الجزء الثاني من كتاب الجامع
لمفردات الادوية والاغذية
تأليف الشيخ الفاضل ضياء
الدين أبي محمد
عبد الله بن أ،حمد الاندلسي
المالقي
العشاب المعروف بابن البيطار
تغمده الله برحمته
واسكنه فسبح
جنته
م
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الحاء
حاشا
: يعرفه شجارو الأندلس وعامتها بصعتر
الحمير وهو كثير بأرض بيت المقدس وما والاها. ديسقوريدوس في الثالثة : تومش وهو
الحاشا يعرفه جل الناس وهو تمنس صغير في مقدار ما يصلح أن يهيأ من أغصانه فتل
القناديل وله ورق صغار دقيق كثير على طرفه رؤوس صغار من في الزهر فرفيرية وأكثر ما
ينبت في المواضع الصخرية والمواضع الرقيقة. جالينوس في السادسة : يقطع ويسخن
إسخاناً بيناً فهو لذلك يدر الطمث والبول ويخرج الأجنة ويفتح سدد الأحشاء وينفع
النفث من الصدر ومن الرئة ومن أجل ذلك ينبغي أن نضعه من التجفيف والأسخان في
الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس : وإذا شرب بالملح والخل أسهل كيوسماً بلغمياً مائياً
وإذا استعمل طبيخه بالعسل نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إِلى الإنتصاب ومن
الربو وإخراج الدود الطوال وأدرّ الطمث وأخرج المشيمة والأجنة وهو يدر البول وإذا
عجن بالعسل ولعق سهل نفث الدم والفضول التي في الصدر وإذا تضمد به مع الخل حلل
الأورام البلغمية الحديثة وهي تحلل الدم المنعقد وتقلع النمش والثآليل التي يقال
لها أفرحودونس وإذا خلط بالسويق وعجن بالشراب ووضع على عرق النسا وافقه وإذا طرح
في الطعام وأكل نفع من ضعف البصر وقد يصلح استعماله في وقت الصحة. ماسرحويه : ينقي
الكبد والمعدة وإذا سحق وعجن بالماء والعسل وشرب منه مقدار مثقالين نفع من القولنج
وحلل الفضول
وقوى الكلى وهيج
الجماع. الدمشقي : نافع من وجع الفم والحلق ومن جميع ما ينفع منه الأفتيمون غير
أنه دونه. ابن سرانيون : فقاح الحاشا يسهل المرة السوداء إلا أنه ضعيف ولذلك ينبغي
أن يخلط معه الملح ومن الناس من يعطيه مع الخل ليزيد في تلطيفه قال والشربة من
فقاحه مثقالان مع خل وماء. دوفس : الحاشا والصعتر يذهبان الظلمة التي في البصر ويلطفان
البلغم والحاشا أقوى من الصعتر في ذلك. ديسقوريدوس في الخامسة : وإما الشراب الذي
يتخذ بالحاشا فهذه صفته يدق الدواء وينخل ويؤخذ منه مائة مثقال ويصر في خرقة ويلقى
في جرة من عصير وهذا الشراب ينفع من سوء الهضم وقلة الشهوة وينفع العصب إذا اضطربت
وتحركت ومن الأوجاع التي تكون تحت الشراسيف ومن الإقشعرار الذي يعرض في الشتاء ومن
سموم الهوام التي تبرد الدم وتجمده.
حاسيس
: الرازي في الحاوي : هو دواء فارسي ، قالت
الحور فيه : إنه أقوى من الفربيون وأنه محرق وأنه يكثر القيء وهو مسيخ الطعم ومن
كان به وجع شديد وشرب منه درهماً تقيأ شاربه الدم وليس بدم ويخلص من ذلك الوجع فإن
زاد على درهم قتله. كتاب المنهاج : ويداوى من سقي منه باللبن الحليب وماء الشعير وسويق
الشعير بالثلج والجلاب ومخيض البقر مع قرص الكافور.
حافر
: أما حافر الحمار فيذكر مع الحمار فيما
بعد.
حافر
المهر : هو السورنجان وسنذكره في حرف السين
المهملة.
حالبي
: سمي هذا الدواء بهذا الاسم لأنه يشفي من
ورم الحالب ضماداً وتعليقاً وهو اليونانية أسطراطيقوس وقد ذكرته في حرف الألف التي
بعدها سين مهملة.
حاج
: وتوجد هذه الترجمة في كتاب الحاوي واقعة
على الدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى أرتقي وهو الخلنج عند عامة الأندلس وقد
ذكرته في حرف الخاء المعجمة وليس بشجر الحاج ولا من أنواعه والصحيح أن الحاج هو
شجر مشوك يعرف بالشام والديار المصرية بالعاقول وعليه نفع الريحيين بخراسان. أبو
حنيفة : الحاج أهل العراق يسمونه العاقول. أبو العباس النباتي : العاقول هو شوك
معروف بالمشرق كله كأنه الهليون الأسود إلا أنه يكون متدرجاً وشوكه أخضر وزهره
دقيق إلى الزرقة ما هو يخلف مزاود صغاراً فيها بزر شبيه ببزر الحلبة وأصوله عليه
متشعبة وفي أوّل خروجه من الأرض يكون له ورق حمصي الشكل وهو كثير بالعراق وكثيراً
ما يتولى عليه الكشوث وذكر لي بعض أهل الموصل أن عصارته عندهم تجلو بياض العين والظلمة
عنها وهم يستعملونه أيضاً في برودات العين وكثيراً ما ترتعي الإبل بديار مصر
العاقول. قال الرازي في موضع آخر من الحاوي : وورق الحاج يدق بلا ماء ويعصر ويقطر
في الأنف ثلاث قطرات ثم يقطر فيه بعد ساعة دهن بنفسج خالص وليكن على الريق فإنه
ينفع من الصداع العتيق.
حالوم
: هو الشنجار وسيأتي ذكره في الشين
المعجمة وأيضاً فإن ضرباً من الجبن بمصر يعرف بالحالوم.
حالق
الشعر : هو الفاشرا وسيأتي ذكرها في الفاء.
حارود
: هو اسم الحيوان الذي خصاه الجندبادستر وقد
ذكرته في الجيم.
حب
النيل : إسحاق بن عمران : إن نباته يشبه اللبلاب
يتعلق بالنبات وبالشجر قامتين أو ثلاثة وهو ذو قضبان وورق خضر في كل ورقة نوارة
إسماجوني في شبه الأقماع وإذا أسقط النور خرج مزود فيه ثلاث حبات أصغر من حب الرأس
مثلث وهذا الحب هو المستعمل. ابن ماسويه : خاصيته إسهال البلغم والتنقية وإصلاحه
تجويد سحقه ولته بدهن اللوز الحلو والمختار
منه ما كان حديثاً
رزيناً ليس بمنقبض والشربة منه ما بين أربع قراريط إلى ثمانية. حبيش بن الحسن : حب
النيل هو القرطم الهندي وله أصل إذا خلط مع الأدوية فله وقوف في المعي المسمى ذو
الاثني عشر أصبعاً وفي المعي الذي أسفل منه فإن الماء سريعاً يلصق بها فيمغص ، وإذا
شرب وحده لم يسهل من يومه إلى أربعة وعشرين ساعة من وقت شربه وإذا شرب مع
السقمونيا جود السقمونيا وأسهل البلغم اللزج وعمل في إخراج المرة الصفراء وربما
أصاب من شربه من الشباب والأحداث كرب وغم وقبض على فم المعدة ومغص شديد وإن أكثر
من شربه قيأ وربما أحدث في المعي سحجاً ، ومقدار الشربة منه مغ عيره من الأدوية
نصف درهم. غيره : ينبغي أن يخلط مع الإهليلج والسقمونيا بقدر الحاجة فإنهما
يعينانه على الإسهال ويكسران من عاديته ويخرجانه عن البدن بسرعة فيسهل حينئذ
البلغم والمرار الأصفر فإن خلط بالتربد كان أقوى لإسهاله والشربة مئه درهم وأقله
نصف درهم إذا وقع في الأدوية.
حب
الكلي : ابن رضوان : هو حب صغار في حلقة الكلي
إذا شرب منه عشرون درهماً أبرأت من وجع الكلي إبراء حسناً. لي : الدواء المعروف
اليوم بالديار المصرية بحب الكلي هو ثمر النبات المسمى باليونانية أناغورس وقد
ذكرته في الألف وليس يشرب منه المقدار الذي ذكره ابن رضوان لأنه يأخذ بالقيء إن
أخذ منه قدر درهمين.
حب
الزلم : ابن واقد : هو حب دسم مفرطح أكبر من
الحمص قليلاً أصفر الظاهر أبيض الباطن طيب الطعم لذيذ المذاق ويجلب من بلاد البربر
ويسمى فلفل السودان عندنا وفلفل السودان غيره. ابن ماسة البصري : حب الزلم حار في
الثالثة رطب في الأولى يزيد في المني زيادة صالحة طيب المذاق دسم وينبت في ناحية
شهرزور. الشريف : إذا مضغ ووضع على الكلف في الوجه أذهبه وبدله شقاقل وحب العزيز
هو حب الزلم المقدم ذكره وقد ينبت منه شيء بصعيد مصر يسمونه بالسقيط.
حب
السمنة : أبو جريج : هو حب شجرة تنبت في القفار
على قدر الذراع ورقها أبيض ليس بشديد البياض يحمل ثمرة على قدر الفلفل لها لبن ولحبها
زهر. ماسرجويه : حار رطب في الأولى فيه دهنية كثيرة فهو لذلك بطيء في المعدة فإذا
انهضم كثر غذاؤه وزاد في الباه. المجوسي : وقدر ما يؤخذ منه إلى عشرة دراهم تدق وتمرس
بالماء ويصفى ويلقى عليه يسير دقيق وسكر ودهن لوز حلو وشيرج طري ويشرب بعد طبخه
فإنه ينفع الأبدان القصيفة من البرد واليبس. حبيش : حب السمنة وقد يسمى شهدانج
البر وقوتها قوة لب حب الزلم يسهل إسهالاً في رفق وإذا سقي من عصير ورق شجر قدر
نصف رطل حل الطبيعة اليابسة وأسهل البلغم والمرة الصفراء معاً.
حباحب
: هو حيوان له جناحان كالذباب يضيء بالليل
كأنه نار يقال إنه إذا سحق بدهن ورد وقطر في الأذن جفف القيح السائل منها. مسيّح
بن الحكم : هو الدود الذي يضيء بالليل فيجفف في الشمس في إناء من نحاس ثم يرمى
برأسها ويسقي منها صاحب الحصاة دودة واحدة باثني عشر مثقالاً من نقيع الحلتيت
ثلاثة أيام فإنه ينتفع به. مجهول هي في نحو الذراريح إلا أنها أقوى منها جداً وأحد
جداً.
حب
الميسم : التميمي : هو حب يشبه البطم أو حب الفقد
وفي مقداره ولونه ما بين الصفرة والحمرة وهو أملس الظاهر ذكي الرائحة طيب النشر
فيه عطرية ذكية يؤدي إلى رائحة الأفاويه ويزعم قوم أنه يجلب من سقالة الهند
ويدخل في كثير من
طيب النساء وأقاويههن وأكثر من يستعمله في الطب أهل اليمن وأهل الحجاز وليس يعرفه
أهل العراق وأهل مصر والشام وهو عند أهل اليمن وأهل الحرمين كثير معروف وهو حار
يابس في الثانية نافع للمعدة الرطبة المسترخية مسخن لها مقو لها معين على الهضم
ينشف الرطوبات الغالبة على مزاجها.
حباري
: الشريف : هو طائر كبير العنق رمادي
اللون في منقاره بعض الطول وهو مشهور لحمه بين لحم الدجاج والبط وهو أخف من لحم
البط لأنه بري وفيه شيء من الغلظ إذا أخذ شحمه ودمع شيء من ملح وسنبل وحبب كالحمص
وجفف في الظل ورفع فإذا سقي منه للذرب خمس حبات بماء فاتر على الريق نفع منه منفعة
عجيبة ، وإذا جففت الجلدة التي داخل قانصة الحباري وسحقت وخلطت بقليل ملح أندراني
مسحوق أجزاء سواء واكتحل بها في أول ابتداء نزول الماء في العين كان ذلك أنجع دواء
فيه لا يعدله شيء في ذلك من الأدوية وإذا علق قلب الحباري في خرقة على من يكثر
نومه منع منه النوم وقد يوجد في قانصة الحباري حجر إذا علف على من به رعاف أزاله
من ساعته ولا يعود ما دام مغلقاً عليه بخاصية موجودة فيه. جالينوس : ومن الناس من
يسقى دم علوقس وهو الحباري للربو وعسر النفس ومنهم من يطبخ لحمه فيعطيه المريض ويسقيه
من مرقه ومن الناس من يقطر على دمه شيئاً من الماء ويسقيه العليل وقد رأيت طبيباً
قد سقاه عليلاً بشراب. وقال في أغذيته : لحوم الحباري متوسطة بين الكركي والبط.
الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الحباري والكروان فلحومهما لحوم حارة قوية
شديدة التجفيف لا ينبغي أن تدمن وينتفع المبرودون بها ومن يسكنه الرياح فإذا طبخت
بالماء والملح وصب فيها دهن اللوز صلحت بعض الصلاح فينبغي أن يصب فيها للمبرودين
دهن الجوز والزيت ويطرح معها قطع من الدارصيني والخولنجان وتكون أمراقها حينئذٍ
نافعة مما ذكرناه.
حبرج
: وهو طائر معروف بالديار المصرية مشهور
بها. البالسي : لحمه حار في طبعه غلظ بطيء الانهضام يولد المرة السوداء.
حب
الرأس : هو زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي.
حين
: هو الدفلي بلغة أهل عمان وسيأتي ذكره في
الدال.
حيافي
: هو الحندقوقة بلغة أهل العراق وسيأتي
ذكرها فيما بعد.
حب
اللهو : وهو الكاكنج عند عامة أهل الأندلس وسيأتي
ذكره مع عنب الثعلب في العين.
حبة
خضراء : هي ثمرة البطم وقد ذكرته مع البطم في
الباء.
حبة
حلوة : هو الأنيسون بلغة أهل الأندلس وقد تقدم
من قبل ذكره في الألف.
حبة
الإبل : هو الكزمازك والكزمازق أيضاً بالفارسية
وقد ذكرته في الألف مع الإبل.
حبة
سوداء : يقال على الشونيز وسيأتي ذكره في حرف
الشين ويقال أيضاً على دواء آخر وهو التشميزج
والبشمة عند أهل الحجاز وقد تقدم ذكره في الباء.
حب
الملوك : على الماهودانة وسنذكرها في الميم وأما
أهل المغرب والأندلس فيوقعون هذا الاسم على القراصيا التعليلي وسيأتي ذكرها في حرف
القاف وبعض الناس يوقعونه أيضاً على حب الصنوبر الكبار وسيأتي ذكره في حرف الصاد.
حب
الفقد : هو بالعربية ثمرة البنجنكشت بالفارسية وسمي
به لأنه يفقد النسل فيما زعموا وقد ذكرت البنجنكشت في الباء.
حب
العروس : هو الكبابة وسنذكرها في الكاف.
حبة
فندية : هو حبة الميتان منسوبة إلى جزيرة فنيدس
وهي الكرمدانة وسنذكرها مع الميتان في الميم.
حب
الرشاد : هو الحرف
_________________
وسنذكره فيما بعد.
حب
القلقل : يأتي ذكره في القاف.
حب
السناد : هذا الدواء يسخن ويحرق وهكذا توجد هذه
الترجمة في المقالة السابعة من مفردات جالينوس لا زيادة عليها وقول مترجم كتابه حب
السناد أظنه تصحيف منه أو من الناقل عنه فهكذا رأيناه في غير ما نسخة السناد وإنما
صوابه السذاب وهكذا قال ديسقوريدوس في المقالة الثالثة سالس وهو السذاب يسخن ويحرق
وأما من زعم أنه حب الميتان فرأيه أيضاً بعيد عن الصواب.
حب
القلت : أبو العباس البناتي : بالتاء المنقوطة
باثنتين من فوقها واللام قبلها مفتوحة هو أيضاً عند أهل العراق ماش هندي وهو أشبه
شيء بما عظم من الحبة السوداء المسماة بالبشمة إلا أنها أعظم منها وأشد بريقاً ولونها
أسود إلى الزرقة وأحمر إلى الدهمة لون حبة الخرنوب طعمه حلو حار وهو مختبر عندهم
لتفتيت حصاة المثانة وأهل المواضع التي يكون فيها يدقونه ويضعونه على الحجارة
الذين يريدون قطعها فتلين للقطع. لي : قد رأيت هذا الحب المذكور بالصفة المذكورة
بالقاهرة المحروسة مع بعض التجار ممن كان جلبه من الهند وهو غير الدواء الذي ترجمه
حنين في المقالة الثالثة من كتاب ديسقوريدوس بالقلت كما ستقف عليه حين ذكره في حرف
القاف.
حب
القنا : هو حب عنب الثعلب من اللغة وسيأتي ذكره
في العين.
حب
المساكين : هو اللبلاب العريض
الورق المسمى باليونانية قسوس وسيأتي ذكره في حرف القاف.
حبق
: أبو حنيفة : هو بالعربية الفودنج
بالفارسية وفيه مشابهة من الريحانة التي تسمى النمام ويكثر على الماء نباته.
حبق
الماء : هو الفودنج النهري ، وهو حبق التمساح
بالديار المصرية وأهل الشام يسمونه نعنع الماء وسنذكر الفودنج بأنواعه في حرف
الفاء.
حبق
القنا : هو المرزنجوش وسنذكره في الميم.
حب
الفيل : قيل إنه المرزنجوش وأظنه تصحيفاً من حبق
القنا.
حب
الراعي : هو البرنجاسف والبلنجاسف أيضاً وبالعربية
الشويلا وقد ذكر في الباء.
حبق
نبطي : هو ريحان الجماجم وسنذكره فيما بعد.
حبق
البقر : هو البابونج وقد ذكرته في الباء.
حبق
قرنفلي : هو الفرنجمشك والبرنجمشك وسأذكره في
الفاء.
حبق
ترنجاني : هو الريحان المعروف
بالباذرنجيوية وقد ذكروا أيضاً نوعاً من الريحان يسمى بذلك.
حبق
صعتري : وحبق كرماني وهو الشاهسفرم وسأذكره في
الشين العجمعة.
حبق
الشيوخ : وريحان الشيوخ هو
المر وسيأتي ذكره في الميم.
حبق
ريحاني : هو الحبق الدقيق الورق.
حي
: هو الذي يؤكل من المقل المكي وداخله
العجم وسيأتي ذكر المقل المكي في الميم.
حنرما
: هو النعنع بالسريانية من الحاوي ويأتي ذكره في النون.
حجر
لبني : ديسقوريدوس في الخامسة : عالافيطنطس ومعناه
الحجر اللبني وسمي بهذا الاسم لأنه إذا حك خرج منه شبيه باللبن وهو رمادي اللون
حلو الطعم وإذا اكتحل. وافق سيلان الدم والفضول إلى العين والقروح العارضة فيها ،
وينبغي إذا احتيج إلى استعماله أن يسحق بالماء وتصير عصارته في لوح رصاص وترفع لما
فيها من التدبق.
حجر
علي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر شبيه في
جميع حالاته بالحجر اللبني غير أن هذا الحجر إذا حك خرجت منه رطوبة شديدة الحلاوة
جداً وقد ينفح مما ينفع منه اللبني.
حجر
منتفق : ديسقوريدوس في الخامسة : هذا الحجر
يكون مما يلي المغرب من البلاد التي يقال لها أنبوما وأجوده ما كان إلى لون
الزعفران وكان سريع التفتت
والتشقق إذا قيس إلى
غيره من جنسه وقد يشبه الاترنج في تركيب أجزائه واتصال شظاياه بعضها ببعض وقوة هذا
الحجر شبيهة بقوة الشادنج إلا أنها أضعف منها وإذا ديف بلبن امرأة ملأ القروح
العميقة العارضة في العين ويعمل عملاً قوياً إذا عولج به انحراف العين ونتوئها والخشونة
العارضة فيها وفي الجفون. جالينوس في التاسعة : قوّة هذا الحجر المشقق مثل قوّة
الشادنة إلا أنه أضعف منه وبعده الحجر المعروف باللبني فأما الحجر المعروف بالعسلي
ففيه حرارة موجودة وكل واحد من هذه الحجارة بعيد عن قوة الشادنة قليلاً وهي تقع في
أدوية العين كما تقع الشادنة إلا أنها ألين من الشادنة في كل وقت وفي كل موضع
للأدوية اللينة أنفع للأعضاء التي تحدث فيها الأورام الحارة ما دامت الأورام في حد
الحدوث والكون ولكنها تضعف عن شفائها وإزالتها جملة.
حجر
نبطي : كسوفراطيش : من الناس من يسميه موروقينش
ومنهم من يسميه غالاكسوش ويسميه قبط مصر وانه وهو موجود عندهم كثيراً ويستعمل في
تبييض الثياب وهو حجر أخضر كمد لين سخيف. ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر يكون
بمصر يستعمله القصارون في تبييض الثياب وهو رخو ينماع سريعاً مع الماء ويوافق نفث
الدم والإسهال المزمن ووجع المثانة إذا شرب بالماء وإذا احتملته المرأة نفع من
الطمث الدائم وقد يقع في أدوية العين المغرية لأنه يملأ القروح العارضة فيها ويقطع
عنها السيلان ، وإذا خلط بقيروطي نفع من انتشار القروح الخبيثة. جالينوس في
التاسعة : هذا الحجر ينحل مع الماء سريعاً ، ويوجد بمصر يستعمله الناس في قصارة
الكتان وغسله ، وهو يجفف وبهذا السبب صار الأطباء يخلطونه مع القيروطي ، ويستعملونه
في إدمال الجراحات الحادثة في الأبدان الرخصة اللحم ويخلطونه أيضاً في الشيافات
للعين كما يخلط تلك للجراحات الأخرى التي ذكرناها وبحسب لبن فضل هذا الحجر على تلك
الحجارة من قبل أنه لين قوّة من القوى الشديدة لأنه لا طعم له كذا هو ألين للقاء
البدن وأكثر تسكيناً للوجع معاً.
حجر
حبشي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو صنف من
الحجارة يكون ببلاد الحبشة لونه إلى الخضرة ما هو شبيه بالحجر الذي يقال له لتنشيش
، وهو صنف من الزبرجد إذا حك هذا الحجر صار لونه شبيهاً بلون اللبن يلذع اللسان
لذعاً شديداً وله قوّة منقية وقد يجلو ظلمة البصر. جالينوس في التاسعة : وهو شبيه
بالشبت ، ومحكه لذاع شديداً ولذلك إنما يستعمل في المواضع المحتاجة إلى الجلاء والتنقية
وإذا كان في العين انتشار الحدقة فيظلم لها البصر من غير أن يكون هناك ورم حار والأثر
القريب العهد وهو واحد من هذه الأشياء أعني البياض الحادث قريباً وإن هذا الحجر
شأنه أن يلطف ويرقق ، وهو أيضاً يجلو ويذهب الظفرة الحادثة إذا لم تكن صلبة
كثيراً.
حجر
يهودي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر بفلسطين
شبيه في شكله بالبلوط أبيض خشن الشكل جداً فيه خطوط متوازية كأنها خطت بالبيكار وهو
حجر ينماع بالماء لا طعم له وإذا أخذ منه مقدار حمصة وحك على مسن الماء كما تحك
الشيافة وشرب بثلاث قوابوسات ماء حار نفع من عسر البول وفتت الحصاة المتولدة في
المثانة. جالينوس : لما جربت هذا الحجر فيمن به حصاة في مثانته ما نفع شيئاً ولكنه
في الحصاة المتولدة في الكليتين قوي جداً. لي : جمعت هذا الحجر من أرض الشام بجبل
بيروت بموضع يعرف منه بسوق جوينة بضيعة تسمى الجعيثة ومن هناك
يؤتى به إلى دمشق.
حجر
القدر : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
يسميه افروساليس ومعناه يد القمر وزعم قوم أنه حجر يقال له براق القمر وإنما سمي
باليونانية سالينطس وافروساليس لأنه يوجد بالليل في زيادة القمر وقد يكون ببلاد
المغرب وهو حجر أبيض له شفيف خفيف وقد يحك هذا الحجر فيسقى ما يحك منه من به صرع وقد
تلبسه النساء مكان التعويذ ويقال أنه إذا علق على الشجر ولد فيها الثمر. جالينوس :
قد وثق الناس به بأنه ينفع من الصرع وأما نحن فلم نمتحن ذلك ولم نجربه.
حجر
أفريقي : ديسقوريدوس : هو حجر يستعمله الصباغون
بالبلاد التي يقال لها فروعيا وهي أفريقية ولذلك سمي باليونانية فروعنوس وأجود ما
يكون من هذا الحجر ما كان أصفر وسطاً فيما بين الخفة والثقل وأجزاؤه مختلفة في
الصلابة واللين وفيه عروق بيض مثل ما في الإقليميا وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ
فيبل بخمر بالغ ثم يطم في جمر ويروّح الجمر دائماً فإذا استحال لونه إلى الحمرة يخرج
ويطفأ بمثل الخمر الذي بل به ، ثم يطم ثانية ويطفأ ويحرق أيضاً ثالثة وينبغي أن
يحذر أن يتفتت ويصير رماداً. جالينوس في التاسعة : قوته تجفف تجفيفاً قوياً وفيه
مع هذا أيضاً شيء من القبض مع تلذيع وأما أنا فأستعمله أبداً وهو محرق فأداوي به
القروح المتعفنة إما وحده وإما مخلوطاً بشراب أو عسل وأتخذ منه دواء للعين يجفف.
ديسقوريدوس : وهذا الحجر محرقاً كان أو غير محرق فإنه يقبض وينقي ويكوي وإذا خلط
بقيروطي أبرأ حرق النار وقد يعفن تعفيناً يسيراً أو يغسل مثل ما تغسل الإقليميا.
حجر
الاساكفة : جالينوس في التاسعة
: هو معروف بالحجر الذي لا يتشنج وهو الحجر الذي ترى الأساكفة يستعملونه وهو ينفع
اللهاة الوارمة نفعاً بيناً.
حجارة
البحيرة : جالينوس في التاسعة
: هي حجارة دقاق سود إن وضعت على النار تولد منها لهيب يسير توجد في بلاد الغور وذلك
التل المحيط بالبحيرة من شرقيها حيث يكون قفر اليهود. استعملته أنا في مداواة
الأمراض التي تتولد عن الريح في الركبتين وإن كان برؤهما يعسر بأن خلطته مع مراهم
قد جربتها تنفع من هذه العلة ، ورأيتها قد صارت بذلك أقوى مما كانت قوة بينة وخلطت
منه أيضاً في المرهم المسمى بارياس فصار الدواء أشد تجفيفاً مما كان بمقدار معلوم
حتى صار إنما ليس يلصق الجراحات الطرية بدمها فقط وهي التي قد وثق الناس منه بأنه
ينفعها خاصة بل يقلل أيضاً من سعة الجراحات الغائرة.
حجر
السلوان : أبو العباس البناتي
قال : هو الحجر المشهور بأفريقية يستسقى به إذا وضع في الماء كما قال صاحب فقه
اللغة في باب الحجارة أخبرني بعض أهل يشكرة من أهل الزاب أن هذا الحجر عندهم معروف
وهو حجر أبيض ينحل بالماء فينماع إلى لون اللبن ويشرب للسلو مجرب لذلك ، وأيضاً
لأمراض كثيرة وزعم لي بعض أهل مدينة تونس ممن كانت عنده معرفة بالحجارة أن هذا
الحجر يوجد أيضاً بقرطاجانة تونس وهو على ضربين منه ما يشبه البلور ومنه دون ذلك وهذا
النوع قاتل.
حجر
الكلب : الشريف : هذا الحجر ذكره أصحاب كتب
الخواص وقد جربه في فعله كثير من الناس فصح له وذلك أنه يوجد في الكلاب صنف إذا
رمي بالأحجار وثب عليها وعضها وأمسكها بفيه وللسحرة في هذا الحجر سر عجيب في
التباغض وهو أنه تؤخذ حجارة سبعة باسم من يراد تباغضهما ويقصد بها إلى الكلب فيرمى
بها واحداً واحداً ويؤخذ من تلك الأحجار اثنان ويرميان في الماء الذي يريد منه أن
يشربوا فإنه
يقضي عجباً في
التباغض وقد فعل هذا غير مرة فصح. غيره : وإذا طرح هذا في برج حمام طرد منه ما كان
قد اجتمع فيه منها وإن طرح في شراب وقع الشر بين كل من شربه وتبع ذلك الضجة والعربدة.
حجر
قرامي : بولس : هذا الحجر أيضاً في لونه سواد
يوجد بنهر صقلية يحترق بالماء ويطفأ بالزيت منفر لجميع الحيوان المنساب وينفع من
وجع الرحم ويعلق على المصروعين فينفعهم. ديسقوريدوس في الخامسة : وأما الحجر الذي
يقال له افرامنتس فإنه يكون في البلاد التي يقال لها سقونيا يوجد في النهر الذي في
تلك البلاد الي يقال لها نيطس وقوته مثل قوة غاغاطيس وقد يقال إنه يلهب بالماء ويطفأ
بالزيت وقد يعرض ذلك للقفر. جالينوس : إذا رش عليه الماء اشتعل وإذا صب عليه قليل
من الزيت انطفأ ولا نفع له في الطب خلا أنه بنتن رائحته يطرد الهوام إذا بخر به.
حجر
أعرابي : ديسقوريدوس في الخامسة : يشبه العاج
النقي وإذا سحق وذر على المواضع التي ينزف منها الدم تضمداً به قطع النزف وإذا
أحرق كان منه جلاء للأسنان. جالينوس في التاسعة : قوته قوة تجلو.
حجر
غاغاطيس : ابن حسان : ينسب إلى
واد بالشام كان يقال له في القديم غاغا ويسمى الآن وادي جهنم وهذا الحجر يوجد
أيضاً بالأندلس في ناحية سرقسطة وقد يوجد أيضاً في ناحية جبل شنير في أجراف طفلية
وإذا وضع على النار فاحت منه رائحة القرن المحرق. ديسقوريدوس في الخامسة : هو بعض
الحجارة ينبغي أن يختار منه ما كان سريع الإلهاب وكانت رائحته شبيهة برائحة القفر
وهذا الحجر بجميع أصنافه هو أسود يابس قحل ذو صفائح خفيف جداً وله قوة ملينة محللة
وإذا تدخن به صرع من به صرع وأنعش المرأة من الغشي العارض لها من وجع الأرحام وإذا
دخن به أيضاً طرد الهوام وقد يقع في أخلاط الأدوية الموافقة التي للنقرس وقد يكون
بالبلاد التي يقال لها لوقيا وقد يوجد في نهر بتلك البلاد ينصب إلى البحر يقال
لذلك النهر غاغا.
حجر
الإسفنج : ديسقوريدوس في الخامسة
: الحصاة الموجودة في الإسفنج إذا ضربت بالخمر فتتت الحصاة المتولدة في المثانة.
جالينوس في التاسعة : قوتها قوة تجفف إلا أنها ليست تبلغ من قوتها أن تفتت الحصاة
المتولدة في المثانة والذين وصفوها بذلك في كتبهم فقد كذبوا ، وأما الحصاة
المتولدة في الكليتين فهذه الحجارة أيضاً تفتتها كما تفعل ذلك الحجارة التي تجلب
من قيادوقيا وهي توجد على ما يقولون في أرض طوس ، وهذه الحجارة إذا حكت خالط الماء
منها شيئاً يصير كالعصارة أيضاً.
حجر
خزفي : ديسقوريدوس في الخامسة : زعم قوم أنه
موجود كثيراً بمصر وهو حجر شبيه بالخزف سريع التشقق ذو صفائح وقد يستعمل مكان
القيشور في قلع الشعر وإذا خلط منه مقدار درهمين وشرب بالخمر قطع الطمث وإن شربت
منه المرأة مقدار درخمي بعد التطهير من العلة في كل يوم وفعلت ذلك أربعة أيام لم
تعلق وإذا خلط بالعسل ووضع على الأبدان الوارمة وعلى القروح الخبيثة سكن ورم الثدي
ومنع القروح الخبيثة من الانتشار. جالينوس في التاسعة : قوته قوة تجفف تجفيفاً
كثيراً وهي مركبة من القبض وحده.
حجر
الأثداء : ديسقوريدوس في
الخامسة : هو بعض الحجارة يقبض ويجفف ويجلو ظلمة البصر وإذا خلط بالماء ولطخ به
الثدي والحصا والقروح سكن الأورام العارضة لها. جالينوس في التاسعة : ينقي الحدقة
ويشفي الأورام الحارة الحادثة في الثديين في الأنثيين إذا ديف بالماء.
حجر
الحية : ديسقوريدوس في الخامسة : هو فيما زعم
بعض الناس صنف من الحجر الذي يقال له باسيقس أي الزبرجد ومنه ما هو صلب أسود اللون
ومنه مثل الحجر القمري ومنه شيء رمادي اللون فيه نقط ومنه ما في كل واحدة منه ثلاث
خطوط بيض وكل هذه الأصناف تنفع إذا علقت على البدن من نهشة الأفعى وللصداع. وأما
الصنف منها الذي في كل واحد منه ثلاث خطوط فإنه يقال فيه خاصة أنه ينفع من المرض
الذي يقال له الثريثد ومن الصداع. جالينوس في التاسعة : أخبرني رجل صديق يوثق
بقوله أنه ينفع من نهش الأفعى إذا علق.
حجر
هندي : جالينوس في التاسعة : هو والحجر الذي
يقال له إمانافيطس يقطعان الدم الذي يخرج من أفواه العروق التي في المقعدة وقد
جربناهما. غيره : أبراقيطوس هو حجر هندي إذا شرب نفع من لدغ العقارب وينفع من
البواسير.
حجر
رصاصي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو الحجر
الشبيه في لونه بالرصاص قوته شبيهة بقوة خبث الرصاص وغسله مثل غسله.
حجر
منفى : ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر يوجد
بمصر بالمدينة التي يقال لها منف وهو في عظم حصاة وفي الحجر الواحد منه ألوان
مختلفة وقد يقال أنه إذا سحق هذا الحجر وبل ولطخ به على الأعضاء التي يحتاج إلى
قطعها وكيها منع من الوجع بإبطاله الحس.
حجر
البرام : إذا سحق واستن به كان نافعاً للأسنان
مبيضاً لها.
حجر
البلور : قيل إنه ينفع من الفزع في النوم
تعليقاً.
حجر
اناخاطس : الغافقي : هذا الحجر
ينفع من الأورام ومن كثرة دمعة العين وذلك أنه يؤخذ فيحل فيخرج محكه يشبه الدم
حمرة فيجعل مع لبن امرأة ويقطر في العين.
حجر
حديدي : هو الخماهان وسنذكره في الخاء المعجمة.
حجر
الكرك : التميمي في كتابه المرشد : هذا الحجر
أبيض الجوهر شديد البياض وهو حجر بحري يقذف والبحر بحر الهند فيوجد بساحل بدرهم وساحل
بحر الهند والسند وهو إذا حك أو خرط وحلي خرج في بياض العاج وبصيصه ونقائه بل هو
أشد بياضاً من العاج وأبهى حسناً منه وهو في طبعه بارد يابس في آخر الدرجة الثانية
وقد يطبخ يشبه الحجر المعروف بالسلوقي ويشاكله في اللون وصفاء اللون والجوهر والبهاء
وذلك أن منظريهما وفعليهما واحد ، ونساء الهند ورجالهم مختمون به ونساؤهم يتسورون
به في زنودهم ويتخذون منه مخانق لأعناقهم وقد تزعم الهند والسند جميعاً أن خاصة
هذا الحجر دفع السحر وإبطاله وإبطال الأخذ ودفع عين العائن ونظر العدو وله أيضاً
خاصية أخرى وذلك أنه إِذا سحق واكتحل به جلا البياض الكائن في العين حديثه وقديمه
ومحا آثار الفرزجات وقلعها وأزالها ويقول الهندان : فيه خاصية ثالثة وهي أن من
حمله أو تقلد به أو تختم بفص منه قل الكذب عليه وأحبه كل من رآه وفعله إذا اكتحل
به فعل محمود حسن. وملوك السند والهند يتخذون منه أواني وأقداحاً يستعملونها في
مجالسهم ويشربون بها ويزعمون أنه يدفع الشر والصخب عن مجالسهم وأنه يزيد في
أفراحهم ويجلب لهم السرور ويقال : أنه إذا سحق ناعماً واستاك به الإنسان بيض
أسنانه وجلاها ونقاها من القلح ومن الحفر ومن الأعراض الرديئة التي تعرض للأسنان والهند
والسند جميعاً يعلقونه في شعورهم وشعور نسائهم ويزعمون أنه يطول الشعر ويخرطون منه
خرزاً يجلونها ويلبسونها فتأتي في كبار اللؤلؤ البراق الكثير الماء وقد يكسب
الرجال لبسهم هذا الحجر ويفيدهم الحظوة عند نسائهم.
حجر
عراقي : التميمي في المرشد قال
هومس : أن الحجر
العراقي يكون في النهر المسمى فاميس ولونه أسود جداً فإذا أخد ودلك باللسان كمثل
اللحس فإنه عند ذلك يخرج منه رطوبة طعمها كطعم الزعفران وهو حجر مكتنز ثقيل ملزز وخاصته
النفع من البياض الكائن في الطبقة القرنية من طبقات العين إذا حك على مسن أخضر
بلبن امرأة ترضع ولداً بكراً أبرأته ، ومن منافعه أيضاً أنه ينفع من وجع الكلي ويبرئ
النسمة ويسهل النفس.
حجر
الديك : الغافقي : يوجد هذا الحجر في بطون
الديكة لونه شبيه بلون المها وعظمه كالباقلا أو أصغر منه ينفع من العطش الشديد إذا
غسل بماء وشرب ذلك الماء ويدفع أحزان النفس وهمومها.
حجر
النار : الشريف : هو الحجر الأصم وهو حجر الزناد
وهو أنواع فمنه ما يكون أبيض ومنه خمري ومنه ما يكون أسود وهو في ذاته بارد شديد
اليبس إذا لقي جسم الفولاذ قدح النار ويوجد له في رائحته عند القدح ثقل وهو معلوم.
وذكر أرسطو أنه إن علق عند الولادة على فخذ المرأة مشدوداً في خرقة سهلت ولادتها
بإذن الله وينزع عنها بعد الولادة سريعاً وإذا صير مسحوقاً غباراً وذر منه على
الخنازير جففها ونقاها وألحم أجزاءها وكذا إذا ذر على القروح العسرة الإندمال في
أي مكان كانت.
حجر
بولس : الغافقي : هذا الحجر يشبه النطرون إلا
أنه أكثر تخلخلاً منه وله نفط يشبه لون الذهب ويشبه الحجر الذي يدعى سقندلس وهو
ينفع من الأعياء إن أخذ وأغلي بزيت يسير ويؤخذ ذلك الزيت فيدهن به ثدي النصب فيذهب
الأعياء.
حجر
المثانة : هو الحجر المتولد في
مثانة الإنسان ، جالينوس في ٩ : زعم قوم أنه يفتت حصا المثانة فلما جرب ذلك لم
ينتفعوا به فإنه فتت الحصاة المتولدة في الكليتين ولا علم لي بذلك لأني لم أجربه. الغافقي
: زعم قوم أنه يزيل بياض العين إذا سحق واكتحل به.
حجر
الحمام : الغافقي : الحجر المتولد في قدور الحمام
إذا عمل منه ضماد وحمل على السرطان عند إبتدائه أذهبه وهو أقوى ما يعالج به
السرطان المتولد في الرحم.
حجر
البقر : ويقال لها بالديار المصرية خرزة البقر وأهل
المغرب والأندلس يسمونها بالورس والورس بالحقيقة غيره. بعض علمائنا : هذا الحجر
يوجد في مرارة البقر عند امتلاء القمر وهو حجر ذو طبقات مدوّر صلب لونه إلى الصفرة
وكثيراً ما يستعمله النساء بالديار المصرية للسمنة بأن تشرب منه المرأة وزن حبتين
في الحمام أو عند خروجها منه بجلاب ثم تتحسى في إثره مرقة دجاجة سمينة مصلوقة وهذا
مجرب عندهم في أمر السمنة. غيره : هو شيء يكون في مرارة البقر وفيه رطوبة لدنة
تجمد وتخرج من المرار وهي لزجة لدنة في لدونة مح البيض المطبوخ ثم تجف وتصلب حتى
تصير في قوام النورة المكلسة يتهيأ عند ما يفرك بالأصابع وقد يكون من هذه الرطوبة
ما إذا جف وكان فيه بعض صلابة يشبه بعض تلك الحجارة السريعة التفتت ولهذا ما سماه
بعض المترجمين بحجارة البقر. الغافقي : زعم بعض الأطباء إنه حار يابس في الدرجة
الرابعة وقد يقع في إكحال العين ويحد البصر وزعم بعضهم أنه إذا سحق وطلي به بماء
بعض البقول على الحمرة والنملة نفع وأظنه النملة الساعية وشبهها من القروح وإذا
سعط به بمقدار عدسة مع ماء أصول السلق نفع من نزول الماء في العين. وزعم بعضهم أنه
إذا سحق وعجن بشراب وطلي به موضع البياض خرج الشعر الأسود وقال بعضهم إنما يكون
ذلك في علة داء الثعلب والبرص وإما في الشعر الأبيض الطبيعي فلا.
حجر
الحوت : الغافقي : هو
شبيه بالحجر يوجد في
رأس الحوت يقوم مقام دماغه وهو أبيض صلب يشرب فيفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وفعله
على ما ذكرت الأوائل في ذلك فعل قوي جداً.
حجر
بحري : الغافقي : هو حجر يوجد في أرض المغرب
ترمي به أمواج البحر كثيراً وهو على شكل الفلك التي تغزل فيها النساء مجوف عليه حب
ناتىء من أسفله إلى أعلاه ، إن شرب منه وزن دانق وهو عشر شعيرات كسر الحصا وفتتها
قال : وهذه صفة القنفذ البحري وهو خرقة يرمي بها البحر وقد تناثر شوكها وذهب ما في
جوفها من اللحم وهي كثيرة بأرض المغرب.
حجر
الأقروح : الغافقي : قال حنين
يكون في أرض الروم وفي بلد قريب من بلد يدعى أولوقوس بينه وبين قسطنطينية مائتا
ميل ويطفو فوق الماء كالقيشور وإذا حك وشرب نفع من لسعة العقرب.
حجر
الرحى : ابن سينا : بخار الخل عنه يمنع النزف ويمنع
الأورام الحادة جداً.
حجر
أرمني : ابن سينا : هو حجر يكون فيه أدنى لازوردية
وليس في لون اللازورد ولا في اكتنازه بل كان فيه رملية ما وهو لين الملمس رديء
للمعدة مغسولة لا يغثي وغير المغسول يغثي يسهل السوداء إسهالاً أقوى من اللازورد وقد
اقتصر عليه وترك الخربق الأسود لما ظفر به لأمراض السوداء وقال في الأدوية القلبية
يقوي القلب ويفرحه بخاصية فيه مع نقصه عن الروح الدخان السوداوي وتنقية البدن من
الخلط السوداوي.
حجر
البسر : أبو العباس الحافظ : يقال بالباء بواحدة
من أسفل مضمومة والسين مهملة والراء اسم لحجر أبيض على شكل ما عظم من الحر الكبير
وينفع من الحصا ، يوجد في بحر الحجاز وزعم بعضهم أنه يدر البول إذا علق على موضع
المثانة من خارج ويقوي القلب ومنه ما يكون إلى الزرقة ويوجد ببحر جدة متكوناً في
صدفة كبيرة مستديرة على شكل الصدف المعروف بالحافر إلا أنه أكثف منه بكثير.
حجر
سفاف : هو اسم لحجر القيشور ويذكر في حرف
القاف.
حجر
بارقي : أبو العباس النباتي : هو حجر شكله
الحجارة المصرية يكون على قدر الكف. أخبرني الثقة عنه ببغداد وهو ممن رآه ولم
يعرفه حتى أخبر به وبخواصه العجيبة ، وجد في بعض ذخائر المصريين من خواصه أن يوضع
على من به استسقاء فيمص الماء من بطنه حتى يبرأ ، وكان قد وقع له منه بعد طوافه
البلاد باحثاً عنه مشرقاً ومغرباً قطعة صغيرة من نحو ثلثي الدينار وأراد إختباره
بالماء ليرى هل ينماع أم لا لما رآه إلى الخفة غير رزين ولما وضعه في الماء ازداد
صلابة فأخرجه عن الماء ووضعه في الشمس فلم يزل ينماع حتى صار إلى زنته الأولى
فنبهه بعض المختبرين للأحجار على تحقيق وزنه قبل ذلك ففعل ما أمره به فوجد فيه بعد
وضعه في الماء ثلاثة دنانير وذلك أن صاحب الأحجار ذكر هذا الحجر وسماه بما ذكرت وهي
قصة عجيبة صحيحة صحت عنه.
حجارة
مشوية : هو الجير غير المطفّى وهو الكلس وسأذكره
في الكاف.
حجارة
ابسوس : هو البارود وقد ذكرته في الباء وأهل مصر
يعرفونه بثلج الصين.
حجر
الشريط : هو حجر المرمر.
حجر
الدم : وهو حجر الطور أيضاً وهو الشادنة وسيأتي
ذكرها في حرف الشين.
حجر
النسر وحجر العقاب : هو أكتملت وسمي حجر
النسر لأنه يوجد كثيراً في أوكار النسور والعقبان ومنهم من يقول حجر البشر من أجل
أنه يسهل الولادة وقد ذكرت الأكتملت في حرف الألف.
حجر
البهت : هو حجر الأكتملت عن ابن حسان ويعرفه أهل
مصر بحجر الماسكة أيضاً.
حجر
شجري : هو البسذ وقد ذكر في الباء.
حجل
: الشريف : هو طائر معروف على قدر الحمام
مرقش
كالقطا أحمر المنقار
والرجلين لحمه معتدل جيد الغذاء سريع الهضم ودماغه إذا سقي بخمر صرفة لصاحب
اليرقان نفعه وكبد الحجل إذا ابتلع منه وهو حار مقدار نصف مثقال نفع من الصرع ومرارة
الحجل تنفع من الغشاوة والظلمة الكائنة في العين كحلاً ، وإذا خلطت بعسل وزيت عذب
أجزاء سواء ، وحجر بها من خارج العين نفع ابتداء الماء في العين وإذا استعط بمرارة
الحجل إنسان في كل يوم
جاد ذهنه وقل نسيانه وقوي بصره ، وإذا خلطت مرارة الحجل مع لؤلؤ غير مثقوب ومثله
مسك سواء واكتحل به بعد السحق نفع من البياض في العين والطرفة والعشي ودمه إذا جفف
وسحق مع زجاج فرعوني ودارفلفل أجزاء سواء تنخل وتداف بالعسل ويكتحل لبياض العين والغشاء
والجرب نفع من جميع ذلك ، وبيض الحجل إذا طبخ بخل عنصل وأكل نفع من وجع البطن والمغص.
حديد
: يذكر خبثه في الخاء المعجمة وقد ذكرنا
توباله في التاء. ابن سمحون : الحديد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض على
ضروب كثيرة هو وبرادته وخبثه وزنجاره وماؤه وشرابه اللذان يطفأ فيهما وهو محمى.
قال أرسطوطاليس : وللحديد معادن كثيرة وأجناسه تتفاضل فمنه ما هو رخو ومنه ما إذا
ألقيت عليه الأدوية صلبته وزادت في قوته ، ومنه ما إذا سقي الماء زادت صلابته
وحدته ، ومنه ما إذا لم يسق الماء كان أحد له وأهل الصناعات كلها يحتاجون إليه ولا
غنى للناس عنه كما لا غنى لهم عن النار والماء والملح. الرازي : في كتاب علل
المعادن زنجار الحديد هو زعفران الحديد والدوص وهو ماء الحديد. الغافقي : الحديد
ثلاثة أصناف شابرقان وبرماهن وفولاذ ، فالشابرقان هو الفولاذ الطبيعي وهو الذكر وهو
الأسطام ، والفولاذ هو المتخلص من البرماهن. ديسقوريدوس في الخامسة : وأما الحديد
المحمى فإنه إذا طفىء بالماء والخمر وشرب ذلك الماء وذلك الخمر موافق للإسهال
المزمن وقرحة الأمعاء وصرم الطحال والهيضة واسترخاء المعدة. جالينوس في الأدوية
المقابلة للأدواء : الماء الذي يطفىء فيه الحدادون الحديد المحمى شفاء لمن يخاف من
عضة الكلب الكلب من غير أن يعلم فإنه أنفع دواء كان وهو عجيب جداً. الدمشقي : إذا
شرب ذلك الماء أو ذلك الشراب الذي يطفأ فيه الحديد نفع المعدة التي قد فسدت من قبل
المرة. الرازي : يهيج الباه. بولس : ينفع المرطوبين. الكندي : إذا ألقيت برادة
الحديد في شراب مسموم مصت كل ما فيه من السم ولم يضر ذلك الشراب أحداً. قال : ومن
سقي سحالة الفولاذ فينبغي أن يسقى من حجر المغناطيس درهمين بالماء البارد فإنه
يجمعه ويخرجه من البطن. الرازي : يعرض لمن سقي برادة الحديد وجع في البطن شديد ويبس
في الفم ولهيب وصداع غالب وينبغي أن يسقى اللبن الحليب مع بعض المسهلات القوية ثم
يسقى السمن والزبد إلى أن تسكن تلك الأعراض. وقال في كتاب خواصه إن علق برادة
الحديد على أن يغط في النوم لم يغط. ديسقوريدوس : زنجار الحديد قابض إذا احتملته
المرأة قطع نزف الدم وإذا شرب منع الحبل وإذا خلط بالخل ولطخ على الحمرة المنتشرة
والبثور أبرأها سريعاً ، وقد ينفع من الداحس والظفرة وخشونة الجفون والنواسير
الناتئة في المقعدة ويشد اللثة وإذا لطخ على النقرس نفع منه وينبت الشعر في
المواضع التي استولى عليها داء الثعلب.
حديدي
: هو النبات المسمى باليونانية سندريطس وسيأتي
ذكره في السين.
حدأة
: الشريف : هو طائر معروف كالبازي يأوي
إلى المدن
_________________
والعمارات يخطف
اللحم والجراد ونحو ذلك لحمه تعافه النفوس ولا تأكله ، ودمه إذا خلط بقليل مسك وماء
ورد وشرب على الريق نفع من الربو ، وضيق النفس ، ومخه إذا غلي على كراث وعسل وشربه
صاحب الزحير ومن به بواسير نفعه وإذا أحرق ريشه بغير رأسه وشرب من رماده مقدار ما
يحمله ثلاث أصابع بالماء نفع من النقرس ، ومرارته إذا جففت في الظل ورفعت فإذا
احتيج إليها فتبل بماء ثم يكتحل بها الملسوع مخالفاً إذا كانت اللسعة في الشق
الأيمن اكتحل الملسوع في العين اليسرى ، وإن كانت اللسعة في الشق الأيسر اكتحل به
في العين اليمنى ثلاثة أميال في كل عين فإنه يبرأ ويحيا ، وإذا قليت بيضة بدهن
قلياً جيداً وأدهن به موضع الوضح أبرأه وحيا.
حدج
: هو بطيخ الحنظل إذا ضخم قبل أن يصفر.
حدق
: هو الباذنجان ، من اللغة في كتاب الرحلة
لأبي العباس النباتي : هو اسم عربي معروف بالقدس وما والاها لنوع من الباذنجان بري
ينبت عندهم بريحا وأرض الغور جميعه ويعظم نباته حتى يكون أطول من شجر الباذنجان وفيه
شوك محجن وثمره يكون أخضر ثم يصفر وقدره على قدر الجوز وشكله شكل الباذنجان سواء وورقه
وثمره وأغصانه ، وهم يغسلون به الثياب فيبيضها وكذلك هو عندهم باليمن معروف بما
ذكرت وفي أرض الحبشة فيما ذكر لي من كان بها ، ومنه نوع آخر صغير كثير الشوك وورقه
صغار وأغصانه دقاق فطول شجره ذراع رأيته ببلد من أرض الحجاز وسألت عنه بعض الأعراب
فسماه لي شوكة العقرب وقال إنها تنفع من لذع العقارب. لي : تعرفه أهل اليمن
بالعرصم وهو أيضاً كثير بأرض القاهرة من الديار المصرية رأيته بالمطرية في البستان
الذي فيه البلسان بعين شمس ، ويذكرون أهل ذلك الصقع أن ثمره يتبخر به للبواسير
فيجففها وينفع منها مجرب ، وذكر لي من أثق بقوله أن هذه ثمرة إذا قليت في زيت وقطر
في الأذن الوجعة سكن وجعها وهذه الثمرة تشبه ثمر اللقاح في النضارة والمنظر والقدر
سواء ، إلا أنها تخالف اللقاح في الشوك المحيط بأقماعها.
حرمل
: ابن سمحون : هو أبيض وأحمر فالأبيض هو
الحرمل العربي ويسمى باليونانية مولى ، والأحمر هو الحرمل العامي المعروف ويسمى
بالفارسية أسفنذ. أبو حنيفة : الحرمل نوعان نوع منه ورقه مثل ورق الخلاف وله نور
مثل نور الياسمين سواء أبيض طيب يريب به السمسم والسوع وهو حب البان وليست رائحته
مثل رائحة الزيتون وحبه في شنفة مثل شنفة العشرق والنوع الآخر هو الذي يقال له
بالفارسية الأسفنذ وشنفة هذا مدورة ، وشنفة ذاك طوال والشنفة هي الأوعية التي يكون
فيها حبها. ديسقوريدوس في الثالثة : والنبات الذي ينبت بقيادوقيا وبالبلاد التي
يقال لها عالاطيا التي بآسيا واسمه مولى يسميه بعض الناس سذاباً غير بستاني وهو
تمنش مخرج من أصل واحد وله أغصان كثيرة وورق أطول من ورق السذاب الآخر وأغض ثقيل
الرائحة وله زهر أبيض ورءوس أكبر قليلاً من رؤوس السذاب البستاني مثلثة فيها بزر
لونه إلى الحمرة ما هو ذو ثلاث زوايا مر شديد المرارة ، والبزر هو المستعمل ونضجه
في الخريف. جالينوس في ٦ : قوته
لطيفة حارة في الدرجة الثالثة ولذلك صار يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويخرجها
بالبول. مسيح الدمشقي : وإذا سحق بالعسل والشراب ومرارة الدجاج والزعفران وماء
الرازيانج الأخضر وافق ضعف البصر ، ومن الناس من سماه حرملاً
والسريانيون يسمونه
بساساً وأهل قيادوقيا هم الذين يسمونه مولى لأن فيه شبهاً يسيراً للنبات الذي يقال
له مولى إذا كان أصله أسود وزهره أبيض وينبت في تلال وفي أرض طيبة التربة. مسيح : يخرج
حب القرع وينفع من القولنج وعرق النسا ووجع الورك إذا نطل بمائه ويجلو ما في الصدر
والرئة من البلغم اللزج ويحلل الرياح العارضة في الأمعاء. عيسى بن ماسة : وأما نحن
في بيمارستان مرو فإنا نستعمله منذ إخراج السوداء وأنواع البلغم بالإسهال وهو غاية
من الغايات للداء الذي يعتري المصروعين. علي بن رزين : نافع من برد الدماغ والبدن.
الرازي : الحرمل يسدد ويصدع ويدر الطمث والبول.
وقال بعض الأطباء : نقيعه جيد للسوداء
يحللها ويصفي الدم منها ويلين الطبيعة. حبيش : الحرمل يقيء ويسكر مثل ما يسكر
الخمر أو قريباً من ذلك ، وإصلاحه ليتقيأ به يكون على هذه الصفة يؤخذ من حبه خمسة
عشر درهماً ، فيغسل بالماء العذب مراراً ثم يجفف ويدق في الهاون ، وينخل بمنخل
صفيق ويصب عليه من الماء المغلي أربع أواق ، ويساط في الهاون بعود ويصفى بخرقة
صفيقة ويرمى بثقله ثم يصب على ذلك الماء من العسل ثلاث أواق ومن دهن الخل أوقيتان
ويستعمل فإنه يقيىء قيئاً شديداً. إسحاق بن عمران : إن أخذ منه وجعل في قدر مع
ثلاثين رطلاً من الشراب وطبخ حتى يذهب ربعه ثم يسقى المصروع منه كل يوم عشرة دراهم
نفع من الصرع ويسقى منه المرأة التي قد حملت مرة ثم انقطع الحمل ثلاثة أيام
متوالية فينفعها وعلامة انتفاعها به أن تتقيأ. مجهول : يصفي اللون ويحرك إلى
الجماع ويسمن ويدر الطمث والبول بقوة. ابن واقد : ينفع أصحاب العشق بإسكاره وتنويمه
لهم. غيره : وإذا استف منه وزن مثقال ونصف غير مسحوق اثنتي عشرة ليلة شفى وجع عرق
النسا مجرب ، وبدل الحرمل إذا عدم وزنه من القردمانا ، وأما الحرمل العربي فهو
الأبيض. ديسقوريدوس في الثالثة : مولى آخر ورقه شبيه بورق النيل إلا أنه أعرض منه
وهو مفترش على الأرض وله زهر شبيه بزهر لوفا وهو الخيري لبني اللون إلا أنه أصغر
من زهر لوفا وأقرب في المقدار إلى زهر انكر وهو البنفسج وله قضيب أبيض طوله أربعة
أذرع وعلى رأسه شبيه برأس الثوم وله أصل صغير شبيه ببصلة النبات الذي يقال له
بلبوس والأصل نافع جداً وإذا سحق وصير معه دهن أيرسا واحتمل في فرزجة يفتح أفواه
الأرحام. جالينوس في السابعة : أصل هذا شبيه بأصول الزير الصغار وقوته تشد وتجمع لذلك
متى وضع من أسفل بدقيق الشيلم ضماداً على ما وصفت. ديسقوريدوس : ينفع فم الرحم
المفتوح.
حرملة
: أبو حنيفة : أخبرني بعض أعراب الشراة أن
شجره ينبت بقرب الماء يسمونه قضاباً نحو العامة لها لبن كثير وورق أغبر طوال دون
ورق الخلاف يتخذ منها الزناد الجياد وهو أجود الزناد بعد المرخ والعفار ، ويؤخذ
لبنها في صوف أو قطن ويحمل ثم يستعبد
بالزبد حتى يروى منه ، ثم يمهل عشرة أيام حتى ينتن ثم يحك جرب الإنسان الجرب حكاً
شديداً ويقام في الشمس فيدلك جربته بتلك الصوفة فيجد مضضاً شديداً ويبرأ.
حرف
: أبو حنيفة : هو هذا الحب الذي يتداوى به
وهو السفا بالعربية والمقلياثا بالسريانية. محمد بن عبدون : المقلياثا هو الحرف
المقلو خاصة وسفوف المغلياثا النافع من الزحير منسوب إليه لأنه يقع فيه مقلوًا.
الفلاحة : الحرف صنفان أحدهما في ورقه دقة وتفريق كثير والآخر في ورقه شبيه
بالاستدارة مع تشقق وتشريف. ديسقوريدوس
_________________
أجود ما رأينا منه
ما كان من البلاد التي يقال لها بابل. جالينوس في الخامسة : بزر الحرف قوته تحرق
مثل بزر الخردل ولذلك يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا وأوجاع الرأس ، وكل
واحد من العلل الأخر التي تحتاج إلى التحمير كما يسخن بزر الخردل وقد يخلط بزر
الحرف أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق آخر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط
الغليظة تقطيعاً قوياً كما يقطعها بزر الخردل لأنه يشبه به في كل شيء وبقل الحرف
نفسه أيضاً إن جفف كانت قوته مثل قوة بزره وأما ما دام طرياً فهو بسبب ما يخالطه
من الرطوبة المائية ناقص القوة عن البزر كثيراً. ويبلغ من قوّة تلذيعه أن الإنسان
لا يقدر أن يأكله إلا بخبز. ابن ماسويه : قوته في الحرارة واليبوسة في آخر الدرجة
الثالثة أو من أول الرابعة. ديسقوريدوس في الأولى : وبزر كل حرف مسخن حريف رديء
للمعدة ملين للبطن ويخرج الدود ويحلل أورام الطحال ويقتل الأجنة ويحرك شهوة الجماع
وهو شبيه بالخردل وبزر الجرجير والجزر وهو يجلو الجرب المتقرح والقوابي وإذا تضمد
به مع العسل حلل ورم الطحال ونقى القروح التي يقال لها الشهدية وإذا طبخ في
الأحساء أخرج الفضول التي في الصدر وإذا شرب نفع من نهش الهوام ولسعها وإذا دخن به
في موضع طرد الهوام عنه ويمسك الشعر المتساقط ويقلع خبث النار. الفارسي : وله قوة
تفتح الأورام وإذا خلط بالسويق والخل وتضمد به نفع من عرق النسا ومن الأورام
الحارة وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل وورق الحرف أيضاً يفعل ذلك إلا
أنه أضعف فعلاً. أبقراط : والحرف يسخن ويقطع ويحدر رطوبة بلغمية بيضاء إلى المثانة
إذا أكثر أكله حتى يحدث فيها كثيراً تقطير البول. سلمويه : ينفع من الإسترخاء في
جميع البدن شرباً. الطبري : يقتل الأجنة قتلاً قوياً جداً شرباً وحمولاً وهو رديء
للمعدة ليبسه وقال في كتاب الجوهرة : إن خاصيته في إذهاب المواد الرديئة وإخراجها.
الفارسي : ينشف القيح من الجوف ويزيد في الباه ويشهي الطعام. الدمشقي : ليس بجيد
للكلى لأنه يقطع الأخلاط تقطيعاً قوياً. عيسى بن ماسة : خاصيته إذا شرب بالماء
الحار يحل القولنج ويخرج الديدان وحب القرع وورقه رديء للمعدة. ابن ماسويه : وإن
شرب منه بعد سحقه خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح العارضة في
الأمعاء ونفع من وجع القولنج وإن شرب منه مقلوُّا عقل الطبيعة ولا سيما إذا لم
يسحق لتحلل لزوجته بالقلي. حبيش : يسخن الكبد الباردة وينفع من برد الكليتين إذا
عريتا من الشحم ومن عرق النسا إذا شرب منه غير مقلو ويقلع اللحم والدم اللزج من
المعدة وإن قلي أمسك الطبيعة وإن شرب غير مقلو أسهلها. إسحاق بن عمران : وإذا حمص
وشرب ببعض الأشربة الحابسة للبطن منع الإسهال العارض من الرطوبة ونفع من الزحير وإذا
حمل على القروح العتيقة نقاها وإذا غسل بمائه الرأس نقاه من الأوساخ والرطوبات
اللزجة ومنع من تساقط الشعر وإن سحق نيئاً وسفَّ نفع من البرص وإن لطخ عليه وعلى
البهق الأبيض بالخل نفع منها وإن سحق مع دم الخطاطيف وطلي به على الوضح غيره
التجربيين : والحرف إذا خلط بالزفت مدقوقاً ينفع من قروح الرأس العسرة البرء
كالشهدية والحزاز المتقرح وإذا خلط بالغار ووضع على وجع المثانة المتولدة عن البرد
نفعه وإذا خلط بالعسل ولعق نفع السعال المتولد عن أخلاط غليظة وينفع أوجاع الجنبين
عن سدد غليظة
الأخلاط وينفع مع العسل أو فصوص البيض النيمرشت من شدخ عضل الصدر إذا أنصبت إليه
المادة من صدمة أو دفع عضو آخر ، وكيف كان بأن يلعق ، وإذا خلط مقلوُّا كما هو
حباً صحيحاً دون سحق في حسو نشا أو حسو دقيق حواري أو حسو أرز أو مح بيض نيمرشت أو
شحم مذاب نفع من إستطلاق البطن ومن السحج الحادث عن أخلاط بلغمية وإذا سحق وطلي به
النمش مع العسل أو مع الصابون إن كان قوياً قشره ، ولا يعاد حتى ترجع القشرة إلى
حالها الأول ، فإن كان للنمش ظهور أعيد ، وإذا ضمدت به اللسعة من العقرب نفعها.
العقرب نفعها.
حرف
السطوح : وباليونانية بلسقي وعامتنا
بالأندلس يعرفها بالأسيرون ويسميه أكثر الأطباء حرفا بابلياً. ديسقوريدوس في
الثانية : هو نبات دقيق الورق طول ورقه أصبع منبسط على الأرض مشرف الأطراف ، وفيه
شيء من رطوبة لزجة وله قلب في وسطه دقيق طوله شبر له شعب يسيرة وعلى كله ثمر واسع
الطرف فيه بزر شبيه بالحرف شكله على شكل الفلكة كأنه شيء قد عصر من جانبين ، وله
زهر لونه إلى البياض وينبت في الطرق وعلى الحيطان والسياجات. جالينوس في السادسة :
بلسفي هذا أيضاً بزر بعض النبات وقوته حادة حتى به تفجر الدبيلات التي تحدث في
الجوف إذا شرب وهو أيضاً يدر الطمث ويفسد الأجنة وإذا احتقن به نفع من عرق النسا
بأن يسهل شيئاً يخالطه دم ، وهو أيضاً يخرج من فوق ومن أسفل أخلاطاً مرارية متى
شرب منه مقدار أربعة دوانيق ونصف. ديسقوريدوس : وبزره حريف مسخن إذا شرب منه مقدار
أكسوثافن أخرج المرة الصفراء بالقيء والإسهال وقد يحقن به لعرق النسا ، وقد يسهل
الدم إذا احتقن به وإذا شرب فجر الدبيلات التي تكون في باطن البدن ويدر الطمث ويقتل
الأجنة وقد زعم فراطوس أنه يكون منه ضرب آخر يسميه بعض الناس جردلاً فارسياً وهو
نبات عريض الورق كبير الأصل يقع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق النسا. لي : هذا
النوع هو المعروف بالشام بالحرفق وأما أهل مصر والإسكندرية فإنهم يعرفونه بالحرفرق
وبحشيشة السلطان أيضاً.
حرف
مشرقي : ديسقوريدوس في الثانية : ذاربن وهو نبات
طوله ذراع له قضبان دقاق عليها الورق من ناحيتين متقابلتين وفي ورقه مشابهة بورق
السنطرح ، غير أنه أنعم وأشد بياضاً ، وله على أطراف القضبان أكلة مثل أكلة النبات
الذي يقال له أقطى ، وله زهر أبيض أو فرفيري غليظ طيب الرائحة وقد يطبخ هذا النبات
بحشيش الشعير خاصة بالبلاد التي يقال لها قنادوقيا ، وثمره إذا جفف يستعمل في
الطعام مكان الفلفل.
حرف
الماء : ديسقوريدوس في الثانية : سيسقريون ومن
الناس من سماه قردامومن ومنهم من يسميه أيضاً سبن هذا نبات مائي ينبت مثل ما تنبت
قرة العين وسماه بعض الناس قرداميني لأن طعمه شبيه بطعم قردامومن وهو الحرف وله
ورق مستدير في أول ما يظهر فإذا كبر صار له تشريف شبيه بتشريف ورق الجرجير.
جالينوس في الثامنة : إذا كان هذا النبات يابساً فهو في الدرجة الثالثة التي تسخن
وتجفف ، وإذا كان رطباً طرياً فهو في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس ورقه مسخن مدر
للبول وقد يؤكل أيضاً نيئاً ومطبوخاً ويتضمد به ويودع الضماد الليل أجمع ويغسل
بالغداة فينقي البثور اللبنية والكلف.
حرير
: هو الإبريسم وقد ذكرته في الألف ،
وقال ابن ماسة : الحرير
عربي والإبريسم عجمي معرب ، وقال ابن ماسه : إذا نسج دود الحرير على نفسه وتم
غشاؤه فإنه إن ترك في الشمس ثقبه وخرج منه ، وإذا خرج عنه اتخذ منه الإبريسم والقزوان
ترك في الشمس حتى يموت يسمى حينئذ حريراً.
حرشف
: هو أنواع كثيرة لكن المشهور منها بذلك
الاسم عند الأطباء نوعان بستاني ويسمى الكنكر وبعجمية الأندلس قنارية ، وسنذكره
فيما بعد ومنه برّي رؤوسه كبار على قدر الرمان وشوكه حديد وليس له ساق وتسميه
البربر بالمغرب الأقصى أقران ومنه بري أيضاً يسمونه باليونانية سقلومس ، وهو
المعروف عند عامة الأندلس باللصف وصاده مكسورة. ديسقوريدوس في الثالثة : سقولومس
هو صنف من الشوك وورقه فيما بين ورق حامالاون وأفالوفي وهو الباذرود إلا أن ورقه
أشد سواداً وله ساق طويلة مملوءة ورقاً ، عليها رأس مشوّك وله أصل أسود غليظ.
جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات يحدر بولاً كثيراً منتناً متى سلقه الإنسان
بشراب وشرب ذلك الشراب ولذلك صار أيضاً يذهب رائحة الأبطين ونتن رائحة البدن كله
إلا أن فعله هذا يفعله بجملة جوهره من قبل أن يخرج من البدن ما كان هذا سبيله من
الأخلاط فأما الأفعال التي يفعلها بكيفياته فيدل على أنه حار في الدرجة الثانية
نحو آخرها ، وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها وأنه يابس في الدرجة الثانية.
ديسقوريدوس : إذا طبخ الأصل بشراب كان صالحاً لمن كان أبطأ. وسائر بدنه منتناً
وبال بولاً كثيراً منتناً ويؤكل هذا النبات وهو طري مثل ما يؤكل الهليون. الرازي
في كتاب دفع مضار الأغذية : الحرشف يدر البول أكثر مما يدره الهليون وهو أسخن من
الهليون وألطف وأقل رطوبة وأنفع للمبرودين فأما المحرورين فليأكلوه بعد سلقه بالخل
ويشربوا عليه سكنجبيناً حامضاً ويصطبغوا بعده لقماً بالخل ويأكلوا من سكباجة حامضة
إن حضرت معه وهو كاسر للرياح مسخن للمثانة والكلى مخرج لما في الصدور لأصحاب الربو
والسعال الغليظ ومن أخذه من هؤلاء فليكن بغير مري ولا خل ولكن مصلوقاً واسفيداجاً.
المجوسي : الحرشف بأنواعه كلها يعقل الطبيعة والبطن ويقتل القمل إذا غسل بمائه
الرأس ويذهب الحرارة منه.
حرشف
بستاني : هو الكنكر وسيأتي ذكره في حرف الكاف.
حرذون
: ابن سينا : هو في طبعه قريب من طبع
الورل. مهراريس في خواصه : إن علق قلب الحرذون على صاحب حمى الربع في خرقة سوداء
أبرأها وأزالها. ابن الهيثم : في كتاب الإكتفاء جلده إذا أحرق وطلي به إنسان لم
يخف ما يناله من الضرب والقطع. جالينوس : قال قوم دمه يحد البصر فتركت تجربته
لقذره فإني قدرت على غيره من الأدوية التي امتحنتها لفعل ذلك ، وقال في موضع آخر :
وأما زبوله فإن النساء قد أكثرت منها وجربنها لأنها تصقل الوجه وتبسط جلدته كما
تفعل أدوية كثيرة وقوّة هذه الزبول يابسة حارة. ديسقوريدوس : وخرؤه يصلح للقمرة ولتحسين
اللون وصقال الوجه والبشرة وأجود ما يكون من خرئه الشديد البياض الهين الإنغزال
خفيفاً كالنشاشتج وإذا خلط برطوبة إنماع سريعاً وإذا فرك فاحت منه رائحة إلى
الحموضة ما هي فيها شيء شبيه برائحة الجميز وقد يغشه قوم بخرء الزرازير التي تعلف
الأرز ويكون خرؤها شبهاً بخرء الحرذون ومن الناس من يأخذ النشاشتج ويخلطه بالطين
المسمى قيموليا ويلونه بالحشيشة التي يقال لها الخرسا وهو خس الحمار ثم يصفيه
بمنخل واسع على
تخاتج ويكون شكل
الصفو كمثل الدود ويباع بحساب خرء الحرذون.
حرجول
: هو الحرجل. ديسقوريدوس في الثانية : وهي
جراد ليس لها جناح وهي عظيمة الجسم إذا أخذت غير مطبوخة ولا مملوحة وجففت وشربت من
غير أن تعتق بالشراب نفعت منفعة عظيمة من لسعة العقرب وقد يكثر استعمالها أهل
المدينة التي يقال لها نيطش من البلاد التي يقال لها لينوى. جالينوس في الحادية
عشرة : ويزعمون أنه في بلاد نيطش يجفف الحيوان المسمى أثيراون ويسقى منه للسعة
العقرب.
حرباء
: ديسقوريدوس : ودم الحيوان الذي يقال له
حامالاون وهو الحرباء يقال إنه إذا نتف الشعر النابت في العين وجعل في أصوله لم
يتركه أن ينبت.
حربث
: الغافقي : هو نبات ينسطح على الأرض له
ورق طوال وبين ذلك الورق شيء صغار ، وقال الأصمعي : أطيب الغنم لحماً ما أكل
الحربث. غيره : منابته السهول وقال بعض المحدثين تسميه بعض الناس التمك وبعجمية
الأندلس بيزور وهي شجيرة صغيرة دقيقة الورق طيبة الريح طعمها طعم الفلفل وهي طيبة
لرائحة الفم جداً.
حزاز
الصخر : وأهل مصر يسمونه حناء قريش. جالينوس في
الثامنة : وهذا هو شبيه بالطحلب ومن توهم أنه من جنس النبات فقد أصاب وأحسبه إنما
هي سميت حزازا لأنها تشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو القوباء وقوته تجلو وتبرد
معاً إلا أن تبريدها يسير وهي تجفف من الوجهين جميعاً بالجلاء والتجفيف الذي
اكتسبته من الصخرة والتبريد من الماء لأنه إنما ينبت على صخور ندية يقع عليها
الندى والطل وليس بعجب أن يكون شيء مركب من مثل هذه الطبائع يمنع حدوث الأورام
الحارة فأما أن كان هذا الدواء يقطع الدم المنفجر على ما قال ديسقوريدوس فليس عندي
في هذا الدواء شيء أقوله. ديسقوريدوس في الرابعة : يتولد على الصخر الندي وإذا
تضمد به قطع نزف الدم مسكن للأورام الحارة وإبراء القوابي وإذا خلط بالعسل وتحنك
به نفع من اليرقان وسكن ورم اللسان.
حزاءة
: أبو العباس النباتي : اسم لنبتة جزرية
الورق إلى البياض ما هي أصلها أبيض جزري الشكل إلى الطول ما هو طعمه بيسير حرافة وساقه
في غلظ الأصبع يتفرق في أعلاه إلى أغصان دقاق متشعبة عن أكلة كزبرية الشكل إلى
الصفرة ما هي هي أكبر من الكزبرة فيها مشابهة من أكلة الجزر البري يخلف بزراً
عريضاً لاطئاً مزويّ عدسي الشكل إلى الطول ما هو حريف الطعم ، فيه عطارة وطعم ورقه
وأصله طعم الجزر والرازيانج معاً بيسير حرافة رأيته في أرض ببابل بمقربة من الكوفة
ورأيت البزر منه ببغداد معروف بهذا الاسم وببلاد المشرق والنبتة تسميها الأعراب بالذي
سميتها به أول الاسم حاء مهملة مكسورة بعدها زاي مفتوحة ثم ألف ثم همزة بعدها هاء.
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : يسخن المعدة ويهضم الطعام ويطرد الريح ولا يصلح
للمحرورين لأنه يهيج الرمد سريعاً وهو نافع لأصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب
الجشاء الحامض فإن أخذه المحرورون فليشربوا عليه سويقاً وسكراً. ابن ماسويه : نافع
من لسع الهوام مدر للبول ويعطش إعطاشاً كثيراً. البصري : كامخ الحزاءة رديء للرأس
ويورث السدد ويصلح لبرد المعدة والبخر ونتن الفم ويهيج المرار ويظهر الجرب والبثر
في البدن.
حزاء
: قال الغافقي : قال أبو حنيفة : هو
النبتة التي تسمى بالفارسية الديناروية وهي تشفي الريح وريحها كريهة وورقها نحو من
ورق السذاب وليس في خضرته وقيل إنه سذاب البر. الطبري : هو الزوفرا وهو سذاب البر
وهو شبيه
بالسذاب في صورته وقوته.
الرازي : الحزاء المسمى بالفارسية ديناروية. الفلاحة : هي بقلة حارة حريفة قليلاً
يشوبها مرارة ورقها كورق الرازيانج في ملسها خشونة وهي تضاد دسم العقارب والأدوية
القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ وتفش الرياح ولا تنفخ البتة وتزيل الجشاء
الحامض. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : تسخن المعدة وتهضم الطعام وتطرد الرياح
وتنفع أصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض وتهيج الرمد سريعاً.
ابن ماسة : نافع من لسع الهوام يدر البول ويعطش إعطاشاً كثيراً. ماسرحويه : هو
شبيه بالسذاب في القوة قاطع للمني.
حزاءة
أخرى : الغافقي : قال ابن دريد : هي بقلة ورقها
مثل ورق الكرفس أو ورق الجزر ، ولها أصل كالجزرة ويظهر منه شيء على الأرض وهي تنبت
مسلطحة ثم تتشعب غصنه إذا استلقت. الفلاحة : بقلة ورقها دقاق متفرق متشعب يشبه ورق
الجزر يطلع كالكرفس من أصله وفي طعمه حرافة وحدة طيبة غير مكروهة يضرب طعمها إلى
شبه طعم الرازيانج وهي أطيب وهي هشة ليس فيها شيء من اللزوجة مستطابة ولها في
رؤوسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وهي مسخنة إسخاناً
يسيراً على مزاج الكبد الباردة يهضم الطعام ويزيل الخمار ويصلح مزاج البدن والأحشاء
ويزيل إدمانها الصفرة من الوجه وسائر البدن ويفتح سدد الكبد والطحال ويشوبها قبض
مع عطرية ويسخن الكلى ويسمنها وينقي المثانة ومجاري البول ويشفي من الزكام وينفع
الدماغ ويحلل منه رطوبات وهي أشد الأشياء موافقة للبواسير ينفع من نفوذها ويسكن
وجعها بالتضميد وإدمان أكلها.
حزنبل
: التميمي في كتابه في المرشد : هذا عرق
شجرة من النبات ليس لها فرع يطول كبير طول بل قد يغلظ في بطن الأرض ويرمي بقضبان
طوال وله ورق أخضر ولون هذا العرق أسمر يضرب إلى البياض والغبرة ، وإذا مضغ كان
لين المضغ شمعياً يتعجن إذا مضغ كان فيه دهانة وطعمه حلو تشوبه مرارة مثل المرارة
التي في طعم الفاريقون ومنابته بطرسوس وبغيرها من أرض الشام وبطبرية وبجبال البيت
المقدس منه شيء كثير وخاصته إبطال فعك سم العقارب والنفع منه وأفضله ما جلب من
طرسوس وما يليها وليس فيها شيء من الحشيشة اليابسة بل بجميع أجزائه لينة يتعجن إذا
مضغ والشربة منه من وزن درهم إلى مثقال وقد ينفع أيضاً من سموم الحيات ويشرب
بسيطاً وحده بشراب أو بمطبوخ الماء والعسل فيتبين له نفع بين وأمر عجيب محمود. لي
: هذا النبات قد زعم قوم أنه الفاشرا وهو خطأ وإنما هو غيره وهو كثير بأرض الغور وخاصة
من الضيعة المعروفة بالجديدة إلى جسر الصنبرة إلى تل الثعالب مع ساحل بحيرة طبرية
الأرض منها هناك مستجلسة وتجده في هذه الأرض منفرشاً عليها يشبه في نباته نبات
اليبروح أعني في عرض ورقه وتراكم بعضه على بعض ، إلا أن ورق الحزنبل عليه زغب يسمو
من وسطه قصبة مزواة جوفاء وبزرها محيط بها مثل القراسيون ، وعروقه إذا قلعت في
الربيع يكون كما قال التميمي يتعجن عند المضغ ، وإذا قلعت في الصيف عند استكمالها
وجفاف ورقها تكون كأنها العظام في صلابتها وتقيم سنين كثيرة لا يسرع إليها التآكل
مجرب. وهذا هو المرباقلن النافع من السموم جميعها عند أهل الشام وأطبائها بلا شك
فاعلمه.
حسك
: تسميه عامة المغرب بالأندلس حمص الأمير.
ديسقوريدوس في الرابعة : هو صنفان أحدهما بري ينبت
في الخربات وعند
الأنهار وورقه شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه أدق منه وله قضبان طوال منبسطة
على الأرض وعند الورق شوك ملزز صلب ، ومنه صنف آخر ينبت على الأنهار وقضبانه
مرتفعة على الأرض خفي الشوك عريض الورق وله قضبان طوال فيها الورق وساق طرفها
الأعلى أغلظ من الطرف الأسفل وعليه شيء نابت في دقة الشعر مجتمع شبيه بساق السنبلة
، وثمره صلب مثل ثمر الصنف الآخر. جالينوس في الثامنة : هذا النبات مركب من جوهر
رطب يسير الرطوبة ومن جوهر يابس ليست يبوسته يسيرة مع أنه بارد رطب ، والأغلب على
الحسك الذي ينبت في البر الجوهر الأرضي وهو الذي بينا فيه أنه قابض ، والغالب على
الحسك النابت في الماء الجوهر المائي ولذلك صار هذان النوعان من الحسك موافقين
لمنع الأورام الحارة من الحدوث ، وبالجملة هي صالحة في كل موضع يسيل وينصب إليه
شيء وأما ثمرة الحسك الذي ينبت في البرّ فإنها إذا شربت فتتت الحصاة المتولدة في
الكليتين. ديسقوريدوس : وكلا الصنفين يبردان ويقبضان وقد يتضمد بهما الأورام
الحارة وإذا خلط بالعسل أبرأ القلاع والعفونات العارضة في الفم وأورام العضل التي
عن جانبي الحلق ووجع اللثة وقد تخرج عصارة هذا النبات وتستعمل في الإكحال وثمره
إذا شرب رطباً نفع من الحصاة المتولدة في الكلى والمثانة ، وأحد الصنفين وهو الأول
إذا شرب منه مقدار درهمين وتضمد به نفع من نهشة الأفعى ، وإذا شرب بالشراب وافق
الأدوية القتالة ، وطبيخه إذا رش في موضع فيه براغيث قتلها والذي عند النهر الذي
يقال له سطرموس من الأمة التي يقال لها براقي يدلفون خيلهم بهذا النبات إذا كان
رطبً ويعملون من ثمره خبزاً لأنه حلو مغذ ويستعملونه بدل خبز الحنطة. سندهشار : جيد
لوجع المثانة وعسر البول زائد في المني. غيره : ينفع من القولنج وكل ما يفعله بزره
يفعله عصير ورقه إذا شرب رطباً أو جففت عصارته واستعملت. إسحاق بن عمران : وللحسك
بزر أصفر صغير فيلقيه ثم يعقد حسكاً يشبه الفول له ثلاث شويكات وداخله حب صغير
أصفر يشبه الحلبة وكثيراً ما ينبت في البحائر والأرض الرملة وعصيره يستخرج كما
يستخرج عصير الغافت وهو أن يؤخذ نباته أخضر ، وقد تناهى طيبه فيدق ويعصر ويجفف
عصيره في الظل.
حسل
: الرازي : يسمى باليونانية حسمى وهو بقل
يشبه الصعتر الطويل الورق المعروف بالبرمر إلا أنه أعظم منه وأطيب رائحة فهو لذلك
أجود للمعدة. قال صاحب الفلاحة : الحسمى هو الحسل يشبه الصعتر البستاني إلا أنه
أغبر وهو أطول ورقاً من الصعتر ، وفيه شيء يطول حتى ينطوي بعضه على بعض ، ويطبخ مع
الطعام ويؤكل نيئاً وهو يصلح المعدة ويطيب الجشاء ويصلح الطعام الفاسد فيها ويسرع
إحدار الطعام ويطيب النكهة وقد يشفي من لدغة العقرب ونهشه الرتيلا.
حشيشة
الزجاج : وبالرومي الكسيني وعامة
الأندلس تسميها بالحبيقة وبالحبقالة أيضاً تصغير حبق. ديسقوريدوس في الرابعة : القيسني
: هو نبات ينبت في السياجات وفي الحيطان وله قضبان دقاق لونها إلى الحمرة وورق
شبيه بورق النبات الذي يقال له لبتورسطس عليه زغب وعلى القضبان شيء شبيه بالبزر
خشن يتعلق بالثياب. جالينوس في السادسة : قوّة هذا النبات تجلو وتقبض معاً قبضاً
يسيراً مع رطوبة فيها باردة فهو لذلك ينفع جميع الأورام في الابتداء وفي الرمد إلى
المنتهى وخاصة الأورام الحارة ويوضع أيضاً على أورام اللحم الرخو في إبتدائها
فينفعها
فأما عصارته فنافعة
مع دهن الورد لوجع الأذن الحادثة عن ورم حار باعتدال ، ومن الناس قوم يتغرغرون له
لورم النغانغ ، ومن الأطباء قوم قد سقوا منه أصحاب السعال المزمن وهو يعطيك من
نفسه تجربة ما فيه من قوة الجلاء لفعله ما يفعله في أواني الزجاج. ديسقوريدوس : وللورق
قوة مبردة قابضة ولذلك إذا تضمد به أبرأ الحمرة والبواسير النابتة في المقعدة وحرق
النار والأورام التي يقال لها فوجيلا في ابتداء كونها والأورام الحارة والبلغمية وعصارة
هذا النبات إذا خلطت بأسفيذاج الرصاص ولطخت به الحمرة والنملة نفعت منهما وإذا
خلطت بقيروطي متخذة من دهن الحناء أو خلطت بشحم تيس نفعت من النقرس ، وإذا تحسى من
العصارة أيضاً مقدار قوانوس نفع من السعال المزمن وإذا تغرغر به أو تحنك به نفع من
اللوزتين ، وإذا خلطت بدهن الورد وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها. الغافقي : ورق
هذا النبات إذا حكت به القوابي أبرأها وإنما سميت بهذا الاسم لأن آنية الزجاج إذا
اتسخت تجلى بها وذلك بأن يقطع ويلقى فيها ويحرك مع الماء فيها فيجلوها بخشونتها وينقيها.
حشيشة
الداحس : ديسقوريدوس في الرابعة : قاريوحنا. هو
نميش صغير شبيه بالنبات الذي يقال له أنتلس إلا أنه أقصر منه وورقه أكبر من ورق
أنتلس وينبت في الصخور وإذا تضمد به أبرأ الداحس والقروح التي يقال لها الشهدية.
جالينوس في الثامنة : هذا يسمى باليونانية قاريوحنا لأنه يشفي من العلة المسماة
بهذا الاسم وهو الورم الحادث في أصول الأظفار المسمى بالداحس وبحسب ما قال
ديسقوريدوس هو يشفي أيضاً السعفة الرطبة الحادثة في الرأس وقوته لطيفة وهو يجفف
بلا لذع لأن الأدوية التي تشفي هذه الأورام المسماة مسامير حالها هذه الحال والأمر
معلوم ، فإن ما كانت هذه حاله يحلل جميع العلل المحتاجة إلى التحليل والأدوية التي
حالها هذه الحال هي جميع الأدوية التي تسخن وتجفف في الدرجة الثانية كما يفعل هذا
الدواء وكل ما جوهره جوهر لطيف.
حشيشة
الأسد : هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي وقد
ذكرته في حرف الألف.
حشيشة
السعال : هذا الدواء المسمى باليونانية فيحزيون وسيأتي
ذكره في حرف الفاء.
حشيشة
الطحال : يقال على الدواء المسمى باليونانية
سقولوفندريون ، وقد ذكرته في السين ويقال على النبت المسمى باليونانية طوقوريوس وقد
ذكرته في الطاء وعلى الدواء المسمى باليونانية أنيونيطس وقد ذكرته في الألف.
حشيشة
الأفعى : هو الدواء المسمى باليونانية أوارسي وبالعربية
البلكي ، وقد ذكرته في حرف الباء.
حشيشة
دودية : هو السقولوفندريون سميت لذلك لشبهها في
نباتها بخلقة الدودة المسماة باليونانية سقولوفندو ، وهي أم أربعة وأربعين.
حشيشة
البرص : يقال على الدواء المسمى بالبربرية
أطريلال وقد ذكرته في الألف وعلى الدواء المذكور في آخر المقالة الثانية من كتاب
ديسقوريدوس ، ويسمى باليونانية طيلافيون.
حصرم
: أبو حنيفة : هو غض العنب ما دام أخضر وهو
في الكرم بمنزلة البلح في النخل. وقال : وعصارته نسمى بالفارسية غورافشرج ومعناه
رب الحصرم. الإسرائيلي : وقوته في البرودة من الدرجة الثانية ومن اليبوسة من
الدرجة الثالثة. جالينوس : وقوة عصارته مجففة في الدرجة الثالثة. الرازي : هو عاقل
للبطن قامع للمرة والدم. غيره : يولد رياحاً ومغصاً. حنين : في كتاب الكرمة يضعف
معدة المدمن عليه وإذا جفف في الفيء وسحق ودلك به البدن في الحمام نفع من الحصف وقوى
البدن ومنع من
أن يحدث فيه الحصف
في تلك السنة ويبرد البدن. ديسقوريدوس في الخامسة : وعصارة الحصرم ينبغي أن تستخرج
قبل أن يطلع نجم الكلب ويشمس في إناء من نحاس أحمر مغطى بثوب ولا يزال في الشمس
إلى أن يجمد كله ، وينبغي أن يخلط ما جمد منه بما لم يجمد فإذا كان بالليل يرفع
الإناء من تحت السماء فإن الأنداء تمنع من أن تجمد العصارة فاختر منها ما كان أصفر
إلى الحمرة سهل الإنعزال يقبض قبضاً شديداً ويلذع اللسان ، ومن الناس من يطبخ
العصارة ويعقدها بالطبخ وقد يوافق مخلوطه بالعسل أو بالشراب الحلو للعضل الذي عن
جنبي اللسان والحلق واللهاة والقلاع واللثة الرخوة التي يسيل إليها الفضول والآذان
التي يسيل منها القيح. وإذا خلطت بالخل نفعت النواصير والقروح المزمنة والقروح
الخبيثة التي يسعى في البدن وقد يحتقن بها لقرحة الأمعاء ولسيلان الرطوبة المزمنة
من الرحم ، وإذا اكتحل به أحد البصر ووافقت خشونة العين وتأكل المآقي ويشرب لنفث
الدم العارض قديماً من انخراق بعض العروق وينبغي أن يستعمل وقد مزجت بالماء حتى
يرق ويصير مائية ويستعمل منها الشيء اليسير لأنها تحرق إحراقاً شديداً ، وأما
الشراب الحصرمي فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ العنب ، ولم يستحكم نضجه بعد وفيه
مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس
، وقوّة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة نافع لمن يعسر إنهضامه للطعام وللمعدة
المسترخية والمرأة الوحمى ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال أنه ينفع
الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة فإنه إن لم
يفعل به ذلك لم يكن شروباً ، وقال مرة أخرى : وأما صنعة شراب العاقومالي وهو شراب
الحصرم تأخذ حصرماً لم يسود ثم يشمسه ثلاثة أيام ثم تعصره وتأخذ من عصيره ثلاثة
أجزاء وتلقي عليها من عسل جيد منزوع الرغوة جزءاً واحداً ثم تصيره في إناء من خزف
وتدعه في الشمس وقوة هذا الشراب قابضة مبردة ويوافق من كان في معدته استرخاء وإسهال
مزمن وإنما يستعمل بعد سنة. ابن ماسويه : رب الحصرم دابغ للمعدة قاطع لإسهال المرة
الصفراء مسكن للغم الحادث منها ، قاطع للعطش العارض من المرة ، صالح من الحمى
الحادة ، قاطع لقيء المرة الصفراء ، عاقل للطبيعة ، مقو للكبد ، يذهب بالحمار ولا
سيما إذا كان معه رب الرمان المر. الرازي : رب الحصرم قامع للدم والصفراء جداً
مسكن لالتهاب المعدة الذي مع حرارة والتهاب. ابن عمران : رب الحصرم ينبه الشهوة.
بولس : رب الحصرم يابس يقبض قبضاً شديداً ومن ههنا صار موافقاً في العلل السيالة
لا سيما في العلل التي تعرض في المقعدة. عيسى بن ماسه : شراب الحصرم مز نافع
للحوامل من النساء فإنه يقوي معدهن ، ويمنعها من قبول كيموسات رديئة لزجة ويمسك
الجنين من أن يسقط. الرازي : وبدل عصارة الحصرم عصير التفاح الحامض.
حضض
: ديسقوريدوس في الأولى : لوفيون. هي شجرة
مشوكة لها أغصان طولها ثلاثة أذرع وأكثر عليها الورق وهي شبيهة بورق شجر البقس
ملزز ولها ثمر شبيه بالفلفل أسود ملزز مر المذاق أملس وقشر الشجر أصغر شبيه بالحضض
المدوف بالماء ولها أصول كثيرة ذاهبة في جانب خشنة ويكون بالبلاد التي يقال لها
ماقدونيا ، والبلاد التي يقال لها لوقيا ، وفي أماكن أخر كثيرة. وبنيت في أماكن
الأرض الوعرة وقد يخرج عصارة الحضض إذا دق الورق كما هو ويطبخ مع
الشجرة أو أنقع
أياماً وطبخ وأخرج من الطبخ وأعيد ثانية إلى الطبخ على النار حتى يثخن ويصير مثل
العسل ، وقد يغش بعكر الزيت يخلط به في طبخه أو بعصارة الأفسنتين أو بمرارة بقر ،
وينبغي أن يجمع ما كان منه طافياً وكان شبيهاً بالرغوة وتخزنه ويستعمل في أدوية
العين ، فأما الباقي فاستعمله في غير ذلك من الأدوية وقد يكون أيضاً من ثمر الحضض
عصارة بأن يشمس ويعصر والجيد من الحضض ما التهب بالنار وإذا طفىء أرغى عند ذلك
رغوة لونها شبيه بلون الدم وكان خارجه أسود وداخله ياقوتي اللون وما لم يكن زهماً
وكان فيه قبض مع مرارة وكان لونه مثل لون الزعفران كالذي تجده في الحضض الهندي
فإنه على هذه الصفة وهو أجود ما رأيناه وأقواه فعلاً. جالينوس في السابعة : هذه
شجرة شوكية منها يتخذ الحضض وهو عندنا دواء رطب يستعمل في مداواة الكلف ومداواة
الأورام والقروح الحادثة في الفم وفي الدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة والآذان
التي يخرج منها القيح والسحج والرطوبة المختلفة في أصول الأظفار ، وذلك لأن قوته
تجفف وهو مركب من قوى أجناسها متباينة فواحدة منها لطيفة محللة حارة والأخرى أرضية
باردة ، ومن قبل هذه القوة صار للحضض قبض إلا أن هذه قليلة في هذا الدواء جداً
فأما التحليل والتجفيف فليس هما قليلين بل هما منهما في الدرجة الثانية وأما
الحرارة فهو منها نحو المزاج الوسط المعتدل ، ولذلك صار الناس يستعملون هذا الدواء
في مداواة أدواء مختلفة ، فمرة يستعملونه على أنه دواء يجلو جلاء شافياً فيكحلون
به العين لينقي ما يكون في وجه الحدقة مما يظلم به البصر ومرة يستعملونه على أنه
يجمع أجزاء العضو ويشده ويسقون منه أصحاب الإستطلاق ومن به قرحة في أمعائه والنساء
اللواتي بهن النزف وهذا النوع من الحضض يكون في بلاد لوقيا وبلاد قيادوقيا كثيراً
جداً ، وأما النوع الآخر منه وهو الهندي فهو أقوى وأبلغ في هذه الأشياء كلها.
ديسقوريدوس : وقوته قابضة ويجلو ظلمة البصر ويبرئ جرب العين وحكتها ويقطع عنها
سيلان الرطوبات السائلة إليها سيلاناً مزمناً ويوافق الآذان التي يسيل منها مدة وإذا
تحنك به وافق ورم الحلق وإذا لطخ به وافق اللثة القرحة والقروح المتعفنة وشقاق
المقعدة والشجوج ، وإذا شرب أو احتقن به نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وقد
يسقى بماء لنفث الدم والسعال ، وقد يهيأ منه حب ويسقى أولاً ولا يهيأ منه حب ولكن
كما هو لعضة الكلب الكلب وقد يحمر الوجه الشعر وقد يشفي من الداحس والنملة والقروح
الخبيثة ، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة سيلاناً مزمناً من الرحم ، وقد
يقال أن الهندي يكون من الشجرة التي يقال لها الحيطس وهذه الشجرة هي صنف من الشوك
لها أغصان قائمة طول ثلاثة أذرع أو أكثر مخرجها من الأصل وهي أغلظ من أغصان العليق
منفلقة القشر لونها أحمر مثل لون الدم وله ورق مثل ورق الزيتون ، وقد يقال أنه إذا
طبخ مع الأغصان بخل نفع من الأورام العارضة للطحال ومن اليرقان ويدر الطمث وقد
يقال أنه ينفع ذلك إن لم يطبخ بل يشرب كما هو مسحوق فإنه إذا شرب من ثمرته وزن
مسطرون أسهل بلغماً مائياً ، وينفع من الأدوية القتالة. ماسرحويه : الفيلزهرج ثلاثة
ضروب : أحدها : هندي ، والثاني : عربي وهو الذي يسمى الحضض ، والثالث : يعمل من
الزرشك وهو شوك الحضض الهندي ، وهو أن يؤخذ حضض الزرشك فيطبخ بالماء طبخاً جيداً
حتى لا يبقى فيه شيء من القوة ثم يصفى ويطبخ بالماء حتى يحمر وكلها معتدلة في
الحرارة والبرودة
قابضة وأقواها كلها الهندي وخاصة في تقوية أصول الشعر وأنفعها للأورام الحضض الذي
يصنع من الزرشك قوته قوة دم الأخوين إلا أنه دونه ويجفف البلة في العين وسائر
الأعضاء ويقويها لمكان ما فيه من امتزاج القوى. بديغورس : خاصة الحضض النفع من
الأورام الرخوة والحرارة والنفاخات في الجسد وقطع الدم. الطبري : يغزر الشعر إذا
طلي عليه. سندهشار : الفيلزهرج ينفع من أوجاع العين والأورام والجذام والبواسير والقروح.
ابن ماسه : ينفع للسع الهوام والأورام الجاسية الكائنة في أصول الأظفار. الرازي : ينفع
من الخوانيق إذا تغرغر به. ابن البطريق : يطلى به موضع عضة الكلب الكلب ويحشى به
حتى يبلغ قعر العضة فينفع منها. غيره : يسقى منه كل يوم نصف مثقال بماء بارد لهذه
البلية فينتفع به.
حفاء
: هو البردي وقد ذكرته في حرف الباء من
قبل.
حلبة
: جالينوس في ٨ : تسخن في الدرجة الثانية
وتجفف في الدرجة الأولى ولذلك صارت تهيج الأورام الملتهبة فأما الأورام القليلة الحرارة
الصلبة فإنها تحللها وتشفيها وقال في أغذيته : الحلبة اليابسة منها تسمى قرن الثور
وقرن العنز وهي تسخن إسخاناً بيناً ، وإذا أكلت مع المري قبل الطعام لينت البطن وكثيراً
ما تصدع وربما غثت وإذا أكلت مع الخبز قل تليينها للبطن ولم تصدع ولم تغث ، وبقلة
الحلبة تصدع إذا أكثر من أكلها وتحدث لبعض الناس غثياناً وأما الحلبة المطبوخة إذا
شربت مع العسل تطلق البطن وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة ، وفي هذا الماء
لزوجة وحرارة فهو بلزوجته مأمون أن يؤذي وبحرارته مسكن الأذى وفيه قوة تجلو فهو
بهذا السبب يحرك الأمعاء ويستدعيها إلى دفع مما فيها بالبراز ، إلا أنه ينبغي أن
يكون مقدار ما يخلط معه من العسل يسيراً كيما لا يكون لذاعاً فأما من كانت في صدره
أوجاع مزمنة من غير أن يكون معها حمى فينبغي أن يطبخ له الحلبة مع تمر لحيم ويؤخذ
شيرجها فيخلط معه عسل كثير ويطبخ على جمر حتى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقيه منه قبل
وقت الطعام بوقت يسير ، وقال في كتابه لملكة الروم : وأما الحلبة المنبوتة التي
تستعملها الروم فإنه إذا أكلها إنسان أكلاً معتدلاً فإنها تنفع المعدة وإن أكثر
منها أثخمته وصدعته ولا ينبغي أن تؤكل في كل حين ولا يشبع منها. ديسقوريدوس في
الثانية : وطيلس ولها أسماء كثيرة الدقيق الذي يعمل منها إذا خلط بماء لقراطن وطبخ
وتضمد به كان مليناً ودقيق الحلبة يصلح للأورام الحارة العارضة في الجسم الظاهرة
منها والباطنة وإذا خلط دقيقها بنطرون وتضمد به حلل ورم الطحال ، وقد تجلس النساء
في طبيخ الحلبة وينفعهن ذلك لوجع الأرحام العارضة لهن من وجع الرحم وانضمامه وإذا
طبخت الحلبة وعصرت وغسل الرأس بعصارتها نفعت الشعر وحللت النخالة والقروح الرطبة وقد
تخلط بشحم أوز وتحتمل فتلين صلابة الرحم وتفتح انضمامه.
ماسرحويه : طبيخ الحلبة يجعد الشعر ويذهب
بالحزاز وينقي الصدر ويغذو الرئة بعض الغذاء. ابن ماسويه : تدر دم الحيض إذا شرب
ماء طبيخها مع خمسة دراهم من الفوة وهي مغيرة للنكهة مطيبة لرائحة الرجيع مفسدة
لرائحة العرق والبول محمودة لكسر الأعضاء ووهنها ملينة للطبيعة. عيسى بن ماسه : ومن
احتاج إلى تليين طبيعته يبتدي بها منبتة مع المري قبل الغذاء. الرازي : الحلبة
تلين الصدر والحلق والبطن وتسكن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه جيدة
للريح والبلغم والبواسير. الطبري في كتاب الجوهرة : إذا وضعت على الظفر المتشنج
أصلحته. الدمشقي : تجلب
البلغم اللزج من الصدر وتغزر البول. ابن سينا : حرارتها تفعل بالترقيق وكيموسها
رديء وليس بالقليل ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشقاق البارد ولحرق النار وتدخل
في أدوية الكلف وتحسن اللون ، ودقيقها يلين الدبيلات وينضجها وطبيخها يشفي من الطرفة
ويصفي الصوت ، ويجلس في طبيخها لورم الرحم ووجعه وانضمامه والحلبة تسهل ولادة
الرحم العسر الولادة للجفاف. الرازي : بقل الحلبة إذا أكل كان نافعاً من وجع الظهر
والكبد وبرد المثانة ويقطر البول وأوجاع الأرحام الباردة. الحوز : والرطب من
الحلبة يزيد في الدم جيداً.
حلق
: أبو حنيفة : هي شجرة تنبت نبات الكرم
تترقى في الشجر ولها ورق شبيه بورق العنب حامض يطبخ به اللحم وله عناقيد صغار
كعناقيد العنب البري يحمر ثم يسود فيكون مزاً ويؤخذ ورقه فيطبخ ويجعل ماؤه في
العصفر فيكون أجود له من ماء حب الرمان ، ويحمل إذا جف في البلاد لذلك ومنابته جلد
الأرض. ابن رضوان : هو نوع من الكشك يعمل من حشيشة باليمن حامض جداً بارد يابس
قامع للصفراء يسكن الكرب الحادث عنها نافع للحمار والحصا قاطع للعطش. البالسي : وهذا
يكون باليمن شجرة لطيفة تطرح حباً يشبه حب عنب الثعلب وعيدانها تشبه عيدان الكرم
يؤخذ ورقها فيجمع ويلقى في تنور وقد سكن ناره ، فيصير قطعاً سوداً يشبه الكشك
البابلي ، وهو حامض جداً بارد يابس في طبعه يقطع المرة الصفراء ويسكن اللهيب
الحادث عنها في المعدة والذي يؤخذ منه مقدار خمسة دراهم فيلقي عليه ثلاثون درهماً
من الماء فإذا مرش صفى ذلك الماء.
حلبيثا
: ديسقوريدوس في الرابعة : فيلبس ومن
الناس من يسميه بقلة الحمقاء برية وأما أبقراط فإنه يسميه ببليون وهو تمنش ينبت
أكثر ذلك في السواحل ، وهو كثير الأغصان والورق ملآن من لبن والورق شبيه بثمر بيلص
يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به ، ويشبه ورق البقلة الحمقاء البستانية
مستدير وفي أسافل الورق شيء من حمرة وتحت الورق ثمر مستدير شبيه بثمر بيلص يجرح
الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به في الطب وقد يجمع ويرفع ويسقى منه وبيلص يجمع
ويرفع ويعمل منه أيضاً بالماء والملح كما يعمل وفيه مثل قوته. جالينوس في ٨ :
وهذا النبات أيضاً له لبن كلبن النبوع وأكثر ما ينبت عند البحر وأصله لا ينتفع به
ولا يصلح لشيء كما لا يصلح أيضاً أصل النبات المسمى بابلس وأما لبنة فقوي مع أنه
ليس ينتفع به كثير المنفعة ، وأما بزره فنافع وهو ناري مسهل مثل بزر النبات المسمى
بابلس.
حلبيب
: بياءين منقوطتين كل واحدة منهما بواحدة
من أسفلها بينهما ياء منقوطة باثنتين ساكنة. ابن سينا : دواء هندي يشبه السورنجان
حار يابس في الثانية يسهل البلغم والنخام والديدان وحب القرع والأخلاط الغليظة ، وينفع
من النقرس وأوجاع المفاصل شرباً.
حلفا
: الشريف : نبت معروف إذا أخذ منها ثلاثة
وأوقدت أطرافها وكوي بهن الدمل في أول ظهوره ثلاث مرّات منعه من التزايد ، ورمادها
إذا أحرقت حار يابس إذا غسل به الرأس نقاه من الأبردة تنقية بالغة وأزالها ، ولا
يعدلها في ذلك دواء آخر ، وإذا شرب مع عسل وخل قتل الديدان في البطن يؤخذ لذلك
ثلاثة أيام ولاء وإذا أوقدت أطرافه وكويت بها النملة الساعية نفع منها نفعاً
بيناً.
حلاب
: الشريف : حشيشة صغيرة تنبت في أطراف
العمارات والأرضين الحرشا وورقها دقيق ولها قضبان دقاق ولها زهر دقيق أبيض وطول
هذه الحشيشة
مقدار شبر لا أزيد
قوتها باردة يابسة عصارتها إذا خلط معها دقيق حواري وضمد بها بقايا الكسور والفكوك
والوهن والوثي نفع منها ، وإذا خلطت بالحناء ويخضب بها أيدي الصبيان الصغار نفعت
من الحكة العارضة لها والماء السائل منها.
حلتيت
: هو صمغ الأنجدان. جالينوس في ٨ : لها قوة
تجنب جذباً بليغاً وفيها بسبب هذا المزاج الذي ذكرته منها شيء ينقص اللحم ويذيبه.
جالينوس في ٧ : الحلتيت أكثر ألبان الشجر حرارة ولطافة ولذلك هو أشد تحليلاً. جالينوس
في الثانية : الحلتيت ينفع ورم اللهاة كنفع ألقاوانيا من الصرع ، وقال في قاطا حابس
: إن حرارة الجاوشير ليست عند حرارة الحلتيت بشيء أبداً. ديسقوريدوس في الثالثة :
وقد يجمع من الأنجدان صمغ وهو الحلتيت بأن يشرط أصله وساقه وأجود ما يكون منه ما
كان إلى الحمرة ما هو صافياً شبيهاً بالمر قوي الرائحة لا تكون رائحته شبيهة
برائحة الكراث ولا كريهة المذاق هيناً أن يداف ، وإذا ديف كان لونه إلى البياض. والحلتيت
المعروف بقورنياس وهو الذي من قورنيا إذا ذاق إنسان منه قليلاً فإنه على المكان
يبدل بدنه كله ورائحته ليست بكريهة ، ولذلك إذا تنوول منه لا يكون للفم رائحة
شديدة ، والحلتيت المعروف بميديفوس وتفسيره المائي وهو الذي من ماه ، والحلتيت
الذي يعرف بسورياتغس وهو الذي من سورياهما أضعف قوة من القورنياس وأردأ رائحة ، وكل
أصناف الحلتيت تغش قبل أن يجف بسكبينج يخلط به أو دقيق الباقلا ، ويعرف المغشوش
منه بالمذاق والرائحة والذوق ، ومن الناس من يسمي ساق هذا النبات سلفيون ويسمي
أصله ماء عنطاوس ويسمي ورقه مسقطس وأقوى هذا كله الصمغ وبعده الورق وبعده الساق والصمغ
حريف ، وإذا خلط بالعسل واكتحل به أحد البصر وذهب بابتداء الماء النازل في العين وقد
يوضع في التآكل العارض في الأسنان فيسكن وجعها ويخلط بالكندز ويلطخ على خرقة ويوضع
على الأسنان فيسكن وجعها أيضاً ويطبخ مع الزوفا والتين بخل ممزوج ويتمضمض بطبيخه
فيفعل مثل ذلك ، وإذا وضع على القرحة العارضة من عضة الكلب الكلب نفع منها ، وإذا
شرب أو تلطخ به نفع ضرر الحيوانات ذوات السموم كلها والجراحات العارضة من النشاب
المسموم ، وقد يداف بزيت ويتمسح به للسعة العقرب ، وإذا شرطت الأورام الشبيهة
القريبة في الخبث من الورم المسمى عبقراً ووضع الحلتيت في مواضع الشرط نفع منها ،
وإذا وضع وحده أو مع السذاب والنطرون والعسل نفع منها ، وإذا وضع على المواضع التي
منها قلع الثآليل المسمارية والغدد الظاهرة الناتئة بعد أن يخلط بقيروطي أو بجوف
التين اليابس أذهب بها ، وإذا خلط بالخل أبرأ القوابي في حدثان كونها ، وإذا خلط
بالقلنت والزنجار وصير في المنخرين وفعل ذلك أياماً شفى من اللحم الزائد النابت في
الأنف ، وينبغي أن ينزع اللحم إذا أكله هذا الدواء بالكليتين التي تسمى سوقولانيس
وقد ينفع من خشونة اللحم المزمنة ، وإذا ديف بالماء وتجرع على المكان صفي الصوت
الذي عرض له البحوحة دفعة ، وإذا خلط بالعسل تحنك به حلل ورم اللهاة وقد يتغرغر به
مع ماء القراطن فينفع من سوندجي ، وإذا استعمله في طعامه حسن لونه ، وإذا تحسى
ببيض وافق السعال اليابس ، وإذا طرح في الإحساء وتحساه من به شوصة وافقه ، وإذا
استعمل بالتين اليابس وافق اليرقان والختر ، وإذا شرب بالشراب مع الفلفل والسذاب
سكن الكزاز وقد يؤخذ منه مقداراً ويولوس ويخلط
مع شمع ويبتلعه من
عرض له فالج مع انتصاب الرقبة وميلها إلى خلف ، وإذا تغرغر به مع الخل قلع العلق
المتعلق بالحلق ، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من جمود اللبن في الجوف ومن الصرع ، وإذا
شرب بالمرّ والفلفل أدر الطمث ، وإذا أخذ في حبة عنب نفع من الإسهال المزمن ، وإذا
شرب بماء الرماد نفع من الإسهال المزمن ومن شدخ العضل وأطرافها ، وقد يذاب بدهن
لوز مر أو سذاب أو خبز حار إذا احتيج إلى شربه. الرازي : رأيته بليغاً في علل
العصب لا يعدله شيء من الأدوية في الإسخان وجلب الحمى ، فليعط منه العليل
كالباقلاة غدوة ومثلها عشية يسقى بشراب جيد قليل ، فإنه يلهب البدن من ساعته. وقال
في الحاوي : رأيت في كتاب الهند أنهم يعتمدون في الباه على الحلتيت وهو عندي قوي
لأنه حار جداً وهو مع هذا كله منفخ وإن جعل القليل منه في ثقب الإحليل أنعظ
إنعاظاً قوياً وإن صب عليه دهن زنبق في قارورة وترك أياماً ثم تمسح به فإنه يلذذ
الرجل والمرأة لذة عجيبة. حبيش بن الحسن : هو حار يابس في أول الدرجة الرابعة يقرب
فعله من فعل السموم ويضر بالكبد والمعدة ، وإن جعل في الضرس المأكول فتنه وهو شديد
الرائحة جداً قريب من حرارة البلادر ، وزعم قوم أنه لا يسلم زرع أهل السند إلا به
وذلك أنهم يعلقونه مصروراً في الخرق في أفواه أنهارهم فيقتل برائحته ما يتولد في
مزارعهم من كلاب الماء والديدان وأن أهل أرمينية إذا أصاب أحداً منهم في حرب
الخزررمية مسمومة وضعوه على الرمية فيسلم منها. ابن سينا : ينفع من البواسير ويدر
البول وينفع المغص. وزعم بولس : أن فيه قوة مسهلة قليلة مع قبضه ، ومن المعلوم عند
الجماعة أنه ينفع من الإسهال العتيق البارد وينفع جداً من حمى الربع. غيره : يقلع
الرطوبات من المفاصل وله في ذلك خاصية عجيبة ويقتل الدود وحب القرع. التجربتين : وهو
في أورام الجوف المتقيحة كثير النفع جداً إذا شرب منه شيء محلول في ماء لسان الحمل
ومقدار ذلك نصف درهم ، وإذا أخلط بالأدوية الماسكة للطبيعة قوي فعلها وقطع الإسهال
المتولد عن رطوبات وأخلاط لزجة ، وإذا شرب منه نصف درهم مع مثله من السكبينج وتمودي
عليه نفع من الفالج والخمر منفعة بالغة ومن أوجاع المفاصل الباردة جداً متى يؤخذ
باللحس وإن كانت شديدة البرد ، وينفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شرباً وطلاء ، وإذا
طلي به الملسوعون أزال ما يجده المبرودون منهم بعد سكون وجع اللسعة من التنمل والثقل
في العضو ، وإذا شرب الثوم أو بالجنطيانا نفع من عضة الكلب الكلب.
حلبوب
: هو الحربق الأملس بالحاء المهملة عند
شجارينا بالأندلس ويسمونه أيضاً بخصا هرمس وعصا هرمس. ديسقوريدوس في الرابعة : ليثورسطس
ومن الناس من يسميه برساينون ومنهم من يسميه أريونو لوطانون هو نبات له ورق شبيه
بورق الباذروح إلا أنه أصغر منه ومائل إلى ورق النبات المسمى القبسي ، وله أغصان
ذات عقد فيها شعب كثيرة والأنثى من هذا النبات ثمرها شبيه العناقيد كثيفة ، وأما
الذكر فورقه صغار وثمرته صغيرة مستديرة مركب بعضها فوق بعض حبتين حبتين شبيه
بالحصا وطول هذا النبات نحو من شبر. جالينوس في ٧ : هذا تستعمله الناس كلهم في
إلانة البطن وإن أحب إنسان أن يجربه بأن يضمد به وجد أن قوته تحلل تحليلاً قوياً
بليغاً. ديسقوريدوس : وكلا الصنفين إذا أكلا مطبوخين لينا البطن ، وإذا سلقا
بالماء وشرب ماؤهما أسهل مرة ورطوبة مائية ، وقد يظن قوم أن ورق الصنف المسمى أنثى
إذا سحق واحتملته المرأة وشربته بعد أن تطهر
يصيرها أن تحبل
بأنثى وإن ورق الصنف المسمى الذكر إذا فعل به مثل ذلك صير المرأة أن تحبل بذكر.
حلزون
: جالينوس : وأما الحيوان المسمى فوحلياس
وهو جنس ما من أجناس الحلزون فإنه إذا أحرق مع جثته وخلط مع رماد عفص أخضر وفلفل
أبيض نفع من القروح الحادثة في الأمعاء ما دامت لم تعفن منفعة عظيمة ، وينبغي إن
خلط هذا أن يجعل مع الفلفل جزء ومعه من العفص جزءان ومن رماد الحلزون أربعة أجزاء
ويسحق جميع ذلك سحقاً ناعماً ويذر منه على الطعام ويسقى منه أيضاً بالماء أو
بالشراب الأبيض من غير أن يخلط أيضاً رماد الحلزون المحرق بالعفص فقوته قوة تجفف
تجفيفاً شديداً ، وفيه مع هذا أيضاً شيء يسخن بسبب أجزائه ومتى لم يحرق الحلزون
فقد يسحق مع جثته ويوضع على بطن صاحب الاستسقاء وعلى الأورام الحادثة في المفاصل
ممن به وجع المفاصل ، وإذا وضعت هذه على هذه الصفة كان وضعها مما يعسر قلعه لكنها
تجفف تجفيفا شديداً ، وينبغي إذا وضعت أن تترك على حالها أبداً حتى تسقط من قبل
نفسها ، وهذا بعينه ينبغي أن يفعل في مداواة الأورام عسرة الانحلال الحادثة في
الآذان من ضربة أو رضة وذلك أن هذا الدواء يجففها تجفيفاً شديداً ولو أنه صادف
فيها رطوبة غليظة متمكنة في عمق العضو. ديسقوريدوس في الثانية : فوحليا سن بري هو
صنف من ذوات الصدف وهو الحلزون البري جيد للمعدة عسير الفساد والذي منه في الجزيرة
التي يقال لها سردونيا والبلاد التي يقال لها لينوى والتي يقال لها أسطاقوليا ، والجزيرة
التي يقال لها صقلية والتي يقال لها حيوس هو أجوده ، ومثله في الجبال التي في
البلاد التي يقال لها ليفوريا ويقال لها قوماطناس ، والفوحلياس البحري وهو الحلزون
البحري جيد للمعدة سريع البراز ، وأما النهري فإنه زهم ، وأما البريّ اللاصق
بالشوك والأشجار الصغار الذي يسميه بعض الناس ساسليس ويسمونه ساساليطس ، فإنه يسهل
البطن ويقيء وقوّة أغطيتها كلها إذا أحرقت مسخنة محرقة تجلو الجرب المتقرح والبهق
والأسنان ، وإذا أحرقت كما هي بلحمها وشحمها وسحقت واكتحل بها كما هي مع عسل جلت
آثار اندمال القروح العارضة في العين وأبرأت القرحة العارضة في العين وأبرأت
القرحة وهي التي تسمى لوقويا والكلف والغشاوة ، وإذا ضمد بها غير محرقة للانتفاخ
العارض من الحبن أضمرته ولا تفارق الانتفاخ حتى تفنى رطوبتها وتسكن أورام النقرس ،
وإذا تضمد بها جذبت السلاء من داخل اللحم ، وإذا سحقت واحتملت أدرّت الطمث ، وإذا
ضمدت بها الجراحات وخاصة في الأعصاب بلحومها مسحوقة وقد خلطت بمر وكندر ألزقتها ،
ولحومها تبرىء القروح ، وإذا دقت وسحقت وخلطت بخل قطعت الرعاف ، وإذا ابتلعت
لحومها طرية غير مطبوخة وخاصة ما كان منها من بلاد لينوى سكنت وجع المعدة ، وإذا
دقت كما هي بأغطيتها وسحقت وشربت بخمر وشيء يسير من مر أبرأت أصحاب القولنج وأصحاب
أوجاع المثانة ، وإذا أخدت اللزوجة التي على اللحم منها بطرف إبرة ووضعت على الشعر
النابت في العين ألزقته.
الغافقي : لحمه وصدفه ينفع جراحة الكلب
الكلب ، وإذا سحق ووضع على الورم الجاسي حلله ، وقد يعجن المر والصبر بلعاب
الحلزون بأن يؤخذ طرياً فيثقب لحمه بحديدة حادة الرأس ويقرب من النار حتى تسيل
رطوبته.
حلبلاب
قيل : هو اللبلاب العريض الورق المسمى
قسوس ، وقال بعضهم : هو اللاعبة ، وسيأتي ذكر قسوس في حرف القاف واللاعبة في
اللام.
حلحل
وحلاحل :
وهو بصل الزير فيما
زعموا وقد ذكرته في حرف الباء.
حلم
: هو القواد.
حلوسيا
: هي
الكثيراء وسيأتي ذكرها في الكاف.
حماما
: ديسقوريدوس في الأولى : آامومن هي شجرة
كأنها عنقود خشب مشتبك بعضه ببعض وله زهر صغير مثل الدواء الذي يقال له لوقاين وهو
الخيري وله ورق شبيه بورق بروانيا وهو بالسريانية الفاشراوقاسر سنين وهي الكرمة
البيضاء والفاشرتين الكرمة السوداء ، وأجوده ما كان من أرمينية ، لونه شبيه بلون
الذهب ولون خشبه إلى الياقوت وهو طيب الرائحة جداً ، وأما الذي من ماء قلابة ينبت
في صحاري وأماكن رطبة فهو أضعف وهو عظيم ولونه إلى الخضرة ما هو لين تحت المحبس وخشبة
كالشظايا في رائحته شيء شبيه برائحة السذاب ، وأما الذي من البلاد التي يقال لها
نيطس فإن لونه إلى لون الياقوت ما هو ليس بطويل ولا عسر الرض خلقته كخلقة العنقود
وهو ملآن من ثمرته ورائحته ساطعة ، فاختر منه ما كان حديثاً أبيض وكان لونه إلى
الدم ما هو منضغطاً ولا مشتبكاً ولا متخلخلاً متفرق ملآن من بزره وهو شبيه بعناقيد
صغار ثقيل طيب الرائحة جداً ليست فيه رائحة التكرج ، حريف يلذع اللسان لونه واحد
لا يختلف وقوته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمدت به الجبهة وينضج
الأورام الحارة ويحللها وينفع من لسعة العقرب إذا ضمدت به مع الزبيب ، وهو نافع من
أورام الرحم إذا عمل في الفرزجات ، وإذا جلس في مائه النساء وإذا شرب طبيخه كان
موافقاً لمن كبده عليلة ومن كانت كلاه أيضاً كذلك ، والمنقرسين وقد يقع في أخلاط
بعض الأدوية وفي أخلاط الطيب الشريفة ، وقد يغش قوم الحماما بالدواء الذي يقال له
أمويس لأنه شبيه به غير أنه ليست له رائحة ولا ثمرة ، ويكون بأرمينية وزهر شبيه
بزهر الفودنج الجبلي إذا أحببت أن تمتحن هذا وأشباهه فاجتنب الفتات واختر منه ما
كانت أغصانه تامة نابتة من أصل واحد. جالينوس في ٧ : قوّة هذا شبيهة بقوة الوج إلا
أن الوج أكثر تجفيفاً. والحماما أكثر إنضاجاً. ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة قابضة
ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمد به الجبهة وينضج الأورام الحارة وينفع من
لسع العقرب. الغافقي : وقال جالينوس في شرح فصول أبقراط : الحماما حار لطيف يصدع ،
وكذا أكثر الأفاويه تصدّع لأنها حارة لطيفة. بديغورس : خاصتها النفع لطرد الرياح وتنقية
المعدة وتقوية الكبد. حنين في كتاب الترياق : وقوّة الحماما في الحرارة واليبوسة
من الدرجة الثالثة وهي من المسكرات وخاصته أنه يسكر وينوم. الرازي : جيد للسدد في
الكبد مع برد. سادوق : وبدلها عند عدمها وزنها من الأسارون وإن شئت وزنها من الوج
وإن شئت وزنها من أعواد القرنفل. الرازي : قوّتها مثل قوّة الوج إلا أن الحماما
أكثر إنضاجاً ، والوج أكثر تجفيفاً فينبغي أن يزيد عند الاستعمال من الحماما ما
يجفف ومن الوج ما يلين. وقال غيره : وبدلها وزنها من الوج ووزنها من الكمون
الأبيض.
حمص
: جالينوس في ٦ : وهو جنس من الحبوب
ينفخ ويلين البطن ويدر البول ويزيد في اللبن والمني ويدر الطمث ، فأما الحمص
الأسود فهو أكثر إدراراً للبول من سائر الحمص ، وماؤه الذي يطبخ فيه يفتت حصاة
الكلي ، فأما الجنس الآخر وهو الذي يسمى حمصاً كرسنيآَ فقوّته هذه القوّة أعني
قوّة جاذبة محللة قطاعة مفتتة وهو حار فيه رطوبة يسيرة وفيه مع هذا شيء من المرارة
بسببها صار ينقي ويفتح سدد الكبد والكلي والطحال ويجلو الجرب والقوباء والأورام
الحادثة عند الأذنين
_________________
وفي البيضتين إذا
صلبتا ويشفي أيضاً الخراجات إذا استعمل مع العسل. ديسقوريدوس في الثانية : ملين
للطبيعة ويدرّ البول ويولد النفخ ويحسن اللون ويدر الطمث ويعين في إخراج الجنين ويولد
اللبن ، والصنف من الحمص الذي يقال له أرونياس خاصة يطبخ بماء ويضمد به مع عسل
لورم الحصى الحار والقوابي وقروح الرأس الرطبة والقروح السرطانية والجرب والقروح
الخبيثة ، والصنف الآخر الذي يقال له قريوس وهو الأسود الصغار وكلاهما إذا سقي من
طبيخهما مع الحشيشة التي تسمى لينابوطيس لليرقان والحبن نفعا منهما بإخراجهما
الفضول بإدرار البول ويضران بالمثانة المتقرحة والكلي ، ومن الناس من يزعم أنه
يقلع الثآليل التي يقال لها أفروحودس ، والثآليل التي يقال لها مرميقيا بأن يؤخذ
من الحمص حبة حبة وتوضع واحدة على كل تؤلول في أوّل الشهر ثم يؤخذ ذلك الحمص الذي
يوضع على الثآليل فيصر في خرقة ويرمى به إلى خلف. ماسرحويه : يغذو الرئة أكثر من
سائر الأشياء ، ولذلك إذا كان فيها قروح أغلينا دقيقة باللبن الحليب وجعلناه حساء
وهو يهيج الشهوة ويزيد في ماء الصلب وقد تعتلفه فحول الخيل لهذا السبب. روفس : وغذاؤه
كاف ويحدث في اللحم انتفاخاً ويفعل في البدن ما يفعله الخمير في العجين والخل في
الأرض. ابن ماسويه : نافع لما يعرض في الرأس والبدن كله من الحكة وإن أنقع وأكل نيئاً
وشرب ماؤه على الريق زاد في الإنعاظ وقوى الذكر.
أربياسيس : والجماع يحتاج في تمامه إلى
ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص. أحدها : طعام يكون فيه زيادة الحرارة واعتدالها وما
يقوّي الحرارة الغريزية وينبه الشهوة للجماع ، والثاني غذاء يكون فيه من قوة
الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني ، والثالث : غذاء فيه من الرياح والنفخ
ما يملأ أوراد القضيب وهذا كله موجود في الحمص. الطبري : إن أنقع الحمص في الخل
ليلة ثم أكل على الريق وصبر عليه نصف يوم قتل الدود الذي في البطن ، وينفع من وجع
الظهر والمواضع التي تكون خدرة. ابن سينا : رطبه أكثر توليداً للفضول من يابسه ويابسه
يجلو النمش وينفع من وجع الظهر ونقيعه ينفع من وجع الضرس وينفع من أورام اللثة
الحارة ودهنه ينفع من القوباء. وقال أبقراط : إن في الحمص جوهرين يفارقانه بالطبخ
أحدهما مالح يلين الطبيعة والآخر حلو يدر البول والحلو فيه نفخ. غيره : إذا طبخ مع
اللحم أعان على نضجه ، وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب. التجربتين : إذا طبخ
الحمص ووضع في خريطة ووضعت الأنثيان على بخار ، قد ينفع من أورامها ويجفف من
أوجاعها. الإسرائيلي : الحمص الأسود أكثر حرارة وأقل رطوبة من الأبيض ، ولذلك صارت
مرارته أظهر على حلاوته وصار فعله في تفتيح سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج
الدود وحب القرع من البطن وإسقاط الأجنة والنفع من الاستسقاء واليرقان العارض في
سدد الكبد والطحال والمرارة فيه أقوى وأظهر وأما في زيادة المني واللبن وتحسين
اللون وإدرار البول فالأبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه ، ويجب أن
لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده لكن في وسطه لأنه إن قدم قبل الطعام انحدر بسرعة قبل
تمام هضمه لما فيه من قوًة الجلاء والتلطيف وقام عند الطبيعة مقام الدواء لا مقام
الغذاء وإن أخذ بعد الطعام عام قطعاً في أعلاها وربا هناك وولد نفخاً في البطن وإزماماً
في الجنبين ، وإذا أخذ في وسط الطعام اختلط بالطعام ومنعه من أن يطفو وأن ينحدر
بسرعة وانهضم رويداً
رويداً وفعل فعل الغذاء والدواء جميعاً. إسحاق بن عمران : ينمي البدن ويقوّي البدن
كله. الرازي : وماء الحمص الأسود يصلح الفالج والأمراض الباردة ووجع المفاصل
الرطبة. وقال في دفع مضار الأغذية : ماؤه يلين البطن ويخرج الريح إذا طبخ مع
الكمون والشبت وأكل بالزيت وبالخردل ، وينفع من الأمراض البلغمية والحساء المتخذ
منه ومن اللبن نافع لمن جفت رئته ودق صوته ، وأما الرطب منه فمنفخ بطيء الانهضام ،
ولا ينبغي أن يشرب الماء ساعة يؤخذ لأنه إن شرب عليه الماء أكثر نفخه جداً ، ولا
سيما إن كان قد أخذ منه شيء كثير بل يشرب عليه اليسير من الشراب الصرف أو يؤخذ
بعده من الكموني والقلاقلي اللهم إلا أن يطلب بذلك الزيادة في الإنعاط. ديسقوريدس
: وقد يكون حمص بري ورقه يشبه ورق البستاني حاد الرائحة وثمره مخالف لثمر الحمص
البستاني يصلح لكل ما يصلح له الحمص البستاني في كل شيء ويسخن ويجفف أكثر منه
بمقدار ما هو أحد وأحر منه.
حمص
الأمير : وهو السكوهج وهو
الحسك. وقد تقدم ذكره.
حماض
: أبو حنيفة : هو ضربان عذب وآخر فيه
مرارة وفي أصولهما جميعاً إذا نبتا حمرة وثمره سنبل طوال الشعر خشنة فإذا أدرك
ابيض وإذا فرك خرج منه حب أسود زلال مزوي صغار وبزره وورقه يتداوى بهما.
ديسقوريدوس في الثانية : لا باين وهو الحماض منه ما يقال له اكسوبالانابو ينبت في
آجام وهو صلب محدد الأطراف ومنه شيء بستاني عريض شبيه بورق السلق لا يشبه الذي
وصفنا في الشكل ، ومنه صنف آخر ثالث بري صغير فمي ناعم شبيه بالنبات الذي يقال له
لسان الحمل ، ومنه صنف آخر رابع يسميه بعض الناس أفضليس. وألقيس ولا يونايون بري
له ورق شبيه بورق الحماض البري الذي صفناه ، ونوع منه له ساق محدد الطرف ليس بعظيم
وله ثمر في شعب على رأسه أحمر حريف الطعم حامض. جالينوس في ٧ : في الحماض التفه
قوة تحليل يسير ، وأما الحماض فقوته مركبة وذلك أن فيه مع القوة المحللة قوّة
رداعة مانعة فأما بزر الحماض الحامض ففيه قبض بين حتى أنه يشفي قروح الأمعاء واستطلاق
البطن ولا سيما بزر الحماض الكبار ، وأكثر ما ينبت في الآجام وقوته أضعف من قوة
هذا. ديسقوريدوس : وأصنافه كلها إذا طبخت لينت البطن وإذا تضمد بها نيئة وخلطت
بدهن ورد وزعفران حللت الأورام التي يقال لها ماليكيديس وهي التي تسمى الشهدية ، وقد
يشرب بماء وخمر وبزر الحماض البري وبزر الصنف الذي من الحماض البري الذي يقال له
أفسولاباين ، وبزر الصنف الذي يقال له أفضليس ينتفع به من قرحة الأمعاء والإسهال
المزمن والغثيان ولسعة العقرب ، وإن تقدم أحد في شربه ثم لسعته العقرب لم يحك فيه
لسعتها ، وأصول هذه الأصناف التي ذكرناها من أصناف الحماض إذا تضمد بها مع الخل أو
مطبوخة أو غير مطبوخة أبرأت الجرب المتقرح والقوابي والشقاق العارض في الأظفار والداحس
، وينبغي من قبل أن يضمد بها أن يدلك المكان الذي يحتاج إلى الضماد بنطرون وخل في
الشمس وطبيخها إذا صب على الحكة العارضة للبدن أو خلط بماء الحماض واستحم بها
سكنها ، وإذا طبخت بالشراب وتمضمض به سكنت وجع الأسنان وإذا طبخت بالشراب وتضمد
بها حللت الخنازير والأورام العارضة في أصول الآذان وإذا طبخت بالخل وتضمد بها
حللت ورم الطحال ومن الناس من يعلق أصل الحماض في رقبة من به الخنازير لأنه يرى
بذلك أنه ينفعه وإذا
سحقت واحتملتها
المرأة قطعت سيلان الدم
من الرحم سيلاناً مزمناً ، وإذا طبخت بالشراب وشربت أبرأت من به يرقان وفتت الحصاة
التي في المثانة وأدرت الطمث ونفعت من لسعة العقرب ، وأما أقولابائن فهو حماض كثير
النبات يكون في الآجام وقوته مثل قوَة أصناف الحماض التي ذكرنا. الدمشقي : التفه
منه هو السلق البري. ابن ماسويه : الحماض الشبيه بالهندبا بارد يابس وفيه رطوبة
عرضية وبزره إن قلي يعقل الطبيعة ويدبغ المعدة فإن طبخت بقلته بالماء ثم طبخت وصير
معها زيت الأنفاق والكزبرة اليابسة وشيء من الكمون وماء حب الرمان عقلت الطبيعة ،
وإن سلقت ولم تطحن أزلقت ما في البطن بلزوجتها ولما فيها من ذلك كانت نافعة للسحج
العارض في الأمعاء من المرة الصفراء إذا كان البقل يابساً لأن إزلاقها إياه وإخراجها
له وتغريتها للسحج بلزوجتها. وقال مرة أخرى : وأنواع الحماض جميعاً تسكن المرة
الصفراء وكيموسها ليس بالرديء. إسحاق بن عمران : الحماض مطفىء قانع للعطش نافع من
هيجان الصفراء وسطوة الحرارة يقطع القيء ويشهي الأكل ويذهب الجماع. غيره : الحماض
الحامض يسكن الغثيان الصفراوي ويذهب بالحمار. ابن سينا : هو بارد يابس في الثانية
وبزره بارد في الأولى يابس في الثانية والذي ليس بشديد الحموضة أغذى وهو الشبيه
بالهندبا وأكله يقمع الصفراء وخلطه محمود. جالينوس في أغذيته : والحماض الحامض
نافع للنساء اللواتي تعرض لهن العلة التي يقال لها باليونانية نبطاً ، وهو شهوة
الطين وغيره من الأشياء الرديئة وغذاء هذا الحماض الحامض أقل جداً من غذاء الذي
ليس بحامض. قسطس : في الفلارحة إن صر بزر الحماض الحامض في خرقة وعلق في عضد
المرأة الأيسر لم تحبل ما دام عليها.
حماض
الماء : الغافقي : قال صاحب الفلاحة : هو نبات
ينبت على المياه وله ورق طولها على طول أصبع مفترشة على الأرض شبيهة بورق الهندبا
، وله ساق صغيرة ورأس فيه بزر مجتمع أسود يضرب إلى الحمرة ولا يتقدمه زهر وطعم هذا
النبات طيب كطعم الحماض وهو ملين للبطن إذا طبخ وأكل وبزره إذا سحق وشرب بخمر طيب
النفس وأزال الهموم ويشفي من التوحش والخفقان الحار وهي وبزرها يبرئان الغثي ويصلحان
المقعدة المسترخية وتسكن الحكة إذا طبخت وصبت على العليل وإذا مضع بزرها وورقها
سكن وجع الأسنان وأصلح اللثة المسترخية وإذا أدمن أكلها أبرأت اليرقان.
حماض
الأرنب : قيل هو الأكشوث وسيأتي ذكره في الكاف.
حمضيض
: أبو حنيفة : هي بقلة حامضة تجعل في
الأقط وهو من الذكور ومنابتة الرمل.
حماض
البقر : هو الحماض البري وهو شبيه بالبستاني
العريض إلا أنه أصغر وبزره في غلف خشنة يتعذر خروجه وبزره صغير في غلف خشنة حمر
مثلث الشكل.
حماض
السواقي : هو الحماض الآجامي وقد
ذكر مع أنواعه.
حماحم
: ابن عمران : هو الحبق الكرماني العريض
الورق ويسمى بالشام حبق نبطي وله أغصان خضر مربعة خوارة ونور أبيض وبزره كبزر
الحبق وهو حار يابس في الدرجة الثانية جيد لأصحاب البلغم مفتح للسدد العارضة في
الدماغ والرأس من البلغم نافع من الزكام الرطب. مسيح : هو أحرّ وأيبس من الشاهسفرم.
غيره : مقوٍّ للقلب وليس بمؤذ للمحرورين ويضمد بورقه لاحتراق البلغم والاحتراق ويسقى
بزره مقلوًّا لأصحاب الإسهال المزمن بدهن ورد وماء بارد.
حمر
: هو التمر هندي ، وقد ذكرته في التاء ويسمى
بهذا الاسم أيضاً
_________________
قفر اليهود ، وسيأتي
ذكره في القاف.
حميراء
: هو رجل الحمام بلغه أهل الأندلس وهو
الشنجار ، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة.
حماط
: هو ضرب من الجميز ، وقد ذكرته معه في
الجيم.
حمحم
: هو لسان الثور عند أهل الشام والشرق وديار
بكر وسمعتهم ينطقون بضم الحاءين المهملتين معاً ، وسيأتي ذكر لسان الثور في اللام.
حمض
: هو الأشنان. قال الأصعمي : هو كل ما ملح
من الشجر وكانت ورقته وحبه إذا غمستهما أنفعتا وكان ذفر المشم ينقي الثوب إذا غسل
به والغنم ترعاه.
حمام
: ماسرحويه : لحمه جيد للكلي ويزيد في
المني والدم. الرازي : الحمام أخف من الفراخ وأقل إلهاباً. الشريف : وإذا شقت وهي
أحياء ووضعت حارة على موضع نهشة العقرب نفعت منها نفعاً بيناً وشحمها إذا طلي به
على آثار الخدوش أذهبها وأزال ذلك وإذا حرق رأس حمام مشروك بريشه وسحق واكتحل به
نفع من الغشاوة وظلمة البصر. خواص ابن زهر : إذا سكن المخدور بمقربة منها إن كانت
في غرفة وسكن المخدور تحتها أو كانت في بيت وسكن فوقها برأ ومجاورتها أمان من
الخدر ومن الفالج والسكتة والخمود والسبات وهذه خاصية بديعة جعلها الله تعالى
فيها. ديسقوريدوس في الثانية : ودم الورشان والسفنين والقبج والحمام تؤخذ وهي حارة
ويكتحل بها للجراحات العارضة للعين وكمنة الدم فيها والغشاوة ودم الحمام خاصة يقطع
الرعاف الذي في حجب الدماغ. قال جالينوس : وأما دم الحمام فقد استعمله كثير من
قدماء الطب في الرأس إذا تصدع بأن يصيره في الشق الذي أصيب في العظم وكانوا إذا لم
يجدوا دم الحمام استعملوا مكانه دم الورشان أو دم القبج أو دم اليمام أيها كان
حاضراً وأما أنا فقد حضرت عدة ممن شق رأسه وقطرت فيه بدل هذه الدماء دهن الورد
فبرؤوا ولم يضرهم ذلك غير أن الدهن ينبغي أن يصب وهو سخن على نحو سخونة الدم فعلمت
بذلك أن منفعة الدم إنما كانت لسخونته لا بقوة نافعة فيه ، غير أن تلك القوة هي
السخونة فقط واعتدال مزاجه ، فقد بان من هذا أن دهن الورد من أفضل ما عولج به الشق
الذي يقع في الرأس إذا كان هذا الدهن معتدل المزاج وكان فيه شيء من القبض. وبعض
الأطباء كان يقطر من دم الحمام وهو حار في العين التي أصابتها طرفة واجتمع فيها
الدم فيشفيها بذلك ومنهم من يأخذ ريش فرخ الحمام الناعمة منها الرخصة المملوءة
دماً فيعصر منها في العين فينتفع به. ديسقوريدوس : وزبل الحمام أسخن وأشد إحراقاً
من غيره من الزبول وقد يخلط بدقيق الشعير وينتفع به وإذا خلط بخل حلل الخنازير وإذا
خلط بالعسل وبزر الكتان فجر الورم الصلب وقلع خشكريشة القروح التي تسمى النار
الفارسية وإذا خلط بالزيت أبرأ حرق النار. جالينوس : وأما زبل الحمام الطيارة التي
تأوي الأبراج والبيوت فحارة وزبل الجبلية منها والبرية أشد حرارة وأنا أستعمل زبل
الحمام في أمراض كثيرة وربما خلطت معها بزر الحرف مدقوقاً منخولاً أو مع الخردل وأستعملها
في الأمراض الباردة التي تحتاج إلى التسخين ولا سيما في الأمراض المزمنة مثل
النقرس والشقيقة والصداع والدوار وأوجاع الجنبين والكتفين والظهر فقد يظهر في
الظهر أوجاع الكليتين وأوجاع مزمنة ويستعمل أيضاً في أوجاع البطن وأوجاع المفاصل وهذه
زبول بعيدة النتن ولا سيما إذا جفت ولذلك يكثر استعمالنا لها في الأمصار. الطبري :
إذا خلط بدقيق الشعير وضرب بالماء حتى يصير كالحساء وطبخ بالخل والعسل وضمدت به
الدبيلة والخنازير والأورام الصلبة حلل
وأبرأ ، وإذا خلط
بدقيق الشعير المضروب بالماء مع شيء من قطران وسحق حتى يصير كالمرهم ووضع على
البرص في خرقة كتان وترك ثلاثة أيام ثم نزع وجدد غيره نفع منه ويفعل به ذلك حتى
يبرأ. الحور : زبل الحمام إذا طبخ بالماء وجلس فيه من به عسر البول نفعه جداً. ابن
سينا : ينفع من اللسعة طلاء. مجهول : وإذا طلي بالخل على صاحب الاستسقاء نفعه وكذا
إن سقي بالسكنجبين ، وإذا طلي مع بزر الكتان مدقوقاً معجوناً بالخل على الخنازير
حللها ، وزبل الحمام الأحمر إذا شرب منه وزن درهمين مع ثلاثة دراهم دارصيني نفع من
الحصاة ، وإذا حرق في خرقة كتان حتى يصير رماداً وخلط بزيت وطلي على حرق النار كان
نافعاً. غيره : تعلف الحمام بزر الكتان ويقتمح من ذرقها راحة أو راحتين أياماً
فإنه يفتت الحصاة ويبول مجرب.
حمار
أهلي : جالينوس في أغذيته : ومن الناس قوم
يأكلون لحوم الحضرية الهرمة على أنها في الغاية القصوى من رداءة الدم المتولد فيها
وفي غاية عسر الانهضام ، وهي رديئة للمعدة مع أنها بشعة زهمة لا تقبلها النفس ولا
لها لذة ، والقوم الذين يأكلون ذلك قوم طبائعهم قريبة من طبائع الحمير في أنفسهم وأبدانهم.
الرازي : قالت الحور : إذا طبخ لحم الحمير وقعد في طبيخه صاحب الكزاز من يبوسة
كثيرة نفعه جداً. جالينوس في الحادية عشرة من مفرداته : زعم قوم أن حوافر الحمير
قد يحرقونها ويداوون بها من يصرع كثيراً إذا واصل شربها وأنهم يحللون بها الخنازير
إذا عجنوها بالزيت ، وإن كثيراً زعموا أن هذا الرماد إن نثر يابساً شفى الريح الذي
يعرض في أصول أظفار اليدين والرجلين. ديسقوريدوس في الثانية : حوافر الحمير يقال
أنها إذا احترقت وشرب منها أياماً كثيرة وزن فجلنارين في كل يوم نفعت المصروعين ، وإذا خلطت
بزيت ووضعت على الخنازير حللتها وإذا تضمد بها أبرأت الشقاق العارض من البرد. قال
: وكبد الحمار إذا طبخ وسوي وأكل نفع المصروعين وليؤكل على الريق. الرازي في خواصه
: أصبت في اختيارات حنين أنه وجد في السفر الطبي أنه مما يضاد الصرع بخاصية عجيبة
فيه أن يؤخذ كثير من جلد جبهة الحمار ويلبس السنة كلها ويتخذ في السنة المقبلة
فإنه يمنع الصرع البتة. وقال في موضع آخر : وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنه إذا
اتخذ خاتم من حافر حمار يمين ولبسه المصروع لم يصرع. ديسقوريدوس : وشحم الحمار
يقال إنه يصير ألوان اندمال القروح شبيهة بلون سائر البدن. قال : وسرجينه وسرجين
الخيل إذا أحرقا أو لم يحرقا وخلطا بخل قطعا سيلان الدم ، وسرجين الحمار الذي رعى
العشب إذا كان يابساً وخلط بشراب وصفي نفع من لسعة العقرب منفعة عظيمة شرباً.
أطهوزسفس في خواصه : إن علق جلد جبهة الحمار على الصبيان منعهم أن يفزعوا. ويقال :
إن وسخ أذن الحمار إذا سقي منه الصبي البكاء وزن ثمن درهم لم يبك. غيره : وروث
الحمار الأهلي إذا كسرته وعصرته في الأنف منع من انبعاث الدم الذي يكون من قطع
الشريان أو عرق وحشيثه ، وكذا إن رش عليه خل واستمر قطع الرعاف ، وكذا إن عصر وقطر
ماؤه في أنف المرعوف ، وإن اعتصر وهو طري وشرب ماؤه فتت الحصاة. وزبل الخيل يفعل
ما يفعله زبل الحمير ، وروث البرذون يخرج المشيمة والجنين الميت. الفلاحة الفارسية
: إذا ركب ملسوع العقرب حماراً وجعل وجهه إلى ذنبه صار الوجع فيه. قال : وإن تقدم
الملدوغ إلى أذن الحمار وقال : إني لدغت ذهب الوجع. حواض ابن زهر : نهيق
_________________
الحمار يضر بالكلاب
حتى أنه ربما عوى الكلب من كثرة ما يؤلمه.
حمار
وحشي : عبد الملك بن زهر : النظر إلى عين حمار
الوحش يديم صحة البصر ويمنع من نزول الماء وهي خاصية عجيبة جعلها الله فيه لدوام
صحة العين لا شبهة فيها. جالينوس في كتاب أغذيته : لحوم حمير الوحش غليظة وإذا كان
الحمار منها سميناً فتي السن فهو قريب من لحم الإبل. الرازي في دفع مضار الأغذية :
هي غليظة جداً وهي تنفع إذا طبخت بماء وملح وأكثر فيها الدارصيني والزنجبيل ، وتتحسى
أمراقها وأكل السمين من لحومها ينفع من وجع التشبك في المفاصل والرياح الغليظة ، وكذا
إذا طبخت بدهن الجوز والزيت ومن اضطر إلى إدمان أكلها فليتعاهد ما يخرج السوداء ويتعاهد
الترطيب والتدبير لبدنه إن لم يكن بلغمياً ، ومتى حدث عن أكل لحوم الوحش تمدد في
المعدة وبطء خروج الثفل فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة كالشهريارات والتمري
ودواء الجزر ونحوهما من الجوارشنات المركبة من التربذ والسقمونيا والأفاويه. ابن
ماسويه : شحم حمار الوحش نافع من الكلف إذا طلي عليه ، وإذا غلي بدهن القسط كان
نافعاً من وجع الظهر والكلى العارض من البلغم والريح الغليظة. غيره : مرارة الحمار
الوحشي تنفع من داء الثعلب والدوالي لطوخاً.
حمار
قبان : ويقال : عير قبان وحمار البيت أيضاً وهي
الدويدة التي تكون تحت الحباب والجرار تستدير عند ما تلمس باليد وهي الهدبة ، وسيأتي
ذكرها في حرف الهاء.
حنظل
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات يخرج
أغصاناً وورقاً مفروشة على الأرض شبيهة بأغصان وورق القثاء البستاني وورقه مشرف وله
ثمرة مستديرة شبيهة بكرة متوسطة في العظم مرة شديدة المرارة ، وينبغي أن يؤخذ من
شجرتها ويجمع إذا ابتدأ لونها يستحيل إلى الصفرة. جالينوس في السابعة : طعم هذا
الدواء مر لكنه إذا شرب لم يقدر أن يفعل أفعال المرارة لأنه يبادر فيخرج مع
الأشياء التي يخرجها بالإسهال لشدّة ما هو عليه من قوّة الإسهال ، وإذا كان الحنظل
طرياً ثم دلك به الورك ممن يوجعه انتفع به. ديسقوريدوس : وشحم هذه الثمرة إذا أخذ
منه مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى أدرومالي قيأ ، وإن خلط بنطرون ومر وعسل
مطبوخ وعمل منه حب أسهل البطن ، والثمرة كما هي إذا جففت وسحقت وخلطت ببعض أدوية
الحقن نفعت من عرق النسا والفالج والقولنج وأسهلت بلغماً وخراطة ودماً أحياناً ، وإذا
احتملت قتلت الجنين ، وإن ثقبت وأخرج ما في جوفها وطين عليها بطين وسخن فيها خل وتمضمض
به وافق وجع الأسنان ، وإن طبخ فيها أحد شيئاً من الشراب المسمى ماء القراطن وهو
ماء العسل أو الشراب المسمى غلوقس ، وهو طلاء ونجّمه وصفي وسقي أسهل كيموساً
غليظاً وخراطة وينفع من وجع الأعضاء وهي رديئة للمعدة جداً ، وقد يحتمل ويعمل منه
إشافات لإسهال البطن وعصارة الثمر إذا كان لون الثمر أخضر ، إذا دلكت به على عرق
النسا وافقه. ابن جريج : ينبغي لجاني الحنظل أن يجنيه في آخر السنة إذا اصفرّ ولا
يقربه وهو أخضر ولا فيه خضرة ، وإن أخرج شحمه من بطيخه نقصت قوته سريعاً وضعفت فإن
ترك في بطيخه بقي دهراً والذي على شجره حنظلة واحدة قتالة. ابن ماسويه : وينبغي
لمجتني الحنظل أن يحذر من الواحدة التي لم تحمل شجرتها غيرها فإنها ضارة متلفة ، والمختار
منه ما اصفرّ قشره فإن ذلك دليل على بلوغه ونضجه وما كان داخله أبيض قريباً من
الصفرة خفيف الوزن متخلخل الحزم. البصري هو
صنفان : ذكر وأنثى والذكر
ليفي والأنثى رخو أبيض أملس. الدمشقي : هو حار في الثالثة يابس في الثانية. بولس :
وشحم الحنظل يخلف المرّة وفضولاً مخاطية وليس يخلف ذلك من الدم ما يخلف الخربق والسقمونيا
، بل من الأعضاء العصبية ، وينبغي أن يسقى من به وجع في الرأس أو علة في الصفاق أو
في الأصداغ ، والذين يعرض لهم الصرع والشقيقة أو يتأذون بوجع الرأس أو لابيليمسا وأصحاب
الفالج ومن به لقوّة مزمنه أو يعرض له نزلات في العين ومن به عسر النفس الذي يعرض
منه الانتصاب وأصحاب الربو والسعال المزمن وأصحاب وجع المفاصل وعرق النسا ومن به
علة في الكلى والمثانة. الطبري : شحم الحنظل خاصيته إسهال البلغم الغليظ إذا شرب
منه وقلع صفرة اليرقان من العين إذا استعط بمائه. حبيش بن الحسن : يسهل البلغم
الغليظ الذي ينصب إلى مفاصل البدن وله أيضاً صعود إلى الرأس ويسهل الأخلاط الرديئة
التي تجتمع من المرة السوداء ولا يسقى في برد شديد ولا في حر شديد فإنه إذا شرب في
شدة الحر أضر بالمعدة والمقعدة إضراراً شديداً ، ويبعث الدم من أفواه العروق في
الخلفة ، وإذا شرب في شدّة البرد أمغص وأكرب إكراباً شديداً ، ولم تكد الطبيعة
تنحل وهو يسهل من لا تكاد طبيعته تجيب من أهل البلاد الباردة ، ومن يستعمل في
أغذيته الألبان والأجبان فإن هذا الجنس لا تكاد طبيعتهم تجيب إلى الانطلاق إلا
بأقوى الأدوية فعلاً في ذلك ، ومن أراد إصلاحه وخلطه بالأدوية فليخلص شحمه وحده من
حبه وقشره الخارج ثم يخلطه بوزنه من الصمغ العربي أو الكثيراء والنشاستج مفردة ومؤلفة
، وأكثر ما يشرب منه إذا دبر هذا التدبير مع غيره دانقان وأقله قيراط والأقوياء
نصف درهم. بولس : أكثر ما يؤخذ من شحم الحنظل وزن نصف درهم مع ثلاث أواق من ماء وعسل
أو عسل قد أغلي فيه شراب ، وينبغي أن لا يسحق الحنظل ناعماً فإنه إذا كان ناعماً
لصق بالأحشاء فعقرها ويكون منه أيضاً المر في العصب. ابن ماسويه : الحنظل يورث
مغصاً وتقطيعاً وسحجاً للأمعاء وإضراراً بها ، فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك
بإصلاحه بالكثيراء ، وقد يصلحه قوم بالصمغ العربي وهما في دفع ما يحذر من ضرره في
سبيل واحد إلا أن الكثيراء أحد ما يصلح به لسهولته وأنه معين له على الإسهال والصمغ
مانع للإسهال ، وينبغي أن لا يجاد سحقه لئلا يلصق بالأمعاء فيجرحها. الكندي : حار
لطيف يجذب من أقاصي البدن وأطرافه. الدمشقي : يسهل الكيموسات المائية. حبيش : ومن
احتاج إلى أن يجعل الحنظل في شيء من الحقن ألقاه في طبيخ الحقنة صحيحاً غير مكسور
فإنه ينفع من القولنج وينزل الخام والمرة السوداء ويلقى منه في الحقنة من درهمين
إلى أربعة دراهم. إسحاق بن عمران : إذا أخذت حنظلة وقوّرت رأسها ورمى لحمها ثم
ملئت دهن زنبق وسد الثقب بعجين أو بطين وصيرت على النار حتى تغلي غليات ثم ينزل ويدهن
به الشعر فإنه يسوّده ويمنع من أن يسرع إليه الشيب. عبد اللّه بن زياد : حب الحنظل
يعالج بالغسل حتى ينقي ويطيب ثم يرضخ ويطبخ باللبن والتمر أو الدقيق فيؤكل وإن نقي
منه علقميه فأكلوه صرفاً ليس معه شيء أخذهم منه دوار وسلح ولكنه يورثهم صحة لا
يترك مراراً ولا شيئاً إلا استخرجه. حبيش : وليس ينبغي أن يستعمل في شيء من
الأدوية شيء من قشور الحنظل ولا من حبه لأنهما غليظان يابسان جداً يلصقان بالمعدة
والأمعاء ويمغصان مغصاً شديداً ولا يسهلان. الدمشقي : ورقه
الغض يحلل الأورام
إذا ضمدت به مع النشاستج ويقطع انفجار الدم ، وإذا طبخ ورقه كما يطبخ البقل أسهل
الطبيعة أيضاً وكذا تفعل قضبانه. حبيش بن الحسن : إصلاح ورقه لمن أراد العلاج به
أن يجتنبه من شجره إذا نضج بطيخه واصفر فإذا بدأ الهواء يبرد عند جني البطيخ منه
تمم تجفيفه في الظل حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة ، فإذا احتاج إليه على نحو ما
وصفناه من شحمه من خلطه بالنشا والصمغ العربي فإنه إذا فعل به هذا كان له فعل في
ذلك عجيب في إخراج المرة السوداء إذا أخذ وخلط في الأدوية الموافقة له مثل
الأنيسون والأفتيمون والملح الهندي والصبر السقوطري وأيارج فيقرا ، ولم أر شيئاً
من الأدوية المسهلة الحادة أعمل في أوجاع المرة السوداء منه غير أن الأوائل أغفلوا
ذكره وتركوا العلاج به ، وأما أنا فقد امتحنته وسقيته أصحاب داء الماليخوليا والصرع
والوسواس وداء الثعلب وداء الحية والجذم فوجدته نافعاً لهم ، وربما قيأ من يتناوله
فينفعه أيضاً ، وأما أصحاب الجذام فيوقف وجعهم فلا يزيد فهذا هو البرء من هذا
الداء ، وأما أن تكون أوصالهم التي سقطت ترجع فمحال ، وإذا طال مكث ورق الحنظل حتى
يتجاوز السنة والسنتين إلى الثلاثة نقصت قوّته فينبغي أن يزاد في وزنه على وزن ذلك
القوى. مسيح الدمشقي : أصله المطبوخ نافع من الاستسقاء ومن لسع الأفاعي. الكندي : خبرني
غير واحد أن أصله أعظم دواء للسع الأفاعي والعقارب وأن الأعراب مشهور ذلك فيهم. وقال
: أخبرني أعرابي أن ابنه لسعته عقرب في أربعة مواضع فسقاه درهماً من أصل الحنظلة
فسكن على المكان كل ما به. غيره : إنه إن سحق وطلي عليه سكن أيضاً قال : ولا سيما
أصل الحنظل الذكر منه. ابن سينا : الحنظل إذا طبخ في الزيت كان ذلك قطوراً نافعاً
من الدوي في الآذان ، ويسهل مع ذلك قلع الأسنان ، والحنظل ينفع من القولنج الرطب والريحي
جداً. مجهول : وقشره اليابس محرقاً يدر على المقعدة لوجعها ، وقد يتبخر بحبه لوجع
الأسنان فإذا رش البيت بطبيخ الحنظل قتل البراغيث ، والحنظل الذي ينبت في المواضع
المرتفعة ويشرب من ماء الأمطار أجود من الذي بقرب المياه ، والذكر الليفي أقوى من
الأنثى الرخوة.
حنطة
ودقيق : ديسقوريدوس في الثانية : أفوري وهو
الحنطة ويدعى فورس أجود ما يستعمل منها في وقت الصحة الحديث الذي قد أستكمل
الامتلاء ولونه إلى الصفرة ، وبعد هذا الصنف من الحنطة الذي فيما بين وقت ما يزرع
ووقت ما يحصد ثلاثة أشهر وهي التي تسميها بعض الناس سطانيوس. جالينوس في الثانية :
الحنطة إذا وضعت من خارج البدن فهي تسخن البدن في الدرجة الثانية من درجات الأشياء
المسخنة وأما في التجفيف والترطيب فليس يمكن فيها ولا واحد منها أن يفعله فعلاً
ظاهراً وفيه مع هذا شيء لزج يشد ويغرى به. وقال في كتاب أغذيته : إن الخيل إذا
أكلت الحنطة لم تسلم من مضرتها.
ديسقوريدوس : وإذا أكلت الحنطة نيئة
ولدت الدود في البطن وإذا مضغت وتضمد بها نفعت عضة الكلب الكلب. ابن سينا : أجودها
الحديثة المتوسطة في الصلابة والسخافة العظيمة السليمة الملساء التي بين الأحمر والأبيض
والحنطة السوداء رديئة وهي في الرطوبة واليبوسة معتدلة ، والكبيرة الحمراء أكبر
غذاء والمصلوقة بطيئة الهضم نفاخة ، لكن غذاؤها إذا استعمل واستمرئ كثير ، والحوّاري
قريب من النشا لكنه أسخن والدقيق اللزج بطبعه غير اللزج بالصنعة وليس للزج بالصنعة
ما للزج
بطبعه. الرازي في
دفع مضار الأغذية : والحنطة أوفق حبة عمل منها الخبز وأشدّها ملاءمة لبدن الإنسان
المعتدل ، وإذا أكلت نيئة ربما تولد منها حب القرع وينفع ذلك أن يتحسى عقبها
المربى النبطي والخل العتيق ، وإدمان أكل الفطير منها يعقل البطن ، ولذلك ينبغي أن
يتلاحق بما يسهله إسهالاً معتدلاً كالفانيذ الشحري والتين العلك وما أشبه ذلك ، فأما
الحنطة المطبوخة والفريكة فينفخان جداً ، ولذلك ينبغي أن يؤخذ بعدهما جوارشن
الكمون والقلاقي ويحذر شرب الماء كثيراً عليه فإنه يولد النفخ. أبقراط : إذا كان
دقيق الحنطة قريب العهد بالطحن كان أسخن وأعون على حبس البطن من قبل أن يكون فيه
بقية من الحرارة النارية التي نالته في طحنه ، وأما الدقيق الذي فيه لبث بعد طحنه
فضلاً قليلاً فتذهب عنه تلك القوة ويصير أسرع انحداراً عن المعدة. ديسقوريدوس : وقد
يتضمد بدقيق هذه الحنطة مع عصارة البنج لسيلان الفضول إلى الأعصاب والنفخ العارض
للمعي ، وإذا خلط دقيق هذه الحنطة بالسكنجبين ووضع على البثر اللبني قلعه ، ودقيق
الحنطة التي يقال لها سطانيوك
إن ضمد به بالخل أو بالشراب وافق من سم الهوام وإذا طبخ حتى يصير مثل الغراء ولعق
منه نفع من به سعال ونفث دم من الصدر ، وإذا طبخ بماء ونعنع وزبد كان نافعاً
للسعال وخشونة الصدر وغبار الرحى الذي من دقيق الحنطة إذا طبخ بالشراب المسمى
مالقراطن أو بماء وزيت حلل الأورام الحارة.
حنطة
رومية : هو الخندروس ، وسيأتي ذكره في الخاء
المعجمة.
حندقوقي
بستاني : ديسقوريدوس في الرابعة : لوطوس منه ما
ينبت في البساتين وتسميه بعض الناس طريفلن. جالينوس في السابعة : قوته تجلو جلاء
معتدلاً وكذا هو في التجفيف ، وأما في تركيب الحرارة والبرودة فكأنه وسط معتدل
المزاج.
ديسقوريدوس : وعصارته إذا خلطت بعسل واستعملت
نفعت القروح العارضة في العين التي يقال لها أرعاما والتي يقال لها باقاليا ، والأثر
العارض في العين الذي يقال له قوما وغشاوة البصر.
حندقوقي
بري : هو الذرق والحباقى أيضاً. ديسقوريدوس في
الرابعة : لوطوس أعربوس ومعناه الحندقوقي البري وهو ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال
لها لينوى وله ساق طولها نحو من ذراعين أو أكثر ، ويتشعب منها شعب كثيرة ولها ورق
شبيه بورق الحندقوقي الذي ينبت في المروج ، ويقال له طريفان ، وله بزر شبيه ببزر
الحلبة إلا أنه أصغر منه بكثير وهو كريه الطعم. جالينوس في السابعة : أكبر ما يكون
في بلاد النوبة وبزره في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء
يجلو. ديسقوريدوس : وقوته مسخنة قابضة قبضاً يسيراً منقية للأوساخ العارضة في
الوجه والكلف إذا خلط بالعسل ولطخ عليه ، وإذا دق ناعماً وشرب وحده أو بالشراب أو
بالطلاء وخلط به بزر الملوخية أو شرب أيضاً إما بالشراب أو بالطلاء نفع من أوجاع
المثانة. ماسرحويه : الحندقوقي جيد لوجع الانثيين وبدو الاستسقاء. أبو جريج الراهب
: ينفع المعدة الباردة ويخرج الريح الغليظ وماؤه يشد البطن وينفع من الهيضة. مسيح
بن الحكم : يدر البول والحيض وينفع من وجع الأضلاع الحادث عن البلغم اللزج ومن وجع
المعدة العارض من البرودة وينقي الرياح عنها إلا أنها تصدع. ابن سينا : يولد دماً
عكراً غليظاً ، وخاصيته إحداث وجع الحلق ولا سيما فيمن كان محروراً ، ويؤمن من
أضراره بالحلق أن يؤكل بعده كزبرة وهندبا وخس. الرازي : جيد لأصحاب الصرع ضار
للمحرورين جداً ولا
_________________
يكاد يصلحه شيء وهو
ينفع من برد المثانة وتقطير البول. إسحاق بن عمران : يعقل البطن وخاصة إذا كان
مصلوقاً ، وإذا استعط بمائه نفع من الجنون والصرع ومنه يتخذ الأشنان بإفريقية.
غيره : ينفع من وجع الجنبين المتولد عن السدد إذا سقي العليل من بزره وزن درهم
بالماء الحار. التجربيين : إذا جلس الأطفال الذين بهم إبطاء الحركة في أعضائهم في
طبيخ الحندقوقي أسرع بهم وكذا يفعل دهنه. الخوز : هو وبزره يهيجان الباه. الطبري :
قد يتخذ من طبيخ الحندقوقي دهن ينفع من الرياح في الجسد. وحكى الرازي عنه أنه عالج
غير واحد كادوا أن يزمنوا بدهن الحندقوقي فانطلقت أرجلهم. لي : حكى الرازي في
الحاوي عن أبي جريج الراهب في الحندقوقي ما هذا نصه : وإن صب ماؤه على لسع العقارب
سكنه وإن سكب على عضو غير ملسوع أحدث فيه وجعاً. هذا قوله وهو فيه بعيد عن الصواب
لأن هذه الأفعال ليست للحندقوقي ، وإنما ديسقوريدوس ذكر ذلك في المقالة الثالثة في
الدواء المسمى باليونانية طريفلن وهو الجرمانة بالعربية فاعلم ذلك.
تنبيه : والسبب. الموجب للوقوع في هذا
الغلط أن ديسقوريدوس قال في الحندقوقي البستاني : إن بعض الناس يسميه طريفلن ووقعت
ترجمة هذا الدواء الآخر المذكور في الثالثة من ديسقوريدوس طريفلن ، فتوهم أبو جريج
بسبب هذا الاشتراك في الاسمية أنهما شيء واحد ، والأمر بخلاف ذلك ، وقد نبهت على
مثل هذا الغلط وأشباهه في كتابي الموسوم بالإبانة والإعلام بما في المنهاج من
الغلط والأوهام بما فيه الكفاية ، ثم إن حنيناً أيضاً قال في نقله في ترجمة
الحندقوقي في المقالة السابعة من مفردات جالينوس : إن من الحندقوقي نوعاً مصرياً
يتخذ من بزره الخبز. هذا قوله وفيه نظر لأن هذا النوع هو النبات المعروف بالبشنين
عند أهل الديار المصرية ، وقد ذكرته في حرف الباء وليس هو من الحندقوقي بشيء لا في
الماهية ولا في القوة.
وأقول : إنما حصل الوهم في هذا الموضع
من جهة اشتراك الاسم في اللغة اليونانية وذلك أن لوطوس عندهم اسم مشترك في المقالة
الرابعة من كتاب ديسقوريدوس بين ثلاثة أنواع من النبات وهي نوعا الحندقوقي والبشنين
، وقد أفرد ديسقوريدوس كل نوع من الثلاثة بترجمة قائمة بنفسها وبماهية وطبع وزاد
فصل ترجمة لوطوس الذي هو البشنين منها على الترجمتين الأولتين ، وهما نوعا
الحندقوقي بترجمة دواء آخر لئلا يقع الوهم من جهة اشتراك الاسم ، وقد وقع في الذي
منه فزع بتخليط النقلة وقلة تثبتهم في النقل ، وذلك أن حنيناً جعل البشنين لأجل
اشتراكه في الاسم مع الحندقوقي من أحد أنواعها كما قد نبهنا عليه في قوله ، وأما
الحندقوقي المصري فيتخذ منه خبز لم يخلق الله قط بمصر حندقوقي يتخذ من بزره خبز ،
وإنما اعتمد على كلام ديسقوريدوس فلم يفهم معناه ولا نقله على ما هو عليه. واعلم
أن العالم أولى الناس بالتثبت والاحتياط لنفسه ولغيره ، وقد قالت الحكماء : لا
تقال زلة العالِم لأنه يزل بزلته العالم وهذا سواء قد اتفق في هذه المسألة لحنين فإنه
كان متفقاً على علمه بلغة اليونانيين وهو من أفضل النقلة فيها إلا أنه لم يتثبت في
هذا الموضع فزل بر لله جميع من أتى بعده من العلماء من عصره ، وإلى هذه الغاية
منهم ابن واقد وابن سينا وابن جزلة في المنهاج وابن سمحون والغافقي وغيرهم ، وهؤلاء
هم أعلام العلماء في الصناعة الطبية بالمشرق والمغرب ، ولا ينبغي أن ينسب الوهم في
ذلك إلى جالينوس حيث قال : لوطوس يتخذ من بزره خبز ، فقول
جالينوس : صحيح لأنه
ربما أراد لوطوس الذي هو البشنين لالوطوس الذي هو الحندقوقا كما وهم عليه وعلى
ديسقوريدوس فيه.
حناء
: أبو حنيفة : شجره كبار مثل شجر السدر وله
فاغية وهي نوره وبزره وعناقيد متراصفة إذا انفتحت أطرافها شبهتها بما ينفتح من
الكزبرة إلا أنه أطيب رائحة. وإذا تحات نوره بقيت له حبة غبراء صغيرة أصغر من
الفلفلة ، والفاغية كل نورة طيبة الرائحة وقد خصت فاغية الحناء بذكر الفاغية فيقال
الفاغية فتعرف من غير تشبيه وهي ذكية حمراء. وقال مرة أخرى : الفاغية تخرج أمثال
العناقيد وينفتح فيها نوار صغار فتجتنى منه ويزيت به الدهن الذي يقال له دهن
الحناء فيقال الدهن المفغو ، وإنما تطحن الحناء من ورقه وتنور في السنة مرتين وهي
بأرض العرب كثيراً. ديسقوريدوس في الأولى : ورق شجر الحناء شبيه بورق الزيتون غير
أنه أعرض منه وألين وأشد خضرة ولها زهر أبيض شبيه بالأشنة طيب الرائحة وبزر أسود
شبيه ببزر النبات الذي يقال له أوطي ، وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها
أسقالونلطفي
والبلاد التي يقال لها ماريوس. جالينوس في لا : الذي يستعمل من هذه الشجرة إنما هو
ورقها وقضبانها خاصة وقوة هذا الورق وهذه القضبان مركبة لأن فيها قوة محللة
اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ، وفيها أيضاً قوة قابضة اكتسبتها من جوهر
بارد أرضي ، ولذلك قد تطبخ بالماء ويصب ذلك الماء الذي تطبخ فيه على المواضع التي
تحترق بالنار وتستعمل أيضاً في مداواة الأورام الملتهبة ومداواة الجمرة لأنها تجفف
بلا لذع وهي نافعة من القروح التي تكون في الفم من غير سبب من خارج وخاصة القروح
التي تكون من جنس القلاع ، وتنفع أيضاً من القلاع نفسه الحادث في أفواه الصبيان.
ديسقوريدوس : وقوة ورقها قابضة ، وكذا إذا مضغ أبرأ من القلاع والقروح التي تكون
في الفم التي تسمى الجمر ، وإذا تضمد به نفع من الأورام الحارة ، وقد يصب طبيخه
على حرق النار ، وإذا دق وأنقع في ماء اسطربنون ولطخ على الشعر حمّره ، وزهره إذا
سحق وضمد به الجبهة مع خل سكن الصداع والمسوح التي تعمل منه مسخنة ملينة للأعصاب وتصلح
للأشياء المسخنة التي تعمل منه يقع في الأخلاط الطيبة الرائحة. بولس : ويخلط مع
الأدوية التي تصلح للطحال. عيسى بن ماسه : قوة الحناء من البرودة في الدرجة الأولى
ومن اليبوسة في الدرجة الثانية وبعض المتطببين لما رآه يخضب ويحمر ذكر أنه حار واحتج
بقول جالينوس في أن له قوة لطيفة من الجوهر المائي الحار ، وفيما أحسب فليس هذا
الرجل عالماً بشروط جالينوس في المقالة الأولى من كتابه في الأدوية المفردة.
الدمشقي : يفعل بالجراحات ما يفعل دم الأخوين : البصري : تفاح الحناء طيب في الشم
، وإذا اخلط مع الشمع المصفى ودهن الورد نفع من أوجاع الجنب والوهن الكائن فيه وهو
نافع
للسيلان العارض في أفواه الصبيان.
الطبري : إذا دق ووضع على الورم الحار الرخو نفع منه. ابن رضوان : أخبرني من أثق
به أنه شاهد رجلاً تعقفت أظافير أصابع يديه وأنه بذل لمن يبرئه شيئاً كثيراً فلم
يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة دراهم حناء فلم يجسر أن يشربها فنقعها بماء وشربه
فرجعت أظافيره إلى حسنها. وقال : إنه رأى على المكان أظافيره قد أخذت تنبت من
أصولها إلى أن تكامل حسنها. ابن زهر : إذا ألزقت الأظفار بها معجونة تزيد حسنها وتنفعها.
الشريف : إذا أنقع ورق الحناء في غمرها ماء عذباً وعصرت وشرب من صفوها عشرين يوماً
في كل يوم وزن
_________________
أربع أواقي وأوقية
سكر أنفع من ابتداء الجذام ويتغنى عليه بلحوم الخرفان فإن كمل لأخذ هذا الدواء ٣٧ يوماً
ولم يبرأ فاعلم أنه لا يبرأ يفعل ذلك لخاصية فيه ، فإذا حملت معجونة بالسمن على
بقايا الأورام الحارة التي تؤدي ماء أصفر وتبقي بعض أوجاعها مع حرارة سكنت الأوجاع
وجففت المادّة وأدملت مجرب. ابن ماسويه : وإذا بدأ الجدري يخرج بصبي وأخضبت أسافل
رجليه بحناء معجونة بماء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيهما شيء من الجدري وهذا
صحيح مجرب. مجهول : إذا طلي بالحناء على موضع من البدن فيه قشف ويبس أزالهما ، وإذا
شرب من بزره مثقال مع العسل أو لعق مسحوقاً بعسل نفع الدماغ منفعة عظيمة وأزال عنه
الأعراض الردية العارضة من الحرارة والرطوبة. التجربتين : إذا سحق ورقها وضمد به
جباه الصبيان وأصداغهم نفعتهم ومنعت انصباب الموادّ إلى أعينهم وتعجن بماء كزبرة
خضراء وتنقع أيضاً معجونة بماء الكزبرة لحرق النار في ابتدائه ، وإذا عجنت بزيت وقطران
وحملت على الرأس أنبتت الشعر وحسنته ، وإذا سحقت مع الزفت الأسود بشطرين وعجنت
بزيت أو بدهن ورد وحملت على قروح رؤوس الصبيان جففتها وأدملتها. التميمي : ونور
الحناء إذا استودع بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع من السوس فيها وأن يفسدها.
حناء
الغولة : عامة مصر يسمون بهذا الاسم الدواء
المسمى شنجار ، وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.
حناء
قريش : وهو حزاز الصخر عند أهل مصر.
حناء
معجون : مذكور في حرف الواو في رسم وسمة.
حنجرة
: ابن ماسة : هي باردة يابسة تغذو غذاء
يسيراً للغضروفية التي فيها ولتؤكل بالأفاويه الحارة.
حور
: جالينوس في ٧ : مزاج هذا الدواء مركب من
جوهر مائي فاتر ومن جوهر أرضيّ قد لطف ولذلك صارت قوته مركبة. ديسقوريدوس في الأولى
: لورقي وهو الحور قشر هذه الشجرة إذا شرب منه وزن مثقال نفع عرق النسا وتقطير البول
، ويقال : إنه أيضاً يقطع الحبل إذا شرب مع كلى بغل ويقال أيضاً أن ورقه يفعل ذلك
إذا شربته المرأة بعد طهرها وعصير الورق إذا قطر في الأذن وهو فاتر نفع من ألمها وثمر
الحور إذا أخذ منه حين ينبت ودق وخلط بعسل واكتحل به أبرأ غشاوة العين ، وقد زعم
قوم أن الحور إذا قطع صغاراً وغرس في مشارق مزبلة أنبت السنة كلها ثمراً يؤكل.
حور
رومي : ابن حسان : هو المعروف عندنا بالجوز وشجره
أزواج وفيه مشابهة من الجوز وله قشر أصفر تبطن به القسيّ وله ثمر يعرف بالبرد ، وله
صمغة ذهبية ، وقشره إذا وضع مع عيدانه بعضها على بعض وأضرم فيها النار ، وتحتها
قدر سال منها زيت لدن طيب الرائحة كدهن البلسان. جالينوس في السابعة : ورد هذه
الشجرة قوّته قوّة حارة وهو في الدرجة الثالثة من الحرارة ، وأما في التجفيف والترطيب
فتبعد زهرة هذه الشجرة عن درجة الأشياء المعتدلة المزاج المتوسطة بعداً يسيراً وهي
إلى اليبس أميل قليلاً ، وهي زهيرة اللطافة أولى بها من الغلظ ، فأما ورق هذه
الشجرة فهو يفعل كل شيء يفعله وردها إلا أن الورق أضعف وأمهن من قوة الزهر ، وصمغة
هذه الشجرة أيضاً وهو الكهربا قوتها شبيهة بقوّة زهرتها وهي أسخن من الزهرة ، وأما
بزرها فهو ألطف من صمغتها إلا أنه ليس بكثير الحرارة. ديسقوريدوس في الأولى : إذا
تضمد بورقه بالخل نفع من الضربان العارض من النقرس وصمغه ينفع في أخلاط المراهم ،
وقد يقال أن ثمره إذا شرب بخل نفع من به صرع ، ويقال : إن الذي يسيل من صمغه في
النهر الذي
يسمى أزيدانوس يجمد
في النهر ويكون هذا الدواء أبلغطورس ومن الناس من يسميه حور فورون وهو الكهرباء وهو
إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة ولونه كلون الذهب ، وإذا شرب منع عن المعدة والأمعاء
سيلان الرطوبات. لي : هكذا قال الترجمان أن صمغ هذه الشجرة هو الكهرباء وفيه نظر
لأن الكهرباء ليست هذه صفته كما تقف على ذلك عند الكهرباء في حرف الكاف.
حوك
: هو الباذروج وقد ذكرته في حرف الباء.
حومر
: هو التمر هندي وقد ذكرته في التاء.
حواري
: هو الدقيق الأبيض المنتزع النخالة.
حوجم
: هو الورد الأحمر وسيأتي ذكره في حرف
الواو.
حومانه
: هو بالعربية الدواء المسمى باليونانية
طريفل ، وسيأتي ذكره في الطاء.
حواصل
: البالسي : هو طائر يكون بمصر كثيراً
يعرف بالكُيْ بضم الكاف وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من أسفل وهو صنفان أبيض وأسود
، والأسود منه كريه الرائحة لا يكاد يستعمل ، والأبيض أجوده وأقوى وأطيب رائحة وحرارته
قليلة ورطوبته كثيرة وهو قليل البقاء ولباسه يصلح للشباب وذوي الأمزاج الحارة ومن
يغلب عليه الصفراء.
حي
العالم : ديسقوريدوس في المقالة الرابعة : إيرون
الكبير ومعنى إيرون الحي أبداً ، وإنما سمي الحي لأنه لا يطوح ورقه في وقت من
الأوقات وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع وأكثر في غلظ الإبهام فيها شيء من
رطوبة تدبق باليد وهي غضة ، فيها قسم كأنها قسم الصنف من اليتوع الذي يقال له
حاراً قياس وأطرافه شبيهة بأطراف الألسن ، وما كان من الورق في أسفل النبات فإنه
مستلق وما كان في أعلاه فإنه قائم بعضه على بعض ، ومنبته حوالي القضبان كأنه شكل
عين وينبت في الجبال والمدائن ، وقد ينبته الناس في منازلهم ، ولورق هذا النبات
قوّة مبردة قابضة يصلح إذا تضمد به وحده أو مع السويق للجمرة والنملة والقروح
الخبيثة والأورام الحارة العارضة للعين وحرق النار والنقرس ، وقد تخلط عصارته بدهن
الورد وتطلى بها الرأس من الصداع ويسقاها من عضته الرتيلا ومن كان به إسهال أو
قرحة الأمعاء ، وإذا شرب بالشراب أخرج الدود المستطيل من البدن ، وإذا احتمل قطع
سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يكتحل بها للرمد فينتفع بها ، وأما حي العالم
الصغير فينبت في الحيطان وبين الصخور وفي السباخات وخنادق ظليلة ، وله قضبان صغار
مخرجها من أصل واحد وهي كبيرة مملوءة من ورق صغير مستدير طويل وفيه رطوبة تدبق
باليد حاد الأطراف وله قضيب في الوسط طوله نحو من شبر وعليه إكليل وزهر أصفر دقيق
، وقوّة هذا النبات مثل قوّة النوع الأول. جالينوس في السابعة : والنوع الكبير من
حي العالم والنوع الصغير جميعاً يجففان جميعاً تجفيفاً يسيراً وهما بعيدان عن كل
طعم آخر قوي من طريق أن الجوهر المائي فيهما كثير ، وهما يبردان تبريداً شديداً
عظيماً وهما في الدرجة الثالثة من درجات التبريد ، ومن أجل ذلك هما نافعان من
الورم المعروف بالجمرة والأورام الحارة الحادثة عن المادة المنصبة والأورام التي
تسعى وتنتشر في البدن. ديسقوريدوس : وقد يكون صنف ثالث من حي العالم ومن الناس من
يسميه بقلة حمقاء برية ، ومنهم من يسميه طيلاقون ، ومنهم من يسميه أندريني
طيلاقيون ، وأهل رومية تسميه أيليغتوانا مغرا ، وهذا الصنف من حي العالم ورقه إلى
التسطيح ما هو شبيهة بورق البقلة الحمقاء ، وعليه زغب ، وينبت هذا النبات بين
الصخور ، وله قوة مسخنة حارة ومقرحة للجلد ، وإذا تضمد به مع الشحم العتيق حلل
الخنازير.
حرف الخاء
خانق
النمر : قال ديسقوريدوس في الرابعة : أفرينطن هو
نبات له ثلاث ورقات أو أربع شبيهة بورق النبات الذي يقال له فعلامينوس أو ورق الفنا
إلا أنه أصغر منه وفيه خشونة وله ساق طوله نحو من شبر وأصل شبيه بذنب العقرب يلمع
مثل القوارير ، وقد زعم بعض الناس أن أصل هذا النبات إذا قرب من العقرب أخمدها وإذا
قرب الخربق منها أنعشها وقد يقع في أدوية العين المسكنة لأوجاعها وإذا صير في
اللحم وأطعمته النمور والخنازير والذئاب والفئار وسائر السباع قتلها. وقال غيره :
والذين يسقون هذا المواء يعرض لهم على المكان في حس المذاق حلاوة مع شيء من قبض ثم
من بعد ذلك يعرض لهم سدر وخاصة عند النهوض ورطوبة في أعينهم وثقل في صدورهم وفيما
دون الشراسيف مع خروج رياح كثيرة من أسفل ، وينبغي حينئذ أن يحتال بإخراج الدواء
بالقيء والحقن وأن يتقدم في سقيهم هذه الأشياء التي نذكرها وهي الصعتر أو سذاب أو
قراسيون والأفسنتين أو جرجير أو قيصوم أو كمافيطوس وأي شيء اتفق لهم من هذه
الأدوية فليسق بشراب ، وقد يوافقهم أيضاً دهن البلسان إذا أخذ منه مقدار درخمي ويسقى
بشراب أو أنفحة الأرنب أو أنفحة الجدي أو أنفحة الإيل إذا شربت بخل نفعتهم وخبث
الحديد والحديد بعينه أو الذهب أو الفضة أيها كان مقداراً بعد أن يحمى ويبرد وينقع
في شراب ويشرب بالشراب فإنه ينفعهم ، وماء الزباد أيضاً مع الشراب نافع لهم ، ويقال
: إن الكمافيطوس خاصة جيد نافع لهم.
خانق
الذئب: ويسمى أيضاً قاتل الذئب. ديسقوريدوس
في الرابعة: قد يكون صنف من الاقوينطس ومن الناس من يسميه أوفقطوس وقد ينبت كثيراً
بالبلاد التي يقال لها إيطاليا في الجبال التي يقال لها أولسطينا وله ورق شبيه
بورق الدلب إلا أنه أشد تشريفاً منه وأصغر بكثير وأشد سواداً، وله ساق شبيه بساق
النبات الذي يقال له بطارس وأغصان جرد طولها نحو من ذراع أو أكثر قليلاً، وثمر في
غلف ذات طول يسير وعرق شبيهة بأرجل الأربيان مبرد وتستعمل في قتل الذئاب وأنها إذا
صيرت في لحم ني فأكلت الذئاب منه قتلها. جالينوس: في ٧: هذا أيضاً قوته على مثال
قوة خانق النمر إلا أنه مخصوص بقتل الذئاب خاصة كما أن ذلك يقتل النمور خاصة.
خانق
الكلاب : ويسمى أيضاً قاتل
الكلاب. ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش له قضبان طوال دقاق عسرة الرض وله ورق
شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأحد طرفاً ، ثقيل الرائحة
ريان من رطوبة لزجة صفراء ، وله خمل شبيه بعلف الباقلي في طول أصبع وفي جوفه بزر
صغير صلب أسود وورق هذا النبات إذا خلط بالشحم والخبز معه وأطعمته الكلاب والذئاب والثعالب والنمور
قتلها وهو يضعف قوائمها ساعة تأكله ولا يكون لها نهوض. جالينوس في السادسة : هذه
الحشيشة تسمى بهذا الاسم لأنها تقتل الكلاب بالعجلة ، كما أن قاتل الذئاب يقتل
الذئاب وقاتل الكلب أيضاً يقتل الناس ، ورائحة هذه الحشيشة نفسها منتنة شديدة
النتن وهي لذلك حارة لا محالة وحرارتها ليست بالضعيفة وليس يبسها بقياس حرارتها ، فهذا
بهذا السبب إذا وضع منها ضماد
_________________
حللت تحليلاً
بليغاً.
خانق
الكرسنة : هو الجعفيل وباليونانية
أوروليحي ، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو.
خالوماقي
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات إذا دق
دقاً ناعماً وشرب بالماء كان صالحاً لوجع القلب. جالينوس في الثامنة : قوّة هذا
النبات تسخن كأنها في الدرجة الثالثة وتجفف كأنها في الدرجة الأولى.
خاماقسيس
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
شبيه مورق سنبل الحنطة إلا أنه أطول منه وأدق وهو كثير وله قضبان طولها نحو من شبر
مملوءة من ورق القضبان خمسة أو ستة مخرجها من الأرض وله زهر أبيض شبيه بالخيري إلا
أنه أصغر منه مُر شديد المرارة وأصل أبيض دقيق لا ينتفع به في الطب وينبت في
العمارات. جالينوس في الثامنة : زهر هذا النبات شديد المرارة فهو لذلك يفتح سدد
الكبد وبعض الناس يسقي منه من به وجع الورك.
خاماسوفي
: ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
يسميه سوفي وهو نبات له عيدان وطولها نحو من أربعة أصابع وهي لاطئة مع الأرض على
استدارة وهي مملوءة من لبن وعليها ورق شبيه بورق العدس ويشبه ورق النبات الذي يقال
له نيلص صغار دقاق مع الأرض ، وتحت الورق ثمر مستدير مثل ثمر نيلص وليس لهذا
النبات زهر ولا ساق وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب. جالينوس في الثامنة : قوة
هذا الشجر قوة تجلو ، وفيه مع هذا حدة وحرافة ، ولذلك صارت متى وضع من أغصانها
ضماد على الثآليل المنكوسة المعروفة برؤوس المسامير وعلى الخيلان نثرها ، وكذا
يفعل أيضاً إذا طلي على هذه الثآليل ، وإذا عولج بكل واحد من هذين أيضاً مع العسل
الأثر الغليظ الحادث في العين جروه وهما للظلمة الحادثة في البصر من قبل الأخلاط
الغليظة ولابتداء الماء. ديسقوريدوس : وعيدان هذا النبات إذا دقت ناعماً وخلطت
بشراب واحتملت كما تحتمل الفرازج سكنت وجع الأرحام ، وإذا تضمد بها سكنت الأورام
البلغمية وقلعت الثآليل التي يقال لها أقروحوديس ، والثآليل التي يعرض فيها شبيه
بدبيب النمل ، وإذا طبخت وأكلت لينت البطن وقد يفعل لبن هذه العيدان ما تفعله العيدان
، وإذا لطخت به لسعة العقرب نفع منها ، وقد ينفع غشاوة البصر والقرحة العارضة في
العين التي يقال لها أحيلوش والتي يقال لها ميقاليون ، والأثر العارض في العين من
اندمال القروح وابتداء الماء إذا خلط بالعسل واكتحل به ، وقد ينبت في أماكن صخرية
ومواضع يابسة. لي : قد فسر حنين المترجم في الثامنة من مفردات جالينوس هذا النبت
بالتين الجبلي وهو قول بعيد عن الصواب لأن التين الجبلي ذكره ديسقوريدوس في ١ : مع
أنوع الشجر العظام ، وذكره جالينوس مع التين أيضاً وسماه التين الفج ، وهذا نبات
لا نسبة بينه وبين التين إلا في الاسمية فقط لأن اسم التين باليونانية سوفي أيضاً
فمن أجل ذلك قضى حنين على هذا النبت بأنه التين الجبلي وغلط بغلطه كثير من
المصنفين كمثل ابن واقد وغيره ، فمن رام الجمع بين قول ديسقوريدوس وقول جالينوس
على دواء دواء أخذوا منافع خاماسوفي هذا وأثوابها مدرجة مع التين وقنعوا بالاشتراك
في الاسمية ، ولم يتأمل واحد منهم المباينة في ماهية نبات عيدانه طولها أربع أصابع
لاطئة مع الأرض وفي ماهيته شجرة من عظام الشجر ، وخاماسوفي هذا وقفت على نباته
بظاهر القاهرة بالمطرية وبعين شمس أيضاً وهي على الصفة التي ذكرها ديسقوريدوس سواء
، وأهل ذلك
الصقع يزعمون أنه
إذا أكله صاحب البواسير وهو أخضر مع الخبز الحار نفع منها وجففها وفيه نوعية مّا.
خامالاون
: هو الدابة المعروفة بالحرباء عن كثير من
التراجمة وقد ذكرت الحرباء في حرف الحاء المهملة.
خامالاون
لوقس : معنى لوقس باليونانية أبيض وهو الأشخيص
بالعربية وبعجمية الأندلس بشكرانية وبالبربرية أداد بدالين مهمتلين ، وقد ذكرت
الأشخيص الأبيض في حرف الألف.
خامالاون
مالس : يراد به الخامالاون الأسود وهو الأداد
الأسود أيضاً بالبربرية وهو قتال ، ويعرفه البربر بالوحيد لأنه إذا نبت بأرض لم
يطلع فيها سواه ، ومن أجل ذلك سماه بعض علمائنا أسد الأرض ، وهذا النبات كثير
بأفريقية مشهور بها بما ذكرت وخاصة بموضع من أعمال ناحية القيروان تسمى عزرة فإنه
ينبت عندهم كثيراً ويقتلون به السباع بأن تؤخذ أصوله تدق وتوضع في بطن بعض البهائم
ويرمى به في طرق السباع فأي حيوان أكل منها قتله وحيا.
خامالاء
: تأويله باليونانية زيتون الأرض ، وهو
المازريون ولقد غلط كثير من المفسرين في قولهم أن المازريون هو أسد الأرض وهذا
تفسير الخامالاون الأسود أحق به كما تقدم ، وسبب غلطهم في ذلك الاشتراك في الأسماء
اليونانية في بعض صور الحروف ولم يفرقوا بين خامالاء وبين خامالاون ، وقد تكلمت
على هذا الغلط وأشباهه بما فيه الكفاية في كتابي الموسوم بالإبانة والإعلام بما في
المنهاج من الخلل والأوهام.
خاليدونيون
: معناه باليونانية الخطافي منسوب إلى
الخطاف وهي العروق الصفر عند الأطباء وقد ذكرته في العين. ديسقوريدوس : وقد يظن
قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجفف مع
غيبوبتها ويظن قوم إنما سمي بذلك لأنه متى عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم
بهذا النبات إلى فراخها فردت به بصره.
خاماميلن
: تأويله باليونانية تفاح الأرض وهو
البابونج وقد ذكرته في حرف الباء.
خاماذاقبي
: تأويله باليونانية غار الأرض وسيأتي
ذكره مع ذاقبي الإسكندراني في حرف الذال المعجمة.
خافور
: زعم قوم أنه المر والعريض الذي يتخذ
عندنا بالأندلس في الحور ، وسنذكره بأنواعه في حرف الميم ، والخافور أيضاً عند أهل
مصر هو الخرطال الذي يكون في الشعير وسنذكره فيما بعد. قال أبو حنيفة : هو نبات له
حب تجمعه النمل في بيوتها.
خامانيطس
: تأويله صنوبر الأرض وهو الكمافيطوس ، وسأذكره
في الكاف.
خامادريوس
: معناه باليونانية بلوط الأرض وهو
الكمادريوس ، وسيأتي ذكره في الكاف.
خاما
أقطي : معناه خمان الأرض باليونانية فيما زعم
الغافقي وهو الخمان الصغير أيضاً وأقطي هو الخمان الكبير ، وسنذكره فيما بعد.
خامشة
: بكسر الميم وفتح الشين المعجمة وهو
الشيطرج الشامي عند أهل البيت المقدس وما والاه من الأعمال الشامية ، وسيأتي ذكر
الشيطرج في حرف الشين المعجمة.
خبازي
: بعض علمائنا منه بستاني يقال له
الملوكية ومنه بري معرب ومنه كبير كالخطمي. ديسقوريدوس في الثانية : الخبازي
البستاني وهو الذي يسميه أهل الشام الملوكية يصلح للأكل أكثر مما يصلح البري وهو
رديء للمعدة ملين للبطن ويدر البول وخاصة قضبانه نافعة للأمعاء والمثانة ، وورقه
إذا مضغ نيئاً وتضمد به مع شيء من الملح نقى نواصير العين وأنبت فيها اللحم ، وإذا
احتجنا أن نحمل به استعملناه بلا ملح ، وإذا تضمد به كان صالحاً للسع للزنابير والنحل
، وإذا دق وهو نيء وخلط بزبد وتمسح به أحد لم تأخذ فيها لسعتها ، وإذا تضمد به مع
البول أبرأ قروح
الرأس الرطبة والنخالة وإذا طلي على الجسد بعصارة ورقه وحدها أو مخلوطة بدهن لم
تلدغه الزنابير للزوجتها ، وإذا طبخ ورقه ودق ناعماً وخلط به زيت ووضع على حرق
النار والجمرة نفع منها ، وطبيخه إذا جلس فيه النساء لين صلابة الأرحام والمقعدة وقد
يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة ، وسوقه وورقه إذا طبخ بأصوله
نفع من الأدوية القتالة ، وينبغي أن يشرب ويتقيأ ويفعل ذلك دائماً وقد ينفع من
لسعة الرتيلا ويدر اللبن ، وبزره إذا خلط ببزر الحندقوقي البري وشرب بشراب سكن
أوجاع المثانة. جالينوس في السابعة : أما الملوكية البرية وهي الخبازي فقوتها قوة
تحلل وتلين قليلاً ، وأما الملوكية التي تزرع في البساتين والمباقل فبحسب ما فيها
من الرطوبة المائية تكون قوتها أضعف وبزرهما جميعاً أقوى منهما ، وفضل قوته عليها
بحسب فضل نسبته ، ومن الملوكية صنف آخر يقال لها ملوكية الشجر وهو بين هاتين إلا
أن تحليله أكثر من تحليل المذكورتين وله اسم يخص به وهو الخطمي. الشريف : وإذا طبخ
ورقه بالماء وخبص به على الدماميل والأورام التي يحتاج إلى تفجرها حللها وفتحها وأخرج
ما فيها من المواد ، وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة. ابن
ماسويه : هو بارد رطب في الأولى وخاصة البستاني منه رديء للمعدة الرطبة نافع من
وجع المثانة وبزره أنفع وهو صالح في الخشونة الحادثة في الصدر والرئة والمثانة ، وإذا
طبخ بدهن وضمدت به الأورام الحادثة في المثانة والكلي نفع ، وإن ضمد به الأورام
الحارة سكنها وأذهبها. سفيان الأندلسي : تنفع غذاء من السعال اليابس الحادث عن
خشونة الصدر وبزرها إذا أضيف إلى أدوية الحقن أزال ضرر الأدوية الحادة.
خبة
: هو بزر يشبه بزر الخشخاش أو أثق منه ونباته
يشبه اللسان ، وإذا سقط زهره يخلف أوعية كالقرون لطاف دقاق فيها بزر وقد ذهب جماعة
إلى أنه البودري. أبو حنيفة : هي التي تسمى بالفارسية السنة تحمل من عندنا إلى العراق وهو حب
أصفر إلى السواد يسير يؤكل ويشرب باللبن والنساء يولعن بشربها. المجوسي : أجودها
الحمراء المجلوبة من بلاد الأكراد وهي حارة رطبة ورطوبتها قوية تنفع أصحاب السوداء
إذا شربت بالسكر وهي تخصب البدن وتسمّنه.
خبث :
جالينوس في الثامنة : كل خبث فهو يجفف
تجفيفاً شديداً إلا أن خبث الحديد أشدّ تجفيفاً وإن أنت سحقته مع خلِ الخمر الثقيف
جداً ثم طبخته صار منه دواء يجفف القيح الجاري من الأذن زماناً طويلاً حتى أن من
يرى هذا الدواء ينطبخ يتعجب منه ولا يصدق من قبل أن يمتحنه ويجربه إلا أن الأذن لا
يمكن فيها أن تحتمل مثل هذا الدواء ، فأما خبث الفضة فيخلط في المراهم التي تجفف.
ديسقوريدوس في الخامسة : خبث النحاس أيضاً يغسل كما يغسل النحاس المحرق وقوته
شبيهة بقوّته إلا أنه أضعف من النحاس المحرق ، وأما خبث الحديد فإن قوّته شبيهة
بقوة زنجار الحديد إلا أنه أضعف وإذا شرب بالسكنجبين منع مضرة الدواء القتال الذي
يقال له أفونيطن وهو خانق النمر ، وأما خبث الرصاص فأجوده ما كان منه في لونه
شبيهاً بلون الكبريت الأصفر وكان كثيفاً مكنزاً عسر الرض ولم يخالطه شيء من الرصاص
وكان أصفر صافياً شبيهاً في صفائه بالزجاج وقوة خبث الرصاص أشد قبضاً وقد يغسل في
صلاية بأن يصب عليه الماء في إناء ثم لا يزال يفعل به كذلك إلى أن ينفذ خبث الرصاص
ثم يترك حتى ينقص ما فيه من اللزوجة ويذهب عنه لون
_________________
التفاح ويفعل به ذلك
حتى تذهب خنارته وغلظه ثم يترك الماء حتى يرسب خبث الرصاص في أسفله ثم يصب عنه
الماء ويؤخذ ويعمل منه أقراص ويرفع ، وخبث الفضة قوته شبيهة بقوة موليدايا ، ولذلك
يقع في أخلاط المراهم المعروفة بالدكن والمراهم التي يختم بها القروح وهو قابض
جداً. ابن سينا : خبث الحديد يحلل الأورام الحارة وينفع من خشونة الحقن ويقوي
المعدة وينشف الفضلة ويذهب باسترخائها إذا سقي في نبيذ عتيق أو شرب بالطلاء ويمنع
نزف البواسير وخصوصاً إذا نفع في نبيذ مخلوط به عتيق ، ويمنع الحبل ويقطع نزف
الحيض وهو غاية فيه وكذا في البول ويشد الدبر طلاء. التجربتين : خبث الحديد
المنسحق منه الطافي على الحديد عند سبكه وهو الذي يعرفه الحدادون بلبن الحديد إذا
خالط أدوية المعدة والكبد والطحال الرطبة والأعضاء الداخلة المحتاجة إلى التجفيف والقبض
والأدوية النافعة من تقطير البول وقرحة الأمعاء والمثانة نفع من عللها نفعاً
بليغاً ، ويجب أن يلطف قبل ذلك بسحقه مع الخل وتجفيفه في الشمس. الغافقي : خبث
الحديد يزيد في الباه ويحلل ورم الطحال ، وإذا دق وغسل عشرين مرة أو أكثر وجعل في
قدر وجعل عليه من الزيت العذب ما يغمره بثلاثة أصابع ويطبخ حتى يذهب الثلث ، ثم
جعل فيه أوقية من خزف مدقوق منخول ولعق منه كل غداة فإنه يصفي اللون ويذهب بفضول
البدن.
خبز
: جالينوس : وأما الضماد المتخذ من خبز
الحنطة نفسها فهو يجذب ويحلل من طريق أن في الخبز ملحاً وخميراً لأن في الخميرة
قوة تجذب من عمق البدن وتحلل. ديسقوريدوس : والخبز المتخذ من سميد الحنطة التي
وصفنا أكثر غذاء من الخشكار ، وأما الخبز المعمول من دقيق الحنطة التي يقال لها
سطابنو فإنه أخف وهو سريع النفوذ ، وخبز الحنطة إن طبخ بما لقراطن أو عجن من غير
أن يطبخ معه وخلط ببعض الحشائش الموافقة وتضمد به سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده
التبريد اللين ، والخبز اليابس العتيق يعقل البطن المسهلة إن كان وحده أو خلط
بأشياء أخر ، والخبز اللين إذا بلَ بماء وملح وتضمد به أبرأ من القوابي المزمنة.
الرازي في الحاوي قال : قال جالينوس في أغذيته : الخبز الكثير النخالة سريع الخروج
عن البطن قليل الغذاء وبالضد القليل النخالة يبطىء غاية الإبطاء في الخروج ويكثر
غذاءه قال : وعجين مثل هذا الخبز لزج يمتد إذا مد ، ولذلك هو أحوج إِلى التخمير وكثرة
الدعك والعجن وأن لا يخبز من ساعته ، وأما عجين الخبز الكثير النخالة فبضد ذلك ، ولذلك
لا يحتاج أن يلبث كثيراً في التنور وبين هذين خبز متوسط في كثرة النخالة وقلتها والنخالة
تكثرها لأنه معمول من حنطة خفيفة الوزن رخوة وأن يكون معمولاً بغير استقصاء ويقل
تغذية هذا ، وأجود أنواع الخبز للاستمراء أكثرها اختماراً وأجودها عجيناً المنضج
بنار معتدلة لئلا يشيط خارجه ويبقى داخله نيئاً فإن الخبز الذي هذا حاله رديء من
أجل أن باطنه نيء وظاهره خزفي ، وأما النار الضعيفة فتترك الخبز نيئاً وبعض أنواع
الخبز أوفق لبعض الأبدان ، وأوفق الخبز للذين يرتاضون رياضة صعبة كثيرة الذي لم
يستحكم نضجه وليس فيه خمير ولا ملح كثير ، وأما المشايخ والتاركين للرياضة والناقهين
فالكثير الخمير المحكم النضج ، فأما الفطير فإنه غير موافق لأحد من الناس ولا يقدر
على استمرائه الفلاحون على أنهم أشد الناس وأكثرهم كداً فضلاً عن غيرهم ، وهم أقوى
الناس على استمراء جميع الأغذية الغليظة ، وأما خبز الفرن فدون خبز التنور في
الجودة لأن باطنه لا ينضج كنضج ظاهره
وأما الذي يخبز في
الطابق أو يدفن في الجمر وخبز الملة فكله رديء لأن باطنه نيء ولا ينضج بالسوية وأما
الخبز المغسول فإنه قليل الغذاء ، وهو أبعد أنواع الخبز عن توليد السدد لأن لزوجته
وغلظه قد ذهبت عنه وصار هوائياً ، والدليل على ذلك خفته في وزنه وارتفاعه فوق
الماء. وقال روفس : الخبز الخشكار يلين البطن والحراري يعقله والمختمر يلين والفطير
يسدد والرغيف الكبير أخف من الصغير وأكثر غذاء ، وخبز الفرن أرطب من خبز التنور والملة
تعقل والمعمول باللبن كثير الغذاء ، والخبز الحار يسخن ويجفف والبارد لا يفعل ذلك
، والخبز الذي من الحنطة الحديثة يسمن ، وقال في موضع آخر منه : والخبز الذي ينثر
عليه بزر الخشخاش يزيد في النوم والذي ينثر عليه الشونيز والكمون أكثر تجفيفاً ولا
ينفخ بل يذهب النفخ ، والخبز اللين أكثر غذاء وأشد ترطيباً وأسرع انحداراً ، والخبز
اليابس على خلاف ذلك. وقال ابن ماسويه : أفضل الخبز وأكثره غذاء السميذ وهو أبطأ
انهضاماً لقلة نخالته ، ويتلوه خبز الحواري في ذلك ثم خبز الخشكار وأحمد أوقات كله
أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه أو من غد ذلك اليوم قبل أن يصلب ويجف ، وحكى حنين
عن ديوجانيس : أن خبز الملة أيبس الخبز وأبطؤه هضماً ولذلك يعطى لين البطن والبلة
الرقيقة في المعدة. وقال في كتاب العادات : إن في الخبز الحار حرارة عرضية وفضل
رطوبة بخارية فهو بسبب حرارته العرضية يعطش وبسبب الحالتين كلتيهما يشبع دفعة وأما
الخبز البارد فلا يفعل شيئاً من ذلك لأن الحرارة العرضية ليست فيه والرطوبة
البخارية قد تحللت منه. قالت الخوز : والخبز الحواري قوته تسمن البدن ، وقال
ماسرحويه : الخبز الفطير أكثر رياحاً من الخمير. الرازي في دفع مضار الأغذية : إن
للخبز مع اعتياد الطبيعة ووروده عليها دائماً وجرى العادة بالاغتذاء منه مضار
ينبغي أن تميز وتفصل فمنه السميذ والحواري والخشكار على مراتبها في ذلك من قلة
النخالة وكثرتها والفطير والمختمر والكثير الملح والبورق والعديمة وخبز التنور والفرن
والملة والطابق ، فمن مضار خبز السميذ والحواري أنه أعسر خروجاً من البطن من
الخشكار وأنه أكثر نفخاً وتوليداً للرياح وأنه يولد السدد في الكبد والحصاة في
الكلي في المتغذي بذلك ، ولذلك ينبغي أن يميل عنه إلى الخشكار من تعتريه الرياح
الغليظة ويبس البطن وسدد الكبد وغلظ الطحال والحصاة في الكلى ويسرع إليه الامتلاء
وتصيبه أوجاع المفاصل والتحجر فيها ، ومما يدفع هذه المضار أن يكثر فيها من الخمير
والبورق ويتعاهد الأكل بالسكنجبين البزوري وأخذ بزر البطيخ والكرفس مع السكر
الطبرزد متى أحس بثقل تحت الأضلاع من الجانب الأيسر ، والخبز الخشكار يتولد منه دم
مائل إلى السواد ويكون ذلك منه بمقدار رداءته وقلة نقائه وأنه كلما كان أقل نقاء وأميل
إلى السواد كان الدم الذي يتولد منه أقل مقداراً في نفسه وأغلظ
وأميل إلى السواد ، فيتولد عن إدمانه
الأمراض السوداوية ويسرع بالهرم ويضعف عليه البدن ويقل الدم ويكون عنه الحكة والجرب
والبواسير ونحوها ، وإن كل من الخبز الخشكار بمقدار ما يتولد عنه من الدم المقدار
الذي يحتاج البدن إليه احتاج أن تكون كميته أكثر من كمية الخبز الحواري كثيراً
فثقل لذلك في المعدة ويربو وينفخ ، ولا سيما إذا شرب عليه الماء ويتولد من ذلك
فتوق من النفخ وإن قصر عن المقدار لم يتولد من الدم قدر الوفاء لحاجة البدن ويقل
عليه اللحم الصلب
وتذهب نضارته وحسن
لونه ورطوبته ، والذي يدفع هذه المضار أن يتأدم عليه بالإدهان والحلاوات والألبان
ويد من ذلك ، ويحذر التأدم عليه بالأملاح والكوامخ والحريفات ونحوها فإن ذلك يزيد
في شره وقلة غذائه وسرعة خروجه من البطن فيقل استيفاء ما فيه من الغذاء أو في
رداءة الدم المتولد منه حتى تتولد منه الأمراض التي ذكرنا ، ويسرع أيضاً بالهرم والذبول
، ولا سيما إن قلل شرب الماء عليه أو كان البلد مع ذلك يابساً أو حاراً أو مهنة
الأكل مهنة متعبة ، فلذلك ينبغي أن تدفع هذه المضار عنه باللبن الحليب وسائر
الأدهان التي لا كيفية لها حارة كدهن السمسم ، فأما الزيت فغير موافق وبعقيد العنب
والسكر والتمر ، فأما العسل فإنه أيضاً غير موافق لأنه يسرع بإخراجه إلا أن يقع مع
دسم كثير ومع لبوب دسمة فتكسر منه وتسكنه
وكذا بعقيد العنب والكمثرى أوفق الحلاوات في هذا والزبد والسمن وفي الدسومات واللبن
الحليب الذي لا حموضة فيه البتة أو ما ثرد فيه ثم الاسفيذباجات الدسمة ، فأما كل
طبيخ من حامض أو مالح أو خريف فرديء في هذا الوجه إلا أن هذا الخبز قليل الغذاء
سريع الخروج ، فالحلاوات تزيد في غذائه والدسومات تزيد أيضاً وتمنع قشفه ويبسه وجلاءه
وجرده الأمعاء بكثرة نخالته وسرعة خروجه منها ، وأما الخبز الفطير فرديء في توليد
الرياح وإبطاء الخروج فلذلك يضر من يعتريه القولنج جداً ، وهو أيضاً أسرع في توليد
السدد والحصاة من المختمر من الخبز الحواري ، فلذلك ينبغي أن يجتنب فإن اضطر إليه
دفع ما يتولد عنه من هذه المضار بما ذكرنا مما يدفع به المضار المتولدة من الخبز
الحواري ، وأضر ما يكون بمن لا يتعب فأما من يتعب ويكد نفسه كداً شديداً فكثيراً
ما يسلم منه وأما الخبز المخمر فيسلم من هذه الخلال إلا أّنه أقل منه وأضعف غذاء
فمن كان شديد الكدّ وكان متخلخل البدن ضعف عن إدمانه ، ومما يدفع به ذلك التأدم
عليه بالآدام المغلظة واللزجة كلحوم الجملان والعجاجيل والهرائس والعصائد وترك
التعب وتقليله ، وكذا الحمام والتعريف والأغذية الحريفة والملطفة كالتوابل الحارة
والبقول الحريفة والملح والمري والكوامخ والشراب العتيق جداً ، فأما الحلواء
الغليظة فنافعة في هذه الأحوال ، وأما الكثير الملح والبورق فقليل الغذاء سريع
الخروج وما بضده فقد بان كيف تدفع الضرر المتولد عن إدمانه بما تقدم من كلامنا وأما
خبز التنور فأصلح من خبز الفرن في سرعة الهضم والخروج وقلة توليد النفخ والسدد والغلظ
واللزوجات لكن خبز الفرن أوفق منه في كثرة الغذاء ، ولذلك هو أصلح لمن يكد ويتعب ويحتاجون
إلى غذاء متين قوي ، وأما خبز الملة فأغلظ وأشد قوّة من خبز الفرن وأعسر خروجاً وأكثر
غذاء إذا انهضم وليس يخفى مضاره وبما ذا تدفع على ما فهم مما تقدم من كلامنا ، وأما
خبز الطابق فأخف من خبز التنور ولا سيما متى رقق فهو لذلك أعسر خروجاً وليس بأكثر
غذاء من خبز التنور ، وأما خبز الشعير فمنفخ مبكرد للبدن ، ولذلك ينبغي أنه لا
يأكله من لا يروم تبريد البدن به ، بل إن اضطر إلى إدمانه فيستعمل بالعسل والتمر والإلية
والاسفيذباجات الكثيرة التوابل ويشرب عليه ماء العسل ليأمن من تشكيه المفاصل وتوليد
القولنج الصعب الشديد ، وأما خبز الحمص فبطيء الإنهضام جداً ، ولذلك لا يكاد ينزل
، ولذلك ينبغي أن يكثر ملحه أو يؤكل بالملح متى اضطر إليه مضطر بأن يطرح في أمراق
الاسفيذباجات المالحة الدسمة جداً فإنه متى لم يفعل به ذلك ولد أوجاعاً
_________________
في المعدة صعبة وتبندق
الثفل وعسر خروجه وآلم الكلى والأمعاء ، وأما خبز الفول فمنفخ لا يكاد يدانيه في
النفخ شيء من الحبوب ، وهو مع هذا كثير الصعود إلى الرأس مثقل له فمن كان من الناس
تعتريه الرياح في البطن فالأجود أن لا يقربه فإن اضطر إليه أكله مع الأمراق الدسمة
وأخذ بعده من الفوذبخي والفلافلي والكموني ومن كان إنما يتأذى بصعوده إلى الرأس
فليصطبغ بعده بخل.
خبز
رومي : هو الكعك المسمى بقسماطا وتسميه عامة
المغرب البسماط.
خبز
القرود : بعض شجاري الأندلس يوقع هذا الاسم على
النوع الكثير من اللوف ، وسيأتي ذكره في اللام.
خبز
المشايخ : عامة إفريقية يسمون
بهذا الاسم الدواء المسمى بخور مريم وقد ذكرته في الباء.
خترف
: هو الأفسنتين في بعض التراجم وقد ذكرته
في الألف.
خثي
: يقال على زبل البقر وقد ذكرته مع البقر.
خدرنق
: هو العنكبوت من اللغة ، وسيذكره في
العين.
خرنوب
: جالينوس في السابعة : قوة هذه الشجرة
مجففة قابضة وكذا قوة ثمرتها وهو الخرنوب الشامي إلا أن في الثمرة شيء من الحلاوة
وقد عرض لهذه الثمرة أيضاً شبه بما يعرض لثمرة القراصيا وذلك أنها ما دامت غضة فهي
بإطلاق البطن أحرى ، وإذا جففت حبست البطن من طريق أن رطوبتها تنحل ويبقى جوهرها
الأرضي الذي شأنه التجفيف ، وقال في أغذيته أيضاً : الخرنوب الشامي يولد خلطاً
رديئاً وفيه خشبية ، وإذا كان كذلك فهو ضرورة عسر الإنهضام ، وفيه آفة عظيمة أنه
لا ينحذر ولا يخرج عن البطن سريعاً ، ولقد كان الأجود والأصلح أن لا يجلب هذا
الخرنوب إلينا من البلاد المشرقية التي تكون فيها. ديسقوريدوس في الأولى : قراطيا
وهو خرنوب شامي إذا استعمل رطباً كان رديئاً للمعدة مليناً للبطن ، وإن جفف واستعمل
كان أصلح للمعدة منه رطباً وعقل البطن وأدر البول وخاصة ما ربي منه بعصير العنب.
الرازي في الحاوي : إذا دلكت الثآليل بالخرنوب الفج دلكاً شديداً أذهبتها البتة وقد
رأيت ذلك. وقال في دفع مضار الأغذية : الخرنوب الشامي غير ضار للصدر والرئة ومعتدل
في الإسخان فمتى لم يعرض عنه عقل الطبيعة وأكثر منه فينبغي أن يعتني بسرعة إخراجه
من البطن ، ومما يفعل ذلك ماء العسل والجلاب. التميمي في المرشد : الخرنوب الشامي
ثلاثة أنواع حار في أوّل الدرجة الأولى ، يابس في آخر الثانية ، وهو حابس للبطن
قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته وهو رديء للصدر والرئة مقوٍّ للمعدة وأفضل
أنواعه كلها نوع يسمى الصيدلاني فهو ألين من النوعين الآخرين وأقوى حلاوة من
جميعها وأيسرها خشبية وهو المأكول عندنا بالشام من الخرنوب فأما النوع الآخر فإنه
يسمى الشابوني وقد يقارب في حلاوته الصيدلاني ، غير أنه أحسن جسماً وأقوى خشبية وقد
تأكله الأكرة والفلاحون. والنوع الثالث أغلظها جرماً وأقواها خشبية وفيه حلاوة
ظاهرة وعسلية مع غلظة وخشبية وهو شديد القبض ظاهر اليبس ومنه نوع يتخذ منه بالشام
رب الخرنوب ، ومن أعجب ما فيه من قوة القبض أنه إذا أكل على الريق حبس البطن بالذي
فيه من قوة القبض ، وإذا طحن ونقع في الماء واعتصر واتخذ من مائه الرب المسمى رب
الخرنوب ، كان ربه مطلقاً للبطن مائلاً إلى البرودة والرطوبة محرّكاً للمرار
الأصفر بسرعة إستحالته إلى جوهرها إذا وافاها في المعدة فأما الخرنوب البري فإنه
نحيف القرون رقيقها ضئيل لا حلاوة له ولا طعم وليس ينتفع بثمرته في شيء وإنما
ترتعيه العنز.
خرنوب
هندي : هو الخيارشنبر ، وسنذكره فيما بعد.
خرنوب
نبطي : هو خرنوب الشوك وخرنوب المعزى أيضاً عند
أهل الشام وهو الينبوت بالعربية ، وسيذكر في حرف الياء.
خرنوب
الخنزير : هو أبا عورس
باليونانية ثمره هو المعروف عند باعة العطر بمصر بحب الكلى ، وقد ذكرت أبا عورس في
حرف الألف.
خرنوب
مصري : وخرنوب قبطي وهو خرنوب شجر السنط ومن هذا الخرنوب
تعتصر الأقاقيا بالديار المصرية في حين غضاضته ويقال لعصيره رب القرظ ، وقد ذكرته
في حرف القاف.
خردل
: ديسقوريدوس في الثانية : ينبغي أن يختار
منه ما لم يكن مفرط اليبس ولا فحلاً ولا شديد الحمرة وليكن كبير الحبة ، وإذا دق
كان داخله أصفر وفيه نداوة فما كان على هذه الصفة فإنه جيد مستحكم وللخردل قوة
تحلل وتسخن وتلطف وتجذب وتقلع البلغم إذا مضغ وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالشراب
المسمى أدرومالي والمسمى أونومالي وتغرغر به وافق الأورام العارضة في جنبتي أصل
اللسان والخشونة المزمنة العارضة في قصبة الرئة وإذا دق وقرب من المنخرين جذب
العطاس ونبه المصروعين والنساء اللواتي يعرض لهن الاختناق ومن وجع الأرحام وإذا
تضمد به نفع من النقرس وقد يحلق الشعر في الرأس بالموسى ويضمد به في المرض الذي
يقال له ليثرعس ، وإذا خلط بالتين ووضع على الجلد إلى أن يحمر وافق عرق النسا وورم
الطحال وبالجملة فإنه موافق لكل وجع مزمن إذا أردنا أن نجذب شيئاً من عمق البدن
إلى ظاهره فإذا تضمد به أبرأ داء الثعلب وإذا خلط بالعسل أو بالشحم أو بالموم
المذاب بالزيت نقى الوجه وأذهب كمنة الدم العارضة تحت العين وقد يخلط بالخل ويلطخ
به الجرب المتقرح والقوابي الوحشة وقد يدق دقاً غير مستقصى ويشرب بماء لبعض
الحميات التي تعرض بأدوار وينتفع به إذا خلطناه بالمراهم الجاذبة والمراهم التي
تعمل للجرب ، وإذا خلط بالتين ووضع على الأذان نفع من ثقل السمع والدويّ العارض
لها ، وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالعسل واكتحل به نفع من الغشاوة وخشونة الجفون ،
وقد تخرج عصارة بزر الخردل وهو طري ويجفف في الشمس. جالينوس في ١ : الخردل يسخن ويجفف
في الدرجة الرابعة. مسيّح : الخردل يحلل الرطوبات من الرأس والمعدة وسائر البدن وينفع
من وجع الكبد والطحال ومن الريح والرطوبة محلل للبلغم ويجفف اللسان الثقيل من البلغم
وهو حريف جلاء معطش مغث. التجربتين : الخردل إذا سحق وعجن بالعسل ووضع على مقدم
الدماغ من المبرودين سخنه ونفع من النزلات المتوالية وإذا طليت به الأعضاء الباردة
والقليلة الحس سخنها وقوى حركتها ، وإذا أكل مع الطعام هضمه وأسخن المعدة. وإذا
جعل في المصاليق التي فيها جلاء مثل السلق واستعمل قبل القيء قطع البلغم وهيئة
للإندفاع. الرازي : كامخ الخردل حار حريف يجلو البلغم وشمخن المعدة والكبد ولا
ينبغي أن يدمن فإنه شديد الحرافة ولا يؤكل إلا مع الأغذية الغليظة. قسطس في كتاب
الفلاحة : إن شرب من بزر الخردل بشراب على الريق ذكى فؤاد آكله ونشطه للباه وإن
أكل بعسل نفع من السعال ودخانه إذا بخر به يطرد الحيات طرداً شديداً جداً وإن خلط
مع الحبق وشرب بشراب أخرج الدود ، وإن طلي بماء الكبريت على الخنازير مع السكبينج
حللها تحليلاً قوياً ويسكن وجع الضرس والآذان إذا قطر ماؤه فيها. روفس : الخردل
يسخن ويلين البطن. بديغورس : الأبيض يذيب الأورام الصلبة. ماسرحويه : هو أسخن
_________________
من الحرف وينفع من
النافض. الرازي : إذا سحق ووضع على الضرس الدائم الضربان بلا ورم فإنك ترى منه
نفعاً عجيباً سريعاً. ابن ماسويه : الإكثار منه يولد غماً وهو نافع للبرص إذا طلي
عليه وإن أكل مع السلق المسلوق نفع من الصرع والسدد العارض من البلغم. البصري : الخردل
نافع لجميع الأوجاع الحادثة من البلغم والمرة السوداء الحادثة من احتراق البلغم
الذي يحتاج إلى استخراجها من قعر البدن إلى سطحه. غيره : بقله يؤكل مطبوخاً وهو
مصدع رديء للمعدة.
خردل
بري : زعم قوم أنه اللبسان ، وسيأتي ذكره في
حرف اللام.
خردل
فارسي : اسم للنوع من الخردل العريض الورق
المذكور تحت ترجمة بلسفي ، وهذا النوع من الحرف تعرفه شجارو مغرب الأندلس بالضباب
البري وأما بالديار المصرية فيعرف بها بحشيشة السلطان وهي حريفة جداً تكون كثيرة
في البساتين بالإسكندرية وبالقاهرة أيضاً وأما بأرض الشام فكثيرة جداً.
خرفق
: أوّل الاسم خاء مفتوحة بعدها راء ساكنة
ثم فاء مروسة مفتوحة ثم قاف ، وهو اسم بدمشق وما والاها للخردل الفارسي المقدّم
ذكره.
خروع
: ديسقوريدوس في الرابعة : هي شجرة تكون
في مقدار شجرة التين صغيرة ولها ورق رقيق شبيه بورق الدلب إلا أنه أكبر وأشد ملاسة
وسواداً وساقها وأغصانها مجوفة مثل القصب ولها ثمرة في عناقيد خشنة والثمرة إذا
قشرت كانت شبيهة بالقراد ومنها يعتصر الدهن المسمى أفسقس وهو دهن الخروع وهذا
الدهن لا يستعمل في الطعام غير أنه نافع في السرج وفي أخلاط بعض المراهم. جالينوس
في السابعة : حب الخروع يسهل وفيه مع هذا شيء يجلو وكذا الحال في ورقه فإن قوته
هذه القوة إلا أن الورق أضعف بكثير من الحب ، فأما دهنه فهو أحدّ وألطف من الزيت
الساذج فهو لذلك يحلل أكثر منه. ديسقوريدوس : إذا نقي من حب الخروع ثلاثين حبة
عدداً وسحقت وشربت مسحوقة أسهلت بلغماً ومرة ورطوبة مائية وهيجت القيء والإسهال
بحب الخروع شاق صعب لأنه يرخي المعدة إرخاء شديداً ويهيج الغثيان والقيء وإذا دق
حب الخروع وتضمد به نقى الثآليل التي تسمى أنوسو والكلف ، وورق الخروع إذا دق وخلط
بسويق سكن الأورام البلغمية والحارة العارضة للعين وإذا تضمد به وحده أو مع الخل سكن
أورام الثدي الوارمة في النفاس والنقرس والحمرة. الدمشقي : الخروع مسخن في آخر
الدرجة الثانية محلل للرطوبات ملين للعصب مسهل للبطن منق للعروق نافع من الخام والأبردة
وكذا دهنه. قالت الخوز : إنه أبلغ الملينات يلين كل صلابة شرباً وضماداً. الرازي
في كتاب المنصوري : حب الخروع جيد للقولنج والفالج ويلين الصلابات إذا ضمدت به.
بديغورس : خاصته الإذابة والترقيق والتلطيف وتقوية الأعضاء. ابن سرانيون : يسهل
البلغم إسهالاً ضعيفاً ويجب أن يقشر ويعطى منه من إحدى عشرة حبة إلى سبع عشرة حبة
على رأي القدماء وأما على رأي المحدثين فإحدى عشرة فقط. التجربتين : ورقه الغض إذا
ضمد به مطبوخاً ونيئاً نفع من النقرس البارد ووجع المفاصل وكذا أن يكب على ورقه دهن نفع من ذلك. غيره : حب
الخروع الإسهال به نافع من اللقوة ومن وجع المفاصل إذا كان من رطوبة ويورث البدن
صحة وهو قتال للكلاب جداً. الشريف الإدريسي : وورق الخروع إذا سخن في رضف حتى يحمى
وضمد به الورم الكائن في الحلق المسمى نغنع وتعاود ذلك أسبوعاً ثلاث مرات بالليل وثلاثة
بالنهار حلله وأذهبه ، مجرّب.
_________________
خربق
أبيض : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
شبيه بورق الأبورس لوقش ، والنبات الذي يقال له لسان الحمل أو ورق النبات الذي
يقال له أطوطا وعرنون ومعناه السلق البري إلا أنه أقصر منه وأميل إلى السواد وزهره
أحمر اللون وله ساق طولها نحو من أربع أصابع مضمومة جوفاء إذا ابتدأ أن يجف يتقشر
وعروق كثيرة دقاق مخرجها من رأس واحد صغير مستطيل شبيه بالبصلة المستطيلة وينبت في
مواضع جبلية ، وينبغي أن تيبس أصول هذا النبات وتجمع في وقت الحصاد وأجود ما يكون
منه منبسط السطح انبساطاً معتدلاً ، وكان أبيض هين التفتت كثير اللحم ولا يكون حاد
الأطراف شبيهاً بالأذخر إذا فت ظهر منه شيء شبيه بالغبار ولحمه رقيق ولا يلذع
اللسان لذعاً شديداً على المكان ويجلب اللعاب فإن هذا الصنف منه رديء خناق وأجوده
ما كان من البلاد التي يقال لها غالاطيا والتي يقال لها عاليا ، والتي يقال لها
قنادوقيا فإنه أبيض شبيه بالأذخر جاف إذا شرب الخربق الأبيض نقى المعدة بالقيء وأخرج
منها أشياء مختلفة وقد يقع في أخلاط الشيافات الجالية لغشاوة البصر ، وإذا احتملته
المرأة أدر الطمث وقتل الجنين وقد يهيج العطاس ، وإذا خلط بالسويق وعجن بالعسل قتل
الفأر ، وإذا طبخ مع اللحم هراه وقد يسقى منه على الريق وحده أو مع الدواء الذي
يقال له ستصامونداس أو مع عصارة الدواء الذي يقال له ثافسيا أو مع الحب الذي يقال
له القس وهو من أنواع القسوس والشراب الذي يقال له ماء القراطن ، وقد يخلط بالخبيص
والحسو الذي يتخذ من العدس ، وقد يخلط بالعجين ويخبز ومن الناس من يخلطه بحسو كثير
ويسقيه المحتاج إلى شربه ، ومنهم من يسقيه بشيء كثير من الحسو الذي يقال له قيلوس
، ومنهم من يطعم المحتاج إلى شربه طعاماً يسيراً قبل أن يسقيه الخربق ثم بعد أن
يطعمه يسقيه ، والذي يستعمل هذه الجهة من الجهات التي يسقى بها الخربق إنما
يستعملها للناس الذين لا يؤمن عليهم أن يعرض لهم الاختناق والذين أبدانهم ضعيفة
فإنهم إذا شربوا الدواء على هذه الحال أمنوا مضرته لأنه لا يصادف معدهم خالية من
الطعام ، وقد استقصى الذين تكلموا فيه بدأ وجوه استعماله وما يتدبر به من الأغذية
بعد استعماله وقد يعمل منه فتائل إذا احتملت هيجت القيء. بديغورس : خاصيته إسهال
الفضول اللزجة المخاطية. ابن سينا : ربما أورث شاربه تشنجاً ويقتل الإفراط منه
الناس وهو سم للكلاب والخنازير ورجيع شاربه يقتل الدجاج والسمان ترتعيه وتأكله ، والأجود
أن ينقع منه أربعة مثاقيل في تسعة أواقي من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يصفى ويشرب ،
وأجود من كل هذا أن يؤخذ منه رطل فيقطع فينقع في قسطين من ماء المطر ثلاثة أيام ثم
يطبخ حتى يبقى الثلث ثم يصفى الماء ويطرح الخربق ويطرح على الماء عسل فائق مصفى
قدر رطلين ويرفع على النار حتى يصير له قوام الأشربة وتنزع رغوته ويؤخذ منه ملعقة
كبيرة كما هو ومع ماء حار وهذا سليم مأمون.
خربق
أسود : ديسقوريدوس في الرابعة : وأما الخربق
الأسود فمن الناس من يسمي ذلك مالينوديون ، وإنما سماه من اسم رجل راع يسمى
مالينوس لأنه يظن أن هذا الراعي أسهل بنات بروطس بهذا الدواء وقد عرض لهن الجنون
فأبرأهن وهو نبات له ورق أخضر شبيه بورق الدلب إلا أنه أصغر منه مائل إلى ورق
النبات المسمى سقندوليون وهو أكبر تشريفاً من ورق الدلب وأشد سواداً وفيه خشونة ،
ولهذا النبات ساق قصيرة وزهر
أبيض فيه شيء من لون
الفرفير وشكله شبيه بشكل العنقود وفيه ثمرة شبيهة بحب القرطم وتسميه أيضاً أهل
أنطيقورا ستصامونداس ويستعملونه للإسهال ، وله عروق دقاق سود مخرجها من أصل واحد
كأنه رأس بصلة ، وإنما يستعمل من الخربق الأسود هذه العروق وينبت في المواضع
الخشنة وعلى التلول ، وفي أماكن خشنة ، والذي يوجد من الخربق الأسود في هذه
الأماكن هو الجيد منه كالذي يوجد في المكان الذي يقال له أنطيقورا فإن الذي يوجد
من الخربق الأسود في هذا المكان فائق جداً فاختر منه ما كان ممتلئاً غير ضامر وكان
جوفه دقيقاً وكان حريف الطعم يحذو اللسان. جالينوس في الثانية : الخربقان كلاهما
قوّتهما قوة تجلو وتسخن معاً فهما لذلك ينفعان من البهق والقوباء والجرب والحكة والعلة
التي يتقشر معها الجلد ، وإذا أدخل الخربق الأسود في الناصور الصلب قلع تلك
الصلابة في يومين أو ثلاثة ، وإذا تمضمض به مع الخل نفع من وجع الأسنان فليضعهما
في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف ، وأما في الطعم فالأسود منها
أشدّ حرارة وحرافة وحدة والأبيض أشد مرارة. ديسقوريدوس : والأسود إذا أخذ منه
مقدار درخمي أو مقدار ثلاث أوثولوسات وشرب وحده أو مخلوطاً بسقمونيا بملح أسهل
بلغماً ومرة ، وقد يطبخ بالعدس والأمراق ويستعمل للإسهال وقد ينفع في الصرع أيضاً
والماليخوليا والجنون ووجع المفاصل والفالج العارض مع استرخاء ، وإذا احتملته
امرأة أدر الطمث وقتل الجنين ، وإذا أدخل في ثقب الناصور وترك فيها ثلاثة أيام وأخرج
في اليوم الرابع نقاها ويدخل في الأذان الثقيلة السمع ويترك يومين أو ثلاثة فينتفع
به ، وإذا خلط به كندر وموم وماء الزفت أو دهن القطران وتلطخ به أبرأ الجرب ، وإذا
تضمد به وحده أو مع الخل أبرأ البهق والقوباء والجرب المتقرح ، وإذا طبخ بخل وتمضمض
به سكن وجع الأسنان وقد يقع في أخلاط المراهم الأكالة للحم وقد يخلط بدقيق الشعير
والشراب ويتضمد به للماء الأصفر فينتفع به ، وإذا ثبت عند أصول الكرم أفاد الخمرة
المتخذة من عنب تلك الكروم قوة مسهلة ، ومن الناس من يطرحه في الماء ويرش به
البيوت وذلك أنهم يظنون أنه طهور ، ولذلك إذا أراد قلعه من الأرض أقاموا في وقت ما
يحفرون حوله يصلون لله عز وجل فيقلعونه وهم يصلون ويحذرون في وقت احتفارهم أن يمر
بهم عقاب لأنهم يتخوفون على الحافر عنه الموت إن هي رأت الخربق وهو محفور عنه ، وينبغي
لمن يحفر عنه أن يسرع الحفر لأنه يعرض من رائحته ثقل في الرأس ، ولذلك قد يحترس
الذين يحفرون عنه من مضرته بتقدمهم في أكل الثوم وشرب الشراب فإنهم إذا فعلو ذلك
أمنوا من مضرته وقد يخرج جوفه مثل ما يخرج جوف الخربق الأبيض. ابن سرانيون : الخربق
الأسود يسهل المرّة الصفراء الغليظة جداً أكثر مما تستفرغها السقمونيا وتعطي في
العلل الحاثة والمزمنة التي تحتاج إلى دواء يسهل المرة الصفراء كالمانيا والصداع والشقيقة
والمواد التي تنحدر إلى العين وعلل الصدر وهو نافع في تنقية الأحشاء جداً والرحم والمثانة
والعلل المتقادمة في قصبة الرئة واليرقان والذين بهم أنهم يحسون نخس الإبر من
السوداء والخنازير والبثور والنملة وقروح منتشرة ويسهل من سائر البدن بغير شدة ولا
كرب وخاصة المرة الصفراء فإنه يسهل منها الكثير ، وربما أسهل منها المرة السوداء ،
وهكذا يسهل بسهولة حتى أنه يعطي منه ما لم يكن به حمى صعبة ويجب
أن يعطى من أصوله
مثقال واحد وخاصة مع ماء العسل على رأي القدماء ، وأما المحدثون فيعطون منه نصف
مثقال والذي تجود أخلاطه الفوتنج والسعتر وسائر الأدوية اللطيفة الحارة النافعة
للمعدة ، ويجب لمن أخذه أن يتقدم ويمتنع من الأغذية الغير الموافقة. ابن ماسويه : الخربق
الأسود إن بخر به الأسنان نفع من وجعها. أبقراط في كتاب الخربق : والأسود منه ينفض
السوداء من أسفل والأبيض يخرج ما يخرجه من فوق بالقيء. إسحاق بن عمران : إذا سحق
الأسود منه مع ترمس ويغسل بهما الوجه بماء عذب أذهب الكلف والنمش. أبو الصلت : يسهل
البلغم والمرة السوداء ويصلح المزاج الفاسد ويفيده شبابية. الغافقي : موافقته
للرجال والأقوياء والشبان وأصحاب الأبدان الخصبة الكثيرة الدم ويجب أن يتقدم قبله
بحمية صادقة. ماسرحويه : قتال للحمام والغرانيق إذا جعل في مائه المنقع فيه فولاً
أو قمحاً ثم أكلته. عيسى بن علي : الخربق لا يقتل بذاته بل بالعرض لأنه يجتذب
البلغم الغليظ فيخنق الإنسان فيموت ويعرض من الخربق الأسود تلهب شديد وإسهال ذريع
فينبغي أن يعالج بالتدبير المبرد المطفىء.
خروسوقومي
: وتأويله باليونانية رأس الذهب.
ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له قضيب طولها نحو من شبر وجمته كأنها رأس مستدير
وهي شبيهة بجمة الزوفاء وأصل دقيق بمثل أصول الخربق الأسود وعليه زغب وليس بكريه
الطعم وفي طعمه حلاوة مع قبض وله رائحة شبيهة برائحة السرو وينبت في مواضع ظليلة ومواضع
صخرية ، وقوّة أصل هذا النبات مسخنة قابضة موافقة لوجع الكبد والورم الحار العارض
في الرئة ، وقد يستعمل مطبوخاً بالشراب الذي يقال له أدرومالي لتنقية الرحم.
جالينوس في الثامنة : الغالب في أصوله الطعم الحاد الحريف والطعم القابض معاً ولذلك
نستعمله في أشياء كثيرة ، وإذا نحن طبخناه بماء العسل استعملناه في علاج الأورام
الحادثة في الرئة وفي علاج الكبد وفيه مع هذا قوّة تدر الطمث.
خرطال
: ويسمى بالفارسية القرطمان. ديسقوريدوس في
الثانية : هو نبات له قصبة وورق يشبهان قصب الحنطة وورقها وقصبته ذات عقد وفي طرف
قصبته في رأسه ثمر شبيه بالراقي في غلف مقسومة بقسمين قسمين ، وهذه الثمرة تقع في
الضماد كما يقع الشعير وقد يعمل منه حشيشة تعقل البطن ، وإذا عمل منه حسو وتحسى
عمل ما يعمل ماء الشعير ويوافق السعال. جالينوس : إذا استعمل على طريق الدواء كانت
قوته شبيهة بقوة الشعير وذلك أنه متى وضع من دقيقه ضماد جفف وحلل قليلاً من غير
لدغ ومزاجه بارد برودة يسيرة وفيه مع هذا شيء من القبض ، وهو ينفع من استطلاق
البطن.
خروسوموعالي
: ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
سماه دسقس وهو نبات له ورق شبيه بورق البلوط وهو مجتمع النبات وله زهر شبيه بزهر
الصنف الذي يستعمل في الأكاليل من النبات الذي يقال له قلونس ، وأصله شبيه
بالشلجمة باطنة أحمر شديد الحمرة وحمرته كحمرة الدم وظاهره أسود ، وإذا دق ناعماً
وخلط بالخل ووضع على عضة الحيوان الذي يقال له موعالي نفع منها.
خرم
: زعم الرازي في الحاوي أنه الدواء المسمى
باليونانية أسطراطيقوس وهو الحالبي ، وقد ذكرته في الألف ، ومنهم من زعم أنه
الدواء المسمى باليونانية لخسين وسيأتي ذكره في اللام ، ومنهم من زعم أنه النبات
المسمى باليونانية ليخيطس وهذا الدواء ترجمه ابن جلجل بسراج القطرب ، وقد
ذكرته في اللام
أيضاً ، وفي مفردات الشريف الخرم دواء لم يذكره ديسقوريدوس ، ولا جالينوس. وذكر
ابن وحشية أنه نبات ينبت في البساتين ذو أوراق قليل العرض يحمل على زهر متفرق
الورق ولونه بنفسجي بل هو أحسن من لون البنفسج له رائحة حسنة وهو كثير بأض الفرس وهم
يعظمونه ويتبركون به لأن شمه والنظر إلى نوره يحدث سروراً ويفرح النفس ويزيل الغم
المعترض بلا سبب ، وإذا أمسك ورده إنسان في كفه حبب إلى كل من ينظر إليه وكذا يفعل
إذا جعل في الجيب أو الكم وإذا صنع من زهره دهن يدهن به الدماغ فينفع من كل ما
ذكرناه وإن صنع من دهنه قيروطي ودهن به الوجه ليلاً وغسل نهاراً حسن لون الوجه وحمره
وأذهب تغضنه.
خركوش
: هو لسان الحمل في بعض التفاسير وسيأتي
ذكره في حرف اللام.
خرء
الحمام : قال ابن جبل : إن أهل الرقة يسمون
جوزخندم خرء الحمام وقد ذكرت جوزخندم في حرف الجيم.
خربز
: هو البطيخ وقد ذكرته في الباء.
خرنباش
: زعم قوم أنه المشكطرامشيع وليس به ، والصحيح
أنه المرماجوز وسنذكره في الميم.
خروشوقلا
: تأويله غراء الذهب وهو لحام الصاغة وسنذكره
في اللام.
خرقة
: قيل هي البقلة الحمقاء وقد ذكرتها في
الباء.
خرقى
: هو الجلبان وقد ذكرته في الجيم.
خرقع
: قال أبو حنيفة : هو حناء العشر وهو ثمر
كأنه كيس فإذا كشفت عنها أصبت أطباقاً لينهّ بعضها على بعض وهو حراق الأعراب وقد
يقال أيضاً للقطن خرفع.
خرزلي
: هو اللفت البري.
خرقطان
: قيل أنه البنتومة وقد ذكرتها في حرف
الباء المنقوطة بواحدة من أسفلها.
خريع
: أوّله خاء مكسورة بعدها راء مكسورة
أيضاً مشدّدة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفل ساكنة ثم عين مهملة اسم للنبات المسمى
عند بربر الغرب بالبربرية تافغيت وهي من نوع الحرشف غير مشوك معروف بتونس وما
والاها من أعمال أفريقية بما ذكر ، وقد ذكرت التافغيت في حرف التاء المنقوطة
باثنين من فوقها.
خراطين
: جالينوس في الحادية عشرة : وهي الديدان
التي إذا حفر الإنسان أو حرث في الفدان وجدها تخرج من الأرض إذا سحقت ووضعت على
العصب المقطوع نفعته من ساعته منفعة عجيبة ، وإذا شربت مع عقيد العنب كانت دواء
يدر البول. ديسقوريدوس في الثالثة : برابطو إذا دقت دقاً ناعماً ووضعت على الأعصاب
المتقطعة ألزقتها وينبغي بعد ثلاثة أيام أن تحل ، وإذا طبخ بشحم الأوز وقطر في
الأذن أبرأ من وجعها ، وإذا طبخ بالطلات وخلط بشحم الأوز وقطر في الأذن الوجعة
سكنه سريعاً ، وإذا طبخ بالزيت وقطر في الأذن التي في الجانب المخالف للسن الوجع
نفع من وجعه ، وإذا دق ناعماً وسحق وشرب بطلا : أدر البول. الشريف : إذا دقت مع
غبار الرحى وضمد بها على الفسوخ والوثي نفعه نفعاً بيناً وإذا جففت وسحقت وشربت بماء طبيخ الشبت
نفعت من وجع القولنج ، وإن سحقت بدهن اللوز وضمد بها تفرق شؤون الرأس ألفه ونفع
منه منفعة لا يعدله في ذلك دواء آخر ولها منفعة عجيبة إذا ضمد بها فتوق الأمعاء لا
توجد في غيرها. ابن سينا : إذا جففت ودقت ناعماً وشربت بطلاء فتتت الحصا وأبرأت
اليرقان. الرازي في الحاوي : تسكن الأورام الحارة ضماداً وإذا غسلت وجففت وسحقت
ناعماً وديفت في دهن سمسم وطلي بها الذكر فإنها تغلظه.
خزف
: جالينوس في التاسعة : قوّة الخزف قوة
تجلو وتجفف وخاصة خزف التنور لأنه قد ناله من السجر يبس أكثر ، ولهذا صار يقع في
المرهم المسمى أنقسطاش مقدار ليس باليسير ، ويكون هذا المرهم
_________________
الذي يقع فيه هذا
الخزف دواء نافعاً جداً جيداً في ختم الجراحات وإدمالها. ديسقوريدوس في الخامسة : خزف
التنور الذي قد اشتد شيه
له قوة تكوي ، ولذلك إذا خلط بالخل وتلطخ به نفع من الحكة والبثور وقد ينفع من
النقرس ، وإذا خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية المسماة بالخنازير. سفيان الأندلسي
: مجفف من غير لذع ولذلك ينفع من القروح المترهلة وقروح الأعضاء اليابسة المزاج ومن
انسلاخ الجلد ويجلو الأسنان.
خزامى
: الغافقي : قال أبو حنيفة : هي خيري البر
وهي طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهر طيبة الريح ليس في الزهر أطيب نفحة
منها تشبه رائحة فاغية الحناء ومنابتها الرمل والرياض. وقال الزهراوي : هي حارة
ملطفة مسخنة للدماغ البارد إذا حملت عليه وتشرب لسوء مزاج الكبد والطحال ، وإذا
بخر به أذهب كل رائحة منتنة. لي : يسخن الرحم ويجفف رطوباته السائلة منه سيلاناً مزمناً
ويحسن حاله ويعين على الحبل إذا احتمل في فرزجة مجرّب.
خس
: ديسقوريدوس في الثانية : جيدة للمعدة
مبرد طين للبطن منوّم مدر بول ، وإذا طبخ يكون أكثر غذاء وإذا أكل كما يقلع غير
مغسول وافق الذين يشكون معدتهم ، وإذا شرب بزره نفع من الاحتلام الدائم وقطع شهوة
الجماع ، وإذا أكل دائماً أحدث غشاوة في العين وقد يعمل بالماء والملح ، وإذا كان
ذا ساق وبزر صارت قوّة عصارته ولبنه شبيهة بقوّة ماء الخس البري ولبنه ، وأما الخس
البري فإنه شبيه بالخس البستاني غير أنه أكبر ساقاًً منه وأشد بياضاً من ورقه وأدق
وأخشن وطعمه مرّ ولبنه شبيه بلبن الخشخاش الأسود ، ولذلك من الناس من يخلط لبنه
بعصارة الخشخاش ، وإذا شرب من لبنه وزن نصف درهم بماء ممزوج بخل أسهل كيموساً
مائياً وينفع مع دهن ورد من وجع الرأس وينقي القرحة العارضة في طبقة العين القرنية
أيضاً التي تسمى أحليوس والقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أرعامن ، وإذا
اكتحل به بلبن جارية كان صالحاً أيضاً للقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها
أسقوما وينوم ويسكن الوجع ويدر الطمث وقد يسقى للسعة العقرب ونهشة الرتيلا وبزره
إذا شرب يقطع الاحتلام وشهوة الجماع مثل ما يقطع بزر الخس البستاني وماؤه يفعل ذلك
غير أنه أضعف فعلاً ، وقد يخزن لبنه في آنية خزف بعد أن يشمس مثل ما يفعل بسائر
العصارات. جالينوس في السادسة : هذه بقلة باردة رطبة وليست في الغاية ولو لا ذلك
لكانت مما لا يؤكل لكن برودة الخس في المثل كبرودة مياه الغدران فهو لذلك نافع من
الأورام الحارة والعلل المعروفة بالحمرة إذا كان كل واحد منهما ضعيفاً يسيراً في
المقدار فأما ما عظم منها فليس في الخس تبريده ، وأما على طريق الطعام فهو يقطع
العطش ، وأما بزر الخس فهو إذا شرب نفع تقطير البول والمني ، ومن أجل ذلك يسقى لمن
يكثر احتلامه وكذا بزر الخس البري الذي يجمع لبنه فتجلى به القروح التي تكون في
الصفحة الخارجة من الطبقة القرنية من طبقات العين وهي ثلاثة أجناس : قرحة يقال لها
الغشاوة وهي قرحة لونها شبيه بلون الدخان وتأخذ من سواد العين موضعاً كبيراً ، وقرحة
يقال لها مستنقع الدم وهي قرحة تكون في إكليل سواد العين وتأخذ من بياض العين وسوادها
شيئاً يسيراً ، وقرحة يقال لها الاحتراق وهي قرحة تحدث في صفحة الطبقة القرنية
الشبيهة بالدينار. وقال في أغذيته : إن الخس أجود البقول غذاء لأنه يولد دماً ليس
بالكثير ولا بالرديء إلا أنه ليس في غاية الجودة وقد كنت آكل الخس في شبابي
_________________
لأن معدتي كانت تولد
مراراً كثيراً فكنت أبردها به ، وأنا الآن في شيخوختي آكلها سليقة وذلك أني لم أجد
شيئاً من البقول يداوى به السهر غيره والخلط المتولد منه بارد رطب ليس بالرديء وليس
يعرض لذلك رداءة الاستمراء كما يعرض لسائر البقول ولا يعقل البطن ولا يطلقها لأنه
لا قبض فيه ولا عفوصة ولا ملوحة ولا حدة ، وحكمة أنه ليس فيه قوّة تجلو فتطلق
البطن والخلة التي يذمه بها جهال الأطباء بأن يقولوا أنه يولد دماً كثيراً يجتمع
منه امتلاء دموي هو له مديح ، وذلك أنه لو كان كذلك لكان أحمد من سائر البقول والأطعمة
التي ليس منها شيء يولد الدم أكثر من غيره من الأخلاط ، ولكان يمكن إن ينقّص ذلك
الامتلاء الدموي بالسوسينقي منه وبالرياضة لكن ليس الأمر كذلك. وقال عند ذكر
الخبازي : إنك إن ضمدت بالخس ورماً حاراً تبين لك أنه يبرد في الثانية وإن أنت قست
بين رطوبة هذه البقول الثلاثة وجدت الخس والملوكية أغلظ وألزج ورطوبة السلق متوسطة
بينها والخس متوسط في الترطيب والتجفيف بين الكرنب وبين البقلة اليمانية والقطف.
دوفس في كتاب التدبير : الخس شاف لجميع العلل الحادثة من السكر إذا أخذ في وسط
الشراب وهو نافع من اللذع العارض في المدة ضار للمعي ويهيج البطن. وقال في كتاب
آخر : إن الخس يرخي البدن. ابن ماسويه : يولد خلطاً محموداً أكثر من توليد جميع
البقول ودماً صالحاً إلى البرد ما هو والمغسول منه بالماء رديء لأن جميع البقول
يزيد غسلها بالماء في قراقرها ونفخها وإن دق وضمد به اليافوخ أنام وسكن الحرارة في
الرأس والهذيان وهو سريع الهضم. قسطس في الفلاحة : إن الخس يهيج شهوة الأكل وإن
أكل بالخل سكن المرة ، وإن طبخ بدهن وخل أذهب اليرقان وهو دواء لاختلاف المياه وتغيرها
وتغير الأرضين ويسكن وجع الثدي وبزره يسكن وجع لدغة العقرب ووجع الصدر. التجربتين
: نافع من حرقة المثانة المتولدة من خلط صفراوي ينصب إليها إذا عجن بمائه دقيق
الشعير سكن ورم العين الحار وحط انتفاخه وإذا أخذ نيئاً بالخل سكن الصداع المتولد
عن أبخرة صفراوية. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : ينبغي أن يجتنب أكله من به
قيح في صدره أو ربو أو خلط يحتاج أن يرمى به فإنه يخنق هؤلاء خنقاً سريعاً وإن
اتفق لهم ذلك في حالة فليبادروا بالقيء بماء العسل وليأخذوا بعد ذلك معجون الربو وطبيخ
الزوفي ونحوها مما قلع ما في الصدور ، وأما السعال الذي لا نفث معه الذي يكون من
مادّة رقيقة تتحلب من الرأس فيسهر العليل ويمنعه النوم بالليل ، فأكل الخس موافق
له وأما ما يقول العامة من أنه يولد دماً كثيراً فباطل وإنما يعطي المفتصدين والمحتجمين
لأنه يطفىء ويبرد ولا سيما إذا أكل بالخل والإكثار من الخس يضعف البصر ومن أكثر
منه فلينتقص بالقوقايا وليتعاهد تقطير ماء الرازيانج في عينيه.
خس
الحمار : يقال هو الصنف الكبير من الشنجار ، وسيأتي
ذكره في الشين المعجمة وعلى البقاق أيضاً وقد ذكرته في الباء.
خشخاش
: ديسقوريدوس في الرابعة : منه بستاني ويتخذ
من بزره خبز يؤكل في وقت الصحة ، وقد يستعمل أيضاً مع العسل بدل السمسم ، وهذا
الصنف من الخشخاش يقال له بولاقيطس ورءوسه مستطيلة وبزره أبيض ومنه بري له رؤوس
إلى العرض ما هي وبزر أسود ويقال لهذا الصنف سفرطس ، ومن الناس من يسميه رواس ومعناه
السائل لأنه يسيل منه رطوبة ، ومنه صنف ثالث بري أصغر من هذين الصنفين وأشد كراهة
وله رؤوس مستطيلة. جالينوس
في السابعة : قوة
جميع الخشخاش قوة تبرد إلا أن الخشخاش الذي يزرع في المناهل والبساتين بزره ينوم
تنويماً معتدلاً قصداً ، ولذلك صار الناس ينثرون منه على الخبز ويأكلونه ويخلطونه
بعسل ، والثاني من جنس الأدوية والدوائية عليه أغلب ويبرد تبريداً بليغاً ، والثالث
هو أكثر دخولاً في جنس الأدوية ويبلغ من شدة تبريده أن يحدث خدراً وتماوتاً ولذلك
صار استعماله إنما هو إلى الطبيب المجيد أن يخلطه مع الأدوية التي تكسر شدة قوته
في التبريد وتبطلها لأنه في الدرجة الأخيرة وهي الدرجة الرابعة من درجات الأشياء
المبردة. ديسقوريدوس : وقوة الثلاثة أصناف مبردة وكذلك إذا طبخ ورقها مع الرؤوس
بالماء وصب طبيخها على الرأس وقد يشرب أيضاً طبيخها للسهر ، وإذا دقت رؤوسها
ناعماً وخلطت بالسويق وتضمد بها وافقت الأورام الحارة والحمرة وينبغي أن تدق
الرؤوس وهي طرية ويعمل منها أقراص وتجفف وتخزن وتستعمل في وقت الحاجة ، وإذا طبخت
الرؤوس في الماء إلى أن ينقص نصف الماء ثم خلط ذلك الماء بالعسل وطبخ إلى أن ينعقد
كان منه لعوق نافع للسعال ومن الفضول المنصبة إلى الرئة والإسهال المزمن ، وإذا
خلطت به عصارة الهيوق طيداش والاقاقيا كان أقوى منه ، وقد يدق بزر الخشخاش الأسود
دقاً ناعماً ويسقى بالشراب لإسهال البطن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ، وقد
يخلط بالماء ويضمد به الجبهة والصدغان للسهر. التجربتين : الأبيض منه إذا سحق
الرأس منه كما هو بقشره وحمل على مقدّم الدماغ سكن الصداع الحار ونوم ، وإذا سحق وأضيف
إلى مثله حلبة مسحوقة وطبخ بماء أو بماء ورد بحسب حرارة العلة ووضع على الرمد في
ابتدائه سكن الوجع وردع المادة ، وإذا خلط بالأدوية النافعة من السعال بحسب
استعماله مطبوخة أو ممسكة نفع من السعال الرقيق المادّة بأن يغلظها ومن الحارة بأن
يعدلها ، ومما ينصب من الدماغ بأن يمنعه من انصباب المواد إلى الحلق ، وإذا سحق
القشر وخلط بالأدوية للإسهال المتولد عن خلط صفراوي نفع منه وغلظ المادّة ، وإذا
خلط القشر أو الحب مع الأدوية النافعة من حرقة المثانة قوى فعلها وسكن الحرقة. ابن
المدور المصري قال : رأيت لقشر الخشخاش نصف درهم باكراًً ونصف درهم ينام عليه
سقياً بماء بارد فعلاً عجيباً في الإسهال إذا كان مع حرارة وإلهاب ورقة أخلاط ويقلع
الإسهال الخلطي والدموي وهو غاية في ذلك مجرب.
خشخاش
منثور : هو في الرابعة من ديسقوريدوس مبقن رواس
هو نبات يسقط زهره سريعاً وينبت في أرضين محروثة في الربيع ، وله ورق شبيه بورق
أبريعازن أو البقل الدشتي أو الجرجير مشرف إلا أنه أطول وأشد خشونة وله ساق شبيهة
بساق سحونس قائمة خشنة طولها نحو من ذراع أصغر من رؤوس شقائق النعمان. وثمر أحمر وأصل
مستطيل لونه إلى البياض في غلظ الخنصر مر الطعام. جالينوس : ويقال له المنثور لأنّ
زهرته تنتثر وتسقط بالعجلة وبزره يبرد تبريداً شديداً متى أخذه الإنسان على هذه
الصفة لكن الناس ينثرون منه الشيء اليسير على الملة وعلى الأطرية وعلى الخبز.
ديسقوريدوس : وإذا أخذ خمسة رؤوس أو سبعة من رؤوس هذا النبات وطبخت بثلاث قوايوسات
من شراب إلى أن يصير إلى قوايوسين وسقي هذا الطبيخ أحداً أرقده ، وبزر هذا النبات
إذا شرب منه مقدار اكسويافن مع الشراب الذي يقال له مالقراطن ليّن البطن تلييناً
خفيفاً وقد يخلط بالناطف والأطرية لهذا المعنى وورقه أيضاً إذا تضمد به مع الرؤوس
أبرأ الأورام الحارة ، وإذا صب طبيخه على الرأس
أرقد.
خشخاش
مقرن : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
أبيض عليه زغب ويشبه ورق النبات الذي يقال له قلومس مشرف الطرف كتشريف المنشار مثل
ورق الخشخاش البري وساق شبيه بساقه وزهر أصفر وثمر دقاق صغار منحنية كالقرون مشبهة
للحلبة ، ولذلك لقب فاراطيطس أي المقرن وفيه بزر صغير أسود غليظ ويثبت في سواحل
البحر وفي أماكن خشنة. جالينوس في : هذا نوع من الخشخاش يسمى بهذا الاسم من قبل
ثمرته معقفة قليلاً بمنزلة غلف الحلبة وكأنها شبيهة بقرن الثور وفي الناس قوم
يسمونه خشخاشاً بحرياً لأنه في أكثر الأمر إنما ينبت في شاطىء البحر وقوته تجلو وتقطع
، ولذلك صار أصله متى طبخ بالماء حتى يذهب النصف نفع من علل الكبد ، وأما زهرته وورقه
فنافعان جداً للجراحات الوسخة الرديئة ، وينبغي أن تتجنب إذا نقيت الجراحات فإن من
شأنها أن تجلو جلاء شديداً حتى إنهما يذهبان وينقصان شيئاً من اللحم ولسبب هذه
القوة صار هذا الدواء ليس يجلو الوسخ فقط بل يقلع أيضاً من القروح القشرة المحترقة
التي تكون عليها. ديسقوريدوس : إذا طبخ أصل هذا النبات بالماء حتى يذهب النصف وشرب
طبيخه أبرأ عرق النسا ووجع الكبد وينفع الذين في بولهم شيء شبيه بغزل العنكبوت والذين
بولهم غليظ ، وبزره إذا شرب منه مقدار أكسوثافن بالشراب الذي يقال له مالقراطن
أسهل البطن إسهالاً رقيقاً وورقه وزهره إذا تضمد بهما مع الزيت قلعا خبث القروح ،
وإذا كحلت بهما المواشي حلت من عيونها القروح العارضة في الطبقة القرنية التي يقال
لها أرغاما ، والتي يقال لها باقاليا ، ومن الناس من غلط وظن أن شياف ماميثا إنما
يستخرج من هذا النبات وإنما غلطوا من تشابه الورق.
خشخاش
زبدي : ديسقوريدوس في الرابعة : منقى أفردوس ومعناه
الخشخاش الزبدي وسمي بهذا الاسم لأنه شبيه بالزبد في بياضه ، ومن الناس من سماه
أرقليا وله نبات له ساق طولها نحو من شبر وورق صغير جداً شبيه بورق شطرونيون ، وعند
الورق ثمر أبيض ، وهذا النبات كله أبيض ساقه وورقه وثمره شبيه بالزبد في بياضه ، وله
أصل دقيق وقد يجمع ثمره إذا استكمل العظم وذلك يكون في الصيف ، وإذا جمع جفف وخزن
، وإذا أخذ منه مقدار أكسوثافن بالشراب الذي يقال له مالقراطن نقى بالقيء وهذه
التنقية توافق المصروعين خاصة. جالينوس في ٧ : بزره يسهل البلغم. ابن سينا : هو قريب
القوة والطبع من طبع جلبهنك.
خشكنجبين
: المجوسي : هو عسل يابس يجلب من بلاد
فارس له رائحة دوائية وهو حار يابس أشد حرارة ويبساً من العسل وفعله أقوى من فعل
العسل في جميع حالاته.
خشك
: هو المقل المأكول المعروف بالمقل المكي.
خشكار
: هو الدقيق الذي لم تنزع نخالته.
خصي
الكلب : ديسقوريدوس في الثالثة : أرخس ، وهو
نبات له ورق منبسط على الأرض وقريب منه منبته من أصل الساق وهو شبيه بورق الزيتون
الناعم إلا أنه أرق منه وأطول وله أغصان مليحة طولها نحو من شبر عليها زهر فرفيري
وله أصل شبيه ببصل البلبوس إلا أنه إلى الطول والرقة مضاعف بازدواج مثل زنة
زيتونتين إحداهما فوق الأخرى وإحداهما ممتلئة والأخرى رخوة متشنجة وقد يؤكل هذا
الأصل كما يؤكل البلبوس مسلوقاً ومشوياً وقد يقال في هذا الأصل أنه إذا أكل الرجل
القسم الأعظم منه كان مولداً للذكران ، وإن أكلت النساء الأصغر منه ولدن إناثاً ،
ويقال : إن النساء اللواتي بالبلاد التي يقال لها أنطاليا
يسقين منه رطباً
بلبن المعز لتحريك شهوة الجماع ويسقين منه يابساً لقطع شهوة الجماع ، وإن كل واحد
منهما يبطل فعل صاحبه إذا شرب من بعده وينبت في مواضع صخرية ومواضع رملية. جالينوس
في ٨ : هذا الأصل مقرون زوجاً زوجاً وهو شبيه بأصول الوتر قوته رطبة حارة ، ومن
أجل ذلك يجد من ذاقه أن فيه حلاوة إلا أن ما كبر من الأصلين قد يشبه أن يكون فيه
رطوبة كثيرة فضلية نافخة ، ولذلك صار متى شرب حرك شهوة الجماع ، وأما الأصل الآخر
الذي هو أقل من هذا ففيه رطوبة نضجية نضجاً بليغاً ومزاجه. مائل إلى الحرارة واليبوسة
، ولذلك صار مع أنه لا يحرك شهوة الجماع قد يفعل خلاف ذلك فيقطع ويمنع الجماع ، وهذان
الأصلان يؤكلان مشويين كما يؤكل أصل البلبوس ، ديسقوريدوس : وأمما أرخس آخر وهو
الذي يسميه بعض الناس ساراقياس لكثرة منافعه مثل ما يسميه أندراس جماع الأدوية وهو
نبات له ورق شبيهة بورق الكراث طوال إلا أنها أعرض منها وفيها رطوبة تدبق باليد وساق
طولها نحو من شبر وزهر لونه إلى الفرفير ما هو وأصل شبيه بالأنثيين إذا تضمد به
حلل الأورام البلغمية ونقى القروح ومنع النملة من الانبساط في البدن وقد يفتح
البواسير ، وإذا تضمد به سكن الأورام الحارة ، وإذا استعمل يابساً منع القروح
المتآكلة من الانبساط في البدن وقطع العفونة عنها وأبرأ القروح الخبيثة العارضة في
الفم ، وإذا شرب عقل البطن وقد يذكر في هذا الأصل ما ذكر في هذا الدواء الذي قبله.
جالينوس في ٨ : قوة هذا الأصل أيبس من قوة الأصل الذي ذكرناه فهو لذلك لا يصلح
للجماع كما يصلح لذلك ولكنه يحلل الأورام الرخوة المتهيجة إذا وضع عليها وينقي
الجراحات الوسخة ويشفي الورم المعروف بالجمرة إذا كان يسعى ويدب فإن جفف كان أشد
ليبسه ومن أجل ذلك يشفي الجراحات الخبيثة المتعفنة لأن فيه شيئاً قابضاً ولذلك صار
يحبس البطن إذا شرب.
خصي
الثعلب : ديسقوريدوس في الثالثة : ساطورين ومن
الناس من يسميه طريفلن ومعناه باليونانية ذو الثلاث ورقات ويسمى بهذا الاسم لأن
أكثره له ثلاث ورقات وهي مائلة نحو الأرض شبيهة في شكلها بورق الَحماض وورق السوسن
إلا أنها أصغر منها وفي لونها حمرة كالدم وساق دقيقة طويلة طولها نحو من ذراع ، وزهر
شبيه بزهر السوسن الأبيض وأصل شبيه ببصل البلبوس مستدير في مقدار تفاحة أحمر
الظاهر أبيض الباطن كبياض البيض حلو الطعم طيب ، ويقال : إنه إذا شرب بشراب قابض
أسود نفع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة والرأس إلى خلف وأنه يهيج الجماع.
جالينوس في ٨ : قوة هذا النبات قوة رطبة حارة ولذلك صار يجد فيه من ذاقه
حلاوة ولكن رطوبته رطوبة فضلية نافخة ولذلك صار يهيج شهوة الجماع ، وأصله يفعل هذه
الأشياء بحسب ما ذكر عنه قوم وهو أيضاً يشفي التشنج الكائن من خلف البدن إذا شرب
مع شراب أسود قابض. ديسقوريدوس : وقد يسمى نوع آخر من النبات أريقون ساطوريون وله
بزر شبيه ببزر الكتان إلا أنه أعظم منه وهو براق أملس صلب ويقال فيه أنه يهيج
الجماع كما يهيجه السقنقور وقشر أصله أحمر دقيق وداخله أبيض طيب الطعم حلو وينبت
في أماكن جبلية مضحية للشمس ، وقد يقال : إن هذا الأصل إن أمسكه أحد بيده حركه
للجماع فإن شربه بشراب حركه أكثر. الغافقي : وأما خصي الثعلب المعروف المستعمل
عندنا بالأندلس فهو غير هذا
الذي ذكره
ديسقوريدوس وهو نبات له ورق على نحو الأصبع في الطول والعرض أملس لازق بالأرض ، وله
ساق طوله نحو شبر في أعلاه نوارتان صفراوان في وسط كل نورة شيء أسود وله أصلان
صغيران كأنهما بيضتان صغيرتان مفترشتان في كل بيضة منهما عرق دقيق طويل ينبت في
طرفه حبة تصفر الأولى وتذبل ثم تبقى هذه أيضاً عاماً آخر كذلك وتذبل هذه الأولى
أبداً إذا نبتت الأخرى ، ولذلك يسمى هذا الصنف قاتل أخيه ولون هذه الأصول أبيض إلى
الصفرة وهي لزجة وفي طعمها حرافة يسيرة ورائحتها رائحة المني ، وإذا شرب منها وزن
مثقالين قوت على الجماع ، وقد يربى بالعسل ويستعمل ومنه صنف آخر له زهر فيه شيء
على هيئة النخلة عليه زهر يستعمل أصله كما يستعمل الآخر ، ومن الناس من يأخذ هذا
النبات كما هو فيلقيه في الزيت ويستعمله للإنعاظ ، وذكر بعض القدماء أن من خصى
الثعلب صنف أحمر الورق والقضيب من اقتلعه جفت يده ، وعلاجه أن يحرق ويسحق ويخلط
بموم ودهن ويتمسح به.
خصي
هرمس : ويقال خصي هرمس وهو الأصح وهو اسم للنبات
المسمى باليونانية ليورسطس وهو الحلبوب وقد ذكرته في الحاء المهملة.
خصي
الديك : البالسي : هو حب مدوّر أبيض اللون يشبه
الكثير من حب القراصيا حار يابس في الدرجة الثانية محلل للرياح الغليظة يجلو جلاء
قوياً وإن ضمدت به الأورام الصلبة السوداوية نفع منها نفعاً عجيباً والذي يؤخذ منه
وزن نصف درهم بماء الأنيسون.
خصية
البحر : هو الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.
خصي
المواشي وغيرها : الرازي في الحاوي : أما
خصي المواشي فهي من جنس اللحم الرخو إلا أنهما ليست في جودة الخلط المتولد عنها
كاللحم الرخو الذي في الثديين وفيها مع رداءة الخلط شيء من زهومة وهي دون اللحم
الرخو في سرعة الهضم وجودته بكثير ، وخصي الحيوانات الفَتية أفضل ، وأما خصي
التيوس والكباش والثيران فتأباها النفس وهضمها عسر وخلطها رديء. جالينوس : وخصي
الخنازير وفحول الحملان والثيران والماعز والضأن عسرة الانهضام والمتولد منها رديء
إلا أنها إذا استمريت كما ينبغي كان ما يناله البدن منها من الغذاء أكثر والزيادة
والنقصان في مقدار غذائها يكون بقياص ما عليه لحم الحيوان الذي ينزع منه خصيته ، وذلك
أن لحم الخنازير إذا خصيت أجود وأفضل من لحوم سائر الحيوانات وكذا خصاه أجود وأفضل
في جميع الحالات لا سيما الديوك المسمنة. غيره : ويصلحها أن تؤكل بالملح والصعتر ،
وخصية العجل إذا جففت ودقت وشربت زادت في الإنعاظ.
خصاف
: هو المقل المكي وسنذكره في الميم.
خطمي
: مَنه بستاني يعرف عندنا بالأندلس بورد
الزواني ومنه نوع آخر يعرفه عامتنا بشحم المرج وهو الذي ذكره ديسقوريدوس وسماه
باليونانية البناآ. ديسقوريدوس في الثالثة : هو صنف من الملوخية البرية له ورق
مستدير مثل ورق النبات الذي يقال له فعلامبثوس وزهر شبيه بالورد وساق طولها نحو من
ذراع وأصل لزج باطنه أبيض. جالينوس في الثانية : وهذا النبات يحلل ويرخي ويمنع من
حدوث الأورام ويسكن الوجع وينضج الجراحات العسرة الإندمال والنضج وأصله أيضاً وبزره
يفعلان ما يفعل ورقه وقضبانه ما دام طرياً إلا أنها ألطف وأكثر تجفيفاً وأكثر جلاء
حتى إنهما يشفيان البهق ، وبزره يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين والماء الذي
يطبخ فيه الخطمي ينفع من قروح الأمعاء ومن نفث الدم ومن استطلاق البطن من طريق أن
فيه قوة قابضة.
ديسقوريدوس : وإذا طبخ هذا النبات بالشراب الذي يقال له مالقراطن أو بالشراب أو دق
وحده ولم يطبخ كان صالحاً للجراحات والأورام الظاهرة في أصل الأذان والخنازير والدبيلات
والثدي الوارمة ورماً حاراً والمقعدة الوارمة ورماً حاراً أيضاً وهشم الرأس والورم
والنفخ ، ويمدّد الأعصاب لأنه يحلل وينضج ويفجر الأورام ويدمل ، وإذا طبخ بالشراب
الذي يقال له مالقراطن أو بالشراب ودق مع شحم الأوز وصمغ البطم واحتمل كان صالحاً
للورم العارض في الرحم وانضمامها وطبيخه يفعل ذلك أيضاً وحده وينقي الفضول من
النفساء ، وأصله إذا طبخ بالشراب وشرب نفع من عسر البول والحصا والفضول الفجة
الغليظة وعرق النسا وقرحة الأمعاء والارتعاش وشدخ أوساط العضل ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض
به سكن وجع الأسنان وبزره طرياً كان أو يابساً إذا سحق وخلط بالخل وتلطخ به في
الشمس قلع البهق ، وإن خلط بالزيت والخل وتلطخ به منع من مضرة ذوات السموم ، وقد
يتضمد بورقه وقد خلط به شيء يسير من الزيت لنهش الهوام ولحرق النار ، وإذا سحق
أصله وخلط بالماء ونجم أجمد الماء. الرازي : الخطمي حار باعتدال. ابن سينا : يحلل
التهيج والنفخة التي تكون في الأجفان وهو نافع من السعال الحار ويسهل النفث وورقه
ينفع في ضمادات الجنب والرئة. التجربتين : بزر الخطمي متى خلط بالماء صار الماء
كالقريص جداً ويجب أن يصر في خرقة ومتى خلط في أدوية الحقن نفع من ضررها بالمقعدة
، وإذا استخرج لعابه بالماء الحار وسقي بالفانيذ والسكر نفع من السعال الحار السبب
، ولحاء أصله إذا طبخ بالماء لين الأعضاء الصلبة والمفاصل المتحجرة وورقه إذا طبخ
وعرك بالسمن أنضج الأورام الحارة. الشريف : لعابه إذا استخرج بالماء الحار ينفع
المقعدين والعقم من النساء. ديسقوريدوس : ومن الملوخية البري صنف له ورق مشقق شبيه
بورق النبات الذي يقال له أنارايوطاتي وله ثلاثة قضبان أو أربعة عليها قشر شبيه
بقشر شجر العنب وزهر صغار شبيه بشكل الورد وأصول بيض عريضة خمسة أو ستة طولها نحو
من ذراع إذا شربت بشراب أو بماء أبرأت قرحة الأمعاء وشدخ أوساط العضل. إسحاق بن
عمران : إذا يبس ورق الخطيمي ودق وغسل به الرأس واللحى نقاها وغسلها. ابن الجزار :
إن أخذ من دقيق نوى التمر جزءان ومن بزر الخطمي جزء مسحوق يعجن الجميع بخل ويضمد
به الأورام المتولدة في المذاكير الذي يقال إنها قد أعيت الأطباء والمعالجين
حللها.
خطر
: قيل : هو الوسمة وسيأتي ذكرها في حرف
الواو.
خطاف
: جالينوس : كثير من الناس من يضع
الخطاطيف المحرقة على حنجرة من به الخوانيق وعلى جميع العلل التي يكون معها ورم في
الحلق واللهاة ، ومن الناس قوم يستعملون هذا الرماد في الكحل المحد للبصر ، وقوم
آخرون يجففون الخطاطيف ويسحقونها ويسقون منها وزن مثقال. ديسقوريدوس في الثانية : إذا
أخذ فرخة في زيادة القمر وكان أوّل ما أفرخ وشق وأخذ من الحصا الموجود في جوفه
حصاتان أحدهما ذات لون واحد والأخرى مختلفة اللون وشدتا في جلد من جلد الإبل والعجل
قبل أن يصيبهما تراب وربطتا على عضد من به صرع أو رقبته انتفع كثيراً ما فعل ذلك
فأبرأ من به صرع برءاً تاماً وإذا أخذت كما يؤخذ الطير المسمى سوقلندس وجففت واكتحل
بها أحدت البصر ، فإذا أحرقت الأم مع فراخها في قدر وأخذ رمادها وخلط بعسل واكتحل
به أحد البصر ، وإذا تحنك برمادها نفع من
الخناق وورم اللهاة
، وإذا طبخت وجففت وشرب منها مقدار درخمتين بماء نفع من الخناق أيضاً. غيره : عين
الخطاف إذا سحقت بدهن زنبق ومسحت بها سرة المرأة عند النفاس نفعتها وقيل : إن
دماغه بعسل نافع من ابتداء نزول الماء في العين كحلاً. خواص ابن زهر : وإن أخذ رأس
خطافين ذكر وأنثى وأحرقا بالنار وطرح ذلك الرماد في شراب لم يسكر شاربه ، وإن سقيت
امرأة من دمه وهي لا تعلم سكن عنها شهوة الجماع وفتر شبقها. أرسطوطاليس : في منافع
أعضاء الحيوان : إن مرارة الخطاف يسعط منها للشيب في الرأس واللحية فيسوده ويسوّد
الأسنان فمن أراد أن يسعط به فليملأ فمه لبناً حليباً ويسعط به ، وخرء الخطاف إذا
خلط بمرارة البقر وطلي به الشعر الأسود بيّضه في غير حينه. ابن سينا : وزبله عجيب
في إزالة البياض من العين وقد جربته.
خفاش
: الشريف : هو الوطواط وسمي خفاشاً لصغر
عينيه وامتناع بصره بالنهار ورؤيته بالليل وهو الطائر في العشاء ولا يعلو في
الهواء ويأوي إلى المدن والديار ، وإذا ذبح وطلي بدمه عانات الصبيان قبل البلوغ
منع من نبات الشعر عليها ، وإذا طبخ الخفاش في دهن سمسم ودهن به فوق عرق النسا
نفعه لا سيما إذا فعل ذلك مراراً على التوالي. غيره : وإذا طبخ وشرب مرقه أسهل
البطن ونفع من وجع الورك ورماده يحدّ البصر. خواص ابن زهر : يطبخ رأس الخفاش في
إناء نحاس أو حديد بدهن زنبق ويغمر مراراً حتى يتهرى ويصفى ذلك الدهن ويدهن به
صاحب النقرس والفالج القديم والارتعاش والتورم في الجسد والربو فينفعه ذلك ويبرأ ،
وإن مسح بمرارته فرج المرأة التي قد عسرت ولادتها ولدت لوقتها مجرّب ، وإن مسح
بدماغه أسفل القدم هيج الباه ، وإن طبخ الخفاش بالماء حتى يتهرى ومسح به الإحليل
أدرّ البول وإن صب من ماء الخفاش في أبزن وقعد فيه صاحب الفالج انحل ما به ودماغه
إن أحرق وسحق واكتحل به للبياض في العين أبرأه ، وإن طلي زبله على القوابي نفعها ودماغه
مع ماء البصل ينفع الماء النازل في العين إذا اكتحل به وإذا جعل رأسه تحت وسادة
إنسان ونام عليها من غير أن يعلم سهر وشرد نوّمه وكذا يفعل قلبه أيضاً فيما زعموا
، وإن دفن رأسه في برج حمام ألفته ولم تزل منه وإن جعل على حجر الفار هرب من ذلك
المكان. جالينوس : ومنهم من أثبت في كتبه أن دم الخفاش له منافعِ كثيرة وإنه إذا
طلي على نهود الأبكار حفظها على نهادتها ومنعها من أن تعظم زماناً طويلاً وجربت
أنا هذا فوجدته باطلاً وكذا أنا وجدته في طلاء الإبطين بدمه فإنهم زعموا أنه إذا
فعل ذلك منع من نبات الشعر فيهما ونحن نقول أن العضو إذا تبرد تبرداً شديداً فحق
له أن لا ينبت الشعر فيه ، وقد قلنا أن الدم كله حار وليس منه شيء يكون بارداً
البتة فكيف يمكن أن يمنع دم الخفاش نبات الشعر وهو حار.
خفش
: زعم قوم أنه اللبسان وسأذكره في اللام.
خل
: جالينوس في ٨ : هو مركب من جوهرين
مختلفين أعني من جوهر حار وبادر وكلاهما لطيف ، والبارد أكثر فيه من الحارٍ والخل
يجفف تجفيفاً بليغاً حتى إنه من التجفيف في الدرجة الثالثة عند منتهاها إذا كان
خلاً ثقيفاً. ديسقوريدوس في ٥ : الخل يبرد ويقبض وهو صالح للمعدة يفتق
الشهوة ويقطع نزف الدم من أي عضو كان إذا شرب ، وإذا احتيج إلى الجلوس فيه ، وإذا
طبخ مع الطعام وافق البطن التي يسيل إليها الفضول ، وإذا بل الصوف غير المغسول به
أو الإسفنج أبرأ الجراحات أول ما يعرض ومنع منها الأورام ، وقد يردّ الرحم والسرة
إلى داخل إذا نتآ
إلى خارج ويشدّ اللثة المسترخية وينفع من القروح الخبيثة التي تنتشر في البدن ومن
الحمرة والنملة والجرب المتقرح والقوابي والبواسير والداحس إذا خلط ببعض الأدوية
الموافقة لهذه الأمراض ، وإذا غسلت به القروح الخبيثة والآكلة غسلاً دائماً منعها
من الانتشار في البدن ، وإذا خلط به شيء من كبريت وصب وهو سخن على النقرس نفع منه
، وإذا خلط بالعسل ولطخ به الأثر العارض دون العين من اجتماع الدم تحت الجلد أذهبه
، وإذا شرب به وهو مخلوط بدهن الورد الصوف غير المغسول والإسفنج ووضع على من به
صداع من حر الشمس نفع منه ، وبخاره إذا كان سخناً نفع من كان به استسقاء أو عسر
السمع أو الدويّ العارض في الأذن والطنين العارض فيها ، وإذا قطر في الآذان قتل
الدود الذي فيها ، وإذا صب وهو سخن فاتر على الورم الذي يقال له موخثلن أو شربت به
الإسفنجة ووضع عليه ذهب به وسكن الحكة العارضة للبدن وقد يصب وهو سخن على نهش
الهوام التي تبرد البدن بسمها فينتفع به وقد يصب وهو بارد على نهش الهوام التي
تسخن البدن بسمها فينتفع به وقد ينفع من مضرة الأدوية القتالة إذا شرب وهو سخن ويقيء
وخاصة من مضرة الأفيون والسوكران والدواء الذي يقال له أفوسطن وهو خانق النمر ومن
جمود اللبن والدم الذي في البطن ، وإذا شرب بالملح نفع من كل أكل الفطر القتال ، ومن
شرب السم الذي يقال له سملنفس ، وإذا تحسي قلع العلق المتعلق بالحلق وسكن السعال
المزمن وهيج غير المزمن ، وإذا تسحي وهو سخن وافق عسر النفس الذي يحتاج معه إلى
الانتصاب ، وإذا تغرغر به قطع سيلان الفضول إلى الحلق ووافق الخناق واللهاة
الساقطة ، وإذا تمضمض به سخناً نفع من وجع الأسنان. الرازي في الحاوي : دوفس الخل
يلطف الأخلاط الغليظة وييبس البطن ويقطع العطش. وقال في كتاب التدبير : الخل بارد
مطفىَء ويطفئ حرق النار أسرع من كل شيء ومتى أدمن شرب الخل إنسان ضعيف الرئة آل به
الأمر إلى الاستسقاء وليس بخاف على من شربه وتعب بعد ذلك وهو منفخ مولد للرياح ومنهض
لشهوة الطعام معين على الهضم مضاد للبلغم. أبقراط في الأمراض الحادة : إن الخل
ينفع أصحاب المرار لأن المرار ينفش به ويستحيل إلى طبيعة البلغم ويضر أصحاب
السوداء وهو أضر للفساد ، وذلك أنه يؤلم الرحم. جالينوس : والخل يضر بالعصب والتجربة
تشهد بذلك والقياس أيضاً وذلك أن العصب عديم الدم بارد فيناله الضرر بسهولة من
جميع الأشياء الباردة وخاصة إن كانت لطيفة لأنه حينئذ يقدر أن يغوص في عمقه حتى
يخالط جميع أجزائه والخل كذلك وهو لذلك يضر جميع الأعضاء العصبية كالرحم ونحوه. وقال
في الثانية من المسامرات : في الخل الثقيف شيء من حرارة لا يطفىء حمى ويطفئ الذي
ليس بثقيف جداً. وقال في الثانية من طب طماناوس : الخل إن لم يكنَ معه حرافة فهو
بارد محض ، وإذا كان في طعمه ورائحته حرافة ففيه شيء من الحرارة وهو لذلك كسائر
الأدوية التي قواها مركبة. الطب القديم قال : الخل إذا طبخته بالنار نقصت برودته.
سندهشار : يوقد نار المعدة ويصفر الوجه ويضعف البصر ويأكل البلغم. عيسى بن ماسه : جيد
للمعدة الملتهبة وينفع الطحال ويلطف الأغذية الغليظة. يوحنا بن ماسويه : دابغ
للمعدة مانع للمادة الحارة
عن الانحدار إلى الأعضاء إذا صب عليها وإن خلط بالطعام وأكل نفع من الحمرة
المنتشرة المتولدة من الصفراء مقلصاً للهاة إذا تغرغر به. الرازي
_________________
في دفع مضار الأغذية
: الخل يوافق أصحاب الصفراء والدم ويضر أصحاب الطبائع اليابسة السوداوية والأمزجة
الباردة وهي الأبدان السود الخضر القليلة اللحم والنضارة ويقلل المني ويضعف
الانتشار ، ولذلك ينبغي أن يجتنب الإكثار منه المبرودون وأصحاب السوداء ومن به
رياح غليظة في ظهره ومفاصله ومن يريد أن يخصب بدنه ويحسن لونه ومن يعنى بكثرة
الباه ويتلاحق إضراره بالحلو والأسفيدباجات والشراب الأحمر الذي إلى الحلاوة والغلظ
، وأما من يريد أن يهزل بدنه ويلطف غذاؤه وكان مع ذلك محروراً فإن له ذلك له موافق
وإن كان مبروداً فليجعل معه الأفاويه الحارة كالكراويا والثوم والبصل والاشترغاز ونحوها
ويكثر في طبخه منها ومن سائر الأبازير والبقول ونحوه التي تسخن مع التلطيف كالكاشم
والدارصيني والسذاب ليحذر الخل ويتلاحق ضرره أصحاب السعال بالحلواء وأصحاب ضعف
العصب بالعسل ، وماء العسل الذي بالأفاويه والمحرورين على حسب أمزجتهم وهو مطفىء
للدم والمرة. المنصوري : يهزل البدن ويسقط القوة ويقوي السوداء ويلطف الأطعمة إذا
عملت به. الفاخر : الخل فيه قوة محللة وقوة مقطعة قابضة وقوة حرارة يسيرة وفيه غوص
فالقبض يقوي الأعضاء فيدفع عنها ما ينصب إليها ويستعمل في أوجاع الأسنان الحارة والباردة
أما في الحارة فلتبريده وفي العلة الباردة فلتلطيفه الفضل البلغمي والتحليل فيه
خاصة ليست لغيره لأن معه من اللطافة ما يوصل الأدوية التي تصلح فيه إلى المواضع
الغائرة البعيدة المحجوبة إلا أنه يجب أن يستعمل في العلل الحارة وحده أو مع الماء
وفي الباردة مع العسل. التجربتين : خيره خل الخمر إذا كان مستعذب الطعم ، وينبغي
أن يراعى هذا الشرط فيه وإذا سقي صرفاً فاتراً في أثر انفجار الدم من الرئة قطعه
جملة ، وإذا خلط بملح وأمسك في الفم قطع الدم المنبعث من قلع الضرس الصعب العسر
الانقطاع منه ، وإذا أضيف إلى أدوية الجرب والحكة والبرص والبهق قوى أفعالها وكان
محركاً لجميع أنواع السعال ويضر منه ما كان عن برد دون مادة تصيب الصدر أو قصبة
الرئة وما كان عن خشونة نصبه إليه وينفع منه ما كان يحتاج منه إلى تنقية وتقطيع
منفعة بالغة وما كان مزمناً أو عن أخلاط غليظة كما ذكرنا. الشريف : وإذا طبخ في
الخل التين اليابس حتى ينضج وضمد به من البدن المواضع التي يجد الإنسان فيها حرقة
وخشونة الملمس نفع من ذلك وحيا ، وإذا ركب على رطل منه أوقية من طبقات العنصل
المتنشف في الظل وأغلي حتى تهرى أو يشمس ويترك في الشمس ، ثم يصفى ويشرب من هذا
الخل في كل يوم على الريق وزن درهمين نفع من بثر الفم الكائن عن الأحشاء. البصري :
السكنجبين البزوري موجود فيه ثلاث منافع يفتح السدد بالأصول والبزور ، ويقطع العطش
وجلاء وغسال وينقي بالعسل أو السكر الذي فيه وينفع كل صنف وسن من أصناف الناس وأسنانهم
والمتخذ من العسل صالح لمن مزاجه بارد نافع من وجع المفاصل ومن وجع الورك والسكتة
والخناق والسعال ، ومن شرب الخشخاش الأسود والمتخذ من السكر صالح للمحرورين ولمن
غلبت عليه الصفراء لا سيما في الصيف في البلد الحار ، والحلو منه نافع للمبلغمين والباردي
المزاج ، وفي الشتاء البارد والحامض منه نافع للمحرورين ولأصحاب الصفراء ، والمعتدل
منه لمن كان مزاجه معتدلاً وخاصة الكسنجبين قطع العطش ويفتح السدد في الكبد والطحال.
التجربتين : السكنجبين
ينفع من جميع
الحميات بحسب تدبيره بما يضاف إليه فمرة يضاف إليه ما يقوي تبريده ومرة ما يسخن ويلطف
الأخلاط المولدة للحميات وإذا أنقع الفجل في السكنجبين قيأ ونفع من الحمى البلغمية
متى احتيج إلى القيء في علاجها.
خلبخ
: أبو عبيد البكري : هذا الاسم يقع عندنا
بالأندلس على الشجرة التي يصنع من أصلها فحم الحدادين ويسمى باليونانية أرتقى لها
أغصان طوال مقدار قامة الإنسان ذات هدب أصغر من هدب الطرفاء بين اللدونة والخشونة
وزهره صغير إلى الحمرة وفيها غبرة وهي لطيفة في شكل المحجمة في جوفها شعيرات من
لونها في رأس كل شعيرة حبة هينة لطيفة ألطف من حب الخردل فرفيرية اللون قد فرعها
واحدة في وسطها حتى خرجت من كمام الزهرة ، ومنه صنف آخر أبيض النور إلا أنه ألطف
من نور الأول مقداراً والشكل واحد. ديسقوريدوس في الأولى : أرتقى هي شجرة معروفة
شبيهة بالطرفاء غير أنها أصغر منها بكثير تعمل النحل من زهرتها عسلاً ليس بمحمود ،
وإذا تضمد بزهرتها أو ورقها أبرأت نهش الهوام. جالينوس في ٦ : وقوة هذا النبات
قابضة محللة لا لذع معها وأكثر ما يستعمل منه ورده وورقه فقط. الشريف : زهره له
قوة حارة يابسة في ٢ : وإذا جمع زهره ووضع في الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ودهن
به نفع من الأعياء ومن أوجاع المفاصل ومن النقرس البارد السبب.
خلاف
: الغافقي : هو أصناف كثيرة منه الصفصاف وهو
صنفان أحمر وأبيض ومنه البادامك وهو معروف عند عامة الأندلس بالنقنى. أبو حنيفة : إنما
سمي خلافاً لأن السيل يحيى به شيئاً فينبت من خلاف. التميمي في كتاب المرشد : الخلاف
صنف من الصفصاف وليس به والفرق بينهما وإن كانا في الشبه والشكل وسباطة الأغصان وكيفية
الورق سواء إلا أنه ليس للصفصاف فقاح يشبه فقاح الخلاف ، وذلك أن الخلاف يثمر في
أواخر أيام الربيع ثمراً وثمره قضبان دقاق تخرج في رؤوس أغصانه وفيما بين قلوب
ورقه رأس كل قضيب منها ملتبس بزغب أدكن اللون ناعم الملمس في نعومة الخز الطاروني
المخمل وفي لونه وعلى مثال السنابل الزغب الذي يكون في قلوب الورق المسمى لسان
الحمل وهو الزغب الذي يكون فيه بزر لسان الحمل ما بين تضاعيفه وتلك السنابل الزغب
الناعمة التي هي ثمر الخلاف ذكية الرائحة ناعمة المشم والملمس في لين الخز الفاختي
المجلوب من السوس وليس يوجد في شجر الصفصاف من هذه الثمرة التي هي مثال السنابل
شيء بتة ، وإنما يثمر الصفصاف في ذلك الوقت من الزمان حباً أبيض اللون ينتظم على
فروعه وساقات أغصانه في مثال حب الجاورس يضرب في بياضه إلى الصفرة وليس ينتفع به
في علاج الطب وفقاح الخلاف إذا شم كان نافعاًً لمحروري الأمزجة مرطب لأدمغتهم مسكن
لما يعرض لهم من الصداع الشديد الصفراء الكائن عن بخار المرة وهذه الثمرة التي
قدمنا نفعها قد تجمع في وقتها وهي غضة رطبة فتربى بالسمسم المخلوع كما تربى
الأزهار المأخوذ دهنها ويستخرج دهنه وهو المسمى دهن الخلاف وهو دهن طيب الرائحة
ناعم المشم ، وسيأتي ذكره مع الأدهان في حرف الدال.
خلد
: خواص ابن زهر قال : الدم الذي يكون في
ذنبه إذا طلي به على الخنازير أذهبها وإن أحرق رأسه وسحق مع قلقطار ونفخ في الأذن
المنتن أذهب نتنه وشفته العليا إذا علقت على من به وجع حمى الربع أبرأه. وفي كتاب
الفلاحة الفارسية : الخلد دابة عمياء تحت الأرض تأكل عروق الشجر وتحب رائحة
البصل والثوم والكراث
وتخرج من أحجرتها لطلب رائحتها فإن وضع على جحره بصلة أو كراث خرج إليه فيصاد.
مهراريس : يداف دماغه بدهن ورد ويطلى به البرص والبهق والقوابي والجرب والكلف والخنازير
وكل شيء يخرج في البدن فإنه يذهبه إذا دهن به.
خُلَّر
: هو الجلبان وقد ذكرته في الجيم أول الاسم
خاء مضمومة معجمة ثم لام مشددة مفتوحة ثم راء مهملة.
خلباتي
: هي القت باليونانية وسنذكرها في القاف.
خمير
: جالينوس : وقوة الخمير لطيفة يسيرة
الحرارة ولذلك تجذب من عمق البدن بلا أذى وتحلل وهو مركب من قوى متضادة مثل أشياء
كثيرة ، وذلك أن فيه حموضة باردة وحرافة أيضاً من قبل العفونة وفيه مع هذا حرارة
طبيعية من قبل الملح. ديسقوريدوس في الثانية : روبي وهو أبروريمن وهو الخمير وقوة
الخمير الذي من دقيق الحنطة مسخن حاد جاذب ملطف وخاصة الأورام العارضة في أسفل
القدم وقد ينضج سائر الأورام وإذا خلط بالملح أنضج الدماميل وفتح أفواهها. الشريف
: الخمير يتخذ من الدقيق والزيت إذا عدم أصله وذلك أن يعجن الدقيق بقليل زيت وماء
ويترك ليلة فإنه ينضج من الغد خميراً قاطعاً والخمير المعتدل إذا أنقع في الماء
وصفي بعد ساعتين ووضع فيه دانق طباشير وقيراط زعفران ودانق سكر في مقدار ثلاث أواق
من الماء فإنه يسكن الخمار ويقطع العطش وإذا حل الخمير بالماء وخلط به مثل ربعه
دهن بنفسج وتغرغر به نفع من أورام الحلق الباطنة ، وإذا حل بالماء وصنع منه حساء وقطر
فيه قطرات خل يسيرة وشراب أمسك البطن وعقل إسهالها.
خمر
: ديسقوريدوس في الخامسة : أما الأشربة
العتيقة فإنها تضر بالأعصاب والحواس إلا أنها لذيذة الطعم ، ولذلك ينبغي أن يمتنع
منها إذا كان بعض الأعضاء مريضاً وأما في وقت الصحة فقد يشرب منها الشيء اليسير وهو
مائي فلا يضر ، وأما الشراب الذي قد عتق جداً إذا كان أبيض رقيقاًً فهو يدر البول
إلا أنه يصدع الرأس وإذا أكثر من شربه أضر المعدة وأما الشراب الحديث فإنه نافخ
عسر الانهضام يري أحلاماً رديئة ويدر البول وأما الشراب الذي بين الحديث والقديم
فإنه قد أفلت من عيوبهما ولذلك ينبغي أن يختار شربه في وقت الصحة والمرض وأما
الشراب الأبيض فهو رقيق سهلَ النفوذ جيد للمعدة وأجود الشراب الخوصي بين العتيق والحديث
وأما مقدار ما ينبغي أن يشرب منه فينبغي أن يكون بمقدار زمان السنة والسن والعادة
وقدر قوة الشراب وينبغي أن لا يشرب الشراب العتيق على العطش وينبغي أن يبل به
الطعام بالمقدار الذي يحتاج إليه وأما السكر فكله ضار ولا سيما إذا أدمن وإذا ألح
السكر على العصب ضعف واسترخى وإذا كثر من الشراب وأدمن لم يؤمن الأمراض الحادة. ومن
أجود الأشياء أن يأخذ الإنسان من الشراب بقدر معتدل فيما بين الأيام ولا سيما أن
جعل شرابه في تلك الأيام الباقية الماء وذلك أنه يحلل وينفذ وينقص الفضول التي يظهر
خروجها للحس والتي لا يظهر ، وينبغي بعد الشراب أن يشرب الماء وذلك أنه يسكن صولة
الشراب ويكسر من عاديته وأما الشراب الأسود فإنه غليظ عسر
الإنهضام يكسر ويكثر اللحم ، وأما
الشراب الأحمر فإنه متوسط بين الأبيض والأسود ولذلك صارت قوته متوسطة بين قوتيهما
وأما الشراب الأبيض فإنه أوفق لشاربه في وقت الصحة والمرض والأشربة أيضاً تختلف
على حسب اختلاف طعومها فإن الشراب الحلو غليظ عسر التحلل نافخ للمعدة يسهل البطن
مثل العصير إلا أن قوته
على الإستكنان أضعف
وهو موافق للمثانة والكلي ، وأما الشراب الذي فيه قبض فإنه أشد إدراراً للبول ويصدع
ويسكر ، وأما الشراب العفص فإنه أشد موافقة لإيصال الغذاء وهو يعقل البطن ويقطع
سيلان المواد ، وأما الشراب اللين فمضرته للعصب أقل وأكثر إدراداً للبول ، وأما
الشراب الذي يعمل بماء البحر فإنه رديء للمعدة معطش ويضر بالعصب ويسهل البطن ولا
يوافق الناقهين من المرض ، وأما الشراب الحلو المتخذ من العنب المسمى طريطيقوس وهو
العنب الذي مسته الشمس وهو الذي يقال له قريصا بروطرس ويقال له قراسيوس والحلو
المتخذ من عصير العنب إذا طبخ فإن الأسود منه الذي يقال له مالسلقون غليظ كثير
الإغذاء والأبيض منه أرق من الأسود والذي لونه متوسط فيما بين السواد والبياض
قوّته متوسطة بين قوّة الأبيض والأسود ، وقوّة هذه الأصناف قابضة منهضة للقوة
الساقطة وكل واحد منهما إذا شرب مع الزيت وتقيىء كان صالحاً للأدوية القتالة التي
منها الدواء الذي يقال له ميقونيون والذي يقال له قونيون وهو الشوكران والذي يقال
له سقونيون والذي يقال له طقسيقون واللين المتحيز في المعدة والمثانة والكلي التي
يوجد فيها حرقة وفيها قرحة وكل هذه الأصناف تولد النفخ وهي رديئة للمعدة ، والأسود
منها خاصة موافق لمن به إسهال البطن ، وأما الأبيض فإنه أقرب إلى تليين البطن من
الصنفين الآخرين ، وأما الشراب الذي يطرح فيه الجبسين فإنه يضر بالعصب ويصدع ويعرض
منه تلهب في البدن وهو غير موافق للمثانة وأصلح للأدوية القتالة من غيره من
الأصناف ، وأما الشراب الذي يلقى فيه زفت أوراتينج فإنه مسخن يهضم الطعام غير
موافق لمن به نفث الدم ، وأما الشراب الذي يقال له بارساطيس وهو الذي فيه خلط من
الشراب الحلو الذي يقال له إقساما فإنه يرفع بخاراً كثيراً إلى الرأس ويسكن وينفخ
البطن وهو عسر التحلل رديء للمعدة ، وأما الشراب الذي يظن أنه يفوق أشربة البلاد
التي يقال لها أنطاكيا وهو يقال له إقالا فالاوالس فإنه إذا عتق جداً واستعمل هضم
الطعام وقوى الروح وشد البطن وكان صالحاً للمعدة غير موافق للمثانة ومن به غشاوة وليس
يصلح لأن يستكثر منه ، وأما الشراب الذي يقال له النابوس فإنه أغلظ من قلاربيوس وفيه
حلاوة وينفخ المعدة ويلين البطن ويعين على الهضم مثل ما يعين عليه فالارينوس ومضرته
للعصب يسيرة ، وإذا عتق كان فيه قبض على حال ، وأما الشراب الذي يقال له ليوس فإنه
حلو وأغلظ من البابوس وإذا استعمل كثر اللحم وحسن اللون وكان موافقا للهضم ، وأما
الشراب الذي يقال نيبوريطقس فإنه شديد القبض ولذلك يقطع سيلان الرطوبات عن المعدة
والأمعاء ومضرته للرأس يسيرة للطافته وإذا عتق كان صالحاً للمعدة لذيذ الطعم ، وأما
الشراب الذي يقال أروريانوس والشراب الذي يقال له مابوطهوس المتخذان بالبلاد التي
يقال لها صقلية فإنهما غليظان متساويان في الغلظ وهما يسيرا القبض ويضعفان سريعاً
ومضرتهما للعصب يسيرة للينهما ، وأما الشراب الذي يقال له توبوطا أفرس فإنه يتخذ
بالموضع من صقلية الذي يقال له أدرنا وهو طيب الرائحة ولذلك يمكن أن يشرب منه
مقدار كثير ولا يسكر ويعرض منه خمار طويل المدة. وأما الذي يقال له أسطريقون فإنه
شبيه بالشراب الذي يقال له قوانواطراش إلا أنه أكثر توليداً للفضول منه ، وأما
الشراب الذي يقال له حنوس فإنه ألين من سائر الأشربة التي ذكرناها وهو سلس مغذي
ضعيف السكر يقطع
سيلان الفضول والرطوبات
وينتفع به في أخلاط الإكحال ، وأما الشراب الذي يقال له استرس فإنه سريع الإنتشار
في البدن وهو أضعف من الشراب الذي يقال له حيوس ويلين البطن والشراب المتخذ
بالمدينة التي يقال لها أماسيلس فإن قوته مثل قوة الشراب الذي يقال له لبستلولس ويقال
له يوعاليطس. وأما الشراب الذي يقال له قوقس والشراب الذي يقال له قلارومانيوس
فإنهما لما يكثر فيهما من ماء البحر صارا سريعي الفساد نافخين مسهلين للبطن وهما
رديئان للعصب والشراب كله بالجملة إذا كان خالصاً ليس يخالطه شيء وكان فيه قبض
فإنه يسرع الذهاب في البدن ويسرع قوة الشهوة ويسخن ويقوي المعدة ويغذو البدن وينوم
ويزيد في قوة البدن ويحسن اللون ، وإذا شرب منه مقدار صالح نفع من سقي الشوكران والكزبرة
والأفيون والمرتك ومن أكل القطر فتأذى به ومن وجميع الأدوية التي تقتل بالبرد وينفع
أيضاً من لسعة الهوام التي تقتل سمومها بالبرد والذي ترخي بسمها المعدة ، والشراب
أيضاً ينفع من النفخة المزمنة ومن يجد لذعاً في معدته وتحت الشراسيف ومن تسترخي
معدته لضعفها ومن الرطوبات التي تسيل إلى الأمعاء والبطن ومن أفرط به العرق والتحلل
ولا سيما ما كان من الشراب أبيض عتيقاً طيب الرائحة ، وأما الشراب العتيق الحلو
فهو موافق للعلل التي تكون في المثانة والكلي وهو أيضاً ينفع الخراجات والأورام
إذا غمس فيه صوف غير مغسول ووضع عليه وإذا صب أيضاً على القروح الخبيثة والأكل والقروح
التي تسيل إليها الفضول نفعها ، وأما شراب الحصرم فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ
العنب ولم يستحكم نضجه بعد وفيه مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى
يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس وقوة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة
المسترخية والمرأة الوحماء ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال إنه
ينفع في الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة
فإن لم يفعل به ذلك لم يكن شروباً وأما الشراب الذي يقال له المائي ويقال له أيضاً
الشروب فإنه يتخذ على هذه الصفة تأخذ من شجر العنب مقدار ما يعصر منه ثلاثون جرة
فتلقى عليه ثلاث جرار ماء ويداس بالأرجل ويعصر ويطبخ حتى يذهب الثلثان ويلقى على
كل كوز مما بقي منه قسطان من ملح وإذا جاءت عليه سنة نقل إلى الخوابي واستعمل بعد
سنة لأنه لا يفسد سريعاً وهذا الشراب يحتاج إليه من يخاف عليه ضرر الشراب عند ما
تدعوه إليه الشهوة وهو أيضاً يوافق الناقه من المرض وماء الشراب الذي يعرف بالضعيف
فإن قوّته شبيهة بقوّة الشراب الذي يعرف بالمائي ويتخذ على هذه الصفة يؤخذ من
العصير شيء ومن الماء مثله فيطبخان بنار لينة حتى يذهب الثلث ثم يبرد ويصب في
الدنان بعد أن يعتق وقد يتخذه قوم على هذه الصفة : يأخذون من ماء البحر وماء المطر
وعسل وعصير العنب بمقادير متساوية فيخلطونها ويلقون ذلك في الدنان ويضعونها في
الشمس أربعين يوماً ويستعملونه بعد سنة. الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : القول
في منافع الشراب المسكر ومضاره وصنوفه وما الأوفق منه في حال دون حال ودفع المضار
الحادثة عنه والأعراض اللازمة له واللاحقة له فلنقل الآن في الشراب المسكر وأنواعه
ومنافعه ودفع مضاره فنقول : الشراب المسكر يسخن البدن ويعين على هضم الطعام في
المعدة وسرعة تنفيذه إلى الكبد وجودة هضمه هناك وتنفيذه
من ثم إلى العروق وسائر
البدن ويسكن العطش إذا مزج بالماء ومن أراد به تسكين العطش لا غير فليصب عليه من
الماء بقدر ما يخفي طعمه كله ثم يشرب فيسكن العطش ويبعد الماء ولا يسخن ألبتة ويخصب
البدن متى شرب على أغذية كثيرة الإغذاء ويحسن اللون ويدفع الفضول جميعاً ويسهل
خروجها من البدن بالنجو والبول والعرق والتحلل الخفيّ الذي بالمسام ويخرج الصفراء
أيضاً في البول يوماً فيوماً فيمنع أن يكثر كميتها وسوء كيفيتها فهو لذلك عون عظيم
على حفظ الصحة إذا شرب على ما ينبغي ويصلح وقتاً وقتاً بالقدر المعتدل الذي تقهره
الطبيعة وتستولي عليه ويطيب النوم ويثقله فتستريح لذلك الآلات النفسية راحة أكثر
من راحتها عند النوم الذي على غير الشراب فيكون البدن بعد ذلك النوم أقوى والحركات
أخف وأسهل والحواس أذكى وألطف والهضم أجود وأبلغ لطول النوم وقلة الحركات فيه ، ومن
تركه عن اعتياد له برد بدنه وهاجت به الأمراض السوداوية وقلت وضعفت هضومه كلها والمقدار
الذي ينفع منه في هذه الوجوه ثلاث كميات أولها : أن يشرب بعد الطعام بقدر ما يسكن
العطش سكوناً تاماً ولا يراد به غير ذلك من تفريح النفس وإطرابها وهذا هو الحد
للمحرورين وأصحاب الأبدان الملتهبة جداً ومن يحم بحمى ويحمي جسمه عليه ، والحد
الثاني إن أخذ منه إلى أن يبلغ أن يسر النفس ويطربها باعتدال في ذلك من غير ثقل في
الرأس والحواس ولا ميل إلى النوم الشديد. فأما ما جاوز ذلك إلى لجلجة اللسان وفقد
صحة العقل واضطراب مفاصل البدن وضعفها عن الحركات فإنها حالة السكر وذلك ضار جداً
في وجوه كثيرة ولا سيما إذا ترادفت وتواترت وقد ينفع إذا لم يواتر لكن وقع أن يكون
في الشهر مرة أو مرتين أكثر فإنه في هذه الحالة يسخن البدن ويرطبه ويرقق أخلاطه ويفتح
مجاريه ويحلل كل ما قد بدأ ينعقد ويجتمع فيه من فضولات رديئة ثم يخرجها بعد
بالمجاري والمنافس ولا سيما إن شرب من غير هذا اليوم الماء فإن هذا الماء في هذه
الحال يجيء إلى جميع ما حلله الشراب ورققه فيجريه ويدفعه ويسهل خروجه ويجيء إلى ما
قد سخن من الأعضاء بالشراب فيبرده ويعيده إلى اعتداله ولذلك هو أجود من جميع
الأشياء في حفظ الصحة أن يجعل بعد يوم شرب الشراب يوماً أن يشرب الماء يومين أو
ثلاثة ، وما كانت دون ذلك فمبقدار مزاجها حتى يكون ذلك يوماً ويوماً. وأما مواترة
السكر وشربه على الخمار ومداومته ومواترته فجالب للأمراض المهلكة وإن بقي البدن
على هذه الحال كثير بقاء حتى يقع في الأمراض الرديئة كالصداع والفالج والرعشة والأمراض
الحاثة ويورم الأحشاء لا سيما الكبد والدبيلات والجراحات وفساد العقل وكدر الحواس
وضعف الحركات وترهل البدن وذهاب شهوة الطعام ، وهو يختلف في أفعاله هذه بحسب
اختلاف أنواعه والأسود الغليظ الحلو منه أكثرها إغذاء وتوليداً للدم الغليظ الأسود
وشرها لمن يعتريه الإمتلاء والأعراض السوداوية وخيرها للمنهوكين ولمن يريد أن يزيد
في لحمه والأبيض الرقيق أقلها إغذاء وأوقعها للمحرورين فإن الشراب له مع إسخان
البدن أن يخرج الصفراء التي تتولد قليلاً قليلاً في البول كما ذكرنا قبل فيدفع كون
الأمراض المرارية ولا سيما مثل هذا الشراب فإنه لا يسخن كثير إسخان ويدر البول
إدراراً كثيراً ، والأحمر المعتدل في غلظ ورقته أعدل الشراب وهو يولد دماً جيداً ،
وأما الأصفر القوي الطعم جداً فإنه يسخن إِسخاناً قوياً
ويضر أصحاب الأمزجة
الحارة إلا أن يكثروا مزاجه جدًا ويتنقلوا بالفواكه الباردة والريحاني منه أكثر
صعوداً إلى الرأس وتصديعاً له ، ولذلك ينبغي أن يحذره من يعتريه الصداع والرمد ويسرع
إلى رأسه الإمتلاء وتدفع مضرته متى اضطر إلى شربه بشم الكافور والرياحين الباردة وتبريد
الرأس بالماورد والصندل والخل ودهن الورد والتنقل عليه بالسفرجل وجميع ما يمنع
صعود البخار إلى الرأس وهي جميع الفواكه الحامضة القابضة والعتيق أكثر تجفيفاً
للبدن إلا أنه أقل بخاراً والحديث كثير البخار سريعه إلا أن بخاره رطب لا ينكي
الرأس كبير نكاية كما ينكيه الريحاني والأصفر المر العتيق جداً ، والصرف موافق
للبطن في كسر الرياح وهضم الطعام وأردأ للرأس في تبخيره والصعود إليه والممزوج
بالضد والمعتدل المزاج معتدل في ذلك وينبغي أن يكثر مزاجه المحرورون ولا سيما لما
كان أقوى وأعتق حتى يبلغ أن لا يحس له بكبير طعم ويقلله المبرودون ويعتدل فيه
أصحاب الأمزجة المعتدلة والأبدان المعتدلة. والكدر من الشراب لا يفتح السدد بل
ربما ولدها والحجارة في الكلى والتقفع في المفاصل وبالضد الغليظ القوام أكثر غذاء
وأوفق لمن يريد أن يخصب بدنه والرقيق أجود لمن يريد تلطيف تدبيره والقابض منه أوفق
لمن يحتاج إلى عقل الطبيعة وتقوية المعدة وهو في دفع الفضول وإخراجها مختلف عن
سائر صنوف الشراب ، والقهوة من الشراب أوفق للمحرورين غير أنها تسقط شهوة الجماع والمشمش
أسرع في توليد الحميات وتعفين الدم ونبيذ الزبيب المجرد يذهب مذهب الشراب الأسود
الغليظ إلا أنه أقل إسخاناً للبدن منه وهو أقوى قبضاً ، وأما المعسل المشمس المعتق
بعد فإنه يسخن إسخاناً قوياً وينقي الكلي وينفع من أوجاع المفاصل الغليظة ، ونبيذ
العسل ولا سيما المصري المتخذ من العسل وماء النيل الكدر فملهب جداً كثير التوليد
للمرار ، ونبيذ التمر والدوشاب كثير التوليد للدم العكر وقليل المعونة على الهضم
مطلق للبطن إطلاقاً ليس بنافع جداً بلى فيه إطلاق يقبل على الطبيعة بجهته وإزلاق ،
وأما نبيذ السكر فمصدع سريع الصعود إلى الرأس إلا أنه يدر البول وينقي الكلي والمثانة
ويذهب بخشونة الصدر والرئة ، فلنرجع الأن فنذكر المضار التي لا تزال تحدث عن شرب
الشراب وما يدفعها فنقول : إن المضار التي لا تزال تحدث عن شرب الشراب الصداع والرمد
وحمى الكبد وذهاب شهوة الطعام والغثي والسدر والدوار والرعشة والخمار ، فمن كان
يكثر به الصداع عن شرب الشراب فليختر الأبيض الرقيق منه العديم الريح ، فإن اضطر
إلى غيره فليكثر مزاجه حتى يفقد طعم الشراب وليتنقل عليه بالسفرجل الحامض في أيامه
وبالنيق وسويقه والتفاح الحامضين إذا لم يصب السفرجل ، ويضع على رأسه في وقت شرب
الشراب خزفاً مبرودة بالماورد والكافور ويتنشق عليه عند النوم دهن الورد ويشم عليه
البنفسج واللينوفر ونحوها ، فأما من يسرع إليه من الشراب الرمد فليشرب ساعة أن
يفرغ من شربه سكنجبب مبرداً بالثلج فإن ذلك مما يقيه فليشربه بعد نومه أو حين يفيق
من سكره ، وعلى يقين أن السكنجبين الساذج المبرد جداً قلما يغثي إلا لمن كان ضعيف
المعدة جداً ومن كان كذلك فليستعمل السكنجبين السكري السفرجلي.
وهذه صفته : يؤخذ من ماء السفرجل الحامض
المصفى عن ثفله جزء ومن الخل المعتدل الثقافة جزء ومن السكر الطبرزد ثلاثة أجزاء
فيطبخ وتنزع رغوته حتى يصير له قوام
وليتعاهد طلي أجفانه
عند نومه وجبهته وصدغيه بشياف ماميثا والصندل الأحمر والقوقل والطين الأرمني والخل
والماورد ويقطر في عينيه قبل النوم الماورد ، فإن نقع فيه سماق كان أقوى ، وليختر
من الشراب ما ليس بريحاني ولا مر لكن المائي والقهوة وشربه على العدسية الصفراء والقريص
والهلام ، وبالجملة الأغذية الحامضة ويتعاهد الفصد والحجامة وتليين البطن فضل
تعاهد ، وأما من يحمى عليه كبده فليختر أيضاً القهوة والتفه والمائي وليتنقل عليه
بالرمان الحامض ويمزجه بالماء الصادق البرد ويشربه على ما وصفنا من الأغذية
المبردة ، ومن يصيب عقيب الشراب ثقل في كبده بلا ضيق في النفس ولا وجع لكن يحسب أن
يلقى معلقاً حيث موضع الكبد فليختر من الشراب أرقه ويتجنب الغليظ والكدر ويتنقل
عليه بالكرفس المربى والجزر ويأكل في طعامه من الخرشف والكبر المخلل والهندبا والطرحشقوق
، ويتعاهد ما قدمنا ذكره مما يحلل سدد الكبد ويجتنب الحلو منه خاصة والحلوى
المتخذة من النشا والتعجين الفطير ، وأما من يصيبه مع الثقل في كبده ضيق النفس وحمى
، فينبغي أن يبادر إلى الفصد ثم إلى سائر التدبير الذي ذكرناه ، وإلى تضميد كبده
بالأضمدة الباردة فإن كفى ذلك وإلا هجرنا الشراب مدّة فإن هذا عارض لا يحتمل
الاستهانة به وينذر بورم الكبد فهو لذلك خارج عن حدود الصحة داخل في علاج الأمراض
وقل من يحدث به الشراب ضرراً إلا في البرد وبأصحاب الأطحلة العظمة جداً والدماء
الغلطة ، ومن الشراب الحلو الأسود الرقيق ومن حدث به ذلك فليجتنب الغليظ الأسود والكدر
والحلو ويختار الأشقر المر الرقيق ويقل مزاجه ويشربه على يسير الطعام ولطيفه لا
على الشبع والري التامين وقد تجد قوماً يتقيئون على إدمان الشراب خلطاً سوداوياً وفي
ذلك لهم منافع عظيمة متى خرج بسهولة وليس ينبغي في هذه الحال أن يقلب هذا الخلط عن
مجراه هذا ، فأما متى لم يخرج بسهولة وهاج عقيب الشراب الفواق والكرب ، فينبغي أن
يعتاد شرب الجلاب والماء الفاتر ليسهل خروجه ثم يؤخذ فيما بعده من الأيام ما يسهل
السوداء ويفصد الباسليق من اليد اليسرى ، ومن حدث به عن شرب الشراب وجع الكب
بقراقر إذا غمس فيه مع لين الطبيعة وضعف الهضم فليختر الشراب الأصفر المر القوي ويشربه
على إِمراق المطحنات والألوان الكثيرة والتوابل والأبازير ، ويقل المزاج ويتنقل
بالجوز واللوز والفستق ويهجر البقول والفواكه الرطبة حتى يسكن هذا العارض ، وأما
من يحدث به عن إدمان الشراب ذهاب شهوة الطعام والغثي وتغلب النفث وتكسر البدن مع
ثقل الرأس ونوم مضطرب وتشوش ، فإن هذه أعراض الخمار والخمار تخمة من النبيذ ، ولذلك
ينبغي إذا حدث أن يطلب النوم مدة طويلة ويغمر فيه الأطراف ثم يدخل الحمام ويصب على
الرأس ماء فاتراً كثيراً ، ثم يخرج ويستريح فإن جفت الأعراض وجاءت شهوة الطعام
فذاك ، وإلا طلب النوم أيضاً والسكون ثم عاود الحمام حتى تخف الأمراض وترجع الشهوة
، فإن أفرط بعض أعراض الخمار والغثي والصداع قصد تسهيل القيء بالسكنجبين والماء
الفاتر مرات حتى يخرج ما يخرج عن المعدة ، ثم يشرب رب الرمان والسفرجل أو الريباس
وفيه من الطين النيسابوري وجعله أكله إذا عاودت الشهوة ببارد ماء الحصرم بفراريج
مطيبة بنعنع كثير فإن أفرط الصداع فضده بما ذكرنا من التبريد والتطفئة إن كان
الوجه والرأس معه حار
اللمس ومعه ضربان
الأصداغ وإن كان لا حرارة ولا ضربان معه ، بل ثقل غالب مال إلى الاستحمام وصب
الماء الحار عليه وأكل إذا عاودت الشهوة من الألوان الكرنبية والعدسية ، وفي الناس
قوم لا تسكن عنهم أعراض الخمار سكوناً تاماً إلا بشرب شيء من الشراب لكنه من الخطأ
العظيم أن يشرب في هذا الوقت من الشراب ما يعيد السكر لكن الشيء اليسير وقليلاً
قليلاً وممزوجاً وينتظر ما بين القدح والقدح وقتاً صالحاً فيقطع الشراب عند سكون
ذلك العارض المؤذي ، ومما يسكن من عادته الخمار الجلاب بالثلج والفقاع وماء الجبن
وزيوت الفواكه الحامضة القابضة ، وأما من يؤذيه الشراب برعشة فالحزم أن يهجره
البتة أو يقل منه ، فإنه إذا انهمك فيه ولم يبان منه كان على خطر من الفالج والسكتة
، وقد يغتر كثير من هؤلاء بما يحدث من سكون الرعشة عند ابتداء السكر وذلك خطأ عظيم
والرعشة تصير بعد ذلك أقوى مما كانت أولاً لأنّ الشراب بالجملة مرخي للأعصاب موهن
للدماغ والماء أصلح من الشراب ، ولا سيما البارد منه لأصحاب علل الدماغ والعصب ، وأما
من يصيبه منه السدر والدوار فليختر أقل النبيذ صعوداً إلى الرأس ويتنقل بما يمنع
من البخار ويعنى بإسهال الطبيعة فضل إسهال وخاصة بالأيارج الذي لا زعفران فيه ، فإن
التواني في ذلك يوقع في الصرع وفي الداء المسمى بالسبات ، وقد يعرض عارضان رديئان
عن إدمان الشراب أحدهما : ضيق نفس يصير المادة تعد وعداء إلى التزيد وهو عرض قاتل
منذر بالموت فجأة وينذر به اختلاج القلب ، ولذلك متى حدث أدنى خفقان لمن شرب ينبغي
أن يقطع الشراب من ساعته ويبادر إلى فصد الباسليق من اليد اليسرى ، فإن هذا باب
عظيم جداً لا يحتمل التغافل عنه ، وينبغي أن يهجر الشراب فيما بعد ذلك مدة ويلطف
الغذاء ، ويستعمل من الأدوية الملينة ما لا يسخن مثل هذا الدواء.
صفة دواء المسك : ينفع من الخفقان ولا
يسخن يؤخذ من الورد المطحون والطباشير والكزبرة اليابسة والكهرباء من كل واحد جزء
، ومن اللؤلؤ الصغار نصف جزء ، ومن المسك الجيد الخالص سدس جزء ، ويؤخذ من السكر
الطبرزد فيحل بماء التفاح الحامض المعصور المصفى ويطبخ حتى يصير في قوام العسل ويطرح
فيه أوراق من أوراق الأترج ويعجن به الأدوية ، ويتعاهد هذا الدواء صاحب هذا العارض
فإنه دواء شريف لتقوية القلب من غير إسخان ويصلح للخفقان واختلاج القلب من غير
حرارة ، والعرض الآخر : تشنج أو امتداد يحدث بالسكران والمخمور وشرهما التمدد وينذر
بذلك اختلاج كثير في جملة البدن ، وينبغي ساعة يحدث ذلك أن يقطع الشرب ويبادر إلى
القيء فإن لم يجىء بسهولة فبدواء مقيىء ، فإذا استفرغ جميع ما في المعدة جلس في
ماء حار بمقدار ما يلين البطن ويتبعج قليلاً ثم يخرج وتمرخ الخرز والمفاصل منه
بدهن القسط والنرجس أو السوسن أو البان ، ولا يأكل شيئاً البتة يومه وليلته تلك ويعاود
الأبزن والمرخ ، ولا سيما إن بدا شيء من التشنج فإذا زادت هذه الأعراض هجر الشراب
مدّة طويلة ولم يكثر منه باقي عمره واعتيض بالأيارجات الكبار وأوقعها في هذا الباب
أيارج روفس وهو أيارج موافق مختصر.
وهذه صفته : يؤخذ من الأسطوخودوس الحديث
مسحوقاً وزن درهمين ، ومن القنطوريون الصغير وزن درهم ، ومن شحم الحنظل وزن دانقين
، ومن الغاريقون أربعة دوانيق ، ومن الأقريبون دانق ، ومن الزنجبيل والوج والجندبادستر
من كل واحد دانق وهي شربة
تخرج فضول العصب والدماغ
والصداع والنخاع ، وينفع في مثل هذه الأمراض هذا الدواء مثل الصرع والسكتة والفالج
والسبات والشخوص والتشنج والامتداد الرطبين لا عديل له في ذلك ، وربما اعتيض شحم
الحنظل بوزن من عصارة قثاء الحمار ، وذلك إذا كان الشحم نخراً عتيقاً ولطف غذاءه وأهله
إلى المسخنة كماء الحمص بالخردل واللحم الأحمر المقلو على الزيت المطيب بالفلفل والأبازير
والأفاويه والمطجنات من لحوم الطير والصيد ، فأما صاحب الخفقان فليأكل المصوص من
الدراج والطيهوج والمتخذ منها بماء الحصرم والقريص من الحذاء ونحو ذلك من الأغذية
، وقد أتينا من ذكر منافع الشراب ودفع مضاره بما فيه كفاية.
خمان
: الغافقي : هو صنفان أحدهما كبير ويسميه
قوم الخابور وباللاطيني بشبوقة وهو باليونانية أقطي ، والآخر صغير يسميه قوم
الرقعا ، وباللاطينية بدقة ، وباليونانية خاما اقطي وهو المستعمل في الطب ، وغلط
من قال : إن الصغير باللاطينية بشبوقة وأن الكبير هو البدقة ، وأما قول من قال إن
خاماأقطي شجرة هندية وثمرتها هي البل والفل ، فمن الهذيانات التي ينبغي أن يضرب عن
ذكرها. ديسقوريدوس في الرابعة : أقطي هذا النبات صنفان أحدهما شبيه بالشجر وله
أغصان شبيهة بالقصب مستديرة لونها إلى البياض طوال وورقها ثلاث أو أربع متفرقة على
كل غصن شبيهة بالجوز ثقيل الرائحة وأصغر من ورق الجوز ، على أطراف الأغصان أكلة
فيها زهر أبيض وثمرة شبيهة بحبة الخضراء ولونها مائل إلى لون الفرفيرية مع سواد ،
وشكلها شبيه بشكل العنقود كثير الماء يفوح منه رائحة الشراب والصنف الأحمر الآخر
يسمى خاماأقطي ، وبعض الناس تسميه البوش اقطي ، وهو أصغر من الآخر وأشبه بالعشب وله
ساق مربع كثير العقد وورق مشرف متفرّق بعضه من بعض نابت عند كل عقدة شبيه بورق
اللوز في أطرافه تحازيز ، وهو أطول من ورق اللوز ثقيل الرائحة ، وعلى الرأس إكليل
شبيه بإكليل الصنف الآخر وزهره وثمره وله أصل مستطيل في غلظ أصبع. جالينوس في
المقالة السادسة : قوّتهما جميعاً قوة تجفف وتدمل وتحلل تحليلاً معتدلاً.
ديسقوريدوس : وقوّة الخاماأقطي مبردة مسهلة لرطوبة مائه وهو رديء للمعدة ، وورقه
إذا طبخ كما يطبخ البقل الدشتي أسهل بلغماً ومرة ، وساقه إذا طبخ وهو طري فعل ذلك
، وأصله إذا طبخ بالشراب وأعطي منه مع الطعام نفع الذين بهم استسقاء ، وإذا شرب
منه نفع أيضاً من نهشة الأفعى ، وإذا طبخ بالماء وجلس النساء في طبيخه لين صلابة
الرحم وفتح انضمامه وأصلح فساد حاله ، وإذا شربت الثمرة بالشراب فعلت ذلك ، وإذا
لطخت على الشعر سوّدته ، والورق إذا كان طرياً وخلط بسويق الشعير وتضمد به سكن
الأورام الحارة ووافق حرق النار وعضة الكلب ، وقد يلزق النواصير ، وإذا تضمد به مع
شحم التيس نفع من النقرس. الغافقي : إذا سقي من ماء البدقة نفع من الكسر والوثي والسقطة
الشديدة ، وكان له في ذلك فعل قوي ويقال : إنه ينفع من نهشة الكلب الكلِب.
خماهان
: هو الصندل الحديدي. التميمي في المرشد :
هو من قسم الحديد وهو حجر أسود حالك كثير الماء غير شفاف ثقيل بارد المزاج ، وهو صنفان
ذكر وأنثى ، فالذكر منها شديد الصلابة قليل الماء كدر الجوهر إذا حك بالماء على
المسن يخرج محكه أصفر كلون الزرنيخ ، وأما الأنثى فإنه أقل صلابة من الذكر وأنعم
جوهراً وأهش ، وإذا حك الفص منه كان أكثر ماء وأحسن جوهراً من الذكر ، وإن
حك بالماء على المسن
خرج محكه أحمر. شديد الحمرة مثل حمرة الزنجفر المحكوك ، وخاصية محكه أنه إذا طلي
ما يخرج منه على الورم والحمرة بريشة نفع من ذلك وفش الأورام وأطفأ الحرارة وسكن
الضربان ، وكلاهما إذا حكا نفع ما يخرج محكهما لهذه العلل الحادثة الدموية والصفراوية
غير أن ما يخرج من محك الأنثى أشد تبريداً وتسكيناً من محك الذكر ، وقد يحك على
المسن وتحجر به العينان عند الورم الكائن في الأرماد الحارة ، ومحكه يخرج أشد حمرة
من محك الشادنج ، وقد يبرد مثل تبريدها وينفع مثل نفعها ويغشي مثل تغشيتها ، وفي
مذاقته قبض قوي يدل على قوة تبريده وتقويته للعضو على دفع المادة المنصبة إليه.
غيره : محكه ينفع من وجع البطن الهائج من قبل مغص أو من قبل شرب الدواء المسهل ، وإذا
لعق محكه من أضربه شرب النبيذ الصرف نفعه وأذهب ذلك عنه.
خمخم
: زعم الغافقي : أنه الدواء المسمى
باليونانية أرعاموني ، وقد ذكرته في حرف الألف ، ولست أرى ذلك صحيحاً لأن الخمخم
عربي وليست ماهيته شبيهة بماهية أرعاموني. وفي كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي : هو
اسم عربي بالحجاز لنبات شكله شكل الأنجرة السوداء المسماة حشيشة الزجاج ويسمى عند
آخرين أنجرة جرشا إلا أنه أشد خضرة منها ، وأغصانه حمر كأغصانها إلا أنها أصلب ومنابته
الوديان والمسيل وعليه شوك دقيق لصاق بكل ما يتعلق به من ثوب أو غيره ، ولا يؤذي
اللامس وزهره كزهره وثمر تلك الحشيشة وطعمه تفه فيه يسير قبوضة. لي : كثيراً ما
تكون هذه النبتة بظاهر القاهرة تحت الجبل الأحمر في مسيل هناك وبقرب من قلعة الجبل
وهي كثيرة جداً ، وقد زعم بعض الرواة أن الخمخم هو لسان الثور وليس كذلك ، وإنما
هو الذي ذكره صاحب الرحلة ، وأما من قال إنه لسان الثور فوهم فيه من قبل اشتراكهما
في صورة حروف الاسم ، إلا أن لسان الثور تسميه أهل الشرق وديار بكر حمحم بالحاءين
المهملتين ، وهذه النبتة التي أتينا ههنا بصفتها يقال لها خمخم بالخاءين
المعجمتين.
خندريلي
: هو نوع من الهندبا البري المرّ ، وقيل
هو اليعضيد. ديسقوريدوس في الثانية : وهذه شجرة يشبه ورقها ورق الهندبا البري وثمره
وساقه وزهره ، ولذلك زعم بعض الناس أنه صنف من الهندبا البري وورقه وساقه ، وأصله
أرق من الهندبا البري توجد على أغصانه صمغة مثل المصطكي في عظم الباقلا. جالينوس
في الثامنة : هذا نبات قد يسميه بعضْ الناس هندبا لأن قوّته شبيهة بقوّة الهندبا
خلا إن مرارته أكثر من مرارة الهندبا ، وكذا فيه من قوة التجفيف أكثر. ديسقوريدوس
: صمغته إذا سحقت وخلطت في المر وصرت على خرقة ملفوفة وقدرها قدر زيتونة واحتملت
أدرت البول ، وقد يدق هذا النبات بأصله وتخرج عصارته وتخلط بعسل ويعمل منه الأقراص
إذا ديفت بالماء وخلط بها نطرون جلت البهق وصمغه يلزق الشعر النابت في العين ، وأصله
أيضاً إذا كان طرياً وأدخلت فيه إبرة وألزق بالرطوبة التي تسيل على طرف الإبرة
الشعر النابت في العين ألزقته ، وإذا شرب بالشراب وافق لسع العقارب والأفاعي وماؤه
إذا طبخ وشرب عقل البطن. الفلاحة : صمغته تشفي ريح السبل العارضة في العين إذا
ديفت بماء الهندبا واكتحل بها ، ويستأصل باقيه حتى ينتثر وقد يسقى منه درهمان بخمر
لنهشة الأفعى ويطلى منه للدغة ، وفيه لصاق عجيب لما يلصق به وقد يطلى بعصير ورقه
البواسير فيقلعها. ديسقوريدوس : وقد يكون صنف آخر
من هذا النبات له
ورق يكون فيه تأكل منبسط على الأرض طوال وله ساق ملآن من لبن وأصل دقيق الطرف خفيف
البدن ، وفي رأسه وعاء مستدير إلى الحمرة ما هو ملآن لبناً ، وقوّة الساق منه والورق
منضجة ، ولبن هذا النبات يلزق الشعر النابت في العين وينبت هذا النبات في الأماكن
الترابية والحروث.
خندروس
: ديسقوريدوس في الثانية : هو صنف من را
الذي له حبتان ، وهو أغذى من الأرز ، أشد عقلاً للبطن وأجود للمعدة. جالينوس في
الثامنة : هذا غذاء جيد مثل الحنطة ، وأما على طريق الدواء فهذا حب له تغرية وسحوج
، ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة إلا أنه أشدّ لزوجة منها ، ولذلك صار أكثر غذاء وصار
يقوم مقام المادّة الموافقة لقبول الأشياء التي تجفف تجفيفاً شديداً بمنزلة الخل وماء
البحر وماء الملح وجميع الأشياء التي يمكن فيها الإنضاج كما يمكن ذلك في الحنطة
فإن الحنطة ليس من شأنها أن تجفف أصلاً ، ولكن بسبب ما يخلط معه من الأدوية التي
تجفف يصير ما تركب منه مع الأدوية مجففاً. ديسقوريدوس : وإذا طبخ بخل وضمد به قلع
الجرب المتقرح وأبرأ الأظفار إذا عرض لها تشقق أو تقشر ، وأبرأ النواصير العارضة
في المآقي إذا استعمل في ابتدائها ، وقد يعمل من طبيخه حقنة نافعة من قرحة الأمعاء
التي يعرض معها المرمود.
خنثى
: هو البرواق وبعجمية الأندلس أنحه وبالبربرية
بتعليلس. ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات معروف وله ورق شبيه بورق الكراث الشامي
وساق أملس يسمى أنباريفن في رأسه زهر أبيض وله أصول طوال مستديرة شبيهة في شكلها
بالبلوط حريفة مسخنة. جالينوس في السادسة : الذي ينتفع به من هذا الدواء إنما هو
أصله كما ينتفع من اللوف بأصله وقوّته تجلو وتحلل فإن أحرق صار رماده أشد إسخاناً
وتجفيفاً وأكثر تلطيفاً وتحليلاً فهو بهذا السبب يشفي داء الثعلب. ديسقوريدوس : وإذا
شربت أدرت البول والطمث ، وإذا شرب منها وزن درهمين بشراب نفعت من وجع الجنبين والسعال
ووهن العضل ، وإذا أكل من أصل هذا النبات مقدار كف سهل القيء وقد يسقى منه ثلاث
درخميات من نهشة الهوام وينتفع به ، وينبغي أن يضمد أيضاً موضع النهشة بالورق والأصل
والزهر مخلوطاً بالشراب ، وإذا طبخ الأصل بدردي الشراب أو تضمد به نفع من القروح
الوسخة والقروح الخبيثة والأورام العارضة للثدي والحصا والخراجات والدماميل ، وإذا
خلط بالشراب نفع من الأورام الحارة في ابتدائها ، وإذا دق الأصل وأخرج ماؤه وخلط
بشراب عتيق وحلو ومر وزعفران وطبخ كان منه دواء يكتحل به وينفع العين ، وماؤه إذا
كان وحده أو خلط بكندر وعسل وشراب ومر وفتر وقطر في الأذن التي يسيل منها القيح
وافقها وإذا قطر في الأذن المخالفة لناحية الضرس الوجع سكن وجعه ، وإذا أحرق الأصل
وتضمد برماده أنبت الشعر في داء الثعلب بعد أن يدلك الموضع بخرقة صوف ، وإذا جوف
وصب في تجويفه زيت ووضع على النار وأغلي ودهن به الشقاق العارض من البرد وحرق
النار نفعها ، وإذا قطر في الأذن نفع من وجعها وثقل السمع ، وإذا دلك به البهق
الأبيض بخرقة في الشمس ثم لطخ عليه الأصل بعد ذلك نفعه ، وإذا شرب زهره وثمره
بشراب نفع منفعة عجيبة من لسعة العقرب وسم الحيوان المسمى سقولوفيدريا وهو
العقربان ويسهل البطن. إسحاق بن عمران : الدواء المتخذ من أصله للعين نافع من
رطوبة العين ومن السلاق والاحتراق العارض للأجفان. الغافقي :
وأصله يجلو القوابي
وينفع من وجع الضرس إن سحق بالخل وطلي على إبهام اليد التي من ناحية الضرس الوجع
أو طبخ في زيتَ وقطر في الأذن المخالفة ، وإن سحق بعسل وضمد به بطن المستسقى نفعه
وساقه الغض إذا سلق وأكل بخل وزيت نفع من اليرقان نفعاً بليغاً وكان أقوى ما يعالج
به وقد يطعم للمستسقى. التجربتين : إذا أحرق أصله وطلي به الكلف والبهق نفع منهما
نفعاً ، وإذا اكتحل بهذه الحراقة بعد المبالغة في سحقها أزالت بياض العين ، وماؤه
إذا عجن به الأسفيذاج نفع من حرق النار في كل أوقاته منفعة بالغة ، وإذا خلط
بالكبريت نفع من القوياء ، وإذا عجن بمائه دقيق الترمس وطلي به نفع من الحكة ويجب
أن يتمادى عليه.
خنفساء
: في الكتاب الحاوي قال جالينوس في
الترياق إلى قيصر : إن الخنفساء إن أغليت في الزيت وقطر في الأذن سكن الوجع من
ساعته. خواص ابن زهر : إن دفنت في الورد جمدت ، وإن دفنت في السرجين عاشت ، وإن
أخذت رؤوس الخنافس وجعلت في برج حمام وبينهما اجتمعت إليه. الشريف وغيره : وإن قطع
مؤخره وغمس فيه ميل واكتحل برطوبته قوى البصر ونفع من ضعفه ومن الغشاء ، وإذا طبخ
في الزيت وقطر في الأذن الوجعة نفعها ، وإذا أديم ذلك نفع من الصمم الحادث ، وإذا
فسخ ودلك به المالكونيا وهي قروح تكون في الساقين نفعها نفعاً بيناً وإذا طبخ في
الزيت حتى تخرج قوته فيه ودهنت به البواسير النابتة في المقعدة نفعها نفعاً عجيباً
، وإذا أدمن الدلك بها أذهبها نباتاً وإن شدخت وربطت على لسعة العقرب أبرأتها.
خنزير
: ديسقوريدوس : كبد الخنزير رطباً كان أو
يابساً إذا سحق وشرب بشراب نفع من نهش الهوام ، وإذا أحرق كعبه حتى ينتقل لونه من
سواد الاحتراق إلى البياض وسحق وشرب حلل النفخة العارضة في المعي الذي يقال له قولون
والمغص المزمن وبول الخنزير البري له قوة بول الثور ، غير أن له خاصيهّ إذا شرب
يفتت الحصاة المتولدة في المثانة ويبولها
وزبله إذا كان جافاً وشرب بماء أو شراب قطع نفث الدم الذي من الصدر ويسكن الوجع
المزمن العارض للجنب ، وإذا استعمل بخل نفع من وهن العضل ، وإذا خلط بموم مداف
بدهن نفع من التواء العصب ومرارته تستعمل للقروح العارضة في الآذان ولسائر أنواع
القروح. غيره : ومرارة الخنزير إذا طليت بعسل وفلفل أنبتت الشعر في رأس الأقرع
مجرب. ديسقوريدوس : وشحمه يوافق أوجاع الأرحام والمقعدة وحرق النار والعتيق منه
الذي أتى عليه زمان طويل يسخن ويلين ، وإذا غسل بشراب وخلط برماد أو كلس وافق من
به شوصة وكان صالحاً للأورام الحارة. الشريف : وكعبه إذا سحق المحرق منه وطلي به
مع عسل على البرص جلاه ونفع منه. غيره : وكعب البقر وكعب التيس كذا يفعل ما يفعله
كعب الخنزير.
خولنجان
: عروق متشعبة ذات عقد لونها بين السواد والحمرة
شبيهة بأصول النوع الكبير من السعد المسمى بعجمية الأندلس بحة ، وهذه العروق حريفة
الطعم تجلب إلينا من الهند وفيها عطرية. ابن ماسويه : حار يابس في الثالثة جيد
للمعدة يطيب النكهة هاضم للطعام. الرازي في دفع مضار الأغذية : كاسر للرياح موافق
لمن يكثر به القولنج الريحي والجشاء الحامض. وقال في كتاب الحاوي : إنه يزيد في
الباه جداً وينفع الكلي والخاصرة الباردتين. ابن عمران : نافع لأصحاب البلغم والرطوبات
المتولدة في المعدة ويحرك المني ويهيجه ، وإذا أخذ منه عود وأمسك في الفم فإنه
ينعط إنعاطاً شديداً. لي : من
_________________
أحسن الطرق في
استعماله في أمر الباه أن يؤخذ منه نصف مثقال أو درهم ويسحق وينخل ويذر على مقدار
نصف رطل لبن حليب بقري ويشرب على الريق فإنه غاية في أمر الباه وهذا مجرب صحيح.
التجربتين : هو من أنفع الأدوية لمبرودي المعدة والكبد ويحسن هضمه تحسيناً بليغاً.
غيره : يقوي الأعضاء الباطنة ويحبس البول الكثير شرباً. إسحاق بن عمران : وبدله
وزنه من دارصيني الصين. وقال غيره : بدله وزنه من قرفة القرنفل ، وقيل وزنه قرنفل.
خوخ
: جالينوس في الأنفس : شجرة الخوخ في
قضبانها وفي ورقها مرارة ولذلك صار ورقه يقتل الديدان متى سحق ووضع على السرة وهو
مع هذا دواء يحلل ، فأما ثمرتها التي تؤكل فمزاجها رطب يبرد. وقال في كتاب أغذيته
: إن الرطوبة المستكنة في هذه الثمرة وجرمها نفسه سريعا الفساد رديئان في جميع
الخصال ، ولذلك لا ينبغي أن يؤكل الخوخ في آخر الأمر بعد الطعام كما جرت عادة بعض
الناس أن يفعل ذلك لأنه إذا طفا في المعدة فسد وهذا أمر عام ينبغي لك أن تعي ذكره
وتحفظه في جميع الأطعمة المولدة للدم الرديء الرطبة اللزجة السريعة الإنحدار عن
المعدة ، ولذلك قيل : ينبغي أن تؤكل هذه الأطعمة قبل الآخر فإنها إن قدّمت انحدرت
سريعاً وطرّقت لغيرها وسهلت انحداره ، وأما متى أكلت في آخر الطعام فإنها تفسد وتفسد
الأطعمة الأخرى معها. ديسقوريدوس في ١ : التضمخ منه جيد للمعدة ملين للبطن ، وأما العفص
منه فإنه يعقل البطن ، وإذا جفف كان أشد لعقله وطبيخ المجفف منه إذا شرب قطع عن المعدة
سيلان الفضول. روفس : والمجفف منه أعسر هضماً وأكثر غذاء. ابن ماسويه : بارد في
آخر الدرجة الأولى رطب في آخرها أو في مبدأ الثانية يولد بلغماً غليظاً سريع
الفساد والعفونة في المعدة ، وإن دق ورقه أو فقاحه وعصر وشرب أسهل حب القرع والحيات
، وإن دلك بورقه البدن بعد الطلاء بالنورة قطع رائحتها. الرازي في الحاوي : والخوخ
يشهي الطعام جيد للمعدة الحارة والعطش واللهيب منها ويزيد في الباه ويطفئ الحرارة.
ابن سينا : يشبه أن تكون زيادته في الباه في الأبدان اليابسة الحادة. وقال الرازي
في دفع مضار الأغذية : الخوخ والعليق يبردان وينفعان المحموم وقت صعود الحمى
الحادة إذا كانت غباً خالصة أو محرقة ويولد في الدم مائية يكمل استحالتها إلى الدم
بعفن ويهيج الحميات بعد شهر أو شهرين كما يفعل المشمش ، إلا أن الحميات المتولدة
منه أكثر نافضاً وأقوى وأطول مدّة.
خولان
: هو الحضض وقد ذكرته في الحاء المهملة.
خونسياوشان
: معناه بالفارسية دم الأخوين ، وسيأتي
ذكره في حرف الدال.
خورزهرج
: معناه بالفارسية سم الحمار وهو الدفلي وسنذكرها
في الدال.
خوص
: هو ورق النخل والدوم والنارجيل وما أشبه
ذلك.
خيار
: إسحاق بن سليمان : هو أبرد وأغلظ وأثقل
من القثاء لأن برودته في آخر الدرجة الثانية وبرودة القثاء في وسطها ، ولذلك صار
الخيار أشد تطفئة وتبريداً ومن قبل ذلك صار فعله في توليد البلغم الغليظ والإضرار
بعصب المعدة ويفجج الغذاء أكثر من فعل القثاء لأنه أثقل وأبعد انهضاماً وأكثر
إتعاباً للمعدة ، فإذا عسر انهضامه وبعدت استحالته تولد عنه الخلط البارد الغليظ
المسمى الخام ، لأن سائر الفواكه إذا عسر انهضامها وبعدت استحالتها تعفنت وولدت
خلطاً رديئاً مذموماً شبيهاً بكيفية الأدوية المسمومة وأسبقها إلى ذلك وأخصها به
الخيار لأنه
أعسر انهضاماً
بالطبع ، والمختار منه ما كان جسمه صغيراً وحبه رقيقاً غزيراً متكاثفاً وأفضل ما
يؤكل منه لبه فقط لأنه أسرع إنهضاماً وأسهل انحداراً. الغافقي : يوافق الكبد والمعدة
الملتهبتين ولبه ألطف من لب القثاء ، وإذا أكل اليسير منه طيب النفس. عيسى بن ماسه
: وخاصته أنه إن شمه شام قد اختلف اختلافاً كثيراً أو أصابه غشي من حرارة مفرطة وضعفت
قوته سكن عنه ما يجده. حبيش بن الحسن : الخيار والقثاء إن جعل منهما سلائق وأطعم
صاحب الحميات الحادّة انتفع بها. أمين الدولة : وبزر الخيار بارد رطب في الثالثة
نافع من احتراق الصفراء ومن الورم الحار في الكبد والطحال ومن أوجاع الرئة الحارة
وقروحها. الرازي : في دفع مضار الأغذية : جرم الخيار بطيء الإنهضام يدر البول
إدراداً كثيراً وهو قوي البرد جداً وربما هاج بها وجع الخاصرة ، ولذلك ينبغي أن
يعطى المحرورون من الخيار لبه ، وإن اتفق له ذلك أخذ من بعده الكموني والجوارشن
المركب من النانخواء والكندر والزبيب ، وليحذر من الإكثار من الخيار من يعتريه
القولنج والرياح الغليظة ، أعني بوجع الخاصرة. وقال في موضع آخر منه : والخيار
المخلل مبرد ملطف جداً بمقدار حموضته وعتقه ، وينبغي أن لا يؤكل مع الألوان الغليظة
كالمضيرة والمصلية والحصرمية وشبهها لأنه طويل الوقوف في المعدة ، ويصلح أن يؤكل
بعد الإسفيذباجات ، وحكى في الحاوي أنه إن سقيت امرأة بها عسر الولادة من قشر
الخيار اليابس وزن أربعة دراهم نفعها وولدت.
خيارشنبر
: أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة : هو
شجر معروف وثمره مألوف بمصر وإسكندرية وما والاهما كثير ، ومنهما يحمل إلى الشام وهو
أيضاً بالبصرة كثير ، ومنها يحمل إلى المشرق والعراق ، شجره كقدر شجرة الجوز ، وورقه
كورقه إلا أنه أصغر قليلاً وأطرافه حادة وهو أصلب من ورق الجوز ، وفيه شبه من ورق
الشاهبلوط ويزهر زهراً عجيباً لم تر عيني مثله جمالاً وحسناً في خلقته ، وذلك أنه
يخرج من بين تضاعيف الورق في شهر سبتمبر وهو في عرجون طوله نحو ذراع يخرج في جهاته
الأربع عروق في طول الأصبع تنفتح أطرافها عن زهر ياسميني الشكل في قدره خمس ورقات
في كل زهرة في نهاية الصفرة ، فيأتي شكل العرجون وهو متدل بين تضاعيف الأغصان
كأنها ثريا مسروجة ، وهذا الزهر إذا آن أن يخرج الثمر يستحيل لونه إلى البياض ويذوي
ويسقط وتبرز أنابيب القضيب الشنبرية على الشكل المعروف منها الطويل ، ومنها القصير
عناقيد كعناقيد الخرنوب تتدلى كأنها العصي شديدة الخضرة ثم تسود إذا انتهت. إسحاق
بن سليمان : في داخل أنابيبه طبقات لب سود حلوة معسلة وبين كل طبقتين نواة كنواة
الخرنوب في القدر والشكل والمستعمل منه طبقاته دون نواه وقصبه. البصري : هو معتدل
في الحرارة والبرودة وهو إلى الحر أميل كأنه يبلغ أول درجة. ابن ماسويه : والمختار
منه ما اسود جوفه وكان براقاً رزيناً ليس بمتحشف وكان في قصبه. ابن سرانيون : يسهل
المرة الصفراء المحترقة ويسكن حدة الدم ويحلل الأورام الحارة أيضاً ويلين الصدر ،
وهو ينقي
العصب والشربة منه من ثلاثة دراهم إلى عشرة تحل بالماء الحار وتشرب. ماسرحويه : يلين
الأورام الصلبة طلاء وأورام الحلق والجوف إذا تغرغر به مع طبيخ الزبيب ومع عنب
الثعلب ويسهل بلا نكاية ولا أذى. الفارسي : لا غائلة له يسقى الحبالى للمشي ويمشي
المرة وينقي اليرقان وينفع من وجع الكبد.
ابن سينا : يطلى به
على الأورام الصلبة فينتفع به ويطلى به على النقرس والمفاصل الوجعة ، وإذا مرست
فلوسه في ماء الكزبرة الرطبة بلعاب البزرقطونا ثم تغرغر بها نفع من الخوانيق وهو
منق للكبد. التجربتين : إذا أكثر منه تمادى إسهاله زماناً ومقدار ذلك من أوقية ونصف
فصاعداً ، وشرب الخيارشنبر ينفع من الحميات الحارة السبب في كل أوقاتها ويلين به
الطبيعة برفق سقياً وحقنة مع طبيخ البنفسج ، وينفع لأورام الحلق الباطنة صحيحاً
بأن يمسك فلوسه في الفم ويبتلع ما يتحلل منها وبأن يتغرغر بممروسه فإنه في أولها
يسكن أوجاعها ويحللها وفي آخرها يفجرها ، لا سيما إذا مرس في ماء قد طبخ فيه تين أبيض
كثير العسلية. أبو الصلت : يسهل الطبيعة برفق وينقي المعدة والأمعاء من المرار والرطوبات
ويسهل خروج البراز المنعقد المتحجر ، وإذا سقي مع التمرهندي أسهل المرة الصفراء وإذا
سقي مع الثريد أسهل رطوبة وبلغماً ، وإذا سقي بماء الهندبا أو بماء عنب الثعلب نفع
من اليرقان ومن أورام الكبد الحارة ، وخصوصاً إذا أضيف إلى ذلك ماء الكشوث إلا أنه
يمغص بعض الناس وهم الضعيف والأمعاء ، ولذلك يجب أن يختار منه أجوده ، وينقع قبل
استعماله في دهن اللوز الحلو ثم يستعمل.
خيري
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات معروف
وله زهر مختلف بعضه أبيض وبعضه فرفيري وبعضه أصفر والأصفر نافع في أعمال الطب.
جالينوس في ٦ : جملة
هذا النبات قوته قوّة تجلو وهي لطيفة مائية وأكثر ما توجد هذه القوة في زهرته وفي
اليابس من الزهرة أكثر منها في الرطب الطري ، فهو لذلك يلطف ويرقق الأثر الغليظ
الكائن في العين ، وماؤه إذا طبخ يدر الطمث ويحدر المشيمة والأجنة الموتى إذا جلس
فيه ، وإن شرب أيضاً فهو دواء يفسد الأجنة لأنه شديد الحرارة وإن كسر الشارب له من
شدّة قوته بأن يخلط معه شيئاً آخر مما أشبه ذلك صار دواء من الأدوية للأورام
فائقاً ، ولذلك صار الماء الذي يطبخ فيه الخيري إذا لم يكن شديد القوّة يشفي
الأورام الحادثة في الأرحام إذا نطل عليها وخاصة لما قد طال مكثه منها وصلب ، وعلى
هذا النحو إذا خلط هذا الماء مع الشمع والدهن أدمل القروح العسرة الإندمال ، وقد
يستعمل بعض الناس هذا الماء مع العسل في مداواة القلاع ، وأما بزر الخيري فقوته
قوّة الخيري بعينها إلا أنه من أنفع الأشياء كلها في إحدار الطمث إذا شرب منه
مقدار مثقالين ، وإذا احتمل من أسفل مع العسل وهو يفسد الأجنة الأحياء ويخرج
الموتى منها ، وأما أصول الخيري فقوتها هذه القوّة إلا أنها أغلظ وأقرب من طبيعة
الأرض ، وإذا خلط الأصل بالخل شفى الطحال الصلب وبعض الناس يداوي به الأورام
الحادثة في المفاصل إذا صلبت وتحجرت. ديسقوريدوس : إذا جفف وطبخ وجلس النساء في
طبيخه أصلح الأورام العارضة في الرحم وأدر الطمث ، وإذا خلط بقيروطي أبرأ الشقاق
العارض في المقعدة والأصابع ، وإذا خلط بعسل أبرأ القلاع ، وإذا شرب من بزره مقدار
درخميين واحتمل مع عسل أدر الطمث وأحدر الجنين عند الولاة ، وإذا تضمد بعروقه
يابسة مع الخل حلل ورم الطحال وينفع من النقرس. الغافقي : ينفع من امتلاء الرأس من
البلغم ، وطبيخ أصوله بالخل نافع من وجع الأسنان.
خيربوا
: ابن سينا : هو حب صغار مثل القاقلة يجلب
من السفالة حار يابس في الثالثة قوته مثل قوة القرنفل تجلو وتلطف وهو ألطف من
القاقلة جيد للمعدة والكبد الباردتين ، وهو
أجود للمعدة من
القاقلة وهو حابس للقيء.
خشفوج
: هو حب القطن ، وسيأتي ذكره مع القطن في
حرف القاف.
خيزران
بلدي : والأندلس يسمون بهذا الاسم الآس البري
المذكور في الرابعة من ديسقوريدوس وقد ذكرته في الألف.
حرف الدال
دارصيني
: معناه بالفارسية شجر الصين. إسحاق بن
سليمان : الدارصيني على ضروب : لأن منه الدارصيني على الحقيقة المعروف بدارصيني
الصين ، ومنه الدارصيني الدون وهو الدارصوص المعروف منه ، ومنه المعروف بالقرفة
على الحقيقة وهو المعروف بقرفة القرنفل ، فأما الدارصيني على الحقيقة فجسمه أضخم وأثخن
وأكثر تخلخلاً من جسم القرفة على الحقيقة وسواء قرفة القرنفل ، إلا أنه إلى القرفة
أميل وبها أشبه لأن حمرته أقوى من سواده وأظهر ، وأما لون سطحه فيقرب من لون سطح
السليخة الحمراء ، وأما طعمه فأول ما يبدو للحاسة منه الحرافة مع يسير من قبض ثم
يتبع ذلك حلاوة ثم مرارة زعفرانية مع دهنية خفية ، فأما رائحته فمشاكلة لرائحة
القرفة على الحقيقة ، وإذا مضغته ظهر لك فيه شيء من رائحة الزعفران مع يسير من
رائحة اللينوفر ، وأما الدارصيني الدون فجسمه يقرب من جسم القرفة على الحقيقة في
خفته وتلحمه وحمرة لونه إلا أن حمرته أقوى ولونه أشرق وجسمه أرق وأصلب ، وأعواده
ملتفة دقاق مقصبة شبيهة بأنابيب قصب السباخ إلا أنها مشقوقة طولاً غير ملتحمة ولا
متصلة ، ورائحته وطعمه مشاكل لرائحة القرفة على الحقيقة وطعمها في ذكائها وعطريتها
وحرافتها إلا أن الدارصيني أقوى حرارة وأقل حلاوة وعفوصة ، وأما القرفة على
الحقيقة فمنها غليظ ، ومنها رقيق وكلاهما أحمر وأملس مائل إلى الحلو فيه قليلاً وظاهره
خشن أحمر اللون إلى البياض قليلاً على لون قشر السليخة ورائحتها ذكية عطرة وفي
طعمها حدة وحرافة مع حلاوة يسيرة ، وأما المعروفة بقرفة القرنفل وهي رقيقة صلبة
إلى السواد ما هي ليس فيها شيء من التخلخل أصلاً ورائحتها وطعمها كالقرنفل وقوتها
كقوته إلا أن القرنفل أقوى قليلاً. ديسقوريدوس في الأولى : الدارصيني أصناف كثيرة
ولها أسماء عند أهل الأماكن التي يكون فيها ، وأجوده الصنف الذي يقال له مولوسون
لأن فيما بينه وبين السليخة التي يقال لها موسوليطس ، مشاكلة يسيرة ، وأجود هذا
الصنف ما كان حديثاً أسود إلى لون الرماد ما هو مع لون الخمر عيدانه دقاق ملس أغصانه
قريبة بعضها من بعض طيب الرائحة جداً ، وأبلغ ما يمتحن به الجيد منه هو الذي يكون طيب
الرائحة منه خالصاً فقد يوجد في بعضه مع طيب رائحته شيء من رائحة السذاب أو رائحة
القردمانا فيه حراقة ولذع للسان وشيء من ملوحة مع حرارة ، وإذا حك باليد لا يتفتت
سريعاً فإذا كسر كان الذي فيما بين أغصانه شبيهاً بالتراب دقيقاً ، وإذا أردت أن
تمتحنه فخذ الفص من أصل واحد فإن امتحانه هكذا هين ، وذلك بأن الفتات إنما هو خلط
فيه وأجوده يملأ الخياشيم من رائحته فمتى ابتدأ الامتحان فيمنع عن معرفته ما كان
دونه ، ومنه جبليّ غليظ قصير جداً ياقوتي ، ومنه صنف ثالث قريب من الصنف الذي يقال
له موسولوطس أسود أملس منشط وليس بكثير العقد ، ومنه صنف أبيض رابع رخو منتفخ خشن
النبات له أصل دقيق هين الانفراك كثيراً ، ومنه صنف خامس رائحته شبيهة برائحة
السليخة ساطع الرائحة
ياقوتي اللون قشره
شبيه بقشر السليخة الحمراء صلب تحت المجسة ليس بمنشط ، وفي نسخة أخرى ليس بطيّب
الرائحة جداً غليظ الأصل ، وما كان من هذه الأصناف رائحته شبيهة برائحة الكندر ورائحة
الآس أو رائحة السليخة أو عطر الرائحة مع زهومة فهو دون الجيد ، وأنف ما كان منه
أبيض ، وما كان منه أجوف ، وما كان منكمش العيدان ، وما كان أملس خشبياً وألق
الأصل منه فإنه لا ينتفع به ، وقد يوجد شيء آخر شبيه بالدارصيني يقال له
فسودوقيامومن بمعنى دارصيني حسن النبات ليس بطيب الرائحة ضعيف القوة ، ومن قرفة
الدارصيني ما يسمى زنجيا وفيه شبه من الدارصيني في المنظر إلا أنه يفرق بينهما
بزهومة الرائحة ، وأما المعروف بالقرفة فإنه يشبه الدارصيني في أصله وكثرة منافعه
وهو دارصيني خشبي له عيدان طوال شديدة وطيب رائحته أقل بكثير من طيب رائحة
الدارصيني ، ومن الناس من يزعم أن القرفة هي جنس آخر غير الدارصيني ، وأنها من
طبيعة أخرى غير طبيعة الدارصيني. جالينوس في السابعة : هذا الدواء في الغاية من
اللطافة ولكنه ليس بحار غاية الحرارة بل هو من الحرارة في أوّل الثالثة وليس في
الأدوية المسخنة شيء آخر يجفف مثل تجفيفه بسبب لطافة جوهره ، فأما قرفة الدارصيني
فكأنها دارصيني ضعيف وبعض الناس يسميه دارصيني دون. ديسقوريدوس : وقوّة كل دارصيني
مسخنة مدرة للبول ملينة منضجة ويدر الطمث ويسقط الجنين إذا شرب ، وإذا احتمل مع مر
ويوافق السموم ، ومن نهشه شيء من ذوات السموم والأدوية القتالة ، ويجلو ظلمة البصر
، ويقلع البثور اللبنية والكلف إذا لطخ به بعسل وينفع من السعال المزمن والنزلات والجنب
ووجع الكلى وعسر البول ، وقد يقع في أخلاط الطيب الشريفة. وبالجملة ، هو كثير
المنفعة وقد يسحق ويعجن بشراب يسقى زماناً طويلاً ويجفف في الظل ويخزن ، وقد يوجد
شيء آخر يقال له قياموميس ويسميه بعض الناس أيضاً فسودوقيامومن خشن الشعب جداً ، وأغلظ
عيداناً من الدارصيني ، وهو دون الدارصيني بكثير في الرائحة والطعم. ابن ماسويه : الدارصيني
مطيب للمعدة مذهب لبردها مسخن للكيد مدر للبول ولدم الحيض مفتح للسدد محد للبصر
مجفف للرطوبة العارضة في الرأس والمعدة ، وخاصته أن يحد البصر الضعيف من الرطوبة إذا
اكتحل به وإذا أكل. سفيان الأندلسي : يصفي الصوت الذي تخشن عن رطوبات منصبة ويحلل
البلغم المنصب إلى الحلق والنغانغ وقصبة الرئة ويجفف الرطوبات المنصبة إليها ، ومن
التخشن المتولد في الحلق عن بلغم منصب ، وهو بالجملة أبلغ الأفاويه في تجفيف
الرطوبات الفضلية في أي عضو كانت ، وينفع من الاستسقاء اللحمي والزقي بتسخينه
الكبد وتجفيفه الرطوبات الفضلية ويحسن الذهن تحسيناً جيداً ولا سيما إذا خلط مع
الكابلي. مسيح بن الحكم : طارد للرياح نافع من أوجاع الأرحام يخلط في الأدوية
النافعة من العفونة والقيلة وينفع من النافض والارتعاش. الرازي في كتاب دفع مضار
الأغذية : الدارصيني يسخن ويلطف الأغذية الغليظة ويعدها للهضم ، وينفع لكثرة أوجاع
المعدة الباردة ، ولذلك ينبغي أن يكثر منه في طعام الممعودين وفي طعام من به ربو وأخلاط
غليظة في صدره وليس يبلغ من كسره للرياح ما يبلغ الفلفل والخولنجان ونحوه ، بل
ينفخ قليلاً ، وبذلك يعين على الإنعاظ. ابن سينا : في طبعه القبض اليسير وله خاصية
في التفريح يعينها عطريته ، ويقاربان حدته وحرارته
ويصيرانه في المنفعة
والترياقية ، ويصلح كل عفونة وكل قوة فاسدة وكل صديدة من الأخلاط الفاسدة. أحمد بن
أبي خالد : إن طبخ مع المصطكي وشرب ماؤه أزال الفواق وأذهبه. الإسرائيلي : ينفع من
النوازل المتحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة. جالينوس : ومن الناس قوم يلقون مكان
الدارصيني ضعف وزنه من الأيهل إلا أنه إذا شرب كانت قوته قوة تلطف وتحلل. الرازي
في كتاب الأبدال : وينبغي أن لا يستعمل هذا البدل للحبالى. وقال جالينوس في كتاب
تدبير الأصحاء : إني أنا أستعمل بدل الدارصيني في أيازج الفيقرا السليخة الفائقة ووزنها
بدلها من الدارصيني ، فأما الدارصيني الفائق فإنه أقوى من السليخة الفائقة ولكن
استعمالها بدله ضرورة إذا لم أجده. وقال في المعامر : ينبغي متى لم يقدر على
الدارصيني أن يلقي مكانه سليخة جيدة إما أكبر من مقدار ضعف الدارصيني ، وإما على
كل حال مقدار وزنه لا أقل. وأما إفراطيس فإنه كان يستعمل بدل الدارصيني ضعفه من
الكبابة والكبابة أقل منه لطافة. نبادوق : بدله إذا عدم وزنه من الخولنجان.
دارشيشعان
: هو القندول بالبربرية أزوري. ديسقوريدوس
في الأولى : هي شجرة ذات غلظ تدخل بغلظها فيما يسمى خشبياً فيها شوك كثير في
البلاد التي يقال لها أنصوون وفي البلاد التي يقال لها دوربا ، وتستعمله العطارون
في تعفيص الأدهان ، والجيد منه ما كان رزيناً وإذا قشر ريء لونه إلى لون الدم ما
هو وإلى لون الفرفير كثيفاً طيب الرائحة في طعمه شيء من المرارة ، ومنه صنف آخر
أبيض ذو غلظ خشبي ليست له رائحة وهو دون الصنف الأول. الشريف : هو عود البرق وهو
نوع من أنواع الخوانق وفي نباته شبه من نبات الرثم إلا أنه يدوخ ولا يقوم على
الأرض أكثر من ذراع ونصف وهي قضبان دقاق صلبة أطرافها حادة كالشرك ، وله على
القضبان أوراق خفية متباعدة ولا تكاد تتبين للناظر ، وله زهر أصفر فاقع عطر
الرائحة وله أصل خشبي أسود هو المستعمل وزهره أيضاً يطيب به الدهن وقوس اليد إذا
ضرب طرفه على هذا النبات أفاده عطرية ما ساطعة الرائحة ، ويسمى ببلاد أفريقية عود
البرق ، وإذا بخر عوده بلبان ولف في حريرة وجعله إنسان ليلة أربعة عشر من الشهر
القمري تحت وسادته وهو يريد السؤال عن أمر ، فإنه إذا نام رأى في نومه ما أراد ، ذكر
ذلك ابن وحشية. جالينوس في الثانية : طعم هذا المواء حريف قابض وقوته أيضاً بحسب
ما يعلم من طعمه وقوته مركبة من أجزاء غير متشابهة ، وذلك أنه بأجزائه الحارة
الحريفة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد وبكلتيهما يجفف ، ولذلك صار ينفع من القروح
المتعفنة عن المواد المتحلبة. ديسقوريدوس : وقوته مسخنة مع قبض ، ولذلك يوافق
القلاع إذا طبخ بشراب وتمضمض به والقروح الوسخة التي في الفم والقروح الخبيثة التي
تسري في البدن إذا احتقن به ، ولنتن الأنف ويخرج الجنين إذا وقع في أخلاط الفرزجات
، وطبيخه إذا شرب عقل البطن وقطع نفث الدم ونفع من عسر البول والنفخ. غيره : الدارشيشعان
حار في الأولى يابس في الثانية. ماسرحويه : ينفع من استرخاء العصب. مسيح : ميبس في
جميع أحواله منشف للرطوبات الغليظة. إسحاق بن عمران : مقو للمثانة. ابن سينا : يتمضمض
بطبيخه فيحفظ الأسنان وينفعها جداً ، ويسحق ويذر على قروح العجان ما بين الخصية والفقحة
والمذاكير فينفع من ساعتها للعصب وصلابتها. بديغورس : وبدلها في النفع من استرخاء
العصب وزنه من
الأسارون وثلثا وزنه
من الزراوند ونصف وزنه من الدرونج.
دادي
: ابن سينا : هو حب مثل الشعير أطول وأدق
أدكن اللون مرّ الطعم. وقال ماسرحويه : أنه بارد ، والصحيح أنه إلى الحرارة يابس
في الثانية قابض يعقل وبما فيه من القبض يجفف ويخفض نبيذ التمر من الحموضة ، وفيه
تليين جيد للصلابات وهو نافع جدّاً لأوجاع المقعدة ولاسترخائها جلوساً في طبيخه ، فإذا
لت منه وزن درهمين بزيت واستف نفع من البواسير وهو نافع من السموم. المجوسي : أجود
ما كان أحمر حديثاً طيب الرائحة ، ومزاجه بارد يابس إلا أن فيه مرارة توجب بعض
الحرارة وفيه قبض ، وإذا شرب منه وزن درهمين مع السكر نفع من البواسير ، وكذا إذا
طبخ وجلس في مائه جففها ، وإن كانت المقعدة والرحم بارزة فإنه يقبضها ويردها ، وإذا
عجن بالعسل ولعق قتل الدود والحيات التي في الجوف. غيره : ويقطع البزاق ويحس من
شربه بحرارة واحمرار في الوجنتين وسدر من غد يوم شربه. الكندي في كتاب السمائم : يعرض
لشاربه الدوار والهذيان وتقطيع الأمعاء وبدله في تحليل الصلابات ثلثا وزنه لوز ونصف
وزنه أبهل إلا في الحبالى لا يستعمل الأبهل.
دادي
رومي : هو الهيوفاريقون عن حنين.
دارفلفل
: يذكر مع الفلفل في حرف الفاء.
داركيسه
: قيل أنها الطياليسفر ، وقيل أنها
البسباسة ، وقد ذكرت في الباء والطاليسفر في حرف الطاء.
دالج
أبروج : هو الحب الذي يعرفه الصيادلة بالعراق
بالفلفل الأبيضَ وبعضهم يعرفه بالقرطم الهندي. المجوسي : هو حب يؤتى به من جبال
فارس مثلث الشكل حار في الأولى معتدل في الرطوبة واليبس يزيد في المني ويحرك شهوة
الجماع.
دبق
: ديسقوريدوس في الثالثة : أجوده ما كان
حديثاً ولون باطنه بلون الكراث ولون ظاهره إلى الحمرة ليس فيه خشونة ولا نخالة ، وإنما
يعمل من ثمرة مستديرة تكون في شجر البلوط التي ورقها شبيه بورق الشجرة التي يقال
لها بوقيس ، وهو الشمشار بأن يدق ثم يغسل ثم يطبخ بماء ، ومن الناس من يعمله بأن
يمضغ الثمرة وقد يكون أيضاً من شجر التفاح وشجر الكمثري وشجر آخر ، وقد يوجد عند
أصول بعض الشجر الصغار. جالينوس في السادسة : جوهر هذا جوهر مركب من جوهر هوائي وجوهر
مائي وكلاهما كثيران فيه جداً ، ومن جوهر أرضي هو فيه قليل جداً ، ولذلك صارت
الحدة فيه أكثر من المرارة وأفعاله أيضاً تشهد لجوهره ، وذلك أنه ليس يجتذب
الرطوبة اللطيفة من عمق البدن اجتذاباً قوياً فقط ، ولكن يجتذب الرطوبة الغليظة ويلطفها
ويذيبها ويحللها وهو من الأشياء التي لا تسخن ساعة توضع بل تحتاج أن تمكث من بعد
ما توضع مدة طويلة ثم تسخن كمثل ما عليه النافسنا وهو البنيوت ، وهذه خصلة موجودة
في الأدوية التي قسوتها تسخن متى كانت مع إسخانها فيها رطوبة فضل غير نضيجة.
ديسقوريدوس : له قوة محللة ملينة جاذبة ، وإذا خلط براتينج وموم من كل واحدة منهما
جزء مساوٍ له أنضج الخراجات والأورام الظاهرة في أصول الآذان وسائر الأورام ، وإذا
تضمد به أبرأ الشرا ، وإذا خلط بالكندز أبرأ القروح المزمنة ، وإذا خلط بالنورة أو
بالحجر المسمى عاعاطيس أو الحجر الذي يقال له أسبوس وطبخها معها ووضع على الأورام
الخبيثة أو على الطحال الجاسي حلل الأورام والجسا ونفعه ، وإذا خلط بالزرنيخ
الأصفر أو الأحمر ووضع على آثار الأظفار قلعها ، وإذا خلط بالنورة وعصير العنب
قواها ، وإذا وضع على الطحال الجاسي حلل أورامه والجسا. غيره : حرارة
الدبق في الدرجة
الثالثة ويبوسته في آخر الدرجة الأولى. الرازي في كتاب أبدال الأدوية : وبدل الدبق
في تحليل الأورام الصلبة ثلثا وزنه من الكور ونصف وزنه من الأبهل.
دبيداريا
: الفلاحة : هي بقلة حريفة هندية تقوم على
ساق خشبي غير غض ويطلع على الساق شبيه بالأغصان رطبة تعلو ذراعاً تشبه ورق البهار
، شديدة الخضرة وتخرج في الربيع جوزاً كجوز القطن من غير ورد يتقدمه فيها بزر مدور
أغبر يستعمل في الطبيخ ، وأسافل أغصانها مشوكة ، ويؤكل الغض من ورقها وما رطب من
أغصانها فيكون طيباً ، وفي طعمه حرافة مع مرارة يسيرة ، ويستاك بخشبها فينفع اللثة
ويحلل الرطوبة من اللهاة ، ورائحتها كرائحة الأبهل إلا أنها أضعف وهي تحرق العين وتوافق
أصحاب الفالج واللقوة والنقرس ، وربما أكلت مطبوخة ، وإذا أكلت بالخل كانت نافعة
للمعدة وربما أكلت باللبن.
دبس
: المنهاج : أجوده البصري الذي من سيلان
الرطب الفارسي وهو حار رطب يجلو ويزيل الكلف لطوخاً مع القسط والملح ، ويلين الطبع
ويغذي ، ولكنه يولد خلطاً غليظاً ودماً عكراً ويصلحه اللوز والخشخاش وبعده
السكنجبين الساذج أو لب الخس. ابن الحسن : وصنعة الدبس غير السيلان أن يؤخذ التمر
الجيد الحديث الفارسي فيجعل على كل عشرة أرطال منه من الماء الصافي العذب عشرة
أرطال ويجعل في قدر ويغلي الماء من قبل طرحه غلياناً جيداً ، وإذا طرح عليه بعد
فته ضرب فيه حمَى ينماع وينضج ، وإن كان كثيراً ضرب فإذا نضج يجعل بين الجسات ويعصر
تحت السهم ثم يجعل في أجاجين في الشمس إن كان صيفاً حتى يثخن ويعاد إلى القدر حتى
يغلي ويصير إلى الحد الذي ينبغي إن كان شتاء.
دبا
: هو القرع وسيأتي ذكره في القاف.
دباب
: هو النمام وسنذكره في النون.
دب
: الشريف : هو حيوان معروف يشبه الخنزير
في فرطسته وخلقته ، إلا أن يديه ورجليه كيدي الإنسان ورجليه وهو من أفهم الحيوان ويحاكي
الإنسان في مشه على القدمين ورميه بالحجارة ، وله فضل قوة ونجدة وقليلا ما يظهر في
مدة الشتاء إذا جاع مص يديه ورجليه فاكتفى بذلك ، وإذا ديفت مرارته بعسل وفلفل وطليت
بها الفرطسة. أعني القرع في الرأس أذهبها وأنبت فيها شعراً خشناً ، لا سيما إذا
أدمن عليه ذلك مرات ثلاثة أو خمسة ، وإن شربت مرارته مع سكنجبين نفعت من وجع الكبد
وإن سخن شحمه في رمانة بعد إخراج حبها وخلط بمثله زيتاً ثم طلي به الحاجبان كثر
شعرهما ، وإذا حشي به الناصور أبرأه ، ودمه إذا سقي منه المجنون نفعه وإن سحق شحمه
وطلي به على المفاصل المعقدة يعني المزمنة نفعها ، وإن طلي به البرص متوالياً
أبرأه وعيناه إذا علقتا في خرقة على عين صاحب حمى الربع أذهبها عنه بخاصية فيه. وذكر
عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الحيوان : أن الأنثى من هذا الحيوان تلد ابنها قرداً
لا صورة له ثم لا تزال تلحسه بلسانها حتى تستبين أعضاؤه. ديسقوريدوس : وشحمه ينبت
الشعر في داء الثعلب ويوافق الشقاق العارض من البرد. أطهورسقس : شحمه نافع جداً من
الخلع والوثي والتعقد المزمن والرض ويلطف غلظ العصب جداً ، وإذا دلك به في الشمس
دلكاً رفيعاً حتى تتشربه الأعضاء كانت في غاية التليين. جالينوس : ودم الدب إذا
وضع حاراً على الأورام أنضجها سريعاً. ديسقوريدوس : ومرارته تصلح لما يصلح له
مرارة الثور غير أنها أضعف فعلاً إلا أن مرارة الدب إذا لعق منها
نفع من به صرع. خواص
ابن زهر : وشرب أنفحتها يسمن وشحمه إذا طلي به داء الثعلب أنبت فيه الشعر ، وإذا
اكتحل بمرارة الدب مع عسل وماء الرازيانج الرطب أحد البصر ، ودمه إذا اكتحل به نفع
من نبات الشعر الزائد في الأجفان بعد ما يقلع ، وإن دلك المولود بشحمه مذاباً كان
له حرزاً من كل سوء. غيره : لحمه لزج مخاطي عسر الإنهضام مذموم الغذاء جداً ، وفرو
جلده وجلد الذئب شديدا اليبس والاكتنان به نافع من الأمطار ، ولذلك يختارها
الصقالبة والأتراك على غيرها من الفراء وفرو الدب الشعراني شديد السخونة واليبس
لخشونته ، ويصلح أن يتخذ منه مقاعد لأصحاب النقرس والمرطوبين ، ولا سيما أصحاب
النقرس البارد.
دجاج
: جالينوس في الحادية عشرة : مرق الدجاج
المطبوخ أسفيذباجا قوته قوة مصلحة للمزاج ، وأما مرق الديوك العتيقة فإنها تطلق
البطن ، وينبغي لمن أراد أن يتعالج به أن يطبخ الديوك بالماء طبخاً كثيراً وهذه
أشياء قد جربتها وصحت معي. ديسقوريدوس في الثانية : أدمغة الدجاج إذا شربت بشراب
نفعت من نهش الهواتم الخبيثة وتقطع نزف الدم العارض من حجب الدماغ ، والدجاج إذا
شقت ووضعت وهي سخنة على نهش الهوام نفعت منه ، وينبغي أن يبدل في كل وقت ،. والديك
إذا أخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وقد جف وسحق وشرب
بشراب وافق من كانت معدته وجعة ، ومرق الفراريج إذا كان ساذجاً واستعمل نفع خاصة
لتعديل المزاج والأبدان السقيمة ، والذين يعرض لهم التهاب في المعدة. ومرق الديوك
العتيقة يستعمل لإسهال البطن ، وينبغي أن يخرج أجوافها ويصير مكانها ملح وتخاط
بطونها وتطبخ بعشر قوطوليات من الماء حتى يبقى ثلاث قوطوليات ويتخمر ويشرب ، ومن
الناس من يطبخ معها كرنباً بحرياً أو من النبات الذي يقال له لسورسطس أو قرطما أو
بسبايجا فيسهل كيموساً لزجاً غليظاً نيئاً أسود ، ويوافق الحميات المزمنة التي
يقال لها ذات الأدوار والارتعاش والربو ووجع المفاصل ونفخ المعدة والترهل الفاسد.
غيره : وهذا المرق المذكور ينفع من القولنج جداً ، ولحم الدجاج الفتي يزيد في
المني والعقل ويصفي الصوت. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم الدجاج
الأهلية فإنها جيدة الغذاء أيضاً ويتلوها البذج في جودة الغذاء إلا أنها أكبر غذاء
منه ومن سائر ما وصفنا ، فإن كان مع ذلك سميناً كان أكثر غذاء ، وربما بلغ أن يكون
كثير الفضول على حسب تسمينه وعلفه وموضعه وهو مرطب للجسد ومخصب له على مقدار
تسمينه أيضاً ، والغير المسمن من الدجاج الأهلي أشد ترطيباً للمعدة والبدن من سائر
الطيور الوحشية وهو لحم ملائم للبدن المعتمل الذي لا يكدّ كدّا شديداً ويحسن اللون
ويزيد في المني وفي الدماغ ، وخاصة أدمغة الدجاج الأهلية فإنها تغذو الدماغ غذاء
كثيراً وتصلح حال من خف عقله وليس يحتاج إلى كثير غذاء وإصلاح إلا إذا أدمن لأصحاب
الأمزاج الباردة فإنه كثيراً ما يعتريهم منه القولنج ولا سيما إذا أكلوه بالحصرم ،
وليس ينبغي أن يجمع بين لحم الدجاج والماست فإنه يخشى منه كون القولنج الصعب
الشديد وأكله أيضاً مع الجبن يعسر خروجه فضل عسر. الشريف : إذا طبخ الدجاج الفتي
المسمن بالزبد حتى ينضج ويأكلها العليل إن قدر بأسرها فإنها تنفع السعال اليابس
الذي لا نفث معه وهو برؤه ، فإن سمنت دجاجة بلحم القرطم إثنا عشر يوماً واستخرج
شحمها وفتر ودهنت به
أطراف من ظهر به مرض
الجذام نفعه نفعاً بليغاً ، وإذا فتر شحم الدجاج وطلي به رأس من به الماليخوليا
السوداوية نفعه نفعاً عجيباً ، ولا سيما إذا توالى عليه بذلك ثلاث مرات ، وإذا شرب
أمراق الدجاج الشحمة ويوالي أكلها صاحب صفرة اللون التي لا يعرف سببها سبعة أيام
في كل يوم دجاجة بخبز حواري نفعه ذلك نفعاً عجيباً. ديسقوريدوس : وأما زبل الدجاج
فيفعل ما يفعله زبل الحمام إلا أن الدجاج زبله أضعف فعلاً ، ويوافق خاصة من كل
فطراً قاتلاً والأدوية القتالة ، ومن كان به قولنج إذا شرب بخل أو شراب. جالينوس :
وأما زبول الدجاج فقد استعملتها في الخناق العارض من أكل الفطر فسقيتها بعد أن
سحقتها وعجنتها بخل وماء فنفع منه منفعة عجيبة بأن قيأ بلغماً وأخلاطاً بلغمية كثيرة
وأفلت ، وقد كان بعض الأطباء يسقي زبول الدجاج لأصحاب وجع القولنج الذي قد طال بهم
الوجع وكان سقيه لهم ذلك بالشراب فإن عز به الشراب سقاهم إياه بخل ممزوج ، وقد
ينبغي أن يفهم عني أن هذه الأجزاء الرطبة الحيوانية واليابسة بينها اختلاف كثير
كاختلاف الحيوان إذ كان منها الجبلي والبري والنهري والبحري والوحشي والأهلي والمروض
والمودع والسمين والمضمر ، فإن الحيوان إذا ضمر بالرياضة صار أيبس من الحيوان الذي
يغتذي بالأغذية الباردة الرطبة ، وكذلك زبل الحمام الراعية في البيوت أضعف من زبول
الراعية منها في البراري ، ووجدنا أيضاً زبول الدجاج الذي يعتلف في البيوت وهي
محبوسة بنخالة أضعف من زبول الدجاج المسمنة التي تلقط لنفسها وزبول هذه قوية جداً.
مجهول : زبل الديوك إذا سحق بخل ووضع على عضة الكلب الكلب انتفع به.
دج
: المنهاج قال روفس : إنه أفضل الطير
البري وبعده الشحرور والسماني ، ثم الحجل والدراج والطيهوج والشفنين وفرخ الحمام والورشان
والفواخت وهو حار يابس.
دخر
: هو اللوبيا وسنذكره في اللام.
دخ
الأمير : اسم للنبات المسمى بالفارسية بستان أروز
بديار بكر وما والاها وقد ذكرته في الباء.
دخن
: أبو حنيفة : هو جنسان أحدهما أحرش من
الآخر وهو الذي يمكن أن يستحيل فينسحل عنه قشره كما ينسحل الأرز والآخر زلال وبارد
لا ينسحل بل يرقب. جالينوس في السادسة : هذا جنس من الحبوب منظره شبيه بالجاورس وقوته
شبيهة بقوته وغذاؤه يسير يجفف فهو لذلك يحبس البطن كما يفعل الجاورس ، فأما من
خارج فإنه إن وضع برد وجفف كثيراً. ديسقوريدوس في الثانية : هو أيضاً من الحبوب
التي يعمل منها الخبز كما يعمل من الجاورس ويوافق ما يوافقه الجاورس غير أن الدخن
أقل غذاء من الجاورس وأقل قبضاً. الدمشقي : وقوة الدخن في البرودة من الدرجة
الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. إسحاق بن عمران : يدر البول ويبطئ الإنهضام
في المعدة ، وإذا استعمل. باللبن الحليب أو بالدسوم أو الربوب قل ضرره ويبسه وغذى
غذاء صالحاً وسويقه يقطع الإسهال والقيء العارضين من الصفراء.
دخان
: جالينوس في السابعة : كل دخان فإنه يجفف
لأن جوهره جوهر أرضي وفيه بعد بقية من النار التي أحرقت تلك المادة إلا أن هذه
البقية يسيرة ، وأما جوهر الدخان فجوهر أرضي لطيف ، وقد تختلف أصناف المواد التي
عن احتراقها يتولد ، والمادة التي هي أحر وأحد يتولد عنها دخان على حسب ذلك ، والمادة
التي تميل إلى الحلاوة ولذعها يسير بتولد منها دخان شبيه بها من ذلك إن كان دخان
الكندر تستعمله الأطباء
في أخلاط الأدوية
التي تصلح للعين الوارمة التي فيها قرحة فإن قروح العين تنقي بهذا الدخان وتمتلئ
لحماً ، وقد يستعملونه في الإكحال التي يقال لها محسنة الأشفار ، ودخان البطن ودخان
المر كل واحد منهما بعيد عن الأذى كدخان الكندر ، وأما دخان الميعة فهو أقوى من
هذه ودخان الزفت الرطب أيضاً أقوى من هذه ودخان القطران أقوى من دخان الزفت ، والأطباء
يستعملون من الدخان الأنواع التي هي أحد في مداواة الأشفار إذا كانت بها العلة
المعروفة بالسلاق ، وهو أن تنتثر الأشفار مع غلظ وصلابة وحمرة من الأجفان ، وفي
مداواة التآكل والحكة التي تكون في مآقي العين وفي مداواة العين الرطبة التي لا
ورم معها ، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في مداواة سائر العلل أيضاً ، وفي
مداواة العلل التي قلت أنهم يستعملون فيها دخان الكندر.
دخسيسا
: اسم يقع على النبك ويقع على دهن البلسان
أيضاً من جداول الحاوي.
دردار
: هي شجرة البق عند أهل العراق ويعرف
بالأندلس بشجر البقم الأسود ، وسميت بشجر البق لأنها تحمل تفاحات على شكل الحنظل
مملوءة رطوبة ، فإذا جفت وأنفقت خرج منها ذلك البق وهو الباعوض فاعلمه. جالينوس في
الثامنة : قد أدملنا بورق هذه الشجرة في بعض الأوقات جراحات طرية لأنا وثقنا بما
نجده في هذا الورق عياناً من قوة القبض والجلاء معاً ، ولحاء هذه الشجرة أشد برودة
وقبضاً من ورقها ، ولذلك صار لحاؤها يشفي العلة التي ينقشر معها الجلد إذا عولجت
بالخل ، فأما ما دام هذا اللحاء طرياً قريب العهد فإنه إن لف على موضع الضربة كما
يلف الرباط أمكن أن يدمله ، وأصل هذه الشجرة أيضاً قوته هذه القوة بعينها ، ولذلك
قد يصب قوم ماءه الذي يطبخ فيه على جميع الأعضاء المحتاجة إلى أن يتدمل من كسر
أصابها. ديسقوريدوس في الأولى : ورق هذه الشجرة وأغصانها وقشرها قابضة ، وإذا تضمد
بالورق مسحوقاً مخلوطاً بخل كان نافعاً للجرب المتقرح وألزق الجراحات ، وقشر
الشجرة ألزق للجراحات من الورق إذا ربطت به الجرحة كما يربط بالسير وما كان من قشر
هذه الشجرة غليظاً وشرب منه مقدار مثقال بخمر أو بماء بارد أسهل بلغماً ، وإذا صب
على العظام المنكسرة طبيخ الأصل أو طبيخ الورق ألحمها سريعاً ، والرطوبة الموجودة
في غلف الثمرة عند أوّل ظهورها إذا لطخت على الوجد جلته ، وإذا جفت هذه الرطوبة
تولد منها حيوان شبيه بالبق ، وقد يؤكل ما كان من هذه الشجرة رخصاً إذا ما هو طبخ.
مسيح بن الحكم : وقوة ورق الدردار في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى فأما قشر
شجرته فمر جدًا ، وإذا عجن بالخل وطلي على البرص أذهبه. الغافقي : إذا أخذ عرق من
عروق هذه الشجرة فجعل في النار حتى يبس وأخذت الرطوبة التي تقطر منه وقطرت في
الأذان أبرأت من الصمم العارض من طول المرض وعصارة الورق إذا قطرت في الأذان فاترة
نفعت من ورمها ، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر.
درونج
: كثير بجبل بيروت من أعمال الشام ، ومنه
شيء بكفرسلوان بجبل لبنان شمالي الضيعة ويعرفونه بالعقيربة وهو نبات له ورق على
الأرض يشبه ورق اللوف غير أنها إلى الصفرة ما هي مزغبة يخرج في وسط الورق قضيب
أجوف طوله ذراعان وأكثر ومع طول القضيب قليل الورق خمس ورقات أو أقل أو أكثر
متباعدة بعضها من بعض والورق الذي على القضيب أضيق وأطول من الذي على
الأرض وعلى طرف القضيب
زهرة صفرا جوفاء كمنفخة الصاغة ، ولهذا النبات أصل شكله شكل العقرب يضمحل كل سنة
منه البعض ويخلف من البعض الباقي ، وربما كثرت حتى تكون كعقدتين أو ثلاثة في أصل
واحد ، والمستعمل من هذه الدواء أصله وفي طعمه يسير مرارة وقليل عطرية وهي كثيرة
الوجود بجبال الأندلس والشام أيضاً وخاصة بجبل بيروت جميعه فإنه موجود كثيراً.
مسيح : وقوته الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة ينفع من الرياح النافخة ومن لسع
الهوام المسمومة. الرازي : ينفع من أوجاع الأرحام الباردة والخفقان مع برد ، وقال
في الجامع : إنه ينفع من الرياح الغليظة في المعدة والأمعاء والأرحام ويلطفها ويحللها
وينفع من لسع العقارب والرتيلا ، شرباً وضماداً بالتين. ماسرحويه : ينفع من الرياح
النافخة وخاصة الريح العارض في الأرحام. ابن سينا : خاصيته في تقوية القلب وتقريحه
شديدة جداً لا يقاومها إفراط حره وتعينها ترياقيته وما فيه من القبض اللطيف ، فهو
لذلك ترياق للسموم كلها قوي ومفرح وهو يكسر شدة تسخينه بماء مزج به من شراب التفاح
فإن أريد لخفقان حار جداً خلط به قليل كافور فتبقى خاصيته وتنكسر كيفيته. سفيان
الأندلسي : يسخن القلب والمعدة والكبد ويهضم الطعام وينفع من الماليخوليا المعوية
بتحليله النفخ وتلطيفه غلظ الأخلاط. خواص بن زهر : إذا علق منه قطعة داخل البيت لم
يصب من فيه طاعون وإن علق منه عود على امرأة حامل في حقويها ويكون العود مثقوباً
تشده بخيط من غزلها حفظ ولدها من كل آفة تصيب الحبالى ، وإن كانت تعسر ولادتها
عليها أسرعت الولادة ، ومن علقه بخيط على رأسه ويكون الأصل مثقوباً في الطول أمن
من الأحلام الرديئة ومن الفزع في النوم. الرازي في كتاب الأبدال للأدوية : إن بدله
في دفع الرياح عن الأرحام وزنه رزنباد وثلثا وزنه قرنفل.
دردي
: ديسقوريدوس في الخامسة : ينبغي أن
يستعمل ما كان منه من عتيق خمر البلاد التي يقال لها إيطاليا أو ما كان من خمر
أخرى تشاكل خمر إيطاليا ودرديّ الخل شديد القوة جداً ، وينبغي أن يحرق كما يحرق
زبد البحر بعد أن يجفف تجفيفاً بالغاً ، ومن الناس من يأخذه فيصيره في إناء فخار
جليد ويلهب تحته ناراً قوية ويدعه عليها إلى أن يصل عملها إلى باطنه ، ومن الناس
من يكتله ويطمره في جمر ويدعه إلى أن تأخذ فيه كله النار ، وينبغي أن تعلم أن
إمارة جودة احتراقه أن يستحيل لونه إلى البياض وإلى لون الهواء ، وأن يكون متى قرب
من اللسان فإنه يلهبه إحراقه ، والدردي الذي من الخل على هذه الصفة يحرق أيضاً ، والدردي
المحرق له قوّة محرقة شديدة الإحراق جداً تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح ، وتقبض
وتعفن تعفيناً شديداً وتسخن وتجفف ، وينبغي أن يستعمل وهو حديث فإن قوته تنحل
سريعاً ، ولذلك لا ينبغي أن يحرق في غير إناء ولا يترك مكشوفاً ، وقد يغسل مثل ما تغسل
التوتياء. والدردي الذي ليس بمحرق إذا أحرق وحده أو مع الآس الغض يقبض الأورام
البلغمية ، وإذا تضمد به مع الآس على البطن والمعدة شدهما ومنع سيلان الرطوبات
عنهما ، وإذا ضمد به على أسفل البطن وعلى القروح قطع نزف الدم والطمث الدائم ، وقد
يحلل الجراحات غير المفتوحة والأورام التي يقال لها قوحثلا. ويسكن أورام الثدي ، وأما
الدردي المحرق فإنه إذا خلط
بالبراتينج قلع
الآثار البيض العارضة في الأظفار ، وإذا خلط بدهن المصطكي والراتينج ولطخ به الشعر
وترك ليلة حمّره ، وقد يغسل ويستعمل في أدوية العين كما تستعمل التوتياء ويجلو
آثار الدماميل والقروح العارضة فيها ، وقد يذهب الغشاوة من البصر. حنين في كتاب
الكرمة : دردي الخمر يجلو الكلف والنمش والآثار الشبيهة بالعدس التي تكون في الوجه
إذا سحق وطرح معه جزء أشنان واستعمل كل يوم ، وقوم يطرحونه في الغمر فيعمل عملاً
مستقصى في جلاء الوجه وتنقيته.
دراقن
: هو الخوخ بلغة أهل الشام ، وقد ذكرته في
حرف الخاء المعجمة.
دراقيل
: هو نوع من القرصعنة كثير يعرفه أهل جبلي
لبنان وبيروت بالشنذاب بكسر الشين المعجمة التي بعدها نون وذال معجمة ، وسيأتي
ذكره مع القرصعنة في حرف القاف وهو كثير يعرفه أهل جبل لبنان.
دراسج
: وقيل : هو اليعضيد وقيل هو صنف من
اللبلاب صغير له قضبان يمتد على الأرض نحو ذراع زهره أزرق مثل زهر حب النيل وله
ثمر كثمر أناغالس ، وهذا النبات تأكله الضأن فيطلق بطونها ، وسنذكر اللبلاب في حرف
اللام واليعضد في حرف الياء.
دراج
: ابن سينا : لحمة أفضل من لحم القبج والفواخت
وأعدل وألطف وأيبس من لحم التدرج وأقل حرارة منها ، ولحمه يزيد في الدماغ والفهم ويزيد
في المني.
دروقينون
: ديسقوريدوس في الرابعة : وقراطوس يسميه
العفاين ويسميه أيضاً قلاء وهو تمنش شبيه بشجر الزيتون في أوّل ما يغرس ، وله أغصان
طولها أقل من ذراع وورق لونه شبيه بلون ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وهو خشن
جداً ، وله زهر أبيض وفي أطرافه غلف كثيفة كأنها غلف الحمص ، فيها بزر مستدير خمس
أو ست في قدر حب الكرسنة الصغار ملس صلبة مختلفة اللون وله أصل في غلظ أصبع وطول
ذراع وينبت في صخور ليست ببعيدة عن البحر. جالينوس في السابعة : وهذا النبات شبيه
بمزاج الخشخاش وبمزاج اليبروح وغيرهما من الأدوية التي تبرد مثل هذا التبريد ، وذلك
لأن فبه مقداراً كبيراً من برودة مائية قوية جداً ، ومن أجل ذلك متى تناول منه
الإنسان الشيء اليسير أحدث سباتاً ، ومتى تناول منه الكثير قتل ، وزعم قوم أن بزره
يصلح للتخنيث. وقال في مداواة أجناس السموم الذين يسقون هذا الدواء يعرض لهم من حس
المذاق شبيه بطعم اللبن وفواق دائم ورطوبة في ألسنتهم ونفث دم كثير وإسهال من
رطوبة شبيهة بالمخاط كالذي يعرض للذين في أمعائهم قرحة ، وينتفعون من قبل أن تعرض
لهم هذه الأعراض بالعلاج الذي ينتفع به من السموم التي ذكرناها وهو القيء والحقن وكل
ما نستطع أن نخرج به من هذا السم ، ويخص هذا الدواء بسقي الشراب الذي يسمى
مالقراطن ولبن الأتن ولبن المعز الحلو ، وقد فتر وجعل معه أنيسون وأكل اللوز المر وصدور
الدجاج المطبوخة والأصداف كلها نيئة أو مشوية وشرب أمراقها.
دروبطاس
: معناه البلوطي أو سرخس البلوط ينبت في
الأجزاء التي تكون في البلوط ، ويعرف بالجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس بالديك وهو
الغلالة عند بعض شجارينا بالأندلس وهو نوع من البسفايج قتال. ديسقوريدوس في
الرابعة : هو نبات ينبت في الأجزاء التي تكون في الأشنة فيما تعتق من شجر البلوط وهو
شبيه بالنبات المسمى بطارس غير أنه أصغر منه بكثير ، وتشريفه أيضاً أصغر من تشريفه
وله عروق مشتبكة بعضها ببعض عليها زغب عفصة الطعم مع حلاوة. جالينوس في السادسة :
وقوّة هذا
النبات مركبة ومن
ذاقه وجده كذلك فإن فيه حلاوة وحدة ومرارة. فأما أصله ففيه مع هذه الطعوم الثلاثة
عفوصة وقوّته قوة تعفن فهو لذلك يحلق الشعر. ديسقوريدوس : وهذا النبات إذا سحق مع
عروقه وتضمد به حلق الشعر ، وينبغي بعد أن يندي البدن أن يمسح ما يصير عليه منه ويجدّد
منه شيء آخر. ابن سينا : زعم قوم أنه نافع من الفالج واللقوة.
دسيبويه
: قال على نوع من البطيخ صغير يعرف بالشام
بالشمامات وباللفاح أيضاً ، وقد ذكرته مع أصناف البطيخ ، ويقال أيضاً على جنس آخر
من صغار الأترج الذي نريد ذكره ههنا. ابن رضوان : هو مركب قشره حار لطيف يهضم
الطعام ويقوي المعدة ويطرد الرياح منها ولحمه بطيء الانهضام عنها. التميمي : هذا
النوع هو شمام الأترج وحكمه حكم قشر الأترج والإدمان على شمه يسخن الدماغ ويفتح ما
فيه من السدد ويطرد ما فيه من الرياح.
دشيش
: هو الحشيش وبالجيم أيضاً وقد ذكرته في
الجيم.
دعفيلا
: هو الجعفيل وباليونانية أوزو نعجى ، وقد
ذكرته في الألف.
دفلي
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش معروف
شبيه بورق اللوز إلا أنه أطول منه وأغلظ وأخشن وزهره شبيه بالورد الأحمر وحمله
شبيه بالخرنوب الشامي مفتح في جوفه شيء شبيه بالصوف مثل ما يظهر في زهر النبات
المسمى أواقمنس وأصله حاد الطرف طويل مالح الطعم وينبت في البساتين وفي السواحل.
جالينوس في التاسعة : هذا النبات يعرفه جميع الناس وإذا وضع على البدن من خارج
فقوّته قوة تحلل تحليلاً بليغاً ، وإذا تناوله إنسان حتى يرد إلى داخل البدن فهو
قتال مفسد وليس يقتل الناس فقط ، بل وكثيراً من البهائم فأما مزاجه فهو من الأسخان
في الدرجة الثالثة عند منتهاها ومن التجفيف في الأولى. ديسقوريدوس : وقوّة زهر هذا
النبات وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي ، وإذا شربا بالشراب
خلصا الناس من نهشة ذوات السموم ، وخاصة إن خلط بهما السذاب ، وأما الصنف من
الحيوان مثل الضأن والمعز فإنه إن شرب من ماء قد استنقع فيه هذا النبات قتله.
ماسرحويه : إن طبخ ورقه ووضع مثل المرهم على الأورام الصلبة حللها وأذابها ، وقد
ينفع عصير ورقه من الحكة والجرب إذا طلي عليه من خارج البدن وفقاحه معطس. البصري :
ورده صالح للأوجاع الكائنة في الأرحام. الرازي : جيد لوجع الركبة والظهر المزمن
العتيق إذا ضمد به. إسحاق بن عمران : إن أخذ أنبوب من قصب وقضيب دفلي فوضع طرف
القضيب في نار فحم ، والطرف الأخر في الأنبوب ووضع طرف الأنبوب الآخر على الضرس
الذي يكون فيه الدود حتى يرتفع الدخان إليه فإنه نافع. ابن سينا : يحلل جداً ويرش
بطبيخه البيت فيقتل البراغيث والأرضة. الشريف : إذا جنيت عيون الدقلي الغضة ودرست
حتى تنعم وطبخت في سمن تنتهي أو تخرج قوتها في الدهن وطلي بذلك الدهن الفرطيسة فعل
ذلك فعلاً عجيباً وأثر فيها أثراً حسناً ، وإن طلي بذلك السمن على جدري الدواب لا
سيما النوع الطيار منه فإنه يبرئه من أول طلية. الشريف : وإذا طبخ ورقه بما يغمره
من الماء حتى ينضج وينقص ثم يسقى ويلقى على كل رطل منه نصف رطل زيت عتيق ويطبخ مع
الصفو إلى أن ينضب الماء ويبقى الدهن ثم يلقى على الدهن شمع مذاب قدر ثمن رطل ويصير
مرهماً ويطلى به الجرب والحكة فإنه في ذلك دواء عجيب وأنه إذا طلي به بعد الإنقاء
اثني عشر مرة أذهب البرص ، وإذا
جنيت أطراف عيونه
الغضة وطبخت بالسمن بعد أن ترض حتى تتهرى وتخرج قوتها في السمن ثم يطلى به على
الجرب والحكة نفعه نفعاً بليغاً ، لا سيما إذا استعملت بعد الإنقاء ، وخاصة هذا
الدواء ينفع في الفرطيسة نفعاً عجيباً. الرازي في إبدال الأدوية : وينوب عنه في
تحليل الأورام الصلبة وزنه من أصابع الملك وثلث وزنه ورق التين. الغافقي : إذا طبخ
ورقه وزهره بالزيت نفع من الجرب نفعاً بليغاً ، وإذا دق ورقه يابساً ونثر على
القروح جففها. المنهاج : ويداوى من سقي بشيء من الدفلي بالأمراق الدسمة والأخبصة ولعاب
البزرقطونا ودهن الورد والكثيراء والثمر الشهير عجيب في مداواته ، وكذا التين
بالعسل والسكر والحلاوات كلها ورب العنب يضاف إلى الأشياء الدسمة.
دقاق
الكندر : هو ما يقع تحت المنخل إذا نخل الكندر وسأذكره
مع الكندر في حرف الكاف.
دلب
: لم أر منه شيئاً ببلاد الأندلس أو
المغرب. أبو حنيفة : الدلب هو الصنار والصنار فارسي ، وقد جرى في كلام العرب ، والدوح
من شجره ما قد عظم واتسع وهو معروض الورق واسعة شبيه بورق الكرم ولا نور له ولا
ثمرة ، وزعم بعض الرواة أنه يقال له الغينام.
إسحاق بن عمران : شجر الدلب كثير متدوح
له ورق كبير مثل كف الإنسان يشبه ورق الخروع إلا أنه أصغر منه ، ومذاقه مر عفص وقشر
خشبه غليظ أحمر ولون خشبه إذا شق أحمر خلنجي ، وله نوار صغير متخلخل خفيف أصفر ويخلفه
إذا سقط حب أخرش أصفر ، إلى الحمرة والغبرة كحب الخروع ، وأكثر ما ينبت في الصحاري
الغامضة في بطون الأودية. جالينوس في الثامنة : جوهر الدلب رطب وليس ببعيد عن
الأشياء المعتدلة ، ولذلك صار ورقه الطري إذا سحق ووضع كالضماد على الأورام الحادثة
في الركبتين سكنها تسكيناً ظاهراً ، وأما لحاء أصل هذه الشجرة وجوزها فقوته تجفف
حتى أن لحاءها إن طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان ، وأما جوزها فإن استعمل مع الشحم
نفع الجراحات الحادثة عن حرق النار ، ومن الناس قوم يحرقون لحاء الدلب فيتخذون منه
دواء مجففاً جلاء إذا عولج به مع الماء نفع من العلة التي ينقشر معها الجلد وإذا
نثر الرماد على حدته يشفي الجراحات التي قد كثر وسخها وعتقت بسبب رطوبة كثيرة تنصب
إليها ، وينبغي للإنسان أن يحذر ويتوقى الغبار الذي يعلق ويلتصق بورق هذه الشجرة
فإنه ضار جداً بقصبة الرئة إذا استنشق ، ولذلك يجفف تجفيفاً شديداً ، ويحدث فيها
خشونة ، ويضر بالصوت والكلام ، وكذا يضر بالبصر والسمع إن وقع في العين أو الأذن.
ديسقوريدوس في الأولى : إذا طبخ الطري من ورقه بخمر وضمدت به أورام العين منع
الرطوبات من أن تسيل إليها ونفع من الرطوبات البلغمية والأورام الحارة ، وقشر
الدلب إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من أوجاع الأسنان وثمر الدلب إذا كان طرياً وشرب
بخمر نفع من نهش الهوام ، وإذا استعمل بشحم أبرأ حرق النار وغبار الثمر ، والورق
إذا وقع في الأذن أو في العين أضر بها. ابن سينا : ثمره وورقه يقتلان الخنافس ، وجوزه
مع الشحم ضماد للنهش والعض. بولس قال في المقالة السابعة : وقشره إذا أحرق كان
مجففاً جلاء حتى أنه يشفي البرص. الغافقي : إذا لقط ثمره وجفف في شيء خشن وأخذ
الزيبر الذي عليه ونفخ في الأنف نفع من الرعاف جداً ، وإذا بخر البيت بثمره وورقه
طرد الخنافس.
دليوث
: هو النوع الأحمر من السوسن البري.
الغافقي : هو المعروف بسيف الغراب أكثر نباته المزارع وله
بصلة بيضاء مصمتة
عليها ليف وليس لها طاقات تطبخ باللبن وتؤكل وهي إذا كانت نيئة مرة عفصة.
ديسقوريدوس في الرابعة : كسثفيون ومن الناس من يسميه سفراعاينون ، ومنهم من سماه
ماحاربون ، وسمي هذا النبات بهذا الإسم لمشاكلة ورقه السيوف في شكلها ، وورق هذا
النبات يشبه ورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أصغر منه وأدق وهو
دقيق الطرف مثل طرف السيف ، وله ساق طولها نحو من ذراع عليه زهرة مصففة مفرق بعضه
من بعض لونه لون الفرفير وثمره مستدير ، وله أصلان أحدهما مركب على الآخر كأنهما
بصلتان صغيرتان ، وأحد الأصلين أسفل ، والثاني فوقه والأسفل منهما ضامر والأعلى
ممتلىء ، وأكثر ما ينبت في الأرضين العامرة. جالينوس في السابعة : أصل هذا النبات
قوته جاذبة لطيفة محللة ، وإذا كانت كذلك فمعلوم أنها أيضاً مجففة وخاصة الأعلى
منهما. ديسقوريدوس : الأصل الأعلى إذا تضمد به مع الكندر والشراب أخرج من اللحم
الأزجة والسلاء وما أشبه ذلك ، وإذا خلط بدقيق الشيلم والشراب الذي يقال له
أدرومالي وضمدت به الأورام التي يقال لها فوختلا حللها ، ولذلك يقع في أخلاط
المراهم المحللة لهذه الأورام ، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث ، ويقال : إنه إذا
شرب بشراب حرك شهوة الجماع ، ويقال : إن الأصل السفلي إذا شرب قطع شهوة النساء ، ويقال
: إن الأصل الأعلى إذا سقي منه الصبيان الذين عرض لهم قيلة الأمعاء بالماء انتفعوا
به. الزهراوي : إذا أخذ أصله ونقع مع النبيذ وشرب من ذلك النبيذ كل يوم قدر رطل أو
نحوه جفف أرواح المقعدة والبواسير ، وهذا من فعله مجرب وقد يجفف ويؤخذ منه كل يوم
زنة درهم بماء العسل فيفعل ذلك. أبو العباس النباتي : أصله يسمى النافوخ بالنون
ببغداد ويستعمله النساء بها كثيراً للتسمن ، وفي حمرة الوجه وتحسين اللون وهو
عندهم ببواديها كثير يباع منه المن يابساً بثلاثة دراهم.
دلدغ
: أبو العباس النباتي : يقال مضموم الدال
ساكن اللام بعدها دال أخرى مضمومة ثم غين معجمة إسم ببلاد البيت المقدس للنوع
العريض الورق من الكلخ المعروف بأغرناطة من بلاد الأندلس بالكلخ الدلبي وبغيرها من
بلاد البربر بالثافيقرا مختبر عندهم في النفع للأوجاع ويزيد في الباه شرباً. قال
المؤلف : هو الدواء المسمى باليونانية سفندوليون وسيأتي ذكره في حرف السين
المهملة.
دليك
: هو ثمر الورد الذي يخلفه بعد الورد وهو
ثمر أحمر إذا نضج وفيه حلاوة ، ويعرفه العامة بالشام بصرم الديك.
دلينس
: إسم بالديار المصرية للنوع من الصدف
صغير يؤكل نيئاً مملوحاً يتأدم به ، وسيأتي ذكره مع الصدف في حرف الصاد.
دلق
: هو في الفراء كالسمور في جميع حالاته.
البالسي : هو أضعف حراً من السمور وأثقل حملاً وإسخانه إسخان معتدل ، لأن حيوانه
في طبيعته حار رطب ورائحته غير طيبة.
دلفين
: الشريف : هو حوت كبير أسود اللون عريض
رأسه كرأس الخنزير ذو فرطيسة وفمه في حلقه ، وله أسنان ويسمى خنزير البحر وهو جنس
لا يمشي إلا في جماعته يطرد بعضه بعضاً ويساق على سياق واحد يتلو الآخر الآخر ، ولحمه
كثير الشحم إذا أذبت شحمه في حنظلة فارغة من شحمها وغلي فيها وقطر في الأذن نفع من
الصمم المزمن والحديث ، ولحمه بارد غليظ بطيء الإنهضام إذا أكله الأكارون ، وأصحاب
المهنة قوى أعضاءهم وأنعم أجسامهم ، وإذا علقت أسنانه على
الصبيان لم يفزعوا ،
وإذا أكل شحمه نفع من أوجاع المفصل ، لي : زعم الشريف أنه الحوت المسمى باليونانية
أموطار يحسن وليس كما قال. التميمي : لحمه غليظ يشاكل لحم كلب الماء في الغلظ وإبطاء
الهضم وتوليده السوداء ورداءة الكيموس.
دم
: ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها في هذا
الكتاب من ماش وطيار. جالينوس : الذي يخص ذكره هنا من الدم هو الطبيعي الذي قد سلم
صاحبه ، وكان بريئاً من الأسقام والآفات وغير مذموم المزاج ، وهذا الدم الطبيعي هو
مختلف في الحيوان ، وذلك أن من الحيوان ما دمه أرطب ومنه ما دمه أيبس ومنه ما دمه
إما أحر وإما أبرد ، فإن غلب عليه بعض الأخلاط فمال إليه أو عفن فهو دم فاسد وليس
بصحيح طبيعي ، ودم الخنزير حار رطب مثل دم الإنسان وكذا لحمه شبيه بلحم الإنسان ، حتى
إن قوماً في بلاد الروم كانوا يقتلون الناس ويطعمون لحومهم لغيرهم على أنه لحم
خنزير فلا يشك من يأكله أنه لحم خنزير ، ومن الناس من يسقى دم المعز مخلوطاً بعسل
أصحاب الحبن ، ومنهم من يسقى هذا الدم لمن كان به استطلاق البطن واختلاف الأشياء
اللزجة المخاطية التي تخالط الدم فانتفعوا بذلك. ومن الأطباء من زعم أن دم الديوك
والدجاج نافع من الدم السائل من أغشية الدماغ فلم أقبل ذلك ولا رمت تجربته ، ومنهم
من زعم أن دم الخرفان إذا شرب نفع من الصرع ، والأدوية النافعة من هذه العلة ينبغي
أن تكون لطيفة القوى ودم الخرقان على ضد ذلك لأنه غليظ لزج. وزعم كسوفراطيس أن دم
الجداء نافع من الصرع. وزعم أيضاً أن دمه أيضاً ينفع من قذف الدم إذا أخذ منه وهو
جامد مقدار رطل ويخلط بمثله خلاً نقيعاً ويطبخ حتى يغلي ثلاث غليات أو أكثر ، ثم
يقسم على ثلاثة أجزاء ويسقى منه ثلاثة أيام كل يوم على الريق ، وقد جرب هذا فنفع ،
ودم الدب وهو حار إذا وضع على الأورام أنضجها سريعاً ، ويفعل ذلك دم التيوس ودم
الكبش ودم الثور ، وقد زعموا أن دم القردان الكلبية إذا نتف الشعر الزائد في
الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبت. وأخبرني من جربه أنه لم ينتفع به ، وكذا
لم أجرب دم الخيل. وذكروا أنه يعفن ويحرق ودم الفأرة أيضاً قالوا إنه يقلع الثآليل
والمسامير من البدن. ديسقوريدوس في الثانية : دم الأوز ودم الدجاج والحملان والجداء
ودم بط الماء ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة ، ودم التيس والمعز والأيايل والأرانب
إذا استعمل مقلواً نفع من قرحة الأمعاء وقطع الإسهال المزمن ، وإذا شرب بشراب كان
صالحاً للسم الذي يقال له طفسقون ، ولحم الخيل المخصية يقع في أخلاط المراهم
المعفنة. ابن سينا : ودم التيس المجفف يفتت حصا الكليتين وأجود ما يؤخذ في الوقت
الذي يبتدىء فيه العنب للتلون ، وأطلب قدراً جديداً وأغسلها بالماء حتى يذهبَ بما
فيها من طبيعة الترمد والملوحة وإن كان برام فهو أجود ثم أذبح التيس الذي له أربع
سنين على تلك القدر ودع أول عمه وآخره يسيل ، ثم خذ الأوسط منه فقط ثم اتركه حتى
يجمد ثم قطعه أجزاء صغاراً واتخذ منه أقراصاً واجعلها على شبكة أو خرقة نقية وانشره
في الشمس تحت السماء من وراء حريرة واقية له من الغبار ، واتركها حتى يشتد جفافها
في موضع لا تصل إليه النداوات البتة ، واحفظ الأقراص ، وإذا أردت أن تسقيها سقيت
منها ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع أو في ماء الكرفس الجبلي فترى أثراً
عجباً.
دم
الأخوين : هو دم التنين ودم
الثعبان أيضاً. أبو حنيفة : هو صمغ
شجرة يؤتى به من
سقطري وهي جزيرة الصبر السقطري يداوى به الجراحات وهو الآيدع عند الرواة ، ويقال
له الشيان أيضاً. مسيح : وقوته باردة في الدرجة الثالثة قابضة. البصري : دم
الأخوين صالح لقطع السيف وشبهه وتحميل الجراحات الحادثة الدامية وإذا احتقن به عقل
الطبيعة وقوى الشرج. غيره : شديد القبض يقطع نزف الدم من أي عضو كان وينفع من سحج
الأمعاء إذا شرب منه نصف درهم في بيضة نيمرشت. ابن سينا : وأما يبسه ففي الثانية
يقوي المعدة وينفع من شقاق المقعدة.
دماغ
: قد ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها.
جالينوس في أغذيته : الدماغ يولد غذاء بلغمياً وهو غليظ بطيء الانحدار عن المعدة والنفوذ
في الأمعاء عسر الإنهضام ، وفيه مع هذا خلة ليست بدون هذه الحال وهي أن كل دماغ
فهو ضار للمعدة أي الأدمغة كان وهو يغثي ويهيج القيء ، ولذلك قد ينبغي لك متى أردت
أن تستدعي من إِنسان القيء بعد الطعام أن تطعمه بعد طعامه دماغاً قد طيب بزيت كثير
، وليكن ذلك في آخر الأمر كله ، واحذر وتوق أن تطعمه إنساناً في شهوته تقصير ، وقد
أصاب كثير من الناس في أكلهم الدماغ مع الفوذنج البري وقوم آخرون يأكلونه بالملح
المطيب بالأبازير المختلفة ، وذلك أن الدماغ لما كان الخلط المتولد منه غليظاً ، وكانت
الفضول فيه كثيرة صار إذا طيب بالأبازير التي تقطع وتسخن جاد وصلح وصار أنفع منه
وحده في جميع الحالات ، ومتى انهضم الدماغ انهضاماً جيداً كان ما يناله البدن منه
من الغذاء ذا قدر صالح. ابن ماسويه : الدماغ بارد رطب يلطخ المعدة ويرطبها برطوبته
ويذهب بشهوة الطعام ، فمن آثر أن يأكله فليأكله بالنعنع والصعتر والفلفل والخردل والمري
والدارصيني والخل. الرازي : الدماغ يتولد عنه دم بارد لزج ، والمشوية من الأدمغة
أبطأ نزولاً من المطبوخة إلا أنها أقل تلطيخاً للمعدة. ابن سينا : أفضلها أدمغة
الطير وخصوصاً الجبلية منها ومن أدمغة ذوات الأربع دماغ الجمل ودماغ العجل. وزعم
قوم أن الأدمغة صالحة في سقي السموم ونهش الحيوانات أكلاً.
دمادم
: البالسي : هما صنفان أحدهما أحمر كله وهو
يشبه اللوبياء الحمراء إلا أنه أصغر حباً وأصبغ حمرة وأصفى لوناً ، والصنف الآخر
أصغر حباً من الأول ولونه في الحمرة كلون الأوّل إلا أنه في رأسه سواد والصنفان
جميعاً حاران قاطعان للعاب السائل من أفواه الصبيان وهما مقويان لأدمغتهم إذا سقوا
من أيهما حضر مقدار نصف دانق.
دميا
: وفي بعض النسخ من مفردات جالينوس الرميا
بالراء. وقال حنين : هو حيوان اسمه السرطان البحري وليس الأمر فيه كما قال حنين ،
وإنما هو السمكة المعروفة بالسينيا وقد ذكرتها في حرف السين وخرفتها التي في
باطنها هو لسان البحر وليس بسرطان بحري كما فسر حنين الرميا فافهمه.
دند
: هو الخروع الصيني وغلط من قال إنه
الماهودانة كما قال ابن جلجل وابن الهيثم وأكثر أطباء زماننا هذا يغلطون في ذلك ،
وقد ذكر أبو جريج الراهب وحبيش بن الحسن ومحمد بن زكريا الرازي وغيرهم الدند والماهودانة
بصنفين مختلفين. أبو جريج : الدند ثلاثة أصناف صيني وشجري وهندي ، فالصيني كبير
الحب أشبه شيء بالفستق ، والشجري يشبه حب الخروع إلا أنه منقط بنقط سود صغار ، والهندي
متوسط في المقدار بين الصيني والشجري وهو أغبر يضرب إلى الصفرة ، والصيني أجود
الثلاثة وأقواها في الإسهال ، والهندي أصلح من الشجري ، واعلم أنه على طول الزمان
لا يزال لبه الذي في
جوفه مثل الألسن يصغر حتى ينفد وخاصة في غير بلاط ، وأما في بلاده فهو أقوى وأنقى.
عيسى بن علي : وطعمه يشبه طعم اللوز المر ويضرب إلى الغبرة في داخلها لسان يشبه
لسان العصفور وهو السم. حبيش : الدند كله حار حاد وأتعجب من حدته مع الدهنية التي
فيه وهو يخلف الخام والأخلاط الغليظة والرطوبات والبلغم الذي ينصب إلى المفاصل ، وأهل
الهند يخلطونه بأدويتهم الكبار المعجونة والاصطما حيقونات وغيرها من الأدوية
المسهلة ، ولأن بلدهم أعدل الأقاليم السبعة محتمل أن يسقى فيها الدند ، فأما
البلدان الشديدة الحر كالعراق وسواحل البحر وبلاد اليمن ومصر ، فلا أرى أن يسقى
فيها الدند لأن تحلل الأبدان يكثر فيها ويضعف عند الخلفة ضعفاً مفرطاً ، وشرب
الدند لأهل البلدان الباردة كالمشرق وجبالها والشام وما والاها ، وأما بلاد مصر والعراق
وسواحل البحر والحجاز واليمن وكل بلد حار فلا يحتمل أهلها شرب الدند ، فأما مصر
فإنها حارة يابسة عفنة ، وأما العراق فإنها وإن كانت حارة يابسة فليست بها عفونة ولا
يكثر فيها اختلاف الهواء ، وإنما كرهت شرب الدند فيها لكثرة تحليل الرطوبات من
أبدان أهلها ، وأما بلاد اليمن والحجاز فلأن بلاد الحجاز حارة عفنة كثيرة التحليل
واليمن شتاؤها صيف وصيفها شتاء ويكثر فيها الأمطار والأنداء ، فينبغي أن يجتنب في
مثل هذه البلدان الأدوية الحارة الحادة ويتخير لها من الأدوية ما لان وكان فيه قبض
مثل التربد والأهليلج والبنفسج واللبلاب والترنجين وأشباهها. الرازي : وأما الدرند
فإني كنت إذا رأيت إنساناً شربه وأفرطت عليه الخلفة أمرت من يقعده في الماء البارد
أو من يصبه عليه صباً فكانت تسكن عنه الخلفة والكرب ، وهو دواء إن لم يحترس من
شربه قتل شاربه ، فمن أراد شربه فليشرب منه الصيني الكبار الحب بعد إصلاحه فإن
تعذر عليه شرب الهندي الذي دونه في القدر ، وأما الشجري الصغار الحب بعد إصلاحه
فلا أرى سقيه البتة لأنه يبطىء عمله ويورث كرباً ومغصاً وإصلاحه يكون أن يؤخذ منه
الصيني أو الهندي ويقشر عنه قشره الأعلى بحديدة ، ولا يقرب بشيء من الفم لأنه إن
أصاب الشفتين قشره الأعلى فألح عليهما به أذهب صبغتهما وأحدث فيهما بياضاً شبيهاً
بالبرص ، ويؤخذ لسانه الدقيق الذي على مقدار النصف من الحبة وقشره الخارج فيرمي
بهما ويدق نفس الحب مع شيء من النشاشتج ، والورد المنقى من أقماعه وشيء من
الزعفران ، فإن الزعفران وإن كان حاراً فإن فيه لطافة ودقة مذهب يدفع بهما ضرر
الدواء ويكسر شره ويبلغ به أقاصي البدن ، وإن أردت أن تمزجه بشيء من الأدوية
المسهلة فامزجه بالثريد وعصارة العافث وعصارة الأفسنتين وما أشبه هذه الأدوية التي
هي من مزاجه ولا يخلط الدند في دواء نقع فيه الأفيون والقربيون لأنهما ليسا من
مزاجه ، فإذا اختلط بالأدوية التي وصفنا كان دواء كبيراً ونفع من أوجاع المرة
السوداء والبلغم وأسهل الخام وحلل أوجاع المفاصل وأمسك الشعر الأسود على حاله ، ومنعه
أن يستحيل إلى البياض وأن يشيب سريعاً ومقدار الشربة منه بعد إصلاحه للأقوياء
الذين تحتمل طباعهم الأدوية الشديدة الإسهال من دانقين إِلى نصف درهم. عيسى بن علي
: الدند حار يابس يسهل إسهالاً كثيراً ويسحج الأمعاء ، وينبغي أن يقيأ شاربه أولاً
ثم يسقى السمن واللبن الحليب ويسقى من الأدوية الحابسة للبطن ما فيه لزوجة مثل
البقلة الحمقاء والبزرقطونا والصمغ العربي والكثيراء ونحو ذلك ، ويحسى حساء من
الأرز
والشعير المقشر بدهن
الورد بغير السكر ويتخذ ماء اللحم بماء التفاح والحصرم ويرش عليه شيء من نبيذ ويطعم
سمكاً ونحوه.
دنقة
: هو الزوان الذي يكون في الحنطة وتنقى
منه.
دهن
الإذخر : من كتاب التجربتين قوّته مثل قوة دهن
المصطكي في النفع من أوجاع الأضراس واللثة الوارمة وغير المتورمة ، ومن الأوجاع
الباردة وصفة ما جرّب منه أن يؤخذ الزهر منه فيوضع في زيت أنفاق طيب بقدر ما يغمره
مرتين ويجعل في زجاجة بحر الشمس من أول الصيف ويترك مدة ثلاثين يوماً ، ثم يعصر ويرمى
به ويوضع فيه غيره يكرر عليه ذلك ثلاث مرات ، وما اتفق في طول زمان الحر ثم
يستعمل. حنين في كتاب الترياق : ينفع من جميع أنواع الحكة حتى في البهائم ويذهب
الإعياء وهو جيد للبرص. قال فيلفويوس : أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من
إمساك دهن الإذخر في الفم فاتراً. غيره : ينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج.
دهن
الأقحوان : ديسقوريدوس في
الأولى : أجود ما يكون من دهن الأقحوان ما يكون من المدينة التي يقال لها فورنفس ويعمل
من زيت أنفاق ودهن البان إذا عفصا بعود البلسان ، وأذخر وقصب الذريرة وطيبا
بأقحوان وقسط وحماما وناردين وسليخة وحب البلسان ومر ، ومن الناس من يحب أن يبالغ
في تطييبه فيزيد فيه دارصيني ، ويستعمل أيضاً العسل والشراب في تلطيخ الآنية وعجن
الأفاويه المدقوقة : ودهن الأقحوان ملهب مسخن جداً ملين مفتح لأفواه العروق مدر
للبول نافع إذا وقع في أخلاط الأدوية المعفنة ومن النواصير ومن أدرة الماء بعد أن
يشق ويقشر الخشكريشات الحمر والقروح الخبيثة ، ويوافق عسر البول وأورام المقعدة
الحارة وفتح البواسير إذا دهنت به المقعدة ويدر الطمث إذا احتمل في الرحم ويحلل
الصلابة التي في الرحم وأورامه البلغمية وهو موافق للخراجات في العضل والالتواء في
الأعصاب إذا بل صوف به ووضع عليها. ابن ماسه : يسبت إذا استعط به ويدر البول إذا
شرب منه. ابن سينا : نافع من وجع الأذان ، وينفع من القولنج ووجع المثانة وصلابة
الطحال ويدر العرق والشربة منه ثلاثة دراهم.
دهن
الآس : ديسقوريدوس في الأولى : وأقوى ما يكون
من دهن الآس ما كان في طعمه مرارة ، وكان الزيت عليه أغلب وكان أخضر صافياً تسطع
منه رائحة الآس وقوته قابضة مصلبة ولذلك نفع في أخلاط المراهم المدملة التي تختم
الجرح وتصلح لحرق النار ولقروح الرأس والبثور والسحج والشقاق الذي يكون في المقعدة
والبواسير واسترخاء المفاصل ويحقن العرق ، ولكل شيء يحتاج إلى قبض واستصحاف ، وصفته
: تأخذ من ورق الآس برياً كان أو بستانياً ما كان طرياً ودقه وأعصره وأخلط بعصارته
قدراً مساوياً من الزيت الإنفاق وضعهما على جمر ودعهما حتى ينطبخا ثم أجمع الدهن والعصارة
، وصفة أخرى أهون من الأولى يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس ، ومن
الناس من يعفص الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسعد والأذخر. غيره : خاصته
تقوية الشعر ومنعه من الانتثار والتساقط وتقوية أصوله وتكثيف نباته.
دهن
المرزنجوش : ديسقوريدوس : خذ من
الصنف من النمام الذي يقال له أرقلس وورق الآس ومن زهر الصنف الذي يقال له
باليونانية سينسنبريون والسليخة والقيصوم ، وزهر الآس المرزنجوش من كل واحد على
قدر قوته ودقها كلها معاً وصب عليه. من الزيت الإنفاق بقدر ما تعلم أن قوته لا
تقهر قوتها
ودعه أياماً أربعة
ثم اعصره وأنقع فيه ثانية تلك الرياحين رياحين طرية بمثل مقدارها ودعها تمكث فيها
مثل ما مكث الأول واعصرها ، فإنك إذا عملت هكذا كان أقوى له ، واختر منه ما كان
لونه إلى الخضرة ما هو والسواد وكانت رائحته رائحة المرزنجوش ساطعة سطوعاً شديداً
، وكانت حرافته يسيرة وله قوة مسخنة ملطفة حارة ويصلح لانضمام فم الرحم وانقلابه ويدر
الطمث ويخرج المشيمة ، وينفع من وجع الأرحام التي يعرض معه الاختناق ، ويسكن وجع
الظهر والأرنبة ، وإن استعمل بعسل كان أجود وأقوى لأنه يصيب المواضع لشدّة قبضة ويحلل
الإعياء إذا تمسح به ، وقد يحتاج إليه في ضمادات الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة
إلى خلف وفي الضروب الأخر من الفالج ، وهو يدخل في أضمدة مصلحة نافعة من الكزاز
الكائن في مؤخر الرأس وتشنج العصب.
دهن
الباذروج : ديسقوريدوس : خذ من
الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء أحداً وعشرين رطلاً وسنذكر صنعته بعد قليل
، ومن الباذروح أحد عشر رطلاً وثمانية أواق واقطف ورقه وانقعه في الزيت يوماً وليلة
، ثم اعصره في حلة خوص واخزنه وفرغ الثفل من الحلة في إناء وصب عليه من الزيت مثل
ما صببت أولاً واعصره وصفه ويقال له الدهن الباني فليس يحتمل هذا الثفل أن ينفع
ثالثة ، وإن أحببت فخذ من الباذروح الطري المقدار الذي أخذت أولاً وافعل به كما
وصفت أولاً أن يفعل بالورد ، ثم خذ الثفل وصب عليه الزيت ثانية ودعه يمكث فيه مثل
ما يمكث الباذروح ثم اعصره واخزنه ، وإن أحببت أن تجدد فيه الباذروج مرة ثالثة ورابعة
فجيد وليكن طرياً ، وقد يمكن أن يعمل أيضاً من زيت انفاق لم يعفص غير أنه إذا عمل
من الزيت المعفص كان أجود ، وقوة هذا الدهن تشبه قوة دهن المرزنجوش غير أنه أضعف.
دهن
القيصوم : ديسقوريدوس : خذ من
الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء تسعة أرطال وخمسة أواق من ورق القيصوم
ثمانية أرطال وانقعه يوماً وليلة واعصره فإن أحببت أن تفعل به ذلك مرات فاطرح
الأول وجدد آخر واعصر ، وله قوة مسخنة تصلح لانضمام فم الرحم والصلابة العارضة له
ويدر الطمث ويخرج المشيمة.
دهن
الشبث : ديسقوريدوس : خذ من الزيت أحد عشر رطلاً
وثمان أواق ومن زهر الشبث أحد عشر رطلاً وانقعه فيه يوماً واحداً ثم اعصره بيدك واخزنه
وإن أحببت أن تجدد فيه الزهر ثانية فجدد وليكن طرياً وله قوة تلين الصلابة العارضة
في الرحم ويفتح انضمامه ويوافق الناقض بحرارته ويحلل الأعياء وينفع من أوجاع
المفاصل. الشريف : دهن الشبث ينفع من أوجاع الأعصاب وما يشبهها. ابن ماسه : نافع
من الارتعاش والقشعريرة الكائنة من دور الحمى إذا دهن به البدن.
دهن
السوسن : وهو الرازقي.
ديسقوريدوس : خذ من الزيت تسعة أرطال وخمس أواق ومن قصب الذريرة خمسة أرطال وعشرة
أواق ومن المر خمسة مثاقيل دق القصب والمر واعجنهما بخمر طيب الرائحة واطبخهما
بالزيت ثم صفه ثم صبه على ثلاثة أرطال ونصف قردمانا مدقوق منقع في ماء المطر ودعه
يبتل فيه ثم اعصره ثم خذ الدهن المعفص ثلاثة أرطال ونصف وصبها على ألف سوسنة واجعل
السوسن في إجانة واسعة ليست بعميقة ، ثم حركه بيدك وقد لطختها بعسل ودعه يوماً وليلة
والغداة واجعله في قفة واعصره على المكان وخذ الدهن من العصارة فإنه إن بقي معها
فسد مثل دهن الورد ، وذلك أنه يسخن ويغلي ويتعفن وصبه
من إناء في إناء
مراراً كثيرة وتكون الآنية ملطخة بعسل ودعه يوماً وليلة وبالغداة ، وفي خلال ذلك
ذر عليه ملحاً مسحوقاً وما اجتمع فيه من وسخ فخذه منه واستقص ذلك ، ثم أفرغ ما في
الفقه من الثفل في الإجانة وصب عليه من الزيت العفص بمقدار الذي صببت أولاً وألق
عليه من القردمانا عشرة مثاقيل وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الزهر من
العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثانية من الزيت المعفص المقدار الذي صببت عليه
أوِّلاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل ومثله عسلاً وملحاً ، وحركه بيدك ثم
دعه قليلاً واعصره وخذ الدهن من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثالثة من الزيت المعفص
على الثفل واطرح عليه من القردمانا والملح كما فعلت أوّلاً ، ولطخ يدك بالعسل واعصره
، وأجود هذه الأدهان ما عصر أولاً والتالي بعده ما عصر الثانية والذي يتلو هذا ما
عصر الثالثة ، وأيضاً خذ ألف سوسنة وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما
فعلت أوّلاً ، واخلط بها قردمانا واعصرها وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أنفاً
، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره فإذا اكتفيت بما جدّدت من السوسن
فاخلط بكل واحد من الأدهان من المر أربعين مثقالاً ، ومثله من القردمانا ومن
الزعفران عشرة مثاقيل ، ومن الناس من يلقي من الزعفران والدارصيني مقداراً مساوياً
، ومنهم من زاد فيه من ورق الآس نصف من ودق هذه وأنخلها وأجعلها في إجانة فيها ماء
وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أولاً واخلط بها قردماناً واعصرها
، وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أولاً ، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن
قويته وتؤخره ، ودعه قليلاً ثم أودعه في آنية جافة ملطخة بماء قد ديف فيه صمغ ومر
وزعفران وعسل وافعل ذلك بالدهن الثاني والثالث ، ومن الناس من يعمل دهن السوسن
الساذج من دهن البان ومن غيره من الأدهان ، ومن السوسن الذي ذكرنا ، وأجود ما يكون
من دهن السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها فليقا وما كان من مصر ، والفائق من
هذين ما سطعت منه رائحة السوسن ، وقوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم
محللة لأورامها الحارة ، وبالجملة : ليس له نظير في المنفعة من أوجاع الرحم ويوافق
قروح الرأس الرطبة والكلف ويرد اللون الحائل إلى لونه والثآليل والطمث ونخالة
الرأس ، وهو بالجملة محلل وإذا شرب أسهل مرة صفراء ويدر البول والطمث وهو رديء
للمعدة ومغث. ماسرحويه : دهن الرازقي حار لطيف ينفع من العصب والكليتين التي تكون
من البرد ومن الفالج والارتعاش والكزاز ، وجميع الأمراض التي تكون من البرد وضعف
الأعضاء إذا تمرخ به وقد يقوي الأعضاء الباطنة إذا تمرخ به لطيبته. التميمي في
المرشد : حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة ورياح البلغم
مسكن لها محلل لما يعارض لأصلها من التعقد والالتواء والتقبض ويحلل الورم الحادث
في عصبة السمع ومن السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس ، وإذا
سخن اليسير منه وقطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم وفتح
السدد الكائنة في مجرى السمع وسكن ما يعرض لها من الأوجاع الباردة السبب ، وقد
ينفع من الحراز وأنواع السعفة والثآليل والنار الفارسية والخراجات الحارة والباردة.
دهن
النرجس : ديسقوريدوس : خذ من الزيت المغسول وتسعة
أرطال وخمسة أواق ومن
الدارشيشعان ستة
أرطال وأوقيتين ودق الدارشيشعان وبله بماء بمقدار الزيت ثم اخلطه بالزيت واطبخه ، فإذا
طبخته فاخرجه من الزيت وخذ من قصب الذريرة خمسة أرطال وثمانية أواق ، ومن المر
قطعة ودقه وانخله واعجنه بخمر طيب الرائحة واخلطه بذلك الزيت واطبخه به ، فإذا
انطبخ الزيت معه أيضاً فدعه حتى يبرد ثم صفه ثم خذ منه وصبه في إجانة وألق عليه من
زهر النرجس شيئاً كثيراً ودعه يومين ثم حركه كما وصفنا لك في صنعة دهن السوسن واعصره
، وخذ الدهن من العصارة فإنه يفسد إن بقي فيها وصفَه مراراً كثيرة من إناء في إناء
، وهذا الدهن يصلح لأوجاع الأرحام لتليينة صلابتها وفتحه إياها إذا انضمت وهو
مصدع. غيره : نافع لأوجاع العصب وهو يوافق الصداع ويحلل الأورام الصلبة الباردة في
الحجاب إذا مرخ على الصدر ، وينفع أوجاع المثانة وينفع وجع الأذن من البرد ومن
الريح.
دهن
الجماجم : وهو فقاح الحبق
العريض الورق. التميمي : حار يابس في الدرجة الثانية ومنشق مفتح للسدد الكائنة في
أغشية الدماغ وأوراده والاستعاط به أبلغ في ذلك من تنشقه وهو دهن ذكي الرائحة طراد
للرياح المستكنة في الرأس والمنخرين ، وإذا تمرخ به حلل ما في المفاصل والأعصاب من
الرياح والسدد.
دهن
الزعفران : إِذا شئت أن تصنع
دهن الزعفران فعفص الزيت بما وصفت لك في صنعة دهن السوسن وليكن مقدار الزيت وما
يعفص به كالمقدار الذي حددنا لك هناك وخذ منه ثلاثة أرطال ونصفاً وألق عليه من
الزعفران خمسين مثقالاً وحركه مراراً كثيرة في النهار حركة دائمة وليكن ذلك خمسة
أيام ، وفي السادس صف الدهن من الزعفران وأوعه ثم صب على ذلك الزعفران بعينه من
الزيت مثل المقدار الذي صببت أولاً وحركه ثلاثة عشر يوماً ، ثم صفه من الزعفران وألق
عليه من المر مسحوقاً منخولاً أربعين مثقالاً وحركه في هاون وأوعه في إناء ومن
الناس من يستعمل في صنعة دهن الزعفران الزيت المطيب أعني المعفص الذي يعمل منه دهن
الحناء وأقوى دهن الزعفران فعلاً ما كان منه مشبعاً من رائحة الزعفران ، ويصلح
للعلاج وبعده ما فاحت منه رائحة المر وقوة دهن الزعفران مسخنة منومة ، وكذا كثيراً
ما يوافق المبرسمين إذا دهن به أو اشتم أو دهن به المنخران ويفتح الأورام وينقي
القروح ويوافق صلابة الرحم وانضمامه والقروح الخبيثة العارضة فيه إذا خلط بموم وزعفران
ومخ وضعفه زيت لأنه ينضج ويلين ويسكن ويرطب ويصلح للزرقة إذا اكتحل به بالماء ، والذين
لا يقدرون أن يستقبلوا ضوء الشمس وقد يشاكل هذا الدهن الدهن الذي يقال له وهو
المتخذ من الرند وهو أظفار الطيب ودهن الميعة وهي الأصطرك ودهن الحناء ، وإنما
تختلف أسماؤها فقط.
دهن
الحناء : ديسقوريدوس : خذ من الزيت الإنفاق
المغسول جزءاً ومن ماء المطر نصف جزء وصب بعضه على الزيت وبل ببعضه الأفاويه التي
تريد أن تعفص بها الزيت ، وخذ من الدارشيشعان خمسة أرطال ونصفاً ، ومن قصب الذريرة
ستة أرطال ونصفاً ومن المر رطلاً ومن القردمانا ثلاثة أرطال وتسعة أواق ومن الزيت
تسعة أرطال وخمسة أواق ودق الدارشيشعان وبله بماء وألقه على الزيت وأغله معه ، وخذ
المر ودقه في خمر عتيق طيب الرائحة وخذ القصب ودقه وألقه على المر واعجنه به ، وأخرج
الدارشيشعان من الزيت وألق على الزيت القصب المعجون بالمر واغله فإذا غلي فصفه من
القدر وصبه على القردمانا المدقوقة
المعجونة بباقي
الماء ولا تزال تحركه بمحراك خشب حتى يبرد ثم صفه والق على الثمانية وعشرين رطلاً
من الزيت تسعة وأربعين رطلاً وثمانية أواق من زهر الحناء ودعه يبتل يوماً وليلة ثم
صيره في قفه واعصره ، فإن أحببت أن تستكثر من دهن الحناء فخذ من زهر الحناء طرياً
مثل المقدار الذي أخذته أولاً فألقه على مقدار من الزيت مثل المقدار الذي ذكرنا
أولاً واعصره ، وإن أحببت أن تجدد في الدهن زهر الحناء ثانية وثالثة فألق منه على
الدهن في كل مرة مثل المقدار الأول فإنك إذا فعلت ذلك قويته ، وينبغي أن يختار من
دهن الحناء ما كان منه طيب الرائحة ساطعها ، ومن الناس من يخلط أيضاً دارصيني
بالأفاويه التي ذكرنا آنفاً ، ودهن الحناء له قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق
موافقة لأوجاع الرحم والأعصاب ولمن به شوصة ، ولكسر العظام إن استعمل وحده أو خلط
بموم مداف بزيت عذب ، وقد يقع في أخلاط المراهم الموافقة للفالج الذي يعرض فيه ميل
الرقبة إلى خلف والخناق والأورام الحارة العارضة في الأرنبة وقد يقع في أخلاط
الأدهان المحللة للأعياء. التميمي : دهن فاغية الحناء خاصيته تقوية شعور النساء وتكثيفها
وتربيتها ويكسبها حمرة وطيباً.
دهن
الايرسا : هو السوسن
الاسمانجوني. ديسقوريدوس : خذ من قشر الكفرى ستة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت
تسعة أرطال وخمسة أواق ودق قشر الكفرى دقاقاً ناعماً بتسعة أرطال ونصف ماء ، وصيره
في قدر نحاس مع الزيت واطبخه حتى تعبق بالزيت رائحته ، ثم صفِّه في إجانة ملطخة
بعسل ، والدهن الفائق من إدهان الإيرسا من هذا الزيت يعمل ومن الناس من يأخذ من
الزيت تسعة أرطال ومن عود البلسان خمسة أرطال وأوقية ويدقونه ثم يطبخونه بالزيت ثم
يخرجونه منه ويلقون على الزيت من قصب الذريرة مدقوقاً تسعة أرطال وعشرة أواق ومن
المر قطعة منقعة بخمر عتيق طيب الرائحة بهذا التعفيص الثاني والأول أجود منه ، ثم
يؤخذ من الزيت المعفص المطيب أربعة عشر رطلاً وألق عليه من الإيرسا مدقوقاً بوزنه
ودعه يومين وليلتين ، ثم اعصره عصراً شديداً فإن أحببت أن تزيد في قوة الدهن فجدد
فيه من الإيرسا بوزن الأول وافعل به ذلك مرتين أو ثلاثة واعصره ، وأقوى ما يكون من
دهن الإيرسا ما لم تفح منه رائحة شيء آخر غير الإيرسا فقط ، ودهن الإيرسا التي من
البلاد التي يقال لها فرعي ومن البلاد التي يقال لها قيلقا ، ومن المدينة التي
يقال لها أخانيا ، ومن المدينة التي يقال لها إيلس التي من البلاد التي يقال لها
أفانيا هو على هذه الصفة وهذا الدهن قوته ملينة وينقى الخشكريشة والعفونات والأوساخ
ويوافق أوجاع الرحم وأورامه الحارة وانضمام فمه ويخرج الجنين ، ويفتح أفواه
البواسير ويوافق ذوي الأدر إذا استعمل بالخل والسذاب واللوز المر ، ويوافق النزلات
المزمنة ونتن الأنف إذا دهن به المنخران ، وإذا شرب منه مقدار أوقية ونصف أسهل
البطن ، ويصلح لمن عرض له القولنج المسمى إيلاوس ، ويدر البول والطمث ويسلس القيء
على من عسر عليه إذا دهنت به لأصابع أو الريش ، الذي يتقيأ به ، ويصلح لمن به خناق
أو خشونة في قصبة الرئة ، وإذا تحنك. به أو تغرغر مع ماء القراطن وقد يسقى منه من
شرب البنج والفطر والكزبرة.
دهن
عصير العنب : ديسقوريدوس : هو في
الجملة يعمل من زيت أنفاق وأذخر وقصب الذريرة والدواء الذي يقال له باليونانية
ناردين أقليطي وهو السنبل الرومي وقشر الكفرى ودارشيشعان وإكليل الملك وقسط وعصير
العنب وتصير بقل
العنب فوق الإناء الذي فيه الأفاويه والعصير والزيت ويحرك ثلاثين يوماً كل يوم
مرتين ثم يعصر ويخزن ، وقوة دهن عصير العنب مسخنة ملينة مسكنة للنافض ولكل أوجاع
الأعصاب ولأوجاع الرحم وهو أنفع الأدهان المحللة للأعياء لتليينه.
دهن
الدارصيني : ديسقوريدوس : يعمل
من دهن البان إذا عفص بعود البلسان وقصب الذريرة وأذخر وطيب بدارصيني وحب بلسان ومر
أربعة أضعف الدارصيني ، ويستعمل بعسل في عجن الأفاويه ، وأجود ما يكون من دهن
الدارصيني ما لم يكن حاد رائحة بل خفيها وكانت رائحة المر منه غالبة وكان ثخيناً
طيب الرائحة جدًا مر الطعم ، فأما ما كان منه على هذه الصفة فإن ثخنه إنما هو من
المر لا من الراتينج لأن الراتينج ليست له مرارة ولا طيب رائحة ، ودهن الدارصيني
حار جداً مسخن مر المذاق ويفتح أفواه العروق ويحلل ويذوب ويجذب رطوبات ورياحاً ، ويورث
الرأس ثقلاً ويصلح لأوجاع الرحم إذا خلط بضعفه زيتاً وموم ومخ فإنه إذا كان هكذا
بطل أكثر حدته وصار مليناً فإن لم يعمل هكذا فإنه يحرق ويصلب أكثر من باقي الأدهان
الثخينة ، وإذا خلط بالقردمانا صلح للنواصير والأدوية المعفنة ولأدرة الماء وللقروح
التي تسمى الجمر والورم الذي يسمى غنفرانا ، وإذا تمسح به كان صالحاً للنافض
العارض بدور والارتعاش ولمن نهشه شيء من ذوات السموم ، وإذا خلط به الغض من التين
ووضع على لسعة العقرب ولسعة الرتيلاء ينفع منها.
دهن
الناردين : ديسقوريدوس : دهن
الناردين له ضروب من الصنعة ، وذلك أنه إنما ربما عمل بالساذج وربما لم يعمل به ،
وأكثر ذلك إنما يعمل من دهن البان أو من زيت الأنفاق ويستعمل الإذخر في تعفيص
الدهن ويلقى فيه لطيبه قسطاً وحماماً وناردين وهو سنبل هندي ومر وبلسان ، وأجود ما
يكون من دهن الناردين ما كان رقيقاً ليس بحادّ الرائحة طيب رائحته شبيه بطيب
الناردين اليابس أو الحماما ، وقوة دهن الناردين مسخنة ملطفة حارة جالية محللة ، ودهن
الناردين رقيق وليس بثخين وإن لم يكن فيه راتينج ، وقد يعمل على جهة أخرى منه بزيت
إنفاق وأذخر وقصب الذريرة وقسط وناردين. المنهاج : ينفع من وجع المعدة والكبد والقولنج
وبرد الجوف إذا شرب أو تضمد به أو احتقن به ، ومن برد الأعضاء إذا تمرخ به ولوجع
الرحم إذا احتملته المرأة أو احتقنت به لوجع الأذن إذا قطر فيها ، وينفع من الصداع
والشقيقة إذا استعط به ولاسترخاء المثانة إذا زرق في القضيب.
دهن
الحلبة : ديسقوريدوس : خذ من الحلبة تسعة أرطال ومن
الزيت خمسة أرطال ومن قصب الذريرة رطلاً ومن السعد رطلين ، وانقعهما في زيت سبعة
أيام وحركه في كل يوم ثلاث مرات ، ثم اعصره واخزنه ، ومن الناس من يستعمل بدل قصب
الذريرة قردمانا وبدل السعد عود البلسان ، ومن الناس من بعفص الزيت بهذه الأدوية
ثم بعد ذلك ينفع فيه الحلبة ويعصره ، وله قوة ملينة للدبيلة منضجة ويوافق جد
الصلابة العارضة في الرحم ، ويستعمل منه حقنة لرحم المرأة التي تعسر ولادتها إذا
جف يخرج الرطوبات منه وينفع من أورام المقعدة ويحتقن به من الزحير وينتفع به ، وقد
يحتقن به للمغص وينتفع به ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة ، وينفع إذا خلط بالشمع
من الحرق والشقاق العارض من البرد وقد يخلط بأدوية الكلف وبالغمر واختر منه ما كان
حديثاًً لا يظهر منه رائحة الحلبة ظهوراً بيناً يبقى في اليد وفي طعمه
حلاوة مع مرارة فإن
أجوده ما كان على هذه الصفة.
دهن
السذاب : ينفع من برد الكلي والمثانة والظهر والرحم
واسترخاء العصب ووجع الجنبين ، ويسكن الوجع المزمن ويحلل الرياح وينفع النافض إذا
مرخ به البدن ، ويسقى منه نصف أوقية في الحمام فإنه يبرىء من الرعشة مجرب وينفع من
جميع الأوجاع التي تكون من أسفل البدن ويفتح سدد الآذان إذا قطر فيها ، وينفع من
أوجاعها الباردة ، وإذا احتقن به نفع من أنواع المغص ومن القولنج الذي يكون عن خلط
لزج وعن رياح غليظة ، وصنعته : زيت أربعة أرطال ونصف ، ورق السذاب الطري أربعة
إواق ، ماء عذب ، رطل ونصف يطبخ بنار لينة في قدر نظيفة حتى يذهب الماء ويبقى
الدهن ويبرد ويصفى.
دهن
النسرين : التميمي : شمه واستنشاقه
يسخن الدماغ البارد المزاج ويقويه ويحلل الرياح الكائنة في أغشيته ويخرجها بالعطاس
وهو نافع من أوجاع الأرحام ومحلل لأورامها الباردة ، وقد يختص دون سائر الأدهان
بالنفع من الشوصة العارضة من سوء مزاج البلغم والمرة السوداء.
دهن
البابونج : حار باعتدال مجفف
باعتدال مسكن للأوجاع وينفع من الأعياء ومن الحمى العارضة من استحصاف الجلد ، ويرخي
المواضع الممتدة وينفع من الرياح الكائنة في المعي ، ويحلل الأورام المركبة من
البلغم والمرّة الصفراء ، ومن البلغم والمرة السوداء ، وسبيله أن تجعل نواره
الأصفر رطباً بالزيت الأنفاق في الشمس الحارة أو يطبخ الزيت بنواره.
دهن
السفرجل : ديسقوريدوس : خذ من
الزيت ستة أقساط ومن الماء عشرة أقساط واخلطهما واطرح عليهما من قشر الكفري
مرضوضاً ثلاثة أواق ، ومن الإذخر أوقية ودعهما يوماً واحداً ثم اطبخهما ، ثم صف
الدهن وصيره في إناء واسع على فمه قطعة بارية أو حصير متخلخلان وضع عليه سفرجلاً وغطه
بثياب ودعه أياماً كثيرة حتى تصير قوته في الدهن ، ومن الناس من يلقي السفرجل في
ثياب ويدعه عشرة أيام ملفوفاً ليحتقن فيه طيب الرائحة ولا يتحلل ، ثم من بعد
ينقعونه في الزيت يومين وليلتين ويعصرونه ويخزنونه ، وله قوة قابضة ، ويصلح للقروح
الجربة ونخالة الرأس والشقاق العارض من البرد والنملة والقروح في الفم إذا حقن به
الرحم ، وينفع القروح العتيقة والحكة فيها ، وينفع من حرقة البول إذا حقن به الذكر
ويحقن العرق ، وقد يشرب للذراريح فينتفع به والجيد ما سطعت منه رائحة السفرجل.
غيره : مائل للقبض والبرد نافع من نفث الدم والصداع الحار والزكام الحار وأورام
الكبد والإسهال المزمن المتواتر المتولد من قبل الحر والزحير ، وإذا احتقن به نفع
من قرحة الأمعاء نفعاً بيناً ، وإذا عجن به الحناء وحمل على البثر نفعه.
دهن
زهرة الكرم : ديسقوريدوس : خذ
زهرة الكرم وأذبلها وانقعها في زيت إنفاق وحركه ، ودعها فيه يومين ثم من بعد ذلك
اعصرها واخزن الدهن فله قوة قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ما خلا أنه ليس يطلق البطن
، وأجود هذا الدهن أيضاً ما سطعت منه رائحة زهرة الكرم.
دهن
الكفري : ديسقوريدوس : خذ قشر الكفري وهو الطلع
فقشره ورضه وصيره في إجانة وصب عليه زيت أنفاق وحركه حركة دائمة ثلاثة أيام وصيره
في حلة خوص واعصره ، وليكن الزيت وقشر الكفري متساويي الوزن واخزنه في آنية نظيفة
واستعمله ، وله قوّة مشاكلة لقوة دهن الورد غير أنه لا يلين البطن.
دهن
الورد : ديسقوريدوس : له قوة قابضة مبردة ويصلح
الأدهان وليخلط بالضمادات ويسهل البطن إذا
شرب ويطفئ التهاب
المعدة ويبني اللحم في القروح العميقة ، ويسكن رداءة القروح الرديئة ويدهن به
لقروح الرأس الرطبة ويدهن به الرأس في ابتداء الصداع ، ويتمضمض به لوجع الأسنان ،
ويصلح للجفون التي فيها غلظ إذا اكتحل به ، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والرحم.
ابن سينا : يزيد في قوّة الدماغ والفهم نطولاً ويطلق إذا وجد مادة تحتاج إلى
الإزلاق ، وهو يحبس الإسهال المراري شرباً. ابن زهر : يبرد تبريداً يسيراً ، وهو
إلى اليبس والرطوبة إما معتدل أو قريب من الاعتدال ، وهو إلى التجفيف أميل يقوي
الأعضاء ويردع ما ينصب إليها عنها ويحلل ما يمكن مما حصل فيها ، ولست أعرف شيئاً
للجراحات ينفع من شدة ألمها في أول أمرها ويحلل النفخ عنها مثل دهن الورد ، ويفعل
في هذه المواضع ما لا يصدق بمنزلة السحر. سفيان الأندلسي : دهن الورد العطر كان
على زيت أو على شيرج يسكن أوجاع الدماغ مضروباً بالخل ، وينفع من أورام الدماغ
الحارة والباردة إذا ضرب بالخل وغمست فيه خرق وكرر وضعها عليه مراراً ، والذي على
الشيرج أكثر تسكيناً للأوجاع والذي على الزيت أكثر تقوية. التميمي : وقد بات به
السفوفات الحابسة والبزورات المحمصة فيقوي فعلها في الإمساك والتكسين للأوجاع في
المعي المستقيم ، وينفع من وجع الأذن الحار السبب ومن ضربانها إذا قتر في قطنة وقطر
في الأذن منه قطرات ، مسكن للضربان المؤلم وقد يزيل الضربان الكائن عن الأورام
الحارة الكائنة عند انصباب المرّة الصفراء والدم الحريف إلى الأعضاء الشديدة الحس
، وإن مسح به البدن وجميع الأعضاء مضروباً بماء الآس الرطب مع خل خمر قطع انبعاث
الدم من العرق المفرط ، وإن ضرب بعصارة حماض الأترج أو بعصارة لب الخيار ودلك به
أسفل قدم المحموم بيعض الحميات الحارة الكائن فيها الصداع الشديد حط البخار المولد
للصداع وسكنه وإن احتقن به مفتراً وقد ديف فيه صفرة بيضة مشوية نفع من قرحة المعي
الكائنة في المعي المستقيم ونفع من الزجير وأدمل الشجوج ، وإن عولجت به الجراحات
الغائرة أنبت فيها اللحم وأدملها ، وهو بالجملة نافع من القروح والبثور الحارة
السبب الكائنة في سطح الجسد وفي باطنه مبرد لها مجفف لرطوباتها ، وقد ينفع من
النملة وتقشر الجلد وداء الحية ، وقد يحل به القيروطي ويطلي على الأورام الحارة والحمرة
فيدملها ويبردها ويسكن ضربانها وأوجاعها ، وخاصة إن ديف فيه شيء من كافور رباحي
مسحوق وينفع من سقي شيئاً من الأدوية القتالة كالنورة والزرنيخ والصابون والذراريح
وما جرى مجرى ذلك ، فينبغي أن يسقى منه لمن احتاج إلى شربه في هذه المواضع وزن
أوقية بماء الشبت المطبوخ ويقيأ به ويعاد شربه والقيء به ثانية ثم يسقى به وزن
خمسة دراهم مع وزن درهم من الترياق الفاروق فإنه عند ذلك يأمن غائلته. وصنعته من
ديسقوريدوس : خذ من الإذخر ثلاثة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت عشرين رطلاً وخمسة
أواق ودق الإذخر واعجنه بماء ثم زد فيه من الماء بقدر ما يغمره واطبخه بالزيت وحركه
في طبخك إياه ثم صفَه ثم اطرح عليه ألف وردة منقاة من أقماعها لم يصبها الماء ولطخ
يدك بعسل طيب الرائحة وحركه كثيراً وفي تحريكك له اعصره عصراً رفيقاً ودعه يستنقع
ليلة ثم اعصره ، فإذا رسب عصيره فصيره في إجانة ملطخة بعسل ثم صير ثفل الورد في
إناء ثم صب عليه عشرين رطلاً وثلاثة أواق من زيت قد عفص واعصرها ثانية ، وإن
أحببت فانقع العصارة
في زيت ثالثة واعصرها رابعة فإنها تجيبك في المرة الأولى أول في القوّة ، وفي
المرة الثانية ثانياً وفي الثالثة ثالثاً ، وفي الرابعة رابعاً ، ولطخ الإناء
بالعسل في كل مرة تريد أن تعمل ، وإن أحببت أن تنقع الورد ثانية في الدهن الذي
عصرته أوّلاً فاطرح عليه من الورد الطري الذي لم يمسه ماء على علا الأوّل وحركه
بيدك وقد لطختها بعسل واعصره واعمل الثاني والثالث والرابع كما وصفنا أولاً فإن
أحببت أيضاً أن تلقي على الدهن الأوّل ورداً فالق ويكون طرياً ، فإنك كلما جمدت
فيه الورد قويته ، وإنما يحتمل أن يبدل فيه الورد سبعة مرار فإن أكثر من ذلك فليس
يحتمل ولطخ المعصرة بعسل ، وينبغي أن يستقصي تمييز الدهن من عصارة الورد فإنه إن
بقيت فيه منه بقية أفسدت الدهن وإن كانت قليلة ، ومن الناس من يدق الورد وينفعهفي
الزيت ويبدله في كل سبعة أيام ويفعل ذلك ثلاث مرات ثم يعكره بيده ثم يخزنه ، ومن
الناس من يعفص الزيت بقصب الذريرة ودارشيشعان ، ومنهم من يلقي فيه خس الحمار
لتحسين لونه وملحاً لئلا يفسد.
دهن
البنفسج : يبرد ويرطب وينوم ويعدل
الحرارة التي لم تعتدل ، وهو طلاء جيد للجرب وينفع من الحرارة والحرافة التي تكون
في الجسد ، ومن الصداع الحار الكائن في الرأس سعوطاً ، وإذا قطر الحديث منه في
الإحليل سكن حرقته وسكن حرقة المثانة ، وإذا حل فيه شمع مقصور أبيض ودهن به صدور
الصبيان نفعهم من السعال منفعة قوية ، ونفع من يبس الخياشم وانتثار شعر اللحية والرأس
وتقصفه وانتثار شعر الحاجبين دهناً ، وإذا تحسى منه على الريق في حوض الحمام وزن
درهمين بعد التعرف على الريق نفع من ضيق النفس وتعاهد المستعمل منه في كل جمعة مرة
واحدة. المنهاج : هو ملين لصلابة المفاصل والعصب ويسهل حركة المفاصل ويحفظ صحة
الأظفار طلاء وينوم أصحاب السهر لا سيما ما عمل منه بحب القرع واللوز ويعتاض عنه
بدهن اللينوفر ، وصنعته العاهة : أن يقطف من عيدانه ويرمى في طنجير فيه شيرج طري ويغلى
فيه أو يشمس في شمس حارة أياماً كثيرة حتى تخرج قوته في الشيرج ، ثم يعصر ويرمى
بثفله ويرفع الدهن ويكون مقداره أربع أواقي من زهر البنفسج لكل رطل من الشيرج ، وهكذا
يتخذ الدهن من سائر الأدهان أيضاً ، وقد يتخذه أهل العراق على وجه آخر كما ذكره
أمين الدولة ابن التلميذ ، وهو أن يؤخذ سمسم مقشور مخلوع غير مقلو مجفف ، ويجعل في
كيس كرباس جديد ساق وسمسم وساق زهر بنفسج منقى مقطوع الساق غير مبلول لا كثير
التندية فيعفن ولا قليلها بل متوسط ، ويشد رأس الكيس ويغطى الكيس بخرقة كرباس ويترك
ثلاثة أيام أو أربعة ويخرج ويبسط على إزار كرباس في غرفة لا يقربه دخان البتة حتى
يجف ويرمى عنه البنفسج يفعل ذلك به ثلاث مرات أو أربعة أو أكثر على قدر ما يقيم
البنفسج ، ثم يبسط ويجفف تجفيفاً جيداً ويطحن ويستخرج دهنه ويجعل في إناء زجاج ، وكلما
ركد في أسفل الإناء شيء روق إلى إناء آخر يفعل به ذلك مراراً عدة حتى يصفو ، وعلى
هذا المثال يتخذ دهن البنفسج بلب اللوز الحلو ، وكذا يفعل بدهن الورد والنيلوفر والنرجس
والخلاف وغيره من الأزهار.
دهن
النيلوفر : هو بارد رطب ، وقالت
الأطباء : منافعه كمنافع دهن البنفسج إلا أنه أقوى فعلاً منه في الصداع الحار ، فإنه
ينفع منه منفعة بالغة وهو يقوم مقامه في غير ذلك واتخاذه كما وصفنا
لك في دهن البنفسج
سواء.
دهن
فقاح الخلاف : التميمي : يتخذ من
فقاحه وهي السنابل الناعمة التي في أغصانه المكتسية بها على نحو ما ذكرته في دهن
البنفسج وهو بارد مجفف بخاصية فيه يسكن الصداع الكائن من الحرارة المفرطة ، وبخار
المرة الصفراء والدم الحريف ، قامع لما يتصاعد إلى الرأس من الأبخرة الحارة إذا
استنشق منه أو استعط به ، وقد يستعمل مكان دهن الورد ويقوم مقامه.
دهن
الخيري : التميمي : لطيف محلل موافق للجراحات وخاصة
ما عمل من الأصفر منه وهو شديد التحليل لأورام الرحم والأورام الكائنة في المفاصل
، ولما يعرض من التعقد والتحجر في الأعصاب والتقبض وفعله في ذلك أكثر من جميع
الأدهان المحللة المتخذة من سائر الأزهار ، وقد يقوي شعر الرأس ويكثفه ويدخل في
المراهم المحللة للخراجات ، وصنعته كصنعة دهن البنفسج إن اتخذ بلوز.
دهن
الزنبق : سليم بن حسان : يربى السمسم بنوّار
الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق. غيره : دهن الياسمين حار يابس
نافع من الفالج والصرع واللقوة والشقيقة الباردة والصداع البارد إذا دهنت به
الصدغان أو قطر في الأنف منه ، وإذا تمرخ به جلب العرق وحلل الإعياء ، ونفع من وجع
المفاصل ، وإن عمل منه مع الشمع الأبيض قيروطي وحمل على الأورام الصلبة أنضجها وحللها
، وإذا دق ورق الياسمين الرطب وأغلى بدهن الخل قام مقام الزنبق. الطبري : دهن
الزنبق عجيب شديد النفع لمن أخذت خصاه أن تعظم وترم بأن يقطر منه في إحليله
مراراً.
دهن
الحسك : ابن سرانيون : ينفع من وجع المفاصل ويحسن
اللون ويزيد في الباه ويحث على الجماع وينفع الكلي والظهر وإذا شرب منه أوقية
واحدة بميبختج أو نبيذ ويصب في الحقنة فينفع جداً. غيره : مفتت للحصاة في الكلي والمثانة
ذرقاً ومروخاً يدهن به ما سفل من فقارات الظهر والخواصر والأنثيين وينفع من عسر
البول منفعة عجيبة ، وقد يدخل في القيروطي وفي المراهم المحللة للأورام الحارة ، وصنعته
كما يصنع سائر الأدهان من تربيته أما في السمسم بالدهن الركابي أو دهن السمسم وتعيد
عليه الحسك ثلاث مرات وإن شئت صنعته بأن ترضه وتلقي عليه الدهن والماء وتحمله على
النار وتصفيه وترفعه كما تقدم.
دهن
نوار القندول : التميمي : هذا دهن
نوار شجرة تسمى بالشام القندول وهي شجر كبار ذات شوك حاد منتظم على أغصانها وقضبانها
كمثل شوك أم غيلان ، وينبت كثيراً بجبال بيت المقدس وهو يزهر في شهر أذار وهو أصفر
اللون في صورة العصافير رؤوسها وأجنحتها ، ونواره شبيه بنوار شجر النشر المسمى شجر
الذهب ، وقد يلقط هذا النوار من شجره ويستكثر من لقاطه وجمعه ، فمن الناس من يربيه
بالسمسم المخلوع المشمس على مسوح الشعر ، وإذا اشتد حماره في الشمس بسط نوار
القندول وهو طري على أزر كتان بسطاً رقيقاً ، ويذر عليه من السمسم المحمى مقدار ما
يعمه ويغطي بإزار آخر ويترك يوماً وليلة ، فإذا كان ضحى النهار غربل السمسم عن
النوار وأعيد إلى الشمس مبسوطاً على مسح الشعر وترك في الشمس في أوان الظهر ليحمي
وينشف ما اكتسبه من رطوبة النوار ثم يجد له زهر ثانياً ويذر عليه فوق الإزار على الرسم
ويغطي بإزار آخر ويترك باقي يومه وليلته يفعل به مثل ذلك ثلاث مرات أو أربعاً
ليأخذ السمسم قوته وذكاء رائحته ، وذلك أن رائحته تؤدي إلى رائحة عسل اللبني وهو
الميعة البيضاء العطرية ، فإذا
تناهت تربيته غربل وطحن
السمسم مع النوار جميعاً ، ثم يعصر على التخت ويجلس دهنه كما يجلس سائر أدهان
الأزهار ويرفع لوقت الحاجة إليه ، ومن الناس من يأخذ له من الشيرج المخلوع نحو
رطلين أو أكثر فيجعله في إناء زجاج رقيق ، ويكون في الإناء فضل سعة عن الدهن ويلقى
فيه كل يوم حصة من نوار القندول ويشد رأسه بخرقة شرب ويجعله في الشمس ، ولا تزال
تطعمه النوار ما بين كل يومين قبضة إلى أن يكتفي وتتركه في ذلك الإناء مع الدهن
حتى تنشف الشمس رطوبة النوار ، فإذا جف النوار في الدهن قلب على منخل شعر وترك حتى
يصفو الدهن ويعتصر ثخين النوار فيرمي به ويرفع الدهن في ظرف زجاج لوقت الحاجة إليه
وهو دهن ذكي الرائحة حار يابس في الدرجة الثانية نافع من الرياح الناشئة في
المفاصل وفي الأعضاء محلل لها نافع من أوجاع النقرس والمفاصل الباردة السبب إذا
تمرخ به وقد يسخن الأعضاء الباردة والكلي والمثانة ويقوي شهوة الباء ويعين على
الجماع ويقوي على الإنعاظ إِذا مرخ به أسفل الظهر والحالبين والإحليل والأنثيين والمثانة
ويحلل الأورام الصلبة والجاسية الباردة السبب ، وقد ينفع شمه والتنشق منه من أوجاع
الرأس الباردة السبب. والزكام والنزلات والشقيقة والصداع المزمن البارد ، وإذا
استعط بشيء منه حلل الرياح المستكنة في أغشية الدماغ وفتح السدد ، وينفع من اللقوة
واسترخاء الأعضاء ، وقد يعقل الطبيعة إذا سكب منه في الحقن الحابسة للبطن ، وقد
يقوي فم المعدة الباردة الضعيفة إذا مرخت به أو شرب منه ببعض الأدوية والأشربة
المسخنة مثل شراب الراسن أو شراب الجزر أو شراب الميبة المطيبة.
دهن
القرع : المجوسي : بارد رطب ينفع من حرارة
الدماغ ويبسه إذا استعط به لأصحاب السرسام والماليخوليا إذا استنشق أو صب على
رؤوسهم مع يسير خل خمر ، وينفع من كل حرارة تعرض في البدن. صنعته : أن يؤخذ القرع
الكبار فيقشر ويدق ويعصر ماؤه ويؤخذ من مائه أربعة أجزاء ومن الشيرح الطري جزء ويطبخ
بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويعتبر هل بقي من الماء شيء أم لا بإدخال
عود على رأسه قطن إلى أسفل الإناء الذي فيه الدهن ثم يخرج ويشعل بالنار فإن لم
تسمع له نشيش واشتعل فما بقي فيه من الماء شيء ، وأما استخراج دهن حب القرع فهو أن
يقشر ويدق وينعم ويرش عليه الماء الحار ويعجن إلى أن يخرج دهنه. غيره : دهن لب
القرع صنعته كصنعة اللوز وسائر الحبوب ، وكذا البطيخ والقثاء والخيار نافع من
الصفراء والحر والصداع وخشونة الأنف ويقطر منه لمثل هذا وحده أو بلبن امرأة فإنه
يجلب نوماً معتدلاً ومنافع دهن البطيخ والقثاء والخيار مثل منفعة دهن حب القرع إلا
أن دهن البطيخ قد يستعمل في علل الأحليل من الحرقة والحصا.
دهن
الأملج : يسود الشعر ويقويه ويخشنه ويطيله ويحفظه
من الانتثار والتقصف ، وصفته أملج منقى من النوى وآس وقشور أصل الصنوبر بالسوية
يطبخ بالماء جيداً ويصفى ويصب عليه مثل نصفه من الشيرج ، ويطبخ بنار لينة في قدر
مضاعفة حتى يفنى الماء ويبقى الدهن ويرفع لوقت الحاجة إليه.
دهن
الآجر : ويسمى الدهن المبارك ودهن المنفذ أيضاً.
الزهراوي : منافع هذا الدهن كمنافع دهن النفط إلا أنه أحر وألطف جوهراً من النفط وأشرع
غوصاً في الأبدان وأكثر نفعاً في الأبدان الباردة البلغمانية ، ومن لطافته أنه متى
دهن
به باطن الكف نفذ
إلى ظاهره بسرعة ، وإن سقطت منه نقطة في بعض الأجسام من النبات أو غيره انبسطت تلك
النقطة وأخذت مكاناً واسعاً ، وإن شرب منه قدر مثقال نفع من الحصاة وعلل المثانة ويدر
البول حتى أنه يشم رائحته في البول ، وإن شرب منه قدر مثقالين لين بشراب أو بشيء
من لبن قتل جميع الدود والحيات التي في البطن ، ونفع من الأمغاص وجميع الأوجاع
التي تكون من البرد ، وإن قطر منه في الأذن نفع من جميع عللها الباردة وقتل الدود
المتولد فيها ونفع من الفالج واللقوة نفعاً عظيماً إذا دهن به أو شرب وينفع من عرق
النسا ومن أوجاع المفاصل والظهر ، وإن حل فيه الأشق وعمل منه ضماد على الطحال أذهب
ورمه الصلب في أقرب مدة وكذا يفعل في جميع الأورام الصلبة التي يكون سببها من
البرد ، وإن قطر منه قطرات في أنف المصروع نفعه ونفع من انسداد الخياشيم ويسخن
الدماغ ، وإن دهن به مؤخر الدماغ نفع من النسيان ، وإن قطر منه في السن الوجعة
أذهب وجعها ، وإن استعمل في فرزجة أدر الطمث بسرعة وأخرج الجنين الحي والميت ، وإن
احتمل في صوفة قتل الدود الصغار التي تكون في المقعدة ، وقد يفتح أفواه العروق وبحلل
الدم الجامد ، وإن قطر منه شيء على شراب الزوفا وشرب نقى الرئة من الفضول الغليظة
ونفع من ضيق النفس ، وإن دهن به ظاهر البدن نفع من برد الهواء ، وإن اكتحل به نفع
من الماء النازل إلى العين وربما أبرأه ، وينفع من جميع السموم الباردة ومن لسع
العقارب ومن شرب الأفيون والبنج واليبروح ، وما أشبه ذلك ومنافعه لذلك كثيرة. وهذه
صفته : تأخذ من الزيت العتيق المقدار الذي تريد وتأخذ من الآجر الأحمر الذي لم
يمسه ماء فتكسره قطعاً قطعاً كل قطعة من أوقية أو أوقيتين وتوقد عليه النار حتى
يحمى ، ثم تأخذها واحدة واحدة وتطفئها بالزيت حتى يفرغ جميعها وتدقها دقاً جريشاً.
وتمد منها بطون اليقطين المزججة المصابرة للنار بعد أن تجعل عليها طين الحكمة وتعلقها
في الفرن على هيئة يقطين الماورد ، ولا يكون بينها وبين النار حجاب ، ثم انصب على
البطون رؤوسها وطين أوصالها بطين الحكمة واترك ذلك حتى يجف جميع ذلك ، ثم أدخل
النار تحت البطون برفق كلما سخنت البطون شددت النار فلا تزال تشده حتى ترى الماء
يقطر أحمر شديد الحمرة ، وتحفظ أن لا تدب النار إلى الدهن القاطر فإنها تتعلق به
فلا تستطيع أن تطفئه ، وفي ذلك كله تشد النار حتى لا يبقى يقطر شيئاً من الدهن وتترك
الفرن يبرد حتى تخرج الأثفال من البطون وتجعل غيرها إن سلمت البطون وإلا عوضت من
المكسور آخر وأحكمت طينه وشددت رأسه وقطرت فيها حتى تأخذ حاجتك منه وترفعه في
قارورة وتسد عليه لئلا يخرج منه شيء ، وتستعمله في علاج الأمراض الباردة المتقدمة
الذكر وهو من أسرار الطب المكتوم لم أخذه تقليداً.
دهن
الغار : ديسقوريدوس : يصنع دهن الغار من حبه إذا
أدرك ويطبخ بالماء حتى يظهر حينئذ على قشره دسم وتمسح بالأيدي وتجمع في صدفة ، ومن
الناس من يعفص الزيت الإنفاق بالسعد والأذخر وقصب الذريرة ، ومن بعد ذلك يلقون فيه
ورق الغار الطري ويطبخونه ، ومن الناس من يطرح مع ورق الغار حبه وكلهم يطبخونه حتى
تعبق به رائحته جداً ، ومن الناس من يخلط به ميعة وآساً وأصلح الغار ليعمل منه دهن
ما كان منه جبلياً عريض الورق ، وأجود منه ما كان حديثاً أخضر شديدة المرارة
حريفاً
له قوّة مسخنة ملينة
مفتحة لأفواه العروق محللة للأعياء ، ويوافق كل وجع من أوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع
الأذن والنزلات والصداع وإذا شرب غنى شاربه. غيره : ينفع من الحكة والجرب والقوابي
العارضة من البلغم المالح إذا دهن به في الحمام ، ويقتل الديدان والقمل والصبيان وينفع
من الأبرئة ومن داء الثعلب. المجوسي : نافع من الاختلاج والأمراض الباردة وسائر
أوجاع العصب والشقيقة إذا كانت من برد ورطوبة.
دهن
شجرة المصطكي : ديسقوريدوس : يعمل
من ورقها وثمرتها إذا أدركت كما يعمل دهن الغار وكما يعفص أيضاً ، ويبرئ المواشي والكلاب
من الجرب ، وقد يقع في أخلاط الفرزجات والأدهان المحللة للأعياء ، وفي مراهم الجرب
المتقرح والجذام ويحقن العرق.
دهن
المصطكي : ديسقوريدوس : يعمل
من المصطكي وهو مسحوق بعد تعفيص الزيت ويصلح لأوجاع الأرحام كلها لإسخانه برفق وقبضه
وتليينه ، ويصلح أيضاً للضمادات التي تضمد بها المعدة مثل القيروطي ، ولمن به
إسهال مزمن ولمن به قرحة الأمعاء وقرحة السل ، ولما يعرض في الوجه من الآثار التي
من فضول البدن بجلائه وتحسينه اللون ، وقد يعمل منه شيء فائق من الجزيرة التي يقال
لها حيوس. غيره : ينفع من ضعف المعدة ويصنع أيضاً على جهة أخرى ، وهو أن يؤخذ دهن
خل ثلاثة أرطال مصطكي ستة أواق يطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى تذوب المصطكي في
الدهن ويتحد به ، ويترك على النار ويبرد ويرفع لوقت الحاجة.
دهن
الخروع : جالينوس في السادسة : في ذكر الزيت
الدهن الذي يكون من الخروع أشبه شيء بالزيت العتيق ، ولذلك ينبغي أن يستعمل بدله وهو
أكثر تحليلاً من الزيت الحديث وألطف. جالينوس في السابعة : أما دهن الخروع فهو أحد
وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك أكثر تحليلاً منه. ديسقوريدوس : ودهن الخروع يصلح
للجرب والقروح الرطبة التي تكون في الرأس والأورام الحارة التي تكون في المقعدة ولانضمام
فم الرحم ولانقلابه والآثار السمجة العارضة من الاندمال ، ولوجع الآذان. وإذا خالط
بعض المراهم قوى فعله ، وإذا شرب أسهل وأخرج الدود الذي في البطن. الرازي : منق
للعصب من اللزوجات التي ترتبك فيه. غيره : له جلاء كثير ولطافة بينة. ديسقوريدوس :
ودهن الخروع يصنع هكذا يؤخذ من حب الخروع المستحكم في شجره ما أحببت وشمسه فإذا
تشقق قشره وتساقط عنه فاجمع ما في داخله وصيره في هاون ودقه ناعماً ، ثم اطرحه في
قدر مرصصة برصاص قلعي فيها ماء واغله ، فإذا خرج دهنه كله فأنزل القدر عن النار وخذ
الدهن بصدفة واخزنه ، وأما المصريون فلأنهم يحتاجون منه إلى شيء كثير يعملونه
عملاً آخر وهو أنهم بعد أن ينقوا حب الخروع يطبخونه ناعماً ويجعلونه في خلال خوص ويعصرونه
بلولب. وعلامة استحكام الخروع تساقطه من قشره.
دهن
اللوز المر : ديسقوريدوس : يصلح
لأوجاع الأرحام وانقلابها وأورامها الحادة ووجعها الذي يعرض منه اختناق النسا والصداع
، ووجع الأذن ودويها وطنينها وينفع من به وجع الكلي ومن به عسر البول ، وإذا خلط
بعسل ، وأصل السوسن وشمع بدهن الحناء أو دهن ورد نفع من به حصاة أو ربو أو ورم في
الطحال ، ويقلع الآثار التي تكون في الوجه من فضول البدن ، ويقلع الكلف ويبسط تشنج
الوجه ، وينفع
من تكدر البصر وكلاله
، وإذا خلط بخمر نفع القروح الرطبة التي تكون في الرأس والحرارة التي تكون في
الوجه والنخالة ويستخرج كما يستخرج دهن الخروع.
دهن
اللوز الحلو : معتدل البرد كثير
الرطوبة ينفع من ورم الثدي ووجع المثانة إذا نالتهما حرارة ، وينفع من عسر البول والحصا
والقولنج وعضة الكلب الكلب ، وينفع من الصداع ووجع المعدة والسرسام وخشونة الحلق وقصبة
الرئة ومن السعال ويضر بالأعضاء والأحشاء الضعيفة. ابن رشيد : هو أفضل بكثير من
دهن السمسم وهو أفضل الأدهان في الترطيب لأصحاب التشنج. غيره : إن لزوم فقار الظهر
بدهن اللوز الحلو أمان من التقوس وهو الانحناء الشيخوخي.
دهن
الجوز : المجوسي : قوي الحرارة محلل نافع لأصحاب
اللقوة والفالج والتشنج إذا استعط به أو مرخ به البدن. المنهاج : ينفع من الأكلة والنواصير
في نواحي العين وينفع أصحاب الأمزجة الباردة. التجربيين : دهن العتيق منه يلين
العصب المتشنج وينفع من الأوجاع الباردة ومن القوباء منفعة بينة وينفع من داء
الثعلب لطوخاً. الشريف : وإذا شرب منه ثلاثة دراهم نفع من وجع الورك مجرب لا سيما إذا فعل
ذلك سبعة أيام متوالية فإن دلك به البدن قطع العمل مجرب.
دهن
لب الخوخ : سفيان الأندلسي : نافع
من دوي الآذان ويفتح سددها إذا تمودي عليه نفع من الطرش ووجع الأذن الباردة.
دهن
لب نوى المشمش : يحلل أورام السفل وغلظ
الشرج ويضمد للبواسير الباطنة منها والظاهرة لطوخاً والباطنة حمولاً وهو شبيه
القوّة بدهن اللوز المر وينفع من الزحير الذي يكون من البرد والرطوبة.
دهن
النارجيل : الرازي : مسخن
للكلى. غيره : حار مسخن ينفع من نقصان الباه ويحد الذهن وينفع من وجع المثانة ، وهو
نافع من الريح العارضة في الظهر والوركين والبواسير المتولدة من المرة السوداء والبلغم
إذا شرب مع دهن نوى المشمش أو الخوخ وإن طليت به البواسير نفع منها وهو محلل لما
يلحج في المفاصل من البلغم اللزج الغليظ شرباً قي الأحشاء ومروخاً في الحمام.
دهن
البان : ديسقوريدوس : وكما يصنع دهن اللوز كذا
يصنع دهن البان ، وله قوة يجلو ما يظهر في الوجه من الآثار العارضة من فضول البدن
والرطوبات اللبنية والثآليل والأثآر المسودة العارضة من اندمال القروح ، ويسهل
البطن وهو رديء للمعدة ويوافق وجع الآذان ودويها وطنينها إذا خلط بشحم البط وقطر
فيها. المجوسي : ملين للعصب نافع من الشقاق الحادَث عن البرد في الشتاء. التجربتين
: دهنه المطيب إذا دهن به الرأس نفع من الأوجاع الباردة منفعة بالغة ، وإذا حل فيه
العنبر وطيب بيسير مسك وطلي به مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات ، وإذا قطر
في الأذان نفع من أوجاعها الباردة وفتح سددها ، وإذا تمضمض به نفع من وجع الضرس
البارد السبب ، وإذا دهنت به موضع الأوجاع الباردة حيثما كانت نفع منها ، وإذا دهن
به فقار المفلوج والمخدور نفعه ، وإذا دهنت به المعدة وذر عليها مصطكي مسحوقاً قطع
القيء البلغمي وقواها ، وإذا غمست فيه قطنة أو قطعة لبد وهو حار ووضع على المعدة
نفع من أوجاعها الباردة ، وإذا حل فيه المصطكي ووضع على صلابة الكبد والطحال وتمودي
عليه حللها وسخن مزاج الكبد الباردة.
دهن
البزر : أبو حنيفة : وعكر البزر والبزر أيضاً
بالفتح والكسر وهو دهن بزر الكتان.
ابن الجزار : حار رطب رديء للمعدة
_________________
والمرّة والبصر ينفع
من الرياح ومن ضربان العروق ، ومن القروح التي في الأمعاء إذا خلط بدهن الورد واحتقن
به ، ومن القوابي وسائر القروح الظاهرة إذا طلي عليها. سفيان الأندلسي : إذا حل
فيه السندروس على الصفة التي يستعملها الدهانون وطليت به الجراحات الطرية بدمها
أدملها وجففها ومنعها من التقيح.
دهن
الفستق : حار رطب ينفع من وجع الكبد عن رطوبة وغلظ
ويستخرج دهنه كما يستخرج دهن اللوز وله خاصية بإضراره المعدة.
دهن
البندق : يستخرج كاللوز أيضاً وهو حار رطب ينفع
من السعال البارد ووجع الصدر والكبد البارد المزاج ويضر بالمعدة.
دهن
البطم : ديسقوريدوس : يصنع كما يصنع دهن الغار
كذلك يصنع دهن الحبة الخضراء وله تبريد وقبض كالذي لدهن الورد. الطبري : أنه يذيب
الحصاة شرباً وخاصة حصا المثانة. ابن سينا : يقع في إدهان الإعياء ومراهمها وهو
حار نافع للفالج واللقوة. التميمي : نافع من برد الأعضاء ومن أوجاع المفاصل والظهر
والأوراك والركب إذا شرب منه على الحساء ومرخ به في الحمام أو في الشمس ، ويسخن
المعدة الباردة المزاج ويقوي هضمها إذا ادهنت أو أدخل في أضمدتها ويسخن الكلي
الباردة ويفتح ما فيها من السدد سقياً ومروخاً.
دهن
البنج : ديسقوريدوس : خذ من ثمره ما كان أبيض
حديثاً يابساً وورقه واعجنه بماء حار ثم شمسه فما جف منه فاخلطه بالباقي ولا تزال
تفعل به ذلك حتى يسود ويلين ثم اعصره في خلال حوض واخزنه. وهذا الدهن يصلح لوجع
الأذن ويقع في أخلاط الفرزجات لتليينه. غيره : بارد ينفع من السهر إذا قطر منه في
الأنف ويسكن الصداع الصفراوي وينفع من قروح الرأس إذا كانت من المرّة الصفراء ومن
الحكة والجرب وقد يدهن به مواضع الصبيان في البدن فيقتلها ، ويدهن به الصدغين
فيجلب نوماً معتدلاً وينفع من وجع الأذن قطوراً.
دهن
بزر الفجل : ديسقوريدوس : موافق
لمن عرض له قمل من مرض ويجلو الخشونة التي في الوجه. المنهاج : دهن الفجل يشبه
الزيت العتيق وهو أسخن من دهن الخروع لطيف ينفع من الريح في الأذن وأوجاعها من
برد. غيره : يجلو بشرة الوجه وينفع من البهق والبرص ويحلل تحليلاً قوياً إذا دهن
به ويسخن تسخيناً بيناً وينفع من الفالج واللقوة.
دهن
القرطم : ديسقوريدوس : قوته شبيهة بقوة دهن بزر
الأنجرة غير أنه أضعف منه. لي : مستفاض عند العامة بالديار المصرية أن زيت هذا
البزر يولد البرص استعماله مجرب.
دهن
بزر الأنجرة : ديسقوريدوس : يصنع
كما يصنع دهن البنج بعد أن يقشر ويدق وقوته تسهل البطن إذا شرب. غيره : فيه قوّة
مسهلة للبلغم نافع من وجع الظهر إذا شرب أو دهن به.
دهن
الشونيز : ديسقوريدوس : قوّته
مثل قوة دهن البزر. التميمي : هو مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وفي بطونه
إذا استعط بشيء منه مع ماء المرزنجوش الرطب أو ماء اليرنوف ، وينفع الفالج واللقوة
والخمر والرعشة والكزاز مطرق للروح الحيواني بتفتيحه السدد الكائنة في الدماغ والأعصاب.
دهن
الخردل : ديسقوريدوس : ينفع الأوجاع المزمنة.
التميمي : نافع من الصمم المزمن محلل لأورام الأذن مفتح لسددها وقد يعين على تحليل
جميع الأورام البارد الصلبة وهو يسخن الأعصاب
الباردة ويفتح ما يعرض في الأعصاب المؤذية للحس والحركة ، وما يعرض في فقارات
الظهر وفي مؤخر الدماغ من السدد ، وقد ينفع من الخدر إذا
_________________
أديم التمرخ به في
الحمام ، وينبغي أن يكون ما يقصد من البدن بالمروخ به مؤخر الرأس وفقارات أعلى
الظهر ، فإنه عند ذلك ينفع مما ذكرناه ، ومن الفالج والرعشة والنستان وفساد الذكر
نفعاً بيناً ، ويستخرج دهنه على وجهين فمنه ما يدق ويعرك بالماء الحار ويعتصر على
التخت كمثل ما يستخرج دهن السمسم ، ومن الأطباء من يستخرجه بنار الحضانة. قال
جالينوس : يؤخذ الخردل يدق دقاً ناعماً ويخلط بماء حار ويخلط به زيت ويعصر.
دهن
بزر الحرمل : التميمي : يستخرج
على مثال ما يستخرج دهن الخردل وهو حار يابس في الثالثة مفتح لما في أغشية الدماغ
من السدد ، طرّاد لما فيها من الرياح إذا استعط بشيء منه مع ماء البرنوف أو مع ماء
المرزنجوش ، نافع من الفالج والصرع واللقوة إذا تمرخ به ، وإذا دهنت به فقارات
الظهر فإنه عند ذلك يقوي الحس والحركة ويحلل الرياح المستكنة في الأعصاب والرباطات
، وينفع من أوجاع المفاصل الباردة السبب ، وإن حقن بشيء منه أسخن الكلي الباردة ونفع
من عرق النساء البارد السبب وقد ينفع من الخمر والرعشة.
دهن
الزقوم الشامي : التميمي : هذا دهن
عجيب الفعل قويّ التأثير في تحليل الرياح الباردة اللاحجة في المفاصل وأمراض
البلغم ، وطبعه أنه حار في وسط الدرجة الثانية منشف في آخر الأولى نافع من الأبردة
والرياح المستكنة في المفاصل والرباطات والأعصاب وفقارات الظهر ، محلل للخلط
البلغمي مخرج له بإطلاق الطبيعة وبالتعرق في الحمام بعد التمرّخ به وبعد شربه على الحساء أو على طبيخ الأصول ، وقد
ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس البارد السبب وعرق النساء والريح اللاحجة في حق
الورك ، ومقدار ما يشرب منه مع الحساء أو مع طبيخ الأصول من وزن خمسه دراهم إلى
سبعة ويوالي شربه كذلك أياماً ثلاثة أو خمسة ، فيتبين نفعه ويحسن أثره ، وربما
أقام الزمنى من أقعد منهم من رجليه ، ويزيل الخمر وينفع من به بدء الفالج ، وهذا
الدهن يستخرج كما يستخرج بغور ريحا من بلد القدس من لب نوى ثمرة تسمى الزقوم في
صورة الهليلج المسمى الزقومي ، ويزعم أهل ذلك الصقع وأشياخهم وعلماؤهم أن أصله
أهليلج كابلي نقلته بنو أمية من كابل في أيام دولتهم فزرعوه بغور ريحا فنبتت منه
شجر عظام تمادى باقية من ذلك العهد إلى الآن وأن أرض ريحا قلبت ثمرته وغيرته عن
طبع الهليلج ، فهو يثمر ثمراً أخضر في شكل الهليلج وعلى صورته غير أنه لا قبض له
كقبض الأهليلج وأنه يقيم في شجره إلى أن ينضج ويصير مثال الرطب فيؤكل ظاهره إذا
نضج ولان فيه يسير حلاوة مع يسير من مرارة ، وقد تغثى ثمرته إذا أكل وتسهل الطبيعة
، وربما قيأ فإذا بلغ قلع ما على ثمره من اللحم فأطعم الضعفاء وجمع حبه الذي هو
نواه فأنعم غسله وتجفيفه ويكسر حتى يستخرج لبه وهو في شكل ثمر الصنوبر الكبار فيه
دهانة قوية فيدق حتى ينعم دقه ، ويعجن بالماء الحار كمثل ما يفعل بقلوب اللوز ويعتصر
على التخت فيخرج منه دهن عجيب غريب في صورة الزيت المغسول وطعم دهن اللوز ، ولذاذته
غير كريه ولا بشع الطعم.
دهن
الأترج : نافع من أمراض الشيوخ إذا دهنوا به من
البرد ومن النافض العارض من حمى البرد وهي النائبة والربع ، وإذا مسح به أسفل
القدمين في الأسفار عند شدة البرد سخنها غاية التسخين ، وإذا حمل على المفاصل الوجعة
بعد تنقية البدن سكنها وهو نافع من الفالج واللقوة والرعشة والاختلاج ومن عرق
النساء ووجع المفاصل والظهر ، وإذا قطر
_________________
في الأنف نفع من
الشقيقة وداء الصرع وعلل السوداء ، وينفع من برد الأعصاب واسترخائها ومن وجع الكلي
والمثانة من برد ، ومن وجع الأسنان من برد إذا طليت به ، ومن الصداع البارد السبب
، وينبت الشعر الذي قد أبطأ نباته إذا طلي به موضعه ، والتمرخ به يطيب رائحة
البشرة ورائحة العرق وصفته يصنع على ضروب وهو أن تأخذ من دهن الزنبق ومن دهن
الخيري من كل واحد رطلاً وتأخذ قشر الأترج لكل رطل دهن قشر ثلاث أترجات تبدل في كل
ثلاثة أيام حتى يطيب الدهن وتحسن رائحته ويصنع أيضاً بأن تأخذ الأترج الأخضر الغض
فتقشر قشره الأعلى بحديدة أو بزجاجة وتصير في قدر برام ويصب عليه دهن زنبق وماء
ورد ، ويطبخ بنار لينة حتى يبيض ويخرج دهناً ، ريحه في الدهن ثم ينزل عن النار ويغطى
يوماً وليلة ثم يصفى ويطرح فيه سك ومسك وكافور بعد المبالغة في تصفيته ولا يبقى
فيه شيء من الماء فإنه يبقى عجيناً ويصنع أيضاً بأن تأخذ قطنة فتغمسها في الشيرج
ثم توالى الأترجة النابتة في شجرها فتطيلها بالدهن في كل يوم ثلاث مرات تفعل ذلك
أربعين يوماً ، ثم تقطف وتجر عليها ملعقة فضة رقيقة وتستخرج الدهن شيئاً فشيئاً ويصنع
على هذه الصورة وهر أن يربب الأترج الصغير في الطيب بالسمسم وتغطيها به حتى يأخذ
السمسم قوة الأترج ويبدل له آخر يفعل به ذلك على قدر ما يزيده من قوّة الدهن ، ثم
يعصر السمسم ويخرج دهنه وتعصره وترفعه ، ويصنع بأن تأخذ الأترج إذا بلغ واستحكم
فتنفعه ليلة ثم تأخذ فخارة لينة الحرف أو مدهن فضة لين الحرف فتجرد الأترجة جرداً
لطيفاً لا يخدشها فتخرج الماء معه ، فإذا اجتمع ما يحتاج إليه جعل في قدح قد بخر
بشيء من عنبر طيب مرتين أو ثلاثاً بعد أن يترك الدهن في آنية أخرى ، وكلما كثر
تبخيره كان الدهن أعطر وأقوى لنفع الدماغ ثم اجعله في زجاجة ضيقة الفم وسد رأسها
بالشمع وارفعها ، فهذا الدهن من الأدهان الجليلة القدر يدخل مدخل الطيوب التي
تستعملها الملوك وأهل الرفاهة.
دهن
الكادي : الكادي شجرة يشبه النخل يكون باليمن
مشهور بها جداً ، وهناك يتخذ منه الدهن ، وزعم التميمي أن منافعه إذا تمرخ به في
الحمامات فينفع من وجع الظهر والأوراك والمفاصل ومن الرياح المسكنة فيها. وقال
شمعون الراهب : دهن الكادي بارد يابس قابض قامع للحرارة يبرد ويشد الأعضاء
المسترخية بقبضه ، ويعقل الطبيعة ، ويقوي المعدة ويقع في أخلاط الرامك وغيره من
الأدوية المعجونة.
دهن
قثاء الحمار : ابن عبدون : يؤخذ ويدق
ثم تؤخذ عصارته. ثم يضاف إليها مثلها زيتاً ، ثم يطبخ حتى تذهب العصارة ويبقى
الدهن أو يؤخذ قثاء الحمار وهو أخضر يقطع ثم ينقع في الزيت قدر ما يغمره مرتين ويسد
رأس الإناء ويعلق في الشمس أربعين يوماً ثم يصفى ويرفع منافعه ينفع من برد الجسد
إذا دهن به ، ومن تحلب الفضول إلى الأعضاء وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في
الوجه ، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين الذي يسمع فيها ويقتل عودها ،
ويذهب بثقل السمع الحادث من الرياح الغليظة.
دهن
الدفلي : يؤخذ من عصارة الدفلي قدر رطل ويلقى
عليه نصف رطل دهن ورد أو زيت أنفاق ، ويطبخ ذلك حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن ويصفى
ويرفع فينفع من الجرب الرطب يذهب به البتة.
دهن
الشهدانج : وهو دهن العنب
استخراجه على حسب
استخراج سائر الأدهان ، وهو حار يابس ينفع من وجع العصب وصلابة الرحم وانقباضه ، ومن
وجع الأذن والريح فيها ، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على الأورام الجاسية حللها.
دهن
الضرو : استخراجه على حسب استخراج دهن الزيتون وهو
عطري الرائحة منفعته يقوي المعدة ويشد الأعضاء وهو قريب في فعله من فعل دهن الحبة
الخضراء ويبرئ المواشي من الجرب.
دهن
الخشخاش الأسود : هو على ضربين إما أن
يؤخذ زهره فيربب في السمسم أو يوضع في دهن الخل ويعلق في الشمس على ما وصفنا ويصفى
ويرفع ، والخشخاش الأبيض كذلك منافعه بارد مخدر منوم إذا دهن به الأصداغ أو قطر
منه في الأذن الوجعة من الحر سكن وجعها في المقام ، فإن حمل على الأورام الحارة
سكن حرارتها وضربانها ، وأما دهن بزر الخشخاش الأبيض فإنه نافع من السعال الذي
يكون عن مواد حارة تنزل من الرأس إلى الصدر شرباً وادهاناً به للصدر.
دهن
الحنظل : يؤخذ من عصارة الحنظل المتناهي نضجه قدر
أربعة أرطال ، ثم يلقى عليه من الدهن مثله ، ثم يحمل على النار حتى تذهب العصارة ويبقى
الدهن ، ثم يصفى ويرفع وإن لم يوجد الحنظلِ الأخضر أخذت اليابس ورميت بحبه وقشره وأخذت
من شحمه ربع رطل وألقيت عليه رطلاً من زيت وطبخته حتى تخرج قوة الحنظل فيه ورقعته
واستعملته ينفع من الأمراض الباردة ، وإذا شرب أسهل بلغماً ونخاماً كثيراً ، وأخرج
الحيات وحب القرع من البطن ، وإذا حمل على الصرة معقوداً بمرارة البقر فعل مثل ذلك
، وإذا احتقن به نفع من القولنج الذي يكون سببه فضولاً غليظة ، وإذا دهن به الرأس
نفع من الأبرية ومنع الشعر المتساقط ، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين
فيها وقتل الدود المتولد فيه ، وإذا جعل منه على صوفة وحمل على السن الوجعة نفعها
وأزال الوجع وهو مسخن جداً ، وإذا دهن به مواضع الأوجاع الباردة حيثما كانت
أزالها.
دهن
البيض : وهو أن تأخذ من البيض عشرة وتسلقها ثم
تقشرها وتأخذ محها وتجعله في مغرفة جديدة على نار جمر حتى يحترق المح ، ويخرج منه
دهنه ويصير المح فحمة فترفعه في زجاجة فينفع من أوجاع المقعدة والضربان فيها ، وأوجاع
الأذن والضرس وينبت شعر اللحية إن أبطأ في الخروج لطوخاً.
دهن
القمح : استخراجه أن تأخذ من الحنطة النقية
رطلاً وتجعله في زجاجة قد طينت بطين الحكمة وتلف فم الزجاجة بليفة قد صنعت من خيط
الصوف الدقيق ليقوم في حلق الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة ، ويمنع من أن
يخرج من الزجاجة شيء إذا كبست ويتخذ كانوناً ويثقب وتكبس فيه الزجاجة وتخرج رأسها
إلى أسفل ويوضع ، بإزاء فم الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة ويلقى حول
الزجاجة سرجيناً يابساً ويشعل فيه النار فإن الدهن يقطر ويرفع ويستعمل في علاج
القوابي على ما وصفنا ، وقد يصنع على جهة أخرى ، وهو أن يؤخذ القمح ويوضع على
رخامة وتحمى صفيحة حديد غليظة وتوضع على القمح فإن الدهن يخرج ويجمع برفق.
دهن
الحمص : يؤخذ الحمص فيطحن طحناً جريشاً ويجعل في
قدر ويربط فمها بخرقة وتؤخذ قدر ثانية فارغة ويكون فمها أوسع من الذي فيها الحمص
ثم تكب على الذي فيها الحمص ليقع فمها داخل فم هذا القدر الفارغة وبطينا جميعاً وتحفر
حفرة تدخل الفارغة فيها وتبقى الملأى بالحمص خارجاً
وتجعل على نار لينة
حتى يعرق الحمص ويخرج دهنه ويسيل في القدر الفارغ.
دهن
الشيلم : استخراجه على حسب استخراج دهن القمح
سواء وهو حار ينفع من القوابي فوق دهن القمح بكثير.
دهن
الأفسنتين : يؤخذ من فقاحه غير
متناه وهو أخضر رطل ويلقى عليه أربعة أرطال من الزيت الركابي ويعلق في الشمس
أربعين يوماً ثم يصفى فيرفع ، وإن شئت صنعته في السمسم على ما تقدم في سائر
الأدهان ، وهذا الدهن من الأدهان التي تنفع ظاهر البدن وباطنه إن شرب نفع من سدد
الكبد وينفع من اليرقان ويدر الطمث ويقوي المعدة الضعيفة ، وإذا قطر منه في الأذن
قتل الدود المتولد فيها ، وإذا شرب منه مقدار صالح قتل الدود والحيات في البطن ، وقد
ينفع من السكر إذا أخذ قبل الشراب ، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على المعدة الضعيفة
قواها ، وإن حمل على العين الوجعة نفعها ونفع من أكل الفطر القتال ، وإذا شرب مع
السكنجبين العسلي كان لتفتيح سدد الكبد والطحال أقوى.
دهن
القسط الساذج : يؤخذ من القسط
الهندي ثلاثون درهماً ثم تدق دقاً جريشاً وتنقع قي شراب ريحاني يوماً وليلة ثم يصب
عليه من الزيت الركابي أربعة أرطال ويطبخ بنار لينة حتى تذهب رطوبة الشراب ، ثم
يستعمل عند الحاجة إليه ، ومنافعه : إذا شرب أو دهن به البدن نفع من برد المعدة والكبد
والنافض الكائن في نوائب الحميات ويحسن الشعر وينفع من جملة الأمراض الباردة.
دهن
العاقرقرحا : يؤخذ من العاقرقرحا
ثلاثون درهماً ويفعل به كما فعل بالقسط ، وهذا الدهن يقوي المعدة وينفع الأعضاء
التي يغلب عليها البرد ، وينفع من الفالج واسترخاء العصب وسائر الجسد وبطلان
الحركة العارضة من غلبة البرد على الأعضاء ، وإذا دهن به الظهر والقفا قتل أثوار
الحميات ذات النوائب ونفع من النافض ، وإذا مسح به البدن كله أدر العرق ونفع من
الضريان والخدر وجلب إلى العضو حرارة ، وإن قطر منه في أنف المصروع نفعه وينفع من
الشقيقة الباردة والصداع البارد.
دهن
الحميات : ينفع من القوابي واسترخاء
السفل إذا طلي به بريشة ولا يصلح للشراب البتة ، وإذا غمر به الرأس أنبت فيه الشعر
وطوله وغزره وحسنه ويداوى به سائر انتثار الشعر ، وصنعته : شيرج أربعه أرطال ونصف
وجعل في قدر نحاس وتصير فيها من الحبات السود ما بين الخمسين إلى العشرين ، ويسد
رأس القدر ويطبخ بنار لينة حتى يتهرى وينزل عن النار ويبرد قليلاً ويفتح رأس القدر
ويحذر من بخارها وينزل حتى يبرد ويصفى وقد يطبخ بزيت أيضاً.
دهن
العقارب : ابن سينا : طلاؤه وزرقه
بالزراقة في حصاة المثانة مجرب. غيره : نافع من وجع الآذان جداً ، ويبرئ من الصمم
ويكتحل به الأعمش وهو له جيد ، وينفع من ريح الخصيتين وعمله أن يوضع زيت خالص في
قارورة وتوضع فيه عقارب بالحناء ويوضع في الشمس الحارة ثلاثة أسابيع في الصيف ، وهو
ينفع من البواسير إذا دهنت به.
دهن
الجل : بالجيم وهو دهن الورد بالفارسية وقد
تقدم ذكره.
دهن
الحل : بالحاء المهملة وهو دهن السمسم الذي لم
ينزع عنه قشره عن مسيح ، وسيأتي ذكره ودهنه في حرف السين المهملة.
دهن
عسلي : هو الأومالي باليونانية وهو عسل داود
عليه السلام وهو دهن الشجرة التدمرية ، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها لام.
دهمت
: وهو حب الغار بالفارسية وسنذكر الغار في
حرف الغين المعجمة.
دهنج
: كتاب الأحجار : هو حجر أخضر في لون
الزبرجد يوجد في معادن
النحاس كما يوجد
الزبرجد في معادن الذهب ، وقد يضاف إليه نحاس مخالط جسمه وتكونه أن نحاسه إذا تحجر
في معدنه ارتفع له بخار من الكبريت المتولد فيه مثل الزنجار ، فإذا صار إلى موضع
تضمه الأرض وتكاثف ذلك البخار بعضه على بعض فيتحد حجراً وهو ألوان كثيرة فمنه
الشديدة الخضرة ، ومنه الموشى ، ومنه الطاووسي ، ومنه الكمد ، ومنه ما بين ذلك ، وربما
أصيبت هذه الألوان في حجر واحد يخرطه الخراطون ، فتخرج فيه ألوان كثيرة من حجر
واحد ، وذلك على قدر تكوّنه في الأرض طبقة بعد طبقة وهو حجر فيه رخاوة ويصير صافياً
مع صفاء الجو ويتكدر مع كدره ، وفيه خاصية سم ، وإذا انحك انحل سريعاً لرخاوته فإن
سقي من محكه أو سحالته شارب السم نفعه بعض النفع ، وإن سقيته لمن لم يشرب سم كان
سماً مفرطاً ينفط الأمعاء ويلهب البدن بثراً ويعفن فلا يكاد يبرأ سريعاً ومص مائه
بعد إمساكه في الفم رديء لمن فعله ، وإذا مسح به على موضع لدغ العقرب سكنه بعض
السكون ، وإذا سحق منه شيء وديف بالخل ودلك به القوابي الحادثة في الجسد من المرة
السوداء ذهب بها وينفع من السعفة في الرأس وفي جميع الجسد. إسحاق بن عمران : وقوته
في الحرارة من الدرجة الرابعة ، وإذا سحق فهو أجود ما يكون مدوفاً بمسك للذي يصرع
ولا يعرف حاله يستعط به ثلاث مرات ويبخر به ثلاث مرات فيبرأ.
دومر
: قال أبو حنيفة : هو المقل وهو شجرة تعبل
وتسمو ولها خوص كخوص النحل ويخرج أقناء كأقنائها فيها المقل ، ويقال لخوصها الطفلي
والأسلم وهو قوي متين يصنع منه حصر وغرائر ، وثمره هو المقل والوقل ، ورطبه الهش ويبيسه
الحشف وهو سويقه وهو الحسك وسيأتي ذكر المقل في حرف الميم.
دوايا
أغريا : الفلاحة : وهو قضيب ينبت بين الصخور وفي
الأرض المخصبة الصلبة تعلو شبراً وهو مصمت الداخل تشوبه صفرة يسيرة وعليه زغب من
أسفله إلى أعلاه وأوراق زغبه إلى الصفرة ، وله في رأسه أربع ورقات مربعة الشكل
تضرب. إلى البياض في خضرة وفوقها شيء نابت فيه بزر بغير ورد رائحته طيبة ويؤكل
نيئاً ومطبوخاً وفيه حرافة يسيرة وهو جيد للمعدة مدر للبول يخرج منه رطوبات غليظة
وربما أسهل البطن إذا أكل نيئاً مطبوخاً مطيب للجشاء.
دوسر
: أبو حنيفة : أخبرني أعرابي من أهل
السراة قال : الدوسر ينبت في أصناف الزرع وهو في خلقته غير أنه يجاوز الزرع في
الطول وله سنبل وحب صغار دقيق أسمر يختلط بالبر نسميه الزوان. قال : وهذه الصفة
صفة حب ينبت عندنا أيضاً في الزرع دقيقة فيها خضرة لا تفسد الطعام ، وقد تؤكل وهي
طيبة ، وأما الزوان فهو مسكر وتسميه الدبقة والتي تسكر عندنا هي حبة مدورة صغيرة
تسمى بالفارسية الحر ، وفيها علقّمة يسيرة وليس شيء مما يخالط الحنطة عندنا أشدّ
إضراراً للطعام من الذي يسمى بالفارسية الشيلم. ديسقوريدوس في الرابعة : أغيلص هي
عشبة لها ورق شبيه بورق سنبل الحنطة إلا أنه ألين منه في طرفه ثمرة في غلافين أو
ثلاثة يظهر في جوف الغلف شيء دقيق شبيه في دقته بالشعر ، جالينوس في السادسة : قوّته
محللة كما قد يدل على ذلك طعمه ، وذلك أن فيه حرافة يسيرة وقد يستدل على ذلك منه
بأن تشفي الأورام التي تبتدىء أن تصاب والنواصير التي تحدث عند العينين ويعرف
بالغرب. ديسقوريدوس : هذا النبات إذا تضمد به مع الدقيق أبرأ الغرب المتفجر وحلل
الأورام الصلبة ، وقد تستخرج عصارته وتخلط بالدقيق وتجفف ، وتستعمل لهذه
العلل. أريناسيس : يذهب
بداء الثعلب لطوخاً. أبو العباس النباتي : هذا الدواء ليس بالدوسر وإنما هو نوع
منه ، وهذا هو الشيلم المعروف عند العرب بالزوان.
دوقس
: ديسقوريدوس في الثالثة : منه ما يقال له
مريطيقوس له ورق شبيه بورق الرازيانج إلا أنه أصغر منه وأدق وله ساق طولها نحو من
شبر وإكليل شبيه بإكليل الكزبرة وزهر أبيض فيه ثمر أبيض حريف عليه زغب إذا مضغ كان
طيب الرائحة وعرق في غلظ أطبع طوله نحو من شبر ، وينبت في مواضع صخرية وأماكن يطول
مكث الشمس عليها ، ومنه ما يشبه الكرفس الذي ليس ببستاني طيب الرائحة عطرها حريف
يحذو اللسان وأجودهما الذي يقال له قريطيقوس ، ومنه صنف ثالث ورقه شبيه بورق
الكزبرة وله زهر أبيض ورأس مثل رأس الشبث وثمره وإكليل شبيه بإكليل النبات الذي
يقال له اسطافالينس ، وهو الجزر مملوء بزراً طويلاً شبيه بالكمون حريف. جالينوس : بزره
حار حرارة شديدة حتى أنه يدر البول وهو في إدراره للبول من أقوى الأدوية ويصلح
أيضاً لإدرار الطمث ، وإذا وضع من خارج حلل غاية التحلل ، وورقه أيضاً قوته هذه
القوة بعينها إلا أنه أضعف من بزره ، وذلك بسبب ما يخالط الورق من الرطوبة المائية
التي هي أيضاً حارة المزاج. ديسقوريدوس : وبزر هذه الأصناف كلها إذا شرب أسخن وأدر
الطمث والبول وأحدر الجنين وسكن المغص والسعال المزمن ، وإذا شرب بالشراب نفع من
نهش الرتيلا ، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية ، ومن أصناف الموقس إنما تستعمل
البزرة ما خلا الصنف منه الذي يقال له قريطيقوس ، فإن أصله أيضاً يستعمل وقد يشرب
أيضاً بالخمر لضرر الهوام. الغافقي : هو حار يابس في الثالثة يسخن المعدة ويحلل
النفخ والرياح ويعين على الاستمراء وينفع من لدغ العقارب إذا طبخ ، وإذا شرب ماؤه
أو صب على موضع اللدغة وينقي الرحم ويعين على الحبل لذلك ويذهب شهوة الجماع وطبيخه
ينقي الصدر بالنفث ، ويحلل المواد الغليظة من الأمعاء وينفع من المغص ، وإذا خلط
ببزر الكرفس قوي فعله. سفيان الأندلسي : النوع منه الذي بزره دقيق في مقدار بزر
الأنيسون دقيق إلا أنه مزغب حريف الطعم يطرد الرياح من المعدة والأمعاء ، وينفع من
الأوجاع المتولدة عنها وينفع من الاستسقاء الريحي شرباً. لي : بزر هذا النوع هو
المعروف بالشام بالقميلة تصغير قملة ، ويعرف بالبيت المقدس وما والاه بحشيشة
البراغيث ، وذلك أنهم يأخذون بزرها ويفركونها بالزيت الطيب ويطرحونها في فرشهم عند
النوم فيخدر البراغيث من رائحته ولا يكون لها قوّة تلدغ بها.
دود
القرمز : ديسقوريدوس في الرابعة : وقد يؤخذ من
شجر البلوط في البلاد التي يقال لها قيلقيا شيء صدفي صغير شبيه بالحلزون ، وتجمعه
نساء أهل تلك البلدة بأفواههن ويسمونه فقيص. جالينوس في الثامنة : إذا أخذ هذا من
الشجر وهو رطب طري فهو يبرد ويجفف في الدرجة الثانية ، لأن فيه شيئاً يقبض شيئاً
معتدلاً وسيأتي ذكر القرمز في حرف القاف.
دود
البقل : ديسقوريدوس في الثانية : يقال إنه إذا
تلطخ به مطبوخاً مع الزيت منع المتلطخ به من نهش ذوات السموم من الهوام.
دود
الزبل : الشريف : وأما الدود الأصفر الذي يتكوّن
في الزبل فإنه إذا طبخ في زيت عتيق حتى ينضج ودهن بذلك الزيت الفرطسة وداء الثعلب
شفاهما بدوام دلكهما به وهو في ذلك عجيب.
دود
الصباغين : هو دود القرمز وقد
تقدم ذكره.
دوادم
: ويقال دودم
وهو شيء يخرج من
أجواف الخشب مثل الصمغ أسود في حمرته يشبه الدم وأكثر نباته بأرض الشام بجبل بيروت
يخرج من شجر يسمونه العرعر ويستعمل أهل الجبل المذكور هذه الصميغة فيما يستعمل
فيها الموميا مجرب عندهم.
دود
الحرير : الشريف : هو عود أصله بزر يلده عود آخر
دقيق على هيئة بزر الحناء يوجد في شهر مايو وهو أيار ويوضع في خرقة نقية وتعلقه
المرأة في عنقها بين ثدييها بعد النظافة والزينة ولبس الثياب السرية ويلقى كذلك
تقعد وتنام إلى أن يتم له مقدار عشرين يوماً ، وتقعده في بيت لا يدخله ريح ولا ضوء
كثير حتى يعلق ما تحرك منه بورق التوت فتزيله وتمسك الباقي معلقاً عليها إلى أن
يتحرّك كله وهي تنفله شيئاً بعد شيء إلى ورق التوت ويربى في آلات مصنوعة من
الحلفاء مطرات بأرواث البقر إلى أن يعمل الحرير الخام ، تبنيه على أنفسها بنياناً
ويموت داخله ، فإذا غزل الحرير استخرجت وعلفت بها الدجاجة فسمنتها إذا أخذت هذه
الدودة وجففت ووضعت في خرقة أرجوان وعلقت على المحموم أبرأه ذلك ، وإذا جففت وسحقت
ووضعت من سحقها زنة ثلاثة دراهم في حساء حنطة ويشرب أياماً متوالية حسن لون الوجه
وخصب البدن.
دوغ
: هو مخيض البقر ، وسيأتي ذكره مع اللبن
في حرف اللام.
دود
خشب الصنوبر : جالينوس : ذكره مع
الذراريح ، وقال : إن قوته شبيهة بقوة الذراريح كذا فعل ديسقوريدوس أيضاً. الشريف
: إذا دقت وضمد بها عفنت اللحم ، وكذا تفجر الدماميل والأورام المحتاجة إلى البطء.
دوفص
: هو البصل وقد ذكرته في حرف الباء.
دواء
اللحية : هو الجنطيانا عن دويس بن تميم وقد
ذكرتها في حرف الجيم.
دوشاب
: هو نبيذ التمر.
دوص
: هو ماء الحديد ، وزعم قوم أنه خبثه.
دوقوا
: قالت التراجمة : إن أصل هذه الكلمة
باليونانية دوقص ، وقد ذكرته ، والذي يخص باسم الدوقوا اليوم في زماننا هذا هو بزر
الجزر البري ، وقد تقدم القول على نوعي الجزر بريه وبستانه في حرف الجيم.
دور
حولي : هو النوع من السوسن البري المسمى
باليونانية كسفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال.
ديودار
: بالفارسية ومعناه شجر الجن. ابن سينا : هو
من جنس الأبهل يقال له الصنوبر الهندي ، وتشبه عيدانه عيدان الزرنباد فيه حدة
يسيرة وشيرديودار ، وهو لبنه حار حريف محرق معطش ، يبسه في الثانية أكثر من حدته
جيد لاسترخاء العصب والفالج واللقوة غاية لا شيء أفضل منه ، وينفع من الأمراض
الباردة في الدماغ والسكتة والحصا في الكلية والمثانة ، وينفع الصرع ويحبس الطبيعة
ويزيل استرخاء المقعدة قعوداً في طبيخه.
ديفروحس
: معناه باليونانية المعقدة المضاعف
الاحتراق والتشييط. ديسقوريدوس في الخامسة : هو ثلاثة أصناف فصنف منه معدني يكون
بقبرس فقط وهو جوهر من جنس الطين ، يخرج من بئر في تلك الجزيرة ثم يجفف في الشمس ،
وبعد أن يجفف يوضع حواليه الدغل ويحرق ، ومنه صنف آخر كأنه عكارة النحاس التي يصفى
غليظه ، وذلك أنه بعد صب الماء على النحاس وإخراجه من الطوابيق يوجد في أسفلها هذا
الصنف وفيه قبض النحاس وطعمه ، ومنه صنف آخر يعمل على هذه الصفة يؤخذ الحجر الذي
يقال له بوريطس ، وهو المرقشيثا ويصير في أتون مدة أيام كما يطبخ الكلس ، فإذا صار
لونه شبيهاً بلون المغرة أخرج من التنور أو الأتون ورفع ، ومن الناس من زعم أنه قد
يعمل صنف آخر رابع من حجارة يعمل منها النحاس إذا شويت هذه
الحجارة في المواضع
التي يقال لها البيادر وهي الكوخات وصرت في إناء وطبخت فإنه يوجد منه حول الإناء
شيء وإذا أخرجت هذه الحجارة أصيب أيضاً فيها شيء كثير ، وينبغي أن يختار من
الديفروحس ما كان منه في طعمه شيء من طعم النحاس وطعم الزنجار ، وكان قابضاً يجفف
اللسان تجفيفاً شديداً ، وهو ليس يوجد في الجوهر الذي يقال له الآجر المحرق وقد
يحرق الآجر ويباع بحساب الديفروحس. جالينوس في التاسعة : قوة هذا وطعمه قوّة وطعم
مركب ، وذلك أنه فيه شيء قابض بقبض وشيء حار قليل فهو لذلك دواء نافع للجراحات
الخبيثة الرديئة نافع جداً في علاج القروح الحادثة في الفم إن استعمل وحده مفرداً
وإن استعمل مع العسل المنزوع الرغوة ، وينفع أيضاً في مداواة الخوانيق إذا استعمل
بعد ما قد منع وقطع أولاً ما كان يجري وينصب إلى تلك الأعضاء ، وقد استعملته أيضاً
لما قطعت اللهاة فداويتها به ساعة قطعها ثم أعدته مراراً كثيرة إلى أن اندملت لأنه
دواء يدمل ويحتم إدمالاً وحتماً شديداً ، وينفع من هذا العضو خاصة في جميع الأعضاء
التي تحدث فيها الجراحات ، ولذلك هو نافع للقروح الحادثة في العانة وفي الدبر واستعماله
في هذه الأعضاء يكون مثل استعماله في الفم لأن هذه الأعضاء تستريح بمثل هذه
الأدوية بأعبائها وينتفع بها ، والسبب في ذلك أنها أعضاء حارة رطبة على مثال واحد.
ديسقوريدوس : وقوّته مجففة منقية تنقية قوية تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح وتدمل
القروح الخبيثة المنتشرة في البدن ، وإذا خلط بصمغ البطم أو بقيروطي حلل الدبيلات.
غيره : ينشف قروح الرأس الرطبة وإذا سحق بالخل وطليت به الحكة أبرأها ، وإذا سحق ونثر
على الشعر الغليظ دققه ولينه.
دينساقوس
: هو شوك الدارجين عند أهل المغرب ويعرف
أيضاً بمشط الراعي. ديسقوريدوس في الثالثة : صنف من أصناف الشوك وله ساق طويلة
مشوّكة وورق يحيط بالساق شبيه بورق الخس على كل عقدة من الساق ورقتان والورق محيط
مستطيل مشوك أيضاً في وسطه من داخل ومن خارج شبيه بنفاخات الماء مشوكة أيضاً في
وسطه من داخل ومن خارج وما يلي الساق من الورق ذو عمق ، ويجتمع فيها ماء من
الأمطار والطل ، ولذلك سمي دينساقوس وتفسيره العطشان وعلى كل شعبة في طرف الساق
رأس شبيه برأس القنفذ إلى الطول ما هو مشوك إذا جف كان لونه أبيض وإذا شق تراءى في
وسطه ما داخله ديدان صغار. جالينوس في السادسة : هي شوكة وأصلها تجفف في الدرجة الثانية
وفيه أيضاً شيء يجلو. ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا طبخ بالشراب ودق حتى يصير
قوامه مثل قوام القيروطي وضمدت به المقعدة أبرأ الشقاق العارض لها والنواصير
العارضة في البدن ، وينبغي أن يجعل هذا الدواء في حق من نحاس ، وزعم قوم أنه يبرىء
الصنف من الثآليل التي يقال لها النملية ، والصنف منها الذي يقال له : أفروخودوس ،
وزعم قوم أن الديدان الموجودة في رؤوس هذا النبات إذا أخذت وشدَّت في جلد وعلقت في
الرقبة أو في العضد أبرأت حمى الربع. الغافقي : سماه صاحب الفلاحة خس الكلب ، وتسميه
الجرامقة بحناء وزهره يدق رطباً كان أو يابساً وهو رطب أحسن ، ويجعل في خرقة نقية
وتربط الخرقة وتدلى في اللبن وتمرس حتى لا يبقى في الخرقة شيء ويصب ذلك اللبن على
لبن آخر فإنه يعقمه ويصيره جميعه قطعة واحدة لا ماء فيه البتة ، ومتى سلق هذا
النبات وجدت به المواضع التي يحتاج إلى قطعها منع
الحس ، وإذا حل في
الماء كما يحل لعقد اللبن وشرب ثلاث غدوات على الريق أذهب الطحال ، وإذا سلق هذا
النبات وأكل فهو مسخن يدر البول ويذهب الاقشعرار ويقوي النفس. غيره : حمل هذا
النبات يطبخ ويسد حينئذ ويضمد به موضع لسعة الأفعى وكل ذي سم فيبرأ.
دياقوذا
: المسيح ابن الحكم : هو صنفان ساذج وغير
ساذج وهو شراب رمان الخشخاش.
دينارويه
: هي الحزا والزوفرا عند أطباء العراق ، وأما
أطباء المغرب فيقولون إن الزوفرا غير الحزا ، وقد ذكرت ما قيل في الحزا في باب
الحاء المهملة وما قيل في الزوفرا في الزاي.
ديك
برديك : معناه بالفارسية قدر على قدر وهو الدواء
الحاد المركب.
حرف الذال
ذاقني
الاسكندراني : معناه باليونانية
الغار الإسكندراني ولذلك ذكره أكثر المصنفين في هذا الفن مع الغار لا لأنه من
أنواعه إلا من أجل اشتراكه مع الغار في الاسمية فقط لأن اسم الغار باليونانية
ذاقني وهذا النبات لم أتحققه أنا بعد ولا وقفت عليه. قال شيخنا ومعلمنا أبو العباس
النباتي : هو نوع من الشقاقل ينبت عندنا ببعض جبال الأندلس كثيراً. ديسقوريدوس في
الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الآس إلا أنه كبر منه وألين وأشدّ بياضاً وله
ثمر فيما بين الورق أخضر في قدر الحمص وقضبان طولها نحو من شبر وأكثر وأصل شبيه
بأصل الآس البري إلا أنه ألين منه وأعظم وهو طيب الرائحة وينبت في مواضع جبلية وإذا
أخذ من أصله مقدار ستة درخميات وشرب بالطلاء نفع النساء اللواتي تعسر ولادتهن ومن
تقطير البول ومن يبول دماً. جالينوس في السابعة : مزاجه حار حرارة ظاهرة قوية وذلك
أن من يذوقه يجده حاداً حريف الطعم وفيه مرارة ومن جربه وجده يد الطمث والبول.
ديسقوريدوس في الرابعة : وأما النبات المسمى خاماذاقني ومن الناس من يسميه ذاقني
الإسكندراني ومعناه غار الأرض فهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع ساذجية قائمة
دقاق ملس وله ورق شبيه بورق ذاقني وهو الغار إلا أنه أشد ملاسة منه بكثير ولونه
أخضر وثمر مستدير أحمر متصل بالورق وورق هذا النبات إذا دق ناعماً وتضمد به سكن
الصداع والتهاب المعدة وإذا شرب بالشراب سكن المغص وعصارته إذا شربت بالشراب سكنت
المغص وأدرت البول والطمث وإذا احتملتها المرأة في فرزجة فعلت ذلك. جالينوس في
السادسة : وأما النبات المسمى خاماذاقني فقضبانه تؤكل ما دامت طرية وقوته شبيهة
بقوة النبات المسمى ذاقني الإسكندراني. عبد الله بن صالح : الفرق بين ذاقني
الإسكندراني وبين خاماذاقني أن الأول أعرض ورقاً وورقه مع طول القضبان وخاماذاقني
أضيق ورقاً وقضبانه عارية من الورق وسائر أوصافها واحدة ويسميان بالأندلس بينب. لي
: البينب أوله باء بواحدة مفتوحة ثم ياء باثنتين من تحتها مضمومة ثم نون ساكنة
بعدها باء بواحدة من أسفلها ساكنة ويدبغ بها الجلود بغربي بلاد الأندلس.
ذافنوبداس
: ومعناه باليونانية الشبيه بالغار يعني في
ورقه خاصة وهذا النوع من النبات يعرفه شجارو الأندلس بالمازريون العريض الورق وبالماذر
أيضاً ومنهم من يعرفه بالخضراء ، وبالبربرية إدرار وهو مشهور عندهم بما ذكرناه
آنفاً ، وهذا النبات كثير بأرض الشام وخاصة بجبلي لبنان
وبيروت ويعرفونه
بالبقلة وهو عندهم دواء رديء الكيفية ويحذرون من استعماله. ديسقوريدوس في الرابعة
: ومن الناس من يسميه خاماذاقني وأوفاطالن وهو تمنش طوله نحو من ذراع ، وله أغصان
كثيرة دقاق في نصفها الأعلى ورق وعلى الأغصان قشر قوي لزج وورقه شبيه بورق ذاقني
إلا أنه ألين منه وأقوى وليس بهين الانكسار ويلذع اللسان ويحذو الفم والحنك ، وله
زهر أبيض وثمر إذا نضج كان أسود ، وله أصل لا ينتفع به في الطب وينبت في أماكن
جبلية ، وورق هذا النبات إذا شرب يابساً ورطباً أسهل الفضول البلغمية وقد يهيج
القيء ويدر الطمث ، وإذا مضغ حلب من الفم البلغم وهو أيضاً معطش وإن أخذ من حبه
خمس عشرة حبة وشربه بشراب أسهلت البطن. جالينوس في السادسة : قوته شبيهة بقوة
ذاقني الإسكندراني.
ذيل
: الشريف : هو جلد السلحفاة الهندية إذا
صنع منه مشط ومشط به الشعر أذهب نخالة الشعر ، وأخرج الصيبان وإذا أحرق وعجن رماده
ببياض البيض وطلي به على شقاق الكعبين والأصابع نفعه ، ونفع أيضاً من شقاق الباطن
العارض للنساء عند النفاس ويذهب آثاره ، وقيل هو جلد السلحفاة البحرية.
ذباب
: خواص ابن زهر قال : هو ألوان فللإبل
ذباب وللبقر ذباب وللأسد ذباب وأصله دود صغار يخرج من أبدانهم وما يخرج من أبدان
غير ذلك يتحول ذباباً وزنابير وذباب الناس يتولد من الزبل ، قال : وإن أخذ الذباب
الكبير فقطعت رؤوسه ويحك بجسدها على الشعيرة التي تكون في الأجفان حكاً شديداً
فإنه يبرئه ، وإن أخذ الذباب وسحق بصفرة البيض سحقاً ناعماً وضمدت به العين التي
فيها اللحم الأحمر من داخل الملتصق بها الذي يسمى كرماشيش فإنه يسكن من ساعته ، وإن
مسحت لسعة الزنبور بذباب سكن وجعه وإن حك الذباب على موضع داء الثعلب حكاً شديداً
فإنه يبرئه.
ذراريح
: جالينوس في الحادية عشرة : قد جربناها
تجربة ليست باليسيرة في علاج الأظفار البرصة فوجدناها إذا وضعت عليها مع قيروطي
كانت نافعة لها أو مع مرهم قلعتها حتى يسقط الظفر كله ، وقد يخلط من الذراريح
مراراً كثيرة مع الأدوية النافعة للجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد ، ومع أدوية
أخر شأنها التغيير ، ومع أدوية أخر تقلع الثآليل المنكوسة المعروفة بالمسامير ، وقد
كان رجل يلقي شيئاً منها يسيراً في الدواء المدرّ للبول وبعض الناس يلقي أجنحتها وأرجلها
فقط ، ويزعمون أن الأجنحة والأرجل تنفع من شرب أبدان الذراريح ، وقوم آخرون يقولون
خلاف ذلك أن أبدانها تنفع من أجنحتها وأرجلها وطلب به ما يطلب بسم الموت ، وأما
أنا فإني إذا خلطتها ألقيتها كما هي بأجنحتها وأرجلها ، ومما ينفع من جميع الوجوه
التي جربت فيها الذراريح تلك الذراريح الأخر التي تكون على الحنطة وفي أجنحتها
خطوط بالعرض صفر وخاصة إن ألقيت منها في كوز فخار جديد وصيرت على فم الكوز خرقة
كتان نظيفة وأمسكت الكوز والخرقة مشدودة على فمه وهو مكبوب على قدر فيها خل حتى
يتصاعد منها بخار الخل فيختنق ، وعلى هذا المثال ينبغي أن يعمل بالحيوان المسمى
برشطش وهو جنس من الحيوان يشبه الذراريح في منظره وقوّته والدود الأخضر الذي يوجد
على شجر الصنوبر قوته هذه القوة بعينها. ديسقوريدوس في الثانية : قيمازيدس وهو نوع
من الذراريح ما كان منه يتولد بين الحنطة فإنه يصلح للجرب فينبغي أن يصير في إناء
غير مقير ويسد فمه بخرقة سخيفة
نقية وتقلب وتصير
الفم على إناء فخار فيه خل ثقيف مغلي ولا يزال الإناء ممسكاً على الفخار حتى يميت
الذراريح ، ومن بعد ذلك تشد في خيط كتان وتخزن وأقواها فعلاً ما كان منها مختلف
اللون في أجنحتها خطوط صفر بالعرض وأجسامها كبار طوال ممتلئة شبيهة في العظم ببنات
وردان ، وما كان منها في لون واحد لا يختلف فيه فإن فعله ضعيف وكذا يحرق الصنف من
الذراريح الذي يقال له سوشطش وتفسيره نافخ النار ، والصنف من الذراريح الذي يقال
له فنطيون وهو دود الصنوبر يصير على منخل ويعلق المنخل على رماد حار ويقلى على
المنخل قلياً يسيراً ، ثم يخزن ، وقوّة الذراريح بالجملة مسخنة معفنة مقرحة ، ولذلك
يقع في أخلاط الأدوية الموافقة للأورام السرطانية ويبرئ الجرب المتقرح والقوابي
الرديئة إذا خلطت بالفرزجات الملينة أدرت البول والطمث ، وقد زعم قوم أن الذراريح
إذا خلطت بالأدوية المعجونة نفعت المحبونين بإدرارها البول ، ومن الناس من زعم أن
أجنحة الذراريح وأرجلها بادزهراً لها إذا شربت. ابن ماسويه : إن اكتحلت نفعت
الظفرة. الحور : بالغة النفع للسعفة لطوخاً بخل. ابن سينا : قليله يعين الأدوية
المدرة من غير مضرة ، وقال بعضهم : ويسقى واحد منها لمن يشكو مثانته ولا ينجع فيه
العلاج ، وهو نافع وشرب ثلث طاسيج منه مقرح للمثانة. جالينوس : تقريحه هو لإمالة
المادة الحادة إليها التي لا يخلو عنها بدن مع خاصية فيها. الغافقي : إذا طلي
بمسحوقها مع خل قتلت القمل وكانت صالحة للبرص وللزيت الذي تطبخ فيه قوة ينبت بها
الشعر في داء الثعلب وإن حل به على لسع العقرب نفع نفعاً بيناً. سفيان الأندلسي : إذا
أضيف من جرمها المجفف المسحوق مقدار حبتين في شربة الحصا وصلتها ونفع من ذلك نفعاً
بليغاً ودهنها يحل الأورام البلغمية الصلبة منها والرخوة جداً. الشريف : إذا أغرقت
في دهن وشمست فيه أسبوعاً وقطر من ذلك الدهن على الأذن الوجعة شفي ألمها وينفع من
الصمم الحادث والنوع الطيار منها ذو الأجنحة يسمى بالبربرية أزغلال إذا درست ورميت
في مرقة لحم بقري وتحساه المعضوض من كلب كلب نفعه نفعاً بيناً عجيباً لا يعدله في
ذلك شيء وعلامة شفائه أن المعضوض يبول دوداً ذوات رؤوس سود ، وإذا أخذ منه النوع
الأسود المطرف بالحمرة وغمر في الدهن العتيق وشمس ستة أشهر ثم من بعد ذلك دهن
بالدهن الفرطسة بعد الحلق والإنقاء بالدواء كان ذلك دواء عجيباً لأنه يخرج الفرطسة
بأصولها ويجفف الرطوبة الفاسدة منها. المنصوري : من سقي من الذراريح أخذه وجع في
العانة ومغص وتقطيع وحرقة البول وبال دماً مع وجع شديد ، وربما احتبس بوله ثم
اندفع مع الدم بلذع وحرقة شديدة ، وربما يورم القضيب والعانة ونواحيها ويعرض له
حرقة في الفم والحلق والتهاب شديد وحمى واختلاط. الطبري : سم الذراريح حار جداً
يقصد المثانة ويحرقها حرقاً ويخرج منها الدم واللحم بالبول ويأخذ منها الغشاء وتظلم
منه العينان وعلاجه أن يتقيأ بماء الشبث المطبوخ والسمن البقري ويستنقع في ماء حار
ويتمرخ بدهن الخل ويحقن بماء كشك الشعير المطبوخ مع دهن الورد وبزر الكتان.
ذرة
: الفلاحة : هو من جنس الحبوب يطول على
ساق أغلظ من ساق الحنطة والشعير بكثير وورقه أغلظ وأعرض من ورقها. المجوسي : أجوده
الأبيض الرزين وهي باردة يابسة مجففة ، ولذلك صارت تقطع الإسهال وإن استعملت من
خارج كالضماد بردت وجففت.
ذرق
الطير : هو
النبات المعروف
باليونانية بالبثومة وقد ذكرته في حرف الباء.
ذرق
: هو الحندقوقي قال أبو حنيفة : قال أبو
زياد : من العشب الذرق ويسمى العرقصان وفيه شبه من القت يطول في السماء ، وينبت
كما ينبت القت ، وهو ينبت في القيعان ومناقع المياه ، وقد رأيته بالعراق ويبيعه
الأنباط ، ويسمونه الحندقوقي ، وقد ذكرته في الحاء.
ذفراء
: الرازي في الحاوي : قيل أنه سذاب البر ،
قال أبو حنيفة : هي عشبة خبيثة الريح ترتفع قدر شبر خضراء ولها ساق وفروع ورقها
نحو ورق الرحم مرة وريحها ريح القثاء ، ولها زهر أصفر خشن وتكثر في منابتها ويدق
ورقها ويشرب لوجع الخوف وحمى الربع ووجع الكبد فينتفع به جداً.
ذنب
الخيل : ديسقوريدوس في الرابعة : أقودش هو نبات
ينبت في مواضع فيها ماء وفي الخنادق وله قضبان مجوفة لونها إلى الحمرة فيها خشونة
وهي صلبة معقدة ، والعقد داخل بعضها في بعض ، وعند العقدة ورق شبيه بورق الإذخر
دقاق متكاثفة ، وهذا النبات يستنبت بما قرب من الشجر ويعلو على الشجر ثم يتدلى منه
أطراف كثيرة شبيهة بأذناب الخيل ، وله أصل خشبي صلب. جالينوس في السادسة : هذا
نبات قوّته قابضة مر ، ولذلك صار يجفف غاية التجفيف من غير لذع فهو بهذا السبب
يدمل الجراحات العظيمة إذا وضع عليها كالضماد ولو كان العصب في تلك الجراحات قد
انقطع فينفع من الفتق الذي تنحدر فيه الأمعاء ، ومن نفث الدم ومن النزف العارض
للنساء وخاصة ما كان من النزف أحمر ومن قروح الأمعاء وسائر أنواع استطلاق البطن
إذا شرب بالماء ، وقد تحدّث عنه قوم أنه أدمل في وقت من الأوقات به جراحة وقعت
بالمثانة والأمعاء الدقاق وعصارته تنفع من الرعاف ومن العلل التي تستطلق فيها
البطن إذا شرب بشراب مع شيء من الأدوية القابضة فإن كان هناك حمى فبالماء.
ديسقوريدوس : وهذا النبات قابض ، ولذلك صارت عصارته تقطع الرعاف جيدة ، وإذا شرب
بشراب نفع من قرحة الأمعاء وقد يدر البول وورقه إذا دق ناعماً وضمدت به الجراحات
بدمها ألحمها ، وأصل هذا النبات والنبات أيضاً ينفعان من السعال ومن عسر النفس
الذي يحتاج معه إلى الانتصاب ومن شدخ أوساط العضل ، وقد يقال إن ورقه إذا شرب
بالماء ألحم قطع الأمعاء وقطع المثانة والكلي وأضمر قيلة الأمعاء وقد يكون صنف آخر
من أقورش وهو ذنب الخيل له أطراف أقصر من أطراف الصنف الآخر وأشدّ بياضاً وألين ،
وإذا دق ناعماً وخلط وضمدت به الجراحات الخبيثة أبرأها. مجهول : ذنب الخيل ينفع من
أورام المعدة والكبد ومن الاستسقاء.
ذنب
العقرب : ديسقوريدوس في آخر دواء من الرابعة : سقرينوبداس
ومعناه الشبيه بالعقرب. هذا نبات له ورق قليل وبزر شبيه بأذناب العقارب ، وهذا
البزر إذا تضمد به نفع الملسوعين من العقارب. جالينوس في الثامنة : هذا الدواء
يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية.
ذنب
السبع : وهو ذنب اللبوة أيضاً وبعجمية الأندلس
قيد أنه ينبت في الزروع. ديسقوريدوس في الرابعة : قرسون هو نبات له ساق طولها نحو
من ذراعين وما سفل من الساق فإنه ذو ثلاث زوايا عليه شوك لين متباعد بعضه من بعض ،
وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لسان الثور وعليه زغب ليس بالكثير ، بل
باعتدال وهو أصغر من ورق لسان الثور ولونه إلى البياض مشوك الأطراف وما علا فإنه
مستدير ذو زغب وعليه رؤوس لونها وأطرافها فرفيري ويظهر منها شيء دقيق شبيه في
دقته بالشعر قائم ،
ويزعم أندراس الطبيب أن القوم الذين يقال لهم قوسا يأخذون أصل هذا النبات فيعلقونه
على العضو الألم فيسكن ألمه. عبد اللّه بن صالح : رأيت البربر بقطر فاس إذا آلم
عضواً من أعضاء الإنسان سقطة أو ما يشبهها يأخذون أصل هذا النبات ويقشرون قشره مع
بعض جرمه بسكين أو غيره فتبرز منه لعابية فيجردونها ويحملونها على الموضع الألم
كالملزم فلا يزول حتى يبرأ العضو فلعل أندراس أراد هذا. الغافقي : أصله قابض فيه
لزوجة شديدة ، وإذا شرب منه شيء يسير جبر الكسر.
ذنب
القط : بعض شجارين بالأندلس يسمي بهذا الاسم
النبات المسمى باليونانية خروسوقامي عالي ، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
ذنب
الخروف : أبو العباس النباتي : اسم أندلسي بأحواز
شرق الأندلس للنبات الكري الشكل الحرفي الزهر إلا أنه أكبر وأصوله طوال تشبه
النبات المسمى باليونانية سطرونيون وطعم الزهر والبزور ، والورق ما بين طعم الفجل
والخردل ، وهو البنبديون المذكور عند ديسقوريدوس في الثانية الموصوف عند جالينوس
في الثامنة ، وذنب الخروف أيضاً فيها عند أهل أفريقية وأهل الشام نبات آخر غير هذا
، وهو الصحيح وقد وصفناه في مواضع أخر طعمه إلى المرارة ما هو بيسير لزوجة ، وفي
ورقه مشابهة من ورق البنات الذي يسميه عامتنا بالأندلس بالأقين وزهره لين كري
الشكل إلا أنه على أطراف أغصانه إلى البياض قليلاً وقضيبه مستدير مزوي دقيق
الأطراف ضخم أسفله ، وله بزر دقيق. وصحت التجربة عندهم فيه النفع من البياض في
العين ، أعني عصارة ورقه ورأيته بالبيت المقدس كرمه الله تعالى ويسمونه أيضاً بذنب
الخروف وهو عندهم مجرب في النفع من عضة الكلب الكلب.
ذنب
الفأرة : هو لسان الحمل ويسمى بذلك لشبهه في
سنبلته التي في طرف قضيبه بذنب الفأرة ، وفيها بزرة شبيهة بذنب الفأرة.
ذنب
: الرازي في الحاوي : قال جالينوس في كتاب
الكيموس : إن الأذناب أشد صلابة من البطون والأمعاء وبحسب ذلك يكون عسر هضمها وقلة
غذائها إلا أن فضولها قليلة من أجل تحريكها.
ذهب
: ابن سينا : معتدل لطيف سحالته تدخل في
أدوية السوداء وأفضل الكي وأسرعه برءاً ما كان بمكوى من ذهب وإمساكه في الفم يزيل
البخرِ وتدخل سحالته في أدوية داء الثعلب وداء الحية طلاء ، وفي مشروباته ويقوي
العين كحلاً وينفع من أوجاع القلب ومن الخفقان وحديث النفس وخبثها. غيره : وقيل إن
كويت به قوادم أجنحة الحمام ألفت أبراجها ، وإن طرح منه وزن حبتين في وزن عشرة أرطال
زئبق غاص إلى قعره ، وإن طرح في هذا القدر مائة درهم أو غيرها من الأجسام الثقيلة
عام فوقه ولم ينزل فيه ، وإن ثقبت شحمة الأذن بإبرة من ذهب لم تلتحم ، وإن علق
الإبريز منه على صبي لم يفزع ولم يصرع مجرب ، وإن لبس منه خاتماً من في إصبعه داحس
خفف وجعه مجرب.
ذو
ثلاث حبات : هو الزعرور.
ذو
ألف ورقة : هو المريافلن وقد
يسمى أيضاً أسطرطيوطس البري بهذا الاسم.
ذو
ثلاث شوكات : زعم قوم أنه
الشكاعي.
ذو
ثلاث ورقات : قال على نوعي
الحندقوقي وعلى الحومانة وعلى الصفصة وعلى نوع من خصاء الثعلب ، وقد ذكرنا كل واحد
منها في بابه.
ذو
ثلاث ألوان : يقال على النبات
المسمى باليونانية طريقيلون ، وزعم ابن واقد أنه التربد وليس به.
ذو
خمسة أصابع : هو البنجبنكشت
بالفارسية.
ذو
خمسة أجنحة وذو خمسة أقسام : هو
النيطافلن.
ذو
مائة شويكة وذو مائة رأس :
وهو القرصعنة.
ذئب
: جالينوس في الحادية عشرة : من مفرداته
أما كبد الذئب فقد ألقيت أنا منها مراراً في الدواء المتخذ بالغافت النافع للكبد ولكني
لم أجرب أن هذا الدواء ازداد قوة بهذا الكبد إذا قسته بالذي عملته حلواً من هذا
الكبد ، وقال في الثامنة : إني جربت كبد الذئب تجربة بالغة ، وذلك بأن يسحق ويسقى
منه في مثقال واحد مع شراب حلو فينتفع به من كل سوء مزاج يحدث للكبد من غير أن يضر
الحار أو البارد ، لأن منفعته بجملة جوهره فإن كان بالعليل حمى ظاهرة فالأجود أن
يسقى بماء بارد. وقال في العاشرة : وأما زبل الذئب فقد كان بعض الأطباء يسقيه لمن
كان به وجع القولنج ويسقيه في وقت هيجان الوجع ، وربما سقاه من قبل الوجع وخاصة
إذا كان ذلك الوجع يعرض لهم من غير نفعة ، ورأيت بعض من شرب هذا الزبل فلم يعرض له
ذلك الوجع بعد ذلك فإن عرض له فلم يكن بالشديد المؤذي وكان ذلك الطبيب يأخذ من هذا
الزبل دائماً ، وإنما يكون ذلك إذا تغذى الذئب بالعظام فكنت أتعجب من منفعته إذا
عولج به المرض ، وكان ربما علقه على المريض فينفعه منفعة عظيمة بينة ، وكان إذا
سقاه لمن كان متقززاً ومن به وجع القولنج فيخلط معه شيئاً من الملح والفلفل ، وما
أشبه ذلك من البزر ويجيد سحقها ويسقيه بشراب أبيض لطيف ، وربما سقاه بماء وحده ، وربما
علق الزبل على فخذ الرجل الوجعة مشدوداً بخيط من صوف كبش قد افترسه ذئب وذلك أبلغ
في المنفعة إذا وجد وأقوى ، فإن عز هذا الصرف ولم يقدر عليه يأخذ سيوراً من جلد
إيل ويشد بها الزبل ويعلقها على فخذ الرجل ، وأما أنا فكنت أجعل من ذلك الزبل في
أنبوب صغير في مقدار الباقلا وأتخذه من فضة بعروتين ، وأعلقه على الوجع ولما جربت
ذلك في واحد من المرضى ونفعه استعماله استعملته في عدة منهم بعد ذلك فنفعهم. خواص
ابن زهر : الذئاب لا تأكل الأعشاب والذئب من بين الحيوان لا يأكل العشب إلا عند
مرضه كما تفعل الكلاب ، فإنها إذا اعتلت أكلت عشباً من الأعشاب ، وما خبث من
الذئاب وفسد أصله أكل الناس وسائرها لا يأكل الكلاب ، وذكر الذئب والثعلب من عظم
لا كسائر الحيوان من عضل أو عصب قال : وإن علق ذنب ذئب على معلف البقر لم تقرب
إليه ما دام معلقاً عليه ولو جهدها الجوع ، وإن بخر موضع بزبل ذئب اجتمع إليه
الفار ، وزعموا أن من لبس ثوباً من صوف شاة قد افترسها ذئب لم تزل به حكة شديدة ما
دام عليه معلقاً أو ينزعه وإن بالت امرأة على بول ذئب لم تحبل أبداً وإن أخذت
خصيته اليمنى وداقتها بزيت وغمست فيه صوفة واحتملتها المرأة ذهبت عنها شهوة الجماع
قال : وإن شرب صاحب الحمى العتيقة من مرارة الذئب وزن دانق مع عسل أو طلاء أذهبها
وعين الذئب تمنع من الصرع ، ولا يقرب من علقت عليه شيء من السباع والهوام واللصوص.
ابن سينا : ومرارة الذئب تمنع التشنج والكزاز اللذين يتبعان جراحات العصب خصوصاً
من البرد ، وإذا سعط منها من به النزلات العظام نفعته. ومن خواص ابن زهر : وإذا
نهش الذئب فرساً وأفلت منه جاد سيره وسهل قياده وسبق الخيل وشحمه ينفع من داء
الثعلب وداء الحيية لطوخاً. قال الجاحظ : إن دمي إنسان فشم الذئب رائحة الدم منه
قاتل عليه حتى يبلغ إليه فيأكله ، ولو كان أتمهم سلاحاً وأشجعهم قلباً وأشدهم
ثقافة قال : وإن دفن رأس ذئب في موضع فيه غنم هلكت في موضعها ، وإن علق في برج
حمام لم يقربه حية ولا شيء من الهوام التي تؤذي الحمام وإن كتب
صداق في جلد شاة قد
افترسها ذئب لم يزل بين الزوجين إتفاق البتة وأنيابه وجلده وعيناه إذا جمعت أو
حملها إنسان معه غلب خصمه وكان محبوباً عند الناس.
حرف الراء
راسن
: هو الجناح بلغة أهل الأندلس. ديسقوريدس
في الأولى : هو الأينون وهو شبيه بالدقيق الورق من النبات الذي يقال له قلومس ، غير
أنه أخشن وأطول وليس له ساق وله أصل عظيم طيب الرائحة فيه حرافة ياقوتي اللون يؤخذ
منه شعب لتنبتَ كما يفعل بالسوسن وبالصنف من اللوف البري الذي يقال له آادن ويكون في مواضع جبلية فيها شجر رطب وأصله
يقلع في الصيف ويجفف. جالينوس في السادسة : وأنفع ما في هذا النبات أصله فإن أصله
ليس يسخن ساعة يلقى على البدن ، ولذلك ينبغي أن يقال إنه ليس بحار يابس صادق
الحرارة واليبس كالفلفل الأسود والأبيض ، ولكنه فيه مع ذلك رطوبة فضل ، ولذلك صار
يخلط في اللعوقات النافعة لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصدر والرئة ، ويؤثر
فيها أثراً حسناً جداً وقد يحمون به الأعضاء التي قد نالها الأذى من العلل المزمنة
المبردة بمنزلة عرق النسا العارض في الورك والشقيقة العارضة في الرأس وخلع المفاصل
الحادث عن الرطوبة. ديسقوريدوس : وإذا شرب طبيخه أدر البول والطمث ، وإذا عمل منه
مع العسل لعوق واستعمل وافق السعال وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وشدخ
العضل والنفخ ونهش الهوام بحرارته وورقه ، وطبيخه إذا طبخ بالشراب وتضمد به وافق
عرق النسا ، فإذا ربى أصله بالطلاء كان جيداً للمعدة فإن الذين يربونه يجففونه
أولاً قليلاً ثم يطبخونه وينقعونه من بعد في ماء بارد ، ثم يجعلونه في طلاء ويخزنونه.
ابن ماسويه : حار يابس في وسط الثالثة أو في أوّلها وفيه رطوبة مائية فضلية ضار
للمحرورين وخاصيته تقوية المثانة والنفع من تقطير البول العارض من البرد. عهد
أبقراط : أن الراسن يذهب بالحزن والغيظ ويبعد عن الآفات لأنه يقوي فم المعدة ويحلل
الفضول التي في العروق بالبول والطمث وخاصة الشراب المتخذ منه. ابن سينا : ينفع من
جميع الآلام والأوجاع الباردة وهيجان الرياح والنفخ ، وفيه جلاء بالغ والضماد
بورقه نافع لشدخ العضل وهو مصدع ولكنه يحلل الشقيقة البلغمية وخصوصاً نطولا وهو
مما يفرح ويقوي
القلب ، ومن تعاهد استعمال الراسن لم
يحتج أن يبول كل ساعة. التجربتين : يسخن المعدة ويلين البطن وينفع من المالنخوليا
المعوية بإخراجه الخلط المتعفن من المعي ويفرح النفس ممن يكثر حزنه من غير سبب
نفساني ، وينفع من وجع الظهر والمفاصل البارد وينقي الصدر والرئة من الأخلاط
اللزجة وينفع كذلك من السعال والربو جداً. المنصوري : ينفع سدد الكبد والطحال والإكثار
منه يفسد الدم ويقلل المني. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : يسخن البدن ويكسر
الريح ويجشئ ويهضم الطعام ، وينفع أصحاب الأبدان الباردة ويكسر من حدته وحرارته
الأغذية الباردة بالخل البارد ونحوه. ماسرحويه : إن تدخنت به امرأة أنزل الحيض فإن
دق وعجن بعسل وشرب منه مثقال سخن الأعضاء التي تألم من البرد. الغافقي : يقطع
الأخلاط والبلغم ويهيج الباه وينفع من اختلاج المفاصل الحادث من الرطوبات.
ديسقوريدوس : وقد زعم
_________________
فماطوس جماع الأدوية
أنه يكون بمصر صنف آخر من الراسن وهو عشبة لها أغصان طولها ذراع متسطحة على الأرض
مثل التمام وورق شبيه بورق العدس غير أنها أطول وهو كثير على الأغصان ، وله أصول
صغار صفر غلظها مثل غلظ الخنصر وأسفلها أرق من أعلاها وعليها قشر أسود ، وتنبت في
مواضع قريبة من البحر وفي تلول ، وإذا شرب أصل واحد من أصوله نفع الذين ينهشهم شيء
من الهوام.
رواند
: ديسقوريدوس في الثالثة : يكون في
المواضع التي فوق البلاد التي يقال لها سيقورس ، ومن هنا يؤتى به وهو أصل أسود وهو
شبيه بالقنطوريونِ الكبير إلا أنه أصغر منه وأقرب إلى حمرة الدم لا رائحة له رخو
إلى الخفة ما هو وأقواه فعلاً ما كان منه غير مسوّس ، وكانت له لزوجة وقبض ضعيف ،
وإذا مضغ كانت في لونه صفرة وشيء من لون الزعفران ، وإذا شرب نفع من الريح وضعف
المعدة وأوجاع كثيرة ووهن العضل وورم الطحال ووجع الكبد والكلي والمغص وأوجاع
المثانة والصدر وامتداد ما تحت الشراسيف وأوجاع الرحم وعرق النسا ونفث الدم من
الصدر والربو والفواق وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن والحميات الدائرة ونهش الهوام
، والشربة منه مثل الشربة من الغاريقون والرطوبات التي يشربها هي الرطوبات التي
يشربها الغاريقون ، وإذا لطخ مع الخل على ألوان الآثار من الضرب والقوابي والثآليل
قلعها ، وإذا ضمدت به الأورام الحارة المزمنة مع الماء حللها وقوته قابضة مع حرارة
يسيرة. جالينوس في الثامنة : قوته مركبة وذلك أن فيه شيئاً أرضياً بارداً ، والدليل
عليه قبضه ، وفيه أيضاً حرارة وذلك أنه إذا مضغه إنسان وأطال مضغه وجد فيه طعماً
كأنه إلى الحرافة والحدة ما هو ، وقد يدل أيضاً على أن فيه شيئاً من الجوهر
الهوائي اللطيف ما هو عليه من الرخاوة والخفة وأكثر دلالة على ذلك منه أفعاله ، وبهذا
السبب صار وإن كان يقبض يشفي مع ذلك الفسوخ العارضة في العصب والقروح الحادثة في العضل
ويفش الانتفاخ ويفش الانتصاب ويشفي أيضاً المواضع التي تحدث فيها الخضرة والقوابي
إذا طلي عليها بالخل ، وقد يستدل أيضاً على أن أفعاله بما فيه من القبض أفعال قوية
من العلل التي ينقيها وهي نفث الدم واستطلاق البطن وقروح الأمعاء ، وذلك أن الشيء
اللطيف الهوائي لا يضاد ولا يعاند الشيء البارد الأرضي بل يبذرقه ويؤذيه ويوصله
إلى العمق ويصير سبباً لقوة أفعاله. قالت الحور : هو حار يابس في الثانية ، وإذا
سحق بالخل وطلي به الوجه أذهب الكلف. أريتاسيس : ينفع من الإسهال الذي كون عن ضعف
المعدة. بولس : ينفع من الامتلاء والتفق. ابن سينا : وإذا دهن بدهنه لفسخ العضل والامتداد
وأوجاع العضل نفع منه. مجهول : إذا طلي به بين الكتفين أذهب الروعة والخوف من
القلب. سفيان الأندلسي : يقوي الأعضاء الداخلة ويفتح سددها ويجفف رطوبتها الفاسدة
ويشد الأعضاء المترهلة ، وفعله في الكبد أقوى في ذلك ، ويطلق الطبيعة ببلغم لزج وبالخام
، وينفع من الاستسقاء ومن ضروبه كلها إلا ما كان منه عن ورم حار في الكبد منفعة
عظيمة بالغة ويفتت حصاة الكلي والطفلية من حصا المثانة ، وينفع من أوجاعها منفعة
بالغة ويدر البول ، وينفع من أنواع الإسهال الذي يكون عن سدد في الماساريقا والكبد
أو عن رطوبة كثيرة قد أرخت المعدة والمعى ، والشربة منه كما قال ديسقوريدوس مثل
الشربة من الغاريقون ، وينفع من علل الصدر وأوجاعه من سدد
وأورام قد نضجت واحتاجت
إلى الفتح ويسهل النفث لا سيما إذا أمسك في الفم ، وينفع من البهر سقياً وإمساكاً
، وينفع من الفسوخ الحادثة في العضل سقياً وهو من أنفع الأدوية للتخم المتولدة عن
إكثار الطعام لتنقية المعي والمعدة منها ، وإذا أخذ مع الصبر قوى فعله وكذا مع
الكابلي ، ونقى الدماغ تنقية جيدة وحسن الذهن ، وينفع بتنقيته من الصداع البلغمي والذي
يكون عن أبخرة صاعدة منفعة عظيمة بالغة جداً ، وإن أضيف إلى اللوغاديا العتيقة كان
فعله أقوى ، وينفع بهذه الإضافة ومفرداً من الخدر والفالج وعلل الدماغ الباردة
كلها كالشقائق وغيرها ، وينفع من الحميات المتقادمة منفعة بالغة ما لم تنهك القوة
وتضعفها إضعافاً لا يحتمل معه أخذه وهو في البلغمية عند النضج نافع جداً ، ويجب أن
يجتنب في أوائل الحميات ، وينفع من القولنج البلغمي والريحي بإطلاقه الطبيعة وتحليله
الرياح ، وأقوى أنواعه الصيني وبعده أنواع الفارسي بحسب جودتها فإنه أنواع كثيرة
فالشامي خاصيته النفع من علل الصدر والسدد الكائنة في نواحيه والأوجاع الحادثة عن
ريح أو سدد. ابن جميع في مقالته في الراوند : اسم الراوند في زماننا هذا ينطلق على
أربعة أشياء ثلاثة منها في راوند بالحقيقة لأنها متشابهة الماهيات متقاربة الأفعال
والتأثيرات ، وواحد يشاركها في الاسمية ويخالفها في الأفعال والماهية ، وأصناف الراوند
الصحيح ثلاثة : منها اثنان يعرفان بالراوند القديم وواحد يعرف بالرواند الجديد ، والمعروفان
بالقديم أحدهما يعرف بالراوند الصيني والآخر يعرف بالراوند الزنجي ، والمعروف
بالجديد يعرف بالراوند التركي والفارسي ، وأما الرابع فإنه يعرف بالراوند الشامي ،
فأما في القديم فكان ينطلق على شيئين : أحدهما ما ذكره ديسقوريدوس في المقالة
الثالثة ، وجالينوس في المقالة الثامنة من كتابه في قوى الأدوية المفردة ، وسنبين
فيما بعد أنه الصنف المعروف عندنا بعينه ، والآخر ما ذكره جالينوس في المقالة
الأولى من كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء المعروف بكتاب المعجونات. وهذا لم
أره ولا لقيت من ذكر أنه شاهده غير رجل أعجمي من أهل المشرق ، وقد حضر إلى سوق
العطارين بمصر منذ سنين ، وذكر أن عنده منه شيئاً ، فلما أحضره إليّ وجدته عصارة
قد عملها على جهة الدرمكة من الراوند الصيني ، فأما الراوند الصلب المعروف بالصيني
فهذا الصنف يجلب إلينا من بلاد الصين ، ويذكر جلابوه أنه أصل نبات يشبه القلقاس
إذا استخرج من الأرض ، وهو رطب يتشقق الأصل منه قطعتين أو ثلاثاً وتثقب القطع وتنظم
في الخيوط وتعلق في الهواء حتى تجف وتحمل. وذكر جالينوس أن من باعته في معدنه من
يأخذ رطبه فيطبخه بالماء إلى أن تخرج عصارته ويجففه بعد ذلك ويبيعه على أنه بحاله
، والذي نشاهده نحن منه أنه قطع خشب ضخمة قدر القطعة منها كالكف أو دونه ، ولون
ظاهرها أغبر مع حمرة قانية ، ولون مقطعها أصفر خلنجي ، وربما مال قليلاً إلى
الخضرة والغبرة ، وجوهرها إلى الفة والرخاوة والهشاشة ، وإذا مضغ منه شيء تبينت
منه لزوجة ظاهرة ، وإذا تطعم به وجد فيه قبض ضعيف ومرارة وحدّة وحرافة خفية وإن
أخذ شيء من ممضوغه وتمسح به على موضع من اليد صبغه بصفرة زعفرانية وهو مما يستاس وينخر
سريعاً ، ولذلك صار جلابوه يلقون معه في الأوعية التي يجلبونه فيها الماميران
الصيني ليحفظه من ذلك ، كما يلقون الأملج مع التربد والفلفل مع الزنجبيل ، وأفضله
ما كان
في جوهره ليس
بمتكاثف ، وكان القبض في طعمه ليس بالقوي وكان مقطعه مصمتاً سالماً من السوس
خلنجيّ اللون ، وكانت فيه بعض اللزوجة المذكورة عند المضغ ، وكان اليسير من
الممضوغ منه قوي الصبغ ، ولذلك فإن تكاثف جوهره وقوة قبضه يدلان على أنه قد غش بما
تقدم ذكره من استخراج عصارته بالطبخ فقلت : لذلك فيه المائية والهوائية ، وغلبت
عليه الأرضية وسلامة مقطعه من السوس واللزوجة يدلان على حداثته وبقاء رطوبته ، وقوة
خلنجيته ولون مقطعه ، وقوّة صبغه يدلان على بلوغه وانتهائه إلى تمام نضجه في منبته
، وأما ميله إلى الخضرة والغبرة فيدل على نجاحه ونهوه واجتنائه قبل كماله ، وأما
الراوند المعروف بالزنجي فإن هذا الصنف يجلب إلينا من بلاد الصين ، وإنما سمي
زنجياً لسواد لونه لا لمعدنه ، ويشابه الصيني المقدم ذكره في أشكال قطعه ومقاديرها
ولزوجته وطعمه ويخالفه في الهشاشة والخفة واللون ، لأن هذا ثقيل صلب عسر المضغ ، والرض
مدمج أسود اللون مقطعه يشبه مقطع القرن الأسود أو خشب الأبنوس أو الساسم وهو أيضاً
مما يستاس سريعاً وينخر ، وأفضله ما لا يستاس ، وكان أقل ثقلاً وصلابة ، وأما
الراوند المعروف بالتركي والفارسي فإنهما يجلبان إلينا من جهة بلاد الترك وأرض
فارس وهو أيضاً على ما سمعته ممن يوثق به أنه من نبات بلاد الصين إلا أن الصيني
المعروف المشهور ينبت في الأطراف الشمالية منها وهو ببلاد التركستان التي يسمونها
الفرس جين ماجين أي صين الصين لأنهم يسمون الصين جين فيقولون : راوند جيني ويحمل
في البحر إلى البلاد التي يخرج إِلينا منها ، أعني بلاد الفرس ، ولذلك سمي التركي
لأنه يجلب من بلاد تلي الترك والصين كما يقال مسك عراقي لما يجلب مما يلي العراق
من الهند ، ولمثل ذلك سمي الراوند الفارسي وهو يشابه الراوند المعروف بالصيني في
أشكال قطعه ومقدارها في اللزوجة والطعم والصبغ وفي الهشاشة والخفة ، ولكن ليس إلى
الحد الذي يوصف معه بضدها بل كأنه بحالة متوسطة بين الزنجي وبينه في ذلك وأقوى منه
طعماً وصبغه أخلص صفرة ويخالفه في اللون لأن هذا أصفر الظاهر والباطن صفرة ورسية ،
وهو أيضاً مما يستاس وينخر سريعاً وأفضله ما لا يستاس وكان مقطعه أشد صفرة وممضوغه
أقوى صبغاً ، وأما الراوند المعروف بالشامي فإن هذا الصنف يجلب إلينا من نواحي
عمان من أرض الشام وهي عروق خشبية طوال مستديرة في غلظ الأصبع وأكثر إلى الصلابة
ما هي ظاهره أغبر اللون كمده ومكسرها أملس تعلوه صفرة مشوبة بيسير من الزرقة. وقال
قوم : إِنه أصل شجرة الأنجدان الأسود المحروث ، وقد سماه قوم راوند الدواب لأن
البياطرة يلقون سحيقه في سقائها إذا احترت أكبادها ، وربما سمي بذلك أيضاً الراوند
التركي ، ومن الباعة من يخلط به الراوند التركي ويبيعه فيه على أنه منه فيمرّ ذلك
على من لا خبرة له به ، وأما الراوند الني ذكره جالينوس في المقالة ١ من كتابه في
الأدوية المقابلة للأدواء فهو ليس من أصناف النبات ، وإنما هو من عصارة تتخذ من
الراوند الصيني ما دام طرياً في منابته ويغلظ بالطبخ ، فما اتخذ من عصير الراوند
نفسه من غير أن يخالطه شيء من الماء كان صحيحاً ، وما اتخذ من عصيره المستخرج
بطبخه في الماء كان مغشوشاً ، وإنما يغش من هذا النوع من الغش ليبقى الراوند
بصورته فيجفف ويباع على أنه لم تؤخذ عصارته رغبة في الزيادة.
وقال في أفعاله الكلية والجزئية : لما
كانت الأصناف الثلاثة
من الراوند أعني
الذي يعرف بالصيني والزنجي والفارسي متقاربة الأفعال متشابهة القوى ، وإنما تختلف
في أشياء من باب الأزيد والأنقص ، ولما كان الراوند الشامي بعيداً منها في كل شيء
رأيت أن أجعل القول فيها واحداً مشتركاً هرباً من الإطالة بتكرير الشيء الواحد ، وأفرد
للشامي قولاً واحداً فأقول : إن الراوند إذا امتحناه بالطرق التي عملناها من
الفاضل جالينوس وجدناه مركباً من جواهر مختلفة ، وذلك أنا نجد فيه قبضاً ليس
بالخفي يدل على جوهر بارد أرضي صالح المقدار وحدة وحرافة خفيتين يدلان على جوهر
حار ناري ليس بالكثير ، ومرارة ليست بالخفية تدل على أن أفعاله الأرضية عن ناريته
أفعالاً ما ، وخفة ورخاوة وهشاشة تدل على جوهر هوائي لطيف ، وما كان بهذه الصفات
فالأغلب على جوهره اللطافة ، وعلى مزاجه الحرارة واليبس اللذان ليسا بالقويين ولا
المفرطين ، لكن القريبين من التوسط ولذلك يكون له من الأفعال الكلية والشبيهة
بالكلية أما الأوائل منها فبالتسخين والتجفيف اللذين في الدرجة الثانية من درجاتها
، وأما الثواني منها فبالتحليل والتلطيف للمواد والرياح الغليظة والتفتيح للسدد والجلاء
والتنقية للمجاري والمنافذ والتجفيف للقروح الرطبة الرهلة ، وإنما صارت أفعال
الجوهر البارد القابض الذي فيه تظهر منه قوية وإن كان ممزوجاً بضده ، لأن هذين
الجوهرين لا يتمانعان ولا يتضادان في أفعالهما ، لكن الجوهر الحار منه يتفرق الجوهر
البارد الأرضي منه ويوصله إلى الأعماق والأقاصي فتقوى بذلك أفعاله وما ظهر فيه من
طول التجارب من البادزهرية والتخليص من سم ذوات السموم من الهوام. وقد نص
ديسقوريدوس على أن في الراوند قوة بادزهرية ، فأما قوّة الإسهال فلم يتفطن لها أحد
من القدماء ولا وقع عليها حل من أتى بعدهم من المحدثين ، وإنما شعر بها من كان
منهم أقرب إلينا عهداً ، وخاصة من أهل بلادنا وليس إنما ينقى من هذين الخلطين
الرقيق كما يظنه قوم من عوام الأطباء ، لكن قد صح أنه ينقي البدن منهما على اختلاف
صنوفهما ويفش ضروبهما حتى البلغم اللزج والخام ، وينفع من كثير من الأمراض
المتولدة عنهما ، وأما أفعاله الجزئية : فالراوند إذا شرب يقوي الكبد والمعدة والمعى
والطحال والكلي والمثانة والرحم ، وبالجملة سائر الأعضاء الباطنة تقوية بالغة ، ويفتح
سددها ويجفف رطوباتها الفضلية الفاسدة ، ويزيل ما يتولد فيها من الاسترخاء والترهل
ويحلل الرياح ، ولذلك يسكن كثيراً من أوجاعها وأفعاله هذه في المعدة والكبد واختصاص
هذه بالمعدة والكبد أقوى وأظهر وخاصة في الكبد لاختصاص له لطبعه بها ، ولذلك صار
ينفع من سوء القيئة وجميع أنواع الاستسقاء خلا ما كان منها عن ورم حار في الكبد ومن
اليرقان الكائن عن السدد ، سيما إن أضيف إليه اللك والغافث والسنبل الهندي ونحوها
وأخذ بماء الكشوث أو ماء البقول أو الأصول بحسب ما تدعو الحاجة إليه منها ، ومن
غلظ الطحال بالسكنجبين ، وخاصة المتخذ منه بخل الأصول ومن الفواق والجشاء الحامض وامتداد
ما دون الشراشيف والفتوق والمغص إذا أخذ بالشراب الريحاني أو الأنيسون والماء
الحار القراح ، ومن الإسهال الكائن عن ضعف المعدة والمعى بسبب رطوبات كثيرة فيها
رهلتها وأرختها إذا أخذ بمفرده وبشراب الورد المعمول من الورد اليابس ، ومن
الإسهال المزمن الكائن من شدة
في الماساريقا إذا
أخذ بالشراب الريحاني أو بالسنبل الهندي ، ومن الدورسنطاريا المعائية إذا أضيف
إليه ما يضعف قوته المسهلة ، وينعش قوته المجتمعة القابضة المدملة كالورد العراقي
والجلنار والطربيث والصمغ العربي ومن القولنج البقلي والبلغمي والريعي وخاصة إن
أخذ مع الخيارشنبر بماء الزبيب والبسفانج ومن الحصاة الكائنة وما ليس بصلب من
المثانة ، وهو إلى الطفلية أميل لإدراره وجلائه وتلطيفه ، وخاصة إن أخذ بماء
البرسياوشان وورق السقولو قندريون ونحوها ، ومن نزف الدم من الرحم بماء السنبل
الهندي أو بشراب لسان الحمل ، ومن التخمة الكائنة من إكثار الطعام لتنقية المعدة والمعى
منها وما تعقب من التقوية والإسخان من المعتمل لها ، ولذلك كان أنفع دواء لها وإن
أضيف إليه شيء من الهليلج الكابلي والصبر السقوطري والغاريقون الأنثى قوي فعله
جداً ونقى الدماغ تنقية جيدة وينفع من عزوب الدهن وهو بمفرده ، وبهذه الإضافة ينفع
من ضروب الصداع والشقيقة. وبالجملة من أوجاع الرأس وأعلاها المتولدة عن أبخرة
البلغم والمرة الصفراء ، وعن هذين الخليطين أنفسهما ومن الصداع البلغمي والكائن عن
أبخرة تصعد عن بلاغم عفنة ، ومن الفالج والخدر بمفرده ومضافاً إلى اللوغاديا
العتيقة ، ومن نفث الدم من الصدر وعلله المتولدة عن مواد غليظة والسدد والربو والبهر
ويسهل النفث ومن أورامه التي قد نضجت واحتاجت إلى الفتح إذا أمسك في الفم وابتلع
أوّلاً فأولاً أو شرب بالطلاء الممزوج بالماء ، ومن فسخ العصب والعضل وتكسيره ووهنه
شرباً بالشراب الريحاني ومن عرق النسا ، وخاصة إن أخذ بطبيخ الأسارون والقنطوريون
الدقيق ومن أوجاع المفاصل المتولدة عن أخلاط بلغمية أو مرية أو مركبة منهما
لتنقيته من الحميات العفنة المرية والبلغمية والمركبة منهما إذا نضجت موادها
إسهالاً به ومن الدائرة المتطاولة منها وخاصة البلغمية في أواخرها عند ما تبقى
فضلاتها بالعروق مغتصة من موادها وضعفاً في الأعضاء الباطنة من طولها وترددها ، وخاصة
إن كسرت حرارته بمثل الورد الأحمر العراقي وعصارة الأمترياريس والصندل المقاصيري ومن
الأورام الحارة المتطاولة إذا لطخ عليها ببعض الرطوبات الموافقة لها ، ومن الكلف والقوبا
وآثار الضرب ونحوها لطوخاً بالخل ومقدار ما يشرب منه من ثمن درهم إلى مثقال بحسب
الحاجة والاحتمال ، وهذه أفعال الأصناف الثلاثة من الراوند التي عرفت بالقوانين
العباسية والطرق التجربية إلا أن أقواها فعلاً وخاصة في تقوية الكبد والمعدة وسائر
الأعضاء الباطنة ، والنفع من الاستطلاقات المحدودة والدوسنطاريا والحميات العفنة
الصنف المعروف بالصيني وذلك لأنه أعدلها مزاجاً وألطفها جوهراً اللهم إلا في
الإسهال فإن قوته في التركي منها أقوى ، وأما الزنجي فينحط في أفعاله عن الصيني في
كل موضع ولا يؤثر عليه غيره مهما وجد. اللهم إلا أن يكثر دعاء الحاجة إلى زيادة
الإسهال ويقل التقوية للأعضاء الباطنة ولا تضر زيادة الحرارة فإن التركي حينئذ
أبلغ منال في ذلك إذا حصل قولنج بلغمي غير مقترن بزيادة حرارة في المزاج في بدن
قوى الأعضاء الباطنة ، وأما أفعال الراوند الشامي هذا الصنف من الراوند قليل
التصرف في أعمال الطب عندنا ، وقل من يستعمله من مشايخنا ، ولذلك لم نعن بأمره
كعنايتنا بالأصناف الأخر ، لكن الكائن عن ضعف المعدة ويدخل في السفوفات الحابسة والأضمدة
المتخذة لضعف المعدة
واسترخائها وأورام
الكبد والطحال ، وينفع من علل الصدر وأوجاعه المتولدة من السدد في نواحيه ومن
الرياح. الرازي في كتاب الأبدال : بدله في ضعف الكبد والمعدة وزنه ونصف وزنه ورد
أحمر منقى الأقماع وخمس وزنه سنبل عصافير.
رازيانج
: جالينوس في السابعة : هذا دواء يسخن
إسخاناً قوياً حتى يمكن منه أن يكون في الدرجة الثالثة ، وأما تجفيفه فليس يمكن أن
يكون على هذا المثال ، ولكن ينبغي أن يضعه الإنسان من التجفيف في الدرجة الأولى ،
ولذلك صار يولد اللبن وهو نافع أيضاً لمن قد نزل في عينيه الماء من هذا الوجه
بعينه ، ويدر البول ويحدر الطمث جداً. ديسقوريدوس في الثالثة : ماريون إذا أكل حبه
زاد في اللبن وبزره يفعل ذلك أيضاً إذا شرب أو طبخ بالشعير ، وإذا شرب طبيخ جمته
أدر البول ، ولذلك يوافق وجع الكلى والمثانة وقد يسقى طبيخها بالشراب لنهش الهوام
، وطبيخها يدر الطمث. وإذا شرب بالماء البارد في الحميات سكن الغثيان والتهاب
المعدة ، وأصل الرازيانج إذا تضمد به مدقوقاً مخلوطاً بعسل أبرأ عضة الكلب الكلب ،
وماء الرازيانج إذا جفف في الشمس وخلط بالأكحال المحدة للبصر انتفع به ، وقد يخرج
أيضاً ماء الرازيانج وهو طري مع الأغصان بورقها ، ويستعمل منه على ما وصفنا فينتفع
به في حدة البصر ، ويخرج من ماء الأصل أيضاً أول ما ينبت للعلة التي ذكرنا ، وأما
الرازيانج النابت في البلاد التي يقال لها سوريا التي تلي المغرب ، فإنه يخرج
رطوبة شبيهة بالصمغ ، وذلك أن أهل تلك البلاد يقطعون ساق الرازيانج ويدنونه من
النار فيعرق ويخرج رطوبة شبيهة بالصمغ ، وهذه الرطوبة أقوى فعلاً في الإكحال من
الرازيانج. حبيش بن الحسن : هو بقلة تنفع مثل ما تنفع الهندبا إذا أغليت على النار
وصفيت ، وإذا مزج ماؤها مع المياه من غيرها من هذه البقول بلغت به أقصى البدن وأصابت
الأدواء لأن لمائه دقة مذهب وحبه أشد حرارة من ورقه وورقه أسرع مذهباً في الأوجاع
من حبه ، وأصوله في العلاج أقوى من بزره وورقه. مسيح : من شأنه تفتيح سدد الكبد والطحال
فإذا دق واستخرج ماؤه وغلي ونزعت رغوته وشرب بشراب العسل أو بالسكنجبين نفع من
الحميات المتطاولة وذوات الأدوار. مجهول : إن خلط ماؤه المجفف مع عسل واكتحل به
أعين الصبيان الذين يشكون الرطوبة في أعينهم أبرأهم وأكله وشرب ماء بزره يحد
البصر. الشريف : قال صاحب الفلاحة النبطية عن آدم عليه السلام : إن بزر الرازيانج
إذا اقتمح منه إنسان وزن درهم مع مثله سكراً وابتدأ ذلك من أول يوم تنزل الشمس برج
الحمل ، وأديم ذلك إلى أن تحل الشمس برج السرطان وفعل ذلك كل عام فإنه لا يمرض
البتة ، ولو بلغ عمره الطبيعي وتصح حواسه إلى أن يموت. ابن سينا : هضمه بطيء وغذاؤه
رديء ، وهو نافع من الحميات المزمنة ، وزعم ديمقراطيس أن الهوام ترعى بزر
الرازيانج الطري ليقوي بصرها والأفاعي والحيات تحك بأعيانها عليه إذا خرجت من
مأواها بعد الشتاء استضاءة للعين. التجربتين : عصارة ورقه الغض وطبيخ أصله وبزره
متقاربة المنفعة ، وطبيخ البزر أقواها وكلها نافعة من أوجاع الجنبين والصدر
المتولدة عن سدد ورياح غليظة ويحلل أخلاط الصدر فيسهل النفث ويسخن المعدة ويجلو
رطوباتها ويحدرها في البول ، وينفع من أوجاعها ومن حرقتها المتولدة عن البلغم
الحامض وهو ضعيف في إدرار الحيض. إسحاق بن عمران : دابغ للمعدة ، وأما بزره الجاف
فإنه مفتح لسدد الكلي
والمثانة ويطرد
الرياح النافخة وليس يصدع كسائر البزور لعلة يبسه. ديسقوريدوس : أقومارثون وهو
رازيانج ليس ببستاني كثير ، له بزر شبيه ببزر لينانوطس المسمى فجرو ، وأصل طيب
الرائحة إذا شرب أبرأ تقطير البول ، وإذا احتمل أدر الطمث وإذا شرب البزر والأصل
عقلا البطن ونفعا من نهش الهوام وفتتا الحصاة ونقيا اليرقان ، وطبيخ الورق إذا شرب
أدر اللبن وبلغ في تنقية النفساء. جالينوس : الناس يسمون الرازيانج البري الكبير
أقومارثون وأصل هذا الرازيانج وبزره أقوى في التجفيف من الرازيانج البستاني ، وأحسب
أن هذا الأصل وهذا البزر إنما صارا يحبسان البطن بهذه القوة إذا كان ليس فيهما قبض
بين ويمكن فيه تفتيت الحصاة وإشفاء اليرقان وإحدار الطمث وإدرار البول إلا أن هذا
النوع من الرازيانج ليس يجمع اللبن كما يجمعه الأول.
ديسقوريدوس
: وقد يكون نبات آخر يقال له أقومارثون له ورق صغار دقاق إلى الطول وثمر مستدير
شبيه بالكزبرة حريف مسخن طيب الرائحة وقوته شبيهة بقوة الأقومارثون الآخر إلا أنه
أضعف جالينوس : مثله.
رازيانج
رومي ورازيانج شامي : وهو الأنيسون ، وقد
تقدم ذكره في الألف.
راتينج
: وهو الراتيانج أيضاً وهي الرجينة والرشينة
أيضاً عند عامة الأندلس ، وهو صمغ الصنوبر وسيأتي ذكره مع أنواع العلك في حرف
العين ، ومن الناس من يسمي أنواع العلك كلها راتينجا إلا حنيناً فإنه يوقع هذا
الاسم على القلفونيا خاصة ويسمي سائر أنواعها علكاً.
رانج
: هو النارجيل عن أبي حنيفة وسنذكره في
حرف النون إن شاء الله.
راطيني
: هو اسم لجميع العلوك باليونانية.
رازقي
: أمين الدولة بن التلميذ : هو السوسن
الأبيض ودهنه هو دهن الرازقي. ذكر أبو سهل المسيحي صاحب كتاب المائة وعبيد اللّه
بن يحيى صاحب كتاب الاختصارات الأربعين ، وذكر ذلك من أصحاب اللغة صاحب كتاب
البلغة ، وذكر غيرهم أن القطن يسمى رازقي في القرى. وقال السكري : إن الكتان أيضاً
يسمى الرازقي ، وأما استعمال الأطباء لهذا الاسم فعلى ما ذكرت ، وإنما ذكرت ذلك
لأن بعض من لا خبرة له ادّعى أن دهن الرازقي يتخذ من فقاح الكرم الرازقي ، وبعضهم
ادعى أنه دهن بزر الكتان ، وإنما هو دهن السوسن الأبيض.
ربيثا
: التميمي : هو نوع من الأدام يتخذه أهل
العراق هو والصحناة جميعاً من صغار السمك. ابن ماسويه : تنفع المعدة وتجفف ما فيها
من الرطوبة ، ولا سيما إذا أكلت بالصعتر والشونيز والكرفس والسذاب مهيجة للباه.
البصري : هي أحر من الأربنان. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما الربيثا
فالقول فيه كالقول في الصحناة غير أنها أسرع نزولاً ، ولها أن ترفع البخر المتولد
عن البلغم العفن في المعدة والخل يكسر من عادية ذلك كلها ، وإعطاشها وعادية جميع
الكواميخ جدّاً.
ربل
: أبو العباس الحافظ : هو نبات باسم عربي
ورقه شبيه بورق الأوفاريقون الصغير إلا أنه أشدّ خضرة منه وأكثر جعودة وهي متكاثفة
على الأغصان في أعلاها زهر أقحواني الشكل صغير ذو أسنان يشاكل رائحة القيصوم وطعمه.
أوله راء بعدها باء بواحدة مفتوحة ثم لام وهي عندي من أنواع البرنجاسف. لي : حدثني
عن هذا الدواء بالديار المصرية من أثق بقوله من الأمراء وهو أحد أولاد البراغثة ،
وكان ذلك في محروسة بلبيس أنه مجرب عندهم بالنفع من نهش الحيات والأفاعي يسقى منه
المنهوش وزن درهمين ، فيتبين له أثر عجيب وعرفني به سلمه الله.
ربرق
: أبو
حنيفة : هو عنب
الثعلب عند أهل اليمن.
رته
: هو البندق الهندي وقد ذكرته في الباء.
رثم
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش له
قضبان طويلة ليس فيها ورق صلبة عسرة الرض تربط بها الكروم ، وله خمل وغلف شبيهة
بغلف الحب الذي يقال له فاشلبوش وهو حب شبيه باللوبياء وفي الغلف بزر صغير شبيه
بالعدس ، وله زهر أصفر شبيه بالخيري. الغافقي : هذا هو الرثم الأسود ومن الرثم صنف
آخر وهو الأبيض وهو أشد بياضاً من الأول ، وله زهر دقيق أصفر يخلفه حب بين
الاستدارة والطول صلب ذو غلف. جالينوس في الثامنة : ثمرة هذا وعصارة أطرافه قوتها
جاذبة شديدة الجذب. ديسقوريدوس : وثمرة هذا النبات وزهره إذا شرب منها خمس
أوثولوسات بالشراب المسمى مالقراطن يقيئان مع تمدد شديد كما يقيء الخريق بغير شدة
، وأما الثمرة فإنها تسهل من أسفل ، وإذا أنفعت القضبان ثم دقت واستخرجت عصارتها
ثم أخذ من العصارة مقدار قواقوبوش وشربه على الريق الذين بهم عرق النسا كان لهم
علاجاً نافعاً ، ومن الناس ينقع القضبان في ماء الملح أو ماء البحر ، ويحقنون به
الذين بهم عرق النسا فيسهلهم دماً وخراطة. الغافقي : يجلو النمش إذا تضمد به ويقال
أنه ينفع من عضة الكلب الكلب. الشريف : إذا ابتلع من حبه إحدى وعشرون حبة في ثلاثة
أيام على الريق نفعت من الدماميل.
رقال
: يقال على الحيوان المعروف وعلى نبات
أيضاً ينفع من نهشته ، فسمي باليونانية باسمه وهو فاليجقن وسيأتي ذكره في الفاء.
رجل
الغراب : ديسقوريدوس : هو نبات مستطيل منبسط على
الأرض مشقق الورق ويطبخ ويؤكل وأصله يصلح لمن به إسهال مزمن ووجع البطن. جالينوس
في السابعة : وأصل هذا النبات قد وثق الناس منه بأنه إذا أكل نفع من استطلاق
البطن. بولس : أصلها إن أكل نفع من القولنج من غير أن يضر. عبد اللّه بن صالح : ولقد
جربت منه ما أذكره كنت أخدم العشب مع رجل بربري وأنا إذ ذاك فتى فطرقني وجع في
الصلب وفي سائر الأعضاء كالإعياء فلم أقدر على الخممة فسألني عن شأني فأخبرته فقال
: خذ هذه وناولني رجل الغراب المذكور وأطبخها مع رأس عنز واشرب المرقة وكل اللحم
فانصرفت إلى منزلي وفعلت ذلك فبرئت وكان لي والدة وكان بها إسهال البطن المزمن
أكثر من خمس وعشرين سنة فقالت لي : إسقني من ذلك المرق عساه ينفعني فشربت منه
فنفعها وانقطع الإسهال عنها. التميمي في كتابه المرشد : رجل الغراب يسمى بالشام
رجل الزاغ ومنابته في بعض ضياع البيت المقدس بضيعة تسمى بوريس وما حولها وهذه
الضيعة في شرقي البيت المقدس منه على ميل الطريق وهي نبتة تطول على وجه الأرض
شبراً أو شبراً ونصفاً وورقها شديدة الخضرة تضرب في خضرتها إلى السواد في شكل ورق
الرشاد البستاني وكل ورقة من ورقها مشقوقة شقين يكون منها ثلاث ورقات دقاق في
الوسط أطولهن واللتان تليانها هما أقصر منها كمثل أصابع رجل الغراب سواء ، ولها في
الأرض أصول غائرة في التراب هي في شكلها إلى الإستدارة ولكنها مفجرة يكون الأصل
منها ذو زوائد مدوّرات في شكل التوتيا البحري سواء وظاهرها يضرب إلى الصفرة فإذا
سحق كان عند سحقه أبيض شديد البياض كمثل بياض سحيق السورنجان وفي طعم ورقها حرافة
قوية وفيه قبض يسير وقد يأكله أهل البيت المقدس وأهل ربقة وضباعة مسلوقاً بزيت
الأنفاق والملح فينفعهم من وجع الظهر والأوراك والركبتين نفعاً بيناً. وأما أصلها
فكثيراً
ما كنت أنا آكله وفي
طعمه حلاوة يسيرة وحرافة كحرافة طعم الجزر الحريف وقبض يسير ، وهي حارة في الدرجة
الأولى في آخرها يابسة في أول الدرجة الثانية ، والشربة منها لعلة النقرس مفردة من
درهمين إلى ثلاثة دراهم مسحوقة منخولة ، فإن جعلت في أخلاط بعض الحبوب النافعة. من
أوجاع المفاصل فمن درهم إلى مثقال وليست تحل الطبيعة إلا حلاً يسيراً لا خطر له ،
وقد يتخذ من هذه النبتة عصارة وتجمد لتكون معدة لوقت الحاجة إليها بأن يؤخذ جملة
من ورقها مقتلعة بأصولها تكون في الجملة خمسة وعشرين رطلاً بالبابلي وتلقى في هاون
حجر بعد غسلها من الطين والتراب وتدق بدستج خشب دقاً ناعماً ويعتصر ما فيها من
الماء ، ثم يعاد دق الثخين ثانية بيسير من الماء الملح لتخرج قوّته ويعتصر ويرمى
بالثخين ويجمع الماءان في قدر برام أو طنجير ويرفع على نارها دية فيغلى حتى يذهب
من الماء الثلثان ويبقى الثلث ، ثم يسكب في جامات زجاج أو صحاف ويجعل في الشمس إلى
أن يجمد ويحرك في كل يوم بإسطام نحاس صغير حتى ينعقد ويختلط ناشفه برطبه ، ولا
يزال كذلك يشمس إلى أن ينعقد ويصير مثال الشمع إذا أمسكته بيدك لم يلتصق بها منه
شيء ، فإذا تكامل فعند ذلك يتخذ منه أقراص وتنظم في خيط وتعلق في الشمس فإذا تكامل
جفافها فعند ذلك ترفع لوقت الحاجة إليها ، فإذا احتيج إليها فتحل بالماء وتطلى على
المفاصل بريشة فإن كان الوصب يشكو ضربان المفاصل وشدة وجعها فيذاب في وزن درهمين
في هذه العصارة بعد حلها بالماء وزن درهم من لحاء أصل هذا السابيزج وهو اليبروح
بعد أن تنعم دقه وتحله وتخلطه وتلقيه على المفاصل فإنه يسكن الوجع ويزيله بإذن
الله تعالى.
رجل
الجراد : ابن سينا : هي بقلة تجري مجرى البقلة
اليمانية تنفع من السل ، وطبيخها ينفع منفعة السرمق وغيره في حميات الربع والمطبقة
والمطريطارس.
رجل
الأرنب : قيل : إنه النبات الذي سماه ديسقوريدوس
باليونانية لاغوين وسنذكره في حرف اللام.
رجل
الحمامة : هو الشنجار عند عامة
الأندلس ، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة.
رجلة
: هي البقلة الحمقاء ، وقد ذكرت في الباء.
رجل
العقاب ورجل العقعق ورجل الزرزور : وهو
رجل الغراب المتقدم ذكره ، وأما أهل مصر فإنهم يسمون الدواء المسمى بالبربرية
آطريلال وهو حشيشة أيضاً برجل الغراب.
رجل
الفروج ورجل الفلوس أيضاً : هو إسم عند
عامة الأندلس للدواء المعروف بالقاقلي عند أهل العراق ، وهو من أنواع الحمض ، وسأذكر
القاقلي في حرف القاف.
رخمة
: ابن سينا : يقطر منها مرارته بدهن بنفسج
في الجانب المخالف للشقيقة والمخالف من وجع الآذان ويسعط بها الصبيان أو يقطر في
آذانهم لما يكون بهم من رياح الصبيان ، ويكتحل بمرارته لبياض العين بالماء البارد
، وقيل : إن زبله يسقط الجنين بخوراً ويخلط بزيت ويقطر في الأذن الثقيلة السمع والتي
بها طرش وقال ابن البطريق : إن مرارته تجفف في إناء من زجاج في الظل ويكتحل في
جانب لسعة الأفعى ولست أصدق به ، وقد ذكر بعضهم أنه جرب لسم العقرب والحية والزنبور
فكان نافعاً أحسبه لطوخاً. الشريف : ولحمه إذا خلط بخردل وجفف وبخر به المعقود عن
النساء سبع مرات أطلقه ذلك ، وإذا أخذ ريشه من جناحها الأيمن ووضعت بين رجلي
المطلقة سهلت ولادتها. خواص ابن زهر : ريشه إذا بخر به البيت طرد الهوام الذبابية
وزبلها يداف بخل خمر ويطلى به البرص فيغير لونه وينفعه ، وكبدها تشوى
وتسحق وتداف بخل خمر
وتسقى من به جنون كل يوم ثلاث مرات ثلاثة أيام متوالية فتبرئه ، والجلد الأصفر
الذي على قانصة الرخمة إن أخذ وسحق بعد تجفيفه وشرب بطلاء ينفع من كل سم ، وإن علق
رأسها على المرأة العسرة الولادة سهل ولادتها.
رخبين
: ابن ماسه : حار يابس في الثانية رديء
الخلط جيد للمعدة الحارة ملين للبطن إذا احتمل منه شياف.
رخام
: الشريف : هو حجر معلوم سريع يقطع من
معادنه وينشر وينجر وألوانه كثيرة والمخصوص منه باسم الرخام هو ما كان أبيض وأما
ما كان منه خمرياً أو أصفر أو أسود أو زر زورياً فكلها داخلة في أجناس الأحجار ومعدودة
منها ، وهو بارد يابس إذا شرب منه ثلاثة أيام كل يوم مثقال مسحوق مهيأ معجوناً
بعسل نفع من الدماميل إذا كثرت في البدن عن هيجان الدم ، وإذا أحرق وسحق وذر على
الجراحات بدمها قطع دمها وحيا ومنع تورمها ، وزعم قوم أن رخام المقابر أعني الذي
يكتب فيه التواريخ على القبور إن سقي مسحوقاً إنساناً يعشق إنساناً على اسمه نسيه
وسلاه ولم يهيم به ، وإذا خلط جزء منه بجزء قرن ماعز محرق وطلي به حديد ثم أحمي
على النار وسقي في ماء وملح كان عنه حديد ذكر.
رشاد
: هو الحرف وقد ذكرته في الحاء.
رصاص
: جالينوس في التاسعة : قوة هذا قوّة تبرد
وذلك أن فيه جوهراً رطباً كثيراً ، وقد جمد بالبرد وفيه مع ذلك جوهر هوائي وليس
فيه من الجوهر الأرضي إلا يسير ، ومما يدل على أن فيه جوهراً رطباً ، وقد جمد
بالبرد سرعة إنحلاله وذوبانه إذا ألقي في النار ، ومما يدل على أن فيه جوهراً
هوائياً إن الأسرب وحده دون سائر الأشياء التي نعرفها قد علمنا فيه أنه يزيد ويربو
في مقدار جرمه وفي زنته متى وضع في البيوت السفلية التي هواؤها كدر يتكرّج فيه كل
شيء يوضع في ذلك البيت بالعجلة ، فهذه دلائل منتجة من التجارب تدل على رطوبته وبرودته
، والدلائل الحقيقية الصادقة الدالة على ذلك إنما تعرف بالامتحان والتجربة إذا
اتخذت هاوناً من أسرب مع دستج وألقيت فيه أيّ الأشياء الرطبة شئت وسحقته حتى يصير
ما في الهاون من تلك الرطوبة مع دستجة التي تسحقها به كالعصارة وجدت الشيء الذي
يكون منهما جميعاً. أعني من الشيء الرطب والأسرب بارداً جدُّا في قوّته أكثر من
البرودة التي كانت لتلك الرطوبة ، وقد يمكنك أن تلقي مع الرطوبة ماء أو شراباً
رقيقاً مائياً أو زيتاً أو شيئاً آخر تريده ، وإن أحببت أن تجعل تلك العصارة تبرد
تبريداً شديداً أكثر فألق مع ذلك الشيء الرطب زيتاً إنفاقاً أو دهن ورد أو دهن
السفرجل أو دهن آس ، وتستعمل العصارة التي تكون من هذه في مداواة الأورام الحارة
العارضة في المقعدة مع قرحة أو بواسير تقطع ، وفي مداواة الأورام الحارة أيضاً
الحادثة في المذاكير والعانة واليدين ، فإنك إذا اتخذت هذا كنت قد اتخذت دواء
نافعاً جداً ، وعلى هذا المثال فاستعمله في مداواة كل نزلة وكل مادة أخرى تبتدىء
منه في الانحدار والانصباب إلى الأرنبتين أو إلى القدمين أو إلى غير هذه من
المفاصل الأخر أي مفاصل كانت أو إلى الجراحات الرديئة الخبيثة ، حتى إنك إن
استعملت هذا الدواء في القروح التي تكون مع السرطان تعجبت من فعله ، وإن أحببت أن
تجمع مع الأسرب عصارة كثيرة في مدة من الزمان يسيرة فالتمس أن يكون سحقك لما تسحقه
في هذا الهاون في الشمس ، أو في هواء حار أيٌ هواء كان وإن أنت أيضاً جعلت الشيء
الرطب الذي تلقيه في الهاون شيئاً يبرد وسحقته بمنزلة عصارة الخس أو عصارة حي
العالم
أو عصارة قوطوليدون
أو عصارة جندربلي أو عصارة ورق البزرقطونا أو عصارة الحصرم أو عصارة الهندبا أو
عصارة البقلة الحمقاء ، فإن الذي يتَخذه يكون نافعاً في أشياء كثيرة ، فأما
الأدوية التي لا تخرج عصارتها بسهولة بمنزلة البقلة الحمقاء ، فينبغي لك أن تخلط
معها رطوبة تبرد بمنزلة عصارة الحصرم ، فإن هذه العصارات تبردها لو أن إحداها وضعت
في الهاون لصار منها دواء نافع في غاية الجودة مع أن الأسرب وحده منفرداً إذا أخذت
منه قطعة وطرقتها حتى تصير كالصفيحة وشددت تلك الصفيحة على موضع العانة من
المصارعين الذين يتعانون الرياضة عند ما يعاينون الاحتلام فتبردهم تبريداً ظاهراً
، والصفيحة الرقيقة المعمولة من الأسرب إذا وضعت على النتوء المعروف بالعصب
الملتوي حلته وأذهبته جملة ، وإنما يشد هذه الصفيحة شداً جيداً كل من تعلم من
أبقراط وينبغي أن تغمر غمراً شديداً على الموضع الذي هو نفس العلة لا على ما هو في
ناحية منه فإن كان الأمر في الأسرب على ما وصفت فليس بعجب أن يكون الأسرب إذا أحرق
وغسل كانت قوته قوة تبرد ، وأما من قبل أن يغسل فقوته مركبة وآثار المحرق هو نافع
للجراحات الخبيثة ، وإذا هو غسل كان أنفع في إدمالها وختمها وهو أيضاً نافع للقروح
الرديئة المعروفة بحرونيا ، والقروح السرطانية المتعفنة إن استعمل وحده مفرداً وإن
خلط مع واحد من الأدوية التي تختم وتبنى وهي بمنزلة المتخذ بالقليميا ، وإذا عولجت
هذه القروح به فينبغي أن يحل في أول الأمر ما دام الصديد كثيراً في كل يوم فإن لم
يكن الصديد كثيراً فمرة في ثلاثة أيام ومرة في أربعة وتوضع عليها من خارج إسفنجة
مغموسة في الماء البارد ، وإذا جفت الإسفنجة فلترطب.
ديسقوريدوس في الخامسة : الرصاص يغسل
كذا : يعمد إلى صلاية من رصاص ويصب فيها ماء يسير ويدلك بيدها إلى أن يسود الماء ويثخن
ثم يصفى بخرقة كتان ويعمل ذلك ثانية وثالثة وأكثر إن احتيج إلى ذلك ، ثم يترك
الصفو إلى أن يرسب الرصاص ثم يصب عنه الماء ويصب عليه أيضاً ماء آخر ويغسل كما
يغسل الأول وكغسل القليميا ، أو يفعل به ذلك إلى أن لا يظهر في الماء سواد ويعمل
منه أقراص وترفع ، ومن الناس من يأخذ رصاصاً نقياً ويبرده بالمبرد ويسحقه على
صلاية من حجارة ويدها من حجارة بالماء وقد يصب عليه الماء ويدلكه أيضاً على
الصلاية بالأيدي ويخرج ما يخرج من السواد قليلاً قليلاً ويرمي به ولا يكثر من دلكه
، ولكن بعد ذلك بيسير ويصب عليه ماء ويتركه حتى يرسب ثم يصب عنه الماء ويعمل منه
أقراص ، والسبب في ترك الإكثار من دلكه أنه إذا أكثر من دلكه صار الرصاص حينئذ
شبيهاً بأسفيذاج الرصاص ، ومن الناس من يصير مع سحالة الرصاص شيئاً يسيراً من
الجوهر الذي يقال له مولوبدانا ، والذي يفعل به ذلك يزعم أن الرصاص المغسول جيد
حينئذ وقوّة الرصاص المغسول قابضة مبردة مغرية ملينة ، وقد يملأ القروح العميقة ، أعني
الغائرة لحماً ويقطع سيلان الرطوبات إلى العين ويذهب اللحم الزائد في القروح ونزف
الدم ، وإذا خلط بدهن الورد كان صالحاً للقروح العارضة في المقعدة والبواسير التي
يخرج منها الدم والقروح التي يعسر اندمالها والقروح الخبيثة. وبالجملة ، فإن فعله
شبيه بفعل التوتياء ، وأما الرصاص فإنه إذا كان على وجهه ودلك به لدغة العقرب
البحري وتنين البحر نفع منهما ، وقد يحرق على هذه الصفة ، يؤخذ صفائح رقاق من رصاص
وتصير في قدر جديدة وتذر على الصفائح أيضاً شيئاً من كبريت ولا تزال تفعل به
ذلك وبالكبريت حتى
تمتلىء القدر ، ثم توقد تحت القدر ناراً فإذا التهب الرصاص حرك بحديدة إلى أن يصير
رماداً ولا يظهر فيه شيء من جوهر الرصاص ، فإذا صار إلى هذه الحال أنزل عن النار ،
وينبغي للذي يعمله أن يغطي أنفه فإن رائحته ضارة جدُّا ، وقد تؤخذ سحالة الرصاص
أيضاً وتخلط بكبريت وتصير في قدر وتحرق على هذه الصفة التي وصفنا. ومن الناس من
يأخذ صفائح الرصاص ويصيرها في قدر من طين ويغطيها بغطاء يلزقه عليها ويصير فيه
ثقباً دقيقاً ينفذ منه البخار ويحرقه إما في أتون وإما بأن يضعه في مستوقد ويوقد
النار تحته ، ومن الناس من يذر أسفيذاج الرصاص مكان الكبريت ويلقي عليها شعيراً ،
ومنهم من يصير الصفائح في قدر ويضعها في نار قوية ويحركها حركة شديدة بحديدة إلى
أن تصير رماداً ، وهذا الضرب من الإحراق صعب شاق فإذا أفرط في إحراق الرصاص صار
لونه شبيهاً بلون المرداسنج ، وأما نحن فإنا نختار الضرب الأول من ضروب الإحراق ،
وينبغي أن يغسل مثل ما تغسل القليميا ويرفع ، وقوّة الرصاص غير المغسول شبيهة بقوة
المغسول إلا أنها أشد منها وأفضل. الغافقي : الرصاص هو ضربان : أحدهما الرصاص
الأسود وهو الأسرب والآنك ، والآخر الرصاص القلعي وهو القصدير وهو أفضلها ، فإذا
لطخ الأصبع بدهن أو شحم ودلك به رصاص ولطخ به الحاجبان قوى شعرهما وكثره ويمنع من
انتثاره ، والرصاص المحرق يصلح للجراح والقروح إذا وقع في المراهم ويوافق قروح
العين إذا وقع في أدويتها. ابن سينا : وإذا حك الرصاص بشراب أو زيت أو غيره نفع من
الأورام الحارة. خواص ابن زهر : إن دلك الرصاص بدهن حتى يصدأ ثم أخذ ذلك الدهن وطلي
به حديد لم يصدأ ، ومن لبس منه خاتماً نقص بدنه ، وإن طرح في القدر قطعة رصاص لم
ينضج اللحم ولو أوقد عليه مدة. ومن الفلاحة : إن اتخذ منه طوق وطوقت به شجرة مثمرة
فإنها لا يسقط من ثمرها شيء ويزداد بذلك ثمرها.
رطب
: جالينوس في أغذيته : وأما الثمر الطري وهو
الرطب فإنه أعظم مضرة من غيره ، والرطب مع هذا يحدث في البطن نفخة كما يفعل ذلك
التين الطري ، ونسبة الثمر الطري وهو الرطب إلى سائر الثمر مثل نسبة التين الطري
إلى اليابس. ابن ماسويه : هو حار في وسط الدرجة الثانية رطب في الأولى ، وغذاؤه
أكثر من غذاء البسر وأحمد والرطب الهيرون وما أشبهه ، والمختار بعد الأصفر والمكروه
ما اسود وخاصة الرطب ، والتمور إفساداً للثة والأسنان. الرازي في كتاب دفع مضار
الأغذية : الرطب يسخن ويولد دماً غليظاً تسرع استحالته إلى الصفراء رديء لأصحاب
الأمزاج والأكباد الحارة ، ولم يسرع إليه الصداع والرمد والخوانيق والبثور والقلاع
في فمه والسدد في كبده وطحاله ، وأصنافه كثيرة وأردؤها أغلظها جرماً وأشدها حرارة
أصدقها حلاوة ، وليس بموافق في الجملة للمحرورين ، وأما من ليس بحار المزاج ولا
ضعيف الأحشاء مهيجاً فإنه يسمنه ويخصب بدنه ، ولا يحتاج إلى إصلاحه ، فالمحررون
ينبغي أن يغسلوا أفواههم بعد أكله بالماء الحار ويتمضمضون ويتغرغرون به مرات ثم
بالماء البارد ، ومن كان أحر مزاجاً فليتغرغر وليتمضمض بالخل الصرف ، ومن كان دون
ذلك في التهاب المزاج فبالسكنجبين الحامض ، ويؤخذ عليه رمان حامض ويؤكل عليه
سكباجة حامضة أو حصرمته أو بعض ذلك من البوارد الحامضة كالهلام والقريص ونحوه ، فإن
كانت الطبيعة لا تنطلق ويكثر في البطن النفخ والقراقر
فيؤخذ شيء من شراب
الورد المسهل والحامض والخلنجبين التربذي. المنهاج : هو جيد للمعدة الباردة ويزيد
في المني ويلين الطبع في المبرودين.
رطبة
: هي الفصفصة ، ويقال ليابسها القت ، وسنذكر
الفصفصة في الفاء إن شاء الله.
رعي
الايل : ديسقوريدوس في الثالثة : الأقويسقن والسريانيون
يسمونه رعيادبلا ، وهو نبات له ساق شبيهة بساق لينابوطس أو ساق النبات الذي يقال
له ماراثون مزوّي ، وله ورق في عرض أصبع طوال جداً مثل ورقة الحبة الخضراء منحنية
إلى خارج فيها خشونة يسيرة ، ويتشعب من الساق شعب كثيرة فيها أكاليل شبيهة بأكاليل
الشبث ، وزهر لونه إلى الصفرة وبزر يشبه بزر الشبث وأصل طوله نحو من ثلاثة أصابع
في غلظ أصبع ولونه أبيض حلو الطعم يؤكل ، وقد يؤكل أيضاً الساق إذا كان رخصاً. وزعم
قوم أن الإيل إذا ارتعى هذا النبات احتمل مضرة نهش الهوام ، ولذلك يسقى بزر هذا
النبات بالشراب لنهش الهوام. جالينوس في السادسة : قوة هذا النبات حارة لطيفة فهو
لذلك يجفف في الدرجة الثانية.
رعي
الحمام : ديسقوريدوس في الرابعة : فارسطاريون هو
نبات ينبت في أماكن فيها ماء ، وسمي بهذا الاسم لأن الحمام يحب الكينونة تحته ، ومعنى
هذا الاسم الحمامي وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وطوله نحو من شبر وأكثر
من ذلك بقليل ، وله ورق مشرف لونه إلى البياض ما هو نابت من الساق. وهذا النبات
أكثر ما يوجد ذا ساق واحدة وله أصل واحدة. قال جالينوس في الثامنة : هذا الدواء
يسمى بهذا الاسم من قبل أن الحمام يرغبن فيه ، وقوته تجفف حتى إنه يدمل الجراحات.
ديسقوريدوس : ورقه إذا دق ناعماً اخلط بدهن الورد أو شحم طري من شحم خنزير ، واحتمل
سكن وجع الرحم ، وإذا تضمد به مع الخل سكن الحمرة ومنع القروح الخبيثة من أن تنبسط
وألزق الجراحات الطرية ، وإذا تضمد به مع العسل أدمل القروح العميقة.
رعاد
: جالينوس في ١٥ : هو الحيوان البحري
الذي يحدث الخدر ، وقد ذكر قوم أنه إن أدني من رأس من يشتكي الصداع سكن صداعه ، وإذا
أدني من مقعدة من انقلبت مقعدته أصلحها ، ولكني قد جربت أنا الأمرين جميعاً فلم
أجده يفعلهما ولا واحداً منهما ففكرت أن أدنيه من رأس صاحب الصداع والحيوان حي بعد
لأنني ظننت أنه على هذه الحال يكون دواء يسكن الصداع بمنزلة الأدوية الأخر التي
تحدر الحمى ، فوجدته ينفع ما دام حياً. ديسقوريدوس في الثانية : هو سمكة بحرية
مخدرة وإذا وضع على الرأس الذي عرض له الصداع المزمن سكن شدّة وجعه ، وإذا احتمل
شد المقعدة التي تبرز إلى خارج. بولس : الزيت الذي يطبخ فيه يسكن أوجاع المفاصل الحرّيفة
إذا دهنت به. لي : رأيت بساحل مدينتي مالقة من بلاد الأندلس تحرف الجراريف بها وتجعل
في البحر فيخرج إليهم سمكة عريضة يسمونها العرونة وهي مفرطحة الشكل لون ظاهرها لون
رعاد مصر سواء ، وباطنها أبيض وفعلها في تخدير ماسكها كفعل رعاد مصر أو أشد إلا
أنها لا تؤكل البتة ، ولقد بلغني ممن أثقه أن أقواماً كان بهم جهد ولم يعلموا
أمرها فشووها وأكلوها فماتوا كلهم في ساعة واحدة.
رغت
: هو الجلنار في بعض التراجم ، وقد ذكرته
في الجيم.
رغيدا
: أبو حنيفة : هي حبة تكون في الحنطة تنقى
منها وأظنه الزوان.
رغوة
القمر : هو براق القمر وزبد القمر ، وقد ذكرنا
الأوّل في الباء.
رغوة
الحجامين : هو إسفنج البحر ، وقد
ذكرته في الألف.
رغوة
الملح : هو زبد الملح يوجد على المواضع الصخرية
القريبة من البحر وقوّته كقوّة
الملح كذا قاله
ديسقوريدوس.
رق
: هو السلحفاة البحرية على أكثر الأقوال ، وقيل هو السلحفاة البرية خاصة وقد
ذكرتها في السين المهملة.
رقاقس
: الرازي : هو دواء فارسي يشبه الثوم وهما
اثنان ملتويان واسمهما متفق يزيد في المني. لي : وأظنه جفت إفريد وقد ذكرته في
الجيم.
رقعا
: هو السرخس ، وسيأتي ذكره في السين
المهملة.
رقيب
الشمس : هو الصامر توما بالسريانية ، وسنذكره في
الصاد المهملة ، وقد يقال هذا أيضاً لنوع من اليتوع.
رقعة
: يقال هذا على كل دواء يجبر الكسر شرباً
مثل الانجبار والبنتومة وحاماأقطي والرفعة اللطينية أيضاً ، وفي عروق حمر صلبة
باردة يابسة إذا دقت وشرب منها وزن مثقال سواء في بيضتين نميرشت ثلاثة أيام
متوالية كان صالحاً للوثي والحسوس الكائنة في الأجسام عن سقطة أو ضربة أو رفع شيء
ثقيل.
رمان
: جالينوس في الثامنة : جميعه طعمه قابض ،
ولكن الأكثر فيه لا محالة القبض وذلك لأن منه حامضاً ومنه حلو ومنه قابض فيجب
ضرورة أن تكون منفعة كل نوع بحسب الطعم الغالب عليه ، وحب الرمان أشد قبضاً من
عصارته وأشدّ تجفيفاً وقشوره أكثر في الأمرين جميعاً من حبه ، وجنبذ الرمان الذي
يتساقط عن الشجرة إذا هو سقط عقد وردة أكثر من القشر في ذلك بكثير. ديسقوريدوس في
الأولى : الرمان كله جيد الكيموس جيد للمعدة قليل الغذاء ، والحلو منه أطيب طعماً
من غيره من الرمان غير أنه يولد حرارة ليست بكثيرة في المعدة ونفخاً ، ولذلك لا
يصلح للمحمومين ، والحامض أنفع للمعدة الملتهبة وهو أكثر إدراراً للبول من غيره من
الرمان ، غير أنه ليس بطيب الطعم وهو قابض ، وأما ما كان منه فيه مشابهة من طعم
الخمر فإن قوّته متوسطة. وحب الرمان الحامض إذا جفف في الشمس ودق وذر على الطعام
أو طبخ معه منع الفضول من أن تسيل إلى المعدة والأمعاء ، وإذا أنقع في ماء المطر وشرب
نفع من كان ينفث الدم ، ويوافق إذا استعمل في المياه التي يجلس فيها لقرحة الأمعاء
وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة ، وعصارة حب الرمان وخاصة الحامض منه
إذا طبخ وخلط بالعسل كان نافعاً من القروح التي في الفم والقروح التي في المعدة والداحس
القروح الخبيثة واللحم الزائد ووجع الأذان والقروح التي في باطن الأنف ، والجلنار
قابض مجفف يشد اللثة ويلزق الجراحات بحرارتها ويصلح لكل ما يصلح له الرمان ، وقد
يتمضمض بطبيخه للثة التي تدمى كثيراً والأسنان المتحركة ، وقد يهيأ منه لزوق للفتق
الذي يصير فيه الأمعاء إلى الأنثيين. وقد يزعم قوم أن من ابتلع ثلاث حبات صحاحاً
من أصغر ما يكون من الجلنار لم يعرض له في تلك السنة رمد ، وقد تستخرج عصارة
الجلنار كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطنداس ، وقوّة قشر الرمان قابضة توافق كل ما
يوافقه الجلنار ، وطبيخ أصل شجرة الرمان إذا شرب قتل حب القرع وأخرجه. روفس : الرمان
الحلو ليس بسريع الهضم والحامض رديء للمعدة يجرد الأمعاء ويكثر الدم. ابن سرانيون
: الحلو والحامض إن اعتصرا مع شحمهما وشرب من عصيرهما مقدار نصف رطل مع خمسة وعشرين
درهماً من السكر أسهل البلغم والمرّة الصفراء وقوى المعدة ، وأكثر ما يؤخذ منه من
خمسة عشر أواقي مع خمسة عشر درهماً سكراً فإن هذا يقارب الهليلج الأصفر. إسحاق بن
عمران : قوي على إحدار الرطوبات المرية العفنة من المعدة وينفع من جميع حميات
الغبّ المتطاولة. غيره : ينفع
من الحكة والجرب ويدبغ
المعدة من غير أن يضر بعضها وشرابه وربه نافعان من الخمار. الرازي في دفع مضار
الأغذية : وأما الحلو منه فينفخ قليلاً حتى أنه ينعظ ويحط الطعام عن فم المعدة إذا
امتص بعده وليس يحتاج إلى إصلاح لأن نفخه سريع التفشي ، وأما الحامض فإنه طويل
الوقوف وينفخ ويبرد الكبد تبريداً قوياً ولا سيما إن أدمن وأكثر ويعظم ضرره
للمبرودين ويبرد أكبادهم ويمنعها من جدب الغذاء فيورثهم لذلك إسهالاً ، ويهيج فيهم
الرياح ويذهب شهوة الباه ، ولذلك ينبغي أن يتلاحقوه بالزنجبيل المربى والشراب
القوي والأسفيذباج الذي يقع فيه الثوم والتوابل ، ولا شيء أصلح لأصحاب الأكباد
الحارة إذا أدمنوا الشراب العتيق من التنقل به. وقال في المنصوري : الرمان الحلو
يعطش والحامض يطفىء ثائرة الصفراء والدم ويكسر ثائرة الخمار ويقطع القيء. ابن سينا
في الأدوية القلبية : الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بسفه وحلاوته وخصوصاً
لروح الكبد. وقال هارون : عصارة الحلو منه إذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى
تغلظ تلك العصارة واكتحل بها أحدت البصر ، وكلما عتقت كانت أجود ، وقال في الثاني
من القانون : جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً ، والحامض يخشن الحلق والصدر
وآلتهما والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمزمنة ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة
، ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف
المواد إلى أسفل ، والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من
الخفقان ، والحلو منه يجلو الفؤاد وإن طبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب ثم دقت
كما هي وضمد بها الأذن نفع من ورمها منفعة جيدة وعصارة الحامض منه تنفع الطفرة إذا
اكتحل بها وسويقه مصلح لشهوة الحبالى ، وكذا ربه وخصوصاً الحامض. الشريف : عصير
الرمانين إذا طبخا في إناء نحاس إلى أن يثخنا واكتحل بهما أذهبا الحكة والجرب والسلاق
وزاد في قوة البصر ، وإذا فرغت رمانه من حبها وملئت بدهن ورد وفترت على نار هادئة
وقطر منه في الأذن الوجعة سكن وجعها ، ومع دهن البنفسج للسعال اليابس ، وإذا طبخ
قشر الرمان وجلس فيه النساء نفعهن من النزف ، وإذا أجلس فيه الأطفال نفعهم من خروج
المقعدة ، وإذا طبخ قشر الرمان في ماء إلى أن يتهرى وأخذ منه قدر أربعة دراهم مع
الماء الذي طبخ فيه وأضيف إليهما أوقيتان من عتيق حواري وصنع منه عصيدة حتى يكمل
نضجها ثم أنزلت ووضع عليها زيت قح وأطعم ذلك من به إسهال ذريع قطعه وحيا ، وإن شرب
طبيخه من به استرسال البول أمسكه ، لما ذا أخذ قشر الرمان الحامض وخلط بمثله عفصاً
وسحقاً ثم طبخاً بخل ثقيف حتى ينعقد ثم حبب منهما على قدر الفلفل وشرب منهما من
سبع عشرة حبة إلى خمس وعشرين حبة نفع ذلك من السحج وإسهال البطن وحيا ونفعا من
قروح الأمعاء والمقعدة ، وإذا أحرق قشر الرمان وعجن بعسل وضمد به أسفل البطن والصدر
نفع من نفث الدم ، وإذا سحق قشر الرمان أو سقيط عقده ثم خلط بعسل وطلي به آثار
الجدري وغيرها أياماً متوالية أذهب أثرها. الإسرائيلي : وأما قشر الرمان فبارد
يابس أرضي إذا احتقن بمائه المطبوخ مع الأرز والشعير المقشور المحمص نفع من
الإسهال وسحوج الأمعاء ، وإذا تمضمض بمائه قوى اللثة ، وإذا استنجي به قوى المقعدة
وقطع الدم المنبعث من أفواه البواسير. الرازي في الحاوي : وقشر الرمان إذا سحق واقتمح
منه صاحب الدود وزن
خمسة عشر وشرب عليه ماء حاراً فإنه يخرجها بقوة. ابن زهر في أغذيته : في الرمانين
خاصة محمودة بديعة وهي أنهما إذا كلا بالخبز منعا أن يفسد في المعدة ، وأما الحامض
فإنه يقطع بلغم المعدة وسائر البلغم وإن طبخ به طعام لم يكن الطعام يفسد في المعدة
، وكذا يفعل الرب المتخذ من الحلو منه وفي الشراب المتخذ من كليهما خاصية في منع
أخلاط البدن من التعفن. إسحاق بن سليمان : يؤخذ رمانة فيقور رأسها قدر درهم ويصب
عليه من دهن البنفسج مقدار ما يملأ تخلخل الرمانة ، ويحمل على دقاق جمر نقي حتى
يغلي ويشرب الدهن ويزاد عليه دهن آخر حتى إذا شربه زيد عليه غيره حتى يروى دهناً ويمنع
من أن يشرب شيئاً ثم ينزل عن النار ويفرك ويمتص حبه ويرمى ثفله فإن ذلك يفيده
معونة على تليين الصدر ويكسبه من القوة على إدرار البول ما لم يكن فيه قبل ذلك.
الغافقي : وعصارة الحلو منه إذا طبخت في إناء من نحاس كانت صالحة للقروح والعفن والرائحة
المنتنة في الأنف وعصارة الحامض منه بالغة لقروح الفم الخبيثة منها. التجربتين : الدم
المتولد من الحلو منه رقيق إلا أنه إذا امتص وتمودي عليه مع الطعام خصب البدن
بتلذيذه الغذاء واجتذاب الأعضاء له وبقلة ما يتحلل منه ويسكن الأبخرة الحارة في
البدن ويعدلها ، والرمان الحامض في هذا خاصة أقوى ، والرب المتخذ من الرمانين يقوي
المعدة الحارة ويقطع العطش والقيء والغثيان والمنعنع منه أقوى في ذلك ، وإذا اعتصر
الرمانان بشحمهما وتمضمض بمائهما نفع من القلاع المتولد في أفواه الصبيان ، ورب
الرمان الحلو إذا أخذه المسلول بالماء عند العطش رطب بدنه ، وكذا يفعل امتصاص
الطري منه للغذاء ، وإذا شويت الرمانة الحلوة وضمد بها العين الرمدة سكن وجعها وحط
رمدها ، وزهر الرمان إذا ضمدت به المعدة مع عيون الكرم الرخصة الغضة قطع القيء
الذريع المفرط عنها ، وإذا استخرجت عصارة الرمان الحامض الساقط عند العقد بالطبخ
في الماء مع زهره وعقدت حتى تغلظ قوّت الأعضاء ومنعت من انصباب المواد إليها ، لا
سيما العينان الرمدتان ، ويجب أن يحل العينان بماء الورد ، وإذا حلت بماء عنب
الثعلب أو ماء لسان الحمل نفعت من قروح الإحليل ونفعت من سحوج الخف محلولة بالماء
، ومن ابتداء الداحس ، وإذا احتقن بها بماء قد أغلي فيه عيدان الشبث جففت الرطوبات
السائلة من الرحم ، وإذا حلت بالخل نفعت من الحمرة ، وإذا مزجت بعكر الخمر وطلي
بها الجساء العارض في العين من بلغم أو ريح أو تزيد لحم وتمودي عليه أضمره ، وإذا
صنعت هذه العصارة من قشر الرمان الغض مع شحمه كان فعلها في جميع ما وصفناه قريباً
من الأوّل.
رمان
السعال : هو الخشخاش الأبيض عند كثير من الأطباء
، والصحيح أنه صنف من الخشخاش وهو المعروف بالخشخاش المنثور وهو يشبه شقائق
النعمان وليس به ، وقد ذكر في حرف الخاء مع أنواع الخشخاش.
رمان
الأنهار : هو اسم للنوع الكثير
من الهيوفاريقون المسمى أندروسا عند أهل دمشق.
رماد
: جالينوس في ٨ : الناس يعنون به الشيء
الذي يبقى من احتراق الخشب وهو شيء مركب من جواهر وكيفيات متضادة لأن فيه جوهراً
أرضياً وفيه أيضاً جزء كأنه دخاني إلا أن هذا الجزء كأنه لطيف ، وإذا أنقع الرماد
في الماء وصفي خرج عنه ذلك في الماء ، فأما الجوهر الأرضي الذي يبقى فهو ضعيف لا
لذع معه لأنه قد انسلخ عنه قوته الحادة في الماء الذي غسل به
وليس مزاج كل رماد
واحداً بعينه على الاستقصاء ، بل قد تختلف أصناف الرماد بحسب اختلاف المواد التي
تكون عن احتراقها ، فأما ديسقوريدوس فلست أدري كيف قال أن جميع أنواع الرماد فيها
قوّة قابضة ، ونحن نجد أن الرماد من خشب التين بعيد عن هذه الكيفية البتة مباين
لها لأن هذه الشجرة نفسها ليس في شيء من أجزائها قبض كالقبض الموجود في أنواع شجر
البلوط وقاتل أبيه وشجر المصطكا ونبات الهيوفاقسطنداس وسائر ما أشبه ذلك من النبات
، بل جميع شجرة التين مملوءة كلها لبناً حاراً حرارة قوية كلبن اليتوع ، ورماد
شجرة البلوط فيه من القبض مقدار ليس باليسير ، وإني لأعلم أني في بعض الأوقات حبست
به دماً قد انفجر عند ما لم أقدر على دواء غيره ، فأما رماد خشب التين فليس
يستعمله أحد في هذا الباب ، وذلك لأن فيه حدّة كبيرة وإحراقاً يخالطه جلاء وهو في
الحالتين جميعاً مخالفاً لرماد خشب البلوط أعني أن الجزء الدخاني الذي فيه أحدّ من
الجزء الدخاني الذي في ذلك الرماد ، والجزء الأرضي من الرماد أيضاً في رماد خشب
البلوط مائل إلى القبض ، وفي رماد خشب التين هو جلاء ، وكذا هو في رماد اليتوع. والنورة
هي أيضاً نوع من الرماد وهي ألطف من رماد الخشب بمقدار ما يمكن في الحجارة أن يطبخ
بالوقود عليها حتى تصير رماداً أكثر مما يمكن في الخشب ، وفي هذا الرماد أعني
النورة جزء ناري كثير المقدار ، ومن أجل ذلك صارت النورة إذا غسلت صار منها دواء
يجفف بلا لذع ، ولا سيما إذا غسلت مرتين أو ثلاثاً فإن هي غسلت بماء البحر صارت
دواء يحلل تحليلاً بليغاً. ديسقوريدوس في الخامسة : رماد قضبان الكرم له قوة محرقة
إذا تضمد به مع الشحم العتيق أو مع الزيت والخل نفع من شدخ العضل واسترخاء المفاصل
وتعقد العصب ، وإذا تضمد به مع النطرون والخل نقص اللحم المتربد في الجلدة الحالة
للأنثيين ، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ نهش الهوام وعضة الكلب الكلب ، وقد يقع في
أخلاط الأدوية التي تكوي. الشريف : أما رماد تبن الباقلا إذا كان طرياً وتضمد به
أو تدلك به في الحمام أزال آثار الجرب الأسود من الأبدان ، وإذا سحق رماد الكرم وصُرَّ
في خرقة وضمدت به البواسير وكلما فتر بدل غيره بحار وتوالى ذلك نفع منه النفع
البالغ ، ورماد حطب الكرم يتصرف في علاج الشقيقة ، وإذا شرب من رماد حطب البلوط
المغربل ثلاثة أيام على الريق في كل يوم زنة درهمين مع شراب التفاح نفع من بلة
المعدة وهو عجيب في ذلك.
رمل
: ديسقوريدوس في الخامسة : الرمل الذي
يكون في ساحل البحر إذا حمي بحرارة الشمس وانطمر فيه الناس الرطبة أبدانهم جففها
في الحال في الانطمار على هذه الصفة يطمر الأعضاء كلها ما خلا الرأس وقد يقلى وتكمد
به الأعضاء كلها مكان الجاورس ومكان الملح. جالينوس في ٩ : هذا الرمل أيضاً
فيه مثل القوة العامة الموجودة في جميع الحجارة ، وذلك أنه يخفف اللحم المترهل
الشبيه بالماء إذا صير فيه صاحب هذه العلة والرمل سخن حتى يغطيه كله.
رمث
: أبو حنيفة : هو من الحمض ينبت نبات
الشيح إلا أن الشيح أغبر ويرتفع دون القامة وله حطب وخشب وله هدب كهدب الأرطي إلا
أنه مورد ، والأرطي أحمر وله سليخ جيد للوقود وقوده حاد ، ودخانه يشفي من الزكام ،
وفي دخانه غبرة وإذا انتهى في نباته اتخذ منه أجود القلى ويصفر ورقه إذا انتهى
صفرة شديدة حتى إن إنساناً لو قاربه اصفر
ثوبه.
رمرام
: زعم قوم أنه
_________________
القرصعنة. وقال
آخرون : إنه القرطم البري وهو كالأملج.
وقال أبو حنيفة : هو عشبة شائكة العيدان
والورق ترتفع ذراعاً ورقتها طويلة لها عرض شديدة الخضرة لها زهر أصفر وهي من
الجنبة وتنبت في الجرون والسهل كثيراً. وقال ابن زياد : هو نبت أغبر وعوده كلون
التراب يشفي لسع الحيات والعقارب جداً. قال المؤلف : وسيأتي ذكر القرطم في حرف
القاف.
رند
: هو شجر الغار وسنذكره في الغين المعجمة.
رهشي
: هو السمسم المطحون قبل أن يعتصر ويستخرج
دهنه ، وسنذكره في حرف السين المهملة.
روذامارندا
: تأويله الأصل الوردي في اليونانية.
ديسقوريدوس في الرابعة : هذا النبات هو أصل نبات ينبت في البلاد التي يقال لها
ماقمونيا شبيه بالقسط إلا أنه أخف منه وهو مضرس ، فإذا دلك فاحت منه رائحة الورد.
جالينوس في ٨ : قوته قوة لطيفة محللة فلنضعه من الإسخان في الدرجة الثانية عند
آخرها وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها. ديسقوريدوس : إذا خلط بالناردين وصب ماؤه
على الرأس ووضع على الجبهة والأصداغ نفع من الصداع جدًا.
روبيان
: هو سمك بحري تسميه أهل مصر الفرندس وأهل
الأندلس يعرفونه بالقمزون. الرازي في الحاوي : قال جالينوس في الترياق إلى قيصر : يحلل
الأورام الصلبة ويجتذب الأزجة ويستفرغ حب القرع. غيره : ويشرب لذلك بسكنجبين. خواص
ابن زهر : إذا دق مع الحمص الأسود وضمد به السرة أخرج حب القرع. غيره : إذا جفف وسحق
مع فلفل واكتحل به نفع صاحب الغشاء. ماسرحويه : هو حار رطب باعتدال يزيد في المني
ويلين البطن. البصري : قبل أن يملح يزيد في الباه ويغذو غذاء صالحاً ، وإذا ملح وعتق
يولد سوداء وحكة رديئة. الرازي : في دفع مضار الأغذية : وأما الروبيان فعسر الهضم
رديء للمعدة ، وينبغي أن يصلح بالخل والمري والكراويا ويؤخذ من بعده شيء من أقراص
العود وجوارشن السفرجل المسهل ، ومن كان محروراً جداً فليشرب عليه رب الرمان
المتخذ بنعنع. وله : أنه يزيد في الباه ويسخن الكلي والأرحام فيعين على سرعة الحبل
لكنه في هذه الحال لا ينبغي أن يتخذ بالخل بل يسلق سلقاً بليغاً ، ثم يتخذ منه عجة
بدهن الجوز وصفرة البيض ويجعل معه شيء من البصل والكراث.
رؤوس
: جالينوس في ١١ : كان إنسان يأخذ رؤوس السميكات
الصغار المملوحة المجففة فيحرقها ويعالج بها الشقاق الحادث في المقعدة واللهاة الوارمة
ورماً صلباً متقادماً فيشبه على هذا القياس أن يكون قوة هذه الرؤوس قوة ليست بالحادة
جداً فإن الحدة شيء يعرض لكثير من الأشياء التي تحرق وهو شيء عام شامل لجميعها.
غيره : ورأس السردين المالح إذا أحرق ودلك به على لسعة العقرب نفع نفعاً بيناً.
المنهاج : أجود الرؤوس ما كان من حيوان معتدل الرطوبة وهي حارة رطبة غليظة كثيرة الغذاء تزيد
في المني وتصلح لأصحاب الكبد ، ورأس الضأن إذا طبخ واحتقن بمرقة رطب الأمعاء
السفلى والكلي والعصب وأخصب البدن وزاد في الباه إذا كانت قلته لحرارة ويبس ، وأكل
الرؤوس ينتن الجشاء والبول ويضر بالمعدة لبطء هضمها ، ولذلك ينبغي أن يستعمل معها
دارصيني ويمضغ بعدها المصطكي. الرازي في دفع مضار الأغذية : ينبغي أن تعلم أن في
الرؤوس مناسة من الحيوان الذي هي فيه فرؤوس الضأن أرطب من رؤوس المعز ، ورءوس
المعز أرطب من رؤوس الظباء ، والقياس فيها على هذا فنقول : إن الرؤوس في الجملة
تغذي وتسخن قليلاً كثيرة
_________________
الغذاء جداً مقوية
للبدن الضعيف إذا استولى عليه الهضم ، زائدة في الباه مثقلة للرأس الضعيف المرتعش
، وليست من طعام الضعفاء المعدة ، وقد يتولد عنها في الندرة قولنج صعب شديد ، وأكثر
ما يتولد هذا القولنج عن الإكثار من الجلود والغضاريف التي فيه كما على الخدين والأذنين
والقحف من الجلود والغلصمة والمنخرين من الغضاريف ، وأما لحم الخدين فأكثرها في الرأس
غذاء والعينان أدسم ما فيه وأسرعه نزولاً ولحم اللسان أخف ما فيه والدماغ أبرد ما
فيه فليؤكل الدماغ بالخردل والخل والمري والصعتر والعينان بالملح الكثير ولحم
الخدين وأصول الأذنين بالخل والصعتر والأنجدان والخردل ولحم اللسان بالملح ولا
يتعرض للجلود والغضاريف ما أمكن فإن قوّته إليه الشهوة فليؤكل بالخل والخردل وليختر
الضعفاء المعدة ومن ليس يكد رؤوس الجداء وكذا رؤوس الحملان الصغار ولا يشبع منها
إشباعاً تاماً فإنه متى فعل ذلك وأكل منه هذا المقدار ثقل وزناً بعد ساعة أو
ساعتين حتى يقلق ويمنع النوم ويضيق النفس ويتشوق إلى القيء ، ومن أمسك عنه وفي
الشهوة له بقية لم يشبع منه بعد تركته نهمته لم تعرض عنه الأعراض الذي ذكرنا وهي
في الصيف وفي البلدان الحارة أثقل ، وينبغي أن لا يؤكل على جوع صادق جدًا.
رواس
: زعم قوم أنه جرجير الماء.
روسختج
: هو الراسخت وهو النحاس المحرق ، وسيأتي
ذكره في حرف النون إن شاء الله.
ريباس
: ليس منه شيء بالمغرب ولا بالأندلس أيضاً
البتة ، وهو كثير بالشام والبلاد الشمالية أيضاً وهو كأضلاع السلق له خشونة. إسحاق
بن عمران : الريباس بقلة ذات عساليج غضة حمراء إلى الخضرة ولها ورق كثير عريض مدور
وطعم عساليجها حلو بحموضة ، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية ويدل على ذلك حموضته
وقبضه ، ولذلك صار مقوياً للمعدة ودابغاً لها وقاطعاً للعطش والقيء ، ورب الريباس
صالح للخفقان والقيء والإسهال الكائن من الصفراء مقوٍّ للمعدة مشهٍ للطعام ، وربه
فيه حلاوة وحموضة غير مضرسة ، وإنما يستخرج من عسالج هذه البقلة بأن يدق ويعصر وتطبخ
العصارة حتى يصير له قوام وهو بارد يابس سندهشار : جيد للبواسير والحميات أكلاً.
البصري : ينبت بالجبال الباردة المفردة ذوات الثلوج وهو جيد للحصبة والجدري والطاعون
، وربه مثل ربه حماض الأترج. الشريف : إدمان أكله يبرىء من كثرة الدماميِل. الرازي
، في المنصوري : مطفىء للصفراء والدم. ابن سينا : عصارته تحد البصر كحلاً وهو نافع
من الوباء.
رئة
: جالينوس في ١١ : أما رئة الجمل ورئة
الخنزير فقد وثق الناس من كل واحدة منهما أن تشفي السحج العارض في الرجل من الخف.
ديسقوريدوس : رئة الخنزير والخروف والدب إذا وضعت على السحج العارض للرجل من الخف
منع منه الورم. التجربتين : رئة الحملان إذا شويت دون ملح وأخذت الرطوبة السائلة
منها وطليت بها الثآليل الجافة الناتئة وتمودي عليها قلعتها ، وإذا طليت بهذه
الرطوبة القوباء اليابسة لينتها. الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الرئة فقليلة
الغذاء وليست بسريعة الهضم ولا تصلح أن تطبخ البتة ، وقد يصلح أن تنقع بالخل والكراويا
وتشوى وتختار رئات الحملان والجداء لا غير ، ويصلح أن تطيب نفوس المحمومين ومن
يشتهي أن يأكل لحماً ولا يجوز ذلك فيشوى لهم أمثال هذه الرئات يأكلون من أطرافها
ما شوي ويبس
منها ويجتنبون الرطب والعصب منها.
رئة
البحر : ديسقوريدس في الثالثة : هو
_________________
شيء يوجد على ساحل
البحر مثل الزجاج إذا كان طرياً وسحق وتضمد به نفع المنقرسين ، ومن كان في يديه ورجليه
شقاق من البرد.
ريحان
سليمان : ابن سينا : يوجد بجبال أصبهان ويشبه
الشبث الرطب وقيل ورقه كالخطمي وفقاحه صغار يلتوي على الشجر كاللبلاب لطيف محلل
يطلى بالخل على الحمرة فينفع ويطلى على الأورام البلغمية وعلى القروح الساعة وعلى
النقرس خاصة ، وينفع من اللقوة ويحتمل بدهن ورد لوجع الرحم ويطلى على لدغ العقرب.
ابن ماسويه : الريحان معروف بأصبهان يشبه عيدان الشبث حاد الرائحة بالغ النفع
لأصحاب البواسير الظاهرة والباطنة منفعة قوية.
ريحان
الكافور : التميمي في المرشد :
ويسمى الكافور اليهودي وشجر الكافور ويسمى بالفارسية سوسن واتاه وهو بفارس كثير وهو
نوع من الشجر ، وينبت في أرض خراسان وهو في شكل شجر المنثور ، وزهره أيضاً شبيه
بزهر المنثور وكزهر الخزامي لا يغادر منه شيئاً ، وورقه في صورة صغار ورق الهندباء
أو في صورة الهندباء البري ، وزهر هذه الشجرة وورقها جميعاً يؤديان روائح الكافور
الرياحي القوي الرائحة إذا شم أو فرك باليد يابساً كان أو رطباً ، وليست هذه
الشجرة مع مشاكلة ريحها لريح الكافور يبادره المزاج بل هي حارة في الدرجة الثانية
يابسة فيها وقد يجتذب بدوام اشتمامهما وكثرته الرطوبات اللاحجة في أغشية الدماغ ،
وإذا أديم شمها حللت الغلظ الكائن في الرأس ، وقد ينتفع بشمها من كان بارد المزاج
غير موافق لمن كان محروراً.
ريحان
الملك : هو الشاهسفرم.
ريحاني
: هو الشراب الصرف الطيب الرائحة.
ريش
: الشريف : أما ريش الطير فإنه إذا أحرق وذر
رماده على الجراحات جففها وألصقها ، وأنابيب الريش الكبار يستعان بها في علاج
الأنف المكسور ويستعان بها في القيء. لي : قد ذكرت منافع ريش كل واحد من الطير في
موضعه مع حيوانه الذي هو منه فاعلم ذلك.
حرف الزاي
زاج
: قال ابن سينا : الفرق بين الزاجات البيض
والحمر والصفر والخضر وبين القلقديس والقلقند والسوري والقلقطار أن هذه الزاجات هي
جواهر تقبل الحل مخالطة لأحجار لا تقبل الخل ، وهذه نفس جواهرها تقبل الحل قد كانت
سيالة فانعقدت فالقلقطار هو الأصفر ، والقلقديس هو الأبيض ، والقلقنت هو الأخضر ،
والسوري هو الأحمر ، وهذه كلها تنحل في الماء والطبخ إلا السوري فإنه شديد التجسد
والانعقاد والأخضر أشد انعقاداً من الأصفر وأشد انطباخاً. الغافقي : لم يذكر
ديسقوريدوس ولا جالينوس القلقنت في أنواع الزاج ، وإنما ذكر القلقديس فقط واسمه
باليونانية حلقيس ، وقد يبدو لمن تأمل قولهما أن القلقنت عندهما هو القلقديس
بعينه. والزاج الذي يخص بهذا الاسم هو الزاج الأخضر الذي سماه ابن سينا القلقنت واسمه
باليونانية مشيق ، وأكثر الناس يزعمون أن القلقديس غير القلقنت وهو خطأ كما قال
ابن جلجل : من زعم أن القلقنت هو القلقديس فقد أخطأ وذلك على جهل منه بهما ، ويقول
ديسقوريدوس وجالينوس فيهما : وأما الشحيرة فزعم قوم أنه الزاج الأخضر المسمى
باليونانية مشيق ، وكذا قال ابن سينا. وقال بعضهم : الشحيرة هو الزاج العراقي وهو
الزاج المعروف بزاج الأساكفة. وقال ابن جلجل : زاج الأساكفة هو المسمى باليونانية
ماليطريا.
جالينوس في ٩ :
رأيت في جزيرة قبرس في المعدن الذي في جبل المدينة المسمى قوليا بيتاً كبيراً وكان
في حائط هذا البيت الأيمن وهو الحائط الذي إذا دخلنا البيت صار على شمالنا مدخل
يدخل منه إلى المعدن ، فدخلته ورأيت فيه ثلاثة عروق ممتدة واحداً فوق الآخر يذهب
إلى مسافه بعيدة ، وكان العرق الأسفل منها زاجاً أحمر ، والعرق الذي فوقه قلقطاراً
، والعرق الثالث الأعلى زاجاً أخضر ، فأخذت من هذه الثلاثة مقداراً كبيراً جداً ،
واتفق وقد مضى لهذا الحديث نحو من ثلاثين سنة أن أخذت من ذلك الزاج قطعة تملأ الكف
، وكانت قطعة قوامها ليس بكثير المشابهة لقوام الزاج ، بل كانت تنحل وتتفرق إلى أجزاء
متصلة فلما تعجبت من اكتنازه على غير ما اعتدته منه وكسرت تلك القطعة وجدت أن
الزاج إنما هو مستدير حول القطعة كما يدور طبق رقيق متلبس عليه كأنه زهرة له ، وكان
تحت هذا شيء فيها من القلقطار والزاج كأنه قلقطار ويستحيل ويصير زاجاً ، وذلك لأن
القطعة في أول أمرها إنما كانت قطعة من قلقطار وكان ما هو منه باطناً قلقطاراً
خالصاً ، ثم يتغير بعد إلى ذلك الوقت. ولما رأيت ذلك فهمت أن في ذلك المعدن الذي
في جزيرة قبرس يتولد الزاج فوق القلقطار كما يتولد الزنجار فوق النحاس ، فخطر
ببالي ووقع في وهمي أنه يمكن أن يستحيل الزاج الأحمر أيضاً في مئة طويلة ويصير
قلقطاراً ، وذلك أني قدمت من قبرس ومعي من هذا الدواء شيء كثير فصارت الصفيحة
الخارجة كلها عند ما أتى عليها نحو من ٢٥ سنة
قلقطاراً ، وكان جوفه بعد قلقديساً وأنا أتفقده منذ ذلك الوقت هل تصل الإحالة إلى باطنه
حتى يصير كله قلقطاراً كما يصير القلقطار زاجاً ، وقد رأيت في قبرس عند ما صرت
إليها أن القلقديس يجتمع على هذه الصفة فإن هناك بيتاً ليس بكبير السمك مبنياً
قدام المدخل إلى ذلك المعدن وفي الحائط الأيسر من هذا البيت وهو الحائط الذي إذا
دخل البيت إنسان كان على يمينه كان هناك سرب يمر تحت التل الذي كان بقرب البيت ، وكان
عرض هذا البيت مقدار ما يسع ثلاثة أنفس الواحد منهم إلى جنب الآخر وسمكه مقدار ما
يمشي فيه أطول من يكون من الرجال ، وهو منتصب القامة ، وكان ذلك السرب متصاوب
الأرض يمر إلى أسفل ، ولكن تصاوبه لم يكن كثيراً فيكون متسنماً جدًا كالعقبة ، وكان
طوله مقدار ربع ميل ، وكان في آخره بئر مملوءة ماءاً فاتراً أصفر غليظاً وكان في
جميع ذلك المنحدر حرارة شبيهة بحرارة البيت الأوّل من بيوت الحمام ، وكان مقدار ما
يجتمع في ذلك البئر ثلاث جرار رومية كل يوم ، وكان ذلك الماء يرشح ويقطر منه قطرات
فيجتمع في كل أربعة وعشرين ساعة وهو يوم وليلة هذا المقدار ، وكان مخرجه من ثقب في
ذلك البيت الذي في السرب تحته ، وكان أولئك القوم يخرجون ذلك الماء في الجرار
فيصبونه في حياض لهم مربعة معمولة بقراميد في ذلك البيت الذي قدام السرب ، وكان
ذلك الماء في أيام يسيرة يجمد فيصير قلقندا ، ولما نزلت أنا في ذلك السرب حتى بلغت
آخره إلى الموضع الذي يجتمع فيه ذلك الماء الفاتر الأصفر رأيت أن رائحة الهواء
التي هناك كأنها تخنق من يشمها ويعسر على الإنسان احتمالها والصبر عليها ، وكانت
ترتفع منه رائحة القلقطار ورائحة الزاج ، وكان طعم ذلك الماء فيه ضرب من هذا الذي
رائحته في ذلك الموضع ، وكان أولئك العبيد بهذا السبب يبادرون في النزول والصعود
عراة حفاة فيخطفون ويسكبون ذلك الماء فيريقون بالعجلة ولا يطيقون صبراً
على اللبث هناك بلِ
كانوا يسارعون معي على الصعود عدواً ، وأخبروني أن هذا الماء من شأنه أن يقل أولاً
فأولاً حتى إذا قارب الفناء حفروا في ذلك التل وسرّبوا حتى يجدوا موضع الماء.
ديسقوريدوس
في الخامسة : خلفتيس وهو
قلقديس وهو جنس واحد لأنه إنما هو رطوبة مائية بعينها تنعقد وتجمد إلا أنه ينقسم
إلى ثلاثة أصناف ، وذلك أن منه ما تكون من هذه الرطوبة وهي تقطر في مجار في جوف
الأرض بأن يجمد القطر حتى يكون له قوام ، ولذلك يسميه حفار المعادن القبرسية
المقطر ، ومنه ما يتكوّن منها وهي كثيرة سائلة في مغارة من المغاير إلى آبار بأن
يجمد في تلك الآبار ويسمى الجامد ، ومنه ما يطبخ بالبلاد التي يقال لها أسبانيا وهي
بلاد الأندلس ، ويقال له المطبوخ وهذه صفته : يؤخذ الصنف من القلقنت وهو ما كان
منه سمح اللون ضعيف القوة فيخلط بالماء ويطبخ ثم يصب في برك ويترك أياماً معلومة
ليجمد فإذا تمت الأيام جمد ويقطع قطعاً شبيهة بفصوص النرد إلا أنها متصلة بعضها
ببعض كاتصال حب العنقود وأجود القلقنت ما كان لونه لون اللازورد وكان رزيناً
كثيفاً نقياً صافياً والذي منه على هذه الصفة الذي يقال له المقطر ، ومن الناس من
يسميه ليخوطون واشتقاق هذا الاسم من الزاج أي الزاجي وبعده في الجودة الذي يقال له
الجامد ومن بعده المطبوخ فإنه للصبغ والتسويد أصلح من الصنفين الآخرين ، وأما في
العلاج فإنه أضعف منهما ، وأما القلقطار فإنه ينبغي أن يختار منه ما كان لونه
شبيهاً بلون النحاس هين التفتت ولم تكن فيه حجارة ولم يكن عتيقاً وكانت شظاياه
مستطيلة لها بريق ، وأما مشيق وهو الزاج فينبغي أن نختار منه ما كان قبرسياً وكان
لونه شبيهاً بلون الذهب وكان صلباً ، فإذا كسر كان مكسره شبيهاً بلون الذهب ، وكان
له لمع شبيه بلمع الكواكب ، وأما الميطرانا
وهو صنف من الزاج فمنه ما يجمد على رؤوس معادن النحاس بمنزلة ما يجمد الثلج ، ومنه
ما يجمد فوق المعادن وهو الميطرانا صنف مزاجه أرضي ومنه ما يجمد ويوجد بالمعادن
بالبلاد التي يقال لها قيلقيا ومواضع أخر كثيرة ، وأجود هذه الأصناف ما كان لونه
شبيهاً بالكبريت وكان ليناً متساوي الأجزاء نقياً إذا مسته ماء اسود سريعاً وأما
السوري وهو الزاج الأحمر فقد ظن قوم أنه صنف من الميطرانا لونه لغلط منهم ، وذلك
أنه جنس آخر غير الميطرانا إلا أنه شبيه به ، وله زهومة ريح ويغثي وهو مهيج للقيء
ويوجد بمصر وبالبلاد التي يقال لها أسبانيا وقبرس ، فينبغي أن يختار منه ما كان من
مصر ، وإذا فت كان داخله أسود وكان فيه تجاويف وثقب كثيرة ، وكانت فيه دهنية وكان
قابضاً زهماً في المذاق والشم ممغثياً للمعدة ، وأما ما كان منه صقيل الفتات
فرفيرياً مثل الزاج فإنه جنس آخر من السوري وهو أضعف من الجنس الأول. جالينوس : وأما
القلقديس ففيه قبض شديد يخالطه حرارة ليست باليسيرة ، وهذا مما يدل على أنه يجفف
اللحم الزائد الرطب أكثر من سائر الأدوية الأخر كلها فيفني رطوبة هذا اللحم لحرارته
ويجمع جوهره ويقبضه ، وبفعله هذا أيضاً يعصر ويخرج شيئاً من ذلك اللحم ويشده ويصلب
جميع الجوهر اللحمي ويجمعه إلى نفسه ، وأما القلقطار ففيه قبض وحدة مخلوط أحدهما
مع الآخر والأكثر فيه الحدة ويبلغ من شدة حرارته أنه يحرق اللحم ويحدث فيه قشرة
محرقة ، وإذا أحرق هذا الدواء فتلذيعه يكون أقل ، وأما تجفيفه فليس يفعل لأن
تجفيفه ينقص عند ما يحرق نقصاناً ?بيناً ليس باليسير ، ولذلك صار القلقطار المحرق
أفضل وأجود من الذي لم يحرق
_________________
في جميع خصاله وذلك
أنه يصير ألطف مما كان كسائر جميع الأدوية التي تحرق وليس تزداد حدته كما تزداد
حدة كثير من الأدوية التي تحرق جميع الأدوية التي تحرق متى غسلت بعد الحرق كانت
ألين وأبعد عن اللذع ، وهذه الثلاثة أدوية أعني الزاج الأحمر والقلقطار والزاج الأخضر
هي من جنس واحد في قوّتها ، وإنما تختلف في لطافتها وفي غلظها وذلك أن أغلظها
الزاج الأحمر وألطفها الأخضر ، وأما القلقطار فقوته قوة وسطى بين هذين ، وهذه
الثلاثة تحرق كلها وتحدث في اللحم قشرة صلبة بعد الإحراق وفيه مع أنها تحرق قبض
أيضاً ، والزاج الأخضر إذا أدمي من اللحم المعرى كان تلذيعه إياه أقل من تلذيع
القلقطار على أنه حار حرارة ليست باليسيرة وليست بدون حرارة القلقطار ، ولكن إنما
صار هذا موجوداً فيه للطافة جوهره ، والزاج الأخضر والقلقطار يذيبان اللحم وينحلان
كلاهما إذا طبخا بالنار ، وأما الزاج الأحمر فلا ينوب ولا ينحل لأن جموده جمود قوي
حجري ، كما أن الزاج الأخضر أيضاً لما قد نضج بحرارته الطبيعية فضل نضج على
القلقطار صار حقيقياً بأن يكون أعسر انحلالاً وذوباناً من القلقطار ، وأما
الميطرانا فهو من الأدوية التي تقبض قبضاً شديداً مع أنه يلطف أكثر من جميع الأدوية
القابضة ويجلو جلاء يسيراً. ديسقوريدوس : القلقنت له قوة قابضة مسخنة محرقة تقلع
الآثار ، وإذا ابلتع منه مقدار درخميين أو لعق بعسل قتل الدود المتولد في البطن ،
والذي يقال له حب القرع ، وإذا شرب بالماء حرك القيء وينفع من مضرة الفطر القتال ،
وإذا ديف بالماء وشربت به صوفة وعصر وقطر في الأنف نقى الرأس وقد يحرق كما يحرق
القلقطار ، وأما القلقطار فله قوة قابضة مسخنة محرقة تنقي العيون والمآقي وهو من
الأدوية التي تقبض اللسان قبضاً معتدلاً وقد يصلح للحمية والنملة ، وإذا خلط بماء
الكراث قطع نزف الدم من الرحم وقطع الرعاف ، وإذا استعمل يابساً نفع من أورام
اللثة والقروح الخبيثة العارضة فيها ، ومن أورام النغانغ ، وإذا أحرق وسحق واكتحل
به مع العسل نفع من غلظ الجفون وخشونتها ، وإذا عملت منه فتيلة وأدخلت في البواسير
قلعتها ، وقد
يعمل منه الدواء الذي يقال له لسقوريون على هذه الصفة يخلط بجزأين منه وجزء من
القليميا ويسحق بالخل ويصير في إناء من خزف ويطمر في سرجين في أشد ما يكون من
الصيف ويترك ٤٥
يوماً ، وهذا الدواء حار وله قوّة يفعل بها ما يفعل
القلقطار ، ومن الناس من يأخذ من القلقطار جزءاً ويخلط به من القليمياء مثله ويسحقهما
بالخمر ثم يفعل به كما وصفنا. جالينوس في ٩ : هذا الدواء يذهب بالجرب وهو يجفف
أكثر من تجفيف القلقطار ، وهذا بعيد من اللذع عنه ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه معلوم
أنه ألطف. ديسقوريدوس : وقد يحرق القلقطار على هذه الصفة يؤخذ ويوضع على خزف جديد
ويغطى ويوضع الخزف على جمر ، ويكون مقدار الخزف إذا كان القلقطار كثير الرطوبة إلى
أن لا يظهر فيه نفاخات ، وقد يكون قد جف جفافاً بالغاً ، وإذا لم تكن فيه الرطوبة
الكثيرة فإلى أن يتغير لونه ويحمر ، فإذا تغير لون باطنه كان شبيهاً بلون المغرة ،
فينبغي أن يرفع عن النار وينظف ويرفع وقد يشوى أيضاً بأن يوضع على الجمر وينفخ
عليه حتى يميل لونه إلى الصفرة أو يوضع على خزف ويوضع الخزف على جمر ويحركه دائماً
حتى يحمى ويتغير لونه ، وأما الزاج فقوته شبيهة بقوة القلقطار في الشدة والضعف ، وأما
الزاج المصري فإنه في كل ما استعمل أقوى من الزاج القبرسي ما خلا أمراض العين فإنه
في غاية
_________________
علاجها أضعف من
القبرسي بكثير ، وأما الجوهر المسمى ماليطريا فقوته محرقة مثل قوة الزاج وحرقه مثل
حرقه ، وقوّة السوري شبيهة بقوّة الزاج ، وقوة المليطرانا وحرقه مثل حرقهما ، وقد
يبرىء وجع الأضراس والأسنان المتحركة ، وإذا احتقن به مع الخمر نفع من عرق النسا ،
وإذا خلط بالماء ولطخت به البثور اللبنية ذهب بها ، وقد يستعمل في أخلاط الأدوية
المسودة للشعر ، وأقول قولاً مجملاً : إن ما كان من هذه الجواهر غير محرق فإنه
أقوى من المحرق في أكثر الأشياء خلا الملح وسجير العنب والنطرون والكلس وما أشبهها
إذا أحرقت كانت أقوى منها غير محرقة ، وما كانت له قوة مثل هذه القوة ازدادت
أفعاله وقوته ظهوراً. ابن سينا : وخاصة القلقطار إن لوثت به فتيلة بعسل وجعلت في
الأذن نفعت من قروح الأذن والمدة فيها ، وكذا إذا نفخ فيها بمنفاخ. والزاج الأخضر
المحرق إذا جمع مع السورنجان ووضع تحت اللسان نفع من الضفدع وينفع القيروطي المتخذ
منه وخصوصاً من الأحمر من الآكلة في الفم والأنف وقروحهما ، وشربه مجفف للرئة حتى
ربما قتل. التجربتين : يقطع الدم المنبعث من ظاهر البدن كما هو محرقاً ، وهو أقوى
فيه ويجب أن لا يكثر منه متى كانت الجراحات كبار أو أن لا يوضع على جراحات العصب
بوجه فإنه يحدث التشنج ، ولا سيما الجراحات التي في العصب القليل اللحم في مثل
التي في عضل الصدغين والحاجب ، ويقع في سائر الأدوية النافعة من الحكة والجرب فينتفع
به. قال أرسطو : أصناف الزاجات كلها تقطع الدم السائل من البدن من الجراحات والرعاف
غير أنها تسوّد أماكن الجراحات وتفسد الأعصاب وتشد الأماكن المسترخية ، وإذا أدمن
الاغتسال في ماء الزاج أورث الحميات الطويلة.
زان
: شجر يتخذ من غصنه الرماح ، وزعم قوم أنه
المران وسنذكره في الميم.
زاوق
: هو الزئبق وسنذكره فيما بعد.
زاآء
: باليونانية وهو الإشقالية بعجمية
الأندلس وهو العلس ، وسيأتي ذكره في حرف العين المهملة.
زبيب
: أبو حنيفة الدينوري : هو جفيف العنب
خاصة ثم قيل لما جفف من سائر الثمر قد زبب إلا التمر فإنه يقال تمر الرطب ولا يقال
زبب والزبيب هو العنجد. جالينوس في ٦ : أما زبيب العنب فقوّته قوّة تنضج وتحلل
تحليلاً معتدلاً ، وعجم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية ويبرد في الدرجة الأولى ، وجوهره
جوهر غليظ أرضي كما قد يعلم ذلك من طعمه إذا كان يوجد عياناً عفص المذاق والمحنة والتجربة
يدلان أيضاً على ذلك منه إذ كان نافعاً غاية المنفعة لاستطلاق البطن. جالينوس في
أغذيته : قياس الزبيب عند العنب قياس التين اليابس عند الطري والزبيب يكون في أكثر
الحالات حلواً وقلما يكون زبيب قابض عفص ، فأما خل الزبيب فنجذه مختلطاً بين
الحلاوة والقبض مع أن في الحلو منه أيضاً طعم قبض خفي ، وفي القابض منه طعم حلاوة
خفية والزبيب القابض أبرد مزاجاً ، والحلو أحر مزاجاً والقابض يقوي المعدة ويعقل
البطن والعفص أبلغ في ذلك من القابض ، فأما الزبيب الحلو فحاله في هذه الوجوه حال
وسط ، وذلك لأنه لا يرخي المعدة إرخاءاً بيناً ولا يضعفها إضعافاً بيناً ، ولا
يطلق البطن إلا أن فيه على كل حال تقوية وجلاء معتدلاً فهو بهاتين القوتين يسكن ما
يكون في فم المعدة من التلذيع اليسير ، فأما التلذيع الكثير فيحتاج له إلى أشياء
أقوى من الزبيب الحلو ، وأفضل أنواع الزبيب وأجوده أكثره لحماً وأدقه قشراً ، وبعض
الناس يعمد إلى الزبيت الكبار الحلو فيخرج عنه عجمه قبل أن يأكله
والفاعل لذلك محسن
في فعله ، وأما مقدار الغذاء وكميته فإنه من الزبيب الحلو اللحيم يكون كثيراً ، ومن
الزبيب القابض المهزول يكون قليلاً وإن أنت قست مقداراً من الزبيب الحلو اللحيم
المنقى من العجم بمقدار من العنب مساوٍ له وجدت الزبيب يغذو أكثر من العنب ، وما
كان من الزبيب كذلك جلاؤه أقل من جلاء التين اليابس وإطلاقه للبطن أقل من إطلاقه
غير أنه موافق للمعدة والجودة لها أبلغ من التين اليابس. وقال في الميامن : أما
الزبيب فعسى أن يستهان به من قبل إلفته ، وهذا هو الذي جعله أنفع ، أعني أنا قد
ألفناه ومع هذا فإن فيه قبضاً بمقدار ما تحتاج إليه الكبد العليلة ، ويمكن فيه
أيضاً مع هذا أن ينضج الأخلاط التي لم تنضج ويعدل الأخلاط الرديئة ويصلح مزاجها ،
وهو في طبيعته كثيراً ما يقبل العفونة وجملة جوهره مشاكل للكبد. ديسقوريدوس في
الخامسة : والأبيض من الزبيب هو أشده قبضاً ، ولحم الزبيب إذا أكل وافق قصبة الرئة
ونفع من السعال ونفع الكلي والمثانة ، وإذا أكل الزبيب وحده نفع من قرحة الأمعاء ،
وإذا أخذ لحم الزبيب وخلط بدقيق الجاورس وبيض وقلي بعسل وأكل هكذا أو خلط به أيضاً
فلفل جلب من الفم بلغماً ، وإذا خلط بدقيق الباقلا والكمون وتضمد به سكن الأورام
الحارة العارضة للأنثيين ، وإذا خلط وهو مسحوق بالشراب وتضمد به سكن الأورام
الحارة العارضة للأنثيين ، وإذا خلط وهو مسحوق بالشراب وتضمد به سكن ما يظهر في
الجلد ويسمى أسقطيداس والجدري والقروح المسماة الشهدية والعفونات التي في المفاصل
والقرحة الخبيثة المسماة غنغرانا. والسرطان ، وإذا تضمد به مع الجاوشير وافق
النقرس ، وإذا ألصق على الأظافير المتحركة أسرع قلعها. البصري : جرم الزبيب حار
رطب في الدرجة الأولى. مسيح : في جميع أنواعه كلها قوّة جالية غسالة ولذلك قد
يتولد منها مغص. الرازي : الزبيب حار باعتدال يغذو غذاء صالحاً ولا يسدد كما يفعل
التمر إلا أن التمر أغذى منه ، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية ، يخصب البدن والكبد
الحشفة ويسمنها وليس يتأذى به من الناس إلا المحرورون جدًّا ويصلح ذلك منه
بالسكنجبين وأدنى شيء من الفواكه الحامضة يؤكل عليه وهو ينفع المبرودين ولا
يحتاجون له إلى إصلاح إلا لنفخ يهيج منه إن أكثر شرب الماء عليه وهو أيضاً ينفخ ويحلل
ويخرج سريعاً ولا يتجاوز جرم الأمعاء إلى طبقاتها ، فلذلك ليست له نفخة رديئة
مؤلمة عسرة الخروج بل سهلة الخروج سريعة. ابن ماسه : خاصة الزبيب إذ أكل بعجمه نفع
من أوجاع الأمعاء والحلو منه وما لا عجم له نافع لأصحاب الرطوبات جيد الكيموس. لي
: والكشمش أيضاً صنف آخر من الزبيب وهو زبيب صغير لا حب له وسنذكره في الكاف.
زبيب
الجبل : هو الزبيب البري أيضاً وهو حب الرأس وبالفارسية
ميويزج فافهمه. ديسقوريدوس في الرابعة : أسطافنديا أغريا ، وهو زبيب الجبل وهو
نبات له ورق شبيه بورق الكرم البري مشرف وقضبان قائمة سود وزهر شبيه بزهر النبات
الذي يقال له بطاطس وثمره في غلف خضر مثل ما للحمص ذات ثلاث زوايا خشنة لونها إلى
الحمرة والسواد وداخلها أبيض وطعمه حريف. جالينوس في ٦ : وأما زبيب الجبل فهو
حاد حريف حرافة قوية كافية كأنها تحدر من الرأس إذا مضغ وتغرغر به بلغماً كثيراً ويجلو
جلاء شديداً ولذلك صار نافعاً من العلة التي يتقشر معها الجلد وفيه مع هذا قوة
محرقة. ديسقوريدوس : ومن أخذ منه
٥١
حبة فدقها وسحقها
وأسقاها بالشراب الذي يسمى بالقراطن قيأ كيموساً غليظاً وليمش شاربوها ، وينبغي أن
يتفقد أمرهم وأن يسقوا منها سقياً متواتراً من الشراب المسمى بالقراطن لما يعرض
لهم منها من الاختناق ومن إحراق الجلود ، وإذا سحقت على حدة وخلطت بالزرنيخ الأحمر
والزيت ولطخت وافقت الحكة والقمل والجرب الذي ليس بمتقرح ، وإذا مضغت أخرجت بلغماً
كثيراً وإذا طبخت بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وأذهب رطوبة اللثة ، وإذا
خلط بها العسل أبرأت القلاع ، وقد يقع في أخلاط المراهم الملهبة. مسيح : الميويزج
حار يابس في الدرجة الثالثة. التجربتين : إذا ضمد به داء الثعلب البلغمي أنبت فيه
الشعر وإذا سحق وعجن بقطران وحشي به ثقب الضرس سكن وجعها. ابن سينا : في سقيه له
خطر لأنه يقرح المثانة ، وإذا كان مع المصلحات بقدر معتدل نقاها. غيره : يقوي
الشعر ويطيله ويمنعه عن الآفات. إسحاق بن عمران : إذا مضغ مع المصطكا والكندر أخرج
بلغماً كثيراً من الرأس ونفع من احتباس الكلام الكائن من البلغم وبدله إذا عدم
وزنه من العاقرقرحا.
زبد
البحر : ديسقوريدوس في الخامسة : ينبغي أن تعلم
أن له خمسة أصناف أحدها : كثيف إلا أن شكله شبيه بشكل الأسفنجة وهو رزين زهم
الرائحة رائحته شبيهة برائحة السمك ، وقد يوجد كثيراً بسواحل البحر ، والصنف
الثاني : شبيه في شكله بظفرة العيون أو الأسفنجة وهو كثيف كثير التجويف رائحته
شبيهة برائحة الطحلب البحري ، والثالث في شكله شبيه بشكل الدود وفي لونه فرفيرية ،
ومن الناس من يسميه ميلسون ، والرابع : يشبه الصوف الوسخ كثير التجويف خفيف ، والخامس
: شبيه في شكله بالفطر وليست له رائحة وباطنه خشن فيه شبه من القيشور ، وظاهره
أملس وهو حاد القوة وقد يكون كثيراً بالجزيرة التي يقال لها سقولسبليون التي من
البلاد التي يقال لها ورتبطس ، ويسميه أهل ذلك الموضع الوس احي. جالينوس في ١١ : هذا
النوع الخامس في طعمه حرافة وحدة لأنه أحد من سائر أنواع زبد البحر حتى أنه يحلق
الشعر ، وبهذا السبب لما كان ذانك النوعان ينفعان من الجرب والقوابي والبهق والعلة
التي يتقشر معها الجلد ويصفيان أيضاً البشرة لاعتدال قوتهما صار هذا النوع الذي
ذكرناه أحرى أن لا يمكن فيه أن يفعل ذلك لأنه ليس يجلو ما يجده من الوسخ وغيره في
ظاهر الجلد فقط ، بل يقشر الجلد نفسه ويكشطه ويغوص فيه حتى يحدث القروح ، وأما
النوع الثالث ، فهو ألطف من سائر الأنواع ولذلك إذا أحرق شفى داء الثعلب متى خلط
بالشراب الأحمر الناصع اللون الرقيق القوام ، ثم يطلى على داء الثعلب ، وأما النوع
الرابع فقوته من نوع قوة هذا ، ولكنه أضعف منه بمقدار يسير. ديسقوريدوس : والصنفان
من هذه الأصناف أعني الأول والثاني يستعملان فيما يغسل به النساء وينقين أبدانهن ،
ويصلحان أيضاً لقلع البثور اللبنية والنمش من الوجه والكلف والقوابي والبرص والجرب
المتقرح والبهق والكلف الأسود والآثار العارضة في الوجه ، وفي سائر البدن مما أشبه
ذلك ، والصنف الثالث صالح لمن به عسر البول وينفع من الحصا والرمل في المثانة ووجع
الكلى والاستسقاء ووجع الطحال ، وإذا أحرق وخلط بالخمر ولطخ به داء الثعلب أبرأ ،
وأما الصنفان جميعاً الباقيان فإنهما يقبضان اللسان ، وقد يستعملان في أشياء أخر
تجلو وتنقى وفيما يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا خلط بالملح وإذا أراد
_________________
أحد أن يحرق صنفاً
من هذه الأصناف فليأخذه وليصيره في قدر من طين غير مطبوخ ويغطها وليطين غطاءها ويدخلها
في أتون فإذا انطبخت أخرجها وأخذ ما فيها ورفعه واستعمله في وقت الحاجة إليه ، وقد
يغسل القليميا ، وبدل زبد البحر إذا عدم وزنه من حجر القيشور.
زبد
البحيرة : يسمى باليونانية
أدرمي وأدرفيون ، وأدرافيس وبالسريانية عافورا. ديسقوريدوس في الخامسة : تكون
بالبلاد التي يقال لها عالاطيا وهي بلاد الفرنج يجمد كما يجمد الملح على قصب حلفاء
، ويوجد بين القصب والحشيش في مواضع رطبة فيها طين إذا جفت المواضع ، ولونه شبيه
بلون زهر الحجر الذي يسمى أسيوس ، وشكله شبيه بشكل زبد البحر الرخو الكثير
التجويف. جالينوس في ١١
: هذا النوع الخامس في طعمه حرافة وحدة لأنه أحد من سائر أنواع زبد البحر ولكنه يخلط
مع أدوية أخر تكسر من قوته فيصير ذلك نافعاً للعلل المحتاجة إلى الإسخان إذا عولج به
من خارج فأما إلى داخل فليس يورد لشدة قوته. ديسقوريدوس : يصلح لقلع الجرب المتقرح
والكلف والقوابي والبثور اللبنية وما أشبه ذلك ، وبالجملة هو دواء حاد وينقل
المزاج الرديء العارض للأعضاء إلى المزاج الجيد وينفع من عرق النسا. الرازي : يجلو
البصر وينفع من ورم الثديين إذا طليت به مدقوقاً مدوفاً بماء.
زبد
القمر : هو بصاق القمر وقد مضى ذكره في الباء.
زبد
البورق : وقد ذكرته مع البورق
في الباء.
زبد
: جالينوس في ١٥ : يستخرج من ألبان
الضأن وألبان الماعز وألبان البقر بضرب من المخيض ووجوه العلاج وقوته مسخنة منضجة
وفعله ذلك في الأبدان اللينة أقوى فيها وأنجع ، وأما الأبدان الجاسية ففعله فيها
ضعيف جدًّا ، وإذا كان الزبد في قوته على ما ذكرنا فهو نافع من الأورام الكائنة في
أصول الآذان والأرنبتين والفم فيمن كان لين البدن ، وأما ما كان من الغلظ الخارج
عن الطبيعة في الأبدان الجاسية الصلبة فقوته ضعيفة عن إنضاجها ومنفعتها ، وربما
لطخنا به أوراماً ودبيلات تعرض في أبدان الغلمان والنساء وحده فشفيناهم به وكثيراً
ما لطخنا غلظ اللثة والعمور ونستعمله خاصة في لثاث الأطفال إذا أردنا أن يسرع نبات
أسنانهم دلكنا به لثة الطفل ، وقد تنفع أيضاً سائر أورام الفم بإنضاجه ويخلط أيضاً
ببعض الأشياء التي تعمل منها الضمادات وتوضع على الشراسف وأورام الحالبين وغيرها
من المواضع التي فيها أورام ودبيلات ، وإذا لعق منه مخلوطاً بالعسل كانت منفعته من
النفث الكائن من الرئة في أصحاب ذات الجنب وأورام الرئة عجيب وكان معيناً على
النضج وهو مع ذلك ينضج فمتى لعق الزبد وحده بغير عسل كانت معونته على النضج أكثر وعلى
النفث أقل وأضعف فعلاً ، وإذا أكل منه مخلوطاً بالعسل ولو زمن كانت قوته على النفث
أكثر وعلى النضج أقل. ديسقوريدوس في ٢ : نوطورون والجيد منه يعمل من أدسم ما
يكون من اللبن مثل لبن الضأن ، وقد يعمل أيضاً زبد من لبن الماعز وإخراج الزبد
يكون بأن يحرك اللبن في آنية حتى ينفصل عنه الزبد وقوة الزبد ملينة دهنية ، ولذلك
إذا شرب وأكثر منه أسهل البطن ، وإذا لم يحضر زيت قام مقام الزيت في المنفعة من
الأدوية القتالة ، وإذا خلط بعسل ودلكت به اللثة نفع من وجع نبات أسنان الصبيان ومن
لذع اللثة في ذلك الوقت ومن القلاع أيضاً ، وإذا تضمد به غذى البدن وأسمنه ولم
يعرض له حصف ، وما كان منه ليس بمتين ولا عتيق واحتقن به فهو صالح للأورام الحارة
والأورام الصلبة العارضة في الرحم
_________________
والقرحة في الأمعاء
وقد يخلط بالأدوية المفتحة فينتفع به وخاصة في الأدوية النافعة من الجراحات
العارضة للأعصاب وحجب الدماغ وفم المثانة ويملأ القروح وينقيها ويثني اللحم فيها ،
وإذا وضع على نهش الأفعى نفع ، والحديث منه يقع في بعض الأطعمة بدل الزيت وفي
بعضها بدل الشحم ، وقد يجمع دخان الزبد على هذه الجهة خذ سراجاً جديداً واجعل فيه
زبداً وأوقد السراج وغطه بإناء أعلاه أضيق من أسفله ، وفي أسفله ثقب مثل أسفل
التنانير ودع السراج يقد فإذا فني ما جعلت في السراج من الزبد أولاً فصير فيه
زبداً أيضاً ولا تزال تفعل ذلك حتى يخرج لك من الدخان ما تريد ثم اجمعه بريشة واستعمله
في أدوية العين فإنه يجفف ويقبض قبضاً رقيقاً ويقطع سيلان المواد إلى العين ويملأ
قروحها سريعاً أي يحملها. ابن سينا : حار رطب في الأولى ودرجته في الرطوبة أعلى وينفع
من السعال البارد اليابس وخصوصاً مع اللوز والسكر ويقع بمفرده في جراحات فم
المثانة جداً الرازي : الزبد نافع لخشونة الحلق وللقوباء والسعفة اليابسة والخشنة
، إذا دلكا به وهو وخيم يطفو في فم المعدة ويسقط شهوة الطعام ويذهب بوخامته الملح
والجبن الحريف وقد يذهب بذلك العسل أيضاً إذا خلط به. التجربيين : هو نافع من
التعقد الكائن على سطح البدن عند الحل عقيب الأغذية المهيجة للدم المستحيلة كاللبن
والعسل وهو تعقد يشبه الحصف إلا أنه أخشن منه وأكثر نتوءاً إلا أنه لا يقرح الجلد
وتخشن به البشرة حتى يفزع ويوهم أنه ابتداء العلة الكبرى ، وقد يعم الجسم كله وقد
يكون في بعض الأعضاء ووجه استعماله لمعاناة هذا المرض أن يغسل قبله بماء بارد ثم
يطلى به ذلك التعقد ثم يتدير بثياب كثيرة حتى يسيل العرق سيلاناً كثيراً ، ويعاد ذلك
بحسب التأثير فإنه يبرىء العتيق منه وغير العتيق ، وإذا شرب نفع من استطلاق البطن
والسحج الحادثين عن حدة ويزيد في الإطلاق الذي يكون عن ضعف المعدة وزلق الأمعاء ،
وإذا مزج به شراب الورد وقطع الدواء المسهل إذا أفرط ، وإذا أضيف إلى الإحساء سهل
نفث الأخلاط اللزجة ، وإذا ضرب بفصوص البيض وطبخ نيمرشت نفع من لذع الأخلاط ، وإذا
عمل بهذه الصفة تضاعفت منفعته في جميع ما تقدم ذكره من الأدواء التي ينفع منها وينفع
من حرقة المثانة مفرداً أو مع البيض النيمرشت.
زباد
: الشريف : هو نوع من الطيب يجمع من بين
أفخاذ هر معروف يكون بالصحراء يصاد ويطعم قطع اللحم ثم يعرق فيكون من عرق بين
فخذيه حينئذ هذا الطيب ، وهذا الحيوان أكبر من الهر الأهلي وهو معروف ، والزبادة
حارة في الثالثة معتدلة في الرطوبة يابسة خاصتها إذا ضمخت بها الدماميل جففتها وخففت
أوجاعها ، وإذا استنشق المزكوم ريحها نفعته من الزكام ، وإذا سقي منها وزن درهم مع
مثلها زعفراناً في مرقة دجاجة سمينة للمرأة التي عسر بها النفاس سهلت ولادتها وكانت
في ذاك أنجح دواء ، وإذا ضمخ به الدمل المنتهي نفع منه وخفف أوجاعه ، وإذا ذوّب
منها زنة قيراط في أوقية من شراب مفرح أذهبت الخفقان وكانت دواء جيداً نافعاً من
ضعف القلب.
زبرجد
: يذكر مع الزمرد فيما بعد إن شاء الله.
زبل
: قد ذكرت أكثرها مع حيواناتها ولكن قال
جالينوس في ١٥ : كل
زبل فهو محلل مسخن مجفف ، وأما زبل الإنسان فرأيته مرة يعالج به رجل رجلاً فانتفع
به ، وكان هذا الرجل الذي قد انتفع به يرم حلقه حتى يشرف على الموت ويعرض له
الاختناق الشديد ويصيبه ذلك مراراً في السنة ، وكان إذا أصابه ذلك فمستغاثه
الفصد فلما رآه هذا
الرجل قال له دواؤك عندي فمتى عرض لك هذا الوجع فعرفني ذلك قبل استعمالك الفصد ، فلما
كان في الوقت الذي عرض له ذلك دعا بذلك الرجل فلما جاءه طلى على حلقه بعض أدويته
فبرىء من مرضه في أسرع مدة ، ثم أنه بعد حين عرض له فجاءه ذلك الرجل وعالجه بمثل
العلاج الأوّل فانتفع به أيضاً وانتفع غيره بدوائه ممن كان يعرض له ذلك المرض ، وكان
ذلك الدواء زبل صبيّ جافاً معجوناً بعسل وكان يغذى ذلك الصبيّ بالترمس مع الخبز
التنوري المختمر المطيب بالملح ويسقيه شراباً قليل المزاج ، وكان يغذيه بعد ذلك
غذاء معتدلاً وكان يتوقى عليه التخمة وكان يأخذ زبله بعد ما يغذيه بذلك ثلاثة أيام
ثم يأخذ زبل غذاء اليوم الثالث ويرفعه ، وإنما كان يغذيه بذلك ليصرف نتن الرائحة
عن الزبل ، وكذلك إن غذي بلحم الدجاج والدراج المطبوخة بالماء كان نافعاً ، وإنما
ينبغي أن يحمى عن كل غذاء كثير الرطوبات فيكون زبله شبيهاً بزبل الكلاب في فعله وقلة
نتنه. ديسقوريدوس : والعذرة بحرارتها إذا ضمد بها منعت الحمرة من الجراحات وألزقتها
، وقد يقال : إنها إذا جففت وخلطت بالعسل وتحنك بها نفعت من الخناق ، وكذلك زبل
الإنسان إذا شرب يابساً مع خمر أو عسل نفع جميع أدوار الحميات ونهش الهوام والأدوية
القتالة الملطفة وينفع من اليرقان ويقطع الإسهال ، وإذا سحق وذر على المواضع
العفنة أبرأها ، وزبل اللقلق قد يقال إنه إذا شرب وافق من به صرع.
زجاج
: قال أرسطوطاليس : منه ما هو متحجر ومنه
ما هو رمل فإذا أوقد عليه النار وألقي معه حجر المغنيسا جمع جسمه بالرصاصية التي
فيها ، والزجاج ألوان كثيرة فمنه الأبيض الشديد البياض الذي لا ينكر من البلور وهو
خير أجناس الزجاج ومنه الأحمر ومنه الأصفر ومنه الأخضر ومنه الاسمانجوني وغير ذلك
، وهو حجر من بين الأحجار كالمائق الأحمق من الناس لأنه يميل إلى كل صبغ يصبغ به وإلى
كل لون يلون به وهو سريع التحلل مع حر النار سريع الرجوع مع الهواء البارد إلى
تحجره. قال : والبلور جنس من الزجاج غير أنه يصاب من معدنه مجتمع الجسم ، ويصاب
الزجاج مفترق الجسم فيجمع كما ذكرنا بحجر المغنيسا. جالينوس في ٩ : الزجاج يفتت
الحصاة المتولدة في المثانة تفتيتاً شديداً إذا شرب بشراب أبيض رقيق ، وقال في
فاطا حابس الزجاج المحرق يجفف من غير لدغ. الرازي في جامعه الكبير : الزجاج حار
يابس يدخل في إكحال العين ويقلع الحزاز ويسبط اللحية والشعر كله. ابن سينا : حار
في الأولى يابس في الثانية يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا طلي به بدهن زنبق ويجلو
العين ويذهب بياضها ، والمحرق يقوي الشعر والمسحوق منه والمحرق نافع جداً للحصاة
في المثانة والكلية إذا سقي بشراب. وقال في كتابه الثالث : ورماد الزجاج وأجود ذلك
أن يحمى على مغرفة من حديد مغربلة ثم يوضع على ماء القاقلي فينتثر فيه ما تكلس منه
ثم يعاد إحماء الباقي حتى يندر كله ، ثم يسحق الذرور كالهباء وقد يسقى منه مثقال
في ١٢ مثقالاً من ماء حار ، وأجود الزجاج الأبيض الصافي ، ومن كتاب التجربتين
: يحرق على صفيحة حديد مكشوفة للهواء وتوقد تحته نار فحم مقدار ثلاث ساعات ويحرك أبداً
ثم يسحق ثانياً سحقاً بليغاً ويستعمل.
زحموك
: هو الكشوت عن مطرز وسنذكره في الكاف.
زدوار
: وهو الجدوار وقد ذكر في الجيم.
زرنباد
: كتاب الرحلة هو معروف عند الصيادلة
بالمشرق والمغرب ويعرف بمكة بعرق الكافور ، وقد يجهله بعض الصيادلة لاختلاف الصورة
التي يؤتى به فيها فإن صورته
صورة أصول السعد
الجليل على قدر أصول الزيتونة الكبيرة وأكبر وأصغر ، ولون ظاهره إلى الغبرة محزز
الظاهر وهو كله مصمت يقطع غضاً ويقطع قطعاً للتجفف ويخزن منه ما يكون بالطول ومنه
ما يكون بالعرض ، وكثيراً ما يسرع إليه التآكل. إسحاق بن عمران : يشبه الزنجبيل في
لونه وطعمه ويؤتى به من أرض الصين. ابن ماسه : حار يابس في الثانية يسمن تسميناً
صالحاً وخاصيته قطع رائحة الثوم والبصل والشراب. ماسرحويه : يحلل الرياح خاصة التي
في الأرحام ويحبس القيء وينفع من نهش الهوام حتى أنه يقارب في ذلك الجدوار. مسيح :
محلل جداً نافع من الرياح الغليظة ويحبس البطن. ابن سينا : فيه تفريح وتقوية للقلب
والفعلان منه لخاصية قوية يعينها قبضه وتلطيفه ، وهو يجعل في الترياقات الكبار ولشدة
ملاءمته لجوهر الروح يقوي الروح التي في الكبد حتى يقع في المسمنات.
التميمي في كتاب المرشد : الزرنباد مفش
للأورام العارضة في الرحم محدر للحيض مدر للبول نافع من أمراض القلب ومن الأعراض
السوداوية ، ومن فساد الفكر والهموم والوحشة وخفقان القلب ، وقد يوافق في كثير من
منافعه الدرونج ويحلل الرياح النافخة التي تعرض في الأرحام فيحبس الطمث ويهيج رياح
الرحم وأوجاعها. التجربتين : يجفف المعدة الرطبة ويقوي القلب وإذا أمسك في الفم وتمودي
عليه نفع من أوجاع الأسنان وحفظها في المستأنف ويقطع الروائح الكريهة من الفم إذا
كانت عن دواء أو مما يستعمل من الأغذية. خواص ابن زهر : إذا دق رطبه ودلك به أسفل
القدم أزال كل علة تكون في الرأس كالصداع والشقيقة ونحوها ، وإذا عمل منه دخنه وبخر
به البيت هربت منه النمل ولم تعد وإن طلي به صاحب داء الفيل على حقويه أوقفه ولم
يزده ، والجوزة الكبيرة الملساء منه إذا ثقبت وعلقت على حقوي المنقطع عن الجماع من
علة لا طبيعي أعاده إلى حاله وهيج الباه وزاد في الانتشار. وقال الرازي في كتاب
أبدال الأدوية : وبدله في النفع من لدغ الهوام والرياح الغليظة وزنه ونصف وزنه من
الدرونج وثلثا وزنه من الطرحسوق البري ونصف وزنه من حب الأترج.
زرنب
: أحمد بن داود : وهو من أدق النبات وشجرته
طيبة الرائحة عطرية وليس من نبات أرض العرب وإن كان قد جرى ذكره في كلامهم قال
شاعرهم :
المس مس أرنب ...... والريح ريح زرنب وقال
آخر منهم :
فإنما أنت وفوك الأشنب ...... كأنما ذر
عليه زرنب أو زنجبيل عابق مطيب ......
الدمشقي
: يسمى أرجل الجراد. خلف الطيبي : هو أذكى
العطر وهو مثل ورق الطرفاء أصفر. لي : الزرنب الذي بأيدينا اليوم هو على ما وصفه
خلف سواء ، وما ما ذكره صاحب الفلاحة وإسحاق بن عمران من ماهية الزرنب فليس بمعروف
في زماننا هذا ولا من قبله أيضاً ولذلك أهملت كلامهم ههنا. الرازي : هو حشيش دقيق
طيب الرائحة يستعمله العطارون لطيبه وتشبه رائحته رائحة الأترج. مسيح : إن فيه
قبضاً وفيه مع ذلك لطافة وحرارة يحبس البطن. ابن سينا في الأدوية القلبية : هو حار
يابس في الدرجة الثانية له خاصية في التقريح وتقوية القلب ، ويشبه أن يكون في
الزرنباد أكثر بكثير منها في الزرنب إلا أن الزرنب يشبه أن يكون تقريحه وتقويته
للقلب بسبب طبيعته وكيفيته وهي العطرية التي فيه وقبضه مع تلطيفه. ماسرحويه : قوته
كقوة الطيب لكنه ألطف منه ، وإذا أسعط منه بالماء ودهن
بنفسج نفع من وجع
الرأس البارد الرطب وينفع المعدة والكبد الضعيفة لطيب رائحته. بولس : إنه من
الأدوية العطرة الرائحة حار يابس قريب من الثالثة شبيه بالسليخة في القوة وبالكبابة
أيضاً ، وكذا قال موسيدس إنه يستعمل بدل الدارصيني. وقال الرازي في كتاب إبدال
الأدوية : قوة الزرنب كقوة السليخة مع الكباية. ابن سمحون : هو شبيه بالسليخة في
اللطافة وطيب الرائحة إلا أنه أسكن حرارة منها ومن الدارصيني بكثير فليس يصلح إذا
بدلا منها ولا منه مثلاً بمثل.
زراوند
: هو المسمقورة بعجمية الأندلس ، ويقال
مسمقار ومسمقران أيضاً وشجرة رستم بإفريقية. ديسقوريدوس في المقالة الثالثة : أرسطولوخيا
وهو الزراوند اشتق له هذا الاسم من أرسطو وهو الفاضل ، ومن لوخس وهو المرأة
النفساء يراد بذلك أنه الفاضل في المنفعة للنفساء ، ومنه الذي يقال له المدحرج وهو
الذي يقال له باليونانية الأنثى ، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس طيب
الرائحة مع شيء من الحدة إلى الاستدارة ما هو ناعم وهو في شعب كثيرة صغيرة مخرجها
من أصل واحد وأغصان طوال وزهر أبيض كأنه براطل وما كان منه في داخل الزهر أحمر
فإنه منتن الرائحة ، وأما الزراوند الطويل فإنه يقال له باليونانية الذكر ، ويقال
له دوقطوليطس ، وله ورق طوال أطول من ورق الزراوند المدحرج وأغصان دقاق طولها نحو
من شبر ولون زهره مثل الفرفير منتن الرائحة إذا ظهر كان شبيهاً بزهر النبات الذي
يقال له قسوس ، وأصل الزراوند المحرج طوله شبر وأكثر منه في غلظ أصبع وما داخل الأصلين
أكثر ذلك يكون شبيهاً بلون الخشب الذي تسميه أهل الشام بقسا وهو الشمشار وطعمهما
مر وزهمان ، ومن الزراوند صنف ثالث يقال له قليماطيطس له أغصان دقاق عليها ورق
كثير إلى الاستدارة ما هو شبيه بورق الصنف الصغير من حي العالم وزهر شبيه بزهر
السذاب وأصول مفرطة الطول دقاق عليها قشر غليظ عطر الرائحة تستعمله العطارون في
ترتيب الأدهان. جالينوس في ٦ : أنفع ما في هذا لما يحتاج إليه في الطب
أصله وهو مر حريف قليلاً وألطف أنواع الزراوند المدحرج منها وأقواها في جميع
أمورها وخصالها ، فأما النوعان الآخران من الزراوند فالشبيه منهما ببقس الكرم
رائحته أطيب حتى أن العطارين يستعملونه في أخلاط الأدهان الطيبة ، فأما في أعمال
الطب فهو أضعف وأما الزراوند الطويل فهو أقل لطافة من المدحرج إلا أنه ليس بالضعيف
، بل قوته قوة تجلو وتسخن وجلاؤه وتحليله أقل فأما إسخانه فليس بدون إسخانه بل
عساه أكثر إسخاناً منه ولذلك متى احتجت إلى دواء يجلو كان الزراوند الطويل أنفع
بمنزلة ما يحتاج إن أردنا أن ننبت في القروح لحماً ، وإذا أردنا أن نداوي قرحة
تكون في الرحم ، فأما المواضع التي تحتاج فيها إلى تلطيف خلط غليظ تلطيفاً أشد وأقوى
فنحن إلى الزراوند المدحرج أحوج ، ولذلك صار يشفي الوجع الحادث من قبل سدة أو من
قبل ريح غليظة غير نضيجة فإنما يشفيه الزراوند المدحرج خاصة وهو مع هذا يخرج السلا
ويذهب العفونة وينقي القروح الوسخة ويجلو الأسنان واللثة وينفع أصحاب الربو وأصحاب
الفواق وأصحاب الصرع وأصحاب النقرس إذا شربوه بالماء ، وهو أيضاً أوفق للفسوخ
الحادثة في أطراف العضل وفي أوساطها من كل دواء آخر. ديسقوريدوس : والزراوند
الطويل إذا شرب منه مقدار درهمين بالشراب وتضمد به كان صالحاً لسموم الهوام والأدوية
القتالة وإذا شرب بفلفل ومر نقى النفساء
من الفضول المحتبسة
في الرحم وأدر الطمث وأخرج الجنين ، وإذا احتملته المرأة في فرزج فعل مثل ذلك ، وقد
يفعل الزراوند المدحرج ما يفعله الطويل ويفضل عليه بمنعته من الربو والفواق والنافض
وورم الطحال ووهن العضل ووجع الجنب متى شرب بالماء وبأنه متى تضمد به أخرج السلا
من اللحم والأزجة وقشور العظام ، ويقلع خبث القروح العفنة وينقي أوساخها ، وإذا
خلط بالصنف من السوسن الذي يقال له ابرسا والعسل ملأ ونقى القروح العميقة منها ويجلو
الأسنان ، وأظن الصنف من الزراوند الذي يقال له قليمياطيطس يفعل ما يفعله الطويل والمدحرج
غير أنه أضعف منهما قوة. أرنياسلس : جميع أصنافه حارةَ يابسة في الثالثة. مسيح : حرارة
الطويل في الدرجة الثانية وهو أقل لطافة من المدحرج. إسحاق بن عمران : يبوسته
معتدلة. ماسرحويه : الزراوند الطويل إن سحق بعسل وطلي به على القروح الرطبة
العتيقة أبرأها وينقي الأسنان واللثة من الرطوبات التي فيها وإن عجن بخل وطلي على
الطحال نفع جدّا وكذلك إن سقي بالسكنجبين. ابن سمحون عن ماسرحويه : الطويل منه
ينفع من أورام البواسير والتشنج واسترخاء العصب من الامتلاء. الفارسي : إنه يصفي
اللون وينقي الصدر. بديغورس : أما الطويل فخاصيته النفع من الرياح وإذابة ما في
الكبد. بولس : إن أخذ من الزراوند الطويل وزن درهم ونصف مع شراب العسل أخلف كما
يخلف الحنظل. الطبري : الطويل منه ينفع من الصرع والكزاز نفعاً عجيباً شرباً. ابن
سرابيون : الطويل منه نافع للأحشاء. الرازي : جميع أصنافه نافعة من لذع العقارب.
ابن سينا : إذا شرب منه درهم مسحوقاً أسهل أخلاطاً بلغمية ومراراً ونفع المعدة.
الرازي في كتاب أبدال الأدوية : وبدل الزراوند الطويل إذا عدم في النفع من الرياح
وتحليل ما في البطن والطحال وزنه من الزرنباد ونصف وزنه من الأنزروت وبدل المدحرج
وزنه من الزرنباد وثلث وزنه من البسباسة ونصف وزنه من السقط. وقال إسحاق بن عمران
: وبدل المدحرج إذا عدم وزنه ونصف وزنه من الزراوند الطويل.
زرنيخ
: كتاب الأحجار : هو ألوان كثيرة فمنه
الأصفر والأحمر والزبرج والأكبر ، وفي الأصفر والأحمر منه ذهبية في المنظر وليست
بذهبية على الحقيقة ، وإذا كلس أحد هذين النوعين حتى يبيض ثم سبك النحاس الأحمر وألقي
عليه مع شيء من البورق بيضه وحسن مكسره وذهب برائحته المنتنة. الرازي في كتاب علل
المعادن : تكوين الزرنيج كتكوين الكبريت غير أن البخار البارد الثقيل الرطب والأرضية
فيه أكثر ، والبخار الدخاني في الكبريت أكثر ، ولذلك صار لا يحترق كاحتراق الكبريت
وصار أثقل وأصبر على النار منه. قال : والزرنيخ أصناف : أحمر وأصفر وأخضر والأحمر
أحدّها والأصفر أعدلها والأخضر أثقلها وأجودها الصفائحي الذي تستعمله النقاشون وأردؤها
الأخضر. غيره : وقد يكون منه أبيض وهو أدون أصنافه. ديسقوريدوس في الخامسة : الزرنيخ
الأصفر هو جوهر يكون في المعادن التي يكون فيها الزرنيخ الأحمر وأجود ما كان ذا
صفائح وكان لونه شبيهاً بلون الذهب ، وكانت صفائحة تنقشر وكأنها مركبة بعضها على
بعض ، ولم يكن فيه خلط من جوهر آخر ، والذي يكون منه بالبلاد التي يقال لها
أسقونطوس هو على هذه الصفة التي وصفنا والآخر شبيه بالمدر ، ولونه قريب من لون
الزرنيخ الأحمر ويؤتى به من ماقدونيا ومن فيطوس ومن قيادوقيا. وهذا الصنف
هو مثل الصنف الذي
ذكرنا إلا أنه دون الصنف الآخر في الجودة ، وقد يشوى الزرنيخ على هذه الصفة ويؤخذ
فيصير في إناء من خزف جديد ويوضع على جمر ويحرك حركة دائمة ، فإذا حمي وتغير لونه
أنزل عن النار ويترك حتى يبرد ويسحق ويرفع. جالينوس في ٩ : قوة هذا قوة تحرق
محرقاً كان أو غير محرق ومتى أحرق فالأمر فيه معلوم أنه يصير ألطف مما كان واليابس
يستعملونه في حلق الشعر من طريق أنه يحرقه ، وإن أبطأ وطال مكثه أحرق البدن أيضاً.
ديسقوريدوس : وقوته معفنة منضجة مفتحة ومنقية للصدر يلذع اللسان لذعاً شديداً ويقلع
اللحم الزائد في القروح ويحلق الشعر وله حرارة وحرقة شديدة. قال : وأما الزرنيخ
الأحمر فينبغي أن يختار منه ما كان مشبع الحمرة وكان يتفتت وينسحق سريعاً وكان
نقياً ، لونه شبيه بلون الجوهر الذي يقال له قماباري ورائحته شبيهة برائحة
الكبريت. جالينوس : قوة هذا الزرنيخ قوة تحرق ، وكذا قوة الزرنيخ الأصفر ، وإذا
كان كذلك فحق له أن يخلط في المراهم المحللة التي تجلو. ديسقوريدوس : وقوة الزرنيخ
الأحمر مثل قوة الزرنيخ الأصفر وشيه مثل شيه ويحرق مثل ما يحرق ، وإذا خلط
بالراتينج أبرأ داء الثعلب ، وإذا خلط بالزفت قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار
، وإذا خلط بزيت ودهن به نفع من القمل ، وإذا خلط بالشحم حلل الجراحات وقد يوافق
القروح العارضة في الأنف وسائر القروح ، وإذا خلط بدهن الورد وافق البثور والبواسير
الناتئة في المقعدة ، وقد يخلط بالشراب الذي يقال له أدرومالي ويسقاه من كان في
صدره قيح مجتمع فينتفع به وقد يتدخن به مع الراتينج ويجتذب دخانه بأنبوبة من قصب
في الفم للسعال المزمن ، وإذا لعق صفى الصوت ، وقد يخلط بالراتينج ويعمل منه حب ويسقاه
من كان به ربو وعسر النفس فينتفع به. قالت الحور : أنه ثلاثة أصناف منها صنف أبيض
وهو قاتل والأصفر جيد للضرب بالعصا والسياط والخدوش ، وإذا طلي به أذهب آثار الدم
الميت ، والأحمر أجود في القلقنديون. إسحاق بن عمران : الزرنيخ الأصفر إذا سحق وجعل
في اللبن لم يقع عليه ذبابة إلا ماتت ، والأحمر منه إذا سحق وعجن بعصارة البنج
الأخضر وطلي به تحت الإبط بعد أن نتف منه الشعر لم ينبت فيه الشعر أبداً. غيره : والقيروطي
المتخذ منه وخصوصاً من الزرنيخ الأحمر ينفع لقروح الفم والأنف والأكلة فيهما.
التجربتين : وإذا خلط بوزنه من الجبن الطري قبل أن يصفى وعجنا بعسل أو بماء
الصابون أو حرقا في أنبوب فضة نفع من الأواكل ومن حفر اللثة وتآكلها ، وإذا أخذ
منه اليسير وخلط بسائر أدوية اللثة أنبت اللحم الناقص منها ، وإذا عجن بمثله من لب
الجوز واللوز وقلب الصنوبر والميعة ووضع من مجموعها في النار مقدار نصف درهم وابتلع
دخانه من أنبوب نفع من السعال البارد ، وأبرأه برءاً تاماً ، ومن الربو وضيق النفس
، وإذا قدمت هذه الأعراض توالى التدخين به أياماً على الريق حتى يبدو تأثيره ويجب
أن يتحسى على أثر استعماله حساء متخذاً من لوز حلو ونخالة بزبد لئلا يضر بالأعضاء
التي يمر عليها. الرازي : من سقي الزرنيخ المصعد حدث له عنه مغص شديد وقروح في
الأمعاء رديئة فليشرب ماء حاراً مع جلاب مرات كثيرة حتى يغسل أكثره ، ثم يسقى ماء
الأرز وماء الشعير ونحوهما مما ينفع من قروح الأمعاء ويحقن بها ، فإن حدث عنها سعال
مؤذ عولج بالأشياء الملينة. وقال في كتاب الأبدال : وبدل الزرنيخ الأحمر نصف وزنه
من الزرنيخ الأصفر.
زرشك
: هو البرباريس بالفارسية وهو
الإثرار بالعربية وقد
ذكرته في الألف.
زرتك
: وذردل أيضاً قيل : هو زهر العصفر ، وقيل
هو ماؤه وهو الصحيح.
زرنيوري
: هو بقلة يمانية وهو اليربون على ما ذكر
كثير من المفسرين ، وقيل إنه هو البقلة المعروفة برجل الغراب.
زريرا
: في الحاوي قيل : إنه الكشج وقيل البقلة
اللينة وهو اسم سرياني.
زرجون
: هو الكرم وقيل عوده وقيل هو المطر
المستنقع في الصخر ويشبه الخمر به لصفائه ، وقيل هو كلام فارسي وتفسيره لون الذهب
ويقال للخمر ، ثم سميت به الكرم.
زرقوري
: هو رجل الغراب أيضاً من الحاوي.
زرقون
: هو السيلقون وهو الأسرنج عند أهل
الأندلس.
زرافة
: لحمها غليظ سوداوي الكيموس.
زرنيلج
: هو الريباس من الحاوي.
زعفران
: من أسمائه الجادي والجاد والريهقان والكركم
أيضاً. ديسقوريدوس في ١ : فروقس أقواه فعلاً في الطب ما كان من البلاد التي يقال لها
فروقس ، وكان حديثاً حسن اللون وعلى شعرته بياض يسير يستطيل ضخماً ليس بمتفتت هش ممتلىء
، وإذا ديف صبغ اليد سريعاً من ساعته ليس بمتكرج ولا ندي ساطع الرائحة حادها ، وما
لم يكن على هذه الصفة فإنه إما أن يكون عتيقاً أو قد أنقع وبعد هذا الصنف الذي من
فروقس الصنف الذي يقال له أوليمس الذي يلي بلوقيا ، والذي من الجبل الذي يقال له
أوليمس الذي يلي بلوقيا ، وبعده الصنف من البلاد التي يقال لها أطوليا ، وأما الذي
من البلاد التي يقال لها فرثني ، والذي من البلاد التي يقال لها قبطوطس التي
بصقلية فإنهما ضعيفا القوّة وهما في حد الثفل ، ولكثرة عصارتهما وحسن ألوانهما وصبغهما
للصلاية التي يسحقان عليها يستعملها أهل أنطاليا ، ومن أجل ذلك أثمانها كثيرة ، وأما
الذي ينتفع به في الأدوية من هذه الأصناف فهو الذي ذكرنا أوّلها وقد يغش بالدواء
الذي يقال له فروقومغا مدقوقا ومرداستج أو مولينا باليثقل ويلطخ بطلاء ، والسبيل
إلى معرفة ذلك من الشيء الظاهر على الزعفران كأنه غبار ومر أن في رائحته شيئاً من
رائحة الطلاء. جالينوس في الثامنة : في الزعفران شيء قابض يسير ، وهذا منه أرضي
بارد ، ولكن الأغلب عليه الكيفية الحارة فتكون جملة جوهره من الإسخان في الدرجة
الثانية ومن التجفيف في الدرجة الأولى ، ولذلك صار ينضج بعض الإنضاج ، ومما يعينه
على ذلك القبض اليسير الموجود في ذلك لأن ما كان من الأدوية لا يسخن إسخاناً قوياً
، وكان فيه قبض فهو في قوته مساوٍ للأدوية التي تغري وتلحج إذا كان معهما حرارة
موجودة وليست بالشديدة وهي أدوية تنضج. وقال في المسامر : قابض منضج مصلح للعفونة.
ديسقوريدوس : وقوة الزعفران منضجة ملينة قابضة مدرة للبول وتحسن اللون وتذهب
بالحمار إذا شرب بالميبختج ويمنع الرطوبات التي تسيل إلى العين إن لطخت واكتحل به
بلبن امرأة ، وقد ينتفع به أيضاً إذا خلط بالأدوية التي تشرب للأوجاع الباطنة والفرزجات
والضمادات المستعملة لأوجاع الأرحام والمقعدة ، ويحرك شهوة الجماع ، ويسكن الحمرة
، وينفع الأورام العارضة للآذان ، وقد يقال : إنه يقتل إذا شرب منه وزن ثلاثة
مثاقيل بماء ، وينبغي أن يوضع في الشمس أو على خرقة جديدة حارة ويحرك في كل وقت
ليجف ويهون سحقه. ابن سينا في الأدوية القلبية : حار في الثانية يابس في الأولى وفيه
قبض وتحليل قويان يتبعهما لا محالة الإنضاج ، وله خاصية شديدة عظيمة في تقوية جوهر
الروح وتقريحه بما يحدث فيه من نورانيته وانبساطه مع متانة وتعينها
العطرية الشديدة مع
الطبيعة المذكورة فإذا استكثر منه أفرط في بسطه للروح وتحريكه إلى خارج حتى يعرض
منه انقطاعه عن المادة المغذية ويتبعه الموت ، وقد قدر لذلك وزن فالأولى أن لا
يذكره. مسيح : الزعفران يهضم الطعام ويجلو غشاوة البصر ويقوي الأعضاء الباطنة
الضعيفة لما فيه من القوة القابضة إذا شرب أو وضع من ظاهر عليها ويفتح السدد التي
تكون في الكبد والعروق باعتدال لما كان فيه من الحرافة والمرارة إلا أنه يملأ
الدماغ. حنين في كتاب الترياق : الزعفران يسهل النفس ويقوي آلات النفس جداً وخاصيته
أن يقل شهوة الطعام ويملأ الدماغ ويظلم البصر والحواس ويبطل الحموضة التي تكون في
المعدة التي بها خاصة تكون شهوة الطعام. الرازي في الحاوي : جربت فوجدت الزعفران
مسقطاً لشهوة الطعام مقيأ. وقال في موضع آخر منه : وكانت امرأة تطلق أياماً فسقيت
درهمين من الزعفران فولدت من ساعتها وجرب ذلك مرات كثيرة فصح وهو يسكر سكراً
شديداً إذا جعل في الشراب ويفرح حتى إنه يأخذ منه مثل الجنون من شدة الفرح. وقال
في المنصوري : الزعفران رديء للمعدة مغث مصدع يثقل الرأس ويجلب النوم. وقال في
كتاب خواصه في الأشياء الطبيعيات : إن سام أبرص لا يدخل بيتاً فيه زعفران. البصري
: إن سحق الزعفران وعجن واتخذت منه خرزة كالجوزة وعلقت على المرأة بعد الولادة
أخرجت المشيمة بسرعة ، وكذا إن علق على إناث الأفراس. الجوزي : إنه لا يغير خلطاً
البتة بل يحفظ الأخلاط بالسوية وله تقوية. البصري : ورق الزعفران يحمل الجراح ويقبض
وينفع من الشوصة إذا شم واستعط به ، وخاصيته إذا اكتحل به مع الماء نفع الزرقة
الحادثة من المرض. لي : قوله وينفع من الشوصة إلى آخر الكلام هو من منافع دهنه.
إسحاق بن سليمان : خاصيته تحسين لون البشرة إذا أخذ منه بقصد واعتدال والإكثار من
شربه والإدمان عليه مذموم جداً لأن فيه كيفية تملأ الدماغ والعصب وتضر بهما
إضراراً بيناً. إسحاق بن عمران : دابغ للمعدة بيسير عفوصة مقوّ لها وللكبد وينقي
المثانة والكليتين وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس نفع السهر الكائن من البلغم المالح
وأسدر وأرقد. مجهول : نافع للطحال جداً. ديسقوريدوس : وأصله إذا شرب بالطلاء أدر
البول ، وأما الدواء الذي يقال له فروقومغا فإنه يكون من الدهن المعمول من
الزعفران إذا عصرت الأفاويه وعملت منها أقراص والجيد منه ما كان طيب الرائحة فيه من
المر باعتدالٍ وكان رزيناً أسود وليس فيه عيدان ، وإذا ديف كان لونه قريباً من لون
الزعفران جداً وكان ليناً وفيه شيء من مرارة يصبغ الأسنان واللسان صبغاً شديداً ويبقى
ساعات كثيرة ، والذي من سوريا على هذه الصفة قوته جالية لظلمة البصر مدرة للبول
ملينة مسخنة منضجة وقد يشبه الزعفران شبها يسيراً في قوته لأن فيه شيئاً كثيراً من
قوته. الرازي : في كتاب أبدال الأدوية : وبدل الزعفران إذا عدم وزنه من القسط ووزنه
من حب الأترج وربع وزنه من السنبل وسدس وزنه من قشر السليخة قال بعض الأطباء : بدله
وزنه مرتين من خلطه وهو ثفل دهنه.
زعفران
الحديد : هو صدأ الحديد وقد ذكرته مع الحديد.
زعرور
: ديسقوريدوس : في الأولى مستبلن ، ومن
الناس من يسميه أرونبا وهو الزعرور وهو شجرة مشوكة ورقها شبيه بورق مثنى ولها ثمر
صغار شبيه بالتفاح في شكله لذيذة في كل واحدة منه ثلاث حبات ، ولذلك سماه قوم
طريفلن وهو ذو
الثلاث حبات وهو
قابض ، فإذا أكل كان جيداً للمعدة ممسكاً للبطن. جالينوس في السابعة بعض الناس
يسمي الزعرور باسم مشتق من النوى الموجود فيه فإن في كل واحدة من ثمرة الزعرور
ثلاث نويات وفي كل واحدة من ذلك النوى بزر من بزر الشجرة كما أن الحب الموجود في
التفاح هو بزر شجرة التفاح ، وعجم الزبيب بزر الكرم ، والحب أيضاً الموجود في جوف
التين هو بزر شجره ، فهؤلاء يسمون الزعرور ذا الثلاث نويات بسبب هذا النوى الذي في
جوفه وهو ثلاث ، وثمرة الزعرور تقبض قبضاً شديداً ، وليس يؤكل إلا بعد كد وفي
الزعرور حبس للبطن شديد وفي قضبانه أيضاً وورقه عفوصة ليست باليسيرة. ابن ماسويه :
وقوته في البرودة واليبوسة من واحد ، ويدبغ المعدة ويغذو البدن غذاء يسيراً وليس
الإكثار منه بمحمود ويستعمل كالدواء لا كالغذاء. الرازي : مسكن للصفراء والدم.
روفس في كتاب التدبير : يقطع القيء ويعقل البطن ولا يحبس البول. إسحاق بن عمران : يشهي
الأكل ويولد القولنج ، ولذلك ينبغي أن لا يستعمل إلا بعد ما ينضج ويطيب فإنه أقل
لضرره. مسيح : الزعرور ليس رديء الكيموس. ديسقوريدوس : وفي البلاد التي يقال لها
إيطاليا جنس آخر من الزعرور وهي شجرة شبيهة بشجرة التفاح غير أن ورقها أصغر من ورق
شجر التفاح وثمرة هذه الشجرة مستديرة وتؤكل وأسافله عريضة وهو إلى القبض ما هو
بطيء النضج. لي : يعرف هذا النوع عندنا بالأندلس المشتهى. جالينوس في ٦ : هذا النبات قابض
كأنه في المثل تفاح بري وثمرته عفصة رديئة تصدع الرأس وذلك لأنه يخالطها كيفية
رديئة غريبة.
زغبر
: هو المرو ، وقيل هو المرو الدقيق وسنذكره
في الميم.
زفت
: ديسقوريدوس في ١ : الزفت الرطب يجمع من أدسم
ما يكون من خشب الأرز والتنوب ، وأجوده ما كان قابضاً يبرق وكان صافياً نقياً
أملس. جالينوس في ٨ : الزفت الرطب يسخن أكثر مما يجفف وفيه شيء من اللطافة بسببها
صار نافعاً لمن به ربو ، ولمن يقذف المدة وحسب من يعالج به أن يلعق منه مقدار قوابوس
واحد وهو أوقية ونصف عسل. ديسقوريدوس : والزفت الرطب يصلح للأدوية القتالة وإذا
لعق منه أوقية ونصف بعسل كان صالحاً لمن به قرحة في رئته ولمن كان به في صدره ورئته
قيح وللسعال والربو ، وإذا تحنك به بالعسل كان صالحاً لورم العضل الذي يسمى فارسما
وهو عن جنبي طرف الحلقوم والمريء ولورم اللهاة ولورم سبحى وهو ورم جنبي الحلق
المائل إلى الباطن المسمى خناقاً ، وإذا استعمل بدهن لوز مُر نفع الآذان التي يسيل
منها رطوبة وإذا تضمد به بملح مسحوق كان صالحاً لنهش الهوام ، وإذا خلط به من
الموم جزء مساو قلع الآثار البيض العارضة للأظفار وقلع القوابي وحلل الجراحات
الصلبة وصلابة الرحم والمقعدة ، وإذا طبخ بدقيق شعير وبول صبي فتح الخنازير ، وإذا
خلط بالكبريت أو بقشر التوت أو بالنخالة ولطخ به الداء الذي يقال له النملة منعه
من أن يسعى في البدن ، وإذا خلط بدقاق الكندر ومر ألحم القروح العتيقة ، وإذا لطخ
به مفرداً على الرجل والمقعدة وافق الشقاق الذي فيها ، وإذا خلط بالعسل نقى
الجراحات والقروح وبنى فيها اللحم ، وإذا خلط بالزبيب والعسل نقى الجراحات والقروح
وقلع الخشكريشة العارضة من القروح التي تسمى الجمر والقروح العميقة ، وقد ينتفع به
لعلل الكبد والمعدة ، وإذا أعطي منه أوقية واحدة فعل مثل ذلك أيضاً ، وقد ينتفع به
إذا خلط بالمراهم المعفنة ، وأما الزفت اليابس
فإنه يكون من الزفت
الرطب إذا طبخ منه ، ومما هو شبيه بالدبق في لزوجته ويقال له سقلس ، ومنه ما هو
يابس وأجوده ما يكون منه خالصاً لازقاً طيب الرائحة قوي اللون شبيهاً بالراتينج ،
والزفت الذي من البلاد التي يقال لها القبا والتي يقال لها برفليا وهما على الصفة
التي وصفنا وبجوهرهما قوة الزفت وقوة الراتينج. جالينوس : والزفت اليابس يسخن في
الدرجة الثالثة من درجات البعد عن الأشياء المعتدلة المزاج ، وشأنه أن يجفف أكثر
مما يسخن. ديسقوريدوس : وقوّة الزفت اليابس مسخنة ملينة مفتحة محللة للجراحات التي
تسمى فيماطيا ، والتي تسمى فوحثلا ويبنى اللحم في القروح وقد ينتفع به في مراهم
الجراحات. جالينوس. والنوعان من الزفت جميعاً فيهما شيء يجلو وشيء ينضج وشيء محلل
كما أنهما عند المذاق يوجد فيهما شيء حاد حريف وكأنه مر ، ولذلك صارا كلاهما
يقلعان الأظفار إذا حدث فيها البياض عند ما يخلطان مع الشمع ويذهبان أيضاً القوابي
وينضجان جميع الأورام الصلبة التي لا تنضج إذا وقعا في الأضمدة وأقواهما في هذه
الوجوه كلها الزفت الرطب ، فأما الزفت اليابس فهو في هذه الخصال قليل الغناء ، وهو
في إدمال الجراحات ومواضع الضرب أبلغ وأنفع ، وهذا مما يدل على أنه يخلط الزفت
الرطب بشيء من رطوبة حادة ليست باليسيرة. ديسقوريدوس : وقد يكون من الزفت الرطب
شيء يقال له قسالاون وهو دهن الزفت إذا نزعت عنه مائيته قد تظهر عليه مائية كما
يظهر ماء الجبن على الجبن ، وتجمع في طبخ الزفت بأن يعلق صوف نقي على الزفت ، فإذا
ابتلّ من البخار المتصاعد يعصر في إناء ولا يزال يفعل به ذلك والزفت يطبخ والقسالاون
ينفع مما ينفع منه الزفت الرطب ، وإذا تضمد به مع دقيق الشعير أنبت الشعر في داء
الثعلب ، والقسالاون والزفت الرطب يبرئان قروح المواشي وجربها إذا لطخا عليها ، وينفعان
لتمدد الأعصاب والأوتار ولسينياطس وهو عرق النسا ، وقد يجمع من الزفت الرطب دخان
فإذا أحببت أن تجمعه فافعل هكذا خذ سراجاً وصير فيه فتيلة وشيئاً من الزفت وأوقد
الفتيلة وكب على السراج إناء جديداً من فخار شكله مثل شكل التنور ويكون أعلاه
مستديراً ضيقاً وفي أسفله ثقب كالتنور ، ودع السراج يقد فإذا فني الزفت الذي فيه فصير
زفتاً آخر ولا تزال تفعل ذلك حتى يجتمع من الدخان ما تكتفي به ، وقوة هذا الدخان
حارة قابضة مثل قوة دخان الكندر ، وينبغي أن يستعمل في الإكحال التي تحسن هدب
العين وفي الإكحال واللطوخات النافعة لنبات الأشفار المتناثرة والعيون من ضعفها ومن
دمعتها وقرحتها. الشريف : وإذا احتقن بالزفت نفع من سم العقرب وحيا ، وإذا حلق وسط
رأس من ابتلع علقة ودهن الموضع المحلوق يقطران أخرج العلقة وحيا مجرب.
زفت
السفن : ديسقوريدوس : دويصا ومن الناس من قال : إنه
ما يجرد من السفن مثل الراتنج المخلوط بالموم الذي يسميه بعض الناس أبوجما ، وهو
يذوب الفضول لاستنقاعه من ماء البحر ، ومن الناس من يسمي صمغ التنوب بهذا الاسم.
زفيزف
: وهو العناب عند أهل الأندلس أول الاسم
زاي مضمومة بعدها فاء مروسة مفتوحة ثم ياء باثنتين من أسفل ثم بعدها زاي مفتوحة ثم
فاء مروسة.
زقوم
: كتاب الراحلة : اسم بالحجاز لنبات بليع
الخلقة ينبت من أصل واحد يرتفع نحو قعدة الإنسان وأكثر وأقل فيما بين الحجارة ، شكله
شكل الصبارة إلا أنه كله أبيض ويتداخل ورقه على كثافة بعضها ببعض ، ويندرج في
جملتها وفيها أيضاً مشابهة
من أسواق الخنثى ونباتها
كذلك ، وفيه حروف أربعة كحروف ورق الصبار إلا أنها غير مشوكة ويتشعب من ساقها شعب
كثيرة في طرفها زهر ياسميني الشكل ، إلا أنه أصغر وأمتن وهو خمس ورقات فقط دكن
اللون ينشر فرفرية يخرج في أعلاه أقماع من نحو الأنملة ، ثم يخرج سعفة سمسمية
الشكل إلا أنه أطول ولونها إلى السواد وفي داخلها ثمر مصوّف وفي طعم هذه الشجرة
مشابهة من طعم الصبارة ورطوبتها كثيرة لزجة ، وسماها لي بعض أعراب عرفة بضرع
الكلبة وبعضهم يسميها الغلبى وهو أصح.
زقوم
آخر : هو أيضاً شجر مشوك كثير له ثمر كبير على
قدر المتوسطة من اللوز ما هو ويصفر إذا انتهى وفي داخله نواة صلبة يتخذ من لبنها
دهن يسرج به فيصير على النار أكثر من غيره من الأدهان وهو دهن حاد سريع النفع بديع
للخدر ، وهو ينبت بأرض الغور وشجره يشبه شجر السدر ، وورقه على قدر الأظفار ، وخشبه
ضخم ، لون ظاهره أخضر كلون شجرة الأزادرخت وأغصانها دقاق تميل لمن مسها وتنعطف على
الأرض كمثل العليق وعليه شوك مثل السلاء وزهره إلى الصفرة. لي : هذه الشجرة وهي
التي ذكرها التميمي في كتابه المرشد ، وقد ذكرنا عنه في حرف الدال في رسم دهن
الزقوم.
زفشته
: كتاب الرحلة هو اسم قيرواني أوله زاي
مضمومة بعدها فاء مضمومة ثم شين معجمة ساكنة بعدها تاء باثنتين من فوقها ثم هاء.
ورقه يشبه ورق الأشخيص الأسود إلا أنه أدق وأكثر تقطيعاً وأقصر ورقاً وأصلب ، وله
ساق من نحو الشبر في غلظ أصبع في أعلاها رأس مستدير مشوك مثل رأس القرصعنة الكبيرة
عليها زهر غمامي دقيق ، وله أصل لونه إلى السواد ما هو وطعمه إلى المرارة ، وفيه
شبه في الطعم من أصل الشوكة المعروفة بالسنط وفي الصفة غلظة كغلظ الساعد وجرب منه
بيولس النفع من الجرب المتقرح والنساء تستعمله في تحسين الشعر وقتل القمل في الرأس
، وكأنه نوع من رأس القنفذ الذي هو الباذاورد.
زلم
: هو نبات كالقصب الرقيق والديس لا بزر له
ولا زهر وله عروق كثيرة تحت الأرض فيها حب مفرطح في طعمه حلاوة يؤكل ويسمى حب
الزلم وهو المعروف عندنا بالأندلس وبالمغرب أيضاً بفلفل السودان يزرع عندنا زرعاً
كثيراً ، وأكثر نباته بالزابات من أعمال أفريقية وهو بري عندهم وهو عندهم صنفان
أبيض وأسود. لي : وقد ذكرت حب الزلم في الحاء.
زلابية
: المنهاج : هي أخف من اللوزينج والقطائف
وأسرع هضماً ، وتنفع من السعال الرطب ومن رطوبة الصدر والرئة ، وتولد سخونة ويصلحها
أن يؤخذ بعدها سكنجبين أو الرمان المز ، وقد تولد سدداً فيمن كبده ضيق المجاري.
الرازي في دفع مضار الأغذية : وينبغي أن يتلاحق ضررها إذا أدمنت بماء يفتح السدد ويمنع
تولد الحصى.
زمج
: الشريف : هو طائر معروف تصيد به الملوك
الطير وإدمان أكل لحمه ينفع من ضعف القلب وخفقانه ، ومرارته إذا صيرت في الإكحال
نفعت من الغشاوة وظلمة البصر نفعاً بيناً ، وزبله يزيل الكلف والنمش طلاء.
زمرد
: أرسطوطاليس : الزمرد والزبرجد حجران يقع
عليهما اسمان وهما في الجنس واحد ، وهو حجر أرضي يتخذ من الأرض في معادن الذهب
بأرض المغرب أخضر شديد الخضرة يشف وأشده خضرة أجوده ، وناصعه أجود من كمده في
العلاج والقيمة ، وحجر الدهنج شبيه به في المنظر إلا أن الدهنج لا يشف كما يشف
الزمرد والزبرجد. البصري هو حجر أخضر اللون مختلف الخضرة يجلب من بلاد السودان.
ابن الجزار في كتاب
عجائب البلدان : جبل الزمرد من جبال البجاة موصول بالمقطم جبل مصر فافهمه
أرسطوطاليس : وطبع الزمرد البرودة واليبوسة ، وخاصته إذا شرب نفع من السم القاتل ومن
نهش الهوام ذوات السموم باللذع والعض ، فمن سحل منه وزن ثمان شعيرات وسقاه شارب
السم قبل أن يعمل فيه خلص نفسه من الموت ولم يسقط شعره ، ولم ينسلخ جلده ، وكان
شفاءه ، ومن أدمن النظر إليه أذهب الكلال عن بصره ومن تقلد حجراً منه أو تختم به
دفع داء الصراع عنه إذا كان لبسه له قبل حدوث الداء به ، ومن قبل هذا صرنا نأمر
الملوك أن تعلقه على أولادها عند ولادتهم لدفع داء الصرع عنهم. ابن ماسويه : إنه
نافع من نزف الدم وإسهاله إذا شرب أو علق. مجهول : الزبرجد نافع من الجذام إن شربت
حكاكته. الرازي : إن نظرت الأفاعي إلى الزمرد الفائق سالت عيونها. التجربتين : إذا
سحق وخلط بأدوية السعفة العسرة البرء نفعها نفعاً بيناً.
زمارة
الراعي : هو مزمار الراعي ، وسنذكره في الميم.
زنجبيل
: أبو حنيفة : هو مما ينبت ببلاد المغرب وفي
أرض عمان وهو عروق تسري في الأرض وليس بشجر وأخبرني من رآه قال : نباته نبات
الراسن وهم يأكلونه رطباً كما يؤكل البقل ويستعمل يابساً ، وقد ذكره الله تعالى في
القرآن وأكثر الشعراء من ذكره. ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات يكون كثيراً في
موضع من بلاد الغرب يقال له طرغلوديطفي ويستعمل ورقه أهل تلك البلاد في أشياء
كثيرة مثل ما نستعمل نحن السذاب في بعض الأشربة التي يشربونها قبل الطعام وفي
الطبيخ ، والزنجبيل هو أصول صغار مثل أصول السعد ، لونها إلى البياض وطعمها شبيه
بطعم الفلفل طيبة الرائحة ، وينبغي أن يختار منها ما لم يكن متآكلاً ، ومن الناس
من يربيه بالعسل وبالطلاء ، ومنهم من يعمله بماء وملح لسرعة عفنه ويحمله في آنية
خزف إلى البلاد التي يقال لها إيطاليا فيصلح للأكل وقد يؤكل مع السمك الملح. دويس
بن تميم : اختر منه ما كان مدمجاً غير مسوس. جالينوس في ٦ : أصل هذا النبات
مجلوب إلينا من بلاد الهند وهو الذي ينتفع به وإسخانه إسخان قوي ، ولكنه ليس من
ساعته في أول الأمر كما يفعل الفلفل ، ولذلك ليس ينبغي أن يتوهم عليه أنه في لطافة
الفلفل ، ولكنا نجد عياناً أن فيه بعد شيئاً من جوهر لم ينضج ، وهذا ليس هو يابس
أرضي بل الأحرى أن يكون رطباً ، ومن أجل ذلك صار الزنجبيل يتآكل ويتفتت سريعاً بسبب
ما فيه من الرطوبة الفضلية ، لأن هذا التآكل ليس يعرض لشيء من الأشياء المحضة
اليبس أو الرطبة برطوبة نضجة مشاكلة جوهرها ، وقد عرض هذا بعينه للدار فلفل ، ومن
أجل ذلك صارت الحرارة الحادثة عن الزنجبيل وعن الدارفلفل تبقى لابثة دهراً طويلاً
أكثر من لبث الحرارة الحادثة عن الفلفل الأبيض والأسود ، كما أن النار إذا أخذت في
الحطب اليابس يشتعل ويشب على المكان ويطفأ بالعجلة. كذا الحرارة الحادثة عن
الأدوية التي قوتها يابسة تشتعل أسرع وتلبث مدتها أسرع وأقل والحرارة الحادثة عن
الأدوية التي قوتها رطبة رطوبة فضلية على مثال الحطب الرطب تشب ، فإذا اشتعلت لبثت
مدة طويلة ، ولذلك صارت منفعة كل واحدة من هذين الجنسين من الأدوية التي قوتها
رطبة رطوبة فضلية على مثال الحطب الرطب تشب بإبطاء ، فإذا اشتعلت لبثت مدة طويلة ولذلك
صارت منفعة كل واحد من هذين الجنسين من الأدوية غير منفعة الآخر ، وذلك أنا متى
أردنا أن نسخن
البدن كله بالعجلة ،
فينبغي أن نعطي الأشياء التي ساعة نلقى حرارة البدن يسخن بها على المكان وتنتشر في
البدن كله ، ومتى أردنا أن نسخن عضواً واحداً أيّ عضو كان ، فينبغي أن نفعل خلاف
ذلك أعني أن يعطى هذه الأشياء التي ساعة تلقى حرارة البدن تبطىء في السخونة حتى
إذا سخنت بقيت حرارتها مدّة طويلة ، فالزنجبيل والدارفلفل وإن كانا مخالفين للفلفل
الأسود في هذا الذي وصفت ، فإن مخالفتها إياه يسيرة ، وأما الحرف والخردل والتنوب
وخرء الحمام البرية فإنها لا تشتعل الاشتعال التام إلا في مدّة طويلة ولا يزال
لهيبها أيضاً لابثاً مدّة طويلة جداً. ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة معينة في هضم
الطعام ملينة للبطن تلييناً خفيفاً جيداً للمعدة ، وهو جيد لظلمة البصر ويقع في
أخلاط الأدوية المعجونة ، وبالجملة في قوته شبه من قوّة الفلفل. ابن ماسويه : حار
في آخر الثالثة رطب في أول الأولى ، نافع من السدد في الكبد من الرطوبة والبرد ، معين
على الجماع محلل للرياح الغليظة في المعدة والأمعاء. ابن ماسه : خاصيته تقليل
الرطوبة الكائنة في المعدة عن الإكثار من البطيخ ونحوه. شرك الهندي ، قال في
الزنجبيل : مع حرافته رطوبة بها يزيد في المني. الرازي : صالح للمعدة والكبد
الباردتين. إسحاق بن عمران : إذا أخذ منه مع السكر وزن درهمين بالماء الحار أسهل
خلطاً لزجاً لعابياً. ابن سينا : يزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق.
وقالت الحور : إنه يمسك البطن. وأقول : إذا كان عن سوء هضم وإزلاق خلط لزج وشفع من
سموم الهوام ، وإذا ربي بالعسل أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية. غيره : يخرج البلغم
والمرة السوداء على رفق ومهل لا على طريق إخراج الأدوية المسهلة. التجربتين : متى
سقي بالماء الحار لمن أصابه برد الهواء الشديد الذي يحتاج معه إلى الحمام والنوم وما
جرى مجراهما نفع وأسخن البدن ، وإذا خلط في الشيء مع رطوبة كبد المعز وجفف وسحق واكتحل
به نفع من الغشاوة وينفع أيضاً بهذه الصفة من ظلمة البصر ، وإذا مضغ مع المصطكي
أحدر من الدماغ بلغماً كثيراً جداً. ابن ماسويه : الزنجبيل المربى حار يابس يهيج
الجماع ويزيد في حر المعدة والبدن ويهضم الطعام وينشف البلغم ، وينفع من الهرم والبلغم
الغالب على البدن. إسحاق بن عمران : وبدله إذا عدم وزنه من الدارفلفل أو الفلفل
الأبيض. وقال بعض الأطباء : بدل الزنجبيل وزنه نصف وزنه من الراسن.
زنجبيل
الكلاب : ابن سينا : بقلة معروفة وهي كفلفل الماء
ورقها كورق الخلاف إلا أنه أشد صفرة وقضبانها حمر لها طعم حريف يقتل الكلاب وطريه
مدقوقاً مع بزره يجلو آثار الوجه والكلف والنمش العتيق ويحلل الأورام الصلبة.
الفلاحة : ورقه كورق الخلاف إلا أنه أصغر منه ، وقضبانه حمر معقدة رائحته طيبة وهي
حريفة جداً ، وقد يستخرج من ورقها عصارة تجفف وتستعمل في الطبيخ وتفش الرياح.
زنجبيل
شامي وزنجبيل بلدي : هو الراسن ، وقد
ذكرته في الراء.
زنجبيل
العجم : هو الاشترغاز وقد ذكر في الألف.
زنبق
: هو دهن الخل المربب بالياسمين.
زنبا
: في الفلاحة : هي بقلة تنبت بالري حادة حريفة
مصدعة تزرع في استقبال الشتاء تؤكل في البرد شديدة الحرارة تضر بالرأس والدماغ
كثيراً ، وتحد البصر ، وتطرد الرياح وتفشها بقوة ، وتزيل الصداع البارد إذا أدمن
أكلها ، وقد تؤكل نيئة فتورث غثياناً شديداً ، وإن أكلت مسلوقة لم تغث.
زنجار
: ديسقوريدوس في الخامسة : ما كان منه
تسميه اليونانيون قشيطس ، ومعناه
المجرود فإنه يعمل
على هذه الصفة بصب خل ثقيف في خابية أو في إناء آخر شبيه بالخابية ويغطى الإناء
بغطاء من نحاس ويكون الغطاء مقبباً فإنه أصلح ، فإن لم يتهيأ أن يكون مقبباً فليكن
مبسوطاً وليكن مجلياً ، ولا يكون فيه ثقب ولا يخرج منه البخار أصلاً ، وفي كل ١٥ يوماً
يؤخذ الغطاء فيجرد عن باطنه ما اجتمع عليه من الزنجار أو يؤخذ سبيكة واحدة من نحاس
أو عدة سبائك فيحثى في خمير من عصير عنب حديث أو في ماء قد حمض ويفعل بها كما يفعل
بالصفيحة والغطاء ، وبعد حين يقلبه ، وقد يستقيم أن يعمل الزنجار من سحالة النحاس
، ويستعمل من الصفائح المتخذة من النحاس الذي يصير فيما بينهما الذهب ويطرق إذا رش
على السحالة أو الصفائح خل ثقيف ثلاث مرات أو أربعاً في اليوم وتحرك في كل يوم مرة
ولم يزل يفعل بها ذلك إلى أن تستحيل فتصير زنجاراً ، وقد يقال إنه يتولد زنجار في
المعادن أو الغيران التي بقبرس وأن بعضه يظهر على بعض الحجارة التي فيها نحاس وبعضه
يقطر في الصيف من مغارة عند طلوع نجم الكلب ، والذي يظهر منه على الحجارة يسير وهو
جيد بالغ ، والذي يقطر منه من المغارة هو كثير حسن اللون رديء خبيث الاستعمال لكثرة
ما يخالطه من الحجارة ، وقد يغش بأشياء كثيرة وخاصة بالحجارة التي يقال لها فيشور
أو الرخام بأن يبل الإبهام الأيسر ويصير عليه شيء من هذا الزنجار ، ويدلك بالإبهام
الأيمن فإنه يعرض حينئذ للزنجار أن يذوب وأما ما كان من القيشور والرخام ، فإنه
يبقى غير ذائب ويقبض مع كثرة الدلك بالماء ، وقد يتعرف أيضاً بأن يوضع بين الأسنان
، وذلك أن الذي فيه من أجزاء الحجارة تنبو عنه الأسنان وهو لا ينطحن كالذي لا يغش
، وأما ما كان مغشوشاً بالقلقنت فإنه يتعرف بالمحنة بالنار بأن يؤخذ منه شيء ويذر
على صفيحة من نحاس أو على خرقة فتؤخذ إحداهما فتوضع على رماد حار أو على جمر ، فإن
ما كان من فيه القلقنت إذا أحرق وحده تغير واحمرّ من ساعته ، لأن القلقنت من شأنه
إذا أحرق وحده احمر أيضاً ، وأما الصنف الثاني من الزنجار وهو الذي يتعارفه
اليونانيون فيما بينهم بأسقولونس ، ومعناه الدودة فإنه صنفان أحدهما يخرج من معدن
والآخر يعمل عملاً ، وعمله على هذه الصفة توضع صلابة من نحاس قبرسي لها يد أيضاً
تتخذ من النحاس القبرسي ويصب على الصلاية نصف قوطولي من خل أبيض ثقيف ، ويدلك على
الصلابة بيدها إلى أن يثخن الخل ثم يلقى عليه من الشب الذي يتعارفه اليونانيون فيما
بينهم بأسطر نحولي ، ومعناه المستدير أربع درخميات ومن الملح الحراني الصافي اللون
أو من البحري السديد البياض الصلب ، ومن النطرون مثله ، ويسحق بالخل في الشمس في
حمية الصيف حتى يصير لونه شبيهاً بلون الزنجار ، وقوامه شبيهاً بقوام الوسخ ويثخن
ويحبب حباً ثم يطبع في خلقة الدود الذي في البلاد التي يقال لها رودس ويرفع ، وهذا
الصنف من الزنجار إن عمل بهذه الصفة التي أنا مخبرك بها كان لونه حسناً وفعله
قوياً ، وهذه صفته : أن يؤخذ من الخل جزء ، ومن البول العتيق جزآن ، ومن سائر
الأدوية التي ذكرنا على حسب ما ذكرنا من المقادير ، ومن الناس من يغش هذا الزنجار
بأن يأخذ زنجاراً مجروداً ويخلط به صمغاً ويطبعه على شكل هذه الدودة ، وهذا الصنف
ينبغي أن يزهد فيه لأنه رديء ، وقد يعمل الصاغة صنفاً من الزنجار من بول صبي يسحق
على صلاية متخذة من نحاس قبرسي بيد متخذة أيضاً من النحاس القبرسي ، وبهذا الصنف
من الزنجار يلزقون الذهب. جالينوس في ٩ : في الزنجار كيفية حادة يجدها فيه
من يذوقه وهو يحلل وينقص
اللحم ويأكله ويذيبه ، وليس يفعل ذلك باللحم الرخص فقط ، لكن يفعله أيضاً باللحم
الصلب ، والزنجار لذاع وليس يلذع القروح فقط ، بل له لذع في مذاقته أيضاً فإن خلط
إنسان شيئاً يسيراً مع قيروطي كثير صار الدواء المخلوط منه يجلو جلاء لا لذع فيه.
ديسقوريدوس : وقوة جميع أصناف الزنجار شبيهة بقوة النحاس المحرق إلا أن الزنجار
أشد قوة من النحاس المحرق ، وأجود هذه الأصناف من الزنجار الصنف الذي يقال له
الدود المستخرج من معدن النحاس ، وبعده في الجودة الصنف الذي يقال له المجرود ، وبعده
المعمول إلا أن المعمول أشد لذعاً من غيره ، وأشد قبضاً ، والذي يعمله الصاغة يشبه
المحرو أشد لذعاً وكل زنجار فإنه قابض مسخن يجلو الآثار العارضة في العين من
اندمال القروح ، ويلطف ويدر الدموع ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن والخراجات
من أن ترم ، وإذا خلط بالزيت والموم أدمل القروح ، وإذا طبخ بالعسل نقى القروح
الوسخة والبواسير الجاسية ، وينفع من الوثي إِذا خلط بالأسج وعمل منه فتائل أذابت
جساء البواسير ، وقد ينفع من أورام اللثة وانتفاخها وينقص اللحم الناتىء الذي يكون
في القروح ، وإذا خلط بالعسل واكتحل به جلل الجساء العارض في الجفون ، وبعد أن
يكتحل به فينبغي أن تكمد العين بأسفنجة مبلولة بماء سخن وإذا خلط بصمغ شجرة البطم
ونطرون قلع الجرب المتقرح والبرص وقد يحرق الزنجار على هذه الصفة يؤخذ فيصير
مرضوضاً ، ويصير في مقلاة من فخار وتوضع المقلاة على جمر ويحرك الزنجار إلى أن
يتغير لونه ويميل إلى لون التوتيا ، ثم تؤخذ المقلاة من النار وينزل الزنجار حتى
يبرد ثم يرفع ويستعمل في وقت الحاجة ، ومن الناس من يصيره في قدر من طين مكان المقلاة
ويحرقه على ما وصفنا وليس أبداً إذا أحرق يستحيل لونه إلى لون واحد. مسيح : وقوته
من الحرارة واليبوسة في الدرجة الرابعة. أرسطو : هو نافع للعين التي قد جربت ويدهب
بالسلاق والاحتراق وينفع الأجفان التي استرخى عصبها إذا خلط مع الأدوية التي تنفع
العيون فأما إذا كان مفرداً فلا يكتحل به لحدته ويبرئ البواسير إذا دس فيها ويأكل
اللحم المتغير من الجراح أكلاً بيناً وهو من السموم إذا شرب لأنه يقع على الكبد
فيفسخها ويضر بالمعدة لأن المعدة عصبية عضلية ، وهو ينكىء الأعصاب والعضل. إسحاق
بن عمران : وقد تتخذ صلاية فهرها نحاس أحمر ويقطر عليها قطرة من خل وقطرات من لبن
امرأة وقطرة من عسل غير مدخر ثم يسحق ذلك في الصلاية بالفهر حتى يثخن ويسود ، فإذا
اكتحلت به العين أحد البصر وجلا الغشاوة وقلع البياض. ابن سينا : الزنجار يتخذ
بالنوشادر والشب والخل إذا سحق ونفخ في الأنف وملىء الفم ماء لئلا يصل إلى الحلق
فإنه ينفع من نتن الأنف والقروح الرديئة فيه. التجربتين : الزنجار إذا خالط أدوية
قروح الرأس الشهدية المتعفنة نفع منها نفعاً بليغاً ، وإذا خالط أدوية العين
النافعة من الظفرة والسبل وبيان العين والمحدة للبصر والمجففة لرطوباته فعل فعلاً
عجيباً ، وإذا عجن بالعسل أو طبخ به مع الخل نفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج
كلها كقروح الفم وبثوره واسترخاء اللثة وقروح الأنف والأذن ، وبالجملة فإنه من
الأدوية الضارة في كل ما ذكرنا متى لم يجعل معه المقدار القصد بحسب المزاج وبحسب
العلل المعالجة فيجب أن يتفقد فعله في كل مرة ويزاد فيه أو ينقص بحسب ما يظهر منه.
زنجفر
: ابن جلجل : هو صنفان مخلوق ومصنوع
فالمخلوق يسمى باليونانية
مينيون وهو حجر
الزئبق والمصنوع يسمى باليونانية قساباري منيون وهو القيثار وهو يصنع من الكبريت والزئبق
يؤخذ من كل واحد منهما جزء فيجمعان بالسحق ، ويوضعان في قدر ويستوثق من فمه لئلا
يطير الزئبق بغطاء ويطين بطين الحكمة ويدفن في نار السرجين يوماً وليلة.
ديسقوريدوس في الخامسة : قساباري قد ظن قوم أنه والجوهر الذي يقال له مينيون شيء
واحد بالغلط منهم ، وذلك أن المينيون إنما يعمل بالبلاد التي يقال لها إسبانيا من
حجر يخلط بالرمل الذي يقال له أوغوريطس ، وإنما يستفيد هذا اللون إذا صار في
البوطقة وإذا صار فيها حسن لونه جداً وصار في حمرة النار وليس يعرف له جهة أخرى
يعمل بها غير هذه الجهة التي وصفنا ، وإذا عمل في المعادن فاحت منه رائحة يعرض
منها للذي يشمها الاختناق ، ولذلك صار الذين يستعملونه يسترون وجوههم بشيء يقال له
باليونانية قوما يمكنهم النظر منه من غير أن يشتموا الرائحة ، وقد يستعملونه
المصورون في الصورة التي يتأنقون فيها فأما القساباري فإنما يجلب من البلاد التي
يقال لها لينوى ويباع بالغلاء لقلته وامتناعه ، ولذلك إذا احتاج المصورون إلى
استعماله لم يقدروا على بلوغ حاجتهم منه إلا بالكثير وهو غميق اللون ولذلك ظن قوم
أنه دم التيس. جالينوس في ٩ : قوة الزنجفر حارة باعتدال ، وفيه أيضاً قبض. ديسقوريدوس
: له قوة شبيهة بقوة الشاذنج ويصلح للاستعمال في أدوية العين إلا أنه أشد قوة من الشاذنج
لأنه أشد قبضاً ، ولذلك يقطع الدم ، وإذا خلط بالقيروطي أبرأ حرق النار والبثور. ابن
سينا : الأصح أنه في طبعه حار يابس وكأنه في آخر الدرجة الثانية وما قيل من غير
ذلك فمن غير معرفة يدمل الجراحات وينبت اللحم في القروح ويمنع من تآكل الأسنان. ابن
جلجل : الزنجفر يقع في المراهم المدملة والقروح العفنة ويستعمل ذروراً على الأكلة
وعلى كل ما فيه من القروح عفونة.
زهرة
: يقال على الدواء المسمى باليونانية
أنيلس ، وقد تقدم ذكره في حرف الألف ، ويقال أيضاً على الوج وسيأتي ذكره في حرف
الواو وعلى الدواء الذي أريد ذكره ههنا وهو المسمى باليونانية نفحارس. الرازي : النبات
المسمى نفحارس باليونانية هو بالعربية يسمى الزهرة. لي : وهو الذي يسميه شجارونا
بالأندلس بالقرنفلية ، وقد شاهدت نباته ببلاد الشام بجبل بيروت بالضيعة المعروفة
بكفرسلوان شمالي الضيعة المذكورة ، وأكثر نباته هناك تحت شجر الأرز وكذا الدرونج
أيضاً هناك. ديسقوريدوس في الثالثة : نفحارس عشب طيب الرائحة يستعمل في الأكاليل ،
وله ورق خشن عظيم فيما بين ورق البنفسج ، والنبات الذي يقال له قلومس وساق مزوّى
طوله ذراع إلى الخشونة ما هو يتشعب منه شعب ، وله زهر في لونه فرفيرية إلى البياض
ما هو طيب الرائحة وعروق شبيهة بالخربق الأسود ورائحتها شبيهة برائحة الدارصيني ،
وينبت كثيراً في الأماكن الحسنة ، والمواضع المائية ، وأصل هذا النبات إذا طبخ
بالماء نفع الذين يقعون من موضع عال ، ومن رض العضل وأطرافها وعسر النفس والسعال
المزمن وعسر البول ، وقد يدر الطمث ويحدر الجنين ، وقد يتناول منه بالشراب من لسعة
الهوام وينتفعون به ، وإذا احتمل عرق واحد منها وهو طري جذب الأجنة وطبيخه إذا
جلست فيه النفساء وافقها وينتفع به في ذرارير الطيب إذ كان طيب الرائحة جداً وورقه
لأنه قابض إذا تضمد به نفع من الصداع ومن أورام العين الحارة ومن الناصور الذي
يكون بقرب العين في ابتدائه والثدي الوارم عند الولادة من
تعقد اللبن ورائحته
تنوم.
زهرة
الملح : ديسقوريدوس في الخامسة : هو شيء يخرج من
النيل فيجمد في مواضع مياه قائمة تبقى من ماء النيل والأنهار ، وينبغي أن يختار
منه ما كان لونه شبيهاً بلون الزعفران في رائحته نتن شبيه بنتن رائحة مري السمك
تلذع اللسان لذعاً مفرطاً جداً وفيه رطوبة وأما ما كان فيه صفرة إلى الحمرة وكان
فيه أجزاء منعقدة منحنية ملتئمة بعضها إلى بعض فهو رديء ، ومن أمارات غير المغشوش
أنه ينماع بالزيت وحده والمغشوش يحتاج إلى ماء. جالينوس : هذا دواء لطيف ألطف من
الملح المحرق فضلاً عن غير المحرق ، وطعمه حاد حريف وقوته محللة تحليلاً شديداً.
ديسقوريدوس : وقد يصلح للقروح الخبيثة والآكلة والقروح التي من شأنها أن تتقشر ، والرطوبة
السائلة من الأذن ولغشاوة البصر ، والآثار العارضة عن اندمال القروح العارضة في
العين ، وقد يقع في أخلاط بعض المراهم والأدوية ويقع في الأدهان ليصبغها مثل دهن
الورد ، وقد يدر العرق ، وإذا شرب بالخمر والماء أسهل البطن وهو رديء للمعدة وقد
يقع في أدهان الأعياء وفيما يدلك به البدن ليرقق به الشعر ، وبالجملة هو في الحدة
والتلذيع مثل الملح.
زهرة
النحاس : ابن واقد : هو شيء يحدث من النحاس إذا
أذيب وأجري في أخاديد في الأرض ويرش عليه الماء ليجمد فتجتمع أجزاء النحاس إذا
أذيب عند ذلك بعضها ببعض ويضغط الماء بينهما ويحمى فيصير زبداً طافياً على النحاس
كأنه الملح. ديسقوريدوس في الخامسة : أجود ما يكون منه ما كان هين التفتت في السحق
وكان شديد اليبس وكان شبيهاً في شكله بالجاورس وهو أصغر منه رزيناً وسطاً في
الصقالة فيه شيء من سحالة النحاس ، وهي التي يغش بها وقد تتعرف سحالة النحاس فيها
بأنها إذا اشتدت عليها الأسنان انبسطت فتكون زهرة النحاس على هذه الصفة إذا أذبت
النحاس في البواطق المعدنية إذا أخرج منها القليميا ، وكان في البواطيق شيء من
تراب أوقد في أسفلها وصفي بأن يجري في مجار فيها مصاف تصب إلى برك فإن الذين
يتولون تصفيته يصبون عليه ماء عذباً من ساعته حتى ينعقد سريعاً لأنهم يزيدون
تبزيده ويكون الماء صافياً ، والنحاس بما قد يعرض له من سرعة نكايته واجتماع
أجزائه بعضها إلى بعض ينبعث منه هذا الجوهر ، وزهرة النحاس قابضة تنقص اللحم
الزائد وتحلل الأورام وتجلو غشاوة البصر مع لذع شديد وإذا شرب منها مقدار أربعة
أوثولوسات أسهل كيموساً غليظاً ، وقد يذيب اللحم الزائد في بطن الأنف ، وفي
المقعدة. وإذا خلطت بالخمر أذهبت البثر وما كان من زهرة النحاس أبيض وسحق ونفخ
بمنفخة في الأذن نفع من الصمم المزمن وإذا خلط بالعسل وتحنك به حلل ورم اللهاة والنغانغ.
مسيح : زهرة النحاس ألطف من النحاس المحرق وهو منق غسال محلل لخشونة الأجفان.
إسحاق بن سليمان : زهرة النحاس من الأدوية المدملة المنشفة النافعة من القروح
الخبيثة والقروح العفنة.
زهرة
الحجر : قيل هو جوزجندم ، وقيل جرار الصخر ، وقد
ذكر فيما تقدم.
زوفا
يابس : إسحاق بن عمران : هي حشيشة تنبت في جبال
بيت المقدس وتنفرش أغصانها على وجه الأرض في طول الذراع أو أقل ولها ورق وأغصان ، فورتها
يشبه في قدره قدر المرزنجوش ، ولها رائحة طيبة وطعم مر وتجمع في أيام الربيع.
جالينوس في ٨ : هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة وهو لطيف جداً. ديسقوريدوس
في الثالثة : هو نبات معروف وهو صنفان جبلي وبستاني وقوته مسخنة ، وإذا طبخ بالماء
والتين والعسل والسذاب نفع من
السعال المزمن ، ومن
أورام الرئة الحارة ، ومن الربو والنزلة التي تنحدر من الرأس إلى ناحية الحلق والصدر
وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وهو يغسل الدود ، وإذا لعق بالعسل فعل ذلك
، وإذا شرب طبيخه بالسكنجبين أسهل كيموساً غليظاً ، وقد يسحق بالتين الرطب ويؤكل
لتليين الطبيعة وإذا خلط به قردمانا أو إيرسا أو العقار الذي يقال له أروسيمن كان
أقوى لإسهاله ، وقد يحسن اللون ويتضمد به مع التين والنطرون للطحال والجبن ويضمد
بالشراب للأورام الحارة ، وإذا تضمد به بماء مغلى حلل الدم الميت الذي تحت العين ،
وإذا أخذ مع طبيخ التين كان منه دواء جيد للخناق الذي يقال له ستنحى ، وإذا طبخ
بالخل وتمضمض به كان مسكناً لوجع الأسنان ، وإذا بخرت الآذان ببخاره حلل الريح
العارضة فيها. إسحاق بن سليمان : الجبلي أسخن وأقوى من البستاني بكثير ، وإذا شربا
بالشراب أياماً متتابعة نفعا من الإستسقاء ومن نهش الهوام ، وإذا طبخا بالماء وحملا
على العين نفعا من نزول الماء فيها.
زوفا
رطب : ديسقوريدوس في الثانية : وهو الدسم
الموجود في الصوف يعمل هكذا. خذ صوفاً ليناً وسخناً فاغسله بماء قد سخن وطبخ فيه
سطراونيون ثم اعتصر ما يخرج منه من وسخ وصيره في إجانة واسعة الفم وصب عليه ماء واغترفه
وصبه في علو من الإجانة بطرجهارة أو ما أشبه ذلك دائماً حتى يرغو وحركه بحمية
شديدة حتى تجتمع رغوته ورش عليه شيئاً من ماء البحر ، وإذا سكنت رغوته واجتمع
الدسم الصافي فصيره في إناء خزف ثم صب في الإجانة ماء آخر أيضاً ثم حركه وصب على
رغوته شيئاً من ماء البحر ودعه يسكن ثم أجمع ما طفا على الماء ولا تزال تفعل ذلك
إلى أن تفنى رغوته ، ثم خذ الدسم المجتمع وامرسه بيدك فإن ظهر لك شيء من وسخ فاخرجه
منه على المثال الذي وصفنا من صب ماء آخر عليه وتحريكه بعد أن تصب الماء الذي كان
فيه قبل ذلك وتخرجه عنه ، ولا تزال تفعل ذلك وتسكب عليه ماء آخر ويساط باليد حتى
ينقى ويبيض ، فإذا فعلت ذلك فاخزنه في إناء من خزف وليكن عملك لما وصفنا في شمس
حارة ، ومن الناس من يأخذ دسم الصوف فيغسله ويخرج وسخه ويغلي الوسخ بالماء في قدر
نحاس بنار لينة ويأخذ ما طفا من الدسم ويغسله بالماء كما ذكرنا ويجمعه ويصيره في
إناء من خزف قد صير فيه ماء حار ويغطى الإناء بخرقة من كتان ويصيره في الشمس إلى
أن يسخن الدسم ثخناً صالحاً ، ويبيض ، ومن الناس من يبدل الماء فيما بين يومين ، وأجود
هذا الحسم ما لم تفح منه رائحة سطرونيون وكان ليناً تحت المجس ، وإذا مرس تفوح منه
رائحة الصوف ، وإذا ديف في صدفة بماء بارد ابيض ، ولم يكن فيه شيء جاس ولا منعقد
كالذي يغش بالموم المدوف بالزيت أو بالشحم والدسم الصوف قوة مسخنة ملينة للقروح
الجاسية وخاصة العارضة في الرحم والمقعدة ، وإذا خلط بإكليل الملك وزبد واحتمل في
صوفة أدرَ الطمث وسهل خروج الجنين ، وإذا خلط بشحم الأوز كان صالحاً للقروح
العارضة في الآذان وفي القروح التي في الذكر وما حولهما ، وقد يصلح للمآقي المتآكلة
الجربة والجفون الجاسية التي يتساقط أشفارها وتآكل الحاجبين فينفع من التشنج.
جالينوس في ١٥ : الوسخ
الذي يجتمع على صوف الغنم الضأن وأفخاذها ولا سيما الزوفا الرطب منه ينضج ويحلل.
ديسقوريدوس : وقد يحرق وسخ الصوف في محار جديد إلى أن يصير رماداً ويفنى دسمه ويجمع
منه دخان فينفع من أخلاط بعض أدوية العين. ابن سينا : حار في الثانية رطب في
الأولى يحلل الأورام الصلبة والدشبد إذا تضمد به ينفع من برد الكبد طلاء وسقياً
ويحلل الصلابات في
ناحية المثانة والرحم وينفع من برودتهما وبرودة الكلى.
زوفرا
: ديسقوريدوس في ٣ : فانافس أسقلينوس ، وهو
نبات يخرج ساقاً رقيقاً طوله نحو من ذراع ذا عقد ، ورقه شبيه بورق النبات الذي يقال
له مارثون وهو الرازايانج غير أنه أكبر منه وأكثر زغباً طيب الرائحة وعلى طرف
الساق إكليل فيه زهر لونه شبيه بلون الذهب حريف طيب الرائحة ، ولهذا النبات أصل مرّ
الطعم. جالينوس في ٨ : هو أقل إسخاناً من الجاوشير ، ولذلك صار الناس يستعملون
ورده وثمرته بأن يخلطونها مع العسل ويداوون بها الجراحات والخراجات والأكلة.
ديسقوريدوس : زهر هذا النبات وثمره إذا سحقا وخلطا بالعسل وصيرا على القروح والخراجات
والأكلة وافقها ، وإذا شرب بشراب أو خلط بدهن بنفسج وتمسح بهما وافقا ضرر الهوام ،
وأما فاقاخيرونيون فهو نبات ينبت أكثر من ذلك في الجبل الذي يقال له قيليون ، وله
ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراين ، وله زهر لونه شبيه بلون الذهب ، وأصل
دقيق ليس بغائر في الأرض حريف. جالينوس : هذا النبات أيضاً قوته شبيهة بقوة الذي
قبله. ديسقوريدوس : وإذا شرب الأصل كان صالحاً أيضاً لضرر الهوام ، وإذا تضمد بجمة
هذا النبات كان صالحاً أيضاً لذلك.
زوان
: أبو حنيفة : هو الشيلم وهي حبة تكون في
الحنطة ينقى منها تسكر وتسمى الدمته وسنذكر الشيلم في الشين.
زيتون
: جالينوس : في السادسة : ورق هذه الشجرة
وعيدانها الطرية فيها من البرودة بمقدار ما فيها من القبض ، وأما ثمرتها فما كان
منها مدركاً نضيجاً مستحكم النضج فهو حار حرارة معتدلة ، وما كان منها غير نضيج
فهو أشد برداً وقبضاً. ديسقوريدوس : الزيتون البري وورقه قابض إذا دق وسحق وتضمد
به منع الحمرة من أن تسعى في البدن ومنع النملة والقروح والبثر التي تسمى أبرنقش وهي
النار الفارسية ، والقروح الخبيثة ، وتنفع من الداحس ، وإذا تضمد به مع العسل قلع
الخشكريشة وقد ينقي القروح الخبيثة الوسخة ، وإذا خلط بالعسل وتضمد به حلل الورم
الذي يقال له فوخثلن والأورام الحارة ويلزق جلد الرأس إذا انقلع ، وإذا مضغ أبرأ
القروح التي في الفم والقلاع ، وإذا تضمد بالورق مع دقيق الشعير كان صالحاً
للإسهال المزمن وعصارته وطبيخه يفعلان ضد ذلك ، وعصارته إذا احتملت قطعت سيلان
الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة ونزف الرطوبات المزمنة إليها ، ولذلك تقع في
أخلاط الشيافات لتأكل الأجفان وسلاقها ، وإذا أردت أن تخرج عصارة الورق فدقه ورش
عليه في دقك إياه شراباً أو ماء ثم اعصره ثم جفف العصارة في شمس ، ثم أعملها
أقراصاً ، والعصارة التي يقع فيها شراب هي أقوى من العصارة التي يقع فيها الماء وأصلح
للخزن منها ، ويصلح للآذان التي يسيل منها القيح والآذان المتقرحة وقد يحرق الورق
مع الزهر فيستعمل بدل التوتياء إذا لم تكن حاضرة بأن يؤخذ ويجعل في قدر من طين ويطين
رأسه بطين ويرفع في أتون ويودع حتى يستوي ما في الأتون ويصير خزفاً ، ومن بعد ذلك
يرش عليه شراب ويبرد ثم يعجن ثم يحرق أيضاً ثانية مثل ما أحرق أولاً ثم يغسل ، كما
يغسل أسفيداج الرصاص ، ثم يعمل أقراصاً ، وقد يظن به أنه إذا أحرق على هذه الصفة
أنه ليس بدون التوتياء في منفعة العين ، ولذلك يتوهم أن قوته مثل قوتها وقوّة ورق
الزيتون البستاني شبيهة بقوة ورق
الزيتون البري غير
أن قوة البستاني أضعف وهو أكثر موافقة من البري للعين لأنه أسلس وأخف عليها منه.
ابن سينا : ورق الزيتون يقبض وينفع من تآكل الأسنان إذا طبخ وأمسك العليل ماء في
فمه. التجربتين : ورق الزيتون يطبخ بماء الحصرم حتى يصير كالعسل ويطلى به على
الأسنان المتآكلة فيقلعها. الطبري : وإذا احتقن به نفع من قروح المقعدة الباطنة والرحم
، وورق الزيتون البري إذا أحرق وضمد به معجوناً بالماء الحار عرق النسا فوق
العرقوب بأربعة أصابع من الجانب الوحشي ويترك عليه حتى يتقرح الموضع كان ذلك من
مرة واحدة أو من أكثر فإنه يسيل من الموضع مادة كثيرة ويتآكل اللحم الذي خلل الليف
وتبرأ بذلك الشكاية جملة ثم يعاني الموضع بالأدوية الملحمة. ديسقوريدوس : بدله
وزنه من السائلة من رطب خشب الزيتون البستاني إذا ألهب فيه النار إذا تلطخ به
أبرأت النخالة التي في الرأس والجرب والقوباء. الفلاحة : إن علق بعض عروق الزيتون
على من لدغته العقرب برىء وإن أخذ عروق شجر الزيتون وورقها وطبخا بالماء وتضمض به
وهو حار من شكى رأسه من برد سكن الوجع ، وإذا صبه المزكوم على رأسه حلل رطوبة
كثيرة من رأسه واحدرها وخفف الزكام ، وإن أكب على بخار هذا الماء وصبر على ذلك حتى
يبرد وينفذ بخاره أحد رطوبة من المنخرين والرأس وأجراها سفلاً وهو دواء جليل
المقدار لهذه العلة. ديسقوريدوس : وثمر الزيتون إذا تضمد به شفى من نحالة الرأس ومن
القروح الخبيثة وما داخل نوى الثمر إذا خلط بشحم ودقيق قلع الآثار البيض العارضة
للأظفار وأما الزيتون الذي يقال له قولسادس ، وهو زيتون الماء إذا كان مسحوقاً وتضمد
به لم يدع حرق النار أن يتنقط وينقي القروح الوسخة. إسحاق بن عمران : الزيتون
الأخضر بارد يابس عاقل للطبيعة دابغ للمعدة مقو لشهوتها بطيء الانهضام رديء الغذاء
فإذا ربي بالخل كان أسرع انهضاماً وأكثر عقلاً للبطن ، وإذا عمل بالملح اكتسب منه
حرارة وكان ألطف من المنقع في الماء. ديسقوريدوس : وماء الملح الذي كبس فيه
الزيتون إذا تمضمض به شد اللثة والأسنان المتحركة والزيتون الحديث الذي لونه لون
الياقوت ما هو يحبس البطن وهو جيد للمعدة ، وأما الزيتون الأسود النضيج فإنه سريع
الفساد رديء للمعدة غير موافق للعين ، وإذا أحرق وتضمد به منع القروح الخبيثة من
أن تسعى في البدن وقلع القروح المسماة أبتراقش. أما الزيتون الأسود فحار يابس وهو
أسرع انهضاماً من الأخضر ، وإذا انهضم في المعدة انقلب إلى المرة الصفراء ثم تعفن
فصار وداء ، ولذلك صار فاسداً مظلماً للعينين. إسحاق بن عمران : الزيتون الأسود مع
نواه من جملة البخورات للربو وأمراض الرئة. ابن سينا : والخلط المتولد من الزيتون
قليل مذموم فإن أكل في وسط الطعام أحد الشهوة وقلل إبطاء الطعام في المعدة.
زيت
: جالينوس في ٦ : والزيت العذب المتخذ
من الزيتون المحرك يرطب ويسخن إسخاناً معتدلاً ، وأما المعتصر من الزيتون الغض وهو
الأنفاق فبمقدار ما فيه من القبض فيه أيضاً من البرودة ، وأما العذب المتخذ من
الزيتون العتيق فهو أشد إسخاناً وأكثر تحليلاً ، وأما الزيت العتيق من الأنفاق فما
دام قبضه قائماً فقوته مجففة حتى إذا انسلخ عنه القبض بتة صار حينئذ شبيهاً بالزيت
المتخذ من الزيتون العذب ، والذين يلقون مع الزيتون أيضاً أغصاناً من الشجر ويعصرونها
معه فعلها هذا قريب من الزيت الأنفاق في قوته
وليس ينبغي أن يقتصر
على المسألة عن الزيت هل فعل به هذا حين اعتصر دون أن يذوقه فإن وجد في شيئاً من
القبض فليظن أن فيه شيئاً من البرودة مثل ذلك المقدار والزيت المجلوب من أنولياهو
على هذا الصفة وهو المسمى ساح فإن أنت ذقت الزيت ولم تجد فيه قبضاً أصلاً بل تجده
عذباً صادق العذوبة فينبغي أن يعدوه حاراً باعتدال ، فإن وجدته مع هذا لطيفاً وهو
أيضاً في جوهره الحد المستشف الذي إذا أخذ منه شيء يسير امتد على موضع من البدن
كثيراً من غير أن ينقطع ويبتلعه البدن وينشفه ، فينبغي أن يظن به أنه جيد جداً وأن
فضيلة الزيت موجودة فيه. وهذا صفة الزيت المسمى سابيون والزيت إذا غسل صار لا يلذع
بتة. ديسقوريدوس : ألوان الزيت الذي يعمل من الزيتون الغض الذي لم ينضج هو زيت
الأنفاق وهو أوفق للأصحاء ، وخاصة ما كان حديثاً غير لذاع طيب الرائحة وقد يستعمل
منه ما كان على هذه الصفة في إدهان الطيب وهو جيد للمعدة لما فيه من القبض ويشد
اللثة ويقوي الأسنان إذا أمسك في الفم ويمنع من العرق والزيت العتيق الذي من
الزيتون النضيج يصلح للأدوية وجميع أصناف الزيت حارة ملينة للبشرة تمنع البرد من
أن يسرع إلى الأبدان وتنشطها للحركة وتلين الطبيعة وتضعف قوة الأدوية التي تخرج ويسقى
منه للأدوية القتالة فتتقيأ ويكون ذلك دائماً وإذا شرب منه ٩ أواق بماء الشعير
مثله أو بماء حار أسهل البطن ، وإذا طبخ بالشراب وسقي منه وهو سخن ٩ أواق نفع
من به مغص ، وأخرج الدود الذي في البطن ، وينفع إذا احتقن به من به القولنج العارض
من ورم المعي ومن سدة عارضة من رجيع يابس ، والعتيق منه أشد إسخاناً وتحليلاً ويكتحل
به ليحد البصر فإن لم يحضرك زيت عتيق واحتجت إليه نصب في إناء من أجود زيت تقدر
عليه واطبخه حتى يثخن ويصير مثل العسل ويستعمله فإن قوته مثل قوة الزيت العتيق ، وزيت
الزيتون البري قابض منفعته في الطب دون منفعة الزيت الذي ذكرنا قبل وموافقته لمن
به صداع مثل موافقة دهن الورد ويحقن العرق ويمنع الشعر القريب من السقوط من أن
يسقط ويجلو النخالة من الرأس والقروح الرطبة والجرب المتقرح وغير المتقرح ويمنع
الشيب أن يسرع إذا دهن به كل يوم ، وإذا تضمض به للثة التي تدمي كثيراً نفعها ويشد
الأسنان المتحركة وقد يهيأ منه إذا سحق كماد يصلح للثة التي يسيل إليها الفضول ، وينبغي
عند ذلك أن يؤخذ صوف ويلف على ميل ويغمس في زيت ويوضع على اللثة إلى أن تبيض وإن
أحببت أن تبيض الزيت فاعمل هكذا أعمد إلى زيت لونه إلى البياض ما هو لم يأت عليه
أكثر من حول واحد فصبه في إناء من خزف جديد واسع الفم ويكون كيل الزيت ٧٥ رطلاً
وصيره في الشمس وأغرفه بصدفة في كل يوم إذا انتصف النهار وأعل يدك لتشتد حمية الزيت
إذا انحدر فتنقلب بسرعة الحركة ويرغو في اليوم ٨ من تصييرك إياه في الشمس خذ
حلبة منقاة وزن ٥٠
مثقالاً وأنقعها في ماء حار فإذا لانت فألقها في الزيت قبل أن يفصل ماؤها ، وألق
فيها أيضاً من أدسم ما يكون من خشب التنوب مقطعاً قطعاً قطعاً صغاراً مثل ما ألقيت
من الحلبة فإذا أنت عملت ذلك وأتت عليه ٨ أيام فاغرف الزيت بالصدفة فإن كان مستحكماً
فصبه في إناء جديد مغسول بخمر عتيق ، وقد فرشت فيه من إكليل الملك وزن ١٢ مثقالاً
ومثله من دهن نوع من السوسن المسمى إيرسا وإن كان غير مستحكم فدعه في الشمس واعمل به
على ما وصفت ثم اغرفه بصدفة صفة الزيت الذي يعمل في الجزيرة التي
يقال لها سقيون. خذ من
زيت أنفاق أبيض جيد تسعة أرطال وصبه في إناء مرصص برصاص قلعي واسع الفم ، ومن
الماء أربعة أرطال ونصفاً واطبخه بنار لينة وحركه قليلاً فإذا غلي غليتين فاخرج
النار من تحته ودعه حتى يبرد ثم اجمعه بصدفة وصب عليه ماء آخر واغله وافعل ذلك
ثانياً كما فعلت به أولاً ، واخزنه. وهذا الزيت يعمل صالحه خاصة بالجزيرة التي
يقال لها سقيون ويقال له السيتوي وله قوة مسخنة إسخاناً يسيراً ، ويوافق الحميات وأوجاع
الأعصاب ويتغمز به النساء. جالينوس : والزيت المتخذ من الزيتون البري قوته مركبة
تجلو وتقبض معاً وهو زيت يابس جداً على قياس أنواع الزيت والأدهان. الفلاحة : إن
اكتحل منه من بعينه ريح السبل أو في أجفانه رطوبة غليظة باردة يابسة بيسير من زيت
عتيق أزال ذلك عنه وقوي بصره وزاده نوراً إلى نوره ، وإذا اكتحل بالزيت المبيض
بالطبخ بالماء والنار اللينة من في عينيه بياض وأدمنه أذاب ذلك البياض وأزاله على
طول الأيام وشفاه من جميع العلل العارضة من زيادة الرطوبة وهو يقوم للعين النازل
فيها الماء مقام القدح بالحديد إذا قطر فيها ، وإذا حكيت رأس الميل حكاً كثيراً ،
ويجب أن يكون هذا الزيت قد عتق سنة وما زاد على ذلك كان أفضل. مجهول : من لسعته
العقرب أخذ الزيت العتيق فسخنه ودهن به مخرجه سكن الوجع على المكان.
زتيار
: الرازي : هو ثقل الزيت. جالينوس في
الثانية : هذا الثفل هو من جوهر أرضي حار إلا أن حرارته ليست بكثيرة فيخرج به إلى
التلذيع المتين فإن هو طبخ كان أغلظ وأشد تجفيفاً فليوضع في الدرجة الثانية من
درجات التجفيف والأسخان ممتدة ، وبسبب هذا يشفي القروح التي تحدث في الأبدان
اليابسة ويفتح القروح الحادثة في غيرها من الأبدان كلها لأن فيها تهييجاً وتغيراً
كمثل ما في الراتينج والزفت اليابس والقفر ، فإن هذه أيضاً تدمل الخراجات والنواصير
الحادثة في الأبدان اليابسة وتفتح وتنفذ ما يحدث في الأبدان الأخر كلها جداً.
ديسقوريدوس في الأولى : أمورعى وهو عكر الزيت إذا طبخ في إناء من نحاس قبرسي إلى
أن يثخن ويصير مثل العسل كان قابضاً وصالحاً لما يصلح له الحضض ويفضل على الحضض
بأنه إذا خلط بعسل أو شراب ساذج أو شراب أونومالي ولطخ به كان صالحاً لوجع الأسنان
والجراحات وقد يقع في أخلاط أدوية العين المراهم وإذا عتق كان أجود له وتهيأ منه
حقنة نافعة للمعدة والقرح في الرحم ، وإذا طبخ بماء الحصرم إلى أن يثخن ويصير مثل
العسل فلطخ به على الأسنان المتآكلة قلعها وإذا خلط بالدواء الذي يقال له حامالاون
مع نقيع الترمس ولطخت به المواشي قلع جربها وأما ما كان منه حديثاً لم ينضج فإنه
إذا سخن وصب على المنقرسين والذين بهم وجع المفاصل نفعهم وإذا لطخ على جلد ووضع
على بطون المحبونين حط الانتفاخ العارض لهم.
زئبق
: أرسطوطاليس : حجر الزئبق حجر منحل في
تركيبه يكون في معدنه كما تكون سائر الأحجار وهو جنس من الفضة لو لا آفات دخلت
عليه في أصل تكوينه منها تخلخله وأنه شبيه بالمفلوج ، وله أيضاً صرير ورائحة ورعدة
وهو يحمل أجسام الأحجار كلها إلا الذهب فإنه يغوص فيه. الطبري : أصل الزئبق من
أذربيجان من كورة تدعى الشير. المسعودي : وبالأندلس معدن الزئبق وليس بالجيد. ابن
سينا : منه منقى من معدنه ومنه ما هو مستخرج من حجارة معدنه بالنار كاستخراج الذهب
والفضة وحجارة معدنه كالزنجفر ويظن
ديسقوريدوس وجالينوس
: أنه مصنوع كالمرتك لأنه مستخرج بالنار فيجب أن يكون الذهب أيضاً مصنوعاً.
ديسقوريدوس في الخامسة : الزئبق يصنع من الجوهر الذي يقال له منينون وبالاستعارة
فيناباري على هذه الصفة تؤخذ طرجهارة من حديد وتصير في قدر نحاس ويجعل في أتون ويجعل
في طرجهارة فيناباري ويركب عليه أنبيق ويطين حول الأنبيق ويوضع القدر على جمر فإن
الدخان الذي يتصاعد على الأنبيق إذا جمع يكون زئبقاً وقد يوجد أيضاً الزئبق في
سقوف معادن الفضة مذروراً جامداً كأنه قطر من الماء إذا تعلق ومن الناس من زعم أنه
قد يوجد الزئبق في معادن له خاصة ، وقد يوعى الزئبق في أوان متخذة من الزجاج والرصاص
والآنك والفضة لأنه إن أوعى في أوان غير هذه الجواهر كلها أفناها.
جالينوس : لم أجربه هل يقتل إذا شرب أم
لا. ولا ما الذي يفعل إذا وضع من خارج البدن. الرازي : الزئبق بارد مائي غليظ فيه
حدة وقبض ويدل على ذلك جمعه الأجساد ، وأنه يقلح ريحه ، وإذا صعد استحال فصار
حاراً حريفاً محللاً مقطعاً ، والدليل على ذلك إذهابه للجرب والحكة إذا طلي به على
الجسد وتقريحه للجلد وإذا قتل كان محرقاً جيداً للجرب والقمل. ماسرحويه : تراب
الزئبق ينفع من الجرب والحكة إذا طلي عليها مع الخل. أرسطوطاليس : ترابه يقتل
الفأر إذا عجن له في شيء من طعامه ودخان الزئبق يحدث أسقاماً ردية كالفالج ورعدة
الأعضاء وذهاب السمع والعاقل والغشاوة وصفرة اللون والرعشة وتشبك الأعضاء وتبخر
الفم وتيبس الدماغ والموضوع الذي يرتفع فيه دخانة تهرب منه الهوام من الحيات والعقارب
وما أقام منها قتلها ، والزئبق له خصوصية في قتل القمل والقردان المتعلق بالحيوان.
بولس : أما الزئبق فقلما يستعمل في أمور الطب لأنه من الأشياء القتالة ، ومن الناس
من يحرقه حتى يصير كالرماد ويخلطه مع أنواع أخر ويسقيه أصحاب القولنج وأصحاب العلة
التي تسمى أيلاوس. ديسقوريدوس : وإذا شرب قتل بثقله لأنه يأكل ما يلقاه من الأعضاء
الباطنة بثقله وقد ينفع من مضرته اللبن إذا شرب منه مقدار كثير يقيء ، والخمر
أيضاً ينفع من مضرته إذا شرب بالأفسنتين وبزر الكرفس أو بزر النبات الذي يقال له
أرمنين ، وإذا شرب الخمر أيضاً مع الفوذنج الجبلي أو مع الزوفا نفع من مضرته.
الرازي : أما الزئبق العبيط فلا أحسب له كثير مضرة إذا شرب أكثر من وجع شديد في
البطن والأمعاء ثم يخرج كهيئته لا سيما إن تحرك الإنسان وقد سقيت منه قرداً كان
عندي فلم أر عرض له غير ما ذكرت وعلمت ذلك من تلويه وقبضه بفمه ويديه على بطنه وقد
ذكر بعض القدماء أنه يعرض منه مثل أعراض المرتك ، فإنه ينبغي أن يعالج بعلاجه وأما
إذا صب منه في الأذن فإن له نكاية شديدة ، فأما المقتول منه والمتصاعد خاصة فإنه
قاتل رديء حاد جداً يهيج منه وجع شديد في البطن ومغص وخلفه الدم.
زيز
: ديسقوريدوس في الثانية : مطليس وهو
حيوان صغير إذا شوي وأكل نفع من أوجاع المثانة. جالينوس في ١١ : قد يستعملونه قوم بعد
أن يجففوه ويداوون به من به وجع القولنج فيسقون منه عدداً مع عدد مثله من الفلفل فيجعلون
الشربة ٣ حيوانات من هذه أو ٤ أو ٧ مع فلفل
عدده مثل عددها ، ويسقون ذلك في وقت سكون الوجع وفتراته ، وفي وقت صعوبته وهيجانه
، وقوم يأخذون هذا الحيوان فيشوونه ويطعمونه من به علة في مثانته فينتفع بذلك.
زيت
السودان : هو زيت الهرجان والهرجان
هو الذي يسميه البربر
بالمغرب الأقصى
أرجان وأرقان وهي شجرة عظيمة مشوكة لها ثمر مثل ثمر صغار اللوز فيه نوى ، وتأكله
المعز والإبل فتلقى نواه فيجمع حينئذ فيكسر ويعصر منه زيت يتأدمون به بمراكش وما والاها
، وهو حلو كزيت الزيتون فيما زعم من أكله ، وقيل : إن زيت السودان غير زيت الهرجان
، وهو زيت يجلب من بلاد السودان حار مسخن جداً ينفع من الأوجاع والعلل الباردة.
زيت
ركابي : هو زيت الأنفاق وهو الزيت المتخذ من
الزيتون الفج وتسميه أهل العراق زيتاً ركابياً لأنه يؤتى به من الشام على الركائب
وهي الإبل وتسميه أهل مصر الزيت الفلسطيني. وزعم الزهراوي وحده أن الزيت الركابي
هو الزيت الأبيض المغسول ، وقال : سمي ركابياً لأنه بمنزلة الركاب قاتل لقوى
الأدوية لأنه ساذج نقي.
زيتون
الحبش : وزيتون الكلبة هو أيضاً الزيتون البري وقد
ذكر فيما مضى.
زيتون
الأرض : هو المازريون وسنذكره في الميم.
زيزفون
: اسم دمشقي أوله زاي مفتوحة بعدها ياء
باثنتين من تحتها ساكنة بعدها زاي أخرى مفتوحة ثم فاء مروسة مضمومة ثم واو ساكنة
بعدها نون ، اسم للنوع الذي لا يثمر من شجر الغبيرا بدمشق وما والاها ، وسيأتي ذكر
الغبيرا في حرف الغين المعجمة إن شاء اللّه تعالى تم.
*(تم الجزء الثاني ويليه
الجزء الثالث أوله حرف السين)*
|