مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،

فلقد فهم القدماء درس الصرف فهما صحيحا حين جعلوه مع النحو علما واحدا ، أو حين أشار بعضهم إلى ضرورة دراسته قبل النحو على ما قرر أبو الفتح ابن جنى فى شرحه على تصريف أبى عثمان. غير أن الكتب القديمة التى أفردها أصحابها للصرف امتلأت بكثير من الفروض والتمرينات التى يبلغ بعضها درجة الحيل والألغاز ، مما يجعلها عسيرة الفهم من ناحية ، ومشكوكا فى جدواها من ناحية أخرى.

والذى لا شك فيه أن الصرف لا غنى عنه فى الدرس اللغوى ، وفى الدرس العربى على وجه الخصوص ، لكن الذى لا شك فيه أيضا أن الصرف لم يلق حتي الآن ما ينبغى له من الدرس الذى يعين على تقديمه فى صورة تيسر الإفادة منه.

ولقد كنا قدمنا كتابنا «التطبيق النحوى» فوجدنا أنه ساعد طلاب قسم اللغة العربية على فهم كثير من مسائل النحو العربى ، وشجعنا ذلك على أن نحاول معالجة المسائل الصرفية على نفس المنهج. وها نحن نقدم «التطبيق الصرفى» مشتملا على أهم الموضوعات التى ينبغى أن يعرفها الطالب معرفة صحيحة ، من ثم حذفنا موضوعات لم نر ضرورة لإثباتها. وإذا كان الدرس النحوى يقتضى درس الصرف ، فإن الصرف لا يمكن


فهمه فهما صحيحا دون معرفة القوانين التى يجرى عليها علم الأصوات. غير أنا لم نفعل شيئا من ذلك بل التزمنا المصطلح القديم مع شىء من إعادة الترتيب ؛ فقسمناه ثلاثة أبواب بعد المدخل ؛ جعلنا بابا للأفعال والمشتقات ، وبابا للأسماء ، وثالثا للإعلال والإبدال.

ولعلنا نكون قد قدمنا ما يخدم درس العربية.

والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

وبالله وحده التوفيق

عبده الراجحى


مدخل

١ ـ الصرف وميدانه

يعرّف علماء العربية علم الصرف بأنه «العلم الذى تعرف به كيفية صياغة الأبنية العربية ، وأحوال هذه الأبنية التى ليست إعرابا ولا بناء» والمقصود «بالأبنية» هنا «هيئة» الكلمة. ومعنى ذلك أن العرب القدماء فهموا الصرف على أنه دراسة «لبنية» الكلمة ، وهو فهم صحيح في الإطار العام للدرس اللغوى.

غير أن المحدثين يرون «أن كل دراسة تتصل بالكلمة أو أحد أجزائها وتؤدى إلى خدمة العبارة والجملة أو ـ بعبارة بعضهم ـ تؤدى إلى اختلاف المعانى النحوية ـ كل دراسة من هذا القبيل هى صرف» (١)

ومن هذا الرأى نستطيع أن نفهم «علم الصرف» من خلال الترتيب الآتى :

١ ـ علم «الأصوات اللغوية» يدرس «العنصر» الأول الذى تتكون منه اللغة ، أى يدرس الصوت المفرد فى ذاته أو فى علاقته مع غيره.

٢ ـ علم «الصرف» يدرس «الكلمة».

٣ ـ علم «النحو» يدرس «الجملة».

ومن هذا الترتيب نستطيع أن ندرك أن كثيرا من مسائل الصرف لا يمكن فهمه دون دراسة للأصوات وبخاصة فى موضوع كالإعلال

__________________

(١) الدكتور كمال بشر : دراسات فى علم اللغة : القسم الثانى ص ٨٥


والإبدال ، كما أن عددا كبيرا من مسائل النحو لا يمكن فهمه إلا بعد دراسة الصرف. وعلى ذلك يرى معظم اللغويين المحدثين درس النحو والصرف تحت قسم واحد ، ويسمون النحو فى هذه الحالة» Grammar «على أن يشمل :

أ ـ الصرف Morphology.

ب ـ النظم Syntax.

وهذا الرأى ينبنى على أساس صحيح لأن الصرف يشكل مقدمة ضرورية لدراسة النحو ، ولنأخذ مثلا الجملة الآتية :

زيد قارئ كتابا.

فأنت لا تستطيع أن تعرف «موقع» كلمة «كتابا» إلا إذا عرفت أن كلمة «قارىء» اسم فاعل. أى أنك لا تعرف «الوظيفة النحوية» لكلمة «كتابا» إلا بمعرفة «البنية» الصرفية لكلمة «قارىء» وهكذا.

والواقع أن علماء العربية القدماء لم يفصلوا بين النحو والصرف ، ولا تزال كتب النحو القديمة منذ كتاب سيبويه تشمل العلمين معا. ومن اللافت للنظر أن العالم اللغوى العظيم أبا الفتح عثمان بن جنى قد أشار إلى أن يكون درس الصرف قبل درس النحو ؛ فقال فى كتابه المنصف :

«فالتصريف إنما هو لمعرفة أنفس الكلمة الثابتة ، والنحو إنما هو لمعرفة أحواله المتنقلة ، ألا ترى أنك إذا قلت : قام بكر ، ورأيت بكرا ، ومررت ببكر ، فإنك إنما خالفت بين حركات حروف الإعراب لاختلاف العامل ، ولم تعرض لباقى الكلمة ، وإذا كان ذلك كذلك فقد كان من الواجب على من أراد معرفة النحو أن يبدأ بمعرفة التصريف لأن معرفة ذات الشىء الثابت ينبغى أن يكون أصلا لمعرفة حاله المتنقلة (١).

__________________

(١) ابن جنى : المنصف فى شرح كتاب التصريف للمازنى : تحقيق إبراهيم مصطفى وعبد الله أمين القاهرة : ١٩٥ ص ٤.


ومهما يكن من أمر ، فإن علماء العرب يحددون ميدان «الصرف» بأنه دراسة لنوعين فقط من الكلمة :

أ ـ الاسم المتمكن.

ب ـ الفعل المتصرف.

ومعنى ذلك أنه لا يدرس الحرف ، ولا الاسم المبني ، ولا الفعل الجامد.

والآن نبدأ بدراسة الأبواب التى اهتم بها القدماء والتى نرى لها أهمية فى التطبيق اللغوى.

* * *


٢ ـ الميزان الصرفى

الميزان الصرفى «مقياس» وضعه علماء العرب لمعرفة أحوال بنية الكلمة ، وهو من أحسن ما عرف من مقاييس فى ضبط اللغات ويسمى «الوزن» فى الكتب القديمة أحيانا «مثالا» ؛ فالمثل هى الأوزان.

ولما كان أكثر الكلمات العربية يتكون من ثلاثة حروف ، فإنهم جعلوا الميزان الصرفى مكونا من ثلاثة أصول هى : (ف ع ل) ، وجعلوا الفاء تقابل الحرف الأول ، والعين تقابل الحرف الثانى ، واللام تقابل الحرف الثالث ، على أن يكون شكلها على شكل الكلمة الموزونة ، فتقول :

كتب ـ فعل.

كرم ـ فعل

حسب ـ فعل.

ضرب ـ فعل

بلح ـ فعل.

ملح ـ فعل

رمح ـ فعل.

كتب ـ فعل

وهكذا تقابل كل حرف بما يقابله فى الميزان ، ولذلك يسمى الحرف الأول فاء الكلمة ، والثانى عين الكلمة ، والثالث لام الكلمة.

* وزن الكلمات الزائدة عن ثلاثة أحرف :

إن كانت الكلمة تزيد على ثلاثة أحرف ، ننظر ، أهذه الزيادة أصلية أم غير أصلية؟

أ ـ فإن كانت الحروف الزائدة عن الثلاثة أصلية ، بمعنى أنها من صلب الكلمة ، ولا يكون للكلمة معنى بدونها ، زدنا لا ما واحدة فى آخر الميزان إن كانت الكلمة رباعية ، وزدنا لامين فى آخر الميزان إن كانت الكلمة خماسية فنقول :


طمأن = فعلل

درهم = فعلل

قمطر = فعل

غضنفر = فعلّل

زقرجد = فعلل

ب ـ وإن كانت الزيادة ناتجة من تكرير حرف من حروف الكلمة الأصلية كررنا أيضا ما يقابله فى الميزان فنقول :

سبّح = فعّل

علّم = فعّل

ح ـ وإن كان الحرف الزائد عن الثلاثة حرفا غير أصلى وغير مكرر ، فإننا نزن الأصول فقط بما يقابلها فى الميزان ، ثم نذكر الحروف الزائدة كما هى فى الكلمة ؛ فنقول :

فاتح = فاعل

انفتح = انفعل

افتتح = افتعل

تفتّح = تفعّل

اسفتح = استفعل

د ـ أنت تعلم أن هناك تاء تزاد فى الفعل تسمى تاء الافتعال ، أى أنها حرف غير أصلى يزاد لمعنى معين كما سنعلم قريبا. هذه التاء قد تتأثر بحروف الكلمة فتنقلب إلى حرف آخر كالطاء أو الدال مثلا ، فإذا زدنا هذه التاء على الفعل : ضرب ، قلنا اضطرب ، وعلى الفعل : صبر ، قلنا : اصطبر ، وعلى الفعل : ذكر ، قانا اذّكر أو اذدكر أو ادّكر. فى كل هذه الحالات يحسن أن نزنها فى الميزان حسب أصلها أى تاء وليس طاء أو دالا ، فنقول :


اصطبر = افتعل

اذدكر = افتعل

ادّكر = افتعل

ه ـ أما إذا حصل فى الكلمة حذف فإنك تحذف أيضا ما يقابله فى الميزان فنقول :

قل = فل

بع = فل

صف = عل

اسع = افع

ارم = افع

ادع = افع

ق = ع (الأمر من وقى)

ع = ع (الأمر من وعى)

و ـ هناك تغيير يحدث فى حروف العلة يسميه الصرفيون الإعلال سوف نعرف تفصيله بعد ذلك ، والذى يهمنا هنا أن الحرف الذى يحدث فيه تغيير بالإعلال ، يوزن حسب أصله ، فمثلا كلمة : قال لا توزن على فال وإنما توزن على فعل لأن أصلها : قول كما يقولون وعلى هذا نقول.

باع = فعل (أصلها بيع)

دار = فعل (أصلها دور)

دعا = فعل (أصلها دعو)

رمى = فعل (أصلها رمى)


ز ـ قد يحدث فى الكلمة ما يسمى القلب المكانى وهو أن يحل حرف مكان حرف آخر ، ونحن نقابل الحرف المقلوب بما يساويه أيضا فى الميزان ، فنقول :

أيس ـ عفل (مقلوب يئس)

حادى ـ عالف (مقلوب واحد)

ومسألة القلب هذه تحتاج إلى شىء من التفصيل.

* * *


٣ ـ القلب المكانى

يعرض الصرفيون لموضوع القلب المكانى بمناسبة عرضهم لموضوع الميزان الصرفى. والواقع أنه ظاهرة لغوية واضحة فى اللغة العربية ولا يصح إنكارها. ونحن نلحظها كل يوم فى لغة الأطفال الذين لا يستطيعون نطق الألفاظ الكثيرة التى يسمعونها كل يوم فيقلبون بعض حروفها مكان بعضها الآخر. ونلحظها أيضا فى لغة العامة ، وأوضح مثال عليها كلمة «مسرح» التى تنطق كثيرا : مرسح. فلو أننا وزناها بعد القلب لكان الوزن : معفل.

ولكن كيف نعرف أن فى كلمة ما قلبا مكانيا؟

يقول الصرفيون إن هناك طرائق يمكننا اتباعها لمعرفة القلب المكانى ، وهذه الطرائق هى :

١ ـ الرجوع إلى المصدر ، فمثلا الفعل : ناء يناء حدث فيه قلب لأن مصدره : نأى ، وعلى هذا يكون وزنه فلع.

٢ ـ الرجوع إلى الكلمات التى اشتقت من نفس مادة الكلمة ، فمثلا كلمة : جاه فيها قلب مكانى ، وذلك لورود كلمات مثل : وجه ، وجاهه ، وجهة.

وإذن فكلمة : جاه وزنها : عفل

ومن أشهر أمثلتهم فى ذلك كلمة قسىّ : ما وزنها؟ ..

المفرد هو : قوس = فعل

الجمع هو : قووس = فعول

* قدمت اللام مكان العين لتصير : قسوو = فلوع

* قلبت الواو الأخيرة ياء تبعا لقواعد الإعلال لتصير : قسوى.


* قلبت الواو الأولى ياء تبعا لقواعد الإعلال وأدغمت فى الثانية لتصير : قسىّ.

* قلبت ضمة السين كسرة لتناسب الياء لتصير : قسىّ.

* قلبت ضمة القاف كسرة لعسر الانتقال من ضم إلى كسر لتصير : قسىّ.

* وإذن فإن كلمة «قسىّ» مقلوبة عن «قووس».

* وإذن فإن وزن كلمة : قسىّ = فلوع

٣ ـ أن يكون فى الكلمة حرف علة يستحق الإعلال تبعا للقواعد التى ستعرفها ، ومع ذلك يبقى هذا الحرف صحيحا أى دون إعلال ، فيكون ذلك دليلا على حدوث قلب فى الكلمة. فمثلا الفعل : أيس. فيه حرف علة هو الياء ، وهو متحرك بكسرة وقبله فتحة ، وحرف العلة إذا تحرك وانفتح ما قبله قلب ألفا ؛ وعلى ذلك كان ينبغى أن يكون الفعل هكذا : اس.

أما وقد بقى على : أيس ، فهذا دليل على أن هذه الياء ليس مكانها هنا وإنما فى مكان آخر ، فإذا عدنا إلى المصدر وهو : اليأس ، عرفنا أن هذا الفعل مقلوب عن يئس.

وإذن فوزن أيس هو عفل.

٤ ـ أن يترتب على عدم القلب وجود همزتين فى الطرف. وهذا يحتاج إلى بيان.

أنت تعلم أن الفعل الأجوف ؛ أى الذى عينه حرف علة ، تقلب عينه همزة فى اسم الفاعل. أى يقلب حرف العلة همزة تبعا لقواعد الإعلال. فنقول :

قال = قائل على وزن فاعل

باع = بائع على وزن فاعل

سار = سائر على وزن فاعل

وإذا طبقنا هذه القاعدة على فعل أجوف مهموز اللام قلنا :


جاء = جائى على وزن فاعل.

شاء = شائى على وزن فاعل.

واجتماع الهمزتين فى نهاية الكلمة ثقيل فى العربية ، ولذلك قال الصرفيون إن الكلمة حدث فيها قلب مكانى ، وذلك بأن انتقلت اللام ـ التى هى الهمزة ـ مكان العين قبل قلبها همزة ، فتكون الكلمة :

جائى على وزن فالع.

شائى على وزن فالع.

ثم نحذف الياء كما نفعل فى كل اسم منقوص لتصير :

جاءٍ = فالٍ.

شاءٍ = فالٍ.

٥ ـ أن نجد أن كلمة ما ممنوعة من الصرف دون سبب ظاهر. وأشهر أمثلتهم على ذلك كلمة : أشياء.

هذه الكلمة ممنوعة من الصرف كما هو معروف ، إذ تقول :

أشياء ـ أشياء ـ بأشياء.

والمعروف أيضا أن وزن «أفعال» ليس ممنوعا من الصرف ، بدليل كلمة «أسماء» التى تشبه كلمة «أشياء» ، فأنت تقول : أسماء ـ أسماء ـ بأسماء.

إذن ما السبب فى منع كلمة «أشياء» من الصرف؟

يقول الصرفيون إن هذه الكلمة ليست على وزن «أفعال» ، وإنما هى على وزن آخر من الأوزان التى تمنع من الصرف ، وذلك لأن مفردها هو : شىء وأن الجمع منها هو شيئاء ، على وزن فعلاء. وأنت تعلم أن ألف التأنيث الممدودة تمنع الاسم من الصرف. وهم يقولون إن كلمة شيناء فى آخرها همزتان بينهما ألف ، والألف مانع غير حصين ، ووجود همزتين


في آخر الكلمة ثقيل كما ذكرنا ، لذلك قدمت الهمزة الأولى التى هى لام الكلمة مكان الفاء ، ويكون القلب على الوجه التالى :

شيئاء = فعلاء

أشياء = لفعاء

وعلى هذا نستطيع أن نفهم السبب فى منع كلمة «أشياء» من الصرف.

ومهما يكن من أمر فإن «القلب المكانى» ليس منكورا باعتباره ظاهرة لغوية ، غير أنه يحتاج إلى دراسة منهجية غير تلك التى تعرضه بها كتب الصرف العربية.

* * *

تدريب :

١ ـ زن الكلمات الآتية :

اتقى ـ استشار ـ انكسر ـ امّحى ـ قام ـ يدور ـ أنار ـ اطمأنّ ـ جعفر ـ مقول مبيع ـ امش ـ غضنفر ـ وسوس ـ ابار ـ حادى.

٢ ـ هات المضارع والأمر من الأفعال الآتية ثم زنهما :

غزا ـ سار ـ بعثر

وجد ـ قضى ـ كوى

وشى ـ رأى ـ أشار

٣ ـ زن الكلمات المكتوبة بخط واضح :

(إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ. هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ، وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ).



الباب الأول

فى الأفعال والمشتقات



ذكرنا أن علماء العربية يحددون عمل الصرف فى موضوعين اثنين : الاسم المتمكن ، والفعل المتصرف. ولسوف نبدأ هذه الدراسة التطبيقية بالفعل ، على أن نضم إليه المشتقات مع دخولها فى الاسم وذلك لما بين الفعل والمشتقات من صلة لا يصح قطعها. ولا يدخل فى اهتمامنا هنا ذلك الخلاف القديم العنيف بين البصريين والكوفيين حول أصل الاشتقاق ؛ أهو المصدر أم الفعل؟ فكثير من هذه الخلافات يمكن طرحها من الدرس الصرفى دون أن يخسر شيئا فضلا عن تخليصه من كثير مما يفسد هذا الدرس ويعقده.

ونحن نبدأ بدراسة الفعل باعتباره أساسا ضروريا لفهم المشتقات.

والذى لا شك فيه أن دراسة الفعل من الناحية الصرفية تختلف عنها من الناحية النحوية ، والصرف يعالج الفعل من وجوه كثيرة نكتفى هنا ببعضها مما نرى له أهمية فى التطبيق اللغوى.

* * *


(١)

الصحيح والمعتل

تقسيم الفعل إلى صحيح ومعتل يرجع إلى نوع الحروف التى يتكون منها الفعل. والمعروف أن علماء العربية قسموا الحروف إلى حروف صحيحة وحروف علة.

ولقد نشير عليك هنا أن تدرس ما يقدمه الدرس الصوتى الحديث من تقسيم الأصوات إلى صوت صامت Gonsonant وصوت صائب Vowel ولسنا هنا بصدد دراسة هذا التقسيم ، لكننا نزعم أن مثل هذه الدراسة جديرة بأن تعينك على فهم بنية الكلمة العربية فهما صحيحا (١).

المهم عندنا الآن أن الألف والواو والياء حروف علة ، وما عداها حروف صحيحة.

أ ـ الفعل الصحيح

والفعل الصحيح هو الذى تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة وهو ينقسم إلى سالم ومضعف ومهموز.

* أما الفعل الصحيح السالم فهو الذى تخلو أصوله من الهمزة والتضعيف مثل : كتب ـ فهم.

* وأما الفعل المضعف فهو نوعان :

أ ـ مضعف الثلاثى ومزيده ، وهو أن تكون عينه ولامه من جنس واحد مثل :

__________________

(١) ارجع فى هذا إلي كتاب الدكتور إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية ، وكتاب الدكتور محمود السعران : علم اللغة.


مدّ ـ استمدّ

مرّ ـ استمرّ

لمّ ـ ألمّ

ب ـ مضعف الرباعى ومزيده ، وهو أن يكون فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس ، مثل :

رجرج ـ ترجرج

زلزل ـ تزلزل

* وأما الفعل المهموز فهو أن يكون أحد أصوله همزة ، سواء كانت فاء أم عينا أم لاما ، مثل :

أكل ـ سأل ـ قرأ

ب ـ الفعل المعتل

من الواضح إذن أن الفعل المعتل هو ما يكون أحد أحرفه الأصلية حرف علة ، وهو أربعة أقسام :

١ ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه حرف علة ، والأغلب أن يكون واوا وقد يكون ياء ، مثل :

وجد ـ وعد ـ وصف ـ يبس ـ يئس.

٢ ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه حرف علة ، مثل :

قال ـ باع ـ سار ـ دار

٣ ـ الناقص : وهو ما كانت لامه حرف عله ، مثل :

سعى ـ مشى ـ دعا

٤ ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم قسمين :

أ ـ لفيف مفروق ، وهو أن تكون فاؤه ولامه حرفى علة ، أى يفرق بينهما حرف صحيح ، مثل :


وشى ـ وعى ـ ولي

ب ـ لفيف مقرون ، وهو أن تكون عينه ولامه حرفي علة ، أى أنهما مقترنان ، مثل :

كوى ـ عوى ـ قؤى

ملحوظة : عند التطبيق يجب أن تجرد الفعل من زوائده لتعرف نوعه ، لأن التقسيم السابق مبنى على الأحرف الأصول كما ذكرنا. فمثلا الفعل : لاكم فعل صحيح لأن أصوله (لكم) تخلو من أحرف العلة ، والفعل (اتّخذ) فعل صحيح مهموز لأن أصوله (أخذ) ، والفعل (اتعد) فعل مثال لأن أصوله (وعد) ، أى أن فاءه حرف علة.

* * *

تدريب :

بين نوع الصحيح والمعتل من الأفعال الواردة فى الآية الكريمة الآتية :

(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ. لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ. إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).


(٢)

المجرد والمزيد

يقرر علماء العربية أن «الفعل» لا يقل عن ثلاثة أحرف أصلية. وحين نقول إن الفعل يتكون من أحرف أصلية معناه أنه لا يمكن أن يكون للفعل معنى إذا سقط منه حرف واحد فى صيغة الماضى.

فإذا قلنا مثلا : كتب ، فإنه لا يدل على معنى ما إلا بهذه الأحرف الثلاثة مجتمعة ، ونحن لا نستطيع أن نحذف الكاف أو التاء أو الباء. أما إذا قلنا : كاتب أو اكتتب ، أو استكتب فإننا نستطيع أن نحذف الألف من الفعل الأول ، وألف الوصل والتاء من الفعل الثانى ، وألف الوصل والسين والتاء من الفعل الثالث ، ويبقى مع ذلك للفعل معنى.

فالحروف (ك ، ت ، ب) هى الحروف الأصلية التى يتكون منها الفعل (كتب) أما الحروف الأخرى فتسمى حروفا زائدة. ومن المعلوم أنها لا تزاد اعتباطا ، بل تزاد لتؤدى وظائف معينة سوف نعرض لها بعد قليل.

وهذه المسألة ليست خاصة باللغة العربية وحدها ، بل هى معروفة فى اللغات الأوربية الحية مثلا ، وهى أوضح ما تكون فى اللغة الألمانية ، حيث نعرف «أصلا» أو «جذرا» معينا تزاد عليه أحرف خاصة لتؤدى وظائف محددة.

والفعل الذى يتكون من أحرفه الأصلية فقط يسميه الصرفيون مجردا ، ويعرفونه بأنه كل فعل حروفه أصلية ، لا تسقط فى أحد التصاريف إلا لعلة تصريفية.

أما الفعل الآخر فيسمونه مزيدا وهو كل فعل زيد على حروفه الأصلية حرف يسقط فى بعض تصاريف الفعل لغير علة تصريفية ، أو حرفان ، أو ثلاثة أحرف.


والفعل المجرد قسمان : أ ـ ثلاثى. ب ـ رباعى

والمزيد أيضا قسمان : أ ـ مزيد الثلاثى ب ـ مزيد الرباعى.

أ ـ المجرد الثلاثى

إذا نظرنا إلى المجرد الثلاثى فى صيغة الماضى وجدنا له ثلاثة أوزان ؛ وذلك لأن فاءه متحركة بالفتح دائما ، ولأن لامه متحركة بالفتح دائما كذلك وتبقى عينه التى تتحرك بالفتح أو الضم أو الكسر ، فتكون أوزانه على النحو التالى :

١ ـ فعل = نصر

٢ ـ فعل = كرم

٣ ـ فعل = فرح

أما إذا نظرنا إلي صيغة الماضي مع المضارع فإننا نجد له أوزانا ستة ، يفيض في شرحها الصرفيون مما لا يهمنا في هذا الدرس التطبيقي ، ذلك لأن هذه الأوزان كلها سماعية ، أي لا تنبني علي قياس معين ، ونكتفي بإدراجها علي النحو التالي :

١ ـ فَعَلَ يَفعُلُ = نصر ينصر ـ مدّ يمدّ ـ قال يقول ـ دعا يدعو.

٢ ـ فَعَلَ يَفعِلُ = ضرب يضرب ـ وعد يعد ـ باع يبيع ـ أتى يأتى.

٣ ـ فَعَلَ يَفعَلُ = فتح يفتح ـ وقع يقع ـ قرأ يقرأ

٤ ـ فَعِلَ يَفعَلُ = فرح يفرح ـ خاف يخاف ـ بقى يبقى.

٥ ـ فَعُلَ يَفعُلُ = كرم يكرم ـ حسن يحسن ـ شرف يشرف.

٦ ـ فَعِلَ يَفعِلُ = حسب يحسب ـ ورث يرث.


ب ـ المجرد الرباعى

وليس لهذا الفعل إلا وزن واحد هو : فعلل ، مثل :

بعثر ـ عربد ـ غربل ـ وسوس ـ زلزل.

غير أن هناك أوزانا أخرى للرباعى المجرد يقول الصرفيون إنها ملحقة بالوزن الأصلى (فعلل) ، وأشهر هذه الأوزان :

١ ـ فَوعَل = جوربه أى ألبسه الجوارب.

٢ ـ فَعوَلَ = دهوره أى جمعه وقذفه فى هوة.

٣ ـ فَيعَلَ = بيطر أى عالج الحيوان.

٤ ـ فعيَلَ = عثير أى أثار التراب.

٥ ـ فَعلى = سلقى أى استلقى على ظهره.

ومن المهم أن تعرف أن وزن «فعلل» الذى ينتمى إليه المجرد الرباعى وزن له أهمية خاصة ؛ إذ استعمله العرب فى معان كثيرة ، ونحن نحتاج إليه فى عصرنا الحاضر عند استعمالنا أفعالا من ألفاظ الحضارة أو عند النحت. ومن المعانى التى يستعمل فيها هذا الوزن المعانى الآتية :

١ ـ الدلالة على المشابهة مثل : علقم الطّعام أى صار كالعلقم.

٢ ـ الدلالة على أن الاسم المأخوذ منه آلة مثل : عرجن أى استعمل العرجون. ونستعمل ذلك كثيرا فى الألفاظ الأجنبية ، مثل تلفن أى استعمل (التليفون).

٣ ـ الصيرورة ، مثل : لبنن أى صيره لبنانيا ، ونجلز أى صيره إنجليزيا.

٤ ـ النحت ، وهو أن ننحت من كلمتين أو أكثر كلمة واحدة تدل على معنى الكلام الكثير ، وذلك على النحو التالى :


أ ـ النحت من كلمتين مركبتين تركيبا إضافيا مثلما نحتوا من : عبد قيس ـ عبقسى. عبد شمس ـ عبشّمى. ويقولون : هو درعمى أى متخرج فى دار العلوم.

ب ـ النحت من جملة. مثل : بسمل ، أى قال بسم الله.

حوقل ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

جعفل ، قال : جعلنى الله فداءك.

هذه إذن أوزان المجرد ثلاثيا ورباعيا ، وننتقل إلى المزيد ، وقد ذكرنا أنه أيضا قسمان :

أ ـ مزيد الثلاثى.

ب ـ مزيد الرباعى.

ولقد مر بك أن كل زيادة فى الفعل لا تكون عبثا ، فالزائد فى اللغة ـ سواء فى الصرف أم فى النحو ـ ليس وجوده كعدمه ، وإنما هو مجرد اصطلاح صرفى أو نحوى ، له وظيفة صرفية أو نحوية ، وتلك حقيقة مهمة فى الدرس اللغوى. من أجل ذلك سوف ندرس هنا الحروف الزائدة مع بيان معانيها.

أ ـ مزيد الثلاثى

الفعل الثلاثى المجرد يمكن أن يزاد حرفا واحدا أو حرفين أو ثلاثة أحرف.

أولا ـ مزيد الثلاثى بحرف واحد :

وهو ثلاثة أوزان :

١ ـ زيادة همزة القطع فى أوله ليصير على وزن : أفعل ، مثل :

أخرج ـ أكرم ـ أشار ـ أوفى.


٢ ـ زيادة حرف من جنس عينه ، أى تضعيفها ليصير على وزن : فعّل ، مثل :

كبّر ـ قدّم ـ ربّى ـ روّح.

٣ ـ زيادة ألف بين الفاء والعين ليصير على وزن : فاعل ، مثل :

جادل ـ دافع ـ واعد ـ ناجى.

والآن ، لماذا تزاد الهمزة ، أو تضعيف العين ، أو الألف؟ إن لكل من هذه الزيادات معانى نوجزها على النحو التالى :

* المعانى التى تزاد لها الهمزة (أفعل) :

وأشهر هذه المعانى ما يلى :

١ ـ التعدية : أى جعل الفعل اللازم متعديا ، فالفعل (خرج) مثلا فعل لازم لا يأخذ مفعولا به ، وأنت تقول :

خرج زيد.

فإذا زدته همزة جعلته متعديا ؛ فتقول :

أخرجت زيدا.

وهكذا فى : جلس وأجلس ـ كرم وأكرم ـ قام وأقام.

* فإذا كان الفعل المجرد متعديا لمفعول واحد صار ـ بزيادة الهمزة ـ متعديا لمفعولين ، فالفعل (لبس) مثلا يتعدى لمفعول واحد ، وأنت تقول :

لبس زيد ثوبا.

فإذا زدته همزة جعلته متعديا لمفعولين ؛ فتقول :

ألبست زيدا ثوبا.

وهكذا فى : فهم وأفهم ـ سمع وأسمع.


* وإذا كان الفعل متعديا لمفعولين صار ـ بزيادة الهمزة ـ متعديا إلى ثلاثة مفاعل ، فالفعل (علم) مثلا ـ إذا كان بمعنى أيقن ـ يتعدى إلى مفعولين ، وأنت تقول :

علمت زيدا كريما.

فإذا زدته همزة ، جعلته متعديا إلى ثلاثة مفاعيل ؛ فتقول :

أعلمت عمرا زيدا كريما.

٢ ـ الدخول فى الزمان أو المكان :

وذلك مثل : أصبح : دخل فى الصباح.

أمسى : دخل فى المساء.

أمصر : دخل فى مصر.

أصحر : دخل فى الصحراء.

أبحر : دخل فى البحر.

٣ ـ الدلالة على أنك وجدت الشىء على صفة معينة :

وذلك كأن تقول : أكرمت زيدا.

وأنت تعنى : وجدت زيدا كريما.

وكذلك : أبخلته أى وجدته بخيلا. وأجبنته أى وجدته جبانا.

٤ ـ الدلالة على السلب ، ومعناه أنك تزيل عن المفعول معنى الفعل ، فإذا قلت مثلا : شكا زيد. فإنك تثبت أن له شكوى ، فإذا زدت الفعل همزة وقلت : أشكيت زيدا ، صار المعنى : أزلت شكواه.

وهكذا فى : أعجمت الكتاب أى أزلت عجمته.

٥ ـ الدلالة على استحقاق صفة معينة :


وذلك مثل :

أحصت الزرع : استحق الحصاد.

أزوجت الفتاة : استحقت الزواج.

٦ ـ الدلالة على الكثرة :

وذلك مثل :

أشجر المكان : كثر شجره.

أظبأ المكان : كثرت ظباؤه.

أسد المكان : كثرت أسوده.

٧ ـ الدلالة على التعريض ، أى أنك تعرض المفعول لمعنى الفعل :

وذلك مثل :

أبعت المنزل : عرّضته للبيع.

أرهنت المتاع : عرّضته للرهن.

٨ ـ الدلالة على أن الفاعل قد صار صاحب شىء مشتق من الفعل :

وذلك مثل :

أثمر البستان : صار ذا ثمر.

أورقت الشجرة : صارت ذات ورق.

٩ ـ الدلالة على الوصول إلى العدد :

وذلك مثل :

أخمس العدد : صار خمسة.

أتسعت البنات : صرن تسعا


* المعانى التى يزاد لها تضعيف العين (فعّل) :

وأشهر هذه المعانى :

١ ـ الدلالة على التكثير والمبالغة :

وذلك مثل :

طوّف : أكثر الطواف.

قتّل : أكثر القتل.

وهكذا فى : غلّق ـ ذبّح ـ موّت.

٢ ـ التعدية ، وذلك مثل :

فرح زيد ، وفرّحته.

خرج زيد ، وخرّجته.

فإذا كان الفعل متعديا لمفعول واحد صار متعديا لمفعولين :

فهم زيد الدرس ، وفهّمته الدرس.

وهكذا فى علم وعلّم ، سمع وسمّع ، أكل وأكّل.

٣ ـ الدلالة على التوجه ، مثل :

شرّق : توجه شرقا.

غرّب : توجه غربا.

٤ ـ الدلالة على أن الشىء قد صار شبيها بشىء مشتق من الفعل ، مثل :

قوّس فلان : صار مثل القوس.

حجّر الطين : صار مثل الحجر.


٥ ـ الدلالة على النسبة ؛ مثل :

كفّرت فلانا : نسبته إلى الكفر.

كذّبته : نسبته إلى الكذب.

٦ ـ الدلالة على السلب : مثل :

قشّرت الفاكهة : أزلت قشرتها.

قلّمت أظافرى : أزلت قلامتها.

٧ ـ اختصار الحكاية وذلك مثل :

كبّر : قال الله أكبر.

هلّل : قال لا إله إلا الله.

لبّى : قال لبيك.

سبّح : قال سبحان الله.

أمّن : قال أمين.

* المعانى التى تزاد لها الألف بين الفاء والعين (فاعل).

١ ـ المشاركة ، وهى الدلالة على أن الفعل حادث من الفاعل والمفعول معا ، فأنت إذا قلت مثلا :

ضرب زيد عمرا.

كان معنى هذه الجملة أن زيدا ضرب عمرا ، أى أن الضرب حادث من زيد وحده أما إذا قلت :

ضارب زيد عمرا.

كان معنى الجملة أن زيدا ضرب عمرا كما أن عمرا ضرب زيدا ، فالضرب حادث من الاثنين.


وهكذا فى : قاتل ـ لاكم ـ جالس.

٢ ـ المتابعة ، وهى الدلالة على عدم انقطاع الفعل ، مثل :

واليت الصوم.

تابعت الدرس.

٣ ـ الدلالة على أن شيئا صار صاحب صفة يدل عليها الفعل ، مثل :

عافاه الله : جعله ذا عافية.

كافأت زيدا : جعلته ذا مكافأة.

عاقبت عمرا : جعلته ذا عقوبة.

ـ وقد يدل (فاعل) على معنى (فعل) ، مثل :

سافر ـ هاجر ـ جاوز.

ثانيا ـ مزيد الثلاثى بحرفين :

إذا زيد الثلاثى حرفين فإنه يأتى على خمسة أوزان هى :

١ ـ انفعل : بزيادة الألف والنون مثل :

انكسر ـ انفتح ـ انقاد ـ انمحى.

٢ ـ افتعل : بزيادة الألف والتاء مثل :

افتتح ـ افترش ـ اشتاق ـ اصطبر ـ اتّخذ ـ اتّقى ـ ادّعى ـ امتدّ.

٣ ـ تفاعل : بزيادة التاء والألف مثل :

تقابل ـ تناوم ـ تبايع ـ تشاكى ـ اثّاقل

٤ ـ تفعّل : بزيادة التاء وتضعيف العين مثل :


تكبّر ـ تقدّم ـ توعّد ـ تزكّى

٥ ـ افعلّ : بزيادة الألف وتضعيف اللام مثل :

احمرّ ـ اصفرّ ـ اسودّ ـ ارعوى

وهذه الزيادات لها معان نوجزها فيما يلى :

* انفعل : وهذا الوزن لا يكون إلا لازما مثل : انطلق ، فإذا كان الثلاثى المجرد متعديا وزيد ألفا ونونا صار لازما ، وفائدة المطاوعة أن أثر الفعل يظهر على مفعوله فكأنه استجاب له ، ولذلك سميت هذه النون نون المطاوعة ، مثل :

كسرت الشىء فانكسر.

وفتحته فانفتح.

وقدته فانقاد.

* افتعل : وأشهر معانيه :

١ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع الفعل الثلاثى ، مثل :

جمعته ، فاجتمع ، ولفتّه فالتفت.

ويطاوع الثلاثى المزيد بالهمزة (أفعل) مثل :

أنصفته فانتصف ، وأسمعته فاستمع.

ويطاوع الثلاثى المضعف العين (فعّل) مثل :

قرّبته فاقترب ، وسوّيته فاستوى.

٢ ـ الاشتراك ، مثل :

اقتتل زيد وعمرو.

اختلف زيد وعمرو.


اشترك زيد وعمرو.

(ومن الواضح أن هذا الوزن يدل على ما يدل عليه وزن (فاعل) من المشاركة ، غير ان الاسم هناك منصوب ، أما الاسم هنا فهو مشترك مع الفاعل فى الرفع عن طريق العطف).

٣ ـ الاتخاذ ، مثل :

امتطى : اتخذ مطية.

اكتال : اتخذ كيلا.

اذّبح : اتخذ ذبيحة.

٤ ـ المبالغة فى معنى الفعل ، مثل :

اقتلع ـ اكتسب ـ اجتهد.

* تفاعل : وأشهر معانيه :

١ ـ المشاركة بين اثنين فأكثر ، مثل :

تقاتل زيد وعمرو.

تجادل زيد وعمرو وعلىّ.

٢ ـ التظاهر ، ومعناه الادعاء بالاتصاف بالفعل مع انتفائه عنه ، مثل :

تناوم ـ تكاسل ـ تجاهل ـ تعامى.

٣ ـ الدلالة على التدريج أى حدوث الفعل شيئا فشيئا ، مثل :

تزايد المطر.

تواردت الأخبار.

٤ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع وزن (فاعل) مثل :

باعدته فتباعد. واليته فتوالى.


* تفعّل : وأشهر معانيه :

١ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع (فعّل) مثل :

أدبته فتأدب ـ علمته فتعلمّ.

٢ ـ التكلف ، وهو الدلالة على الرغبة فى حصول الفعل له واجتهاده فى سبيل ذلك ، ولا يكون ذلك إلا فى الصفات الحميدة مثل :

تصبّر ـ تشجّع ـ تجلّد ـ تكرّم.

أى أنه لا يكون من صفات مكروهة كالجهل أو القبح أو البخل.

٣ ـ الاتخاذ : مثل :

تسنم فلان المجد : اتخذه سناما.

وتوسد ذراعه : اتخذها وسادة.

٤ ـ التجنب : وهو دلالة على ترك معنى الفعل والابتعاد عنه مثل :

تهجّد : ترك الهجود.

تأثم : ترك الإثم.

تحرّج : ترك الحرج.

* افعلّ : وهذا الوزن لا يكون إلا لازما ، ويأتى من الأفعال الدالة على الألوان والعيوب بقصد المبالغة فيها مثل :

اسمرّ ـ ابيضّ ـ اعرجّ ـ اعورّ.

ثالثا ـ مزيد الثلاثى بثلاثة أحرف :

ويأتى على أربعة أوزان هى :

١ ـ استفعل : بزيادة الألف والسين والتاء مثل :

استغفر ـ استمدّ ـ استوزر ـ استقام ـ استرضى.


٢ ـ افعوعل : بزيادة الألف والواو وتكرير العين مثل :

اخشوشن ـ اغدودن.

٣ ـ افعالّ : بزيادة ألف الوصل ، ثم ألف وتكرير اللام ، مثل :

احمارّ ـ اخضارّ.

٤ ـ افعوّل : بزيادة الألف وواو مضعفة ، وهو يستعمل قليلا ، مثل :

اجلوّز (أى أسرع) ـ اعلوّط (أى تعلق بعنق البعير.)

وهذه الأوزان الأربعة تدل على معان ، أما الثلاثة الأخيرة فتدل على المبالغة فى أصل الفعل ، مثل :

اعشوشب / تدل على زيادة فى العشب.

اغدودن الشّعر / تدل على زيادة فى طوله.

احمارّ / تدل على زيادة فى الحمرة.

اجلوز / تدل على زيادة فى السرعة.

أما (استفعل) فله معان أشهرها :

١ ـ الطلب : مثل :

استغفر : طلب الغفران.

استفهم : طلب الفهم.

استأدى : طلب الأداء.

استأمر : طلب الأمر.

٢ ـ التحول والتشبه : مثل :

استحجر الطين : صار حجرا.

استأسد فلان : تشبه بالأسد.


٣ ـ اعتقاد الصفة : مثل :

استكرمته : اعتقدته كريما.

استعظمته : اعتقدته عظيما.

٤ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع (أفعل) مثل :

أحكمته فاستحكم.

أقمته فاستقام.

٥ ـ اختصار الحكاية ، مثل :

استرجع : قال إنا لله وإنا إليه راجعون.

ـ وقد يأتى هذا الوزن بمعنى وزن الثلاثى ، مثل :

قرّ فى المكان واستقرّ ـ أنس واستأنس

هزأ به واستهزأ ـ ويئس واستيأس.

ـ وقد يأتى بمعنى (أفعل) مثل :

أجاب واستجاب ـ أيقن واستيقن.

ب ـ مزيد الرباعى

الرباعى المجرد يزاد حرفا أو حرفين.

أ ـ أما الرباعى الذى يزاد حرفا واحدا فيأتى على وزن واحد هو (تفعلل) بزيادة تاء فى أوله. وهو يدل على مطاوعة الفعل المجرد وذلك مثل :

دحرجته فتدحرج ـ بعثرته فتبعثر.

ب ـ وأما الرباعى الذى يزاد حرفين فيأتى على وزنين :


١ ـ افعنلل : بزيادة الألف والنون ، وهو يدل أيضا على مطاوعة الفعل المجرد ، مثل :

حرجمت الإبل (أى جمعتها) فاحرنجمت.

٢ ـ افعلّل : بزيادة الألف ولام ثالثة فى آخره ، ويدل على المبالغة ، مثل :

اطمأنّ ـ اقشعرّ ـ اكفهرّ.

* لأوزان الرباعى المزيد ملحقات ترجع إلى الأوزان الملحقة بالرباعى المجرد التى أشرنا إليها فى موضعها.

* المعانى التى ذكرناها لأحرف الزيادة إنما هى معان نسبية اجتهادية توصل إليها الصرفيون نتيجة الاستعمال الغالب غير أنها ليست قياسية لا تتخلف بل إن بعضها يتداخل مع بعضها الآخر ، وهذه الزيادات ـ على كل حال ـ تحتاج دراسة لغوية مفصلة.

* * *

تدريب :

١ ـ بين المجرد والمزيد وأحرف الزيادة فى الأفعال الموجودة فى الآيات الآتية :

(عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى. وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى. فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى. وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى. وَهُوَ يَخْشى. فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى. كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرامٍ بَرَرَةٍ).


٢ ـ ألحق بكل فعل من الأفعال الآتية كل ما يقبله من أحرف الزيادة :

وعد ـ قام ـ رضى ـ ولى.

٣ ـ بين المعانى التى تضيفها الأحرف الزائدة فى الأفعال الآتية :

استخرج ـ تحنّث ـ ساجل ـ اقتلع ـ اشمأزّ ـ انشق ـ أضحى ـ أثمر فرّح ـ اكتال.


٣ ـ إسناد الأفعال إلى الضمائر

قدمنا تقسيم الصرفيين للفعل من حيث الصحة والاعتلال ، وهذا التقسيم له أهمية كبيرة فى الدرس الصرفى ، إذ على أساسه تستطيع أن تفهم معظم ما يترتب عليها من تجرد وزيادة ، وإسناد ، واشتقاق ، وإعلال وإبدال.

ويختص الصرف بدراسة إسناد الأفعال إلى الضمائر إذ تحدث تغييرات داخل الأفعال عند الإسناد ، ومن اللافت أن عددا من الطلاب يخطىء فى عملية الإسناد هذه نتيجة سوء فهمه لتقسيم الفعل إلى صحيح ومعتل.

ونعرض قواعد الإسناد على الوجه التالى :

١ ـ الفعل الصحيح السالم

وهذا الفعل لا يتغير مطلقا عند إسناده فنقول :

المتكلم : كتبت ـ كتبنا.

أكتب ـ نكتب.

المخاطب : كتبت ـ كتبت ـ كتبتما ـ كتبتم ـ كتبتن

تكتب ـ تكتبين ـ تكتبان ـ تكتبون ـ تكتبن.

اكتب ـ اكتبى ـ اكتبا ـ اكتبوا ـ اكتبن

الغائب : كتب ـ كتبا ـ كتبوا ـ كتبت ـ كتبتا ـ كتبن

يكتب ـ يكتبان ـ يكتبون ـ تكتب ـ تكتبان ـ يكتبن.

* * *


٢ ـ المهموز

الفعل المهموز ـ كما ذكرنا ـ هو الذى أحد حروفه همزة ، الفاء أو العين أو اللام. وحكمه عند إسناده إلى الضمائر هو نفس حكم الفعل السالم ، أى لا يتغير فيه شىء ، فى الماضى أو فى المضارع أو فى الأمر ، فنقول عند إسناد الفعل (قرأ) مثلا :

المتكلم : قرأت ـ قرأنا.

أقرأ ـ نقرأ.

المخاطب : قرأت ـ قرأت ـ قرأتما ـ قرأتم ـ قرأتنّ.

تقرأ ـ تقرأين ـ تقرءان ـ تقرأون ـ تقرأن.

اقرأ ـ اقرئى ـ اقرءا ـ اقرأوا ـ اقرأن

الغائب : قرأ ـ قرءا ـ قرأوا ـ قرأت ـ قرأنا ـ قرأن

يقرأ ـ يقرءان ـ يقرأون ـ تقرأ ـ تقرءان ـ يقرأن

غير أن هناك بعض الأفعال المهموزة لها أحكام خاصة فى بعض تصاريفها نعرضها على النحو التالى :

١ ـ أخذ ـ أكل :

هذان الفعلان تحذف همزتهما فى صيغة الأمر فقط ، فنقول :

خذ ـ خذى ـ خذا ـ خذوا ـ خذن. (على وزن عل)

كل ـ كلى ـ كلا ـ كلوا ـ كلن.

٢ ـ أمر ـ سأل :

تحذف همزتهما فى صيغة الأمر أيضا بشرط أن يكون ذلك فى أول الكلام ، فنقول :


مر ـ مرى ـ مرا ـ مروا ـ مرن. (على وزن عل).

سل ـ سلى ـ سلا ـ سلوا ـ سلن. (على وزن فل).

أما إذا كان قبلهما كلام فيجوز حذف الهمزة ، ويجوز إبقاؤها ، والأكثر إبقاؤها ، فنقول :

قلت له أمر ـ قلت لها أمرى ـ قلت لهما أمرا ... الخ

قلت له اسأل ـ قلت لها اسألى ـ قلت لهما اسألا ... الخ

٣ ـ رأى :

هذا الفعل تحذف همزته فى المضارع والأمر ، وتبقى دائما فى الماضى.

والمفروض أن المضارع منه هو يرأى. والصرفيون يقولون إن حركة الهمزة انتقلت إلى الراء ، فأصبحت الهمزة ساكنة ، والراء متحركة بالفتحة ؛ فالتقى ساكنان : الهمزة والألف التى هى لام الفعل ، فحذف أحد الساكنين وهو الهمزة ، فأصبح الفعل : يرى على وزن يفل.

أما صيغة الأمر من الفعل (رأى) فقد كان من المفروض أن تكون ارأ ، لأن الفعل ناقص ، أى آخره حرف علة ، وهو يحذف فى الأمر. ثم إنهم يقولون إنه حدث فيه ما حدث في المضارع ؛ أى نقل حركة الهمزة إلى الراء ، ثم حذف الهمزة ، فيصير الفعل ر على وزن ف. والأغلب أن تلحقه الهاء التى تعرف بهاء السكت فيصير ره على وزن فه.

٤ ـ أرى :

هذا الفعل مزيد بالهمزة من الفعل (رأى) والمفروض أن يكون أر أى على وزن أفعل. غير أن الهمزة التى هى عينه تحذف فى جميع تصاريفه ؛ فى الماضى والمضارع والأمر ، فنقول :


الماضى : أرى على وزن أفل.

أريت ـ أريت ـ أريتما ـ أرينا ... الخ.

المضارع : يرى على وزن يفل.

أرى ـ ترى ـ تريان ... الخ

الأمر : أر على وزن (أف).

أر ـ أرى ـ أريا ... الخ

* * *

٣ ـ المضعّف

عرفت أن المضعف نوعان :

أ ـ مضعف الثلاثى : وهو الذى عينه مثل لامه مثل : مدّ ـ شدّ.

ب ـ مضعف الرباعى : وهو الذى فاؤه ولامه الأولى من جنس ، وعينه ولامه الثانية من جنس آخر مثل : وسوس ـ زلزل.

ومضعف الرباعى هذا لا يتغير فى تصاريفه كلها ؛ أى أنه مثل السالم فنقول :

قهقهت ـ قهقهنا ـ أقهقه ـ نقهقه ـ قهقه ... الخ

أما مضعف الثلاثى فله أحكام نعرضها على النحو التالى :

الماضى : يجب فك الإدغام إذا اتصل بضمير رفع متحرك ؛ أى إذا اتصل بتاء الفاعل ، ونا الفاعلين ، ونون النسوة ، فنقول :

مررت ـ مررت ـ مررت.

مررنا ـ مررن.


ويجب الإدغام فى غير ذلك ؛ أى فى الحالات الآتية :

١ ـ إذا أسند إلى اسم ظاهر مثل :

مرّ علىّ ـ شدّ محمد ـ جدّ زيد.

٢ ـ إذا أسند إلى ضمير مستتر مثل :

علىّ مرّ ـ محمد شدّ ـ زيد جدّ.

٣ ـ إذا أسند إلى ضمير رفع متصل ساكن ؛ أى إلى ألف الاثنين وواو الجماعة ، مثل :

الزيدان مرّا ـ الزيدون مرّوا.

٤ ـ إذا اتصلت به تاء التأنيث ، مثل :

مرّت فاطمة. جدّت زينب.

المضارع :

أ ـ يجب فك الإدغام إذا اتصل بنون النسوة ، فنقول :

البنات يمررن ـ يشددن ـ يجددن.

٥ ـ يجب الإدغام فى الحالات الآتية :

١ ـ إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ؛ أى إذا كان فعلا من الأفعال الخمسة ، مثل :

يمرّان ـ يمرّون ـ تمرّين.

يجدّان ـ يجدّون ـ تجدّين

٢ ـ إذا أسند إلى اسم ظاهر أو ضمير مستتر ولم يكن مجزوما :

يمرّ محمد ـ لن يمرّ محمد.


محمد يمرّ ـ محمد لن يمرّ.

ح ـ يجوز فيه الإدغام والفك إذا أسند إلى اسم ظاهر أو ضمير مستتر وكان مجزوما ، فتقول :

لم يمرّ محمد ـ لم يمرر محمد.

محمد لم يمرّ ـ محمد لم يمرر.

الأمر :

أ ـ يجب فك الإدغام إذا أسند إلى نون النسوة.

امررن ـ اشدّدن ـ اجددن.

ب ـ يجب الإدغام إذا أسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة :

مرّا ـ مرّوا ـ مرّى.

ح ـ يجوز الإدغام والفك إذا أسند إلى المفرد المخاطب.

مرّ ـ جدّ ـ ظلّ.

امرر ـ اجدد ـ اظلل.

* * *


إسناد الفعل المعتل

١ ـ الفعل المثال

قلنا إن المثال هو الفعل الذى فاؤه واو أو ياء مثل : وصف ـ يئس وتجرى أحكامه على النحو التالى :

الماضى :

لا يتغير فيه شىء ؛ أى مثل الصحيح السالم ، فنقول :

وصفت ـ وصفت ـ وصفنا ـ وصفن ... الخ

يئست ـ يئست ـ يئسنا ـ يئسن ... الخ

المضارع والأمر :

١ ـ إذا كانت فاؤه ياء لا يتغير فيه شىء ، فنقول :

أيأس ـ ييأس ـ تيأسان ـ تيأسن .. الخ

ايأس ـ ايأسى ـ ايأسا ـ ايأسوا ـ ايأسن.

٢ ـ إذا كانت فاؤه واوا ، فإنها تحذف من المضارع ، والأمر بشرطين :

أ ـ أن يكون الماضى ثلاثيا مجردا.

ب ـ أن يكون عين المضارع مكسورة.

فنقول فى (ورث) مثلا :

(المضارع) أرث ـ نرث ـ ترث ـ ترثان ـ ترثون ـ ترثن ـ يرث ـ يرثان ـ يرثون.


وعلى هذا يكون وزن يرث : يعل.

(الأمر) : رث ـ رثا ـ رثوا ـ رثى ـ رثن.

ويكون الوزن : عل.

فإذا لم يتوافر الشرطان ؛ أى بأن يكون الفعل الماضى مزيدا ، أو أن تكون عينه مفتوحة أو مضمومة فى المضارع ، بقيت الواو دون حذف.

فالفعل (واعد) ليس مجردا لأنه مزيد بالألف وهو على وزن (فاعل) فعند إسناده فى المضارع والأمر لا تحذف الواو ، فنقول :

(المضارع) : أواعد ـ نواعد ـ يواعد ... على وزن (يفاعل).

(الأمر) : واعد ـ واعدى ـ واعدوا ... على وزن (فاعل).

والفعلان (وجه ـ وقح) مضارعهما (يوجه ـ يوقح) أى أن عينهما مضمومة فى المضارع.

وفى هذه الحالة لا تحذف الواو فى المضارع والأمر ، فنقول :

(المضارع) : أوجه ـ نوجه ـ يوجه ... على وزن يفعل.

الأمر : اوجه ـ اوجهى ـ اوجها .... على وزن افعل.

والفعل (وجل) مثلا مضارعه (يوجل) أى أن عينه مفتوحة فى المضارع ، وواوه لا تحذف أيضا فى المضارع والأمر ، فنقول :

(المضارع) : أوجل ـ نوجل ـ يوجل ... على وزن يفعل.

(الأمر) : اوجل ـ اوجلى ـ اوجلا .. على وزن افعل.

غير أننا نلفت إلى أن معظم الأفعال المستعملة الآن ، والتى عينها مفتوحة فى المضارع ، تحذف واوها فى المضارع والأمر ، وذلك مثل الأفعال الآتية :


وسع ـ وطىء ـ وهب ـ ودع ـ وقع ـ وضع.

المضارع منها : يسع ـ يطأ ـ يهب ـ يدع ـ يقع ـ يضع. (على وزن يعل).

والأمر : سع ـ طأ ـ هب ـ دع ـ قع ـ ضع (على وزن عل)

* * *

٢ ـ الفعل الأجوف

قلنا أن الأجوف هو الفعل الذى عينه واو أو ياء ، وهذه العين إما أن تكون باقية كما هى وإما أن تنقلب ألفا حسب قواعد الإعلال. وذلك كله سواء كان الفعل مجردا أم مزيدا.

ومن الأفعال التى بقيت عينها كما هى :

حول ـ عور ـ حاول ـ تحاور.

حيد ـ بايع ـ شايع ـ تبايع.

وهذا الفعل لا يتغير فيه شىء عند إسناده فى كل تصاريفه ، فتقول :

(الماضى) عورت ـ حاولت ـ تحاورنا. حيدت ـ تبايعوا.

(المضارع) تعور ـ أحاول ـ نتحاور ـ أحيد ـ يتبايعون.

(الأمر) احيد ـ حاول ـ تبايع.

أما إذا كانت عينه منقلبة ألفا مثل :

قال ـ باع ـ خاف ـ استشار

فإن إسناده يكون على النحو التالى :

الماضى : تحذف عينه إذا اتصل بضمير رفع متحرك :


قلت ـ قلنا ـ بعت ـ خفت ـ استشرت.

ويكون وزن المجرد : فلت أو فلت ، بضم الفاء أو بكسرها تبعا لأصل العين.

المضارع والأمر : تحذف عينه فى المضارع إذا جزم بالسكون ، وكذلك فى الأمر إذا كان مبنيا على السكون ، فنقول :

لم أقل ـ لم نبع ـ لم يخف ـ لم يستشر.

قل ـ بع ـ خف ـ استشر.

ويكون على وزن (أفل ـ فل).

وفيما عدا ذلك فإن العين تبقى كما هى ، على أن تعود إلى أصلها فى المضارع والأمر ، فنقول :

أقول ـ لن نبيع ـ لم يخافا ـ لم يستشيروا.

قولا ـ بيعوا ـ خافى

ويكون وزن : أقول ـ أفعل. نبيع : نفعل

* * *

٣ ـ الفعل الناقص

هو الذى لامه حرف علة ، وهذا الحرف إما أن يكون ألفا أو واوا أو ياء.

الماضى :

* إذا كانت لامه ألفا مثل سعى ـ دعا ـ استسقى

فإنه يسند على النحو التالى :


١ ـ إذا أسند إلى واو الجماعة أو لحقته تاء التأنيث ، حذفت لامه ، وحرّك الحرف الذى قبلها بالفتح للدلالة على الألف المحذوفة ، فنقول :

سعوا ـ دعوا ـ استسقوا ـ (على وزن فعوا)

سعت ـ دعت ـ استسقت (على وزن فعت)

٢ ـ وإذا أسند إلى غير الواو ، فإننا ننظر ، إن كان الفعل ثلاثيا ، أعيدت الألف إلى أصلها أى رجعت إلى الواو أو الياء فنقول :

سعيت ـ دعونا ـ رميتم.

وإن كان الفعل مزيدا على الثلاثة قلبت الألف ياء دائما ، فنقول :

أعطيت ـ استسقينا ـ تشاكيا.

* وإذا كانت لامه واوا أو ياء مثل زكو ورضى ، فإن إسناده يجرى على النحو التالى :

١ ـ إذا أسند إلى واو الجماعة حذفت اللام ، وحرك ما قبلها بالضم ليناسب واو الجماعة فنقول :

نهوا ـ رضوا ـ بقوا (على وزن فعوا).

٢ ـ فإذا أسند إلى غير الواو بقيت اللام على أصلها :

نهوت ـ نهوا ـ رضيت ـ رضيتم.

المضارع والأمر :

* إن كانت لامه ألفا مثل : يسعى ويخشى ، فإن إسناده يجرى على النحو التالى :

١ ـ إذا أسند إلى واو الجماعة وياء المخاطبة ، حذفت الألف وبقى الحرف الذى قبلها مفتوحا ، فنقول :


يسعون ـ يخشون (على وزن يفعون)

تسعين ـ تخشين (على وزن تفعين)

اسعوا ـ اسعى.

٢ ـ وإذا أسند إلى ألف الاثنين أو نون النسوة ، أو لحقته نون التوكيد قلبت الألف ياء.

يسعيان ـ يسعين ـ لتسعينّ

يخشيان ـ يخشين ـ لتخشينّ

اسعيا ـ اسعين ـ اسعينّ

* وإن كانت لامه واوا أو ياء مثل : يدعو ـ يرمى ، فإن إسناده يجرى على النحو التالى :

١ ـ إذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، حذفت اللام ، أى الواو والياء ، وحرك ما قبل واو الجماعة بالضم ، وما قبل ياء المخاطبة بالكسر ، فنقول :

يدعون ـ يرمون. (على وزن يفعون)

تدعين ـ ترمين. (على وزن تفعين)

ادعوا ـ ارموا. (على وزن افعوا)

ادعى ـ ارمى. (على وزن افعى)

٢ ـ وإذا أسند إلى ألف الاثنين أو نون النسوة بقيت اللام كما هى ، فنقول :

يدعوان ـ يرميان ـ ادعوا ـ ارميا


النسوة يدعون ويرمين ـ ادعون ـ ارمين

(من الواضح أن وزن يدعون هنا هو يفعلن لأن الواو هى لام الفعل ، على عكس يدعون التى فى الرقم السابق فهى على وزن يفعون لأن الواو ليست لام الفعل وإنما هى واو الجماعة.)

* * *

٤ ـ الفعل اللفيف

أ ـ اللفيف المفروق : وهو ما كانت لامه وفاؤه حرفى علة.

وهو يعامل فى إسناده معاملة المثال من حيث الفاء ، ومعاملة الناقص من حيث اللام ، فنقول فى الفعل (وقى) مثلا :

الماضى : وقيت ـ وقينا ـ وقوا ... الخ

المضارع : أقى ـ نقى ـ يقيان ـ يقون ... الخ

الأمر : قه ـ قيا ـ قوا.

على وزن : (عه ـ علا ـ عوا).

ب ـ اللفيف المقرون : وهو ما كانت عينه ولامه حرفى علة.

وهو يعامل معاملة الفعل الناقص من حيث اللام ، وتبقى عينه دون تغيير ، فنقول :

الماضى : طويت ـ طوينا ـ طووا ـ طوت.

المضارع : أطوى ـ نطوى ـ يطوون ـ تطوين ـ لم أطو ـ لم نطو ـ لم يطووا ـ لم تطوى.

الأمر : اطو ـ اطويا ـ اطووا ـ اطوى.

* * *


تدريب :

١ ـ فى الآيات الكريمة الآتية أفعال ماضية ، أسندها إلى الضمائر المختلفة ثم هات المضارع والأمر منها وأسندها إلى ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة ونون النسوة :

(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى. ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى. وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى. ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى. فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى. ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى. أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى. ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى. لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).

٢ ـ أسند الأفعال الآتية ـ فى تصاريفها المختلفة ـ إلى الضمائر :

هبّ ـ عدّ ـ وقع ـ طال.


٤ ـ توكيد الفعل بالنون

نون التوكيد فى العربية ، نونان ؛ ثقيلة وخفيفة ، وهى لاحقة صرفية تؤدى معنى صرفيا معينا وهو تقوية الفعل وجعل زمنه مستقبلا. وأنت تعلم أن الفعل المضارع يدل على الزمن الحاضر والزمن المستقبل وهو ما يقول عنه العلماء إنه يدل على الحال والاستقبال ، فإذا لحقته نون التوكيد فإنه يدل علي المستقبل ليس غير.

ولتوكيد الفعل بالنون أحكام نعرضها على النحو التالى :

أ ـ الماضى : يمتنع توكيده بالنون ؛ لأنه يدل على الزمن الماضى ، والنون تخلص الفعل للمستقبل. ولذلك يمتنع أن تقول :

كتبنّ أو ذهبنّ.

ب ـ الأمر : يجوز توكيده دائما وبدون شرط ، لأنه مستقبل دائما ، فتقول :

اكتبنّ ـ اذهبنّ ـ اسعينّ

ح ـ المضارع : وله أحكام يفصلها الصرفيون على الوجه الآتى :

١ ـ يجب توكيده بشروط مجتمعة ، هى :

أ ـ أن يكون مثبتا.

ب ـ أن يكون دالا على الاستقبال.

ح ـ أن يكون جوابا لقسم.

د ـ أن يكون غير مفصول من لام القسم بفاصل.

وعلى هذا نقول :


والله لأذاكرنّ حتى النجاح.

وتالله لأكيدنّ أصنامكم.

وحياتك لأفينّ بالوعد.

٢ ـ يمتنع توكيده إذا فقد شرطا من الشروط المبينة فى الحالة السابقة :

أ ـ أن يكون منفيا وهو فى جواب قسم ، مثل :

والله لا أهمل واجبى.

ب ـ أن يكون دالا على الزمن الحاضر ، مثل :

والله لأقرأ الآن.

ح ـ أن يكون مفصولا من لام جواب القسم بقد أو بالسين أو بسوف ، مثل :

والله لقد يسهو العالم.

والله سيفلح المجد.

والله لسوف يفلح المجد.

د ـ أن يكون مفصولا من لام جواب القسم بمفعول الفعل ، مثل :

والله للنجاح تبلغ بالعمل الجاد.

وذلك لأن كلمة (النجاح) مفعول به للفعل (تبلغ) أى أنها معمول له ، وقد فصلنا بينه وبين لام القسم ، ومن ثم يمتنع توكيد الفعل.

٣ ـ يقرب توكيده من درجة الوجوب ، أى يكون كثيرا مستحسنا ، وذلك فى الأحوال الآتية :


أ ـ أن يقع فعل شرط فى جملة تكون كلمة الشرط فيها هى الحرف (إن) ومعه (ما) الزائدة المدغمة فيها ، مثل :

إما تجتهدن تبلغ مرادك.

واضح أن الفعل (تجتهد) وقع فعل شرط بعد الحرف (إن) التى أدغمت فيها (ما) الزائدة وأصلها (إن ما تجتهد تبلغ مرادك).

ب ـ أن يكون الفعل مسبوقا بكلمة تدل على الطلب ، تفيد الأمر ، أو النهى ، أو الدعاء ، أو التمنى ، أو الاستفهام ، مثل :

لتعملنّ بجد لبناء مستقبلك. (اللام هنا هى لام الأمر).

لا تهملنّ واجباتك. (لا الناهية)

لا يريكن الله مكروها. (دعاء)

ليتك تلتفتن إلى نفسك. (تمن)

٤ ـ يقل توكيده ، أى يكون توكيده جائزا لكنه قليل الاستعمال ، وذلك فى الحالات التالية :

أ ـ أن يقع الفعل بعد (لا) النافية ، مثل :

ابتعد عن أمر لا يعنينّك. (والأكثر لا يعنيك).

ب ـ أن يقع الفعل بعد (لم) مثل :

لم يحضرنّ علىّ. (والأحسن يحضر).

ح ـ أن يقع الفعل بعد كلمة شرط غير (إن) مثل :

من يذاكرنّ ينجح. (والأحسن يذاكر).

* درست فى النحو أن الفعل المضارع معرب دائما إلا فى حالتين ؛


أولاهما أن تتصل به نون النسوة فيبنى على السكون ، وثانيتهما أن تتصل به نون التوكيد المباشرة فيبنى على الفتح ، فنقول :

لأفعلن ـ ليفعلن محمد ـ لنفعلن.

الفعل هنا مبنى على الفتح لأن نون التوكيد باشرته ؛ أى لم تفصل منه بفاصل.

فإذا كان الفعل معتل الآخر ، ردت لام الفعل إلى أصلها ، فنقول فى الأفعال : يسعى ـ يدعو ـ يرمى :

لتسعين ـ لتدعون ـ لترمين.

* والآن كيف نسند الفعل المؤكد إلى الضمائر؟

١ ـ إسناده إلى ألف الاثنين :

(أ) أنت تعلم أن المضارع المسند إلى ألف الاثنين يرفع بثبوت النون ، تقول : تكتبان. فإذا أردت تأكيده صار : تكتباننّ. ومعنى ذلك أنه اجتمعت ثلاث نونات ؛ نون الرفع ونون التوكيد الثقيلة التى تتكون من نونين. ووجود ثلاثة أمثال يعتبر ثقيلا فى العربية ، من أجل ذلك قالوا إن نون الرفع حذفت ، ثم إن العربية تجعل نون التوكيد هنا محركة بالكسر ، كما أنها لا تستعمل النون الخفيفة مع ألف الاثنين ، وإذن يصير الفعل : لتكتبانّ

ومعنى ذلك أن هذا الفعل هنا معرب ؛ فهو مرفوع بالنون المحذوفة لالتقاء الأمثال ، وألف الاثنين فاعل. وذلك لأن نون التوكيد ليست مباشرة ، إذ إن الضمير قد فصلها من الفعل.

لعلك تسأل : كيف يجتمع هنا ساكنان : الألف والنون الأولى من نون التوكيد؟


والجواب أن العربية تجمع بين الساكنين إذا كان الأول حرف الألف والثانى حرفا مشددا مثل : ولا الضالّين ـ دابّة ـ شابّ.

(ب) إن كان الفعل معتل الآخر ، ردّت اللام إلى أصلها مع تحريكها بالفتحة طبعا لتناسب ألف الاثنين ، فتقول :

لتسعيانّ ـ لتدعوانّ ـ لترميانّ

٢ ـ إسناده إلى واو الجماعة :

(أ) إن كان الفعل صحيحا ، فإنه تحذف نون الرفع لالتقائها مع نون التوكيد ، ثم تحذف واو الجماعة لئلا يلتقى ساكنان ، فنقول.

لتكتبنّ. وأصل هذا الفعل (لتكتبونن)

(ب) إن كان الفعل معتلا آخره واو أو ياء فأنت تعلم أن هذا الآخر يحذف عنده إسناده إلى واو الجماعة قبل التوكيد ، فتقول :

تدعون ـ تجرون. على وزن (تفعون).

وعند تؤكيده يصير : تدعوننّ ـ تجروننّ ، فتحذف نون الرفع ، ثم واو الجماعة لالتقاء الساكنين ، ليصير :

لتدعنّ ـ لتجرنّ.

فإن كان آخره ألفا مثل (يسعى ويرضى) فأنت تعلم أن هذه الألف تحذف من الفعل عند إسناده إلى واو الجماعة قبل التوكيد ، مع بقاء الحرف الذى قبلها مفتوحا :

تسعون ـ ترضون

وعند التوكيد يصير : تسعوننّ ـ ترضوننّ ـ تحذف نون الرفع ، ثم يلتقى ساكنان ، واو الجماعة ونون التوكيد ، ولا يمكن حذف أحدهما هنا.


ولذلك يجب تحريك واو الجماعة بحركة تناسبها وهى الضمة ، فيصير :

لتسعونّ ـ لترضونّ.

٣ ـ إسناده إلى ياء المخاطبة :

(أ) إن كان الفعل صحيحا فإنه تحذف ياء المخاطبة لالتقاء الساكنين ، ليصير :

لتكتبنّ. (وكان الأصل لتكتبيننّ).

(ب) وإن كان الفعل معتل الآخر ، وآخره واو أو ياء ، فإنها تحذف عند الإسناد إلى ياء المخاطبة قبل التوكيد ، مثل :

تدعين ـ تجرين.

وعند توكيده تكون الصورة :

تدعينن ـ تجريننّ.

فتحذف نون الرفع ، ثم ياء المخاطبة ، ويبقى ما قبلها مكسورا للدلالة عليها ، فيصير :

لتدعن ـ لتجرنّ.

وإن كان الفعل معتلا آخره ألف ، فأنت تعلم أن هذه الألف تحذف عند الإسناد إلى ياء المخاطبة قبل التوكيد مثل :

تسعين ـ ترضين.

وعند توكيده تكون الصورة :

تسعينن ـ ترضيننّ.

فتحذف نون الرفع ، فتصير الصورة :

لتسعينّ ـ ترضينّ.


فيلتقى ساكنان ، ياء المخاطبة والنون الأولى من نون التوكيد ، ولا يمكن حذف إحداهما ، فتحرك الياء بالكسرة لأنها تناسبها ، ويبقى ما قبلها مفتوحا :

لتسعينّ ـ لترضينّ.

٤ ـ إسناده إلى نون النسوة :

أنت تعلم أن الفعل المضارع يبنى على السكون عند إسناده إلى نون النسوة سواء كان صحيحا أم معتلا ، مثل :

أنتن تكتبن ـ تدعون ـ تسعين ـ تجرين.

وعند التوكيد تصير الصورة :

تكتبننّ ـ تدعوننّ ـ لتسعيننّ ـ تجريننّ.

فتلتقى ثلاث نونات ، نون النسوة ، والنون الثقيلة ، ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما إذ ليس هناك ما يدل عليها إذا حذفت ، ولكى نتحاشى التقاء هذه النونات نجعل بين نون النسوة ونون التوكيد ألفا مع تحريك نون التوكيد بالكسر ، فيصير :

لتكتبنانّ ـ لتدعونانّ ـ لتسعينانّ ـ لتجرينانّ.

* * *

تدريب :

١ ـ بين حكم الأفعال الواردة فى الآيات الكريمة من حيث التوكيد :

* (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)


* (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).

* (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ. كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ. ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).

٢ ـ أكد الأفعال الآتية مسندا إياها إلى ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة ونون النسوة :

يبغى ـ يقول ـ يسمو ـ يطمئنّ ـ قه.


(٥)

المصادر

اختلف القدماء حول المصدر والفعل ؛ أيهما أصل وأيهما فرع؟ فذهب البصريون إلى أن المصدر أصل للفعل ، وذهب الكوفيون إلى أن الفعل أصل للمصدر. واختلافات المدرستين تتخذ هنا أشكالا غير لغوية ، ومن ثم فلا أهمية لها فى الدرس اللغوى بعامة وفى الدرس التطبيقى على وجه الخصوص.

والمصدر يختلف عن الفعل في أنه اسم ويتفق مع الفعل فى أنه يدل على حدث غير أن الفعل يدل على الحدث بالإضافة إلى دلالته على الزمان.

والذى يهمنا هنا هو كيفية صياغة المصدر.

١ ـ مصدر الثلاثى

مصدر الثلاثى غير قياسى ؛ أى أنه لا تحكمه قاعدة عامة ، وإنما الأغلب فيه السماع.

غير أن العلماء حاولوا أن يضعوا بعض الضوابط التى تنطبق على فصائل معينة من الأفعال الثلاثية ، فقالوا :

١ ـ أغلب الأفعال الثلاثية الدالة على حرفة يكون مصدرها على وزن فعالة مثل :

فلح فلاحة ـ نجر نجارة ـ زرع زراعة ـ حاك حياكة ـ سفر سفارة.


٢ ـ أغلب الأفعال الدالة على تقلب واضطراب يكون مصدرها على وزن فعلان مثل :

غلى غليانا ـ فار فورانا ـ طار طيرانا ـ جال جولانا.

٣ ـ أغلب الأفعال الدالة على مرض يكون مصدرها على وزن فعال مثل :

سعل سعالا ـ صدع صداعا ـ عطس عطاسا ـ دار دوارا ـ هزل هزالا.

٤ ـ أغلب الأفعال الدالة على صوت يكون مصدرها على وزن فعال أو فعيل مثل :

عوى عواء ـ صرخ صراخا ـ ثغى ثغاء ـ صهل صهيلا ـ زأر زئيرا ـ نقّ نقيقا.

٥ ـ أغلب الأفعال الدالة على لون يكون مصدرها على وزن فعلة مثل :

حمر حمرة ـ زرق زرقة ـ خضر خضرة.

٦ ـ أغلب الأفعال الدالة على عيب يكون مصدرها على وزن فعل مثل :

عمى عمي ـ عرج عرجا ـ عور عورا ـ حول حولا.

٧ ـ أغلب الأفعال الدالة على معالجة مصدرها على وزن فعول ؛ مثل :

قدم قدوما ـ صعد صعودا ـ لصق لصوقا.

٨ ـ أغلب الأفعال الدالة على معنى ثابت يكون مصدرها على وزن فعولة ؛ مثل :

يبس يبوسة ـ ملح ملوحة.


* وغير هذه القواعد يمكن ترتيب الصور الباقية لمصدر الثلاثى على النحو التالى :

١ ـ أغلب الأفعال الثلاثية المتعدية يكون مصدرها على وزن (فعل) مثل :

أخذ أخذا ـ فتح فتحا ـ حمد حمدا ـ سمع سمعا ـ أكل أكلا.

٢ ـ أغلب الأفعال الثلاثية اللازمة المكسورة العين يكون مصدرها على وزن (فعل) مثل :

تعب تعبا ـ أسف أسفا ـ جزع جزعا ـ وجع وجعا.

٣ ـ أغلب الأفعال الثلاثية اللازمة المفتوحة العين وهى صحيحة يكون مصدرها على وزن (فعول) مثل :

قعد قعودا ـ سجد سجودا ـ دخل دخولا ـ خرج خروجا.

فإن كان الفعل معتل العين فالأغلب أن يكون مصدره على (فعل) أو (فعال) ، مثل :

صام صوما أو صياما ـ قام قياما ـ نام نوما.

٤ ـ أغلب الأفعال الثلاثية اللازمة المضمومة العين يكون مصدرها على وزن (فعالة) أو (فعولة) مثل :

ملح ملاحة ـ ظرف ظرافة ـ شجع شجاعة.

سهل سهولة ـ صعب صعوبة ـ عذب عذوبة.

ومهما يكن من أمر فإن مصدر الثلاثى يتوقف على السماع ، وعلى ذلك فإن الرجوع إلى المعاجم وكتب اللغة ضرورى لمعرفة مصدر الثلاثى.

* * *


٢ ـ مصادر غير الثلاثى

ومصادر غير الثلاثى قياسية ، ونعرضها على النحو التالى :

* مصدر الرباعى المجرد :

قياسه على وزن فعللة مثل :

بعثر بعثرة ـ طمأن طمأنة ـ دحرج دحرجة.

فإذا كان الرباعى المجرد مضعفا ؛ أى فاؤه ولامه الأول من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس ، فإن مصدره يكون على وزن : فعللة أو فعلال مثل :

زلزل زلزلة وزلزالا ـ وسوس وسوسة ووسواسا.

* مصدر الثلاثى المزيد بالهمزة (أفعل):

أ ـ إذا كان الفعل صحيح العين فإن مصدره يكون على وزن إفعال مثل :

أكرم إكراما ـ أخرج إخراجا ـ أوجد إيجادا ـ أمضى إمضاء.

ب ـ إذا كان الفعل معتل العين فإن المصدر يكون على وزن إفعلة ، أى بحدوث إعلالات يتحدث عنها الصرفيون تؤدى إلى حذف الألف التى كانت فى الوزن السابق (إفعال) والتعويض عنها بتاء ، وذلك مثل :

أقام إقامة ـ أشار إشارة ـ أدار إدارة.

* مصدر الثلاثى المزيد بتضعيف العين (فعّل):

١ ـ إذا كان صحيح اللام فمصدره على وزن (تفعيل) مثل :

كبرّ تكبيرا ـ عظم تعظيما ـ وحّد توحيدا ـ لوّح تلويحا.


٢ ـ إذا كان معتل اللام يكون مصدر على وزن (تفعلة) مثل :

ربّى تربية ـ نمّى تنمية ـ وفّى توفية ـ رقى ترقية.

٣ ـ إذا كان الفعل مهموز اللام فالأغلب أن يكون مصدره على الوزنين السابقين أى على (تفعيل) و (تفعلة) ، مثل :

خّطأ تخطيئا وتخطئة ـ برّأ تبريئا وتبرئة.

٤ ـ هناك بعض أفعال صحيحة اللام ، وجاءت مصادرها على الوزنين مثل :

جرّب تجربيا وتجربة ـ كمّل تكميلا وتكملة.

* مصدر الثلاثى المزيد بالألف (فاعل):

١ ـ مصدره القياسى على وزن (فعال) أو (مفاعلة) مثل :

ناقش نقاشا ومناقشة ـ قاتل قتالا ومقاتلة ـ حاجّ حجاجا ومحاجّة ـ واصل وصالا ومواصلة.

٢ ـ إذا كانت فاؤه ياء فالأغلب أن مصدره على وزن (مفاعلة) فقط ، مثل :

ياسر مياسرة ـ يامن ميامنة.

* مصدر الخماسى :

١ ـ إذا كان الفعل الخماسى على وزن (تفعلل) أو (تفعّل) أو (تفاعل) ، فإن مصدره يكون على وزن الفعل مع ضم الحرف الذى قبل الأخير ، مثل :

تدحرج تدحرجا ـ تبعثر تبعثرا ـ تمسكن تمسكنا.


تكرّم تكرّما ـ تنبأ تنبّؤا ـ تمكّن تمكّنا ـ تقاتل تقاتلا ـ تماسك تماسكا ـ تلاعب تلاعبا.

فإن كانت لام الفعل معتلة فإن المصدر يكون على وزن الفعل أيضا مع كسر الحرف الذى قبل الأخير ، مثل :

تمنّى تمنّيا ـ تحدّى تحدّيا ـ تعالى تعاليا ـ تواصى تواصيا.

٢ ـ إذا كان الفعل على وزن (انفعل) فمصدره على وزن (انفعال) مثل :

انكسر انكسارا ـ انفتح انفتاحا ـ انطلق انطلاقا.

٣ ـ إذا كان الفعل على وزن (افتعل) فمصدره على وزن (افتعال) مثل :

امتثل امتثالا ـ ارتوى ارتواء ـ اصطبر اصطبارا ـ ادّعى ادعاء ـ اتخذ اتخاذا.

٤ ـ إذا كان الفعل على وزن (افعلّ) فمصدره على وزن (افعلال) مثل :

احمرّ احمرارا ـ ازرقّ ازرقاقا ـ اسمرّ اسمرارا.

إذا نظرنا إلى الأفعال الأخيرة أى التى على وزن (انفعل) و (افتعل) و (افعلّ) فإننا نجد أن المصدر يأتى على وزن الفعل مع كسر الحرف الثالث وزيادة ألف قبل الحرف الأخير.

* مصدر السداسى :

وتنطبق عليه القاعدة السابقة مباشرة ، أى يكون المصدر على وزن الفعل مع كسر الحرف الثالث وزيادة ألف قبل الحرف الأخير ، فنقول :


١ ـ افعنلل ـ افعنلال ، مثل : افرنقع افرنقاعا.

٢ ـ افعلل ـ افعلال ، مثل : اكّفهرّ اكفهرارا.

٣ ـ افعوعل ـ افعوعال ، مثل : اعشوشب اعشيشابا.

٤ ـ افعالّ ـ افعيلال ، مثل : اخضارّ اخضيرارا.

٥ ـ استفعل ـ استفعال ، مثل : استخرج استخراجا.

فإذا كان الفعل الذى على وزن (استفعل) معتل العين فإنه يحدث فيه ما حدث فى مصدر (افعل) أى بحذف الألف والتعويض عنها تاء مثل :

استشار استشارة ـ استقام استقامة.

* * *

المصدر الميمى

هو مصدر يدل على ما يدل عليه المصدر العادى ، غير أنه يبدأ بميم زائدة ويصاغ على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن : مفعل ، مثل :

شرب مشربا ـ ضرب مضربا ـ وقى موقى ـ يئس ميأسا.

فإذا كان الفعل مثالا صحيح اللام وفاؤه تحذف فى المضارع فإن مصدره الميمى يكون على وزن : مفعل ، مثل :

وعد موعدا ـ وضع موضعا ـ وقع موقعا.

على أن هناك أفعالا كان ينبغى أن يكون مصدرها الميمى على وزن (مفعل) ، وردت شاذة على وزن (مفعل) ، مثل :

رجع مرجعا ـ بات مبيتا ـ صار مصيرا ـ غفر مغفرة ـ عرف معرفة.


٢ ـ من غير الثلاثى على وزن الفعل المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر مثل :

أخرج مخرجا ـ سبّق مسبّقا ـ أقام مقاما ـ استغفر مستغفرا.

* * *

المصدر الصناعى

هو مصدر يصاغ من الأسماء بطريقة قياسية ، للدلالة على الاتصاف بالخصائص الموجودة فى هذه الأسماء.

وهو يصاغ بزيادة ياء مشددة على الاسم تليها تاء مثل :

قوم وقومية ـ عالم وعالمية ـ واقع وواقعية.

مصدر المرة

ويسمى أحيانا اسم المرة ، وهو مصدر يصاغ للدلالة على أن الفعل حدث مرة واحدة.

ويصاغ على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن (فَعلَة) مثل :

جلس جلسة ـ وقف وقفة ـ قال قولة ـ هزّ هزة.

فإذا كان المصدر العادى يأتى على وزن (فَعلَة) فإن مصدر المرة يكون بالوصف بكلمة (واحدة) مثل :

دعا دعوة واحدة ـ رحم رحمة واحدة ـ نشد نشدة واحدة ـ هفا هفوة واحدة ـ صاح صيحة واحدة.


٢ ـ من غير الثلاثى يصاغ على نفس المصدر العادى بزيادة تاء ، مثل :

سبّح تسبيحة ـ انطلق انطلاقة ـ استخرج استخراجة

فإن كان المصدر العادى مختوما بالتاء ، فإن مصدر المرة يصاغ بالوصف بكلمة (واحدة) ، مثل :

استشار استشارة واحدة ـ أقام إقامة واحدة.

مصدر الهيئة

ويسمى أحيانا اسم الهيئة ، وهو مصدر يدل على هيئة حدوث الفعل. وهو لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثى ، على وزن (فعلة) ، مثل :

جلس جلسة ـ وقف وقفة ـ مشى مشية.

وقد وردت فى كتب اللغة بعض مصادر للهيئة من أفعال غير ثلاثية ؛ مثل :

تعمّم عمّة ، واختمرت المرأة خمرة.

ومعنى ذلك أنها سماعية لا يقاس عليها.

* * *

تدريب :

١ ـ هات المصدر والمصدر الميمى واسمى المرة والهيئة من الأفعال الآتية :

وعد ـ اتعد ـ واعد ـ تواعد ـ استوعد ـ توعّد.

مدّ ـ مادّ ـ أمدّ ـ انمدّ ـ تمادّ ـ تمدّد ـ استمد.

قال ـ أقال ـ قاول ـ تقاول ـ قوّل ـ تقوّل ـ استقال.

مشى ـ مشّى ـ تمشى ـ ماشى ـ استمشى.


(٦)

المشتقات

تتميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية ، وهذا يعنى أن هناك مادة لغوية معينة مثل (ك ت ب) يمكن تشكيلها على هيئات مختلفة ، كل هيئة منها لها وزن خاص ، ولها وظيفة خاصة كأن نقول مثلا : (كاتب) أو (مكتوب) أو (مكتب). وأنت تلاحظ أن مثل هذه العملية إنما تجرى داخل المادة اللغوية السابقة وتشكلها تشكيلا جديدا. وهى العملية التى تعرف بالاشتقاق.

ولعلك تعرف أن هناك لغات تسمى لغات التصاقية كالإنجليزية مثلا :

حيث توجد مادة لغوية يمكن تشكيل صيغ منها عن طريق لصق لواحق فى أول المادة أو فى آخرها كأن تقول من (write) (writer) .. وهكذا.

ونحن نلفت إلى أن الاشتقاق فى العربية واضح غاية الوضوح ، إذ تضبطه قواعد ومقاييس ، قليلة لا تكاد تتخلف ، ونحن نعرض المشتقات على النحو التالى :

١ ـ اسم الفاعل

وهو اسم يشتق من الفعل (١) للدلالة على وصف من قام بالفعل ، فكلمة (كاتب) مثلا اسم فاعل تدل على وصف الذى قام بالكتابة ، واللغويون القدماء يقولون إن اسم الفاعل يشبه الفعل المضارع بل يقولون إن الفعل المضارع سمى مضارعا لأنه (يضارع) اسم الفاعل أى يشابهه. والواقع أن هذا الذى ذهبوا إليه قد يحتاج إلى إعادة نظر وبخاصة من حيث الدلالة على الزمن مما لا مجال لتفصيله هنا.

__________________

(١) ليس هناك داع أن ندخل فى خلافات البصريين والكوفيين حول أصل الاشتقاق على ما أشرنا إليه آنفا عند الحديث عن المصادر.


ويصاغ اسم الفاعل على النحو التالى :

أ ـ من الفعل الثلاثى على وزن (فاعل) : مثل :

كتب كاتب ـ لعب لاعب ـ قرأ قارىء

أخذ آخذ ـ سأل سائل ـ وعد واعد.

* فإن كان الفعل أجوف ، وعينه ألف ، قلبت هذه الألف همزة فى اسم الفاعل فتقول :

قال قائل ـ باع بائع ـ دار دائر.

أما إن كان الفعل أجوف ، وعينه صحيحة ، أى واو أو ياء فإنها تبقى كما هى فى اسم الفاعل فتقول :

عور عاور ـ حيد حايد ـ حول حاول.

* وإن كان الفعل ناقصا ؛ أى آخره حرف علة ، فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص ؛ أى تحذف ياؤه الأخيرة فى حالتى الرفع والجر وتبقى فى حالة النصب ، فتقول :

دعا داع ـ مشى ماش ـ رضى راض.

ب ـ ومن غير الثلاثى على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة مع كسر ما قبل الآخر ، مثل :

يدحرج مدحرج ـ يزلزل مزلزل ـ يخرج مخرج

يسبّح مسبّح ـ يلاكم ملاكم ـ ينطلق منطلق

يتقاتل متقاتل ـ يتقدّم متقدّم ـ يخشوشن مخشوشن ـ يستغفر مستغفر.


* فإن كان الحرف الذى قبل الآخر ألفا فإنه يبقى كما هو فى اسم الفاعل ، مثل :

يختار مختار ـ يكتال مكتال ـ يختال مختال

ويكون وزن اسم الفاعل أيضا هنا : مفتعل ، لأن الوزن لا يتأثر بالإعلال كما ذكرنا إذ أصل هذه الأفعال : يختير ، يكتيل ، يختيل.

* هناك أفعال اشتق منها اسم الفاعل على غير القواعد السابقة ، وهى قليلة جدا.

فقد ورد اسم الفاعل من أسهب : مسهب بفتح الهاء ، والقياس كسرها. ومن أحصن : محصن بفتح الصاد والقياس كسرها.

كما وردت أفعال رباعية واشتق اسم الفاعل منها على وزن (فاعل) شذوذا ، مثل :

أيفع : يافع ـ أمحل : ماحل.

* * *

٢ ـ صيغ المبالغة

وهى أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل مع تأكيد المعنى وتقويته والمبالغة فيه ، ومن ثم سميت صيغ المبالغة. وهى لا تشتق إلا من الفعل الثلاثى ، ولها أوزان أشهرها خمسة :

١ ـ فعّال : علّام ـ سفّاح ـ لمّاح ـ أكّال ـ سأّل ـ قرّاء ـ وصّاف ـ نوّام مشّاء.

٢ ـ مفعال : مقدام ـ مئكال ـ مسماح.


٣ ـ فعول : شكور ـ أكول ـ صبور ـ ضروب ـ وصول.

٤ ـ فعيل : عليم ـ نصير ـ قدير ـ سميع.

٥ ـ فعل : حذر ـ فطن ـ لبق ـ فكه.

وهناك أوزان أخرى وردت للمبالغة لكنها قليلة ، ويرى الصرفيون القدماء أنها سماعية لا يقاس عليها ، غير أننا نرى أن الحاجة اللغوية تقتضى القياس عليها كما نفعل فى العصر الحديث ، وهذه الأوزان هى :

١ ـ فاعول : مثل : فاروق.

٢ ـ فعّيل : مثل : صدّيق ـ قدّيس ـ سكّير.

٣ ـ مفعيل : مثل : معطير.

٤ ـ فعلة : مثل : همزة لمزة.

٥ ـ فعال : مثل : «ومكروا مكرا كبّارا»

وقد وردت صيغ للمبالغة من أفعال غير ثلاثية على غير القاعدة ، مثل :

أدرك فهو درّاك ـ أعان فهو معوان ـ أهان فهو مهوان ـ أنذر فهو نذير ـ أزهق فهو زهوق.

* * *

٣ ـ الصفة المشبهة

وهى اسم يصاغ من الفعل اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل ، ومن ثم سموه «الصفة المشبهة» أى التى تشبه اسم الفاعل فى المعنى ، على أن الصرفيين يقولون إن الصفة المشبهة تفترق عن اسم الفاعل فى أنها تدل على صفة ثابتة.


وأشهر أوزان الصفة المشبهة هى :

١ ـ إذا كان الفعل على وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة تشتق على ثلاثة أوزان :

(أ) فعل الذى مؤنثه فعلة ، وذلك إذا كان الفعل يدل على فرح أو حزن أو أمر من الأمور التى تعرض وتزول وتتجدد ، مثل :

فرح : فرح وفرحة ـ تعب : تعب وتعبة.

طرب : طرب وطربة ـ ضجر : ضجر وضجرة.

(ب) أفعل الذى مؤنثه فعلاء ، وذلك إذا كان الفعل يدل على لون أو عيب أو حلية ، مثل :

حمر : أحمر وحمراء. / زرق : أزرق وزرقاء

حول : أحول وحولاء. / عور : أعور وعوراء

حور : أحور وحوراء. / هيف : أهيف وهيفاء

(ج) فعلان الذى مؤنثه فعلى ، وذلك إذا كان الفعل يدل على خلو أو امتلاء ، مثل :

روى : ريّان وريّى. / عطش : عطشان وعطشى.

يقظ : يقظان ويقظى. ظمىء : ظمآن وظمأى

٢ ـ إذا كان الفعل على وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة تشتق على الأوزان الآتية :

(أ) فعل : مثل :

حسن فهو حسن ـ بطل فهو بطل.


(ب) فعل : مثل :

جنب فهو جنب.

(ج) فعال : مثل :

جبن فهو جبان.

(د) فعول : مثل :

وقر قهو وقور.

(ه) فعال : مثل :

شجع فهو شجاع.

٣ ـ إذا كان للفعل وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة منه ، التى تختلف عن وزن اسم الفاعل وعن وزن من أوزان صيغ المبالغة ، تأتى غالبا على وزن : فيعل ، مثل :

ساد سيّد. مات ميّت ـ جاد جيّد.

* هناك أوزان أخرى للصفة المشبهة ، مثل

١ ـ فعيل. وذلك إذا دلت على صفة ثابته مثل : كريم ـ بخيل ـ شديد.

٢ ـ فعل مثل : ضخم ـ سهل ـ صعب ـ فحل.

٣ ـ فعل مثل : رخو ـ صفر ـ ملح

٤ ـ فعل مثل : صلب ـ حرّ ـ مرّ

* * *


٤ ـ اسم المفعول

هو اسم يشتق من الفعل المضارع المتعدى المبنى للمجهول ، وهو يدل على وصف من يقع عليه الفعل.

وهو يشتق على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن مفعول ، مثل :

كتب : مكتوب ـ شرب : مشروب ـ أكل : مأكول

سأل : مسئول ـ قرأ : مقروء ـ وعد : موعود

* فإن كان الفعل أجوف ، فإن اسم المفعول منه يحدث فيه إعلال بقتضى القواعد التى ستدرسها بعد ذلك. فاسم المفعول من (قال) مثلا هو مقول ، والأصل كما يقولون هو (مقوول). ولتيسير الأمر عليك ننصحك بما يلي :

أ ـ إذا كان مضارع الفعل عينه واو أو ياء ، فإن اسم المفعول يكون على وزن المضارع. فنقول :

قال ـ يقول ـ مقول.

باع ـ يبيع ـ مبيع.

دان ـ يدين ـ مدين.

ب ـ وإذا كان مضارع الفعل عينه ألف ، فإن اسم المفعول يكون على الوزن السابق ، بشرط إعادة الألف إلى أصلها ، وتعرف ذلك من المصدر ، مثل :

خاف ـ يخاف ـ مخوف (من الخوف)


هاب ـ يهاب ـ مهيب (من الهيبة)

* وإن كان الفعل ناقصا ، فإن اسم المفعول يحدث فيه إعلال أيضا تبعا للقواعد ، فاسم المفعول من (غزا) مثلا هو (مغزوّ) والأصل كما يقولون (مغزوو).

وييسر عليك الأمر أن تأتى بالمضارع من الفعل ، ثم تضع مكان حرف المضارعة ميما مفتوحة ، وتضعّف الحرف الأخير ، أى لام الفعل ، الذى هو حرف علة ، مثل :

دعا ـ يدعو ـ مدعوّ

رمى ـ يرمى ـ مرمىّ

طوى ـ يطوى ـ مطوىّ

كوى ـ يكوى ـ مكوىّ

وقى ـ يقى ـ موقّى (كانت الواو حذفت فى المضارع)

٢ ـ من غير الثلاثى : يشتق على وزن المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر مثل :

أخرج يخرج مخرج ـ افتتح يفتتح مفتتح

اختار يختار مختار ـ استشار يستشير مستشار

استمدّ يستمدّ مستمدّ ـ شادّ يشادّ مشادّ

وأنت تلاحظ أن هناك كلمات فى هذه الأوزان تتشابه مع اسم الفاعل ، مثل :

مختار ـ مشادّ.


أما كلمة مختار ، فالأصل فيها فى اسم الفاعل : مختير على وزن مفتعل أما فى اسم المفعول فهى : مختير على وزن مفتعل ، أدت قواعد الإعلال إلى توحيد الكلمتين. وأما مشادّ فإن التشابه نتج عن إدغام الحرف الأخير ، وهى فى اسم الفاعل : مشادد على وزن مفاعل ، وفى اسم المفعول : مشادد على وزن مفاعل.

٣ ـ قلنا إن اسم المفعول يشتق من الفعل المتعدى ، فإذا أردنا اشتقاقه من فعل لازم صحّ ذلك باتباع القواعد السابقة ، بشرط استعمال شبه الجملة مع الفعل اللازم ، وأنت تعلم أن شبه الجملة هى الظرف والجار والمجرور ، ولعلك تذكر أيضا أن شبه الجملة يؤدى ـ كما يقول النحاة ـ وظيفة المفعول به ، فكأن الفعل صار متعديا ، أو هو ـ كما يقولون ـ متعد بواسطة ، مثل :

ذهب به ـ مذهوب به

جاء به ـ مجىء به.

أسف عليه ـ مأسوف عليه.

استحمّ فيه ـ مستحم فيه.

سار وراءه ـ مسير وراءه.

دار حوله ـ مدور حوله.

٤ ـ هناك أفعال ورد منها اسم المفعول على غير قاعدته مثل :

أجنّه فهو مجنون.

أحمّه فهى محموم.

أسلّه فهو مسلول.


٥ ـ هناك أبنية تستعمل بمعنى اسم المفعول ، أشهرها :

أ ـ فعيل : مثل : جريح ـ قتيل ـ ذبيح ـ طحين

ب ـ فعولة : مثل : ركوبه ـ حلوبة.

ح ـ فعل : مثل : نسى ـ حبّ.

* * *


(٥)

اسما الزمان والمكان

اسم الزمان ، واسم المكان ، اسمان يشتقان على وزن واحد ، ويشتركان فى بعض أبنيتهما مع بعض المشتقات السابقة. وهما يدلان على زمن وقوع الفعل أو مكانه.

ويشتقان على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى :

* على وزن (مفعل) فى الأحوال الآتية :

أ ـ أن يكون الفعل مثالا ، فاؤه واو ، مثل :

وعد موعد ـ ولد مولد ـ وقع موقع.

ب ـ أن يكون الفعل أجوف ، وعينه ياء مثل :

باع يبيع مبيع ـ صاف يصيف مصيف ـ بات يبيت مبيت.

ح ـ أن يكون الفعل صحيحا مكسور العين فى المضارع ، مثل :

جلس يجلس مجلس ـ عرض يعرض معرض.

* فيما عدا هذه الأحوال الثلاثة ، فإنهما يشتقان على وزن مفعل ، مثل :

شرب مشرب ـ كتب مكتب ـ أكل مأكل ـ رأب مرأب ـ قرأ مقرأ ـ رمى مرمى ـ سعى مسعى ـ غزا مغزى ـ قام مقام ـ طاف مطاف.


٢ ـ من غير الثلاثى :

على وزن اسم المفعول ، أى على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر ، مثل :

أخرج يخرج مخرج ـ استقبل يستقبل مستقبل

انصرف ينصرف منصرف ـ التقى يلتقى ملتقى

* وردت عدة كلمات أسماء مكان على وزن (مفعل) شذوذا ، إذ إن القاعدة كانت تقتضى أن تكون على وزن (مفعل) ، وهى كلمات سماعية ، وهى :

مشرق ـ مغرب ـ مسجد

مسقط ـ منبت ـ منسك

مفرق ـ مجزر ـ مرفق

مطلع ـ مسكن

مخزن ـ معدن.

* واستعملت العربية بعض الكلمات من أسماء الزمان والمكان مزيدة بالتاء مثل :

مدرسة ـ مطبعة ـ مزرعة ـ منامة.

وفى العربية أيضا اسم مكان يشتق من الأسماء الثلاثية الجامدة ويكون على وزن مفعلة ، مثل :

ملحمة ـ مسمكة ـ مأسدة.

* * *


(٦)

اسم الآلة

هو اسم يشتق من الفعل للدلالة على الآلة ، وهو لا يشتق إلا من الفعل الثلاثى المتعدى ، وذلك على الأوزان الآتية :

١ ـ مفعال : مثل :

فتح : مفتاح ـ زمر : مزمار ـ نشر : منشار.

٢ ـ مفعل : مثل :

شرط : مشرط ـ صعد : مصعد ـ قصّ : مقصّ.

٣ ـ مفعلة : مثل :

سطر : مسطرة ـ لعق : ملعقة ـ برى : مبراة

وهناك صيغ أخرى أقرها المحدثون ، هى :

فاعلة : مثل : ساقية.

فاعول : مثل ساطور.

فعالة : مثل : كسّارة ـ ثلّاجة ـ خرّامة.

* على أن هناك أسماء آلة جاءت على غير هذه الأوزان شذوذا ، وذلك مثل :

منخل ـ مكحلة ـ مسعط.

* ثم إن هناك أسماء آلة ليست لها أفعال ، فهى أسماء جامدة غير مشتقة ، وهى لا تنضبط تحت قاعدة معينة ، مثل :


سكّين ، سيف ، قدوم ، فأس ، شوكة

قلم ، شصّ ، رمح ، درع .... الخ

* * *

تدريب :

* (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ. كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ. كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ. كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ. ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ. ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).

١ ـ فى الآيات الكريمة السابقة مشتقات ، بين نوع كل منها ، ثم هات فعله ، وحدد نوعه من حيث التجرد والزيادة ، والصحة والاعتلال ، وهات مصدر كلّ.

٢ ـ فى الآيات الكريمة أفعال ، صغ من كل منها كلّ ما يمكن من المشتقات الآتية :

اسم فاعل ، اسم مفعول ، اسم زمان ومكان ، اسم مرة.


(٧)

فى التعجب والتفضيل

١ ـ التعجب

للتعجب الاصطلاحى صيغتان هما :

ما أفعل ـ أفعل به.

والصيغة الأولى فيها هو (أفعل) ، والثانية فعلها (أفعل). ولقد وضعناهما هنا مع المشتقات رغم أنهما فعلان ، لأنهما ـ فى الحق ـ فعلان جامدان ، فكأنهما يشبهان الأسماء. وهما أيضا يشتقان على هذا الوزن من الفعل بشروط معينة ، هى التى تهمنا فى هذا الدرس.

وشروط صياغتهما على هذين الوزنين ما يلى :

١ ـ أن يكون هناك فعل ؛ فلا يشتقان من الأسماء التى لا أفعال لها ، وهكذا لا نستطيع أن نتعجب من كلمة (حمار) فنقول ما أحمره ، ولا من كلمة (لص) فنقول : ما ألصّه.

٢ ـ أن يكون الفعل ثلاثيا. وقد وردت صيغ للتعجب من أفعال غير ثلاثية شذوذا ، مثل :

ما أفقرنى إلى الله. (الفعل افتقر).

ما أغنانى عن الناس. (الفعل استغنى).

ما أتقاه لله. (الفعل اتقى).

ما أملأ الإناء. (الفعل امتلأ).


٣ ـ أن يكون الفعل متصرفا ؛ فلا يصاغان من الأفعال الجامدة مثل :

نعم ، وبئس ، وليس ؛ وعسى. ولا من الأفعال ناقصة التصرف مثل (كاد) لأنه لا أمر له.

٤ ـ أن يكون معناه قابلا للتفاوت والزيادة كالكرم والبخل والطول والقصر وغير ذلك ، وعلى ذلك لا يصاغان من أفعال مثل : مات ، فنى ـ غرق ـ عمى ، لأنه لا تفاوت فى شىء منها.

٥ ـ ألا يكون الفعل مبنيا للمجهول ، وقد شذ قولهم :

ما أخصر الكلام. (لأنه من الفعل اختصر المبنى للمجهول).

على أنك تعرف أن هناك أفعالا فى العربية تلازم البناء للمجهول مثل :

هرع ، زهى ، فالأصح أن نصوغ منهما للتعجب فنقول :

ما أهرعه ، وما أزهاه.

٦ ـ أن يكون الفعل تاما ، فلا يصاغان من الأفعال الناقصة مثل كان وصار وظل وبات :

٧ ـ أن يكون مثبتا.

٨ ـ ألا يكون الوصف منه على : أفعل فعلاء ، فلا يصاغان من عرج ، حور ، خضر.

* فإذا كان الفعل غير مستوف للشروط السابقة ، فإننا نصوغ التعجب منه على النحو التالى :

١ ـ إن كان الفعل جامدا ، مثل : ليس ، ونعم ، وبئس ، أو كان غير قابل للتفاضل أو الزيادة مثل : مات أو فنى ، فلا يصاغ التعجب منه.


٢ ـ إن كان الفعل غير ثلاثى ، فإننا نستعين بفعل أخر مستوف للشروط ثم تأتى بمصدر الفعل غير الثلاثى ، فنقول فى التعجب من :

استغفر ـ لاكم :

ما أجمل استغفاره. أجمل باستغفاره.

ما أعنف ملاكمته. أعنف بملاكمته.

٣ ـ تنطبق هذه الطريقة أيضا إن كان الفعل له وصف على أفعل الذى مؤنثه فعلاء ، فنقول فى التعجب من : حمر ـ حور :

ما أشدّ حمرته. أشدد بحمرته.

ما أجمل حوره. أجمل بحوره.

٤ ـ إن كان الفعل منفيا ، صغنا التعجب من فعل آخر مستوف للشروط ، ثم وضعنا بعده مضارع الفعل المنفى مسبوقا (بأن) المصدرية ، وقبلها حرف النفى (لا) التى تدغم فى (أن) لتصير : ألّا ، فنقول فى التعجب من : لا يفوز المهمل :

ما أجدر ألّا يفوز المهمل.

أجدر بألّا يفوز المهمل.

٥ ـ إن كان الفعل مبنيا للمجهول ، طبقنا القاعدة السابقة ، على أن نضع بعد الصيغة ، الفعل المبنى للمجهول مسبوقا (بما) المصدرية ، فنقول فى التعجب من : كوفىء المجد :

ما أجمل ما كوفىء المجدّ.

أجمل بما كوفىء المجدّ.


٦ ـ إن كان الفعل ناسخا له مصدر ، وضعنا المصدر بعد الصيغة التى نأخذها من فعل مستوف للشروط ، فنقول فى التعجب من : كان زيد خطيبا :

ما أفصح كون زيد خطيبا

أفصح بكون زيد خطيبا.

فإن لم يكن للفعل الناسخ مصدر ، وضعناه بعد الصيغة مسبوقا (بما) المصدرية ، فنقول فى التعجب من : كاد زيد يفوز :

ما أقرب ما كاد زيد يفوز.

أقرب بما كاد زيد يفوز.

* * *

٢ ـ التفضيل

تستعمل العربية للتفضيل (اسما) يصاغ على وزن (أفعل) ، للدلالة على أن شيئين اشتركا فى صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر فيها.

واسم التفضيل يشتق بنفس الشروط التى تشتق بها صيغة التعجب السابقة.

١ ـ فهو لا يشتق من الفعل غير الثلاثى ، وقد ورد شذوذا قولهم :

هو أعطى منك (من أعطى).

هو أولى منك للمعروف (من أولى).

ولا يشتق من المبنى للمجهول ، وقد ورد عنهم شذوذا :

هذا الكتاب أخصر من ذاك. (من اختصر)

عدنا والعود أحمد. (من : يحمد العود)


٣ ـ ثم لا يشتق من الجامد ، ولا من الناقص ، ولا مما لا يقبل التفاضل ، ولا مما الوصف منه على أفعل الذى مؤنثه فعلاء.

ومن الأفعال التى لا تستوفى الشروط السابقة نطبق ما طبقناه مع التعجب ، إلا أن المصدر هنا ينصب بعد أفعل التفضيل ، وأنت تعلم أن النحاة يعربونه تمييزا.

* هناك ثلاث صيغ فى (أفعل) التفضيل اشتهرت بحذف الهمزة ، وهى :

خير ـ شر ـ حبّ.

فتقول : هو خير من فلان.

وهو شر منه

وهو حبّ منه.

* إذا كان الفعل أجوف ، عينه ألف مقلوبة عن واو أو ياء ، فإن هذه الألف ترد إلى أصلها فى التفضيل فتقول :

هو أقول منك.

هذا المثل أسير من غيره.

استعمال أفعل التفضيل :

لاسم التفضيل استعمالات أربعة نعرضها على النحو التالى :

١ ـ أن يكون نكرة غير مضاف ، وبعده حرف الجر من ، مثل :

زيد أفضل من غيره.

فاطمة أفضل من غيرها.


الزيدان أفضل من غيرهما.

الفاطمتان أفضل من غيرهما.

الزيدون أفضل من غيرهم.

الفاطمات أفضل من غيرهن.

وفى هذه الحالة نلاحظ أن اسم التفضيل يكون (مفردا مذكرا) دائما أى أنه لا يطابق المفضل.

٢ ـ أن يكون نكرة مضافا إلى نكرة ، مثل :

زيد أفضل رجل.

فاطمة أفضل بنت.

الزيدان أفضل رجلين.

الفاطمتان أفضل بنتين.

الزيدون أفضل رجال.

الفاطمات أفضل بنات.

وفى هذه الحالة أيضا تلاحظ أن اسم التفضيل يظل (مفردا مذكرا) دائما أى أنه لا يطابق المفضل.

غبر أننا نلاحظ شيئا آخر ، هو أن المضاف إليه ، وهو نكرة ، بطابق المفضل ، فزيد مفرد مذكر ، ورجل كذلك ، وفاطمة مفردة مؤنثة وبنت كذلك ... الخ.

٣ ـ أن يكون مضافا إلى معرفة ، مثل :

زيد أفضل الرجال.


(فاطمة أفضل البنات.)

(فاطمة فضلى البنات.)

(الزيدان أفضل الرجال.)

(الزيدان أفضلا الرجال.)

(الفاطمتان أفضل البنات.)

(الفاطمتان فضليا البنات.)

(الزيدون أفضل الرجال.)

(الزيدون أفاضل الرجال.)

(الفاطمات أفضل البنات.)

(الفاطمات فضليات البنات.)

وفى هذه الحالة نلاحظ أن اسم التفضيل يجوز فيه أن يكون مفردا مذكرا أى لا يطابق المفضل ويجوز فيه أن يكون مطابقا له.

٤ ـ أن يكون اسم التفضيل معرفة مثل :

زيد الأفضل خلقا.

فاطمة الفضلى خلقا.

الزيدان الأفضلان خلقا.

الفاطمتان الفضليان خلقا.


الزيدون الأفاضل خلقا.

الفاطمات الفضليات خلقا.

ونلاحظ هنا أن اسم التفضيل يجب أن يكون مطابقا للمفضل.

يمكننا إذن أن نوجز قواعد استعماله على النحو التالى :

١ ـ يجب مطابقة اسم التفضيل للمفضل إن كان معرفة.

٢ ـ ويجب أن يكون مفردا مذكرا ، وذلك إذا كان نكرة غير مضاف ، أو كان مضافا إلى نكرة.

٣ ـ ويجوز فيه أن يكون مفردا مذكرا ، أو أن يكون مطابقا ، وذلك إذا كان مضافا إلى معرفة.

* * *

تدريب :

١ ـ صغ اسمي التعجب ، واسم التفضيل من الأفعال الآتية :

أمر ـ ناقش ـ أناب ـ اتّكل ـ هاب ـ غزا ـ رضى ـ لا يصدق الكذوب ـ نصر الحقّ.

٢ ـ استعمل اسم التفضيل من الفعل (كبر) فى الحالات المختلفة أى بوجوب المطابقة وجوازها وعدمها.


الباب الثانى

فى الأسماء



(١)

فى تقسيم الاسم

إلى صحيح ومقصور وممدود ومنقوص

كما قسم الصرفيون الفعل إلى صحيح ومعتل على ما عرضناه فى القسم السابق ، فإنهم يقسمون الاسم أقساما أربعة : صحيح ومقصور وممدود ومنقوص.

أ ـ الصحيح :

هو الاسم الذى ليس مقصورا ولا ممدودا ولا منقوصا ، كما يتضح لك من تعريف كل منها ، وذلك مثل :

رجل ـ كتاب ـ ظبى ـ بنت.

* * *

ب ـ المقصور :

المقصور هو الاسم المعرب ، الذى آخره ألف لازمة. ومعنى ذلك أنه اسم متمكن. ولعلك تذكر أن الصرفيين يحددون ميدان الصرف بأنه الاسم المتمكن والفعل المتصرف.

الهدى ـ المصطفى ـ الهوى ـ الفتى.

والمقصور نوعان : نوع سماعى لا تضبطه قواعد معينة ، وإنما نلتزم فيه بما ورد فى الاستعمال اللغوى.


ونوع قياسى ، وهو الذى يمكننا أن نصوغه حسب القواعد التى توصل إليها الصرفيون. ومجمل ما توصلوا إليه أن المقصور القياسى هو كل اسم آخره ألف وله نظير من الأسماء الصحيحة ، ويمكن تتبع أشهر صيغة القياسية على النحو التالى :

١ ـ أن يكون مصدرا على وزن فعل ، وفعله ثلاثى لازم معتل الآخر بالياء على وزن فعل ، وذلك مثل :

هوى هوى ـ شقى شقى ـ جوى جوى.

فالمصادر (هوى ـ شقى ـ جوى) أسماء مقصورة. وهى تتمشى مع القاعدة لأن لها نظائر من الاسم الصحيح ، وذلك مثل : فرح فرحا ـ بطر بطرا.

٢ ـ أن يكون الاسم جمع تكسير على وزن فعل ، ومفرده على وزن فعلة التى آخرها تاء تأنيث وقبلها حرف علة ، وذلك مثل :

رشوة ورشا ـ حلية وحلى ـ فرية وفرى.

فالكلمات (رشا ، وحلى ، وفرى) جموع تكسير ، وهى أسماء مقصورة قياسية ، ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

قربة وقرب ـ حكمة وحكم.

٣ ـ أن يكون الاسم جمع تكسير على وزن فعل ، ومفرده على وزن فعلة التى آخرها تاء تأنيث وقبلها حرف علة ، وذلك مثل :

قدوة وقدى ـ قوّة وقوى ـ دمية ودمى.

فالكلمات (قدى ، قوى ، دمى) جموع تكسير ، وهى أسماء مقصورة قياسية ، ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :


غرفة وغرف ـ حجّة وحجج.

٤ ـ أن يكون اسم مفعول من فعل غير ثلاثى معتل الآخر ، وذلك مثل :

معطىّ ـ ملغى ـ مقتفى ـ مستدعى.

فكل كلمة من هذه الكلمات اسم مفعول وفعلها معتل اللام أكثر من ثلاثة أحرف وهى (أعطى ـ ألغى ـ اقتفى ـ استدعى) ، فهى إذن أسماء مقصورة ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

مخرج ـ مقتبس ـ مستخرج.

٥ ـ أن يكون على وزن (أفعل) سواء كان للتفضيل أم لغيره ، وذلك مثل :

أقصى ـ أدنى ـ أعمى ـ أعشى.

فالكلمتان (أقصى وأدنى) هما اسما تفضيل على وزن أفعل. أما الكلمتان الأخريان فهما صفتان عاديتان لكنهما على وزن أفعل أيضا.

فهذه الكلمات أسماء مقصورة ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

الأبعد ـ الأقرب ـ الأعور ـ الأعمش.

٦ ـ أن يكون على وزن (مفعل) مشتقا من فعل ثلاثى معتل اللام سواء كان مصدرا ميميا أم اسما للزمان أو للمكان ، وذلك مثل :

ملهى ـ مسعى ـ ممشى ـ مرمى.

فهذه الكلمات على وزن (مفعل) ، وهى تصلح أن تكون صيغا للأسماء المذكورة ، وهى أسماء مقصورة قياسية ، ونظائرها من الاسم الصحيح ، مثل :


مكتب ـ ملعب ـ مشرب.

* أما المقصور السماعى فلا يخضع لشىء من القواعد السابقة ، وإنما المرجع فيه كما قلنا هو الاستعمال اللغوى ، وذلك مثل :

فتى ـ سنا ـ حجى ـ ثرى.

كيفية تثنيته :

أنت تعلم أن التثنية تكون بزيادة ألف على المفرد تليها نون مكسورة.

وهأنت ترى أن الاسم المقصور يشترط فيه أن يكون آخره ألفا لازمة. فكيف نثنى اسما مقصورا؟

لا شك أن الألف التى هى آخر الاسم ، والألف التى هى ألف التثنية لا يمكن أن يجتمعا ، ومن ثم نلاحظ أن ألف المقصور يحدث فيها عند التثنية ما يلى :

١ ـ تقلب ياء فى حالتين :

(أ) أن تكون الألف ثالثة وأصلها ياء ، مثل :

فتى وفتيان ـ هدى وهديان ـ غنى وغنيان.

(ب) أن تكون الألف رابعة فأكثر ، مثل :

مصطفى ومصطفيان ـ مستدعى ومستدعيان ـ

ملهى وملهيان ـ مستشفى ومستشفيان.

٢ ـ تقلب واوا إن كانت ثالثة وأصلها واو ، وذلك مثل :

عصا وعصوان ـ شذا وشذوان ـ قفا وقفوان.


كيفية جمعه جمع مذكر سالما :

تحذف ألفه وجوبا ، وتبقى الفتحة التى قبلها دليلا عليها ، وذلك مثل :

مصطفى مصطفون ـ مبتغى مبتغون

أعلى أعلون ـ مستدعى مستدعون

كيفية جمعه جمع مؤنث سالما :

يطبق عليه ما يطبق عند تثنيه ؛ فتقلب ألفه ياء فى حالتين :

(أ) أن تكون الألف رابعة فأكثر ، مثل :

سعدى وسعديات ـ مستشفى ومستشفيات

(ب) أن تكون الألف ثالثة ، وأصلها ياء :

هدى وهديات.

* * *

ح ـ الممدود :

الممدود هو الاسم المعرب الذى آخره همزة قبلها ألف زائدة ؛ وذلك مثل :

سماء ـ بناء ـ قرّاء ـ سمراء ـ صحراء.

والممدود أيضا نوعان : قياسى وسماعى.

أما القياسى فتضبطه مجموعة من القواعد يمكن عرضها على النحو التالى :

١ ـ أن يكون مصدرا لفعل معتل الآخر بالألف ، والفعل على وزن (أفعل) بشرط أن يكون هناك نظائر لهما من الصحيح الآخر ، وذلك مثل :


أعطى إعطاء ـ أغنى إغناء ـ ألقى إلقاء

فالكلمات (إعطاء ـ إغناء ـ إلقاء) مصادر من أفعال معتلة الآخر بالألف على وزن أفعل ، فهى أسماء ممدودة ، ولها نظائر من الصحيح ، مثل :

أخرج إخراجا ـ أقبل إقبالا ـ أقدم إقداما.

٢ ـ أن يكون مصدرا لفعل خماسى أو سداسى مبدوء بهمزة وصل ، بشرط أن يكون الفعل معتل الآخر ، وبشرط وجود النظائر من الصحيح ، وذلك مثل :

ابتغى ابتغاء ـ استدعى استدعاء ـ انتهى انتهاء. فالكلمات (ابتغاء ـ استدعاء ـ انتهاء) مصادر من الأفعال المذكورة ، وهى أسماء ممدودة ، ولها نظائر من الصحيح مثل :

اكتتب اكتتابا ـ استغفر استغفارا ـ انطلق انطلاقا.

٣ ـ أن يكون مصدرا على وزن (فعال) من فعل ثلاثى معتل الآخر على وزن (فعل) الذى يدل على صوت أو مرض ، وذلك مثل :

عوى عواء ـ ثغى ثغاء ـ رغا رغاء.

فالكلمات (عواء ، ثغاء ، رغاء) مصادر من الأفعال المذكورة ، وهى أسماء ممدودة ، ولها نظائر من الصحيح ، مثل :

صرخ صراخا ـ دار دوارا.

٤ ـ أن يكون مفردا لجمع تكسير على وزن أفعلة التى آخرها تاء مسبوقة بياء ، بشرط أن يكون المفرد مختوما بالهمزة المسبوقة بحرف علة ، وذلك مثل :

أكسية وكساء ـ أردية ورداء ـ أبنية وبناء.


فكل كلمة من (كساء ، رداء ، بناء) عبارة عن مفرد ، وجمعه جمع تكسير على ما بيناه ، فهى أسماء ممدودة ، ولها نظائر من الصحيح ، مثل :

أحجبة وحجاب ـ أسلحة وسلاح.

٥ ـ أن يكون مصدرا على وزن (فعال) لفعل على وزن (فاعل) معتل الآخر ، وذلك مثل :

عادى عداء ـ والى ولاء.

ولهاتين الكلمتين نظائر من الصحيح مثل :

ناقش نقاشا ، جادل جدالا.

٦ ـ أن يكون مصدرا على وزن (تفعال) ، أو صيغة مبالغة على وزن (فعّال) أو (مفعال) ، وذلك مثل :

التعداء (مصدر من عدا).

العدّاء (صيغة مبالغة من عدا).

المعطاء (صيغة مبالغة من أعطى).

وهذه الكلمات لها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

تذكار ـ قتّال ـ ملحاح.

* أما الممدود السماعى فهو الذى لا تضبطه القواعد السابقة ، ويخضع للاستعمال اللغوى ، وذلك مثل :

الثراء ـ السناء ـ الحذاء ـ الغذاء.

يقول الصرفيون إنه يجوز قصر الاسم الممدود بسبب ما يسمونه الضرورة الشعرية ، واختلفوا فى مد المقصور ، والواقع أن مثل هذه


المسألة تحتاج إلى دراسة فى الواقع اللغوى للعربية ، والأغلب أن هذه الظاهرة ترجع إلى اختلاف اللهجات العربية القديمة على النحو الذى بيناه فى دراسة سابقة. (١)

كيفية تثنية الممدود :

لك فى همزته عند التثنية ثلاث حالات :

١ ـ يجب بقاء الهمزة إذا كانت من أصول الكلمة ، وذلك مثل :

قرّاء وقرّاءان ، بدّاء وبدّاءان.

فكلمة قرّاء وبدّاء صيغتا مبالغة من قرأ وبدأ ، ومعنى هذا أن الهمزة أصلية فى الكلمة ، وعليه فإنها تبقى عند التثنية.

٢ ـ يجب قلب الهمزة واوا إذا كانت زائدة للتأنيث ، وذلك مثل :

سمراء وسمراوان ـ بيضاء وبيضاوان ـ صحراء وصحراوان

٣ ـ يجوز بقاؤها ويجوز قلبها واو إذا كانت مبدلة من حرف أصلى ، وذلك مثل :

دعاء : دعاءان ودعاوان ـ سماء : سماءان وسماوان.

فالهمزة فى دعاء وسماء مبدلة من حرف أصلى هو الواو إذ أصل الكلمتين دعا وسما ولكن قواعد الإعلال اقتضت قلبهما همزة.

كيفية جمعه جمع مذكر سالما :

يجرى على همزته ما يجرى عليها عند التثنية :

١ ـ فيجب بقاؤها إن كانت أصلية ، مثل :

__________________

(١) انظر كتابنا : اللهجات العربية فى القراءات القرآنية.


قرّاء وقرّاءون ـ بدّاء وبدّاءون.

٢ ـ ويجب قلبها واوا إن كانت زائدة للتأنيث ، وهنا لعلك تعجب ، كيف تكون الكلمة مزيدة بهمزة تأنيث ثم تجمع جمع مذكر سالما؟ وهنا يقول القدماء إنه لو جاز أن نطلق كلمة حمراء اسما لعلم لجاز أن نجمعها على :

حمراوون.

٣ ـ ويجوز إبقاؤها وقلبها واوا إذا كانت مبدلة من حرف أصلى ؛

وذلك كأن نسمى شخصا باسم (رضاء) ، فيكون جمعه : رضاءون ، أو رضاوون.

كيفية جمعه جمع مؤنث سالما :

يجرى على همزته أيضا ما يجرى عليها عند التثنية ، وذلك مثل :

١ ـ قرّاءات ـ بدّاءات.

٢ ـ حمراوات ـ صحراوات.

٣ ـ رضاءات ورضاوات.

* * *

د ـ المنقوص :

هو الاسم المعرب الذى آخره ياء لازمة ، غير مشددة ، قبلها كسرة ، مثل القاضى ـ المحامى ـ المتعالى ـ المستعلى.

وأنت تعلم أن الاسم المنقوص إن كان نكرة ، غير مضاف ، فإن ياءه. تحذف فى حالتى الرفع والجر ، وتبقى فى حالة النصب ، فتقول :

هذا قاض. مررت بقاض. رأيت قاضيا.


كيفية تثنيته :

لا يتغير فيه شىء عند التثنية ، فتقول :

القاضيان ـ المحاميان ـ المتعاليان ـ المستعليان

فإن كان المنقوص محذوف الياء فى المفرد ـ على ما بينا ـ فإنها تعود فى المثنى ، فتقول :

هذا قاض. هذان قاضيان.

مررت بقاض. مررت بقاضيين.

كيفية جمعه جمع مذكر سالما :

تحذف ياء المنقوص عند الجمع ، حسب قواعد الإعلال ، فإن كان مرفوعا غيرت الكسرة التى كانت قبل الياء ضمة لتناسب الواو التى هى علامة الرفع ، وإن كان منصوبا أو مجرورا بقيت الكسرة ، فنقول :

جاء القاضى. جاء المحامى. (مفرد)

جاء القاضون. جاء المحامون. (جمع مرفوع)

رأيت القاضين. رأيت المحامين. (جمع منصوب)

مررت بالقاضين. مررت بالمحامين. (جمع مجرور).

كيفية جمعه جمع مؤنث سالما :

لا يتغير فيه شىء كالتثنية ، فتقول :

قاضية وقاضيات. محامية ومحاميات.

متعالية ومتعاليات. مستعلية ومستعليات.

* * *


تدريب :

هات اسم الفاعل والمفعول من الأفعال الآتية ، ثم اجمعهما جمع مذكر سالما وجمع مؤنث سالما :

ارتضى ـ أعطى ـ مدّ ـ أحبّ ـ استلقى


(٢)

فى جمع التكسير

لا شك أن اصطلاح جمع «التكسير» يلفت النظر بالمقارنة بالجمع «السالم». والاصطلاحان يشيران إلى نقطة هامة فى بنية الكلمة العربية ، ونوضح لك الأمر بالمثال التالى :

جاء المهندس.

فى هذه الجملة كلمة (المهندس) مفرد مذكر ، وإذا أننا أحصينا حروفها وجدناها : الميم والهاء والنون والدال والسين ، ثم إذا تتبعنا حركاتها ، وجدنا الميم مضمومة والهاء مفتوحة والنون ساكنه والدال مكسورة. فإذا قارنا الجمع بالمفرد لم نجد تغييرا واحدا حدث فى المفرد ، فالحروف هى الحروف ، والحركات هى الحركات ، ولم تزد إلا علامة الجمع ؛ أى أن المفرد ظل سالما فى الجمع. ومن هنا نفهم تسميتهم له جمع المذكر السالم ـ وكذلك أيضا فى جمع المؤنث السالم :

جاءت المهندسة.

جاءت المهندسات.

وعلى هذا نستطيع أن ندرك أن (جمع التكسير) معناه أن مفرده لا يسلم عند الجمع ، بل لا بد أن يكسر أى يحدث فيه تغيير ، وانظر مثلا إلى :

أسد وأسد. (تغير شكل الهمزة والسين)

رجل ورجال. (تغير شكل الراء والجيم وزيدت ألف)


كتاب وكتب. (تغير شكل الكاف والتاء ونقصت ألف)

وعلى ذلك يعرف العلماء جمع التكسير بأنه «ما يدل على ثلاثة فأكثر ، مع تغير ضرورى يحدث لمفرده عند الجمع».

* وثمة نقطة هامة نحب أن نلفتك إليها ، وهى أن عددا من الناس يظن أن جمع التكسير يقوم على السماع ، أى أنه ليست له قواعد تضبطه.

والصحيح أن هناك جموعا كثيرة سماعية ، غير أن الصحيح أيضا أن الغالبية العظمى من جمع التكسير تخضع لقواعد مطردة. نعم إن هذه القواعد المطردة قد تبدو كثيرة ، لكنها لا تبلغ ما تبلغه قواعد الجمع فى لغات كثيرة ، وبخاصة فى اللغات المنتشرة فى العصر الحديث كالفرنسية التى يكثر فيها شواذ الجمع على ما هو معروف.

* والصرفيون يقولون إن أوزان جمع التكسير تنقسم قسمين :

أ ـ قسم يدل على جموع القلة.

ب ـ قسم يدل على جموع الكثرة.

أ ـ جموع القلة

يقول الصرفيون إن العربية تستعمل صيغا معينة للدلالة ـ فى الأغلب ـ على عدد لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد على عشرة. وهى الصيغ التى سميت جموع القلة ، وأشهرها أربعة هى :

١ ـ أفعل : وهو قياسى فى نوعين :

(أ) فى كل اسم مفرد على وزن فعل بشرط أن يكون صحيح العين ، سواء أكان صحيح اللام أم معتلها ، وبشرط ألا تكون فاؤه واوا (كوعد ووقت) ؛ وبشرط ألا يكون مضعّفا (كعمّ وجدّ) ، وذلك مثل :


نجم وأنجم ـ نهر وأنهر

ظبى وأظب ـ جرو وأجر

(الكلمتان الأخيرتان حدث فيها إعلال تبعا لقواعده ، وأصلهما :

أظبى ، وأجرو).

(ب) فى كل اسم رباعى مؤنث (بدون علامة تأنيث) بشرط أن يكون قبل آخره مدة (ألف أو واو أو ياء) ؛ مثل :

ذراع وأذرع ـ يمين وأيمن.

٢ ـ أفعال : وهو قياسى فى كل اسم ثلاثى لا ينقاس فيه الوزن السابق (أفعل) ، وذلك فى :

(أ) المعتل العين مثل : ثوب وأثواب. باب وأبواب.

(ب) واوى الفاء مثل : وقت وأوقات. وصف وأوصاف.

(ح) المضعف مثل : جدّ وأجداد. عم وأعمام.

(د) إذا لم يكن ساكن العين ، جمل وأجمال ـ كبد وأكباد.

(ه) أن يكون على وزن فعل أو فعل : عنق وأعناق ـ قفل وأقفال.

٣ ـ أفعلة : وهو قياسى فى نوعين أيضا :

(أ) فى كل اسم مفرد مذكر رباعى ، قبل آخره ، حرف مد ، مثل :

طعام وأطعمة. رغيف وأرغفة

عمود وأعمدة. حمار وأحمرة.

(ب) فى كل اسم على وزن (فعال أو فعال) بشرط أن تكون عينه ولامه حرفا واحدا ، أو أن يكون معتل اللام ، مثل :


زمام وأزمّة. رداء وأردية.

قباء وأقبية. إناء وآنية.

٤ ـ فعلة : وهى تطرد فى مفردات لا تخضع لصيغة معينة ، وهى أشهر ما تكون فى الأوزان الآتية :

(أ) فعل ، مثل : فتى وفتية.

(ب) فعل ، مثل : ثور وثيرة.

(ح) فعيل ، مثل : صبىّ وصبية.

(د) فعال ، مثل : غزال وغزلة.

(ه) فعال ، مثل : غلام وغلمة

ب ـ جموع الكثرة

وهى الصيغ التى يقول عنها الصرفيون إنها تدل على عدد لا يقل عن ثلاثة ويزيد على عشرة ؛ ولها أوزان كثيرة أشهرها ثلاثة وعشرون وزنا نعرضها على النحو التالى :

١ ـ فعل : وهو قياسى فى شيئين :

(أ) أفعل وصفا لمذكر.

(ب) فعلاء وصفا لمؤنث. وذلك مثل :

أسمر وسمراء وجمعهما سمر.

أخضر وخضراء وجمعهما خضر.

* إن كانت عينه واوا وجب ترك فائه مضمومة مثل :

أسود وسوداء وجمعهما سود.


* فإن كانت العين ياء وجب كسر الفاء ، مثل :

أبيض وبيضاء وبيض.

٢ ـ فعل : وهو قياسى أيضا فى شيئين :

(أ) وصف على وزن (فعول) بمعنى فاعل مثل :

صبور وصبر. غفور وغفر.

(ب) كل اسم رباعى لامه صحيحة ، بشرط أن يكون قبلها مدة ، فإن كانت المدة ألفا فيشترط أن يكون غير مضاعف ، مثل :

عماد وعمد. كثيب وكتب.

سرير وسرر. أتان وأتن.

* فإن كانت المدة ألفا والاسم مضعفا فقياسه على أفعلة الذى سبق ، مثل :

زمام وأزمّة. هلال وأهلّة.

* يجوز تسكين عين هذا الجمع إن كانت صحيحة ، مثل :

كتب وكتب. رسل ورسل.

٣ ـ فعل : وهو قياسي فيما يأتى :

(أ) اسم على وزن (فعلة) ، مثل :

غرفة وغرف. مدية ومدى.

(ب) وصف على وزن (فعلى) التى هى مؤنث (أفعل) ، مثل :

الكبرى والكبر. الصّغرى والصّغر.


(ح) اسم على وزن (فعلة) مثل :

جمعة وجمع.

٤ ـ فعل : وهو قياسى فى كل اسم على وزن (فعلة) بشرط أن يكون اسما تاما ؛ أى لم يحذف منه شىء مثل :

كسرة وكسر. بدعة وبدع.

حجّة وحجج. فرية وفرى.

* وقد يأتى على الوزن السابق (أى فعل) ، مثل :

حلية وحلى. لحية ولحى.

٥ ـ فعلة : وهو قياسى فى كل وصف لمذكر عاقل على وزن (فاعل) بشرط أن يكون معتل اللام بالياء أو الواو مثل :

رام ورماة. غاز وغزاة.

قاض وقضاة. داع ودعاة.

(وأصل هذه الجموع : رمية ـ قضية ـ غزوة ـ دعوة ، غير أنه حدث فيها إعلال بقلب الياء أو الياء أو الواو ألفا.)

٦ ـ فعلة : وهو قياسى فى كل وصف على وزن (فاعل) ، لمذكر ، عاقل ، بشرط أن يكون صحيح اللام ، مثل :

كاتب وكتبة. ساحر وسحرة.

كامل وكملة. بارّ وبررة.

٧ ـ فعلى : وهو قياسى فى كل وصف يدل على هلاك ، أو توجع ، أو عيب ، وذلك فى الأوزان الآتية :


(أ) المفرد الذى على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) مثل :

قتيل وقتلى. صريع وصرعى.

جريح وجرحى. أسير وأسرى.

(ب) المفرد الذى على وزن (فاعل) ، مثل :

هالك وهلكى.

(ح) المفرد الذى على وزن (فيعل) مثل :

ميّت وموتى.

(د) المفرد الذى على وزن (أفعل) مثل :

أحمق وحمقى.

(ه) المفرد الذى على وزن (فعلان) مثل :

سكران وسكرى.

٨ ـ فعلة : وهو قياسى فى كل اسم على وزن (فعل) ، بشرط أن يكون صحيح اللام ، مثل :

فرط وفرطة. دبّ ودببة.

درج ودرجة. كوز وكوزة.

وقد يأتى من اسم على وزن (فعل) مثل :

قرد وقردة.

٩ ـ فعّل : وهو قياسى فى كل وصف على وزن (فاعل أو فاعلة) ، بشرط أن يكون صحيح اللام ، سواء كانت العين صحيحة أم معتلة ، مثل :

ضارب وضاربة وضرّب. قاعد وقاعدة وقعّد.


صائم وصائمة وصوّم. نائم ونائمة ونوّم.

١٠ ـ فعّال : وهو قياسى فى كل وصف على وزن (فاعل) بشرط أن يكون صحيح اللام ، لمذكر ، مثل :

صائم وصوّام. قارىء وقرّاء.

كاتب وكتّاب. نائم ونوّام.

١١ ـ فعال : وهو قياسى فى صيغ من أوزان كثيرة ، أشهرها :

* فعل ، وفعلة ، اسمين أو وصفين ، بشرط أن تكون فاؤهما ولا عينهما ياء ، مثل :

صعب وصعاب ـ كعب وكعاب ـ قصعة وقصاع.

* فعل ، وفعلة ، اسمين ، بشرط ألا تكون لامهما صحيحة غير مضعفة ، مثل :

جمل وجمال. ثمرة وثمار.

* فعل وفعل ، اسمين ، بشرط أن يكون (فعل) غير واوى العين ، ولا يائى اللام ، مثل :

ذئب وذئاب. رمح ورماح.

* فعيل ومؤنثه ، بشرط أن يكونا بمعنى (فاعل) ، وأن يكونا وصفين ، وأن تكون لامهما صحيحة ، مثل :

كريم وكريمة وجمعهما كرام. ظريف وظريفة وجمعهما ظراف.

* فعلان ومؤنثه فعلى وفعلانة ، مثل :


غضبان وغضبى وغضبانة وغضاب.

عطشان وعطشى وعطشانة وعطاش.

واللافت للنظر أن وزن (فعال) هذا يصلح جمعا لكلمات كثيرة لا تخضع لقياس معين.

١٢ ـ فعول : وهو قياسى فى صيغ كثيرة أيضا ، أشهرها :

* فى الاسم الذى على وزن (فعل) ، مثل :

نمر ونمور. وعل ووعول. كبد وكبود.

* فى الاسم الثلاثى : بشرط أن تكون فاؤه مفتوحة ، وعينه ساكنة غير واو ، مثل :

كعب وكعوب. رأس ورؤوس. عين وعيون.

وكذلك فى الاسم الثلاثى المكسور الفاء بالشروط السابقة ، مثل :

ضرس وضروس. علم وعلوم.

وكذلك فى الاسم الثلاثي المضموم الفاء بالشروط السابقة ، مثل :

جند وجنود. برد وبرود.

* ويقال إنه قياسى فى الاسم الثلاثى على وزن (فعل) الخالى من حروف العلة ، مثل :

أسد وأسود. شجن وشجون. ذكر وذكور.

١٣ ـ فعلان : وهو قياسى أيضا فى عدة صيغ : أشهرها :

* اسم على وزن (فعل) ، مثل :

جرذ وجرذان.


* اسم على وزن (فعل) ، مثل :

عود وعيدان. حوت وحيتان.

* اسم على وزن (فعل) معتل العين فى الأغلب :

جار وجيران قاع وقيعان.

* ووجد هذا الجمع فى مثل :

غزال وغزلان. خروف وخرفان. حائط وحيطان. أخ وإخوان.

١٤ ـ فعلان : وهو قياسى فى عدة صيغ ، هى :

* اسم على وزن فعل ؛ مثل :

ظهر وظهران. بطن وبطنان.

* اسم على وزن فعل صحيح العين ، مثل :

بلد وبلدان. ذكر وذكران.

* اسم على وزن فعيل ، مثل :

قضيب وقضبان. كثيب وكثبان.

١٥ ـ فعلاء : وهو قياسى فى الصيغ الآتية :

* فعيل : غير مضعفة وغير معتلة اللام ، بشرط أن تكون بمعنى (فاعل) وصفا لمذكر عاقل ، أو بمعنى مفاعل ، مثل :

كريم وكرماء. ظريف وظرفاء.

جليس وجلساء. نديم وندماء.


فاعل : بشرط أن يكون وصفا دالا على معنى كالغريزة ، مثل :

عاقل وعقلاء. شاعر وشعراء.

١٦ ـ أفعلاء : وهو قياسى فى كل وصف على وزن (فعيل) السابق ، بشرط أن يكون مضعفا أو معتل اللام ، مثل :

شديد وأشدّاء. عزيز وأعزّاء.

قوى وأقوياء. ولىّ وأولياء.

١٧ ـ فواعل : وهو قياسى فى عدة صيغ ، أشهرها :

* فاعلة ، اسما أو صفة ، مثل :

ناصية ونواص. كاذبة وكواذب.

* اسم على وزن (فوعل) أو (فوعلة) مثل :

جوهر وجواهر. كوثر وكواثر.

زوبعة وزوابع. صومعة وصوامع.

* اسم على وزن (فاعل) ، مثل :

خاتم وخواتم. قالب وقوالب.

* وصف على وزن (فاعل) لمؤنث ، أو لمذكر غير عاقل ، مثل :

حائض وحوائض. طالق وطوالق.

شاهق وشواهق. صاهل وصواهل.

١٨ ـ فعائل : وهو قياسى فى كل رباعى ـ سواء كان اسما أم


صفة ـ بشرط أن يكون مؤنثا ـ تأنيثا لفظيا أو معنويا ـ وبشرط أن يكون الحرف الثالث مدة ، وذلك فى الأوزان التالية :

* فعالة ، بفتح الفاء أو كسرها أو ضمها ، مثل :

سحابة وسحائب. رسالة ورسائل. ذؤابة وذوائب.

* فعولة ، مثل :

حلوبة وحلائب. حمولة وحمائل.

* فعيلة : ، مثل :

صحيفة وصحائف. طريقة وطرائق.

* فعال ، مثل :

شمال وشمائل.

* فعول مثل :

عجوز وعجائز.

١٩ ـ فعالى : وهو قياسى فى عدة صيغ ، أشهرها :

* فعلاة ، مثل :

موماة ، وموام. (الموماة الصحراء الواسعة)

* فعلاة ، مثل :

سعلاة وسعال. (يقال إنها الغول.)

* أن يكون الاسم مزيدا بحرفين ، مثل :

قلنسوة وجمعها : قلاس أو قلانس.


* فعلاء اسما مثل :

صحراء وصحار.

* فعلاء وصفا لمؤنث لا مذكر له ، مثل :

عذراء وعذار.

* أن يكون مختوما بألف التأنيث المقصورة ، مثل :

حبلى وحبال.

٢٠ ـ فعالى : وهو قياسى فيما يأتى :

* فعلاء اسما ، مثل :

صحراء وصحارى.

* فعلاء وصفا لمؤنث لا مذكر له ، مثل :

عذراء وعذارى.

* المختوم بألف التأنيث المقصورة ، مثل :

حبلى وحبالى.

(أى أن هذه الصيغ مشتركة فى هذا الجمع والجمع السابق).

* الوصف على وزن فعلان الذى مؤنثه فعلى ، مثل :

سكران وسكرى وسكارى. كسلان وكسلى وكسالى

(والأفضل ضم أوله : سكارى ، كسالى).

٢١ ـ فعالىّ : وهو قياسى فى كل اسم ثلاثى ساكن العين ، وبعد الأحرف الثلاثة ياء مشددة ، مثل :


كرسىّ وكراسىّ. قمرىّ وقمارىّ.

٢٢ ـ فعالل : وهو قياسى فيما يأتى :

* الرباعى الذى كل أحرفه أصلية مثل :

جعفر وجعافر. برثن وبراثن.

* الاسم الخماسى الذى كل أحرفه أصلية ، وفى هذه الحالة يجب حذف الحرف الخامس إن كان شبيها بالأحرف الزائدة ، مثل :

جحمرش وجحامر. (هى المرأة العجوز).

فإن كان الحرف الرابع وحده هو الشبيه بالأحرف الزائدة ، فإنه يجوز حذفه أو حذف الحرف الخامس ، مثل ،

فرزدق : فرازق وفرازد.

* الاسم الرباعى الذى أصولة أربعة ، ثم زيد عليه حروف ، وفى هذه الحالة تحذف حروف الزيادة من الجمع ، مثل :

مدحرج ودحارج.

متدحرج ودحارج.

فإن كان الحرف الرابع الزائد ياء فإنها تبقى فى الأغلب مثل :

قنديل وقناديل.

فإن كان الحرف الرابع الزائد واوا أو ألفا قلب ياء ، ثم جمع على فعاليل ، مثل :

عصفور وعصافير ـ فردوس وفراديس.


* الاسم الخماسى الذى أصوله خمسة ، ثم زيد عليه بعض أحرف الزيادة ويحذف منه عند الجمع حرفان ، الحرف الخامس الأصلى ، والحرف الزائد فى المفرد ، مثل :

خندريس وخنادر. (هى الخمر).

* معظم الصيغ التى تجمع على (فعالل) يجوز فيها زيادة ياء قبل الآخر إن لم تكن موجودة ، وحذفها إن كانت موجودة ، مثل :

جعافر وجعافير. فرازق وفرازيق ـ فراديس وفرادس.

٢٣ ـ شبه فعالل : وهو وزن يشبه وزن (فعالل) من حيث عدد الحروف ومن حيث الضبط ، وإن كان الميزان غير مشابه له ، وذلك مثل مساجد وزنها ليس فعالل وإنما يشبهه ؛ إذ هو مفاعل ، فعدد الحروف واحد والضبط واحد ، وكذلك فواعل كجواهر ، وفعاعل كسلالم ... وهذا الوزن قياسى فى كل اسم ثلاثى زيدت عليه أحرف بشرط ألا يكون داخلا تحت وزن من أوزان الجموع السابقة.

ولما كان الاسم مزيدا فإن له أحكاما نوجزها على النحو التالى :

١ ـ إن كانت الزيادة حرفا واحدا فإنه يجب بقاؤه عند الجمع سواء أكان صحيحا أم معتلا ، مثل :

مسجد ومساجد. أفضل وأفاضل.

جوهر جواهر. صيرف وصيارف.

٢ ـ إن كانت زيادته حرفين ، فلا بد من حذف أحدهما. وهنا نسأل :

أىّ الحرفين الزائدين نحذف؟ يجيب الصرفيون بأن الحروف الزائدة ليست كلها على مستوى واحد ؛ فمنها القوى ومنها الضعيف ، وهم يجعلون أسبابا للقوى ليس هنا مجال تفصيلها. مثل :


منطلق ومطالق. (حذفنا النون).

معترف ومعارف. (حذفنا التاء).

مصطفى ومصاف. (حذفنا الطاء التى هى تاء الافتعال).

٣ ـ إن كانت زيادته ثلاثة أحرف ، فلا بد من حذف حرفين ، مثل :

مستدع ومداع. مقعنسس ومقاعس.

* * *

هل يجوز أن نجمع جمع التكسير؟

إن الحاجة قد تدعو إلى أن نجمع جمع التكسير ، وذلك كأن تكون هناك جماعات من الرجال ، فنقول : رجالات. والقاعدة التى نتبعها هى نفسها التى اتبعناها عند جمعنا للمفرد وهى أن ننظر إلى ما يشبهه من الآحاد فى عدد الحروف والحركة والسكون فنجمعه مثله ، فنقول :

أقوال وأقاويل. (تشبه إعصار وأعاصير).

غربان وغرابين. (تشبه سرحان وسراحين).

وعلى ذلك لا يجوز أن نجمع الجمع الذى على وزن : مفاعل ، أو مفاعيل ، أو فعلة ، أو فعلة ؛ إذ لا شبيه لها فى الآحاد.

* جمع التكسير له فائدة صرفية مهمة هى معرفة أصول الأسماء ؛ فهو مثل التصغير يرد الأشياء إلى أصولها ، مثل :

قيراط وقراريط. (هذا الجمع يدل على أن الياء أصلها راء وأصل المفرد قرّاط)

وكذلك دينار ودنانير.


* مهما يكن من أمر فإن بعض الباحثين ينادى بحذف باب جمع التكسير من الصرف إذ لا يرى فيه فائدة لدرس الجملة ، غير أن الدرس الصرفى لجمع التكسير مهم جدا وبخاصة فيما نحتاجه الآن عند استعمالنا ألفاظا مولدة أو وافدة علينا ، فإننا فى الحق نقيس جمعها على الجموع التى استقصاها القدماء ، ثم إنها ليست مبتوتة الصلة بدراسة الجملة على النحو الذى بيناه فى موضع آخر (١).

* * *

__________________

(١) انظر كتابنا : فقه اللغة فى الكتب العربية ص ١٤٤.


(٣)

التصغير

التصغير ظاهرة لغوية معروفة تحتاجها اللغات لأغراض معينة ، ويقال إن العربية تستعمل التصغير لأغراض كالتحقير وتقليل الحجم وتقليل الكمية والعدد وتقريب الزمان والمكان والتحبب ، وقد يكون للتعظيم.

والذى يهمنا هو أن نعرف كيف نصوغ التصغير.

ونبدأ بالشروط التى يجب أن تتوافر فى الاسم حتى يمكن تصغيره :

١ ـ أن يكون الاسم معربا ، فلا تصغر الأسماء المبنية كأسماء الاستفهام والشرط والضمائر والإشارة وغيرها. إلا أن هناك بعض أسماء مبنية ورد السماع بها ، وهى :

(أ) أسماء الإشارة : ذا ، تا ، أولى ، أولاء. وعلى العموم فقد جاء تصغيرها على غير القواعد المعروفة ، إذ تصغر على النحو التالى :

ذا = ذيّا. تا = تيّا.

أولى = أوليّا. أولاء = أوليّاء.

أما اسم الإشارة المثنى فهو اسم معرب كما تعلم غير أن صيغته فى التصغير خارجة أيضا. وهى :

ذان = ذيّان. تان = تيّان.

(ب) أسماء الصلة : الذى ، التى ، الذين ، وتصغيرها :

اللّذيّا ، اللّتيّا ، الّذيّن.


المثنى :

اللذان ـ اللذيّان .. اللتان ـ اللتيّان.

٢ ـ ألا يكون الاسم لفظه على وزن صيغة من صيغ التصغير ، فلا تصغر ألفاظ مثل :

كميت ـ دريد ـ سويد.

٣ ـ أن يكون معنى الاسم قابلا للتصغير فلا تصغر أسماء معظمة دائما كأسماء الله والأنبياء والملائكة. ولا تصغر أسماء مثل : كلّ ، بعض ، ولا أسماء الشهور ، أو أيام الأسبوع ، ولا جمع التكسير الدال على الكثرة ... الخ.

كيفية التصغير :

للتصغير ثلاث صيغ هى :

فعيل ـ فعيعل ـ فعيعيل.

وليس مقصودا أن تتطابق مع الميزان الصرفى حرفا بحرف ، وإنما المقصود بها أنها «القالب» الذى يخرج على أساسه الاسم المصغر ، بحيث يتساوى مع الصيغة فى عدد الحروف وفى نوع الحركة والسكون ؛ فإذا أخذنا كلمة «مسجد» مثلا ، ونحن نعرف أنها على وزن «مفعل» ، فإننا نلاحظ أن تصغيرها هو «مسيجد» على «مفيعل» من ناحية الميزان ، ولكنها فى التصغير تنطبق على الصيغة الثانية التى هى «فعيعل».

ونعرض الآن لكيفية تصغير الاسم على النحو التالى :

١ ـ الاسم الثلاثى :

يصغر على صيغة (فعيل) ، وذلك بأن نضم الحرف الأول ، ونفتح الحرف


الثانى. ثم نزيد بعده ياء ساكنة هى التى تسمى ياء التصغير ، ثم يأتى الحرف الثالث دون تغيير ، فنقول :

رجل ورجيل. نهر ونهير.

جبل وجبيل. ولد ووليد.

* فإن كان الاسم الثلاثى بعده تاء تأنيث فإنها لا تؤثر على هذه العملية ، فتقول :

بقرة وبقيرة. شجرة وشجيرة.

* فإن كان الاسم الثلاثى مؤنثا دون أن تكون به تاء تأنيث وجب أن نلحقها به بعد التصغير ، على أن يفتح الحرف الذى قبلها مباشرة ؛ فكلمة «دار» مثلا تدل على مؤنث دون أن تكون فى آخرها تاء التأنيث ، فعند تصغيرها لا بد من إلحاق هذه التاء بها مع فتح ما قبلها فلا نقول (دوير وإنما نقول (دويرة).

وهكذا نقول فى :

نار ونويرة. أذن وأذينة.

عين وعيينه. سنّ وسنينة.

إن كان الاسم الثلاثى قد حذف أحد أصوله وبقى على حرفين ، وجب أن نرد الحرف المحذوف عند التصغير ، فنقول :

دم ودمى ـ يد ويديّة.

فكلمة (دم) حرفان وهذا دليل على أن فيها حرفا محذوفا ، واللغويون يقولون إن أصلها (دمى) ـ مثل ظبى ـ بدليل أنك تقول : دميت يدى


وعلى هذا يجب رد الياء المحذوفة ثم ندغمها مع ياء التصغير فتصير دمىّ.

وكذلك نفعل مع كلمة (يد) التى أصلها (يدى) مع ملاحظة أنها تدل على المؤنث دون تاء ، وإذن علينا أن نرد الياء ، ثم نلحق بها تاء التأنيث فتصير : يديّة.

* وينطبق هذا أيضا على الكلمات التى حذف منها حرف وعوض عنها تاء التأنيث وذلك مثل :

عدة : أصلها وعد ، فلو سمى شخص بهذا الاسم وجب أن نرد الحرف المحذوف عند التصغير ، فتصير الكلمة : وعيد.

سنة : أصلها سنو أو سنه ، نرد الحرف المحذوف عند التصغير فتصير الكلمة : سنيّة أو سنيهة.

وينطبق هذا أيضا على كلمة (بنت) و (أخت) ؛ إذ يقول اللغويون إن أصلهما (بنو) و (أخو) ثم حذفت اللام وعوض عنها تاء التأنيث ، فعند التصغير نرد المحذوف ، فتصير الكلمتان : بنيوة وأخيوة ثم تدغم الياء والواو لتصير : بنيّة وأخيّة.

وكذلك الحال مع كلمتى (ابن) واسم) اللتين حذف منهما حرف وجىء بألف الوصل لتيسر نطق الحرف

الأول الساكن ، فعند التصغير يرد الحرف المحذوف لتصير الكلمتان :

بنىّ ـ سمىّ.

٢ ـ الاسم الرباعى :

يصغر على صيغة (فعيعل) ؛ أى بأن نضم الحرف الأول ، ونفتح الحرف الثانى ، ثم نزيد ياء التصغير الساكنة ، ثم نكسر الحرف الذى بعدها ، فنقول :


جعفر وجعيفر ـ مسجد ومسيجد

بندق وبنيدق ـ منزل ومنيزل.

* فإن كان الحرف الثالث حرف مدّ ، وجب قلبه ياء ، ثم ندغمها مع ياء التصغير السابقة عليه ، فنقول :

كتاب وكتيّب. رغيف ورغيّف.

٣ ـ الاسم الخماسى :

إن كان الاسم على خمسة أحرف فأكثر فإنه ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم الرباعى ، أى يصغر على صيغة (فعيعل). ومعنى ذلك أنه لا بد من حذف بعض حروفه ، وهنا نطبق عليه ما طبقناه عند جمع التكسير ؛ أى نحذف منه ما يزيد على الحروف الأربعة ، فنقول :

سفرجل وسفيرج. (حذفنا اللام)

فرزدق وفريزد أو فريزق (حذفنا الدال أو القاف).

مستكشف ومكيشف. (حذفنا السين والتاء).

* وإذا كان التصغير على هذه الصيغة يوجب علينا أن نحذف بعض أحرف الاسم ، فإنه يجوز ـ بعد الحذف ـ أن نعوض عن المحذوف ياء قبل الحرف الأخير ، فنقول :

سفرجل ـ سفيرج أو سفيريج.

فرزدق ـ فريزق أو فريزيق.

مستكشف ـ مكيشف أو مكيشيف.

ومعنى ذلك أن صيغة التصغير صارت (فعيعيل).


* فإن كان الحرف الرابع حرف مدّ ، فإنه يجب قلبه ياء بعد عملية الحذف السابقة ، فيصير الوزن أيضا على (فعيعل) ، فنقول :

سلطان وسليطين. عصفور وعصيفير.

قنديل وقنيديل.

* الاسم الخماسى فما فوق ينبغى أن يعود إذن إلى أربعة أحرف حتى يمكن تصغيره. غير أن هناك أسماء تزيد على أربعة أحرف ، لكن هذه الزيادة لا تحذف عند التصغير ؛ ذلك لأنها تعتبر منفصلة عن الاسم ، وهذه الأسماء هى :

١ ـ الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة ، مثل :

قرفصاء وقريفصاء.

٢ ـ الاسم المختوم بتاء التأنيث ، مثل :

أسورة وأسيورة. حنظلة وحنيظلة.

٣ ـ الاسم المختوم بياء النسب ، مثل :

عبقرىّ وعبيقرىّ.

٤ ـ الاسم المختوم بألف ونون زائدتين ، مثل :

زعفران وزعيفران. مسلمان ومسيلمان.

٥ ـ الاسم المختوم بعلامتى جمع المذكر السالم أو جمع المؤنث السالم ، مثل :

أحمدون وأحيمدون. زينبات وزيينبات.


* قلنا إن تصغير الاسم الرباعى والخماسى فما فوق يكون على صيغتى فعيل أو فعيعيل ، ومعنى ذلك ـ كما بينا ـ وجوب كسر الحرف الذى بعد ياء التصغير. غير أن هناك أسماء يجب أن يبقى الحرف الذى بعد ياء التصغير على حالته ؛ أى دون تحريكه بالكسر وهذه الحروف هى :

أ ـ الحرف الذى يقع قبل ألف التأنيث المقصورة :

حبلى وحبيلى.

ب ـ الحرف الذى يقع قبل ألف التأنيث الممدودة :

صحراء وصحيراء. حمراء وحميراء.

ح ـ الحرف الذى يقع قبل ألف (أفعال) :

أبطال وأبيطال. أجمال وأجيمال.

د ـ الاسم الذى يقع قبل ألف (فعلان) ـ بشرط ألا يكون جمعه على وزن (فعالين).

سهران وسهيران ـ عثمان وعثيمان.

أما كلمة (سلطان) مثلا فإنها تصغر على (سليطين) لأنها تجمع على سلاطين.

* * *

إذا كان الحرف الثانى من الاسم حرف لين ، سواء كان الاسم ثلاثيا أم رباعيا أم زائدا على أربعة ، فإن الحرف الثانى يخضع لما يلى :

١ ـ إذا كان حرف اللين أصليا منقلبا عن حرف لين آخر وجب رده إلى أصله ، فنقول :

باب وبويب. (الألف أصلها واو بدليل جمعها على أبواب).


مال ومويل. (الألف أصلها واو بدليل جمعها على أموال).

ناب ونييب. (الألف أصلها ياء بدليل جمعها على أنياب).

ميقات ومويقيت. (الياء أصلها واو : موزان).

قيمة وقويمة. (الياء أصلها واو لأنها من القوام).

موقن ومييقن. (الواو أصلها ياء : ميقن من أيقن).

٢ ـ إذا كان حرف اللين زائدا ، أو غير معروف الأصل ، وجب قلبه واوا ، فنقول :

لاعب ولويعب. (الألف زائدة ، على وزن فاعل).

عاج وعويج. (الألف مجهولة الأصل).

التصغير مثل جمع التكسير يرد الأسماء إلى أصولها ، وعلى ذلك نقول :

دينار ودنينير. (الأصل دنّار بدليل جمعها على دنانير).

قيراط وقريريط (الأصل قرّاط بدليل جمعها على قراريط).

ماء ومويه (الأصل ماه بدليل جمعها على مياه وأمواه).

* هناك أسماء ورد تصغيرها شاذا على غير القواعد السابقة ، وأشهر هذه الأسماء :

مغرب ومغيربان (القياس مغيرب).

عشاء وعشيّان (القياس عشيّة).

رجل ورويجل (القياس رجيل).

إنسان وأنيسيان (القياس أنيسان).


ليلة ولييلية (القياس لييلة).

صبية وأصيبية (القياس صبيّة).

بنون وأبينون (القياس بنيّون).

تصغير الترخيم :

هو نوع من التصغير ، لا يكون إلا مع الاسم الذى به أحرف زائدة ، وهو يتم بحذف كل الزوائد ، فتكون له صيغتان فقط : فعيل وفعيعل :

أ ـ فإن كان الاسم أصله على ثلاثة أحرف صغر على فعيل وحذفت الزوائد ، مثل :

أحمد وحمّاد ، وحامد ومحمود : كلها تصغر على حميد. (لأن الأصل ثلاثة أحرف).

ب ـ فإن كان الأصل أربعة أحرف صغر على فعيل ، مثل :

قرطاس وقريطس ـ عصفور وعصيفر.

* * *

تدريب : صغر الأسماء الآتية :

سمراء ـ ليلى ـ مستنصر ـ سائر ـ طائر ـ مصطفى ـ كاتب ـ ميزان عجوز ـ كروان ـ لوذعىّ ـ أفراس ـ نار ـ أذن.


(٤)

النسب

والنسب ظاهرة لغوية مهمة التفت إليها القدماء فخصوها بدراسة مستفيضة ولعلها أكثر أهمية فى عصرنا الحاضر لكثرة الحاجة إلى استعمالها بسبب انتشار العلوم ومناهج التفكير ومذاهب الأدب والفنون والسياسة والاجتماع. وأنت لا تكاد تقرأ صفحة واحدة من كتاب أو صحيفة أو غيرهما إلا وتلتقى بكلمات من نحو : غربى ـ شرقى ـ اشتراكى ـ وجودى ـ علمى ـ موضوعى ـ يمينى ـ يسارى ... الخ.

ويتم النسب بشيئين :

١ ـ زياة ياء مشدودة فى آخر الاسم تسمى ياء النسب ، مع ضرورة كسر ما قبلها ؛ فتقول فى النسب إلى : عرب ـ إسلام ـ نحو ـ صرف :

عربّى ـ إسلامىّ ـ نحوىّ ـ صرفّى.

٢ ـ إجراء تغييرات معينة فى آخر الاسم الذى تتصل به ياء النسب ، وتغييرات أخرى فى حروف داخل الاسم وهو ما نفصل أحكامه الآن.

أولا : التغييرات التى تحدث آخر الاسم :

١ ـ الاسم المنتهى بياء مشددة :

قلنا إن النسب يتم بزيادة ياء مشددة فى آخر الاسم مع كسر ما قبلها ، فماذا تفعل إذا كان الاسم منتهيا بياء مشددة قبل النسب؟

إن ذلك يتوقف على عدد الحروف التى قبل هذه الياء ، وذلك على النحو التالى :


أ ـ إن كانت مسبوقة بحرف واحد لم يحذف منها شىء ، وأنت تعلم أن الحرف المشدد مكون من حرفين ؛ وعلينا أن نفك الياء ، ونقلب الثانية واوا ، وننظر فى الأولى ، فإذا كان أصلها واوا أعدناها إلى أصلها ، وإن كان أصلها ياء تركناها ياء كما هى ، مع فتحها على كل حال ، فنقول : طى وطووىّ فالذى حدث أننا قلبنا الياء الثانية واو ، ثم أعدنا الياء الأولى إلى أصلها الواو (لأن الفعل طوى) ، مع الفتح ، ثم زدنا ياء النسب ، وهكذا نقول :

رىّ ـ رووىّ. حىّ ـ حيوىّ.

ب ـ فإن كانت الياء المشددة مسبوقة بحرفين ، وجب حذف الياء الأولى (أى الساكنة) ، وقلب الياء الثانية واوا مع فتح ما قبلها مثل :

عدىّ ـ عدوىّ. قصىّ ـ قصوىّ.

ح ـ وإن كانت الياء المشددة مسبوقة بثلاثة أحرف أو أكثر ، وجب حذفها كاملة ، فنقول :

كرسىّ ـ كرسىّ. شافعىّ ـ شافعىّ.

«وقد تتساءل : ما الذى حدث للاسم؟ إنه هو نفسه دون تغيير. غير أن القدماء يجيبون بأن الاسم قبل النسب غيره بعد النسب ، فكلمة كرسىّ مثلا إذا جمعت قبل النسب كانت كراسىّ وهى ممنوعة من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع ، أما إذا جمعت بعد النسب لتصير كراسىّ أيضا فإنها تكون غير ممنوعة من الصرف ، لأن ياء النسب زائدة فهى ليست من صلب الكلمة أى أنها خرجت بها عن صيغة منتهى الجموع ، أما من الناحية المعنوية فالأمر ظاهر ، فالإمام الشافعى اسمه هكذا ، فإذا كنت أنت من أتباع مذهبه فى الفقه فأنت شافعى ، وأنت غير الإمام بلا شك ، بل أنت من متبعى مذهبه ...»


٢ ـ الاسم المنتهى بتاء التأنيث :

تحذف تاء التأنيث وجوبا قبل ياء النسب فنقول :

غزّة ـ غزّى. مكّة ـ مكّى.

بصرة ـ بصرى. كوفة ـ كوفّى.

فإذا طبقنا القاعدة السابقة مع كلمة مثل «أميّة» فإننا نحذف تاء التأنيث فتصير الكلمة «أمىّ» أى أن فيها ياء مشددة قبلها حرفان ، فتحذف الياء الأولى ، ونقلب الياء الثانية واوا فتصير الكلمة ـ أموىّ.

* نقرأ فى الصحف كثيرا كلمة «حياتىّ» فى النسب إلى «حياة» ، وهو خطأ واضح ، والصواب : حيوىّ.

* ونقرأ ونسمع كثيرا أيضا كلمة «وحدوىّ» فى النسب إلى «وحدة» وهو خطأ ظاهر ، والصواب حذف تاء التأنيث مع زيادة ياء النسب ، فمن أين أتت هذه الواو؟ .. فيكون النسب الصحيح هو : وحدىّ.

٣ ـ الاسم المنتهى بألف :

يحدث فى هذا الاسم تغييرات ، لكن ذلك يتوقف أيضا على عدد الأحرف التى قبلها ، وذلك على النحو التالى.

أ ـ إن وقعت الألف ثالثة وجب بقاؤها وقلبها واوا فنقول :

فتى ـ فتوىّ. ربا ـ ربوىّ.

ب ـ فإن وقعت الألف رابعة ، فإننا ننظر ؛ إن كان الحرف الثانى متحركا وجب حذف الألف ، مثل :

جمزى ـ جمزىّ (الجمزى : السريعة)


وإن كان الحرف الثانى ساكنا ، جاز حذف الألف وقلبها واوا مثل :

حبلى ـ حبلىّ أو حبلوى. ملهىّ ـ ملهىّ وملهوى

ج ـ فإذا قلبت الألف واوا جاز زيادة ألف قبل الواو ، فنقول :

حبلى ـ حبلوىّ أو حبلاوىّ.

ملهى ـ ملهوىّ أو ملهاوىّ.

د ـ فإن كانت الألف خامسة فصاعدا وجب حذفها ، فنقول :

مصطفى ـ مصطفىّ. حبارى ـ حبارىّ. (اسم طائر)

* نسمع كثيرا كلمة «فرنسىّ» ـ بكسر الفاء والراء ـ فى النسب إلى «فرنسا» ، وهو خطأ واضح ، ذلك أننا ننطق «فرنسا» بفتح الفاء والراء ، فمن أين جاءهما الكسر ، والصواب إذن : «فرنسى».

٤ ـ الاسم المنتهى بالهمزة الممدودة :

يحدث فى الاسم تغييرات ، لكن ذلك يتوقف على نوع الهمزة ، وذلك على النحو التالى :

أ ـ إن كانت الهمزة أصلية وجب بقاؤها ، مثل :

قرّاء ـ قرّائىّ. بدّاء ـ بدّائى.

ب ـ وإن كانت الهمزة للتأنيث وجب قلبها واوا ، مثل.

صحراء ـ صحراوىّ. حمراء ـ حمراوىّ.

ج ـ وإن كانت الهمزة منقلبه عن أصل ، جاز بقاؤها وقلبها واوا ، مثل :

كساء ـ كسائىّ أو كساوىّ. بناء ـ بنائىّ أو بناوىّ.


٥ ـ الاسم المنقوص :

تجرى فيه تغييرات وفقا لعدد الأحرف التى قبل يائه الأخيرة ، وذلك على النحو التالى :

أ ـ إن كانت الياء ثالثة وجب قلبها واوا وفتح ما قبلها ، فنقول :

الرّضى ـ الرّضوىّ. الشّجى ـ الشّجوىّ.

ب ـ فإن كانت الياء رابعة فالأفضل حذفها ، ويجوز ـ فى الاستعمال القليل ـ قلبها واوا وفتح ما قبلها ، مثل :

القاضى ـ القاضىّ (والقاضوىّ) ـ

الهادى ـ الهادىّ (والهادوىّ).

ج ـ فإن كانت الياء خامسة أو سادسة وجب حذفها ، مثل :

المهتدى ـ المهتدىّ. المستعلى ـ المستعلىّ.

* إذا كان الاسم ثلاثيا ، وحرفه الأخير واو أو ياء قبلها سكون ، لم يحدث فيه تغيير ، فنقول :

ظبى ـ ظبيىّ. غزو ـ غزوىّ.

غير أن المسموع فى النسب إلى «قرية» هو «قروىّ» وكان القياس «قريىّ» والمتبع هو ما ورد عن العرب سماعا.

** فإن كان الاسم ثلاثيا ، وحرفه الثالث ياء قبلها ألف فالأغلب قلب الياء همزة فنقول : غاية ـ غائىّ.

٦ ـ الاسم المنتهى بعلامة تثنية :

تحذف علامة التثنية عند النسب ، مثل :


زيدان ـ زيدىّ. محمدان ـ محمدىّ.

(ويميز النسب إلى المثنى من النسب إلى المفرد بالقرائن).

٧ ـ الاسم المنتهى بعلامة جمع المذكر السالم :

تحذف علامة جمع المذكر السالم عند النسب ، مثل :

زيدون ـ زيدىّ. حمدون ـ حمدىّ.

(ويميز النسب بالقرائن أيضا).

٨ ـ الاسم المنتهى بعلامة جمع المؤنث السالم :

ينسب إلى مفرده فى مثل :

زينبات ـ زينبىّ. عائشات ـ عائشىّ.

فإن كان الحرف الثانى ساكنا والألف رابعة ، جاز حذف علامة التأنيث بكاملها (الألف والتاء) ، وجاز حذف التاء وحدها وقلب الألف واوا ، ثم جاز زيادة ألف قبل الواو ، فنقول :

هندات ـ هندىّ أو هندوىّ هنداوىّ.

٩ ـ الاسم المكون من حرفين :

يتحدث الصرفيون كثيرا عن النسب إلى اسم مكون من حرفين على أن يكون الحرف الثانى معتلا ، ونحن لا نرى استعماله اليوم ، وهم يقولون بوجوب تضعيف حرف العلة الثانى فى هذه الحالة وذلك كأن تنسب إلى كلمة «لو» إذا كانت اسما فنقول : لوّىّ. غير أنه من الكلمات المستعملة النسب إلى اسم مكون من حرفين والحرف الثانى صحيح ، وهم يقولون هنا بجواز تضعيف الحرف الثانى وعدم تضعيفه ، كأن ننسب إلى كلمة (كم) ، فنقول كمّىّ أو كمىّ.


١٠ ـ الاسم المحذوف الآخر :

إن كان آخر الاسم محذوفا فإننا ننظر :

أ ـ إن رجع فى التثنية أو جمع المؤنث السالم وجب إرجاعه عند النسب فنقول :

أب = أبوىّ. (المثنى : أبوان بإرجاع اللام).

أخ = أخوىّ. (المثنى : أخوان).

سنة = سنوى أو سنهىّ (الجمع : سنوات أو سنهات).

أخت ـ أخوىّ (الجمع : أخوات).

ب ـ فإن لم يرجع الحرف الأخير المحذوف فى التثنية أو جمع المؤنث السالم جاز رده عند النسب وجاز عدم رده ، فنقول :

يد ـ يدىّ أو يدوىّ. دم دمى أو دموى.

شفة ـ شفى أو شفهى أو شفوى. (الأغلب أن الحرف الأخير المحذوف هو الهاء ومنهم من يرى أنه واو).

ح ـ إن حذف الحرف الأخير وعوض عنه ألف وصل جاز رده عند النسب وعدمه ، فنقول :

ابن ـ ابنىّ وبنوىّ

ثانيا : التغييرات التى تحدث داخل الاسم :

١ ـ العين المحركة بالكسر :

عرفنا أن ياء النسب المشددة تقتضى كسر الحرف الذى قبلها. فإذا


كان الاسم ثلاثيا مكسور العين ، وجب قلب هذه الكسرة فتحة حتى لا تتوالى كسرتان ، فنقول :

دنل = دؤلىّ. / ملك = ملكىّ. / إبل = إبلىّ.

٢ ـ الياء المشددة داخل الاسم :

إذا كان قبل آخر الاسم ياء مشددة مكسورة ؛ أى أنها مكونة من يائين ؛ الأولى ساكنة والثانية مكسورة ، فإنه يجب حذف الياء الثانية المكسورة والإبقاء على الياء الساكنة ، فنقول :

سيّد ـ سيدىّ. طيّب ـ طيبىّ.

٣ ـ ياء فعيلة :

إذا كان الاسم على وزن «فعيلة» فإن ياءه تتعرض لما يلى :

أ ـ إذا كانت العين صحيحة واللام صحيحة ، ولم تكن العين مضعفة ، فإن هذه الياء تحذف ويفتح ما قبلها ، فنقول :

حنيفة ـ حنفىّ. بديهة ـ بدهى.

(من الواضح أننا حذفنا تاء التأنيث أولا حسب القواعد السابقة ، ثم حذفنا ياء فعيلة وفتحنا ما قبلها.)

وقد ورد على غير هذه القاعدة كلمات لم تحذف فيها الياء ، مثل :

سليقة ـ سليقىّ. سليمة ـ سليمىّ.

وهناك رأى حديث يجيز عدم حذف الياء مطلقا بناه على عدد كبير من الكلمات واردة عن العرب ، وهو رأى لا بأس من العمل به ، وعليه نستطيع أن نقول :

طبيعة ـ طبيعىّ. بديهة ـ بديهىّ.


ب ـ فإذا كانت العين مضعفة مثل (دقيقة) ، أو كانت معتلة واللام صحيحة مثل (طويلة) ، فإن الياء تبقى دون تغيير ، فنقول :

دقيقة ـ دقيقىّ. طويلة ـ طويلىّ.

٤ ـ ياء فعيل :

إذا كان الاسم على وزن (فعيل) فإن ياءه تتعرض لما يلى :

أ ـ إذا كان الاسم معتل اللام مثل «علىّ وعدىّ» ، وجب حذف الياء ، مع فتح ما قبلها ، مع ضرورة قلب اللام واوا ، فنقول :

علىّ ـ علوىّ. عدىّ ـ عدوىّ.

ب ـ وإذا كان الاسم صحيح اللام لم تحذف الياء فنقول.

جميل ـ جميلىّ. سمير ، سميرىّ.

٥ ـ ياء فعيلة :

إذا كانت الاسم على وزن (فعيلة) فإن ياءه تتعرض لما يلى :

أ ـ إن كانت العين صحيحة واللام صحيحة ، والعين غير مضعفة ، وجب حذف الياء ، فنقول :

جهينة ـ جهنىّ. قريظة ـ قرظى

ب ـ إن كانت العين مضعفة مثل (جديدة) ، أو كانت معتلة واللام صحيحة مثل (نويرة) ، بقيت الياء دون حذف ، فنقول :

جديدة ـ جديدىّ. نويرة ـ نويرىّ.

٦ ـ ياء فعيل :

إذا كان الاسم على وزن «فعيل» وكان معتل اللام ، وجب حذف الياء ، مع قلب لامه المعتلة واوا ، فنقول :


قصى ـ قصوىّ.

فإذا كانت اللام صحيحة لم تحذف الياء ، مثل :

ردين ـ ردينىّ.

وقد ورد سماعا بحذف الياء مع صحة اللام :

قريش ـ قرشىّ. هذيل ـ هذلىّ.

٧ ـ واو فعولة :

إن كان الاسم علي وزن (فعولة) ، وكانت العين صحيحة غير مضعفة حذفت الواو وفتح ما قبلها ، مثل :

شنوءة ـ شنئىّ.

فإن كانت العين معتلة مثل (قؤولة) ،. ومضعفة مثل (ملولة) ، لم تحذف الواو ، فنقول :

قوولة ـ قوولىّ. ملولة ـ ملولىّ.

النسب إلى جمع التكسير :

إذا كان الاسم جمع تكسير وجب أن ننظر إلى ما يلى :

أ ـ إن كان الاسم دالا على الجمع ، فالرأى الأغلب عند القدماء النسب إلى المفرد ، فنقول :

طلّاب ـ طالبىّ. دول ـ دولىّ. مدارس ـ مدرسى.

(ومعنى ذلك أن ما نسمعه اليوم من قولهم : دولىّ ، إنما هو خطأ على هذا الرأى. غير أن الكوفيين يحيزون النسب إلى جمع التكسير مطلقا ، وعليه فلا خطأ فيه.)


ب ـ فإن لم يعد الاسم دالا على الجمع ، بأن انتقل إلى الدلالة على مفرد ، وجب النسب إليه كما هو ، وذلك مثل :

الجزائر ـ الجزائرىّ. (الجزائر هنا ليست جمعا وإنما هى علم على الدولة العربية المعروفة).

الأهرام ـ الأهرامىّ. (الأهرام هنا ليست جمع هرم وإنما هى علم على الصحيفة العربية.)

صيغ أخرى للنسب :

عرفت اللغة العربية صيغا أخرى للدلالة على النسب ، غير الياء المشددة التى تحدثنا عنها ، وهذه الصيغ هى :

أ ـ فعّال : للدلالة على النسب إلى حرفة معينة ، مثل :

حدّاد ـ بقّال ـ نجّار ـ نحّاس.

ب ـ فاعل وفعل : للدلالة على صاحب شىء ، مثل :

تامر : صاحب تمر. طاعم أو طعم : صاحب طعام.

لابن أو لبن : صاحب لبن.

صور شاذة من النسب :

وردت عن العرب أسماء منسوبة على غير القواعد التى فصلناها ، وعليك أن تعرف ما ورد فى اللغة سماعا لأنه هو المستعمل ، وأشهر هذه الأسماء ما يلى :

مرر = مروزىّ. / الرّىّ = رازىّ. / دهر = دهرىّ.

جلولاء = جلولىّ. أميّة = أموىّ وأميتى.


فوق = فوقانى. / تحت = تحتانىّ. / البصرة = بصرى.

بادية = بدوىّ.

* * *

تدريب :

انسب إلى الأسماء الآتية :

ثورة ـ هواء ـ نساء ـ عيسى ـ قضاء ـ كتاب ـ شديدة.

مدينة ـ سيّد ـ ربا ـ دنيا ـ صحف ـ مصطفى ـ صحيفة ـ إمام ـ محام ـ هدى ـ قدر ـ غىّ ـ قريظة.



الباب الثالث

فى الإعلال والإبدال



تتكون اللغات ـ فى أساسها ـ من مجموعة من الأصوات ، وهى التى يسميها العرب حروفا ، وهذه الأصوات تنقسم إلى أصوات صامتة Con ـ sonants وأصوات صائتة vowels والحركات العربية (الفتحة والكسرة والضمة) صوائت قصيرة ، والألف والياء والواو صوائت قصيرة ، وهذه الأخيرة يسميها القدماء حروف علة ، أو حروف لين ، أو حروف مد.

ومن المعروف أن لكل صوت صفات خاصة ، كأن يكون مجهورا أو مهموسا ، أو مفخما أو رقيقا أو غير ذلك من الصفات التى التفت إليها علماؤنا القدماء.

غير أن هناك قانونا معروفا فى اللغات بعامة ؛ هو أن الأصوات قد يؤثر بعضها فى بعض حين تتجاور داخل الكلام ، ولنأخذ على ذلك مثلا من الإنجليزية : نحن ننقول : Does ...؟ فننطق حرف (s) كأنه (z) ، أى ننطق الكلمة هكذا Doez ...؟ ، فإذا وضعنا بعدها كلمة (she) مثلا : Does she؟ ، نجد حرف (z) قد اختفى اختفاء كاملا وتلاشى فى الحرف الذى بعده الذى يشبه الشين العربية ، ونحن ننطقها هكذا (Doshe.؟).

معنى هذا أن حرف (z) تأثر بالحرف الذى بعده تأثرا معينا.

ولنأخذ مثلا آخر من العربية نحن ننطق كلمة (سلام) فننطق اللام رقيقة والألف بعدها مثلها ، فإذا قلنا (صلاة) تغيرت اللام وصارت لاما مفخمة وكذلك الألف ، فما الذى حدث؟ إنها بلا شك تأثرت بالصاد التى قبلها.

ونحن نقرأ فى القران الكريم : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) فننطق «الصراط» بالصاد مع أن الحرف هو السين ، وأصلها «السراط» غير أن


السين تأثرت بالراء التى بعدها وهو حرف مكرر كما تأثرت بالطاء التى هى حرف مطبق فانقبت السين صادا ... وهكذا.

حين تتجاور الأصوات داخل الكلام يؤثر بعضها فى بعض حسب قوانين صوتية مدروسة ومعروفة ، واللغويون المحدثون يدرسونها فى علم الأصوات اللغوية تحت عنوان sound in speech أى الصوت فى الكلام.

وقد درس العرب القدماء هذا الموضوع بطريقة لا تختلف اختلافا كبيرا تحت هذا الباب الذى يسمونه «الإعلال والإبدال» وهو يحتاج إلى دراسة مفصلة إذ يتوقف عليه فهم كثير من القضايا الصرفية التى شرحها القدماء.

الإعلال : وهم يعرفون الإعلال بأنه تغيير فى حرف العلة تغييرا معينا ، قد يكون بقلبه إلى حرف آخر ، أو بحذف حركته أى بتسكينه ، أو بحذفه كله. أى أن الإعلال يكون بالقلب أو بالتسكين أو بالحذف ، ومعنى ذلك أنه مقصور على حروف العلة التى يحددها العرب بأنها الألف والواو والياء ، ثم يلحقون بها الهمزة.

الإبدال : أما الإبدال فيعرفونه بأنه وضع حرف مكان آخر دون اشتراط أن يكون حرف علة أو غيره. ونحن نلفت إلى أن الإعلال يخضع ـ فى معظمه ـ للقياس ، أى تضبطه قواعد مطردة ، أما الإبدال فلا يخضع ـ فى أغلبه ـ للقياس إنما يحكمه السماع.

ونفصل الآن الحديث فى أهم التغييرات التى تطرأ على الأصوات العربية على النحو الذى وضعه القدماء فى الدرس الصرفى.


(١)

قلب الواو والياء همزة

إذا وقعت الواو أو الياء فى مواضع معينة فإنها تقلب همزة ، وهذه المواضع خمسة ، وهى :

١ ـ إذا تطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة ، أى إذا وقعت آخر الكلمة بشرط وجود ألف زائدة قبلها وذلك مثل :

سماء. بناء.

وذلك لأن أصلهما : سماو ـ بناى. الأولى على وزن (فعال) ، والثانية على وزن (فعال) ؛ أى أن الألف زائدة ، ومن ثم قلبت الواو والياء همزة.

فإذا كانت الكلمة تدخل عليها تاء التأنيث ، أى أن لها مذكرا ومؤنثا ، فإن هذه التاء لا تمنع من قلب الواو أو الياء همزة ، أى كأنها لا تزال فى آخر الكلمة مثل : مشّاى تقلب إلى مشّاء وتؤنث فنقول مشّاءة. وكذلك بنّاى تقلب إلى بنّاء وبنّاءة.

أما كلمة (حلاوة) مثلا ، فإن الواو فيها لا تقلب همزة رغم وقوعها بعد ألف زائدة ، وذلك لأن تاء التأنيث ملازمة لهذه الكلمة دائما ، إذ لا نقول (حلاو).

هذه إذن هى القاعدة الأولى ، وعلى أساسها لا تقلب الياء أو الواو همزة فى مثل «قاول وبايع» لأنهما لم تقعا فى آخر الكلمة ، ولا فى مثل (غزو وظبى) لعدم وجود ألف قبلهما ، ولا فى مثل (اى) لأن الألف التى قبل الياء أصلية.


* وتنطبق هذه القاعدة أيضا على حرف الألف ، أى إذا وقعت فى آخر الكلمة بعد ألف زائدة فإنها تقلب همزة ، فهم يقولون إن كلمة (حمراء) أصلها : حمرا ، ثم مدت الألف أى زيدت ألفا أخرى ، فكأن الصورة هى :

حمراا ، فوقعت الألف متطرفة بعد ألف زائدة فتقلب همزة لتصير : حمراء.

٢ ـ أن تقع الواو أو الياء عينا لاسم فاعل ، بشرط أن يكون الفعل أجوف ، وكانت عينه قد أعلت أى قلبت إلى حرف آخر ، وذلك مثل :

قال ـ أصلها : قول. انقلبت الواو فى الفعل إلى ألف تبعا للقواعد الآتية. فإذا صغنا منه اسم فاعل قلنا :

قاول ؛ فوقعت الواو عينا لاسم الفاعل ، وكانت هذه العين قد أعلت فى الفعل ؛ ولذلك فإنها تقلب هنا همزة ، فتصير : قائل.

وكذلك فى :

باع ـ أصلها : بيع ، قلبت الياء ألفا ، وعند اسم الفاعل نقول : بايع ، فنقلب الياء همزة لتصير : بائع.

فإذا كانت الواو أو الياء غير مقلوبة فى الفعل فإنها تبقى أيضا فى اسم الفاعل دون قلبها همزة ؛ مثل : عور ؛ فإن الواو بقيت صحيحة أى غير معلّة ، ومن ثم تبقى صحيحة فى اسم الفاعل أيضا ، فنقول : عاور.

٣ ـ أن تقع الواو أو الياء بعد ألف (مفاعيل) أو ما يشبه هذا الوزن فى عدد الحروف ونوع الحركات ، على شرط أن تكون الواو أو الياء مدة ، ثالثة فى المفرد ، وذلك مثل :

صحيفة ، الياء فيها زائدة ؛ لأنها على وزن فعلية ، وهى حرف مد ، كما أنها الحرف الثالث فى الكلمة ، فإذا جمعناها قلنا :


صحايف ؛ فتقع الياء بعد ألف مفاعل أو شبهه ، إذ الوزن هنا (فعايل) ، فتقلب الياء همزة لتصير : صحائف. وكذلك فى :

عجوز ـ عجائز. طريقة ـ طرائق

وهذه القاعدة تنطبق أيضا على الألف ؛ أى إذا وقعت بعد ألف مفاعل أو ما يشبهه وكانت مدة زائدة ثالثة فى المفرد قلبت همزة ، مثل :

قلادة ـ قلائد.

أما كلمة (قسورة) فهى تجمع على (قساور) دون أن نقلب الواو همزة لأنها فى المفرد ليست حرف مد ؛ فأنت تلاحظ أنها محركة بالفتحة فيه. وكذلك كلمة (معيشة) تجمع على (معايش) دون قلب الواو همزة لأن الياء أصلية فى المفرد ؛ لأن الفعل هو (عاش) على وزن (فعل).

وقد وردت بعض كلمات شاذة مثل : منارة ومنائر ، ومصيبة ومصائب ؛ إذ قلبت الألف فى الكلمة الأولى ، والياء فى الثانية همزة رغم أنهما أصليتان.

٤ ـ أن تقع الواو أو الياء بعد حرف علة ؛ بشرط أن يفصل بينهما ألف (مفاعل) أو ما يشبهه فى الحروف ونوع الحركات ، وذلك مثل : كلمة (نيّف) ، الياء فيها مشددة ، أى أنها مكونة من ياءين ، فإذا جمعتها صارت : (نيايف) ، فوقعت الياء بعد ألف مفاعل أو شبهه وقبلها ياء فتقلب الياء همزة فتصير نيائف.

وكذلك كلمة (أوّل) ، تجمع على (أواول) ثم تقلب الواو همزة ، فتصير : أوائل.

وكذلك كلمة (سيّد) ؛ إذ أصلها (سيود) ، تجمع على (سياود) ، ثم تقلب الواو همزة فتصير : سيائد.


٥ ـ أن تجتمع واوان فى أول الكلمة ، بشرط أن تكون الثانية واوا غير منقلبة عن حرف آخر. ولكى تتضح لك هذه القاعدة نضرب لك المثال التالى :

إذا أردت أن تجمع كلمة (قاعدة) جمع تكسير فإنك تقول : (قواعد) على وزن (فواعل).

فإذا أردت أن تجمع كلمة (واصلة) نفس الجمع فإنك تقول :

(وواصل) ؛ فتجتمع واوان ؛ والثانية أصلية فى الواوية أى غير منقلبة عن حرف آخر ، فتقلب الواو الأولى همزة لتصير ، (أواصل).

عند النسب إلى كلمة (غاية) أو (راية) تصير الكلمة :

غايىّ ورايىّ ؛ فتجتمع ثلاث ياءات ؛ الياء الأولى وياء النسب المشددة ؛ فتقلب الياء الأولى همزة ـ جوازا ـ لتصير : غائىّ ورائىّ.

* * *


(٢)

قلب الهمزة واوا أو ياء

قلنا إن حروف العلة العربية كما حددها القدماء هى الألف والواو والياء ، ثم ألحقوا بها الهمزة فى قضايا الإعلال والإبدال ، وقد رأينا كيف تنقلب الواو والياء والألف همزة. ونبحث هنا المواضع التى تنقلب فيها الهمزة واوا أو ياء. ويحدث ذلك فى حالتين.

الحالة الأولى : وذلك بالشروط الآتية :

أ ـ أن تقع الهمزة بعد ألف (مفاعل) أو ما يشبهه.

ب ـ أن تكون الهمزة عارضة أى غير أصلية.

ح ـ أن تكون لام المفرد إما همزة أصلية ، وإما حرف علة أصليا ؛ واوا أو ياء.

وذلك وفقا للبيان التالى :

أ ـ كلمة لامها همزة أصلية :

وذلك مثل : خطيئة ودنيئة.

هاتان الكلمتان مفردتان ولامهما همزة أصلية ، ووزنهما : فعيلة ، فإذا أردنا أن نجمعهما جمع تكسير على وزن (فعائل) ، وهو يشبه وزن (مفاعل) فإن إعلالا يحدث حسب خطوات يتخيلها القدماء لتصير الكلمة : خطايا على وزن (فعائل). ولا بأس من أن نذكر هذه الخطوات التى يتخيلها القدماء لأنها ـ فى الحق ـ تعين على تصور صحيح للمفردات العربية. يقولون :


١ ـ تجمع خطيئة على خطايئ.

٢ ـ عندنا ياء بعد ألف مفاعل أو شبهه وكانت مدة زائدة فى المفرد ؛ فتقلب

همزة : خطائىء.

٣ ـ وقعت الهمزة الأخيرة متطرفة بعد همزة فتقلب ياء ـ كما ستعرف ـ

فتصير : خطائى.

٤ ـ تقلب كسر الهمزة فتحة طلبا للتخفيف كما يقولون فتصير : خطائى.

٥ ـ تحركت الياء الأخيرة وانفتح ما قبلها فتقلب ألفا فتصير : خطاءا.

٦ ـ اجتمعت ثلاث ألفات : الألف ، والهمزة وهى عندهم تشبه الألف ، ثم الألف الأخيرة ، وهم يكرهون اجتماع أحرف ثلاثة متشابهة ، فتقلب الهمزة ياء لتصير : خطايا.

ب ـ كلمة لامها ياء أصلية :

وذلك مثل : قضيّة ـ هديّة.

كلمة (قضيّة) مثلا على وزن (فعيلة) أى أن لامها ياء ، فإذا جمعناها على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال : قضايا ، وهم يتخيلون خطوات إعلالها على النحو التالى :

١ ـ قضيّة ، تجمع على : قضايى.

٢ ـ تقلب الياء الأولى همزة : قضائى.


٣ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : قضائى.

٤ ـ تقلب الياء ألفا : قضاءا.

٥ ـ تقلب الهمزة ياء : قضايا.

جـ ـ كلمة لامها ياء أصلها واو :

وذلك مثل : مطيّة ـ عشية.

فكلمة (مطيّة) أصلها (مطيوة) فإذا جمعت على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال (مطايا) وذلك وفقا للخطوات التى تخيلوها على النحو التالى :

١ ـ مطيّة تجمع على : مطايو.

٢ ـ تقلب الواو ياء لتطرفها بعد كسرة : مطايى.

٣ ـ تقلب الياء الأولى همزة : مطائى.

٤ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : مطائى.

٥ ـ تقلب الياء ألفا : مطاءا.

٦ ـ تقلب الهمزة ياء : مطايا.

د ـ كلمة لامها واو :

وذلك مثل : هراوة.

فهذه الكلمة على وزن (فعالة) ، أى أن الواو أصلية ، فإذا جمعناها على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال : هراوى ، وذلك وفقا للخطوات التالية :

١ ـ هراوة تجمع على : هرائو.

(وذلك لانقلاب الألف همزة تبعا للقواعد السابقة.)


٢ ـ تقلب الواو ياء لتطرفها بعد كسرة : هرائى.

٣ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : هرائى.

٤ ـ تقلب الياء ألفا : هراءا.

٥ ـ تقلب الهمزة واوا : هراوى.

الحالة الثانية : أن تجتمع همزتان فى كلمة واحدة. وذلك على النحو التالى :

١ ـ إن كانت الهمزة الأولى متحركة والثانية ساكنة قلبناها حرف علة من جنس حركة الهمزة الأولى ، وذلك مثل :

آمن : أصلها : أأمن. اجتمعت همزتان ، الأولى متحركة بالفتحة والثانية ساكنة ، فنقلب الثانية حرف علة من جنس الحركة الأولى ، والحركة الأولى فتحة ، إذن نقلب الهمزة ألفا : آمن.

وهكذا فى : أؤمن ـ أومن.

إئمان ـ إيمان.

٢ ـ وإن كانت الهمزة الأولى ساكنة والثانية متحركة ، وذلك لا يقع فى موضع الفاء ، وإنما يكون فى موضع العين ، وفى هذه الحالة ندغم الهمزة الأولى فى الثانية ، وذلك كأن تصوغ من الفعل (سأل) صيغة مبالغة على وزن (فعّال) فتصير الكلمة : ساأال ، فاجتمعت همزتان ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ، فندغم الأولى فى الثانية.

لتصير : سأّل.

* أما وجود الهمزة ساكنة والثانية متحركة فى موضع اللام ، وكذلك


وجود همزتين متحركتين فى كلمة واحدة فلا يكون إلا فى صور متخيلة تصورها القدماء دون أن يعرفها الاستعمال اللغوى فى القديم والحديث ، وإنما كانوا يهتمون بها قصدا للتدريب ، وهى لا قيمة لها فى الدرس اللغوى الواقعى ، ومن ثم لا نثبتها فى هذا التطبيق.

* * *


(٣)

قلب الألف ياء

تقلب الألف ياء فى حالتين :

أ ـ أن تقع بعد كسرة ، وذلك مثل كلمة : مفتاح ، إذا أردت أن تجمعها جمع تكسير صارت : (مفات اح) ، فوقعت الألف بعد كسرة فقلبت ياء لتصير : مفاتيح.

وكذلك فى تصغيرها : مفيت اح ، فتصير : مفيتيح.

وذلك لأنك تعلم أن الألف لا يحرك قبلها إلا بالفتحة ، أى لا يقع قبلها ضمة ولا كسرة ولا سكون. وهكذا تجد فى :

مصباح ـ مصابيح ومصيبيح.

سلطان ـ سلاطين وسليطين.

منشار ـ مناشير ومنيشير.

ب ـ أن تقع بعد ياء التصغير فى مثل : كتاب ، وذلك لأن تصغيره يكون على : كتياب. فتقع الألف بعد ياء التصغير الساكنة ، وهو محال ، فتقلب ياء ثم تدغم فيها ياء التصغير ، لتصير : كتيّب.

* * *


(٤)

قلب الواو ياء

تقلب الواو ياء فى الحالات الآتية :

١ ـ أن تقع الواو متطرفة بعد كسرة ، وذلك مثل : رضى. إذ أن هذا الفعل أصله (رضو) بدليل وجودها فى بعض التصاريف مثل :

(الرضوان) ، فوقعت الواو متطرفة وقبلها كسرة ، فتقلب ياء لتصير :

رضى. وهكذا فى (الراضى) أصلها : (الراضو).

٢ ـ أن تقع الواو عينا لمصدر ، بشرط أن تكون معلّة فى الفعل ، وبشرط أن يكون قبلها فى المصدر كسرة وبعدها ألف ، وذلك مثل : صام ، هذا الفعل أصل عينه واو قلبت ألفا كما سبق ، والمصدر منه : صوام ، فوقعت بعد كسرة وبعدها ألف فتقلب ياء لتصير : صيام.

٣ ـ أن تقع الواو عينا لجمع تكسير ، بشرط أن يكون صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، بشرط أن تكون معلة في المفرد وذلك مثل : دار أصلها : دور ، فالعين التى هى الواو معلة فى المفرد أى مقلوبة ألفا فإذا جمعناها قلنا : دوار فنقلب الواو ياء لتصير : ديار.

٤ ـ أن تقع الواو عينا لجمع تكسير ، صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، بشرط أن تكون ساكنة فى المفرد ، وذلك مثل سوط ، تجمع على سواط ، ثم تقلب الواو ياء فتصير : سياط وهكذا فى حوض وحياض ، وروض ورياض.


٥ ـ أن تقع الواو آخر فعل ماض ، بشرط أن تكون رابعة أو أكثر بعد فتحة ، وبشرط أن تكون انقلبت ياء فى المضارع وذلك مثل :

أعطيت وزكّيت ، أصلهما : أعطوت وزكّوت.

فوقعت الواو فى آخر الماضى وهى رابعة قبلها فتحة ، فتنقلب الواو ياء.

٦ ـ أن تقع الواو ساكنة غير مشددة قبلها كسرة ، وذلك مثل :

موزان ، تنقلب فيه ياء لتصير : ميزان.

وهكذا فى : موعاد وميعاد وموقات وميقات.

٧ ـ أن تقع الواو لا ما لصفة على وزن (فعلى) وذلك مثل : دنيا وعليا ، أصلهما : دنوى وعلوى بدليل (دنوت وعلوت).

٨ ـ أن تجتمع الواو والياء فى كلمة واحدة بشروط :

أ ـ ألا يفصل بينهما فاصل.

ب ـ أن تكون الأولى منهما أصلية أى غير منقلبة عن حرف آخر.

حـ ـ أن تكون الأولى ساكنة سكونا أصلية.

فإذا تحققت هذه الشروط وجب قلب الواو ياء ، وإدغامها فى الياء ، سواء كانت الياء سابقة أم لاحقة ، وذلك مثل :

سيود ، وميوت ، تقلب الواو ياء ثم تدعم فى الياء السابقة : سيّد وميّت. وكذلك فى : طوى وكوى ، تقلب الواو ياء ثم تدغم فى الياء اللاحقة : طىّ ، وكىّ.


٩ ـ أن تقع الواو لاما لجمع تكسير على وزن (فعول) ، وذلك مثل :

عصا ودلو جمعهما : عصوو ودلوو.

فتقلب الواو الأخيرة ياء لتصير : عصوى ودلوى. ثم تقلب الواو الأولى ياء تبعا للقاعدة السابقة وتدغم فى الياء الثانية لتصير عصىّ ودلى ، ثم تقلب الضمة إلى كسرة لصعوبة الانتقال من ضم إلى كسر فتصير : عصىّ ودلى.

* * *


(٥)

قلب الألف واوا

تقلب الألف واوا فى حالة واحدة ، وهى أن تقع بعد ضمة ، وذلك كأن تريد تصغير كلمة (لاعب) فإنها تصير لويعب ، بقلب الألف واوا ، وهكذا فى كاتب وماهر : كويتب ومويهر. وكذا إذا أردت أن تبنى الأفعال الآتية للمجهول : (كاتب ـ قاتل ـ بايع) فإنها تصير : كوتب ـ قوتل ـ بويع ، بقلب الألف واوا.

* * *


(٦)

قلب الياء واوا

تقلب الياء واوا فى الحالات الآتية :

١ ـ أن تقع الياء ساكنة ، بعد ضمة ، وألا تكون مشددة ، بشرط أن تقع فى كلمة غير دالة على الجمع ، وذلك مثل :

أيقن ، المضارع منه : ييقن ، واسم الفاعل ميقن.

وقعت الياء فى المضارع واسم الفاعل ساكنة بعد ضمة فتقلب واوا فنقول :

يوقن ـ موقن

وهكذا فى :

أيقظ ـ ييقظ ـ ميقظ ـ يوقظ وموقظ.

أيسر ـ ييسر ـ ميسر ـ يوسر وموسر.

٢ ـ أن تقع الياء لاما لفعل ، ثم حول الفعل إلى صيغة (فعل) التى يقصد بها التعجب ، وذلك مثل :

نهى ـ رمى. فهذان الفعلان أصل لامهما ياء ، فإذا جعلناهما على وزن فعل ، فإن الياء تقع بعد ضمة فتقلب واوا :

نهو ـ رمو.


٣ ـ أن تقع الياء لاما لاسم على وزن فعلى ، مثل :

تقوى ، وفتوى ، أصلهما تقيا ، وفتيا.

٤ ـ أن تقع الياء عينا لاسم على وزن فعلى ، مثل :

طوبى. أصلها طيبى (لأن الفعل طاب يطيب).

* * *


(٧)

قلب الواو والياء ألفا

فى أمثلة كثيرة سابقة كنا نقول لك إن الفعل (قال) مثلا أصله (قول) وأن الفعل (باع) أصلة (بيع) ، وأنت تقرأ كثيرا أن الواو والياء إذا تحركتها وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا.

غير أن قلب الواو والياء ألفا ليس بهذا الإطلاق ، وإنما يخضع لشروط كثيرة هى :

١ ـ أن تكون الواو والياء متحركتين ؛ بالضمة والفتحة أو الكسرة ، ولذلك لا تقلبان فى مثل : قول ـ بيع ؛ لأنهما ساكنتان.

٢ ـ أن تكون حركتهما أصلية ، بمعنى أنها ليست عارضة لسبب من الأسباب ، ولذلك لا تقلب الواو ألفا فى قوله تعالى (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) وذلك لأن واو الجماعة ساكنة فى أصلها ولكنها حركت هنا بالضم لسبب عارض وهو منع التقاء الساكنين ؛ الواو وأول الكلمة التى بعدها.

٣ ـ أن يكون ما قبل الواو والياء مفتوحا ، ولذلك لا تقلبان فى مثل :

دول ـ حيل ؛ لعدم انفتاح ما قبلهما.

٤ ـ أن تكون الفتحة التى قبلهما متصلة بهما فى كلمة واحدة ، ولذلك لا تقلب الياء مثل : كتب يزيد. لأن الفتحة التى في ياء يزيد ليست في نفس الكلمة ، وإنما فى كلمة مستقلة.

٥ ـ إن كانت الواو والياء فى غير موضع اللام ؛ أى فى موضع الفاء


أو العين فلا تقلبان ألفا إلا إذا كان ما بعدهما متحركا ، ولذلك لا تقلبان فى مثل توالى تيامن ، لأن الواو والياء بعدهما ألف ساكنة.

فإن وقعتا فى موضع اللام ، فلا تقلبان ألفا إذا كان بعدهما ألف أو ياء مشددة ، ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :

رميا ـ دعوا ؛ لوجود ألف بعدهما.

ولا تقلبان ألفا فى مثل :

علوىّ ـ حيىّ ؛ لوجود ياء مشددة بعدهما.

٦ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لفعل على وزن (فعل) بشرط أن تكون الصفة المشبهة منه على وزن (أفعل) ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :

عور ـ هيف ـ غيد ـ حول.

وذلك لأنها على وزن فعل ، والصفات المشبهة منها هى :

أعور ـ أهيف ـ أغيد ـ أحول.

٧ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لمصدر الفعل السابق ، فلا تقلبان ألفا فى :

عور ـ هيف ـ غيد ـ حول.

٨ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لفعل مزيد بتاء الافتعال (افتعل) بشرط أن يكون دالا على المفاعلة أى المشاركة ؛ ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :

اشتوروا (أى شاور بعضهم بعضا)

اجتوروا (أى جاور بعضهم بعضا)


٩ ـ ألا يقع بعد الواو أو الياء حرف آخر يستحق أن يقلب ألفا ، فإن وجد مثل هذا الحرف فالأغلب قلبه هو ألفا وترك الواو أو الياء السابقتين دون قلب ، وذلك مثل :

الهوى : مصدر من الفعل هوى. إذ أصله الهوى ؛ الواو تستحق القلب ألفا ، ولكن بعدها ياء تستحق القلب أيضا ، فقلبت الأخيرة وتركت الواو صحيحة.

الحيا : مصدر من الفعل حيى ، قلبت الياء الثانية وتركت الأولى.

١٠ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا فى كلمة منتهية بشىء مختص بالأسماء كالألف والنون ، وألف التأنيث المقصورة ، ولذلك لا تقلبان فى مثل :

الجولان ـ الهيمان.

* * *


(٨)

إبدال الواو والياء تاء

كان معظم ما قدمناه يدور حول الإعلال بالقلب ؛ أى قلب حرف العلة إلى حرف علة آخر.

أما الآن فندرس بعض مواضع الإبدال ، وهى التى يحل فيها حرف مكان حرف آخر سواء كان حرف علة أم غيره.

فتبدل الواو والياء تاء بالشروط التالية :

١ ـ أن تقعا فاء لفعل على وزن (افتعل) أو أحد مشتقاته كالمضارع والأمر واسم الفاعل.

٢ ـ ألا يكون أصلهما همزة.

وذلك مثل : وصف ـ يسر.

إذا صغنا منهما وزن (افتعل) صارا : اوتصف ـ ايتسر ؛ ثم تبدل الواو والياء تاء ، ثم تدغم فى تاء الافتعال فتصير.

اتصف ـ اتّسر.

وهكذا فى المضارع : يوتصف ـ يتّصف.

ييتسر ـ يتّسر.

وفى الأمر : اوتصف ـ اتّصف.


ايتسر ـ اتّسر.

وفى اسم الفاعل : موتصف ـ متّصف.

ميتسر ـ متّسر.

* * *


(٩)

إبدال تاء الافتعال طاء

هناك حروف فى العربية تسمى الإطباق وهى (الصاد ـ الضاد ـ الطاء ـ الظاء).

فإن كانت فاء الكلمة حرفا من حروف الإطباق وكانت الكلمة مزيدة بتاء الافتعال ، فإنها تقلب طاء ، وذلك مثل :

صبر : إذا زدنا تاء الافتعال قلنا اصتبر ، ثم تقلب التاء طاء لتصير : اصطبر.

ضرب : اضترب ـ اضطرب.

طرد : اطترد ـ اططرد ـ اطّرد.

ظلم : اظتلم ـ اظطلم. ويمكن قلب الطاء ظاء وإدغامها فيما قبلها لتصير : اظلّم.

* * *


(١٠)

إبدال تاء الافتعال دالا

إذا كانت فاء الكلمة دالا ، أو ذالا ، أو زايا ، ووقعت بعدها تاء الافتعال فإنها تقلب دالا : وذلك مثل :

دخر : إذا أردنا أن نزيده تاء لقلنا : ادتحر ، ثم تقلب التاء دالا وتدغم فى الأولى لتصير : ادّخر.

زجر ـ ازتجر ، ثم تقلب التاء دالا : ازدجر.

ذكر ـ اذتكر ، ثم تقلب التاء دالا : اذدكر ، ويجوز في الكلمة التى تبدأ بذال أن تقلب هذه الذال دالا ثم تدغم فى الدال الثانية لتصير :

ادّكر. ويجوز أيضا أن تبقى الذال الأولى ونقلب الدال ذالا ثم ندغمهما

لتصير : اذّكر.

* * *


(١١)

الإعلال بالنقل

هناك نوع من التأثير يصيب حرف العلة يسمى الإعلال بالنقل ، ومعناه نقل الحركة من حرف علة متحرك إلى حرف صحيح ساكن قلبه ، وهو لا يحدث إلا في الواو والياء ؛ أى لا يحدث فى الألف لأنها لا تتحرك مطلقا.

ولنأخذ الفعل (قال) الذى عرفت أن أصله ، (قول) بدليل مصدره (قول) ، فإذا أردنا أن نصوغ منه فعلا مضارعا قلنا (يقول). ومثل هذا الضبط فيه شىء من الثقل ولذلك يقول الصرفيون ، إن حركة الواو التى هى الضمة انتقلت إلى القاف الساكنة قبله ليصير الفعل (يقول).

ولعلك تلاحظ أن الواو بقيت واوا وذلك لأن الحركة التى كانت عليها هى الضمة ؛ والضمة من جنس الواو.

فإذا أخذنا الفعل (باع) فأنت تعلم أن أصله (بيع) بدليل مصدره (بيع) ، والمفروض أن المضارع منه هو (يبيع) ، الباء ساكنه والياء محركة بالكسر ، فتنقل حركة الياء إلى الباء الساكنة ليصير الفعل (يبيع).

وأنت تلاحظ أيضا أن الياء بقيت ياء لأن الحركة التى كانت عليها هى الكسرة وهى حركة من جنس الياء.

ثم لنأخذ الفعل (نام) ، أصله (نوم) بدليل مصدره (نوم) والمضارع منه (ينوم) ، النون ساكنة والواو محركة بالفتحة ، فتنقل حركة الواو إلى النون الساكنة ثم تقلب الواو ألفا ليصير الفعل (ينام).


فلماذا انقلبت الواو هنا ألفا بينما بقيت الواو والياء كما هما فى الفعلين السابقين؟

السبب في ذلك أن الواو والياء فى الفعلين الأوّلين محركتان بحركة تجانس كلا منهما ، فالضمة من جنس الواو والكسرة من جنس الياء.

أما الفعل الأخير فالواو فيه محركة بالفتحة وهى من غير جنس الواو ، ولذلك قلبت الواو بعد نقل حركتها ألفا.

وهكذا تستطيع أن تفعل فى مضارع الأفعال الآتية :

قام ـ عاد ـ دار ـ سار ـ مال ـ خاف ـ حار.

* * *


(١٢)

الإعلال بالحذف

وغير الأنواع السابقة من الإعلال يوجد نوع آخر يسمى الإعلال بالحذف ، وهو تأثير يصيب الحرف فى حالات معينة يؤدى إلى حذفه من الكلمة.

والإعلال بالحذف يوجد فى الحالات الآتية :

١ ـ الفعل الماضى المزيد بالهمزة الذى على وزن (أفعل) ؛ فتحذف هذه الهمزة فى المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، مثل :

أكرم : مضارعه يؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : يكرم.

اسم الفاعل : مؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : مكرم.

اسم المفعول : مؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : مكرم.

٢ ـ الفعل المثال الثلاثى بشرط أن تكون فاؤه واوا ، وبشرط أن تكون العين مفتوحة فى الماضى مكسورة فى المضارع. فتحذف هذه الواو فى المضارع ، والأمر ، مثل :

وعد ؛ فهو فعل ثلاثى مثال أوله واو ، وعينه مفتوحة ، ومضارعه مكسورة العين ، فتقول فى المضارع (يوعد) فتحذف الواو ليصير الفعل يعد.

وكذلك الأمر : عد.

وتحذف هذه الواو أيضا فى مصدر هذا الفعل بشرط أن يكون المصدر


على وزن فعلة لغير الهيئة ، وبشرط أن تلحقه التاء للتعويض عن الواو المحذوفة ، فيكون المصدر : وعدة ؛ تحذف الواو ليصير عدة.

وهكذا نفعل فى : وصف ـ وجد ـ ولد.

٣ ـ الفعل الثلاثى المكسور العين فى الماضى بشرط أن تكون عينه ولامه من جنس واحد ، فإذا أسند هذا الفعل إلى ضمير رفع متحرك جاز فيه ثلاثة أوجه ، وذلك مثل :

ظلّ : فهو ثلاثى عينه مكسورة (أصله ظلل) ، وهذه الأوجه هى :

١ ـ إبقاء الفعل كما هو مع فك إدغامه ، فنقول :

ظللت ـ ظللت ـ ظللت ـ

ظللتما ـ ظللنا ـ ظللتم.

ب ـ حذف عينه دون تغيير آخر ، فيصير :

ظلت ـ ظلت ـ ظلت ... الخ.

ح ـ حذف عينه مع نقل حركتها إلى الفاء ليصير :

ظلت ـ ظلت ـ ظلت .... الخ

فإن كان الفعل مضارعا أو أمرا واتصلت بهما نون النسوة جاز لك فيهما وجهان :

أ ـ إبقاؤهما دون تغيير مع فك الإدغام ، فنقول :

يظللن ـ اظللن

ب ـ حذف العين منهما ونقل كسرتها إلى الفاء ، فنقول :

يظلن ـ ظلن


٤ ـ اسم المفعول من الفعل الأجوف ، مثل :

قال : اسم المفعول منه هو : مقوول. تنقل الضمة التى على الواو إلى القاف تبعا لقاعدة الإعلال بالنقل ، فيصير : مقوول ، فتجتمع واوان ساكنتان ، فتحذف الثانية على الأغلب ، فيصير مقول.

باع : اسم المفعول منه هو : مبيوع ، تنقل ضمة الياء إلى الباء الساكنة ، فيلتقى ساكنان الياء والواو ، فتحذف الواو ، ثم تقلب ضمة الباء إلى كسرة ليصير : مبيع.

وهكذا تفعل فى : دار ـ حاط ـ صام ـ رام.

غاب ـ شاد ـ هام ـ خاط.

* * س*


الفتح والإمالة

أنت تعلم أن هناك تأثيرا يقع فى الأصوات المتجاورة إذا كانت متماثلة أو متجانسة أو متقاربة ، ويقسم المحدثون تأثر الأصوات إلى نوعين :

١ ـ تأثر رجعى Regressive وفيه يتأثر الصوت الأول بالثانى.

٢ ـ وتأثر تقدمى : progressive وفيه يتأثر الصوت الثانى بالأول.

والفتح والإمالة صوتان صائتان ، أى يندرجان تحت ما يسميه الأوربيون Vowels. فالفتح هو النطق بالصوت مع فتح الفم ، وهو إما صائت قصير Short vowell أى فتحة (a) ، وإما صائت طويل long vowel أى ألف (aa). والإمالة هى أن تتجه بالفتحة نحو الكسرة (e) وبالألف نحو الياء (a؟). ومعنى ذلك أن الإمالة متحولة عن الفتح ، ولذلك اهتم القدماء ـ وبعض المحدثين ـ بموضوع الأصلية والفرعية فيهما وذهب الأكثرون إلى أن الفتح هو الأصل والإمالة فرع عليه.

ومهما يكن من أمر فإن الإمالة كانت منتشرة فى لهجات عربية قديمة ، وهى تمثل مستوى من اللغة الفصحى ويقرأ بها القرأن. وهى الآن منتشرة فى بعض اللهجات العربية العامية وبخاصة فى لبنان.

ويطلق القدماء على (الفتح) أكثر من اسم ، فيسمونه أحيانا (التفخيم) وأحيانا أخرى (النصب). ويسمون (الإمالة) (الإضجاع) أو (البطح) أو (الكسر).

وقد تنبه القدماء إلى أن إمالة الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء إنما تحدث لأسباب صوتية معينة سنعرض لها بعد قليل ، بحيث تؤدى


الإمالة إلى الانسجام بين الأصوات فى الكلام فقالوا إن «الغرض منها تناسب الأصوات وتقاربها لأن النطق بالياء والكسرة انحدار وتسفّل وبالفتحة والألف تصعّد واستعلاء» ، وبالإمالة تصير من نمط واحد فى التسفل والانحدار.

والآن ما أسباب الإمالة؟

أولا : إمالة الفتحة نحو الكسرة :

قلنا إن الفتحة صائب قصير ، وهى تمال إلى صائت قصير آخر هو الكسرة لأسباب ثلاثة :

١ ـ تمال قبل الألف الممالة ، هكذا يقول القدماء ، بمعنى أن كلمة مثل (كتاب) حين تمال الألف فيها نحو الياء تمال فتحة التاء نحو الكسرة ، وأنت تعلم أن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ، فلما أميلت الألف أميلت الفتحة ، غير أن الواقع العلمى لا يفرق بين الفتحة التى قبل الألف والألف ؛ لأنهما ـ فى الحق ـ صوت صائت طويل ، أى أن الصوت الممال هنا هو الألف : كتاب. وسوف نعرض لأسباب إمالة الألف بعد ذلك.

٢ ـ تمال الفتحة قبل حرف (الراء) بشروط :

أ ـ أن تكون الراء مكسورة.

ب ـ أن تكون الفتحة قبل الراء مباشرة وألا يكون الحرف المفتوح ياء ، أو أن تكون منفصلة عنها بحرف مكسور أو ساكن غير ياء.

ح ـ أن تكون الراء فى آخر الكلمة على الأغلب.

أمثلة :

من الكبر : تمال فتحة الباء لأنها وقعت قبل راء مكسورة فى الطرف.


من البقر : تمال فتحة القاف لأنها وقعت قبل راء مكسورة فى الطرف ، وليس مهما أن تكون القاف حرف استعلاء ، فحرف الاستعلاء لا يمنع الإمالة هنا كما يمنعها عند الألف كما ستعرف بعد قليل.

أشر : تمال فتحة الهمزة لأن بعدها راء مكسورة فى الطرف ، لكن الفتحة لم تقع مباشرة قبل الراء ، بل فصل بينها ، غير أن هذا الفاصل مقبول لأنه حرف مكسور وهو غير ياء.

من عمرو : تمال فتحة العين لأن بعدها راء مكسورة فى الطرف ، وإن كان قد فصل بينهما فاصل ، لكنه فاصل مقبول ؛ لأنه حرف ساكن غير ياء.

من الغير : لا تمال فتحة الغين رغم وقوعها قبل راء متطرفة مكسورة ، وذلك لأن الحرف المفتوح هو الياء.

من غيرك : لا تمال فتحة الغين رغم أن الذى يفصلها عن الراء المتطرفة المكسورة حرف ساكن ، وذلك لأن هذا الحرف هو الياء.

رمم : لا تمال فتحة الميم لأن الراء المكسورة وقعت قبل الفتحة وليس بعدها.

٣ ـ تمال الفتحة قبل هاء المؤنث بشرط أن نقف عليها ، مثل :

رحمه ، نعمه : تجوز إمالة فتحة الميم لأنها وقعت قبل الهاء الموقوف عليها.

ثانيا : إمالة الألف نحو الياء :

قلنا إن الألف صائت طويل ، وهى تمال نحو صائت طويل آخر هو الياء ، وذلك للأسباب الآتية :

١ ـ أن تكون الألف متطرفة ، وأن يكون أصلها ياء مثل :


الهدى والفتى : تمال هذه الألف نحو الياء لأنها وقعت متطرفة ، وأصلها الياء. (الهدى مصدر من هدى يهدى ، والفتى جمعه فتية وفتيان.).

رمى وسقى : تمال الألف نحو الياء لوقوعها طرفا وأصلها الياء (رمى مضارعه يرمى ومصدره رمى وكذلك سقى).

فتاة : تمال الألف نحو الياء رغم أن بعدها تاء ، غير أن تاء التأنيث فى حكم المنفصلة ، ولذلك تعتبر الألف كأنها وقعت متطرفة ، وأصلها الياء. (فتاة جمعها فتيات.)

ناب : لا تمال الألف نحو الياء رغم أن أصلها الياء (ناب وأنياب) وذلك لعدم وقوعها فى الطرف.

٢ ـ أن تحل الياء محل الألف فى بعض تصاريف الكلمة مثل :

ملهى : هذه الألف ليس أصلها ياء (لها يلهو لهوا) ولكنها تمال نحو الياء ؛ لأن الياء تحل محلها فى بعض التصاريف كالمثنى والجمع : ملهيان وملهيات.

حبلى : هذه الألف ليس أصلها ياء لأنها ألف التأنيث المقصورة ، ولكنها تمال نحو الياء لأن الياء تحل محلها فى بعض التصاريف كالمثنى والجمع : حبليان وحبليات.

غزا : هذه الألف ليس أصلها ياء (غزا يغزو غزوا) ، ولكنها تمال نحو الياء ؛ لأن الياء تخلفها فى بعض التصاريف كما يحدث عند بنائه للمجهول : غزى.

٣ ـ أن تكون الألف عينا فى فعل أجوف سواء أكان أصلها الواو أو


الياء ، وبشرط أن يصير وزن هذا الفعل عند إسناده إلى تاء الضمير إلى : فلت ، بكسر الفاء ، مثل :

باع ، خاف : تمال الألف نحو الياء ؛ لأن الألف وقعت عينا لفعل أجوف ، وأصلها ياء فى الفعل الأول (باع يبيع بيعا) وواو فى الفعل الثانى (خاف يخاف خوفا) ، ثم إن الفعلين يصيران على وزن : فلت بكسر الفاء عند إسنادهما إلى تاء الضمير فنقول : بعت ـ بعت ـ بعت ، خفت ـ خفت ـ خفت.

قال ـ دار : لا تمال الألف نحو الياء ، صحيح أن الألف وقعت عينا لفعل أجوف ، لكن الفعل عند إسناده إلى تاء الضمير لا يصير على وزن :

فلت بكسر الفاء ، وإنما يصير على وزن فلت بضم الفاء ، فنقول :

قلت ـ قلت ـ قلت ، درت ـ درت ـ درت.

مات : هذه الألف تجوز فيها الإمالة وعدمها ، وذلك لأنها وردت بلهجتين : متّ بكسر الفاء ، ومتّ بضمها ، فمن كسر الفاء أجاز الإمالة ومن ضمها نطقها بالفتح دون الإمالة.

٤ ـ أن تقع الألف قبل ياء ، مثل :

ساير تحايل : تمال الألف نحو الياء لوقوع ياء بعدها مباشرة.

٥ ـ أن تقع الألف بعد ياء ، وذلك على النحو التالى :

(أ) أن تكون الياء متصلة بها ، مثل : بيان.

(ب) أن تكون مفصولة عنها بحرف واحد ، مثل : شيبان وحيوان ؛ فالياء هنا انفصلت عن الألف بحرف واحد ، ولكن الإمالة فى (شيبان) أقوى منها فى (حيوان) لأن الياء فى الأولى ساكنة.


حـ ـ أن تكون مفصولة عنها بحرفين ، بشرط أن يكون أحدهما هاء ، مثل : بيتها ؛ فالألف تجوز إمالتها لأنها مفصولة عن الياء بحرفين وأحد الحرفين هو الهاء ، وقد اشترطوا ذلك لأنهم يعتبرون الهاء صوتا خفيا أى أنها فاصل ضعيف.

٦ ـ أن تقع الألف قبل كسرة ، مثل : سالم ، كامل.

٧ ـ أن تقع الألف بعد كسرة ، ومن الواضح أن الكسرة يستحيل أن تكون قبل الألف مباشرة لأن ما قبلها لا يكون إلا مفتوحا ، ولذلك فإن الألف التى تمال بعد الكسرة تكون على النحو التالى :

(أ) أن تكون منفصلة عنها بحرف واحد مثل : كتاب ـ سلاح ـ تلال.

(ب) أن تكون منفصلة عنها بحرفين بشرط أن يكون أولهما ساكنا مثل : ملحاح ـ مزلاج.

(ج) أن تكون منفصلة عنها بحرفين أحدهما هاء ، مثل : يريد أن يؤدّبها ، وذلك لما ذكرناه من أن الهاء فاصل ضعيف.

(د) أن تكون منفصلة بثلاثة أحرف بشرط أن يكون الأول ساكنا وأحد الحرفين الآخرين هو الهاء مثل : درهماك ، فأنت ترى أن كسرة الدال يفصلها عن الألف ثلاثة أحرف ، لكن أولها وهو الراء حرف ساكن ، والحرف الثانى هو الهاء.

٨ ـ إرادة التناسب ، أى أن الألف قد تكون فى كلمة لا تستحق الإمالة لكن لوقوعها بقرب ألف أخرى ممالة ، فإنه يحسن إمالتها لإحداث الاتساق والانسجام بين الأصوات. مثل :


قرأت كتابا. فأنت إذا وقفت على كلمة (كتابا) فإنك تقف عليها بالألف وليس بالتنوين ، وهذه الألف لا تجوز إمالتها لأنها لا يتوافر فيها شرط من الشروط السابقة ، غير أن الألف التى قبلها تمال لأن قبلها كسرة مفصولة بحرف واحد ، فتمال الألف الثانية لإمالة الألف الأولى إرادة للتناسب.

ونحو قوله تعالى : (وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى). فكلمة (الضحى) منتهية بألف ، لكن هذه الألف لا تجوز إمالتها لأن أصلها واو إذ أصلها (الضحوة) ، غير أن كلمتى (سجى) و (قلى) فى آخر الآيتين التاليتين تمال الألف فيهما لأن أصلها ياء ، وعليه تجوز إمالة ألف (الضحى) لإرادة التناسب.

هذه هى الأسباب التى ذكرها الصرفيون لجواز إمالة الألف نحو الياء ، غير أنهم لاحظوا أنه مع توافر هذه الأسباب التى تدعو إلى الإمالة قد توجد حروف أخرى تمنع هذه الأسباب من العمل ، أى تمنع الإمالة ، وهى التى يسمونها :

موانع الإمالة :

تمنع الإمالة لسببين :

أ ـ حرف الراء.

ب ـ حروف الاستعلاء.

أ ـ حرف الراء : يمنع الإمالة بشرطين :

١ ـ أن يكون غير مكسور.

٢ ـ أن يكون متصلا بالألف سواء أكان قبلها أم بعدها.


٣ ـ ألا يكون ساكنا بعد كسرة.

راشد : المفروض أن هذه الألف تجوز إمالتها لوقوعها قبل كسرة ، إلّا أن الراء المفتوحة وقعت قبلها مباشرة ، ولذلك فهى تمنع الإمالة.

هذا جدار : المفروض أن الألف تجوز إمالتها لوقوع الكسرة قبلها غير أن الراء المضمومة وقعت بعدها مباشرة ، فمنعت الإمالة.

اشتريت ستارة : هذه الألف تجوز إمالتها لوقوع الكسرة قبلها ، غير أن الراء المفتوحة وقعت بعدها مباشرة ، فمنعت الإمالة.

إرشاد : هذه الألف تجوز إمالتها ، ولا تمنع الراء غير المكسورة الإمالة لأن الراء ساكنة بعد كسرة.

رجال : هذه الراء لا تمنع إمالة الألف لأنها مكسورة.

ب ـ حروف الاستعلاء : وهى عندهم سبعة أحرف :

الخاء ، والغين ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والقاف

وهذه الحروف تمنع الإمالة بشروط :

١ ـ أن تكون متقدمة على الألف متصلة بها ، مثل :

طالب ، خالد ، صابر : فهذه الألف تجوز إمالتها لأن بعدها كسرة ، غير أن قبلها حرفا من حروف الاستعلاء متصلا بها ، ومن ثم تمتنع الإمالة.

٢ ـ أن تكون متقدمة على الألف منفصلة عنها بحرف واحد ، مثل :

صحائف ، غنائم : المفروض جواز إمالة الألف لوقوعها قبل كسرة ، غير أن الإمالة ممتنعة هنا لتقدم حرف من حروف الاستعلاء مفصول عن الألف بحرف واحد.


٣ ـ ألا يكون حرف الاستعلاء المتقدم مكسورا ، مثل :

صيام ، قيام : هذه الألف تمال ، ولا يمنع الإمالة وجود حرف استعلاء متقدم عليها ، لكونه مكسورا.

٤ ـ ألا يكون حرف الاستعلاء ساكنا بعد كسرة مثل :

مصباح ، مقدام : هذه الألف تمال ، ولا يمنع الإمالة وجود حرف الاستعلاء متقدم عليها لكونه ساكنا بعد كسرة.

٥ ـ إذا كان حرف الاستعلاء مؤخرا عن الألف فإنه يمنع الإمالة إن كان متصلا بها ، مثل :

ساطع ، حاضر : هذه الألف تجوز إمالتها لوقوعها قبل كسرة ، غير أن وجود حرف الاستعلاء بعدها مباشرة يمنع الإمالة.

٦ ـ أن يكون حرف الاستعلاء المؤخر مفصولا بحرف واحد أو حرفين ، مثل :

ناسخ ، باسط : هذه الألف لا تمال لوقوع حرف من حروف الاستعلاء بعدها مفصولا بحرف واحد.

مواثيق ، نواعير : هذه الألف لا تمال لوقوع حرف من حروف الاستعلاء بعدها مفصولا بحرفين.

ولكن ما السبب فى أن الراء وحروف الاستعلاء تمنع الإمالة؟

قلنا إن الإمالة تهدف إلى التناسق والانسجام بين الأصوات حتى لا ينتقل اللسان من فتح إلى كسر مرة واحدة. أما الراء فهى حرف مكرر يستغرق فترة زمنية أطول ، وأما حروف الاستعلاء فهى تستعلى إلى الحنك ، ولذلك لم تمل الألف معها طلبا للتجانس ، بمعنى أن حرف الصاد


مثلا يناسبه الفتح لأنه يرتفع إلى الحنك فإذا أملنا الألف معه أدى إلى استثقال فى النطق ، والمقصود من الإمالة التخفيف.

مانع الموانع :

عرفت الآن أن الألف تمال لأسباب معينة ، وأن هناك موانع تمنع هذه الأسباب من إمالة الألف ، غير أن هناك ما يسميه الصرفيون بمانع الموانع ، أى أن الألف تمال مع وجود موانع الإمالة ، لأن هناك مانعا آخر كف هذه الموانع ، ومانع الموانع نوعان :

١ ـ أن يكون سبب الإمالة فى الألف نفسها ، وذلك مثل :

طاب ، زاغ : هذه الألف تجوز إمالتها لأن أصلها ياء ، ولكن قبل الأولى وبعد الثانية حرف استعلاء ، أى أن هذه الإمالة كان من المفروض أن تكون ممنوعة بسبب حرف الاستعلاء غير أن هذا المانع لا يعمل هنا لأن سبب الإمالة موجود فى الألف ذاتها باعتبار أن أصلها ياء.

خاف : هذه الألف تجوز إمالتها لوجود كسرة مقدرة ، إذ أن أصل الألف واو مكسورة (خاف أصلها خوف) ، ومع وجود حرف استعلاء قبل الألف ، فإنها تمال لأن السبب موجود فيها نفسها.

٢ ـ وجود راء مكسورة مجاورة ، مثل :

على أبصارهم : يوجد هنا حرف استعلاء (هو الصاد) قبل الألف ، أى أنه كان ينبغى أن يمنعه من الإمالة ، أى أن وجود راء مكسورة بعد الألف تمنع الصاد من العمل ، فتمال الألف.

إن كتاب الأبرار : الألف فى (الأبرار) كان ينبغى أن تمنع من الإمالة لوجود راء مفتوحة قبلها ، لكن وجود راء مكسورة بعدها منعت الراء المفتوحة من العمل ، ولذلك تمال الألف.


ملاحظات :

١ ـ الإمالة ظاهرة خاصة بالنطق فقط ، والكتابة العربية ليس فيها رسم يمثل الإمالة.

٢ ـ ركز القدماء على إمالة الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء ، وذكر بعضهم إمالة أخرى وهى إمالة الفتحة نحو الضمة والألف نحو الواو ، وهذه الإمالة تلحظ فى اللهجة المصرية العامية مثل : فوق ، نوع ، وشوط. وقد ذكر ابن جنى مثل هذا النوع من الإمالة فى قوله «وأما ألف الإمالة فهى التى تجدها بين الألف والياء نحو قولك فى عالم وخاتم عالم ، خاتم. وأما ألف التفخيم فهى التى تجدها بين الألف وبين الواو نحو قولهم : سلام عليه وقام زيد .... وعلى هذا كتبوا الصلوة والزكوة والحيوة بالواو ، لأن الألف مالت نحو الواو».

* * *

تدريب :

أذكر حكم الإمالة فيما يلى :

مواثيق ـ نافخ ـ نواة ـ سكرى ـ

كال ـ منقار ـ منشار ـ قاسم ـ

هاب ـ آب ـ هاب ـ ناب.


الوقف

من المؤكد أننا لا نستطيع أن نتحدث أو أن نقرأ بوصل كل الكلمات بعضها ببعض ، لأن طاقة التنفس أولا لا تسمح لنا بذلك ، ولأننا ـ فى الأغلب ـ نراعى المعانى فنقف على الكلمة التى نعرف أنها أتمت معنى معينا أو التى نريد أن نلفت إليها انتباها أشد.

الوقف إذن قانون أساسى من قوانين اللغات ، وأنت تعلم أن اللغة العربية لا تبدأ بساكن ، أى أن طبيعتها تفرض أن يكون الحرف الأول متحركا ، فهل نقف على الكلمات بنفس الطريقة التى نقرأها بها إذا كان الكلام متصلا؟

إن هناك قواعد معينة للوقف فى العربية نعرضها على النحو التالى :

١ ـ غير المنون :

إذا كانت الكلمة غير منونة ، كأن تكون اسما معرفا بالألف واللام ، أو اسما ممنوعا من الصرف ، أو فعلا ، فإننا نقف على آخره بالسكون ، مثل :

جاء الرجل. رأيت الرجل. مررت بالرجل. جاءت زينب. رأيت زينب. مررت بزينب. الطالب يكتب. لن يكتب. الطالب كتب.

٢ ـ الاسم المنون :

أ ـ إذا كان الاسم المنون منصوبا أبدلنا تنوينه ألفا ، مثل :

رأيت زيدا. قابلت رجلا.


ب ـ إذا كان مرفوعا أو مجرورا حذفنا التنوين ووقفنا على الحرف الأخير بالسكون ، مثل :

جاء زيد. مررت بزيد.

جاء رجل. مررت برجل.

٣ ـ الاسم المقصور :

نقف عليه بالألف دائما ، سواء أكان منونا أم غير منون ، مثل :

جاء فتى. رأيت فتى. مررت بفتى.

جاء الفتى. رأيت الفتى. مررت بالفتى.

٤ ـ الاسم المنقوص :

إذا كان منونا نظرنا :

أ ـ إن كان منصوبا أثبتنا ياءه ، وأبدلنا التنوين ألفا ، مثل :

رأيت قاضيا.

ب ـ وإن كان مرفوعا أو مجرورا حذفنا الياء ، مثل :

جاء قاض. مررت بقاض.

* هناك لهجة عربية قديمة فصيحة كانت تجيز إثبات الياء فى حالتى الرفع والجر ، فنقول :

جاء قاضى. مررت بقاضى.

وعليها وردت قراءة ابن كثير :

(ولكل قوم هادى) ، (وما لهم من دونه من والى). لكن حذف الياء هى اللغة الغالبة.


فإن كان المنقوص معرفا بالألف واللام ، أى غير منون ، ثبتت ياؤه فى كل الأحوال ، فتقول :

جاء القاضى. / رأيت القاضى. / مررت بالقاضى.

غير أنه يجوز حذف الياء أيضا ، كما فى الآية الكريمة :

(وهو الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ).

٥ ـ هاء الضمير :

أ ـ إن كان الضمير عائدا على مفرد مذكر وقفنا على الهاء بالسكون ، مثل :

رأيته. / مررت به. / الكتاب له.

ب ـ وإن كان الضمير عائدا على مفرد مؤنث وقفنا على الضمير بالألف ، مثل :

رأيتها. مررت بها. الكتاب لها.

٦ ـ تاء التأنيث :

تاء التأنيث إما أن تكون فى آخر اسم أو فعل ، وتأتى أيضا ـ كما يقولون ـ مع بعض الحروف ، وأحكام الوقف عليها تسير على النحو التالى :

أ ـ إذا كانت تاء التأنيث فى اسم فإننا نقف عليها مع إبدالها هاء ، مثل :

جاءت طالبة. / رأيت طالبة. / مررت بطالبة.


ب ـ ورد فى اللغة جواز الوقف عليها بالتاء على أن يكون قبلها حركة أو ساكن معتل ، مثل :

شجرت. / ثمرت. / صلات. / حيات.

ح ـ إذا كانت التاء فى آخر اسم وقبلها حرف صحيح ساكن وقفنا عليها بالتاء ، مثل :

أخت. بنت.

د ـ جمع المؤنث السالم نقف عليه بالتاء ، مثل :

جاءت الطالبات. / رأيت الطالبات. / مررت بالطالبات.

وقد ورد فى اللغة جواز الوقف عليها بالهاء ، ومنه قولهم :

«دفن البناه من المكرماه» أى : دفن البنات من المكرمات.

ه ـ إذا كانت تاء التأنيث فى آخر فعل وقفنا عليها بالتاء ، مثل :

الطالبة جاءت.

٧ ـ هاء السكت :

نسمع عن حرف اسمه هاء السكت ، وهو حرف يأتى عند الوقف فى حالات معينة ، هى :

أ ـ الفعل المعتل المحذوف اللام ، أى فى حالتى الجزم أو البناء ، مثل :

لم يسع. لم يدع. لم يرم.

اسع. ادع. ارم.

يجوز أن نضيف هاء السكت فى ذلك كله ، فنقول :


لم يسعه. لم يدعه. لم يرمه.

اسعه. ادعه. ارمه.

* فإذا بقى الفعل على حرف واحد وجبت هذه الهاء ، مثل :

ق (الأمر من وقى) ، نقول : قه.

وهكذا : عه ، فه (فى الأمر من وعى ووفى).

ب ـ ما الاستفهامية المجرورة ، ذلك لأنك تعرف أن ألفها تحذف وجوبا ، فنقول :

بم. لم. عمّ.

وعند الوقف نلحقها هاء السكت فنقول :

بمه. لمه. عمّه.

حـ ـ ياء المتكلم وهو وهى عند من فتحها جميعا ، مثل :

كتابيه. هوه. هيه.

* * *


الإدغام

الإدغام ضرب من التأثير الذى يقع فى الأصوات المتجاورة ، وهو لا يكون إلا فى نوعين من الأصوات :

أ ـ أن يكون الصوتان مثلين كإدغام الكاف فى مثل :

سككر = سكّر.

٢ ـ أن يكون الصوتان متقاربين كإدغام اللام فى الراء من :

قل ربّ (أى أنك تنطقها هكذا : قربّ).

والصرفيون يهتمون بالنوع الأول وهو إدغام المثلين ، وهناك تفصيل شامل للنوع الثانى لدى علماء القراءات.

ومعنى الإدغام أنك تنطق بحرفين من مخرج واحد دفعة واحدة بحيث يصيران حرفا مشددا ، أى أن الإدغام هدفه التخفيف ؛ وقد التفت القدماء إلى ذلك ؛ قال ابن جنى «والمعنى الجامع لهذا كله تقريب الصوت من الصوت ألا ترى أنك فى (قطّع) ونحوه قد أخفيت الساكن الأول فى الثانى حتى نبا اللسان عنهما نبوة واحدة ، وزالت الوقفة التى كانت تكون فى الأول لو أدغمته فى الآخر ، ألا ترى أنك لو تكلفت ترك إدغام الطاء الأولى لتجشمت لها وقفة عليها تمتاز من شدة ممازجتها للثانية بها ، كقولك : قططع وسككر ، وهذا إنما تحكمه المشافهة به ، فإن أنت أزلت تلك الوقيفة والفترة على الأولى خلطه بالثانى فكان قربه منه وإدغامه فيه أشد لجذبه إليه وإلحاقه به». ـ (الخصائص ٢ / ١٤٠).


وللإدغام ثلاثة أقسام :

أ ـ واجب.

ب ـ جائز.

ح ـ ممتنع.

وذلك كله يتوقف على شكل الحرفين المثلين ، ذلك أنهما لا يخرجان على ثلاث صور :

١ ـ أن يكون الأول متحركا والثانى ساكنا.

٢ ـ أن يكون الأول ساكنا والثانى متحركا.

٣ ـ أن يكون الاثنان متحركين.

والآن ، نعرض لأحكام الإدغام فى كل صورة من هذه الصور.

أولا : إذا تحرك الأول وسكن الثانى :

هذه الصورة يمتنع فيها الإدغام سواء أكان الحرفان فى كلمة واحدة أم فى كلمتين ، مثل :

مررت : يمتنع إدغام الراءين لتحرك الأولى وسكون الثانية.

يسأل المدرس : يمتنع إدغام اللام (من يسأل) فى اللام (من المدرس) لتحرك الأولى وسكون الثانية.

ثانيا : إذا سكن الأول وتحرك الثانى :

هذه الصورة يجب فيها الإدغام سواء كان الحرفان فى كلمة واحدة أم فى كلمتين ، مثل :

كببر = كبّر ، سللم = سلّم


لم يخرج جمال. (تدغم جيم يخرج فى جيم جمال).

لم يكتب بالقلم. (تدغم باء يكتب فى باء الجر).

* إذا كان المثلان فى كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مدّ واقعا فى آخر الكلمة الأولى امتنع الإدغام ، مثل :

يسمو وائل : الواو الأولى حرف ساكن لأنه حرف مد وقد وقع فى آخر الكلمة الأولى ، ولذلك يمتنع إدغامها فى واو وائل.

يأتى ياسر : يمتنع إدغام ياء يأتى فى ياء ياسر لأن الأولى حرف مد فى آخر الكلمة الأولى.

ثالثا : إذا تحرك الحرفان :

هذه الصورة يتردد فيها الإدغام بين الوجوب والجواز وفقا لشروط نعرضها على النحو التالى.

١ ـ أن يكون الحرفان فى كلمة واحدة ، وهنا يجب الإدغام ، مثل :

شدد = شدّ.

ملل = ملّ.

حبب = حبّ.

* فإن كانا فى كلمتين جاز الإدغام ، مثل ؛

جعل لك : اللام الأولى والثانية متحركتان ، لكن لما وقعتا فى كلمتين صار إدغامهما جائزا لا واجبا.

* فإن كانا فى كلمتين ، وكان الحرف الذى قبلهما ساكنا غير لين امتنع الإدغام مثل ، :


شهر رمضان : الراء الأولى والثانية متحركتان ، وقد وقعتا فى كلمتين ، والحرف الذى قبلهما هو الهاء وهو حرف ساكن غير لين ، ولذلك يمتنع الإدغام.

٢ ـ ألا يكون الحرف الأول فى صدر الكلمة ، مثل :

ددن : يمتنع إدغام الدال الأولى فى اللام لوقوع الأولى فى صدر الكلمة. (الددن : اللعب).

* إذا كان الحرف الأول تاء زائدة فى فعل ماض مبدوء بتاء جاز إدغامهما رغم وقوع الأولى فى صدر الكلمة ، مثل :

تتلمذ تتابع : هذان الفعلان أولهما تاء زائدة ، وبعدها تاء أصلية هى فاء الفعل (وزن الأول تفعلل ، والثانى تفاعل) ، والفعلان ماضيان لذلك يجوز إدغام التاء الأولى فى الثانية ، أى الحرف الأول من الفعل يصير مشددا ، والحرف المشدد أوله ساكن ، والعربية لا تبدأ بساكن ، وإذن لا بد من اجتلاب ألف وصل ، فنقول :

اتلّمذ ، اتّابع.

٣ ـ ألا يكون الحرف مدغما فيه حرف سابق عليه ، مثل :

قرّر : هذا الفعل فيه ثلاث راءات ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ، أدغمت الأولى فى الثانية وجوبا ، وراء ثالثة ، أى أن عندنا راءين متحركتين ، وفى هذه الصورة يمتنع الإدغام ، لأن الأولى دخلت فى إدغام ، ومن المستحيل إدغام ، الراءات الثلاث.

٤ ـ ألا يكون الحرفان فى وزن ملحق بغيره ، مثل :

جلبب ـ اقعنسس : الفعل الأول فيه باءان متحركتان ولكنه ملحق


بوزن دحرج ، والفعل الثانى فيه سينان متحركان ، وهو ملحق بوزن احرنجم. وفى هذه الصورة يمتنع الإدغام ، لأنا لو أدغمنا الحرفين ضاع الوزن الذى ألحقنا كلا منهما به.

٥ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :

مدد ، ملل : هذان الحرفان يمتنع فيهما الإدغام لوقوعهما فى اسم على وزن (فعل) بفتح الفاء والعين.

٦ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :

مرر ، ذلل : يمتنع الإدغام لوقوع المثلين المتحركين فى اسم على (فعل) بضم الفاء والعين.

٧ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :

لمم ، كلل : يمتنع الإدغام لوقوعهما فى اسم على وزن (فعل) بكسر الفاء وفتح العين.

٨ ـ ألا يكون الحرفان فى اسم على وزن (فعل) ، مثل :

درر ، جدد : يمتنع الإدغام لوقوعهما فى اسم على وزن (فعل) بضم الفاء وفتح العين.

٩ ـ ألا تكون حركة الحرف الثانى حركة عارضة ، مثل :

اكفف الشّر : فعل الأمر (اكفف) فى آخره فاءان ، والواجب أن تكون الفاء الثانية ساكنة لأن الفعل مبنى على السكون ، لكن هذه الفاء تحركت تخلصا من التقاء الساكنين إذ أن الكلمة التى بعدها (الشر) تبدأ بساكن ، وإذن عندنا فاءان متحركتان ، لكن حركة الفاء الثانية ليست حركة


أصلية وإنما هى حركة عارضة ، وعليه فإن الإدغام ليس واجبا وإنما هو جائز ، فنقول :

اكفف الشّر أو كفّ الشّر.

١٠ ـ ألا يكون الحرفان ياءين بشرط أن يكون تحريك ثانيهما لازما ، مثل :

لن يحيى ، ورأيت محييا : الفعل (يحيى) فيه ياءان والثانية لازمة التحريك لأنه منصوب بلن ، والاسم (محييا) فى آخره ياءان ، والثانية لازمة التحريك لأنه منصوب بكونه مفعولا به ، وفى هذه الصورة يمتنع الإدغام.

* أما إذا كان الفعل ماضيا فإنه يجوز الإدغام ، مثل :

حيى ، عيى : يجوز فيه الفك كما يجوز الإدغام ، فتقول : حىّ ـ عىّ :

١١ ـ ألا يكون الحرفان تاءين فى (افتعل) ، مثل :

اقتتل ، استتر : هذان الفعلان فيهما تاءان ، إحداهما تاء أصلية فى الفعل والثانية تاء الافتعال ، وفى هذه الصورة لا يكون الإدغام واجبا وإنما هو جائز ، بل إن الإدغام فيه قليل ، وعند الإدغام نقول :

قتّل ، ستر : ومع الإدغام قد يختلط وزن (افتعل) بما هو على وزن (فعّل) ، ولكن اللغويين يفرقون بينهما فى المضارع فيقولون إن مضارع (افتعل) الذى حدث فيه إدغام يكون : يقتّل ، يستّر ، بفتح حرف المضارعة ، أما مضارع (فعّل) فيكون :

يقتّل ، يستّر ، بضم حرف المضارعة.


* هناك صورة أخرى يجوز فيها الإدغام :

أن يكون الفعل مضارعا مضعفا مجزوما بالسكون ، أو فعل أمر مبنيا على السكون مثل :

لم يمرر ، يجوز فيه الفك ويجوز الإدغام فتقول : لم يمرّ ، وكذلك فى الأمر ، تقول : امرر أو مرّ.

* وهناك صورة يجب فيها الفك :

أن تكون الكلمة على صيغة (أفعل به) مثل :

أحبب به ، وأشدد بعزيمته : فلا يجوز الإدغام فى أحبب ولا فى أشدد.

هذه هى الأحكام الخاصة بادغام المثلين. أما إدغام المتقاربين وهما الحرفان اللذان ينطقان من مخرجين متقاربين فإن الصرفيين لم يهتموا بهذا النوع من الإدغام ، غير أن هناك رصدا طيبا له فى كتب القراءات ، ونقدم لك منها هذه الأمثلة.

(١) النون الساكنة :

أ ـ تدغم بلاغنة فى اللام والراء ، مثل : من لم ، ومن رأى.

وتدغم بغنة فى الياء والميم والواو.

ب ـ لا يجوز إدغامها مع العين والغين والحاء والخاء والهاء والهمزة ، لبعد مخرج النون من مخرجها.

ح ـ تقلب النون ميما عند اتصالها بباء ، مثل :

أنبئهم ، (نقرأها : أمبئهم).


(٢) الباء مع الفاء : مثل قراءة أبى عمرو الكسائى فى :

«وإن تعجب فعجب» ، «اذهب فإن لك.»

(٣) التاء مع الثاء ، والجيم ، والظاء ، والسين ، والصاد ، نحو :

«بعدت ثمود» ، «كذّبت ثمود».

«نضجت جلودهم» ، «جبت جنوبها».

«حملت ظهورهما» ، «كانت ظالمة».

«أنبتت سبع» ، «جاءت سيارة».

«حصرت صدورهم» ، «لهدمت صوامع».

إلى غير ذلك من الأحكام التى تفصلها كتب القراءات.

* * *


فهرست



مقدمة....................................................................... ٥

مدخل....................................................................... ٧

١ ـ الصرف وميدانه.......................................................... ٧

بنية الكلمة................................................................ ٧

الصرف بين علوم اللغة...................................................... ٨

الصرف يسبق النحو........................................................ ٨

الاسم المتمكن.............................................................. ٩

الفعل المتصرف............................................................. ٩

٢ ـ الميزان الصرفى......................................................... ١٠

الوزن أو المثال............................................................. ١٠

الكلمات الثلاثية.......................................................... ١٠

الكلمات الزائدة عن ثلاثة احرف............................................ ١٠

الكلمات التى بها حذف................................................... ١٢

الكلمات التى بها إعلال.................................................... ١٢

الكلمات التى بها قلب مكانى............................................... ١٣

٣ ـ القلب المكانى......................................................... ١٤

كيف نعرف القلب المكانى؟................................................ ١٤


الرجوع إلى المصدر........................................................ ١٤

الرجوع إلى مشتقات الكلمة................................................ ١٤

التصحيح مع وجود سبب للإعلال.......................................... ١٥

وجود همزتين فى الطرف.................................................... ١٥

المنع من الصرف دون سبب ظاهر........................................... ١٦

تدريب :................................................................... ١٧

الباب الأول

فى الأفعال والمشتقات

(١) الصحيح والمعتل...................................................... ٢٢

الصوامت والصوائت....................................................... ٢٢

أ ـ الفعل الصحيح......................................................... ٢٢

الصحيح السالم........................................................ ٢٢

الصحيح المضعف...................................................... ٢٢

الصحيح المهموز........................................................ ٢٣

ب ـ الفعل المعتل.......................................................... ٢٣

١ ـ المثال.............................................................. ٢٣

٢ ـ الأجوف........................................................... ٢٣

٣ ـ الناقص............................................................ ٢٣

٤ ـ اللفيف............................................................ ٢٣


تدريب :................................................................... ٢٤

(٢) المجرد والمزيد........................................................ ٢٥

أ ـ المجرد الثلاثى........................................................... ٢٦

ب ـ المجرد الرباعى......................................................... ٢٧

معاني أوزانه............................................................... ٢٧

أ ـ مزيد الثلاثى............................................................. ٢٨

أولا ـ مزيد الثلاثى بحرف.................................................... ٢٨

المعاني التي تزاد لها الهمزة.................................................... ٢٩

المعاني التي تزاد لها تضعيف العين............................................ ٣٢

المعاني التي تزاد لها الألف................................................... ٣٣

ثانيا ـ مزيد الثلاثى بحرفين :................................................. ٣٤

انفعل ـ افتعل ـ تفاعل ـ تفعل ـ افعلّ........................................... ٣٥

معانى انفعل.............................................................. ٣٥

معانى أفتعل.............................................................. ٣٥

معانى تفاعل.............................................................. ٣٦

معانى تفعّل............................................................... ٣٧

معانى افعلّ............................................................... ٣٧

ثالثا ـ مزيد الثلاثى بثلاثة أحرف :............................................ ٣٧

استفعل ـ أفعوعل ـ أفعالّ ـ افعوّل............................................. ٣٨


معانى استفعل............................................................. ٣٨

ب ـ مزيد الرباعى بحرف.................................................... ٣٩

مزيد الرباعى بحرفين........................................................ ٣٩

تدريب :................................................................... ٤٠

٣ ـ إسناد الأفعال إلى الضمائر............................................... ٤٢

١ ـ الفعل الصحيح السالم.................................................. ٤٢

٢ ـ المهموز............................................................... ٤٣

أخذ ـ أكل :........................................................... ٤٣

أمر ـ سأل :........................................................... ٤٣

رأى :................................................................. ٤٤

أرى :................................................................. ٤٤

٣ ـ المضعّف.............................................................. ٤٥

إسناد الفعل المعتل......................................................... ٤٨

١ ـ الفعل المثال........................................................... ٤٨

٢ ـ الفعل الأجوف........................................................ ٥٠

٣ ـ الفعل الناقص......................................................... ٥١

٤ ـ الفعل اللفيف......................................................... ٥٤

تدريب :................................................................... ٥٥

٤ ـ توكيد الفعل بالنون...................................................... ٥٦


أ ـ الماضى :.............................................................. ٥٦

ب ـ الأمر :.............................................................. ٥٦

ح ـ المضارع :............................................................. ٥٦

١ ـ وجوب التأكيد..................................................... ٥٦

٢ ـ إمتناع التأكيد...................................................... ٥٧

٣ ـ جواز التأكيد....................................................... ٥٨

إسناد الفعل المؤكد إلى الضمائر............................................. ٥٩

١ ـ إسناده إلى ألف الاثنين.............................................. ٥٩

٢ ـ إسناده إلى واو الجماعة............................................... ٦٠

٣ ـ إسناده إلى ياء المخاطبة.............................................. ٦١

تدريب :................................................................... ٥٩

٥ ـ المصادر............................................................... ٦٤

١ ـ مصدر الثلاثى........................................................ ٦٤

٢ ـ مصادر غير الثلاثى.................................................... ٦٧

الرباعى المجرد........................................................... ٦٧

الثلاثى المزيد بالهمزة..................................................... ٦٧

الثلاثى المزيد بالتضعيف................................................. ٦٧

مصدر الثلاثى المزيد بالألف............................................. ٦٨

مصدر الخماسى :......................................................... ٦٨


تفعلل ـ تفعل ـ تفاعل.................................................... ٦٨

انفعل ـ افتعل ـ افعل..................................................... ٦٩

مصدر السداسى.......................................................... ٦٩

المصدر الميمى............................................................. ٧٠

المصدر الصناعى.......................................................... ٧١

مصدر المرة............................................................... ٧١

مصدر الهيئة.............................................................. ٧٢

تدريب..................................................................... ٧٢

٦ ـ المشتقات............................................................. ٧٣

١ ـ اسم الفاعل........................................................... ٧٣

من الثلاثي............................................................ ٧٤

من الاجوف........................................................... ٧٤

من الناقص............................................................ ٧٤

من غير الثلاثي......................................................... ٧٤

٢ ـ صيغ المبالغة........................................................... ٧٥

فعال ـ مفعال ـ فعول ـ فعيل ـ فعل.......................................... ٧٥

فاعول ـ فعيل ـ مفعيل ـ فعلة ـ فعال........................................ ٧٦

٣ ـ الصفة المشبهة......................................................... ٧٦

٤ ـ اسم المفعول........................................................... ٧٩


من الثلاثى............................................................ ٧٩

من الأجوف........................................................... ٧٩

من الناقص............................................................ ٨٠

من غير الثلاثي......................................................... ٨٠

٥ ـ اسما الزمان والمكان..................................................... ٨٣

من الثلاثى............................................................ ٨٣

من غير الثلاثى......................................................... ٨٤

٦ ـ اسم الآلة............................................................. ٨٥

تدريب..................................................................... ٨٦

٧ ـ فى التعجب والتفضيل................................................... ٨٧

١ ـ التعجب.............................................................. ٨٧

ما أفعل ـ أفعل به....................................................... ٨٧

شروط صياغتهما....................................................... ٨٧

٢ ـ التفضيل.............................................................. ٩٠

اشتقاقه............................................................... ٩٠

استعماله.............................................................. ٩١

النكرة غير المضاف..................................................... ٩١

النكرة المضاف إلى نكرة................................................. ٩٢

المضاف إلى معرفة...................................................... ٩٢


المعرفة................................................................. ٩٢

تدريب :................................................................... ٩٤

الباب الثانى

فى الأسماء

١ ـ فى تقسيم الاسم إلى صحيح ومقصور وممدود ومنقوص................... ٩٧

أ ـ الصحيح :............................................................. ٩٧

ب ـ المقصور :............................................................ ٩٧

تثنيته :.............................................................. ١٠٠

جمعه فى المذكر والمؤنث السالمين......................................... ١٠١

ح ـ الممدود :........................................................... ١٠١

كيفية تثنية الممدود :.................................................. ١٠٤

كيفية جمعه جمع مذكر سالما :.......................................... ١٠٤

كيفية جمعه جمع مؤنث سالما :.......................................... ١٠٥

د ـ المنقوص :........................................................... ١٠٥

تثنيته وجمعه.......................................................... ١٠٦

تدريب :................................................................. ١٠٧

٢ ـ فى جمع التكسير..................................................... ١٠٨

أ ـ جموع القلة........................................................... ١٠٩

ب ـ جموع الكثرة........................................................ ١١١

٣ ـ التصغير.............................................................. ١٢٥


أغراضه................................................................. ١٢٥

تصغير الإشارة والموصول.................................................. ١٢٥

١ ـ تصغير الثلاثى....................................................... ١٢٦

ما فيه تاء تأنيث...................................................... ١٢٧

المؤنث بغير تاء....................................................... ١٢٧

ما فيه حذف......................................................... ١٢٨

٢ ـ تصغير الرباعى....................................................... ١٢٨

٣ ـ تصغير الخماسى..................................................... ١٢٩

تصغير الترخيم........................................................ ١٣٣

تدريب................................................................... ١٣٣

٤ ـ النسب............................................................... ١٣٤

ياء النسب........................................................... ١٣٤

أولا : التغييرات التى تحدث آخر الاسم..................................... ١٣٤

١ ـ الاسم المنتهى بياء مشددة.......................................... ١٣٤

٢ ـ الاسم المنتهى بتاء التأنيث.......................................... ١٣٦

٣ ـ الاسم المنتهى بألف............................................... ١٣٦

٤ ـ الاسم المنتهى بالهمزة الممدودة....................................... ١٣٧

٥ ـ الاسم المنقوص.................................................... ١٣٨

٦ ـ الاسم المنتهى بعلامة تثنية.......................................... ١٣٨


٧ ـ الاسم المنتهى بعلامة جمع المذكر السالم............................... ١٣٩

٨ ـ الاسم المنتهى بعلامة جمع المؤنث السالم.............................. ١٣٩

٩ ـ الاسم المكون من حرفين............................................ ١٣٩

١٠ ـ الاسم المحذوف الآخر............................................ ١٤٠

ثانيا : التغييرات التى تحدث داخل الاسم................................... ١٤٠

١ ـ العين المحركة بالكسر............................................... ١٤٠

٢ ـ الياء المشددة داخل الاسم.......................................... ١٤١

٣ ـ ياء فعيلة......................................................... ١٤١

٤ ـ ياء فعيل......................................................... ١٤٢

٥ ـ ياء فعيلة......................................................... ١٤٢

٦ ـ ياء فعيل......................................................... ١٤٢

٧ ـ واو فعولة......................................................... ١٤٣

النسب إلى جمع التكسير................................................. ١٤٣

صيغ أخرى للنسب...................................................... ١٤٤

صور شاذة من النسب................................................... ١٤٤

تدريب................................................................... ١٤٥

الباب الثالث

فى الإعلال والإبدال

التأثير بين الأصوات..................................................... ١٤٩


١ ـ قلب الواو والياء همزة.................................................. ١٥١

٢ ـ قلب الهمزة واوا أو ياء................................................. ١٥٥

٣ ـ قلب الألف ياء...................................................... ١٦٠

٤ ـ قلب الواو ياء........................................................ ١٦١

٥ ـ قلب الألف واوا..................................................... ١٦٤

٦ ـ قلب الياء واوا....................................................... ١٦٥

٧ ـ قلب الواو والياء ألفا.................................................. ١٦٧

٨ ـ إبدال الواو والياء تاء.................................................. ١٧٠

٩ ـ إبدال تاء الافتعال طاء................................................ ١٧٢

١٠ ـ إبدال تاء الافتعال دالا.............................................. ١٧٣

١١ ـ الإعلال بالنقل..................................................... ١٧٤

١٢ ـ الإعلال بالحذف................................................... ١٧٦

الفتح والإمالة............................................................. ١٧٩

أولا : إمالة الفتحة نحو الكسرة :.......................................... ١٨٠

١ ـ إمالتها قبل الألف الممالة........................................... ١٨٠

٢ ـ إمالتها قبل الراء................................................... ١٨٠

٣ ـ إمالتها قبل هاء التأنيث فى الوقف................................... ١٨١

ثانيا : إمالة الألف نحو الياء :............................................. ١٨١

١ ـ تطرف الألف..................................................... ١٨١


٢ ـ حلول الياء محلها فى بعض التصاريف................................. ١٨٢

٣ ـ وقوعها عينا لأجوف (ماضيه فلت).................................. ١٨٢

٤ ـ وقوعها قبل الياء.................................................. ١٨٣

٤ ـ وقوعها بعد الياء.................................................. ١٨٣

٦ ـ وقوعها قبل الكسرة................................................ ١٨٤

٧ ـ وقوعها بعد الكسرة................................................ ١٨٤

٨ ـ إرادة التناسب..................................................... ١٨٤

موانع الإمالة :.......................................................... ١٨٥

أ ـ حرف الراء........................................................ ١٨٥

ب ـ حروف الاستعلاء................................................. ١٨٦

مانع الموانع :............................................................ ١٨٨

ملاحظات :............................................................ ١٨٩

تدريب................................................................... ١٨٩

الوقف................................................................... ١٩٠

١ ـ غير المنون........................................................... ١٩٠

٢ ـ الاسم المنون......................................................... ١٩٠

٣ ـ الاسم المقصور....................................................... ١٩١

٤ ـ الاسم المنقوص...................................................... ١٩١

٥ ـ هاء الضمير......................................................... ١٩٢


٦ ـ تاء التأنيث.......................................................... ١٩٢

٧ ـ هاء السكت........................................................ ١٩٣

الإدغام.................................................................. ١٩٥

إدغام المثلين............................................................ ١٩٥

أولا : إذا تحرك الأول وسكن الثانى......................................... ١٩٦

ثانيا : إذا سكن الأول وتحرك الثانى........................................ ١٩٦

ثالثا : إذا تحرك الحرفان................................................... ١٩٧

إدغام المتقاربين.......................................................... ٢٠١

فهرست.................................................................. ٢٠٣

التطبيق الصرفى

المؤلف:
الصفحات: 217