابن قانع : أن يحيى بن محمّد بن صاعد مات في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة (٤).

٨٢٠٢ ـ يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السّكسكي ، البتلهي (٥)(٦)

حدّث عن أبي حسّان الحسن بن عثمان الزيادي البصري ، ويحيى بن أكثم (٧) القاضي.

روى عنه : ابنه أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد ، وعمرو بن دحيم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي ـ قراءة ـ أنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني ، نا أبو عبد الله محمّد بن مروان القرشي ، نا عمرو بن دحيم ، نا يحيى بن محمّد بن عبد الحميد ، نا يحيى بن أكثم ، نا حمّاد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس قال : قال ابن عبّاس : ـ ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم ، ولو حرصت : رجل سقاني شربة على ظمأ ، ورجل حفظني بظهر الغيب ، ورجل

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز».

(٢) من قوله : وأخبرنا ... إلى هنا سقط من م.

(٣) لم أجده في تاريخ بغداد ، في ترجمته.

(٤) ليس في تاريخ بغداد.

(٥) تقرأ بالأصل : «السلمي» والمثبت عن «ز» ، وم. وهذه النسبة إلى بيت لهيا : قرية مشهورة بغوطة دمشق.

(٦) ترجمته في معجم البلدان (بيت لهيا) ١ / ٥٢٢.

(٧) تحرفت في «ز» إلى : إبراهيم.


وسّع لي في مجلس ، ورابع لا يكافئه عنّي إلا الله عزوجل ، ورجل (١) بات وحاجته تلجلج في صدره غدا عليّ فأنزلها بي وأنشد :

إذا طارقات الهمّ صاحبت الفتى

وأعملن فكر الليل والليل عاكر

وباكرني في حاجة لم يجد لها

سواي ولا من نكبة الدهر ناصر

فرجت بمالي همّة في مقامه

وزايله الهمّ الطروق المساور

وكان له فضل عليّ بظنّه

بي الخير إني للذي ظنّ شاكر

٨٢٠٣ ـ يحيى بن محمّد بن علي بن عبد الله

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم (٢)(٣)

أخو السفّاح والمنصور ، كان بالحميمة من أرض البلقاء مع إخوته وعمومته ، وخرج معهم حين توجهوا إلى الكوفة لطلب الخلافة ، وأمّه أم الحكم بنت عبد الله بن الحارث بن نوفل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (٤) : في تسمية ولد محمّد بن علي : ويحيى بن محمّد صاحب الموصل ، والعالية ، أمّهما أم الحكم بنت عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، وعبد الله بن الحارث الذي يقال له : «ببّة» (٥) ، وأمّها أم عبد الله بنت عبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا الحارث بن محمّد ، نا محمّد بن سعد قال : فولد محمّد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «ورجل» بزيادة «واو» ولعل الصواب «رجل» وهو ما يقتضيه السياق.

(٢) قوله : «بن هاشم» ليس في «ز».

(٣) ترجمته في نسب قريش ص ٣٠ وجمهرة أنساب العرب ص ٢٠.

(٤) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٠ ـ ٣١.

(٥) ببّة ، لقب لقبته به أمه ، حيث كانت ترقصه وتقول :

لأنكحن ببه

جارية خدبه

تجب أهل الكعبة

أي تغلب نساء قريش بجمالها ، هذا كله قاله ابن دريد في الاشتقاق ص ٤٤.


علي : يحيى بن محمّد ، والعالية بنت محمّد ، وأمّهما أم الحكم بنت عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللّنباني (١) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو زيد النميري ، حدّثني شهاب بن عباد قال :

لما استباح يحيى بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس الموصل عدا رجل من أصحابه على صبيّ يريد قتله ، فسعى الصبي حتى ولج على جدة له ، أو أم أو عمة ، فاشتملت عليه ، فقال : أظهريه وإلّا قتلتكما جميعا ، قالت له : أنشدك الله فيه ، فإنكم قد أفنيتم أهله ، فلم يبق غيره ، ولك عشرة آلاف أعطيكها الساعة ، فأبى ، فبذلت له كل ما تملك ، فأبى ، ونظر إلى وعاء سقط (٢) أو حقّة (٣) أو غير ذلك فنظر فإذا فيه :

إذا جار الأمير وكاتبوه

وخانوا في الحكومة والقضاء

فويل للأمير وكاتبيه

وقاضي الأرض من قاضي السماء

فخرج الرجل نادما لم يعرض للغلام ، ولا لشيء مما في البيت ، وتاب ، فأحسن التوبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : مات يحيى بن محمّد بن عبد الله بن عبّاس أخو أبي العبّاس عبد الله بن محمّد بفارس ، وهو أمير عليها ـ يعني : سنة خمس وثلاثين ومائة ـ.

٨٢٠٤ ـ يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفيراء الحلبي البالسي (٤)

حدّث عن هشام بن عمّار ، وعيسى بن عبد الله العسقلاني ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم ، وأبي أنس مالك بن سليمان الألهاني الحمصي ،

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) السقط : الردىء من المتاع.

(٣) حقة ، بالضم ، وعاء من خشب.

(٤) البالسي نسبة إلى بالس بكسر اللام ، مدينة مشهورة بين الرقّة وحلب ، على عشرين فرسخا من حلب (الأنساب).


وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وعبد الله بن سليمان العبدي البعلبكي ، ومحمّد بن مصفّى ، وعمرو بن عثمان بن سعيد ، وسليمان بن سلمة الخبائري.

روى عنه : سليمان بن أحمد الطبراني ، وأبو بكر محمّد بن الحسن (١) بن محمّد بن زياد المقرئ النّقّاش ، ومحمّد بن الحسن اليقطيني ، وحمزة بن محمّد الكتاني ، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ، أنا الإمام أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل الماسرجسي ، أنا علي بن الصقر بن حمدان البالسي ـ ببالس ـ أنا يحيى بن محمّد بن عمران ، أنا عقبة بن مكرم ، أنا إسماعيل بن الفضل الرقاشي ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الشؤم قال : «سوء الخلق» [١٣١٦٧].

أنبأنا أبو علي الحدّاد وغيره ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد (٢) ، نا يحيى بن محمّد بن أبي صغير (٣) الحلبي ، نا هشام بن عمّار ، نا عبد الرّحمن بن سعد بن عمّار بن سعد القرظ (٤) مؤذّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حدّثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه سعد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بلالا أن يدخل يديه في أذنيه إذا أذّن ، وقال : «إنه أرفع لصوتك» [١٣١٦٨].

أنبأنا أبو الفرج الصّوري ، قال : قال لنا أبو بكر الخطيب.

كذا قال الطبراني صغير ، وصوابه ابن أبي صغيراء.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن الحسن اليقطيني ، نا يحيى بن محمّد بن أبي الصفيراء ، نا عيسى بن عبد الله العسقلاني ، نا روّاد بن الجراح ، نا عبد الوهّاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» [١٣١٦٩].

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وتحرفت في «ز» إلى : «سليمان» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٧٣.

(٢) رواه الطبراني في المعجم الصغير ٢ / ١٤٢ (ط. دار الفكر).

(٣) في «ز» : «صعر» وفوقها ضبة ، وفي م : صعر ، وفي المعجم الصغير أيضا : صغير ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

(٤) القرظ : بفتحتين آخره ظاء معجمة ، والقرظ : ورق شجر السلم ، يدبغ به الإهاب ، سمي به لأنه تجر فيه ، فربح ، فلزمه فأضيف إليه.


٨٢٠٥ ـ يحيى بن محمّد بن محمّد بن زياد

[بن زبّار](١) أبو صالح الكلبي البغدادي (٢)

سكن دمشق ، وسكن أيضا دقانية (٣) ، وبيت سواء (٤) من قرى دمشق.

حدّث عن عمرو بن علي الفلّاس ، ومحمّد بن مثنّى ، والحسن بن عرفة.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن سليمان بن (٥) يوسف الربعي ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم العبسي.

أخبرنا خالي أبو القاضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني قال : قرئ على أبي سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد الربعي ، نا أبو صالح يحيى بن محمّد الكلبي بدمشق سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، نا عمرو بن علي الفلّاس ، نا معتمر ـ يعني : ابن سليمان ـ قال : سمعت أبي يذكر عن الحسن ، عن عبد الرّحمن بن سمرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا حلف أحدكم على يمين ، فرأى غيرها خيرا منها ، فليكفّر عن يمينه ولينظر الذي هو خير ، فليأته» [١٣١٧٠].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني مما ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق : يحيى بن محمّد ببيت سوا ، سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (٦) ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٧) : يحيى بن محمّد بن محمّد أبو صالح البغدادي ، حدّث عن عمرو بن علي الفلّاس ، روى عنه أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر ، وأبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم الدمشقيان ، وذكر أنهما سمعا منه ببيت سوا ، وهي ضيعة من ضياع دمشق.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وفي م : «ربان» وفي «ز» : «زياد» والمثبت عن المختصر.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣١ ومعجم البلدان (بيت سوا).

(٣) دقانية ، تقدم التعريف بها قريبا.

(٤) بيت سوا : بالفتح والقصر ، راجع معجم البلدان.

(٥) وفي معجم البلدان : محمد بن سليمان بن سفيان بن يوسف الربعي.

(٦) بدون إعجام في الأصل ، وفي «ز» : رزيق ، تصحيف ، والمثبت عن م.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣١.


سليمان الربعي قال : توفي أبو صالح يحيى بن محمّد الكلبي البيت سوائي في رجب ـ يعني : من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ـ.

٨٢٠٦ ـ يحيى بن محمّد بن المسلّم أبو غانم الحلبي ، المعروف بابن الحلاوي (١)

متأدب ، قدم دمشق في سنة بضع وعشرين وخمسمائة ، وأقام بها إلى أن مات ، وكان صديقا لأخي أبي الحسين الحافظ ـ رحمه‌الله ـ.

حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي ـ من لفظه ـ وكتبه لي بخطّه قال : أبو غانم بن الحلاوي ، سمعت من شعره ما يتغنى به :

يا غربة أنفقت في

ها أدمعي جهد المقلّ

وله غير هذا أشياء يسأل عنها.

أنشدنا أبو الضوء أحمد بن (٢) الحسين البعلبكي ـ بها ـ أنشدني أبو غانم بن الحلاوي لنفسه بدمشق :

يا دهر مهلا قد بلغ

ت مناك في تشتيت شملي

وأذقتني ثكل الأحبة

وهو غاية كل ثكلي

حللت قربة شملنا

ما أنت من قبلي بحلّ

أيام أليس للنعيم

وطيبه ثوب المدلّ

وأتيت تسلبني كئو

س اللهو في الأوطان عقلي

لهفي عن عزي الذي

بدلتني منه بذل

يا غربة أنفقت في

ها أدمعي جهد المقل

وبليت شوقا نحوهم

وكذلك الأشواق تبلي

هل لي إليهم أوبة

ومن التعلل قول : هل لي؟

وأنشدني أبو الضوء لأبي غانم أيضا :

لأسمحن لأيامي بما التمست

من العباد عن الأحباب والوطن

__________________

(١) الحلاوي : هذه النسبة إلى بيع الحلاوة ، وإلى بطن من تجيب وقيل فيه : الخلاوي بالخاء المعجمة راجع الأنساب (الحلاوي ٢ / ٢٩٤ والخلاوي) ، واللباب ١ / ٤٠٣ الحلاوي ، و ١ / ٤٧٤ الخلاوي والاكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٠٢.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أحمد بن علي بن الحسين البعلبكي ، وهو ليس في مشيخته.


وأستكين لما يقضيه معتديا

دهري ومن يختصمه الدهر يستكن

أحبابنا هان عندي بعد فرقتكم

من الدموع عزيز قط لم يهن

اشتاقكم شوق مشغوف بحبكم

حال الفؤاد من الأحقاد والإحن (١)

فكنت بين فؤادي والغرام بكم

مثل الذي بين جفن العين والوسن (٢)

أنشدنا أبو الوحش سبع بن خلف يرثي أبا غانم ، وقد توفي يوم السبت ضحى بعد قتل الرئيس أبي الذواد المفرج بن الصوفي في ثامن عشر شهر رمضان سنة ثلاثين وخمسمائة :

أبا غانم يا فريد الورى

لقد كنت للعلم والمجد ذاتا

وفنيت بموتك بعد الوجيه

فسقاك ربك ماء فراتا

وطلقت دنياك من بعده

فلله أنت ثلاثا بتاتا

وكان قسيمك طيب الحياة

فقاسمته موته حين ماتا

٨٢٠٧ ـ يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي

حدّث عن أبيه.

روى عنه : محمّد بن يوسف الهروي ، نزيل دمشق ، وما أرى نسبه متصلا.

٨٢٠٨ ـ يحيى بن أبي مالك الهمداني (٣)

ذكر أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي أنه كان قاضي دمشق لهشام بن عبد الملك ، وأنه مات سنة ثلاثين ومائة ، وهو ابن اثنتين وسبعين ، ودفن بدمشق.

[قال ابن عساكر :](٤) وهذا وهم في اسمه ، وإنما هو يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك ، وسيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله.

٨٢٠٩ ـ يحيى بن مبارك الصّنعاني (٥)

من صنعاء دمشق (٦).

__________________

(١) الإحنة : بالكسر : الحقد والغضب ج كعنب : إحن (القاموس).

(٢) الوسن : محركة : شدة النوم أو أوله أو النعاس (القاموس).

(٣) في «ز» : الهمذاني.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٤٠٤ ومعجم البلدان (صنعاء) ٣ / ٤٣٠.

(٦) صنعاء : قرية على باب دمشق ، وهي دون المزة مقابل مسجد خاتون ، وقد خربت (معجم البلدان ٣ / ٤٢٩).


روى عن : كثير بن سليم ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وأبي داود شبل بن عبّاد ، ومالك بن أنس.

روى عنه إسماعيل بن عبّاد (١) الأرسوفي ، وخطاب بن عبد الدائم (٢) الأرسوفي ، وعبد العظيم بن إبراهيم ، وإسماعيل بن موسى بن أبي ذرّ العسقلاني ـ نزيل أرسوف (٣) ـ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن فارس المعبدي ـ ببغداد ـ حدّثني خطاب بن عبد الدائم الأرسوفي ـ بها ـ نا يحيى بن مبارك ، عن شريك ، عن منصور ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «شفعت في هؤلاء النفر : في أبي ، وعمّي أبي طالب ، وأخي من الرضاعة ـ يعني : ابن السعدية ـ ليكونوا من بعد البعث هنا» (٥) [١٣١٧١].

قال الخطيب : خطاب بن عبد الدائم ضعيف ، يعرف برواية المناكير ، ويحيى بن المبارك الشامي الصنعاني مجهول ، وقال فيه : عن منصور ، عن ليث ، ومنصور بن المعتمر لا يروي عن ليث بن أبي سليم ، والله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا سهل بن بشر ـ قراءة عليه ـ أنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجستاني الحافظ ـ بكتابه ـ نا الحسن بن إسماعيل الضرّاب ، نا الفضل بن عبيد الله الهاشمي بالقدس ، نا محمّد بن الحسن السكوني ، نا إسماعيل بن عبّاد الأرسوفي ، نا يحيى بن المبارك الدمشقي ، نا كثير بن سليم ، نا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو إنّ صاحب بدعة أو مكذّبا (٦) بقدر ، قتل بين الركن والمقام ، صابرا محتسبا مظلوما (٧) ، لم ينظر الله في شيء من أمره حتى يدخله جهنم» [١٣١٧٢].

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي معجم البلدان : عياض.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي معجم البلدان : عبد السّلام.

(٣) أرسوف ، بالفتح ثم السكون : مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا (معجم البلدان ١ / ١٥١) وفي الأنساب : بضم الألف.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ١٦١ في ترجمة محمد بن فارس المعبدي.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، والمختصر : «هنا» وفي تاريخ بغداد ـ وعنه ينقل المصنف ـ «هباء».

(٦) تحرفت بالأصل وم إلى مكذب ، والتصويب عن «ز».

(٧) في «ز» : «مصلق» وبعدها فراغ بسيط.


٨٢١٠ ـ يحيى بن مسعر بن محمّد بن يحيى

ابن الفرج أبو زكريا التّنّوخي المعرّي (١)

سمع بدمشق : أبا عبد الله محمّد بن يوسف الهروي ، وأبا الحسن محمّد بن بكّار [بن يزيد بن بكار](٢) البتلهي ، وبالمعرّة : أباه مسعر بن محمّد ، وأبا بكر أحمد بن محمّد بن نباتة البغدادي ، وأبا يعقوب إسحاق بن أحمد بن يزيد الحلبي ، وأبا البهي ميمون بن أحمد بن روح ، وأبا عبيد بن خربويه ، وأبا القاسم بن كاس النخعي ، وأبا الطّيّب محمّد بن عبيد بن طعمة التّنّوخي ، وبحمص : أبا بكر محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين ، ومحمّد بن تمّام بن صالح ، وأبا الخليل العبّاس بن [خليل بن](٣) جابر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد الطائيين ، وأبا القاسم عبد الصّمد بن سعيد ، ومحمّد بن عبيد الله بن الفضيل الكلاعي ، وأبا عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الرحبي ، وبحماة : أبا المغيث محمّد بن عمر بن صالح بن مسعود الكلاعي ، وبأنطاكية : أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الرزّاق المقرئ ، وأبا العبّاس الوليد بن عبد العزيز بن أبان وبقنّسرين : محمّد بن بركة الحميري ، وبحرّان : أبا عروبة الحسين بن محمّد بن مودود ، وأبا مالك أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح ، وأبا العبّاس محمّد بن أحمد الضرّاب ، وأبا الأزهر صدقة بن منصور الكندي ، وأبا محمّد علي بن محمّد بن عبد الله بن شجاع ، وبالرقّة : أبا الفضل محمّد بن علي بن الحسن بن حرب ، وأبا علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، وأبا بكر محمّد بن إسحاق بن فروخ ، وبحلب : أبا محمّد (٤) عبد الرّحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام ، وعلي بن عبد الحميد الغضائري ، وغيرهم.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن علي بن حميد (٥) المصيصي المؤدّب ، نزيل المعرة ، وأبو العبّاس أحمد ، وأبو الفضل جعفر ، وأبو نصر محمّد [بنو عبيد الله بن محمد](٦) بن سلامة بن حياه ، وأبو العلاء بن سليمان المعريون.

__________________

(١) المعري نسبة إلى المعرة ، وهي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب وحماه.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن «ز» ، وم.

(٣) الزيادة عن «ز» ، وم.

(٤) استدركت اللفظة على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٥) كذا بالأصل وم : «حميد» وتقرأ في «ز» : عبيد.

(٦) الزيادة عن «ز» ، وم ، وفي م : عبد الله.


أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري ـ ببغداد ـ نا أو العلاء أحمد بن عبد الله [بن سليمان](١) المعرّي ـ بمعرة النعمان ـ نا أبو زكريا يحيى بن مسعر (٢) بمعرة النعمان ، نا أبو عروبة ، نا عبد الوهّاب ـ يعني : ابن الضحّاك العرضي (٣) ـ نا الوليد ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة» [١٣١٧٣].

٨٢١١ ـ يحيى بن أبي المطاع القرشي الشّامي (٤)

ابن أخت بلال مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عن معاوية بن أبي سفيان ، والعرباض بن سارية.

روى عنه : عبد الله بن العلاء بن زبر.

وحكى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، وعطاء الخراساني.

وورد زيزاء من أرض البلقاء (٥).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وأبو الحسين بن أبي الحديد ، قالا : أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا أبو عبد الله بن مروان ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم.

ح وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد المصيصي ، أنا أبو نصر بن الحبّان ، أنا جمح بن القاسم ، أنا عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن البرزوز ، قالا : نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، نا ـ وفي حديث ابن البرزوز ـ حدّثني ـ أبي عبد الله بن العلاء ، حدّثني يحيى بن أبي المطاع عن عرباض بن سارية السلمي قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم.

(٢) جاءت اللفظة بالأصل بعد كلمة «النعمان» أخرناها إلى موضعها هنا ، وهو يوافق عبارة «ز» ، وم ، وفي «ز» ، وفي «ز» تحرفت إلى : «مسعرة».

(٣) العرضي بضم المهملة وسكون الراء بعدها معجمة كما في تقريب التهذيب.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١٦ وتهذيب التهذيب ٦ / ١٧٨ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٠٦ والجرح والتعديل ٩ / ١٩٢.

(٥) راجع معجم البلدان ٣ / ١٦٣.


وعظنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موعظة ـ وفي حديث ابن البرزوز : قال : قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات غداة ، فوعظنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موعظة وجفت ـ وفي حديث ابن البرزوز : رجفت ـ منها القلوب ، وذرفت منها الأعين ـ وقال ابن البرزوز : العيون ـ فقلنا : يا رسول الله ، إنك قد وعظتنا موعظة مودّع ، فاعهد إلينا قال : «عليكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبدا حبشيا ، وسيرى من بقي ـ زاد أبو عبد الملك : بعدي ، وقالا : ـ منكم اختلافا شديدا ، فعليكم بسنّتي ، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم والمحدثات ، فإنّ كلّ بدعة ضلالة» [١٣١٧٤].

رواه الوليد بن مسلم ، وزيد بن يحيى بن عبيد ، عن عبد الله بن زبر ، عن يحيى قال : سمعت العرباض.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو مسعود عبد الرّحمن بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (١) ، نا أبو عبد الملك الدمشقي (٢) ، نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، حدّثني أبي ، عن يحيى بن أبي المطاع ، عن عرباض بن سارية السلمي قال :

قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات غداة ، فوعظنا موعظة وجفت (٣) منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، إنّك قد وعظتنا موعظة مودّع ، فاعهد إلينا ، قال : «عليكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبدا حبشيا ، وسيرى من [بقي](٤) بعدي اختلافا شديدا ، فعليكم بسنّتي ، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم والمحدثات ، فإنّ كل بدعة (٥) ضلالة» [١٣١٧٥].

قال الطبراني : يحيى بن أبي المطاع هو ابن أخت بلال مؤذّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا

__________________

(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٨ / ٢٤٨ رقم ٦٢٢.

(٢) في المعجم الكبير : أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي.

(٣) في المعجم الكبير : وجلت.

(٤) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن المعجم الكبير.

(٥) في المعجم الكبير : محدثة.


أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا محمّد بن شعيب ، أخبرني الوليد بن سليمان بن أبي السّائب قال :

صحبت يحيى بن أبي المطاع إلى زيزاء فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء ، وصلاة الصبح في الركعة الأولى ب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وفي الركعة الثانية ب (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ، فقلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم تعجبا لقرب يحيى بن أبي المطاع ، وما يحدّث عنه عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع من العرباض بن سارية. فقال : أنا من أنكر الناس لهذا ، وقد سمعت ما قال الوليد بن سليمان.

قال عبد الرّحمن : قال محمّد بن شعيب : قال الوليد بن سليمان ، فحدّثني (٢) أيوب بن أبي عائشة بهذا ، فأخبرني أنه صحب عبد الله بن أبي زكريا إلى بيت المقدس ، فكان يقرأ في صلاة العشاء ب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.

فكانت هذه أيضا أدلّ إذ يحكيها الوليد بن سليمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة ، فتحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا أكبر دليل (٣) على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع ، وبعد ما يحدث به عبد الله بن العلاء بن زبر عنه ، من لقيه العرباض ، والعرباض قديم الموت ، روى عنه الأكابر : عبد الرّحمن بن عمرو السلمي ، وجبير بن نفير ، وهذه الطبقة.

[قال ابن عساكر :](٤) زيزاء : من أعمال دمشق ، من جملة ما قبض عن بني أمية من البلقاء ، وهي التي وجه منها يزيد جيش الحرّة ، وهي من أعمال عمّان (٥).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) : يحيى بن أبي المطاع القرشي الشامي (٧) ، سمع عرباض بن سارية ، روى عنه عبد الله بن العلاء بن زبر.

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي ١ / ٦٠٥ ـ ٦٠٦.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ أبي زرعة : فحدثت.

(٣) في تاريخ أبي زرعة : أكثر دليلا.

(٤) زيادة منا.

(٥) انظر ما مرّ عن المصنف بشأنها في بداية الترجمة.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٣٠٦.

(٧) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» : «الشامي» والذي في التاريخ الكبير : يعد في الشاميين.


ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : يحيى بن أبي المطاع شامي ، قرشي ، روى عن عرباض بن سارية ، روى عنه عبد الله بن العلاء بن زبر ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة من أهل دمشق والأردن : يحيى بن أبي المطاع.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة : يحيى بن أبي المطاع الأردني (٢).

٨٢١٢ ـ يحيى بن معاوية بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي (٣)

وأمّه وأم أخيه عبد الرّحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس أم ولد ، ويحيى الذي أجار الكميت بن زيد الأسدي الشاعر ، وقتل يحيى يوم الزاب (٤) مع مروان بن محمّد بن مروان.

٨٢١٣ ـ يحيى بن معاوية بن يحيى الصّدفي

وجهه يزيد بن الوليد رسولا إلى أخيه العبّاس بن الوليد إلى قرية له بالغوطة ، له ذكر.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ١٩٢.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١٦ طبعة دار الفكر.

(٣) جمهرة ابن حزم ص ٩٣ ـ ٩٤.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، والذي في جمهرة ابن حزم : «يوم الزابيين» وفي معجم البلدان (الزاب) ٣ / ١٢٤ ويوم الزاب بين مروان الحمار بن محمد وبني العباس كان على الزاب الأعلى بين إربل والموصل.


الفهرس

حرف الهاء

(ذكر من اسمه) هابيل

٨٠٧٩ ـ هابيل بن آدم صلى‌الله‌عليه‌وسلم...................................................... ٣

ذكر من اسمه (هادي)

٨٠٨٠ ـ هادي بن مهدي بن محمد بن إسماعيل بن مهدي أبو الحسن العلوي الحسيني الموسوي الختري ابن بنت شيخ الشيوخ أبي البركات بن سعيد......................................................................... ١٠

ذكر من اسمه هارون

٨٠٨١ ـ هارون بن إبراهيم أبو محمد ـ أظنه ـ الأهوازي............................... ١٠

٨٠٨٢ ـ هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الأصبهاني المعروف بالراعي العابد............ ١١

٨٠٨٣ ـ هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان أبو موسى النيسابوري الرخي..... ١٣

٨٠٨٤ ـ هارون بن عثمان البيروتي................................................ ١٣

٨٠٨٥ ـ هارون بن عمران بن يزيد بن خالد أبي جميل القرشي........................ ١٣

٨٠٨٦ ـ هارون بن عمر بن يزيد بن زياد بن أبي زياد أبو عمر المخزومي............... ١٤

حرف اللام

ألف ذكر من اسمه لاحق

٨٠٨٧ ـ لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد أبو عمر المقدسي ويسمى محمد أيضا. ١٦

٨٠٨٨ ـ لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن حبيش بن عبد الله بن سدوس أبو


مجلز البصري................................................................... ٢٠

٨٠٨٩ ـ لاحق بن محمد بن أحمد أبو الحسن المالكي................................ ٣٣

٨٠٩٠ ـ لاحق بن محمد بن المبارك بن محمد بن الحكم أبو منصور البغدادي ، المعروف بالنقيب      ٣٣

٨٠٩١ ـ لاحق بن مشيع بن أسد أبو الحسن الحزامي الأذرعي........................ ٣٤

٨٠٩٢ ـ لاس بن جرهم ، ويقال : لا شر بن خمير أبو ثعلبة الخشني................... ٣٤

٨٠٩٣ ـ لام بن زبار بن غطيف ، ويقال : لام بن غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي........................................ ٣٤

٨٠٩٤ ـ لاهز بن قريط بن معدى بن رفاعة........................................ ٣٤

حرف الياء

(ذكر من اسمه) (ياسين)

٨٠٩٥ ـ ياسين بن سهل بن محمد بن الحسن بن محمد أبو روح القايني الصوفي المعروف بالخشاب    ٣٦

٨٠٩٦ ـ ياسين بن عبد الصمد بن عبد العزيز أبو عتاب............................ ٣٧

٨٠٩٧ ـ ياقوت بن عبد الله بن عبد الله أبو الرومي التاجر ، عتيق أبي المعالي أحمد بن علي بن البخاري البغدادي       ٣٨

٨٠٩٨ ـ يأنس أبو الشعباني..................................................... ٣٩

(ذكر من اسمه) (يحمد)

٨١٩٩ ـ يحمد أبو أمية الشعباني................................................. ٣٩

ذكر من اسمه يحيى

٨١٠٠ ـ يحيى بن أحمد بن بسطام أبو مضر العبسي المقرئ........................... ٤٣

٨١٠١ ـ يحيى بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد أبو عمرو النيسابوري المخلدي العدل    ٤٣

٨١٠٢ ـ يحيى بن أحمد بن الوضين بن عطاء بن (كنانة بن) عبد الله الخزاعي........... ٤٤

٨١٠٣ ـ يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو بكر بن أبي طاهر الأزدي السلماسي الواعظ ٤٤

٨١٠٤ ـ يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل أبو بكر الإسكندراني المالكي...... ٤٦

٨١٠٥ ـ يحيى بن أسامة ، ويقال : ابن زيد ، وهو يحيى بن أبي أنيسة أبو زيد الحزري الرهاوي ٤٦

٨١٠٦ ـ يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السيلحيني............................... ٥٥

٨١٠٧ ـ يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر............................... ٦٠


٨١٠٨ ـ يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان بن مشنج بن عبد عمرو بن عبد العزى ابن أكثم بن صيفي بن شريف بن محاسن ذي الأعواد بن معاوية بن رياح بن حروة بن أسيد ابن عمرو بن تميم بن أد بن طابخة أبو محمد التميمي الأسيدي المروزي    ٦٢

٨١٠٩ ـ يحيى بن إياس بن يزيد ـ ويقال : زيد ـ بن أبي زكريا الخزاعي.................... ٩٢

٨١١١ ـ يحيى بن بحدل الكلبي................................................... ٩٣

٨١١٢ ـ يحيى بن بختيار بن عبد الله أبو زكريا الشيرازي القرقوبي ، المعروف بابن كتامة العالمة ٩٣

٨١١٣ ـ يحيى بن بسطام بن حريث أبو محمد الزهراني البصري........................ ٩٥

٨١١٤ ـ يحيى بن بشر بن كثير أبو زكريا الأسدي الحريري............................ ٩٦

٨١١٥ ـ يحيى بن بطريق بن بشري أبو القاسم...................................... ٩٨

٨١١٦ ـ يحيى بن تمام بن علي أبو الحسن (المقدسي) المعروف بابن الرملي والخطيب...... ٩٩

٨١١٧ ـ يحيى بن جابر بن حسان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملاة بن عوف بن أسد بن زمعة ابن سعد بن خنيس بن جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان أبو عمرو الطائي الحمصي........................................ ١٠٠

٨١١٨ ـ يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.......... ١٠٥

٨١١٩ ـ يحيى بن الحارث أبو عمرو ، ويقال : أبو عمر الذماري المقرئ............... ١٠٦

٨١٢٠ ـ يحيى بن حسان أبو زكريا التنيسي المصري................................ ١١١

٨١٢١ ـ يحيى بن الحسن الطبراني................................................ ١١٧

٨١٢٢ ـ يحيى بن الحسين بن علي أبو محمد بن أبي عبد الله السعدي البخاري الفقيه... ١١٨

٨١٢٣ ـ يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد الشمس أبو مروان الأموي..... ١١٩

٨١٢٤ ـ يحيى بن حكيم....................................................... ١٢٤

٨١٢٥ ـ يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد الرحمن الحضرمي........................... ١٢٥

٨١٢٦ ـ يحيى بن أبي حية ، واسم أبي حية : حيي أبو جناب الكلبي الكوفي.......... ١٣٥

٨١٢٧ ـ يحيى بن خالد السكسكي............................................. ١٤٨

٨١٢٨ ـ يحيى بن خليفة المنبجي المعروف بابن العز................................ ١٤٨

٨١٢٩ ـ يحيى بن أبي الخصيب زياد الرازي ـ ويقال : البغدادي ـ..................... ١٥٠

٨١٣٠ ـ يحيى بن داود بن سيار بن أبي عتاب البصري............................. ١٥٣

٨١٣١ ـ يحيى بن راشد بن مسلم ، ويقال : ابن كنانة أبو هشام الليثي الطويل........ ١٥٣

٨١٣٢ ـ يحيى بن أبي راشد النضري............................................. ١٥٨


٨١٣٣ ـ يحيى بن أبي عمر وزرعة أبو زرعة السيباني ، وهو ابن عم الأوزاعي ، الفقيه... ١٥٩

٨١٣٤ ـ يحيى بن زكريا بن أحمد بن يحيى خت بن موسى أبو بكر البخلي الشاهد ابن القاضي ١٦٧

٨١٣٥ ـ يحيى بن سليمان بن نشوي ، ويقال : زكريا بن أدن بن مسلم بن صندوق بن فحشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صندوق بن برخيا بن شفاطنة بن ناحور بن سالوم بن يوسافاط ابن أنبياء بن ابنا بن رخيعم بن سليمان بن داود نبي الله ابن نبيه صلى الله عليهما............................................................................ ١٦٨

٨١٣٦ ـ يحيى بن زكريا بن يحيى أبو زكريا النيسابوري الحافظ الأعرج ، ويحيى يلقب حيوية ٢١٨

٨١٣٧ ـ يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله ، واسمه عبد الحجر بن عبد المدان ، واسمه عمر بن الديان ، واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك ، وهو مذحج الحارثي الكوفي        ٢٢١

٨١٣٨ ـ يحيى بن زياد أبي الخصيب............................................. ٢٢٤

٨١٣٩ ـ يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم العلوي   ٢٢٤

٨١٤٠ ـ يحيى بن زيد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو الحسيني الزيدي...................................................... ٢٢٩

٨١٤١ ـ يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد أبو بكر الأزدي الأندلسي القرطبي المقرئ النحوي ٢٣٠

٨١٤٢ ـ يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس أبو أيوب ، ويقال : أبو الحارث الأموي  ٢٣٢

٨١٤٣ ـ يحيى بن سعيد بن عبد الله أبو سالم البهراني الحموي....................... ٢٣٦

٨١٤٤ ـ يحيى بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي...... ٢٣٧

٨١٤٥ ـ يحيين بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو الأموي السعيدي المكي  ٢٣٨

٨١٤٦ ـ يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو ، ويقال : ابن قيس بن قهد أبو سعيد الأنصاري ٢٣٨

٨١٤٧ ـ يحيى بن سعيد........................................................ ٢٦٥

٨١٤٨ ـ يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري الحمصي العطار........................ ٢٦٦

٨١٤٩ ـ يحيى بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي      ٢٧١

٨١٥٠ ـ يحيى بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الأموي    ٢٧١

٨١٥١ ـ يحيى بن سليمان...................................................... ٢٧٢

٨١٥٢ ـ يحيى بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن عاصم بن عوف


ابن كعب بن أبي بكر بن كلاب أبو الوليد الكلابي................................ ٢٧٢

٨١٥٣ ـ يحيى بن صالح أبو زكريا ، ويقال : أبو صالح الوحاظي...................... ٢٧٣

٨١٥٤ ـ يحيى بن صفوان...................................................... ٢٨٣

٨١٥٥ ـ يحيى بن طالب أبو زكريا الأنطاكي ، ويقال : الطرسوسي الاكاف........... ٢٨٣

٨١٥٦ ـ يحيى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن (سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن) لؤي بن غالب القرشي التيمي............................................................................ ٢٨٤

٨١٥٧ ـ يحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي.............................. ٢٨٩

٨١٥٨ ـ يحيى بن عبد الله بن الحارث أبو بكر القرشي العبدري ، المعروف بابن الزجاج الكاتب       ٢٩٥

٨١٥٩ ـ يحيى بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.......... ٢٩٦

٨١٦٠ ـ يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابلت أبو سعيد الحراني ، المعروف بالبابلتي.. ٢٩٦

٨١٦١ ـ يحيى بن عبد الله بن محمد بن سعيد أبو زكريا............................. ٣٠١

٨١٦٢ ـ يحيى بن يحيى بن عبد الله بن وريزة العنسي................................ ٣٠١

٨١٦٣ ـ يحيى بن عبد الله أبو عبد الله (الدمشقي)................................ ٣٠١

٨١٦٤ ـ يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم الأذني. ٣٠٢

٨١٦٥ ـ يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد.............................. ٣٠٥

٨١٦٦ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أبو محمد ، ويقال : أبو بكر اللخمي المدني    ٣٠٥

٨١٦٧ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أبو محمد ، ويقال : أبو بكر اللخمي المدني    ٣٠٥

٨١٦٨ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق أبو سعيد........ ٣١١

٨١٦٩ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي............... ٣١٤

٨١٧٠ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي............... ٣١٤

٨١٧١ ـ يحيى بن عبد الرحمن أبو شيبة الكناني : ويقال : الكندي................... ٣١٤

٨١٧٢ ـ يحيى بن عبد الصمد بن معقل.......................................... ٣١٦

٨١٧٣ ـ يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر القرشي المخزومي. ٣١٧

٨١٧٤ ـ يحيى بن عبد العزيز الأردني............................................. ٣١٧

٨١٧٥ ـ (يحيى بن عبد الغفار بن عبد المنعم بن إسماعيل أبو الكرم................... ٣٢١

٨١٧٦ ـ يحيى بن عبد الواحد بن سليمان بن عبيد الله ، ويقال : ابن عبد الواحد بن عبيد الله ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي............................................................................ ٣٢١

٨١٧٧ ـ يحيى بن عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد بن البري أبو عبد الله السلمي ٣٢٢

٨١٧٨ ـ يحيى بن عبيد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي ٣٢٢


٨١٧٩ ـ يحيى بن عبيد البلقاوي................................................ ٣٢٢

٨١٨٠ ـ يحيى بن عتبة بن عبد السلام........................................... ٣٢٣

٨١٨١ ـ يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار أبو سليمان ، ويقال : أبو زكريا الحمصي ٣٢٤

٨١٨٢ ـ يحيى بن عثمان أبو زكريا المعروف بالحربي................................. ٣٢٨

٨١٨٣ ـ يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو عروة القرشي الأسدي الزبيري............................................................................ ٣٣٢

٨١٨٤ ـ يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الوليد ابن القاسم بن الوليد أبو المفضل بن أبي الحسن القرشي ، المعروف بابن الصائغ................................................. ٣٤١

٨١٨٥ ـ يحيى بن علي بن محمد بن هاشم بن النعمان بن مرداس بن عبد الله أبو العباس الكندي الحلبي الخفاف         ٣٤٣

٨١٨٦ ـ يحيى بن علي بن محمد بن المختفي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب بن عبد المطلب أبو الحسين الزيدي الحسيني............................................................... ٣٤٥

٨١٨٧ ـ يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف بن سعيد بن يحيى بن عبد اللطيف بن يحيى ابن عبلة بن صالح بن نعيم بن عدي بن عمرو بن عدي بن الساطع أبو الحسن التنوخي المعري المعروف بابن زريق...................... ٣٤٦

٨١٨٨ ـ يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام أبو زكريا التبريزي الخطيب الأديب اللغوي      ٣٤٧

٨١٨٩ ـ يحيى بن علي بن محمد زهير أبو القاسم السلمي المعدل المحتسب............ ٣٥٠

٨١٩٠ ـ يحيى بن بن عمرو بن عمارة بن راشد بن مسلم ، ويقال : ابن كنانة أبو الخطاب الليثي ، مولاهم     ٣٥٠

٨١٩١ ـ يحيى بن عمرو بن نوح بن عمرو بن حوي بن نافع بن زرعة بن محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك السكسكي............................................................................ ٣٥٣

٨١٩٢ ـ يحيى بن أبي عمرو ، وهو يحيى بن زرعة.................................. ٣٥٣

٨١٩٣ ـ يحيى بن عمير الغساني................................................. ٣٥٣

٨١٩٤ ـ يحيى بن غسان....................................................... ٣٥٤

٨١٩٥ ـ يحيى بن الغمر ختن مطر بن العلاء الفزاري............................... ٣٥٤

٨١٩٦ ـ يحيى بن فرقد الدمشقي................................................ ٣٥٤

٨١٩٧ ـ يحيى بن قادم......................................................... ٣٥٥

٨١٩٨ ـ يحيى بن قطن بن سهل القرشي......................................... ٣٥٥

٨١٩٩ ـ يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن أبي الفيض ، واسمه


الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد ، ويقال : بن الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة (بن يحيى) بن مازن بن الأزد الغساني     ٣٥٥

٨٢٠٠ ـ يحيى بن محمد بن سهل................................................ ٣٥٦

٨٢٠١ ـ يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد البغدادي الحافظ.............. ٣٥٦

٨٢٠٢ ـ يحيى بن محمد بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم.............. ٣٦٦

٨٢٠٣ ـ يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم....... ٣٦٦

٨٢٠٤ ـ يحيى بن محمد بن عمران بن أبي الصفيراء الحلبي البالسي................... ٣٦٧

٨٢٠٥ ـ يحيى بن محمد بن محمد بن زياد (بن زبار) أبو صالح الكلبي البغدادي........ ٣٦٩

٨٢٠٦ ـ يحيى بن محمد بن المسلم أبو غانم الحلبي ، المعروف بابن الحلاوي............ ٣٧٠

٨٢٠٧ ـ يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي................................. ٣٧١

٨٢٠٨ ـ يحيى بن أبي مالك الهمداني............................................. ٣٧١

٨٢٠٩ ـ يحيى بن مبارك الصنعاني............................................... ٣٧١

٨٢١٠ ـ يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى بن الفرض أبو زكريا التنوخي المعري......... ٣٧٣

٨٢١١ ـ يحيى بن أبي المطاع القرشي الشامي...................................... ٣٧٤

٨٢١٢ ـ يحيى بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي.......... ٣٧٧

٨٢١٣ ـ يحيى بن معاوية بن يحيى الصدفي........................................ ٣٧٧

تاريخ مدينة دمشق - ٦٤

المؤلف:
الصفحات: 384