

المقدّمة
الحمد لله أولا
وآخرا ، أن جعلني من خدمة العربية لغة القرآن ، ولسان النور إلى الإيمان ، والصلاة
والسّلام على سيّدنا محمّد وإخوانه من الرسل والأنبياء ، وعلى من أحبّ هذه اللغة
من خالص الأولياء.
أمّا بعد فهذا «كتاب
الجمل في النحو» المنسوب إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥) ، أضعه بين أيدي
العلماء والباحثين ، ليكون مادّة للدراسة والتوثيق ، والتحقيق. ولسوف يثير ، فيما
أرى ، أمواجا مختلفة أو متناقضة ، من الآراء ، والتوجيهات والنقد والتقويم ، تساهم
في توضيح معالمه ، وتسديد منعطفاته ، وحلّ مشكلاته.
ذلك أنّك سترى
فيه منابع لا تنضب ، من العقبات والمعضلات والتحدّيات ، تواجه علماء النحو ودارسيه
ومؤرّخيه ، وتهزّ ما رسموه في أذهانهم أو سطروه في كتبهم ، وتفتح أبوابا جديدة في
ميادين المصطلحات والمذاهب والتوجيهات والأحكام النحويّة ، وفي الهياكل الكبرى
التي سيطرت على تاريخ النحو والنحاة.
إنّه ، كما ترى
، كتاب صغير الحجم ، رشيق المظهر ، خفيف الظلّ ، ولكنّه سيتمثّل ، على صغر حجمه
ورشاقة مظهره وخفّة ظلّه ، سفرا عظيم القدر ، عنيف المسّ ، ثقيلا في الميزان.
فهو يحمل بين
دفّتيه ألوانا من العلم متميّزة ، ولمحات من الفكر قديمة مستجدّة ، ونماذج من
النظرات النحويّة واللغويّة والبيانيّة ، تقتضي الاهتمام والتدقيق والتحرير.
وهو ، وإن كان
يعتمد منهجا تقليديّا في تصنيف موضوعات الإعراب ، يضع لهذه الموضوعات أطرا خاصّة ،
وتفريعات متشعّبة متشاجرة ، تمثّل مرحلة عريقة في القدم ، لفهم معاني النحو
وجزئيّاته وكلّيّاته ، وعلاقة كلّ منها بما يحيط بها أو يقرب منها ويجاورها.
وهو ينسب إلى
الخليل ، إمام علم العربيّة ، تبويبات غريبة متميّزة ، وتقسيمات وتوجيهات وأحكاما
وأقوالا ومصطلحات ، ما كان يعرفها المؤرّخون ، والدارسون ، أو تخالف ما عرف له في
تاريخ علم النحو وعلم اللغة والبيان.
وهو يقدّم عددا
وافرا من المصطلحات ، في الإعراب والصرف والأدوات ، بعضه غريب كلّ الغرابة لا تجد
له صدى في الكتب القديمة والمتأخّرة والمعاصرة ، وبعضه الآخر حمل في التاريخ
دلالات انقرضت ، أو خالفت ما عرفه النحو في مذاهبه واتجاهاته ورجالاته.
وهو يورد
مجموعة من الآيات الكريمة ، في صور لا نجدها فيما وصل إلينا ، من تاريخ القراءات
والتفسير للقرآن الكريم. وقد بدا لي أنّ بعض تلك الصور هو من أوهام المصنّف أو
النسّاخ أو المستملين ، فرددته إلى طريق الصواب ، وأنّ البعض الآخر توجيه نحويّ
ليس له في القراءات نصيب.
وهو يروي عشرات
من الشواهد الشعريّة ، في مسائل الإعراب ومعاني الحروف ، لا تجد لها موئلا ، أو
لروايتها مصداقا ، في مصادر النحو والشعر ومراجعهما المعروفة ، أو لا تستطيع تحقيق
نسبها ، أو تحديد أصحابها من الشعراء والرجّاز.
وهو يبسط
أحكاما وتوجيهات ، في الإعراب واللغة والبيان ، تفتقدها كتب النحو والمعاجم ،
وأمّهات المطوّلات والحواشي ، ومصادر علم العربيّة في تاريخه ودراساته وتقويمه.
وهو يضمّ في
طيّاته نصوصا وعبارات وشواهد ، لا يشكّ في أنّها مقحمة ،
ألحقها علماء أو نسّاخ أو قرّاء بعد الخليل ، فالتبست بالأصل وتناقلها
الناسخون على أنها جزء منه ، في حين أنّه يضمّ أيضا أمثالها ، عرفت في مذهب الخليل
وأقواله ، أو فيما تعارفه هو وبعض النحاة أو تواردوا عليه.
وهو أولا
وأخيرا يبدي مستويات متفاوتة ، في التفكير ، والمنهج ، والتعبير. فبينا أنت مشدود
إلى دقّة التقسيم ، وعمق الفكرة ، وجلاء المعنى ، وبعد النظر ، وسعة الأفق ،
وبراعة الاستدلال ، وأصالة الاستنتاج ، إذ يفجؤك ظواهر من الاضطراب والتداخل
والإحالة. وبينا أنت مأخوذ بالتعريفات الدقيقة الوافية ، والأحكام والقيود المحكمة
المسدّدة ، والآراء الصائبة الحيّة ، إذا بك تصدمك شذرات من التعريفات السطحيّة
العامّة الفضفاضة ، والأحكام القاصرة المحدودة. وبينا أنت مستسلم لفصاحة الكلم ،
ونصاعة العبارة ، وسلامة النسج ، ودقّة الأداء ، إذ تتعثّر بنتوءات من تلوّي
التعبير ، وهلهلة النسج ، وانقطاع السياق.
وهذا كلّه ،
بالإضافة إلى الإشارات والمعلومات المتفرّقة المتلاحقة ، يضع أمام الباحثين
والمؤرّخين مادّة وافرة ، غنيّة بالندرة والغربة ، وقمينة بالنظر والتأمّل
والتحرير ، تجلّي بإصرار أنّ ما تداولته الأجيال المتعاقبة ، من تحديد لشخصيّة
الخليل النحويّة ، وتوزيع للمذاهب والأقوال والمصطلحات والآراء في ميدان الإعراب ،
وتعميم أو تخصيص في نسبة الأحكام والتأصيل والتفريع والقياس والتعليل والاستنباط
والتوجيه والاستدلال .. إنّما هو مسألة نظريّة لم تدرك مرحلة النضج للحقائق
العلميّة الراسخة ، ولا بدّ فيها من إعادة البحث والتحقيق. ومعنى هذا أنّ تاريخ
النحو ، في القرن الثاني ، ما زال في حاجة إلى الدراسة العلميّة الدقيقة الواعية
المستقراة ، لنضع أسسا راسخة مبنيّة على الاستيعاب والإحكام.
وقد كنت كلّما
قرأت في هذا الكتاب ، منذ اطّلعت عليه عام ١٣٨٠ ، تحضرني هذه المعالم والمعاني
متلاحقة ، تثقل كاهلي ونفسي ، وتشعرني بالقصور
والعجز أن أتصدّى لها أو أسير في ركابها ، فإذا بي أعرض عنها ، وفي ضميري
وخزات وحسرات.
إنّ المهمّة
لثقيلة ، وإن التبعة لضخمة ، وإنّ ما لديّ من القدرات والوسائل ليعجز عن تحمل
التبعة وإنجاز المهمّة. ولكن لا بد من أداء الأمانة ، وتبليغ الناس ما وقفت عليه ،
لنحمل أثقال المسؤوليّة معا. فالكتاب غنيّ في محتواه ، بعيد في مداه ، عظيم في
مؤدّاه ، والدراسات العربيّة في حاجة إليه ، ولا تعرف منه شيئا يذكر ، والدارسون
والمؤرّخون والمحقّقون معرضون عنه ، لما يحمله من إشكالات وعثرات ومعضلات.
قلت لنفسي :
إذا عجزت عن تأدية هذه المهمّة أداء ، يكفل لها التحقيق والتوثيق والتحليل
والتقويم والنقد ، فلا أقلّ من تيسير الكتاب بخدمته خدمة متواضعة ، تحقّق النصّ ،
وترمّم جانبا من الثغرات ، وتذلّل بعض الصعوبات ، وتصوّب نصيبا من الاختلال ،
وتيسّر تناوله ، وتنسّق فهارسه الفنّيّة ، ثمّ تضعه بين أيدي المحقّقين والباحثين
، ليسهموا في تأدية الأمانة وتحمّل المسؤوليّة.
تاريخ حياة الكتاب :
الحقّ أنّ حياة
هذا الكتاب يشوبها الغموض والإهمال والتوهين. فأنت ترى من المؤرّخين القدماء
والمعاصرين ازورارا عنه واستخفافا به ، حتّى لتلقاهم غالبا ما يغفلون ذكره أو
الإشارة إليه. فإذا اضطرتهم طبيعة مصنّفاتهم إلى التعرّض له أحاطوه بالطعن في
النسب ، والتوهين للسبب ، والازدراء للقيمة العلميّة ، والاستهانة بمكانته في
تاريخ العربيّة. وقد كان لهذا كلّه ، مع ما في الكتاب نفسه من إشكالات خاصّة ،
مضاعفات سلبيّة عميقة الأثر ، صرفت الناس عنه ، وجعلتهم يواجهونه بالتبرّم
والازورار.
ولقد حاولت
تتبّع خطوات حياة هذا الكتاب ، فإذا أنا أمام شذرات منثورة لا تغني الباحث ، ولا
تملأ حيّز التاريخ ، وتثير العثرات والسحب والعجاج. فأوّل ما يصادفك من هذا الكتاب
مشكلة الاختلاف في اسمه. إنّه
يسمّى : الجمل ، وجمل الإعراب ، ووجوه النصب ، والمحلّى ، وجملة آلات
الإعراب ، وجملة آلات العرب ، وجملة آلات الطرب ، والنقط والشكل ...
ولعلّ مصدر نبذ
الناس له أن أقدم خبر ، وصل إلينا عنه ، يتضمّن الطعن في نسبه ، وزعزعة الثقة به.
فأوّل ما نلقاه من تاريخ «كتاب الجمل» هذا هو موقف ابن مسعر المفضّل بن محمّد المعرّيّ (ت ٤٤٢). فهو في ترجمته لأبي
بكر بن شقير (ت ٣١٧) يقول عنه : «له كتاب لقّبه الجمل ، وربّما نسب هذا الكتاب إلى
الخليل ، يقول فيه : النصب على أربعين وجها ، والرفع على كذا».
ثمّ تلقانا
نسخة تامّة من الكتاب ، تحت عنوان «كتاب الجمل في النحو» ، منسوبة إلى الخليل بن
أحمد ، وتاريخ نسخها سنة ٦٠١ ، وقد نقلت من أصل كان قبلها ، وعورضت به. وهي الآن
من محفوظات مكتبة آيا صوفيا ، بإستانبول.
وعند ما ترجم
ياقوت الحمويّ (ت ٦٢٦) للخليل بن أحمد الفراهيديّ ، ذكر له بضعة مصنّفات ، فيها «كتاب
الجمل» . غير أنّه كان قد عرض ، من قبل ، لترجمة ابن شقير ،
وأورد فيها ما يلي : «قرأت في كتاب ابن مسعر أنّ الكتاب الذي ينسب إلى الخليل ، ويسمّى الجمل ، من
تصانيف ابن شقير هذا. قال : يقول فيه : النصب على أربعين وجها».
وفي عام ٧٢٢
تلقانا نسخة ثانية ، من الكتاب ، تحت عنوان «وجوه النصب» منسوبة إلى الخليل بن
أحمد أيضا ، مع قول ممرّض فيه : إنّها تصنيف ابن شقير. وهي مقابلة بالأصل الذي
نقلت منه ، ومحفوظة الآن في دار الكتب المصريّة بالقاهرة.
__________________
ولمّا ترجم
صلاح الدين الصفديّ (ت ٧٦٤) لابن شقير جاء في تلك الترجمة : ويقال : إنّ «الجمل»
الذي للخليل هو لابن شقير .
وفي عام ٨٦٥ ،
تولد نسخة ثالثة من الكتاب ، عنوانها «جمل الإعراب» ، وتنسب إلى الإمام أبي عبد
الله الخليل بن أحمد. وهي محفوظة الآن في مكتبة بشير آغا بإستانبول.
وكأنّ السيوطيّ
(ت ٩١١) يعتمد في ترجمتي الخليل وابن شقير على معجم الأدباء. ولذلك نراه يذكر
للخليل المصنّفات التي عدّدها ياقوت ، وفيها كتاب الجمل ، ويقول في حديثه عن ابن شقير : «وقرأت في طبقات ابن مسعر أنّ الكتاب الذي ينسب
للخليل ، ويسمّى المحلّى ، له».
وفي القرن
الحادي عشر ، يصنّف الحرّ العامليّ محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤) كتابه «تذكرة
المتبحّرين في ترجمة سائر العلماء المتأخّرين» ، فينسب كتاب «الجمل في النحو» واهما ، إلى خليل بن الغازي القزوينيّ (ت ١٠٨٩).
حتّى إذا
انتقلنا إلى التاريخ المعاصر استوقفنا محمّد بن باقر الموسويّ (ت ١٣١٣) ، ليورد
مصنّفات الخليل كما هي عند ياقوت والسيوطيّ ، وفيها كتاب الجمل ، ثمّ يقول : «وكتابه الجمل صغير جدّا ، وكان عندنا نسخة
__________________
منه». وكان قد تعقّب ، من قبل ، وهم الحرّ العامليّ في نسبة الكتاب إلى
القزوينيّ خليل بن الغازي ، وردّ ذلك إلى اشتباه الاسمين .
ولمّا وضع
المستشرق رشر مذكّراته ، عن بعض المخطوطات العربيّة في مكتبات بروسة ، وقف إزاء
مشكلة هذا الكتاب ، وجزم انّ اسمه هو «الجمل في النحو» .
أمّا محمّد
محسن الطهرانيّ (ت ١٣٨٩) فإنه حين يصنّف «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» يعرض لهذه
المشكلة أيضا ، ويزعم أنّ عنوان كتابنا هو : كتاب «النقط والشكل».
وأمّا كارل برو
كلمان فإنّه يذكر نسختين من هذا الكتاب : أولاهما هي نسخة آيا صوفيا ، ويجعل عنوانها «كتاب فيه
جملة آلات الإعراب» ، ويعلّق عليها بما ذكرته قبل عن ياقوت ورشر والموسويّ.
والثانية هي نسخة دار الكتب المصريّة.
ثمّ يصبح اسم
هذا الكتاب ، في ترجمة الخليل عند الزركليّ : «جملة آلات العرب» . وهو ، بلا شكّ ، تصحيف لما جاء في كتاب بروكلمان.
وعند ما عرّف
محمّد بن شنب بالخليل ، عرض لما قيل في كتاب العين ، ثمّ قال : «وثمّة مصنّفات أخرى تنسب للخليل ، وصلت إلينا ،
ولكنّا نشكّ في صحّتها ، أو نشكّ على الأقلّ في صحّة الصورة التي وصلت بها إلينا. وهي
.... كتاب فيه جملة آلات الإعراب ..».
وفي «معجم
المؤلّفين» لعمر رضا كحّالة ، ترى بسطا لأسماء كتب الخليل ،
__________________
وفيها كتاب الجمل .
ثمّ تعرّض
الدكتور رمضان ششن ، لنوادر المخطوطات العربيّة في تركيّا ، فوقف أمام نسخة بشير
آغا من كتاب الجمل ، حائرا في تحقيق اسم مؤلّفها . ورأى أخيرا أنّه الخليل بن أحمد أبو عبد الله المتوفّى سنة ٣٧٩ ، وزعم أنّ المسائل المتفرّقة التي
ألحقها بها الناسخ ، من كتب مختلفة ، هي جزء متمّم للكتاب ، وهي للخليل هذا أيضا.
وتصدّى الدكتور
محمّد خير الحلوانيّ ، لرصد جهود الخليل بن أحمد الفراهيديّ في نضج علم النحو ،
دون أن يتعرّض لهذا الكتاب بالتفصيل. ولمّا أطلعته عليه جزم أنّه ليس من مصنّفات
الخليل ، واستدلّ على ذلك بما فيه ، من إشارة إلى كتاب مختصر للمؤلّف نفسه ، ومن
نقله عن الخليل وعمن عاصره أو تأخّر ، ومن ألغاز نحويّة ، ومصطلحات كوفيّة أو
غريبة ، واضطراب وتخليط لا يمكن أن يصدرا عن مثل الخليل .
وأخيرا أعدّ
سعد أحمد سعد جحا رسالة للماجستير ، في كلّيّة اللغة العربيّة بجامعة الأزهر سنة
١٤٠٠ ، قام فيها بتحقيق بدائيّ لنسخة دار الكتب المصريّة ، وجزم أنّ مصنّف الكتاب
هو ابن شقير ، لأنّ بعض المصطلحات والتوجيهات فيه هي للكوفييّن ، ولا يعقل أن ينقل
الخليل عنهم .
وختاما لهذا
التاريخ الشائك أضع هذه الإشارات التالية :
أولاها : أنّ
كتابنا هذا ، على الرغم من نسبته إلى الخليل بن أحمد
__________________
الفراهيديّ ، ووجود عدّة نسخ منه بين أيدي الناس منذ القديم ، لم أقف على
أحد من العلماء أو المؤرّخين نقل عنه واستقى منه ، إلّا ما كان من ابن مسعر ، حين
زعم أنّ مصنّفه يقول : «النصب على أربعين وجها ..». بيد أنّ ما بين أيدينا من
النسخ فيه خلاف ذلك. وسوف ترى أنّ ما جاء فيها هو : «فالنصب أحد وخمسون وجها» و «فجملة
وجوه النصب ثمانية وأربعون وجها».
والثانية : أنّ
«الجمل في النحو» عرف عنوانا لكتب أربعة حتّى نهاية القرن الرابع : أقدمها هو الذي
بين أيدينا. والثاني هو لابن السرّاج محمّد بن السريّ (ت ٣١٦). والثالث هو للزجّاجيّ عبد الرحمن بن إسحاق (ت ٣٣٧). والرابع هو لابن خالويه (ت ٣٧٠).
والثالثة : أنّ
اسم «الخليل بن أحمد» كان حتّى القرن الرابع قد أطلق علما على جماعة من العلماء
والرواة ، عدّتهم أكثر من عشرة . ولكنّ النحويّ منهم واحد فرد هو الفراهيديّ أبو عبد
الرحمن.
والرابعة : أنّ
نقل نسب «الجمل» من الخليل بن أحمد الفراهيديّ إلى ابن شقير قام به ابن مسعر وحده. وعنه نقل ياقوت الحمويّ ، وكلّ
من جاء بعده حتّى يومنا هذا.
والخامسة : أنّ
هناك كتبا أخرى شاركت «الجمل» في نسبها إلى الخليل ابن أحمد الفراهيدي ، والطعن في
ذلك النسب أيضا. وهي : كتاب العين وكتاب فائت العين وأمرهما مشهور ، وكتاب في
العوامل قيل إنّه منحول
__________________
عليه ، وكتاب في معاني الحروف ، وكتاب صرف الخليل ، وكتاب الإمامة .
والسادسة : أنّ
أبا بكر الزّبيديّ (ت ٣٧٩) قال عن الخليل هذا : إنّه لم يؤلّف في النحو حرفا ، ولم يرسم فيه رسما ،
نزاهة بنفسه وترفّعا بقدره ، إذ كان قد تقدّم إلى القول عليه والتأليف فيه ، فكره
أن يكون لمن تقدّمه تاليا ، وعلى نظر من سبقه محتذيا ، واكتفى في ذلك بما أوحى إلى
سيبويه من علمه ، ولقّنه من دقائق نظره ، ونتائج فكره ، ولطائف حكمته.
النسخ المخطوطة :
على الرغم من
اهتمامي بهذا الكتاب ، وتتبّعي آثاره المخطوطة منذ عشرين سنة ، لم أقف منه إلّا
على نسخ ثلاث. وهي :
١ ـ نسخة
آياصوفيا (الأصل) :
تحتفظ بهذه
النسخة مكتبة آياصوفيا بإستانبول ، ضمن مجموعة من الكتب ، في مجلد واحد تحت الرقم ٤٤٥٦ ، وعدد أوراقه
١٤١ من القطع المتوسط ، مسطرتها ١٥* ٢٤. وتقع النسخة في ٧٨ ورقة. وقد أصابها خرمان
، سقط بهما الورقتان ١٣ و ١٦. ولذلك أصبحت تشغل من المجموعة
__________________
المذكورة ٧٦ ورقة ، من ٦ أإلى ٨١ أ. وفي الصفحة الواحدة منها ١٧ سطرا.
عنوان هذه
النسخة أحيط بخاتمة الكتاب الذي قبله. وهو كما يلي : «كتاب الجمل في النحو. تصنيف
الإمام الحبر العالم الفاضل الخليل بن أحمد ، رحمه الله وشكر سعيه». وختامها في
آخر ورقة منها : «مضى تفسير جمل الوجوه ، فيما أتينا على ذكره من النحو. تمّ
الكتاب ، بحمد الله ومنّه وحسن توفيقه. وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ ، وآله
الطاهرين ، وسلّم كثيرا. ولذكر الله أكبر». ويلي ذلك : «وجدت مكتوبا ، فكتبته لمّا
استحسنته» ، ثم أبيات أربعة من الشعر ، مختومة بهذه الجملة : تمّت الأبيات الحسنة.
أمّا تاريخ
النسخ فهو في آخر المجموعة ، إذ جاء في الورقة ١٤١ ب منها ما يلي : «كتب في العشر
الأواخر ، من ربيع الأوّل ، سنة إحدى وستمائة». وقد أثبت قبالة عنوان النسخة تملّك
تاريخه في ذي القعدة لعام ٨٣١.
أضف إلى هذا
أنّ النسخة قوبلت بالأصل الذي نقلت عنه ، وسجّل ذلك على حواشي الأوراق ٩ و ١٩ و ٢٩
و ٣٩ و ٤٩ و ٥٩ و ٦٩ و ٧٤. وقد نثرت في الحواشي أيضا من أوراق النسخة تعليقات
مختلفة ، فيها التصويب والتفسير والروايات ، ونقل بعض ذلك من نسخ أخرى.
وقد كتبت
النسخة هذه بخطّ حسن ، جيّد الشكل والإعجام. ولكنّ ذلك لم يحل دون كثير من التصحيف
والتحريف ، والإخلال والتقطّع ، والوهم في الشكل والإعجام ، بالإضافة إلى اضطراب
في نسق نصّ الأوراق الأولى ، سأقف عنده بالتفصيل في منهج التحقيق.
وفي هذه النسخة
زيادات غفيرة ، لم ترد في النسختين الأخريين. وقد أثارت هذه الزيادات مشكلات
متعدّدة ، لما فيها من استطرادات ، وأقوال ومذاهب ، وشواهد وأوهام ، تعذّر عليّ
تحقيق بعضها ، وكان آخر تلك
الزيادات بحث واف ، يعرض لمعاني «ما» مع الشواهد والأمثلة.
ومع هذا كلّه ،
فإنّ النسخة هي أصحّ ما وقفت عليه وأوفاه. فقد تميّزت بجودة الشكل والإعجام ،
وبتقدّم التاريخ ، وعورضت بالأصل المنقولة عنه ، وانفردت بنصوص كثيرة جدّا كما
ذكرت. ولذا جعلتها أساسا للتحقيق ، ورمزت إليها بلفظ : الأصل.
٢ ـ نسخة قولة (ق)
:
هذه النسخة هي من مقتنيات مكتبة قولة ، وهي في دار الكتب المصريّة
بالقاهرة ، تحت الرقم ٣٣٦ نحو ق. وثمّة صورة شمسيّة ، أخذت عنها ، وسجّلت في الدار
نفسها تحت الرقم ٦٥٨٧ ه.
وتقع في ٦٨
ورقة من القطع الصغير ، مسطرتها ١٣* ١٨ ، وفي الصفحة منها ١٦ سطرا ، كتبت بخطّ حسن
، أغفل فيه كثير من الشكل والإعجام. وقد أصابها خرم واحد ، أسقط منها الورقة
السادسة .
أمّا عنوانها
فهو في الورقة الأولى ، كما يلي : «كتاب وجوه النصب. ألّفه خليل بن أحمد البصريّ.
وقيل : هو تصنيف أبي [بكر] عبد الله [بن] محمّد ابن شقير ، صاحب أبي العبّاس المبرّد». وحول هذا العنوان عدّة
تملّكات.
وأمّا خاتمتها
فقد وزّعت على مراحل. ففي مستهلّ الورقة ٦٣ أمنها :
«تمّ كتاب وجوه
النصب ، بحمد الله وحسن توفيقه ، ومصلّيا على سيّدنا محمّد وآله ، يوم السبت
الثامن عشر من ربيع الآخر ، سنة اثنتين وعشرين
__________________
وسبعمائة». ويلي ذلك فراغ يسير ، ثم العنوان التالي : «تفسير الفاءات أيضا
من جملة وجوه النصب». وتحت هذا يورد الناسخ تفسير الفاءات ، فتفسير النونات ،
فتفسير الباءات ، فتفسير الياءات. ويختم ذلك بقوله في الورقة ٦٦ أ: «تمّ كتاب وجوه
النصب ، بتاريخه المذكور فيه». ثم يلحق أيضا فصلا في معاني «رويد» ، وآخر في الفرق
بين «أم» و «أو» ، يترك النصّ مطلقا بلا ختام.
وقد قوبلت هذه
النسخة أيضا بالأصل الذي نقلت عنه ، وعبّر عن ذلك في الورقتين ٢١ و ٦١. ثمّ جاء في
آخرها : «تمّت المقابلة بالنسخة الأصليّة ، بتوفيق الله تعالى» ، كما جاء في
حواشيها قليل من التعليقات ، يتضمّن تفسيرا وروايات عن بعض النسخ الأخرى.
وممّا مضى يبدو
لنا أنّ هذه النسخة انفردت بما جاء بعد إيراد تاريخ نسخها ، من مادّة. وقد تبيّن
لي ، بعد البحث والتنقيب ، أنّ ما ورد فيها من تفسير النونات والياءات ، ومعاني
رويد ، والفرق بين «أم» و «أو» ، يوافق كثيرا ما جاء في نسخة من «كتاب الحروف»
المنسوب إلى عليّ بن عيسى الرمّانيّ (ت ٣٨٤) ، هي محفوظة في مكتبة كبرل بإستانبول ، تحت الرقم ١٢٩٣ ، وتاريخ نسخها
جمادى الآخرة من سنة ٩٣٦.
والجدير بالذكر
أنّ في هذه المادّة المزيدة إشارة إلى نصّ انفرد به الأصل. وذلك أنّ معاني «ما» ،
التي تميزت بها نسخة الأصل ، ورد فيها مرّتين ذكر «أمّا» التي لا بدّ لها من فاء
تكون عمادا . وهذا نفسه يشار إليه في زيادات نسخة قولة ، إذ يعقد
عنوان لـ «فاء العماد» ، يرد فيه : «أمّا زيد فخارج. فالفاء عماد ، وقد مضى».
__________________
ومع ما في نسخة
قولة من زيادات ، فإنّها قد خلت من جزء كبير ممّا جاء في نسخة الأصل. أضف إلى هذا
أنّ فيها كثيرا من التقديم والتأخير ، ومن الخلاف لعبارة الأصل ولفظه وضبطه ، ومن
استبدال كلمة «شعر» بالعبارات الممهّدة للشواهد ، مع تحديد لنسبة شواهد أخرى.
ولقد أمدّتني
هذه النسخة ، على ما فيها من الخلل والاضطراب ، بمساعدة كبيرة في تحقيق الكتاب ،
وتصويب كثير من نقصه وخلله ، وتوضيح جانب من غموضه. ولذلك استعنت بها في التحقيق ،
ورمزت إليها بالحرف : ق.
٣ ـ نسخة بشير
آغا (ب) :
تحتفظ مكتبة
بشير آغا في إستانبول ، بهذه النسخة تحت الرقم ٢ / ٧٩.
وهي ضمن مجموعة
من الكتب يضمّها مجلد واحد ، وتقع في ثلاثين ورقة من القطع المتوسط ، تشغل الورقات
١٤٨ ـ ١٧٧ من المجموعة. وقد كتبت بخطّ رديء فاسد الرسم والشكل والإعجام ، ومفعم
بالتصحيف والتحريف والخروم والاختلال.
أمّا عنوانها
فهو في الورقة الأولى : «كتاب جمل الإعراب ، من تصنيف الإمام أبي عبد الله الخليل بن أحمد ، رضي الله عنه». وأمّا خاتمتها فهي في
__________________
الورقه الأخيرة ، بعد تمام معاني اللام ألفات : «كمل الكتاب ، والحمد لله
كثيرا. تمّت في شهر الله المعظّم ، سنة ٨٦٥ المصطفويّة».
والجدير
بالملاحظة أنّ هذه النسخة أصغر من النسختين المتقدّمتين ، وأقلّ منهما مادّة. فهي
لا تضمّ «اختلاف ما في معانيه» ، ولا ما انفردت به نسخة قولة في آخرها ، بالإضافة
إلى النقص الكبير الذي أصاب النصّ فيها لكثرة الخروم والتقطّع. ويظهر هذا جليّا في
اختصار بعض أقسام الموضوعات النحويّة. فالنصب مثلا هو في نسختي الأصل و «ق» واحد
وخمسون وجها ، وفي نسختنا هذه ثمانية وأربعون وجها. وقريب منه ما في جمل اللام
ألفات. ولعل هذا يرجّح أنها قد نقلت من نسخة تمثّل أقدم أمالي الكتاب.
ويلاحظ أيضا
أنّ هذه النسخة تشارك «ق» في كثير من خلاف الرواية ، والنقص والزيادة ، والتقديم
والتأخير ، والتصرّف في العبارة والكلمات والشواهد والأمثلة. وأبرز ذلك اتفاقهما
في عدد وجوه الرفع ، ووجوه الجزم ، وجمل التاءات ، وجمل الواوات. إلّا أنّها تخالف
«ق» أيضا في مثل ذلك ، وتضمّ زيادات وتصويبات متميّزة ، في نسبة بعض الشواهد
وتوجيهها وروايتها ، ساهمت في تسديد النصّ وترميم بعض ثغراته. ولهذا اعتمدتها في التحقيق ، ورمزت إليها بالحرف : ب.
منهج التحقيق :
يتبيّن ممّا
ذكرت أنّ بين النسخ الثلاث اختلافا كبيرا ، في الزيادة والنقص ، والتقديم والتأخير
، وفي العبارات ونسق المفردات ، واللفظ والضبط والإعجام ، وخلافا ظاهرا في توزيع
الفقر والشواهد ، والتعليقات والتوجيهات. حتّى لكأنّ هذه النصوص كانت أمالي ثلاثا
، ألقيت في مجالس مختلفة ، وليست تصنيفا لكتاب واحد. وقد ولّد هذا لديّ كثرة وافرة
، من التعليقات التي تجمع اختلاف النسخ وأشكال التعبير.
__________________
وعلى الرغم من
اتفاق «ب» و «ق» في كثير من تلك الخلافات ، فقد كان بينهما اختلاف أيضا ، إذ نرى
إحداهما أحيانا تخرج على هذا الاتفاق ، فتشارك الأصل في فحواه أو لفظه ، أو تتميّز
بنمط خاصّ فريد. ولذا واجهتني مشكلات عسيرة في منهج التحقيق ، حاولت تذليلها بعون
الله ، وبالصبر والأناة ، وكثرة المراجعة والتدقيق.
ولمّا كانت
نسخة آيا صوفيا أوفى الثلاث وأقدمها ، وأقربها إلى الضبط والإتقان والصواب
اتّخذتها ، كما ذكرت ، أصلا ، فأثبتّ النصّ منها ، وحدّدت بها أرقام أوراقه ،
وعلّقت عليه بما كان من خلاف في النسختين الأخريين. إلّا أنّ وفرة الأوهام
والتصحيف والتحريف ، في هذا الأصل ، حملتني أحيانا على التلفيق في الجمل والعبارات
، باختيار ألفاظ وتراكيب من النسختين أو من إحداهما ، مع الإشارة إلى ذلك فيما
علّقت.
ولأنّ هاتين
النسختين ، أعني «ق» و «ب» ، كانتا على وفاق كبير ، كما ذكرت ، رأيت أن أرمز
إليهما بـ «النسختين» حين تتّفقان ، اختصارا للتعبير وتخفيفا للتكرير. وفيما عدا
ذلك كنت أشير إلى كلّ نسخة ، بالرمز الذي اعتمدته.
ولعلّ أبرز ما
اتّفق فيه النسختان هو إهمال ما جاء في الأصل ، من تحديد لبعض سور الآيات المستشهد
بها. وقد رأيتني أغفل الإشارة في التعليقات إلى هذا الإهمال ، مكتفيا بما أذكره
هنا الآن.
أمّا الخلافات
الكثيرة المتشعّبة ، بين النسخ الثلاث ، فقد رأيت أنّ بعضها يعود إلى تصحيف ناسخ
أو تحريف ، وهو ظاهر لا يقتضي التدقيق والتحرير ، ولا يقدّم خدمة للنصّ في توجيه
عبارة أو تسديد اعوجاج ، فأسقطته من التعليقات ولم أشر إليه ، إلّا إذا كان موضع
ذلك الخلاف نصّا انفردت به نسخة ، أو كان فيه ما يحتمل النظر والتحقيق.
أضف إلى هذا
أنّ الاضطراب الكبير في «ب» أدّى إلى تخلخل النصّ
فيها ، بتقديم وتأخير وإسقاط وتشويه ، فاضطررت إلى إغفال بيان كثير منه ،
واكتفيت منه بما شاركت فيه «ق» ، أو كان فيه فائدة مرجوّة.
وقد استعنت على
تقويم النصّ ، بما قدّمته النسخ الثلاث ، أو بالرجوع إلى مصادر النحو واللغة
والتفسير والأدب ، أو بما يقتضيه سياق التفكير والتعبير. ولذلك اضطررت إلى إقحام
كلمات وجمل وعبارات ، بين أثناء النصّ ، وقد حصرت كلّا منها بين قوسين معقوفين ،
عدا ما استقيته من النسختين لإتمام الآيات الكريمة ، ومحتوى الورقتين ١٣ و ١٦ ،
وزيادات آخر «ق». فأمّا ما كان مزيدا من إحدى النسختين ، أو من مصدر محدّد ، فقد
علّقت عليه بذكر مورده. وأمّا ما كان استظهارا واجتهادا ، فقد تركته غفلا من
التعليق.
ولقد أصاب
النصّ في الورقات الأولى من الأصل اضطراب وتداخل ، أفسدا استقامته وتسلسله ،
فحاولت تقويم ذلك وتسديده ، بالظنّ والتقدير كما كان في مستهلّ الورقة ٣ ، وبمعونة
النسختين كما كان في مستهلّ الورقة ٤. ولذلك ستجد خلافا بين الأصل والنصّ في ترقيم
الأوراق الأولى.
وهكذا استقام
لديّ النصّ ، فوزّعته على عناوين رئيسيّة وفرعيّة متناسقة ، وفقر لطيفة متساوقة ،
وصوّبت ما أشكل في التصحيف والتحريف والتشويه. ثم زوّدت الكلمات بالإعجام والضبط
الضروريّين ، وملأت ما بين عباراته وجمله ومفرداته بعلامات الترقيم تيسّر التناول
والاستفادة ، وجعلت للآيات الكريمة أقواسا كبيرة ، وللأحاديث الشريفة والجمل
والكلمات المحكيّة أقواسا صغيرة مزدوجة ، ولسداد الثغر أقواسا معقوفة.
بيد أنّ هذه
الاستقامة المرجوّة لم تحل دون بروز جانب من القلق والاضطراب. فقد لبثت فقر تتململ
في مواطنها ، أشرت إليها في التعليق ولم أجد لهدايتها سبيلا ، وأشكلت عليّ عدة
عبارات لم أصل إلى الصواب فيها ، فتركتها كما هي ، يحكم في أمرها المحقّقون
والتاريخ.
ثمّ ألحقت
بالنصّ تعليقات تضمّ ، بالإضافة إلى خلافات النسخ ، متمّمات
للتحقيق. فكان فيها تفسير الغريب ، والتعريف ببعض الأعلام ، وتذليل مشكل
العبارات ، وتحديد مصادر الاقتباس والأقوال ، وتخريج ما تيسّر من الشواهد
القرآنيّة والشعريّة والنثريّة ، مع الإحالة على المصادر والمراجع التي تعتمد.
ففي الآيات
الكريمة من المتن اختلفت النسخ مرارا ، فكان في كلّ منها قراءات تقتضي الضبط
والتحقيق. ولذلك تابعت ما اختلفت فيه ، ورددت كلّ وجه إلى الذين نسب إليهم من
القرّاء ، محيلا على المصادر المعتمدة.
وفي شواهد
الشعر والرجز ، نسبت الغفل إلى أشهر من عزي إليه ، ثم سردت أكبر عدد من المصادر ،
بغية تيسير دراسة الكتاب ، ومقارنة نصه بنصوص الكتب الأخرى. على أنّني بقي لديّ
عديد من الأبيات دون نسبة ، ينتظر بذل المحقّقين والدارسين ، كما بقيت بضعة أبيات
بروايات غريبة ، تتطلب النظر والاختبار. هذا مع أنّ كثيرا من الشواهد قد أصابه
التشويه ، فسدّدت ما استطعت تسديده ، وأعرضت عمّا تعذّر عليّ فيه ذلك.
ثم اختتمت
النصّ بالفهارس الفنيّة التقليديّة ، مضيفا إليها لونين اثنين لهما قيمة في مثل
هذا الكتاب : أمّا الأوّل فهو فهرس الأمثلة. ذلك لأنّ ما يورده قدماء النحاة ، من
أمثلة نثريّة ، هو في الحقيقة شواهد تقتضي الدراسة والتدبّر ، ولا يجوز إغفالها
بالزعم أنّها من صنيع المصنّفين. إنّها جمل وتراكيب وعبارات لها قيم لغويّة
ونحويّة وتاريخيّة ، وإنّ جمعها في فهرس منسّق لييسّر اكتشاف تلك القيم.
وأمّا الثاني
فهو فهرس المصطلحات. ولسوف ترى ، في هذا الكتاب ، نماذج متميّزة من الدلالات
الاصطلاحيّة ، بعضها قريب من عرف النحاة واللغويين والبلاغيّين والنقّاد ، وبعضها
الآخر مخالف لما عرفه هؤلاء ، والبعض الأخير غريب في بابه ، يمدّ الدارس بمعلومات
كانت خفيّة مجهولة. ولذا كان في فهرسة المصطلحات خدمة للكتاب وللباحثين. فهي تقدم
حصرا دقيقا منسقا يكشف الأصول المعتمدة في استخدام المصطلح وصياغته ، والوجهات
المختلفة
التي توزّعت فيها الألفاظ والتراكيب الاصطلاحيّة ، والمعاني الموحّدة أو
المختلفة لكلّ منها ، والغنى الوفير الذي تميّز به هذا الكتاب.
* * *
وعلى هذا أكون
، بعون الله ، قد وفّيت جانب التحقيق ومتمّماته ، بما قدّمته من خدمة للنصّ ، وجهد
في العمل ، وإخلاص في البذل ، وتضحية في العطاء. ولست أغالي إذا ادّعيت أنّ هذا
الكتاب ، على صغر حجمه ، هو أعسر ما اعترضني من النصوص حتّى الآن ، لما حواه من
تعقيد واضطراب ، وما أثاره من مشكلات في النحو والقراءات والأشعار واللغة والتفسير
والبيان ، وما زخر به من المصطلحات والحدود والمذاهب والتوجيهات .. ولقد حاولت استيعاب
هذا كلّه ، مستعينا بالله ، فكان منّي حمل للكثير ونوء بالقليل ، لقصور يد الإنسان
، وافتقاد بعض المصادر ، وزهد من حولي في التعاون العلميّ.
فما زال توثيق
النصّ ، أي تصحيح نسبه ، في حاجة إلى نظر وتحرير ، وما فتئت عدّة ثغرات وعبارات
تحمل طابع الإشكال ، وينقصها التصويب والتحقيق. وها أناذا أضع ذلك بين أيدي
المحقّقين وعلماء العربيّة ، آملا أن يشاركوا في تذليل العقبات ، وإقالة العثرات ،
وتقويم ما ظهر من الخطل في الاختيار والاجتهاد. فلعلّ ما لديهم من المصادر
المخطوطة والمطبوعة ، وما يحيطون به من خبرة وعلم واطلاع ، يقدّمان لي عونا على ما
أخفقت فيه ، أو أعرضت عنه ، أو نؤت به ، أو تهيّبته فتجاوزته ، أو تحرّجت منه
وأشفقت أن أحمل تبعته.
وبعد ، فإنّي
أكرّر الحمد لله ، وأضرع إليه أن يسدّد خطانا ، ويبارك ما كان منا صوابا طيّبا ،
ويتجاوز عمّا كان منا خطأ أو ضلالا ، ويجزينا على كلّ أجر من اجتهد في العلم يطلب
الحقيقة والمعرفة ، ويرجو وجه ربّه الكريم. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أزلّ ، أو أضلّ أو أضلّ ، أو أظلم أو أظلم ، أو
أجهل أو يجهل عليّ.
فاس :
الاربعاء ١ رمضان ١٤٠٢
٢٣ حزيران ١٩٨٢
|
الدكتور فخر الدّين قباوة
|







بسم الله الرّحمن
الرّحيم
قال الخليل بن
أحمد ، رحمه الله :
هذا كتاب فيه
جملة الإعراب ، إذ كان جميع النحو في الرفع ، والنصب ، والجرّ ، والجزم.
وقد ألّفنا هذا الكتاب ، وجمعنا فيه جمل وجوه الرفع والنصب والجرّ والجزم ، وجمل
الألفات ، واللامات ، والهاءات ، والتاءات ، والواوات ، وما يجري من اللام ألفات . وبيّنّا كلّ معنى في بابه ، باحتجاج من القرآن ، وشواهد من الشّعر. فمن عرف هذه الوجوه ،
بعد نظره فيما صنّفناه من مختصر النحو قبل هذا ، استغنى عن كثير من كتب النحو . ولا [حول ولا] قوّة إلّا بالله.
وإنّما بدأنا
بالنصب ، لأنّه أكثر الإعراب طرقا ووجوها .
__________________
وجوه النّصب
فالنصب أحد
وخمسون وجها : نصب من مفعول ، ونصب من مصدر ، ونصب من قطع ، ونصب من حال ، ونصب من
ظرف ، ونصب بـ «إنّ» وأخواتها ، ونصب بخبر «كان» [وأخواتها ] / ، ونصب من التفسير ، ونصب من التمييز ، ونصب بالاستثناء ، ونصب بالنفي ، ونصب بـ «حتّى» وأخواتها ، ونصب
بالجواب بالفاء ، ونصب بالتعجّب ، ونصب فاعله مفعول [ومفعوله فاعل] ، ونصب من نداء نكرة موصوفة
، ونصب بالإغراء ، ونصب بالتحذير ، ونصب من اسم بمنزلة اسمين ، ونصب بخبر «ما بال»
وأخواتها ، ونصب من مصدر في موضع فعل ، ونصب بالأمر ، ونصب بالمدح ، ونصب بالذّم ، ونصب بالترحّم ، ونصب
بالاختصاص ، ونصب بالصّرف ، ونصب بـ «ساء [ونعم] وبئس» وأخواتها ، ونصب
__________________
من خلاف المضاف ، ونصب على الموضع لا على الاسم ، ونصب من نعت النكرة تقدّم على الاسم ، ونصب من النداء المضاف ، ونصب على الاستغناء وتمام الكلام ، ونصب على
النداء في الاسم المفرد المجهول ، ونصب على البنية ، ونصب بالدعاء ، ونصب بالاستفهام ، ونصب بخبر «كفى» مع الباء ، ونصب
بالمواجهة وتقدّم الاسم ، ونصب على فقدان الخافض ، ونصب بـ «كم»
إذا كان استفهاما ، ونصب يحمل على المعنى ، ونصب بالبدل ، ونصب بالمشاركة ، ونصب بالقسم ، ونصب بإضمار «كان» ،
ونصب بالتّرائي ، ونصب بـ «وحده» ، ونصب بالتحثيث ، ونصب من فعل دائم بين صفتين ، ونصب من المصادر التي جعلوها بدلا من اللفظ الداخل
على الخبر.
__________________
فالنصب من مفعول
[قولك] : أكرمت زيدا ، وأعطيت محمدا.
وقد يضمرون في الفعل الهاء ، فيرفعون المفعول به ، كقولك :
زيد ضربت ، وعمرو شتمت ، على معنى : ضربته ، وشتمته. فيرفع «زيد» بالابتداء ،
ويوقع الفعل على المضمر ، كما قال الشاعر :
وخالد يحمد
أصحابه
|
|
بالحقّ لا
يحمد بالباطل
|
يعني : يحمده
أصحابه. وقال آخر :
أبحت حمى
تهامة بعد نجد
|
|
وما شيء حميت
بمستباح
|
يعني : حميته.
وقال آخر :
ثلاث كلّهنّ
قتلت عمدا
|
|
فأخزى الله
رابعة تعود /
|
يعني :
قتلتهنّ. وقال آخر :
__________________
فيوم علينا
ويوم لنا
|
|
ويوم نساء
ويوم نسرّ
|
يعني : نساء
فيه ، ونسرّ [فيه]. ومنه قول الله ، جلّ اسمه ، في «البقرة» :
(مِنْهُمْ مَنْ
كَلَّمَ اللهُ) أي : كلّمه الله.
والنصب من مصدر
كقولك : خرجت خروجا ، وأرسلت رسولا وإرسالا .
قال الشاعر :
ألا ليت شعري
هل إلى أمّ معمر
|
|
سبيل فأمّا
الصّبر عنها فلا صبرا
|
لآخر :
أمّا القتال
فلا أراك مقاتلا
|
|
ولئن هربت
ليعرفنّ الأبلق
|
نصب «القتال» و
«الصبر» ، على المصدر.
وقد يجعلون الاسم منه في موضع مصدر ، فيقولون : أمّا صديقا
مصافيا فليس بصديق ، وأمّا عالما فليس بعالم. معناه : أمّا كونه عالما فليس بعالم .
__________________
والنصب من قطع
مثل قولك : هذا الرّجل واقفا ، وها أنا ذا عالما. قال الله ، جلّ ذكره :
(وَهذا صِراطُ رَبِّكَ
، مُسْتَقِيماً). ومثله
(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ
، خاوِيَةً) على القطع. ومثله (وَهذا)
بَعْلِي ، شَيْخاً) على القطع. وكذلك
(وَلَهُ الدِّينُ ،
واصِباً)
، وكذلك
(وَهُوَ الْحَقُّ ،
مُصَدِّقاً). معناه : وله الدّين الواصب ، وهو الحقّ المصدّق. وكذلك
(تُساقِطْ)
عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا). معناه : تسّاقط عليك الرّطب الجنيّ. فلمّا
أسقط الألف واللام نصب على قطع الألف واللام. وقال جرير :
هذا ابن عمّي
في دمشق خليفة
|
|
لو شئت ساقكم
إليّ قطينا
|
__________________
نصب «خليفة» على القطع من المعرفة ، من الألف واللام . ولو رفع على معنى : هذا ابن عمّي هذا خليفة ، لجاز . وعلى هذا [المعنى] يقرأ من يقرأ : (وَإِنَ)
هذِهِ أُمَّتُكُمْ ، أُمَّةً واحِدَةً). فإن جعل «هذا» اسما ، و «ابن عمّي»
صفته ، و «خليفة» خبره ، جاز الرفع. ومثل هذا قول الراجز :
من يك ذا بتّ
فهذا بتّي
|
|
مقيّظ ،
مصيّف ، مشتّي
|
أعددته من
نعجات ستّ
|
|
سود جعاد من
نعاج الدّشت
|
من
غزل أمّي ، ونسيج بنتي
|
[رفع كلّه على معنى] : هذا بتّي ، هذا مقيّظ ، هذا مصيّف ، [هذا مشتّي].
__________________
وأما قول
الشاعر النابغة :
توهّمت آيات
لها فعرفتها
|
|
لستّة أعوام
وذا العام سابع
|
فرفع «العام» بالابتداء ، و «سابع» خبره. وقال أيضا :
فبتّ كأنّي
ساورتني ضئيلة
|
|
من الرّقش في
أنيابها السّمّ ناقع
|
فرفع «السّمّ» بالابتداء ، و «ناقع» خبره.
وأما قول الله ، تبارك وتعالى ، في «ق» : (هذا ما لديّ عتيد) رفع «عتيدا» لأنه خبر / نكرة ، كما تقول : هذا شيء عتيد عندي.
والنصب من الحال
قولهم : أنت جالسا أحسن منك قائما ، أي : في حال جلوسه أحسن
منه في حال قيامه .
__________________
قال الشاعر :
لعمرك إنّي
واردا بعد سبعة
|
|
لأعشى وإنّي
صادرا لبصير
|
أي : في حال
ورودي [أعشى] ، وحال صدري [بصير].
وإنّما صار
الحال نصبا ، لأنّ الفعل يقع فيه. تقول : قدمت راكبا ، وانطلقت ماشيا ، وتكلّمت قائما.
وليس بمفعول ، في [مثل] قولك : لبست الثوب ، لأنّ «الثوب» ليس بحال وقع فيه
الفعل. و «القيام» حال وقع فيه الفعل ، فانتصب كانتصاب الظرف ، حين وقع فيه الفعل.
ولو كان الحال مفعولا كالثوب لم يجز أن يعدّى الانطلاق إليه ، لأنّ الانطلاق انفعال ، والانفعال لا يتعدّى أبدا ،
لأنّك لا تقول : انطلقت الرّجل. [والحال لا يكون إلّا نكرة].
والحال في المعرفة والنكرة بحالة واحدة. تقول : قام عليّ صاحب لي راجلا. ومنه قول الله ، عزّ وجلّ :
(قالُوا : كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ ، صَبِيًّا)؟ نصب على الحال.
__________________
والنصب من الظرف
قولهم : غدا
آتيك ، ويوم الجمعة يفطر الناس فيه ، واليوم أزورك. قال ساعدة بن جؤيّة :
لدن بهزّ
الكفّ يعسل متنه
|
|
فيه كما عسل
الطّريق الثّعلب
|
فنصب «الطريق» [على الظرف] ، لأنّ عسلان الثعلب ، وهو مشيته ، وقع في الطريق. وقال آخر ، عمرو بن كلثوم :
صددت الكأس
عنّا أمّ عمرو
|
|
وكان الكأس
مجراها اليمينا
|
فنصب «اليمين» على الظرف ، كأنّه قال : مجراها على اليمين. وقال آخر :
هبّت جنوبا
فذكرى ما ذكرتكم
|
|
عند الصّفاة
الّتي شرقيّ حورانا
|
نصب «الشّرقيّ»
على الظرف ، أي : [هي شرقيّ حوران. تقول] : هو شرقيّ الدار. وإذا قلت : هو شرقيّ
الدار ، وجعلته
__________________
اسما ، جاز الرفع /. ونصب الآخر «جنوبا» على معنى : هبّت الرّيح جنوبا. وحوران لا ينصرف.
وسمّي الظرف ظرفا ، لأنّه يقع الفعل فيه ، كالشيء يجعل في الظرف. فإذا قلت : هو شرقيّ الدار ، فجعلته اسما ، جاز الرفع. ومثله قول لبيد [بن
ربيعة العامريّ] :
فغدت كلا
الفرجين تحسب
|
|
أنّه مولى
المخافة خلفها وأمامها
|
رفع «خلفها» و
«أمامها» لأنّه جعلهما اسما ، وهما حرفا الطريق .
قال الشاعر :
أمّا النّهار
ففي قيد وسلسلة
|
|
واللّيل في
جوف منحوت من السّاج
|
__________________
رفع «الليل» و «النهار» ، لأنّه جعلهما اسما ، ولم يجعلهما ظرفا. وكذلك
يلزمون الشيء الفعل ، ولا فعل. وإنّما هذا على المجاز ؛ كقول الله ، جلّ وعزّ ، في
«البقرة» : (فَما رَبِحَتْ
تِجارَتُهُمْ).
والتجارة لا تربح.
فلمّا كان الرّبح فيها نسب الفعل إليها. ومثله :
(جِداراً يُرِيدُ أَنْ
يَنْقَضَّ).
ولا إرادة
للجدار. وقال الشاعر :
لقد لمتنا يا
أمّ غيلان في السّرى
|
|
ونمت وما ليل
المطيّ بنائم
|
والليل لا ينام
، وإنّما ينام فيه. وقال آخر :
فنام ليلي ، وتجلّى همّي
وتقول : هو
منّي فرسخان ، ويومان ، لأنّك تقول : بيني وبينه فرسخان. فإذا قلت : هو منّي مكان
الثّريّا ، ومزجر الكلب ، نصبت لأنّك لا تقول : بيني وبينه مكان الثّريّا ، ولا مزجر الكلب. وقال الشاعر :
وأنت مكانك
في وائل
|
|
مكان
الثّريّا من است الحمل
|
__________________
والنصب بـ «إنّ» وأخواتها
قولهم : إنّ
زيدا في الدار. شبّهوه بالفعل الذي يتعدّى إلى مفعول ، كقولهم : ضرب زيدا عمرو ،
وأخرج عمرا صالح .
والنصب بخبر «كان» [وأخواتها]
قولهم : كان
زيد قائما. وهو ، في التّمثال ، بمنزلة المفعول به الذي تقدّم فاعله ، مثل قولهم : ضرب عبد الله زيدا.
والنصب من التفسير
قولهم : عندك
خمسون رجلا. نصبت «رجلا» على التفسير.
قال الله ، عزّ
وجلّ :
(إِنَّ هذا أَخِي لَهُ
تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً).
نصبت «نعجة» على التفسير. قال الشاعر :
فلو كنت في
جبّ ثمانين قامة
|
|
ورقّيت أسباب
السّماء بسلّم
|
نصبت «قامة»
على التفسير.
__________________
والنصب من التمييز
قولهم : أنت
أحسن الناس وجها ، وأسمحهم كفّا. [يعني : إذا ميّزت وجها وكفّا. فنصب «وجها» و «كفّا»] ، على التمييز. قال الله ، عزّ وجلّ ، في «المائدة» : (قُلْ هَلْ
أُنَبِّئُكُمْ)
بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ ، مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ)؟ ومثله : (خَيْرٌ عِنْدَ
رَبِّكَ ثَواباً ، وَخَيْرٌ مَرَدًّا)
، وما كان من
نحوه. [نصب «مثوبة» و «ثوابا» و «مردّا» وما أشبهه] ، على التمييز. قال جرير [بن عطيّة] :
ألستم خير من
ركب المطايا
|
|
وأندى
العالمين بطون راح؟
|
نصب «البطون» ، على التمييز. وقال آخر :
لنا مرفد
سبعون ألف مدجّج
|
|
فهل في معدّ
مثل ذلك مرفدا؟
|
يعني : إذا
ميّزت مرفدا . وقال آخر :
__________________
وميّة أحسن
الثّقلين خدّا
|
|
وسالفة
وأحسنهم قذالا
|
يعني : إذا
ميّزت خدّا وسالفة وقذالا. وقال آخر :
فإنّكم خيار
النّاس قدما
|
|
وأجلده رجالا
بعد عاد
|
وأكثره شبابا
في كهول
|
|
كأسد تبالة
الشّهب الوراد
|
والنصب بالاستثناء
قولهم : خرج
القوم إلّا زيدا ، و [قام الناس] إلّا محمدا. نصبت «زيدا» و «محمدا» لأنّهما لم يشاركا الناس والقوم في فعلهم ، فأخرجا من
عددهم .
والنصب بالنفي
قولهم : لا مال لعبد الله ، ولا عقل لزيد ، ولا جاه لعمرو . نصبت «مالا» و «عقلا» [و «جاها»] ، على النفي . ولا يقع النفي إلّا على نكرة . قال الشاعر :
__________________
أنكرتها بعد
أعوام مضين لها
|
|
لا الدّار
دارا ولا الجيران جيرانا
|
فنفى بالألف
واللام.
والنصب بـ «حتّى» وأخواتها
قولهم : لا أذهب حتّى تقدم ، ولن أخرج حتّى تأتينا . نصبت «تأتينا » و «تقدم» بـ «حتّى». قال الله ، جلّ وعزّ : (لا أَبْرَحُ ، حَتَّى
أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ).
والنصب بالجواب بالفاء
[قولهم] : أكرم زيدا ، فيكرمك ، وتعلّم العلم ، فينفعك. نصبت : [«يكرمك» ، و «ينفعك»] ، لأنّه جواب الأمر بالفاء. [وكذلك القول في جميع
أخواتها]. قال الله ، جلّ وعزّ ، في «الشعراء» : (فَلا تَدْعُ)
مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ، فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ). وقال،[جلّ
ذكره] ،في«الأعراف» :
(فَهَلْ
__________________
لَنا
مِنْ شُفَعاءَ ، فَيَشْفَعُوا لَنا ، أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ)؟ [نصب «فتكون» ، لأنّه جواب النهي بالفاء ، و] نصب «فيشفعوا أو نردّ فنعمل» ، لأنّه جواب الاستفهام
بالفاء.
وأما قوله ، في «الأنعام» :
(وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ، بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ، يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
، ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ [مِنْ شَيْءٍ] ، وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ
مِنْ شَيْءٍ ، فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) معناه ، والله أعلم : ولا تطرد ، فتكون من الظّالمين. تظلمهم
فتطردهم. فقدّم وأخّر.
والنصب بالتعجّب
قولهم : ما أحسن زيدا ، وما أكرم عمرا! وهو ، في التّمثال ، بمنزلة الفاعل والمفعول به. كأنّه قال : شيء حسّن زيدا. وحدّ التعجّب ما يجده الإنسان من نفسه عند خروج الشيء من
عادته. وقال الكوفيّون : هذا لا يقاس عليه ، لأنّ قولهم «ما
أعظم الله » لا يجوز أن تقول : شيء عظّم الله.
__________________
فردّ عليهم قولهم. وقال البصريّون : لا يذهب القياس بحرف واحد. وقالوا : لا يجعل فاعله مفعولا ، ولا مفعوله فاعلا. ومن شأن /
العرب الوسع في كلّ شيء. ومعنى «ما أعظم الله» : ما أعظم ما خلق الله ، وما أحسن ما خلق!
والنصب الذي فاعله مفعول
ومفعوله فاعل
مثل قول الله ،
جلّ وعزّ ، في «آل عمران» :
(قالَ : رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ؟) والحدثان للمخلوق لا للكبر. ومثله في «مريم» :
(وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً).
والحدثان
للشّيب لا للرأس. ومعناه : وقد بلغت الكبر . ومثله :
(ما إِنَّ مَفاتِحَهُ
لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ، أُولِي الْقُوَّةِ).
معناه : لتنوء
العصبة بمفاتحه. و [قيل] : معنى تنوء : تذهب . قال الشاعر :
__________________
أسلموه في
دمشق كما
|
|
أسلمت وحشيّة
وهقا
|
ألا ترى أنّ
الفعل للوهق. ومن ذلك قول جرير :
مثل القنافذ
هدّاجون قد بلغت
|
|
نجران ، أو
بلغت سوءاتهم هجر
|
والسّوءات بلغت
هجر. وقال أبو زبيد الطائيّ :
إليك إليك
عذرة بعد عذرة
|
|
وقد يبلغ
الشّرّ السّديل المشمّر
|
والشرّ قد يبلغ السّديل. ومن ذلك قول الآخر :
كانت عقوبة
ما جنيت كما
|
|
كان الزّناء
عقوبة الرّجم
|
[الزّناء يمدّ ويقصر. والبكاء أيضا]. والوجه : كما كان الرّجم عقوبة الزّناء.
__________________
والنصب من نداء النكرة الموصوفة
قولهم : يا رجلا في الدار ، ويا غلاما ظريفا. نصبت لأنّك ناديت من لم تعرفه ، فوصفته بالظّرف . ونحوه قول الله ، تبارك وتعالى ، في «يس» :
(يا حَسْرَةً عَلَى
الْعِبادِ).
وقال الشاعر :
فيا راكبا
إمّا عرضت فبلّغن
|
|
نداماي من
نجران أن لا تلاقيا
|
وقال آخر :
يا ساريا
باللّيل لا تخش ضلّة
|
|
سعيد بن سلم
ضوء كلّ بلاد
|
وقال آخر :
أدارا بحزوى
هجت للعين عبرة
|
|
فماء الهوى
يرفضّ أو يترقرق
|
وقال آخر :
__________________
فيا موقدا
نارا لغيرك ضوءها
|
|
ويا حاطبا في
غير حبلك تحطب
|
فنصب «راكبا» و
«ساريا» و «موقدا» و «دارا» ، لأنّها نداء نكرة موصوفة .
وأما قول
الأعشى :
قالت هريرة
لمّا جئت زائرها
|
|
ويلي عليك
وويلي منك يا رجل
|
[وقول كثيّر] :
ليت التّحيّة
كانت لي فأشكرها
|
|
مكان [يا جمل
، حيّيت ، يا رجل]
|
فرفع «رجلا»
وهو نكرة. وإنّما رفعه لأنّه قصده ، فسمّاه بهذا الاسم. فكأنّه جعله معرفة.
وأما قول الآخر
:/
سلام الله يا
مطر عليها
|
|
وليس عليك يا
مطر السّلام
|
فإنّه نوّن [مطرا] اضطرارا. ويروى بالنصب منوّنا.
__________________
وأما قول الآخر
:
إنّي وأسطارا
سطرن سطرا
|
|
لقائل : يا
نصر نصرا نصرا
|
فإنّه أراد :
أعني نصرا ، وأدعو نصرا. وقال بعضهم : كأنّه قال «يا نصر نصرا» كما تقول : صبرا
وحديثا ، أي : اصبر وحدّث. ويروى : «وأسطار» بالخفض ، على
القسم.
والنصب من الإغراء
قولهم : عليك زيدا ، ودونك عمرا ، ورويدك محمدا ، ورويد عمرا. [نصبته
بالإغراء]. قال الله ، جلّ وعزّ ، في «المائدة» : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ، عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)
، [فنصب على
الإغراء]. وقال الشاعر :
فعدّ عن
الصّبى وعليك همّا
|
|
توقّش في
فؤادك واختبالا
|
__________________
نصب «همّا»
بالإغراء. وقال آخر :
رويد عليّا
جدّ ما ثدي أمّه
|
|
إلينا ولكن
بغضه متماين
|
ويغرى بـ «كذاك»
أيضا. قال الشاعر :
أقول وقد
تلاحقت المطايا
|
|
كذاك القول
إنّ عليك عينا
|
نصبت «القول»
بالإغراء. ومعنى الإغراء : الزم واحفظ.
والنصب من التحذير
قولهم : رأسك والحائط ، الأسد الأسد. معناه : احذر الأسد. قال الله ، عزّ وجلّ :
(فَقالَ لَهُمْ
رَسُولُ اللهِ : ناقَةَ اللهِ ، وَسُقْياها). ومعناه : احذروا ناقة الله أن تمسّوها بسوء. وقال الشاعر :
__________________
أخاك أخاك
إنّ من لا أخا له
|
|
كساع إلى
الهيجا بغير سلاح
|
وقال آخر :
فطر خالدا إن
كنت تسطيع طيرة
|
|
ولا تقعن
إلّا وقلبك حاذر
|
نصبت «خالدا» ، على التحذير.
والنصب من اسم بمنزلة اسمين
مثل قولهم : أتاني خمسة عشر رجلا ، ومررت بخمسة عشر رجلا ، وضربت خمسة عشر رجلا . صار الرفع والنصب والخفض بمنزلة واحدة ، لأنّه اسم بمنزلة اسمين ، ضمّ أحدهما
إلى الآخر ، فألزمت [فيهما] الفتحة التي هي أخفّ الحركات. وكذلك تقول في معد يكرب ،
وحضر موت ، وبعلبكّ ، [بمنزلة اسمين].
قال الله ، عزّ
وجلّ ، في «المدّثّر» :
(عَلَيْها تِسْعَةَ
عَشَرَ).
ومحلّه الرفع ،
لأنّه خبر الصفة. وتقول : لقيته كفّة كفّة . وعلى
__________________
هذا قال امرؤ القيس :
لقد أنكرتني
بعلبكّ ، وأهلها
|
|
ولابن جريج
كان في حمص أنكرا
|
نصب «بعلبكّ» ،
لأنّه اسم بمنزلة اسمين.
وأما قول
الأعشى :
وكسرى شهنشاه
الّذي سار ملكه
|
|
له ما اشتهى
راح عتيق وزنبق
|
فهذه الهاء من «شهنشاه» تتبع ما بعدها ، من رفع ، ونصب ، وخفض. تقول : شهنشاه ادخل ، شهنشاه اذهب ، [شهنشاه اضرب]. فإذا وقفت قلت : شهنشاه .
والنصب بخبر «مابال» وأخواتها
قولهم : ما بال زيد قائما ، ومالك ساكتا ، وما شأنك
__________________
واقفا؟ قال الله ، جلّ ذكره ، في «سأل سائل» :
(فَما لِ الَّذِينَ
كَفَرُوا ، قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ)؟
[وفي «المدّثّر»
: (فَما لَهُمْ ، عَنِ التَّذْكِرَةِ
مُعْرِضِينَ)]؟ نصب «مهطعين» و «معرضين» ، لأنّهما خبر «مال» . ومثله في «النساء» : (فَما لَكُمْ ، فِي
الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ)؟
لأنّه خبر «مال»
. قال الشاعر [الراعي] :
ما بال دفّك
بالفراش مذيلا؟
|
|
أقذى بعينك
أم أردت رحيلا؟
|
نصب «مذيلا» ،
لأنّه خبر «ما بال» .
والنصب من مصدر في موضع فعل
قوله ، جلّ
وعزّ ، في «حم المؤمن» : (سُنَّتَ اللهِ ،
الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ)
. نصب «سنّة الله» ، لأنّه مصدر في موضع
__________________
فعل. كأنّه قال : سنّ الله سنّة . فجعل في موضع «سنّ» : «سنّة» وهو مصدر ، فأضافه وأسقط
التنوين للإضافة. وقال كعب بن زهير :
يسعى الوشاة
بجنبيها وقيلهم :
|
|
إنّك يا بن
أبي سلمى لمقتول
|
نصب «قيلهم» ، لأنّه مصدر في معنى : يقولون قيلا .
فأضاف وأسقط
التنوين.
والنصب بالأمر
قولهم : صبرا وحديثا ، أي : اصبر وحدّث. قال الله ، عزّ وجلّ
، في سورة «محمد» :
(فَضَرْبَ الرِّقابِ). معناه : فاضربوا الرّقاب. ومثله ، في «الرّوم» :
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ)
، و
(مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ) أي : أنيبوا إليه ، وأخلصوا له الدّين. قال الشاعر :
__________________
فدع عنك نهبا
صيح في حجراته
|
|
ولكن حديثا
ما حديث الرّواحل ؟
|
معناه : حدّثني
[حديثا].
وكذلك قولك : صبرا ، أي : اصبر [صبرا]. قال الراجز :
ملسا بذود
الحمسيّ ، ملسا
|
|
ملسا به ،
حتّى كأنّ الشّمسا
|
بالأفق
الغربيّ ، تكسى الورسا
|
معناه : املس [املس]. ومثله قولهم : غفرانك لا كفرانك. قال الله ، عزّ وجلّ ، في «البقرة» :
(غُفْرانَكَ ، رَبَّنا
، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) أي : اغفر لنا ، [ربّنا]. ومثله قول الشاعر :
وقارك
وارتئافك في نمير
|
|
فلا تعجلّ
بالغضب اعجلالا
|
أي : توقّر
وترأّف .
__________________
والنصب بالمدح
قولهم : مررت بزيد ، الرّجل الصّالح. نصبت «الرّجل الصالح»
على المدح. وإن شئت جعلته بدلا من زيد ، فخفضته. وإن شئت رفعته على إضمار «هو» ،
كقولك : مررت بزيد ، هو الرّجل الصّالح.
وزعم يونس [النحويّ] أنّ نصب هذا الحرف على المدح ، في سورة «النساء» :
(وَالْمُقِيمِينَ
الصَّلاةَ)
، و
(الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ
وَالضَّرَّاءِ)) قال الشاعر :
لا يبعدن
قومي الّذين هم
|
|
سمّ العداة
وآفة الجزر
|
النّازلين
بكلّ معترك
|
|
والطّيّبين
معاقد الأزر
|
نصب «النازلين»
و «الطيّبين» على المدح . ويروي بعضهم :
__________________
«والطّيّبون» ـ وينشد على ثلاثة أوجه ـ ويقول : إذا طال كلام العرب بالرفع نصبوا ، ثم رجعوا
إلى الرفع. وقال الأخطل :
نفسي فداء
أمير المؤمنين إذا
|
|
أبدى
النّواجد يوم باسل ذكر
|
الخائض الغمر
والميمون طائره
|
|
خليفة الله
يستسقى به المطر
|
نصب «الخائض» و
«الميمون» و «خليفة الله» ، على المدح والتعظيم. وقال الأخطل أيضا :
لقد حملت قيس
بن عيلان حربها
|
|
على مستقلّ
بالنّوائب والحرب
|
أخاها إذا
كانت عضاضا سمالها
|
|
على كلّ حال
من ذلول ومن صعب
|
نصب «أخاها» ،
على المدح. ولو لا ذلك لخفضه ، على البدل من «مستقلّ».
وإنّما ينصب
المدح والذمّ والترحّم والاختصاص ، على إضمار «أعنى». [ويفسّر على ذلك «لله» و «لرسوله»
و «الحمد» و «الشكر»].
__________________
والنصب بالذمّ
قولهم : مررت بأخيك ، الفاجر الفاسق. نصبت «الفاجر الفاسق» ، على الذمّ. وعلى هذا ينصب هذا الحرف ، في «تبّت» :
(وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). ومثله :
(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ
ذلِكَ)
، و
(مَلْعُونِينَ
أَيْنَما ثُقِفُوا)
، منصوبة على
الذمّ ، كما ذكر أهل النّحو . وقال عروة بن الورد العبسيّ :
سقوني الخمر
، ثمّ تكنّفوني
|
|
عداة الله ،
من كذب ، وزور
|
نصب «عداة الله»
على الذمّ. وقال النابغة الذبيانيّ :
لعمري وما
عمري عليّ بهيّن
|
|
لقد نطقت
بطلا عليّ الأقارع
|
__________________
أقارع عوف لا
أحاول غيرها
|
|
وجوه قرود
تبتغي من تجادع
|
نصب «وجوه قرود»
، على الذمّ. وقال آخر :
طليق الله لم
يمنن عليه
|
|
أبو داود
وابن أبي كثير
|
ولا الحجّاج
عيني بنت ماء
|
|
تقلّب عينها
حذر الصّقور
|
نصب «عيني» ،
على الذمّ.
قال ابن خيّاط
العكليّ :
وكلّ قوم
أطاعوا أمر سيّدهم
|
|
إلّا نميرا
أطاعت أمر غاويها
|
الظّاعنين
ولمّا يظعنوا أحدا
|
|
والقائلين :
لمن دار نخلّيها؟
|
نصب «الظاعنين»
، على الذمّ.
والنصب بالترحّم
قولهم : مررت
به ، المسكين. نصبت «المسكين» ، على أنّك
__________________
رحمته. وقال
مهلهل :
ولقد خبطن
بيوت يشكر خبطة
|
|
أخوالنا وهم
بنو الأعمام
|
نصب «أخوالنا»
، على الترحّم.
قال طرفة بن
العبد :
قسمت الدّهر
في زمن رخيّ
|
|
كذاك الحكم
يقصد أو يجور
|
لنا يوم
وللكروان يوم
|
|
تطير
البائسات ولا نطير
|
نصب «البائسات»
، على الترحّم. وقال آخر :
وتأوي إلى
نسوة بائسات
|
|
وشعثا مراضيع
مثل السّعالي
|
نصب «شعثا» و «مراضيع»
، على الترحّم. وقال آخر :
فأصبحت
بقرقرى كوانسا
|
|
فلا تلمه أن
ينام البائسا
|
نصب «البائس» ، على الترحّم.
__________________
والنصب بالاختصاص
قولهم : إنّا ،
بني عبد الله ، نفعل كذا وكذا. نصب «بني» ، لأنه [اختصاص] اختصّ الفعل ، ولم يخبر أنّهم بنو عبد الله. كأنّه قال
: إنّا ، أعني بني عبد الله. قال الشاعر :
إنّا ، بني
تغلب ، قوم معاقلنا
|
|
بيض السّيوف
إذا ما أفزع البلد
|
نصب «بني» على
الاختصاص.
قال الشاعر :
إنّا ، بني
منقر ، قوم لنا شرف
|
|
فينا سراة
بني سعد وناديها
|
وقال رؤبة :
*بنا ، تميما ، يكشف الضّباب*
نصب «تميما» ،
على الاختصاص . ألا ترى أنّه أخبر عن
__________________
الفعل. وقال آخر :
ألم تر أنّا
، بني دارم ،
|
|
زرارة فينا
أبو معبد؟
|
نصب «بني» ،
على الاختصاص.
وأما قول الآخر
:
*نحن بنو خويلد ، صراحا*
فإنّه رفع «بني»
، لأنّه أخبر أنّهم بنو خويلد ، ونصب «صراحا» ، على القطع ، وينشد بيت للبيد بن
ربيعة :
نحن ، بني
أمّ البنين ، الأربعه
|
|
ونحن خير
عامر بن صعصعه
|
ينصب هذا البيت
، ويرفع. وكذلك قال آخر :
*نحن بنو ضبّة ، أصحاب الجمل*
و: «بني ضبّة» [أيضا] ، على ما بيّنت لك.
__________________
والنصب بالصرف
قولهم : لا
أركب وتمشي ، ولا أشبع وتجوع. فلمّا أسقط الكناية ، وهي «أنت» ، نصب / لأنّ معناه : لا أركب وأنت تمشي ، ولا أشبع وأنت تجوع. فلمّا
أسقط الكناية ، وهي «أنت» ، نصب لأنه مصروف عن جهته. قال الله ، عزّ وجلّ : (فَلا تَهِنُوا)
، وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ). وكذلك ، في «البقرة» : (وَلا تَلْبِسُوا
الْحَقَّ بِالْباطِلِ ، وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
. معناه ، والله أعلم : وأنتم تكتمون [الحقّ ، وأنتم تدعون إلى السّلم]. فلمّا أسقط «أنتم» نصب . وقال بعضهم : موضعها جزم ، على معنى : ولا تلبسوا
الحقّ بالباطل ، ولا تكتموا الحقّ.
وقال المتوكّل
الكنانيّ :
لا تنه عن
خلق وتأتي مثله
|
|
عار عليك إذا
فعلت عظيم
|
__________________
نصب «تأتي» ، على فقدان «أنت».
ومن الصّرف
أيضا قول الله ، عزّ وجلّ :
(بَلى قادِرِينَ).
معناه : بلى
نقدر. فصرف من الرفع إلى النصب. [وقال بعضهم : على معنى : بلى] كنّا قادرين
قال الشاعر :
ألم ترني
عاهدت ربّي وإنّني
|
|
لبين رتاج
قائما ومقام
|
على قسم لا
أشتم الدّهر مسلما
|
|
ولا خارجا من
فيّ زور كلام؟
|
فنصب «خارجا» ، على الصّرف. معناه : ولا يخرج. فلمّا صرفه نصبه.
وأما نصب
(صِبْغَةَ اللهِ) فعلى [معنى] فعل مضمر ، اطّرح لعلم المخاطب بمعناه. وهو : الزموا صبغة الله. والصّبغة : الدّين.
وأما قوله ، تعالى :
(قُلْ : بَلْ مِلَّةَ
إِبْراهِيمَ ، حَنِيفاً)
__________________
نصب «ملّة» ، على إضمار كلام . كأنّه قال : بل نتّبع ملّة إبراهيم . وقوله :
(سَلامٌ ، قَوْلاً
مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [نصب «قولا»] ، على الصّرف ، أي : يقولون قولا.
والنصب بـ «ساء ونعم وبئس» وأخواتها
فهذه حروف ،
تنصب النكرة ، وترفع المعرفة. تقول : بئس رجلا زيد ، ونعم رجلا محمد . نصبت «رجلا» لأنّه نكرة ، ورفعت «زيدا» و «محمدا» ،
لأنّهما معرفتان . قال الله ، تعالى :
(ساءَ مَثَلاً
الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا)
، و (كَبُرَتْ كَلِمَةً)
. نصبت «مثلا» و «كلمة» ، لأنّهما نكرتان. ومنه قوله ، [عزّ وجلّ] : (وَساءَ لَهُمْ ،
يَوْمَ الْقِيامَةِ ، حِمْلاً).
ومثله : (و مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ ، وَساءَتْ
مَصِيراً). وتقول : حبّذا رجلا زيد. قال الشاعر :
أبو موسى
فحسبك نعم جدّا
|
|
وشيخ الرّكب
خالك نعم خالا
|
__________________
نصب جدّا وخالا لأنهما نكرتان.
والنصب من خلاف المضاف
قولهم : هذا ضارب زيد. تخفض «زيدا» ، بإضافة «ضارب» إليه. فإذا أدخلت التنوين على «ضارب»
خالفت الإضافة ، وصار كالمفعول به ، فنصبت «زيدا» بخلاف المضاف ، [وعلى أنّه كان
مفعولا]. تقول [من ذلك] : هذا ضارب زيدا ، ومكلّم محمدا. فلمّا أدخلت التنوين
نصبت . ومثله قول الله ، جلّ اسمه / : (وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ ، مِنْ غِلٍّ ، إِخْواناً).
نصب «إخوانا»
للتنوين. ومجازه : من غلّ إخوان. وكذلك : (فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ ، سَواءً). نصب «سواء» ، لمجيئه بعد التنوين. وإن قلت : نصبت على الاستغناء ، جاز. وقال العجّاج :
__________________
وكم حسرنا من
علاة عنس
|
|
درفسة وبازل
درفس
|
محتنك
، ضخم ، شؤون الرّأس
|
نصب «شؤون» ، لمّا أدخل التنوين على «ضخم». ومجازه : «ضخم شؤون». وقال الحارث
بن ظالم :
فما قومي
بثعلبة بن سعد
|
|
ولا بفزارة
الشّعر الرّقابا
|
نصب «الرّقاب»
، لإدخال الألف واللام على «الشّعر» ، لأنّ الألف واللام يعاقبان التنوين ، والتنوين يعاقب الألف واللام.
وقال آخر :
ليست من
السّود أعقابا إذا انصرفت
|
|
ولا تبيع
بشطّي مكّة البرما
|
نصب «أعقابا» ، لإدخال الألف واللام على «السّود». وقال رؤبة :
الحزن بابا ، والعقور كلبا
__________________
نصب «بابا» و «كلبا» ، لإدخال الألف واللام على «الحزن» و «العقور».
وتقول : هذا
حسن وجها ، وهذا حسن الوجه . فإذا أدخلت الألف واللام نصبت أيضا «وجها». تقول : هذا الحسن وجها ، وهذا الحسن الوجه . تنصب ما بعده على خلاف المضاف.
وأما قول
النابغة :
ونأخذ بعده
بذناب عيش
|
|
أجبّ الظّهر
ليس له سنام
|
فإنّه نوى
التنوين في «أجبّ» ، و «أجبّ» لا ينصرف لأنّه على وزن «أفعل». ونصب «الظّهر» ، لأنه نوى التنوين في «أجبّ» ، كما تقول : مررت
بحسن الوجه . فنصب على خلاف المضاف.
وما كان من النصب على الموضع لا على الاسم
قولهم : أزورك في اليوم أو غدا ، ولستم بالكرام ولا
__________________
السّادة. قال
عقيبة الأسديّ :
معاوي إنّنا
بشر فأسجح
|
|
فلسنا
بالجبال ولا الحديدا
|
نصب «الحديد» على موضع «الجبال» ، لأنّ موضعها النصب . وإنّما انخفض بالباء الزائدة ، وليس للباء موضع في الإعراب. كأنّه قال : فلسنا الجبال ولا الحديد. والباء للإقحام.
وقال كعب بن
جعيل :
ألا حيّ
ندماني عمير بن عامر
|
|
إذا ما
تلاقينا من اليوم أو غدا
|
نصب «غدا» على
الموضع ، لا على الاسم ، لأنّ «من» لا موضع لها من الإعراب. وقال لبيد :
فإن لم تجد
من دون عدنان والدا
|
|
ودون معدّ
فلتزعك العواذل
|
نصب «دون» على
الموضع ، لا على الاسم. ومنه قول جرير :/
__________________
فالشّمس
طالعة ليست بكاشفة
|
|
تبكي عليك
نجوم اللّيل والقمرا
|
نصب «نجوم اللّيل والقمرا» ، لأنّ موضعهما نصب ، كما تقول : لا آتيك عبادة
الناس الله ، أي : ما عبد الناس الله. كاشفة : ظاهرة. يقال : ضربه فكشف عظمه ، أي : أظهره.
والنصب من نعت النكرة تقدّم على الاسم
تقول : هذا
ظريفا غلام ، وهذا واقفا رجل. قال الشاعر :
وتحت العوالي
والقنا مستظلّة
|
|
ظباء أعارتها
العيون الجآذر
|
نصب «مستظلة» ، لأنّه نعت «ظباء» تقدّم.
قال النابغة :
كأنّه خارجا
من جنب صفحته
|
|
سفّود شرب
نسوه عند مفتأد
|
نصب «خارجا» ،
لأنّه نعت «سفّود» تقدّم . وقال آخر :
__________________
لميّة موحشا
طلل
|
|
يلوح كأنّه
خلل
|
نصب «موحشا» ،
لأنّه نعت نكرة تقدّم [على الاسم]. وقال آخر :
وبالجسم منّي
بيّنا إن نظرته
|
|
شحوب وإن
تستشهد العين تشهد
|
نصبت «بيّنا» ، لأنّه نعت نكرة تقدّم [على الاسم ، وهو شحوب]. وقال آخر :
هشام ابن
الخلائف قد طوتني
|
|
ببابك سبعة
عددا شهور
|
بعيرا واقفان
وصاحبيه
|
|
ألمّا يأن أن
يثم البعير
|
أراد : بعيرا
صاحبيه واقفان. فقدّم وأخّر.
وأما قول الله ، جلّ ذكره : (خاشِعَةً)
أَبْصارُهُمْ) فإنّه
__________________
نصب على الحال ، أي : يخرجون بتلك الحال.
والنصب بالنداء المضاف
قولهم : يا زيد بن عبد الله. نصبت «زيدا» ، لأنّه نداء مضاف ، ونصبت «بن» ، لأنّه بدل من «زيد». وخفضت «عبد الله» ، بإضافة «بن» إليه.
وقد تنادي
العرب بغير حرف النداء. يقولون : زيد بن عبد الله ، على معنى : يا زيد بن عبد الله . قال الله ، جلّ ذكره ، في سورة «بني إسرائيل» : : (ذُرِّيَّةَ مَنْ
حَمَلْنا ، مَعَ نُوحٍ) بمعنى : يا ذرّيّة [من حملنا].
__________________
ولا يفصل بين
المضاف والمضاف إليه ، لأنّه لا يقال : جاء غلام ، اليوم ، زيد. ولكن [تقول] : جاء غلام زيد اليوم ، وجاء اليوم غلام زيد. وقد جاء في الشّعر منفصلا . قال عمرو بن قميئة :
لمّا رأت
ساتيدما استعبرت
|
|
لله درّ
اليوم من لامها!
|
أي : لله درّ من لامها. ففصل. وقال آخر :
كما خطّ
الكتاب بكفّ يوما
|
|
يهوديّ يقارب
أو يعيد
|
أي : بكفّ
يهوديّ . قال الله ، تعالى : (زَيَّنَ لِكَثِيرٍ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ ، أَوْلادِهِمْ ، شُرَكاؤُهُمْ)
. فرّق بين المضاف والمضاف إليه.
__________________
قال ذو الرّمة : /
كأنّ أصوات
من إيغالهنّ بنا
|
|
أواخر الميس
أصوات الفراريج
|
أراد : كأنّ
أصوات أواخر الميس. وقال آخر :
وقد زعموا
أنّي جزعت عليهما
|
|
وهل جزع أن
قلت : وا بأباهما؟
|
هما أخوا في
الحرب من لا أخا له
|
|
إذا خاف يوما
نبوة فدعاهما
|
يعني : أخوا من
لا أخا له. ففصل بين المضاف والمضاف إليه
والنصب على الاستغناء وتمام الكلام
مثل قول الله ،
تعالى ، في «الطور» :
(وَالطُّورِ ،
وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) إلى قوله : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ، فاكِهِينَ ، بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ). نصب «فاكهين» على الاستغناء وتمام الكلام. وفي سورة «الذّاريات» :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، آخِذِينَ). ومثله : (فارهين) و (خالدين).
__________________
كلّ هذا نصب. [فنصب «آخذين»] ، على الاستغناء وتمام الكلام ، لأنّك إذا قلت : «إنّ المتّقين في جنّات وعيون» ، ثم
سكتّ ، فقد تمّ الكلام واستغنى عما يجيء بعده. فنصب ما يجيء بعده. وإذا قلت : «إنّ زيدا في الدار» وسكتّ كان كلاما تامّا. فلمّا استغنيت عن «القائم» نصبت ، فقلت «قائما».
وأما قوله :
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ
، فِي عَذابِ جَهَنَّمَ ، خالِدُونَ) فإنّه رفع على خبر «إنّ». [وإذا قلت : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَعِيمٍ) فقد تمّ كلامك ، ولم تحتج إلى ما بعده. فتنصب على
الاستغناء. وأما قوله ، عزّ وجلّ] : (إِنَّ أَصْحابَ
الْجَنَّةِ الْيَوْمَ ، فِي شُغُلٍ ، فاكِهُونَ) فإنّه رفع «فاكهون» ، لأنّه خبر «إنّ» ، ولأنّ الكلام لم يتمّ دونه.
__________________
قال الشاعر [في
مثله] :
وإنّ لكم أصل
البلاد وفرعها
|
|
فللخير فيكم
ثابتا مبذولا
|
نصبت «ثابتا مبذولا» ، على الاستغناء وتمام الكلام ، لأنّك إذا قلت «فللخير
فيكم» فقد تمّ كلامك . وتقول : أنتكلّم وأنت ههنا قاعدا؟ ومثله : [(انْتَهُوا خَيْراً
لَكُمْ)
. نصب «خيرا» لأنّه يحسن السكوت عنه] وقوله : (فَمَنْ)
تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ، وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ)
، رفع لأنّه خبر ، لا يحسن السكوت دونه. [وكذلك] : (وَأَنْ)
يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ).
__________________
ويقال : معناه : وإن تصوموا فالصّيام خير لكم ، وإن يستعففن [يكن الاستعفاف خيرا لهنّ] ، فالاستعفاف خير لهنّ. ومثل الأوّل في «الأعراف» :
(قُلْ : هِيَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً). نصب [«خالصة»] على تمام الكلام ، كما تقول : هي [لك] نحلة. ويرفع أيضا
بـ «هي» ، كما تقول : أنحلها ، لك نحلة. ويرفع أيضا ، تقول : «[هي] خالصة» ، على تقدّم الكلام على خبره.
وأما قوله ،
عزّ وجلّ :
(وَهُوَ الْحَقُّ
مُصَدِّقاً)
، (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) ـ [معناه : هو الحقّ المصدّق ، وله الدّين الواصب] ـ فإنّه لمّا أسقط الألف واللام نصب ، على القطع .
__________________
والنصب الذي يقع / في النداء المفرد
أن تنادي اسما ليس فيه الألف واللام ، ثم تعطف عليه باسم فيه ألف ولام. تقول : يا زيد والفضل ، ويا محمّد والحارث. وقال الله ، جلّ
وعزّ :
(يا جِبالُ ، أَوِّبِي
مَعَهُ ، وَالطَّيْرَ). نصب «الطير» ، لأنّ حرف النداء يقع عليه. ولم يجز أن تقول : «يا الفضل» ، فنصبت على خلاف النداء. وقال الشاعر :
ألا يا زيد
والضّحّاك سيرا
|
|
فقد جاوزتما
خمر الطّريق
|
وقال آخر :
فما كعب بن
مامة وابن سعدى
|
|
بأجود منك يا
عمر الجوادا
|
أراد : يا
الجواد. فلمّا لم يجز نصبه.
ويجوز أن ترفع على معنى : يا زيد أقبل ، وليقبل معك الفضل .
__________________
وعلى هذا ،
يقرأ من يقرأ : (يا
جبال ، أوّبي معه ، والطّير) ، على الرفع. ومجازه : وليؤوّب الطّير معك.
وأمّا قول
النابغة :
كليني لهمّ
يا أميمة ناصب
|
|
وليل أقاسيه
بطيء الكواكب
|
فنصب «أميمة» ،
لأنّه أراد الترخيم ، فترك الاسم على أصله ، وأخرج على التمام ، ونصب على نّية
الترخيم. وقال قوم : نصبه على النّدبة. والتفسير الأوّل أحسن. والمندوب يندب بالهاء والألف. وإنّما ألحقوا الألف لبعد الصوت ، فقالوا : يا
زيدا. ويقال بالهاء أيضا : يا زيداه. وقال جرير بن عطيّة ، يرثي عمر بن عبد
الّعزيز رحمة الله عليه :
قلّدت أمرا
عظيما فاصطبرت له
|
|
وسرت فيه
بحكم الله يا عمرا
|
فألحق الألف للنّدبة. قال الله ، عزّ وجلّ : (يا حَسْرَتى ، عَلى
ما فَرَّطْتُ ، فِي جَنْبِ اللهِ).
__________________
والنصب على البنية
ما كان بناء
بنته العرب ، ممّا لا يزول إلى غيره. مثل الفعل الماضي ، ومثل حروف : إنّ ، وليت ، ولعلّ ، وسوف ، وأين ، وما أشبهه ...
أي : كثروا. وقال آخر :
لو أنّ قومي
حين تدعوهم حمل
|
|
على الجبال
الصّمّ لا نهدّ الجبل
|
أي : حملوا.
فأفرد مؤخّرا. وقال آخر :
إذا رأيت
أنجما من الأسد
|
|
جبهته أو
الخرات والكتد
|
بال سهيل في
الفضيخ ففسد
|
|
وطاب ألبان
الشّتاء وبرد
|
أي : بردت.
__________________
والنصب بالدعاء
قولهم : تبّا
لهم وسحقا ، وتربا له وجندلا ، أي : لقّاه الله ، تربا وجندلا. قال الشاعر :
هنيئا لأرباب
البيوت بيوتهم
|
|
وللعزب
المسكين ما يتلمّس
|
قال «هنيئا» في معنى : ليهنهم ، كما يقال : هنيئا لك أبا فلان ، أي : ليهنك. ويرفع [أيضا] ، فيقال : ترب له وجندل ، أي : الذي يلقاه ترب وجندل ، [أي : تلقّاه ترب وجندل].
قال الشاعر :
لقد ألّب
الواشون ألبا لبينهم
|
|
فترب لأفواه
الوشاة وجندل
|
فرفع ، والنصب
أجود. وإنّما رفعه ، لأنه جعله اسمين . وقال آخر :
__________________
نبّئت نعما
على الهجران عاتبة
|
|
سقيا ورعيا ،
لذاك العاتب الزّاري
|
أي : سقاه الله
، ورعاه.
وأما قول الآخر
:
عجبا لتلك
قضيّة وإقامتي
|
|
فيكم على تلك
القضيّة أعجب
|
فإنّه أراد :
عجبت عجبا . ويروى : «عجب» بالرفع. ونصب «قضيّة» ، على عدم الصفة ، أي : من قضيّة
والنصب بالاستفهام
قولهم : أقعودا والناس قيام؟ على معنى : أتقعدون [والناس قيام]؟ وهذا فعل ليس بماض ولا مستقبل ، وهو فعل دائم أنت فيه.
قال الشاعر :
أطربا وأنت
قنّسريّ
|
|
والدّهر
بالإنسان دوّاريّ؟
|
أراد : تطرب طربا؟ وقال آخر :
__________________
أعبدا حلّ في
شعبى غريبا
|
|
ألؤما لا
أبالك واغترابا؟
|
أراد : تجمع
لؤما واغترابا؟ وقال آخر :
أفي الولائم
أولادا لواحدة
|
|
وفي العيادة
أولادا لعلّات؟
|
[يعني : لأمّهات]. أي : تصيرون مرّة كذا ، ومرّة كذا؟ وتقول : أقرشيّا مرّة وتميميّا مرّة؟ أي : تصير مرّة كذا ومرّة كذا؟
وأما قول الشاعر :
ألحق عذابك
بالقوم الّذين طغوا
|
|
وعائذا بك أن
يطغوا فيطغوني
|
فكأنّه قال :
أعوذ بك عائذا .
والنصب بخبر «كفى» مع الباء
قولهم : كفى بزيد رجلا. قال الله ، عزّ وجلّ / : (وَكَفى بِاللهِ ،
حَسِيباً)
، (وَكَفى بِاللهِ ،
شَهِيداً)
، (وَكَفى بِرَبِّكَ ،
__________________
هادِياً
، وَنَصِيراً). ومثله كثير في كتاب الله ، [عزّ وجلّ]. قال الشاعر ، [هو حسّان بن ثابت] :
فكفى بنا
فضلا على من غيرنا
|
|
حبّ النّبيّ
محمّد إيّانا
|
نصب «فضلا» بـ
«كفى» ، وخفض «غيرنا» لأنّه جعل «من» نكرة. كأنّه قال : على حيّ غيرنا. وقد رفعه ناس وهو أجود ، على قوله «على
من [هو] غيرنا» أي : على حيّ هم غيرنا. فيضمرون «هم» ، كما قرىء
هذا الحرف في «الأنعام» : (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى
الْكِتابَ ، تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ)
أي : على الذي هو أحسن. ومن قرأ (عَلَى الَّذِي
أَحْسَنَ)
فإنّ محلّه الخفض ، إلّا أنّه على «أفعل» ، و «أفعل» لا ينصرف .
و «حسب» مثل «كفى».
إلّا أنّك تخفض بـ «حسب» ، وتنصب بـ «كفى». تقول : حسب زيد درهم. [وهو في محلّ
الخفض]. فإذا نسقت عليه باسم ظاهر خفضت الاسم الظاهر
__________________
أيضا. تقول : حسب زيد وعمرو درهمان ، وحسب عبد الله وأخيك ثوبان. رفعت «حسب»
على الابتداء ، وثوبان خبر الابتداء . فإذا كنيت الاسم الأوّل ، وعطفت عليه باسم ظاهر ، نصبت الاسم الظاهر . تقول : حسبك وعبد الله درهمان ، وحسبه ومحمدا ثوبان. معناه : حسبك
وكفى عبد الله درهمان. قال الشاعر :
إذا كانت
الهيجاء وانشقّت العصا
|
|
فحسبك
والضّحّاك عضب مهنّد
|
أراد : حسبك ، وكفى الضّحّاك ، [سيف مهنّد].
والنصب بالمواجهة مع تقدّم الاسم
قولهم : إيّاك ضربت ، وإيّاك أردت . قال الله ، جلّ
__________________
وعزّ :
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ ،
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). إيّاك : في محلّ النصب ، برجوع [ما في] الفعل عليه. قال الشاعر :
إيّاك أدعو
فتقبّل ملقي
|
|
واغفر خطاياي
وثمّر ورقي
|
وقال آخر :
وإيّاك لو
عضّتك في الحرب مثلها
|
|
جررت على ما
ساء نابا وكلكلا
|
أراد : أنت لو
عضّت . إلّا أنّه أظهر الكناية ، فقال :
«عضّتك» ،
فأوقع الفعل على الاسم ، وألغى كاف الكناية. وقال آخر :
لعمرك ما
خشيت على عديّ
|
|
سيوف بني
مقيّدة الحمار
|
ولكنّي خشيت
على عديّ
|
|
سيوف الرّوم
أو إيّاك حار
|
__________________
أراد [حارثا . وأراد] : وخفتك . فلم يستقم عليه الشّعر ، فقال «إيّاك». قال آخر :
إليك ، حتّى بلغت إيّاكا
فلمّا لم يصل إلى الكاف قال «إيّاك»
أمّا قولهم : / إيّاك وزيدا ، إيّاك والتماس الباطل ، قال : فإنّهم ينصبون
الكلام الأخير ، على معنى التحذير. قال الشاعر : .
إيّاك أنت
وعبد المسي
|
|
ح أن تقربا
قبلة المسجد
|
وقال آخر :
إيّا المزاحة
والمراء فدعهما
|
|
خلقان لا
أرضاهما لصديق
|
وقال آخر :
__________________
فإيّماك
إيّاك المراء فإنّه
|
|
إلى الشّرّ
دعّاء وللشّرّ جالب
|
نصب «المراء»
على النهي عنه. فإذا أخبرت ترفع. تقول : كلّ امرىء ونفسه ، وكلّ قوم ومواقفهم.
والنصب بفقدان الخافض
نحو قول الله ،
عزّ وجلّ ، في «آل عمران» : (إِنَّما ذلِكُمُ
الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ). نصب «أولياءه» ، على فقدان الخافض.
يعني :
بأوليائه. فلمّا أسقط الباء نصب. ومثله قوله ، [جلّ ذكره] : (ذِكْرُ رَحْمَتِ
رَبِّكَ عَبْدَهُ ، زَكَرِيَّا). نصب «عبده » ، على فقدان الخافض ، أي : لعبده. فلمّا أسقط اللام
نصب . ومثله :
(أَوْ عَدْلُ ذلِكَ ،
صِياماً) أي : من صيام. ومثله :
(ما هذا بَشَراً) أي : ببشر. فلمّا أسقط الباء نصب.
وتميم ترفع [هذا] ، كلّما كان بعد الاسم المبهم والمكنيّ ، يجعلون مبتدأ
وخبرا. ويقرؤون : (ما هذا بشر) ،
__________________
فيجعلون «هذا» مبتدأو «بشرا»خبره . وعلى هذا يروون هذا البيت[للنابغة] :
قالت : فيا
ليتما هذا الحمام لنا
|
|
إلى حمامتنا
ونصفه فقد
|
يرفعون «الحمام»
، لأنّهم يجعلون «هذا» مبتدأ ، و «الحمام» خبره ، ولا يعملون «ليت». ومن نصب أراد العمل لـ «ليت» ، وأراد
: ليت الحمام [لنا] ، وجعل «ما» و «هذا» [ههنا] حشوا. وكذلك مذهبهم في : (ما هذا بشر) . وعلى هذا يقرؤون ، في سورة «البقرة» : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي)
، أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) بالرفع ، على معنى ابتداء وخبره ومن قرأ «ما بعوضة» جعل «ما» حشوا وصلة ، على معنى : أن يضرب مثلا بعوضة.
__________________
قال الفرزدق ، في فقدان الخافض :
منّا الّذي
اختير الرّجال سماحة
|
|
وجودا إذا
هبّ الرّياح الزّعازع
|
أي : [اختير] من الرجال. وقال آخر :
استغفر الله
ذنبا لست محصيه
|
|
ربّ العباد
إليه الوجه والعمل
|
أي : من ذنب.
وقال آخر :
وكونوا أنتم
وبني أبيكم
|
|
مكان
الكليتين من الطّحال
|
أي : مع بني
أبيكم. فلّما نزع «مع» نصبه. وقال آخر : /
وأغفر عوراء
الكريم اصطناعه
|
|
وأعرض عن شتم
اللّئام تكرّما
|
أي : لا صطناعه
. وقال الله ، جلّ وعزّ ، في «الأعراف» :
__________________
(وَاخْتارَ مُوسى
قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ، لِمِيقاتِنا)
أي : من قومه.
ونصب «سبعين»
بإيقاع الفعل عليه ، ونصب «رجلا» على التفسير. قال الشاعر :
أزمان قومي ،
والجماعة ، كالّذي
|
|
لزم الرّحالة
، أن تميل مميلا
|
أي : مع
الجماعة. وقال الفرزدق : .
نبّئت عبد
الله ، بالجوّ ، أصبحت
|
|
كراما
مواليها لئاما صميمها
|
أي : عن عبد
الله وقال المتلمّس :
آليت حبّ
العراق ، الدّهر آكله
|
|
والحبّ يأكله
في القرية السّوس
|
أي : على حبّ
العراق. وآكله بمعنى : لا آكله.
[وأما قول الله
، تعالى : (تُساقِطْ عَلَيْكِ
رُطَباً جَنِيًّا) فهذا على قطع الألف واللام منه. يعني «الرّطب». فلمّا
قطع الألف واللام نصبه].
__________________
والنصب بـ «كم» إذا كان استفهاما
قولهم : كم رجل عندك! أراد ربّ : رجل عندك . فإذا فصلت نصبت ، فقلت : كم عندك رجلا! قال زهير :
تؤمّ سنانا ،
وكم دونه ،
|
|
من الأرض ،
محدودبا غارها!
|
أراد : كم
محدودب من الأرض غارها! فلمّا فصل نصب. وقال آخر :
كم ، بجود ،
مقرفا نال العلى
|
|
وكريما بخله
قد وضعه!
|
وقال القطامي :
كم نالني
منهم ، فضلا ، على عدم
|
|
إذ لا أزال
من الإقتار أجتمل!
|
أراد : كم فضل
نالني منهم! فلمّا فصل نصب.
__________________
وتقول في الخبر
: كم رجل أتاك ، وكم رجل لقيت! قال الشاعر :
كم ملوك باد
ملكهم
|
|
ونعيم سوقة
بارا!
|
وإن شئت رفعت : كم رجل عندك ، كأنّك قلت : رجل عندك.
ولم تلتفت إلى «كم».
وأما قول الشاعر :
على أنّني ،
بعد ما قد مضى
|
|
ثلاثون للهجر
حولا كميلا
|
[يذكّر نيك حنين العجول
|
|
ونوح الحمامة
، تدعو هديلا]
|
أراد : «ثلاثون
حولا كميلا ، للهجر» ، ففصل.
والنصب الذي يحمل على المعنى
كقول الشاعر :
وبينا نحن
ننظره أتانا
|
|
معلّق وفضة
وزناد راعي
|
__________________
حدف التنوين من «معلّق» وأضافه إلى «وفضة» ، وعطف عليه «زناد راعي». كأنّه قال : «ومعلّقا زناد راعي »
وقال آخر :
هل أنت باعث
دينار ، لحاجتنا
|
|
أو عبد ربّ
أخا عون بن مخراق؟
|
حمله على
المعنى ، أراد : هل أنت باعث دينارا؟ فحذف التنوين ، [وخفض الدينار] ، ونصب «عبد» بالعطف على موضعه ، كأنّه نوى التنوين .
وأما / قول
الآخر :
وكرّار خلف
المحجرين جواده
|
|
إذا لم يحام
دون أنثى حليلها
|
أراد : كرّار
جواده. فأضاف «خلف» إليه ، ونصب
__________________
«جواده» على
المفعول به. ومنه قول الآخر :
ترى الثّور ،
فيها ، مدخل الظّلّ رأسه
|
|
وسائره باد ،
إلى الشّمس ، أجمع
|
أراد : مدخلا
رأسه الظّلّ . فأضاف «الظلّ» إليه ، ونصب «رأسه» على المفعول به.
والنصب بالبدل
كقول الله عزّ
وجلّ [في «الأنعام»] ، (وَجَعَلُوا لِلَّهِ
شُرَكاءَ الْجِنَّ). نصب الجنّ بالبدل. ومثله : قوله فيها : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا ، شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ). نصب «شياطين» على البدل. وقال الشاعر :
كأنّ الفرات
، ماءه وسديره
|
|
غدا بأناس
يوم قفّى الرّحائل
|
__________________
نصب «ماءه» و «سديره» على البدل من اسم «كأنّ» ، وهو «الفرات». ومثله قول
الشاعر :
كأنّ هندا
ثناياها وبهجتها
|
|
يوم التقينا
على أرحال عنّاب
|
أبدل «ثناياها»
و «بهجتها» من «هند» فنصب. ومعناه : كأنّ هندا وكأنّ ثناياها ، وكأنّ بهجتها.
و [منه] تقول : رأيت زيدا ، أخاه قائما. نصبت «زيدا» بـ «رأيت» ونصبت «أخاه» بالبدل . ولو رفعته على الابتداء كان جائزا . ومثله قول الشاعر ، [وهو ذو الرمّة] :
ترى خلقها
نصفا قناة قويمة
|
|
ونصفا نقا
يرتجّ أو يتمرمر
|
__________________
نصب «نصفا» على
البدل
وأما قول الآخر
: .
تعدّون عقر
النّيب أفضل مجدكم
|
|
بني ضوطرى ،
لو لا الكميّ المقنّعا
|
فإنّه نصب «الكميّ» على إضمار كلام. كأنّه قال : «هلّا تعدّون ، فيما تعقرون ، الكميّ
المقنّعا». والكميّ : الفارس الشجاع.
والمقنّع :
الذي يقنّع بالسّلاح ، أي : لبس الحديد. و «لو لا» في معنى : هلّا . والمضمر في الكلام كثير. ومثله قول الآخر :
وما زرتني ،
في النّوم ، إلا تعلّة
|
|
كما القابس ،
العجلان ، ثمّ يغيب
|
أي : كما يفعل
القابس.
وقال الله ،
جلّ وعزّ :
(وَأُشْرِبُوا فِي
قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ،
__________________
بِكُفْرِهِمْ)
. معناه : حبّ العجل. ومثله :
(وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ
الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ)
الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) أي : سل أهل القرية ، وأهل العير. ومثله ، في «السجدة» :
(وَلَوْ تَرى إِذِ
الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ ، عِنْدَ رَبِّهِمْ)
، رَبَّنا ، أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا). معناه : يقولون : ربّنا [أبصرنا]. ومثله ، في «الرعد» /:
(وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ
بِهِ الْمَوْتى. بَلْ)
لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً). فكفّ الخبر وأضمر [الجواب]. كأنّه قال : لسارت الجبال ، وتقطّعت الأرض ، وتكلّمت الموتى. فاكتفى بالأوّل عن الجواب المضمر في الكلام.
__________________
قال الشاعر : .
كذبتم وبيت
الله لا تنكحونها
|
|
بني شاب
قرناها تصرّ وتحلب
|
يعني : التي
شاب قرناها. [فأضمر]. . وقال عنترة العبسيّ.
لو كان يدري
ما المحاورة اشتكى
|
|
أو كان يدري
ما الكلام؟ تكلّم
|
أي : لقيل له :
تكلّم . وأما قول الآخر :
تذكّرت أرضا
بها أهلها
|
|
أخوالها فيها
وأعمامها
|
أي : تذكرت أخوالها وأعمامها. وقال الآخر :
إذا تغنّى
الحمام الورق هيّجني
|
|
ولو تعزّيت
عنها أمّ عمّار
|
نصب «أمّ عمّار» ، على معنى : هيّجني ، فذكرت أمّ عمار.
__________________
وتقول : هذا ضارب زيد وعمرا. نصبت على ضمير فعل ، كأنّك قلت :
وضرب عمرا. ومثله قول الشاعر :
جئني بمثل
بني بدر وإخوتهم
|
|
أو مثل أسرة
منظور بن سيّار
|
كأنّه قال :
أوهات مثل أسرة منظور. وأما قول الآخر :
قعود على
الأبواب طلّاب حاجة
|
|
عوان من
الحاجات أو حاجة بكرا
|
أي : أو يطلبون
حاجة بكرا. ومثله قول الله ، جلّ ذكره ، في «الأنعام» : (وجاعل (اللَّيْلَ سَكَناً ،
وَالشَّمْسَ)
وَالْقَمَرَ حُسْباناً). نصب «الشمس» و «القمر» ، على معنى : وجعل الشمس والقمر حسبانا.
والنصب بالمشاركة
نحو قول عبد
بني عبس : (٩)
قد سالم
الحيّات منه القدما
|
|
الأفعوان
والشّجاع الشّجعما
|
__________________
[وذات قرنين ضموزا ضرزما]
نصب «القدم» و
«الشجاع» إذ كان الفعل لهما ، وكان القدم مسالمة للشجاع ، والشّجاع مسالمة للقدم.
ومنه ، وليس بعينه ، قولك : ضربت زيدا ، وعمرا أكرمت أخاه.
ومثله : كنت أخاك ، وزيدا أعنتك عليه. و «كنت» بمنزلة «ضربت» وسائر الفعل. قال الله ،
جلّ ذكره ، في «الأعراف».
(فَرِيقاً هَدى ،
وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ).
نصب «فريقا» الثاني ، على المشاركة. ومنه ، في «الفرقان» :
(وَعاداً ، وَثَمُودَ
، وَأَصْحابَ الرَّسِّ ، وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً. وَكُلًّا ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ ، وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً). نصب «كلّا» ، بالمشاركة. وقال في / «هل أتى» :
(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ
فِي رَحْمَتِهِ ، وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً). نصب «الظالمين» ، على هذا. وقال الشاعر :
__________________
أصبحت لا
أحمل السّلاح ولا
|
|
أملك رأس
البعير إن نفرا
|
والذّئب
أخشاه إن مررت به
|
|
وحدي ، وأخشى
الرّياح والمطرا
|
نصب «الذئب» ،
على أن أضمر «أخشى» الذئب ، ليكون الفعل عاملا ، كما كان أوّلا.
والنصب بالقسم
عند سقوط الواو والباء والتاء من أول القسم
تقول : الله لا
أفعل [ذاك] ، يمين الله لا أزورك . نصبت لأنّك نزعت حرف الجرّ ، كما تقول : بحقّ لا
أزورك. فإذا نزعت الباء قلت : حقّا لا أزورك. قال الشاعر :
ألا ربّ من
قلبي له الله ناصح
|
|
ومن قلبه لي
في الظّباء السّوانح
|
قال «الله» ،
لأنّه أراد : والله. فلمّا أسقط الواو نصب. وقال آخر :
إذا ما الخبز
تأدمه ، بزيت ،
|
|
فذاك أمانة
الله الثّريد
|
(١) من النسختين. وانظر الكتاب ١ :
٢٩٣.
__________________
أراد : وأمانة
الله. فلمّا نزع منه الواو نصب. قال امرؤ القيس :
فقلت : يمين
الله ما أنا بارح
|
|
ولو قطعوا
رأسي ، لديك ، وأوصالي
|
وبعضهم يضمرون حرف القسم ويجرّون به ، فيقولون : الله لا أزورك ، كما يضمرون «ربّ» ويجرّون به.
وتقول : عمر
الله ، وعمرك الله . قال الشاعر :
عمرك الله
أما تعرفني؟
|
|
أنا حرّاث
المنايا في الفزع
|
ومثله «قعدك الله» ، على معنى : نشدتك الله. ولا فعل لـ «قعدك».
وأما «عمرك الله»
فعلى معنى : «عمّرتك الله»
__________________
أي : سألت الله لك طول العمر . و «سبحان الله» بدل من التّسبيح. وريحانه : استرزاقه. و «معاذ الله» على [معنى ] : عياذا بالله. ومعنى «سبحان الله» في قولهم : نزاهة الله من السّوء.
فأما «سبّوحا قدّوسا» فنصبه على معنى : ذكرت سبّوحا قدوسا .
وأما ما ينصب من المصادر ، في معنى التعجّب ، قولهم : كرما وصلفا ، وكرما لك ، وطول عمر وأنف ، أي. أكرمك الله ، وأطول [بعمرك و] بأنفك! ومن قرأ :
(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ
الرَّحِيمِ) بالنّصب أراد : وتنزيل
__________________
العزيز الرحيم ، على القسم. فلمّا نزع الواو [منه ] نصب . ومن رفع فبالابتداء . وكذلك قوله ، في «سبأ» :
(وَقالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا : لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ. قُلْ : بَلى وَرَبِّي ، لَتَأْتِيَنَّكُمْ ،
عالِمِ الْغَيْبِ)
أراد : وعالم
الغيب . ويرفع ، على الابتداء.
وأما قوله ، في
«الزمر» :
(قُلِ : اللهُمَّ ،
فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) نصب / [«فاطرا»] ، لأنّه نداء مضاف ، معناه : يا فاطر السماوات . ومعنى «اللهمّ» أرادوا أن يقولوا : «يا ألله» فثقل
عليهم ، فجعلوا مكان حرف النداء الميم ، وجعلوا الميم بدلا من حرف النداء] ، فقالوا : «اللهمّ» ، لأنّ الميم من حروف الزوائد أيضا
. فأسقطوا «يا» وهو حرف النداء ، وجعلوا ميما زائدة في آخر الكلمة ، لأنّ
الميم من حروف الزوائد.
__________________
كأنّك تريد «يا ألله» ، ثم قلت : «اللهمّ» ، فزدت الميم [بدلا] من «يا» في أوّله. وربّما أتوا بحرف النداء والميم ،
توهّموا أنها تسبيحة. قال الشاعر :
ماذا عليّ أن
أقول كلّما
|
|
سبّحت أو
صلّيت : يا اللهمّ ما
|
اردد
علينا شيخنا مسلّما
|
و النصب بإضمار «كان»
قولهم : فعلت
ذاك ، إن خيرا وإن شرّا. على معنى : إن يكن [فعلي] خبرا ، وإن [يكن] شرّا. قال الشاعر :
لا تقربنّ ،
الدّهر ، آل مطرّف
|
|
إن ظالما في
النّاس أو مظلوما
|
يريد : إن كان الرّجل في الناس ظالما أو مظلوما . وقال آخر :
__________________
فأحضرت عذري
عليه الأمي
|
|
ر ، إن عاذرا
لي أو تاركا
|
يقول : إن يكن [الأمير لي عاذرا ، أو تاركا. وقد يجوز الرفع ، على : إن يكن] في فعلي خير أو شرّ قال الشاعر :
فإن يك في
أموالنا لا نضق به
|
|
ذراعا ، وإن
صبر فنصبر للدّهر
|
كأنّه قال : إن يكن فيه الصبر [صبرنا] أو وقع صبر وقال آخر :
فتى ، في
سبيل الله أصفر وجهه
|
|
ووجهك ممّا
في القوارير أصفرا
|
يريد : كان
أصفرا.
وأما قول امرىء
القيس :
__________________
فقلت له : لا
تبك عينك إنّما
|
|
نحاول ملكا ،
أو نموت ، فنعذرا
|
فإنّه نصب ،
على إضمار «أن» يعني : أو أن نموت. [ونصب «نعذر» ، لأنّه نسق بالفاء على «أن نموت»]. وقال بعضهم : أراد : «حتّى نموت» ، لأنّ «أو» في موضع «حتّى»
.
وتقول : هذا تمرا أطيب منه بسرا ، أي : إذا كان تمرا أطيب منه إذا كان بسرا. فإذا خالفت
الكلام قلت : هذا تمر أطيب منه العسل. وتقول : محمد فقيها أبصر منه شاعرا ، [أي : إذا كان فقيها وشاعرا].
والنصب بالترائي
يكون وجهه وجه
المفعول ، بإيقاع الفعل عليه. غير أنّ النحويّين جعلوه بابا ،
تنصب به الاسم والنعت والخبر. تقول : أبصرت زيدا قائما ، ورأيت محمدا منطلقا. وتقول : بصر
__________________
عيني زيدا قائما. معناه : أبصرت عيناي زيدا قائما. وكذلك تقول : بصر عيني زيد قائم. رفعت «زيدا» ، لأنّه اسم
مبتدأ ، ورفعت «قائما» ، لأنّه خبره. وأردت به : زيد قائم ببصر عيني. ونصبت «بصر عيني» بفقدان الخافض.
والنصب بـ «وحده»
ولا يكون «وحده»
إلّا نصبا ، في كلّ / جهة . تقول : مررت بزيد وحده ، ورأيت زيدا وحده ، وهذا زيد وحده. وإنّما صار كذلك ، لأنّه مصروف عن جهته.
[تريد : مررت بزيد الواحد. فلمّا أسقطت الألف واللام نصبته ، لأنّه مصروف عن جهته].
فإذا قلت : «هو
نسيج وحده» خفضته . قال الشاعر :
جاءت به
معتجرا ببرده
|
|
سفواء تردي
بنسيج وحده
|
__________________
حكى الخليل بن أحمد : يخفضونه أيضا في قولهم : جحيش وحده ،
وعيير وحده ، بالكسر.
وأمّا التحثيث
فهو في معنى
المصدر. إلّا أنّك تلحق به ألفا ولاما للمعرفة ، وتحثّ عليه ، نحو قولك : الخروج
الخروج ، والسّير السّير ، السّحور السّحور ، الصّلاة الصّلاة. تضمر له فعلا تصدر
منه هذا المصدر.
وأما الفعل الذي يتوسّط بين صفتين
فهو نصب أبدا ، كقولك : أزيد في الدار ، قائما فيها؟ ومثله قول الله ، جلّ وعزّ.
(فَكانَ عاقِبَتَهُما
أَنَّهُما فِي النَّارِ ، خالِدَيْنِ فِيها). يعني أنّ «في النار» صفة و «فيها» صفة ، فوقع «خالدين» بينهما ، و «خالدين» تثنيه وهو فعل ، فلا
يجوز فيه الرفع. ومن قال ، من النحويّين : «إنّ الرفع جائز» فقد لحن.
والنصب من المصادر
التي جعلوها بدلا من اللفظ الداخل على الخبر والاستفهام
__________________
قولهم : أنت
سيرا سيرا ، وما هو إلّا السّير السّير ، وما أنت إلّا شرب الإبل ، وإلّا ضرب
الناس ، وإلّا ضربا الناس. ولا تنوين في «شرب» ، لأنّه لا يتعدّى إلى الإبل. قال الشاعر :
ألم تعلم
مسرّحي القوافي؟
|
|
فلا عيّا
بهنّ ولا اجتلابا
|
أي : فلا أعيا
بهنّ ولا أجتلب.
وأما قول الآخر
:
يا صاحبيّ ،
دنا الرّواح فسيرا
|
|
لا كالعشيّة
زائرا ومزورا
|
أي : لم أر كما
رأيت العشيّة زائرا.
وأما قول الله
، جلّ [وعزّ] :
(وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ
، مِنَ الْأَرْضِ ، نَباتاً) أي : أنبتكم فنبتّم نباتا. قال الشاعر :
*أرى الفتى ينبت إنبات الشّجر*
أي : ينبت ،
فينبته الله إنبات الشّجر.
مضى تفسير وجوه
النصب.
__________________
وجوه الرّفع
والرفع اثنان وعشرون وجها : الفاعل ، وما لم يذكر فاعله ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم «كان» وأخواتها ، وخبر «إنّ» ، وما بعد «مذ» ، والنداء المفرد ، وخبر الصّفة ، وفقدان الناصب / ، والحمل على
الموضع ، والبنية ، والحكاية ، ٦ والتّحقيق ، وخبر «الّذي ، ومن وما» ، و «حتّى»
إذا كان الفعل واقعا ، والقسم ، والصّرف ، والفعل المستأنف ، وشكل
النّفي ، والرفع بـ «هل» وأخواتها.
وعلامة الرفع
ستّة أشياء : الضّمّة ، والواو ، والفتحة ، والألف ، والنّون ، والسّكون. فالضمّ :
عبد الله ، وزيد. والواو : أخوك ، وأبوك. والفتحة : عبد الله ، في الاثنين . والألف في [قولهم] : الزّيدان والعمران. والنّون [في] : يقومان ، ويقومون. والسّكون [في] : يرمي ، ويقضي ، ويغزو ، [ويخشى].
__________________
فالرفع بالفاعل
[قولك] : خرج زيد ، وقام عمرو.
وما لم يذكر فاعله
ضرب زيد ، وكسي عمرو.
والمبتدأ وخبره
زيد خارج ،
والمرأة منطلقة. رفعت «زيدا» بالابتداء ، ورفعت «خارجا» ، لأنه خبر الابتداء.
واسم «كان» وأخواتها
تقول : كان عبد الله شاخصا. رفعت «عبد الله» بـ «كان» ، ونصبت «شاخصا»
، لأنّه خبر «كان». ولا بدّ لـ «كان» من خبر.
وقد يجعل «كان» في معنى «يكون». ومنه قول الله تعالى ، في «سأل سائل» : (فِي يَوْمٍ ، كانَ
مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
__________________
سَنَةٍ).
والمعنى : «يكون». قال الشاعر :
فإنّي لآتيكم
بشكري ما مضى
|
|
من العرف
واستيجاب ما كان في غد
|
والمعنى : يكون
في غد.
وقد يرفعون بـ
«كان» الاسم والخبر ، فيقولون : كان زيد قائم. وقال الشاعر [في ذلك] :
إذا ما المرء
كان أبوه عبس
|
|
فحسبك ما
تريد من الكلام
|
رفع [الأب] على الابتداء ، و [عبس] خبره ، ولم يعبأ ب.
«كان». وقال
آخر :
إذا متّ كان
النّاس صنفان : شامت
|
|
وآخر مثن
بالّذي كنت أصنع
|
__________________
وقال آخر :
وهي الشّفاء
لدائي لو ظفرت بها
|
|
وليس منها
شفاء الدّاء مبذول
|
[فكأنّهم قالوا : كان الأمر والشأن
: [الناس] صنفان ، وشفاء الداء مبذول] ، وما أشبه ذلك.
وإذا عدّوها
إلى مفعول قالوا : كنت زيدا ، وكانني زيد. فهذا مثل : ضربت زيدا ، وضربني زيد . وقالوا في مثل : «إذا لم تكنهم فمن ذا يكونهم»؟ قال الشاعر :
فإن لم يكنها
، أو تكنه ، فإنّه
|
|
أخوها ، غذته
أمّه ، بلبانها
|
وربّما جعلوا
النكرة اسما ، والمعرفة خبرا ، فيقولون : كان رجل عمرا. إلّا أنّ النكرة أشدّ تمكّنا من المعرفة ، لأنّ أصل الأشياء نكرة ، ويدخل عليها التعريف. والوجه أن تجعل المعرفة
__________________
اسما ، والنكرة / خبرا. قال القطاميّ :
قفي قبل
التّفرّق ياضباعا
|
|
ولا يك موقف
منك الوداعا
|
وقال آخر :
فإنّك لا
تبالي بعد حول :
|
|
أظبي كان
أمّك أم حمار؟
|
وقال آخر
ألا من مبلغ
حسّان عنّي :
|
|
أطبّ كان ذلك
أم جنون؟
|
وقال آخر :
كأنّ سلافة
من بيت رأس
|
|
يكون مزاجها
عسل وماء
|
وقال الفرزدق :
أسكران كان
ابن المراغة إذهجا
|
|
تميما بجوف
الشّام أم متساكر؟
|
__________________
جعل المعرفة
خبرا ، والنكرة اسما.
ويقال : كان القوم صحيح أبوهم ، وأصبح القوم صحيح ومريض. والوجه : صحيحا ومريضا . النصب على خبر «كان» ، والرفع على معنى : منهم صحيح ، ومنهم مريض. قال
الشاعر :
فأصبح في حيث
التقينا شريدهم
|
|
قتيل ومكتوف
اليدين ومزعف
|
والمعنى :
فأصبح شريدهم ، في حيث التقينا ، منهم قتيل ، ومنهم مكتوف اليدين ، ومنهم مزعف. ومثله :
فلا تجعلي
ضيفيّ ضيف مقرّب
|
|
وآخر معزول
عن البيت جانب
|
كأنّه قال : لا
تجعلي [ضيفيّ] أحدهما ضيف مقرّب ، وآخر معزول.
__________________
وقد يكون «كان»
في معنى «جاء» ، و «خلق الله» . قال الله ، تبارك وتعالى ، في «البقرة» :
(وَإِنْ كانَ ذُو
عُسْرَةٍ) أي : [وإن] جاء ذو عسرة. قال الشاعر :
إذا كان الشّتاء
فأدفئوني
|
|
فإنّ الشّيخ
يهدمه الشّتاء
|
أى : إذا جاء [الشتاء]. قال الشاعر :
فدى لبني ذهل
بن شيبان ناقتي
|
|
إذا كان يوم
ذو كواكب أشهب
|
أي : إذا وقع .
وأما قول عنترة
:
بني أسد هل
تعلمون بلاءنا
|
|
إذا كان يوما
ذا كواكب أشنعا؟
|
فإنّه أراد :
إذا كان اليوم يوما ذا كواكب. وقال الله ، عزّ
__________________
وجلّ ، في سورة «النساء» : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ)
[تِجارَةً)
والمعنى : إلّا أن تقع تجارة. ومن قرأ] : (تجارة) ، فالمعنى : إلّا أن تكون التجارة تجارة . وقال لبيد بن ربيعة :
فمضى وقدّمها
وكانت عادة
|
|
منه إذا هي
عرّدت أقدامها
|
معناه : العادة
عادة. وإن كان «إقدامها عادة» فقدّم وأخّر.
وتقول : كيف
تكلّم من كان غائب؟ أي : من هو غائب.
قال الله ، عزّ
وجلّ ، في سورة «مريم» : (كَيْفَ نُكَلِّمُ
مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) أي : من هو في المهد. ونصب / «صبيّا» ، على الحال.
وتقول : مررت
بقوم ، كانوا ، كرام. ألغيت «كان» وأردت :
__________________
مررت بقوم كرام
. قال الفرزدق : .
فكيف إذا
أتيت ديار قوم
|
|
وجيران لنا
كانوا كرام؟
|
وأما قول الله
، جلّ ثناؤه ، في سورة «آل عمران» :
(كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ ، أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) فالمعنى : أنتم خير أمّة. وقال بعضهم : معناه : كونوا خير أمّة.
وهو أصحّ ممّا فسّره المفسّرون.
وأما قولهم : «الحرب
أوّل ما تكون فتيّة» أي : الحرب أوّل أحوالها [إذا كانت] فتيّة. قال الشاعر .
الحرب أوّل
ما تكون فتيّة
|
|
تسعى ،
بزينتها ، لكلّ جهول
|
وقالوا : ليس
القوم ذاهبين ولا مقيما أبوهم. نصب «مقيما» ، على
__________________
البدل. قال
الشاعر :
مشائيم ليسوا
مصلحين عشيرة
|
|
ولا ناعبا
إلّا ببين غرابها
|
نصب «ناعبا» ،
على البدل من خبر «ليس».
فإن قلت : كان عبد الله أبوه ، رفعت [عبد الله بـ «كان» ورفعت] «أباه» ، على البدل من اسم «كان». قال الشاعر : .
فما كان قيس
هلكه هلك واحد
|
|
ولكنّه بنيان
قوم تهدّما
|
رفع «هلك»
الثاني ، على البدل. وإن نصب على الخبر جاز.
ويرفعون ما كان
أهمّ إليهم ، لا يبالون اسما كان أم خبرا ، إذا جعلوه اسما. قال الشاعر :
__________________
وكنّا
الأيمنين ، إذا التقينا
|
|
وكان
الأيسرين بنو أبينا
|
وقال آخر :
لقد علم
الأقوام ما كان داءها
|
|
بثهلان إلّا
الخزي ، ممّن يقودها
|
جعل «الخزي»
اسما ، و «داءها» خبرا. قال الله ، عزّ وجلّ : (وَما كانَ)
جَوابَ
قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا : أَخْرِجُوهُمْ ، مِنْ قَرْيَتِكُمْ). و «جواب» ينصب ويرفع ، على ما فسّرته لك.
ومثله :
(فَكانَ عاقِبَتَهُما
أَنَّهُما فِي النَّارِ). ترفع «عاقبتهما» وتنصب .
والرفع بخبر «إنّ»
قولهم : إنّ زيدا قائم ، إنّ عبد الله خارج. ويقولون : إنّ عبد الله الظريف خارج. نصبت «عبد الله» بـ «إنّ»
، ونصبت «الظريف» لأنّه من نعته ، ورفعت «خارجا» لأنّه خبره.
__________________
فإذا فصلوا بين
الاسم والنعت كانوا بالخيار ، إن شاؤوا رفعوا النعت ، وإن شاؤوا نصبوه . [يقولون : إنّ زيدا خارج الظريف]. ويقولون : إنّ زيدا خارج الظريف.
قال الله ، [عزّ
و] جلّ :
(إِنَّ رَبِّي
يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ، عَلَّامُ الْغُيُوبِ). [رفع] وإن شئت نصبت. والرفع أحسن.
وتقول : إنّ / زيدا خارج ومحمد. نصبت «زيدا» بـ «إنّ» ، ورفعت
«خارجا» لأنّه خبره ، ورفعت «محمدا» لأنّه اسم جاء بعد خبر مرفوع . وإن شئت نصبت «محمدا» ، لأنّك نسقته بالواو على «زيد». ومثله قول الله ، جلّ وعزّ ، في «التوبة» : (أَنَ)
اللهَ بَرِيءٌ ، مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَرَسُولُهُ). رفع «رسوله» ، لأنّه
جاء بعد خبر مرفوع. وإن شئت نصبت . والرفع أجود. ومثله [قوله ، عزّ وجلّ] :
(وَإِذا قِيلَ إِنَّ
وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها). [رفع ، لأنّه اسم جاء بعد خبر مرفوع. وإن شئت
__________________
نصبت. والرفع أجود].
وأما قول
الشاعر :
فمن يك أمسى
بالمدينة رحله
|
|
فإنّي وقيّار
بها لغريب
|
وقد نصبه قوم.
وهو أجود. وإنما رفعه ، لأنّه توهّم [أنّه] بعد الخبر ، على قوله : إنّي لغريب ، وقيّار بها . ولو قلت : إنّ زيدا وعبد الله منطلقان ، لكان لحنا. وإنما جاز في الأوّل ، لأنّه توهّم
أنّه اسم جاء بعد خبر مرفوع.
وعلى هذا ، [تقرأ] هذه الآية ، في «المائدة» :
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا ، وَالَّذِينَ هادُوا ، وَالصَّابِئُونَ). رفع «الصّابئين» على الابتداء ، ولم يعطف على ما قبله . وكذلك قرؤوا : (وَكَتَبْنا
__________________
عَلَيْهِمْ
، فِيها ، أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ، وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ)
، ثم قرؤوا : (والجروح قصاص). ويقال : إنّه عطف على موضع «إنّ»
، لأنّ موضعها مبتدأ. ويقال : مقدّم ومؤخّر. قال الفرزدق :
تنحّ عن
البطحاء ، إنّ جسيمها
|
|
لنا ،
والجبال الباذخات الفوارع
|
فرفع «الجبال» ، على الابتداء ، ولم ينسق . وعلى هذا ، يقرأ في «المائدة» : (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ ، فِيها ، أَنَّ
النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)
، إلى آخر الآية.
وقال آخر ، وهو الفرزدق :
إنّ الخلافة
والنّبوّة فيهم
|
|
والمكرمات
وسادة أبطالا
|
فنصب إتباعا.
وإنّما يجوز
هذا في «إنّ» و «لكنّ». وأما «كأنّ» ، و
__________________
«ليت» ، و «لعلّ» فليس إلّا النّصب في النّعت [والاسم] والنّسق ، تقدّم أو تأخّر. تقول : كأنّ زيدا قائم وأباك ، وليت زيدا خارج الظريف ، وليت
محمدا منطلق وأباك. وإنّما صار كذلك ، لأنّ «إنّ» و «لكنّ» تحقيقان ، و «كأنّ» تشبيه ، و «لعلّ» شكّ [وربّما كانت رجاء] ، و «ليت» تمنّ.
وأما قول المتلمسّ :
أطريفة بن
العبد إنّك جاهل
|
|
أبساحة الملك
الهمام تمرّس؟
|
ألق الصّحيفة
لا أبالك إنّني
|
|
أخشى عليك من
الخناء النّقرس
|
رفع «النقرس» ،
لأنّه أراد : أنا النقرس. وهو العالم . يقال : رجل نقريس نطّيس.
وأما قول الآخر
/ :
إنّ فيها
أخيك وابن هشام
|
|
وعليها أخيك
والمختارا
|
__________________
هذا لغز. يريد : أخي كوى من الكيّ بالنار.
وأما قول الله
، تبارك وتعالى :
(إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) فقد ذكر ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : إنّ الله ، تبارك
اسمه ، أنزل القرآن بلغة كلّ حّي من أحياء العرب ، فنزلت هذه الآية بلغة بني الحارث بن كعب ، لأنّهم يجعلون المثنّى بالألف في كلّ وجه
مرفوعا . فيقولون : رأيت الرّجلان ، ومررت بالرّجلان ، وأتاني
الرّجلان. وإنّما صار كذلك ، لأنّ الألف أخفّ بنات المدّ واللّين. قال الشاعر :
إنّ لسلمى
عندنا ديوانا
|
|
أخزى فلانا
وابنه فلانا
|
كانت عجوزا ،
غبّرت زمانا
|
|
وهي ترى
سيّئها إحسانا
|
نصرانة قد
ولدت نصرانا
|
|
أعرف منها
الجيد والعينانا
|
ومقلتان
أشبها ظبيانا
|
__________________
رفع المثنّى في كلّ وجه ، وقال «العينانا» فنصب نون الاثنين ، لأنّه جعل النون حرفا ليّنا ، فصرفها إلى النصب.
وقال بعضهم ،
في هذا النحو :
بمصرعنا
النّعمان يوم تألّبت
|
|
علينا تميم
من شظى وصميم
|
تزوّد منّا
بين أذناه ضربة
|
|
دعته إلى
هابي التّراب ، عقيم
|
قال : «أذناه»
، وهو في موضع الخفض.
وقد يكون «إنّ»
في معنى «نعم» ، في بعض لغات العرب.
قال الشاعر : .
بكرت عليّ
عواذلي
|
|
يلحينني
وألومهنّه
|
ويقلن : شيب
قد عرا
|
|
ك وقد كبرت
فقلت : إنّه
|
__________________
أي : نعم وأجل.
وقال آخر :
شاب المفارق
، إنّ إنّ ، من البلى
|
|
شيب القذال
مع العذار الواصل
|
أي : نعم ،
نعم. وقال آخر :
قالت سليمى :
ليت لي بعلا يمن
|
|
يغسل عن رأسي
وينسيني الحزن
|
وحاجة ليست
لها عندي ثمن
|
|
مستورة
قضاؤها منه ومنّ
|
قالت بنات
العمّ : يا سلمى وإن
|
|
كان فقيرا
معدما؟ قالت : وإن
|
[قالت وإن ، قالت وإن ، قالت وإن]
أي : نعم.
قال الخليل بن
أحمد : [وأنا] أقرؤها مخفّفة ، على الأصل : (إن هذان لساحران) أي : ما هذان إلّا ساحران.
قال الشاعر :
__________________
غدر ابن
جرموز بفارس بهمة
|
|
عند اللّقاء
، ولم يكن بمعرّد
|
ثكلتك أمّك ،
إن قتلت لمسلما
|
|
حلّت ، عليك
، عقوبة المتعمّد
|
أي : ما قتلت
إلّا مسلمآ. وفي قراءة عائشة ، رضي الله عنها / (إنّ هذين لساحران).
وأما قول الشاعر :
فلم ترعيني
مثل سرب ، رأيته
|
|
خرجن علينا
من زقاق ابن واقف
|
قال : «رأيته»
، ولم يقل «رأيتهنّ» ، لأنّ الهاء صلة ، وليست بكناية. وكذلك قول الله ، جلّ اسمه ، في سورة «الجنّ» :
(قُلْ : أُوحِيَ
إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ ، مِنَ الْجِنِّ). الهاء صلة ، وليست بكناية.
والرفع بـ «مذ»
و «مذ» ترفع ما بعدها ، ما كان ماضيا ، و [تخفض] ما
__________________
لم يمض. تقول : ما رأيته مذ يومان ، ومذ سنتان ، ومذ [ثلاث ليال ، ومذ سنة
، ومذ شهر ، ومذ] ساعة. قال الشاعر :
أبا حسن ، ما
زرتكم ، مذ سنيّة
|
|
من الدّهر ،
إلّا والزّجاجة تقلس
|
وقال آخر :
لمن الدّيار
، بقنّة الحجر
|
|
أقوين ، مذ
حجج ، ومذ شهر؟
|
فـ «مذ» ترفع
ما بعدها ، حتّى تأتي بالألف واللام. فإذا جاء الحرف وفيه ألف
ولام ، [وهو] لم يمض ، فإن العرب تخفض بـ «مذ» حينئذ تقول : ما رأيته مذ اليوم / ومذ الساعة. وما كان
__________________
ماضيا لا ترفعه حتّى تصفه . تقول : ما رأيته مذ اليوم الماضي ، وما رأيته مذ اليوم
الطيّب.
وأما «منذ»
الثقيلة فإنّها تخفض ما مضى ، وما لم يمض ، على كلّ حال.
والرفع بالنداء المفرد
تقول : يا زيد ، ويا عمرو ، و [يا محمد] ولا يكون منوّنا . قال الله ، جلّ ذكره :
(يا نُوحُ ، اهْبِطْ
بِسَلامٍ مِنَّا) ،
(يا هُودُ ، ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ)
، (يا لُوطُ ، إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ)
، (يا صالِحُ).
وأما قول الشاعر :
يا حار ، لا
أرمين منكم ، بداهية
|
|
لم يلقها
سوقة ، قبلي ، ولا ملك
|
__________________
خفض «حار» ، لإنّه أراد : يا حارث. فرخّم الثاء ، وترك الراء مكسورة على
الأصل. وكذلك تفعل بالاسم المرخّم ، إذا نودي به ، كقول الآخر :
فصالحونا
جميعا ، إن بدالكم
|
|
ولا تقولوا
لنا أمثالها ، عام
|
أراد : يا
عامر. وقرؤوا هذا الحرف : (يا مال ، ليقض علينا ربك) أي : يا مالك. وقال آخر :
يا مرو إنّ
مطيّتي محبوسة ،
|
|
ترجو النّجاء
، وربّها لم ييأس
|
أراد : يا
مروان . فترك الواو مفتوحة ، على الأصل.
ويرخّم ثمود : «ثمو»
. وإنّ الاسم لا يكون على أقلّ من ثلاثة أحرف. وهو مأخوذ من الثّمد. وهو مستنقع
الماء. وقال الشاعر :
أو كماء
الثّمود بعد جمام
|
|
زرم الدّمع
لا يؤوب نزورا
|
__________________
وأما قول الآخر
: /
*يا خالد المقتول ، لا تقتل*
هو لغز. يريد :
يا خال ، د المقتول. من الدّية. وقال آخر :
يا رازق
الذّرّة الحمراء ، وابنتها
|
|
على خوانك
ملحا ، غير مدقوق
|
أراد : يا راز ، قد ذرّت الحمراء. فأدغم الدال في الذال ، وشدّده.
والرفع بخبر الصفة
[تقول] : لزيد مال ، ولمحمد عقل ، وعليك قميص ، وفي الدار زيد
واقف. وإن شئت «واقفا» الرفع على خبر الصّفة ، والنصب على الاستغناء وتمام الكلام. ألا ترى
أنّك تقول : «في الدار زيد» ، وقد تمّ كلامك. وإذا لم يتمّ كلامك فليس إلّا الرفع : بك زيد مأخوذ ،
وإليك محمد قاصد. ألا ترى أنّك إذا قلت : «بك زيد» لم يكن كلاما ، حتّى تقول «مأخوذ».
قال
__________________
الشاعر :
يقولون : فى
حقويك ألفان درهما
|
|
وألفان
دينارا فما بك من فقر
|
والرفع على فقدان الناصب
مثل قول الله ، عزّ وجلّ ، في «البقرة» :
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ ، لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ). معناه : ألّا تعبدوا. فلماّ أسقط حرف الناصب رفع ، فقال : لا تعبدون. ومثله ، في «البقرة» :
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ ، لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ). معناه : ألّا تسفكوا. فلماّ أسقط حرف الناصب رفع.
قال طرفة بن
العبد :
__________________
ألا أيّهذا اللّائمي
، أحضر الوغى
|
|
وأن أشهد
اللّذات ، هل أنت مخلدي؟
|
معناه : أن
أحضر الوغى . وقال : نصب بإضمار «أنّ» والدليل على ذلك «وأن أشهد اللّذات».
وقال آخر :
خذي العفو
منّي تستديمي مودّتي
|
|
ولا تنطقي في
سورتي حين أغضب
|
فإنّي رأيت
الحبّ ، في الصّدر ، والأذى
|
|
إذا اجتمعا
لم يلبث الحب ، يذهب
|
على معنى : أن
يذهب. فلمّا نزع حرف الناصب ارتفع. وأما قوله ، عزّ وجلّ :
(وَلا تَسْتَعْجِلْ. لَهُمْ ـ كَأَنَّهُمْ
، يَوْمَ
__________________
يَرَوْنَ
ما يُوعَدُونَ ، لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ ـ بَلاغٌ) فرفع «بلاغا» ، على أنّه خبر الصّفة. [معناه : فلا تستعجل. لهم بلاغ].
والرفع بالصّرف
قول الله ، عزّ
وجلّ :
(وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ). ذكر النّحويّون أنّ معناه : ولا تمنن مستكثرا. فصرف من
منصوب إلى مرفوع. ومثله : (ثُمَّ ذَرْهُمْ)
، فِي خَوْضِهِمْ ، يَلْعَبُونَ) [معناه : ثم ذرهم في خوضهم] لاعبين. فصرف من النصب إلى الرفع. لو لا ذلك لكان «يلعبوا» جزما ، على جواب الأمر. ومثله
: (فَذَرُوها ، تَأْكُلْ)
فِي أَرْضِ اللهِ). ومن يقرؤها
__________________
بالرفع ، أي : آكلة ، فصرف [من النصب] إلى الرفع.
ومثله قول
الشاعر :
متى تأتنا
تلمم بنا في ديارنا
|
|
تجد حطبا
جزلا ونارا تأجّجا /
|
وقال آخر :
متى تأته
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
تجد خير نار
عندها خير موقد
|
رفع «تعشو» ، على معنى : تأته عاشيا. [فصرف من النصب إلى الرفع]. ولو لا ذلك لكان «تعش» على المجازاة ، جزم وأما قول الأعشى ، وليس من هذا النوع :
لقد كان في
حول ثواء ثويته
|
|
تقضّي لبانات
، ويسأم سائم
|
__________________
[أراد أن يقول : أن يسأم سائم ، فصرف النصب إلى الرفع ، فقال : ويسأم]. وقال بعضهم : نصب : «ويسأم» على إضمار «أن» ، [فصرف
إلى النصب ، لأنّ] معناه : وأن يسأم.
والرفع بالحمل على الموضع
كقول الشاعر :
ولمّا يجد
إلّا مناخ مطيّة
|
|
تجافى بها
زور ، نبيل ، وكلكل
|
ومفحصها عنها
الحصا بجرانها
|
|
ومثنى نواج ،
لم يخنهنّ مفصل
|
وسمر ظماء ،
واترتهنّ بعد ما
|
|
مضى هجعة من
آخر اللّيل ، ذبّل
|
رفع «سمرا» ولم
ينسقه على الاستثناء ، لأنّه حمله على المعنى. لأنّك إذا قلت : لم أر في البيت
إلّا رجلين ، فهو في المعنى :
__________________
في البيت
رجلان. وعلى هذا ، قال الشاعر :
بادت ، وغيّر
آيهنّ على البلى
|
|
إلّا رواكد ،
جمرهنّ هباء
|
ومشجّج ،
أمّا سواء قذاله
|
|
فبدا ، وغيّر
ساره المعزاء
|
فرفع. وكان
حدّه النصب على الاستثناء ، كما تقول : فني المال إلّا أقلّه. ولكنّه رفعه على المعنى ، لأنّك تريد : بقي أقلّه . وساره بمعنى : سائره.
وأما قول
الفرزدق [بن غالب] :
إليك أمير
المؤمنين رمت بنا
|
|
هموم المنى
والهوجل المتعسّف
|
وعظّ زمان
يابن مروان لم يدع
|
|
من المال
إلّا مسحت أو مجلّف
|
__________________
حمله على المعنى ، فرفعه ، لأنّ معناه : بقي ، من المال ، مسحت أو مجلّف. والمسحت : المهلك . والمجلّف : المستأصل. من قول الله ، جلّ وعزّ : (فَيُسْحِتَكُمْ)
بِعَذابٍ) أي : يهلككم. ومعنى «لم يدع» : لم [يبق] إلّا مسحت. ومن روى : «مسحت ومجلّف» بكسر الحاء ، واللام [في «مجلّف»]. فإنّه رفعه على الموالاة ، لأنّه جعل «إلّا» بمنزلة
الواو. كأنّه قال : وعظّ زمان أذهب ما لنا ، ومسحت ومجلّف من الزمان ، أي : مهلك . ومنه قول الله ، جلّ وعزّ : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ، إِلَّا الَّذِينَ
__________________
ظَلَمُوا
مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ ، وَ) اخشون) . معناه : والذين ظلموا منهم. وقال الشاعر :
من كان أسرع
، في تفرّق فالج
|
|
فلبونه جربت
، معا ، وأغدّت
|
إلّا كناشرة
، الّذي ضيّعتم
|
|
كالغصن في
غلوائه ، المتنبّت
|
أي : وكناشرة. و
«إلّا» في موضع الواو. وذلك أنّ بني مازن يزعمون أنّ بني فالج الذين هم في بني
سليم ، وناشرة الذين / هم في بني أسد ، من بني مازن. ومنه قول الأعشى :
إلّا كخارجة
، المكلّف نفسه
|
|
وابني قبيصة
، أن أغيب ويشهدا
|
أي : وكخارجة.
__________________
وقال آخر :
نهدي الخميس
نجادا في مطالعها
|
|
إمّا المصاع
، وإمّا ضربة رغب
|
حمل «الضربة»
على المعنى فرفعها ، ولم يعطفها على «المصاع» فينصبها. كأنّه قال : وإمّا أن تكون
ضربة رغب.
وأما قول
الأعشى :
إن كنت
أعجبتني فالآن أعجبني
|
|
قتل الغلامان
، بالدّيمومة البيد
|
فإنّه أراد :
ما قتله الغلامان. فرخّم الهاء ، وسكّن التاء لتحرّك اللام ، ورفع «الغلامين» بفعلهما.
والرفع بالبنية
مثل : حيث ،
وقط. لا يتغيّران عن الرفع ، على كلّ حال.
وكذلك : قبل ،
وبعد ، إذا كانا على الغاية. وفي لغة بعضهم «حيث» بالفتح ، لأنّ الفتحة أخفّ الحركات.
وقالوا : حيث ، وحوث.
فما كان مفتوحا
فهو على القياس. وأما المضمومة كأنّهم توهّموا هذه الضمة التي في هذا الجنس ، الذي
لا يجري فيه
__________________
الإعراب ... متحرّك الوسط سكّنوه إذ لم يجتمع الساكنان. وذلك مثل : نعم ، وأجل ، وكم ، وهل ، ومن. وإنّما
سكّنوه ، لأنّه حرف جاء لمعنى ، وليس باسم فيكون فاعلا أو مفعولا أو مضافا ،
فيدخله الإعراب. وإذا كان الحرف المتوسّط منه ساكنا حرّك بالفتح ، لئلّا يسكنا ، مثل : أين ، وكيف ، وليت ،
وأنّ ، وحيث ، وأشباه ذلك. فاعرف موضعها.
والرفع بالحكاية
كلّ شيء من
القول فيه الحكاية فارفع ، نحو قولك : قلت عبد الله صالح ، وقلت الثوب ثوبك. قال
الله جلّ ذكره : (سَيَقُولُونَ
ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ). وقال : (وَلا تَقُولُوا
ثَلاثَةٌ)
، (وَقُولُوا حِطَّةٌ). فإذا أوقعت عليه الفعل فانصب ، نحو قولك : قلت خيرا ، قلت شرّا. نصبت لأنّه فعل
واقع.
__________________
والحروف التي
يحكى بها أربعة : سمعت ، وقرأت ، ووجدت ، وكتبت . قال ذو الرمة :
سمعت :
النّاس ينتجعون بحرا
|
|
فقلت لصيدح :
انتجعي بلالا
|
ويروى : «ينتجعون
غيثا». ويروى : «وجدت : النّاس».
رفع [«النّاس»] على الحكاية. وقال آخر : .
وجدنا في
كتاب بني تميم :
|
|
أحق الخيل
بالرّكض المعار
|
رفع «أحق» على
الحكاية. ولو لا ذلك لكان نصبا ، كما تقول :
وجدت مالا.
وقال آخر : /
كتبت أبو جاد
وخطّ مرامر
|
|
وخرّقت
سربالا ولست بكاتب
|
__________________
وكلّما استفهمت
فارفع بالحكاية ، ما لم تجىء بالتاء. فإذا جئت بالتاء فانصب. فإنّه بمنزلة : تظنّ ، وترى. أما الرفع فمثل قولك : أقلت عبد الله خارج؟ فيم قلت الناس خارجون؟ بكم
قلت الثوبان؟ فإذا جاءت التاء فانصب ، نحو قولك :
أتقول زيدا
عالما؟ أتقول الناس خارجين؟ قال الشاعر :
أنوّاما تقول
بني لؤيّ
|
|
قعيد أبيك ،
أم متناومينا؟
|
نصب «نوّاما» و
«بني» بـ «تقول» . وقال آخر :
متى تقول
القلص الرّواسما
|
|
يلحقن أمّ
غانم ، وغانما؟
|
نصب «القلص
الرّواسما» ، لمّا أدخل التاء. وقال آخر :
__________________
أمّا الرّحيل
فدون بعد غد
|
|
فمتى تقول
الدّار تجمعنا؟
|
نصب «الدار»
على معنى : تظنّ.
وأما قول
الشاعر :
فقالت : حنان
، ما أتى بك ههنا؟
|
|
أذو نسب ، أم
أنت بالحيّ عارف؟
|
يريد : أمري وأمرك
حنان. لو لا ذلك لنصبه. وأما قول الآخر :
حناني ربّناء
وله عنونا
|
|
نعاتبه لئن
نفع العتاب
|
فإنّه أراد :
تحنّن ربّنا مرّة بعد أخرى. والتحنّن : الرّحمة.
يقول : ارحمنا رحمة بعد رحمة.
وأما قول الآخر
:
يشكو ، إليّ
، جملي طول السّرى
|
|
صبر جميل ،
فكلانا مبتلى
|
[فإنّه] رفع «صبرا» ، لّما وصفه ، فقال : صبر جميل. لو لا
__________________
ذلك لنصب «صبرا» ، على الأمر . يقول : أمري وأمرك صبر جميل.
قال طرفة :
أبا منذر
أفنيت فاستبق بعضنا
|
|
حنانيك بعض
الشّرّ أهون من بعض
|
كأنّه قال :
رحمتيك ، لأنّ التحنن من الرحمة ، أي : ارحمنا رحمة بعد رحمة.
وأما قولك : «لبّيك»
إنّما يريدون : قربا ودنوّا ، [على معنى : إلباب بعد إلباب ، أي : قرب بعد قرب.
فجعلوا بدله «لبّيك»]. ويقال : ألبّ الرّجل بمكان كذا وكذا ، أي : أقام.
وكان الوجه أن
تقول : «لبّيتك» ، لأنّهم شبّهوا ذلك باللّبب. فإذا اجتمع في الكلمة حرفان غيّروا الحرف الأخير ، كما
قال الله ، جلّ وعزّ :
(وَقَدْ خابَ مَنْ
دَسَّاها). والأصل : دسّسها.
__________________
فقالوا : «لبّيك»
: قربت وأقمت.
وإذا قالوا «أنا
لبّ» فإنّما يريدون : قريب منك ، مرّة واحدة. وإذا قالوا «لبّيك» أرادوا : أنا
قريب منك أنا قريب منك ، مرّتين . قال الشاعر :
دعوت ، لما
نابني ، مسورا
|
|
فلبّى ،
فلبّي يدي مسور /
|
والرفع بالتحقيق
قولهم : لا رجل
إلّا زيد ، ولا إله إلّا الله. رفعت اسم «الله» و «زيدا» ، على التحقيق ، ولأنّه لا يجوز أن تسكت دون تمامه. ألا ترى أنّك
إذا قلت «لا رجل» لم يكن كلامك تامّا ، حتّى تقول «إلّا زيد».
__________________
وأما قول
الأعشى :
وكلّ أخ
مفارقه أخوه
|
|
لعمر أبيك ،
إلّا الفرقدان
|
رفع «الفرقدين»
، لأنّه أراد : والفرقدان يفترقان. فجعل «إلّا» تحقيقا. وقال بعضهم : «إلّا» في موضع الواو ، ومثله قول الله تعالى ، في «يونس» :
(فَلَوْ لا كانَتْ
قَرْيَةٌ آمَنَتْ ، فَنَفَعَها إِيمانُها ، إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ، لَمَّا)
آمَنُوا). معناه : فهلّا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ، إلّا قوم يونس ،
أي : وقوم يونس ، لمّا آمنوا. و «إلّا» في موضع الواو. وإنّما نصب «قوم يونس» لأنّ
«إلّا» بمعنى : لكنّ قوم يونس. لأنّ «إلّا» تحقيق ، و «لكنّ» تحقيق. ومثله [قوله
، جلّ ذكره] : (طه ،
__________________
ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى). نصب «تذكرة» على معنى : لكنّ تذكرة. إذ كان من حروف التحقيق. ومن قرأ «تذكرة» بالرفع أراد :
إلّا أن تكون تذكرة. عن الفرّاء.
وأما قول
الشاعر :
إذا لقي
الأعداء كان خلاتهم
|
|
وكلب على
الأدنين ، والجار ، نابح
|
أراد : [كان
خلاة للأعداء] ، وهو كلب على الأدنين. أو قيل : وما هو أيضا؟ فقال : كلب على الأدنين. رفع على الابتداء. ومثله قول الآخر :
فتى النّاس ،
لا يخفى علينا مكانه
|
|
وضرغامة ، إن
همّ بالأمر أوقعا
|
__________________
يعني : وهو
ضرغامة
و «لو لا» تكون في معنى «هلّا». وتكون في معنى «إذا» ، كما قال الله ، جلّ وعزّ : (فَلَوْ لا إِذا
بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ). معناه : فإذا بلغت الحلقوم.
وتكون «هل» في معنى «أليس». قال الله ، جلّ وعزّ : (هَلْ فِي ذلِكَ
قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)؟
أي : أليس [في
ذلك قسم]؟ وتكون في معنى «قد». قال الله ، جلّ ذكره : (هَلْ أَتى ، عَلَى
الْإِنْسانِ ، حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) أي : قد أتى [على الإنسان].
والرفع بـ «الّذي ، ومن وما»
فهذه أسماء
ناقصة ، لا بدّ لها من صلات ، ويكون جوابها مرفوعا أبدا . تقول : الذي ضرب عمرو زيد . فـ
__________________
«الذي» رفع على الابتداء ، و «ضرب» صلته ، و «عمرو» رفع بفعله ، و «زيد» رفع لأنّه خبر الابتداء
. وتقول : الذي أكلت تمر ، والذي شربت لبن . رفعت «تمرا» ، لأنّه خبر الابتداء. ومثله قول الله ، تعالى ، في «يونس» : (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ)
، [على الخبر] ، أي : الذي جئتم به السّحر.
وأما قول الشاعر : /
عدس ، ما
لعبّاد عليك إمارة
|
|
عتقت ، وهذا
تحملين طليق
|
معناه : الذي
تحملين طليق. رفع ، لأنه خبر «الذي».
ومثله : ، (إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ)
__________________
أي : [إنّ] الذين تدعون عباد أمثالكم . ومثله [أيضا] : (إِنَّما صَنَعُوا
كَيْدُ ساحِرٍ)
. معناه : إنّ الذي صنعوا .
وأما «ماذا»
فمنهم من يجعل «ماذا» بمنزلة «ما» وحده ، فيقول : ماذا رأيت؟ [أي : ما رأيت]؟ فتقول : زيدا ، أي : رأيت زيدا ، كما قال الله تعالى ، في «النحل» : (
(ما ذا أَنْزَلَ
رَبُّكُمْ؟ قالُوا : خَيْراً). كأنّه قال : أنزل خيرا.
ومنهم من يجعل «ماذا»
بمنزلة «الذي» ، فيقول : ماذا رأيت؟ فتقول : خير ، أي : الذي رأيت خير. قال الله ، تعالى :
(ما ذا أَنْزَلَ
رَبُّكُمْ؟ قالُوا : أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ). رفع ، على معنى : الذي أنزل [أساطير الأولين]. ومنه قول الله تعالى ، في
__________________
«البقرة» (وَيَسْئَلُونَكَ)
: ما ذا يُنْفِقُونَ؟ قُلِ : الْعَفْوَ) ، [بالرفع]. معناه : الذي ينفقون العفو . قال الشاعر :
الا تسألان
المرء ما ذا يحاول
|
|
أنحب ، فيقضى
، أم ضلال وباطل؟
|
قال : «أنحب» ،
على معنى : الذي يحاول نحب أم ضلال وباطل؟
ويقرأ : (ماذا
ينفقون؟ قل : العفو ) ، بالنصب على معنى : ينفقون العفو. وهو فضلة المال. وكذلك عفو الماء
والقدر وغير ذلك : فضلته. وكذلك يجوز النصب في قوله : (ما جئتم به السّحر ) ، و (إنّما صنعوا كيد ساحر) ، على إيقاع الفعل ، أي : صنعوا.
__________________
وأصل «الّذي» :
«ذو» ، كما قال الشاعر :
إذا ما جنى
لم يستشرني ، بذو جنى
|
|
وليس يعرّيني
الّذي هو قارف
|
يعني : بالذي جنى. ومثله قول الآخر :
فإنّ بيت
تميم ، ذو سمعت به ،
|
|
فيه تنمّت ،
وعزّت بينها مضر
|
ذو سمعت أي :
الذي سمعت. وقال آخر :
إذا ما أتى
يوم ، يفرّق بيننا
|
|
بموت ، فكن
يا وهم ذو يتأخّر
|
أي : الذي
يتأخّر.
ثم أدخلوا على «ذو» الألف والام ، للتعريف. ويلزم الياء ، كما ألزمت الكسرة في «هؤلاء» ، في كلّ وجه.
فإذا جمعوا
زادوا على «الّذي» نونا ، وجعلوه اسما بمنزلة اسمين ، ضمّ أحدهما إلى الآخر. فألزمت
الفتحة التي هي أخفّ
__________________
الحركات . ولا يتغيّر «الّذين» إلى غير النصب ، في جميع الحركات.
وأما التثنية منه فإنّه مصروف. تقول : الّلذان قالا ، ورأيت
الّلذين قالا ، ومررت بالّلذين قالا.
ثم جمعوا
فقالوا «الّذين» في كلّ وجه ، كما قالوا في حضرموت / ومعديكرب.
والرفع بـ «حتى» إذا كان الفعل واقعا
قولهم : سرنا
حتّى ندخلها . [رفعت «ندخلها»] ، لأنّه فعل قد مضى ، وهو واقع. فكأنّه صرف من النصب إلى الرفع ، ووجهه : حتّى دخلناها. قال امرؤ القيس :
مطوت بهم
حتّى تكلّ غزاتهم
|
|
وحتّى الجياد
ما يقدن بأرسان
|
__________________
رفع «تكلّ» ، على معنى : حتّى كلّت. وهو واقع. وعلى هذا ، يقرأ هذا الحرف : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى
يَقُولَ)
الرَّسُولُ) ، [بالرفع] ، أي : حتّى قال : [وهو واقع]. ويقرأ بالنصب ، [على معنى الاستقبال].
والرفع بالقسم
لا يكون إلّا بلام التأكيد ، مثل قولهم : لعمر الله ، ولعمرك. قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزديّ :
لعمر أبيك ،
الخير ، ما رهط خندف
|
|
تدافعهم عنك
الرّماح المداعس
|
__________________
وقال آخر :
لعمرك ما
تدري الطّوارق بالحصا ،
|
|
ولا زاجرات
الطّير ، ما الله صانع؟
|
رفع «لعمرك»
لأنّه شبّه لامه بلام الخبر ، كقوله جلّ ذكره : (إِنَّ الْإِنْسانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ
الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)
، و
(إِنَّ رَبَّهُمْ
بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).
والرفع في الأفعال المستقبلة
وهو الفعل المستأنف ، رفع أبدا ، إلّا أن يقع عليه حرف جازم
، أو حرف ناصب . وعلامة الفعل المستقبل أن يقع في أوّل الفعل أحد هذه الحروف الأربعة ، وهي :
الألف ، والتاء ، والياء ، والنون. ومعناه بالألف : أنا أخرج ، وبالتاء : أنت
__________________
تخرج ، وبالياء : هو يخرج ، وبالنون : نحن نخرج. فإذا وقع أحد هذه الحروف في أوّل الفعل كان
رفعا أبدا.
والرفع بشكل النفي
وهو كلّ ما جاز
فيه النصب بالنفي ، ثم رفعته ، فهو شكل النفي ، على ما قرؤوا : (فَلا رَفَثَ ، وَلا
فُسُوقَ ، وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ). [ومعناه : ليس رفث ، وليس فسوق].
وأما قول
الشاعر :
فلا أب وابنا
مثل مروان ، وابنه
|
|
إذا هو
بالمجد ارتدى ، وتأزّرا
|
نوّن «ابنا» ،
لأنّه لم يجىء بـ «لا» الثانية.
وأما قول الآخر
:
لا نشب اليوم
، ولا خلّة
|
|
إتّسع الخرق
، على الرّاقع
|
__________________
نوّنت الاسم الثاني ، لأنّك لم تجعل «خلّة» مع «نشب» اسما واحدا ، لأنّك جعلت «اليوم» بينهما ، وعلى أنّك جعلت الواو للعطف لا للنفي ، لأنّ
موضع «نشب» نصب.
وإن شئت قلت :
لا غلام ولا جارية عندك . ترفع «جارية» ، على الابتداء. وأما قول الشاعر :
بها العين
والآرام ، لا عدّ عندها
|
|
ولا كرع ،
إلّا المغارات والرّبل
|
فهذا يجوز
النصب والرفع / في كليهما. ومثله قول الشاعر /.
هذا ، وجدكم
، الصّغار بعينه
|
|
لا أمّ لي ،
إنّ كان ذاك ، ولا أب
|
وفي مثله
للراعي :
ما إن صرمتك
، حتّى قلت معلنة :
|
|
لا ناقة لي
في هذا ، ولا جمل
|
ومثله قول الله
، جلّ وعزّ : (لا لَغْوٌ فِيها ،
وَلا تَأْثِيمٌ).
__________________
والرفع بـ «هل» وأخواتها من حروف الرفع
مثل قولك : هل أبوك حاضر؟ وأين أبوك خارج ، وخارجا؟ وكيف أبو زيد صانع ، وصانعا؟ وإنّما جاز
النصب في خبر «أين» و «كيف» ، لأنّك تقول : أين أبوك؟ وكيف زيد؟ وتسكت ، فيكون كلاما تامّا ، ثم تنصب على الاستغناء وتمام الكلام . وإذا قلت : هل أبوك؟ لم يجز لك السكوت ، حتّى تقول «خارج».
فليس فيه إلّا الرفع.
وتقول : هم قوم
كرام. فإذا جعلت هذه الحروف فصلا بين حروف التّرائي ، وحروف «كان» ، لم تعمل شيئا ، وأجريت الكلام على أصله ، كقولك : كان عمرو هو خيرا منك. قال الله تعالى ، في «الأنفال» : (وَإِذْ قالُوا :
اللهُمَّ ، إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَ)
مِنْ عِنْدِكَ). نصب «الحقّ» ، لأنّه خبر «كان». وقال الله ، عزّ وجلّ ، في «الزخرف» :
(وَما ظَلَمْناهُمْ ، وَلكِنْ.
__________________
كانُوا
هُمُ الظَّالِمِينَ). وقال ، في «الشعراء» : (آ (إِنَ)
لَنا لَأَجْراً ، إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ). وقال ، في «المزمل» :
(تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً ،
وَأَعْظَمَ أَجْراً). نصب «خيرا» و «أعظم أجرا » ، لأنّهما خبر «تجدوا» ، ونصب «أجرا» على التمييز. وقال ، عزّ وجلّ ، في «آل عمران» : (وَلا يَحْسَبَنَ)
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ، بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ، هُوَ خَيْراً
لَهُمْ). نصب «خيرا» ، لأنّه خبر «يحسب» .
فأما تميم فترفع هذا كلّه ، ويجعلون المضمر مبتدأ وما بعده خبره ، كما ينشد هذا البيت :
قالت : ألا
ليتما هذا الحمام لنا
|
|
إلى حمامتنا
، أو نصفه ، فقد
|
فيرفعون بـ «هذا» ، ولا يعملون «ليت». قال الشاعر [أيضا] :
__________________
تحنّ إلى
ليلى ، وأنت تركتها
|
|
وكنت ، عليها
بالملا ، أنت أقدر
|
رفع «أقدر» بـ «أنت» ، ولم يلتفت إلى «كان» ، لأنّه يجب أن يكون لـ «أنت» خبر. وعلى هذا ، يقرأ من يقرأ هذا الحرف ، في «المائدة» :
(فَلَمَّا
تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ). رفع «الرقيب» بـ «أنت». فكلّ مضمر يجعلونه مبتدأ ، ويرفعون ما بعده على خبر المبتدأ.
ومثله [قول الله
تعالى] ، في «الكهف» : (إِنْ تَرَنِ)
أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً).
رفع «أقلّ» بـ «أنا». وقال الشاعر :/
إنّي إذا ما
كان أمر ، منكر ،
|
|
وازدحم الورد
، وضاق المصدر
|
وجدتني
أنا الرّبيس ، الأكبر
|
و «الربيس» خبر
الابتداء و «الأكبر» نعته.
وتقول : متى أنت وأرضك؟ ومتى أنت والجبل؟ نصبت «أرضك» ، على
معنى : متى عهدك بأرضك؟ وما يمنعك من
__________________
الجبل؟ فتنصبه ، على معنى الظرف. قال الشاعر :
أتوعدني ،
بقومك ، يابن حجل؟
|
|
أشابات
تخالون العبادا
|
جمعت حصن ، وعمرو
|
|
وما حصن ،
وعمرو ، والجيادا؟
|
أراد : وما كان
حصن وعمرو مع الجياد؟ فلمّا حذف «مع» ، وأضمر «كان» ، نصب. وقال آخر :
وما أنا
والشّرّ في متلف
|
|
يبرّح
بالذّكر ، الضّابط؟
|
فكأنّه قال :
كيف أكون مع الشّرّ؟
وتقول : كن أنت
وزيد في موضع واحد. وإذا جاؤوا بالحروف التي ترفع لم يتكلّموا فيها إلّا الرفع ،
مثل قولك : ما فعلت أنت وزيد؟ ما أنت والماء لو شربته؟ ما أنت والأسد لو لقيته؟
وأما «هذا»
وأشباهه فهم ينصبون [بها] خبر المعرفة ، ويرفعون خبر النكرة. وأما قول الله ، جلّ
وعزّ ، في «الأحقاف» :
(قالُوا : هذا عارِضٌ
مُمْطِرُنا) عارض نكرة ، وممطرنا معرفة ، ولا ينعت معرفة بنكرة ،
ولا نكرة بمعرفة. فهذا معناه : هذا عارض ممطر لنا. وأما قوله ، في «الأحقاف» :
__________________
(وَهذا)
كِتابٌ مُصَدِّقٌ ، لِساناً عَرَبِيًّا) لأنّ العرب إذا طال كلامهم بالرفع
نصبوه ، كما يقولون : هذا فارس على فرس له ذنوبا. نصب «ذنوبا» لمّا تباعد من «فرس» . وكذلك يقولون : هذا رجل معه صقر صائدا به. وقال بعضهم
: نصب «لسانا» بإيقاع الفعل عليه ، أي : يصدّق لسانا.
وأما قوله ، في
«الأحقاف» :
(وَلا تَسْتَعْجِلْ
لَهُمْ ـ كَأَنَّهُمْ ، يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ ، لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا
ساعَةً مِنْ نَهارٍ ـ بَلاغٌ) رفع «بلاغا» ، على معنى : ولا تستعجل. [ثمّ] قال : لهم
بلاغ. وقال بعضهم : رفع «بلاغا» على إضمار : هذا بلاغ. والله أعلم.
مضى تفسير وجوه
الرفع.
__________________
تفسير وجوه الخفض
وهي تسعة : خفض بـ «عن» وأخواتها ، وخفض بالإضافة ، / وخفض بالجوار ،
وخفض بالبنية ، وخفض بالأمر ، وخفض بـ «حتّى» [إذا كان] على الغاية ، وخفض بالبدل ، وخفض بـ «منذ» الثقيلة ،
وخفض بالقسم.
وعلامات الخفض [ثلاث] : الكسرة ، والياء ، والفتحة. فالكسرة : مررت بزيد. والياء : مررت بأخيك. والفتحة : مررت بعثمان وعمر .
فالجرّ بـ «عن» وأخواتها
[قولك] : عن محمد ، ولعبد الله . وتقول : مررت بأكرم الرّجال. تخفض «أكرم الرجال» بالباء الزائد ، وهو على «أفعل». وإنّما خفضته بالإضافة. فإذا أضفت
إلى «من» لم تخفض. تقول : جئتك بأكرم من زيد. قال الله
__________________
تعالى ، في «النساء» : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ
مِنْها ، أَوْ رُدُّوها). لم يصرف. وقال :
(بِأَحْسَنِ ما كانُوا
يَعْمَلُونَ)
، فصرف «أحسن» ،
لأنّ «ما» محلّ اسم ، و «من» صفة ، ولا تضاف صفة ، كما قال ذو الرمة :
بأفضل ، في
البريّة ، من بلال
|
|
إذا ميّلت ،
بينهما ، ميالا
|
نصب «بأفضل»
لإضافته إلى صفة. وقال آخر :
وما فحل
بأنجب من أبيكم
|
|
وما خال بأكرم
من تميم
|
والخفض بالإضافة
قولهم : دار زيد ، وغلام عمرو. خفضت «زيدا» ، بإضافة «دار» إليه.
والخفض بالجوار
قولهم : مررت برجل عجوز أمّه ، ومررت برجل طالق امرأته. خفضت «عجوزا»
، وليس من نعت «الرّجل». إلّا أنه لمّا كان من نعت «الأمّ» خفضته ، على القرب
والجوار. وكذلك تقول . مررت بامرأة شيخ أبوها خفضت «شيخا» ، وهو
__________________
من نعت «الأب». إلّا أنه لمّا جاور «امرأة» خفضت. ورفع «أباها» ، على
الابتداء.
فإذا قلت : مررت برجل طامث المرأة ، لم يجز ، لأنّ «رجلا» نكرة و «المرأة» معرفة ، فاختلف الحرفان . ويجوز : مررت بالرّجل الطامث المرأة ، لانّه استوى اللفظان بالألف واللام .
وتقول : رأيت
رجلا عجوزا أمّه ، ومررت برجل ذنوب فرسه.
فإذا كان
الجوار اسما ، في هذا النوع ، لم يجز الجوار ولم تخفض . تقول : مررت برجل زيد أبوه ، ومررت برجل حديد بابه.
رفعت «زيدا» و «حديدا» ، على الابتداء والخبر ، ولم تخفض لأنّه اسم ، وليس بنعت.
وخفضوا بالجوار
، أيضا ، مثل قول الشاعر :
__________________
أطوف ، بها ،
لا أرى غيرها
|
|
كما طاف ،
بالبيعة ، الرّاهب
|
خفض «الراهب»
بالقرب والجوار ، والوجه فيه الرفع كما قالوا : هذا جحر ضبّ خرب. خفض «خربا» ، وهو من نعت «الجحر». وإنّما
خفض لقربه من «ضبّ». ومنه قول الله تعالى ، في «البروج» : (ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ)
، وفي «الذاريات» : (ذُو الْقُوَّةِ
الْمَتِينُ)
). خفض «المجيد» و «المتين» ، بالقرب والجوار . ويقرأ : (ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ) ، (ذُو الْقُوَّةِ
الْمَتِينُ)
بالرفع ، على أنّه صفة لـ «ذي العرش» . [وهو محلّ النعت والصفة لله تعالى ، والنعت للمخلوق].
وقال [الله] ، جلّ وعزّ : (وَجاؤُ ، عَلى
قَمِيصِهِ ، بِدَمٍ كَذِبٍ). خفض «كذبا» على القرب والجوار ، ومجازه «كذبا» ، على معنى : وجاؤوا كذبا على قميصه بدم. قال الشاعر :
__________________
فيا معشر
العزّاب ، إن حان شربكم
|
|
فلا تشربوا ،
ما حجّ لله راكب
|
شرابا ،
لغزوان الخبيث ، فإنّه
|
|
يباهتكم ،
منه ، بأيمان كاذب
|
فخفض «راكبا» ،
على القرب والجوار ، ومحلّه الرفع بفعله. ومثله :
كأنّ ثبيرا ،
في عرانين ودقه ،
|
|
كبير أناس ،
في بجاد ، مزمّل
|
خفض «مزمّلا» ،
وهو من نعت «كبير» وهو في محلّ رفع ، فخفضه على الجوار. وقال آخر :
كأنّما خالطت
، قدّام أعينها ،
|
|
قطنا ،
بمستحصد الأوتار ، محلوج
|
خفض «محلوجا» ،
وهو من نعت «قطن».
__________________
وأما قول الشاعر :
كيف نومي ،
على الفراش ، ولمّا
|
|
تشمل الشّام
غارة ، شعواء؟
|
تذهل الشّيخ
، عن بنيه ، وتبدي
|
|
عن خدام العقيلة
، العذراء
|
رفع «العقيلة»
، لأنّه نوى التنوين في «خدام». وجاز له الرفع بعد التنوين.
وقد يجعلون «من»
بمعنى : كذّب ، من المين ، فيشتبه على السامع ، كما قال :
وفي كتب
الحجّاج أنساب معشر
|
|
تعلّمها ،
منّا يزيد ومزيدا
|
معنى «منّا» :
كذّبنا. فلذلك نصب «يزيد». وقال آخر :
إنّما أمّ
خالد ، يوم جاءت
|
|
بغلة
الزّينبيّ من ، قصر ، زيدا
|
يقال : أمّ
فلان ، إذا شجّ رأسه حتّى تبلغ الشّجّة أمّ الدّماغ. فرفع «خالدا» ، لأنّه أوقع
عليه فعل ما لم يسمّ فاعله. وقوله «من ، قصر ، زيدا» من : كذّب . قصر : اسم منادى. كأنّه قال : كذّب ، يا قصر ، كذّب زيدا. ومثل هذا كثير. فتعرّف ، لئلّا يشتبه عليك ، إذا ورد.
__________________
والخفض بالبنية
وإنّما علّة البنية للأسماء : تضاف وهي نواقص ، فإذا حذفت منها
الإضافة بقيت ناقصة ، فألزمت البنية ، مثل : قطام ، ودراك ، ونزال ، وحذام ، وبداد ، ورقاش . لا تزول هذه الأسماء عن الخفض إلى غيره ، من غير تنوين . يقال : أتتني قطام ، ومررت بقطام ، ورأيت قطام. وحذام لا يزول عن الخفض إلى غيره ، من غير تنوين. / قال الشاعر :
إذا قالت
حذام فصدّقوها
|
|
فإنّ القول
ما قالت حذام
|
وتقول : كويته
وقاع ، وجاءت الخيل بداد ، أي : متبدّدين .
__________________
قال الشاعر :
كنّا ثمانية
، وكانوا جحفلا
|
|
لجبا ،
فشلّوا بالرّماح ، بداد
|
أي : متبدّدين
. وإنّما
|
|
خفضها لمّا
فتح أوّلها ، مثل
|
نزال. وتراك هو
من التّرك . وقال آخر :
وكنت إذا
منيت ، بخصم سوء ،
|
|
دلفت له ،
فأكويه ، وقاع
|
وهي الدائرتان
على جاعرتي الحمار.
ويقال : انصبّ
عليهم من طمار. وهو المكان المرتفع. قال الشاعر :
فإن كنت لا
تدرين ما الموت؟ فانظري
|
|
إلى هانىء ،
في السّوق ، وابن عقيل
|
__________________
إلى بطل ، قد
عفّر السّيف خدّه
|
|
وآخر ، يهوي
من طمار ، قتيل
|
قال «طمار»
بالكسر . [ويقال : «طمار» بالنصب].
ويقال : نزلت
على الناس بوار . وأنشد :
قتلت ، فكان
تباغيا ، وتظالما
|
|
إنّ التّظالم
، في الصّديق ، بوار
|
فكان أوّل ما
أثبت تهارشت
|
|
أولاد عرج ،
عند كلّ وجار
|
فقال «بوار» ،
ومحلّه الرفع.
ومنه قول عمرو بن معد يكرب :
أطلت فراطهم
، حتّى إذا ما
|
|
قتلت سراتهم
كانت قطاط
|
أي : قطي وحسبي.
وأما قول الآخر :
يا أمّ عائشة
، لن تراعي
|
|
كلّ بنيك بطل
، شجاع
|
__________________
فقد ذكر الخليل أنّ خفض «بطل شجاع» بشفعة الكاف في «بنيك».
و «أمس» أيضا
مخفوض في الفاعل والمفعول به. تقول : أتيته أمس ، وذهب أمس بما فيه ، وكان أمس
يوما مباركا ، وإنّ أمس يوم مبارك.
فإذا أدخلت
عليه الألف واللام ، أو أضفته إلى شيء ، أو جعلته نكرة ، أجريته . تقول : كان الأمس يوما [مباركا ، وإنّ الأمس الماضي
يوم مبارك ، وكان أمسكم يوما] طيّبا. قال الشاعر :
ولا يدرك
الأمس ، القريب ، إذا مضى
|
|
بمرّ قطاميّ
، من الطّير ، أجدلا
|
وقال زهير :
وأعلم ما في
اليوم ، والأمس ، قبله
|
|
ولكنّني ، عن
علم ما في غد ، عمي
|
فأجراه.
__________________
وأما قول
العجّاج :
لقد رأيت
عجبا ، مذ أمسا
|
|
عجائزا ، مثل
السّعالي ، خمسا
|
[يأكلن أجمعهنّ ، همسا ، همسا
|
|
لا ترك الله
، لهنّ ، ضرسا]
|
فإنّه جعل
السين حرفا ليّنا ، فصرفها إلى النصب.
ويقال : صمام أيضا ، كما قال الشاعر :
غدرت يهود ،
وأسلمت جيرانها
|
|
صمّا ، لما
فعلت يهود ، صمام
|
ترك التنوين في
«يهود» ، ونوى الألف واللام فيه. لو لا ذلك لنوّن. / ومثله قول الآخر :
أصاح ، ترى
بريقا ، هبّ وهنا
|
|
كنار مجوس ،
تستعر استعارا
|
نوى الألف
واللام في «مجوس». فلذلك ترك التنوين.
وأما قولهم :
رجل بجال ، إذا كان كبيرا عظيما ، وامرأة
__________________
حصان ورزان ، و [امرأة] ذراع ، أي : سريعة الغزل ، وفرس وساع ، وبعير ثقال اي : بطيء ، ورجل عبام [أي] : عبيّ ، فهذا يتصرّف في جميع الحركات .
والخفض بالأمر
قولهم : سماع ،
وبصار ، ونظار ، أي : اسمع ، وأبصر ، وانظر . قال الشاعر :
ومويلك ، زمع
الكلاب ، تسبّني
|
|
فسماع ،
أستاه الكلاب ، سماع
|
أي : اسمع . وقال آخر :
تراكها ، من
إبل ، تراكها
|
|
أما ترى
الموت ، لدى أوراكها؟
|
__________________
أي : اتركها.
والخفض بـ «حتّى» إذا كان على الغاية
قولهم : كلّمت القوم حتّى زيد. معناه : حتّى بلغت إلى زيد ، ومع زيد. وقال الله ، جلّ ذكره : (سَلامٌ هِيَ ، حَتَّى
مَطْلَعِ)
الْفَجْرِ). معناه : إلى مطلع الفجر .
و «حتّى» فيه
ثلاث لغات. تقول : أكلت السّمكة حتّى رأسها ، وحتّى رأسها ، وحتّى رأسها . النصب : حتّى أكلت رأسها . [والرفع : حتّى بقي رأسها] والخفض : حتّى وصلت إلى رأسها ، وأكلت السّمكة مع
رأسها. وإن شئت قلت : «رأسها» على الابتداء . قال الشاعر :
__________________
ألقى الحقيبة
، كي يخفّف رحله
|
|
والزّاد ،
حتّى نعله ألقاها
|
و: «حتّى نعله»
و «حتّى نعله ألقاها» . النصب : حتّى ألقى نعله . والرفع : حتّى ألقي نعله. وإن شئت رفعه بالابتداء ، وألقى الفعل على الهاء والألف [التي في «ألقاها»] ، كما يقرأ : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها). ومن قرأ : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) نصب برجوع الفعل عليها. ومن خفض أراد : [ألقى] الحقيبة مع نعله.
و [قد] يكون «حتّى» بمعنى الواو. قال أبو ذؤيب :
حميت عليه
الدّرع ، حتّى وجهه
|
|
من حرّها ،
يوم الكريهة ، أسفع
|
المعنى : ووجهه من حرّها . وإذا أوفعت «حتّى» على
__________________
الأسماء جرت على الفاعل والمفعول به. قال الفرزدق :
فيا عجبا ،
حتّى كليب تسبّني
|
|
كأنّ أباها
نهشل ، أو مجاشع
|
وقال آخر :
فما زالت
القتلى تمجّ دماءها
|
|
بدجلة ، حتّى
ماء دجلة أشكل
|
والخفض بالبدل
مثل قول الله ،
تبارك وتعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي
إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللهِ). خفضت «صراط» على البدل . ومثله ، في «البقرة» :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الشَّهْرِ الْحَرامِ ، قِتالٍ / فِيهِ).
خفض «قتالا» بالبدل. كأنّه قال : يسألونك عن الشهر الحرام ، عن قتال فيه. قال كثير عزّة :
__________________
وكنت كذي
رجلين : رجل صحيحة
|
|
وأخرى ، رمى
فيها الزّمان ، فشلّت
|
خفض «رجلا»
بالبدل. ويروى : «رجل صحيحة» ، بالرفع على الابتداء.
وأما قول
الشاعر :
على حالة ،
لو أنّ في القوم حاتما ،
|
|
على جوده ،
ما جاد بالماء حاتم
|
فإنّه خفض «حاتما» لأنّه جعله بدلا من الهاء . معناه : على جود حاتم ، ما جاد بالماء.
والخفض بالقسم
مثل قولك : بالله ، وو الله ، وتالله ،
(وَالطُّورِ ،
وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)
، (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) ،
(وَالشَّمْسِ ، وَضُحاها)
، (وَالْفَجْرِ ، وَلَيالٍ عَشْرٍ).
__________________
ولا بدّ للقسم
من جواب ، كما قال الله ، جلّ وعزّ : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ
الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا). جوابه «إنّ الإنسان ...». وإنّما كسرت الألف من «إنّ» للّام التي [في] «في
خسر». واللام خبر القسم.
ومعنى «الإنسان»
ههنا معنى النّاس ، لانّ الكثير لا يستثنى من القليل. وإنّما يستثنى
القليل من الكثير. تقول : خرج القوم إلّا زيدا. ولا يجوز أن تقول : خرج زيد إلّا القوم. إلّا أنّ «الإنسان» ههنا في معنى : الناس.
فأما ما أضمر
جوابه ، من القسم ، فقول الله عزّ وجلّ ، في «النازعات» :
(وَالنَّازِعاتِ
غَرْقاً ، وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) إلى قوله
(فَالْمُدَبِّراتِ
أَمْراً). جواب القسم مضمر . كأنّه قال : فالمدبّرات أمرا ، إنّكم لمبعوثون . فقيل : متى؟ فقيل :
__________________
(يَوْمَ تَرْجُفُ
الرَّاجِفَةُ) إلى قوله (يَقُولُونَ : أَإِنَّا
لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ)؟ والحافرة : الطّريق الذي ذهبت فيه. يقال : رجع على حافرته . يقولون : أإنّا نردّ في طريقنا الذي ذهبنا فيه؟ فقيل : نعم. فقالوا : (أَإِذا كُنَّا
عِظاماً نَخِرَةً)؟
فقيل : نعم. قالوا : (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ
خاسِرَةٌ).
وجواب «والضّحى» :
(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَما قَلى).
وجواب «والفجر»
: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ). وجواب :
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاها).
وجواب
(وَالسَّماءِ ذاتِ
الْبُرُوجِ) :)
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ). وجواب
(وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً)
: (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ).
مضى تفسير جمل
الخفض
__________________
تفسير إعراب جمل الجزم
الجزم اثنا عشر وجها : جزم بالأمر ، وجزم بالنّهي ، وجزم بجواب
الأمر والنّهي بغير فاء ، وجزم بالمجازاة ، وجزم بخبر المجازاة ، وجزم
بـ «لم» وأخواتها ، وجزم بالوقف ، / وجزم على البنية ، وجزم بردّ حركة الإعراب على
ما قبلها ، وجزم بالدعاء ، وقد يجزمون بـ «لن» وأخواتها ، وجزم بالحذف.
وعلامات الجزم
خمس : السّكون ، والضّمّة ، والكسرة ، والفتحة ، وإسقاط النون. فالسّكون : لم
يخرج. والضّمّة : لم يدع ، ولم يغز. والكسرة : لم يقض ، ولم يرم. والفتحة : لم
يتهاد ، ولم يتصاب. وسقوط النون : لم يخرجا في الاثنين ، ولم يخرجوا في الجميع.
فالجزم بالأمر
[نحو قولك :
اذهب] ، اخرج ، أنفق ، اضرب .
والجزم بالنهي
لا تخرج ، ولا
تضرب ، ولا تشتم .
__________________
وأما قول الله تعالى ، في «يونس» : (فَاسْتَقِيما ، وَلا
تَتَّبِعانِ)
سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) جزم «استقيما» ، لأنّه أمر ، وعلامة جزمه إسقاط النون. كان الأصل فيه «تستقيمان» ، فذهبت النون في علامة الجزم. والألف بدل من اسمين. ثم قال «ولا تتّبعانّ» بالنون ، ومحلّه
الجزم لأنّه نهي ، والنون الثقيلة لا تسقط في أمر ولا نهي. وهي ثابتة أبدا ، إذا
أردت توكيد الأمر والنهي ، ولا تسقط في محلّ الرفع والنصب. تقول : لا تضربنّ زيدا
، ولا تسخطنّ أباك ، ولا تخرجانّ للاثنين ، ولا تخرجنّ للجميع. وتقول : كي يعلمنّ
زيد ، والقوم يخرجنّ.
والجزم بجواب الأمر والنهي وأخواتهما بغير فاء
قولهم : أكرم زيدا يكرمك ، تعلّم العلم ينفعك. قال الله
__________________
[تعالى : (فَاذْكُرُونِي ،
أَذْكُرْكُمْ). جزم لأنّه جواب أمر بغير فاء].
[وقوله] ، جلّ
ذكره : (وَنَذَرُهُمْ)
، فِي طُغْيانِهِمْ ، يَعْمَهُونَ) أي : عامهين. ومثله : (ثُمَّ ذَرْهُمْ)
، فِي خَوْضِهِمْ ، يَلْعَبُونَ) أي : لاعبين. فصرفه من منصوب إلى مرفوع.
وكذلك قوله : (فَذَرُوها ، تَأْكُلْ
[فِي أَرْضِ اللهِ). جزم «تأكل» ، لأنّه جواب الأمر بغير الفاء. ويقرأ (تأكل)
بالرفع على الصرف ، على معنى : ذروها آكلة]. فصرفه [من النصب] إلى الرفع. والجزم بجواب الأمر.
قال الشاعر :
وقال رائدهم
: أرسوا ، نزاولها
|
|
فكلّ حتف
امرىء يجري ، بمقدار
|
__________________
فالمعنى : إنّا
نزاولها. لو لا ذلك لجزم. وقال الشاعر :
يا مال ،
فالحقّ ، عنده فقفوا
|
|
تؤتون فيه
الوفاء ، فاعترفوا
|
أراد : إنّكم تؤتون. [ولو لا ذلك لقال «تؤتوا» بالجزم ، لأنّه جواب
الأمر]. وقال آخر :
كونوا كمن
آسى أخاه ، بنفسه
|
|
نعيش جميعا ،
أو نموت كلانا
|
رفع ، على معنى
: إنّا نعيش [جميعا]. لو لا ذلك لجزم وقال الأعشى :
إن تركبوا
فركوب الخيل عادتنا
|
|
أو تنزلون ،
فإنّا معشر ، نزل
|
رفع [«تنزلون»
على معنى] : أو أنتم تنزلون ، فإنّا معشر نزل. وقوله ، جلّ ثناؤه : (وَنَذَرُهُمْ)
فِي طُغْيانِهِمْ ، يَعْمَهُونَ) أي : عامهين.
__________________
وتقول : هل أنت
خارج؟ أخرج معك. جزمت «أخرج» لأنّه جواب / الاستفهام بغير فاء. قال ، الله ، جلّ
ثناؤه : (هَلْ أَدُلُّكُمْ
عَلى تِجارَةٍ ، تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَرَسُولِهِ). ثمّ قال في جوابه : (يَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ)
. وقال أيضا : (رَبِّ ، لَوْ لا
أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، فَأَصَّدَّقَ ، وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
، [أي : هلّا أخّرتني ، فأصّدّق]. نصب «أصّدّق» ، لأنّه جواب الاستفهام بالفاء. ثمّ قال «وأكن» ، فجزم على [معنى] : هلّا أخّرتني ... وأكن . كأنّه جعله نسقا بالواو على جواب الاستفهام ، ولم يعبأ
بعمل الفاء.
والجزم بالمجازاة وخبرها
[كقولك] : إن تزرني أزرك ، و [إن تكرمني] أكرمك ، ومن يضربني أضربه. جزمت «يضربني» لأنّه شرط ،
وجزمت
__________________
«أضربه» لأنّه جواب المجازاة. قال الله ، تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ
يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً). جزم «يتولّ» لأنّه شرط ، وجزم «يعذّبه» لأنّه جوابه. ومثله : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا
، كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ ، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً).
وتقول : إن
تزرني وتكرمني أزرك وأكرمك. وهذا الفعل الذي أدخلت عليه [الواو] يرفع ، وينصب ، ويجزم. فمن جزم نسقه بالواو على الأوّل
، ومن نصب فعلى القطع من الكلام [الأوّل] ، ومن رفع فعلى الابتداء. قال الله ، جلّ ثناؤه : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ ،
بِما كَسَبُوا ، وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ، وَيَعْلَمَ)
الَّذِينَ يُجادِلُونَ). «يعلم» يرفع ، وينصب ، ويجزم.
قال النابغة :
فإن يقدر ،
عليك ، أبو قبيس
|
|
يمطّ بك
المعيشة ، في هوان
|
وتخضب لحية ،
غدرت وخانت ،
|
|
بأحمر ، من
نجيع الجوف ، قاني
|
__________________
[فإنّ] «يمطّ» محلّه الجزم. إلّا أنّه نصب ، على التضعيف. ومجازه «يمطط».
فلمّا أدغم الطاء في الطاء نصب ، على التضعيف. وكلّ ما كان على هذا المثال يجوز فيه الرفع
والنصب. وإذا أظهرت التضعيف جزمت ، مثل : امطط ، امدد. فإذا لم تظهر التضعيف قلت :
مطّ ، مدّ. و [كذلك] «تخضب» يرفع وينصب [ويجزم]. ومثله ، في كتاب الله :
(تَبارَكَ الَّذِي
إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ ، جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ ، وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً). «يجعل» يرفع ، وينصب ، ويجزم. ومثله قول الشاعر :
فإن لم أصدّق
ظنّهم ، بتيقّن ،
|
|
فلا سقت
الأوصال ، منّي ، الرّواعد
|
ويعلم أعدائي
، من النّاس ، أنّني
|
|
أنا الفارس ،
الحامي الذّمار ، المذاود
|
__________________
في «يعلم» الوجوه الثلاثة.
و [كذلك] تقول : من يأتني يكرمني آته أكرمه. تريد : من يأتني مكرما [آته مكرما]. ترفعه على الصّرف. ويجزم ، فتقول : من يأتني يكرمني آته أكرمه. تجزمه على البدل ، أي :
من يأتني ، من يكرمني ، آته أكرمه. قال الله ، تبارك وتعالى ، في «الفرقان» : (وَمَنْ يَفْعَلْ
ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ). جزم «يضاعف» على البدل. وقال الشاعر :/
متى تأتنا ،
تلمم بنا ، في ديارنا
|
|
تجد حطبا
جزلا ، ونارا ، تأجّجا
|
ومجازه : متى
تأتنا ، متى تلمم بنا . على البدل. والإلمام هو الإتيان . وقال «تأجّج» نصبا ، ولم يقل «تأجّجت» ، والنار
__________________
مؤنّثة ، وإنّما أراد وقودا أو لهبا ، لأنّ المذكّر يغلب المؤنث.
وقال الحطيئة :
متى تأته ،
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
تجد خير نار
، عندها خير موقد
|
رفع «تعشو» ،
لأنّه أراد : متى تأته عاشيا إلى ضوء ناره. فصرفه من منصوب إلى مرفوع ، كقول الله
، تعالى : (ثُمَّ ذَرْهُمْ)
، فِي خَوْضِهِمْ ، يَلْعَبُونَ) أي : لاعبين.
وتقول : إن
تأتني آتيك. ترفع ، لأنّك تقدّم وتؤخّر ، تريد : آتيك إن تأتني. قال الشاعر :
يا أقرع بن
حابس يا أقرع
|
|
إنّك إن يصرع
أخوك تصرع
|
يريد : إنّك
تصرع إن يصرع أخوك. فقدّم وأخّر.
وتقول : من
يأتيني آتيه. المعنى : الذي يأتيني آتيه. فلا يجازى به. قال الفرزدق :
__________________
ومن يميل
أمال السّيف ذروته
|
|
حيث التقى ،
من حفافي رأسه ، الشّعر
|
أي : الذي
يميل.
وقال آخر :
فقيل : تحمّل
فوق طوقك ، إنّها
|
|
مطبّعة ، من
يأتها لا يضيرها
|
معناه : لا
يضيرها من يأتها.
وأما قول الله ، جلّ وعزّ ، في «البقرة» : (مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ، فَيُضاعِفَهُ) نصب «فيضاعفه» على جواب الاستفهام. ومن رفع جعل «من»
حرفا من حروف المجازاة ، وجعل جوابه في الفاء ، ورفع «يضاعفه» لأنّه فعل
مستأنف في أوّله الياء.
وأما قول الله
، عزّ وجلّ :
(إِنَّما أَمْرُهُ ،
إِذا أَرادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ) رفع ، لأنّه ليس بجواب ولا مجازاة. إنّما هو خبر ،
معناه : إذا أراد الله شيئا قال له : كن. فكان. كقولك : أردت أن أخرج. فيخرج معي
زيد.
__________________
وتقول : من
يزرني فأكرمه ، وإن تزرني فأزورك. رفعت «أكرمه» و «أزورك» ، لأنّ الفاء التقفت الجواب ، فارتفع الجواب . وارتفع «أكرمه» بالألف الحادثة في أوّله. قال الله ،
تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ
عَنْ عِبادَتِهِ ، وَيَسْتَكْبِرْ ، فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً). جزم «يستكبر» ، لأنّه عطفه بالواو على الأوّل ، وصار الجواب داخلا في الفاء التي في «فسيحشرهم» . وارتفع «يحشرهم» لأنّه فعل مستقبل.
قال الله ، جلّ وعزّ ، في «آل عمران» : (وَإِنْ تَصْبِرُوا ،
/ وَتَتَّقُوا ، لا يَضُرُّكُمْ)
كَيْدُهُمْ شَيْئاً). من جزم فعلى الجزاء ، ومن رفع فعلى إضمار الفاء ، ومن نصب فعلى التضعيف. و «لا» لا
__________________
تعمل شيئا ، لأنّه حرف جاء بمعنى الجحد. قال الشاعر :
من يفعل
الحسنات الله يشكرها
|
|
والسّيء
بالسّيء ، عند الله مثلان
|
فأضمر الفاء
بمعنى : فالله يشكرها.
وقد يجازى بـ «أين»
أيضا. قال الشاعر :
أين تصرف ،
بنا ، العداة تجدنا
|
|
نصرف العيس ،
نحوها ، للتّلاقي
|
وتقول : متى
تأتني آتك ، ومهما تفعل أفعل . قال الشاعر :
ألا هل لهذا
الدّهر من متعلّل
|
|
سوى النّاس؟
مهما شاء بالنّاس يفعل
|
نصب «شاء»
لأنّه فعل ماض ، وجزم «يفعل» لأنّه جواب المجازاة. ويقال : إنّ «شاء» في معنى : يشأ.
__________________
وتقول : إن
أتاه صاحبه يقول له. رفع ، «يقول» على معنى : قال. فصرف من ماض إلى مستقبل ، فرفع. قال زهير ابن أبي سلمى :
وإن أتاه
خليل ، يوم مسألة ،
|
|
يقول : لا
غائب مالي ، ولا حرم
|
معناه : قال . فصرف من منصوب إلى مرفوع.
وأما قوله ، تبارك وتعالى :
(إِنْ تُبْدُوا ما فِي
أَنْفُسِكُمْ ، أَوْ تُخْفُوهُ ، يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ، فَيَغْفِرُ لِمَنْ
يَشاءُ ..)
.
والجزم بـ «لم» وأخواتها
[وهي حروف تجزم الأفعال التي في أوائلها الزوائد الأربع]
فاعلم أنّ
علامات الجزم بالضّمّ ، والوقف ، والفتحة ،
__________________
وإسقاط النون ، والكسرة. فالوقف مثل قولك : لم يخرج ، ولم يبرح. وهو
السّكون. والجزم بالضّمّ : لم يدع ، ولم يغز. والجزم بالكسر : لم يرم ، ولم يقض.
والجزم بالفتح : لم يلق ، ولم يرض . [وإسقاط [النّون] : لم يخرجا ، ولم يخرجوا].
وربّما تركت الواو ، والياء ، في موضع الجزم استخفافا. قال الله ، عزّ وجلّ : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ
لِلَّهِ ، فَلا تَدْعُوا)
مَعَ اللهِ أَحَداً). أثبت الواو ، [ومحلّه الجزم] لأنّه مخاطبة الواحد ، فيما ذكر [لي] بعض أهل المعرفة. قال الشاعر :
هجوت زبّان ،
ثمّ جئت معتذرا ،
|
|
من هجو زبّان
، لم تهجو ، ولم تدع
|
__________________
قال : «تهجو» بإثبات الواو ، استخفافا. وقال قيس بن زهير :
ألم يأتيك ،
والأنباء تنمي ،
|
|
بما لاقت
لبون بني زياد؟
|
قال : «يأتيك»
، فترك الياء استخفافا . وقال بعضهم : أسقط الهمزة من «يأتيك» وترك الياء ، لأنّ الفعل لا يجزم من وجهين. ومثله قول زهير :
لعمري ، لنعم
الحيّ ، جرّ عليهم
|
|
بما لم
يماليهم حصين بن ضمضم
|
فترك الياء ،
وأسقط الهمزة.
والجزم بالوقف وإن شئت بالإسكان
مثل قولهم :
رأيت زيد ، وركبت / فرس. [على الأصل] ،
__________________
لا يلزمون حركة ، لأنّ الإعراب حادث ، وأصل الكلام السكون. قال طرفة [بن العبد] :
أيّها
الفتيان ، في مجلسنا ،
|
|
جرّدوا اليوم
ورادا ، وشقر
|
أعوجيّات ،
طوالا ، شزّبا
|
|
دورك الصّنعة
، فيها ، والضّمر
|
فسكّن القافية
، على الأصل. وقال آخر :
شئز جنبي ،
كأنّي مهدأ
|
|
جعل القين ،
على الجنب ، إبر
|
ولم يقل : «إبرا»
، وهو مفعول منصرف.
والجزم بالبنية
مثل : من ، وما
، ولم ، وأشباهها. لا يتغيّر إلى حركة.
والجزم بردّ حركة الإعراب على ما قبلها
قولهم : هذا
أبو بكر ، هذا أبو عمرو. حوّل حركة الإعراب إلى ما يليه. قال الشاعر :
__________________
علّمنا
إخواننا ، بنو عجل
|
|
شرب النّبيذ
، واعتقالا بالرّجل
|
حوّل حركة
اللام إلى الجيم ، في «عجل» . وقال آخر :
إيها ، فداء [لكم]
، بني عجل
|
|
إن يظفروا
يصنعوا ، فينا ، الغزل
|
والجزم بالدعاء
تقول : يا ربّ
اغفر لنا ، والدعاء لمن فوقك ، والأمر لمن دونك. وتقول : قل للخليفة : انظر
في أمري. فهذا دعاء وطلب . قال الله ، تبارك وتعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ). وتقول : لا يزل صاحبك بخير ، أي : لا زال . قال الله ، جلّ وعزّ :
(فَلا يُؤْمِنُوا ،
حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ). معناه : فلا آمنوا. دعا عليهم. قال الشاعر :
فلا يزل صدرك
في ريبة
|
|
يذكر منّي
تلفي ، أو خلوصي
|
__________________
أي : فلا زال.
صرفه من نصب إلى جزم.
والسّلام جزم ، والأذان جزم. وهذا ممّا اصطلحت عليه العرب ، لكثرة الاستعمال.
والجزم بـ «لن» وأخواتها
يقولون : لن أكرمك ، ولن أخرجك. قال الشاعر :
وأغضي على
أشياء منك لترضني
|
|
وأدعى إلى ما
سرّكم فأجيب
|
جزم «ترضيني» بلام «كي». وقال آخر :
أبت قضاعة أن
تعرف ، لكم ، نسبا
|
|
وابنا نزار ،
فأنتم بيضة البلد
|
وأما قول الله
، جلّ وعزّ ، في سورة «الحديد» :
(لِئَلَّا يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتابِ) أن لا (يَقْدِرُونَ عَلى
شَيْءٍ) معناه : ليعلم أهل
__________________
الكتاب أنّهم لا يقدرون. لو لا ذلك لكان «ألّا يقدروا» ، نصب
بـ «ألّا» . وكذلك قوله [جلّ وعزّ] : (أَفَلا يَرَوْنَ) أن لا (يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ
قَوْلاً)؟
معناه : أنّه
لا يرجع. ومن قرأ «يرجع» نصب بـ «ألّا».
وأما قوله [تعالى] ، في «البقرة» :
(إِلَّا أَنْ
يَعْفُونَ) فإنّما أثبت هذه / النون ، لأنّها نون إضمار جميع المؤنّث.[ونون جميع المؤنّث] لا تسقط في حال النصب ، والجزم ، لأنّك إذا أسقطت هذه النون ذهب الضمير. وكذلك تقول : هنّ لم يدعونني ، وهنّ يدعونني. استوى الرفع
والنصب والجزم.
فإنّما يلحق
الواو [والياء] ، في مثل هذه الأفعال ، إذا كان الفعل من ذوات الواو والياء. فأما
في غير ذلك تقول : هنّ يكرمنني ويكلّمنني ، ولم يكرمنني. وفي المذكّر : هو يكرمني
،
__________________
وهما يكرمانني ، وهم يكرمونني ، في الرفع بنونين. وتقول في الجزم : لم
تكرمني ، ولم يكرماني ، ولم يكرموني ، بنون واحدة في الاثنين والجميع. ذهبت
النون في علامة الجزم ، والألف ضمير الأثنين ، والواو ضمير الجميع.
قال الله تعالى
، في «الحجر» : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) بنون واحدة. وقال : بعض العرب إذا اجتمع حرفان ، من جنس واحد ، أسقطوا أحد الحرفين ، واكتفوا
بحرف واحد.
وأما قوله ،
تعالى ، في «الأنبياء» : (ونجيناه من الغم ، وكذلك نجي المؤمنين) فإنّه أدغم إحدى النونين في الأخرى . قال الشاعر :
منّيتنا فرجا
، إن كنت صادقة
|
|
يا بنت مروة
، حقّا ما تمنّيني
|
__________________
وقال آخر :
وتفكّر رّبّ
الخورنق ، إذ أب
|
|
صر يوما ،
وللهدى تفكير
|
تدغم إحدى الراءين في الأخرى في الرواية ، وتكتب في الكتابة.
وأما قول الله ، عزّ وجلّ ، في «النمل» : (أَلَّا يَسْجُدُوا)
لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ ، فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ،
بتشديد «ألّا» ، فإنّ محلّه النصب بـ «ألّا» . ومن قرأ «ألا يسجدوا » بالتخفيف فإنّ محلّ «يسجدوا» جزم بالأمر ، و «ألا» تنبيه. ومجازه : ألا يا هؤلاء ، أو ألا يا
قوم ، اسجدوا. واكتفى بحرف النداء عن [إظهار] الأسماء ، فقال : يا اسجدوا ، كما قال الأخطل :
__________________
يا قل خير
الغواني ، كيف رغن به؟
|
|
فشربه وشل
فيه ، وتصريد
|
أراد : يا رجل
، قلّ خير الغواني.
وأما قوله ،
تبارك وتعالى : (يُخْرِجُونَ)
الرَّسُولَ ، وَإِيَّاكُمْ ، أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ ، إِنْ
كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي ، وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي ، تُسِرُّونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) معناه : يخرجون الرسول. ثمّ قال : وإيّاكم ، إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي ، أن تسرّوا إليهم بالمودّة . فلمّا أسقط حرف الناصب رفعه ، على الصّرف ، قال : «تسرّون» كما قال ، تعالى ، في «البقرة» :
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ ، لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ). معناه : ألّا تعبدوا.
وأما ما استعمل
محذوفا فمثل قول الله ، تبارك وتعالى ، في «النحل» : / (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ
مِمَّا يَمْكُرُونَ)
بغير
__________________
نون . فهذا محذوف. وقال ، في «النمل» أيضا :
(وَلا تَكُنْ فِي
ضَيْقٍ)
بالنون. ولا فرق بينهما. ومثله : (يَوْمَ يَأْتِ)
، لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ ، إِلَّا بِإِذْنِهِ). ومثله.
(وَاللَّيْلِ ، إِذا
يَسْرِ). و [مثله] : (يَوْمَ يُنادِ
الْمُنادِ)
. أسقط الياء استخفافا لها [قال خفاف بن ندبة :
كنواح ريش
حمامة ، نجديّة
|
|
ومسحت ،
بالّلثتين ، عصف الإثمد
|
أسقط الياء من «نواح»]. وقال الأعشى :
وأخو الغوان
متى يشأ يصرمنه
|
|
ويصرن أعداء
، بعيد وداد
|
فأسقط الياء من
«الغواني».
__________________
وأما قول
العجّاج :
وربّ هذا
البلد المحرّم ،
|
|
قواطنا مكّة
من ورق الحمي
|
أراد «الحمام»
، فأسقط الميم التي هي حرف الإعراب ، فبقي «الحما» ، فقلب الألف كسرة لاحتياجه إلى القافية ، اضطرارا.
وقال آخر :
فلو أنّ
الأطبّا كان عندي
|
|
وكان مع
الأطبّاء الشّفاء
|
فحذف الواو من «كانوا».
وقال آخر :
فلو كنت
ضبّيّا عرفت قرابتي
|
|
ولكنّ زنجيّ
، عظيم المشافر
|
أراد : ولكنّك
زنجيّ عظيم المشافر .
__________________
وقال النجاشيّ
:
فلست بآتيه ،
ولا أستطيعه
|
|
ولاك اسقني ،
إن كان ماؤك ذا فضل
|
أراد «ولكن» ، فحذف النون.
ومنه قول الله
، جلّ وعزّ ، في «الأحزاب» : (ما كانَ مُحَمَّدٌ
أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ، وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ)
النَّبِيِّينَ). معناه : ولكنّه رسول الله. ومثله : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ
يُفْتَرى ، مِنْ دُونِ اللهِ ، وَلكِنْ تَصْدِيقَ)
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ). [أراد : ولكنّه]. ومن قرأ بالنصب أراد : ولكن كان رسول الله ، ولكن كان
تصديق الذي بين يديه. وأما قول الشاعر :
__________________
*يا ليت أيّام الصّبا رواجعا*
فإنّه يريد : كانت رواجعا.
وقال مالك بن
خريم الهمدانيّ ـ ويقال : ابن جريم :
فإن يك غثّا
، أو سمينا ، فإنّني
|
|
سأجعل عينيه
، لنفسه ، مقنعا
|
فحذف الإشباع
من الهاء في «نفسه» . وقال آخر :
لي والد ،
شيخ ، تهدّه غيبتي
|
|
وأظنّ أنّ
نفاد عمره عاجل
|
فترك الإشباع
من الهاء. وقال آخر :
خبطته خبط
الفيل ، حتّى تركته
|
|
أميما ، به
مستدميات قوارش
|
فحذف الإشباع [من الهاء]. وقال الشمّاخ ، يصف حمارا :
له زجل ،
كأنّه صوت ظبي ،
|
|
إذا طلب
الوسيقة ، أوزمير
|
__________________
فترك الإشباع.
وأما قول
الأخطل :
أبني كليب ،
إنّ عمّيّ اللّذا
|
|
قتلا الملوك
، وفكّكا الأغلالا
|
أراد «اللّذان»
، فحذف النون. وقال آخر :/
وإنّ الّذي
حانت ، بفلج ، دماؤهم
|
|
هم القوم ،
كلّ القوم ، يا أمّ خالد
|
أراد «إنّ الّذين» ، فكفّ النون. [وقال امرؤ القيس :
لها متنتان ،
خظاتا ، كما
|
|
أكبّ ، على
ساعديه ، النّمر
|
أراد «خظاتان»
، فكفّ النون]. وقال آخر :
ولقد تغنى
بها ، جيرانك ال
|
|
ممسكو منك ،
بأسباب الوصال
|
أراد «الممسكون»
، فحذف النون. وقال آخر :
__________________
يا ربّ عيسى
، لا تبارك في أحد
|
|
في قائم ،
منهم ، ولا فيمن قعد
|
غير
الّذي قاموا ، بأطراف المسد
|
يعني «غير
الّذين» ، فكفّ النون. ومنه قول الله ، تبارك وتعالى ، في «الحج» ، في حرف من يقرأ : (وَالْمُقِيمِي)
الصَّلاةِ). أراد «المقيمين الصّلاة » ، فكفّ النون ، ونصب الصلاة بإيقاع الفعل عليها. كأنّه قال : الذين أقاموا الصّلاة. وقال الشاعر :
الحافظي عورة
العشيرة ، لا
|
|
يأتيهم من
ورائهم نطف
|
أي : الحافظين.
و [كأنّه] قال : هم الذين حفظوا عورة العشيرة.
وأما قول
الشاعر :
لتجدنّي ،
بالأمير ، برّا
|
|
وبالقناة ،
مدعسا ، مكرّا
|
__________________
إذا غطيف السّلميّ فرّا
فلم يقل «غطيف» ، لالتقاء الساكنين. وقال آخر :
حيدة خالي ،
ولقيط ، وعلي
|
|
وحاتم
الطّائيّ وهّاب المئي
|
فإنّه لم يقل «حاتم»
، لالتقاء الساكنين. وعلى هذا ، يقرأ من يقرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ). ترك التنوين من «أحد».
وأما من يقرأ ،
في «التوبة» : (وَقالَتِ الْيَهُودُ
: عُزَيْرٌ)
ابْنُ اللهِ) بالتنوين فإنّه ينوّن ، لأنّه يخبر ، وليس على الحقيقة ، كما تقول : محمد بن عبد الله ، إذا سمّيته بذلك. وقد نوّنوا على الحقيقة
أيضا ، كما قال الشاعر :
جارية من قيس
بن ثعلبه
|
|
كأنّها فضّة
سيف ، مذهبه
|
وإنّما حرّك ، لالتقاء الساكنين.
__________________
وأما قول الآخر
:
إنّ أباها ،
وأبا أباها
|
|
قد بلغا في
المجد غايتاها
|
فإنّه قال [«وأبا أباها»] ، في لغة من يكره أن يكون الاسم على أقلّ من ثلاثة أحرف
، مثل : أب ، وفم ، ودم ، فيقول : أبا ، وفما ، ودما ، [على الأصل]. وهو مقصور مثل : قفا ، وعصا ، ورحا. فأخرجه على التّمام ، فقال : «أباها
، وأبا أباها». ولم يقل «أبا أبيها» ، لأنّه مقصور ، كما تقول : رحا رحاها ، وقفا
قفاها. وإذا ثنّى قال : أبوان ، وفموان ، ودموان ، ودميان أيضا.
ومن قال : أب ،
وفم ، ودم ، [ثمّ] ثنّى ، ردّه إلى الأصل فقال : أبوان ، وفموان.
ومن قال : أب ،
ثمّ ثنّى وجمع على الاسم الناقص ، قال : أب ، / وأبان ، وأبين في النصب ، وأبين في
الرفع ، وأبين في الخفض .
__________________
قال الشاعر :
فلسنا ، على
الأعقاب ، تدمى كلومنا
|
|
ولكن ، على
أقدامنا ، يقطر الدّما
|
[قال «الدّما» ومحلّه الرفع ،
لأنّهم يكرهون أن يكون الاسم على حرفين ، فقال : دما. وهو مقصور. ويقولون : دما
ودم ، وأبا وأب . والدليل على ذلك أنّهم إذا ثنّوا قالوا : دموان
وأبوان.
يردّونه إلى
أصله]. وقال آخر :
لنا الجفنات
، البيض ، يلمعن بالضّحى
|
|
وأسيافنا
يقطرن من نجدة دما
|
استوى الرفع
والنصب. وكذا الوجه في المقصور.
__________________
وقال آخر :
ولو أنّا على
حجر ذبحنا
|
|
جرى الدّميان
بالخبر اليقين
|
فقال «الدميان»
على الأصل. وقال الفرزدق :
هما نفثا في
فيّ ، من فمويهما
|
|
على النّابح
العاوي ، أشدّ رجام
|
وكذلك تقول : [يد ، و] يدي. فإذا صاروا إلى الاثنين قالوا : يديان . قال الشاعر :
فإن أذكر
النّعمان ، إلّا بصالح
|
|
فإنّ له يديا
عليّ ، وأنعما
|
وقال آخر :
__________________
*يديان ، بيضاوان ، عند محلّم*
ويقولون : لا أبا لك. أي : لا أب لك. هذا لغة من يكره أن يكون الاسم على حرفين.
وأما من يقول :
أب ، ويثنّي ويجمع على الناقص ، فيقول : أب ، وأبان ، وأبين ، كما قال الشاعر :
فمن يك سائلا
عنّي فإنّي
|
|
بمكّة مولدي
وبها ربيت
|
وقد ربيت بها
الآباء ، قبلى
|
|
فما شنئت أبيّ
وما شنيت
|
فقال «أبيّ» ، لأنّه أراد الجمع الناقص [أبين].
فأراد أن يقول «أبين»
، فلمّا أضاف إلى الياء أسقط النون للإضافة. يقال : أب ، وأبين ، وأبين . وقال الشاعر :
__________________
فأجبتها :
أمّا لجسمي أنّه
|
|
أودى بنيّ ،
من البلاد ، فودّعوا
|
أودى بنيّ ،
فأعقبوني حسرة
|
|
بعد الرّقاد
، وعبرة ما تقلع
|
أودى : هلك.
قال الشاعر :
فإن أودى
لبيد
|
|
فقد أودى
عبيد
|
وقال آخر :
وإنّ لنا أبا
حسن ، عليّا
|
|
أبا برّا ،
ونحن له بنين
|
جعل النون حرف
الإعراب ، لذهاب الألف واللام ، من البنية. وكان الأصل فيه «بنون». وقال آخر ، [في جمع الناقص والتامّ] ، وجعل النون حرف الإعراب ، مع الألف واللام :
يوم لا ينفع
البنين أبيهم
|
|
لا ، ولا
الأمّهات ، هنّ سواء
|
أراد «أبيهم» في معنى آبائهم. وهو الجمع الناقص.
__________________
ويقولون أيضا : مررت بالبنين ، ورأيت البنين ، وهؤلاء البنين. فقلب الواو ياء في الرفع ، لأنّه لا يكون رفعان في بنية. قال جرير :/
إنّي لأبكي
على ابني يوسف ، أبدا
|
|
عمري ،
ومثلهما في الدّين يبكيني
|
ما سدّحيّ
ولا ميت ، مسدّهما
|
|
إلّا الخلائف
من بعد النّبيّين
|
وهم يقولون ، على هذه اللغة : مررت بالزّيدين ، ورأيت الزّيدين. قال الحطيئة ، يهجو أمّه :
جزاك الله
شرّا ، من عجوز
|
|
ولقّاك
العقوق ، من البنين
|
فقد سوّطت
أمر بنيك ، حتّى
|
|
تركتهم أدقّ
من الطّحين
|
لسانك مبرد ،
إذ لست تبقي
|
|
ودرّك درّ
جاذية دهين
|
__________________
فكسر النون من «البنين». وهذا وجهه وقياسه. [والله أعلم].
مضى تفسير وجوه
الجزم .
جمل الألفات
وهى اثنان وعشرون ألفا :
ألف وصل ، وألف
قطع ، وألف سنخ ، وألف استفهام ، وألف استخبار ، وألف التثنية [في حال الرفع] ، وألف الضمير ، وألف الخروج والترنّم ، وألف تكون عوضا من النون الخفيفة ، وألف النّفس ، وألف التأنيث ،
وألف التعريف ، وألف الجيئة ، وألف العطيّة ، وألف تكون بدلا من الواو ، وألف
التوبيخ ، وألف تكون مع اللام ، وألف الإقحام ، وألف الإلحاق بعد الواو ، وتسمّى
ألف الوصل ، وألف التعجّب ،
__________________
وألف التقرير ، وألف التحقيق والإيجاب ، وألف التّنبيه.
فألف الوصل
في ابتدائكها مكسورة أبدا ، نحو قولهم : استغفر الله ، استودع الله ، استحوذ ، اصطفى . وكذلك إذا أخبرت عن نفسك ، في الماضي ، تقول : [اصطنعتك.] ، اصطفيتك. [فإذا] عدوتها إلى ما لم يسمّ فاعله ضممت في ابتدائكها. تقول : اضطرّ ، [استخرج ، استعمل]
وهي تتّصل بما
قبلها من ضمّ ، وفتح ، وكسر . فتقول فيما كان متّصلا [بضمّ] : حيث ابن زيد ، وبالفتح : ليت ابن زيد ، وبالكسر : من ابن زيد. فإذا سكن ما قبلها قلت :
__________________
هذا ابن زيد.
فإذا عدّوها إلى المأمور به فإن كان ثالث حروفه مضموما فالألف مضمومة ، وإن كان ثالث حروفه مكسورا فالألف مكسورة. وكذلك إذا كان ثالث حروفه مفتوحا كسروا الألف ، [أيضا]. وألف الوصل مثل [ألف] : اذهب. وإنّما فعلوا ذلك لئلّا تشتبه الف الوصل بألف النّفس.
وأما قولهم :
اثنان ، ابن ، اسم ، فكسروا الألف لأنّ الذي يليها ساكن. فحرّكوا الألف إلى الكسر ،
لأنّ الكسرة أخت الجزم وأخت الساكن ، كما أنّ الجزم في الأفعال نظير
الجرّ في الأسماء. ومن ثمّ إذا حرّك / المجزوم ، والموقوف ، حرّك إلى الكسر.
__________________
وأما ألف القطع
فإنّما تعرف بياء «يفعل» من البنية. وهي مقطوعة في جميع أحوالها. فمن ذلك : أكرم يكرم ، وأعطى يعطي ، وأرسل يرسل. ألا ترى أنّ
الياء من البنية مضمومة. وكلّ ما كانت ياء «يفعل» [منها] مضمومة فالألف ألف قطع ، نحو قولهم : أكرم يكرم ، وأعطى يعطي ، وأرسل
يرسل. وكلّ ما كانت ياء «يفعل» [منها] مفتوحة فألفه ألف وصل ، نحو قولك : ضرب يضرب ، وشتم يشتم. ألا ترى أنّ ياء «يفعل» من البنية مفتوحة.
وأما ألف السّنخ
فهي سنخ الكلمة
. فإنّها تثبت في حال المضيّ والاستقبال والمضارعة. فمن ذلك قولهم : أمر يأمر ، وأخذ يأخذ ، وأكل
__________________
يأكل. قالوا هذا في المضموم ثالثه ، لأنّ الميم من «يأمر» ، والخاء من «يأخذ»
، والكاف من «يأكل» ، مضمومات. وقولهم في المكسور ثالثه : أسر يأسر ، وأتى يأتي. وقالوا في
المفتوح ثالثه : أشر يأشر ، وأمر الشيء يأمر إذا كثر ، كما قال الله تعالى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ
نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا)
مُتْرَفِيها).
فإذا أمرت من «أخذ»
قلت : خذ وكان الأصل فيه «اؤخذ» ، فكرهوا أن يجمعوا بين همزتين مع ضمّة ، فحذفوهما ، فكان ما بقي دالّا [على ما ذهب ، و] على المعنى. ومن شأن العرب الإيجاز ، والاكتفاء بالقليل عن الكثير ، إذا
كان ما بقي دالّا على المعنى.
وإذا أمرت من «يأمر» [قلت : أومر ، بالواو].
__________________
و [إذا] بدىء بالواو فمنهم من يقول بالألف ، كما قال الله جلّ وعزّ ، في «طه» : (وَأْمُرْ)
أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ، وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ، لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً).
وإنّما فعلوا ذلك ، لأنّ الواو والميم مخرجهما من مكان واحد ، ففرقوا بينهما بمدّة . ومنهم من يقول بالألف.
وإذا أمرت من «يأسر»
قلت : ايسر . فلم تذهب الياء ، [بغير ألف] ، لأنّها مكسورة ، وهي أخفّ من الواو. وكذلك : ايت يا هذا . وتقول في «يأشر» : ايشر . ففتحت الشين من «ايشر» وهي عين الفعل ، وكسرت من «ايسر»
وهي عين الفعل [أيضا] ، لأنّ مثال «يأسر» : يفعل ، ومثال «يأشر» : يفعل.
__________________
وألف الاستفهام
كقولهم : أمحمد خارج أم زيد؟ ألبن عندك أم عسل؟ فإذا وقعت ألف الاستفهام مع ألف القطع تكونان بهمزتين في حال المضيّ. وإن شئت مددت. فمن ذلك قولهم : أأكرمت
زيدا؟ وإن شئت مددت ، فقلت : آكرمت زيدا؟ [بألف واحدة]. كأنّهم عافوا أنّ يجمعوا بين همزتين مثلين ، فقلبوها مدّا. وقد قرىء هذا الحرف ممدودا :
(أَأَنْذَرْتَهُمْ) / ـ قرأ عاصم وأبو عمرو بهمزتين ـ والآخر : (أَأَنْتَ)
قُلْتَ لِلنَّاسِ)؟ قرأه عاصم بهمزتين. ومنهم من قرأه بمّدة (آأنت) ، وجميع ما يشبهه من القرآن. قال ذو الرمّة [غيلان
__________________
ابن عقبة] :
فياظبية
الوعساء بين حلاحل
|
|
وبين النّقا
، آأنت أم أمّ سالم؟
|
وقال آخر :
وخرق إذا ما
القوم أبدوا فكاهة
|
|
تذكّر :
آإيّاه يعنون أم قردا؟
|
وقال آخر [أيضا]
:
تساورت
فاستشرفته فوجدته
|
|
فقلت له :
آأنت زيد الأراقم؟
|
فإذا وقعت ألف الاستفهام مع ألف الوصل التقفت ألف الوصل بألف الاستفهام. تقول [من ذلك] : أتّخذت زيدا خلّا؟ أصطنعت عمرا؟ ألا ترى كيف ذهب ألف الاستفهام بألف الوصل ، [لأنّ ألف الاستفهام أقوى من
__________________
ألف الوصل]. فإذا عدوتها إلى نفسك في «أفعل» [قلت] : أأتّخذ؟ وإن شئت حوّلتها مدّا فقلت : آتّخذ؟ اجتمع هناك ثلاث ألفات : ألف الوصل التي كانت في الأصل ، وألف النّفس ، وألف الاستفهام.
فألف النّفس التقفت ألف الوصل. وذلك أنّها أقوى منها ، لأنّ أصل ألف النّفس
التحريك ، وأصل ألف الوصل السكون. فهي كالشيء الميّت ألا تستمع إلى قوله ، [تعالى] : (أَأَتَّخِذُ)
مِنْ دُونِهِ آلِهَةً)؟ وإنّما ذلك على ألفين ، وإلى قوله [تعالى] :
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ)؟
(أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ)؟
وذلك على ألف واحدة ، وذهبت الأخرى ، وهي ألف الوصل ، لأنّ هذه أقوى من تلك لحركتها .
__________________
ثمّ اعلم أنّ
ألف الاستفهام أمارتها ، يعني علامتها ، «أم» نحو قول الله ، عزّ وجلّ : (أَأَنْتُمْ)
أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ ، أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)؟ وربّما
أضمروا ألف الاستفهام ، واستغنوا [عنه] بأمارته ، فيقولون : زيد أتاك أم عمرو؟ ومحمد عندك أم زيد؟ قال امرؤ القيس :
تروح من
الحيّ ، أم تبتكر؟
|
|
وما ذا يضرّك
لو تنتظر؟
|
وقال آخر :
فو الله ما
أدري ، وإنّي لسائل :
|
|
تميم بن مرّ
أم تميم بن مقبل؟
|
يعني : أتميم بن مرّ؟ وقال آخر [أيضا في ذلك] :
كذبتك عينك ،
أم رأيت بواسط
|
|
غلس الظّلام
من الحبيب خيالا؟
|
[وقال آخر أيضا :
أبا مالك هل
لمتني مذ حضضتني
|
|
على القتل أم
هل لامني لك لائم]؟
|
__________________
وقال آخر :
فو الله ما
أدري ، وإنّي لسائل :
|
|
بسبع رمين
الجمر أم بثماني؟
|
يريد : أبسبع؟
فأضمر ألف الاستفهام.
وممّا نطق به /
القرآن [المجيد] قوله ، جلّ وعزّ :
(وَجَعَلَ لِلَّهِ
أَنْداداً ، لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ. قُلْ : تَمَتَّعْ
بِكُفْرِكَ قَلِيلاً ، إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ)
، ثمّ قال :
(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ)؟ مجازه : أذلك خير أم من هو قانت؟
وأما ألف الاستخبار
لا يحتاج إلى «أم». تقول : أعندك شيء ؟ آنت الرّجل؟
وألف التثنية
ليّنة ، وهي
أمارة الرفع ، نحو قولهم : رجلان ،
__________________
وفرسان.
وألف الضمير
تكون في الأفعال دون الأسماء ، نحو قولهم : الزّيدان [قاما] ، والعمران قعدا. [وهي ألف الضمير]. وألف الضمير تبنى على ألف الإعراب ، لأنّ الأسماء قبل الأفعال. وذلك
أنّها لا تستغني عن الأسماء. يقولون : رجلان في الدار. ويقولون : الله ربّنا ،
ومحمّد نبيّنا. فاستغنى الاسم عن الفعل. وهم إذا قالوا : قاما ، وقاموا ، لم يستغن
الفعل عن الاسم ، مضمرا أو مظهرا.
وأما ألف الخروج والترنّم
لا يكون إلّا
في رؤوس الآي ، أو عند القوافي. وإنّما فعلوا ذلك ، لبعد الصوت. من
ذلك قوله ، [تعالى] : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ
الظُّنُونَا). ومثله :
(فَأَضَلُّونَا
السَّبِيلَا)
، (وَأَطَعْنَا
__________________
الرَّسُولَا). وقال جرير :
أقلّي اللّوم
، عاذل ، والعتابا
|
|
وقولي ، إن
أصبت : لقد أصابا
|
والباء لا
يلزمه التنوين ، إذا كان في أوّله ألف ولام. ولكنّه إنّما أدخله للترنّم وبعد الصوت. وقال آخر :
كرهت ، على
المواصلة ، العتابا
|
|
وأمسى الشّيب
قد ورث الشّبابا
|
ومثله كثير.
وأما الألف التي تكون عوضا من النون الخفيفة
مثل قولك : يا زيد اضربا. ولا تتحوّل النون الخفيفة ألفا إلّا عند الوقف عليها ، كقوله تعالى
: (لَيُسْجَنَنَّ ، وَ) ليكونن
(مِنَ
__________________
الصَّاغِرِينَ). وقال الشاعر :
تساور سوّارا
إلى المجد والعلا
|
|
وأقسم حقّا
إن فعلت ليفعلا
|
وقال العجّاج :
يحسبه الجاهل
، ما لم يعلما
|
|
شيخا ، على
كرسيّه ، معمّما
|
أراد ، [والله
أعلم] : «ما لم يعلمن» و «ليفعلن» ، فقلب النون ألفا عند الوقف. وقال الفرزدق [بن غالب التميميّ].
نبتّم نبات
الخيزرانة ، في الثّرى
|
|
حديثا متى ما
جاءني الخير ينفعا
|
وقال آخر :
__________________
اضرب عنك
الهموم ، طارقها
|
|
ضربك بالسّوط
قونس الفرس
|
كأنّه أراد «اضربن»
، فأسقط النون لثقله ، وترك الباء مفتوحا.
وزعموا أنّ قول
الله ، تبارك وتعالى :
(أَلْقِيا فِي
جَهَنَّمَ) / معناه : ألقين ، للواحد بالنون. ومثله قول الشاعر :
يا هند ، ما
أسرع ما تسعسعا!
|
|
فقلت : يا
هنّاد ، لو ما ، أو دعا
|
أي : لو من أو
دعن ، للواحد. ومثله قول امرىء القيس :
قفانبك من
ذكرى حبيب ومنزل
|
|
بسقط اللّوى
بين الدّخول فحومل
|
معناه : قفن.
والله أعلم.
و [أما] ألف النّفس
[فهي] مفتوحة أبدا ، [فيما كان ياء «يفعل» منها مفتوحة] ، نحو قولك : أنا أضرب ، أنا أخرج ، أنا أكتب ، لأنّك تقول : يضرب
، ويخرج ، ويكتب. وتقول في الماضي :
__________________
اكتتبت ، [اكتسبت] ، انتسخت ، فتكسر الألف ، لأنّها صارت ألف الوصل. وتقول في المستقبل : أكتتب ، وأنتسخ. فتفتح الألف ، لأنّها ألف النّفس.
وما كان ياء «يفعل»
مضمومة فألف النّفس منها مضمومة. تقول من ذلك : أنا أكرم ، أنا
أرسل ، أنا أنفق ، أنا أعطي . [وإنّما] ضممت الألف ، لأنّها ألف النّفس ، ولأنّ ياء «يفعل» من هذه الأفعال مضمومة. تقول : يكرم ، ويعطي ، ويرسل ، وينفق.
وأما ألف التأنيث
فمثل : حمراء ، وصفراء ، وخضراء. ألحقت في آخر
__________________
المؤنث ما كان في أوّل المذكّر ، ليبلغ بنات الأربع. [والمذكّر] : أخضر ، وأحمر ، وأصفر.
وأما ألف التعريف
مثل قولك :
النّساء ، والمرأة ، والرّجل ، والفرس. وسمّي ألف التعريف ، لأنّك تدخله مع اللام في أوّل الاسم
النكرة ، فيصير ذلك الاسم معرفة.
وأما ألف الجيئة
يكون مقصورا
بهمزة . تقول : أتيتك ، أي : جئتك. قصرت الألف بهمزة. قال الله ، جلّ ذكره : (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ
حَبَّةٍ ، مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها) أي : جئنا بها. وقد قرىء هذا الحرف (آتينا بها) أي : جازينا. ومثله قوله : (وَكُلٌ
__________________
أَتَوْهُ)
داخِرِينَ) أي : جاؤوه.
و [أما] ألف العطيّة
ممدودة . تقول : آتيتك مالا ، أي : أعطيتك مالا قال الله ، جلّ وعزّ : (ولقد (آتَيْنا مُوسَى
الْكِتابَ) أي : أعطيناه . وكذلك قوله ، [عزّ وجلّ] :
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي ، وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)
، وما كان من نحو هذا. فصارت ألف الجيئة مقصورة [بهمزة] ، وألف العطيّة ممدودة.
والألف التي تكون بدلا من الواو
قول الله ، جلّ
ذكره : (وَإِذَا الرُّسُلُ
أُقِّتَتْ). أصله «وقّتت». من الوقت .
__________________
وأما ألف التوبيخ
مثل قوله ، [تعالى] : (أ(أَذْهَبْتُمْ)
طَيِّباتِكُمْ ، فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا ، وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها)؟ كما
تقول لمن توبّخه بفعله : أأهلكت نفسك ، أأفسدت عملك؟
وأما الألف
التي تكون مع اللام بمنزلة حرف واحد لا يفرّق بينهما
وربّما قطعت في
الوصل ، كما تقطع في الابتداء. قال الشاعر :
ولا يبادر ،
في الشّتاء ، وليدنا
|
|
ألقدر ،
ينزلها ، بغير جعال /
|
قطع الألف ،
وهو في الوصل. ومثله قول حسّان :
__________________
لتسمعنّ
وشيكا في دياركم :
|
|
ألله أكبر ،
يا ثارات عثمانا
|
والدليل على
أنّه لا يفرّق بين الألف واللام ، في اسم الله جلّ وعزّ ، أنّك تقول : يا ألله . ولا يجوز أن تقول : يا ألرّجل. وإنّما قطعت هذه الألف على الأصل ، كما قرأت القرّاء :
(الم ، اللهُ لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
وأما ألف الإقحام
فقولهم للعقرب : عقراب . ومثله قول الله ، جلّ وعزّ : (وَكَذَّبُوا
بِآياتِنا كِذَّاباً ). قال الشاعر :
أعوذ ، بالله
، من العقراب
|
|
الشّائلات
عقد الأذناب
|
__________________
وأما ألف الإلحاق
ألف تلحق بعد
الواو ، [مثل : خرجوا ، قالوا ، ظعنوا ، وأشباه ذلك] ، وتسمّى ألف الوصل. وإنّما أثبتوا هذه الألف بعد الواو ، لأنّهم
عافوا أن يلحق بما بعده من الكلام ، فيتوهّم أنّه منه ، نحو قولهم في «كفر» : كفروا ، و «فعل» :
فعلوا ، و «أورد» : أوردوا ، و «نزل» : نزلوا ، وأشباه ذلك. فميّزت الواو ، لما قبلها ، ألف الوصل.
وألحقوا هذه
الألف في مثل : يدعوا ، يغزوا ، عيافة ممّا أخبرتك. فافهم.
وأما ألف التعجّب
قولهم : أكرم
بزيد! وأظرف بعمرو! [أي : ما أكرم زيدا ، وأظرف عمرا]! قال الله ، عزّ وجلّ : (أَسْمِعْ بِهِمْ ،
وَأَبْصِرْ)! أي : ما أسمعهم ، وأبصرهم! قال الشاعر :
__________________
أكرم بقوم
بطون الطّير أقبرهم
|
|
لم يخلطوا
دينهم كفرا وطغيانا!
|
أي : ما أكرم قوما هذه حالهم!
ويقال : إنّ
قول الله ، عزّ وجلّ ، حكاية عن الكفّار : (أَإِذا)
كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا ، أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ) إنّ هذه الألف ألف
التعجّب ، لأنّ الكفّار لا تستفهم.
وأما ألف التقرير
كقول الرّجل
لغلامه ، إذا أبلغ عنه شيئا يعلم أنّه لم يفعله : أأنت فعلت كذا وكذا؟ يقرّره. ومثله قول الله ، تعالى :
يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، أَأَنْتَ)
قُلْتَ لِلنَّاسِ : اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ ، مِنْ دُونِ اللهِ)؟
فهذه ألف التقرير . وقد علم الله ، [تعالى] ، أنّ المسيح [عليه السّلام] لم يقل للناس ما قالوا فيه.
__________________
وأما ألف التحقيق والإيجاب
[نحو] قول الرّجل للرّجل : أأنت فعلت كذا وكذا؟ أأنت قلت كذا وكذا؟ وقد علم أنّه قد فعل. فهو كأنّه يستجيزه [أن يخبر عنه] ، بمعنى : [إنّه] وجب عليه ذلك. ومنه قول الله ، تبارك وتعالى ، تخبيرا عن
ملائكته حين قالوا : (أَتَجْعَلُ فِيها
مَنْ يُفْسِدُ فِيها)؟
معناهم فيها معنى الإيجاب ، أي : ستجعل. والله ، جلّ وعزّ ، لا يستخبر. ومنه قول جرير :
ألستم خير من
ركب المطايا
|
|
وأندى
العالمين ، بطون راح؟
|
قوله «ألستم» تحقيق أوجب عليهم فعلهم ، بمعنى / : إنّهم خير من ركب المطايا. [فحقّق وأوجب]. ولو كان استفهاما
__________________
لم يكن مدحا ، ولكان قريبا من الهجاء ، ولم يعط جرير [على هذا البيت] مائة ناقة برعاتها.
وقالوا في قول الله ، جلّ وعزّ :
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ
أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) :) وهذه الألف ألف الإيجاب ، لا ألف استفهام.
وأما ألف التنبيه
فإنها تقوم مقام حرف النداء ، كقولك : يا زيد ، ثمّ تقول . أزيد فهو بدل من حرف النداء ، وهو تنبيه . قال أبو كبير [الهذليّ] :
أزهير هل عن
شيبة من معدل؟
|
|
أم لا سبيل
إلى الشّباب ، الأوّل
|
معناه : يا
زهيرة . فرخّم الهاء ، وترك الراء مفتوحة [على أصلها] ، كما قال.
مضى تفسير جمل
الألفات.
__________________
جمل اللّامات :
وهي ثلاثون
لاما :
لام الصّفة ،
ولام الأمر ، ولام الخبر ، ولام «كي» ، ولام الجحود ، ولام النّداء ، ولام التعجّب
، ولام في موضع «إلّا» ، ولام القسم ، ولام الوعيد ، ولام التأكيد ، ولام الشّرط ،
ولام المدح ، ولام الذمّ ، ولام جواب القسم ، ولام في موضع «عن» ، ولام في موضع «على»
، ولام في موضع «إلى» ، ولام في موضع «أن» ، ولام في موضع الفاء ، ولام الطّرح ، ولام جواب «لو لا» ، ولام الاستفهام ، ولام جواب
الاستفهام ، ولام السّنخ ، ولام التعريف ، ولام الإقحام ، ولام العماد ، ولام
التغليظ ، ولام منقولة.
فأما لام الصفة
قولهم : لزيد ، ولعمرو ، ولمحمد. وهي مكسورة
__________________
أبدا ، إذا وقعت على الاسم الظاهر. وإذا وقعت على الاسم المكنيّ كانت
مفتوحة ، كقولك : له ، ولهما ، ولهم ، ولك ، ولكما ، ولكم. فهذا فرق بين الظاهر
والمكنيّ.
[ولام الأمر]
قولهم : ليذهب
عمرو ، وليخرج زيد.
وإنّما يؤمر به
الغائب ، ولا يكون ذلك للشاهد. وربّما يقلب للشاهد ، كقول رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم. «لتأخذوا مصافّكم». ولا يكادون يقولون : لتذهب أنت. قال الله ، تعالى : (ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ ، وَلْيُوفُوا)
نُذُورَهُمْ ، وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
ولام الأمر
مكسورة أبدا ، إذا كانت في الابتداء. فإن تقدّمها واو ، أو فاء ، كانت ساكنة. تقول
: وليذهب عمرو. وربّما كسرت مع الواو والفاء.
__________________
ولام الخبر
قولهم : إنّ
زيدا لخارج ، وإنّ محمدا لمنطلق . قال الله ، تعالى :
(إِنَّ رَبَّهُمْ
بِهِمْ ، يَوْمَئِذٍ ، لَخَبِيرٌ). اللام لام الخبر. وهي مفتوحة أبدا.
وهذه اللام /
إذا أدخلت على خبر «انّ» ، كسرت ألف «إنّ» ، وإن توسّطت الكلام انتصبت «أنّ» . ألا ترى أنّك إذا بدأت بـ «انّ» تقول : إنّ محمدا رسول الله ، وإنّك منطلق ، وإذا توسّطت قلت : أشهد أنّ محمدا رسول الله ، [صلّى الله عليه] ، وأعلم أنّك عالم. فتحت «أنّ» لمّا توسّطت الكلام
. فإذا أدخلت اللام على الخبر كسرت الألف ، مبتدئا كان أو متوسّطا. تقول : أشهد إنّ محمدا لرسول
الله. قال
__________________
الله ، جلّ وعزّ : (إِذا جاءَكَ
الْمُنافِقُونَ قالُوا : نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ ، وَاللهُ يَعْلَمُ
إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ، وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ). كسرت الألف من «إنّ» للام الخبر. ولو لا ذلك لكانت
مفتوحة ، لتوسّطها الكلام. قال الشاعر :
وأعلم علما ،
ليس بالظّنّ ، أنّه
|
|
إذا ذلّ مولى
المرء فهو ذليل
|
وإنّ لسان
المرء ، ما لم تكن له
|
|
حصاة ، على
عوراته لدليل
|
فتح الألف من «أنّه»
لمّا لم يدخل اللام على الخبر ، وكسر الألف في قوله «وإنّ لسان المرء» ، للّام التي في قوله «لدليل» .
ولام «كي»
قولهم : أتيتك
لتفيدني علما. وهذه اللام مكسورة [أبدا].
__________________
قال الله ، جلّ وعزّ : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ
فَتْحاً مُبِيناً ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ ، مِنْ ذَنْبِكَ ، وَما
تَأَخَّرَ)
، معناه : كي يغفر. نصبت «يغفر» بلام «كي».
ولام الجحود
مثل قولك : ما كان زيد ليفعل ذلك ، وما كنت لتخرج. قال الله ، جلّ اسمه : (وَما كانَ اللهُ
لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)
، (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ،
وَأَنْتَ فِيهِمْ.)
عملها النصب ،
وهي مكسورة. ومعنى الجحود إدخال حرف الجحد على الكلام. وهو مثل قولك : ما كان زيد
ليفعل.
ولام النداء
مفتوحة. قال
مهلهل :
يا لبكر
أنشروا لي كليبا
|
|
يا لبكر أين
أين الفرار؟
|
__________________
وتقول : أكلت
رطبا يا له من رطب!
ولام الاستغاثة
وهي مكسورة . تقول : يا لعبد الله ، لأمر واقع . [قال الشاعر] :
يا لقوم
لزفرة الزّفرات
|
|
ولعين ،
كثيرة العبرات
|
ولام التعجّب
مفتوحة أبدا ،
نحو قولهم : لظرف زيد ، ولكرم عمرو ، ولقضو القاضي! أي : ما أظرف زيدا ، وأكرم عمرا ، وأقضى القاضي!
ويقال : من لام التعجّب أيضا قول الله ، تعالى :
(إِنَّ فِي ذلِكَ
لَعِبْرَةً) ، (إِنَّ فِي هذا)
لَبَلاغاً)! ومن التعجّب قوله ،
__________________
تعالى :
(أَإِذا ما مِتُّ
لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا)) تعجّب الكافرون من البعث.
واللام التي في موضع «إلّا»
كقول الله ،
جلّ ذكره : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ
لَفاسِقِينَ). / معناه : ما وجدنا أكثرهم إلّا فاسقين. ومثله قول الله ، تبارك وتعالى :
(تَاللهِ ، إِنْ
كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ). [معناه : إلّا في ضلال مبين]. قال الشاعر :
ثكلتك أمّك ،
إن قتلت لمسلما
|
|
حلّت ، عليك
، عقوبة المتعمّد
|
معناه : ما قتلت إلّا مسلما
ولام القسم
قول الله ،
تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي
أَمْوالِكُمْ ، وَأَنْفُسِكُمْ ، وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ ، مِنْ قَبْلِكُمْ). معناه : [والله] لتبلونّ . وكقوله ، [عزّ وعلا] : (لَتَجِدَنَ
أَشَدَّ النَّاسِ
__________________
عَداوَةً
، لِلَّذِينَ)
آمَنُوا ، الْيَهُودَ) ،و
(لَعَمْرُكَ ،
إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ).
ولام الوعيد
قول الله ،
تعالى : (لِيَكْفُرُوا بِما
آتَيْناهُمْ ، وَلِيَتَمَتَّعُوا ، فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
. وهو كقول الرّجل للرّجل ، في معنى التهدّد : ليفعل فلان ما أحبّ ، فإنّي من ورائه.
ولام التأكيد
مثل قوله :
(لَيُسْجَنَنَّ). ولا بدّ للام التأكيد من أن يتقدّمه لام الشرط ، وهو لام «لئن» ، كقول الله ، تعالى :
(وَلَئِنْ لَمْ
يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ). ومثله : (كَلَّا ، لَئِنْ لَمْ
يَنْتَهِ) لنسفعن (بِالنَّاصِيَةِ). وإذا لم يتقدّم لام الشرط لام التأكيد فلا بدّ
__________________
للام التأكيد أن يكون قبلها إضمار القسم. مثل قوله [تعالى] : (لَتُبْلَوُنَّ)
. معناه : والله لتبلونّ.
ولام جواب القسم
قولهم : والله إن فعلت لتجدنّه بحيث تحبّ. ومنه قول الشاعر :
تساور سوّارا
إلى المجد والعلا
|
|
وأقسم حقّا
إن فعلت ليفعلا
|
اللام [التي] في «ليفعل» [لام] جواب القسم.
واللام التي في موضع «عن»
[قولهم] : لقيته كفّة لكفّة ، أي : كفّة عن كفّة.
ولام المدح
قولهم : يالك رجلا صالحا ، ويالك خبرا سارّا. ومن
__________________
المدح قول الله ، تعالى :
(وَلَقَدْ نادانا
نُوحٌ ، فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ).
ولام الذمّ
مثل : يا لك رجلا ساقطا ، و [يا لك رجلا] جاهلا. قال الله ، عزّ وجلّ :
(لَبِئْسَ الْمَوْلى ،
وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ).
واللام التي في موضع «على»
قولهم : سقط
لوجهه ، أي : على وجهه. ومنه قول الله ، جلّ وعزّ : (يَخِرُّونَ ،
لِلْأَذْقانِ ، سُجَّداً) أي : على الأذقان.
واللام التي في موضع الفاء
قولهم : أحسنت إلى زيد ليكفر نعمتك ، أي : فكفر نعمتك . ومنه قول الله ، تبارك وتعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ
فِرْعَوْنَ ، لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً).
ومثله : (رَبَّنا ، إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ
وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، رَبَّنا ، لِيُضِلُّوا
عَنْ
__________________
سَبِيلِكَ) أي : فضلّوا عن سبيلك. قال الشاعر :
لنا هضبة لا
يدخل الذّلّ وسطها
|
|
ويأوي إليها
المستجير ، ليعصما
|
أي : فيعصما ومثله : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَساؤُا ، بِما عَمِلُوا). يعني / : (وَلِلَّهِ ما فِي
السَّماواتِ ، وَما فِي الْأَرْضِ)
، فيجزي الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا ، (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى).
واللام التي في موضع «إلى»
قول الله ، جلّ
ذكره : (حَتَّى إِذا
أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ)
أي : إلى بلد ميّت. ومثله : (رَبَّنا ، إِنَّنا
سَمِعْنا مُنادِياً ، يُنادِي لِلْإِيمانِ) أي : إلى الإيمان. ومثله :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ ،
الَّذِي هَدانا لِهذا).
واللام التي في موضع «أن»
مثل قول الله ، تعالى : (وَما أُمِرُوا إِلَّا
لِيَعْبُدُوا إِلهاً
__________________
واحِداً)
. معناه : إلّا أن يعبدوا . ومثله : (وَأُمِرْنا
لِنُسْلِمَ ، لِرَبِّ الْعالَمِينَ)
، ومثله :
(يُرِيدُونَ
لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ ، بِأَفْواهِهِمْ). معناه : أن يطفئوا ، وأن نسلم
ولام جواب «لو لا»
قولهم : لو لا
زيد لزرتك ، ولو لا محمد لأتيتك . قال الله ، جلّ وعزّ : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ ،
سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ).
ولام الطرح
قول الله ، عزّ وجلّ :
(وَإِذا كالُوهُمْ ،
أَوْ وَزَنُوهُمْ ، يُخْسِرُونَ). معناه : كالوا لهم ، [أو وزنوا لهم]. مثل قول
__________________
الشاعر :
فتبعد ، إذ
نأى جدواك عنّي
|
|
فلا أسفي
عليك ، ولا نحيبي
|
طرحت اللام في
موضع الطرح ، في أوّل الكلام.
و [لام] جواب الاستفهام
مثل قولهم :
أإذا خرجت ليأتينّ عمرو؟ ومثله قول الله ، جلّ ذكره : (أَإِذا ما مِتُّ
لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا)؟
وهذا بلام التعجّب أشبه ، لأن الكفّار لم تستفهم.
__________________
ولام الاستفهام
قول الله ، عزّ
وجلّ :
(لِمَنِ الْمُلْكُ
الْيَوْمَ؟ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ).
ولام السّنخ
مثل اللام في :
جمل ، ولحم ، [ولحن] ، ولم ، وألمّا ، وما أشبه ذلك ، ممّا لا يجوز إسقاطه.
ولام التعريف
[مثل] اللام التي [في] : الرّجل ، والفرس ، والحائط. تدخل مع الألف على الاسم منكورا ، فيكون معرفة. لأنّ قولهم : فرس ، وحائط ، ورجل ، هي
مناكير. وإذا قلت : الرّجل ، والمرأة ، [والفرس] ، صارت معارف [بإدخال الألف واللام].
__________________
ولام الإقحام
مثل قول الله ،
عزّ وجلّ : [(إِنْ كادَ
لَيُضِلُّنا)
، وقوله تعالى]
: (عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ). معناه : ردفكم. وقال الشاعر :
أمّ حليس
لعجوز ، شهربه
|
|
ترضى من
اللّحم بعظم الرّقبه
|
أدخل اللام في «لعجوز»
إقحاما.
ولام العماد
مثل قول الله ،
تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآيَةً ، لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
) ، وكلّ ما كان من نحوه.
ولام التغليظ
لتهلكنّ زيدا ، [ولتضربنّ عمرا].
__________________
واللام المنقولة
قول الله ، عزّ
وجلّ :
(يَدْعُوا لَمَنْ
ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ).
معناه : يدعو
من لضرّه أقرب من نفعه /.
ولام الابتداء
لعبد الله أفضل
من زيد].
مضى تفسير وجوه
اللامات.
تفسير جمل الهاءات :
وهي عشرة :
هاء سنخ ، وهاء
استراحة [وتبيين] ، وهاء التنبيه ، وهاء الترقيق ، وهاء الضمير ، وهاء المبالغة والتفخيم
، وهاء التأنيث ،
__________________
وهاء تتحوّل تاء ، وهاء تكون في نعت المذكّر ، وهاء الوصل ، وهاء الأمر.
فهاء السّنخ
هاء الوجه ، وهاء الشّبه ، والسّفه. ليست تتغيّر على [كلّ] حال.
وهاء الاستراحة والتبيين
كقول الله ،
جلّ وعزّ : (ما أَغْنى عَنِّي
مالِيَهْ ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ). ومنه قول بشر بن أبي خازم :
مهما لي
اللّيلة ، مهماليه
|
|
أودى بنعليّ
، وسر باليه
|
يا أوس ، لو
نالتك أرماحنا
|
|
كنت كمن تهوي
به الهاويه
|
__________________
ألفيتا عيناك
عند القفا
|
|
أولى ، فأولى
لك ، ذا واقيه
|
فهذه هاء استراحة وتبيين.
وهاء التنبيه
مثل : هذا
وهذه.
و «هو» قالوا : هو قائم. فالهاء وحدها اسم ، والواو علامة
الرفع. وقالوا : هما. فحذفوا الواو الزائدة ، وأتوا بالميم لمّا كانت من الزوائد.
وكرهوا أن يعربوه من وجهين.
وأما «هذا»
فإنّه كان في الأصل «هذاء» ، فكثر الاستعمال فحذفوا الهمزة ، وجعلوا رفعه ونصبه وجرّه بمنزلة واحدة. وممّا جاء على
الأصل :
هذائه
الدّفتر خير دفتر
|
|
بكفّ قرم ،
ماجد ، مصوّر
|
وإنّما أدخلت
الهاء هاهنا ، للاستراحة والتبيين. وهو يقال بالمدّ والقصر. ويقال : هذه ، وهذي.
__________________
يقولون : هم
ضاربون زيدا. فإذا أضمروا قالوا : هم ضاربوه ، وهم قاتلوه. إلّا في الشّعر اضطرارا
، قال الشاعر :
هم الفاعلون
الخير ، والآمرونه
|
|
إذا ما خشوا
من حادث الأمر معظما
|
أراد :
والآمرون [به].
وفي «هو» ثلاث
لغات. يقال : هو ، وهو ، وهوّ.
فأما من قال «هو»
فإنّه حرّك الواو ، وطلب التثقيل.
وأما من قال «هوّ»
فإنّه كره أن يكون الاسم على حرفين ، فعمده بالتشديد. وقال الشاعر :
وإنّ لساني
شهدة ، يشتفى بها
|
|
وهوّ ، على
من صبّه الله ، علقم
|
وأما من قال «هو»
، بتسكين الواو ، فإنّه أخرجه على مثال : من ، وعن ، وأشباه ذلك. وقال الحطيئة ، يمدح سعيد بن العاص :
سعيد ، وما
يفعل سعيد فإنّه
|
|
نجيب كمن هو
في الفلاة نجيب /
|
وبعضهم يسكّن
الهاء ، إذا تقدّمها واو ، كما يقرأ :
(وَهُوَ اللهُ فِي
السَّماواتِ ، وَفِي الْأَرْضِ ، يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) الآية.
__________________
ومن هاء
التنبيه مثل قول الله ، جلّ وعزّ : (هاؤُمُ اقْرَؤُا
كِتابِيَهْ). وقال : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ). وقال الشاعر :
ونحن اقتسمنا
الحبّ نصفين بيننا
|
|
فقلت لها :
هذا لها ها وذاليا
|
وهاء الترقيق
نحو قول [ابن]
قيس الرّقيّات :
إنّ الحوادث
، بالمدينة ، [قد]
|
|
أوجعنني ،
وقرعن مروتيه
|
تبكيهم أسماء
، معولة
|
|
وتقول سلمى :
وارزيّتيه
|
وهاء الضمير
[مثل] : كلّمته ، ولقيته.
وهاء المبالغة والتفخيم
مثل قولهم :
رجل علّامة ونسّابة ، ولحّانة إذا كان كثير
__________________
اللّحن. وزعموا أنّ قول الله ، جلّ وعزّ : (بَلِ الْإِنْسانُ ،
عَلى نَفْسِهِ ، بَصِيرَةٌ) على هذا المعنى. ومثله [قوله ، تعالى] :
(وَقالُوا : ما فِي
بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ، وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا). فالهاء هاء المبالغة والتفخيم. ومنه [أيضا] قوله ، [عزّ وجلّ]
: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ ، مِنَ
الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ، أَجْمَعِينَ). ألحقت [فيه] الهاء [للمبالغة] ، وإنّما هو الجنّ.
وقال الشاعر ،
يصف السّيف :
ولو شهدت
غداة الكوم قالت :
|
|
هو العضب ،
المهذرمة ، العتيق
|
وهاء التأنيث
مثل : كلمة ، وضربة ، [وجنّة ، وشجرة ، وقلنسوة].
__________________
وأما قول الله ، عزّ وجلّ :
(وَذلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ) فأنّث ، لأنّ معناه : وذلك دين الحنيفيّة القيّمة.
وهاء العماد
مثل قولهم :
إنّه قائم فيها أخوك ، وإنّه قائم فيها أبوك ، وإنّه قائم فيها أختك ، وإنّه قائم
فيها أختاك ، وإنّه قائمة فيها أخواتك. وليست هذه الهاء في هذا الموضع اسما. ولو كان اسما لقلت : إنّهما وإنّهنّ
، ولأنّثت في المؤنّث. قال الله ، جلّ وعزّ :
(إِنَّهُ مُصِيبُها ما
أَصابَهُمْ)
، و
(قُلْ : أُوحِيَ
إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ ، مِنَ الْجِنِّ). وقال الشاعر :
فلم تر عيني
مثل سرب رأيته
|
|
خرجن علينا
من زقاق ابن واقف
|
والهاء التي تقع على المذكر والمؤنث
كقول الشاعر :
*فطافت ثلاثا ، بين يوم وليلة*
قال «ثلاثا» ،
ولم يقل «ثلاثة» ، وقد ذكر الأيّام. وإنّما قال
__________________
«ثلاثا» على الليالي ، لأنّ الأيام داخلة في الليالي ، لكثرة استعمالهم
الليالي. ألا ترى أنّهم يكتبون في كتبهم : بقين ، ومضين.
وصمنا عشرا من الشّهر ، يعني : الليالي.
وأما قول
الشاعر /:
وإنّ كلابا ،
هذه ، عشر أبطن
|
|
وأنت بريء من
قبائلها ، العشر
|
البطن مذكّر.
وإنّما عنى القبائل. وأما قول الآخر :
ثلاثة أنفس ،
وثلاث ذود
|
|
لقد جار
الزّمان ، على عيالي
|
قال «ثلاثة
أنفس» ، لأنّه أراد : ثلاثة أشخص. وشخص الرّجل : نفسه. قال الشاعر :
فكان مجنّي
دون ما كنت أتّقي
|
|
ثلاث شخوص
كاعبان ومعصر
|
قال «ثلاث شخوص»
فأنّث ، والشخص مذكّر.
__________________
والهاء التي تتحوّل تاء
وهي لغة ، في بعض لغات العرب. يقولون : وضعته في المشكات ، وهذه جمرت ، [وجنّت]. قال الله ، جلّ وعزّ : (إِنَّ شَجَرَةَ)
الزَّقُّومِ). ومثله : (وجنات (نَعِيمٍ)
، و (إِنَّ رَحْمَتَ)
اللهِ قَرِيبٌ ، مِنَ الْمُحْسِنِينَ). قال الشاعر :
من بعد ما
وبعد ما وبعدمت
|
|
صارت نفوس
القوم عند الغلصمت
|
وكادت
الحرّت أن تدعى أمت
|
أراد «الغلصمه»
و «الأمه» ، فوقف على الهاء بالتاء ، على اللغة. وهي حميريّة. [ويقال : لبعض بني أسد بن خزيمة].
__________________
والهاء التي تكون في نعت المذكر
كقول الشاعر :
وأمرهم
مركودة ، في نزالهم
|
|
وما بهم حيد
إذا الحرب هرّت
|
بكلّ قناة ،
صدقة ، يزنيّة
|
|
إذا أكرهت لم
تنأطر واشمأزّت
|
معناه : أمرهم
أمرة مركودة. قال الله ، جلّ ذكره : (وَما أَمْرُنا إِلَّا
واحِدَةٌ ، كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ). معناه : أمرنا أمرة واحدة. قال الشاعر :
لو أنّها
عرضت لأشمط راهب
|
|
عبد الإله ،
صرورة ، متعبّد
|
وهاء الندبة
وازيداه ،
واعمراه . قال الشاعر :
يا ربّ ، يا
ربّاه ، إيّاك أسل
|
|
عفراء من قبل
اقتراب الأجل
|
مضى تفسير جمل
الهاءات
__________________
وهذه جمل التاءات
وهي خمس عشرة :
تاء سنخ ، وتاء التأنيث ، وتاء فعل المؤنّث ، وتاء النّفس ،
وتاء مخاطبة المذكّر ، وتاء مخاطبة المؤنّث ، وتاء تشبه تاء التأنيث ، وهي مصروفة في كلّ وجه ، وتاء وصل ، وتاء تكون بدلا من
الألف ، وتاء تكون بدلا من السين ، وتاء تكون بدلا من الدال ، وتاء تكون بدلا من
الواو ، وتاء القسم ، وتاء زائدة في الفعل المستقبل ، وتاء تكون بدلا من الصاد في بعض اللغات.
فتاء السّنخ
مثل التاء في :
التّمر ، والتّين ، وأشباه ذلك ، ممّا لا يسقط .
وتاء التأنيث
كسر في الخفض
والنصب ، ورفع في الرفع. / تقول : رأيت بناتك وأخواتك. ولا تكون [تاء] التأنيث إلّا بعد الألف.
__________________
قال الله ، جلّ ذكره : (إِنَّ الْحَسَناتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ).
فكسر التاء ، وهي في محلّ النصب . ومنه [قوله ، جلّ وعزّ] : (خَلَقَ اللهُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، بِالْحَقِّ)
. فكسر التاء من «السماوات» ، وهي نصب.
وتاء فعل المؤنث
تكون جزما أبدا ، مثل : خرجت ، وظعنت ، وقامت ، [وقعدت]. فإذا استقبلها ألف ولام كسرت . تقول : خرجت المرأة. كسرت التاء ، لالتقاء الساكنين. والساكنان : التاء من «خرجت» واللام من «المرأة». وكلّ مجزوم وساكن
إذا حرّك حرّك إلى الخفض. فإذا قلت :
__________________
ضربت زينب ، جزمت التاء لأنّها تاء المؤنّث. وتاء المؤنّث في الأفعال جزم
أبدا.
وقد تسقط هذه
التاء من فعل المؤنّث ، يكتفون بدلالة الاسم عن العلامة ، كقول الله ، تبارك
وتعالى :
(قَدْ كانَ لَكُمْ
آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ، الْتَقَتا)
، وقوله ، جلّ
ذكره : (لَقَدْ [كانَ] لَكُمْ
[فِي رَسُولِ اللهِ] أُسْوَةٌ)
، حَسَنَةٌ). ولم يقل «كانت». وقال الشاعر :
لقد ولد
الأخيطل أمّ سوء
|
|
لدى حوض
الحمار على مثال
|
ولم يقل «ولدت».
وهذا لمّا فصل. والفصل أحسن ، لأنّك إذا قلت : جاء اليوم المرأة ، أحسن من أن تقول
: جاء المرأة. على أنّ الشاعر ذكّر الفعل ولم يفصل ، وقال :
قام أمّ
الوليد بالقبرين ، تن
|
|
دب عبد
المليك ، والضّحّاكا
|
ولم يقل «قامت».
وأما قول الآخر
:
إنّ السّماحة
والمروءة ضمّنا
|
|
قبرا بمرو ،
على الطّريق الواضح
|
ولم يقل «ضمّنتا»
، لأنّ المصادر تذكّر وتؤنّث.
__________________
وأما قول الله
، جلّ وعزّ :
(وَإِنْ كانَ مِثْقالَ
حَبَّةٍ ، مِنْ خَرْدَلٍ ، أَتَيْنا بِها) فقال «إن كان» ، ثمّ قال «أتينا بها» ، لتأنيث الحبّة ،
لأنّ المثقال من الحبّة. وقال : «وإن كان مثقال حبّة» ، فذكّر لتذكير «مثقال».
وقال الشاعر :
لمّا أتى خبر
الزّبير تواضعت
|
|
سور المدينة
والجبال الخشّع
|
«السّور» مذكّر. وإنّما أنّث ،
لأنّ السور من المدينة. ومثله :
طول اللّيالي
أسرعت في نقضي
|
|
طوين طولي ،
وطوين عرضي
|
«الطول» مذكّر. وإنّما أنّث ، على
تأنيث الليالي. قال الشاعر :
وتشرق بالقول
الّذي قد أذعته
|
|
كما شرقت صدر
القناة من الدّم
|
و «الصدر»
مذكّر. وإنّما أنّث ، لأنّ الصدر من القناة.
وتاء النّفس
رفع أبدا. تقول
: خرجت ، وقدمت ، [وقلت] ، وذهبت ، / وأعطيت رفعت التاء ، لأنّها تاء النّفس
__________________
وتاء المخاطب المذكر
نصب أبدا. تقول
: أنت خرجت ، أنت ذهبت ، أنت أعطيت. نصبت التاء ، [في هذا كلّه] ، لأنّها تاء مخاطبة المذكّر.
وتاء مخاطبة المؤنث
كسر أبدا. تقول
: أنت خرجت ، أنت ذهبت ، أنت رأيت .
كسرت التاء ،
لأنّها تاء مخاطبة المؤنّث.
والتاء التي تشبه تاء التأنيث
تقول : رأيت
أبياتهم ، ولبست طيالستهم ، وسمعت أصواتهم. أجريت هذه التاء في جميع حركاتها ، لأنّها
__________________
لا تتغيّر في الواحد ، والتصغير. ألا ترى أنّك تقول : صوت ، وقوت ، وبيت. فإذا صغّرت قلت : صويت ، وقويت ، وبويت. وتقول فيما تكون التاء فيه تاء
التأنيث ، إذا صغّرت : بنيّة ، وأخيّه. فتتغيّر تاؤهما ، وهي تاء التأنيث ، يستوي فيها النصب والخفض . فإذا قلت : رأيت بويتات العرب ، ولبست طيالستهم ، صارت
هذه التاء تاء التأنيث. فاعرفها . [فإذا سئلت عنها عرفت وجهها].
وتاء الوصل
قولهم : لات
أوان ذلك. يريدون : لا أوان ذلك . فيجعلون التاء صلة. ومنه قول الله ، تبارك وتعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ). وقال الطرمّاح :
__________________
لات هنّا
ذكرى بلهنية العيش
|
|
وأنّى ذكرى
السّنين المواضي؟
|
[لات هنّا معناه : لا هنّا. فزاد
التاء. فقال : «لات». كأنّه يريد «لا هنّا» ، فوصلها بالتاء]. ومعنى «لات هنّا» أي : لات حين .
والتاء التي تكون بدلا من الألف
في بعض اللغات.
يقولون : تلان آتيك ، أي : الآن آتيك. قال الشاعر :
نوّلي قبل
نأي داري جمانا
|
|
وصليني ، كما
زعمت ، تلانا
|
يعني : الآن.
وقال أبو وجزة :
العاطفون
تحين ما من عاطف
|
|
والمفضلون
يدا ، إذا ما أنعموا
|
والتاء التي تكون بدلا من السين
مثل : طست. والتاء بدل من السين ، لأنّ الأصل فيه
__________________
«طسّ». والدليل على ذلك أنّك إذا صغّرت قلت : طسيس. فتردّه إلى السين
وكذلك تفعل
العرب ، إذا اجتمع حرفان من جنس واحد جعلوا مكانه حرفا من غير ذلك الجنس. من ذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَقَدْ خابَ مَنْ
دَسَّاها). معناه : دسّسها. ومثله قوله ، [عزّ وجلّ] : (ثُمَّ ذَهَبَ ، إِلى
أَهْلِهِ ، يَتَمَطَّى) أي : يتمطّط. فحوّلت السين والطاء ياء . قال العجّاج :
*تقضّي البازي ، إذا البازي كسر*
أراد : تقضّض.
فحوّل الضاد ياء. [فاعلم].
__________________
والتاء التي تكون بدلا / من الدال
مثل التاء [التي] في : ستّة. أصله «سدسة». والدليل على ذلك أنك إذا صغّرت
، أو نسبت ، قلت : سديس ، وسدسي. وإنّما دخلت التاء في «ستّة» ، لأنّ السّين والدال مخرجهما من مكان
واحد ، فأبدلت التاء بالدال لتخفّ على اللسان في النّطق .
وأما قول الله
، تبارك وتعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ
، لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟
فأصله «مذتكر». اجتمع ذال وتاء ، ومخرجهما قريب بعضه من بعض. فلمّا ازدحمتا
في المخرج أدغمت التاء في الذال ، فأعقبت التشديد ، فتحوّلت دالا.
والتاء التي تكون بدلا من الواو
كالذي يحكى عن أمّ تأبّط شرّا ، حين ذكرت ابنها تأبّط
__________________
شرّا ، [فقالت] : «[والله] ما حملته تضعا ، ولا وضعته يتنا ، ولا أرضعته غيلا ،
ولا أبتّه على مأقة». قولها : «ما حملته تضعا» أي : ما حملته وأنا حائض. وأصله «وضعا». واليتن : أن تخرج رجل المولود قبل رأسه. وهو عيب. ولا أرضعته غيلا ، والغيل : أن ترضع المرأة ولدها ، وهي حبلى . ولا أبتّه على مأقة أي : لم ينم الصبيّ وهو ممتلىء غيظا وبكاء.
وتاء القسم
مثل قول الله ،
تبارك وتعالى :
(تَاللهِ ، [لَقَدْ
عَلِمْتُمْ] ما جِئْنا ، لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ)
.
والتاء الزائدة في الفعل المستقبل
أنت تخرج ،
والمرأة تخرج .
__________________
والتاء التي تكون بدلا من الصاد
في بعض لغات
طيّىء . يجعلون الصاد من «اللّصوص» تاء ، يقولون : لصوت. وكذلك «اللّصّ» يسمّونه
: الّلصت .
مضى تفسير جمل
التاءات.
جمل الواوات
وهي عشرة :
واو سنخ ، وواو استئناف ، وواو عطف ، وواو في معنى «ربّ» ، وواو قسم ، وواو النداء ، وواو إقحام ، وواو إعراب ، وواو ضمير ، وواو تتحوّل «أو» ، وواو تتحوّل ياء ، وواو في موضع «بل» ، وواو معلولة تقع في الأفعال والأسماء.
__________________
فأما واو السّنخ
فكلّ واو في
اسم أو فعل ، يكون لازما في كلّ حال ، فهو واو السّنخ . مثل الواو في : وهب ، وورس ، وأشباه ذلك.
واو الاستئناف
معناه الابتداء ، مثل قولهم : خرجت وزيد جالس . وكلّ واو توردها في أوّل كلامك فهي واو استئناف. وإن شئت قلت : ابتداء.
وواو العطف وإن شئت قلت / واو النّسق
وكلّ واو تعطف بها آخر الاسم على الأوّل ، أو آخر
__________________
الفعل على الأوّل ، [أو آخر الظرف على الأوّل] ، فهي واو العطف . مثل قولك : كلّمت زيدا ومحمدا ، ورأيت عمرا وبكرا. نصبت «زيدا»
بإيقاع الفعل عليه ، ونصبت «محمدا» لأنّك نسقته بالواو على «زيد» ، وهو مفعول به.
وتقول : لقيني
زيد ومحمد ، وكلّمني خالد وبكر. رفعت «زيدا» بفعله ، ورفعت «محمدا» لأنّك عطفته
بالواو على «زيد» ، وهو فاعل.
وتقول : مررت
بعمرو وزيد. خفضت «عمرا» بالباء الزائدة ، وخفضت «زيدا» لأنّك عطفته بالواو على «عمرو»
، وهو خفض بالباء الزائدة.
[وكذلك آخر
الفعل ، والظرف على الأوّل. فقس على هذا].
والواو التي في معنى «ربّ»
قولهم ... قال الشاعر :
__________________
وعانيّة
كالمسك ، طاب نسيمها
|
|
تلجلج منها
حين يشربها الفضل
|
كأنّ الفتى
يوما وقد ذهبت به
|
|
مذاهبه يلفى
وليس له أصل
|
معناه : وربّ
عانيّة. فأضمر «ربّ» ، واكتفى بالواو.
والواو في القسم
قولهم : والله
، وتالله. وهي من حروف الخفض ، كقول الله ، جلّ اسمه :
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها)
، (وَاللَّيْلِ ، إِذا يَغْشى)
، (وَالتِّينِ ،
وَالزَّيْتُونِ)
. فهذه واو القسم. قال الشاعر :
ووالله ما
أدري وإنّي لشاكر
|
|
لكثرة ما
أوليتني كيف أشكر؟
|
وأما واو النداء
قولهم : يا زيد
، وا زيد ، ها زيد. ومنهم من يحذف حرف النداء ويكتفي ، فيقول : زيد. قال الله ،
تعالى :
(يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هذا).
ومنهم من يثبت
الألف ، فيقول : أزيد. قال الشاعر :
أيا ظبية
الوعساء بين حلاحل
|
|
وبين النّقا
، أأنت أم أمّ سالم؟
|
__________________
وواو الإقحام
مثل قول الله ،
عزّ وجلّ : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ). معناه : يصدّون. والواو [فيه واو] إقحام. ومثله : (وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ ، وَضِياءً)
). معناه : آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء. لا موضع للواو [ههنا] ، إلّا أنّها أدخلت حشوا. ومنه قول امرىء القيس :
فلمّا أجزنا
ساحة الحيّ وانتحى
|
|
بنا بطن خبت
ذي قفاف عقنقل
|
معناه : انتحى.
فأدخل الواو حشوا ، وإقحاما . ومثله قول الله ، عزّ وجلّ (فَلَمَّا أَسْلَما ،
وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَنادَيْناهُ : أَنْ يا إِبْراهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ
الرُّؤْيا). معناه : ناديناه . والواو حشو ، على ما ذكر سيبويه النحويّ.
__________________
وواو الإعراب
قولهم ، في حال
الرفع : أخوك ، أبوك ، والمؤمنون.
وواو الضمير
قولهم : تخرجون
، ويقومون. الواو إضمار / جمع المذكّر .
فما كان في الأسماء فهو واو الإعراب ، وما كان في الأفعال فهو واو
الضمير.
والواو التي تتحوّل «أو»
مثل قول الله ،
جلّ وعزّ : (أَإِنَّا)
لَمَبْعُوثُونَ ، أَوَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ)؟ معناه : وآباؤنا الأوّلون . ومثله :
(وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ
آثِماً ، أَوْ كَفُوراً). معناه : لا تطع منهم آثما ، ولا كفورا . ومنه قول جرير :
__________________
نال الخلافة
، أو كانت له قدرا
|
|
كما أتى ربّه
موسى ، على قدر
|
أي : وكانت.
وأما قوله ،
تعالى :
(وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ ، أَوْ
كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى)
، وما كان من
هذا النحو ، فـ «أو» حرف من حروف النّسق ، وليس بمعنى الواو.
ومعنى الواو : قول النابغة أيضا :
قالت :
فياليتما هذا الحمام لنا
|
|
إلى حمامتنا
، أو نصفه ، فقد
|
أي : ونصفه.
والواو التي تتحوّل ياء
مثل : ميزان ،
وميقات ، وميعاد. وأصله الواو ، لأنّه : وزن ، ووقت ، ووعد. إلّا أنّ كلّ واو إذا
انكسر ما قبلها انقلبت ياء. والدليل على ذلك أنّك إذا جمعت قلت : موازين ، ومواعيد
، ومواقيت . فرددته إلى الواو. وقال الله ، جلّ اسمه :
(ما قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ). وإنّما هو من : لون. قال الشاعر :
__________________
كأن قتودي
فوقها عشّ طائر
|
|
على لينة
قرواء ، تهفو جنوبها
|
يريد : لونا من
النّخل.
وإذا كانت
الواو فاء الفعل ، وانكسر ما بعدها ، وانفتح ما قبلها ، حذفتها لأنّ الواو لا
تثبت. مثل : وجد يجد. كان الأصل فيه «يوجد» ، فذهبت الواو لانكسار ما بعدها. ولو
كانت مفتوحة لثبتت. ومثله : وزن يزن ، ووعد يعد. قال الله ، عزّ وجلّ :
(أَلَمْ يَعِدْكُمْ
رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً)؟
وإذا كان الفعل
على «فعل يفعل» ، مما فاؤه واو ، ففيه ثلاث لغات : لتميم لغة ، ولقيس لغة ، ولسائر العرب لغة ،
ولأهل الحجاز لغة.
قالوا في مثل
ذلك : وحد يوحد ، ووجع يوجع. هذه لغة أهل الحجاز. قال الله ، جلّ وعزّ
: (قالُوا : لا تَوْجَلْ). قال الشاعر :
لعمرك ما
أدري وإنّي لأوجل
|
|
على أيّنا تغدو
المنيّة ، أوّل؟
|
__________________
وتميم تقول :
ييجع ، بقلب الواو ياء. قال متمّم بن نويرة :
قعيدك ، ألّا
تسمعيه ملامة
|
|
ولا تنكئي
قرح الفؤاد فييجعا
|
وقال آخر :
بانت أميمة
بالطّلاق
|
|
ونجوت من غلّ
الوثاق
|
بانت ، فلم
ييجع لها
|
|
قلبي ، ولم
تدمع مآقي
|
وتقول [سائر
العرب] : أيجل ، ثمّ أوجل. . تردّه إلى أصله ، لا نفتاح ما قبله
وقيس تقول :
ياجل ، وتاجل.
فإذا اعتلّ عين
الفعل فمنه قولهم : قل. كان الأصل فيه «أقول» ، فاعتلّت الواو ،
وهو عين الفعل ، فاستثقلوا تحريكها ، فردّوها في الخلقة إلى «قول» ، ثم حذفوا الواو ، لاجتماع الساكنين.
__________________
فإذا ثنّوا
وجمعوا ردّوا الواو ، لأنّ اللام قد تحرّكت بالضمّة ، [أو الفتحة].
والواو التي في موضع «بل»
قوله ، تبارك
وتعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى
مِائَةِ أَلْفٍ ، أَوْ يَزِيدُونَ).
معناه : بل يزيدون. ومثله :
(ثُمَّ قَسَتْ
قُلُوبُكُمْ ، مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ، فَهِيَ كَالْحِجارَةِ ، أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً). معناه : بل أشدّ قسوة. فلهذا ارتفع «أشدّ» ، وليس بنسق على الحجارة.
وقد تضع العرب «أم» ، في موضع «بل» ، كقول الأخطل :
كذبتك عينك
أم رأيت بواسط
|
|
غلس الظّلام
من الرّباب خيالا
|
معناه : بل
رأيت [بواسط]. ومنه قول الله ، تبارك وتعالى : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ
مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) أي : بل أنا خير.
__________________
والواو المعلولة
تقع في الأسماء
والأفعال. فإذا وجدت الأسماء [والأفعال] ، وفيها واو أو ياء ، فلم تثبت إذا رددت الاسم والفعل إلى «فعلت» ، فذلك الاسم والفعل معتلّ . مثل : أقول ، وأعوذ ، وتقول ، وتكيل ، هذه أفعال معتلّة.
والدليل على
ذلك أنّك إذا رددتها إلى «فعلت» لم تثبت الواو والياء ، للعلّة التي أخبرتك. ألا
ترى أنك إذا قلت : فعلت ، من «يقول» قلت : [«قلت»]. فينقص عن الأصل ، لأنّ «فعلت» في الفعل الصحيح أربعة أحرف ، و «قلت»
ثلاثة أحرف.
والفعل الصحيح
الذي لا يذهب عند «فعلت» منه شيء ، ولا تنتقل حركته إلى حركة ولا سكون ، بعضها إلى موضع بعض ، مثلما يتحرّك في قولك : «يقول». فالياء متحرّكة ،
__________________
والقاف متحرّكة ، والواو ساكنة ، و «يقول» : يفعل. فقد انتقل سكون الواو إلى الفاء ، وتحرّكت العين وهي في موضع الواو من «يقول». ولو كان الفعل صحيحا لم يتغيّر ، كقولك : يضرب ، ويشتم ، ويخرج ، ويدخل.
فهذا فعل مضمر ، لأنّك إذا قلت : ضربت [وشتمت] ، فـ «فعلت» لم يتغيّر منه شيء. وهو قياسه.
مضى تفسير
الواوات.
تفسير جمل اللام ألفات
وهي ثلاث عشرة
:
لا نهي ، ولا
جحد ، ولا استثناء ، ولا تحقيق ، ولا في موضع
__________________
الواو ، ولا في موضع غير ، ولا حشو / ، ولا صلة ، ولا نسق ، ولا في معنى «لكن» ولا
في موضع «لم» ، ولا للتبرئة ، ولا في موصع «ليس».
فلا النهي
لا تخرج ، ولا تضرب ، [ولا تشتم ، ولا تقم]. والنهي جزم أبدا.
ولا الجحد
[نحو] قول الله ، تبارك وتعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ
، جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ، لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ. بَلى). رفع «يبعث» ، لأنّه فعل مستقبل ، وهو جحد. ومثله : (لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ ، مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ). «يتّخذ»
رفع ، لأنّه فعل مستقبل ، و «لا» في معنى الجحد . ومن قرأ «لا يتّخذ المؤمنون
__________________
الكافرين» فإنّه نهي ، وهو جزم. وإنّما كسر ، لاستقبال الألف واللام.
وإلّا استثناء
خرج القوم إلّا زيدا ، وقدم القوم إلّا محمدا. والمستثنى
إذا لم يكن له شركة في فعل القوم فهو نصب. ألا ترى [أنّك تقول : خرج
القوم إلّا زيدا ، و [قدم القوم إلّا] محمدا ، حين أخرجا من عدد القوم على معنى
الاستثناء. ألا ترى] أنّ زيدا لم يخرج ، ومحمدا لم يقدم. فلذلك انتصبا.
وإلّا تحقيق
ما خرج من القوم إلّا زيد ، وما قدم من القوم إلّا محمد . رفعت «زيدا» و «محمدا» ، لأنّ لهما الفعل . قال الله ، تعالى :
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ
شُهَداءُ ، إِلَّا أَنْفُسُهُمْ). رفع
__________________
[«الشهداء» على معنى اسم «يكن» ، ورفع] «أنفسهم» على التحقيق ، لأنّهم هم الشهداء. وكذلك تقول : لا إله / إلّا الله ، ولا رجل إلّا زيد ، [وما في
الدار إلّا محمد ، وما جاءنى إلّا أبوك]. رفعت «زيدا» على التحقيق ، وعلى أنّه لا يجوز قولك «لا رجل». حتّى تقول «إلّا
زيد». وإنّما رفعت على التحقيق.
وإذا قدّمت
المستثنى على حرف التحقيق نصبت ما قبله ، ورفعت ما بعده . تقول : مالي إلّا أباك صديق. قال الشاعر :
ومالي ، إلّا
آل أحمد ، شيعة
|
|
ومالي ، إلّا
مشعب الحقّ ، مشعب
|
وقال آخر :
والنّاس إلب
علينا فيك ليس لنا
|
|
إلّا السّيوف
وأطراف القنا وزر
|
نصب «السيوف» و «أطراف القنا» ، لأنّه قدّم المستثنى ،
__________________
وعلى أنّ «إلّا» في معنى «لكنّ» ، لأنّ «لكنّ» تحقيق و «إلّا» تحقيق.
فأما قول الآخر
:
والحرب لا
يبقى ، لجا
|
|
حمها ،
التّخيّل ، والمراح
|
إلّا الفتى
الصّبّار ، في النّ
|
|
جدات ،
والفرس الوقاح
|
يعني : إلّا أن
يكون الفتى الصبّار والفرس. ومثله :
عشيّة لا
تغني الرّماح ، مكانها
|
|
ولا النّبل
إلّا المشرفيّ المصمّم
|
يعني : إلّا أن
يكون.
فأما قول الآخر
:
ما رام سرّك
إنسان ، فيعلمه ،
|
|
إلّا
الصّحيفة ، والهادي ، والقلما
|
... وإنّما أخبرتك بـ «لكن» ، لأنّه خارج من الكلام الأوّل. ومثله قول الله ، تبارك
وتعالى :
(وَما لِأَحَدٍ
عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى). فهذا استثناء من غير لفظه أيضا. ومثله :
(قُلْ : لا يَعْلَمُ
مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ ،
__________________
إِلَّا
اللهُ) أي : أحد إلّا الله. وأما قوله :
(لا عاصِمَ الْيَوْمَ
مِنْ أَمْرِ اللهِ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ) يعني : لكن من رحم. وكذلك :
(لا يُحِبُّ اللهُ
الْجَهْرَ بِالسُّوءِ ، مِنَ الْقَوْلِ ، إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) أي : لكن من ظلم.
وتقول : ما
أتاني إلّا زيد أبو عمرو ، إذا كان زيد هو أبو عمرو. وجاز على البدل ، كما قال
الشاعر :
ما كان من
شيخك إلّا عمله
|
|
إلّا رسيمه ،
وإلّا رمله
|
لأنّ «الرّسيم»
هو «العمل». فأعاد ، لأنّه ما زاده الّا توكيدا.
وإلّا بمعنى الواو
مثل قول الشاعر
:
وكلّ أخ
مفارقه أخوه
|
|
لعمر أبيك ،
إلّا الفرقدان
|
معناه :
والفرقدان [يفترقان]. ومثله قول الله ، تبارك
__________________
وتعالى :
(إِلَّا الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ ، وَاخْشَوْنِي).
معناه : والذين
ظلموا منهم فلا تخشوهم.
ولا بمعنى غير
قوله ، جلّ
اسمه : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ ، وَلَا الضَّالِّينَ) أي : وغير الضّالّين. ومثله [أيضا] : (انْطَلِقُوا إِلى ما
كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ، انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ، ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ، لا
ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي) أي : غير ظليل. وقال زهير [بن أبي سلمى] :
حتّى تناهى
إلى لا فاحش صخب
|
|
ولا شحيح إذا
ما صحبه غنموا
|
أي : إلى غير
فاحش.
ولا حشو
مثل قول الله ،
جلّ وعزّ : (ما مَنَعَكَ ، أَلَّا
تَسْجُدَ)؟
__________________
معناه : [أن] تسجد. وقال العجّاج :
ولا ألوم
البيض ، ألّا تسخرا
|
|
من شمط
الشّيخ ، وألّا تذعرا
|
معناه : أن
تسخرا ، وأن تذعرا. وقال آخر :
*في بئر لا حور سرى ، وما شعر*
أي : في بئر
حور. و «لا» حشو.
ولا التي للصّلة
قوله ، [تعالى]
: (لا أُقْسِمُ). معناه : أقسم. و «لا» صلة وكذلك قوله ، جلّ وعزّ :
(لِئَلَّا يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتابِ) أي : ليعلم. و «لا» صلة.
ولا للنّسق
قولك : رأيت محمدا لا خالدا ، ومررت بمحمد لا خالد ، وهذا
محمد لا خالد.
__________________
وإلّا في معنى لكن
قوله ، جلّ
وعزّ : (طه ، ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ، لِتَشْقى ، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى). نصب «تذكرة» على معنى «لكن» ، لأنّ «إلّا» تحقيق ، و «لكن»
تحقيق.
و [لا] التبرئة
لا مال لزيد ،
ولا عقل لعمرو. ومنه قول الله ، تبارك وتعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ)
، و (فَلا رَفَثَ)
، وَلا فُسُوقَ ، وَلا جِدالَ) ، و (لا بَيْعٌ)
فِيهِ ، [وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ). ومن رفع جعل «لا» في معنى : ليس
بيع [فيه] ، وليس خلّة ، وليس شفاعة].
ولا بمعنى «لم»
قول الله ،
تبارك وتعالى : (فَلا صَدَّقَ ، وَلا
صَلَّى) أي :
__________________
لم يصدّق ولم
يصلّ. وقال الشاعر :
لا همّ ، إنّ
الحارث بن جبله
|
|
ربا على
والده ، وخذله
|
وكان في
جيرانه لا عهد له
|
|
وايّ شيء
سيّىء لا فعله؟ /
|
أي : لم يفعله.
مضى تفسير
اللام ألفات.
اختلاف (ما) في معانيه :
الماء ممدود ،
وهو ماء السماء وغير ذلك من المياه ، وما جحد ، وما في موضع ظرف ، وما في موضع
المجازاة ، وما في موضع حشو ، وما صلة ، وما للتكرير ، وما الذي لا بدّ له من فاء
، تكون عمادا.
__________________
فالماء
الذي يشرب من
مياه الأرض والمطر. قال الله ، جلّ اسمه :
(وَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً ، بِقَدَرٍ).
وما في موضع الجحد
كقولك : ما زيد
أخانا ، وما عمرو عندنا. قال الله ، جلّ وعزّ :
(ما هذا بَشَراً). ومثله :
(وَما أَنَا
عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)
، (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ،
وَأَنْتَ فِيهِمْ)
ولا يقدّمون
خبر «ما» عليه ، لا يقولون : قائما ما زيد ، لأنّه لا يقدّم منفيّ على نفي.
وتميم ترفع ،
على الابتداء والخبر. يقولون : ما زيد قائم ، أي : زيد قائم. وقال الشاعر :
فلا تأمننّ ،
الدّهر ، حرّا ظلمته
|
|
وما ليل
مظلوم ، إذا همّ ، نائم
|
فرفع ، على
الابتداء وخبره.
وتقول : ما كلّ
سوداء تمرة ، ولا كلّ بيضاء شحمة. لأنّ فعل «ما» نصب ، وفعل «لا» رفع ، لأنّ النافي في «ما» أقوى منه في «لا».
__________________
وإذا قدّموا
خبر «ما» كان في تقديم الخبر رفع ، ونصب. الرفع : [ما] قائم زيد. والنصب : ما
قائما زيد. فالرفع على الابتداء وخبره. والنصب على تحسين الباء. قال الشاعر :
فما حسن أن
يمدح المرء نفسه
|
|
ولكنّ أخلاقا
تذمّ ، وتمدح
|
وينصب.
قال الشاعر :
ما الملك
منتقلا منكم إلى أحد
|
|
وما بناؤكم
العاديّ مهدوم
|
فإذا قلت : ما
زيد قائم ، ولا عمرو منطلق ، رفعت «عمرا» و «منطلقا» ، و «زيدا» [و «قائما»] ، على
الابتداء وخبره. وقال الشاعر :
ما أنت لي
قائما ، فتجبرني
|
|
ولا أمير ،
عليّ ، مقتلد
|
وإذا قلت : ما
زيد قائما ، ولا منطلق عمرو ، رفعت على الابتداء ، لأنّه ليس من سبب الأوّل
فتحمل عليه. فإذا قلت : ما زيد قائما ، ولا منطلقا أخوه ، نصبت «منطلقا» لأنّه من سبب الأوّل. وكذلك «قائما» من
سبب الأوّل. كأنّك قلت : ما زيد قائما ولا منطلقا.
__________________
وما في موضع الاسم
كقولك. ما أكلت
تمر ، وما شربت نبيذ. معناه : الذي أكلت تمر. ومثله قول الله ، جلّ اسمه :
(ما جِئْتُمْ بِهِ
السِّحْرُ ، إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ)
وتقول : ما أكل
زيد خبز ، عمرو. «ما» و «أكل» اسم واحد ، / و «زيد» فاعل ، و «عمرو» منادى. وتقول
: ما ضرب زيد عمرو ، بكر ، «زيد» فاعل ، و «عمرو» مرفوع على الابتداء ، والمعنى
واحد ، و «بكر» منادى. وكذلك : إنّ ما ركبت فرسك ، وإنّ ما دخلت دارك ، لأنّ «ما»
في المذكّر مثل «الّذي» ، وفي المؤنّث مثل «الّتي».
وما في موضع حشو
قال الله ،
تعالى :
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ
اللهِ) أي : فبرحمة.
ومثله :
(عَمَّا قَلِيلٍ) أي : عن قليل. و «ما» حشو. ومثله قول الشاعر :
وقد خفت حتّى
ما تزيد مخافتي
|
|
على وعل في
ذي المطارة عاقل
|
_________________
الوعل بكسر العين : تيس الجبل. يعني : حتّى تزيد مخافتي. و «ما» صلة. وقال «مخافتي»
، وإنّما أراد «خوفي» ، فأقام المصدر مقام الاسم ، كقول الله ، جلّ وعزّ :
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ
تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ، قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَلكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) يعني : ولكنّ البارّ من آمن بالله واليوم الآخر. وقال «تزيد
مخافتي على وعل» أي : على خوف وعل.
وما في موضع الظرف
قول الله ،
تبارك وتعالى :
(ما دامَتِ
السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) أي : بقاء السماوات والأرض. وموضعها النصب.
وما في المجازاة
قولهم : ما
تفعل أفعل ، وما تقل أقل. جزم بالمجازاة وجوابها. قال الله ، تعالى :
(ما يَفْتَحِ اللهُ
لِلنَّاسِ ، مِنْ رَحْمَةٍ ، فَلا مُمْسِكَ لَها ، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ
لَهُ ، مِنْ بَعْدِهِ).
وصار جوابه
بالفاء.
وما الاستفهام
مثل قولك :
مالك؟ وما لزيد؟ وما يعمل؟ قال الله ، جلّ ذكره :
(ما يَفْعَلُ اللهُ
بِعَذابِكُمْ ، إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)؟ وإن كان
__________________
الله ، تبارك وتعالى ، لا يستفهم ولا يستفهم.
وتقول : ما أنت
والماء لو شربته؟ ما أنت وحديث الباطل؟ رفع كلّه ، لأنّ «ما» ههنا اسم. ولو كان فعلا لنصب. قال الشاعر :
يا زبرقان ،
أخا بني خلف
|
|
ما أنت ، ويل
أبيك ، والفخر؟
|
وقال آخر :
تكلّفني سويق
الكرم جرم
|
|
وما جرم ،
وما ذاك السّويق؟
|
رفع ، لأنّ «ما»
ههنا اسم. ألا ترى أنّك لا تقول : ما أنت مع السّويق؟ ولا : ما أنت مع الفخر؟
وأما قول الآخر
:
أتوعدني
بقومك يابن حجل؟
|
|
أشابات
تخالون العبادا
|
نعمّا جمّعت
حصن ، وعمرو
|
|
وما حصن ،
وعمرو ، والجيادا؟
|
فإنّه حذف «مع»
وأضمر «كان» ، ونصب.
__________________
وما الوصل
توصل بـ «لم» ،
فتثقل. مثل قولهم : لمّا يذهب زيد ، ولمّا يخرج محمد ، ولمّا يعلم عمرو. معناه :
لم يذهب ، ولم يخرج ، ولم يعلم ، و «ما» صلة. قال الله ، جلّ ذكره :
(كَلَّا ، لَمَّا
يَقْضِ ما أَمَرَهُ). جزم «يقض» بـ «لم». و «ما» صلة.
وما التكرير
مثل قولهم :
إمّا زيدا رأيت وإمّا عمرا ، إمّا زيد أتاني وإمّا عمرو ، ومررت إمّا بزيد / وإمّا
بعمرو. لا بدّ من أن تكرّر «إمّا». والكلام يجري على ما يصيبه الإعراب.
وأمّا بفتح الألف
فلا بدّ له من
فاء تكون عمادا. تقول : أمّا زيد فعاقل ، وأمّا محمد فلبيب. فالفاء عماد. والعاقل
خبر الابتداء. قال الله ، جلّ ذكره :
(أَمَّا السَّفِينَةُ
فَكانَتْ لِمَساكِينَ). وقال :
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ). نصب «اليتيم» و «السائل» ، برجوع الفعل عليهما. والفاء
عماد.
مضى تفسير جمل
الوجوه ، فيما أتينا على ذكره من النّحو.
__________________
تمّ الكتاب ،
بحمد الله ومنةّ ، وحسن توفيقه.
وصلىّ الله على
سيّدنا محمّد النّبيّ ، وآله الطاهرين ، وسلّم كثيرا.
ولذكر الله
أكبر.
وجدت مكتوبا ،
فكتبته لمّا استحسنته :
أبا قاسم ،
أكرمتنا ، ووصلتنا
|
|
فلا زلت
للمعروف والعلم معدنا
|
ولا برح
الإقبال تهمي سماؤه
|
|
عليك ، ويمن
الله يأتيك بالغنى
|
وبدّلت بعد
العسر يسرا ورفعة
|
|
وعشت مدى
الأيّام للجود موطنا
|
وهذا قليل ،
من كثير ، أكنّه
|
|
وإن كان نطقي
فيه بالشّكر معلنا
|
تمّت الأبيات
الحسنة.
تفسير الفاءات
وهي سبع :
فاء النّسق ،
وفاء الاستئناف ، وفاء جواب المجازاة ، وفاء جواب الأشياء السّتّة ، وفاء العماد ،
وفاء في موضع اللام ، وفاء السّنخ.
ففاء النّسق
قولك : مررت
بزيد فعمرو ، وأكرمت بكرا فقيسا.
__________________
وفاء الاستئناف
قولك : جرّبت
فصاحب زيد خير رجل. ومثله : فنحن اللّيوث.
وفاء جواب المجازاة
قولك : إن خرج
زيد فبكر مقيم. قال الله ، تعالى :
(وَمَنْ عادَ
فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ). ولا بدّ للمجازاة من جواب ، ولا يكون جوابه إلّا الفعل
والفاء .
والفاء التي تكون جوابا للأشياء الستّة
وهي : الأمر ،
والنّهي ، والتّمنّي ، والاستفهام ، والجحود ، والدّعاء ، ينصب بالفاء ، فإذا أخرج
الفاء كان جزما ، نحو قولك : لا تضرب زيدا فتندم ، وأكرم بكرا فيكرمك ، وهل زيد
خارج فأخرج معه؟ وليت زيدا حاضر فأستفيد منه. وفي الجحد : ما زيد أخانا فنعرف حقّه. وفي الدّعاء : يا زيد ، رزقك الله مالا ، فتفيض
منه علينا. وفي النفي : لا مكان لك ، فأكرمك.
__________________
وفاء العماد
أمّا زيد
فخارج. فالفاء عماد «أمّا». وقد مضى.
والفاء التي تكون في موضع اللام
قول الشاعر :
لنا هضبة لا
يدخل الذّلّ وسطها
|
|
ويأوي إليها
المستجير ، فيعصما
|
معناه :
ليعصما.
وفاء السّنخ
نحو : فرقد ، وفتق.
تفسير النّونات
وهي عشرة : نون
سنخيّة ، ونون إضمار جمع المؤنّث ، ونون الإعراب ، ونون الكناية ، ونون زائدة في أوّل الفعل ، ونون الاثنين ، ونون الجمع ، ونون
زائدة في الاسم ، ونون التأكيد ، ونون الصّرف.
فالنون السّنخيّة
مثل : المساكين
، والدّهاقين.
__________________
ونون إضمار جمع المؤنث
قوله ، تعالى : (إِلَّا أَنْ
يَعْفُونَ).
فجعل النون
ضمير جمع المؤنّث ، في «يعفون».
ونون الإعراب
نحو : يخرجان ،
ويخرجون ، ويكرمون. علامة الرفع في ذلك ثبات النون. وتحذفها عند الجزم والنصب : لم
يخرجا ، ولم يخرجوا ، ولن يخرجا ، ولن يخرجوا.
ونون الكناية
نحو : أخرجني ،
ضربني زيد. فالياء اسم مكنيّ ، والنون أدخلت ، ليبقى الفعل على فتحته.
والنون الزائدة في أوّل الفعل
نحو : نقوم ،
ونقعد.
ونون الاثنين
نحو قولك :
الزّيدان.
ونون الجمع
نحو قولك :
الزّيدون.
والنون الزائدة في الاسم
نحو قولك : رجل
رعشن ، من الرّعشة ، وضيفن .
__________________
ونون التأكيد
نحو : اضربن
زيدا ، واضربنّ ، أيضا بالتشديد.
فإن لقي
الخفيفة ساكن حذفتها ، لالتقاء الساكنين ، ولم تحرّك كما يحرّك التنوين ، كما قال الشاعر :
لا تهين
الفقير ، علّك أن
|
|
تركع يوما ،
والدّهر قد رفعه
|
وتقول على هذا
: اضرب الرّجل ، أي اضربن. فتحذف النون لالتقاء الساكنين.
ونون الصّرف
نحو : رأيت
زيدا ، يا هذا. وتسمّى تنوينا ، وهي نون خفيفة في الحقيقة. وتحرّك إذا لقيها ساكن ، نحو : جاءني زيد اليوم.
تفسير الباءات
وهي أربع :
الباء الزائدة ، وباء التعجّب ، وباء الإقحام ، وباء السّنخ.
فالباء الزائدة في صدر الكلام
حرف خفض ، نحو
: مررت بزيد.
__________________
وباء التعجّب
نحو : أكرم
بزيد ، أي : ما أكرمه!
وباء الإقحام
مثل قوله ،
تعالى :
(وَزَوَّجْناهُمْ
بِحُورٍ ، عِينٍ)
، معناه : حورا
عينا ، وقوله : (تَنْبُتُ)
بِالدُّهْنِ) أي : تنبت الدّهن ، وقوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ).
وباء السّنخ
مثل : بحر ،
وبرّ ، وباب.
تفسير الياءات
وهي ثمانية :
ياء الإضافة ، والياء الأصليّة ، والياء الملحقة ، وياء الإطلاق ، والياء المنقلبة ، وياء التأنيث ، وياء التثنية والجمع ، وياء الخروج.
فياء الإضافة
تكون في الاسم
والفعل ، نحو : ضاربي ، وثوبي ، وضربني في
__________________
الفعل. ولا بدّ في الفعل من النون ، لئلّا يقع الكسر في الفعل. فأمّا في
الاسم فلا ، لأنّه يدخله الجرّ.
والياء الأصليّة
نحو : يسر ، وأيسر ، وهدي ، ونحو : يقضي ، في الفعل.
والياء الملحقة
نحو : سلقى يسلقي. ألحق ب : دحرج يدحرج. وهي زائدة تشبه الأصليّ.
وياء التأنيث
نحو : اضربي ،
ولا تذهبي ، وتخرجين ، يا هند.
وياء الإطلاق
مثل قول الشاعر
:
*أمن أمّ أوفى دمنة ، لم تكلّمي*
فهي تقع في
إطلاق القافية في الشّعر ، وفي الفواصل ، كقوله تعالى :
__________________
(وإياي فارهبوني) ، وقوله : (وإياي فاتقوني) .
والياء المنقلبة
نحو : يغزي ،
ويعطي. انقلبت من الواو ، في : غزوت ، وعطوت.
وياء التثنية
نحو : صاحبيك ،
وغلاميك.
وياء الجمع
نحو : مسلميك.
وياء الخروج
تكون بعد هاء
الإطلاق في الشّعر ، نحو قول الشاعر :
*تخلّج المجنون ، من كسائهي*
الهمزة رويّ ،
والألف ردف ، والهاء وصل ، والياء الخروج.
__________________
تمّ كتاب «وجوه
النّصب» بتاريخه المذكور فيه.
فصل في رويد
يجيء على أربعة
أوجه : يكون اسما للفعل ، وصفة ، وحالا ، ومصدرا.
فالأوّل نحو :
رويد زيدا ، أي : أمهله.
والصفة نحو :
سار سيرا رويدا ، أي : مترفّقا.
والحال نحو :
دخل القوم رويدا ، أي : دخلوا متمهّلين.
والذي بمعنى
المصدر فنحو : رويد نفسه . يكون مضافا ، وينصب بفعل محذوف. ولو فصلته من الإضافة
قلت : رويدا نفسه ، كما تقول : ضربا زيدا ، أي : اضرب ضربا زيدا. فكأنّك قلت :
أرود رويدا زيدا.
فأمّا الذي هو
اسم للفعل فمبنيّ على الفتح ، لا يضاف ولا يدخله التنوين.
فصل في الفرق بين «أم» و «أو»
اعلم أنّ «أم»
استفهام ، على معادلة الألف ، بمعنى «أيّ» ،
__________________
أو الانقطاع عنه وليس كذلك «أو» ، لأنّه لا يستفهم بها. وإنّما أصلها أن
تكون لأحد الشيئين.
وإنّما تجيء «أم» بعد «أو». يقول القائل : ضربت زيدا أو عمرا. فتقول مستفهما : أزيدا
ضربت أم عمرا؟ فهذه المعادلة للألف. كأنّك قلت : أيّهما ضربت؟ فجوابه «زيد» إن كان هو المضروب ، أو «عمرو» إن
كان قد وقع [به] الضرب.
ولو قلت :
أزيدا ضربت أو عمرا؟ لكان جوابه «نعم» أو «لا» ، لأنّه في تقدير : أأحدهما ضربت؟ فأمّا
«أم» المنقطعة فنحو قولك : إنّها لإبل أم شاء. كأنّه قال : بل شاء هي.
فمعناها ، إذا كانت منقطعة ، معنى «بل» .
ولذلك لا تجيء
مبتدأة. إنّما تكون على كلام قبلها مبنيّة ، استفهاما أو خبرا. فالخبر مثل قوله ، [جلّ
اسمه] :
(لا رَيْبَ فِيهِ ،
مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ
افْتَراهُ).
فأمّا قوله ،
تعالى :
(وَهذِهِ الْأَنْهارُ
تَجْرِي ، مِنْ تَحْتِي. أَفَلا
__________________
تُبْصِرُونَ
، أَمْ أَنَا خَيْرٌ)؟
فمخرجها مخرج المنقطعة ، ومعناها معنى المعادلة لأنّه بمنزلة : أفلا
تبصرون أم أنتم بصراء؟
وتقول : ما
أبالي أذهبت أم جئت. وإن شئت قلت : أو جئت. وتقول : سواء عليّ أذهبت أم جئت. ولا
يجوز «أو» هنا ، لأنّ «سواء» لا بدّ فيها من شيئين ، لأنّك تقول : سواء عليّ هذان
ولا تقول : سواء عليّ هذا. فأمّا «ما أبالي» فيجوز فيه الوجهان.
وتقول : ما
أدري [أأذّن أو أقام ، إذا لم تعتدّ بأذانه ولا إقامته ، لقرب ما بينهما ، أو لغير
ذلك من الأسباب. فإن قلت : ما أدري أأذّن أم أقام ، حقّقت أحدهما لا محالة ،
وأبهمت أيّهما كان فمعنى الكلام مختلف]. والله أعلم . نجز الكتاب تصحيحا وفهرسه ـ بعون الله ـ يوم الثلاثاء
الرابع والعشرين من رجب سنة ١٤٠٤ ه ، والرابع والعشرين من نيسان سنة ١٩٨٤ ، في
مدينة حلب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
الفهارس
فهرس الآيات
الفاتحة
|
|
|
|
|
رقم
الآية
|
ص
|
١٣٥
|
٦٩ ، ٣٢٣
|
٢٨
|
٢٩٦
|
٥
|
٩١
|
١٣٨
|
٦٩ ، ٣٢٣
|
٤٠
|
٥٠
|
٦
|
٢٠٦
|
١٤٣
|
٢٥٣
|
٦٦
|
٢٦٨
|
٧
|
٣٠١
|
١٥٠
|
١٤٧ ، ٣٠١
|
١١٠
|
١٢٥
|
البقرة
|
١٧٧
|
٦١ ، ٣٠٨
|
١٢٠
|
٢٠٠
|
٢
|
٣٠٣
|
١٨٤
|
٨١
|
١٥٩
|
٣٠٧
|
٦
|
٢٣١
|
١٩٧
|
١٦٥
|
١٧٥
|
٩٣
|
١٦
|
٤٤
|
٢١٤
|
١٦٣
|
١٨٠
|
١٦٨
|
٢٦
|
٩٤
|
٢١٧
|
١٨٦
|
١٨٦
|
٢٥٥ ، ٢٥٧
|
٣٠
|
٢٤٧
|
٢١٩
|
١٦٠
|
النساء
|
٤٠
|
٣١٨
|
٢٣٧
|
٢٠٨ ، ٣١٤
|
٦
|
٨٨
|
٤١
|
٣١٨
|
٢٤٥
|
١٩٩
|
٢٩
|
١٢٤
|
٤٢
|
٦٨ ، ٣٢٢
|
٢٥٣
|
٣٧
|
٨٦
|
١٧٣
|
٥٣
|
٢٤٢
|
٢٥٤
|
٣٠٣
|
٨٨
|
٥٨
|
٥٨
|
١٤٩
|
٢٨٠
|
١٢٣
|
٩٧
|
٧٠
|
٧٤
|
٢٩٣
|
٢٨٥
|
٦٠
|
١٠٩
|
٢٦٨
|
٨٣
|
١٤٠ ، ٢١١
|
٢٨٢
|
١٢٤
|
١٤٣
|
٦٣
|
٨٤
|
١٤٠
|
آل عمران
|
١٤٧
|
٣٠٨
|
٩١
|
٣٨ ، ٨٢
|
١
|
٢٤٤
|
١٤٨
|
٣٠٠
|
٩٢
|
|
٢
|
٢٤٤
|
١٦٢ ٦١
|
|
٩٣
|
١٠٢
|
١٣
|
٢٥٤ ، ٢٧٦
|
١٧١
|
٨١ ، ١٤٩
|
٩٧
|
٣٠٣
|
|
|
١٧٢
|
٢٠٠
|
المائدة
|
٤٣
|
٢٥٩
|
٩٨
|
١٥٥
|
١٦
|
٢٤٦
|
٥٣
|
٤٨
|
١٥٨
|
٣٠٥
|
٤٥
|
١٢٩ ، ١٣٠
|
٥٦
|
٢٧٢
|
هود
|
٦٩
|
١٢٩
|
٥٧
|
٢٥٩
|
٣١
|
٢٧٠
|
٨٢
|
٢٥٥
|
٦٧
|
١٣٧
|
٤٣
|
٣٠٠
|
٩٥
|
٩٣ ، ٣١٢
|
٧٣
|
١٤٢ ، ١٩٢
|
٤٨
|
١٣٧
|
١٠٥
|
٥٤
|
٨٢
|
١٢٧
|
٥٣
|
١٣٧
|
١١٦
|
٢٣١
|
١٠٢
|
٢٥٥
|
٦٢
|
١٣٧
|
١١٧
|
١٦٩
|
١٥٥
|
٩٦
|
٦٤
|
١٤٢ ، ١٩٢
|
الأنعام
|
١٦١
|
١٤٩
|
٧٢
|
٣٨
|
٣
|
٢٦٧
|
١٧٧
|
٧٠
|
٨١
|
١٣٧
|
٥٢
|
٣٨ ، ٤٩
|
١٨٦
|
١٩٣،١٩٢
|
١٠٥
|
٢١٢
|
٧١
|
٢٦٠
|
١٩٤
|
١٥٨
|
١٠٧
|
٣٠٨
|
٩١
|
١٤٢ ، ١٩٢ ، ١٩٨
|
٢١٣
|
٤٨
|
١٠٨
|
٣٠٨
|
٩٦
|
١٠٥
|
الأنفال
|
١١٤
|
٢٧٥
|
٩٩
|
٢٦٣
|
٣٢
|
١٦٧
|
١١٩
|
٢٦٩
|
١٠٠
|
١٠٠
|
٣٣
|
٢٥٣ ، ٣٠٥
|
يوسف
|
١١٢
|
١٠٠
|
التوبة
|
١٨
|
١٧٥
|
١٢٦
|
٣٨
|
٣
|
٢٩ ٢٨٧
|
٢٩
|
٢٨٧
|
١٣٧
|
٧٨
|
٣٠
|
٣١ ٩٣ ، ٩٤ ، ٣٠٥
|
٣١
|
٩٣ ، ٩٤ ، ٣٠٥
|
١٣٩
|
٢٦٩
|
١٣١
|
٣٢ ٢٣٧ ، ٢٥٦
|
٣٢
|
٢٣٧ ، ٢٥٦
|
١٥٤
|
٨٩
|
يونس
|
٧٣
|
٢٨٣
|
الأعراف
|
٣٧
|
٢١٤
|
٨٢
|
١٠٢
|
١٢
|
٣٠١
|
٨١
|
٣٠٧،١٥٨
|
الرعد
|
٣٠
|
١٠٦
|
٨٨
|
٢٥٨،٢٠٦
|
٣١
|
٢٩٠،١٠٣
|
٣٢
|
٨٢
|
٨٩
|
١٩١
|
|
|
الحجر
|
٥
|
١٤٩
|
الحج
|
٤٧ ٧١
|
٧١
|
٢٢
|
١٦٩
|
١٣
|
٢٦٤،٢٥٨
|
٥٣ ٢٩١
|
٢٩١
|
٣٩
|
٤٨
|
٢٥
|
٢٨٨
|
٥٤ ٢٠٩
|
٢٠٩
|
٦٠
|
٤٤
|
٢٩
|
٢٥٠
|
٧٢ ٢٥٦
|
٢٥٦
|
٧٧
|
٣١٠
|
٣٥
|
٢١٧
|
٨٧ ٢٤٢
|
٢٤٢
|
٧٩
|
٤١
|
المومنون
|
النحل
|
٣٨
|
٢٤٥
|
١٨
|
٣٠٥
|
٢٤
|
١٥٩
|
٦٦
|
٢٥٥
|
٢٠
|
٣١٦
|
٣٠
|
١٥٩
|
٧٦
|
٤٦
|
٤٠
|
٣٠٧
|
٣٨
|
٢٩٦
|
٧٨
|
٢٣٣
|
٥٢
|
٣٩
|
٥٢
|
٨٢،٣٨
|
طه
|
النور
|
٥٦
|
١٢٧
|
١
|
١٥٥،٣٠٣
|
١
|
١٨٥
|
٧٩
|
٢٦٣
|
٣
|
٣٠٣،١٥٥
|
٦
|
٢٩٧
|
٩٦
|
١٧٣
|
٦١
|
١٤٦
|
٤٤
|
٢٥٤
|
٩٧
|
١٧٣
|
٦٣
|
١٣٢
|
٦٠
|
٨١
|
١٢٧
|
٢١١
|
٦٩
|
١٦٠،١٥٩
|
الفرقان
|
الإسراء
|
٨٦
|
٢٩١
|
١٠
|
١٩٦
|
٣
|
٧٧
|
٨٩
|
٢٠٨
|
٣١
|
٨٨
|
١٦
|
٢٢٩
|
١٠١
|
٧٠
|
٣٩
|
١٠٦
|
١٠٧
|
٢٥٨
|
١٣٢
|
٢٣٠
|
٤٠
|
١٠٦
|
الكهف
|
الانبياء
|
٤٢
|
٢٦٣
|
مريم
|
٤٧
|
٢٧٧،٢٤١
|
٦٨
|
١٩٦
|
٢
|
٩٣
|
٤٨
|
٢٨٨
|
٦٩
|
١٩٦
|
٤
|
٥٠
|
٥٧
|
٢٨٣
|
الشعراء
|
١٦
|
٩٦،٢٦١
|
٨٨
|
٢٠٩
|
٤١
|
١٦٨
|
٢٥
|
٣٨،١٢٤
|
٩٢
|
٣٩
|
٨٥
|
٢٧٢
|
٢٩
|
٧٠
|
١٠٦
|
٢٥٤
|
|
|
٩٧
|
٢٥٥
|
الاحزاب
|
ص
|
١٤٩
|
٧٩
|
٧
|
١٤٠
|
٣
|
٢٧٩
|
النمل
|
١٠
|
٢٣٦
|
٢٣
|
٤٥
|
٢٥
|
٢١٠
|
٢١
|
٢٧٦
|
الزمر
|
٥٢
|
٢٦٣
|
٤٠
|
٢١٤
|
٨
|
٢٣٥
|
٦٥
|
٢٩٩
|
٦٠
|
٦٣
|
٩
|
٢٣٥
|
٧٠
|
٢١٢
|
٦٧
|
٢٣٦
|
٤٦
|
١١٠
|
٨٦
|
٢٦٣
|
سبأ
|
|
٥٢
|
٢٦٣
|
٨٧
|
٢٤٢
|
٣
|
١١٠
|
٥٦
|
٨٤
|
القصص
|
١٠
|
٨٤،٨٣
|
المؤمن
|
٨
|
٢٥٨
|
٤٨
|
١٢٨
|
١٦
|
٢٦٢
|
٧٦
|
٥٠
|
يس
|
|
٨٥
|
٥٨
|
العنكبوت
|
|
٥
|
١٠٩
|
فصلت
|
٢٤
|
٢٦٣،١٢٧
|
١٠
|
٢٣١
|
١٠
|
٧١
|
٢٩
|
٢٧٥
|
٣٠
|
٥٢
|
٤٥
|
٢٦٠
|
٤٤
|
٢٥٦
|
٥٥
|
٨٠
|
الشوري
|
٦٦
|
٢٥٦
|
٥٨
|
٧٠
|
١٤
|
٢٦٠
|
الروم
|
٨٢
|
١٩٩
|
٣٤
|
١٩٥
|
٣١
|
٥٩
|
الصافات
|
٣٥
|
١٩٥
|
٣٧
|
٢٦٣
|
١٦
|
٢٨٩
|
٥٢
|
١٨٦
|
١
|
٣٢٠
|
١٧
|
٢٨٩
|
٥٣
|
١٨٦
|
٢
|
٣٢٠
|
٥٣
|
٢٤٦
|
الزخرف
|
١٢
|
١٠٢
|
٧٥
|
٢٥٨
|
٥١
|
٣٢٠
|
١٣
|
٢٦٩
|
١٠٣
|
٢٨٨
|
|
|
|
|
١٠٥
|
٢٨٨
|
|
|
|
|
١٤٧
|
٢٩٣
|
|
|
|
|
١٥٣
|
٢٣٣
|
|
|
٥٢
|
٣٢٠
|
٢٤
|
٢٣٩
|
٤٨
|
٢٨٩
|
٧٤
|
٨٠
|
٢٨
|
٤٠
|
٦٩
|
٢٣٤
|
٧٦
|
١٦٧
|
٤١
|
٢١٢
|
٨٣
|
١٥٧
|
٧٧
|
١٣٨
|
٨١
|
١٦٠،١٥٨
|
٨٩
|
٧٢
|
١٥٢
|
٢٩٣
|
الذاريات
|
الحديد
|
الدخان
|
١٥
|
٧٩
|
١١
|
٤٨
|
٤٣
|
٢٧٢
|
١٦
|
٧٩
|
٢٩
|
٢٠٧
|
٥٤
|
٣١٦
|
٥٨
|
١٧٥
|
المجادلة
|
|
الجاثية
|
الطور
|
٢٩
|
٣٠٢
|
٣٢
|
١٢٨
|
١
|
١٨٧،٧٩
|
الحشر
|
١٢
|
١٧١
|
٢
|
١٨٧
|
٥
|
٢٧٠،٢٩٠
|
٢٠
|
٢٤٣
|
٤
|
٧٩
|
١٧
|
١٢٧،١١٥
|
٣٥
|
١٤١،١٧١
|
١٧
|
٧٩
|
الممتحنة
|
محمد
|
١٨
|
٧٩
|
١
|
٢١١
|
٤
|
٥٩
|
النجم
|
٨
|
٢٦٠
|
٣٥
|
٣٢٢،٦٨
|
٣١
|
٢٥٩
|
١٠
|
١٩٤
|
٣٨
|
٢٦٨
|
القمر
|
|
١١
|
١٩٤
|
الفتح
|
٧
|
٧٦
|
١٢
|
١٩٤
|
١
|
٢٥٣
|
١٧
|
٢٨٢
|
المنافقون
|
٢
|
٢٥٣
|
٢٢
|
٢٨٢
|
١
|
٢٥٢
|
١٦
|
١٩٥
|
٣٢
|
٢٨٢
|
٦
|
٢٤٨
|
١٧
|
١٩٥
|
٤٠
|
٢٨٢
|
١٠
|
١٩٤
|
٢٨
|
٨٨
|
٥٠
|
٢٨٣
|
الملك
|
ق
|
|
الواقعة
|
١٤
|
١٦٤
|
٦
|
٤٦
|
٤٧
|
٢٨٩
|
|
|
الحاقة
|
الدهر
|
البروج
|
١٩
|
٢٦٨
|
١
|
١٥٧
|
١
|
١٨٩
|
٢٨
|
٢٦٥
|
٢٤
|
٢٨٩
|
١٢
|
١٨٩
|
٢٩
|
٢٦٥
|
٣١
|
١٠٦
|
١٥
|
١٧٥
|
نوح
|
المرسلات
|
الفجر
|
٤
|
١١٩
|
١١
|
٢٤٢
|
١
|
١٨٧، ١٨٩
|
١٧
|
١١٦
|
٢٩
|
٣٠١
|
٢
|
١٨٧
|
٣٦
|
٥٨
|
٣١
|
٣٠١
|
٤
|
٢١٢
|
٤٤
|
٧٦
|
النبأ
|
٥
|
١٥٧
|
الجن
|
٢٨
|
٢٤٤
|
١٤
|
١٨٩
|
١
|
٢٧٠
|
النازعات
|
البلد
|
٦
|
١٣٥
|
١
|
١٨٨
|
١١
|
٣٠٣
|
١٨
|
٢٠٣
|
٢
|
١٨٨
|
الشمس
|
المزمل
|
٥
|
١٨٨
|
١
|
١٨٩، ١٨٧، ٢٨٧
|
٢٠
|
١٦٨
|
٨
|
١٨٨
|
٩
|
١٨٩
|
المدثر
|
١٠
|
١٨٩
|
١٠
|
١٥٣، ٢٨١
|
٦
|
١٤٢
|
١١
|
١٨٩
|
١٣
|
٥٥
|
١١
|
٥٦
|
١٢
|
١٨٩
|
الليل
|
٤٩
|
٥٨
|
عبس
|
١
|
٢٨٧
|
القيامة
|
٢٣
|
٣١٠
|
٢٠
|
٢٩٩
|
١
|
٣٠٢
|
المطففين
|
الضحى
|
٤
|
٦٩،
٣٢٣
|
٣
|
٢٦٠
|
١
|
١٨٩، ١٨٧
|
١٤
|
٢٦٩
|
|
|
٢
|
١٨٧
|
٣٣
|
٢٨١
|
|
|
٣
|
١٨٩
|
٩
|
٣١٠
|
البينة
|
العصر
|
١٠
|
٣١٠
|
٥
|
٢٧٠
|
١
|
١٨٨
|
التين
|
العاديات
|
٢
|
١٨٨
|
١
|
٢٨٧
|
١
|
١٨٩
|
تبت
|
العلق
|
٦
|
١٦٤
|
٤
|
٦٣
|
١
|
٣١٦
|
٨
|
١٨٩
١٦٤
|
الاخلاص
|
١٥
|
٢٥٦
|
١١
|
٢٥١
|
١
|
٢١٨
|
القدر
|
|
|
٢
|
٢١٨
|
٥
|
١٨٤
|
|
|
|
|
فهرس الأعلام
الأفراد والجماعات والقبائل والأماكن والخيل ..
أأبان ٢٠٨
إبليس ٢٢١
أبيّ ٧٦
أحمد بن عبد
الله ٢٩٨
الأحوص ٥٣
الأخطل ٤٤ ، ٥١
، ٦٢ ، ٩٢ ، ٩٩ ، ١٣٠ ، ١٩٢ ، ٢١٠ ، ٢١٦ ، ٢٣٤ ، ٢٧٦ ، ٢٩٣.
الأخوان ١٧٥
الأخوص الرياحي
١٢٦
أد بن طابخة
٢١٣
أسامة بن
الحارث ١٧٠
ابن أبي إسحاق
١٢٨ ، ٢١٧ ، ٢٤١
الأسد ٨٥
بنو أسد ١٠٣ ،
١٢٣ ، ١٤٧ ، ١٥٤ ، ٢٧٢ ، ٢٩٢
الأسلت ١٢١
الأسود بن يعفر
٣٦ ، ١٨٢ ، ٢٠١
أبو الأسود
الدؤلي ١٢٠
أشهب بن رميلة
٢١٦
الأضبط بن قريع
٣١٧
الأعرج ١٢٨ ،
٢٥٨
الأعشى ٤٥ ، ٥٣
، ٥٧ ، ١٤٣ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٥٥ ، ١٩٢ ، ٢٧٧
الأعلم (أبو
حرب) ٦٧
الأعمش ٦٨ ،
١١٥ ، ١٢٩ ، ١٦٧ ، ١٧٥ ، ١٨٤ ، ٢٥٨ ، ٣٢٢
أعوج ٢٢ ، ٢٠٥
الأغلب ٢١٨
الأقارع ٦٣ ،
٦٤
الأقرع بن حابس
١٩٨
إلياس بن مضر
٢١٣
إمام بن أقرم
٦٤
امرؤ القيس ٥٧
، ٦٠ ، ١٠٧ ، ١١٢ ، ١٦٢ ، ١٧٦ ، ١٨٢ ، ٢١٦ ، ٢٣٤ ، ٢٣٩ ، ٢٨٨
أميمة ٨٤ ، ٢٩٢
أمية بن أبي
الصلت ١٥٢
أمية بن أبي
عائذ ٦٥
أنس بن زنيم ٩٧
أنس بن العباس
١٦٩
أنيسة ١٨٠
أهل الحجاز ٢٩١
أهل المدينة ٨٤
أهل مكة ٢٥٨
أوس بن حارثة
الطائي ٨٣ ، ٢٦٥
أم أوفى ٣١٧
ب
باهلة ٢٦٩
بنو بدر ١٠٤
أبو بردة ١٧٣
بشر بن أبي
خازم ١٥٠ ، ٢٦٥
البصريون ٥٠
بعلبك ٥٦ ، ٥٧
أبو بكر ٦٨ ،
٢٠٩ ، ٣٢٢
بكر بن وائل ٦٥
، ٢٠٦ ، ٢٥٣
بلال بن أبي
بردة ١٥٠ ، ١٧٣
بلحارث ٢٦٩
بيت رأس ١٢١
ت
تأبط شرا ٩٩ ،
٢٨٠ ، ٢٨٢
تبالة ٤٧
بنو تغلب ٦٦
تماضر (مقيدة
الحمار) ٩١
بنو تميم ٦٣ ،
٦٤ ، ٦٦ ، ٩٣ ، ١٢١ ، ١٣٣ ، ١٥٠ ، ١٦١ ، ١٦٨ ، ١٧٣ ، ٢٣٤ ، ٢٩٢
تميم بن مقبل
٢٣٤
تهامة ٣٦
ث
ثبير ١٧٦
الثريا ٤٤
ثعلبة بن سعد
٧٢
ثمود ١٠٦
ثهلان ١٢٧
ج
جابر بن رألان
٩٩
جامع بن عمر
٢٣٢
الجبهة ٨٥
ابن جبير ٧٦ ،
٢٤١
الجحاف بن حكيم
٢٣٤
الجحدري ٧٦ ،
١١٠ ، ٣١٦
جرم ٣٠٩
ابن جرموز ١٣٤
، ١٣٥
ابن جريج ٥٧
جرير ٣٦ ، ٣٨ ،
٤٢ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٥١ ، ٥٥ ، ٧٤ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٩٠ ، ٩٢ ، ٩٩ ، ١٠١ ، ١٠٤ ، ١١٦ ، ١٢١ ، ١٣٠
، ١٥٢ ، ١٨٦ ، ١٩٨ ، ٢٢٤ ، ٢٣٧ ، ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، ٢٨٩
ابن جريم ٢١٥
أبو جعفر ١٦٥ ،
٢١٠ ، ٢٥٨ ، ٢٨٩
جعفر بن محمد
٢٤١
جمانة ٢٨٠
الجمهور ٣٨ ،
٧٨ ، ١٠٥ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٦٠ ، ١٦٣ ، ١٦٩ ، ١٨٤ ، ١٨٥ ، ١٩١ ، ٢٠٨ ، ٢١٤ ، ٢٢٩ ،
٢٤٣ ، ٢٧٦ ، ٢٩٦ ، ٣١٦
جميل بثينة ٢٨٠
الجو ٩٦
ح
حاتم الطائي ٩٥
، ١٦١ ، ١٨٧ ، ٢١٨
الحارث ١٢١
الحارث بن جبلة
٣٠٤
الحارث بن أبي
شمر الغساني ٩١ ، ٩٢
الحارث بن ظالم
٧٢
الحارث بن عمرو
١٨٠
الحارث بن كعب
١٣٢
الحارث بن كلدة
١٥٢
الحارث بن أبي
ورقاء ١٣٧
الحجاج ٦٤ ،
١٧٧
الحجر ١٣٦
ابن حجل ١٧٠ ،
٣٠٩
حذام ١٧٨
حرب ١٢٨
الحرميان ٢٠٠ ،
٢٥٨
حزوى ٥٢
حسان ١٢١
حسان بن ثابت
٨٩ ، ١٢١ ، ١٧٩ ، ٢٢٠ ، ٢٤٣
الحسن ٦٨ ، ١٢٨
، ١٧٥ ، ٢١٠ ، ٢١٧ ، ٢٥٨ ، ٣٢٢
أبو الحسن (علي
بن أبي طالب) ٢٢٣
بنو حصن ١٧٠ ،
٣٠٩
حصين بن الحمام
٢٢٠
حصين بن ضمضم
٢٠٤
حضرموت ٥٦ ،
١٦٢
حضرمي بن عامر
١٥٥
الحطيئة ٢٦٧ ،
٢٧١ ، ١٤٣ ، ١٩٨ ، ٢٢٤
الحكم ١٦٥
حلاحل ٢٣٢ ،
٢٨٧
أم حليس ٢٦٣
حمزة ٦٨ ، ٧٦ ،
١٢٩ ، ٢٠٠ ، ٣٢٢
الحمسي ٦٠
حمص ٥٧
حميد ١٦٠ ، ٢١٠
حميد الأرقط ٩٢
حميد بن ثور
١٦٤
الحنيفية ٢٧٠
حوران ٤٢ ، ٤٣
حومل ٢٣٩
أبو حية
النميري ٧٨
حيدة ٢١٨
أبو حيوة ١٢٨ ،
١٢٩ ، ١٨٥ ، ٢٠٨
الحيرة ١٠٠
خ
خارجة ١٤٧
خالد ٣٦ ، ٥٦
أم خالد ١٧٧ ،
٢١٦
خداش بن زهير
١٢١ ، ١٢٢
الخرات ٨٥
الخرنق ٦١
خفاف بن ندبة
٢١٢
بنو خلف ٣٠٩
الخليل بن أحمد
٣٣ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١٣٤ ، ١٨١
الخورنق ٢١٠
بنو خويلد ٦٧
ابن خياط
العكلي ٦٤
د
بنو دارم ٦٧ ،
٩٦
أبو داود ٦٤
دجلة ١٨٦
الدخول ٢٣٩
الدراج ٣١٧
أم الدرداء ١٨٥
درنى بنت عبعبة
٧٩
ابن دريد ١٦٣
دكين بن رجاء
١١٤
دمشق ٣٨ ، ٥١
دينار ٩٩
ذ
ابن ذكوان ١٩١
بنو ذكوان ١٤٧
بنو ذهل بن
شيبان ١٢٣
أبو ذؤيب ١٨٥ ،
١٩٩ ، ٢٢٢
ر
الراعي ٥٨ ، ٩٦
، ١٦٦ ، ٢٠٧
الربيع بن ضبع
١٠٦ ، ١٢٣
ربيعة بن عامر
٢٧١
أبو رجاء ٦٨ ،
١٨٤ ، ٢٤٤ ، ٢٥٨ ، ٣٢٢
الرس ١٠٦
ذو الرمة ٤٦ ،
٥٢ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٧٠ ، ٧٥ ، ٧٩ ، ١٠١ ، ١٠٧ ، ١٥٠ ، ١٦٦ ، ١٧٣ ، ٢٣١ ، ٢٣٢
رؤبة ٣٩ ، ٤٤ ،
٥٤ ، ٦٦ ، ٧٢ ، ١٣٢ ، ١٣٤ ، ٢١٣ ، ٢١٩ ، ٢٦٣ ، ٣٠٢
الروم ٩١
رويس ١١٠ ، ٣١٦
الريب ٥٢
ز
الزبرقان ٣٠٩
أبو زبيد الطائي
٥١
الزبير بن
العوام ١٣٤ ، ٢٧٧
زرارة بن عدس
٦٧
الزعفراني ٢٠٨
زفر بن الحارث
١٢١
الزهري ٢١٠
زهير بن أبي
سلمى ٩٧ ، ١٣٧ ، ١٨١ ، ٢٠٢ ، ٣٠١ ، ٣١٧
زهيرة بنت أبي
كبير ٢٤٨
بنو زياد ٢٠٤
زياد بن أبيه
١٥٨
زياد الأعجم
٢٧٦ ، ٣٠٩
زيد ١١٥
أبو زيد ٢٠٠ ،
٢٢٩
زيد الأراقم
٢٣٢
زيد بن عدي ١٣٨
زيد بن علي ١٢٨
، ١٦٠ ، ١٦٧ ، ٢١٤
زيد مناة بن
تميم ٦٤
الزينبي ١٧٧
س
ساتيدما ٧٨
ساعدة بن جؤية
٤٢
أم سالم ٢٣٢ ،
٢٨٧
السدير ١٠٠
سعد بن مالك
٢٩٩
بنو سعد بن زيد
مناة ٦٤
ابن سعدى ٨٣
سعيد بن سلم ٥٢
سعيد بن العاص
٢٦٧
سعيد بن قيس
٢٢٣
سلام ١١٠ ، ٣١٦
سلمى ١٣٢ ، ١٣٤
السلمي ٨٤ ،
٢١٠
بنو سليم ١٤٧
سليم بن سلام
١٧٩
سليمى ١٣٤
سنان بن حارثة
٩٧
سنمار ٢١٠
سهل ٣١٦
سهيل ٨٥
سوار بن أوفى
٢٣٨ ، ٢٥٧
سوار بن المضرب
١٥٥
سيبويه ٢٨٨
ش
الشام ٥٧ ، ١٢١
، ١٧٧ ، ٢٩٩
ابن الشجري ٣٧
ابن شريج ٢٤١
شريح القاضي
١٤١
شعبي ٨٨
الشماخ ٢١٥
شمر الغساني ٩٢
شهاب بن العيف
٣٠٤
شهنشاه ٥٧
شيبان ١٢٣
بنو شيبان ١٤٧
شيبة ٢٥٨ ، ٢٨٩
ص
ابن صبيح ٢٠٨
صعب بن علي ٢٠٦
صيدح ١٥٠
ض
ضابىء البرجمي
١٢٩
ضباعة بنت زفر
بن الحارث ١٢١
بنو ضبة ٦٧ ،
٢١٣
الضبي ٢٩٦
الضحاك ٨٣ ، ٩٠
، ٢٧٦
ضرار بن الأزور
٢٩٩
ضرار بن فضالة
١٨٠
ضمرة بن ضمرة
٢٢١
بنو ضوطرى ١٠٢
ط
طابخة بن الياس
٢١٣
طرفة بن العبد
٦٥ ، ١٣١ ، ١٤٠ ، ١٥٣ ، ٢٠٥ ، ٢٣٨ ، ٢٥٢ ، ٢٥٩
الطرماح ١١٩ ،
٢٧٩
طفيل بن يزيد
١٨٣
طلحة ٦٨ ، ١٢٨
، ١٨٤ ، ٣٢٢
ع
عاتكة بنت زيد
١٣٤
عاد ٤٧ ، ١٠٦ ،
٣٠٦
عاصم ٨٤ ، ١٦٥
، ١٧٥ ، ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٢٠٩ ، ٢١٨ ، ٢٣١
بنو عامر ٦٤ ،
٦٧ ، ١٣٨
ابن عامر ١١٠ ،
١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٢٠٩ ، ٢٨٩
عانة ٢٨٦
عباد بن زياد
١٥٨
العباس بن
مرداس ٩٨
ابن عباس ٧٦ ،
١٣٢ ، ٢١٠ ، ٢٤١
عبد الله ١١٥
عبد الله بن
دارم ٩٦
عبد الله
السهمي ٨٨
عبد الله بن
همام ١١١ ، ٢٠١
عبد رب ٩٩
عبد الرحمن بن
حسان ٢٠١
عبد بني عبس
١٠٥
عبدة بن الطبيب
١٢٦
عبد الملك بن
مروان ١٤٥ ، ١٦٥
عبد المليك ٢٧٦
عبد يغوث ٥٢
بنو عبس ١١٥ ،
٢٠٤ ، ٢١٦
العبسي ١٢٩
ابن أبي عبلة
٨٤ ، ١١٥ ، ١٢٨ ، ١٨٥ ، ٢١٤
عبيد ٢٢٣
عبد الله بن
الحر ١٤٣
عبيد الله بن
قيس الرقيات ٥٠ ، ١٧٧ ، ٢٦٨
عثمان بن عفان
٢٤٤
العجاج ٦٥ ، ٧١
، ٨٧ ، ٩١ ، ١٨٢ ، ٢١٣ ، ٢١٤ ، ٢٣٨ ، ٢٧٧ ، ٢٨١ ، ٣٠٢
بنو عجل ٢٠٦
العجير السلولي
١١٩ ، ١٢٢
عدس ١٥٨
عدنان ٧٤
عدي بن زيد ٩٨
، ١٣٨ ، ٢٠٥ ، ٢١٠
عدي الغساني ٩١
العراق ٩٦
العربيان ٢٥٨
عروة بن حذام
٢٧٣
عروة المرادي
١٧٩
عروة بن الورد
العبسي ٦٣ ، ١٦٨
عفراء ٢٧٣
عقيبة الأسدي
٧٤
بنو عقيل ٢١٨
العلاء بن
سيابة ٢٤١
علي ٥٥ ، ٢١٨
علي بن أبي
طالب ٢٢٣ ، ٢٤٤
علي بن بدال
٢٢١
علي بن بكر ٢٠٦
أم عمار ١٠٤
عمر بن أبي
ربيعة ١٥١ ، ١٣٥ ، ٢٧١
عمر بن عبد
العزيز ٨٣ ، ٨٤ ، ١٨٥
عمران بن حطان
٢٤٥
بنو عمرو ١٧٠ ،
٣٠٩ ، ٣٠٣ ، ٣١٦
أم عمرو ٤٢
عمرو بن الأهتم
٦٦
عمرو بن تميم
١٤٧
عمرو بن شأس
١٢٣
عمرو بن عبيد
١٧٥
أبو عمرو بن
العلاء ٧٦ ، ١٢٩ ، ١٦٠ ، ١٨٥ ، ٢٠٠ ، ٢٠٣ ، ٢١٢ ، ٢١٧ ، ٢٣١
عمرو بن امرىء
القيس ١٩٣ ، ٢١٧
عمرو بن قميئة
٧٨ ، ١٠٤
عمرو بن كلثوم
٤٢ ، ١٢٦ ، ٢١٦
عمرو المجاشعي
١٣٤
عمرو بن معد
يكرب ١٢٥ ، ١٥٥ ، ١٨٠
عمرو بن ملقط
٢٦٥
عمرو بن هند
١٥٣
عمرو بن يثربي
٦٧
عمير بن عامر
٧٤
عنترة ١٠٣ ،
١٢٣
عنز بن دجاجة
١٤٧
عوف بن الأحوص
١٧٩
عوف الأعرابي
٢٤٤
عون بن مخراق
٩٩
عيسى ٦٨ ، ١٢٨
، ١٢٩ ، ٢١٧ ، ٢٤٤ ، ٢٥٨ ، ٣٢٢
عيسى بن عمر
الثقفي ١٦٩ ، ١٨٥ ، ٢١٤
عيسى بن عمر
الهمداني ١٨٥
غ
غانم ١٥١
أم غانم ١٥١
غزوان ١٧٦
أم غيلان ٤٤
ف
فاختة بنت عدي
٩١
بنو فالج بن
مازن ١٤٧
الفراء ١٥٦
الفرات ١٠٠ ،
١٠١ ، ٢٨٦
الفرزدق ٦٧ ،
٦٩ ، ٩٢ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ١٠٥ ، ١٢١ ، ١٢٢ ، ١٢٥ ، ١٣٠ ، ١٣٨ ، ١٤٥ ، ١٦٥ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ،
١٩٨ ، ٢٢١ ، ٢٢٤ ، ٢٧٦ ، ٣٢٣
الفرقدان ١٥٥ ،
٢١٣ ، ٣٠٠
فزارة ٧٢ ، ١٠٤
الفضل بن عبد
الرحمن ٩٢
فلج ٢١٦
ق
أبو قاسم ٣١١
القالي ٩٠
أبو قبيس (النعمان)
١٩٥
ابنا قبيصة ١٤٧
قتادة ٢٥٨
قرقرى ٦٥
بنو قريع ٦٣
قصي بن كلاب
٢٢٢
القطامي ٩٧ ،
١٢١
قعنب ١١٠
قيار ١٢٩
قيس بن ثعلبة
٢١٨
قيس بن الخطيم
٢١٧
قيس بن ذريح
١٦٨
قيس بن زهير
٢٠٤
قيس بن عاصم
المنقري ١٢٦
قيس بن عيلان
٦٢ ، ٩٨
أبو قيس بن
الأسلت ١٢١ ، ١٢٢
ك
أبو كبير
الهذلي ٢٤٨
الكند ٨٥
كثير عزة ٥٣ ،
٧٥ ، ١٨٦
ابن كثير ٢١٢ ،
٣٠٣ ، ٣١٦
ابن أبي كثير
٦٤
الكسائي ٧٦ ،
١١٦ ، ٢١٠ ، ٢١٨
كسرى ٥٧
كعب بن جعيل ٤٦
، ٧٤
كعب بن زهير ٥٩
، ١٤٤
كعب بن سعد ٢٥٢
كعب بن مالك
٢٩٨
كعب بن مامة ٨٣
كلاب ٢٧١
بنو كليب ١٨٦ ،
٢١٦ ، ٢٥٣
الكميت ١٥١ ،
٢٩٨
الكوفيون ٤٩ ،
٢٠٠ ، ٢٥٨
ل
لبيد ٤٣ ، ٦٧ ،
٧٤ ، ١٢٤ ، ١٦٠ ، ٢٢٣ ، ٢٤٣
لجيم بن صعب
١٧٨ ، ٢٠٦
لقيط ٢١٨
بنو لؤي ١٥١
ليلى ١٦٩
ليلى الأخيلية
١١١ ، ٢٣٨
م
بنو مازن ٥٢ ،
١٤٧
مالك بن خريم
الهمداني ٢١٥
مالك بن الريب
المازني ٥٢
مالك بن زغبة
٢٦٩
بنو مالك ١٩٣
المتثلم ٣١٧
المتلمس ٩٦ ،
١٣١
متمم بن نويرة
٢٩٢
المتوكل
الكناني ٦٨ ، ٣٢٢
مجاشع بن دارم
١٨٦
مجاهد ٧٦ ، ١٦٠
، ١٨٥ ، ٢٤١ ، ٢٥٨
المجوس ١٨٢
محبوب ١٨٥
محلم ٢٢٢
محمد بن عبد
الله صلّى الله عليه وسلّم ٨٩
ابن محيصن ١٨٤
المخبل السعدي
٣٠٩
مخراق ٩٩
المدينة ١٢٩ ،
٢٧٧
المرار الأسدي
٩١
مرة بن كلثوم
٢١٦
مرو ٢٧٦
مروان بن الحكم
١٣٨ ، ١٦٥
ابن مروان
النحوي ١٨٤
بنت مروة ٢٠٩
مزاحم العقيلي
١٤٨
مزرد ٢٣٢
مسعر بن كدام
٩٢
مسكين الدارمي
٥٥
مسلم بن عقيل
١٧٩
مسود ١٥٤
مضر ١٦١
ذو المطارة ٣٠٧
مطر ٥٣
آل مطرق ١١١
معاوية ٧٤
معد ٤٦ ، ٧٤
معد يكرب ٥٦ ،
١٦٢
معروف الدبيري
١٩٣
المعطل الهذلي
٥٥
معن بن أوس ٢٩١
المفضل ١٢٩ ،
١٧٥ ، ٢٠٠
مقاس العائذي
١٢٣
مكة ٧٢ ، ٢١٣ ،
٢٢٢
أبو مكعت (الحارث
بن عمرو) ١٨٠
منذر بن درهم
١٥٢
أبو منذر ١٥٣
منظور بن سيار
١٠٤ ، ١٠٥
بنو منقر ٦٦
مهلهل ٦٥ ، ٢٥٣
موسى عليه
السّلام ٢٨٩
أبو موسى
الأشعري ١٠٦
ابن ميادة ٣٧
مية ٤٧ ، ٧٦
ن
النابغة الجعدي
٥١ ، ٢٧٠
النابغة
الذبياني ٤٠ ، ٦٣ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٥ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ١٠٤ ، ١٣٨ ، ١٩٥ ٢٠٤ ، ٢٢١ ، ٢٧٣ ،
٢٩٠ ، ٣٠٧
ناشرة ١٤٧
نافع ١١٠ ، ١٦٣
، ١٩٢ ، ٢١٢ ، ٢٨٩
ناهض بن ثومة
٢١٥
النجاشي ٢١٤
نجد ٣٦
نجران ٦٠ ، ٦٤
أبو النجم
العجلي ٢١٩ ، ٢٧٢ ، ٣٠٢ ، ٣١٨
النحويون ٢١٢
ابنا نزار ٢٠٧
نصر ٥٤
نعم ٨٧
النعمان ١٣٣
النعمان بن
امرىء القيس ٢١٠
النعمان بن
المنذر ٢٢١
النمر بن تولب
٣٦
نمير ٦٠ ، ٦٤
نهشل بن دارم
١٨٦
النواح الكلبي
٢٧١
أبو نوفل ٨٤
هـ
هانىء بن عروة
المرادي ١٧٩
هجر ٥١
هدبة بن خشرم
١١٢ ، ١٥١
ابن هرمز ٨٤
هريرة ٥٣
هشام ٧٦
هشام أخو ذو
الرمة ١٢٠
ابن هشام ١٣١
بنو هلال ٢٠٥
بنو همدان ٢٦٧
هند ١٠١ ، ٢٣٩
الهند ٤٣ ، ٩٠
هني بن أحمر ٨٧
، ١٦٦
هوبر الحارثي
١٣٣
هود ٣٠٦
و
واسط ٢٩٣
ابن واقف ١٣٥ ،
٢٧٠
وائل ٤٤
ابن وثاب ١٧٥ ،
١٨٤
أبو وجزة ٢٨٠
أم الوليد ٢٧٦
ي
ذو يزن الحميري
٢٧٣
يزيد بن مفرغ
١٥٨
يشكر ٦٥
اليشكري ١٨٢
يعقوب ٨٤ ، ٣٠٣
ابنا يوسف ٢٢٤
يونس النحوي ٦٠
فهرس القوافي
وماء
|
حسان بن ثابت
|
١٢١
|
الشتاء
|
الربيع بن ضبع
|
١٢٣
|
هباء
|
|
١٤٥
|
شعواء
|
عبد الله بن قيس الرقيات
|
١٧٧
|
الشفاء
|
|
٢١٣
|
سواء
|
|
٢٢٣
|
|
ب
|
|
الضباب
|
رؤبة
|
٦٦
|
الرقابا
|
الحارث بن ظالم
|
٧٢
|
كلبا
|
رؤبة
|
٧٢
|
اجتلابا
|
جرير
|
١١٦
|
اغترابا
|
جرير
|
٨٨
|
أصابا
|
جرير
|
٢٣٧
|
الشبابا
|
|
٢٣٧
|
ثعلبه
|
الأغلب
|
٢١٨
|
شهريه
|
رؤبة
|
٢٦٣
|
الثعلب
|
ساعدة بن جؤية
|
٤٢
|
تحطب
|
|
٥٣
|
أعجب
|
هني بن أحمر
|
٨٧
|
جالب
|
الفضل بن عبد الرحمن
|
٩٣
|
يغيب
|
|
١٠٢
|
وتحلب
|
رجل من بني أسد
|
١٠٣
|
جانب
|
العجير السلوني
|
١٢٢
|
أشهب
|
مقاس العائذي
|
١٢٣
|
أغضب
|
شريح القاضي
|
١٤١
|
لغريب
|
حنابىء البرجمي
|
١٢٩
|
رغب
|
مزاحم العقيلي
|
١٤٨
|
العتاب
|
الحارث بن كلدة
|
١٥٢
|
ولا أب
|
هني بن أحمر
|
١٦٦
|
فأجيب
|
|
٢٠٧
|
نجيب
|
الحطيئة
|
٢٦٧
|
مشعب
|
الكميت
|
٢٩٨
|
غرابها
|
الأخوص الرياحي
|
١٢٦
|
جنوبها
|
|
٢٩١
|
والحرب
|
الأخطل
|
٦٢
|
الكواكب
|
النابغة
|
٨٤
|
عنّاب
|
|
١٠١
|
بكاتب
|
|
١٥٠
|
الراهب
|
|
١٧٥
|
راكب
|
|
١٧٦
|
العقراب
|
|
٢٤٤
|
ولا نحيبي
|
|
٢٦١
|
|
ت
|
|
وبعدمت
|
أبو النجم
|
٢٧٢
|
ربيت
|
قصي بن كلاب
|
٢٢٢
|
بتّي
|
رؤبة
|
٣٩
|
لعلّات
|
|
٨٨
|
وأغدّت
|
عنز بن دجاجة
|
١٤٧
|
فشلت
|
كثير عزة
|
١٨٧
|
العبرات
|
|
٢٥٤
|
هرّت
|
|
٢٧٣
|
ج
|
تأجّجا
|
عبيد الله بن الحر
|
١٤٣، ١٩٧
|
من السّاج
|
|
٤٣
|
الفراريج
|
ذو الرمة
|
٧٩
|
محلوج
|
|
١٧٦
|
ح
|
صراحا
|
أبو حرب الأعلم
|
٦٧
|
نابح
|
|
١٥٦
|
والمراح
|
سعد بن مالك
|
٢٩٩
|
بمستباح
|
جرير
|
٣٦
|
راح
|
جرير
|
٤٦ ، ٢٤٧
|
سلاح
|
مسكين الدارمي
|
٥٦
|
الواضح
|
زياد الأعجم
|
٢٧٦
|
د
|
أحد
|
|
٢١٧
|
مرفدا
|
كعب بن جعيل
|
٤٦
|
الحديدا
|
عقيبة الأسدي
|
٧٤
|
أوغدا
|
كعب بن جعيل
|
٧٤
|
الجوادا
|
جرير
|
٨٣
|
ويشهدا
|
الأعشى
|
١٤٧
|
العبادا
|
|
١٧٠، ٣٠٩
|
زيدا
|
|
١٧٧
|
ومزيدا
|
|
١٧٧
|
تضهدا
|
|
٢٢٢
|
قردا
|
جامع بن عمرو
|
٢٣٢
|
تعود
|
|
٣٦
|
البلد
|
|
٦٦
|
أو يعيد
|
أبو حية
|
٧٨
|
مهنّد
|
جرير
|
٩٠
|
بادوا
|
عدي بن زيد
|
٩٨
|
الثريد
|
|
١٠٧
|
الرواعد
|
|
١٩٦
|
تصريد
|
الأخطل
|
٢١١
|
عبيد
|
|
٢٢٣
|
مقتلد
|
|
٣٠٦
|
يقودها
|
|
١٢٧
|
عاد
|
|
٤٧
|
بلاد
|
|
٥٢
|
معبد
|
الفرزدق
|
٦٧
|
مفتأد
|
النابغة الذبياني
|
٧٥
|
تشهد
|
|
٧٦
|
المسجد
|
جرير
|
٩٢
|
فقد
|
النابغة الذبياني
|
٩٤ ، ٢٩٠
|
في غد
|
الطرماح
|
١١٩
|
بمعرّد
|
عاتكة بنت زيد
|
١٣٥
|
مخلدي
|
طرفة
|
١٤١
|
موقد
|
الحطيئة
|
١٤٣، ١٩٨
|
البيد
|
الأعشى
|
١٤٨
|
بداد
|
حسان بن ثابت
|
١٧٩
|
زياد
|
قيس بن زهير
|
٢٠٤
|
البلد
|
الراعي
|
٢٠٧
|
الإثمد
|
خفاف بن ندبة
|
٢١٢
|
وداد
|
الاعشى
|
٢١٢
|
خالد
|
أشهب بن رميلة
|
٢١٦
|
المتعمد
|
|
٢٥٥
|
متعبد
|
النابغة الذبياني
|
٢٧٣
|
ر
|
نسر
|
النمر بن تولب
|
٣٧
|
الشجر
|
|
١١٦
|
إبر
|
عدي بن زيد
|
٢٠٥
|
شقر
|
طرفة بن العبد
|
٢٠٥
|
النمر
|
امرؤ القيس
|
٢١٦
|
تنتظر
|
امرؤ القيس
|
٢٣٤
|
كسر
|
العجاج
|
٢٨١
|
شعر
|
العجاج
|
٣٠١
|
صبرا
|
ابن ميادة
|
٣٧
|
سطرا
|
رؤبة
|
٥٤
|
أنكرا
|
امرؤ القيس
|
٥٧
|
والقمرا
|
جرير
|
٧٥
|
ياعمرا
|
جرير
|
٨٤
|
بارا
|
عدي بن زيد
|
٩٨
|
نفرا
|
الربيع بن ضبع
|
١٠٦
|
فنعذرا
|
امرؤ القيس
|
١١٢
|
أصفرا
|
|
١١٢
|
ومزورا
|
جرير
|
١١٦
|
والمختارا
|
|
١٣١
|
نزورا
|
عدي بن زيد
|
١٣٨
|
وتأزّرا
|
الفرزدق
|
١٦٥
|
أقدرا
|
عروة بن الورد
|
١٦٨
|
استعارا
|
امرؤ القيس
|
١٨٢
|
برّا
|
|
٢١٧
|
تقهرا
|
|
٢٢٢
|
وتجأرا
|
النابغة الجعدي
|
٢٧٠
|
تسخرا
|
العجاج
|
٣٠٢
|
لبصير
|
|
٤١
|
هجر
|
جرير
|
٥١
|
المشمّر
|
أبو زبيد الطائي
|
٥١
|
المسهّر
|
أبو زبيد الطائي
|
٥١
|
حاذر
|
|
٥٦
|
ذكر
|
الأخطل
|
٦٢
|
يجور
|
طرفة بن العبد
|
٦٥
|
الجآذر
|
ذو الرمة
|
٧٥
|
شهور
|
|
٧٦
|
يتمرمر
|
ذو الرمة
|
١٠١
|
متساكر
|
الفرزدق
|
١٢١
|
حمار
|
خداش بن زهير
|
١٢١
|
شهر
|
زهير بن أبي سلمى
|
١٣٦
|
المعار
|
بشر بن أبي خازم
|
١٥٠
|
مضر
|
|
١٦١
|
يتأخّر
|
حاتم الطائي
|
١٦١
|
أقدر
|
قيس بن ذريح
|
١٦٩
|
منكر
|
|
١٦٩
|
الشعر
|
الفرزدق
|
١٩٩
|
تفكير
|
عدي بن زيد
|
٢١٠
|
زمير
|
الشماخ
|
٢١٥
|
الفرار
|
مهلهل
|
٢٥٣
|
ومعصر
|
عمر بن أبي ربيعة
|
٢٧١
|
أشكر
|
|
٢٨٧
|
وزر
|
كعب بن مالك
|
٢٩٨
|
والفخر
|
المخبل السعدي
|
٣٠٩
|
الجزر
|
خرنق
|
٦١
|
غارها
|
زهير بن أبي سلمى
|
٩٧
|
يضيرها
|
أبو ذؤيب الهذلي
|
١٩٩
|
وزور
|
عروة بن الورد
|
٦٣
|
كثير
|
إمام بن أقرم
|
٦٤
|
الزاري
|
النابغة الذبياني
|
٨٧
|
الحمار
|
فاختة بنت عدي
|
٩١
|
عمار
|
النابغة الذبياني
|
١٠٤
|
سيّار
|
جرير
|
١٠٤
|
للدهر
|
هدبة بن خشرم
|
١١٢
|
فقر
|
|
١٤٠
|
مسور
|
رجل من بني أسد
|
١٥٤
|
بوار
|
أبو مكعت الحارث بن عمرو
|
١٨٠
|
بمقدار
|
الأخطل
|
١٩٢
|
المشافر
|
الفرزدق
|
٢١٣
|
دفتر
|
|
٢٦٦
|
العشر
|
النواح الكلبي
|
٢٧١
|
س
|
ملسا
|
|
٦٠
|
كوانسا
|
العجاج
|
٦٥
|
أمسا
|
العجاج
|
١٨٢
|
ما يتلمس
|
|
٨٦
|
السوس
|
المتلمس
|
٩٦
|
تمرّس
|
المتلمس
|
١٣١
|
تقلس
|
أبو الجراح
|
١٣٦
|
المداعس
|
ابن دريد
|
١٦٣
|
عدس
|
العجاج
|
٧٢
|
ييأس
|
الفرزدق
|
١٣٨
|
الفرس
|
طرفة بن العبد
|
٢٣٩
|
ش
|
قوارش
|
ناهض بن ثومة
|
٢١٥
|
ص
|
خلوصي
|
|
٢٠٦
|
ض
|
بعض
|
طرفة بن العبد
|
١٥٣
|
نقضي
|
العجاج
|
٢٧٧
|
المواضي
|
الطرماح
|
٢٨٠
|
ط
|
الضابط
|
أسامة بن الحارث
|
١٧٠
|
قطاط
|
عمرو بن معديكرب
|
١٨٠
|
فلا تحيطي
|
|
٢٦١
|
ع
|
القزع
|
|
١٠٨
|
المقنّعا
|
جرير
|
١٠٢
|
الوداعا
|
القطامي
|
١٢١
|
معا
|
عدي بن زيد
|
٩٨
|
أشنعا
|
عنترة
|
١٢٣
|
أوقعا
|
|
١٥٦
|
مقنعا
|
ابن جريم
|
٢١٥
|
رواجعا
|
العجاج
|
٢١٥
|
ينفعا
|
النجاشي
|
٢٣٨
|
تسعسعا
|
رؤبة
|
٢٣٩
|
فييجعا
|
متمم بن نويرة
|
٢٩٢
|
وضعه
|
انس بن زنيم
|
٩٧
|
الأربعه
|
لبيد
|
٦٧
|
رفعه
|
الأضبط بن قريع
|
٣١٥
|
سابع
|
النابغة الذبياني
|
٤٠
|
الأقارع
|
النابغة الذبياني
|
٦٣
|
الزعازع
|
الفرزدق
|
٩٥
|
أجمع
|
|
١٠٠
|
أصنع
|
العجير السلولي
|
١١٩
|
الفوارع
|
الفرزدق
|
١٣٠
|
صانع
|
حميد بن ثور
|
١٦٤
|
أسفع
|
أبو ذؤيب
|
١٨٥
|
مجاشع
|
الفرزدق
|
١٨٦
|
تصرع
|
جرير
|
١٩٨
|
فودّعوا
|
أبو ذؤيب
|
٢٢٣
|
الخشع
|
جرير
|
٢٧٧
|
راعي
|
رجل من قيس عيلان
|
٩٨
|
الراقع
|
أنس بن العباس
|
١٦٥
|
وقاع
|
عوف بن الأحوص
|
١٧٩
|
شجاع
|
|
١٨٠
|
سماء
|
|
١٨٣
|
تدع
|
أبو عمرو بن العلاء
|
٢٠٣
|
ف
|
مزعف
|
الفرزدق
|
١٢٢
|
المتعسف
|
الفرزدق
|
١٤٥
|
عارف
|
منذر بن درهم
|
١٥٢
|
قارف
|
|
١٦١
|
فاعترفوا
|
عمرو بن امرىء القيس
|
١٩٣
|
نطف
|
عمرو بن امرىء القيس
|
٢١٧
|
واقف
|
عمر بن أبي ربيعة
|
١٣٥ ، ٢٧٠
|
ق
|
وهقا
|
|
٥١
|
الأبلق
|
|
٣٧
|
يترقرق
|
ذو الرمة
|
٥٢
|
وزنبق
|
الأعشى
|
٥٧
|
طليق
|
يزيد بن مفرغ
|
١٥٨
|
العتيق
|
مالك بن زغبة
|
٢٦٩
|
السويق
|
زياد الأعجم
|
٣٠٩
|
الطريق
|
|
٨٣
|
ملقي
|
العجاج
|
٩١
|
لصديق
|
مسعر بن كذام
|
٩٢
|
مخراق
|
جابر بن رألان
|
٩٩
|
مدقوق
|
|
١٣٩
|
الراتق
|
أنس بن العباس
|
١٦٥
|
للتلاقي
|
عبد الله بن همام
|
٢٠١
|
الوثاق
|
|
٢٩٢
|
إيّاكا
|
حميد الأرقط
|
٩٢
|
أو تاركا
|
عبد الله بن همام
|
١١١
|
الضحاكا
|
|
٢٧٦
|
ولا ملك
|
زهير بن ابي سلمى
|
١٣٧
|
أوراكها
|
طفيل بن يزيد
|
١٨٣
|
ل
|
الحمل
|
الأخطل
|
٤٤
|
الجمل
|
عمرو بن يثربي
|
٦٧
|
الجبل
|
|
٨٥
|
عجل
|
|
٢٠٥
|
عجل
|
|
٢٠٦
|
أسل
|
عروة بن حرم
|
٢٧٣
|
قذالا
|
ذو الرمة
|
٤٧
|
اختبالا
|
ذو الرمة
|
٥٤
|
رحيلا
|
الراعي
|
٥٨
|
اعجلالا
|
|
٦٠
|
خالا
|
ذو الرمة
|
٧٠
|
مبذولا
|
|
٨١
|
كلكلا
|
المرار الأسدي
|
٩١
|
مميلا
|
الراعي
|
٩٦
|
كليلا
|
العباس بن مرداس
|
٩٨
|
أبطالا
|
الفرزدق
|
١٣٠
|
بلالا
|
ذو الرمة
|
١٥٠
|
ميالا
|
ذو الرمة
|
١٧٣
|
أجدلا
|
القطامي
|
١٨١
|
الأغلالا
|
الأخطل
|
٢١٦
|
خيالا
|
الأخطل
|
٢٣٤ ، ٢٩٣
|
ليفعلا
|
ليلى الأخيلية
|
٢٣٨ ، ٢٥٧
|
جبله
|
شهاب بن العيف
|
٣٠٤
|
يارجل
|
الأعشى
|
٥٣
|
يارجل
|
كثير عزة
|
٥٣
|
لمقتول
|
كعب بن زهير
|
٥٩
|
العواذل
|
لبيد
|
٧٤
|
خلل
|
كثير عزة
|
٧٦
|
يزيل
|
أبو حية
|
٧٨
|
يقيل
|
أبو حية
|
٧٨
|
جندل
|
|
٨٦
|
العمل
|
|
٩٥
|
أجتمل
|
القطامي
|
٩٧
|
الرحائل
|
|
١٠٠
|
أفعل
|
العجير السلولي
|
١١٩
|
مبذول
|
أخو ذي الرمة
|
١٢٠
|
وكلكل
|
كعب بن زهير
|
١٤٤
|
باطل
|
لبيد
|
١٦٠
|
الربل
|
ذو الرمه
|
١٦٦
|
ولا جمل
|
الراعي
|
١٦٦
|
أشكل
|
جرير
|
١٨٦
|
نزل
|
الأعشى
|
١٩٣
|
عاجل
|
|
٢١٥
|
ذليل
|
كعب بن أسد
|
٢٥٢
|
الفصل
|
|
٢٨٧
|
أوّل
|
معن بن أوس
|
٢٩١
|
عمله
|
|
٣٠٠
|
حليلها
|
|
٩٩
|
بالباطل
|
الأسود بن يعفر
|
٦٠
|
الرواحل
|
امرؤ القيس
|
١٠٨
|
السعالي
|
أمية بن أبي عائذ
|
٦٥
|
الطحال
|
|
٩٥
|
وأوصالي
|
امرؤ القيس
|
١٠٨
|
جهول
|
عمرو بن معديكرب
|
١٢٥
|
الواصل
|
|
١٣٤
|
تقتل
|
|
١٣٩
|
مرمّل
|
امرؤ القيس
|
١٧٦
|
عقيل
|
سليم بن سلام
|
١٧٩
|
يفعل
|
الأسود بن يعفر
|
٢٠١
|
فضل
|
النجاشي
|
٢١٤
|
الوصال
|
|
٢١٦
|
مقبل
|
|
٢٣٤
|
فحومل
|
امرؤ القيس
|
٢٣٩
|
جعال
|
|
٢٤٣
|
عيالي
|
الحطيئة
|
٢٧١
|
مثال
|
جرير
|
٢٧٦
|
عقنقل
|
امرؤ القيس
|
٢٨٩
|
عاقل
|
النابغة الذبياني
|
٣٠٧
|
م
|
البرما
|
النابغة الذبياني
|
٧٢
|
بأباهما
|
درنى بنت عبعبة
|
٧٩
|
تكرّما
|
حاتم الطائي
|
٩٥
|
الشجعما
|
عبد بني عبس
|
١٠٥
|
كلّما
|
|
١١١
|
تهدّما
|
عبدة بن الطبيب
|
١٢٦
|
غانما
|
هدبة بن خشرم
|
١٥١
|
الدما
|
حصين بن الحمام
|
٢٢٠
|
دما
|
حسان بن ثابت
|
٢٢٠
|
وأنعما
|
ضمرة بن ضمرة
|
٢٢١
|
تهضما
|
|
٢٢٢
|
يعلما
|
العجاج
|
٢٣٨
|
ليعصما
|
طرفة
|
٢٥٩
|
معظما
|
|
٢٦٧
|
والقلما
|
|
٢٩٩
|
فيعصما
|
طرفة
|
٣١٣
|
لامها
|
عمرو بن قميئة
|
٧٨
|
أعمامها
|
عمرو بن قميئة
|
١٠٤
|
الرجم
|
النابغة الجعدي
|
٥١
|
السّلام
|
الأحوص
|
٥٣
|
عظيم
|
المتوكل الكناني
|
٦٨
|
سنام
|
النابغة الذبياني
|
٧٣
|
سائم
|
الأعشى
|
١٤٣
|
حرم
|
زهير
|
٢٠٢
|
لائم
|
الجحاف بن حكيم
|
٢٣٤
|
علقم
|
رجل من همدان
|
٢٦٧
|
أنعموا
|
أبو وجزة
|
٢٨٠
|
المصمم
|
ضرار بن الأزور
|
٢٩٩
|
غنموا
|
زهير بن أبي سلمى
|
٣٠١
|
نائم
|
|
٣٠٥
|
مهدوم
|
|
٣٠٦
|
عظيم
|
المتوكل الكناني
|
٣٢٢
|
أمامها
|
لبيد
|
٤٣
|
صميمها
|
الفرزدق
|
٩٦
|
أقدامها
|
لبيد
|
١٢٤
|
بنائم
|
جرير
|
٤٤
|
همي
|
رؤية
|
٤٤
|
بسلم
|
الاعشي
|
٤٥
|
الاعمام
|
مهلهل
|
٦٥
|
مقام
|
الفرزدق
|
٦٩، ٣٢٣
|
تكلم
|
عنترة
|
١٠٤
|
الكلام
|
رجل من عبس
|
١١٩
|
كرام
|
الفرزدق
|
١٢٥
|
صميم
|
هوبر الحارثي
|
١٣٣
|
عام
|
النابغة
الذبياتي
|
١٧٣
|
تميم
|
|
١٧٣
|
حذام
|
لجيم بن صعب
|
١٧٨
|
عمي
|
زهير بن أبي
سلمى
|
١٨١
|
صمام
|
الاسود بن
يعفر
|
١٨٢
|
حاتم
|
الفرزدق
|
١٨٧
|
ضمضم
|
زهير بن أبي
سلمي
|
٢٠٤
|
المحرم
|
العجاج
|
٢١٣
|
رجام
|
الفرزدق
|
٢٢١
|
سالم
|
ذوالرمة
|
٢٣٢
|
الاراقم
|
مزرد
|
٢٣٢
|
الدم
|
الاعشي
|
٢٢٧
|
ن
|
يمن
|
رؤية
|
١٣٤
|
قطينا
|
جرير
|
٣٨
|
حورانا
|
جرير
|
٤٢
|
عينا
|
جرير
|
٥٥
|
إيّانا
|
حسان بن ثابت
|
٨٩
|
أبينا
|
عمرو بن كلثوم
|
١٢٧
|
ديوانا
|
رؤبة
|
١٣٢
|
متناومينا
|
الكميت
|
١٥١
|
كلانا
|
معروف الدبيري
|
١٩٣
|
عثمانا
|
حسان بن ثابت
|
٢٤٤
|
وطغيانا
|
عمران بن حطان
|
٢٤٦
|
تلانا
|
جميل بثينة
|
٢٨٠
|
معدنا
|
|
٣١١
|
ألومهنّه
|
ابن قيس الرقيات
|
١٣٣
|
ستماين
|
المعطل الهذلي
|
٥٥
|
جنون
|
أبو قيس بن الأسلت
|
١٢١
|
بنين
|
سعيد بن قيس
|
٢٢٣
|
فيطغوني
|
عبد الله السهمي
|
٨٨
|
الفرقدان
|
الأعشى
|
١٥٥ ، ٣٠٠
|
بأرسان
|
امرؤ القيس
|
١٦٢
|
هوان
|
النابغة الذبياني
|
١٩٥
|
تمنّيني
|
|
٢٠٧
|
اليقين
|
علي بن بدال
|
٢٢١
|
يبكيني
|
جرير
|
٢٢٤
|
البنين
|
الحطيئة
|
٢٢٤
|
بثماني
|
عمر بن أبي ربيعة
|
٢٣٥
|
ولا تحبني
|
|
٢٦١
|
بلبانها
|
أبو الأسود الدؤلي
|
١٢٠
|
هـ
|
غاويها
|
ابن خياط العكلي
|
٦٤
|
ناديها
|
عمرو بن الأهتم
|
٦٦
|
ألقاها
|
ابن مروان النحوي
|
١٨٥
|
أباها
|
أبو النجم
|
٢١٩
|
ا
|
السّرى
|
|
١٥٢
|
ي
|
تلاقيا
|
عبد يغوث
|
٥٢
|
ليا
|
لبيد بن ربيعة
|
٢٦٩
|
سرباليه
|
بشر بن أبي خازم
|
٢٦٥
|
مروتيه
|
ابن قيس الرقيات
|
٢٦٨
|
قنسريّ
|
العجاج
|
٨٧
|
فهرس المحتوى
المقدمة.......................................................................... ٥
تاريخ حياة الكتاب.............................................................. ٨
النسخ المخطوطة............................................................... ١٤
منهج التحقيق................................................................. ١٩
خطبة الكتاب.................................................................. ٣٣
وجوه النصب.................................................................. ٣٥
النصب من مفعول............................................................. ٣٦
النصب من مصدر............................................................. ٣٧
النصب من قطع............................................................... ٣٨
النصب من الحال.............................................................. ٤٠
النصب من الظرف............................................................. ٤٢
النصب بـ «إنّ»
وأخواتها........................................................ ٤٥
النصب بخبر «كان»
وأخواتها.................................................... ٤٥
النصب من التفسير............................................................. ٤٥
النصب من التمييز............................................................. ٤٦
النصب بالاستثناء.............................................................. ٤٧
النصب بالنفي................................................................. ٤٧
النصب بـ «حتّى»
وأخواتها....................................................... ٤٨
النصب بالجواب بالفاء.......................................................... ٤٨
النصب بالتعجب.............................................................. ٤٩
النصب الذي فاعله
مفعول ومفعوله فاعل.......................................... ٥٠
النصب من نداء النكرة
الموصوفة.................................................. ٥٢
النصب من الإغراء............................................................. ٥٤
النصب من التحذير............................................................ ٥٥
النصب من اسم بمنزلة
اسمين..................................................... ٥٦
النصب بخبر «ما بال»
وأخواتها................................................... ٥٧
النصب من مصدر في موضع
فعل................................................ ٥٨
النصب بالأمر................................................................. ٥٩
النصب بالمدح................................................................. ٦١
النصب بالذم.................................................................. ٦٣
النصب بالترحم................................................................ ٦٤
النصب بالاختصاص........................................................... ٦٦
النصب بالصرف............................................................... ٦٨
النصب بـ «ساء ونعم
وبئس» وأخواتها............................................ ٧٠
النصب من خلاف المضاف..................................................... ٧١
ما كان من النصب على
الموضع لا على الاسم..................................... ٧٣
النصب من نعت النكرة
تقدم على الاسم.......................................... ٧٥
النصب بالنداء المضاف......................................................... ٧٧
النصب على الاستغناء
وتمام الكلام............................................... ٧٩
النصب الذي يقع في
النداء المفرد................................................. ٨٣
النصب على البنية............................................................. ٨٥
النصب بالدعاء................................................................ ٨٦
النصب بالاستفهام............................................................. ٨٧
النصب بخبر «كفى» مع
الباء.................................................... ٨٨
النصب بالمواجهة مع
تقدم الاسم................................................. ٩٠
النصب بفقدان الخافض......................................................... ٩٣
النصب بـ «كم» إذا كان
استفهاما................................................ ٩٧
النصب الذي يحمل على
المعنى................................................... ٩٨
النصب بالبدل............................................................... ١٠٠
النصب بالمشاركة............................................................. ١٠٥
النصب بالقسم عند سقوط
الواو والباء والتاء من أول القسم......................... ١٠٧
النصب بإضمار «كان»....................................................... ١١١
النصب بالترائي.............................................................. ١١٣
النصب بـ «وحده»........................................................... ١١٤
التحثيث.................................................................... ١١٥
الفعل الذي يتوسط بين
صفتين................................................. ١١٥
النصب من المصادر التي
جعلوها بدلا من اللفظ الداخل والاستفهام على الخبر.......... ١١٥
وجوه الرفع................................................................... ١١٧
الرفع بالفاعل................................................................ ١١٨
الرفع بما لم يذكر
فاعله......................................................... ١١٨
المبتدأ وخبره................................................................. ١١٨
اسم «كان» وأخواتها......................................................... ١١٨
الرفع بخبر «إنّ».............................................................. ١٢٧
الرفع بـ «مذ»................................................................ ١٣٥
الرفع بالنداء المفرد............................................................ ١٣٧
الرفع بخبر الصفة.............................................................. ١٣٩
الرفع على فقدان
الناصب...................................................... ١٤٠
الرفع بالصرف................................................................ ١٤٢
الرفع بالحمل على
الموضع...................................................... ١٤٤
الرفع بالبنية.................................................................. ١٤٨
الرفع بالحكاية................................................................ ١٤٩
الرفع بالتحقيق............................................................... ١٥٤
الرفع بـ «الذي ، ومن
وما».................................................... ١٥٧
الرفع بـ «حتى» إذا
كان الفعل واقعا.............................................. ١٦٢
الرفع بالقسم................................................................. ١٦٣
الرفع في الأفعال
المستقبلة...................................................... ١٦٤
الرفع بشكل النفي............................................................ ١٦٥
الرفع بـ «هل»
وأخواتها من حروف الرفع.......................................... ١٦٧
تفسير وجوه الخفض........................................................... ١٧٢
الجر بـ «عن» وأخواتها......................................................... ١٧٢
الخفض بالإضافة............................................................. ١٧٣
الخفض بالجوار............................................................... ١٧٣
الخفض بالبنية............................................................... ١٧٨
الخفض بالأمر............................................................... ١٨٣
الخفض بـ «حتى» إذا
كان على الغاية............................................ ١٨٤
الخفض بالبدل............................................................... ١٨٦
الخفض بالقسم.............................................................. ١٨٧
تفسير إعراب جمل الجزم........................................................ ١٩٠
الجزم بالأمر.................................................................. ١٩٠
الجزم بالنهي................................................................. ١٩٠
الجزم بجواب الأمر
والنهي واخواتهما بغير فاء....................................... ١٩١
الجزم بالمجازاة
وخبرها.......................................................... ١٩٤
الجزم بـ «لم»
وأخواتها......................................................... ٢٠٢
الجزم بالوقف وإن شئت
بالإسكان.............................................. ٢٠٤
الجزم بالبنية.................................................................. ٢٠٥
الجزم يرد حركة
الإعراب على ما قبلها............................................ ٢٠٥
الجزم بالدعاء................................................................ ٢٠٦
الجزم بـ «لن»
وأخواتها......................................................... ٢٠٧
جمل الألفات................................................................. ٢٢٥
ألف الوصل................................................................. ٢٢٦
ألف القطع.................................................................. ٢٢٨
ألف السنخ.................................................................. ٢٢٨
ألف الاستفهام............................................................... ٢٣١
ألف الاستخبار.............................................................. ٢٣٥
ألف التثنية.................................................................. ٢٣٥
ألف الضمير................................................................. ٢٣٦
ألف الخروج والترنّم............................................................ ٢٣٦
الألف التي تكون عوضا
من النون الخفيفة........................................ ٢٣٧
ألف النّفس.................................................................. ٢٣٩
ألف التأنيث................................................................. ٢٤٠
ألف التعريف................................................................ ٢٤١
ألف الجيئة.................................................................. ٢٤١
ألف العطية.................................................................. ٢٤٢
الألف التي تكون بدلا
من الواو................................................. ٢٤٢
ألف التوبيخ................................................................. ٢٤٣
الألف التي تكون مع
اللام بمنزلة حرف واحد لا يفرّق بينهما........................ ٢٤٣
ألف الإقحام................................................................. ٢٤٤
ألف الإلحاق................................................................. ٢٤٥
ألف التعجب................................................................ ٢٤٥
ألف التقرير.................................................................. ٢٤٦
ألف التحقيق والإيجاب........................................................ ٢٤٧
ألف التنبيه.................................................................. ٢٤٨
جمل اللامات................................................................. ٢٤٩
لام الصفة................................................................... ٢٤٩
لام الأمر.................................................................... ٢٥٠
لام الخبر.................................................................... ٢٥١
لام «كي».................................................................. ٢٥٢
لام الجحود.................................................................. ٢٥٣
لام النداء................................................................... ٢٥٣
لام الاستغاثة................................................................ ٢٥٤
لام التعجب................................................................. ٢٥٤
اللام التي في موضع «إلّا»..................................................... ٢٥٥
لام القسم................................................................... ٢٥٥
لام الوعيد................................................................... ٢٥٦
لام التأكيد.................................................................. ٢٥٦
لام جواب القسم............................................................. ٢٥٧
اللام التي في موضع «عن»..................................................... ٢٥٧
لام المدح.................................................................... ٢٥٧
لام الذم.................................................................... ٢٥٨
اللام التي في موضع «على».................................................... ٢٥٨
اللام التي في موضع
الفاء...................................................... ٢٥٨
اللام التي في موضع «إلى»..................................................... ٢٥٩
اللام التي في موضع «أن»..................................................... ٢٥٩
لام جواب «لو لا»........................................................... ٢٦٠
لام الطرح................................................................... ٢٦٠
لام جواب الاستفهام......................................................... ٢٦١
لام الاستفهام................................................................ ٢٦٢
لام السنخ................................................................... ٢٦٢
لام التعريف................................................................. ٢٦٢
لام الإقحام.................................................................. ٢٦٣
لام العماد................................................................... ٢٦٣
لام التغليظ.................................................................. ٢٦٣
اللام المنقولة................................................................. ٢٦٤
لام الابتداء.................................................................. ٢٦٤
تفسير جمل الهاءات............................................................ ٢٦٤
هاء السنخ.................................................................. ٢٦٥
هاء الاستراحة
والتبيين......................................................... ٢٦٥
هاء التنبيه................................................................... ٢٦٦
هاء الترقيق.................................................................. ٢٦٨
هاء الضمير.................................................................. ٢٦٨
هاء المبالغة والتفخيم.......................................................... ٢٦٨
هاء التأنيث................................................................. ٢٦٩
هاء العماد.................................................................. ٢٧٠
الهاء التي تقع على
المذكر والمؤنث............................................... ٢٧٠
الهاء التي تتحول تاء.......................................................... ٢٧٢
الهاء التي تكون في
نعت المذكر................................................. ٢٧٣
هاء الندبه................................................................... ٢٧٣
جمل التاءات................................................................. ٢٧٤
تاء السنخ................................................................... ٢٧٤
تاء التأنيث.................................................................. ٢٧٤
تاء فعل المؤنث............................................................... ٢٧٥
تاء النفس................................................................... ٢٧٧
تاء المخاطب المذكر........................................................... ٢٧٨
تاء مخاطبة المؤنث............................................................ ٢٧٨
التاء التي تشبه تاء
التأنيث..................................................... ٢٧٨
تاء الوصل.................................................................. ٢٧٩
التاء التي تكون بدلا
من الألف................................................. ٢٨٠
التاء التي تكون بدلا
من السين................................................. ٢٨٠
التاء التي تكون بدلا
من الدال.................................................. ٢٨٢
التاء التي تكون بدلا
من الواو.................................................. ٢٨٢
تاء القسم................................................................... ٢٨٣
التاء الزائدة في
الفعل المستقبل.................................................. ٢٨٣
التاء التي تكون بدلا
من الصاد................................................. ٢٨٤
جمل الواوات.................................................................. ٢٨٤
واو السنخ................................................................... ٢٨٥
واو الاستئناف............................................................... ٢٨٥
واو العطف وإن شئت قلت
واو النسق........................................... ٢٨٥
الواو في معنى «ربّ».......................................................... ٢٨٦
الواو في القسم............................................................... ٢٨٧
واو النداء................................................................... ٢٨٧
واو الإقحام.................................................................. ٢٨٨
واو الإعراب................................................................. ٢٨٩
واو الضمير.................................................................. ٢٨٩
الواو التي تتحول «أو»........................................................ ٢٨٩
الواو التي تتحول ياء.......................................................... ٢٩٠
الواو التي في موضع «بل»..................................................... ٢٩٣
الواو المعلولة................................................................. ٢٩٤
تفسير جمل اللام ألفات........................................................ ٢٩٥
لا النهي.................................................................... ٢٩٦
لا الجحد................................................................... ٢٩٦
إلّا استثناء.................................................................. ٢٩٧
إلّا تحقيق.................................................................... ٢٩٧
إلّا بمعنى الواو................................................................ ٣٠٠
إلّا بمعنى غير................................................................. ٣٠١
لا حشو.................................................................... ٣٠١
لا التي للصلة................................................................ ٣٠٢
لا للنسق.................................................................... ٣٠٢
إلّا في معنى لكن............................................................. ٣٠٣
لا التبرئة.................................................................... ٣٠٣
لا بمعنى «لم»................................................................ ٣٠٣
اختلاف «ما» في معانيه....................................................... ٣٠٤
الماء........................................................................ ٣٠٥
ما في موضع الجحد.......................................................... ٣٠٥
ما في موضع الاسم........................................................... ٣٠٧
ما في موضع حشو........................................................... ٣٠٧
ما في موضع الظرف.......................................................... ٣٠٨
ما في المجازاة................................................................. ٣٠٨
ما الاستفهام................................................................ ٣٠٨
ما الوصل................................................................... ٣١٠
ما التكرير................................................................... ٣١٠
أمّا بفتح الألف.............................................................. ٣١٠
تفسير الفاءات............................................................... ٣١١
فاء النسق................................................................... ٣١١
فاء الاستئناف............................................................... ٣١٢
فاء جواب المجازاة............................................................. ٣١٢
الفاء التي تكون جوابا
للأشياء الستة............................................. ٣١٢
فاء العماد................................................................... ٣١٣
الفاء التي تكون في
موضع اللام................................................. ٣١٣
فاء السنخ................................................................... ٣١٣
تفسير النونات................................................................ ٣١٣
النون السنخية............................................................... ٣١٣
نون إضمار جمع المؤنث....................................................... ٣١٤
نون الإعراب................................................................ ٣١٤
نون الكناية................................................................. ٣١٤
النون الزائدة في أول
الفعل..................................................... ٣١٤
نون الاثنين.................................................................. ٣١٤
نون الجمع.................................................................. ٣١٤
النون الزائدة في
الاسم......................................................... ٣١٤
نون التأكيد................................................................. ٣١٥
نون الصرف................................................................. ٣١٥
تفسير الباءات................................................................ ٣١٥
الباء الزائدة في صدر
الكلام.................................................... ٣١٥
باء التعجب................................................................. ٣١٦
باء الإقحام.................................................................. ٣١٦
باء السنخ................................................................... ٣١٦
تفسير الياءات................................................................ ٣١٦
ياء الإضافة.................................................................. ٣١٦
الياء الأصلية................................................................. ٣١٧
الياء الملحقة................................................................. ٣١٧
ياء التأنيث.................................................................. ٣١٧
ياء الإطلاق................................................................. ٣١٧
الياء المنقلبة.................................................................. ٣١٨
ياء التثنية................................................................... ٣١٨
ياء الجمع................................................................... ٣١٨
ياء الخروج................................................................... ٣١٨
فصل في رويد................................................................ ٣١٩
فصل في الفرق بين «أم» و «أو»............................................... ٣١٩
فهرس الآيات................................................................ ٣٢٤
فهرس الأعلام................................................................ ٣٣١
فهرس القوافي................................................................. ٣٥٠
فهرس المحتوى................................................................. ٣٦٧
لقد أعدت زوجتي السيدة
فاطمة فهارس هذا الكتاب. فلها مني الشكر والتقدير.
وقد حالت أسباب فنية
قاهرة دون إنجاز بقية الفهارس التي نوينا إعدادها. فنرجو المعذرة.
|