• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

وأما ما ذكرت من أمر عثمان وقطيعتي رحمه ، وتأليبي عليه ! عثمان عمل ما قد بلغك ، فصنع الناس به ما قد رأيت ، وأنك لتعلم أني قد كنت في عزلةٍ عنه ، إلا أن تتجنّىٰ ، فتجنّىٰ ما بدا لك !

وأما ما ذكرت من أمر قتلة عثمان ، فاني نظرت في هذا الأمر وضربت أنفه وعينه ، فلم أر دفعهم إليك ولا إلى غيرك ، ولعمري لئن لم تنزع عن غيّك وشقاقك لتعرفنهم عن قليل يطلبونك لا يكلفوك أن تطلبهم في برٍ ولا بحر ، ولا سهل ولا جبل .

وقد أتاني أبوك حين ولّى الناس أبا بكر فقال : أنت أحق بمقام محمد ، وأولى الناس بهذا الأمر ، وأنا زعيم لك بذلك على من خالف ، ابسط يدك أبايعك ، فلم أفعل . فأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده حتى كنت أنا الذي أبيت لقرب عهد الناس بالكفر مخافة الفرقة بين أهل الإِسلام ، فأبوك كان أعرف بحقي منك ، فان تعرف من حقي ما كان أبوك يعرف تُصبْ رشدك وان لم تفعل ، فسيغني الله عنك ؛ والسلام (١) .

الإِمام علي يستشير المهاجرين والأنصار في القتال

وعزم علي ( ع ) على مواجهة معاوية عسكرياً ولكنه قبل أن يتجهز لذلك دعا إليه من كان معه من المهاجرين والأنصار فجمعهم وقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وقال : « أما بعد ، فانكم ميامين الرأي ، مراجيح الحلم ، مقاويل بالحق ، مباركو الفعل والأمر ، وقد أردنا المسير إلى عدونا وعدوكم ، فاشيروا علينا برأيكم » .

فقام المهاجرون والأنصار كلٌّ يدلي برأيه ، ونقتصر هنا على ذكر آراء بعضهم إختصاراً للمسافة ، فإن ذلك يعطينا فكرةً كافية عما كان يتمتع به أصحاب علي ( ع ) من قوة العقيدة ورباطة الجأش والجرأة والشجاعة .

__________________

(١) شرح النهج ١٥ / من ٧٣ إلى ٧٨ .