في نقاء المختار ، ومبدئيّته

ممّا لا جدال فيه ، أنّ لكل شخصية بارزة في التاريخ محبّين ، وخصوم سواء ممن عاصروا تلك الشخصية ، أو جاءوا في زمن متأخّر عنها.

وهكذا نرى ، أن شخصيةً فاعلةً مثل المختار لا يمكن أن تخرج عن هذا القانون ، ومن هنا كان من الطبيعي أن تحتوي كتب السير والتاريخ ، وجهات نظر المحبّين والمخاصمين ، باعتبارها مرآة للحركة ، وموقف المجتمع في فتراته المتعاقبة وهي تعكس الرؤيا المتناقضة حول هذه الشخصية التاريخية أو تلك ، ومن أجل أن يقف المرء على الرأي الصائب نرى أن عليه التأمّل فيما بين يديه من وجهتي النظر المتناقضتين محتكما إلى الفعل التاريخي الثابت للشخص المعني وما كان يحكم ذلك الشخص من مبادئ ، وهنا نتساءل ترى ما هو موقف الأمويين ، والعباسيين ، ومن شايعهم من المختار؟ ثمّ ما هو موقف الهاشميين ، والشيعة منه؟ وأخيرا ما هو موقف الذين أعادوا كتابة التاريخ من غير العرب والمسلمين ، ونعني بهم (المستشرقين) ، على وجه الخصوص؟

إنّ الإجابة عن هذه التساؤلات هي التي ستقودنا دونما شك إلى الرأي الصائب وعلى أساسها يصبح بإمكاننا غربلة ما ورد من خليط الأخبار ، والروايات لنرمي من ثم النخالة جانبا.