وعلى عدم أفضليّة الأئمة الأثني عشر سلام الله عليهم أجمعين على أولي العزم من الرّسل من حيث كونهم جامعين لمرتبة النبوّة والولاية المطلقة كما توهّمه من لا خبرة له مع أنّ المذهب على خلافه ، وقد كثر فيه الأخبار والآثار بحيث بلغت أعلى مرتبة التواتر.
ولعمري ، إنّ هذا التوهّم جهل بمراتبهم ومقاماتهم ( صلوات الله عليهم ) كيف! وإنّ تفاوت الأنبياء في الفضل من حيث إختلاف سبقتهم في قبول الولاية وإنّ أفضليّة الخليل من حيث سبقته في الايمان بهم ، وإفتخاره بكونه من شيعتهم ، ومسألته من الله تبارك وتعالى أن يجعله من شيعة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
مضافا إلى وحدتهم مع الرسول المختار ( صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين الأبرار ) في النورانية والذات (٢) وكونهم علّة لخلق جميع الموجودات العلويّة والسفليّة من دون إستثناء ، وان كنّا مع ذلك جاهلين بمقامهم ( صلوات الله عليهم ) ، إذ الاحاطة به وتحديده لا يمكن إلاّ لله تبارك وتعالى ورسوله المختار ( صلوات الله عليه وآله ) من دون إستثناء ، وغاية معرفتنا في حقهم الاعتراف بالعجز عن معرفتهم ( أرواحنا لهم الفداء ).
وعلى نفي المعراج الجسماني ومنع شقّ القمر من حيث استلزامها للخرق والالتئام في الفلك الكلّي والجزئي ، من غير حاجة إلى الجواب بأنّ البرهان على
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ٤ / ١٨٧ ـ ح ٤٤٥٢.
(٢) كما في الزيارة الجامعة الكبيرة : أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وان أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض. والاخبار الشريفة على هذه المعاني كثيرة وانظر أصول الكافي كتاب الحجة وكذا المجلّد ٢٥ من بحار الأنوار.