بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم رسله وخيرة خلقه محمّد وآله المعصومين.

لا شكّ أنّ أهل بيت العصمة هم معالم الدين والحكمة ومصابيح الهدى وأعلام الورى وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا وفضائلهم لا تخفى على أحد من الخاصّة والعامّة ولذلك نرى مثل أبي بشر محمّد بن أحمد الرازي الدولابي الذي يعتبر من كبار محدّثي إخواننا العامّة قد ألّف كتابا اشتمل على تاريخ حياة العترة الطاهرة حيث يستعرض فيه فضائلهم ومناقبهم وأسماه بـ « الذريّة الطاهرة » وقد قام بتحقيقه سماحة الفضيلة السيد محمّد جواد الحسينيّ الجلالي فجزاه الله خيرا على ما أتعب نفسه وبذل طاقاته في إحياء هذا السفر المبارك.

وقد قامت المؤسّسة بطبع هذا الكتاب راجية من الله سبحانه التوفيق لنشر الكتب الاسلاميّة وبث المعارف الالهية وتوعية الجيل الجديد وتروية النفوس الظمآنة بالمفاهيم العذبة النقيّة المأخوذة من العترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين كما وتشكر السيّد المحقق على ما قام به من جهود سائلة المولى جلّ وعلا أن يوفّقه لخدمة العلم والدين إنّه سميع مجيب.

مؤسّسة النشر الاسلامي

التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة


الإهداء

الى :

الفقيدة الصالحة « والدتي الكريمة » ..

التي اتخذت من دارها مدرسة لتعليم أحكام الاسلام ..

وجنّدت أبناءها في خدمة مذهب أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ..

وقدّمت أعزّ أولادها شهيدا في سبيل الله..

وأدركتها الوفاة وأبناؤها مغتربون في نشر مبادئ الحقّ والفضيلة.

بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاتها.

أهدي ثواب هذا التحقيق

١٠ جمادي الاولى ١٤٠٦


الكتاب والمؤلّف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

يعتبر كتاب الذرّية الطاهرة ـ تأليف الامام الحافظ ابي بشر محمد بن احمد بن حمّاد بن سعد الرازي الدولابي ( ٢٢٤ ه‍ ـ ٣١٠ ه‍ ) من كتب الحديث التي أوليها المحدثون دراسة ورواية ودراية متنا واسنادا ، جيلا بعد جيل ، وذلك لأصالة الموضوع ومكانة المؤلّف. ونسخة الاصل لهذه الطبعة تعتبر من نفائس المخطوطات التي لم تر النور بعد ، والتي تدارسها المحدّثون وعلّقوا عليها قراءاتهم واسانيدهم طبقة بعد طبقة ، وقدّر لهذه النسخة ان تداولها أيدي المحدثين والرّواة في دمشق الشام في القرن السابع ، ثم تنتقل الى المغرب الاسلامي وتحفظ بأمانة حتى وفقني الله للانتفاع بها لمصادر المعجم ، وقيّض سبحانه الاخ محمد جواد الجلالي ـ لا زال مسددا في احياء التراث الأصيل ـ ، لتحقيق هذه النسخة واعداد الكتاب للطباعة ، وما كان منّي سوى التعريف بالمؤلّف والكتاب والله المسدّد للصواب.


١ ـ ترجمة المؤلّف :

وصف أصحاب التراجم المؤلّف ابا بشر محمد بن أحمد بن حمّاد بن سعد الرازي الدولابي المتوفى سنة ٣١٠ ، بالانصاري لكونه مولى الانصار ، فهو انصاري بالولاء. [ الانساب ٥ / ٤١٤ ، ووفيات الاعيان ٤ / ٣٥٢ ]

والورّاق ، لانه كان يورق على شيوخ مصر [ الانساب ٥ / ٤١٤ ـ عن تاريخ مصر للصفدي وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٩١ ، والبداية والنهاية ١٤ / ١٤٥ ، والوفيات ٤ / ٣٥ ].

والناسخ ، [ ميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٩ ، ولسان الميزان ٥ / ٤٢ ].

والحافظ العالم [ تذكرة الحافظ ٢ / ٢٩١ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٣١٩ ].

وتتفق المصادر على كونه « رازي » الاصل و « دولابي » النسبة ، وان اختلفوا في وجه النسبة.

وكذلك تتفق المصادر على كونه من أهل صنعة الحديث وأنه حسن التصنيف ، وانه حدّث عن شيوخ بغداد والبصرة والشام ، وان له مشايخ كثيرة مما ينبىء عن اهتمام المؤلّف الجادّ في طلب الحديث ونشره ، حتى وصف بالامام من حفاظ الحديث [ البداية والنهاية ١١ / ١٤٥ ] ، وان كان لم يسلم من التضعيف ، شأنه شأن اغلب المصنفين.

ويعتبر السمعاني [ ت / ٥٦٢ ه‍ ] أوّل من ترجمه بوجه من التفصيل وتبعه اغلب من تأخّر عنه وإليك كلامه :

( ... مولى الأنصار ، وظنّي انه نسب بعض أجداده الى عمل الدولاب ، واصله من الري ، فيمكن ان يكون من قرية الدولاب. ذكره ابو سعيد بن يونس الصدفي في تاريخ مصر وقال : ابو بشر الدولابي قدم مصر نحو سنة ستين


ومائتين [ ٢٦٠ ه‍ ] وكان يورق على شيوخ مصر في ذلك الزمان وحدّث بمصر عن شيوخ بغداد والبصرة والشام ، وكان من أهل صنعة الحديث يحسن التصنيف ، ولد بالري [ الدولاب ظ ] يغرب ، وكان يصنف [ يضعف ظ ] وتوفي وهو قاصد الى الحج بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشرين [ عشر ظ ] وثلاثمائة ).

[ الانساب ٥ / ٤١٤ ]

وزاد ابن الجوزي ( ت / ٥٩٧ ه‍ ) في ترجمته :

( ... كانت له معرفة بالحديث وكان حسن التصنيف ، وحدّث عن اشياخ فيهم كثرة ، قال ابو سعيد بن يونس : وكان يضعّف ).

[ المنتظم ٦ / ١٩٩ ]

ووصفه ابن خلكان ( ت / ٤٨١ ه‍ ) بقوله :

( ... كان عالما بالحديث والاخبار والتواريخ ، سمع الاحاديث بالعراق والشام ... وله تصانيف مفيدة في التاريخ ومواليد العلماء ووفياتهم واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل ، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة وبالجملة فقد كان من الاعلام في هذا الشأن وممّن يرجع إليه ، وكان حسن التصنيف ... )

[ وفيات الاعيان ٤ / ٣٥٢ ]

ولخّص الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) كلام السمعاني المتقدم في كتابه. [ ميزان الاعتدال ج ٣ ص ٤٥٩ ]

ووصفه ابن كثير الدمشقي ( ت / ٧٧٤ ه‍ ) بقوله :

( ... ويعرف بالوراق احد الائمة من حفاظ الحديث وله تصانيف حسنة في التاريخ وغير ذلك وروى عن جماعة كثيرة ).

[ البداية والنهاية ١١ / ١٤٥ ]


وحكى ابن حجر العسقلاني ( ت / ٨٥٣ ه‍ ) عن مسلمة بن قاسم قوله في المؤلّف : ـ

« ... كان ابوه من أهل العلم وكان مسكنه بدولاب من أرض بغداد ثم خرج ابنه « محمد » عنها طالبا للحديث فأكثر الرواية وجالس العلماء وتفقّه لأبي حنيفة ، وجرد له فأكثر ، وكان مقدما في العلم والرواية ومعرفة الاخبار وله كتب مؤلفة ، نزل مصر واستوطنها ، ثم خرج الى الحج فلما بلغ « العرج » بين المدينة والحر توفي ... ).

[ لسان الميزان ٥ / ٤٢ ]

وعقد السيوطي ( ت / ٩١١ ه‍ ) ترجمة للمؤلّف في كتابه : « طبقات الحفاظ » ص ٣١٩ ملخصا ما تقدّم ذكره من أصحاب التراجم.

والذي يستفاد من مجموع كلماتهم ان المؤلف تربّى في أسرة علمية ببغداد وانه طلب الحديث مغتربا عن موطنه « العراق » الى « الشام » و « مصر » ، وانه قضى ما يقارب الخمسين عاما في مصر حيث استطاب الاقامة بها ، اما الاسباب التي دعته الى هذا الاختيار فلا تزال مجهولة.

وسواء كانت ـ تلك ـ شخصية او حوادث سياسية ، فليس من المستبعد ان يكون قد حلّ بالرازيّة ببغداد ـ ومنهم المؤلّف ـ ، ما حلّ بالطبرية ، فان كلا هما كانا من الاقليّات في بغداد ـ آنذاك ـ.

ولا يزال التاريخ يحتفظ بالمضايقات التي حلّت بالمحدث المفسّر المؤرخ ابن جرير الطبري ، الذي لم يسلم من الغوغاء ورميت داره بالحجارة على الرغم من اعتزاله المجتمع حتى توفي سنة ٣١٠ ه‍ ، وبالنتيجة انقرض مذهبه ، فلعلّ نفس الاسباب التي لم يسلم منها الطبري لكونه طبريا اثّرت في مصير المؤلّف لكونه رازيّا ، ومن غرائب الصدف ان يتفق وفات المؤلف مع


وفاة الطبري.

نسبته :

تتفق المصادر على نسبة المؤلّف الى « دولاب » ، وان اختلفت وجه النسبة ، والدولاب كما يقول ياقوت الحموي ( ت / ٦٢٦ ه‍ ) : « ـ بفتح أوّله وآخره ياء ، واكثر المحدثين يروونه بالضم وقد روي بالفتح ـ وهو عدّة مواضع منها دولاب مبارك في شرق بغداد ... ودولاب من قرى الرّي ».

[ راجع مراصد الاطلاع ص ١٧٣ ، والوفيات ٤ / ٣٥٢ ومعجم البلدان ٢ / ٤٨٥ ط بيروت / ١٣٧٥ ].

قال السمعاني ( ت / ٥٦٢ ه‍ ) :

( وظنّي انه نسب بعض أجداده الى عمل الدولاب وأصله من الري فيمكن ان يكون من قرية الدولاب ).

[ الانساب ٥ / ٤١٤ ]

ولكن ظن السمعاني غير صائب ، فقد حكى ابن حجر العسقلاني ( ت / ٨٥٣ ه‍ ) عن مسلمة بن قاسم قوله : « كان ابوه من اهل العلم وكان مسكنه بدولاب من أرض بغداد ، ثم خرج ابنه محمد [ المؤلف ] عنها ... »

[ لسان الميزان ٥ / ٤٢ ]

فاذا كان والد المؤلّف قد عاش بالدولاب من أرض بغداد وسكن فيها حتى بلغ ابنه ـ المؤلف ـ وخرج من الدولاب لطلب العلم ، ومنه ـ أيضا ـ يعلم ان النسبة لم تكن للمؤلف فحسب بل كانت للعائلة أجمع.

ويظهر ـ أيضا ـ ان النسبة تلك لم تكن لاجل العمل وانما كانت للارض.

ودولاب ليست دولاب الري بل دولاب بغداد.


مولده :

جاء في النسخة المطبوعة من الانساب ٥ / ٤١٤ ، انه ولد بالري وذكر المعلق ان في نسختين اخريين جاءت الكلمة : بالديب او نحوها. ، واستظهر قرّاء النسخة ان تكون الكلمة : الري كما استظهر ذلك مصحح النسخة المطبوعة.

وزاد قوله : ( ويشهد له قول المؤلف فيما مرّ ان اصله من الري ) [ هامش الانساب ج ٥ / ٤١٤ ].

قال الجلالي : والظاهر ان الكلمة مصحّفة عن ( دولاب ) وانه استعصت عليهم قراءتها وظنّوا ان الكلمة هي ( الري ) وحيث انه لا نصّ على ان مولده كان بالري وان هناك نص صريح بأنه من دولاب بغداد وانه عاش تحت رعاية والده حتى استقلّ بحياته ، فيمكننا الاستظهار بانه ولد بالدولاب ببغداد لا الري ( وبالجملة ) ليس لدينا من تواريخ حياة المؤلّف سوى أنه ولد سنة ٢٢٤ ه‍ ورحل الى مصر في سنة ٢٦٠ ه‍ وانه توفي سنة ٣١٠ ه‍ او ٣٢٠ ه‍.

فقد قضى حياته في العراق يافعا ، وفي الشام شابا ، وفي مصر كهلا حتى توفّاه الله في طريق الحج شيخا.

مكانته العلمية :

بالرغم من تطابق المصادر على علوّ كعب المؤلّف في الحديث والتاريخ فانه لم يسلم من التضعيف ونقل ذلك ابو سعيد بن يونس بقوله : كان يضعّف.

[ المنتظم ٦ / ١٦٩ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٩١ والبداية ١١ / ١٤٥ ]

ولم يذكر في هذا النقل الاسباب الداعية الى التضعيف ، ولكن بعضهم نقل امورا هي :


الامر الاول : ما عن الدار قطني بقوله : ( تكلموا فيه لمّا تبيّن من أمره الأخير ) [ تذكرة الحفاظ ٢ / ٢٩١ ولسان الميزان ٥ / ٤٢ ] ولم نهتد الى المراد بهذا الأمر الأخير الذي ذكره الدارقطني ، ولا يزال مجهولا لنا ، ولعلّ يد التتبع يكشفه.

الامر الثاني : ما نقله كل من الذهبي والعسقلاني ـ أيضا ـ عن ابن عدي قوله : ( ابن حماد متّهم فيما يقوله في نعيم بن حمّاد لصلابته في أهل الرأي ).

[ نفس المصدرين أعلاه ].

والمراد بنعيم هو ابو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية المروزي ( ت / ٢٢٧ ه‍ ) وقيل عنه : هو أوّل من جمع المسند ، وكان كاتبا لابي عصمة ، وهو شديد الردّ على الجهمية وأهل الأهواء ، ومنه تعلّم نعيم ، وسكن مصر ، وحمل الى العراق في المحنة فأبى ان يجيبهم فحبس فمات في السجن ببغداد [ راجع : تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٠ ]. وعلى هذه الرواية فالمؤلف كان من أهل الرأي وكان صلبا في عقيدته بينما كان المروزي من انصار السنّة وقد ضحى بحياته في سبيل عقيدته.

هذا وقد ذكر العسقلاني ( ت / ٨٥٢ ه‍ ) في التهذيب في ترجمة المروزي ما أوجب هذا الاتهام وإليك كلامه :

قال ابن عدي : قال لنا ابن حمّاد ـ يعني الدولابي ـ : نعيم [ المروزي ] روى عن ابن المبارك ، قال النسائي : ضعيف ، وقال غيره : كان يضع الحديث في تقوية السنّة وحكايات في ثلب ابي حنيفة كلّها كذب ، قال ابن عدي : وابن حمّاد متّهم فيما يقوله عن نعيم لصلابته في أهل الرأي ).

[ تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٢ ]

ويظهر ان ابن عدي فهم من كلام المؤلّف انه يتّهم المروزي بالوضع ، وفهم الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) انه اتهمه بالكذب ، وزاد قوله : ( قد ابدع في رميه


نعيما بالكذب مع ان نعيما صاحب مناكير ).

[ تذكرة الحفاظ ٢ / ٢٩١ ]

والانصاف ان كلام المؤلف ليس فيه اتهاما لنعيم المروزي لا بالوضع ولا بالكذب ، وان كلا من ابن عدي والذهبي لم يحسنا قراءة كلامه ، فان المستفاد من كلام المؤلّف امران هما :

اولا : ان غير النسائي اتهم المروزي بوضع الحديث في تقوية السنة ووضع حكايات في ثلب ابي حنيفة.

وثانيا : ان جميع تلك الحكايات كذب.

على كون هذه الجملة الأخيرة من كلام المؤلّف نفسه ، غاية الأمر ان المؤلف حكم بكذب تلك الحكايات وهذا لا يقتضي اتهام الراوي بالكذب فلم يرم نعيما بالكذب حتى يكون مبدعا ، كما تخيّله الذهبي.

فهناك فرق بين اتهام الراوي بالكذب ـ كما تخيله الذهبي ـ وبين اتهام المرويات بالكذب.

وهذا ما يظهر من المؤلف نفسه ويطابق ما ذكره الذهبي عن المروزي من انه : « صاحب مناكير » [ تذكرة الحفاظ ٢ / ٢٩١ ] وقول العسقلاني : « اورد له ابن عدي أحاديث مناكير » [ تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٢ ].

واما اتهام النسائي وغيره إياه بالوضع فهو أمر ثابت لمن تأمّل كلمات القوم.

فقد قال صالح بن محمد الاسدي : « وكان نعيم يحدث من حفظه ، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها ».

وقال النسائي : « نعيم ضعيف » ، وقال في موضع آخر : « ليس بثقة ».

وقال ابو علي النيسابوري : ( سمعت النسائي ذكر فضل نعيم بن حمّاد وتقدمه في العلم فقال : « قد كثر تفرّده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة


فصار في حدّ من لا يحتجّ به » ).

وقال مسلمة بن قاسم : ( كان صدوقا وهو كثير الخطأ ، وله احاديث منكرة في الملاحم انفرد بها ).

وقال ابو الفتح الازدي : ( قالوا : كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزوّرة في ثلب ابي حنيفة كلّها كذب ).

[ راجع : تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٢ ]

وقد انصف العسقلاني ـ المؤلّف ـ حيث قال :

وحاشى الدولابي ان يتهم ، وإنمّا الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فانه مجهول متّهم ، وكذلك من نقل عنه الازدي بقوله : قالوا فلا حجة في شيء من ذلك لعدم معرفة قائله ».

[ تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٢ ]

( وبالجملة ) فان صحّ ان الكلام هو للدولابي : وانه كذّب الحكايات في ثلب ابي حنيفة فهو نابع من رأي شخصي ، فله آرائه الخاصة النابعة من مكانته الراسخة في الحديث والتأريخ ، وان كانت لا توافق غيره وخاصة من يخالفه في المذهب.

الأمر الثالث : ما أخذه عليه ابن عدي ـ أيضا ـ :

قال العسقلاني : ( وعاب عليه ابن عدي تعصّبه المفرط لمذهبه حتى قال في الحديث الذي رواه ابو حنيفة عن منصور بن زاذان عن المجلسى عن معبد الجهني عن النبي (ص) في القهقهة : معبد هذا هو ابن هوذة الذي ذكره البخاري في تاريخه.

قال ابن عدي : وهذا الذي قاله غير صحيح وذلك ان معبد بن هوذة أنصاري فكيف يكون جهنيا؟ ومعبد الجهني معروف ، ليس بصحابي ، وما حمل الدولابي على ذلك الا ميله لمذهبه ).

[ لسان الميزان ٥ / ٤٢ ]


فهناك معبدان : انصاري وجهني وقد ترجمهما معا البخاري ( ت / ٢٥٠ ه‍ ).

في تاريخه فقال :

معبد الجهني البصري كان اول من تكلّم بالبصرة في القدر.

وقال : معبد بن هوذة الانصاري ، له صحبة ، قال [ لنا ] ابو نعيم : نا عبد الرحمن بن النعمان الانصاري عن ابيه عن جده وكان اتي به النبي (ص) فمسح على رأسه وقال لا تكتحل وأنت صائم اكتحل ليلا الأثمد ، يجلو البصر وينبت الشعر.

[ التاريخ الكبير ٤ / ٣٩٨ ]

وبالرغم من ان البخاري صرّح بان له صحبة نجد ان ابن مندة يشكك في ذلك ويستظهر بان ادعاء الصحبة من البخاري اجتهاد خاص نابع من استنتاجه من الاسناد ، فقد روى ابو داود وسليمان بن الاشعث السجستاني ( ت / ٢٧٥ ه‍ ) في سننه ، رواية مشابهة لرواية البخاري في المتن والاسناد ، نصه : حدثنا النفيلي ثنا علي بن ثابت ، حدثني عبد الرحمن بن النعمان ، نا (١) معبد بن هوذة ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن النبي (ص) : انه أمر بالإثمد المروّح عند النوم ، وقال : « ليتقه الصائم ».

[ سنن ابي داود ١ / ٥٥٤ ]

ونقل العسقلاني عن ابن مندة ان الضمير في قوله : عن جده ، للنعمان ، وتكون الرواية والصحبة لهوذة ، ونسبوه فقالوا : هوذة بن قيس بن عباد بن رهم فالله تعالى أعلم.

[ تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٢٤ ، والاصابة ٣ / ٤٢١ ]

__________________

(١) وفي الطبعة الحديثة ورد : النعمان بن معبد. انظر : ج ٢ ص ٣١٠ من ط دار احياء السنة النبوية


قال السبكي ( ت / ١٣٥٢ ه‍ ) : ( الصواب ان الرواية والصحبة لمعبد ، كما في الاصابة ، وقال البيهقي : ومعبد بن هوذة هو الذي له هذه الصحبة ، روى له ابو داود ).

[ المنهل العذب المورود ١٠ / ١٠٤ ]

قال الجلالي : ما ذكره السبكي غريب ، فان ابن حجر لم يذكره في الاصابة الا على سبيل احتمال ان يكون الضمير في جده راجعا الى عبد الرحمن فكيف ينسب إليه دعوى الصحبة وهو لم ينقلها.

ويظهر ان نفس الالتباس حصل للبخاري ، ويؤيد قول ابن منذة ان الطبراني ذكر هوذة الانصاري في الصحابة ولم يخرج له شيئا وذكر اثر بعد هوذة غير منسوب وقال : روى عن النبي حديثا ـ ولم يذكره ـ. [ راجع : الاصابة ٣ / ٥٨٠ ].

والظاهر ان هذا هو الحديث الذي رواه كل من البخاري في تأريخه وأبو داود في سننه بسند واحد ومتنين متشابهين ولم أجد الحديث في مسند ابي حنيفة برواية الحصكفي المتوفى سنة ١٠٨٨ ه‍.

( وبالجملة ) فان مؤاخذة ابن عدي تتلخص في ان المؤلف لم يعترف بالارسال في سند الحديث المذكور فان معبد الجهني هو ابن عبد الله بن حكم البصري تابعيّ ، وقتل علي يد الحجاج في الثمانين ، وهو لا يمكن ان يروي عن الرسول (ص) ، والحديث مرسل ولكن المؤلف ذكر انه معبد بن هوذة الانصاري الصحابي الذي ذكره البخاري في تأريخه ، لرفع هذا الإرسال. وان الذي دعاه لذلك ان الحديث رواه ابو حنيفة وميل المؤلف الى مذهبه دعاه الى ذلك. والذي يبدو لي ان الدولابي أجلّ من ان يعثر هذه العثرة الواضحة ، وان السند ذكر فيه الاسم مجردا عن اللقب في عصر المؤلف ، وزيد اللقب فيما بعد من الرواة ـ وكم لهذا من نظائر لا تخفى على المتتبع الخبير ـ ، وعلى هذا الاحتمال


يكون المؤلّف مصيبا ولا يكون في الاسناد ارسالا ، وان لم يصحّ ذلك فان هذه عثرة واضحة ، وإنما العصمة لأهلها.

مؤلّفاته :

تطابقت المصادر على وصفه بحسن التصنيف [ ميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٩ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٩١ ، الانساب ٥ / ٤١٤ ، والمنتظم ٦ / ١٦٩ ، وغيرها ] ولم يسردوا اسماء مؤلّفاته بالتفصيل ، واكتفى ابن حجر ( ت / ٨٥٣ ه‍ ) بالقول : بان له كتبا مؤلفة. [ لسان الميزان ٥ / ٤٢ ] ، وابن كثير ( ت / ٧٧٤ ه‍ ). بقوله : بان له تصانيف حسنة في التاريخ وغير ذلك [ البداية والنهاية ١١ / ١٤٥ ] ، اما ابن خلكان فقال : له تصانيف مفيدة في التأريخ ومواليد العلماء ووفياتهم ، واعتمد عليه ارباب هذا الفن في النقل ، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة [ وفيات الاعيان ٤ / ٣٥٢ ]

وهذا الاهمال في سرد اسمائها يكشف عن شهرتها ـ وعلى الاقل ـ لدى اصحاب التراجم المذكورين ، ولم اقف منها الاعلى الكتابين الآتيين : « الاسماء والكنى » و « الذرية الطاهرة ».

١ ـ الاسماء والكنى : كرالحاجي خليفة ( ت / ١٠٦٧ ه‍ ) تحت عنوان علم اسماء الرجال جملة ممّن صنف في الاسماء المجردة عن الالقاب والكنى وذكره منهم المؤلف ابو بشر الدولابي وكذا فعل محمد بن جعفر الكتاني ( ت / ١٣٤٥ ه‍ ). [ راجع : كشف الظنون ١ / ٨٧ ، والرسالة المستطرفة ١٢٠ ]. وذكر المستشرق الالماني بروكلمان ثلاث نسخ من هذا الكتاب في پاريس والقاهرة وحيدرآباد [ تاريخ الأدب العربي ـ الملحق ـ ١ / ٢٧٨ ] وعندي صورة


من النسخة الپاريسية ، وقد وصفتها في الصيانة وهي نسخة ناقصة برقم ٦٠١٧ في (٢٣٤) صفحة وتحتوي النسخة على الجزء السابع حتى الجزء الحادي عشر وهو آخر الكتاب وفي اواسط النسخة خرم كثير بحيث لا يمكن ان تقرأ.

اول الكتاب : ترجمة من كنيته ابو سليمان ، وآخره : ترجمة ابو ياسر الدفتي جاء في أول النسخة ما نصه : ( الجزء السابع من الكناء [ كذا ] والأسماء ، تاليف ابي بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي اخبرنا به ابو بكر احمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس ).

ووقفيّة الشيخ حماد بن عبد الله بن حماد الحراني وسماع نصه :

( سمعت جميع هذا الجزء وابو طاهر محمد بن عبد الواحد زيدان [ ظ ] ومحمد بن عبد الله الزهاوي والحسن بن عمر في سنة ٣٦١ [ ظ ]).

وفي آخر الكتاب ورد ما نصه : تمّ الجزء الحادي عشر وهو آخر اجزاء العاشر من اجزاء ابي بشر وهو آخر كتاب الكناء [ كذا ] والاسماء والحمد لله على عونه واحسانه ، وصلى الله على محمد نبيّ الرحمة وهادي الأمّة وعلى آله وسلّم وعلى عباده الذين اصطفى حسبنا الله وحده. وفرغت من جميع الكتاب بقراءة ابي طاهر محمد بن عبد الواحد والحسن بن علي ، في النصف من ربيع الآخر سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة ٣٨٢ ه‍.

وقد طبع هذا الكتاب بصورة كاملة في دار المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن عام ١٣٢٢ ه‍ في قسمين ، ينتهي القسم الأول بالمفاريد من حرف السين ، والقسم الثاني بترجمة ابي يزيد الهمداني. وتوجد منه نسخة محفوظة في پاريس / غ.


٢ ـ الضعفاء : ذكر محمد بن جعفر الكتاني ( ت / ١٣٤٥ ه‍ ) كتبا في الضعفاء والمخرجين من الرواة لجماعة كالبخاري والنسائي ولابي بشر محمد بن احمد بن حماد الدولابي ـ المؤلّف ـ. [ راجع : الرسالة المستظرفة ١٤٤ ] والظاهر ان ذلك خلط من الكتاني رحمه‌الله ، ومنشأ الاشتباه ان الدولابي يروي كتاب الضعفاء للبخاري عنه ـ على ما نقله الحاجي خليفة بما نصه ـ : وعلم الضعفاء صنف فيه الامام محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنه ٢٥٦ ه‍ ، يرويه عنه ابو بشر محمد بن حماد الدولابي.

[ كشف الظنون ٢ / ١٠٨٢ ]

٣ ـ الذرية الطاهرة : وبالرغم من كثرة الاسانيد والرواة لهذا الكتاب فقد قلّت النقول عنه وربما كان ذلك لعوامل مذهبية او اختفاء الكتاب في الشام والمغرب فقد اشار إليه كل من الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) ، وابن الصباغ المالكي ( ت / ٨٥٥ ه‍ ) ، وحاجي خليفة ( ت / ١٠٦٧ ه‍ ) ، وابن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) ، والسروداني ( ت / ١٠٩٤ ه‍ ) ، والشوكاني ( ت / ١٢٥٥ ه‍ ) والكتاني ( ت / ١٣٤٥ ) قال حاجي خليفة الچلبي : ( الذرية الطاهرة للدولابي ابي بشر محمد بن احمد بن الحافظ المشهور ( ت / ٣١٠ ه‍ ) من اجزاء الحديث ذكره في الفصول المهمة ).

[ كشف الظنون ١ / ٨٢٧ ].

وقال نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة في معرفة احوال الأئمة : ومن كتاب الذرية الطاهرة للدولابي قال : لبثت فاطمة بعد وفاة النبي (ص) ثلاثة أشهر ثم توفيت ،. وقال عروة بن الزبير وعائشة : لبثت ستة اشهر ، ومثله عن الزهري وابن شهاب وهو الصحيح. [ الفصول المهمة ١٤٧ ] وما ذكره المالكي انما هو اختصار لما ذكره الدولابي وتلخيص للاحاديث الثلاثة الاولى التي ذكرها الدولابي تحت عنوان ( وفاة فاطمة بنت رسول الله (ص) )


ثم عقّبها برأيه قائلا : وهو الصحيح ، وإليك كلام الدولابي :

وفاة فاطمة بنت رسول الله (ص) :

الحديث رقم ١٩٥ ـ حدثنا محمد بن منصور الجواز ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن علي قال : لبثت فاطمة بعد النبي (ص) ثلاثة أشهر ، وقال ابن شهاب : ستة أشهر. الحديث رقم ١٩٦ ـ حدثنا ابو بكر احمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق بن همام ، انا معمر قال : قلت للزهري : كم مكثت فاطمة بعد النبي (ص)؟ قال : ستة أشهر. الحديث رقم ١٩٧ ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا عثمان بن سعيد ، نا شعيب بن ابي حمزة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : عاشت فاطمة بنت رسول الله (ص) بعد رسول الله (ص) ستة اشهر.

[ الذرية الطاهرة / ص ٧٠ مخطوط ]

ويلاحظ ان المالكي جعل كلا من عروة وعائشة صاحبي الأثر ، بينما ورد في الكتاب ان عروة يروي عن عائشة فهي صاحبة الأثر وهو يروي عنها.

ثم ان المالكي عقّب ذلك برأيه الخاص قائلا : ( وهو الصحيح ) ، ولكنه لم يبيّن مستنده في هذا الترجيح ، وربما كان تظافر الروايات وتعاضدها.

« تنبيه » :

ذكر شيخنا العلامة اعلى الله مقامه هذا الكتاب فقال :

الذرية الطاهرة لابي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي السلامي المولود ٤٦٧ والمتوفى ٥٥٠ وآخر من سمعه منه هو السيد ابو محمد الحسن بن الامير علي بن المرتضى المولود ٥٤٤ ، والمتوفى ٦٣٠ ، سمعه منه وهو ابن خمس سنين ، ذكر في الشذرات نقلا عن العبر في وقائع ٦٣٠ ( في ج ٥ ص ١٣٥ ) ان آخر من سمع من ابن ناصر كتابه « الذرية الطاهرة » هو


ابو محمد العلوي الحسيني الحسن بن السيد الامير علي بن المرتضى المتوفى في شعبان ٦٣٠ عن ست وثمانين سنة ). [ الذريعة ١٠ / ٢٥ ] والنص الذي اشار إليه شيخنا العلامة اعلى الله مقامه هو ما ذكره الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) في العبر ونقله عنه ابن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) وهو :

[٦٣٠ ] ـ وفيها الحسن بن السيد الامير على بن المرتضى ابو محمد العلوي الحسني آخر من سمع من ابن ناصر روى عنه كتاب الذرية الطاهرة ، توفى في شعبان عن ست وثمانين سنة وسماعه في الخامسة من عمره ، قاله في العبر ).

[ شذرات الذهب ٥ / ١٣٥ ]

وهنا ملاحظتان في كلام شيخنا العلامة (ره) :

الاولى : ان كلمة « الكتاب » في النسخة المطبوعة من الشذرات مجردة عن الضمير ، وهذه النسخة هي التي كان شيخنا العلامة ـ اعلى الله مقامه ـ يراجعها ، ولا أدري كيف قرأها ـ رحمة الله ـ مع الضمير ، ثم ارجع الضمير الى ابن ناصر السلامي؟ ولعل نسخته قد غيّرت كذلك.

( وبالجملة ) : فليس في النص المنقول منه أية اشارة الى ان الكتاب هو لابن ناصر ، غاية ما في الامر ان النص يفيد بأن الحسن العلوي كان آخر من سمع من ابن ناصر السلامي هذا الكتاب ، وتوهم رحمة الله ان السماع لا بد وان يكون لكتاب من تأليفه ، وهو وهم.

الثانية : ان السلامي ( ت / ٥٥٠ ه‍ ) هو راوي الكتاب وليس مؤلفه ، وبين السلامي والمؤلّف واسطتان هما : احمد بن عبد الواحد الفراء والحسن بن رشيق العسكري المتوفى سنة ٣٧٠ ه‍ ، فلا وجه لنسبة الكتاب الى الراوي ، ويشهد لذلك دراسة الكتاب واسانيده والله العاصم.


٢ ـ الكتاب وأسانيده

للكتاب عدّة اسانيد وأهمّها ما تحتويه نسخة الاصل من الأسانيد والقراءات والسماعات الكثيرة والتي تكشف عن شهرة الكتاب.

١ ـ سند النسخة :

١ ـ يروي هذا الكتاب كاتب النسخة ابو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله التنوخي الحنفي المتوفى سنة ٦٧٢ ه‍.

٢ ـ عن العلوي ، الأمير الأجل الشريف شهاب الدين ابي محمد الحسن بن علي بن المرتضى المتوفى سنة ٥٤٩ ه‍.

٣ ـ عن السلامي ، الامام العالم الحافظ ابي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي المتوفى سنة ٥٥٠ ه‍.

٤ ـ عن الانباري ، الخطيب ابي طاهر محمد بن أحمد بن ابي صقر المتوفى سنة ٤٧٦ ه‍.

٥ ـ عن الفراء ، ابي البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف.

٦ ـ عن ابي محمد الحسن بن رشيق العسكري ، أبي محمد المصري الحافظ


المتوفى سنة ٣٧٠ ه‍.

٧ ـ عن المؤلف « الدولابي » المتوفى سنة ٣١٠ ه‍.

٢ ـ سند الروداني.

وروى الكتاب أيضا ـ محمد بن سليمان الروداني المغربي المتوفى سنة ١٠٩٤ ه‍ ، باسناده المتصل الى الحافظ ، عن ابي الفرج العزّي ، عن ابراهيم الدبوسي ، عن ابي الحسن علي بن الحسين بن المقيّر ، عن ابي الفضل محمد بن ناصر السلامي ـ المذكور ـ ، باسناده المذكور في سند النسخة.

[ راجع : صلة الخلف ص ٣٤٦ ]

٣ ـ سند الشوكاني :

ورواه ـ أيضا ـ محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة ١٢٥٥ ه‍ باسناده عن شيخه يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن ابراهيم الكردي ( ت / ١١٥١ ه‍ ) ، عن شيخه احمد بن محمد المدني ، عن الشمس البرمكي ( ت / ١٠٠٤ ه‍ ) ، عن الزين زكريا [ الانصاري ] ( ت / ١٠٦٨ ه‍ ) ، عن عبد الرحيم بن الفرات ( ت / ٨٥١ ) ، عن محمود بن خليفة المنيحي ، عن الدمياطي ، عن علي بن الحسين المعروف بابن المقيّر ، عن الحافظ محمد بن ناصر السلامي باسناده المتقدم.

[ إتحاف الاكابر ٣٨ ]

القراءات والسّماعات :

وكثرة القراءات والسماعات للكتاب تدل على شهرته وتداوله بين المحدثين منذ القرن السابع الهجري ، فقد جاء في صدر الكتاب انه قرىء على


السيد العلوي ( ت / ٥٤٩ ه‍ ) ثلاث مرات.

الاولى : بقراءة الشيخ الحافظ معين الدين ابي بكر محمد بن عبد الغني المعروف « بابن نقطة » في يوم السبت رابع شهر المحرم سنة ٦٢٩ ه‍ بالمسجد المستنصري غربي مدينة السلام ـ بغداد ـ.

الثانية : بقراءة الحافظ شرف الدين ابي الحسن علي بن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر ، في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول سنة ٦٢٩ بالمسجد بدرب المطبخ شرقي بغداد.

الثالثة : بقراءة كاتب النسخة ـ ظاهرا ـ ابي الفتح نصر الله بن عبد المنعم التنوخي بمنزله بالجوسق بدجيل من اعمال بغداد في يوم الأحد رابع عشر ربيع الآخر من سنة ٦٢٩ ه‍.

وهذا يفيد ان الكتاب قد قرىء ثلاث مرّات خلال ثلاثة شهور في عام واحد ، بالاضافة الى القراءات والسماعات التي تلت كتابة النسخة ممن جاء بعدهم من المحدثين والمؤرخين وهم جماعة كثيرة :

١ ـ سماع جماعة على الشيخ ابي الحسن علي بن ابي عبد الله بن المقيّر بقراءة يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن الدمشقي المتوفى سنة ٦٧١ ه‍ ، وهو الذي تولى مشيخة دار الحديث النووية بدمشق ، وكانت القراءة في يوم الأحد ثامن عشر رجب سنة ٦٣٢ ه‍ بجامع دمشق ، وقد اختصر هذا السماع القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي الإشبيلي الشافعي المتوفى سنة ٧٣٩ ه‍ عن نسخة ابن الصابوني جمال الدين أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي الدمشقي المتوفى سنة ٧٣١ ه‍.

٢ ـ سماع جماعة على الشيخ شمس الدين ابي الفرج عبد الرحمن بن الزين احمد بن عبد الملك المقدسي بقراءة الصفي محمود بن ابي بكر بن محمد بن علي بن الحسين الارموي المتوفى سنة ٧٢٢ ه‍ ، وقد لخّصه كاتب السماع محمد بن


موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي المتوفي سنة ٧٩٢ ه‍.

٣ ـ سماع جماعة على الشيخ الامام العالم الفاضل بهاء الدين ابي محمد القاسم بن المظفّر بن محمود بن احمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن عساكر المتوفى سنة ٧٢٣ ه‍ ، منهم كاتب السماع محمد بن طغربل بن عبد الله المعروف بابن الصيرفي الخوارزمي المتوفى سنة ٧٣٧ ه‍ وذلك بتاريخ عاشوراء سنة ٧١٨ ه‍ بدمشق.

٤ ـ قراءة على الشيخ المعمّر المسند بهاء الدين ابي محمد القاسم بن عساكر المتوفى سنة ٧٢٣ ه‍ ، وذلك بتاريخ ثاني رجب الفرد سنة ٧٢١ ، بخط محمد [ ظ ] بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الصنهاجي بن الجواز القابسي.

٥ ـ سماع جماعة على الشيخ بهاء الدين بن عساكر المتوفي سنة ٧٢٣ ه‍ بقراءة الامام العالم الأوحد محب الدين ابي محمد عبد الله بن ابي العباس احمد بن عبيد الله بن احمد المقدسي ، منهم كاتب السماع محمد بن رافع بن ابي محمود السلامي المتوفى سنة ٧٧٤ ه‍ وذلك بتاريخ الاربعاء ثالث عشر ربيع الآخر سنة ٧٢٣ ه‍.

٦ ـ سماع جماعة على الشيخ الرئيس الصدر الكبير المجتبى ، عز الدين بقيّة السلف ابي الفضل محمد بن الشيخ ضياء الدين اسماعيل بن عمر الحموي بقراءة كاتب السماع محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي المتوفى سنة ٧٩٢ ه‍ وذلك بتاريخ تاسع عشر ربيع الآخر سنة ٧٥٥ ه‍.

٧ ـ قراءة جماعة على الشيخ الجليل الفاضل العالم المحدث المفيد الرحّال شمس الدين ابي الثناء محمود بن خليفة بن محمد بن خلف المنيحي ، كتبها احمد بن سعيد بن سالم الانصاري وذلك بتاريخ سادس عشر ذي الحجة سنة ٧٦٢ ه‍.

٨ ـ سماع جماعة على الشيخ الامام مسند العصر اقضى القضاة أبي


محمد ... (١) ، منهم كاتب السماع ابو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن القلشندي [ القلقشندي ظ ] الشافعي بتاريخ يوم الثلاثاء ] الحادي والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ٨٤٥ ه‍ بالقاهرة ـ.

ترجمة الرواة.

فيما يلي ترجمة رواة الكتاب المذكورين في سند النسخة ، وقد تقدمت ترجمة المؤلّف في ص ٦ وما بعدها.

ابن رشيق ( ٢٧٣ ه‍ ـ ٣٧٠ ه‍ ) :

هو ابو محمد الحسن بن رشيق العسكري المصري الحافظ ، ترجمه ابن حجر العسقلاني ( ت / ٨٥٢ ه‍ ) قائلا :

( مصري مشهور عالي السند لقيه الحافظ عبد الغني بن سعيد قليلا ، ووثقه جماعة ، وأنكر عليه الدار قطني انه كان يصلح في اصله ويغيّر ـ انتهى ـ ، وقد وثقه الدار قطني في مواضع ، مات سنة ٣٧٠ وله سبع وثمانون سنة ).

[ لسان الميزان ٢ / ٢٠٧ ]

وترجمه ابن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) بقوله :

[٣٧٠ ] وفيها الحسن بن رشيق العسكري ابو محمد المصري الحافظ في جمادى الآخرة وله ثمان وثمانون سنة ، قال يحيى بن الطحّان : روى عن النسائي وأحمد بن حمّاد وخلق لا استطيع ذكرهم ، ما رأيت عالما اكثر حديثا منه ).

[ شذرات الذهب ٣ / ٧١ ]


الفرّاء :

جاء وصفه في سند النسخة هكذا : « ابو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف بن [ عبد ] الله الفراء » ، وفي نسخة من « صلة الخلف » ( أحمد بن عبد الوهاب بن نظيف ) [ صلة الخلف ٣٤٦ ]. وهذا كل ما نعرف عنه ، ويظهر ان اسرته كانت من الاسرة العلمية المصرية المعروفة بشيخوخة الحديث ، ومنها : ابو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء الذي كان شيخ الحرم الشريف. [ تذكرة الحفاظ ٣ / ١٤٥ ] والذي كان يسكن مصر ـ أيضا ـ [ طبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٥١ ] والذي روى عنه جماعة كثيرة [ راجع : طبقات الشافعية ٥ / ١٥٢ و ٢٥٣ و ٢٩٨ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٣٤٥ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٠ ].

الأنباري :

ترجمه ابن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) ، بما ترجمه الذهبي نصا ، فقال : ( [٤٧٦] وفيها ابو طاهر محمد بن أحمد بن ابي الصقر اللخمي الانباري الخطيب في جمادي الآخرة وله ثمانون سنة ، سمع بالحجاز والشام ومصر ، واكبر مشايخه ابن ابي نصر التميمي ).

[ العبر في خبر من غبر ٣ / ٢٨٥ وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٤ ]

السلامي :

وهو مجمع الاسناد لهذا لكتاب ، والسلامي كما قال ابن حجر العسقلاني ( ت / ٨٥٢ ه‍ ) : ( بالتخفيف ، نسبة الى مدينة السلام ).

[ تبصير المتنبّه ٧٦٠ ]


ترجمه اعلام الفن ، فقال عبد الرحمن بن الجوزي ( ت / ٥٩٧ ه‍ ) : ( محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر ـ ابو الفضل البغدادي ـ ، ولد ليلة السبت ١٥ شعبان ٤٦٧ ... كان حافظا ضابطا متقنا ثقة لا مغمز فيه ، وهو الذي تولّى تسميعي الحديث ... فوق الثلاثاء ١٨ شعبان ٥٥٠ ).

ويظهر من كلام ابن الجوزي الذي هو اقدم من ترجمه واقربهم إليه : ان السلامي كان من اصحاب أحمد [ بن حنبل ] ، وان ابا سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني ( ت / ٥٦٣ ه‍ ) قد اعتمد عليه في تأليف كتابه « الانساب » وزاد قائلا : ( وكتاب السمعاني ما سوّاه الا ابن ناصر ولا دلّه على احوال المشايخ احد مثل ابن ناصر ).

[ المنتظم ١٠ / ١٦٣ ]

قال ابن خلكان ( ت / ٦٨١ ه‍ ) :

( كان حافظ بغداد في وقته ، وكان له حظ وافر من الأدب ... وخطه في غاية الصحة والاتقان ، وكان كثير البحث عن الفوائد واثباتها ، روى عنه الأئمة فأكثروا وأخذ عنه علماء عصره ... )

[ وفيات الأعيان ٨ / ٤٢٠ ]

ونقل الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) عن ابن النجار [ محب الدين محمد بن محمود البغدادي ت / ٦٤٣ ه‍ ] قوله :

( كان ثقة ثبتا حسن الطريقة متدينا فقيرا متعففا نظيفا نزها ، وقف كتبه وخلّف ثيابا خليعا وثلاثة دنانير ولم يعقب ... ).

وزاد الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) في ترجمته قوله :

( توفى ابوه شابا وهذا صغير فكفله جده لأمّه الفقيه ابو حكيم الخبري وأسمعه الحديث واحفظه الختمة ).

[ تذكرة الحفاظ ٤ / ٨٣ ]


وترجمه ابن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) قائلا :

( عني بالحديث بعد ان برع في الفقه وتحول من مذهب الشافعي الى مذهب الحنابلة ـ ونقل عن ابن رجب قوله : كان والده شابا تركيا محدثا فاضلا من اصحاب ابي بكر الخطيب الحافظ ... وخالط ابن ناصر الحنابلة ومال إليهم وانتقل الى مذهبهم لمنام رأى فيه النبي (ص)).

[ شذرات الذهب ٣ / ١٥٦ ]

ويظهر ان عوامل الغربة واليتم لكونه تركي الاصل وانه حرم رعاية والده شابا جعلته يتصل بحنابلة بغداد ـ وأصحاب الشوكة آنذاك ـ وان يرتكز في حياته على العلم ويرتوي من نمير الادب والفقه والحديث على الاعلام البارزين في هذه الفنون حتى لقّب بمحدث بغداد بلا منازع.

العلوي :

واقدم من ترجمه هو الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) في العبر على ما نقله ابن عماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) حيث قال :

[٦٣٠ ] ـ وفيها الحسن بن السيد الامير علي بن المرتضى ـ ابو محمد العلوي الحسيني ـ آخر من سمع من ابن ناصر ، روى عنه كتاب « الذرية الطاهرة » توفى في شعبان ٦٨٦ ، وسماعه في الخامسة من عمره ، قاله في « العبر ».

[ شذرات الذهب ٥ / ١٣٥ ]

وترجمه السيد الامين ( ت / ١٣٧١ ه‍ ) وزاد قوله : ( توفى في شعبان ٦٣٠ عن ٨٦ سنة ).

[ اعيان الشيعة ٢٢ / ٤٤٧ ]

وبناء على ذلك يكون مولده عام ٥٣٤ ه‍ وعام سماعه للكتاب ٥٣٩ ه‍ وهو في الخامسة من العمر ، وان صح ذلك فهو يدل على حافظة خارقة للعادة ،


وأظن ان في النسخة الأصلية خطأ فلعلها كانت الخامسة عشر من العمر ـ والله العالم ـ.

هذا وقد روى الكتاب عن العلوي جمع ، منهم : « التنوخي » عن ابن الأخضر وابن نقطة جميعهم قراءة في عام ٦٢٩ ه‍ ، وإليك نبدة عن احوالهم.

التنوخي ( ت / ٦٧٣ ه‍ ).

ترجمه ابن العماد قائلا :

( كان اديبا فاضلا عمّر في آخر عمره مسجدا بدمشق عند طواحين الاشنان ، تأنّق في عمارته ، وصنّف كتاب « ايقاظ الوسنان في تفضيل دمشق على سائر البلدان » ، وكانت اقامته بالعادلية الصغرى ، ولما ولي ابن خلكان دمشق طلب الحساب من أربابه ومن شرف الدين ـ هذا ـ عن وقف العادلية فعمل الحساب وكتب ورقة :

ولم أعمل لمخلوق حسابا

وها أنا قد عملت لك الحسابا

( وذكر له ابياتا أخر ).

[ شذرات الذهب ٥ / ٣٤١ ]

هذا ، وقد تقدم قول التنوخي انه قرأ هذا الكتاب على شيخه العلوي بمنزل الشيخ بالجوسق بدجيل ـ من اعمال بغداد ـ في يوم الأحد رابع عشر ربيع الآخر ٦٢٩ ه‍ ، وسيأتي انه استنسخ هذا الكتاب في المسجد المذكور الذي بناه بدمشق في ١٧ محرم ٦٦٩ ه‍ ، فيظهر انه بعد خروجه من بغداد انتقل الى دمشق واستطاب الاستيطان بها حتى وفاته عام ٦٧٣ ه‍.

ابن الاخضر :

لم اقف على ترجمة له سوى ما ذكره التنوخي ( ت / ٦٧٣ ه‍ ) بقوله : ( الحافظ شرف الدين ابو الحسن علي بن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر ) وكانت قراءته


الكتاب على شيخه العلوي في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأوّل عام ٦٢٩ ه‍ بدرب المطبخ شرقي بغداد ، وقد ترجم الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) والده ، بقوله :

( الامام الحافظ المسند محدث العراق ابو محمد عبد العزيز بن مسعود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي ، ولد ٥٢٤ وسمع باعتناء والده ، .. ونسخ ، وحصل الأصول الثمينة ، وصنّف ، وجمع وأفاد ، وحدّث نحوا من ستين عاما ، وكان ذا حلقة بجامع القصر ، ـ ونقل عن ابي الدسي قوله : لم ار في شيوخنا اوفر شيوخا منه ولا اغزر سماعا ، ونقل عن ابن النجار ، قوله : بالغ شيخنا ابو محمد حتى قرأ على شيوخنا وصنّف في كل فنّ ، وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ بها كلّ جمعة بعد الصلاة ، وكان أوّل سماعه في سنة ثلاثين بافادة ابيه ).

[ تذكرة الحفاظ ٤ / ٢٧٣ ].

ابن نقطة ( ت / ٦٢٩ ه‍ ) :

وصفه التنوخي ( ت / ٦٧٣ ه‍ ) بقوله :

( الشيخ الحافظ معين الدين ابو بكر محمد بن عبد الغني المعروف بابن نقطة ).

وترجمه الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) بقوله :

( الحافظ الامام المتقن محدث العراق ... ولد سنة نيف وسبعين وخمسمائة ، وكان ابوه من صلحاء العراق ... ونسخ الكثير ، وحصل الاصول ، وجمع وصنّف ، وبرع في هذا الشأن ... وهو مصنف كتاب « التقييد في رواة الكتب والمسانيد » وكتاب « المستدرك على اكمال أبي نصر بن ماكولا » ، ينبىء بامامته وحفظه وكان متقنا ، مليح الخط ، له سمت ووقار ، وفيه دين وقناعة ، قفا أثر والده في الزهد والتقشّف ، ولم الق أحدا يروي لي عنه ، مات في الثاني والعشرين من صفر سنة ٦٢٩ ه‍ ). [ تذكرة الحفاظ ٤ / ١٩٧ ]


وزاد ابن العماد ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) في ترجمته عن ابن الانماطي : انه سأله عن نسبته؟ فقال : جارية ربّت جدتي ـ أم أبي ـ اسمها نقطة عرفنا باسمها.

وعن عمر الحاجب في معجمه قوله : طاف البلاد وسمع الكثير وصنّف كتبا حسنة في معرفة علوم الحديث والانساب ، وكان اماما ، زاهدا ، ورعا ، ثبتا ، حسن القراءة ، مليح الخط ، كثير الفوائد ، متحريا الرواية ، حجة فيما يقوله ويصنفه ويجمعه من النقل ، ذا سمت ووقار وعفاف حسن السيرة جميل الظاهر والباطن ، سخيّ النفس مع القلّة ، قانعا باليسير ، كثير الرغبة الى الخيرات ).

[ شذرات الذهب ٥ / ١٣٢ ]

وكانت قراءة « ابن نقطة » لهذا الكتاب على شيخه « العلوي » في يوم السبت رابع شهر المحرم سنة ٦٢٩ ه‍ بالمسجد المستنصري غربيّ مدينة السلام ـ بغداد ـ ، بقمريّة على شط دجلة .. وهذا العام هو تاريخ وفاة « ابن نقطة » ـ أيضا ـ ( وبالجملة ) : فقد تلقى كتاب « الذرية الطاهرة » أعلام المحدثين في كل من العراق والشام ومصر بالقراءة والسماع والاجازة منذ القرن الرابع الهجري وحتى القرن الثالث عشر ، وكان آخر من ذكر اسناده إليه هو القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى ١٣٥٥ ه‍.

هذه النسخة :

وهذه النسخة من نفائس مخطوطات القرن السابع وقد كتبت في دمشق في ١٧ محرم ٦٦٩ ه‍ وتداولها ايدي المحدثين والأعلام في كل من الشام ومصر قراءة وسماعا حتى القرن التاسع ، وكان آخر من سمعها جماعة في ٢١ من ذي القعدة الحرام سنة ٨٤٥ بالقاهرة ، وقدّر لها ان تنتقل الى المغرب الاسلامي ، وقد وفقنا الله سبحانه للحصول على نسخة مصوّرة منها ، والمقروء مما جاء في أول النسخة ما يلي : « كتاب الذرية الطاهرة تصنيف


أبي بشر محمد بن احمد بن حماد الانصاري ، رواية ابي محمد الحسن بن [ رشيق ] .. وفيه احاديث لشعبة من رواية [ القاضي ] ... عن عمرو بن مرزوق وسليمان بن حرب ... وفيه أحاديث من املاء مسلم العلوي عن ... وفيه احاديث عن ابي عمرو بن [ حيّويه ] وغيره ».

واصحاب الاحاديث هم :

١ ـ الحافظ شعبة بن الحجاج بن الورد الواسطي نزيل البصرة المتوفى سنة ١٦٠ ه‍.

٢ ـ وعمرو بن مرزوق الأزدي الواشجي المتوفى بعد سنة ٢٤٠ ه‍.

٣ ـ والحافظ سليمان بن حرب الازدي الواشجي البصري المتوفى سنة ٢٢٤ ه‍.

٤ ـ ومسلم العلوي وهو ابو جعفر محمد بن عبد الله بن طاهر بن يحيى الحسيني

[ راجع : المشتبه ٢ / ٥٨٩ ]

٥ ـ وابو عمرو محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيّويه المتوفى سنة ٣٦٦ ه‍ وهذه الاحاديث لا تتعدى الصفحات ـ ظاهرا ـ.

وقد جاء في آخر النسخة ما نصّه :

( الفقير الى رحمة الله سبحانه وتعالى لتقصيره ، الخائف الراجي عفو ربه عند عوده إليه ومصيره ، نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن حواري التنوخي الحنفي ، غفر الله تعالى ذنوبه ، وستر عيوبه ، وتقبّل عمله ، وبلّغه من امر الدنيا والآخرة أمله ، ورضى عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين ، وكان الفراغ من ذلك بالمسجد المبارك الذي انشأته ظاهر دمشق المحروسة بخط طواحين الاشنان تقبله الله تعالى وعمّره بذكره وذلك في يوم السبت السابع عشر من المحرم من سنة ٦٦٩ ، احسن الله سبحانه وتعالى تقضيها في خير وعافية وسرور وأمن ورخاء والحمد الله اولا وآخرا وباطنا وظاهرا ). [ انظر ص ١٦٩ من هذا الكتاب ].


وكلّما نعرف عن الكاتب انه قرأ الكتاب على شيخه العلوي في دجيل بغداد في ١٤ ربيع الثاني ٦٢٩ ه‍ ، وانه كتب هذه النسخة في مسجده بدمشق في ١٧ محرم ٦٦٩ ه‍ اي بعد اربعين سنة من قراءة الكتاب ، وربما كان سبب ذلك ان النسخة الاولى خلقت فجددها بهذه النسخة.

وان الكاتب توفى عام ٦٧٣ ه‍ اي بعد اربع سنوات من كتابته لهذه النسخة.

ثم تداول النسخة محدّثوا دمشق والقاهرة وكان آخرهم عبد الرحمن بن احمد بن اسماعيل بن القلقشندي الشافعي حيث سمعها مع جماعة في ٢١ / ذي القعدة / ٨٤٥ ه‍ بالقاهرة.

ثم انتقلت النسخة الى المغرب الاسلامي ، وقد وصفها فؤاد سيد بقوله :

( نسخة بخط قديم نفيس كتبها سنة ٦٦٩ نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن حواري التنوخي الحنفي في ٥٠ ورقة وبآخره فوائد وقراءات وسماعات لبعض العلماء ، مكتبة السيد حسن حسني عبد الوهاب / تونس ).

[ المخطوطات المصوّرة ٢ / ١٥٣ ]

والاصل يحتوي على ٢٢٩ حديثا في ٨٠ صفحة ، والصفحة ٨١ ناقصة في الاصل واما الصفحات الباقية فهي روايات ملحقة بالكتاب ونصوص السماعات والقراءات والاجازات المشار إليها سابقا.

والنسخة لا تزال محفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس / مكتبة حسن حسني عبد الوهاب برقم ١٨٦٨٢ ومقياس ١٥ ضربدر ٢١ في ٤٩ ورقة.


جريدة المصادر

١ ـ اتحاف الاكابر باسناد الدفاتر ، لمحمد بن علي الشوكاني ( ت / ١٢٥٥ ه‍ ) حيدرآباد ١٣٢٨ ه‍.

٢ ـ الاسماء والكنى ، لمحمد بن احمد بن حمّاد الدولابي ( ت / ٣١٠ ه‍ ) مصورة باريس [ يراجع الصيانة ].

٣ ـ الاصابة في أحوال الصحابة ، لاحمد بن علي العسقلاني ( ت / ٨٥٢ ه‍ ) ط / مصر ١٣٥٨ ه‍.

٤ ـ اعيان الشيعة ، للسيد محسن الامين ( ت / ١٣٧١ ه‍ ) ط / دمشق ١٣٦٥ ه‍

٥ ـ الانساب لابي سعيد عبد الكريم السمعاني ( ت / ٥٦٢ ه‍ ) ط / حيدرآباد ١٣٨٥ ه‍.

٦ ـ البداية والنهاية لابي عمر بن كثير الدمشقي ( ت / ٧٧٤ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٣٢ ه‍.

٧ ـ التاريخ الكبير لمحمد بن إسماعيل البخاري ( ت / ٢٥٠ ه‍ ) ط / حيدرآباد ١٣٦٠ ه‍.

٨ ـ تذكرة الحفاظ لأحمد بن عثمان الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) ط / حيدرآباد ١٣٣٣ ه‍.


٩ ـ تهذيب التهذيب لأحمد بن علي العسقلاني ( ت / ٨٥٢ ه‍ ) ط / حيدرآباد ١٣٢٧ ه‍.

١٠ ـ الرسالة المستطرفة لمحمد بن جعفر الكتاني ( ت / ١٣٤٥ ه‍ ) ط / دمشق ١٣٨٣ ه‍.

١١ ـ الذريعة لمحمد محسن الطهراني ( ت / ١٣٨٩ ه‍ ) ط / طهران ١٣٧٥ ه‍.

١٢ ـ سنن ابي داود لسليمان بن الاشعث السجستاني ( ت / ٢٧٥ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٧١ ه‍.

١٣ ـ شذرات الذهب لعبد الحي بن العماد الحنبلي ( ت / ١٠٨٩ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٥٠ ه‍.

١٤ ـ صلة الخلف لمحمد بن سلمان البروداني المغربي ( ت / ١٠٩٤ ه‍ ) ط / الكويت ضمن مجلة معهد المخطوطات العربية ج ١ مجلد ١ / ١٤٠٢ ـ ١٩٨٢ م

١٥ ـ طبقات الحفاظ لجلال الدين السيوطي ( ت / ٩١١ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٩٣ ه‍.

١٦ ـ طبقات الشافعية لعبد الوهاب السبكي ( ت / ٧٧١ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٨٦ ه‍.

١٧ ـ العبر في خبر من غبر لاحمد بن عثمان الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) ط / الكويت ١٩٦١ م.

١٨ ـ الفصول المهمة لعلي بن محمد بن الصباغ المالكي ( ت / ٨٥٥ ه‍ ) ط / النجف ١٩٥٠ م.

١٩ ـ فهرس المخطوطات المصوّرة لفؤاد سيّد ط / القاهرة ١٩٥٩ م

٢٠ ـ كشف الظنون لحاجي خليفة الچلبي ( ت / ١٠٦٧ ه‍ ) ط / استانبول ١٣٦٠ ه‍.

٢١ ـ لسان الميزان لاحمد بن علي العسقلاني ( ت / ٨٥٢ ه‍ ) ط / حيدرآباد ١٣٣١ ه‍.

٢٢ ـ المشتبه والرجال لمحمد بن أحمد الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) ط / القاهرة ١٩٦٢ م.


٢٣ ـ معجم البلدان لياقوت الحموي ط / بيروت ١٣٧٥ ه‍.

٢٤ ـ المنتظم. لعبد الرحمن بن الجوزي ( ت / ٥٩٧ ه‍ ) ط / حيدرآباد ١٣٥٧ ه‍

٢٥ ـ المنهل العذب المورود لمحمود بن خطاب السبكي ( ت / ١٣٥٢ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٩٤ ه‍.

٢٦ ـ ميزان الاعتدال لمحمد بن احمد الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) ط / القاهرة ١٣٨٢ ه‍.

٢٧ ـ وفيات الاعيان لاحمد بن محمد بن خلكان ( ت / ٦٨١ ه‍ ) ط / بيروت ١٩٦٨ م.






بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الذرية الطاهرة

عليه‌السلام اجمعين

تصنيف ابو بشر محمد بن احمد بن حماد الانصاري الرازي الدولابي

رحمه الله تعالى

رواية ابي محمد الحسن بن رشيق ... (١)

رحمه الله تعالى

وفيه أحاديث لشعبة من رواية القاضي عمر

.........

مرزوق وسليمان بن حرب ... (٣)

وفيه احاديث من املاء مسلم العلوي ... (٤)

وفيه احاديث عن ابي عمر بن حيّوية ، وعن شبر ... (٥)

__________________

(١) مقدار ثلاث كلمات لا يمكن قراءتها

(٢) سطر واحد لا يمكن قراءته

(٣) كلمتان لا يمكن قراءتهما

(٤) كلمتان لا يمكن قراءتهما

(٥) كذا ظاهرا والكلمة التي بعدها لا تقرأ


( بسم الله الرّحمن الرّحيم )

وصلى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم

ربّ يسّر وأعن

أخبرنا الأمير الأجلّ الكبير السيّد الشريف شهاب الدين أبو محمد الحسن بن عليّ بن المرتضى الحسنيّ العلويّ رحمه الله تعالى غير مرّة :

فالاولى : بقراءة الشيخ الحافظ معين الدين ابي بكر محمد بن عبد الغني ( المعروف بابن نقطة ) ـ رحمه الله تعالى ـ ، في يوم السبت رابع شهر المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة ، ونحن نسمع ذلك بالمسجد المستنصري ، غربي مدينة السلام ـ بغداد ـ بقمرية على شاطئ دجلة.

والثانية : بقراءة الحافظ شرف الدين ، ابي الحسن ، علي بن الحافظ عبد العزيز بن الاخضر ـ رحمه الله تعالى ـ ، وذلك في يوم الاثنين ، سابع عشر ربيع الاول من السنة المذكورة ، بمسجد لله تبارك وتعالى بدرب المطبخ من شرقي بغداد.

والثالثة : بقراءتي عليه بمنزله بالجوسق بدجيل ـ من أعمال بغداد ـ في يوم الأحد رابع عشر ربيع الآخر من السنة المذكورة.

قيل له : أخبركم الامام ، العالم ، الحافظ ، ابو الفضل محمد بن ناصر بن محمد


بن علي السلامي البغدادي ـ رضي‌الله‌عنه ـ بقراءة والدك عليه في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وخمس مائة؟!

فأقرّ به وقال : نعم.

قال : أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن ابي الصقر الانباري قراءة عليه في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

قيل له : أخبركم ابو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف عن عبد (١) الله الفراء بقراءتك عليه؟.

قلت له : اخبركم ابو محمد الحسن بن رشيق قراءة وأنت تسمع؟

قال : حدثنا ابو بشر محمد بن احمد بن حماد الانصاري الدولابي قال : ـ

__________________

(١) هذه الكلمة غير واضحة.


[ خديجة بنت خويلد ]

معرفة نسب خديجة بنت خويلد رضي‌الله‌عنها

[١] ـ حدثنا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن ابي اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع الرصافي ، حدثني عبيد الله بن ابي زياد ، قال : هذا ما ذكره محمد بن هشام بن شهاب الزهري ، قال : أول امرأة تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي (١).

[٢ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبّار ، عن يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق قال : هي : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.

أمّها : فاطمة بنت زيد (٢) بن الأصم بن رواحة بن حجر بن

__________________

(١) سيأتي مثله برقم ١٠ ، ومعناه برقم ٣٩.

(٢) في السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ١٢٢ هكذا : فاطمة بنت زائدة.


عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.

وأمها : هالة بنت عبد مناف بن الحرث بن عبد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي.

وأمّها : قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.

وأمها : عاتكة بنت عبد العزّى بن قصي.

وأمها : روية بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي.

وأمها : قيلة بنت رواقة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.

وأمّها : أميمة بنت عامر بن الحرث بن فهر.

تزويج خديجة قبل تزويج النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) لها

[٣] ـ حدثني أبو اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن أبي منيع ، ثنا جدي عن الزهري ، قال : تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد ؛ قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلين.

الاول منهما : عتيق بن عائذ (١) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ،

__________________

(١) ورد في هامش النسخة ما يلي : في حاشية الاصل بخط الحافظ ابي الفضل بن ناصر ـ رحمه الله تعالى ـ : ( الصواب : عابد ـ بالباء معجمة بواحدة من تحتها ، ودال غير معجمة ـ قاله الزبير ).

هذا وقد ورد ذلك عن الطبري أيضا ، انظر : هامش الكامل ج ٢ ص ٣٠٧.


فولدت له جارية (١) وهي هند ابنة عتيق ، أمّ محمد بن صيفي المخزومي.

ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عائذ ، ابو هالة التميمي وهو من بني أسيد بن عمرو ، فولدت له هند بن هند (٢).

[٤ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق قال : تزوجت خديجة قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهي بكر ـ ، عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، فولدت له امرأة ثم هلك عنها ، فتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة ـ أحد بني عمرو بن تميم ـ حليف بني عبد الدار ، فولدت له رجلا وامرأة ثم هلك عنها ، فتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣).

[٥ ] ـ حدثنا ابو الأشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة بن دعامة ، قال : كانت خديجة قبل ان يتزوج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ثم خلف عليها بعد عتيق ، ابو هالة هند بن زرارة بن نبّاش بن عدي بن حبيب [ كذا ] بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم ، فولدت له هند بن هند (٤).

__________________

(١) ورد في هامش النسخة ما يلي : قال الزبير : فولدت له هند ابنة عتيق.

ولكن ابن الأثير في الكامل روى انه لم يولد له شيئا ومات عنها.

(٢) كذا ورد في السيرة النبوية لابن الأثير ج ٤ ص ٥٨٢ وفي هامش السيرة اضاف إليه : ان هند بن هند ، هذا : هو راوي حديث صفة النبي (ص).

وفي الكامل : هند بن ابي هالة انظر ج ٢ ص ٣٠٧.

وسيأتي مثل هذا الحديث برقم ٤ و ٥ و ٦.

(٣) وسبق مثله في الحديث ٣ وبمعناه الاحاديث الآتية ٥ و ٦.

(٤) مضى مثل هذا الحديث برقم ٣ ، ٤ وسيأتي مثله برقم ٦.


قال زهير : قال يونس بن عبيد : فمرّ بالبصرة مجتازا فهلك ، فلم يقم سوق ولا كلأ يومئذ (١).

[٦ ] ـ حدثني ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث بن سعد حدثه ، قال : كانت خديجة قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت أبي هالة أخي بنى تميم ، وكانت بعد أبي هالة عند (٢) عتيق بن عابد المخزومي ، ثم تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد هما (٣).

استئجار خديجة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ليخرج لها في تجارة

[٧] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ، ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم اياه بشيء تجعله لهم منه ، وكانت قريش قوما تجّارا ، فلما بلغها عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من صدق حديثه ، وعظيم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه ان يخرج في مالها تاجرا الى الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له : ميسرة. فقبله منها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخرج فى مالها ذلك ومعه غلامها « ميسرة » حتى قدم الشام.

فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ظلّ شجرة قريبا من

__________________

(١) ورد في آخر هذا الحديث عبارة : « اسم سوق من أسواقها ». ولعله توضيح من الناسخ ويريد بذلك : ان سوق الكلا ـ وهو احد اسواق البصرة آنذاك ـ قد عطل ذلك اليوم!!.

(٢) في الهامش : في نسخة : تحت.

(٣) مضى مثل هذا الحديث برقم ٣ و ٤ و ٥.


صومعة راهب من الرهبان ، فاطلع الى ميسرة فقال : من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟.

فقال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم.

فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبيّ.

ثم باع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلعته التي خرج فيها ، واشترى ما أراد ان يشتري ، ثم أقبل قافلا الى مكة ومعه ميسرة.

وكان ميسرة ـ فيما يزعمون ـ قال : اذا كانت الهاجرة (١) واشتد الحرّ ، نزل إليه ملكان يظلاّنه من الشمس ، وهو يسير على بعيره. فلما قدم مكة على خديجة بمالها ، باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا ، وحدثها ميسرة عن قول الراهب وعمّا كان يرى من إظلال الملكين إيّاه ، بعثت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت له ـ فيما يزعمون ـ : يا بن عمّ ، اني قد رغبت فيك لقرابتك مني ، وشرفك في قومك ، وسطتك (٢) فيهم ، وأمانتك عندهم ، وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثم عرضت عليه نفسها ـ وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة ، وهي يومئذ أوسط قريش نسبا ، وأعظمهم شرفا ، واكثرهم مالا ، كلّ قومها قد كان حريصا على ذلك منها ـ لو يقدر على ذلك ـ.

فلمّا قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قالت ، ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك لأعمامه ، فخرج معه منهم حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه ، فتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣).

__________________

(١) الهاجرة : مؤنث الهاجر ، وهو نصف النهار في القيظ خاصة ، أو : من الزوال الى العصر.

(٢) سطا عليه : صال عليه ، أو : قهره بالبطش.

(٣) اورده الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٨ عن معالم العترة النبوية باسناده عن ابن اسحاق ، وعنه


[٨] ـ حدثني يونس بن عبد الاعلى ، عن عبد الله بن وهب ، قال : اخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب الزهري ، قال :

فلما استوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبلغ أشدّه ـ وليس له كثير مال ـ استاجرته خديجة بنت خويلد الى سوق حباشة ـ وهو سوق بتهامة ـ واستاجرت معه رجلا آخر من قريش فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو يحدّث عنها ـ : ما رأيت من صاحبة لأجير خيرا من خديجة ، ما كنا نرجع انا وصاحبي الا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبّأه لنا (١).

تزويج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) خديجة رضي‌الله‌عنها

[٩] ـ حدثنا يونس بن عبد الاعلى ، عن ابن وهب ، قال : اخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب الزهري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

لمّا رجعنا من سوق حباشة قلت لصاحبي : انطلق بنا نتحدّث عند خديجة.

قال : فجئنا ، فبينما نحن عندها دخلت مستنبئة من مولّدات قريش (٢) ، [ فـ ] قالت : أمحمّد هذا؟! ، والّذي يحلف به إن جاء لخاطبا.

__________________

المجلسي في البحار ج ١٦ ص ٨ ، واخرجه ابن هشام في السيرة ج ١ ص ١٢١ عن ابن اسحاق ، وابن الأثير في الكامل ج ٢ ص ٤٠ وسيأتي معنى هذا الحديث بالرقم الآتي.

(١) اورده الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٠ عن معالم العترة النبوية باسناده عن ابن شهاب ، وعنه المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١٠ وقد مضى معنى هذا الحديث بالرقم السابق.

(٢) المولّدة : القابلة.


قال : قلت : كلا.

قال : فلما خرجت انا وصاحبي ، قال لي : ولم تعتذر من خطبة خديجة؟ ، فو الله ما من قرشيّة الا تراك كفوا.

قال : فرجعت انا وصاحبي إليها مرّة اخرى ، قال : فدخلت تلك المستنبئة (١) فقالت : أمحمّد هو ، والذي يحلف به ان جاء لخاطبا.

قال : قلت ـ على حياء ـ أجل.

قال : فلم تقصّر خديجة ولا اختها ، فانطلقتا الى ابيهما خويلد بن أسد بن عبد العزى (٢) وهو ثمل من الشراب فقالتا : هذا ابن اخيك محمد بن عبد المطلب (٣) يخطب خديجة ، وقد رضيت خديجة.

فدعاه ، فسأله عن ذلك فخطب إليه ، فأنكحه.

__________________

(١) كذا صححت الكلمة في هامش النسخة ، وفيها : المستنسبة ، وقد ورد في الهامش ما يلي : قال : واصلحه المؤتمن في كتابه : المستنبئة بخطه ، قال : هي الكاهنة.

(٢) قال الواقدي في ذلك : هذا غلط ، والصحيح ان عمّها زوّجها ، وان اباها مات قبل الفجار. كذا نقله المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١٩ ، واليعقوبي في تاريخه ج ٢ ص ١٥ ، والاربلي في كشف الغمّة ج ١ ص ٥١٢ ، والطبري في تاريخه ج ٢ ص ١٩٧.

ونقل المجلسي رواية اخرى عن ابن عباس وفيها : ان عم خديجة عمرو بن أسد زوّجها رسول الله (ص) وان اباها مات قبل الفجار.

وقال : وهذا قد صححه الواقدي أيضا « البحار ج ١٦ ص ١٢ » ، ونقل ابن الأثير في الكامل ج ٢ ص ٤٠ ذلك أيضا.

اقول : واما يوم الفجار ـ أو حرب الفجار ـ فهو على ما نقل في السيرة ج ١ ص ١٢٠ عن ابن اسحاق : فقد هاجت حرب الفجار ورسول الله (ص) ابن عشرين سنة وانما سمي « يوم الفجار » بما استحل هذان الحيّان « كنانة » و « قيس عيلان » فيه من المحارم بينهم.

(٣) كذا ما ورد في النسخة والصحيح محمد بن عبد الله عبد المطلب ولعله نسب الى الجد حسب ما كان شائعا في نسبة الاولاد الى اجدادهم ، او لان اباه (ع) توفى وهو صغير فكفله جدّه عبد المطلب.


قال : فخلّقت (١) خديجة أباها وحلّت عليه حلّة (٢) ، ودخل رسول الله بها ، فلما صحى الشيخ من سكره قال : ما هذا الخلوق وهذه الحلّة؟!.

قالت له ابنته ـ اخت خديجة ـ : هذه حلّة كساكها ابن اخيك محمد بن عبد المطلب ، وقد انكحته خديجة ، وقد دخل بها وبنى بها.

فأنكر ذلك الشيخ ، ثم صار الى ان سلّم واستحيا. فانبعث راجزا من رجّاز قريش يقول :

لا تزهدي خديج في محمد

جلد يضئ مثل ضوء الفرقد (٣)

فلبث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌مع خديجة حتى ولدت منه أولاده.

[١٠ ] ـ وحدثني ابو اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، حدثني عبيد الله بن ابي زياد ، عن الزهري قال : أوّل امرأة تزوّجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خديجة بنت خويلد ، بن أسد ، بن عبد العزّى ، بن قصي (٤).

تزوّجها في الجاهلية ، انكحها ايّاه خويلد بن أسد بن عبد العزّى.

[١١ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث بن سعد حدثه قال : حدثني عقيل (٥) بن خالد ، عن ابن شهاب قال : ان خديجة بنت خويلد أول محصنة تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في

__________________

(١) خلّقته ، اي : طلته بالخلوق ، وهو ضرب من الطيب كانت العرب تتطيّب به في محافلها.

(٢) وهذا على ما كانت عليه السيرة من تطييب الولي بالخلوق وإلباسه الحلّة دليلا على رضاه بالعقد ـ وقد اشير الى هذا في الحديث الثاني عشر الآتي.

(٣) كذا اورد الشطر الثاني في هامش النسخة وفيه ما نصه : قال شيخنا المؤتمن ـ في الحاشية ـ : « يضيء مثل ضوء الفرقد » ، وليس في الرواية.

هذا وقد ورد الشطر الثاني في المتن كما يلي : جلد يضيء كإضاءة الفرقد.

(٤) مضى مثله برقم (١) وسيأتي معناه بالرقم الآتي والرقم ٣٩.

(٥) كذا ورد ضبط الكلمة في نسخة الاصل.


الجاهلية (١).

[١٢ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا حجاج بن المنهال ، ثنا حمّاد بن سلمة عن عمّار بن ابي عمّار ، عن ابن عباس ـ فيما يحسب حمّاد ـ :

ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكر لخديجة ، فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا.

فقالت خديجة لأبيها : ان محمد بن عبد الله يخطبني.

فزوجها اياه ، فخلّقته والبسته حلّة ، وكذلك كانوا يصنعون اذا زوجوا نسائهم.

وبلغني : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوّج خديجة على اثنتي عشرة أوقية ذهبا (٢) ، وهي يومئذ ابنة ثماني وعشرين سنة (٣).

[١٣ ] ـ وحدثني ابن البرقي ـ أبو بكر ـ ، عن ابن هشام ، عن غير واحد ، عن ابي عمرو بن العلاء قال : تزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة (٤).

ذكر اسلام خديجة رضي‌الله‌عنها

[١٤] ـ حدثنا أبو اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، ثنا جدّى ، عن الزهري

__________________

(١) مضى معناه في الحديث رقم ١ و ١٠ وسيأتي برقم ٣٩ ـ أيضا ـ.

(٢) في نسخة الأصل : ذهب.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمّة ج ١ ص ٥١٠ وعنه العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١٠.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٠ ، والطبري في تاريخه ج ٢ ص ١٩٦. ومضى مثله برقم ١ و ١٠ و ١١.


قال : كانت خديجة أول من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

[١٥ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث بن سعد حدثه ، قال : حدثني عقيل بن خالد ، قال : قال ابن شهاب : أنزل الله على رسول الله القرآن والهدى وعنده خديجة بنت خويلد (٢).

[١٦ ] ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة قال : كانت خديجة أوّل من آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من النساء والرجال. (٣).

[١٧ ] ـ حدثني محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، ثنا وائل بن داود ، عن عبد الله البهي قال : قالت عائشة : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار [ لها ] (٤) ، فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت : لقد عوّضك الله من كبيرة السّن.

قالت : فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غضب غضبا شديدا ، وسقطت في يدي (٥) ، فقلت : اللهم ان اذهبت غضب رسولك عنّي لم أعد لذكرها بسوء ما بقيت.

قالت : فلمّا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لقيت قال : كيف قلت؟ ، والله لقد آمنت بي اذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، ورزقت مني الولد حيث حرمتموه.

__________________

(١ ، ٢) رواهما الاربلي في كشف الغمّة ج ١ ص ٥١٠ ، وروى ابن كثير الحديث الرابع عشر في السيرة النبوية ج ١ ص ٤٠٦ عن الزهري. وسيأتي مثله برقم ١٦ و ٢٣ و ٢٩.

(٣) وانظر معناه في الاحاديث رقم ١٤ و ٢٣ ، ٢٩.

(٤) هذه الكلمة غير موجودة في نسخة الاصل ، وانما أخذناها من السيرة.

(٥) سقطت في يدي ، اي : ندمت وتحيّرت من تلك المقالة.


قالت : فغدا وراح عليّ بها شهرا (١).

[١٨ ] ـ حدثني محمد بن حميد ـ أبو قرّة ـ ، ثنا سعيد بن عيسى بن تليد ، حدثني المفضّل بن فضالة ، عن ابي الطاهر عبد الملك بن محمد بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمه عبد الله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : ان كان من بدء أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه رأى في المنام رؤيا فشق ذلك عليه ، فذكر ذلك لصاحبته خديجة بنت خويلد ، فقالت له : أبشر ، فان الله لا يصنع بك الا خيرا ، فذكر لها انه رأى ان بطنه أخرج فطهّر وغسل ، ثم أعيد كما كان (٢) قالت : هذا خير ، فأبشر.

ثم استعلن (٣) له جبريل فأجلسه على ما شاء الله ان يجلسه عليه ، وبشّره برسالة الله حتى اطمأن ، ثم قال له : اقرأ قال : كيف أقرأ.

قال : « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ». (٤)

فقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسالة ربّه ، واتبع الذي جاء

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٢ ، وعنه المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١٢ ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ، ص ٢٠٣ وسيأتي موضوع غيرة عائشة على أم المؤمنين خديجة بالرقم ٣٦ و ٣٧.

(٢) خبر شق بطن الرسول (ص) من مفتعلات الوضاع وهو ينافي عصمة الرسول (ص) ولكن قد رواه اغلب العامة بل اتفقوا عليه ، فقد روى احمد بن حنبل باسناده عن ابي هريرة : ان رسول الله كان ابن عشر سنين واشهر حين نزل عليه رجلان فاضجعاه فقال احدهما لصاحبة : افلق صدره واخرج الغسل والحسد ، فاخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها وادخل الرأفة والرحمة ـ وهي تشبه الفضة ـ عوضا عنهما ( المسند ج ٥ ص ١٣٩ ) وهذا ينافي ما هو الثابت بالعقل والنقل الصحيح من ان الرسول (ص) كان معصوما في جميع مراحل حياته ، وان الغل والحسد وكذا الرأفة والرحمة ليست أمورا مادية.

(٣) الاستعلان هو الظهور علانية.

(٤) وهي الآيات ١ ـ ٣ من سورة العلق (٩٦).


به جبريل من عند الله ، وانصرف الى اهله.

فلما دخل على خديجة قال : أرأيتك الذي كنت أحدثك ورأيته في المنام؟! ، فإنه جبريل استعلن ، فأخبرها (١) بالذي جاءه من الله (٢) وسمع.

فقالت : أبشر (٣) فو الله لا يفعل الله بك الا خيرا ، فاقبل الذي آتاك الله فانك رسول الله حقا (٤).

[١٩ ] ـ حدثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، ثنا محمد بن عائذ ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ـ عطاء بن ابي مسلم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : بعث الله جل وعز محمدا على رأس خمس سنين من بنيان الكعبة ، فكان أول شيء اراه الله اياه من النبوّة رؤيا في المنام ، فشق ذلك عليه ، (٥) ـ والحق ثقيل ، والانسان ضعيف ـ ، (٦) فذكر ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لزوجته خديجة بنت خويلد ، فعصمها الله من التكذيب ، فقالت : أبشر ، فان الله لا يصنع بك إلاّ خيرا ، فحدثها انه رأى بطنه طهّر وغسل ، ثم أعيد كما كان ، قالت : وهذا والله خير.

قال ابن عباس : ثم استعلن له جبريل وهو بأعلى مكة من قبل حرّاء ، فوضع يده على رأسه وفؤاده وبين كتفيه وقال له جبريل : لا تخف.

__________________

(١) في كشف الغمة : واخبرها.

(٢) في كشف الغمة : من عند الله.

(٣) في كشف الغمة : ابشر يا رسول الله.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٠ عن الدولابي في هذا الكتاب ، وعنه المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١٠ ، ورواه ابن كثير عن موسى بن عقبة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، في السيرة ج ١ ص ٤٠٥. وسيأتي مثله بالرقم ١٩ و ٢٠.

(٥) في كشف الغمة : فشق عليه.

(٦) ما بين الشارحتين غير موجود في كشف الغمة.


فأجلسه معه على مجلس كريم جميل معجب ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : اجلسني على بساط كهيئة الدرنوك (١) ، فيه من الياقوت واللؤلؤ فبشره برسالات الله حتى اطمأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال له : اقرأ. قال : كيف أقرأ؟! قال : « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ». (٢)

فقبل الرسول رسالات ربّه ، وسأله ان يخفيها واتبع الذي نزل به جبريل من عند ربّ العرش العظيم.

فلما قضى إليه الذي امر به ، انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منقلبا الى اهله ، لا يأتي على حجر ولا شجر الا سلّم عليه : « سلام عليك يا رسول الله ».

فرجع الى بيته وهو موقن قد فاز فوزا عظيما ، فلما دخل على امرأته خديجة قال : يا خديجة أرأيت ما كنت أراه في المنام وأحدثك به ، قد استعلن وانه جبريل أرسله ربه ـ وأخبرها بالذي قال ، وبالذي رأى وسمع ـ.

فقالت : أبشر ، فو الله لا يفعل الله بك الا خيرا ، أنا اقبل الذي أتاك من عند الله ، فانه حق ، وأبشر فانك رسول الله حقا (٣).

[٢٠ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الاعلى ، ثنا عبد الله بن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : حدثني عروة ، ان عائشة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أخبرته ، قالت : كان أول ما بدء به رسول الله صلّى الله

__________________

(١) الدرنوك والدرنيك : ضرب من الثياب او البسط له حمل قصير كحمل المناديل وبه يشبّه فروة البعير والاسد. ( لسان العرب ). وفي النهاية ، هو : الستر.

(٢) وهي الآيات ١ ـ ٣ من سورة العلق (٩٦).

(٣) هذا الحديث يقرب مما رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٠ ومضى معنى هذا الحديث في الحديث السابق وسيأتي مثله بالرقم ٢٠.


عليه وآله وسلّم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلأ ، فكان يخلو بغار حرّاء يتحنّث فيه (١) وهو : التعبّد الليالي اولات العدد ، قبل ان يرجع الى أهله ، ويتزوّد لذلك ، ثم يرجع الى خديجة فيتزوّد بمثلها (٢) ، حتى فجأه الحق (٣) وهو في غار حرّاء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ. فقال : ما أنا بقارئ.

فأخذني فغطني (٤) حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ. قلت : ما انا بقارئ ، قال : « اقْرَأْ بِاسْمِ ، رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ». (٥).

فرجع بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ترجف بوادره (٦) ، حتى دخل على خديجة ، فقال : زمّلوني (٧) ، فزملوه حتى ذهب عنه الورع ، ثم قال لخديجة : اي خديجة ، واخبرها الخبر ـ ، فقال : لقد خشيت على نفسي.

قالت له خديجة : كلاّ ، أبشر ، والله لا يخزيك أبدا ، والله انك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ (٨) وتكسب المعدوم ، وتقري

__________________

(١) في البحار : فيتعبّد فيه.

(٢) ورد في هامش نسختنا ما يلي : نسخة المؤتمن : فيتزود لمثلها ، وبمثل ما ورد في الهامش ، السيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٣٨٥ وفي هامش البحار : فتزوده لمثلها.

(٣) في السيرة لابن كثير : حتى جاءه الحق.

(٤) في السيرة لابن هشام ج ١ ص ٥٥ : فغتّني ، ومعنى ما ورد هنا هو : فخنقني.

(٥) وهي الآيات ١ ـ ٥ من سورة العلق (٩٦).

(٦) في السيرة لابن كثير : يرجف فؤاده ، ومثله صحيح مسلم ومسند احمد ، والبوادر : جمع بادرة وهي لحمة ما بين المنكب والعنق ، وقيل : هي عروق تضطرب عند الفزع.

(٧) زمل الشيء : غطّاه ودثره.

(٨) الكل : الثقل من كل ما يتكلّف ، والكل : العيال.


الضيف ، وتعين على نوائب الحق (١) وانطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ـ وهو ابن عم خديجة ، اخو أبيها ـ وكان امرأ تنصّر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي (٢) ويكتب من الإنجيل بالعربيّة (٣) ما شاء الله وكان شيخا كبيرا قد عمي.

فقالت له خديجة : ابن عمّ اسمع من ابن اخيك (٤) قال ورقة بن نوفل : يا ابن أخ (٥) ما ذا ترى؟ ، فاخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خبر ما رأى.

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي انزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعا (٦) ، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أو مخرجيّ هم؟!

قال ورقة : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا. (٧) ثم لم ينشب ورقة ان توفّي ، وفتر الوحي فترة (٨) حتى حزن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فيما بلغنا ـ ،

__________________

(١) النوائب جمع نائبة ، وهي ما ينوب الانسان ، اي : ينزل به من المهمّات والحوادث.

(٢ ، ٣) وقد ورد في السيرة لابن كثير : العبراني والعبرانية ـ في الموضعين ـ.

(٤) الى هنا ما اورده مسلم في صحيحه ج ٢ ص ٢٠٤ باب بدء الوحي.

(٥) ورد في هامش النسخة : اخي. وهو الأصح كما ورد في السيرة لابن كثير.

(٦) اي ليتني كنت شابا عند ظهور النبوة ـ لأن الضمير في فيها يعود الى النبوة ـ وجذعا منصوب على الحال من الضمير تقديره ليتنى مستقر فيها جذعا ( النهاية ).

(٧) الى هنا قد رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٢٣.

(٨) الى هنا اورده المجلسي في بحار الانوار وبعده : ثم أتاه الوحي ، الناموس جبرئيل (ع) وصاحب السر. ، وقد اورده نقلا عن الكازروني في كتاب المنتقى باسناده عن عائشة في الجزء ١٨ ص ٢٢٧.

واما ما الحق به الدولابي بقوله : فيما بلغنا ، فلم نجده في مصدر موثوق به وهو بظاهره يخالف مقام النبوة فان النبي لن يعتريه شك في رسالته.


فغدا من أهله مرارا لكي يتردى من رءوس شواهق جبال الحرم ، فكلّما أوفى ذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدّا له جبريل عليه‌السلام فقال : يا محمد انك لرسول الله حقا ، فيسكن ذلك جأشه ، وتقر نفسه ، فاذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فاذا اوفى على ذروة جبل تبدّا له جبريل فقال له مثل ذلك. (١)

[٢١ ] ـ حدثنا ابو اسامة ـ عبد الله بن محمد بن أبي أسامة ـ ، ثنا حجاج بن أبي منيع ، ثنا جدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : مثله (٢).

[٢٢ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، ثنا عبد الملك بن هشام ، عن زياد ، قال : قال ابن اسحاق : حدثني اسماعيل بن ابي حكيم ـ مولى آل الزبير ـ انه حدّث عن خديجة ، انها قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اي ابن عمّ ، أتستطيع ان تخبرني بصاحبك هذا الذي ياتيك اذا جاءك؟!.

قال نعم. قالت : فاذا جاءك فاخبرني به ، فجاءه جبريل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا خديجة هذا جبريل قد جاءني.

قالت : قم يا ابن عم ، فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلس عليها.

قالت : هل تراه؟! قال : نعم.

قالت فتحوّل فاقعد على فخذي اليمنى ، قال فتحول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقعد على فخذها اليمنى.

فقالت : هل تراه؟. قال : نعم.

__________________

(١) ذكره البخاري في صحيحة في باب بدء الوحي ج ١ ص ٣ ، وذكره ابن هشام في السيرة ج ١ ص ١٥٣ وابن كثير في السيرة ج ١ ص ٣٨٦ وقد سبق مثله بالرقم ١٨ و ١٩.

(٢) ذكره ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٥٣.


قال : فتحسرت (١) ، فالقت خمارها ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت : هل تراه؟ قال : لا.

قالت : يا ابن عمّ ، اثبت وأبشر فو الله انه لملك (٢) ما هذا بشيطان. قال ابن اسحاق : وقد حدث (٣) بهذا الحديث عبد الله بن حسن فقال قد سمعت فاطمة بنت حسين تحدث بهذا (٤) عن خديجة ، الا اني سمعتها تقول : ادخلت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينها ( وبين درعها فذهب ) (٥) عند ذلك جبريل.

فقالت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان هذا لملك وما هو بشيطان (٦).

[٢٣ ] ـ حدثنا ابن البرقي ـ ابو بكر ـ ، ثنا عبد الملك بن هشام ، عن زياد بن عبد الله البكائي قال : قال محمد بن اسحاق : كانت خديجة بنت خويلد أوّل من آمنت بالله ورسوله وصدقت [ بما ] جاءه من الله عز وجل ، ووازرته على أمره ، فخفف الله بذلك عن رسوله ، وكان لا يسمع

__________________

(١) ورد في هامش نسختنا ما يلي : قال الشيخ [ كلمات لا تقرأ ] ، وكتب المؤتمن في حاشية نسخته : فحسرت.

أقول : لعلّ الشيخ أشار إلى وجود سقط هنا وهو : [ قالت : فاجلس في حجري ، ففعل ] كما في البحار ج ١٦ ص ١١. ( المحقّق ).

(٢) في كشف الغمة : لملك كريم.

(٣) في هامش نسختنا : في نسخة : حدثت ، وهكذا ورد في السيرة ج ١ ص ١٥٧ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٢٠٨.

(٤) في كشف الغمة : بهذا الحديث.

(٥) ما بين القوسين غير واضح في نسختنا وقد اخذناه من السيرة لابن هشام ج ١ ص ١٥٧.

(٦) روى هذا الحديث الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١١ وعنه المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١١ ، ورواه ابن كثير في السيرة النبوية ج ١ ص ٤١٠ باسناده عن البيهقي ، عن ابي عبد الله الحافظ ، عن ابي العباس ، عن احمد بن عبد الجبار ، عن يونس ، عن ابن اسحاق. ورواه أيضا ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٥٧ كما مر.


شيئا يكرهه [ من رد عليه ] وتكذيب له فيحزنه ذلك ، الا فرج الله عنه بها ، اذا رجع إليها ، [ تثبته ] وتخفف عليه وتصدقه وتهوّن عليه أمر الناس حتى ماتت رحمها الله تعالى. (١).

[٢٤ ] ـ قال ابن اسحاق : فحدثني هشام بن عروة ، عن ابيه عروة ، عن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب. (٢)

قال ابن هشام : والقصب ـ هنا ـ : اللؤلؤ المجوّف (٣).

[٢٥ ] ـ قال ابن هشام : وحدثني من أثق به : ان جبريل اتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : اقرأ خديجة السلام من ربّها (٤).

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك (٥).

قالت خديجة : الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام (٦)

[٢٦] ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد ، ثنا ابو اسامة ، وحدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال :

__________________

واما الدرع : فهو القميص او ما تلبسه المرأة فوق القميص ( هامش كشف الغمة ).

وما جعلناها بين المعقوفات فهي غير واضحة في نسختنا وقد اخذناها من السيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ١٥٨.

(١) وقد اورد هذا الحديث العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١٠ ـ أيضا ـ ومضى معناه في الاحاديث ١٤ و ١٦ وسيأتي مثله بالرقم ٢٩.

(٢) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠٥ وروى معناه في ج ٢ ص ٢٣٠ وج ٤ ص ٣٥٦ و ٣٨١ وسيأتي مثله برقم ٣٢ و ٣٣ و ٣٦ و ٣٧.

(٣) ذكره ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٥٩.

(٤) في كشف الغمة : اقرأ خديجة من ربها السلام.

(٥) في كشف الغمة : يقرئك من ربك السلام.

(٦) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٢ وعنه المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١١ ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٥٩.


ثنا يونس ؛ جميعا (١) عن هشام بن عروة ، عن ابيه ، قال : سمعت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب يقول : سمعت عليا بالكوفة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد (٢).

[٢٧ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن ابيه ، عن خديجة انها قالت : لما أبطأ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوحي ، جزع من ذلك جزعا شديدا ، فقلت له ـ مما رأيت من جزعه ـ : لقد قلاك ربّك مما يرى من جزعك.

فانزل الله عز وجل : « ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى » (٣).

[٢٨ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الاعلى ، ثنا عبد الله بن وهب ، حدثني عبد الرحمن بن زيد قال : قال آدم عليه‌السلام : اني لسيد البشر ـ يوم القيامة ـ الا رجل من ذريتي ، نبيّ من الأنبياء يقال له : « أحمد » ، فضّل عليّ باثنتين ، زوجته عاونته فكانت له عونا ، وكانت زوجتي ( عليّ ) (٤) عونا ، وان الله اعانه على شيطانه فأسلم ، وكفر شيطاني (٥).

__________________

(١) ورد في هامش نسختنا : في نسخة : وحدثنا يونس عن هشام.

(٢) رواه احمد بن حنبل باسناده عن ابن نمير ، عن هشام في المسند ج ١ ص ٨٤ و ١١٦ ، ١٣٢ و ١٤٣.

(٣) سورة الضحى : ٩٣ الآية ٣.

وقد نزلت هذه السورة تسلية لرسول الله (ص) حيث ان المنافقين لما رأوا ابطاء الوحي عن الرسول (ص) اخذوا يتهجمون عليه فاغتم لشماتة الأعداء ، فنزلت السورة تسلية لقلبه ، وذكره الطبرسي في مجمع البيان : ج ٢ ص ٦٠٥ قيل ان أم جميل بنت حرب امرأة ابي لهب قالت له : يا محمد ما ارى شيطانك الا قد تركك ، لم اره قربك منذ ليلتين او ثلاث ، فنزلت السورة. ، واما سيدتنا خديجة رضي‌الله‌عنها فهي اجل شأنا من ان تتشمّت برسول الله (ص) عند انقطاع الوحي ، كيف وهي من عرفت بمؤازرتها له (ص) على اداء الرسالة وحمايتها للرسول ومسارعتها الى تصديقه.

(٤) كذا ورد في كشف الغمة وبحار الانوار ، ولكنه في نسختنا : وكانت زوجتي كونا عونا.

(٥) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٢ وعنه العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ١٦ ص ١١.


[٢٩] ـ حدثني ابو بكر ـ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ـ ، ثنا ابو حفص ـ عمرو بن ابي سلمة ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال ؛ ما جاءنا ابو حنيفة بشيء أعجب إلينا من هذا (١) ، قال : ان أوّل من آمن من النساء خديجة ، وأوّل من أسلم من الرجال أبو بكر ، وأول من أسلم من الغلمان علي بن ابي طالب رضي‌الله‌عنهم.

__________________

(١) ان هذا التقسيم المبتدع في تعيين اوائل المسلمين هو عجيب حقا فان الغلمان ليسوا قسما مستقلا في مقابل الرجال والنساء وانما افتعل النواصب ذلك غمطا لفضل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام وانكارا لأسبقيته الى الايمان من جميع الصحابة وقد اطبق الحفاظ على ان اول من اسلم وسبق جميع الصحابة الى الايمان بالله ورسوله هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام وقد ذكر محمد بن ابي بكر التلسماني في كتابه « الجوهرة في نسب الامام علي (ع) وآله » ما نصه :

وحدّث عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، قال : حدثني مولى غفرة ، قال : سئل محمد بن كعب القرظي عن أوّل من أسلم علي أو أبو بكر؟! قال : سبحان الله ، علي اولهما اسلاما.

وروى عن معاذة بنت عبد الله العدوية ، قالت : سمعت علي بن ابي طالب على منبر البصرة وهو يقول : انا الصديق الاكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل ان يسلم. ( الجوهرة ص ٩٥ ) وروى عن سلمة بن كهيل ، عن حبة بن جوين ، قال : سمعت عليا رضي‌الله‌عنه يقول : لقد عبدت الله قبل ان يعبده أحد من هذه الامة خمس سنين. وذكر نظير ذلك احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٩٩ ، وفيه : لقد صليت قبل ان يصلي الناس سبعا. وروى باسناده عن حبة العرني قال : سمعت عليا يقول : انا اول رجل صلى مع رسول الله. ( المسند ج ١ ص ٣٧٣ ) ونقل ابن عباس في حديثه عن الفضائل العشرة لامير المؤمنين (ع) فقال : وكان اول من اسلم من الناس بعد خديجة. ( مسند احمد ج ١ ص ٣٣٠ ـ ٣٣١ ) وذكر ابن المغازلي في مناقب على بن ابي طالب (ع) باسناده عن حبة العرني عن علي (ع) انه قال : انا أوّل من اسلم. المناقب ص ١٥ ح ٢٠ و ٢١ وروى مثله الخطيب البغدادي في تاريخه ج ٤ ص ٢٣٣.

وسيأتي ـ أيضا ـ قول رسول الله (ص) : « علي اعلم الناس وأولهم سلما وأفضلهم حلما » انظر الحديث ٨٣ و ١٨١.


وفاة خديجة رضي‌الله‌عنها

[٣٠] ـ حدثنا أبو الاشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهي أوّل من آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[٣١ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث حدثه قال : حدثني عقيل بن خالد ، قال : قال ابن شهاب : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة.

[٣٢ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، اخبرني عروة بن الزبير ، قال : كانت خديجة توفيت قبل ان تفرض الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أريت لخديجة بيتا من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب (١).

وهو قصب اللؤلؤ.

[٣٣ ] ـ حدثني أبو أسامة ـ عبد الله (٢) بن ابي اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، ثنا جدي ، عن الزهري ، عن عروة ، قال : توفيت خديجة قبل ان تفرض الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أريت لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وهو قصب اللؤلؤ. (٣)

[٣٤ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثني يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال :

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١١ ، ومضى مثله برقم ٢٤ وسيأتي ـ أيضا ـ برقم ، ٣٦ و ٣٧.

(٢) هو عبد الله بن محمد بن ابي اسامة وينسب الى جده غالبا.

(٣) مضى مثله برقم ٢٤ و ٣٢ وسيأتي ـ أيضا ـ برقم ٣٦ و ٣٧.


.. ثم ان خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابع (١) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هلاك خديجة وابي طالب ، وكانت خديجة وزيرة صدق على الاسلام ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسكن إليها (٢).

[٣٥ ] ـ .. وقال زياد بن عبد الله البكائي ، عن ابن اسحاق : ان خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد ، وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذلك قبل مهاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى المدينة بثلاث سنين.

[٣٦ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما غرت على خديجة ، مما كنت اسمع من ذكره لها ، وما تزوجني الا بعد موتها بثلاث سنين ، ولقد أمره ربّه ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا نصب فيه ولا صخب (٣).

[٣٧ ] ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو أسامة ، ثنا هشام بن عروة ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، ـ ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين ـ ، لما كنت اسمعه يذكرها ، ولقد أمره ربّه ان يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وان كان ليذبح الشاة ثم

__________________

(١) كذا في كشف الغمة ، ولكنه في نسختنا : تتابعت.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١١ ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ٢ ص ٢٨٢ بلفظ قريب منه.

(٣) روى احمد بن حنبل باسناده عن عبد الله بن اسامة عن هشام ... ما يقرب منه لفظا في المسند ج ٦ ص ٢٠٢ ، وانظر الحديث الآتي.


يهدي في خلائلها منه. (١)

[٣٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ثنا سعيد بن سليمان ، ثنا مالك بن فضالة ، عن ثابت ، عن انس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا اتي بالشيء يقول : اذهبوا به الى بيت فلانة فانها كانت تحبّ خديجة. (٢)

ذكر أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خديجة رضي‌الله‌عنها

[٣٩] ـ اخبرنا الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا أبو بشر ، قال : حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الاشعث العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء العبدي ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة بن دعامة ، قال : تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجاهلية خديجة بنت خويلد ، بن أسد ، بن عبد العزّى ، بن قصي ، وهي أول من تزوجها ، (٣) فولدت له في الجاهلية « عبد مناف » ، وولدت له في الاسلام غلامين واربع بنات ؛ « القاسم » ـ وبه كان يكنّى ـ ، فعاش حتى مشى ، و « عبد الله » ، فمات صغيرا ، ومن النساء : « فاطمة » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « زينب ». (٤)

__________________

(١) روى معناه احمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٢٠٢ ، وراجع الحديث السابق.

(٢) روى احمد بن حنبل باسناده عن عائشة ، قالت : انا كنا نذبح الشاة فيبعث رسول الله (ص) باعضائها الى صدائق خديجة. ( المسند ج ٦ ص ٢٧٩ )

(٣) مضى معنى هذا الحديث في الاحاديث رقم ١ و ١٠ و ١١.

(٤) ذكر الدولابي اسماء أولاد الرسول (ص) من خديجة في الاحاديث ٤٠ ، ٤١ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨.


[٤٠] ـ أخبرنا يونس بن عبد الاعلى ، ثنا عبد الله بن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن الزهري ، قال : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خديجة : « القاسم » و « الطاهر » و « فاطمة » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « زينب ». (١)

[٤١ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولده كلهم قبل ان ينزل عليه الوحي ؛ « زينب » ، و « أمّ كلثوم » و « رقية » و « فاطمة » و « القاسم » و « الطاهر » و « الطيب ».

فأمّا « القاسم » و « الطاهر » و « الطيب » ؛ فهلكوا قبل الاسلام جميعا وهم يرضعون ، وبالقاسم كان يكنى.

وامّا بناته ؛ فادركن الاسلام ، وهاجرن معه ، واتبعنه ، وآمنّ به. (٢)

[٤٢ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابي عبد الله الجعفي ، عن جابر عن محمد بن علي ، قال : كان القاسم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بلغ ان يركب الدابّة ، ويسير على النجيب (٣) ، فلما قبضه الله قال : (٤) قد اصبح محمد أبترا من ابنه!!.

فأنزل الله على نبيّه : « إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ». ـ عوضا ... (٥) من مصيبتك في القاسم ـ ، « فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ». (٦)

__________________

(١) ذكر معنى هذه الرواية ابن شهرآشوب في المناقب ج ١ ص ١٦١.

(٢) روى معناه المجلسي في بحار الانوار ج ٢٢ ص ١٦٦ عن كتاب المنتقى ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٢٣ عن ابن اسحاق ، وانظر الاحاديث رقم ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ من هذا الكتاب.

(٣) النجيب : عتاق الابل التي يسابق عليها ( قاله الازهري ).

(٤) والقائل هو العاص بن وائل السلمي كما في البحار ج ٢٢ ص ١٦٦.

(٥) كلمة غير واضحة في نسختنا ولعلها ؛ « تأخذ ».

(٦) سورة الكوثر (١٠٨) الآيات ١ ـ ٣.


[٤٣] حدثني محمد بن عمرو الكلبي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن ابيه ، وراشد بن سعيد المقرئيّ قالا : قالت خديجة : يا رسول الله أولادي منك في الاسلام؟!.

قال : في الجنة.

قالت : بلا عمل؟!. قال : الله اعلم بما كانوا عاملين.

قالت : يا رسول الله فأولادي من غيرك؟!. قال : في النار.

قالت : بلا عمل؟!. قال : الله اعلم بما كانوا عاملين. (١)

[٤٤ ] ـ حدثني ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث حدثهم : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب : ان خديجة بنت خويلد أوّل محصنة تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فولدت له « زينب » فكانت أكبر بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و « فاطمة » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « القاسم » و « الطاهر ». (٢)

[٤٥ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابراهيم بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غلامين واربع نسوة : « القاسم » و « عبد الله » و « فاطمة » و « أمّ كلثوم » و « زينب » و « رقية ». (٣)

[٤٦ ] ـ اخبرني يونس بن عبد الأعلى ، انبأنا عبد الله بن وهب ، حدثني ابن زيد ،

__________________

(١) روى احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ١٣٤ باسناده عن زاذان عن علي قال : سألت خديجة النبي (ص) عن ولدين ماتا لها في الجاهلية؟ فقال رسول الله (ص) : هما في النار ... الى ان قال : ثم قال رسول الله (ص) : ان المؤمنين واولادهم في الجنة ، وان المشركين واولادهم في النار ثم قرأ رسول الله (ص) « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ. »

(٢) انظر الاحاديث ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ من هذا الكتاب.

(٣) رواه ابن الأثير في السيرة النبوية ج ١ ص ٢٦٤ باسناده عن يونس بن بكير باسناده.


قال : ولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة من خديجة ؛ « القاسم » و « الطاهر » و « مطهّر » ، وولدت له : « فاطمة » و « رقية » و « زينب » و « أمّ كلثوم ». (١)

[٤٧ ] ـ حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، سمت عبد الملك بن هشام يقول : كان أكبر بنيه « القاسم » ، ثم « الطيب » ، ثم « الطاهر ». وأكبر بناته « رقية » ثم « زينب » ثم « أمّ كلثوم » ثم « فاطمة ». (٢)

[ زينب بنت رسول الله (ص) ]

زينب رحمها الله تعالى

[٤٨] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ ابو اسامة الحلبي ـ ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، حدثني جدي عبيد الله بن ابي زياد ، عن الزهري ، قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « القاسم » ـ وبه كان يكنّى ـ ، و « الطاهر » و « الطيب » و « زينب » و « رقية » و « أمّ كلثوم » و « فاطمة » (٣).

فاما زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوجها ابو العاص (٤) بن الربيع ، بن عبد العزى ، بن عبد شمس ، بن عبد مناف

__________________

(١) نظر معنى هذا الحديث والحديث الآتي في الاحاديث المرقمة ٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٨ من هذا الكتاب.

(٢) رواه ابن هشام في السيرة النبوية ج ١ ص ١٢٢ وابن الأثير في السيرة ج ١ ص ٢٦٤.

(٣) سبق رواية هذا المقطع من الحديث عن الزهري برقم «٤٠ » وليس فيه « الطيب ».

(٤) كتب في هامش نسختنا ما يلي : ابو العاص اسمه : هشيم ، وقيل : مهشم ، وقيل : لقيط ، وقيل غير لك.


ـ في الجاهلية ـ ، فولدت لابي العاص جارية اسمها : « أمامة » تزوجها علي بن ابي طالب بعد ما توفيت فاطمة بنت رسول الله ، فقتل علي وعنده امامة (١) ، فخلف على امامة بعد علي بن ابي طالب ، المغيرة بن نوفل ، بن الحارث ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، فتوفيت عنده.

وأم أبي العاص بن الربيع ؛ هالة بنت خويلد ، بن أسد ، وخديجة خالته ـ اخت امّه ـ (٢).

[٤٩ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا هشيم ، اخبرنا داود بنت ابي هند ، عن الشعبي : ان امامة بنت ابي العاص كانت عند علي بن ابي طالب ، فلمّا أصيب ولت امرها المغيرة بن نوفل بن الحارث ، فقال المغيرة : اشهدوا انه قد تزوجها وأصدقها كذا وكذا.

[٥٠ ] ـ حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة قالت : كان ابو العاص بن الربيع ، بن عبد العزى ، بن عبد شمس ، من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة وأمانة ، وكان لهالة بنت خويلد ، ـ فخديجة خالته ـ. فقالت خديجة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : زوّجه.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يخالفها ـ وذلك قبل ان ينزل عليه (٣) ـ فزوّجه زينب.

فلما اكرم الله نبيه بنبوته آمنت به خديجة وبناته ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم ،

__________________

(١) ذكر الدولابي امامة بنت زينب في الاحاديث ٤٩ ، ٥٧ ، ٦١ ، ٦٢ ـ أيضا ـ

(٢) روى ابن الأثير معنى هذا الحديث في السيرة النبوية ج ٤ ص ٥٨١.

(٣) اي : الوحي.


فلما بدأ (١) قريشا بأمر الله ، قالوا : انكم قد فرغتم محمدا من بناته ، فردّوهن عليه ، فاشغلوه بهنّ.

فمشوا الى ابي العاص بن الربيع ، فقالوا : فارق صاحبتك ، ونحن نزوّجك بأي امرأة شئت من قريش.

فقال : لا ... (٢) والله لا افارق صاحبتي وما يسرني ان لي بامرأتي أفضل امرأة من قريش (٣).

[٥١ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، وابو بكر احمد بن عبد الرحيم ، قالا : ثنا سعيد بن ابي مريم ، قال : انبأنا يحيى بن أيوب ، حدثني يزيد بن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن عروة الزبير ، عن عائشة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا قدم المدينة خرجت زينب ـ ابنته ـ من مكة مع كنانة ، او ابن كنانة ، فخرجوا في أثرها ، في أثرها ، فأدركها هبّار بن الاسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، والقت ما في بطنها ، واهريقت دما ، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقالت بنو أميّة : نحن أحق بها ـ وكانت تحت ابن عمهم ابي العاص ـ.

وكانت عند هند (٤) ، فكانت تقول : هذا في سبب أبيك.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لزيد بن حارثة : الا تنطلق

__________________

(١) في نسختنا : بادأ. وما اثبتناه هو الأصح.

(٢) كلمة لا تقرأ في نسختنا.

(٣) روى معنى هذا الحديث ابن هشام في السيرة النبوية ج ٢ ص ٤٧٨. ولهذا الحديث تتمة ستأتي برقم ٦٥.

(٤) هند ، هي : « أمّ جميل » زوجة « ابي لهب » التي مثّلت بسيد الشهداء حمزة ، في أحد ونزل فيها وفي زوجها سورة اللهب.


فتجيئني بزينب؟!.

قال : بلى يا رسول الله.

قال : فخذ خاتمي فاعطها.

فانطلق زيد ، فلم يزل يتلطف حتى لقى راعيا ، فقال : لمن ترعي؟! قال : لابي العاص.

قال : فلمن هذه الغنم؟! ، قال : لزينب بنت محمد.

فسار معه شيئا ثم قال له : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إيّاه ، ولا تذكره لأحد؟!.

قال : نعم. ، فاعطاه الخاتم ، فانطلق الراعي فادخل غنمه واعطاها الخاتم فعرفته ، فقالت : من اعطاك هذا؟!.

قال : رجل.

قالت : واين تركته؟ قال : في مكان كذا وكذا.

فسكتت ، حتى اذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها زيد : اركبي بين يديّ على بعيري (١).

قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يديّ ، فركب وركبت خلفه ، حتى اتت المدينة.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : هي أفضل بناتي أصيبت بي.

فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق الى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة؟!.

قال عروة : ما أحب ان لي ما بين المشرق والمغرب واني انتقص

__________________

(١) كذا صحح في هامش النسخة وفي الاصل : بعيره.


فاطمة حقا هو لها ، واما بعد ذلك عليّ ان لا أحدث به أحدا (١).

[٥٢ ] ـ حدثني يونس بن عبد الاعلى ، أنبأنا عبد الله بن وهب ، اخبرني ابن لهيعة ، عن موسى بن جبير الانصاري ، عن عراك بن مالك الغفاري ، عن ابي بكر بن عبد الرحمن ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : ان زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل إليها زوجها ابو العاص بن الربيع ، أن خذي لي أمانا من أبيك ، فخرجت ، فاطلعت رأسها من باب حجرتها ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي بالناس ، فقالت : أيها الناس انا زينب بنت رسول الله ، واني قد أجرت ابا العاص.

فلما فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصلاة ، قال : أيها الناس ، اني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ، ألا وانه يجير على المسلمين أدناهم (٢).

[٥٣ ] ـ حدثنا ابو الحسين محمد بن خالد بن على (٣) الحمصي ، ثنا بشر بن شعيب ، عن ابيه ، وأخبرنا ابو بشر (٤) بن يعقوب ، ثنا ابو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، قال : اخبرني علي بن الحسين : ان المسوّر بن محرمة أخبره : ان علي بن ابي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما سمعت فاطمة اتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت له : ان قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح (٥) بنت أبي جهل.

__________________

(١) روى هذا الحديث الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٥ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

(٢) وسيأتي اجارة زينب لابي العاص في الحديث ٥٦.

(٣ ، ٤) كذا ظاهر الكلمة ، وهي غير واضحة في نسختنا.

(٥) في نسخة الاصل كما في الفضائل : ناكحا.


قال المسوّر بن مخرمة : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته حين تشهّد قال : أمّا بعد ، فاني أنكحت أبا العاص فحدثني فصدقني ، وان فاطمة بنت محمد بضعة مني وانا أكره ان يفتنوها (١) ، وانها والله لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد أبدا.

فترك عليّ الخطبة. (٢)

__________________

(١) كتب في هامش نسختنا : في حاشية الاصل ما يلي : في الاصل : يسؤها.

(٢) ورواه احمد بن حنبل في الفضائل ح ١٣٢٩ وباسناده عن ابي اليمان في المسند ج ٤ ص ٣٢٦ وباسناده عن وهب في ص ٣٢٦ بلفظ يقرب منه وكذا في الحديث ١٣٣٤ من فضائل الصحابة. ، واخرجه البخاري في صحيحه ج ٧ ص ٨٥ ومسلم في صحيحه ٤ / ١٩٠٣ عن ابي اليمان ، وابو داود في سننه ج ٢ ص ٢٢٥ عن الزهري.

وهذا الحديث ـ وان كثرنا قلوه من العامة ـ فهو منحصر بهم ولم نر فيه ولا طريقا صحيحا واحدا من الخاصة ، وهو بظاهره مناف لما كان عليه امير المؤمنين (ع) من طاعته للرسول وعدم مخالفته له حتى في أبسط الامور فكيف يعمل ما يوجب اذى الرسول (ص)؟!

والمشهور بين المحدثين ان الرسول (ص) قال : « فاطمة بضعة مني » على ما رواه اكثر المحدثين ـ بعبارات مختلفة ـ الآن ان دمج هذا القول بقصة مفتعلة للحط من كرامة امير المؤمنين عليه‌السلام قد جنّد الغيارى على التراث للدفاع عن الامام (ع) ومنهم السيد المرتضى علم الهدى (ره) في كتابه : « تنزيه الأنبياء » وخلاصة ما قاله (ره) : ان هذا الخبر موضوع قد تفرد به راو واحد هو الكرابيسي طاعنا به على أمير المؤمنين (ع) وفيه ما يشهد العقل بكذبه وبطلانه وهو امور.

منها : ان النبيّ (ص) لا ينكر ما اباحه الاسلام ، فللرجل ان يتزوج أربعا فكيف ينكر الرسول هذا المباح ويعلن بذلك على المنابر.

ومنها : ان هذا الخبر يتضمّن الطعن على النبي (ص) لانه انما زوّج فاطمة (ع) من امير المؤمنين بعد ان اختار الله لها ذلك ، ومن المعلوم ان الله لا يختار لها من بين الخلائق من يؤذيها ويغمّها ، وهذا أدل دليل على كذب القصة.

ومنها : انه لم يعهد من أمير المؤمنين (ع) خلاف على الرسول (ص) ولا كان ـ قطّ ـ بحيث يكره الرسول (ص) ـ على طول الصحبة ـ ، فكيف يتصور منه المخالفة له في هذا الموضوع.

ومنها : انه لو صحّ ذلك لانتهزه الاعداء من بني أميّة واتباعهم للطعن به على امير المؤمنين (ع) في حين انا لم نعثر على من روى هذه القصّة غير الكرابيسي. الى غير ذلك مما هو مسطور في كتاب السيد


[٥٤] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن زكريا بن ابي زائدة ، عن عامر الشعبي قال : خطب علي بنت ابي جهل الى عمّها الحارث واستأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فقال : عن اي شأنها تسألني ، عن حسنها؟ (١).

قال : لا .. ولكن تأمرني بها؟.

فقال : (٢) فاطمة بضعة (٣) مني ، ولا أحب ان تجزع.

فقال : لا آتي شيئا تكرهه. (٤)

قال ابن اسحاق : وحدثني من لا أتهمه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يغار لبناته غيرة شديدة ، وكان لا ينكح بناته على ضرّة.

[٥٥ ] ـ حدثنا ابو عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : وكان الاسلام قد فرّق بين زينب وبين ابي العاص حين اسلمت ، الا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يقدر ان يفرّق بينهما ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مغلوبا بمكة لا يحلّ ولا يحرّم. (٥)

[٥٦ ] ـ حدثنا النضر بن سلمة ، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، ثنا ابو بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ،

__________________

المرتضى رحمه الله ط / النجف ص ٢١٢.

(١) في هامش نسختنا ورد ما يلي : قال الشيخ [ اي : المؤتمن ] : الصواب : عن حسبها.

(٢) كذا ورد في هامش نسختنا واما المتن فهو : وقال.

(٣) في هامش نسختنا : في نسخة : مضغة.

(٤) رواه احمد بن حنبل في الفضائل حديث ١٣٢٣ واخرجه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٨. وانظر تعليقنا عليه بمراجعة الرقم السابق.

(٥) ذكر ابن هشام في السيرة ج ١ ص ٤٧٨ معنى هذا الحديث.


عن أنس بن مالك : ان زينب هاجرت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزوجها كافر ، فأسر المسلمون ابا العاص بن الربيع ، فقالت زينب : اني قد أجرت ابا العاص.

فأجاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اجارتها اياه ، وقال : يجير على المسلمين أدناهم. (١)

[٥٧ ] ـ حدثني أحمد بن عبد الرحيم ، حدثنا ابو صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، قال : قال ابن شهاب : كانت زينب أكبر بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع ، بن عبد شمس ، فولدت زينب من ابي العاص بنتا فسمّاها « أمامة » ، فبلغت فنكحها علي بن ابي طالب بعد وفاة فاطمة رضي‌الله‌عنهم. (٢)

[٥٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا يزيد بن هارون ، انا محمد بن اسحاق ، عن داود بن حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّ زينب على ابي العاص بعد سنتين بالنكاح الاول ولم يحدث صداقا (٣).

[٥٩ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا يزيد بن هارون ، انبأنا حجاج بن ارطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّ زينب على ابي العاص بمهر جديد ونكاح جديد.

[٦٠ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا علي بن الحسن الرافقي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن ابي عبد الرحيم ، عن زيد بن ابي انيسة ، عن محمد بن عبد الله ، عن

__________________

(١) اخرجه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٥ باسناده عن ابي علي الحافظ ، عن محمد بن صاعد ، عن عبد الله بن شبيب ، عن ايوب بن سليمان .. الى آخر السند. وقد مضى معنى هذا الحديث برقم (٥٢).

(٢) مضى معنى هذا الحديث برقم ٤٨. وسيأتي برقم ٦١ و ٦٢.

(٣) رواه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٦ باسناده عن يزيد بن هارون ، ورواه ابن هشام في السيرة ج ٢ ص ٤٨٣ وفيه : ولم يحدث شيئا.


عبد المطلب ، عن ابي هريرة ، قال : دخلت على أمّ كلثوم (١) بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخرجت ، أو خرج عني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودخلت (٢) ، فقال : كيف تجدين ابا عبد الله؟. قلت : كخير [ الرجال ] (٣).

قال : اكرميه ، فانه من أشبه أصحابي بي خلقا.

قال علي : هو عثمان بن عفّان. (٤) (٥).

[٦١ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : وكانت زينب عند ابي العاص بن الربيع فولدت له « أمامة » و « عليا » ، فذهب علي وهو غلام ، وبقيت امامة حتى تزوجها علي بن ابي طالب ، بعد فاطمة ، وتزوجت بعد علي ؛ المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فهلكت عنده.

[٦٢ ] ـ حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة قال : تزوج ابو العاص بن الربيع زينب بنت رسول الله

__________________

(١) كان في نسخة الاصل : زينب ، فشطب عليه وكتب فوقه : أم كلثوم ، وكتب في الهامش : قال : والصواب أمّ كلثوم.

(٢) في نسخة الاصل : فدخلت.

(٣) ما بين المعقوفتين غير موجود في نسختنا وانما اخذناه من الفضائل الحديث ٨٣٤ و ٨٤٠ ، وذكره فى الرياض النضرة ٣ / ١٤ ونسبه الى الدولابي.

(٤) في هامش نسخة الاصل زيادة : رضي‌الله‌عنه.

(٥) ورد في هامش نسخة الاصل ـ أيضا ـ ما يلي : قال شيخنا ، ونقلته من خطّه : قال الشيخ ابو نصر المؤتمن ، ونقلته من خطّه من حاشية نسخته ، وفيها سماعي ـ أيضا ـ : هذا وهم ما أدري من أين أتى ، وإنّما تزوج عثمان برقيّة ثم بأم كلثوم ، ورقية ماتت في وقعة بدر قبل اسلام ابي هريرة ومقدمه المدينة.

فينظر فيه ان شاء الله ما هذا الخطأ وممن وقع؟.

قال الشيخ : وقد روى الدولابي بهذا الاسناد من حديث محمد بن سلمة مثل هذا أيضا.


صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فولدت له « أمامة » زوج علي بن ابي طالب (١) بعد فاطمة فلم تزل عنده حتى قتل عنها (٢).

__________________

اقول : وسيأتي مثل ذلك برقم ٧١ وانظر تعليقنا عليه عن الحاكم. ومضى معنى هذا الحديث برقم ٤٨.

(١) ورد في هامش نسختنا زيادة كلمة : امامة ، وكتب بعدها « صح ».

(٢) مضى معنى هذا الحديث برقم ٤٨ و ٥٧ و ٦١.


[ رقيّة بنت رسول الله (ص) ]

رقية رضي‌الله‌عنها

[٦٣] ـ حدثنا عبد الله بن محمد أبي أسامة ، نا حجاج بن ابي منيع ، ناجدي ، عن الزهري ، قال : وأمّا رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتزوجها عثمان بن عفّان في الجاهلية ، فولدت له عبد الله بن عثمان وبه كان يكنّى أوّل مرّة ، حتى كنّي بعد ذلك بعمرو بن عثمان ، ـ وبكل كان يكنّى ـ.

ثم توفيت رقية زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها ، فذلك منعه ان يشهد بدرا (١) ، وقد كان عثمان هاجر الى ارض الحبشة ، وهاجر معه [ كذا ] برقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وتوفيت رقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم قدم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشيرا بفتح

__________________

(١) ان تخلّف عثمان وغيبته عن بدر ثابت في كتب التاريخ ، وتعليل ذلك بما ورد هنا من تمريض رقية لا اصل له ، لانها مرضت بعد انتصار المسلمين في بدر ورجوعهم الى المدينة ، وقد فصل المجلسي سبب مرضها ووفاتها في المجلد ٢٢ من البحار ص ١٥٨ ـ ١٦٣.


بدر. (١)

[٦٤ ] ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : كانت رقية عند عتبة بن عبد العزّى ـ ابي لهب ـ ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما انزل الله : « تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ » (٢) سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عتبة طلاق رقيّة ، وسألته طلاقها.

فقالت له امّه ، أم جميل بنت حرب بن أميّة ، ـ حمّالة الحطب ـ ، : طلّقها يا بني ، فانها قد صبت.

فطلّقها

[٦٥] ـ حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : (٣) مشوا الى عتبة بن ابي لهب ، فقالوا له : طلّق ابنة محمد ونحن نزوّجك أية امرأة من قريش شئت.

قال : ان زوّجتموني ابنة ابان بن سعيد بن العاص ، او ابنة سعيد بن العاص ، فارقتها.

فزوّجوه ، وفارقها ، ولم يكن دخل بها ، فأخرجها الله من يديه كرامة لها وهوانا له ، وخلف عليها عثمان بن عفان (رض). (٤)

[٦٦ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال :

__________________

(١) روى معناه ابن كثير في السيرة النبوية ج ٤ ص ٥٨٢.

(٢) سورة اللهب (١١١) الآية ١.

(٣) هذا الحديث تتمة للحديث رقم ٥٠ فراجع هناك.

(٤) روى هذا الحديث باكمله ابن هشام في السيرة النبوية ج ٢ ص ٤٧٨ وفيه زيادة : بعده.


تزوج عثمان بن عفّان رقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ويزعمون انه قال : ـ ولد له من رقيّة غلام يسمى « عبد الله » ، وبه كان يكنى عثمان ـ أبا عبد الله ـ ، فذهب وهو صغير رضيع.

وماتت رقية وهي عند عثمان ، فلما ماتت زوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم كلثوم.

[٦٧ ] ـ حدثنا ابو الأشعث أحمد بن المقدام ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : تزوج عثمان رقية ، فتوفيت عنده ، ولم تلد له ، ثم خلف على أمّ كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد له.

[٦٨ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا ابو صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : تزوج عثمان « رقية » و « أم كلثوم » أحد هما بعد الاخرى ، تزوج « رقية » قبل « أم كلثوم ».

ولدت رقية من عثمان فمات ولدها ، ثم مرضت فماتت ، فانكحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أم كلثوم » فولدت لعثمان ، فلم يعش منها ولا من اختها ولد.

[٦٩ ] ـ حدثني علي ومحمد ابنا عمرو بن خالد ، قالا : نا أبونا عمرو بن خالد ، نا ابن لهيعة ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : بلغني ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسّم لعثمان بن عفّان يوم بدر ، وكان تخلّف على امرأته رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصابها الحصبة ، فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر ، وعثمان على قبر رقيّة يدفنها.

[٧٠ ] ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي وابو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، قالا : نا عبد الله بن ذكوان ، نا عرّاك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي ، عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ،


قال : لمّا عزّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابنته رقية ـ امرأة عثمان بن عفّان ـ قال : الحمد لله ، دفن البنات من المكرمات.

[٧١ ] ـ حدثني ابو الحسن علي بن سعيد بن بشير ، نا الخليل بن عمرو ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابي عبد الرحيم ، عن زيد بن ابي انيسة ، عن محمد بن عبد الله ، عن المطلّب ، عن ابي هريرة ، قال : دخلت على رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ امرأة عثمان بن عفّان ـ وفي يدها مشط فقالت : خرج من عندي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آنفا ، رجّلت رأسه ، فقال : كيف تجدين ابا عبد الله؟.

قلت : كخير [ الرجال ] (١).

قال : اكرميه فانه أشبه اصحابي بي خلقا. (٢).

__________________

(١) كذا ظاهر النسخة وانظر تعليقنا على الحديث ٦٠

(٢) في هامش نسختنا ما يلي : قال الشيخ : قال المؤتمن : وهذا حديث فيه وهم لان ابا هريرة انما اسلم بعد موت رقية بسنتين.

اقول : قد تقدم مثله برقم ٦٠ وعلق عليه المؤتمن بمثل ما ذكر هنا وقد رواه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٨ وقال فيه : انه حديث واهي المتن فان رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر وابو هريرة انما اسلم بعد فتح خيبر. ( المحقق ).


[ أمّ كلثوم بنت رسول الله (ص) ]

أمّ كلثوم (رحمة الله عليها)

[٧٢] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ابي اسامة الحلبي ، نا حجاج بن ابي منيع ، ناجدي ، عن محمد بن مسلم ـ ابن شهاب الزهري ـ ، قال : وأمّا « أم كلثوم » بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتزوجها ـ أيضا ـ عثمان بن عفّان بعد اختها رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم توفيت عنده ، ولم تلد له شيئا.

[٧٣ ] ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : ـ وتزوج (١) عتيبة بن عبد العزى ـ ابي لهب ـ ، أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت رقية عند أخيه عتبة بن

__________________

(١) هذا الحديث لعله مقطّع من حديث طويل يرويه الدولابي عن أبي الأشعث عن زهير بن العلاء ، عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة في سيرة رسول الله (ص) واولاده (ع) ، وقد قطّعه ، وخص كل قطعة بما يلائمه من الموضوع من زواج خديجة ( ه ) وزواج الرسول (ص) (٣٩) ، وزواج رقية (٦٤) ، وزواج رقية بعثمان (٦٧) ، وسيأتي ما يرويه بهذا الاسناد عن زواج فاطمة (ع) بالرقم ٩٣ ـ أيضا ـ.


عبد العزى ـ ابي لهب ـ ، فلما انزل الله : « تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ » (١) قال ابو لهب لابنيه عتبة وعتيبة : رأسي من رؤسكما حرام ان لم تطلّقا ابنتي محمّد.

فطلّق عتيبة « أم كلثوم » ، وجاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين فارق « أمّ كلثوم » ، فقال : كفرت بدينك ، وفارقت ابنتك ، لا تحبني ولا أحبّك.

ثم سطا عليه (٢) فشق قميص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو خارج نحو الشام تاجرا.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما اني اسال الله ان يسلط عليك كلبه.

فخرج في تجرة من قريش حتى نزلوا مكانا من الشام ، يقال له : الزرقاء ـ ليلا ـ ، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة يقول : يا ويل أمّي ، هو [ و ] الله آكلي كما دعا محمّد عليّ ، أقاتلي ابن ابي كبشة وهو بمكة وانا بالشام؟!.

فعدا عليه الأسد من بين القوم واخذ برأسه فضغمه (٣) ضغمة فدغه (٤) (٥).

[٧٤ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب بن اسحاق ، قال : حدثت عن سلمة ، عن محمد

__________________

(١) الآيه الاولى من سورة اللهب رقم (١١١).

(٢) السطو : القهر والبطش يقال : سطا عليه وسطا به.

(٣) الضغم : العض الشديد وبه سمّي الاسد ضيغما ـ بزيادة الياء ـ.

(٤) الفدغ : الشرخ والشق اليسر.

(٥) ورد في هامش النسخة ما يلي : عن ابيه ، ان الاسد [ بعد ما ] طاف بهم تلك الليلة انصرف عنهم ، فقاموا وجعلوا عتيبة : في وسطهم ، فاقبل الاسد يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة وانصرف ـ.


بن اسحاق ، عن زياد (١) بن ابي زياد ، عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير ، قالا : كانت زينب (٢) بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عتبة بن ابى لهب فطلّقها ، فلما أراد الخروج الى الشام ، قال : لآتين محمدا فلأؤذينّه.

فأتاه فقال : يا محمد هو (٣) يكفر بالذي « دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى ». (٤)

ثم قفل (٥) ، وردّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ، ـ وابو طالب حاضر ـ فوجم لها فقال : ما كان اغناك عن (٦) دعوة ابن أخي.

ثمّ خرج الى الشام ، فنزلوا منزلا ، فأشرف عليهم راهب من الدير ، فقال : ارض مسبع.

فقال ابو لهب : يا معشر قريش اعينوا بهذه الليلة ، فاني أخاف دعوة محمّد.

فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها ، وناموا حوله.

فجاء الأسد فجعل يتشمّم وجوههم ، ثم ثنى ذنبه ، فوثب ، فضربه (٧) ضربة واحدة فخدشه.

__________________

(١) في هامش نسختنا : في نسخة : زيد.

(٢) في هامش نسختنا : قال الشيخ : الصواب : رقيّة.

(٣) اي عتبة وقد عبّر عنه بضمير الغائب بدلا من ضمير المتكلّم اجلالا عن تلك المقالة.

(٤) اقتباس من قوله تعالى : « ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ... ». ( سورة : النجم : ٥٣ / ٨ )

(٥) اي رجع ، يقال : قفل راجعا. اي عاد.

(٦) في هامش نسختنا ؛ في نسخة : من.

(٧) في هامش نسختنا : فضرب صح.


فقال : قتلني ، ومات.

فقال حسان بن ثابت :

سائل بني الأشعر ان جئتهم (١)

ما كان انباء ابي الواسع (٢)

لا وسّع الله له قبره

بل طبّق الله على القاطع

رحم نبيّ جدّه جدّه

يدعوا الى نور له ساطع (٣)

اسبل بالحجر لتكذيبه (٤)

دون قريش نهزة (٥) القادع

فاستوجب الدعوة منه (٦) بما

يبين (٧) للناظر والسامع

ان سلّط الله بها (٨) كلبه

يمشي الهوينا (٩) مشية الخادع

حتى أتاه وسط أصحابه

وقد علتهم سنة الهاجع (١٠)

فالتقم الرأس بيافوخه (١١)

والنحر منه فغرة الجائع (١٢)

__________________

(١) في المناقب : اذ جئتهم.

(٢) في المناقب : بني واسع.

(٣) هذا البيت غير موجود في المناقب.

(٤) ورد هذا الشطر في المناقب هكذا : رمى رسول الله من بينهم.

(٥) في المناقب : رمية. والنهز : الدفع والقذف ، والقادع : المانع. ولعله سمي بذلك لمنعه صلة الرحم.

(٦) في المناقب : منهم ، ـ وهو خطأ ـ.

(٧) كذا ظاهر ما في النسخة ويحتمل كونه : بيّن.

(٨) في المناقب : به ، ـ وهو خطأ ـ. والضمير في ما اخترناه يعود الى الدعوة.

(٩) في ظاهر نسختنا : هوينا ، ـ وهو خطأ ـ والهوينها تصغير الهونى ، تأنيث الاهون ، والهون : الرفق واللين والتثبّت.

(١٠) السنّة ـ بالتخفيف ـ اوائل النوم.

(١١) اليافوخ هو ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخّره.

(١٢) يقال فغرفاه اي فتحه. فالشاعر يصوّر مشهد التقام الاسد رأس عتبة باسد جائع قد فتح فاه لابتلاع فريسته.


والليث يعلوه بانيابه (١)

منعفرا (٢) وسط دم ناقع

لا يرفع الرحمن مصروعكم

ولا يهوّن قوّة الصادع (٣)

وكان فيه لكم (٤) عبرة

لسيد (٥) المتبوع والتابع

من يرجع العام الى اهله (٦)

فما أكيل الكلب (٧) بالراجع

من عاد فالليث له عائد

أعظم به من خبر شائع (٨) (٩)

[ ٧٥ (١٠) ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني عمرو بن عبيد ، عن الحسن : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لامرأة عثمان : اي بنيّة انه لا امرأة لرجل لم تأت ما يهوى ، وذمة (١١) في وجهه ، وان امرها ان تنقل من جبل اسود الى جبل أحمر أو جبل أحمر الى جبل أسود ، فاستصلحي زوجك.

[٧٦ ] ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن محمد بن عمر ، قال : في سنة تسع ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شعبان.

__________________

(١) ورد هذا الشطر في كتاب المناقب هكذا : ثم علا بعد بأنيابه.

(٢) كذا ظاهر النسخة والصحيح معفرا وهو المترّب والمزمّل بالتراب.

(٣) هذا البيت غير موجود في المناقب. ، والصادع هو النبي (ص) الذي صدع بالحق والقرآن.

(٤) ورد هذا البيت في المناقب في آخر ابيات القصيدة وبالشكل الآتي :

قد كان هذا لكم عبرة

للسيد المتبوع والتابع

(٥) في المناقب : للسيد ، ـ وهو خطأ ـ.

(٦) في هامش نسختنا : في نسخة : رحله.

(٧) في هامش نسختنا : في نسخة : السبع ، وكذا المناقب ـ.

(٨) هذا البيت غير موجود في المناقب.

(٩) روى ابن شهرآشوب ما يقرب من هذا الحديث باسناده عن الامام الصادق (ع) وعن ابن عباس في كتابه ( المناقب ج ١ ص ٨٠ و ٨١ ).

(١٠) ورد هذا الحديث مكررا في نسختنا ، فاكتفينا بنقل احدهما لمطابقتهما متنا وسندا.

(١١) كذا ظاهرا ، وهو بمعنى التربة الشعثاء.


[٧٧] ـ حدثني أبو أسامة بن زيد الليثي بن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال : صلّى عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجلس على حفرتها علي والفضل واسامة بن زيد.

وقال أنس بن مالك : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالسا على قبرها ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : منكم أحد لم يقارف الليلة؟ فقال ابو طلحة : انا يا رسول. قال : انزل.

حدثنا بذلك فليح بن سليمان ، عن هلال بن أسامة ، قال : وحدثنا ابن عيينة ، عن عمر بن عبد الله العبسي ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن فاطمة الخزاعية ، عن اسماء بنت عميس ، قالت : انا غسلت أمّ كلثوم ، وصفية بنت عبد المطلب معنا (١) ، وجعلت عليها نعشا ، أمرت بجرائد رطبة فواريتها.

قال ابو عبد الله : وقد قال قائل من غسلها من نساء الانصار منهنّ أم عطيّة.

حدثني بذلك مالك ، عن ابي الرجال ، عن أمه ، عن عمرة بنت عبد الرحمن.

[٧٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، نا يعقوب بن ابراهيم بن سعيد ، نا ابي عن ابن اسحاق ، حدثني نوح بن حكيم الثقفي ـ وكان قارئا للقرآن ـ عن رجل من بني عروة بن مسعود يقال له : داود ، ولدته أم حبيبة بنت ابي سفيان ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، عن ليلى بنت قانف الثقفية قالت : كنت فيمن غسل أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. عند وفاتها ، فكان أول ما اعطانا رسول الله صلّى الله

__________________

(١) في هامش نسختنا : في نسخة : معا.


عليه وآله وسلّم الحقا (١) ، ثم الدرع (٢) ، ثم الخمار (٣) ، ثم الملحفة (٤) ، ثم ادرجت بعد في الثوب الآخر.

قالت : ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس على الباب معه كفنها يناولناه ثوبا ثوبا.

[٧٩ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن أمّ عطية ، قالت : توفيت احدى بنات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : فقال : اغسلنها ثلاثا او خمسا ، او سبعا او اكثر من ذلك ـ ان رأيتن ذلك ـ ، وأغسلنها بالسدر ، واجعلن في الآخرة شيئا من كافور ، فاذا فرغتنّ فآذنّني.

فلما فرغنا آذنّاه ، فطرح إلينا حقوة ـ او حقوا ـ ، فقال : اشعرنها (٥) ايّاه.

__________________

(١) الحقا : الازار ، والاصل في الحقو معقد الازار وانما سمي به الازار للمجاورة. وما يليه هي اسماء لقطع الاكفان التي يكفّن بها الميت اذا كانت انثى.

(٢) درع المرأة : قميصها.

(٣) الخمار : ما يغطى به راس المرأة.

(٤) الملحفة من كل شيء : ما يغطي الشيء وقد يراد به ـ هنا القميص الذي يلف فيه الميت فيستر بدنه.

(٥) الشعار ـ بالكسر ـ ما ولي الجسد من الثياب والمقصود هنا انه (ص) : امرهم بان يلبسنها الازار ويجعلنه شعارها.



[ فاطمة بنت رسول الله (ص) ]

فاطمة (رضوان الله عليها)

[٨٠] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ أبو اسامة ـ ، نا حجاج بن ابي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : ... واما (١) فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتزوجها علي بن ابي طالب ، فولدت له « الحسن » الاكبر ، و « الحسين » ـ وهو المقتول بالعراق بـ ( الطّفّ ) ـ و « زينب » و « أمّ كلثوم » ، فهؤلاء ما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من علي بن ابي طالب.

فأمّا « زينب بنت علي » فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده وقد ولدت له « علي بن جعفر » وأخا له ، يقال له : « عون ».

وأمّا « أم كلثوم » فتزوجها عمر بن الخطاب ، فولدت له « زيد بن

__________________

(١) ظاهر الحديث انه مقطّع فقد ورد ما يشعر باتصاله بهذا الحديث بنفس هذا السند برقم ٤٨ حول زينب ، وبرقم ٦٣ حول رقية وبرقم ٧٢ حول أمّ كلثوم ، ( رضي الله عنهن ).


عمر » ، ثم (١) خلف على أم كلثوم بعد عمر ، عون بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى مات ، ثم خلف على أمّ كلثوم بعد عون بن جعفر ، محمد بن جعفر ، فولدت له جارية يقال لها : « نبتة » نعشت من مكة الى المدينة على سرير ، فلما قدمت المدينة توفيت ، ثم خلف على أمّ كلثوم بعد محمد بن جعفر ، عبد الله بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى توفيت عنده (٢).

[٨١ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، قال : سمعت يونس بن بكير ، قال : سمعت ابن اسحاق ، يقول : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بن ابي طالب : « حسنا » و « حسينا » و « محسنا » ، فذهب « محسن » صغيرا وولدت : « أمّ كلثوم » و « زينب ».

فتزوج أمّ كلثوم بنت علي ، عمر بن الخطاب ، فولدت زيد بن عمر وامرأة معه ، فمات عمر عنها ، فتزوجها بعد عمر ، عون بن جعفر ، فهلك عنها عون ولم يصب منها ولدا ، وتزوجها محمد بن جعفر ، فمات محمد ، فتزوجها عبد الله بن جعفر ، ومات عنها ولم يصب منها ولدا.

[٨٢ ] ـ حدثني احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، قال : تزوج علي بن ابي طالب فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فولدت له : « حسنا » و « حسينا » و « زينب » و « أمّ كلثوم » و « رقية » ، فماتت « رقية » ولم تبلغ.

واما « زينب » فكانت عند عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ، واما « أمّ كلثوم » فكانت عند عمر بن الخطاب ، فولدت له : زيد بن عمر ، فمات وهو غلام.

__________________

(١) من هنا الى آخر الحديث سيرويه الدولابي برقم ٢١٨.

(٢) في ما يتعلق بأم كلثوم من رواجها بعمر بن الخطاب وبعده بعون وبعده بمحمد وبعبد الله ـ ابناء جعفر بن ابي طالب ـ ، كلام طويل سنذكره عند ذكرها في تعليقاتنا على الاحاديث ٢٠٧ ـ ٢١٩.


تزويج علي فاطمة (رضي‌الله‌عنهما)

[٨٣] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، نا اسماعيل بن أبان ، نا أبو مريم ، عن ابي اسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، قال : خطب ابو بكر وعمر (رض) الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأبى رسول الله عليهما.

فقال عمر : أنت لها يا علي.

فقال : مالي من شيء الا درعي أرهنها ، فزوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة.

فلما بلغ ذلك فاطمة ، بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : مالك تبكين يا فاطمة .. فو الله لقد انكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأوّلهم سلما (١).

[٨٤ ] ـ أخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمر ، قال : حدثني ابن سبرة ، عن اسحاق بن عبد الله بن ابي فروة ، عن جعفر بن محمد ، قال : تزوج علي فاطمة في صفر في السنة الثانية ، (٢) وبنى بها في

__________________

(١) روى هذا الحديث كل من المجلسى في البحار ج ٤٣ ، ص ١٣٦ ، والبحراني في العوالم ج ١١ ، ص ١٨٣ نقلا عن كشف الغمة الذي نقله بدوره عن الدولابي في هذا الكتاب ، وروى احمد بن حنبل قول النبيّ (ص) لفاطمة : اني زوجتك اقدمهم سلما واكثرهم علما وافضلهم حلما في كتاب المسند ج ٥ ص ٢٦ وفي الفضائل الحديث ١٣٤٦ ، واخرج معناه ابو نعيم في الحلية ج ٢ ص ٤٣ وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٤ ص ٣٧٥ وابن عساكر كما في ذخائر العقبى ص ٤٣ عن طريق كثير النوّاء.

(٢) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ١٣٦ عن الدولابي وروى معناه في ج ١٩ ص ١٩٢ عن المنتقى.


ذي الحجة على رأس اثنتين وعشرين شهرا ـ يعني : من التاريخ ـ.

[٨٥ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن ابي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي بن ابي طالب ، قال : خطبت فاطمة الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت لي مولاة لي : هل علمت ان فاطمة قد خطبت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟.

قلت : لا.

قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك ان تأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيزوّجك؟.

فقلت : وعندي شيء أتزوج به؟.

فقالت : انك إن جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوّجك.

فو الله ما زالت ترجيني (١) حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وكانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جلالة وهيبة ـ فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما استطعت أن أتكلم.

فقال : ما جاء بك؟ ألك حاجة؟!. فسكتّ.

فقال : لعلّك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت : نعم.

فقال : فهل (٢) عندك من شيء تستحلّها به؟ فقلت : لا.

فقال : ما فعلت الدرع الذي (٣) سلحتكها؟.

__________________

(١) كذا ورد في النسخة وهو بمعنى تحرضني وتبعث في نفسي الرجاء ، وقد ورد في العوالم بلفظ : تزجّيني على انه من الزجّ والدفع ، ـ وهو تصحيف ـ.

(٢) في هامش نسختنا : في نسخة : وهل.

(٣) في هامش نسختنا : في نسخة : اللتي.


فقلت : عندي ، والذي نفسي بيده ، إنّها لحطميّة ، (١) ما ثمنها [ إلاّ ] (٢) أربعمائة درهم.

قال : قد زوجتكها ، فابعث بها [ إليها ].

فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. (٣)

[٨٦ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس ، عن عباد بن منصور ، عن عطاء بن ابي رياح ، قال : لما خطب علي فاطمة ، أتاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنّ عليا قد ذكرك.

فسكتت ، فخرج فزوّجها. (٤)

[٨٧ ] ـ حدثني ابو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي ، نا أبو غسان مالك بن اسماعيل النهدي ، نا عبد الرحمن بن حميد الرواسي ، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال نفر من الانصار لعلي بن ابي طالب : عليك (٥) فاطمة.

فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّم عليه.

فقال له : ما حاجة علي بن ابي طالب؟.

__________________

(١) الدرع الحطمية قيل : انها سميت بذلك لانها تحطم السيوف ، اي : تكسرها وقيل : هي العريضة الثقيلة ، وقيل : هي منسوبة الى بطن من عبد قيس يقال له : حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع فسميت بذلك نسبة إليهم ـ وهذا هو الاصح ـ.

(٢) ما بين المعقوفات مأخوذ من كشف الغمة.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٤٨ عن مناقب الخوارزمي وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١١٨ و ١٣٦ ، والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٨٣.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٩٥ ، وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٣٦ ، والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٥.

(٥) كذا ورد في هامش نسختنا ، ولكنه في المتن : عندك ، ـ وهو تحريف ـ وفي العوالم : اخطب فاطمة.


قال : يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله.

فقال : مرحبا وأهلا. لم يزد عليها.

فخرج علي على اولئك الرهط من الانصار ـ وكانوا ينتظرونه ـ.

قالوا : ما ورائك؟. قال : ما أدري غير انه قال لي : مرحبا وأهلا.

قالوا : يكفيك من رسول الله أحدهما ، اعطاك الاهل واعطاك المرحب.

فلما كان بعد ما زوّجه قال : يا علي ، لا بدّ للعرس من وليمة.

فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الانصار آصعا (١) من ذرة.

فلمّا كان ليلة البناء ، قال : لا تحدثن شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بماء فتوضأ منه ، ثم أفرغه على علي وقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك في شبليهما (٢).

[٨٨ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا صالح بن حاتم ، حدثني ايوب السختياني ، عن ابي يزيد المديني ، عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما اصبحنا جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الباب ، فقال : يا أمّ أيمن ادعي لي أخي.

قالت : هو أخوك وتنكحه ابنتك؟!. قال : نعم يا أم أيمن.

__________________

(١) الآصع ـ بالمد ـ جمع صاع.

(٢) ورد في هامش نسختنا ما يلي : في حاشية الاصل : ( قال ابن ناصر : صوابه نسليهما ). هذا وقد ورد قول ابن ناصر في كشف الغمة ضمن الحديث وقد رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٩٥ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٣٧ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٥ ، وروى وليمة العرس احمد بن حنبل في مسنده ج ٥ ص ٣٥٩ ، وسيأتي حديث في ذلك برقم ٨٩.


قال [ ت ] : وسمعن النساء صوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتخبّأن. (١)

قالت : واختبأت أنا في ناحية ، فجاء علي ، فنضح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : ادعي لي فاطمة. فجاءت خرقة (٢) من الحياء ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اسكني (٣) ، فقد انكحتك أحبّ اهل بيتي إليّ ، ثم نضح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [ عليها ] (٤) من الماء ، ودعا لها.

قالت : ثم رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرأى سوادا بين يديه ، فقال : من هذا؟. قلت : أنا.

قال : اسماء بنت عميس؟ قلت : نعم.

قال : جئت في زفاف فاطمة بنت رسول الله تكرمينه (٥)؟.

قلت : نعم.

قالت : فدعا لي. (٦)

__________________

(١) في كشف الغمة : فتنحين.

(٢) اي خجلة مدهوشة ، والخرق : التحيّر. وروي انها أتته تعثر في مرطها من الخجل ( النهاية ).

(٣) هذا هو الاصح ، ويحتمل ان تكون الكلمة : اسكتي.

(٤) ما بين المعقوفتين مأخوذ من العوالم

(٥) في العوالم : تكرمينها.

(٦) روى هذا الحديث الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٣٦٦ ، وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٣٧ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٨ ، ورواه احمد بن حنبل في الفضائل الحديث ٩٥٨ و ١٣٤٢ وابن سعد في طبقاته ج ٨ ص ٢٤ ، والمحب الطبري في الذخائر ص ٥٨.

واسماء بنت عميس ، امها هند بنت عوف ، كانت تحت جعفر بن ابي طالب ، وهاجرت معه الى الحبشة ثم قتل عنها يوم مؤتة فتزوجها ابو بكر فمات عنها ثم تزوجها علي (ع) ، وولدت لجعفر عبد الله ومحمد وعونا ، وولدت لابي بكر محمدا ، وولدت لعلي يحيى.

اسلمت قبل دخول رسول الله (ص) دار الارقم بمكة ، وبايعت رسول الله (ص) ، توفيت نحو ٤٠ هجرية.


[٨٩] ـ حدثني النضر بن سلمة المروزي ، نا محمد بن الحسن ، ويحيى بن المغيرة بن قزعة ، عن محمد بن موسى الفطري ، عن عون بن محمد ، عن أمه ، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى جدّك علي بن ابي طالب وما كان حشو فرشهما ووسائدهما الا ليفا (١).

ولقد أولم علي لفاطمة ، فما كان وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن على درعه عند يهودي بشطر شعير ، وكانت وليمته آصعا (٢) من شعير وتمر وحيس (٣) (٤).

__________________

( تهذيب الاسماء ج ١ ص ٣٣٠ ).

قال الاربلي تعليقا على هذه الرواية في كشف الغمة ج ١ ص ٣٦٦ : قد تظاهرت الروايات كما ترى ان اسماء بنت عميس حضرت زفاف فاطمة وفعلت .. واسماء كانت مهاجرة بارض الحبشة ... وساق الكلام. ومحصلة ان التي كانت في زفاف فاطمة (ع) انما هي اختها سلمى بنت عميس هذا وقد ورد في هامش نسختنا ـ بعد سطر لا يمكن قراءته ـ ما يلي. ـ ... الحبشة ، ولم تقدم المدينة ولا زوجها الا بسنة فتح خيبر ، وذلك في سنة سبع من الهجرة ، ولم تشهد زفاف فاطمة ٣ ، وكان زفافها في ذي الحجة من سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر ، وانما التي شهدت سلمى بنت عميس ـ اختها ـ وهي زوجة حمزة بن عبد المطلب ( انتهى ) والى هذا ذهب كل من البحراني في العوالم في ج ١١ ص ١٦٦ وابن حجر في المطالب العالية الا ان محمد بن يوسف الكنجي قال في كفاية الطالب : ان ذكر اسماء بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح ، وان أسماء المذكورة في هذا الحديث انما هي : بنت يزيد بن السكن الانصاري.

(١) في نسختنا : ليف ، وصححناه على ما رواه البحراني في العوالم.

(٢) في نسختنا : آصع ، وصححناه على ما رواه البحراني في العوالم.

(٣) الحيس : خليط من السمن والتمر والاقط فقد ورد في البحار ج ٤٣ ص ١٣٢ في حديث وليمة زواج فاطمة (ع) : ان رسول الله (ص) أخذ دراهم ودفعها الى علي وقال له : اشتر سمنا وتمرا واقطا ، فاشترى علي (ع) ذلك واقبل بها الى رسول الله (ص) ، فحسر النبي (ص) عن ذراعيه ودعا بسفرة من أدم ، وجعل يشدخ التمر والسمن ويخلطهما بالأقط حتى اتخذه حيسا.

(٤) روى هذا الحديث البحراني في العوالم ج ١١ ص ١٦٧. وروى بعض فقراته بلفظ قريب منه احمد بن


[٩٠] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، نا يحيى بن حسن بن القزاز ، نا عمرو بن ثابت ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي ، انه سمّى الحسن بعمّه حمزة ، وسمّى حسينا بعمّه جعفر ، قال : فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمى الأكبر بحسن ـ بعد حمزة ـ ، وسمى الاصغر بحسين ـ بعد جعفر ـ. (١)

[٩١ ] ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي ، نا ابو نعيم وعبيد الله بن موسى ، قالا : أخبرنا اسرائيل بن يونس ، ح ، وحدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا عثمان بن عمر بن فارس ، انا اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن ، سميته : حربا ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟

قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن.

فلما ولد حسين ، سميته : حربا ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : أروني ابني ما سميتوه؟. قلنا : حربا ، قال : بل هو حسين.

فلما ولد الثالث سميته : حربا ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : اروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حربا. قال : بل هو محسن.

ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبر ، ـ واللفظ لمحمد بن عوف (٢)

__________________

حنبل في المسند ج ١ ص ٨٤ ، ٩٣ ، ١٠٦ ، ١٠٨.

(١) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج ١ ص ١٥٩ ، والفضائل الحديث ١٢١٩ ، واخرجه البزاز كما في كشف الاستار ج ٢ ص ٤١٥ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٥٢.

وسيأتي ما يقرب من ذلك بالنسبة الى اسم الحسين (ع) برقم ١٣٥.

(٢) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ١١٨ باسناده عن حجاج عن اسرائيل ، وفي ج ١ ص ٩٨ باسناده عن يحيى بن آدم عن اسرائيل.


[٩٢] ـ حدثنا أبو شيبة ابراهيم بن عبد الله بن محمد بن ابي شيبة ، نا أبو غسان مالك بن اسماعيل ، نا عمرو بن حريث ، عن عمران بن سليمان ، قال : الحسن والحسين اسمان من أسماء اهل الجنة ، لم يكونا في الجاهلية. (١)

__________________

(١) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ٢٥٢ باسناده عن عمران بن سلمان [ كذا ] وفيه : لم يكونا في الدنيا.


[ الحسن والحسين عليهما‌السلام ]

مولد الحسن والحسين رحمهما‌الله

[٩٣] ـ حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، نا زهير بن العلاء نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : تزوج فاطمة علي بن ابي طالب (١) ، فولدت له حسنا بعد « أحد » بسنتين ، وكان بين وقعة أحد وبين مقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة سنتان وستة أشهر.

فولدته لاربع سنين وستة أشهر ونصف من التاريخ.

وبين « أحد » و « بدر » سنة ونصف شهر.

وولدت حسينا بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر ، فولدته لست سنين وأربعة اشهر ونصف من التاريخ. (٢)

[٩٤ ] ـ حدثنا ابو بكر احمد بن عبد الرحيم الزهري ، نا ابو صالح ، حدثني الليث بن سعد ، قال : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) مضى حديث يتعلق بتاريخ تزويج فاطمة وعلي عليهما‌السلام برقم ٨٤.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٤ و ٥٨٣ وعنه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٤ ص ١٣٦.


الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث ، وولدت الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع. (١)

[٩٥ ] ـ سمعت أبا بكر بن عبد الرحيم يقول : ولد الحسن بن علي بن ابي طالب ، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يكنّى ابا محمد ، في النصف من (٢) شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وتوفي بالمدينة سنة تسع وأربعين.

[٩٦ ] ـ حدثني محمد بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمر ، قال : لما ولد الحسن بن علي عقّ عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكبش ، وحلق رأسه ، وأمر ان يتصدق بوزنه فضة. (٣)

حدثني بذلك الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب عن علي بن حسين.

[٩٧ ] ـ حدثنا هلال بن العلاء ، نا حسين بن عياش ، حدثنا فرات بن سلمان ، عن عبد الله بن محمد بن محمد بن عقيل ، عن ابي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : سألته عن عقائق الولدان؟. فقال : انها كانت من عمل الجاهلية ، ولم أعق عن ولد لي قطّ. قال : فسألت علي بن حسين ، فقال : أخبرني ابو رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان حسن بن علي ـ الاكبر ـ أرادت أمه فاطمة ان تعقّ عنه بكبش عظيم. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تعقّي عنه بشيء ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزنه من الورق في سبيل الله (٤).

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٤ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٤ ص ١٣٦.

(٢) في نسختنا : في.

(٣) رواه الدولابي في كشف الغمة ج ١ ص ٥١٤ و ٥٤٦ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٤ ص ١٣٦ وسيأتي معناه برقم ١٤١ ، واحتج الشافعي بهذا الحديث على كون العقيقة سنة عن المولود.

(٤) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٤ ص ١٣٦ عن الدولابي وقال : قال كمال الدين بن طلحة : انه (ص)


[٩٨] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا ابو معمّر ، نا عبد الوارث ، نا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عق عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا (١).

[٩٩ ] ـ حدثنا محمد بن منصور ، نا سفيان بن عيينة ، عن اسماعيل بن خالد ، قال : مشيت مع ابي جحيفة (٢) الى الجمعة ، فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه. (٣)

[١٠٠ ] ـ حدثنا ابو بكر أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن الزهري قال : اخبرني أنس بن مالك ، قال : كان اشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ يعني : اهل البيت ـ ، الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما. (٤)

__________________

عق عنه [ اي : الحسن (ع) ] كبشا ، وبذلك احتج الشافعي في كون العقيقة سنة عن المولود ، وتولى ذلك النبيّ (ص) ومنع ان تفعله فاطمة (ع) وقال لها احلقي رأسه وتصدقي بوزن الشعر فضة. هذا وقد ذكر معنى الحديث احمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٣٩٠. ( البحار ج ٤٣ ص ٢٥٥ )

(١) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٤ ص ١٣٦ عن الدولابي في هذا الكتاب وهو حديث متواتر فقد اخرجه الحفاظ والمحدثون في كتبهم فرواه البيهقي في سننه ٩ / ٢٩٩ وابو نعيم في اخبار اصفهان ٢ / ١٥١ والحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٢٣٧ ورواه البيهقي في سننه ج ٩ ص ٣٠٢ عن طريق عائشة. وسيأتي معناه بالرقم ١٤٠ و ١٤١.

(٢) في هامش نسختنا : ابو حجيفة ، اسمه : وهب بن عبد الله السوائي.

(٣) رواه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٣٠ عن الترمذي مرفوعا الى ابي حجيفة ، وروى احمد بن حنبل ما يقرب منه في الفضائل الحديث ١٣٤٨ ، وسيأتي ما يقرب منه في الحديث الآتي.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٤٦ وروى احمد بن حنبل في المسند ج ٣ ص ١٩٩ وفيه زيادة : وفاطمة صلوات الله عليهم اجمعين. وروى في الفضائل الحديث ١٣٦٩ ما يقرب منه ، ورواه البخاري في صحيحه ج ٧ ص ٩٥ من طريق عبد الرزاق ، وآخر عن معمر.

والترمذي في سننه ج ٥ ص ٦٥٩ عن طريق عبد الرزاق والحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٦٨.


[١٠١] ـ حدثنا محمد بن ابراهيم بن مسلم ، نا عبيد الله بن موسى ، انا اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي ، قال : أشبه الحسن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما بين الصدر الي الرأس ، والحسين أشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان أسفل من ذلك. (١)

[١٠٢ ] ـ حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن يعقوب ، نا ابو النعمان ، نا حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن ابي بكرة ، قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب اذ صعد إليه الحسن فضمّه إليه ، فقال : ان ابني هذا سيّد وان الله علّه ان يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين. (٢)

[١٠٣ ] ـ حدثنا أبو اسحاق ، نا عبد الله بن عثمان ، نا أبي ، نا ابي شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن جبير بن نفير ، عن ابيه ، قال : قدمت المدينة (٣) فقال الحسن بن علي : كانت جماجم العرب بيدي ، تسالم من سالمت ،

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٤٦ والمجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٣٠١ عن الترمذي مرفوعا عن علي (ع) ، ورواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٩٩.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٢٩ وص ٥٤٦ ، عن الدولابي ، وروى معناه احمد بن حنبل باسناده عن الحسن عن ابي بكرة في الفضائل ح ١٣٥٤ و ١٤٠٠ واخرجه في المسند ج ٥ ص ٣٧ وج ١ ص ٤٤ و ٤٩ و ٥١ ، والبخاري في صحيحة ج ٥ ص ٣٠٧ وج ٧ ص ٩٤ وج ١٣ ص ١٦ ، والترمذي في سننه ج ٥ ص ٦٥١ ، وابو داود في سننه ج ٤ ص ٢١٦ ، والنسائي في سننه ج ٣ ص ١٠٧ ، وعبد الرزاق في مصنفه ج ١١ ص ٤٥٢ والطبراني في المعجم ج ٣ ص ٢١ و ٢٢ كلهم عن ابي بكرة.

وابن راهويه عن الحسن مرسلا كما في المطالب العالية ج ٤ ص ٧٣.

(٣) الظاهران في الحديث سقط ، وقد روي عن الدولابي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٢٣ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٤ ص ٢٥ وقد ذكر في ص ١٥ زيادة على ما ذكر هنا : ان الحسن (ع) قال لجبير بن نفير حين قال له : ان الناس يقولون انك تريد الخلافة؟ فقال : كانت جماجم العرب ... الى آخر الحديث ـ واللفظ يقرب منه ـ


ويحاربون من حاربت ، فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء المسلمين. (١)

[١٠٤ ] ـ حدثنا ابو اسحاق ، حدثني عبد الله بن الربيع ، نا ابو أسامة ، عن ابي ضمرة ـ عبد الله بن المستورد ـ ، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة ـ مولى بنى هاشم ـ : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبصر الحسن بن علي مقبلا ، فقال : اللهم سلّمه وسلّم منه (٢).

[١٠٥ ] ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمرة قال : توفي الحسن بن علي بن ابي طالب في ربيع الاول سنة تسع واربعين ، وهو يومئذ ابن سبع واربعين ، وصلى عليه سعيد بن العاص (٣).

[١٠٦ ] ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه محمد بن عمر ، نا الثوري ، عن ابي الحجاف ، عن اسماعيل بن رجاء ، عمّن رأى الحسين بن علي يقدّم سعيد بن العاص ليصلي على أخيه ، وقال : لو لا انه من السنة ما قدّمتك (٤).

[١٠٧ ] ـ قال : وحدثني الثوري ، عن سالم بن ابي حفصة ، عن ابي حازم الأشجعي ، عن الحسين بن علي ـ مثله ـ.

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٢٣ و ٥٢٩ وص ٥٤٦ وعنه البحار كما تقدم اعلاه.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٢٣ و ٥٣٠ و ٥٤٧ عن الدولابي ، وعنه البحار ج ٤٤ ص ٢٥.

(٣) وكان سعيد بن العاص وهو والد عمر الاشدق ـ يومئذ ـ أميرا على المدينة ، وكانت السيرة على تقديم الامراء في الصلاة على جنائز الاعاظم ، وبهذا يتوجه تقديم الحسين (ع) سعيدا للصلاة عليه ـ على ما ورد في الحديث ١٠٦ ـ ويشهد لذلك قوله (ع) : لو لا انه من السنة لما قدمتك ؛ وكذا تقدم سعيد للصلاة على جنائز العظماء من اهل البيت (ع) في الاحاديث ١٠٦ ، ١٣٤ ، ٢٢٠ من هذا الكتاب.

(٤) رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧١ والبيهقي في سننه ج ٤ ص ٢٨ وابن حجر في تهذيب الاسماء ج ٢ ص ٣٠١.


[١٠٨] ـ سمعت ابا اسحاق السعدي الجوزجاني يقول : خلّف الحسن بن علي بن ابي طالب : حسن بن حسن ، وعبد الله بن حسن ، وعمرو بن حسن ، وزيد بن حسن ، وابراهيم بن حسن (١).

[١٠٩ ] ـ حدثنا الحسن بن علي بن عفّان ، نا معاوية بن هشام ، نا علي بن صالح ، عن سمّاك ، عن حرب ، عن قابوس بن المخارق ، قالت أمّ الفضل : يا رسول الله رأيت عضوا من اعضائك في بيتي.

قال : خيرا رأيتيه ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم ، فولدت الحسن فارضعته بلبن قثم (٢).

__________________

(١) روى المجلسي في بحار الانوار ج ٤٤ ص ١٦٣ عن المفيد في الارشاد ص ١٧٦ ان أولاد الحسين بن على (ع) خمسة عشر ولدا ذكرا وانثى : زيد بن الحسن واختاه « أمّ الحسن » و « أمّ الحسين » امهم أم بشير بنت ابي مسعود بن عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية ، والحسن بن الحسن أمه خولة بنت منظور الفزارية ، وعمرو بن الحسن واخواه القاسم وعبد الله ابنا الحسن أمهم أمّ ولد ، وعبد الرحمن بن الحسن أمه أمّ ولد ، والحسين بن الحسن الملقب « بالأثرم » واخوه طلحة بن الحسن واختهما فاطمة بنت الحسن امهم أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وأمّ عبد الله وفاطمة وأمّ سلمة ورقية بنات الحسن (ع) لامهات شتّى.

وزاد الطبرسي في اعلام الورى فيهم : ابا بكر بن الحسن. هذا ، وقد قتل من أولاد الامام الحسن في واقعة الطف ثلاثة وهم : ابو بكر وعبد الله والقاسم (ع).

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٢٣ و ٥٣٠ و ٥٤٧ ، والمجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٢٥٥ مرفوعا الى أمّ الفضل وفيه : خيرا رأيت. ورواه احمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٣٣٩ باسناده عن يحيى بن بكير ، عن اسرائيل ، عن سماك ، وفي ج ٦ ص ٣٤٠ باسناده عن عفان ، عن وهيب ، عن ايوب ، عن صالح ـ ابي الخليل ـ ، عن عبد الله بن الحرث عن أمّ الفضل.


ومن مسند الحسن بن علي بن ابي طالب

الحسن بن الحسن ، عن ابيه الحسن رضي‌الله‌عنهم.

[١١٠] ـ اخبرني احمد بن الوليد بن برد الانطاكي : ان ابن ابي فديك حدثهم ، عن جهم بن عثمان ، عن عبد الله بن حسن ، عن ابيه ، عن جده الحسن بن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان من واجب المغفرة ادخالك السرور على اخيك المسلم (١).

[١١١ ] ـ حدثنا ابو جعفر احمد بن يحيى الاودي ، نا عمر بن ابي الحريش ، حدثني ابراهيم بن رشيد ، عن الحرث بن عمران ، [ عن ] (٢) عبد الله بن حسن بن حسن ، عن ابيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من رجلين [ اصطرما ] (٣) فوق ثلاث ، الا طويت عنهما

__________________

(١) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٣٠ وص ٥٥٣ وص ٥٨١.

(٢) زيادة منا اقتضاه السياق.

(٣) ما بين المعقوفتين غير مقروء في نسختنا واخذناه من كشف الغمة. وقد علق عليه في الهامش : اي يهجر كل منهما صاحبة ويقطع مكالمته ، وفي بعض النسخ : اضطربا ـ وهو مصحف ـ. ( انتهى ).


صحيفة الزيادات (١).

قلت : يا رسول الله وما صحيفة الزيادات؟.

قال : الصلاة النافلة ، وما كان من التطوّع ما لم يشاكل الفرائض (٢).

[١١٢ ] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، وعلي بن عبد الرحمن ، وابراهيم بن يعقوب ، قال كل واحد منهم : ثنا سعيد بن ابي مريم ، انا محمد بن جعفر ، اخبرني حميد بن ابي زينب ، عن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب ، عن ابيه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : حيث ما كنتم فصلّوا عليّ ، فان صلاتكم تبلغني. صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. (٣)

[١١٣ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، نا ابراهيم بن رشيد الشيباني ، نا الحارث بن عمران الجعفي ، عن عبد الله بن حسن بن حسن ، عن ابيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أظلم الظالمين من ظلم الظالم ، دعوا الظالم حتى يلقى الله بوزره يوم القيامة كاملا (٤).

__________________

(١) ورد في هامش نسختنا : في نسخة : الزيارات. قال الشيخ كذا في الاصل : الزيارات. وكتب المؤتمن في الحاشية بخط نسخته : الزيارات ولم يغيّر الرواية.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٣٠.

(٣) رواه المتقى الهندي في كنز العمال على ما ذكر في ميزان الحكمة ج ٥ ص ٤٣٠ وسيأتي ما يتعلق بالصلاة على النبي (ص) برقم ١٤٥ ـ ١٤٧.

(٤) هذا الحديث غريب المتن فقد ورد في القرآن الكريم في سورة الشورى الآية ٣٩ : « وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ » مما يؤكد على لزوم الاقتصاص من الظالم وتحدي الظلم والوقوف في وجوه الظلمة.

وورد في الحديث الصحيح : من احب بقاء الظالمين فقد احب ان يعصى الله ، ان الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة فقال : « فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين » ( سفينة


زيد بن حسن بن علي ، عن ابيه الحسن بن علي ( رضي الله عنهم اجمعين )

[١١٤] ـ اخبرني ابو القاسم كهمس بن معمّر : ان ابا محمد اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب حدثهم : حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد بن حسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي ، عن ابيه قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي ، فحمد الله واثنى عليه (١) ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون ولا (٢) يدركه الآخرون ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يعطيه رايته ، ويقاتل (٣) جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح

__________________

البحار ج ٢ ص ١٠٧ ) مما يشير الى ان السكوت عن الظلم وامهال الظالم ليتمادى في طغيانه وظلم عباد الله هو محبة للمعصية وشيوعها.

واوصى امير المؤمنين (ع) ولديه الحسن والحسين فقال : كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.

( نهج البلاغة / الخطبة رقم ـ ١٣٦ ).

وورد عن المسيح قوله للحواريين : بحق اقول لكم ان الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت الى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة ، الا ان يستدرك البيت الاوّل فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النار محلا ، وكذلك الظالم الاول لو أخذ على يديه لم يوجد من بعده امام ظالم فأتم به ، كما لو لم تجد النار في البيت الاول خشبا والواحا لم تحرق شيئا.

( بحار الانوار ج ١٤ ص ٣٠٨ )

(١) في كشف الغمة زيادة : وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٢) في كشف الغمة : ولم.

(٣) في كشف الغمة وردت العبارة هكذا : لقد كان يجاهد مع رسول الله (ص) فيقيه بنفسه ، وكان رسول الله (ص) يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه .. الى آخر ما ورد هنا ـ بألفاظ تقرب منه ـ.


الله عليه ، وما ترك على ظهر الارض صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد ان يبتاع بها خادما لأهله.

ثم قال (١) : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وانا ابن الوصي ، وانا ابن البشير ، وانا ابن النذير ، وانا ابن الداعي الى الله والسراج المنير ، وانا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل فينا ويصعد من عندنا ، وانا من أهل البيت الذين « اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » (٢). وانا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كل مسلم ، فقال لنبيه :

« قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً » (٣).

فاقتراف (٤) الحسنة : مودتنا أهل البيت (٥).

__________________

(١) في كشف الغمة : ثم خنقته العبرة فبكى ، وبكى الناس معه ثم قال : ـ انا ابن البشير النذير.

(٢) حيث قال تعالى في سورة الاحزاب رقم ٣٣ الآية ٣٣ « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ».

هذا وقد اثبتنا في كتابنا « آية التطهير » تفصيل اختصاص هذه الآية ببيت امير المؤمنين علي (ع) وفيه فاطمة والحسن والحسين ، بأدلّة عديدة ، منها : قول الرسول (ص) حين جمعهم تحت الكساء : « اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ومنها : مجيئه (ص) بعد نزول الآية كل غداة ولمدة ستة اشهر ـ وفي رواية تسعة أشهر ـ الى بيت فاطمة وعلي (ع) وقوله : « الصلاة الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا » ( راجع مسند احمد بن حنبل ج ٣ ص ٢٥٩ و ٢٨٥ ، واسد الغابة ٥ / ١٧٤ و ٥٢١ ، والدر المنثور ٥ / ١٩٩ كنز العمال ٥ / ٩٦ ).

(٣) سورة الشورى (٤٢) الآيه ٢٣ ـ ٢٤.

(٤) في كشف الغمة : فالحسنة.

(٥) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٤٥٧ بهذا اللفظ وفي ص ٥٣٢ ـ ٥٣٣ بالفاظ تقرب منه وقد اخرجه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٧٢ والكنجي في كفاية الطالب ص ٩٣ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٤٦ واشرنا الى ذلك آنفا. وروى ما يقرب منه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ١٩٩


[١١٥] ـ اخبرني ابو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، حدثني أبي ، حدثني حسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن حسن ـ ليس فيه عن أبيه ـ ، قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل على بن ابي طالب ـ فذكر نحوه ـ.

[١١٦ ] ـ سمعت ابا اسحاق ابراهيم بن يعقوب السعدي يقول : حدثني الحنفي ، عن ابن ابي ذئب ، حدثني الحسن بن زيد ، حدثني مولى لابن عباس ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احتجم صائما.

قال ابو اسحاق : كانت أم زيد بن حسن ابنة عقبة بن عمرو ـ ابي مسعود الانصاري ـ.

[١١٧ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الاودي ، نا اسماعيل بن ابان الوراق ، نا عمر ، عن جابر ، عن ابي الطفيل ، وزيد بن وهب ، وعبد الله بن نجي ، وعاصم بن ضمرة ، عن الحسن بن علي ، قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه أحد كان قبله ، ولم يخلف بعده مثله وهو علي بن ابي طالب حبيب رسول الله وأخوه.

علي بن حسين ، عن الحسن رضي‌الله‌عنهم.

[١١٨] ـ حدثنا ابو جعفر أحمد بن يحيى الأودي ، نا حفص بن عمر الفراء ، عن ابي داود المكفوف ، عن جابر ، عن ابي جعفر ـ محمد بن علي ـ ، عن

__________________

باسناده عن هبيرة. وسيأتي برقم ١٢١ ـ ١٢٤ ـ ما يقرب من ذلك ـ أيضا ـ.

وفتح العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ بابا في خطبة الامام الحسن (ع) بعد شهادة ابيه ونقل مثل هذا الحديث بالفاظ تقارب ما روي اعلاه في الجزء ٤٣ ص ٣٩١ عن أمالي الطوسي باسناده عن ابي الطفيل. وفيه واقتراف الحسنة : مودتنا.


ابيه ـ علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، عن الحسن بن علي بن ابي طالب ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حدثني جبريل : ان الله اهبط الى الارض ملكا ، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى انتهى الى باب (١) رجل ينادي على باب الدار.

فقال الملك للرجل : ما جاء بك الى هذه الدار؟.

فقال : اخ لي مسلم زرته في الله.

قال : الله ما جاء بك الا ذلك؟!.

قال : الله ما جاء بي الا ذلك.

قال : الملك : فاني رسول الله إليك ، وهو يقرئك السلام ، ويقول : وجبت لك الجنّة ، وأيّما مسلم زار مسلما فليس اياه يزور ، بل اياي يزور ، وثوابه عليّ الجنة.

محمد بن علي بن الحسين ، عن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهم.

[١١٩] ـ حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، انا عبد الله بن وهب ، اخبرني سليمان بن بلال ، حدثني جعفر بن محمد ، عن ابيه ، قال : كان الحسن بن علي جالسا في نفر ، فمرّ عليه بجنازة ، فقام الناس حين طلعت. فقال الحسن بن علي : انّه مرّ بجنازة يهوديّ ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على طريقها ، فقام حين طلعت ، كراهية ان تعلو رأسه (٢)

__________________

(١) كذا وردت الكلمة في نسختنا والظاهر انه : انتهى الى باب ، ورجل ...

(٢) ذكر احمد بن حنبل من هذا الحديث في مسنده ج ١ ص ٢٠٠ وفيه : انما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تأذيا بريح اليهودي.


زيد بن علي بن حسين ، عن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهم

[١٢٠] ـ حدثني احمد بن يحيى الصوفي ، نا عبد الله بن سالم ، نا حسين بن زيد ، عن ابيه ، عن الحسن بن علي : ان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان اذا توضّأ اتصل بموضع سجوده ما يسيله (١) على موضع السجود (٢).

ربيعة بن شيبان ، عن الحسن رضي‌الله‌عنه

[١٢١] ـ حدثنا ابو هاشم زياد بن ايوب ، نا علي بن عراب ، نا ثابت بن عمارة ، نا ربيعة بن شيبان ، ح ، حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا محمد بن بكر البرساني وابو عاصم الضحاك بن مخلّد ، قالا : نا ثابت بن عمارة ، نا ربيعة بن شيبان قال : قلت للحسن بن علي : ما تحفظ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!.

قال : ادخلني غرفة الصدقة ، فأخذت تمرة ، فوضعتها ، في شدقي ، فأخرجها وقال : ان الصدقة لا تحلّ لمحمد ولا لآل محمد.

__________________

(١) في هامش نسختنا : فى نسخة : ليسيله.

(٢) كتب في هامش النسخة بخط يغاير خط المتن ما يلي : ـ سمعت من قوله : تزويج علي فاطمة الى هنا بقراءة السيد الحسيني عليّ .. [ كلمة لا تقرأ ] سماعه من ابن ابي القاسم واجازته من .. [ كلمة لا تقرأ ] .. واسماعيل بن الطيال [ سي ] بسماعهم من العلوى بسنده .. [ كلمة لا تقرأ ]. في يوم السبت عاشر جمادى ... [ وراجع ص ٢٢ ] قراءات وسماعات الكتاب ]


وقال البرساني في حديثه : ولا لأهل بيته.

وفي حديث زياد بن أيّوب : سمعت الحسن يقول : دخلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غرفة الصدقة ، فأخذت تمرة فألقيتها في فيّ ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : القها ، فان الصدقة لا تحل لرسول الله ولا لأحد من اهل بيته.

فألقيتها (١).

هبيرة بن يريم ، عن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه

[١٢٢] ـ حدثنا ابو جعفر أحمد بن يحيى الأودي ، نا علي بن ثابت ، انا منصور بن الأسود ، عن اسماعيل بن ابي خالد ، عن ابي اسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : خطبنا الحسن بن علي بعد ما قتل علي ، فقال : لقد قتلتم بالامس رجلا ما سبقه الأولون ، ولن يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبعثه ، فيقاتل جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، اراد أن يشتري بها خادما (٢).

[١٢٣ ] ـ أخبرني أحمد بن شعيب ، اخبرني اسحاق بن ابراهيم ، انا النضر بن شميّل ، نا يونس بن ابي اسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : خرج إلينا الحسن بن علي ، وعليه عمامة سوداء ، فقال : لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخرون ، وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله

__________________

(١) رواه احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٢٠٠ واسناده عن محمد بن بكر ، عن ثابت بن عمارة عن ربيعة بن شيبان : مثله ، وفيه : فألقيتها في فهمي.

(٢) مضى ما يقرب من هذا الحديث بالارقام ١١٤ ، ١١٧ وقد روى مثل ذلك احمد بن حنبل في مسنده


ورسوله ، يقاتل جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ولا يرد رأسه حتى يفتح الله عليه.

جابر ـ والد خالد ـ ، عن الحسن رضي‌الله‌عنه

[١٢٤] ـ حدثنا عمرو بن علي ـ ابو حفص ـ ، ويزيد بن سنان ـ ابو خالد ـ ، قالا : نا ابو عاصم ، حدثنا سكين بن عبد العزيز ، قال : اخبرني خالي ـ حفص بن خالد ـ ، قال : حدثني ابي خالد بن جابر ، عن ابيه جابر ، قال : لما قتل على بن ابي طالب قام الحسن خطيبا فقال : لقد قتلتم ـ والله ـ رجلا ، في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع فتى موسى ، والله ما سبقه أحد كان قبله ، ولا يدركه أحد يكون بعده ، والله ان كان ليبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السريّة ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم أرصدها لجارية يشتريها.

وفي حديث ابي حفص : لخادم يشتريها (١).

الأصبغ بن نباتة ، عن الحسن رضي‌الله‌عنه

[١٢٥] ـ حدثني ابو جعفر ـ احمد بن يحيى ـ ، نا ابراهيم بن محمد بن ميمون الكندي ، نا مصعب بن سلام ، عن سعد الاسكاف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن الحسن بن علي ، قال : سمعت جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يقول : يا مسلم .. اضمن لي ثلاثا اضمن لك الجنة ..

ان عملت بما افترض الله عليك في القرآن ، فأنت أعبد الناس.

__________________

ج ١ ص ١٩٩. وسيأتي برقم ١٢٤ أيضا.

(١) قد مضى ما يقرب منه في الاحاديث ١١٤ ، ١١٧ ، ١٢٢.


وان قنعت بما رزقك ، فانت اغنى الناس ..

وان اجتنبت ما حرّم الله عليك ، فانت اورع الناس.

ابو الحوراء السعدي ، ويقال : هو ربيعة بن شيبان [ عن الحسن (ع)]

[١٢٦] ـ حدثنا محمد بن بشار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، ح ، وحدثنا يوسف بن سعيد ، ثنا حجاج بن محمد قال سمعت شعبة يحدث عن بريد بن ابي مريم ، عن ابي الحوراء قال : قلت للحسن بن علي ما ذا تذكر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟.

قال : أذكر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اني أخذت تمرة من تمر الصدقة ، فجعلتها في فمي ، قال : فنزعها بلعابها فجعلها في تمر الصدقة.

فقيل : يا رسول الله ما كان عليك من هذة التمرة لهذا الصبي؟!.

فقال : انا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.

وكان يقول : دع ما يريبك الى ما لا يريبك ، فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة.

وكان يعلمنا هذا الدعاء : « اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ، وتولّني فيمن تولّيت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، انك لتقضي ولا يقضى عليك ، انه لا يذل من واليت ».

قال شعبة : واظنه قال : تباركت وتعاليت ، وقد حدثني من سمع هذا منه (١).

__________________

(١) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠٠ وفيه زيادة ما يلي : ثم اني سمعته حدث بهذا الحديث فخرجه الى المهدي بعد موت ابيه فلم يشك في تباركت وتعاليت. فقلت لشعبة : انك تشك فيه؟ فقال : ليس فيه شك.


[١٢٧] ـ حدثني الفضل بن العباس ـ ابو العباس الحلبي ـ ، نا ابو صالح الفراء ، نا ابو اسحاق الفزاري ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن بريد بن ابي مريم ، عن ابي الحوراء قال : قلت للحسن بن علي : مثل من كنت في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ ، وما ذا عقلت عنه؟.

قال : عقلت عنه اني سمعت رجلا يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : دع ما يريبك الى ما لا يريبك ، فان الشرّ ريبة والخير طمأنينة.

وعقلت عنه الصلوات الخمس (١) ، وكلمات علمنيهنّ قال : قل : « اللهمّ اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولّني فيمن توليت ، وبارك لي فيما اعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فانك تقضي ولا يقضى عليك ، وانه لا يذلّ من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت ». قال بريد بن ابي مريم : فدخلت على محمد بن علي في الشعب فحدثته بهذا الحديث عن ابي الحوراء ، فقال : صدق ، هنّ كلمات علمنا هنّ ، يقولهن (٢) في القنوت (٣).

[١٢٨ ] ـ حدثنا محمد بن اسحاق ابو بكر البكائي ، حدثنا عبد الله بن موسى ، عن اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن بريد بن ابي مريم ، عن ابي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمات اقولهن في القنوت : « اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت ،

__________________

(١) روى ما يقرب منه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠٠

(٢) كذا ورد في النسخة والظاهر ان الاصح نقولهن في القنوت.

(٣) روى دعاء القنوت احمد بن حنبل باسناده عن ابي الحوراء في المسند ج ١ ص ١٩٩ و ٢٠٠ و ٢٠١.


انك تقضي ولا يقضى عليك ، وانه لا يذل من واليت ، تباركت ربّنا وتعاليت (١).

المسيب بن نجبة عن الحسن رضي‌الله‌عنه.

[١٢٩] ـ حدثنا احمد بن يحيى ـ ابو جعفر الاودي ـ ، نا علي بن حكيم ، وحمدان بن سعيد ، قالا : حدثنا عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن سوّار بن أوس ، وقال حمدان بن سعيد : عن سوار ـ ابي ادريس ـ ، عن المسيب بن نجبة ، عن الحسن بن علي بن ابي طالب : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمّى الحرب خدعة (٢).

اسحاق بن يسار ـ والد محمد بن اسحاق ـ ، عن الحسن رضي‌الله‌عنه.

[١٣٠] ـ حدثنا احمد بن يحيى ، نا ضرار بن صرد ، نا ابن فضيل ، عن محمد بن اسحاق ، عن ابيه ، عن الحسن بن علي : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل على فاطمة فناولته كتفا فأكل منها ولم يتوضا (٣).

ابو مصعب السلمي ، عن الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه.

[١٣١] ـ حدثنا احمد بن يحيى ، نا عبد الحميد بن صالح ، نا ابو شهاب ، عن مسعر ، عن ابي مصعب السلمي ، قال : حدثني ثلاثة رجال ، منهم : الحسن بن علي : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : « اللهم

__________________

(١) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠٠.

(٢) قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الخندق ، كذا روي عن امير المؤمنين علي عليه‌السلام على ما في وسائل الشيعة ج ١٢ ص ١٠٢.

(٣) وسيأتي معنى هذا الحديث برقم ١٧٤.


اقلني عثرتي ، واستر عورتي ، وآمن روعتي ، واكفني من بغى عليّ ، وانصرني ممن ظلمني (١) ، وارني ثاري منه.

ابو وائل ـ شقيق بن سلمة ، [ عن الحسن بن علي (ع)].

[١٣٢] ـ حدثني اسحاق بن يونس ، نا محمد بن سليمان ، نا خديج بن معاوية ، عن ابي اسحاق ، عن شقيق بن سلمة ، عن الحسن بن علي ، قال : جاءت امرأة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعها ابناها ، فسألته ، فأعطاها ثلاث تمرات ، فاعطت كل واحد منهما تمرة ، فأكلاها ، ثم نظرا الى أمّهما ، فشقت التمرة باثنتين فاعطت كل واحد منهما شقّ تمرة.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحمها الله برحمتها ابنيها.

عمير بن مأمون ، عن الحسن رضي‌الله‌عنه.

[١٣٣] ـ حدثنا ابو جعفر ـ احمد بن يحيى الصوفي ، نا اسماعيل بن صبيح اليشكري ، نا صباح بن واقد الانصاري ، عن سعد الاسكاف ، عن عمير بن مأمون ، عن الحسن بن علي ، قال : سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من صلى الفجر فجلس في مصلاّه الى طلوع الشمس ستره الله من النار. مختصر (٢).

[١٣٤ ] ـ سمعت ابا عبد الله جعفر بن علي بن ابراهيم بن صالح بن علي بن

__________________

(١) كذا ورد في نسختنا وفي الهامش : في نسخة : على من ظلمني ، وهو الاصح.

(٢) رواه الصدوق باسناده عن عمير بن مأمون العطاردي قال : رأيت الحسن بن علي عليه‌السلام يقعد في مجلسه حين يصلي الفجر حتى تطلع الشمس ، وسمعته يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من صلّى الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ستره الله عز وجل من النار ،


عبد الله بن ... (١) يقول : سمعت احمد بن محمد بن ايوب المغيري يقول : كان الحسن بن علي بن ابي طالب [ أبيضا ] (٢) مشرب حمرة ، ادعج العينين (٣) ، سهل الخدّين (٤) ، دقيق المسربة (٥) كث اللحية (٦) [ ذا وفرة ] (٧) ، وكأن عنقه ابريق فضة ، عظيم الكراديس (٨) ، بعيد ما بين المنكبين ، ربعة ـ ليس بالطويل ولا القصير ـ ، مليحا ، من أحسن الناس وجها ، وكان يخضب بالسواد ، [ وكان ] (٩) جعد الشعر ، حسن البدن ، توفى وهو ابن خمس وأربعين سنة ، وولي غسله [ الحسين و ] (١٠) محمد والعباس ـ اخوته من علي بن ابي طالب ـ ، وصلى عليه سعيد بن العاص ، تو [ في ] (١١) سنة تسع واربعين (١٢).

__________________

ستره الله عز وجل من النار ، ستره الله عز وجل من النار. البحار ج ٨٢ ص ٣٢٠ ( اقول ) : لعل كلمة مختصر الذي ذكر آخر الحديث اشارة الى هذا التكرار.

(١) كلمة لا يمكن قراءتها في نسختنا.

(٢) كذا ظاهرا والكلمة لا تقرأ في نسختنا وانما اخذناها من كشف الغمة.

(٣) الدعج : شدة سواد العين مع سعتها.

(٤) اي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين.

(٥) المسربة ـ بضم الراء ـ : الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر الى السّرة.

(٦) كث اللحية : الكثافة في اللحية ان تكون غير رقيقة ولا طويلة. ولكن فيها كثافة.

(٧) الوفرة : شعر الرأس اذا وصل الى شحمة الأذن. وما جعلناه بين المعقوفتين غير واضح في نسخة الاصل واخذناه من كشف الغمة.

(٨) الكراديس : رءوس العظام ، واحدها : كردوس ، وقيل : هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين ، واراد الواصف انه عليه‌السلام كان ضخم الأعضاء.

(٩) ما بين المعقوفات مأخوذ من كشف الغمة.

(١٠) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٢٥ و ٥٤٨ و ٥٨٣ ورواه عنه العلامة المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ٣١٣ وج ٤٤ ص ١٣٧.


مولد الحسين بن علي بن ابي طالب ( رضوان الله عليه )

[١٣٥] ـ حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري ، نا ابو صالح عبد الله بن صالح ، قال : قال الليث بن سعد : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسين بن علي في ليال خلون من شعبان سنة اربع (١).

[١٣٦ ] ـ حدثني أحمد بن يحيى الأودي ، نا يحيى بن حسن بن فرات القزاز ، نا عمرو بن ثابت ، [ عن ] (٢) عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي : انه سمّى الحسين بعمه جعفر ، [ قال : ] (٣) فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمّاه حسينا.

[١٣٧ ] ـ وحدثني فهد بن سليمان ، نا ابو نعيم ، نا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن

__________________

(١) سبق تمام هذا الحديث برقم ٩٤. وقد نسب فيه احمد الى جده.

(٢ ، ٣) هاتين الكلمتين غير واضحتين في نسختنا واخذنا هما من الحديث ٩٠ المشابه لهذا الحديث سندا ومتنا وانظر تخريجاته هناك.


هاني بن هاني ، عن علي بن ابي طالب ، قال : لمّا ولد الحسين سميته حربا ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : أروني ابني ما سميتموه؟. قلنا حربا. قال : بل هو حسين (١).

[١٣٨ ] ـ اخبرني ابو عبد الله الحسين بن علي ، حدثني ابي علي بن الحسين ، حدثني انس بن عيّاض ـ أبو ضمرة ـ ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشتق اسم حسين من حسن ، واسمى حسنا وحسينا يوم سابعهما (٢) ، وان فاطمة حلقت حسنا وحسينا يوم سابعهما فوزنت شعرهما فتصدّقت بوزنه فضّة.

[١٣٩ ] ـ حدثنا ابراهيم بن سليمان الاسدي ، نا عمرو بن خالد ، نا ابن لهيعة ، عن عمارة بن غزية ، عن ربيعة بن ابي عبد الرحمن ، عن انس بن مالك : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر برأس حسن ـ أو حسين ـ يوم سابعه ، فحلق ، ثم تصدّق بوزنه فضة ، ولم يجد ذبحا.

[١٤٠ ] ـ حدثنا النضر بن سلمة ، نا الحميدي والوليد بن عطاء ، قالا : نا هشام بن سليمان ، نا ابن جريح ، قال : حدثت عن ... (٣) سعيد ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة قالت (٤) : عقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الحسن والحسين شاتين شاتين ، وذبح عنهما يوم السابع ، وسمّاهما ، وأمر ان يماط الأذى عن رءوسهما. قالت عائشة : فقال رسول الله

__________________

(١) سبق ما بمعناه برقم ٩١.

(٢) روى الامام الرضا باسناده عن آبائه عليهم‌السلام عن علي بن الحسين عليه‌السلام ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سمى حسنا يوم سابعه واشتق من اسم الحسن الحسين وذكر انه لم يكن بينهما إلا الحمل ( مسند الامام الرضا ص ٣١ ).

(٣) كلمة لا تقرأ.

(٤) كذا صحح في هامش نسختنا وفي المتن : قال.


قالت عائشة : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذبحوا على اسمه فقولوا : بسم الله ، اللهم لك وإليك ، هده عقيقة فلان.

[١٤١ ] ـ اخبرني ابو عبد الله الحسين بن علي ، عن ابيه علي بن الحسين قال : حدثني حسين بن زيد ، بن علي ، بن جعفر ، بن محمد ، عن ابيه : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقّ عن الحسن والحسين ، وأمر بزنة شعورهما فضة ، فتصدق به ، وأعطيت القابلة رجل العقيقة (١).

[١٤٢ ] ـ حدثنا الحسن بن علي بن عفّان ، نا عثمان بن عبد الرحمن الحراني ، نا الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد ، عن محمد بن المنكدر ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ختن الحسين لسبعة أيّام (٢).

[١٤٣ ] ـ حدثني أحمد بن يحيى ـ ابو جعفر الأودي ـ ، نا عباد بن يعقوب ، نا يحيى بن سالم ، عن صباح ، عن الحسن بن الحكم ، عن الشمال بنت موسى ، عن أم عثمان ـ أمّ ولد علي بن ابي طالب ـ قالت : كان لآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسادة يجلس عليها جبريل ، لا يجلس عليها غيره ، فاذا خرج طويت ، فكان اذا عرج انتفض ، فسقط من زغب ريشه ، فتقوم فاطمة فتتبعه فتجعله في تمائم حسن وحسين.

__________________

(١) روى الامام الرضا عليه‌السلام باسناده عن آبائه معناه ( مسند الامام الرضا ٣١ و ٣٢ )

(٢) هذا الحديث غريب المتن فان الحسين عليه‌السلام ولد مختونا ومطهرا كما اكدت عليه كثير من رواياتنا ولعل المراد اجراء صورة الاختتان من امرار الموسى كما هو المستحب فيمن يلد مختونا.



مسند الحسين بن علي

علي بن الحسين ، عن ابيه (رضي‌الله‌عنهما).

[١٤٤] ـ حدثني بحر بن نصر الخولاني وسعيد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قالا : حدثنا خالد بن عبد الرحمن ، نا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن ابيه : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه (١).

[١٤٥ ] ـ حدثني محمد بن عبد الله بن مخلّد ، نا ابو بكر بن ابي شيبة ، نا خالد بن مخلّد ، عن سليمان بن بلال ، قال : سمعت عمارة بن غزية الانصاري ، قال : سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث عن أبيه ـ علي بن حسين ـ ، عن جده ـ حسين بن علي ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ. صلى الله عليه وآله وسلم

__________________

(١) رواه احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٢٠١ باسناده عن عبد الله بن علي بن الحسين عن ابيه ، وبآخر عن شعيب بن خالد عن الحسين بن علي الا انّ فيه : قلة الكلام فيما لا يعنيه.


وسلّم (١).

[١٤٦ ] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا يزيد بن هارون ، انا محمد بن اسحاق ، عن ابي جعفر ـ محمد بن علي ـ ، عن ابيه ، عن جدّه ، قال : وجدت في قائم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صحيفة مربوطة : اشد الناس عذابا القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن جحد نعمة مواليه فقد برىء مما أنزل الله عزّ وجل (٢).

[١٤٧ ] ـ حدثني اسحاق بن يونس ، نا محمد بن بشير ـ في الرصافة ـ ، نا عبيدة بن حميد ، حدثني فطر ، عن ابي جعفر محمد بن علي بن حسين ، عن ابيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ذكرت عنده فخطّأه الله الصلاة عليّ ؛ خطّأه الله طريق الجنة (٣).

[١٤٨ ] ـ حدثني احمد بن يحيى الصوفي ، نا ابراهيم بن محمد بن ميمون ، عن محمد بن حسين بن علي بن حسين ، عن ابيه ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : تكون بعدي ثلاث فرق : مرجئة وحروريّة وقدريّة ، فان مرضوا فلا تعودوهم ، وان ماتوا فلا تشهدوهم ،

__________________

(١) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠١ وقد سبق ما يتعلق بالصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ برقم ١١٢ وسيأتى برقم ١٤٧ أيضا.

(٢) اخرج ابن ابي شيبة عن جعفر بن محمد قال : وجد في قراب سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من قتل غير قاتله او ضرب غير ضاربه او آوى محدثا فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما انزل الله على رسوله. وروى احمد بن حنبل باسناده عن علي عليه‌السلام روايات بشأن هذه الصحيفة ومحتواها فراجع المسند ج ١ ص ٧٩ و ٨١ و ١٠٠ و ١٠٨ و ١١٠ و ١١٨ و ١١٩ و ١٢٢ و ١٢٦ و ١٥١ و ١٥٢.

(٣) رواه المجلسي في بحار الانوار ج ٩١ ص ٤٩ عن ثواب الاعمال ص ١٨٧ الا ان فيه : من ذكرت عنه فنسي الصلاة عليّ خطئ به طريق الجنة ، وفي آخر من ذكرت عنده فنسي ان يصلي علي أخطأ الله به طريق الجنة ( سفينة البحار ج ١ ص ٥٠ ).


وان دعوا فلا تجيبوهم.

[١٤٩ ] ـ حدثنا هلال بن العلاء ، نا سعيد بن سليمان ، نا هياج بن بسطام التميمي ، نا عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص ، عن محمد بن سليمان ، عن علي بن حسين ، عن ابيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اعتكاف عشر في رمضان حجتان وعمرتان (١).

[١٥٠ ] ـ حدثني احمد بن يحيى الصوفي ، نا شهاب بن عباد ، والحكم بن سليمان ، قالا : نا محمد بن الحسن بن ابي زيد الهمداني ، نا ابو حمزة الثمالي ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جدّه الحسين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما من عبد ولا أمة يقتر بنفقة ينفقها فيما يرضى الله إلاّ أنفق اضعافها في سخط الله.

وما من عبد يدع معونة أخيه المسلم والسعي في حاجته ، قضيت تلك الحاجة او لم تقض ، الا ابتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه وما من عبد ولا أمة يدع الحج وهو يجد السبيل إليه ، لحاجة من حوائج الدنيا ، الا نظر الى المحلّقين قبل ان يقضي الله تلك الحاجة ـ يعني : حجة الاسلام ـ.

[١٥١ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى ، نا علي بن قا [ دم ] ، نا عبد السلام بن حرب ، عن يحيى بن سعيد ، قال : كنت عند علي بن حسين فجاءه نفر من الكوفيين ، فقال علي بن الحسين : يا اهل العراق أحبونا حبّ الاسلام ، فاني سمعت أبي يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أيها الناس لا ترفعوني فوق حقّي ، فإنّ الله عز وجل قد اتخذني عبدا قبل ان يتخذني نبيّا. قال يحيى بن سعيد : فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب

__________________

(١) ذكر مثله المحدث القمي في سفينة البحار ج ٢ ص ٢١٧ الا ان فيه اعتكاف العشر الاواخر من شهر رمضان.


فقال : وبعد ما اتخذه نبيا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

فاطمة بنت حسين بن علي ، عن ابيها حسين بن علي رضي‌الله‌عنهم.

[١٥٢] ـ حدثني احمد بن يحيى الاودي ، نا سعيد بن عمر الأشعثي ، نا أبو ضمرة ، عن عبد الله بن عامر ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، حدثتني أمي فاطمة بنت حسين ، عن حسين بن علي وعبد الله بن عباس : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : لا تديموا النظر الى المجذمين ومن كلّمهم منكم فليكن بينه وبينهم (٢) قدر رمح (٣).

[١٥٣ ] ـ حدثنا ابو الفتح نصر بن مرزوق ، نا أسد بن موسى ، نا الفرج بن فضالة ، عن عبد الله بن عامر ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن أمه فاطمة بنت حسين ، عن ابيها حسين بن علي : مثله.

ـ ليس فيه : عن ابن عباس ـ.

[١٥٤ ] ـ حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم ، ح ، وحدثني موسى بن سعيد الدنداني ـ بطرسوس ـ ، قالا : نا عبد الله بن مسلمة ، بن قعنب القعنبي ، نا

__________________

(١) يوجد في نسختنا في هذا الموضع وفيه ـ بعد سطر لا يمكن قراءته ـ ما يلي : الحسين عن ابيه مرفوعا في التكبير في الصلاة.

ولعله اشارة الى المكان الذي ورد فيه هذا الحديث وهو باب التكبير في الصلاة.

(٢) في نسخة الاصل : وبينه ، وقد جعل : وبينهم نسخة في الهامش. والمجذم هو من اصابه الجذام وهو داء معروف.

(٣) قد وردت روايات عديدة تؤكد على ذلك منها ما ذكره المحدث القمي في سفينة البحار ج ١ ص ١٤٧ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ـ في حديث طويل ـ قال : كره ان يكلم الرجل مجذوما الا ان يكون بينه وبينهم قدر ذراع وورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أيضا : لا تديموا النظر الى اهل البلاء والمجذومين فانه يحزنهم وسيأتي مثله برقم ١٥٥.


خالد بن الناس ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن فاطمة بنت حسين ـ وهي أمّ محمد بن عبد الله بن عمرو ـ ، عن حسين بن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الله يحبّ معالي الاخلاق واشرافها ويكره سفسافها (١).

وفي حديث عبد الرحمن عن فاطمة بنت حسين : عن « علي بن حسين » ، عن « حسين بن علي ».

وليس في حديث موسى بن سعيد : « علي بن حسين ».

[١٥٥ ] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا ضرار بن صرد ـ أبو نعيم ـ ، نا عبد الله بن المبارك ، نا الحسين بن علي بن حسين ، عن عمته ـ فاطمة بنت حسين ، عن ابيها حسين بن علي : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لا تديموا النظر الى المجذمين (٢).

[١٥٦ ] ـ حدثني اسحاق بن يونس ، حدثنا سويد بن سعيد ، عن المطلب بن زياد ، عن ابراهيم بن حبان ، عن عبد الله بن حسن ، عن فاطمة بنت حسين ، عن الحسين : قال : كان رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجر علي ، وكان يوحى إليه ، فلما سرى عنه قال : يا علي صليت العصر؟. قال : لا.

قال : اللهم انك تعلم انه كان في حاجتك وحاجة رسولك فردّ عليه الشمس ، فردّها عليه فصلى وغابت الشمس (٣).

__________________

(١) السفساف : الامر الحقير والردي من كل شيء ، وهو صد المعالي والمكارم واصله ما يطير من غبار الدقيق اذا نخل ، والتراب ، اذا اثير. ( النهاية ).

(٢) قد ذكر المحدث القمي في سفينة البحار ج ١ ص ١٤٧ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تديموا النظر الى اهل البلاء والمجذومين فانه يحزنهم هذا وقد سبق مثله باسنادين ولفظ اطول برقم ١٥٢ و ١٥٣.

(٣) لهذا الحديث طرق عديدة منها ما رواه ابن عساكر باسانيده عن فاطمة بنت الحسين عن اسماء بنت


[١٥٧] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا ابو عامر العقدي ، نا سفيان ، ح ، وحدثنا أحمد بن يحيى ، نا علي بن قادم ، نا سفيان الثوري ، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل ، عن يعلي بن ابي يحيى ، عن فاطمة بنت حسين ، عن ابيها : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : للسائل حق وان جاء على فرس (١).

اللفظ ليزيد.

يعلي بن ابي يحيى ، هو : مولى فاطمة بنت حسين :

[١٥٨] ـ حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم ، نا شعيب بن يحيى ، عن يحيى بن أيوب ، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل : ان يعلي حدثه ، عن فاطمة بنت حسين عن ابيها الحسين بن علي : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : للسائل حق وان جاء على فرس.

__________________

عميس قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل علي العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صليت العصر؟ ـ وقال ابو أميّة : صليت يا علي؟ ـ قال : لا. فقال رسول الله وقال ابو أميّة : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

: اللهم انه كان في طاعتك وطاعة نبيك ـ وقال ابو أميّة : رسولك ـ فاردد عليه الشمس.

قالت اسماء : فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.

هذا وقد اورد الشيخ محمد باقر المحمودي ـ محقق الكتاب ـ روايات عديدة في هذا المضمار يراجع بشأنها كتاب تاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٣٨٥ ـ ٣٠٦. وأيضا كتاب العمدة لابن بطريق ص ٣٧٤.

والمناقب لابن المغازلي ص ٩٦ حديث ١٤٠ وكفاية الطالب ص ٢٤٠ وغيرهم ، الا ان ابن الجوزي ادعى الوضع في هذا الحديث وقد ردّه جماعة كثيرة من الحفاظ منهم سبطه في التذكرة ص ٥٥ وابن حجر في فتح الباري / ١٦٨ ، والعيني في عمدة القارى ٧ / ١٤٦ والشهاب الخفاجي في شرح الشفاء ٣ / ١٢ والزرقاني في شرح المواهب ٥ / ١١٣ وغيرهم وقد افرد جماعة منهم كتبا خاصة في اثبات صحة الحديث ووقوع ردّ الشمس.

(١) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٠١ باسناده عن وكيع ، وعبد الرحمن ، عن سفيان الى آخر السند.


اللفظ : ليزيد.

[١٥٩ ] ـ حدثنا أحمد بن يحيى ، نا ابو غسان مالك بن اسماعيل ، نا اسرائيل عن ابي المقدام بصري [ كذا ] ، عن امّه فاطمة بنت حسين بن علي ، عن الحسين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اصيب بمصيبة فذكرها ـ وان تقادم عهدها ـ ، فأحدث لها استرجاعا ، أحدث الله له ثواب ما وعده حين اصيب بها (١).

[١٦٠ ] ـ حدثني احمد بن يحيى ، نا ابو كريب ، نا سعيد بن خيثم ، عن اسحاق بن ابي يحيى ، عن فاطمة بنت حسين ، عن أبيها ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أخذ الله ميثاق العباد جعل في الحجر ، فمن الوفاء بالبيعة استلام الحجر (٢).

رجال شتّى ، عن حسين رضي‌الله‌عنه

[١٦١] ـ حدثنا محمد بن اسماعيل ومحمد بن مسعود ، قالا : انا عبد الرزاق ، انا معمر ، عن الزهري ، عن سنان بن ابي سنان الدؤلي ، انه سمع حسين بن علي يحدث : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خبّأ لابن صياد دخانا فسأله عمّا خبّأ له؟ فقال : الدّخ. فقال : اخسأ (٣) .. فلن تعدو أجلك.

__________________

(١) ذكر احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٢٠١ باسناده عن يزيد وعباد بن عبد ، عن هشام بن ابي هشام ، عن عباد بن زياد ، عن أمه ، عن فاطمة ابنة الحسين ، عن ابيها الحسين بن علي ، عن النبي (ص) قال : ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها ـ وان طال عهدها ( قال عباد : قدم عهدها ) ـ فيحدث لذلك استرجاعا ، الا جدد الله له عند ذلك ، فاعطاه مثل اجرها يوم اصيب بها.

(٢) روى المتقى الهندي باسناده عن ابي سعيد الخدري عن علي معناه بلفظ أطول.

منتخب كنز العمال ـ هامش مسند احمد ج ٢ ص ٣٥٢

(٣) كذا ورد في هامش نسختنا : في نسخة ، واما في المتن فقد ورد هكذا : اخس.


فلما ولّى ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما قال؟!.

فقال بعضهم : « دخ » (١) ، وقال بعضهم : « ديخ ». فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد اختلفتم وأنا بين أظهركم ، فانتم بعدي أشدّ اختلافا.

ورواه عقيل ، ابن شهاب عن سنان بن ابى سنان الدؤلي ، عن الحسن بن علي ، حدثناه يز [ يد ] (٢) بن سنان ، نا ابو صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل.

[١٦٢ ] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، نا ابو غسان مالك بن اسماعيل ، نا كامل ـ ابو العلاء ـ ، عن عبد الله بن سليمان بن نافع ـ مولى بني هاشم ـ ، عن الحسين بن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا بني هاشم اطيبوا الكلام وأطعموا الطعام.

فقال رجل : ما أرى بين يديك شيئا؟.

قال : وما يدريك ما طعامي؟ ، ان طعامي في جذاذي (٣) وحصادى.

[١٦٣ ] ـ حدثنا أحمد بن يحيى ، نا محول بن ابراهيم ، عن محمد بن بكر ، عن ابي الجارود ، عن ابي سعيد الميثمي ، قال : سمعت الحسين بن علي يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من لبس ثوب شهرة (٤) كساه الله ثوب نار (٥).

__________________

(١) الدخ : لعله كناية عن الدخان ، وظهوره هو من علامات آخر الزمان.

(٢) كذا ظاهر الكلمة وهي غير واضحة في نسختنا.

(٣) الجذ ، هو : القطع ، وهو ما يقتطع من النباتات ، وله معان اخرى وانما اخترنا هذا المعنى من بينها لمكان كلمة « حصادي ».

(٤) ثوب الشهرة : كل ما يكون موجبا للشهرة بين الناس ويوجب توجه الانظار إليه.

(٥) روى المجلسي في البحار ج ٧٩ ص ٣١٤ عن مكارم الاخلاق ص ٣١٧ ان عبادا بن بكر البصري


[١٦٤] ـ حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن دينار ـ أبي اسامة ـ ، عن الشعبي ، قال : احتجم ابو عبد الله وهو صائم.

ثم قال : هل تدري من ابو عبد الله؟! حسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام.

[١٦٥ ] ـ حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا عبد الله بن داود ، عن يونس بن ابي اسحاق ، عن العيزار بن حريث ، عن الحسن : انه كان يخضب بالوسمة.

[١٦٦ ] ـ حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا عبد الله بن داود ، عن يونس بن ابي اسحاق ، عن العيزار بن حريث ، قال : رأينا الحسين مخضوبا بالحنّاء والكتم.

[١٦٧ ] ـ وحدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا عمر بن حبيب ، نا ابو معشر المدني ، عن المقبري ، قال : رأيت عمرو بن عثمان والحسين بن علي يخضبان بالسواد.

[١٦٨ ] ـ وحدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، نا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، قال : قتل علي بن ابي طالب وله ثمان وخمسون ، وابنه حسين قتل لها ، ومات علي بن حسين لها.

[١٦٩ ] ـ حدثني ابو عبد الله جعفر بن علي الهاشمي ـ ثم العباسي ـ نا محمد بن محمد بن أيوب ، قال : قتل الحسين بن علي بن ابي طالب يوم عاشوراء ـ وهو يوم الأحد ـ ، لعشر مضين من المحرّم بكربلاء سنة احدى وستين ، قتل معه

__________________

دخل على ابى عبد الله وعليه ثياب الشهرة : فقال يا عباد ما هذه الثياب؟ قال يا ابا عبد الله : تعيّب عليّ هذا؟! قال : نعم ، قال رسول الله (ص) : من لبس ثياب شهرة في الدنيا البسه الله ثياب الذل يوم القيامة.


من اخوته وولده واهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا (١).

__________________

(١) تسمية من قتل مع الحسين بن علي من ولده واخوته واهله وشيعته ، هذا اسم كتاب حققه اخي العلامة السيد محمد رضا حفظه الله وقد طبع في مجلة تراثنا العدد الثاني ولكنه ذكر اسماء تسعة عشر رجلا وهم :

١ ـ العباس بن علي بن ابي طالب.

٢ ـ جعفر بن علي بن ابي طالب.

٣ ـ عبد الله بن علي بن ابي طالب.

٤ ـ محمد بن علي بن ابي طالب.

٥ ـ ابو بكر بن علي بن ابي طالب.

٦ ـ عثمان بن علي بن ابي طالب.

٧ ـ علي بن الحسين بن علي ـ الأكبر ـ.

٨ ـ عبد الله بن الحسين بن علي.

٩ ـ ابو بكر بن الحسن بن علي.

١٠ ـ القاسم بن الحسن بن علي.

١١ ـ عبد الله بن الحسن بن علي.

١٢ ـ عون بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب.

١٣ ـ محمد بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب.

١٤ ـ جعفر بن عقيل بن ابي طالب.

١٥ ـ عبد الرحمن بن عقيل بن ابي طالب.

١٦ ـ عبد الله بن عقيل بن ابي طالب.

١٧ ـ مسلم بن عقيل بن ابي طالب.

١٨ ـ عبد الله بن مسلم بن عقيل.

١٩ ـ محمد بن ابي سعيد بن عقيل.

وبقي من اهل بيت الحسين (ع) ممن لم يذكروا في ذلك الكتاب وهم :

٢٠ ـ محمد بن مسلم بن عقيل ، قتله عمرو بن صبيح الصيداوي.

٢١ ـ ابو بكر بن على ( ذكر هما ابن شهرآشوب في المناقب ج ٢ ص ١٠٧ ).

٢٢ ـ ابو بكر بن الحسين ( شرح الاخبار للقاضى النعمان بن محمد ج ١٣ ص ١٥ ).


[١٧٠] ـ اخبرني ابو عبد الله الحسين بن علي ، نا ابو محمد الحسن بن يحيى بن زيد ، بن حسين ، بن زيد ، بن علي ، بن حسين ، نا حسن بن حسين الأنصاري ، عن ابي القاسم ـ مؤذّن بني مازن ـ ، عن عبيد المكتب ، عن ابراهيم النخعي ، قال : لمّا قتل الحسين احمرّت السماء من اقطارها ، ثم لم تزل حتى تفطّرت ، وقطرت دما (١).

__________________

٢٣ ـ عبد الله بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب. ( ابو الفرج الاصفهاني في المقاتل ص ٩٢ ).

(١) لقد عقد المجلسي في كتابه بحار الانوار بابا في هذا الموضوع راجع البحار ج ٤٥ ص ٢٠١ ـ ٢٣٠.



مسند حديث فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم)

الحسين بن علي ، عن أمه فاطمة رضي‌الله‌عنهم.

[١٧١] ـ حدثنا ابو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي ، نا موسى بن أيوب النصيبي ، نا محمد بن شعيب ، عن صدقة ـ مولى عبد الرحمن بن الوليد ـ ، عن محمد بن علي بن حسين ، قال : خرجت امشي مع جدي حسين بن علي الى أرضه ، فأدركنا النعمان بن بشير على بغلة له ، فنزل عنها ، وقال لحسين : اركب ابا عبد الله. فأبى ، فلم يزل يقسم عليه حتى قال : أما انك قد كلفتني ما أكره ، ولكن أحدثك حديثا حدثتنيه أمّى فاطمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « الرّجل أحقّ بصدر دابته وفراشه والصلاة في بيته ، الا اماما يجمع الناس ».

فاركب أنت على صدر الدابة و [ اردفني خلفك ] (١).

__________________

(١) كذا ظاهرا والعبارة مشوهة في نسختنا.


فقال النعمان (١) : صدقت فاطمة ، حدثني ابي ـ وها هو ذا حيّ بالمدينة ـ ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : إلاّ ان (٢) يأذن.

فلما حدثه النعمان (٣) بهذا الحديث ركب حسين السرج وركب النعمان خلفه.

[١٧٢ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، نا جبارة بن مغلس ، نا عبيد بن الوسيم ، عن حسين بن الحسن ، عن أمة ـ فاطمة بنت حسين ـ ، عن ابيها ، عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يلومنّ إلاّ نفسه من بات وفي يده غمر (٤) (٥).

ابو هريرة ، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٧٣] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، نا عبيد بن يعيش ، نا المحاربي ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن ابيه ، عن ابي هريرة ، عن فاطمة ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انطلقت الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسأله (٦) خادما ، فقال : ألا أدلّك على ما هو خير لك من ذلك؟ ، اذا آويت الى فراشك فسبحي ثلاثا وثلاثين ، واحمدي ثلاثا وثلاثين ، وكبّري أربعا وثلاثين ، فهو خير لك من ذلك ، أرضيت يا بنية؟.

__________________

(١) في نسختنا : ابن النعمان.

(٢) كذا في هامش نسختنا : في نسخة ، وأما في المتن فقد ورد : لو لا أن.

(٣) في نسختنا : ابن النعمان.

(٤) الغمر : الدسم والزهومة من اللحم ، ( قاله ابن الأثير ).

(٥) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٥٤.

(٦) كذا ظاهر الكلمة والاصح : اسأله ، الا ان يكون ما قبله : ان فاطمة ... انطلقت.


قالت : قد رضيت (١).

حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب ، عن جدته فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[١٧٤] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا موسى بن اسماعيل ، نا [ ابراهيم ] (٢) بن سلمة ، انا محمد بن اسحاق ، عن ابيه ، عن الحسن بن الحسن بن علي (٣) ، عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكل في بيته عرقا (٤) ، فجاء بلال بالاذان (٥) ، فقام ليصلّي ، فأخذت بثوبه فقلت الا تتوضّأ يا أبة؟.

فقال : ممّ يا بنية؟. فقلت : ممّا غيّرت النار.

فقال : أطهر طعامكم ما مست النار (٦).

عائشة ـ أم المؤمنين ـ ، عن فاطمة رضي‌الله‌عنها بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[١٧٥] ـ حدثنا ابو موسى ـ محمد بن المثنى ـ ، وابو خالد ـ يزيد بن سنان ـ ، قالا : نا عثمان بن عمر بن فارس ، انا اسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن

__________________

(١) روى معنى هذا الحديث البحراني في العوالم ج ١١ ص ١٢٣ واحمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ١٥٢ وفي ج ١ ص ٨٠ و ١٥٣ روى ما يقرب منه. وسيأتي برقم ١٨٤ أيضا.

(٢) كذا ظاهر الكلمة وهي غير واضحة في نسختنا ، وانظر سند الحديث (٧٤).

(٣) في هامش نسختنا ما يلى : قال الشيخ : قال المؤتمن : هذا مقطوع ، اذ لم يكن حسن بن حسن يومئذ ممن يولد له

(٤) العرق : العظم بلحمه ، فاذا اكل لحمه فعراق ( قاله الفيروزآبادي ).

(٥) في هامش نسختنا ما يلى : قال الشيخ : [ كتب ظ ] في الحاشية : يؤذنه بالصلاة.

(٦) ومضى ما بمعناه برقم ١٣٠.


المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن أم المؤمنين عائشة : أنها قالت : ما رأيت أحدا اشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة ، وكانت اذا دخلت عليه [ أخذ بي ] دها (١) ، فقبلها ، وأجلسها في مجلسه ، وكان اذا دخل إليها قامت إليه ، فقبلته ، وأخذت بيده [ فأجلسته في مكانها ] (٢).

فدخلت عليه في مرضه الذي توفى فيه ، فأسرّ إليها ، فبكت ، ثم اسر إليها فضحكت.

[ فقلت : كنت أرى لهذه فضلا على النساء ، فاذا هي امرأة من النساء ، بينما هي تبكي اذ ضحكت!! ] (٣).

فسألتها ، فقالت اني اذا لبذرة (٤).

فلمّا توفى [ رسول الله صلّى الله ] (٥) عليه وآله وسلّم ، سألتها ، فقالت : أسرّ إليّ فأخبرني انه ميّت ، فبكيت ، ثم أسرّ [ إليّ اني أوّل ] أهله لحوقا به ، فضحكت (٦).

[١٧٦ ] ـ حدّثنا محمد بن منصور [ الجوّاز ، ثنا ] (٧) يعقوب بن محمد ، نا ابراهيم بن سعد ، نا أبي ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في شكواه الذي قبض فيه ـ فاطمة ، فسارّها بشيء

__________________

(١) كذا ظاهر العبارة ، وهي غير واضحة في نسختنا.

(٢) ما بين المعقوفتين اخذناه من كشف الغمة.

(٣) ما بين المعقوفتين يقتضيه السياق وقد أخذناه من البحار ج ٤٣ ص ٤٥.

(٤) البذرة : التي تفشي السر وتظهر ما سمعتها.

(٥) كذا ظاهرا وعبارة ما بين المعقوفات غير واضحة في نسختنا.

(٦) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٤٥٣ عن الحافظ عبد العزيز الجنابذي ، والعلامة المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ٢٥ عن أمالي الطوسي باختلاف يسير.

(٧) ما بين المعقوفتين غير واضح في نسختنا وقد وضعناها استظهارا.


فبكت ، ثم دعا [ ها فسارّها ] (١) فضحكت.

فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارّني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه يقبض في وجعه هذا ، فبكيت ، ثم سارّني فأخبرني : اني أوّل أهله لحاقا [ به ، فضحكت ] (٢).

[١٧٧ ] ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي ، نا عث [ مان بن ] سعيد ، نا ابن لهيعة ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الملك بن عبيد الله بن الاسود ، [ عن عروة ، عن عائشة قالت : دخلت على رسول الله انا وفاطمة بنت رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ] وسلّم فناجاها ، فلما فرغ بكت ، ثم ناجاها الثانية ، فضحكت.

فلما خرج رسو [ ل الله صلّى ] الله عليه وآله وسلّم ، قلت : ما رأيت ضحكا اقرب من بكاء من اليوم!! [ فسألتها ، فقالت ] : ما كنت لأطلعك على سرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فلمّا توفى [ رسول الله ] صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سألتها ، فقالت : قال : ما بعث نبيّ الا كان له من العمر [ نصف عمر ] الذي كان قبله ، وقد بلغت اليوم نصف عمر من كان قبلي ، ثم قال لي : [ أما ترضين انك سيدة نساء اهل الجنة ] الا مريم بنت عمران؟! (٣).

[١٧٨ ] ـ حدثني النضر بن سلمة ثنا [ محمد بن ] اسحاق عن كامل أبي العلاء ، عن حبيب بن ابي ثابت ، عن يحيى بن جعدة عن [ زيد بن أ ] رقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : ما من نبيّ الا الذي بعده

__________________

(١) ما بين المعقوفات في هذه الصفحة غير واضحة وقد وضعناها استظهارا.

(٢) سيأتي معنى هذا الحديث بالارقام التالية : ٧٧ ، ١٨٢.

(٣) سيأتي معنى هذا الحديث بالارقام : ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٢ ، ١٨٥.


يعيش نصف عمره (١).

[١٧٩ ] ـ حدثنا ابو بكرة ـ بكّار بن قتيبة ، نا ابو داود ـ صاحب الطيالسة ـ ، نا أبو عوانة ، نا فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : حدثتني عائشة :

قالت : كانت ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنده لم تغادر منهنّ امرأة ، فأقبلت فاطمة تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا رآها رحّب بها ، وقال : مرحبا بابنتي.

ثم أجلسها عن يمينه ـ أو : عن شماله ـ ، ثم سارّها ، فبكت بكاء شديدا ، فلمّا رأى جزعها سارّها الثانية ، فضحكت.

فلمّا قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت لها : خصّك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟! اخبريني ما ذا قال لك؟. قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سرّه.

فلمّا توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت (٢) لها : اسالك بالذي عليك من الحق اخبريني بما سارّك به رسول الله؟.

قالت : أمّا الآن فنعم ، سارّني المرّة الاولى فقال : ان جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرّة ، وانه عارضني به العام مرّتين ، واني لا أرى الأجل إلاّ قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، فاني أنا نعم السلف لك. قالت : فبكيت ، وكان الذي رأيت ، فلما رأى جزعي قال : يا فاطمة أما ترضين انك سيدة نساء هذه الامة ـ او قال : سيدة نساء العالمين (٣) ـ؟

__________________

(١) سيأتي معنى هذا الحديث برقم ١٨٥.

(٢) كذا في هامش نسختنا : في نسخة ، وفي المتن ورد هكذا : قالت لها.

(٣) في كشف الغمة : المؤمنين.


فضحكت ضحكي الذي رأيت (١).

[١٨٠ ] ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا ... (٢) ابن غنام ، نا شيبان ، عن فراس عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة (رض) ، قالت : بينما ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنده جميع لم تغادر منهن امرأة فاقبلت فاطمة تمشي ـ لا والذي لا إله الا هو ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) ـ فلمّا رآها قال : مرحبا بابنتي ـ مرتين ـ ، قال [ ت ] (٤) : فجلست عن يمينه ـ أو : عن يساره ـ ، فسارّها ، فبكت بكاء شديدا.

فقلت : ما يبكيك يا فاطمة؟! ، خصّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيننا بالسّرار ، ثم أنت تجيئين بما أرى من البكاء؟. فلمّا رأى جزعها سارّها الثانية ، فاذا هي تفتر ضاحكة.

فقلت : ما رأيت بكاء أقرب من ضحك كاليوم.

قالت : فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت : حدثيني يا فاطمة بما سارّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(١) روى هذا الحديث الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٤٥٣ والمجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٥١ ، واحمد بن حنبل في الفضائل برقم ١٣٤٣ باسناده عن سهل بن بكار عن ابي عوانة ، عن فراس باسناده.

وفي المسند ج ٦ ص ٢٨٢ باسناده عن فراس باسناده.

ورواه البخاري في صحيحة ج ١١ ص ٧٩ عن طريق ابي عوانة ، كذا في ج ٦ ص ٢٧٦ وج ٧ ص ٧٨ وج ٨ ص ١٣٥ ومسلم وابن سعد ج ٨ ص ٢٦ ، وابن ماجة ج ١ ص ٥١٨ جميعهم من طريق فراس وابو بكر المقري في باب تقبيل اليد. ورواه ابن راهويه في مسنده من طريق زكريا بن ابي زائدة عن فراس على ما ذكره محقق كتاب الفضائل. اقول وسيأتي برقم ١٨٠ مثله.

(٢) كلمة لا تقرأ.

(٣) في هامش نسختنا ما يلي : لا والله ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي نسخة أخرى : لا والله الذي لا إله الا هو ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة منا ، اضفناه للسياق.


قالت : لا والله .. ما كنت لافشي على رسول الله سرّه.

فلما توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت : عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما حدثتيني بما سارّك به رسول الله يوم تعلمين.

قالت : اما الآن فنعم ، اما المرة الاولى ، قال : ان جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرّة ، وانه عارضني العام مرتين ، واني لا أرى أجلي إلاّ قد قرب ، فاتقي الله واصبري ، فاني نعم السلف انالك ، فجزعت فكان البكاء لذلك ، فسارّني الثانية فقال : أما ترضين ان تأتين يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين ـ أو : نساء اهل الجنة ـ؟! (١).

[١٨١ ] ـ حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، نا أبو نعيم ـ ضرار بن صرد ـ ، انا عبد الكريم ـ ابو يعفور ـ ، نا جابر ، عن ابي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : حدثتني فاطمة ، قالت : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : زوجك أعلم الناس (٢) علما ، وأوّلهم سلما ، وأفضلهم حلما (٣).

أمّ سلمة ، عن فاطمة ـ رضي‌الله‌عنهما ـ بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٨٢] ـ حدثنا أبو موسى ـ محمد بن المثنى العنزي ـ ، نا محمد بن خالد بن عثمة ، نا موسى بن يعقوب ، نا هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب : ان أمّ سلمة اخبرته : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعى فاطمة فحدّثها فبكت ، ثم حدّثها فضحكت ، قالت أمّ سلمة : فلما توفى

__________________

(١) سبق وان روى الدولابي ما يقرب من هذا الحديث معنى بالرقم ١٧٩ ، وراجع مصادره هناك.

(٢) في هامش نسختنا : في نسخة : أعلم المؤمنين.

(٣) رواه احمد بن حنبل في المسند ج ١ ص ٢٦ والفضائل حديث ١٣٤٦ وانظر مصادره الأخرى في تعليقنا على الحديث رقم ٨٣.


رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سألتها عن بكائها وعن ضحكها؟.

فقالت : اخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بموته فبكيت ، ثم اخبرني اني سيدة نساء اهل الجنة فضحكت (١).

[١٨٣ ] ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، حدثنا ابو صالح ـ عبد الله بن صالح ـ ، نا عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، قال : سمعت أمّ سلمة تحدّث : ان فاطمة جاءت الى نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تشتكي أثر الخدمة ، وتسأله خادما ، قالت : يا رسول الله لقد مجلت يداي من الرحى ، أطحن مرّة وأعجن مرّة.

فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان يرزقك الله شيئا سيأتيك ، وسأدّلك على خير من ذلك ؛ اذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين ، وكبري ثلاثا وثلاثين ، واحمدي الله أربعا وثلاثين ، فتلك مائة وهو خير لك من الخادم (٢).

اسماء بنت عميس ، عن فاطمة (رضي‌الله‌عنهما) بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٨٤] ـ حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، نا ضرار بن صرد ، نا محمد بن اسماعيل بن ابي فديك ، نا محمد بن موسى ، عن فاطمة بنت محمدعليهما‌السلام : ان رسول الله اتاها يوما فقال : اين ابنيّ ـ يعني : حسنا وحسينا ـ؟.

قالت : قلت : اصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال علي : أذهب بهما فاني اتخوّف ان يبكيا (٣) عليك وليس عندك شيء ، فذهب

__________________

(١) روى معناه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ٢٣ واحمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٢٨٢. وقد سبق مثله.

(٢) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج ١ ص ٨٠ ، ٩٥ ، ١٠٦ ، ١٢٣ ، ١٣٦ ، ١٤٦ ، وج ٢ ص ١٦٦.

(٣) كذا في هامش نسختنا وقد صحح ، ولكنه في المتن : يبكيان.


بهما الى فلان اليهودي.

فوجّه إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوجدهما يلعبان في مشربة (١) ، بين ايديهما فضل من تمر.

فقال : يا علي .. الا تقلب ابنيّ قبل ان يشتد الحرّ عليهما؟! قال : (٢) فقال علي : اصبحنا وليس في بيتنا شيء فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات.

فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي ينزع لليهودي كل دلو بتمرة ، حتى أجمع له شيء من تمر ، فجعله في حجزته ، ثم أقبل ..

فحمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احدهما ، وحمل علي الآخر حتى أقلبهما (٣).

فاطمة بنت حسين بن علي بن ابي طالب ، عن جدتها فاطمة ( رضي الله عنهم أجمعين ).

[١٨٥] ـ حدثنا ابو خالد ـ يزيد بن سنان ـ ، نا سعيد بن ابي مريم ، انا نافع بن يزيد ، عن ابن غزية ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان : ان امّه فاطمة بنت حسين حدثته : ان عائشة كانت تقول : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في مرضه الذي قبض فيه ـ قال لفاطمة : يا

__________________

(١) في هامش نسختنا ما يلى : قال الشيخ : الصواب في مشربة وهي الحفيرة التي تعمل تحت النخلة يستقى فيها الماء.

(٢) كذا ورد في نسختنا والصحيح : قالت.

(٣) في هامش نسختنا : الصواب : قلبهما ، والاقلاب : الصرف الى المنزل يقال : اقلبهم اي اصرفهم الى منازلهم.

وفي هامش نسختنا تعليق على هذا الحديث ونصّه : قال الشيخ : قال المؤتمن هذا ـ أيضا ـ مقطوع.


بنيّة احني عليّ ، فأحنت عليه ، فناجاها ساعة ، ثم انكشفت عنه وهي تبكي ، وعائشة حاضرة.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك بساعة : احني عليّ يا بنيّة. فأحنت عليه ، فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه وهي تضحك.

قال (١) : فقالت عائشة : اي بنيّة اخبريني ، ما ذا نا جاك ابوك؟!.

قالت : او شكت رأيتيه نا جاني على حال سرّ ، ثم ظننت اني اخبر بسرّه وهو حيّ؟.

قالت : فشق ذلك على عائشة ان يكون سرّ دونها.

فلما قبضة الله قالت عائشة : [ اسألك بالذي عليك من الحق اخبريني بما سارك به رسول الله.

قالت ] (٢) فاطمة : أما الآن .. فنعم ، نا جاني في المرّة الأولى فأخبرني ان جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرّة ـ وانه عارضني القرآن العام مرتين ـ واخبرني : انه لم يكن نبي الا عاش نصف عمر الذي كان قبله ، وانه اخبرني : ان عيسى عاش عشرين ومائة سنة ، فلا أراني إلاّ ذاهب على رأس ستين ، فأبكاني ذلك ، وقال : يا بنية انه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزيّة منك ، فلا تكوني ادنى من امرأة صبرا.

ثم ناجاني في الآخرة فاخبرني اني اول اهله لحوقا به ، وقال : انك سيدة نساء اهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عران ، فضحكت لذلك.

__________________

(١) سبق معنى هذا الحديث وبعض فقراته بالارقام ١٧٦ ، ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٢.

(٢) ما بين المعقوفتين لم يكن في نسخة الاصل وانما أخذناه من « كشف الغمة ».


[١٨٦] ـ حدثنا احمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا اسحاق بن منصور ، ثنا الحسن بن صالح ، ... (١) عن ليث ، عن عبد الله بن حسن ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا دخل المسجد ، صلى على محمد وقال : اللهم اغفر لى ذنوبي ، وافتح لي ابواب رحمتك. فاذا خرج صلّى على محمد و [ قال ] (٢) : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي ابواب فضلك.

[١٨٧ ] ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا موسى بن داود ، نا عبد العزيز الدراوردي ، عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا دخل المسجد قال : « بسم الله والحمد الله وصلّى الله على رسول الله وسلّم .. اللهم اغفر لي ذنوبي وسهل لي ابواب رحمتك ».

واذا خرج قال مثل ذلك ، الا انه يقول : « اللهم اغفر لي ذنوبي وسهّل لي أبواب فضلك ».

[١٨٨ ] ـ حدثنا يونس بن عبد الاعلى ، انا عبد الله بن وهب ، قال : اخبرني ابو سعيد التميمي ، عن روح بن القاسم ، عن عبد الله بن حسن ، عن امّه فاطمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اذا دخلت المسجد فصلّ على النبي وقل : « اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك » واذا خرجت فصلّ على النبي ، وقل : « اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب فضلك ».

[١٨٩ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الصوفي ، نا عبد الرحمن بن دبيس الملائي ، نا بشير بن زياد الجزري ، عن عبد الله بن حسن ، عن أمه فاطمة بنت حسين ،

__________________

(١) كلمة لا تقرأ.

(٢) ما بين المعقوفتين غير موجود في نسختنا واضفناه للسياق.


عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا مرض العبد أوحى الله الى ملائكته ان ارفعوا عن عبدي القلم ما دام في وثاقي ، فاني انا حبسته ، حتى أقبضه او أخلي سبيله.

قال : فذكرت لبعض ولده فقال : كان ابي يقول : اوحى الله الى ملائكته : اكتبوا لعبدي أجر ما كان يعمل في صحته.

[١٩٠ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الصوفي ، نا عبد الرحمن بن دبيس ، نا بشير بن زياد ، عن عبد الله بن حسن ، عن أمه ، عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما التقى جندان ظالمان الا تخلّى الله منهما فلم يبال (١) أيّهما غلب ، وما التقى جندان ظالمان الا كانت الدائرة (٢) على اعتاهما (٣).

[١٩١ ] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا الحسن بن علي الواسطي ، نا بشير بن ميمون الواسطي ، نا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب ، قال : حدثتني أمي فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى بنت محمد : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين ويعلّمهما هؤلاء الكلمات كما يعلمهما السورة من القرآن ، يقول : « أعوذ بكلمات الله التامّة من شر كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة » (٤).

[١٩٢ ] ـ حدثني احمد بن يحيى ـ ابو جعفر الأودى ـ ، نا علي بن ثابت الدهّان ، انا منصور بن ابي الاسود ، عن مسلم ، عن حبيب بن ابي ثابت ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ، قالت : ان

__________________

(١) في كشف الغمة : ولم يبال.

(٢) في كشف الغمة : الدبرة ـ وهو افصح.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٥٣.

(٤) رواه احمد بن حنبل في مسنده ج ١ ص ٢٧٠ والعين اللامة اي ذات لمم.


نبي الله أخذ ثوبا فجلّله (١) فاطمة وعليا والحسن والحسين ـ وهو معهم ـ ، ثم قرأ هذه الآية : « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » (٢).

قالت : فجئت أدخل معهم ، فقال : مكانك .. انك على خير (٣).

[١٩٣ ] ـ حدثنا بن سنان ، نا يزيد موسى بن اسماعيل ، نا حمّاد بن سلمة ، نا علي بن زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيّا ، ثم وضع يده عليهم (٤) ، ثم قال : اللهم ان هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، انك حميد مجيد.

قالت أمّ سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : إنّك على خير (٥).

[١٩٤ ] ـ حدثنا يزيد بن سنان ، نا احمد بن ايوب الشعيري ، نا سفيان بن حبيب ، عن عوف ، عن عطيّة الطّفاوي ، عن ابيه قال : حدثتني أمّ سلمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعتنق عليا وفاطمة والحسن والحسين وقبّلهما ، وأغدف (٦) عليهم خميصة كانت عليه سوداء ثم قال اللهم إليك لا الى النار ، انا وأهل بيتي.

فقلت : يا رسول الله وانا؟ قال : وأنت (٧).

__________________

(١) جلّله : اي جعله على

(٢) من سورة الاحزاب (٣٣) ، الآية ٣٣.

(٣) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج ٦ ص ٢٩٣ و ٣٠٤.

(٤) في هامش نسختنا : في نسخة : عليهن.

(٥) رواه احمد بن حنبل في كتاب الفضائل والمسند ج ٦ ص ٣٢٣.

(٦) اي ارخى عليهم الكساء.

(٧) رواه احمد بن حنبل في الفضائل وفي المسند ج ٦ ص ٢٩٦.


وفاة فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[١٩٥] ـ حدثنا محمد بن منصور الجواز ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن علي ، قال : لبثت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة اشهر ، وقال ابن شهاب : ستة أشهر (١).

[١٩٦ ] ـ حدثنا ابو بكر احمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق بن همام ، انا معمر ، قال : قلت للزهري : كم مكثت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!. قال : ستة أشهر (٢).

[١٩٧ ] ـ حدثنا محمد بن عوف ، نا عثمان بن سعيد ، نا شعيب بن ابي حمزة ، عن الزهري ، عن عروة عن عائشة ، قالت : عاشت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة أشهر (٣).

[١٩٨ ] ـ حدثني عبيد الله بن سعيد ، نا أبي ، نا عبد الله بن لهيعة ، عن ابي الاسود ـ محمد بن عبد الرحمن ـ ، عن عروة بن الزبير قال : توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خلافة ابي بكر بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة أشهر (٤).

[١٩٩ ] ـ حدثني عبيد الله (٥) بن سعيد ، حدثني ابي ، حدثني ابو عون ـ عمر بن تيم

__________________

(١) رواه الاربلى في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٢) نفس المصدر ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٣) نفس المصدر ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٤) نفس المصدر ص ٥٠٢ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٥) في هامش نسختنا : في نسخة : عبد الله.


الانصاري ـ ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن ابي عمرو الانصاري ، عن ابي جعفر محمد بن علي ، قال : توفيت فاطمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخمسة وتسعين ليلة (١) ، في سنة احدى عشرة (٢).

[٢٠٠ ] ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن محمد بن عمرو ، قال : في سنة احدى عشرة ماتت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الثلاثاء لثلاث ليال خلون من شهر رمضان ، وهي بنت تسع وعشرين سنة او نحوها (٣).

[٢٠١ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني ابن ابي سبرة ، عن يحيى بن شبل ، عن ابي جعفر ، قال : دخل العباس على علي بن ابي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحدهما يقول لصاحبه : أينا اكبر؟ فقال العباس : ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسبع سنوات ، وولدت ابنتي وقريش تبني البيت ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة ، قبل النبوّة بخمس سنين (٤).

[٢٠٢ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني محمد بن موسى ، عن عمارة بن المهاجر ، عن أمّ جعفر بنت محمد بن جعفر : ان فاطمة اوصيت عليا ان يغسلها واسماء بنت عميس ، فغسّلاها حين ماتت (٥).

[٢٠٣ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ،

__________________

(١) في كشف الغمة زيادة ما يلي : وقال ابن قتيبة في معارفه مائة يوم.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٢ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٢ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩.

(٤) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٣ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩ وفيه : قبل بناء قريش البيت بسنوات.

(٥) روى ذلك المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩ عن الدولابي في هذا الكتاب وكذا البحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨١ وليس فيه : فغسلاها حين ماتت.


عن علي بن حسين ، عن ابن عباس ، قال : كانت فاطمة قد مرضت مرضا شديدا ، فقالت لاسماء بنت عميس : الا ترين الى ما بلغت؟ ، فلا تحمليني على سرير ظاهر.

فقالت : لا .. لعمري ، ولكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة.

قالت : فأرينيه.

فأرسلت الى جرائد رطبة فقطّعت من الاسواق ، ثم جعلت على السرير نعشا ، وهو أوّل ما كان النعش ، فتبسمت ، وما رؤيت متبسّمة الا يومئذ (١) ، ثم حملناها فدفنّاها ليلا (٢).

[٢٠٤ ] ـ قال محمد بن عمرو : حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن حنيف ، عن عبد الله بن ابي بكر بن حزم ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، قالت : فصلّى عليها العباس بن عبد المطلّب ، ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل بن عباس (٣).

[٢٠٥ ] ـ حدثني ابو محمد ـ النضر بن سلمة المروزي ـ سنة خمس ومائتين ، نا محمد بن الحسن ويحيى بن المغيرة بن قزعة ، قالا : نا محمد بن موسى الفطري ، عن عون بن محمد بن علي بن ابي طالب ، عن امّه أمّ جعفر ، عن اسماء بنت عميس : اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، انه ليطرح على المرأة الثوب فيصفها من (٤) رأى.

__________________

(١) في هامش نسختنا ما يلي : قال الشيخ : قال المؤتمن : يعني بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٢) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٣ وعنه العوالم ج ١١ ص ٢٨١ وفيه : مرضت فاطمة.

(٣) رواه الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠٣ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٨٩ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨١.

(٤) في هامش نسختنا : قال الشيخ : [ وكتب ] بخط المؤتمن : لمن.


فقالت اسماء : يا بنت رسول الله انا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة.

قالت : فدعت بجريدة رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا.

فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله! ، تعرف به المرأة من الرجل.

قال : فقالت فاطمة : فاذا متّ فاغسليني أنت ، [ و ] (١) لا يدخلنّ عليّ أحد. فلما توفيت فاطمة ، جاءت عائشة [ ل ] تدخل عليها ، فقالت اسماء : لا تدخلي.

فكلّمت عائشة أبا بكر فقالت : ان هذه الخثعميّة تحول بيننا وبين ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس.

[ فجاء ابو بكر فوقف على الباب فقال : يا أسماء ما حالك على ان منعت ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجعلت لها مثل هودج العروس!! ] (٢). فقالت اسماء لابي بكر : [ هي ] (٣) أمرتني ان لا يدخل عليها أحد ، وأريتها هذا الذي صنعت ـ وهي حيّة ـ فأمرتني ان اصنع ذلك لها.

فقال ابو بكر : اصنعي ما أمرتك ، فانصرف عنها ، وغسّلها علي وأسماء (٤).

[٢٠٦ ] ـ حدثنا أبو محمد ـ النضر بن سلمة ـ ، نا يعقوب بن ابراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن عبد الله العامري ، عن ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن اسحاق ، عن عبيد الله بن علي بن ابي رافع ، عن ابيه ، عن امّه

__________________

(١) ما بين المعقوفات اخذناها من كشف الغمة.

(٢) ما بين المعقوفات اخذناها من كشف الغمة.


سلمى (١) ـ ، قالت : اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمرّضناها ، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيناها في شكواها ، فخرج علي بن ابي طالب لبعض حاجته.

فقالت فاطمة : اسكبي لي يا أماه (٢) غسلا ، فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما كنت اراها تغتسل.

قالت : ثم قالت : يا امّاه (٣) نا وليني ثيابي الجدد.

فناولتها فلبستها ثم جاءت الى البيت الذي ماتت فيه

فقالت : قدّمي فراشي وسط البيت ، فاضطجعت فاطمة عليه ، ووضعت يدها اليمنى تحت خدّها ، ثم استقبلت القبلة ، ثم قالت فاطمة : يا أمّاه (٤) اني مقبوضة الآن فلا يكشفني أحد ، ولا يغسلني أحد.

قالت : فقبضت مكانها.

قالت : ودخل علي بن ابي طالب فأخبرته بالذي قالت ، وبالذي أمرتني.

__________________

(١) سلمى هي زوجه ابي رافع وقد ترجمت في الاصابه ج ٤ وروى هذا الحديث عدة من الحفاظ منهم احمد بن حنبل في الفضائل الحديث ١٠٧٤ و ١٢٤٣ و ١٢٤٤ باسناده عن محمد بن يونس عن مصعب بن عبد الله الزبيرى عن ابراهيم ـ باختلاف يسير ـ ، ورواه في المسند ج ٦ ص ٢١٠ ، ولكن الصواب هو سلمى وهي صحابية واما أم سلمى فهي تابعية.

وروى هذا الحديث ـ أيضا ـ المحب الطبري في الذخائر ص ٥٣ عن احمد والدولابي ، وفيه : أمّ سلمة وهو تصحيف.

وروى هذا الحديث كل من البحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨٢ والمجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٧٢ و ٨٣ عن الدولابي في هذا الكتاب وعلق المحقق على الحديث المروي بلفظ أم سلمى. ما نصه :

كذا في النسخ المطبوعة وهكذا المصدر [ ـ تاريخ الطبري ] ج ٣ ص ٣٦٤ ، وهو سهو ، والصحيح : قالت سلمى امرأة ابي رافع ، كما مر عن المفيد ص ١٧٢ وسيأتي عن يحيى عن ابن بابويه ص ١٨٨.

(٢) والكلمة في نسختنا هكذا : يا أمة. في جميع المواضع المشابهة.

(٣) والكلمة في نسختنا هكذا : يا أمة. في جميع المواضع المشابهة.

(٤) والكلمة في نسختنا هكذا : يا أمة. في جميع المواضع المشابهة.


فقال علي : والله لا يكشفها أحد ، فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك ، ولم يكفّنها أحد ولا غسلها أحد (١).

__________________

(١) روى هذه الرواية علماء الفريقين فمن الخاصة الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٥٠١ وعنه المجلسي في البحار ج ٤٣ ص ١٧٢ و ١٨٣ والبحراني في العوالم ج ١١ ص ٢٨٢ والمحدث النوري في المستدرك ١ / ١٠٤ عن أمالي ابن الشيخ الطوسي ، ومن العامة ؛ احمد بن حنبل في المسند ج ٦ ص ٤٦١ و ٤٦٢ وفي الفضائل برقم ١٢٤٣ و ١٢٤٤ وورد برقم ١٠٧٤ بزيادة : فقال : لا والله لا يكشفها أحد ، ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها ، واخرج هذا الحديث أيضا ابن سعد في طبقاته ج ٨ ص ١٢٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢١٠ والزبلعي في نصب الراية ج ٢ ص ٢٥٠ وابو نعيم في الحلية ٤٣٢.

هذا وقد قال الاربلي بعد روايته هذا الحديث : قد اتفق عليه الخاصة والعامة مع كون الحكم على خلاف ما ورد من تشريع الغسل ، فان الفقهاء من الطرفين لا يجيزون الدفن الا بعد الغسل الا في مواضع ليس هذا منها ... ثم قال : ولعل هذا يخصها عليها‌السلام. ووافقه المحدث النوري على كونه من خصائصها.

هذا وقد وردت روايات صحيحة توكد على ان الامام علي (ع) تولى غسلها بعد وفاتها وكفّنها ودفنها.

وقد سبق برقم ٢٠٢ و ٢٠٥ ما يؤيد هذا الأمر وعموما فان ما يلفت النظر في حياة الزهراء (ع) امورا عديدة ؛ هي :

١ ـ انها لبثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة اشهر ـ على ابعد التقادير ـ ، فما السر في ذلك؟ ، خصوصا وانها كانت البنت الوحيدة للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي خلّفها في امته ، وان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اوصى الامة بها وبيّن للناس فضلها قولا وعملا فبالاضافة الى الاحاديث الكثيرة التي ورد بحقها فقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا سافر آخر عهده بانسان من أهله فاطمة واول من يدخل عليه اذا قدّم فاطمة ( مسند احمد بن حنبل ٥ / ٢٧٥ ) وكانت احب الناس الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( المسند ٢ / ١٠٦ ، و ٥ / ٢٠٤ ).

٢ ـ انها ماتت ولها من العمر نحو تسع وعشرين سنة ـ على ابعد التقادير ـ فما هو سبب هذا الموت المبكّر؟! ٣ ـ انها دفنت ليلا ، وقد روى ان ذلك كان بطلب منها ، فلما ذا وقع الدفن بمنأى عن انظار الناس؟.

٤ ـ ان قبرها لا يزال مجهولا ، وما ينسب إليها في البقيع انما هو لفاطمة بنت أسد ـ أم الامام امير المؤمنين (ع) ـ فما هو السّر في اعفاء القبر؟.

واسئلة كثيرة اخرى تبحث عن الجواب ، ولا بد من مراجعة التاريخ والاستفسار عن اسباب ذلك. كلّه.


ذكر « أمّ كلثوم » بنت فاطمة رضي‌الله‌عنها بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

[٢٠٧] ـ سمعت أحمد بن عبد الجبّار ، قال : سمعت يونس بن بكير ، قال : سمعت ابن اسحاق يقول : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بن ابي طالب حسنا وحسينا ومحسنا ، فذهب محسن صغيرا ، وولدت له أمّ كلثوم وزينب.

[٢٠٨ ] ـ قال ابن اسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : خطب عمر بن الخطاب الى علي بن ابي طالب ابنته « أمّ كلثوم » فاقبل علي عليه وقال : هي صغيرة فقال عمر : لا والله ما ذلك ... (١) ولكن اردت منعي ، فإن كانت كما تقول فابعثها إليّ ، فرجع علي فدعاها فأعطاها حلّة وقال : انطلقي بهذه الى امير المؤمنين فقولي : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلة؟.

فاتته بها ، فقالت له ذلك ، فأخذ عمر بذراعها ، فاجتذبتها منه فقالت : أرسل.

__________________

(١) كلمة لا تقرأ.


فأرسلها ، وقال : حصان كريم. انطلقي فقولي له : ما أحسنها ... (١)

واجملها وليست ـ والله ـ كما قلت.

فزوّجها ايّاه. (٢)

__________________

(١) كلمة لا تقرأ.

(٢) ان في الرواية موارد للنظر فهي مع ارسالها تتضمن تكذيب عمر للامام علي عليه‌السلام في اعتذاره بصغر سن أمّ كلثوم مع ان الامام (ع) كان الصديق الأكبر ولم يكذب قط. وتتضمن القبيح لعمر بن الخطاب من انه أخذ ذراع أمّ كلثوم!! وقد استنكر سبط ابن الجوزي هذا بشدة فقال في تذكرة الخواص ص ٣٢١ في ذكر سيدتنا أمّ كلثوم ما لفظة :

وذكر جدّي في كتاب « المنتظم » ان عليا بعثها الى عمر لينظرها ، وان عمر كشف ساقها ولمسها بيده.

قلت : وهذا قبيح ، ـ والله ـ لو كانت أمة لما فعل بها هذا ، ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الاجنبية ، فكيف ينسب عمر الى هذا.

واما اصل القصّة : فهي مختلقة كما سنشير الى ذلك في مواضعه ، وبالاجمال فقد انكر صحة زواج عمر بام كلثوم اعلام الطائفة كالشيخ المفيد وجماعة من متقدمي الاصحاب فقد قال الشيخ المفيد في جواب المسألة العاشرة من المسائل السروية ما نصه :

ان الخبر الوارد بتزويج امير المؤمنين عليه‌السلام من عمر غير ثابت وهو من طريق الزبير بكّار وطريقه معروف لم يكن موثوقا به في النقل وكان متّهما فيما يذكره ، وكان يبغض امير المؤمنين عليه‌السلام وغير مأمون فيما يدعيه عنه على بني هاشم ... والحديث في نفسه مختلف ، فتارة يروى ان امير المؤمنين عليه‌السلام تولى العقد له على ابنته ، وتارة يروى عن العباس انه تولى العقد له عنه ، وتارة يروى لم يقع العقد الا بعد وعيد من عمر وتهديد لبني هاشم ، وتارة يروى انه كان عن اختيار وايثار ، ثم ان بعض الرواة يذكر ان عمر اولدها ولدا اسماه زيدا ، وبعضهم يقول : انه قتل قبل دخوله بها ، وبعضهم يقول ان لزيد بن عمر عقبا ، ومنهم من يقول : ان أمه بقيت بعده ، ومنهم من يقول ان عمر امهر أمّ كلثوم اربعين الف درهم ، ومنهم من يقول : امهرها اربعه آلاف درهم ، ومنهم من يقول : كان مهرها خمسمائة درهم.

وبدء هذا القول وكثرة الاختلاف فيه يبطل الحديث ولا يكون له تأثير على حال.

( المسائل السروية ص ٦١ )


[٢٠٩] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن [ بكير ] ، عن خالد بن صالح ، عن واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر ، عن بعض أهله ، قال : خطب عمر بن الخطاب الى علي بن ابي طالب ابنته أمّ كلثوم ـ وأمها : فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فقال له علي : ان ( علي فيه امر ) (١) حتى استأذنهم.

فأتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم ، فقالوا : زوّجه.

فدعا « أمّ كلثوم » وهي يومئذ صبية فقال : انطلقي الى امير المؤمنين فقولي له : ان ابي يقرؤك السلام ويقول لك : انا قد قضينا حاجتك التي طلبت.

فأخذها عمر فضمّها إليه وقال : اني خطبتها من أبيها فزوجنيها.

فقيل : يا امير المؤمنين ما كنت تريد انها (٢) صبية صغيرة؟!.

فقال : اني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « كل سبب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي » ، فأردت ان يكون بيني وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبب صهر (٣).

__________________

هذا وقد أورد الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٤٢ خبر الزواج هذا وقال انه منقطع وتبعه في ذلك الذهبي في التلخيص.

ولعل ما اوجب هذا الوهم هو التشابه في الاسم الواقع بين أمّ كلثوم بنت على (ع) وأمّ كلثوم بنت جرول الخزاعي التي تزوجها عمر بن الخطاب فولدت له عبد الله. او أمّ كلثوم اخرى ، وهذا التشابه في الأسماء اوجب الكثير من الالتباس كما نبهت على ذلك الدكتورة عائشة بنت الشاطي فيما يتعلق بسكينة بنت الحسين (ع) في موسوعتها آل النبي ص ٨٣١

(١) كذا ظاهر العبارة وهي غير واضحة.

(٢) كذا في هامش نسختنا. في نسخة ، وفي المتن : إليها.

(٣) ان قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي » هو حديث مشهور رواه الحفاظ والمحدثون ومنهم : الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٦ / ١٨٢ ، والبيهقي في سننه ج ٧ / ٦٣ و ٦٤ ، وابو نعيم في الحلية ٧ / ٣١٤ ، والذهبي في تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧ ، ومجمع


[٢١٠] ـ وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، نا حبيب ـ كاتب مالك بن أنس ـ ، نا عبد العزيز الدراوردي ، عن زيد بن أسلم ، عن ابيه ـ مولى عمر بن الخطاب ـ قال : خطب عمر الى علي بن ابي طالب أمّ كلثوم ، فاستشار علي العباس وعقيلا والحسن.

فغضب عقيل وقال لعلي : ما تزيد الايام والشهور الا العمى في أمرك ، والله لئن فعلت (١) ليكونن وليكونن.

فقال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ، ولكن درّة عمر أحوجته الى ما ترى ، أمّ والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ، ولكن اخبرني عمر بن الخطاب انه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي ».

[٢١١ ] ـ حدثني عبد العزيز بن منيب ـ ابو الدرداء المروزي ـ ، نا خالد بن خداس ، ح ، وحدثني اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن ابي الدرداء الانصاري ـ ابو يعقوب ـ ، نا ابو الجماهير ـ محمد بن عثمان ـ ، قالا : نا عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن ابيه ، عن جدّه ان عمر بن الخطاب تزوج أمّ كلثوم بنت علي بن ابي طالب على أربعين الف درهم (٢).

__________________

الزوائد ٩ / ١٧٣.

والجدير بالذكر ان هذه الجملة وردت مقترنة مع قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فاطمة بضعة مني ... ». كما رواه احمد بن حنبل في المسند ج ٤ ص ٣٢٣ و ٣٣٢ وقد سبق ان البعض حاول دمج قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قصة مفتعلة ليؤيد بها صحة ما افتعله. انظر تعليقنا على الحديث رقم ٥٣ ـ.

وامّا توجيه القصة بان عمر اراد ان يتصل برسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا الزواج ، فانه غير صحيح لان ذلك كان حاصلا من جهة ابنته حفصة فانها كانت من ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(١) إن عبارات هذا الحديث غير واضحة ، والظاهر أن الصحيح هنا « لئن لم تفعل ».

(٢) هذا الحديث غريب فان عمر الذي عارض المغالات في مهور النساء بشدة وتوعد من يزيد صداقها


[٢١٢] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ ابو اسامة ـ ، نا حجاج بن ابي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : أمّ كلثوم بنت علي من فاطمة ، تزوجها عمر بن الخطاب ، فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب.

[٢١٣ ] ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : وتزوج أمّ كلثوم بنت علي عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر وامرأة معه (١) ، فمات عمر عنها (٢).

[٢١٤ ] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ أبو اسامة الحلبي ـ ، نا حجاج بن ابي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : ثمّ خلف على « أمّ كلثوم » بعد عمر بن الخطاب ، عون بن جعفر بن ابي طالب ، فلم تلد له شيئا حتى مات (٣).

[٢١٥ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : فلما مات عمر عن أمّ كلثوم بنت علي تزوجت عون بن جعفر فهلك عنها

__________________

على اربعين اوقية ( كل اوقية ـ ١٢ مثقالا ) ان يرتجع ذلك منها ( منها ج السنة ٣ / ١٤٧ وابن الجوزي في الاذكياء ص ٢١٧ ) كيف يسمح لنفسه بهذا البذل السّخي.

ثم على فرض ان عمر اقدم على ذلك فهل يتصور قبول امير المؤمنين ورضاه بذلك وهو الذي لم يخالف سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زهده وتقواه ولم يحد عن منهاجة قيد أنملة؟ فان اهل البيت قاطبة التزموا بمهر السنة ـ وهو خمسمائة درهم فقط ـ في صداق النساء حتى ان الامام الرضا (ع) ـ ( ت / ٢٠٣ ه‍ ) ـ التزم بذلك كما ورد في نور الابصار ص ١٤٧ ـ.

(١) سيأتي معناه برقم ١٢٩.

(٢) الظاهر ان هذا الحديث تتمة للحديث السابق برقم ٢٠٧ ، وهناك قطعة اخرى هى من تمامه ـ أيضا ـ ستأتي برقم ٢١٥.

(٣) ان اكثر من ذكر قصة زواج أمّ كلثوم بعمر بن الخطاب ذكر انه قد خلف عليها بعد وفاته : عون بن جعفر ( اسد الغابة ٥ / ٦١٥ والطبقات الكبرى ٨ / ٤٦٤ ) في حين ان من الثابت ان عون بن جعفر قتل في فتح مدينة شوشتر ( سنة ١٧ ه‍ ) عهد عمر بن الخطاب مع اخيه محمد بن جعفر. ( انظر الاستيعاب ج ٣ / ١٦١ وتاريخ الطبري ٤ / ٢١٣ ومعجم البلدان ٢ / ٢٩ ).


ولم يصب منها ولدا (١).

[٢١٦ ] ـ قال ابن اسحاق : فحدثني والدي اسحاق بن يسار ، عن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب ، قال : لمّا ايمت أمّ كلثوم بنت علي بن ابي طالب من عمر بن الخطاب ، دخل عليها حسن وحسين ـ أخواها ـ فقالا لها : انك من عرفت ، سيدة نساء المسلمين ، وبنت سيدتهن ، وانك والله لئن امكنت عليا من رمتك (٢) لينكحنّك بعض ايتامه ، ولئن اردت ان تصيبين بنفسك مالا عظيما لتصيبينه ، فو الله ما قاما حتى طلع « علي » يتّكئ على عصاه ، فجلس ، فحمد الله واثنى عليه ، ثم ذكر منزلتهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : قد عرفتم منزلتهم يا بني فاطمة وآثرتكم عندي على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقرابتكم منه.

فقالوا : صدقت رحمك الله فجزاك عنا خيرا.

فقال : اي بنيّة ، ان الله قد جعل امرك بيدك ، فأنا أحب ان تجعليه بيدي.

فقالت : اي أبة. والله اني لامرأة ارغب فيما يرغب فيه النساء فأنا احب اصيب ما يصيب النساء من الدنيا ، وانا أريد ان انظر في امر نفسي.

فقال : لا والله يا بنية ، ما هذا من رأيك ، ما هو الا رأي هذين ، ثم قام فقال : والله لا اكلّم رجلا منهم ، أو تفعلين.

فأخذا بثيابه فقالا : اجلس يا أبة ، فو الله ما على هجرانك من صبر ،

__________________

(١) الظاهر ان هذا الحديث تفريع على ما مرّ برقم ٢١٣.

(٢) الرمة الجبهة وهو هنا كناية عن تفويض امرها إليه.


اجعلي امرك بيده.

فقالت : قد فعلت.

فقال : فاني قد زوجتك من عون بن جعفر ـ وانه لغلام ـ ثم رجع إليها فبعث إليها بأربعة آلاف درهم ، وبعث الى ابن اخيه ، فأدخلها عليه.

قال حسن : فو الله ما سمعت بمثل عشق (١) منها له منذ خلقك الله.

[٢١٧ ] ـ قال ابن اسحاق فما نشب (٢) عون ان هلك ، فرجع إليها علي فقال : يا بنية اجعلي امرك بيدي. ففعلت ، فزوّجها محمد بن جعفر ، ثم خرج فبعث إليها باربعة آلاف (٣) درهم ، ثم أدخلها عليه.

فمات عنها ، فتزوجها عبد الله بن جعفر ، ومات عنها ولم يصب منها ولدا.

[٢١٨ ] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ ابو اسامة ـ ، نا حجاج بن ابي منيع ، نا جدّي ، عن ابن شهاب ، قال : ثم خلف على أمّ كلثوم بعد عون بن جعفر ، محمد بن جعفر ، فولدت له جارية يقال لها : « نبتة » ، نعشت من مكة الى المدينة على سرير ، فلما قدمت المدينة توفيت.

__________________

(١) كذا ظاهر الكلمة وهي غير واضحة.

وهذا الحديث فيه مواقع للنظر : من اصل موضوع الزواج من عمر ، وقد تطرقنا له فى التعليق على الحديث رقم ٢٠٨ ، ثم تزويجها بعون بن جعفر بعد وفاة عمر في حين ان عون قتل في فتح شوشتر سنة ١٧ للهجرة كما اسلفنا ذلك.

وان في اصرار امير المؤمنين على هذا الزواج المدعى بهذا الشكل مدعاة للشك في اصل الموضوع فأمير المؤمنين اجلّ شأنا من ان يهجر اسرته لمجرد عدم قبولهم رأيه ، وأيضا فان من البعيد جدا ان يستغل الحسن والحسين هذا الموضوع في اصابة الاموال العظيمة ـ كما جاء في متن الرواية ـ تاركين نصائح الرسول (ص) في الاقدام على الزواج للدين لا للدنيا ، ثم هم اكرم نفسا واعلى شأنا مما تنسيه إليهم هذه الرواية المفتعلة ..

(٢) كذا ظاهرا والكلمة غير واضحة.

(٣) كذا ظاهرا والكلمة غير واضحة.


ثم خلف على أمّ كلثوم بعد عمر وعون بن جعفر ومحمد بن جعفر ، عبد الله بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده (١).

[٢١٩] ـ اخبرني ابو موسى العباسي ، عن يحيى بن الحسن ، ح ، وأخبرني طاهر بن يحيى بن الحسن ، عن ابيه ، قال : وأمّ كلثوم الكبرى ابنة علي من فاطمة ولدت لعمر بن الخطاب « زيدا » و « رقية » ، وقد انقرضا ، فلم يبق لعمر ولد من أمّ كلثوم (٢).

[٢٢٠ ] ـ حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن يعقوب بن اسحاق الجوزجاني ، نا يزيد بن هارون ، انا حماد بن سلمة ، عن عمّار بن ابي عمّار ، ان أمّ كلثوم بنت علي ، وزيد بن عمر ماتا ، فكفّنا ـ وصلى عليهما سعيد بن العاص وخلفه الحسن والحسين وابو هريرة.

[٢٢١ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، نا يزيد بن هارون ، انا اسماعيل بن ابي خالد ، قال : تذاكرنا عند عامر جنائز الرجال والنساء.

فقال عامر : جئت وقد صلى عبد الله بن عمر على اخيه زيد بن عمر

__________________

وسبق ان ذكرنا في هامش الحديث (٢١٤) ان عون ومحمد ابنا جعفر قتلا معا في فتح شوشتر. ولم يتزوجا بام كلثوم.

واما عبد الله بن جعفر فقد دلت هذه الرواية انه تزوج بها ،. وايد ذلك بعض المؤرخين من انه تزوج بها بعد وفاة اختها زينب بنت علي (ع) انظر : ( الطبقات ٨ / ٤٦٣ والبداية والنهاية ٥ / ٣٠٩ ).

ولكن ذلك ليس بصحيح أيضا فان أمّ كلثوم توفيت في المدينة بعد رجوعها من العراق ( مقتل الحسين (ع) ) باربعة اشهر وعشرة أيام. بينما كانت زينب (ع) لا تزال حيّة ، حتى هاجر بها عبد الله بن جعفر الى مصر ، وادركتها الوفاة هناك في ١٤ رجب سنة ٦٢ ه‍.

(١) هذا المقطع من الحديث قد مرّ ضمن حديث طويل برقم (٨٠).

(٢) وذكر هذا ابن الأثير في الكامل ج ٣ ص ٥٤ وانظر تعليقنا على الحديث رقم (٢٠٩) ، هذا وقد فنّد


وأمه أم كلثوم بنت علي بن ابي طالب رض‌الله‌عنه (١).

__________________

ولادة أمّ كلثوم لزيد ورقية كل من العلامة الزرقاني في شرح المواهب وشهاب الدين دولت آبادي في هداية السعداء ( انظر افحام الاعداء والخصوم ص ١٧٢. )

(١) ان من الثابت في كتب التراجم والسير والمقاتل ان أمّ كلثوم كانت لا تزال حية في سنه ٦١ ه‍ وقد حضرت فاجعة الطف وواست اختها زينب في لمصائب التي وردت على آل البيت (ع) في كربلاء. وخطبتها في اهل الكوفة ورثائها لاخيها الحسين (ع) معروف. ، فما ادري كيف صلى على جثمانها سعيد بن العاص ـ والي المدينة من قبل معاوية ـ وخلفه الحسن والحسين وابو هريرة!! أم كيف صلى عليها وعلى ابنها ـ المزعوم ـ ، عبد الله بن عمر؟ وكيف كان فالعهدة على الراوي.


ذكر زينب بنت فاطمة (رضي‌الله‌عنهما) بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

[٢٢٢] ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ ابو اسامة الحلبي ـ ، نا حجاج بن ابي منيع ، حدثني جدّي ، عن ابن شهاب الزهري ، قال : واما زينب ابنة علي فتزوجها عبد الله بن جعفر بن ابي طالب فماتت عنده ، وقد ولدت له علي بن عبد الله وأخاله ـ آخر ـ يقال له عون.

[٢٢٣ ] ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : وكانت زينب ابنة علي من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب فولدت له : « علي بن عبد الله » و « أم ابيها » ، فتزوج « أم أبيها » عبد الملك بن مروان فطلّقها ، فتزوجها علي بن عبد الله بن عباس.

[٢٢٤ ] ـ اخبرني ابو موسى ، عن يحيى بن الحسن ، ح ، واخبرني طاهر بن يحيى بن الحسن ، عن ابيه ، قال : زينب الكبرى بنت علي بن ابي طالب ، أمّها فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لها : علي ، وجعفر ، وعون ، وعباس ، وأمّ كلثوم ، بنو عبد الله بن جعفر.

وقد روت زينب عن امها فاطمة بنت رسول الله (ص) غير شيء.


[ فضائل أهل البيت وشيعتهم ]

[٢٢٥] ـ حدثني ابو خالد ـ يزيد بن سنان ـ ، حدثني نضر بن علي الجهني ، حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب ، حدثني اخي ـ موسى بن جعفر بن محمد عن ابيه ـ جعفر بن محمد ـ ، عن ابيه ـ محمد بن علي ـ ، عن ابيه ـ علي بن حسين ـ ، عن ابيه ـ حسين بن علي بن ابي طالب : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال : من أحبّني وأحبّ هذين وأبا هما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة (١).

[٢٢٦] ـ حدثنا احمد بن يحيى الاودي ، نا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز ، حدثني حسين بن زيد بن علي بن عمر بن علي بن حسين ، عن علي بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن حسين ، عن ابيه ـ الحسين بن

__________________

(١) روى ذلك احمد بن حنبل باسناده عن نضر بن علي الازدي في المسند ج ١ ص ٧٧ وذكره في كتاب الفضائل أيضا ، وعنه المجلسي في بحار الانوار ج ٤٣ ص ٣٠٦ وعن طرق اخرى عديدة في ص ٢٨٠ وباسناده عن الامام موسى بن جعفر. في الجزء ٤٣ ص ٢٧١


علي ، عن علي بن ابي طالب : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة : يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

[٢٢٧ ] ـ حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، نا يحيى بن محمد بن بشير ، نا محمد بن علي الكندي ، عن محمد بن سالم ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه محمد بن علي ، عن ابيه علي بن حسين ، عن ابيه حسين بن علي ، عن ابيه علي بن ابي طالب ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ان شيعتنا يخرجون من قبورهم وجوههم كالقمر ليلة البدر ، مستورة جوارحهم ، مسكنة روعتهم ، قد أعطوا الأمن والأيمان ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، وهم على نوق بيض لها اجنحة قد ذلّلت من غير مهانة ، وركبت من غير رياضية ، اعناقها ذهب أحمر ألين من الحرير ، لكرامتهم على الله عز وجل.

[٢٢٨ ] ـ حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا ابو عامر العقدي ، حدثني كثير بن زيد ، عن محمد بن عمر بن علي ، عن علي : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر الشجرة بخمّ ، قال : فخرج آخذا بيد علي فقال : يا أيها الناس ألستم تشهدون ان الله ورسوله اولى بكم من أنفسكم؟ ، وان الله ورسوله مولاكم؟!.

قالوا : بلى.

قال : من كنت مولاه فان عليا مولاه ـ او قال : فان هذا مولاه (١) ـ ، اني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا ، كتاب الله وأهل بيتي. (٢)

__________________

(١) روى معنى ذلك احمد بن حنبل في مسنده ج ٥ ص ١٨١ و ١٨٩ باسناده عن زيد بن ثابت وفي ج ٣ ص ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ باسناده عن ابي سعيد الخدري وفي ج ٤ ص ٣٧١ باسناده عن زيد بن ارقم.

(٢) وهذا هو المشهور بين المحدثين بحديث الثقلين وقد رواه احمد بن حنبل باسانيد عديده في الفضائل وفى المسند ج ٣ ص ١٤ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩ وج ٤ ص ٣٦٦ و ٣٧١ وج ٥ ص ١٨١ و ١٨٩.


[٢٢٩] ـ حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، نا بهلول بن مورق ، انا موسى بن عبيدة ، اخبرني عمرو بن عبد الله بن نوفل ، عن ابن شهاب ، عن ابي سلمة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال جبريل : قلّبت الارض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلا أفضل من محمد ، وقلّبت لي الارض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم (١).

آخر كتاب الذرية عليهم‌السلام

الفقير الى رحمة الله سبحانه وتعالى لتقصيره ، الخائف الرّاجي عفو الله عند عوده إليه ومصيره ، نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن حواري التنوخي الحنفي غفر الله تعالى ذنوبه ، وستر عيوبه وتقبل عمله ، وبلّغه من أمر الدنيا والآخرة أمله ، ورضى عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين.

وكان الفراغ من ذلك بالمسجد المبارك الذي أنشأته بظاهر دمشق المحروسة بخطّ « طواحين الاشنان » (٢) تقبّله الله تعالى وعمّره بذكره.

وذلك في يوم السبت السابع عشر من المحرّم سنة تسع وستين وستمائة احسن الله سبحانه وتعالى تقضّيها في خير وعافية وسرور وأمن ورخاء ، والحمد الله اولا وآخرا وباطنا وظاهرا.

__________________

(١) رواه احمد بن حنبل في كتاب الفضائل برقم ١٠٧٣ وفيه : قال لي جبريل : يا محمد قلّبت الارض مشارقها ومغاربها فلم أجد ولد أب خيرا من بني هاشم.

وذكره المحب الطبري في الذخائر ص ١٤ ونسبه لأحمد في المناقب ، والبيهقي في الدلائل ١ / ١٣٧ من طريق بهلول ، ونسبه السيوطي في الخصائص ١ / ٣٨ الى البيهقي ، وفي الجامع الصغير ٢ / ٨٤ الى الحاكم في الكنى.

(٢) الاشنان : نسبته معروفة كانت تستعمل للتنظيف ، وخط طواحين الاشنان ـ احدى خطط دمشق ـ.



فهرس احاديث الكتاب

ـ حسب تسلسل ورودها ـ

١ ـ خديجة اول امرأة تزوجها الرسول (ص).

٢ ـ نسب خديجة واسماء امهاتها (ع).

٣ ـ تزوج خديجة قبل الرسول (ص).

٤ ـ تزوج خديجة قبل الرسول (ص).

٥ ـ تزوج خديجة قبل الرسول (ص).

٦ ـ تزوج خديجة قبل الرسول (ص).

٧ ـ استئجار خديجة الرسول (ص) ليخرج لها في تجارة.

٨ ـ استئجار خديجة الرسول (ص) ليخرج لها في تجارة.

٩ ـ تزوج خديجة رسول الله (ص).

١٠ ـ تزوج خديجة رسول الله (ص).

١١ ـ تزوج خديجة رسول الله (ص).

١٢ ـ تزوج خديجة رسول الله (ص).

١٣ ـ تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة.


١٤ ـ خديجة اول من آمن.

١٥ ـ انزل الله القرآن وخديجة عند النبي (ص).

١٦ ـ خديجة اول من آمن.

١٧ ـ ثناء الرسول على خديجة.

١٨ ـ مؤازرة خديجة للرسول.

١٩ ـ مؤازرة خديجة للرسول.

٢٠ ـ مؤازرة خديجة للرسول.

٢١ ـ مؤازرة خديجة للرسول.

٢٢ ـ مؤازرة خديجة للرسول.

٢٣ ـ مؤازرة خديجة للرسول.

٢٤ ـ بشارة خديجة.

٢٥ ـ السلام على خديجة.

٢٦ ـ خير نسائها خديجة.

٢٧ ـ ابطاء الوحي على الرسول.

٢٨ ـ زوجة الرسول وزوجة آدم.

٢٩ ـ خديجة اول من آمن النساء.

٣٠ ـ وفاة خديجة.

٣١ ـ وفاة خديجة.

٣٢ ـ أريت لخديجة بيتا من قصب.

٣٣ ـ أريت لخديجة بيتا من قصب.

٣٤ ـ خديجة وزيرة صدق.

٣٥ ـ وفاة خديجة وابوطالب (ع).

٣٦ ـ ثناء الرسول على خديجة وغيرة عائشة.


٣٧ ـ ثناء الرسول خديجة وغيرة عائشة.

٣٨ ـ مراعات الرسول لصدائق خديجة.

٣٩ ـ اولاد الرسول من خديجة.

٤٠ ـ اولاد الرسول من خديجة.

٤١ ـ اولاد الرسول من خديجة.

٤٢ ـ القاسم ابن رسول الله.

٤٣ ـ اولاد خديجة من الرسول من غيره.

٤٤ ـ اول من تزوجها الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، وذكر اولاده.

٤٥ ـ اولاد الرسول من خديجة.

٤٦ ـ اولاد الرسول من خديجة.

٤٧ ـ اولاد الرسول من خديجة.

٤٨ ـ زينب بنت رسول الله.

٤٩ ـ امامة بنت زينب.

٥٠ ـ ابوالعاص وزينب.

٥١ ـ هجرة زينب الى المدينة.

٥٢ ـ اجارة زينب لابي العاص.

٥٣ ـ فاطمة بضعة مني.

٥٤ ـ فاطمة بضعة مني.

٥٥ ـ زينب وابي العاص في مكة.

٥٦ ـ اجارة زينب لابي العاص.

٥٧ ـ امامة بنت زينب.

٥٨ ـ زينب وابي العاص في المدينة.

٥٩ ـ زينب وابي العاص في المدينة.


٦٠ ـ انه اشبه اصحابي بي.

٦١ ـ امامة بنت زينب.

٦٢ ـ امامة بنت زينب.

٦٣ ـ رقية بنت رسول الله (ص).

٦٤ ـ رقية وعتبة.

٦٥ ـ رقية وعتبة.

٦٦ ـ رقية وعثمان.

٦٧ ـ رقية وعثمان.

٦٨ ـ رقية وام كلثوم عند عثمان.

٦٩ ـ رقية وعثمان.

٧٠ ـ دفن البنات من المكرمات.

٧١ ـ انه اشبه اصحابي بي.

٧٢ ـ ام كلثوم بنت رسول الله (ص).

٧٣ ـ ام كلثوم عند عتيبة بن ابي لهب.

٧٤ ـ ام كلثوم عند عتيبة بن ابي لهب.

٧٥ ـ لا امرأة لرجل لم تات ما يهوى.

٧٦ ـ وفاة ام كلثوم.

٧٧ ـ تغسيل ام كلثوم.

٧٨ ـ تكفين ام كلثوم.

٧٩ ـ تغسيل ام كلثوم وتكفينها.

٨٠ ـ فاطمة بنت رسول الله (ص).

٨١ ـ اولاد فاطمة (ع).

٨٢ ـ اولاد فاطمة (ع).


٨٣ ـ تزويج علي فاطمة (ع).

٨٤ ـ تزويج علي فاطمة (ع).

٨٥ ـ خطبة علي لفاطمة.

٨٦ ـ عرض الخطبة على فاطمة (ع).

٨٧ ـ خطبة علي لفاطمة وويمة العرس.

٨٨ ـ دعاء النبي لهما يوم البناء.

٨٩ ـ جهاز فاطمة والويمة للعرس.

٩٠ ـ تسمية الحسنين (ع) بعمها.

٩١ ـ تسمية الحسنين بحرب.

٩٢ ـ الحسن والحسين اسمان من اسماء الجنة.

٩٣ ـ مولد الحسن والحسين (ع).

٩٤ ـ مولد الحسن والحسين (ع).

٩٥ ـ ولادة الحسن ووفاته.

٩٦ ـ عق الرسول عن الحسن.

٩٧ ـ النهي عن عقائق الولدان.

٩٨ ـ عق عن الحسن والحسين كبشاً.

٩٩ ـ شبه الحسن بالنبي.

١٠٠ ـ شبه الحسن بالنبي.

١٠١ ـ شبه الحسن والحسين بالنبي.

١٠٢ ـ ان ابني هذا سيد.

١٠٣ ـ كانت جماجم العرب بيدي فتركتها.

١٠٤ ـ اللهم سلمه وسلم منه.

١٠٥ ـ وفاة الحسن (ع).


١٠٦ ـ وفاة الحسن (ع).

١٠٧ ـ وفاة الحسن (ع).

١٠٨ ـ اولاد الحسن (ع).

١٠٩ ـ الحسن عضو من اعضاء النبي.

١١٠ ـ مسند الحسن بن علي : (من واجب المغفرة ادخالك السرور على اخيك المسلم).

١١١ ـ ما من رجلين اصطرما فوق ثلاث.

١١٢ ـ الصلاة على النبي (ص) تبلغه.

١١٣ ـ دعوا الظالم حتى يلقى الله بوزره.

١١٤ ـ لقد قبض في هذه الليلة ...

١١٥ ـ لقد قبض في هذه الليلة ...

١١٦ ـ احتجم الرسول (ص) صائماً.

١١٧ ـ لقد قبض في هذه الليلة.

١١٨ ـ فضل زيارة المسلم في الله.

١١٩ ـ الحسن يحدث في مرور الجنازة والقيام لها.

١٢٠ ـ وضوء النبي.

١٢١ ـ الحسن (ع) وتمر الصداقة.

١٢٢ ـ لقد قتلتم بالامس رجلاً ...

١٢٣ ـ لقد كان فيكم بالامس ...

١٢٤ ـ لقد قتلتم والله رجلاً في ليلة ...

١٢٥ ـ اضمن لي ثلاثاً اضمن لك الجنة.

١٢٦ ـ الحسن (ع) وتمر الصدقة واحاديث أخرى عن الرسول (ص).

١٢٧ ـ دع مايريبك الى مالايريبك.

١٢٨ ـ دعاء القنوت.


١٢٩ ـ الحرب خدعة.

١٣٠ ـ اكل النبي كتفا ولم يتوضأ.

١٣١ ـ دعاء علمه النبي للحسن (ع).

١٣٢ ـ رحمة الام لولديها.

١٣٣ ـ من جلس في مصلاه بعد الفجر.

١٣٤ ـ صفة الحسن (ع).

١٣٥ ـ ولادة الحسين (ع).

١٣٦ ـ تسمية الحسنين بعمها.

١٣٧ ـ تسمية الحسين بحرب.

١٣٨ ـ اشتقاق اسم حسين من الحسن والصدقة عنهما.

١٣٩ ـ حلق رأس الحسين والتصدق.

١٤٠ ـ عق الرسول عن الحسنين (ع) شاتين.

١٤١ ـ عق الرسول عنهما.

١٤٢ ـ اختتان الحسين (ع).

١٤٣ ـ زغب جبريل في تمائم الحسن والحسين.

١٤٤ ـ مسند الامام الحسين (ع) من حسن اسلام المرء تركه مالا يعينه.

١٤٥ ـ البخيل من ذكرت عنه فلم يصلّ علي.

١٤٦ ـ اشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلاث (الصحيفة).

١٤٧ ـ من ذكرت عنده فخطأ الصلاة علي.

١٤٨ ـ الفرق الثلاث بعد النبي (ص).

١٤٩ ـ فضل الاعتكاف في شهر رمضان.

١٥٠ ـ ذم الاقتتار وعدم قضاء حوائج المسلم وترك الحج.

١٥١ ـ لا ترفعوني فوق حقي.


١٥٢ ـ لا تديموا النظر الى المجذومين.

١٥٣ ـ لا تديموا النظر الى المجذومين.

١٥٤ ـ ان الله يحب معالي الاخلاق.

١٥٥ ـ لا تديموا النظر الى المجذومين.

١٥٦ ـ رد الشمس لعلي (ع).

١٥٧ ـ للسائل حق وان جاء على ظهر فرس.

١٥٨ ـ للسائل حق وان جاء على ظهر فرس.

١٥٩ ـ ثواب الاسترجاع (قول : انا لله وانا اليه راجعون).

١٦٠ ـ الحجر الاسود وميثاق العباد.

١٦١ ـ النبي وابن الصياد.

١٦٢ ـ يا بني هاشم أطيبوا الكلام واطعموا الطعام.

١٦٣ ـ من لبس ثوب شهرة.

١٦٤ ـ احتجم الحسين وهو صائم.

١٦٥ ـ الحسن مخضوب بالوسمة.

١٦٦ ـ الحسين مخضوب بالحناء والكتم.

١٦٧ ـ الحسين مخضوب بالسواد.

١٦٨ ـ مقتل الامام علي والحسين وعلي بن الحسين.

١٦٩ ـ مقتل الحسين في عاشوراء.

١٧٠ ـ احمرت السماء لقتل الحسين.

١٧١ ـ مسند حديث فاطمة (ع) ، وحديث النعمان بن بشير.

١٧٢ ـ لا يلومن نفسه من بات وفي يده عمره.

١٧٣ ـ تسبيح الزهراء (ع).

١٧٤ ـ اكل النبي عرقا ولم يتوضأ.


١٧٥ ـ شبه فاطمة بالرسول (ص) وحديث السرار.

١٧٦ ـ حديث السرار وان فاطمة اول اهله لحاقابه.

١٧٧ ـ حديث السرار وان فاطمة سيدة نساء اهل الجنة.

١٧٨ ـ ما من نبى الا الذي بعده يعيش نصف عمره.

١٧٩ ـ السرار ومعارضة القرآن.

١٨٠ ـ السرار ومعارضة القرآن.

١٨١ ـ علي اعلم الناس واولهم سلما وافضلهم حلما.

١٨٢ ـ السرار وان فاطمة سيدة نساء اهل الجنة.

١٨٣ ـ تسبيح الزهراء.

١٨٤ ـ النبي وعلى يحملان الحسن والحسين (ع).

١٨٥ ـ السرار وان النبي يعيش نصف عمر من قبله ، وان فاطمة هي سيدة نساء اهل الجنة.

١٨٦ ـ الدعاء عند دخول المسجد والخروج منه.

١٨٧ ـ الدعاء عند دخول المسجد والخروج منه.

١٨٨ ـ الدعاء عند دخول المسجد والخروج منه.

١٨٩ ـ المؤمن يرفع عنه القلم في مرضه.

١٩٠ ـ ما التقى جندان ظالمان الا تخلى الله عنهما.

١٩١ ـ تعويذ الحسنين.

١٩٢ ـ اية التطهير.

١٩٣ ـ اية التطهير.

١٩٤ ـ اية التطهير.

١٩٥ ـ وفاة فاطمة (ع).

١٩٦ ـ وفاة فاطمة (ع).


١٩٧ ـ وفاة فاطمة (ع).

١٩٨ ـ وفاة فاطمة (ع).

١٩٩ ـ وفاة فاطمة (ع).

٢٠٠ ـ وفاة فاطمة (ع).

٢٠١ ـ الفرق بين سن فاطمة وسن علي (ع).

٢٠٢ ـ تغسيل فاطمة.

٢٠٣ ـ نعش فاطمة.

٢٠٤ ـ دفن فاطمة.

٢٠٥ ـ نعش فاطمة.

٢٠٦ ـ غسل فاطمة ووفاتها.

٢٠٧ ـ ام كلثوم بنت علي (ع) وعمر.

٢٠٨ ـ ام كلثوم وعمر.

٢٠٩ ـ ام كلثوم وعمر.

٢١٠ ـ ام كلثوم وعمر.

٢١١ ـ ام كلثوم وعمر وصداقها.

٢١٢ ـ ام كلثوم وعمر وصداقها.

٢١٣ ـ ام كلثوم وعمر واولاده.

٢١٤ ـ ام كلثوم وعمر ثم عون بن جعفر (ع).

٢١٥ ـ ام كلثوم وعمر ثم عون.

٢١٦ ـ لما ايمت ام كلثوم من عمر.

٢١٧ ـ ام كلثوم ومحمد بن جعفر.

٢١٨ ـ ام كلثوم وعبدالله بن جعفر.

٢١٩ ـ اولاد ام كلثوم.


٢٢٠ ـ وفاة ام كلثوم والصلاة عليها.

٢٢١ ـ وفاة ام كلثوم والصلاة عليها.

٢٢٢ ـ وفاة ام كلثوم بنت علي.

٢٢٣ ـ زينب وعبدالله بن جعفر.

٢٢٤ ـ اولاد زينب.

٢٢٥ ـ من احبني وهذين واباهما وامهما كان معي في درجتي.

٢٢٦ ـ ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.

٢٢٧ ـ فضائل شيعة اهل البيت (ع).

٢٢٨ ـ حديث الثقلين.

٢٢٩ ـ فضل بني هاشم.



فهرس المواضيع

الإهداء

٤

ابن نقطة

٣٠

الكتاب والمؤلّف

٥

هذه النسخة

٣١

ترجمة المؤلّف

٦

جريدة مصادر التقديم

٣٤

نسبته

٩

صورة فتو غرافية للصفحة الاُولى من النسخة الخطيّة

٣٧

مولده

١٠

صورة فتو غرافية للصفحة الأخيرة من النسخة الخطيّة

٣٨

مكانته العلمية

١٠

كتاب الذرّيّة الطاهرة

٣٩

مؤلّفاته

١٦

خديجة بنت خويلد

٤٤

١ ـ الأسماء والكنى

١٦

تزويج خديجة قبل تزويج النبي (ص)

٤٥

٢ ـ الضعفاء

١٨

استئجار خديجة النبي (ص) ليخرج لها في تجارة

٤٧

٣ ـ الذريّة الطاهرة

١٨

تزويج رسول الله (ص) خديجة

٤٩

الكتاب وأسانيده

٢١

ذكر إسلام خديجة

٥٢

سند النسخة

٢١

وفاة خديجة

٦٤

سند الروداني

٢٢

ذكر أولاد رسول الله (ص) من خديجة

٦٦

سند الشوكاني

٢٢

زينب بنت رسول الله (ص)

٦٩

القراءات والسّماعات

٢٢

رقيّة بنت رسول الله (ص)

٧٩

ترجمة الرواة

٢٥

أمّ كلثوم بنت رسول الله (ص)

٨٣

ابن رشيق

٢٥

فاطمة بنت رسول الله (ص)

٩١

الفرّاء

٢٦

تزويج علي فاطمة (ع)

٩٣

الأنباري

٢٦

مولد الحسن والحسين (ع)

١٠١

السلامي

٢٦

مسند الحسن بن علي (ع)

١٠٧

العلوي

٢٨

الحسن بن الحسن ، عن أبيه الحسن (ع)

١٠٧

التنوخي

٢٨

زيد بن حسن ، عن أبيه الحسن (ع)

١٠٩

ابن الاخضر

٢٩

علي بن حسين ، عن الحسن (ع)

١١١


محمد بن علي بن الحسين ، عن الحسن (ع)

١١٢

مسند حديث فاطمة (ع)

١٣٧

زيد بن علي بن حسين ، عن الحسن (ع)

١١٣

الحسين بن علي ، عن أمه فاطمة (ع)

١٣٧

ربيعة بن شيبان ، عن الحسن (ع)

١١٣

ابو هريرة ، عن فاطمة (ع)

١٣٨

هبيرة بن يريم ، عن الحسن (ع)

١١٤

حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب ، عن جدته فاطمة

١٣٩

جابر ـ والد خالد ـ ، عن الحسن

١١٥

عائشة ـ أم المؤمنين ـ ، عن فاطمة (ع)

١٣٩

الأصبغ بن نباتة ، عن الحسن (ع)

١١٥

أمّ سلمة ـ اُمّ المؤمنين ـ ، عن فاطمة (ع)

١٤٤

ابو الحوراء السعدي ، عن الحسن (ع)

١١٦

أسماء بنت عميس ، عن فاطمة (ع)

١٤٥

المسيب بن نجبة ، عن الحسن (ع)

١١٨

فاطمة بنت حسين ، عن جدّتها فاطمة (ع)

١٤٦

اسحاق بن يسار ، عن الحسن (ع)

١١٨

وفاة فاطمة بنت رسول الله (ص)

١٥١

ابو مصعب السلمي ، عن الحسن (ع)

١١٨

ذكر اُمّ كلثوم بنت فاطمة (ع)

١٥٧

ابووائل ـ شقيق بن سلمةـ ، عن الحسن (ع)

١١٩

ذكر زينب بنت فاطمة (ع)

١٦٦

عمير بن مأمون ، عن الحسن (ع)

١١٩

فضائل أهل البيت وشيعتهم

١٦٧

مولد الحسين بن علي (ع)

١٢١

آخر كتاب الذرّيّة

١٦٩

مسند الحسين بن علي (ع)

١٢٥

فهرس أحاديث الكتاب

١٧١

فاطمة بنت حسين ، عن أبيها الحسين (ع)

١٢٨

فهرس المواضيع

١٨٣

رجال شتّى ، عن الحسين (ع)

١٣١

الذرّيّة الطّاهرة

المؤلف:
الصفحات: 184