بسم الله الرّحمن الرّحيم
( الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) والحمد لله الّذي
اصطفى محمّدا لرسالته ، وارتضاه لنفسه ، وائتمنه على وحيه ، وابتعثه نبيّا الى
خلقه رحمة للعالمين ، يبشّر بالجنّة من أطاعه ، وينذر بالنّار من عصاه إعذارا
وإنذارا ، وأنزل عليه كتابا عزيزا ( لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ ) احتجاجا على خلقه بتبليغ حجّته وأداء رسالته ، وإنفاذ حكمه
وإقامة حدوده ، وتحليل حلاله وتحريم حرامه ، آمرا بطاعته ناهيا عن معصيته ، قد
أكمل له دينه ، وهداه لرشده وبصّره من العمى ، وعصمه من الضّلالة والرّدى [ وأقامه
على المحجّة البيضاء ] يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : ( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ
كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى
وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً * وَرُسُلاً
قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ
وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ
يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً
حَكِيماً ) ويقول عزّ وجلّ : ( وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ
الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) وقال
__________________
عزّ وجلّ : ( إِنَّا
أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ
اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً ) وقال عزّ وجلّ : ( قُلْ إِنِّي
عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي. ما تَسْتَعْجِلُونَ
بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ ) [ وقال : ( وَما
أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا
فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) وقال : ( وَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ) وقال : ( وَهذا
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ *
أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا
وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا
أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ
مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ
وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ
بِما كانُوا يَصْدِفُونَ ) ] وقال : ( وَأَنِ احْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ
يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ
أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً
مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ
مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) .
فبلّغ صلوات الله
عليه وآله رسالات ربّه ، وصدع بأمره ، وصبر على حكمه واوذى فى جنبه ، وجاهد فى
سبيله ، ونصح لامّته ، ورؤف بالمؤمنين ، وغلظ على الكافرين ؛ وعبد الله حتّى أتاه
اليقين فصلى الله عليه وآله الطّيّبين الطّاهرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وبلّغه
أشرف محلّ المكرّمين [ آمين ربّ العالمين ].
__________________
امّا بعد
(
الاختلاف والنظر )
فانّا نظرنا فيما
اختلفت فيه الملّة من أهل القبلة حتّى كفّر بعضهم بعضا وبرئ بعضهم من بعض
وكلّهم ينتحل الحقّ ويدّعيه فوجدناهم فى ذلك صنفين لا غير ، فأحدهما المتّسمون بالجماعة
المنتسبون الى السّنّة وهم فى ذلك مختلفون فى أهوائهم وأحكامهم وآرائهم ، وحلالهم
وحرامهم ؛ وبعضهم فى ذلك راض ببعض يجيزون شهاداتهم ويصلّون خلفهم ويقبلون الاحاديث عنهم
ويزكّونهم غير أنّهم
قد أجمعوا على خلاف الصّنف الآخر وهم الشّيعة فلم يقبلوا شهاداتهم ولم يزكّوهم ولم يصلّوا خلفهم ولم
يقبلوا الأحاديث عنهم.
التمييز
بين الصنفين
فنظرنا فيما
الصّنف الأوّل عليه مقيمون وبه متمسّكون وبه يدينون ؛ الّذي تسمّوا له بالجماعة
وانتسبوا به الى السّنّة فوجدناهم يقولون : انّ الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيّه محمّدا ـ صلىاللهعليهوآله ـ الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم ودمائهم
ومواريثهم وفروجهم ورقّهم وسائر أحكامهم
__________________
وأنّ رسول الله ـ صلعم
ـ لم يكن يعرف ذلك او عرفه فلم يبيّنه لهم [ وتركهم فى عمى وشبهة ] وأنّ الصّحابة من بعده وغيرهم
من التّابعين استنبطوا ذلك برأيهم وأقاموا أحكاما سمّوها سنّة أجروا النّاس عليها ومنعوهم ان يجاوزوها الى
غيرها ؛ وهم فيها مختلفون يحلّ بعضهم منها ما يحرّمه بعض ويحرّم بعضهم ما يحلّه بعض [ فمن خالفهم
فيها وعابها فهو ] عندهم منسوب الى البدعة والهوى خارج من الجماعة والسّنّة
غير مرضىّ ، ولا مقبول الشّهادة ولا مزكّى ولا يصلّى خلفه ؛ مدفوع عن كلّ خير ولا
شيء عنده من الفضل ، والرّاضى بها منسوب الى السّنّة والجماعة ، مقبول الشّهادة
غير مدفوع عن شيء من الفضل فهم للرّأى فى الدّين مستعملون ؛ فيه يحلّون
ويحرّمون ، وينكحون ويفرّقون ، ويقتلون ويستحيون ، ويعتقون ويسترقّون ، ويعاقبون
ويعفون ووجدناهم مع ما أجمعوا عليه من هذا القول مختلفين فى عمود التّوحيد.
أقاويل
الجهميّة
فمنهم الجهميّة
الّذين يقولون : انّ الله لا فى السّماء ولا فى الأرض ولا بينهما ،
__________________
ولا أين ولا حيث [
ولا حدّ ] ولا طول ولا قصر ولا عرض ولا نهاية ويقولون : انّه هواء
، فهو عندهم داخل معهم فى كلّ شيء لا كدخول الشّيء فى الشّيء وخارج من كلّ شيء لا كخروج
الشّيء من الشّيء فهو عندهم داخل فيهم وفى كلّ ذى روح على معناهم الّذي
وصفوا وتوهّموا فيجب عليهم عند أنفسهم كما يوجبون على النّاس ان يعبدوا ما هو فيهم
وما فى كلّ ذى روح من الهواء.
ولا يقرّون بمنكر
ولا نكير ولا بعذاب القبر ولا بميزان ولا صراط ، ويقولون : اذا قمت تصلّى فلا
تتوهّم شيئا ؛ فان توهّمت شيئا فقد كفرت ، ويقولون فى الجملة ليس كمثله شيء ثمّ
يصفونه بصفة العدم وصفة لا شيء ، ويقولون : لا يزول ولا يتحرّك ولا يتكلّم ولا
يأمر ولا ينهى [ انّما يخلق خلقا يتكلّم ويأمر وينهى ] فهو جلّ ثناؤه
عندهم بمنزلة الموات ويزعمون أنّهم يكفرون بالذّي قال لموسى [ : انّى أنا ربّك فلا يعبدونه ، ولا
يعبدون الّذي قال لموسى
: ] انّى أنا الله ربّ
العالمين ، [ والّذي قال لموسى : إنّني انا الله لا إله الاّ أنا فاعبدنى ] ويكفرون بعبادة
الّذي كلّم موسى تكليما ويقولون : ليس هو
فوق كلّ شيء ولا هو تحت كلّ شيء ، ويقولون : بسطك يديك فى الدّعاء الى السّماء
كبسطك ايّاهما الى الارض.
أقاويل
المعتزلة
ومنهم المعتزلة الّذين يقولون فى التّوحيد وعذاب القبر والميزان والصّراط
__________________
مثل قول الجهميّة
، ويقولون : انّ الله لم يقض ولم يقدّر علينا خيرا ولا شرّا ولا قضاء ولا قدرا ، ويقولون
: انّ الجنّة والنّار لم تخلقا بعد ، ويقولون : ان شئنا زاد الله فى الخلق وان
شئنا لم يزد لأنّ سبب النّشأ والولد إلينا ؛ ان شئنا فعلنا وان لم نشأ لم نفعل ، ويقولون : انّ الله لم
يخلق الشّرّ [ وانّه يكون ما لا يشاء الله وانّ الله لا يشاء الشّرّ ] ولا يشاء الاّ ما يحبّ
فلزمهم [ ان يقولوا
: ] انّ الله خلق الكلاب
والخنازير وانّ الله يحبّهما ، أو يقولوا : انّ الله لم يشأهما ولم يخلقهما
فيكونون بذلك قد صدّقوا المجوس فى قولهم ؛ تعالى الله عزّ وجلّ عمّا يقولون علوّا
كبيرا.
أقاويل
الجبريّة
ومنهم أهل الجبر الّذين يقولون :
انّ الله عزّ وجلّ كلّفنا ما لا نطيق وان لم نفعله عذّبنا ، وانّما
نحن بمنزلة الحجارة [ المنقولة ] ان حرّكت تحرّكت وان لم تحرّك لم تتحرّك ، قالوا :
وانّما قولنا : فعل الرّجل اذا زنى او سرق او قتل أو لاط ؛ بمنزلة قولك ؛ مات وعاش
، وليس هو مات وعاش وانّما اميت واعيش فهم يحملون ذنوبهم على ربّهم ويقولون : لم يكن الزّانى يستطيع
ان لا يزنى ؛ وكذلك كلّ
__________________
معصية ، ويزعمون [
أنّ كلّ شيء بخلاف قولهم فهو كفر ] بالله العظيم.
أقاويل
أصحاب الحديث
[ ومنهم أصحاب
الحديث ] [ عامّة أصحاب الحديث مثل سفيان الثّورىّ و
__________________
يزيد بن هارون
وجرير بن عبد الله ووكيع بن الجرّاح ] وأشباههم من العلماء الّذين
__________________
__________________
فليعلم
يروون أنّ النّبيّ
ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو الدّهر [ فهم
__________________
على معنى ما رووا
انّ الله هو الدّهر ] لا يعيبون ان يقولوا : يا دهر ارحمنا ، ويا دهر اغفر لنا ويا دهر ارزقنا ؛ يضاهون ما قالت اليهود : إنّهم يعبدون الله الّذي
عزير ابنه ،
__________________
والنّصارى الّذين
قالوا : نعبد الله الّذي المسيح ابنه ، ويروون أنّ الله خلق الملائكة من شعر
ذراعيه وصدره ، [ ويروون أنّ الله خلق نفسه من عرق الخيل ] ويروون
__________________
__________________
انّ النّار لمّا
استعرت وضع الله قدمه فيها فقالت : قطى قطى أى حسبى حسبى .
__________________
ويروون فى قول
الله تعالى : ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
جَعَلَهُ دَكًّا ) ؛ أنّه أطلع أنملة خنصره ويروون عن
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال : لا تسبّوا الرّيح فانّها من نفس الرّحمن . ويروون أنّ رجلا
جلس معتمدا على كفّيه من خلفه فقال له
__________________
بعض علمائهم : لا
تجلس هذه الجلسة فانّها جلسة ربّ العالمين تعالى الله عمّا يقول الجاهلون علوّا كبيرا.
[ و رووا أنّ النّبيّ
ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : رأيت ربّ العالمين فى قبّة حمراء ورأيته مرجّلا ؛ رواه عكرمة عن
ابن عبّاس. ورووا أنّ الله عزّ وجلّ :
__________________
يجيء عشيّة عرفة
على جمل أحمر عليه رداء هشّ ؛ رواه ابو صالح عن أبى هريرة ثمّ قال أبو صالح : وا
فضيحتاه.
__________________
ورووا أنّ الله
عزّ وجلّ فوق العرش له أطيط كأطيط الرّحل
__________________
بالرّاكب ؛ رواه أبو هريرة
عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ورووا عنه عن
__________________
النّبيّ ـ (ص) ـ أنّه
قال : رأيت ربّى فى روضة خضراء فرأيته جعدا
__________________
عليهالسلام
قططا ، ورووا عن أمّ
الطّفيل امرأة أبىّ بن كعب عن النّبيّ ـ (ص) ـ أنّه قال :
__________________
رأيت ربّى وفى رجليه نعلان
من ذهب ، ورووا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال :
__________________
اذا كان يوم
القيامة نادى مناد من العرش : لتلحق كلّ أمّة ما كانت تعبد ، فيقوم من كان يعبد
شيئا من دون الله الى ذلك الشيء حتّى أهل الأوثان الى أوثانهم وأهل الأصنام الى
أصنامهم ، وتبقى الملائكة والنّبيّون والشّهداء والصّالحون ، فيناديهم : ما ذا
تنتظرون؟ ـ فتقول الأنبياء : ننتظر ربّنا عزّ وجلّ ، فيتجلّى لهم الرّبّ فيقول :
أنا ربّكم ، فيهمّون أن يبطشوا به وهو أعزّ وأجلّ من ذلك ، فيقولون : انّ بيننا
وبينه
__________________
علامة فيكشف لهم
عن ساق ويدعون الى السّجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم .
__________________
وانّما تأوّلوا
ذلك لجهلهم وقلّة معرفتهم باللّغة الّتي خاطب الله بها خلقه وانّما معنى الحديث
عندنا : فتلحق كلّ أمّة ما كانت تعبد فتبقى هذه الامّة فيقال لهم : ما كان محمّد
وأمّته يعبدون؟ ـ فيقولون : كان محمّد وأمّته يعبدون الله وحده
__________________
لا شريك له
فيتجلّى لهم الرّبّ عزّ وجلّ فيقول : انا ربّكم ؛ فتهيّئوا ان يبطشوا به ، فيقولون :
بيننا وبينه علامة ، فيقول : ما هى؟ ـ فيقولون : يوم يكشف عن ساق ، فيتجلّى لهم
بالنّورانيّة فيعرفون فيخرّون سجّدا ، ومعنى قوله : يكشف عن ساق أى عن شدّة ؛ فهذا
هو الوجه ليس ما تأوّلوه.
ورووا أنّ كعب
الأحبار رأى جرير بن عبد الله البجليّ واضعا احدى رجليه
__________________
على الاخرى فقال :
ضعها فانّها لا تصلح للبشر ؛ انّ الله تبارك وتعالى هكذا يجلس .
ورووا أنّ
الملائكة تحمل ربّها وأنّها تعرف غضبه من رضاه وتعرف غضبه بثقله على كواهلها .
ورووا عن أبى
الدّرداء أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال :
أتانى ربّى
اللّيلة فوضع يده بين كتفيّ حتّى وجدت برد أنامله على صدرى وقال : يا محمّد قلت :
لبّيك قال : فيم [ يختصم ] الملأ الاعلى؟ ـ فقلت : فى الدّرجات والكفّارات [ الى
ان قال ] أمّا الدّرجات فإفشاء السّلام واطعام الطّعام ، وأمّا الكفّارات فالوضوء
فى السّبرات ونقل الأقدام الى الجماعات .
__________________
__________________
ورووا أنّ آدم
كلّم موسى فى القدر فحجّه ، وأنّ أبا بكر كلّم عمر [ فى القدر ] فحجّه ، وأنّ جبرئيل
كلّم ميكائيل فى القدر فحجّه .
__________________
ورووا أنّ موسى بن
عمران لطم ملك الموت فأعوره .
__________________
وكلّ هذه
الرّوايات زور وكذب على الله ورسوله.
__________________
ورووا أنّ ابراهيم
الخليل عليهالسلام كذب ثلاث كذبات .
__________________
ورووا أنّ يوسف
الصّدّيق حلّ تكتّه وقعد من امرأة العزيز مقعد الخائن .
__________________
ورووا أنّ داود عليهالسلام قدّم اوريا بن حنان امام التّابوت ليقتل فيتزوّج امرأته .
__________________
__________________
ورووا أنّ
الشّيطان قعد فى مجلس سليمان بن داود وكان يأتى نساءه وهنّ حيّض .
__________________
وهذا كلّه ردّ على
الله عزّ وجلّ لأنّ الله لا يسلّط الشّياطين على نساء النّبيّين حتّى ينكحوهنّ
تبارك الله عمّا تقول الحشويّة وتعالى علوّا كبيرا.
__________________
ورووا أنّ آدم
وحوّاء كفرا بالله تعالى وأشركا ؛ وتأوّلوا قول الله عزّ وجلّ : ( هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ
إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا
أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما
فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) على خلاف تأويله.
__________________
ورووا أنّ النّبيّ
ـ صلىاللهعليهوآله ـ حلّل أشياء بعينها بغير ناسخ ومنسوخ ، وكذلك أصحابه ، أحدهم
يحلّ فرجا والآخر يحرّمه ؛ فاذا قلنا : ويحكم هذا تناقض
__________________
()
واختلاف! قالوا :
قال النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ اختلاف أصحابى رحمة ؛ ولو كان المعنى على ما تأوّلوه
لكان اتّفاقهم عذابا.
وهذا الحديث عندنا
صحيح وانّما معناه أنّه ( صلعم ) قال : اختلاف أمّتى رحمة ما كنت فيهم وبين أظهرهم
لأنّهم اذا اختلفوا بحضرته ردّهم الى الحقّ فاجتمعوا
__________________
عليه ولو كان
المعنى ما تأوّلوه الجهّال لما ذمّ الله تعالى من اختلف بقوله : ( وَلكِنِ
اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ) وقال تعالى : ( وَلا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ
الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) .
ثمّ رووا أنّ
الزّهرة مسخت وأنّها كانت امرأة فزنت ، وأنّ سهيلا كان عشّارا باليمن فمسخ كوكبا .
__________________
ففى بعض الأمثال
الّتي يضربها أولو العقول [ أنّ ] سهيلا اذا طلع بالعراق وقابل الزّهرة ضحكت إليه
فقالت : ألست الّذي كنت عشّارا وسخ الثّياب سهك الرّائحة
__________________
منتن الابطين دبر
الجسد فمسخت كوكبا مرتفعا منيرا مشرقا مضيئا يهتدى بك فى ظلمات البرّ والبحر؟!
فيقول : هكذا تقول الحشويّة [ و ] أصحاب الحديث . أمّا فممّا تفهم
__________________
البهائم فضلا عن
النّاس أنّ الّذي يمسخ يصير الى أسوإ الحالات وأنكرها كما مسخت طائفة من بنى
اسرائيل فصاروا قردة وخنازير بعد أن كان لهم هيئة وجمال وانّما يمسخ الشّيء للعذاب
، والمسخ صحيح فى كتاب الله وآثار رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لا اختلاف بين الامّة فيه على أنّه يذاق العذاب ، فالعذاب
عند أصحاب الحديث على حسب ما رووه أنّ الخسيس الوضيع يصير [ به ] مضيئا مشرقا
مرتفعا باقيا ما بقى اللّيل والنّهار وهذا أبين ما يكون من المحال.
فيقول لها : أنت
ما قصّتك؟
قالت : انا عندهم
سراج لا شكّ عندهم أنّى زنيت فصرت أحد الكواكب السّبعة المضيئة المنيرة الّتي هى
طوالع العالم الّتي أقسم الله بها فقال : فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس وهى
الكواكب [ و ] الزّهرة احداهنّ تخنس بالنّهار وتظهر باللّيل فلو أصاب الزّانى
__________________
فى هذه الدّنيا ما
أصابنى لم تبق حصان الاّ زنت ؛ فيضحك إليها سهيل ويقول : أليس من العجب ان
يسلم أهل هذه المقالة من السّلطان امّا ان يعرض عليهم التّوبة او يصنع فيهم [ ما يشاء ].
ورووا أنّ الفأرة
يهوديّة وفى بعض الأمثال أنّ فأرة قالت لصاحبتها : يزعمون أنّنا يهود ، قالت لها
صاحبتها : بيننا وبينهم السّبت وأكل الجرّىّ ولحم الجمل وذبائح ـ المسلمين ، قالت
لها صاحبتها : هذه حجّة بيّنة يقطع بها العذر.
وهذه الرّوايات
وأمثالها الّتي رووها ولا تحصى كثرة كذب وزور وبهتان الاّ انّا اقتصرنا على ما
ذكرنا لتعرف أنّ أصولهم واهية وغاية أحاديثهم متقاربة والله جلّ اسمه نسأل
التّوفيق كما يحبّ ويرضى انّه ولىّ ذلك بمنّه ولطفه ].
أقاويل
المرجئة
ومنهم المرجئة
الّذين يروى منهم أعلامهم مثل ابراهيم النّخعىّ [ وابراهيم بن
__________________
يزيد التّيمىّ ومن دونهما مثل
سفيان الثّورىّ وابن المبارك ] ووكيع وهشام وعليّ بن عاصم [ عن رجالهم ] أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : صنفان من أمّتى ليس لهما فى الاسلام نصيب ؛ القدريّة
والمرجئة . فقيل لهم : ما المرجئة؟ ـ قالوا : الّذين يقولون : الايمان قول بلا عمل
وأصل ما هم عليه أنّهم يدينون بأنّ أحدهم لو ذبح أباه وأمّه وابنه وبنته وأخاه واخته و أحرقهم بالنّار
أو زنى أو سرق أو قتل النّفس
__________________
الّتي حرّم الله أو أحرق المصاحف أو هدم
الكعبة أو نبش القبور أو أتى أىّ كبيرة نهى الله عنها انّ ذلك لا يفسد عليه ايمانه ولا
يخرجه منه ، وأنّه اذا أقرّ بلسانه [ بالشّهادتين انّه مستكمل الايمان ؛ ايمانه
كايمان جبرئيل وميكائيل ـ صلّى الله عليهما ـ فعل ما فعل وارتكب ما ارتكب ممّا نهى
الله عنه ] ويحتجّون بأنّ النّبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : أمرنا ان نقاتل النّاس حتّى يقولوا : لا إله الاّ
الله ، وهذا قبل ان يفرض [ سائر ] الفرائض وهو منسوخ ].
وقد روى محمّد بن الفضل [ عن أبيه ] عن المغيرة بن
سعيد [ عن أبيه ]
__________________
[ عن مقسم ] عن سعيد بن
جبير قال : المرجئة يهود هذه الأمّة. [ وقد نسخ احتجاجهم قول النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ حين قال : بنى الاسلام على خمس ؛ شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا
رسول الله ، واقام الصّلاة ، وايتاء الزّكاة ، وحجّ البيت ، وصوم شهر رمضان ].
__________________
أقاويل
الخوارج
ومنهم
الخوارج الّذين يكفّرون
هؤلاء أجمعين ويستحلّون دماءهم وأموالهم وسبى نسائهم وذراريهم ، ومنهم من يستحلّ
قتل النّساء والولدان ؛ ويقولون : منزلتهم منزلة النّطف فى أصلاب المشركين ، ويقولون : لا حكم الاّ لله ، وهم
يعملون الرّأى فى جميع ما هم فيه [ وعليه ] فبالرّأى
يقتلون [ ويستحيون ] ، ويحلّون ويحرّمون وهم مع ذلك أصناف ؛ يقتل بعضهم بعضا
ويبرأ بعضهم من بعض ، [ ويترحّمون على الشّيخين ويتبرّءون من عليّ وعثمان ويظهرون اللّعن
عليهما ، ويقولون : قتل عليّ بن أبى طالب المشركين والمسلمين جميعا وقد وصفهم
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقال : سيخرج منكم
__________________
قوم يقرءون القرآن
لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة
__________________
أنهم لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته فلا
يحصل لهم غير القراءة »
فأينما ثقفتموهم
فاقتلوهم فانّهم مشركون. فقاتلهم عليّ ـ عليهالسلام ـ يوم النّهروان فقتل منهم جماعة وقتل ذا الثّدية رئيسهم ـ
عليه لعنة الله ـ ].
أقاويل
أهل الحجاز وأهل العراق
ومنهم أهل الحجاز
الّذين لا يرون الرّعاف ولا الحجامة ولا القيء ينقض الوضوء ؛ وأهل العراق يقولون :
ان سال عن رأس الجرح قطرة دم نقض الوضوء ، وأهل الحجاز يقولون : المسح على الخفّين
طول سفرك وان سافرت سنة ، وأهل العراق يقولون : للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة
أيّام ولياليهنّ ، وأهل الحجاز يوجبون الوضوء ممّا غيّرت النّار [ ويرونها حقّا ] وأهل العراق لا
يرون ذلك ولا يوجبونه أصلا
__________________
ويروون فى ذلك
أحاديث عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه لا يجب ذلك ، [ وأهل العراق يحلّون الشّراب ويروون فى شربه
أحاديث كثيرة عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه رخّص فيه ؛ وكذلك عن الصّحابة والتّابعين ، وأهل ـ الحجاز
يحرّمونه ؛ ويروون فيه وفى شربه أحاديث كثيرة عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ وعن الصّحابة ] ويروون : ما أسكر الفرق منه فملء الكفّ . منه حرام ، وأهل الحجاز يقولون : من مسّ ذكره انتقض وضوؤه ؛ وأهل ـ العراق
لا يرون فى ذلك بأسا ويروون أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ سئل عنه فقال : ما أبالى ايّاه مست أو أنفى ، وأهل الحجاز
يقولون : لا عتق الاّ بعد ملك ،
__________________
ولا طلاق الاّ بعد
نكاح وان وضع يده على رأسها فقال : متى تزوّجت هذه فطالق ؛ انّه ليس بشيء.
وأهل العراق لا يرون ذلك ويقولون : متى تزوّجها [ فهى طالق ] ، وبانت منه ، وأهل
الحجاز يرون اتيان النّساء فى أدبارهنّ ؛ وأهل العراق يحرّمونه ، [ وأهل العراق
يقولون : لا يكون العمد الاّ بحديد وان أراد غيره فأصابه بحديدة فهو عمد ؛ وأهل
الحجاز يقولون : ما ضرب به عمد وانّما الخطأ أن يريد هذا فيصيب غيره ] ، وأهل الحجاز
لا يرون حجّا عن ميّت ولا صياما ولا صلاة [ ولا صدقة وو يقولون : قد مات وطويت صحيفته وارتفع
ملكاه فلا يزاد فى عمله ولا ينقص ، وأهل العراق يرون ذلك ويقولون :
كلّ ما قضى عن الميّت من ذلك لحقه وانتفع به.
وكلّ واحد من
الفريقين راض بصاحبه ، يزكّونهم ويقبلون شهادتهم ، ويصلّون خلفهم ، ويقبلون
أحاديثهم عنهم ، ويحتجّ كلّ صنف بما رووا عن أسلافهم وأوّليهم
فوجدنا روايات الجميع منهم عن قوم هم عليهم طاعنون فى بعض وهم عنهم راضون فى بعض ،
وسنبيّن من ذلك ما يعقله من صدق على قلبه ولم يخدع نفسه ان شاء الله
تعالى.
ووجدنا الرّواية
منهم عن قوم لبثوا فى طاعة بنى أميّة نيّفا وتسعين سنة يلعنون
__________________
عليّا ـ عليهالسلام ـ وأصحابه ومن اقتدى به على منابرهم ، ويقتلون منهم كلّ من ظنّوا أنّه يخالفهم.
[ القول
فى الحسين بن عليّ وزيد بن عليّ ومن قتلهما أوخذ لهما ]
من ذلك أنّ الحسين
بن عليّ ـ عليهماالسلام ـ خرج عليهم وزيد
بن عليّ بعده [ فأجمعوا على قتلهما فقرّاؤهم وفقهاؤهم يومئذ ] امّا قاتل
وامّا خاذل وامّا راض بلعن عليّ ـ عليهالسلام ـ والبراءة منه أو مداهن فيه ].
[ القول
فى عليّ ومعاوية ]
وقبل
ذلك ما أفضت به
الرّواية الى قوم أدركوا عليّا ـ عليهالسلام ـ ومعاوية
__________________
ولم يكن النّاس فى
زمانهما الاّ أصنافا ثلاثة منهم من كان مع عليّ ـ عليهالسلام ـ ومنهم من كان مع معاوية ، ومنهم من اعتزل الفريقين جميعا
؛ فمن كان منهم مع عليّ ـ عليهالسلام ـ لم يرووا عنه إلاّ أباطيل يسدّدون بها بدعهم ، ومن كان مع
معاوية او اعتزل عليّا ـ عليهالسلام ـ فمتّهم عند من خالفهم فلا يجيزون روايته ولا يقبلون
أحاديثه وهم أخذوا من هذا الصنف ورأوهم أئمّة ذلك الصّنف الأوّل ورواتهم وفقهاءهم ].
القول فى
عليّ وطلحة والزّبير
وكذلك أفضت بهم
الرّواية الى من أدرك طلحة والزّبير وقتالهما [ مع أصحابهما ] عليّا فمنهم من
كان مع عليّ ـ عليهالسلام ـ ومنهم من كان عليه ، ومنهم من اعتزلهما جميعا ؛ فان رووا
عمّن اعتزل عليّا او كان عليه فقد صحّ وتبيّن أنّهم هم أيضا عليه ، وأمّا من كان معه ـ عليهالسلام ـ فقد علمنا أنّهم لم يرووا عنهم الاّ الكذب [ والزّور والبهتان ] الّذي طلبوا ان
يسدّدوا به بدعتهم وضلالتهم.
القول فى
عليّ وعثمان
وكذلك أفضت بهم
الرّواية الى من أدرك عثمان محصورا أربعين ليلة والنّاس بين قاتل وخاذل لم يقاتل
دونه الاّ عبيده ومروان بن الحكم ، فلئن كان من قتله و خذله ومن مالأ
على قتله وأعان عليه ثقة يروون عنه لقد طعنوا على عثمان وصوّبوا فعلهم
__________________
فى خذلانهم عثمان
وقتله ، ولئن كانوا غير ثقات ثمّ يروون عنهم بعد خذلانهم ايّاه وقتله فقد وقع
الطّعن عليهم [ وعلى جميع أصحاب النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لأنّهم كانوا متوافرين ولم ينصروا عثمان ولم يدفعوا عنه ] فرأينا
رواياتهم هذه الّتي يسمّونها سنّة عن هؤلاء الّذين قصصنا قصّتهم ، ولو أنّ رجلا فى
زماننا هذا شهد قتل عثمان أو خذله أو أعان على قتله بقول او فعل ، أو
شهد قتل الحسين بن عليّ ـ عليهماالسلام ـ أو شهد قتل زيد بن عليّ أو قاتل عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ لكانت روايته غير مقبولة ثمّ هم اليوم عن اولئك الّذين شهدوا قتل هؤلاء الاخيار وأعانوا عليهم وخذلوهم يروون ، وبقولهم يدينون ، وبرواياتهم
يأخذون ، وايّاهم يصدّقون فلم يخل من أن يكون من شهد منهم زيدا معينا لمن قتله
راضيا بفعله ، وكذلك من شهد الحسين بن عليّ ـ عليهماالسلام ـ راضيا بقتله ، وكذلك من شهد عليّا ـ عليهالسلام ـ طاعنا على طلحة والزّبير ومعاوية وكذلك من كان مع طلحة والزّبير ومعاوية فى طعنهم على عليّ ـ عليهالسلام ـ واستحلال كلّ واحد من الفريقين دم الفرقة الأخرى وكذلك من شهد عثمان يوم
الدّار [ امّا راض بقتله او تارك نصرته ] وهو يراها حقّا [ فكيف يروون عنه ويأخذون منه العلم ثمّ
يطعنون عليه ويقعون فيه ].
__________________
[ ذكر
العلماء من أصحاب الحديث
الّذي سمّاه النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ابن أمّ ـ عبد وكان (ص) لا يقول الاّ حقّا ولا ينابز بالألقاب وله شأن
يكره كشفه ، وهذا الّذي أمر به عثمان وهو عندكم الامام فدقّ ضلعا فمات منه وعاده
عثمان فى مرضه فلم يأذن
__________________
له وقال : وددت
أنّى وعثمان برمل عالج يحثو أحدنا على صاحبه حتّى يموت فيريح الله المسلمين منه ، رواه
جرير بن عبد الله الضّبىّ عن أصحابه.
ورويتم عن عبد
الله بن مسعود أنّه سئل عن المعوّذتين فقال : ليستا من كتاب الله وأنّه لم يلحقهما
فى مصحفه فى تأليفه القرآن ؛ فلئن كان ابن مسعود صادقا فلقد هلك عثمان اذ أثبتهما
فى مصاحفه فى تأليفه القرآن ؛ لأنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لعن الزّائد فى القرآن ، ولئن كان عثمان صادقا لقد هلك
عبد الله بن مسعود وكفر بجحود ما أنزل الله ؛ هذا.
وقد رويتم عن ابن
مسعود أنّه قال لمّا استخلف عثمان : ما ألونا عن أعلى ذى فوق ألا إنّهم وفّقوا
لأفضل هذه الأمّة . ثمّ رويتم عن ابن مسعود أنّه قال عند ـ وفاته : يا أصحاب
رسول الله انشدكم الله هل سمعتم النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول : رضيت لأمّتى بما رضى لها ابن أمّ عبد؟ ـ قالوا :
اللهمّ نعم قال : اللهمّ انّى لا ارتضى عثمان لهذه الامّة ، فها أنتم رويتم هذا
وها أنتم رويتم ذاك ؛ فما ندرى أىّ روايتكم نأخذ فالله المستعان وعليه
المتّكل.
ذكر حذيفة
بن اليمان
الّذي يروى هشام بن عبد الله عن محمّد بن
__________________
جابر عن الأعمش عن
أبى وائل شقيق بن سلمة عن حذيفة بن اليمان أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ مال الى سباطة قوم فبال قائما فتفحّج حتّى أشفقت عليه فصببت عليه الماء من
خلفه فاستنجى ورويتم أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : لن يرى أحد عورتى إلاّ عمى ، وأنّ عليّ بن أبى
طالب ـ عليهالسلام ـ لمّا غسّله أراد أن يخلع عنه القميص فنودى من جانب البيت
: لا تكشفوا عن عورة نبيّكم ؛ فمرّة تروون أنّ حذيفة نظر إليها ، ومرّة تروون أنّ
من نظر إليها عمى.
فهل يشكّ أحد فى
هذه الأحاديث وأنّها مكذوبة موضوعة على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله.
__________________
ثمّ
رويتم أنّ حذيفة قال :
كان النّاس يسألون رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن الخير وكنت أسأله عن الشّرّ وأنّه كان يعرف أصحاب
العقبة فمرّة يقول بفضلهم ومرّة يطعن عليهم.
__________________
ذكر أبى
هريرة الدّوسىّ
ومن
علمائكم أبو هريرة الدّوسىّ وروى يزيد بن هارون عن حميد الطّويل عن أنس بن مالك أنّ عمر بن الخطّاب خفق
رأس أبى هريرة بالدّرّة وقال له : أراك قد أكثرت الرّواية عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولا أحسبك الاّ كاذبا فلا تعد.
وروى أبو نعيم قال
: حدّثني فطر بن خليفة عن أبى خالد الوائلىّ قال : سمعت [ عليّا ] عليهالسلام يخطب وهو يقول : أكذب الاحياء على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أبو هريرة الدّوسىّ قال : وكان يقوم بالمدينة فيلعن
عليّا وعليّ بالشّام.
__________________
ذكر أبى
موسى الأشعرىّ
ومن علمائهم أبو
موسى الأشعرىّ وأنتم رويتم عن جرير بن عبد الحميد الضبىّ عن الأعمش عن
شقيق أبى وائل قال : قال حذيفة بن اليمان : والله ما فى أصحاب رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ أحد أعرف بالمنافقين منّى وأنا أشهد أنّ أبا موسى
الأشعرىّ منافق. ورويتم عن يونس بن أرقم عن عبد الحميد بن [ أبى ] الخنساء عن زيلا
بن بويه عن أبيه عن حذيفة بن اليمان عن سلمان أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله
__________________
قال : ستفترق
أمّتى على ثلاث فرق ؛ فرقة منها على الحقّ لا ينتقص الباطل منها شيئا يحبّونى
ويحبّون أهل بيتى ؛ مثلهم مثل الذّهبة الحمراء كلّما أوقد عليها صاحبها لم تزدد الاّ خيرا ، وفرقة
منها على الباطل لا ينتقص الحقّ منها شيئا يبغضونى ويبغضون أهل بيتى ؛ مثلهم مثل
الحديدة كلّما أوقد عليها صاحبها لم تزدد الاّ شرّا ، وفرقة مذبذبة فيما بين هؤلاء
وهؤلاء على ملّة السّامرىّ تقول : لا مساس ؛ امامهم عبد الله ابن قيس.
ورويتم عن سويد بن
غفلة قال : كنت مع أبى موسى الاشعرىّ فحدّثنى أنّه
__________________
سمع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول :
انّ بنى اسرائيل
افترقوا حتّى بعثوا حكمين ضالّين مضلّين وسيكون ذلك فى أمّتى فقلت له : يا أبا
موسى أعيذك بالله ان تكون أحدهما ، قال : أبرأ الى الله من ذلك. قال : فو الله ما
مضت الأيّام واللّيالى حتّى بعث حكما فكان من أمره وخلعه ما كان.
ورويتم عن حمّاد
بن العوّام عن خضير بن عبد الرّحمن عن أبى المفضّل قال : سمعت عليّا ـ عليهالسلام ـ قنت فى المغرب فقال : اللهمّ العن معاوية بادئا ، و
__________________
عمرو بن العاص
ثانيا ، وأبا الأعور السّلمىّ ثالثا ، وأبا موسى الأشعرىّ رابعا.
ذكر
المغيرة بن شعبة
ومن
علمائكم المغيرة بن شعبة
الثّقفىّ الّذي رويتم أنّ أبا بكرة ورجلين من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ شهدوا عليه عند عمر بن الخطّاب بالزّنا ؛ وان زيادا [ انتقذ به ] ليشهد عليه
فلمّا رآه عمر فقال : لأرى رجلا مقبلا لا يفضح الله على يديه رجلا من أصحاب رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فلمّا سمع زياد الكلمات حذف الشّهادة وقال : يا أمير
المؤمنين رأيته نائما على بطن امرأة ورأيت حفزا شديدا وسمعت نفسا عاليا الاّ أنّى
لم أر الميل فى المكحلة فقال عمر : الله أكبر تخلّص والله المغيرة بن شعبة ثمّ [
أمر ] بالثّلاثة الّذين شهدوا بالحقّ فأقيم عليهم الحدّ .
ورويتم عن الأعمش
عن أبىّ قال : حدّثني من سمع عمر بن الخطّاب يقول
__________________
للمغيرة بن شعبة :
ما رأيتك قطّ الاّ خشيت ان تقع عليّ حجارة من السّماء.
__________________
ورويتم عن سفيان
بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبى جعفر قال : قال عمر بن الخطّاب : لئن لم ينته
المغيرة لأعودنّ عليه بالحجارة.
ورويتم بهذا
الاسناد أيضا أنّ عليّا ـ عليهالسلام ـ لم يحسن شهادة المغيرة بن شعبة لقول الله عزّ وجلّ : ( وَلا
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) .
ورويتم عن منصور
بن المعتمر عن سالم بن أبى الجعد عن أبى ذرّ قال : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول : هامان هذه الأمّة المغيرة بن شعبة.
ذكر سمرة
بن جندب
ومن
علمائكم سمرة بن جندب روى
عنه البصرىّ فى الحلال والحرام أخبارا تجرى عليه امور القضاة الى يوم
النّاس هذا وانتم رويتم عن حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن ابن خالد قال : كنت
اذا أتيت أبا هريرة سألنى عن سمرة بن جندب واذا أتيت سمرة بن جندب سألنى عن أبى
هريرة فقلت : يا أبا هريرة ما أراك تسألنى الاّ عن سمرة وأرى سمرة يسألنى عنك؟
فقال : اذا والله اخبرك ولا أكتمك ، سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول : آخركم موتا فى النّار.
__________________
قال : فتوفّى أبو
هريرة قبل سمرة.
ورويتم عن محمّد
بن قيس الأسدىّ قال : سمعت الشّعبىّ يقول : سمعت أبا ـ عمر يقول : قال قال عمر بن
الخطّاب وهو يخطب على المنبر : لعن الله سمرة بن جندب كان أوّل من اتّجر فى الخمر
فى الاسلام ولا يحلّ من البيع الاّ ما يحلّ أكله .
__________________
ورويتم عن حمّاد
بن سلمة عن أبى العجلان انّ أبا بكرة مرّ على رجل مقتول فقال : ما شأنه؟ ـ قيل : أدّى زكاة المال
ثمّ صلّى ركعتين فلقيه سمرة بن جندب
__________________
فقتله فبكى حتّى
اخضلّت لحيته من دموعه ثمّ قال : قتله عند أحسن عمله ؛ هذا منّى وأنا منه ، ثمّ دخل
على سمرة بن جندب فقال : ويلك والويل حلّ بك لقد قتلت رجلا عند أحسن عمله قال :
هذا عمل أخيك زياد وهو أمرنى بذلك ، قال : أنت وأخى فى النّار.
ذكر خالد
بن عرفطة
ومن علمائكم خالد
بن عرفطة وأنتم رويتم عن يونس بن النّعمان عن أمّ حكيم بنت عمرو الخوليّة قالت : خرجت وأنا
أشتهي أن أسمع كلام أمير المؤمنين عليّ بن
__________________
أبى طالب ـ عليهالسلام ـ فدنوت منه وفى النّاس رقّة وهو يخطب على المنبر حتّى سمعت كلامه فقال رجل :
يا أمير المؤمنين استغفر لخالد بن عرفطة فانّه قد مات بأرض بناك فلم يردّ عليه
شيئا ؛ ثمّ قال الثّانية فلم يردّ عليه شيئا ؛ ثمّ قال الثّالثة فقال : أيّها
النّاعى خالد بن عرفطة كذبت ، والله ما مات خالد بن عرفطة ولا يموت حتّى يدخل
المسجد من هذا الباب ( وأشار الى باب الفيل ) يحمل راية ضلالة.
قالت : فرأيت بعد ذلك
خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتّى أدخلها من باب الفيل فركزها فى المسجد .
__________________
ذكر ابن
عمر
ومن
علمائكم ابن عمر وأنتم تروون أنّه قعد عن بيعة عليّ بن أبى طالب
__________________
وامتنع من الخروج
معه ، ورويتم أنّه سئل عن بيعة عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ
__________________
فقال : بيعة ضلال.
ورويتم أنّه لم يأت عليّا حتّى قتل ـ عليهالسلام ـ وأنّه أتى الحجّاج بن يوسف
__________________
ليلا فقال : ما حاجتك؟
وما جاء بك فى هذه السّاعة؟ ـ قال : ابسط يدك حتّى ابايعك لأمير المؤمنين عبد
الملك بن مروان فانّى سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه
__________________
[ وآله ] ـ يقول :
من مات وليس عليه امام فميتته جاهليّة.
ذكر عائشة
ورويتم عن علمائكم
عن عائشة أحاديث يناقض بعضها بعضا.
رويتم عن أبى نعيم
الأحول قال : حدّثنا عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن ـ عبّاس قال : جمع رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ذات يوم نساءه ثمّ قال : ليت
__________________
شعرى أيّتكنّ
صاحبة الجمل الأديب فتنبحها كلاب الحوأب [ فيقتل ] عن يمينها قوم وعن شمالها
قوم ثمّ تنجو بعد ما كادت.
__________________
ورويتم عن عبد
الله بن مسعود عن اسرائيل بن سباط عن عروة قال : كنت مع عائشة يوم الجمل مع اللّواء فأقبل فارس فنادى
: يا أمّ المؤمنين فقالت عائشة : سلوه
__________________
ما يريد؟ ومن هو؟
ـ قالوا له قال : أنا عمّار بن ياسر فقالت : قولوا له : ما تريد؟ ـ قال : أسألك
بالذّي أنزل الكتاب على رسول الله (ص) تعلمين أنّ رسول الله (ص) جعل عليّا وصيّا
فى أهله؟ ـ قالت : اللهمّ نعم ، قال : فمالك خرجت وقد أمرك الله أن تقرّى فى بيتك؟
ـ قالت : أطلب دم عثمان قال : فما للنّساء وذلك؟!
ثمّ جاء فرسان
أربعة فيهم رجل متلثّم قال : فقالت عائشة : قد أقبل عليّ وربّ الكعبة ؛ سلوه من هو؟
ـ قالوا له : من أنت؟ ـ قال : أنا عليّ بن أبى طالب ، قالت : سلوه : ما يريد؟ ـ قال
: أسألك بالذّي أنزل الكتاب على محمّد رسول الله (ص)
__________________
أتعلمين أنّ رسول الله
جعلنى وصيّا على أهله؟ ـ قالت : اللهمّ نعم ، قال : فما بالك خرجت؟ ـ قالت : أطلب
دم عثمان بن عفّان قال : يا عائشة بالامس تحضّين على قتل عثمان وتقولين : هذه ثياب
رسول الله (ص) لم تتغيّر وقد غيّر عثمان سنّة رسول الله وبدّل ، وتقولين اليوم ما
تقولين ثمّ انصرف.
ورويتم عن عبد
الله بن عبد القدّوس عن عليّ بن حفص عن مقاتل بن حيّان قال : كانت عمّتى خادمة
لعائشة فحدّثتنى قالت : بعث عليّ بن أبى طالب ـ كرّم الله وجهه ابنه الحسن ـ عليهالسلام ـ الى عائشة فقال : ارتحلى الى المدينة الى البيت الّذي خلّفك رسول الله (ص)
وأمرك ان تقرّى فيه فقالت : لا أستطيع الخروج حتّى أنظر الى ما يصير حال المسلمين
إليه فأرسل إليها الحسين ـ عليهالسلام ـ فقال : قل لها : والله لترحلنّ او لأبعثنّ [ أليك ]
بالكلمات فلمّا جاء الحسين ـ عليهالسلام ـ بالباب يستأذن قالت : جاء والله بكلام غير كلام الاوّل
وحاكمهم تبلغ الكلام الّذي أمر به فلمّا دخل ـ عليهالسلام ـ رحّبت به وأجلسته الى جنبها فقال لها : انّ أبى يقول لك : ارجعى الى بيتك
الّذي أمرك رسول الله (ص) أن تقرّى فيه وخلّفك فيه رسول الله (ص) والاّ بعثت أليك
بالكلمات فقالت : يا بنيّ قل لأبيك : انّى اذكّرك الله ان تذكر
__________________
الكلمات او تقول
شيئا ؛ نعم أرتحل ولكن أحتاج الى جهاز وأريد ان يدخل عليّ وألقاه قال : فأصبح أمير
المؤمنين ـ عليهالسلام ـ وجهّزها ووجّه معها خمسين امرأة يؤدّينها الى بيتها.
__________________
فى طلق ( ج ٢ : ص ٩٣ ) : « رواية عائشة ان
النبي (ص) جعل طلاق نسائه بيد على ـ عليهالسلام
ورويتم عن أبى
معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن أبى البخترىّ الطّائىّ عن حذيفة بن اليمان أنّه قيل له :
حدّثنا يا أبا عبد الله قال : أرأيتكم ان حدّثتكم عن أمّكم تسير إليكم تقاتلكم أكنتم
تصدّقونى؟ ـ
قالوا : سبحان
الله ومن يصدّق بها؟! قال : والله ما كذبت ولتفعلنّ هذا أو هذه أو كلّ هذا .
__________________
ورويتم عن أبى الفضيل عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث
قال : سمعت أمّ هانئ بنت أبى طالب تقول :
__________________
__________________
لقد علم من جرت عليه
المواسى من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّ أصحاب الجمل ملعونون على لسان النّبيّ الأمّىّ وقد
خاب من افترى. ورويتم عن جرير عن يزيد بن أبى داود قال : حلفت عائشة [ أن ] لا
تكلّم عبد الله بن الزّبير لصنيعته حين زيّن لها الخروج الى البصرة. ورويتم عن عبد الله بن موسى قال : حدّثنا الحسن ابن دينار عن
الحسن البصرىّ قال : سمعت طلحة يوم الجمل يقول : وما رأيت مصارع ـ شيوخ أضيع من
يومنا هذا.
ذكر عمرو
بن العاص
ومن
علمائكم عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وأنتم تنسبونهما الى الفقه والعلم ثمّ رويتم من ذلك ما رواه
أبو نعيم قال : حدّثني عيسى بن عبد الرّحمن عن عدىّ بن ثابت عن مجالد بن عمر قال
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ اللهمّ ] انّ عمرو بن العاص هجانى وانت تعلم أنّى
لست [ بشاعر ] فالعنه مكان كلّ بيت هجانى لعنة.
__________________
ورويتم عن الفضل بن موسى الشّيبانى عن الحسين بن واقد عن ابن
بريدة عن أبيه قال قال عمرو بن العاص : اللهمّ ان كان ما جاء محمّد حقّا فاخسف بى
وبفرسى.
__________________
ورويتم
عن أبى خالد
الأحمر عن مجالد عن الشّعبىّ عن مسروق عن عائشة قالت : لعن الله عمرو بن العاص ما أكذبه لقوله : انّه قتل ذا
الثّدية بمصر. ورويتم عن خلف
__________________
بن خليفة عن منصور
بن زادان عن الحسين فى قوله تعالى : ( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ ) قال : نزلت فى عمرو بن العاص. ورويتم عن ابن عيينة عن عمر [ و ] بن دينار عن أبى جعفر قال قال :
لفى عمرو بن العاص الحسين بن عليّ ـ عليهماالسلام ـ فى الطّريق فقال : لا تكن أحمق قريش فقال الحسين ـ عليهالسلام ـ لقد ذكرت رجلا بصيرا على الخلق ولكنّك امرؤ ادّعاك أربعة من قريش فغلبهم عليك
أشرّهم بيتا وألأمهم حسبا وجزّار قريش. ورويتم عن أبى معاوية عن الأعمش عن أبى
صالح قال : مرّ عمرو بن العاص على كعب الأحبار فعثرت به دابّته فقال : يا كعب أتجد
فى التّوراة أنّ دابّتى تعثر بى؟ ـ قال : لا ولكن أجد فى التّوراة رجلا [ ينزو ]
فى الفتنة كما ينزو الحمار فى القيد. ورويتم عن سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أبى خالد عن مروان بن
زحيل قال : سمعت عليّا ـ عليهالسلام ـ يقول : معاوية فرعون هذه الأمّة وعمر [ وبن ] العاص
هامانها. ورويتم عن شريك عن ليث عن طاوس عن عبد الله بن
عمر [ و ] قال :
__________________
أتيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : يطّلع عليكم رجل من أهل النّار وقد تركت أبى يتهيّأ ليلحقنى
فاطّلع علينا معاوية فسرّى عنّى.
قال شريك : ما كان
أسوأ ظنّه بأبيه؟!
ذكر الحكم
بن أبى العاص
ورويتم عن حمّاد
بن سلمة عن أبى المهزم عن أبى هريرة قال : لعن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ الحكم وما ولد الى يوم القيامة.
ورويتم عن سعيد بن
زيد أخى حمّاد بن زيد [ عن عليّ بن الحكم اليمانىّ عن الحسن الحريرىّ عن عمرو بن مرّة
] قال : جاء الحكم يستأذن على النّبيّ ـ صلّى الله
__________________
عليه وآله ـ فعرف
صوته فقال : لا تأذنوا للوزغ لعنة الله عليه وعلى [ من ] يخرج من صلبه
الاّ المؤمنين منهم وقليل ما هم يعظّمون فى الدّنيا
ويضيّعون فى الآخرة وهم ذوو
__________________
مكر وحيلة [ يعطون فى
الدّنيا ] وما لهم فى الآخرة من خلاق .
__________________
ذكر بعض
علمائهم وفقهائهم
منهم منصور بن
المعتمر وكان شرطيّا لهشام بن عبد الملك بأخذ أرزاقه .
ومن علمائهم
وفقهائهم سعيد بن جبير وكان على عطاء الخيل فى زمن الحجّاج وقبل ذلك غزا الرّوم مع يزيد
بن معاوية ، وتخلّف عن الحسين ، وخرج مع القرّاء على الحجّاج.
__________________
وقد رويتم وقرأتم
فى كتابه الّذي يسمّى كتاب الجامع أنّ رجلا لو تزوّج جارية رجل على
عشرة دراهم لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحدّ كان ذلك باذن سيّدها أم لا ، ولو أنّ
رجلا لفّ ذكره بحريرة ثمّ أدخله فرج امرأة لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحدّ ، ورويتم
عنه أيضا أنّه قال : لو أنّ رجلا أتى غلاما فيما بين فخذيه أنّه لا يجب عليه الحدّ
وأنّه لغو أتاه.
ومن علمائكم يزيد
بن هارون الواسطىّ وكان على قهرمة الحسن بن قحطبة ؛ ويزيد بن هارون
الّذي طعن على [ شيعة ] عليّ ـ عليهالسلام ـ قاطبة حتّى لم يترك حجازيّا ولا شاميّا ولا عراقيّا الاّ
طعن عليه بقوله الّذي حفظ عليه فى مجلسه على رءوس الأشهاد حتّى قال : من أخذ بالنّبيذ
فى قول أهل الكوفة وبالسّماع فى قول أهل المدينة وبالمتعة فى قول أهل مكّة فهو
أفسق الفاسقين فكيف جاز له [ أن ] يروى عن قوم ان أخذ بقولهم كان فاسقا؟! فتفهّموا
أيّتها الشّيعة هذه النّكت وناظروهم فانّ جميع ما رويناه فى كتابنا هذا من
رواياتهم وليس لأهل بيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ
__________________
ولا لأحد من علماء
الشّيعة هاهنا ذكر او خبر يؤثر وانّما افتضحوا من أخبارهم الّتي أوردوها وأحاديثهم الّتي
تقوّلوا بها ؛ فعن هؤلاء أخذوا أديانهم وأحكامهم ، وبهم اقتدوا وآثارهم
اتّبعوا ، فهم الأئمّة الرّاشدون عندهم وأما نحن فانّا نأتمّ بأئمّتنا من أهل بيت
نبيّنا ونقتدى بهم فهل سمعتم أو روى لكم عن أحد من أئمّتنا ـ عليهمالسلام ـ أنّهم فعلوا شيئا استحسنوه كما استحسنه علماؤهم وفقهاؤهم والله عزّ وجلّ نسأل
التّأييد والتّوفيق لأرشد الامور برأفته ورحمته انّه ولىّ قدير.
رجع القول
الى الاحتجاج عليهم من عوامّهم
قال واضع
هذا الكتاب ] :
قلنا للمرجئة : ما الّذي نقمتم
على الشّيعة حتّى أخرجتموهم من ان يكونوا كسائر هذه الفرق الّذين خالفوكم
ولا يكونوا من الخلاف على أكثر ممّا وصفناه منهم؟
قالوا : على طعنهم
على أبى بكر وعمر وخروجهم من الجملة الّتي [ بنى عليها أمر الجماعة وأهل السّنّة ،
واذا أهل السّنّة عندهم ] الّذين وصفناهم فى أوّل كتابنا أنّهم
__________________
يقولون : انّ الله
لم يبعث نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وأنّه
تعبّد خلقه بما لم يبيّنه لهم وتجهيل نبيّه (ص) بأنّه لم يكن يعرف جميع الطّاعة من المعصية ولم
يكمل لهم ما أتاهم [ به ] حتّى أكمله لهم فى قولهم الصّحابة والتّابعون ومن بعدهم ممّن
استنبطوا بآرائهم.
فقالت المرجئة : قد رأينا
مباينة هذه الفرق لكم فما قولكم الّذي عليه تعتمدون حتّى يكون جوابكم عمّا به
تقرّون على ما به تقرّون [ وعلى ما تحبّون ] لا على ما ينسبكم إليه من خالفكم من هذه الفرق الّتي
وصفنا؟
قالوا : نقول :
انّ الله جلّ ثناؤه تعبّد خلقه بالعمل بطاعته واجتناب معصيته على لسان نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ فبيّن لهم جميع ما احتاجوا إليه من أمر دينهم صغيرا كان أو كبيرا فبلّغهم ايّاه خاصّا
وعامّا ولم يكلهم فيه الى آرائهم ولم يتركهم فى عمى ولا شبهة ؛ علم ذلك من علمه وجهل ذلك من جهله فامّا ما
بلّغه عامّا فهو ما الامّة عليه من الوضوء والصّلاة والخمس والزّكاة والصّيام والحجّ والغسل من
الجنابة واجتناب ما نهى الله عنه فى كتابه من الزّنا والسّرقة والاعتداء والظّلم
وأكل مال اليتيم وأكل الرّبا [ وقذف المحصنات ] وما أشبه ذلك ممّا يطول شرحه
__________________
وتفسيره وهو معروف
عند الخاصّة والعامّة. وأمّا ما بلّغه خاصّا فهو ما وكلنا إليه قوله عزّ وجلّ : ( أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وقوله عزّ وجلّ :
( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ ) فهذا خاصّ لا يجوز أن يكون من جعل الله له الطّاعة على
النّاس داخلا فى مثل ما هم فيه من المعاصى وذلك لقول الله جلّ ثناؤه : واذ ابتلى
ابراهيم ربّه بكلمات فأتمهنّ قال : انّى جاعلك للنّاس إماما قال : ومن ذريّتى قال
: ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ علمنا ] أنّ الظّالمين
ليسوا بأئمّة يعهد إليهم فى العدل على النّاس وقد أبى الله أن يجعلهم أئمّة ثمّ
أعلمنا بقوله ـ تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ
النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ
اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) انّ ذلك عهد من الله تعالى عهده إليهم لم يعهد هذا العهد
الاّ [ الى الأئمّة الّذين يحكمون بالعدل ولا يجوز أن يأمر بالعدل من لا يحسنه ] وانّما أمر أن
يحكم بالعدل من يحسن أن يحكم بالعدل [ فعلمنا ] من قوله تعالى وممّا قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : لا يزنى الزّانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب
الخمر حين يشرب وهو مؤمن [ ولا يقتل مؤمنا
__________________
متعمّدا وهو مؤمن ] وهكذا [ أنّ ]
[ الامام لا يكون إماما حتّى يتبرّأ من الظّلم ويؤدّى الأمانة الى البرّ والفاجر ].
قيل
لهم : ما تقولون فيما
وصفكم به من خالفكم من الوقيعة فى أبى بكر وعمر والصّحابة؟
قالوا : معاذ الله أن نقع فى أصحاب رسول الله ـ (ص) ـ وأن نرفع
أحدا منهم فوق مرتبته أو نحطّه عنها أو نصفه بغير فعله ولكنّا رأينا أقواما [ تجاوزوا بهم
مراتبهم وحطّوا آخرين عن مراتبهم ] وكان بنا الى تمييزهم أعظم الحاجة لنعلم من الّذين أمرنا الله تعالى
__________________
بطاعتهم ومسألتهم
ومن الّذين قصّ الله علينا نبأهم فى قوله عزّ وجلّ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخادِعُونَ
اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ
* فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما
كانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا
إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا
يَشْعُرُونَ * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ
كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ *
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى
شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ * اللهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما
كانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا
أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا
يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) وقوله تعالى : ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ
مَرِيدٍ ) ( كُتِبَ عَلَيْهِ
أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ) وقوله تعالى : ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ
وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى
وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) وقوله تعالى : ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ
* ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ
وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ * ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ
وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ) وقوله تعالى : ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ
يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ
الْعَذابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ
اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا
مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ
بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ )
__________________
وقوله تعالى : ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى
ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ * وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ
لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ
* وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ
جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ ) وقوله تعالى : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ
يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) وقوله تعالى : ( وَمِمَّنْ
حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا
عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ
ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ ) وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً
لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً * بَشِّرِ
الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً
) وقوله تعالى : ( لا
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ ) وقوله تعالى : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً
مُبِيناً ) وقوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا
يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ
ضَعِيفاً ) .
[ فتفهّموا هذه
الآيات فانّا قد ] رأيناهم قاتل بعضهم بعضا [ فى آيات من
__________________
كتاب الله شبه ما
ذكرنا ] فاحتجنا أن نميّزهم بفعالهم لنعلم من المفروض علينا طاعتهم من الّذين أوقع الله عليهم التّهمة فى قوله :
ومن النّاس ، ومن النّاس ، فلمّا ميّزناهم بفعالهم وجدنا رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد أخرج عليّا ـ عليهالسلام ـ من التّهمة الّتي أوقعها على النّاس ولم يسمّهم [ لما
خصّه به حين نصبه ] علما يوم غدير خمّ وأمر أن ينادى بالصّلاة جامعة فلمّا اجتمع النّاس قام
خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
أيّها النّاس ألستم
تعلمون أنّى أولى بكم من أنفسكم؟ ـ قالوا : اللهمّ نعم ؛ فقال : اللهمّ اشهد ثمّ
أخذ بيد عليّ ـ صلوات الله عليه ـ فرفعها حتّى رأى النّاس بياض ابطيهما ـ صلّى
الله عليهما ـ ثمّ قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من
عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، [ فلمّا برئ من التّهمة وخرج منها بقيت
معلّقة بغيره فوالينا ] من والاه وعادينا من عاداه وعرفنا به الحقّ من الباطل فمن والاه فقد [
والى الله ورسوله ومن عاداه فقد عادى الله ورسوله ، ومن
__________________
نصره فقد نصر الله
ورسوله ، ومن خذله فقد خذل الله ورسوله ] فنهض بنا الّذين عادوه
يناصبوننا ويلقّبوننا بالألقاب ويولّدون فينا الأحاديث الكاذبة
ويغمصوننا بالبهتان فكان من حاجتنا أن نسمّى كلّ قوم بفعالهم لنعذر أنفسنا عند من
أشكل عليه أمرنا ممّا نحلنا ايّاه المخالفون ونسبونا إليه [ فكان هذا ممّا احتجنا فيه الى
تمييزهم بفعالهم لا بأقاويل الرّجال ] والرّوايات الكاذبة الّتي تخالف ما قال الله عزّ وجلّ
فأنزلنا كلّ رجل منهم منزلته بفعاله فوجدنا الله عزّ وجلّ يقول فى كتابه : لا يستوى القاعدون من
المؤمنين غير اولى الضّرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله
المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاّ وعد الله الحسنى وفضّل الله
المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ولم ـ تشكّ
الأمّة فى فضل جهاد عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ على جهاد جميع الصّحابة قاطبة فضلا عمّن لم
يضرب بسيف ، ولم يطعن برمح ، ولم يرم بسهم ، ولم يرع عدوّا فى شيء من
مغازى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.
__________________
وقال الله عزّ
وجلّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ
لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا
قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ولم تشكّ الأمّة
فى فضل عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ فى العلم على جميع الصّحابة وقد قال الله عزّ
وجلّ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) وقال الله عزّ
وجلّ : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ
يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
) وقال : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ ) فلمّا ميّزناهم بفعالهم أحللنا كلّ واحد منهم محلّه لا بالدّعاوى
الكاذبة والرّوايات الّتي تخالف ما قال الله عزّ وجلّ : (
وَاتَّبَعْنَا ) من أبان الله فضله ووكلنا سائرهم الى أعمالهم وسنبيّن من
ذلك ما يعرفه من كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد.
قالت
الشّيعة :
قلنا للمرجئة : لم قبلتم الخلاف بعضكم من بعض [ فى
الوضوء والصّلاة
__________________
والفروج والدّماء
والأموال ورضى به بعضكم من بعض ] حين اجتمعتم على تفضيل الرّجلين على عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ وأخرجتمونا نحن بتفضيل عليّ (ع) على الرّجلين من الملّة فاذا تفضيلنا عليّا
على الرّجلين أشدّ عندهم من الصّلاة على غير وضوء ومن ترك الفرائض [ بل هو عندهم
أشدّ ] من انكار الله عزّ ـ وجلّ ووصفه بغير ما وصف به نفسه وتجويره فى حكمه وتجهيل
نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ ومن نكاح الأمّهات والأخوات والبنات والعمّات والخالات
والزنا واللّواط وشرب الخمر وأكل الرّبا ] [ وهو عندهم أشدّ من هدم الكعبة وأن يبنى مكانها بيت
فانّه لم يخرج صاحب هذه الأفاعيل ] عندهم من الايمان بعد ان يشهد ان لا إله الاّ الله وأنّ
محمّدا رسول الله ، وزعموا أنّ من فضّل عليّا ـ عليهالسلام ـ على الرّجلين وان لم يعص الله طرفة عين قطّ فيما أمره به أو نهاه عنه [ أنّه ] مشرك حلال
الدّم.
__________________
[ فهذه صفتنا
عندهم لما خالفناهم فى الرّجلين وصفة هؤلاء المخالفين بالمتقدّمين خلاف صفتنا لما أجمعوا
على أمر واحد من تقديم الرّجلين على عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ ] فليس من شنعة ولا قول قبيح يدخل على
قوم فى دينهم الاّ وقد قبلوه واحتملوه ورضوا به ، ونسبوا من لم يرض بما رضوا به [ من تقديم
الرّجلين الى كلّ قبيح وشنعة ].
رجع
الكلام إلى مخاطبة الصّنف الأوّل
قالت
الشّيعة للمرجئة : ما دعاكم الى أن قلتم : انّ الله تعالى لم يبعث نبيّه الى
خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من الحلال والحرام والفرائض والأحكام ، وانّ رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ لم يعلم ذلك ، أو علمه فلم يبيّنه للنّاس حتّى توفّى؟
وما الّذي اضطرّكم الى هذا القول؟
__________________
قالوا
: لم نجد الفقهاء
يروون جميع ما يحتاج إليه النّاس فى أمر الدّين والحلال والحرام عن النّبيّ ـ (ص) ـ وأنّ جميع
ما أتانا عنه أربعة آلاف حديث فقط فى التّفسير والحلال والحرام والفرائض من الصّلاة
وغيرها فلا بدّ للنّاس من النّظر فيما لم تأتنا به الرّواية عنه واستعمال الرّأى
فيه [ وقالوا : حجّتنا فى ذلك قائمة من قول النّبيّ ـ (ص) ـ ] لمعاذ بن جبل
لمّا وجّهه الى اليمن قاضيا : بم تقضى يا معاذ؟ ـ قال : أقضى بكتاب الله قال : فما لم يكن
فى الكتاب؟ ـ قال : فبسنّة رسول الله ، قال : فما لم يكن فى السّنّة؟ قال : أجتهد رأيى لا آلو ؛ قال :
فضرب رسول الله على صدره وقال : الحمد لله الّذي وفّق رسول الله [ لما يجب ] فعلمنا أنّه [
يأتى فى الحكم ما لا يوجد فى كتاب الله ولا فى سنّة رسول الله ] وأنّه لا بدّ
من استعمال الرّأى ثمّ أكّد ذلك بقوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : انّما مثل أصحابى فيكم مثل النّجوم بأيّهم اقتديتم
اهتديتم [ ثمّ الحجّة البالغة الواضحة عن رسول الله (ص) قوله ] اختلاف أمّتى رحمة فعلمنا أنّه
لم يكلنا الى رأيهم الاّ فيما لم يأتنا [ من عند الله ولم ـ
__________________
يبيّنه لنا رسول
الله هذا ] [ وقد تقدّمنا فى ذلك الصّحابة الأوّلون حين قالوا
بآرائهم فى ] الأحكام والمواريث والحلال والحرام فعلمنا أنّهم لم
يفتوا الاّ بما هو لهم جائز وأنّهم لم يخالفوا الحقّ ولا خرجوا منه ، ولم
يكونوا ليجمعوا على باطل فلا لنا أن نضلّلهم فيما فعلوا بل علينا الاقتداء
بهم.
قالت
الشّيعة : فقد اجتمعوا على
يزيد بن معاوية ؛ أخبرونا هل اجتمعوا على هدى أو على ضلال؟ ـ قالوا : هذا ما لا
نجيبكم فيه ولكن نعلم أنّ يد الله على الجماعة والكثرة ] ولم يكن الله
ليجمع أمّة محمّد (ص) على ضلال.
قيل
لهم : انّ أكذب الرّوايات وأبطلها ما نسب الله عزّ وجلّ فيه الى
الجور ونسب نبيّه ـ (ص) ـ فيه الى الجهل ، وفى قولكم : انّ الله عزّ وجلّ لم يبعث
نبيّه (ص) الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه تجوير له فى حكمه وتكذيب له فى قوله : ( الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلامَ دِيناً ) فليس تخلوا لاحكام أن تكون من الدّين أو ليست من الدّين ؛
فان كانت من الدّين فقد أكملها الله وبيّنها لنبيّه ، وان كانت الأحكام ليست عندكم
من الدّين فلا حاجة بالنّاس إليها ، ولا يجب [ عليكم فى قولكم أن يحكم عليها بما ليس من الدّين ] وهذه شنعة لو دخلت على
__________________
اليهود والنّصارى
فى دينهم لتركوا دينا يدخل عليهم فيه مثل هذه الشّنعة وهذه الشّنعة
تتّصل بمثلها من تجهيلكم النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ وادّعائكم استنباط ما لم يكن يعرفه ] من فروع الدّين
ويحقّ الشّيعة الهرب [ ممّا أنتم مقيمون عليه ] ممّا أقررتم به من هاتين الشّنعتين اللّتين فيهما
الكفر بالله عزّ وجلّ وبرسوله ـ صلىاللهعليهوآله.
[ ووقوفكم عند يزيد
وبيعته واجتماع النّاس عليه وهو يزيد الفجور ويزيد الغرور وقد علمتم انّ
الحسين ـ عليهالسلام ـ كان أعلم بالله وبرسوله وأتقى وأحقّ بهذا الأمر فتركتموه
لا بل قتلتموه واجتمعتم على الضّالّ الخبيث المخبث فاذا ألزمناكم الحجّة قلتم : هذا ما لا
نجيبكم إليه فهل أنتم الاّ على شفا جرف من النّار لفعالكم ولو أراد لله عزّ وجلّ
بكم الخير وهداكم لنصحتم أنفسكم فو الله ما الحقّ الاّ واضح بيّن منير ، وما
الباطل الاّ مظلم كدر وقد عرفتم موضعه ومستقرّه الاّ أنّ الميثاق قد تقدّم فى
الأظلّة بالسّعادة والشّقاوة وقد بيّن الله جلّ ذكره لنا ذلك بقوله : ( وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ـ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ
عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا
يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ
أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ
بَعْدِهِمْ ) فالأمر قد سبق من الله فيكم أنّكم لا ترجعون لقوله : وان
تدعهم الى الهدى
__________________
فلن يهتدوا اذا
أبدا ] [ فقالت المرجئة : فلعلّ بقيّة الاحكام فى القرآن الّذي ذهب؟
ـ قلنا لهم : فلم لم تكلّفوهم أن يأتوكم بالقرآن الّذي ذهب؟ ـ قالوا : [ وهل ]
يجوز ذلك؟! قلنا لهم : وهذا الّذي قلتموه من الرّأى أشدّ من ذلك لأنّه لا يجوز لهم
أن يأتوكم بالقرآن
__________________
لأنّ القرآن هو من
عند الله والرّأى فى الحلال والحرام صعب لأنّ الحلال والحرام هو من عند الله عزّ وجلّ لا من قول [
من ] يخطى ويصيب ، فهم لم يكلّفوهم أن يأتوهم بالقرآن الّذي ذهب أو بمثله من تلقاء
أنفسهم كما أتوهم بالحلال والحرام من تلقاء أنفسهم فما هو الاّ فى مجرى واحد انّما
هو أمر ونهى ولكنّكم لم تجدوا بدّا من أن تقرّوا بالقرآن الّذي عجزتم عن تأويله
أنتم وآباؤكم الأقدمون ، وهذا القرآن بكماله وتمامه وحرامه وحلاله بلا اختلاف ولا
تنازع عند الأئمّة ـ عليهمالسلام والصّلوات من الله والرّحمة والبركات ـ فحرمتم معرفته
بجحودكم الامام وتضييعكم الحقّ وقد عرفتم موضعه فلم يهدكم الله كما قال عزّ وجلّ :
( إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً
أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ
يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ) وكذلك السّنّة
الّتي جهلتموها وقد أبانها رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى كلّ حلال وحرام ولكن كثر [ اتباعكم ] فطلبتم فوق
أقداركم فكيف جاز لكم أن تضيّعوا أكثر القرآن ولا يجوز أن تضيّعوا أكثر [ السّنّة ؟! ] ولمّا عجزتم
عن [ جميع ] السّنّة كما عجزتم عن جميع القرآن ولم تكن فى القرآن
حيلة احتلتم بالأحاديث الكاذبة عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ على تجهيله وعجزه عمّا يحتاج النّاس إليه واحتلتم على
السّنّة بنقصها وأنّها لم تكمل ].
ثمّ انظروا فيما
جهل أصحابكم من السّنّة وعجزوا [ عنه هل خفى عن صاحبنا
__________________
منه شيء ؛ هذا
باجماع الأمّة ] [ اذ ما من شيء منها الاّ و ] قد وجدوه عند
صاحبنا وأنّه كان [ يردّهم الى الحقّ اذا أخطئوا ] [ وقد كانوا
يسألونه فيجدون عنده جواب ما يضطرّون إليه ] ثم يتلاحون فى بعضه [ فيمضون ما كان من رأيهم ] كراهة أن ينسب
العلم كلّه الى صاحبنا [ فيميل كلّ انسان إليه ] ولو سألوه [ عن
الحلال والحرام والمواريث والأحكام ] لوجدوا عنده البيان [ بما قد استغنت به الشّيعة عن
الرّأي ].
وفيما ادّعيتم [
أيّها المرجئة ] من قول النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لمعاذ [ تكذيب بما أنزل الله وطعن على رسوله ] فأمّا ما
كذّبتم به من كتاب الله فما قدّمناه فى صدر كتابنا هذا من قوله تعالى : ( وَأَنِ احْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ
يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ
__________________
يُصِيبَهُمْ
بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ
أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ ) وقوله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا
تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً
رَحِيماً * وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا
يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً
* وقوله تعالى : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ
فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ ) وقوله تعالى : ( وَلا يُشْرِكُ فِي
حُكْمِهِ أَحَداً *
وَاتْلُ ما
أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ
مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) وقوله تعالى : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ
وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) وقوله تعالى : ( أَلا لَهُ الْحُكْمُ
وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ ) وقوله تعالى : ( لَهُ الْحُكْمُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً ) وما أشبهه ممّا يدلّ فى
الحكم على أنّ الحكم لله وحده وزعمتم ان ليس فى الكتاب ولا فيما أنزل الله على نبيّه (ص) ما
يحكم به بين النّاس فيما اختلفوا فيه.
[ وأخرى فلئن كان ] معاذ بن جبل يهتدى الى ما لم يوح الله عزّ وجلّ الى نبيّه (ص) [ ويحكم به بين
النّاس ] وأنّه يهتدى بغير ما [ هدى به رسول الله ]
__________________
ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ انّ له ] لشأنا عجيبا
لأنّكم أوجبتم لمعاذ أنّ رأيه فى الهدى كالّذي أوحى الله عزّ وجلّ الى
نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ فزعمتم أنّ مرتبته فوق مرتبة النّبوّة اذ كانت النّبوّة بوحى تنتظر ومعاذ
لا يحتاج الى وحى بل يرى برأيه من قبل نفسه وهذا عظيم عند الله جلّ ذكره فمثلكم فى ذلك كما قال
الله عزّ وجلّ : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ
كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ
سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) فصار معاذ عندكم يهتدى برأيه ولا يحتاج فى الهدى الى وحى ورسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يحتاج الى وحى [ ( وَما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) ] ولو جهد
المبطلون والملحدون على ابطال نبوّة نبيّنا ـ صلىاللهعليهوآله ـ ما جاوزوا ما وصفتموه به من تجهيله (ص) [ وما نسبوه الاّ الى أقلّ ممّا وصفتموه [ به ] والله
يسائلكم عمّا تقلّدتموه من هذه المقالة الشنيعة الّتي استعملتموها
بعد نبيّكم ـ صلىاللهعليهوآله ].
__________________
هذا وقد أخبرنا الله عزّ
وجلّ انّ الأصل فى الاختلاف فى الأمم انّما كان بعد أنبيائهم ـ عليهمالسلام ـ [ كذلك قال الله عزّ وجلّ ] : ( كانَ
النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ
النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ
أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ فذمّ الله أهل
البغى وحمدتم أنتم اختلافهم ] وقلتم : اختلافهم رحمة واقتديتم بالخلاف وأهل الخلاف وصرفت قلوبكم عمّن هداه
الله لما اختلف فيه من الحقّ باذنه ويحقّق ذلك عليكم قول الله
عزّ وجلّ ( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) الاّ من رحم ربّك
ولذلك خلقهم وتمّت كلمة ربك لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين واتّبعتم أهل
الخلاف واتّبعنا من استثنى الله بالرّحمة [ لهم ] فلمّا ضاق بكم باطلكم أن تقوم لكم الحجّة أحلتم على الله
عزّ وجلّ الكذب وجوّرتموه فى الحكم
__________________
فى تكليفه [ على ما
] زعمتم ايّاكم ما لم يبيّنه لكم وعلى نبيّنا (ص) بالتّجهيل فى قولكم لم
يبيّن لنا الطّاعة من المعصية [ وعلى أهل الحقّ والمصدّقين لله ولرسوله بالعداوة
والبغضاء وعلى الحق من أحكام الكتاب بالعيب والالحاد ( وأنّ الحقّ لعزيز لا يعلم به أثر الباطل ) وفى كلّ باب من
كتابنا هذا ] شنعة عليكم لا مخرج لكم منها [ فتفهّموها ].
[ قالت
المرجئة : من أين علينا الشّنعة؟ ]
قلنا
لمّا نحلتم رسول الله (ص)
الرّضا [ بقول معاذ بن جبل ] بغير ما أنزل الله و
__________________
زعمتم أنّ معاذا [
اذا ] حكم باليمن حكما برأيه كان حقّا فيجب على النّبيّ برأيكم أن يتّبع حكم معاذ
[ لأنّه لا يجوز للنّبىّ أن يحكم بخلاف الحقّ ] فصيّرتم معاذا امام رسول الله لا يسعه [ فى
قولكم ] الاّ الافتداء به والله عزّ وجلّ يقول : ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ
اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) فصيّرتم لمعاذ حكما لا يحتاج معه الى حكم الله والى ما
أنزل الله فكنتم فى ذلك كما قال الله عزّ وجلّ : ( ذلِكُمْ بِأَنَّهُ
إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا
فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) فأبيتم على الله
أن تجعلوا الحكم له وجعلتموه لمعاذ ولجميع الصّحابة والتّابعين [ وان حرّم بعضهم
ما أحلّه بعض ثمّ لمن بعد التّابعين ] الى يوم القيامة رضى منكم أن يكون الحكم لغير الله والله
تعالى يقول : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ
بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) ( وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ( وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) فلئن رضيتم بكتاب الله
أو سخطتموه لقد لزمكم الكفر والظّلم والفسق.
ولقد زعمتم انّ
معاذا وجميع الصّحابة والتّابعين حكموا بغير ما أنزل الله فبلغتم غاية الوقيعة [
فيهم والتّنقّص لهم ] ثمّ جاوزتموهم الى أن نحلتم النّبيّ ـ
__________________
صلىاللهعليهوآله ـ أنّه أمر به
ورضيه ولا يبلغ الملحدون عشر ما أنتم عليه من نقصية النّبيّ مع وقيعتكم فى الصّحابة وانّ ممّا يبطل ما
نحلتموه النّبي (ص) [ والصّحابة ] من الرّضا بالحكم بغير ما أنزل الله قول الله عزّ وجلّ :
( قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما
ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ
تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ ـ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) وقال عزّ وجلّ : ( وَلا تَقُولُوا لِما
تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى
اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا
يُفْلِحُونَ مَتاعٌ قَلِيلٌ
وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) فزعمتم أنّ النّبيّ (ص) جوّز لمعاذ بن جبل الحكم برأيه [ فيما
حظره الله على خلقه ولم يجعل الحكم فيه الاّ [ الى ] ما أراه الله نبيّه وأنزله
عليه وقبل ذلك ] فيما حظره الله على نبيّه داود ـ عليهالسلام ـ فقال : وداود وسليمان اذ يحكمان فى الحرث اذ نفشت فيه
غنم القوم وكنّا لحكمهم شاهدين ففهّمناها سليمان وكلاّ آتينا حكما وعلما وقال : ( يا
__________________
داوُدُ
إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ
وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ
يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ
الْحِسابِ ) [ فحظر عليه القول الاّ بالحقّ ] وقال عزّ وجلّ
: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا
الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ
يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ
الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ
وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ
أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) [ ونظير ذلك كثير فى القرآن ] فانظروا كيف
أخذ الله عليهم ميثاق الكتاب ألاّ يقولوا على الله الاّ الحقّ [ وكيف زعمتم أنّ
النّبيّ جوّز لمعاذ القول على الله برأيه ولجميع الصّحابة؟! ثمّ انظروا من الّذين
يمسّكون بالكتاب؟ الّذين يقولون انّ الحكم فيه وبه؟ أو الّذين يزعمون أنّ الحكم لا
فيه ولا به؟!
وقد قال الله
تعالى لنبيّه ] : ( قُلْ إِنَّما
أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ) وقال تعالى : ( قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ
فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي
إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ) فزعمتم أنّ الصّحابة ومن بعدهم استغنوا برأيهم فكان هداهم
بغير ما هدى الله عزّ وجلّ به نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأنّ المؤمنين اهتدوا لما لم يهتد له
النّبي (ص) [ وجعل لهم من رأيهم ما لم يجعل له من الحكم برأيه ] والله يقول : ( وَأَنِ
احْكُمْ بَيْنَهُمْ )
__________________
بما أنزل الله ، وقوله : ( إِنَّا
أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ
اللهُ ) لا بما تراه أنت من نفسك ، وقال تعالى : ( فَهَدَى
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) فزعمتم أنّ النّبيّ (ص) لم يهتد لما اختلف فيه من الحقّ
باذنه وقد هدى الله له المؤمنين فقد صيّرتموهم فى حدّ الرّبوبيّة وذلك أنّ الله جلّ ذكره انّما تعبّد
خلقه بأن أمرهم ونهاهم وأحلّ لهم وحرّم عليهم وأجرى عليهم الأحكام بذلك فوعد
الثّواب من أطاعه وأوعد العقاب من عصاه ، وكذلك جعلتم لهم الأحكام على النّاس [
الاّ بما أنزل الله ] فمن عصاهم [ عاقبتموه وأوجبتم عليه معصية الله وعقوبة
الدّنيا والآخرة ]. [ وأراكم قد اختلفتم الاّ من عصاكم فى أحكامكم الّتي
ابتدعتموها بأهوائكم وآرائكم فكفّرتموهم ] ومن [ أطاعكم ] نسبتموه الى السّنّة والجماعة وصار عندكم من أهل الثّواب
فى الدّنيا والآخرة فهل تعبّد الله الاّ بما تعبّدتموهم؟ وهل زاد الله فيما
تعبّدهم به وأمرهم ونهاهم على ما صنعتم بهم؟!
ولقد نسبتم
الصّحابة والتّابعين الى أنّهم يعرفون الطّاعة والمعصية والحكم فيهما بآرائهم ودفعتم النّبيّ (ص)
عن ذلك والوحى يأتيه ؛ فلئن كانوا كما زعمتم يحسنون الحكم فيما ورد عليهم وأنّ ذلك
ليس فى [ كتاب الله ولا فى سنّة رسوله لقد
__________________
وصفتموهم
بالاستغناء عن بعثة النّبيّ (ص) وعن تنزيل الكتاب واذا كانوا يعرفون كما زعمتم من
الحكم ما ليس فى كتاب الله ولا سنّة رسوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فلا ] حاجة بهم إليه وأنزل الكتاب وهم مستغنون عنه ؛ وذلك أنّ
الكتاب والسّنّة يدلاّن على ما يحتاج إليه النّاس فى أمر دينهم فان كان هؤلاء يحسنون
ما ليس فى الكتاب والسّنّة ممّا بالنّاس إليه الحاجة فما حاجتهم الى الكتاب والسّنّة؟!
فلئن كانت الأحكام من الدّين لقد أكملها الله تعالى بقوله : ( الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ولئن لم تكن من الّذين فما بالعباد إليها من حاجة فقد
لزمكم إن كانت الأحكام [ عندكم ] [ من الدّين ] أن تقولوا : انّ الله تعبّد خلقه [ من الدّين ] بما ليس فى
الكتاب ولا فى السّنّة وكفى بهذا شنعة.
ولقد أوجبتم فى
قولكم على الله تعالى انّه كان يأمر بالصّغير من الأمور ويتأكّد به ويكون
القول فيه تأكيدا وتشديدا ويهمل الكبير العظيم الخطير فى الدّين وذلك
أنّه يقول جلّ ثناؤه : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ
وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ
كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ
__________________
وَلْيُمْلِلِ
الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ ) ( الى آخر الآية ) والآية الّتي بعدها : ( وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى
سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ ) ؛ الى آخر الآية .
أفيأمر جلّ ثناؤه
بالكتابة للمال صغيرا كان أو كبيرا الى أجله ويكل الحكم فى رقبة المال الى غيره؟!
ويأمر بقبض الرّهان ويكل الحكم فى النّاس فيه الى آراء الرّجال؟! وقال تبارك وتعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ
اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ ) أفيأمر بغضّ الابصار ويكل الحكم فى الفروج الى آراء
الرّجال؟! وقال عزّ وجلّ : ( وَقُلْ
لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ
لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ
لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً
أَيُّهَا
__________________
الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقال جلّ ثناؤه : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ
صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ
صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ
بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ
اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فبيّن لهم هذا الصّغير
ليفعلوه أفيغار جلّ ثناؤه عليهنّ أن يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ فيعرف [ عليهنّ خلاخل
او جلاجل ] او يرى أحد حليّهنّ او نحورهنّ وشعورهنّ ومحاسنهنّ ويكل الحكم فى
فروجهنّ الى المأمورين بغضّ الأبصار والمنهيّين عن النّظر الى ما نهى عنه ؟!
والله ان لو أردتم
أن تعيّبوا رجلا فتبلغوا الغاية فى تجهيله وقلّة معرفته فيما يأتى ويذر [ ما زدتم
على ما فعلتم ] فقلتم : انّه يأمر بالصّغير ويهمل الكبير ويتولّى الأمور الصّغار
ويكل كبيرها الى عبيده لكنتم قد بلغتم الغاية في تجهيله وقد نحلتم الله تبارك
وتعالى [ ذلك ] [ فكيف تأنفون من هذه الخصلة وتنفونها عن أنفسكم ] وقد نحلتموها ربّكم؟! تعالى عمّا تقولون علوّا كبيرا.
__________________
ثمّ كذلك المواريث
وأموال اليتامى [ والفروج ورقّ الرّقاب ] والطّلاق والدّماء وجميع الأحكام فى كتاب الله عزّ وجلّ والله تعالى يقول
: ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) [ فزعمتم أنّه
فرّط ردّا منكم على الله وعلى رسوله بما قلتم يا أهل ] السّنّة
والجماعة والله ما قال المشركون : ليس فى السّماء إله ولقد أقرّوا
بربوبيّته إلاّ أنّهم أشركوا بما قالوا : ( ما نَعْبُدُهُمْ
إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى ) [ وكذلك قلتم :
ما أطعنا هؤلاء الاّ لتقرّبنا طاعتهم الى الله ] فيما أمرونا به ونهونا عنه ممّا لم يأمر الله به
ولا رسوله ولا نهى عنه هو ولا رسوله ؛ فزعمتم أنّ طاعتهم تقرّبكم الى الله زلفى
وأنتم تقرءون كتاب الله عزّ وجلّ وهو يقول : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا ) وقال تعالى : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ ) فو الله ما صبرتم لحكم الله ولا صيّرتم الحكم لله ولقد
صيّرتم الحكم لغيره والله يقول : ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ
اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) وقال جلّ ذكره : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا
بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ
ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ
الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ
ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ
أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *
__________________
إِنَّما
كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ
يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ
الْفائِزُونَ ) فتفهّموا هذه الآيات الواضحات النّيّرات فكيف يدعى النّاس
الى الله الاّ أن يدعوا الى كتابه؟! فانّ معنى قوله : اذا دعوا الى الله : أى الى
كتاب الله ، وكيف يدعون الى رسوله الاّ [ أن يدعوا الى ] سنّته؟! فان زعمتم [ أنّ ] من الحكم ما ليس فى
كتاب الله ولا فى سنّة رسوله (ص) [ فقد أبطلتم دعاء النّاس الى الله والى رسوله
وما لم نورد عليكم من هذا [ فى ] التّنزيل أكثر ، ولو اقتصصنا كلّ ما فيه من
الاحتجاج عليكم لكتبنا أضعاف ما كتبنا ، وفيما اقتصصنا كفاية لمن أراد الله عزّ وجلّ [
له ] الخير ].
رجع
الكلام منّا الى من زعم أنّ اختلاف أصحاب رسول الله
صلىاللهعليهوآله رحمة
وأمّا ما زعمتم من
قول النّبيّ (ص) : مثل أصحابى [ فيكم ] مثل النّجوم
__________________
بأيّهم اقتديتم اهتديتم
فاختلاف أصحابى رحمة فانّما قصدتم [ بذلك ] الطّعن عليه [ وإبطال نبوّته عليه بما ] لو انّ
الملحدين أرادوا [ أن يعيبوه وقصدوه ] بما رويتم عنه لكانوا قد بلغوا الغاية فى عيبه وذلكم أنّكم [ زعمتم ] أنّه فى نبوّته
[ أمر بطاعة قوم اذا اقتدينا ] بهم كنّا مهتدين ثمّ أباح لنا دماءهم وأمرنا بقتلهم وضمن
لنا الثّواب على الله عزّ وجلّ [ اذا ] قاتلناهم وانّا بقتلنا لهم
مهتدون وذلك أنّ طلحة والزّبير ومعاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن الزّبير
وعبد الله بن عمرو قاتلوا عليّا ـ عليهالسلام ـ [ فقتل بينهم أكثر من مائة ألف ].
ثمّ كان عثمان قبل
ذلك بالمدينة [ وأصحاب رسول الله ] متوافرون [ وهم مجتمعون ] وهو محصور
بينهم أربعين يوما والنّاس فى أمره بين قاتل أو خاذل او متشرّف الى هوى فى قتله
أو ممالأة عليه حتّى كان فيمن نسبتم الى ذلك على وطلحة والزّبير وعمّار فلزمكم
فيما نسبتم الى النّبيّ (ص) من القول فى الاقتداء
__________________
بهم [ أنّ ] من اقتدى بواحد
منهم فى قتال الآخرين كان مصيبا موفّقا ، وانّ قوما لو كانوا فى صدر النّهار مع
طلحة والزّبير فقتلوا من أصحاب عليّ ألف رجل ورجعوا آخر النّهار عن طلحة والزّبير
الى عليّ (ع) فقتلوا من أصحاب طلحة والزّبير ألف رجل كانوا مصيبين موفّقين فى قتل الفريقين
، وكذلك [ على قياس قولكم لو قتل طلحة والزّبير عليّا ] وكذلك فى قتل
عثمان وممالأة أحد منهم ان هو قتل عثمان كان فى ذلك مصيبا موفّقا ، وكذلك
فى قتل عليّ ومعاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وأصحابهم [ فما عسى هذا
الملحد العائب يقول فى عيبه ] النّبيّ (ص) أكثر ممّا قلتم إنّه (ص) أمر بالاقتداء بقوم [
ثم أمرهم فقاتلوهم وانّا اذا قاتلناهم على هذه السّبيل التى زعمتم انّا [ كنّا ]
مصيبين موفّقين.
انظروا وابحثوا هل
يقدر أحد من الملحدين ان يصدّ عن الدّخول فى الإسلام بأكثر من قولكم
ولو دعونا اليهود الى الاسلام وكذلك النّصارى والمجوس فاحتجّوا علينا بقولكم
وقالوا : أليس فى نبوّة نبيّكم محمّد ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه أمركم بالاقتداء بأصحابه ثمّ أمركم بقتالهم فأقررنا لهم بما
أقررتم أليس قد صددناهم عن الدّخول فى الاسلام فانظروا ما نسبتم إليه
النّبيّ (ص) من الشّنعة وهل يمكن أحد
__________________
من الملحدين ان
يشنّع على الاسلام وأهله بأكثر ممّا شنّعتم ؛ فلئن كنتم تعلمون ما تقولون ، فما قصدتم الاّ تعييب رسول الله وابطال نبوّته
والصّدّ عن اتّباعه ، ولئن قلتم ذلك جهلا به لقد ركتبم عظيما وقلتم على الله ما لا
تعلمون ؛ وانّ أحقّ النّاس [ بترك مقالته ورفض أحكامه ] وان لا يحكم
على النّاس ولا يقبل له قول فى الاسلام [ لمن كانت هذه مقالته على النّبيّ (ص) ] وذلك أنّكم
لمّا جهلتم الكتاب والسّنّة احتلتم بالعيب عليهما فجوّرتم الله فى حكمه وجهّلتم نبيّه (ص) ، ونسبتم
الهداية الى غير الله عزّ وجلّ والعلم بالأحكام الى غير رسول
الله (ص) .
الاحتجاج
على الكثرة والجماعة
وأما ما ذكرتم
أنّكم [ أهل ] الكثرة والجماعة فانّا وجدنا الكثرة فى [ موارد من ] كتاب الله
تعالى هى المذمومة والقلّة هى المحمودة من ذلك قوله تعالى [ ( وَإِنَّ كَثِيراً
لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) وقوله عزّ وجلّ :
( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ
وَهُمْ
__________________
مُشْرِكُونَ
) وقال عزّ وجلّ : ( وَلا تَجِدُ
أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) وقوله تعالى : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ
قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) وقوله تعالى : ( وَإِنَّ
كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ ) وقوله تعالى : ( وَما
آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) وقوله تعالى : ( وَقَلِيلٌ مِنْ
عِبادِيَ الشَّكُورُ ) وقوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّا
كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ
ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ ) وقوله جلّ ثناؤه : ( قالَ إِنَّ اللهَ
مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا
مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ) وفى آي كثير من القرآن يحمد فيها القليل ويذمّ الكثير [
ومن ذمّ الكثير قوله عزّ وجلّ ] : ( وَلكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) و ( لا يَشْكُرُونَ ) (
وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) ( وَلا يُؤْمِنُونَ ) أفلا ترى [ أنّ ]
القلّة حمدت وانّما حمد الله تعالى أتباع الحقّ وان قلّوا وما كانت يد الله على
جماعة أهل الباطل قطّ ؛ فان زعمتم أنّ يد الله على من قال بقولكم فهذه شنعة
أخرى تزعمون انّ يد الله على من نسب الحكم الى غيره وفيما قصصنا كفاية.
وأمّا
قولكم انّ الامّة لم يكن الله ليجمعها على ضلال
فهو كما ذكرتم فمن
هنا لك لم نجامعكم على ما وصفنا من قولكم لفراقنا
__________________
ايّاكم واقرارنا
من تنزيل الله بما جحدتم واثبات الحجّة لله والتّبليغ لرسوله وحاجة
النّاس الى الكتاب والسّنّة وأنّه لا هداية لأحد الى شيء من الحقّ بغيرهما ، وانّ
النّاس بهما يهتدون وبتركهما يضلّون ، وأنّه لا حلال الاّ حلال الله ولا حرام الاّ
حرام الله ، وأنّه ليس لأحد أن يحرّم او يحلّل دون الله ورسوله ؛ وذلك قوله : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ
وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) فأىّ تقدّم أشدّ
من تقدّم من أحلّ ما لم يحلّه الله ورسوله أو حرّم ما لم يحرّمه الله ورسوله؟! أليس
الله تعالى يقول : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما
أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ
آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ ) وقال تعالى : ( وَلا
تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ
لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ
الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) ( مَتاعٌ قَلِيلٌ
وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) فأىّ شيء تكون به الفرية على الله عزّ وجلّ أكثر من تحليل
الدّماء والفروج والأموال أو تحريمها بما زعمتم أنّه ليس فى كتاب الله ولا سنّة رسوله واعلموا أنّا لم نورد الاحتجاج عليكم
الاّ بما أنتم مقرّون به او بما القرآن به شاهد عليكم [ وبالله عزّ
وجلّ التّوفيق وايّاه نسأل العصمة من كلّ هوى ورأى وفتنة مضلّة ] .
__________________
[ رجع
القول بنا الى الاحتجاج عليهم ]
[ فان أقررتم أنّ ] الله بعث نبيّه
(ص) الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم وسائر احكامهم
وأنّ رسوله (ص) كان يعلمه فلا اختلاف بيننا وبينكم وذلك أنّه لا بدّ لكم اذا قلتم ذلك ان تلزموا الصّواب أهله
والخطاء أهله فيرجع الحكم الى الله والى رسوله (ص) والى اهل بيته ، والى أنّ دين
الله تعالى قد كمل فبطل الرّأى وأهله ولو أنّ قوما ـ بعدت شقّتهم ـ قالوا : انّ
الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّه الى عباده بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم
وكلّفهم أن يصيبوا الحقّ الّذي [ لم يبلّغهم ] الرّسول ولا كان يعلمه حتّى استنبطه أصحابه من بعده
والتّابعون من بعدهم لكان الواجب على المسلمين أن يغزوهم حتّى يردّوهم عن هذا
القول ويقتلوهم عن آخرهم ، فلمّا سمعت فرقة من المرجئة ما يدخل عليهم من
شنع هذا المقال وقبحه .
قالوا
: قد بعث الله
تعالى نبيّه (ص) الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم.
قيل
لهم : فهل أبلغهموه
الرّسول (ص) أو كتمهموه؟
قالوا : بل
أبلغهم.
[ قيل لهم : فما لهم لم يكتفوا بما أبلغهم ] الرّسول وهو
جميع ما يحتاجون
__________________
إليه حتّى قالوا
وقلتم بالرّأى؟ ـ قالوا : [ أفنضلّل أبا بكر وعمرو معاذا ] وابن مسعود
وابن عبّاس وزيد بن ثابت وغيرهم من الصحابة وكلّهم قد قال بالرّأى فى الحلال
والحرام فى الفروج والمواريث والفرائض؟! لا بل نسلّم لهم ما قالوا ونزعم أنّ الحقّ
فيه.
قالت
الشيعة : اذا سلّمتم لهم
ما قالوا وزعمتم أنّ الحقّ فيه لزمكم ما لزم أصحابكم من الحجّة والشّنعة. وقيل لهم
جميعا : [ انّ ما أنكرتم من الاقرار ] بأنّ جميع ما يحتاج إليه النّاس فى كتاب الله وسنّة
نبيّه (ص) مخافة أن تضلّلوا الصّحابة ولم يقع أحد فيهم قطّ كوقوعكم ولا انتقصهم
انتقاصكم بما نحن مثبتوه لكم [ من رواياتكم المختلفة بمنّ الله وفضله ].
وذلك أنّكم زعمتم وأجمعتم أنتم وعلماؤكم أنّ أبا بكر حين
ولى النّاس خطب فقال : أيّها النّاس قد وليتكم ولست بخيركم فاذا رأيتمونى قد
استقمت فاتّبعونى ، واذا رأيتمونى قد ملت فقوّمونى ، ألا وانّ لى
شيطانا يعترينى فاذا رأيتمونى
__________________
مغضبا فتجنّبونى
لا أوثر فى أشعاركم وأبشاركم .
__________________
فزعمتم فى روايتكم
عنه أنّه قد أقرّ على نفسه أنّه قد احتاج الى أن يقوّم ؛ والّذي يقوّمه أقوم بالحقّ منه ، وأنّه
لا يؤمن اذا غضب أن يؤثر بأشعار المسلمين وأبشارهم ؛ وقد قال النّبيّ (ص) فيما تروون عنه : المؤمن
اذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ ، واذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل ؛ ورويتم أنتم
عن أبى بكر أنّه [ قال : اذا غضبت فتجنّبونى لا أوثر بأشعاركم وأبشاركم وأىّ وقيعة أكثر من
هذه فى أبى بكر ان كنتم
__________________
صادقين فيما رويتم
عنه ، وان كنتم رويتم عنه باطلا فقد [ طرّقتم لغيركم الطّعن عليه ].
ورويتم أنّ أبا بكر قاتل [ أهل الرّدّة ] وأهل اليمامة
حين منعوه الصّدقة وقد قال : والله ان لو منعونى عقالا لقاتلتهم عليه وانّهم صلّوا
بأذان واقامة ثمّ شنّها عليهم
__________________
غارة فقتل وسبى. ورويتم أنّ خالدا حين قدم من غزاته تلك أقبل حتّى وصل المدينة وقد غزر
المشاقص على عمامته فقام إليه عمر وأخذ المشاقص من عمامته ثمّ
أخذ بتلابيبه يقوده الى أبى بكر وهو يقول : والله لو ولّيت من أمور
المسلمين شيئا لضربت عنقك ؛ ولقد تحقّق عندى أنّك قتلت مالك بن نويرة ظلما له
وطمعا فى امرأته لجمالها ، فأبطل أبو بكر قول عمرو أجاز ذلك القتل والسّبى وأجاز
لخالد ما صنع.
ورويتم عن جرير بن
عبد الحميد [ الضّبّىّ ] عن الأعمش عن خيثمة قال : ذكر عند عمر بن الخطّاب قتل مالك بن نويرة فقال :
قتله والله مسلما ولقد نصبت
__________________
فى ذلك ونازلت أبا
بكر فيه كلّ المنازلة [ فى ترك قتاله من ] منع الزّكاة
فأبى الاّ قتالهم وسبيهم فلمّا رأيته قد لجّ به شيطانه فى خطاء ما عزم عليه [ أمسكت
عجزا عنه وخوفا منه ] ولقد ألححت عليه فى ذلك يوما حتّى غضب فقال لى : يا ابن
الخطّاب انّك لحدب على أهل الكفر بالله والرّدّة عن الاسلام ، فأمسكت عنه وقلت له
: ولمبيح دمائهم كان أحدب على أهل الكفر منّى.
ورويتم
عن المعتمر بن سليمان [ عن يونس ] عن الحسن البصرىّ أنّه سئل عن قول عمر ؛ كانت بيعة أبى
بكر فلتة وقى الله شرّها ؛ فمن عاد لمثلها فاقتلوه ، ما أراد عمر بذلك؟ ـ قال :
شيء كان فى صدر عمر أحبّ أن يظهره ، فقال السّائل : أمن موجدة كانت من عمر على
أبى بكر؟ ـ قال الحسن : فما تراه اذا؟ [ مع أنّه قد ] كانت بين قوم حركة هى
الّتي [ دعت عمر الى ذلك الموقف بهذا الكلام ] فقال له الرّجل : فما تلك الحركة؟ ـ فقال الحسن : أعرض
عمّا فات فانّ الله حسيب ما هناك.
__________________
ورويتم عن الهيثم
بن عدىّ عن عبد الله بن عبّاس الهمدانيّ عن سعيد بن جبير قال : ذكر أبو بكر
وعمر عند عبد الله بن عمر فقال رجل من القوم : كانا والله شمسى هذه الامّة ونوريها
، فقال له ابن عمر : وما يدريك؟ ـ فقال له الرّجل : أو ليس قد ايتلفا ، فقال ابن
عمر : بل اختلفا لو كنتم تعلمون ، أشهد أنّى كنت عند أبى يوما وقد أمرنى أن أحبس
النّاس عنه فاستأذن عليه عبد الرّحمن بن أبى بكر فقال عمر : دويبّة
__________________
سوء ولهو خير من أبيه
، فأوحشنى ذلك منه فقلت : يا أبه عبد الرّحمن خير من أبيه؟! فقال [ بضجر : ] ومن ليس بخير من أبيه لا أمّ لك ..! [ فسكت ساعة وانثنى عنه ] ثمّ قال لى :
ائذن لعبد الرّحمن فدخل عليه فكلّمه فى الحطيئة الشّاعر أن يرضى عنه وكان عمر قد
حبسه فى شعر قاله فقال عمر : [ انّ الحطيئة قد بطر فدعنى أحسمه ]
__________________
بطول الحبس فألحّ
عليه عبد الرّحمن [ فخلاّه له ] فلمّا خرج أقبل عليّ أبى فقال : أو فى غفلة أنت الى يومك
هذا عمّا [ كان من ] [ تقدّم ] [ ابن تيم بن مرّة عليّ ] وظلمه لى؟! ـ فقلت
: يا أبه لا علم لى بما كان من ذلك فقال لى : يا بنيّ وما عسيت أن تعلم؟ ـ فقلت :
والله لهو أحبّ الى النّاس من ضياء أبصارهم ، قال : انّ ذلك لكما ذكرت على رغم أبيك
وسخطه ، فقلت : يا أبه أفلا تجلّى عن فعاله بموقف فى
__________________
النّاس تبيّن ذلك
لهم؟ ـ قال : وكيف لى بذلك مع ما ذكرت أنّه أحبّ الى النّاس من ضياء أبصارهم ؛ اذا
لرضخت هامة أبيك بالجندل .
قال ابن عمر : ثمّ
تجاسر والله فجسر : فما دارت الجمعة حتّى قام خطيبا فى النّاس فقال : يا
أيّها النّاس انّ بيعة أبى بكر كانت فلتة وقى الله شرّها فمن عاد الى مثلها
فاقتلوه .
وكان الّذي حدا عمر على ذلك مع
ما كان فى صدره على أبى بكر أنّه بلغه عن قوم همّوا بأفاعيل يفعلونها
وأمور يأتونها فكانت هى الّتي هيّجت عمر على ذلك. قال ابن عمر : فقلت : انّ لكل شيء سببا ؛ وانّ ما
كان من اخبار
__________________
هؤلاء القوم
الّذين [ أرادوا ما أرادوا و ] همّوا بما همّوا به ممّا تسبّب به عمر الى الكلام فى أبى بكر وأنّه لأوّل باب فتحه عمر من
السّخط على أبى بكر.
وروى الهيثم بن
عدىّ [ أيضا ] عن مجالد بن سعيد قال : غدوت يوما الى الشّعبىّ وأنا
أريد أن أسأله عن شيء بلغنى عن ابن مسعود أنّه كان يقول فأتيته فى مسجد حيّة وفى المسجد قوم
ينتظرونه فخرج [ فتعرّفت إليه ] وقلت : أصلحك الله كان ابن مسعود يقول : ما كنت محدّثا
قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الاّ كان لبعضهم فتنة؟ قال نعم ؛ قد كان ابن مسعود
يقول ذلك ؛ وكان ابن عبّاس يقوله أيضا وكان عند ابن عبّاس دفائن علم يعطيها أهلها
ويصرفها عن غيرهم ، فبينا نحن كذلك اذ أقبل رجل من الأزد فجلس إلينا ، فأخذنا فى
ذكر أبى بكر وعمر فضحك الشّعبىّ وقال : لقد كان فى صدر عمر ضبّ على أبى بكر فقال
الأزدىّ : والله ما رأينا ولا سمعنا
__________________
برجل قطّ كان أسلس
قيادا لرجل ولا أقول فيه بالجميل من عمر فى أبى بكر فأقبل عليّ عامر الشّعبىّ فقال : هذا
ممّا سألت عنه ، ثمّ أقبل على الرّجل فقال : يا أخا الأزد كيف تصنع بالفلتة الّتي
وقى الله شرّها؟! أترى عدوّا يقول فى عدوّ يريد أن يهدم ما بنى لنفسه فى النّاس
أكثر من قول عمر فى أبى بكر؟ ـ فقال الرّجل : سبحان الله يا با عمرو أنت تقول ذلك؟!
فقال الشّعبىّ : أنا أقوله ؛ قاله عمر بن الخطّاب على رءوس الأشهاد فلمه أودعه ، فنهض
الرّجل مغضبا وهو يهمهم فى الكلام بشيء لم أفهمه فقال مجالد : فقلت للشّعبىّ : ما أحسب هذا
الرّجل الاّ سينقل عنك هذا الكلام الى النّاس ويبثّه فيهم قال : اذا والله لا أحفل
بذلك ؛ شيء لم يحفل به ابن الخطّاب حين قام به على رءوس
المهاجرين والأنصار أحفل به!؟ وأنتم أيضا فأذيعوه عنّى ما بدا لكم.
[ وقد روى شريك بن
عبد الله النّخعىّ عن محمّد بن عمر بن مرّة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة عن أبى
موسى الأشعرى ] قال : حججنا مع عمر بن الخطّاب فلمّا
__________________
دخلنا مكّة و نزلنا وغطّ النّاس خرجت من
رحلى وأنا أريد عمر فلقينى فى طريقى إليه المغيرة بن شعبة فرافقنى ثمّ قال : أين
تريد يا با موسى فقلت : اريد أمير المؤمنين عمر فهل لك فيه؟ ـ فقال : نعم ؛
مع المتعة بحديثك فانطلقنا نريد رحل عمر فانّا لفى طريقنا اذ ذكرنا
فضل عمرو قيامه بما هو فيه وحيطته على الاسلام ونهوضه بما قبله من ذلك ثمّ خرجنا من ذلك الى
ذكر أبى بكر [ ثمّ قال
: ] فقلت للمغيرة : يا لك
__________________
الخير لقد كان أبو بكر
مسدّدا فى عمر كأنّه ينظر الى قيامه [ من بعده ] وجدّه واجتهاده وعناءه فى الاسلام فقال المغيرة : لقد
كان كذلك وان كان قوم كرهوا ولاية عمر ليزووها عنه وما كان لهم
فى ذلك لو كان [ من ] حظّ فقلت له : لا أبالك ما ترى القوم الّذين كرهوا ذلك
من عمر أرادوا؟ فقال لى المغيرة : لله أنت! كأنّك [ فى غفلة ] [ و ] لا تعرف
هذا الحىّ من قريش وما قد خصّوا به من الحسد فو الله ان لو كان الحسد
شيئا يرى فيحسب أو يدرك بحساب لكان لقريش تسعة أعشار الحسد وللنّاس [ كلّهم ] عشر بينهم ، قال
: فقلت له : مه يا مغيرة فانّ قريشا قد بانت بفضلها على النّاس فلم نزل فى هذا
الذّكر حتّى انتهينا الى رحل عمر فلم نجده فسألنا عنه فقيل : [ قد
] خرج آنفا يريد المسجد فمضينا جميعا نقفو أثره حتّى دخلنا المسجد فاذا عمر يطوف بالبيت ؛ فطفنا
معه ، فلمّا فرغ دخل بينى وبين المغيرة فتوكّأ على المغيرة ثمّ قال :
__________________
من أين والى أين
أنتما ؟ ـ فقلنا : يا أمير المؤمنين خرجنا نريدك فأتينا رحلك فقيل لنا : خرج
يريد المسجد ؛ فاتّبعناك ، فقال : اتّبعكما الخير. ثمّ انّ المغيرة نظر إليّ
فتبسّم ، فنظر إليه عمر فأقبل عليه فقال : ممّ تبسّمت أيّها العبد؟ ـ فقال : من حديث كنت أنا
وأبو موسى فيه آنفا فى طريقنا أليك فقال : وما ذاك الحديث؟ ـ فقصصنا
عليه الخبر حتّى بلغنا ذكر حسد قريش وذكر من أراد منهم صرف أبى بكر عن
ولاية عمر فتنفّس عمر الصّعداء ثمّ قال : ثكلتك أمّك يا مغيرة وما تسعة أعشار الحسد؟! انّ
فيها لتسعة أعشار الحسد كما ذكرت وتسعة أعشار العشر وفى النّاس كلّهم عشر العشر وقريش
شركاؤهم فى عشر العشر أيضا ثمّ مكث مليّا وهو يتهادى بيننا ثمّ قال :
أولا أخبر كما بأحسد
__________________
قريش كلّها؟ ـ قلنا
بلى يا أمير المؤمنين فقال : أو عليكما ثيابكما؟ ـ قلنا : نعم قال : فكيف بذلك وأنتما ملبسان ثيابكما ، فقلنا
له : يا أمير المؤمنين وما بال الثّياب؟ قال : خوف الاذاعة من الثّياب يا ابن قيس قال : قلت له : أتخاف الاذاعة من
الثّياب؟! فأنت والله من ملبسى الثّياب أخوف وما الثّياب أردت ، فقال : هو ذاك فانطلق
وانطلقنا معه حتّى انتهينا الى رحله فخلّى أيدينا من يديه وقال : لا تريما [ كونا قريبا حيث أبتغيكما ] فأخبركما ثمّ دخل رحله
فقلت للمغيرة : لا أبالك لقد عثرنا بكلامنا
__________________
[ معه ] وما كنّا فيه
من حديثنا على دفينة لعمر وما أراه حسبنا الاّ ليذاكرنا ايّاها فما ترى [ فى ]
ذلك ظنّ ظنّك قال : انّا لبذلك اذ خرج آذنه إلينا فقال : ادخلا ؛ فدخلنا ، فاذا عمر مستلق
على برذعة الرّحل فلمّا دخلنا أنشأ يتمثّل بشعر كعب بن زهير :
__________________
لا تفش سرّك
الاّ عند ذى ثقة
|
|
أو ، لا ؛ فأفضيل ما استودعت أسرارا
|
صدرا رحيبا وقلبا واسعا قمنا
|
|
أن لا تخاف متى أودعت اظهارا.
|
فلمّا سمعناه
يتمثّل بشعر علمنا أنّه يحبّ أن نضمن له كتمان حديثه فقلت أنا له : يا أمير
المؤمنين أكرمنا وخصّنا وفضّلنا فقال : بما ذا يا أخا الأشعر ؟ قلت : بايداعنا
__________________
سرّك واشراكنا فى همّك
فنعم المستسرّان نحن لك فقال : انّكما لكذلك فاسألا عمّا بدا لكما ثمّ قام
الى الباب ليغلقه فاذا آذنه الّذي أذن لنا عليه فى الحجرة فقال له عمر : امط عنّا لا أمّ لك ؛
فخرج وأغلق الباب خلفه. ثمّ أقبل إلينا فجلس معنا وقال : سلا تخبرا ، قلنا : نريد أن تخبرنا بأحسد
قريش الّذي لم تأمن ثيابنا على ذكره لنا ، فقال : سألتما عن معضلة وسأخبركما فلتكن عندكما فى
ذمّة منيعة وحرز ما بقيت ؛ فاذا أنا متّ فشأنكما وما أحببتما من اظهار أو كتمان ، قلنا
: فانّ لك عندنا ذلك ، قال أبو موسى : وأنا أقول فى نفسى : ما أظنّه يريد
الاّ الّذين كرهوا [ من أبى بكر استخلافه لعمر وكان طلحة أحدهم فأشاروا عليه أن لا
يستخلفه لأنّه فظّ غليظ ] ثمّ قلت فى نفسى : قد عرفنا اولئك
__________________
القوم بأسمائهم
وعشائرهم وعرفهم النّاس فما يكتم من ذكرهم واذا هو يريد غير ما نذهب إليه منهم فعاد عمر الى
التّنفّس صعداء فقال : من تريانه؟ فقلنا : والله ما ندرى الاّ ظنّا قال : فمن تظنّان؟ قلنا :
نراك تريد [ القوم ] الّذين صدّوا أبا بكر عن صرف هذا الأمر أليك [ قال : كلاّ
والله ] بل هو كان أغشّ وأظلم وهو الّذي سألتما عنه كان والله أحسد قريش كلّها ، ثمّ
أطرق طويلا فنظر إليّ المغيرة ونظرت إليه وأطرقنا [ مليّا ] لاطراقه وطال
السّكوت منّا ومنه حتّى ظننّا أنّه قد ندم على ما بدا منه ثمّ قال : والهفاه على ضئيل بنى تيم بن مرّة
لقد تقدّمنى ظالما وخرج إليّ منها آثما فقال له المغيرة : هذا تقدّمك ظالما قد عرفناه فكيف خرج أليك
منها آثما؟ قال : ذاك لانّه لم يخرج إليّ منها الاّ بعد اليأس منها ، أما والله
لو كنت أطعت زيد بن الخطّاب وأصحابه لما
__________________
تلمّظ من حلاوتها بشيء
أبدا ولكنّى قدّمت وأخّرت وصعّدت وصوّبت ونقضت وأبرمت فلم أجد الاّ الاغضاء على [ ما نشب فيه منها [ والتّلهّف
على نفسى ] وأمّلت انابته ورجوعه [ فو الله ما فعل حتّى فرغ منها
بشيما ] فقال له المغيرة : فما منعك منها [ يا أمير المؤمنين ] وقد عرّضك لها يوم السّقيفة
بدعائه ايّاك إليها ثمّ أنت الآن تنقم
__________________
وتتأسّف [ عليها ]؟ فقال عمر :
ثكلتك أمّك يا مغيرة انّى كنت لأعدّك من دهاة
العرب كانّك كنت غائبا
عمّا هناك انّ الرّجل ماكرنى فماكرته وألفانى أحذر من قطاة انّه لمّا رأى
شغف النّاس [ به ] واقبالهم بوجوههم إليه أيقن أنّهم لا يريدون به بدلا فاحبّ لمّا رأى من حرص
النّاس عليه وشغفهم به ان يعلم ما عندى وهل تنازعنى إليها نفسى فأحبّ أن يبلونى باطماعى فيها
والتّعريض لى بها وقد علم وعلمت أنّى لو قبلت ما عرض عليّ لم يجب النّاس الى ذلك [ وكان
أشدّ النّاس إمالة الّذين كرهوا ردّه
__________________
ايّاها إليّ عند
موته فألفانى قائما على أخمصى مستوفزا حذرا ولو أجبته الى قبولها لم يسلّم النّاس [ إليّ ] ذلك واختبأها ضغنا عليّ فى قلبه ثمّ لم
آمن اتّباعه لى بها
ولو بعد حين مع ما بدا لى
من كراهة النّاس لما عرض عليّ منها أو ما سمعت نداءهم ايّاه من كلّ ناحية عند
عرضه ايّاها عليّ : لا نريد سواك يا با بكر أنت لها أنت
__________________
لها ، فرددتها
إليه عند ذلك فلقد رأيته التمع وجهه لذلك سرورا.
ولقد عاتبنى مرّة على
شيء كان بلغه عنّى انّه لمّا قدم بالأشعث بن قيس الكندىّ أسيرا فمنّ عليه
وأطلقه وزوّجه [ اخته ] أمّ فروة بنت أبى قحافة قلت للأشعث وهو [
قاعد ] بين يديه : يا عدوّ الله أكفرت بعد اسلامك وارتددت [ ناكصا على عقبيك ] فنظر إلى
الأشعث نظرا حديدا علمت أنّه يريد كلاما ثمّ أمسك فلقينى بعد ذلك فى بعض سكك المدينة
فرافقنى ثمّ قال : أنت صاحب الكلام يا ابن الخطّاب؟
فقلت : نعم ولك عندى شرّ من ذلك فقال : بئس الجزاء هذا لى منك ، فقلت له : علام تريد منّى حسن
الجزاء؟ قال : لأنفتى لك من اتّباع هذا الرّجل
__________________
يريد أبا بكر [
والله ] ما حدانى على الخلاف عليه الاّ تقدّمه عليك وتخلّفك عنها ولو كنت
صاحبها لما رأيت منّى خلافا عليك فقلت : قد كان ذاك فما تأمر الآن؟ فقال : ما
هذا وقت أمر وانّما وقت صبر حتّى يأتى الله بمخرج فمضى ومضيت ، ولقى الأشعث الزّبرقان بن بدر السّعدىّ فذكر له ما جرى
بينى وبينه من الكلام فنقل ذلك الزّبرقان الى أبى بكر فأرسل إليّ فأتيته فذكر ذلك
لى ثمّ قال : انّك لمتشوّف إليها يا ابن الخطّاب؟ فقلت : وما يمنعنى التشوّف الى ما كنت أحقّ
به ممّن غلبنى عليه
__________________
أما والله لتكفّنّ او
لأقولنّ كلمة بالغة بى وبك فى النّاس ما بلغت ؛ وان شئت لتستديمنّ ما أنت فيه عفوا ما أمكنك ذلك ، قال : اذا
أستديمه وهى صائرة أليك الى أيّام فما ظننته تأتى
عليه جمعة بعد ذلك القول حتّى يردّها إليّ ، فو الله ما ذكر لى منها حرفا بعد ذلك . ولقد مدّ فى
أمدها عاضّا على نواجذه حتّى كان عند يأسه منها وحضره الموت فكان ما رأيتما ، ثمّ
قال : احفظا ما قلت لكما وليكن منكما بحيث أمرتكما [ قوما ] اذا شئتما على بركة
الله وفى حفظه ، فنهضنا وكلّ واحد منّا متعجّب الى صاحبه من قوله وما خرج ذلك
الخبر من واحد منّا حتّى مات عمر .
__________________
وروى سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حىّ وأبو بكر بن عيّاش
وشريك بن عبد الله وجماعة من فقهائكم أنّ أبا بكر أمر خالد بن الوليد فقال : اذا
أنا فرغت من
__________________
صلاة الفجر وسلّمت
فاضرب عنق عليّ فلمّا صلّى بالنّاس فى آخر صلاته ندم على ما كان منه فجلس فى صلاته
مفكّرا حتّى كادت الشّمس أن تطلع ثمّ قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك [ به ] ؛ ثلاثا ؛ ثمّ سلّم وكان عليّ يصلّى الى جنب خالد يومئذ ؛ فالتفت
__________________
عليّ الى خالد
فاذا هو مشتمل على السّيف تحت ثيابه فقال له : يا خالد أو كنت فاعلا؟ ـ قال : اى
والله اذا لوضعته فى أكثرك شعرا فقال عليّ صلوات الله عليه : كذبت ولؤمت أنت أضيق حلقة من
ذاك ، أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة لو لا ما سبق به القضاء لعلمت أىّ
الفريقين شرّ مكانا وأضعف جندا فقيل. لسفيان وابن حىّ ولوكيع : ما تقولون
__________________
فيما كان من أبى
بكر فى ذلك؟ ـ فقالوا جميعا : كانت سيّئة لم تتمّ ؛ وأمّا من يجسر من أهل
المدينة فيقولون : وما بأس بقتل رجل فى صلاح الأمّة ؛ إنّه إنّما أراد قتله لأنّ عليّا أراد
تفريق الأمّة وصدّهم عن بيعة أبى بكر.
فهذه روايتكم على
أبى بكر الاّ أنّ منكم من يكتم ذلك ويستشنعه فلا يظهره وقد جعلتم هذا الحديث حجّة
فى كتاب الصّلاة فى باب من أحدث قبل أن يسلّم وقد قضى التّشهّد انّ صلاته تامّة
وذلك أنّ أبا بكر أمر خالد بن الوليد بأمر فقال : اذا أنا سلّمت من صلاة الفجر
فافعل كذا وكذا ؛ ثمّ بدا له فى ذلك الأمر فخاف ان هو سلّم أن يفعل خالد ما أمره
به فلمّا قضى التّشهّد قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك [ به ] ثمّ سلّم.
وقد حدّث به أبو
يوسف القاضى ببغداد فقال له بعض أصحابه : يا با يوسف
__________________
وما الّذي أمر أبو
بكر خالد بن الوليد [ به ]؟ ـ فانتهره وقال له : اسكت وما أنت وذاك؟!
فو الله لئن كان
عليّ سامعا مطيعا لأبى بكر راضيا ببيعته ما فى الأرض جور يوصف به أحد أجور من هذا
أن يأمر بضرب عنق رجل قد أقرّ هو وأصحابه أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد شهد له أنّه من أهل الجنّة وهو [ له ] سامع مطيع ، ولئن كان غير راض ببيعته انّ الأمر لكما
قالت الشيعة فى تقدّمه عليه بغير رضى منه.
وروى زياد
البكّائىّ وكان من فرسان أصحابكم فى الحديث قال : أخبرنا صالح بن
كيسان عن إياس بن قبيصة الأسدىّ وكان شهد فتح القادسيّة يقول : سمعت أبا بكر يقول
: ندمت على أن أكون سألت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن ثلاث
__________________
كنت أغفلتهنّ ، ووددت أنّى كنت
فعلت ثلاثا لم أفعلهنّ ، ووددت أنّى لم أكن فعلت
__________________
ثلاثا قد كنت
فعلتهنّ ، فقيل له : وما هنّ؟ ـ فقال : ندمت أن لا أكون سألت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن هذا الأمر لمن هو من بعده؟ ـ وأن لا أكون سألته عن الحدّ ، وأن لا أكون
سألته عن ذبائح أهل الكتاب.
وأمّا
الثلاث اللاتى فعلتهن وليتنى لم أفعلهنّ فكشفى بيت فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ وتخلّفى عن بعث
اسامة ، وتركى الأشعث بن قيس ألاّ أكون قتلته فانّى لا أزال أراه يبغى للإسلام
عوجا ، وأمّا
الثّلاث اللاّتى لم أفعلهنّ وليتنى كنت فعلتهنّ ؛ فوددت أنّى كنت أقدت من خالد بن الوليد
بمالك بن نويرة ، ووددت أنّى لم أتخلّف عن بعث اسامة ، ووددت أنّى كنت قتلت عيينة
بن حصين وطلحة بن خويلد .
فكلّ هذا تروونه
على أبى بكر أنّه ترك حقّا وعمل بباطل وأنتم تنسبون الشّيعة الى الوقيعة فيه.
__________________
وروى زياد
البكّائىّ عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزّبير
قال : وجّه أبو بكر يعلى بن منية على قضاء اليمن
وخراجها فالتوى عليه قوم من أهل حضرموت فبعث إليهم يعلى جيشا فقتل وسبى منهم ثلاث
مائة ونيّفا رجالا ونساء فقدم بهم على أبى بكر فباعهم ثمّ قدم بعد ذلك
قوم من أهل اليمن على أبى بكر فشهدوا بالله أنّهم كانوا مسلمين وأنّ يعلى ظلمهم
فأسقط فى يديه وشاور فيهم المسلمين فأعتقوهم وقد وطئت الفروج ومات منهنّ
من مات مسترقّا.
وروى زياد البكّائىّ
عن صالح بن كيسان عن ابن عبّاس قال : انّى لأطوف بالمدينة مع عمرو يده على جنحى إذ زفر زفرة كادت تطير بأضلاعه فقلت : سبحان الله
__________________
والله ما أخرج هذا
منك الاّ همّ شديد قال : اى والله همّ شديد قلت : ما هو؟ ـ
__________________
قال : هذا الأمر ؛
لا أدرى فيمن أضعه؟ ـ ثمّ نظر إليّ فقال : لعلّك تقول : انّ عليّا صاحبها ، قال :
قلت : اى والله انّى لأقول ذاك وأنّى به؟! وأخبر به النّاس فقال : وكيف ذاك؟ ـ قال : قلت : لقرابته من رسول الله (ص)
وصهره وسابقته وعلمه وبلائه فى الاسلام ، فقال : إنّه لكما تقول ولكنّه رجل فيه
دعابة قال : قلت : فأين أنت عن عثمان؟ ـ فقال : اجتمع حبّ الدّنيا والآخرة فى قلبه
والله لو وليته أمر ـ النّاس لحمل آل أبى معيط على رقابهم ثمّ
لمست إليه العرب حتّى تقتله ، وأيم الله
__________________
لو فعلت لفعل ، ولو
فعل لفعلوا ، فلم أزل أتوقّعها من قوله حتّى فعل ما فعل وفعلوا به ما فعلوا. قلت : أين أنت عن الزّبير؟ ـ فقال : اللّعقة والله اذا لظلّ
يضارب على الصّاع والمدّ ببقيع الغر قد قال : قلت : فأين أنت عن طلحة؟ ـ فقال : المزهوّ ما زلت
أعرف فيه الزّهو منذ أصيبت كفّه مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال :
__________________
قلت
: فأين أنت عن سعد؟
ـ قال : ليس هناك هو صاحب فرس وقنص وكان يقال : انّ سعد ارجل من عذرة وليس من قريش ، قال
: قلت : فعبد الرّحمن بن عوف؟ فقال : نعم الرّجل ذكرت غير أنّه ضعيف انّ هذا الأمر
والله يا ابن عبّاس ما يصلحه الاّ القوىّ فى غير ضعف يعنى عليّا ، والجواد فى غير
سرف يعنى طلحة ، والبخيل فى غير امساك يعنى الزّبير ، واللّيّن فى غير ضعف يعنى
عبد الرّحمن .
فهل بقى منهم أحد
لم يغمزه؟ ثمّ صيّر الأمر شورى بينهم بعد قوله فيهم ما قال ؟! فهل تكون
الوقيعة الاّ هكذا؟!
ورويتم عمّن حكاه
ورواه من فقهاء أهل المدينة قال : بينا عمر بن الخطّاب
__________________
وبعض أصحابه
يتذاكرون الشّعراء فقال بعضهم : فلان أشعر ، وقال بعضهم : فلان أشعر ؛ اذ طلع
عليهم ابن عبّاس فقال عمر : قد جاءكم ابن بجدتها وأعلم النّاس [ بها ] فقال عمر :
يا ابن عبّاس من أشعر الشّعراء؟ ـ فقال ابن عبّاس : أشعر الشّعراء يا أمير
المؤمنين زهير بن أبى سلمى فقال : هلمّ من شعره ما نستدلّ به على ما ذكرت قال : امتدح
قوما من بنى عبد الله بن غطفان فقال
:
__________________
لو كان يقعد فوق
الشّمس من كرم
|
|
قوم بأوّلهم او
مجدهم قعدوا
|
قوم أبوهم سنان
حين تنسبهم
|
|
طابوا وطاب من
الأولاد ما ولدوا
|
إنس اذا أمنوا ،
جنّ اذا فزعوا
|
|
مرزّءون بها ليل اذا جهدوا
|
محسّدون على ما
كان من نعم
|
|
لا ينزع الله
منهم ما له حسدوا
|
فقال عمر : أحسن ؛
وما أجد أولى بهذا الشّعر من هذا الحىّ من بنى هاشم
__________________
لفضل رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وقرابتهم منه ، فقال له ابن عبّاس : وفّقت يا أمير المؤمنين ولم تزل موفّقا
، فقال : يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمّد ـ صلىاللهعليهوآله ـ؟ ـ فقال ابن عبّاس وكره أن يجيبه : ان لم أكن أدرى فانّ أمير المؤمنين
يدرينى فقال : كرهوا أن تجتمع لكم الخلافة والنّبوّة فتبجحوا على قومكم بجحا
بجحا فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت ، فقال ابن عبّاس : يا أمير المؤمنين إن
تأذن لى فى الكلام وتمط الغضب تكلّمت؟ فقال : تكلّم يا ابن عبّاس فقال : أمّا قولك يا أمير
المؤمنين : اختارت لأنفسها
فأصابت ووفّقت ؛ فلو أنّ قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله تعالى لها لكان
الصّواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأمّا قولك : انّهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة فانّ الله تبارك وتعالى وصف قوما
بالكراهية فقال : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) فقال عمر : هيهات يا ابن عبّاس والله لقد كانت تبلغنى عنك أشياء أكره
__________________
أن أفرك عنها لتزيل منزلتك
منّى فقال ابن عبّاس : وما هي يا أمير المؤمنين؟ ـ فان كانت حقّا فما ينبغى أن
تزيل منزلتى منك ، وان كانت باطلا فمثلى أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : يبلغنى
أنّك تقول : انّما صرفوها عنّا حسدا وظلما ، فقال ابن عبّاس : أمّا قولك يا أمير المؤمنين : ظلما ؛ فقد تبيّن الجاهل والحكيم أنّ
هذا الأمر انّما استحقّ برسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فكان أولى النّاس برسول الله أحقّ به من غيره ، وأمّا قولك : حسدا ؛ فانّ ابليس حسد آدم ـ صلوات الله عليه ـ فنحن ولده
المحسودون ، [ فغضب عمر ] غضبا شديدا وقال : هيهات هيهات
أبت والله قلوبكم يا بنى
هاشم الاّ حسدا ما يحول وغشّا ما يزول ، قال ابن عبّاس : فقلت : مهلا يا عمر لا تصف قلوب قوم
أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا بالحسد والغشّ فانّ قلب رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ من قلوب بنى هاشم فقال عمر : أليك عنّى يا ابن عبّاس ، فقلت
: أفعل ؛ فذهبت أقوم فقال : يا ابن ـ عبّاس مكانك ؛ فو الله انّى لراع لحقّك
ومحبّ لما يسرّك ، قال ابن عبّاس :
__________________
فقلت : انّ لى عليك
حقّا وعلى كلّ مسلم ؛ فمن حفظه فحظّه أصاب ، ومن أضاعه فحظّه أخطأ ؛ ثمّ قام ومضى.
قال ابن عبّاس : فما زلت أعرف الغضب فى وجهه حتّى هلك.
ورويتم عن يزيد بن هارون عن
العوّام بن حوشب عن ابراهيم التّيمىّ
قال : قال لى ابن عبّاس
يوما ونحن بالجابية : ما رأيت كمقال قاله لى
__________________
أمير المؤمنين عمر اليوم ! قلت : فما ذاك؟
ـ قال : شكا إليّ عليّا (ع) فقال لى : ألم تر الى ابن عمّك لم يخرج معنا فى هذا
الوجه ؟! قال : قلت : لا إله الا الله
__________________
__________________
أليس قد اعتذر أليك
فقبلت عذره وما خالفك الى يومنا هذا فقال : وما كفى ما قال لى أبوك؟!
قال : فقلت لابن
عبّاس :
وما قال له أبوك؟
ـ قال : لقيه رجل من أهل الشّام فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين فقال
العبّاس : لست للمؤمنين بأمير ؛ هو ذاك وأنا والله أحقّ بها منه فسمعه عمر فقال : أحقّ والله
بها منّى ومنك رجل خلّفناه بالمدينة أمس ؛ يعنى عليّا عليهالسلام.
__________________
[ وروى يزيد بن
هارون عن حريز بن عثمان عن عوف بن مالك الزّبالىّ قال : جاء رجل الى عمر بن الخطّاب فقال : عليّ نذر أن
أعتق نسمة من ولد
__________________
اسماعيل فقال :
والله ما أصبحت أثق لك به الاّ ما كان من حسن وحسين فانّهما
__________________
من ابنة رسول الله
ومن عليّ بن أبى طالب فانّى سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ
__________________
يقول : هو ابن
عمّى.
فانظروا ما تروون
عنه انّه لا يثق فى النّسب الصّحيح الاّ بهم ثمّ اخراجه ايّاهم من الأمر!
وروى أبو بكر بن
عيّاش وهشيم والحسن اللّؤلؤىّ وهو يومئذ قاض أنّ رجلا أقطع اليمين ضافه أبو بكر فكان
يقوم اللّيل ويصوم النّهار فقال له أبو بكر :
__________________
يا هذا ما ليلك
بليل سارق ولا نهارك بنهار سارق وأراك أقطع ؛ فمن قطعك؟ ـ قال : قطعنى يعلى بن
منية باليمن ظلما وتعدّيا عليّ قال : أما لأسألنّ عن ذلك فلئن كان قطعك سالما لأقطعنّه فبيناهم كذلك اذ
فقدت قلادة لأسماء بنت عميس فلم تجد لها أثرا فأتاهم طلحة بن عبيد الله فقال : فتّشتم الأقطع؟ ـ فقال له
أبو بكر : مه ؛ فما ليله بليل سارق ولا نهاره بنهار سارق قال : والله لا أدعه حتّى
أفتّشه ففتّشه فاستخرجها من حجزته فقطع أبو بكر يده اليسرى فبقى لا يدله.
فقال ابراهيم بن
داود والحسن اللّؤلؤىّ حين حدّثهم بهذا الحديث : يا با عليّ فكان عليه أن يقطع يساره؟ ـ فقال : أىّ بدّ أن أقول لك :
انّ أبا بكر أخطأ.
ولا خلاف بين
الأمّة أنّ رجلا لا تقطع يده بعد اليد ؛ فان عاد فلا قطع عليه ويحبس وينفق عليه من
بيت مال المسلمين بقدر ما يكفّ عنهم شرّه ، وأخرى بأنّ الضّيف مأمون بمنزلة أهل البيت ولا قطع على مؤتمن
لأنّه هو أدخله بيته ].
[ ورويتم أنّ أبا
بكر رأى أن يجعل الخمس الّذي جعله الله عزّ وجلّ لذى ـ
__________________
القربى فى الكتاب فى الكراع
والسّلاح ردّا على الله تبارك وتعالى اذ يقول : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ ـ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ
وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا ) ؛ الآية .
فخالف كتاب الله
ونقل ما سمّاه الله تعالى لهؤلاء الى الكراع والسّلاح وعطّل سهام القوم فما
أبقيتم شيئا من العيب الاّ وقد نسبتموه الى أئمّتكم بروايتكم وأنتم تنسبون الشّيعة
الى الوقيعة فى الصّحابة!
وروى اسماعيل بن أميّة
وهو من فرسان أصحابكم فى الحديث عن أيّوب
__________________
السّختيانىّ عن عكرمة بن خالد
المخزومىّ عن مالك بن أوس بن الحدثان قال :
__________________
قدم سفيان بن عبد
الله الثّقفىّ من الطّائف على عمر ومعه أناس من أصحابه فقال لهم : لا تبدءوا أمير المؤمنين
بشيء الاّ أن يسائلكم ، فجاءه رجلان يختصمان فقضى بينهما ؛ فقالوا : أصبت ـ أصاب
الله بك ـ فقال عمر : وما يدريكم فو الله ما يدرى عمر أصاب أم أخطأ؟!
__________________
وروى جرير بن عبد
الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله [ بن ] أبى ـ قتادة عن أبيه قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو الدّهر .
فانظروا كيف لم
يرضوا بالشّرك بالله حتّى نسبوه الى رسول الله (ص) وانّما الدّهر أيّام قال الله
عزّ وجلّ : ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ
الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) فتعالى الله عمّا
يصفون.
ورويتم حديثا
نسبتموه الى الشّعبىّ أنّه قال : لا يخرج أحدا من الايمان [ الاّ ] الجحود بالله
وبرسوله ، وانّ الذّنوب لا تخرج أحدا من الايمان.
فهذه روايتكم ثمّ
أوجبتم على أهل اليمامة الرّدّة وانّما منعوا الصّدقة وصلّوا بأذان واقامة ثمّ
شنّها عليهم غارة فقتل منهم وسبى فلم ينكر ذلك أبو بكر على خالد وصوّب رأيه و [ كذلك ] فعل
أمير المؤمنين ومولى المسلمين [ فى ] ما جعله [ الله ] له حين قاتل طلحة والزّبير
بعد أن نكثا بيعته وامتنعا من دفع صدقة البصرة وأموالها وخراجها ، وكذلك
__________________
عند ما منعه معاوية خراج الشام وصدقاتها فلم يلزموا هؤلاء الرّدّة عن الاسلام اذ كان
أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ المتولّى لذلك نقضا منكم له (ع) ، وألزمتم
أهل اليمامة الرّدّة اذ كان أبو بكر المتولّى له فعبتم [ فعل عليّ ] وصوّبتم قتال
أبى بكر أهل الرّدّة.
هذا وقد قال عمر
بن الخطّاب فى عامّة المهاجرين فى أبى بكر وخالد ما قال ، فأمّا عمر فلم يصوّب
رأيه ونقض جميع ما كان امضاؤه فيه وزعمتم أنّ أبا بكر قال : والله لو منعونى عقالا
أو عناقا لقاتلتهم [ عليه
] وأموال البصرة وصدقاتها وخراجها أكثر من عقال او عناق.
__________________
ثمّ وقعتم فى عمر
وزعمتم أنّ أبا بكر لم يجز قوله فى خالد بن الوليد بتزكيتكم قول عمر ثمّ نقضتم هذا كله ورويتم أنّ أبا بكر ندم ان لا يكون أقاد من خالد
وألزمتموه الخطأ فى ترك [ الاقادة منه وترك الزامه دية من ] قتل وسبى فأىّ وقيعة أشدّ من هذه الوقيعة لجميع أصحاب رسول الله (ص) وأنتم
تنسبون الشّيعة الى الوقيعة فى الصّحابة وتروون فيهم عيوبا كثيرة جمّة سنفسّرها فى
كتابنا هذا بما لا يمكنكم دفع شيء منها اذا كانت الاحاديث أحاديثكم ورواية علمائكم
وأوجبتم أنّ كلّ من جرت عليه سهام العرب من السبى [ و ] لم يخرج خمسه الى أهله انّ
ذلك حرام.
فانظروا الى ما
نسبتم إليه أولاد السّبايا وما منع أن يقسم الخمس على يدى أبى ـ بكر وعمر بمنعهما
الخمس .
__________________
ورويتم عن شريك عن
أبى الزّبير المكّىّ أنّ
نجدة الحرورىّ كتب الى
ابن عبّاس يسأله عن اليتيم ؛ متى ينقضى يتمه؟ وعن النّساء هل كان النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ يغزو بهنّ؟ [ ويقسم لهنّ؟ ] وعن الأطفال [ هل كان النّبيّ (ص) يقتلهم؟ ]
وعن الخمس لمن هو؟.
فكتب إليه ابن
عبّاس :
أمّا اليتيم
فانقضاء يتمه أو ان حلمه ، وأمّا النّساء فانّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ كان ] يرضخ لهنّ ولا يقسم لهنّ ، وأمّا الأطفال فانّ الخضر ـ عليهالسلام ـ
__________________
كان يقتل كافرهم
ويدع مؤمنهم ، وأمّا الخمس فزعمنا أنّه لنا وزعم قوم أنّه ليس لنا ؛
فصبرنا ، وانّى اخبرك أنّ جميع النّاس فى حرج من خمسنا الاّ شيعتنا الطّيّبين
__________________
فانّا أحللنا [ ه
] لهم.
__________________
__________________
وأجمعوا على أنّهم لم
يقسموا بين المؤلّفة قلوبهم حتّى مضوا جميعا ، وزعموا أنّهم لا يعرفونهم فأبطلوا
سهما فرضه الله بأنّهم لا يعرفون أربابه ، فهل يكون الجهل الاّ لمن لم يعرف من فرض
الله [ له ] سهما فضيّعوا.
وأجمعوا أنّ رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ترك النّاس بلا امام ليختاروا لأنفسهم إماما فاختاروا ، ثمّ
زعمتم أنّ أبا بكر لم يرض أن يصنع ما صنع رسول الله (ص) فجعلها لعمر ، ثمّ زعمتم
أنّ عمر بن الخطّاب لم يرض بما صنع رسول الله (ص) ولا بما صنع أبو بكر حتّى جعلها
فى ستّة.
ثمّ رويتم أنّ
المسلمين قالوا لأبى بكر : ما ذا تقول لربّك اذا قدمت [ إليه ]
__________________
وقد ولّيت علينا
فظّا غليظا يعنون عمر؟ فقال لهم : أتخوّفوني بربّى؟! أقول له : خلّفت عليهم خير أهلك
ثمّ قال : أفأترك [ أمّة ] محمّد كالنّعل الخلق؟!
فان كان ترك أبى
بكر النّاس بلا خليفة عصيانا لله فلقد تركهم [ النّبيّ (ص) بلا خليفة ] فطعنكم على
رسول الله اذا قلتم وادّعيتم أنّه توفّاه الله تعالى وترك أمّته بلا خليفة.
ثمّ زعمتم أنّ من
زنى أو سرق أو قتل النّفس الّتي حرّم الله أو أتى كلّ كبيرة نهى الله عنها انّه لا
يكفر ولا يخرج عن الملّة ولا يقال له : عصى الله ورسوله وانّما أتى ذنبا ، ثمّ
رويتم عن علمائكم أنّ من عصى خليفته فقد كفر ، ويحكم اعقلوا ما تقولون وما
تتكلّمون فو الله ما شنّع الملحدون فى الاسلام أقبح من هذا ، ولو عقلتم ما
تتكلّمون به وعرفتم حكمه لأقمتم أصحابكم على التّوبة فمن تاب ورجع قبلت توبته منه ، ومن لجّ فى طغيانه
وبهتانه عرض على السّيف.
ما يذكر
من رجوع عمر الى قول عليّ ـ عليهالسلام ـ فى الاحكام
ومن رواياتكم الّتي تذكرونها ولا ينكرها مخالف
ولا موافق ما روى عن جرير بن [ ال ] مغيرة عن ابراهيم
النّخعىّ أنّ عمر بن الخطّاب دعا بامرأة أراد أن
__________________
يرجمها قد ولدت لستّة
أشهر من زوجها وأنكر زوجها ذلك وقد حضر عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ فقال : يا عمر ان خاصمتك بكتاب الله خصمتك ، قال عمر : وكيف ذلك يا أبا
الحسن؟ ـ قال : انّ عذرها فى كتاب الله عزّ وجلّ (
[ وَحَمْلُهُ
] وَفِصالُهُ
ثَلاثُونَ شَهْراً ) قال عمر : وما فى هذا؟ ـ قال : قوله : ( وَالْوالِداتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ
الرَّضاعَةَ ) فاذا كان الرّضاعة أربعة وعشرين شهرا فلم يبق للحمل الاّ ستّة أشهر
فقال عمر : انّا لله ؛ لو لا عليّ لهلك عمر ، ثمّ أمر بتخلية سبيلها .
__________________
ورويتم عن يزيد بن
هارون عن الأشعث عن الحسن أنّ عمر بن الخطّاب أتى بامرأة حبلى وقد زنت فأمر برجمها
؛ قال : فمرّوا بها على عليّ بن أبى طالب فقال : يا هذا [ ان كان ] سبيلك عليها
بذنبها فما سبيلك على الّذي فى بطنها؟! قال عمر : فكيف أصنع؟ ـ قال : تربّص بها
حتّى تضع ، قال : فتركها ثمّ وضع يده على رأسه وقال : لو لا عليّ لهلك عمر ؛ وخلّى
عنها .
__________________
[ ورويتم أنّه اتى
بامرأة مجنونة قد بغت فأمر برجمها فاستقبلها عليّ ـ صلوات
__________________
الله عليه ـ فقال
: أين تريدون بهذه؟ ـ قالوا : بغت فأمر أمير المؤمنين برجمها ؛ فقال : ردّوها ، ثمّ
دخل على عمر فقال له : أمرت برجم هذه المجنونة؟ ـ قال : نعم ، فقال له عليّ (ع) :
أما سمعت قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : رفع القلم عن ثلاث ؛ عن النّائم حتّى يستيقظ ، وعن
المجنون حتّى يفيق ، وعن الغلام حتّى يحتلم؟ ـ قال : نعم ، قال : فلم أمرت برجمها؟
فخلّى سبيلها ، ثمّ قال : لو لا عليّ لهلك عمر ].
ورويتم عن عبد
الأعلى عن سعيد بن قتادة أنّ عمر بن الخطّاب خطب للنّاس فقال : ألا لا أعلم رجلا
تزوّج على أكثر من أربعمائة درهم الاّ أنهكته عقوبة قال : فأتته امرأة فقالت : ما
لنا ولك يا عمر؟! قول الله أعدل من قولك وأولى أن يتّبع ، فقال عمر : ما قال الله
تعالى؟ ـ قالت : قال الله عزّ وجلّ : ( وَإِنْ أَرَدْتُمُ
اسْتِبْدالَ زَوْجٍ
__________________
مَكانَ
زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ
بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ ) ؛ الآية والقنطار الدية وهو أكثر من
أربعمائة درهم فقال عمر : كلّ أحد أفقه من عمر ثمّ عاد الى المنبر فخطب فقال :
أيّها النّاس انّى كنت نهيت ان يتزوّج الرّجل على أكثر من أربعمائة درهم وانّ
امرأة أفقه من عمر جاءتني فحاجتنى بكتاب الله فحجّت وفلجت وأنّ المهر ما
تراضى به المسلمون .
ورويتم أنّه أتى
بقدامة بن مظعون وقد شرب الخمر فأمر بجلده فقال قدامة :
__________________
يا أمير المؤمنين
ليس عليّ جلد انّما أنا من أهل هذه الآية : ( لَيْسَ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ .. ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ
اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) فأراد عمر تركه
فقال عليّ ـ عليهالسلام ـ : انّ أهل هذه الآية لا يأكلون ولا يشربون الاّ ما أحلّ
الله لهم وهم إخواننا الماضون فان أقام على أنّها حلال فاقتله وان أقرّ أنّها حرام
فاجلده ، قال عمر : وكم جلدة؟ ـ قال عليّ ـ عليهالسلام ـ : انّ الشّارب اذا شرب سكر ، واذا سكر هذا ، واذا هذا افترى
؛ فاجلده حدّ المفترى ، قال : فجلد ثمانين جلدة .
__________________
فهل رأيتم سنّة
عجز عنها أصحابكم الاّ وقد رأيتم بيانها عند صاحبنا ـ صلوات الله عليه ـ يضطرّون
الى قبول ذلك منه ولم يسألهم هو قطّ عن شيء ، وكذا الشّيعة الى اليوم
__________________
وهم أتباعه يكتفون
بالسّنّة عن الرّأى فى كلّ صغيرة وكبيرة. فهل رأيتم أحدا منهم اضطرّ الى رأيكم مع
موافقة الكتاب لفتياهم بالحلال والحرام .
ما نذكر
من صاع رسول الله (ص) ومدّه
ورويتم أنّ عمر بن
الخطّاب زاد فى مدّ النّبيّ (ص) ثمّ زعمتم ذلك فضيلة لعمر ، وسنّة رسول الله أولى أن يتّبع من سنّة عمر لأنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ كان عليها ] الى أن مضى والنّاس عليها فى اخراج الصّدقة فى كفّارة اليمين
والفطرة بصاع النّبيّ (ص) ومدّه فيما يزكّى من الطّعام
؛ والاعتبار بمدّ رسول الله (ص) وصاعه ، فزعمتم أن الزّيادة فيه فضيلة لعمر.
وممّا يوجب عليكم
أن تأخذوا ببدعتكم الّتي زعمتم أنّها سنّة من قوم لستم من
__________________
تزكيتهم على يقين
وهو قول الله عزّ وجلّ : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ
ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) وقد علمت الأمّة
قاطبة أنّه لم يكن أحد أشدّ نكاية فى أعداء الله ولا أشدّ جهادا فى الحرب ولا أبلغ
فيها من عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ فانّه لم يخف فى الله لومة لائم فى جهاد الكفّار ثمّ أكّد هذه الآية
بقوله : ( إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) ( وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ
الْغالِبُونَ ) ثمّ أكّد ذلك بقوله تعالى : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً
وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ
أَوْلِياءَ ) فمن الّذي نجا منهما ممّن كان كافرا أو ممّن اتّخذ آيات
الله هزوا ولعبا؟! والأمّة مجمعة على أنّ عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ لم يشرك بالله عزّ وجلّ طرفة عين قطّ ، ولم يتّخذ دين
الله عزّ وجلّ هزوا ولعبا.
ذكر
الوصيّة
وأجمعوا على أنّ النّبيّ
ـ صلىاللهعليهوآله ـ لم يوص وترك الوصيّة ترك فريضة من فرائض الله عزّ وجلّ وذلك قوله
لنبيّه (ص) : ( [ كُتِبَ عَلَيْكُمْ ] إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ )
__________________
وكان رسول الله من
المتّقين ولم يك فيما يوصى به النّاس شيء أعظم حظّا فى
الاسلام من الوصيّة فى الخلافة الّتي بها تحقن الدّماء وبها تنفذ الأحكام وتقام
الحدود ويجبى الفيء ويجاهد العدوّ وتقسم الصّدقات بين من سمّاه [ الله ] وتقسم
المواريث على من أمر الله فى كتابه ويقرع الظّالم وينصف المظلوم والله عزّ وجلّ
يقول : ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ
فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *
فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ
عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
فتركتم كتاب الله
وراء ظهوركم وأخذتم بروايتكم الكاذبة فزعمتم أن النّبيّ ترك الحقّ الّذي افترضه الله عليه وعلى
جميع المتّقين ثمّ تزعمون وتنسبون الشّيعة الى أنّهم يقعون فى أصحاب رسول الله
ويطعنون عليهم ولو كنتم صادقين لكانت الشّيعة أحسن قولا وأقلّ اثما منكم بزعمكم
لأنّكم تطعنون على رسول الله وليس الطّعن على رسول الله كالطّعن على الصّحابة
لأنّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ بيّن لأمّته ذلك
فقال : من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار .
__________________
ذكر
الأذان
ورويتم عن أبى
يوسف القاضى رواه محمّد بن الحسن عن أصحابه وعن أبى حنيفة قالوا : كان الأذان على
عهد رسول الله (ص) وعلى عهد أبى بكر وصدرا من
__________________
خلافة عمر ينادى
فيه : حىّ على خير العمل ؛ فقال عمر بن الخطّاب : إنّى أخاف أن يتّكل النّاس على
الصّلاة اذا قيل : حىّ على خير العمل ؛ ويدعوا الجهاد ، فأمر أن يطرح من الأذان «
حىّ على خير العمل » وصار عندهم طرحه ايّاها سنّة وصارت السّنّة ما قال
__________________
عمر خلافا لما كان
عليه رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فلمّا اتّبعت الشّيعة أمر رسول الله فصاروا عندكم
مبتدعين وصرتم أنتم أصحاب السّنّة وزعمتم أنّ رأى عمر فى
__________________
هذا أفضل من رأى
رسول الله والله يسائلكم عن هذا وقبض رسول الله (ص) والمؤذّنون يؤذّنون بها وفى زمن
أبى بكر وصدرا من زمن عمر وقد رأيناكم صنعتم أكثر ممّا أنكرتم وأعجب أنّ منكم من
يقول فى أذان الفجر والعشاء الآخرة بين الأذان والاقامة بعد « حىّ على الفلاح » :
الصّلاة خير من النّوم ، ومنكم من لا يقول ذلك ولا ينكر بعضكم على بعض؟! ونسبتم
الشّيعة حين اتّبعوا رسول الله (ص) الى الخلاف والبدعة وتسمّيتم بالجماعة [ وأهل
السّنّة ] حين أجمعتم على خلاف رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وأجمعتم على غسل الرّجلين
والمسح على الخفّين وادّعيتم أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ عمل بخلاف ما نزل به القرآن ثمّ رويتم فى ذلك أحاديث أنّ
رسول الله (ص) فعل خلاف ما أمره الله [ به ] ، وأنزل عليه به القرآن وقد قال الله
جلّ ذكره : ( اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ
رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ) ، وزعمتم أنّه
اتّبع غير ما اوحى
__________________
إليه وذلك أنّ
المسح على الرّأس والرّجلين ناطق بهما الكتاب ؛ وكانت روايتكم الكاذبة أوثق عندكم
من القرآن النّاطق فصدّقتم بما لا تدرون لعلّه من المنافقين الّذين ذكرهم الله
فقال : ( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا
آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ
مُسْتَهْزِؤُنَ * اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ
يَعْمَهُونَ ) فتركتم فرض الوضوء لقولهم ؛ فتركتم ما لا تشكّون أنّ الله أنزله
فلم يوحشكم ذلك ولم ـ يقبح عندكم.
وأجمعتم على كذبة كذّب
بها على أهل الحقّ فجعلتموها إماما وافتتاحا لصلاتكم فى قولكم : وتعالى جدّك ؛ وقد
قال الله عزّ وجلّ : ( فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ
اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) أولم يخبرنا عن
ابراهيم ـ عليهالسلام ـ أنّه قال : ( إِنِّي وَجَّهْتُ
وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ) وقد أمر نبيّنا ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقال : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي
وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) وحكى الله عزّ
وجلّ عن الجنّ حكاية قالوها : ( وَأَنَّهُ تَعالى
جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ) فلا قول ابراهيم
ـ عليهالسلام ـ استحسنتم ولا به اقتديتم ، ولا بقول الله تعالى لنبيّه (ص)
رضيتم ، بل اخترتم واستحسنتم واتّبعتم قول الجنّ ؛ هكذا كان استفتاح عمر بن
الخطّاب واقتديتم به دون ابراهيم ومحمّد صلّى الله عليهما وآلهما.
وأجمعتم على السّجدات فى
الفرائض فصرتم تسجدون فى الفريضة اذا كانت السّجدة فى وسط السّورة واذا كانت فى
آخرها لم تسجدوا وزعمتم أن تسجدوا وتدعوا السجود فاذا كان يجوز أن تسجدوا وتدعوا [
السّجود ] فقد يجوز أن لا تسجدوا فى
__________________
السّورة اذا قرأتم
عزيمة من عزائم السّجود انّه لا يجوز أن تسجدوا فى وسطها ولا خلاف بين الأمّة فى
عدد سجدات الفريضة ؛ فزدتم فى الصّلاة سجدة بلا كتاب ولا سنّة فان زعمتم أنّ فى
ذلك سنّة أو حديثا تروونه فما دعواكم مقبولة ولا يجمع أهل السّنّة الاّ يقرءون السّجدة فى
الفريضة لأنّ سجود الفريضة معلومة لا يزاد فيها ولا ينقص منها.
وقلتم : انّ من
سبقه الامام بركعتين فقد أدرك الجماعة ولا يقرأ فى الرّكعتين اللّتين أدرك ، ويقرأ
فى الرّكعتين الأخيرتين فجعلتموها فى الأخيرتين بلا كتاب ولا سنّة ، وكذلك من سبقه
الامام بركعة فلم يتشهّد فى وقت قيامه ويقوم فى وقت تشهّده ولم يكن عندكم أكثر من
استبشاع الحقّ واستحسان خلافه وهو ما جهلتم من السّنّة.
وقلتم : لو أنّ
رجلا صلّى على النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لفسدت الصّلاة وقطعها ؛ فجعلتم الصّلاة على النّبيّ (ص)
بمنزلة فرية أو كلام قبيح عندكم يقال فى الصّلاة ، وكذلك اذا حمد الله عند العطسة فى الصّلاة قلتم : انّ صلاته
فاسدة فلم يقبح عندكم أن قلتم : انّ ذكر الله عزّ وجلّ والصّلاة على النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقطع الصّلاة ويفسدها.
ورويتم أنّ الجنب
لا يقرأ القرآن فى الحمّام ولا فى الخلاء وليس فى القرآن شيء أعلى من ( بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) وأنتم تروون أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان اذا دخل الخلاء قال : بسم الله وبالله اللهمّ انّى
أعوذ بك من الرّجس النّجس الخبيث المخبث الشّيطان الرّجيم ، وأحدكم اذا دخل
الحمّام او الكنيف وفى خاتمه ذكر الله أو بعض القرآن [ أ ] والدّراهم الّتي فيها
اسم الله نحّاه فاذا أنتم تنكرون على النّاس ما تدخلون فى أكبر منه ليس
عندكم فيه معرفة الاّ رواية لا توافق كتابا ولا سنّة فاذا سألتم عن ذلك قلتم :
عليه السّنّة والجماعة وأنكرتم ( بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) من القرآن الاّ الّتي فى النّمل فطعنتم بذلك على أبى بكر
وعمر فيما أثبتوا فى صدر كلّ سورة فما
__________________
نراكم نجوتم من
الهلاك فى احدى الحالتين فان زعمتم أنّهم أثبتوا فى القرآن ما ليس فيه لقد هلك من
زاد فى القرآن ما ليس فيه ، ولئن كان من القرآن لقد كتمتم آية من كتاب الله ولم
تظهروها فى صلاتكم فمن أىّ الحالتين نجوتم؟!.
ورويتم أنّ عمر بن
الخطّاب قال : لا يصلّى الجنب ولو شهرا والله عزّ وجلّ يقول : ( أَوْ
لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً
فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) والأمّة قاطبة على خلاف قول عمر فهل يعاب أحد بأكثر ممّا
نسبتم إليه عمر؟!
ورويتم أنّ ذبائح
أهل الكتاب حلال والله عزّ وجلّ يقول : ( وَلا تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ
الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ ) ؛ الآية فوثقتم باليهود
وزعمتم أنّهم يسمّون الله على ذبائحم والله عزّ وجلّ يقول : (
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ
أَشْرَكُوا ) ؛ فوثقتم فى عروة من عرى الاسلام بأشدّ النّاس عداوة
للّذين آمنوا وفيما سمّى الله عزّ وجلّ : «
مِمَّا
لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ
» شرك وفسق ؛ فانظروا من
وقع عليه قول الله فى الشّرك والفسق ومن يجادل فى أكل ذبائحهم غيركم؟!
وكذلك النّصارى
انّما يقولون على ذبائحهم باسم المسيح لأنّهم يجعلون المسيح ربّهم ثمّ قلتم
تجادلون عن ذبائحهم : انّ الله عزّ وجلّ يقول : ( وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) وانّما عنى بذلك
وأشباهه الطّعام الّذي ليس فيه روح ؛ فجعلتم
__________________
أنتم الطّعام
الّذي أحلّه الله ذبائحهم وقلتم : قد أحلّ ذبائحهم وهو يعلم ما تقولون جرأة منكم
على الله عزّ وجلّ ؛ وهذا أبو بكر يقول : ندمت على أن لا أكون سألت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن ذبائح أهل الكتاب فلئن كانت حلالا عندكم لقد زعمتم أنّكم أفقه منه وأنّكم
علمتم من كتاب الله وسنّة نبيّه (ص) ما لم يعلم أبو بكر ، وان لم تقبلوا منه لقد
طعنتم عليه أن شكّ فيما حرّم الله فلم يدر أحلال هو أم حرام؟
وروى يزيد بن
هارون وخالد بن عبد الله الواسطىّ عن أصحابهما عن ابن
__________________
سيرين أنّه سئل عن
ذبائح النّصارى وهو يقول : إنّهم يقولون عند ذبائحهم : باسم المسيح ، فقال : قد
أحلّ الله ذبائحهم وهو يعلم بما يقولون عند ذبائحهم باسم المسيح فقال : قد أحلّ
الله ذبائحهم وهو يعلم بما يقولون ، وقد حرّم الله فى كتابه ما أهلّ لغير الله به
وما لم يذكر اسم الله عليه ثمّ اتّخذتم هذا القول سنّة ثمّ أنتم تعيبون على
الشّيعة الّذين لا يخالفون الكتاب ، ولو أعطى أحدهم الدّنيا أن يأكل ذبيحة يهودىّ
أو نصرانىّ ما فعل الاّ أنّ ذبيحة يذكر اسم الله عليها.
ثمّ تأوّلتم قول
الله عزّ وجلّ : ( وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ
لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) ؛ انّما عنى به الذّبائح ، ولا خلاف بين الأمّة أنّ الحبوب
والعسل واللّوز والجوز والزّبيب وما أشبه ذلك من الطّعام ، فتأوّلتم أنّه بما عنى
الذّبائح لثقتكم باليهود والنّصارى فان تأوّلتم أنّ طعام الّذين اوتوا الكتاب حلّ
لكم فهم يأكلون لحم الخنزير فهو على تأوّلكم يحلّ لكم ، وان قلتم : انّ الله حرّم
لحم الخنزير قلنا : قد حرّم ما أهلّ به لغير الله وما لم يذكر اسم الله عليه فأىّ
الفريقين أحقّ بالأمن ممّا يخاف ؛ الّذي يجتنبه أو الّذي يقدم عليه؟
ذكر ما
ذهب من القرآن
ورويتم أنّ أبا
بكر وعمر جمعا القرآن من أوّله الى آخره من أفواه الرّجال
__________________
بشهادة شاهدين
وكان الرّجل الواحد منهم اذا أتى بآية سمعها من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لم يقبلا منه ، واذا جاء اثنان بآية قبلاها وكتباها.
__________________
ثمّ رويتم أنّ
عثمان بن عفّان وعبد الرّحمن بن عوف كانا وضعا صحيفة فيها القرآن ليكتباها فجاءت
شاة فأكلت الصّحيفة الّتي فيها القرآن ؛ فذهب من القرآن
__________________
جميع ما كان فى
تلك الصّحيفة .
__________________
ورويتم أنّ سورة براءة ما منعهم أن يكتبوا أوّلها بسم الله
الرّحمن الرّحيم الاّ
__________________
أنّ صدرها ذهب.
__________________
ورويتم أنّ عمر بن
الخطّاب قال : لقد قتل باليمامة قوم يقرءون قرآنا
__________________
!
كثيرا لا يقرؤه
غيرهم فذهب من القرآن ما كان عند هؤلاء النّفر. وزعمتم أنّ عمر
__________________
( )
قال : لو لا أنّى أخاف أن يقال : زاد عمر فى القرآن ؛ أثبتّ هذه الآية ، فانّا
كنّا نقرأها على
__________________
عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : الشّيخ والشّيخة اذا زنيا فارجموهما البتّة
__________________
بما قضيا من
الشّهوة نكالا من الله والله عزيز حكيم. ورويتم أنّ أبا موسى الاشعرىّ
__________________
لمّا ولاّه عمر بن
الخطّاب البصرة جمع القرّاء فكانوا ثلاثمائة رجل فقال لهم : أنتم
__________________
قرّاء أهل البصرة؟
ـ قالوا : نعم ، قال : والله لقد كنّا نقرأ سورة على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله كنّا نشبّهها ببراءة تغليظا وتشديدا فنسيناها غير أنّى أحفظ حرفا واحدا منها
أو حرفين : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم
الاّ التّراب ويتوب الله على من تاب. ورويتم أنّ سورة الأحزاب كانت ضعف ما هى فذهب منها مثل ما بقى فى
أيدينا. ورويتم أنّ سورة « لم يكن »
__________________
[ كانت ] مثل سورة
البقرة قبل أن يضيع منها ما ضاع وانّما بقى ما فى أيدينا منها ثمانى آيات أو تسع
آيات ؛ فلئن كان الأمر على ما رويتم لقد ذهب عامّة كتاب
الله عزّ وجلّ الّذي أنزله على محمّد ـ صلىاللهعليهوآله ـ. ورويتم أنّه جمع القرآن على عهد رسول
الله ستّة نفر كلّهم من الأنصار وأنّه لم يحفظ القرآن الاّ هؤلاء النّفر ؛ فمرّة
تروون أنّه لم يحفظه قوم ، ومرّة تروون أنّه ذهب منه شيء كثير ، ومرّة تروون أنّه
لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الاّ عثمان فكيف ضاع القرآن وذهب وهؤلاء النّفر قد حفظوه بزعمكم
وروايتكم؟!
ثمّ رويتم بعد ذلك
كلّه أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عهد الى عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ أن يؤلّف القرآن فألّفه وكتبه ، ورويتم أنّ إبطاء عليّ على أبى بكر البيعة [ على ما ] زعمتم
لتأليف القرآن فأين ذهب ما ألّفه عليّ بن
__________________
أبى طالب ـ (ع) ـ حتّى
صرتم تجمعونه من أفواه الرّجال؟! ومن صحف زعمتم كانت عند حفصة بنت عمر بن الخطّاب؟!
[ وأنتم تروون عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال : أبىّ أقرأكم. ورويتم أنّه (ص) قال : من أراد
أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد . ورويتم أنّ النّبيّ (ص) قال : لو كنت مستخلفا أحدا عن غير مشورة
__________________
لاستخلفت ابن أمّ
عبد ورويتم فى حديث آخر أنّه (ص) قال : رضيت لأمّتى ما رضى لها ابن أمّ عبد وسخطت
لها ما سخط لها ابن أمّ عبد . ثمّ رويتم أنّ عثمان
__________________
ترك قراءة أبىّ
وابن مسعود وأمر [ على ما ] زعمتم بمصاحف ابن مسعود فحرّقت وجمع النّاس على
قراءة زيد. ورويتم أنّ عمر بن الخطّاب وجّه ابن مسعود الى الكوفة يفقّه النّاس
ويقرئهم القرآن ؛ فكان ثقة عند عمر بن الخطّاب فى توجيهه الى
__________________
الكوفة ويقرئهم
القرآن مع قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فيما رويتم فيه وفى أبىّ فترك قراءته وقراءة أبىّ وأمر
النّاس بقراءة زيد فهى فى أيدى النّاس الى يومنا
__________________
هذا ؛ فلئن كان
أبىّ وابن مسعود ثقتين فى الفقه انّهما لثقة فى القرآن. ولقد أوجبتم عليهم بترك
قراءة ابن مسعود أنّهم لم يرضوا للامّة بما رضى لها رسول الله (ص) وأنّهم كرهوا ما
رضى لهم الرّسول ، فأىّ وقيعة تكون أشدّ ممّا تروونه عليهم؟! فو الله لو اجتمع كلّ
رافضىّ
__________________
على وجه الأرض على
أن يقولوا فيهم أكثر ممّا قلتم ما قدروا عليه طعنا وسوء قول وتجهيلا وجرأة على
الله ، وأنتم تزعمون أنّكم الجماعة وأنّ الجماعة لا تجتمع على ضلال ].
__________________
ثمّ رويتم عن ابن
مسعود أنّ المعوّذتين ليستا من القرآن وأنّه لم يثبتهما فى مصحفه وأنتم تروون أنّه
من جحد آية من كتاب الله عزّ وجلّ فهو كافر بالله وتقرّون أنّهما من القرآن ، فمرّة
تقرّون على ابن مسعود أنّه جحد سورتين من كتاب الله وأنّه من جحد حرفا منه فقد كفر
فكيف قبلتم أحاديث ابن مسعود فى الحلال والحرام والصّلاة والصّيام والفرائض
والأحكام؟!
فان لم تكن
المعوّذتان من القرآن لقد هلك الّذين أثبتوهما فى المصاحف ، ولئن كانتا من القرآن
لقد هلك الّذين جحدوهما ولم يثبتوهما فى المصاحف ؛ [ ان كان ما رويتم عن ابن مسعود
حقّا أنّه قال : ليس هما من القرآن ] فليس لكم مخرج
من أحد الوجهين فامّا ان يكون كذب فهلك وهلك من أخذ عنه الحلال والحرام ، [ وامّا
ان يكون صدق فهلك من خالفه ] فأىّ وقيعة فى أصحاب رسول الله (ص) أشدّ من وقيعتكم
فيهم اذا وقعتم؟!
وأخرى فانّكم
تروون عنهم الكفر الصّراح مثل ما قد رويتم من جحودهم القرآن فلو أنّكم اذا وقعتم
فيهم تنسبونهم الى ما هو دون الكفر كان الأمر أيسر وأسهل وأهون لكنّكم تعمدون الى
أغلظ الأشياء وأعظمها عند الله فتنسبونهم إليها.
ذكر
مخالفة عمر لأصحاب رسول الله
قاطبة
وللنّبىّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ خاصّة
قالت الشّيعة
للمخالفين من أصحاب الحديث وأهل الرّأى : رويتم أنّ النّبيّ
__________________
(ص) قال : عليّ
أقضاكم ، وأبىّ بن كعب أقرؤكم ، وزيد بن ثابت أفرضكم؟ قالوا : نعم ، قالت
الشيعة فنرى عمر قد خالف زيدا فى الفرائض وابن كعب فى القرآن وعليّا فى بيع أمّهات
الاولاد ؛ فلا قول رسول الله قبل ، ولا آثار أصحابه اتّبع ، فهل طعن على عمر
كطعنكم عليه فى خلافه عليّا ـ عليهالسلام ـ فى أمّهات الأولاد ، وخلافه زيدا
__________________
فى الفرائض ، وخلافه
أبيّا فى القرآن ؛ ولقد خطب عمر فقال فى خطبته : ألا انّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : أقرؤكم أبىّ وأنا أردّ أشياء من قول أبىّ فهذه رواية العامّة.
وقد علم أهل
الخلاف قاطبة أنّ الرّادّ لقول النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ هو الرّادّ لقول الله ـ عزّ وجلّ ـ وروى عن عمر أنّه قال
: قال النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله : عليّ أقضاكم ، هذا ؛ ولم نجد فى أحاديثكم أنّ النّبيّ ـ (ص)
ـ نسب عمر قطّ الى القضاء ولا الى قرآن و [ لا ] الى فرائض ولا الى حلال وحرام
أصلا فكيف نازع هؤلاء القوم الّذين قضى لهم رسول الله (ص) بجميع هذه الخصال حتّى
ردّ عليهم وهو يعلم أنّهم أعلم منهم؟! فكيف تنسبون الشّيعة الى الوقيعة فى أبى بكر وعمر وأصحاب رسول الله (ص) وأنتم الواقعون
فيهم المتنقّصون لهم بهذه الرّوايات الّتي تفرّدتم عليه بها دون الشّيعة
وانّ هذه الوقيعة منكم فى جميع أصحاب رسول الله (ص)
__________________
الّذين رضوا أمر
عمر وما صنع من خلافه على هؤلاء النّفر وسكوتهم على ذلك وهو خلاف ما قال رسول الله
(ص). ثمّ لم ترضوا بما رويتم عنه حتّى اتّبعتموه وأخذتم بسنّته ثمّ تركتم قول رسول
الله (ص) وأمره فى أبىّ وقراءة عبد الله بن مسعود الّذي قال له النّبيّ (ص) : من
أراد أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أمّ عبد ، فرفضتم قراءته
وحرّقتم مصاحفه ردّا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ واتّباعا لقول عمر فما أجد لكم مثلا الاّ كما قال الله عزّ
وجلّ : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ ) هواه ثمّ رويتم
أنّ رسول الله ـ (ص) ـ قال : أنا فرطكم على الحوض وليرفعن [ ا ] لى قوم من أصحابى
فاذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دونى فأقول : أى ربّ أصحابى
__________________
فيقال : يا محمّد
انّك لا تدرى ما أحدثوا بعدك وانّهم رجعوا على أعقابهم القهقرى فأقول : ألا بعدا
ألا سحقا لمن بدّل بعدى . ولم يسمّهم النّبيّ (ص) فأوقعتم الظّنّة على عامّتهم فما
رأينا قوما أشرّ أقوالا منكم فيهم ثمّ تروون أنّ النّبيّ ـ (ص) ـ قال :
__________________
لعن الله من سبّ
أصحابى وأنّه قال ـ (ص) ـ : انّ الله اختارنى واختار [ لى منهم ] أصحابا وأصهارا وأنصارا ؛ فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس
أجمعين. فأىّ سبّ أعظم من أنّكم تروون أنّهم يختلجون يوم القيامة من دون النّبيّ (ص)
ويقول لهم : ألا بعدا ألا سحقا ثمّ تلعنون من سبّهم وتترحّمون على من قتلهم فانّه
قتل من المهاجرين والانصار ومن أهل بدر ومن التّابعين [ لهم ] باحسان عدّة كثيرة
فى حرب معاوية وطلحة والزّبير وأنتم تترحّمون على من قتلهم وتلعنون من سبّهم وأنتم
تروون أنّ عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ كان يلعن معاوية فى قنوته وعمرو بن العاص وأبا الأعور
السّلمىّ وأبا موسى الاشعرىّ ، وكان معاوية يلعن فى قنوته عليّ بن أبى طالب (ع) وأصحابه
على المنابر وكلاهما من أصحاب رسول الله (ص) بروايتكم.
__________________
ورويتم أنّ النّبي
ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال لأصحابه : لا ترجعوا بعدى كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسّيف ، فان
زعمتم أنّ الفريقين جميعا اقتتلوا على باطل فقد كفّرتموهما جميعا بهذا
الحديث ، وان جعلتم أحد الفريقين على حقّ كفّرتم الفرقة الّتي تقاتل الفرقة المحقّة ،
وان جعلتم الفريقين جميعا محقّين قلتم المحال الّذي لا يمكن انّ حقّا قاتل حقّا .
ثمّ رويتم أنّ
النّبيّ ـ (ص) ـ قال : الأئمّة من قريش ؛ وكانت هذه
__________________
حجّة قريش على
الأنصار يوم السّقيفة حين أرادت الانصار بيعة سعد بن عبادة وقالوا : منّا أمير
ومنكم أمير ، ورويتم أنّ عمر بن الخطّاب قال يوم الشّورى : لو أنّ سالما مولى أبى
حذيفة وأبا عبيدة حيّين لما تخالجنى فيهما شكّ ولم يكن سالم من قريش. ثمّ رويتم عن عمر بن الخطّاب أنّه قال : لو ولّوها الأجلح لأقامهم على كتاب
الله وسنّة نبيّه فأىّ طعن على عمر أشدّ من طعنكم أن يتلهّف على من لو حضره لولاّه
الخلافة والخلافة لا تصلح له. ورويتم
عن عمر أنّه قال :
اخترت لكم ستّة نفر مضى رسول الله (ص) وهو عنهم راض ثمّ رويتم عن عمر أنّه عابهم فقالوا له : فلان فقال : فيه دعابة
، قالوا : فلان قال : كلف بأقاربه ، وفلان صاحب فرس وصيد ، وفلان فيه بأو
__________________
والبأو الكبر ، وفلان
ليس له همّ الاّ البيع ، وفلان ضعيف أمره فى يد امرأته. فأىّ طعن فى عمر أشدّ من
طعنكم عليه؟! وما نعلم أحدا بلغ فى تنقّصه بأكثر من هذا القول
الّذي تروونه عنه وتنسبون الشّيعة الى الوقيعة فيه.
ثمّ رويتم أنّ
أصحاب محمّد (ص) قالوا : يا رسول الله لو ولّيت علينا أبا بكر فقال : ان تولّوها [
ايّاه ] تجدوه ضعيفا فى بدنه قويّا فى أمر الله ، وان تولّوها عمر تجدوه قويّا فى
بدنه قويّا فى أمر الله ، وان تولّوها عليّا ولن تفعلوا تجدوه هاديا مهديّا يسلك
بكم الطّريق المستقيم ، فزعمتم أنّ عمر شكّ فيمن قال النّبيّ ـ (ص) فيه : انّه
هاديا مهديّا يسلك بكم الطّريق المستقيم ، ولم يشكّ فى سالم مولى أبى حذيفة ولا فى
أبى عبيدة وشكّ فى أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ فهل يكون من الوقيعة فى عمر أكثر من هذا الّذي نسبتموه
إليه؟!
ثمّ زعمتم أنّه
قال يوم الشّورى : لئن ولّوها الأجلح لأقامهم على المحجّة ثمّ زعمتم أنّه حين
أشاروا إليه ان يولّيه قال : لا يصلح للخلافة لأنّ فيه دعابة فمن يقيم النّاس على
المحجّة والكتاب والسّنّة ينسب الى اللّعب والبطالة ، فهذه روايتكم فى عمر وما
تصفونه به ثمّ تروون أنّهم قالوا لعمر : ما يمنعك أن تولّيها عبد الله ( يعنون
ابنه )؟ ـ فقال : كيف أوّليها من لا يحسن ان يطلّق امرأته. ثمّ رويتم فى حديث آخر
: أنّه قيل له : استخلف فقال : انّى أكره أن أتقلّدها فى حياتى وبعد موتى ؛ فأبى
أن يقلّدها ابنه لئلاّ يتقلّد منها أكثر من تقلّده ايّاها فى حياته وقد صيّرها شورى
بين ستّة بعد وفاته [ فأىّ تقلّد أكثر من تقلّده ايّاها ] وقد صيّرها
شورى بين ستّة وقد
__________________
__________________
علم أنّ الخلافة
تصير الى أحد السّتّة وهو الّذي صيّرها إليهم؟!
[ وأمّا روايتكم
عنه أنّه قال : حسب آل عمر منها [ الى آخرها ] ؛ فلئن كانت الخلافة من الشّرّ ما
كان له أن يزوى الشّرّ عن آل عمر ويصرفه الى خيار أصحاب رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، ولئن كانت الخلافة من الخير فما أعجب روايتكم وأشنعها؟!
]
وأجمعتم على أنّه من طلّق امرأته وهى حائض انّه جائز الطّلاق وأنّه من طلّق ولم يشهد فهو جائز الطّلاق وأنّه من طلّق
امرأته ثلاثا فى مجلس واحد انّها بائن منه ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره ، وأنّ
من حلف بطلاق امرأته فحنث فهى بائن منه ؛ والله عزّ وجلّ يقول فى كتابه لنبيّه (ص)
: ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ
إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ
وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ
إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً * فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ
ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) فوكّد الله تبارك وتعالى فى الاشهاد على الطّلاق وأجزتم الطّلاق بغير شهود
ولم تجيزوا ما أمر الله به حتّى لو أنّ امرأة ادّعت على زوجها أنّه طلّقها بلا
بيّنة وكانت تبغض زوجها وتحبّ فراقه قلتم لها : اهربى
منه فأعطيتموها منيتها وقد جعل الله البيّنة على المدّعى واليمين على المنكر
المدّعى عليه
__________________
وأمرتموها بالهرب
منه فان أتاكم الزّوج فحلف لكم بالله أنّه ما طلّقها قلتم له : اطلبها فان ظفر بها
فى قولكم فله أن ينكحها ؛ فان انقضت ثلاث حيض ولم يظفر بها فلها فى قولكم ان
تتزوّج ، وان ظفر بها قبل انقضاء العدّة فنكحها فجاءتكم فقالت : انّه قد
طلّقنى وهو يغصبنى نفسى قلتم لها : ادفعيه عن نفسك وامتنعى عليه بكلّ حيلة فان
قتلته بفتياكم كانت مصيبة وان قتلت نفسها كانت مصيبة وبطل عندكم ما فرض الله من شهادة
ذوى عدل منكم وصار الحكم بين الرّجل والمرأة : من قوى على صاحبه فهو أملك بما
قوى عليه وله الظّفر على صاحبه فصيّرتم لها أن تقتله فى دعواها وللرّجل ان يقتلها
ان أرادت قتله ومنعته من نكاحها وفى قول الله عزّ وجلّ ما ينفى
__________________
التّخليط حتّى يكون
البيّنة على المدّعى واليمين على المدّعى عليه فينقطع الكلام بينهما ؛ فانظروا الى
ما يلزمكم من قبيح القول وشنيعه .
ثمّ
قلتم : انّ من طلّق امرأته على
غير ما أمر الله [ به ] فى كتابه وغير ما سنّه رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ فى سنّته ] فقد عصى الله وبانت امرأته منه.
فقيل لكم : فحين
عصى الله فمن أطاع؟ فلم تجدوا بدّا الاّ ان تقولوا : أطاع
__________________
الشّيطان فزعمتم
أنّ بطاعة الشّيطان يجوز الطّلاق [ وأنّ من لم ينفذ طاعة الشّيطان فى
هذا الفرج كان عاصيا لله واطيا لهذا الفرج حراما ] ( فَتَعالَى
اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ
يُخْلَقُونَ ) .
[ و الله يقول : (
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ
مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) ويقول : ( إِنَّما كانَ قَوْلَ
الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ
يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( وَمَنْ
يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ
الْفائِزُونَ ) فكيف يدعى النّاس الى الله الاّ ان يدعوا الى كتابه ، وكيف
يدعون الى رسوله الاّ ان يدعوا الى سنّته ، واذا زعمتم أنّ الحكم يجوز بخلاف ما فى
كتاب الله وخلاف ما سنّه رسول الله (ص) فقد أبطلتم دعاء النّاس الى الله والى
رسوله .
وقلنا لكم :
أخبرونا عن الطّلاق اذا طلّق الرّجل امرأته كما أمره الله [ به ] فى
__________________
كتابه و كما سنّه رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أفضل أو أن يطلّق على خلاف الكتاب والسّنّة؟
قلتم : لا ؛ بل
الفضل ان يطلّق على الكتاب والسّنّة.
قلنا : فاذا طلّق
على خلاف الكتاب والسّنّة أيجوز طلاقه؟
قلتم : نعم ، قلنا
: فما موضع الكتاب والسّنّة هاهنا اذا جاز العمل والحكم بخلاف الكتاب والسّنّة فلا
حاجة بالنّاس الى الكتاب والسّنّة اذا جاز العمل والحكم بغيرهما ؛ فلا ندرى أتعقلون
هذا فأنتم تعملون به على عمد خلافا للكتاب والسّنّة أم تجهلون ذلك أم تتجاهلون؟!
فقلتم : انّ
الطّلاق أدب من الله أمر به مثل ما قال : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ ) ( فَإِذا قُضِيَتِ
الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) فلو أنّ الرّجل
جلس فى المسجد بعد انقضاء الصّلاة الى غيبوبة الشّمس لم يكن عليه اثم ، وكما قال :
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ) وقال : (
وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ ) فلو لم يشهد الرّجل اذا بايع رجلا ولم يكتب جاز ذلك ، وكما
قال : ( وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا ) فلو أنّ الرّجل
اذا أحلّ من احرامه ولم يصطد صيدا حتّى اذا رجع الى
__________________
أهله جاز له ذلك فانّما
الطّلاق أمر من الله كهذه الأمور. فقلنا لكم : ليس الطّلاق مثل هذه ولكنّكم
لمّا جهلتم الكتاب والسّنّة قستم عليها برأيكم فأخطأ رأيكم القياس وذلك أنّ الطّلاق والنّكاح يحلّ
ويحرّم وقد وكّد الله فيه توكيدا شديدا فقال بعد ما أمرهم كيف يطلّقون : ( ذلِكُمْ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) وقال فى موضع آخر
فى أمر الطّلاق : ( تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .
وما ذكرتم من أمر
الجمعة فانّما أخبرهم أنّهم اذا فرغوا من الصّلاة فلهم أن ينتشروا فيذهبوا ، و لم يأمرهم أن
اخرجوا بأجمعكم حتّى لا يبقى فى المسجد أحد ، وأمّا ما أمر الله به من الشهادة والكتاب فى
الدّين فانّما أمرهم أن
يحتاطوا لأموالهم فيكتبوا ويشهدوا لئلاّ ينسوا لبعد الأجل وقد قال فى آخر القصّة : ( فَإِنْ
أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ ) فأخبر أنّ الرّجل
اذا ائتمن صاحبه فليس عليه أن يشهد عليه ولا يكتب انّما هو ماله ان شاء وهبه.
وأمّا قوله : واذا
حللتم فاصطادوا ؛ فانّما أخبرهم أن الصّيد محرّم عليهم فى احرامهم فاذا خرجوا من
احرامهم حلّ لهم الصّيد [ و ] لم يقل لهم : اذا حللتم فاصطادوا
__________________
وأنّه واجب عليكم
ان تصطادوا ؛ شئتم أم أبيتم ، وليس الطّلاق مثل هذا لأنّ الله أمر
بالطّلاق فى أوقات معلومة وسنّه النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ لهم ووكّد فيه وحدّه لهم وقال : ( وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) وقال : ( ذلِكَ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) ( وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) .
وليس بيننا وبينكم
خلاف فى أنّ من جلس يوم الجمعة فى المسجد الى اللّيل ولم ينتشر انّه غير آثم ، ولا
خلاف بيننا وبينكم أنّه أراد أنّه ان دان دينا وائتمن صاحبه فلم يكتب عليه ولم يشهد انّه غير آثم ، ولا
خلاف بيننا وبينكم أنّه اذا أحلّ من احرامه فلم يصطد صيدا حتّى رجع الى منزله انّه
غير آثم ، وأنتم مقرّون أنّ من طلّق امرأته على خلاف الكتاب والسّنّة انّه قد عصى
الله ورسوله فكيف شبّهتم الطّلاق بهذه الخصال الّتي احتججتم بها؟! ولكنّكم اتّبعتم
ما تشابه من القرآن وتركتم محكمه كما قال لنبيّه (ص) : ( هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ
وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا
الْأَلْبابِ ) ].
__________________
وأجمعتم على أنّ الطّلاق
يمين كاليمين بالله فان حلف الرّجل بالطّلاق فحنث فقد طلّقت امرأته والاّ قدّم الى
القاضى وفرّق بينهما ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره ؛ وان كان الطّلاق
يمينا [ كما تقولون فانّ الله عزّ وجلّ يقول فى كتابه : ( لا
يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما
عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ
أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ
إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ ) فان ] كان الطّلاق
يمينا كان هذه كفّارتها وأنتم مقرّون أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لم يفرّق بين رجل وامرأته بيمين [ فهذه شنعتكم وهى مستعملة والفرض الّذي
فرضه الله متروك ] وان زعمتم أنّ اليمين بالطّلاق أعظم من اليمين بالله لأنّ
اليمين بالله لها كفّارة واليمين بالطّلاق ليس لها كفّارة فهذا
قول من يجعل غير الله أعظم من الله عزّ وجلّ وهذا الكفر المحض.
[ و الله يقول : (
وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ
لَهُنَّ أَنْ
__________________
يَكْتُمْنَ
ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا
إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ
عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ) فاذا كان طلاقهنّ ثلاثا فى مجلس طلاقا باينا يفرّق بينهنّ
وبين أزواجهنّ ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره فمتى يكون أحقّ بردّها وقد جعل
الله ذلك له؟! وكيف يكون الطّلاق
__________________
مرّتين وبعد ذلك
امساك بمعروف او تسريح باحسان؟! وأنتم تقولون : قد بانت منه فلا تحلّ له حتّى تنكح
زوجا غيره أو ليس قد منعتموه حقّها من زوجها فى الرّجعة والله [ تعالى ] يقول : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ).
فان قلتم : انّ
هذا اذا طلّق واحدة او اثنتين فله الرّجعة فاذا طلّق فى مجلس ثلاثا فقد عصى الله
ورسوله وبانت منه امرأته فهكذا « فعل الّذين بدّلوا قولا غير الّذي قيل لهم فأنزل
الله عليهم رجزا من السّماء بما كانوا يفسقون » انّما قيل لاولئك : قولوا
__________________
__________________
حطّة ؛ وليس فيه
فرج يستحلّ ولا مال يؤخذ ولا يترك ؛ فبدّلوا قولا غير الّذي قيل لهم فأنزل الله
عليهم رجزا من السّماء وأخبر أنّ تبديلهم فسق وكذلك أصحاب السّبت قيل
لهم : لا تصطادوا السّمك يوم السّبت فجعلوا له الحظائر يوم السّبت حتّى
دخلت فيها فلم تقدر أن تخرج [ منها ] ثمّ اصطادوها يوم الأحد فظنّوا أنّهم يغالطون ربّهم وقالوا : انّما
أمرنا أن لا نصيد يوم السّبت وانّما اصطدنا يوم الأحد ؛ فأصبحوا وقد مسخوا قردة ؛
فنكاح الفروج بغير حلّها أعظم من صيد الحيتان ، ومن تبديل حطّة.
هذا ؛ وقد جمعتم
الى تبديل هذا تبديل الحكم فى المواريث والدّماء وعتق ـ أمّهات الأولاد
وما لا يحصى من فعلكم الّذي بدّلتم فيه كلام الله وحكمه وأنتم تزعمون أنّكم أهل
السّنّة والجماعة ...!
وزعمتم أنّ رجلا
لو غاب عن امرأته عشرين سنة ثمّ قدم وله أولاد صغار انّكم تلزمونه الولد ولا
تقبلون قوله انّهم ليسوا منه وغيبته معروفة عند جماعة من المسلمين وقلتم : انّ
الولد للفراش ، وانّما الولد للفراش اذا كان الرّجل شاهدا مع أهله فبغت أهله فولدت فأنكر
الزّوج ألزم الولد ، فان رماها بالزّنا ولم يأت بأربعة شهداء ضرب الحدّ او لا عن
امرأته فأمّا أن يغيب عشرين سنة ثمّ يقدم وله أولاد صغار كيف يلزم الولد؟!
__________________
هذا من أعاجيبكم
وجرأتكم على الفتيا بالرّأى.
ثمّ رويتم عن
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ وعن الصّحابة أنّ المهر ما تراضى
عليه النّاس ثمّ
أنتم تحكمون أنّ المهر لا يكون أقلّ من عشرة دراهم بلا كتاب ولا سنّة ولا اجماع
من العامّة من الأمّة ثمّ أجريتموه حكما وصيّرتموه سنّة كلّما شئتم انتقلتم من حكم
الى حكم فكأنّكم الّذين يفرضون الفرائض ويسنّون السّنن ويحلّون ويحرّمون دون الله ورسوله
ثمّ تسمّون بالجماعة وأنتم المختلفون ، وتنسبون الى السّنّة وأنتم لها كارهون.
ثمّ رويتم أنّ أبا
بكر أرقّ سبى اليمن فبيعوا ووطئت الفروج فلمّا استخلف عمر أعتق ذلك السّبى وقال : لا
ملك على عربىّ فأعتقهنّ وهنّ حبالى وفرّق بينهنّ وبين من اشتراهنّ فمضين
الى بلادهنّ.
__________________
ورويتم أنّ عمر
ردّ سبى تستر الى بلادهنّ الى أرض الشّرك وهنّ حبالى وذلك أنّ أبا
موسى ادّعى أنّه كان أعطاهم عهدا فلمّا سباهم عمّار بن ياسر وأصحابه وادّعى أبو
موسى أنّهم كانوا منه فى عهد أحلف أبا موسى على ذلك وردّوا الى أرضهم وهنّ حبالى فمتى كان فى
الحكم أن يحلف أبا موسى وهو مدّع على حقوق المسلمين ثمّ يخرج الحقوق من أيديهم بلا
بيّنة ، فهذه من أعاجيبكم وما تروونها على الصّحابة .
ثمّ رويتم أنّ عمر
أوّل من دوّن الدّواوين ففرض للمهاجرين فى أربعة آلاف
__________________
درهم ، وفرض للعرب
فى ثلاثمائة ، وللموالى فى خمسين ومائتين ، وفرض للأنصار فى ألفين ؛ ففضّل
المهاجرين على الأنصار ، وفضّل الأنصار على العرب ، وفضّل
__________________
العرب على الموالى
؛ فلم تزل العصبيّة ثابتة فى النّاس منذ ذاك الى يومنا هذا ورسول الله
__________________
صلىاللهعليهوآله يقول : المسلمون اخوة تتكافأ دماؤهم ويسعى آخرهم بذمّة
أوّلهم .
ثمّ رويتم أنّ عمر
جعل أعطيات أمّهات المؤمنين عشرة آلاف درهم ؛ والدّرهم يومئذ مثاقيل ،
ففضّل أزواج النّبيّ (ص) على المهاجرين والأنصار وعلى أولاد رسول الله (ص) ، وجعل
لعائشة اثنى عشر ألف درهم ففضّلها على المهاجرين والأنصار وعلى سائر قريش والعرب
وعلى أولاد رسول الله (ص) ، وفرض لاسامة بن زيد فى ثلاثة آلاف ، ولعبد الله بن عمر
فى ألفين فقال له عبد الله : يا أمير المؤمنين لم فضّلت اسامة عليّ فو الله ما شهد مع رسول الله (ص) مشهدا الاّ وقد شهدته معه؟ ـ فقال :
__________________
لأنّه كان أحبّ
الى رسول الله منك ، وكان أبوه أحبّ الى رسول الله من أبيك.
وأنتم تروون أنّ
رسول الله (ص) سئل : من أحبّ النّاس أليك؟ ـ فقال :
__________________
عائشة ، فقالوا : انّما نعنى من الرّجال فقال : أبوها ، فقالوا : ثمّ من؟ ـ فقال : عمر ، فكيف
يكون هذا وعمر يقول لابنه :
كان اسامة أحبّ الى رسول الله (ص) منك ، وكان أبوه أحبّ الى رسول الله (ص) من أبيك؟!
فلو كانت القسم انّما تقسم بين النّاس على محبّة النّبيّ (ص) لهم كان أولى النّاس
بكثرة العطاء ولد رسول الله (ص) وولد ولده. وأنتم تروون في رواية أخرى أنّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ سئل : من أحبّ النّاس أليك؟ ـ قال : فاطمة ، قالوا
: فمن الرّجال؟ ـ فقال :
زوجها .
__________________
فهذه رواياتكم ينقض بعضها بعضا.
ورويتم أنّ عثمان
لمّا ولى نقص أمّهات المؤمنين ممّا كان يعطيهنّ عمر
؛ فان كان عثمان أصاب فقد أخطأ عمر ، وان كان عمر أصاب فقد أخطأ عثمان ؛ اذ نقصهنّ
ممّا فرض لهنّ عمر ، وان كانا أصابا جميعا وقد اختلفا فمحال أن
يكونا أصابا وقد اختلفا فى الفعلين.
وروى شريك بن عبد الله فى حديث رفعه :
__________________
انّ عائشة وحفصة
أتتا عثمان حين نقص أمّهات المؤمنين ما كان يعطيهنّ عمر
__________________
فسألتاه أن
يعطيهما ما فرض لهما عمر فقال : لا والله ما ذاك لكما عندى ، فقالتا له : فآتنا
__________________
ميراثنا من رسول
الله (ص) من حيطانه وكان عثمان متّكئا فجلس وكان عليّ بن أبى ـ طالب (ع) جالسا
عنده فقال : ستعلم فاطمة (ع) أنّى ابن عمّ لها اليوم ثمّ قال : ألستما اللّتين
شهدتما عند أبى بكر ولفّقتما معكما أعرابيّا يتطهّر ببوله مالك بن الحويرث بن
الحدثان فشهدتم أنّ النّبيّ (ص) قال : انّا معاشر الأنبياء لا
نورّث ؛ ما تركناه
__________________
__________________
صدقة ، فان كنتما
شهدتما بحقّ فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما ، وان كنتما شهدتما بباطل فعلى من شهد
بالباطل لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين فقالتا له : يا نعثل والله
__________________
__________________
__________________
لقد شبّهك رسول
الله (ص) بنعثل اليهودىّ فقال لهما : ضرب الله مثلا [ للّذين كفروا ] امرأة نوح
وامرأة لوط ؛ فخرجتا من عنده.
__________________
وروى من روى منكم
أنّ النّاس لمّا نقموا على عثمان ما نقموا كان ذات يوم يخطب النّاس على منبر رسول
الله (ص) اذ رفعت عائشة قميصا لرسول الله (ص) على
__________________
قصبة أو جريدة من
جرائد النّخل فقالت : يا عثمان قميص رسول الله (ص) لم يبل وقد غيّرت سنّته.
ورويتم أن عثمان
لمّا حصر وقد تهيّأت تريد الحجّ فأتاها مروان بن الحكم فقال : يا أمّ المؤمنين لو
أقمت فلم تحجّى ودفعت عن هذا الرّجل فقالت : يا مروان لعلّك ترى أنّى فى شكّ من
صاحبك والله لوددت أنّه فى بعض غرائرى فقذفته فى البحر. ثمّ خرجت الى مكّة فلمّا
قتل عثمان وبايع النّاس عليّ بن أبى طالب قالت : قتل عثمان مظلوما ثمّ خرجت تطلب
بدمه .
__________________
ثمّ رويتم على عمر
أنّه قال : لو اجتمع أهل صنعاء على قتل رجل لقتلتهم [ به ]
__________________
__________________
والله يقول : ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) ( الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى ) .
__________________
ثمّ روايتكم أنّه
يقتل المسلم بالذّمّىّ وأنّ دية الذّمّىّ والمسلم واحدة.
__________________
وأنتم
تروون عن عمر أنّه جعل دية أهل
الذّمّة ثمانمائة ثمّ أنتم تحكمون فى عبد قيمته عشرون ألفا اذا قتله مسلم
أخذ من القاتل ديته مثل قيمته وهى فضل على دية الحرّ المسلم وان كانت دية العبد
مائة ألف أخذ القاتل بها وان كان القاتل قرشيّا هاشميّا فدية العبد أكثر من ديته.
ثمّ روايتكم على
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه شرب المسكر وأمر بشربه وأنّه رفع إليه اناء من شراب
فقرّبه من فيه فقطّب منه فدعا بماء فصبّه عليه وشربه ثمّ قال : اذا رايتكم أشربتكم
فاكسروها بالماء .
__________________
ورويتم على عمر بن
الخطّاب أنّه كان يشربه وكان أحبّ الشّراب إليه النّبيذ
__________________
__________________
ثمّ رويتم عليه
أنّه شربه عند موته فخرج من جرحه .
__________________
ثمّ روى بعضكم على
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّ كلّ مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام ثمّ رويتم
عن عمر أنّه ضرب ابنه الحدّ فى شرب المسكر
__________________
عليهمالسلام
فبعضكم يأخذ بهذه
الرّواية وبعضكم يأخذ بتلك الرّواية وبعضكم لا يأخذ بهذه الرّواية
__________________
ولا بتلك الرّواية
ويقول : لا أحلّه ولا أحرّمه ولكن أكرهه لاختلاف النّاس فيه.
__________________
فمن يحرّمه منكم
يروى الحديث ويأخذه عمّن يحلّله ويشربه ، ومن يحلّله منكم ويشربه يروى الحديث
ويأخذه عمّن يحرّمه ؛ فاذا قيل لكم : كيف هذا؟ ـ
__________________
قلتم : انّه
متأوّل الحديث تحسّنون أمره وروايته وتصدّقونه وهو مروىّ عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال : ما أسكر كثيره فقليله حرام وكلّ مسكر حرام وكلّ مسكر خمر .
__________________
ثمّ يروى من
يخالفه أنّ النّبيّ (ص) شربه ، وأنّ عليّا (ع) شربه ، وأنّ ابن مسعود شربه ، ولا يكون كفر أعظم من تحليل ما حرّم الله وتحريم ما
أحلّ الله.
__________________
ثمّ أنتم توثّقون
الفريقين جميعا وتقبلون منهم الاحاديث لأنّ هذا ممّا تهوونه فاذا أتاكم عن بعض من تروون عنه خلاف لهواكم فيما يشاكل هذا الباب ممّا يحلّله بعضكم
ويحرّمه بعضكم نظرتم الى هواكم ؛ فان كان هواكم مائلا الى التّحريم حرّمتموه
وزيّفتم من حلّله ، وان كان هواكم مائلا الى التّحليل حلّلتموه وزيّفتم من حرّمه ،
فأنتم فقهاء أنفسكم انّما تأخذون من الفقهاء ما تهوون وتدعون من فقههم ما تكرهون
فهذا أيضا من أعاجيبكم الّتي لا تنقضى كثرة .
ثمّ قلتم فى
السّارق : انّه لا يقطع فى أقلّ من عشرة دراهم ، وهذه الدّراهم انّما حدثت فى زمن
الحجّاج ، وانّما كانت قبل ذلك وعلى عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مثاقيل ، ثمّ تروون عن النّبيّ (ص) أنّه قطع فى مجنّ
قيمته ثلاثة دراهم فأنتم تحكمون برأيكم بلا كتاب ولا سنّة الاّ بما قبلتم من قول
الخرّاصين.
وأجمعتم على أنّ قطع اليدين من الرّسغ بلا كتاب ولا
سنّة وكان عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ يقطع السّارق من وسط الكفّ ويترك الزّاحة والابهام ، وكذلك أجمعتم على قطع الرّجل من المفصل وكان عليّ (ع) يقطع من وسطها و
__________________
يترك العقب يمشى
عليها [ وكان يروى ذلك عن النّبيّ (ص) ] فقلتم : انّ النّبيّ قال : الاختلاف رحمة وقد قال
الله تعالى : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ
نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى
وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى
الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ
وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ * وَما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما
جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) فأخبر تبارك وتعالى أنّه كبر على المشركين أن دعاهم أن
يقيموا الدّين ولا يتفرّقوا فيه فنهى عن التّفرّق فنسبتم ذلك الى النّبيّ (ص)
وزعمتم أنّه قال : الاختلاف رحمة.
ثمّ رويتم على عمر
أنّه نهى أن يتزوّج العجم فى العرب وقال : لأمنعنّ فروجهنّ الاّ من الاكفاء ؛ وقد زوّج رسول
الله (ص) العربيّات من الموالى وقد قال الله تبارك
__________________
وتعالى : ( الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ
وَطَعامُكُمْ
__________________
حِلٌّ لَهُمْ ) ، ( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
__________________
إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ ، وَمَنْ يَكْفُرْ
__________________
بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ
مِنَ الْخاسِرِينَ ) فكلّ ما أحلّه الله وأمر به فهو
__________________
من الايمان.
فرويتم على عمر أنّه نهى عمّا أحلّه الله وقد قال الله تعالى : ( حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ
وَخالاتُكُمْ ) ( الى قوله ) ( إِنَّ اللهَ كانَ
غَفُوراً رَحِيماً ) . ( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ
النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ
لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسافِحِينَ ) فأحلّ الله ما وراء ذلك ممّا سمّاه أنّه حرمة
فاعترضتم أمره فنهيتم النّاس عمّا أحلّ الله ثمّ نسبتموه الى عمر فقلتم : هى سنّة
عمر وما سنّه عمر فهو حقّ وان خالف قول الله وسنّة رسول الله (ص) ، فصرتم
__________________
عليهالسلام
تفرّقون بين
العربيّة والموالى بلا كتاب وسنّة وقلتم : انّ عمر قال : تزوّجوا فيهم ولا
تزوّجوهم ؛ فصيّرتم الموالى بمنزلة أهل الكتاب من اليهود والنّصارى الّذين يحلّ لنا أن نتزوّج فيهم ولا يتهيّأ لنا أن نزوّجهم ، ونسبتم
ذلك الى عمر فأىّ وقيعة أشدّ من وقيعتكم على عمر وما تروون عليه؟!
ثمّ زعمتم فى بعض
أقاويلكم وأحكامكم أنّ القاضى اذا فرّق بين امرأة وزوجها بشهادة شاهدين ثمّ رجع
الشّاهدان عن شهادتهما وتابا وأقرّا أنّهما شهدا بزور أنّ المرأة لا تردّ الى
زوجها وأنّ تلك الفرقة جائزة عليهما أبدا ولها أن تنكح الأزواج وأن يتزوّجها أحد الشّاهدين
الّذين شهدا بالزّور فنكاحه حلال جائز له فزعمتم أنّ الّذي يكون به الفرقة لا يكون
به الاجتماع فأبطلتموه من وجه وأثبتّموه من الجهة الّتي بها
أبطلتموه ليس عندكم بذلك حجّة من كتاب الله ولا سنّة من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وزعمتم فى حكمكم
أنّ المملوكة المتزوّجة لا يحلّ لمولاها أن يفرّق بينها وبين زوجها ولا يخرجها من
ملك الزّوج الاّ بموت أو طلاق الزّوج والله تبارك وتعالى يقول فى كتابه : (
وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ
عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ ) فاستثنى جلّ
ثناؤه الاّ ما ملكت أيمانكم فلم تجيزوا ما استثنى الله ولا ما أحلّ كأنّكم الحكّام
عليه فحرّمتم الأمة على مولاها وجعلتم الزّوج أملك ببضعها الاّ أن يطلّق او يموت.
وزعمتم أنّه ان باعها لم يكن للمشترى أن يطأها وبضعها محرّم عليه والله تعالى يقول
بعد الاستثناء : ( يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ
وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فلم تقبلوا ما بيّن لكم ولا ما استثنى فما
__________________
الّذي يعاب به قوم
أكثر من أنّ الله بعث إليهم رسولا وأنزل معه عليهم كتابا وأمرهم أن يتّبعوه
وأمر نبيّه أن يحكم بينهم بما أنزل الله فى كتابه فأحلّ لهم المحصنات ممّا ملكت
أيمانهم فلم يقبلوا منه وزعموا أنّ ما أحلّ من ذلك لهم غير حلال ولو وجدتم مثلها من الشّنعة على الشّيعة لقمتم بها وقعدتم.
وزعمتم فيما رويتم
أنّ ما دون الشّرك مغفور لكم وأنّ الشّرك لا يكون الاّ أن يدعوا مع الله إلها آخر
فاذا لم يفعلوا فما دون ذلك مغفور لهم وأنتم تروون عن النّبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال : الشّرك أخفى [ فى أمّتى ] من دبيب النّمل فى ليلة ظلماء
على صفاة سوداء. وتروون أنّه قال : أيسر الرّياء شرك فانظروا ما كتب الله تبارك
وتعالى على من يقول بهذا القول فى قوله : فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون
عرض هذا الأدنى ويقولون : سيغفر لنا ، وان يأتهم عرض مثله يأخذوه ( أَلَمْ
يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ
الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ
أَفَلا تَعْقِلُونَ ) ( وَالَّذِينَ
يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ
الْمُصْلِحِينَ ) انظروا ؛ من الّذين يمسّكون بالكتاب؟ الّذين يقولون : انّ
الحكم فيه وبه؟ أو الّذين يقولون : انّ الحكم ليس فيه ولا به؟!
__________________
ثمّ انظروا الى
إباحتكم المعاصى وزعمكم أنّها مغفورة اذا لم نعبد مع الله إلها آخر ، والى تزكيتكم أنفسكم والله يقول : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي
مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) ( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً
مُبِيناً ) وانظروا كيف وكّد الله على الحكّام فقال : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا
حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا
يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) وانّما أمر الله أن يحكم بالعدل قوما يحسنون أن يحكموا به وهم لا يعرفونه فاذا كان
أحدكم يحلّ شيئا يحرّمه صاحبه وكلا الأمرين عندكم حقّ فأين المنهىّ عنه؟! وأين
المحرّم منه؟! وأين الّذي يردّ الى الله والى رسوله والى اولى الأمر؟! ولو جهد
جاهد على أن يأتى باطلا فى اختلافكم ما قدر عليه اذا كان كلّه عندكم حقّا ولو لا
أنّ الحقّ مخالف للباطل والعدل مخالف للجور ما عرف أحدهما من صاحبه ، وكذلك
الأشياء كلّها انّما عرفت بمباينة بعضها لبعض ولو لا ذلك ما عرف حقّ من باطل ، ولا
حسن من قبيح ، ولا إنسان من إنسان ولا ذكر من انثى ولا شيء من شيء.
وزعمتم أنّه لا
يذكر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لا عند الذّبيحة ولا عند الجماع [ قيل لكم : فما بال الجماع؟ فلم يكن عندكم
الاّ قبول قول الخرّاصين وقلتم : هكذا روينا عمّن كان قبلنا ] قيل لكم : فانّ الوضوء والأذان والصّلاة والمناسك وكلّ ما يتقرّب به الى
الله خالصا لا يقبل منه الاّ ما كان خالصا فقد بان منكم فى قياس قولكم أن لا يذكر
فى الوضوء ولا فى الأذان ولا فى الصّلاة ولا فى شيء يتقرّب به
__________________
الى الله وأنّ كلّ
ما يذكر فيه رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ غير خالص لله وأنّه شرك وأىّ شرك أشرك أو كفر أكفر ولا
أشنع من قول قائل : انّ كلّ ما ذكر فيه رسول الله (ص) ] [ فصلّى عليه ] فهو شرك وليس
هو لله خالصا ، فانظروا الى صدّكم النّاس عن ذكر رسول الله (ص) والصّلاة عليه
والله يقول : ( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) ففسّره المفسّرون
أنّه عنى ان لا أذكر فى موطن الاّ ذكرت معى ؛ فزعمتم أنّ ذكر رسول الله (ص) مع
الله شرك .
[ ذكر
القنوت
وأجمعتم على ترك
القنوت ] وزعمتم أنّ القنوت بدعة وقد أمر الله
تبارك وتعالى به فى كتابه فقال عزّ وجلّ : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ
) وقال : ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً
لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) وقال : ( يا
مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) [ فزعمتم أنّ ما
أمر الله به من القنوت الطّاعة انّما قال : قوموا لله مطيعين ، وانّ
ابراهيم كان أمّة مطيعا لله ، ويا مريم أطيعى الله واسجدى ، وأنتم
__________________
تروون أنّ النّبيّ
ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد قنت فى صلاته
ودعا على المشركين وتروون أنّ أبا بكر وعمر قد قنتا ، وأنّ عليّا ـ صلوات الله
عليه ـ قنت فلعن معاوية وأصحابه ؛ فالقنوت فى الصّلاة معروف غير مجهول ] وانّما القنوت
دعاء قال الله تعالى : ( وَقالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ) [ وقال : ( قُلْ ما يَعْبَؤُا
بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ ) وقد كذبتم ] فمن المكذّب بالدّعاء ؟! القانت الدّاعى
أو من [ ترك الدّعاء؟! وقد صيّره الله عزّ وجلّ ] عبادة فنهيتم
النّاس عنها وقلتم : من قنت فهو صاحب بدعة وهوى ...!
[ وروى جرير عن
يزيد بن أبى زياد عن عبد الرّحمن بن أبى ليلى قال :
__________________
صلّيت خلف عمر
الفجر فقرأ فى الرّكعة الاولى سورة يوسف ثمّ قام
فقرأ فى الرّكعة الثّانية اذا زلزلت فقنت ؛ فسمعت منه ما بين السّجدتين : اللهمّ انّا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ، القنوت ؛ الى آخره ].
__________________
[ و الله تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ
__________________
إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ
فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) فأىّ
__________________
سلطان ( أتاكم )
فأخبركم أنّه ليس فى كتاب الله ولا فى سنّة رسول الله (ص) ما يحتاج
__________________
النّاس إليه فى
أمر دينهم وأنّ رسول الله نهى أمّته عن القنوت فى الصّلاة؟!
وأنتم تروون أنّه
قد قنت ؛ وقنت الخلفاء بعده ، وأنتم تزعمون أنّ من قنت فهو مبتدع وقد قال الله
تعالى : ( وَقُومُوا لِلَّهِ
قانِتِينَ ) ؛ فزعمتم أنّه عنى وقوموا لله مطيعين فانّما أمرهم أن
يطيعوا الله وهم قيام ولا يطيعونه اذا كانوا جلوسا ولا اذا ناموا ، ولا اذا
اتّكئوا ؛ انّما امروا [ على ما ] زعمتم بالطّاعة وهم قيام ؛ [ ذلك ليعلموا أنّ
__________________
النّاس يقنتون وهم
قيام ] فمن قال : قوموا لله قانتين فأنتم تجادلون فى آيات الله بغير سلطان وقد قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً
عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ
قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) ].
ذكر أحكام
شتى
وأجمعتم على أنّ
الرّعاف [ والحجامة والقىء ] تنقض الوضوء وجوّزتم لأهل الحجاز أن يصلّوا وهم فى الحالات الّتي أوجبتم فيها نقض الوضوء وصلّيتم خلفهم وقبلتم
شهادتهم وزكّيتموهم ورويتم الحديث عنهم وهم يقولون : المسح على الخفّين طول سفرك
وان سافرت سنة ؛ وأنتم تقولون : من زاد على ثلاثة أيّام انتقض وضوؤه ، وهم يقولون
: انّ نكاح النّساء فى أدبارهنّ حلال وأنتم تقولون : هو حرام وتلعنون من يفعله أو
يزعم أنّه حلال ، ويرون الوضوء ممّا غيّرت النّار ، والوضوء من مسّ الذّكر ؛ وأنتم
تنكرون ذلك ، ولا يرون طلاقا الاّ بعد نكاح حتّى يقولون : لو وضع يده على رأسها
فقال : يوم أتزوّجها فهى طالق ؛ لم يلزمه الطلاق وكذلك العتق [ وأنتم تلزمونه الطّلاق والعتق ] فقبلتموهم على هذا الخلاف وقلتم : هم أهل ـ
__________________
الجماعة والسّنّة
[ و ليس من الخلاف شيء الاّ وهو بينكم وبينهم الاّ أنّهم لمّا وافقوكم على تفضيل
أبى بكر وعمر على عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ لم يضرّهم خلافهم عندكم وصار تفضيلهما على عليّ (ع)
عندكم سنّة الدّين ؛ لا الصّلاة بغير وضوء ولا شيء ممّا خالفوكم فيه
يضرّهم اذا قدّموهما على عليّ (ع) فلزمكم أنّ
__________________
من قدّمهما على
عليّ (ع) لم يضرّه عمل كائنا ما كان فهناك أبحتم المعاصى وقلتم : اعرفوا تقديمهما
واعملوا ما شئتم وأنتم تنحلون الشّيعة أنّهم يقولون ذلك القول فى عليّ (ع) وهم
يقولون : لا يزنى الزّانى وهو مؤمن ، ولا يسرق السّارق وهو مؤمن ، ولا يقتل القاتل
وهو مؤمن ، وقلتم ردّا عليهم وخلافا : لا تخرج هذه الأفاعيل أحدا من الايمان اذا
عرف تقديم أبى بكر وعمر على عليّ (ع).
فمن القائل
بالأشنع؟ من يقول : اعرفوا تقديمها واعملوا ما شئتم؟ أو من يقول كما قال رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ واتّبع قول الله عزّ وجلّ حيث قال : ( وَمَنْ
يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ) ولم تخالفكم
الشّيعة الاّ فى مثل ما خالفكم أهل الحجاز فى عامّة الأحكام فقبلتم شهادتهم
وسمّيتموهم أهل السّنّة والجماعة للعلّة الّتي ذكرناها
__________________
ولم تقبلوا
للشّيعة صرفا ولا عدلا لتقديمهم أهل بيت رسول الله ـ عليهمالسلام ـ والله ما استوحشوا لفراقكم ايّاهم ولا لقلّتهم وكثرتكم بل زادهم ذلك بصيرة
وتمسّكا بالكتاب والسّنّة. ]
__________________
[ و أجمعتم [ على ] انّ الصّلاة
جائزة خلف كلّ برّ وفاجر ، ولو أنّ الفاجر شهد عندكم على درهم ما أجزتم شهادته
وأجزتم للفاجر أن يؤمّكم فى فرض الصّلاة الّتي جعلها الله تعالى عماد الدّين؟!
وأنتم لا تدرون لعلّ الفاجر يصلّى بكم على غير وضوء ، أو لعلّه جنب من حرام ، أو
لعلّه سكران من خمر ، أو لعلّه يغنّى فى الصّلاة استخفافا
بالصّلاة ، وأنتم تروون أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أمر أبا بكر بالصّلاة فلمّا قبض النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قلتم : الصّلاة عماد الدّين وقد رضيه رسول الله (ص) ـ لديننا فنحن نرضاه
لدنيانا فكيف رضيه رسول الله (ص) ـ للصّلاة وأنتم تروون أنّه قال : الصّلاة خلف
كلّ برّ وفاجر فأىّ فضل هاهنا لأبى بكر فى الصّلاة اذا جازت خلف الحجّاج بن يوسف
كما تجوز خلف أبى بكر وأنتم تروون عن الأعمش أنّه قال : لقيت أبا وائل فى إمارة الحجّاج
[ صلّى ]
__________________
وهو يريد الجمعة
فقلت له : رحمك الله ؛ صلّيت قبل أن تروح ؟ فقال : من أنت؟ فقلت
: أنا رجل من المسلمين فقال : مرحبا بالمسلمين ؛ نعم ، ورويتم أنّ عامّة العلماء
والفقهاء كانوا يصلّون الظّهر والعصر فى منازلهم ثمّ
يأتون الجمعة فيصلّون مع الحجّاج فزعمتم أنّهم انّما فعلوا ذلك لأنّ الحجّاج كان
يؤخّر الصّلاة فاذا صلّى الفاجر الصّلاة فى وقتها فلا بأس بالصّلاة خلفه. وأنتم
تروون أنّ عبد الله بن مسعود بالكوفة صلّى الظّهر فى بيته بالأسود وعلقمة أربعا
وقال : صلاتنا هذه هى الفريضة وصلاتنا معهم سبحة . وذلك فى زمن عثمان والوليد بن عقبة والى عثمان على الكوفة.
ثمّ رويتم عن
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال لعلىّ ـ صلوات الله عليه ـ : إنّه يأتى من بعدى
[ قوم لهم نبز يقال لهم الرّافضة ] فاذا لقيتهم فاقتلهم فانّهم
__________________
مشركون ؛ وآية ذلك
أنّهم يشتمون أبا بكر وعمر ، فوصفتم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه حكم بغير ما أنزل الله وانّما على من قذف رجلا
مسلما جلد ثمانين فزعمتم أنّ على من سبّه القتل ، جرأة منكم على الله وكذبا على رسوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأنتم تروون عنه أنّه قال : من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار
__________________
__________________
وأنتم تزعمون أنّ
من شهد أن لا إله الاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله ؛ مؤمن كامل ـ الايمان لا يخرجه
من ايمانه ذنب صغير ولا كبير ثمّ زعمتم أنّ من شتم رجلا مسلما من أصحاب رسول الله (ص)
كان مشركا حلال الدّم وانّما رأينا الشّيعة الّذين تسمّونهم أنتم الرّافضة انّما
خالفوكم فى تفضيل عليّ ـ صلوات الله عليه ـ على أبى بكر وعمر ولم يقولوا : انّ أبا
بكر وعمر تركا الصّلاة ولا زنيا ولا لاطا ولا شربا الخمر ولا استحلاّ الحرام ولا
الظّلم ؛ انّما قالوا : عليّ ـ عليهالسلام ـ أفضل منهما ومن غيرهما بسابقته وقرابته وصهره ونكايته فى
المشركين وعلمه بكتاب الله وسنن
__________________
رسوله (ص) فاذا
تفضيل عليّ (ع) على أبى بكر وعمر عندكم أعظم من نكاح ـ الأمّهات والأخوات والبنات
والزّنا واللّواط وشرب الخمر وأكل الرّبا فاذا تفضيل عليّ (ع) عليهما عندكم شرك يقتل من قال
به كما يقتل المرتدّ عن الاسلام أو من قتل مؤمنا فيقتل به ورسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول : لا يحلّ دم امرئ مسلم الاّ فى احدى ثلاث ؛ المرتدّ
عن الاسلام ، أو من قتل مؤمنا فيقتل به ، أو محصن زنى بعد إحصانه ؛ فأنتم تزيدون
على ما قال رسول الله (ص) فهذه صفتكم الّتي اخترتموها ؛ فلا عدمتموها.
ورويتم أنّ أبا
كنف العبدىّ طلّق امرأته وهو عنها غائب وأشهد على طلاقها وكتب بذلك
إليها لتعلم ثمّ بدا له فراجعها وأشهد على رجعتها وكتب إليها يعلمها ذلك فوصل
إليها كتاب الطّلاق ولم يصل إليها كتاب الرّجعة حتّى تزوّجت فأتى عمر فأخبره بذلك
فقال : ان كان الزّوج الثّاني دخل بها فهو أملك بها ، وان لم يكن دخل بها
__________________
خيّر أبو كنف بين
امرأته والصّداق فأىّ ذلك اختار دفع إليه.
وأنتم اليوم
منكرون لهذا لا تأخذون به.
__________________
ورويتم أنّ عمر
قضى بالمفقود أن تربّص امرأته أربع سنين فان جاء زوجها والاّ تزوّجت ، فان قدم
الزّوج الأوّل وقد تزوّجت خيّر بين امرأته وبين الصّداق.
وهذا عندكم مأخوذ
فهل تكون الوقيعة فى الرّجل بأكثر من أن ترغبوا عن قوله
__________________
وأنتم تروون أنّه
لمّا مات ذهب تسعة أعشار العلم معه ؛ وتروون عن ابن
مسعود أنّه قال : ما كنّا نبعّد أصحاب محمّد أنّ السّكينة تنطق على لسان عمر وكان ملك
__________________
__________________
بين عينيه يوفّقه
ويسدّده .
[ ذكر ما
لم يوجد فى كتاب الله عزّ وجلّ
رويتم عن بشر
المريسىّ عن أبى يوسف
القاضى ] عن مجالد بن سعيد عن
__________________
عامر الشّعبىّ أنّ
عمر بن الخطّاب أتى النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ومعه صحيفة قد كتب فيها التّوراة بالعربيّة وقرأها على
رسول الله (ص) فغضب النّبيّ (ص) حتّى
__________________
عرف الغضب فى وجهه
فقال عمر : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ثمّ صعد (ص) المنبر فخطب النّاس
فقال : أيّها النّاس لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فانّهم لن يهدوكم وقد أضلّوا
أنفسهم ، وعسى أن يحدّثوكم بباطل فتصدّقوهم ، أو بحقّ فتكذّبوهم ، ولو كان موسى ـ عليهالسلام ـ حاضرا بين أظهركم ما حلّ له الاّ أن يتّبعنى .
[ و رويتم عن وكيع عن ابن مسعود بن كرام عن أبى اسحاق عن
الحارث
__________________
عن عليّ ـ عليهالسلام ـ قال قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : يا أيّها النّاس لا تمسّكوا عليّ بشيء يخالف القرآن
فانّى لا أحلّ الاّ ما أحلّ الله ولا أحرّم الاّ ما حرّم الله وكيف أقول بخلافه
وبه هدانى الله عزّ وجلّ؟!
ورويتم عن بشر
أيضا عن سليمان العامرىّ عن عمرو بن دينار عن محمّد بن عليّ عن النّبيّ (ص) : قال
: اذا جاءكم الحديث عنّى فرأيتموه مضيّا ليس بذى تجاوز ولا تفاقم فهو عنّى ، واذا رأيتموه ليس بذى
مضىّ ذى تجاوز وتفاقم فليس عنّى ].
ورويتم عن أصحابكم
عن عليّ ـ عليهالسلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : انّ الحديث سيفشو عنّى فاعرضوه على القرآن فما ليس
يوافق القرآن فليس عنّى .
[ رجعنا
الى ذكر المواريث ]
ومن أعجب العجب
تسميتكم المواريث فرائض وأنتم فيها مختلفون فان كان الله فرضها فلا
يجوز أن تتقدّموا فرض الله عزّ وجلّ ، وان كنتم أنتم تفرضون فقد صيّرتم
__________________
لكلّ من قال برأيه
فرضا أوجبتموه على عباد الله تنتقلون فيه من حكم الى حكم والله عزّ وجلّ يقول : (
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ
كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ) فقد أخبرنا الله أنّه قد فرض المواريث وبيّنها فقال :
نصيبا مفروضا ؛ فمن أحلّ لكم أن تجيزوا اختلاف الصّحابة والتّابعين من بعدهم فيما قد جعله الله نصيبا
مفروضا ؛ والنّصيب المفروض لا يزاد فيه ولا ينقص [ منه لأنّه قد قال
الله عزّ وجلّ : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ
الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) فهل يجوز أن يتقدّم ما جعل الله له وسمّاه ] [ الاّ
بتقدّمكم بين يدى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وتجاوزكم أمره والله تعالى يقول : ( لِلَّهِ
الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) فو الله ما جوّزتموه له من قبل ولا من بعد حتّى اعترضتم لنقض ما وكّد الله عزّ وجلّ
فيه فنقضتموه عروة عروة سنفسّر لكم من ذلك ما لا يخفى على ذى لبّ بعون الله وقوّته
والله الموفّق وايّاه نستعين على أرشد الأمور فأوّل ما ننقم عليكم من ذلك ما
رويتموه عن علمائكم ] أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : انّ
__________________
زيدا أفرضكم وعليّ أقضاكم وأبىّ
أقرؤكم ومعاذ أعلمكم بالحلال والحرام وقد علمتم أنّ القاضى لا
يكون قاضيا حتّى يعرف هذه الخلال كلّها لا شكّ فيه [ اذ ] [ لا يكون أقضاهم حتّى
يعرف الفرائض فيكون عالما بما أمر الله به ] منها فى كتابه وسنّة نبيّه (ص) ، ولا يكون أعلمهم
بالحلال والحرام حتّى يعرف الفرائض لأنّها هى من الحلال والحرام [ فلا قراءة ابىّ
قبلتم ولا فرائض زيد ، ولا قضاء عليّ ، ولا علم معاذ بالحلال والحرام ] فأمّا القضاء [
فقد رددتم قول عليّ (ع) فى رقّ أمّهات
__________________
الأولاد وغير ذلك ] [ و أمّا معاذ فلا
نراكم تروون عنه حلالا ولا حراما الاّ الحرف والحرفين ] ، وأمّا فرائض
زيد فلم يبق أحد من الصّحابة الاّ وقد اعترض عليه فيما فرض ، وأمّا أبىّ
بن كعب فقد نبذتم قراءته ؛ وكذلك قراءة ابن مسعود
[ فيما تروون منها عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فلئن كان الّذي رويتموه عن رسول الله حقّا لقد خالفتم النّبيّ فيما قال فى
هؤلاء النّفر ، ولئن كان باطلا لقد كذب من رواه عن رسول الله وقد قال (ص) ـ : من
كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار ].
ثمّ زعمتم أنّ زيد بن
ثابت قال فى ابنة وأخت : للابنة النّصف وللأخت النّصف ، فقيل لكم : لم أعطيتم الأخت النّصف
مع الابنة؟ ـ فقلتم : لأنّ الله ـ تعالى ـ قال فى كتابه : ( وَلَهُ
أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ ) ، فقلنا لكم : اتلوا الآية من أوّلها
__________________
قال الله : [ (
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ
لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ
لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ ) فهذه الابنة ولد أم غير ولد؟
قلتم : وهى ولد
ولكن هذه سنّة الصّحابة ، قلنا : فسنّة الصّحابة خلاف قول الله تعالى؟ ـ قلتم :
ليس لنا [ أن ] نردّ على الصّحابة ، قلنا لكم : بل أن تردّوا على الله.
قلنا : وان كان
مكان الأخت أخ؟ ـ قلتم : فله النّصف ، قلنا : قسم الله للأخت النّصف اذا لم يكن [
له ] ولد وقسمتم لها النّصف كملا مع الولد وكان يجب فى قياس قولكم أن تعطوا الأخ المال كلّه كملا لأنّه
قال : وهو يرثها ان لم يكن لها ولد ؛
__________________
فلا بكتاب الله
رضيتم ، ولا القياس استعملتم.
__________________
وزعمتم أنّ زيدا
قال فى الأكدريّة امرأة ماتت وتركت زوجا وأختا
__________________
__________________
وهو اسم أرجوزة فى
الفرائض ؛
وأمّا وجدّا : انّها من تسعة أسهم ؛ [ للزّوج ثلاثة أسهم ] وللأمّ سهمان ، وللأخت ثلاثة أسهم ، وللجدّ سهم. قال زيد : ثمّ تردّ الأخت نصيبها فيضاف الى نصيب الجدّ ثمّ يقسم بينهما للذّكر مثل
حظّ الأنثيين. قلنا : هذه الفريضة خلاف قول الله عزّ وجلّ فى محكم كتابه لأنّ الله
جعل للزّوج النّصف من جميع تركة امرأته ألا تراه يقول لمّا استثنى بالولد : ( وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ) فلم جعلتم له ثلاثة أسهم من تسعة وانّما هى الثّلث فأين النّصف الّذي فرض
الله
__________________
تعالى له؟! فزعمتم
أنّ الحساب لا يقوّم [ الاّ ] بأن ينقص الزّوج ممّا حكم الله من فرضه. قلنا : ويحكم صرتم اذا الحكّام على الله لا على
خلقه تنقصون من فرض الله ليستقيم حسابكم فدلّونا على هذا الحساب الملعون الّذي ينقص ما
فرض الله و [ وقّفونا ] عليه. قلتم
: الأسهم ستّة
للزّوج النّصف ؛ ثلاثة أسهم ، وللأمّ الثّلث ؛ سهمان ، وللجدّ السّدس ؛ سهم ، وللأخت
ثلاثة أسهم.
قلنا لكم : هذا
يعدّ من تسعة وسمّيتموها النّصف.
قالوا : انّما هى
نصف السّتّة.
قلنا : وما لنا
وللسّتّة؟ وانّما قال الله عزّ وجلّ : ( وَلَكُمْ نِصْفُ ما
تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ) ؛ فما بال ذكر
التّسعة؟! فقد تركت المرأة تسعة آلاف ؛ للزّوج النّصف ؛ أربعة آلاف وخمسمائة ، فأعطيتم
الزّوج ثلاثة آلاف وهو ثلث المال؟!
قلتم
: وقع فى الحساب
كسر لأنّ الحساب لا يقوّم الاّ بأن ينقص الزّوج ممّا فرض الله ، فاذا صرتم الحكّام
على الله تنقصون ما فرض الله ليستقيم ما فرضتم دونه وعملتم
__________________
فى ذلك عمل نقص ما
فرض الله ووكّدتم فرض هذا النّاقص بفرض الله عزّ وجلّ فكأنّكم أعلم بما يصلح النّاس من خالقهم
وكنتم عند أنفسكم أعلم بالحساب من خالق الحساب وأشدّ احتياطا للورثة من خالقهم.
قلتم
: لا إله الاّ
الله.! اذ ما نحن أعلم من الله ولكن هكذا جرت السّنّة من
السّلف.
قلنا
: فناظرونا فى
فريضة الأمّ فانّ الله عزّ وجلّ يقول : ( فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ) ولم يسمّ الاّ
للولد ولم يسمّ للإخوة ميراثا فانّه قال : ( فَإِنْ كانَ لَهُ
إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ) لا أنّه جعل للإخوة شيئا فهلاّ الثّلث
أعطيتموها.
فان
قلتم ، أعطيناها سهمين
ثلث السّنّة. قلنا : انّما اعطيتموها سهمين من تسعة وقلتم : هذا الثّلث ، قلنا لكم : ] ثلث ما أعطيتموها؟ ـ قلتم
: ثلث ستّة. قلنا : ما معنى ذكر ستّة وقد تركت المرأة ستّة آلاف فأعطيتم الأمّ ألفين فما معنى
الثّلث؟ قلتم : لم يتمّ الحساب الاّ على ما فرضه زيد لا على ما فرضه الله.
فى ذكر
الأخت والجدّ
قلنا : فكم فرضتم
للأخت؟ ـ قلتم : النّصف ؛ ثلاثة.
__________________
قلنا
: ويحكم لم تسمّونه
النّصف انّما أعطيتموها ثلاثة من تسعة؟ ـ فعدتم الى الكلام الأوّل فى ذكر السّتّة.
قلنا : ويحكم لم ير للسّتّة ذكر فكيف تقولون : من ستّة؟!
قلنا :
فناظرونا فى فريضة الجدّ
كيف جعلتم للجدّ سهما من تسعة
أسهم وسمّيتموها سدسا ولا خلاف بين الأمّة فى أنّه لا يكون المال أكثر من
نصفين ولم نر للجدّ والأخت فرضا [ مع الولد فى الكتاب ولا مع الأمّ أيضا لأنّ الله
عزّ وجلّ يقول : ] ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ
اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ
أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ ، وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ ) فأخبر أنّ
الكلالة [ من لا يرث من الصّلب شيئا مع الولد ] فأعطيتم الأخت مع الأمّ [ وقد رويتم عن أبى بكر أنّه سئل
عن الكلالة فقال : اللهمّ انّى لا أعلمه الاّ أن يكون الوالدان والولد ؛ فأعطيتم الاخت
مع الامّ ] طعنا على أبى بكر
__________________
ولم تقوموا على حدّ الكلالة
[ وقد تركت الميتة امّا. ثمّ لمّا أعطيتم الاخت ثلاثة أسهم لما زعمتم من تسمية الله لها النّصف ، وأعطيتم
الجدّ سهما قلنا لكم : لم صرتم تجمعون نصيبها ونصيب الجدّ ثمّ يكون للذّكر مثل حظّ
الانثيين وانّما فرض الله الفريضة من أصل المال لا من نصيب الاخت لأنّ الله تعالى
يقول : ( فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ ) ؛ فلم جعلتم
للجدّ من يغلب الاخت فان كنتم أنزلتم الجدّ منزلة الأخ ليكون للذّكر مثل حظّ
الانثيين فقد كان ينبغى أن يكون للأخ من صلب المال مثل ما أعطيتم الأخت ، ولو أعطيتموه مثل ما للأخت لكان المال
مستغرقا بينهما وبقيت الأمّ والزّوج لا شيء
__________________
لهما فى قول زيد
لو كان مكان الأخت أخ لم تعطوه شيئا وانّما هو فى قولكم بمنزلة الأخ فافهموا
انتقاض قولكم. فان كان الأخ لا يعطى شيئا أو ان صيّرتم الجدّ أبا كما صيّره أبو
بكر ولا ترث الاخت معه شيئا فهذا ما يدلّ من الطّعن عليكم على أبى بكر وترككم قوله
].
ورويتم عن عمر بن
الخطّاب أنّه سأل النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن الكلالة فقال له قولا لم يفهمه ؛ فوجّه إليه ابنته
حفصة فسألته عنها فقال : ان سألك أبوك فقولى له : ما أراك تفهمها أبدا ؛ فكان عمر يقول : لا
أفهمها أبدا لقول النّبيّ (ص) : ما أراك تفهمها أبدا.
__________________
[ ورويتم عن عمر أيضا أنّه قال : ثلاث وددت أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه
__________________
«
وآله ـ بيّنها لنا
؛ الكلالة والخلافة وأبواب من أبواب الرّبا.
__________________
ورويتم عن أبى بكر
أنّه قال : ندمت أن لا أكون سألت رسول الله ـ صلّى الله
__________________
عليه وآله ـ عن
ثلاث ؛ عن الأمر الّذي نحن فيه لمن هو بعده؟ وعن الجدّ وعن ذبائح أهل الكتاب . ]
[ وقال زيد فى امرأة تركت زوجها وأمّها واختا لأبيها وأمّها واحد وأنتم تقضون بها اليوم قال : للزّوج النّصف ثلاثة أسهم ، وللامّ السّدس لأنّ
الإخوة من الأمّ فى قولكم حجبوها من الثّلث ، وللاخوة من الأمّ الثّلث ، وللأخت من
الأب والأمّ النّصف ؛ فصارت تسعة على ما قسمتم الفريضة الاولى فلزمكم فى هذا المثل
مثل ما لزمكم فى تلك وكان جوابكم ان قلتم سنّة أصحاب رسول الله (ص) ولم تقيموا الحساب زعمتم الاّ ما أخرجتموه. قلنا لكم : فما بال الإخوة من الأمّ حجبوا
الأمّ من ثلثها الّذي سمّاه الله لها فصيّرتم لها السّدس ولهم الثّلث وانّما يرثون
بحقّها ورحمها فما بالكم منعتموها حقّها ـ وهى حيّة وأعطيتم الإخوة من الأمّ ثلثها
من صلب المال؟
والكتاب ينطق بغير
ما فعلتم فلأىّ سبب فعلتم ذلك؟ فقلتم : لأنّ الله تبارك وتعالى قال فى كتابه : ( وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ
فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا
__________________
السُّدُسُ
؛ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ ) قلنا لكم فمتى
أخبركم أنّ الميّت اذا ترك أمّا كان يورث كلالة فلم يكن عندكم الاّ التّسليم لما
سبقكم إليه أولئكم الّذين شهدتم عليهم أنّهم لا يعرفون الكلالة وتركتم الكتاب ولا
يجوز لأحد قول فيما يخالف الكتاب وبطل تسليمكم لغير الكتاب.
وقلنا
لكم : فاذا أعطيتم
الإخوة من الأمّ الثّلث فمن أمركم أن تنقصوا الأمّ من الثّلث اذا كان معها إخوة لامّ
لا لأب وليس معها ولد ولا أب فلم يكن عندكم أكثر من ان قلتم : الجماعة على
هذا فصيّرتم قول جماعة أجمعوا على الطّعن والوقيعة فى الصّحابة والرّغبة عن قولهم فيما
تركتم منه.
قلنا
لكم : فلم أعطيتم الاخت
من الأب والامّ النّصف قلتم : قال الله تعالى : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ
اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ
أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ ، وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ ) قلنا : فان كان
مكانها أخ لأب وأمّ؟ قلتم : فلا شيء له ، قلنا : ولم؟ وقد قال الله : وهو يرثها ان
لم يكن لها ولد ففرض له الكلّ فلم تعطوه شيئا ، وفرض لها النّصف فأعطيتموها ايّاه
كملا مع أنّكم إنّما أعطيتموها النّصف فى التّسمية لا النّصف من المال؟
فكان جوابكم أن
قلتم : على هذا أهل السّنّة والجماعة فلم ترضوا بخطائكم حتّى كذبتم على
أهل السّنّة وذلك أنّ أهل السّنّة لا يخالفون حكم الكتاب وفرضه ؛ فانظروا الى
أعاجيبكم الّتي لا تنقضى كثرة.
وأجمعتم على أن قلتم فى
رجل ترك ابنته واخته : للبنت النّصف وللأخت النّصف. قلنا لكم : لم أعطيتم الأخت النّصف
وانّما ميراثها فى الكتاب اذا لم يكن
__________________
ولد وقد ترك
الميّت ابنة؟ فقلتم : جعلنا الأخت عصبة قلنا لكم ؛ ولكم أن تجعلوا دون ما
قال الله عصبة؟! ومتى سمّى الله العصبة فى الفرض او جعل لها ميراثا مع الولد؟ فكان
جوابكم أن قلتم : هذا قول الجماعة والسّنّة ؛ وهذا لا مخرج لكم منه اذ تزعمون أنّ
جماعتكم فى هذه الفريضة على غير ما قال الله ومتى وجب عليكم أنّ جماعتكم يقولون
غير ما قال الله بطل اجتماعكم فلقد جسرتم على تقلّد قبيح من القول.
وقال زيد فى زوج
وأمّ وإخوة وأخوات لأب وأمّ وإخوة وأخوات للأمّ : للزّوج النّصف
، ثلاثة أسهم ، وللامّ السّدس ، وهو سهم ، وللإخوة من الأمّ الثّلث : وسقط الإخوة
والأخوات من الأب والأمّ فتحاكموا الى عمر بن الخطّاب فقال الإخوة والأخوات لعمر :
يا أمير المؤمنين هب أنّ أبانا كان حمارا ألسنا إخوة الميّت لأمّه؟! ـ فقال :
صدقتم ؛ انطلقوا فشاركوا الإخوة والأخوات من الأمّ فى الثّلث الّذي فى أيديهم
للذّكر مثل ما للأنثى . وانّما ورّثهم لقرابة أمّهم فلذلك سوّى بينهم للذّكر مثل
ما للأنثى لأنّ الأب زادهم قرابة فى قول عمر.
__________________
قلنا
لكم : فما بالكم ان
كانت أختا واحدة لأب وأمّ أعطيتموها النّصف ثلاثة أسهم ولمّا كانوا إخوة وأخوات
أسقطهم زيد جميعا وتابعتموه على ذلك ، وأمرهم عمر أن يشاركوا الإخوة من الامّ فى
ثلثهم ، فلئن كنتم تعقلون ما تصنعون إنّكم لتقصدون الى شنيع القول وقبيحه ، ولئن
كنتم لا تعقلون إنّكم لتخبطون العشواء ولا تعلمون حقّ ما تأتون به من باطله ، هذا وأنتم تروون
أنّ أبا بكر سئل عن الكلالة فقال : اللهمّ انّى
__________________
لا أعلمها الاّ أن
يكون الوالدان والولد وتروون عن عمر أنّه قال : ما أرانى أعلمها أبدا ، فقد خالف
عمر زيدا وخالفهما أبو بكر فى الكلالة وأنتم تروون عن النّبيّ (ص) أنّه قال : زيد
أفرضكم ، فلقد طعنتم على أبى بكر وعمر فى خلافهما زيدا ان كان النّبيّ (ص) قال ما
رويتم فى زيد والله يقول : ( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) ولو أصبتم مثل هذا على الشّيعة لقمتم به وقعدتم وقد أخبركم الله أنّ الاختلاف
انّما يكون من عند غير الله فأمّا حكم الكتاب فليس فيه اختلاف.
وقال
زيد فى امرأة تركت زوجها
وأمّها واختها لأبيها وأمّها ؛ للزّوج النّصف ثلاثة أسهم ، وللأمّ الثّلث سهمان ، وللأخت
من الأب والامّ النّصف ثلاثة أسهم ، يكون من ثمانية.
قلنا
: فان كان مكان
الأخت أخ؟ ـ قلتم : فله سهم تمام السّنّة. قلنا لكم : فأين وجدتم فى كتاب الله أنّ
حظّ الانثيين أكثر من حظّ الذّكر فى الميراث؟! والميّت فى قولكم لو ترك أخا واختا
لأب وأمّ كان المال بينهما للذّكر مثل حظّ الانثيين فاذا الزّوج والامّ انّما
نقصوا الأخ ولم يضرّوا الأخت اذا لم يكن معها أخ فيا من لا يعرف ثلثا من نصف ، ولا يعرف سدسا من سبع ولا ثمنا من تسع ثمّ صار
يدّعى الفقه والحكومة
__________________
فيه ألا يدع الفقه
والعلم لأهله؟! ومن يقول فى الحكم بقول الله وقول رسول الله؟!
وأنتم تروون عن
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال : قد خلّفت فيكم ما ان تمسّكتم به لن تضلّوا ، كتاب
الله وعترتى أهل بيتى ، فانّ اللّطيف الخبير أنبأنى أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض وقد أخبركم أنّ
العترة مع الكتاب والكتاب معهم لا يفترقان إلى يوم القيامة ، فتركتم حكم العترة
والكتاب واقتديتم بسواهما فلا يبعد الله الاّ من ظلم .
وقال
زيد فى امرأة وأبوين : للمرأة الرّبع ؛ ثلاثة أسهم من اثنى عشر ، وللأمّ
__________________
ثلث ما بقى ، وما
بقى للأب. وقال ابن عبّاس : للامّ ثلث المال كملا وقول ابن عبّاس موافق للقرآن
وانّما جعل الله للامّ الثّلث من أصل المال فقال : ( فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ) وقد قال الله
تعالى : ( أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) فأىّ تفرّق أكثر
من مخالفة القرآن فى قسمين مختلفين ان أعطى هذا حرم هذا ، وقال ابن عبّاس : لها
ثلث المال كملا .
وقال
زيد فى ثلاث أخوات متفرّقات : للاخت من الأب والأمّ النّصف ؛ ثلاثة أسهم ، وللاخت من
الأمّ السّدس ؛ سهم ، وللأخت من الأب سهم ، وللعصبة السّهم الباقى. وقال عليّ بن
أبى طالب ـ صلوات الله عليه ـ : السّهم الّذي جعله للعصبة مردود على
الأخت من الأب والامّ وعلى الاخت من الأب ، ويخرج منه الأخت من الأمّ وبذلك ينطق
القرآن لأنّه لم يجعل فى القرآن للأخت من الامّ أكثر من السّدس ولم يجعل للعصبة فى
القرآن شيء وقد خالف عليّ وابن عبّاس زيدا وخالفه أيضا أبو بكر وعمر ؛ ولو
__________________
قال النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ : خالفوا زيدا ؛ ما قدروا على أكثر ممّا صنعوا ، ولا يخلو هذا الحديث من أن
يكون حقّا فتقعوا فى الّذين خالفوا زيدا ، أو يكون باطلا فتكونوا قد
كذبتم على رسول الله (ص) ، وما فى واحدة من الخلّتين لكم راحة وأنتم تنسبون الى
أهل السّنة والجماعة فأىّ وقيعة فى الصّحابة أكثر من قولكم ، أو تكونوا قد كذبتم فى
روايتكم على النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله.
وقال زيد فى أختين
لأب وأخت لأب وأمّ وجدّ : للأخت من الأب والأمّ النّصف ؛ ثلاثة أسهم ، وللأختين من
الأب السّدس تكملة الثّلثين ، وما بقى فللجدّ ، فلئن صيّرتم الجدّ كما قال أبو بكر
أبا ؛ فما للأخوات معه شيء ، وان لم تصيّروه أبا فقد طعنتم على أبى
بكر اذ لم ترضوا قوله ، ولئن كان بمنزلة ا [ لأخ كا ] ن للذّكر مثل حظّ الأنثيين فلا
أبا جعلتموه ؛ ولا أخا ، فاعقلوا طعنكم على الصّحابة.
وقال
ابن عبّاس : المال بينهم ؛
للذّكر مثل حظّ الأنثيين ، ثم يردّ للأخت من الأب والأمّ سهم حتّى يستوفى
النّصف وقال : أبو بكر : يقاسم الجدّ ما كان الثّلث خيرا له ، ومن أعطى واحدا منهم
بقول واحد من الثلاثة نقص الآخرين ولا يكون الفرض من الله فى قسمة مختلفة لا حجّة
لكم فى هذا بكتاب ولا سنّة من الرّسول ، فان آثرتم زيدا فقد طعنتم على الرّجلين
ولم تعرفوا حقّ ذلك من باطله وكنتم قد كذبتم على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فيما رويتم أنّ زيدا أفرضكم ، ولا مخرج لكم من هذا وأنتم تزعمون أن الشّيعة
تقع فى الصّحابة.
وقال زيد فى ثلاث
أخوات لأب وأمّ واخت لأمّ وجدّ : المال بين الأخوات من الأب والامّ والجدّ وقد
سقطت الأخت من الأمّ لا ترث مع الجدّ وقال ابن عبّاس :
__________________
للجدّ الثّلث من
جميع المال ، وللأخوات من قبل الأب والأمّ ثلثان ؛ وهذا خلاف ، وقد نهى الله عن
الاختلاف والتّفرّق وفى ذلك من قولكم وقيعة من بعضكم فى بعض.
وقال زيد فى جدّ
وأخ : المال بينهما ؛ فصيّر الجدّ هاهنا بمنزلة الأخ وقد قال فى اخت لأب وأمّ
واختين لأب وجدّ وهى فيما كتبنا قبل هذا فقال : للأخت من الأب والامّ النّصف ، وللأختين
من الأب السّدس تكلمة الثّلثين ، وما بقى فللجدّ ، فصيّره مرّة بمنزلة الأخ فكأنّه
قال : أخ واخت لأب وأمّ وأخت لأب فصيّر للأخت من الأب السّدس فينبغى أن يكون ما بقى للأخ والاخت للذّكر
مثل حظّ الأنثيين فهو مرّة بمنزلة الأخ وهو مرّة بمنزلة الأمّ ، وهذا لا فى كتاب
الله ولا فى سنّة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله.
وقال
زيد فى ابنة وجدّ : للابنة النّصف ، وما بقى فللجدّ ، وكذلك أخت لأب وأمّ وجدّ ، واختان لأب وأمّ وجدّ ، وثلاث
أخوات لأب وأمّ وجدّ فان كان أربع أخوات فللجدّ الثّلث ، وما بقى فللأخوات ، وأنتم
مقرّون أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لم يسمّ للجدّ شيئا فلم تقدّمتم بين يدى الله ورسوله؟!
وقد رويتم عن عمر أنّه قال : أجرأكم على الجدّ أجرأكم على النّار . ثمّ رويتم عنه
أنّه قضى فى الجدّ
__________________
مائة قضيّة يخالف
بعضها بعضا فأىّ وقيعة فى عمر أعظم من هذه؟!. وأنتم تزعمون
__________________
انّ الشّيعة تقع
فيه وأنتم تروون عليه ما تروون ثمّ تقولون : انّ الله ترك فريضة لم يبيّنها
لنبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقلتم أنتم فيها برأيكم فاذا أنتم الّذين تفرضون الفرائض
دون الله وتنتحلون التّفريض فى الأمر بما تحتاجون إليه من أمر الدّين إذا ادّعيتم علم ما لم يأت به النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ من ذلك بزعمكم.
وقال زيد فى ابن
ابن وجدّ : للجدّ السّدس ، وما بقى فلابن الابن ، فجعل الجدّ هاهنا بمنزلة الأب و
[ قد ] صيّره قبل هذه الفريضة بمنزلة الأخ ولو كان فى الفريضة الاولى الّتي هى أخ
وجدّ بمنزلة الأب كما جعله فى هذه لم يكن للأخ معه شيء فهو مرّة بمنزلة الأخ ، ومرّة بمنزلة الامّ ، ومرّة بمنزلة الأب كلّ هذا قوله
عندكم جائز وبه تأخذون مع خلاف عليّ وابن عبّاس وأبى بكر وعمر ايّاه ، فو الله لئن
كانوا ردّوا حقّا لقد ارتكبوا عظيما وبطلت تزكيتهم ، ولئن كانوا ردّوا باطلا لقد كذبتم
على
__________________
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وركب زيد بقوله الباطل أمرا عظيما ؛ فما نرى لكم مخرجا من الوقيعة فى
الصّحابة.
وقال زيد فى خنثى
وأبوين : للخنثى نصف ميراث الابن ونصف ميراث الابنة ، وللامّ ثلث ما بقى ، وما بقى
فللأب. وقال ابن عبّاس : للأمّ ثلث المال كلّه. وقال عليّ ـ صلوات الله عليه ـ يورث
الخنثى من المال وللأبوين السّدسان ، ويردّ عليهم بقيّة المال فيقسمون على هذا
الحساب فأمّا ثلث ما بقى فمن أىّ وجه قلتموه [ للأب والولد ] قد حضر على الأمّ
مع الولد ، فأمّا قول عليّ (ع) فقد علمنا انّه عندكم منبوذ ولكن أحببنا أن نوضح
الحجّة اذ كان الكتاب مصدّقا لقوله عليهالسلام.
وقال زيد فى خنثى
وأخ واخت : للخنثى نصف ميراث الابن ونصف ميراث الابنة ، وما بقى فللأخ والاخت
للذّكر مثل حظّ الأنثيين ، ولم نجد كتاب الله جعل للإخوة شيئا من الميراث الاّ أن
يكون المستورث كلالة وقد قال الله تعالى : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ
اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ
أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ ) والخنثى لا يخلو من أن يكون ولدا ولم يسمّ الله فى الآية [
اذ ذكر الولد انثى ولا ذكرا ولا خنثى ] فمن أين جاء للاخ ميراث مع الولد وفى الآية الأخرى من
النّساء فى الكلالة : ( وَإِنْ كانَ رَجُلٌ
يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ
مِنْهُمَا السُّدُسُ ، فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي
الثُّلُثِ ) فانّما جعل لهم نصيبا فى الميراث من يورث كلالة وقد بيّن
فى الآية الّتي فى آخر النّساء فقال : ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما
ترك ؛ فتفهّموا لما تسمّيتم له بالجماعة وانتسبتم به الى السّنّة.
__________________
ثمّ انظروا من
أولى بهذا الاسم؟ ؛ الآخذ بكتاب الله؟ أو التّارك له الآخذ برأى الرّجال؟! ثمّ
افهموا الى تناقض رواياتكم .
[ روى ] هشيم عن
المغيرة عن ابن بدر عن شعبة بن الثّوم قال : توفّى أخ لنا على عهد عمر بن الخطّاب فترك جدّه وإخوته فأتينا ابن مسعود فجعل
للجدّ مع الاخوة السّدس ثمّ توفّى أخ لنا آخر على عهد عثمان وترك جدّه وإخوته
فأتينا ابن مسعود فجعل له مع الإخوة الثّلث فقلنا له : انّك جعلت
لجدّنا فى أخينا الاوّل السّدس ، وجعلت له الآن الثّلث؟ ـ فقال عبد الله : انّما
نقضى بقضاء أئمّتنا.
وقد سمّيتموها
فرائض فأىّ القولين كان الفرض؟ وانّما الفرض على لسان النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فان كان الاوّل فرضا فقد قال فى الأخير بخلاف الفرض ، وان كان الأخير هو
الفرض فقد قال الأوّل بخلافه وهكذا تكون الوقيعة القبيحة منكم فى الصّحابة وتدخلون
فيما تعيبون به غيركم .
هشيم عن يحيى بن سعيد
عن القاسم بن محمّد بن أبى بكر أن أبا بكر اتى برجل مات وترك جدّتيه ، أمّ أمّه
وأمّ أبيه ، فجعل السّدس لامّ الأمّ ، ولم يورث أمّ أبيه فقال له رجل من الأنصار :
لقد ورّثت امرأة لو كانت هى الميتة ما ورثت منها شيئا وتركت امرأة لو
كانت هى الميتة ورثت مالها كلّه ، فأشرك بينهما فى السّدس ، فهذه مثل الاولى.
__________________
وروى أنّ عمر كتب
الى ابن مسعود لا أرانا الاّ وقد أجحفنا بالجدّ فى إعطائه السّدس فأعطه الثّلث.
كلّ هذا انتقال من
حكم الى حكم فأىّ عيب أعيب من هذا ان تصفوا رجلا بالعلم ].
[ ورويتم عن
الشّعبىّ أنّ الحجّاج بن يوسف سأله عن أمّ [ و ] اخت وجدّ؟
__________________
__________________
__________________
فقال : اختلف فيه
خمسة من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عليّ وعثمان وابن مسعود وابن عبّاس وزيد ، فقال الحجّاج
: ما قال فيها ابن عبّاس؟ ـ قال : جعل الجدّ أبا وأعطى الأمّ الثّلث ؛ ولم يعط
الاخت شيئا ، قال : فما قال [ فيها ] أمير المؤمنين يعنى عثمان بن عفّان؟ ـ قلت :
جعلها أثلاثا ، قال فما قال فيها زيد؟ قلت : جعلها من تسعة فأعطى الأمّ ثلاثا ، وأعطى
الأخت اثنين ، وأعطى الجدّ أربعا ، قال : فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت : جعلها من
ستّة ؛ أعطى الاخت ثلاثا ، والأمّ واحدا والجدّ اثنيين ، قال : فما قال فيها أبو
تراب؟ قلت : جعلها من ستّة ؛ أعطى الأخت ثلاثا ، والأمّ اثنين ، والجدّ واحدا ، قال
الحجّاج ـ ورّم الله أنفه ـ : فانّه المرء ويرغب عن قوله.
وليس هكذا يقول
عليّ ـ عليهالسلام ـ فى هذه الفريضة ولكن نسبت إليه ونحل غير ما قال.
فاذا كان الاختلاف
فى فريضة واحدة بين خمسة من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فبأيّهم تقتدون؟ فلا حقّا تعرفون ، ولا باطلا تنكرون ، فهذا
ما انتسبتم [ به ] الى السّنّة ، وتسمّيتم له بالجماعة .
وبعد هذا
فاذا رأينا أهل
المدينة يشهدون أنّ أهل العراق يسعى منهم مائة رجل وأكثر وأقلّ فى تزويج امرأة فى
عصمة رجل فى مسجدهم الأعظم والعامّة يرونهم مجتمعين
__________________
على تجويز ذلك
فيما بينهم ثمّ ينصرفون الى الوليمة لا ينكر بعضهم على بعض فيتناسلان ويتوارثان وهما عند أهل
الحجاز على سفاح ولا يحلّ للرّجل أن يراها حاسرة ولا يحلّ لها عندكم أن تبدى له
زينتها فيتناسلان على فساد ما بقيا ؛ وزوجها الّذي هى منه فى عصمة
ممنوع منها محول بينه وبينها ؛ ان رامها قتلوه ، وكذلك أهل العراق فى
شهادتهم على أهل الحجاز وذلك أنّ أهل العراق قالوا : لا طلاق بعد نكاح ، ولا يقع
بينهما طلاق اذا تزوّجها ولا يفرّق بينهما.
ذكر صلاة
أبى بكر بالنّاس
وأمّا ما احتجّوا
به لأبى بكر من قول النّبيّ (ص) : يا أبا بكر صلّ بالنّاس : فقد احتججنا عليهم
بروايتهم أنّ ذلك من عائشة لبلال قل لأبى بكر : يصلّى بالنّاس ، فلمّا أفاق (ص)
وقد سمع مقالتها قال : انّكنّ صويحبات [ يوسف ] ثمّ خرج (ص)
__________________
__________________
متوكّئا على عليّ (ع)
والفضل بن عبّاس حتّى أخذ بعنقه فأخرجه وتقدّم فصلّى بالنّاس.
ولو كان (ص) أمره
بذلك كما زعمتم لم يكن له بذلك ما يوجب الخلافة لأنّهم رووا أنّ النّبيّ (ص) قال :
إنّ الصّلاة خلف كلّ برّ وفاجر ، فلو كان كما تقولون لكان انّما أمره بما يجوز
لكلّ فاجر أن يكون مكانه فى الصّلاة بالنّاس فأىّ فضيلة لرجل يدخل فيها البرّ
والفاجر؟! مع استخلاف النّبيّ (ص) من استخلف فى مغازيه على الصّلاة فلم يوجب لهم
ذلك الخلافة ولقد اضطرّكم ما فيه أئمّتكم من الخطل والحكم بالرّأى ومخالفة بعضكم
لبعض [ و ] ما نهيتم عنه من تجويز ذلك لهم أن جوّرتم الله فى حكمه ؛ فزعمتم أنّه
تعبّد خلقه بما لم يبيّنه لهم وأنّه وكلهم فيما افترض عليهم من الحلال والحرام الى
رأيهم ثمّ جهّلتم رسول الله (ص) واستصغرتم دلالاته واستحقرتم هدايته
__________________
[ حتّى لو أنّكم
ان قلتم : لا يعرف الطّاعة من المعصية وادّعيتم على ذلك دونه ] ونسبتموه الى
القول بخلاف ما وصفه الله به بقوله
: ( قُلْ
إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ
وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) وحتّى نسبتموه الى المعاصى وألزمتموه ذنوبا لم يأتها.
وحتّى نحلتم
إبراهيم ـ عليهالسلام ـ الكذب فى قوله : ( بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هذا ) ؛ وما فعل شيئا فزعمتم أنّ هذا كذب والله عزّ وجلّ يقول : ( وَتِلْكَ
حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ) فزعمتم أنّ حجّة
الله كذب وقلتم : انّه قال : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) ؛ ولم يكن سقيما
؛ فزعمتم أنّ هذا القول منه كذب وانّه كان منه طاعة.
__________________
__________________
وقلتم : انّ يوسف
الصّدّيق ـ عليهالسلام ـ كذب حين قال : ( إِنَّكُمْ
لَسارِقُونَ ) وما سرقوا ؛ فسمّيتم هذا كذبا والله عزّ وجلّ يقول فى
كتابه : ( كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ
أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ
نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) . فزعمتم أنّ الله
عزّ وجلّ كاد بالكذب. وادّعيتم نبوّة أحد عشر نبيّا من ولد يعقوب لم ينطق الكتاب
بنبوّتهم وقلتم : انّ الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ قد كذبوا وسرقوا وخانوا أماناتهم وعقّوا آباءهم.
ونسبتم نوحا ـ عليهالسلام ـ أنّه كذب فى قوله : ( إِنَّ ابْنِي مِنْ
أَهْلِي ) ؛ وكان ابن ـ امرأته فقال : ابنى ؛ على ذلك المعنى كما
تبنّى النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ زيد بن حارثة قال الله عزّ وجلّ : ( ما كانَ
مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ ـ النَّبِيِّينَ
) ثمّ قال : ( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ
اللهِ ) .
ورويتم أنّ موسى
بن عمران ـ عليهالسلام ـ لطم ملك الموت فأعوره ، وأنّ
__________________
__________________
يوسف الصّدّيق ـ عليهالسلام ـ قعد من امرأة العزيز مقعد الخائن ، وأنّ داود ـ
__________________
عليهالسلام ـ قدّم اوريا أمام التّابوت ليقتل فيتزوّج امرأته ، وأنّ الشيطان قعد فى مجلس سليمان ـ عليهالسلام ـ وكان يأتى نساءه وهنّ حيّض .
فزعمتم أنّ الله
جلّ ثناؤه بعث الى خلقه أنبياء كذّابين ومخطئين ؛ وأمرهم
__________________
بطاعتهم ، كلّ هذه
الشّنعة محتملة عندكم فرارا بأئمّتكم أن تقرّوا عليهم بالخطإ ولينجوا بما فعلوا
حتّى قلتم : لهم بالأنبياء أسوة فى خطأهم وكذبهم وقد برّأ الله الأنبياء من الخطأ
والكذب.
ثمّ صرتم مع هذا
القول الى الوقيعة فى أئمّتكم الّذين طلبتم تحسين خطأهم بترككم أقاويلهم وتصديقكم
لروايات يطعن [ فيها ] بعضهم على بعض ، وبزعمكم أن تفضّلوا قول واحد منهم على آخر.
ورويتم عن أبى
يوسف القاضى رواه محمّد بن سعيد فقيه أهل الحجاز وأهل ـ قزوين عن بعض أصحابه عن
أبى الضّحى عن مسروق قال :
اختلف عليّ وعمر
فى امرأة تزوّجت فى عدّتها [ قال عمر : ] يفرّق بينهما ويعاقبان والمهر فى بيت
المال وقال عليّ ـ عليهالسلام ـ : يفرّق بينهما ولا يعاقبان ولها المهر يلزم الزّوج بما
استحلّ من فرجها ، قال مسروق : فأفتينا بقول عمر زمانا ثمّ قدمنا عليه فوجدناه قد
رجع الى قول عليّ عليهالسلام.
__________________
ورويتم عن عمر بن
هارون عن عبد الله بن زيد السّبيعي قال : سمعت سعيد بن المسيّب يقول : قال عمر بن
الخطّاب : أجرأكم على الجدّ أجرأكم على النّار فانّه
__________________
يلزمكم أن تقولوا
: انّ الله عزّ وجلّ بعث محمّدا ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأيّده بالملائكة وأمره بقتال المشركين وتأليف من تألّف من المنافقين والمؤلّفة قلوبهم بانفاذ أحكام المختلفين ممّا لم يبعث
الله عزّ وجلّ به نبيّه (ص) يعلمه فيما رآه النّعمان بن ثابت
أبو حنيفة ومحمّد بن الحسن من بعده والمريسىّ ، ومن قبلهم ابن ـ أبى ليلى وابن
شبرمة وزفر ، ومن بعدهم ممّن قال بالرّأي ثمّ يلزمكم أن تقولوا : انّ النّبيّ (ص)
انّما بعث دالاّ على الحقّ والصّواب لا بما لم يبعث الله نبيّه به ولم يكن النّبيّ
(ص) يعلمه فى حكم هؤلاء من رأيهم فاذا انتم جعلتم النّبيّ (ص) والملائكة وما فرض
الله من الجهاد الى يوم القيامة هو الدّعاء الى طاعة المختلفين الحاكمين
__________________
اليوم بشيء وغدا
بغيره ، وأنّ كمال الدّين هو بهم وبرأيهم لا بالنّبي (ص) ولا بما أوحى الله إليه
فكأنّ النّبيّ (ص) قال لهم : هؤلاء الادلاّء من دين الله على ما لم يبعثنى به الى خلقه وبما لا أعلمه ممّا يحتاج النّاس
إليه.
وكان (ص) اذا سئل
انتظر الوحى ؛ وهؤلاء يقولون ولا يحتاجون الى وحى فاذا طاعة هؤلاء فيما لم يأمرهم الله به كطاعة النّبيّ (ص) فيما أمره الله به وانّ آراءهم فيما لم
ينزل الله تعالى فيه كتابا ولم يبيّن فيه رسول الله (ص) سنّة تقوم مقام ما نزل
فيه الكتاب وما سنّه النّبيّ (ص) ، وكفى به شنعة ان كنتم
تتّقون الشّنعة.
ويلزمكم أن تقولوا
: انّ الله عزّ وجلّ انّما بعث محمّدا (ص) أن يدعو الى طاعتنا وأمره فى جهاده الى
قبول ما نقول برأينا بلا حكم وانّه انّما أيّده بالملائكة ليأمرهم أن يتّبعونا فيما لم يأمر الله به ولم ينه عنه ، وان تقولوا ذلك فقد أوجبتم
أنّ لهم طاعة عليه فاذا ادّعيتم على من خالفكم مثل ما
يلزمكم من هذا القول فانّهم قالوا أيضا : انّ الفرض فى طاعة اولى الأمر فيما قد
أمر الله به نبيّه (ص) ونهاه عنه لأنّهم يقولون : انّ رسول الله (ص) قد جاء من عند
الله عزّ وجلّ بجميع ما يحتاج إليه عباده من أمر دينهم ثمّ أودعه النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ اولى الأمر الّذين أمر الله بطاعتهم لأنّهم لا يرتابون فى حلال وحرام ولكن
يؤدّونهما كما أدّاه رسول الله إليهم ؛ فهذه غير مقالتكم يا أهل السّنّة
والجماعة.
__________________
حدّثني الحميدىّ قال : حدّثني
سفيان بن عيينة قال : حدّثنا سليمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس انّه قال
: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثمّ بكى حتّى بلّ الحصى بدموعه فقال : اشتدّ برسول
الله (ص) وجعه الّذي مات فيه فقال : ايتونى بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لا تضلّوا
بعدى ، قال : فتنازعوا ولا ينبغى عند نبىّ التّنازع فقال عمر : هجر هجر استفهموه ،
فسمع النّبيّ (ص) ذلك فاشتدّ عليه فرفع رأسه فقال : دعونى وما بي ؛ فما أنا فيه
خير ممّا تدعوننى إليه ، وعليكم
__________________
بهذه الثّلاثة
الأشياء أنفذوها بعدى ؛ أنفذوا جيش أسامة بن زيد ، وأجيزوا الوفد كما كنت اجيزهم ،
وانفوا المشركين من جزيرة العرب حتّى لا يكون فى جزيرة العرب الاّ دين واحد ؛ فأبوا أمره .
__________________
ولقد همّه جيش اسامة لأمر
قد علمه فكان يوصى (ص) باخراج جيش أسامة ونفسه تغرغر لقد تكلّم به
لشأن يكون به عظيما ولقد كان ابو بكر وعمر فى ذلك الجيش فكيف لم يخرجا ولم ينفذا أمر
رسول الله (ص) وقد جرى
بينهما وبين اسامة [ كلام ] فقال : وأمّا أنا فقد أمّرنى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عليكما فمن أمّركما عليّ؟!
[ و رويتم عن جرير بن
عبد الحميد عن اسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم قال : عرض فرس
على أبى بكر [ فقال : هلاّ فارس أحمله عليه؟ ] فقام إليه رجل من الأنصار فقال : يا خليفة رسول الله احملنى عليه قال :
لا والله لأن
__________________
أحمل عليه رجلا قد ركب الخيل على
غرلته أحبّ إليّ من أن أحملك عليه فقال : لم ؛ والله إنّى لأفرس منك أبا وامّا فقام إليه
المغيرة بن شعبة فركله برجله
فدقّ أنفه فسالت الدّماء
كأنّها عزالى السّماء فقالت الأنصار : السّلاح
__________________
السّلاح ، لنقتله او
ليقيدنا منه فبلغ ذلك أبا بكر فخطبهم وقال : ما بال أقوام يزعمون أنّى
اقيدهم من المغيرة والله لأن اجليهم من ديارهم لهو أقرب إليّ من أن أقيدهم منه ]
فانظروا الى الّذي تروون
فأىّ وقيعة وأىّ شنعة أشد ممّا ترمون به أبا بكر أنّه منع المغيرة أن يقتصّ منه ما
صنع بالأنصار وتوعّد الأنصار أن يجليهم عن ديارهم
__________________
وكفّ عن المغيرة
فلم يعاقبه ولم يعاتبه على ما صنع وأنتم تزعمون أنّ الشّيعة يقعون فى
__________________
الصّحابة جرأة على
الله وقلّة حياء.
__________________
وحدّثنا ابن أبى
شريح قال : حدّثنا عليّ بن عياطى الحريرىّ عن أبى ـ نضرة عن أبى سعيد قال قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : اذا بايعت أمّتي
__________________
رجلين فاقتلوا
الثّاني كائنا من كان.
ورويتم عن اسحاق
بن ابراهيم عن سلمة بن الفضل عن محمّد بن اسحاق عن عبد الملك بن أعين عن أبى حرب بن [
أبى ] الأسود قال : بعثنى أبى الى جرير بن عبد الله البجليّ أسأله عن أمر ما حضر عن أبى بكر وعمر
وعليّ ـ عليهالسلام ـ حين دعواه الى البيعة فقال : غلباه وأخذا منه حقّه فكتب إليه أبى : لست أسألك عن
رأيك ؛ اكتب إليّ بما حضرت وشهدت ، قال : بعث الى [ عليّ ] فجيء به متلبّبا فلمّا حضر قالا
له : بايع فقال : ان لم أفعل فما ذا تصنعون؟ ـ قالوا : نقتلك
__________________
ولؤما لك قال : اذا أكون
عبد الله وأخا رسوله (ص) ، قالوا له : أمّا عبد الله ؛ فنعم ، وأمّا أخو رسوله (ص)
فلا ، فرجع يومئذ ولم يبايع .
__________________
ورويتم عن الفضل
بن دكين عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبى ثابت قال : شهدت ابن عمر فى مرضه الّذي مات
فيه فسمعته يقول : ما آسى على شيء الاّ ان أكون قاتلت الفئة الباغية ، قلت : يا
أبا عبد الرّحمن مع من؟ ـ قال : مع عليّ بن أبى طالب عليهالسلام .
__________________
ورويتم عن الفضل
بن دكين عن سفيان بن عينية عن اسماعيل بن قيس قال : قال عبد الله بن مسعود لعثمان
: وددت أنّى وايّاك برمل عالج يحثوا حدنا على صاحبه حتّى يموت الا عجل منّا فيريح الله
المسلمين منه.
__________________
ورويتم عن ابن عبد
القدّوس عن زيد بن وهب قال : كنت عند حذيفة بن اليمان اذ نظر الى ابن مسعود وأبى
موسى الاشعرىّ اذ دخلا المسجد فقال حذيفة : والله الّذي لا إله الاّ هو إنّ أحدهما
المنافق. ثمّ قال حذيفة : من سرّه أن ينظر الى رسول الله (ص) هديا وسمتا من [ حين
] يخرج من بيته الى أن يرجع فلينظر الى ابن مسعود .
__________________
ورويتم عن سلمة عن
المفضّل عن أبى اسحاق عن محمّد بن جعفر بن الزّبير قال : كان عروة بن الزّبير ينال
من عليّ ـ عليهالسلام ـ ويكثر ؛ فإذا ظنّ أنّه قد بلغ قال : أما انّه لم يقل قولا قطّ
مخالفا الى غيره.
__________________
وحدّثنا اسحاق عن
سلمة عن ابن اسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن بن عمر العوفىّ قال : دخلت مسجد النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فاذا أنا برجل قد سجّى وحوله قوم فسألته عن شيء فجبهونى [ فقلت : يا
أصحاب محمّد تضنّون بالعلم؟! قال : فكشف الرّجل المسجّى الثّوب عن وجهه فاذا ] شيخ أبيض
الرّأس واللحية .
__________________
__________________
بعد أن ذكر مثالب
جماعة ممن اعتمد عليه العامة معترضا عليهم بما هذا نصه ( ص ٢٨ ـ ٢٩ من النسخة
المطبوعة بالنجف ) :
__________________
هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة
، أما والله ما عليهم آسى ؛ ولكن آسى على من أهلكوا ، والله لئن أبقانى الله الى
يوم الجمعة لأقومنّ مقاما أتكلم فيه بما أعلم ؛ قتلت أو استحييت ، فمات (ره) يوم
الخميس ».
فقال : عن أىّ هذه
الأمّة تسأل؟! فو الله ما زالت هذه الأمّة مكبوبة على وجهها منذ يوم قبض رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ، وأيم الله لئن بقيت الى يوم الجمعة
__________________
__________________
لأقومن مقاما أقتل فيه.
قال : وسمعته قبل
ذلك وهو خارج دار الفضل وهو يقول : ألا هلك أهل العقدة ـ أبعدهم الله ـ والله ما آسى [ عليهم انّما آسى على الّذين ] يهلكون من أمّة محمّد (ص). فلمّا كان يوم الأربعاء رأيت النّاس يموجون فقلت : ما الخبر؟ ـ فقالوا : مات سيّد المسلمين أبىّ بن كعب فقلت : ستر الله على المسلمين حيث لم يقم الشيخ ذلك المقام .
__________________
__________________
__________________
ذكر
الرّجعة
ورأيناكم عبتم
عليهم شيئا تروونه من وجوه كثيرة عن علمائكم وتؤمنون به وتصدّقونه ؛ ونحن مفسّرون
ذلك لكم من أحاديثكم بما لا يمكنكم دفعه ولا جحوده.
__________________
من ذلك ما رويتم
عن ابراهيم بن موسى الفرّاء عن ابن المبارك عن اسماعيل
__________________
__________________
[ بن أبى خالد قال
: جاء يزيد بن النّعمان بن بشير الى حلقة القاسم بن عبد الرّحمن بكتاب أبيه النّعمان
بن بشير الى أمّ عبد الله بنت أبى هاشم ـ يعنى الى أمّه ـ بسم الله الرّحمن
الرّحيم من النّعمان بن بشير الى أمّ عبد الله بنت أبى هاشم سلام عليك فانّى أحمد
أليك الله الّذي لا إله الاّ هو ( أمّا بعد ) فانّك كتبت إليّ لأكتب أليك بشأن زيد بن خارجة ] وأنّه كان من
أمره أنّه أخذه وجع فى كتفه وهو يومئذ من أصحّ أهل
__________________
__________________
ثم من بنى الحارث بن الخزرج ـ رضى الله عنه ـ فسجى بثوب
ثم انهم سمعوا جلجلة فى صدره ثم تكلم
المدينة حالا فى
نفسه فمات فأتانى آت وأنا أسبّح بعد المغرب فقال لى : انّ زيدا تكلّم بعد وفاته ؛
فجئته وقد حضره ناس وهو يقول :
الأوسط أجلد القوم
كان يمنع النّاس أن يأكل قويّهم ضعيفهم عبد الله عمر أمير المؤمنين صدق صدق كان
ذلك فى الكتاب الأوّل.
ثمّ قال :
عثمان أمير
المؤمنين تعانى النّاس ديون كثيرة خلت اثنتان وبقيت
أربعة فانّكم على منهاج عثمان ؛ من تولاّه فلا يهدرنّ دما كان أمر الله قدرا
مقدورا ، وهذه الجنّة وهذه
__________________
__________________
النّار يقول
النّبيّون والصّدّيقون : يا عبد الله بن عمر ما فعل سعد وخارجة؟ وكانا قتلا يوم
احد ( كَلاَّ إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى ) ثمّ خفت الصّوت.
__________________
فسألت القوم عمّا
سبق من كلامه قبل أن ألحقه.
قالوا : انّه مات
فغمضناه فاستوى جالسا فقال :
محمّد رسول الله ؛
السّلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته وقال : أبو بكر
__________________
الصّدّيق كان
ضعيفا فى جسمه قويّا فى [ أمر ] الله ؛ صدق صدق كان ذلك فى الكتاب الاوّل.
ورويتم عن يزيد بن
الحباب عن يحيى بن سعيد الأنصارىّ عن أنس بن مالك : قال : لمّا
مات زيد بن خارجة نافست الأنصار فى غسله حتّى كان بينهم منازعة ثمّ
__________________
__________________
استقام رأيهم على
أن يغسّله الغسلتين الأوّلتين الّذين كانوا يلون غسله ثمّ يدخل
عليه من كلّ فخذ سيّدها فيصبّون [ عليه ] الماء صبّة واحدة يعنى فى الغسلة
الثّالثة قال أنس : فأدخلت فيمن دخل فلمّا ذهبنا لنصبّ عليه الماء تكلّم فقال :
مضت اثنتان وبقيت أربع يأكل غنيّهم فقيرهم فارضوا لرضاهم لكم أبو بكر الصّدّيق
ليّن رحيم بالمؤمنين ، عمر شديد على الكفّار لا يأخذه فى الله لومة لائم ، عثمان
ليّن رحيم فاسمعوا له وأطيعوا فانّكم على منهاج عثمان.
ثمّ خمد صوته فاذا
اللّسان يتحرّك والجسد ميّت .
_________________
__________________
[ ورويتم عن
اسماعيل بن أبى خالد عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن حراش قال : كنّا أربع إخوة ] [ وكان
الرّبيع أخونا أصومنا فى اليوم الحارّ وأطولنا صلاة فخرجت فقيل لى : انّه قد مات ؛ فاسترجعت ثمّ رجعت حتّى
دخلت عليه
__________________
__________________
__________________
__________________
فاذا هو مسجّى
عليه واذا أهله عنده وهم
يذكرون الحنوط ؛ فجلست ، فما أدرى أجلوسي كان أسرع أم كشف الثّوب عن وجهه ثمّ قال
: السّلام عليك فأخذنى ما تقدّم وما تأخّر من الذّعر ثمّ قلت : وعليك السّلام
ورحمة الله وبركاته أبعد الموت؟! قال : نعم ؛ انّى لقيت ربّى بعدكم فتلقّانى بروح
وريحان وربّ غير غضبان فكسانى ثياب السّندس والاستبرق وانّ الأمر أيسر ممّا فى
أنفسكم ولا تغترّوا ، وانّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أقسم عليّ أن لا يسبقنى حتّى أدركه فاحملونى الى رسول الله (ص).
فما شبّهت موته
الاّ بحصاة رمى بها فى ماء ثمّ ذكرت ذلك لعائشة فقالت : ما سمعت بمثل حديث صاحبكم
فى هذه الامّة ؛ ولقد صدقكم.
__________________
وروى جرير بن عبد
الحميد قال : أخبرنى من كان يحرس شجرة زيد بن عليّ قال :
كنّا أربعين رجلا
نحرسه فلمّا ذهب من اللّيل ثلثه أو نحوه جاء النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فأنزل زيدا عن الخشبة ثمّ قال : يا زيد ، قال : لبّيك بأبى وأمّى ، قال :
خذلوك وقتلوك وصلبوك؟ قال : نعم ، قال : ليخذلنّهم الله وليقتّلنّهم وليصلّبنّهم ، فحدّثه طويلا
ثمّ سقاه ضياحا من لبن ثمّ قال : اصعد الخشبة فلمّا كانت القابلة قال لرجل
من أصحابه ممّن فى الحرس : لا تنم ؛ فلم ينم حتّى كانت تلك السّاعة ، فرأى مثل ذلك ، فلما
كانت الثّالثة قال لآخر : لا تنم ؛ فلم ينم ؛ فرأى مثل ذلك ؛ حتّى
__________________
شاع ذلك فى النّاس
، فبلغ يوسف بن عمر فأمر صاحب شرطته حراش بن حوشب
__________________
أخا العوّام بن حوشب فأنزله وجمع قصبا فأحرقه ثمّ ذرى
فى الفرات رماده .
قال جرير : شهدته حين أحرق.
__________________
__________________
__________________
__________________
وروى عبيد بن
اسحاق العطّار عن عاصم بن محمّد العمرىّ قال : حدّثني زيد بن أسلم عن أبيه قال :
بينا عمر بن الخطّاب بعرض اذ هو برجل معه ابنه فقال له عمر : ما رأيت غرابا بغراب
أشبه من هذا بك فقال : يا أمير المؤمنين والله ما ولدته أمّه
الاّ ميتة ؛ فاستوى عمر جالسا فقال : ويحك حدّثني ، قال : خرجت فى غزاة وأمّه حامل
به فقالت : تخرج وتدعنى على هذه الحال حاملا مثقلا!؟ قلت : أستودع الله ما فى بطنك
؛ فغبت ، ثمّ قدمت فاذا بابى مغلق ، قلت : ما فعلت فلانة؟ ـ قيل لى : ماتت قلت : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) فذهبت الى قبرها فبكيت عنده فلمّا كان من اللّيل جلست مع بنى
عمّى نتحدّث وليس يسترنا من البقيع شيء فرفعت لى نار بين القبور فقلت لبنى عمّى : ما هذه النّار؟ فتفرّقوا عنّى ، فأتيت
أقربهم منّى فسألته فقال : يرى قبر فلانة كلّ ليلة نارا ، قلت : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) أما والله لقد كانت صوّامة قوّامة عفيفة مسلمة انطلق بنا إليه وأخذت فأسا
فاذا القبر منفرج واذا هى جالسة وهذا يدبّ حولها ، فنادانى مناد : أيّها المستودع
ربّه خذ وديعتك أما لو استودعته أمّه لوجدتها كما وجدت هذا ؛ فأخذته وعاد القبر
كما كان ، فهو والله هذا يا أمير المؤمنين.
قال
عبيد بن اسحاق : فحدّثت بهذا الحديث محمّد بن ابراهيم العمرىّ فقال :
__________________
هذا والله حق وقد سمعت عمّى أبا
عاصم يذكره ورأيت ابن ابن هذا الرّجل بالكوفة وقال لى مولانا : هو هذا
الّذي ولدته أمّه ميتة .
__________________
__________________
وروى عبد الله بن
المبارك عن السّرىّ بن يحيى عن عمرو بن دينار قال : أقبلت مع سالم بن عبد الله بن عمر من مكّة حتّى
أتينا على مقبرة بين مكّة والمدينة فقال سالم : أخبرنى أبى أنّه أتى على هذه
المقبرة وهو جاء من مكّة وقد علّق
__________________
اداوتين من ماء
على النّاقة فاذا رجل قد خرج من قبره يشتعل نارا من قرنه الى قدمه
__________________
وفى عنقه سلسلة تشتعل نارا وهو والسّلسلة يخرج من القبر فجعلت النّاقة تحيد ممّا
ترى وجعلت أكفّها وأنظر الى العجب فجعل يقول : يا عبد الله صبّ عليّ من هذا الماء
فما أدرى قوله : يا عبد الله يدعونى باسمى أو كقول الرّجل للرّجل : يا عبد الله ؛
فخرج رجل آخر من القبر وأخذ بطرف السّلسلة فقال لى : لا تصبّ عليه ولا
كرامة ثمّ جذب السّلسلة حتّى رجع الى القبر وضربه بسوط يشتعل نارا حتّى دخل القبر .
__________________
فقال مالك بن
دينار لعمرو بن دينار : وأنت سمعت هذا من سالم؟ ـ قال : نعم قال : أشهد أنّك لم تكذب
على سالم ، وأنّ سالما لم يكذب على أبيه ، وأنّ أباه لم يكذب.
__________________
وروى اسماعيل بن
أبى عبيد الله عن هشام الكلبىّ قال : مرّ أبو الخيبرىّ و
__________________
ومعه أناس بقبر
حاتم بن طيئ أيّام دفن قبل أن يعلم موته فقال : والله لأخبرنّ العرب
__________________
أنّا مررنا بحاتم
فلم يقرنا فجعل يقول :
عجّل أبا سفّانة
قراكا
|
|
فسوف انبى سائلى
نثاكا
|
__________________
فأكثر من هذا
القول ثمّ ناموا ؛ فانتبه أبو الخيبرىّ فى بعض اللّيل واذا ناقته معترضة لا تتحرّك
فجعل يصيح : وا راحلتاه ؛ فانتبه أصحابه فقالوا له : مالك؟ أصبت
فقال : لا والله ؛
الاّ أنّى رأيت حاتما خرج من قبره ومعه حربة حتّى وجأ بها لبّة ناقتى وهو يقول وأنا أسمعه :
أبا الخيبرىّ وأنت امرؤ
|
|
ظلوم العشيرة
شتّامها
|
تريد أذاها
واعسارها
|
|
وحولى عوف
وأنعامها
|
فما ذا أردت الى
رمّة
|
|
بداويّة صخب هامها
|
وانّا لنطعم
أضيافنا
|
|
من الكوم بالسّيف نعتامها
|
فقال له أصحابه :
قد قراك حيّا وميّتا ؛ فدونك فكل من لحم ناقتك ، فلمّا
__________________
أصبحوا أردفه
بعضهم ؛ فبيناهم يسيرون اذاهم براكب ومعه ناقته واذا هو عدىّ بن حاتم وهو يقول :
أيّكم ابو الخيبرىّ؟ قالوا : هذا ، فقال له : انّى رأيت أبى البارحة فى النّوم
فأخبرنى ما كان منك وأمرنى أن أحملك على ناقة فدونك فاركب هذه ، ففيه يقول ابن
دارة العبسى
:
أبوك أبو سفّانة
الخير لم يزل
|
|
لدن شبّ حتّى
مات فى الخير راغبا
|
به تضرب الأمثال
فى الجود ميّتا
|
|
وكان له اذ كان
حيّا مصاحبا
|
قرى قبره
الأضياف اذ نزلوا به
|
|
ولم يقر قبر قبله
قطّ راكبا
|
__________________
فهذه رواياتكم وروايات فقهائكم فى
الرّجعة بعد الموت وأنتم تنحلون الشّيعة ذلك جرأة على الله وقلّة رعة وقلّة حياء لا
تبالون ما قلتم ].
__________________
[ ورويتم عن مطرّف
الواسطى عن سعيد عن عبد الرّحمن عن أبى سلمة الحارثىّ قال : بينا أنا
فى منزلى اذ دخل عليّ رجل فقال لى : انّ رجلا منّا هلك فان رأيت أن تأمر له بكفن ؛
فبلغ من ثنائهم عليه ما أحببت أن أحوز كفنه فأمرت أن يشترى له كفن بخمسة ... فبينا أنا أنتظر
أن يجاء بالكفن اذ رأيته جلس و ... اللبة على بطنه
__________________
ثمّ قال : وا
ويلاه وا ويلاه عرّونى وكفّنونى ؛ النّار النّار ، قلت : يا أبا عبد الله قل : لا
إله إلاّ الله قال : انّ لا إله الاّ الله لا تغنى عنّى شيئا ؛ قد عرفت مقعدى من
النّار ، ثمّ عاد ميّتا كما كان ].
و روى عليّ بن اخت
يعلى الطّنافسىّ ومحمّد بن الحسين بن المختار كلاهما
__________________
عن محمّد بن
الفضيل عن اسماعيل بن أبى خالد عن فراس عن الشّعبىّ قال
: اغمى على رجل من جهينة فى بدء الاسلام كان اسمه المفضّل فبينا نحن كذلك
عنده وقد حفر له اذ مرّ بهم رجل يقال له المفضّل فأفاق الرّجل
فكشف عن
__________________
وجهه وقال : هل مرّ بكم
المفضّل؟ ـ قالوا : نعم ؛ مرّ بنا السّاعة ، فقال : ويحكم كاد أن يغلط
بى ؛ أتانى حين رأيتمونى اغمى عليّ آت فقال : لامّك الهبل أما ترى حفرتك تنثل وقد كادت أمّك أن تثكل أرأيت ان حوّلناها عنك بمحوّل وجعلنا
__________________
فى حفرتك المفضّل الّذي مشى فاجتذل انّه لم يؤدّ ولم
يفعل ثمّ ملأنا عليه الجندل
أتشكر لربّك وتصلّ وتدع سبيل من أشرك
وأضلّ؟ قال : قلت : أجل قال :
__________________
فأطلق عنّى ؛ فعاش هو ودفن المفضّل مكانه . ]
__________________
[ فلم ترضوا
بالرّجعة حتّى نسبتم ملك الموت الى الغلط جرأة منكم بروايتكم
تروونها من رطب
ويابس ] ثمّ لم ترضوا أن تحيوا الموتى من النّاس برواياتكم حتّى أحييتم
البهائم من الحمر وغير ذلك.
من
ذلك ما رواه [ عدّة
من فقهائكم منهم ] محمّد بن عبيد الطّنافسيّ عن اسماعيل بن أبى خالد عن عامر الشّعبىّ انّ قوما أقبلوا من الدّفينة متطوّعين أو قال : مجاهدين فنفق حمار رجل منهم
فسألوه أن ينطلق معهم ولا يتخلّف ؛ فأبى فقام فتوضّأ
__________________
ثمّ صلّى ثمّ قال
: اللهمّ انّك تعلم أنّى قد أقبلت من الدّفينة مجاهدا فى سبيلك ابتغاء مرضاتك وانّى أسألك أن لا تجعل
لأحد عليّ منّة ؛ وأن تبعث لى حمارى ، ثمّ قام
__________________
__________________
فضربه برجله ؛
فقام الحمار ينفض اذنيه فأسرجه وألجمه ثمّ ركب حتّى لحق أصحابه ، فقالوا له : ما
شأنك؟ ـ قال : شأنى أنّ الله بعث لى حمارى.
قال محمّد بن عبيد
: قال اسماعيل بن أبى خالد : قال الشّعبىّ : فأنا رأيت حماره بيع بالكناسة .
__________________
__________________
__________________
فهذا من عجائبكم
ورواياتكم ولسنا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ولكنّا نعجب
__________________
أنّكم اذا بلغكم
عن الشّيعة قول عظّمتموه وشنّعتموه وأنتم تقولون بأكثر منه والشّيعة لا تروى حديثا
واحدا عن آل محمّد أنّ ميّتا رجع الى الدّنيا كما تروون أنتم عن علمائكم ، انّما
يروون عن آل محمّد أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال لامّته : أنتم أشبه شيء ببنى اسرائيل والله ليكوننّ
فيكم ما كان فيهم حذوا النّعل بالنّعل والقذّة بالقذة حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه . وهذه الرّواية
أنتم تروونها أيضا وقد علمتم أنّ بنى اسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد الموت ورجعوا
الى الدّنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النّساء وولد لهم الأولاد ولا ننكر لله
قدرة أن يحيى الموتى ؛ فان شاء أن يردّ من مات من هذه الأمّة كما ردّ بنى اسرائيل
فعل ، وان شاء لم يفعل.
__________________
فهذا قول الشّيعة وأنتم تروون أنّ
قوما قد رجعوا بعد الموت ثمّ ماتوا بعد ثمّ تنكرون أمرا أنتم تروونه وتقولون به
ظلما وبهتانا ؛ فالحمد لله الّذي أظهر مساويكم على ألسنتكم.
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
[ ذكر نهى
عمر عن متعة النّساء ]
ثمّ ما تعيبون
الشّيعة من قولكم انّهم يستحلّون متعة النّساء والمتعة زعمتم زنا
__________________
وأنتم تروون فى
المتعة عن فقهائكم وعلمائكم من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ومن التّابعين أنّهم عملوا بها واستحلّوها
على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه
__________________
وآله ـ وبعده حتّى
نهى عنها عمر بن الخطّاب فى خلافته.
من ذلك ما روى هشام بن يوسف
الصّنعانىّ عن ابن جريج قال : أخبرنى أبو الزّبير أنّه سمع أبا
واقد البكرىّ بكر قريش يقول : استمتعنا أصحاب النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله.
__________________
وأخبرنى أبو
الزّبير أنّه سمع أبا واقد وهو يقول : قسم النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ بيننا غنما فأصابتنى شاتان فاستمتعت بهما.
وروى هشام بن يوسف
عن ابن جريج قال : أخبرنى أبو الزّبير قال : سمعت طاوسا يقول : انّ ابن فلان يقول
: انّ ابن عبّاس يفتى بالزّنا فبلغ ابن عبّاس فعدّد ابن عبّاس رجالا كانوا من
المتعة فلم أذكر ممّن عدّد منهم غير معبد بن أميّة.
وروى هشام عن ابن
جريج قال : أخبرنى أبو الزّبير أنّه سمع جابر بن عبد الله الأنصارىّ يقول : كنّا نستمتع بالقبضة من
التّمر والدّقيق الأيّام على عهد النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأبى بكر حتّى نهى عنها عمر بن الخطّاب فى شأن عمرو بن
حريث قال : من أشهدت ؟ ـ قال : أمّى وأختى أو أمّى وأخى فأرسل عمر الى عمرو
__________________
بن حريث فسأله
فأخبره ذلك أمرا ظاهرا فقال عمر : الاّ غيرهما ، فذلك حين نهى عنها.
وروى هشام عن ابن جريج
قال : أخبرنى ابن خثيم قال : كانت بمكّة امرأة وكان سعيد بن جبير يكثر الدّخول
عليها فقلت : يا با عبد الله ما أكثر ما تدخل على هذه
__________________
المرأة.! قال :
انّا قد نكحناها متعة.
قال : وأخبرنى أنّ
سعيد بن جبير قال : المتعة أحلّ من شرب الماء.
وروى ابن أبى زائدة قال أخبرنا اسماعيل
بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن ابن مسعود قال : كنّا نغزو مع
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وليس لنا نساء
__________________
فقلنا : ألا
نستخصى؟ ـ فنهانا عن ذلك ثمّ رخّص لنا أن ننكح المرأة الى أجل بالثّوب ثمّ قرأ [
عبد الله ] : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا
تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) .
وروى هشام عن ابن جريج
قال : قال عطاء : سمعت ابن عبّاس يقول : يرحم الله عمر ما كانت المتعة
الاّ رحمة من الله رحم بها أمّة محمّد ـ صلّى الله عليه
__________________
وآله ـ ولو لا
نهيه عنها ما احتاج أحد الى الزّنا الاّ شفى قال عطاء : والله لكأنّى أسمع
__________________
قوله : الآن الاّ
شفى.
قال عطاء : فهى
الّتي فى سورة النّساء ( فَمَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ ) قال : الى كذا
وكذا من الأجل على كذا وكذا. [ قال
: ] وليس بينهما وراثة ، فان بدا
لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم ، وان تفرّقا فنعم وليس بنكاح.
قال عطاء : وسمعت
ابن عبّاس يراها الآن حلالا .
وأخبرنى أنّه كان
يقرأ : فما استمتعتم به منهنّ الى أجل مسمّى [ فآتوهنّ أجورهنّ قال ابن عبّاس : قد
حرّف ابىّ : فما استمتعتم به منهنّ الى أجل مسمّى ].
__________________
وروى هشام عن ابن جريج
قال : أخبرنى أبو الزّبير قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : استمتعنا أصحاب
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ حتّى نهى عمر فى شأن عمرو بن حريث وقال جابر : اذا انقضى
الأجل فبدا لهما أن يتعاودا فليمهرها مهرا آخر.
قال : وسأله بعضنا
: كم تعتدّ؟
قال : حيضة واحدة
كى تعتدّ بها المستمتع بهنّ.
وروى بشر بن المفضّل قال : حدّثنا
داود بن أبى هند عن أبى نضرة قال :
__________________
سألت ابن عبّاس عن
متعة النّساء فقال : أو ما تقرأ سورة النّساء قلت : بلى ، قال : وما تقرأ فيها : فما استمتعتم به منهنّ الى أجل مسمّى؟ ـ قال : لو قرأتها هكذا لم أسألك عنها قال : فانّها كذلك.
وروى وكيع قال : حدّثنا عيسى القارى عن عمر بن مرّة عن سعيد بن جبير أنّه قرأ : فما
استمتعتم به منهنّ الى أجل مسمّى.
وروى أبو ثور وهشام بن يوسف عن معمر عن الأعمش قال : ما يختلف
__________________
اثنان عن عليّ ـ صلوات
الله عليه ـ أنّه قال : لو لا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى فتيانكم هؤلاء.
وروى بشر بن المفضّل
عن أبى قلابة قال : قال عمر : متعتان كانتا على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنا أنهى عنهما ؛ وأعاقب عليهما ؛ متعة النّساء ومتعة الحجّ.
[ وروى بشر بن المفضّل
قال : حدّثنا داود بن أبى هند عن سعيد بن المسيّب أنّ عمر نهى عن متعة النّساء
ومتعة الحجّ ].
وروى عبد الوهّاب عن
أيّوب عن أبى قلابة أنّ عمر قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنا أنهى عنهما وأضرب فيهما.
__________________
وروى يزيد بن هارون عن يحيى
بن سعيد [ عن نافع ] عن ابن عمر قال : قال عمر : لو تقدّمت فى متعة النّساء
لرجمت فيها .
فهذه رواياتكم عن علمائكم فى
المتعة انّها كانت حلالا على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وعهد أبى بكر وصدر من إمارة عمر ثمّ نهى عنها عمر
برواياتكم .
__________________
ثمّ أنتم تروون
بعد هذا أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ نهى عنها يوم خيبر وتروون أنّه أمر الصّحابة بها يوم
الفتح ثمّ نهاهم عنها والفتح كان بعد خيبر فهذا تناقض رواياتكم واختلافها.
ثمّ تروون أنّ ابن
عبّاس نهى عنها وأنّ عليّا ـ صلوات الله عليه ـ قال لابن ـ عبّاس : انّك امرؤ تائه
وابن عبّاس قد كان يفتى بها بعد عليّ ـ صلوات الله عليه ـ وأصحاب ابن عبّاس
عطاء وسعيد بن جبير وطاوس وقول عليّ ـ عليهالسلام ـ : لو لا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى فتيانكم واقرار عمر على
نفسه فى قوله : متعتان
__________________
كانتا على عهد
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما فلو كان النّبيّ (ص) نهى عنهما
لقال : متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) ثمّ نهى عنهما فأنا أنهى عمّا نهى عنه
رسول الله (ص). وحديث جابر بن عبد الله : كنّا نستمتع على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأبى بكر حتّى نهى عنها عمر بن الخطّاب ، فلئن زعمتم أنّ عمر بن الخطّاب
نهى عمّا أمر الله به فى كتابه وأمر رسول الله به النّاس لقد نسبتم عمر الى
الخلاف على الله وعلى رسوله بروايتكم هذه ، ولئن كان عمر نهى عمّا نهى عنه رسول
الله (ص) لآية نسخت آية المتعة ثمّ لم يعرف ذلك عليّ ـ صلوات الله عليه ـ وابن
عبّاس وجابر بن عبد الله الأنصارىّ وابن مسعود والتّابعون مثل عطاء وسعيد بن جبير
وطاوس وعرفتموه أنتم بعد مائتي سنة ؛ انّ هذا لهو العجب.
وان زعمتم أنّكم
قد رويتموه عن هؤلاء الرّاوين [ جميعا فى التّحليل والتّحريم ] فانّما يكون
التّحليل والتّحريم على لسان النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ليس لأحد
__________________
من النّاس أن يحلّ
ولا يحرّم بعد النّبيّ (ص) فكيف جاز لهؤلاء ان يحلّلوا بعد النّبيّ (ص)
ما حرّم النّبيّ فى حياته ؟!
فان قلتم : انّهم
قد سمعوا من النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ التّحليل ولم يسمعوا التّحريم ؛ فكيف يكون ذلك
وأنتم تروون عنهم أنّهم حلّلوا ذلك بعد النّبيّ (ص) وتروون عنهم أنّهم حرّموا ذلك بعد
النّبيّ (ص) فهذا تخليط فى الدّين ينكره أولو الألباب .
ذكر متعة
الحجّ
وأخبرونا عن
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه كان حرّم متعة النّساء ونهى
__________________
عنها فهل تروون
عنه أنّه نهى عن متعة الحجّ [ وما معنى نهى عمر عن متعة الحجّ ] وقد قال الله
تعالى : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى
الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) وتروون عن
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه حجّ حجّة الوداع وأفرد الحجّ وساق الهدى فلمّا دخل
مكّة وطاف بالبيت وخرج الى الصّفا فصعد عليه أتاه جبرئيل وهو على الصّفا قائم فقال
له : مر أصحابك : من لم يسق منهم الهدى أن يحلّ ويجعلها متعة ؛ فقال رسول الله (ص)
لأصحابه : هذا جبرئيل يخبرنى أن آمركم : من لم يسق الهدى فليحلّ وليجعلها متعة ؛ فأحلّ
كلّ من لم يسق الهدى فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : لو أنّى استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت مثل ما
فعلتم ولكن قد سقت [ الهدى ] ولا يجوز لى ان احلّ حتّى يبلغ الهدى محلّه ، فقام إليه
رجل فقال له : يا رسول الله ألعامنا هذا او للابد؟ ـ فقال : للأبد ثمّ شبّك بين
أصابعه ثمّ قال : دخلت العمرة فى الحجّ هكذا الى يوم القيامة.
__________________
فهذه الرّواية لا
تنكرونها قد روتها الفقهاء والعلماء ؛ فلئن صحّحتم الرّواية وصحّحتم على عمر أنّه
نهى عمّا أمر به رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لقد رميتموه بالعظيم ، وان أنتم لم تصحّحوا الرّواية عن
النّبيّ (ص) أنّه أمر بمتعة الحجّ لقد رميتم فقهاءكم وعلماءكم بالكذب على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ بروايتكم .
... الى الشّام فقتل من قتل ثمّ
توجّه الى الخوارج فقتلهم ؛ فان كان تعمّد قتل هؤلاء بلا عهد من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لقد أوجبتم له النّار وغضب الله عليه ولعنه ، فهذه وقيعتكم فى أصحاب محمد (ص).
هذا ؛ وقد روى
قبيصة بن عقبة أبو عامر وهو من فرسان أصحابكم قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة
عن ثابت عن الحسن أنّ قيس بن عبادة وحارثة بن قدامة أتيا عليّا
__________________
ـ عليهالسلام ـ فقالا : هذا الّذي تدعو
إليه أشيء عهده أليك رسول الله (ص) أو رأى رأيته؟ ـ فقال : ما لكما
ولهذا ؛ أعرضا عن هذا ، قالا : لا نعرض حتّى تخبرنا ، قال : ما عهد إليّ رسول الله
(ص) شيئا اخبر النّاس به الاّ كتابا فى قراب سيفى ثمّ سلّه .
وروى شبابة بن سوّار
المدائنيّ من أعدى النّاس لعلىّ قال : حدّثنا أبو بكر الهذلىّ عن
الحسن قال : لمّا قدم عليّ البصرة قام إليه ابن الكوّاء وقيس بن عبادة فقالا : ألا
تحدّثنا عن مسيرك هذا الّذي سرت إليه تستولى فيه الامر وتضرب النّاس بعضهم ببعض أعهد من رسول
الله (ص) عهده أليك؟ ـ فحدّثنا فأنت الموثوق به المأمون على ما
سمعت أو رأى رأيته حين تفرّقت الامم واختلفت الأهواء؟ ـ فقال : أمّا أن يكون عهد
من رسول الله (ص) إليّ ؛ فلا ( فى حديث طويل ) يخبره فيه أنّ رسول الله ـ (ص) لم
يعهد إليه فى قتال من قاتل ؛ والحديثان جميعا يسند ان الى الحسن البصرىّ حديث
قبيصة وحديث شبابة وقد اختلفا فى الحديثين عن عليّ واختلفا فى
__________________
الرّجلين اللّذين
سألاه فهذا ما يستدلّ به على كذبكم وتخليطكم.
وروى محمّد بن أبى
الفضل عن سالم بن أبى حفصة عن مازن العائدىّ قال سمعت عليّا صلوات الله عليه يقول : ما وجدت الاّ
السّيف او الكفر بما أنزل على محمّد ـ (ص) ـ وروى محمّد بن الفضل وأبو زهير عبد
الرّحمن بن المغراء قالا : حدّثنا الأجلح عن قيس بن مسلم وأبى كلثوم عن ربعى
بن حراش قال : سمعت عليّا صلوات الله عليه بالمدائن يقول : جاء سهيل بن عمرو الى
رسول الله : ـ (ص) ـ فقال : يا محمّد انّ رجالا من أبنائنا وأقربائنا خرجوا معك
ليس بهم الدّين فارجعهم إلينا فقال ابو بكر : صدق يا رسول الله ، فقال رسول الله ـ (ص) :
لن تنتهوا يا معاشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلا قد امتحن الله قلبه للايمان
يضرب رقابكم على الدّين وانتم تجفلون عنه اجفال النّعم فقال أبو بكر : أنا هو يا
رسول الله؟ ـ فقال (ص) : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ ـ فقال : لا ولكنّه
خاصف النّعل وفى يدى نعل أخصفها
__________________
لرسول الله ـ (ص)
ـ.
وروى اسحاق بن
اسماعيل عن عمرو بن أبى قيس عن ميسرة النّهدىّ عن المنهال بن عمرو الأسدىّ قال :
أخبرنى رجل من بنى تميم قال : نزلنا مع عليّ صلوات الله عليه ـ ذاقار ونحن نرى
أنّا سنختطف من يومنا ، فقال : والله لتظهرنّ على هذه القرية ولتقتلنّ هذين
الرّجلين يعنى طلحة والزّبير ولتستبيحنّ عسكرهما فقال التّميمىّ : فأتيت ابن عبّاس
فقلت : أما ترى ابن عمّك ما يقول ...؟! والله ما نرى أن نبرح حتّى نختطف من يومنا
: فقال ابن عبّاس : لا تعجل حتّى ننظر ما يكون فلمّا كان من أمر البصرة ما كان
أتيته فقلت : لا أرى ابن عمّك الاّ قد صدق فقال : ويحك انّا كنّا نتحدّث أصحاب
محمّد أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ عهد إليه ثمانين عهدا ولعلّ هذا ممّا عهد إليه فهذا [ هو
] الدّليل على أنّه لم يقتل من قتل ولم يجرّد السّيف فى المسلمين الاّ بعهد عهده
إليه رسول الله ـ (ص) ـ الاّ أنّكم أردتم أن تلزموه الخطأ فى الأمر العظيم وتصرفون
ذلك عن غيره تعدّيا وظلما وجرأة على الله فبعدا للقوم الظّالمين.
وروى إسحاق بن
إسماعيل ، عن هيثم بن بشير عن اسماعيل بن سالم عن أبى ـ ادريس عن عليّ بن أبى طالب ـ صلوات
الله عليه ـ أنّه قال : فيما عهد إليّ النبىّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ انّ الأمة ستغدر بك بعدى. وروى عن حمّاد الابحّ عن ابن ـ عوف عن ابن سيرين عن
عبيدة السّلمانى قال : لمّا قتل عليّ ـ صلوات الله عليه ـ
__________________
أهل النّهروان قال
: انظروا هل تجدون رجلا مخدج اليد فطلبوه فلم يقدروا عليه ، ففتّشوه فوجدوه فى القتلى فى
حفرة فأخرجوه فاذا عضده كأنّها ثدى امرأة فقال عليّ (ع) : صدق الله ورسوله لو لا
أن تبطروا لأخبرتكم بما وعد الله من يقتل هؤلاء
__________________
على لسان نبيّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقال له أبو عبيدة السّلمانىّ : أنت سمعت هذا من رسول الله (ص)؟ ـ قال : اى
وربّ الكعبة.
وروى يحيى بن يعلى
الحاشرىّ عن يونس بن خبّاب عن أنس بن مالك
قال : خرجت أنا وعليّ بن أبى طالب مع النّبيّ ـ (ص) ـ فى حيطان المدينة فمررنا
بحديقة فقال عليّ : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله! فقال : حديقتك فى الجنّة
أحسن منها ؛ حتّى عدّ سبع حدائق ، ثمّ وضع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ رأسه هاهنا من عليّ ـ صلوات الله عليه ـ وأومى بيده الى منكبيه ثمّ بكى
رسول الله ـ (ص) فقال عليّ : ما يبكيك يا رسول الله؟ ـ فقال : ضغائن فى صدور أقوام لن يبدوها حتّى يفقدونى أو يفارقونى .
__________________
وروى عبد الرّزّاق
عن أبيه عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف قال : سمع عليّ بن أبى طالب صلوات
الله عليه ـ ضوضاة فى عسكره فقال : ما هذا؟ ـ فقيل :
__________________
قتل معاوية ، فقال
: كلاّ وربّ الكعبة لا يقتل حتّى تجتمع الأمّة عليه فقيل له : يا أمير المؤمنين
فبم تقاتله؟ ـ قال : ألتمس العذر فيما بينى وبين الله.
فهذه أحاديث
يرويها فقهاؤكم الّذين تثقون بهم على أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد عهد الى عليّ ـ صلوات الله عليه ـ امورا وأسرّها إليه وأخبره بما يلقاه
بعده وعهد إليه فى ذلك عهودا وأنتم تكذّبونه وتدفعونه بجهدكم بغضا له وحسدا
فان كذّبتم بها فانّما تكذّبون أصحابكم وفقهاءكم.
ثمّ روايتكم على
عبد الله بن عمر أنّ رجلا سأله عن مسألة وعنده رجل من اليهود يقال له : يوسف ، فقال
ابن عمر : سل يوسف ؛ فانّ الله يقول : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ ـ الذِّكْرِ
إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فزعمتم أنّ ابن عمر قال : انّ أهل الذّكر الّذين أمر الله
أن نسألهم هم اليهود والنّصارى ، ولو سألنا اليهود والنصارى عن ديننا لدعونا الى ما فى
__________________
أيديهم ، فهذا من
عجائبكم وكذبكم وروايتكم الباطل على اصحاب رسول الله ـ (ص) ـ.
ثمّ روايتكم عن
ابن عمر أنّه قال : لمّا بايع النّاس أبا بكر : سمعت سلمان الفارسى ـ رضى الله عنه
ـ يقول : كرديد ونكرديد أما والله لقد فعلتم فعلة أطمعتم فيها
__________________
الطّلقاء ولعناء
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله قال ابن عمر : فلمّا سمعت سلمان يقول ذلك أبغضته وقلت : لم
يقل هذا الاّ بغضا منه لأبى بكر.
قال ابن عمر :
فأبقانى الله حتّى رأيت مروان بن الحكم يخطب على منبر ـ رسول الله ـ (ص) ـ : فقلت
: ـ رحم الله أبا عبد الله ـ لقد قال ما قال بعلم كان عنده.
فلئن كان ما رويتم
من قول سلمان حقّا لقد خطّأ سلمان أصحاب محمد ـ (ص) ـ فى بيعة أبى بكر ، ولئن كان
باطلا لقد كذبتم على سلمان وهو من خيار أصحاب محمّد ـ (ص) ـ ومن اشتاقت إليه
الجنّة بروايتكم فلستم تنجون من احدى الخلّتين.
وزعمتم عن ابن عمر
أنّ رجلا سأله عن مسألة فلم يدر ما يجيبه فقال له : اذهب الى ذلك الغلام فاسأله
وأعلمنى ما يجيبك وأشار له الى أبى جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ـ صلوات الله
عليهم فأتاه الرّجل فأجابه فرجع الى ابن عمر فأخبره فقال ابن عمر :
انّهم قوم مفهمون .
ثمّ تروون عن عليّ
بن أبى طالب ـ صلوات الله عليه ـ أنّه قال لأبى جحيفة
__________________
وقد سأله : هل
عندكم شيء سوى الوحى؟ ـ فقال : لا والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة الاّ أن يعطى
الله فهما فى كتابه أو ما فى الصّحيفة ، قلت : وما فى الصّحيفة؟ قال : العقل ، وفكاك
الأسير ، وأن لا يقتل المسلم بكافر.
__________________
وأنتم تزعمون أنّ
الشّيعة يقولون : انّ آل محمّد يلهمون العلم الهاما بغير تعليم فأنتم
الّذين تروون ذلك اذ رويتم أنّ ابن عمر قال : انّهم قوم مفهّمون وأنّ عليّا قال
: ما عندى سوى الوحى الاّ أن يعطى الله فهما فهل الفهم الاّ إلهام يلهمه الله
__________________
العبد ؟ وأنتم تزعمون
أنّ الرّأى مباح لكم اذا ورد عليكم ما لا تجدونه فى الكتاب ولا ـ فى السّنّة فهل
الرّأى الاّ إلهام يلقيه الله فى قلب الرّجل فيقول به؟! وكذلك الالهام يلهمه الله
الرّجل فيقول به.
مع أنّ الشّيعة لا
تقول بذلك ولا تؤمن بما تقولون به من الرّأى
والالهام والدّليل على ذلك قول عليّ بن أبى طالب ـ صلوات الله عليه ـ ؛ ما عندنا
الاّ ما فى كتاب الله أو ما فى الصّحيفة وصدق عليّ ـ عليهالسلام ـ ما كان عنده الاّ ما فى كتاب الله لأنّ كتاب الله يجمع
العلم كلّه الّذي يحتاج إليه النّاس فى أمر دينهم فكلّ ما كان فى الصّحيفة فهو
تفسير لما فى كتاب الله.
وأنتم تنفرون أن يقال : عند آل
محمّد صحيفة فيها علم الحلال والحرام بخطّ عليّ واملاء رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فان كان ما رووه عنهم حقّا انّهم قالوا
__________________
ذلك فليس بعظيم
ولا منكر أن يكون عليّ بن أبى طالب ـ صلوات الله عليه ـ
__________________
عليهمالسلام
كتب ما سمع من
رسول الله فأثبته وورّث العلم ولده وأنتم الفقيه منكم يورث ولده المائة
__________________
جلد أو أكثر أو
أقلّ ممّا قد سمع وكتب فلا ينكر ذلك بعضكم على بعض ، وتنكرون
__________________
على أن يكون عليّ
ـ صلوات الله عليه ـ كتب عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ
__________________
ما سمع منه ويعظم
ذلك عندكم وأنتم تروون عنه أنّه كان يقول : كنت والله أسأل فأعطى ،
__________________
وأسكت فأبتدى وبين
الجوانح منّى علم جمّ فاسألونى .
__________________
ثمّ تروون عن
الحسن والحسين ـ صلوات الله عليهما ـ أنّهما كانا يكتبان علم
__________________
عليّ (ع) عن الحارث الأعور ؛ فو الله لئن كان عليّ يبذل علمه للنّاس ويبخل به عن ولده
فلقد رميتموه بالعظيم وما لا يمكن أنّه كان يخصّ النّاس بعلمه ويكتمه ولده وهم رجال قد بلغوا وولد لهم وشهدوا معه حروبه.
وأخرى أنّكم تروون عن الشّعبىّ أنّه
كان يقول اذا حدّث عن الحارث
__________________
الأعور : حدّثني
الحارث الأعور ، وكان والله كذّابا ؛ فلئن صدق الشّعبىّ عن الحارث أنّه كان كذّابا
لقد نسبتم ابنى رسول الله وسيّدى شباب أهل الجنّة أنّهما كانا يأخذ ان العلم عن
الكذّاب ، ولئن كان الشّعبىّ كذب على الحارث انّكم لتأخذون علمكم عنه وهو كذّاب
يكذب على العلماء ، ولئن كان ما رويتم عن الشّعبىّ باطلا ولم يقله لقد كذبتم عليه
ورميتموه بالكذب والزّور فلستم تخلصون من إحدى هذه الثلاث ؛ وأنتم تزعمون أنّكم أهل السّنّة والجماعة.
ثمّ تروون أنّ
عليّ بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ وكان من أعلم آل رسول الله فى زمانه وأشدّهم عبادة واجتهادا
أنّه سأل رجلا من أهل العراق فقال : ما فعل سعيد بن جبير؟ قال : قلت : صالح قال :
ذلك رجل كان يمرّ بنا فنسأله عن أشياء من أمر ديننا .
__________________
فزعمتم أنّ عليّ
بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ [ كان ] يحتاج أن يسأل سعيد ابن جبير وأنتم تروون عن
سعيد بن جبير أنّه كان يفتى النّاس بمتعة النّساء ويقول : هى
__________________
أحلّ من شرب الماء
وأنتم تروون أنّ المتعة الزّنا وقد نهى عنها رسول الله (ص) فتزعمون أنّ عليّ بن
الحسين ـ صلوات الله عليه ـ كان يسأل رجلا عن دينه والرّجل مستحلّ للزّنا عندكم
تعالى الله عمّا تقولون علوّا كبيرا.
__________________
ثمّ ما رواه وكيع
عن الفضيل بن مرزوق عن الحسن بن الحسن بن عليّ أنّه قال : مرقت علينا الرّافضة كما مرقت الخوارج على عليّ ـ صلوات الله عليه
ـ وان أمكننا الله منهم لا نقبل منهم توبة ، وذلك أنّهم ادخلوا باب
التّقيّة فاذا شاءوا أن يكونوا ؛ كانوا ، وانّما التّقيّة باب رخصة
للمسلم يدرأ بها عن نفسه اذا خاف ، والفضل فى القيام بأمر الله.
فانظروا ما تروون
وما تنسبون إليه ولد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأنّهم
__________________
يخالفون الله
ورسوله ويزعمون أنّهم لا يقبلون توبة ممّن تاب والله يقول : ( وَهُوَ
الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ
وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ) فى آيات كثيرة فى كتاب الله يخبر عباده أنّه يقبل توبتهم
اذا تابوا من الشّرك ومن الذّنوب.
وقد قبل عليّ بن
أبى طالب ـ عليهالسلام ـ توبة الخوارج يوم خرجوا عليه بحر وراء ورئيسهم يومئذ
ابن الكوّاء فلمّا كلّمهم وحاجّهم رجعوا وتابوا ؛ فقبل منهم. ثمّ قد رويتم عنه ـ صلوات
الله عليه ـ أنّه كان يخطب النّاس على منبر الكوفة فحكمت عليه الخوارج من نواحى
المسجد يقولون : لا حكم الاّ لله ؛ فقطع خطبته ثمّ أقبل عليهم فقال : حكم الله
أنتظر فيكم كلمة حقّ يلتمس بها باطل أما انّ لكم عندنا يا معشر الخوارج ثلاثا لا
نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع
أيدينا ، ولن نقاتلكم حتّى تبدءونا ، ثمّ خرجوا عليه يوم النّهروان فخرج إليهم
فحاجّهم فرجع منهم أقوام وتابوا ؛ فقبل توبتهم وكفّ عنهم ، وأبى الآخرون أن يتوبوا
؛ فقاتلوه ؛ فقتلهم أجمعين الاّ نفرا منهم يسيرا أصابهم جراحات فأتوه فتابوا ؛
فقبل منهم وخلّى سبيلهم.
فزعمتم فى روايتكم
عن الحسن بن الحسن أنّه قال : إن أظفرنى الله بمن يخالفنى
__________________
فتاب من مخالفته
قتلته ولم أقبل توبته ، والرّافضة عند الحسن بن الحسن ان كان قال هذا القول هم
الّذين لا يرون قتال أحد من المسلمين الاّ مع إمام عدل عالم بما يأتى ويذر ؛ فان
كان لا يقبل التّوبة من هؤلاء فهو والله منكم ومن توبتكم ان ظفر بكم أجدر أن لا
يقبل لأنّكم الطّاعنون عليه والرّادّون لقوله وهو يرى سفك دمائكم ودماء أئمّتكم
قربة الى الله واستباحة أموالكم ، أما تسمعون الى قوله : وانّما الفضل فى القيام
بأمر الله أى تجريد السّيف وقتل من خالفه ، ولو جعلتم للّذين تسمّونهم الرّافضة ما
فى الارض من ذهب أو فضّة على أن يستحلّوا قتل رجل مسلم أو أخذ ماله ما استحلّوا
ذلك الاّ مع امام مثل عليّ ـ صلوات الله عليه ـ فى علمه بما يأتى وما يذر ، وهو
المهدىّ الّذي تروون أنّه يعدل بين النّاس ، فان كذبتم على الحسن أنّه قال : لا
أقبل من مذنب توبة ؛ فقد كذبتم على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وكذبتم على أصحابه ، وإن كنتم صدقتم عليه فانّ الحسن بن
الحسن رجل من أهل بيت رسول الله ـ (ص) ـ يخطئ ويصيب ليس هو بنبىّ ولا وصىّ نبىّ انّما
هو رجل غضب فتكلّم فى غضبه بكلمة قد علم حين رضى أنّه قد أخطأ.
ثمّ ما رويتم عن
أبى جعفر محمّد بن عليّ ـ صلوات الله عليه ـ أنّه قال : لو قد قام قائمنا
بدأ بالّذين ينتحلون حبّنا ؛ فيضرب أعناقهم فانّما عناكم أبو جعفر بذلك لانّكم
تنتحلون حبّهم وتزعمون أنّكم أنتم شيعتهم.
وانّما المنتحل
الّذي ينتحل الشّيء وليس هو عليه وينسب نفسه إليه وليس هو منه ، فأمّا من خلصت
مودّته لآل محمّد ـ عليهمالسلام ـ ونيّته فصار بذلك عند العامّة مهجورا لا تقبل له شهادة ،
ولا يزوّج إن خطب ، ولا يصلّى خلفه ، ولا يعاد إن مرض ، ولا يصلّى عليه إن مات ، وهو
عند السّلطان مضروب ومحبوس ومقتول فاذا
__________________
قام القائم (ع) [
على ما ] زعمتم بدأ بهم فقتلهم فهذا غير حكم الله وحكم رسوله فهذا ما تنسبون إليه
آل رسول الله ـ عليهمالسلام ـ وانّما تريدون بذلك عيبهم وتهجينهم وأنتم تروون أنّ رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال لعلىّ ـ عليهالسلام ـ : يا عليّ أنت وشيعتك فى الجنّة ، وتروون عن أمّ سلمة
زوج النّبيّ ـ رضى الله عنها ـ أنّها قالت : سمعت رسول الله ـ (ص) ـ يقول : شيعة
عليّ هم الفائزون فالويل لمن كفر بالله ، أما ـ تعقلون ما تروون وما تحكمون؟ هل
يكون شيعة عليّ الاّ من تولاّه ، وعادى من عاداه ، وأطاع أمره ، ورضى بحكمه ، وتولّى
صالح ولده ...!؟
فان زعمتم أنّ
النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال له : إنّ قوما ينتحلون حبّك يقال لهم الرّافضة فان
لقيتهم فاقتلهم فانّهم مشركون ؛ وآية ذلك أنّهم يسبّون أبا بكر وعمر فالويل لمن كفر
بالله وكذب على رسول الله ، هل يشرك أحد بسبّ أحد أو يقتل أحد بسبّ أحد الاّ من
سبّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ.
__________________
وتروون أنّ عبد
الله بن سبأ اتى به الى عليّ بن أبى طالب وشهدوا عليه أنّه يشتم أبا بكر وعمر فلم يقتله وسيّره الى
المدائن ؛ فلو كان النّبيّ يقتل من سبّ أبا بكر وعمر هذا الّذي نسبتموه الى رسول
الله خلاف حكم الله وأنتم تروون أنّه لا يقتل أحد .
وروى شريك وغيره أن عمر
أراد بيع أهل السّواد فقال عليّ ـ صلوات الله
__________________
عليه ـ انّ هذا
مال أصبتموه ولم تصيبوا مثله فان بعتهم بقى من يدخل فى دين الله لا شيء له قال :
فما أصنع؟ ـ قال : دعهم سكرة للمسلمين فتركهم على أنّه عبيد.
__________________
ثمّ قال ـ صلوات الله عليه ـ : فمن أسلم
منهم فنصيبى منه حرام.
__________________
و أنتم اليوم تدعون
لهم المواشى وتقولون : لا صدقة عليها وانّما مال المملوك لمولاه ؛ وله من الغنم
والبقر والطّعام والحمير ما ليس للمسلمين لا ترون عليهم أكثر من
__________________
شبهة اخرى لهم
__________________
__________________
__________________
اثنى عشر وأربعة
وعشرين وثمانية وأربعين .
__________________
فلئن كانوا عندكم
أحرارا فقد طعنتم على عمر فيما أراد من بيعهم.
وروى أسد بن عمر القاضى أنّ عمر قال : من كان منكم عليه دين ولم يجد « بقية الحاشية فى
الصفحة الماضية »
__________________
ما يقضى دينه وله
جار من أهل السّواد فليبع جاره ويقض دينه فأوجب أنّهم عبيد ولم يوافقه عليه أحد من الصّحابة .
__________________
فان كان قال حقّا
فقد خالفوه ، وان كان قال باطلا فقد نسبتم إليه الباطل فقد
__________________
رحمهالله
رجعت الوقيعة منكم
ومنهم فيه .
ورويتم أنّه قضى
فى المفقود أن تربّص امرأته أربعة سنين فان قدم
والاّ تزوّجت ؛
__________________
فان قدم الزّوج
الأوّل بعد فيخيّر بين امرأته والصّداق ؛ فأيّهما اختار دفع إليه والأمّة.لا مجمعة
على خلاف هذا .
فلا طعن على رجل
__________________
عير الى ثور فمن أحدث فيها
حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة
__________________
والنّاس أجمعين وأشهد أنّ عليّا قد أحدث فيها فقال له رجل : كذب
__________________
__________________
على الفاعل والمفعول فمعنى
الكسر من نصر جانيا او آواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه والفتح هو
الامر المبتدع نفسه
__________________
أبو هريرة .
فو الله لئن كان أبو
هريرة صادقا لقد صارت لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين
__________________
على معاوية بن أبى
سفيان وبطلت الرّوايات الّتي رويت من مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب صلوات
الله عليه عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله وكذب من روى فيه
__________________
عليهالسلامعليهالسلام
تلك المناقب ، ولئن
كان أبو هريرة كذب فى قوله وكذّب لقد هلك من يروى عنه الحديث لأنّ الرّجل اذا
استحلّ كذبه فقد هلك فى كذبه.
فلمّا بلغ معاوية
قوله فى عليّ ـ عليهالسلام ـ أكرمه وأجازه وولاّه المدينة
__________________
عليهالسلام ـ صلىاللهعليهوآله
فهذا من كذبكم على
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فامّا أن تكونوا قد صدّقتم أبا هريرة وصدق فى قوله
فتكونوا قد طعنتم على عليّ (ع) ورميتموه بالعجب ، وامّا أن تكونوا قد كذّبتم عليه
وكذب هو فى قوله فقد كذّبتم رجلا من أصحاب رسول الله (ص) تروون عنه الحلال والحرام
فلستم تنجون من إحدى الخصلتين.
ثمّ ما رواه يزيد
بن هارون عن أبى المعلّى الجريرىّ قال : حدّثنا
ميمون بن مهران قال : قلت لعبد الله بن عمر : حدّثني عن مقتل عمر فقال :
لمّا طعن عمر دعا الحارث بن كلدة الثّقفىّ وكان طبيبا فقال : اسقوه لبنا فأسقوه لبنا فخرج من جراحته محضا فقال له الحارث : اعهد ايّها الرّجل فلست
خلوا من أصحاب القبور ، فقال له النّاس : استخلف علينا ، فقال : ما أنا بالذّي
أتحمّلها حيّا وميّتا قالوا : فانّ المسلمين يرضون بعبد الله بن عمر فقال : حسب آل
عمر منها تحمّل رجل منهم الخلافة فقالوا : ألا
تشير علينا؟! فقال : لا أبالي أن أفضّل رءوس قريش ومن
سمّى رسول الله (ص) من أهل الجنّة سبعة نفر ؛ عليّ بن أبى طالب ، وعثمان بن عفّان
، وطلحة ،
__________________
والزّبير ، وسعد ،
وعبد الرّحمن بن عوف ، وسعيد بن زيد ؛ وليس من الأمر فى شيء. قالوا : يا أمير
المؤمنين قل فيهم فقال : لا يمنعنى من عثمان إلاّ عصبيّته وحبّه لقومه ، ولا
يمنعنى من عليّ بن أبى طالب إلاّ حرصه عليها وأنّه رجل تلعابة ولا يمنعنى من
__________________
__________________
حتى لو قدرنا أن خلقه حاصل
لعلى ـ عليهالسلام
الزّبير إلاّ أنّه
مؤمن الرّضا كافر الغضب ، ولا يمنعنى من طلحة إلاّ نخوته وكبره ، ولا يمنعنى من
سعد إلاّ فظاظته وعنفه ، ولا يمنعنى من عبد الرّحمن بن عوف إلاّ أنّه قارون هذه
الأمّة ، يجمعون فى البيت ثلاثا ، ويصلّى بالنّاس صهيب ، ويحضر عبد الله ابن عمر
مشيرا ووزيرا وليس له من الامر شيء فاذا استقام رأى خمسة وأبى واحد فاجلدوا عنقه
، وإن استقام رأى أربعة وأبى اثنان ؛ فاجلدوا أعناقهما ، وإن
استقام ثلاثة وأبى ثلاثة فتحاكموا الى عبد
الله بن عمر فأىّ الفريقين قضى لهم فاقتلوا الباقين ( فى حديث طويل ).
وفى رواية أخرى :
فان مضت ثلاثة أيّام ولم يبايعوا رجلا منهم فاقتلوهم جميعا.
__________________
فانظروا الى
روايتكم عن عمر وما نسبتموه إليه ان كنتم صادقين عليه فى قوله [ على ما ]
زعمتم : حسب آل عمر منها ؛ فو الله ان كانت لله رضى ما كان
ينبغى له أن يخرج آل عمر منها ، وان كانت لله سخطا ما كان ينبغى له أن يصرف عنها
ولده ويلقى فيها أصحاب رسول الله الّذين شهد لهم رسول الله (ص) أنّهم من
أهل الجنّة.
ثمّ زعمتم أنّه
اختار لهم قوما من أهل الجنّة ثمّ ذكرهم بما ذكرهم من التّنقّص انّ عثمان صاحب عصبيّة ، وعليّا تلعابة حريص عليها ، والزّبير مؤمن الرّضا كافر الغضب ، وطلحة صاحب نخوة وكبر
، وسعدا صاحب فظاظة وعنف ، وعبد الرّحمن قارون هذه الأمّة ؛ فهل
يعاب أحد بأشدّ ممّا عابهم به وزعم أنّه اختارهم لأمّة محمّد (ص) وهم بهذه الصّفة
الّتي وصف ، فلئن كنتم صادقين عليه أنّه فعل ذلك وتكلّم [ به ] وأمر بقتلهم فلقد
نسبتموه الى ما تنسب إليه الصّعاليك الّذين لا يخافون
الله ، ولئن كنتم كذبتم عليه لقد تحمّلتم بكذبكم عليه وزرا وإثما عظيما.
فهذه وقيعتكم فى
خيار أصحاب رسول الله (ص) وأنتم ترمون الشّيعة بذلك وهم
__________________
أتقى النّاس ممّا
ترمونهم به فى روايات كثيرة تروونها على أبى بكر وعمر وعثمان من أشنع ما يكون من
الرّواية عن قوم تزكّونهم وتأخذون الحديث عنهم لو كتبناها كلّها لاحتجنا الى أجلاد
كثيرة وفيما كتبنا وبيّنا بلاغ لقوم يعقلون.
ثمّ إقراركم على
الصّحابة أنّهم اختلفوا ؛ فان زعمتم أنّهم فى اختلافهم مطيعون ؛ فقد زعمتم أنّ
الله نهاهم عن الطّاعة لانّ الله قال : ( وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) ، وقال : ( وَلا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ
الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) ، وان زعمتم
أنّهم عاصون فى اختلافهم ؛ فقد وقعتم فيهم وزعمتم أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أمرنا بالاقتداء بالعصاة ، فهذا ما لا مخرج لكم منه.
فوجدناكم أخذتم عن
قوم رددتم أقاويلهم فى بعض وقبلتموها فى بعض وكنتم أنتم المختارين ممّا قالوا ؛
فما استحسنتم أخذتموه وقبلتموه ، وما كرهتم تركتموه ، وطعنتم على من زكّيتموه ، وزكّيتم
من طعنتم عليه ، فكنتم أئمّة أنفسكم فيما نقلوا إليكم واتّبعتم فى ذلك ظنّكم
وهواكم ، وتركتم شيئا ارتضاه بعضكم ، ورضيتم شيئا كرهه بعضكم ، ولا يخلو ما
اختلفتم فيه من أن يكون بعضه سخطا لله أو كلّه ، أو يكون رضى بعضه وكرها بعضه فترضون ما
يزعم بعضكم أنّ الله كرهه ، وتكرهون ما يزعم بعضكم أنّ الله رضيه فلا حقّا تعرفون ولا باطلا
تنكرون فكلّكم راض عمّن خالفكم
__________________
طاعن عليه.
ومن جهة أخرى تروون عن المرجئة ويروون عنكم ، وتروون عن القدريّة ويروون عنكم ، وتروون
عن الجهميّة ويروون عنكم ، فتقبلون منهم بعض أقاويلهم وتردّون عليهم بعضها ؛ فلا
الحقّ أنتم منه على ثقة ، ولا الباطل أنتم منه على يقين ، وأنتم عند أنفسكم أهل
السّنّة والجماعة فهذه صفتكم الّتي تعرفونها من أنفسكم وتنطق بها عليكم ألسنتكم
فالحمد لله الّذي بصّرنا ما جهلتم [ به ] وعرّفنا ما جحدتم به وله المزيد بذلك [ والحمد لله كثيرا وصلواته على سيّد الأوّلين والآخرين محمّد النّبيّ وآله الطّاهرين ].
عبارات
خواتم النّسخ
عبارة آخر نسخة ق
: « تمّ الكتاب بتوفيق من الله فى شهر رمضان سنة اثنى وسبعين بعد ألف وكتب من نسخة
كتب فيها : بلغ عرضا فصحّ بقدر الجهد وذلك بأصله المنقول منه ووقع الفراغ من
التّنميق فى محرّم سنة خمس وستّمائة.
الخطّ يبقى
زمانا بعد كاتبه
|
|
وصاحب الخطّ تحت
الأرض مدفون ».
|
عبارة آخر نسخة ق
: « تمّ الكتاب بتوفيق من الله تعالى بقلم الفقير عبد آل محمّد أحمد بن شرف الدّين
عليهم الصّلاة والسّلام ».
وفى هامشها بخطّ
المتن :
« بلغ قبالا من
الفاتحة الى الخاتمة والّذي فيه من الأوراق البيض قد سقط من نسخة الأصل يسّر الله
نسخه من نسخة أخرى وكان ذلك فى عدّة مجالس آخرها ليلة الخميس
__________________
ثامن عشر من شهر
صفر ختم بالخير والظّفر من شهور سنة تسعين وتسعمائة ؛ حرّره فقير ربّه الولىّ
محمّد عليّ عفى عنه بمحمّد وعليّ ».
وعبارة آخر نسخة
مث :
« وفى المنتسخ منه
: بلغ قبالا من الفاتحة الى الخاتمة ؛ والّذي فيه من الأوراق البيض قد سقط من نسخة
الأصل يسّر الله نسخه من نسخة أخرى وكان ذلك فى عدّة مجالس آخرها ليلة الخميس ثامن
عشر من شهر صفر ختم بالخير والظّفر سنة تسعين وتسعمائة ( انتهى ). »
وعبارة آخر نسخة
مج : « تمّ الكتاب بتوفيق من الله تعالى ».
وعبارة آخر نسخة ح
:
« تمّ كتابة على
نسخة مغلوطة كتبت على نسخة تأريخها تسعمائة وتسعون ، كانت ناقصة من أواسطها أوراق
مقدّرة بالبياض ؛ وانتهى على يد محمّد السّماوىّ بالنّجف لثمان بقين من ربيع ا [
لا ] وّل سنة ١٢٣٥ حامدا مصلّيا مسلّما ».
وعبارة آخر نسخة ج
:
« تمّ فى الثّاني
والعشرين من جمادى الثّانية من شهور سنة ١١١٨ ».
تأريخ
فراغى من التّصحيح البدوىّ والنّهائىّ :
تمّ تحرير ذلك بيد
العبد الآثم جلال الدّين بن القاسم الحسينىّ منتصف ليلة الجمعة وكانت اللّيلة
السابعة من شهر رمضان المبارك من سنة ١٣٩٠.
ومن الاتّفاق كان
تصحيحة النهائىّ بعد ترتيب الحروف ليلة الاربعاء وكانت اللّيلة السابعة من شهر
رمضان المبارك من سنة ١٣٩١.
فكانت الفاصلة بين
التصحيحين سنة كاملة قمريّة ؛ والحمد لله ربّ العالمين.
تعليقات
الكتاب
لمّا كان ما ذكره
ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة فى شرح هذه العبارة من أصل الكتاب : « وقال ـ عليهالسلام ـ لعمّار بن ياسر ـ رحمهالله تعالى ـ وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما : دعه يا
عمّار فانّه لم يأخذ من الدّين الاّ ما قاربه من الدّنيا وعلى عمد لبّس على نفسه
ليجعل الشبهات عاذرا لسقطاته » مشتملا على مطالب مهمّة مرتبطة بما فى كتاب الايضاح
للفضل بن شاذان غاية الارتباط وقد أشرنا فى ذيل بعض صفحات الكتاب الى ذلك ( انظر ص
٦٥ و ٣٧٦ ) رأينا من المهمّ أن ننقله هنا حتّى ينتفع به الناظرون فى ذلك الكتاب
والله المستعان وعليه التّكلان
قال ابن أبى
الحديد فى شرح الكلام المذكور ما نصّه :
( راجع ج ٤ ؛ ص
٤٥٣ ـ ٤٦٣ من النسخة المطبوعة بمصر سنة ١٣٢٩ )
« الشّرح ـ أصحابنا
غير متّفقين على السّكوت على المغيرة بل أكثر البغداديّين يفسّقونه ويقولون فيه ما
يقال فى الفاسق ، ولمّا جاء عروة بن مسعود الثّقفىّ الى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عام الحديبية نظر إليه قائما على رأس رسول الله مقلّدا سيفا فقال : من هذا؟
ـ قيل : ابن أخيك المغيرة قال : وأنت هاهنا يا غدر والله انّى الى الآن ما غسلت
سوأتك وكان اسلام المغيرة من غير اعتقاد صحيح ولا إنابة ولا نيّة جميلة كان قد صحب
قوما فى بعض الطّرق فاستغفلهم وهم نيام فقتلهم وأخذ أموالهم وهرب خوفا ان يلحق
فيقتل أو يؤخذ ما فاز به من أموالهم فقدم المدينة فأظهر الاسلام وكان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لا يردّ على أحد اسلامه أسلم عن علّة او عن اخلاص ، فامتنع بالاسلام واعتصم
وحمى جانبه.
ذكر حديثه أبو
الفرج عليّ بن الحسين الاصفهانىّ فى كتاب الاغانى
قال : كان المغيرة
يحدّث حديث اسلامه قال : خرجت مع قوم من بنى مالك ونحن على دين الجاهليّة الى
المقوقس ملك مصر فدخلنا الى الاسكندريّة وأهدينا للملك هدايا كانت معنا فكنت أهون
أصحابى عليه وقبض هدايا القوم وأمر لهم بجوائز وفضّل بعضهم على بعض وقصّر بى
فأعطانى شيئا قليلا لا ذكر له وخرجنا فأقبلت بنو ـ مالك يشترون هدايا لأهلهم وهم
مسرورون ولم يعرض أحد منهم على مواساة فلمّا خرجوا حملوا معهم خمرا فكانوا يشربون
منها فأشرب معهم ونفسى تأبى ان تدعنى معهم وقلت : ينصرفون الى الطّائف بما أصابوا
وما حباهم به الملك ويخبرون قومى بتقصيره بى وازدرائه ايّاى فأجمعت على قتلهم فقلت
: انّى أجد صداعا
فوضعوا شرابهم ودعونى فقلت : رأسى يصدع ولكن اجلسوا فأسقيكم فلم ينكروا من أمرى
شيئا فجلست أسقيهم وأشرب القدح بعد القدح فلمّا دبّت الكأس فيهم اشتهوا الشّراب
فجعلت أصرف لهم وأترع الكأس فأهمدتهم الخمر حتّى ناموا ما يعقلون فوثبت إليهم
فقتلتهم جميعا وأخذت جميع ما كان معهم وقدمت المدينة فوجدت النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ بالمسجد وعنده أبو بكر وكان بى عارفا فلمّا رآنى قال : ابن أخى عروة؟ ـ قلت
: نعم قد جئت أشهد أن لا إله الاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله ، فقال أبو بكر : من
مصر أقبلت؟ ـ قلت : عم قال : فما فعل المالكيّون الّذين كانوا معك؟ ـ قلت : كان
بينى وبينهم بعض ما يكون بين العرب ونحن على دين الشّرك فقتلتهم وأخذت أسلابهم
وجئت بها الى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ليخمّسها فانّها غنيمة من المشركين فقال رسول الله : أمّا
اسلامك فقد قبلته ولا نأخذ من أموالهم شيئا ولا نخمّسها لأنّ هذا غدر والغدر لا
خير فيه فأخذنى ما قرب وما بعد فقلت : يا رسول الله انّما قتلتهم وأنا على دين
قومى ثمّ أسلمت حين دخلت أليك السّاعة فقال ـ عليهالسلام ـ : الاسلام يجبّ ما قبله.
قال : وكان قتل
منهم ثلاثة عشر انسانا واحتوى على ما معهم فبلغ ذلك ثقيفا
بالطّائف فتداعوا
للقتال ثمّ اصطلحوا على ان حمل عمّى عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية.
قال : فذلك معنى
قول عروة يوم الحديبية : يا غدر أنا الى الامس أغسل سوأتك فلا أستطيع أن أغسلها.
فلهذا قال أصحابنا
البغداديّون : من كان اسلامه على هذا الوجه وكانت خاتمته ما قد تواتر الخبر به من
لعن عليّ ـ عليهالسلام ـ على المنابر الى ان مات على هذا الفعل وكان المتوسّط من
عمره الفسق والفجور واعطاء البطن والفرج سؤالهما وممالأة الفاسقين وصرف الوقت الى
غير طاعة الله كيف نتولاّه؟! وأىّ عذر لنا فى الامساك عنه؟! وأن لا نكشف للنّاس
فسقه؟!
وحضرت عند النّقيب
أبى جعفر يحيى بن محمّد العلوىّ البصرىّ فى سنة احدى عشرة وستّمائة ببغداد وعنده
جماعة وأحدهم يقرأ فى الاغانى لأبى الفرج فمن ذكر المغيرة بن شعبة وخاض القوم
فذمّه بعضهم وأثنى عليه بعضهم وأمسك عنه آخرون فقال بعض فقهاء الشّيعة ممّن كان
يشتغل بطرف من علم الكلام على رأى الأشعرىّ : لواجب الكفّ والامساك عن الصّحابة
وعمّا شجر بينهم فقد قال أبو المعالى الجوينىّ : نّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ نهى عن ذلك وقال : ايّاكم وما شجر بين صحابتى. وقال : دعوا لى أصحابى فلو
أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه. وقال : أصحابى كالنّجوم
بأيّهم اقتديتم اهتديتم. وقال : خيركم القرن الّذي أنا فيه ثمّ الّذي يليه ثمّ
الّذي يليه ثمّ الّذي يليه. وقد ورد فى القرآن الثّناء على الصّحابة وعلى
التّابعين وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : وما يدريك لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا
ما شئتم فقد غفرت لكم.
وقد روى عن الحسن
البصرىّ أنّه ذكر عنده الجمل وصفّين فقال : تلك دماء طهّر الله منها أسيافنا فلا
نلطّخ بها ألسنتنا ثمّ انّ تلك الاحوال قد غابت عنّا وبعدت أخبارها على حقائقها
فلا يليق بنا ان نخوض فيها ولو كان واحد من هؤلاء قد أخطأ لوجب
ان يحفظ رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ فيه ومن المروءة أن يحفظ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى عائشة زوجته وفى الزّبير ابن عمّته وفى طلحة الّذي وقاه بيده ، ثمّ ما
الّذي ألزمنا وأوجب علينا ان نلعن أحدا من المسلمين او نبرأ منه وأىّ ثواب فى
اللّعنة والبراءة؟! انّ الله تعالى لا يقول يوم القيامة للمكلّف : لم لم تلعن؟ بل
قد يقول له : لم لعنت؟ ولو أنّ انسانا عاش عمره كلّه لم يلعن ابليس لم يكن عاصيا
ولا آثما ، واذا جعل الانسان عوض اللّعنة : أستغفر الله ؛ كان خيرا له.
ثمّ كيف يجوز
للعامّة ان تدخل أنفسها فى امور الخاصّة واولئك قوم كانوا أمراء هذه الأمّة
وقادتها ونحن اليوم فى طبقة سافلة جدّا عنهم فكيف يحسن بنا التّعرّض لذكرهم؟! أليس
يقبح من الرّعيّة ان تخوض فى دقائق امور الملك وأحواله وشئونه الّتي تجرى بينه
وبين أهله وبنى عمّه ونسائه وسراريه وقد كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ صهرا لمعاوية وأخته أمّ حبيبة تحته فالأدب ان تحفظ أمّ حبيبة وهى أمّ ـ المؤمنين
فى أخيها وكيف يجوز ان يلعن من جعل الله تعالى بينه وبين رسوله مودّة أليس
المفسّرون كلّهم قالوا : هذه الآية أنزلت فى أبى سفيان وآله وهى قوله تعالى : ( عَسَى
اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً
) ؛ فكان ذلك مصاهرة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أبا سفيان وتزويجه ابنته على أنّ جميع ما تنقله الشّيعة
من الاختلاف بينهم والمشاجرة لم يثبت وما كان القوم الاّ كبنى أمّ واحدة ولم
يتكدّر باطن احد منهم على صاحبه قطّ ولا وقع بينهم اختلاف ونزاع.
فقال أبو جعفر رحمهالله :
قد كنت منذ أيّام
علّقت بخطّى كلاما وجدته لبعض الزّيديّة فى هذا المعنى نقضا وردّا على أبى المعالى
الجوينىّ فيما اختاره لنفسه من هذا الرّأى وأنا أخرجه إليكم لأستغنى بتأمّله عن
الحديث على ما قاله هذا الفقيه فانّى أجد ألما يمنعنى من الاطالة فى الحديث لا
سيّما اذا خرج مخرج الجدل ومقاومة الخصوم ثمّ أخرج من بين كتبه كرّاسا قرأناه فى
ذلك المجلس واستحسنه الحاضرون وأنا أذكر هاهنا خلاصته.
قال : لو لا أنّ
الله تعالى أوجب معاداة أعدائه كما أوجب موالاة أوليائه وضيّق على المسلمين تركها
اذا دلّ العقل عليها او صحّ الخبر عنها بقوله سبحانه : لا تجد قوما يؤمنون بالله
واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم او أبناءهم او اخوانهم
او عشيرتهم وبقوله تعالى : ( وَلَوْ كانُوا
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ
أَوْلِياءَ ) وبقوله سبحانه : ( لا تَتَوَلَّوْا
قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) ، ولاجماع المسلمين على أنّ الله تعالى فرض عداوة أعدائه
وولاية أوليائه ، وعلى انّ البغض فى الله واجب والحبّ فى الله واجب لما تعرّضنا
لمعاداة أحد من النّاس فى الدّين ولا البراءة منه ولكانت عداوتنا للقوم تكلّفا ولو
ظننّا أنّ الله عزّ وجلّ يعذرنا اذا قلنا : يا ربّ غاب أمرهم عنّا فلم يكن لخوضنا
فى أمر قد غاب عنّا معنى لاعتمدنا على هذا القدر وواليناهم ولكنّا نخاف ان يقول
سبحانه لنا : ان كان أمرهم قد غاب عن أبصاركم فلم يغب عن قلوبكم وأسماعكم قد أتتكم
به الأخبار الصّحيحة الّتي بمثلها ألزمتم أنفسكم الاقرار بالنّبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ وموالاة من صدّقه ومعاداة من عصاه وجحده وأمرتم بتدبّر القرآن وما جاء به
الرّسول فهلاّ حذرتم من ان تكونوا من أهل هذه الآية غدا : ( رَبَّنا
إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ).
فأمّا لفظة اللّعن
فقد أمرنا الله تعالى بها وأوجبها ألا ترى الى قوله : ( أُولئِكَ
يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) فهو اخبار معناه
الأمر كقوله : ( وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ
بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) وقد لعن الله تعالى العاصين بقوله : ( لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ ) ، وقوله : ( إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا
وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) ، وقوله : (
مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ) ، وقال الله
تعالى لإبليس : ( وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ
الدِّينِ ) وقال : ( إِنَّ اللهَ لَعَنَ
الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ).
فأمّا
قول من يقول : أىّ ثواب فى اللّعن وانّ الله تعالى لا يقول للمكلّف : لم لم تلعن بل قد يقول
له : لم لعنت وانّه لو جعل مكان : لعن الله فلانا ؛ اللهمّ اغفر لى ، لكان خيرا له
، ولو أنّ انسانا عاش عمره كلّه لم يلعن ابليس لم يؤاخذ بذلك ؛ فكلام
جاهل لا يدرى ما
يقول : اللّعن طاعة ويستحقّ عليها الثّواب اذا فعلت على وجهها وهو ان يلعن مستحقّ
اللّعن لله وفى الله لا فى العصبيّة والهوى ألا ترى أنّ الشّرع قد ورد بها فى نفى
الولد ونطق بها القرآن وهو ان يقول الزّوج فى الخامسة : أن لعنة الله عليه ان كان
من الكاذبين فلو لم يكن الله تعالى يريد ان يتلفّظ عباده بهذه اللّفظة وانّه قد
تعبّدهم بها لما جعلها من معالم الشّرع ولما كرّرها فى كثير من كتابه العزيز ولما
قال فى حقّ القائل : وغضب الله عليه ولعنه وليس المراد من قوله : ولعنه ؛ الاّ
الأمر لنا بأن نلعنه ولو لم يكن المراد بها ذلك لكان لنا ان نلعنه لأنّ الله تعالى
قد لعنه أفيلعن الله تعالى انسانا ولا يكون لنا أن نلعنه ، هذا ما لا يسوغ فى
العقل كما لا يجوز أن يمدح الله انسانا الاّ ولنا ان نمدحه ولا يذمّه الاّ ولنا أن
نذمّه وقال تعالى : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ ) ، وقال : ( رَبَّنا
آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ) ، وقال عزّ وجلّ
: ( وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ
غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا ).
وكيف يقول القائل
: انّ الله تعالى لا يقول للمكلّف : لم لم تلعن؟! ألا يعلم هذا القائل أنّ الله
تعالى أمر بولاية أوليائه وأمر بعداوة أعدائه فكما يسأل عن التّولّى يسأل عن
التّبرّى ألا ترى أنّ اليهودىّ اذا أسلم يطالب بأن يقال له تلفّظ بكلمة الشّهادتين
ثمّ قل : برئت من كلّ دين يخالف دين الاسلام فلا بدّ من البراءة لانّ بها يتمّ
العمل ألم يسمع هذا القائل قول الشّاعر :
تودّ عدوّى ثمّ
تزعم أنّنى
|
|
صديقك انّ
الرّأى عنك لعازب
|
فمودّة العدوّ خروج
عن ولاية الولىّ واذا بطلت المودّة لم يبق الاّ البراءة لأنّه لا يجوز ان يكون
الانسان فى درجة متوسّطة مع أعداء الله تعالى وعصاته بأن لا يودّهم ولا يبرأ منهم
باجماع المسلمين على نفى هذه الواسطة.
وأمّا قوله : لو
جعل عوض اللّعنة أستغفر الله لكان خيرا له فانّه لو استغفر من غير أن يلعن أو
يعتقد وجوب اللّعن لما نفعه استغفاره ولا قبل منه لأنّه يكون عاصيا لله تعالى
مخالفا أمره فى امساكه عمّن أوجب الله تعالى عليه البراءة منه واظهار البراءة ،
والمصرّ على بعض
المعاصى لا تقبل توبته واستغفاره عن البعض الآخر وأمّا من يعيش عمره ولا يلعن ابليس فان كان لا يعتقد وجوب لعنه فهو كافر ، وان كان يعتقد وجوب
لعنه ولا يلعنه فهو مخطئ على أنّ الفرق بينه وبين ترك لعنه رءوس الضّلال فى هذه
الامّة كمعاوية والمغيرة وأمثالهما انّ احدا من المسلمين لا يورث عنده الامساك عن
لعن ابليس شبهة فى أمر ابليس والامساك عن لعن هؤلاء وأضرابهم يثير شبهة عند كثير
من المسلمين فى أمرهم ؛ وتجنّب ما يورث الشّبهة فى الدّين واجب ، فلهذا لم يكن
الامساك عن لعن ابليس نظيرا للامساك عن أمر هؤلاء.
قال : ثمّ يقال
للمخالفين :
أرأيتم لو قال
قائل : قد غاب عنّا أمر يزيد بن معاوية والحجّاج بن يوسف فليس ينبغى أن نخوض فى
قصّتهما ولا ان نلعنهما ونعاديهما ونبرأ منهما هل كان هذا الاّ كقولكم : قد غاب
عنّا أمر معاوية والمغيرة بن شعبة وأضرابهما فليس لخوضنا فى قصّتهم معنى.
وبعد
كيف أدخلتم أيّها العامّة والحشويّة وأهل الحديث أنفسكم فى أمر عثمان وخضتم فيه
وقد غاب عنكم وبرئتم من قتلته
ولعنتموهم وكيف لم تحفظوا أبا بكر الصّدّيق فى محمّد ابنه فانّكم لعنتموه
وفسّقتموه ولا حفظتم عائشة أمّ المؤمنين فى أخيها محمّد المذكور ومنعتمونا ان نخوض
وندخل أنفسنا فى أمر عليّ والحسن والحسين ومعاوية الظّالم له ولهما المتغلّب على
حقّه وحقوقهما ، وكيف صار لعن ظالم عثمان من السّنّة عندكم ولعن ظالم عليّ والحسن
والحسين تكلّفا؟! وكيف أدخلت العامّة أنفسها فى أمر عائشة وبرئت ممّن نظر إليها
ومن القائل لها : يا حميراء أو انّما هى حميراء ولعنته بكشفه سترها ومنعتنا نحن عن
الحديث فى أمر فاطمة وما جرى لها بعد وفاة أبيها.
فان قلتم : انّ
بيت فاطمة انّما دخل وسترها انّما كشف حفظا لنظام الاسلام وكيلا ينتشر الأمر ويخرج
قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطّاعة ولزوم الجماعة قيل لكم : وكذلك ستر عائشة
انّما كشف وهودجها انّما هتك لأنّها نشرت حبل الطّاعة
وشقّت عصا
المسلمين وأراقت دماء المسلمين من قبل وصول عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ الى البصرة وجرى لها مع عثمان بن حنيف وحكم بن جبلة ومن كان معهما من
المسلمين الصّالحين من القتل وسفك الدّماء ما ينطق به كتب التّواريخ والسّير فاذا
جاز دخول بيت فاطمة لأمر لم يقع بعد جاز كشف ستر عائشة على ما قد وقع وتحقّق ، فكيف
صار هتك ستر عائشة من الكبائر الّتي يجب معها التّخليد فى النّار والبراءة من
فاعله ومن أوكد عرى الايمان وصار كشف بيت فاطمة والدّخول عليها منزلها وجمع حطب
ببابها وتهدّدها بالتّحريق من أوكد عرى الدّين وأثبت دعائم الاسلام وممّا أعزّ
الله به الدّين وأطفأ به نائرة الفتنة والحرمتان واحدة والسّتران واحد؟!
وما نحبّ ان نقول
لكم : انّ حرمة فاطمة أعظم ومكانها أرفع وصيانتها لأجل رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أولى فانّها بضعة منه وجزء من لحمه ودمه وليست كالزّوجة الأجنبيّة الّتي لا
نسب بينها وبين الزّوج وانّما هى وصلة مستعارة وعقد يجرى مجرى اجارة المنفعة وكما
يملك رقّ الامة بالبيع والشّراء ولهذا قال الفرضيّون : أسباب التّوارث ثلاثة ؛ سبب
ونسب وولاء ، والنّسب القرابة والسّبب النّكاح والولاء ولاء العتق ، فجعلوا
النّكاح خارجا عن النّسب ولو كانت الزّوجة ذات نسب لجعلوا الأقسام الثّلاثة قسمين
وكيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة وقد أجمع المسلمون كلّهم من يحبّها ومن
لا يحبّها منهم انّها سيّدة نساء العالمين.
قال
: وكيف يلزمنا
اليوم حفظ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى زوجته وحفظ أمّ حبيبة فى أخيها ولم تلزم الصّحابة
أنفسها حفظ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى أهل بيته ولا ألزمت الصّحابة أنفسها حفظ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى صهره وابن عمّه عثمان بن عفّان وقد قتلوهم ولعنوهم وقد كان كثير من
الصّحابة يلعن عثمان وهو خليفة منهم عائشة كانت تقول : اقتلوا نعثلا لعن الله
نعثلا ، ومنهم عبد الله بن مسعود ، وقد لعن معاوية عليّ بن أبى طالب وابنيه حسنا
وحسينا وهم أحياء يرزقون بالعراق وهو يلعنهم بالشّام على المنابر ويقنت عليهم فى
الصّلوات وقد لعن أبو بكر وعمر سعد بن
عبادة وهو حىّ
وبرئا منه وأخرجاه من المدينة الى الشّام ، ولعن عمر خالد بن الوليد لمّا قتل مالك
بن نويرة ، وما زال اللّعن فاشيا فى المسلمين اذا عرفوا من الانسان معصية تقتضى
اللّعن والبراءة.
قال :
ولو كان هذا
معتبرا وهو ان يحفظ زيد لأجل عمرو فلا يلعن لوجب ان تحفظ الصّحابة فى أولادهم فلا
يلعنوا لأجل آبائهم فكان يجب ان يحفظ سعد بن أبى وقّاص فلا يلعن عمر بن سعد قاتل
الحسين ، وان يحفظ معاوية فلا يلعن يزيد صاحب وقعة ـ الحرّة وقاتل الحسين ومخيف
المسجد الحرام بمكّة ، وان يحفظ عمر بن الخطّاب فى عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان
والمحارب عليّا ـ عليهالسلام ـ فى صفّين.
قال :
على أنّه لو كان
الامساك عن عداوة من عادى الله من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ من حفظ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى أصحابه ورعاية عهده وعقده لم نعادهم ولو ضربت رقابنا
بالسّيوف ولكن محبّة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لأصحابه ليست كمحبّة الجهّال الّذين يضع أحدهم محبّته
لصاحبه موضع العصبيّة وانّما أوجب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ محبّة أصحابه لطاعتهم لله فاذا عصوا الله وتركوا ما أوجب
محبّتهم فليس عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ محاباة فى ترك لزوم ما كان عليه من محبّتهم ولا تغطرس فى
العدول عن التّمسّك بموالاتهم فلقد كان ـ صلىاللهعليهوآله ـ يحبّ أن يعادى أعداء الله ولو كانوا عترته كما يحبّ ان
يوالى أولياء الله ولو كانوا أبعد الخلق نسبا منه ، والشّاهد على ذلك اجماع الامّة على أنّ الله تعالى قد أوجب عداوة من ارتدّ
بعد الاسلام وعداوة من نافق وان كان من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وانّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد أوجب قطع السّارق وضرب القاذف وجلد البكر اذا زنى وان
كان من المهاجرين او الأنصار ألا ترى أنّه (ص) قال : لو سرقت فاطمة لقطعتها ؛ فهذه
ابنته الجارية مجرى نفسه
لم يحابها فى دين
الله ولا راقبها فى حدود الله وقد جلد أصحاب الإفك ومنهم مسطح بن اثاثة وكان من
أهل بدر.
قال :
وبعد فلو كان محلّ
أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ محلّ من لا يعادى اذا عصى الله سبحانه ولا يذكر بالقبيح
بل يجب ان يراقب لأجل اسم الصّحبة ويغضى عن عيوبه وذنوبه لكان كذلك صاحب موسى
المسطور ثناؤه فى القرآن لمّا اتّبع هواه فانسلخ ممّا اوتى من الآيات وغوى قال
سبحانه : واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من
الغاوين ، ولكان ينبغى ان يكون محلّ عبدة العجل من أصحاب موسى هذا المحلّ لأنّ
هؤلاء كلّهم قد صحبوا رسولا جليلا من رسل الله سبحانه.
قال :
ولو كانت الصّحابة
عند أنفسها بهذه المنزلة لعلمت ذلك من حال أنفسهم لأنّهم أعرف بمحلّهم من عوامّ
أهل دهرنا واذا قدّرت أفعال بعضهم ببعض دلّتك على أنّ القصّة كانت على خلاف ما قد
سبق الى قلوب النّاس اليوم ، هذا عليّ وعمّار وأبو الهيثم ابن التّيهان وخزيمة بن
ثابت وجميع من كان مع عليّ ـ عليهالسلام ـ من المهاجرين والأنصار لم يروا ان يتغافلوا عن طلحة
والزّبير حتّى فعلوا بهما وبمن معهما ما يفعل بالشّراة فى عصرنا ، وهذا طلحة
والزّبير وعائشة ومن كان معهم وفى جانبهم لم يروا ان يمسكوا عن عليّ حتّى قصدوا
كما يقصد للمتغلّبين فى زماننا ، وهذا معاوية وعمرو لم ير يا عليا ـ عليهالسلام بالعين الّتي يرى بها العامّى صديقه أو جاره ولم يقصّرا دون ضرب وجهه بالسّيف
ولعنه ولعن أولاده و [ قتل ] كلّ من كان حيّا من أهله وقتل ـ أصحابه وقد لعنهما هو
أيضا فى الصّلاة المفروضات ولعن معهما أبا الاعور الاسلمىّ وأبا ـ موسى الاشعرىّ
وكلاهما من الصّحابة ، وهذا سعد بن أبى وقّاص ومحمّد بن مسلمة وأسامة بن زيد وسعد
بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله بن عمرو حسّان بن ثابت
وأنس بن مالك لم
يروا ان يقلّدوا عليّا فى حرب طلحة ولا طلحة فى حرب عليّ ـ وطلحة والزّبير باجماع
المسلمين أفضل من هؤلاء المعدودين لأنّهم زعموا أنّهم قد خافوا ان يكون عليّ قد
غلط وزلّ فى حربهما ، وخافوا ان يكونا قد غلطا وزلاّ فى حرب عليّ ، وهذا عثمان قد
نفى أبا ذرّ الى الرّبذة كما يفعل بأهل الخنا والرّيب ، وهذا عمّار وابن ـ مسعود
تلقّيا عثمان بما تلقّيا به لمّا ظهر لهما بزعمهما منه ما وعظاه لأجله ، ثمّ فعل
بهما عثمان ما تناهى إليكم ، ثمّ فعل القوم بعثمان ما قد علمتم وعلم النّاس كلّهم
، وهذا عمر يقول فى قصّة الزّبير بن العوامّ لمّا استأذنه فى الغزو : ها انّى ممسك
بباب هذا الشّعب ان تتفرّق أصحاب محمّد فى النّاس فيضلّوهم ، وزعم أنّه وأبا بكر
كانا يقولان : انّ عليّا والعبّاس فى قصّة الميراث زعماهما كاذبين ظالمين فاجرين
وما رأينا عليّا والعبّاس اعتذرا ولا تنصّلا ولا نقل أحد من أصحاب الحديث ذلك ولا
رأينا أصحاب ـ رسول الله أنكروا عليهما ما حكاه عمر عنهما ونسبه إليهما ، ولا
أنكروا أيضا على عمر قوله فى أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّهم يريدون اضلال النّاس ويهمّون به ، ولا أنكروا على
عثمان دوس بطن عمّار ولا كسر ضلع ابن مسعود ولا على عمّار وابن ـ مسعود ما تلقّيا
به عثمان كانكار العامّة اليوم الخوض فى حديث الصّحابة ، ولا اعتقدت الصّحابة فى
أنفسها ما يعتقده العامّة فيها اللهمّ الاّ ان يزعموا أنّهم أعرف بحقّ القوم منهم
، وهذا عليّ وفاطمة والعبّاس ما زالوا على كلمة واحدة يكذّبون الرّواية : نحن
معاشر الأنبياء لا نورث ، ويقولون : انّها مختلفة ، قالوا : وكيف كان النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ يعرّف هذا الحكم غيرنا ويكتمه عنّا ونحن الورثة ونحن أولى النّاس بأن يؤدّى
هذا الحكم إليه ، وهذا عمر بن الخطّاب يشهد لأهل الشّورى أنّهم النّفر الّذين
توفّى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وهو عنهم راض ثمّ يأمر بضرب أعناقهم ان أخّروا فصل حال
الامامة ؛ هذا بعد أن ثلبهم وقال فى حقّهم ما لو سمعه العامّة اليوم من قائل لوضعت
ثوبه فى عنقه سحبا الى السّلطان ثمّ شهدت عليه بالرّفض واستحلّت دمه ، فان
كان الطّعن على
بعض الصّحابة رفضا فعمر بن الخطّاب أرفض النّاس وامام الرّوافض كلّهم.
ثمّ
ما شاع واشتهر من قول عمر : كانت بيعة أبى بكر فلتة وقى الله شرّها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه ، وهذا طعن
فى العقد وقدح فى البيعة الأصليّة ثمّ ما نقل عنه من ذكر أبى بكر فى صلاته وقوله عن عبد الرّحمن : ابنه دويبّة ولهو خير من أبيه. ثمّ عمر القائل فى سعد بن عبادة وهو رئيس الأنصار وسيّدها
: اقتلوا سعدا قتل الله سعدا ؛ اقتلوه فانّه منافق. وقد شتم أبا هريرة وطعن فى
روايته وشتم خالد بن الوليد وطعن فى دينه وحكم بفسقه وبوجوب قتله ، وخوّن عمرو بن
العاص ومعاوية بن أبى سفيان ونسبهما الى سرقة مال الفيء واقتطاعه وكان سريعا الى
المساءة كثير الجبه والشّتم والسّبّ لكلّ أحد وقلّ أن يكون فى الصّحابة من سلم من
معرّة لسانه أو يده ولذلك أبغضوه وملّوا أيّامه مع كثرة الفتوح فيها فهلاّ احترم
عمر الصّحابة كما تحترمهم العامّة امّا ان يكون عمر مخطئا وامّا ان تكون العامّة
على الخطأ ، فان قالوا
: عمر ما شتم ولا
ضرب ولا أساء الاّ الى عاص مستحقّ لذلك قيل لهم : فكأنّا نحن نقول : نّا نريد أن نبرأ ونعادى من لا يستحقّ
البراءة والمعاداة ؛ كلاّ ما قلنا هذا ولا يقول هذا مسلم ولا عاقل وانّما غرضنا
الّذي إليه نجرى بكلامنا هذا ان نوضح أنّ الصّحابة قوم من النّاس لهم ما للنّاس
وعليهم ما عليهم ؛ من أساء منهم ذممناه ومن أحسن منهم حمدناه ، وليس لهم على غيرهم
من المسلمين كبير فضل الاّ بمشاهدة الرّسول ومعاصرته لا غير ، بل ربّما كانت
ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم لأنّهم شاهدوا الاعلام والمعجزات فقربت اعتقاداتهم من
الضّرورة ونحن لم نشاهد ذلك فكانت عقائدنا محض النّظر والفكر وبعرضيّة الشّبه
والشّكوك فمعاصينا أخفّ لأنّا أعذر.
ثمّ نعود الى ما
كنّا فيه فنقول :
وهذه عائشة أمّ
المؤمنين خرجت بقميص رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقالت للنّاس : هذا قميص رسول الله لم يبل وعثمان قد
أبلى سنّته. ثمّ تقول : اقتلوا
نعثلا قتل الله
ثمّ لم ترض بذلك حتّى قالت : أشهد أنّ عثمان جيفة على الصّراط غدا ، فمن النّاس من
يقول : روت في ذلك خبرا ومن النّاس من يقول : هو موقوف عليها وبدون هذا لو قاله
انسان اليوم يكون عند العامّة زنديقا ، ثمّ قد حصر عثمان حصرته أعيان الصّحابة فما
كان أحد ينكر ذلك ولا يعظمه ولا يسعى فى ازالته وانّما أنكروا على المحاصرين له
وهو رجل كما علمتم من وجوه أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ثمّ من أشرافهم ثمّ هو أقرب إليه من أبى بكر وعمر وهو مع
ذلك امام المسلمين والمختار منهم للخلافة وللامام حقّ على رعيّته عظيم فان كان
القوم قد أصابوا فاذا ليست الصّحابة فى الموضع الّذي وضعتها به العامّة وان كانوا
ما أصابوا فهذا هو الّذي نقول من أن الخطأ جائز على آحاد الصّحابة كما يجوز على
آحادنا اليوم ، ولسنا نقدح فى الاجماع ولا ندّعى اجماعا حقيقيّا على قتل عثمان
وانّما نقول : انّ كثيرا من المسلمين فعلوا ذلك والخصم يسلّم أنّ ذلك كان خطأ ومعصية
فقد سلّم أنّ الصّحابىّ يجوز ان يخطئ ويعصى وهو المطلوب.
وهذا المغيرة بن
شعبة وهو من الصّحابة ادّعى عليه الزّنا وشهد عليه قوم بذلك فلم ينكر ذلك عمر ولا
قال : هذا محال ولا باطل لأنّ هذا صحابىّ من صحابة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لا يجوز عليه الزّنا وهلاّ أنكر عمر على الشّهود وقال لهم : ويحكم هلاّ
تغافلتم عنه لمّا رأيتموه يفعل ذلك فانّ الله تعالى قد أوجب الامساك عن مساوى
أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأوجب السّتر عليهم وهلاّ تركتموه لرسول الله فى قوله :
دعوا لى أصحابى ، ما رأينا عمر الاّ قد انتصب لسماع الدّعوى واقامة الشّهادة وأقبل
يقول للمغيرة : يا مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك حتّى اضطرب الرّابع فجلد الثّلاثة ، وهلاّ
قال المغيرة لعمر : كيف تسمع فىّ قول هؤلاء وليسوا من الصّحابة وأنا من الصّحابة
ورسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد قال : أصحابى كالنّجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ؛ ما
رأيناه قال ذلك بل استسلم لحكم الله تعالى.
وهاهنا من أمثل من
المغيرة وأفضل قدامة بن مظعون لمّا شرب الخمر فى أيّام
عمر فأقام عليه
الحدّ وهو رجل من علّيّة الصّحابة ومن أهل بدر المشهود لهم بالجنّة فلم يردّ عمر
الشّهادة ولا درأ عنه الحدّ لعلّة أنّه بدرىّ ولا قال : قد نهى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن ذكر مساوى الصّحابة وقد ضرب عمر أيضا ابنه حدّا فمات وكان ممّن عاصر
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولم تمنعه معاصرته له من اقامة الحدّ عليه.
وهذا عليّ ـ عليهالسلام ـ يقول ما حدّثني أحد بحديث عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ الاّ استخلفته عليه ، أليس هذا اتّهاما لهم بالكذب ؛ وما
استثنى أحدا من المسلمين الاّ أبا بكر على ما ورد فى الخبر. وقد صرّح غير مرّة بتكذيب أبى هريرة وقال : لا أحد أكذب من هذا
الدّوسىّ على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وقال أبو بكر فى مرضه الّذي مات فيه : وددت أنّى لم أكشف
بيت فاطمة ولو كان أغلق على حرب ، فندم والنّدم لا يكون الاّ عن ذنب.
ثمّ ينبغى للعاقل
أن يفكّر فى تأخّر عليّ ـ عليهالسلام ـ عن بيعة أبى بكر ستّة أشهر الى ان ماتت فاطمة فان كان
مصيبا فأبو بكر على الخطأ فى انتصابه فى الخلافة وان كان أبو بكر مصيبا فعلىّ على
الخطأ فى تأخّره عن البيعة وحضور المسجد ، ثمّ قال أبو بكر فى مرض موته أيضا
للصّحابة فلمّا استخلفت عليكم خيركم يعنى عمر فكلّكم ورم لذلك أنفه يريد أن يكون
الأمر له لما رأيتم الدّنيا قد جاءت اما والله لتتّخذنّ ستائر الدّيباج ونضائد
الحرير ؛ أليس هذا طعنا فى الصّحابة وتصريحا بأنّه قد نسبهم الى الحسد لعمر لمّا
نصّ عليه بالعهد ولقد قال له طلحة لمّا ذكر عمر للأمر : ما ذا تقول لربّك اذا سألك
عن عباده وقد ولّيت عليهم فظّا غليظا؟ فقال أبو بكر : أجلسونى بالله تخوّفنى؟! اذا
سألنى قلت : ولّيت عليهم خير أهلك ثمّ شتمه بكلام كثير منقول ، فهل قول طلحة الاّ
طعن فى عمر؟! وهل قول أبى بكر الاّ طعن فى طلحة؟!
ثمّ الّذي كان بين
أبىّ بن كعب وعبد الله بن مسعود من السّباب حتّى نفى كلّ واحد منهما الآخر عن أبيه
وكلمة أبىّ
بن كعب مشهورة منقولة : ما زالت هذه الأمّة
مكبوبة على وجهها
منذ فقدوا نبيّهم. وقوله : ألا هلك أهل العقدة والله ما آسى عليهم انّما آسى على
من يضلّون من النّاس. ثمّ قول عبد الرّحمن بن عوف : ما كنت أرى أن أعيش حتّى يقول
لى عثمان : يا منافق. وقوله : لو استقبلت من أمرى ما استدبرت ما ولّيت عثمان شسع
نعلى. وقوله : اللهمّ انّ عثمان قد أبى ان يقيم كتابك فافعل به وافعل. وقال عثمان
لعلىّ ـ عليهالسلام ـ فى كلام دار بينهما : أبو بكر وعمر خير منك فقال عليّ :
كذبت أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وعبدته بعدهما. وروى سفيان بن عيينة عن
عمرو بن دينار قال : كنت عند عروة بن الزّبير فتذاكرنا : كم أقام النّبيّ (ص)
بمكّة بعد الوحى؟ فقال عروة : أقام عشرا فقلت : كان ابن عبّاس يقول : ثلاث عشرة
فقال : كذب ابن عبّاس. وقال ابن عبّاس : المتعة حلال فقال له جبير بن مطعم : كان
عمر ينهى عنها فقال : يا عدوّ نفسه من هاهنا ضللتم ؛ أحدّثكم عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وتحدّثنى عن عمر ..! وجاء فى الخبر عن عليّ ـ عليهالسلام ـ : لو لا ما فعل عمر بن الخطّاب فى المتعة ما زنى الاّ
شقىّ وقيل : ما زنى الا شفى أى قليلا.
فأمّا سبّ بعضهم بعضا
وقدح بعضهم فى بعض فى المسائل الفقهيّة فأكثر من ان يحصى مثل قول ابن عبّاس وهو
يردّ على زيد مذهبه العول فى الفرائض : ان شاء أو قال : من شاء باهلته ؛ انّ الّذي
أحصى رمل عالج عددا أعدل من ان يجعل فى مال نصفا ونصفا وثلثا ؛ هذان النّصفان قد
ذهبا بالمال فأين موضع الثّلث؟! ومثل قول أبىّ ابن كعب فى القرآن : لقد قرأت
القرآن وزيد هذا غلام ذو ذؤابتين يلعب بين صبيان اليهود فى المكتب. وقال عليّ ـ عليهالسلام ـ فى أمّهات الاولاد وهو على المنبر : ان رأيى ورأى عمر ان لا يبعن وأنا أرى
الآن بيعهنّ فقام إليه عبيدة السّلمانىّ فقال : أيك فى الجماعة أحبّ إلينا من رأيك
فى الفرقة.
وكان أبو بكر يرى
التّسوية فى قسم الغنائم وخالفه عمر وأنكر فعله ، وأنكرت عائشة على أبى سلمة بن
عبد الرّحمن خلافه على ابن عبّاس فى عدّة المتوفّى عنها زوجها وهى
حامل وقالت : فروح
يصقع مع الدّيكة ، وأنكرت الصّحابة على ابن عبّاس قوله فى الصّرف وسفّهوا رأيه
حتّى قيل : انّه تاب من ذلك عند موته ، واختلفوا فى حدّ شارب الخمر حتّى خطّأ
بعضهم بعضا وروى بعض الصّحابة عن النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّه قال : الشّؤم فى ثلاثة ؛ المرأة والدّار والفرس ؛
فأنكرت عائشة ذلك وكذّبت الرّاوى وقالت : انّما قال عليهالسلام ذلك حكاية عن غيره. وروى بعض الصّحابة عنه ـ عليهالسلام ـ أنّه قال : التّاجر فاجر ؛ فأنكرت عائشة ذلك وكذّبت الرّاوى وقالت : نّما
قال عليهالسلام ذلك فى تاجر دلّس. وأنكر قوم من الأنصار رواية أبى بكر : لائمّة
من قريش ؛ ونسبوه الى افتعال هذه الكلمة وكان أبو بكر يقضى بالقضاء فينقضه عليه
أصاغر الصّحابة كبلال وصهيب ونحوهما ؛ قد روى ذلك فى عدّة قضايا. وقيل لابن عبّاس
: انّ عبد الله بن الزّبير يزعم أنّ موسى صاحب الخضر ليس موسى بنى ـ اسرائيل فقال
: كذب عدوّ الله أخبرنى أبىّ بن كعب قال خطبنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وذكر كلاما يدلّ على أنّ موسى صاحب الخضر هو موسى بنى اسرائيل ، وباع
معاوية أوانى ذهب وفضّة بأكثر من وزنها فقال له أبو الدّرداء : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ينهى عن ذلك فقال معاوية : أمّا أنا فلا أرى به بأسا فقال أبو الدّرداء : ن
عذيرى من معاوية ؛ اخبره عن الرّسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ وهو يخبرنى عن رأيه والله لا اساكنك بأرض أبدا. وطعن ابن
عبّاس فى خبر أبى هريرة عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ اذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخلنّ يده فى الاناء حتّى
يتوضّأ وقال : فما نصنع بالمهراس؟! وقال عليّ ـ عليهالسلام ـ لعمر وقد أفتاه الصّحابة فى مسألة وأجمعوا عليها : ان
كانوا راقبوك فقد غشّوك ، وان كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا. وقال ابن عبّاس : ألا
يتّقى الله زيد بن ثابت يجعل ابن الابن ابنا ولا يجعل أب الأب أبا؟! وقالت عائشة :
أخبروا زيد بن أرقم أنّه قد أحبط جهاده مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأنكرت الصّحابة على أبى موسى قوله : انّ النّوم لا ينقض الوضوء ، ونسبته
الى الغفلة وقلّة التّحصيل. وكذلك أنكرت على أبى طلحة الأنصارىّ قوله : انّ
أكل البرد لا يفطر
الصّائم وهزئت به ونسبته الى الجهل. وسمع عمر أنّ عبد الله بن مسعود وأبىّ بن كعب
يختلفان فى صلاة الرّجل فى الثّوب الواحد فصعد المنبر وقال : اذا اختلف اثنان من
أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فعن أىّ فتياكم يصدر المسلمون لا أسمع رجلين يختلفان بعد
مقامى هذا الاّ فعلت وصنعت. وقال جرير بن كليب : رأيت عمر ينهى عن المتعة وعليّ ـ عليهالسلام ـ يأمر بها فقلت : انّ بينكما لشرّا ، فقال عليّ ـ عليهالسلام ـ ليس بيننا الاّ الخير ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدّين.
قال هذا المتكلّم
:
وكيف يصحّ ان يقول
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أصحابى كالنّجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ؛ لا شبهة أنّ
هذا يوجب أن يكون أهل الشّام فى صفّين على هدى وان يكون أهل العراق أيضا على هدى ،
وأن يكون قاتل عمّار بن ياسر مهتديا وقد صحّ الخبر الصّحيح انّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال له : تقتلك الفئة الباغية ، وقال فى القرآن : فقاتلوا الّتي تبغى حتّى
تفيء الى أمر الله ، فدلّ على أنّها ما دامت موصوفة بالمقام على البغى مفارقة لأمر
الله ؛ ومن يفارق أمر الله لا يكون مهتديا ، وكان يجب ان يكون بسر بن أرطاة الّذي
ذبح ولدى عبيد الله بن عبّاس الصّغيرين مهتديا ؛ لأنّ بسرا من الصّحابة أيضا ، وكان
يجب أن يكون عمرو بن العاص ومعاوية اللّذان كانا يلعنان عليّا أدبار الصّلاة
وولديه مهتديين ، وقد كان فى الصّحابة من يزنى ومن يشرب الخمر كأبي محجن الثّقفىّ
ومن يرتدّ عن الاسلام كطليحة بن خويلد فيجب ان يكون كلّ من اقتدى بهؤلاء فى
أفعالهم مهتديا.
قال :
وانّما هذا من
موضوعات متعصّبة الأمويّة فانّ لهم من ينصرهم بلسانه وبوضعه الأحاديث اذا عجز عن
نصرهم بالسّيف وكذا القول فى الحديث الآخر وهو قوله : القرن الّذي أنا فيه ، وممّا يدلّ على بطلانه أنّ القرن الّذي جاء بعده بخمسين سنة شرّ
قرون الدّنيا وهو
أحد القرون الّتي ذكرها فى النّصّ وكان ذلك القرن هو القرن الّذي قتل فيه الحسين
واوقع بالمدينة وحوصرت مكّة ونقضت الكعبة وشربت خلفاؤه والقائمون مقامه والمنتصبون
فى منصب النّبوّة الخمور وارتكبوا الفجور كما جرى ليزيد ابن معاوية وليزيد بن عاتكة
وللوليد بن يزيد وأريقت الدّماء الحرام وقتل المسلمون وسى الحريم واستعبد أبناء
المهاجرين والأنصار ونقش على أيديهم كما ينقش على أيدى الرّوم وذلك فى خلافة عبد
الملك وإمرة الحجّاج ، واذا تأمّلت كتب التّواريخ وجدت الخمسين الثّانية شرّا
كلّها لا خير فيها ولا فى رؤسائها وأمرائها والنّاس برؤسائهم وأمرائهم ؛ والقرن
خمسون سنة فكيف يصحّ هذا الخبر؟!
قال :
فأمّا ما ورد فى
القرآن من قوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ
عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ) ، وقوله : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ، وقول النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ : انّ الله اطّلع على أهل بدر ان كان الخبر صحيحا فكلّه
مشروط بسلامة العاقبة ولا يجوز ان يخبر الحكيم مكلّفا غير معصوم بأنّه لا عقاب
عليه فليفعل ما شاء.
قال هذا المتكلّم
:
من أنصف وتأمّل
أحوال الصّحابة وجدهم مثلنا يجوز عليهم ما يجوز علينا ولا فرق بيننا وبينهم الاّ
بالصّحبة لا غير ؛ فانّ لها منزلة وشرفا ولكن لا الى حدّ يمتنع على كلّ من رأى
الرّسول أو صحبه يوما او شهرا او أكثر من ذلك ان يخطئ ويزلّ ، ولو كان هذا صحيحا
ما احتاجت عائشة الى نزول براءتها من السّماء بل كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ من أوّل يوم يعلم كذب أهل الإفك لأنّها زوجته وصحبتها له آكد من صحبة
غيرها. وصفوان بن المعطّل أيضا كان من الصّحابة فكان ينبغى أن لا يضيق صدر رسول
الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولا يحمل ذلك الهمّ والغمّ الشّديدين الّذين حملهما ، ويقول
: صفوان وعائشة من الصّحابة والمعصية عليهما ممتنعة ، وأمثال هذا كثير وأكثر من
الكثير لمن أراد أن يستقرئ أحوال القوم وقد كان التّابعون يسلكون بالصّحابة
هذا المسك ويقولون
فى العصاة منهم مثل هذا القول وانّما اتّخذهم العامّة أربابا بعد ذلك.
قال :
ومن الّذي يجترئ
على القول بأنّ أصحاب محمّد لا تجوز البراءة من أحد منهم وان أساء وعصى بعد قول
الله تعالى للّذي شرّفوا برؤيته : لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين ، وبعد
قوله : قل انّى أخاف ان عصيت ربّى عذاب يوم عظيم ، وبعد قوله : فاحكم بين النّاس
بالحقّ ولا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله انّ الّذين يضلّون عن سبيل الله لهم
عذاب شديد ؛ الاّ من لا فهم له ولا نظر معه ولا تمييز عنده.
قال :
ومن أحبّ أن ينظر
الى اختلاف الصّحابة وطعن بعضهم فى بعض وردّ بعضهم على بعض وما ردّ به التّابعون
عليهم واعترضوا به أقوالهم واختلاف التّابعين أيضا فيما بينهم وقدح بعضهم فى بعض
فلينظر فى كتاب النّظّام ؛ قال الجاحظ : كان النّظام أشدّ النّاس انكارا على
الرّافضة لطعنهم على الصّحابة حتّى اذا ذكر الفتيا وتنقّل الصّحابة فيها وقضاياهم
بالأمور المختلفة وقول من استعمل الرّأى فى دين الله انتظم مطاعن الرّافضة وغيرها
وزاد عليها وقال فى الصّحابة أضعاف قولها.
قال :
وقال بعض رؤساء
المعتزلة : غلط أبى حنيفة فى الأحكام عظيم لأنّه أضلّ خلقا ، وغلط حمّاد أعظم من
غلط أبى حنيفة لأنّ حمّادا أصل أبى حنيفة الّذي منه تفرّع ، وغلط ابراهيم أغلظ
وأعظم من غلط حمّاد لأنّه أصل حمّاد ، وغلط علقمة والأسود أعظم من غلط ابراهيم
لأنّهما أصله الّذي عليه اعتمد ، وغلط ابن مسعود أعظم من غلط هؤلاء جميعا لأنّه
أوّل من بدر الى وضع الأديان برأيه وهو الّذي قال : أقول فيها برأيى ؛ فان يكن
صوابا فمن الله وان يكن خطأ فمنّى.
قال :
واستأذن أصحاب
الحديث على ثمامة بخراسان حيث كان مع الرّشيد بن المهدىّ فسألوه كتابه الّذي صنّفه
على أبى حنيفة فى اجتهاد الرّأى فقال : لست على أبى حنيفة كتبت ذلك الكتاب وانّما
كتبته على علقمة والأسود وعبد الله بن مسعود لأنّهم الّذين قالوا بالرّأى قبل أبى
حنيفة.
قال :
وكان بعض المعتزلة
أيضا اذا ذكر ابن عبّاس استصغره وقال صاحب الذّؤابة يقول فى دين الله برأيه. وذكر
الجاحظ فى كتابه المعروف بكتاب التّوحيد أنّ أبا هريرة ليس بثقة فى الرّواية عن
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : ولم يكن عليّ ـ عليهالسلام ـ يوثّقه فى الرّواية بل يتّهمه ويقدح فيه وكذلك عمر
وعائشة. وكان الجاحظ يفسّق عمر بن عبد العزيز ويستهزئ به ويكفّره وعمر بن عبد
العزيز وان لم يكن من الصّحابة فأكثر العامّة يرى له من الفضل ما يراه لواحد من
الصّحابة وكيف يجوز ان نحكم حكما جزما أنّ كلّ واحد من الصّحابة عدل ومن جملة الصّحابة الحكم
بن أبى العاص وكفاك به عدوّا
مبغضا لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ومن
الصّحابة الوليد بن عقبة الفاسق بنصّ الكتاب ، ومنهم حبيب بن مسلمة الّذي فعل ما فعل بالمسلمين فى
دولة معاوية وبسر بن أرطاة عدوّ الله وعدوّ رسوله ، وفى الصّحابة كثير من المنافقين لا يعرفهم النّاس وقال كثير من المسلمين : مات رسول الله ـ
صلىاللهعليهوآله ـ ولم يعرّفه الله سبحانه كلّ المنافقين بأعيانهم وانّما
كان يعرف قوما منهم ولم يعلم بهم أحدا الاّ حذيفة فيما زعموا ؛ فكيف يجوز ان نحكم
حكما جزما أنّ كلّ واحد ممّن صحب رسول الله أو رآه أو عاصره عدل مأمون لا يقع منه
خطأ ولا معصية ؛ ومن الّذي يمكنه ان يتحجّر واسعا كهذا التّحجّر أو يحكم هذا الحكم؟!
قال :
والعجب من
الحشويّة وأصحاب الحديث اذ يجادلون على معاصى الأنبياء ويثبتون
أنّهم عصوا الله
تعالى وينكرون على من ينكر ذلك ويطعنون فيه ويقولون : قدرىّ معتزلىّ وربّما قالوا
: ملحد مخالف لنصّ الكتاب وقد رأينا منهم الواحد والمائة والألف يجادل فى هذا
الباب فتارة يقولون : انّ يوسف قعد من امرأة العزيز مقعد الرّجل من المرأة ، وتارة
يقولون : انّ داود قتل اوريا لينكح امرأته ، وتارة يقولون : انّ رسول الله (ص) كان
كافرا ضالاّ قبل النّبوّة وربّما ذكروا زينب بنت جحش وقصّة الفداء يوم بدر فأمّا
قدحهم فى آدم ـ عليهالسلام ـ واثباتهم معصيته ومناظرتهم من ينكر ذلك فهو دأبهم
وديدنهم ، فاذا تكلّم واحد فى عمرو بن العاص أو فى معاوية وأمثالهما ونسبهم الى
المعصية وفعل القبيح احمرّت وجوههم وطالت أعناقهم وتخازرت أعينهم وقالوا : مبتدع
رافضىّ يسبّ الصّحابة ويشتم السّلف ، فان قالوا : انّما اتّبعنا فى ذكر معاصى
الأنبياء نصوص الكتاب.
قيل
لهم : فاتّبعوا فى جميع
العصاة نصوص الكتاب فانّه تعالى قال : ( لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ
وَرَسُولَهُ ) ، وقال : ( فَإِنْ بَغَتْ
إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى
أَمْرِ اللهِ ) ، وقال : ( أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ).
ثمّ
يسألون عن بيعة عليّ ـ عليهالسلام ـ هل هى صحيحة لازمة لكلّ النّاس فلا بدّ من : بلى ؛ فيقال لهم : فاذا خرج على الامام الحقّ خارج أليس يجب على المسلمين
قتاله حتّى يعود الى الطّاعة فهل يكون هذا القتال الاّ البراءة الّتي نذكرها لأنّه
لا فرق بين الأمرين وانّما برئنا منهم لأنّا لسنا فى زمانهم فيمكننا ان نقاتل
بأيدينا فقصارى أمرنا الآن أن نبرأ منهم ونلعنهم ويكون ذلك عوضا عن القتال الّذي
لا سبيل لنا إليه.
قال هذا المتكلّم
:
على أنّ النّظام
وأصحابه ذهبوا الى انّه لا حجّة فى الاجماع وانّه يجوز أن تجتمع الأمّة على الخطأ
والمعصية وعلى الفسق بل على الرّدّة وله كتاب موضوع فى الاجماع يطعن فيه فى أدلّة
الفقهاء ويقول : انّها الفاظ غير صريحة فى كون الاجماع
حجّة نحو قوله :
جعلناكم أمّة وسطا. وقوله : كنتم خير أمّة ، وقوله : يتّبع غير سبيل ـ المؤمنين. وأما الخبر الّذي
صورته : لا تجتمع أمّتي
على الخطأ ؛ فخبر واحد وأمثل دليل للفقهاء قولهم : انّ الهمم المختلفة والآراء
المتباينة اذا كان أربابها كثيرة عظيمة فانّه يستحيل اجتماعهم على الخطأ وهذا باطل
باليهود والنّصارى وغيرهم من فرق الضّلال.
هذه خلاصة ما كان
النّقيب أبو جعفر علّقه بخطّه من الجزء الّذي أقرأناه.
ونحن نقول :
أمّا اجماع
المسلمين فحجّة ولسنا نرتضى ما ذكره عنّا من أنّه أمثل دليل لنا أنّ الهمم
المختلفة والآراء المتباينة يستحيل أن تتّفق على غير الصّواب ومن نظر فى كتبنا
الأصوليّة علم وثاقة أدلّتنا على صحّة الاجماع وكونه صوابا وحجّة تحرم مخالفته وقد
تكلّمت فى اعتبار الذّريعة للمرتضى على ما طعن به المرتضى فى أدلّة الاجماع.
وأمّا ما ذكره من
الهجوم على دار فاطمة وجمع الحطب لتحريقها فهو خبر واحد غير موثوق به ولا معمول
عليه فى حقّ الصّحابة بل ولا فى حقّ أحد من المسلمين ممّن ظهرت عدالته وأمّا عائشة
والزّبير وطلحة فمذهبنا أنّهم أخطئوا ثمّ تابوا وأنّهم من أهل ـ الجنّة وأنّ عليّا
ـ عليهالسلام ـ شهد لهم بالجنّة بعد حرب الجمل.
وأمّا طعن
الصّحابة بعضهم فى بعض فانّ الخلاف الّذي كان بينهم فى مسائل الاجتهاد لا يوجب
اثما لأنّ كلّ مجتهد مصيب وهذا أمر مذكور فى كتب أصول الفقه وما كان من الخلاف
خارجا عن ذلك فالكثير من الاخبار الواردة فيه غير موثوق بها وما جاء من جهة صحيحة
نظر فيه ورجّح جانب أحد الصّحابيّين على قدر منزلته فى الاسلام كما يروى عن عمر
وأبى هريرة.
فأمّا عليّ ـ عليهالسلام ـ فانّه عندنا بمنزلة الرّسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى تصويب قوله والاحتجاج بفعله ووجوب طاعته ومتى صحّ عنه
أنّه برئ من أحد من النّاس برئنا منه كائنا من كان ولكنّ الشّأن فى تصحيح ما يروى
عنه ـ عليهالسلام ـ
فقد أكثر الكذب
عليه وولدت العصبيّة أحاديث لا أصل لها.
وأمّا
براءته ـ عليهالسلام ـ من
المغيرة وعمرو بن العاص ومعاوية فهو عندنا معلوم جار مجرى الأخبار المتواترة فلذلك
لا يتولاّهم أصحابنا ولا يثنون عليهم وهم عند المعتزلة فى مقام غير محمود وحاش لله أن يكون ـ عليهالسلام ـ ذكر من سلف من شيوخ المهاجرين الاّ بالجميل والذكر الحسن
بموجب ما تقتضيه رئاسته فى الدّين واخلاصه فى طاعة ربّ العالمين ومن أحبّ تتبّع ما
روى عنه ممّا يوهم فى الظاهر خلاف ذلك فليراجع هذا الكتاب أعنى شرح نهج البلاغة
فانّا لم نترك موضعا يوهم خلاف مذهبنا الاّ وأوضحناه وفسّرناه على وجه يوافق الحقّ
وبالله التّوفيق.
فأمّا عمّار بن
ياسر ـ رحمهالله ـ فنحن نذكر نسبه وطرفا من حاله ممّا ذكره ابن عبد البرّ
فى كتاب الاستيعاب.
قال أبو عمرو بن
عبد البرّ ـ رحمهالله ـ :
( فخاض فى نقل ما
ذكره ابن عبد البرّ فى ترجمة عمّار فمن أراده فليطلبه من هناك او من الاستيعاب ) ».
أقول
: قال المحقّق الجليل السّيّد محمّد محمّدقلى ـ أعلى الله درجته ـ فى أواخر
المجلّد الثّاني من كتاب تشييد المطاعن وكشف الضّغائن ما نصّه ( انظر ص ٤٢٩ ) :
« وابن أبى الحديد
از أستاد خود نقيب أبو جعفر در مذمّت وطعن صحابه رساله لطيفى نقل كرده كه أكثر آن
كلام صحيح وغير ممكن الجواب است لهذا بنقل آن پرداخته ميشود پس بدان كه بعد نبذى
از كلام در وجوب لعن ومعادات اعداء الله گفته :
وبعد فلو كان محلّ
أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ محلّ من لا يعادى اذا عصى الله سبحانه ( فنقل الرّسالة
الى آخره وهو قوله : وهذه خلاصة ما كان النّقيب أبو جعفر ـ رحمهالله ـ علّقه بخطّه من الجزء الّذي أقرأناه ».
( فمن اراد ان
يراجع الكتاب فلينظر ص ٤٢٩ ـ ٤٣٩ ).
نبذة من
سائر تعليقات الكتاب
قال
المصنّف (ره) ضمن ذكر عقائد أهل الحديث
( ص ١١ ؛ س ٢ ) :
« ويروون أنّ الله
خلق الملائكة من شعر ذراعيه وصدره ، ويروون أنّ الله خلق نفسه من عرق الخيل ».
قد أشرنا فى ذيل
الصّفحة الى بعض ما يزيّف مضمون ما رووه ونشير هنا الى شيء ممّا فاتنى ذكره هناك
بعنوان استدراك ما فات وهو :
قال ابن
قتيبة فى تأويل مختلف الحديث ضمن كلام له :
( ص ٩٠ من طبعة
مصر سنة ١٣٢٦ ه )
وقال ابن المبارك
فى أحاديث أبىّ بن كعب « من قرأ سورة كذا فله كذا ، ومن قرأ سورة كذا فله كذا » :
أظنّ أنّ الزّنادقة وضعته وكذلك هذه الاحاديث الّتي يشنع بها عليهم من عرق الخيل
وزغب الصّدر وقفص الذّهب وعيادة الملائكة كلّها باطل ؛ لا طرق لها ولا رواة ، ولا
نشكّ فى وضع الزّنادقة لها ».
قال
المصنّف (ره) عند ذكره أقاويل أصحاب الحديث ما نصّه :
( انظر ص ١٧ ؛ س ١
)
« ورووا
أنّ الله عزّ وجلّ فوق العرش له أطيط كأطيط الرّحل بالرّاكب »
قال
الجزرى فى النّهاية : « فيه : أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ ؛ الأطيط صوت الأقتاب ، وأطيط الابل
أصواتها وحنينها ؛ أى أنّ كثرة ما فيها من الملائكة
قد أثقلها حتّى
أطّت ، وهذا مثل وايذان بكثرة الملائكة وان لم يكن ثمّ أطيط ؛ وانّما هو كلام
تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى. ه ومنه الحديث الآخر : العرش على منكب اسرافيل وانّه ليئطّ أطيط الرّحل الجديد يعنى كور النّاقة أى انّه ليعجز عن حمله وعظمته اذ كان
معلوما أنّ أطيط الرّحل بالرّاكب انّما يكون لقوّة ما فوقه وعجزه عن احتماله. ه ومنه حديث أمّ زرع
: فجعلنى فى أهل
أطيط وصهيل أى فى أهل ـ ابل وخيل ؛ ومنه حديث الاستسقاء : لقد أتيناك وما لنا بعير يئطّ ؛ أى يحنّ ويصيح ؛ يريد ما
لنا بعير أصلا لأنّ البعير لا بدّ أن يئطّ ، ومنه المثل : لا آتيك ما أطّت الابل ، ومنه حديث عتبة بن غزوان : ليأتينّ على باب الجنّة وقت يكون له فيه أطيط أى صوت
بالزّحام ».
قال
المصنّف (ره) عند ذكره أقاويل أهل الحديث ما نصّه :
( انظر ص ٤٤ ؛ س ٤
ـ ٥ ) :
« ورووا أنّ
الفأرة يهوديّة ، وفى بعض الأمثال : انّ فأرة قالت لصاحبتها : يزعمون أنّنا يهود
قالت لها صاحبتها : بيننا وبينهم السّبت وأكل الجرّىّ ولحم الجمل وذبائح المسلمين
، قالت لها صاحبتها : هذه حجّة بيّنة يقطع بها العذر ».
قال
الدّميرىّ فى حياة الحيوان فى باب الهمزة
تحت عنوان
« الابل » :
« الحكم ـ يحلّ
أكل الابل بالنّصّ والاجماع قال الله تعالى : ( أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ ) وأمّا
تحريم اسرائيل وهو يعقوب ـ عليهالسلام ـ على
نفسه أكل لحوم ـ الابل وشرب ألبانها فكان ذلك باجتهاد منه على الصّحيح والسّبب فى ذلك أنّه كان يسكن البدو فاشتكى عرق النّساء
فلم يجد شيئا يؤلمه الاّ لحوم الابل وألبانها فلذلك
حرّمها ( واسرائيل
لفظة عبرانيّة ) ». وأشار
فى باب الجيم من الكتاب تحت
عنوان « الجمل » الى ذلك الكلام بقوله :
« وحكمه وخواصّه
قد تقدّما فى الابل ».
وقال أيضا
الدّميرىّ في حياة الحيوان فى باب الهمزة
تحت عنوان
« الانكليس » :
« الانكليس بفتح
الهمزة والكاف وكسرهما معا سمك شبيه بالحيّات ردئ الغذاء وهو الّذي يسمّى الجرّىّ
الآتى فى باب الجيم ان شاء الله تعالى ويسمّى المارماهى وسيأتى ان شاء الله تعالى
فى باب الصّاد فى لفظ الصّيد فانّ البخارىّ ذكره فى حديثه ( الى آخر ما قال ) ».
وقال فى
باب الصّاد تحت عنوان « الصيد » ما نصّه :
« الصّيد مصدر
عومل معاملة الأسماء فأوقع على الحيوان المصيد قال الله تعالى : ( يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) ، وقال أبو طلحة
الأنصارىّ رضى الله عنه :
أنا أبو طلحة
واسمى زيد
|
|
وكلّ يوم فى
سلاحى صيد
|
وبوّب البخارىّ فى
أوّل الرّبع الرّابع من كتابه فقال : باب قول الله تعالى : ( أُحِلَّ
لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ ) ، وقال عمر : صيده ما اصطيد وطعامه ما رمى به ، وقال أبو
بكر الطّافى حلال وقال ابن عبّاس : طعامه ميتة الاّ ما قذرت منها ، والجرّىّ لا تأكله
اليهود ونحن نأكله ( الى آخر ما قال ) ».
وقال فى
باب الجيم تحت عنوان « الجرّيث » ما نصّه :
« الجرّيث بكسر
الجيم وبالرّاء المهملة والثّاء المثلّثة وهو هذا السّمك الّذي يشبه الثّعبان
وجمعه جراثىّ ويقال له أيضا الجرّىّ بالكسر والتّشديد وهو نوع من
السّمك يشبه
الحيّة ويسمّى بالفارسيّة مارماهى ؛ وقد تقدّم فى باب الهمزة أنّه الانكليس قال
الجاحظ : انّه يأكل الجرذان وهو حيّة الماء وحكمه الحلّ ، قال البغوىّ عند قوله تعالى ( أُحِلَّ
لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ ) : انّ الجرّيث حلال بالاتّفاق وهو قول أبى بكر وعمرو ابن
عبّاس وزيد بن ثابت وأبى هريرة وبه قال شريح والحسن وعطاء وهو مذهب مالك وظاهر
مذهب الشّافعىّ والمراد هذه الثّعابين الّتي لا تعيش الاّ فى الماء وأما الحيّات
التى تعيش فى البرّ والبحر فتلك من ذوات السّموم وأكلها حرام وسئل ابن عبّاس عن
الجرّىّ فقال : هو شيء حرّمته اليهود ونحن لا نحرّمه ».
وقال
أيضا الدّميرىّ فى حياة الحيوان فى باب الفاء ضمن ما ذكره تحت عنوان « الفأر » :
« وفى البخارىّ
ومسلم عن أبى هريرة أن النّبيّ ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : فقدت أمّة من
بنى اسرائيل ولا يدرى ما فعلت ولا أراها الاّ الفأر ألا تراها اذا وضع لها لبن
الابل لم تشربه ؛ واذا وضع لها لبن الشّاء شربته ، قال النّووىّ وغيره : ومعنى هذا
أنّ لحوم الابل وألبانها حرّمت على بنى إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها ، فدلّ
امتناع الفأرة من لبن الابل دون لبن الغنم على أنّها مسخ من بنى اسرائيل ».
أقول
: هذا ما ذهبت إليه
علماء العامّة وأمّا قول
فقهاء الخاصّة فى كلّ من الامور المشار إليها فيطلب من كتبهم فانّا لسنا فى مقام نقل قولهم
فمن أراده فليطلبه من موضعه ، ونختم الكلام على هذا الموضوع بنقل كلام يرتبط بهذا
المقام وغيره من المطالب الكثيرة المعنونة فى إيضاح الفضل بن شاذان (ره) وهو هذا :
قال ابن
قتيبة فى أوائل كتاب تأويل مختلف الحديث ضمن ذكره
وجوه اعتراض
النّاس بعضهم على بعض وأنّ فى أقوال أصحاب
الحديث
أشياء تنكر ما نصّه :
( انظر ص
٧ ـ ٩ من طبعة مصر سنة ١٣٨٦ ه )
« هذا مع روايات
كثيرة فى الأحكام اختلف لها الفقهاء فى الفتيا حتّى افترق الحجازيّون والعراقيّون
فى أكثر أبواب الفقه وكلّ يبنى على أصل من روايتهم.
قالوا
: ومع افترائهم على
الله تعالى فى أحاديث التّشبيه كحديث « عرق الخيل » و « زغب الصّدر » و « نور
الذّراعين » و « عيادة الملائكة » و « قفص الذّهب على جمل ـ أورق عشيّة العرفة » و
« الشّابّ القطط » ودونه « فراش الذّهب » و « كشف السّاق يوم القيامة اذا كانوا
يباطشونه » و « خلق آدم على صورته » و « وضع يده بين كتفيّ حتّى وجدت برد أنامله
بين ثندوتى » و « قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الله تعالى ».
ومع روايتهم كلّ
سخافة تبعث على الاسلام الطّاعنين وتضحك منه الملحدين وتزهّد من الدّخول فيه
المرتادين وتزيد فى شكوك المرتابين كروايتهم فى عجيزة الحوراء « انّها ميل فى ميل
» وفيمن قرأ سورة كذا وكذا أسكن من الجنّة سبعين ألف قصر ، فى كلّ قصر سبعون ألف
مقصورة ، فى كلّ مقصورة سبعون ألف مهاد ، على كلّ مهاد سبعون ألف كذا.
وكروايتهم
فى الفأرة انّها يهوديّة وانّها لا تشرب ألبان الابل كما أنّ اليهود لا تشربها ، وفى الغراب انّه فاسق ، وفى السّنّور انّها عطسة الأسد ،
والخنزير انّه عطسة الفيل ، وفى الاربيانة انّها كانت خيّاطة تسرق الخيوط فمسخت ، وأنّ
الضّبّ كان يهوديّا عاقّا فمسخ ، وأنّ سهيلا كان عشّارا باليمن ، وأنّ الزّهرة
كانت بغيّا عرجت الى السّماء باسم الله الاكبر فمسخها الله شهابا ، وأنّ الوزغة كانت تنفخ
النّار على
ابراهيم ، وأن العظاية تمجّ الماء عليه ، وأنّ الغول كانت تأتى مشربة أبى ـ أيّوب
كلّ ليلة ، وأنّ عمر ـ رضى الله عنه ـ صارع الجنّىّ فصرعه ، وأنّ الأرض على ظهر
حوت ؛ وأنّ أهل الجنّة يأكلون من كبده أوّل ما يدخلون ، وأنّ ذئبا دخل الجنّة
لأنّه أكل عشّارا ، واذا وقع الذّباب فى الاناء فامقلوه ، فانّ فى أحد جناحيه سمّا
وفى الآخر شفاء ، وأنّ الابل خلقت من الشّيطان مع أشياء كثيرة يطول استقصاؤها ».
استدراك
لما فى الكتاب
الاّ أنّى
ليس ببالى مورد نقله حتّى أشير إليه
قال
عبد الوهّاب الشّعرانىّ فى أوائل كتاب الميزان تحت عنوان « فصول فى بيان ما ورد فى ذمّ الرّأى عن الشّارع
وعن أصحابه والتّابعين وتابع التّابعين لهم باحسان الى يوم الدّين » ( انظر ص ٥٣
من الجزء الأوّل من طبعة مصر سنة ١٣٥١ ه ) : « وكان عمر بن الخطّاب رضى الله عنه
اذا أفتى النّاس يقول : هذا رأى عمر فان كان صوابا فمن الله ، وان كان خطأ فمن عمر
، وروى
البيهقىّ عن مجاهد وعطاء أنّهما كانا يقولان : ما من أحد الاّ ومأخوذ من كلامه
ومردود عليه الاّ رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ قلت : وكذلك كان مالك بن أنس ـ رحمهالله تعالى ـ يقول كما سيأتى فى الفصل الّذي بعده ان شاء الله تعالى » وقال فى الفصل المشار
إليه : ( انظر ص ٥٦ من
الجزء المذكور ) « وكان ( اى مالك ) ـ رضى الله عنه ـ اذا استنبط حكما يقول
لأصحابه : انظروا فيه فانّه دين وما
من أحد الاّ ومأخوذ من كلامه ومردود عليه الاّ صاحب ـ هذه الرّوضة يعنى به رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم ».
قال
المصنّف (ره) فى ترجمة حذيفة عند ذكره تناقض
أخبارهم
ما نصّه :
( انظر ص ٥٨ ؛ س ٢
)
« انّ النّبيّ (ص)
مال الى سباطة قوم فبال قائما ( الى آخر ما قال ) ».
أقول : قد ذكر أبو
جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطّبرى الشّيعيّ هذا التناقض فى كتابه المسترشد كما
ذكره الفضل بن شاذان وفاتنا الاشارة الى ذلك فى ذيل الصّفحة فاستدركناه هنا فنقول
:
قال أبو
جعفر محمّد بن جرير الطّبرىّ الشّيعيّ فى أوائل كتاب
المسترشد
معترضا بقوله هذا على العامّة ما نصّه :
( انظر ص
١٤ من طبعة النجف ) :
« وروى عن حذيفة
قال : قام رسول الله (ص) الى سباطة قوم فبال قائما ففجّ حتّى شفقت عليه أن يقع ؛
فدنوت من عقبه فصببت الماء من خلفه فاستنجى ، رواه هشام بن عبد الله عن محمّد بن
جابر عن الأعمش عن حذيفة ، وقد روى أنّ رسول الله (ص) قال : لا يرى أحد عورتى الاّ
عمى ، وأنّ عليّ بن أبى طالب (ع) أراد أن يخلع منه القميص نودى من جانب البيت : لا
تكشفوا عورة نبيّكم (ص) ».
وقال ابن
قتيبة فى تأويل مختلف الحديث ما نصّه :
( انظر ص
١١٠ من الطبعة الأولى بمصر سنة ١٣٢٦ ه )
« قالوا : حديثان
متناقضان ؛ قالوا : رويتم عن عائشة أنّها قالت : ما بال رسول الله (ص) قائما قطّ
ثمّ رويتم عن حذيفة أنّه بال قائما وهذا خلاف ذاك!؟
قال
أبو محمّد : ونحن نقول : ليس
هاهنا بحمد الله اختلاف ولم يبل قائما قطّ فى منزله والموضع الّذي كانت تحضره فيه
عائشة ـ رضى الله عنها ـ وبال قائما في المواضع الّتي لا يمكن ان يطمئنّ فيها امّا
للثق فى الأرض وطين أو قذر وكذلك الموضع الّذي رأى فيه رسول الله (ص) حذيفة يبول
قائما كان مزبلة لقوم فلم يمكنه القعود فيه ولا الطّمأنينة ، وحكم الضّرورة خلاف
حكم الاختيار.
قال
أبو محمّد : حدّثني محمّد بن
زياد الزّيادىّ قال : أنا عيسى بن يونس قال : أنا الأعمش عن أبى وائل عن حذيفة قال
: رأيت رسول الله (ص) أتى سباطة قوم قبال قائما فذهبت أتنحّى فقال : ادن منّى
فدنوت منه حتّى قمت عند عقبه فتوضّأ ومسح على خفيّه ؛ والسّباطة المزبلة وكذلك
الكساحة والقمامة ».
قلنا فى
ذيل قول المصنّف (ره) : « ذكر أبى هريرة الدّوسىّ »
( ص ٦٠ ؛
س ١ )
قد نقلنا ترجمته
فى تعليقاتنا فى آخر الايضاح وهى قولنا :
ممّن
قدح فى أبى هريرة وطعن عليه وقال : انّه ساقط عن درجة الاعتبار عند المعتزلة ابن أبى الحديد
ونقلنا قوله فيما مرّ من تعليقاتنا على الكتاب ( انظر ص ٤٩٥ ـ ٤٩٦ ).
نقل
العلامة المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى آخر باب عقده فيه لذكر أصحاب ـ النّبيّ (ص) وأمير
المؤمنين (ع) ولذكر بعض المخالفين والمنافقين ( ص ٧٣٥ من طبعة أمين الضرب ) نقلا
عن كتاب الغارات لابراهيم بن هلال الثّقفىّ بعد نقل تراجم جماعة من المنحرفين عن
أمير المؤمنين عليهالسلام ما نصّه :
« وقال : لما دخل معاوية الكوفة دخل أبو هريرة المسجد فكان يحدّث
ويقول : قال رسول الله ، وقال أبو القاسم ، وقال خليلى فجاءه شابّ من الأنصار يتخطّأ
النّاس حتّى دنا منه فقال : يا أبا هريرة حديث أسألك عنه فان كنت سمعته من النّبيّ
حدّثتنيه ،
أنشدك بالله سمعت
النّبيّ (ص) يقول لعلىّ : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؛ اللهمّ وال من والاه وعاد من
عاداه؟ ـ قال أبو هريرة : نعم ؛ والّذي لا إله الاّ هو لسمعت من النّبيّ (ص) يقول
لعلىّ (ع) : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، فقال
له الفتى : لقد والله واليت عدوّه وعاديت وليّه فتناول بعض النّاس الشّابّ بالحصى
وخرج أبو هريرة فلم يعد الى المسجد حتّى خرج من الكوفة ».
قال
ابن شهرآشوب فى المناقب فى ترجمة أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام فى الفصل الّذي عنونه بعنوان « فصل فى المسابقة بالاسلام »
( انظر ص ٢٤١ من المجلّد الاوّل من طبعة طهران سنة ١٣١٧ ) ضمن كلام له فى الرّدّ
والقبول ما نصّه :
« وأمّا رواية أبى
هريرة فهو من الخاذلين وقد ضربه عمر بالدّرّة لكثرة روايته وقال : انّه كذوب »
ونقله العلاّمة المجلسىّ فى تاسع البحار فى باب أنّه ـ صلوات الله عليه سبق الناس
فى الاسلام والايمان والبيعة ( انظر ص ٣١٥ من طبعة امين الضرب ) عن المناقب.
قال
المحدّث الجليل الخبير الحاجّ الشيخ عباس القمى ـ طيّب الله مضجعه فى سفينة البحار
فى ترجمة أبى هريرة ( انظر مادة هرّج ٢ ؛ ص ٧١٢ ـ ٧١٣ ) بعد الاشارة الى ما ذكره المجلسى فى
البحار بالنسبة الى أبى هريرة ما نصّه :
«
أقول : كان أبو هريرة
يلعب بالشّطرنج قال الدّميرىّ : والمروىّ عن أبى هريرة من اللّعب به مشهور فى كتب
الفقه ، وقال
الجزرىّ فى النّهاية فى سدر : وفى حديث بعضهم : قال : رأيت أبا هريرة يلعب السّدر والسّدر لعبة يقامر بها
وتكسر سينها وتضمّ وهى فارسيّة معرّبة عن سه در يعنى ثلاثة أبواب ( انتهى ) وكانت
عائشة تتّهم أبا هريرة بوضع الحديث وتردّ ما رواها ومن أراد الاطّلاع على ذلك
فعليه بكتاب عين الاصابة فيما استدركته عائشة على الصّحابة ، ولمّا بلغ عمر أنّ أبا
هريرة يروى بعض ما لا يعرف قال : لتتركنّ الحديث عن رسول الله أو لألحقنّك بجبال
دوس فروى عن أبى
هريرة قال : ما كنّا نستطيع ان نقول : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه
وآله ـ حتّى قبض
عمر ، وعن الفائق
للزمخشرىّ وغيره قال : أبو هريرة استعمله على البحرين فلمّا قدم عليه قال : يا عدوّ الله وعدوّ
رسوله سرقت من مال الله؟! فقال : لست بعدوّ الله وعدوّ رسوله ولكنّى عدوّ من
عاداهما ، ما سرقت ولكنّها سهام اجتمعت ونتاج خيل فأخذ منه عشرة آلاف درهم فألقاها
فى بيت المال ( الى آخره ) وعن
شعبة قال : كان أبو هريرة
يدلّس. وعن ربيع الأبرار للزّمخشرىّ قال : وكان يعجبه أى أبا هريرة المضيرة جدّا
فيأكلها مع معاوية واذا حضرت الصّلاة صلّى خلف عليّ فاذا قيل له قال : مضيرة
معاوية أدسم وأطيب والصّلاة خلف عليّ أفضل فكان يقال له شيخ ـ المضيرة وقال أيضا : كان أبو هريرة يقول : اللهمّ ارزقنى ضرسا طحونا ، ومعدة
هضوما ، ودبرا نثورا. وحكى
عن أبى حنيفة أنّه سئل فقيل له
: اذا قلت قولا وكتاب الله تعالى يخالف قولك؟ ـ قال : أترك قولى بكتاب الله ، فقيل
له : اذا كان الصّحابىّ يخالف قولك؟ ـ قال : أترك قولى بجميع الصّحابىّ الاّ ثلاثة
منهم ؛ أبو هريرة
وأنس بن مالك وسمرة بن جندب. وروى أنّه سأله أصبغ بن نباتة فى محضر معاوية فقال : يا صاحب
رسول الله انّى أحلفك بالله الّذي لا إله الاّ هو عالم الغيب والشّهادة وبحقّ
حبيبه محمّد المصطفى ـ صلىاللهعليهوآله ـ الاّ أخبرتنى ؛ أشهدت غدير خمّ؟ ـ قال : بلى شهدته ، قلت
: فما سمعته يقول فى عليّ؟ ـ قال : سمعته يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ
وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، قلت له : فأنت اذا
واليت عدوّه وعاديت وليّه ؛ فتنفّس أبو هريرة صعداء وقال : ( إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، الى غير ذلك »
وقال
المحدّث القمّى ـ قدسسره ـ أيضا لكن فى الكنى
والالقاب « أبو هريرة
صحابىّ معروف أسلم بعد الهجرة بسبع سنين قال الفيروزآبادي فى القاموس : وعبد
الرّحمن بن صخر رأى النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فى كمّه هرّة فقال : يا أبا هريرة فاشتهر به ؛ واختلف فى
اسمه على نيّف وثلاثين قولا انتهى وذكر ابن أبى الحديد فى الجزء الرّابع من شرحه
على النهج عن شيخه أبى جعفر الاسكافى أنّ
معاوية وضع قوما
من الصّحابة وقوما من التّابعين على رواية أخبار قبيحة ( فنقل شيئا ممّا نقلناه
وأحال باقيه الى شرحه بقوله : الى آخره ؛ فساق نحو ما أورده فى سفينة البحار وزاد
فى آخره ) وخبر ضرب عمر بين ثدييه ( يعنى أبا هريرة ) ضربة خرّ لاسته حيث جاء
بنعلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يبشّر بالجنة من لقيه يشهد ان لا إله الاّ الله مشهور ».
أقول
: مراده بالخبر
المذكور ما أشار إليه فى سفينة البحار فى ترجمة أبى هريرة بهذه العبارة « ضرب عمر
بين ثديى أبى هريرة ضربة خرّ لاسته حيث جاء بنعلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يبشّر بالجنة من لقيه يشهد ان لا إله الاّ الله مستيقنا بها قلبه ح كج ٢٨١
».
والرّموز اشارة
الى ثامن البحار باب مطاعن عمر ( ص ٢٨١ من طبعة امين الضرب وعبارة المجلسىّ فيه
هكذا :
« واعلم أنّهم
عدوّا من فضائل عمر بن الخطّاب أنّه كان يردّ على رسول الله (ص) فى كثير من
المواطن ويرجع الى قوله ويترك ما حكم به فمن ذلك ما رواه ابن ـ أبى الحديد فى أخبار عمر
فى الجزء الثّاني عشر ورواه مسلم فى صحيحه فى كتاب الايمان عن أبى هريرة قال :
كنّا قعودا حول
النّبيّ (ص) ومعنا أبو بكر وعمر فى نفر فقام رسول الله (ص) من بين أظهرنا فأبطأ
علينا فخشينا ان يقطع دوننا وفزعنا وقمنا وكنت أوّل من فزع فخرجت أبتغى رسول الله (ص)
حتّى أتيت حائطا للأنصار لقوم من بنى النجّار فلم أجد له بابا فاذا ربيع يدخل فى
جوف حائط من بئر خارجة والرّبيع الجدول فاحتفزت فدخلت على رسول الله (ص) فقال :
أبو هريرة؟ فقلت : نعم يا رسول الله (ص) فقال : أبو هريرة؟ فقلت : نعم يا رسول
الله (ص) فقال : ما شأنك؟ ـ قلت : كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا ان
نقطع دوننا ففزعنا فكنت أوّل من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفرت كما تحتفر الثّعلب
وهؤلاء النّاس ورائى فقال : يا أبا هريرة وأعطانى نعليه
قال : اذهب بنعلىّ
هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد ان لا إله الاّ الله مستيقنا بها قلبه
فبشّره بالجنّة فكان أوّل من لقيت عمر فقال : ما هاتان النّعلان يا أبا هريرة؟ ـ قلت
: هاتان نعلا رسول الله (ص) بعثنى بهما من لقيت يشهد ان لا إله الا الله مستيقنا
بها قلبه بشّرته بالجنّة فضرب عمر بيده بين ثديىّ فخررت لاستي فقال : ارجع يا أبا
هريرة فرجعت الى رسول الله (ص) فأجهشت بكاء وركبنى عمر فاذا هو على أثرى فقال رسول
الله (ص) : ما لك يا أبا هريرة؟ ـ قلت : لقيت عمر فأخبرته بالذّي بعثتنى به فضرب
بين يدىّ ضربة خررت لاستي قال : ارجع ، فقال رسول الله (ص) : ما حملك على ما فعلت؟
ـ فقال : يا رسول الله (ص) بأبى أنت وأمّى أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقى يشهد أن
لا إله الاّ الله مستيقنا بها قلبه بشّره بالجنّة؟ ـ قال : نعم ، قال : فلا تفعل
فانّى أخشى ان يتّكل النّاس عليها فخلّهم يعملون قال رسول الله (ص) : فخلّهم.
قوله
: « من بين أظهرنا
» اى من بيننا ، و « يقطع دوننا » اى يصاب بمكروه من عدوّ وغيره ، و « بئر خارجة »
على التّوصيف اى قليب خارجة عن البستان ، وقيل : البئر هو البستان
كقولهم : بئر أريس وبئر بضاعة ، وقيل : الخارجة اسم رجل فيكون على الاضافة و «
احتفزت » بالزاى اى تضاممت ليسعنى المدخل كما يفعل الثّعلب وقيل : بالرّأي.
وروى البخارىّ فى
تفسير سورة براءة ( فنقل الحديث وتكلّم فيه بما تكلّم وقال : )
ولا يذهب عليك أنّ
الرّواية الاولى مع أنّ راويها أبو هريرة الكذّاب ينادى ببطلانها سخافة اسلوبها
وبعث أبى هريرة مبشّرا للنّاس وجعل النّعلين علامة لصدقه وقد أرسل الله تعالى
رسوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مبشّرا ونذيرا للنّاس وأمره ان يبلّغ ما أنزل إليه من
ربّه ولم يجعل أبا هريرة نائبا له فى ذلك ولم يكن القوم المبعوث إليهم أبو هريرة
غائبين عنه حتّى يتعذّر عليه ان يبشّرهم بنفسه وكان الأحرى تبليغ تلك البشارة فى
المسجد وعند اجتماع النّاس لا بعد قيامه من بين القوم وغيبته عنهم واستتاره
بالحائط ، ولم تكن هذه البشارة ممّا يفوت وقته بالتّأخير الى حضور الصّلاة واجتماع النّاس
او رجوعه (ع) عن الحائط وكيف جعل النّعلين علامة لصدق أبى هريرة مع أنّه يتوقّف
على العلم بأنّهما نعلا رسول الله (ص) وقد جاز ان لا يعلم ذلك من يلقاه أبو ـ هريرة
فيبشّره واذا كان ممّن يظنّ الكذب بأبى هريرة أمكن ان يظنّ أنّه سرق نعلى رسول
الله (ص) فلا يعتمد على قوله ( الى آخر ما قال فى الطّعن على الخبر فمن أراده
فليطلبه من هناك ) ومن أراد ملاحظة الحديث فى شرح ابن الحديد فليراجع اوائل الجزء
الثّاني عشر فانّ هذا الجزء بأسره فى ترجمة عمر لانّ الجزء مصدّر بكلام لأمير
المؤمنين عليّ عليهالسلام وهو « لله بلاد فلان فقد قوّم الاود وداوى العمد وأقام
السّنّة وخلّف الفتنة ، ذهب نقىّ الثّوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرّها ، ادّى
الى الله طاعته واتّقاه بحقّه ، رحل وتركهم فى طرق متشعبة لا يهتدى بها الضّالّ
ولا يستيقن المهتدى » والجزء الثّاني عشر بتمامه شرح الكلام وذلك أنّ ابن أبى
الحديد صرّح بأنّه وجد تصريح الرّضى جامع نهج البلاغة بانّ المراد بالموصوف فى
الكلام عمر بن الخطّاب فجعل الجزء فى شرحه وخاض فى ترجمة هذا الخليفة بما فى وسعه
فصار الجزء ترجمة له فمن أراد ترجمته بأحسن وجه فليراجع هناك والحديث المشار إليه
فى أوائل الجزء ( انظر ص ١٠٨ من المجلّد الثالث من الشرح من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ).
أقول
: قد أشرنا فى أوّل
البحث عن ترجمة أبى هريرة الى انّا نكتفى بما ذكره ابن أبى الحديد والمحدّث القمى
فلنكتف به الاّ انّا
نشير الى شيء ممّا ذكره العالم الجليل الحاجّ الشيخ عبد الله المامقانيّ (ره) فى
تنقيح المقال فانّه أيضا خاض
فى ترجمة الرجل وقال بعد ان عنون الرجل فى حرف العين بعنوان « عبد الله أبو هريرة
الدّوسىّ » ونقل شيئا من كلمات علماء الرجال فى حقّه ما نصّه ( ج ٢ ص ١٦٥ من المجلّد الثانى ) :
« وبالجملة فالاعتماد
على روايته خطأ وكيف يمكن الاعتماد على رواية من هو المشهور بالكذب على الله تعالى ورسوله
عند أصحابنا والعامّة أمّا
عند أصحابنا
فواضح
لبلوغ حاله عندنا
الى حدّ يضرب بأخباره المثل وقد روى فى الخصال عن محمّد بن ابراهيم بن إسحاق
الطّالقانى عن عبد العزيز بن يحيى عن محمّد بن زكريّا عن جعفر بن محمد بن عمارة عن
أبيه قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول : ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (ص) أبو هريرة
وأنس بن مالك وامرأة وأقول : المراد بالمرأة ظاهر ولم يسمّها تقيّة وأمّا عند
العامّة فقد قال ابن أبى الحديد فى شرح النّهج انّ أبا حنيفة كان لا يعمل بأحاديث
أبى هريرة والا يعتمدها ، ونقل أيضا فى الشرح عن أبى جعفر الاسكافى منهم أنّ أبا
هريرة مدخول عند شيوخنا ( فنقل ما نقلناه او قريبا منه وقال ).
وعن الجاحظ فى
كتابه المعروف بكتاب التّوحيد أنّ أبا هريرة ليس بثقة فى الرّواية عن رسول الله (ص)
قال : ولم يكن عليّ يوثّقه فى الرّواية بل يتّهمه ويقدح فيه
وكذلك عمر وعائشة ( انتهى ) فنقل
أشياء ثمّ قال :
وفى شرح النّهج
عند ذكر من كان منحرفا عن عليّ ويبغضه ويتقوّل عليه : وأمّا أبو هريرة فروى عنه
الحديث الّذي معناه : انّ عليّا (ع) خطب ابنة أبى جهل فى حياة رسول الله (ص)
فأسخطه فخطب على المنبر فقال : لاها الله لا تجتمع ابنة ولىّ الله وابنة عدوّ الله
، انّ فاطمة بضعة منّى يؤذينى ما يؤذيها فان كان عليّ يريد ابنة أبى جهل فليفارق
ابنتى وليفعل ما يريد ، والحديث مشهور من رواية الكرابيسىّ قلت : الحديث أيضا مخرج فى صحيحى مسلم والبخارىّ عن المسور بن
مخرمة عن الزّهرىّ.
فذكر حديثا قد
نقلناه وخاض فى تزييف الرّجل وقدحه والطّعن عليه والتّحذير عن السكون الى روايته
فمن أراده فليراجع هناك.
أقول
: قد ألّف السّيّد
شرف الدّين العاملىّ (ره) كتابا فى ترجمته وشرح حاله فمن أراد ان يراجعه فليطلبه
فان نسخته ليست موجودة عندى.
قد ذكر
المصنّف (ره) فى آخر ترجمة سمرة بن جندب
( ص ٦٩ )
ما نصّه :
« قال : هذا عمل
أخيك زياد وهو أمرنى بذلك ، قال : أنت وأخى فى النّار » وقلنا فى حاشية
الصّفحة :
« انّ قوله : هذا
عمل أخيك زياد ؛ اشارة الى أنّ سمرة قد عمل هذا العمل بأمر زياد بن أبيه وهو أخو
أبى بكرة فالاولى أن نحيل هذا البحث الى تعليقات آخر الكتاب فانّ الخوض فيه يفضى
الى طول فلا يسعه المقام فسنذكر ان شاء الله هناك ترجمته ببيان مبسوط يكشف عن
حقيقة حاله وسوء منقلبه ومآله ».
فالحرىّ بالمقام
أن ننجز ما وعدناه فنذكر قبل الخوض فى انجاز ما وعدناه شيئا من ترجمته وسوانحه
الحياتيّة حتّى يعرفه النّاظرون فى هذا الكتاب فنقول :
قال
المحدّث القمّى (ره) فى سفينة البحار فى « سمر » ( ج ١ ؛ ص ٦٥٤ ) :
« سمرة بفتح السين
وضمّ الميم ابن جندب من أصحاب النّبيّ (ص) وكان منافقا لأنّه كان يبغض عليّا ـ عليهالسلام ـ وكان بخيلا وهو الّذي ضرب ناقة رسول الله (ص) القصوى بعنزة كانت له على
رأسها فشجّها فخرجت الى النّبيّ فشكته ( راجع سادس البحار ص ١٢٧ من طبعة امين
الضّرب ) وروى فى الكافى عن زرارة عن أبى جعفر ـ عليهالسلام ـ أنّ سمرة بن جندب كان له عذق فى حائط لرجل من الانصار
وكان منزل الأنصارىّ بباب البستان فكان يمرّ به الى نخلته ولا يستأذن فكلّمه
الأنصارىّ ان يستأذن اذا جاء فأبى سمرة فلمّا تأبّى جاء الانصارىّ الى رسول الله (ص)
فشكا إليه وخبّره الخبر فأرسل إليه رسول الله وخبّره بقول الأنصارىّ وما شكا وقال
: اذا أردت الدّخول فاستأذن فأبى فلمّا أبى ساومه حتّى بلغ من الثّمن ما شاء الله
فأبى أن يبيع ، فقال : لك بها عذق مذلّل فى الجنّة فأبى ان يقبل ، فقال رسول الله (ص)
للانصارىّ :
اذهب فاقلعها وارم
بها إليه فانّه لا ضرر ولا ضرار ( الى ان قال ) قال ابن أبى الحديد : وكان سمرة
أيّام مسير الحسين عليهالسلام الى الكوفة على شرطة ابن زياد وكان يحرّض النّاس على
الخروج الى الحسين عليهالسلام وقتاله ( انظر ثامن البحار ص ٧٢٨ ) أقول : لمّا هلك
المغيرة بن شعبة وكان واليا على الكوفة استعمل معاوية زيادا عليها فلمّا وليها سار
إليها واستخلف على البصرة سمرة بن جندب وكان زياد يقيم بالكوفة ستّة أشهر وبالبصرة
ستّة أشهر فلمّا استخلف سمرة على البصرة أكثر القتل فيها فقال ابن ـ سيرين : قتل
سمرة فى غيبة زياد هذه ثمانية آلاف فقال له زياد : أما تخاف ان تكون قتلت بريئا؟ ـ
فقال : لو قتلت معهم مثلهم ما خشيت ، وقال أبو السوار العدوىّ : قتل سمرة من قومى
فى غداة واحدة سبعة وأربعين كلّهم قد جمع القرآن ؛ كذا فى كامل ابن الأثير »
أقول
: قال الفاضل المامقانيّ (ره) فى تنقيح المقال بعد نقل نظير ما نقله المحدّث القمىّ عن كامل التّواريخ
لابن الاثير عن تاريخ الطبرى ما نصّه ( ج ٢ ؛ ص ٦٩ ) :
« فقد روى
الطّبرىّ أيضا فى أحداث السّنة المذكورة اى فى أحداث سنة الخمسين باسناده عن عوف
قال : أقبل سمرة من المدينة فلمّا كان عند دور بنى أسد خرج رجل من بعض أزقّتهم
ففاجأه أوّل الخيل فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة قال : ثمّ مضت الخيل فأتى
عليه سمرة بن جندب وهو متشحّط بدمه فقال : ما هذا؟ ـ قيل : أصابته أوائل خيل
الأمير فقال : اذا سمعتم بنا ركبنا فاتّقوا أسنّتنا ( انتهى ).
وفى كتب التّاريخ
أيضا أنّه كان فى زمن ولايته البصرة يخرج من داره مع خاصّته ركبانا بغارة فلا يمرّ
بحيوان ولا طفل ولا عاجز ولا غافل الاّ سحقه هو وأصحابه بخيلهم ، وهكذا اذا رجع ، ولا
يمرّ عليه يوم يخرج به الاّ وغادر به قتيلا أو أكثر ؛ وهذا لا يفعله الاّ كلّ طاغ
متكبّر قد نزعت الرّحمة من قلبه بعد خلع ربقة الاسلام من عنقه. ونقل الطّبرىّ وابن
الاثير : انّ معاوية
أقرّ سمرة بعد زياد ستّة أشهر ثمّ عزله فقال سمرة : لعن الله معاوية والله لو أطعت
الله كما أطعت معاوية ما عذّبنى أبدا.
وروى عن سلمان بن
مسلم العجلىّ قال : شهدت سمرة وأتى بناس كثير وأناس بين
يديه فيقول للرّجل
: ما دينك؟ ـ فيقول : أشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده
ورسوله وانّى بريء من الحروريّة فيقدّم فتضرب عنقه حتّى مرّ بضعة وعشرون ».
أقول
: ترجمته على سبيل
التّفصيل تحتاج الى بسط ولا يقتضي المقام أكثر من ذلك ومن قضاياه المعروفة أنّه
تعهّد لمعاوية ان يضع ويختلق فى شأن نزول آية
« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ
» وآية
« مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
» حديثا فى ازاء أن يبذل له
معاوية أربعمائة دينار فبذله له واختلق الحديث ».
أقول
: لا يسع المقام
أكثر من ذلك فمن أراد التّفصيل فى ذلك فليراجع مظانّه.
أمّا
ما أشرنا إليه من أنّ أبا بكرة كان أخا زياد بن أبيه فيكشف عن ذلك ما يقرع سمعك وهو :
قال
ابن خلّكان فى وفيات الأعيان فى ترجمة أبى عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ وهو من شعراء الحماسة
وممّن لجّ فى هجاء بنى زياد حتّى تغنّى أهل البصرة بأشعاره بعد أن خاض فى ترجمته
ونقل أشعارا من صاحب التّرجمة فيهم ما نصّة :
( انظر ص ٣٨٨ ج ٢
من طبعة بولاق سنة ١٢٩٩ )
« قلت : وقد تكرّر فى هذه التّرجمة حديث زياد وبنيه وسميّة وأبى
سفيان ومعاوية وهذه الاشعار الّتي قالها يزيد بن مفرّغ فيهم ومن لا يعرف هذه
الأسباب قد يتشوّف الى الاطّلاع عليها فنورد منها شيئا مختصرا فأقول :
انّ أبا الجبر
الملك الّذي ذكره أبو بكر بن دريد فى المقصورة المشهورة فى البيت الّذي يقوله فيها
وهو :
وخامرت نفس أبى
الجبر جوى
|
|
حتّى حواه الحتف
فيمن قد حوى
|
كان أحد ملوك
اليمن واسمه كنيته وقيل : هو أبو الجبر يزيد بن شراحيل الكندىّ ، وقيل : أبو الجبر
بن عمرو تغلّب عليه قومه فخرج الى بلاد فارس يستجيش عليهم كسرى فبعث معه جيشا
من الأساورة فلمّا
ساروا الى كاظمة ونظروا وحشة بلاد المغرب وقلّة خيرها قالوا : الى أين نمضى مع هذا!؟
فعمدوا إلى سمّ فدفعوه الى طبّاخه ووعدوه بالاحسان إليه ان ألقى ذلك السّمّ فى
طعام الملك ، ففعل ذلك فما استقرّ الطّعام فى جوفه حتّى اشتدّ وجعه فلمّا علم
الأساورة ذلك دخلوا عليه فقالوا له : إنّك قد بلغت الى هذه الحالة فاكتب لنا الى
الملك كسرى انّك قد أذنت لنا فى الرّجوع فكتب لهم بذلك ثمّ انّ أبا الجبر خفّ ما
به فخرج الى الطّائف البليدة الّتي بقرب مكّة وكان بها الحارث بن كلدة طبيب ـ العرب
الثّقفىّ فعالجه فأبرأه فأعطاه سميّة ( بضمّ السّين المهملة وفتح الميم وتشديد ـ الياء
المثنّاة من تحتها وفى آخره هاء ) وعبيدا ( بضمّ العين المهملة تصغير عبد ) وكان
كسرى قد أعطاهما أبا الجبر فى جملة ما أعطاه ، ثمّ ارتحل أبو الجبر يريد اليمن
فانتقضت عليه العلّة فمات فى الطّريق ثمّ انّ الحارث بن كلدة الثّقفىّ زوّج عبيدا
المذكور سميّة المذكورة فولدت سميّة زيادا على فراش عبيد وكان يقال : زياد بن عبيد
وزياد بن سميّة وزياد بن أبيه وزياد بن أمّه وذلك قبل أن يستلحقه معاوية كما سيأتى
ان شاء الله تعالى. وولدت سميّة أيضا أبا بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة المذكور
ويقال : نفيع بن مشروح وهو الصّحابىّ المشهور بكنيته رضى الله عنه ، وولدت أيضا
شبل بن معبد ونافع بن الحارث وهؤلاء الإخوة الأربعة هم الّذين شهدوا على المغيرة
بن شعبة ـ رضى الله عنه ـ بالزّنا وسيأتى خبر ذلك بعد الفراغ من حديث زياد ان شاء
الله تعالى.
وكان أبو سفيان
صخر بن حرب الاموىّ والد معاوية بن أبى سفيان يتّهم فى الجاهليّة بالتّرداد الى
سميّة المذكورة فولدت سميّة زيادا فى تلك المدّة ولكنّها ولدته على فراش زوجها
عبيد ، ثمّ انّ زيادا كبر وظهرت منه النّجابة والبلاغة وهو أحد ـ الخطباء
المشهورين فى العرب بالفصاحة والدّهاء والعقل الكثير حتّى أنّ عمر بن الخطّاب ـ رضى
الله عنه ـ كان قد استعمل أبا موسى الاشعرىّ رضى الله عنه على البصرة فاستكتب
زيادا ابن أبيه ثمّ انّ زيادا قدم على عمر ـ رضى الله عنه ـ من عند أبى موسى فأعجب
به عمر ـ رضى الله عنه ـ فأمر له بألف درهم ثمّ تذكّرها بعد ما مضى فقال :
لقد ضاع ألف أخذها
زياد فلمّا قدم عليه بعد ذلك قال له : ما فعل ألفك يا زياد؟ قال : اشتريت بها
عبيدا فأعتقته يعنى أباه فقال : ما ضاع ألفك يا زياد ، هل أنت حامل كتابى الى أبى
موسى الاشعرىّ فى عزلك عن كتابته؟ ـ قال : نعم يا أمير المؤمنين ان لم يكن ذلك على
سخطة قال : ليس عن سخطة قال : فلم تأمره بذلك؟ قال : كرهت أن أحمل النّاس على فضل
عقلك واستكتب أبو موسى بعد زياد أبا الحصين بن أبى ـ الحرّ العنبرىّ فكتب الى عمر
ـ رضى الله عنه ـ كتابا فلحن فى حرف منه فكتب إليه أن قنع كاتبك سوطا وكان عمر ـ رضى
الله عنه ـ اذا وفد عليه من البصرة رجل أحبّ أن يكون زيادا ليشفيه من الخبر ، وكان
عمر ـ رضى الله عنه ـ قد استعمله على بعض ـ أعمال البصرة ثمّ عزله فقال : ما عزلتك
لجريمة ولكن كرهت أن أحمل النّاس على فضل عقلك ، وكان عمر ـ رضى الله عنه ـ قد
بعثه فى اصلاح فساد وقع باليمن فرجع من وجهه وخطب خطبة لم يسمع النّاس مثلها فقال
عمرو بن العاص : أما والله لو كان هذا الغلام من قريش لساق العرب بعصاه فقال أبو
سفيان : انّى لأعرف الّذي وضعه فى رحم أمّه فقال له عليّ بن أبى طالب ـ رضى الله
عنه ـ : ومن هو يا أبا سفيان؟ ـ قال : أنا ، قال : مهلا أبا سفيان ، فقال أبو
سفيان :
أما والله لو لا
خوف شخص
|
|
يرانى يا عليّ
من الأعادى
|
لأظهر سرّه صخر
بن حرب
|
|
وان تكن المقالة
عن زياد
|
وقد طالت
مجاملتى ثقيفا
|
|
وتركى فيهم ثمر
الفؤاد
|
فلمّا صار الأمر
الى عليّ رضى الله عنه وجّه زيادا الى فارس فضبيط البلاد وحمى وجبى وأصلح الفساد
فكاتبه معاوية يروم افساده على عليّ ـ رضى الله عنه ـ وفيه شعر تركته فكتب إليه
عليّ : انّى ما ولّيتك الاّ وأنت أهل لذلك عندى ولن تدرك ما تريده ممّا أنت فيه
الاّ بالصّبر واليقين وانّما كانت من أبى سفيان فلتة زمن عمر رضى الله عنه لا
يستحقّ بها نسبا ولا ميراثا ، وانّ معاوية يأتى المرء من بين يديه ومن خلفه فاحذره
ثمّ احذره والسّلام.
فلمّا قرأ زياد
الكتاب قال : شهد لي أبو الحسن وربّ الكعبة ، فذلك الّذي جرّأ يزيد بن معاوية على
ما صنع ، فلمّا قتل عليّ رضى الله عنه وتولّى ولده الحسن رضى الله عنه ثمّ فوّض
الأمر الى معاوية كما هو مشهور أراد معاوية استمالة زياد إليه وقصد تأليف ـ قلبه
ليكون معه كما كان مع عليّ رضى الله عنه فتعلّق بذلك القول الّذي صدر من أبيه بحضرة
عليّ وعمرو بن العاص فاستلحق زيادا فى سنة أربع وأربعين للهجرة فصار يقال له :
زياد بن أبى سفيان ، فلمّا بلغ أخاه أبا بكرة أنّ معاوية استلحقه وانّه رضى بذلك
حلف يمينا أن لا يكلّمه أبدا وقال : هذا زنى أمّه وانتفى من أبيه والله ما علمت
سميّة رأت أبا سفيان قطّ ويله ما يصنع بأمّ حبيبة بنت أبى سفيان زوج النّبيّ صلّى
الله عليه وسلّم أيريد أن يراها فان حجبته فضحته وان رآها فيا لها من مصيبة يهتك
من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرمة عظيمة ، وحجّ زياد فى زمن معاوية ودخل
المدينة فأراد الدّخول على أمّ حبيبة لأنّها اخته على زعمه وزعم معاوية ثمّ ذكر
قول أخيه أبى بكرة فانصرف عن ذلك ، وقيل : إنّ أمّ حبيبة حجبته ولم تأذن له فى
الدّخول عليها ، وقيل : إنّه حجّ ولم يزر من أجل قول أبى بكرة وقال : جزى الله أبا
بكرة خيرا فما يدع النّصيحة على كلّ حال. وقدم زياد على معاوية وهو نائب عنه وحمل
معه هدايا جليلة من جملتها عقد نفيس فأعجب به معاوية فقال زياد : يا أمير المؤمنين
دوّخت لك العراق وجبيت لك برّها وبحرها وحملت أليك لبّها وقشرها ، وكان يزيد بن
معاوية جالسا فقال له : أما انّك اذ فعلت ذلك فانّا نقلناك من ثقيف الى قريش ، ومن
عبيد الى أبى سفيان ، ومن القلم الى المنابر ، فقال له معاوية : حسبك ورّيت بك
زنادى ، وقال أبو الحسن المدائنى : أخبرنا أبو الزّبير الكاتب عن ابن اسحاق قال :
اشترى زياد أباه عبيدا فقدم زياد على عمر رضى الله عنه فقال له : ما صنعت بأوّل
شيء أخذت من عطائك؟ قال : اشتريت به أبى ، قال : فأعجب ذلك عمر رضى الله عنه وهذا
ينافى استلحاق معاوية ايّاه ، ولمّا ادّعى معاوية زيادا دخل عليه بنو اميّة وفيهم
عبد الرّحمن بن الحكم أخو مروان بن الحكم الأموىّ فقال له : يا معاوية لو لم تجد
الاّ
الزّنج لاستكثرت
بهم علينا قلّة وذلّة فأقبل معاوية على أخيه مروان بن الحكم وقال : أخرج عنّا هذا
الخليع فقال مروان : والله انّه لخليع ما يطاق قال معاوية : والله لو لا حلمى
وتجاوزى لعلمت أنّه يطاق ألم يبلغنى شعره فىّ وفى زياد ثمّ قال لمروان أسمعنيه
فقال :
ألا أبلغ معاوية
بن صخر
|
|
لقد ضاقت بما
يأتى اليدان
|
أتغضب أن يقال
أبوك عفّ
|
|
وترضى أن يقال
أبوك زان
|
وقد تقدّم ذكر
بقيّه هذه الأبيات منسوبة الى يزيد بن مفرّغ وفيها خلاف هل هى ليزيد بن مفرّغ أم
لعبد الرّحمن بن الحكم فمن رواها لابن مفرّغ روى البيت الاوّل على تلك الصّورة ، ومن
رواها لعبد الرّحمن رواها على هذه الصورة.
ولمّا استلحق
معاوية زيادا وقرّبه وأحسن إليه وولاّه صار من أكبر الأعوان على بنى عليّ بن أبى
طالب رضى الله عنه حتّى قيل : انّه لمّا كان أمير العراقين طلب رجلا يعرف بابن سرح
من أصحاب الحسن بن عليّ بن أبى طالب رضى الله عنه وكان فى الأمان الّذي كتب لأصحاب
الحسن رضى الله عنه لمّا نزل عن الخلافة لمعاوية فكتب الحسن الى زياد : من الحسن
الى زياد ؛ أمّا بعد فقد علمت ما كنّا أخذنا لأصحابنا من الأمان وقد ذكر لى ابن
سرح أنّك عرضت له فأحبّ ان لا تعرض له الاّ بخبر والسّلام فلمّا أتاه الكتاب وقد
بدأ فيه بنفسه ولم ينسبه الى أبى سفيان غضب وكتب إليه : من زياد بن أبى سفيان الى
الحسن أمّا بعد فانّه أتانى كتابك فى فاسق تأويه الفسّاق من شيعتك وشيعة أبيك وأيم
الله لأطلبنّه ولو كان بين جلدك ولحمك وانّ أحبّ النّاس إليّ لحما أن آكله للحم
أنت منه ، فلمّا قرأه الحسن رضى الله عنه بعث به الى معاوية فلمّا قرأه غضب وكتب
الى زياد : من معاوية بن أبى سفيان الى زياد ؛ أمّا بعد فانّ الحسن بن عليّ بعث
إليّ بكتابك إليه جواب كتاب كان كتبه أليك فى ابن سرح فأكثرت التّعجّب منه وقد
علمت أنّ لك رأيين رأيا من أبى سفيان ورأيا من سميّة فأمّا رأيك من أبى سفيان فحلم
وحزم ، وأمّا رأيك من سميّة فكما يكون رأى مثلها
ومن ذلك كتابك الى
الحسن تسبّه وتعرض له بالفسق ولعمرى لأنت أولى بذلك منه فان كان الحسن ابتدأ بنفسه
ارتفاعا عنك فانّ ذلك لن يضعك وأمّا تركك تشفيعه فيما شفع فيه أليك فحظّ دفعته عن
نفسك الى من هو أولى به منك فاذا أتاك كتابى فخلّ ما بيدك لابن سرح ولا تعرض له
فيه فقد كتبت الى الحسن بخبره ان شاء اقام عنده وان شاء رجع الى بلده ، وانّه ليس
لك عليه سبيل بيد ولا لسان ، وأمّا كتابك الى الحسن باسمه ولا تنسبه الى أبيه فانّ
الحسن ويحك ممّن لا يرمى به الرّجوان أفاستصغرت أباه وهو عليّ بن أبى طالب رضى
الله عنه أم الى أمّه وكلته وهى فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذلك
أفخر له ان كنت عقلت والسّلام ( قوله : لا يرمى به الرّجوان ) بفتح الرّاء والجيم
وهو لفظ مثنّى ومعناه المهالك.
قلت
: وقد رويت هذه الحكاية على صورة اخرى وهى :
كان سعيد بن سرح
مولى كريز بن حبيب بن عبد شمس من شيعة عليّ بن أبى ـ طالب رضى الله عنه فلمّا قدم
زياد بن أبيه الكوفة واليا عليها أضافه وطلبه فأتى المدينة فنزل على الحسن بن عليّ
رضى الله عنه فقال له الحسن : ما السّبب الّذي أشخصك وأزعجك؟ فذكر له قصّته وصنيع
زياد به فكتب إليه الحسن : أمّا بعد فانّك عمدت الى رجل من المسلمين له ما لهم
وعليه ما عليهم فهدمت عليه داره وأخذت ماله وعياله فاذا أتاك كتابى هذا فابن له
داره واردد عليه ماله وعياله فانّى قد أجرته فشفّعنى فيه ، فكتب إليه زياد : من زياد
بن أبى سفيان الى الحسن بن فاطمة ؛ امّا بعد فقد أتانى كتابك تبدأ فيه باسمك قبل
اسمى وأنت طالب للحاجة وأنا سلطان وأنت سوقة وكتابك إليّ فى فاسق لا يأويه الاّ
فاسق مثله وشرّ من ذلك تولّيه أباك وقد آويته اقامة منك على سوء الرّأى ورضى بذلك
وأيم الله لا نسبقنى إليه ولو كان بين جلدك ولحمك فانّ أحبّ لحم إليّ أن آكله للحم
أنت منه فأسلمه بجريرته الى من هو أولى به منك فان عفوت عنه لم أكن شفعتك وان
قتلته لم أقتله الاّ بحبّه أباك ، فلمّا قرأ الحسن رضى الله عنه الكتاب كتب الى
معاوية يذكر له حال ابن سرح وكتابه الى زياد
فيه واجابة زياد
ايّاه ولفّ كتابه فى كتابه وبعث به إليه وكتب الحسن الى زياد : من الحسن بن فاطمة
بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الى زياد بن سميّة عبد بنى ثقيف الولد للفراش
وللعاهر الحجر ، فلمّا قرأ معاوية كتاب الحسن رضى الله عنه ضاقت به الشّام وكتب الى
زياد : أمّا بعد فانّ الحسن بن عليّ بن أبى طالب رضى الله عنهما بعث إليّ بكتابك
جواب كتابه أليك فى ابن سرح فأكثرت التّعجّب منه وعلمت أنّ لك رأيين أحدهما من أبى
سفيان وآخر من سميّة ؛ فأمّا الّذي من أبى سفيان فحلم وحزم ، وأمّا الّذي من سميّة
فكما يكون رأى مثلها ومن ذلك كتابك الى الحسن تشتم أباه وتعرض له بالفسق ، ولعمرى
لأنت أولى بالفسق من الحسن ولأبوك اذ كنت تنسب الى عبيد أولى بالفسق من أبيه ، فان
كان الحسن بدأ بنفسه ارتفاعا عنك فانّ ذلك لم يضعك وأمّا تشفيعه فيما شفع أليك فيه
فحظّ دفعته عن نفسك الى من هو أولى به منك ، فاذا قدم عليك كتابى هذا فخلّ ما فى
يدك لسعيد بن سرح وابن له داره ولا تغدر به واردد عليه ماله فقد كتبت الى الحسن أن
يخبر صاحبه بذلك فان شاء أقام عنده وان شاء رجع الى بلده ، فليس لك عليه سلطان بيد
ولا لسان ، وأمّا كتابك الى الحسن باسمه واسم أمّه ولا تنسبه الى أبيه فانّ الحسن
ويلك ممّن لا يرمى به الرّجوان أفاستصغرت أباه وهو عليّ بن أبى طالب أم الى أمّه
وكلته لا أمّ لك فهى فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم فتلك أفخر له ان
كنت تعقل والسّلام.
وقال عبيد الله بن
زياد : ما هجيت بشيء أشدّ عليّ من قول ابن مفرّغ :
فكّر ففى ذاك ان
فكّرت معتبر
|
|
هل نلت مكرمة
الاّ بتأمير
|
عاشت سميّة ما
عاشت وما علمت
|
|
أنّ ابنها من
قريش فى الجماهير
|
وقال قتادة : قال
زياد لبنيه وقد احتضر : ليت أباكم كان راعيا فى أدناها وأقصاها ولم يقع بالذّي وقع
فيه. قلت : فبهذا الطّريق كان ينظم ابن مفرّغ هذه الأشعار فى زياد وبنيه ويقول :
انّهم أدعياء حتّى قال فى زياد وأبى بكرة ونافع أولاد سميّة :
انّ زيادا
ونافعا وأبا ـ
|
|
بكرة عندى من
أعجب العجب
|
هم رجال ثلاثة
خلقوا
|
|
فى رحم انثى
وكلّهم لأب
|
ذا قرشىّ كما
يقول وذا
|
|
مولى وهذا ابن
عمّه عربى
|
وهذه
الأبيات تحتاج الى زيادة إيضاح فأقول :
قال
أهل العلم بالأخبار : انّ الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبى سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن
عوف بن قسىّ وهو ثقيف هكذا ساق النّسب ابن الكلبىّ فى كتاب الجمهرة وهو طبيب العرب
المشهور ومات فى أوّل الاسلام وليس يصحّ اسلامه وروى أنّ رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم أمر سعد بن أبى وقّاص أن يأتى الحارث بن كلدة يستوصفه فى مرض نزل به فدلّ
ذلك على أنّه جائز أن يشاور أهل الكفر فى الطّبّ اذا كانوا من أهله وكان ولده
الحارث بن الحارث من المؤلّفة قلوبهم وهو معدود فى جملة الصّحابة رضى الله تعالى
عنهم ويقال : انّ الحارث بن كلدة كان رجلا عقيما لا يولد له وانّه مات فى خلافة
عمر رضى الله عنه ولمّا حاصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الطّائف قال : أيّما
عبد تدلّى إليّ فهو حرّ فنزل أبو بكرة رضى الله عنه من الحصن فى بكرة ( قلت : وهى
بفتح الباء الموحّدة وسكون الكاف وبعدها راء ثمّ هاء وهى الّتي تكون على البئر
وفيها الحبل يستقى به والنّاس يسمّونها بكرة بفتح الكاف وهو غلط الاّ أنّ صاحب
كتاب العين حكاها بالفتح أيضا وهى لغة ضعيفة لم يحكها غيره ) قال : فكنّاه رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم أبا بكرة لذلك وكان يقول : أنا مولى رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم وأراد أخوه نافع أن يدلّى نفسه فى البكرة أيضا فقال له الحارث بن
كلدة : أنت ابنى فأقم ؛ فأقام ونسب الى الحارث ، وكان أبو بكرة قبل أن يحسن اسلامه
ينسب الى الحارث أيضا فلمّا حسن اسلامه ترك الانتساب إليه ولمّا هلك الحارث بن
كلدة لم يقبض أبو بكرة من ميراثه شيئا تورّعا ، هذا عند من يقول : انّ الحارث أسلم
والاّ فهو محروم من الميراث لاختلاف الدّين فلهذا قال ابن مفرّغ الأبيات الثلاثة
البائيّة لأنّ زيادا ادّعى أنّه قرشىّ باستلحاق معاوية له ، وأبو بكرة اعترف بولاء
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ونافع كان يقول : انّه ابن الحارث بن كلدة الثّقفىّ وأمّهم واحدة
وهى سميّة
المذكورة وهذا سبب نظم البيتين فى آل أبى بكرة كما تقدّم ذكره ، وعلاج جدّ الحارث
بن كلدة كما ذكرته ؛ هذه
قصّة زياد وأولاده ذكرتها مختصرة.
قلت
: الاّ انّ قول ابن
مفرّغ فى البيت الثانى « وكلّهم لاب » ليس بجيّد فانّ زيادا ما نسبه أحد الى
الحارث بن كلدة بل هو ولد عبيد لأنّه ولد على فراشه ، وأمّا أبو بكرة ونافع فقد
نسبا الى الحارث فكيف يقول : « وكلّهم لأب » فتأمّله. وذكر ابن النديم فى
كتابه الّذي سمّاه الفهرست : انّ أوّل من ألّف كتابا فى المثالب زياد بن أبيه فانّه لمّا طعن عليه وعلى
نسبه عمل ذلك لولده وقال لهم : استظهروا به على العرب فانّهم يكفّون عنكم وأمّا حديث المغيرة بن
شعبة الثّقفىّ والشّهادة عليه فانّ عمر بن الخطّاب ـ رضى الله عنه ـ كان قد رتّب المغيرة
أميرا على البصرة وكان يخرج من دار الامارة نصف النّهار وكان أبو بكرة يلقاه فيقول
: أين يذهب الأمير؟ ـ فيقول : فى حاجة فيقول : انّ الامير يزار ولا يزور ، قالوا :
وكان يذهب الى امرأة يقال لها أمّ ـ جميل بنت عمرو وزوجها الحجّاج بن عتيك بن
الحارث بن وهب الجشمىّ وقال ابن الكلبىّ فى كتاب جمهرة النّسب : هى أمّ جميل بنت
الأفقم بن محجن بن أبى ـ عمرو بن شعبة بن الهرم وعدادهم فى الانصار وزاد غير ابن
الكلبىّ فقال : الهرم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن
بكر بن هوازن والله أعلم قال الرّاوى : فبينما أبو بكرة فى غرفة مع اخوته وهم نافع
وزياد المذكوران وشبل بن ـ معبد والجميع أولاد سميّة المذكورة فهم اخوة لامّ وكانت
أمّ جميل المذكورة فى غرفة اخرى قبالة هذه الغرفة فضربت الرّيح باب غرفة أمّ جميل
ففتحته ونظر القوم فاذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع فقال أبو بكرة :
هذه بليّة قد ابتليتم بها فانظروا فنظروا حتّى أثبتوا فنزل أبو بكرة فجلس حتّى خرج
عليه المغيرة فقال له : انّه كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا قال : وذهب المغيرة ليصلّى بالنّاس الظّهر ومضى أبو بكرة فقال
أبو بكرة : لا والله لا تصلّ بنا وقد فعلت ما فعلت ، فقال النّاس : دعوه فليصلّ
فانّه الأمير واكتبوا بذلك الى عمر ـ رضى الله عنه ـ فكتبوا إليه فأمرهم أن يقدموا
عليه
جميعا ؛ المغيرة
والشّهود ، فلمّا قدموا عليه جلس عمر رضى الله عنه فدعا بالشّهود والمغيرة فتقدّم
أبو بكرة فقال له : رأيته بين فخذيها؟ قال : نعم والله لكأنّى أنظر الى تشريم جدرى
بفخذيها ، فقال له المغيرة : لقد ألطفت فى النّظر فقال أبو بكرة : لم آل أن أثبت
ما يحزنك الله به ، فقال عمر رضى الله عنه : لا والله حتّى تشهد لقد رأيته يلج
فيها ولوج المرود فى المكحلة فقال : نعم أشهد على ذلك ، فقال : اذهب مغيرة ؛ ذهب
ربعك ، ثمّ دعا نافعا فقال له : علام تشهد؟ قال : على مثل شهادة ابى بكرة قال : لا
حتّى تشهد أنّه ولج فيها ولوج الميل فى المكحلة ، قال : نعم حتّى بلغ قذذة ( قلت :
القذذ بالقاف المضمومة وبعدها ذالان معجمتان وهى ريش السّهم ) قال الرّاوى : فقال
له عمر رضى الله عنه : اذهب مغيرة قد ذهب نصفك ، ثمّ دعا الثّالث فقال له : علام
تشهد؟ ـ فقال : على مثل شهادة صاحبىّ ، فقال له عمر رضى الله عنه : اذهب مغيرة ذهب
ثلاثة أرباعك ، ثمّ كتب الى زياد وكان غائبا وقدم فلمّا رآه جلس له فى المسجد
واجتمع عنده رءوس المهاجرين والانصار فلمّا رآه مقبلا قال : انّى أرى رجلا لا يخزى
الله على لسانه رجلا من المهاجرين ثمّ انّ عمر رضى الله عنه رفع رأسه إليه فقال : ما
عندك يا سلح الحبارى فقيل : انّ المغيرة قام الى زياد فقال : لا مخبأ لعطر بعد
عروس قلت : وهذا مثل للعرب لا حاجة الى الكلام عليه فقد طالت هذه التّرجمة كثيرا (
قال الرّاوى ) فقال له المغيرة : يا زياد اذكر الله تعالى واذكر موقف يوم القيامة
فانّ الله تعالى وكتابه ورسوله وأمير المؤمنين قد حقنوا دمى الاّ ان تتجاوز إليّ
ما لم تر ممّا رأيت فلا يحملنّك سوء منظر رأيته على أن تتجاوز الى ما لم تر فو
الله لو كنت بين بطنى وبطنها ما رأيت ان يسلك ذكرى فيها قال : فدمعت عينا زياد
واحمرّ وجهه وقال : يا أمير المؤمنين أمّا أن أحقّ ما حقّ القوم فليس عندى ولكن
رأيت مجلسا وسمعت نفسا حثيثا وانتهازا ورأيته مستبطنها فقال له عمر رضى الله عنه :
رأيته يدخل كالميل فى المكحلة؟ ـ فقال : لا ، وقيل : قال زياد : رأيته رافعا
رجليها فرأيت خصيته تتردّد الى ما بين فخذيها ورأيت حفزا شديدا وسمعت نفسا عاليا ،
فقال عمر رضى الله عنه : رأيته يدخله ويخرجه كالميل
فى المكحلة؟ ـ فقال
: لا ؛ فقال عمر رضى الله عنه : الله اكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم ، فقام الى
أبى بكرة فضربه ثمانين وضرب الباقين وأعجبه قول زياد ودرأ الحدّ عن المغيرة فقال
أبو بكرة بعد ان ضرب : أشهد أنّ المغيرة فعل كذا وكذا ، فهّم عمر رضى الله عنه أن
يضربه حدّا ثانيا فقال له عليّ بن أبى طالب رضى الله عنه : ان ضربته فأرجم صاحبك
فتركه واستتاب عمر أبا بكرة فقال : انّما تستتيبنى لتقبل شهادتى؟ ـ فقال : أجل ، فقال
: لا أشهد بين اثنين ما بقيت فى الدّنيا فلمّا ضربوا الحدّ قال المغيرة : الله
أكبر الحمد لله الّذي أخزاكم ، فقال عمر : بل أخزى الله مكانا رأوك فيه. وذكر عمر
بن شبّة فى كتاب أخبار البصرة أنّ أبا بكرة لمّا جلد أمرت أمّه بشاة فذبحت وجعلت
جلدها على ظهره فكان يقال : ما ذاك الاّ من ضرب شديد وحكى عبد الرّحمن بن أبى بكرة
أنّ أباه حلف لا يكلّم زيادا ما عاش فلمّا مات أبو بكرة كان قد أوصى أن لا يصلّى
عليه الاّ أبو برزة الاسلمىّ وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم آخى بينهما وبلغ
ذلك زيادا فخرج الى الكوفة وحفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد وشكره ثمّ انّ أمّ جميل
وافت عمر بن الخطّاب بالموسم والمغيرة هناك فقال له عمر : أتعرف هذه المرأة يا
مغيرة؟ فقال : نعم ، هذه أمّ كلثوم بنت عليّ فقال عمر : أتتجاهل عليّ والله ما
أظنّ أبا بكرة كذب عليك وما رأيتك الاّ خفت أن أرمى بحجارة من السّماء.
قلت
: ذكر الشيخ أبو اسحاق الشّيرازىّ فى أوّل باب عدد الشّهود فى كتاب المهذّب : وشهد على المغيرة ثلاثة ؛ أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد
وقال زياد : رأيت استا تنبو ونفسا يعلو ، ورجلين كأنّهما اذنا حمار ولا أدرى ما
وراء ذلك ، فجلد عمر الثّلاثة ولم يحدّ المغيرة قلت : وقد تكلّم الفقهاء على قول عليّ ـ رضى الله عنه ـ لعمر : ان
ضربته فأرجم صاحبك ، فقال أبو نصر بن الصّبّاغ المقدّم ذكره وهو صاحب كتاب الشّامل
فى المذهب : يريد أنّ هذا القول ان كان شهادة اخرى فقد تمّ العدد ، وان كان هو
الأوّل فقد جلدته عليه ، والله أعلم : وذكر عمر بن شبة فى أخبار البصرة انّ العبّاس بن عبد المطّلب ـ رضى الله عنه ـ قال لعمر رضى
الله عنه : انّ رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم أقطعنى
البحرين فقال : ومن يشهد لك بذلك؟ ـ قال المغيرة بن شعبة ، فأبى أن يجيز شهادته.
قلت : وقد طالت
هذه التّرجمة وسببه أنّها اشتملت على عدّة وقائع فدعت الحاجة الى الكلام على كلّ
واحدة منها فانتشر القول لأجل ذلك وما خلا عن فوائد ».
قال
المصنّف (ره) فى ترجمة عائشة
( ص ٧٧ ؛
س ١ ) :
« ورويتم عن عبد
الله بن مسعود عن اسرائيل بن سباط عن عروة »
وذكرت فى
ذيل الصّفحة ( س ٢٠ ) ما نصّه :
« السّند هكذا فى
الأصل وهو مشوّش قطعا ونقل الحديث ابن طاوس فى كتاب سعد السّعود بهذا السند ( الى
آخر ما نقلناه ) ».
فبعد طبع الكرّاسة
المشار إليها اطّلعت على موضع من مواضع نقل الحديث وهو :
قال
الحافظ نور الدّين عليّ أبى بكر الهيثمىّ فى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فى باب
فيما كان فى الجمل وصفّين وغيرهما
( ج ٧ ؛ ص
٢٣٧ ) :
« وعن سعيد بن كوز
قال : كنت مع مولاى يوم الجمل فأقبل فارس فقال : يا أمّ المؤمنين فقالت عائشة :
سلوه من هو؟ قيل : من أنت؟ ـ قال : أنا عمّار بن ياسر قالت : قولوا له : ما تريد؟
ـ قال : أنشدك بالله الّذي أنزل الكتاب على رسول الله ( صلعم ) فى بيتك أتعلمين
أنّ رسول الله (ص) جعل عليّا وصيّا على أهله وفى أهله؟ ـ قالت : اللهمّ نعم ، قال
: فمالك؟ ـ قال : أطلب بدم عثمان أمير المؤمنين ، قال : فتكلّم.
ثمّ جاء فوارس
أربعة فهتف بهم رجل منهم قال : تقول عائشة : ابن أبى طالب وربّ الكعبة سلوه : ما
يريد؟ ـ قالوا : ما تريد؟ ـ قال : أنشدك بالله الّذي أنزل الكتاب على رسول الله (
صلعم ) فى بيتك ؛ أتعملين أنّ رسول الله (ص) جعلنى وصيّا على أهله وفى أهله؟ ـ قالت
: اللهمّ نعم ، قال : فمالك؟ ـ قالت : أطلب بدم أمير المؤمنين عثمان قال : أرينى
قتلة عثمان ثمّ انصرف والتحم القتال ، قال : فرأيت هلال بن وكيع رأس بنى تميم معه
غلام له حبشىّ مثل الجانّ وهو يقاتل بين يدى عائشة وهو يقول :
أضربهم بذكر
القطاط
|
|
اذ فرّ عون وأبو
حماط
|
ونكّب النّاس عن
الصّراط
فحانت منّى
التفاتة فاذا هو قد شدخ وغلامه.
رواه الطّبرانىّ
وسعيد بن كوز وأسباط بن عمرو الرّاوى عنه لم أعرفهما ؛ وبقيّة رجاله ثقات ».
قال
المصنّف (ره) فى ترجمة أمّ المؤمنين عائشة
( ص ٧٩ ؛
س ١٠ و ١٤ ) :
« والله لترحلنّ
أو لأبعثنّ أليك بالكلمات »
وقلنا فى ذيل صفحة
٨٠ :
« أقول : يأتى الكلام فى ذلك الباب فى مجلّد تعليقاتنا على الكتاب
ان شاء الله تعالى » فنقول
:
« قال المجلسى (ره) فى
ثامن البحار فى باب ورود
البصرة ووقعة الجمل ؛ ص ٤٣٦ ما نصّه :
« ج ـ ( يريد به الاحتجاج للطبرسىّ ) : روى عن الباقر (ع) أنّه
قال : لمّا كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنّبل قال عليّ (ع) : والله ما
أرانى الاّ مطلّقها فأنشد الله رجلا سمع من رسول الله (ص) يقول : يا عليّ أمر نسائى
بيدك من بعدى؟ قال : فبكت
عائشة عند ذلك
حتّى سمعوا بكاءها فقال عليّ : لقد أنبأنى رسول الله (ص) بنبإ وقال : يا عليّ انّ
الله يمدّك بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين.
بيان
ـ رشقه ـ رماه بالسّهام ، والنّبل السّهام العربيّة ولا واحد لها من
لفظها فلا يقال نبلة ، ذكرهما فى النّهاية ».
أقول
: وخبر سعد بن عبد
الله القمى (ره) فى هذا الأمر معروف وهو الّذي أشار إليه المحدّث القمّى (ره) فيما
نقلناه من كلامه فى تعليقة الصّحيفة المشار إليها.
قد قلنا
فى ذيل قصّة ضيافة حاتم للوافدين على قبره بعد الاشارة
الى شيء
من موارد نقلها
( انظر ص
٤١٠ ؛ س ١٢ ـ ١٣ ) :
«
وقد نظمتها الشّعراء بأبيات غرّاء ومضامين لطيفة يأتى ذكر بعضها فى مجلّد
تعليقاتنا على الإيضاح ».
وحيث كان ذكر جميع
ما دوّنته وجمعته فى ذلك الموضوع هنا ممّا يفضى الى طول مملّ فانّه قد صار رسالة
كبيرة كما ذكرنا فى ص ٤١٢ ؛ س ١٣ فلنقتصر على ذكر منظومة هنا لكونها فى مورد لا
تصل إليه أيدى جمهور الفضلاء وذلك أنّها مذكورة فى سفينة مخطوطة فى مكتبة مجلس
الشّورى بطهران مضبوطة تحت رقم ٥٩٩٦ من فهرست المكتبة ( انظر ص ٤١ ـ ٤٣ منها )
ونصّ العبارة فيها هكذا :
« از
محمدقلى سليم طهرانى
طوطى كلكم كه به
مرغ چمن
|
|
تازگى آموخت ز
طرز سخن
|
گفت كه : روزى
پى سامان كار
|
|
قافله اى جمع شد
از هر ديار
|
قافله اى مردمِ
او با صواب
|
|
گشته جهان را
همه چون آفتاب
|
نقد خرد مايه
بازارشان
|
|
جنسِ هنر بود
همه بارِشان
|
از رخِشان نورِ
سعادت عيان
|
|
بر سرِشان بالِ
هما سايه بان
|
شاد وشكفته همه
با يكدگر
|
|
خنده هريك چو گل
از روىِ زر
|
خيمه زده هركه
سزاوار خود
|
|
همچو شكو [ فه ]
بسرِ بارِ خود
|
غير جرس هيچ دلى
در جهان
|
|
ناله نمى كرد در
آن كاروان
|
مهر چو سر بر
سرِ كهسار برد
|
|
قافله دستى ز
پىِ بار برد
|
گشت روان از پى
هم كاروان
|
|
همچو سرشك از
مژه عاشقان
|
هر جرسى زمزمه
آغاز كرد
|
|
گم شدگان را بره
آواز كرد
|
كف بلب از مستى
بسيار داشت
|
|
ناقه ندانم كه
چه در بار داشت
|
رفت بتعجيل ز
آرامگاه
|
|
قافله چون يك دو
سه فرسنگ راه
|
دهر شد از ظلمتِ
شب ناگهان
|
|
سرمه كشِ ديده
سيّارگان
|
تيره شبى همچو
سرِ زلف يار
|
|
گم شده در ظلمتِ
او روزگار
|
رفته خود از
عالم واز مرگ او
|
|
گشته سيه پوش
جهانِ دو رو
|
چرخ سيه دل همه
دم از شهاب
|
|
تير فكنده ز پىِ
آفتاب
|
گشته ز بس ظلمتِ
شب روى ماه
|
|
همچو رخِ كاغذِ
مشقى سياه
|
در طلبِ راه ز
نزديك ودور
|
|
گشته سراسيمه تر
از خيل مور
|
دست ودل جمله چو
از كار شد
|
|
آتشى از دور
نمودار شد
|
روى نهادند دوان
بى قرار
|
|
جانبِ آتش همه
پروانه وار
|
بر اثرِ شعله در
آن روى دشت
|
|
يك دو سه فرسنگ
چو پيموده گشت
|
روضه اى آمد
بنظر همچو نور
|
|
سنگ بنايش همه
از كوه طور
|
ديده ز بس فيض
بهر منظرش
|
|
كعبه شده حلقه
به گوش درش
|
شمع درو گشته
علم در سخا
|
|
داده به دشمن سر
خود بارها
|
جمله قناديلِ وى
وشمعدان
|
|
چون دلِ عاشق
همه وقف كسان
|
فيض ز كثرت شده
ظاهر درو
|
|
جود وسخا گشته
مجاور درو
|
جانبِ آن روضه
كسى در زمان
|
|
رفت كه پرسد
خبرى زان مكان
|
گفت به او شخصى
از آن سرزمين
|
|
مقبره حاتم
طائيست اين
|
روى ازين مژده
سوىِ راه كرد
|
|
قافله را زين
سخن آگاه كرد
|
بار گشودند در
آن خوش مكان
|
|
بر درِ او حلقه
شده كاروان
|
بيهده گوئى ز
ميانِ گروه
|
|
گفت كه : اى
حاتم دريا شكوه
|
قافله ما شده
مهمانِ تو
|
|
چشم نهاده همه
بر خوانِ تو
|
زود پس مائدة
تدبير كن
|
|
قافله گرسنه را
سير كن
|
بود هنوز اين
سخنش بر زبان
|
|
كز پى سر گريه
كنان ساربان
|
گفت : كه خورد
آن شتر برق تاز
|
|
مهره بدل از فلك
حقّه باز
|
اين سخنش كرد چه
در گوش راه
|
|
جست سراسيمه چو
از سينه آه
|
گفت ببرّيد سرش
را ز تن
|
|
تا كه شود مائده
انجمن
|
گفت كه : اى
حاتم صاحب كرم
|
|
خواستم از جود
تو فيضى برم
|
طوفِ مزار تو
مرا شوم شد
|
|
همّتِ تو بر همه
معلوم شد
|
يافتم اكنون كه
چه سان بوده است
|
|
جودِ تو از
خوانِ كسان بوده است
|
حيف زنى لافِ
كرم چون حباب
|
|
به كه ببخشى وگر
از بجر آب
|
او شده در طعنه
زدن بى قرار
|
|
روح كرم پيشه
ازو شرمسار
|
گشته خوى افشان
ز خجالت براه
|
|
همچو تهيدست برِ
قرضخواه
|
صبح كه اين ناقه
گيتى نورد
|
|
از طرفِ دشت
برانگيخت گرد
|
صاحب جمّازه پى
كارِ خود
|
|
گشت فرومانده تر
از بار خود
|
بود سراسيمه كه
از يك كنار
|
|
خاست غبارى چو
خط از روى يار
|
اندكى آن گرد چو
شد جلوه گر
|
|
ناقه سوارى شد
ازو جلوه گر
|
بار شتر اطعمه
بيكران
|
|
ناقه ديگر به
رديفش روان
|
ناقه صرصر روشى
خوش تكى
|
|
كوه به پشت وى
وكوهان يكى
|
از اثر تندى آن
خوش نشان
|
|
خاك به رفتار چو
ريگ روان
|
گفتى از آن سان
كه سبك تاز بود
|
|
همچو شترمرغ به
پرواز بود
|
سالكى آزاده ز
سامان راه
|
|
سينه خود در
بغلش نان راه
|
از خورش مائده
روزگار
|
|
شعله صفت كرده
قناعت بخار
|
كف بلب آورده ز
مستى وهوش
|
|
بر صفتِ صوفىِ
پشمينه پوش
|
بيم وى از دورى
منزل نبود
|
|
گرده شتر بود
شتر دل نبود
|
كرد نمايان جل
رنگين بناز
|
|
همچو عروسى كه
نمايد جهاز
|
راند بسرعت شتر
آن نوجوان
|
|
گشت چو نزديك
بآن خوش مكان
|
رفت سوى روضه
نخستين چو باد
|
|
كرد طوافى ز سرِ
اعتقاد
|
پس بسرِ قافله
بى شمار
|
|
بار فكن گشت چو
ابرِ بهار
|
مردم آن قافله
را جابجا
|
|
داد سوىِ تربت
حاتم صلا
|
سفره اى از
مائدة ترتيب داد
|
|
جانبِ آن قافله
برد وگشاد
|
سفره اى از
مائدة آراسته
|
|
يافته دل هرچه
درو خواسته
|
سفره چو برداشته
شد از ميان
|
|
عذر طلب كرد
ازيشان جوان
|
قاعده مهر وكرم
تازه كرد
|
|
رو به سوى صاحب
جمّازه كرد
|
گفت : گلى از
چمن حاتمم
|
|
همچو زبان بر
سخن حاتمم
|
دوش ز انديشه چو
خوابم ربود
|
|
شعله صفت گرم به
چشمم نمود
|
گفت كه : امشب ز
قضا ناگهان
|
|
قافله اى گشت
مرا ميهمان
|
مقدمشان گرچه
خوش آهنگ بود
|
|
وقت چو دست ودلِ
من تنگ بود
|
يك شتر اكنون ز
همان كاروان
|
|
قرض گرفتم پىِ
ترتيب خوان
|
خيز كه هنگام
خور وخواب نيست
|
|
در لحدم از غم
اين خواب نيست
|
مائده اى در
خورِ احسان من
|
|
آنچه تو ديدى
بسرِ خوان من
|
همرهِ يك ناقه
رهوار زود
|
|
جانبِ آن قافله
بر همچو دود
|
چون رسى آنجا كه
بود كاروان
|
|
پيش رو ومائدة
را بگذران
|
معذرتِ من همه
را تازه ده
|
|
ناقه بآن صاحبِ
جمّازه ده
|
مردمِ آن قافله
را اين سخن
|
|
شور بر آورد ز
جان وز تن
|
هركسى از بهرِ
مرادى چو باد
|
|
رو به سوىِ
تربتِ حاتم نهاد
|
صاحبِ جمّازه هم
آواز كرد
|
|
پيشِ كسان معذرت
آغاز كرد
|
گفت كه : اى شمع
شبستانِ جود
|
|
وى كفِ تو ابرِ
گلستانِ جود
|
بى ادبى كرده ام
از حد بدر
|
|
تو ز ادب كردنِ
من درگذر
|
چون ز دمت دست
به دامن چو خار
|
|
دامنِ خود جمع
مكن غنچه وار
|
همچو دلت روحِ
تو مسرور باد
|
|
همچو رخت خاكِ
تو پرنور باد
|
اى چو گل افكنده
هوسهاىِ تو
|
|
بر سرِ زر لرزه
هر اعضاىِ تو
|
دارى اگر اصل چو
درّ يتيم
|
|
روى مگردان ز
كرم چون سليم
|
تمّت ».
قال
المصنّف (ره) : « ورويتم عن الشّعبىّ أنّ الحجّاج بن
يوسف سأله
عن أمّ وأخت وجدّ »
( انظر ص
٣٤٢ ـ ٣٤٥ ) :
ونقلنا فى ذيل
الصّفحة ما اطّلعنا عليه الاّ أنّى وقفت بعد ذلك على مورد آخر ينبغى أن نذكره هنا
وهو هذا : قال المسعودىّ فى مروج الذّهب تحت عنوان « ذكر طرف من أخبار الحجّاج وخطبه وما كان منه فى
بعض أفعاله » ضمن ما ذكر (
انظر ج ٣ من النسخة المصحّحة بتصحيح محمّد محيى الدّين عبد الحميد ) ما نصّه :
« حدّثنا المنقرىّ
عن جعفر بن عمرو الحرصىّ عن مجدى بن رجاء قال : سمعت
عمران بن مسلم بن
أبى بكر الهذلىّ يقول : سمعت
الشّعبىّ يقول :
أتى بى الحجّاج
موثقا ، فلمّا دخلت عليه استقبلنى يزيد بن مسلم فقال : انا لله يا شعبىّ على ما
بين دفّتيك من العلم ؛ وليس بيوم شفاعة ، بؤ للأمير بالشّرك وبالنّفاق على نفسك ؛
فبالحرى أن تنجو منه ؛ فلمّا دخلت عليه استقبلنى محمّد بن الحجّاج فقال لى مثل
مقالة يزيد ، فلمّا مثلت بين يدى الحجّاج قال : وأنت يا شعبىّ فيمن خرج علينا وكثر؟
قلت : نعم ؛ أصلح الله الأمير ، أحزن بنا المبرك وأجدب بنا الجناب وضاق المسلك
واكتحلنا السّهاد واستحلسنا الخوف ووقعنا فى فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا
فجرة أقوياء ، قال : صدق والله ما برّوا بخروجهم علينا ولا قووا اذ فجروا ؛ أطلقوا
عنه.
قال
الشّعبىّ : ثمّ احتاج الى فريضة فقال :
ما تقول فى اخت
وأمّ وجدّ؟ قلت : اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ]
وسلّم ؛ عبد الله وزيد وعليّ وعثمان وابن عبّاس ، قال : فما ذا قال فيها ابن عبّاس؟
فلقد كان متّقيا ، قلت : جعل الجدّ أبا وأعطى الأمّ الثّلث ولم يعط الاخت شيئا ، قال
: فما ذا قال فيها عبد الله؟ قلت : جعلها من ستّة ؛ فأعطى الاخت النّصف ، وأعطى
الامّ السّدس ، وأعطى الجدّ الثّلث ، قال : فما قال فيها زيد؟ قلت : جعلها من تسعة
؛ فأعطى الامّ ثلاثة ، وأعطى الاخت سهمين ، وأعطى الجدّ أربعة ، قال : فما قال
فيها أمير المؤمنين عثمان؟ قلت : جعلها أثلاثا ، قال : فما قال فيها أبو تراب؟ ـ قلت
: جعلها من ستّة ؛ أعطى الاخت النّصف ، وأعطى الامّ الثّلث ، وأعطى الجدّ السّدس ،
قال : فضرب بيده على أنفه وقال : انّه المرء لا يرغب عن قوله ، ثمّ قال للقاضى :
أمرها على مذهب أمير المؤمنين عثمان ».
أقول : انّما
استدركنا هذا المطلب هنا لبعض ما فيه من اختلاف اللّفظ مع ما نقلناه فى ذيل
الصّفحة آنفا.
قال
المصنّف (ره) فى سند حديث خاصف النّعل ما نصّه :
( راجع ص
٤٥١ ؛ س ٤ )
« وروى محمّد بن
الفضل وأبو زهير عبد الرّحمن بن المغراء قالا ( الى آخر ما قال ) ».
أقول : كانت كلمة
« المغراء » فى النّسخ مشوّشة جدّا بحيث كانت الاشارة إليها فى ذيل الصّفحة غير
ممكنة رأينا أن نبحث عنها هنا فنقول
:
قال
الخزرجى فى خلاصة تذهيب الكمال : « عبد الرّحمن بن مغراء بفتح الميم أوّله واسكان المعجمة
آخره راء الدّوسىّ أبو زهير الكوفىّ نزيل الرّىّ عن ابن اسحاق واسماعيل بن أبى خالد وعنه يوسف بن موسى وسهل بن زنجلة وثّقه أبو خالد الأحمر وابن
حبان وقال أبو زرعة : صدوق ، وقال ابن عدى : يكتب حديثه ، له عن الأعمش أحاديث لا
يتابعه عليها أحد ».
قال
ابن حجر فى تقريب التهذيب : « عبد الرّحمن بن معن صوابه ابن مغراء وهو الّذي بعده » ويريد بقوله : « وهو
الّذي بعده » ما ذكره بعده بلا فاصلة بقوله :
«
عبد الرّحمن بن مغراء بفتح الميم وسكون المعجمة ثمّ راء مقصورا الدّوسىّ أبو نصير الكوفىّ نزيل
الرّىّ صدوق تكلّم فى حديثه عن الأعمش من كبار التّاسعة مات سنة بضع وستّين / بخ ع
».
وقال
فى تهذيب التّهذيب : « عبد الرّحمن بن معن عن الأعمش صوابه بن مغراء وهو الآتي ».
وقال بعده بلا
فاصلة ما نصّه :
«
عبد الرّحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب الدّوسىّ أبو زهير الكوفىّ سكن الرّىّ
وولى قضاء الأردن روى
عن أخيه خالد وأبى بردة
بن عبد الله بن أبى بردة بن أبى موسى والأعمش وابن اسحاق والفضل بن مبشر وعبيد
الله
بن عمر وحجّاج بن
أبى عثمان ومجالد بن سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة ومحمد ابن سوقة ويحيى بن سعيد
الأنصارىّ وصالح بن صالح بن حىّ وغيرهم ، وعنه ابراهيم بن موسى الفرّاء وابراهيم
بن مخلد الطالقانى والحسين بن منصور بن جعفر وسهل بن زنجلة ومحمد بن حميد والفضل
بن غانم واسحاق بن الفيض الاصبهانى ويوسف بن موسى القطّان وأبو جعفر مخلد بن مالك
ومحمد بن عبد الله بن حماد القطّان وموسى بن نصر بن دينار الرّازىّ خاتمة أصحابه
قال عيسى بن يوسف : كان طلابة وقال عثمان بن أبى شيبة : رأيت أبا خالد الأحمر يحسن
الثّناء عليه وقال : طلب الحديث قبلنا وبعدنا وكذا قال وكيع ، وقال أبو زرعة :
صدوق وقال أبو خالد الاحمر أيضا ثقة وقال عليّ بن المدينىّ : ليس بشيء كان يروى عن
الأعمش ستّمائة حديث تركناه لم يكن بذاك ، قال ابن عدىّ : وهو كما قال عليّ :
انّما أنكرت على أبى زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثّقات
وله عن غير الأعمش وهو من جملة الضعفاء الّذين يكتب حديثهم وقال أبو جعفر محمد بن
مهران : كان صاحب ـ سمر وقال الحاكم أبو أحمد : حدّث بأحاديث لم يتابع عليها وذكره
ابن حبان فى الثقات ، قلت : ووثّقه الخليلىّ وقال السّاجى : من أهل الصّدق فيه ضعف
».
أقول
: يحتمل أن يكون
كنية حميد بن المثنى العجلى أبى المعزى الكوفى الّذي هو من رواة الشيعة أيضا « أبا
مغرى » فلا بأس بالاشارة الى شيء من أقوال علمائنا فى ضبط الكلمة فنقول : قال المامقانيّ (ره)
فى تنقيح المقال فى باب الميم من فصل الكنى :
« أبو المعزى هو
حميد بن المثنى العجلىّ الكوفىّ الصّيرفىّ الثّقة وعن الخليل انّ المعزى بضمّ
الميم وسكون المعجمة والمهملة والمدّ أبو المغراء الخصاف ( الى آخر ما قال ) ».
وقال فى ترجمة
حميد المشار إليه ما نصّه :
« حميد بن المثنى
العجلىّ ابو المعزى الكوفى الضبط المثنى بالميم المضمومة و
الثّاء المثلثة
المفتوحة والنّون المشدّدة والياء المقلوبة ألفا مقصورة والمعزى بكسر الميم وسكون العين وفتح الزاى بعدها الف بمعنى المعز
وهو خلاف الضأن وقد جعلها العلاّمة (ره) فى إيضاح الاشتباه بالقصر وابن طاوس
وتلميذه ابن داود والسّيّد الدّاماد بالمدّ والفرق بينهما أن الممدود يكتب بالالف
كصفراء والمقصور يكتب بالياء كحبلى وظاهر القاموس وغيره أن القياس هو القصر لانه
ذكره بالياء ثم قال : ويمدّ وبالجملة فالموجود ثبتا فى كتب اللغة بالقصر وثبت كتب
الرّجال لا عبرة به وليس فيها ما هو خط مصنّفه ولو وجد فالغالب على المصنّفين فى
غير اللغة عدم مطابقة كتابتهم لقواعد الكتابة وعدم موافقتها للغة كما لا يخفى ( الى
آخر ما قال ) ».
أقول : من أراد
التّحقيق فليخض فيه فانّ المقام لا يقتضي أكثر من ذلك وما ذكرناه احتمال محض
والسّلام على من اتّبع الهدى.
قال
المصنّف (ره) فى أواخر كتابه
( ص ٤٧٧ ؛
س ٦ )
« وروى شريك وغيره
أنّ عمر أراد بيع أهل السّواد ( الى آخر ما قال ) ».
أقول : قد ذكرت فى
ذيل العبارة ما هو شاف واف لايضاح المطلب وكاف فى بيان المقصود الاّ أنّى اطّلعت
بعد ذلك على تحقيق فى ذلك الموضوع أحببت أن أشير إليه هنا وهو :
قال فضل
الله بن روزبهان الاصبهانىّ فى كتاب سلوك الملوك
ما نصّه
بالفارسيّة
(
انظر الباب السادس ؛ الفصل الثانى من النسخة المطبوعة ؛ ص ٢٧٧ ) :
« بدان أيّدك الله
تعالى كه اختلافست ميان أصحاب مذهبين در تعيين أراضى عشرى وخراجى ؛ أمّا در مذهب حنفيّه
در محيط گويد : خراج أراضى دو نوع است
خراج وظيفه وخراج
مقاسمه :
خراج
مقاسمه صورتش آنست كه امام فتح كند بعضى از بلاد أهل حرب را بقهر وزور ومنّت نهد بر ايشان به
آنكه گردنهاى ايشان را وزمينهاى ايشان را ببخشد ومقاسمت كند با ايشان در زراعتهاى
زمينهاى ايشان وميوه هاى تاكهاى ايشان بر نصف يا ثلث يا ربع ، واين نوع از خراج
بفعل پيغمبر ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ثابت شده كه چون آن حضرت فتح خيبر
فرمود بعضى از زمينها را ميان غانمان قسمت كرد ومنّت نهاد به بعضى برايشان مناصفه
كرد با ايشان در زروع آنچه منّت نهاده بود بر آن تا رزق ايشان گردد.
وخراج
وظيفه صورت آن چنانست كه فتح كند امام بلده را از بلاد حرب به عنوه وزور ، ومنّت نهد بر ايشان برقاب
وأراضى ايشان وتوظيف كند بر اراضى مقدارى معلوم از دراهم ودنانير يا قفيزى چند
معلوم از طعام ، واين نوع از خراج به قضاى أمير المؤمنين عمر ـ رضى الله عنه ـ معلوم
شده ؛ زيرا كه او چون فتح سواد عراق كرد خواست كه اين نوع خراج بر سواد عراق نهد
صحابه بر آن راضى شدند وانقياد كردند مگر اندكى از ايشان وايشان هم آخر برأى او
بازگشتند أمير المؤمنين عمر ـ رضى الله عنه ـ حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف را
فرستاد تا زمين را مساحت كردند وامر كرد ايشان را كه وظيفه كنند بر هر جريبى از
جريبهاى زراعت يك درهم ، وبر هر جريبى از جريبهاى زمين تاك ده درهم ، وبر هر جريبى
از زمين اسپست پنج درهم ، ايشان مساحت كردند وبه دستورى كه أمير المؤمنين عمر
فرموده بود عمل كردند ، چون بازگشتند أمير المؤمنين عمر گفت با ايشان : شايد كه
شما حمل كرده باشيد زمين را آن چيزى كه طاقت آن نداشته باشد آن زمين؟ پس ايشان
گفتند : بلكه ما زمين را چيزى بار كرده ايم كه طاقت آن دارد واگر زيادت مى كرديم
هم طاقت داشت ، پس أمير المؤمنين عمر ساكت شد وبر آن قرارداد در زمان صحابه وحضور
ايشان.
وروايت
كرده اند كه أمير المؤمنين عمر
از آن پشيمان شد وخواست كه زيادت
گرداند ايشان را
نوبتى ديگر فرستاد كه در هر جريبى از زمين زراعت با درهمى قفيزى از گندم زيادت
كنند ودر روايتى
آمده كه قفيزى از زرع آن
زمين زيادت كنند ، ونيز امر كرد كه بر هر زمينى از زمين تاك با ده درهم ده قفيز
گندم بنهند واين از باب مقادير است ومقادير بقياس ثابت نمى گردد وثبوت او بسماع مى
تواند بود وآن با امير المؤمنين عمر رسيده از حديث ابو هريره ـ رضى الله عنه ـ اينست
سخن محيط.
واز آنجا مستفاد
شد كه خراج بدو نوع مى باشد خراج مقاسمه وخراج وظيفه
( الى ان قال فى ص
٢٨٤ )
وأمّا
زمين وآب خراجى وعشرى در مذهب شافعى ؛ در انوار شافعيّه گويد كه :
هر مملكتى كه امام
آن را فتح كرده بقهر وزور أملاك وعمارات آن تمامى غنيمت مسلمانانست وملك ايشان مى
گردد بعد از قسمت ، وسواد
عراق مفتوح شده عنوة وقسمت كرده شده ميان غانمان ؛ بعد از آن أمير المؤمنين عمر ـ رضى الله عنه ـ غانمان را
استطابه خاطر كرد وايشان را از ملكيّت فروآورد ووقف ساخت سواد عراق را بر مسلمانان وبه ساكنان آنجا اجارت داد وخراجى كه بر سواد عراق ختم
كرده اند اجرتيست منجّمه كه هر ساله ادا كنند وصرف كنند در مصالح مسلمانان آنچه
أهمّ باشد ؛ وجائز است صرف كردن آن به فقرا واغنيا از أهل فيء وغير ايشان.
وسواد
عراق از عبّادان است
تا به حديثه موصل بطول ، واز قادسيّه است تا بحلوان بعرض ، وبغداد ونواحى آن از
جمله سواد عراق است ، وطول او صد وشش فرسخ است وعرض او هشتاد فرسخ است ، وگاهى كه
وقف كند واقف قريه را بر قومى جائز است در آنجا ساختن مسجد ومقبره وسقايه ، اينست
حكم سواد عراق واو تمامى خراجيست ».
أقول
: من أراد جميع ما
ذكره الفاضل المذكور من تحقيقه النّفيس فى هذا الموضوع فليراجع الفصل الثّاني من
الباب السّادس من الكتاب المشار إليه أعنى سلوك الملوك
( انظر ص ٢٧٧ ـ ٢٨٧
من الطبعة الاولى بحيدرآباد دكن سنة ١٣٨٦ ه ق ).
مطلب مهمّ
فليعلم أنّ مطاوى
الكتاب كانت تقتضى أن نشير الى مطالب نفيسة قد حقّقت ونقّحت فى كتب علمائنا
الأعلام ـ رضى الله عنهم وأرضاهم وجعل الجنّة مسكنهم ومثواهم ـ وذلك ككتب حامل
لواء الشّيعة وحافظ ناموس الشّريعة السّيّد السّند الجليل والحبر المعتمد النّبيل
مير حامد حسين النّيسابورىّ الهندىّ ـ قدّس الله تربته ـ فانّه قد حقّق المباحث
المربوطة بأمر الامامة فى كتابيه عبقات الأنوار فى اثبات إمامة الائمّة الاطهار ، واستقصاء
الافحام واستيفاء الانتقام فى نقض منتهى الكلام ؛ بما لا مزيد عليه مع أنّا لم نشر
الى تلك المباحث ، وكذا الحال فى سائر كتب علمائنا وذلك لنكات لا يسع المقام ذكرها
؛ وقد أشرت الى نكتة منها عند الاعتذار من عدم النّقل فى هذه التّعليقات عن كتاب
بعض مثالب النّواصب فى نقض بعض فضائح الرّوافض المعروف بكتاب النّقض للشّيخ المتكلّم
المتبحّر الجليل عبد الجليل الرّازى القزوينىّ ـ طيّب الله مضجعه ـ ( انظر ص ٨ )
فمن أراد التّحقيق فى هذه المطالب فليراجع مظانّها فانّا قد اكتفينا فى هذه
التّعليقات بما هو المهمّ بل الأهمّ.
هذا آخر ما وفّقنا
الله له من تدوين تعليقات الكتاب وقد بقى منها شيء كثير لم نوفّق له مع أنّا قد
أشرنا فى ذيل الصّفحات كرارا الى أنّا سوف نذكره فى تعليقات آخر الكتاب الاّ أنّ
العوائق عاقتنا والشّواغل منعتنا أن نخوض فى البحث عنها وننجز ما وعدنا للقارئين
لهذا الكتاب ؛ والسّلام على من اتّبع الهدى.
وكان الفراغ من
هذه التّعليقات ليلة السّبت من غرّة شهر شوّال المكرّم ( أعنى ليلة عيد الفطر ) من
السّنة الحادية والتّسعين بعد ألف وثلاثمائة من الهجرة النّبويّة ـ ( ٢٩ آبان سنة
١٣٥٠ بالتّاريخ الهجرىّ الشّمسىّ )
|
مير جلال الدّين
الحسنىّ الارموىّ
المحدّث
|
كلمة
ثناء
ودعاء
تشتمل
على ذكر
جميل وشكر جزيل
لمّا كان تصحيح
بعض كراريس الكتاب وأجزائه ، واستخراج فهارسه التّسعة كلّها وتنظيمها وترتيبها
باهتمام ولدى الأعزّ النّبيه عليّ المحدّث ـ لا زال كجدّه وأبيه خادما للعلم وبنيه
ومحبّا للفضل وذويه ـ أحببت أن أذكر اسمه هنا حتّى يكون ذلك جزاء لخدمته وثناء على
همّته ، وذريعة لتحريضه على معالى الامور ووسيلة الى ترغيبه فى مصالح الجمهور ؛
الّتي تخلّد ذكر الانسان فى صفحة الدّهر الى يوم النّشور.
اللهمّ اشكر سعيه
وأحسن رعيه ، واشرح صدره وارفع قدره ، وانظر إليه نظر من ناديته فأجابك واستعملته
بمعونتك فأطاعك ، واجعله متجرّدا لطلب العلم وتحصيله وجاهدا فى اتّباع الدّين
مجاهدا فى سبيله ، ووفّقه للعمل فى يومه لغده من قبل أن يخرج الأمر من يده ، وثبّت
له قدم صدق عندك فيما تحبّ وترضى ، وأحيه حياة محمّد وذرّيّته وأمته على دينه
وملّته ومنهاج الأئمّة الأوصياء من عترته.
اللهمّ أجب دعوتى
وأنجح منيتى ، واسمع ندائى وتقبّل دعائى ، وحقّق بفضلك أملى ورجائى ؛ انّك على كلّ
شيء قدير وبالاجابة جدير.
|
مير جلال الدّين
الحسنىّ الارموىّ
المحدّث
|
فهرس
الفهارس
١
ـ فهرس الموضوعات
٢
ـ فهرس الآيات
٣
ـ فهرس الأحاديث وكلمات الأكابر
٤
ـ فهرس الأشعار
٥
ـ فهرس أعلام الأشخاص
٦
ـ فهرس القبائل والمذاهب والفرق
٧
ـ فهرس الامكنة والبقاع
٨
ـ فهرس الأزمنة والأيّام
٩
ـ فهرس كتب المتن ومصادر الهوامش ومراجع التّحقيق
الفهارس
١ ـ فهرس
الموضوعات
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
خطبة الكتاب
|
١
|
ومنهم أبو موسى الأشعرىّ
|
٦١
|
النّظر فى اختلاف الامّة
|
٣
|
ومنهم المغيرة بن شعبة
|
٦٤
|
أقاويل الجهميّة
|
٤
|
ومنهم سمرة بن جندب
|
٦٦
|
أقاويل المعتزلة
|
٥
|
ومنهم خالد بن عرفطة
|
٦٩
|
أقاويل الجبريّة
|
٦
|
ومنهم عبد الله بن عمر
|
٧١
|
أقاويل أصحاب الحديث
|
٧
|
ذكر عائشة
أُمّ المؤمنين
|
٧٥
|
أقاويل المرجئة
|
٤٤
|
ذكر عمرو بن العاص
|
٨٤
|
أقاويل الخوارج
|
٤٨
|
ذكر الحكم بن أبى العاص
|
٨٨
|
أقاويل أهل الحجاز والعراق
|
٥٠
|
ذكر بعض علمائهم وفقهائهم
|
٩١
|
القول فى الحسين وزيد ومن قتلهما
|
٥٣
|
منهم المنصور بن المعتمر وسعيد بن
جبير
|
٩١
|
القول فى عليّ ومعاوية
|
٥٣
|
فى فتاوى عجيبة منها : لو أنّ رجلا لفّ
ذكره بحريرة ثمّ أدخله فرج امرأة لم يكن زانيا ( ونظيره فى ص ٢٩٩ ؛ س ٥ ) وفى
يزيد بن هارون الواسطىّ
|
٩٢
|
القول فى عليّ وطلحة والزّبير
|
٥٤
|
الاحتجاج عليهم من عوامهم
|
٩٣
|
القول فى عليّ وعثمان
|
٥٤
|
( احتجاجات جرت بين الشّيعة والمرجئة
)
|
|
ذكر العلماء من أصحاب الحديث
|
٥٦
|
|
|
منهم عبد الله بن مسعود الصّحابىّ
|
٥٦
|
|
|
ومنهم حذيفة بن اليمان
|
٥٧
|
|
|
ومنهم أبو هريرة الدّوسىّ
|
٦٠
|
|
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الاحتجاج على الكثرة والجماعة
|
١٢٥
|
من ولد اسماعيل
|
١٧٥
|
فى أنّ الامّة لم يكن الله ليجمعها
على ضلال
|
١٢٦
|
قطع أبى بكر يسار الأقطع
|
١٧٧
|
خطبة أبى بكر حين ولى النّاس
|
١٢٩
|
نقل أبى بكر سهم ذى القربى من الخمس
الى الكراع
|
١٧٩
|
فى قوله : لا اوثر فى أشعاركم
وأبشاركم
|
١٣٠
|
فى قول عمر : لا يدرى عمر أصاب أم
أخطأ؟
|
١٨١
|
قتال أهل الرّدّة وقتل خالد مالك بن
نويرة
|
١٣٢
|
فى قول أبى بكر : لو منعونى عقالا
|
١٨٣
|
فى أنّه : كانت بيعة أبى بكر فلتة
|
١٣٤
|
سؤال نجدة الحرورىّ ابن عبّاس عن
أشياء
|
١٨٥
|
فيما نقل من عمر فى أبى بكر
|
١٣٥
|
ما صنع عمر فى الخلافة غير ما صنع
رسول الله وأبو بكر
|
١٨٩
|
فيما نقل من عزم خالد على قتل عليّ
|
١٥٥
|
رجوع عمر الى قول عليّ فى الأحكام
|
١٩٠
|
ندامة أبى بكر على أشياء عند وفاته
|
١٥٩
|
فى قول عمر : كل أحد أفقه من عمر
|
١٩٥
|
رجوعه عن حكمه السّابق فى حقّ قوم
|
١٦٢
|
تعليم عليّ عمر كيف يحدّ قدامة
|
١٩٦
|
زفرة عمر للشّفقة على الامّة
|
١٦٣
|
زعموا أنّ عمر زاد فى صاع رسول الله
ومدّه
|
١٩٨
|
قدح عمر فى أهل الشّورى
|
١٦٥
|
فى اجماعهم على أنّ النّبيّ لم يوص
|
١٩٩
|
سؤاله عن ابن عبّاس : من أشعر الشّعراء
|
١٦٧
|
الاذان وما طرح منه عمر
|
٢٠١
|
فيما جرى من المشاجرة بينهما
|
١٦٩
|
فى غسل الرّجلين والمسح على الخفّين
|
٢٠٤
|
فى كلام آخر جرى بينهما
|
١٧١
|
فى اجماعهم على السّجدات فى الفرائض
|
٢٠٥
|
فى قول عمر بأنّ عليّا أحقّ بالخلافة
من غيره
|
١٧٣
|
فى الصّلاة على النّبي (ص) فى الصّلاة
|
٢٠٦
|
جواب عمر لمن نذر أن يعتق نسمة
|
|
فى قراءة الجنب القرآن فى الحمّام
|
٢٠٦
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
فى ذبائح أهل الكتاب
|
٢٠٧
|
الصّحابة
|
٢٣٤
|
فى أنّ الحبوب من الطّعام
|
٢٠٩
|
فى قول النّبيّ : الأئمّة من قريش
|
٢٣٥
|
ذكر ما ذهب من القرآن
|
٢٠٩
|
فى قدح عمر فى أصحاب الشّورى
|
٢٣٦
|
فيما قيل فى كيفيّة جمع القرآن
|
٢١٠
|
بحث مفصّل فى أمر الطلاق
|
٢٣٨
|
فيما قيل : انّ شاة أكلت صحيفة من
القرآن
|
٢١١
|
تناقض أحكام الشّيخين
|
٢٤٩
|
فيما قيل بالنّسبة الى صدر سورة براءة
|
٢١٣
|
فى أنّ عمر أوّل من دوّن الدّواوين
|
٢٥٠
|
فيما نقل عن عمر حين قتل جماعة من
القرّاء باليمامة
|
٢١٥
|
تفضيله بعض النّاس على بعض فى
الأعطيات
|
٢٥١
|
ما قيل فى « الشّيخ والشّيخة اذا زنيا
»
|
٢١٨
|
مشاجرة وقعت بين عائشة وحفصة وعثمان
|
٢٥٧
|
ما قيل فى « لو كان لابن آدم واديان »
|
٢٢١
|
أوّل من سمّى عثمان نعثلا عائشة
|
٢٦٣
|
ما قيل فى سورة الاحزاب وسورة لم يكن
|
٢٢١
|
خروج عائشة الى مكّة وهى غضبى على
عثمان
|
٢٦٥
|
بعض ما ورد عن النّبيّ فى أبىّ وابن
مسعود
|
٢٢٣
|
فى قول عمر : لو اجتمع أهل صنعاء
|
٢٦٦
|
ما قيل فى وجه أخذ النّاس بقراءة زيد
|
٢٢٦
|
فى أنّ النّبيّ لم يشرب المسكر قطّ
|
٢٦٩
|
ما قيل فى سورتى المعوّذتين
|
٢٢٩
|
فى أنّ عمر كان يحبّ النّبيذ ويشربه
|
٢٧١
|
فى مخالفة عمر لسائر أصحاب الرّسول
|
٢٢٩
|
فى حدّ عمر ابنه فى شرب المسكر
|
٢٧٣
|
اخبار النّبيّ عن ارتداد قوم من
الصّحابة
|
٢٣٢
|
فى أنّ المحدود من أبناء عمر اثنان
|
٢٧٥
|
شيء ممّا وقع من القتل واللّعن بين
|
|
فى أنّ النّبيّ وعليّا لم يشربا الخمر
قطّ
|
٢٧٨
|
|
|
اعتراض المصنّف على بعض الفتاوى
|
٢٧٩
|
|
|
نهى عمر أن يتزوّج العجم فى العرب
|
٢٨١
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
تفضيل عمر العرب على العجم
|
٢٨٣
|
بيان المسألة الأكدريّة
|
٣١٨
|
تسوية عليّ بين العرب والعجم
|
٢٨٥
|
ما قال به زيد فى ذكر الأخت والجدّ
|
٣٢٢
|
بعض أحكام الطّلاق والمملوكة
المتزوّجة
|
٢٨٦
|
فى أنّ عمر ما كان يعرف الكلالة
|
٣٢٥
|
ذكر القنوت وبيان أنّه ليس ببدعة
|
٢٨٩
|
فى امرأة تركت زوجها وأمّها واختا
لأبيها وأمّها
|
٣٢٩
|
فى الاعتراض على أحكام شتّى
|
٢٩٦
|
فى زوج وأمّ واخوة وأخوات لاب وأم
واخوة وأخوات للامّ
|
٣٣١
|
تكذيب ما نسب الى النّبيّ من الحكم
بقتل الرّافضة
|
٣٠١
|
فى امرأة تركت زوجها وأمّها واختا
لأبيها وأمّها
|
٣٣٣
|
تفضيل عليّ على الشيخين لا يوجب
الشّرك
|
٣٠٣
|
ما قال به زيد فى امرأة وأبوين
|
٣٣٤
|
فى البحث عن طلاق أبى كنف لامرأته
|
٣٠٤
|
ما قال به زيد فى ثلاث أخوات متفرّقات
|
٣٣٥
|
فى أنّ السّكينة تنطق على لسان عمر
|
٣٠٧
|
ما قال به زيد فى اختين لأب واخت لأب
وأمّ وجدّ
|
٢٣٦
|
ذكر ما لم يوجد فى كتاب الله
|
٣٠٩
|
ما قال به زيد فى ثلاث أخوات لأب وأمّ
واخت لامّ وجدّ
|
٢٣٦
|
لا يجوز للمسلم أن يسأل أهل الكتاب عن
شيء
|
٣١١
|
ما قال زيد فى جدّ وأخ
|
٢٣٧
|
أمر النّبيّ بعرض الحديث على القرآن
|
٣١٢
|
ما قال زيد فى ابنة وجدّ
|
٢٣٧
|
ذكر المواريث
|
٣١٢
|
ما قال زيد فى ابن ابن وجدّ
|
٣٣٩
|
فى أنّ « زيد أفرضكم ، وعليّ أقضاكم ،
وابىّ أقرؤكم ، ومعاذ أعلمكم » وفى البحث عن معناه
|
٣١٤
|
ما قال زيد فى خنثى وأبوين
|
٣٤٠
|
ما قال به زيد فى ابنة واخت
|
٣١٥
|
ما قال زيد فى خنثى وأخ واخت
|
٣٤٠
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الاعتراض على المخالفين فى تسمية هذه
المواريث فرائض
|
٣٤١
|
فيما يترتّب من الفساد على قول من
يصوّب الرّأى والقياس
|
٣٥٧
|
ما جرى بين الحجّاج والشّعبىّ فى
ميراث اخت وأمّ وجدّ
|
٣٤٣
|
فى قول عمر : انّ الرّسول قد هجر
|
٣٥٩
|
الاختلاف بين الصّحابة فى ميراث اخت
وأمّ وجدّ
|
٣٤٥
|
فى تخلّف أبى بكر وعمر عن جيش اسامة
|
٣٦١
|
الاختلاف بين أهل العراق وأهل الحجاز
فى بعض صور الطّلاق
|
٣٤٦
|
جناية المغيرة ومنع أبى بكر الأنصار
من أن يقتصّوا منه
|
٣٦٣
|
ذكر صلاة أبى بكر بالنّاس
|
٣٤٧
|
كيفيّة أخذ البيعة من عليّ لأبى بكر
|
٣٦٧
|
هل صلاة أبى بكر بالنّاس دليل على
الخلافة أم لا؟
|
٣٤٨
|
ندامة عبد الله بن عمر فى مرض موته
على تركه قتال الفئة الباغية
|
٣٦٩
|
فى تخطئة العامّة ابراهيم (ع)
|
٣٤٩
|
براءة عبد الله بن مسعود بن عثمان
|
٣٧٠
|
فى تخطئتهم يوسف ونوحا ـ عليهماالسلام
|
٣٥١
|
بعض ما نقل فى فضيلة عبد الله بن
مسعود
|
٣٧١
|
فى قولهم : انّ موسى لطم ملك الموت
فأعوره
|
٣٥٢
|
فى انّ عروة بن الزّبير كان ينال من
عليّ
|
٣٧٢
|
فى قولهم : انّ يوسف قعد من امرأة
العزيز مقعد الخائن
|
٣٥٣
|
بعض ما نقل فى ترجمة أبىّ بن كعب
|
٣٧٣
|
فى قولهم : انّ الشيطان قعد فى مجلس
سليمان
|
٣٥٤
|
ما نقل عن أبىّ بن كعب
|
٣٧٦
|
فى قول العامّة : انّ للخلفاء فى
خطأهم اسوة بالأنبياء
|
٣٥٥
|
نكير ابىّ بن كعب على عثمان
|
٣٧٧
|
|
|
فى موت أبىّ بن كعب وأنّه كان يسمّى
سيّد المسلمين
|
٣٧٨
|
|
|
فى ذكر الرّجعة وأنّها من عقائد
الاماميّة
|
٣٨١
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
فى تكلّم زيد بن خارجة بعد موته
|
٣٨٣
|
فيما نقل من العذاب فى حقّ أبى لؤلؤ
وابن ملجم
|
٤٢٧
|
فى تكلّم ربيع بن حراش بعد الموت
|
٣٩١
|
ذكر نهى عمر عن متعة النّساء
|
٤٣٢
|
فى مجيء النّبيّ (ص) الى خشبة كان زيد
مصلوبا عليها
|
٣٩٧
|
البحث عن متعة النّساء على سبيل
التّفصيل
|
٤٣٥
|
قصّة عجيبة وحكاية غريبة
|
٤٠١
|
ذكر متعة الحجّ ( سقط معظم المبحث من
الكتاب )
|
٤٤٧
|
رؤية عبد الله بن عمر خروج رجل من
قبره
|
٤٠٤
|
فى أنّه هل كان قتال عليّ بعهد من
الرّسول
|
٤٤٩
|
فيما جرى بين عبد الله بن عمر وبين من
خرج من القبر
|
٤٠٧
|
فى حديث خاصف النّعل
|
٤٥١
|
ضيافة حاتم الطّائىّ للوافدين على
قبره
|
٤٠٩
|
فى الاشارة الى قتل ذى الثّدية
|
٤٥٣
|
أشعار حاتم فى أبى الخيبرىّ
|
٤١١
|
فى خبر الحدائق السّبع الّتي رآها
عليّ (ع) فى المدينة
|
٤٥٤
|
أشعار ابن دارة فى مدح عدىّ بن حاتم
|
٤١٢
|
فيما نقل عن سلمان حين بويع أبو بكر
من قوله : « كرديد ونكرديد »
|
٤٥٧
|
حياة رجل بعد موته واخباره عمّا جرى
عليه
|
٤١٤
|
هل عند أهل البيت شيء سوى الوحى؟
|
٤٥٩
|
فيما نقل عن الشّعبىّ من تحويل الموت
عن رجل الى آخر
|
٤١٦
|
فى الصّحيفة الّتي عند آل محمّد عليهمالسلام
|
٤٦١
|
فيما نقل من حياة حمار بعد موته بدعاء
رجل
|
٤٢٠
|
فى أنّ عليّا (ع) كان عنده علم جمّ
|
٤٦٥
|
فى اخبار النّبيّ (ص) عن وقوع الرّجعة
فى هذه الامّة
|
٤٢٦
|
تزييف ما نقل من أنّ الحسنين كانا
يأخذ ان العلم عن الحارث الأعور
|
٤٦٩
|
|
|
تزييف أنّ عليّ بن الحسين كان يأخذ
|
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
العلم عن سعيد بن جبير
|
٤٧٠
|
لطعنه فى عليّ
|
٤٩٦
|
تزييف ما قيل : انّ توبة الرّافضىّ لا
تقبل
|
٤٧٣
|
تعييب عمر رءوس قريش ومن عدّه النّبيّ
(ص) من أهل الجنّة
|
٤٩٧
|
فى إرادة عمر قسمة السّواد وبيع أهله
|
٤٧٧
|
وقيعة المخالفين فى خيار أصحاب
الرّسول ورميهم الشّيعة بذلك
|
٥٠١
|
فى وضع عمر الخراج على أهل السّواد
|
٤٨١
|
خاتمة الكتاب وعبارات أواخر النّسخ
|
٥٠٣
|
فى البحث عن حكم عمر فى أهل السّواد
|
٤٨٣
|
تعليقات الكتاب
|
٥٠٥
|
مقادير الجزية على حسب اختلاف
الطّبقات
|
٤٨٥
|
نقل كلام عن ابن أبى الحديد فى ترجمة
المغيرة
|
٥٠٦
|
فى قول عمر : من كان عليه دين وله جار
من أهل السّواد فليبعه
|
٤٨٧
|
كلام نفيس لبعض الزّيديّة فى حقّ
الصّحابة
|
٥٠٧
|
فى بحث مختصر عن الطّلاق وأمر نقم به
على عمر
|
٤٨٨
|
ما قال صاحب تشييد المطاعن فى حقّ هذا
الكلام
|
٥٢٧
|
فى قول النّبيّ : المدينة حرم ما بين
عير الى ثور
|
٤٩٠
|
تزييف ما روى : انّ الله خلق الملائكة
من شعر ذراعيه وصدره
|
٥٢٨
|
فى قول أبى هريرة : وأشهد أنّ عليّا
قد أحدث فيها
|
٤٩١
|
تزييف ما رووا أنّ الفأرة يهوديّة وما
يشبهها
|
٥٢٩
|
فى بيان جزاء من أحدث حدثا فى المدينة
او آوى محدثا فيها
|
٤٩٣
|
تشييد مبنى ما قيل : ما من أحد الاّ
ومأخوذ من كلامه ومردود عليه ( الى آخره )
|
٥٣٣
|
فى تزييف ما قال أبو هريرة : انّ
عليّا أحدث بالمدينة
|
٤٩٥
|
فيما نقل من أنّ النّبيّ (ص) مال الى
سباطة قوم فبال قائما
|
٥٣٤
|
اكرام معاوية أبا هريرة وتوليته
المدينة
|
|
|
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
الموضوع
|
الصّفحة
|
فى شيء ممّا يستطرف من قدح أبى هريرة
|
٥٣٥
|
ضيافة حاتم للوافدين على قبره
|
٥٥٧
|
نبذة من ترجمة سمرة بن جندب
|
٥٤٢
|
ما جرى بين الشّعبىّ والحجّاج فى
مسئلة ميراث أمّ واخت وجدّ
|
٥٦١
|
ترجمة زياد بن أبيه واخوته
|
٥٤٤
|
فى ترجمة عبد الرّحمن بن مغراء
الرّاوى
|
٥٦٣
|
قصّة زنا المغيرة وشهادة زياد واخوته
عليه
|
٥٥٣
|
فى نقل كلام عن سلوك الملوك فى خراج
المقاسمة
|
٥٦٥
|
ما جرى بين عليّ وعائشة يوم الجمل
|
٥٥٥
|
فى أنّ المصحّح قد اكتفى فى
التّعليقات بالمهمّ بل الأهمّ
|
٥٦٨
|
نظم سليم الطّهرانىّ بالفارسيّة قصّة
|
|
|
|
٢ ـ فهرس
الآيات القرآنيّة
اتَّبِعُوا
ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
٢٠٤
|
أَنْ
تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ
٢
|
ادْعُوهُمْ
لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ ٣٥١
|
انْظُرْ
كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ
٢٨٨
|
إِذْ
تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا
٩٨
|
إِنَّ
إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً
٢٨٩
|
أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
٩٥
|
إِنَّ
ابْنِي مِنْ أَهْلِي ٣٥١
|
أَفَحُكْمَ
الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ٢ ، ١١٠
|
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَ
٩٨
|
أَفَمَنْ
يَهْدِي إِلَى الْحَقِ ١٠١
|
إِنَّ
الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ
٢٩٢
|
أَفِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا
١٢١
|
إِنَّ
اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ
١٢٦
|
أَقِيمُوا
الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
٣٣٥
|
إِنَّ
اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ ٩٥ ، ٢٨٨
|
أَلا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ
٩٧
|
إِنَّا
أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ
٢ ، ١١٠ ، ١١٧
|
أَلا
لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ ١١٠
|
إِنَّا
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا
١
|
أَلا
لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
١١٠
|
إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
٤٠١
|
الَّذِينَ
آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ
٩٨
|
إِنَّكُمْ
لَسارِقُونَ ٣٥١
|
الَّذِينَ
يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ
٢٩٦
|
إِنَّما
كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا
١٢٢ ، ٢٤١
|
أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ٢٨٨
|
إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
١٩٩
|
اللهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي
٩٧ ، ٢٠٥
|
إِنَّنِي
أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا
٥
|
الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ
٢٨١
|
إِنِّي
أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
٥
|
الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
١٠٥ ، ١١٨
|
إِنِّي
أَنَا رَبُّكَ ٥
|
إِنِ
امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ
٣٤٠
|
إِنِّي
سَقِيمٌ ٣٤٩
|
__________________
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٢٠٥
|
وَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا ١٢١
|
أَوْ
تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا ١٠٦
|
فَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ ١١٠
|
أَوْ
تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ ٢
|
فَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ ١٢١
|
أُولئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ ٩٧
|
فَإِنْ
أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٢٤٣
|
أَيُشْرِكُونَ
ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً ٢٤١
|
فَإِنْ
كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ ٣٢٢
|
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ١
، ٢٠٦ ، ٢١٣ ، ٣٨٣
|
فَإِنْ
لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ ٣٢٢
، ٣٣٥
|
بَشِّرِ
الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ ٩٨
|
فَبَشِّرْ
عِبادِ [ ى ] الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٢٠٥
|
بَلْ
فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ٣٤٩
|
فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ١١٦ ، ٢٨٧
|
ثانِيَ
عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ٩٧
|
فَفَهَّمْناها
سُلَيْمانَ وَكُلًّا ١١٥
|
حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ ٢٨٥
|
فَلا
أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ٤٣
|
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ ١
|
فَلَمَّا
آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ ٣٧
|
دَرَجاتٍ
مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ١٠٠
|
فَلَمَّا
تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ ١٤
|
ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ١٦٩
|
فَلَها
نِصْفُ ما تَرَكَ ٣٢٤
|
ذلِكَ
بِما قَدَّمَتْ يَداكَ ٩٧
|
فَمَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ ٤٤٢
|
ذلِكَ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ ٢٤٤
|
فَمَنْ
بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ ٢٠٠
|
ذلِكُمْ
بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ ١١٤
|
فَمَنْ
تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ ٤٤٨
|
ذلِكُمْ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ ٢٤٣
|
فَمَنْ
خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً ٢٠٠
|
رُسُلاً
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ١
|
فَهَدَى
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا ١١٧
|
شَرَعَ
لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ ٢٨٠
|
فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ ٩٧
|
صُمٌّ
بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ٩٧
|
قُلْ
أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ ١٢٧
|
ضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ ٢٦٢
|
قُلْ
إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَ ٢٠٥
|
الطَّلاقُ
مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ ٢٤٦
|
قُلْ
إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُ ١١٦
|
فَإِذا
بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَ ٢٣٨
|
قُلْ
إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ ١١٦
، ٣٤٩
|
فَإِذا
قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا ٢٤٢
|
قُلْ
إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ١١٥
|
فَسْئَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ ٩٥
، ١٠١ ،
|
قُلْ
إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ٢
|
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ١١٩
|
هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ ٢٤٤
|
قُلْ
: ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا .. ٢٩٠
|
هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ٣٧
|
كانَ
النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ١١٢
|
وَاتْلُ
ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ ١١٠
|
كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ١٩٩
|
وَإِذِ
ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ ٩٥
|
كُتِبَ
عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ ٩٧
|
وَإِذا
تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ ٩٨
|
كَذلِكَ
كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ ٣٥١
|
وَإِذا
حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا ٢٤٢ ، ٢٤٣
|
كَمْ
مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً ١٢٦
|
وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ١٠٦
|
لا
شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ ٢٠٥
|
وَإِذا
دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ١٢١
|
لا
يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ٢٤٥
|
وَإِذا
قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ ٩٨
|
لا
يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ١
|
وَإِذا
قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ٩٧
|
لا
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ ٩٨
|
وَإِذا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا ٩٧
، ٢٠٥
|
لا
يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٠
|
وَاسْتَغْفِرِ
اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ ١١٠
|
لَتَجِدَنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً ٢٠٧
|
وَأَشْهِدُوا
إِذا تَبايَعْتُمْ ٢٤٢
|
لِلرِّجالِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ ٣١٣
|
وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ٥٠٢
|
لِلَّهِ
الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ٣١٣
|
وَاعْلَمُوا
أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ١٧٩
|
لَهُ
الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ١١٠
|
وَالَّذِينَ
يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ١١٦ ، ٢٨٧
|
لَيْسَ
عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ١٩٦
|
وَأَنِ
احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ٢
، ١٠٩ ، ١١٦
|
لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ٥
|
وَإِنْ
أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ ١٩٤
|
ما
فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ١٢١
|
وَإِنْ
تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ ١٠٦
|
ما
كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ٣٥١
|
وَإِنْ
كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً ٣٢٩
، ٣٤٠
|
ما
نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ ١٢١
|
وَإِنْ
كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا ١١٩
|
مَتاعٌ
قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ١١٥
، ١٢٧
|
وَإِنْ
يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا ١٢١
|
مَثَلُهُمْ
كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ٩٧
|
وَإِنَّ
كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ ١٢٥
|
النَّفْسَ
بِالنَّفْسِ و الْحُرُّ بِالْحُرِّ
٢٦٧
|
وَإِنَّ
كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي ١٢٦
|
هذا
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ ٢
|
وَأَنَّهُ
تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ ٢٠٥
|
هَلْ
أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ ١٨٢
|
وَتِلْكَ
حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ ٣٤٩
|
هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ١٠١
|
وَتِلْكَ
حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ ٢٤٣
|
وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ١٠٨
|
وَلَوْ
كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ ٣٣٣
|
وَحَمْلُهُ
وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ ١٩١
|
وَما
آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ١٢٦
|
وَداوُدَ
وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ ١١٥
|
وَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ ٢
، ١١٠
|
وَرُسُلاً
قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ ١
|
وَما
أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ ٢
|
وَرَفَعْنا
لَكَ ذِكْرَكَ ٢٨٩
|
وَما
تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ ٢٨٠
|
وَطَعامُ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ٢٠٧
، ٢٠٩
|
وَما
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ ١٢٥
|
وَقالَ
الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَ ٩٧
|
وَما
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ١١١
|
وَقالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ ٢٩٠
|
وَالْمُحْصَناتُ
مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ٢٨٥ ، ٢٨٦
|
وَقُلْ
لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ ١١٩
|
وَالْمُطَلَّقاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ ٢٤٥
|
وَقَلِيلٌ
مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ١٢٦
|
وَمِمَّنْ
حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ ٩٨
|
وَقُومُوا
لِلَّهِ قانِتِينَ ٢٨٩ ، ٢٩٥
|
وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً ١١٤
، ١٢١
|
وَكَذلِكَ
نُفَصِّلُ الْآياتِ ١
|
وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ ١١١
|
وَلا
تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ ٢٠٧
|
وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١٤
|
وَلا
تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ ١١٠
|
وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ١١٤
|
وَلا
تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ١٢٦
|
وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ١١٤
|
وَلا
تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ١١٥
، ١٢٧
|
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ ٩٧
|
وَلا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا ٤٠
، ٥٠٢
|
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً ٩٧
|
وَلا
يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ١١٢
|
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَ ٩٧
|
وَلا
يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ١١٠
|
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ ٩٧
|
وَلِكُلٍّ
جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا ٣١٣
|
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ ٩٨
|
وَلَكُمْ
نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ ٣٢٠
، ٣٢١
|
|
وَلكِنِ
اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ ٤٠
|
|
وَلكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ١٢٦
|
|
وَلَهُنَّ
مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَ ٢٤٧
|
|
وَلَوْ
أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا ١٢٦
|
|
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا ٩٧
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ ١٠١
|
وَمِنْهُمُ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ ٩٨
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ٢٤٢
|
وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ ٢٤٤
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ ١٩٩
|
وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ ٢٤٤
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ ٩٨
|
وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ١٩٩
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ ١٢٧
|
وَمَنْ
يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ١٢٢ ، ٢٤١
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ ١٢٠
|
وَمَنْ
يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ ٢٩٨
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ ١٩٩
|
وَهُوَ
الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ ٤٧٤
|
يا
داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً ١١٥
ـ ١١٦
|
وَهُوَ
يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها ٣٣٠
|
يا
مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي ٢٨٩
|
وَالْوالِداتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَ ١٩١
|
يُخادِعُونَ
اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ٩٧
|
وَيُدْعَوْنَ
إِلَى السُّجُودِ ٢٣
|
يُرِيدُ
اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ ٢٨٦
|
وَيَقُولُونَ
آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ ١٢١
، ٢٤١
|
يَسْتَفْتُونَكَ
قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ ٣١٦ ، ٣٢٣
، ٣٣٠ ، ٣٤٠
|
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ ١١٨ ، ٢٤٢
|
يَوْمَ
يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ٢٥
|
يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ٢٣٨
|
|
٣ ـ فهرس
الاحاديث النّبويّة
وكلمات
أكابر الصحابة
آخركم موتا فى
النار ٦٦
|
|
اذا رايتكم
أشربتكم فاكسروها بالماء ٢٦٩
|
الائمة من قريش
٢٣٥
|
|
أفأترك أمة محمد
كالنعل الخلق؟ ( قول أبى بكر ) ١٩٠
|
ابى بن كعب
أقرؤكم ( وأقرؤكم أبى ) ٢٢٣ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٣١٤
|
|
أكذب الاحياء
على رسول الله (ص) ابو هريرة الدوسى ( قول على ) ٦٠
|
أتانى ربى
الليلة فوضع يده بين كتفى حتى وجدت برد أنامله على صدرى ... ٢٦
|
|
ألا بعدا ألا
سحقا لمن بدل بعدى ٢٣٣
|
اجرأكم على الجد
اجرأكم على النار ( قول عمر ) ٣٣٧ ، ٣٥٦
|
|
ألا لا أعلم
رجلا تزوج على أكثر من أربعمائة درهم الا أنهكته عقوبة ( قول عمر ) ١٩٤
|
اخترت لكم ستة
نفر مضى رسول الله (ص) وهو عنهم راض ( قول عمر ) ٢٣٦
|
|
اللهم العن
معاوية بادئا وعمرو بن العاص ثانيا وأبا الاعور السلمى ثالثا وأبا موسى الاشعرى
رابعا ( قول على ) ٦٣ ـ ٦٤
|
اختلاف اصحابى
رحمة ٣٩
|
|
اللهم ان كان ما
جاء محمد حقا فاخسف بى وبفرسى ( قول عمرو بن العاص ) ٨٥
|
اختلاف امتى
رحمة ... ٣٩ ، ١٠٤
|
|
اللهم انا نستعينك
ونستغفرك ونؤمن بك .. ( قول عمر ) ٢٩١
|
الاختلاف رحمة
٢٨٠
|
|
اما ان لكم
عندنا يا معشر الخوارج ثلاثا لا نمنعكم مساجد الله ... ( قول على ) ٤٧٤
|
اذا أنا فرغت من
صلاة الفجر وسلمت فاضرب عنق على ( قول ابى بكر ) ١٥٥ ـ ١٥٦
|
|
أمرنا أن نقاتل
الناس حتى يقولوا « لا إله الا الله » ٤٦
|
اذا بايعت امتى
رجلين فاقتلوا الثانى كائنا من كان ٣٦٦
|
|
|
اذا جاءكم
الحديث عنى فرأيتموه مضيا ليس بذى تجاوز ولا تفاقم فهو عنى ٣١٢
|
|
|
انا فرطكم على
الحوض وليرفعن الى قوم من أصحابى ... ٢٣٢
|
|
ان الحديث سيفشو
عني فاعرضوه على القرآن فما ليس يوافق القرآن فليس عنى ٣١٢
|
انتم أشبه شيء
ببنى اسرائيل والله ليكونن فيكم ما كان فيهم ٤٢٦
|
|
ان داود (ع) قدم
اوريا بن حنان امام التابوت ليقتل فيتزوج امرأته ٣٣ ، ٣٥٣
|
انا معاشر
الأنبياء لا نورث ... ٢٥٩
|
|
ان زيدا أفرضكم
، وعلى أقضاكم ٣١٣ ـ ٣١٤
|
ان آدم كلم موسى
فى القدر فحجه ٢٨
|
|
ان الزهرة مسخت
وانها كانت امرأة فزنت ٤٠
|
ان آدم وحواء
كفرا بالله وأشركا ٣٧
|
|
ان سهيلا كان
عشارا باليمن فمسخ كوكبا ٤٠
|
ان أبا بكر كلم
عمر فى القدر فحجه ٢٨
|
|
ان الشارب اذا
شرب سكر ، واذا سكر هذا .. ( قول على ) ١٩٦
|
ان ابراهيم
الخليل (ع) كذب ثلاث كذبات ٣١
|
|
ان الشيطان قعد
فى مجلس سليمان بن داود وكان يأتى نساءه ... ٣٥ ، ٣٥٤
|
ان اصحاب الجمل
ملعونون على لسان النبي .. ( قول أمّ هانى ) ٨٤
|
|
ان الفأرة
يهودية ٤٤
|
ان الله اختارنى
واختار لى منهم اصحابا و ... ٢٣٤
|
|
انكن صويحبات
يوسف ٣٤٦
|
ان الله تبارك
وتعالى هكذا يجلس ( قول كعب الاحبار ) ٢٦
|
|
انما مثل أصحابى
فيكم مثل النجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ١٠٤ ، ١٢٢
|
ان الله عز وجل
يجيء عشية عرفة على جمل أحمر عليه رداء هش ١٥ ـ ١٦
|
|
ان الملائكة
تحمل ربها وانها تعرف غضبه من رضاه وتعرف غضبه بثقله على كواهلها ٢٦
|
ان الله عز وجل
فوق العرش له أطيط كأطيط الرحل بالراكب ١٧
|
|
ان موسى بن
عمران لطم ملك الموت فأعوره ٢٩ ، ٣٥١
|
ان الله خلق
الملائكة من شعر ذراعيه ١١
|
|
ان النار لما
استعرت وضع الله قدمه فيها فقالت : قطى قطى ١٣
|
ان الله خلق
نفسه من عرق الخيل ١١
|
|
|
ان بنى اسرائيل
افترقوا حتى بعثوا حكمين ضالين مضلين وسيكون ذلك فى أمتى ٦٣
|
|
|
ان جبرئيل كلم
ميكائيل فى القدر فحجه ٢٨
|
|
|
ان النبي (ص)
حلل أشياء بعينها بغير ناسخ ومنسوخ ٣٨
|
|
الكلالة
والخلافة و ... ( قول عمر ) ٣٢٦
|
ان النبي (ص)
لعن الزائد فى القرآن ٥٧
|
|
حسب آل عمر منها
تحمل رجل منهم الخلافة ( قول عمر ) ٤٩٧
|
انه يأتى من
بعدى قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فاذا لقيتهم فاقتلهم فانهم مشركون ... ٣٠١ ـ
٣٠٢
|
|
الحمد لله الّذي
وفق رسول رسول الله لما يجب ١٠٤
|
ان الولد للفراش
٢٤٨
|
|
دخلت العمرة فى
الحج هكذا الى يوم القيامة ٤٤٨
|
ان يوسف الصديق
حل تكته وقعد من امرأة العزيز مقعد الخائن ٣٢ ، ٣٥٣
|
|
رأيت رب
العالمين فى قبة حمراء ورأيته مرجلا ١٥
|
ايتونى بصحيفة
ودواة أكتب لكم كتابا لا ـ تضلوا بعدى ... ٣٥٩
|
|
رأيت ربى فى
روضة خضراء فرأيته جعدا قططا ١٩
|
أيسر الرياء شرك
٢٨٧
|
|
رأيت ربى وفى
رجليه نعلان من ذهب ٢١
|
ايها الناس ألستم
تعلمون أنى أولى بكم من أنفسكم ... ٩٩
|
|
رضيت لامتى بما
رضى لها ابن أمّ عبد ٥٧ ، ٢٢٤
|
ايها الناس قد
وليتكم ولست بخيركم فاذا ... ( قول ابى بكر ) ١٢٩
|
|
رفع القلم عن
ثلاث ؛ عن النائم حتى يستيقظ ١٩٤
|
ايها الناس لا
تسألوا أهل الكتاب عن شيء فانهم لن يهدوكم ... ٣١١
|
|
زيد بن ثابت
أفرضكم ٢٣٠ ، ٣١٤ ، ٣٣٣ ، ٣٣٦
|
ايها الناعى
خالد بن عرفطة كذبت والله ما مات خالد ... ( قول على ) ٧٠
|
|
ستعلم فاطمة (ع)
أنى ابن عم لها اليوم ( قول عثمان ) ٢٥٩
|
بل هو ( ابو بكر
) كان أغش وأظلم ... ( قول عمر ) ١٤٨
|
|
ستفترق امتى على
ثلاث فرق ... ٦٢
|
بم تقضى يا معاذ؟
... ١٠٤
|
|
سيخرج منكم قوم
يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام ٤٨ ـ ٥٠
|
بنى الاسلام على
خمس ؛ شهادة أن لا إله الا الله ٤٧
|
|
الشرك أخفى فى
امتى من دبيب النمل فى ليلة ظلماء على صفاة سوداء ٢٨٧
|
ثلاث وددت أن
رسول الله (ص) بينها لنا ؛
|
|
|
الشيخ والشيخة
اذا زنيا فارجموهما البتة ..
|
|
أطمعتم فيها
الطلقاء ( قول سلمان ) ٤٥٧
|
( نقلها عمر
بعنوان أنها قد كانت آية من القرآن ) ٢١٨
|
|
كل أحد أفقه من
عمر ( قول عمر ) ١٩٥
|
شيعة على هم
الفائزون .. ٤٧٦
|
|
كل مسكر حرام ..
٢٧٣ ، ٢٧٧
|
الصلاة جائزة
خلف كل بر وفاجر ٣٠٠ ، ٣٤٨
|
|
كل مسكر خمر ٢٧٧
|
الصلاة عماد
الدين ٣٠٠
|
|
كنت والله أسأل
فأعطى وأسكت فأبتدى وبين الجوانح منى علم جم فاسألونى (قول على) ٤٦٦
|
صنفان من أمتى
ليس لهما فى الاسلام نصيب ؛ القدرية والمرجئة ٤٥
|
|
لا أفهمها ابدا
لقول النبي (ص) : ما أراك تفهمها ابدا ( قول عمر ) ٣٢٥
|
عبد الرحمن بن
عوف قارون هذه الامة ( قول عمر ) ٥٠٠ ، ٥٠١
|
|
لا تأذنوا للوزغ
لعنة الله عليه .. ٨٩
|
على أقضاكم ٢٣٠
، ٢٣١ ، ٣١٤
|
|
لا ترجعوا بعدى
كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف ٢٣٥
|
عليكم بهذه
الثلاثة الاشياء أنفذوها بعدى أنفذوا جيش أسامة .. ٣٥٩ ـ ٣٦٠
|
|
لا تسبوا الدهر
فان الله هو الدهر ٩ ، ١٨٢
|
فو الله ما زالت
هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ يوم قبض رسول الله (ص) ... ( قول ابى بن كعب )
٣٧٦
|
|
لا تسبوا الريح
فانها من نفس الرحمن ١٤
|
قتل عثمان
مظلوما ( قول عائشة ) ٢٦٤
|
|
لا حكم الا لله
( قول الخوارج ) ٤٧٤
|
قد خلفت فيكم ما
ان تمسكتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله وعترتى اهل بيتى .. ٣٣٤
|
|
لامنعن فروجهن
الا من الاكفاء ( قول عمر ) ٢٨٠
|
كان أسامة أحب
الى رسول الله منك .. ( قول عمر ) وكذا قول على (ع) بلفظ : « لانه كان » ٢٥٤ ، ٢٥٥
|
|
لئن لم ينته
المغيرة لاعودن عليه بالحجارة ( قول عمر ) ٦٦
|
كان ( ابو بكر )
والله أحسد قريش كلها .. ( قول عمر ) ١٤٨
|
|
لا يحل دم امرئ
مسلم الا فى احدى ثلاث ، المرتد عن الاسلام .. ٣٠٤
|
كرديد ونكرديد
أما والله لقد فعلتم فعلة
|
|
لا يخرج احدا من
الايمان الا الجحود بالله وبرسوله .. ١٨٢
|
|
|
لا يزنى الزانى
وهو مؤمن ٢٩٨
|
|
|
لا يسرق السارق
وهو مؤمن ٢٩٨
|
|
|
لا يقتل القاتل
وهو مؤمن ٢٩٨
|
لست للمؤمنين
بأمير ، هو ذاك وأنا والله أحق بها منه ( قول العباس ) ١٧٣
|
|
لو كنت مستخلفا
أحدا عن غير مشورة لاستخلفت ابن أمّ عبد ٢٢٣
|
لعن رسول الله (ص)
الحكم وما ولد الى يوم القيامة ( قول أبى هريرة ) ٨٨
|
|
لو لا أن تبطروا
لاخبرتكم بما وعد الله من يقتل هؤلاء .. ( قول على ) ٤٥٣
|
لعن الله سمرة
بن جندب .. ( قول عمر ) ٦٧
|
|
لو لا ان عمر
نهى عن المتعة ما زنى فتيانكم هؤلاء ( قول على ) ٤٤٣ ، ٤٤٥
|
لعن الله عمرو
بن العاص ما أكذبه .. ( قول عائشة ) ٨٦
|
|
لو لا على لهلك
عمر ( قول عمر ) ١٩١ ، ١٩٢
|
لعن الله من سب
أصحابى ٢٣٤
|
|
لو ولوها الاجلح
لاقامهم على كتاب الله وسنة نبيه ( قول عمر ) ٢٣٦
|
لقد قتل
باليمامة قوم يقرءون قرآنا كثيرا لا يقرؤه غيرهم .. ( قول عمر ) ٢١٥ ـ ٢١٦
|
|
لو ولوها الاجلح
لاقامهم على المحجة ( قول عمر ) ٢٣٧
|
لما مات عمر ذهب
تسعة أعشار العلم معه ٣٠٧
|
|
ليت شعرى ايتكن
صاحبة الجمل الادبب فتنبحها كلاب الحوأب .. ٧٥ ـ ٧٦
|
لن تنتهوا يا
معاشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا .. ٤٥١
|
|
ما آسى على شيء
الا أن أكون قاتلت الفئة الباغية .. ( قول ابن عمر ) ٣٦٩
|
لن يرى احد عورتى
الاعمى ٥٨
|
|
ما أبالى اياه
مسست أو أنفى ٥١
|
لو اجتمع اهل
صنعاء على قتل رجل لقتلتهم به ( قول عمر ) ٢٦٥
|
|
ما أحسن هذه
الحديقة يا رسول الله ( قول على ) ٤٥٤
|
لو ان سالما
مولى أبى حذيفة وأبا عبيدة حيين لما تخالجنى فيهما شك ( قول عمر ) ٢٣٦
|
|
ما أسكر كثيره
فقليله حرام ٢٧٧
|
لو تقدمت فى
متعة النساء لرجمت فيها ( قول عمر ) ٤٤٤
|
|
ما بال أقوام
يزعمون أنى أقيدهم من المغيرة ( قول ابى بكر ) ٣٦٣
|
لو قد قام
قائمنا بدأ بالذى ينتحلون حبنا فيضرب أعناقهم ( قول أبى جعفر ) ٤٧٥
|
|
ما رأيت مصارع
شيوخ أضيع من يومنا هذا ( قول طلحة ) ٨٤
|
لو كان لابن آدم
واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا .. ٢٢١
|
|
ما عندنا الا ما
فى كتاب الله أو ما فى الصحيفة ( قول على ) ٤٦١
|
|
|
ما عهد الى رسول
الله (ص) شيئا اخبر الناس
|
به الا كتابا فى
قراب سيفى ( قول على ) ٤٥٠
|
|
٢٠٠ ، ٣٠٢ ، ٣١٥
|
ما كنا نبعد
اصحاب محمد أن السكينة تنطق على لسان عمر .. ( قول ابن مسعود ) ٣٠٧ ـ ٣٠٩
|
|
من كنت مولاه
فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ٩٩
|
ما وجدت الا
السيف او الكفر بما أنزل على محمد (ص) ( قول على ) ٤٥١
|
|
من مات وليس
عليه امام فميتته جاهلية ٧٥
|
المؤمن اذا غضب
لم يخرجه غضبه من الحق ١٣١
|
|
ندمت على أن
سألت رسول الله (ص) عن ثلاث .. ( قول أبى بكر ) ٤٢٨ ، ٤٢٩
|
متعتان كانتا
على عهد رسول الله أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما .. ( قول عمر ) ٤٤٣ ، ٤٤٥
|
|
ندمت أن لا أكون
سألت رسول الله عن ثلاث ( قول أبى بكر ) ١٥٩
|
المرجئة يهود
هذه الامة ( قول سعيد بن جبير ) ٤٧
|
|
هامان هذه الامة
المغيرة بن شعبة ٦٦
|
المسلمون اخوة
تتكافأ دماؤهم ويسعى آخرهم بذمة أولهم ٢٥٣
|
|
هذا جبرئيل
يخبرنى أن آمركم : من لم يسق الهدى .. ٤٤٨
|
معاوية فرعون
هذه الامة وعمرو بن العاص هامانها ( قول على ) ٨٧
|
|
هو ( على بن ابى
طالب ) ابن عمى ١٧٧
|
من أراد أن يقرأ
القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد ٢٢٣ ، ٢٣٢
|
|
والله لتظهرن
على هذه القرية ولتقتلن هذين الرجلين .. ( قول على ) ٤٥٢
|
منا امير ومنكم
امير ( قول الانصار ) ٢٣٦
|
|
والله لو منعونى
عقالا أو عناقا لقاتلتهم عليه ( قول ابى بكر ) ١٨٣
|
من جحد آية من
كتاب الله عز وجل فهو كافر بالله ٢٢٩
|
|
وأما أنا فقد
أمرنى رسول الله (ص) عليكما فمن أمركما على؟ ( قول أسامة ) ٣٦١
|
من كان منكم
عليه دين ولم يجد ما يقضى دينه وله جار من اهل السواد .. ( قول عمر ) ٤٨٥
|
|
وددت انى وعثمان
( واياك ) برمل عالج يحثو أحدنا .. ( قول ابن مسعود ) ٥٧ ، ٣٧٠
|
من كذب على
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
|
|
وما يدريكم؟ فو
الله ما يدرى عمر أصاب أم أخطأ ( قول عمر ) ١٨١
|
|
|
يا أبا بكر صل
بالناس ٣٤٦
|
|
|
يا اصحاب رسول
الله أنشدكم الله هل سمعتم النبي .. ( قول ابن مسعود ) ٥٧
|
|
|
يا ايها الناس
ان بيعة أبى بكر كانت فلتة وقى الله
|
شرها .. ( قول
عمر ) ١٣٨
|
|
يا على أنت
وشيعتك فى الجنة ٤٧٦
|
يا ايها الناس
لا تمسكوا على بشيء يخالف القرآن .. ٣١٢
|
|
يا نعثل والله
لقد شبهك رسول الله بنعثل اليهودى ( قول عائشة وحفصة ) ٢٦٠ ـ ٢٦٢
|
يا رسول الله لو
وليت علينا أبا بكر ( قول أصحاب النبي ) ٢٣٧
|
|
يرحم الله عمر
ما كانت المتعة الا رحمة من الله رحم بها امة محمد .. ( قول ابن عباس ) ٤٣٨
|
يا زيد ...
خذلوك وقتلوك وصلبوك؟ ... ليخذلنهم الله و .. ٣٩٦
|
|
يطلع عليكم رجل
من أهل النار ٨٨
|
يا عثمان قميص
رسول الله لم يبل وقد غيرت سنته ( قول عائشة ) ٢٦٤
|
|
يوم الخميس وما
يوم الخميس؟ .. ( قول ابن عباس ) ٣٥٩
|
٤ ـ فهرس
الابيات
أبا الخيبرىّ
وأنت امرؤ
|
ظلوم العشيرة
شتّامها ٤١١
( مع ثلاث ابيات
اخر )
« لحاتم الطّائى
»
|
ابوك أبو سفّانة
الخير لم يزل
|
لدن شبّ حتى مات
فى الخير راغبا ٤١٢
( مع بيتين
آخرين )
« لابن دارة
العبسى »
|
عجّل أبا سفّانة
قراكا
|
فسوف أنبى سائلى
نثاكا ٤١٠
« لابى الخييرىّ
»
|
لا تفش سرّك
الاّ عند ذى ثقة
|
أولا فأفضل ما
استودعت اسرارا ١٤٦
( مع بيت آخر )
« لكعب بن زهير
»
|
لو كان يقعد فوق
الشمس من كرم
|
قوم بأوّلهم او
مجدهم قعدوا ١٦٨
( مع ثلاث ابيات
اخر )
« لزهير بن أبى
سلمى »
|
٥ ـ فهرس
أعلام الأشخاص
الألف
آدم (ع) ٢٨ ، ٣٧
، ١٧٠
ابراهيم (ع) ١ ،
٩٥ ، ٢٠٥ ، ٢٨٠ ، ٢٨٩ ، ٣٤٩
ابراهيم بن داود
١٧٨
ابراهيم بن موسى
الفراء ٣٨٢
ابراهيم بن يزيد
التيمى ٤٤ ، ١٧١
ابراهيم النخعى
٤٤ ، ١٩٠
ابن أبى زائدة
٤٣٧
ابن أبى شريح
٣٦٦
ابن أبى ليلى
٣٥٧
ابن اسحاق ٣٧٣
ابن أمّ عبد ـ عبد
الله بن مسعود ٢٢٣ ، ٢٣٢
ابن بدر ٣٤١
ابن بريدة ٨٥
ابن تيم بن مرة
١٣٧
ابن جرنج ٤٣٤ ، ٤٣٥
، ٤٣٦ ، ٤٣٨ ، ٤٤١
ابن حي ١٥٧
ابن خالد ٦٦
ابن خثيم ٤٣٦
ابن دارة العبسى
٤١٢
|
|
ابن سيرين ٢٠٨ ،
٤٥٢
ابن شبرمة ٣٥٧
ابن عباس ـ عبد
الله بن عباس
ابن عبد القدوس
٣٧١
ابن عمر ـ عبد
الله بن عمر
ابن عوف ٤٥٢
ابن عيينة ٨٧
ابن قيس ـ ابو
موسى الاشعرى ١٤٤
ابن الكواء ٤٥٠
، ٤٧٤
ابن المبارك ٤٥
، ٣٨٢
ابن مسعود ـ عبد
الله بن مسعود
ابن مسعود بن
كرام ٣١١
ابو ادريس ٤٥٢
ابو اسحاق ٣١١ ،
٣٧٢
ابو الاعور
السلمى ٦٤ ، ٢٣٤
ابو البخترى
الطائى ٨١
ابو بكر بن أبى
قحافة ٢٨ ، ٩٣ ، ٩٦ ، ١٢٩ ، ١٣١ ، ١٣٢ ، ١٣٣ ، ١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١
، ١٤٢ ، ١٤٣ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٥١ ، ١٥٣ ، ١٥٥ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ،
|
١٦١ ، ١٦٢ ، ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٨٩ ، ١٩٠
، ٢٠١ ، ٢٠٤ ، ٢٠٦ ، ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، ٢٢٢ ، ٢٣١ ، ٢٣٧ ، ٢٤٩ ، ٢٥٩ ، ٢٩٠ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨
، ٣٠٠ ، ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، ٣٢٣ ، ٣٢٥ ، ٣٢٨ ، ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٣٣٩ ، ٣٤١
، ٣٤٦ ، ٣٦١ ، ٣٦٣ ، ٣٦٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩٠ ، ٤٣٥ ، ٤٤٤ ، ٤٤٦ ، ٤٥١ ، ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، ٤٧٦
، ٤٧٧ ، ٥٠٢
ابو بكر بن عياش
١٥٥ ، ١٧٧
ابو بكرة ٦٤ ، ٦٨
ابو بكر الهذلى
٤٥٠
ابو تراب ـ على (ع)
ابو ثور ٤٤٢
ابو جحيفة ٤٥٨
ابو جعفر ٦٦ ، ٨٧
ابو حرب بن ابى
الاسود ٣٦٧
ابو الحسن ـ على
(ع)
ابو حنيفة ٢٠١ ،
٢٦١ ، ٣٥٧
ابو خالد الاحمر
٨٦
ابو خالد
الوائلى ٦٠
ابو الخيبرى ٤٠٨
، ٤١١ ، ٤١٢
ابو الدرداء ٢٦
أبو ذر ٦٦
ابو الزبير ٤٣٤
، ٤٣٥ ، ٤٤١
ابو الزبير
المكى ١٨٥
|
|
ابو سعيد ٣٦٦
ابو سفانة ـ
حاتم بن طى
ابو سلمة
الحارثى ٤١٤
ابو صالح ١٦ ، ٨٧
ابو الضحى ٣٥٥
ابو عاصم ٤٠٢
ابو عبد الرحمن
ـ عبد الله بن عمر
ابو عبد الله
٤١٥
ابو عبيدة ٢٣٦ ،
٢٣٧
ابو عبيدة
السلمانى ٤٥٤
ابو العجلان ٦٨
ابو على ١٧٨
أبو عمر ٦٧
ابو الفضيل ٨٢
ابو قحافة ١٥٢
ابو قلابة ٤٤٣
ابو كلثوم ٤٥١
ابو كنف العبدى
٣٠٤
ابو معاوية ٨١ ،
٨٧
ابو المعلى
الجريرى ٤٩٧
ابو المفضل ٦٣
ابو موسى
الاشعرى ٦١ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٤ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٣ ، ١٤٧ ، ٢١٩ ، ٢٣٤ ، ٢٥٠ ، ٣٧١
ابو المهزم ٨٨
ابو نضرة ٣٦٦ ، ٤٤١
ابو نعيم ٦٠ ، ٨٤
|
ابو نعيم الاحول
٧٥
ابو هريرة ١٦ ، ١٨
، ٦٠ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ٨٨ ، ٤٩٤ ، ٤٩٦ ، ٤٩٧
ابو وائل ـ شقيق
بن سلمة ٣٠٠
ابو واقد البكرى
٤٣٤ ، ٤٣٥
ابو يوسف القاضى
١٥٨ ، ٢٠١ ، ٣٠٩ ، ٣٥٥
أبى بن كعب ٢٠ ،
٦٤ ، ٢٢٣ ، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٣٣٢ ، ٣١٤ ، ٣١٥ ، ٣٧٤ ، ٤٧٥ ، ٣٧٧ ، ٣٧٨
، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٤٤٠
الاجلح ٤٥١
أسامة ١٦١ ، ٢٥٣
، ٢٥٥ ، ٣٦٠ ، ٣٦١
اسحاق (ع) ١
اسحاق ٣٧٣
اسحاق بن
ابراهيم ٣٦٧
اسحاق بن
اسماعيل ٤٥٢
اسد بن عمر
القاضى ٤٨٥
اسرائيل بن سباط
٧٧
أسماء بنت عميس
١٧٨
اسماعيل (ع) ١
اسماعيل بن أبى
خالد ٣٦١ ، ٣٨٢ ، ٣٩١ ، ٤١٦ ، ٤٢٠ ، ٤٢٢ ، ٤٣٧
اسماعيل بن أبى
عبيد الله ٤٠٨
اسماعيل بن أمية
١٧٩
اسماعيل بن سالم
٤٥٢
اسماعيل بن قيس
٣٧٠
|
|
الاسود ٣٠١
الاشعث ١٥٢ ، ١٥٣
، ١٦١ ، ١٩٢
الاعمش ٥٨ ، ٦١
، ٦٤ ، ٨١ ، ٨٧ ، ١٣٣ ، ٣٠٠ ، ٤٤٢
امرأة العزيز ٣٢
، ٣٥٣
أم حكيم بنت
عمرو الخولية ٦٩
أمّ سلمة ( زوج
النبي ) ٤٧٦
أم الطفيل امرأة
ابى بن كعب ٢٠
أمّ عبد الله
بنت ابى هاشم ٣٨٣
أم فروة بنت ابى
قحافة ١٥٢
أمّ هانى بنت
ابى طالب ٨٢
أنس بن مالك ٦٠
، ٣٨٩ ، ٣٩٠ ، ٤٥٤
اوريا بن حنان
٣٣ ، ٣٥٤
اياس بن قبيصة
الاسدى ١٥٩
أيوب (ع) ١
أيوب ٤٤٣
أيوب السختيانى
١٧٩
ب
بريدة ٨٥
بشر ٣١٢
بشر بن المفضل
٤٤١ ، ٤٤٣
بشر المريسى ٣٠٩
بلال ٣٤٦
ث
ثابت ٤٤٩
ج
جابر بن عبد
الله الانصارى ٤٣٥ ، ٤٤١ ، ٤٤٦
|
جبرئيل ( ملك
الوحى ) ٢٨ ، ٤٦ ، ٤٤٨
جرير ٨٤ ، ٢٩٠
جرير بن عبد
الحميد ٣٩٦ ، ٣٩٨
جرير بن عبد
الحميد الضبى ٦١ ، ١٣٣ ، ١٨٢ ، ٣٦١
جرير بن عبد
الله ٨
جرير بن عبد
الله البجلي ٢٥ ، ٣٦٧
جرير بن عبد
الله الضبى ٥٧
جرير بن المغيرة
١٩٠
ح
حاتم بن طى ٤٠٩
، ٤١٠ ، ٤١١
الحارث الاعور
٣١١ ، ٤٦٩ ، ٤٧٠
الحارث بن كلدة
الثقفى ٤٩٧
حارثة بن قدامة
٤٤٩
حبيب بن ابى
ثابت ٣٦٩
الحجاج بن يوسف
٧٣ ، ٩١ ، ٣٠٠ ، ٣٠١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٥
حذيفة بن اليمان
٥٧ ، ٥٨ ، ٥٩ ، ٦١ ، ٨١ ، ٣٧١
حراش بن حوشب
٣٩٧
حريز بن عثمان
١٧٤
الحسن البصرى ٦٦
، ٨٤ ، ١٣٤ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠
الحسن بن الحسن
بن على ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، ٤٧٥
الحسن بن دينار
٨٤
الحسن بن صالح
بن حي ١٥٥
الحسن بن على
(ع) ٧٩ ، ١٧٥ ، ١٩٢ ، ٤٦٨
|
|
الحسن بن عمر
العوفى ٣٧٣
الحسن بن قحطبة
٩٢
الحسن الحريرى
٨٨
الحسن اللؤلؤى
١٧٧ ، ١٧٨
الحسين بن على (ع)
٥٣ ، ٥٥ ، ٧٩ ، ٨٧ ، ٩١ ، ١٠٦ ، ١٧٥ ، ٤٦٨
الحسين بن واقد
٨٥
الحطيئة الشاعر
١٣٦
حفصة بنت عمر بن
الخطاب ٢٢٣ ، ٢٥٧ ، ٣٢٥
الحكم بن أبى
العاص ٨٨
حماد الابح ٤٥٢
حماد بن زيد
حماد بن سلمة ٦٦
، ٦٨ ، ٨٨ ، ٤٤٩
حماد بن العوام
٦٣
حميد الطويل ٦٠
الحميدى ٣٥٩
حواء ٣٧
خ
خارجة ٣٨٧
خالد بن عبد
الله الواسطى ٢٠٨
خالد بن عرفطة
٦٩ ، ٧٠
خالد بن الوليد
١٣٣ ، ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، ١٦١ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ١٨٤
خضر (ع) ١٨٥
خضير بن عبد
الرحمن ٦٣
خلف بن خليفة ٨٦
خيثمة ١٣٣
|
د
داود (ع) ١ ، ٣٣
، ٣٤ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ٣٥٣
داود بن ابى هند
٤٤١ ، ٤٤٣
ذ
ذو الثدية ٥٠ ، ٨٦
ر
ربعى بن حراش
٣٩١ ، ٣٩٣ ، ٤٥١
ربعى بن خراش
٣٩٢
ربيع بن حراش
٣٩١ ، ٣٩٣ ، ٣٩٤
ز
الزبرقان بن بدر
السعدى ١٥٣
الزبير ٥٤ ، ٥٥
، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٨٢ ، ٢٣٤ ، ٤٥٢ ، ٤٩٨ ، ٥٠٠ ، ٥٠١
زفر ٣٥٧
الزهرة ٤٠ ، ٤١
، ٤٣
زهير بن ابى
سلمى ١٦٧
زياد ٦٤ ، ٦٩
زياد البكائى
١٥٩ ، ١٦٢
زيد بن أسلم ٤٠١
زيد بن ثابت ١٢٩
، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٣٠ ، ٣١٤ ، ٣١٥ ، ٣١٨ ، ٣٢٠ ، ٣٢٥ ، ٣٢٩ ، ٣٣١ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، ٣٣٥
، ٣٣٦ ، ٣٣٧ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٥
زيد بن حارثة
٣٥١
زيد بن خارجة
٣٨٣ ، ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، ٣٨٩
|
|
زيد بن الخطاب
١٤٨
زيد بن على ٥٣ ،
٥٥ ، ٣٩٦ ، ٣٩٩ ، ٤٠٠
زيد بن وهب ٣٧١
زيلا بن بويه ٦١
س سالم ( مولى
ابى حذيفة ) ٢٣٦ ، ٢٣٧
سالم بن ابى
الجعد ٦٦
سالم بن ابى
حفصة ٤٥١
سالم بن عبد
الله بن عمر ٤٠٤ ، ٤٠٧
السرى بن يحيى
٤٠٤
سعد بن ابى وقاص
١٦٦ ، ٣٨٧ ، ٤٩٨ ، ٥٠٠ ، ٥٠١
سعد بن عبادة
٢٣٦
سعيد ٤١٤
سعيد بن جبير ٤٧
، ٩١ ، ١٣٥ ، ٣٥٩ ، ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، ٤٤٢ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، ٤٧٠ ، ٤٧١
سعيد بن زيد ٨٨
، ٤٩٨
سعيد بن قتادة
١٩٤
سعيد بن المسيب
٣٥٦ ، ٤٤٣
سفيان ١٥٧
سفيان بن عبد
الله الثقفى ١٨١
سفيان بن عيينة
٦٦ ، ٨٧ ، ١٥٥ ، ٣٥٩ ، ٣٧٠
سفيان الثورى ٧
، ٤٥
سلمان الفارسى
٦١ ، ٤٥٧ ، ٤٥٨
سلمة ٣٧٢ ، ٣٧٣
سلمة بن الفضل
٣٦٧
|
سليمان (ع) ١ ، ٣٥
، ١١٥ ، ٣٥٤
سليمان الاحول
٣٥٩
سليمان العامرى
٣١٢
سمرة بن جندب ٦٦
، ٦٧ ، ٦٨ ، ٦٩
سهيل ٤٠ ، ٤١ ، ٤٤
سهيل بن عمرو
٤٥١
سويد بن غفلة ٦٢
ش
شبابة بن سوار
المدائنيّ ٤٥٠
شريك ٨٧ ، ٨٨ ، ١٨٥
، ٤٧٧
شريك بن عبد
الله النخعى ١٤٠ ، ١٥٥ ، ٢٥٦
شعبة بن الثوم
٣٤١
الشعبى ( ـ عامر
) ٦٧ ، ٨٦ ، ١٣٩ ، ١٨٢ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ٣٤٤ ، ٤١٦ ، ٤٢٢ ، ٤٦٩ ، ٤٧٠
شقيق بن سلمة ٥٨
، ٦١ ، ٣٠
الشيطان ٣٥
ص
صاحب الحوت ١٢١
صالح بن كيسان
١٥٩ ، ١٦٢
صهيب ٥٠٠
ط
طاوس ٨٧ ، ٤٣٥ ،
٤٤٥ ، ٤٤٦
طلحة ٥٤ ، ٥٥ ، ٨٤
، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٤٧ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٧٨ ، ١٨٢ ، ٢٣٤ ، ٤٥٢ ، ٤٩٧ ، ٥٠٠ ، ٥٠١
طلحة بن خويلد
١٦١
|
|
ع
عائشة ( أمّ
المؤمنين ) ٧٥ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٢٥٣ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦٣ ، ٣٤٦ ، ٣٩٥
عاصم بن محمد
العمرى ٤٠١
عامر ـ الشعبى
١٤٠ ، ٣١٠ ، ٤٢٠
عبد الاعلى ١٩٤
عبد الحميد بن
أبى الخنساء ٦١
عبد الرحمن ٤١٤
عبد الرحمن بن
ابى بكر ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٧
عبد الرحمن بن
ابى ليلى ٢٩٠
عبد الرحمن بن
عوف ١٦٦ ، ٢١١ ، ٤٩٨ ، ٥٠٠ ، ٥٠١
عبد الرحمن بن
المغراء ٤٥١
عبد الرزاق ٤٥٥
عبد العزيز بن
سياه ٣٦٩
عبد العزيز بن
رفيع ١٨٢
عبد الله بن ابى
قتادة ١٨٢
عبد الله بن
الحارث ٨٢
عبد الله بن
الزبير ٨٤ ، ١٢٣
عبد الله بن زيد
السبيعى ٣٥٦
عبد الله بن سبأ
٤٧٧
عبد الله بن
سلمة ١٤٠
عبد الله بن
عباس ١٥ ، ٧٥ ، ١٢٩ ، ١٣٩ ، ١٦٢ ، ١٦٦ ، ١٦٧ ، ١٦٩ ، ١٧٠ ، ١٧١ ، ١٧٣ ، ١٨٥ ، ٣٣٥
، ٣٣٦ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٥ ،
|
٣٥٩ ، ٤٣٥ ، ٤٣٨ ، ٤٤٠ ، ٤٤٢ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، ٤٥٢
عبد الله بن
عباس الهمدانى ١٣٥
عبد الله بن عبد
القدوس ٧٩
عبد الله بن عمر
٧١ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٣٥ ، ١٣٨ ، ٢٣٧ ، ٢٥٣ ، ٣٦٩ ، ٣٨٧ ، ٤٠٦ ، ٤٤٤ ، ٤٥٦ ، ٤٥٧ ، ٤٥٨
، ٤٦٠ ، ٤٩٧ ، ٥٠٠
عبد الله بن قيس
٦٢
عبد الله بن
المبارك ٤٠٤
عبد الله بن
مسعود ٢١ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٧٧ ، ١٣٩ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، ٢٢٧ ، ٢٢٩ ، ٢٣٢ ، ٢٧٨ ، ٣٠١
، ٣٠٧ ، ٣١٥ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٥ ، ٣٧٠ ، ٣٧١ ، ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، ٤٤٦
عبد الله بن
موسى ٨٤
عبد الملك بن
أعين ٣٦٧
عبد الملك بن
عمير ٣٩١
عبد الملك بن
مروان ٧٤
عبد الوهاب ٤٤٣
عبيد بن اسحاق
العطار ٤٠١
عبيدة ٥٤
عبيدة السلمانى
٤٥٢
عثمان بن عفان
٤٨ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ١٢٤ ، ١٦٤ ، ٢١١ ، ٢٢٢ ، ٢٢٤ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ٢٥٩
، ٢٦٣ ،
|
|
٢٦٤ ، ٣٠١ ، ٣٤١
، ٣٤٥ ، ٣٧٠ ، ٣٨٥ ، ٣٩٠ ، ٤٩٧ ، ٤٩٨ ، ٥٠١ ، ٥٠٢
عدى بن ثابت ٨٤
عدى بن حاتم ٤١٢
عروة ٧٧
عروة بن الزبير
١٦٢ ، ٣٧٢
عصام بن قدامة
٧٥
عطاء ٤٣٨ ، ٤٣٩
، ٤٤٠ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦
عكرمة ١٥ ، ٥٧
عكرمة بن خالد
المخزومى ١٨٠
على بن ابى طالب
(ع) ٤٨ ، ٥٠ ، ٥٣ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٠ ، ٦٣ ، ٦٦ ، ٦٩ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٨
، ٧٩ ، ٨٧ ، ٩٢ ، ٩٩ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٥٦ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ، ١٥٩
، ١٤٦ ، ١٦٦ ، ١٧٢ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٧٦ ، ١٨٣ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، ١٩٦
، ١٩٩ ، ٢٢٢ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٢٣٤ ، ٢٣٧ ، ٢٥٩ ، ٢٦٧ ، ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٢٩٠ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨
، ٣٠١ ، ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، ٣١٢ ، ٣١٤ ، ٣٣٥ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٥ ، ٣٤٧ ، ٣٥٥ ، ٣٦٧ ، ٣٦٩
، ٣٧٢ ، ٤٤٣ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، ٤٥١ ، ٤٥٢ ، ٤٥٤ ، ٤٥٨ ،
|
٤٦٠ ، ٤٦١ ، ٤٦٢ ، ٤٦٥ ، ٤٦٩ ، ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، ٤٧٦
، ٤٧٧ ، ٤٩١ ، ٤٩٥ ، ٤٩٦ ، ٤٩٧ ، ٤٩٨ ، ٥٠١
على بن اخت يعلى
الطنافسى ٤١٥
على بن الحسين (ع)
٤٧٠ ، ٤٧١ ، ٤٧٢
على بن حفص ٧٩
على بن الحكم
اليمانى ٨٨
على بن زيد ٦٦
على بن عاصم ٤٥
على بن عياطى
الحريرى ٣٦٦
عمار بن ياسر ٧٨
، ١٢٣ ، ٢٥٠
عمر بن الخطاب
٢٨ ، ٦٠ ، ٦٤ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ٩٣ ، ٩٦ ، ١٢٩ ، ١٣٣ ، ١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١
، ١٤٢ ، ١٤٣ ، ١٤٥ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٥٠ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٦٢ ، ١٦٦ ، ١٦٧ ، ١٦٨
، ١٦٩ ، ١٧٠ ، ١٧٢ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٤
، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ١٩٨ ، ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، ٢٠٩ ، ٢١٥ ، ٢١٦ ، ٢٢٠
، ٢٢٥ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٢٣٢ ، ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥٣ ، ٢٥٥ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧
، ٢٥٨ ، ٢٦٥ ، ٢٦٩ ، ٦٧٠ ،
|
|
٢٨٠ ، ٢٨٥ ، ٢٨٦
، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، ٣٠٦ ، ٣٠٧ ، ٣١٠ ، ٣١١ ، ٣٢٥ ، ٣٢٦
، ٣٣١ ، ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، ٣٣٥ ، ٣٣٧ ، ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، ٣٥٩ ، ٣٦١
، ٣٦٧ ، ٣٨٥ ، ٣٩٠ ، ٤٠١ ، ٤٣٢ ، ٤٣٤ ، ٤٣٥ ، ٤٣٦ ، ٤٣٨ ، ٤٤١ ، ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، ٤٤٥
، ٤٤٦ ، ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، ٤٧٦ ، ٤٧٧ ، ٤٨٥ ، ٤٩٧ ، ٥٠٢
عمر بن مرة ٤٤٢
عمر بن هارون
٣٥٦
عمرو بن ابى قيس
٤٥٢
عمرو بن حريث
٤٣٥ ، ٤٤١
عمرو بن دينار
٦٦ ، ٨٧ ، ٣١٢ ، ٤٠٤ ، ٤٠٧
عمرو بن العاص
٦٤ ، ٨٤ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ٢٣٤
عمرو بن عبيد
٣٧٣
عمرو بن مرة ٨١
، ٨٨
العوام بن حوشب
١٧١ ، ٣٩٨
عوف بن مالك
الزبالى ١٧٤
عيسى (ع) ١ ، ٢٠٧
، ٢٠٩ ، ٢٨٠
عيسى بن عبد الرحمن
٨٤
عيسى القارى ٤٤٢
عيينة بن حصين
١٦١
ف
فاطمة (ع) ١٦١ ،
٢٥٥ ، ٢٥٩
|
فراس ٤١٦
فرعون ٨٧
فضال بن الحسن
٢٦١
الفضل ٣٧٨
الفضل بن دكين
٣٦٩ ، ٣٧٠
الفضل بن عباس
٣٤٨
الفضل بن موسى
الشيبانى ٨٥
الفضيل بن مرزوق
٤٧٣
فطر بن خليفة ٦٠
ق
القائم (ع) ٤٧٦
قارون ٥٠٠ ، ٥٠١
القاسم بن عبد
الرحمن ٣٨٣
القاسم بن محمد
بن ابى بكر ٣٤١
قبيصة بن عقبة
٤٤٩ ، ٤٥٠
قدامة بن مظعون
١٩٥
قيس بن ابى حازم
٣٦١ ، ٤٣٧
قيس بن عبادة
٤٤٩ ، ٤٥٠
قيس بن مسلم ٤٥١
ك
كعب الاحبار ٢٥
، ٨٧
كعب بن زهير ١٤٥
ل
لوط (ع) ٢٦٢
م
مازن العائدى
٤٥١
|
|
مالك بن أوس بن
الحدثان ١٨٠
مالك بن الحويرث
بن الحدثان ٢٥٩
مالك بن دينار
٤٠٧
مالك بن نويرة
١٣٣ ، ١٦١
مجالد ٨٦ ، ١٤٠
مجالد بن سعيد
١٣٩ ، ٣٠٩
مجالد بن عمر ٨٤
محمد ( رسول
الله ) ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فى أكثر الصفحات
محمد بن ابراهيم
العمرى ٤٠١
محمد بن ابى
الفضل ٤٥١
محمد بن اسحاق
٣٦٧
محمد بن جابر ٥٧
محمد بن جعفر بن
الزبير ٣٧٢
محمد بن الحسن
٢٠١ ، ٢٥٧
محمد بن الحسين
بن المختار ٤١٥
محمد بن سعيد
٣٥٥
محمد بن عبيد
الطنافسى ٤٢٠ ، ٤٢٢
محمد بن على ٣١٢
محمد بن على بن
الحسين (ع) ٤٥٨ ، ٤٧٥
محمد بن عمر بن
مرة ١٤٠
محمد بن الفضل
٤٦ ، ٤٥١
محمد بن الفضيل
٤١٦
محمد بن قيس
الاسدى ٦٧
محمد السماوى
٥٠٤
مروان بن الحكم
٥٤ ، ٨٤ ، ٢٦٤ ، ٤٥٨
مروان بن زحيل
٨٧
|
المريسى ٣٥٧
مريم (ع) ٢٨٩
مسروق ٨٦ ، ٣٥٥
المسيح ـ عيسى
بن مريم
مطرف الواسطى
٤١٤
معاذ بن جبل ١٠٤
، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ١٢٩ ، ٣١٤ ، ٣١٥
معاوية ٥٣ ، ٥٤
، ٥٥ ، ٦٣ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٨٣ ، ٢٣٤ ، ٢٩٠ ، ٤٩٥ ، ٤٩٦
سعيد بن امية
٤٣٥
المعتمر بن
سليمان ١٣٤
معمر ٤٤٢
المغيرة بن سعيد
٤٦
المغيرة بن شعبة
٦٤ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ٣٤١ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٦٤
المفضل ٣٧٢ ، ٤١٦
، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٤١٩
مقاتل بن حيان
٧٩
مقسم ٤٧
ملك الموت ٤٢٠
منصور بن زادان
٨٧
منصور بن
المعتمر ٦٦ ، ٩١
منكر ( ملك ) ٥
المنهال بن عمرو
الاسدى ٤٥٢
|
|
موسى (ع) ١ ، ٥
، ٢٨ ، ٢٩ ، ٢٨٠ ، ٣١١ ، ٣٥١ ، ٣٥٢
ميسرة النهدى
٤٥٢
ميكائيل ( ملك )
٢٨ ، ٤٦
ميمون بن مهران
٤٩٧
مينا ٤٥٥
ن
نافع ٤٤٤
نجدة الحرورى
١٨٥
نعثل ٢٦٠ ، ٢٦٢
النعمان بن بشير
٣٨٣
نكير ( ملك ) ٥
نوح (ع) ١ ، ٢٦٢
، ٢٨٠ ، ٣٤١
هـ
هارون (ع) ١
هامان ٦٦ ، ٨٧
هشام ٤٥ ، ٤٣٥ ،
٤٣٦ ، ٤٣٨ ، ٤٤١
هشام بن عبد
الله ٥٧
هشام بن عبد
الملك ٩١
هشام بن عروة
١٦٢
هشام بن يوسف الصنعانى
٤٣٤ ، ٤٣٥ ، ٤٤٢
هشام الكلبى ٤٠٨
هشيم ١٧٧ ، ٣٤١
هيثم بن بشير
٤٥٢
الهيثم بن عدى
١٣٥ ، ١٣٩
|
و
وكيع ٤٥ ، ١٥٧ ،
٣١١ ، ٤٤٢ ، ٤٧٣
وكيع بن الجراح
٨
الوليد بن عقبة
٣٠١
ى
يحيى بن سعيد
٣٤١ ، ٣٨٩ ، ٤٤٤
يحيى بن يعلى
الحاشرى ٤٥٤
يزيد بن ابى
داود ٨٤
يزيد بن ابى
زياد ٨٢ ، ٢٩٠
يزيد بن الحباب
٣٨٩
يزيد بن معاوية
٩١ ، ١٠٥ ، ١٠٦
يزيد بن النعمان
بن بشير ٣٨٣
|
|
يزيد بن هارون ٨
، ٦٠ ، ٩٢ ، ١٧١ ، ١٧٤ ، ١٩٢ ، ٢٠٨ ، ٤٤٤ ، ٤٩٧
يعقوب (ع) ١ ، ٣٥١
يعلى بن منية
١٦٢ ، ١٧٨
يوسف (ع) ٣٢ ، ٢٩١
، ٣٥١ ، ٣٥٣
يوسف ( رجل من
اليهود ) ٤٥٦
يوسف بن عمر ٣٩٧
يونس (ع) ١
يونس ١٣٤
يونس بن أرقم ٦١
يونس بن خباب
٤٥٤
يونس بن النعمان
٦٩
|
٦ ـ القبائل والمذاهب والفرق
الألف
آل أبى معيط ١٦٤
آل عمر ٢٣٨ ، ٤٩٧
، ٥٠١
آل محمد (ص) ٤٢٦
، ٤٦٠ ، ٤٦١ ، ٤٧٠ ، ٤٧٥ ، ٤٧٦
ائمة الشيعة (ع)
٩٣ ، ١٠٨
الاسباط ١
اصحاب ابن عباس
٤٤٥
اصحاب ابى
الخيبرى ٤١١
اصحاب الجمل ٨٤
اصحاب الحديث ٧
، ٤٢ ، ٤٣ ، ٥٦ ، ٢٢٩
اصحاب السبت ٢٤٨
اصحاب السنة ٢٠٣
اصحاب طلحة
والزبير ١٢٤
اصحاب العقبة ٥٩
اصحاب على (ع)
١٢٤ ، ١٣٤
اصحاب عمار بن
ياسر ٢٥٠
اصحاب القبور
٤٩٧
اصحاب محمد (ص)
ـ الصحابة
اصحاب معاوية
٢٩٠
الاعراب ٩٨
امة محمد (ص) ٢٤
، ٣٩ ، ٤٥ ، ٦٢ ، ٦٣ ،
|
|
١٠٤ ، ٣٧٨ ، ٤٢٦
، ٤٣٨ ، ٥٠١
امهات المؤمنين
٢٥٣ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧
الأنبياء ٢ ، ١١٢
، ٢٥٩ ، ٣٥١ ، ٣٥٥ ، ٣٨٧
انس ١٦٨
الانصار ١٤٠ ، ٢٢٢
، ٢٣٤ ، ٢٣٦ ، ٢٥١ ، ٢٥٣ ، ٣٤١ ، ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٨٩
اهل الاصنام ٢٢
اهل الاوثان ٢٢
اهل الباطل ١٢٦
اهل بدر ٢٣٤
اهل بيت محمد (ص)
٦٢ ، ٩٢ ، ٩٣ ، ١٢٨ ، ٢٩٩ ، ٣٣٤ ، ٤٧٥
اهل الجماعة ١٢٥
اهل الجنة ٤٧٠ ،
٤٩٧ ، ٥٠١
اهل الحجاز ٥٠ ،
٥١ ، ٥٢ ، ٢٩٦ ، ٢٩٨ ، ٣٤٦ ، ٣٥٥
اهل حضرموت ١٦٢
اهل الحق ٢٠٥
اهل الخلاف ٢٣١
اهل الذمة ٢٦٩
|
اهل الرأى ٢٢٩
اهل الردة ١٣٢ ،
١٣٤ ، ١٨٣
اهل السنة ٩٣ ، ١٢١
، ٢٠٤ ، ٢٠٦ ، ٢٤٨ ، ٢٩٦ ، ٢٩٨ ، ٣٣٠ ، ٣٣٦ ، ٣٥٨ ، ٤٧٠ ، ٥٠٣
اهل السواد ٤٧٧
، ٤٨٦
اهل الشام ١٧٣
اهل صنعاء ٢٦٥
اهل العراق ٥٠ ،
٥١ ، ٥٢ ، ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، ٤٧٠
اهل القبلة ٣
اهل قزوين ٣٥٥
اهل الكتاب ٢٠٧
، ٢٠٨ ، ٣١١ ، ٣٢٩
اهل الكوفة ٩٢
اهل المدينة ٩٢
، ٩٨ ، ١٥٨ ، ٣٤٥ ، ٣٨٣
اهل مكة ٩٢
اهل النهروان
٤٥٣
اهل اليمامة ١٣٢
، ١٨٣
اهل اليمن ١٦٢
اولاد رسول الله
٢٥٣
أولو الامر ٩٥ ،
٢٨٨ ، ٣٥٨
ب
البشر ٢٦
بنى اسرائيل ٤٣
، ٦٣ ، ٤٢٦
بنى امية ٥٢
بنى تميم ٤٥٢
|
|
بنى تيم بن مرة
١٤٨
بنى عبد الله بن
غطفان ١٦٧
بنى هاشم ١٦٨ ، ١٧٠
ت
التابعين ٤ ، ٥١
، ٩٤ ، ١١٤ ، ١١٧ ، ١٢٨ ، ٢٣٤ ، ٣١٣ ، ٤٣٣ ، ٤٤٦
ج
الجبرية ٦
جن ١٦٨
الجهمية ٤ ، ٦ ،
٥٠٣
جهينة ٤١٦
جيش اسامة بن
زيد ٣٦٠ ، ٣٦١
ح
الحشوية ٣٦ ، ٤٢
خ
الخاصة ٩٥
الخلفاء ٢٢٢ ، ٢٩٥
الخوارج ٤٨ ، ٤٤٩
، ٤٧٣ ، ٤٧٤
ر
الرافضة ٣٠١ ، ٣٠٣
، ٤٧٣ ، ٤٧٥ ، ٤٧٦
الروم ٩١
ش
الشعراء ١٦٧
الشياطين ٣٦ ، ٢٠٧
الشيعة ٣ ، ٩٢ ،
٩٣ ، ١٠١ ، ١٠٣ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٠٩ ، ١٢٩ ، ١٥٩ ، ١٦١ ، ١٧٩ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٩٧ ، ٢٠٠
،
|
٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٩ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٢٣٧ ، ٢٨٧ ، ٢٩٨
، ٢٩٩ ، ٣٠٣ ، ٣٣٣ ، ٣٣٦ ، ٣٣٩ ، ٣٦٤ ، ٤١٣ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، ٤٣٢ ، ٤٦٠ ، ٤٦١ ، ٥٠١
شيعة على (ع)
٤٧٦
ص
الصحابة ٤ ، ٣٨
، ٣٩ ، ٥١ ، ٥٥ ، ٦١ ، ٦٤ ، ٨٤ ، ٩٤ ، ٩٦ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١١٤ ، ١١٥ ،
١١٦ ، ١١٧ ، ١٢٢ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٢٨ ، ١٧٩ ، ١٨٤ ، ٢٠٠ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٢٣٢ ،
٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ٢٤٩ ، ٣٠٣ ، ٣٠٧ ، ٣١٣ ، ٣١٥ ، ٣١٦ ، ٣٢٩ ، ٣٣٠ ، ٣٣٦ ،
٣٤٠ ، ٣٤١ ، ٣٤٥ ، ٣٦٥ ، ٣٧٣ ، ٤٣٣ ، ٤٣٤ ، ٤٤١ ، ٤٤٥ ، ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، ٤٥٢ ، ٤٥٧ ،
٤٥٨ ، ٤٧٥ ، ٤٨٦ ، ٤٩٧ ، ٥٠١ ، ٥٠٢
صويحبات يوسف
٣٤٦
ط
الطلقاء ٤٥٨
ع
العامة ٩٥ ، ٤٧٥
العجم ٢٨٠
عذرة ١٦٦
العرب ١٦٤ ، ١٨٤
، ٢٥١ ، ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، ٢٨٠ ، ٤٠٩
|
|
عسكر على بن ابى
طالب ٤٥٥
العلماء ٨ ، ٣٠١
، ٤٤٩ ، ٤٧٠
علماء اهل السنة
١٩٠ ، ٣١٣ ، ٣٨١ ، ٤٢٦ ، ٤٣٣ ، ٤٤٤ ، ٤٤٩
علماء الشيعة ٩٣
عوف ٤١١
العامة ٩٥ ، ٤٧٥
ف
الفئة الباغية
٣٦٩
الفقهاء ١٠٤ ، ٢٧٩
، ٣٠١ ، ٤٤٩
فقهاء اهل السنة
١٥٥ ، ٤١٣ ، ٤٢٠ ، ٤٣٣ ، ٤٤٩ ، ٤٥٦
فقهاء اهل
المدينة ١٦٦
ق
القدرية ٤٥ ، ٥٠٣
قريش ٨٧ ، ١٤٢ ،
١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٦٦ ، ١٦٩ ، ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، ٢٥٣ ، ٤٣٤ ، ٤٥١ ، ٤٩٧
م
المؤلفة قلوبهم
١٨٩ ، ٣٥٧
المجوس ٦ ، ١٢٤
المرجئة ٤٤ ، ٤٥
، ٥٧ ، ٩٣ ، ٩٤ ، ١٠١ ، ١٠٣ ، ١٠٧ ، ١٠٩ ، ١١٣ ، ١٢٨ ، ٥٠٣
المسلمون ٤٤ ، ٤٨
، ٥٧ ، ٧٩ ، ١٨٩ ، ١٩٥ ، ٢٠٥ ، ٣٠١
المعتزلة ٥
المفسرون ٢٨٩
الملا الاعلى ٢٦
|
الملائكة ١١ ، ٢٢
، ٢٦ ، ٢٣٤ ، ٢٦٠ ، ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٤٩٠ ، ٤٩٤
الملحدون ١١٥ ، ١٢٣
، ١٢٤ ، ١٢٥ ، ١٩٠
المهاجرون ١٤٠ ،
١٨٣ ، ٢٣٤ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٥٣
الموالى ٢٥١ ، ٢٥٢
، ٢٨٠ ، ٢٨٦
ن
نساء محمد (ص)
٧٥
النبيون ـ الأنبياء
|
|
نساء النبيين ٣٦
النصارى ١١ ، ١٠٦
، ١٢٤ ، ٢٠٧ ، ٢٠٩ ، ٢٨٦ ، ٤٥٦
و
ولد اسماعيل ١٧٤
ى
اليهود ١٠ ، ١٠٦
، ١٢٤ ، ٢٠٧ ، ٢٠٩ ، ٢٨٦ ، ٤٥٦
|
٧ ـ فهرس الامكنة والبقاع
الألف
احد ٣٨٧
ارض بناك ٧٠
ارض الشرك ٢٥٠
ب
باب الفيل ٧٠
بدر ٢٣٤
البصرة ٨٤ ، ١٨٢
، ٢٢٠ ، ٢٢١ ، ٤٥٠ ، ٤٥٢
بغداد ١٥٨
البقيع ( بقيع
الغرقد ) ١٦٥ ، ٤٠١
بناك ـ ارض بناك
٧٠
البيت ( بيت
الله ) ١٤٢ ، ٤٤٨
بيت فاطمة ١٦١
ت
تستر ٢٥٠
ث
ثور ٤٩٠
ج
الجابية ١٧١
جزيرة العرب ٣٦٠
جهنم ١١٢ ، ٢٩٠
|
|
ح
حروراء ٤٧٤
حضرموت ١٦٢
الحوأب ٧٦
د
دار الفضل ٣٧٨
الدفينة ٤٢٠ ، ٤٢١
ذ
ذو قار ٤٥٢
س
السقيفة ١٤٩
ش
الشام ٦٠ ، ١٧٣
، ١٨٣ ، ٤٤٩
ص
الصفا ٤٤٨
صنعاء ٢٦٥
ع
العراق ٤١ ، ٥٠
، ٥١ ، ٥٢ ، ٣٤٥ ، ٣٤٦
العرش ١٧ ، ٢٢
عرض ٤٠١
عير ٤٩٠
غ
غدير خم ٩٩
|
ف
الفرات ٣٩٨
ق
القادسية ١٥٩
قبر حاتم بن طيئ
٤٠٩ ، ٤١١
قزوين ٣٥٥
ك
الكعبة ٤٦ ، ٧٨
، ١٠٢ ، ٤٥٤ ، ٤٥٦
الكناسة ٤٢٢
الكوفة ٩٢ ، ٢٢٥
، ٢٢٦ ، ٣٠١ ، ٤٠٢ ، ٤٧٤
م
مجلس سليمان (ع)
٣٥ ، ٣٥٤
|
|
المدائن ٤٥١ ، ٤٧٧
المدينة ٦٠ ، ٧٩
، ٩٢ ، ٩٨ ، ١٢٣ ، ١٣٣ ، ١٥٢ ، ١٥٨ ، ١٦٢ ، ١٦٦ ، ١٧٣ ، ٣٤٥ ، ٣٨٥ ، ٤٠٤ ، ٤٥٤ ،
٤٩٦
مسجد حية ١٣٩
مسجد النبي ٣٧٣
مصر ٨٦
مكة ١٤١ ، ٤٠٤ ،
٤٣٦ ، ٤٤٨
ن
النهروان ٥٠ ، ٤٥٣
، ٤٧٤
ى
اليمامة ١٣٢ ، ١٨٢
، ١٨٣ ، ٢١٥
اليمن ٤٠ ، ١٠٤
، ١٦٢ ، ١٧٨
|
٨ ـ فهرس الأزمنة والأيّام
ز
زمن ابى بكر ٢٠٤
زمن الحجاج ٩١ ،
٢٧٩
زمن عمر ٢٠٤
ش
شهر رمضان ٤٧
ع
عهد ابى بكر ٢٠١
، ٤٣٥ ، ٤٤٤ ، ٤٤٦
عهد رسول الله (ص)
٢٠١ ، ٢١٨ ، ٢٢١ ، ٢٧٩ ، ٤٣٥ ، ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، ٤٤٦
ى
يوم أحد ٣٨٧
يوم الاربعاء
٣٨٧
|
|
يوم الجمعة ٢٤٤
، ٣٧٦
يوم الجمل ٧٧ ، ٨٤
يوم الحساب ١١٦
يوم الخميس ٣٥٩
يوم خيبر ٤٤٥
يوم الدار ٥٥
يوم السبت ٢٤٨
يوم السقيفة ١٤٩
، ٢٣٦
يوم الشورى ٢٣٦
، ٢٣٧
يوم غدير خم ٩٩
يوم الفتح ٤٤٥
يوم القيامة ٢٢
، ٨٨ ، ٩٧ ، ١٠٦ ، ٢٣٤ ، ٤٤٨
يوم النهروان ٥٠
، ٤٧٤
|
٩ ـ فهرس الكتب الواردة فى المتن ومصادر الهوامش ومراجع
التّحقيق
الألف
آثار البلاد ٤٠٩
آلاء الرحمن ٢٠٠
، ٢٩٣
ابطال الباطل
١٩٧ ، ٤٨١
( كتاب ) ابى
هريرة ٦٠ ، ٣٥١ ، ٣٥٢
الاتقان ٢١٨ ، ٢٩١
اثبات الرجعة
٣٨٢
أحاديث أمّ
المؤمنين عائشة ٢١٧
الاحتجاج ٨٦ ، ٨٧
، ١٥٦ ، ٤٥٧ ، ٥٥٦
احقاق الحق ١٧ ،
١٥٧ ، ١٦٦ ، ١٩٧ ، ٢٣١ ، ٣٢٦ ، ٤٥٥ ، ٤٨١
احكام القرآن
٢٧١ ، ٣٥٦
الاحكام
السلطانية ٤٨١
اخبار البصرة
٥٥٤
الاختصاص ٧٠ ، ٧١
، ٢٦٧ ، ٢٨٢ ، ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ٣٦٨ ، ٤٠٧
اختلاف الحديث
٤٦٨
ادب الكاتب ٤٦٧
، ٤٦٩
|
|
الارشاد ٧٠ ، ٧١
ارشاد السارى
٢٧٦
ارشاد القلوب
١٥٨ ، ١٥٩
اساس البلاغة
١٣٤ ، ٣٢١ ، ٤١١ ، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٤٥٥
الاستغاثة ١٥٧ ،
١٥٨ ، ١٦١ ، ١٦٦ ، ٢٣٠ ، ٢٥٢ ، ٢٧٧ ، ٢٨٠ ، ٣٠٨
استقصاء الافحام
٥٦٨
الاستيعاب ٦٦ ، ٦٧
، ٧٢ ، ٨٧ ، ١٦٣ ، ١٦٤ ، ١٨١ ، ١٩٤ ، ٢٢٢ ، ٢٣٦ ، ٢٥٣ ، ٢٧٢ ، ٢٧٤ ، ٣١٤ ، ٣٧٩ ،
٣٨١ ، ٣٨٣ ، ٣٩٤ ، ٥٢٧
اسد الغابة ٢١ ،
٦٦ ، ٦٧ ، ٧٣ ، ١٨١ ، ١٩٥ ، ٢٧٤ ، ٣٧٤ ، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨٥ ، ٤٥٩
الاصابة ٢٧٤
الاصول الاصيلة
٣ ، ٤ ، ١٠٣ ، ١٠٩ ، ١١٣ ، ١٢٢
|
__________________
الاصول الستة
٢٦٠ ، ٣٥٥ ، ٣٨٣ ، ٣٩١ ، ٤١٦ ، ٤٤٦ ، ٤٥٩ ، ٤٧٢
الاعتقادات ٤٢٨
اعلام الموقعين
٣٢٧
اعلام الورى ٧٠
الاغانى ١٦٧ ، ٤٠٨
، ٥٠٦ ، ٥٠٧
الافراد ٢٣
الاكمال ١٧٦
ألف ليلة وليلة
٤١٠
ألفية ابن مالك
٤٠ ، ٢٠٠
الامالى ( لثعلب
) ٤٩٨
أمالى المرتضى ـ
غرر الفرائد
أمالى المفيد ـ
المجالس ٦١ ، ٦٢ ، ٢٥٨ ، ٢٦٢ ، ٢٨٥
الامالى
والنوادر ٤٠٩
الامامة
والسياسة ١٣٠ ، ١٦٠ ، ١٦١ ، ٣٢٨ ، ٤٩٧
الام ٢٦٥ ، ٣٦٦
الاموال ١٨٧ ، ٣٢٨
الانوار
الشافعية ٥٦٧
الاوسط ٢٩ ، ٣٨٦
، ٤٠٥
الايضاح ٣ ، ٢٠
، ٦٠ ، ١١٣ ، ١٤٥ ، ٢٠٩ ، ٢١٠ ، ٢١١ ، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، ٢٥٦ ، ٣١٥ ، ٣٣١
، ٣٣٥ ، ٤٠٨ ، ٤٢٦ ، ٤٣٣ ، ٤٤٠ ، ٤٤١ ، ٤٧٧ ، ٥٠٥ ، ٥٣١
إيضاح الاشتباه
٥٦٥
|
|
إيضاح المكنون
٣١٩
الايقاظ من
الهجعة ٣٨٢ ، ٤٠٣ ، ٤٠٧ ، ٤٣٠
الايمان والرجعة
٣٨٢
ب
بحار الانوار ١٣
، ٢٠ ، ٢١ ، ٢٨ ، ٣٧ ، ٤٠ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥٦ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٥ ، ٦٧ ، ٧١ ، ٧٦ ، ٧٨
، ٧٩ ، ٨٢ ، ٨٦ ، ٩٦ ، ٩٩ ، ١٣١ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٧ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٣
، ١٤٥ ، ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٨
، ١٥٩ ، ١٦٠ ، ١٦٣ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٦٩ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٣
، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، ١٩٨ ، ٢٠٣ ، ٢٠٨ ، ٢٣٠ ، ٢٣٣ ، ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، ٢٥٣ ، ٢٥٥
، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ، ٢٦٤ ، ٢٧٧ ، ٢٨١ ، ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، ٢٩٤ ، ٢٩٥
، ٣٠٦ ، ٣٢٦ ، ٣٣٤ ، ٣٤٦ ، ٣٤٨ ، ٣٦٠ ، ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ٣٧٢ ، ٣٧٥ ، ٣٨٢ ، ٤٠٣ ، ٤٠٧
، ٤٣٠ ، ٤٣٥ ، ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، ٤٥١ ، ٤٥٣ ، ٤٥٨ ، ٤٦٢ ، ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، ٤٨١ ، ٤٩٢ ، ٥٣٥
، ٥٣٦ ، ٥٣٨ ، ٥٥٦
|
البداية (
للشهيد الثانى ) ٢٠١
البداية
والنهاية ١٣٠ ، ٢٧٤ ، ٢١١ ، ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، ٣٨٧ ، ٣٩٩ ، ٤٠٩ ، ٤٢١ ، ٤٢٢
بشارة المصطفى
١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٦ ، ٢٣٠
بصائر الدرجات
٧١ ، ٤٠٧ ، ٤٦٢ ، ٤٦٥
البعث ٢٥ ، ٣٨٨
، ٣٨٩
بعض فضائح
الروافض ٢١٧ ، ٣٠٢ ، ٤٢٧
بعض مثالب
النواصب ٢١٧ ، ٣٠٢ ، ٣٥٠ ٤٢٧
( كتاب ) بغداد
٤٨٦
بغية الباحث ٣١٩
بلوغ الارب ٤٠٩
البيان ١٢
بيت الاحزان ٢٥٧
ت
التاج ٥٠
تاج العروس ١٣٤
، ١٥٩ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ٢٠٤ ، ٢٧٥ ، ٣١٨ ، ٣٩٥ ، ٤١٤ ، ٤٣٤
تاريخ ابن
الاثير ٢٧٤ ، ٣٩٧
تاريخ ابن عساكر
٣٢٨ ، ٣٤٤ ، ٤٠٠ ، ٤٠٩ ، ٤١٢
تاريخ ابن كثير
٣٨٣ ، ٣٨٥ ، ٣٨٧ ، ٣٨٩
تاريخ ابن
النجار ٤٣١
تاريخ بحيرة ٤١٠
|
|
تاريخ البخارى
٤٥ ، ٢٢١ ، ٣٨٩
تاريخ بغداد ٢٧٥
، ٣١٠
تاريخ البلاذرى
٢٣٦
تاريخ الثقفى
٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، ٢٦٤ ، ٣٧٥
تاريخ الحاكم
النيسابورى ٤٠٢
تاريخ الخطيب ١٦
تاريخ الخلفاء
١٣٠ ، ٣٠٧ ، ٣٠٨
تاريخ الخميس
٢٧٤
تاريخ الطبرى ٦٨
، ٩١ ، ١٦٩ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ٢٧٣ ، ٣٢٨ ، ٣٩٧ ، ٤٨٣ ، ٥٤٣
تاريخ الواقدى
٢٥٨
تاريخ اليعقوبى
٣٩٩
تأويل مختلف
الحديث ٢١٣ ، ٢٩٥ ، ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٤٦٩ ، ٥٢٨ ، ٥٣٢ ، ٥٣٤
تبصرة العوام ٧
، ١١ ، ١٤ ، ٢٠ ، ٢٦ ، ٣١ ، ٣٢ ، ٣٧ ، ٤٠ ، ٢٧٦ ، ٣٠٩
التبصير ٢٦٣
تبيين المفترى
١٢
التجريد ٣٠٥
تجريد العقائد
٢٣١ ، ٣٢٤ ، ٤٨١
التذكرة ( لسبط
ابن الجوزى ) ٢٥٦ ، ٢٥٧
التذكرة (
للعلامة ) ٢٨٤ ، ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، ٢٩٥
ترجمة الباب ٢٦٦
تسهيل المنافع
٥٩
تشييد المطاعن
وكشف الضغائن ٦٥ ، ١٣١ ،
|
١٣٨ ، ١٥٧ ، ١٦٦ ، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ١٩٧ ، ١٩٨ ، ٢٦٠ ، ٣٢٦
، ٣٢٨ ، ٣٦٠ ، ٤٣٣ ، ٤٣٦ ، ٤٤٨ ، ٥٢٧
تعليقات الايضاح
٦٠ ، ٦٥ ، ٦٧ ، ٨٠ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٩٦ ، ١٣٦ ، ١٥٦ ، ١٦٦ ، ١٧٢ ، ١٨١ ، ٣٧٦ ، ٤١٠
، ٤١٢ ، ٥٥٧
تفسير ابن كثير
٣٢٧
تفسير ابى
الفتوح الرازى ٨ ، ١٢ ، ٣٠ ، ٣٢ ، ٣٤ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٣ ، ٣٤٩
تفسير البرهان
١٨٩
تفسير الثعلبى ٩
تفسير الجرجانى
ـ جلاء الاذهان ٩ ، ٣٧
تفسير الخازن
٣٢٧
تفسير الطبرى
٣٢٧
تفسير على بن
ابراهيم ٢٨ ، ١٥٦
تفسير العياشى
١٣ ، ٣٩ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ٣٦٨
تفسير منهج
الصادقين ٣٧
تقريب التهذيب
٦٩ ، ٨١ ، ١٥٩ ، ١٦٢ ، ١٧٨ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٥ ، ٢٠٨ ، ٢٦٠ ، ٣٠٥ ، ٣٥٥ ، ٣٥٩
، ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، ٣٦٩ ، ٣٨٢ ، ٣٨٣ ، ٣٩١ ، ٤١٦ ، ٤٢٢ ، ٤٣٤ ، ٤٣٧ ، ٤٤٢ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠
، ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، ٤٥٥ ، ٤٥٨ ، ٤٩٧ ، ٥٦٣
تلخيص الشافى
١٣٠ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٥ ، ١٤٦ ،
|
|
١٤٧ ، ١٤٩ ، ١٥٠
، ١٥١ ، ١٥٢ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٨٩ ، ٣٠٨ ، ٤٨٠
تنزيه الأنبياء ٣٥
، ٣٨ ، ٤٢ ، ٣٥٠
تنقيح المقال ٦٠
، ٦٩ ، ٧٥ ، ٣٠٢ ، ٤٠٠ ، ٥٤٠ ، ٥٤٣ ، ٥٦٤
تنوير الحوالك
٢٦٥
تهذيب التهذيب
٤٧ ، ٦٦ ، ٦٩ ، ٨١ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ١٣٣ ، ١٧١ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ٢٩٠ ، ٣٠٠ ، ٣٥٥ ،
٣٦٦ ، ٣٦٧ ، ٣٦٩ ، ٣٧٩ ، ٤١٦ ، ٤٢٢ ، ٤٣٤ ، ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، ٤٤٢ ، ٤٤٤ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠ ،
٤٥٤ ، ٤٧٢ ، ٤٧٣ ، ٤٩٧ ، ٥٦٣
التوحيد (
للجاحظ ) ٥٢٤ ، ٥٤١
التوحيد (
للصدوق ) ٢١
التوراة ٢٨ ، ٣٥٣
ث
ثمار القلوب ٣٥٤
ثواب الاعمال
١٧٧
ج
الجامع ( لسعيد
بن جبير ) ٩٢
الجامع ( لعبد
الرزاق ) ٢٦٥
جامع الاصول ٤٩
، ٢٠٣ ، ٢٣٣ ، ٣٤٦ ، ٤٣٥ ، ٤٣٨
الجامعة ٤٦٦ ، ٤٦٧
، ٤٦٩
جامع الترمذي ٤٧
|
الجامع الصغير ٩
، ٤٥ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٥١ ، ٢٠٢ ، ٢٢١ ، ٢٣٥ ، ٢٧٧ ، ٢٨٧ ، ٣٣٨
الجامع الكبير
٣٢٧
جامع مسانيد ابى
حنيفة ٢٧٠ ، ٢٧١ ، ٣٠٥
الجعديات ٣٠٨
الجفر ٤٦٦ ، ٤٦٧
، ٤٦٨ ، ٤٦٩
جلاء الاذهان ٩
، ٣٧
الجمع بين
الصحيحين ٣٥٩
جمع الجوامع ( للسيوطى
) ٣٢٨ ، ٣٦٥
الجمل ٧٥
جمهرة أنساب
العرب ١٧٦
جمهرة النسب ٥٥٢
الجهاد والسير
٣٦٠
جوامع الجامع (
للطبرسى ) ٣٤٦
ح
حياة الحيوان ٨٢
، ٩٠ ، ١٥٠ ، ٢١٢ ، ٢٧٥ ، ٤٢٣ ، ٤٢٥ ، ٤٦٧ ، ٥٢٩ ، ٥٣٠ ، ٥٣١
حياة الحيوان
الكبرى ٤٦٨
حياة القلوب ٣٧
حذو النعل
بالنعل ٣٨٢
حق اليقين ٣٨٢
حلية الاولياء
٢٧٨ ، ٣٠٨ ، ٣٣٨ ، ٣٤٢ ، ٣٧٩ ، ٣٩٢ ، ٤١٧ ، ٤٧٠
خ
الخرائج
والجرائح ٣٨٢ ، ٤٢٩ ، ٤٣٠
|
|
الخراج ٤٨٠
خزانة الادب ٤٠٩
الخصائص ٧٠
الخصال ٢٧ ، ١٨٦
، ١٨٨
خلاصة تذهيب
الكمال ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٨١ ، ٨٨ ، ١٣٣ ، ١٦٢ ، ١٧١ ، ١٨٠ ، ٣٠٠ ، ٣٠٥ ،
٣٥٩ ، ٤٠٤ ، ٤٤٢ ، ٤٥٢ ، ٥٦٣
خلاصة الوفاء
٤٩١ ، ٤٩٢
الخلاف ٢٦٧
د
دائرة المعارف (
للبستانى ) ٤١٠
دار السلام ٤٠٨
، ٤١١ ، ٤١٢
الدر المنثور ١٣
، ١٤ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٧ ، ٤٠ ، ١٨٦ ، ٢١٢ ، ٢٢٠ ، ٢٧٨ ، ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، ٣٢٣ ، ٣٢٥ ، ٣٢٦
، ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، ٤٤٤ ، ٤٤٥ ، ٤٥٦
الدعاء ٢٩١
دعائم الاسلام
٢٩٤ ، ٣٣٢ ، ٤٨٥
الدلائل ٣٠٨
دلائل النبوة
٣٩٣ ، ٤٠٣ ، ٤٢٣
ذ
ذخائر العقبى
٣٥٧
الذريعة ( للشيخ
آقا بزرگ ) ٤٠٨
الذريعة (
للمرتضى ) ٥٢٦
ر
( كتاب ) الرؤية
١٤ ، ٢٥
|
ربيع الابرار
٢٥٥ ، ٥٣٧
رجال الشيخ
الطوسى ٦٩
الرجعة ( للفضل
بن شاذان ) ٣٨٢
كتاب الرحمة ٥٩
الرسالة (
للشافعى ) ٢٠٢
رسالة الرجعة (
للمجلسى ) ٣٨٢
الرسالة
الحاتمية ٤١٠
الرسالة العزيزة
٢٠١
الرسالة
القشيرية ٤٠٣ ، ٤٢٠ ، ٤٢٥
كتاب الرهبان
٤٣١
الروضة ٤٠٥
روض الرياحين
٤٠٣ ، ٤٢٤
رياض السالكين
٤٠٠
الرياض النضرة
٢٧٥ ، ٣٥٧
ز
زبور ١
زلة الأنبياء
٣٥٠ ، ٣٥١
س
السرائر ٧٧
سعد السعود ٧٧ ،
٧٨ ، ٤٠٢ ، ٤٠٣ ، ٥٥٥
سفينة البحار ٧٤
، ٨٠ ، ٢٥٦ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ٢٨٤ ، ٤٥١ ، ٤٥٥ ، ٤٥٩ ، ٤٦٨ ، ٥٣٦ ، ٥٣٨ ، ٥٤٢
سفينة النجاة ٣
، ٤ ، ١٠٩ ، ١١٣
كتاب السقيفة
٣٢٨
سلوك الملوك ٥٦٥
، ٥٦٧
السنة ١٤ ، ٢٢
|
|
السنة ( للاكائى
) ٤٠٥
سنن ابن ماجة ٤٥
، ٥١ ، ٢١٢ ، ٢٧٧
سنن ابى داود ١٩
، ٥١ ، ٢٧٧
السنن الاربعة
٢١٢
سنن البيهقى ١٨٦
، ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ٣٠٦ ، ٣٢٣ ، ٣٣٧ ، ٣٤٤ ، ٣٥٦ ، ٣٦٦
سنن الترمذي ٤٥
، ٤٨ ، ٢٢١ ، ٢٧٧
سنن سعيد بن
منصور ٣٣٨
سنن الدارمى ٣٢٧
السنن الكبرى
٢٧٠ ، ٢٧٦ ، ٣٢٧ ، ٣٥٧ ، ٣٦٥
سنن النسائى ٤٨
، ٥١ ، ٢٧١ ، ٢٧٧ ، ٤٦٠
سيرة عمر ٢٧٦
ش
الشافى ٥٦ ، ٦٥
، ١٣٠ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٣ ، ١٤٥ ، ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٤٨
، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٨٩ ، ١٩٧ ، ٢٣٦ ، ٣٠٨ ، ٣٤٧ ، ٤٨٠
شذرات الذهب ٣٩٨
شرح الاربعين
٤٦٦
شرح التصريف ١٣٥
شرح تجريد
العقائد ( للعلامة الحلى ) ٢٣١
شرح تجريد
الاعتقاد ( للفاضل القوشچى ) ٣٢٤
شرح ديوان حاتم
٤٠٨
|
شرح ديوان زهير
بن ابى سلمى ١٦٧ ، ١٦٨
شرح ديوان كعب
بن زهير ١٤٦
شرح الشفاء
للشهاب ( ـ شرح شفاء القاضى عياض لشهاب الدين احمد الخفاجى ) ١٨٠
شرح شواهد
المغنى ١٦٧ ، ٤٠٩
شرح الصدور ٣٨٥
، ٣٨٩ ، ٣٩٠ ، ٤٠٣ ، ٤٠٤ ، ٤١٤ ، ٤١٥ ، ٤٣٠ ، ٤٣٢
شرح قصيدة
الحميرى ٨٢
شرح الكافية ١٩٢
شرح المائة كلمة
لامير المؤمنين ٧١
شرح مقامات
الحريرى ٤٠٨
شرح المواقف ٤٦٦
، ٤٦٧
شرح النووى (
على صحيح مسلم ) ٤٣٦
شرح نهج البلاغة
( لابن ابى الحديد ) ٥٠ ، ٦٠ ، ٦٣ ، ٦٥ ، ٧١ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ١٣١ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٧
، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥١
، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٦٠ ، ١٦٧ ، ١٦٩ ، ١٧٤ ، ١٨٩ ، ١٩٧ ، ٢٥٠ ، ٢٦٠ ، ٢٦٣
، ٢٧٢ ، ٢٧٥ ، ٣٢٨ ، ٣٧٦ ، ٤٥٣ ، ٤٧٩ ، ٤٩٤ ، ٤٩٨ ، ٥٠٥ ، ٥٣٧ ، ٥٤٠ ، ٥٤١
شرح وجيزة الشيخ
البهائى ٢٠١
شروح التجريد
٣٢٦ ، ٤٨١
الشريعة ٢٥
|
|
الشعر والشعراء
٤٠٨
شفاء الصدور ٩٠
شمع اليقين ١٣٥
الشهاب ( للقاضى
القضاعى ) ٣٣٨
شيخ المضيرة ابو
هريرة ٦٠ ، ٣٥٤
ص
الصافى ٢٧ ، ٢٠٧
الصحاح ( للجوهرى
) ١٦٢ ، ٣١٨ ، ٣٩١ ، ٤١٩ ، ٤٥٨ ، ٥٠١
الصحاح الست ٣٢٩
، ٣٦٩
صحيح ابن حبان
٥١ ، ٢٧٧
صحيح البخارى ٤٧
، ٤٨ ، ٤٩ ، ١٩٤ ، ٢٢١ ، ٢٣٣ ، ٢٣٥ ، ٢٧٧ ، ٤٥٩ ، ٤٦١
صحيح الترمذي (
السنن للترمذى ) ٤٣٥
صحيح مسلم ٩ ، ٤٨
، ١٨٧ ، ٢١٢ ، ٢٢١ ، ٢٣٣ ، ٢٣٥ ، ٢٧٧ ، ٣٤٨ ، ٤٣٥ ، ٤٣٦ ، ٤٣٨ ، ٥٣٨
الصحيحين ٢٢٠ ، ٣٥٢
، ٤٩١ ، ٤٩٢
صحيفة آل محمد
٤٥٩ ، ٤٦١ ، ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ٤٦٦
الصراط المستقيم
١٣٥
صفة الصفوة ٢٢٣
، ٣٧١ ، ٣٧٨ ، ٣٩٤
( كتاب ) صفين
٨٦ ، ٤٥٣
كتاب الصلاة ٢٧
الصواعق المحرقة
٢٣٤ ، ٣٠١ ، ٣٠٧ ، ٤٧٦
|
ط
الطبقات ٣٠٥ ، ٣٧١
، ٣٧٤ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٩٣ ، ٤١٧ ، ٤٧٠
الطرائف ٢٨ ، ١٦٦
ع
عبقات الانوار
٩٩ ، ٥٦٨
العدد القوية
١٦٣
العرائس ٨ ، ٩ ،
٢٩ ، ٣١ ، ٣٢ ، ٣٣ ، ٣٤٩
العقد الفريد
١٦٧ ، ٢٧٠ ، ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، ٣٢٩ ، ٤٠٨ ، ٤٩٣
علل الشرائع ٣٩
، ٤١ ، ١٥٦ ، ٤٩٣
كتاب العلم ٣٥٧
عمدة القارى ٢٠٢
العواصم من
القواصم ٨٢ ، ٨٣
عوالى اللئالى
٤١٩
عينية ابن ابى
الحديد ٢٧٩
غ
الغارات ٧١ ، ٣٧٢
، ٤٥٣
غاية المرام ٩٩
، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٥٦ ، ٣٣٤ ، ٤٥١ ، ٤٥٥
الغدير ٩٩ ، ٢٧٠
، ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، ٣٥٥ ، ٣٦٥
غرر الخصائص
الواضحة ١٤٦
غرر الفرائد ـ الامالى
للسيد المرتضى ٩ ، ٣٩
غريب الحديث ٥١
الغريبين ٧٧
|
|
ف
الفائق ١٦٣ ، ١٦٦
، ٢٣٧ ، ٥٣٧
الفتح ٢٠٢
الفتوح ٢٦٣ ، ٢٦٥
فتوح البلدان
٤٧٩ ، ٤٨٤
الفخرى ٤٦٩
الفرائض ( للفضل
بن شاذان ) ٣٨٢
فرحة الغرى ٢٩٤
فصل الخطاب ٢٠٩
، ٢١١ ، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، ٢٩١ ، ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، ٣١٥ ، ٤٢٥ ، ٤٤٠ ، ٤٤١ ، ٤٤٢
، ٤٧٧
الفصول المختارة
٢٤٦ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، ٢٩٨ ، ٣١٧ ، ٣٣٣
الفصول المهمة
٤٦٨
فضائل الصحابة
٣٢٨
الفقيه ٨٢
الفهرست ( لابن
النديم ) ٥٥٢
الفهرست ( للشيخ
الطوسى ) ٣٨٢
فهرست كتابخانه
مجلس شوراى ملى ٥٥٧
فيض القدير ٢٠٢
ق
القاموس ٤٨ ، ٦٩
، ١٥٩ ، ٢٠٠ ، ٢٠٤ ، ٢٥٣ ، ٢٧٥ ، ٣٠٥ ، ٣١٨ ، ٣٢١ ، ٣٩١ ، ٤١١ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٥٠١
، ٥٣٧
كتاب القبور ٤٠٥
|
القراءات ٢١٠
القرآن ـ كتاب
الله المجيد فى كثير من الصفحات
قرب الاسناد ٢٥٦
، ٢٦٤ ، ٤٩٢
قصص العلماء ٧ ،
١١
قواعد التحديث
٢٠٢ ، ٢٠٣
ك
الكافى ١٩٦ ، ٢٠٨
، ٢٨٣ ، ٤٦٦ ، ٤٦٧ ، ٤٨٤
الكافية ٧٦
الكامل ( لابن
الاثير ) ١٦٩ ، ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، ٥٤٣
الكامل ( لابن
عدى ) ١٤
الكامل ( للمبرد
) ١٦٠ ، ٣٢٨
الكبير ٢٢٠ ، ٣٢٨
، ٣٨٥ ، ٣٨٦
كتاب أحمد بن
مردويه ٦٢
كتاب أخطب
خوارزم ٦٢
كتاب سليم بن
قيس ١٥٦ ، ٢٨٣
الكرماء ٤١٠
الكشاف ٢١٦
كشف الحق ١٧ ، ٤٨١
كشف الغمة ٤٨ ، ٤٩
، ٢٥٥ ، ٢٦٢ ، ٤٢٩
كشف الكربة ٢٣١
كشف اليقين ٦٢ ،
١٧٣
الكشكول فيما
جرى على آل الرسول ١٥٤
كفاية المتحفظ
٥٩
الكنى والالقاب
٦٠ ، ٧٤ ، ٥٣٧
كنز العمال ٢٧٠
، ٣٠٦ ، ٣٠٨ ، ٣٢٨ ،
|
|
٢٣٧ ، ٣٦٥
كنوز الحقائق
٣٣٨
گ
گلزار قدس ٧٤
ل
اللئالئ
المصنوعة ١١ ، ١٢ ، ١٤ ، ١٥ ، ١٦ ، ٢٢
اللباب ١٨٠ ، ٣١١
، ٣٥٩ ، ٤٣٤
لزوميات أبى
العلاء المعرى ٤٦٩
لسان العرب ٦٩ ،
٢٣٩ ، ٣١٨ ، ٣٧٣ ، ٤٧٨
لسان الميزان
٣١٠
لغت نامه دهخدا
٤١٠
م
المجالس (
للصدوق ) ٤١
المجالس (
للمفيد ) ـ الامالى
المجلى ١٥٦ ، ٢٥١
، ٢٥٢ ، ٢٥٩ ، ٢٨١ ، ٤٨١
مجمع الامثال
١٥٠ ، ٣٧٠
مجمع البحرين
١٣٧ ، ١٦٢ ، ١٨٦ ، ١٩٦ ، ٢٠٠ ، ٢٩٩ ، ٣٦٢ ، ٣٧٠ ، ٣٨١ ، ٣٩٥ ، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٤٣٩ ،
٤٦١ ، ٤٧٧
مجمع البيان ٢٧
، ٣٦ ، ٣٨
مجمع الزوائد ٢٨
، ٥١ ، ١٧٦ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٩١ ، ٣٠٩ ، ٣٣٨ ، ٣٤٤ ، ٣٦٣ ، ٣٨٦ ، ٤٤٥ ، ٥٥٥
|
مجمل اللغة ٧٧
مجموع المتون
العربية ٣١٩
المحاسن
والاضداد ٤٠٨
المحاسن
والمساوى ٤٠٩
المحاضرات ٢١٢ ،
٢٧٠ ، ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، ٢٩٤
محاضرة الابرار
٤٠٩
المحكم ١٦٥
المحيط ٥٦٥
محيط المحيط ١١١
، ٢٠٤ ، ٣١٦ ، ٣١٨ ، ٣٢١ ، ٣٤٥ ، ٤١٨
المختارة ٣٢٨
مختصر تذكرة
القرطبى ٤٠٤
مختصر كنز العمال
٤١٩
مدينة المعاجز
٧٢ ، ٤٣٠
مرآة الجنان ٣٩٧
مرآة الزمان ٣٢٨
مرآة العقول ٢٨٣
، ٤٦٦
مراصد الاطلاع
٧٠
مروج الذهب ٧٤ ،
٢٧٤ ، ٣٢٨ ، ٤٠٩ ، ٥٦١
المزار ( للشهيد
) ٢٩٤
المزار الكبير
٢٩٣ ، ٢٩٤
المستجاد ٤٠٨
المستدرك (
للحاكم ) ٨٩ ، ٩٠ ، ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، ٢٧١ ، ٢٨٧ ، ٣٧٢ ، ٣٧٤ ، ٣٧٧ ، ٣٧٨
، ٣٧٩ ، ٣٨٠
|
|
مستدرك الوسائل
٢٧٧ ، ٢٩٤ ، ٣٠٦ ، ٣٣١ ، ٣٣٢ ، ٣٣٥ ، ٤١٩ ، ٤٣٣ ، ٤٣٥ ، ٤٣٦ ، ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، ٤٤١ ،
٤٤٢ ، ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، ٤٨٥
المسترشد ٥٣ ، ٦١
، ٧٤ ، ٩٠ ، ٩٢ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٦ ، ١٧١ ، ١٧٣
، ١٧٥ ، ١٧٩ ، ٢٤٩ ، ٢٥١ ، ٢٥٨ ، ٢٨٠ ، ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ٣٧٠ ، ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، ٣٧٨ ، ٤٧١
، ٤٨٩ ، ٥٣٤
المستطرف ٤١٠
مسكن الفؤاد ٤٠٣
مسند ابى داود
٥١
مسند احمد بن
حنبل ٤٧ ، ٥١ ، ١٧٦ ، ٢١٢ ، ٢٢١ ، ٢٣٥ ، ٢٦٥ ، ٢٧٧ ، ٣٣٨ ، ٤١٩ ، ٤٦٠
مسند اسحاق بن
راهويه ٢٥
مسند الترمذي ٥١
مشارق الانوار
٤٠٤
المشكاة ٤٣٨
المصاحف ( لابن
ابى داود ) ٤٤١
المصاحف ( لابن
الانبارى ) ٤٠٠
المصباح المنير
٢٣٩ ، ٣١٨ ، ٣٦١ ، ٣٧٣ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ٤١١ ، ٤٨٨ ، ٥٠٢
مصحف فاطمة ٤٦٦
|
المصنف ١٨٦
المطول ٤١
المعارف ٢٧٤ ، ٤٩٦
معالم الزلفى
٤٠٧
معانى الاخبار
٢٦ ، ٢٧ ، ٣٩ ، ٧٦
معجم البلدان ٨٣
، ١٧١ ، ٣١٠ ، ٤٢٠ ، ٤٧٤ ، ٤٧٨ ، ٤٧٩ ، ٤٨٤ ، ٤٨٨ ، ٤٩٠
معلقة زهير (
قصيدة ) ٣٣٢
معلقة عنترة بن
شداد ( قصيدة ) ١٠٠
معيار اللغة ٣١٨
المغرب ١٣٧ ، ٢٨٣
المغنى ٦٩ ، ٤٩٧
المغنى ( للقاضى
عبد الجبار ) ٦٥ ، ١٩٧ ، ٤٨٠
مغنى اللبيب ١٣
، ٢٤٠
المفاخرات ٨٥
مفتاح الفردوس
٢٩٤
مقاتل الطالبيين
٧٢ ، ٣٩٩ ، ٤٠٠
مقالات
الاسلاميين ١٨ ، ٢٦
مقياس الهداية
٢٠١ ، ٣٠٢
مقدمة النقض ٤٢٨
الملل والنحل ٧
، ١٩ ، ١٨٥
المناقب ( لابن
شهرآشوب ) ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٧ ، ٧١ ، ٧٦ ، ٧٩ ، ١٧٦ ، ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٦ ، ٥٣٦
المناقب ( لاحمد
بن مردويه ) ١٧٣
المناقب ( لاحمد
بن موسى ) ٤٥٥
|
|
المناقب (
للخوارزمى ) ٣٥٧ ، ٤٢٨ ، ٤٣٠
منتخب كنز
العمال ١٧٦ ، ٢٦٥ ، ٣٢٨ ، ٣٣٧
منتهى المطلب
٤٨١
من عاش بعد
الموت ٣٨٧ ، ٤٠٥
المنمق ٢٧٥
منهاج الكرامة
١٧ ، ١٩٧
المهذب ٥٥٤
الموافقات ٣٥٧
موافقة صريح
المعقول ١٩
الموضوعات ٢٠٣ ،
٣٠٣
الموطأ ٢٠٣ ، ٢٦٥
، ٢٦٦
الميزان (
للذهبى ) ١٢ ، ٢٢ ، ٣٠٥ ، ٣٤٤ ، ٤٣١
الميزان (
للشعرانى ) ٥٣٣
ن
ناسخ التواريخ
١٣٥
الناسخ والمنسوخ
٢٢٠
نزهة النظر ٢٠٢
نصاب الصبيان
٤١٤
النصائح الكافية
٤٧٢
نفس الرحمن ٢٨٢
، ٢٨٤
النقض ( لعبد
الجليل ) ٨ ، ٤٤ ، ٢١٧ ، ٤٣٢ ، ٥٦٨
النقض على
الاسكافى ٣٨٢
النهاية ١٣ ، ١٥
، ٢٦ ، ٢٨ ، ٤٩ ، ٥١ ، ٥٨ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٩ ، ١٣٢ ، ١٣٣ ،
|
١٣٤ ، ٢٤١ ، ١٦٥ ، ١٧٩ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٩٢
، ٢٠٠ ، ٢٠٣ ، ٢٢٤ ، ٢٣٢ ، ٢٣٦ ، ٢٣٩ ، ٢٤٨ ، ٢٥٠ ، ٢٥٣ ، ٢٦٣ ، ٢٦٧ ، ٢٧٩ ، ٢٩٩
، ٣٠١ ، ٣٠٣ ، ٣٠٧ ، ٣٣٢ ، ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٦٤ ، ٣٦٨ ، ٣٧٠ ، ٣٧٣ ، ٣٨٠ ، ٣٨١
، ٣٩٦ ، ٤١١ ، ٤١٧ ، ٤٢٠ ، ٤٢١ ، ٤٢٦ ، ٤٣٩ ، ٤٤٥ ، ٤٤٨ ، ٤٥٣ ، ٤٦١ ، ٤٩٠ ، ٤٩٢
، ٤٩٨ ، ٥٠١ ، ٥٢٨ ، ٥٣٦
|
|
نهج البلاغة ٣٧٦
، ٤٦٧ ، ٥٤٠
نهج الحق وكشف
الصدق ١٩٧ ، ٤٥٥
نور الابصار ٢٧٥
، ٤٦٨
ووسائل الشيعة
٢٧٧ ، ٤٨٤
وصول الاخيار
٢٠١
وفاء الوفاء ٤٩١
وفيات الاعيان
٣١٠ ، ٤١٧ ، ٥٤٤
ى
يواقيت التيجان
٨
|
وافق
الفراغ من تصحيح هذه الفهارس التسعة يوم الاحد
١٣ جمادى
الاولى من شهور سنة ١٣٩٢ ه
٤ تير
١٣٥١ ه ش
فهرس
اجمالىّ لما انطوت عليه المقدّمة
١ ـ تعريف المؤلف
والكتاب والغرض منه.
١ ـ ترجمة الفضل
عن ريحانة الادب.
٢ ـ ترجمة الفضل
عن مجالس المؤمنين.
٧ ـ ترجمة الفضل
عن گنج دانش.
٨ ـ ترجمة الفضل
عن تحفة الاحباب.
٩ ـ ادراك الفضل
أربعة من الائمة عليهمالسلام
٩ ـ فى أن الفضل
أزدى نسبا.
١٠ ـ فى أن « المسترشد
» مأخوذ من « الايضاح ».
١٠ ـ فى أن روايات
الكتاب من كتب العامة فقط.
١١ ـ ظن أن الفضل
مترجم حاله فى تأريخ الحاكم.
١١ ـ هل الفضل سمى
كتابه بالايضاح أم الناس؟
١١ ـ احتمال
التصحيف بين « الايضاح » و « الديباج ».
١٤ ـ تبين جلالة
الفضل من كتب الشيعة.
١٦ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن رجال الكشى.
٢٠ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن فهرست الطوسى.
٢٢ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن رجال النجاشى.
٢٣ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن الخلاصة للعلامة الحلى.
٢٣ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن رجال ابن داود.
٢٤ ـ الجواب عما
نقل من الذم فى حق الفضل.
٢٨ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن تأسيس الشيعة.
٢٩ ـ ما قال ابن
النديم فى الفهرست فى حق الفضل.
٣٠ ـ رواية الفضل
عن على بن موسى الرضا (ع).
٣٢ ـ جلالة قدر
الفضل عند الشيعة الامامية.
٣٤ ـ نقل ترجمة
الفضل عن كتب الميرزا محمد الاخبارى.
٣٧ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن كتب الفيض القاسانى.
٣٩ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن كتب المحدث النورى.
٤٠ ـ ترجمة الفضل
نقلا عن كتب المحدث القمى.
٤٢ ـ ترجمة إيضاح
الفضل نقلا عن الذريعة.
٤٣ ـ التنبيه على
اشتباه وقع فى كلام صاحب الذريعة.
٤٤ ـ فى أن «
شاذان » هل هو لقب الخليل أم اسم ابنه؟
٤٨ ـ قبر الفضل بن
شاذان وما يتعلق به.
٥٢ ـ الاعتراض على
كلام قاله دهخدا (ره) فى لغت نامه.
٥٣ ـ فى أن «
المسترشد » مأخوذ من « الايضاح ».
٥٣ ـ فى أن روايات
« الايضاح » من كتب العامة فقط.
٥٤ ـ هل الفضل سمى
الكتاب بالايضاح أم الناس؟.
٥٥ ـ فى أن الفضل
أزدى نسبا.
٥٦ ـ فى أن «
الازد » من شيعة على (ع).
٥٧ ـ الاعتذار عما
وقع فى طبع الكتاب من الخطأ.
٥٨ ـ حدس أن الفضل
مشروح حاله فى تأريخ نيسابور.
٥٨ ـ تشابه
الاسلوب بين عبارات الكتاب وكلمات الرضا (ع).
٦١ ـ تعريف النسخ
الموجودة من الكتاب.
٦٢ ـ كيفية نسخة
المكتبة الرضوية فى المشهد.
٦٣ ـ كيفية نسخة
مكتبة آية الله الحكيم فى النجف.
٦٤ ـ كيفية نسخة
مكتبة مجلس الشورى بطهران.
٦٤ ـ كيفية نسخة
مكتبة مدرسة اسبهسالار بطهران.
٦٧ ـ كيفية نسخة
مكتبة الحاج سيد جوادى بقزوين.
٦٧ ـ كيفية نسخة
مكتبة مصحح الكتاب.
٦٨ ـ كيفية نسخة
اخرى تتعلق بمكتبة المصحح.
٦٩ ـ سبب طبع
الكتاب.
٧٠ ـ نقل مكتوب
يشتمل على فوائد مهمة شتى.
٨٤ ـ فى أن القول
بتحريف القرآن غير صحيح.
٨٤ ـ استدراك لبعض
ما فات.
٨٦ ـ نقل كلام عن
صاحب الذريعة فى حق الفضل.
٨٨ ـ نقل كلام آخر
أيضا له فى حق الفضل.
٨٩ ـ رواية المصحح
الايضاح عن صاحب الذريعة.
٩٠ ـ بيان موضوع
يرجع الى كيفية التحقيق فيما يتعلق بالكتاب وتعليق الحواشى عليه.
٩١ ـ تصوير صفحات
من نسخ الكتاب.
١٠٣ ـ منظر بقعة
الفضل وقبة مدفنه.
|