أثناء المعركة يريد حرق فسطاط أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ فقال له حميد بن مسلم : «سبحان الله إنّ هذا لا يصلح لك تريد أن تجمع على نفسك خصلتين تعذّب بعذاب الله وتقتل الولدان والنساء ، والله إنّ في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك ، قال : فقال : من أنت؟ قلت : لا أخبرك من أنا. قال : وخشيت والله أن لو عرفني أن يضرّني عند السلطان ، قال : فجاءه رجل كان أطوع له منِّي شبث بن ربعي ، فقال : ما رأيت مقالاً أسوأ من قولك ولا موقفاً أقبح من موقفك ، أمرعباً للنساء صرت؟ قال : فأشهد أنّه استحيى فذهب لينصرف ، وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة فشدّ على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفهم عن البيوت»(١).

وروى أيضاً فعلة اللعين عقبة بن بشر الذي رمى رضيع الحسين عليه‌السلام بسهم وهو في حجره ، فذبحه(٢) ، وذكر أيضاً أنّ عبد الله بن قطنة التميمي هو الذي قتل عون بن عبد الله بن جعفر(٣) ، وأنّ الذي قتل أخاه محمّداً بن عبد الله بن جعفر هو عامر بن نهشل التميمي(٤) ، وذكر بقيّة من استشهد من بني هاشم كجعفر بن محمّد بن عقيل ، وغيره(٥).

وقال : إنّ أوّل قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين هو ولده عليّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تاريخ الطبري ٤/٣٣٤ ، وينظر أيضاً الكامل ٤/٦٩ ، والبداية والنهاية ٨/١٩٨.

(٢) مقاتل الطالبيّين ٥٩.

(٣) السابق ٦٠.

(٤) السابق ٦٠.

(٥) السابق ٦٢.