
كلمة
الناشر
بسم
الله الرحمن الرحيم
مرت بي حقبة من
الزمن غير قصيرة وأنا لا أزال أغدو وأروح وفي هواجس ضميري
حب القيام بخدمة دينية اجتماعية تبقى مع الدهر ، وتذكر فتشكر ، غير أن الامل
رغم شوقي المؤكد إليه لم يتحقق ، والأمنية الكريمة تحول بيني وبينها صروف الزمن
ـ والأمور كما قيل مرهونة بأوقاتها ـ إلى
أن ساعدني الحظ ـ وما توفيقي إلا بالله ـ ووجهني إلى حركة علمية ناجعة باحياء تراثنا العلمي ، أو قل : آثارنا ومآثرنا ،
تآليف
سلفنا الصالح من أعلام الدين وأساطين العلم والفضيلة ، المضاعة بين مطبوع غير رائع
الجمال ، وبين مطموس في زوايا النسيان ، فجريت ردف شقيقي الفاضل الحاج شيخ
محمد الآخوندي بطهران ، ونبهني حسن اختياره طبع أحد الكتب الأربعة عمد
المراجع والمسانيد لدى الطائفة ، أعني كتاب الكافي ، الوافي ، لثقة الاسلام
الكليني
قدس الله سره فعزمت ـ بحول الله وطوله ـ على طبع ثاني الكتب الأربعة بصورة
رائعة ، وحلة قشيبة ، وتنسيق جميل ، وورق جيد ، وتصحيح يعتنى به. ألا وهو
كتاب ( الاستبصار فيما اختلف من الاخبار ) تأليف شيخ الطائفة ، فقيه الشيعة
الأكبر ، أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي طيب الله رمسه.
ومما حدانا إلى
طبع هذا السفر القيم ، وأمكننا من اخراجه إلى الملا العلمي بصورة
جميلة بهية ، وقوفنا على عدة نسخ منه مخطوطة قيمة ألا وهي :
١ ـ نسخة عتيقة
جيدة جدا مقروة على أكبر مشائخ الحديث شيخنا الحجة
المجلسي قدسسره ، مؤلف الكتاب القيم الضخم الفخم دائرة المعارف ( بحار
الأنوار )
وفي آخرها سماع شيخنا المجلسي بخط يده قراءة هذا الجزء من الكتاب قرأه عليه
أحد تلامذته العلامة الأمير محمد المازندراني ، وله منه هناك إجازة أرخها بشهر
شعبان
المعظم من شهور سنة تسعين بعد الألف الهجرية. وخط النسخة يقارب خط الإجازة
وأول النسخة مزدان بخط السيد الأمير محمد المذكور.
وهذا النسخة من
نفائس تحويها ( مكتبة الامام أمير المؤمنين عليهالسلام ) العامرة ،
المؤسسة منذ عامين بهمة شيخنا المجاهد الحجة الأميني حياه الله.
ولنا أن نعد
هذه الفكرة الصالحة : طبع هذا الكتاب القيم ( الاستبصار ) وما
سنباشر طبعه من الكتب النادرة إنشاء الله تعالى من حسنات هذه المكتبة ومن
نتاجها الناجع ، إذ أهم النسخ من خزانتها ، والناشر والجنة الواقفة على تصحيحها من
أعضاء الهيئة المديرة لها.
تقع النسخة
المذكورة في ٢٢٢ صفحة ، عدد سطور كل صفحة ٢٧ سطرا ، طولها
٣٦ سم ، عرضها ٢٤ سم ، سمكها ٢ سم ، طول الكتابة فيها ٢٦ سم ، عرضها ١٥ سم ،
ويرمز إليها ، ( ج ) وإلى القارئ الصورة الفتوغرافية لآخر صفحة منها حيث يجد
سماع شيخنا الحجة المجلسي قدسسره.

٢ ـ نسخة خطية
جيدة مجدولة بخطوط ذهبية معلمة أبوابها بالحمرة بقلم محمد بن محمود
الأردكاني ، تاريخ نسخها يوم السبت ٢٧ ذي الحجة سنة ١٠٧٨ وعليها تعليقات
مختصرة وحواش مفيدة لسيد الطائفة الحجة المحقق السيد محمد العاملي صاحب ( مدارك
الأحكام
). تقع في ٥٦٨ صفحة ، عدد سطور كل صفحة ٢٦ سطرا ، طولها ٢٤ سم ،
عرضها ١٥ سم ، سمكها ٢ سم ، طول الكتابة فيها ١٨ سم ، عرضها ٩ سم ، ويرمز إليها
بـ ( د ) والنسخة عائدة لمكتبة سيدنا الحجة السيد محمد البغدادي والى القارئ
الصورة
الفتوغرافية لآخر صفحة منها.

٣ ـ نسخة خطية
جيدة الخط مجدولة مذهبة معلمة أبوابها بالحمرة ، كتبت لشخصية
كبيرة من رجالات الهند ، أثنى عليه الناسخ بقوله ( حسب الامر نواب مستطاب ، معلى
ألقاب عالي حضرت ، نقابة منقبت ، المستفيض من مفاتيح فيض الآله ، محب أهل
بيت رسول الله (ص) ، ملاذ الأكابر والأعاظم صاحبي ميرزائي ميرزا اقابيكا ).
وهي بخط علي
رضا كتبها للنواب المذكور ، تاريخ الفراغ من الجزء الثاني منها يوم
الاثنين ١٤ شهر رجب المرجب سنة ١٠٧٢ ، وتاريخ الفراغ من الجزء الثالث ٢٦ محرم.
تقع في ٨٤٢
صفحة ، عدد سطور كل صفحة ٢٣ سطرا ، طولها ٣٢ سم ، عرضها
١٩ سم ، سمكها ٤ سم ، طول الكتابة فيها ٢٣ سم ، عرضها ١٢ سم ، ويرمز إليها
بـ ( ب ) والنسخة للناشر.
وإلى القارئ
الصورة الفتوغرافية لآخر صفحة من الجزء الثاني وأول الجزء
الثالث.
٤ ـ وكانت بين
يدي المصححين النسخة المطبوعة في المطبعة الجعفرية بمحلة نخاس
جديد للكهنو سنة ١٣٠٧ وعليها بعض التقييدات الإيضاحية. ولعلها النسخة التي
أشار إليها البحاثة الكاتب الإيراني الأستاذ أبو القاسم سحاب في مؤلفه ( فرهنك
خاور شناسان ) بما تعريبه ( ان المستشرق سپر نجر الانكليزي الذي هو من مشاهير
الاعلام المستشرقين ، وله خدمات جليلة جديرة بالاكبار ، لما كان في الهند بحكم
وظيفته من قبل حكومته ، تولى إدارة مدرسة دهلي ، وأهتم بنشر تآليف كثيرين
من العلماء الأعلام في مطبعة كلكته ، بمساعدة رفيقيه المستشرق الانكليزي لومسدن
والمستشرق الإيرلندي ليس ويليام ناسو ، ومنها هذا الكتاب العزيز.
وقد أعقدت
اللجنة في تصحيح الكتاب وتخريج أحاديثه الاسفار الثلاث القيمة
بقية الأصول الأربعة وهي.

١ ـ الكافي :
لثقة الاسلام الكليني (قدسسره). وهو الذي لم يعمل مثله في
الحديث. استغرق تأليفه عشرين عاما ، عدة أحاديثه ستة عشر الف ومائة وتسعة
وتسعين حديثا. وهي تربو على ما في مجموع الصحاح الست لرجال المذاهب الأخرى
طبعة طهران سنة ١٣١٢ ـ ١٣١٥ هـ.
٢ ـ من لا
يحضره الفقيه : للشيخ السعيد الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
القمي (قدسسره) وعدد أحاديثه خمسة آلاف وتسعمائة وثلاثة وستون حديثا طبعة
إيران سنة ١٣٠٧.
٣ ـ التهذيب
للشيخ الطوسي (قدسسره) شرح فيه « المقنعة » لشيخه وأستاذه
فقيه الأمة وزعيم الطائفة الشيخ المفيد طيب الله رمسه. وقيل بل أستاذه امره
بتأليفه
وهو أقدم مصنفاته وعدد أحاديثه ثلاثة عشر الف وخمسمائة وتسعين حديثا.
طبعة طهران سنة
١٣١٧ ولا يفوت القارئ أن في أرقام صفحات الجزء الأول
منه اشتباه فليراجع من ص ٢٤٤ إلى آخر الكتاب وليصحح لتسهل عليه دلالة التخريج
وفي الختام نقدم شكرنا المتواصل لجمع تصدى لتصحيح هذا الكتاب الكريم من
أهل العلم ورواد الفضيلة ، ونخص بالذكر سماحة سيدنا الحجة السيد حسن الموسوي
الخرسان دام تأييده ، ونقدر تلك الجهود الجبارة دون تصحيحه وتحقيقه وتخريج
أحاديثه وشرح بعض ما يحتاج إليه.
وبمقارنة صفحة
من هذه الطبعة مع أخرى من الطبعة السابقة يتبين صدق الدعوى
والبرهان حيث يظهر للقارئ جليا ما عانته اللجنة في سبيل ذلك. نسأل الله تعالى
الاجر الجميل للجميع.
النجف
الأشرف
|
الشيخ
علي الآخوندي
صاحب
( دار الكتب الاسلامية )
|

بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الأئمة الامناء واللعنة الدائمة
على أعدائهم الألداء
ألف شيخ
الطائفة الدهر كله كتابا واحدا في الثناء عليه ، فسرى ذكره مع مهب
الريح يطوي المفاوز والحزوم ، فلا تجد صقعا إلا وفيه عبقة من فضله وألق من نبله ،
ولا تمر آونة من الزمن إلا أوقفتك على مواطن عبقريته ونبوغه ، ودون ما هو فيه
كلما في المعاجم والتراجم من جمل الاكبار والتبجيل ، غير أنه لا منتدح لنا من
إيقافك
على يسير مما هتف به العلماء من ألفاظ المدح والاطراء :
قال شيخنا أبو العباس النجاشي في رجاله ، وهو أقدم من ترجم له ، لأنه
معاصره : ـ ( جليل من أصحابنا ، ثقة ، عين ، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله ).
وليس هذا كل
حقيقة الشيخ عنده ، وإنما ذكر ما هو موضوع كتابه المقصور على
ذكر حقائق الرجال من ناحية الرواية فحسب ، وإلا فهو كما في الوجيزة للعلامة
المجلسي : ـ فضله وجلالته أشهر من أن يحتاج إلى البيان.
وقد أوعز إلى الحقيقة
الراهنة آية الله العلامة الحلي في الخلاصة فقال : ـ شيخ
الامامية ووجههم ، ورئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق
عارف بالاخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل
تنسب إليه ، صنف في كل فنون الاسلام ، وهو المهذب للعقايد في الأصول والفروع ،
الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمد بن محمد
ابن النعمان.
ولقد اعطى
النصفة حقها سيدنا آية الله بحر العلوم الطباطبائي ، ومن نص قوله في
فوائده الرجالية : ـ شيخ الطائفة المحقة ورافع أعلام الشريعة الحقة ، إمام الفرقة
بعد الأئمة المعصومين عليهمالسلام ، وعماد الشيعة الإمامية في كل ما يتعلق بالمذهب
والدين ، محقق الأصول والفروع ، ومهذب فنون المعقول والمسموع ، شيخ الطائفة
على الاطلاق ، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق ، صنف في جميع علوم الاسلام ،
وكان القدوة في كل ذلك والامام.
وهذا القول
البليغ بما أنه من عظماء الشيعة ، في كبير من كبرائهم ، وكانت
الحنكة والجدارة قد أهلتاه لكل ما يلفظ به من كلمة تامة ، وقعت عليه خيرة غير
واحد من العلماء المترجمين ، فاكتفوا به في سرد فضائل الشيخ ، ولم ينبسوا فيه ببيت
روضات الجنات ( ص ٥٨١ )
ويظهر لمن سبر
كتاب الكنى والألقاب لشيخنا القمي ، أنه لا يفرغ في ترجمة
شيخ الطائفة إلا عن لسانه ، ولم يستفد إلا بفضل بيانه.
وإن من أجلى
الحقائق الناصعة أن مكانة الشيخ المعظم وثروته العلمية في غنى عن
أي تشدق في البيان ، أو نقل لكلمات المترجمين فيه ، وإن المستشف لتاريخ
الامامية جد عليم بأنه أكبر رجل في علوم الدين ، والمؤسس الأوحد لطريقة
الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله ، والفني المقدم في الكلام والخلاف والنقد ، وإن
السابر لاغوار كتبه العلمية المطبوعة منها والمخطوطة المشتملة على فتاواه الفقهية
ونظرياته الفنية كالواقف على معاجم الامامية ، لا يجد شيخنا المترجم له إلا في
الطليعة
من فقهاء الشيعة الاثني عشرية ، ومن المستنبطين على طريقتهم المثلى من الاعتماد
على
الكتاب والسنة ، الشاملة للنبويات المعتبرة وأحاديث أئمة الهدى عليهمالسلام
والأصول المستنبطة من أقوالهم وإجماع علمائنا على النحو المقرر في كتب أصول
الفقه ، فما عزاه إليه السبكي في طبقات الشافعية ( ج ٣ ص ٥١ ) وتبعه في كشف
الظنون ( ج ١ ص ٣١١ ) من انتمائه إلى مذهب الشافعي ، وتفقهه عليه مما لا مقيل
له في ظل الحقيقة ، ولم يك شيخ الطائفة مقلدا لأي حد بل مجتهد مطلق لا يأبه إلا
بما قاده إليه الدليل ، واقتضته البرهنة الصادقة ، ولقد حاز الثقة الكبرى من طبقات
الشيعة جمعاء في رواية الحديث وتحليله وتعليله في المؤتلف منه والمختلف.
وتجد ذكر شيخ
الطائفة الجميل في معاجم التراجم لرجالات المذاهب كالكامل
لابن الأثير ج ١٠ ص ٢٢ ، وطبقات الشافعية للسبكي ج ٣ ص ٥١ ، ولسان الميزان
لابن حجر ج ٥ ص ١٣٥ ، وتاريخ البداية والنهاية لابن كثير ج ١٢ ص ٩٧ ،
والأعلام للزركلي ص ٨٨٥ وغيرها.
مولده
ونشأته
في الخلاصة
لأبي منصور جمال الدين آية الله العلامة : ـ ولد في شهر رمضان سنة ٣٨٥ ويؤثر عين
هذه العبارة في راجل العبارة في رجال سيدنا بحر العلوم الطباطبائي ، فيكون ذلك
بعد وفاة الشيخ الصدوق بأربع سنين لأنه توفي في اري سنة ٣٨١.
وعليه تطابقت
المعاجم والمدونات ، فكان مولده منبثق أنوار الفضيلة ، ومبدء
الإفاضات العلمية ، فكان للمولى سبحانه فيه شأن من الشأن ، حتى تمت في الحكمة
البالغة تقييظ شيخ الطائفة لبث العلم ، ونشر الدعاية الإلهية ، فنهض ( قده ) بعبء
ما قيظ له فهذب وأرشد وعلم وأدب ، واقتفت الأمة آثاره ، واستصحبوا بأنواره ،
وأغرق نزعا في إعلاء كلمة الحق ، ولم يدع من ذلك في القوس منزعا.
هبط بغداد من
خراسان سنة ٤٠٨ وهو ابن ثلاثة وعشرين عاما تقدمه راية
العلم والهدى ، وبين شفتيه كلمة الاصلاح ، ويضئ معه نور الضل والكمال ، ومعه
العدة والعدة لمستقبله الكشاف ، وأهبة التقدم والظهور في كل من المآثر ، فكان
حضوره وتلمذه على شيخ الأمة وأستاذ علمائها ، شيخنا محمد بن محمد بن النعمان
المفيد
نحوا من خمس سنين ، حتى قضى الأستاذ نحبه ، ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر
رمضان من سنة ٤١٣ فانضوى شيخنا المترجم له إلى شريف علماء الشيعة ومحققها
علم الهدى السيد المرتضى (قدسسره) ، وكان يدر عليه من ثدي إفضاله ما تقاعست
عنه الفكر طيلة ثلاثة وعشرين عاما ، كما أنه يدر عليه من المعاش والمسانهة في كل
شهر اثني عشر دينارا ، حتى اختار الله للسيد لقاءه لخمس بقين من شهر ربيع الأول
سنة ٤٣٦ .
__________________
ولم يكد نور
الإمامة ينطفئ في العلم والعمل ، حتى استقل بالظهور على منصتها
شيخ الأمة المترجم له ، وأقيمت منه الاعلام والصوى ، وانتشر عرفه الفياح
بين فجاج ذلك المستوى ، وازدلفت إليه العلماء والأفاضل تستضئ بنوره المتألق ،
وترتشف من معينه المتدفق ، للتلمذة والحضور تحت منبره ، وتقاطر إليه المستفيدون
من كل حدب وصوب ، وبلغت عدة تلامذته إلى ثلاثمائة من مجتهدي الخاصة ، ومن
العامة مالا يحصى عددهم ، وقد اعترف الكل بفضله السيال ، وقد روى منه شخصية
بارزة ، ونبوغا موصوفا ، وعبقرية ظاهرة في العلم والعمل ، حتى أن خليفة الوقت
( القائم بأمر الله ) عبد الله بن ( القادر بالله ) أحمد جعل له كرسي الكلام
والإفادة
الذي ما كانوا يسمحون به يوم ذاك إلا لوحيد العصر المبرز في علومه ومعارفه الجمة
على قرنائه ومعاصريه.
ومن قوة عارضته
وتقدم حجته ما أثبته القاضي في المجالس ، وسيدنا الطباطبائي في
الرجال : أنه وشي بالشيخ (ره) إلى خليفة الوقت العباسي ( أحمد ) أنه هو
وأصحابه يسبون الصحابة ، وكتابه المصباح يشهد بذلك ، فقد ذكر أن من دعاء يوم
عاشوراء : ـ اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولا ثم الثاني ثم الثالث
ثم الرابع ، اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا.
فدعا الخليفة
بالشيخ والكتاب فلما أحضر الشيخ ووقف على القصة ألهمه الله أن
قال : ليس المراد من هذه الفقرات ما ظنه السعاة بل المراد بالأول قابيل قاتل هابيل
وهو أول من سن الظلم والقتل ، وبالثاني قيدار عاقر ناقة صالح ، وبالثالث قاتل يحيى
ابن زكريا من أجل بغي من بغايا بني إسرائيل ، وبالرابع عبد الرحمن بن ملجم قاتل
علي بن أبي طالب. فلما سمع الخليفة من الشيخ تأويله وبيانه قبل منه ذلك ورفع
منزلته ، وانتقم من الساعي وأهانه.
فلم يفتأ شيخ
الطائفة إمام عصره ، وعزيز مصره ، مرقوما إليه بالعظمة ، مقصودا
لحل المشكلات ، حتى غادر بغداد من أجل القلاقل الواقعة فيها من جراء الفتن بين
الشيعة وأهل السنة التي أحرقت فيها داره وكتبه ما كان له من كرسي الإفادة
والتدريس.
ولم تزل هذه
الفتن تنجم وتخبو في الفينة بعد الفينة حتى غادرها إلى النجف
الأشرف سنة ٤٤٨ بعد وفاة أستاذه المرتضى باثني عشر سنه ، ومكث في النجف
مثلها من الأعوام.
فألقت عصاها
واستقر بها النوى
|
|
كما قر عينا
بالإياب المسافر
|
هنا لك أسس حول
المرقد العلوي الطاهر حوزة العلم والعمل ، فانبثقت عليه الأنوار
العلوية ، وازدهرت رياضها ، وأينعت ثمارها ، وجرت أنهارها ، وزغردت أطيارها
فكانت ربوع وادي الغري تشع بمظاهر الكمال ، وتشرق عليها ذكا الفضائل ،
وتترنح بين فجاجها فطاحل الرجال.
من تلق منهم
تلق كهلا أو فتى
|
|
علم الهدى
بحر الندى المورودا
|
* * *
من تلق منهم
تلقه
|
|
كنز ذكا
ومعرفة
|
طهاة علم
ولهم
|
|
في كل قدر
مغرفة
|
آثاره
ومآثره
لم تعزل
منتوجات المترجم له تضوع بين أرجاء العالم أرجا ، وتضئ في أجواء الدهر
بلجا ، فمن كتاب نفس يحمله صدر حكيم ، ومن أثارة علم يدرسها نيقد كريم ، وكلها
أوضاح وغرر على جبين الحقب وناصية الأزمنة واليك ما تسنح به الفرص من أسمائها : ـ
كتاب
التبيان
في
تفسير القرآن
هو ذلك الكتاب
الضخم الفخم المناهزة أو المربية اجزاؤه على العشرة ولعله أول
كتاب حوى علوم القرآن جمعاء. ( ط )
قال سيدنا بحر
العلوم في فوائده الرجالية : ـ أما التفسير فله فيه كتاب التبيان
الجامع لعلوم القرآن ، وهو كتاب جليل كبير ، عديم النظير في التفاسير ، وشيخنا
الطبرسي
إمام التفسير ، في كتبه إليه يزدلف ، ومن بحره يغترف ، وفي صدر كتابه الكبير
بذلك يعترف وقد قال فيه : ـ أنه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ويلوح عليه
رواء الصدق ، قد تضمن من المعاني الاسرار البديعة واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة
ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ، ولا بتنسيقها دون تحقيقها ، وهو القدوة أستضئ
بأنواره ، وأطأ مواقع آثاره.
وقال السيد
أيضا : ـ والشيخ المحقق المدقق محمد بن إدريس العجلي مع كثرة
وقايعه مع الشيخ في أكثر كتبه يقف عند تبيانه ويعترف بعظم شأن هذا الكتاب
واستحكام بنيانه.
__________________
إذن فالكتاب
القيم كما يعزى إلى مصنفه كتاب لم يعمل مثله ، وفي مفتتح التبيان
نفسه ما لفظه : فان الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب أني لم أجد في
أصحابنا من عمل كتابا يحتوي على تفسير القرآن ويشتمل على فنون معانيه.
ثم ذكر قدسسره أنه يشرع في تأليفه رجاء أن يكون محتويا لكل ما ينبغي
أن
يكون فيه أو وقع عليه الطلب من علوم القرآن ومناسباته على وجه الايجاز.
وللشيخ المحقق
محمد بن إدريس العجلي المتوفى سنة ٥٩٨ مختصر التبيان موجود
بين ظهراني العلماء وبمطلع الأكمة من القراء.
ومن المأسوف
عليه خروجه إلى الملاء في أطماره الرثة من ردائة الطبع والصورة
المشوهة بالأغلاط ، ولعل المولى سبحانه يقيض له في القريب العاجل من يزفه إلى
القراء
بحله قشيبة.
كتاب
الاستبصار
فيما
اختلف من الاخبار
هو أحد الكتب
الأربعة المعول عليها عند الإمامية أجمع بعد كتاب الله الكريم منذ
عبد المؤلف حتى اليوم ، وهو لدة كتاب التهذيب في هذه الأكرومة ، لكنا قدمنا
ذكره في هذه الترجمة لأنه المعني بالطباعة ، المهدى إلى أنظار القراء الكرام.
يقع في ثلاث
مجلدات اثنان منها في العبادات ، والثالث في بقية أبواب الفقيه من
المعاملات كالعقود والايقاعات والأحكام كذا رتبه الشيخ نفسه (قدسسره) وأحصى
بعض العلماء أبوابه في تسعمائة وخمسة وعشرين أو خمسة عشر بابا.
وأحصى الشيخ
نفسه أحاديثه في خمسة آلاف وخمسمائة وأحد عشر حديثا ، وقال
حصرتها لئلا تقع فيها زيادة أو نقصان ، فما عن بعض العلماء من حصرها بستة آلاف
وخمسمائة واحدى ثلاثين حديثا في منتئ عن الصواب.
شروحه
والتعاليق عليه
إن كتاب
الاستبصار موقع نظر زرافات من العلماء فأفرغوا نظرياتهم حول أحاديثه
في بوتقة الشرح أو التعليق عليه ، فمن جملة الشارحين له والمعلقين عليه : ـ
١ ـ المولى
محمد أمين بن محمد شريف الاسترآبادي المتوفى سنة ١٠٤١.
٢ ـ سيد
الفلاسفة مير محمد باقر بن شمس الدين محمد الحسيني المشهور بداماد المتوفى
سنة ١٠٤١.
٣ ـ الفاضلة
حميدة بنت المولى محمد شريف الرويد شتي المتوفاة سنة ١٠٧٨.
٤ ـ السيد مير
محمد صالح بن عبد الواسع الخواتون آبادي المتوفى سنة ١١١٦.
٥ ـ المولى عبد
الرشيد بن المولى نور الدين التستري المتوفى حدود سنة ١٠٨٧.
٦ ـ السيد عبد
الرضا بن عبد الحسين معاصر المحدث الجزائري.
٧ ـ العلامة
المولى عبد الله بن الحسين التستري المتوفى سنة ١٠٢١.
٨ ـ العلامة
السيد عبد الله بن نور الدين الجزائري التستري المتوفى سنة ١١٧٣.
٩ ـ العلامة
الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ نور الدين علي الجامعي العاملي المتوفى
سنة ١٠٥٠.
١٠ ـ العلامة
السيد مير شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني المتوفى بعد
سنة ١٠٦٠.
١١ ـ الشئ خزين
الدين علي بن سليمان ( أم الحديث ) البحراني المتوفى
سنه ١٠٦٤.
١٢ ـ السيد
ماجد بن السيد هاشم الجد حفصي البحراني المتوفى سنة ١٠٢١.
١٣ ـ المحقق
المقدس السيد محسن بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي المتوفى
بمكة سنة ١٠٣٠.
١٥ ـ العلامة
السيد ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي الرجالي المتوفى سنة ١٠٢٨.
١٦ ـ العلامة
الفقيه السيد محمد بن علي بن علي بن الحسين الموسوي العاملي صاحب
( المدارك ) المتوفى سنة ١٠٠٩.
١٧ ـ الفقيه المحدث
الجزائري السيد نعمه الله بن عبد الله الموسوي التستري
المتوفى سنة ١١١٢.
١٨ ـ السيد
يوسف الخراساني المكتوبة تعليقاته سنة ١٠٣٠.
هذا ما تيسر
ذكره من شروح الاستبصار والتعليقات عليه حسب ما سطرها شيخنا
العلامة الرازي سلمه الله في ( ذريعته ).
تهذيب
الأحكام
وهو نظير
الاستبصار أحد الكتب الأربعة الحافلة بأدلة الأحكام من السنة الشريفة
والأحاديث النبوية والولوية وهي جمعاء أوثق المصادر عند علمائنا أجمع ، ومن أغزر
ينابيع العلم ، وأزخر بحوره وأغلب الأوائل ما كانوا يراجع غيرها عند
الاستنباط
وقد طبع كتاب
التهذيب في مجلدين كبيرين سنة ١٣١٧.
وقد أحصيت
أبوابه فكانت ثلاثمائة وثلاثة وتسعين بابا.
وأحصيت أحاديثه
في ثلاثة عشر الف وخمسمائة وتسعين حديثا.
التهذيب
وذيوله
لقد الف حول
كتاب التهذيب وأسانيده غير واحد من الكتب النافعة منها :
الأول : ـ كتاب ( تنبيه الأريب وتذكرة اللبيب في ايضاح رجال التهذيب ) للعلامة
السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل التوبلي البحراني الكتكاني المتوفى سنه ١١٠٧
وهو في شرح أسانيد كتاب التهذيب وبيان أحوال رجاله ، وهو نسيج وحده في
جودة السرد وحسن البيان.
الثاني ـ كتاب (
انتخاب الجيد من تنبيهات السيد ). للعام الجليل الكبير الشيخ
حسن الدمستاني ، عمد فيه إلى كتاب تنبيه الأريب فهذبه وأثبت فيه ما يروقه ولفظ
ما لم يتذوقه وهو كتاب نفيس في بابه.
الثالث : ـ (
ترتيب التهذيب للسيد ) التوبلي المذكور آنفا ، وعن صاحب رياض العلماء
الشيخ ميرزا عبد الله الأفندي أنه أورد كل حديث منه في الباب المناسب له وذكر
__________________
بعض المناقشات حول الأسانيد ، ثم عمد إلى شرح الكتاب بنفسه فجاءت منه
مجلدات
كما يأتي في الشروح انشاء الله تعالى وهو غير كتاب ( تنبيه الأريب ) المتقدم ذكره.
الرابع : كتاب (
تصحيح الأسانيد ) للعلامة محمد بن علي الأردبيلي تلميذ العلامة المجدد
المجلسي ، ومؤلف جامع الرواة الذي هو مشارف للطبع ، يذكر فيه مناقشاته في غير
واحد من أسانيد التهذيب حسب ما يتراءى من مشيخة الشيخ وفهرسته أوردها
برمتها شيخنا العلامة النوري في خاتمة المستدرك ص ٧١٩ مع زيادات ميزها عنها بلفظ
( قلت ) وأورد المؤلف الملخص منه في الفائدة السابعة من خاتمة كتاب ( جامع الرواة
)
المذكور وطبع شيخنا العلامة المامقاني هذا المنتخب في آخر رجاله ( تنقيح المقال ).
التهذيب
وشروحه
وهناك لفيف
كبير من عباقرة العلم والعمل وجهوا سيل فضلهم الآتي وتيار تفكيرهم
المتدفق نحو كتاب التهذيب ، فحاولوا شرح أحاديثه وطرقوا مغازيها ببيان واف
وسرد منسجم ، فمنهم : ـ
١ ـ العلامة
الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري المتوفى سنة ١١٤٩ وهو صاحب
كتاب آيات الأحكام ، وعن لؤلؤة البحرين أنه خرجت قطعة من أوله.
٢ ـ المولى
الاسترآبادي المذكور في شراح كتاب الاستبصار لكنه لم يتم كما في
فوائده المدنية.
٣ ـ العلامة
المجدد شيخنا المجلسي صاحب البحار أسماه ( ملاذ الاخبار ) توفى
سنة ١١١٠.
٤ ـ العلامة
المولى محمد تقي المجلسي أسماه ( احياء الأحاديث ) توفى في أصفهان
سنة ١٠٧٠.
٥ ـ بعض
المتأخرين عن المجلسي والسيد الجزائري له شرح ينقل فيه
عن شرحيهما.
٦ ـ المولى
محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي القمي أسماه ( حجة الاسلام )
توفى سنة ١٠٩٨.
٧ ـ المولى عبد
الله بن شيخنا التقي المجلسي ذكر في رياض العلماء أنه شاهده في
مشهد مولانا الرضا عليهالسلام.
٨ ـ المولى عبد
الله التستري المذكور في شرح الاستبصار.
٩ ـ العلامة
المولى عبد اللطيف الجامعي تلميذ الشيخ البهائي المتوفى سنة ١٠٥٠.
١٠ ـ المحقق
المدقق الشيرواني الميرزا محمد بن الحسن المتوفى سنة ١٠٩٩ له شرح
مذكور في فهرس تصانيفه.
١١ ـ الشيخ
محمد بن الحسن بن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني المذكور في شرح
الاستبصار أسماه ( معاهد التنبيه ).
١٢ ـ وله شرح
آخر أنهاه إلى الشكوك في الركعات.
١٣ ـ العلامة
الأوحد السيد محمد صاحب المدارك المتقدم ذكره في شراح
الاستبصار ويطلق عليه الحاشية.
١٤ ـ الفقيه
المحدث السيد نعمة الله الجزائري أسماه ( مقصود الأنام ) في اثنى
عشر مجلدا.
١٥ ـ وله شرح
آخر أسماه ( غاية المرام ) في ثمان مجلدات مختصر من الأول.
١٦ ـ العلامة
القاضي نور الله المستشهد في سنة ١٠١٩ أسماه ( تذهيب الأحكام ).
التهذيب
والحواشي عليه
وفي المقام
تعاليق جمة قيدها العلماء الفطاحل على كتاب التهذيب فمنها : ـ
١ ـ حاشية :
المولى إسماعيل الخواجوائي.
٢ ـ حاشية :
المجدد الوحيد البهبهاني.
٣ ـ حاشية :
العلامة المجلسي صاحب البحار.
٤ ـ حاشية :
السيد محمد بشير الكيلاني معاصر الوحيد البهبهاني.
٥ ـ حاشية :
بعض المتأخرين عن الشيخ عبد النبي الجزائري أخذها من حاشية
الجزائري.
٦ ـ حاشية :
المحقق آقا جمال الدين الخوانساري.
٧ ـ حاشية :
العلامة الفقيه الشيخ حسن صاحب ( المعالم ).
٨ ـ حاشية :
الشيخ صلاح الدين بن الشيخ علي ( أم الحديث ).
٩ ـ حاشية :
الشيخ سليمان الماحوزي.
١٠ ـ حاشية :
الميرزا عبد الله الأفندي صاحب ( الرياض ).
١١ ـ حاشية :
العلامة الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري.
١٢ ـ حاشية :
المولى عزيز اله ، أكبر أنجال العلامة المجلسي صاحب ( البحار )
١٣ ـ حاشية :
السيد الصدر علاء الملك المرعشي.
١٤ ـ حاشية :
العلامة الشيخ زين الدين علي ( أم الحديث ).
١٥ ـ حاشية :
السيد ماجد الجد حفصي.
١٦ ـ حاشية :
العلامة الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب ( المعالم ) أبن الشيخ
زين الدين الشهيد الثاني ، عبر عنه بالحاشية في « المعاهد » ولعله الشرح الثاني له
الذي
سبق ذكره.
١٧ ـ حاشية
الرجالي الكبير السيد ميرزا محمد بن علي الاسترآبادي.
١٨ ـ حاشية
العلامة الشيخ محمد علي البلاغي المتوفى سنة ١٠٠٠.
١٩ ـ حاشية
السيد نجم الدين الحسيني الجزائري.
٢٠ ـ حاشية
العلامة الشهيد القاضي نور الله التستري وهي غير شرحه المذكور آنفا
أخذنا جملة هذه الشروح والحواشي من كتاب الذريعة لشيخنا العلامة الرازي
سلمه الله.
مزية
الكتابين معا
قال سيدنا بحر
العلوم ره في الثناء عليه وعلى التهذيب ما لفظه ( وأما الحديث فإليه تشد
الرحال وبه تبلغ رجاله غاية الآمال وله فيه من الكتب الأربعة التي هي أعظم كتب
الحديث منزلة وأكثر ها منفعة كتاب ( التهذيب وكتاب الاستبصار ) ولهما المزية
الظاهرة
باستقصاء ما يتعلق بالفروع من الاخبار خصوصا ( التهذيب ) فإنه كاف للفقيه فيما
يبتغيه
من روايات الأحكام. مغن عما ساه في الغالب ولا يغني عنه غيره في هذا المرام
مضافا إلى ما اشتمل عليه الكتابان من الفقه والاستدلال والتنبيه على الأصول
والرجال
والتوفيق بين الاخبار والجمع بينهما بشاهد النفل والاعتبار )
وجملة ممن أتى
بعد الشيخ كانت حيطتهم في الاخبار قصرا على الكتابين اللذين
قدمنا الثناء عليهما من كلام سيدنا بحر العلوم ره.
ولشيخ الطائفة
غير هذين الكتابين في الحديث كتاب الغيبة لمولانا الحجة ( المنتظر )
عليهالسلام ، وكتاب المجالس وهو أماليه ، وهما مطبوعات ، وكتاب
مقتل الامام
السبط الشهيد الحسين بن علي عليهماالسلام ، وكتاب اخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي
رضوان الله عليه.
الفهرست
لم يقتنع شيخنا
المترجم له في شرح مدارك الأحكام بكتابية العظيمين فحسب ،
وإنما أردفهما بما هو من أهم مقدمات الحديث من كتبه الرجالية ، فمنها : كتاب
( الفهرست ) يذكر فيها أصحاب الكتب والأصول ، وينهي إليها أسانيده عن مشايخه
وهو ذلك الأثر الخالد الذي اعتمد عليه علماء الإمامية على بكرة أبيهم في علم
الرجال
وقد شرحه العلامة الشيخ سليمان الماحوزي المتوفى سنة ١١٢١ بشرح سماه ( معراج
الكمال إلى معرفة الرجال ) ذكر في أوله أن الفهرست ( من أحسن كتب الرجال
أسلوبا وأعمها فائدة أكثرها نفعا وأعظمها عائدة ـ إلى قوله ـ فقد جمع من نفائس
هذا الفن خلاصتها ، وحاز من دقايقه ومعرفة أسراره نقاوتها.
ولقد طبع في
ليدن مع ايضاح أسامي الرجال للجزائري. وفي النجف الأشرف
سنة ١٣٥٦ مزادا بالتعاليق المفيدة ، وفي كلكته الهندسة ١٢٧١ وفي هامشه نضد
الايضاح لآية الله العلامة الحلي تأليف علم الهدى محمد ابن المحقق الفيض الكاشاني
والمتوفى بعد سنة ١١١٢ ورتبه على النمط المعهود في الكتب الرجالية العلامة الشيخ
علي بن عبد الله بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن يوسف بن سعيد المقشاعي الاصبعي
البحراني المتوفى سنة ١١٢٧ ، والمولى زكي الدين عناية الله بن شرف الدين علي
القهبائي النجفي.
الف غير واحد
من العلماء ذيولا للفهرست عمدوا فيها إلى ذكر من بعد الشيخ من
الأعاظم والرواة.
الأول خذن
العظمة ، وحلف الثقة ، رشيد الدين بن محمد بن علي ابن شهرآشوب
السروي المتوفى في حلب سنة ٥٨٨ عن عمر يقدر بالثمانين ، وطبع غير واحد من تآليفه ،
وكثير طيب لم يطبع بعد ، وقد انهالت عليه كلمات الثناء من علمائنا وغيرهم.
الثاني النيقد
الثقة الحافظ منتجب الدين أبو الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن
المدعو ( حسكا ) بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي الحسين بن بابويه
القمي صاحب التآليف الممتعة المتولد سنة ٥٠٤ المتوفى بعد سنة ٥٨٥ وذكره العلماء
بكل جميل ووصفوه بالعلم والثقة.
كتاب
الأبواب
المعروف
بكتاب الرجال
وهو المرتب على
ذكر أصحاب كل من المعصومين من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وآله وهلم جرا إلى الحجة المنتظر (ع) وآخر أبوابه في الدين لم يدركوا
أحد الأئمة عليهمالسلام. وكل باب مرتب على الحروف الهجائية ، وهو أيضا أحد
الأصول الرجالية المعتمدة عند علمائنا ، وقد انتخبه العلامة المقدس السيد محمد على
الشاه
عبد العظيمي النجفي المتوفى سنة ١٣٣٤ ، كما أنه انتخب الفهرست للشيخ ورجال
الكشي والنجاشي والخلاصة للعلامة الحلي وسمى الجميع ( منتخب كتب الرجال ).
كتاب
اختيار
أبي
عمرو الكشي
وهو أيضا أحد
أصول الفن المعتمد عليها ، والنسخة المطردة هي عين ما أختاره شيخ
الطائفة وأما رجال الكشي الكبير الموسوم ( معرفة الناقلين ) فقد عصفت عليه
عواصف الضياع وقد عمد الشيخ إلى إصلاحه وإزالة ما لم يحبذ إيراده في الكتاب ،
وبما أن هذا الاختيار غير مرتب على ترتيب كتب الرجال المألوف بين المؤلفين فيها
تحرى
جماعة من العلماء ترتيبها منهم : ـ السيد الفاضل يوسف بن محمد بن زين الدين
الحسيني
الشامي أستاذ السيد ميرزا محمد الاستراباذي الرجالي المتوفى سنة ١٠٢٨ فقد رتبه
كترتيب رجال الشيخ على الطبقات وقد أرفه سنة ٩٨١ ومنهم الفاضل
الشيخ
داود بن الحسن البحراني الأوالي الجزائري المتوفى قبل سنة ١١٢٨. ومنهم الشيخ
زكي الدين المولى عناية الله بن شرف الدين علي بن محمود بن شرف الدين علي
القهبائي النجفي تلميذ المحقق الأردبيلي.
__________________
كتبه
الفقهية
كتاب
النهاية
قال سيدنا بحر
العلوم ره في فوائده الرجالية ( وأما الفقيه فهو خريت هذه الصناعة والملقى
إليه زمم الانقياد والطاعة. وكل من تأخر عنه من الفقهاء الأعيان فقد تفقه على
كتبه واستفاد منه نهاية إربه ومنتهى مطلبه وله (ره) في هذا العلم كتاب النهاية
الذي
ضمنه متون الاخبار ) وله شروح سبعة ذكرها شيخنا الرازي في الذريعة.
نقل السيد
الخوانساري في الروضات ( ص ٥٩٠ ) عن كتاب حدائق المقربين
للفاضل الأمير محمد صالح الخواتون آبادي (ره) أنه قال رأيت على ظهر كتاب
عتيق من نهاية الشيخ حدثني جماعة من الثقات أن جمعا من أجلاء الشيعة مثل الحمداني
القزويني وعبد الجبار بن عبد الله المقري الرازي والحسن بن بابويه الشهير بحسكا
المتوطن بالري تكلموا في بغداد على نهاية الشيخ وترتيب أبوابه وفصوله واعترض
كل منهم على الشيخ في مسائل ذلك الكتاب وقالوا لا يخلو هذا الكتاب عن خلل
وقصور فانتقلوا جميعا إلى النجف الأشرف لأجل الزيارة وكان هذا في حياة الشيخ
فتذاكروا هناك بما جرى بينهم فتعاهدوا أن يصوموا ثلاثة أيام ويغتسلوا ليلة الجمعة
ويدخلوا الحرم المطهر ويصلوا هناك لعل أمر الكتاب ينكشف عليهم ففعلوا ذلك
فرأوا أمير المؤمنين عليهالسلام في منامهم أنه قال ما صنف في فقه أهل البيت كتاب
يحق للاعتماد عليه والاقتداء به والرجوع إليه مثل النهاية التي أنتم تتنازعون فيها
وذلك
لان مصنفه قد أخلص النية فيه لله سبحانه فلا ترتابوا في صحة ما ذكر فيه واعملوا به
وافتوا بمسائله فإنه مغن من جهة حسن ترتيبه وتهذيبه عن سائر الكتب ومشتمل على
المسائل الصحيحة.
وبعد أن جلسوا
كتب كل منهم ما رآه في منامه فلم تختلف الكتابات في حرف
واحد ثم دخلوا على الشيخ الأعظم للتحية والتهنئة فأخبرهم بكل ما رأوه.
وقد أوضح شيخ
الطائفة لمن بعده طريقة النظر والاستنباط والتدخل في النقد في
كتابيه : ( الخلاف ( ط ) والمبسوط ( ط ) ) الذي أكثر فيهما الفروع وأودعهما
دقايق الانظار وإن كان ألف الفقه على طريق القدماء بذكر ألفاظ الأحاديث بدلا عن
الفتيا في كتابه النهاية المتقدم ذكرها. كما أنه اختصر في العبادات من الفقه في
كتابيه
( الجمل والعقود وكتاب الاقتصاد ) وله رسالة في تحريم الفقاع. والمسائل الجنبلائية
٢٤ مسألة
والمسائل الدمشقية ٢٠ مسألة ، والمسائل الحائرية نحو ٣٠٠ مسألة ، والمسائل الحلبية
،
ومسائل أبي البراج. والمسائل القمية ، ومسألة في وجوب الجزية على اليهود والمنتمين
إلى الجبابرة ، والايجاز في الميراث.
وله في أصول
الفقه كتاب ( العدة ) ( ط ) أبسط ما ألف في الفن عند القدماء أفاض
فيه القول في تنقيح مباني الفقه بمالا مزيد عليه في ذلك العصر المقادم ، وللمولى
خليل القزويني المتوفى سنة ١٠٨٩ شرحه وعلى الشرح حواش لجمع من الفضلاء ، وعن
الحسن بن المهدي السليقي أحد تلامذة الشيخ ( أن من مصنفاته التي لم يذكرها في
الفهرست كتاب شرح الشرح في الأصول ، وهو كتاب مبسوط أملى علينا منه شيئا صالحا
ومات رحمهالله ولم يتمه ولم يصنف مثله وله ، أيضا رسالة في العمل بخبر
الواحد
وبيان حجيته.
كتبه
الكلامية
كان طبع الحال
يستدعي تقديمها على عامة كتب الشيخ أو أنها تذكر في صف التفسير
لشرف موضوعها. غير أن عدة من الملاحظات اقتضت تأخيرها إلى هنا فمنها ( تلخيص
الشافي ) « ط » في الإمامة لأستاذه السيد المرتضى « ره » وكتاب « المفصح » ،
وكتاب « مالا يسع المكلف الاخلال به » وكتاب « ما يعلل وما لا يعلل ».
وشرح جمل العلم
والعمل الموسوم « بتمهيد الأصول » وكتاب كبر في أوصل
العقايد خرج منه مبحث التوحيد وشئ من مبحث العدل ومقدمة في المدخل إلى
علم الكلام. وشرحها الموسوم بـ ( رياضة العقول ) ، والمسألة الرازية في الوعيد ،
وكتاب النقض على ابن شاذان في مسألة الغار ، ومسائل في الفرق بين النبي والامام.
وأما
كتبه في الأدعية والعبادات
فله كتاب يوم
وليلة يتضمن أعمالها من الأدعية والمرغبات. وكتاب هداية
المسترشد وبصيرة المتعبد ، وكتاب مناسك الحج مقصور على العمل والأدعية. وكتاب
مصباح المتهجد « ط » عمل شهور السنة كبير وفيه نبذ من الواجبات وكثر من الأعمال
والأدعية والزيارات ، وقد اختصره جماعة منهم.
١ ـ الشيخ نفسه
وسماه : مختصر المصباح وقد يعبر عنه بالمصباح الصغير.
٢ ـ تلميذه
نظام الدين أبو الحسن أو أبو عبد الله سليمان بن سلمان الصهرشتي
سماه ( قبس المصباح ).
٣ ـ السيد علي
بن الحسين بن حسان بن باقي القرشي المعروف بالسيد ابن باقي
المعاصر لعلي بن طاووس سماه « الاختيار من المصباح » فرغ من تأليفه سنة ٦٥٣
٤ ـ آية الله
العلامة الحلي المتوفى سنة ٧٢٦ سماه « منهاج الصلاح في اختيار المصباح »
ورتبه على عشرة أبواب وزاد عليها باب فيما يجب على عامة المكلفين من معرفة أصول
الدين وهو المعروف بـ ( الباب الحادي عشر ( ط ) المطرد بين العلماء والطلبة بالشرح
والدراسة.
وقد شرحه لفيف
من العلماء « منهم » ١ ـ الشيخ خضر الرازي النجفي تلميذ
المير السيد شريف الجرجاني ، المتوفى سنة ٨٣٨ شرحه بشرحين ، كبير سماه « جامع
الدرر ) وصغير سماه ( مفتاح الغرر ) فرغ منه سنة ٨٣٦ في الغري.
٢ ـ ابن أبي
جمهور الأحسائي المتوفي بعد سنة ٩٠١ سماه ( معين الفكر ) ثم
شرح الشرح وسماه ( معين المعين ).
٣ ـ الفاضل
المقداد السيوري المتوفى سنة ٨٢٦ سماه النافع ( يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
) « ط ».
٤ ـ المولى عبد
الوحيد بن نعمة اله بن يحيى الواعظ الديلمي الجيلاني الاسترآبادي
تلميذ الشيخ البهائي والمتوفي بعد سنة ١٠٢٥ سماه ( فتح الباب ).
٥ ـ العلامة
الأوحد المعاصر الحاج ميرزا علي التبرزي نزيل خراسان المتوفى
سنة ١٣٤٥ سماه ( ذخيرة المحشر ) وقد جمع فأوعى فرغ من تأليفه سنة ١٣٠٠ وغير
هؤلاء كثيرون.
وللسيد رضي
الدين علي بن موسى بن طاوس المتوفى سنة ٦٦٤ كتاب ( مهمات
لصلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد ) في عشرة مجلدات وسمى كل مجلد منه
باسم خاص.
وللسيد بهاء
الدين المرتضى أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النجفي
صاحب كتاب « الأنوار المضيئة من أعلام القرن الثامن ـ كتاب « إيضاح المصباح لأهل
الصلاح » وهو شرحه للمصباح الصغير.
مشايخ
شيخ الطائفة
إن شيخ الطائفة
من أكثر العلماء رواية كما أنه من أغزرهم دراية ، غير أن عمدة ما تدور
عليه رواياته ما يرويه عن خمسة منهم :
١ ـ أجلهم معلم
الأمة وابن معلمها أبو عبد الله المفيد رحمهالله.
٢ ـ الشيخ أبو
عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري.
٣ ـ أحمد بن
عبدون المعروف ( بابن الحاشر ).
٤ ـ أبو الحسين
علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد القمي.
٥ ـ أحمد بن
محمد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي ، وهو رواية
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ المشهور ، وربما روى عن غير هؤلاء الخمسة
وهو قليل جدا ، وهم مراده متى أطلق قوله « أخبرنا جماعة أو عدة من أصحابنا »
فلا يحتمل الضعف أو الارسال لان فيهم من هو في أعلى درجات الوثاقة ومنهم من
هو من مشائخ الإجازة الذين لا يحتاجون إلى التوثيق ، كما حققه غير واحد من العلماء
،
وهنالك مشائخ الإجازة الدين لا يحتاجون إلى التوثيق ، كما حققه غير أحد من العلماء.
وهنالك مشائخ
كثيرون غير هؤلاء الخمسة أسند عنهم الشيخ وتكرر ذكرهم في
كتبه ونحن نذكر أسماءهم وفقا لما أثبته العلامة النوري في خاتمة المستدرك ( ص ٥٠٩
)
وما عثر عليه في كتبه ، والإجازة الكبيرة لآية الله العلامة الحلي لبني زهرة ،
وأمالي
ولد الشيخ أبي علي.
١ ـ أبو القاسم
علي بن شبل بن أسد الوكيل المترجم في الفهرست.
٢ ـ السيد
الاجل الشريف المرتضى علم الهدى.
٣ ـ الشريف أبو
محمد الحسن بن القاسم المحمدي المتكرر ذكره في الفهرست.
٤ ـ أحمد بن
إبراهيم القزويني.
٥ ـ أبو عبد
الله الحسين بن إبراهيم القزويني.
٦ ـ جعفر بن
الحسين بن حسكة القمي ، المشار إليه في ترجمة محمد بن علي بن
بابويه في الفهرست.
٧ ـ أبو زكريا
محمد بن سليمان الحراني أو الحمداني ، ذكره العلامة في إجازته.
٨ ـ الشيخ أبو
طالب بن غرور المشار إليه في ترجمة أحمد بن محمد بن الجراح.
٩ ـ السيد أبو
الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، أشار إليه في ترجمة إسماعيل
ابن علي الخزاعي ابن الجنيد.
١٠ ـ أبو محمد
الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المعروف بابن الفحام
السر من رائي ، عده العلامة المجلسي في البحار. وأبو علي ابن الشيخ في أماليه
من مشايخه.
١١ ـ أبو عمرو
عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، وهو الطريق بين
الشيخ وابن عقدة.
١٢ ـ الحسين بن
أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، وهو الواسطة إلى أخبار
أبي قتادة القمي.
١٣ ـ محمد بن
أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، ذكره الشيخ أبو علي في أماليه.
١٤ ـ أبو منصور
السكري الظاهر من أمالي الشيخ أنه من مشائخه.
١٥ ـ محمد بن
علي بن خشيش بن نضر بن جعفر بن إبراهيم التميمي ، أكثر
عنه الشيخ في أماليه.
١٦ ـ أبو الحسن
علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري المعروف بابن
الحمامي المقري.
١٧ ـ أبو الحسن
محمد بن محمد بن مخلد ، قرأ عليه سنة ٤١٧.
١٨ ـ أبو
الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعروف بابن بشران المعدل
قال رحمهالله أخبرنا في منزله ببغداد سنة ٤١١.
١٩ ـ أبو عبد
الله محمد بن علي بن حموي البصري ، روى عنه قراءة في دار الغضائري
سنة ٤١٣
٢٠ ـ أبو
الحسين بن أسوار المغربي.
٢١ ـ محمد بن
سنان.
٢٢ ـ أبو علي
بن شاذان المتكلم ، وهؤلاء الثلاثة ذكرهما العلامة الحلي في اجازته
من مشائخ الشيخ من العامة.
٢٣ ـ أبو
الحسين حنبش المقري.
٢٤ ـ القاضي
أبو الطيب الطبري الحويري مذكوران في الإجازة من مشايخه من
رجال الكوفة.
٢٥ ـ القاضي
أبو القاسم التنوخي علي بن القاضي أبي علي المحسن بن القاضي أبي
القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم بن داود بن إبراهيم بن تميم القحطاني صاحب السيد
المرتضى وتلميذه ، عده العلامة في الإجازة من مشايخه.
٢٦ ـ أبو علي
الحسن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن اشناس المعروف بابن الحمامي
البزاز مولى جعفر المتوكل. ذكر العلامة في إجازته أنه من مشائخ من رجال الخاصة.
٢٧ ـ أبو عبد
الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن الحناط. كما في
الإجازة وفي أمل الآمل.
٢٨ ـ أبو عبد
الله الفارسي عده العلامة من مشايخه.
٢٩ ـ أبو الحسن
الصفار ، كما صرح به الشيخ نفسه في أماليه.
٣٠ ـ أبو
الحسين أحمد بن علي النجاشي. كذا في الإجازة.
٣١ ـ أبو محمد
عبد الحميد بن محمد المقري النيسابوري ، عده العلامة في الإجازة
من مشائخه.
٣٢ ـ أبو عبد
الله أخو سروة ، كان يروي بكثرة عن أبو قولويه من كتب
الشيعة الصحيحة عده العلامة في الإجازة من مشائخه.
تلامذته
أورد سيدنا آية
الله بحر العلوم (قدسسره) في الفائدة الثانية من فوائده
الرجالية من الاعلام الذين تلمذوا للشيخ الطوسي (رحمهالله) وها نحن نذكرهم
حسب ما أوردهم : ـ
١ ـ الشيخ
الثقة أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن علي
ابن الحسين بن بابويه القمي.
٢ ـ الشيخ
الثقة ، أبو طالب إسحاق أخو إسماعيل المذكور.
٣ ـ الشيخ
الفقيه الثقة الدل آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسفي.
٤ ـ الشيخ
الفقيه الدين أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي.
٥ ـ الشيخ
الأجل أبو الصلاح التقي الحلبي
٦ ـ السيد
الثقة المحدث أبو إبراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني.
٧ ـ الشيخ
الجليل الثقة العين أبو علي الحسن بن الشيخ الطوسي المترجم له رحمهالله.
٨ ـ الفقيه
الثقة الوجه ، الحسن بن الحسين بن بابويه القمي.
٩ ـ الشيخ
الامام الثقة الوجه الكبير محي الدين أبو عبد الله الحسن بن المظفر الحمداني.
١٠ ـ الشيخ
الفقيه الثقة أبو محمد الحسن بن عبد العزيز الجهاني.
١١ ـ الشيخ
الامام موفق الدين الفقيه الثقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني.
١٢ ـ السيد
الفقيه أبو محمد بن زيد بن علي بن الحسين الحسيني ( الحسني ).
١٣ ـ السيد
عماد الذين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد الحسيني المروزي.
١٤ ـ الشيخ
الفقيه الثقة أبو الحسن سليمان الصهرشتي.
١٥ ـ الشيخ
الفقيه الثقة صاعد بن ربيعة ابن أبي غانم.
١٦ ـ الشيخ
الفقيه أبو الصلت محمد بن عبد القادر.
١٧ ـ الشيخ
الفقيه المشهور سعد الدين ابن البراج.
١٨ ـ الشيخ
المفيد النيسابوري.
١٩ ـ الشيخ
المفيد عبد الجبار الرازي.
٢٠ ـ الشيخ علي
بن عبد الصمد.
٢١ ـ الشيخ
عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه.
٢٢ ـ الأمير
الفاضل الزاهد الورع الفقيه غازي بن أحمد بن أبي منصور الساماني.
٢٣ ـ الشيخ
كردي على ابن الكردي الفارسي الفقيه الثقة نزيل حلب.
٢٤ ـ السيد
المرتضى أبو الحسن المطهر الديباجي صدر الاشراف والعلم في الفنون العلم.
٢٥ ـ الشيخ
العالم الثقة أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي فيه الأصحاب.
٢٦ ـ الشيخ
الفقيه الثقة أبو عبد الله محمد بن هبة الله الوراق.
٢٧ ـ الشيخ أبو
جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
٢٨ ـ الشيخ أبو
سعيد منصور بن الحسن الآبي.
٢٩ ـ الشيخ
الامام جمال الدين محمد بن أبي القاسم الطبري الآملي.
٣٠ ـ السيد الثقة
الفقيه المحدث ناصر بن الرضا بن محمد الحسيني. فهؤلاء ثلاثون رجلا من تلامذة الشيخ
الطوسي ره.
عمره
ووفاته
طوى شيخ
الطائفة من كتاب عمره المحتف بالأوضاح والغرر المكتنف بالمفاخر
والمآثر خمسا وسبعين صحيفة ، فقضى نحبه سنة ٤٦٠ .
__________________
وقد مضى الشيخ
المعظم له رأي أمته وسري قومه ، فقيد الهدى والدين ، فقيد
الاسلام والمسلمين ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم بالمشهد الغروي الأقدس
على ساكنه السلام. وتولى غسله ودفنه في ليلته تلك ، تلميذه الشيخ الحسن بن المهدي
السليقي ، والشيخ محمد بن عبد الأحد العين زربي ، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي.
ودفن في داره
التي حولت بعده مسجدا في موضعه اليوم وهو المزار الذي يتبرك به
وجددت عمارة المسجد في حدود سنة ١١٩٨ بإيعاز من آية الله الحجة السيد بحر العلوم
الطباطبائي المدفون بجنبه الملحق بالمسجد في مقبرته المعروف.
وقيل في تاريخ
وفاته : ـ
أودى بشهر
محرم فأضافه
|
|
حزنا بفاجع
رزئه المتجدد
|
بك شيخ طائفة
الدعاة إلى الهدى
|
|
ومجمع
الأحكام بعد تبدد
|
وبكى له
الشرع الشريف مؤرخا
|
|
أبكى الهدى
والدين فقد ( محمد )
|
خلفه
الصالح
لقد اقتفى أثر
شيخ الطائفة البقية منه ، أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي
الطوسي الملقب بالمفيد الثاني الذي خلفه على العلم والتقى ورواية الحديث والفضائل
الجمة.
قال شيخنا الحر
العاملي في أمل الآمل ( كان عالما ، فاضلا فقيها ، محدثا جليلا ،
ثقة له كتب منها الأمالي وشرح النهاية وغير ذلك ).
وقال الشيخ
منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه القمي في فهرسته : ـ ( فقيه
ثقة ، عين ، قرء على والده جميع تصانيف أخبرنا الوالد عنه رحمهمالله ).
وذكره ابن
شهرآشوب وقال : له المرشد إلى سبيل التعبد.
وفي تنقيح
المقال لشيخنا العلامة المامقاني عن المقدس التقي المجلسي الأول (ره).
( الحسن بن
محمد بن الحسن أبو علي نجل شيخ الطائفة كان ثقة فقيها. عارفا بالاخبار
والرجال ، واليه ينتهي أكثر إجازاتنا عن شيخ الطائفة ).
وتجد ما يقرب
من هذه العبارة في كتاب سفينة البحار لشيخنا القمي رحمة الله عليهم
جميعا ، وصلى الله عليه محمد وآله الطاهرين.
محمد
علي الغروي الأوردبادي
|