• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأول مفهوم الدعاء وعلاقته بالعبادة
  • قال الإمام الرضا عليه‌السلام لأصحابه : « عليكم بسلاح الأنبياء ، فقيل : وما سلاح الأنبياء ؟ قال عليه‌السلام : الدعاء » (١).

    وفي الكتاب الكريم والسُنّة المطهّرة أمثلة كثيرة لآثار الدعاء في ردّ كيد الأعداء والانتصار عليهم.

    قال تعالىٰ : ( وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ) (٢).

    ولما اشتدّ الفزع بأصحاب طالوت لكثرة العدد والعدة في صفّ جالوت وجنوده ، دعوا الله متضرعين ، قال تعالىٰ : ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ ) (٣).

    وفي بدر حيث التقىٰ الجمعان ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ربّه واستنصره متضرعاً إليه حتىٰ سقط رداؤه (٤) ، فأنجز له الله تعالىٰ ما وعده ، وأمدّه بألف من الملائكة مردفين ، ولاحت بشائر الانتصار ، قال تعالىٰ : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) (٥).

    وعندما دخل الإمام الصادق عليه‌السلام علىٰ المنصور العباسي ، الذي توعّده

    __________________________

    (١) الكافي ٢ : ٣٤٠ / ٥.

    (٢) سورة الأنبياء : ٢١ / ٧٦ ـ ٧٧.

    (٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.

    (٤) راجع دلائل النبوة / البيهقي ٣ : ٥٠ ـ ٥١.

    (٥) سورة الانفال : ٨ / ٩.