• الفهرس
  • عدد النتائج:

برأس القالب أقل من شبر زروقة ، كأن هناك ماء ، فعند ذلك تنقل تلك القوالب إلى محل آخر كمحلها المذكور ، ويوضع كل قالب في حفرته لتصفية تلك المائية الباقية فيه ، لأن في أسفل كل حفرة إما تقبة أو تقب تنشف القالب ولا تبقي به شيئا من المائية والزرقة ، ونزع منها قالب بمحضرنا فخرج من حفرته صوت يصفر ولم يخرج منه ريح. وهذا كله وكبير المكينة أمامنا يطوف بنا فيها ، ويطلعنا على أطوار السكر طورا بعد طور ، حتى أتى بنا إلى محل تخرج منه القوالب التي تم تيبيسها وتصفيتها ، فوجدنا هناك خدمة عديدة ، وقوالب من السكر مرصفة بعضها فوق بعض كالجبال ، وأكثرها القوالب التي من نحو ربع قنطار في القالب ، وأقلها وأضعفها قوالب صغيرة هي التي تأتي إلى الغرب (١). وهؤلاء الخدمة كل اثنين متقابل على مائدة بينهما يمسك كل / ٥٨ / واحد منهما قالبا من يد الآخر ، ويضعه بين يديه فوق رزمة الكاغد المعد للفّه فيه ، فيلفّه في كاغدين كأسرع ما يكون ، وأمام كل واحد منهما متعلمان (٢) يشدان القوالب في الخيط بحيث يلف قالبين في الكاغد ، يشدها بالخيط المتعلمان اللذان أمامه ، فيمسكه آخران يناولانه لغيرهما حتى يصل لمحل وضعه.

__________________

(١) ذكر محمد المامون بن عمر بن الطائع الكتاني الحسني في مخطوطه «هداية الضال المشتغل بالقيل والقال» «... ولما ظهر وقت الأمير سيدي محمد بن عبد الله ... وقع وقتئذ اضطراب كثير وخلاف شهير فمن يحل ومن يحرم ـ السكر ـ ولقد أرسل ولد الأمير المذكور وهو السلطان أبو داود سليمان من يوثق بدينه وعلمه ... وحكمه حتى وقف على عينءالاته وماهية صنعه ، ورجع فأخبر بطهارة أصله وإباحة فرعه ... إنما حرم ما عدا الجامد منه ، وهو ما يعرف بسكار القالب ، وأما غبرته المعروفة بلباته فلا ...». خ. العامة بالرباط ، رقم ٣٢٠ ك ، ص ١٣٣ ـ ١٤٥.

وقد تزايد استيراد المغرب لهذه المادة أواخر القرن التاسع عشر ، كما يدل على ذلك الجدول التالي:

١٨٧١ م

 ١٤٤. ٨٩٥. ١ كيلو ـ ٧٢٠. ٩٨٠. ١ بالفرنك

١٨٧٦ م

 ٠٨٨. ٤٥٨. ٢ كيلو ـ ٥٤٠. ٧٦٤. ٢ بالفرنك

١٨٧٧ م

 ٧٠٢. ٢٧٣. ٣ كيلو ـ ٧٧٩. ٤٩٠. ٣ بالفرنك

Miege, Le Marc et l\'EuroPe, Tome, 3: 274. 249.

(٢) في الأصل متعلمين ـ خطأ ـ.