



بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كثيراً ، وسبحان
الله بكرة واصيلا ، والصلاة والسلام على من أرسله الله مبشراً ونذيرا ، محمد واهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، سيما ابن عمه المنصوب علماً واميراً ، واللعنة على اعدائهم ومن عادى اولياءهم ، ووالى اعداءهم الذي اعد الله لهم سعيراً ، اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً .
( أما بعد ) فهذه
نبذة من فضائل الخمسة ـ عليهم السلام .
وقد اخذتها من الصحاح
الستة وغيرها من الكتب المعتبرة عند اهل السنة والجماعة فجمعتها واودعتها في هذه الكراريس رجاء ان ينتفع بها المسلمون عامة ، فان كان الناظر فيها من اهل الخلاف اهتدى بها إن شاء الله تعالى ، وان كان من اهل الهدى والايمان زادته هذه ايماناً ، والله ولي التوفيق ، وقد رتبت الكتاب على خمسة مقاصد وخاتمة .

المقصد الأول في فضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه ابواب

باب
في نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وانه لم يخرج من سفاح من لدن آدم عليه السلام
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٠ ]
قال : عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن اد ابن ادد بن الهميسع بن يشحب بن نبت بن حميل بن قيدار بن اسماعيل ابن ابراهيم بن تارخ بن ناحور بن اشوع بن ارعوس بن فالغ بن عابر ـ وهو هود النبي ـ بن شانح بن ارفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ ـ وهو ادريس ـ بن يرد بن قينان بن انوش بن شيث ابن آدم عليه السلام ، قال اخرجه الديلمي .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٦ ]
قال كنت وآدم في الجنة في صلبه ، وركب بي السفينة في صلب ابي نوح ، وقذف بي في النار في صلب ابراهيم ، لم يلتق ابواي قط على سفاح ، ولم يزل الله ينقلني من الاصلاب الحسنة الى الأرحام الطاهرة ، صفي مهدي ، لا ينشعب
شعبتان
الا كنت في خيرهما ، قد اخذ الله بالنبوة ميثاقي ، وبالاسلام عهدي ، ونشر في التوراة والانجيل ذكري وبين كل نبي صفتي ، تشرق الارض بنوري ، والغمام لوجهي ، وعلمني كتابه ، ورقاني في سمائه ، وشق لي اسماً من اسمائه ، فذو العرش محمود وانا محمد ، وعدني ان يحبوني بالحوض والكوثر ، وان يجعلني اول شافع ، واول مشفع ، ثم اخرجني من خير قرن لامتي ، وهم الحمادون ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ( قال ) اخرجه ابن عساكر عن ابن عباس .
[ طبقات ابن سعد ـ وهو الكتاب المعروف بالطبقات الكبرى ـ ج ١ القسم
١ ص
٣١ ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي بن الحسين ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إنما خرجت من نكاح ، ولم اخرج من سفاح من لدن آدم ، لم يصبني من سفاح اهل الجاهلية شيء ، لم اخرج الا من طهره ( اقول ) والاخبار في خروجه ( ص ) من نكاح وعدم خروجه من سفاح من لدن آدم كثيرة قد اكتفينا منها بالخبرين المذكورين .
باب
في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
خير الناس فرقة وقبيلة وبيتاً ونسباً وحسباً
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٦٩ ]
روى بسنده عن المطلب ابن ابي وداعة قال جاء العباس الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه سمع شيئاً فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فقال من أنا ؟ فقالوا انت رسول الله ، قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ان الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم فرقة ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، وخيرهم نسباً .
[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٧٣ ]
روى بسنده عن عبد الله ابن عمر قال بينا نحن جلوس بفناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال ابو سفيان ان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط التبن ، فانطلقت المرأة فاخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرف الغضب في وجهه ، فقال ما بال اقوال تبلغني عن اقوام ، ان الله تبارك وتعالى خلق السماوات فاختار
العليا
فاسكنها من شاء من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضراً ، واختار من مضر قريشاً ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فانا من بني هاشم من خيار الى خيار ، فمن أحب العرب فبحبي احبهم ، ومن ابغض العرب فببغضي ابغضهم .
[ ذخائر العقبى ص ١٠ ]
قال عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله اصطفى من ولد آدم ابراهيم واتخذه خليلاً واصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل ، ثم اصطفى من ولد اسماعيل نزاراً ، ثم اصطفى من ولد نزار مضراً ، ثم اصطفى من مضر كنانة ، ثم اصطفى من كنانة قريشاً ، ثم اصطفى من قريش بني هاشم ، ثم اصطفى من بني هاشم بني عبد المطلب ، ثم اصطفاني من عبد المطلب ( ثم قال ) اخرجه بهذا السياق ابو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، واخرجه مسلم والترمذي وابو حاتم محتضراً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٨ ]
ولفظه : انا اشرف الناس حسباً ولا فخر واكرم الناس قدراً ولا فخر ، أيها الناس من أتانا اتيناه ، ومن اكرمنا اكرمناه ، ومن كاتبنا كاتبناه ، ومن شيع موتانا شيعنا موتاه ، ومن قام بحقنا قمنا بحقه ، ايها الناس حاسبوا الناس على قدر احسابهم ، وخالطوا الناس على قدر اديانهم ، وأنزلوا الناس على قدر مرواتهم ، وداروا الناس يغفر لكم ( قال ) اخرجه الديلمي عن جابر يعني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الاحزاب ( قال ) واخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وابو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس ( رض ) قال : قال رسول الله ( ص ) ان الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً ، فذاك قوله : ( وَأَصْحَابُ
الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) فانا من أصحاب اليمين
وانا
خير اصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين اثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : (
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )
فانا من السابقين ، وانا خير السابقين ، ثم جعل الاثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله : ( وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) وأنا أتقى ولد آدم واكرمهم على الله ولا
فخر ، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً ، فذلك قوله : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
فانا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب .
باب
في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٢ ]
روى بسنده عن أبي هريرة ( قال ) قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة . ( قال ) وآدم بين الروح والجسد .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٠٠ ]
روى بسنده عن العرباض ابن سارية السلمى ( قال ) سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول اني عند الله في اول الكتاب لخاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته . . ( الحديث ) .
[ حلية الاولياء ج ٧ ص ١٢٢ ]
روى بسنده عن ميسرة الفخر ( قال ) قلت يا رسول الله متى كتبت ؟ ( قال ) فقال الناس مه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعوه كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد .
[ تاريخ بغداد ج ٣ ص ٧٠ ]
روى بسنده عن أبي هريرة ( قال ) سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متى وجبت لك النبوة ؟ ( قال ) بين خلق آدم ونفخ الروح فيه .
باب
في تولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٦٣ ]
روى بأسناد متعددة ان آمنة بنت وهب قالت : لقد علقت به ـ تعني رسول الله ( ص ) فما وجدت له مشقة حتى وضعته ، فلما فصل مني خرج معه نور اضاء له ما بين المشرق الى المغرب ثم وقع على الارض معتمداً على يديه ، ثم اخذ قبضة من تراب فقبضها ورفع رأسه الى السماء ( وقال بعضهم ) وقع جاثياً على ركبتيه رافعاً رأسه الى السماء وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام واسواقها حتى رأيت اعناق الابل ببصري .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٦٤ ]
روى بسنده عن ابن عباس عن ابيه العباس بن عبد المطلب ( قال ) ولد النبي ( ص ) مختوناً مسروراً واعجب ذلك عبد المطلب وحظى عنده ، وقال ليكونن لابني هذا شأن فكان له شأن .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٢٠ ] قال : وعن عثمان بن ابي العاص ( قال ) اخبرتني امي قالت شهدت آمنة لما ولدت رسول الله ( ص ) فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تنزل حتى أني أقول لتقعن
عليّ
، فلما ولدت خرج لها نور اضاء له البيت الذي نحن فيه والدار ، فما شيء انظر اليه إلا نور ( قال ) رواه الطبراني .
[ تاريخ بغداد ج ١ ص ٣٢٩ ]
روى بسنده عن انس ( قال ) قال رسول الله ( ص ) من كرامتي اني ولدت مختوناً ولم ير احد سوأتي .
باب
في صفة خلق النبي صلى الله عليه وآله
وسلم
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١٢٠ ]
روى بسنده عن رجل من الانصار انه سأل علياً ـ وهو محتب بحمائل سيفه في مسجد الكوفة ـ عن نعت رسول الله ( ص ) وصفته ( قال ) كان رسول الله ( ص ) ابيض اللون مشرباً حمرة ادعج العين سبط الشعر كث اللحية سهل الخد ، ذا وفرة دقيق المسربة ، كأن عنقه ابريق فضة ، له شعر من لبته الى سرته ، تجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره ، شئن الكف والقدم ، اذا مشى كأنما ينحدر من صبب ، واذا مشى كأنما يتقلع من صخر ، اذا التفت التفت جميعاً كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ ، ولريح عرقه اطيب من المسك الاذفر ، ليس بالقصير ، ولا بالطويل ، ولا بالعاجز ، ولا اللئيم ، لم ار قبله ولا بعده مثله .
[ كنز العمال ج ٤ ص ٣٤ ]
قال عن أبي هريرة ( قال ) توفي رسول الله ( ص ) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول فلما كان صبيحة الخميس اذا نحن بشيخ قد جاء فقال انا حبر من احبار بيت المقدس ، فقال يا علي صف لنا صفات رسول الله ( ص )
كأني
انظر اليه فقال : بأبي وامي لم يكن بالطويل الذاهب ، ولا بالقصير ، كان ربعة من الرجال ، ابيض مشرباً حمرة ، جعد المفرق ، شعره الى شحمة اذنيه ، صلت الجبين ، واضح الخدين مقرون الحاجبين ، ادعج العينين ، سبط الاشفار ، اقنى الانف ، دقيق المسربة ، مفلج الثنايا ، كث اللحية ، كأن عنقه ابريق فضة ، كأن الذهب يجري في تراقيه ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، شئن الكفين والقدمين ، له شعرات ما بين لبته الى صدره تجري كالقضيب لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها ، يفوح منه ريح المسك اذا قام غمر الناس واذا مشى فكأنما يتقلع من صخرة اذا التفت التفت جميعاً واذا انحدر فكأنما ينحدر في صبب اطهر الناس خلقاً واشجع الناس قلباً واسخى الناس كفاً لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله ابداً ( قال ) الحبر يا عليّ أني اصبت في التوراة هذه الصفة ، ايقنت ان لا إله الا الله وان محمداً رسول الله ( ص ) قال اخرجه ابن عساكر ( اقول ) : وذكر المحب الطبري في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٩٥ ) حديثاً عن ابن عمر ان اليهود جاءوا الى ابي بكر فقالوا صف لنا صاحبك فاحالهم على علي بن ابي طالب ( ع ) فوصفه لهم بما يقرب مما ذكر في حديث ابي هريرة وسيأتي ذكره ان شاء الله تعالى في باب رجوع ابي بكر الى علي ( ع ) فانتظر .
باب
في صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في التوراة والانجيل
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص
١٧٤ ] روى بسنده عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت اخبرني عن صفة رسول الله ( ص ) في التوراة ، فقال اجل والله انه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن (
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) وحرزاً للأُميين وانت عبدي ورسولي
سميتك المتوكل ، لست بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب بالاسواق ، ( قال ) يونس : ولا صخاب في الاسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا إله إلا الله ، فيفتح بها اعيناً عمياً ، وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً ( قال عطاء ) لقيت كعباً فسألته فما اختلفا في حروف الا ان كعباً يقول بلغته : اعيناً عمومى ، وآذاناً صمومى ، وقلوباً غلوفى ، قال يونس غلفاً .
[ حلية الاولياء ج ٥ ص ٣٨٦ ]
روى بسنده عن ابن اخي كعب ( قال ) قال كعب : انا لنجد نعت النبي ( ص ) في سطر من كتاب الله نجده في سطر محمد رسول الله ، وأُمته الحمادون يحمدون الله على كل
حال
، ويكبرونه على كل شرف ، رعاة الشمس ، يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة ، يأتزرون على أوساطهم ، ويوضؤن اطرافهم ، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل ، ونجده في سطر آخر محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة ، ومهاجره بطيبة وملكه بالشام .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ٨٩ ]
روى بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من اهل مريس وانه كان يتيماً في حجر امه وعمه وانه كان يقرأ الانجيل ( قال ) فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي ( قال ) فنظرت فاذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد ( ص ) انه لا قصير ولا طويل ، ابيض ، ذو ضفيرتين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد برىء من الكبر ، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية اسماعيل اسمه احمد ( قال سهل ) فلما انتهيت الى هذا من ذكر محمد ( ص ) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ فقلت فيها نعت النبي ( ص ) احمد فقال انه لم يأت بعد .
باب
في ان هدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم احسن الهدى
[ صحيح مسلم في كتاب الجمعة في باب تخفيف الصلاة والجمعة ] روى بسنده عن جعفر
بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبد الله ( قال ) كان رسول الله ( ص ) اذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش ( يقول ) صبحكم ومساكم ( ويقول ) بعثت انا والساعة كهاتين ـ ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى ـ ( ويقول ) أما بعد : فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الامور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ( ثم يقول ) انا اولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإليّ وعلي وانا ولي المؤمنين .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ٢٣٤ ]
روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله ( قال ) كان رسول الله ( ص ) يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو اهله ( ثم يقول ) من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ان اصدق الحديث كتاب الله ، واحسن الهدى هدى محمد ، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ،
وكل
بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ( الحديث ) .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٩٣ ]
روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر ان رسول الله ( ص ) كان يقول : ـ في صلاته بعد التشهد ـ احسن الكلام كلام الله ، واحسن الهدى هدى محمد ( ص ) .
باب
في اسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
[ صحيح البخاري ] في كتاب التفسير في باب قوله تعالى ( مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )
في سورة الصف ( روى )
بسنده عن محمد بن جبير ابن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ان لي اسماء أنا محمد ، وأنا احمد ، وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وانا العاقب ( اقول ) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل في باب اسمائه ( ص ) ( وقال ) وانا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٤٠٤ ] روى بسنده عن ابي موسى قال سمي لنا رسول الله ( ص ) نفسه اسماء ، منها ما حفظنا ، ومنها ما لم نحفظ ( فقال ) انا محمد ، وانا احمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ونبي الملحمة .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص
٤٠٥ ] روى بسنده عن حذيفة ( قال ) بينما أنا امشي في طريق المدينة ، قال إذاً رسول الله ( ص ) يمشي فسمعته يقول : أنا محمد ، وأنا احمد ، ونبي الرحمة ،
ونبي
التوبة ، والحاشر ، والمقفي ونبي الملاحم .
[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٧٣ ]
روى بسنده عن نافع بن جبير انه دخل على عبد الملك بن مروان فقال اتحصى اسماء رسول الله ( ص ) التي كان جبير بن مطعم يعدها ؟ ( قال ) نعم هي ست ، محمد ، واحمد ، وخاتم ، وحاشر ، وعاقب ، وماح . فاما حاشر فيبعث مع الساعة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، وأما عاقب فانه عقب الانبياء ، واما ماح فان الله ماح به سيئات من اتبعه .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١١٦ ]
ولفظه ان لي عند ربي عز وجل عشرة اسماء : محمد واحمد ، وابو القاسم ، والفاتح ، والخاتم ، والماحي ، والعاقب والحاشر ، ويس ، وطه ، ( قال ) اخرجه ابن عدي وابن عساكر عن ابي الفضل .
باب
في نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله
[ صحيح البخاري ] في كتاب العلم في باب ما يذكر في المناولة ( روى ) بسنده عن انس بن مالك قال كتب النبي ( ص ) كتاباً ـ او اراد ان يكتب ـ فقيل له إنهم لا يقرؤن كتاباً الا مختوماً ، فاتخذ خاتماً من فضة نقشه محمد رسول الله ، كأني انظر الى بياضه في يده ( اقول ) ورواه النسائي ايضاً في صحيحه ( ج ٢ ص ٢٨٩ ) وقال اراد رسول الله ( ص ) ان يكتب الى الروم فقالوا إنهم لا يقرؤن كتاباً إلا مختوماً ( الحديث ) .
[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٢٥ ]
روى بسنده عن انس بن مالك ( قال ) كان نقش خاتم النبي ، محمد سطر ، ورسول سطر ، والله سطر .
[ صحيح النسائي ج ٢ ص ٢٩٥ ]
روى بسنده عن ابن عمر ( قال ) كان النبي ( ص ) يتختم بخاتم من ذهب ، ثم طرحه ولبس خاتماً من ورق ، ونقش عليه محمد رسول الله ( ثم قال ) : لا ينبغي لاحد أن ينقش على نقش خاتمي هذا وجعل فصه في بطن كفه .
باب
في حسن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ونور وجهه
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي « ص » روى بسنده عن أبي اسحاق ( قال ) سمعت البراء يقول كان رسول الله ( ص ) احسن الناس وجهاً ، واحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير .
[ صحيح البخاري ] روى في الباب المتقدم عن البراء ( قال ) كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أُذنيه رأيته في حلة حمراء لم أرَ شيئاً قط أحسن منه .
[ صحيح البخاري ] روى في الباب المتقدم عن ابي اسحاق ( قال ) سئل البراء أكان وجه النبي ( ص ) مثل السيف ؟ قال لا بل مثل القمر .
[ صحيح البخاري ] روى في الباب المتقدم عن عبد الله بن كعب ( قال ) سمعت كعب بن مالك يحدث ـ حين تخلف عن تبوك ـ ( قال ) فلما سلمت على رسول الله ( ص ) وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول الله ( ص ) اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا
نعرف
ذلك منه .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب كان النبي ( ص ) ابيض مليح الوجه ( روى ) بسنده عن الجريري عن أبي الطفيل ( قال ) قلت له أرأيت رسول الله ( ص ) ؟ قال نعم كان ابيض مليح الوجه .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٣٣ ]
روى بسنده عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله ( ص ) في ليلة اضحيان ( أي مقمرة ) فجعلت انظر الى رسول الله ( ص ) والى القمر وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص
٣٠٥ ] روى بسنده عن ابي هريرة ( يقول ) ما رأيت شيئاً احسن من رسول الله ( ص ) كان كأن الشمس تجري في جبهته ، وما رأيت احداً اسرع في مشيته من رسول الله ( ص ) كأنما الارض تطوي له ، انا لنجهد انفسنا وانه لغير مكترث ( الحديث ) .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ]
روى بسنده عن ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ( قال ) قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لنا رسول الله ( ص ) فقالت يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ]
روى بسنده عن ابن عباس ( قال ) كان رسول الله ( ص ) افلج الثنيتين ، اذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه .
[ تاريخ بغداد ج ٥ ص ٤٣٩ ]
روى بسنده عن جابر عن النبي ( ص ) ( قال ) هبط علي جبرئيل فقال : يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول : حبيبي النبي كسوت حسن يوسف من نور الكرسي ،
وكسوت
حسن وجهك من نور عرشي ، وما خلقت خلقاً احسن منك يا محمد .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٩٧ ]
قال : عن عائشة قالت : استمرت من حفصة بنت رواحة ابرة كنت اخيط بها ثوب رسول الله ( ص ) فسقطت عني الابرة فطلبتها فلم اقدر عليها ، فدخل رسول الله ( ص ) فتبينت الابرة بشعاع نور وجهه فضحكت ، فقال يا حميراء لم ضحكت ؟ قلت كان كيت وكيت فنادى باعلى صوته يا عائشة الويل ثم الويل لمن حرم النظر الى هذا الوجه ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر الى وجهي ( قال ) اخرجه الديلمي وابن عساكر .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٧٩ ] قال وعن ابي قرصافة ( قال ) لما بايعنا رسول الله ( ص ) أنا وامي وخالتي ، ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي امي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل احسن منه وجهاً ، ولا انقى ثوباً ولا الين كلاماً ، ورأينا كأن النور يخرج من فيه ( قال ) رواه الطبراني ( اقول ) وذكر المناوي في كنوز الحقائق ( ص ١٥٥ )
حديثاً مرسلاً عن النبي ( ص ) يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، ولفظه النظر إليَّ عبادة ـ يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ ( قال ) اخرجه الطبراني والحاكم .
باب
في طيب رائحة النبي ( ص ) ولين مسه والتكفؤ
في مشيته وطيب عرقه واخفاء الأرض ما يدفع منه .
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي ( ص ) روى بسنده عن ابي جحيفة ( قال ) : خرج رسول الله ( ص ) بالهاجرة الى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة ( الى ان قال ) وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم ( قال ) فاخذت بيده فوضعتها على وجهي فاذا هي ابرد من الثلج ، واطيب رائحة من المسك .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي ( ص ) روى بسنده عن انس قال ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً اطيب من ريح رسول الله ( ص ) ولا مسست شيئاً قط ديباجاً ولا حريراً الين مساً من رسول الله ( ص ) .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي ( ص ) ( روى ) بسنده عن انس قال كان رسول الله « ص » ازهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة الين من كف رسول الله ( ص ) ولا شممت مسكة ولا عنبرة اطيب من رائحة
رسول
الله ( ص ) .
[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٦٣ ]
روى بسنده عن انس قال خدمت النبي ( ص ) عشر سنين فما قال لي اف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ وكان رسول الله ( ص ) من احسن الناس خلقاً ، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً ولا شيئاً كان الين من كف رسول الله ( ص ) ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان اطيب من عرق النبي ( ص ) .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
١٣٦ ] روى بسنده عن انس ابن مالك قال دخل علينا النبي ( ص ) فنام عندنا فعرق وجاءت أُمي بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي ( ص ) فقال يا ام سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو اطيب من الطيب .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
١٦١ ] روى بسنده عن جابر بن يزيد الاسود السوائي عن ابيه انه صلى مع النبي ( ص ) الصبح ( الى ان قال ) ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم ( قال ) فاخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ابرد من الثلج واطيب ريحاً من المسك .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣١ ]
روى بسنده عن رجل من بني حريش قال كنت مع أبي حين رجم رسول الله « ص » ماعز بن مالك فلما اخذته الحجارة أرعبت فضمني اليه رسول الله « ص » فسال عليَّ من عرق إبطه مثل ريح المسك .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٢ ]
روى بسنده عن جابر ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يسلك طريقاً ، فيتبعه أحد إلا عرف انه قد سلكه من طيب عرفه ، أو قال من طيب عرقه .
[ تاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٣ ]
روى بسنده عن أبي هريرة ( قال ) رجل يا رسول الله اني زوجت ابنتي وأنا أحب ان تعينني ( قال ) ما عندي شيء ولكن القني غداً في وقت تجيئني وقد اجفت الباب وجئني معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة ( قال ) فجاء فجعل يسلت العرق عن ذراعيه حتى ملأ القارورة . ( قال ) خذها وأمر أهلك إذا أرادت ان تطيب . ان تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به ، فكانت اذا تطيبت شم أهل المدينة ريحاً طيباً فسموا المطيبين .
[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٦٢ ]
روى بسنده عن عائشة قالت : كان النبي « ص » إذا دخل الغائط دخلت على أثره فلا أرى شيئا فذكرت ذلك له فقال : يا عائشة أما علمت ان أجسادنا نبتت على ارواح أهل الجنة ؟ فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض ( أقول ) وفي رواية ذكرها القندوزي في ينابيعه قال بنيت أجسادها من أرواح الجنة .
[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٧٢ ]
روى بسنده عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لقضاء حاجته فدخلت فلم أر شيئاً ووجدت ريح المسك فقلت يا رسول الله اني لم أر شيئاً ( قال ) إن الأرض أُمرت ان تكفيه منا معاشر الأنبياء .
باب
في تبرك الناس بوضوء
النبي ( ص ) وببصاقه وبشعر رأسه
[ صحيح البخاري ] في كتاب اللباس في باب القبة الحمراء ، روى بسنده عن ابي جحيفة قال : أتيت النبي « ص » وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً اخذ وضوء النبي « ص » والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئاً تمسح به ، ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه ..
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٣٢٣ ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت ( إلى ان قال ) ثم قال للناس انزلوا فقالوا يا رسول الله ما بالوادي ماء ينزل عليه الناس فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سهماً من كنانته فاعطاه رجلاً من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن ( الى ان قال ) فبعثوا اليه ـ أي المشركون الى النبي « ص » ـ عروة بن مسعود الثقفي ( إلى ان قال ) فقام من عند رسول الله « ص » وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوء إلا إبتدروه ولا
يبصقُ
بصاقاً إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه ، فرجع الى قريش فقال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه ، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما ، والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمد في أصحابه . ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء فارؤا رأيكم ( أقول ) ورواه بطريق آخر في ( ج ٤ ص ٣٢٨ ) قال فيه ، فوالله ما تنخم رسول الله نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا امرهم ابتدروا أمره ، واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده ، وما يحدون اليه النظر تعظيماً له ( الحديث ) .
[
مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٣٣ ]
روى بسنده عن انس ( قال ) رأيت رسول الله « ص » والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون ان يقع شعره إلا في يد رجل .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٤٦ ] روى بسنده عن انس ابن مالك قال لما أراد رسول الله ( ص ) ان يحلق الحجام رأسه اخذ ابو طلحة شعر احد شق رأسه بيده فاخذ شعرةً فجاء به الى ام سليم ، قال فكانت ام سليم تدوفه في طيبها .
باب
في ان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
هو الذي وضع الركن في
موضعه قبل البعثة
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٣ ]
روى حديثاً طويلاً في هدم قريش الكعبة وبنائها قبل البعثة ( قال فيه ) فلما اجمعوا على هدمها قال بعضهم لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً لم تقطعوا فيه رحماً ولم تظلموا فيه احداً ، فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها واخذ المعول ثم قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول : اللهم لم ترع انما نريد الخير ، فهدم وهدمت معه قريش ، ثم اخذوا في بنائها وميزوا البيت ، واقرعوا عليه فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الاسود الى ركن الحجر وجه البيت ، ووقع لبني اسد بن عبد العزى وبني عبد الدار بن قصي ما بين ركن الحجر الى ركن الحجر الآخر ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر الى الركن اليماني ، ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني الى الركن الاسود ، فبنوا فلما انتهوا الى حيث يوضع الركن من البيت ، قالت كل قبيلة نحن احق بوضعه ، واختلفوا حتى خافوا القتال ، ثم جعلوا بينهم اول من يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه وقالوا رضينا وسلمنا ، فكان رسول الله ( ص ) اول من دخل
من
باب بني شيبة ، فلما رأوه قالوا هذا الامين قد رضينا بما قضي بيننا ، ثم اخبروه الخبر ، فوضع رسول الله ( ص ) رداءه وبسط في الارض ثم وضع الركن فيه ( ثم قال ) ليأت من كل ربع من ارباع قريش رجل ، فكان في ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة ، وكان في الربع الثاني ابو زمعة ، وكان في الربع الثالث ابو حذيفة بن المغيرة ، وكان في الربع الرابع قيس بن عدي ( ثم قال ) رسول الله ( ص ) ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعاً ، فرفعوه ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده في موضعه ذلك ، فذهب رجل من اهل نجد ليناول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجراً يشد به الركن ، فقال العباس بن عبد المطلب لا ونحاه وناول العباس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجراً فشد به الركن فغضب النجدي حيث نحاه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه ليس يبني معنا في البيت إلا منا ( قال ) فقال النجدي يا عجباً لقول أهل شرف وعقول وسن واموال عمدوا الى اصغرهم سناً وأقلهم مالاً فرأسوه عليهم في مكرمتهم وحرزهم كأنهم خدم له ، اما والله ليفوتنهم سبقاً وليقسمن بينهم حظوظاً وجدوداً ويقال انه ابليس ( الحديث ) .
باب
في دلائل نبوة النبي (
ص ) قبل البعثة وبعدها
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب فضل نسب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم روى بسنده عن جابر بن سمرة ( قال ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٤ ]
روى بسنده عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال كنت مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٧٥ ] روى بسنده عن مجاهد ( قال حدثنا ) شيخ ادرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عبس ( قال ) كنت أسوق لآل لنا بقرة قال فسمعت في جوفها يا آل ذريح قول فصيح ، رجل يصيح لا إله إلا الله ( قال ) فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قد خرج بمكة .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٤ ]
روى بسنده عن ابي سعيد الحضرمي ( قال ) بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته ، ثم ان الذئب أقبل حتى أقعى مستثفراً بذنبه مقابل الرجل ، فقال أما اتقيت الله أن تنزع مني شاة رزقنيها الله ، قال الرجل تالله ما سمعت كاليوم قط ، قال الذئب من أي شيء تعجب ؟ قال أعجب من مخاطبة الذئب اياي ، قال الذئب : تركت أعجب من ذلك ، ذاك رسول الله بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا ، ويحدثهم بما هو آت وانت ههنا تتبع غنمك ، فلما أن سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى أدخلها قباء ـ قرية الانصار ـ فسأل عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فصادفه في منزل أبي أيوب فاخبره خبر الذئب ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صدقت احضر العشية فاذا رأيت الناس اجتمعوا فاخبرهم ذلك ، ففعل ، فلما ان صلى الصلاة واجتمع الناس اخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صدق صدق صدق تلك الاعاجيب بين يدي الساعة ، قالها ثلاثاً ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشكن الرجل منكم أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ثم يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده .
[ أُسد الغابة ج ٤ ص ١٥٣ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن هشام بن الكلبي قال كان العوام بن جهيل المسامي من همدان يسدن يغوث ، فكان يحدث بعد إسلامه . قال : كنت أسمر مع جماعة من قومي فاذا آوى أصحابي الى رحالهم نمت انا في بيت الصنم ، فنمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفاً من الصنم يقول ـ ولم نكن سمعنا منه قبل ذلك كلاماً ـ يا بن جهيل حل بالاصنام الويل ، هذا نور سطع من الأرض الحرام ، فودع يغوث بالسلام . قال : فالقى
والله
في قلبي البراءة من الأصنام وكتمت قومي ما سمعت واذا هاتف يقول :
هل تسمعن القول يا
عوام
|
|
أم قد صممت عن مدى
الكلام
|
قد كشفت دياجر
الظلام
|
|
واصفق الناس على
الاسلام
|
فقلت :
يا أيها الهاتف
بالنوام
|
|
لست بذي وقر عن
الكلام
|
|
فبينن عن سنة الإِسلام
|
|
|
|
|
|
|
ووالله ما عرفت
الاسلام قبل ذلك فاجابني يقول :
إرحل على اسم الله
والتوفيق
|
|
رحلة لا وانٍ ولا
مشيق
|
الى فريق خير ما
فريق
|
|
الى النبي الصادق
المصدوق
|
فرميت الصنم وخرجت
اريد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فصادفت وفد همدان يريدون النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فأخبرته خبري فسر بقولي ثم قال : أخبر المسلمين ، وامرني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بكسر الأصنام فرجعنا الى اليمن وقد امتحن الله قلوبنا للاسلام .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٥ ]
قال عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكان سادنه رجلاً يقال له طارق فلما ظهر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم سمعنا صوتاً : يا بني وهب بن حزام ، ظهر الحق وأودى حمام ، ورفع الشرك الاسلام ، ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياماً ثم سمعنا صوتاً وهو يقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي ناطق صدع صاد ، بارض تهامة ،
لناصريه
السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني الى يوم القيامة ، فوقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فابتعت راحلة ورحلت حتى اتيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مع نفر من قومي وانشدته شعراً ( أقول ) فذكر ابياتاً منها :
وأشهد ان الله لا
شيء غيره
|
|
أُدين له ما اثقلت
قدمي نعلي
|
ثم قال : فاسلمت وبايعت
واخبرناه مما سمعنا ( الحديث ) قال أخرجه ابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٨ ]
قال : عن العباس بن مرداس السلمي إنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن ، فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها ، وان الحرب تجرعت انفاسها ، وان الخيل وضعت أحلاسها وان الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة القصوى ؟ قال : فخرجت مذعوراً قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثناً لي يدعى بالضماد ـ وكنا نعبده ويكلم من جوفه ـ فكففت ما حوله ثم تمسحت به وقبلته ، واذا صائح يصيح من جوفه :
قل
للقبائل من سليم كلها هلك الضماد وفاز أهل المسجد هلك الضماد وكان يعبد مرة قبل الصلاة مع النبي محمد ان الذي بالقول ارسل بالهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي
قال : فخرجت مذعوراً
حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة واخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، وهو بالمدينة فدخلت المسجد فلما رآني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرح بي وقال : يا عباس
كيف
كان اسلامك ؟ فقصصت عليه القصة فسر بذلك ، وقال : صدقت فاسلمت أنا وقومي ، قال أخرجه الخرائطي في الهواتف وابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٧ ص ٦٤ ]
قال عن عمرو بن مرة الجهني ، قال : خرجنا حجاجاً في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى أضاء الى يثرب واشعر جهينة ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : انقشعت الظلماء ، وسطع الضياء ، وبعث خاتم الانبياء ، ثم اضاء لي اضاءة اخرى حتى نظرت الى قصور الحيرة وابيض المدائن ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : ظهر الاسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام ، فانتبهت فزعاً فقلت لقومي : والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث ، فاخبرتهم بما رأيت ، فلما انتهيت الى بلادنا جاء الخبر ان رجلاً يقال له أحمد قد بعث ، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت ، فقال : يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل الى العباد كافة ، أدعوهم الى الاسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الارحام ، وعبادة الله وحده ، ورفض الاصنام ، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثني عشراً فمن أجاب فله الجنة ، ومن عصى فله النار فآمن يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم ، فقلت أشهد ان لا اله الا الله وأنك رسول الله ، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام ، وان رغم ذلك كثير من الأقوام ، ثم أنشدته أبياتاً قلتها حين سمعت به ، وكان لنا صنم وكان ابي سادنه فقمت اليه فكسرته ، ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وانا أقول :
شهدت بأن الله حق
وأنني
|
|
لآلهة الأحجار أول
تارك
|
وشمرت عن ساقي
الأزار مهاجراً
|
|
اجوب اليك الوعث
بعد الدكادك
|
لأصحب خير الناس
نفساً ووالداً
|
|
رسول مليك الناس
فوق الحبائك
|
فقال النبي صلى الله عليه
( وآله ) وسلم مرحباً يا عمرو ( الحديث ) قال أخرجه الروياني وابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٩٦ ]
قال : عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله دعاني الى الدخول في دينك إمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير اليه باصبعك فحيث أشرت مال ، قال اني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء ، واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش ، قال : اخرجه البيهقي وابو عثمان والخطيب وابن عساكر .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٥٠ ] قال : وعن الحسن بن الزبير الاسدي ، قال قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس حدثني بحديث يعجبني ، فقال : حدثني حزيم بن فاتك الاسدي ، قال : خرجت بغاء ابل لي فاصبتها بالأبرق ـ أبرق العراق ـ فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها ، وذلك حدبان خروج النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم قلت : اعوذ بكبير هذا الوادي ، اعوذ بعظيم هذا الوادي ، قال : وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية فاذا هاتف يهتف ويقول :
ويحك عذ بالله ذي
الجلال
|
|
منزل الحرام والحلال
|
ووحد الله ولا تبال
|
|
ما هول ذي الجن من
الأهوال
|
إذ يذكر الله على
الأميال
|
|
وفي سهول الأرض والجبال
|
وصار كيد الجن في سفال
|
|
إلا التقى وصالح الأعمال
|
قال فقلت :
يا ايها الداعي ما
تحيل
|
|
أرشد عندك أم تضليل
|
قال :
هذا رسول الله ذو
الخيرات
|
|
جاء بياسين وحاميمات
|
وسور بعد مفصلات
|
|
محرمات ومحللات
|
يأمر بالصوم وبالصلاة
|
|
ويزجر الناس عن
الهنات
|
|
قد كن في الأيام
منكرات
|
|
|
|
|
|
|
قال قلت من أنت يرحمك
الله ؟ قال : انا مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم على جن أهل نجد ، قال : قلت لو كان لي من يكفيني ابلى هذه لأتيته حتى أؤمن به . قال : أنا اكفيكها حتى أؤديها الى أهلك سالمة إن شاء الله ، فاعتقلت بعيراً منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم جمعة وهم في الصلاة ، فقلت يقضون صلاتهم ثم أُدخل ، قال فإني انيخ راحلتي إذ خرج الي ابو ذر رحمه الله ، فقال لي يقول لك رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ادخل ، فدخلت فلما رآني قال : ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي ابلك ، أما أنه قد أداها سالمة ، قال فقلت يرحمه الله ، قال فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أجل رحمه الله ، فقلت أشهد أن لا إله إلا الله قال : رواه الطبراني .
باب
في شهادة الرهبان والأحبار
وغيرهم بنبوة النبي ( ص ) من قبل البعثة وبعدها
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٠١ ]
روى بسنده عن ابن عباس عن ابيه ، قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء ، فنزلنا على حبر من اليهود ، فقال لي رجل من أهل الزبور : يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر الى بدنك ما لم يكن عورة ؟ قال : ففتح احدى منخري فنظر فيه ، ثم نظر في الأخرى ، فقال أشهد أن في احدى يديك ملكاً وفي الاخرى النبوة ، وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك ؟ فقلت لا أدري ، قال : هل لك من شاعة قال : قلت وما الشاعة ؟ قال زوجة قلت اما اليوم فلا ، قال : إذا قدمت فتزوج فيهم ، فرجع عبد المطلب الى مكة فتزوج بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية ، وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالت قريش ـ حين تزوج عبد الله آمنة ـ فلح عبد الله على أبيه .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٤ ]
روى بسنده عن
أبي
سفيان مولى ابن أبي احمد ان اسلام ثعلبة بن سعية واسيد بن سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم إنما كان عن حديث ابن الهيبان ابي عمير ، قدم ابن الهيبان ـ يهودي من يهود الشام ـ قبيل الاسلام بسنوات قالوا : وما رأينا رجلاً لا يصلي الصلوات الخمس خيراً منه ، وكان اذا حبس عنا المطر احتجنا اليه ، نقول له يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول وما نقدم ؟ فيقول صاعاً من تمر أو مدين من شعير عن كل نفس فنفعل ذلك فيخرج بنا الى ظهر وادينا ، فوالله لن نبرح حتى تمر السحاب فتمطر علينا ، ففعل ذلك بنا مراراً ، كل ذلك نسقي ، فبينا هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة ، فقال : يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه أخرجني من أرض الخمر والخمير الى أرض البؤس والجوع ؟ قالوا أنت أعلم يا أبا عمير قال إنما قدمتها اتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه ، وهذا البلد مهاجره وكنت أرجو أن أدركه فاتبعه ، فان سمعتم به فلا تسبقن اليه فانه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ، فلا يمنعكم هذا منه ثم مات ، فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة قال لهم ثعلبة واسيد ابنا سعية واسد بن عبيد فتيان شباب : يا معشر يهود والله انه الرجل الذي وصف لنا ابو عمير ابن الهيبان فاتقوا الله واتبعوه ، قالوا : ليس به ، قالوا بلى والله انه لهو هو فنزلوا واسلموا وابي قومهم أن يسلموا .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٦ ]
روى بسنده عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، قال زيد بن عمرو بن نفيل : شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما ، فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهباً في صومعة فوقفت عليه فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية ، فقال لي : أراك تريد دين ابراهيم يا أخا أهل مكة انك لتطلب ديناً ما يؤخذ اليوم به ،
وهو
دين ابيك ابراهيم ، كان حنيفاً لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ، كان يصلي ويسجد الى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلادك ، فان نبياً يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين ابراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على الله .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ]
قبل الحديث السابق بلا فصل روى بسنده عن عامر بن ربيعة ، قال سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول : أنا انتظر نبياً من ولد اسماعيل ، ثم من بني عبد المطلب ، ولا أراني أدركه وأنا أومن به ، واصدقه ، واشهد انه نبي ، فان طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام ، وسأخبرك مانعته حتى لا يخفي عليك ، قلت هلم ، قال : هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق عينيه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ، وهذا البلد مولده ومبعثه ، ثم يخرجه قومه منه ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر الى يثرب فيظهر امره فاياك أن تخدع عنه فاني طفت البلاد كلها أطلب دين ابراهيم ، فكل من اسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك ، وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون لم يبق نبي غيره ، قال عامر بن ربيعة فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قول زيد بن عمرو واقرأته منه السلام ، فرد عليه السلام ورحم عليه ، وقال : قد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠١ ]
قال : عن حسان بن ثابت ، قال : اني والله لغلام يفع ابن سبع سنين ـ أو ثمان سنين ـ اعقل كلما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ على أطم يثرب : يا معشر يهود طلع الليلة نجم احمد الذي به ولد قال اخرجه ابن عساكر .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٦ ]
روى بسنده عن عائشة قالت : سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات ، فلما كان ليلة ولد
رسول
الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ قالوا لا نعلمه ، قال : أخطأت والله حيث كنت اكره انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الامة أحمد الآخر ، فان أخطأكم فبفلسطين ، به شامة ، بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات ، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمداً ، فالتقوا بعد من يومهم فاتوا اليهودي في منزله ، فقالوا : أعلمت انه ولد فينا مولود ؟ قال : أبعد خبري أم قبله ؟ قالوا : قبله واسمه أحمد ، قال : فاذهبوا بنا اليه ، فخرجوا معه حتى دخلوا على امه ، فاخرجته اليهم ، فرأى الشامة في ظهره ، فغشى على اليهودي ثم أفاق ، فقالوا ويلك مالك ؟ قال ذهبت النبوة من بني اسرائيل ، وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب يقتلهم ويبز أخبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم يا معشر قريش ؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق الى المغرب .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٧ ]
روى بسنده عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن ابيه ، قال : لما قدمت حليمة قدم معها زوجها وابن لها صغير ترضعه يقال له عبد الله ، وأتان قمراء وشارف لهم عجفاء قد مات سقبها من العجف ليس في ضرع امه قطرة لبن ، فقالوا : نصيب ولداً نرضعه ومعها نسوة سعديات ، فقدمن فاقمن اياماً ، فاخذن ولم تأخذ حليمة ويعرض عليها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالت : يتيم لا أب له ، حتى اذا كان آخر ذلك أخذته وخرج صواحبها قبلها بيوم ، فقالت آمنة : يا حليمة إعلمي انك قد أخذت مولوداً له شأن ، والله لحملته فما كنت أجد ما تجد
النساء
من الحمل ، ولقد أتيت فقيل لي : إنك ستلدين غلاماً فسميه أحمد وهو سيد العالمين ، ولوقع معتمداً على يديه رافعاً رأسه الى السماء ، قال : فخرجت حليمة الى زوجها فاخبرته ، فسر بذلك ، وخرجوا على اتانهم منطلقة وعلى شارفهم قد درت باللبن ، فكانوا يحلبون منها غبوقاً وصبوحاً ، فطلعت على صواحبها ، فلما رأينها قلن : من أخذت ؟ فاخبرتهن ، فقلن : والله انا لنرجو ان يكون مباركاً ، قالت حليمة : قد رأينا بركته ، كنت لا أروي ابني عبد الله ولا يدعنا ننام من الغرث ، فهو واخوه يرويان ما أحبا وينامان ولو كان معهما ثالث لروي ، ولقد أمرتني أمه أن أسأل عنه ، فرجعت به الى بلادها ، فاقامت به حتى قامت سوق عكاظ ، فانطلقت برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى تأتي به الى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم فلما نظر اليه صاح : يا معشر هذيل ، يا معشر العرب ، فاجتمع اليه الناس من أهل الموسم ، فقال : اقتلوا هذا الصبي ، وانسلت به حليمة ، فجعل الناس يقولون : أي صبي ؟ فيقول هذا الصبي ، ولا يرون شيئاً قد انطلقت به امه فيقال : ما هو ؟ قال : رأيت غلاماً وآلهته ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرن امره عليكم ، فطلب بعكاظ فلم يوجد ، ورجعت به حليمة الى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد من الناس .
[ طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٥٣ ]
روى بسنده عن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، قال قال طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فاذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ، قال طلحة : فقلت نعم انا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد ؟ قال قلت ومن أحمد ؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الانبياء مخرجه من
الحرم
، ومهاجره الى نخل وحرة وسباخ ، فاياك ان تسبق اليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة ، فقلت هل كان من حدث ؟ قالوا : نعم محمد بن عبد الله الامين تنبأ ( الحديث ) .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٩ ]
روى بسنده عن داود ابن الحصين قال : لما خرج ابو طالب الى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، فلما نزل الركب بصرى من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له ، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه ، فلما نزلوا بحيرا وكانوا كثيراً ما يمرون به لا يكلمهم حتى اذا كان ذلك العام ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا ، فصنع لهم طعاماً ثم دعاهم ، وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر الى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة ، وأخضلت أغصان الشجرة على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين استظل تحتها ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وامر بذلك الطعام فاتى به وارسل اليهم ، فقال : اني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش وانا أحب أن يحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيراً ولا كبيراً ، حراً ولا عبداً ، فان هذا شيء تكرموني به ، فقال رجل : ان لك لشأناً يا بحيرا ، ما كنت تصنع بنا هذا ، فما شأنك اليوم ؟ قال فاني أحببت أن أكرمكم ولكم حق ، فاجتمعوا اليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من بين القوم لحداثة سنه ، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرا الى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده ، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم
ويراها
متخلفة على رأس رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال بحيرا : يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد من طعامي ، قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سناً في رحالهم ، فقال : ادعوه فليحضر طعامي فما أقبح ان تحضروا ويتخلف رجل واحد مع اني أراه من انفسكم ، فقال القوم : هو والله أوسطنا نسباً وهو ابن اخي هذا الرجل ـ يعنون أبا طالب ـ وهو من ولد عبد المطلب ، فقال الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف : والله ان كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا ، ثم قام اليه فاحتضنه واقبل به حتى اجلسه على الطعام ، والغمامة تستر على رأسه ، وجعل بحيرا يلحظه لحظاً شديداً ، وينظر الى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، فلما تفرقوا عن طعامهم قام اليه الراهب فقال : يا غلام اسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما اسألك فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لا تسألني باللات والعزى فو الله ما أبغضت شيئاً بغضهما ، قال فبالله إلا أخبرتني عما اسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ، ثم جعل ينظر بين عينيه ، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ، على موضع الصفة التي عنده ، قال : فقبل موضع الخاتم ، وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدراً وجعل ابو طالب لما يرى من الراهب ، يخاف على ابن أخيه ، فقال الراهب لأبي طالب : ما هذا الغلام منك ؟ قال ابو طالب : ابني قال : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ، قال : فابن أخي ، قال : فما فعل أبوه ؟ قال هلك وأمه حبلى به ، قال فما فعلت أمه ؟ قال : توفيت قريباً ، قال صدقت ، ارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه اليهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتاً ، فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، واعلم اني قد أديت اليك
النصحية
، فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعاً ، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعرفوا صفته ، فارادوا أن يغتالوه فذهبوا الى بحيرا فذكروه أمره فنهاهم أشد النهي ، وقال لهم : أتجدون صفته ؟ قالوا نعم ، قال فما لكم اليه سبيل فصدقوه وتركوه ، ورجع به ابو طالب فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه ، ( اقول ) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخ بغداد مختصراً ( ج ١ ص ٢٥٢ ) وقال فيه فاخذ ـ يعني بحيرا ـ بيد رسول
الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا بعثه الله رحمة للعالمين .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٨٢ ]
روى بسنده عن نفيسة بنت منية ـ أخت يعلى بن منية ـ قالت لما بلغ رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم خمساً وعشرين سنة ، قال له أبو طالب : أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا ، وهذه عير قومك ، وقد حضر خروجها الى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لاسرعت اليك ، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له ، فأرسلت اليه في ذلك وقالت له : أنا اعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك ، وقال في حديث ساقه بعد هذا بحديث : فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام ، فنزلا في ظل شجرة ، فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، ثم قال لميسرة : أفي عينيه حمرة ؟ قال : نعم لا تفارقه ، قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ، ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح ، فقال له : إحلف باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ما حلفت بهما قط واني لأمر فاعرض عنهما ، فقال الرجل : القول قولك ثم قال لميسرة : هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتاً في كتبهم ، وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى
ملكين
يظلان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من الشمس فوعى ذلك كله ميسرة ، وكأن الله قد القى عليه المحبة من ميسرة ، فكان كأنه عبد له ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ، فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال ميسرة : يا محمد انطلق الى خديجة فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فانها تعرف لك ذلك ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في علية لها فرأت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو على بعيره وملكان يظلان عليه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت ، فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام ، وأخبرها بما قال الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع ، وقدم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح ، واضعفت له ضعف ما سمت له .
[ الإِصابة ج ١ القسم ٣ ص
١٨١ ] قال : ذكر الهيثم بن عدي في الأخبار عن سعيد بن العاص ، قال : لما قتل ابي العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص ، فخرج تاجراً الى الشام فمكث سنة ثم قدم ، وكان يكثر السب لرسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فاول شيء سأل عنه أن قال : ما فعل محمد : فقال له عمي عبد الله هو والله في عز ما كان ، واعلاه امراً ، فسكت أبان ولم يسبه ، ثم صنع طعاماً وأرسل الى سراة بني امية ، فقال لهم : اني كنت بقرية فرأيت بها راهباً يقال له بكاء لم ينزل الى الأرض أربعين سنة فنزل يوماً واجتمعوا ينظرون اليه فجئت فقلت لهم : ان لي حاجة فخلا بي ، فقلت : اني من قريش وان رجلاً منا خرج يزعم ان الله أرسله ، قال : ما اسمه قلت محمد ، قال : منذ كم خرج ؟ قلت : منذ عشرين سنة ، قال : ألا أصفه لك ؟ قلت : بلى ، قال : فوصفه
فما
أخطأ من صفته شيئاً ، ثم قال لي : هو والله نبي هذه الامة ، والله ليظهرن ثم دخل صومعته ، وقال لي : اقرأ عليه السلام ، قال : وكان ذلك في زمن الحديبية .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٣١ ] قال : وعن ابي سفيان بن حرب ان امية بن ابي الصلت كان معه بغزة ـ أو قال بايلياء ـ فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان ، وساق الحديث ( إلى أن قال ) قال : اني كنت أجد في كتبي نبياً يبعث من حرمنا فكنت أظن ، بل كنت لا أشك اني هو ، فلما دارست أهل العلم اذا هو من بني عبد مناف ، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحداً أصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الاربعين ولم يوح اليه ، قال ابو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحى الى رسول الله فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بامية بن ابي الصلت فقلت له كالمستهزىء به : يا أمية خرج النبي الذي كنت تنتظره قال : أما انه حق فاتبعه ، قلت ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف ، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعاً لغلام من بني عبد مناف ، ثم قال امية : كأني بك يا أبا سفيان ان خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك اليه فيحكم فيك ما يريد ( قال ) رواه الطبراني .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٣٢ ] قال : وعن جبير بن مطعم قال : كنت أكره أذى قريش للنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلما ظننت انهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديرات ، فذهب أهل الدير الى رأسهم فاخبروه ، فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثاً ، ولما رأوه لم يذهب فانطلقوا الى صاحبهم فاخبروه ، فقال : قولوا له قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك ، فان كنت وصباً فقد ذهب وصبك ، وان كنت واصلاً فقد آن لك أن تذهب الى من تصل ، وإن كنت تاجراً فقد آن لك ان تخرج الى تجارتك فقال : ما كنت واصلاً ولا تاجراً وما أنا بنصب ، فذهبوا اليه فأخبروه ، فقال : إن له لشأناً فأسألوه ما شأنه ؟ قال : فأتوه فسألوه فقال : لا والله إلا أن في قرية ابراهيم ابن
عمي
يزعم
انه نبي فآذاه قومه فخرجت لئلا أشهد ذلك ، فذهبوا الى صاحبهم فأخبروه قولي ، قال : هلموا فأتيته فقصصت عليه قصصي ، قال : تخاف أن يقتلوه ؟ قلت : نعم ، قال : وتعرف شبهه لو تراه مصوراً ؟ قلت عهدي به منذ قريب فأراه صوراً مغطاة يكشف صورة صورة ثم يقول أتعرف ؟ فأقول : لا حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئاً أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه ؟ قلت : اظنهم قد فرغوا منه ، قال : والله لا
يقتلوه وليقتلن من يريد قتله ، وانه لنبي وليظهرنه الله ، ولكن قد وجب حقك علينا فأمكث ما بدا لك وأدع بما شئت ( الحديث ) قال رواه الطبراني .
باب
في ان النبي ( ص )
بعث من خير قرون ولما بعث دحر الجن
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٢ ص
٣٧٣ ] روى بسنده عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٠ ]
روى بسنده عن ابن عباس ، قال : لما بعث محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم دحر الجن ورموا بالكواكب ، وكانوا قبل ذلك يستمعون لكل قبيل من الجن مقعد يستمعون فيه ، فأول من فزع لذلك أهل الطائف ، فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له ابل أو غنم كل يوم حتى كادت أموالهم تذهب ، ثم تناهوا ، وقال بعضهم لبعض : ألا ترون معالم السماء كأنه لم يذهب منها شيء ، وقال ابليس : هذا أمر حدث في الارض ايتوني من كل ارض بتربة ، فكان يؤتي بالتربة فيشمها ويلقيها حتى أتى بتربة تهامة فشمها ، وقال : ههنا ( الحديث ) .
باب
في ايمان النجاشي حين
بعث اليه النبي ( ص ) بعثاً
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
٤٦١ ] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وابو موسى ، فاتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو ابن العاص وعمارة بن الوليد بهدية ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ، ثم قالا له : إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا ، قال : فأين هم قال : هم في أرضك فابعث اليهم ، فبعث اليهم فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد ، فقالوا : له ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا لله عز وجل ، قال : وما ذاك ؟ قال : ان الله عز وجل بعث الينا رسوله وأمرنا أن لا نسجد لاحد إلا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة ، قال عمرو بن العاص فانهم يخالفونك في عيسى بن مريم ، قال ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه ؟ قالوا : نقول كما قال الله عز وجل : هو كلمة الله وروحه القاها الى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد ، قال : فرفع عوداً من الأرض ، ثم قال : يا معشر
الحبشة
والقسسين والرهبان ، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده ، اشهد انه رسول الله ، فإنه الذي نجد في الإِنجيل ، وانه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم ، إنزلوا حيث شئتم والله لولا ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه واوضئه وأمر بهدية
الآخرين فردت اليهما ، ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدراً ، وزعم ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم استغفر له حين بلغه موته .
باب
في ان النبي ( ص )
سيد ولد آدم وحبيب الله وافضلهم وخليل الله واحبهم الى الله واكرمهم على الله
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انا سيد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٩٥ ]
روى بسنده عن ابي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء العد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ( الحديث ) .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٣ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ينتظرونه قال : فخرج حتى اذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم ، فقال بعضهم عجباً ان الله عز وجل اتخذ من خلقه خليلاً ، اتخذ ابراهيم خليلاً ، وقال آخر : ماذا باعجب من كلام موسى تكليماً ، وقال آخر : فعيسى كلمة
الله
وروحه ، وقال آخر آدم اصطفاه الله ، فخرج عليهم فسلم ، وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، إن ابراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك وعيسى روح الله وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٤ ]
ولفظه : اتخذ الله ابراهيم خليلاً ، وموسى نجياً ، واتخذني حبيباً ، ثم قال : وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي ، قال : أخرجه البيهقي في شعب الإِيمان عن ابي هريرة .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص
٣٩٥ ] روى بسنده عن معمر في قوله تعالى ( وَاتَّخَذَ اللَّـهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) قال : اخبرني عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعي عن ابن مسعود انه قال : ان الله اتخذ صاحبكم خليلاً يعني محمداً صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .
[ تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٠١ ]
روى بسنده عن عبد الله قال : ان الله اتخذ ابراهيم خليلاً وان صاحبكم خليل الله ، إن محمداً صلى الله عليه و ( آله ) وسلم سيد بني آدم يوم القيامة ، ثم قرأ (
عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١١٤ ]
ولفظه : ان الله قد اتخذني خليلاً قال : أخرجه الحاكم في المستدرك عن جندب .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١١٤ ]
ولفظه : لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلا غفرت لي ، فقال الله تعالى وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد ، قال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت انك لم تضف الى اسمك إلا أحب الخلق
اليك
، فقال الله عز وجل : صدقت يا آدم انه لأحب الخلق اليّ ، واذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ، قال : أخرجه ابو داود الطيالسي وسعيد بن منصور وابو نعيم والحاكم والبيهقي وابن عساكر عن ابن عمر .
[ فيض القدير ج ٤ ص ١٠٧ ]
في المتن ولفظه : سلم علّي ملك ثم قال لي : لم أزل استأذن ربي عز وجل في لقائك حتى كان هذا أو ان اذن لي وإني أُبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك ، قال : اخرجه ابن عساكر .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٢٦ ]
روى بسنده عن أنس قال قال : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انا أولهم خروجاً ، وأنا قائدهم اذا وفدوا ، وانا خطيبهم اذا انصتوا ، وانا مشفعهم اذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة ، والمفاتيح يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف عليّ الف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ، اقول : وتقدم في الباب الثاني ما ذكره السيوطي في الدر المنثور من حديث ابن عباس ، وفيه وأنا أتقي من ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ( الى آخره ) فراجعه .
باب
في أن النبي أُعطي
خمساً لم يعطهن أحد قبله وفضّل على الأنبياء بست
[ صحيح البخاري ] في كتاب التيمم الحديث الثاني ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فايما رجل من امتي أدركته الصلاة فليصل ، واحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، واعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة .
[ صحيح مسلم ] في كتاب المساجد الحديث السابع روى بسنده عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : فضّلت علي الأنبياء بست ، اعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأُحلت لي الغنائم وجعلت لي الارض طهوراً ومسجداً ، وارسلت الى الخلق كافة ، وختم بي النبيون .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص
٩٨ ] روى بسنده عن علي ابن ابي طالب عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم :
أُعطيت
ما لم يعطه أحد من الانبياء ، فقلنا يا رسول الله ما هو ؟ قال : نصرت بالرعب ، واعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل التراب لي طهوراً ، وجعلت امتي خير الامم .
[ مشكل الآثار ج ٢ ص ١٦٣ ]
روى بسنده عن مجاهد المكي عن ابي هريرة ، قال : كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في بعض مغازيه ذات ليلة فجئت الى المكان الذي فيه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يكون مضطجعاً فلم أجد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في مضجعه فظننت ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انما اقامته الصلاة ، فتقلبت ورميت يميناً وشمالاً فاذا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قائم في الشجرة يصلي فهويت نحوه فاذا رجل قد أخرجه مثل الذي اخرجني فقمت أنا وهو خلف رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فصلى ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان بين ظهراني صلاته سجد سجدة ظننت انه قد قبض فيها ، فابتدرناه فجلسنا بين يديه أنا وصاحبي فساءلنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وساءلناه ثم قال : هل انكرتم من صلاتي الليلة شيئاً ، فقلنا نعم يا رسول الله ، سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة حتى ظننا انك قد قبضت فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إني أُعطيت فيها خمساً لم يعطها نبي قبلي ، اني بعثت الى الناس كافة أحمرهم وأسودهم ، وكان النبي قبلي يبعث الى أهل بيته أو الى أهل قريته ، ونصرت بالرعب على عدوي مسيرة شهر امامي وشهر خلفي وأُحلت لي الغنائم والأخماس ولم تحل لنبي قبلي إنما تؤخذ فتوضع فتنزل عليها النار من السماء بيضاء فتحرقها ، وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً أصلي فيها حيث أدركتني الصلاة ، واعطيت حينئذ دعوة فذخرتها شفاعة لامتي يوم القيامة ، قال مجاهد : قال ابو هريرة : وكان صاحبي ـ وكان أفضل مني ـ نسيت أفضلها أو أخيرها ، قول رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وانا أرجو أن تنال من امتي من لا يشرك بالله شيئاً .
باب
في أن النبي ( ص ) سيد
الانبياء وإمامهم وهم يؤمنون به
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٥٤٦ ]
روى بسنده عن ابي هريرة قال : سيد الانبياء خمسة ومحمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم سيد الخمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٨ ]
ولفظه : انا سيد المرسلين اذا بعثوا وسابقهم اذا وردوا ، ومبشرهم اذا يئسوا ، وامامهم اذا سجدوا ، وأقربهم مجلساً اذا اجتمعوا ، أتكلم فيصدقني ، وأشفع فيشفعني ، وأسأل فيعطيني ( قال ) أخرجه ابن النجار .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٤ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى الله الى عيسى : يا عيسى آمن بمحمد ، وامر من أدركه من امتك ان يؤمنوا به ، فلو لا محمد ما خلقت ، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٧ ]
روى بسنده عن انس بن مالك قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فاذا
رجل
في الوادي يقول : اللهم أجعلني من أمة محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المرحومة المغفورة المثاب لها ، قال : فاشرفت على الوادي فاذا رجل طوله اكثر من ثلاث مائة ذراع فقال لي من أنت ؟ قال : قلت أنا أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : اين هو ؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فأته واقرأه مني السلام وقل له : أخوك الياس يقرئك السلام ، فاتيت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاخبرته فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم عليه ثم قعد يتحدثان ، فقال له : يا رسول الله إني آكل في كل سنة يوماً وهذا يوم فطري فآكل انا وأنت ، فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس فأكلا واطعماني وصلينا العصر ثم ودعه ثم رأيته مرّ على السحاب نحو السماء .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ١١٥ ]
روى بسنده عن جابر ان عمر بن الخطاب اتى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بنسخة من التوراة ، فقال : يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يتغير ، فقال ابو بكر : ثكلتك امك ما ترى بوجه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : اعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله ، رضينا بالله رباً ، وبالإِسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم نبياً ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فأتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حياً وأدرك لأتبعني .
بابٌ
في ان النبي ( ص ) أكثر
الأنبياء تبعاً
[ صحيح مسلم ] في كتاب الايمان في باب قول النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنا اكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة .
[ صحيح مسلم ] روى في الباب المتقدم بسنده عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً .
[ صحيح مسلم ] روى في الباب المتقدم بسنده عن انس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت ، وإن من الأنبياء ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد .
بابٌ
في أن النبي ( ص )
ختم به النبيون
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب خاتم النبيين روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : ان مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زواية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب ذكر كونه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خاتم النبيين ، روى بسنده عن جابر عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بني داراً فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون : لولا موضع اللبنة ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٣٩٦ ] روى بسنده عن حذيفة ان نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : في امتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، ومنهم اربع نسوة ، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي .
بابٌ
في أن النبي ( ص ) يرى
من وراء ظهره ويرى في الظلمة
[ صحيح البخاري ] في كتاب الصلاة ، في باب عظة الامام الناس في اتمام الصلاة ، روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : هل ترون قبلتي ها هنا ؟ فوالله ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أنس بن مالك قال : صلى بنا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثم رقي المنبر فقال ـ في الصلاة وفي الركوع ـ اني لأراكم من ورائي كما أراكم .
[ صحيح البخاري ] في باب تسوية الصفوف ، روى بسنده عن انس قال : أُقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بوجهه فقال : اقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الصلاة في باب الأمر بتحسين الصلاة ، روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوماً ثم انصرف فقال : يا فلان ألا تحسن صلاتك ، ألا ينظر المصلي اذا صلى
كيف
يصلي ؟ فإنما يصلي لنفسه ، وإني والله لأبصر من ورائي كما ابصر من بين يدي .
[ صحيح مسلم ] في باب النهي عن سبق الامام ، بسنده عن انس قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال : ايها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف ، فإني اراكم امامي ومن خلفي ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قالوا وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار .
[ تاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٧٢ ]
روى بسنده عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يرى في الظلمة كما يرى في الضوء .
بابٌ
في ان النبي ( ص ) لا
يتمثل الشيطان بصورته
[ صحيح البخاري ] في كتاب العلم في باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، روى بسنده عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .
[ صحيح البخاري ] في التعبير في باب من رأى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في المنام ، روى بسنده عن أنس ، قال : قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ، ورؤيا المؤمن ستة واربعون جزءً من النبوة .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الرؤيا في باب قول النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من رآني في المنام فقد رآني ، روى بسنده عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي .
بابٌ
في أن النبي ( ص )
يطعمه ربه ويسقيه
[ صحيح البخاري ] في كتاب الصوم في باب الوصال ، روى بسنده عن انس عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : لا تواصلوا ، قالوا إنك تواصل ، قال : لست كأحد منكم ، إني أطعم وأسقى ، أو أبيت أطعم وأسقى .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن ابي سعيد انه سمع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : لا تواصلوا فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر ، قالوا : فإنك تواصل يا رسول الله ، قال : إني لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني .
[ صحيح البخاري ] في باب التنكيل لمن اكثر الوصال ، روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن الوصال في الصوم ، فقال له رجل من المسلمين : إنك تواصل يا رسول الله قال : وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : إياكم والوصال مرتين ، قيل إنك تواصل ، قال : إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فأكلفوا من العمل ما تطيقون .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الصيام في باب النهي عن الوصال روى بسنده عن انس ، قال : واصل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين ، فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ، إنكم لستم مثلي ، أو قال : إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني .
بابٌ
في اعجاز النبي ( ص )
في ماء الوضوء
[ صحيح البخاري ] في كتاب الأشربة في باب شربة البركة والماء المبارك ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : لقد رأيتني مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة فجعل في إناء ، فأتى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم به ، فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ، ثم قال حي على أهل الوضوء البركة من الله ، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه ، فتوضأ الناس وشربوا ، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة ؛ قلت لجابر : كم كنتم يومئذٍ ؟ قال : الفاً
وأربعمائة .
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) قال : عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك ، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا ، قلت : كم كنتم ؟ قال : لو كنا مائة الف لكفانا كنا خمس عشرة مائة ( اللغة ) الركوة دلو صغير من جلد .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٥٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : فحضرت الصلاة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هل في القوم من طهور ؟ قال : فجاء رجل بفضلة من أداوة قال فصبه في قدح قال : فتوضأ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، ثم إن القوم اتوا بقية الطهور ، فقالوا : تمسحوا تمسحوا ، قال : فسمعهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : على رسلكم ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يده في القدح في جوف الماء ، قال : ثم قال أسبغوا الوضوء الطهور ، قال : فقال جابر بن عبد الله : والذي أذهب بصري ـ قال وكان ذهب بصره ـ لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلم يرفع يده حتى توضأوا اجمعون ، قال الأسود ـ حسبته قال ـ كنا مائتين وزيادة .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
١٦٩ ] روى بسنده عن ثابت عن انس بن مالك ، قال : قلت حدثنا بشيء شهدته من هذه الأعاجيب لا تحدثنا به عن غيرك ، قال صلى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الظهر وقعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل ( عليهالسلام ) قال : فجاء بلال فآذنه بصلاة العصر ، فقال : من كان له أهل بعيد بالمدينة ليقضي حاجته ويصيب من الوضوء ، وبقي ناس من المهاجرين ليس لهم أهلون بالمدينة ، فأتى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بقدح أروح في اسفله شيء من ماء ، فوضع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) كفه في القدح فما وسعت كفه فوضع أصابعه هؤلاء الأربع ثم قال ادنوا فتوضأوا ، قال فتوضأوا حتى ما بقي منهم أحد إلا توضأ ، فقلنا يا أبا حمزة كم تراهم كانوا ؟ قال ما بين السبعين الى الثمانين ( أقول ) ولهذا الباب أخبار كثيرة اقتصرنا على ما ذكر حذراً من الاطالة .
بابٌ
في اعجاز النبي ( ص )
في السقي
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن البراء ، قال كنا يوم الحديبية اربع عشرة مائة ـ والحديبية بئر ـ فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة ، فجلس النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر ، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت ، أو صدرت ركائبنا .
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عمران بن حصين انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في مسير ( ثم ساق الحديث ) إلى ان قال وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها اين الماء ؟ فقالت إنه لا ماء ، فقلنا كم بين أهلك وبين الماء ؟ قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قالت وما رسول الله ؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير انها حدثته أنها مؤتمة فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين فشربنا عطاشاً أربعين رجلاً حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وأداوة غير أنه لم
نسق
بعيراً وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال : هاتوا ما عندكم ، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها ، قالت : لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا ، فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت واسلموا ( اللغة ) المزادة الراوية ، العزلاوين مثنى العزلاء ، وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، سميت بذلك لأنها في أحد خصمي القربة لا في وسطها ، ولا هي كفمها الذي منه يستقي فيها . ويقال نضت القربة أو تنض من شدة الملء إذا انشقت ، والصرم بكسر الصاد المهملة وسكون الراء : الجماعة .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٨ ]
روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : كان أهل الصفة أضياف أهل الإِسلام لا يأوون على أهل ولا مال ، والله الذي لا إله إلا هو ان كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ، ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فتبسم حين رآني ، وقال : أبا هريرة قلت : لبيك يا رسول الله ، قال إلحق ومضى فأتبعته ودخل منزله فاستأذنت فأذن لي فوجدت قدحاً من لبن فقال : من أين هذا اللبن لكم ؟ قيل : أهداه لنا فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أبا هريرة ؟ قلت : لبيك ، فقال : إلحق أهل الصفة فأدعهم وهم أضياف الإِسلام لا يأوون على أهل ومال ، إذا اتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئاً ، وإذا أتته هدية أرسل اليهم ، فأصاب منهم وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت : ما هذا القدح بين أهل الصفة ؟ وأما رسوله اليهم فسيأمرني أن أديره عليهم ، فما عسى أن يصيبني منه ؟ وقد كنت أوجو ان اصيب منه ما يغنيني ، ولم يكن بد من طاعة الله وطاعة رسوله ، فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم ، فقال : أبا هريرة خذ القدح وأعطهم فأخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرده فاناوله الآخر حتى انتهيت به الى رسول الله
صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم وقد روى القوم كلهم فأخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه فتبسم ، فقال : أبا هريرة إشرب فشربت ، ثم قال : إشرب فلم أزل أشرب ويقول : إشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً ، فأخذ القدح فحمد الله وسمى وشرب .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٢٩٨ ] روى بسنده عن ابي قتادة ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في سفر فقال : إنكم إن لا تدركوا الماء غداً تعطشوا ، وانطلق سرعان الناس يريدون الماء ـ ثم ساق الحديث ـ ( إلى ان قال ) : فركب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فسار وسرنا هنيهة ، ثم نزل ، فقال : أمعكم ماء ؟ قال : قلت : نعم معي ميضاة فيها شيء من ماء ، قال : إئت بها فأتيته بها ، فقال : مسوا منها مسوا منها ، فتوضأ القوم وبقيت جرعة ، فقال : ازدهر بها يا أبا قتادة فإنه سيكون لها نبأ ، ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) : فلما اشتدت الظهيرة رفع لهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالوا : يا رسول الله هلكنا عطشاً تقطعت الأعناق ، فقال لا أملك عليكم ، ثم قال : يا أبا قتادة إئت بالميضاة فأتيته بها ، فقال : احلل لي غمري ـ يعني قدحه ـ فحللته فأتيته به فجعل يصب فيه ويسقي الناس ، فأزدحم الناس عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، احسنوا الملء فكلكم سيصدر عن ريّ فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغير رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فصب لي ، فقال : أشرب يا أبا قتادة ، قال قلت : أشرب أنت يا رسول الله ، قال : إن ساقي القوم آخرهم ، فشربت وشرب بعدي ، وبقي في الميضاة نحو ما كان فيها ، وهم يومئذٍ ثلاثمائة ( الحديث ) .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٥ ص
٢٣٧ ] روى بسنده عن معاذ إنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عام تبوك ، ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) ثم قال : ـ أي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ
إنكم
ستأتون غداً إن شاء الله تعالى عين تبوك ، وإنكم لن تأتوا بها حتى يضحى النهار فمن جاء فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي فجئنا وقد سبقنا اليها رجلان والعين مثل الشراك تنض بشيء من ماء ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فيه وجهه ويديه ، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستسقى الناس ، ثم قال : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوشك يا معاذ ـ إن طالت بك حياة ـ أن ترى ماء ها هنا قد ملأ جناناً .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٤٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العطش ، قال : فدعا بعس فيه شيء من ماء فوضع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فيه يده ، وقال : اسقوا فاستسقى الناس ، قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٨ ]
روى بسنده عن عمرو ابن سعيد ان ابا طالب قال : كنت بذي المجاز ومعي ابن أخي ـ يعني النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ فادركني العطش فشكوت اليه فقلت : يا بن اخي قد عطشت ، وما قلت له ذلك وأنا أرى ان عنده شيئاً إلا الجزع ، قال : فثنى وركه ثم نزل ، فقال : يا عم أعطشت ؟ قال : قلت نعم ، قال : فأهوى بعقبه الى الأرض فإذا بالماء ، فقال : أشرب يا عم ، قال فشربت .
[ تاريخ بغداد ج١٢ ص ٢٨٧ ]
روى بسنده عن نافع ـ وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في سفر كنا زهاء أربعمائة رجل فنزلنا في موضع ليس فيه ماء ، فشق ذلك على أصحابه ، فقالوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أعلم ، قال : فجاءت شويهة لها قرنان فقامت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فحلبها فشرب حتى روي وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم قال : صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يا نافع املكها الليلة وما
ارك
تملكها قال فأخذتها فوتدت لها وتداً ثم ربطتها بحبل ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة ورأيت الحبل مطروحاً ، فجئت الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخبرته من قبل أن يسألني فقال لي : يا نافع ذهب بها الذي جاء بها .
[ الآثار للشيباني ] في باب فضل الصوم ( ص ٥٣ ) روى بسنده عن علي ابن الأقمر ، أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يظل صائماً ويبيت طاوياً قائماً ثم ينصرف الى شربة من لبن قد وضعت له فيشربها فتكون فطره وسحوره الى مثلها من القابلة ، قال فانصرف الى شربته فوجد بعض اصحابه قد بلغ مجهوده فشربها فطلب له في بيوت أزواجه طعام أو شراب فلم يوجد فطلبوا عند أصحابه فلم يجدوا عندهم شيئاً ، فقال من يطعمني أطعمه الله مرتين ، فلم يجدوا شيئاً يطعمونه إياه ، قال فأقبلوا على العنزة فوجدوها كأحفل ما كانت فحلبوا منها مثل شربة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
بابٌ
في اعجاز النبي صلى الله
عليه وآله وسلم في الاطعام
[ صحيح مسلم ] في كتاب الضيافة ، في باب استحباب خلط الأزواد اذا قلّت ، روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في غزوة فأصابنا جهد حتى هممنا ان ننحر بعض ظهرنا ، فأمر نبي الله فجمعنا تزوادنا فبسطنا له نطعاً فاجتمع زاد القوم على النطع ، قال : فتطاولت لأحرزه كم هو فحرزته كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائة ، قال : فأكلنا حتى شبعنا جميعاً ثم حشونا جربنا ، فقال نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فهل من وضوء ؟ قال فجاء رجل بأداوة فيها نطفة فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع عشرة مائة ، قال : ثم جاء بعد ذلك ثمانية ، فقالوا : هل من طهور فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فرغ الوضوء . ( اللغة ) دغفق الماء إذا دفقه وصبه صباً كثيراً واسعاً وفلان في عيش دفق أي واسع .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله يقول : لما حفر
الخندق
رأيت برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خمصاً فانكفأت الى امرأتي فقلت لها : هل عندك شيء ؟ ، فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خمصاً شديداً فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن ، قال : فذبحتها وطحنت ففرغت الى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالت : لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ومن معه ، قال : فجئته فساررته فقلت : يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك . فصاح رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وقال يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سواراً فحيهلا بكم ، وقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى اجيء ، فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت : بك وبك ، فقلت : قد فعلت الذي قلت لي ، فاخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك ، ثم عمد الى من برمتنا فبصق فيها وبارك ، ثم قال : ادعي خابزة فلتخبز معك ، واقدحي من برمتكم ولا تنزلها وهم الف ، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغط كما هي ، وان عجيتنا لتخبز كما هي ( اللغة ) البرمة بضم الباء الموحدة : القدر مطلقاً وجمعها برام بكسر الباء الموحدة وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن .
[ صحيح مسلم ] في كتاب النكاح في باب زواج زينب بنت جحش روى بسنده عن انس بن مالك ، قال تزوج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فدخل باهله ، قال : فصنعت أمي ام سليم حيسا فجعلته في تور فقالت يا انس اذهب بهذا الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقل بعثت بهذا اليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول : ان هذا لك منا قليل يا رسول الله ( ثم قال ) : فذهبت بها الى رسول الله
صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم فقلت : إن أمي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ، فقال : ضعه ثم قال : اذهب فأدع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، قال فدعوت من سمى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس : كم عددكم كانوا ؟ قال زهاء ثلاثمائة ، وقال لي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يا أنس هات التور قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه ، قال فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ودخل طائفة حتى أكلوا كلهم ، فقال لي : يا أنس أرفع ، قال : فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر ام حين رفعت ( الحديث ) ـ ( اللغة ) التور إناء صغير .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الأشربة في باب اكرام الضيف ( روى ) بسنده عن عبد الرحمن بن ابي بكر ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هل مع أحد منكم طعام ؟ فاذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه . ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أبيع أم عطية ؟ ( أو قال ) أم هبة ؟ قال : لا بل بيع ، فأشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بسوار البطن أن يشوى ، قال : وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حزة حزة من سوار بطنها ، إن كان شاهداً أعطاه ، وإن كان غائباً خبأ له قال : وجعل قصعتين فأكلنا منهما اجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين ، فحملته على البعير ( أو كما قال ) .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الأشربة ، في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه ( روى ) بسنده عن أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم : قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه
و
( آله ) وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ فقالت : نعم فاخرجت أقراصاً من شعير ثم اخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ، ثم ارسلتني الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جالساً في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أرسلك أبو طلحة ؟ قال : فقلت نعم ، فقال الطعام ؟ فقلت نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لمن معه : قوموا ، قال : فأنطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم ، فقالت الله ورسوله أعلم ، قال : فأنطلق ابو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم معه حتى دخلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هلمي ما عندك يا أم سليم ، فاتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ففت وعصرت عليه ام سليم عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما شاء الله ان يقول ، ثم قال إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا وشبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : إئذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٤ ]
روى بسنده عن سمرة بن جندب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نتداول في قصعة عن غدوة حتى الليل يقوم عشرة ويقعد عشرة ، قلنا فما كانت تمد ؟ قال من أي شيء تعجب ؟ ما كانت تمد إلا من ها هنا ، وأشار بيده الى السماء .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٣٧ ] روى بسنده عن جابر قال : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يستطعمه فأطعمه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وسق شعير ، فما زال الرجل يأكل هو وأمرأته ووصيف لهما حتى كالوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٤٠ ] روى بسنده عن جابر ان ام مالك البهزية كانت تهدي في عكة لها سمناً الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فبينا بنوها يسألونها الأدام ـ وليس عندها شيء ـ فعمدت الى عكتها التي كانت تهدي فيها الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فوجدت فيها سمناً ، فما زال يدأم لها أدم بنيها حتى عصرته وأتت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال أعصرتيه ؟ قالت : نعم ، قال : لو تركتيه ما زال ذلك لك مقيماً .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
٤٨٤ ] روى بسنده عن ابي عبيد انه طبخ لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قدراً فيه لحم فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ناولني ذراعها ، فناولته فقال ناولني ذراعها ، فناولته ، فقال ناولني ذراعها ، فقال : يا نبي الله كم للشاة من ذراع ؟ قال : والذي نفسي بيده لو سكت لاعطتك ذراعاً ما دعوت به .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٢٤٦ ]
روى بسنده عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب : أنه استعان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئاً فلم يجده ، فبعث رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أبا رافع وأبا ايوب بدرعه فرهناه عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من شعير فدفعه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اليّ فطعمنا منه نصف سنة ، ثم كلناه فوجدناه كما
أدخلناه
، قال نوفل : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : لو لم تكله لأكلت منه ما عشت .
[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ١١٦ ]
روى بسنده عن واثلة بن الاسقع ـ وكان من أهل الصفة ـ قال أقمنا ثلاثة أيام ، وكان من يخرج الى المسجد يأخذ بيد الرجلين والثلاثة بقدر طاقته ويطعمهم ، قال فكنت فيمن أخطأه ذلك ثلاثة أيام ولياليها ، قال : فأبصرت أبا بكر عند العتمة فأتيته فاستقرأته من سورة سبأ فبلغ منزله ورجوت ان يدعوني الى الطعام فقرأ عليّ حتى بلغ باب المنزل ، ثم وقف على الباب حتى قرأ عليّ البقية ، ثم دخل وتركني ، ثم تعرضت لعمر فصنعت به مثل ذلك وذكر انه صنع مثل ما صنع أبو بكر ، فلما اصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخبرته فقال للجارية هل من شيء ؟ قالت : نعم رغيف ، وكتلة من سمن فدعا بها ثم فت الخبز بيده ، ثم اخذ تلك الكتلة من السمن قلت تلك الخبزة ثم جمعه بيده حتى صيره ثريدة ، ( ثم قال ) اذهب ادع لي عشرة انت عاشرهم فدعوت عشرة أنا عاشرهم ، ( ثم قال ) اجلسوا ووضعت القصعة ( ثم قال ) كلوا بسم الله ، كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من فوقها فإن البركة تنزل من فوقها فأكلنا حتى صدرنا فكأنما خططنا فيها بأصابعنا ، ثم اخذ منها وأصلح منها وردها . ( ثم قال ) ادع لي عشرة ، وذكر انه دعا بعد ذلك مرتين عشرة عشرة ، وقال : قد فضلوا فضلاً .
[ طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٢٣٤ ]
روى بسنده عن ام عامر أسماء بنت يزيد بن السكن ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم صلى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بعرق وارغفة ، فقلت بأبي وأمي تعش ، فقال لأصحابه كلوا بسم الله ، فأكل هو وأصحابه الذين جاؤوا معه ومن كان حاضراً من أهل الدار ، فوالذي نفسي بيده لرأيت بعض العرق لم يتعرقه وعامة الخبز ، وإن
القوم
أربعون رجلاً ، ثم شرب من ماء عندي في شجب ، ثم انصرف ، فاخذت ذلك الشجب فدهنته وطويته ، فكنا نسقي منه المريض ونشرب منه في الحين رجاء البركة ( اللغة ) العرق بفتح العين المهملة وسكون الراء العظم بلحمه ، ولم يتعرقه أي لم يأكل ما عليه من اللحم ، والشجب سقاء يابس .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٤ ]
روى بسنده عن سالم بن ابي الجعد ، قال بعث رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم رجلين في بعض امره ، فقالا يا رسول الله ما معنا ما نتزوده ، فقال : ابتغيا لي سقاء فجاءاه بسقاء ، قال فأمرنا فملأناه ثم أوكأناه ، وقال اذهبا حتى تبلغا مكان كذا وكذا فإن الله سيرزقكما ، قال : فأنطلقا حتى أتيا ذلك المكان الذي أمرهما به رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فانحل سقاؤهما فاذا لبن وزبد غنم فأكلا وشربا حتى شبعا .
[ أُسد الغابة ج ٥ ص ٦٢٩ ]
قال روى محمد بن اسحاق عن سعيد بن مينا ان بنتاً لبشير أخت النعمان بن بشير ، قالت : دعتني امي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي فقالت : اذهبي بهذا الى ابيك وخالك عبد الله ابن رواحة لغدائهما ، قالت فمررت برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأنا التمس أبي وخالي ، فقال : ما هذا معك ؟ قلت : هذا تمر بعثتني به امي الى ابي وخالي يتغذيانه ، قال : هاتيه ، قالت : فصببته في كفي رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فما ملأهما ، ثم أمر بثوب فبسط ، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ، ثم قال لانسان عنده : إصرخ في الخندق أن هلم الى الغداء فاجتمع أهل الخندق فجعلوا يأكلون وجعل يزداد حتى صدر أهل الخندق وإنه ليسقط من أطراف الثوب وهم ثلاثة آلاف .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٣٠٩ ] قال وعن ام انس بن مالك قالت : كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم
بعثت
بها مع ربيبة ، فقلت يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يأتدم بها فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالت : يا رسول الله عكة سمن بعثت بها اليك أم سليم ، فقال : فرغوا لها عكتها ففرغت العكة فدفعت اليها ، فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر ، فقالت أم سليم : يا ربيبة اليس قد امرتك ان تنطلقي الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : قد فعلت فإن لم تصدقيني فأنطلقي فسلي رسول الله ( ص ) فانطلقت ام سليم ومعها ربيبة ، فقالت يا رسول الله إني بعثت اليك معها بعكة فيها سمن ، قال قد فعلت قد جاءت بها فقالت والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً ، قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أتعجبين إن كان الله قد اطعمك كما أطعمت نبيه ؟ كلي وأطعمي ، قالت : فجئت البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهراً أو شهرين ( قال ) رواه ابو يعلى والطبراني ، إلا انه قال زينب بدل ربيبة .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٣٠٩ ] قال : وعن أم مالك الانصارية انها جاءت بعكة سمن الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بلالاً فعصرها ثم دفعها اليها فرجعت فاذا هي ممتلئة فأتت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالت نزل فيّ شيء يا رسول الله ؟ فقال : وما ذلك يا أم مالك ؟ فقالت : لِمَ رددت هديتي فدعا بلالاً فسأله عن ذلك ، فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هنئياً لك يا أم مالك ، عجل الله ثوابها ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان الله عشراً ، والحمد لله عشراً واللّه اكبر عشراً ( قال ) رواه الطبراني .
بابٌ
في اعجاز النبي ( ص )
في الجذع الذي كان يخطب عنده
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإِسلام ( روى ) بسنده عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) يقول : كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا خطب يقوم الى جذع منها ، فلما صنع له المنبر ـ وكان عليه ـ فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار حتى جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فوضع يده عليها فسكنت .
[ صحيح البخاري ] في كتاب البيوع ، في باب النجار ( روى ) بسنده عن جابر بن عبد الله ( رض ) ان امرأة من الانصار قالت لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا رسول الله ألا اجعل لك شيئاً تقعد عليه ؟ فإن لي غلاماً نجاراً ؟ قال : إن شئت ، قال : فعملت له المنبر ، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت ان تنشق فنزل النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى اخذها فضمها اليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكَّت حتى استقرت قال : بكت على ما
كانت
تسمع من الذكر .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ٢٠٧ ]
روى بسنده عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا خطب يستند الى جذع نخلة من سواري المسجد ؛ فلما صنع المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة إذا سمعها أهل المسجد حتى نزل اليها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاعتنقها فسكتت ( اقول ) وفي الباب اخبار كثيرة ، ولكنا اقتصرنا على ما ذكر لتقارب مضمون الجميع وعدم التفاوت بينها إلا يسيراً في بعض الألفاظ .
بابٌ
في اعجاز النبي صلى الله
عليه في شق القمر
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب انشقاق القمر روى بسنده عن انس بن مالك ان أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ان يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عبد الله قال انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بمنى ، فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل ، وقال ابو الضحى عن مسروق عن عبد الله : انشق بمكة .
[ صحيح البخاري ] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى : ( وَانشَقَّ الْقَمَرُ
) ( روى ) بسنده عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اشهدوا .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢١١ ]
روى بسنده عن انس ، قال
سأل
أهل مكة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت ( اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) الى قوله : ( سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ) يقول ذاهب .
[ صحيح الترمذي ] في الصفحة المتقدمة ، روى بسنده عن جبير ابن مطعم ، قال : انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى صار فرقتين ، على هذا الجبل ، وعلى هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمد فقال بعضهم : لئن كان سحرنا ما يستطيع ان يسحر الناس كلهم .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
٤١٣ ] روى بسنده عن عبد الله قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر ، ( اقول ) وفي الباب أخبار كثيرة ولكنا اقتصرنا على ما ذكر لتقارب مضمون الجميع واشتهار القصة .
بابٌ
في اعجاز النبي صلى الله
عليه وآله وسلم في امور متفرقة
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عبد الله ، قال : كنا نعد الآيات بركة وانتم تعدونها تخويفاً ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في سفر ، فقل الماء ، فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاؤوا باناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الأناء ثم قال : حيّ على الطهور المبارك والبركة من الله ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن انس ، قال : كان رجل نصرانياً فاسلم وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فعاد نصرانياً . فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه ، فحفروا له فأعمقوا وقد لفظته الأرض . فقالوا هذا فعل
محمد
وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا انه ليس من الناس فألقوه .
[ صحيح البخاري ] في كتاب البيوع في باب الكيل على البايع والمعطي ، روى بسنده عن جابر ، قال : توفي عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين فاستعنت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على غرمائه ان يضعوا من دينه ، فطلب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلم يفعلوا ، فقال لي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذهب فصنف تمرك أصنافاً ، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة ، ثم ارسل اليّ ، ففعلت ، ثم ارسلت الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجلس على أعلاه أو في وسطه ، ثم قال : كل للقوم فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء .
[ الأدب المفرد البخاري ص ٥٦ ] روى بسنده عن عبد الله ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نزل منزلاً فاخذ رجل بيض حرة فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال أيكم فجع هذه بيضتها ؟ فقال رجل يا رسول الله أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اردده رحمة لها ( اللغة ) الحرة بضم الحاء المهملة والراء المشددة طائرة كالعصفورة .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الجهاد والسير ، في باب غزوة حنين روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حنيناً فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلوا ثنية فاستقبلني رجل من العدو فرميته بسهم فتوارى عني ، فما دريت ما صنع ، ونظرت الى القوم فاذا هم قد طلعوا من ثنية اخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فولى صحابة النبي صلى الله
عليه
و ( آله ) وسلم وأُجرع منهزماً وعليّ بردتان متزراً باحداهما مرتدياً بالأخرى ، فاستطلق أزاري فجمعتهما جميعاً ومررت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منهزماً وهو على بغلته الشهباء ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعاً ، فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم ، فقال شاهت الوجوه . ، فما خلق الله منهم انساناً إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة ، فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم غنائمهم بين المسلمين .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الزهد ، في باب حديث جابر الطويل ، روى بسنده عن عبادة بن الوليد قال : خرجت أنا وأبي نطلب العلم في الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا ، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) في مسجده وهو يصلي ( إلى أن قال ) جابر سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح ، فذهب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقضي حاجته فاتبعته بأداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلم ير شيئاً يستتر به فاذا شجرتان بشاطىء الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاخذ بغصن من أغصانها . فقال : انقادي عليّ باذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال : إنقادي علي بإذن الله فإنقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لئم بينهما ـ يعني جمعهما ـ فقال : التئما عليّ بإذن الله فالتأمتا ( إلى
ان قال ) جابر فحانت مني لفتة فاذا أنا برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما
على
ساق ( الحديث ) .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٥ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فقال : بما أعرف انك نبي ؟ قال : ان دعوت هذا العذق من هذه النخلة اتشهد اني رسول الله ؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجعل ينزل من النخلة حتى سقط الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، ثم قال : ارجع فعاد ، فأسلم الأعرابي .
[ صحيح النسائي ج ٢ ص ٦٤ ]
روى بسنده عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : لما أمر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر ، فقام رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق وقال : « تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم » ، فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم برقة ، ثم ضرب الثانية وقال : « تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم » فندر الثلث الآخر فبرقت برقة فرآها سلمان ، ثم ضرب الثالثة وقال : « تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم » فندر الثلث الباقي ، وخرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ رداءه وجلس ، قال سلمان يا رسول الله رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة قال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يا سلمان رأيت ذلك ؟ فقال : إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني ، قال له من حضره من اصحابه يا رسول الله أدع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب
بأيدينا
بلادهم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بذلك ، ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني ، قالوا يا رسول الله أدع الله ان يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب بأيدينا بلادهم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بذلك ، ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني ، قال رسول الله صلى الله عليه « وآله » وسلم عند ذلك دعوا الحبشة ما دعوكم واتركوا الترك ما تركوكم .
[ صحيح ابي داود ج ١٦ ص ٢٥٤ ]
روى بسنده عن عبد الله بن جعفر قال : أردفني رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خلفه ذات يوم فاسر الي حديثاً لا احدث به أحداً من الناس ، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لحاجته هدفاً أو حائش نخل ، قال فدخل حائطاً لرجل من الأنصار فاذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حن وذرفت عيناه ، فاتاه النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فمسح زفراه فسكت فقال : من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله ، فقال : أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فانه شكا اليّ انك تجيعه وتدئبه ( اللغة ) الدأب التعب .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص
٣٠٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : ان الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ونائلة وأساف لو قد رأينا محمداً لقد قمنا اليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله ، فاقبلت ابنته فاطمة عليها السلام تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالت : هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا اليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك ، فقال : يا بنية أريني وضوءً فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه
قالوا
: هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا اليهم بصراً ولم يقم اليه منهم رجل ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه ( وآله وسلم ) حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال : شاهت الوجوه ، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
١٥٨ ] روى بسنده عن انس ابن مالك ، قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وان الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره وان الأنصار جاؤوا الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نسني عليه وانه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لأصحابه : قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم نحوه ، فقالت الأنصار : يا نبي الله إنه صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته ، فقال : ليس منه بأس ، فلما نظر الجمل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بناصيته أذل ما كانت قط أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل ، فنحن أحق ان نسجد لك ، فقال لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر ان يسجد لبشر لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ( الحديث ) .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
١٣٨ ] روى بسنده عن عثمان ابن حنيف ان رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال يا نبي الله ادع الله لي ان يعافيني ، فقال : إن شئت اخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك ، قال : لا بل ادع الله لي ،
فأمره
أن يتوضأ ، وأن يصلي ركعتين ، وان يدعو بهذا الدعاء ، اللهم إني أسألك واتوجه اليك بنبيك محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم نبي الرحمة ، يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي هذه فتقضى ، وتشفعني فيه وتشفعه فيّ ، قال : فكان يقول هذا مراراً ، ثم قال بعد : احسب ان فيها أن تشفعني فيه ، قال ففعل الرجل فبرىء .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
١٠٧ ] روى بسنده عن يعلى بن مرة ، قال رأيت من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي : لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت : يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم ما ادري كم مرة قال ناولينيه ؟ فرفعته اليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً وقال : بسم الله انا عبد الله ، إخسأ عدو الله ، ثم ناولها إياه فقال : القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل ( قال ) فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياة ثلاث ، فقال ما فعل صبيك ؟ فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئاً حتى الساعة فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل فخذ منها الواحدة ورد البقية ، قال : وخرجت ذات يوم الى الجبانة حتى اذا برزنا قال : انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني ، قلت ما أرى شيئاً يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك ، قال : فما بقربها ؟ قلت : شجرة مثلها أو قريب منها ، قال : فأذهب اليها فقل ان رسول الله يأمركما أن تجتمعا بإذن الله ، قال فأجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اذهب اليهما فقل لهما ان رسول الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما الى مكانها فرجعت ، قال : وكنت عنده جالساً ذات يوم إذ جاءه جمل يخبب حتى صوب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ويحك انظر لمن هذا
الجمل
إن له لشأناً ، قال : فخرجت التمس صاحبه فوجدته لرجل من الانصار فدعوته اليه ، فقال ما شأن جملك ؟ قال لا أدري والله ما شأنه عملنا ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه ، قال : فلا تفعل هبه لي أو بعنيه فقال : بل هو لك يا رسول الله قال فوسمه بسمة الصدقة ثم بعث .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٥ ]
روى بسنده عن زيد بن أسلم وغيره ان عين قتادة بن النعمان أصيبت فسالت على خده فردها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بيده فكانت أصح عينيه وأحسنهما .
[ طبقات ابن سعد ] في الصفحة المتقدمة ، روى بسنده عن زيد ابن أسلم ويزيد بن رومان وإسحاق بن عبد الله بن ابي فروة وغيرهم ، ان عكاشة بن محصن انقطع سيفه في يوم بدر فأعطاه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جذلاً من شجرة فعاد في يده سيفاً صارماً صافي الحديدة شديد المتن .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٢٩ ]
روى بسنده عن سلمة السكوني ، قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إذ قال قائل : يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء ؟ قال : نعم اتيت بطعام ، قال : يا نبي الله هل كان فيه من فضل ؟ قال : نعم ، قال : فما فعل به ؟ قال : رفع الى السماء ( الحديث ) .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٩ ]
روى بسنده عن ابن عمر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله : أين تريد ؟ قال : إلى أهلي ، قال : هل لك في خير ؟ قال : وما هو ؟ قال : تشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ قال : هذه
السلمة
، فدعاها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهي بشاطىء الوادي ، فأقبلت تخد الأرض خداً حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت ثلاثاً انه كما قال ، ثم رجعت الى منبتها ورجع الأعرابي الى قومه ، وقال ان اتبعوني اتيتك بهم ، وإلا رجعت مكثت معك ( اللغة ) : السلمة بفتح السين المهملة واللام ثم الميم واحدة السلم وهو جنس شجر أو جنبات شائك من فصيلة القطانيات ، ينمو في البلدان الحارة ، ثمره أصفر يحوي حبة خضراء يستعمل ورقه في الدبغ .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ١٣ ]
روى بسنده عن ابن عباس ، قال : اتى رجل من بني عامر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ألا أريك آية ؟ قال : بلى ، قال : فأذهب فأدع تلك النخلة فدعاها فجاءت تنقز بين يديه ، قال : قل لها ترجع ، قال لها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ارجعي فرجعت حتى عادت الى مكانها فقال يا بني عامر ما رأيت رجلاً كاليوم اسحر منه .
[ تاريخ بغداد ج ١٣ ص ١٢٨ ]
روى بسنده عن مكلبة بن ملكان قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقاتله المشركون قتالاً شديداً حتى حالوا بينه وبين الماء ونزلوا هم على الماء ، فرأيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عطشان رجفان قد خلع ثيابه واتزر برداء له واستلقى على ظهره فاخذت اداوة لي ومضيت في طلب الماء حتى أتيت أرضاً ذات رمل فاذا طائر يبحث في الأرض شبه الدراج أو القبج ، فدنوت منه فطار فنظرت الى موضعه فاذا فيه نداوة تندى ، فخرقت بيدي خرقاً عميقاً فنبع ماء فشربت حتى رويت ، وتوضأت وملأت الإِداوة وأقبلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلما رآني قال لي : يا مكلبة أمعك ماء ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فقال : إلىّ إليّ ، فدنوت منه فناولته الإِداوة فشرب حتى روى وتوضأ وضوءه
للصلاة
، ثم قال لي : يا مكلبة ضع يدك على فؤادي حتى يبرد فوضعت يدي على فؤاده حتى برد ، ثم قال لي : يا مكلبة عرف الله لك هذا فنحيت يدي عن فؤاده فاذا هي تسطع نوراً ، فكان مكلبة يواري يده بالنهار كراهة ان تجتمع الناس عليه فيتأذي ، فإذا رآه من لا يعرفه حسب انه اقطع ، قال لنا المظفر : فلقيت مكلبة بالليل فصافحته فاذا يده تسطع نوراً .
[ تاريخ بغداد ج ٣ ص ٤٤٢ ]
روى بسنده عن معرض بن عبد الله بن معرض عن ابيه عن جده ، قال : حججت حجة الوداع فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجهه مثل دارة القمر وسمعت منه عجباً ، جاءه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يا غلام من أنا ؟ قال : أنت رسول الله ، قال : صدقت بارك الله فيك ، قال : ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب ، قال : قال أبي : فكنا نسميه مبارك اليمامة .
[ الاصابة ج ٦ القسم ١ ص ٢٩٢ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن همام ابن نفيل قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقلت : يا رسول الله حفرنا بئراً فخرجت مالحة ، قال : فدفع إلىّ اداوة فيها ماء فقال : صبه فيها ففعلت فعذبت .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٥٥٦ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن عبد الله بن بريدة عن ابيه عن سلمان الفارسي أُتي الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بصدقة فقال : هذه صدقة عليك وعلى أصحابك ، فقال صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : يا سلمان إنا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة فرفعها ، ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية ، فقال لأصحابه : كلوا فاشتراه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من قوم من اليهود بكذا بكذا درهما ، وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخل
يعمل
فيها سلمان حتى تدرك ، فغرس رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم النخل كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من غرسها ؟ فقالوا عمر ، فقلعها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وغرسها فاطعمت من عامها .
[ أُسد الغابة ج ٢ ص ٣٣ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن بنت الحكم بن أبي العاص انها قالت للحكم : ما رأيت قوماً كانوا اسوأ رأياً وأعجز في أمر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم منكم يا بني أُمية ، فقال لا تلومينا يا بنية اني لا احدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين ، قلنا والله ما نزال نسمع قريشاً تقول يصلي هذا الصابئي في مسجدنا فتواعدوا له تأخذوه . فتواعدنا اليه فلما رأيناه سمعنا صوتاً ظننا انه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع الى أهله ، ثم تواعدنا ليلة اخرى فلما جاء نهضنا اليه فرأيت الصفا والمروة التقتا احداهما بالأخرى فحالتا بيننا وبينه ، فوالله ما نفعنا ذلك .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٧٨ ]
قال : عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان في محفل من أصحابه إذ جاءه أعرابي من بني سليم قد صاد ضباً وجعله في كمه ليذهب به الى رحله فيشويه ويأكله ، فلما رأى الجماعة قال : ما هذا ؟ قالوا هذا الذي يذكر انه نبي فجاء حتى شق الناس ، فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض اليّ منك ولا أمقت ولولا ان تسميني قومي عجولاً لعجلت اليك فقتلتك فسررت بقتلك الأحمر والأسود والأبيض وغيرهم ، فقلت يا رسول الله دعني فأقوم فأقتله ، فقال : يا عمر اما علمت ان الحليم كاد أن يكون نبياً ؟ ثم أقبل على الأعرابي فقال : ما حملك على ان قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي ؟ قال : وتكلمني أيضاً ـ استخفافاً برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ واللات والعزى لا أؤمن بك
أو
يؤمن بك هذا الضب ، فأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، وقال : ان آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : يا ضب فأجابه الضب ـ بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعاً ـ لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة ، قال : من تعبد يا ضب ؟ قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه ، قال : فمن أنا يا ضب ؟ قال : أنت رسول الله رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك ، قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعد عين ، والله قد جئتك وما على ظهر الأرض أحد أبغض إليّ منك وانك اليوم احب اليّ من ولدي ونفسي ، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : الحمد لله الذي هداك الى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى ، ولا يقبله الله إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن قال : فعلمني ، فعلمه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الحمد ، وقل هو الله احد ، قال : زدني يا رسول الله فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا ، قال : يا اعرابي ان هذا كلام رب العالمين وليس بشعر ، وإنك إذا قرأت قل هو الله أحد مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن ، وان قرأت قل هو الله احد مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن ، وان قرأت قل هو الله احد ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله ، فقال الأعرابي : نعم الإِله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل ( الحديث ) قال : اخرجه الطبراني وابن عدي والحاكم وابو نعيم والبيهقي وابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٨١ ]
قال : اتى جرهد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وبين يديه طعام ، فأدنى يده الشمال ليأكل ـ وكانت
اليمنى
مصابة ـ فقال : كل باليمين ، فقال يا رسول الله انها مصابة ، فنفث عليها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فما شكا حتى مات ، قال : اخرجه الطبراني عن جرهد .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٠ ] قال : وعن ابن عباس ، قال جاء رجل من بني عامر الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان يداوي ويعالج فقال له يا محمد انك تقول اشياء فهل لك ان أداويك ؟ قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم قال له : هل لك ان أداويك ؟ قال : إيه وعنده نخل وشجر ، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عذقاً منها فأقبل اليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى اليه ، فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ارجع الى مكانك ، فرجع الى مكانه ، فقال : والله لا اكذبك بشيء تقوله بعدها أبداً ( قال ) رواه ابو يعلى .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢١ ] قال : وعن ابي امامة ، قال : كانت امرأة ترافث الرجل وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال ، فقالت : انظروا اليه يجلس كما يجلس العبد ، ويأكل كما يأكل العبد ، فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأي عبد أعبد مني ؟ قالت ويأكل ولا يطعمني ، قال فكلي ، قالت : ناولني بيدك فناولها ، فقالت : اطعمني مما فيك ، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث احداً حتى ماتت ( قال ) رواه الطبراني .
باب
في شهادة عتبة بن
ربيعة ان القرآن ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٩ ]
قال : عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت ان عتبة بن ربيعة ـ وكان سيداً حليماً ـ قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جالس وحده في المسجد : يا معشر قريش ألا أقوم الى هذا فأكلمه فأعرض عليه اموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطيه ايها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يزيدون ويكثرون ، فقالوا : بلى فقم يا أبا الوليد فكلمه ، فقام عتبة حتى جلس الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال : يا بن اخي إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد اتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت من مضى من آبائهم ، فأسمع مني اعرض عليك اموراً تنظر فيها لعلك ان تقبل منها بعضاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قل يا أبا الوليد أسمع ، فقال : يا بن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا لك من اموالنا حتى تكون اكثرنا
مالاً
، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع امراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه ولا تستطيع ان ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه اموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه ، أو لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك ، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد ، حتى اذا سكت عنه ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، يستمع منه ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، قال فأسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : (
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ
قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ، فمضى رسول الله صلى الله عليه ( وآله
) وسلم فقرئها عليه فلما سمعها عتبة انصت له وألقى بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم السجدة فسجد فيها ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ، فقام عتبة الى اصحابه . ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس اليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ فقال : ورائي أني والله قد سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بسحر ولا كهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها فيّ ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم اسعد الناس به ، قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، فقال : هذا رأيي لكم فأصنعوا ما بدأ لكم ( قال ) أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر .
بابٌ
في استسقاء النبي صلى
الله عليه وآله وسلم
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإِسلام ، روى بسنده عن انس ، قال : أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلكت الكراع هلكت الشاة فأدع الله يسقينا فمد يديه ودعا ، قال انس وان السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح نشأت سحاباً ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر الى الجمعة الأخرى فقام اليه ذلك الرجل أو غيره فقال : يا رسول الله تهدمت البيوت فأدع الله يحبسه ، فتبسم ثم قال : حوالينا ولا علينا ، فنظرت الى السحاب تصدع حول المدينة كأنه اكليل ( اللغة ) العزالى ـ بكسر اللام ـ مفرده العزلاء مؤنث الأعزل وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، يقال : ( انزلت السماء عزاليها ) إشارة الى شدة وقع المطر .
[ صحيح ابي داود ج ٧ ص ١١٥ ]
روى بسنده عن عائشة ، قالت : شكا الناس الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قحوط
مطر
فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ، قالت عائشة : فخرج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين بدأ حاجب الشمس ، فقعد على المنبر فكبر صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وحمد الله عز وجل ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم الله عز وجل ان تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا انت ، الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغاً الى حين ، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول الى الناس ظهره ، وقلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه ، ثم اقبل على الناس ونزل ، فصلى ركعتين فانشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم امطرت بإذن الله ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم الى الكن ضحك صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد ان الله على كل شيء قدير ، وإني عبد الله ورسوله .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٢٣٥ ] روى بسنده عن شرحبيل بن السمط ، قال : قال لكعب بن مرة : يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم ساق الحديث ( الى ان قال ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : وجاءه رجل فقال : استسق الله لمضر ، قال فقال : إنك لجريئي المصر ، قال : يا رسول الله استنصرت الله عز وجل فنصرك ، ودعوت الله عز وجل فأجابك ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يديه يقول : أللهم أسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مريئاً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار ، قال : فاحيوا قال : فما لبثوا ان اتوه فشكوا اليه كثرة المطر ، فقالوا قد تهدمت البيوت ، قال فرفع
يديه
: وقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، قال : فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٤٣ ]
روى بسنده عن اوس بن عبد الله قال : قال قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا الى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاجعلوا منه كواً الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الأبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق .
بابٌ
في شيء من دعوات
النبي ( ص ) المستجابة
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٢١ ]
روى بسنده عن عبد الرحمن ابن ابي بكر ، قال : كان فلان يجلس الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاذا تكلم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بشيء اختلج بوجهه ، فقال له النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٥٧ ]
قال : وكان خروج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من الغار ليلة الأثنين لأربع ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ، فقام يوم الثلاثاء بقديد ، فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال : يا محمد أدع الله ان يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد ما ورائي ففعل ، فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال أرجعوا فقد استبرأت لكم ما ها هنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه .
[ أُسد الغابة ج ٤ ص ٣٦٣ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن ابي نوفل بن أبي عقرب عن ابيه قال كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اللهم سلط عليه كلباً من كلابك فخرج يريد الشام في قافلة مع اصحابه فنزلوا منزلاً فقال والله اني لأخاف دعوة محمد قال فحوطوا المتاع حوله وقعدوا يحرسونه فجاء السبع فأنتزعه فذهب به .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٦ ص
١٨٣ ] قال : وعن مصعب بن شيبة عن أبيه ، قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم حنين ، والله ما اخرجني الاسلام ولا معرفة به ولكني أنفت ان تظهر هوازن على قريش فقلت ـ وأنا واقف معه ـ : يا رسول الله اني ارى خيلاً بلقاً ، قال : يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر ، فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أهدِ شيبة ، ثم ضربها الثانية ، ثم قال : اللهم أهد شيبة ، فوالله ما رفع يده في الثالثة من صدري حتى ما كان احد من خلق الله أحب اليّ منه ( الحديث ) قال : رواه الطبراني .
بابٌ
في علم النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب علمه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالله تعالى وشدة خشيته ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : صنع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم امراً فرخص فيه ، فبلغ ذلك ناساً من اصحابه فانهم كرهوه وتنزهوا عنه ، فبلغه ذلك فقام خطيباً ، فقال : ما بال رجال بلغهم عني امر رخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه ، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم خشية ( أقول ) ورواه البخاري ايضاً في صحيحه باختلاف يسير في بعض الألفاظ .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٥ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود ـ يعني رسول الله صلى الله عليه و( آله ) وسلم ـ يوماً فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ، قال : سلوني عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئاً فعرفتموه لتبايعني على الاسلام ، قالوا فذلك لك ، قال : فسلوني عما شئتم ، قالوا : اخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن ، أخبرنا أي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة ؟ واخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل ؟
وكيف
يكون الذكر منه ؟ وكيف تكون الأنثى ؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ قال فعليكم عهد الله لئن أنا أخبرتكم لتبايعني فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال : فانشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب مرض مرضاً شديداً وطال سقمه منه فنذر لله نذراً لئن شفاه الله من سقمه ليحرمنّ أحب الشراب اليه واحب الطعام اليه فكان احب الطعام اليه لحم الإِبل وأحب الشراب اليه البانها ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال اللهم اشهد عليهم قال : فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان ماء الرجل أبيض غليظ وان ماء المرأة اصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه باذن الله ، وان علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن الله ، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان انثى بإذن الله ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قال : فانشدكم بالله الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ قالوا اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : فإن وليي جبريل ولم يبعث نبي قط ، إلا هو وليه قالوا : فعندها نفارقك لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك ، قال فما يمنعكم ، من ان تصدقوه ؟ قالوا : انه عدونا فعند ذلك قال الله جل ثناؤه : (
قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ) إلى قوله : ( كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٦٣ ] قال عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : أُوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس ( إِنَّ اللَّـهَ
عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ
اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) قال : رواه احمد والطبراني ورجال احمد
رجال الصحيح .
بابٌ
في شيء من اخبار
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الغيب
قال الله تبارك
وتعالى في سورة الجن : (
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ )
.
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٣٥٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو واحد بني سلمة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر ؟ قال : لقد اعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ، وقال للعباس يا عباس إفد نفسك وابن اخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر ، : قال فأبى وقال : إني قد كنت مسلماً قبل ذلك وإنما استكرهوني قال : الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقاً فالله يجزيك بذلك ، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك ، وكان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد اخذ منه
عشرين
أوقية ذهب ، فقال : يا رسول الله احسبها لي من فداي قال لا ، ذاك شيء أعطاناه الله منك ، قال : فإنه ليس لي مال ، قال فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند ام الفضل وليس معكما أحد غيركما . فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا ؟ قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها واني لأعلم انك رسول الله .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٢٤٦ ]
روى بسنده عن علي بن عيسى النوفلي ، قال : لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إفد نفسك يا نوفل ، قال : ما لي شيء أفدي به يا رسول الله قال : إفد نفسك برماحك التي بجدة ، قال : والله ما علم احد ان لي بجدة رماحاً بعد الله غيري ، أشهد انك رسول الله ، ففدى نفسه بها وكانت الف رمح ( الحديث ) .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٥ ]
روى بسنده عن شيخ من قريش ان قريشاً لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا ان يدفعوا اليهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وكانوا تكاتبوا ألا ينكحوهم ولا ينكحوا اليهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلموهم ، فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلا ما كان من أبي لهب فإنه لم يدخل معهم ودخل معهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فلما مضت ثلاث سنين أطلع الله نبيه على أمر صحيفتهم وأن الأرض قد اكلت ما كان فيها من جور أو ظلم وبقي ما كان من ذكر الله ، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : احق ما تخبرني يا بن اخي ؟ قال : نعم والله ، قال : فذكر ذلك ابو طالب لأخوته فقالوا له ما ظنك به ؟ قال فقال أبو طالب : والله ما كذبني قط ، قال فما ترى ؟ قال أرى ان تلبسوا احسن ما تجدون من الثياب ثم تخرجون الى قريش فنذكر ذلك لهم قبل
ان
يبلغهم الخبر ، قال : فخرجوا حتى دخلوا المسجد فصمدوا الى الحجر ـ وكان لا يجلس فيه الامسان قريش وذو نهاهم ـ فترفعت اليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون ، فقال ابو طالب : إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالذي يعرف لكم ، قالوا : مرحباً بكم وأهلاً وعندنا ما يسرك فما طلبت ؟ قال : ابن اخي قد اخبرني ولم يكذبني قط ان الله سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به الله ، فإن كان ابن اخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم ، وان كان كاذباً دفعته اليكم فقتلتموه أو استحييتموه ان شئتم ، قالوا : قد انصفتنا ، فأرسلوا الى الصحيفة فلما أتى بها قال أبو طالب : اقرؤوها فلما فتحوها اذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر الله فيها قال فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم . فقال أبو طالب : هل تبين لكم انكم أولى بالظلم والقطيعة والاساءة ؟ فلم يراجعه احد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم ، فمكثوا غير كثير ورجع أبو طالب الى الشعب وهو يقول : يا معشر قريش علامَ نحصر ونحبس وقد بان الأمر ؟ ثم دخل هو وأصحابه بين استار الكعبة ، فقال : اللهم انصرنا ممن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحل منا ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا .
[ تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٦٧ ]
روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : أتى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، أعرابي وهو شاد عليه ردنه أو عباءه فقال أيكم محمد ؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر ، فقال إن يكن نبياً فما معي ؟ قال إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة ؟ وقال ابو العلاء فهل أنت مؤمن ؟ قال نعم ، قال : إنك مررت بوادي آل فلان ـ أو قال شعب آل فلان ـ وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك اخذت الفرخين من وكرها وإن الحمامة اتت الى وكرها فلم تر
فرخيها
فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك ـ أو قال عباءك ـ فانقضت فيه فها هي ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها ففتح الأعرابي ردنه ـ أو قال عباءه ـ فكان كما قاله النبي فعجب اصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منها واقبالها على فرخيها ، فقال أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها ؟ فالله أشد فرحاً وأشد اقبالاً على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها ( الحديث ) .
[ مرقاة المفاتيح ج ٥ ص ٤٨١ ]
في المتن ، قال : وعن انس قال : كنا مع عمر بين مكة والمدينة ، ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) ثم انشأ ـ أي عمر ـ يحدثنا عن أهل بدر ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله وهذا مصرع فلان غداً إن شاء الله ، قال عمر : والذي بعثه بالحق ما اخطأوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض ، فأنطلق رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى انتهى اليهم ، فقال : يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقاً ؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقاً ، فقال عمر يا رسول الله كيف تكلم اجساداً لا أرواح فيها ؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير انهم لا يستطيعون ان يردوا عليّ شيئاً ( قال ) رواه مسلم .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٨٤ ] قال عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أُمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة ، وكان وهب بن عمير بن وهب في أسارى اصحاب بدر ، قال فذكروا اصحاب القليب بمصابهم ، فقال والله إن في العيش خير بعدهم ، فقال عمير بن وهب : صدقت
والله
لولا دين عليّ ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله فان لي فيهم علة ابني عندهم اسير في ايديهم ، قال : فاغتنمها صفوان فقال : عليَّ دينك انا اقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي اسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم ، قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك ، قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق الى المدينة ، فبينما عمر بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر الى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح السيف قال فادخله ، فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها ، وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ، أدخلوا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فانه غير مأمون ، ثم دخل على رسول الله به وعمر آخذ بحمالة سيفه ، فقال : أرسله يا عمر أدن يا عمير فدنا فقال أنعموا صباحاً ـ وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، السلام تحية أهل الجنة ، فقال أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها ، قال : فما جاء بك ؟ قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فاحسبه ، قال : فما بال السيف في عنقك ؟ قال قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً ، قال : أصدقني ما الذي جئت له ؟ قال ما جئت إلا لهذا ، قال : بلى قعدت أنت وصفوان بن امية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لو لا دين عليَّ وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني ، والله حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير : أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت
تأتينا
من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله اني لأعلم ما أنبأك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للاسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم شهد شهادة الحق ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرؤوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره ، ثم قال يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله واني أحب ان تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم الى الله والى الاسلام لعل الله ان يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلحق بمكة ، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : ابشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر ، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره باسلامه فحلف أن لا يكلمه أبداً ولا ينفعه بنفع أبداً ، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو الى الاسلام ، ويؤذي من خالفه أذى شديداً ، فأسلم على يديه ناس كثير ( قال ) رواه الطبراني مرسلاً ، وإسناده جيد .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٨٧ ] قال : وعن ابي بكرة ، قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بعث كسرى الى عامله على ارض اليمن ومن يليه من العرب ـ وكان يقال له بادام ـ انه بلغني انه خرج رجل قبلك يزعم انه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن اليه من يقتله أو يقتل قومه ، قال فجاء رسول بادام الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال له هذا فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز وجل بعثني فاقام الرسول عنده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ان ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم ، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم ، قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه ، واليوم الذي حدثه ، والشهر الذي حدثه فيه ، ثم رجع الى بادام فاذا كسرى قد مات واذا قيصر قد قتل ، قال رواه الطبراني ، ورجاله رجال
الصحيح
.
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٨٨ ] قال وعن خريم بن اوس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، يقول : هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ، قلت يا رسول الله إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ، قال : هي لك ، ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيء ، فكنا نقاتل قيساً على الاسلام ، ومنهم عتبة ابن حصن ، وساق الحديث ( الى ان قال ) ثم سار خالد بن الوليد الى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا الى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز ـ فبرز له ابن الوليد ودعا الى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد فقوم سلبه فبلغت قلنسوته مائة الف درهم ، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فدعاني خالد عليها البينة فاتيته بها فسلمها إليَّ ونزل الينا أخوها عبد المسيح ، فقال لي : بعنيها فقلت له : لا انقصها والله من عشر مائة شيئاً فدفع إليَّ ألف درهم ، فقيل لي لو قلت : مائة الف دفعها اليك ، فقلت لا أحسب ان مالاً اكثر من عشر مائة ( قال ) رواه الطبراني .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٣ ]
روى بسنده عن جابر بن عبد الله ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منها الذراع فأكل منها واكل الرهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ارفعوا ايديكم وأرسل النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى اليهودية فدعاها فقال لها أسمعت هذه الشاة ؟ فقالت : نعم
ومن
أخبرك ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أخبرتني هذه في يدي الذراع ، فقالت : نعم ، قال فماذا أردت الى ذلك ؟ قالت قلت ان كان نبياً لم يضره ، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ولم يعاقبها ( الحديث ) .
بابٌ
في فلق صدر النبي صلى
الله عليه وآله وسلم
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص
١٣٩ ] روى بسنده عن أُبي بن كعب ، قال : ان ابا هريرة كان جرياً على ان يسأل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال : يا رسول الله ما أول ما رأيت في امر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جالساً وقال : لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، وإذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل أهو هو ؟ قال : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم اجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا إليّ يمشيان حتى اخذ كل واحد منهما بعضدي لا اجد لأحدهما مساً ، فقال احدهما لصاحبه : اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فهوى أحدهما الى صدري ففلقه فما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له اخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فاذا مثل الذي اخرج يشبه الفضة ، ثم هز ابهام رجلي اليمنى ، فقال : اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رقة على الصغير ورحمة للكبير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٥ ]
قال : عن شداد بن أوس ، قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر ـ وهو سيد قومه وكبيرهم ومدرههم ـ يتوكأ على عصاه ، فقام بين يدي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونسب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى جده ، فقال : يا بن عبد المطلب إني أُنبئت انك تزعم انك رسول الله الى الناس أرسلك بما أرسل به ابراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء ، ألا وانك قد تفوهت بعظيم ، إنما كانت الأنبياء والملوك في بيتين من بني اسرائيل ، بيت نبوة ، وبيت ملك ، فلا أنت من هؤلاء ولا أنت من هؤلاء إنما أنت رجل من العرب فما لك والنبوة ولكن لكل امر حقيقة فانبئني بحقيقة قولك وشأنك ، فأعجب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مسألته ، ثم قال : يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلساً فأجلس ، فثنى رجله وبرك كما يبرك البعير ، فقال له النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شأني دعوة ابراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم ( أقول ) وذكر الحديث بطريق آخر قال فيه : فجلس العامري بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ان والدي لما بنى بأمي حملت فرأت فيما يرى النائم أن نوراً خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السماء والأرض نوراً فقصت ذلك على حكيم من أهلها فقال لها : والله لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين السماء والأرض ، وكان هذا الحي من بني سعد بن هوزان ينتابون نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم وإن امي ولدتني في العام الذي قدموا فيه ، وهلك والدي فكنت يتيماً في حجر عمي أبي طالب ، فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن ضرع صغير لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خير ، وكانت فيهن امرأة يقال لها ام كبشة ابنة الحارث ، فقالت : والله لا انصرف عامي
هذا
خائبة أبداً فأخذتني والقتني على صدرها فدر لبنها فحضنتني ، فلما بلغ ذلك عمي أبا طالب أقطعها إبلاً ومقطعات من الثياب ولم يبق عم من عمومتي إلا أقطعها وكساها ، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن اليها يقلن أما والله يا أم كبشة لو علمنا بركة هذا يكون هكذا ما سبقتنا اليه ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت إليّ أصنام قريش والعرب فلا أقربها ولا آتيها ( اقول ) وقال في الطريق الأول الذي ذكرنا صدره ما لفظه : فلما نشأت بغضت إليّ الأوثان وبغض اليّ الشعر واسترضع لي في بني جشم ابن بكر فبينا أنا ذات يوم في بطن وادٍ مع أتراب من الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئن من ثلج فأخذوني من بين اصحابي وانطلق اصحابي هراباً حتى انتهوا الى شفير الوادي ثم أقبلوا على الرهط فقالوا : ما لكم ولهذا الغلام إنه غلام ليس منا وهو ابن سيد قريش ، وهو مسترضع فينا من غلام يتيم ليس له أب فماذا يرد عليكم قتله ولئن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فأقتلوه مكانه ودعوا هذا الغلام ، فلم يجيبوهم ، فلما رأى الصبيان ان القوم لا يجيبونهم انطلقوا هراباً مسرعين الى الحي يؤذنونهم به ويستصرخونهم على القوم ، فعمد اليّ احدهم فأضجعني الى الأرض إضجاعاً لطيفاً ثم شق ما بين صدري الى متن عانتي وأنا أنظر فلم اجد لذلك مساً ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله ثم اعادها الى مكانها ، ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم ادخل يده في جوفي فأخرج قلبي وانا انظر فصدعه فأخرج منه مضغة سوداء فرمي بها ، ثم قال بيده كأنه يتناول شيئاً فاذا أنا بخاتم في يده من نور يخطف أبصار الناظرين دونه فختم على قلبي فأمتلأ نوراً وحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهراً ، ثم قام الثالث فنحى صاحبيه فأمرَّ يده بين ثديي ومنتهى عانتي والتأم ذلك الشق باذن الله ، ثم اخذ بيدي فانهضني من مكاني إنهاضاً لطيفاً ، فقال الأول الذي شق بطني : زنوه بعشرة من امته فوزنوني فرجحتهم . ، ثم قال : زنوه بمائة من امته فوزنوني
فرجحتهم
، ثم قال : زنوه بالف من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال دعوه فلو وزنتموه بامته جميعاً لرجح بهم ، ثم قاموا إليّ فضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ، ثم قالوا يا حبيب لم ترع انك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عينك ، بينما نحن كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم وإذا ظئرى أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وهي تقول : يا ضعيفاه فاكبوا عليّ ـ ( اقول ) يعني الملائكة الذين شقوا ما بين صدره الى متن عانته ـ يقبلوني ويقولون يا حبذا أنت من ضعيف ، ثم قالت يا وحيداه فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقالوا : يا حبذا انت من وحيد ، ما انت بوحيد إن الله معك وملائكته والمؤمنون من أهل الأرض ، ثم قالت : يا يتيماه استضعفت من بين اصحابك فقتلت لضعفك ، فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا : يا حبذا انت من يتيم ما اكرمك على الله تعالى ، لو تعلم ماذا يراد بك من الخير ، فوصلوا الى شفير الوادي فلما بصرت بي ظئرى قالت يا بني ألا أراك حياً بعد ؟ فجاءت حتى اكبت عليّ فضمتني الى صدرها ، فوالذي نفسي بيده اني لفي حجرها قد ضمتني اليها وان يدي لفي يد بعضهم وظننت ان القوم يبصرونهم فاذا هم لا يبصرونهم ، فجاء بعض الحي فقال : هذا غلام أصابه ملم أو طائف من الجن فأنطلقوا بنا الى الكاهن ينظر اليه ويداويه ، فقلت له : يا هذا ليس بيّ شيء مما تذكرون إن لي نفساً سليمة وفؤاداً صحيحاً وليس بي قلبة ، فقال ابي وهو زوج ظئري ألا ترون كلامه صحيحاً ؟ إني لأرجو أن لا يكون با بني بأس ، فاتفق القوم على ان يذهبوا بي الى الكاهن فاحتملوني حتى ذهبوا بي اليه فقصوا عليه قصتي فقال : اسكتوا حتى أسمع من الغلام فإنه أعلم بأمره ، فقصصت عليه أمري من أوله الى آخره فلما سمع مقالتي ضمني الى صدره ونادى بأعلى صوته يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه ، فواللات والعزى لئن تركتموه ليبدلن دينكم وليسفهن احلامكم وأحلام آبائكم ، وليخالفن امركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله ، فانتزعتني
ظئرى
من يده وقالت : لأنت أعته منه واحن ، ولو علمت ان هذا يكون من قولك ما أتيتك به ، ثم احتملوني وردوني الى أهلي فأصبحت مغموماً مما دخل بي ، وأصبح أثر الشق ما بين صدري الى منتهى عانتي كأنه شراك فذاك حقيقة قولي وبدء شأني ، فقال العامري : اشهد ان لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن امرك حق فأنبئني بأشياء أسألك عنها ، قال سل عنك ، وكان صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول للسائلين قبل ذلك : سل عما بدا لك ، فقال يومئذٍ للعامري : سل عنك ـ فإنها لغة بني عامر ـ فكلمه بما يعرف ، فقال العامري : اخبرني يا ابن عبد المطلب ماذا يزيد في الشر ؟ قال : التمادي ، قال : فهل ينفع البر بعد الفجور ؟ قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : نعم ان التوبة تغسل الحوبة ، وإن الحسنات يذهبن السيئات ، فإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أعانه عند البلاء ، قال العامري : وكيف ذلك يا بن عبد المطلب ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذلك بأن الله يقول لا أجمع لعبدي ابداً أمنين ، ولا أجمع له ابداً خوفين ، إن هو امنني في الدنيا خافني يوم اجمع فيه عبادي ، وان هو خافني في الدنيا أمنته يوم اجمع فيه عبادي في حظيرة القدس ، فيدوم له امنه ولا امحقه فيمن امحق ، فقال العامري : يا بن عبد المطلب الى ما تدعو ؟ قال : ادعو الى عبادة الله وحده لا شريك له ، وأن تخلع الأنداد ، وتكفر باللات والعزى ، وتقر بما جاء من الله من كتاب ورسول ، وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن ، وتصوم شهراً من السنة ، وتؤدي زكاة مالك ، فيطهرك الله به ، ويطيب لك مالك ، وتحج البيت اذا وجدت اليه سبيلاً ، وتغسل من الجنابة ، وتقر بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار ، قال يا بن عبد المطلب : فاذا انا فعلت هذا فمالي ؟ قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم (
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ )
. قال : يا بن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شيء فإنه يعجبنا الوطأة في العيش ، فقال النبي صلى الله عليه
و
( آله ) وسلم نعم النصر والتمكين في البلاد ، فأجاب العامري وأناب ( قال ) اخرجه ابو يعلى وابو نعيم وابن عساكر ( اقول ) وسيأتي في باب معراج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من صحيح مسلم حديثاً يشتمل صدره على تفريج جبريل صدر النبي ، فانتظر .
بابٌ
في بدء نزول الوحي
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكيفيته
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٥٥ ]
قال : عن ابن عباس ان
النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لخديجة : اني ارى ضوءاً وأسمع صوتاً وانا اخشى ان يكون بي جن ، قالت : لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا بن عبد الله ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له ، فقال : ان يكن صادقاً فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى عليه السلام ، وان بعث وأنا حيّ فسأعززه وأنصره وأؤمن به ( قال ) رواه أحمد متصلاً ومرسلاً ، والطبراني بنحوه . وزاد : وأعينه ( قال ) ورجال أحمد رجال الصحيح .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٥٦ ] قال : وعن خديجة قالت : قلت يا رسول الله يا بن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك ان تخبرني به ؟ فقال لي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نعم يا خديجة ، قالت خديجة فجاءه جبرئيل ذات يوم وأنا عنده ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء ، فقلت له : قم فأجلس على فخذي الأيمن ، فقلت له : هل تراه ؟ قال : نعم ، فقلت له : تحول فأجلس على فخذي الأيسر ،
فجلس
فقلت له هل تراه ؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس في حجري ، فجلس ، فقلت له هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت خديجة فتحسرت وطرحت خماري وقلت هل تراه ؟ قال : لا فقلت هذا والله ملك كريم ، والله ما هو شيطان ، قالت خديجة : فقلت لورقة بن نوفل ابن أَسد ابن عبد العزى بن قصي : ذلك مما اخبرني به محمد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال ورقة : حقاً يا خديجة حدثك ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط وأسناده حسن .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٥٦ ] قال : وعن ورقة الأنصاري قال : قلت يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك ؟ ـ يعني جبريل عليه السلام ـ قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يأتيني من السماء جناحه لؤلؤ ، وباطن قدميه أخضر ( قال ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٥٦ ] قال : وعن عبد الله بن عمر قال : سألت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ قال : نعم اسمع صلصلة ثم اسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إليّ إلا ظننت ان نفسي تقبض ( قال ) رواه احمد والطبراني واسناده حسن ( أقول ) وروى البخاري ايضاً في صحيحه ما يقرب من ذلك ، وقد رواه في أول باب منه ، وهو باب كيف كان بدء الوحي الى رسول الله .
باب
في معراج النبي ( ص )
[ صحيح مسلم ] في كتاب الايمان ، في باب الاسراء برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، روى بسنده عن انس بن مالك ، قال كان ابو ذر يحدث ان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وايماناً فافرغها في صدري ، ثم اطبقه ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا ، قال جبريل لخازن السماء الدنيا : افتح قال من هذا ؟ قال هذا جبريل ، قال : هل معك احد ؟ قال : نعم معي محمد ، قال فارسل اليه ، قال نعم ، ففتح فلما علونا السماء الدنيا فاذا رجل عن يمينه اسودة وعن يساره اسودة ، قال فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله
بكى
قال : ثم عرج بي جبريل حتى اتى السماء الثانية ، فقال لخازنها افتح ، قال : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح ، فقال انس بن مالك : فذكر انه وجد في السماوات آدم وادريس وعيسى وموسى وابراهيم ولم يثبت كيف منازلهم غير انه ذكر انه قد وجد آدم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة قال فلما مر جبريل ورسول الله بادريس عليه السلام ، قال مرحباً بالنبي الصالح ، والاخ الصالح ، قال ثم مر فقلت من هذا ؟ قال : هذا ادريس ، قال ثم مررت بموسى عليه السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والاخ الصالح قال قلت من هذا ؟ قال هذا موسى قال : ثم مررت بعيسى ( ع ) فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والاخ الصالح قلت من هذا ؟ قال هذا عيسى بن مريم قال ثم مررت بابراهيم ( ع ) فقال مرحباً بالنبي الصالح والإِبن الصالح قال : قلت : من هذا ؟ قال هذا ابراهيم ( قال ابن شهاب ) واخبرني ابن حزم ان ابن عباس وابا حبة الانصاري كانا يقولان قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى اسمع فيه صريف الاقلام ( قال ابن حزم ) وانس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرض الله على امتي خمسين صلاة ، قال فرجعت بذلك حتى امر بموسى عليه السلام فقال موسى عليه السلام ماذا فرض ربك على امتك ؟ قال : قلت فرض عليهم خمسين صلاة ، قال لي موسى عليه السلام فراجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي فوضع شطرها ، قال فرجعت الى موسى عليه السلام فاخبرته ، قال راجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدى قال فرجعت الى موسى ( ع ) فقال : راجع ربك فقلت : قد استحييت من ربي ، قال ثم انطلق جبريل حتى تأتّى سدرة المنتهى فغشيها الوان لا ادري ما هي ، قال : ثم ادخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٩٢ ]
روى بسنده عن انس ان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اتي بالبراق ليلة أسري به ملجماً مسرجاً فاستصعب عليه ، فقال له جبرئيل : أبمحمد تفعل هذا ؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه ، قال فارفض عرقاً .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ٧٧ ]
روى بسنده عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوها عند منتهى طرفها فركبت ومعي جبرئيل فسرت ، فقال إنزل فصل ففعلت ، فقال : اتدري اين صليت ؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ثم قال : انزل فصل فصليت فقال اتدري اين صليت ؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ، ثم قال : انزل فصل فصليت ، فقال اتدري اين صليت ؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام ثم دخلت ببيت المقدس فجمع لي الانبياء عليهم السلام ، فقدمني جبرئيل حتى اممتهم ثم صعد بي الى السماء الدنيا فاذا فيها آدم عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء الثانية فاذا فيها ابنا الخالة وعيسى ويحيى عليهما السلام ، ثم صعد بي الى السماء الثالثة فاذا فيها يوسف عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء الرابعة فاذا فيها هارون ، ثم صعد بي الى السماء الخامسة فاذا فيها ادريس ( ع ) ثم صعد بي الى السماء السادسة فإذا فيها موسى عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء السابعة فاذا فيها ابراهيم عليه السلام ، ثم صعد بي فوق سبع سماوات فاتينا سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجداً فقيل لي اني يوم خلقت السماوات والارض فرضت عليك وعلى امتك خمسين صلاة ، فقم بها انت وامتك فرجعت الى ابراهيم فلم يسألني عن شيء ، ثم اتيت موسى ، فقال كم فرض عليك وعلى امتك ؟ قلت : خمسين صلاة ، قال فانك لا تستطيع ان تقوم بها انت ولا امتك ، فارجع الى ربك فأسأله التخفيف ، فرجعت الى ربي فخفف عني عشراً ، ثم اتيت موسى فامرني بالرجوع فرجعت فخفف عني عشراً ، ثم ردت الى خمس
صلوات
، قال فارجع الى ربك فأسأله التخفيف فانه فرض على بني اسرائيل صلاتين فما قاموا بها ، فرجعت الى ربي عز وجل فسألته التخفيف فقال : اني يوم خلقت السماوات والارض فرضت عليك وعلى امتك خمسين صلاة فخمس بخمسين فقم بها انت وامتك ، فعرفت انها من الله تبارك وتعالى صرى فرجعت الى موسى فقال ارجع فعرفت انها من الله صرى ، اي حتم ، فلم ارجع .
[ تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٣ ]
روى بسنده عن ابي هريرة انه سمع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : لما اسري بي الى السماء انتهى بي جبرئيل الى سدرة المنتهى فغمسني في النور غمسة ثم تنحى ، فقلت حبيبي جبرئيل أحوج ما كنت اليك تدعني وتنتحي عني ، قال : يا محمد إنك في موقف لا يكون نبي مرسل ولا ملك مقرب يقف ها هنا ، أنت من الله أدنى من القاب الى القوس ، فاتاني الملك فقال : ان الرحمان تعالى يسبح نفسه ، فسمعت الرحمان يقول : سبحان الله ما أعظم الله لا إله إلا الله ( الحديث ) .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
٣٠٩ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لما كان ليلة اسري بي وأصبحت بمكة فظعت بامري وعرفت ان الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزيناً ( قال ) فمر عدو الله ابو جهل فجاء حتى أجلس اليه فقال له كالمستهزىء هل كان من شيء ؟ فقال رسول الله ( ص ) نعم ، قال : ما هو ؟ قال : انه اسري بي الليلة ، قال : الى اين ؟ قال : الى بيت المقدس ، قال : ثم اصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم ، ( قال ) فلم ير انه يكذبه مخافة ان يجحده الحديث اذا دعا قومه اليه ، قال : أرأيت ان دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نعم ، فقال : هيا معشر بني كعب بن لوي ، حتى قال فانتقضت اليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا اليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول الله ( ص ) اني اسري بي الليلة ، قالوا : الى اين ؟ قلت : الى
بيت
المقدس قالوا : ثم اصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم ، ( قال ) : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً للكذب ، زعم قالوا : هل يستطيع ان تنعت لنا المسجد ؟ وفي القوم من قد سافر الى ذلك البلد ورأى المسجد ـ فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فذهبت انعت حتى التبس عليَّ بعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد وانا انظر حتى وضع دون دار عقال ـ او عقيل ـ فنعته وانا انظر اليه ( الى ان قال ) فقال القوم : أما النعت فوالله لقد اصاب .
باب
في حب النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
[ صحيح البخاري ] في كتاب الايمان ، في باب حب الرسول من الايمان ( روى ) بسنده عن انس ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس اجمعين .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الايمان ، في باب حلاوة الايمان ( روى ) بسنده عن انس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ، أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الايمان ، في باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من أهله وماله والناس أجمعين .
[ حلية الأولياء ج ٤ ص ٤٢ ]
روى بسنده عن عبد المنعم بن ادريس عن ابيه عن جده وهب ، قال : كان في بني اسرائيل رجل عصى الله مائتي سنة
ثم
مات فاخذوا برجله فالقوه على مزبلة ، فاوحى الله الى موسى عليه السلام أن أخرج فصل عليه ، قال يا رب بنو اسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة فاوحى الله اليه هكذا كان إلا أنه كلما نشر التوراة ونظر الى اسم محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه ، فشكرت ذلك له وغفرت ذنوبه وزوجته سبيلة حوراء .
باب
في جود النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب شجاعة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم روى بسنده عن انس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم احسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، الحديث ( أقول ) ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه ، وقال فيه : كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من اجرأ الناس ، وأجود الناس وأشجع الناس .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب كان النبي ( ص ) أجود الناس بالخير ( روى ) بسنده عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، إن جبرئيل كان يلقاه في كل سنة من رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله ( ص ) القرآن فاذا لقيه جبرئيل كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة ( اقول ) رواه مسلم بطرق متعددة ، وكذلك البخاري في صحيحه .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٦ ]
روى بسنده عن ابراهيم بن محمد
من
ولد علي بن ابي طالب عليه السلام ، قال : كان عليه السلام اذا وصف النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط ( الى أن قال ) بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفاً ، وأشرحهم صدراً وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله .
[ موطأ الامام مالك بن انس في كتاب الجهاد ص ١٩٥ ] روى بسنده عن عمرو بن شعيب : أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة ـ سأله الناس حتى دنت به ناقته من شجرة فتشبكت بردائه حتى نزعته عن ظهره ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ردوا عليَّ ردائي أتخافون أن لا أقسم بينكم ما افاء الله عليكم ؟ والذي نفسي بيده لو افاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعماً لقسمته بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جباناً ولا كذاباً . ( اللغة ) السمر : بفتح السين المهملة وضم الميم ثم الراء نوع شجر من العضاة وليس في العضاة أجود خشباً منه .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص
١٧٥ ] روى بسنده عن انس ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يسأله فاعطاه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غنما بين جبلين ، فاتى الرجل قومه فقال : أي قومي أسلموا فوالله ان محمداً ( ص ) ليعطي عطية رجل ما يخاف الفاقة ، او قال الفقر ( الحديث ) .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٤ ]
روى بسنده عن جابر ، قال : ما سئل النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم شيئاً قط فقال لا ( الحديث ) .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ]
روى بسنده عن ابن عمر ، قال : ما رأيت أحداً أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٣ ] قال عن انس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الا اخبركم عن الاجود الاجود ؟ الله الاجود الاجود ، وانا اجود ولد آدم ( قال ) رواه ابو يعلى .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٣ ] قال : وعن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم واتى صاحب بز فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم فخرج وهو عليه ، فاذا رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله إكسني قميصاً كساك الله من ثياب الجنة ، فنزع القميص فكساه إياه ، ثم رجع الى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي ، فقال ما يبكيك ؟ قالت : يا رسول الله دفع الي أهلي درهمين أشترى بهما دقيقاً فهلكا ، فدفع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهي تبكي ، فدعاها فقال : ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين ؟ فقالت أخاف أن يضربوني ، فمشى معها الى أهلها فسلم فعرفوا صوته ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فثلث فردوا فقال أسمعتم أول السلام ؟ فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما اشخصك بابينا وأمنا ؟ قال أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها هي حرة لوجه الله لممشاك معها ، فبشرهم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بالخير وبالجنة ، وقال لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصاً ورجلا من الانصار قميصاً ، وأعتق منها رقبة ، وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته ( قال ) رواه الطبراني .
باب
في شجاعة النبي ( ص )
وحبه للشهادة وقتال جبرئيل وميكائيل عنه
( أقول )
تقدم في الباب السابق بعض ما دل على كونه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أشجع الناس ، وهذه جملة أخرى وردت في ذلك .
[ صحيح البخاري ] في الجهاد والسير ، في باب من قاد دابة غيره في الحرب ( روى ) بسنده عن ابي اسحاق ، قال رجل للبراء بن عازب : أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يوم حنين ؟ قال لكن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم يفر ، إن هوازن كانوا قوماً رماة وإنا لما لقيناهم
حملنا عليهم فانهزموا ، فاقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام ، فاما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلم يفر فلقد رأيته وانه لعلى بغلته البيضاء وان
أبا سفيان ـ يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ آخذ بلجامها ، والنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول :
أنا النبي لا كذب
|
|
أنا ابن عبد المطلب
|
[
مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٨٦ ]
روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه ( وآله )
وسلم
وهو أقربنا الى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
١٥٨ ] روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال : كنا اذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه
( وآله ) وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٧٦ ]
قال عن البراء بن عازب قال كنا إذا احمر البأس نتقي برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وان الشجاع الذي يحاذي به ( قال ) أخرجه ابن ابي شيبة .
[ كنز العمال ج ٥ ص ٢٧٥ ]
قال : عن انس عن المقداد ، قال : لما تصاففنا للقتال ـ يعني يوم احد ـ جلس رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم تحت راية مصعب بن عمير ، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا ثم كروا على المسلمين فاتوا من خلفهم فتفرق الناس ونادى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في أصحاب الألوية فاخذ اللواء مصعب بن عمير ثم قتل ( الى أن قال ) ونادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا للهبل ، فاوجعوا والله فينا قتلا ذريعاً ونالوا من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ما نالوا ، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم زال شبراً واحداً ، إنه لفي وجه العدو تثوب اليه طائفة من أصحابه مرة وتتفرق عنه مرة ، فربما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجروا ، الحديث ( قال ) أخرجه الواقدي .
[ صحيح البخاري ] في التمني ، الحديث الأول ( روى ) بسنده عن ابي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : والذي نفسي بيده لو لا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما احملهم ما تخلفت ، لوددت أني اقتل في سبيل الله ثم أُحي ثم أُقتل ثم أُحي ثم أُقتل ثم أُحي ثم أُقتل .
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب إذ همت طائفتان ( روى ) بسنده عن سعد بن ابي وقاص ، قال : رأيت رسول الله صلى الله
عليه
( وآله ) وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه ، عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد ( أقول ) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل ، في باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يوم أُحد ( قال ) فيه : يعني جبرئيل وميكائيل .
باب
في اخلاق النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
[ الفخر الرازي ] في تفسيره ، في ذيل تفسير قوله تعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) في سورة القلم ، قال : وروى هشام بن
عروة عن ابيه عن عائشة قالت ما كان أحداً أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ، فلهذا قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .
[ الفخر الرازي ] في تفسيره ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ ) في سورة اقرأ ( قال ) يروى ان يهودياً
من فصحاء اليهود جاء الى عمر في أيام خلافته فقال : أخبرني عن أخلاق رسولكم ، فقال عمر : أطلبه من بلال فهو أعلم به مني ، ثم ان بلالا دله على فاطمة عليها السلام ثم فاطمة دلته على علي عليه السلام . فلما سأل علياً عنه ، قال : صف لي متاع الدنيا حتى أصف لك أخلاقه ، فقال الرجل هذا لا يتيسر لي فقال علي عليه السلام : عجزت عن وصف متاع الدنيا وقد شهد الله على قلته حيث قال : (
قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ) فكيف أصف أخلاق النبي صلى الله عليه ( وآله
) وسلم وقد شهد الله تعالى بانه عظيم حيث قال : (
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )
[ صحيح البخاري ] في كتاب الوكالة ، في باب الوكالة ، في قضاء الديون ( روى ) بسنده عن ابي هريرة ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يتقاضاه فاغلظ فهمّ به أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم دعوه فان لصاحب الحق مقالا ، ثم قال أعطوه سناً مثل سنة ، قالوا : يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنة ، فقال : أعطوه فان من خيركم أحسنكم قضاء .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الأدب ، في باب التبسم والضحك روى بسنده عن انس بن مالك قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فادركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة ، قال أنس : فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت اليه فضحك ثم أمر له بعطاء ( اللغة ) : جبذ بالجيم ثم الباء الموحدة ثم الذال المعجمة بمعنى جذب .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الهبة ، في باب القليل من الهبة روى بسنده عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : لو دعيت الى ذراع أو كراع لأجبت ، ولو أهدي اليّ ذراع او كراع لقبلت .
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم روى بسنده عن ابي هريرة قال : ما عاب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طعاماً قط ، ان اشتهاه اكله والا تركه .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الوصايا ، في باب استخدام اليتيم في السفر والحضر ، روى بسنده عن أنس ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المدينة ليس له خادم فاخذ ابو طلحة بيدي فانطلق بي الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال : يا رسول الله ان انساً غلام كيس فليخدمك ، قال فخدمته في السفر والحضر ، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الأدب ، في باب حسن الخلق والسخاء
روى
بسنده عن أنس ، قال : خدمت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا لم صنعت ، ولا ألا صنعت .
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم روى بسنده عن عبد الله بن عمر ، قال : لم يكن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، وكان يقول : إن من خياركم أحسنكم اخلاقاً .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الأدب ، في باب الكبر ، روى بسنده عن أنس ، قال : إن كانت الامة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فتنطلق به حيث شاءت .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الاستيذان ، في باب التسليم على الصبيان روى بسنده عن انس بن مالك انه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي ( ص ) يفعله .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الأدب ، في باب الكنية للصبي روى بسنده عن انس ، قال : كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أحسن الناس خُلقاً ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير ، قال أحسبه فطيماً ، وكان اذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ نغر كان يلعب به ( الحديث ) ( اللغة ) : النغير البلبل وفرخ العصفور .
[ الأدب المفرد ص ٤٢ ]
روى بسنده عن انس بن مالك يقول : كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم رحيماً ، وكان لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده ، واقيمت الصلاة وجاء أعرابي فاخذ بثوبه فقال : إنما بقي من حاجتي يسيره وأخاف أنساها ، فقام معه حتى فرغ من حاجته ثم اقبل فصلى .
[ الأدب المفرد للبخاري ص ١٦٩ ] روى بسنده عن ابي رفاعة العدوي قال : انتهيت الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو يخطب فقلت : يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فاقبل اليّ وترك خطبته فاتى بكرسي خلت قوائمه حديداً ، قال حميد أراه خشباً أسود حسه
حديداً
فقعد عليه فجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتم خطبته آخرها .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أحسن الناس خلقاً ، روى بسنده عن انس ، قال كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من أحسن الناس خلقاً فارسلني يوماً لحاجته فقلت : والله ما أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فاذا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) قد قبض بقفاي من ورائي ، قال فنظرت اليه وهو يضحك فقال : يا أنس اذهبت حيث أمرتك ، قال : قلت نعم أنا أذهب يا رسول الله ، قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا ، أو لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب مباعدته صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الآثام روى بسنده عن عائشة قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد
في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب رحمة الصبيان والعيال ، روى بسنده عن انس بن مالك قال : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( الحديث ) .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٨٠ ]
روى بسنده عن انس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع ، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ، ولم ير مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٥٥ ]
روى بسنده عن ابن عمر
قال
: كان رسول الله اذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ويقول أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك .
[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٦٣ ]
روى بسنده عن ابي عبد الله الجدلي يقول : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالت : لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح .
[ صحيح ابي داود ج ٣ ص ١٧٥ ]
روى بسنده عن ابي هريرة قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يجلس معنا في المجلس يحدثنا فاذا قام قمنا قياماً حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه ، فحدثنا يوماً فقمنا حين قام فنظرنا الى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته ، قال ابو هريرة : وكان رداء خشناً ، فالتفت فقال له الأعرابي : احمل لي على بعيري هذين فانك لا تحمل لي من مالك ولا من مال ابيك ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لا واستغفر الله ، لا واستغفر الله ، لا أحمل لك حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني ، فكل ذلك يقول له الاعرابي والله لا اقيدكها ( الى ان قال ) ثم دعا رجلا فقال له : احمل له على بعيريه هذين على بعير شعيراً وعلى الآخر تمراً ، ثم التفت الينا فقال : انصرفوا على بركة الله تعالى .
[ صحيح ابي داود ج ٣ ص ١٨٧ ]
روى بسنده عن انس قال : ما رأيت رجلا التقم إذن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فينحى رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحى رأسه ، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده .
[ صحيح ابن ماجة ] في ابواب الصدقات ( ص ١٧٦ ) روى بسنده عن ابي سعيد الخدري قال جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يتقاضاه ديناً كان عليه فاشتد عليه حتى قال له : احرج
عليك
إلا قضيتني فانتهره أصحابه وقالوا ويحك تدري من تكلم ؟ قال : اني أطلب حقي ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هلا مع صاحب الحق كنتم ؟ ثم أرسل الى خولة بنت قيس فقال لها ان كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك فقالت نعم بابي أنت يا رسول الله ، قال فاقرضته فقضى الاعرابي وأطعمه فقال اوفيت ؟ أوفى الله لك فقال اولئك خيار الناس ، إنه لا قدست امة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متمتع ( اقول ) قال بعضهم في الهامش : قيل ان الرجل ـ أي الأعرابي ـ كان كافراً فاسلم بمشاهدة هذا الخلق الأعظم وقال يا رسول الله ما رأيت أصبر منك .
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٨ ] روى بسنده عن انس ابن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يعود المريض ويشيع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ، وكان يوم قريظة والنضير على حمار ويوم خيبر على حمار ، مخطوم برسن من ليف ، وتحته أكاف من ليف .
[ صحيح ابن ماجة في ابواب الأدب ص ٢٧١ ] روى بسنده عن انس ، قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونحن صبيان فسلم علينا .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٦ ص
١٦٣ ] روى بسنده عن سعد بن هشام ، قال : سألت عائشة فقلت : اخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالت : كان خلقه القرآن .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
١٠٦ ] روى بسنده عن هشام عن ابيه ، قال : قيل لعائشة ما كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كما يصنع أحدكم يخصف نعله ويرفع ثوبه .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٢٢ ] روى بسنده عن موسى ابن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن علي بن ابي طالب عليه السلام ان يهودياً كان يقال له جريجرة كان له على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال له يا يهودي ما عندي ما اعطيك قال فاني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني ، فقال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذاً اجلس معك فجلس معه فصلى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يتهددونه ويتوعدونه ففطن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره ، فلما ترحل النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله ، وقال شطر مالي في سبيل الله ، أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر الى نعتك في التوراة محمد بن عبد الله ، مولده مكة ، ومهاجره بطيبة ، وملكه بالشام ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا متزى بالفحش ولا قول الخنا أشهد ان لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله وكان اليهودي كثير المال .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٤ ]
روى بسنده عن عبد الله ابن ابي أوفى يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، ولا يستنكف أن يمشي مع العبد والأرملة حتى يفرغ لهم من حاجتهم .
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٥ ]
روى بسنده عن عكرمة قال : قال العباس لأعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فينا ، فقال : يا رسول الله اني رأيتهم قد آذوك وآذاك غبارهم ، فلو اتخذت
عريشاً
تكلمهم منه ، فقال : لا أزال بين اظهرهم يطؤون عقبي ، وينازعوني ردائي حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم ، قال فعلمت ان بقاءه فينا قليل .
[ حلية الأولياء ج ٦ ص ٢٦ ]
روى بسنده عن انس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من أشد الناس لطفاً بالناس ، فوالله ما كان يمتنع في غداة باردة عن عبد ولا امة ولا صبي أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه ، وما سأله سائل قط الا أصغى اليه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه ، وما تناول أحد بيده قط إلا ناولها اياه فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه .
[ سنن البيهقي ج ٢ ص ٤٢٠ ]
روى بسنده عن ابي موسى ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يركب الحمار ، ويلبس الصوف ويعتقل الشاة ، ويأتي مراعاة الضيف .
[ تاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٧٧ ]
روى بطرق عديدة عن ابن مسعود وغيره : أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كلم رجلا فارعد ، فقال هون عليك فاني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٣ ص ٩٤ ]
روى بسنده عن حمزة ابن عبد الله بن عتبة ، قال : كانت في النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خصال ليست في الجبارين ، كان لا يدعوه أحمر ولا أسود من الناس إلا اجابه وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها فيهوى بها الى فيه ، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة ، وكان يركب الحمار عرياً ليس عليه شيء .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ٩٢ ]
روى بسنده عن يحيى بن ابي كثير . أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال :
آكل
كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ، فانما انا عبد ، وكان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يجلس محتفزاً .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ٩٥ ]
روى بسنده عن سفيان أن الحسن قال : لما بعث الله محمداً صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : هذا نبي ، هذا خياري ، إئنسوا به وخذوا في سنته وسبيله ، لم يكن تغلق دونه الأبواب ، ولا تقوم دونه الحجبة ، ولا يغدى عليه بالجفان ، ولا يراح عليه بها ، يجلس بالأرض ، ويأكل طعامه بالأرض ، ويلبس الغليظ ، ويركب الحمار ويردف بعده ، ويعلق أصابعه ، وكان يقول : من يرغب عن سنتي فليس مني .
[ مشكل الآثار ج ١ ص ٤٩٨ ]
روى بسنده عن انس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يزور الأنصار فاذا جاء الى دور الانصار جاء صبيان الانصار يدورون حوله فيدعو لهم ويمسح رؤسهم ويسلم عليهم ( الحديث ) .
[ الاصابة ج ٤ القسم ١ ص ٤ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن الحسن قال : دخلنا على عاصم بن حدرد فقال : ما كان لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بواب قط ، ولا خوان قط ، ولا مشى معه بوسادة .
[ كنز العمال ج ٤ ص ٣٠ ]
ولفظه : كان صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فان كان غائباً دعا له ، وان كان شاهداً زاره ، وان كان مريضاً عاده ( قال ) أخرجه أبو يعلى عن انس .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٧ ]
ولفظه : لقد هبط على ملك من السماء ما هبط على نبي قط ولا يهبط على أحد بعدي ، وهو اسرافيل ، وعندي جبريل ، فقال : السلام عليك يا محمد ، ثم قال : أنا رسول ربك اليك أمرني أن أخيرك إن شئت نبياً عبداً ، وان شئت نبياً ملكاً ،
فنظرت
الى جبريل فأومأ جبريل الى أن تواضع ، فقلت نبياً عبداً ، فلو اني قلت نبياً ملكاً ثم شئت لسارت الجبال معي ذهباً ( قال ) أخرجه الطبراني عن ابن عمر .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢١ ] قال : وعن عامر بن ربيعة قال : خرجت من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى المسجد فانقطع شسعه فاخذت نعله لاصلحها فاخذها من يدي وقال : انها أثرة ولا أحب الأثرة ( قال ) رواه البزار ( اللغة ) الشسع : أحد سيور النعل ، وهو الذي يدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل ( عن هامش مجمع الزوائد ص ٢١ ) .
باب
في حياء النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، روى بسنده عن ابي سعيد الخدري ، قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، أشد حياء من العذراء في خدرها ( اقول ) ورواه ايضاً عن شعبة وقال فيه : واذا كره شيئا عرف في وجهه .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص
٢٦ ] قال : وعن انس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان اذا كره شيئاً عرفناه في وجهه ، وقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الحياء خير كله ( قال رواه البزار ) .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٣ ] قال : وعن علي عليه السلام قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا سئل شيئاً فاراد أن يفعله قال : نعم وإذا أراد أن لا يفعل سكت ، وكان لا يقول لشيء لا ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل في كتاب الأدعية .
باب
في شهادة ابي سفيان وهو
يومئذٍ كافر عند هرقل عظيم الروم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكذب
[ صحيح البخاري ] في أول باب من الكتاب ، روى بسنده عن عبد الله بن عباس : ان أبا سفيان بن حرب أخبره ان هرقل أرسل اليه في ركب من قريش وكانوا تجاراً بالشام ـ في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش ـ فأتوه وهم بايلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال : أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم انه نبي ؟ فقال أبو سفيان : فقلت أنا أقربهم نسباً ، فقال : ادنوه مني وقربوا أصحابه فأجعلوهم عند ظهره ، ثم قال لترجمانه قل لهم : إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه ، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت عنه ، ثم كان أول ما سألني عنه ان قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت هو فينا ذو نسب ، قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ قلت لا ، قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت لا ، قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقلت : بل ضعفاؤهم قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون ، قال : فهل يرتد أحد منهم
سخطة
لدينه بعد ان يدخل فيه ؟ قلت لا ، قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال ؟ قلت : لا ، قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها ، قال : ولم يمكني كلمة ادخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة ، قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم ، قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قال : الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال : ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول إعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ، فقال للترجمان : قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول ، فذكرت أن لا ، فقلت : لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله ، وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، فذكرت أن لا ، قلت : فلو كان من آبائه من ملك ، قلت : رجل يطلب ملك أبيه ، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال ، فذكرت أن لا ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاؤهم أتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون ، فذكرت انهم يزيدون ، وكذلك أمر الايمان حتى يتم ، وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد ان يدخل فيه فذكرت أن لا ، وكذلك الايمان حتى تخالط بشاشته القلوب ، وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا ، وكذلك الرسل لا تغدر ، وسألتك بما يأمركم ، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف ، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم انه خارج لم اكن أظن انه منكم ، فلو اني أعلم أني أخلص اليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الذي بعث به مع دحية الى عظيم بصري فدفعه الى هرقل فقرأه
فاذا
فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم ، سلام الله على من اتبع الهدى ، أما بعد فإني ادعوك بدعاية الاسلام ، إسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، (
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا
يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ ) قال أبو سفيان : فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر أمرُ ابن ابي كبشة ، إنه يخافه ملك بني الأصفر ، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى ادخل الله على الاسلام ، وكان ابن الناظور صاحب ايلياء وهرقل سقفاً على نصارى الشام يحدث : أن هرقل حين قدم ايلياء اصبح يوماً خبيث النفس ، فقال بعض بطارقته : قد استنكرنا هيئنك ، قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ، فقال لهم حين سألوه : إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة قالوا : ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم ، واكتب الى مدائن ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود ، فبينما هم على أمرهم أتى هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا اليه فحدثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب ، فقال : هم يختتنون ، فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ، ثم كتب هرقل الى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم ، وسار هرقل الى حمص فلم يرم حمص حتى اتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأنه نبي ، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بمحص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم أطلع فقال : يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وان يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي ؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش الى الأبواب فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى
هرقل
نفرتهم وآيس من الايمان قال : ردوهم عليّ ، وقال : إني قلت مقالتي آنفاً أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت ، فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل ، ( قال ) : رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الزهري ( أقول ) وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم بطرق متعددة .
باب
في معرفة ابن سلام ان
النبي ( ص ) لا يكذب وذكر ما جاء في صدق وعده
[ صحيح ابن ماجة في كتاب الصلاة ص ٩٥ ] روى بسنده عن عبد الله بن سلام قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انجفل الناس اليه ، وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجئت في الناس لأنظر اليه فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء تكلم به أن قال : يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام .
[ أُسد الغابة ج ٣ ص ١٤٦ ]
روى بسنده عن عبد الله بن أبي الحمساء قال : بايعت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ببيع قبل ان يبعث فوعدته ان آتيه بها في مكانه ذلك فنسيت يومي هذا والغد فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه ، فقال لي : يا فتى لقد شققت عليّ أنا ها هنا منذ ثلاث انتظرك .
باب
في أن النبي ( ص ) يحب
المساكين ويكره ان يقوم الناس له وأن يقبلوا يده وان يمشوا من ورائه
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٦ ]
روى بسنده عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : اللهم احيني مسكيناً ، وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة ، فقالت عائشة لِمَ يا رسول الله ؟ قال : انهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً ، يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فان الله يقربك يوم القيامة .
[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٣٢٢ ]
روى بسنده عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : اللهم احيني مسكيناً ، وتوفني مسكيناً ، واحشرني في زمرة المساكين ، وان اشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٢٥ ]
روى بسنده عن انس قال : لم يكن شخص أحب اليهم من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : وكانوا اذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك .
[ صحيح ابي داود ج ٣٢ ص ٢٢٤ ]
روى بسنده عن أبي امامة ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم متوكئاً على عصا فقمنا اليه فقال : لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً .
[ ميزان الاعتدال ج ٢ ص ١٠٥ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن أبي هريرة قال : دخلت السوق مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجلس الى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم ، وكان لأهل السوق وزان يزن ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؛
اتزن وارجح قال الوزان : إن هذه الكلمة ما سمعتها من أحد ، قال أبو هريرة : فقلت له : كفاية من الوهن والخفاء في دينك أن لا تعرف نبيك ، فطرح الميزان ووثب الى يد النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقبلها فجذب يده منه وقال : هذا إنما تفعله الأعاجم بملوكها ، ولست بملك أنا رجل منكم أوزن وأرجح واخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم السراويل ، قال : أبو هريرة : فذهبت لأحمله عنه ، فقال : صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم ، قلت : يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل ؟ قال : نعم في السفر والحضر والليل والنهار فإني امرت بالتستر فلم اجد شيئاً استر منه ، ثم قال : رواه ابن حبان عن أبي يعلى عنه .
[ تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٩١ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : مشيت وراء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أختبره فأنظر كيف هو أيكره ان امشي وراءه أو يحب ذلك ، قال : فالتمسني بيده فالحقني به حتى مشيت بجنبه ثم تخلفت الثانية أمشي وراءه فالتمسني بيده فالحقني به فعرفت أنه يكره ذلك .
باب
في مزاح النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وتبسمه
[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٥٩ ]
روى بسنده عن أبي هريرة قال : قالوا يا رسول الله انك تداعبنا قال : إني لا أقول إلا حقاً .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٧ ]
روى بسنده عن عبد الله بن الحارث بن حزم قال : ما رأيت أحداً اكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٧ ]
روى بسنده عن عبد الله بن الحارث بن حزم قال : ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ألا تبمساً .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٧ ]
روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : كان في ساق رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حموشة ، وكان لا يضحك إلا تبسماً ، وكنت اذا نظرت اليه قلت أكحل العينين وليس باكحل . ( اللغة ) يقال : حمشت الساق حموشة ـ بضم الحاء المهملة والميم ـ اذا دقت .
[ سنن البيهقي ج ٧ ص ٥٢ ]
روى بسنده عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ قال : نعم ، قال : كان طويل الصمت ، قليل الضحك ، وكان اصحابه ربما تناشدوا عنده الشعر والشيء من امورهم فيضحكون وربما تبسم .
[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٣٠٨ ]
روى بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال : كانت في النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم دعابة .
[ مرقاة المفاتيح ج ٤ ص ٦٥٠ ]
في المتن قال : وعن أنس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لامرأة عجوز : انه لا تدخل الجنة عجوز فقالت : وما لهن ـ وكانت تقرأ القرآن ـ فقال لها : أما تقرئين القرآن ؟ (
إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ) .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٧ ] قال : وعن جابر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اذا أتاه الوحي أو وعظ قلت : نذير قوم أتاهم العذاب ، فإذا ذهب عند ذلك رأيته أطلق الناس وجهاً ، وأكثرهم ضحكاً ، وأحسنهم بشراً ( أقول ) قد يستبعد ان يكون النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اكثرهم ضحكاً كما في الرواية الأخيرة ، ولكن لا استبعاد فيه بعدما عرفت في الرواية الثالثة والرابعة ان ضحكة صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان تبسماً ، فيكون المعنى هكذا : وأكثرهم تبسماً ، فتطابق هذه الرواية الرواية الثانية ، نعم تبقى رواية البيهقي ، كان طويل الصمت قليل الضحك ، فيكون الضحك فيها بمعناه الحقيقي ، فيتلخص من مجموع روايات الباب أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان قليل الضحك ، وكان اكثرهم تبسماً وأطلقهم وجهاً ، وأحسسهم بشراً .
باب
في ان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ابعد اناس من الاثم ويسرع في تقسيم مال الله
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم روى بسنده عن عائشة انها قالت : ما خير رسول الله ( ص ) وسلم بين امرين الا اخذ ايسرهما ما لم يكن اثماً ، فان كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لنفسه الا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٣٨٤ ] روى بسنده عن عقبة بن حارث قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العصر فلما سلم قام سريعاً فدخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعاجبهم لسرعته ، قال : ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فامرت بقسمته .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
١٠٤ ] روى بسنده عن موسى بن جبير عن ابي امامة بن سهل قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوما على عائشة ، فقالت : لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه و ( آله )
وسلم
ذات يوم في مرض عرضه قالت : وكان له عندي ستة دنانير ، قال موسى أو سبعة ، قالت : فامرني نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أن افرقها قالت : فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى عافاه الله قالت : ثم سألني عنها ، فقال : ما فعلت الستة أو السبعة ؟ قلت لا والله لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده .
[ حلية الاولياء ج ٨ ص ١٢٧ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب ، فقال لعبد الله بن عمر : ما كان محمد قائلا لربه وهذه عنده ؟ فقسمها قبل ان يقوم ( الحديث ) وسيأتي تمامه ان شاء الله تعالى في باب عيش النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وزهده فانتظره .
[ أُسد الغابة ج ١ ص ٢٨ ]
قال : قالت عائشة : كان عند النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ستة دنانير فاخرج أربعة وبقي ديناران فامتنع منه النوم فسألته فأخبرها ، فقالت : اذا أصبحت فضعها في مواضعها ، فقال : ومن لي بالصبح ؟
[ الهيثمي في مجمعه ج ١٠ ص
٢٣٨ ] قال : وعن أم سلمة قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو ساهم الوجه فخشيت ذلك من وجع ، فقلت يا رسول الله مالك ساهم الوجه ؟ فقال : من أجل الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس ، أمسينا وهي في خصم الفراش ( قال ) وفي رواية أتتنا ولم ننفقها ( قال ) رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح .
باب
في مجلس النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ومشي الملائكة من خلفه
[ صحيح أبي داود ج ٣ ص ١٩٠ ]
روى بسنده عن عبد الله بن سلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه الى السماء .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٢ ص
٢١ ] روى بسنده عن ابن عمر انا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في المجلس يقول : رب اغفر لي وتب علي انك أنت التواب الغفور مائة مرة ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه عن ابن عمر وقال : أنت التواب الرحيم .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٣٢ ] روى بسنده عن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا خرج من بيته مشينا قدامه وتركنا ظهره للملائكة .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٩٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله ـ في حديث طويل ـ قال فيه : فلما فرغ ـ يعني النبي صلى الله عليه ( وآله ) ـ وسلم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه ، وكان يقول : خلوا ظهري للملائكة .
باب
في فضل الصلاة على
النبي (
ص )
[ سنن الدارمي ج ٢ ص ٣١٧ ]
روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوماً وهو يرى البشر في وجهه ، فقيل : يا رسول الله انا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه قال : أجل ان ملكا أتاني فقال لي : يا محمد ان ربك يقول لك أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من امتك الا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك الا سلمت عليه عشرا ؟ قال قلت : بلى .
[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٤٠ ]
روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم فلم أره قط أشد فرحاً وأطيب نفسا منه يومئذ ، فقلت : يا رسول الله بابي أنت وأمي لم أرك قط اشد فرحا ولا أطيب نفسا منك ـ يعني اليوم ـ فقال : يا أبا طلحة وما يمنعني أن لا اكون كذلك ؟ وانما فارقني جبريل آنفا فقال : يا محمد ان ربك بعثني اليك وهو يقول انه ليس أحد من امتك يصلي عليك صلاة الا رد الله مثل صلاته عليك ، والا كتب له بها عشر حسنات ، وحط عنه بها عشر سيئات ، ورفع له بها عشر درجات ، ولا
يكون
لصلاته منتهى دون العرش ، لا تمر بملك الا وقال : صلوا على قائلها كما صلى على محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٣٨١ ]
روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات .
[ تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٥٠ ]
روى بسنده عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن الله تعالى ، أنه أظهر في اللوح أن يخبر الرفيع ، وأن يخبر الرفيع اسرافيل ، وأن يخبر اسرافيل ميكائيل ، وأن يخبر ميكائيل جبريل ، وأن يخبر جبريل محمداً صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أنه من صلى عليك في اليوم والليلة مائة مرة صليت عليه الفي صلاة ، ويقضي له الف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار .
باب
في صلاة النبي صلى الله
عليه وآله وسلم
[ صحيح البخاري ] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم روى بسنده عن المغيرة يقول : إن كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له ، فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
[ صحيح البخاري ] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى : ( لِّيَغْفِرَ لَكَ
اللَّـهُ ) روى بسنده عن عائشة أن نبي الله صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً ( الحديث )
[ صحيح البخاري ] في التهجد بالليل ، في باب طول القيام ، روى بسنده عن عبد الله قال : صليت مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء ، قلنا وما هممت ؟ قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ صحيح البخاري ] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالليل في رمضان وغيره ، روى بسنده عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على أحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة : فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الصوم ، في باب هل يخص شيئا من الأيام ، روى بسنده عن علقمة ، قلت لعائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يختص من الأيام شيئا ؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يطيق.
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٥٢ ]
روى بسنده عن يعلى مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن قراءة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وصلاته ، فقالت : ما لكم وصلاته ؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح حتى نعت قراءته فاذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفاً .
[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٩٠ ]
روى بسنده عن عائشة قالت : قام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بآية من القرآن ليلة .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٤٠ ]
روى بسنده عن عاصم بن ضمرة قال : سألت علي بن أبي طالب عليه السلام عن صلاة رسول الله
صلى
الله عليه ( وآله ) وسلم في النهار قبل المكتوبة ، قال : من يطيق ذلك ؟ .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٥٦ ]
روى بسنده عن ابي ذر يقول : قام النبي حتى اذا اصبح بآية ، والآية (
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
.
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص
٤٠٠ ] روى بسنده عن حذيفة قال : اتيت النبي في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر ، الله اكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ، ثم قرأ البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، لا يمر بآية تخويف الا وقف عندها ، ثم ركع يقول : سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد مثل ما كان قائماً ، ثم سجد يقول : سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : رب اغفر لي مثل ما كان قائماً ثم سجد يقول : سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقام ، فما صلى الا ركعتين ، حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
١٠١ ] روى بسنده عن انس قال : كان النبي يوجز الصلاة ويكملها .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
١٧٣ ] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : كان النبي من اخف الناس صلاة في تمام .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
٢٣٣ ] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : ما صليت خلف امام اخف صلاة من رسول الله ولا اتم ، وان كان رسول الله ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة ان تفتتن امه ( اقول ) : وبهذه الرواية يجمع بين ما دل على طول صلاته ( ص ) وبين ما دل على خفتها ففي الجماعة كان ( ص ) يخفف ، وفي غيرها كان يطيل .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص
٣٠٢ ] روى بسنده عن البراء قال : سمعت النبي يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت احداً احسن صوتاً منه .
[ كنز العمال ج ١ ص ٢٧٣ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : لما نزل على النبي (
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا )
قام الليل كله حتى تورمت قدماه ، فجعل يرفع رجلاً ويضع رجلاً ، فهبط عليه جبريل فقال : طه ـ طأ الارض بقدميك يا محمد ـ ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الحديث ( قال ) : اخرجه ابن مردويه .
باب
في بكاء النبي في
الصلاة وحين يتلى عليه القرآن
[ صحيح ابي داود ج ٥ ص ٩١ ]
روى بسنده عن مطرف عن ابيه قال : رأيت رسول الله يصلي وفي صدره ازير كأزير الرحى من البكاء .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
٢٧٤ ] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : قرأت على رسول الله من سورة النساء فلما بلغت هذه الآية ( فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ
هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) قال : ففاضت عيناه .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
٣٨٠ ] روى بسنده عن عبد الله ، قال : قال النبي اقرأ عليَّ ، قال : قلت : اقرأ عليك وعليك انزل ( قال ) اني احب ان اسمعه من غيري ، فقرأت حتى اذا بلغت ( فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ
هَـٰؤُلَاءِ شَهِيداً ) قال : رأيت عينيه تذرفان دموعاً .
باب
في حمل النبي اللبنة
لبناء المسجد ونقله التراب يوم الخندق وبيان شيء من شعره
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص
٣٨١ ] روى بسنده عن ابي هريرة : انهم كانوا يحملون اللبن الى بناء المسجد ورسول الله ( ص ) معهم ، قال : فاستقبلت رسول الله وهو عارض لبنة على بطنه فظننت انها قد شقت عليه ، قلت : ناولنيها يا رسول الله ، قال : خذ غيرها يا ابا هريرة فانه لا عيش الا عيش الآخرة .
[ مشكل الاثار ج ٤ ص ٢٩٩ ]
روى بسنده عن البراء بن عازب يقول : رأيت رسول الله ينقل التراب يوم الخندق حتى وارى التراب شعر صدره وهو يرتجز كلمة عبد الله بن رواحة يقول :
اللهم لولا انت ما
اهتدينا
|
|
ولا تصدقنا ولا
صلينا
|
فانزلن سكينة علينا
|
|
وثبت الاقدام ان
لاقينا
|
ان الألى قد بغوا
علينا
|
|
وان ارادوا فتنة ابينا
|
__________________
( قال ) رفع بهذا
النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صوته .
[ مشكل الآثار ج ٤ ص ٢٩٨ ]
روى بسنده عن انس ، قال خرج نبي الله في غداة باردة والمهاجرون والانصار يحفرون الخندق بايديهم ، فقال :
اللهم ان العيش عيش
الآخرة
|
|
فاغفر للانصار والمهاجرة
|
فاجابوه :
نحن الذين بايعوا
محمداً
|
|
على الجهاد ما
بقينا ابداً
|
[
مشكل الآثار ج ٤ ص
٢٩٩ ] روى بسنده عن جندب يقول : كنا مع رسول الله في غزاة فنكئت اصبعه فقال :
هل انت الا اصبع
دميت
|
|
وفي سبيل الله ما
لقيت
|
[
سنن البيهقي ج ٧ ص
٤٣ ] روى بسنده عن عائشة قالت : ما جمع رسول الله بيت شعر قط الا بيتاً واحداً .
تفأل بما تهوى يكن
فلقلما
|
|
يقال لشيء كان الا
تحقق
|
قالت عائشة : ولم يقل
تحققا لئلا يعربه فيصير شعراً ( اقول ) : تقدم في باب شجاعته قوله يوم حنين :
انا النبي لا كذب
|
|
انا ابن عبد المطلب
|
وهو كلام يشبه الشعر .
__________________
باب
في توكل النبي على الله
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب توكله على الله ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : غزونا مع رسول الله ( ص ) غزوة قبل نجد فادركنا رسول الله في واد كثير العضاه فنزل رسول الله ( ص ) تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من اغصانها ( قال ) وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر ( قال ) : فقال رسول الله ان رجلاً اتاني وانا نائم فاخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم اشعر الا والسيف صلتاً في يده فقال : من يمنعك مني ؟ قال : قلت : الله ، ثم قال في الثانية : من يمنعك مني ؟ قال : قلت : الله ، فشام السيف ، فها هو ذا جالس ، ثم لم يعرض له رسول الله ( اللغة ) شام السيف : اي اغمده ( اقول ) وفي رياض الصالحين للنووي في باب الفتن والتوكل ( قال ) وفي رواية قال جابر : كنا مع رسول الله ( ص ) بذات الرقاع ، فاذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله ( ص ) معلق بالشجرة فاخترطه وقال : تخافني ؟ قال : لا ، قال : فمن يمنعك مني ؟ قال : الله ( ثم قال ) : وفي رواية
ابي
بكر الاسماعيلي في صحيحه ، فقال : فمن يمنعك مني ؟ قال : الله فسقط السيف من يده ، فاخذ رسول الله السيف فقال : من يمنعك مني ؟ فقال : كن خير آخذ فقال : تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله ، قال : لا ولكني اعاهدك ان لا اقاتلك ولا اكون مع قوم يقاتلونك ، فخلى سبيله فأتى اصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس .
باب
في مشورة النبي
لاصحابه وهو اعقل الناس
قال الله تعالى في الثلث
الأخير من آل عمران : (
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ )
.
[ سنن البيهقي ج ٧ ص ٤٥ ]
روى بسنده عن ابي هريرة قال : ما رأيت احداً اكثر مشاورة لاصحابه من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .
[ حلية الاولياء ج ٤ ص ٢٦ ]
روى بسنده عن وهب بن منبه قال : قرأت احد وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها . ان الله عز وجل لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا الى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد ( ص ) الا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا وان محمداً ( ص ) ارجح الناس عقلاً وافضلهم ( الحديث ) .
باب
في عيش النبي ( ص ) وزهده
[ صحيح البخاري ] في كتاب البيوع في باب شراء النبي بالنسيئة ، روى بسنده عن انس انه مشى الى النبي بخبز شعير واهالة سنخة ، ولقد رهن النبي درعاً له بالمدينة عند يهودي واخذ منه شعيراً لاهله ولقد سمعته يقول : ما امسى عند آل محمد صاع بر ولا صاع حب ، وان عنده لتسع نسوة ( اللغة ) : الاهالة ـ بكسر الهمزة ثم الهاء بعدها الألف واللام والهاء ـ كل شيء من الأدهان مما يؤدم به اهالة ( وقيل ) هو ما اذيب من الالية والشحم ( وقيل ) الدسم الجامد ، والسنخة ـ بالسين المهملة ثم النون المكسورة بعدها الخاء المعجمة ثم الهاء ـ المتغيرة الريح ( نهاية الحديث لابن الاثير الجزري ) .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الهبة الحديث الثاني : روى بسنده عن عائشة انها قالت لعروة ابن اختها : ان كنا لننظر الى الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول الله نار ، فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم ؟ قالت : الاسود ان التمر والماء ، الا انه قد كان لرسول الله ( ص ) جيران من الانصار وكانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله من البانهم فيسقينا .
[ صحيح البخاري ] في الجهاد والسير في باب ما قيل في درع النبي روى بسنده عن عائشة قالت : توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الاطعمة الحديث الثاني ، روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة ايام حتى قبض .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الاطعمة في باب الخبز المرقق ، روى بسنده عن قتادة ، قال : كنا عند انس وعنده خباز له فقال : ما اكل النبي خبزاً مرققاً ، ولا شاة مسموطة حتى لقي الله ( اللغة ) المسموطة المشوية .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم روى بسنده عن قتادة عن انس قال : ما علمت النبي اكل على سكرجة قط ، ولا خبز له مرقق ولا اكل على خوان ( قيل ) لقتادة فعلى ما كانوا يأكلون ؟ قال : على السفر ( اللغة ) قال ابن الاثير الجزري في نهاية غريب الحديث : « في الحديث : لا آكل في سكرجة ، هي بضم السين ( اي المهملة ) والكاف والراء والتشديد : اناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الادم ، وهي فارسية واكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها » .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الاطعمة ، في باب ما كان النبي واصحابه يأكلون ، روى بسنده عن ابي حازم قال : سألت سهل بن سعد فقلت : هل اكل رسول الله النقي ؟ فقال سهل ما رأى رسول الله النقي حين ابتعثه الله حتى قبضه الله ، قال : فقلت : هل كانت لكم في عهد رسول الله مناخل ؟ قال : ما رأى رسول الله ( ص ) منخلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضه ، قال : قلت : كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ قال : كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فاكلناه .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم روى بسنده عن أبي هريرة : انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية فدعوه فأبى ان يأكل ، قال : خرج رسول الله
من
الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير .
[ صحيح البخاري ] في الرقاق ، في باب فضل الفقر ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : ما أكل آل محمد اكلتين في يوم واحد الا احداهما تمر .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : اللهم ارزق آل محمد قوتاً .
[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة قالت : كان فراش رسول الله ( ص ) من ادم وحشوه من ليف .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الزهد ، قبل باب ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا ) روى بسنده عن عائشة زوج النبي قالت : لقد مات رسول الله وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين .
[ صحيح مسلم ] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : توفي رسول الله وما شبعنا من الاسودين .
[ صحيح مسلم ] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن سماك ، قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : الستم في طعام وشراب ما شئتم ، لقد رأيت نبيكم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ( اللغة ) الدقل بفتح الدال المهملة والقاف المفتوحة ثم اللام : أردأ التمر .
[ صحيح مسلم ] في كتاب اللباس والزينة ، في باب التواضع في اللباس روى بسنده عن عائشة ، قالت : كانت وسادة رسول الله الذي يتكىء عليها من ادم حشوها ليف .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٧ ]
روى بسنده عن ابن عباس : قال قال : كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء ، وكان اكثر خبزهم خبز الشعير .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٩ ]
روى بسنده عن ابي طلحة ، قال :
شكونا
الى رسول الله الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول الله ( ص ) عن حجرين .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٧ ]
روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لقد اخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أُوذيت في الله وما يؤذي أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٦٠ ]
روى بسنده عن عبد الله ، قال : نام رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وما للدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ، ( ثم قال ) هذا حديث حسن صحيح .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٦ ]
روى بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت : لا يا رب ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً ، أو قال ثلاثاً أو نحو هذا فاذا جعت تضرعت اليك وذكرتك ، واذا شبعت شكرتك وحمدتك .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٧ ]
روى بسنده عن أنس ، قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لا يدخر شيئاً لغد .
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن ابي هريرة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوماً بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال : الحمد للّه ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا .
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر فقال : لقد رأيتني
سابع
سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق شجر حتى قرحت اشداقنا .
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن أم أيمن أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم رغيفاً فقال ما هذا ؟ قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت ان اصنع منه لك رغيفاً فقال رديه فيه ثم اعجنيه .
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لبس رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الصوف واحتذى المخصوف ، وقال : أكل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بشعاً ، ولبس خشناً ، فقيل للحسن ما البشع ؟ قال : غليظ الشعير ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء .
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن عبد الله بن عمر ، قال : مرّ علينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونحن نعالج خصاً لنا فقال : ما هذا ؟ فقلت خص لنا وهي نحن نصلحه فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك ( اللغة : ) الخص : بضم الخاء المعجمة والصاد المهملة المشددة ، هو البيت من قصب أو شجر .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٠٠ ] روى بسنده عن جابر قال : مكث النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً ، فقالوا يا رسول الله ان ها هنا كدية من الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم رشوها بالماء فرشوها ثم جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ المعول ـ أو المسجاة ـ ثم قال : بسم الله ، فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال ، قال جابر فحانت مني التفاتة فاذا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد شد على بطنه حجراً .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص
٣٠١ ] روى بسنده عن جابر قال : لما حفر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على بطنه حجراً من الجوع .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٣٠٠ ] روى بسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم التفت إلى أُحد فقال : والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أُحداً يحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل الله ، أموت يوم أموت ، أدع منه دينارين ، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان ، فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا وليدة وترك درعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٤ ص
١٥٠ ] روى بسنده عن عقبة بن عامر الجهني قال : أُهدي الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فروج حرير فلبسه فصلى فيه بالناس المغرب ، فلما سلم من صلاته نزعه نزعاً عنيفاً ثم ألقاه ، فقلنا : يا رسول الله قد لبسته وصليت فيه ، قال : إن هذا لا ينبغي للمتقين ( اللغة ) الفروج كتنور القميص الصغير ، هكذا في القاموس .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
١٠٤ ] روى بسنده عن موسى ابن جبير عن أبي امامة بن سهل ، قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوماً على عائشة فقالت : لو رأيتما نبي الله ذات يوم في مرض مرضه ، قالت : وكان له عندي ستة دنانير ـ قال موسى أو سبعة ـ قالت : فأمرني نبي الله ان أفرقها ، قالت : فشغلني وجع نبي الله حتى عافاه الله ، قالت : ثم سألني عنها فقال : ما فعلت الستة ـ قال : أو السبعة ـ قلت : لا والله لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده ( أقول ) : وتقدم ذكر هذا الحديث في باب النبي صلى الله عليه
و
( آله ) وسلم أبعد الناس من الإِثم ويسرع في تقسيم مال الله فراجعه .
[ حلية الأولياء ج ٨ ص ١٢٨ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب فقال لعبد الله بن عمر : ما كان محمد قائلاً لربه وهذه عنده ، فقسمها قبل أن يقوم ، ثم قال : ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل ـ وأشار إلى أُحد ـ ذهباً فينفقها في سبيل الله ويترك منها ديناراً ، فقال ابن عباس : قبض رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم قبض ولم يدع ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ، ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من الشعير كان يأكل منه ويطعم عياله .
[ حلية الأولياء ج ٧ ص ٢٦٢ ]
روى بسنده عن زيد بن ثابت قال : نام رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على حصير فأثر في جنبه فقالت له عائشة : يا رسول الله هذا كسرى وقيصر في ملك عظيم وانت رسول الله لا شيء لك ، تنام على الحصير ، وتلبس الثوب الردي ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا عائشة لو شئت ان تسير معي الجبال ذهباً لسارت ، ولقد أتاني جبريل بمفاتيح خزائن الدنيا فلم أردها ، إرفعي الحصير فرفعته فإذا تحت كل زاوية منها قضيب من ذهب ما يحمله الرجل فقال : انظري اليها يا عائشة إن الدنيا لا تعدل عند الله من الخير قدر جناح بعوضة ، ثم عادت القضبان .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٤ ]
روى بسنده عن انس بن مالك إن فاطمة عليها السلام جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟ قالت : قرص خبز فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة ، فقال : أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٤ ]
روى بسنده عن عائشة قالت : ما شبع آل محمد ثلاثاً من خبز بر حتى قبض وما رفع عن مائدته كسرة فضلاً حتى قبض .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٥ ]
روى بسنده عن الحسن عليه السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وإنها لتسعة أبيات ، والله فما قالها استقلالاً لرزق الله ولكن أراد أن تأسى به امته .
[ تاريخ بغداد ج ١١ ص ١٠٢ ]
روى بسنده عن عائشة ، قالت : دخلت على امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله عباءة مثنية ، فانطلقت فبعثت اليّ بفراش حشوه صوف ، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالت : قلت : يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت عليّ فرأت فراشك فذهبت فبعثت إليّ بهذا ، فقال : رديه قالت : فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك لي ثلاث مرات قالت : فقال : رديه يا عائشة ، فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة .
[ تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣١٥ ]
روى بسنده عن أنس بن مالك قال : اهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم طوائر ثلاثة فأكل طيراً واستخبأ خادمه طيرين ، فلما أصبح قدم خادمه اليه الطيرين ، فقال : ما هذان ؟ قال : طيران استخبأتهما لك يا رسول الله ، قال : ألم أنهك أن تدخر شيئاً لغد ؟ ان الله تعالى يأتي برزق كل غد .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )
في سورة الأحقاف ، قال : اخرج أبن أبي حاتم والديلمي عن عائشة قالت : ظل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صائماً ثم طوى ، ثم ظل صائماً ثم طوى ، ثم ظل صائماً ،
قال
: يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولآل محمد ، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها ، والصبر عن محبوبها ، ثم لم يرض مني إلا ان يكلفني ما كلفهم فقال : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )
واني والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا بالله .
بابٌ
في أن النبي ( ص )
يضعّف له البلاء ويضعف له الأجر
[ صحيح ابن ماجة في أبواب الفتن ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : دخلت على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حرة بين يدي فوق اللحاف ، فقلت : يا رسول الله ما أشدها عليك ، قال : إنا كذلك يضعف لنا البلاء ، ويضعف لنا الأجر ، قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً ؟ قال : الأنبياء ، قلت : يا رسول الله ثم من ؟ قال : ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء .
[ مشكل الآثار ج ٣ ص ٦٣ ]
روى بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله انك لتوعك وعكاً ، قال : اجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم . فقلت : إن لك اجرين ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله عنه ـ كأنه يعني خطاياه ـ كما تحط
الشجرة
ورقها .
[ مشكل الآثار ج ٣ ص ٦٤ ]
روى بسنده عن عائشة إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طرقه وجع فجعل يتقلب على فراشه ، فقالت له عائشة : يا نبي الله لو أن بعضنا فعل هذا لوجدت عليه ، فقال : إن المؤمنين يشتد عليهم البلاء ، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة ولا وجع إلا رفع الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة .
[ الآثار للشيباني ص ١٤٥ ] روى بسنده عن ابراهيم إن عمر مس النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو محموم ، فقال عمر : أيأخذك هكذا وأنت رسول الله ؟ فقال : إنها إذا اخذتني شقت عليّ ، إن أشد هذه الأمة بلاء نبيها ، ثم الخير فالخير ، وكذلك الأنبياء قبلكم والأمم .
بابٌ
ملك الموت يستأذن على
النبي ( ص ) ولم يستأذن على أحد قبله
[ كنز العمال ج ٤ ص ٥٤ ]
قال عن علي عليه السلام قال : لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بثلاث أهبط الله جبريل اليه ، فقال : يا أحمد ان الله عز وجل أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلاً لك وخاصة لك وسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك ؟ ( إلى ان قال ) فقال له جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إئذن له فأذن له ( إلى ان قال ) فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وجاءت التعزية جاء آتٍ يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ، في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلف من كل هالك ودرك من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فأرجوا ، فإن المحروم محروم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ، ( قال علي عليه السلام ) : هل تدرون من هذا ؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر ( قال ) : أخرجه العدني وابن سعد والبيهقي في الدلائل .
[ طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٤٨ ]
روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن ابيه ، قال : لما بقي من اجل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثلاث نزل عليه جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثاني هبط اليه جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك ، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثالث نزل عليه جبريل وهبط معه ملك الموت ونزل معه ملك يقال له اسماعيل يسكن الهواء لم يصعد الى السماء قط ، ولم يهبط الى الأرض منذ يوم كانت الأرض ، على سبعين الف ملك ليس منهم ملك إلا على سبعين الف ، فسبقهم جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، ويقول لك : كيف تجدك ؟ قال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، ثم استأذن ملك الموت ، فقال جبريل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي كان قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك ( قال ) : إئذن له ، فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا رسول الله يا أحمد إن الله ارسلني اليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن امرتني أن أتركها تركتها ( قال ) وتفعل يا ملك الموت ؟ قال : بذلك أُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني فقال : جبريل : يا أحمد ان الله قد اشتاق اليك ( قال ) فأمض يا ملك الموت لما أمرت به ( قال ) جبريل : السلام عليك يا رسول الله ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون
الشخص
، السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته : (
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ) إن في الله عزاء عن كل مصيبة ، وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فأرجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بابٌ
في أن أول من صلى على
النبي ( ص ) بعد أن قُبض الرب عز وجل من فوق عرشه
[ حلية الأولياء ج ٤ ص ٧٧ ]
روى بسنده عن جابر بن عبد الله وابن عباس ، قالا : لما نزلت (
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) إلى آخر السورة وساق الحديث ( إلى ان قال ) فقال علي عليه السلام : يا رسول الله إذا انت قبضت فمن يغسلك وفيما نكفنك ومن يصلي عليك ومن يدخلك القبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا علي اما الغسل فاغسلني انت ، وأبن عباس يصب عليك الماء ، وجبريل ثالثكما ، فإذا انتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد ، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة ، فإذا انتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني ، فإن أول من يصلي عليّ الرب عز وجل من فوق عرشه ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفاً صفوفاً لا يتقدم عليّ أحد ( إلى ان قال ) فقبض رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فغسله علي بن أبي طالب عليه السلام ، وابن عباس يصب عليه الماء ، وجبريل عليه السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد ، وحُمل على السرير ، ثم
أدخلوه
المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه ، فإن أول من صلى عليه الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً قال علي عليه السلام : ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصاً فسمعنا هاتفاً يهتف وهو يقول : ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم فدخلنا فقمنا صفوفاً كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فكبرنا بتكبير جبريل ، وصلينا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بصلاة جبريل ، ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ودخل القبر علي بن أبي طالب عليه السلام ( الحديث ) .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٦٠ ]
روى بسنده عن عبد الله بن مسعود ، قال : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قلنا : من يصلي عليك يا رسول الله ؟ فبكى وبكينا وقال : مهلاً غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيراً ، إذا غسلتموني وحنطتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وجليسي جبريل وميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة ، ثم ليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ، ثم ادخلوا أفواجاً أفواجاً وفرادى ( الحديث ) .
باب
في أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم طيب حياً وميتاً
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص
٢٦٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال ، : لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وليس في البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام والفضل بن عباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد بن حارثة ، وصالح مولاه ، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري ثم احد بني عوف بن الخزرج ـ وكان بدرياً ـ علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له : يا علي نشدتك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : فقال له علي عليه السلام : ادخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ولم يل من غسله شيئاً ، ( قال ) فأسنده الى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكان أُسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء ، وجعل علي عليه السلام يغسله ، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم شيء مما يراه الغاسل من الميت ، وهو يقول : بأبي انت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً ، حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله
عليه
( وآله ) وسلم ـ وكان يغسل بالماء والسدر ـ جففوه ، ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج في ثلاثة أثواب ، ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب احدكما إلى أبي عبيدة الجراح ـ وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة ـ وليذهب الآخر الى أبي طلحة بن سهل الأنصاري ـ وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ـ ( قال ) ثم قال العباس لهما حين سرحهما : اللهم خر لرسولك ( قال ) فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم
[ مستدرك الصحيحين ج ١ ص ٣٦٢ ]
روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : غسلت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئاً ، وكان طيباً حياً وميتاً .
[ طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٦٣ ]
روى بطرق عديدة عن سعيد بن المسيب ، قال : التمس علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئاً ، فقال : بأبي انت وأمي طبت حياً وميتاً ( أقول ) وفي الباب اخبار كثيرة بهذا المضمون وقد اكتفينا منها بما ذكر .
باب
في نزول الملائكة الى
قبر النبي ( ص ) في كل يوم وبيان فضل زيارته
[ سنن الدارمي ج ١ ص ٤٤ ]
روى بسنده عن نبيه بن وهب : إن كعباً دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال كعب : ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون الفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى اذا أمسوا عرجوا ، وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك ، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يزفونه .
[ كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ]
ولفظه : من حج وزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ( قال ) أخرجه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر .
[ كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ]
ولفظه : من زار قبري وجبت له شفاعتي ( قال ) أخرجه ابن عدي والبيهقي عن ابن عمر .
[ كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ]
ولفظه : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً ـ أو شفيعاً ـ يوم القيامة ( قال ) أخرجه البيهقي عن أنس .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٣ ص
٢ ] قال : وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من جاءني زائراً لا يعلم له حاجة إلا زيارتي ، كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط والكبير .
باب
في كوثر النبي ( ص ) ومقامه
المحمود وتزوجه في الجنة مع خديجة وبمريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى
[ صحيح مسلم ] في كتاب الصلاة ، في باب حجة من قال البسملة آية روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ ( بِسْمِ اللَّـهِ
الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )
ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقال : ما تدري ما أحدثت بعدك . ( اللغة ) ـ يختلج : أي يجتذب ويقتطع .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب إثبات حوض نبينا روى بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال رسول الله صلى الله
عليه
و ( آله ) وسلم حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً ، قال : وقالت أسماء بنت أبي بكر : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليَّ منكم ، وسيؤخذ أُناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، قال : فكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ]
روى بسنده عن أنس (
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم
قال : هو نهر في الجنة ، حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت : ما هذا يا جبرئيل ؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه الله .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ]
روى بسنده عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه الله ( قال ) ثم ضرب بيده الى طينة فاستخرج مسكاً ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نوراً عظيماً .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ]
روى بسنده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج .
[ مسند الامام أبي حنيفة ص ٢٧٢ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : ( عَسَىٰ أَن
يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) يخرج الله تبارك وتعالى قوماً من
النار
من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فذلك هو المقام المحمود ، فيؤتي بهم نهراً يقال له الحيوان فيلقون فيه فينبتون وينمون كما ينبت النقارير ثم يخرجون فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميون ، ثم يطلبون الى الله تعالى أن يذهب عنهم ذلك الاسم فيذهبه عنهم .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢١٨ ] قال : وعن أبي داود ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على خديجة في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : بالكره مني الذي أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيراً كثيراً ، أما علمت أن الله عز وجل زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسي ؟ قالت : وقد فعل الله ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقالت : بالرفاه والبنين ( قال ) رواه الطبراني .
[ فيض القدير ج ٢ ص ٢٣٧ ]
في المتن ولفظه : إن الله تعالى زوجني في الجنة من مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى ( قال ) أخرجه الطبراني عن سعد بن جنادة .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٣ ]
ولفظه : أما شعرت أن الله عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وامرأة فرعون ؟ ( قال ) أخرجه الطبراني عن أبي امامة .
المقصد
الثاني في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام وفيه أبواب :
بابٌ
في كثرة فضائل علي عليه
السلام
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٤ ]
قال : عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه الى الهدى ، ويرده عن الردى ( قال ) أخرجه الطبراني .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٧ ]
روى بسنده عن محمد بن منصور الطوسي ، يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٦٦ ]
قال : وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن اسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكذلك أحمد بن شعيب بن على النسائي ( أقول ) وذكر ذلك ابن حجر في صواعقه ( ص ٧٢ )
والعسقلاني أيضاً في فتح الباري ج ٨ ص ٧١ والشبلنجي في نور الأبصار ( ص ٧٣ ) وزادا على المذكورين ـ أي على
احمد
بن حنبل وإسماعيل بن اسحاق والنسائي ـ أبا علي النيسابوري .
[ الإِمامة والسياسة ص ٩٣ ] قال : وذكروا ان رجلاً من همدان يقال له برد قدم على معاوية فسمع عمراً يقع في علي عليه السلام فقال له : يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فحق ذلك أم باطل ؟ فقال عمرو حق ، وأنا أزيدك أنه ليس أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم له مناقب مثل مناقب علي ففزع الفتى ( الخ ) .
[ تاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٢١ ]
روى بسنده عن ابن عباس ، قال : نزلت في علي عليه السلام ثلاثمائة آية .
[ الصواعق المحرقة ص ٧٦ ] ونور الأبصار للشبلنجي ( ص ٧٣ ) قالا : وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي عليه السلام ، ثم قالا : وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : نزل في علي عليه السلام ثلاثمائة آية .

بابٌ
في سبق نور النبي ( ص
) وعلي ( ع ) على خلق آدم ( ع ) وخلقتهما من طينة واحدة
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٤ ]
قال : عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم عليه السلام قسم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا وجزء علي ( قال ) خرجه أحمد في المناقب ( أقول ) وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ( ج ١ ص ٢٣٥ ) نقلاً عن ابن عساكر في تاريخه مسنداً عن سلمان .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٢٨ ] قال : وعن بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علياً عليه السلام أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل ، فقال : إن اجتمعا فعلي على الناس ، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله وأخذ علي عليه السلام جارية من الخمس فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها فأخبر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما صنع ، فقدمت المدينة
ودخلت
المسجد ورسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في منزله وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة ؟ فقلت : خيراً فتح الله على المسلمين ، فقالوا : ما أقدمك ؟ قلت : جارية أخذها علي من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالوا : فأخبر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فإنه يسقط من عين النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ورسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال : ما بال أقوام ينتقصون علياً ؟ من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خُلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم ، وأنا أفضل من ابراهيم ( ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
يا بريدة أما علمت أن لعلي اكثر من الجارية التي أخذها وإنه وليكم بعدي فقلت : يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإِسلام جديداً قال : فما فارقته حتى بايعته على الإِسلام ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط .
[ تاريخ بغداد ج ٦ ص ٥٨ ]
روى بسنده عن موسى بن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة .
[ حلية الأولياء ج ١ ص ٨٤ ]
روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : من سره ان يحي حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوالِ علياً بعدي ، وليوالِ وليه وليقتد بالأئمة من بعدي ، فأنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهماً وعلماً وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي .
بابٌ
في أن آدم عليه السلام
سأل الله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) فقبلت توبته
[ السيوطي ] في الدر المنثور ؛ في ذيل تفسير قوله تعالى :
(
فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ )
في سورة البقرة ، قال : وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب عليه .
[ كنز العمال ج ١ ص ٢٣٤ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : سألت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن قول الله : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) فقال : ان الله أهبط آدم بالهند وحواء
بجدة ، وإبليس بميسان ، والحية باصبهان ، وكان للحية قوائم كقوائم البعير ، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكياً على خطيئته حتى بعث الله تعالى اليه جبرئيل وقال : يا آدم ألم أخلقك بيدي ؟ ألم أنفخ فيك من روحي ؟ ألم أسجد لك ملائكتي ؟ ألم أرزقك حواء أمتي ؟ قال : بلى ، قال : فما هذا البكاء قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن ؟ قال :
فعليك
بهذه الكلمات فان الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوء و وظلمت نفسي فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عملت سوء وظلمت نفسي فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم ( قال ) أخرجه الديلمي ( أقول ) وذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَتَلَقّٰي
آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فقال ) أخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي عليه السلام ، وذكر الحديث كما تقدم بتغيير يسير .
بابٌ
في أن النبي وعلياً عليهما
السلام من شجرة واحدة
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٢٤١ ]
روى بسنده عن جابر ابن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لعلي عليه السلام : يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ
بِمَاءٍ وَاحِدٍ ) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الأَسناد ( أقول وذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : (
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ )
في أول الرعد ، وقال : أخرجه ابن مردويه .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٦٠ ]
روى بسنده عن مولى عبد الرحمن بن عوف ، قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة .
[ كنوز الحقائق ص ١٥٥ ]
قال : الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة ( قال ) أخرجه الطبراني .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ]
قال : أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى ( قال ) أخرجه الديلمي عن جابر .
[ ذخائر العقبى ص ١٦ ]
قال : وعن عبد العزيز بسنده إلى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلا ( قال ) أخرجه أبو سعد في شرف النبوة .
بابٌ
في أن الله اختار
النبي وعلياً عليهما السلام
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٩ ]
روى بسنده عن أبي هريرة قال : قالت فاطمة عليها السلام : يا رسول الله زوجتني من علي ابن ابي طالب وهو فقير لا مال له ، فقال : يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل أطلع الى اهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ؟ ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ٤ ص ١٩٥ ) بطرق متعددة وقال فيه : لما زوج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاطمة من علي عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام ( وساق الحديث ) .
[ أُسد الغابة ج ٤ ص ٤٢ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن علي بن علي الهلالي قال : دخلت على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ما يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة بعدك قال : يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فأختار منها أباك ، ثم اطلع اليها
اطلاعة
فاختار منها بعلك وأوحى إليّ أن أنكحك إياه ؟ ( قال ) اخرجه أبو نعيم وأبو موسى ( أقول ) وذكره الهيثمي في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٥ )
والمحب الطبري في ذخائر العقبى ( ص ١٣٥ ) كل منهما مفصلاً ، وسيأتي في باب عليّ وصي النبي ( قال ) الأول رواه الطبراني في الكبير والأوسط ( وقال ) الثاني خرجه الحافظ أبو العلاء الهمداني .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ ]
قال : أما علمت أن الله عز وجل أطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً ؛ ثم أطلع الثانية فأختار بعلك فأوحى إليَّ فأنكحته واتخذته وصياً ؟ ( قال ) قاله لفاطمة ( ثم قال ) اخرجه الطبراني عن أبي أيوب ( أقول ) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٨ ص ٢٥٣ ) .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ ]
قال : أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ؟ فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها أما ترضين يا فاطمة ان الله اطلع إلى اهل الأرض فأختار منهم رجلين فجعل احدهما أباك والآخر بعلك ؟ ( قال ) اخرجه الحاكم والطبراني والخطيب .
[ كنز العمال ج ٧ ص ١٠٣ ]
قال : عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إن إلهي عز وجل اختارني في ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي ، أنا سيد الثلاثة وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، اختارني وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب كنا رقوداً بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه ، عليٌ عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي ، فما نبهني من رقدتي إلا حفيف أجنحة الملائكة وبرد ذراع عليّ تحت خدي ، فانتبهت من رقدتي وجبريل في ثلاثة أملاك ، فقال له بعض الأملاك الثلاثة : يا جبريل إلى أي هؤلاء الأربعة أرسلت ؟ فضربني برجله وقال : الى هذا وهو سيد ولد آدم ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : محمد بن عبد الله سيد
النبيين
وهذا علي بن أبي طالب ، وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، وهذا جعفر له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، ( قال ) اخرجه يعقوب بن سفيان والخطيب وابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٩٢ ]
قال : ان الله اصطفى العرب من جميع الناس ، واصطفى قريشاً من العرب ، وأصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني واختارني في نفر من أهل بيتي علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين .
بابٌ
في ان الله أيد النبي
( ص ) بعلي ( ع )
[ تاريخ بغداد ج ١١ ص ١٧٣ ]
روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )
قال : وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي .
[ ذخائر العقبى ص ٦٩ ]
قال : عن أبي الخميس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أسري بي الى السماء فنظرت الى ساق العريش الأيمن فرأيت كتاباً فهمته محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم رسول الله أيدته بعلي عليه السلام ونصرته به ( قال ) خرجه الملا في سيرته ( أقول ) وذكره عليّ المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٨ ) باختلاف يسير ، ذكره عن الطبراني في الكبير عن أبي الحمراء .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٨ ]
قال : رأيت ليلة اسرى بي مثبتاً على ساق العرش : إني أنا الله لا إله غيري خلقت جنة عدن بيدي ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي ونصرته بعلي ( قال ) أخرجه ابن عساكر وابن الجوزي من طريقين عن أبي الحمراء ( أقول ) ورواه أبو نعيم في حليته ( ج ٣ ص ٢٦ ) مسنداً عن أبي الحمراء باختلاف يسير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٨ ]
قال : مكتوب في باب الجنة ـ قبل ان يخلق السماوات والأرض بألفي سنة ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ( قال ) أخرجه العقيلي عن جابر .
بابٌ
في أن علياً ( ع )
ولد في الكعبة وهو بمنزلة الكعبة
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٤٨٣ ]
قال : فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في جوف الكعبة .
[ نور الأبصار ص ٦٩ ]
قال : ولد رضي الله عنه بمكة داخل البيت الحرام ـ على قول ـ يوم الجمعة ثالث عشر رجب الحرام سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة ( وقيل ) بخمس وعشرين ، وقبل المبعث باثنتي عشرة سنة ( وقيل ) بعشر سنين ، ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ( قال ) قاله ابن صباغ .
[ كنوز الحقائق ص ١٨٨ ]
قال : يا علي انت بمنزلة الكعبة ( قال ) اخرجه الديلمي .
[ أُسد الغابة ج ٤ ص ٣١ ]
روى بسنده عن الصنابحي عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ( الحديث ) .
بابٌ
في أن النبي ( ص )
أخذ علياً ( ع ) من أبي طالب
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٥٧٦ ]
روى بسنده عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج ، قال : كان من نعم الله على عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما صنع الله وأراده به من الخير ، إن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب في عيال كثير ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعمه العباس ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا اليه نخفف عنه من عياله ، آخذ أنا من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه ، فقال العباس : نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فأصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علياً عليه السلام فضمه اليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه اليه ، فلم يزل علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى بعثه الله نبياً فاتبعه وصدقه ، وأخذ العباس جعفراً ولم يزل جعفر مع العباس حتى
أسلم
واستغنى عنه .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٥٧٦ ]
روى بسنده عن زيد بن علي ابن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام ، قال : أشرف رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من بيت ومعه عماه العباس وحمزة وعلي وجعفر وعقيل هم في ارض يعملون فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعميه : اختارا من هؤلاء فقال احدهما : اخترت جعفراً ، وقال الآخر : اخترت عقيلاً فقال : خيرتكما فأخترتما فاختار الله لي علياً .
بابٌ
في أن علياً عليه السلام
أول من أسلم
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١ ]
روى بسنده عن أبي حمزة ـ رجل من الأنصار ـ قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أول من أسلم علي عليه السلام ( أقول ) ورواه الحاكم في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٣٦ ) وصححه ورواه النسائي في خصائصه ( ص ٢ ) ورواه ابن سعد في طبقاته ( ج ٣ القسم ١ ص ١٢ ) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ١٧ ) . وذكره المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٠ ) قال : اخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه أحمد ابن حنبل في مسنده ( ج ٤ ) بسندين أحدهما في ( ص ٣٦٨ ) والآخر في ( ص ٣٧١ ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٥ ) بسندين .
[ تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص
٥٧ ] روى بسنده عن محمد ابن المنكدر ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وأبي حازم المدني ، والكلبي قالوا : عليّ أول من أسلم ( قال ) قال الكلبي : أسلم وهو ابن تسع سنين .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٤٦٥ ]
روى بسنده عن ابن
عباس
قال : قال أبو موسى الأشعري : إن علياً أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( ثم قال ) هذا حديث صحيح الاسناد .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٣٦ ]
روى بسنده عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أولكم وارداً عليّ الحوض أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ٢ ص ١٨ ) ورواه ابن عبد البر في استيعابه ( ج ٢ ص ٤٥٧ ) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ١٧ ) ، وذكره المناوي في كنوز الحقائق وقال : أخرجه الديلمي ، وذكره المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٠ ) قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وذكره الهيثمي في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٢ ) وقال : اخرجه الطبراني .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٤٩٩ ]
روى بسنده عن قيس بن أبي حازم ، قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت ، فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رجل يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ؟ ألم يكن أول من أسلم ؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ ألم يكن أزهد الناس ؟ ألم يكن أعلم الناس ؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على ابنته ؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في غزواته ؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فأنفلق دماغه ( قال الحاكم )
هذا
حديث صحيح على شرط الشيخين .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٢٦ ] روى بسنده عن معقل ابن يسار قال : وضأت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة تعودها ؟ فقلت : نعم فقام متوكئاً عليّ فقال : أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن عليّ شيء حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال لها : كيف تجدينك ؟ قالت : والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي ، وطال سقمي ( قال ) أبو عبد الرحمن : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال : أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ؟ ( أقول ) وذكره المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٣ )
والهيثمي في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠١ ، وص ١١٤ ) وقالا : أخرجه الطبراني ، فقال الأول : اخرجه في الكبير ، وقال الثاني : برجال وثقوا .
[ مسند الإِمام أبي حنيفة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن حبة ، قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من أسلم وصلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ٤ ص ٢٣٣ ) .
[ الاصابة ج ٤ القسم ١ ص ١١٨ ]
قال : وأورد أبن شاهين من طريق ابراهيم بن جعفر عن أبيه جعفر بن عبد الله بن سلمة عن عمرو ابن مرة الجهني وعبد الله بن فضالة المزني ـ وكانت لهما صحبة ـ عن جابر أنهم كانوا يقولون : علي بن أبي طالب عليه السلام أول من أسلم .
[ الإِصابة ج ٨ القسم ١ ص ١٨٣ ]
قال : وأخرج ابن مندة من رواية علي بن هاشم بن البريد ، حدثتني ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأداوي الجرحى ، وأقوم
على
المرضى ، فلما خرج علي عليه السلام الى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فضيلة في عليّ عليه السلام ؟ قالت : نعم ، دخل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا عائشة دعي لي اخي فإنه أول الناس إسلاماً ، وآخر الناس بي عهداً ، وأول الناس لي لقياً يوم القيامة .
[ أُسد الغابة ج ٥ ص ٥٢٠ ]
روى بسنده عن الحارث عن علي عليه السلام قال : خطب أبو بكر وعمر ـ يعني فاطمة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأبى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عليهما ، فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقلت : ما لي من شيء إلا درعي أرهنها ، فزوجه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاطمة ، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : ما لك تبكين يا فاطمة ؟ فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً ( أقول ) وذكره المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٢ ) وقال فيه : فزوجني رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاطمة عليها السلام ( إلى آخر الحديث ) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه ، والدولابي في الذرية الطاهرة.
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٢ ]
قال : وعن أنس قال : لما زوج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاطمة عليها السلام قال : يا أم أيمن زفي ابنتي الى علي ، ومريه أن لا يعجل عليها حتى آتيها ، فلما صلى العشاء أقبل بركوة فيها ماء فدعا فيها ما شاء الله وقال : أشرب يا علي وتوضأ ، وأشربي يا فاطمة وتوضأي ، ثم أجاف عليهما الباب ، فبكت فاطمة عليها السلام فقال : ما يبكيك ؟ وقد زوجتك أقدمهم سلماً
وأحسنهم
خلقاً ( قال ) أخرجه أبو الخير الحاكمي .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٥٦ ]
قال : وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب عليه السلام أول من أسلم وفضّله هؤلاء على غيره .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٥٧ ]
روي بسنده عن عمرو مولى عفرة قال : سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم علي عليه السلام أو أبو بكر ؟ قال : سبحان الله علي أولهما إسلاماً ، وإنما شبه على الناس لأن علياً عليه السلام أخفى إسلامه من أبي طالب ، وأسلم أبو بكر فأظهر اسلامه ، ولا شك أن علياً عليه السلام عندنا أولهما إسلاماً .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٥٨ ]
روى بسنده عن قتادة عن الحسن قال : أسلم علي عليه السلام وهو أول من أسلم ، وهو ابن خمس أو ست عشرة سنة .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٥٨ ]
روى بسنده عن ابن عباس ، قال : أول من أسلم علي عليه السلام ( ثم قال ) وقد روي عن ابن عمر من وجهين جيدين ( أقول ) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ١٧ ) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ص ١٢ ) ذكره عن الطبراني .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٥ ]
قال : عن عمر قال : لن تنالوا علياً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : ثلاثة لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلىّ مما طلعت عليه الشمس ، كنت عند النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعنده أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فضرب بيده على منكب علي عليه السلام فقال : أنت أول الناس إسلاماً ، وأول الناس إيماناً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ( قال ) اخرجه ابن النجار ( أقول ) وذكره بسند آخر ، قال فيه عن ابن عباس قال : قال عمر بن
الخطاب
: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : في عليّ ثلاث خصال ، وساق الحديث كما تقدم ، وقال في آخر : وكذب عليّ من زعم أنه يحبني ويبغضك ( قال ) أخرجه الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء ، والحاكم في الكنى . والشيرازي في الألقاب ، وابن النجار .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ ]
قال عن أبي اسحاق : إن علياً عليه السلام لما تزوج فاطمة عليها السلام قال لها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ، ( قال ) أخرجه الطبراني .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ ، وص ٣٩٧ ]
قال : زوجتك خير أهلي أعلمهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً ( قال ) قاله لفاطمة عليها السلام ثم قال : أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق عن بريدة .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ ]
قال : أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها ( الحديث ) .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٦ ]
قال : إن الملائكة صلت عليّ وعلى علي سبع سنين قبل ان يسلم بشر ( قال ) أخرجه ابن عساكر .
[ حلية الأولياء ج ٤ ص ٢٩٤ ]
روى بسنده عن الحسن ، قال : لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير قال : أنت الشقي ابن كسير ، قال : بل أنا سعيد بن جبير ، قال : بل أنت الشقي ابن كسير ، قال : كانت أمي أعرف بأسمي منك ، قال : ما تقول في محمد ؟ قال : تعني النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ قال : نعم ، قال : سيد ولد آدم النبي المصطفى ، خير من بقي وخير من مضى ( إلى ان قال ) فما تقول في علي ؟ قال : ابن عم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأول من
أسلم
، وزوج فاطمة عليها السلام وأبو الحسن والحسين ( الحديث ) .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢٢٠ ] قال : وعن مالك بن الحويرث قال : أول من أسلم من الرجال علي عليه السلام ومن النساء خديجة ( قال ) رواه الطبراني .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢٢٠ ] قال : وعن بريدة قال : خديجة أول من أسلم مع رسول الله ( ص ) وعلي بن أبي طالب عليه السلام ( قال ) رواه الطبراني .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢٢٠ ] قال : وعن أبي رافع قال : أول من أسلم من الرجال علي عليه السلام ، وأول من أسلم من النساء خديجة ( قال ) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً
، الخ ) في سورة الواقعة ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام وكل رجل منهم سابق امته ، وعلي عليه السلام أفضلهم سبقاً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٢ ]
قال : السُبق ثلاثة ، فالسابق الى موسى يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام ( قال ) أخرجه الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ( أقول ) وذكره المناوي في فيض القدير المتن ( ج ٤ ص ١٣٥ ) ، وذكره ابن حجر في صواعقه ( ص ٧٢ )
وقال : اخرجه الديلمي عن عائشة ، وذكره المحب الطبري في ذخائره ( ص ٥٨ ) وفي الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٥٨ ) وقال : خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني وذكره السيوطي في الدر
المنثور
في ذيل تفسير قوله تعالى : (
وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ) الخ ، في سورة الواقعة ، وقال : اخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس .
[ الثعلبي في قصصه ص ٢٣٨ ] قال : ويروى عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه قال : سبّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين ، حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب يس ، وعلي ابن أبي طالب عليه السلام وهو أفضلهم ( أقول ) وذكره ( في ص ٢٥٧ ) وقال : وعلي عليه السلام مؤمن آل محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو أفضلهم ، وذكره في ( ص ٥٥٨ ) وذكر السند فقال : أخبرنا الخمشاوي باسناده عن ابن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وذكر الحديث كما تقدم ، وذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى : (
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ )
في سورة يس .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ )
في سورة يس ( قال ) وأخرج ابن عدي وابن عساكر ثلاثة ما كفروا بالله قط ، مؤمن آل ياسين ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وآسية امرأة فرعون .
[ تاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٥٥ ]
روى بسنده عن جابر ، قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين مؤمن آل ياسين ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وآسية امرأة فرعون .
[ تهذيب التهذيب ج ٧ ]
في ترجمة عفيف الكندي ( ص ٢٣٦ ) قال : قال العسكري : ولما أسلم ـ أي عفيف ـ قال : لو كان الله رزقني الإِسلام فأكون ثانياً مع علي عليه السلام ( أقول ) وهذا الحديث دل التزاماً على ان علياً عليه السلام أول من أسلم ، وستأتي قصة عفيف
بطرق
عديدة في باب علي عليه السلام أول من صلى ، فانتظر .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٥ ]
روى بسندين عن أبي اسحاق قال : سألت قثم بن العباس كيف ورث علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم دونكم ؟ قال : لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً ( قال ) هذا حديث صحيح الإِسناد ( أقول ) وذكره المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٠ ) عن ابن أبي شيبة .
[ نور الأبصار ص ٦٩ ]
قال : ونقل عنها ـ أي عن فاطمة بنت أسد ـ أنها كانت إذا أرادت ان تسجد لصنم ـ وعلي عليه السلام في بطنها ـ لم يمكنها ، يضع رجله على بطنها ويلصق ظهره بظهرها ويمنعها من ذلك ولذلك يقال عند ذكره كرم الله وجهه ، أي عن ان يسجد لصنم ( أقول ) ويظهر من هذا الحديث ان علياً عليه السلام قد أسلم من قبل أن يولد بل كان مؤمناً موحداً من قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم
بابٌ
في أن علياً ( ع ) أول
من آمن بالنبي ( ص )
[ تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص
٧٥ ] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : كان أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وصلى معه وصدقه بما جاءه من عند الله علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين ، وكان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قبل الإِسلام .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في سورة النساء في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَابْعَثُوا حَكَمًا
مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا )
قال : وأخرج الطبراني والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عباس ، قال : لما اعتزلت الحرورية فكانوا في وادٍ على حدتهم قلت لعليّ عليه السلام : يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، فأتيتهم ولبست احسن ما يكون من الحلل ، فقالوا : مرحباً بك يا بن عباس فما هذه الحلة ؟ قال : ما تعيبون عليّ ؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أحسن الحلل ونزل
(
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ
مِنَ الرِّزْقِ ) قالوا : فما جاء بك ؟ قلت : أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وختنه ؟ وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم معه ، ثم ساق الحديث طويلاً ( إلى ان قال ) فرجع منهم عشرون الفاً وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا ( أقول ) وذكره الهيثمي في الزوائد ( ج ٦ ص ٢٣٩ ) وقال : رواه الطبراني وأحمد ببعضه ، ورجالهما رجال الصحيح .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في سورة التوبة ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) الآية ؛ قال : وأخرج أبو نعيم في فضائل
الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، ووصي أبيه ، وساقي الحجيج ، فقال شيبة : أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني ؟ فأطلع عليهما علي عليه السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه السلام : أنا أشرف منكما ، أنا أول من آمن وهاجر فانطلقوا ثلاثتهم الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخبروه فما أجابهم بشيء فأنصرفوا ، فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل اليهم فقرأ عليهم (
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) إلى آخر العشر .
[ سنن البيهقي ج ٦ ص ٢٠٦ ]
روى بسنده عن الحسن وغيره : وكان أول من آمن به علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٢ )
نقلاً عن الطبراني ، قال : ورجاله رجال الصحيح .
[ خصائص النسائي ص ٣ ]
روى بسنده عن عمرو بن عباد بن
عبد
الله ، قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين .
[ أُسد الغابة ج ٤ ص ١٩ ]
قال : أنبأنا أبو جعفر بن السمين بأسناده إلى يونس بن بكير عن أبي اسحاق في تسمية من شهد بدراً من قريش ثم من بني هاشم ، قال : وعلي بن أبي طالب عليه السلام وهو أول من امن به .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٧٥٩ ]
قال في ترجمة ليلى الغفارية ، حديثها : إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعائشة : هذا علي بن أبي طالب أول الناس إيماناً ( قال ) روى عنها محمد بن قاسم الطائي .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٧ ]
قال : وعن ابي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت أول من آمن بي وصدق ( قال ) خرجه الحاكمي .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٧ ]
قال : وعن معاذة العدوية ، قالت : سمعت علياً عليه السلام على المنبر منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر ( قال ) خرجه ابن قتيبة في المعارف ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٥ ) وقال : أخرجه محمد بن أيوب في جزئه والعقيلي ، وذكره الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال ( ج ١ ص ٤١٧ ) مختصراً عن كتاب العقيلي .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٨ ]
قال : وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام : تخصم الناس بسبع ولا يحاجك احد من قريش ، أنت أولهم إيماناً بالله ،
وأوفاهم
بعهد الله وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية ( قال ) أخرجه الحاكمي ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ١ ص ٦٦ ) .
[ الاصابة ج ٧ القسم ١ ص ١٦٧ ]
قال : وأخرج أبو أحمد وأبن مندة وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : سيكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين .
[ فيض القدير ج ٤ ص ٣٥٨ ]
الشرح ، قال : وروى الطبراني والبزاز عن أبي ذر وسلمان مطولاً ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٦ ) نقلاً عن الطبراني في الكبير عن سلمان وأبي ذر معاً ، ونقلاً عن البيهقي في السنن الكبرى وابن عدي في الكامل عن حذيفة .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٣ ]
روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن عبد الله بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب ، فلقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فيه خصالاً لئن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب اليّ مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه
و
( آله ) وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعليّ قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يخرج اليكم فخرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فسرنا إليه فأتكأ على علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم أنت أول المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزية ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي ( ثم قال ) ابن عباس من نفسه : ولقد فاز علي عليه السلام بصهر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وبسطة في العشيرة وبذلاً للماعون ، وعلماً بالتنزيل ، وفقهاً للتأويل ، ونيلاً للأقران ( أقول ) وقد تقدم في الباب السابق من كنز العمال رواية عن عمر قال فيها : فضرب ـ أي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ بيده على منكب علي عليه السلام فقال : أنت أول الناس إسلاماً ، وأول الناس إيماناً ( الخ ) .
باب
في رجحان إيمان علي عليه
السلام
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٦ ]
قال : لو أن السماوات والأرض موضوعتان في كفة وإيمان علي عليه السلام في كفة لرجح إيمان علي ( قال ) أخرجه الديلمي عن ابن عمر .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٢٦ ]
قال : وعن عمر بن الخطاب أنه قال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لسمعته وهو يقول : لو أن السماوات السبع وضعت في كفة ووضع إيمان عليّ في كفة لرجح إيمان علي ( قال ) اخرجه ابن السمان والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية والفضائلي .
بابٌ
في أن علياً عليه السلام
أول من
صلى
[ صحيح ابن ماجة ص ١٢ ]
روى بسنده عن عباد بن عبد الله قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين ( أقول ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١١١ ) وقال في آخره : قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة ( ورواه ) ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٦ ) .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٢ ]
روى بسنده عن حبة بن جوين عن علي عليه السلام ، قال : عبدت الله مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٤ ) نقلاً عن الحاكم وابن مردويه .
[ أُسد الغابة ج ٤ ص ١٨ ]
روى بسنده عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لقد صلت الملائكة عليَّ وعلى عليّ سبع سنين ، وذاك أنه لم يصل معي رجل غيره ( أقول )
وذكره
المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٥ ) نقلاً عن أبي الحسن الخلعي ، وقال : لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا ولم يذكر سبع سنين .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٩٩ ] روى بسنده عن حبة العرني قال : رأيت علياً عليه السلام ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكاً أكثر منه حتى بدت نواجذه ( ثم قال ) ذكرت قول أبي طالب ، ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونحن نصلي ببطن نخلة فقال : ماذا تصنعان بابن أخي فدعاه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلى الإِسلام فقال : ما بالذي تصنعان بأس ـ أو بالذي تقولان بأس ـ ثم قال عليه السلام : اللهم لا أعرف أن عبداً لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٥ ) نقلاً عن أبي داود الطيالسي وأحمد بن
حنبل وأبي يعلى والحاكم في مستدرك الصحيحين ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٢ ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ، ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ( ج ٢ ص ٤٥٨ ) ولفظه لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين ، ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ١٧ ) وقال فيه خمس سنين أو سبع سنين .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٥ ]
قال عن حبة : إن علياً عليه السلام قال : اللهم انك تعلم أنه لم يعبدك أحد من هذه الأمة قبلي ، ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة ست سنين ( قال ) أخرجه الطبراني في الأوسط .
[ خصائص النسائي ص ٣ ]
روى بسنده عن علي عليه السلام
قال
: ما أعرف أحداً من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري ، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين .
[ الواحدي في أسباب النزول ص ١٨٢ ] قال : قال الحسن والشعبي والقرظي : نزلت الآية في علي عليه السلام والعباس وطلحة بن شيبة ، وذلك إنهم افتخروا ، فقال طلحة ، أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإليَّ ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال علي عليه السلام : ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية ـ يعني قوله تعالى : (
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ
آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَوُونَ
عِندَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ
اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ
الْفَائِزُونَ ) ( اقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ١٠ ص ٦٨ ) مسنداً عن محمد ابن كعب القرظي ، وذكره الرازي ايضاً في تفسيره في ذيل تفسير الآية في سورة التوبة .
[ الأستيعاب ج ٢ ص ٤٥٩ ]
قال : وقال علي عليه السلام صليت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كذا وكذا لا يصلي معه غيري إلا خديجة .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : أول من صلى علي عليه السلام ( أقول ) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٥ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض
النضرة ( ج ٢ ص ١٥٨ ) وقال : أخرجه ابو القاسم في الموافقات .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١١ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليست لأحد ، هو أول عربي
وأعجمي
صلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس ، وهو الذي غسله وأدخله قبره ( أقول ) ورواه ابن عبد البر ايضاً في استيعابه ( ج ٢ ص ٤٥٧ ) ( اللغة ) قال ابن الأثير الجزري في النهاية
في غريب الحديث والأثر ما نصه : « في الحديث إنه ـ أي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ عطش يوم أُحد فجاء عليّ بماء من المهراس فعافه وغسل به الدم عن وجهه ، المهراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يعمل منها حياض للماء ، ( وقيل ) المهراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحد » .
وتقدم أيضاً في الباب
التاسع عن الحاكم بسنده عن قيس قال فيه : فقال ـ أي سعد ـ يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ؟ ألم يكن أول من أسلم ؟ ألم يكن أول من صلى ( الخ ) وتقدم أيضاً في الباب التاسع رواية أبي حنيفة في مسنده عن حبة قال فيه . سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من أسلم وصلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فراجعه .
[ خصائص النسائي ص ٢ ]
روى بسنده عن حبة العرني قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ١٤١ ) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته ( ج ٣ القسم ١ ص ١٣ )
ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ١٧ ) وقال فيه : مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ خصائص النسائي ص ٢ ]
روى بسنده عن أبي عمرة عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علي عليه السلام .
[ خصائص النسائي ص ٢ ]
روى بسنده عن أبي حمزة مولى
الأنصار
قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علي بن أبي طالب ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٤ ص ٣٦٨ ، وص ٣٧ ) ورواه أبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده ( ج ٣ ص ٩٣ ) ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ٦ ص ٢٠٦ ) ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (
ج ٢ ص ٤٥٨ )
ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٦ ) وقال : أول رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علي عليه السلام .
[ طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٣ ]
روى بسنده عن مجاهد . قال : أول من صلى علي عليه السلام وهو ابن عشر سنين .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٦ ]
ولفظه : أول من صلى معي علي
عليه السلام ( قال ) اخرجه
الحاكم في تاريخه ، والديلمي عن ابن عباس .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٥ ]
قال عن علي عليه السلام قال : أنا أول رجل صلى مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( قال ) أخرجه ابو داود الطيالسي . وابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وابن سعد .
[ تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص
٧٥ ] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : كان أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وصلى معه وصدقه بما جاء به من عند الله علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين ، وكان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قبل الإِسلام .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠٠ ]
روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم الاثنين وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء ( قال ) وفي الباب عن علي عليه السلام ،
ثم
قال : وروى هذا عن مسلم عن حبة عن علي عليه السلام ونحو هذا .
[ تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص
٥٥ ] روى بسنده عن جابر قال : بعث النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم الاثنين وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٢ ]
روى بسنده عن بريدة قال : انطلق أبو ذر ، وساق الحديث ( إلى ان قال ) وأوحى الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يوم الاثنين ، وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء ( قال ) هذا صحيح الإِسناد .
[ خصائص النسائي ص ٣ ]
روى بسنده عن عفيف ـ يعني الكندي ـ قال : جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فأتيت العباس بن عبد المطلب ـ وكان رجلاً تاجراً ـ فأنا عنده جالس حيث أنظر الى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء فأرتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره الى السماء ثم قام مستقبل الكعبة ، ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاء غلام فقام على يمينه ، ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاءت أمرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة ، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة ، فقلت : يا عباس أمر عظيم ، قال العباس : أمر عظيم ، أتدري من هذا الشباب ؟ قلت : لا ، قال : هذا محمد بن عبد الله ابن اخي أتدري من هذا الغلام ؟ هذا علي ابن أخي ، أتدري من هذه المرأة ؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته ، إن إبن اخي هذا أخبرني ان ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ٢٠٩ ) وقال في آخره : ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى ، وهو يزعم أنه سيفتح
عليه
كنوز كسرى وقيصر ، قال : فكان عفيف ـ وهو ابن عم الأشعث ابن قيس ـ يقول وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه : لو كان الله رزقني الإسلام يومئذٍ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٨٣ ) وقال في آخره . قال عفيف الكندي : ـ وأسلم وحسن إسلامه ـ لوددت اني كنت أسلمت يومئذٍ فيكون لي ربع الإِسلام ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإِسناد ، و ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته ( ج ٨ ص ١٠ ) وقال في آخره : قال عفيف ، : فتمنيت بعد اني كنت رابعهم ، وذكره ابن حجر ايضاً في الإِصابة ( ج ٤ القسم ١ ص ٢٤٨ ) في ترجمة عفيف الكندي ، ونسب روايته الى البغوي وأبي يعلى والنسائي والعقيلي والبخاري وابن أبي خيثمة وابن مندة وصاحب الغيلانيات ، ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ( ج ٢ ص ٤٥٨ ، وص ٥١١ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩١ ) نقلاً عن ابن عدي في الكامل وابن عساكر
، ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٣ ص ٤١٤ ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٣ ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد ، ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٦ وص ٥٧ ) بطرق متعددة وألفاظ متقاربة .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٩ ]
قال : قال ابن اسحاق : وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب عليه السلام مستخفياً من عمه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها فاذا أمسيا رجعا ، فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا ، ثم أن أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا ابن أخي ما هذا أراك تدين به ؟ قال : أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا
ابراهيم
ـ أو كما قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ وبعثني الله به رسولاً إلى العباد ، وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني اليه وأعانني عليه ـ أو كما قال ـ فقال أبو طالب : أي ابن أخي أني والله لا استطيع ان افارق دين آبائي وما كانوا عليه ، ولكن والله لا يخلص اليك شيء تكرهه ما بقيت ، وذكروا انه قال لعلي عليه السلام : أي بني ما هذا الدين الذي انت عليه ؟ قال : يا أبة آمنت برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وصدقت بما جاء به وصليت معه لله واتبعته ، فزعموا أنه قال : أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فألزمه ( قال ) أخرجه ابن اسحاق ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٨ ) عن ابن اسحاق .
[ كنز العمال ج ٧ ص ٥٦ ]
عن ابن مسعود قال : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قدمت مكة مع عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فأنتهينا اليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا اليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض يعلوه حمرة له وفرة جعدة الى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فأستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعاً والغلام والمرأة يطوفان معه ، قلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أوَ شيء حدث ؟ قال : هذا ابن اخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة امرأته خديجة ، أما والله ما على وجه الأرض من أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة ( قال ) أخرجه يعقوب بن شيبة وابن عساكر ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ٢٢٢ ) نقلاً عن الطبراني ، وزاد فقال بعد
قوله : ـ
والغلام
والمرأة يطوفان معه ـ ما لفظه : ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر وقامت المرأة خلفهما ، ورفعت يديها وكبرت وأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع يتبعانه ، قال : فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكة فأنكرناه فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أشيء حدث ؟ قال : أجل والله أما تعرفون هذا ؟ قلنا : لا قال : هذا ابن اخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد ، أما والله ما على الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة .
بابٌ
في أن علياً عليه السلام
يصلي كرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[ صحيح البخاري ] في كتاب الصلاة في باب إتمام التكبير في الركوع روى بسنده عن مطرف عن عمران بن حصين قال : صلى مع عليّ بالبصرة فقال : ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع .
[ صحيح البخاري ] في كتاب الصلاة ، في باب إتمام التكبير في السجود روى بسنده عن مطرف بن عبد الله قال : صليت خلف علي بن أبي طالب عليه السلام أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر ، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال : قد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، أو قال : لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( أقول ) ورواه في باب آخر أيضاً من أبواب الصلاة ، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب الصلاة في باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه ( ج ١ ص ١٦٤
وص
١٦٧ )
ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه ( ج ٥ ص ٨٤ ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٤ ص ٤٢٨ ) وقال فيه : كنت مع عمران بن حصين بالكوفة فصلى بنا علي بن أبي طالب عليه السلام وساق الحديث ( وفي ص ٤٢٩ وص ٤٤٠ ) أيضاً .
[ صحيح ابن ماجة ] في كتاب الصلاة في باب التسليم ، روى بسنده عن أبي موسى ، قال : صلى علي عليه السلام يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فأما نسيناها ، وإما أن نكون تركناها فسلم على يمينه وعلى شماله ( أقول ) ورواه أحمد ابن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٤ ص ٣٩٣ ) بطريقين ( وص ٤٠٠ و ص ٤١٥ )
كل مع اختلاف يسير في اللفظ مع الآخر . ( فتح الباري )
[ فتح الباري ] في شرح البخاري ج ٢ ص ٤١٣ قال : وقد روى احمد والطحاوي بأسناد صحيح عن ابي موسى الأشعري قال ذكر علي ( ع ) كنا صلاة نصليها مع رسول الله ( ص ) اما نسيناها واما تركناها عمداً ( وقال ) في ص ٤١٤ وفي رواية قتادة عن مطرف قال عمران يعني ابن حصين اما صليت منذ حين او منذ كذا وكذا أشبه بصلاة رسول الله .
باب
في حسن وجه علي عليه السلام
ونقوش خواتيمه
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٦٩ ]
قال : وأحسن ما رأيت في صفة علي رضي الله عنه أنه كان ربعة من الرجال الى القصر ، هو أدعج العينين ، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسناً ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، شثن الكفين ، عتد أغيد ، كأن عنقه ابريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر الا من خلفه ، كبير اللحية ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت ادماجاً ، اذا مشى تكفأ ، واذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس ، وهو الى السمن ما هو شديد الساعد واليد واذا مشى للحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوي شجاع منصور على من لاقاه .
[ أسد الغابة ج ٤ ص ٣٩ ]
قال : وقال ابن أبي الدنيا ، حدثني أبو هريرة ، حدثنا عبد الله بن داود ، حدثنا مدرك أبو الحجاج ، قال : رأيت عليا عليه السلام يخطب وكان من أحسن الناس وجهاً .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٢ ]
قال : أخرج الملا في سيرته : قيل يا رسول الله وكيف يستطيع على أن يحمل لواء الحمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطى خصالا شتى صبرا كصبري ، وحسنا كحسن يوسف ، وقوة كقوة جبريل .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٨ ]
قال : وعن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : من أراد أن ينظر الى ابراهيم في حلمه ، والى نوح في حكمه ، والى يوسف في جماله ، فلينظر الى علي بن أبي طالب ( قال ) خرجه الملا في سيرته .
[ كنز العمال ج ٣ ص ٣٣٦ ]
عن عبد خير قال : كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام أربعة خواتيم يتختم بها ، ياقوت لنيله ، فيروزج لنصره ، حديد صيني لقوته ، عقيق لحرزه ، وكان نقش الياقوت لا إله إلا الله الملك الحق المبين ، ونقش الفيروزج الله الملك ، ونقش الحديد الصيني العزة لله ونقش العقيق ثلاثة أسطر ما شاء الله لا قوة إلا بالله استغفر الله ( قال ) أخرجه الحاكم في تاريخه ، والصابوني في المائتين ، وأبو عبد الرحمن السلمي في أماليه .
[ نور الأبصار ص ٩٤ ]
قال : وكان نقش خاتمه ـ يعني علياً عليه السلام ـ أسندت ظهري الى الله ، وقيل : حسبي الله .
باب
في كنى علي عليه السلام
وبعض ألقابه الشريفة
[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب علي ابن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن أبي حازم ان رجلا جاء الى سهل بن سعد فقال : هذا فلان ـ لأمير المدينة ـ يدعو علياً عليه السلام عند المنبر قال : فيقول : ماذا ؟ قال : قال يقول له : أبو تراب فضحك ، قال : والله ما سماه الا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وما كان له اسم أحب اليه منه فأستطعمت الحديث مهلا وقلت : يا أبا عباس كيف ؟ قال : دخل علي عليه السلام على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أين ابن عمك ؟ قالت : في المسجد فخرج اليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب الى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول : أجلس يا أبا تراب مرتين ( أقول ) ورواه أيضا باختلاف يسير في كتاب الصلاة في باب نوم الرجال في المسجد ، وفي كتاب الأدب ، في باب التكني بأبي تراب وفي كتاب الاستيذان ، في باب القائلة في المسجد ( ورواه ) أيضا البخاري في الادب المفرد في باب من كني رجلا بشيء هو فيه ( ورواه )
مسلم
أيضا في صحيحه ، في كتاب فضائل الصحابة ، في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ( ورواه ) ابن جرير الطبري أيضا في تاريخه ( ج ٢ ص ١٢٤ )
.
[ خصائص النسائي ص ٣٩ ]
روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع ، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لي علي عليه السلام : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء النفر من بني مدلج يعملون في عين لهم فننظر كيف يعملون ؟ قال : قلت : إن شئت فجئناهم فنظرنا الى أعمالهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي عليه السلام حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب ، فنمنا فوالله ما أهبنا الا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام : ما لك يا أبا تراب ؟ لما يرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا احدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : احيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٤ ص ٢٦٢ ) والحاكم في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٤٠ ) والطحاوي في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٥١ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٩ ) وقال : أخرجه البغوي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار .
[ كنز العمال ج ٤ ص ٣٩٠ ]
قال : خرج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى المسجد فوجد عليا عليه السلام قد سقط رداؤه عن ظهره حتى خلص الى التراب فجعل رسول الله صلى الله عليه و ( آله )
وسلم
يمسحه بيده ويقول : اجلس أبا تراب ، ما كان اسم أحب اليه منه ، ما سماه اياه الا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( قال ) أخرجه أبو نعيم في المعرفة عن سهل بن سعد الساعدي .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١١١ ] عن ابن عباس قال : لما آخى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم خرج مغضباً حتى أتى جدولا فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت أن تكون الا أبا تراب ، أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي ؟ ألا من أحبك حف بالأمن والايمان ، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام ( قال ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط ( أقول ) وذكره المتقي أيضا في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) .
[ حلية الأولياء ج ٣ ص ٢٠١ ]
روى بسنده عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : سلام عليك أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً ، فعن قليل ينهدر كناك والله خليفتي عليك ، قال : فلما قبض النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال علي عليه السلام : هذا أحد الركنين اللذين قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال علي عليه السلام : هذا الركن ( الآخر ) الذي قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضا في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٥٤ ) وعلي بن سلطان أيضا في مرقاته في الشرح
( ص ٥٩٧ )
كلاهما عن أحمد في المناقب ، قال فيه : فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال : هذا الركن الآخر ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز
الحقائق
مختصراً ( ص ٧٩ ) نقلا عن الديلمي ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٩ ) نقلا عن أبي نعيم وابن عساكر ( وفي ج ٧ ص ١٠٧ ) نقلا عن أبي نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر .
[ نور الأبصار ص ٩٤ ]
قال : وأما ألقاب الامام علي عليه السلام فالمرتضى وحيدر وأمير المؤمنين والأنزع البطين ، واما كنيته فأبو الحسن وأبو السبطين ، وأبو تراب كناه بها صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٥ ]
قال : ويلقب أيضا ببيضة البلد وبالأمين وبالشريف وبالهادي والمهتدي وذي الأذن الواعية ، وقد جاء في الصحيح من شعره ( أنا الذي سمتني أمي حيدرة ) ـ الى أن قال ، وحيدرة اسم الأسد وكانت فاطمة لما ولدته سمته باسم أبيها ، فلما قدم أبو طالب كره الاسم فسماه علياً ( أقول ) وله عليه السلام ألقاب اخر أيضاً سيأتي ان شاء الله تعالى ذكرها في بعض الأبواب الآتية ، مثل كونه عليه السلام يعسوب الدين وامام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، وغير ذلك .
باب
في أن الدعاء محجوب
حتى يصلى على محمد وآل محمد عليهم السلام
[ كنز العمال ج ١ ص ١٧٣ ]
ما من دعاء إلا بينه وبين الله حجاب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، فاذا فعل ذلك انخرق الحجاب ودخل الدعاء ، فاذا لم يفعل ذلك يرجع الدعاء ( قال ) أخرجه الديلمي عن علي عليه السلام ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ٨٨ ) ولكن لفظه هكذا : قال : وقد أخرج الديلمي أنه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته ، اللهم صل على محمد وآله .
[ فيض القدير ج ٥ ص ١٩ ]
الشرح ، قال : روى الطبراني في الأوسط عن علي عليه السلام موقوفاً فقال : كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد ( قال ) قال الهيثمي : رجاله ثقات ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢١٤ ) نقلاً عن عبيد الله بن أبي حفص العيشي في حديثه ، وعبد القادر الرهاوي في الأربعين ، والطبراني في الكبير ، والبيهقي في شعب الإِيمان .
[ فيض القدير ج ٣ ص ٥٤٣ ]
المتن ، الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على محمد وأهل بيته ( قال ) أخرجه أبو الشيخ عن علي عليه السلام ( وقال ) في الشرح : البيهقي أخرجه من الشعب باللفظ المزبور عن علي عليه السلام مرفوعاً وموقوفاً ، بل رواه الترمذي عن ابن عمر بتغيير يسير ( أقول ) ويؤيد الروايات المتقدمة روايتان أخريان ، إحداهما ما ذكره المتقي في :
[ كنز العمال ج ١ ص ١٨١ ]
قال : يا علي اذا أحزنك أمر فقل : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بكنفك الذي لا يرام ، وساق الدعاء ( الى أن قال ) أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وبك أدرأ في نحو الأعداء والجبابرة ، الحديث ( قال ) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن علي عليه السلام ، واخراهما ما ذكره :
[ الثعلبي في قصصه في قصة يوسف ص ١٥٧ ] قال : فلما كان في اليوم الرابع أتاه جبريل عليه السلام قال : يا غلام من طرحك ها هنا في هذا الجب ؟ قال : اخوتي لأبي ، قال : ولم ؟ قال : حسدوني على منزلتي من أبي ، قال : أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ قال : نعم ، قال : قل يا صانع كل مصنوع ويا جابر كل مكسور ، ويا حاضر كل ملأ ، ويا شاهد كل نجوى ، ويا قريباً غير بعيد ، ويا مؤنس كل وحيد ، ويا غالباً غير مغلوب ، ويا علام الغيوب ويا حياً لا يموت ، ويا محيي الموتي ، لا إله إلا أنت سبحانك ، أسألك يا من له الحمد ، يا بديع السماوات والأرض ، يا مالك الملك ، ويا ذا الجلال والاكرام أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وأن تجعل لي من أمري ومن ضيقي فرجاً ومخرجاً ، وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، فقالها يوسف فجعل الله له من الجب مخرجاً ، ومن كيد اخوته فرجاً ، وآتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب .
باب
لا تقبل الصلاة حتى يصلى
فيها على محمد وآل محمد عليهم السلام
[ سنن البيهقي ج ٢ ص ٣٧٩ ]
روى بسنده عن أبي مسعود قال : لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمد لرأيت أن صلاتي لا تتم ( أقول ) ورواه بطريق آخر بعد هذا وقال فيه : على محمد وآل محمد ما رأيت أنها تتم ( ورواه ) الدارقطني أيضاً في سننه ( ص ١٣٦ )
.
[ سنن الدارقطني ص ١٣٦ ]
روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : من صلى صلاة لم يصل فيها عليَّ ولا على أهل بيتي لم تقبل منه .
[ ذخائر العقبى ص ١٩ ]
قال : وعن جابر أنه كان يقول : لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل .
[ الصواعق المحرقة ص ٨٨ ] قال : وللشافعي رضي الله عنه :
يا أهل بيت رسول
الله حبكم
|
|
فرض من الله في القرآن
أنزله
|
كفاكم من عظيم
القدر أنكم
|
|
من لم يصل عليكم لا
صلاة له
|
( أقول ) وذكر البيتين الشبلنجي أيضا في نور
الأبصار ( ص ١٠٤ )
وسيأتي في الباب الآتي بعض الأخبار الآمرة بالصلاة على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وآله في تشهد الصلاة مثل قوله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : اذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ومن المعلوم أن الأمر للوجوب ، وانه اذا اختل أحد واجبات الصلاة عمداً بطلت ، بل مقتضى القاعدة بطلانها حتى سهواً ، إلا أن يدل دليل على صحتها مثل حديث لا تعاد الصلاة الا من خمس ... الخ ، ثم انه قال الرازي في تفسيره في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى : الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .
باب
في كيفية الصلاة على
محمد وآل محمد عليهم السلام
( أقول ) قد ورد في كيفية
الصلاة على محمد وآل محمد أخبار كثيرة فوق حد الاحصاء ، كما يظهر ذلك بمراجعة الدر المنثور للسيوطي في ذيل تفسير الآية الكريمة في سورة الأحزاب (
إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) فذكر في هذا المعنى عن كعب بن عجرة ، ويونس
بن خباب ، وابراهيم وعبد الرحمن بن أبي كثير ، ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وطلحة بن عبيد الله ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وابي مسعود وعقبة بن عمرو ، وعلي عليه السلام ، وزيد بن أبي خارجة ، وبريدة ، وابن مسعود أحاديث متواترة ونحن نقتصر في هذا الباب على ذكر جملة من الروايات فنقول :
[ صحيح البخاري ] في كتاب الدعوات ، في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية ؟ ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد
علمنا
كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : فقولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد ( اقول ) ورواه ايضا في كتاب بدء الخلق ، وفي كتاب التفسير ، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب الصلاة ، في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بعد التشهد بطرق متعددة ، ورواه النسائي ايضا في صحيحه وابن ماجة في صحيحه ، وأبو داود في صحيحه والحاكم في مستدرك الصحيحين ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ، والدارمي في سننه ، والبيهقي في سننه ، وأبو ابراهيم في حليته والطحاوي في مشكل الآثار ، والخطيب البغدادي في تاريخه ، وجمع آخرون من أئمة الحديث كل بطرق عديدة عن كعب ابن عجرة .
[ صحيح البخاري ] في كتاب التفسير في باب قوله تعالى ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ )
روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول الله هذا التسليم فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : أللهم صلى على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم ( أقول ) ورواه أيضاً باختلاف يسير في كتاب الدعوات في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه ( ج ١ ص ١٩٠ )
ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٢ ص ٤٧ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٣ ص ٧٣ ) .
[ الأدب المفرد للبخاري ص ٩٣ ] روى بسنده عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من قال : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وترحم على محمد وعلى آل
محمد
كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الصلاة في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بعد التشهد . روى بسنده عن أبي مسعود الانصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قولوا أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ( أقول ) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ( ج ٢ ص ٢١٢ ) قال : وفي الباب عن علي عليه السلام ، وأبي حميد ، وكعب بن عجرة ، وطلحة بن عبيد الله ، وأبي سعيد وزيد بن خارجة ـ ويقال له حارثة ـ وبريدة ( ثم قال ) هذا حديث حسن صحيح ، ورواه النسائي ايضا في صحيحه ، وابو داود في صحيحه ، ومالك بن انس في موطئه ـ وأحمد بن حنبل في مسنده ، والحاكم في مستدرك الصحيحين ، والدارمي في سننه ، والبيهقي في سننه ، والطحاوي في مشكل الآثار ، وجملة منهم بطرق متعددة .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٩٠ ]
روى بسنده عن موسى بن طلحة عن ابيه قال : قلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد .
( اقول ) ورواه بطريق
آخر عن موسى بن طلحة ، ورواه ابن
جرير
الطبري أيضاً في تفسيره . واحمد بن حنبل في مسنده ، وابو نعيم في حليته ، والطحاوي في مشكل الآثار ، وابن عبد البر في استيعابه ، وبعضهم بطريقين .
[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٩٠ ]
روى بسنده عن موسى بن طلحة قال : سألت زيد بن خارجة ، قال : اني سألت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : صلوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء وقولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده وابو نعيم في حليته ، والطحاوي في مشكل الآثار ، والمناوي في فيض القدير في المتن وفي الشرح عن جملة من المحدثين ، ورواه ابن الاثير أيضاً في أُسد الغابة .
[ صحيح ابن ماجة في كتاب الصلاة ص ٦٥ ] روى بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : اذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاحسنوا الصلاة عليه فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه ، قال : فقالوا له فعلمنا ، قال : قولوا اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين ( الى أن قال ) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٤ ص ٢٧١ )
.
[ فتح الباري في شرح البخاري ج ١٣ ص
٤١١ ] ( قال ) اخرج الطبري في تهذيبه من طريق حنظلة بن علي عن أبي هريره رفعه من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم شهدت له يوم القيمة وشفعت له .
[ مستدرك الصحيحين ج ١ ص ٢٦٩ ]
روى بسنده عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه قال : اذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( أقول ) ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ٢ ص ٢٧٩ ) . ( تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص
٣١ ) روى بسنده عن ابي اسرائيل عن يونس بن خباب قال : خطبنا بفارس فقال : (
إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ ) الآية ، فقال : انبأني من سمع ابن عباس يقول : هكذا انزل فقلنا ـ أو قالوا ـ يا رسول الله علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد .
[ تفسير ابن جرير ج ٢٢ ص ٣١ ]
روى بسنده عن ابراهيم في قوله ( إِنَّ اللَّـهَ
وَمَلَائِكَتَهُ ) الآية ، قالوا ، يا رسول الله هذا
السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٣٥٣ ] روى بسنده عن بريدة الخزاعي قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا أللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ٨ ص ١٤٢ )
.
[ سنن البيهقي ج ٢ ص ١٤٧ ]
روى بسنده عن عبد الرحمن بن
ابي
ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه كان يقول في الصلاة : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد . ( أقول ) رواه الشافعي أيضاً في مسنده ( ص ٢٣ )
.
[ سنن الدارقطني ص ١٣٥ ]
رواه بسنده عن ابن ابي ليلى ـ أو أبي معمر ـ قال : علمني ابن مسعود التشهد وقال : علمنيه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كما يعلمنا السورة من القرآن ، التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلِ على محمد وعلى أهل بيته كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم صلِ علينا معهم ، اللهم بارك على محمد وعلى أهل بيته كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد ( الحديث ) .
[ سنن الدارقطني ص ١٣٥ ]
روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو ، قال : أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونحن عنده فقال : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا ؟ قال : فصمت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ، ثم قال اذا صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد .
[ مسند الامام الشافعي ص ٢٣ ] روى بسنده عن أبي هريرة انه قال : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ ـ يعني في الصلاة ـ فقال : تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم ، وبارك
على
محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم ، ثم تسلمون عليّ ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٤ ص ١٠٣ ) نقلا عن الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابي هريرة ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٣ ص ٧٥ ) عن أبي هريرة .
[ تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣٠٣ ]
روى بسنده عن علي عليه السلام قال : قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم .
[ كنز العمال ج ١ ص ١٢٤ ]
ولفظه : عدهن في يدي جبرئيل وقال جبرئيل هكذا انزلت من عند رب العزة ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( قال ) أخرجه البيهقي في شعب الايمان والديلمي عن عمر .
[ كنز العمال ج ١ ص ٢١٤ ]
قال : قال الحاكم في علوم الحديث عدهن في يدي أبو بكر بن أبي حازم ، وساق السند الى أن قال : عدهن في يدي علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عدهن في يدي جبريل ، وقال جبريل هكذا أنزلت بهن من عند رب العزة ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم ترحم
على
محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم وتحنن على محمد وآل محمد كما تحننت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ( قال ) أخرجه البيهقي في شعب الايمان عن الحاكم ، وأخرجه التميمي وابن المفضل وابن سدى جميعاً في مسلسلاتهم . والقاضي عياض في الشفاء ، والديلمي .
[ كنز العمال ج ١ ص ٢١٥ ]
قال . مسند أنس ، ابن عساكر ، أنبأنا أبو المعلى الفضل بن سهل ، وعدهن في يدي ، وساق السند ( إلى أن قال ) حدثنا أنس بن مالك ، وعدهن في يدي ، قال وعدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وقال : وعدهن في يدي جبريل ، وقال : عدهن في يدي ميكائيل ، قال : وعدهن في يدي اسرافيل ، قال : عدهن في يدي رب العالمين جل جلاله ، قال لي قل : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ، أللهم أرحم محمداً وآل محمد كما ترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( قال ) : أخرجه ابن عساكر .
[ كنز العمال ج ١ ص ١٢٥ وص ٢١٧ ]
عن عائشة قالت : قال أصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أمرنا أن نكثر الصلاة عليك في الليلة الغراء واليوم الازهر وأحب ما صلينا عليك ما تحب ، قال : قولوا أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وارحم محمداً وآل محمد كما رحمت ابراهيم وآل ابراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد
مجيد
، واما السلام فقد عرفتم كيف هو قال : أخرجه ابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٤ ص ١٠٤ ]
ولفظه : إذا صليتم عليّ فقولوا : أللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( قال ) أخرجه ابن حبان عن ابن مسعود .
[ كنز العمال ج ٣ ص ١٥ ]
ولفظه : ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، مائة مرة ، ثم يقرأ أم الكتاب مائة مرة ، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله مائة مرة ، ثم يسبح الله مائة مرة فيقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد ، وعلينا معهم مائة مرة ، ألا قال الله تعالى : يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني ومجدني ونسبني وعرفني وأثنى عليّ وصلى على نبيي ، اشهدوا يا ملائكتي اني قد غفرت له وشفعته في نفسه ، ولو شاء أن يشفع في أهل الموقف لشفعته ( قال ) أخرجه البيهقي في شعب الايمان . وابن النجار ، والديلمي عن جابر ( أقول ) ويظهر من ابن حجر في الصواعق أن سؤالهم من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن كيفية الصلاة عليه كان بعد نزول قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) وأن سؤالهم عقيب نزول الآية ، وجوابه صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم بقوله : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد دليل على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة ، وها نحن نذكر كلامه بعينه ،
قال
في الصواعق ( ٨٧ )
الآية الثانية ـ أي من الآيات الواردة في أهل البيت ـ قوله تعالى : (
إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
قال : صح عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت هذه الآية قلنا : يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( إلى آخره ) قال : وفي رواية للحاكم فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( إلى اخره ) قال : فسؤالهم بعد نزول الآية ، وإجابتهم باللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ، ومن ثم لما أدخل من مرّ في الكساء قال : اللهم انهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ، وقضية استجابة هذا الدعاء ان الله صلى عليهم معه فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ، انتهى ( أقول ) والانصاف أنه قد أجاد في الاستدلال على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة بما ذكره ، فان الله تعالى قد أمر المؤمنين أن يصلوا على النبي فسألوا من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه كيف يصلي عليه ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، فالنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليس إلا في مقام بيان ما أمر الله به في الآية الشريفة ، فلو لم يكن مراده تبارك وتعالى من الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هو الصلاة عليه وعلى آله لما أمر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في مقام الجواب أن يصلي عليه وعلى آله ، ثم إن قول ابن حجر وقضية استجابة هذا الدعاء إلى آخره معناه أن النبي صلى
الله
عليه و ( آله ) وسلم لما أدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام تحت الكساء ـ كما ستأتي رواياته في غير واحد من الأبواب الآتية ـ دعا لهم وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يجعل صلواته وبركاته عليه وعليهم ، ومقتضى استجابة دعائه ان الله تعالى صلى عليه وعليهم . فحينئذٍ قد طلب الله سبحانه وتعالى من المؤمنين أيضاً ان يصلوا على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كما صلى هو عليه وعليهم .
( هذا ) وللرازي كلام
على ما ذكره ابن حجر في صواعقه ( ص ٨٩ )
يناسب ذكره في هذا المقام ( قال ) وذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يساوونه في خمسة ، في السلام قال : السلام عليك أيها النبي وقال : سلام على آل ياسين ، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي الطهارة قال تعالى : (
طه ) أي يا طاهر ، وقال : ( وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) وفي تحريم الصدقة وفي المحبة ، قال
تعالى : ( فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) وقال : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) .
باب
في أن علياً وفاطمة والحسن
والحسين عليهم السلام هم وآل محمد
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
٣٢٣ ] روى بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لفاطمة عليها السلام : ائتني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكياً ( قال ) ثم وضع يده عليهم ( ثم قال ) اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد ، قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ( أقول ) ورواه الطحاوي أيضا في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٤ ) ورواه المتقي الهندي أيضاً في كنز
العمال ( ج ٧ ص ١٠٣ ) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور
في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه الطبراني .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٨ ]
روى بسنده عن عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟ قال فقال : لا أسب ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله
صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم لئن تكون لي واحدة منهن أحب اليّ من حمر النعم ، قال له معاوية : ما هن يا أبا اسحاق ؟ قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب إن هؤلاء أهل بيتي ، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال له علي عليه السلام : خلفتني مع الصبيان والنساء ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : أين علي ؟ قالوا : هو أرمد ، فقال : أدعوه فدعوه فبصق في عينه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه ( قال ) فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٣ ص ٨٤٧ ) مختصراً وذكره المتقي أيضاً في كنز
العمال ( ج ٦ ص ٤٠٥ )
نقلا عن ابن النجار ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ١٦ )
.
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٧ ]
روى بسنده عن عبد الله ابن جعفر بن ابي طالب قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى الرحمة هابطة ، قال : إدعوا لي ادعوا لي فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كساء ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد ، وأنزل الله عز وجل « إِنَّمَا
يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
» قال : هذا حديث صحيح الاسناد .
[ السيوطي ] في الدر المنثور ، في ذيل تفسير آية التطهير في سورة
الأحزاب
( قال ) وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد ، قال : نزل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
٢٩٦ ] روى بسنده عن أم سلمة قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم : إن علياً وفاطمة بالسدة ، قالت : فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريباً فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران ، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق علياً باحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل علياً فأغدف عليهم خميصة سوداء ، فقال : اللهم اليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي قالت : فقلت : وأنا يا رسول الله فقال : وأنت ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢١ )
وقال : أخرجه أحمد وخرج الدولابي معناه مختصراً ثم قال : الشرح السدة الباب ، وأغدف أرسل ، الخميصة قال الأصمعي : ثوب أسود من صوف أو خز معلم وجمعه خمائص ( انتهى ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠٣ ) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة و ( ص ١٠٣ )
ثانياً مختصراً وقال : أخرجه الطبراني .
[ كنز العمال ج ٧ ص ٢١٧ ]
ولفظه : اللهم انك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على ابراهيم وآل ابراهيم ، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم يعني علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً أخرجه الطبراني عن واثلة .
[ كنز العمال ج ٧ ص ٩٢ ]
قال عن واثلة : إن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين تحت ثوبه وقال : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على
ابراهيم
وعلى آل ابراهيم اللهم إن هؤلاء مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ( قال ) واثلة وكنت على الباب فقلت : وعليّ يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، قال : اللهم وعلى واثلة ، قال : أخرجه الديلمي .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٦٧ ] قال : وعن واثلة بن الاسقع قال : خرجت وأنا أريد علياً فقيل لي : هو عند رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأقمت اليهم فأجدهم في حظيرة من قصب ، رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعليّ وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم تحت ثوب ( قال ) اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ( قال ) رواه الطبراني .
أقول : وليست الأخبار
الواردة في كون علي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل محمد منحصرة بما أوردناه في هذا الباب بل سيأتي في باب نزول آية التطهير في النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أخبار كثيرة دالة على ذلك .
باب
في النهي عن الصلاة
البتراء
[ الصواعق المحرقة ص ٨٧ ] قال : ويروى لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .
( أقول ) والعجب ثم
العجب من حملة العلم وأئمة الحديث وأرباب التأليف والتصنيف من أهل السنة والجماعة الذين رووا ما عرفته من الأخبار الدالة على أن الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد ، وأن الصلاة لا تقبل حتى يصلى فيها على محمد وآل محمد ، وانه كيف يصلى على محمد وآل محمد وانه نهى النبي صلى الله عليه و ( آله )
وسلم عن الصلاة البتراء ، أي التصلية على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بدون ذكر الآل ، وظاهر النهي التحريم ومع ذلك تراهم مصرين أشد الاصرار على ترك ذكر الآل عند التصلية ، فاذا أرادوا الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قالوا : صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وتركوا الآل رأسا ، وإن كنت في ريب مما ذكرنا فراجع كتبهم المؤلفة في
الاحاديث
والتفاسير والمناقب والرجال والسير ونحو ذلك تجد صدق ما ذكرناه ( وأعجب ) من ذلك كله انهم في خلال ما يذكرون أخبار التصلية وفي أثناء ما يروون أحاديثها ، وأن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : إذا أردتم الصلاة عليّ فقولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فانهم اذا ذكروا اسم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قالوا أيضاً : ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتركوا ذكر الآل وأهملوهم ، ولعمري ليس ذلك إلا تعصباً ومخالفة للنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الذي لا ينطق عن الهوى .
باب
في أن آية التطهير
نزلت في النبي ( ص ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( ع )
[ صحيح مسلم ] في كتاب فضائل الصحابة ، في باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بسنده عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليّ فأدخله ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا في مستدرك
الصحيحين ( ج ٣ ص ١٤٧ )
وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضا في سننه ( ج ٢ ص ١٤٩ ) ورواه ابن جرير أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٥ ) عن عائشة ، وذكره السيوطي أيضا في الدر
المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد وابن أبي حاتم ، وذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير آية المباهلة بمناسبة وهكذا الفخر الرازي ، وقال : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على
صحتها
بين أهل التفسير والحديث ( انتهى ) .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٠٩ ]
روى بسنده عن عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي عليه السلام خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٢ ص ٣٠٨ ) ثم قال : وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وأنس ، ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٥ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٢ ص ١٢ ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ وفي ص ٧ ) وقال عن أم سلمة .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣١٩ ]
روى بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جلل على الحسن والحسين وعليّ وفاطمة كساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير ( قال ) وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ، ثم قال : وفي الباب عن عمرو بن أبي سلمة وأنس بن مالك وأبي الحمراء ومعقل بن يسار وعائشة ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ ) وقال فيه : فجعلت لهم حريرة فأكلوا وناموا وغطى عليهم عباءة ـ يعني النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ أو قطيفة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، الخ ، ورواه أحمد ابن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٦ ص ٣٠٦ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٩ ) وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً
في
تهذيب التهذيب ( ج ٢ ص ٢٩٧ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢١ )
باختلاف في اللفظ ( اللغة ) ـ الحريرة . بالحاء المهملة المفتوحة ثم الراء المكسورة بعدها الياء المثناة التحتانية ثم الراء والهاء ، الدقيق يطبح باللبن أو الدسم .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩ ]
روى بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يمر بباب فاطمة عليها السلام ستة أشهر إذا خرج الى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ، قال : وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٥ ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٥٨ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٢ ص ٢٥٢ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد
الغابة ( ج ٥ ص ٥٢١ )
وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠٣ ) نقلاً عن أبن أبي شيبة ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه ابن المنذر والطبراني وابن مردويه .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير قوله تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) في آخر سورة طه ، قال : وأخرج ابن
مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت (
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يجيء الى باب علي عليه السلام صلاة الغداة ثمانية اشهر يقول : الصلاة رحمكم الله (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص
٧ ] روى بسنده عن حكيم ابن سعد قال : ذكرنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام عند أم سلمة قالت . فيه نزلت : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
الحديث .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٤١٦ ]
روى بسنده عن أم سلمة أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه
و ( آله ) وسلم الى عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك الى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم آل بيتي أحق ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط البخاري ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٣ ص ١٤٧ ) ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ٢ ص ١٥٠ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٤ ) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد ( ج ٩ ص ١٢٦ ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٧ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٥٢١ وص ٥٨٩ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٣ ) وقال : أخرجه أبو الخير القزويني .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٧ ]
روى بسنده عن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى الرحمة هابطة قال : أدعوا لي أدعوا لي فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فجىء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد وأنزل الله عز وجل ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : هذا حديث صحيح الاسناد .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ( ج ٥ ص ١٩٨ وص ١٩٩ ) قال : وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي (
إِنَّمَا
يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك الى خير ، إنك من أزواج النبي .
[ وقال أيضاً ] وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد قال : كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بهذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي عليهم السلام فضمهم اليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك وإنك على خير .
[ وقال أيضاً ] وأخرج الترمذي وصححه ، وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن ام سلمة رضي الله عنها قالت : في بيتي نزلت (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
وفي البيت فاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام فجللهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بكساء كان عليه ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً .
[ وقال أيضاً ] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : نزلت هذه الآية فيّ وفي علي وفاطمة وحسن وحسين ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) .
( وقال أيضاً ) وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلى فاطمة عليها السلام ومعه حسن وحسين وعلي عليهم السلام حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة عليهما السلام فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
( وقال أيضاً ) : وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إن الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً ( الى أن قال ) ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فلذلك قوله : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب .
( وقال أيضاً ) : وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : هم أهل بيت طهرهم الله من السوء
واختصهم برحمته ( قال ) وحدث الضحاك بن مزاحم أن نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يقول : نحن أهل بيت طهرهم الله ، من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم .
( وقال أيضاً ) : وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أربعين صباحاً الى بابها يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) أنا حرب لمن حاربتم أنا سلم لمن سالمتم .
( وقال أيضاً ) وأخرج ابن جرير وابن مردوية عن أبي الحمراء قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج الى صلاة الغد إلا أتى باب علي رضي الله عنه فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال : الصلاة الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
.
( وقال أيضاً ) : وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات .
( وقال أيضاً ) : وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٣٣٠ ] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبداً يحب الله ورسوله
(
قال ) فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين عليّ ؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي ( قال ) ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً عليه السلام خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه ( قال ) وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي عليه السلام معه جالس فأبوا ، فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، قال فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ( قال ) وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ( قال ) وأخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
( قال ) وشرى علي عليه السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثم نام مكانه ( قال ) وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم ثم قال ـ وأبو بكر يحسب أنه نبي الله ـ قال : فقال : يا نبي الله ، قال : فقال له علي عليه السلام : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ( قال ) فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ( قال ) وجعل يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله ( ص ) ( إلى ان قال ) وخرج بالناس في غزوة تبوك ( قال ) فقال له : علي عليه السلام : أخرج معك ؟ قال : فقال له نبي الله : لا ، فبكى علي عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ؟ إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ( قال ) وقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنت وليي في كل مؤمن
بعدي
( وقال ) سدوا أبواب المسجد غير باب علي ( قال ) فيدخل المسجد جنباً وهو طريقة ليس له طريق غيره ( قال ) وقال من كنت مولاه فان مولاه علي ( قال ) وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد الحديث ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٨ ) وقال : بعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً عليه السلام خلفه الخ ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٣ ) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات ، وفي الأربعين الطوال ( قال ) وأخرج النسائي بعضه وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٩ ) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٤ ص
١٠٧ ] روى بسنده عن شداد بن أبي عمار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا علياً عليه السلام فلما قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي قالت : توجه الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ومعه عليّ وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ـ أو قال : كساء ـ ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً بطريقين في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٢ ص ٤١٦ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( وفي ج ٣ ص ١٤٧ ) وقال : هذا حديث صحيح على
شرط
الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين ( ج ٢ ص ١٥٢ )
ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٦ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ٩٢ ) نقلا عن ابن أبي شيبة وابن عساكر وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٧ ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والطبراني ( وفي ص ١٦٧ ) أيضاً بلفظ آخر ، وقال : رواه الطبراني باسنادين .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
٢٩٢ ] روى بسنده عن أم سلمة تذكر أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن والحسين عليهم السلام فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له ، وكان تحته كساء له خيبري قالت : وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم
أخرج يده فألوى بها الى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله قال : إنك الى خير ( أقول ) ورواه الواحدي أيضاً في أسباب النزول ( ص ٢٦٧ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ )
بطريقين في ( ص ٣٣٢ وص ٣٣٤ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٣ )
وفي آخره أنا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم ، قال : أخرجه ابن القبابي في معجمه ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أُم سلمة .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
٢٩٢ ] روى بسنده عن
شهر
بن حوشب قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ حين جاء نعي الحسين بن علي عليهما السلام ـ لعنت أهل العراق فقالت : قتلوه قتلهم الله ، غروه وذلوه لعنهم الله ، فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جاءته فاطمة عليها السلام غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعته بين يديه فقال : أين ابن عمك ؟ قالت : هو في البيت ، قال : فاذهبي فادعيه وائتني بابنيه ، قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد وعلي عليه السلام يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي عليه السلام عن يمينه ، وجلست فاطمة عليها السلام عن يساره ، قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحتي كساء خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة فلفه النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عليهم جميعاً ، فأخذ بشماله طرفي الكساء ، وألوى بيده اليمنى الى ربه عز وجل قال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قلت : يا رسول الله ألست من أهلك ؟ قال : بلى فادخلي في الكساء قالت : فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج
١ ص ٣٣٥ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٢ ) .
[ خصائص النسائي ص ٤ ]
روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أنا ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منها أحب الي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول له ـ وخلفه في
بعض
مغازيه ـ فقال له علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله ( ص ) أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا اليها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ، ولما نزلت (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
دعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي .
[ تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٢٧٨ ]
روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) قال : جمع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم أدار عليهم الكساء فقال : هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأم سلمة على الباب فقالت : يا رسول الله ألست منهم ؟ فقال : إنكِ لعلى خير ، أو الى خير ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٧ ) عن أم سلمة .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣٢ ص
٥ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم نزلت هذه الآية في خمسة فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٤ ) وقال : أخرجه أحمد في المناقب وأخرجه الطبراني وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٧ )
وقال : رواه البزار ثم بطريق آخر قال : وعن أبي سعيد الخدري
أهل
البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فعدهم في يده فقال : خمسة رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام ( الى أن قال ) رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته ( ج ٥ ص ٥٩٠ ) في الشرح .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٨ ]
قال : ولما نزل قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) دعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاطمة وعلياً وحسناً وحسيناً عليهم السلام في بيت أم سلمة وقال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( قال ) أخرجه القلعي .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٥٩٨ ]
عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يأتي منزل فاطمة وعلي عليهما السلام كل غداة فيقول : الصلاة الصلاة ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ( أقول ) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة ( ج ٥ ص ٦٦ وص ١٧٤ ) .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص
٦ ] روى بسندين عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : رأيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إن طلع الفجر جاء الى باب علي وفاطمة عليهما السلام فقال : الصلاة الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) .
[ مسند أبي داود الطيالسي ج ٨ ص
٢٧٤ ] روى بسنده عن أنس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إنه كان يمر على باب فاطمة عليها السلام شهراً قبل صلاة الصبح فيقول : الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )
.
[ كنز العمال ج ٧ ص ٩٢ ]
قال : عن واثلة قال : أتيت فاطمة
عليها السلام أسألها
عن علي عليه السلام فقالت : توجه الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فجلست فجاء رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومعه علي وحسن وحسين عليهم السلام كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة عليهما السلام فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ـ أو قال : كساءه ـ ثم تلا هذه الآية (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وأهل
بيتي أحق ، فقلت : يا رسول الله وأنا من أهلك ؟ قال : وأنت من أهلي قال واثلة : إنها لمن أرجي ما أرجو ( قال ) أخرجه ابن أبي شيبة وابن عساكر .
[ أسد الغابة ج ٢ ص ٢٠ ] قال : وروى الأوزاعي عن شداد بن عبد الله قال : سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين عليه السلام فذكره رجل من أهل الشام وذكر أباه عليه السلام ، فقام واثلة وقال : والله لا أزال أحب علياً والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول فيهم ما قال ، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في بيت أم سلمة فجاء الحسن عليه السلام فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، ثم جاء الحسين عليه السلام فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة عليها السلام فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي عليه السلام ثم قال : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قلت لواثلة : ما الرجس ؟ قال : الشك في
الله عز وجل .
[ أسد الغابة ج ٣ ص ٤١٣ ]
في ترجمة عطية قال : أورده الاسماعيلي في الصحابة ، وروى باسناده عن عمير أبي عرفجة عن عطية قال : دخل النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم على فاطمة عليها السلام
وهي
تعصد عصيدة فجلس حتى بلغت وعندها الحسن والحسين فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أرسلوا الى علي فجاء فأكلوا ثم اجتر بساطاً كانوا عليه فجللهم به ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فسمعت أم سلمة فقالت : يا رسول الله وأنا معهم فقال : إنك على خير ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضاً في اصابته ( ج ٤ ص ٢٤٧ )
.
[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٢ ]
روى بسنده عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
.
[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٣ ]
روى بسنده عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
يعني في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وما قال : إنك من أهل البيت .
[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٢ ]
روى بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٧ ) .
[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٦ ]
روى بسنده عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت أم سلمة فسلمت عليها فقالت : من أنت ؟ فقلت : عمرة الهمدانية فقالت عمرة : يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض ـ تريد عليّ بن أبي طالب عليه السلام ـ
قالت
أُم سلمة : أتحبينه أم تبغضينه قالت : ما أحبه ولا أبغضه
فأنزل الله هذه الآية (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) إلى آخرها ، وما في البيت الا جبرئيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟ فقال : إن لك عند الله خيراً ، فوددت أنه قال نعم ، فكان أحب إلىَّ مما تطلع الشمس وتغرب .
[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٨ ]
روى بسنده عن أبي الحمراء قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم تسعة أشهر كان إذا أصبح أتى باب فاطمة عليها السلام فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ) الآية .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٦٩ ] قال : وعن أبي سعيد الخدري إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جاء الى باب عليّ عليه السلام أربعين صباحاً بعدما دخل علي فاطمة عليها السلام فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
قال : رواه الطبراني في الأوسط .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٢١ ] قال : وعن أبي الحمراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يأتي باب عليّ وفاطمة عليهما السلام ستة اشهر فيقول : (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
قال : رواه الطبراني .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٦٩ ] قال : وعن أبي برزة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم سبعة عشر شهراً فاذا خرج من بيته أتى باب فاطمة عليها السلام فقال . الصلاة عليكم ( إِنَّمَا يُرِيدُ
__________________
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : رواه الطبراني .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
٢٠٦ ] قال : وعن أنس أن عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : لا يزوجني ، وساق الحديث في تزويج عليّ بفاطمة عليهما السلام الى أن قال ـ فقال ـ أي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يا أم أيمن إئتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعه الى علي عليه السلام فقال : يا علي اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( الحديث ) قال رواه البزار .
[ الهيثمي في مجمعه ٩ ص ٢٠٧ ]
قال : وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ علياً عليه السلام ، وساق الحديث في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام الى أن قال : فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يا أسماء ائتيني بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها وكفاً بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال : اللهم انها مني وإني منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ، ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا علياً عليه السلام فصنع به كما صنع بها ، ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : قوما الى بيتكما جمع الله بينكما في سركما وأصلح بالكما ( الحديث ) قال : رواه الطبراني .
[ الهيثمي في مجمعه ٩ ص ١٤٦ ]
قال : وعن ابي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فحمد الله وأثنى عليه ( وساق الحديث الى أن قال ) ثم قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، أنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أُرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( الحديث ) قال : رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٧٢ ] قال : وعن أبي جميلة إن الحسن بن علي عليهما السلام حين قتل علي عليه السلام استخلف ، فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب اليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهراً ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنّا امراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) فما زال يومئذٍ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكياً ( قال ) رواه الطبراني ورجاله ثقات .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢ ]
روى بسنده عن علي بن الحسين قال : خطب الحسن بن علي عليه السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ( وساق الحديث الى أن قال ) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي عليه السلام وأنا ابن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأنا ابن الوصى ، وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( الحديث ) .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص
٧ ] روى بسنده عن أبي الديلم قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب (
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم .
( أقول )
إن أهل الرجل لغة هم عشيرته وذو قرباه ، وكلمة آل وأهل بمعنى واحد ، فان آل أصله أهل قلبت الهاء همزة بدليل أهيل إذ التصغير يرد الأشياء الى أصولها كما قيل ، وعلى كل حال ان أهل بيت الرجل مع كونه لغة هم عشيرته وذو قرباه قد يطلق على من سكن بيته مطلقاً سواء كان من أقربائه أو من زوجاته أو أجنبياً رأسا ولكن المراد من أهل البيت في الآية الشريفة ـ كما عرفت من أخبار الباب ـ ليس إلا خصوص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لا مطلق أقاربه فضلا عن زوجاته أو الأجنبي رأسا ، وذلك لما كان فيها من أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جللهم بكساء وأشار اليهم بالخصوص وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وكان في بعضها التصريح بانها نزلت في رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفي بعضها التصريح بانها نزلت في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فانه وإن كان في بعضها قول أم سلمة قلت : يا رسول الله ألست من أهلك ؟ قال : بلى ، أو قول واثلة وأنا من أهلك قال : وأنت من أهلي ، إلا أن ذلك ( أولا ) مما لا يقاوم بقية الأخبار النافية لذلك فانها أكثر عدداً وأقوى سنداً وأشهر مضموناً ( وثانياً ) إن في أغلب أخبار أم سلمة قال لها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أنت على مكانك أو أنت على خير ، أو إنك الى خير ، أو قالت : فجذبه من يدي كما سبق ذلك في باب إن علياً وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، فهذا أيضاً مما ينافي دخول أم سلمة في
آية
التطهير التي في بيتها نزلت الآية فضلا عن عامة النساء ( وثالثاً ) إن أم سلمة كما أنها قالت في بعض تلك الأخبار ألست من أهلك قال : بلى فكذلك قالت فيه فدخلت الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة ، فهذا أيضاً مما يدل على خروج أم سلمة عن الآية الشريفة وعن شمول الحكم لها آي التطهير وذهاب الرجس عنها ، كما يدل على خروج واثلة أيضاً ، فان قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم له : نعم وأنت من أهلي كان أيضاً بعد دعائه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام ( ورابعاً ) إن لنا دليلا آخر غير ما تقدم من الأخبار كلها على خروج أم سلمة وعامة النساء فضلا عن واثلة عن الآية الشريفة وعن كل ما ورد فيه لفظ أهل البيت وهو قول زيد بن أرقم المروي في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام قال فيه : فقال له حصين ـ أي لزيد بن أرقم ـ ومن أهل بيته يا زيد ـ أي أهل بيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ أليس نساءه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي عليه السلام وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم ( وفي رواية أخرى ) أصرح من ذلك رواها أيضاً مسلم في صحيحه في الباب المذكور ، قال فيها : فقلنا ـ أي لزيد بن أرقم ـ من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ( انتهى ) وعلى هذا كله فدعوى دخول النساء تحت الآية الشريفة وانهن ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً باطلة جداً لا يصغي اليها .
باب
في أن النبي ( ص )
باهل بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
[ صحيح مسلم ] في كتاب فضائل الصحابة ، في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب اليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول له ـ وقد خلفه في بعض مغازيه ـ فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية ( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله )
وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( أقول ) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ( ج ٢ ص ٣٠٠ ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج
١ ص ١٨٥ ) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران ، وقال : أخرجه ابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه . عن سعد بن ابي وقاص .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٦٦ ]
روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، قال : لما أنزل الله هذه الآية ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله )
وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( أقول ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٥٠ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ٧ ص ٦٣ ) .
[ الزمخشري في الكشاف ] والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، في ذيل تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران ، والشبلنجي في نور الأبصار ( ص ١٠٠ )
واللفظ للأخير قال : قال المفسرون : لما قرأ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم الى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر في أمرنا ثم نأتيك غداً فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب ـ وكان كبيرهم وصاحب رأيهم ـ ما ترى يا عبد المسيح ؟ قال : لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً نبي مرسل ولئن فعلتم ذلك لنهلكن ( وفي رواية ) قال لهم : والله ما لا عن قوم قط نبياً إلا هلكوا عن آخرهم ، فان أبيتم إلا الاقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فودعوا الرجل وانصرفوا الى بلادكم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وفد احتضن الحسن عليه السلام وأخذ بيد الحسين عليه السلام وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه ، وعلي عليه السلام يمشي خلفها ، والنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لهم : إذا دعوت فامنوا فلما رآهم أسقف نجران قال : يا معشر النصارى اني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة ، فقالوا : يا
أبا
القاسم قد رأينا أن لا نباهلك وأن نتركك على دينك وتتركنا على ديننا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : فان أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فأبوا ذلك فقال : إني أنابذكم فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا ، وأن نؤدي اليك في كل سنة الفي حلة ، الف في صفر والف في رجب ( قال : وزاد في رواية ) وثلاثاً وثلاثين درعاً عادية وثلاثاً وثلاثين بعيراً وأربعاً وثلاثين فرساً غازية فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على ذلك ، وقال : والذي نفسي بيده إن العذاب تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولأضطرم عليهم الوادي ناراً ولأستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا ( قال ) أخرجه الخارن وغيره .
[ أقول ]
قال الزمخشري بعد نقل القصة ما لفظه : فإن قلت : ما كان دعاؤه الى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه ، وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه ، فما معنى ضم الأبناء والنساء ؟ قلت : ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله ، واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده ، وأحب الناس اليه لذلك ، ولم يقتصر على تعريض نفسه له وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة وخص الأبناء والنساء ، لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل ، ومن ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الضغائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق ، وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها ( قال ) وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ، وفيه برهان واضح على صحة نبوة النبي صلى الله
عليه
و ( آله ) وسلم لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف انهم أجابوا الى ذلك ( انتهى ) .
وقال الفخر الرازي
بعد نقل القصة ما لفظه . هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما السلام كانا ابني رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعد أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين عليهما السلام فوجب أن يكونا ابنيه ( قال ) ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ
دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ
ـ إلى قوله ـ وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) قال : ومعلوم أن عيسى عليه السلام إنما انتسب الى ابراهيم عليه السلام بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابناً ( وقال أيضاً ) في تفسير قوله تعالى : وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ الخ في سورة الأنعام ما لفظه : الآية تدل على أن الحسن والحسين عليهما السلام من ذرية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لأن الله تعالى جعل عيسى من ذرية ابراهيم مع أنه لا ينتسب الى ابراهيم إلا بالأم فكذلك الحسن والحسين عليهما السلام من ذرية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وإن انتسبا الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالأم فوجب كونهما من ذريته ( قال ) ويقال : إن أبا جعفر الباقر عليه السلام استدل بهذه الآية عند الحجاج بن يوسف ( وقال ) قبل هذا في تفسير قوله تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) في سورة البقرة ما لفظه : عن الشعبي قال : كنت عند الحجاج فأتى بيحيى بن يعمر فقيه خراسان من بلخ مكبلاً بالحديد ، فقال له الحجاج : أنت زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : بلى ، فقال الحجاج : لتأتيني بها واضحة بينة من كتاب الله أو لأقطعنك عضواً عضواً وقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب الله يا حجاج ، قال : فتعجبت من جرأته بقوله يا حجاج ، فقال له : ولا تأتني بهذه الآية
(
نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) فقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب
الله وهو قوله : ( وَنُوحًا هَدَيْنَا
مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ـ الى قوله ـ
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ )
فمن كان أبو عيسى وقد ألحق بذرية نوح ؟ قال : فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال : كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله حلوا وثاقه وأعطوه من المال كذا وكذا ( أقول ) وذكر قصة يحيى بن يعمر السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن
ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) الآية ، في سورة الأنعام ، ذكرها
بطريقين ، أحدهما عن ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود ، والآخر عن أبي الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص
٢١٢ ] روى بسنده عن زيد ابن علي عليه السلام في قوله تعالى : نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ
الآية ، قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص
٢١٢ ] روى بسنده عن السدي ( فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ )
الآية ، قال : فأخذ ـ يعني النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ بيد الحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وقال لعلي عليه السلام : اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى ، وقالوا : إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليس دعوة النبي كغيرها ، فتخلفوا عنه يومئذ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لو خرجوا لاحترقوا ( الحديث ) .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص
٢١٣ ] روى بسنده عن علباء بن أحمر اليشكري قال : لما نزلت هذه الآية (
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ )
الآية ، أرسل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين عليهم
السلام
ودعا اليهود ليلاعنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالامس اخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا ، فانتهوا .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص
٢١٣ ] روى بسنده عن ابن زيد قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لو لاعنت القوم بمن كنت تأتي حين قلت : (
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) قال : حسن وحسين .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران قال : وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال : قدم على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا : أسلمنا يا محمد قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام ، قالا : فهات قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير قال جابر : فدعاهما الى الملاعنة فوعداه الى الغد فغدا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً ، قال جابر : فيهم نزلت (
تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ )
الآية قال جابر : أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعليّ عليه السلام وأبناءنا الحسن والحسين عليهما السلام ونساءنا فاطمة عليها السلام .
[ وقال أيضاً ] وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، وساق القصة مفصلاً ( إلى أن قال ) فقال لهم ـ يعني رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم ، فقالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك ( إلى أن قال )
وقد
كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن أنا دعوت فأمنوا انتم ، فأبوا ان يلاعنوه وصالحوه على الجزية .
[ الواحدي في أسباب النزول ص ٧٥ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله قال : قدم وفد نجران على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا : أسلمنا قبلك قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام فقالا : هات أنبئنا قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، فدعاهما الى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ بيد عليّ وفاطمة وبيد الحسن والحسين عليهم السلام ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيبا فأقرا له بالخراج فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي ناراً ( قال ) قال جابر : فنزلت فيهم هذه الآية (
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) قال : قال الشعبي : أبناءنا الحسن والحسين
عليهما السلام ونساءنا فاطمة عليها السلام وأنفسنا علي بن أبي طالب عليه السلام ( أقول ) وروى القصة بعينها ( في ص ٧٤ ) أيضاً بسنده عن الحسن وأظنه البصري .
[ الصواعق المحرقة ص ٩٣ ] قال : وأخرج الدارقطني أن علياً عليه السلام يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم : أنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في الرحم مني ومن جعله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري قالوا : اللهم لا ( الحديث ) .
باب
في قول النبي ( ص )
لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣١٩ ]
روى بسنده عن صبيح مولى ام سلمة عن زيد بن ارقم ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ( اقول ) ورواه ابن ماجة ايضاً في صحيحه ( ص ١٤ ) وقال : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم ( ورواه ) الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٤٩ ) ورواه ابن الاثير الجزري ايضاً في أُسد
الغابة ( ج ٥ ص ٥٢٣ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج
٦ ص ٢١٦ ) نقلاً عن ابن حبان في صحيحه ( وفي ج ٧ ص ١٠٢ ) نقلاً عن ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء المقدسي ( وذكره ) المحب الطبري ايضاً في ذخائره ( ص ٢٥ ) وقال : أخرجه ابو حاتم وقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص
٤٤٢ ] روى بسنده عن أبي هريرة قال : نظر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى علي والحسن
والحسين
وفاطمة عليهم السلام فقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ( اقول ) ورواه الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين ( ص ١٤٩ ) ثم قال : هذا حديث حسن ( ورواه ) الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه ( ج ٧ ص ١٣٦ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج
٦ ص ٢١٦ ) نقلاً عن الطبراني .
[ أُسد الغابة ج ٣ ص ١١ ]
روى بسنده عن صبيح مولى ام سلمة قال : كنت بباب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجلسوا ناحية فخرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : إنكم على خير وعليه كساء خيبري فجللهم به وقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في معجمه ، ( ج ٩ ص ١٦٩ ) قال : رواه الطبراني في الاوسط .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٩ ]
قال : وعن أبي بكر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خيم خيمة وهو متكىء على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال : معشر المسلمين انا سلم لمن سالم اهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، ولي لمن والاهم ، لا يحبهم الا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم الا شقي الجد ، ردىء الولادة .
[ ذخائر العقبى ص ٢٣ ]
قال : وعنها ـ يعني ام سلمة ـ قالت : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عندنا منكساً رأسه فعملت له فاطمة
عليها السلام حريرة
فجاءت ومعها حسن وحسين عليهما السلام فقال لها النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اين زوجك ؟ اذهبي فادعيه فجاءت به فأكلوا فاخذ كساء فاداره عليهم وامسك طرفه بيده اليسرى ، ثم رفع اليمنى الى السماء وقال : اللهم هؤلاء اهل بيتي وحامتي وخاصتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً أنا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم ( قال ) اخرجه القبابي في معجمه .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير آية التطهير في سورة الاحزاب ( قال ) واخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل علي بفاطمة عليهما السلام جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اربعين صباحاً الى بابها يقول : السلام عليكم اهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، الصلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا ) انا حرب لمن حاربتم انا سلم لمن سالمتم .
باب
في ان من احب النبي (
ص ) وعلياً وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) كان مع النبي ( ص ) في درجته
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١ ]
روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اخذ بيد حسن وحسين عليهما السلام فقال : من احبني واحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ( اقول ) ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل ايضاً في مسند أبيه ( ج ١ ص ٧٧ ) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخه ( ج ٣ ص ٢٨٧ ) وذكره ابن حجر العسقلاني ايضاً في تهذيب التهذيب ( ج ١٠ ص ٤٣٠ ) وقال : قال ابو علي ابن الصواف عن عبد الله بن أحمد : لما حدث نصر بن علي أمر المتوكل بضربه الف سوط فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : هذا من أهل السنة فلم يزل به حتى تركه ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٢١٧ )
وقال : أخرجه الطبراني عن علي عليه السلام وفي ( ج ٧ ص ١٠٢ ) قال : اخرجه الترمذي وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند ، ونظام الملك في اماليه وابن النجار وسعيد بن منصور .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٢١٧ ]
ولفظه : قال : من أحب هؤلاء فقد احبني ، ومن ابغضهم فقد ابغضني ، يعني الحسن والحسين وفاطمة وعلياً
عليهم السلام ، قال
: اخرجه ابن عساكر عن زيد بن ارقم .
باب
في أن سورة هل أتى
نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
[ أُسد الغابة لابن الاثير الجزري ج ٥ ص
٥٣٠ ] في ترجمة فضة النوبية ، روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : في قوله تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) قال : مرض الحسن والحسين عليهما السلام
فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذراً ، فقال علي عليه السلام : إن برئا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة ايام شكراً ، وقالت فاطمة عليهما السلام كذلك ، وقالت جارية ـ يقال لها فضة نوبية ـ ان برئا سيداي صمت لله عز وجل شكراً فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير . فانطلق علي عليه السلام الى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير فجاء بها فوضعها فقامت فاطمة عليها السلام الى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه اذ اتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من اولاد المسلمين اطعموني اطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فأمرهم فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم
لم
يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام الى صاع وخبزته وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم يتيم فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد يتيم بالباب من اولاد المهاجرين استشهد والدي اطعموني فاعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام الى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم أسير فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، اطعموني فاني اسير فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاث ايام ولياليها لم يذوقوا الا الماء ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرأى ما بهم من الجوع فانزل الله تعالى (
هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ـ إلى قوله ـ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) ثم قال : اخرجها ابو موسى ( اقول ) وذكره
الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير قوله تعالى : (
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) في سورة هل أتى وحكى عن الواحدي انه
ذكره ايضاً ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير ، وقال : والواحدي من اصحابنا ـ يعني من الاشاعرة ـ ذكر في كتاب البسيط انها نزلت في حق علي عليه السلام قال : وصاحب الكشاف ـ من المعتزلة ـ ذكره هذه القصة فروى عن ابن عباس وذكر الرواية المتقدمة .
[ الواحدي في اسباب النزول ص ٣٣١ ] في بيان نزول قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )
في سورة هل أتى قال : قال عطاء عن ابن عباس ، وذلك ان علي بن أبي طالب عليه السلام نوبة آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى اصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة فلما تم انضاجه اتى مسكين فاخرجوا اليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فاطعموه اياه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فاطعموه وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيه هذه الآية ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في
الرياض
النضرة ( ج ٢ ص ٢٢٧ ) وقال فيه : يقال له الحريرة دقيق
بلادهن وقال : هذا قول الحسن وقتادة ان الاسير كان من المشركين ، وقال سعيد بن جبير : الاسير المحبوس من اهل القبلة ، وذكره ايضاً في ذخائره ( ص ١٠٢ )
.
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )
في سورة هل أتى ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .
[ نور الابصار للشبلنجي ص ١٠٢ ] قال : وفي مسامرات الشيخ الاكبر ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )
مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فعادهما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومعه ابوبكر وعمر فقال عمر لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً إن الله عافاهما ، قال : اصوم ثلاثة ايام شكراً لله ، قالت فاطمة عليها السلام : وأنا ايضاً اصوم ثلاثة ايام شكراً لله ، وقال الصبيان ، ونحن نصوم ثلاثة ايام وقالت جاريتهما فضة : وأنا اصوم ثلاثة أيام ؛ فالبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام ، فانطلق علي عليه السلام الى جار له من اليهود ـ يقال له شمعون يعالج الصوف ـ فقال له : هل لك ان تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت واطاعت ثم غزلت ثلث الصوف واخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا مسكين واقف على الباب فقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة
فوضع
علي عليه السلام اللقمة من يده ثم قال :
فاطم ذات المجد واليقين
|
|
يا بنت خير الناس اجمعين
|
|
أما ترى ذا البائس
المسكين
|
|
جاء إلى الباب له
حنين
|
|
|
كل امرىء بكسبه
رهين
|
|
|
|
|
|
|
|
فقالت فاطمة عليها السلام
من حينها :
امرك سمع يا بن عم
وطاعة
|
|
ما لي من لوم ولا
ضراعة
|
باللب قد غذيت
بالبراعة
|
|
أرجو إذا أنفقت من
مجاعة
|
أن ألحق الأبرار والجماعة
|
|
وأدخل الجنة
بالشفاعة
|
قال : فعمدت الى ما
في الخوان فدفعته الى المسكين وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا الا الماء القراح ، ثم عمدت الى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ، ثم اخذت صاعاً فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم اتى منزله فلما وضع الخوان وجلس فاول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد انا يتيم من يتامى المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال :
فاطم بنت السيد
الكريم
|
|
قد جاءنا الله بذا
اليتيم
|
من يطلب اليوم رضا
الرحيم
|
|
موعده في جنة
النعيم
|
فأقبلت السيدة فاطمة
وقالت :
فسوف أعطيه ولا
أبالي
|
|
وأوثر الله على
عيالي
|
أمسوا جياعاً وهمُ
أمثالي
|
|
أصغرهم يقتل في القتال
|
ثم عمدت الى ما كان
في الخوان فأعطته اليتيم وباتوا جياعاً لم
يذوقوا
إلا الماء القراح ، وأصبحوا صياماً ، وعمدت فاطمة عليها السلام الى باقي الصوف فغزلته وطحنت الصاع الباقي وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى عليّ عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم أتى منزله فقربت اليه الخوان ثم جلس ، فأول لقمة كسرها إذا أسير من أسارى المسلمين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا فوضع عليّ عليه السلام اللقمة من يده وقال :
فاطمة ابنة النبي أحمد
|
|
بنت نبي سيد مسود
|
هذا أسير جاء ليس
يهتد
|
|
مكبل في قيده
المقيد
|
يشكو الينا الجوع والتشدد
|
|
من يطعم اليوم يجده
في غد
|
عند العلي الواحد
الموحد
|
|
ما يزرع الزراع
يوماً يحصد
|
فأقبلت فاطمة عليها السلام
تقول :
لم يبق مما جاء غير
صاع
|
|
قد دبرت كفي مع
الذراع
|
وابناي والله ثلاثاً
جاعا
|
|
يا رب لا تهلكهما
ضياعا
|
ثم عمدت الى ما كان
في الخوان فاعطته اياه فاصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، واقبل علي والحسن والحسين عليهم السلام نحو رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع ، فلما ابصرهما رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : يا أبا الحسن أشد ما يسوءني ما ادرككم انطلقوا بنا الى ابنتي فاطمة فانطلقوا اليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ضمها اليه وقال : واغوثاه ، فهبط جبريل عليه السلام وقال : يا محمد خذ ضيافة اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل ؟ قال : ( وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ـ إلى قوله ـ وَكَانَ
سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) .
باب
في أن آية المودة
نزلت في قربى النبي ( ص ) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ( ع )
أما نزول آية المودة
وهي قوله تعالى في سورة الشورى (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فللاخبار الكثيرة ، ونحن نذكر جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص
١٦ ] روى بسنده عن سعيد ابن جبير في قوله : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ
) قال : هي قربى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره ، وقال : اخرجه ابن السري .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص
١٧ ] روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سألت عمرة بن شعيب عن قول الله عز وجل : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
قال : قربى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
[ حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٠١ ]
روى بسنده عن جابر قال : جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا محمد اعرض علي الاسلام فقال : تشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله قال : تسألني عليه اجراً ؟ قال : لا إلا المودة في القربي ، قال : قرباي او قرباك ؟ قال : قرباي ، قال : هات ابايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله ، قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : آمين .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
في سورة الشورى ، قال : واخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
وقال : ان تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله : (
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
قال : تحفظوني في قرابتي .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابو نعيم والديلمي عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : (
لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
تحفظوني في اهل بيتي وتودوهم بي .
[ وقال ايضاً ] : واخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال : قربى رسول الله صلى الله عليه و
( آله ) وسلم .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢ ]
روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن علي عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله واثنى عليه ، فساق الحديث ( الى ان قال ) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفنني فانا الحسن ابن علي وأنا ابن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن
السراج
المنير ، وأنا من اهل البيت الذين كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأنا من اهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؛ ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
( وَمَن يَقْتَرِفْ
حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) فاقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره ( ص ١٣٨ )
وقال عن زيد ابن الحسن ، ثم قال : خرجه الدولابي ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٤٦ ) وقال : عن ابي الطفيل ، ثم قال : رواه الطبراني وابو يعلى والبزار واحمد ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه ( ص ١٠١ )
وقال : اخرجه البزار والطبراني .
[ أُسد الغابة ج ٥ ص ٣٦٧ ]
قال : روى حكيم بن جبير عن حبيب ابن أبي ثابت قال : كنت اجالس اشياخاً لنا اذ مر علينا علي بن الحسين عليه السلام وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم لم يرض منكحها فقال اشياخ الانصار : الا دعوتنا امس لما كان بينك وبين بني فلان ان اشياخنا حدثونا انهم أتوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالوا : يا محمد الا نخرج اليك من ديارنا ومن أموالنا لما اعطانا الله بك ، وفضلنا بك وأكرمنا بك ؛ فانزل الله تعالى : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ونحن ندلكم على الناس ، ثم قال : اخرجه
ابن مندة .
[ ذخائر العقبى ص ٢٥ ]
قال : وروى انه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : ان الله جعل اجري عليكم المودة في اهل بيتي واني سائلكم غداً عنهم قال : أخرجه الملا في سيرته .
[ الصواعق المحرقة ص ١٠١ ] قال : وروى ابو الشيخ وغيره عن علي كرم الله وجهه : فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن ، ثم قرأ ( قُل لَّا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢١٨ ) .
[ الصواعق المحرقة ص ١٠٢ ] قال : ونقل الثعلبي والبغوي عنه ـ يعني عن ابن عباس ـ انه لما نزل قوله تعالى : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال قوم في نفوسهم : ما يريد الا ان
يحثنا على قرابته من بعده فاخبر جبريل النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انهم اتهموه ، فانزل ( أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ) الآية ، فقال القوم : يا رسول الله انك
صادق فنزل ( وَهُوَ الَّذِي
يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص
١٦ ] روى بسنده عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين عليهما السلام أسيراً فاقيم على درج دمشق قام رجل من اهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة فقال له علي بن الحسين عليهما السلام : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : اقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ، قال : ما قرأت ( قُل لَّا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
قال : وإنكم لانتم هم ؟ قال : نعم ( اقول ) : وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه ( ص ١٠١ ) وقال : اخرجه الطبراني .
هذه جملة من الاخبار
الدالة على أن آية المودة قد نزلت في قربى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
( واما ) كون القربى
هم علي وفاطمة والحسن والحسين فلأخبار اخر حاكمة على الطائفة الاولى مفسرة لها نشير الى جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :
[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
في سورة الشورى ، قال : وروى انها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ( اقول ) قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى ـ بعد نقل الرواية المتقدمة عن صاحب
الكشاف
ـ ما لفظه : فثبت ان هؤلاء الاربعة اقارب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ( قال ) ويدل عليه ـ يعني اختصاصهم بمزيد التعظيم ـ وجوه ( الاول ) قوله تعالى : ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ
فِي الْقُرْبَىٰ ) ووجه الاستدلال به ما سبق ، يعني به ما
تقدم من قوله قبل ذلك من أن آل محمد عليهم السلام هم الذين يؤل امرهم اليه ، فكل من كان امرهم اليه اشد واكمل كانوا هم الآل ، ولا شك ان فاطمة وعلياً والحسن والحسين عليهم السلام كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب ان يكونوا هم الآل ( الثاني ) لا شك ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم انه كان يحب علياً والحسن والحسين عليهم السلام ، واذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله : ( وَاتَّبِعُوهُ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقوله : (
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) ولقوله سبحانه : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رسول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )
( الثالث ) إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على ان حب آل محمد واجب ( قال ) وقال الشافعي :
يا راكباً قف
بالمحصب من منى
|
|
واهتف بساكن خيفها
والناهض
|
سحراً إذا فاض
الحجيج الى منى
|
|
فيضاً كما نظم
الفرات الفائض
|
إن كان رفضاً حب آل
محمد
|
|
فليشهد الثقلان إني
رافضي
|
[
السيوطي في الدر المنثور ]
في تفسير قوله تعالى : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
في سورة الشورى ( قال ) واخرج ابن المنذر
وابن
ابي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء
الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولداهما .
[ ذخائر العقبى ص ٢٥ ]
قال : عن ابن عباس قال : لما نزلت (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ( قال ) اخرجه احمد في المناقب ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٧ ص ١٠٣ وج ٩ ص ١٦٨ ) وقال فيهما رواه الطبراني ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه ( ص ١٠١ )
وقال : اخرجه احمد والطبراني وابن ابي حاتم والحاكم عن ابن عباس وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ١٠١ ) نقلاً عن البغوي في تفسيره .
باب
في جملة من الآيات
النازلة في فضل علي عليه السلام
[ اقول ] قد سبق في باب
كثرة فضائل علي عليه السلام ـ وهو اول باب عقدناه في فضائله ـ رواية الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ٦ ص ٢٢١ )
مسنداً عن ابن عباس قال : نزلت في علي عليه السلام ثلاثمائة آية ، وحكاية ابن حجر في صواعقه ( ص ٧٦ ) والشبلنجي في نور الابصار ( ص ٧٣ )
عن ابن عساكر أنه اخرج عن ابن عباس ، قال : ما نزل في احد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي عليه السلام ، وانه اخرج ايضاً عنه قال : نزل في علي عليه السلام ثلاثمائة آية والمقصود من عقد هذا الباب ليس ذكر كل آية نزلت في فضل علي عليه السلام اذ سيأتي مثل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) وقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )
وقوله تعالى : (
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ )
النازل في شأن الحارث
بن النعمان لما انكر نصب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً « ع » يوم غدير خم
، وقوله تعالى : (
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا )
وقوله تعالى : ( وَكَفَى اللَّـهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) الى غير ذلك ، سيأتي كل ذلك في ابواب مستقلة على حدة ، كما أنه تقدم قوله تعالى : (
فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ )
النازلة في سؤال آدم من ربه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
عليهم
السلام ، وآية التطهير النازلة في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وآية المباهلة النازلة في مباهلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وهل أتى النازلة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وآية المودة النازلة في قربى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، على ما عرفت في أبواب مستقلة على حدة ، بل المقصود من عقد هذا الباب ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام مما لم نعقد لكل منه باباً على حدة ( فنقول ) :
قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )
[ في سورة الرعد
]
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٩ ]
روى بسنده عن عباد بن عبد الله الاسدي عن علي عليه السلام (
إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )
قال علي عليه السلام : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المنذر وانا الهادي قال : هذا حديث صحيح الاسناد ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢٥١ ) وقال : اخرجه ابن ابي حاتم وذكره الهيثمي
ايضاً في مجمعه ( ج ٧ ص ٤١ ) وقال فيه : والهادي رجل من بني هاشم ، قال الهيثمي : رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في الصغير والاوسط ، ورجال المسند ثقات ( اقول ) قوله عليه السلام : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني به نفسه ، فكأنه كره التصريح باسم نفسه ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : اخرجه ابن مردويه وابن عساكر ، قال : وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ١٣ ص
٧٢ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما نزلت (
إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )
وضع صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يده على صدره فقال : انا المنذر ، ولكل قوم هاد وأومأ بيده الى منكب علي عليه السلام فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي ( اقول ) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : اخرجه ابن مردويه وابو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار .
[ الفخر الرازي ] في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد ( قال ) واعلم ان اهل الظاهر من المفسرين ذكروا ها هنا اقوالاً ( الى ان قال ) والثالث المنذر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم والهادي علي عليه السلام قال : قال ابن عباس : وضع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر ثم أومأ الى منكب علي عليه السلام وقال : أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد قال
: واخرج ابن مردويه عن أبي برزة الاسلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : إنما أنت منذر ووضع يده على صدره ثم وضعها على صدر علي عليه السلام ويقول : لكل قوم هاد ، قال : واخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس ( رض ) في الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المنذر والهادي علي بن ابي طالب عليه السلام .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٧ ]
قال : انا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي ( قال ) اخرجه الديلمي عن ابن عباس ( اقول ) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ٧٠ ) وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق ( ص ٤٢ ) .
قوله تعالى : ( أَفَمَن
كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ )
[ في سورة السجدة ]
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢١ ص
٦٨ ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا
كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) في سورة السجدة ، روى بسنده عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن ابي طالب عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين الوليد وبين علي عليه السلام كلام ، فقال الوليد بن عقبة : أنا ابسط منك لساناً ، واحد منك سناناً ، وأرد منك للكتيبة ، فقال علي عليه السلام : اسكت فانك فاسق فانزل الله فيهما (
أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ
نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن
يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ )
( اقول ) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة السجدة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية وقال : اخرجه ابن اسحاق عن عطاء بن يسار ( ثم قال ) واخرج ابن أبي حاتم مثله .
[ الواحدي في اسباب النزول ص ٢٦٣ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنا احد منك سناناً ؛ وابسط منك لساناً ، واملأ للكتيبة منك ، فقال له علي عليه السلام : اسكت فانما انت فاسق فنزل : (
أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال : يعني بالمؤمن علياً عليه السلام
وبالفاسق الوليد ابن عقبة .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير الآية المذكورة في سورة
السجدة ،
قال
: واخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ )
قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام والوليد بن عقبة .
( قال )
واخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : ( أَفَمَن كَانَ
مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) قال : اما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليه السلام ، واما الفاسق فعقبة بن أبي معيط ، وذلك لسباب كان بينهما فانزل الله ذلك .
[ تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٣٢١ ]
روى بسنده عن ابن عباس ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : الست ابسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً ، واملأ منك حشواً ؟ فانزل الله تعالى ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ( اقول ) وذكره السيوطي ايضاً في الدر
المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة السجدة ، وقال : اخرجه ابو الفرج الاصبهاني في كتاب الاغاني وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٦ ]
قال : ومنها ـ اي ومن الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام ـ قوله تعالى : (
أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) الآية قال : قال ابن عباس : نزلت في علي
بن أبي طالب عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط لأشياء بينهما ، قال : اخرجه الحافظ السلفي ( ثم قال ) وعنه ان الوليد قال لعلي عليه السلام : أنا أحدُّ منك سناناً ، وابسط لساناً واملأ للكتيبة ، فقال له علي عليه السلام : اسكت فانما أنت فاسق ( قال ) ( وفي رواية ) انت فاسق تقول الكذب ، فانزل الله ذلك تصديقاً لعلي عليه السلام قال : قال قتادة : لا والله ما استووا في الدنيا ولا عند الله ولا في الآخرة ثم اخبر عن منازل الفريقين فقال تعالى : أما الذين آمنوا الآية ( قال ) اخرجه الواحدي .
قوله تعالى : ( أَفَمَن
كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ )
[ في سورة هود ]
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : اخرج ابن ابي حاتم وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود (
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ )
رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه ( اقول ) وذكره في كنز العمال ايضاً ( ج ١ ص ٢٥١ ) .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي عليه السلام في الآية قال : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على بينة من ربه وانا شاهد منه .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أفمن كان على بينة من ربه انا ، ويتلوه شاهد منه قال : علي عليه السلام .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : فذكروا في تفسير الشاهد وجوهاً ( الى ان قال ) وثالثها ان المراد هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، والمعنى انه يتلو تلك البينة ، وقوله : منه أي هذا الشاهد من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بانه بعض من محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .
قوله تعالى : ( فَان الله
هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ )
[ في سورة التحريم
]
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التحريم ( قال ) واخرج ابن مردويه عن اسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : وصالح المؤمنين قال : علي بن أبي طالب عليه السلام .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام .
[ كنز العمال ج ١ ص ٢٣٧ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : اخرجه ابن ابي حاتم ( اقول ) وقال ابن حجر في صواعقه ( ص ١٤٤ ) ما هذا لفظه : بل في حديث ورد موقوفاً ومرفوعاً صالح المؤمنين علي كرم الله وجهه .
[ العسقلاني ] في فتح الباري ج ١٣ ص ٢٧ ( قال ) واخرج الطبري عن مجاهد ان صالح المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( وقال ايضاً ) وذكر النقاش عن ابن عباس ومحمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق ان صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٩٤ ] قال : وعن حبيب بن يسار لما اصيب الحسين بن علي عليهما السلام قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال : افعلتموها اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : اللهم اني استودعكهما وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد الله ابن زياد : إن زيد بن ارقم قال كذا وكذا قال : ذاك شيخ قد ذهب
عقله
( قال ) رواه الطبراني ( اقول ) والمراد من ضمير التثنية في قوله : اللهم اني استودعكهما هو الحسن والحسين عليهما السلام والمراد من صالح المؤمنين هو علي بن أبي طالب عليه السلام فالمعنى هكذا : اللهم استودعك الحسن والحسين وعلي بن أبي طالب ، ولذا لما قيل لعبيد الله بن زياد : إن زيد بن ارقم قال كذا وكذا غضب وقال : ذاك شيخ قد ذهب عقله .
قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )
[ في سورة الحاقة
]
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٩ ص
٣٥ ] روى بسنده عن مكحول يقول : قرأ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ثم التفت الى علي عليه السلام فقال : سألت
الله ان يجعلها اذنك قال علي عليه السلام فما سمعت شيئاً من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فنسيته .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٩ ص
٣٥ ] روى بسنده عن بريدة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لعلي
عليه السلام : يا
علي ان الله امرني ان ادنيك ولا اقصيك ، وان اعلمك وان تعي ، وحق على الله ان تعي ، قال : فنزلت : وتعيها اذن واعية ( اقول ) ورواه في ( ص ٣٦ ) ايضاً من ( ج ٢٩ ) بطريق آخر عن بريدة الاسلمي باختلاف يسير .
[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى : (
وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) في سورة الحاقة : قال : وعن النبي صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم انه قال لعلي عليه السلام ـ عند نزول هذه الآية ـ سألت الله ان
يجعلها
اذنك يا علي قال علي عليه السلام : فما نسيت شيئاً بعد وما كان لي ان انسى ( اقول ) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير كالكشاف مثله .
[ الهيثمي في مجمعه ج ١ ص
١٣١ ] قال : وعن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : ان الله أمرني ان اعلمك ولا اجفوك ، وان ادنيك ولا اقصيك ، فحق علي ان اعلمك وحق عليك ان تعي ، قال : رواه البزار ( اقول ) وقد ذكر المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٨ ) عن بريدة ما يقرب من ذلك ، وقال فيه : ونزلت وتعيها اذن واعية ، ثم قال : اخرجه ابن عساكر .
[ حلية الاولياء ج ١ ص ٦٧ ]
روى بسنده عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا علي ان الله امرني ان ادنيك واعلمك لتعي ، ونزلت هذه الآية (
وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) فانت اذن واعية لعلمي .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير الآية الشريفة في سورة الحاقة ( قال ) واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت (
وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : سألت ربي ان يجعلها اذن علي ، قال مكحول : فكان علي عليه السلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم شيئاً فنسيته .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن بريدة قال : قال رسول الله صلى اللّه عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام : ان الله امرني ان ادنيك ولا اقصيك وان اعلمك وان تعي وحق لك ان تعي ، فنزلت هذه الآية ، وتعيها اذن واعية ( اقول ) وجدت الحديث في أسباب النزول للواحدي
في
( ص ٣٢٩ )
وقال : وحق على الله ان تعي .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٨ ]
قال : عن علي عليه السلام في قوله : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ
وَاعِيَةٌ ) قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : سألت الله ان يجعلها اذنك يا علي ، فما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم شيئاً فنسيته ( قال ) اخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة ( اقول ) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ٧٠ ) وقال فيه : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كلاماً الا وعيته وحفظته ولم انسه .
قوله تعالى : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
[ في أواخر البقرة
]
[ أُسد الغابة لابن الاثير الجزري ج ٤ ص
٢٥ ] روى بطريقين عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : الَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام كان عنده اربعة دراهم فانفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السر واحداً وفي العلانية واحداً ( اقول ) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في اواخر البقرة ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة البقرة ، وقال : اخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن ابيه عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي ايضاً في
مجمعه
( ج ٦ ص ٣٢٤ ) وقال : رواه الطبراني .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٦ ]
قال : عن ابن عباس في قوله تعالى ( الَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً )
قال : نزلت في علي ابن ابي طالب عليه السلام ، كانت معه اربعة دراهم فانفق في الليل درهماً وفي النهار درهماً ، ودرهماً في السر ، ودرهماً في العلانية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما حملك على هذا ؟ فقال : ان استوجب على الله ما وعدني ، فقال : الا ان لك ذلك فنزلت الآية ( قال ) وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل ( اقول ) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية باختلاف يسير .
[ الصواعق المحرقة ص ٧٨ ] قال : واخرج الواقدي عن ابن عباس قال : كان مع علي عليه السلام اربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فنزل فيه ( الَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
( اقول ) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ٧٠ ) وقال : نقله الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده الى ابن عباس .
[ الواحدي في اسباب النزول ص ٦٤ ] روى بسنده عن مجاهد قال : كان لعلي عليه السلام أربعة دراهم فانفق درهماً بالليل ودرهماً بالنهار ودرهماً سراً ودرهماً علانية فنزلت (
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) .
( قال )
وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن ابي طالب عليه السلام لم يكن يملك غير اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال حملني ان استوجب على الله الذي وعدني ،
فقال
له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : الا ان ذلك لك فانزل الله تعالى هذه الآية .
قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا )
[ في آخر سورة مريم ]
[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير الآية الكريمة في اواخر سورة مريم ( قال ) وروي ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي
عليه السلام : يا علي
قال : اللهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل الله هذه الآية ( اقول ) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية قال : واجعل لي عندك وداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فانزل الله (
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا )
قال : فنزلت في علي عليه السلام ، قال : اخرجه ابن مردويه والديلمي عن البراء .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير الآية الكريمة في اواخر سورة مريم ، قال : واخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام (
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا )
قال : محبة في قلوب المؤمنين ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٢٥ ) وقال : رواه الطبراني في الاوسط .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٧ ]
قال : ومنها ـ اي ومن الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام ـ قوله تعالى سيجعل لهم الرحمن وداً ( قال ) قال ابن الحنفية : لا يبقى مؤمن الا وفي قلبه ود لعلي عليه السلام واهل بيته ( قال ) اخرجه الحافظ السلفي ، وهكذا ابن حجر في
صواعقه
( ص ١٠٢ )
قال مثل ذلك ، وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ١٠١ )
وقال : اخرجه بعضهم عن محمد بن الحنفية ، وذكر الحديث ( الى ان قال ) وذكر النقاش انها نزلت في علي عليه السلام .
قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )
[ في سورة لم يكن الذين كفروا ]
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣٠ ص
١٧١ ] روى بسنده عن ابي الجارود عن محمد بن علي (
أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )
فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أنت يا علي وشيعتك .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ ) في سورة لم يكن الذين كفروا ( قال ) واخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاقبل علي عليه السلام ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا
اَلصّٰالِحٰاتِ
أُولٰئِكَ
هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ
، فكان اصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا اقبل علي عليه السلام قالوا : جاء خير البرية .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً على خير البرية .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ
، قال رسول الله
صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام : هو انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : الم تسمع قول الله : إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ
؟ انت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض اذا جثت الامم للحساب تدعون غراً محجلين .
[ الصواعق المحرقة ص ٩٦ ] قال : الآية الحادية عشرة قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )
، قال : اخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس : ان هذه الآية لما نزلت قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام : هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين قال : ومن عدوي ؟ قال : من تبرأ منك ولعنك ( اقول ) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( في ص ٧٠ وص ١٠١ ) .
قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )
[ في سورة التوبة
]
[ الواحدي في اسباب النزول ص ١٨٢ ] قال : قال الحسن والشعبي والقرطبي نزلت الآية في علي عليه السلام والعباس وطلحة بن شيبة ، وذلك انهم افتخروا ، فقال طلحة : انا صاحب البيت بيدي مفتاحه والي ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال علي عليه السلام : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة
اشهر
قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فانزل الله تعالى هذه الآية ـ يعني قوله تعالى : أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ
اللَّـهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ
اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ
الْفَائِزُونَ
( اقول ) ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره ( ج ١٠ ص ٦٨ ) مسنداً عن محمد بن كعب القرظي ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة التوبة .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ١٠ ص
٦٨ ] روى بسنده عن السدي اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ، قال : افتخر علي عليه السلام وعباس وشيبة بن عثمان ، فقال العباس : أنا افضلكم انا اسقي حجاج بيت الله ، وقال شيبة : انا اعمر مسجد الله ، وقال علي عليه السلام : أنا هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم واجاهد معه في سبيل الله فانزل الله : (
الَّذِينَ
آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ
اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ
لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ) .
[ الفخر الرازي في تفسيره ] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة ، قال : قال ابن عباس في بعض الروايات عنه : ان علياً عليه السلام لما اغلظ الكلام للعباس قال العباس : ان كنتم سبقتمونا بالاسلام والهجرة والجهاد فلقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج قال : فنزلت هذه الآية .
[ وقال ايضاً ] في تفسير سورة التكاثر ما لفظه : والعقل دل على ان التكاثر والتفاخر في السعادات الحقيقية غير مذموم قال : ومن ذلك ما
روى
من تفاخر العباس بأن السقاية بيده وتفاخر شيبة بان المفتاح بيده ( الى ان قال ) قال علي عليه السلام : وانا قطعت خرطوم الكفر بسيفي فصار الكفر مثلة فاسلتم ، فشق ذلك عليهم فنزل قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) ( الآية ) .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة ( قال ) واخرج ابو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا اشرف منك أنا عم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ووصي ابيه وساقي الحجيج فقال شيبة : أنا اشرف منك انا امين الله على بيته وخازنه افلا ائتمنك كما ائتمنني ؟ فاطلع عليهما علي عليه السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه السلام : أنا اشرف منكما أنا اول من آمن وهاجر ، فانطلقوا ثلاثتهم الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاخبروه فما اجابهم بشيء ، فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد ايام فارسل اليهم فقرأ ( أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) الى آخر العشر .
[ وقال ايضاً ] واخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو الشيخ عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية : ( أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) في العباس وعلي عليه السلام تكلما في ذلك
.
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه عن الشعبي قال : كانت بين علي عليه السلام والعباس منازعة فقال العباس لعلي عليه السلام : أنا عم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وانت ابن عمه واليَّ سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام : فانزل الله : (
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) ( الآية ) .
[ وقال ايضاً ] واخرج عبد الرزاق عن الحسن قال : نزلت في علي
عليه السلام وعباس وعثمان
وشيبة تكلموا في ذلك .
قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ )
[ في سورة الصافات ]
[ الصواعق المحرقة ص ٨٩ ] قال : الآية الرابعة قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم
مَّسْئُولُونَ ) ( قال ) اخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي عليه السلام ( قال ) وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : (
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) اي عن ولاية علي عليه السلام واهل البيت ، لان الله امر نبيه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ان يعرف الخلق انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة اجراً الا المودة في القربى ، والمعنى انهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما اوصاهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أم اضاعوها واهملوها ؟ فتكون المطالبة والتبعة ( انتهى ) .
قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ
مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
[ في سورة المائدة
]
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة المائدة ( قال ) وقال قوم : إنها نزلت في علي عليه السلام ( قال ) ويدل عليه وجهان ( الاول ) إنه ( ص ) لما دفع الراية الى علي عليه السلام يوم خيبر قال : لادفعن الراية غداً الى رجل يحب الله ورسوله
ويحبه
الله ورسوله وهذا هو الصفة المذكورة في الآية ( والوجه الثاني ) انه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله : (
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
وهذه الآية في حق علي عليه السلام ، فكان الاولى جعل ما قبلها ايضاً في حقه ( انتهى ) .
قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )
[ في
سورة التوبة
]
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة ( قال ) واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ( اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ، ( قال ) مع علي بن ابي طالب عليه السلام
.
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن عساكر عن ابي جعفر عليه السلام في قوله : ( وَكُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ ) قال : مع علي بن ابي طالب عليه السلام .
قوله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ )
[ في
سورتي النحل والأنبياء
]
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ١٧ ص
٥ ] روى بسنده عن جابر الجعفي ، قال : لما نزلت فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، قال علي عليه السلام : نحن اهل الذكر .
قوله تعالى : ( وَأَذَانٌ
مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ )
[ في
أول سورة التوبة
]
[
السيوطي في الدر المنثور ]
في ذيل تفسير الآية الشريفة في اول التوبة ( قال ) اخرج ابن ابي حاتم عن حكيم بن حميد قال : قال لي علي ابن الحسين عليهما السلام : إن لعلي عليه السلام في كتاب الله اسماً ولكن لا يعرفونه قلت : ما هو ؟ قال : ألم تسمع قول الله : واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ؟ هو والله الاذان .
قوله تعالى : ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ )
[ في
سورة والتين
]
[ تاريخ بغداد ج ٢ ص ٩٧ ]
روى الخطيب بسنده عن انس قال : لما نزلت سورة والتين على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فرح لها فرحاً شديداً حتى بان لنا شدة فرحه ، فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال : اما قول الله تعالى : وَالتِّينِ فبلاد الشام ، ثم ساق الحديث ( الى ان قال ) فما يكذبك بعد بالدين علي بن أبي طالب عليه السلام .
قوله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ
فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
[ في
سورة يونس
]
[ تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٥ ]
روى الخطيب بسنده عن ابن
عباس
قل بفضل الله وبرحمته ، بفضل الله النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وبرحمته علي عليه السلام .
قوله تعالى : ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ
لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ )
[ في
سورة القصص
]
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٠ ص
٦٢ ] روى بسنده عن مجاهد افمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ، قال : نزلت في حمزة وعلي بن أبي طالب عليه السلام وأبي جهل ( اقول ) ورواه الواحدي ايضاً في أسباب النزول ( ص ٢٥٥ )
بسنده عن مجاهد ، وقال ، نزلت في علي عليه السلام وحمزة وابي جهل ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٧ ) وقال : قال مجاهد ، نزلت في علي عليه السلام
وحمزة وأبي جهل .
قوله تعالى : ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ
مُّبِينٍ )
[ في
سورة الزمر
]
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٧ ]
قال : ومنها ـ أي من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام ـ قوله تعالى : أَفَمَن شَرَحَ
اللَّـهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ
فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
نزلت في علي عليه السلام وحمزة وابي لهب واولاده ، فعلي عليه السلام وحمزة شرح الله صدرهما للاسلام ، وابو لهب واولاده قست قلوبهم ( قال ) ذكره الواحدي وابو الفرج ( اقول ) وجدت الحديث المذكور في أسباب النزول للواحدي كما ذكر هنا بنصه .
قوله تعالى : ( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا
بِسِيمَاهُمْ )
[ في سورة الأعراف ]
[ الصواعق المحرقة ص ١٠١ ] قال : الآية الثالثة عشرة قوله تعالى : ( وَعَلَى الْأَعْرَافِ
رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) ( قال ) اخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس انه قال : الاعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب عليه السلام وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه .
قوله تعالى ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا
عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )
[ في
سورة الأحزاب
]
[ الصواعق المحرقة ص ٨٠ ] قال : وسئل ـ أي علي عليه السلام ـ وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى : (
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا
عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ
نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) ، فقال : اللهم غفراً هذه الآية نزلت
فيّ وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، فاما عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أُحد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه وأشار بيده الى لحيته ورأسه ، عهد عهده الى حبيبي ابو القاسم صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الحديث . ( أقول ) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار ( ص ٩٧ ) نقلاً عن الفصول المهمة لأبن الصباغ .
قوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ
هُمُ الْمُتَّقُونَ )
[ في
سورة الزمر
]
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية الكريمة في سورة الزمر ، قال : واخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ، والذي جاء بالصدق قال : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وصدق به قال : علي ابن أبي طالب عليه السلام .
قوله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا
بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ )
[ في
سورة الرحمن
]
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) في سورة الرحمن ( قال ) واخرج ابن
مردويه عن ابن
عباس
في قوله : ( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) ، قال : علي وفاطمة عليهما السلام ، بينهما برزخ لا يبغيان قال : النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، يَخْرُجُ
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ قال : الحسن والحسين عليهما السلام .
[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه عن انس بن مالك في قوله : مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
، قال : علي وفاطمة عليهما السلام ، يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ
، قال : الحسن والحسين عليهما السلام .
[ نور الابصار للشبلنجي ص ١٠١ ] قال : وعن أنس بن مالك في قوله تعالى : مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
، قال : علي وفاطمة عليهما السلام يَخْرُجُ
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ، قال : الحسن والحسين عليهما السلام ، قال : رواه صاحب كتاب الدرر .
قوله تعالى : ( إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا
اَلصّٰالِحٰاتِ )
[ في سورة والعصر ]
[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير سورة والعصر ؛ قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : وَالْعَصْرِ إِنَّ
الْإِنسَانَ لَفِي
خُسْرٍ يعني أبا جهل بن هشام ، إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، ذكر علياً عليه السلام وسلمان .
قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ
أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )
[ في
سورة الجاثية
]
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في ذيل تفسير الآية الكريمة في
سورة
الجاثية ، قال : قال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي عليه السلام وحمزة وعبيدة ، وفي ثلاثة من المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، قالوا للمؤمنين : والله ما أنتم على شيء ولو كان ما تقولون حقاً لكان حالنا افضل من حالكم في الآخرة كما انا افضل حالاً منكم في الدنيا ، فانكر الله عليهم هذا الكلام وبين انه لا يمكن ان يكون حال المؤمن المطيع مساوياً لحال الكافر العاصي في درجات الثواب ومنازل السعادات ( انتهى ) .
قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا
فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا )
[ في سورة الفرقان ]
[ نور الابصار للشبلنجي ص ١٠٢ ] قال : وعن محمد بن سيرين في قوله تعالى : (
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا )
انها نزلت في النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعلي بن ابي طالب عليه السلام هو ابن عم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وزوج فاطمة عليها السلام ، فكان نسباً وصهراً .
باب
في جملة من الآيات
النازلة في اعداء علي عليه السلام
[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى : (
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا )
في سورة الاحزاب ، قال ما لفظه : وقيل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياً عليه السلام ويسمعونه ، ( انتهى ) وقال الواحدي في اسباب النزول ( ص ٢٧٣ )
ما لفظه : قال مقاتل : نزلت في علي بن ابي طالب عليه السلام وذلك ان أُناساً من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه .
[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى : (
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ )
في سورة المطففين ، قال : وقيل : جاء علي ابن أبي طالب عليه السلام في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا الى اصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الاصلع ، فضحكوا منه فنزلت قبل ان يصل علي عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( اقول ) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويقال لها سورة القتال ايضاً ، في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ
سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ـ الى قوله تعالى ـ أَمْ
حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ )
قال واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله : ولتعرفنهم في لحن القول : قال : ببغضكم علي بن ابي طالب عليه السلام .
باب
ان الله تعالى خفف عن
هذه الامة بعلي عليه السلام ووضع عنهم صدقة النجوى
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٢٧ ]
في أبواب تفسير القرآن ، روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : لما نزلت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال لي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ما ترى ديناراً ، قلت : لا يطيقونه ، قال : فنصف دينار قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم ؟ قلت : شعيرة ، قال : انك لزهيد ، قال : فنزلت (
أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ) الآية ، قال : فبي خفف الله عن هذه الامة ، قال الترمذي ، ومعنى قوله : شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب ( اقول ) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة المجادلة ، وقال في معنى قول النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إنك لزهيد ما لفظه : والمعنى انك قليل المال فقدرت على حسب حالك ( انتهى ) وهو جيد ، ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره ( ج ٢٨ ص ١٥ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢٦٨ )
وقال
: اخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر والدورقي وابن حبان وابن مردويه وسعيد بن منصور ( انتهى ) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره ( ص ١٠٩ ) وقال : اخرجه ابو حاتم ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة المجادلة ، وذكر جمعاً كثيراً من أئمة الحديث ، ممن ذكرهم المتقي في كنز العمال وتقدمت اسماؤهم وغيرهم ، وقال : إنهم قد رووه .
[ خصائص النسائي ص ٣٩ ]
روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال : لما نزلت : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله )
وسلم لعلي عليه السلام : مرهم ان يتصدقوا قال : بكم يا رسول الله ؟ قال : بدينار ، قال : لا يطيقون : قال : فبنصف دينار ، قال : لا يطيقون : قال : فبكم ؟ قال : بشعيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إنك لزهيد ، فأنزل الله : (
أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ) ، الآية ، وكان علي عليه السلام يقول
: خفف بي عن هذه الامة .
باب
في أنه لم يعمل بآية
النجوى أحد الا علي عليه السلام
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٨ ص
١٤ ] روى بسنده عن ليث عن مجاهد ، قال : قال علي عليه السلام : إن في كتاب الله عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )
قال : فرضت ثم نسخت ( أقول ) وذكره الزمخشري أيضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة المجادلة وقال في آخره : كان لي دينار فصرفته فكنت اذا ناجيته تصدقت بدرهم ، ثم قال : قال الكلبي تصدق في عشر كلمات سألهن رسول الله ( ص ) وذكره الواحدي ايضاً في اسباب النزول ( ص ٣٠٨ ) وقال فيه : كان لي دينار فبعته وكنت اذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية : أَأَشْفَقْتُمْ
أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره وقال في آخر : وروى ابن جريج والكلبي وعطا عن ابن عباس انهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه احد الا علي عليه السلام ، تصدق بدينار ثم نزلت الرخصة ، ورواه ابن جرير ايضاً في ( ج ٢٨ ص ١٤ ) بطريق آخر عن ليث عن مجاهد وقال فيه : كان
عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم فكنت اذا جئت الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم تصدقت بدرهم ، فنسخت فلم يعمل بها احد قبلي
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) .
[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٨ ص
١٤ ] روى بسنده عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً
، قال : نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب عليه السلام قدم ديناراً صدقة تصدق به ثم أنزلت الرخصة ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضاً عن ابن أبي نجيح باختلاف يسير في اللفظ .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ ، في سورة المجادلة ، قال : وأخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم ـ وصححه ـ عن علي عليه السلام ، قال : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوي ، يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ، كان عندي دينار
فبعته بعشرة دراهم ، فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قدمت بين يدي درهماً ، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد ، فنزلت : أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ
صَدَقَاتٍ الآية ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢٦٨ ) وذكر جمعاً كثيراً من أئمة الحديث ممن ذكرهم السيوطي في الدر المنثور ، وتقدمت أسماؤهم ، وقال : إنهم قد أخرجوه ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٠ ) وقال : أخرجه ابن الجوزي في أسباب
النزول ( أنتهى ) .
[ وقال أيضاً ] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي عليه السلام قال : ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت ، وما كانت إلا ساعة ، يعني آية النجوي .
[ وقال أيضاً ] وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
قال
: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى يقدموا صدقة ، فلم يناجه الا علي بن أبي طالب عليه السلام فانه قد قدم ديناراً فتصدق به ، ثم ناجى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة .
[ وقال أيضاً ] وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال : كان من ناجى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم تصدق بدينار ، وكان أول من صنع ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم نزلت الرخصة : فاذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم .
[ وقال أيضاً ] وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل : يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ ( الآية ) قال : أول من عمل بها علي عليه السلام ثم نسخت .
[ كنز العمال ج ٣ ص ١٥٥ ]
قال : عن عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه ( إلى أن قال ) ثم قال : نشدتكم بالله أيها النفر جميعاً أفيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غيري ؟ قالوا : اللهم لا ( إلى أن قال ) أفيكم أحد نجاه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اثنتي عشرة مرة غيري حين قال الله تعالى : يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً
؟ قالوا : اللهم لا ( الحديث ) .
[ بقي حديث واحد ] يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما رواه الزمخشري في الكشاف في تفسير آية النجوى في سورة المجادلة ، قال : عن ابن عمر كان لعلي عليه السلام ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم ، تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى .
باب
في منزلة علي عليه السلام
عند النبي ( ص )
[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٧١ ]
روى بسنده عن عبد الله بن نجي عن أبيه ، قال : قال لي علي عليه السلام : كانت لي منزلة من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم تكن لاحد من الخلائق ، فكنت آتيه كل سحر فأقول : السلام عليك يا نبي الله ، فان تنحنح انصرفت الى أهلي وإلا دخلت عليه ( أقول ) ورواه في خصائصه أيضاً في ( ص ٣٠ ) وروى أيضاً ما يقرب منه في ( ص ٢٩ وص ٣٠ ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ٨٥ ) .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٣ ]
قال : عن الشعبي قال : رأى أبو بكر عليا عليه السلام فقال : من سره أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة من رسول الله وأقربه قرابة وأعظمه غناء عن نبيه ، فلينظر الى هذا ( إلى آخر الحديث ) قال : أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف وابن مردويه والحاكم ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٣ ) وقال : أخرجه ابن السمان ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ١٠٦ )
وقال : أخرجه الدارقطني عن الشعبي .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٣ ]
وكنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٢ ) قالا : عن عبد الله بن الحارث قال : قلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : نعم بينا أنا نائم عنده وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال : يا عليّ ما سألت الله عز وجل من الخير إلا سألت لك مثله ، وما استعذت الله من الشر إلا استعذت لك مثله ، قالا : أخرجه المحاملي ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٠ ) وقال في آخره : ولا سألت الله عز وجل
شيئاً إلا أعطانيه غير أنه قيل لي : لا نبي بعدك ، قال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٩ ) و ( ص ٣٩٢ ) وقال فيهما : أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة ( وفي ص ٤٠٦ ) وقال : أخرجه ابن أبي عاصم وابن جرير ـ وصححه ـ والطبراني في الأوسط وابن شاهين ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه بطريقين ( في ص ٣٧ وص ٣٨ )
.
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٣ ]
قال : جاء أبو بكر وعلي عليه السلام يزوران قبر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بعد وفاته بستة أيام ، قال عليّ عليه السلام لأبي بكر : تقدم فقال أبو بكر : ما كنت لأتقدم رجلاً سمعت رسول الله يقول : عليّ مني بمنزلتي من ربي ، قال : خرجه ابن السمان في الموافقة ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ١٠٦ )
.
[ تاريخ بغداد ج ٦ ص ١٢ ]
قال : وعن البراء عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : عليّ بمنزلة رأسي من بدني ( أقول ) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار ( ص ٧٢ ) وقال : أخرجه الديلمي عن ابن عباس وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ٧٥ ) والمناوي أيضاً في فيض القدير ( ج ٤ ص ٣٥٧ ) وقالا : عن الخطيب عن البراء وعن الديلمي عن ابن عباس .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٣٠ ]
روى بسنده عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان إذا غضب لم يجترىء أحد منا يكلمه غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثم قال : هذا حديث صحيح الاسناد ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٩ ص ٢٢٧ ) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير ( ج ٥ ص ١٥٠ ) في المتن وقال في الشرح : رواه الطبراني عنها يعني عن أم سلمة .
[ الاصابة لابن حجر العسقلاني ج ١ القسم
٤ ص
٢١٧ ] ذكر حديثاً عن الخطيب في المؤتلف ، رواه بسنده عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عن شيء أمرنا علياً عليه السلام أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٩ ]
روى بسنده عن عبد الرحمن بن عبد الله قال : قال علي عليه السلام : كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني ( أقول ) وهذه منزلة عظيمة لعلي عليه السلام عند النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم تكن لأحد من الأصحاب غيره ، وقد روى الترمذي هذا الحديث في الباب بطريقين آخرين ، ورواه الحاكم أيضاً في مستدركه ( ج ٣ ص ١٢٥ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٤ ) نقلاً عن ابن أبي شيبة والترمذي والشاشي وأبي نعيم في حليته والدورقي وابن عساكر وسعيد بن منصور ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٣٠ ) بطرق .
[ الطبقات لابن سعد ج ٢ القسم
٢ ص
١٠١ ] قال : قيل لعلي عليه السلام : ما لك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حديثاً ؟ فقال : إني كنت إذا سألته أنبأني ، وإذا سكت ابتدأني ( أقول ) ورواه أيضاً ( في ص ١٠٦ ) وقال فيه : قلنا : فأخبرنا عن نفسك يا أمير المؤمنين قال : إياها أردتم ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت ، وروى بهذا اللفظ أبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ١ ص ٦٨ ) وفي
(
ج ٤ ص ٣٨٢ ) .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في ذيل تفسير قوله تعالى : وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ، في سورة والضحى ، ذكر حديثاً قال فيه : فقالوا له يعني لعلي أمير المؤمنين عليه السلام ـ فحدثنا عن نفسك ، فقال : مهلاً فقد نهى الله عن التزكية ، فقيل له : أليس الله تعالى يقول : وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ؟ فقال : فاني أحدث كنت
إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت وبين الجوانح علم جم فاسألوني .
باب
في قول النبي ( ص )
لعلي ( ع ) : أنت مني بمنزلة هارون من
موسى
[ صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق ] في باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن ابراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ( أقول ) ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه ( ص ١٢ ) ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ١٧٤ ) وأبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده ( ج
١ ص ٢٨ ) وأبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٧ ص ١٩٤ ) والنسائي أيضاً في خصائصه بطريقين ( في ص ١٥ وص ١٦ ) .
[ صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق ] في باب غزوة تبوك ، روي بسنده عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم خرج الى تبوك واستخلف علياً عليه السلام فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي ؟ ( أقول ) ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب
فضائل
الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ٢٩ ) وأبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٧ في ص
١٩٥ وص ١٩٦ ) بطرق عديدة ، والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٢ ص ٣٠٩ ) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ١٨٢ ) والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ١١ ص ٤٣٢ ) بطريقين ، والنسائي أيضاً في خصائصه ( ص ١٦ ) .
[ صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة ] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، قال سعيد : فأحببت أن أشافه بها سعداً فلقيت سعداً فحدثته بما حدثني عامر فقال : أنا سمعته ، فقلت : أنت سمعته ، فوضع إصبعيه على أُذنيه فقال : نعم وإلا فاستكتا ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٦ ) والنسائي أيضاً في خصائصه ( ص ١٥ ) وروى نظيره أيضاً عن ابراهيم بن سعد عن أبيه في ( ص ١٥ ) .
[ صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة ] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول له ـ وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له عليّ عليه السلام : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ـ فقال له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ( الحديث ) وتقدم تمامه في صدر باب المباهلة ( أقول ) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ( ج ٢ ص ٣٠٠ ) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ١٨٥ ) والنسائي
أيضاً
في خصائصه ( ص ٤ وص ١٦ )
.
( اقول ) وقال العسقلاني
في فتح الباري ج ٨ ص ٧٦ بعد ذكر الحديث المتقدم عن مسلم والترمذي ( ما لفظه ) وعند أبي يعلى عن سعد من وجه آخر لا بأس به قال لو وضع المنشار على مفرقي على ان اسب علياً ( ع ) ما سببته ابداً ( قال ) وهذا الحديث يعني حديث المنزلة روى عن النبي ( ص ) عن غير سعد من حديث عمر وعلي ( ع ) نفسه وابي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله والبراء وزيد بن ارقم وابي سعيد وانس وجابر بن سمرة وحبشي بن جنادة ومعاوية واسماء بنت عميس وغيرهم ( قال ) وقد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام .
[
صحيح الترمذي ج ٢ ص
٣٠١ ] روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( قال ) وقد روي من غير وجه عن سعد عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ١٧٩ ) وأبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده ( ج ١ ص ٢٩ ) وأبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٧ ص ١٩٥ ) بأربعة طرق ( وفي ص ١٩٦ ) بطريق خامس ، ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ١ ص ٣٢٤ ) وفي ( ج ٤ ص ٢٠٤ ) وفي ( ج ٩ ص ٣٩٤ )
والنسائي أيضاً في خصائصه بطريقين ( في ص ١٤ ) وبطريق ثالث ( وفي ص ١٥ ) .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١ ]
روى بسنده عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( قال ) وفي الباب عن سعد وزيد بن أرقم وأبي هريرة وأم سلمة ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٣ ص ٣٣٨ ) والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج
٣ ص ٢٨٨ )
بطريقين ، قال في أحدهما : إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته .
[ صحيح ابن ماجة ص ١٢ ]
روي بسنده عن ابن سابط ـ وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص ـ قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً عليه السلام فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٣٣٧ ]
روي بسنده عن الحسن بن سعد مولى علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أراد أن يغزو غزاة له قال : فدعا جعفراً فأمره أن يتخلف على المدينة ، فقال : لا اتخلف بعدك يا رسول الله أبداً ، قال : فدعاني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم ، قال : فبكيت فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ما يبكيك يا علي ؟ قلت : يا رسول الله يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غداً ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله ويبكيني خصلة أخرى كنت أريد أتعرض للجهاد في سبيل الله لأن الله يقول : (
وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا ) إلى آخر الآية فكنت أريد أن أتعرض لفضل
الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أما قولك تقول قريش : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله ، فان لك بي أسوة قد قالوا : ساحر وكاهن وكذاب ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ وأما قولك أتعرض لفضل الله فهذه أبهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكم الله من فضله ، فان المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ( قال الحاكم ) هذا حديث صحيح الاسناد ( أقول ) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : (
مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رسول الله )
في أواخر التوبة ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن علي عليه السلام .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٧٠ ] روى بسنده عن عائشة
بنت
سعد عن أبيها أن علياً عليه السلام خرج مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى جاء ثنية الوداع وعلي عليه السلام يبكي يقول : تخلفني مع الخوالف فقال : أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ٨ ص ٥٢ ) والنسائي أيضاً في خصائصه بطريقين ( في ص ١٦ وص ١٧ ) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) في سورة التوبة ، وقال : أخرجه ابن
مردويه عن سعد بن أبي وقاص وقال فيه : خرج مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى جاء ثنية الوداع وهو يريد تبوك ( الخ ) .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٧٣ ] روى بسنده عن سعيد ابن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك : اني اريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه ، فقال : لا تفعل يا بن أخي إذا علمت أن عندي علماً فسلني عنه ولا تهبني ، قال : فقلت قول رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه السلام حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك ، فقال سعد : خلف النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً عليه السلام بالمدينة في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فأدبر علي عليه السلام مسرعاً كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع.
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٧٥ ] روى بسنده عن سعيد ابن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك : إنك إنسان فيك حدة وأنا أريد أن أسألك قال : ما هو ؟ قال : قلت : حديث علي عليه السلام : قال : فقال : إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي ؟ قال : رضيت ثم قال : بلى بلى .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٧٧ ] روى بسنده عن ابن المسيب عن ابن سعد بن مالك عن أبيه قال : دخلت على سعد فقلت : حديثاً حدثنيه عنك حين استخلف رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم
علياً
على المدينة ، قال : فغضب فقال : من حدثك به ؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين خرج في غزوة تبوك استخلف علياً عليه السلام على المدينة فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجهاً إلا وأنا معك فقال : أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ؟
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٨٤ ] روى بسنده عن عبد الله عن سعد ، قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في غزوة تبوك خلف علياً عليه السلام ، فقال له : أتخلفني ؟ قال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته ( ج ٣ القسم ١ ص ١٥ ) والنسائي أيضاً ( ص ١٧ ) بطريقين .
[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص
٢٣٠ ] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون ، قال : إني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ، فساق الحديث ( إلى أن قال ) وخرج بالناس ـ أي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ في غزوة تبوك قال : فقال له علي عليه السلام : أخرج معك ؟ قال : فقال له نبي الله : لا ، فبكى علي عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ؟ إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ( الحديث ) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٨ )
وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٣ ) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال وأخرج النسائي بعضه ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج
٩ ص ١١٩ ) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص
٣٦٩ ] روى بسنده عن موسى الجهني ، قال : دخلت على فاطمة بنت علي عليه السلام فقال لها رفيقي أبو سهل : كم لك ؟ قالت : ست وثمانون سنة ، قال : ما سمعت من أبيك شيئاً ، قالت : حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضاً عن موسى الجهني في ( ص ٤٣٨ )
ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ١٠ ص ٤٣ وج ١٢ ص ٣٢٣ ) ورواه ابن عبد البر أيضاً في الاستيعاب
( ج ٢ ص ٤٥٩ ) والنسائي أيضاً في خصائصه بطرق بعضها ( في ص ١٧ ) وبعضها ( في ص ١٨ ).
[ خصائص النسائي ص ٤ ]
روى بسنده عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد ، قال : كنت جالساً فتنقصوا علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول في علي
عليه السلام خصالاً
ثلاثاً لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعته يقول : إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه .
[ خصائص النسائي ص ١٤ ]
روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لما غزا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غزوة تبوك خلف علياً عليه السلام في المدينة قالوا فيه : مله وكره صحبته فتبع علي عليه السلام النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى لحقه في الطريق قال : يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا : مله وكره صحبته فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : يا عليّ إنما خلفتك على أهلي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ص ١٤ ) بطريق آخر باختلاف يسير .
[ خصائص النسائي ص ١٧ ]
روى بسنده عن حرب بن سلك قال : قال سعد بن مالك : إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غزا على ناقته الجدعاء وخلف علياً عليه السلام وجاء علي عليه السلام حتى تعدى الناقة فقال : يا رسول الله زعمت قريش إنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وكرهت صحبتي ، وبكى علي عليه السلام ، فنادى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في الناس : ما منكم أحد وله حاجة بابن أبي طالب ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ قال علي عليه السلام : رضيت عن الله عز وجل وعن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .
[ خصائص النسائي ص ١٩ ]
روى بسنده عن هاني بن هاني عن علي
عليه السلام ، قال :
لما صدرنا من مكة إذا ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي عليه السلام وأخذها ، فقال لصاحبته : دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها علي عليه السلام وزيد وجعفر فقال علي عليه السلام : أنا أخذتها وهي لبنت عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي فقضى بها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعليّ : أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخُلقي وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا .
[ خصائص النسائي ص ٣٢ ]
روى بسنده عن عبد الله بن أبي نجيح عن معاوية ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال سعد بن أبي وقاص : والله لأن يكون لي واحدة من خلال ثلث أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، لأن يكون قال لي ما قال له حين رده من تبوك : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، أحب الي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، ولأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار ، أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، ولأن يكون لي
ابنته
ولي منها الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس .
[ الطبقات لابن سعد ج ٣ القسم
١ ص
١٤ ] روى بسنده عن أبي سعيد قال : غزا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غزوة تبوك وخلف علياً عليه السلام في أهله ، فقال بعض الناس : ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته فبلغ ذلك علياً عليه السلام فذكره للنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فقال : أيا ابن طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى ( أقول ) ورواه ابو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٨ ص ٣٠٧ ) مختصراً ، ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ٤ ص ٣٨٢ ) مختصراً ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٩ ) وقال : رواه أحمد يعني ابن حنبل ( انتهى ) وقد وجدت الحديث في مسند أحمد كما ذكره ( في ج ٣ ص ٣٢ ) .
[ الطبقات لابن سعد ج ٣ القسم
١ ص
١٥ ] روى بسنده عن البراء ابن عازب وزيد بن أرقم قالا : لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم ، فخلفه فلما فصل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غازياً قال ناس : ما خلف علياً إلا لشيء كرهه منه فبلغ ذلك علياً عليه السلام فاتبع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى انتهى اليه فقال له : ما جاء بك يا علي ؟ قال : لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناساً يزعمون أنك إنما خلفتني لشيء كرهته مني فتضاحك رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقال : يا عليّ أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فانه كذلك ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١١ ) باختلاف يسير في اللفظ وقال : رواه الطبراني باسنادين .
[ حلية الأولياء لابي نعيم ج ٤ ص
٣٤٥ ] روى بسنده عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه السلام : انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٩ ) نقلاً عن الطبراني في
الثلاثة
.
[ حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٧ ص
١٩٥ ] روى بسنده عن سعد ابن ابراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه سعد أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟
[ حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٧ ص
١٩٦ ] روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في غزوة تبوك : خلفتك أن تكون خليفتي في أهلي ، قلت : لا أتخلف بعدك يا نبي الله ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٤ )
الهيثمي في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٠ ) كلاهما عن الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح .
[ تاريخ بغداد ج ٤ ص ٧١ ]
روى بسنده الى المأمون عن الرشيد عن المهدي ، قال : دخل عليَّ سفيان الثوري فقلت : حدثني بأفضل فضيلة عندك لعلي عليه السلام ، فقال : حدثني سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( اقول وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٢ ) نقلاً عن ابن النجار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٢ )
. وقال : خرجه الحافظ السلفي في النسخة البغدادية .
[ تاريخ بغداد ج ٧ ص ٤٥٢ ]
روى بسنده عن عمر بن الخطاب انه رأى رجلاً يسب علياً عليه السلام فقال : إني اظنك منافقاً ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : انما علي مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٣ ) وقال : خرجه ابن السمان .
[ تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص
٣٦٨ ] روى بسنده عن ابن اسحاق في حديث غزوة تبوك قال فيه : فلما سار رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين واهل الريب وكان عبد الله بن أبي اخا بني عوف بن الخزرج ، وعبد الله بن نبيل أخا بني عمرو ابن عوف ورفاعة بن يزيد بن التابوت اخا بني قينقاع ، وكانوا من عظماء المنافقين ، وكانوا ممن يكيد الاسلام واهله وفيهم ( الى ان قال ) انزل الله عز وجل : لَقَدِ ابْتَغَوُا
الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ
، الآية ( قال ) وقال ابن اسحاق : وخلف رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام وأمره بالاقامة فيهم ( الى ان قال ) فارجف المنافقون بعلي بن أبي طالب عليه السلام وقالوا : ما خلفه الا استثقالاً له وتخففاً منه ، فلما قال ذلك المنافقون اخذ علي عليه السلام سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو بالجرف ، فقال : يا نبي الله زعم المنافقون انك انما خلفتني انك استثقلتني وتخففت مني ، فقال ؛
كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في اهلي واهلك ، افلا ترضى يا علي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؟ فرجع علي عليه السلام الى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على سفره ( الحديث ) .
[ أُسد الغابة لابن الاثير ج ٥ ص
٨ ] قال في ترجمة نافع بن الحارث بن كلدة : وروى عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى .
[ كنز العمال ج ٣ ص ١٥٤ ]
روى بسنده عن أبي ذر قال : لما كان اول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والانصار في المسجد وجاء علي بن ابي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن احق ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد الله والثناء عليه
بما
هو اهله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( الى ان قال ) فهل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لي : أنت مني بمنزلة هارون من موسي ؟ ( الى ان قال ) فهل لخلق مثل هذه المنزلة ؟ نحن صابرون ليقضي الله امراً كان مفعولاً ( قال ) اخرجه ابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٥ ص ٤٠ ]
قال : لما آخى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين اصحابه قال علي عليه السلام : لقد ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فان كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله ( ص ) : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ( قال ) وما أرث منك يا رسول الله ؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك ؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ( قال ) أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي عليه السلام وابن عساكر ( أقول ) وذكره المتقي في كنز العمال في ( ص ٤٠ )
أيضاً ، بتطويل والمحب الطبري في الرياض النضرة ( ج ١ ص ١٣ ) بتطويل أيضاً ، وقالا في آخره : ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اخوانا على سرر متقابلين المتحابين في الله ينظر بعضهم الى بعض ( ثم قال ) المتقي : قلت : هذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبراني في معجميهما والباوردي في المعرفة وابن عدي ، وقال المحب الطبري : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ]
ولفظه : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ( قال ) أخرجه الطبراني عن مالك بن الحويرث .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ]
ولفظه : يا علي أنت مني بمنزلة
هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( قال ) أخرجه الطبراني عن أسماء بنت عميس ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٩ ) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال : رواه أحمد والطبراني .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٨٨ ]
ولفظه : يا عقيل والله اني لأحبك لخصلتين لقرابتك ، ولحب أبي طالب إياك ، وأما أنت يا جعفر فأن خلقك يشبه خلقي ، وأما أنت يا علي فانت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٥ ]
قال عن ابن عباس قال : عمر ابن الخطاب كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب ، فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : في عليّ ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم والنبي متكىء على عليّ بن أبي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال : أنت يا علي أول المؤمنين إيماناً وأولهم إسلاماً ( ثم قال ) أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وكذب عليَّ من زعم أنه يحبني ويبغضك ( قال ) أخرجه الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء والحاكم في الكنى ، والشيرازي في الألقاب ، وابن النجار ( أقول ) وذكره المتقي في كنز العمال في ( ص ٣٩٥ )
أيضاً بطريق آخر باختلاف يسير ولم يقل في آخره وكذب عليَّ ( الخ ) وقال : أخرجه ابن النجار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٣ وص ١٧٥ ) ولم يذكر أيضاً في آخره وكذب علي ( الخ ) وقال : أخرجه ابن السمان .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٥ ]
قال : عن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لعلي عليه السلام : ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ،
وسمعته
يقول : لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) أخرجه ابن جرير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٥ ]
عن عامر بن سعد قال : قال رسول الله ( ص ) لعلي ( عليه السلام ) : ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، نزل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الوحي فأدخل علي وفاطمة وابنيها عليهم السلام تحت ثوبه ثم قال : اللهم هؤلاء اهلي واهل بيتي ، وقال له ـ حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي عليه السلام : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ـ فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي ؟ وقوله يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فتطاول المهاجرون لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليراهم فقال : أين علي ؟ قالوا : هو ارمد ، قال : ادعوه فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه ( قال ) اخرجه ابن النجار .
[ كنز العمال ج ٨ ص ٢١٥ ]
قال : عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن ابيه ، قال : كان علي عليه السلام يخطب فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين اخبرني من اهل الجماعة ومن اهل الفرقة ومن اهل السنة ومن اهل البدعة ؟ فقال : ويحك اما اذ سألتني فافهم عني ولا عليك ان لا تسأل عنها احداً بعدي ( فساق الحديث ) الى أن قال : وتنادي الناس من كل جانب : اصبت يا امير المؤمنين اصاب الله بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا ايها الناس انكم والله ان اتبعتموه واطعمتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، اذ قال رسول الله صلى
الله
عليه و ( آله ) وسلم انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ، فضلاً خصه الله به إكراماً منه لنبيه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حيث اعطاه ما لم يعطه احداً من خلقه ( الحديث ) وسيأتي تمامه ان شاء الله تعالى في باب قتال الناكثين والقاسطين والمارقين ( اللغة ) ـ قيس : بكسر القاف وسكون الياء المثناة التحتانية والسين المهملة : القدر ، يقال بينهما قيس شعرة او قيس رمح اي ( قدر شعرة ) وقد جاء في حديث نبوي ( كما روي ) : ليس ما بين فرعون من الفراعنة وفرعون هذه امة قيس شبر ، اي قدر شبر ، ( قاله ابن الاثير الجزري في نهاية غريب الحديث ) .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٠٩ ] قال : وعن ام سلمة ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ؟ ( قال ) رواه ابو يعلى والطبراني .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١٠٩ ]
قال : وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؟ ( قال ) رواه البزار والطبراني .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١١٠ ]
قال : وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي ؟ ( قال ) رواه الطبراني في الكبير والاوسط .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١٠٩ ]
قال : عن أبي سعيد الخدري قال : إن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام في غزوة تبوك : خلفتك في اهلي ، قال علي عليه السلام : يا رسول الله إني
اكره
ان تقول العرب : خذل ابن عمه وتخلف عنه ، قال : اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؟ ( قال ) رواه البزار .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١١٠ ]
قال : وعن جابر ـ يعني ابن سمرة ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ( قال ) رواه الطبراني .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١١١ ]
قال : وعن أبي ايوب ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ( قال ) رواه الطبراني .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١١١ ]
قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لأم سلمة : هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فهو مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ( قال ) رواه الطبراني ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) وقال فيه : يا ام سليم ان علياً عليه السلام لحمه من لحمي ( الخ ) .
[ وفيه ايضاً ج ٩ ص ١١١ ]
قال : عن ابن عباس قال : لما آخي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين اصحابه من المهاجرين والانصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين احد منهم ، خرج مغضباً حتى اتى جدولاً فتوسد ذراعه ( الى ان قال ) فقال له ـ أي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قم فما صلحت ان تكون الا أبا تراب ، اغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين احد منهم ؟ اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي ؟ الا من احبك حف بالامن والايمان ، ومن
ابغضك
اماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام ( قال ) رواه الطبراني في الكبير والاوسط ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٢ ] قال : وعنه ـ اي عن سعد ـ قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الجرف طعن رجال من المنافقين في امرة علي عليه السلام وقالوا : إنما خلفه استثقالاً ، فخرج علي عليه السلام فحمل سلاحه حتى اتى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالجرف ، فقال : يا رسول الله ما تخلفت عنك في غزاة قط قبل هذه ، قد زعم المنافقون انك خلفتني استثقالاً ، فقال : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في اهلي ، افلا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؟ ( قال ) خرجه ابن اسحاق ، وخرج معناه الحافظ الدمشقي في معجمه ( اقول ) وذكره في ( ج ١ ايضاً في
ص ١٥٦ ) .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٤ ]
قال : عن أسماء بنت عميس قالت : هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك ( قال ) خرجه الامام علي بن موسي .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٥ ]
قال : وعن أبي حازم قال : جاء رجل الى معاوية فسأله عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب فهو اعلم قال : يا امير المؤمنين جوابك فيها احب الي من جواب علي قال : بئسما قلت لقد كرهت رجلاً كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يغرزه بالعلم غرزاً ، ولقد قال له : انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي وكان عمر اذا اشكل عليه شيء اخذ منه ( قال ) اخرجه احمد في المناقب .
[ ذخائر العقبى ص ١٢٠ ]
قال : وعن اسماء بنت عميس قالت : اقبلت فاطمة بالحسن عليهما السلام فجاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا اسماء هلمي ابني فدفعته اليه في خرقة صفراء فالقاها عنه قائلاً الم اعهد اليكن ان لا تلفوا مولوداً بخرقة صفراء ؟ فلفيته بخرقة بيضاء فأخذه واذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ، ثم قال لعلي عليه السلام : أي شيء سميت ابني ؟ قال : ما كنت لاسبقك بذلك ، فقال : ولا أنا اسابق ربي ، فهبط جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك ، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون ، فقال : وما كان اسم ابن هارون يا جبريل ؟ قال : شبر ، قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إن لساني عربي ، فقال : سمه الحسن ، ففعل صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلما كان بعد الحول ولد الحسين عليه السلام ، فجاء نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وذكرت مثل الاول ، وساقت قصة التسمية مثل الاول وان جبريل عليه السلام أمره ان يسميه باسم ولد هارون شبير ، فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مثل الاول ، فقال : سمه حسيناً ( قال ) خرجه الامام علي بن موسى الرضا .
ثم ان ها هنا حديثاً
آخر يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٤ ) قال : عن انس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه السلام ـ يوم غزوة تبوك ـ اما ترضى ان يكون لك من الاجر مثل ما لي ، ولك من المغنم مثل ما لي ؟ ( قال ) خرجه القلعي .
باب
في ان علياً ( ع ) اخو
النبي ( ص )
( اقول )
ليس الغرض من عقد هذا الباب هو ذكر كل خبر يشتمل على اخوة علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بل نقتصر فيه على ذكر خصوص الاخبار المشتملة على الاخوة فقط دون الوزارة ، واما الاخبار المشتملة على كلتيهما فسنذكرها ان شاء الله تعالى في باب علي وزير النبي فانتظر .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٩ ]
روى بسنده عن ابن عمر قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين اصحابه فجاء علي عليه السلام تدمع عيناه فقال : يا رسول الله آخيت بين اصحابك ولم تواخ بيني وبين احد فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : انت اخي في الدنيا والآخرة ( قال ) وفي الباب عن زيد بن اوفى ( اقول ) ورواه الحاكم ايضاً ( ج ٣ ص ١٤ ) وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق مختصراً ولفظه : علي اخي في الدنيا والآخرة .
[ صحيح ابن ماجة ص ١٢ ]
روى بسنده عن عباد بن عبد الله
عن
علي عليه السلام قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد الله واخو رسوله ، وأنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي الا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين ( اقول ) ورواه الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١١١ ) وابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه ( ج
٢ ص ٥٦ ) والنسائي ايضاً في خصائصه ( ص ٣ وص ١٨ ) باختصار ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٤ ) وقال : اخرجه ابن أبي شيبة والنسائي في الخصائص وابن أبي عاصم في السنة والعقيلي والحاكم وأبو نعيم في المعرفة ، وذكره ايضاً ( في ص ٣٩٦ ) وقال في آخره : لا يقولهما احد بعدي الا كاذب ، فقالها رجل فاصابته جنة قال : اخرجه العدني ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٥٥ )
وقال : خرجه القلعي .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤ ]
روى بسنده عن ابن عمر قال : ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آخى بين اصحابه ، فآخى بين ابي بكر وعمر ، وبين طلحة والزبير ، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فقال علي عليه السلام : يا رسول الله انك قد آخيت بين اصحابك فمن أخي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أما ترضى يا علي ان اكون اخاك ؟ قال ابن عمر : وكان علي جلداً شجاعاً ، فقال علي عليه السلام : بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : انت اخي في الدنيا والآخرة ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٧ ) وقال : اخرجه القلعي .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٦ ]
روى بسنده عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إن الله يقول : (
أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) والله لا ننقلب على اعقابنا بعد اذ
هدانا الله ، والله لئن مات
او
قتل لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى اموت ، واللّه إني لاخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن احق به مني ( اقول ) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه ( ص ١٨ )
والمحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٢٦ ) وقال : اخرجه احمد في المناقب وذكره
الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٣٤ ) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٩ ]
روى بسنده عن اسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلما اصبحنا جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى الباب فقال : يا ام ايمن ادعي لي اخي ، فقالت : هو اخوك وتنكحه ؟ قال : نعم يا ام ايمن ، فجاء علي عليه السلام فنضح النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عليه من الماء ودعا له ثم قال : ادعى فاطمة قالت : فجاءت تعثر من الحياء ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : اسكني فقد انكحتك احب اهل بيتي ( الحديث ) وسيأتي تمامه ان شاء الله تعالى في ابواب تزويج علي بفاطمة عليهما السلام ( اقول ) وروى ابن سعد ايضاً في طبقاته ( ج ٨ ص ١٤ ) حديثاً في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام وقال فيه : فجاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاستفتح فخرجت اليه ام ايمن ، فقال : أثمّ اخي ؟ قالت : وكيف يكون اخوك وقد انكحته ابنتك ؟ قال : فانه كذلك ( الى ان قال ) يا فاطمة اني ما اليت اذ انكحتك خير اهلي ؛ ورواه في ( ص ١٥ )
ايضاً باختلاف يسير ( اللغة ) : اليت بتشديد اللام ، اي ما قصرت ، يقال : إليَّ في الامر قصر وابطأ . وذكر المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ١١٣ ) حديثاً في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام
، وقال فيه : وجاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : ها هنا اخي ؟ فقالت ام أيمن : اخوك أوَ اخوك وقد زوجته ابنتك ؟ قال :
نعم
. وذكر الهيثمي ايضاً حديثاً في مجمعه ( ج ٩ ص ٢٠٥ ) في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام وقال فيه . فقال ـ أي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ أها هنا اخي ؟ يعني علياً عليه السلام ـ فقالت ام أيمن : اخوك وقد زوجته ابنتك ؟ قال : رواه الطبراني ( وفي ص ٢٠٩ ) ايضاً حديثاً آخر وقال فيه : فجاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : أثمّ اخي ؟ فقالت ام ايمن ـ وهي ام اسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة ـ يا رسول الله هذا اخوك وزوجته ابنتك ؟ وكان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آخى بين اصحابه وآخى بين علي عليه السلام ونفسه ، قال : ان ذلك يكون يا ام ايمن ( وفي ص ٢١٠ ) حديثاً ثالثاً ، قال فيه : فقال ـ اي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ لها يا ام ايمن ادعي لي اخي ، فقالت : اخوك هو وتنكحه ابنتك ؟ وروى النسائي ايضاً في خصائصه ( ص ٣٢ ) حديثاً في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام قال فيه : فجاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فدق الباب فخرجت اليه ام أيمن فقال : اثم اخي ؟ قالت : وكيف يكون اخاك وقد زوجته ابنتك ؟ قال : إنه اخي .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
١٥٩ ] روى بسنده عن ربيعة بن ناجذ عن علي عليه السلام قال : جمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ او دعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق ، قال : فصنع لهم مداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا ، قال : وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس ـ او لم يشرب ـ فقال : يا بني عبد المطلب اني بعثت لكم خاصة والى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم ، فأيكم يبايعني على ان يكون اخي وصاحبي ؟ قال : فلم يقم اليه احد . قال : فقمت اليه ـ وكنت اصغر القوم ـ قال : فقال : اجلس ثلاث مرات ، كل ذلك
اقوم
اليه فيقول لي : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٨ ص ٣٠٢ ) وقال : رجاله ثقات ، ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٦٣ ) وقال فيه : على ان يكون اخي وصاحبي ووارثي ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٧ ) وقال : اخرجه احمد في المناقب ، ورواه النسائي ايضاً في خصائصه ( ص ١٨ ) وقال في آخره : وايكم يبايعني على ان يكون اخي وصاحبي ووارثي ؟ ( الى ان قال ) فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي . وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٨ ) وقال : اخرجه احمد بن حنبل وابن جرير والضياء
المقدسي ( وفي ص ٤٠١ ايضاً )
وقال فيه : من يبايعني على ان يكون اخي وصاحبي ووليكم من بعدي ؟ فمددت يدي وقلت أنا أبايعك ( إلى أن قال ) أخرجه ابن مردويه ، ( اللغة ) ـ الفرق : بفتحتين مكيال يسع ستة عشر رطلاً ، وهي اثنا عشر مداً ، أو ثلاثة اصع عند أهل الحجاز .
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص
٢٣٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من مكة خرج علي عليه السلام بابنة حمزة فاختصم فيها علي عليه السلام وجعفر وزيد الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال علي عليه السلام : ابنة عمي وأنا اخرجتها ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها عندي ، وقال زيد : ابنة اخي وكان زيد مواخياً لحمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لزيد : انت مولاي ومولاها وقال لعلي عليه السلام : أنت اخي وصاحبي ، وقال لجعفر : اشبهت خَلقي وخُلقي ، وهي الى خالتها ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال مختصراً ( ج ٦ ص ٣٩١ ) وقال : اخرجه ابن النجار .
[ طبقات ابن سعد ج ٨ ص ١١٤ ]
روى بسنده عن ابن عباس
قال
: ان عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب ـ وأُمها سلمي بنت عميس ـ كانت بمكة فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كلم علي عليه السلام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : على فلم تترك ابنة عمنا يتيمة في أظهر المشركين ؟ فلم ينهه النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن اخراجها فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة ـ وكان وصي حمزة وكان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين ـ فقال : أنا احق بها ابنة اخي ، فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال : الخالة والدة وانا احق بها لمكان خالتها عندي اسماء بنت عميس ، فقال علي عليه السلام : الا اراكم تختصمون في ابنة عمي ؟ وانا اخرجتها من بين اظهر المشركين وليس لكم اليها نسب دوني وانا احق بها منكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انا احكم بينكم ، أما انت يا زيد فمولى الله ومولى رسوله ، وأما انت يا علي فاخي وصاحبي ، وأما انت يا جعفر فشبيه خَلقي وخُلقي ، وانت يا جعفر اولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها فقضي بها لجعفر ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٣ ص ١٢٤ )
بزيادة ، وقال : اخرجه ابن عساكر .
[ الطبقات ايضاً ج ٣ القسم ١ ص ١٣ ]
روى بسنده عن محمد ابن عمر بن علي عليه السلام قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آخي بين المهاجرين بعضهم ببعض ، وآخى بين المهاجرين والانصار فلم تكن مواخاة الا قبل بدر ، آخى بينهم على الحق والمواساة ، فآخى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بينه وبين علي بن ابي طالب عليه السلام ( اقول ) وروى ايضاً في ( ص ١٤ ) حديثاً آخر عن محمد بن عمر بن علي عليه السلام قال فيه : ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ حين آخى بين اصحابه ـ وضع يده على منكب علي
عليه
السلام ثم قال : أنت اخي ترثني وارثك ، فلما نزلت آية الميراث قطعت ذلك .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي
سَبِيلِ اللَّـهِ ) في آخر سورة الانفال ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آخى بين المسلمين من المهاجرين والانصار ، فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء ، وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود ، وبين ابي بكر وطلحة بن عبيد الله ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وقال لسائر اصحابه : تآخوا وهذا اخي ـ يعني علي بن ابي طالب عليه السلام ـ ( الحديث ) .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : قال : رَبِّ
اشْرَحْ لِي صَدْرِي
، في اوائل سورة طه ( قال ) واخرج السلفي في الطيوريات عن ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : لما نزلتا : وَاجْعَل
لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على جبل ثم دعا ربه وقال : اللهم اشدد ازري باخي علي ، فأجابه الى ذلك .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٤ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين عمر وأبي بكر ، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وبين عبد الله بن مسعود والزبير ابن العوام وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك ، وبيني وبين نفسه ( قال ) اخرجه الخلعي في الخلعيات والبيهقي والعقيلي وسعيد بن منصور ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ١ ص ١٧ )
وقال : اخرجه الخلعي .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٠ ]
قال : عن أبي رافع عن أبي تمامة قال : لما آخى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين الناس آخى بينه وبين علي عليه السلام قال : اخرجه ابن عساكر ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٢ ) وقال : عن أبي امامة ـ ولم يقل عن أبي تمامة ـ ثم قال : رواه الطبراني ، وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير ( ج ٤ ص ٣٥٥ ) وقال : للطبراني في الاوسط وللديلمي .
[ كنز العمال ج ٣ ص ١٥٥ ]
قال : عن زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا والله اولى بالأمر منه واحق به منه فسمعت واطعت مخافة ان يرجع الناس كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع الناس عمر وأنا والله اولى بالأمر منه واحق به منه فسمعت واطعت مخافة ان يرجع الناس كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم انتم تريدون ان تبايعوا عثمان اذن اسمع واطيع ، ان عمر جعلني في خمسة نفر انا سادسهم لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء ، وايم الله لو أشاء اتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت ، ثم قال : نشدتكم بالله ايها النفر جميعاً افيكم احد اخو رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم غيري ؟ قالوا : اللهم لا ( ثم ساق الحديث طويلاً ) وذكر فضائل عديدة جليلة سيأتي كل منها في بابه على حدة ان شاء الله تعالى .
[ كنز العمال ج ٣ ص ١٥٤ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ذر قال : لما كان اول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والانصار في المسجد وجاء علي بن ابي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن احق ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد الله
والثناء
عليه بما هو اهله والصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( ثم ساق خطبة طويلة ) الى ان قال : أناشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لما اسري بي الى السماء السابعة ـ رفعت الي رفارف من نور ثم رفعت الي حجب من نور ، فأوحى الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب يا محمد نعم الاب ابوك ابراهيم ، نعم الاخ اخوك علي ، تعلمون معاشر المهاجرين والانصار كان هذا ؟ فقال عبد الرحمن بن عوف من بينهم : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بهاتين والا فصمتا ( الحديث ) .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٢٢ ]
قال : اذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الاب ابوك ابراهيم ، ونعم الاخ اخوك علي قال : اخرجه الرافعي عن علي عليه السلام .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٦١ ]
قال : لما اسرى بي الى السماء السابعة قال لي جبريل : تقدم يا محمد ، فوالله ما نال هذه الكرامة ملك مقرب ولا نبي مرسل فاوحى الي ربي شيئاً ، فلما ان رجعت نادى مناد من وراء حجاب : نعم الاب ابوك ابراهيم ، ونعم الاخ اخوك علي ، فاستوص به خيراً ( الحديث ) وذكره في ( ص ٤٢٣ ) ايضاً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٨ ]
قال : عن جابر قال : سمعت علياً عليه السلام ينشد ورسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يسمع :
أنا أخو المصطفى لا
شك في نسبي
|
|
معه ربيت وسبطاه
هما ولدي
|
جدي وجد رسول الله منفرد
|
|
وفاطم زوجتي لا قول
ذي فند
|
صدقته وجميع الناس
في بهُم
|
|
من الضلالة والإِشراك
والنكد
|
فالحمد لله شكراً
لا شريك له
|
|
البر بالعبد والباقي
بلا أمد
|
فتبسم رسول الله صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم وقال : صدقت يا
علي
( قال ) اخرجه ابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٣ ص ٦١ ]
قال : عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته فضرب على منكب علي عليه السلام وهو يقول : اللهم اشدد ، اللهم قد بلغت ، هذا أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي ، اللهم كب من عاداه في النار ( قال ) أخرجه ابن النجار ( أقول ) وذكره ايضاً في ( ج ٦ ص ١٥٤ )
وقال فيه : اللهم اشهد لهم اللهم قد بلغت ( الخ ) ثم قال : أخرجه الشيرازي في الألقاب وابن النجار عن ابن عمر ، ولعل لفظ ( أشدد ) في الرواية الأولى تصحيف ( أشهد ) وصدر كذلك من غلط الطابع .
[ الرياض النضرة ج ١ ص ١٣ ]
قال : عن زيد بن أبي أوفي قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مسجده فقال : أين فلان بن فلان فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث اليهم حتى توافوا عنده فلما توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ( ثم قال ) إني محدثكم حديثاً فأحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم ، إن الله عز وجل اصطفى من خلقه خلقاً ثم تلا : اللَّـهُ يَصْطَفِي
مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ
خلقاً يدخلهم الجنة ، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه ، ومواخٍ بينكم كما آخى الله عز وجل بين ملائكته ( ثم ساق الحديث ) في مواخاة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين أصحابه أخوين أخوين ( إلى ان قال ) فقال علي عليه السلام : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا نبي الله ؟ قال : ما ورثت
الأنبياء
من قبلي ، قال : وما ورثته الأنبياء من قبلك ؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم (
إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )
المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض ( قال ) أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال ، وخرج الإِمام أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام معنى حديث المواخاة مختصراً ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٥ ص ٤٠ ) وقال : أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبراني في معجميهما ، والباوردي في المعرفة وابن عدي ، وزاد عليهم السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : اللَّـهُ
يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا ، في آخر الحج ، فقال : وأخرجه ابن قانع وابن عساكر ، وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في ( ج ٥ ص ٤٠ ) مختصراً وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب
مناقب علي عليه السلام وابن عساكر وذكره المحب الطبري أيضاً ثانياً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٩ ) مختصراً جداً ، وقال عن زيد بن أبي أوفى
: إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إخواناً على سرر متقابلين : قال : اخرجه أحمد في المناقب .
[ الرياض النضرة ج ١ ص ١٥ ]
قال : وخرج ابن اسحاق ذكر المواخاة بين المهاجرين والأنصار فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ فيما بلغنا ـ تآخوا في الله اخوين أخوين ، ثم اخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : هذا أخي ، فكان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعلي عليه السلام أخوين ، وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أخوين ، وجعفر بن أبي طالب ومعاذ بن
جبل
أخو بني سلمة أخوين ، وهكذا ذكر باقي أصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلى آخرهم .
[ الرياض النضرة ج ١ ص ١٧ ]
قال : قال أبو عمرو بن عبد البر : آخى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بين المهاجرين ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار وقال ـ في كل واحدة منهما ـ لعلي عليه
السلام : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وآخى بينه وبين نفسه .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٨ ]
قال : وعن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم آخى بين الناس وترك علياً عليه السلام حتى بقي آخرهم لا يري له أخاً ، فقال : يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني قال : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذكرك أحد قل : أنا عبد الله وأخو رسوله لا يدعيها بعدي إلا كذاب ، قال : خرجه أحمد في المناقب ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٣ ) وقال : أخرجه ابن عدي في الكامل ( وفي ص ٣٩٩ ) باختلاف في اللفظ ، وقال : أخرجه أبو يعلى .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠١ ]
قال : عن مخدوج بن زيد الذهلي إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما علمت يا عليّ أنه أول من يدعى به يوم القيامة أنا ( ثم ساق حديثاً طويلاً ) في لواء الحمد ودفعه إلى علي عليه السلام ، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في بابه ( إلى ان قال ) فتسير باللواء والحسن عن يمينك . والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين ابراهيم في ظل العرش ، ثم تكسى حلة من الجنة ، ثم ينادي منادٍ من تحت العرش : نعم الأب أبوك ابراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، إبشر يا علي أنك تكسى اذا كُسيت ، وتُدعى إذا دعيت ، وتُحبى إذا حبيت ( قال ) أخرجه أحمد في المناقب .
[ ذخائر العقبى ص ٩٢ ]
قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثم قال : أين علي بن أبي طالب ؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول الله ، فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه وقال ـ بأعلى صوته ـ معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ( الحديث ) .
[ أُسد الغابة ج ٣ ص ٣١٧ ]
ذكر حديثاً مسنداً عن عبد الرحمن ابن عويم بن ساعدة الأنصاري أدرك النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وقبل النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : تواخوا في الله أخوين أخوين ، وأخذ بيد علي عليه السلام وقال : هذا أخي .
[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٦٠ ]
روى بسنده عن أبي الطفيل قال : لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، فقال لهم علي عليه السلام : أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري ؟ قالوا : اللهم لا ( قال ) وروينا من وجوه عن علي عليه السلام انه كان يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب .
[ حلية الأولياء ج ٧ ص ٢٥٦ ]
روى بسنده عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مكتوب على باب الجنة : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ٧ ص ٣٨٧ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٩ ) نقلاً عن الخطيب في المتفق والمفترق وابن
الجوزي ( وفي ص ٣٩٨ )
نقلاً عن ابن عساكر ، وذكره المناوي أيضاً في
فيض
القدير ( ج ٤ ص ٣٥٥ ) نقلاً عن الطبراني في الأوسط ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٩ ) نقلاً عن أحمد في المناقب .
[ تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٢٦٨ ]
روى بسنده عن محمد بن علي ابن الحسين عن أبيه عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ( ج ٢ ص ٤٦٠ ) عن ابن عباس .
[ الصواعق المحرقة ص ٧٤ ] قال : أخرج الديلمي عن عائشة ، إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : خير إخوتي علي وخير أعمامي حمزة وذكر علي عليه السلام عبادة ( أقول ) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير ( ج ٣ ص ٤٨٢ ) في المتن وقال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن عابس بن ربيعة ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٢ ) وقال فيه : الفردوس عن عائشة ، وذكره
ابن حجر أيضاً في إصابته ( ج ٤ القسم ١ ص ٢ ) .
[ الصواعق المحرقة ص ٧٥ ] قال : وأخرج أحمد في المناقب عن علي عليه السلام قال : طلبني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في حائط فضربني برجله وقال : قم فوالله لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي فقاتل على سنتي من مات على عهدي فهو في كنز الجنة ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت .
[ كنوز الحقائق المناوي ص ٢٧ ] أما ترضى انك أخي وأنا أخوك ؟ قاله النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه السلام ( قال ) للطبراني ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمع الزوائد ( ج ٩
ص
١٣١ )
.
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٢١ ] قال : وعن علي عليه السلام قال : طلبني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فوجدني في جدول نائماً فقال : قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب ، قال : فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال لي : والله لأرضينك ، أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتي وتبرىء ذمتي ، من مات في عهدي فهو في كنز الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإِسلام ، قال : رواه أبو يعلى ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٤ ) عن أبي يعلى ، ثم قال : قال البوصيري : رواته ثقات ( وفي ص ١٥٥ ) وقال فيه : ألا أرضيك يا علي ؟ أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرىء ذمتي ( الخ ) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر ، وذكره الشنقيطي أيضاً في كفاية الطالب ( ص ٣٤ ) وقال : أخرجه أحمد في المناقب .
[ الاصابة لابن حجر ج ٨ القسم
١ ص
١٨٣ ] في ترجمة ليلى الغفارية قال : وأخرج ابن مندة ـ من رواية علي بن هاشم بن البريد ـ حدثتني ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فأداوي الجرحى وأقوم على المرضى ، فلما خرج علي عليه السلام إلى البصرة خرجت معه ، فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فضيلة في علي عليه السلام ؟ قالت : نعم دخل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكاناً أوسع لك من هذا ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يا عائشة دعي لي اخي فأنه أول الناس إسلاماً ، وآخر الناس بي عهداً ، وأول الناس لي لقياً يوم القيامة .
باب
في أن علياً ( ع )
وزير النبي ( ص )
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٤ ]
روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خديجة وهو بمكة فاتخذت له طعاماً ثم قال لعلي عليه السلام : أدع لي بني عبد المطلب فدعا أربعين ، فقال لعلي عليه السلام : هلم طعامك ، قال علي عليه السلام : فأتيتهم بثريدة إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ، فأكلوا منها جميعاً حتى أمسكوا ، ثم قال صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إسقهم فسقيتهم باناء هو ريّ أحدهم فشربوا منه جميعاً حتى صدروا ، فقال أبو لهب : لقد سحركم محمد ، فتفرقوا ولم يدعهم فلبثوا أياماً ، ثم صنع لهم مثله ، ثم أمرني فجمعتهم فطعموا ، ثم قال لهم : من يؤازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة ؟ فقلت : أنا يا رسول الله وإني لأحدثهم سناً وأحمشهم ساقاً ، وسكت القوم ثم قالوا : يا أبا طالب ألا ترى ابنك ؟ قال : دعوه فلن يألو ابن عمه خيراً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٧ ]
قال : عن علي عليه السلام قال :
لما
نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله صلى الله عليه و ( آله
) وسلم فقال : يا علي إن الله أمرني أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت اني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال : يا محمد انك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عساً من لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به فلما وضعته تناول النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ حسبت خربة من اللحم ـ فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : كلوا باسم الله فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلا آثار أصابعهم ، والله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً ، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلما كان الغد فقال : يا علي ان هذا الرجل قد سبقني الى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فعدلنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ، ثم اجمعهم لي ففعلت ، ثم جمعتهم ، ثم دعاني بالطعام فقربته ففعل به كما فعل بالأمس فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ، ثم تكلم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم اليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ؟ فقلت ـ وأنا أحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم
ساقاً
ـ أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فاخذ برقبتي فقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي ، قال : أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل ( أقول ) ووجدت الحديث في تاريخ ابن جرير الطبري ( ج ٢ ص ٦٢ ) كما ذكره المتقي في كنز العمال باختلاف
يسير في بعض الألفاظ .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٢ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا بني عبد المطلب اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم اليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعاً قلت : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، ( قال ) أخرجه ابن جرير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٥ ]
ولفظه : ألا أرضيك يا علي ؟ أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرىء ذمتي ، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والايمان ، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإِيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك ـ يا علي ـ مات ميتة جاهلية ، يحاسبه الله بما عمل في الإِسلام ( قال ) أخرجه الطبراني عن ابن عمر .
[ الاصابة ج ١ القسم ٤ ص ٢١٧ ]
قال : ذكر الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة ، حدثنا أبو يحي التيمي عن اسماعيل بن ابراهيم عن مطين بن خالد عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن شيء أمرنا علياً عليه السلام أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجرأ
أصحابه
عليه ، فلما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح فذكر حديثاً في فضل علي عليه السلام فيه انه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٣ ]
قال : وعن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : اللهم إني أقول كما قال أخي موسى : اللهم اجعل لي وزيراً من أهلي أخي علياً أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً ( قال ) أخرجه أحمد في المناقب .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) في أوائل سورة طه ، قال : وأخرج السلفي
في الطيوريات عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : لما نزلت ( وَاجْعَل لِّي
وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي )
كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على جبل ثم دعا ربه وقال : اللهم اشدد أزري بأخي علي ، فأجابه إلى ذلك ( أقول ) الأزر بتقديم الزاي على الراء الظهر ، فقوله : أشدد أزري بأخي علي أي أشدد ظهري بأخي علي .
[ نور الأبصار للشبلنجي ] والفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى (
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ )
في سورة المائدة ، واللفظ للشبلنجي قال ( ص ٧٠ )
: وعن أبي ذر الغفاري قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوماً من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً فرفع السائل يديه الى السماء وقال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلم يعطني أحد شيئاً ، وكان علي عليه السلام في الصلاة راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو في
المسجد
فرفع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم طرفه إلى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : (
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )
فأنزلت عليه قرآناً ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ
بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا )
اللهم وإني محمد نبيك وصفيك ، اللهم فأشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري قال أبو ذر : فما استتم دعاؤه حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل وقال : يا محمد إقرأ : ( إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
، قال : نقله ابو اسحاق احمد الثعلبي في تفسيره .
باب
في قول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم علي مني وأنا من علي
[ صحيح البخاري في الصلح ] في باب كيف يكتب : هذا ما صالح فلان بن فلان ، روى بسنده عن البراء بن عازب قال : اعتمر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا ، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا : لا نقر بها فلو نعلم انك رسول الله ما منعناك ، لكن أنت محمد بن عبد الله ، قال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ، ثم قال لعلي عليه السلام : أمح رسول الله قال : لا والله لا أمحوك أبداً ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الكتاب فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب ، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحداً من أصحابه إن أراد أن يقيم بها ، فلما دخلها ومضى الأجل أتوا علياً عليه السلام فقالوا : قل لصاحبك : أخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فتبعتهم ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي عليه السلام فأخذ بيدها وقال
لفاطمة
عليها السلام : دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها علي عليه السلام وزيد وجعفر فقال علي عليه السلام : أنا أحق بها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي عليه السلام : أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخُلقي ، وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا ( أقول ) وذكره البخاري ثانياً بعينه سنداً ومتناً في كتاب بدء الخلق في باب عمرة القضاء ورواه البيهقي أيضاً في سننه عن البراء ( ج ٨ ص ٥ ) والنسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٥١ )
عن البراء ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده عن هاني بن هاني عن علي عليه السلام ( ج ١ ص ٩٨ ) باختلاف يسير في اللفظ والحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٢٠ ) عن هاني ابن هاني والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٤ ص ١٧٣ ) عن هاني ابن هبيرة عن علي عليه السلام ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ٤ ص ١٤٠ ) عن هاني بن هبيرة عن علي عليه السلام .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٧ ]
روى بسنده عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالوا : اذا لقينا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أخبرناه بما صنع علي عليه السلام ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا الى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ،
ثم
قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ فقال : ما تريدون من علي ما تريدون من عليّ ما تريدون من عليّ ؟ إن علياً مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً ( ج ٤ ص ٤٣٧ ) والحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١١٠ ) وأبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده ( ج
٣ ص ١١١ ) وأبو نعيم في حليته ( ج ٦ ص ٢٩٤ ) والمتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٩ ) نقلاً عن ابن جرير ، وانه صححه وعن ابن
أبي شيبة ( وفي ج ٦ أيضاً ص
١٥٤ )
بطريقين مختصرين عن ابن أبي شيبة ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٢٣ ) .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٩ ]
روى بسنده عن البراء بن عازب إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنت مني وأنا منك ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ١٩ )
.
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٩ ]
روى بسنده عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ( أقول ) وابن ماجة أيضاً في صحيحه ( ص ١٢ )
وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٤ ) بخمسة طرق طريقان منها في ( ص ١٦٤ ) والباقي في ( ص ١٦٥ ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه بطريقين أحدهما في ( ص ١٩ ) والآخر في ( ص ٢٠ )
وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٧٤ )
وقال : خرجه الحافظ السلفي .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٠٨ ] روى بسنده عن هاني بن هاني عن علي عليه السلام قال : أتيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعفر وزيد قال : فقال لزيد : أنت مولاي فخجل ،
قال
: وقال لجعفر : أنت أشبهت خلقي وخُلقي قال : فخجل وراء زيد قال : وقال لي : أنت مني وأنا منك فخجلت وراء جعفر ( أقول ) ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ١٠ ص ٢٢٦ ) والنسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٥١ )
باختلاف في اللفظ .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٣٥٦ ] روى بسنده عن بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بعثين الى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي عليه السلام امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم دفعت الكتاب اليه فقرىء عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : لا تقع في عليّ فانه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٢٧ ) وقال : رواه أحمد والبزار باختصار ، ورواه
النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٢٣ )
باختلاف في بعض الألفاظ ، قال فيه : وكتب بذلك خالد بن الوليد الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأمرني أن أنال منه ـ أي من علي عليه السلام ـ قال : فدفعت الكتاب اليه ونلت من عليّ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقال : لا تبغضن يا بريدة لي علياً فان علياً مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وذكره الهيثمي أيضاً ثانياً في ( ج ٩ ص ١٢٨ ) وقال فيه : فخرج ـ أي رسول
الله
صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ مغضباً فقال : ما بال أقوام ينتقصون علياً ، من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وأنا أفضل من ابراهيم ( إلى أن قال ) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ ؟ وإنه وليكم بعدي فقلت : يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإِسلام جديداً قال : فما فارقته حتى بايعته على الإِسلام ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط ( انتهى ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) مختصراً ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٣٣٠ ] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ـ قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ( فساق الحديث إلى أن قال ) ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه ( الحديث ) وقد سبق تمامه في باب آية التطهير فراجع ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٨ ) والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٣ ) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، وقال : خرج النسائي بعضه ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٩ ) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط باختصار .
[ خصائص النسائي ص ١٩ ]
روى بسنده عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إن علياً مني وأنا
منه
وولي كل مؤمن بعدي .
[ خصائص النسائي ص ٣٦ ]
روى بسنده عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أما أنت يا عليّ فختني وأبو ولدي ، أنت مني وأنا منك .
[ خصائص النسائي ص ١٩ ]
روى بسنده عن هبيرة بن مريم وهاني بن هاني عن علي عليه السلام ، قال : لما صدرنا من مكة إذاً ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي عليه السلام وأخذها ، فقال لصاحبته : دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها علي عليه السلام وزيد وجعفر ، فقال علي عليه السلام : أنا أخذتها وهي لبنت عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لخالتها ، وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخُلقي ، وقال لزيد : يا زيد أنت أخونا ومولانا .
[ تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص
١٩٧ ] روى بسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال : ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه
السلام : إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي ، فقال جبريل : يا رسول الله إن هذه للمواساة فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إنه مني وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما ، قال : فسمعوا صوتاً ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا عليّ ) .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٢ ]
وعليّ بن سلطان في مرقاته ( ج ٥ ص ٥٦٨ ) في الشرح قالا : عن أبي رافع قال : لما
قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية يوم اُحد ، قال جبريل : يا رسول الله إن هذه لهي المواساة ، فقال له النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إنه مني وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما يا رسول الله ، قالا : أخرجه أحمد في المناقب ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٦ ص ١١٤ ) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٠ ) نقلاً عن الطبراني أيضاً .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٢ ]
قال : روى أبو سعيد في شرف النبوة إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لعلي عليه السلام : أوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا ، أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني وأنا منكم .
[ كنوز الحقائق للمناوي ص ٣٧ ] ولفظه : إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن ، قال : للطبراني .
[ كنز العمال ج ٣ ص ١٢٣ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : خرج زيد بن حارثة الى مكة فقدم ببنت حمزة بن عبد المطلب فقال جعفر ابن أبي طالب : أنا آخذها وأنا أحق بها بنت عمي وعندي خالتها وإنما الخالة أم وهي أحق ، وقال علي عليه السلام : بل أنا أحق بها هي ابنة عمي وعندي بنت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهي أحق بها وإني لأرفع صوتي ليسمع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حجتي قبل أن يخرج ، وقال زيد : أنا أحق بها خرجت اليها وسافرت وجئت بها ، فخرج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال : ما شأنكم ؟ قال علي عليه السلام : بنت عمي وأنا أحق بها وعندي ابنة رسول الله
صلى
الله عليه و ( آله ) وسلم تكون معها أحق بها من غيرها ، وقال جعفر : أنا أحق بها يا رسول الله ابنة عمي وعندي خالتها والخالة أم وهي أحق بها من غيرها ، وقال زيد : بل أنا أحق بها يا رسول الله خرجت اليها وتجشمت السفر وأنفقت فأنا أحق بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : سأقضي بينكم في هذا وفي غيره ، قال علي عليه السلام : فلما قال : وفي غيره قلت : نزل القرآن في رفعنا أصواتنا فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أما أنت يا زيد ابن حارثة فمولاي ومولاها ، قال : قد رضيت يا رسول الله ، قال : وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخُلقي وأنت من شجرتي التي خلقت منها ، قال : رضيت يا رسول الله قال : وأما انت يا علي فصفيي وأميني وأنت مني وأنا منك ، قلت : رضيت يا رسول الله ، قال : وأما الجارية فقد رضيت بها لجعفر تكون مع خالتها والخالة أم ، قالوا : سلمنا يا رسول الله ( قال ) أخرجه العدني والبزار وابن جرير ( أقول ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٤ ص ١٧٤ ) باختلاف في اللفظ ( وفي ص ١٧٥ )
بطريقين آخرين باختلاف في اللفظ أيضاً ، وروى النسائي جزء منه في خصائصه ( ص ٢٠ ) فقال : قال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أما أنت يا علي صفيي وأميني .
باب
في أن علياً لحمه لحم
النبي ودمه دم النبي ( ص )
[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٢ ص
٢٠٤ ] روى بسنده عن أبي العباس قال : كنت عند النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه ابراهيم ، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي
عليهما السلام تارة
يقبل هذا وتارة يقبل هذا إذ هبط عليه جبريل بوحي من رب العالمين ، فلما سرى عنه قال : أتاني جبريل من ربي فقال لي : يا محمد ان ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فافد احدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الى ابراهيم فبكى ، ونظر إلى الحسين عليه السلام فبكى ، ثم قال : إن ابراهيم أمه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وأم الحسين فاطمة وأبوه علي عليه السلام لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه ، وأنا أؤثر حزني على حزنهما يا جبريل تقبض ابراهيم ( الحديث ) وسيأتي تمامه في مناقب الحسين عليه السلام إن شاء الله تعالى .
[ ذخائر العقبى ص ٩٢ ]
قال : عن أنس بن مالك قال : صعد
رسول
الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثم قال : أين علي بن أبي طالب ؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول الله ، فضمه الى صدره وقبل بين عينيه وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ( الحديث ) وسيأتي تمامه في بعض الأبواب الآتية إن شاء الله تعالى .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١١١ ] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لأم سلمة : هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( قال ) رواه الطبراني ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) وقال فيه : يا أم سليم ( إلى أن قال ) أخرجه العقيلي عن ابن عباس ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق ( ص ١٦١ )
نقلاً عن الطبراني باختصار .
باب
في أن علياً عليه السلام
نفس النبي ( ص )
( أقول )
قد تقدم في باب المباهلة أخبار كثيرة في أنه لما نزل قوله تعالى : ( قُلْ تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله )
وسلم علياً عليه
السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان علي عليه السلام هو النفس ونساءنا فاطمة وأبناءنا الحسن والحسين عليهم السلام ، فلو لم يكن لنا ما دل على أن علياً عليه السلام هو نفس النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم سوى هذه الآية الكريمة ، مع ما تقدم هناك في تفسيرها لكفى ، ولكن مع ذلك لنا أخبار أخر قد دلت على ذلك ونحن نذكر جملة منها ها هنا مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ١٢٠ ]
روى بسنده عن عبد الرحمن بن عوف قال : افتتح رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مكة ثم انصرف الى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ثم أوغل غدوة أو روحة ثم نزل ثم هجر ثم قال : أيها الناس إني لكم فرط وإني أوصيكم بعترتي خيراً ، موعدكم الحوض والذي نفسي بيده لتقيمن
الصلاة
ولتؤتن الزكاه أو لأبعثن عليكم رجلاً مني ـ أو كنفسي ـ فليضربن أعناق مقاتليهم وليسبين ذراريهم ، قال : فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : هذا ( قال ) هذا حديث صحيح الاسناد ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٥ ) وابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ٧٥ ) كلاهما قد نقلا عن ابن أبي شيبة وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٣٤ ) قال : رواه أبو يعلى ( وفي ص ١٦٣ )
وقال : رواه البزار .
[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا )
في سورة الحجرات ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه ( إلى أن قال ) مصدقاً إلى بني المصطلق وكانت بينه وبينهم أحنة فلما شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فحسبهم مقاتليه ، فرجع وقال لرسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : قد ارتدوا ومنعوا الزكاة ، فغضب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهم أن يغزوهم ، فبلغ القوم فوردوا وقالوا : نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فاتهمهم فقال : لتنتهن أو لأبعثن اليكم رجلاً هو عندي كنفسي يقاتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم ، ثم ضرب بيده على كتف علي عليه السلام .
[ خصائص النسائي ص ١٩ ]
روى بسنده عن أُبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن عليهم رجلاً كنفسي ينفذ فيهم أمري فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي وقال : من يعني ؟ قلت : إياك يعني وصاحبك ، قال : فمن يعني ؟ قلت : خاصف النعل ، قال : وعلي عليه السلام يخصف النعل ( أقول ) وكأن أُبي قد استهزأ بعمر أولاً فقال له : إياك يعني وصاحبك أي أبا بكر ـ فأحس بذلك عمر وأنه قد استهزأ به فاستفهمه ثانياً فبين له على وجه الجد أنه صلى
الله
عليه ( وآله ) وسلم يعني علياً عليه السلام ، وذكر مثله المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٤ ) وقال فيه : عن زيد ابن نفيع وقال : خرجه أحمد في المناقب .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٧ ص
١١٠ ] قال : وعن جابر بن عبد الله قال : بعث رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الوليد بن عقبة الى بني وليعة وساق الحديث ( إلى أن قال ) فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن اليهم رجلاً كنفسي يقتل مقاتلهم يسبي ذراريهم وهو هذا ، ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب عليه السلام ( الحديث ) قال : رواه الطبراني في الأوسط .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٠ ]
قال : عن عمرو بن العاص قال : لما قدمت من غزوة ذات السلاسل ـ وكنت أظن أن ليس أحد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مني ـ فقلت : يا رسول الله أي الناس أحب اليك ؟ فذكر في كنز العمال أناساً ( إلى أن قال ) عمرو بن العاص ، قلت : يا رسول الله فأين علي ؟ فالتفت إلى أصحابه فقال : إن هذا يسألني عن النفس قال : أخرجه ابن النجار .
[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص
٤٦٤ ] قال : وروى معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لوفد ثقيف حين جاءه : لتسلمن أو لأبعثن رجلاً ـ أو قال مثل نفسي ـ فليضربن أعناقكم ، وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم ، قال عمر : فوالله ما تمنيت الامارة إلا يومئذ وجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول : هو هذا ، قال : فالتفت إلى علي فأخذ بيده ثم قال : هو هذا ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٤ ) وقال فيه : رجلاً مني أو قال : مثل نفسي ، وقال في آخره : هو هذا هو هذا مرتين ، ( ثم قال ) خرجه عبد الرزاق في جامعه وأبو عمرو وابن السمان ، ( ثم
إن
هاهنا ) روايات أخرى يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب :
( أحدها ) ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٢٦ )
روى بسنده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال في خطبته في حجة الوداع : لأقتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام أو علي ؟ قال : أو علي بن أبي طالب .
( ثانيها ) ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٤ )
قال : وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعليّ نظيري ، قال : خرجه القلعي .
( ثالثها ) ما ذكره المناوي في فيض القدير ( ج ٤ ص ٣٥٦ ) في المتن والمتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٣ ) ولفظهما : عليّ أصلي وجعفر فرعي قالا : رواه الطبراني والضياء عن عبد الله بن جعفر .
باب
في قول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يوم غدير خم لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩٨ ]
روى بسنده عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة ـ أو زيد ابن أرقم شك شعبة ـ عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( قال ) وقد روى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( أقول ) وذكر علي بن سلطان في مرقاته ( ج ٥ ص ٥٦٨ ) في الشرح عن الجامع أنه روى الترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه .
[ صحيح ابن ماجة ] في باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ( ص ١٢ ) روى بسنده عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا
مولاه
، اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٤ ص ٢٨١ ) وهذا لفظه : قال البراء : كنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وآل من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ( ثم قال ) أبو عبد الرحمن ـ وهو ابن أحمد بن حنبل ـ حدثنا هدبة ، وساق السند ( إلى أن قال ) عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نحوه ، وذكر المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٧ )
مثل حديث أحمد بن حنبل وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وذكر المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٩ ) مثل حديث أحمد بن حنبل ، وقال : أخرجه ابن السمان ، وذكر المحب الطبري أيضاً في ذخائره مثل حديث أحمد بن حنبل ، وقال : أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه في المناقب من حديث عمر ، وزاد بعد قوله ـ وعاد من عاداه وانصر من نصره ـ وأحب من أحبه قال شعبة : أو قال : وابغض من أبغضه .
[ صحيح ابن ماجة ] في باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ( ص ١٢ ) روى بسنده عن ابن سابط ـ وهو عبد الرحمن ـ عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً عليه السلام فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم
يقول
: من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول : لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٤ )
باختلاف في اللفظ ، قال ـ بعدما ساق السند إلى عبد الرحمن ابن سابط عن سعد ـ قال : كنت جالساً فتنقصوا عليّ ابن أبي طالب
عليه السلام فقلت : لقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : في عليّ خصالاً ثلاثة لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم ، سمعته يقول : إنه مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه .
[ مستدرك الصحيحين للحاكم ج ٣ ص
١٠٩ ] روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني دعيت فأجبت ، اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ( ثم قال ) ان الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( قال الحاكم ) ما لفظه : وذكر الحديث بطوله ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله ( ثم قال ) شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضاً صحيح على شرطهما ، فساق السند ( إلى أن قال ) حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة انه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عشية
فصلى
، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال : ما شاء الله أن يقول : ( ثم قال ) أيها الناس أني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ثلاث مرات ، قالوا : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٣ ص ٥٣٣ ) بطريق آخر عن زيد بن أرقم قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حراً منه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإني أوشك أن أُدعى فاجيب ، وإني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعده كتاب الله عز وجل ثم قام فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : من كنت مولاه فعلي عليه السلام مولاه ( قال ) هذا حديث صحيح الاسناد ( انتهى ) وذكر المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٤٨ ) مثل حديث الحاكم في مستدرك الصحيحين ( ج
٣ ص ١٠٩ ) المتقدم ، وقال : للطبراني في الكبير
عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٦ ]
روى بسنده عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : سمعت سعد بن مالك ـ وقال له رجل : إن علياً عليه السلام يقع فيك أنك تخلفت عنه ـ فقال سعد : والله أنه لرأي رأيته وأخطأ رأيي إن علي بن أبي طالب عليه السلام أعطى ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم ـ بعد حمد الله والثناء عليه ـ هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين ؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه ، وجيء به يوم
خيبر
وهو أرمد ما يبصر ، فقال : يا رسول الله اني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر ، وأخرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً ، فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم وأسكنه .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٣٧١ ]
روى بسنده عن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جده قال : كنا مع علي عليه السلام يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أن القني ، فأتاه طلحة فقال : نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ؟ قال : نعم ، قال : فلم تقاتلني ؟ قال : لم أذكر ، قال : فانصرف طلحة ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٨٣ ) باختلاف يسير وقال : أخرجه ابن عساكر .
[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٠ ]
قال : وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين ، ثم ساق السند ( الى أن قال ) عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي قال : غزوت مع علي إلى اليمن ( إلى أن قال ) فقدمت على رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فذكرت علياً فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يتغير فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( قال ) وذكر الحديث ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً ( ج ٥ ص ٣٤٧ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) مختصراً وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وابن
حبان وسمويه والحاكم وسعيد بن منصور عن ابن عباس عن بريدة ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ثانياً في ( ج ٦ ص ٣٩٧ ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٢٢ ) عن ابن عباس عن بريدة
بطريقين
، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه في ( ص ٢٦ ) وقال قبله ، صححه الذهبي ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته ( ج ٥ ص ٥٦٨ )
وقال : رواه الذهبي عن بريدة وصححه .
[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ١٢٩ ]
روى بسنده عن أبي عوانة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال : اني لأمشي مع أبي إذ مرّ بقوم ينقصون علياً عليه السلام يقولون فيه ، فقام فقال : إني كنت أنال من علي عليه السلام وفي نفسي عليه شيء ، وكنت مع خالد بن الوليد في جيش فأصابوا غنائم فعمد علي عليه السلام إلى جارية من الخمس فأخذها لنفسه ، وكان بين علي عليه السلام وبين خالد شيء ، فقال خالد : هذه فرصتك وقد عرف خالد الذي في نفسي على علي عليه السلام ، قال : فانطلق الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاذكر ذلك له ، فأتيت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فحدثته وكنت رجلاً مكباباً وكنت إذا حدثت الحديث أكببت ، ثم رفعت رأسي فذكرت للنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أمر الجيش ثم ذكرت له أمر علي عليه السلام فرفعت رأسي وأوداج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قد احمرت ، قال : قال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت وليه فان علياً وليه ، وذهب الذي في نفسي عليه ( قال الحاكم ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ( ثم قال ) وليس في هذا الباب أصح من حديث أبي عوانة هذا عن الأعمش عن سعد بن عبيدة ، ثم روى الحديث المذكور بطريق آخر عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته ( ج ٤ ص ٢٣ ) عن بريدة مختصراً ، ولفظه : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٢ ) مختصراً ولفظه أيضاً : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وقال : أخرجه أحمد والنسائي عن البراء وأحمد أيضاً عن بريدة ، والترمذي والنسائي والضياء
عن
زيد بن أرقم ( انتهى ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٥ ص ٣٥٨ وفي ص ٣٦١ ) مختصراً عن بريدة ، وذكره المحب الطبري
أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٧٢ ) عن بريدة مختصراً ، وقال : أخرجه أبو حاتم ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير ( ج ٦ ص ٢١٨ )
في المتن مختصراً ، وقال : أخرجه أحمد والنسائي والحاكم عن بريدة ، وقال في الشرح : قال الهيثمي في موضع : رجاله موثقون وفي آخر : رجاله رجال الصحيح ( انتهى ) .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : النَّبِيُّ
أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ، في سورة الأحزاب ( قال ) وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة قال : غزوت مع علي عليه السلام اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذكرت علياً عليه السلام فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم تغير وقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص
٣٧٢ ] روى بسنده عن ميمون أبي عبد الله قال : قال زيد بن أرقم ـ وأنا أسمع ـ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بواد يقال له وادي خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال : ألستم تعلمون أو لستم تشهدون اني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فان علياً مولاه ؛ اللهم عاد من عاداه ووال من والاه ( أقول ) ورواه في ( ج ٤ ص ٣٧٢ ) بلفظ آخر عن ميمون أبي عبد الله قال : كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصى الفسطاط فسأله فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه قال
ميمون
: فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( انتهى ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٤ ) وقال : عن عمر ذي مر وزيد بن أرقم قالا : خطب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه ، ثم قال : أخرجه الطبراني وأحمد عن زيد وحده ( الى أن قال ) والبزار ( انتهى ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٤ ) وقال : أخرجه الطبراني عن عمرو ذي مر وزيد بن أرقم معاً .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص
٣٦٨ ] روى بسنده عن عطية العوفي قال : سألت زيد بن أرقم فقلت له : إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي عليه السلام يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك فقال : إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت له : ليس عليك مني بأس ، فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الينا ظهراً وهو آخذ بعضد علي عليه السلام فقال : يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، قال : فقلت له : هل قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ؟ قال : إنما أخبرك كما سمعت ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٠ ) وقال : عن عطية العوفي عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أخذ بعضدي علي عليه السلام يوم غدير خم بأرض الجحفة ثم قال : أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه قال : أخرجه ابن جرير .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١٥٢ ] روى بسنده عن
علي
عليه السلام أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٧ ) وقال : رواه أحمد ، ثم قال : ورجاله
ثقات .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٣٣٠ ] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ( فساق الحديث ) الى أن قال : وقال ـ يعني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ من كنت مولاه فان مولاه علي ( الحديث ) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير فراجع ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٨ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٣ ) وفي ذخائره ( ص ٨٦ )
وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الاربعين الطوال ، وقال : وأخرج النسائي بعضه ( انتهى ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٩ ) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٣٦٦ ] روى بسنده عن سعيد بن وهب قال : نشد علي عليه السلام الناس فقام خمسة ـ أو ستة ـ من أصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٢٢ ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٤ ) وقال : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص
١١٨ ] روى
بسنده
عن ابي إسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالا : نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام ، قال : فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لعلي عليه السلام يوم غدير خم : أليس الله أولى بالمؤمنين ؟ قالوا : بلى ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمع الزوائد ( ج ٩ ص ١٠٧ ) وقال فيه : فقام من قبل سعيد ستة ومن
قبل زيد سبعة ، ثم قال : رواه عبد الله والبزار بنحوه أتم منه ( انتهى ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٢٢ وفي ص ٤٠ ) ثم إن أحمد ابن حنبل بعدما روى الحديث المذكور عن أبي اسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع ـ روى أيضاً عن أبي اسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث أبي اسحاق عن سعيد وزيد ، وزاد فيه : وانصر من نصره واخذل من خذله ثم روى حديثاً ثالثاً عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مثله .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
١١٩ ] روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت علياً عليه السلام في الرحبة ينشد الناس : أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعليّ مولاه لما قام فشهد ، قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه ( ج ١٤ ص ٢٣٦ )
وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه وقال : رواه أبو يعلى ورجاله
وثقوا
، ثم قال : ورواه عبد الله بن أحمد ( انتهى ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٧ ) وقال : رواه ابو يعلى وابن جرير وسعيد بن منصور ( انتهى ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٨ ) والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٢ ص ٣٠٨ ) .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٨٨ ] روى بسنده عن زياد ابن أبي زياد سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام ينشد الناس فقال : أنشد الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير خم ما قال : فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا ( أقول ) وقد ذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٧٠ ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٦ ) وقال : رواه أحمد ورجاله ثقات .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ١ ص
٨٤ ] روى بسنده عن زاذان بن عمر قال : سمعت علياً عليه السلام في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال ، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٧ ) وقال : رواه أحمد بن حنبل في مسنده وابن أبي عاصم في السنة .
[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٣٠٧ ] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : استشهد علي عليه السلام الناس فقال : أنشد الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ، قال : فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٧٠ ) والهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٦ ) وقال في آخره : فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري ، ثم
قال
: رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط خالياً من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي عليه السلام ، ثم قال : وفي رواية عنده : وكان علي عليه السلام دعا على من كتم ، ثم قال : ورجال الأوسط ثقات .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص
٢٧٠ ] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : جمع علي عليه السلام الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس ، وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله قال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه قال : فخرجت وكان في نفسي شيء فلقيت زيد ابن ارقم فقلت له : إني سمعت علياً عليه السلام يقول : كذا وكذا ، قال : فما تنكر ؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول ذلك ( أقول ) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه ( ص ٢٤ ) بطريقين عن أبي الطفيل عن عامر بن واثلة ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٩ ) وقال فيه : فقام ناس فشهدوا ، وقال في آخره
: قال أبو نعيم : قلت لفطر ـ يعني الذي روى عنه الحديث ـ كم بين القول وبين موته قال : مائة يوم ، ثم قال : خرجه أبو حاتم وقال : يريد موت علي بن أبي طالب عليه السلام ( أقول ) ويحتمل أن يكون المراد أنه كم بين قول النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم : من كنت مولاه فعليّ مولاه وبين موته قال : مائة يوم والله أعلم .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٤١٩ ] روى بسنده عن رياح بن الحارث قال : جاء رهط إلى علي عليه السلام بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم
يقول
: من كنت مولاه فان هذا مولاه ، قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا : نفر من الأنصار ( أقول ) ورواه أيضاً بعد هذا بلا فصل بطريق آخر باختلاف يسير ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٣ ) وقال : رواه أحمد ورواه الطبراني إلا
أنه قال : قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : ورجال أحمد ثقات .
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص
٣٥٠ ] روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال : بعثنا رسول الله ( ص ) في سرية فاستعمل علينا علياً ، قال : لما قدمنا قال : كيف رأيتم صحابة صاحبكم ؟ قال : فاما شكوته أو شكاه غيري قال : فرفعت رأسي وكنت رجلاً مكباباً قال : فاذا النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قد احمر وجهه قال : وهو يقول : من كنت وليه فعلي وليه ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٢١ )
وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٨ )
وقال في آخره : فذهب الذي في نفسي عليه فقلت : لا أذكره بسوء ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٨ ) وقال في آخره : فقلت : لا أسوءك فيه أبداً ( ثم قال ) رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في ذيل تفسير قوله تعالى : يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ، في سورة المائدة قال : العاشر أي من وجوه نزول الآية ـ نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن
ومؤمنة
( قال ) وهو ـ يعني نزول الآية في فضل علي عليه السلام ـ قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي عليه السلام .
[ حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٥ ص
٢٦ ] روى بسنده عن عميرة بن سعد قال : شهدت علياً عليه السلام على المنبر ناشداً أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر ، وعلي عليه السلام على المنبر وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم فقال علي عليه السلام : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ فقاموا كلهم فقالوا : اللهم نعم وقعد رجل فقال : ما منعك أن تقوم ؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت فقال : اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة ( أقول ) إن الرجل الذي قعد ولم يقم للشهادة ودعا عليه بهذا الدعاء الإِمام أمير المؤمنين عليه السلام هو أنس ابن مالك كما ورد التصريح باسمه في بعض الأخبار ولعل صاحب الحلية لم يشأ أن يصرح باسمه والله العالم . وذكر الحديث الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٨ )
وقال : رواه الطبراني في الأوسط والصغير ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٣ ) وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط .
[ حلية الأولياء ج ٥ ]
في أواخر ذكر عمر بن عبد العزيز ، روى بسنده عن يزيد بن عمر بن مورق قال : كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت اليه فقال لي : ممن أنت ؟ قلت : من قريش ، قال : من أي قريش ؟ قلت : من بني هاشم ، قال : من أي بني هاشم ؟ قال : فسكت فقال : من أي بني هاشم ؟ قلت : مولى عليّ ، قال : من علي ؟ فسكت ، قال : فوضع يده على صدري وقال : وأنا والله مولى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، ثم قال : حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، ثم قال : يا مزاحم كم تعطي أمثاله ؟ قال : مائة أو مائتي درهم ، قال : اعطه خمسين ديناراً ، وقال ابن أبي
داود
: ستين ديناراً لولايته علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم قال : ألحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك ( أقول ) وذكره ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٣٨٣ ) باختلاف يسير .
[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٧ ص
٣٧٧ ] روى بسنده عن أنس قال : سمعت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ ص
٢٩٠ ] روى بسنده عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بيد علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله : اليوم أكملت لكم دينكم ، الحديث ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضاً مثله .
[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١٢ ص
٣٤٣ ] روى بسنده عن الفضل بن الربيع عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه .
[ خصائص النسائي ص ٢١ ]
روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ( ثم قال ) إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات
أحد
إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه ( أقول ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٠ ) وقال : أخرجه ابن جرير ، ثم قال عن
عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك ، أخرجه ابن جرير أيضاً .
[ خصائص النسائي ص ٢٢ ]
روى بسنده عن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه .
[ خصائص النسائي ص ٢٥ ]
روى بسنده عن سعد قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بيد علي عليه السلام فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : نعم صدقت يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، وإن الله ليوالي من والاه ويعادي من عاداه ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٧ ) مختصراً وقال : رواه البزار ورجاله
ثقات .
[ خصائص النسائي ص ٢٥ ]
روى بسنده عن سعد قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بطريق مكة وهو متوجه اليها ، فلما بلغ غدير خم وقف الناس ثم رد من سبقه ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس اليه قال : أيها الناس من وليكم ؟ قالوا : الله ورسوله ثلاثاً ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فأقامه ثم قال : من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
[ خصائص النسائي ص ٢٢ ]
روى بسنده عن عمرو بن سعد أنه سمع علياً عليه السلام وهو ينشد في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقام ستة نفر فشهدوا .
[ خصائص النسائي ص ٢٣ ]
روى بسنده عن شريك عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة يقول : إني أنشد الله رجلاً ـ ولا يشهد إلا أصحاب محمد ـ سمع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه
اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام ستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول ذلك ، قال شريك : فقلت لأبي اسحاق هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ قال : نعم .
[ خصائص النسائي ص ٢٦ ]
روى بسنده عن عمرو ذي مر ، قال : شهدت علياً عليه السلام بالرحبة ينشد أصحاب محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير خم ما قال ؟ فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وابغض من أبغضه وانصر من نصره .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٩ ]
قال : وعنه ـ أي عن رياح ـ قال : بينما علي عليه السلام جالس إذ جاء رجل فدخل عليه اثر السفر ، فقال السلام عليك يا مولاي ، قال : من هذا ؟ قال أبو أيوب الأنصاري فقال علي عليه السلام : أفرجوا له ففرجوا ، فقال أبو أيوب : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال : خرجه البغوي في معجمه .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٩ ]
قال : وخرج ابن السمان عن عمر من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال في ( ص ١٧٠ ) وعن عمر أنه قال : عليّ مولى من كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مولاه ، ثم قال : وعن سالم قيل لعمر : إنك تصنع بعلي شيئاً ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : إنه مولاي ( أقول ) وذكر هذا الأخير ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ٢٦ ) وقال : أخرجه الدارقطني .
[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٢٥ ] قال : وعند الطبراني وغيره بسند صحيح أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم خطب بغدير خم تحت شجرات فقال : أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر
الذي
يليه من قبله ، وإني لأظن أني يوشك أن أُدعى فاجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً. ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد ( ثم قال ) يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وانا أولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني علياً « ع » ـ اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ( ثم قال ) يا أيها الناس إني فرطكم ، وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى الى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض .
[ كنز العمال ج ١ ص ٤٨ ]
ولفظه هكذا : إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله ، وإني أوشك أن أُدعى فاجيب فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحت ، قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق ؟ قالوا : نشهد ، قال : وأنا أشهد معكم ، ألا هل تسمعون ؟ فاني فرطكم عليّ الحوض ، وأنتم واردون علي الحوض ، وأن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قالوا : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ، والآخر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ، من كنت أولى به من نفسه فعليّ
وليه
، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ( قال ) رواه الطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٣ ) باختلاف يسير ( قال ) وعن زيد بن أرقم
قال : نزل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني لا أجد لنبي ( الخ ) قال : وفي رواية اخصر من هذه : فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة ( إلى أن قال ) وفي رواية : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قام فقال : كأني دعيت فأجبت ( وقال في آخرها ) فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه .
[ كنز العمال ج ١ ص ٤٨ ]
ولفظه : يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني قد يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت ، قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن جنته حق وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ؟ يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً عليه السلام ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض ( قال ) أخرجه
الحكيم
الترمذي في نوادر الأصول ، والطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٤ )
وقال في اوله عن حذيفة بن أسيد قال لما صدر رسول الله ( ص ) من حجة الوداع نهى اصحابه عن سمرات ( اي شجرات ) متفرقات بالبطحاء ان ينزلوا تحتهن ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك ؛ وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام ، فقال : يا ايها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير ( وساق الحديث ) كما تقدم وقال : رواه الطبراني ، وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في ( ج ٣ ص ٦١ ) وقال : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما صدر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ( وساق الحديث ) كما تقدم عن الهيثمي ، وذكره ابن الاثير ايضاً في أُسد الغابة ( ج ٣ ص ٩٢ )
قال فيه : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا : لما صدر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من حجة الوداع ولم يحج غيرها اقبل حتى اذا كان بالجحفة ـ وذلك يوم غدير خم وله بها مسجد معروف ـ فقال : أيها الناس أنه قد نبأني اللطيف الخبير ( الى آخر ما تقدم ) وذكره ابن حجر ايضاً في إصابته ( ج ٤ القسم ١ ص ٦١ ) مختصراً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ ]
علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه قال : أخرجه المحاملي في أماليه عن ابن عباس ( أقول ) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن ( ج ٤ ص ٣٥٨ ) وفي كنوز الحقائق ( ص ٩٢ )
وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح ( ج ٥ ص ٥٦٨ )
.
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ]
ولفظه : ألا إن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن ، من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) أخرجه ابو نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معاً .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ]
ولفظه : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأعن من أعانه ( قال ) رواه الطبراني عن حبشي بن جنادة ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٦ ) وقال : عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير خم : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه ( إلى آخر ما تقدم ) ثم قال : رواه الطبراني ورجاله وثقوا ( انتهى ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ١٦٩ ) وقال : خرجه المخلص الذهبي .
[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ]
ولفظه : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ( قال ) أخرجه الطبراني عن ابن عمر وابن أبي شيبة عن أبي هريرة واثني عشر من الصحابة ، وأحمد بن حنبل والطبراني وسعيد بن منصور عن أبي أيوب وجمع من الصحابة ، والحاكم عن علي عليه السلام وطلحة ، وأحمد بن حنبل والطبراني وسعيد بن منصور عن علي عليه السلام وثلاثين رجلاً من الصحابة ، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد ، والخطيب عن أنس .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٠ ]
قال : عن ميمون أبي عبد الله قال : كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل فسأل عن علي عليه السلام فقال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في سفر بين مكة والمدينة فنزلنا مكاناً يقال له غدير خم فأذن الصلاة جامعة فأجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قلنا : بلى يا رسول الله نحن نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال : فإني من كنت مولاه فهذا مولاه ، وأخذ بيد علي عليه السلام ، ولا أعلمه إلا قال : اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ( قال ) اخرجه ابن جرير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٠ ]
قال : عن ابي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : من كنت وليه
فعليّ
وليه ( قال ) اخرجه ابن جرير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٧ ]
قال : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : خطب علي عليه السلام فقال : أنشد الله امرىءً نشدة الإِسلام سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول : ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم ، قالوا : بلى يا رسول الله قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، إلا قام فشهد ، فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا ، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا إلا عموا وبرصوا ( قال ) اخرجه الخطيب في الأفراد .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٧ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت وليه فهو وليه ( قال ) أخرجه ابن أبي عاصم .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٨ ]
قال : عن جابر بن سمرة قال : كنا بالجحفة بغدير خم إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( قال ) أخرجه ابن أبي شيبة .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٨ ]
قال : عن جابر بن عبد الله قال : كنا بالجحفة بغدير خم وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار ، فخرج علينا رسول الله من خباء ـ أو فسطاط ـ فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد علي
عليه السلام فقال : من
كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) أخرجه البزار .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٩ ]
قال : عن جرير البجلي قال : شهدنا الموسم في حجة مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ وهي حجة الوداع ـ فبلغنا مكاناً يقال له غدير خم ، فنادى الصلاة
جامعة
فاجتمعنا المهاجرون والأنصار ، فقام رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وسطنا فقال : أيها الناس بِمَ تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال : ثم مه ؟ قالوا : وأن محمداً عبده ورسوله ، ؛ قال : فمن وليكم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا ، قال من وليكم ؟ ثم ضرب بيده إلى عضد علي عليه السلام فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال : من يكن الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً ، ومن ابغضه فكن له مبغضاً ( الحديث ) قال : رواه الطبراني ( أقول ) وذكره المتقي في كنز العمال في ( ج ٦ ص ١٥٤ ) أيضاً مختصراً ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٦ ) باختلاف يسير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٩ ]
قال : عن علي عليه السلام إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذاً بيد علي عليه السلام فقال : أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، وقد تركت فبكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي ( قال ) أخرجه ابن جرير وأبن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٣ ]
قال : عن عمير بن سعد أن علياً عليه السلام جمع الناس في الرحبة وأنا شاهد ، فقال : أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقام ثمانية عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول ذلك ( قال ) أخرجه الطبراني في الأوسط ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٨ ) وقال : اسناده حسن .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٣ ]
قال : عن زيد بن أرقم قال : نشد علي عليه السلام الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير ( خم ) : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ، فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بذلك .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٣ ]
قال : عن أبي اسحاق عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع ، قالوا : سمعنا علياً عليه السلام يقول : نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير ( خم ) ما قال لما قام ، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى يا رسول الله فأخذ بيد علي عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وأنصر من نصره واخذل من خذله ، قال : رواه البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات ( ثم قال ) قال الهيثمي : رجال اسناده ثقات .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٥ ]
قال : عن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : لعلي عليه السلام ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منها أحب اليّ من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) أخرجه ابن جرير .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٦ ]
قال : عن علي عليه السلام إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أخذ بيده يوم غدير خم فقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ( الحديث ) قال : أخرجه ابن راهويه
وابن
جرير .
[ الإِصابة ج ١ القسم ١ ص ٣١٩ ]
قال : روى ابن عقدة في كتاب الموالاة حديث حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي من رواية أبي مريم عن زر بن حبيش قال : قال علي عليه السلام : من ها هنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ فقام اثنا عشر رجلاً منهم قيس بن ثابت وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ( أقول ) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ١ ص ٣٦٨ )
قال : خرج علي عليه السلام من القصر فأستقبله ركبان متقلدي السيوف فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مولانا ورحمة الله وبركاته ، فقال علي عليه السلام : من ها هنا من اصحاب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ فقام اثنا عشر رجلاً منهم قيس بن ثابت وهاشم بن عتبة وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه .
[ الإِصابة ج ٢ القسم ١ ص ٥٧ ]
قال : وروى ابن عقدة في كتاب الموالاة عن حبة بن جوين قال : لما كان يوم غدير خم دعا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الصلاة جامعة فذكر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) فأخذ بيد علي عليه السلام حتى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذٍ مشرك ( أقول ) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ١ ص ٣٦٧ ) وقال : روى عن يعقوب بن يوسف ( إلى ان
قال ) عن حبة بن جوين العرني البجلي قال : لما كان يوم غدير ( خم ) دعا النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الصلاة جامعة نصف النهار ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس أتعلمون أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : نعم ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، وأخذ بيد علي عليه السلام حتى رفعهما
حتى
نظرت الى آباطهما وأنا يومئذٍ مشرك .
[ الإِصابة ج ٣ القسم ١ ص ٢٩ ]
قال : روى ابن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده ، قال : لما قدم علي عليه السلام الكوفة نشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فانتدب له بضعة عشر رجلاً منهم زيد ـ أو يزيد ـ بن شراحيل الأنصاري ( أقول ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٦ ) قال : وأخبرنا أبو موسى ( إلى ان قال ) حدثنا أبو العباس بن عقدة ( إلى ان قال ) عن عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه فلما قدم علي عليه السلام الكوفة نشد الناس فانتشد له بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب ـ صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ وناجية بن عمرو الخزاعي ( انتهى ) وذكره ابن الأثير الجزري في ( ج ٢ )
أيضاً من أُسد الغابة ( ص ٢٣٣ ) .
[ الإِصابة ج ٤ القسم ١ ص ١٦ ]
قال : وأورد ابن عقدة أيضاً ـ من طريق عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده ـ قال سمعت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلما قدم علي عليه السلام الكوفة نشد الناس فانتشد له سبعة عشر رجلاً منهم عامر بن ليلى الغفاري ( أقول ) وذكره ايضاً في ( ج ٦ ص ٢٢٣ ) .
وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٣ ص ٩٣ )
وقال فيه ـ بعد قوله : من كنت مولاه فعليّ مولاه ـ اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه .
[ الإِصابة ج ٤ القسم ١ ص ١٤ ]
قال : اخرج ابن عقدة في الموالاة ـ من طريق موسى بن اكتل بن عمير النميري ـ حدثنا عمي
عامر
بن عمير قال : ( فذكر حديث غدير خم ) .
[ الإِصابة ج ٤ القسم ١ ص ١٤٣ ]
قال : أخرج أبو العباس بن عقدة في جمع طرق حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه بسند له إلى ابراهيم بن محمد ـ أظنه ابن أبي يحيى ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نابل بن عبد الله بن ياميل ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه قال ( الحديث ) ثم قال : واستدركه أبو موسى ( أقول ) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٣ ص ٢٧٤ ) وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه .
[ الإِصابة ج ٤ القسم ١ ص ١٦٩ ]
قال : ذكر ابن عقدة في كتاب الموالاة عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري فيمن روى حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وساق ـ من طريق الأصبغ بن نباتة ـ قال : لما نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام ولا يقوم إلا من سمع ، فقام بضعة عشر رجلاً منهم أبو أيوب وأبو زينب وعبد الرحمن ابن عبد رب فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : إن الله وليي وأنا ولي المؤمنين ، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ( أقول ) وذكره ايضاً في ( ج ٧ القسم ١ ص ٧٨ ) وقال فيه : فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول ـ وأخذ بيدك يوم غدير ( خم ) فرفعها فقال ـ ألستم تشهدون أني قد بلغت ؟ قالوا : نشهد ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٢٠٥ ) وزاد : اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأعن من أعانه ، وأبغض من أبغضه ، وذكره الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ٢ ص ٣٠٧ )
وزاد علي ابن الأثير : وانصر من نصره ، وأخذل من خذله .
[ الاصابة ج ٤ القسم ١ ص ١٨٢ ]
قال : ذكر ابو العباس بن
عقدة
في كتاب الموالاة عبد الرحمن بن مدلج ، وأخرج ـ من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي ، حدثني سعد بن طالب أبو غيلان ، حدثني أبو اسحاق حدثني من لا أحصى أن علياً عليه السلام نشد الناس في الرحبة من سمع قول رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فقام نفر منهم عبد الرحمن بن مدلج فشهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة واستدركه أبو موسى ( أقول ) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٣ ص ٣٢١ )
وقال فيه : فشهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة ، منهم يزيد بن وديعة وعبد الرحمن بن مدلج .
[ الإِصابة ج ٧ القسم ١ ص ١٥٦ ]
قال : ذكر أبا قدامة الأنصاري أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة ـ الذي جمع فيه طرق حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه ـ فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير عن فطر عن أبي الطفيل قال : كنا عند علي عليه السلام فقال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو قدامة الأنصاري فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال ذلك ( قال ) واستدركه أبو موسى ( أقول ) : ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٢٧٦ ) قال ـ بعد ذكر السند ما لفظه : عن ابي الطفيل قال : كنا عند علي عليه السلام فقال : أنشد الله تعالى من شهد يوم غدير خم إلا قام ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو قدامة الأنصاري فقالوا : نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من حجة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأمر بشجرات فشددن وألقى عليهن ثوب ، ثم نادى الصلاة فخرجنا فصلينا ، ثم قام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : يا أيها
الناس
أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بكم من أنفسكم يقول ذلك مراراً ؟ قلنا : نعم وهو آخذ بيدك يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، ثلاث مرات .
[ أُسد الغابة أيضاً ج ١ ص
٣٠٨ ] قال : وروى أبو أحمد العسكري باسناده عن عمارة بن يزيد عن عبد الله بن العلاء عن الزهري ( إلى أن قال ) قال : سمعت أبا جنيدة جندع بن عمرو بن مازن قال : سمعت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، وسمعته وإلا صمتا يقول ـ وقد انصرف من حجة الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيباً وأخذ بيد علي عليه السلام وقال ـ من كنت وليه فهذا وليه اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، قال عبد الله : فقلت للزهري : لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أذنيك سب علي عليه السلام ، فقال : والله إن عندي من فضائل علي عليه السلام ما لو تحدثت بها لقتلت .
[ أُسد الغابة أيضاً ج ٢ ص
٣٠٧ ] روى بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم غدير خم ما قال إلا قام ، ولا يقوم إلا من سمع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : فقام بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب الأنصاري وأبو عمرة بن محصن وأبو زينب وسهل ابن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبد الله بن ثابت الأنصاري وحبشي بن جنادة السلولي وعبيد بن عازب الأنصاري والنعمان بن عجلان الأنصاري وثابت بن وديعة الأنصاري وأبو فضالة الأنصاري وعبد الرحمن بن عبد رب ، فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : ألا إن الله عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين ألا فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه
وأحب
من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وأعن من أعانه .
[ الإِمامة والسياسة لابن قتيبة ص ٩٣ ] قال : وذكروا أن رجلاً من همدان يقال له برد قدم على معاوية فسمع عمراً يقع في علي عليه السلام فقال له : يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فحق ذلك أم باطل ؟ فقال عمرو : حق وأنا أزيدك : إنه ليس أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم له مناقب مثل مناقب عليّ ففزع الفتى ( الخ ) .
[ مشكل الآثار للطحاوي ج ٢ ص
٣٠٧ ] روى بسنده عن محمد ابن عمر بن علي عليه السلام عن أبيه علي عليه السلام ، إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حضر الشجرة بخم فخرج آخذاً بيد علي عليه السلام فقال : يا أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، وان الله ورسوله مولاكم ؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، إني قد تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله بأيديكم ، وأهل بيتي .
[ فيض القدير للمناوي ج ٦ ص
٢١٨ ] ـ في الشرح ـ قال : وروى حديث الغدير الديلمي بلفظ من كنت نبيه فعليّ وليه ( قال ) ولهذا قال أبو بكر ـ فيما أخرجه الدارقطني ـ علي عترة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( أقول ) وذكره في كنوز الحقائق أيضاً ( ص ١٤٧ )
ولفظه : من كنت وليه فعلي وليه ، قال : للديلمي .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٧ ص
١٧ ] قال : عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع في تضرع فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فأعلمه بذلك
فنزل
على رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم هذه الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فقرأها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٠٥ ] قال : وعن زيد بن أرقم قال : أمر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بالشجرات فقمَّ ما تحتها ورش ، ثم خطبنا فوالله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذٍ ( ثم قال ) يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قلنا : الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا ، قال : فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً عليه السلام ـ ثم أخذ بيده فبسطها ثم قال : اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ( قال ) رواه الطبراني ، ورواه البزار أتم منه .
[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص
١٠٥ ] قال : وعن داود بن يزيد الأودي عن أبيه قال : دخل أبو هريرة المسجد فأجتمع اليه الناس فقام اليه شاب فقال : أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ؟ قال : فقال : إني اشهد اني سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ( قال ) رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ، والطبراني في الأوسط .
[ وفي مجمعه أيضاً ج ٩ ص ١٠٦ ]
قال : وعن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) رواه الطبراني ، ورجاله وثقوا .
[ وفي مجمعه أيضاً ج ٩ ص ١٠٧ ]
قال : وعن حميد بن عمارة قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول ـ وهو آخذ بيد علي عليه السلام ـ من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ، ( قال ) رواه البزار .
[ وفي مجمعه أيضاً ج ٩ ص ١٠٨ ]
قال : وعن أبن عباس إن النبي صلى
الله
عليه ( وآله ) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) : رواه البزار في أثناء حديث ، ورجاله ثقات.
[ في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ١٠٨ ]
قال : وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط .
ثم إن ها هنا أحاديث
أُخر يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب وإن كانت خالية عن قول : من كنت مولاه فعلي مولاه .
( منها )
ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ( ج ١ ص ١١٩ ) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : فحدثني أنه شهد علياً عليه السلام في الرحبة قال : أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، وشهده يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم إلا من قد رآه ، فقام أثنا عشر رجلاً فقالوا : قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول : اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، انصر من نصره ، واخذل من خذله ، فقام إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته . (
ومنها ) ما رواه أحمد بن
حنبل أيضاً في مسنده ج ٣ ص ٧١ مسنداً عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لا يمنعن رجلاً مهابة الناس ان يقوم بحق اذا علمه قال ثم بكى أبو سعيد قال : قد والله شهدناه فما قمنا به ( أقول ) وفي هذا الحديث اشارة واضحة من أبي سعيد الى ما شهدوه يوم غدير خم ولم يقوموا به مهابة الناس فبكى لأجل ذلك ( والله العالم ) .
( ومنها ) ما رواه ابن الأثير الجزري في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ١١٤ ) في ترجمة عمرو بن شراحيل ، قال : روى عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أنه قال : اللهم انصر من نصر علياً ، اللهم أكرم من أكرم علياً ، ( أقول ) وذكره ابن حجر ايضاً في إصابته ( ج ٤ ص ٣٠٥ ) والمتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٨ ) وزاد في آخره : اللهم اخذل من خذل علياً
.
( ومنها ) ما رواه النسائي في خصائصه ( ص ٤ ) بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله )
وسلم
يوم الجحفة فأخذ بيد علي عليه السلام فخطب فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إني وليكم ، قالوا : صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليي ، ويؤدي عني ديني ، وأنا موالٍ من والاه ، ومعادٍ من عاداه .
( ومنها ) ما ذكره المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٥ ) اللهم أعنه وأعن به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به ، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ـ يعني علياً عليه السلام ـ قال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس .
( ومنها ) ما ذكره الهيثمي في مجمعه ( ج ٩ ص ١٠٧ ) قال : وعن نذير قال : سمعت علياً عليه السلام يقول ـ يوم الجمل لطلحة ـ أنشدك الله يا طلحة سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ؟ قال : بلى فذكر وانصرف ، قال : رواه البزار .
( ومنها ) ما ذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٦ ) قال وعن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم متوركة الحسن والحسين في يدها برمة للحسن فيها سخين حتى أتت بها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلما وضعتها قدامه قال : أين أبو حسن ؟ قالت : في البيت فدعاه فجلس النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام يأكلون قالت أُم سلمة : وما سامني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وما أكل طعاماً وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم ـ تعني سامني دعاني اليه ـ فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال : اللهم عاد من عاداهم ، ووالِ من والاهم قال : رواه ابو يعلى وإسناده جيد .
بابٌ
في قول عمر وأبي بكر
لعلي عليه السلام أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
[ مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص
٢٨١ ] روى بسنده عن البراء ابن عازب قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم ( وساق الحديث ) كما تقدم في الباب السابق في ذيل نقل الحديث عن صحيح ابن ماجة ( إلى ان قال ) فأخذ ـ يعني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ( قال ) فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ( أقول ) وتقدم أيضاً هناك أنه قد تعرض لنقل هذا الحديث جمع آخرون قد ذكرناهم تفصيلاً فراجع .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ )
في سورة المائدة ، قال ـ كما تقدم في الباب السابق ـ ما لفظه : العاشر ـ أي من وجوه نزول الآية ـ نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك اصبحت مولايَ ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ ص
٢٩٠ ] روى بسنده ـ كما تقدم في الباب السابق ـ عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما اخذ النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله : (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، الحديث ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضاً مثله .
[ فيض القدير ج ٦ ص ٢١٧ ]
في الشرح قال : ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك ـ يعني قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعليٌ مولاه ـ قال ـ فيما خرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص ـ أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ٢٦ ) .
[ ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٦٨ ] قال : وعن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان ، فقال لعلي عليه السلام : إقض بينهما يا أبا الحسن فقضى علي عليه السلام بينهما فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ، فوثب اليه عمر وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ما تدري من هذا ؟ هذا مولايَ ومولى كل مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن ( قال ) خرجه ابن السمان في كتاب الموافقة ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ١٠٧ ) وقال : أخرجه الدارقطني .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٠ ]
قال : وعن عمر ـ وقد نازعه رجل في مسألة ـ فقال : بيني وبينك هذا الجالس ، وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال الرجل : هذا الأبطن ؟ فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ثم قال : أتدري من صغرت ؟ هذا مولاي ومولى كل مسلم ( قال ) أخرجه ابن السمان .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٠ ]
قال : وعن سالم قيل لعمر : إنك
تصنع
بعليّ شيئاً ما تصنعه بأحد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : إنه مولايَ قال : أخرجه ابن السمان ( اقول ) وذكره أبن حجر أيضاً في صواعقه ( ص ٢٦ ) وقال : أخرجه الدارقطني .
[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٠ ]
قال : وعن عمر انه قال : عليّ مولى من كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مولاه ( قال ) أخرجه ابن السمان .
باب
في ان النبي ( ص )
عمم علياً ( ع ) يوم غدير خم بما يعتم به الملائكة
[ مسند أبي داود الطيالسي ج ١ ص
٢٣ ] روى بسنده عن علي عليه
السلام قال : عممني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي ثم قال : ان الله عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة ( الحديث ) ( أقول ) ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ١٠ ص ١٤ )
وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته ( ج ٤ القسم ١ ص ٤١ ) وقال فيه : بعمامة سوداء طرفها على منكبي ( قال ) أخرجه البغوي .
[ كنز العمال ج ٨ ص ٦٠ ]
قال : عن علي عليه السلام قال : عممني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي قال : وفي لفظ فسدل طرفيها على منكبي ثم قال : إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة وقال : إن العمامة حاجزة بين الكفر والإِيمان ( قال ) وفي لفظ بين المسلمين والمشركين ( الحديث ) ( قال ) أخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي وابن منيع والبيهقي .
[ أُسد الغابة لأبن الأثير ج ٣ ص
١١٤ ] روى بسنده عن عبد الأعلى بن عدي إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم دعا علي بن أبي طالب عليه
السلام يوم غدير خم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه ثم قال : هكذا :
فاعتموا
فإن
العمائم سيماء الإِسلام وهي حاجزة بين المسلمين والمشركين ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٧ ) .
بابٌ
في أن آية يا أيها
الرسول بلغ ما أُنزل اليك نزلت يوم غدير خم في فضل علي عليه السلام
[ الواحدي في أسباب النزول ص ١٥٠ ] قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد ، قال : حدثنا محمد بن ابراهيم الخلوتي قال : حدثنا الحسن بن حماد سجادة قال : حدثنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي حجاب عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ )
يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ )
( الخ ) في سورة المائدة ( قال ) والعاشر أي من الوجوه التي قالها المفسرون في نزول الآية قال : نزلت الآية في فضل علي ابن أبي طالب عليه السلام ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ( قال ) هو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي عليه السلام ( أقول ) قوله : وهو قول
ابن
عباس ( الخ ) أي نزول الآية في فضل علي عليه السلام هو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي عليه السلام .
بابٌ
في أن آية اليوم
أكملت لكم دينكم نزلت يوم غدير خم
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) في سورة المائدة ، ذكر عن ابن مردويه ،
وابن عساكر كلاهما عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية : الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
.
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ذكر عن ابن مردويه والخطيب وابن عساكر
عن أبي هريرة قال : لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشرة من ذي الحجة قال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعليٌ مولاه فأنزل الله اليوم
أكملت لكم دينكم .
[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ ص
٢٩٠ ] روى بسنده عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست ولي المؤمنين قالوا : بلى يا رسول الله قال : من
كنت
مولاه فعليٌ مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله . الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ
( الحديث ) ( أقول ) ثم رواه الخطيب بطريق آخر مثله .
بابٌ
في نزول العذاب على
الحارث بن النعمان لما أنكر نصب النبي علياً يوم غدير خم
[ نور الأبصار للشبلنجي ص ٧١ ] قال : ونقل الإِمام أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره إن سفيان بن عيينة سئل عن قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) ، فيمن نزلت فقال للسائل : لقد سألتني
عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فأجتمعوا فأخذ بيد علي عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فشاع ذلك فطار في البلاد وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم على ناقة له فأناخ راحلته ونزل عنها وقال : يا محمد أمرتنا عن الله عز وجل أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك وأمرتنا بالزكاة فقبلنا وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا وأمرتنا بالحج فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله عز وجل ، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما
يقول
محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله فأنزل الله عز وجل : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ
دَافِعٌ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ
( أقول ) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير ( ج ٦ ص ٢١٧ ) ولم يقل فيه سفيان : حدثني أبي عن جعفر بن محمد عليه السلام .
بابٌ
في الاستدلال بحديث
غدير خم على خلافة علي ( ع ) بعد النبي ( ص ) بلا فصل
( أقول )
إن حديث الغدير ـ الذي قد ذكرنا جملة من طرقه في باب قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ـ هو من أقوى أدلة الشيعة وأظهرها على خلافة علي عليه السلام وامامته من بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بلا فصل ، والاستدلال به يحتاج إلى ذكر أمرين السند والدلالة .
( أما السند ) فهو في أعلى مرتبة الصحة والقوة ، فإنه حديث متواتر قد رواه أعاظم الصحابة وأجلاؤهم ، منهم علي عليه السلام وعمار وعمر وسعد وطلحة وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وأبو أيوب وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك وحذيفة بن أسيد وجابر بن عبد الله وجابر ابن سمرة وابن عباس وابن عمر وعامر بن ليلي وحبشي بن جنادة وجرير البجلي وقيس بن ثابت وسهل بن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبيد الله بن ثابت الأنصاري وثابت بن وديعة الأنصاري وأبو فضالة الأنصاري وعبيد بن عازب الأنصاري والنعمان بن عجلان الأنصاري وحبيب بن بديل وهاشم بن عتبة وحبة بن جوين ويعلى بن مرة ويزيد بن شراحيل الأنصاري وناجية بن عمرو
الخزاعي
وعامر بن عمير وأيمن بن نابل وأبو زينب وعبد الرحمن بن عبد رب وعبد الرحمن بن مدلج وأبو قدامة الأنصاري وأبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن ، وأبو عمرة بن محصن ومالك بن الحويرث وعمارة وعمرو ذي مر وغيرهم خلق كثير ممن روى حديث الغدير ، ولم أظفر على العجالة على أسمائهم وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ( ج ٧ ص ٣٣٧ ) اسامي جملة من الصحابة ممن روى حديث الغدير ( ثم قال في ص ٣٢٩ ) وقد جمع ابن جرير الطبري حديث الموالاة في مؤلف فيه اضعاف من ذكر وصححه ( ثم قال ) واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر ( وقال ) في فتح الباري ج ٨ ص ٧٦ وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فقد اخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من اسانيدها صحاح وحسان . ( انتهى ) ، وذكر القندوزي في ينابيعه في الباب الرابع ( قال ) وفي المناقب أخرج محمد بن جرير الطبري ـ صاحب التاريخ ـ خبر غدير خم من خمسة وسبعين طريقاً وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية ، ثم قال أيضاً : أخرج خبر غدير خم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة وأفرد له كتاباً وسماه الموالاة وطرقه من مائة وخمسة طرق ، ثم قال : وحكى العلامة علي بن موسى ابن علي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين ـ أستاذ أبي حامد الغزالي ـ يتعجب ويقول : رأيت مجلداً في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوباً عليه المجلدة الثامنة والعشرون ، من طرق قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم . من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون ( انتهى ) هذا كله سند الحديث .
( وأما الدلالة ) فهي أيضاً في أعلى مرتبة الظهور بعد ملاحظة القرائن المحفوفة به الحالية والمقالية ، وتوضيحه : إن للفظ المولى في اللغة معانٍ متعددة كالمالك والعبد والمعتق والعتيق والمحب والجار والحليف والعصبة ومنه قوله تعالى : ( وَإِنِّي خِفْتُ
الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي ) . قيل : سموا بذلك لأنهم يلونه في
النسب
من الولي وهو القرب ، ومن معانيه أيضاً الناصر ، قيل : ومنه قوله تعالى : ( ذَٰلِكَ بِان
الله مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ )
والصديق قيل : ومنه قوله تعالى : (
يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا )
، أي صديق عن صديق ، قيل : والوارث ، ومنه قوله تعالى : (
وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ )
أي ورثة ، إلى غير ذلك ، ومن أكمل معانيه وأتمها بل ومن أشهرها وأظهرها هو الأولى بالإِنسان من نفسه ، فالمولى بهذا المعنى يطلق على كل عال ذي مقام شامخ مطاع أمره نافذ حكمه ، فتقول له : أنت مولاي أي أولى بي من نفسي ، بل وبهذا المعنى يطلق أيضاً على مالك الرقبة فإنه أولى بعبده من نفسه ، إذ هو المتصرف في أموره وشؤونه والعبد كلّ عليه لا يقدر على شيء ، ومن هنا صح أن يقال : إن مالك الرقبة ليس معنى آخر مستقلاً للفظ المولى في قبال الأولى بالإِنسان من نفسه بل هو من مصاديقه وأفراده والجامع بينهما كما أشرنا هو كل عالٍ ذي مقام منيع شامخ مطاع أمره نافذ حكمه ، فكل من كان كذلك فهو بالنسبة إلى من دونه مولاه أي أولى به من نفسه ، سواء كان ذلك ممن يملك رقبته بحيث إن شاء باعه كما في موالي العبيد أم لا .
[ وبالجملة ] إن المولى الواقع في قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ليس المراد منه إلا الأولى بهم من أنفسهم الذي هو عبارة أخرى عن الإِمام والأمير وذلك بشهادة قرائن قطعية .
( منها )
قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فبعدما قال أصحابه : بلى قال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه فتفريعه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قول : من كنت مولاه على قوله : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم دليل واضح على كون المولى هنا بمعنى الأولى بهم من أنفسهم وإلا لكان قوله : ألست أولى لغواً جداً ، هذا مع أن في كثير من طرق الحديث التفريع بالفاء صريحاً مثل قوله : فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ، وهذا أظهر وأصرح في التفريع كما لا يخفى .
( ومنها ) قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في بعض طرقه ـ كما تقدم ـ إن
الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً عليه السلام ـ فجعل صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كلمة أولى بهم من أنفسهم بياناً لقوله : وأنا مولى المؤمنين ومفسراً لمعناه ، فهذا أيضاً دليل
واضح على كون المراد من مولى هنا هو أولى بهم من أنفسهم .
( ومنها ) تصريحه في بعض طرقه بلفظ أولى به من نفسه ـ كما تقدم ـ في حديث كنز العمال والهيثمي الذي كان أوله إني لا أجد لنبي ( إلى ان قال ) ثم اخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعليَّ وليه فإن ذلك أيضاً دليل واضح على أن المراد من المولى في بقية طرق الحديث هو الأولى به من نفسه ، فإن الأخبار يفسر بعضها بعضاً .
( ومنها ) قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في بعض طرقه الممزوج بحديث الثقلين : إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، أو إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله وإني يوشك أن ادعى فأُجيب أو إني قد يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ، فإن هذا كله من أقوى الأدلة على أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم يكن إلا في مقام الوصية والاستخلاف وتعيين الامام من بعده كي يأثم به الناس ويهتدوا بهداه ويقفوا أثره ولا يتركهم سدى أتباع كل ناعق ، لا بصدد بيان أن من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك من المعاني فعليّ محبه أو ناصره فإن إرادة مثل هذه المعاني مما لا يحتاج إلى ذكر قرب موته ودنو أجله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم
وأنه يوشك أن يدعى فيجيب وغير ذلك .
( ومنها ) إن فعل النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومجموع ما صدر منه في ذلك اليوم ـ أي يوم غدير خم ، مع قطع النظر عن كل قرينة لفظية ـ هو من أقوى دليل وأعظم شاهد على أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان بصدد نصب الإِمام والخليفة من بعده وأن المراد من المولى هو الأولى بهم من أنفسهم لا بمعنى آخر ، وتوضيحه إنا إذا تأملنا نزوله في ذلك الموضع بعد منصرفه من آخر
حجة
له في يوم ما أتى عليه ولا على أصحابه أشد حراً منه ـ كما سبق في بعض روايات الحاكم عن زيد بن أرقم ـ ووقوفه للناس حتى رد من سبقه ولحقه من تخلف ـ كما سبق في بعض روايات النسائي عن سعد ـ حتى اجتمع اليه الناس جميعاً ، وأمر بدوحات عظام فكنس تحتهن ، ورش وظلل له بثوب ـ كما في أغلب روايات زيد ـ ثم عمم علياً عليه السلام بما يعتم به الملائكة ـ كما مر عليك آنفاً أخباره في باب مستقل ـ ثم أخذ بيد علي عليه السلام ـ بعدما خطب الناس ونبههم بقرب موته ودنو أجله ـ حتى رفع علياً عليه السلام ونظر الراوي إلى آباطهما ـ كما سبق في بعض روايات ابن حجر في الأصابة عن حبة بن جوين ـ ثم نزل : (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية ، بل ونزل قبله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ )
ـ كما عرفتهما في بابهما آنفاً ـ لرأينا أن ذلك كله ليس إلا وصية واستخلافاً من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأنه كان بصدد تعيين الإِمام من بعده وتفهيم الناس أن المقتدى لهم علي عليه السلام لا أن من كنت محبه أو ناصره فعليٌ محبه وناصره .
( ومما )
يؤكد ذلك أيضاً قول أبي بكر وعمر لعلي عليه السلام ـ بعدما سمعا قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، أو قول عمر : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، أو هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ـ فإن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لو لم يكن قد انشأ وأوجد بفعله وقوله
ذلك لعلي عليه السلام منصباً جديداً لم يكن ثابتاً له من قبل لما قالا له أمسيت ـ
أو أصبحت ـ مولى كل مؤمن ومؤمنة ونحو ذلك ، فإن مثل هذا التعبير لا يقال إلا عند حصول منصب جديد حادث ، وإلا فعلي عليه السلام كان محباً لمن كان النبي « ص » محباً له ، أو ناصراً لمن كان النبي « ص » ناصراً له من قبل هذا ، وهذا كله واضح لا يحتاج الى مزيد بيان ، ( كما ) إن انكار الحارث بن النعمان الفهري على النبي « ص » بقوله : « إنك أمرتنا بكذا وكذا فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا » ، ايضاً مما يؤكد ان النبي « ص » قد استخلف علياً بفعله وقوله ذلك ، وعيّنه إماماً للناس من بعده فضاق بذلك
صدق
الحارث بن النعمان فأعترض على النبي « ص » فأجابه « ص » بأنه من الله ، فلم ير الحارث بداً إلا ان يدعو على نفسه فدعا ونزل العذاب عليه حتى اهلكه الله ، فلو كان مقصود النبي « ص » هو تبليغ الناس ان من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك فعلي كذلك لم يكن الأمر ذا أهمية بهذه المثابة حتى يضيق صدر الحارث بذلك ويدعو على نفسه ويهلكه الله .
وقد أورد علماء السنة
على الاستدلال بحديث الغدير لخلافة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بلا فصل بأمور ضعيفة .
( منها )
إن احداً من أئمة العربية لم يذكر أن مفعلاً يأتي بمعنى أفعل أي المولى بمعنى الأولى ، ؛ ( والجواب عنه ) : كأنهم لم يسمعوا ما
قاله المفسرون في قوله تعالى في سورة الحديد : (
مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) من السنة والشيعة كالكشاف والجلالين والبيضاوي وأبي السعود والطبري والتبيان وغيرهم فأنهم قد ذكروا تفسيره بالأولى ، أي هي أولى بكم ، ويقول الأخطل في عبد الملك ابن مروان مادحاً له :
فما وجدت فيها قريش
لأمرها
|
|
أعف وأوفى من أبيك
وأمجدا
|
وأورى بزنديه ولو
كان غيره
|
|
غداة اختلاف الناس
ألوى وأصلدا
|
فأصبحت مولاها من
الناس كلهم
|
|
وأحرى قريش أن تهاب
وتحمدا
|
فخاطبه بلفظ مولى ـ وهو
خليفة مطاع الأمر ـ من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله ، والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة ، ولا ميل له إلى مذهب الاسلام ، بل هو من المبرزين في علم اللغة وكذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى الذي هو مقدم في علم العربية غير مطعون عليه في معرفتها قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف بالمجاز ( ج ٢ ص ٢٥٤ ) في تفسير الآية المذكورة ما لفظه : ( هِيَ مَوْلَاكُمْ ) أولى بكم ، واستشهد بقول لبيد ، في معلقته المشهورة :
فغدت كلا الفرجين
تحسب أنه
|
|
مولى المخافة خلفها
وأمامها
|
معناه أولى بالمخافة
، يريد أن هذه المطية تحيرت فلم تدر أخلفها أم أمامها وليس أبو عبيدة معمر بن المثنى المذكور متهماً في التقصير في علم اللغة ولا
مظنوناً به الميل الى امير المؤمنين علي عليه السلام بل هو معدود من الخوارج ويقول
ابن قتيبة الدينوري في غريب القرآن ومشكله ( ج ٢ ص ١٦٤ ) ما نصه : ( مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) أي هي أولى بكم ، ثم استشهد بقول لبيد المذكور ، وجاء في شرح معلقة لبيد للزوزني ( ص ١٠٦ ) ط . بيروت سنة ١٣٧٧ هـ .
سنة ١٩٥٨ م في شرح هذا البيت
ما نصه حرفياً . قال ثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعنى الاولى بالشيء كقوله تعالى : ( مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) اي اولى بكم .
وكذلك جاء في البخاري
تفسير ( هي مولاكم ) أولى بكم كما ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري ( ج ٨ ص ٤٨٢ ) وقال : وكذا قال أبو عبيدة : وفي بعض نسخ البخاري ( هو أولى بكم ) وكذا هو كلام أبي عبيدة أيضاً .
وكذلك يروي عن أبي
بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن في ذكر أقسام مولى ، قال : إن المولى الولي ، والمولى الأول بالشيء ؛ واستشهد على ذلك
بالآية المذكورة وببيت لبيد أيضاً :
كانوا موالي حق
يطلبون به
|
|
فأدركوه وما ملوا ولا
تعبوا
|
وقد ذكر الفخر الرازي
عن الكلبي والزجاج والفراء وأبي عبيدة أنهم أيضاً فسروا الآية بالأولى ، مضافاً الى انه لو لم يكن هناك آية ولا رواية ولا لغوي قد صرح بأن المولى قد جاء بمعنى الأولى سوى قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ، أو قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ؛ لكفى ذلك
دليلاً
على مجيء المولى بمعنى الأولى فإن المراد فيهما ليس ذلك بقرينة قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى ، وقوله : أولى بهم .
( ومنها ) إن المولى لو كان بمعنى الأولى لجاز استعمال كل منهما مكان الآخر فكان يصح قول القائل : هذا مولى يزيد بدل قوله : أولى يزيد ، أو أولى زيد بدل قوله : مولى زيد ، ومن المعلوم عدم صحة ذلك ( والجواب عنه ) إن المراد من كون المولى بمعنى الأولى هو كونه بمعنى الأولى به بانضمام حرف الجر ، ومن المعلوم جواز استعمال كل منهما مكان الآخر فتقول : هذا مولى زيد أي أولى بزيد ، أو نقول : هذا أولى بزيد أي مولى زيد ، نعم كلمة الأولى به تارة تستعمل ويراد منها الأولى به من نفسه كما تقدم في قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخرى تستعمل ويراد منها الأولى به من غيره ، كما في قوله تعالى : (
أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ )
أي أحق الناس وأحراهم به للذين اتبعوه ، أو في قوله أولى الناس بالميت أولاهم بميراثه ، أي أحقهم وأحراهم به أحقهم وأحراهم بميراثه ، ففي الأول يعتبر العلو والمقام الشامخ ، وفي الثاني لا يعتبر ذلك بل يطلق على المساوي والأدنى أيضاً .
( ومنها ) أنه لو حملنا المولى في قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من
كنت مولاه فعليٌ مولاه على الأولى بهم من أنفسهم ولم نحمله على الناصر أو المحب أو نحو ذلك فيستلزم ذلك المفسدة العظيمة والوصمة الفظيعة والثلمة المتفاقمة في جل أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من المهاجرين والأنصار ( والجواب عنه ) إن خطأ الأصحاب جلهم في أمر مخصوص ليس أمراً غير معقول . ، ودعوى إجماع الأمة على بيعة أبي بكر وأنه قال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن امتي لا تجتمع على الخطأ ممنوعة صغرى وكبرى ، أما الصغرى فلعدم تحقق الإِجماع كما ستعرف في الجملة من كلام ابن قتيبة ، وتفصيله موكول إلى مراجعة التواريخ المفصلة ، وأما الكبرى فلأنه ليس هو حديثاً متسالماً عليه عند الفريقين جميعاً أي السنة والشيعة كي يصح الاستدلال به عند المناظرة ، بل هو حديث موضوع قد وضعه الواضع لتصحيح ما ارتكبه
جل
الصحابة بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقد وقع في أمة موسى عليه السلام في زمان حياته قبل مماته ما هو أعظم مما وقع في أمتنا بعد وفاة نبينا صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فإن موسى عليه السلام بعد ما دعا قومه إلى التوحيد زمناً طويلاً بيد بيضاء وعصا تفلق البحر وتلقف ما صنعه الساحرون ، وبنحو ذلك من الآيات والبينات وآمنوا بالله وعبدوه ووحدوه غاب عنهم زمناً يسيراً للمناجاة مع ربه وخلف فيهم هارون وهو أخو موسى عليه السلام وشريكه في النبوة بمقتضى قوله تعالى : (
وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا )
وقد أمرهم بطاعته وملازمته ، فلما غاب عنهم أجمعوا ـ إلا القليل منهم ـ على مخافة هارون وكادوا يقتلوه فتركوه واتخذوا العجل وعبدوه وأشركوا بالله عز وجل وأضلهم السامري ، فإذا جاز أن تجتمع أمة موسى على اتخاذ العجل والشرك بالله عز وجل وترك هارون بعدما كادوا يقتلونه جاز أيضاً خطأ جل الصحابة في اتخاذهم ابا بكر خليفة وتركهم علياً عليه السلام وصي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بعد ما كادوا يقتلونه على ما ذكره ابن قتيبة في الإِمامة والسياسة
في قصة بيعة علي عليه السلام ، قال : وإن أبا بكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي عليه السلام فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم ـ وهم في دار علي عليه السلام ـ فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ( فقال : وإن ) فخرجوا فبايعوا إلا علياً ( إلى أن قال ) فأتى عمر أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ( إلى أن قال ) ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة سلام الله عليها فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبة يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً ، فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع فقال : إن لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذاً والله الذي لا
إله إلا هو نضرب عنقك ، قال : إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له
عمر
: ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه بشيء ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي عليه السلام بقبر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يصيح ويبكي وينادي : ابْنَ
أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ( الخ ) .
( أقول )
وكأن عمر بن الخطاب قد نسي مواخاه النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بين أصحابه وأنه آخى بين نفسه وبين علي بن أبي طالب عليه السلام كما عرفت تفصيلها في باب : عليّ أخو النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فأنكر ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم والعهد قريب وقال : أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا ، وعلى كل حال إذا جاز أن تجتمع أمة موسى عليه السلام على اتخاذ العجل والشرك بالله بعدما رأوا الآيات والبينات ، وعلى ترك هارون بعدما كادوا يقتلونه جاز خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر وتركهم علياً عليه السلام بعدما كادوا يقتلونه بطريق أولى ، ووجه الأولوية أن من عدلوا عنه وهو علي عليه السلام بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان دون هارون في القرب النسبي بالنسبة الى موسى عليه السلام ، كيف لا وهارون كان أخاً لموسى عليه السلام في نسبه وشريكاً في أمره ونبوته كما ذكرنا ، وعلي عليه السلام كان ابن عم النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في نسبه وكان خليفته في امته لا شريكاً في نبوته ، كما أن من عدلوا اليه وهو ابو بكر كان فوق العجل الذي اتخذه قوم موسى عليه السلام كيف لا والعجل كان جسداً له خوار كما في القرآن الكريم ، وأبو بكر كان بشراً له روح يتكلم ويخطب ، هذا مضافاً إلى أن امة موسى عليه السلام قد اتخذوا العجل إلهاً يعبد ، وجُل الصحابة قد اتخذوا أبا بكر خليفة يطاع لا شريكاً مع الله عز وجل وإن لم يكن ذلك أقل من الشرك بكثير ، فهذه وجوه متعددة لجواز خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر وتركهم علياً عليه السلام بطريق أولى .
( وبالجملة ) إن المتأمل في المقام لا يرى أن ما ارتكبه جل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ بعدما نص على إمامة علي عليه السلام ـ أمراً غريباً بعيداً عن الذهن بعدما وقع نظيره في قوم موسى عليه السلام من تركهم هارون مع أنه قد نص عليه ، لا سيما إذا لوحظ ما ورد من النصوص
الكثيرة
من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المشيرة كلها إلى ما ارتكبه اصحابه من بعده إشارة واضحة جلية كادت تكون نصاً لا إشارة ، حيث أخبرهم بإرتداد أناس من أصحابه على أعقابهم بعد أن يفارقهم ، وأنهم يحدثون من بعده ما يحدثون ، إذ من المعلوم أنه لم يصدر من أصحابه من بعده شيء سوى أنهم قد تركوا النص وراء ظهورهم وفارقوا علياً عليه السلام لدواعي شتى ، مثل حداثة سنه كما صرح به أبو عبيدة بن الجراح لعلي عليه السلام ـ على ما ذكره ابن قتيبة في الإِمامة والسياسة في إباء علي عليه السلام بيعة أبي بكر ـ أو لاجتماع فضائل كثيرة فيه ومناقب جمة فحسده الناس عليها ، مثل كونه أول من أسلم وصلى ، أو كونه ممن باهل به النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بل جعله الله في كتابه نفس النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال : وأنفسنا ، أو كونه ممن نزلت فيه آية التطهير ، أو من ورد فيه حديث المنزلة ، أو حديث الراية يوم خيبر ، أو حديث الطير المشوي ، أو حديث المواخاة ، أو سد أبواب المسجد إلا بابه ، إلى غير ذلك مما يوجب صيرورته محسوداً للناس إلا القليل ممن هداه الله وثبته ، أو لكونه خشناً في دين الله شجاعاً في الحروب قد قتل صناديد العرب وأبطالهم فلم يقم الدين إلا بسيفه . فعاداه العرب ففي زمان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم يمكنهم أن ينالوه بسوء ، فلما توفي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اغتنموا الفرصة وأعانوا في انتزاع الأمر من يده إلى غير ذلك من الدواعي .
( وأما )
نصوص ارتداد اناس من الصحابة من بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فهذه بعض طرقها نقتصر على ذكر ما رواه أرباب الصحاح دون غيرهم ، فروى البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب قول الله تعالى : ( وَاتَّخَذَ اللَّـهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : إنكم محشورون حفاة عراة عزلاً ثم قرأ : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )
وأول من يكسى يوم القيامة ابراهيم ، وإن اناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي
أصحابي
فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : ( وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ـ إلى قوله ـ الحكيم ) ورواه أيضاً باسناد آخر وبألفاظ متقاربة في كتاب بدء الخلق في باب واذكر في الكتاب مريم ، وفي كتاب التفسير في باب : وكنت عليهم شهيداً ، وقال فيه : فأقول يا رب أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ( الخ ) وفي كتاب التفسير أيضاً في باب كما بدأنا أول خلق نعيده ، وفي الرقاق في باب كيف الحشر ، وفي الرقاق أيضاً في باب الحوض بطرق متعددة ، وفي كتاب الفتن الحديث الثاني .
[ ورواه مسلم أيضاً ] في صحيحه في كتاب الطهارة في باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء ، وفي كتاب الفضائل في باب إثبات حوض نبينا بطرق متعددة ، وفي كتاب الجنة في باب فناء الدنيا .
[ ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ج ٢ ص
٦٨ ] بطريقين ( وفي ج ٢ أيضاً ص ١٩٩ ) بطريقين آخرين ، ورواه النسائي أيضاً في
صحيحه ( ج ١ ص ٢٩٥ )
وابن ماجة في صحيحه في أبواب المناسك ( ص ٢٢٦ ) .
( هذا )
مع ما ورد عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من الاشارة الجلية أيضاً في خصوص أبي بكر من أنه يحدث من بعده ما أحدث ، إذ روى الإِمام مالك بن أنس في صحيحه المسمى بالموطأ في كتاب الجهاد ( ص ١٩٧ ) بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه بلغه إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لشهداء أُحد : هؤلاء اشهد عليهم ، فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله إخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر ثم بكي ، ثم قال : أئنا لكائنون بعدك ؟
[ اقول ]
ومن الغريب ان علماء السنة ـ بعد ان لم يمكنهم المناقشة في سند هذه النصوص الواردة في ارتداد أناس من الصحابة قد حملوها على امتناع قوم من الأعراب من أداء الزكاة مثل مالك بن نويرة وغيره
ممن
سكن خارج المدينة ولم ير النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طول عمره إلا مرة أو مرتين أو ما يقرب من ذلك ، وهذا تأويل بعيد في كلمتين ( الأولى ) في لفظة الارتداد فإن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إذا نص ـ بمقتضى ما عرفته من الأخبار المتواترة ـ وصرح بأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم واعترف به اصحابه ثم قال : فمن كنت مولاه أي أولى به من نفسه بقرينة كلامه المتقدم فعليٌ مولاه ، بعد التنبيه على دنو أجله وقرب موته كما تقدم ، فهو قرينة قطعية على كونه في مقام الإِيصاء والاستخلاف ، ثم توفى ومضى إلى ربه وعصوه أصحابه ونبذوا النص وراء ظهورهم وأتخذوا أبا بكر خليفة وبدلوا شخصاً غير الذي قيل لهم وهجموا على دار فاطمة عليها السلام وكادوا يحرقونها على من فيها . وفيها فاطمة سيدة النساء التي من آذاها فقد آذى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كما ستسمع في محله ، وأخرجوا علياً عليه السلام وكادوا يقتلونه كما سمعت وهو أخو النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وصهره ، وابن عمه وأبو سبطيه ، وممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وهو من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بمنزلة هارون من موسى ، فحمل لفظة الارتداد الواقعة في تلك النصوص المتقدمة على هذا الفعل الشنيع أولى وأولى من حملها على امتناع قوم من الأعراب من اداء الزكاة ( الثانية ) في لفظة الأصحاب فإن حمل هذه اللفظة على من صاحب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في سفره وحضره وغزواته وحروبه وخلواته وجلواته ، وكان بحضر معه الصلوات الخمس والجمعة والجماعة ولا يفارقه في أي مجلس من مجالسه مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ونظرائهم ، أقرب وأقرب من حمله على قوم لم يسكنوا إلا في خارج المدينة ولم يروا النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طول عمرهم إلا مرة أو مرتين أو ما يقرب من ذلك ، ولعمري إن هذا كله واضح لا يحتاج إلى إطالة الكلام ومزيد النقض والإِبرام ، غير أن من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ومن أعمى الله قلبه فلا دواء له إلا النار ، قال الله تعالى : (
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا
يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا
يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ
أَضَلُّ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
.
ونختم الكلام بأبيات
حسان بن ثابت الأنصاري في قصة الغدير فإنه جاء الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال له : يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله ؟ فقال له : قل يا حسان على اسم الله ، فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول :
يناديهم يوم الغدير
نبيهم
|
|
بخم وأسمع بالرسول
مناديا
|
وقال فمن مولاكم ووليكم
|
|
فقالوا ولم يبدوا
هناك التعاميا
|
إلهك مولانا وأنت
ولينا
|
|
ولن تجدن منا لك
اليوم عاصيا
|
فقال له قم يا عليٌ
فإنني
|
|
رضيتك من بعدي
إماماً وهاديا
|
فمن كنت مولاه فهذا
وليه
|
|
فكونوا له أنصار
صدق مواليا
|
هناك دعا اللهم والِ
وليه
|
|
وكن للذي عادى علياً
معاديا
|
فقال له رسول الله صلى
الله عليه ( وآله ) وسلم : لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك .
ذكر ذلك أكثر
المؤرخين من الفريقين المنصفين .
قد تم بحمد الله ومنّه
الجزء الأول من كتابنا الموسوم ( بفضائل الخمسة من الصحاح الستة ) وصلى الله على محمد وآله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ويليه الجزء الثاني ، وأوله : بابٌ في قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عليّ وليكم من بعدي
الفهرس
مقدمة
الكتاب ................... ٥
المقصد الأول في فضائل النبي صلى الله عليه
وآله
في نسبه ( ص ) وأنه لم يخرج من سفاح من لدن
آدم ( ع ) ........... ٩
في أنه
( ص ) خير الناس فرقة وقبيلة وبيتاً ونسباً وحسباً
........... ١١
في أنه
( ص ) وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد ............. ١٤
في تولده
صلى الله عليه وآله ............ ١٥
في صفة خلقه
صلى الله عليه وآله .................... ١٧
في صفته
صلى الله عليه وآله في التوراة والإنجيل ................... ١٩
في أن هداه صلى
الله عليه وآله أحسن الهدى .............. ٢١
في أسمائه
صلى الله عليه وآله .......... ٢٣
في نقش خاتمه
صلى الله عليه وآله .............................. ٢٥
في حسن النبي
صلى الله عليه وآله ونور وجهه .................... ٢٦
في طيب رائحته
صلى الله عليه وآله ............................. ٢٩
في تبرك الناس بوضوئه
وبصاقه وشعر رأسه .......... ٣٢
في أنه هو الذي وضع
الركن في موضعه قبل البعثة ................. ٣٤
في دلالة نبوته قبل
البعثة وبعدها ................................ ٣٦
في شهادة الرهبان
والأحبار وغيرهم بنبوته ( ص ) قبل البعثة وبعدها ..... ٤٣
في أنه ( ص ) بعث من
خير قرون ولما بعث دحر الجن ............ ٥٤
في إيمان النجاشي حين
بعث اليه النبي ( ص ) بعثاً ............... ٥٥
في أنه ( ص ) سيد ولد
آدم وحبيب الله وأفضلهم وخليل الله وأحبهم الى الله وأكرمهم على الله ................. ٥٧
في انه ( ص ) أعطى
خمسا لم يعطهن احد قبله وفضل على الأنبياء بست ................ ٦٠
في أنه ( ص ) سيد
الأنبياء وإمامهم وهم يؤمنون به ............... ٦٢
في أنه
صلى الله عليه وآله أكثر الأنبياء تبعاً ........ ٦٤
في أنه
صلى الله عليه وآله ختم به النبيون ........................ ٦٥
في أنه ( ص ) يرى من
وراء ظهره ويرى في الظلمة كما في الضوء .......... ٦٦
في أنه
صلى الله عليه وآله لا يتمثل الشيطان بصورته .............. ٦٨
في أنه
صلى الله عليه وآله يطعمه ربه ويسقيه ..................... ٦٩
في إعجازه
صلى الله عليه وآله في ماء الوضوء .................... ٧١
في إعجازه
صلى الله عليه وآله في السقي ......................... ٧٣
في إعجازه
صلى الله عليه وآله في الإِطعام ........... ٧٨
في إعجازه صلى
الله عليه وآله في الجذع الذي كان يخطب عنده ....... ٨٦
في إعجازه
صلى الله عليه وآله في شق القمر ..................... ٨٨
في إعجازه
صلى الله عليه وآله في أمور متفرقة .................... ٩٠
في شهادة عتبة بن
ربيعة ان القرآن ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة .......... ١٠٣
في استسقائه
صلى الله عليه وآله ................. ١٠٥
في نزر من دعواته
صلى الله عليه وآله المستجابة ................. ١٠٨
في علمه صلى
الله عليه وآله .................... ١١٠
في شيء من إخباره
صلى الله عليه وآله عن الغيب .............. ١١٣
في فلق صدره
صلى الله عليه وآله .................. ١٢٠
في بدء نزول الوحي
عليه صلى الله عليه وآله وكيفيته ............. ١٢٦
في معراجه صلى
الله عليه وآله ............... ١٢٨
في حب النبي
صلى الله عليه وآله ................ ١٣٣
في جوده
صلى الله عليه وآله ........................ ١٣٥
في شجاعته
( ص ) وحبه للشهادة وقتال جبرئيل وميكائيل عنه ............ ١٣٨
في أخلاقه
صلى الله عليه وآله ............... ١٤١
في حيائه
صلى الله عليه وآله ...................... ١٥١
في شهادة ابي سفيان عند
هرقل ان النبي ( ص ) لا يكذب ............... ١٥٢
في معرفة ابن سلام ان
النبي ( ص ) لا يكذب وذكر ما جاء في صدق وعده ................................. ١٥٦
في انه
صلى الله عليه وآله يحب المساكين ويكره ان يقوم
الناس له وان يقبلوا يده وأن يمشوا من ورائه ............................. ١٥٧
في مزاحه صلى
الله عليه وآله وتبسمه ................. ١٥٩
في انه صلى
الله عليه وآله أبعد الناس من الإِثم ويسرع في تقسيم
مال الله ................ ١٦١
في مجلسه صلى
الله عليه وآله ومشي الملائكة من خلفه ................... ١٦٣
في فضل الصلاة عليه ، صلى
الله عليه وآله ..................... ١٦٤
في صلاته
صلى الله عليه وآله .............. ١٦٦
في بكائه صلى
الله عليه وآله في الصلاة وحين يتلى عليه القرآن
............ ١٧٠
في حمله ( ص ) اللبنة لبناء
المسجد ، ونقله التراب يوم الخندق وبيان شيء من شعره ................ ١٧١
في توكله صلى
الله عليه وآله على الله تعالى ..................... ١٧٣
في مشورته صلى
الله عليه وآله لأصحابه وهو أعقل الناس ................. ١٧٤
في عيشه
صلى الله عليه وآله وزهده .................... ١٧٦
في انه ( ص ) يضاعف له
البلاء والأجر ....................... ١٨٥
في أن ملك الموت يستأذن
عليه ولم يستأذن على أحد قبله ....... ١٨٧
في ان الله عز وجل أول
من صلى عليه من فوق عرشه بعد ان قبض صلى الله عليه وآله وسلم .................................... ١٩٠
في انه
( ص ) طيب حياً وميتاً ................................ ١٩٢
في نزول الملائكة الى قبره
( ص ) في كل يوم وفضل زيارته ........ ١٩٤
في كوثر النبي ( ص ) ومقامه
المحمود وتزوجه في الجنة ( الخ ) ........ ١٩٦
المقصد الثاني في
فضائل الإِمام علي بن أبي طالب عليه السلام
في كثرة فضائله
عليه السلام .......................... ٢٠١
في سبق نور النبي وعلي
على خلق آدم عليهم السلام وخلقتهما من طينة واحدة .................... ٢٠٣
في أن آدم ( ع ) سأل الله
بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقبلت توبته ......................... ٢٠٥
في أن النبي وعلياً
عليهما السلام من شجرة واحدة .............. ٢٠٧
في أن الله اختار
النبي وعلياً عليهما السلام ..................... ٢٠٩
في ان الله أيد النبي (
ص ) بعلي ( ع ) ........................ ٢١٢
في أن علياً
عليه السلام ولد في الكعبة وهو بمنزلة الكعبة .......... ٢١٤
في أن النبي ( ص ) أخذ
علياً ( ع ) من أبي طالب ( ع ) ....... ٢١٥
في أن علياً عليه
السلام أول من أسلم ......................... ٢١٧
في أن علياً عليه
السلام أول من آمن بالنبي ( ص ) ............. ٢٢٦
في رجحان إيمان علي
عليه السلام ............................. ٢٣١
في أن علياً
عليه السلام أول من صلى .... ٢٣٢
في أن علياً
عليه السلام يصلي كصلاة رسول الله ( ص ) ......... ٢٤١
في حسن وجه علي
عليه السلام ونقوش خواتمه ................. ٢٤٣
في كنى علي
عليه السلام وبعض القابه الشريفة .................. ٢٤٥
في أن الدعاء محجوب
حتى يُصلى فيها على محمد وآل محمد عليهم السلام ............. ٢٤٩
في انه لا تقبل الصلاة
حتى يُصلى فيها على محمد وآل محمد عليهم السلام ............. ٢٥١
في كيفية الصلاة على
محمد وآل محمد عليهم السلام ............ ٢٥٣
في ان علياً وفاطمة والحسن
والحسين ( ع ) هم آل محمد ........ ٢٦٤
في النهي عن الصلاة البتراء
................................... ٢٦٨
في أن آية التطهير نزلت
في النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين
( ع ) ................. ٢٧٠
في ان النبي
( ص ) باهل بعليّ وفاطمة والحسن والحسين ( ع
) .. ٢٩٠
في قول النبي
( ص ) لعليّ وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ..................................... ٢٩٧
في أن من أحب النبي ( ص
) وعلياً وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) كان مع النبي ( ص ) في درجته ................................... ٣٠٠
في أن سورة ( هل أتى )
نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) ................ ٣٠١
في أن آية المودة نزلت
في قربى النبي ( ص ) وهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) ............................................. ٣٠٦
في جملة من الآيات النازلة
في فضل علي عليه السلام ............ ٣١٢
قوله تعالى : إِنَّمَا أَنتَ
مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ، في سورة الرعد ...... ٣١٣
قوله تعالى : أَفَمَن كَانَ
مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ، في سورة السجدة ............. ٣١٥
قوله تعالى : أَفَمَن كَانَ
عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ، في سورة هود ............... ٣١٧
قوله تعالى : فَإِنَّ اللَّـهَ
هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ، في سورة التحريم .............. ٣١٨
قوله تعالى : وَتَعِيَهَا أُذُنٌ
وَاعِيَةٌ ، في سورة الحاقة ................. ٣١٩
قوله تعالى : الَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً في أواخر سورة البقرة ................................................. ٣٢١
قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا في أواخر سورة مريم .......................................... ٣٢٣
قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ في سورة البينة .......................... ٣٢٤
قوله تعالى : أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
، في سورة التوبة ............................ ٣٢٥
قوله تعالى : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم
مَّسْئُولُونَ ، في
سورة الصافات ......... ٣٢٨
قوله تعالى : يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ( الخ )
في سورة المائدة ................................................ ٣٢٨
قوله تعالى : يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في سورة التوبة ................................................. ٣٢٩
قوله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
في سورتي النحل والأنبياء ......................... ٣٢٩
قوله تعالى : وَأَذَانٌ مِّنَ
اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَر في أول سورة التوبة ............................ ٣٣٠
قوله تعالى : فَمَا يُكَذِّبُكَ
بَعْدُ بِالدِّينِ في
سورة والتين ............. ٣٣٠
قوله تعالى : قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ، في سورة يونس ................. ٣٣٠
قوله تعالى : أَفَمَن وَعَدْنَاهُ
وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ
( الخ ) في سورة القصص .............. ٣٣١
قوله تعالى : أَفَمَن شَرَحَ
اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ في سورة الزمر ......... ٣٣١
قوله تعالى : وَعَلَى الْأَعْرَافِ
رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ في سورة الأعراف ............... ٣٣٢
قوله تعالى : مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ في سورة الأحزاب ........... ٣٣٢
قوله تعالى : وَالَّذِي جَاءَ
بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ، في سورة الزمر ......... ٣٣٣
قوله تعالى : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ
يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ، في سورة الرحمن .............. ٣٣٣
قوله تعالى : إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، في سورة والعصر ..................... ٣٣٤
قوله تعالى : أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا ( الخ ) في سورة الجاثية
................................. ٣٣٤
قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا في سورة الفرقان ................................................ ٣٣٥
في جملة من الآيات النازلة
في أعداء علي ( ع ) ................ ٣٣٦
في أن الله خفف عن هذه
الأمة بعلي ( ع )
ووضع عنهم صدقة النجوى ............... ٣٣٨
في انه لم يعمل بآية النجوى
أحد إلا علي عليه السلام .......... ٣٤٠
في منزلة علي
عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وآله .......... ٣٤٢
في قول النبي ( ص ) لعلي
( ع ) :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى ................... ٣٤٧
في أن علياً
( ع ) أخو النبي ( ص ) ........................... ٣٦٥
في أن علياً
( ع ) وزير النبي ( ص ) ........................... ٣٨٠
في قول النبي
صلى الله عليه وآله : عليٌ مني وأنا من عليّ ........ ٣٨٥
في أن علياً عليه
السلام لحمه لحم النبي ( ص ) ودمه دم النبي ( ص ) .................. ٣٩٣
في أن علياً
عليه السلام نفس النبي صلى الله عليه وآله
........... ٣٩٥
في قول النبي ( ص ) لعلي
( ع ) يوم غدير خم : من كنت
مولاه فعليّ مولاه ( الخ ) ............................................... ٣٩٩
في قول عمر وأبي بكر لعلي
( ع ) : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ......... ٤٣٢
في أن النبي ( ص ) عمم
علياً ( ع ) يوم
غدير خم بما يعتم به الملائكة ................. ٤٣٥
في أن آية : يا أيها الرسول
بلغ ما أُنزل اليك ( الخ ) ، نزلت يوم غدير خم في فضل علي عليه السلام .......................... ٤٣٧
في أن آية : اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ ، نزلت
يوم غدير خم .......................... ٤٣٩
في نزول العذاب على الحارث
بن النعمان الفهري لما انكر نصب النبي صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام يوم غدير خم ......... ٤٤١
في الاستدلال بحديث غدير
خم على خلافة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل ............................. ٤٤٣