• الفهرس
  • عدد النتائج:

عالماً والقدرة لا تكون قادرة » (١).

يلاحظ عليه : أنّ ما ذكره من الاشكال مبنىُّ على اقتناص المعارف الإلهية من اللّغة والعرف ، أو من باب مقايسة الواجب بالممكن ، فيما أنّ العلم والقدرة في الإنسان عرض والإنسان معروض لهما ، تخيّل أنّ العلم والقدرة في جميع المراتب أعراض لا تخرج عن حدِّها ، ولكنّه غفل عن أنّ للعلم والقدرة والحياة مراتب ودرجات. فالعلم منه عرض كعلمنا بالأشياء الخارجيّة ، ومنه جوهر كعلمنا بذاتنا وحضور ذاتنا لدى ذاتنا ، ومنه واجب قائم بنفسه كعلم الله سبحانه بذاته. فعند ذلك لا مانع من أن يكون هناك علم قائم بالذات وقدرة مثلها وحياة كذلك.

وهناك كلمة قيّمة للحكيم الفارابي حيث يقول : « يجب أن يكون في الوجود وجود بالذات ، وفي العلم علم بالذات ، وفي القدرة قدرة بالذات ، وفي الارادة إرادة بالذات ، حتّى تكون هذه الاُمور في غيره لا بالذات ».

ومصدر هـ (٢)ذه الكلمات العجيبة هو مقايسة الغائب بالشاهد وتصوّر أنّ علمه سبحانه أو قدرته وحياته كعلم الممكنات وقدرتها وحياتها. فذلك هو التشبيه الّذي هو الأساس لمذهب أهل الحديث ومن لفّ لفّهم.

٤ ـ ذكر الشهرستاني أنّ أبا الهذيل اقتبس هذا الرأي من الفلاسفة الّذين اعتقدوا أنّ ذاته واحدة لا كثرة فيها بوجه (٣).

يلاحظ عليه : أنّه رجم بالغيب ومن الممكن أنّه وصل إليه من خطب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام كما سيوافيك كلامه ، وقد عرفت أنّ المعتزلة في التوحيد والعدل عالة على خطب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٥ ـ قال القاضي الايجي : « لو كان مفهوم كونه عالماً حيّاً قادراً نفس ذاته ، لم يفد

__________________

١ ـ الفرق بين الفرق : ص ١٢٧.

٢ ـ تعاليق الاسفار : ج ٦، ص ١٣٥.

٣ ـ الملل والنحل : ج ١، ص ٥٠.