• الفهرس
  • عدد النتائج:

زائدا على التنويع بحسب مرتكب الكبيرة ، وهذا بخلاف الشبهة المصداقية فإنّ قوله لا تكرم الفاسق لمّا نوّع العام إلى نوعين ، فاسق وغير فاسق ، وقد أخرج الفاسق عن عموم العام وانحصر العام في غير الفاسق ، لم يكن خروج زيد المشكوك عن حكم العموم خروجا زائدا على ما تضمّنه قوله لا تكرم الفاسق.

نعم ، على تقدير كون زيد المذكور فاسقا في الواقع يكون ذلك النوع الخارج وهو الفاسق أكثر أفرادا ممّا إذا لم يكن زيد المذكور فاسقا في الواقع ، لكن ليست هذه الزيادة زيادة في التخصيص الذي هو عبارة عن التنويع بحسب الفسق ، وإنّما هي زيادة تكوينية في أفراد النوع الخارج ، ولا ربط لهذه الزيادة التكوينية بزيادة التخصيص الذي هو عبارة عن التنويع وإلاّ لكان ارتكاب الشخص العالم لجريمة الفسق تخصيصا للعام ، ومن الواضح أنّ الارتكاب لجريمة الفسق ليس بنفسه تخصيصا للعام وإنّما الارتكاب عبارة عن إدخال النفس تحت العنوان الخارج.

وبالجملة : أنّ تحقّق الفسق واقعا ليس هو التخصيص. نعم هو محقّق للعنوان الخاصّ ، فلا يكون من كثرة التخريج وإنّما هو من كثرة الخارج ، ومن الواضح أنّه لا ربط لتكثّر الخارج تكثّرا تكوينيا بكثرة التخريج أعني التخصيص الذي هو فعل الحاكم الآمر ، وإلاّ لكان تحقّق التخصيص متوقّفا على تحقّق الفسق في الخارج على وجه لو قال أكرم العلماء ثمّ قال لا تكرم فسّاقهم واتّفق أنّهم الآن جميعا عدول لا فاسق فيهم ، لم يكن في البين تخصيص أصلا ، وأنّه لا يتحقّق التخصيص إلاّ بعد ارتكاب العالم جريمة الفسق ، وهذا واضح البطلان.

ومن ذلك يظهر لك اندفاع ما يقال في المقام من أنّ الموجب لتقيّد مدلول العام واقعا إن كان هو الخاصّ بما أنّه حجّة كان التمسّك بالعموم في الشبهة