قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

تحمیل

الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

142/234
*

وكان أبو الحسن موسى عليه‌السلام في حائط له يصرم (١) ، فأخذ غلام له كارة (٢) من تمر ، فرمى بها وراء الحائط ، فذهبوا به إليه ، فقال للغلام : « أتجوع ؟ قال : لا يا سيدي ، قال : فتعرى ؟ قال : لا يا سيدي ، قال : فلأي شيء أخذت هذه ؟ قال : اشتهيت ذلك ، قال : اذهب فهي لك ، وقال : خلوا عنه » (٣).

خامساً ـ التواضع :

تحلّى الإمام الكاظم عليه‌السلام كسائر آبائه الميامين بالتواضع والبساطة ورقّة الحاشية ، وكان إلى جانب ذلك تحوطه هالة من الوقار والهيبة ، تجعله يفرض احترامه وإجلاله وإعظامه على الناس حكّامهم ورعيتهم ، قال أبو العلاء المعري في قصيدة يرثي بها أبا أحمد الموسوي والد الشريف الرضي والمرتضى :

ويخال موسى جدكم لجلاله

في النفس صاحب سورة الأعراف (٤)

وجاء في وصيته المشهورة لهشام بن الحكم ما يؤكد هذه المعاني السامية قال عليه‌السلام : « يا هشام ، ما من عبد إلاّ وملك آخذ بناصيته ، فلا يتواضع إلاّ رفعه الله ، ولا يتعاظم إلاّ وضعه الله.

وأشار عليه‌السلام إلى نبذ الكبر لكونه رداء الرحمن : يا هشام ، إيّاك والكبر ، فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، الكبر رداء الله ، فمن نازعه رداءه أكبه الله في النار على وجهه. والتواضع في تعاليمه الإلهية سبب للرفعة والحكمة التي تجافي قلب المتكبر : يا هشام ، إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ، ولا تعمر في

__________________

(١) صرم النخل : قطع ثمرته.

(٢) الكارة : مقدار معلوم من الطعام أو الحنطة أو التمر.

(٣) الكافي ٢ : ١٠٨ / ٧.

(٤) سقط الزند : ٣٦.