الكوفة كان قد آوى إلى بيت المختار ، واتّخذ منه مقرا لسفارته الحسينية. ومن المقر الجديد باشر مسلم عليه‌السلام ، بأداء مهمته بأخذ البيعة للإمام الحسين عليه‌السلام أداءً للعهد الذي قطعوه للإمام الحسين عليه‌السلام ، في كتبهم ورسائلهم إليه.

وهكذا تحوّل بيت المختار إلى مقر للمعارضة ، وكان ذلك من أبرز الأسباب التي ساعدت على نجاح الشهيد البطل مسلم بن عقيل في مهمته أول الأمر ، إذ أن الارتباط العائلي للمختار بوالي الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري ، باعتباره والد زوجته (١) ، قد يكون من بين أسباب عدم قيام الوالي بأي فعل ردعي لمسلم بن عقيل مادام في بيت المختار ، الأمر الذي حدا بيزيد ابن معاوية إلى عزله ، ومن ثم تولية عبيد اللّه بن زياد (٢) ، وعلى أثر ذلك غادر مسلم عليه‌السلام بيت المختار ولجأ إلى دار هاني بن عروة المرادي (٣) ، لما علم بإلقاء القبض عليه من قبل شرطة ابن زياد وللأسباب التالية :

١ ـ لم يكن المختار قد كوّن حزبه السياسي.

٢ ـ لم يكن له جيش قوي في الكوفة يكفي لحماية مسلم بن عقيل عليه‌السلام من شرطة ابن زياد.

__________________

عبيد اللّه بن زياد الظرف الحاصل ودعى الناس إلى عدم مبايعة الإمام الحسين عليه‌السلام وقتل مسلما.

وقد استُشهد مسلم بن عقيل عليه‌السلام في التاسع من ذي الحجة عام ٦٠ للهجرة (٦٨٠ م).

(١) تاريخ الطبري ٦ : ١١٢ في حوادث (سنة ٦٧ هـ).

(٢) الفتوح / ابن أعثم ٥ : ٣٦.

(٣) الفتوح / ابن أعثم ٥ : ٤٠.