• الفهرس
  • عدد النتائج:

______________________________________________________

صدره ، وقال : يا بن اليهودي ما أجرأك في ديننا ، فقال عثمان : ما أكثر أذاك لي غيب وجهك عني فقد آذيتني.

فخرج أبو ذر الى الشام ، فكتب معاوية الى عثمان ان أبا ذر تجتمع اليه الجموع ولا آمن أن يفسدهم عليك ، فان كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك ، فكتب اليه فحمله على بعير عليه قتب يا بس معه خمسون من الصقالبة يطردون (١) به حتى أتوا به المدينة ، وقد تسلخت بواطن أفخاذه ، وكاد يقلت (٢) فقيل : انك تموت من ذلك فقال : هيهات أن أموت حتى أنفي.

وذكر جوامع ما نزل به بعد ومن يتولى دفنه ، فأحسن اليه في داره أياما ثم ادخل عليه فجثا عليه وتكلم بأشياء ، وذكر الخبر في ولد أبي العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله حولا ، ومر في الخبر بطوله وتكلم بكلام كثير.

وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال ، فنضدت البدار حتى حالت بين عثمان وبين الرجل القائم ، فقال عثمان : اني لأرجو لعبد الرحمن خيرا لأنه كان يتصدق ويقري الضيف وترك ما ترون ، فقال كعب الاحبار : صدقت يا أمير المؤمنين ، فشال أبو ذر العصا فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان به من الا لم وقال : يا بن اليهودي تقول لرجل مات وخلف هذا المال كله ان الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة وتقطع على الله بذلك ، وأنا سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ما يسرني أن أموت فادع ما يزن قيراطا.

فقال له عثمان وأرعني وجهك قال أسير الى مكة قال : لا والله قال : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت قال : أي والله فقال : الى الشام فقال : لا والله قال : فالبصرة قال : لا والله ، فاختر غير هذه البلدان قال : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك‌

__________________

(١) وفي هامش النسخ : ينظرونه‌

(٢) أى يهلك.