• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأوّل

  • نفسي ما لم أعوّدها ، ارفعوه عنّي فرفعوه » (١).

    وكان عليه‌السلام يجعل جريش الشعير في وعاء ويختم عليه ، فقيل له في ذلك ، فقال عليه‌السلام : « أخافُ هذين الولدين أن يجعلا فيه شيئا من زيت أو سمن » (٢).

    الخوف والرجاء :

    مما يمكن التأكيد عليه أنّ في النفس خطان متقابلان هما الخوف والرجاء ، والعقيدة تعمد إلى كلا الخطين ، فتبدد عن النفس كل خوف باطل وكل رجاء منحرف ، وبدلاً من ذلك تُنمّي الخوف من اللّه من جانب ، ورجاء ثوابه من جانب آخر قال تعالى : ( ... يحذرُ الآخرةَ ويرجُو رحمةَ ربهِ ... ) (٣) ، فليست نظرتها أحادية الجانب كأن تركز على جانب الخوف فتؤيس الإنسان من رحمة اللّه ، أو تركز ـ بالمقابل ـ على الرجاء فتضعف في نفسه الخشية من اللّه.

    يقول الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لو تعلمون قدر رحمة اللّه لاتّكلتم عليها وما عملتم إلاّ قليلاً ، ولو تعلمون قدر غضب اللّه لظننتم بأن لا تنجوا » (٤).

    ويقول وصيه الإمام علي عليه‌السلام : « إنّ استطعتم أن يشتدَّ خوفكم من اللّه وأن يحسن ظنّكم به ، فاجمعوا بينهما ، فإنّ العبد إنّما يكون حسن ظنّه بربّه على قدر خوفه من ربّه ، وإنّ أحسن الناس ظنّا باللّه أشدهم خوفا للّه » (٥).

    __________________

    (١) وسائل الشيعة ١٦ : ٥٠٨ ـ دار احياء التراث العربي.

    (٢) وسائل الشيعة ١٦ : ٥٠٩.

    (٣) الزمر ٣٩ : ٩.

    (٤) كنز العمال ٣ : ١٤٤ / ٥٨٩٤.

    (٥) نهج البلاغة : ٣٨٤.