• الفهرس
  • عدد النتائج:

هي محطّ التشريع الذي هو عبارة عن عقد القلب على ما ليس بواقع واعتقاد أنّه هو الواقع مكابرة وعتوّاً ، من باب جحد القلب وتيقّن النفس المعبّر عنه في القرآن المجيد بقوله تعالى : ( وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ )(١) ويتفرّع على هذه المرتبة أنّ ذلك الواقع المعلوم إن كان ممّا ينفر عنه تحقّق النفرة عنه ، وإن كان ممّا يرغب فيه تحقّق الميل إليه والسعي نحوه ، انتهى.

بل إنّ تحرير هذه المقدّمة من أصلها بهذا التحرير في هذا الكتاب ليس كما ينبغي ، ولعلّ ذلك من الدورة السابقة ، والذي حرّرته عنه قدس‌سره في بيان هذه المقدّمة ما هذا لفظه : وهو أنّك قد عرفت أنّ أهل المعقول قسّموا المعلوم إلى المعلوم بالذات والمعلوم بالعرض. ومرادهم بالأوّل هو الصورة التي تحدثها النفس في صقعها الداخل عند تمامية مقدّمات حصول العلم لها ، ومرادهم بالثاني هو الأمر الخارجي الذي تنطبق عليه تلك الصورة ، سواء قلنا بأنّ العلم من مقولة الكيف أو مقولة الانفعال أو مقولة الاضافة. ولا يبعد صحّة جميع هذه الأقوال باعتبارات مختلفة ، فباعتبار أنّ حصول مقدّمات العلم وتماميتها تكون موجبة لانفعال النفس بذلك ، بحيث إنّ النفس بواسطة انفعالها عن تلك المقدّمات تحدث تلك الصورة في صقعها الداخل ، وهذه هي المرتبة الأُولى من مراتب العلم المعبّر عنها بانفعال النفس عن تلك المقدّمات.

ثمّ من بعد هذه المرتبة مرتبة تلك الصورة التي أحدثتها النفس في صقعها الداخل ، وبهذا الاعتبار يكون العلم من مقولة الكيف ، باعتبار تكيّف النفس بتلك الصورة.

ثمّ من بعد هذه المرتبة مرتبة ثالثة ، وهي مرتبة إضافة تلك الصورة إلى ما

__________________

(١) النمل ٢٧ : ١٤.