٦٦ ـ (ها أَنْتُمْ) : ها للتنبيه.
وقيل : هي بدل من همزة الاستفهام.
ويقرأ : بتحقيق الهمزة والمدّ ، وبتليين الهمزة والمد ، وبالقصر والهمزة : وقد ذكرنا إعراب هذا الكلام في قوله : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ).
(فِيما) : هي بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة.
و (عِلْمٌ) : مبتدأ ، ولكم خبره ، وبه في موضع نصب على الحال ؛ لأنّه صفة لعلم في الأصل قدّمت عليه.
ولا يجوز أن تتعلّق الباء بعلم ؛ إذ فيه تقديم الصّلة على الموصول ، فإن علقتها بمحذوف يفسّره المصدر جاز ، وهو الذي يسمّى تبيينا.
٦٨ ـ (بِإِبْراهِيمَ) : الباء تتعلّق بأولى ، وخبر إن (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ).
و (أَوْلَى) : أفعل من ولي يلي ، وألفه منقلبة عن ياء ؛ لأنّ فاءه واو ، فلا تكون لامه واوا ؛ إذ ليس في الكلام ما فاؤه ولامه واوان إلا واو.
(وَهذَا النَّبِيُ) : معطوف على خبر إن.
ويقرأ «النبي» بالنصب ؛ أي واتّبعوا هذا النبيّ.
٧٢ ـ (وَجْهَ النَّهارِ) : وجه ظرف لآمنوا ، بدليل قوله : (وَاكْفُرُوا آخِرَهُ).
ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل.
٧٣ ـ (إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ أنه استثناء مما قبله ؛ والتقدير : ولا تقرّوا إلا لمن تبع ، فعلى هذا اللام غير زائدة.
ويجوز أن تكون زائدة ، ويكون محمولا على المعنى ؛ أي اجحدوا كلّ أحد إلا من تبع.
والثاني ـ أن النية التأخير ، والتقدير : ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم ، فاللام على هذا زائدة ، ومن في موضع نصب على الاستثناء من أحد.
فأما قوله : (قُلْ إِنَّ الْهُدى) ـ فمعترض بين الكلامين لأنّه مشدّد.
وهذا الوجه بعيد ؛ لأنّ فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه ، وعلى العامل فيه ، وتقديم ما في صلة أن عليها ؛ فعلى هذا في موضع (أَنْ يُؤْتى) ثلاثة أوجه :
أحدها ـ جرّ ، تقديره : ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد.
والثاني ـ أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر. والثالث ـ أن يكون مفعولا من أجله ، تقديره :
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد.
وقيل أن يؤتى متصل بقوله : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) ؛ والتقدير : أنّ لا يؤتى ؛ أي هو أن لا يؤتى ، فهو في موضع رفع.
(أَوْ يُحاجُّوكُمْ) : معطوف على يؤتى ، وجمع الضمير لأحد ؛ لأنّه في مذهب الجمع ، كما قال : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ).
ويقرأ : أن يؤتى على الاستئناف ، وموضعه رفع على أنه مبتدأ ، تقديره : إتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدّق.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف ، تقديره : أتصدقون أن يؤتى ، أو أتشيعون.
ويقرأ شاذا أن يؤتى على تسمية الفاعل ، وأحد فاعله ، والمفعول محذوف ؛ أي أن يؤتى أحد أحدا.
(يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هو يؤتيه ؛ وأن يكون خبرا ثانيا.
٧٥ ـ (مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ) : من مبتدأ ، ومن أهل الكتاب خبره ، والشرط وجوابه صفة لمن لأنّها نكرة ، وكما يقع الشرط خبرا يقع صلة ، وصفة ، وحالا.
وقرأ أبو الأشهب العطاردي «تأمنه» ـ بكسر حرف المضارعة.
و (بِقِنْطارٍ) : الباء بمعنى في ؛ أي في حفظ قنطار.
وقيل الباء بمعنى على.
(يُؤَدِّهِ) : فيه خمس قراءات.
إحداها ـ كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ ، وقد ذكرنا علّة هذا في أول الكتاب.
والثانية ـ كسر الهاء من غير ياء ، اكتفى بالكسرة عن الياء لدلالتها عليها ، ولأنّ الأصل ألّا يزاد على الهاء شيء ، كبقية الضمائر. والثالثة ـ إسكان الهاء ؛ وذلك أنه أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ وهو ضعيف ، وحقّ هاء الضمير الحركة ، وإنما تسكّن هاء السكت.
والرابعة ـ ضمّ الهاء ، وصلتها بواو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالواو ؛ لأنّها من جنس الضمة كما بيّنت المكسورة بالياء.
والخامسة ـ ضمّ الهاء من غير واو ؛ لدلالة الضمة عليها ؛ ولأنّه الأصل ؛ ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا للضمة قبلها.
(إِلَّا ما دُمْتَ) : «ما» في موضع نصب على الظرف ؛ أي إلا مدة دوامك.
ويجوز أن يكون حالا ؛ لأنّ ما مصدرية ، والمصدر قد يقع حالا ؛ والتقدير : إلا في حال ملازمتك.
والجمهور على ضمّ الدال ؛ وماضيه دام يدوم ، مثل قال يقول.
ويقرأ بكسر الدال ، وماضيه دمت تدام ، مثل خفت تخاف ، وهي لغة.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ) ؛ أي ذلك مستحقّ بأنهم.
(فِي الْأُمِّيِّينَ) : صفة ل (سَبِيلٌ) ، قدّمت عليه فصارت حالا.
ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في (عَلَيْنا).