• الفهرس
  • عدد النتائج:

مالك عليه وقمت به من حقه بعد إنفاق مالك ، فإن لم تخفه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه ، ولا قوة إلا بالله .. ».

دعا الإمام (ع) المسلمين إلى مراعاة حقوق أرقائهم فإن الله قد جعلهم عليهم وكلاء ، فاللازم عليهم مراعاة حقوقهم ، ومعاملتهم معاملة كريمة ، والإحسان إليهم بكل ما يمكن إحسانه ، فإن فعلوا ذلك وقاموا به فإن الله يجازيهم على ذلك ويجعل إحسانهم إليهم وقاية لهم من النار في الآخرة لما يحققونه من أجر وثواب.

٢٧ ـ حق صاحب المعروف :

« وأما حق ذي المعروف عليك ، فأن تشكره وتذكر معروفه وتنشر له المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه ، فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية. ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته وإلا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها .. » (١).

فاعل المعروف رجل خيّر طابت نفسه وسخت كفه حتى أصبح فعل الخير سجية من سجاياه ، يبادر إلى فعله عندما يعلم به دون سؤال ولا التماس طلب. يقوم بعمله هذا وهو يشعر بلذة وارتياح نفسي.

وحسن هذا المعروف أن يبقى طي الكتمان لا يعرف به إلا صاحبه أما إذا أراد صاحب المعروف أن يكسب شهرة بمعروفه طمعا بتحقيق مصالح شخصية ومآرب خاصة فإنه لا يستحق المدح ولا الثناء ويذهب معروفه باطلا مهما كان كبيرا. قال تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً

__________________

(١) الضمير في عليها عائد إلى المكافأة.