• الفهرس
  • عدد النتائج:

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يقوّم ما فيها ثمّ يؤكل ، لأنّه يفسد ، وليس له بقاء ، فإذا جاء طالبها غرموا له الثمن ، قيل له : يا أمير المؤمنين لا يدري سفرة مسلم أو سفرة مجوسيّ؟ فقال : هم في سعة حتّى يعلموا » (١).

ولكن من الواضح أنّه لا دلالة لها على المطلوب لأنّها قضية خارجية ، والحكم فيها أيضاً خاصّ بمورده وأمثاله ، مضافاً إلى ما فيها من الإشكال السندي من جهة النوفلي والسكوني.

وإن شئت قلت : الوارد في هذا الحديث قضيّة شخصيّة خارجيّة وردت في سفرة مطروحة في الطريق ، والمشكوك فيها للسائل إنّما هو طهارة السفرة أو حلّية لحمها فلا يمكن التعدّي عنها إلى سائر الشبهات الموضوعيّة فضلاً عن الشبهات الحكميّة ، والتعبير الوارد فيها هو : « هم في سعة حتّى يعلموا » لا « الناس في سعة حتّى يعلموا » لكي يكون على نهج كبرى كلّية فيقال : إنّ المورد ليس مخصّصاً.

ثانيهما : ( وهو العمدة ) ما ورد في أعيان الشيعة (٢) نقلاً عن تحف العقول وعن الشهاب للمحدّث البحراني ، وفي المستدرك (٣) وعوالي اللئالي (٤) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الناس في سعة ما لم يعلموا ».

وهو من ناحية السند مرسل ، وأمّا الدلالة فيحتمل في كلمة « ما » وجهان :

الأوّل : أن تكون موصولة قد اضيفت إليها كلمة « سعة » أي « الناس في سعة شيء لم يعلموا » فتكون بظاهرها عامّة تعمّ الشبهات الموضوعيّة والحكميّة معاً.

الثاني : أن تكون مصدرية ظرفية متعلّقة بالسعة ، أي « الناس في سعة ما داموا لم يعلموا ».

وعلى كلا الوجهين يتمّ المطلوب لظهورها في كون الجهل ( بعد الفحص ) عذراً.

وإستشكل السيّد الحكيم رحمه‌الله في الوجه الثاني بأنّ ما المصدرية تختصّ بالفعل الماضي ، ولكنّه يرد بناءً على ما هو المعروف من التعبير بـ « لا يعلمون » ولا يرد على ما ظفرنا به من

__________________

(١) المحاسن للبرقي : ص ٤٥٢ ، والوسائل : ج ٢ ، من أبواب النجاسات ، الباب ٥٠ ، ح ١١.

(٢) أعيان الشيعة : ج ١ ، باب طرائف كلمات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص ٣٠٥.

(٣) المستدرك : ج ١٨ ، ص ٢٠ ، من الطبع الجديد ، الباب ١٢ ، من أبواب مقدّمات الحدود ، وص ٢١٨ ، من الطبع القديم.

(٤) عوالي اللئالي : ج ١ ، ص ٤٢٤.