• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

فقال الزبير : حملني على ذلك الطلبُ بدم عثمان فقال له علي : أنت وأصحابك قتلتموه ، فيجب عليك أن تُقيدَ من نفسك ! ولكن أنشدك بالله الذي لا إله إلا هو ، أما تذكر يوماً قال لك رسول الله ( ص ) : يا زبير أتحب علياً ! فقلت : يا رسول الله ، وما يمنعني من حبه وهو ابن خالي ؟ فقال لك : أما إنك ستخرج عليه يوماً وأنت ظالم ؟ فقال الزبير : اللهم بلىٰ ، قد كان ذلك .

قال علي : فأنشدك بالله الذي أنزل الفرقان أما تذكر يوماً جاء رسول الله ( ص ) من عند بني عمرو بن عوف وأنت معه وهو آخذٌ بيدك فاستقبلته أنا فسلّم عليَّ وضحكَ في وجهي ، وضحكتُ أنا إليه ، فقلتَ أنتَ : لا يدعُ ابن أبي طالب زهوه أبداً ! فقال لك النبي ( ص ) : مهلاً يا زبير ! فليس به زهوٌ ، ولتخرُجَنَّ عليه يوماً وأنت ظالمٌ له ؟

فقال الزبير : اللهم بلى ! ولكن أُنْسِيت ، فأما إذ ذكّرتني ذلك فوالله لأنصرفن عنك ! ولو ذكرتُ هذا لما خرجتُ عليك .

ثم رجع الزبير إلى عائشة وهي واقفة في هودجها ، فقالت : ما وراءك يا أبا عبد الله ؟ فقال الزبير : ورائي ؛ والله ما وقفتُ موقفاً قط ، ولا شهدت مشهداً من شِركٍ ولا إسلام إلا ولي فيه بصيرة ؛ وإني لعلىٰ شكٍ من أمرك ، وما أكاد أبصر موضع قدمي !

فقالت عائشة : لا والله ! ولكنك خفتَ سيوف أبي طالب ، أما إنها طوال حِداد تحملها سواعد أنجاد ، ولئن خفتها ، لقد خافها الرجال من قبلك !

وأقبل عليه ابنه عبد الله فقال : لا والله ! ولكنك رأيت الموت الأحمر تحت رايات ابن أبي طالب !

فقال له الزبير : والله يا بني إنك لمشؤوم مذ عرفتك .

فقال عبد الله : ما أنا بمشؤوم ، ولكنك فضحتنا في العرب فضيحةً لا