مصر والهند ونظرائهما .. وأصبح بعضهم من أقطاب ومشايخ الصوفية ، ومن بين تلك الطرق الصوفية التي تنتقل فيها الزعامة والمشيخة بالوراثة موجودة حاليّاً في تركيا. وقد أرجعت هذه الفرقة سلالة مشيختها في أحدث إصداراتها إلى جعفر الذي يدعونه بجعفر المهدي ، وقد أشار أحد المتأخّرين من مشايخهم واسمه السيّد أحمد حسام الدين (المتوفّى سنة (١٣٤٣ للهجرة) .. بشكل غير مباشر في مقدّمة تفسيره إلى أنّه (وارث النبيّ) و (إمام العصر)»(١).

إنّ هذه العبارة تنطوي على شيء من الغموض ، فالذي يبدو من ظاهرها(٢) أنّ المؤلّف يعتقد أنّ فرقة الجعفرية لم تندثر في عصر الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ، وقد استند في إثبات ذلك إلى استمرار بقاء سلسلة طريقة أبناء جعفر إلى العصر الراهن في تركيا ، إلاّ أنّ بقاء سلسلة الطريقة لا يتنافى مع اندثار الجعفرية في عصر الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ؛ لأنّ المراد من اندثار الجعفرية يعني القول بإمامة شريعتهم ، دون مشيخة طريقتهم ، كما هو الحال بالنسبة إلى معروف الكرخي الذي تنتهي إليه سلاسل الكثير من طرق الصوفية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) مكتب در فرايند تكامل ، ص١١٨ ـ ١٢١.

(٢) هناك احتمال مخالفة الظاهر في عبارة هذا الكتاب، إذ بالالتفات إلى انتشار وتفرّق أبناء جعفر في البلدان القصية والبعيدة لا يمكن التسليم بصحّة اندثار الجعفرية؛ إذ يحتمل أن يكون بعض أولاد جعفر الذين بقوا على هذا المذهب كانوا يعيشون في المدن النائية والبعيدة عن الحواضر الشيعية؛ وعليه فاحتمال عدم الاندثار هو الأقرب دون ادّعاء عدم الاندثار، وهذا الاحتمال على خلاف الظاهر؛ إذ أنّ بيان مثل هذا الاحتمال يحتاج إلى ذكر بعض المسائل المتقدمة والتي نحن في غنى عن ذكرها هنا.