استفادته من علامية التبادر للفظ المجرد ؛ إذ عدم التبادر لمعنى محتمل لا يدل على عدم كونه معنىً حقيقياً للفظ ، وإنّما التبادر علامة الحقيقة في الجانب الاثباتي لا أكثر ، كما هو واضح. إذاً فعلامية صحة الحمل فضلاً عن علامية صحة السلب على المجازية أو الخروج عن المعنى الحقيقي مستقلة عن علامية التبادر ، وإن كانت نكتتهما الثبوتية مشتركة ، فتدبر جيداً.

ص ١٧١ قوله : ( الأثر العملي لعلامات الحقيقة ... ).

ويمكن الجواب أيضاً : انّ الظهور اثباتاً ونفياً قد يكون بدوياً بحيث بالرجوع إلى مفردات الكلام وما يتبادر لكل واحد منها من المعنى الحقيقي أي تطبيق علامات الحقيقة عليها يتغير الظهور النهائي المستقر من ذلك الكلام ؛ كما انّه ربما لا يكون ظهور بدواً وإنّما يحصل بعد التأمل والتبادر من اللفظ.

وأمّا الجواب الذي ذكره السيد قدس‌سره فحاصله : انّ فائدة تشخيص المعنى الحقيقي بالتبادر ونحوه احراز الظهور النوعي ؛ لأنّ الأصل تطابق الفهم اللغوي أي الظهور التصوري الشخصي مع الفهم النوعي وبذلك نحرز الظهور النوعي التصوري ومن ثمّ التصديقي الاستعمالي للكلام.

لا يقال : يكفي التطابق بين الظهور التصديقي والاستظهاري الشخصي مع الظهور التصديقي النوعي بلا حاجة إلى التبادر وكون هذا الظهور حقيقياً أو مجازياً.

فإنّه يقال : أصالة التطابق لا يجري بلحاظ الظهور التصديقي ؛ لأنّه قضية خارجية ومتأثرة بالعوامل والقرائن المقامية والحالية والشخصية ، وإنّما مجرى الأصل المذكور الظهور التصوري اللغوي.