• الفهرس
  • عدد النتائج:

ومن شعره أيضا :

ثلاث من الدنيا إذا هي أقبلت

لشخص فلا يخشى من الضرّ والضير

غنى عن بنيها والسلامة منهم

وصحّة جسم ثم خاتمة الخير

وكان رحمه‌الله تعالى مصمما على عدم الدخول في القضاء ، ثم شاء الله تعالى أن ولاه « المؤيّد بالله » الحكم في بعض القضايا ، ثم عرض عليه الاستقلال به ، وألزم من أحبائه بقبوله فقبل ، واستقرّ في القضاء من شهر المحرّم سنة سبع وعشرين وثمان مائة ، بعد أن كان يعرض عليه قبل ذلك وهو يأبى ، ثم ندم على ذلك ، وتزايد ندمه على القبول ، وصرّح بأنه جنى على نفسه بذلك ، ولم يلبث أن صرف عنه ، ثم اعيد إليه ، ولا يزال كذلك إلى أن أقلع عنه في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ، ثم زهد في القضاء زهدا كبيرا من كثرة ما توالى عليه من المحن والإنكار بسببه ، وصرح بأنه لم يبق في بدنه شعرة تقبل اسم القضاء.

قال تلميذه « الإمام السخاوي » : « وجميع مدد قضائه إحدى وعشرون سنة ، ثم انقطع للعلم فبرز فيه ، وبعد صيته ، ورحل الأئمة إليه ، ونزح إليه التلامذة من كل قطر للتزوّد منه. فكان رئيس العلماء من كل مذهب ، وبكل قطر ، وانتشرت جملة من تصانيفه في حياته ، وأقرأ الكثير منها ، وتهادتها الملوك ، وكتبها الأكابر ، وسارت في كل قطر مسير الشمس ، ولو لم يكن له إلا شرح البخاري لكان كافيا في علوّ قدره » اهـ (١).

ولما كمّل شرح البخاري تصنيفا ، وقراءة ، عمل رحمه‌الله تعالى وليمة عظيمة بالمكان الذي بناه « المؤيد بالله » خارج القاهرة في يوم السبت ثامن شعبان سنة اثنتين وأربعين وثمان مائة.

__________________

(١) انظر مقدمة الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج ١ ، ص ١٢.