اللؤلوئيّ ، ودفن في داره الّتي حوّلت بعده مسجداً في موضعه اليوم . (١) وقيل في تاريخ وفاته :
أودى بشهر محرَّم فأضافه |
* |
حزناً بفاجع رزئه المتجدّد |
بك شيخ طائفة الدعاة إلى الهدى |
* |
ومجمّع الأحكام بعد تبدّد |
وبكى له الشرع الشريف مؤرِّخاً |
* |
« أبكى الهدى والدين فقد محمّد » |
وخلّف ولده الشيخ أبا علي الملقّب بالمفيد الثاني صاحب كتاب المجالس وشرح النهاية .
( المفيد )
هو محمّد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان ينتهي نسبه إلى يعرب ابن قحطان . عرّف بابن المعلّم واشتهر بالمفيد إمّا لأنّ الإمام صاحب الزمان لقّبه به كما نصَّ عليه ابن شهر آشوب ، أو أنَّ شيخه عليّ بن عيسى الرمّانيّ لقّبه به لمناظرة جرت بينهما .
* ( ثقافته ) *
قد أجمع الموافق والمخالف على فضله وثقافته وتبرُّزه في العلوم العقليّة والنقليّة والحديث والرجال والأدب وقوّة العارضة في الظهور على الخصم ، يعرب عن ذلك ما في المعاجم من جملات ذهبيّة تدلّ على ذلك ، قال اليافعيُّ في مرآة الجنان في وقايع سنة ٤١٣ حيث قال :
وفيها توفّي عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلّم ، البارع في الكلام والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهيّة . قال ابن طيّ : وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللّباس . وقال غيره : كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد
________________________
(١) راجع خلاصة العلامة ص ٧٢ ، وخاتمة المستدرك ص ٥٠٥ ، ولسان الميزان ج ٥ ص ١٣٥ ، وحكى فيه عن بعض أنه توفى سنة ٤٦١ .