ازدياد عدد الموالي والعبيد بين أتباعه إلى درجة كبيرة. فبعد أن كانوا في بداية الثورة خمسمائة فقط ، انضمّ إليه جميع الموالي في الكوفة تقريبا وهو في قمّة انتصاره ، وللمختار الفضل في أنه أول من أدرك أن الموالي كانوا عنصرا سياسيا مهمّا في المجتمع.

فيذكر المدائني : أن المغيرة بن شعبة كان أول من جلب انتباه المختار إلى ذلك حيث قال له : « أما واللّه أني لأعرف كلمة لو دعا بها أريب لاستمال بها أقواما فصاروا له أنصارا ». قال المختار : « وما هي؟ قال : يدعوهم إلى نصرة آل محمد والطلب بدمائهم » (١).

وعلى الرغم من أن مصلحة الأشراف كانت تتعارض تعارضا تاما مع مصالح الموالي ، فإنّ المختار ضمّهم إلى جيشه ، ولم يكتفِ المختار بذلك فقد جعلهم شركاء مع الأشراف في أمور حياتهم اليومية.

وقد غضب لذلك أشراف العرب ، فتوجّهوا إلى المختار يعاتبونه ، ففسّر لهم تقريبه الموالي بقوله : « لا يبعد اللّه غيركم ، أكرمتكم فشمختم بأنوفكم ، ولّيتكم فكسرتم الخراج ، وهؤلاء العجم أطوع لي منكم ، وأوفى ، وأسرع إلى ما أريد » (٢).

__________________

(١) أنساب الأشراف ٦ : ٣٨٧ ، والأريب : العاقل. انظر مختار الصحاح / محمد بن أبي بكر القادر الرازي : ١٣ ، مادة (أربَ). لكن حياة المغيرة بن شعبة وسلوكه تجاه أهل البيت عليهم‌السلام يدلان على وضع هذه الحكاية لتلطيف وجهه بخلاف ما هو عليه من النصب والعداء لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٢) الأخبار الطوال / الدينوري : ٣٠٦.