طالب علوم الفقه ، عليه ان يعرف الحد الادنى من مبادئ تشريح جسم الانسان ، ذكراً وانثى ، حتى يستطيع ان يفهم كيفية خلق الجنين وعلاقة ذلك الخلق بالمرأة والخالق والحياة ، ويفهم معاني الطهارة من خلال فهمه لحركة اعضاء الجسم الداخلية والخارجية. واذا كان المكلف امرأة فعليها ان تعرف الحد الادنى من تشريح جسم المرأة وبيولوجية الدورة الشهرية لابتلائها بدماء الحيض والاستحاضة والنفاس. وكل هذه العلوم والمعارف تثري النظام الاجتماعي بثقافة علمية وترفعه الى اعلى المستويات الانسانية. ولذلك ، فان المدرسة العامة ينبغي ان تلتفت الى وضع هذه المواد العلمية في مناهجها العامة خدمة للنظام الاجتماعي من خلال بناء الافراد بناءً علمياً سليماً ، على قاعدة ان العلم بقسميه النظري والعملي يجب ان يصبّ في خدمة النظام الاجتماعي.

ولا ريب ان المدارس تفتح ابواباً للنقاش العلمي والنقد البناء ، فالرد على النظريات الفاسدة والآراء المنحرفة يوفر للطلبة فرصاً ثمينة لممارسة النقد البناء المستند على الاسس العلمية. بل ان المدرسة تستطيع ان تهيئ لطلابها جواً من العمل السياسي والاجتماعي ، حتى تؤهلهم لاحقاً لدخول المعترك الاجتماعي دون عراقيل.

واخطر عمل تقوم به المدرسة الاسلامية ، هو تعليم تلاميذها معنى العدالة الاجتماعية. وهذا هو الفرق بين النظام المدرسي في الاسلام ونظيره في الرأسمالية. ففي حين يقوم النظام الرأسمالي بتعليم الطلبة قيم الطبقة العليا ، ويفصل المدارس على اساس اللون ، ويدعي ان نظامه الاجتماعي افضل من كل الانظمة الاجتماعية في العالم ، تقوم المدرسة الاسلامية بتعليم ابنائها قيم