ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها ، وقد ذكر تعليل ذلك في قوله : (يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ).

(عَنْ تِلْكُمَا) : وقد ذكرنا أصل «تلك».

والإشارة إلى الشجرة ، وهي واحدة ، والمخاطب اثنان ؛ فلذلك ثنى حرف الخطاب.

٢٥ ـ (وَمِنْها تُخْرَجُونَ) : الواو في الأصل تعطف هذه الأفعال بعضها على بعض ، ولكن فصل بينهما بالظرف لأنه عطف جملة على جملة.

و «تخرجون» ـ بضم التاء وفتحها ، والمعنى فيها مفهوم.

٢٦ ـ (وَرِيشاً) : هو جمع ريشة. ويقرأ «رياشا» ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو جمع واحده ريش ، مثل ريح ورياح.

والثاني ـ أنه اسم للجمع مثل اللباس.

(وَلِباسُ التَّقْوى) : يقرأ بالنصب عطفا على ريشا.

فإن قيل : كيف ينزل اللباس والريش؟

قيل : لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر ، والمطر ينزل جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب.

ويقرأ بالرفع على الابتداء.

و (ذلِكَ) : مبتدأ و (خَيْرٌ) : خبره ، والجملة خبر لباس.

ويجوز أن يكون «ذلك» نعتا للباس ؛ أي المذكور ، والمشار إليه.

وأن يكون بدلا منه ، أو عطف بيان : و «خير» الخبر.

وقيل : لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف ؛ تقديره : وسائر عوراتكم لباس التقوى ، أو على العكس ؛ أي ولباس التقوى ساتر عوراتكم.

وفي الكلام حذف مضاف ؛ أي ولباس أهل التقوى.

وقيل المعنى : ولباس الاتقاء الذي يتقى به النّظر ، فلا حذف إذا.

٢٧ ـ (لا يَفْتِنَنَّكُمُ) : النهي في اللفظ للشيطان. والمعنى : لا تتّبعوا الشيطان فيفتنكم.

(كَما أَخْرَجَ) ؛ أي فتنة كفتنة أبويكم بالإخراج.

(يَنْزِعُ عَنْهُما) : الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في اخرج ، وإن شئت من الأبوين ؛ لأنّ فيه ضميرين لهما.

و «ينزع» : حكاية أمر قد وقع ؛ لأنّ نزع اللباس عنهما كان قبل الإخراج.

فإن قيل : الشيطان لم ينزع عنهما اللباس.

قيل : لكنه تسبّب ، فنسب الإخراج والنّزع إليه.

(هُوَ وَقَبِيلُهُ) : هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه.

٢٩ ـ (وَأَقِيمُوا) :

في تقدير الكلام وجهان :

أحدهما ـ هو معطوف على موضع «القسط» على المعنى ؛ أي أمر ربّي ، فقال : أقسطوا وأقيموا.

والثاني ـ في الكلام حذف تقديره : فاقبلوا وأقيموا.

و (الدِّينَ) : منصوب بمخلصين ؛ ولا يجوز هنا فتح اللام في (مُخْلِصِينَ) ؛ لأنّ ذكر المفعول يمنع من أن لا يسمّى الفاعل.

(كَما) : الكاف نعت لمصدر محذوف ؛ أي (تَعُودُونَ) عودا كبدئكم.

٣٠ ـ (فَرِيقاً هَدى) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو منصوب بهدى ، (وَفَرِيقاً) الثاني منصوب بفعل محذوف ، تقديره : وأضلّ فريقا ، وما بعده تفسير للمحذوف. والكلام كله حال من الضمير في «تعودون» ، «وقد» مع الفعل مرادة ، تقديره : تعودون قد هدى فريقا وأضلّ فريقا.

والوجه الثاني ـ أنّ «فريقا» في الموضعين حال ، و «هدى» وصف للأول ، و (حَقَّ عَلَيْهِمُ) وصف للثاني. والتقدير تعودون فريقين. وقرأ به أبيّ.

ولم تلحق تاء التأنيث ب «حق» للفصل ، أو لأن التأنيث غير حقيقي.

٣١ ـ (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) : ظرف ل (اتَّخَذُوا) ، وليس بحال للزينة ؛ لأنّ إحداها يكون قبل ذلك.

وفي الكلام حذف تقديره : عند قصد كلّ مسجد.

٣٢ ـ (قُلْ هِيَ) : هي مبتدأ ، وفي الخبر ستة أوجه : أحدها ـ (خالِصَةً) ، على قراءة من رفّع ؛ فعلى هذا تكون اللام متعلقة بخالصة ؛ أي هي خالصة لمن آمن في الدنيا ، و (يَوْمَ الْقِيامَةِ) ظرف لخالصة ، ولم يمتنع تعلّق الظّرفين بها ؛ لأنّ اللام للتبيين. ويوم ظرف محض ، و (فِي) متعلقة بآمنوا.

والثاني ـ أن يكون الخبر للذين ، وخالصة خبر ثان ، و «في» متعلقة بآمنوا.

والثالث ـ أن يكون الخبر للذين ، وفي الحياة معمول الظّرف الذي هو اللام ؛ أي يستقرّ للذين آمنوا في الحياة الدنيا ، وخالصة خبر ثان.

والرابع ـ أن يكون الخبر في الحياة الدنيا ، وللذين متعلّقة بخالصة.

والخامس ـ أن تكون اللام حالا من الظرف بعدها على قول الأخفش.

والسادس ـ أن تكون خالصة نصبا على الحال على قراءة من نصب ، والعامل فيها للذين ، أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا ، أو حالا. والتقدير : هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة ؛ أي إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الآخرة.

ولا يجوز أن تعمل في «خالصة» زينة الله ؛ لأنه قد وصفها بقوله التي ، والمصدر إذا وصف لا يعمل. ولا قوله (أَخْرَجَ) ، لأجل الفصل الذي بينهما ، وهو قوله : قل.