• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • العدل والإمامة

  • العدل الإلهي

  • يبغضني إلاّ منافق ولا يُحبّني إلاّ مؤمن. ١

    وقد أعرب عن ذلك الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام في خطبته في جامع دمشق ، عند ما صعد المنبر وعرَّف نفسه فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، ثمّ قال :

    « أيّها الناس أُعطينا ستّاً وفُضِّلنا بسبع ، أُعطينا : العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبَّة في قلوب المؤمنين ». ٢

    ولا عجب في أنّه تبارك وتعالى سمّاهم كوثراً أي الخير الكثير ، وقال : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ... ) قال الرازي : الكوثر : أولاده ، لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليه‌السلام بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت عليهم‌السلام ، ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أُمية في الدنيا أحد يُعبأ به ، ثمّ انظر كم كان فيها من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام. ٣

    إنّ محبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسين عليه‌السلام لم تكن محبة نابعة من حبه لنسَبه بل كان واقفاً على ما يبلغ إليه ولده الحسين عليه‌السلام في الفضل والكمال والشهادة في سبيله ، ونجاة الأُمّة من مخالب الظلم ، والثورة على الظلم والطغيان ، وهناك كلام للعلاّمة المجلسي يقول :

    إنّ محبة المقربين لأولادهم وأقربائهم وأحبّائهم ليست من جهة الدواعي

    __________________

    ١. مسند أحمد : ١ / ٨٤ ، إلى غير ذلك من المصادر المتوفرة.

    ٢. بحار الأنوار : ٤٥ / ١٣٨.

    ٣. تفسير الفخر الرازي : ٣٢ / ١٢٤.