• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأول مفهوم الدعاء وعلاقته بالعبادة
  • واللسان ، جاء في وصية النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : « لا يقبل الله دعاء قلبٍ ساهٍ » (١).

    وعن الإمام أميرالمؤمين عليه‌السلام : « لا يقبل الله عزَّ وجل دعاء قلبٍ لاهٍ » (٢).

    وعن الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاسٍ » (٣).

    ١٧ ـ البكاء والتباكي :

    خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلىٰ البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأنَّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلىٰ بارئه ، والدمعة سفير رقّة القلب الذي يؤذن بالاخلاص والقرب من رحاب الله تعالىٰ.

    قال الإمام الصادق عليه‌السلام لأبي بصير : « إنّ خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومجّده واثني عليه كما هو أهله ، وصلِّ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسل حاجتك ، وتباك ولو مثل رأس الذباب ، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ » (٤).

    وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أنصاف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده تقرّبهم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها.

    __________________________

    (١) الفقيه ٤ : ٢٦٥.

    (٢) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٢.

    (٣) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٤.

    (٤) الكافي ٢ : ٣٥٠ / ١٠.